المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌بيان تأويل [رؤية] (1) السيف إذا انكسر، أو انكسر، أو رأى - مستخرج أبي عوانة - ط الجامعة الإسلامية - جـ ١٨

[أبو عوانة]

فهرس الكتاب

‌بيان تأويل [رؤية]

(1)

السيف إذا انكسر، أو انكسر، أو رأى صاحبه فيه وهنًا، أو يرى فيه زيادة حسن أو زيادة نماء، وتأويل البقر والخيل

(2)

(1)

من نسخة (ل).

(2)

انظر التعليق على هذه الكلمة في نص الحديث.

ص: 5

10039 -

حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، حدثنا أبو أسامة

(1)

، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أريت في المنام أني أهاجر، من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وَهَلِي

(2)

إلى أنها اليمامة

(3)

، أو هَجَر

(4)

، فإذا هي المدينة: يثرب، ورأيت [في]

(5)

رؤياي

⦗ص: 6⦘

هذه أني هززت سيفا، فانقطع صدره؛ فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح، واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها أيضًا بقرا

(6)

واللهُ خير

(7)

، فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخيل

(8)

ما جاء الله به من الخير

⦗ص: 7⦘

بعد، وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد

(9)

يوم بدر"

(10)

.

(1)

أبو أسامة هو موضع الالتقاء.

(2)

قال ابن التين: روينا "وهلي": بفتح الهاء. والذي ذكره أهل اللغة بسكونها. قال: ولعله وقع في الرواية على مثل ما قالوه في (البحر): بحر، بالتحريك. وكذا (النهر): نهر. اهـ. الفتح (12/ 422).

وقال ابن الأثير: وهل إلى الشيء -بالفتح- يهل -بالكسر- وهلا -بالسكون- إذا ذهب وهمه إليه. النهاية (5/ 233).

(3)

قرية معدودة من نجد، وبينها وبين البحرين عشرة أيام. معجم البلدان (5/ 505).

(4)

هجر -بفتح أوله وثانيه- مدينة، وهي قاعدة البحرين، وربما قيل:(الهجر) بالألف واللام، وقيل: ناحية البحرين كلها هجر، وهو الصواب. معجم البلدان (5/ 452).

(5)

زيادة من الصحيحين، ويقتضيها السياق، وفي مكانها ما يشبه الضبة في نسخة (ل).

(6)

قال النووي: (قد جاء في غير مسلم زيادة في هذا الحديث: "ورأيت بقرًا تنحر" وبهذه الزيادة يتم تأويل الرؤيا بما ذكر؛ فنحر البقر هو قتل الصحابة رضي الله عنهم الذين قتلوا بأحد). اهـ. شرح النووي (15/ 34). ولعله يشير رحمه الله إلى حديث جابر الآتي برقم (10050)، وإلى حديث ابن عباس الذي أخرجه أحمد (1/ 271)، والحاكم (2/ 128، 129)، وعنه البيهقي في الكبرى (7/ 41)، وفيه:"ورأيت بقرًا تذبح". وصححه الحاكم، والذهبي، وهو إلى الحسن أقرب. وأما حديث أبي موسى الأشعري فلم تقع فيه تلك الزيادة، كما أشار ابن حجر في الفتح (12/ 421، 422).

(7)

لفظ الجلالة في قوله: "والله خير" فوقه ضمة في نسخة (ل)، وقال القاضي عياض:(ضبطنا هذا الحرف -"واللهُ خير"- عن جميع الرواة برفع الهاء والراء، على المبتدأ والخبر). ثم قال: (قال أكثر شراح الحديث: معناه: ثواب الله خير، أي: صنع الله بالمقتولين خير لهم من بقائهم في الدنيا). وقال: (والأولى قول من قال: "والله خير" من جملة الرؤيا، كلمة ألقيت إليه وسمعها في الرؤيا، عند رؤيا البقر؛ بدليل تأويله لها بقوله صلى الله عليه وسلم: "وإذا الخير ما جاء الله به". اهـ. شرح النووي (15/ 34، 35).

(8)

هكذا وقع لأبي عوانة، بلفظ الخيل، ولذا بوّب به، لكن هذا اللفظ خطأ -فيما يظهر لي- فإنه لم يرد ذكر للخيل في هذه الرؤيا لا عند أبي عوانة، ولا عند غيره ممن أخرج =

⦗ص: 7⦘

= هذا الحديث، ولعله من أجل هذا ضبب في نسخة (ل) على هذا اللفظ في الحديث.

ومن المصادر التي ورد فيها هذا الحديث -سوى الصحيحين-: سنن ابن ماجه (2/ 1292/حديث رقم 1921)، وسنن الدارمي (2/ 129)، ومسند أبي يعلى (13/ 283، 284/حديث رقم 7298)، كلها بلفظ:"الخير"، وهو الصواب، ولم يذكر شراح الحديث غيره.

(9)

قال القاضي عياض: "و"وبعد يوم بدر" بضم قال "بعد" ونصب "يوم"، وروي بنصب الدال، قالوا: ومعناه: ما جاء الله به بعد بدر الثانية، من تثبيت قلوب المؤمنين؛ لأن الناس جمعوا لهم وخوفوهم، فزادهم ذلك إيمانًا، وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل، لم يمسسهم سوء، وتفرق العدو عنهم هيبة لهم". اهـ. شرح النووي (15/ 34).

(10)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 1779، 1780/ حديث رقم 20).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المناقب، باب علامات النبوة- (6/ 627/ حديث رقم 3622)، وأطرافه في (3987، 4081، 7035، 7041).

ص: 5

‌باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في مسيلمة الكذاب، والدليل على أن سوار الذهب للرجال، وما يشبهه من الذهب مكروه، ونزعه محبوب

ص: 8

10040 -

حدثنا محمد بن عوف الحمصي، والصغاني، قالا: حدثنا أبو اليمان

(1)

، أخبرنا شعيب، حدثنا ابن أبي حسين، حدثني نافع ابن جبير بن مطعم، عن ابن عباس، قال: قدم مسليمة الكذاب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من

(2)

بعده، تَبِعْتُه وقَدِمها في بَشَرٍ كثيرٍ من قومه، فأقبل إليه النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شَماس، وفي يد النبي صلى الله عليه وسلم قطعة جريدة، حتى وقف على مسيلمة في أصحابه، قال: "لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن أتعد

(3)

أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت، و

(4)

هذا ثابت يجيبك عني". ثم انصرفَ عنه

(5)

.

⦗ص: 9⦘

قال ابن عباس

(6)

: فسألت عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك أنت الذي أريت فيه ما رأيت"؟ فأخبرني أبو هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب، فأهمّني شأنهما، فأوحي إليّ في المنام أن انفخهما، فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابين

(7)

يخرجان من بعدي، وكان

(8)

أحدهما العنسي صاحب صنعاء، والآخر مسيلمة صاحب اليمامة"

(9)

.

(1)

أبو اليمان هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة (من) ساقطة من نسخة (ل).

(3)

في نسخة (ل)، وصحيح البخاري:(ولن تعدو).

(4)

حرف الواو ساقط من نسخة (ل).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 1780/ حديث رقم 21). =

⦗ص: 9⦘

= وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المغازي، باب وفد بني حنيفة (8/ 89/ حديث رقم 4373)، وأطرافه في (3620، 4378، 7033، 7461).

(6)

بالإسناد السابق.

(7)

في نسخة (ل) زيادة كلمة (يعني) بعد كلمة (كذابين).

(8)

في نسخة (ل): فكان.

(9)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم (/ 4/ 1781 /حديث رقم 21).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المغازي، باب وفد بني حنيفة- (8/ 89/حديث رقم 4374)، وأطرافه في (3621، 4375، 4379، 7034، 7037).

ص: 8

10041 -

حدثنا السلمي، قال: حدثنا عبد الرزاق

(1)

، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،

⦗ص: 10⦘

فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا نائم أتيت خزائن الأرض، فَوَضَع

(2)

في يدي سِوَارين

(3)

من ذهب، فَكَبُرَا علي، فأهماني، فأوحي إليّ أن انفخهما، فنفختهما، فذهبا، فأولتهما الكذابين الذين أنا بينهما: صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة"

(4)

. لم يخرجاه

(5)

.

(1)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء.

(2)

فوضع -بفتح الواو والضاد- وفيه ضمير الفاعل، أي: وضع الآتي بخزائن الأرض في يدي سوارين، فهذا هو الصواب. وضبطه بعضهم (فوضع) -بضم الواو- وهو ضعيف لنصب (سوارين)، وإن كان يتخرج على وجه ضعيف. شرح النووي على مسلم (15/ 35).

(3)

بكسر المهملة، ويجوز ضمها، وفيه لغة ثالثة:(أسوار) بضم الهمزة أوله. فتح الباري (12/ 424).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 1871/ حديث رقم 22). وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المغازي، باب وفد بني حنيفة- (8/ 89/ حديث رقم 4375)، وطرفه في (7037).

(5)

كلمة: (لم يخرجاه) غير موجودة في نسخة (ل)، وفي نسخة (هـ) ملحقة بالمتن بخط صغير، ومسلم قد أخرج الحديث، فلعل هذه اللفظة وقعت هنا خطأ.

ص: 9

10042 -

حدثنا أحمد بن عثمان الأودي، حدثنا عبيد الله ابن موسى، حدثنا شيبان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة

(1)

، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتيت وأنا نائم، فوضع في يدي

⦗ص: 11⦘

مفاتيح خزائن الأرض"

(2)

.

(1)

أبو هريرة رضي الله عنه هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب المساجد ومواضع الصلاة- (1/ 371، 372/ حديث رقم 6) وفيه زيادة: بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب.

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: نصرت بالرعب (6/ 128/حديث رقم 2977)، وأطرافه في (6998، 7013، 7273).

ص: 10

‌باب تأويل رؤية اللبن في المنام

ص: 12

10043 -

حدثنا عباس الدوري، وأبو داوود الحراني، قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد

(1)

، حدثنا أبي، عن صالح، ح.

وحدثنا محمد بن النعمان بن بشير المقدسي، وأبو إسماعيل الترمذي، قالا: حدثنا عبد العزيز الأويسي، حدثنا إبراهيم بن سعد

(2)

، عن صالح ابن كيسان، عن ابن شهاب، قال: حدثني حمزة بن عبد الله بن عمر، أنه سمع عبد الله بن عمر، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما أنا نائم أتيت بقدح لبن، فشربت منه، حتى إني لأرى الرِّي

(3)

يجري من أطرافي، فأعطيت فضلي عمر بن الخطاب". فقال من حوله: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: "العلم"

(4)

.

(1)

يعقوب بن إبراهيم بن سعد، هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق.

(2)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق.

(3)

بكسر الراء، ويجوز فتحها. الفتح (7/ 45).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عمر رضي الله عنه (4/ 1860/حديث رقم 16/ الطريق الثاني).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التعبير، باب إذا جرى اللبن في أطرافه أو أظافيره (12/ 394، 395/ حديث رقم 7007)، وأطرافه في (3681، 7006، 7027، 7032). =

⦗ص: 13⦘

= فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية يعقوب بن إبراهيم، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية يونس بن يزيد، عن ابن شهاب.

ص: 12

10044 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب

(1)

، أخبرني يونس بن يزيد، عن بن شهاب، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"بينا أنا نائم، إذ رأيت قدحًا أتيت به فيه لبن، فشربت منه، حتى إني لأرى الري يجري بين أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب". فقالوا: ما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: "العلم"

(2)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10043).

تنبيه: هذا الحديث تأخر في نسخة (ل) عن الذي بعده هنا.

ص: 13

10045 -

حدثنا بحر بن نصر الخولاني، حدثنا ابن وهب

(1)

، قال: أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبد الله، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. مثله

(2)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10043).

ص: 13

10046 -

حدثنا الصغاني، وأبو إسماعيل، قالا: حدثنا أبو صالح

(1)

،

⦗ص: 14⦘

حدثني ليث

(2)

، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني حمزة، أن عبد الله بن عمر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن". وذكر الحديث

(3)

.

(1)

هو عبد الله بن صالح بن محمد، تقدم برقم (10043).

(2)

ليث هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10043).

ص: 13

‌باب تأويل رؤية

(1)

القميص في المنام، والدليل على أن ما يكون فيها من الحسن والسعة والنظافة، فهي المحبوبة في الدين

(2)

(1)

كلمة (رؤية) ساقطة من نسخة (ل)، وكذلك كلمة (في الدين) التي في آخر العنوان.

(2)

في نسخة (هـ) زيادة في عنوان الباب، وعليها إشارة (لا- إلى)، ولفظها:(وما يكون منها وسحد ضيقة منفسحة فهي مكروهة في الدين، وتأويل الدرع، وأن الرويا إذا ذكرها الرجل وهي مكروهة، ولم يعبرها المعبر، وقال: خيرا). اهـ. وفيها كلمة لم أستطع قراءتها، ونقلت صورتها، ووضعت تحتها خطا.

ص: 15

10047 -

حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ [المكي]

(1)

، حدثنا سليمان بن داوود الهاشهي، حدثنا إبراهيم بن سعد

(2)

، عن صالح ابن كيسان، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "رأيت في المنام قومًا يعرضون علي، وعليهم قُمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعُرض عليّ عمر بن الخطاب" رضي الله عنه "وعليه قميص يجّره"، فقال مَن حوله

(3)

: فما أولت ذلك يا رسول الله؟

⦗ص: 16⦘

قال: "الدين"

(4)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(3)

قائل ذلك هو أبو بكر الصديق. الفتح (7/ 51)، و (12/ 395).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر رضي الله عنه (4/ 1859/ حديث رقم 15).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال- (1/ 73/ حديث رقم 23)، وأطرافه في (3691، 7008، 7009).

ص: 15

10048 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، وعبيد بن شريك، قالا: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني الليث، عن بن الهاد، عن إبراهيم ابن سعد

(1)

، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف، عن أبي سعيد الخدري، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضُون وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره"، قالوا

(2)

: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: "الدين"

(3)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): فقالوا.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10047).

ص: 16

10049 -

حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي، قال: حدثنا يونس ابن محمد، قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن الهاد، عن إبراهيم بن سعد

(1)

، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، بمثله، إلا أنه قال -بَدل

⦗ص: 17⦘

"الدين" -: "العِلم"

(2)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10047).

فوائد الاستخراج: ذكر لفظ "العلم" بدل "الدين".

ص: 16

10050 -

ز- حدثنا الصغاني، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أبو الزبير، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت كأني في درع حصينة، ورأيت بقرة

(1)

منحرة؛ فتأولت أن الدرع: المدينة، والبقرة

(2)

، والله خير، فلو أقمنا بالمدنية، فإن دخلوا علينا قاتلناهم"، فقالوا: والله ما دخلت علينا في الجاهلية، أفتدخل علينا في الإِسلام! قال: "فشأنكم إذًا". قال: فقالت الأنصار بعضها لبعض: رددنا على النبي صلى الله عليه وسلم؟ فجاءوا فقالوا: يا رسول الله، شأنك. فقال

(3)

: "الآن! إنه ليس لنبي إذا لبس لأمته

(4)

⦗ص: 18⦘

بأن

(5)

يضعها حتى يقاتل"

(6)

.

(1)

في نسخة (ل)، ومصادر التخريج:(بقرًا) إلا مصنف ابن أبي شيبة فهو كما وقع في الأصل هنا.

(2)

في نسخة (ل) ضبة فوق حرف التأنيث، والذي في مصادر التخريج هو باسم الجمع،

وقد ورد تأويله في مصادر التخريج بأنه: (نفر). والمراد النفر الذين قتلوا من الصحابة.

وانظر الفتح (7/ 377).

(3)

في نسخة (ل): قال.

(4)

اللأمة -بسكون الهمزة-: الدرع. وقيل: السلاح. ولأمة الحرب: أداته.

وقد تترك همزة (اللأمة) تخفيفا. وجمعها: لأم -بسكون الهمزة- مثل: تمرة وتمر.

⦗ص: 18⦘

= وتجمع أيضًا على: لؤم -بضم ثم فتح- على غير قياس.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 327)، وغريب الحديث للحربي (1/ 325)، والنهاية (4/ 220)، والفتح (13/ 341).

(5)

في نسخة (ل): أن.

(6)

أخرجه ابن سعد في طبقاته (2/ 45)، وابن أبي شيبة في مصنفه (11/ 68، 69 / حديث رقم (10538)، وأحمد في المسند (3/ 351)، والدارمي في سننه (2/ 129، 130)، والنسائي- في الكبرى" كما في التحفة (2/ 295/ حديث رقم 2698)، كلهم من طرق عن حماد بن سلمة، به.

ورجاله ثقات، لكن أبا الزبير قد عنعنه، إلا أن حديث أبي موسى، السابق برقم (874) يشهد له، وكذلك حديث ابن عباس، المشار إليه في التعليقة رقم (8) على حديث أبي موسى المذكور.

ص: 17

‌بيان رؤية من يثلغ رأسه في المنام بالحجر، وتأويل من يشرشر شدقه، أو عينه، أو منخره إلى قفاه، وتأويل التعري في مثل بناء التنور، وتأويل من يسبح في الدم ويلقم الحجارة، وتأويل الرجل كريه المرآة يكون [عند]

(1)

نار يحشها، وتأويل الرجل يرى بعض خلقه قبيحًا وبعضه حسنًا

(2)

(1)

من نسخة (هـ)، وعليها إشارة (لا- إلى)، وكذلك فوقها كتب كلمة:(سقط).

(2)

سقطت كلمات كثيرة، من عنوان الباب في نسخة (ل). وفي نسخة (هـ) زيادة:(والدليل على أنه يعبر ذلك البعض إلى ما ينسب إليه)، وعليها إشارة (لا- إلى).

ص: 19

10051 -

حدثنا أبو الأزهر، ويزيد بن سنان، قالا: حدثنا وهب بن جرير

(1)

، حدثنا أبي، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة ابن جندب، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح فسلم، أقبل عليهم بوجهه فقال:"هل رأى أحد منكم رؤيا الليلة"؛ فإن كان أحدٌ رأى رؤيا قصها عليه، فقال فيها ما شاء الله أن يقول، فسلم يومًا من صلاة الصبح، ثم أقبل علينا بوجهه فقال:"هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا"؟ قلنا: لا، قال: "لكني رأيت في النوم رجلين

(2)

أتياني، فأخذا بيدي،

⦗ص: 20⦘

فأخرجاني إلى أرض مستوية، أو أرض فضاء، فإذا رجل قاعد، ورجل قائم على رأسه، في يده كلوب من حديد، يُدخله في شدقه

(3)

، فيشقه حتى يبلغ قفاه، ثم يخرجه من شدقه، فيدخله في الشدق الآخر حتى يبلغ قفاه، فيعود فيه، فهو كما كان قبله، فقلت

(4)

: ما هذا؟ فقالا: انطلق، فانطلقنا حتى انتهينا إلى رجل مستلق على قفاه، ورجل قائم على رأسه، يزيده صخرة يشدخ

(5)

بها رأسه، فإذا ضربه بها تدهدأ

(6)

الحجر، فانطلق ليأخذ

(7)

، وعاد رأسه كما كان، فيعود فيه، فهو كذاك

(8)

، فقلت

(9)

: ما هذا؟ فقالا: انطلق، فانطلقنا حتى ننتهي إلى بيت قد بني مثل

(10)

بناء التنور، أسفله واسع، وأعلاه ضيق، يوقد تحته

⦗ص: 21⦘

نار، فيه رجال ونساء، فإذا أوقدت ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا من البيت، فإذا خمدت رجعوا فيه، فقلت: ما هذا؟ قالا

(11)

: انطلق، فانطلقنا حتى ننتهي إلى نهر من دم، فيه رجل قائم في وسطه، ورجل على شاطئ النهر، وبين يديه حجارة، فيقبل الذي في النهر، حتى إذا أراد أن يخرج، رمى هذا في فيه بحجر، فرده حيث كان، فهو كذلك

(12)

، قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى ننتهي إلى روضة

(13)

خضراء، فيها شجرة عظيمة، تحتها شيخ قاعد وحوله صبيان، ورجل قريب منه يوقد نارًا ويحشّشها

(14)

، فأخذا بيدي فصعدا بي في الشجرة، فأدخلاني دارًا، لم

(15)

أر دارًا قط أحسن منها، فيها رجال شبان وشيوخ، ونساء، وصبيان، ثم أخرجاني منها،

⦗ص: 22⦘

فصعدا بي في الشجرة، فأدخلاني دارا هي أحسن من الأولى، فإذا فيها

(16)

رجال شيوخ وشبان

(17)

، فقلت لهما: إنكما قد طوفتما بي منذ الليلة، فأخبراني عن ما رأيت؟ قالا

(18)

: أما الرجل الأول الذي قد رأيت، ورجل على رأسه [قائم]

(19)

وبيده كلوب من حديد، يشق به شدقه، فذاك رجل كذاب، يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق، فهو يصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة، وأما الذي رأيت مستلقيًا، ورجل قائم على رأسه، بيده صخرة يشدخ بها رأسه، فإن ذاك رجل علمه الله القرآن، فنام عنه بالليل، ولم يعمل بما فيه بالنهار، فهو يصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة، وأما الذي رأيت في البيت فهم الزناة، وأما الذي رأيت في النهر

(20)

الدم، فذاك آكل الربا، وأما الشيخ الذي رأيت في أصل الشجرة، فذاك إبراهيم خليل الله، والصبيان حوله: أولاد المسلمين، أو أولاد الناس -شك وهب-، وأما النار التي

(21)

رأيت قريبًا منه، يوقدها

⦗ص: 23⦘

رجل يَحُشّها

(22)

، فتلك النار، وذلك مالك خازن النار، وأما الدار الأولى، فدار عامة المؤمنين، وأما هذه فدار الشهداء، وأنا جبريل وهذا ميكائيل، ثم قالا: ارفع رأسك فانظر، فرفعت رأسي، فإذا مثل السحاب فوق رأسي، فقالا لي: ذاك منزلك، قلت: فدعاني آتي منزلي، فقالا لي: إنه قد بقي لك عمل لم تستكمله، ولو قد استكملته أتيت منزلك"

(23)

.

(1)

وهب بن جرير هو موضع الالتقاء.

(2)

سيأتي في آخر الحديث أنهما: جبريل وميكائيل، وكذلك بقية المبهمين في هذا الحديث، سيأتي بيانهم في آخر الحديث.

(3)

الشدق -بالكسر ويفتح، والدال المهملة- جانب الفم. انظر: مختار الصحاح (ص 332)، والقاموس المحيط (2/ 686).

(4)

كلمة: (فقلت) ساقطة من نسخة (ل).

(5)

الشدخ: كسر الشيء الأجوف. النهاية (2/ 451)، وانظر: المجموع المغيث (2/ 181).

(6)

تدهدأ الحجر، وغيره: إذا تدحرج. غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 25).

(7)

هكذا في كل النسخ، والصواب:(ليأخذه) كما في صحيح البخاري.

(8)

في نسخة (ل): فهو كذلك.

(9)

في نسخة (ل): فقال.

(10)

كلمة (مثل) ليست في نسخة (ل).

(11)

في نسخة (ل): فقالا.

(12)

في نسخة (ل): فهو كذاك.

(13)

الروضات: البقاع التي تكون فيها صنوف النبات من رياحين البادية، وغير ذلك، ويكون فيها أنواع النور والزهر. غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 94).

(14)

في الأصل شدة فوق الشين الأولى، لكن ابن حجر يقول:(وفي رواية جرير بن حازم: يحششها بسكون الحاء، وضم الشين المعجمة المكررة). اهـ. الفتح (12/ 443).

والرواية التي هنا هي رواية جرير بن حازم.

ومعنى "يحششها": يلهبها ويضرمها. انظر النهاية (1/ 389).

(15)

في نسخة (ل): فلم.

(16)

في الأصل، ونسخة (هـ):(فيه)، والذي أثبته من نسخة (ل).

(17)

في نسخة (ل): شباب.

(18)

في نسخة (ل): فقالا.

(19)

من نسخة (ل).

(20)

في نسخة (ل): (نهر). وقد حصل تقديم وتأخير في بعض جمل الحديث في نسخة (ل).

(21)

في الأصل ونسخة (هـ): (الذي). والذي أثبته من نسخة (ل).

(22)

في نسخة (ل): (ويحششها).

(23)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10038).

فوائد الاستخراج: ذكر رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم لم يسقها، بل اقتصر على أول الحديث.

ص: 19

10052 -

حدثنا عثمان بن خرزاذ الأنطاكي، حدثنا موسى ابن إسماعيل، حدثنا جرير بن حازم

(1)

، حدثنا أبو رجاء -[وهو]

(2)

العطاردي، واسمه عمران بن ملحان، وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عن سمرة بن جندب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى، أقبل علينا بوجهه، فقال:"هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا"؟. وذكر الحديث

(3)

.

(1)

جرير بن حازم هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10038).

ص: 23

10053 -

حدثنا عيسى بن أحمد البلخي

(1)

، قال: أخبرنا النضر ابن شميل، قال: أخبرنا عوف، عن أبي رجاء العطاردي

(2)

، عن سمُرة بن جندب الفزاري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: "هل رأى أحد منكم [الليلة]

(3)

من رؤيا"؟ فيقص عليه ما شاء الله أن يقصّ، وإنه قال لنا ذات غداة: "إني أتاني الليلة آتيان

(4)

، وإنهما ابتعثاني، وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوى بالصخرة لرأسه، فَيَثْلَغ

(5)

بها رأسه، فتدهده الصخرة ها هنا، فيقوم إلى الصخرة ليأخذه

(6)

، فما يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود إليه

(7)

، فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى، قال: قلت: سبحان الله، ما

⦗ص: 25⦘

هذان؟! قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقت معهما، فأتيا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بِكَلُّوب

(8)

من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه، فيشرشر

(9)

شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر، فيفعل به مثل ما فعل في الجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب، حتى يصح الجانب الأول كما كان، ثم يعود فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى، قال: قلت: سبحان الله، ما هاذان؟! قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا حتى أتينا على مثل بناء التنور -قال عوف: وأحسب أنه قال: فإذا فيه لغط وأصوات- قال: فاطلعنا فيه، فإذا

(10)

[فيه]

(11)

رجال ونساء عراة، وإذا هو

(12)

يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا

(13)

،

⦗ص: 26⦘

قال: قلت [لهما]

(14)

: ما هؤلاء؟! قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا، فأتينا على نهر -حسبت أنه قال: أحمر مثل الدم- وإذا في النهر رجل يسبح، وإذا عند شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح، ثم يأتي ذلك الذي جمع الحجارة، فيفغر له فاه فيلقمه حجرا، قال

(15)

: ثم ينطلق، فيسبح ما يسبح، ثم يرجع إليه، كما رجع إليه فغر له فاه، فألقمه حجرًا، قال: قلت: ما هذا

(16)

؟ قال: قالا: انطلق، انطلِق، فانطلقنا، فأتينا على رجل كريه المَرْآة

(17)

، كأكره ما رأيت

(18)

رجلًا مَرْآة، وإذا هو عند نار له يحشها، وَيَسعَى حَولها، قال: قلت لهما: ما هذا؟! قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا، فأتينا على روضة مُعْتِمَة

(19)

،

⦗ص: 27⦘

فيها من كل نَور

(20)

الربيع، وإذا بين ظهري

(21)

الروضة رجل قائم، طويل لا أكاد أرى رأسه طولًا في السماء، وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط وأحسنه، قال: قلت لهما: ما هؤلاء؟! قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فانتهينا إلى دوحة

(22)

عظيمة، لم أر دوحة قط أعظم منها ولا أحسن، قال: قالا لي: ارق فيها، قال: فارتقينا فيها، فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا، ففتح ك فدخلنا، فتلقانا فيها رجال، شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء، وشطر كأقبح ما أنت راء، قال: قالا

(23)

لهم: اذهبوا، فقعوا في

⦗ص: 28⦘

ذلك النهر، وإذا نهر معترض يجري، كأن ماءه المحض

(24)

في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا وقد ذهب ذلك السوء عنهم، وصاروا في أحسن صورة، قال: قالا لي: هذه جنة عدن، وهذاك منزلك؛ قال: فَسَمَا بصري صُعُدا، فإذا قصر مثل الربَابَة

(25)

البيضاء، قال: قالا لي: ها هُو ذاك منزلك، قال: قلت لهما: بارك الله فيكما ذراني فلأدخله، قالا لي: أما الآن فلا، وأنت داخله، قال: قلت: فإني قد رأيت منذ الليلة عجبًا، فما هذا الذي رأيت؟ قال: قالا: إنا سنخبرك، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه،

⦗ص: 29⦘

وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ به

(26)

الآفاق، وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي يسبح في النهر ويلقم الحجارة، فإنه آكل الربا، وأما الرجل الكريه المَرْآة، الذي عند النار يحشها، فإنه مالك، خازن النار، وأما الرجل الذي في الروضة، فإنه إبراهيم عليه السلام، وأما الوِلْدان الذين حوله، فكل مولود يولد - على الفطرة؛ قال: فقال بعض المسلمين

(27)

: يا رسول الله، أولاد المشركين؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأولاد المشركين، وأما القوم الذين شطر منهم حسن، وشطر منهم قبيح، فهم قوم خلطوا عملًا صالحًا وآخَر سيئًا، فتجاوز الله عنهم

(28)

.

[أقول: فيه دليل على أن الفطرة: الإسلام، ألا ترى ما يدخل

⦗ص: 30⦘

أولاد المشركين في قوله: على الفطرة حتى يسأل]

(29)

.

(1)

في نسخة (ل): (العسقلاني)، بدل (البلخي).

(2)

أبو رجاء العطاردي هو موضع الالتقاء.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

في نسخة (ل): اثنان.

(5)

يثلغ: يشدخ. وقيل: ضربك الشيء الرطب الشيء اليابس حتى ينشدخ. النهاية (1/ 220). وفي غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 25) يوجد المعنى الأول فقط.

(6)

في الأصل ونسخة (هـ): (لتأخذه). ولم يتبين لي وجهها. وفي نسخة (ل) صورتها هكذا: (باحره) والصواب -في نظري-: ليأخذها.

(7)

في نسخة (ل): عليه.

(8)

الكلوب -بالتشديد- حديدة معوجة الرأس. النهاية (4/ 195).

(9)

يشرشر: يشقق ويقطع. انظر غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 26).

(10)

في نسخة (ل): وإذا.

(11)

من نسخة (ل).

(12)

في نسخة (ل): هم.

(13)

ضوضوا -بغير همز للأكثر، وحكي الهمز -يعني ضجوا وصاحوا. والضوضاء: أصوات الناس وغلبتهم. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 26)، والنهاية (3/ 105)، والفتح (12/ 442).

(14)

من نسخة (ل).

(15)

كلمة (قال) ساقطة من نسخة (ل).

(16)

في نسخة (ل): ما هذان.

(17)

المرآة -بفتح الميم، وسكون الراء، وهمزة ممدودة، بعدها هاء التأنيث-: المنظر.

انظر: غريب الحديث للحربي (2/ 763)، والمجموع المغيث (1/ 718)، والنهاية (2/ 178)، وفتح الباري (12/ 442).

(18)

في نسخة (ل): كأكره ما أنت راء.

(19)

قال ابن حجر: (معتمة بضم الميم، وسكون المهملة، وكسر المثناة، وتخفيف الميم، بعدها هاء التأنيث. ولبعضهم بفتح المثناة، وتشديد الميم. يقال: أعتم البيت: إذا =

⦗ص: 27⦘

= اكتهل، ونخلة عتيمة: طويلة وقال الداودي: اعتمت الروضة: غطاها الخصب. وهذا كله على الرواية بتشديد الميم. قال ابن التين: ولايظهر للتخفيف وجه. قلت -أي ابن حجر-: الذي يظهر أنه من العتمة، وهو شدة الظلام، فوصفها بشدة الخضرة، كقوله تعالى:{مُدْهَامَّتَانِ} وضبط ابن بطال: مغنة بكسر الغين المعجمة، وتشديد النون ثم نقل عن ابن دريد: واد أغن ومغن: إذا كثر شجره. وقال الخليل: روضة غناء: كثيرة العشب). اهـ. الفتح (12/ 443).

(20)

النور -بفتح النون- الزهر. انظر النهاية (5/ 127)، وفتح الباري (12/ 443).

(21)

ظهري -بفتح الراء، وكسر الياء- تثنية (ظهر)، والمراد: وسطها. الفتح (12/ 443).

(22)

الدوحة: الشجرة العظيمة من أي شجر كان. غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 26).

(23)

في الأصل ونسخة (ل): (قال)، والتصويب من نسخة (ل) وصحيح البخاري =

⦗ص: 28⦘

= (12/ 439/ حديث رقم 7047).

(24)

المحض -بفتح الميم، وسكون المهملة، بعدها ضاد معجمة- هو اللبن الخالص عن الماء، حلوا كان أو حامضا.

فتح الباري (12/ 444).

(25)

الربابة -بفتح الراء، وتخفيف الموحدتين المفتوحتين- السحابة التي قد ركب بعضها بعضا. وجمعها رباب.

وقال الزمخشري: الرباب: سحاب دوين السحاب، كأنه معلق به.

وقال ابن حجر: هي السحابة البيضاء، ويقال لكل سحابة منفردة دون السحابة ولو لم تكن بيضاء اهـ.

انظر: غريب الحديث للحربي (2/ 26)، والفائق (2/ 31)، والنهاية (2/ 181)، والفتح (2/ 444).

(26)

كلمة (به) ثابتة في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، ولم يتبين لي وجهها، وهي غير موجودة في سياق الحديث عند الإِمام أحمد، والبخاري، وابن حبان.

انظر: المسند (5/ 9)، وصحيح البخاري مع الفتح (12/ 4039/ حديث رقم 7047)، والإحسان (2/ 430/ حديث رقم 655).

(27)

قال ابن حجر: لم أقف على اسمه. الفتح (12/ 445).

(28)

تقدم تخريجه، وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10038)، ورقم (10041).

(29)

زيادة من نسخة (ل).

ص: 24

10054 -

حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا بشر بن ثابت البزاز

(1)

أبو محمد، حدثنا أبو خَلْدَة خالد بن دينار

(2)

، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة بن جندب، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يومًا المسجد، فقال: أيكم رأى رؤيا فليحدث بها؟ فلم يحدث أحد بشيء؟ فقال

(3)

نبي الله: صلى الله عليه وسلم "إني رأيت رؤيا، فاستمعوا

(4)

مني". وذكر الحديث

(5)

.

⦗ص: 31⦘

أحاديث أبي رجاء أخرجها

(6)

غير مسلم

(7)

.

(1)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، بزايين معجمتين. ولكن ضبطه غير واحد بالراء المهملة في آخره، منهم: ابن ماكولا، والذهبي، وابن ناصر الدين، وابن حجر.

انظر: الإكمال (1/ 425)، والمشتبه (ص 71)، وتوضيح المشتبه (1/ 485)، وتقريب التهذيب (168/ ترجمة 684).

(2)

التميمي، البصري، مشهور بكنيته.

وثقه يزيد بن زريع، وابن سعد، وابن معين، والعجلي، والترمذي، والنسائي، والدارقطني، وغيرهم.

انظر: الطبقات الكبرى (7/ 275)، وتأريخ الدارمي (104/ ترجمة 297)، والثقات للعجلي (140/ ترجمة 362)، وتهذيب التهذيب (3/ 77/ ترجمة 167).

(3)

في نسخة (ل): وقال.

(4)

في نسخة (ل): فاسمعوا.

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10038).

(6)

في الأصل ونسختي (ل)، (هـ):(أخرجه). وفي نسخة (ل) ضبة فوق حرف الهاء. وما أثبته هو الموافق للسياق.

(7)

لعله أراد إخراجها مطولة، وإلا فأصل حديث أبي رجاء في صحيح مسلم، انظر الحديث رقم (10038).

ص: 30

‌بيان تأويل الطريق الذي يعرض للرجل، عن يمينه وعن شماله، وتأويل العمود والحَلْقَة

ص: 32

10055 -

حدثنا محمد بن كثير الحراني، حدثنا محمد بن وهب أبو المعافى

(1)

، حدثنا محمد بن سلمة

(2)

، عن أبي عبد الرحيم

(3)

، قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة، عن سليمان -يعني الأعمش

(4)

- عن سليمان ابن مسهر الفَزَاري، عن خَرَشَة بن الحُر، قال: دخلت مسجد المدينة، فأتيت حَلْقَة فجلست إليها، فقام منها رجل، فقالوا: من سَرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا؛ قلت: ومن هذا؟ قالوا: عبد الله بن سَلَام

(5)

، قلت: والله لا أبرح حتى أعلم ما هيئة

(6)

⦗ص: 33⦘

هذا الرجل، فخرجت أتَلَوَّمُه

(7)

، أمشي خلفه حتى أتى منزله، فلما أتى منزله التفت فرآني، قال: هل لك حاجة؟ قلت: نعم، فقام حتى أتيته، قال: ما حاجتك؟ قلت: سمعت قومًا يقولون: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا، فأحببت أن أعلم ما هَيئتك، قال: الله أعلم بأهل الجنة، ولكن إن شئت أنبأتك لِمَ

(8)

قالوا ذلك، قلت: فأنبئني؟ قال: إنه أتاني في المنام رجل جَعْد

(9)

، فأخذ بيدي فانطلق بي يمشي، حتى أتى بي جَبلًا، قال: ارتق على هذا الجبل، فارتقيت هنيهة

(10)

، ثم خررت على استي -الله ما يكنى عن الاست- ثم قال: ارتق هذا الجبل، فارتقيت هنيهة، ثم خررت على استي، ثم قال: ارتق، فارتقيت هنيهة، ثم خررت على استي، فلما رآني لا أجيز

⦗ص: 34⦘

فيه، أخذ بيدي فانطلق بي يمشي، حتى عَرَض لنا طرق، عن أيماننا، وطرق عن شمالنا، فأردت أن آخذ في الطريق عن شمالنا، فنازعني يدي، وأخذ بيدي في الطريق عن أيماننا، فانطلق بي يمشي حتى عرض لنا عمود، أصله في الأرض ورأسه في السماء، في أعلاه حَلْقَة، قال لي: ارتق على هذا العمود، قلت: والله ما أستطيع ذلك، فأخذني بيدي، فَزَجَل

(11)

بي زجلة، فإذا أنا متعلق بالحلقة، وضرب العمود فخرّ، فاستيقظت وأنا مستمسك بالحلقة، فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقصصت عليه رؤياي، فقال لي:"قد رأيت خيرًا، أما الجَبل، فمنازل الشهداء، لم تبلغهم، وأما الطريق عن أيمانكم، فطرق أهل الجنة، وأما الطرق عن شمالكم، فطرق أهل النار، وأما العمود فالإِسلام، وأما الحلقة فالعروة الوثقى، تموت وأنت مستمسك بها"، ثم قال:"تدري كيف خلق الله عز وجل آدم"؟ قلت: لا، قال:"فإن الله عز وجل خلق آدم، فقال: هذا آدم يولد له فلان، ويولد له فإن، ويولد لي فإن، ويولد لفلان فلان، ويولد لفلانة فلان، حتى أتى على ذريته، ورزقه كذا، وأجله كذا، وعمله كذا، ثم نفخ فيه الروح"

(12)

.

⦗ص: 35⦘

رواه جرير، عن الأعمش، مختصرًا.

(13)

.

(1)

هو محمد بن وهب بن عمر بن أبي كريمة، أبو المعافى، الحراني، ت (243) هـ.

(2)

ابن عبد الله، الباهلي مولاهم، الحراني، ت (191) هـ على الصحيح.

(3)

هو خالد بن أبي يزيد بن سماك بن رستم، الأموي مولاهم، الحراني، ت (144) هـ.

(4)

سليمان الأعمش هو موضع الالتقاء.

(5)

بتخفيف اللام، من بني قينقاع، أسلم أول ما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وكان اسمه في الجاهلية:(الحصين)، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم: عبد الله بن سلام. مات سنة (43) هـ.

انظر: الطبقات الكبرى (2/ 352، 353)، وأسد الغابة (3/ 176)، وفتح الباري (7/ 129).

(6)

الهيئة: صورة الشيء وشكله وحالته. النهاية (5/ 285).

(7)

تلوم: انتظر. والتلوم: التمكث. وقيل: من اللومة: وهي الحاجة. وتلوم: أسرع. وهو من الأضداد.

انظر: المجموع المغيث (3/ 195)، والنهاية (4/ 278).

(8)

في نسخة (ل): (بم).

(9)

الجعد في صفات الرجال يكون مدحا وذما: فالمدح معناه: أن يكون شديد الأسر والخلق، أو يكون جعد الشعر، وهو ضد السبط؛ لأن السبوطة أكثرها في شعور المعجم. وأما الذم فهو: القصير المتردد الخلق. وقد يطلق على البخيل أيضًا، يقال: رجل جعد اليدين. النهاية (1/ 275).

(10)

هنيهة: قليل من الزمان. النهاية (5/ 279)، ولسان العرب (6/ 4713).

(11)

زجل -بالزاي والجيم- أي رمى ودفع. انظر: النهاية (2/ 297)، وشرح النووي (16/ 262).

(12)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله ابن =

⦗ص: 35⦘

= سلام رضي الله عنه (4/ 1931، 1932/ حديث رقم 150)، دون زيادة: (ثم قال: "تدري كيف خلق الله آدم

".

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب مناقب الأنصار، باب مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه (7/ 129/حديث رقم 3813)، وأطرافه في (7010، 7014)، دون الزيادة المنبه عليها آنفا.

(13)

هذا المعلق وصله مسلم في صحيحه، برقم (150) من كتاب فضائل الصحابة وفيه قصة رؤيا عبد الله بن سلام كاملة، فلعل أبا عوانة يقصد بالاختصار عدم ذكر قصة خلق آدم في الحديث. والله أعلم.

فوائد الاستخراج: زيادة قصة خلق آدم في الحديث.

ص: 32

10056 -

حدثنا إبراهيم الأنماطي

(1)

، حدثنا إسحاق بن إبراهيم

(2)

حدثنا جرير، عن الأعمش. وذكر الحديث

(3)

.

(1)

هو إبراهيم بن إسحاق بن يوسف، النيسابوري، أبو إسحاق، ت (303) هـ.

وصفه الذهبي بـ (الإمام، الحافظ، المحقق، المثبت، من علماء الأثر، من كبار الرحالة). انظر: السير (14/ 193/ ترجمة 108)، وتذكرة الحفاظ (2/ 701/ ترجمة 720).

(2)

إسحاق بن إبراهيم هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث قم (10055).

ص: 35

‌مبتدأ كتاب المناقب

ص: 36

‌بيان أن الله عز وجل اختار من العرب بني كنانة، واختار من بني كنانة قريشًا، واختار من قريش بني هاشم، واختار من بني هاشم محمدًا صلى الله عليه وسلم، فاصطفاه لوحيه، وجعله أكرم خلقه من بني آدم، وأرفعهم قدرًا يوم القيامة، والدليل على أن الله عز وجل فضل هذه القبائل على سائر العرب، وسائر خلقه من بني آدم، واصطفاهم

(1)

محمدًا صلى الله عليه وسلم، وبيان تنوير اليوم الذي دخل فيه المدينة

(1)

هكذا (واصطفاهم محمدا) في كل النسخ، ولعل الصواب:(واصطفى لهم أو منهم محمدا).

ص: 36

10057 -

حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا أبو المغيرة، عن الأوزاعي

(1)

، قال: حدثني أبو عمار شداد بن عبد الله، عن واثلة الأسقع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل اصطفى بني كنانة من بني إسماعيل، واصطفى من بني كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم"

(2)

.

(1)

الأوزاعي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 1782/ حديث رقم 1).

ص: 36

10058 -

أخبرني العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدثنا الأوزاعي

(1)

، حدثني أبو عمار شداد، حدثني واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله

(2)

.

(1)

الأوزاعي هو موضع الالتقاء. وبعده في الأصل زيادة كلمة: (بإسناده مثله)، وألحقت في نسخة (هـ) بخط صغير ووضع على ما بعدها إشارة (لا- إلى)، فحذفت الزيادة ليستقيم السياق، ويتفق مع نسخة (ل).

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10057).

ص: 37

10059 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، وعيسى بن أحمد، قالا: حدثنا بشر بن بكر، حدثني الأوزاعي

(1)

، قال: حدثني أبو عمار، قال: حدثني واثلة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله

(2)

.

(1)

الأوزاعي هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10057).

ص: 37

10060 -

أخبرني العباس بن الوليد بن مزيد العذري، أخبرني أبي، حدثنا الأوزاعي

(1)

، قال: حدثني شداد أبو عمار، قال: حدثني عبد الله بن فروخ، قال: حدثني أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وأول مشفع"

(2)

.

(1)

الأوزاعي هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب تفضيل نبينا صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق =

⦗ص: 38⦘

= (4/ 1782/ حديث رقم 3).

ص: 37

10061 -

حدثنا عيسى بن أحمد، حدثنا بشر بن بكر، حدثني الأوزاعي

(1)

، قال: حدثني أبو عمار، عن عبد الله بن فروخ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد بني آدم يوم القيامة، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وأول مشفع"

(2)

.

(1)

الأوزاعي هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10057).

ص: 38

10062 -

ز- حدثنا [محمد بن إسحاق]

(1)

الصغاني، حدثنا منصور بن سلمة، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: "شهدته صلى الله عليه وسلم حين

(2)

دخل علينا، فلم أرَ يومًا أضوأ منه ولا أحسن، وشهدته يوم مات فلم أرَ يومًا أقبح منه"

(3)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

في نسختي (ل)، (هـ): يوم.

(3)

إسناده صحيح.

والحديث أخرجه الترمذي في سننه -كتاب المناقب، باب في فضل النبي صلى الله عليه وسلم (5/ 549 / حديث 3618)، وابن ماجه في سننه -كتاب الجنائز، باب ذكر وفاته ودفنه صلى الله عليه وسلم (1/ 522 / حديث رقم 1631)، والإمام أحمد في مسنده (3/ 221، 268)، كلهم من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت، به.

قال الترمذي: صحيح غريب. =

⦗ص: 39⦘

= وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (11/ 516/ حديث رقم 11861) وأحمد في مسنده (3/ 122، 240) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت به.

ص: 38

‌بيان علامات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم في الماء، وطاعته له

ص: 39

10063 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب

(1)

، أن مالكا حدثه، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال:"رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، وحانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأُتِي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الإناء، وأمر الناس أن يتوضئوا من عند آخرهم"

(2)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 1783 /حديث رقم 5).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء، باب التماس الوضوء إذا حانت الصلاة (1/ 271/ حديث رقم 169)، وأطرافه في (195، 200، 3573، 3574، 3575).

ص: 39

10064 -

حدثنا أبو إسماعيل، حدثنا القعنبي، عن مالك

(1)

، بإسناده مثله

(2)

.

(1)

مالك هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10063).

ص: 39

10065 -

حدثنا أحمد بن الحُباب بن حمزة بن غيلان الحميري

(1)

أبو بكر البلخي بفسا، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا سعيد ابن أبي عروبة

(2)

، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أنه جاء والنبي صلى الله عليه وسلم بالزَّوْرَاء

(3)

، فأُتِي بإناء فيه ماء لا يغمر

(4)

أصابعه، فأمر أصحابه، فقال:"توضئوا"، فوضع كفه في الماء، فجعل الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى توضأ القوم، فقلت لأنس: كم كنتم؟ فقال

(5)

: كنا

⦗ص: 41⦘

ثلاث مئة، أو زُهَاء ثلاث مئة. وقال مرة: فجعل الماء ينبع

(6)

(7)

.

(1)

في الأصل ونسخة (هـ): الحميدي، وما أثبته من نسخة (ل)، ومصادر ترجمته.

(2)

سعيد بن أبي عروبة هو موضع الالتقاء.

(3)

عرفها أنس بن مالك "فقال: والزوراء بالمدينة عند السوق والمسجد، فيما ثمه.

وضبطها ابن حجر فقال: -الزوراء بتقديم الزاي على الراء وبالمد- مكان معروف بالمدينة، عند السوق.

انظر: صحيح مسلم -كتاب الفضائل، باب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 1783/ حديث رقم 8)، وفتح الباري-6/ 585)، وانظر أيضا: وفاء الوفاء (1228، 1229).

(4)

لا يغمر: أي لا يغطي، قال ابن فارس:(الغين والميم والراء أصل صحيح يدل على تغطية وستر).

مقاييس اللغة (4/ 393)، وانظر: غريب الحديث للحربي (3/ 1066 - 1078)، والمجموع المغيث (2/ 576 - 577).

(5)

في نسخة (ل): قال.

(6)

في نسخة (ل) يظهر أن كلمة (ينبع) مبنية للمجهول (يُنبَع)، وليس عليها ضبط في النسخ الأخرى، وذكر النووي وابن حجر: أن فيها ثلاث لغات: بفتح أوله، وضم الموحدة وكسرها وفتحها. انظر: شرح النووي (15/ 40)، والفتح (1/ 271).

(7)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10063)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (7).

فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل، وهو سعيد، بأنه سعيد بن أبي عروبة.

- إتمام رواية سعيد بن أبي عروبة، ومسلم أورد منها إلى قوله:(أصابعه)،

وأحال بالباقي على رواية هشام، عن قتادة.

ص: 40

10066 -

حدثنا أبو أحمد بن عبدوس

(1)

، حدثنا القواريري، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا سعيد

(2)

، عن قتادة، عن أنس قال: "أُتِي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فيه ماء، قدر [ما]

(3)

يغمر أصابعه، أو لا يغمر أصابعه -شك سعيد- فذكر

(4)

بمثله

(5)

.

(1)

في الأصل: (أبو أحمد بن عبيد الله)، والتصويب من نسختي: ل، هـ، وإتحاف المهرة (2/ 234/ حديث رقم 1614)، وضبطه في نسخة (هـ) هكذا:(عُبْدس)، وقد تقدمت ترجمته.

(2)

سعيد بن أبي عروبة هو موضع الالتقاء.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

كلمة (فذكر) ساقطة من نسخة (ل).

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10063)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (7).

⦗ص: 42⦘

= فوائد الاستخراج: بيان الراوي الذي شك في الحديث.

ص: 41

10067 -

حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، وأبو داوود الحراني، قالا: حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا همام، حدثنا قتادة

(1)

، عن أنس ابن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بالزَّوْراء -دار بالمدينة- فاحتاج أصحابه إلى الوضوء، ومعهم ماء يسير، فدعا بِقَعْب

(2)

، فصب فيه، فوضع يده فيه، قال: فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، وتوضأ القوم كلهم، قال: قلت: كم كنتم؟ قال: زُهاء ثلاث مئة

(3)

.

⦗ص: 43⦘

رواه مسلم، عن أبي غسان (المسمعي)

(4)

، عن معاذ بن هشام، عن

(5)

أبيه، عن قتادة، عن أنس

(6)

، بنحوه

(7)

(8)

.

(1)

قتادة هو موضع الالتقاء.

(2)

في صحيح مسلم: (دعا بقدح)، ولفظ (قعب) جاءت في صحيح مسلم في حديث آخر، في -كتاب الزهد، باب في حديث الرجل (4/ 2310 / حديث رقم 75)، وقال النووي: القعب: قدح من خشب معروف.

وفي لسان العرب: (القعب: القدح الغليظ الجافي، وقيل: قدح من خشب مقعر، وقيل: قدح إلى الصغر، يشبه به الحافر، وهو يروي الرجل، والجمع القليل: أقعب، والكثير: قعاب، وقعبة. قال ابن الأعرابي: أول الأقداح: الغمر، وهو الذي لا يبلغ الري، ثم: القعب، وهو قد يروي الرجل، وقد يروي الرجلين والثلاثة، ثم العُسُّ). أهـ.

وفب غريبي أبي عبيد والحربي: الغمر: القعب الصغير.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 249)، وغريب الحديث للحربي (3/ 1070)، وشرح النووي (18/ 343)، ولسان العرب (5/ 3685).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10063).

(4)

من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(5)

في نسخة (ل): (قال: حدثي أبي). وكذا في مسلم دون كلمة (قال).

(6)

في نسخة (ل): (قال: حدثنا أنس). وكذا في مسلم دون كلمة (قال).

(7)

في نسخة (ل) ذكر لفظ الحديث، وهو:(أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالزوراء قال: - والزوراء بالمدينة عند السوق والمسجد، فيما بينه- دعا بقدح فيه ماء، فوضع كفه فيه، فجعل ينبع بين أصابعه، فتوضأ جميع أصحابه. قال: قلت: كم كانوا يا أبا حمزة؟ قال: كانوا زهاء ثلاث مئة).

تنبيه: كلمة (فيما بينه) هي في صحيح مسلم بلفظ: (فيما ثمه). قال النووي: (فيما ثمه) هكذا هو في جميع النسخ: (ثمه)، قال أهل اللغة:(ثم) بفتح الثاء، و (ثمه) بالهاء، بمعنى هناك وهنا، فـ (ثم) للبعيد، و (ثمه) للقريب. اهـ. شرح النووي (15/ 42).

(8)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10063)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (6).

ص: 42

10068 -

حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد

(1)

، حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بماء، فأُتِي بقدح زجاج

(2)

، فوضع يده فيه، فجعل القوم يتوضئون، قال:

⦗ص: 45⦘

فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه، كأنه العيون، قال أنس: فحزرت

(3)

القوم ما بين السبعين إلى الثمانين

(4)

.

رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، وقتادة، [عن أنس]

(5)

قال: طلب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وضوءً، فلم يجدوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ها هنا ماء". وذكر الحديث

(6)

.

رواه محمد بن يحيى، وعبد الرحمن بن بشر، عنه، يعني عبد الرزاق

(7)

.

(1)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء.

(2)

هكذا في الأصل ونسختي: ل، هـ، لكن ضبب عليها في نسخة (ل).

وهذه اللفظة قد رواها أيضا أحمد بن عبدة الضبي، لكن بالشك؛ حيث قال في حديث:(فجيء بقدح فيه ماء- أحسبه قال: قدح زجاج). =

⦗ص: 44⦘

= رواه ابن خزممة عنه، ثم قال: "روى هذا الخبر غير واحد عن حماد بن زيد، فقالوا: (رحراح -مكان: زجاج- بلا شك.

حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد، بهذا الحديث، وقال في حديث سليمان بن حرب: أتي بقدح رحراح". وقال في حديث أبي النعمان: بإناء رحراح. ثم قال ابن خزيمة: "والرحراح إنما يكون الواسع من أواني الزجاج، لا العميق منه". انتهى كلام ابن خزيمة في صحيحه (1/ 64، 65 / حديث رقم 124).

تنبيهات:

- جاء في المطبوع من صحيح ابن خزيمة: (سليمان بن حارثة). والصواب سليمان ابن حرب، كما في إتحاف المهرة (1/ 455/ حديث رقم 438).

- جاء في المطبوع من صحيح ابن خزيمة (زجاج) بدل (رحراح)، في كلام ابن خزيمة على رواية سليمان بن حرب، وأبي النعمان. والصواب:(رحراح)؛ كما في إتحاف المهرة، ولأن سياق كلام ابن خزيمة يقتضي ذلك، فهو يفصل القول الذي أجمله أولًا، بقوله: "روى هذا الخبر غير واحد عن حماد

".

- لم أر من قصر (الرحراح) على أواني الزجاج، إلا ابن خزيمة.

- قال ابن حجر: وهذه اللفظة -أي: الزجاج- تفرد بها أحمد بن عبدة، وخالفه أصحاب حماد بن زيد، فقالوا:(رحراح). وقال بعضهم: (واسع الفم). وصرح جماعة من الحذاق بأن أحمد بن عبدة صحفها. ويقوي ذلك أنه أتى في روايته بقوله: "أحسبه". فدل على أنه لم يتقنه.

فإن كان ضبطه، فلا منافاة بين روايته ورواية الجماعة؛ لاحتمال أن يكونوا وصفوا هيئته، وذكر هو جنسه. اهـ. الفتح (1/ 3045).

ولعل الحافظ ابن حجر ذهل عن رواية سليمان بن حرب، عند أبي عوانة، والله أعلم.

(3)

فحزرت -بتقديم الزاي- أي: قدرت. الفتح (1/ 304).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10063)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (4).

(5)

من نسخة (ل).

(6)

في نسخة (ل) ذكر تمام الحديث، وهو:(قال: فرأيت النبي وضع يده في الإناء، الذي فيه الماء، ثم قال: توضئوا بسم الله، فرأيت الماء يفور من بين أصابعه، والقوم يتوضئون، حتى توضئوا من [عند] آخرهم. قال ثابت: فقلت لأنس: كم تراهم كانوا؟ قال: نحوًا من سبعين رجلًا).

وهذا الحديث في الجامع لمعمر بن راشد، المطبوع مع مصنف عبد الرزاق (11/ 276/ حديث رقم 20535)، وما بين المعقوفتين أثبتها منه.

(7)

هذا المعلق وصله ابن خزيمة في صحيحه، في باب ذكر تسمية الله عز وجل عند الوضوء (1/ 74/ حديث رقم 144) عن محمد بن يحيى، وعبد الرحمن بن بشر به.

ص: 43

10069 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أن مالكًا

(1)

حدثه، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل عامر بن

⦗ص: 46⦘

واثلة، أن معاذ بن جبل أخبره، أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، قال: فأخر الصلاة يومًا، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعًا، ثم دخل، ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعًا، ثم قال: "إنكم ستاتون غدًا إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار، فمن جاءها فلا يمسّن

(2)

من مائها شيئًا حتى آتي". قال: فجئناها وقد سبق إليها رجلان، والعين مثل الشراك

(3)

تبض

(4)

بشيء من مائها، فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هل مسستما من مائها شيئًا"؟ فقالا: نعم. فسبهما، وقال لهما ما شاء الله أن يقول، ثم غرفوا من العين بأيديهم قليلًا قليلًا، حتى اجتمع في شيء، ثم غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وجهه ويديه، ثم أعاده فيها، فجرت العين بماء كثير، فاستقى الناس، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك يا معاذ إن كنت

(5)

بك حياة، أن ترى ما ها هنا قد

⦗ص: 47⦘

مُلئ جنانًا"

(6)

.

(1)

مالك هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): فلا يمسن.

(3)

الشراك -بكسر الشين- هو سير النعل، التي تكون على وجهها. النهاية (2/ 467).

(4)

قال النووي: "هكذا ضبطناه هنا: تبض بفتح التاء، وكسر الموحدة، وتشديد الضاد المعجمة.

ونقل القاضي اتفاق الرواة هنا على أنه بالضاد المعجمة. ومعناه: تسيل" أ. هـ.

وقال الزمخشري: "البضيض: سيلان قليل، شبه الرشح" ا. هـ.

(5)

في نسخة (ل) وصحيح مسلم: إن طالت بك.

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 1784/ حديث رقم 10).

ص: 45

10070 -

حدثنا أبو إسماعيل القاضي، حدثنا القعنبي، عن مالك

(1)

، بإسناده، مثله

(2)

.

(1)

مالك هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10069).

ص: 47

10071 -

حدثنا محمد بن حيويه، قال: حدثنا مطرف، والقعنبي، عن مالك

(1)

، عن أبي الزبير المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، أن معاذ ابن جبل أخبره، أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر مثله

(2)

.

(1)

مالك هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10069).

ص: 47

‌باب إعلام النبي صلى الله عليه وسلم بالشيء قبل كونه، وعلامة نبوته في الريح، وطاعتها له، والحجارة وإيمانها به قبل أن يبعث

ص: 48

10072 -

حدثنا أبو العباس الِبرْتِي القاضي

(1)

، وعباس الدوري، وأبو المثنى، وأحمد بن يحيى السابري، قالوا: حدثنا عبد الله ابن مسلمة بن قعنب

(2)

، حدثنا سليمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى، عن عبّاس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبي حميد الساعدي، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا وادي القُرَى

(3)

، على حديقة لامرأة

(4)

، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اخرصوا"

(5)

،

⦗ص: 49⦘

فخرصناها

(6)

، وخرصها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أوسق

(7)

، وقال:"أحصيها حتى نرجع إليك إن شاء الله". وانطلقنا حتى قدمنا تبوك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستهبُّ عليكم الليلة ريح شديدة؛ فلا يقم أحد منكم، ومن كان له بعير، فليشتدّ

(8)

عقاله، فهبّت ريح شديدة، فقام رجل

(9)

، فحملته الريح، حتى ألقته إلى جبلي طي

(10)

، وجاء

⦗ص: 50⦘

رسول

(11)

ابن العَلْمَاء

(12)

-صاحب أَيْلَة

(13)

- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب، وأهدى له

(14)

بغلة بيضاء؛ فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم[بكتاب]

(15)

، وأهدى له

(16)

بُردا، ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى، فسأل [رسول الله

⦗ص: 51⦘

صلى الله عليه وسلم]

(17)

المرأة عن حديقتها: كم يبلغ

(18)

ثمرها؟ فقالت: بلغت عشرة أوسق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني مسرع؛ فمن شاء منكم فليُسرع معي، ومن شاء فليمكث"، فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة؛ فقال:"هذه طابة، وهذا أحُدُ، وهو جبل يحبنا ونحبه"، ثم قال:"إن خير دور الأنصار، دار بني النجار، ثم دار بني الأشهل، ثم دار بني الحارث، ثم دار بني ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير"، فلحقنا سعد بن عبادة، فقال أبو أسيد

(19)

: ألم تر أن رسول الله خيَّرَ دور الأنصار، فجعلنا آخرا؛ فأدرك سعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، خيّرت دور الأنصار فجعلتنا آخرا! فقال:"أوليس بحَسْبكم أن تكونوا من الخيار"

(20)

.

(1)

هو: أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر، أبو العباس البرتي.

(2)

عبد الله بن مسلمة بن قعنب هو موضع الالتقاء.

(3)

وادي القرى -بضم القاف، وفتح الراء، والقصر، جمع قرية- هو واد بين المدينة والشام، من أعمال المدينة، كثير القرى. والنسبة إليه: واديّ. ويعرف اليوم بـ (وادي العلا)، وهو مدينة عامرة، شمال المدينة المنورة، على قرابة (350 كيلا).

انظر: معجم البلدان (4/ 384)، (5/ 397)، ومعجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص: 250).

(4)

قال ابن حجر: لم أقف على اسمها في شيء من الطرق. الفتح (3/ 345).

(5)

في نسخة (ل) وصحيح مسلم: اخرصوها.

و (اخرصوا) هو بفتح الراء وكسرها، والضم أشهر.

و (الخرص) -بفتح المعجمة، وحكي كسرها، وبسكون الراء، بعدها مهملة- =

⦗ص: 49⦘

= هو حزر ما على النخل من الرطب تمرا.

انظر: النهاية (2/ 22)، وشرح النووي (15/ 43)، وفتح الباري (3/ 344).

(6)

قال ابن حجر: لم أقف على اسم من خرص منهم. الفتح (3/ 345).

(7)

(أوسق) جمع وسق -بفتح الواو، ويجوز كسرها -وهو ستون صاعا بالاتفاق.

انظر: النهاية (5/ 185)، وفتح الباري (3/ 311).

(8)

في نسخة (ل) وصحيح مسلم: فليشد.

(9)

ذكر ابن حجر أنه لم يقف على اسمه، وأن ترك اسمه كان عمدا. وأنه وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم من تبوك. الفتح (3/ 345).

(10)

في الأصل، ونسخة (ل): جبل. والتصويب من نسخة (هـ) وصحيح مسلم.

و (جبلا طيء) يقعان غريب (فيد)، و (فيد) في نصف طريق مكة من الكوفة.

والجبلان: هما (أجأ) -بفتح الهمزة، والجيم، والهمز، مقصور- و (سلمى) -بفتح أوله، وسكون ثانيه، مقصور-. وهما يشرفان على مدينة حائل، وهي مدينة عامرة اليوم، تبعد عن المدينة (400) كيلًا شمالًا.

و (طيء) -بفتح الطاء، وتشديد الياء، وهمزة في الآخر- قبيلة من كهلان، من القحطانية، وهم بني طيء بن أدد. =

⦗ص: 50⦘

= انظر: معجم البلدان (1/ 119، 269)، و (4/ 320)، وشرح النووي على صحيح مسلم (15/ 44)، ونهاية الأرب (ص 297)، ومعجم المعالم الجغرافية (ص: 17).

(11)

رسول ابن العلماء لم أقف على من عينه.

(12)

العلماء -بفتح العين المهملة، وإسكان اللام، وبالمد- لعله اسم أمه. وأما اسمه هو فهو: يوحنا بن روبة.

و (يوحنا) هو بضم التحتانية، وفتح المهملة، وتشديد النون.

و (روبة) هو بضم الراء، وسكون الواو، بعدها موحدة.

انظر: شرح النووي (15/ 44) -وفيه ضبط (العلماء) فقط- وفتح الباري (3/ 345).

(13)

أيلة -بفتح الهمزة، وسكون التحتانية، بعدها لام مفتوحة- بلدة قديمة على ساحل بحر القلزم -البحر الأحمر- فيما يلي الشام، وهي اليوم تسمى مدينة العقبة، وهي ميناء المملكة الأردنية الهاشمية.

انظر: معجم البلدان (1/ 347)، وفتح الباري (3/ 345)، و (11/ 470)، ومعجم المعالم الجغرافية (ص: 35).

(14)

في نسخة (ل): إليه.

(15)

من نسخة (ل).

(16)

في ل: إليه.

(17)

من نسخة (ل).

(18)

في نسخة (ل) وصحيح مسلم: كم بلغ.

(19)

أبو أسيد -بالتصغير- هو الساعدي، مشهور بكنيته، واسمه: مالك بن ربيعة ابن البدن، البدري، آخر البدريين موتا.

انظر: الإصابة (6/ 23، 24/ ترجمة 7622)، وفتح الباري (7/ 115).

(20)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 1785، 1786/ حديث رقم 11).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل المدينة، باب: المدينة طابة (4/ 88/ حديث رقم 1782) مختصرًا، وأطرافه في (1481 بطوله، 3161، =

⦗ص: 52⦘

= 3791، 4422).

فوائد الاستخراج: ذكر دار بني الحارث على الصواب، بينما جاء في صحيح مسلم هكذا:(دار بني عبد الحارث) بزيادة (عبد)، قال النووي: هكذا هو في جميع النسخ (بني عبد الحارث)، وكذا نقله القاضي، قال: وهو خطأ من الرواة، وصوابه:(بني الحارث) بحذف لفظة (عبد) ا. هـ. شرح النووي (15/ 44، 45).

ص: 48

10073 -

حدثنا علي بن عثمان النفيلي، حدثنا يحيى بن صالح الوُحاظي، حدثنا سليمان بن بلال

(1)

، حدثنا عمرو بن يحيى بن عمارة المازني، عن عباس بن سهل الساعدي، عن أبي حميد، قال:"خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فأتينا وادي القرى، على حديقة لامرأة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اخرصوها"، فخرصناها". وذكر الحديث بمثله

(2)

.

(1)

سليمان بن بلال هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10072).

ص: 52

10074 -

حدثنا السلمي، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان

(1)

، بإسناده: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك حتى أشرفنا على المدينة؟ فقال: "هذه طابة". ثم ذكر إلى آخره

(2)

.

(1)

سليمان هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10072).

ص: 52

10075 -

حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ومحمد بن إبراهيم

⦗ص: 53⦘

الطرسوسي، قالا: حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، أخبرنا وهيب

(1)

، أخبرنا عمرو بن يحيى، عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبي حميد الساعدي، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، فسار حتى أتينا

(2)

وادي القرى، فإذا امرأة في حديقة لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اخرصوا"، فخرص القوم، وخرص رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أوسق، وقال للمرأة:"أحصي ما يخرج منها حتى أرجع إليك"، فسار حتى أتى تبوك

(3)

، فقال:"إنها ستهبّ عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقومن فيها أحد، ومن كان له بعير فليوثق عقاله". قال أبو حميد: فعقلناها، فهبت ريح شديدة، فلم يقم فيها إلا رجل واحد، ألقته الريح في جبلي

(4)

طي، قال: وأتاه ملك

(5)

أيلة، وأهدى له بغلة بيضاء، فكساه رسول الله صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 54⦘

بُردا له، وأمر له ببحرهم

(6)

، ثم رجع حتى أتى وادي القرى، فقال للمرأة:"كم جاءك حديقتك"

(7)

؟ فقالت: عشرة أوسق، خرص رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"إني مستعجل؟ فمن أحب منكم أن يتعجل معي، فليفعل". فسار حتى أوفى

(8)

المدينة، أو قال: حتى [أتى]

(9)

المدينة، فقال:"هذه طابة"، فلما رأى أُحُدًا قال:"هذا جبل يحبنا ونحبه"، ثم

⦗ص: 55⦘

قال: "ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ "قالوا: بلى يا رسول الله، [قال:"خير دور الأنصار دور بني النجار، ألا أخبركم بالذين يلونهم؟ "قالوا: بلى يا رسول الله]

(10)

، قال: "بنو ساعدة، و

(11)

بنو الحارث بن الخزرج، وفي كل دور الأنصار خير"

(12)

.

(1)

وهيب هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل)(أتى).

(3)

في الأصل ونسخة (هـ): (تبوكا)، والتصويب من نسخة (ل).

(4)

في الأصل: (جبل) والتصويب من نسختي (ل)، (هـ)، وصحيح مسلم.

(5)

فوق كلمة (وأتاه ملك) ضبة في نسخة (ل). ولعل ذلك إشارة إلى رواية سليمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى، المتقدمة برقم (10072)، وفيها أن الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو رسول ملك أيلة، فلعل ملك أيلة قد أرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا، ثم جاء بنفسه.

ورواية وهيب أخرجها الإمام أحمد (5/ 424، 425) عن عفان، عنه، به. =

⦗ص: 54⦘

= وفيها أن الذي جاء هو ملك أيلة.

ورواها البخاري، وأبو داوود، عن سهل بن بكار، عن وهيب، به، وليس فيها بيان من الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما فيها ذكر الهدية والكتاب.

انظر: تخريج الحديث رقم (10072)، وسنن أبي داوود -كتاب الخراج والإمارة، باب في إحياء الموات (3/ 456، 457/ حديث رقم 3079).

ونص ابن إسحاق على أن ملك أيلة قد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: السيرة النبوية لابن هشام (4/ 230)، والسيرة النبوية لابن كثير (4/ 29).

(6)

(ببحرهم): أي: ببلدهم وأرضهم. والعرب تسمى المدن والقرى: البحار. و (البحرة): البلدة، تقول العرب: هذه بحرتنا: أي: بلدتنا.

انظر: المجموع المغيث (1/ 132، 133)، والنهاية (1/ 100).

(7)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ):"كم جاءك حديقتك"، وفي نسخة (هـ) ما يشبه التصحيح على كلمة (جاءك)، وحرف التاء من كلمة (حديقتك) فوقه ضمة في نسخة (ل)، مما يدل على أنه ليس هناك سقط في الكلام، والله أعلم.

(8)

(أوفى): أشرف واطلع. النهاية (5/ 211).

(9)

من نسخة (ل).

(10)

زيادة من نسخة (ل).

(11)

في نسخة (ل): (ثم).

(12)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10072)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (12).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية وهيب، ومسلم ساق إسنادها، ونبه على أنها تنتهي إلى قوله:"وفي كل دور الأنصار خير"، ولم يذكر ما بعده من قصة سعد بن عبادة، ونبه على أنه في حديث وهيب زيادة:"فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ببحرهم"، ولم يذكر في حديث وهيب:"فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم".

ص: 52

10076 -

حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا عفان

(1)

، حدثنا وهيب، حدثنا عمرو بن يحيى، بإسناده، مثله بطوله: قالوا:

(2)

بلى. قال: "خير دور الأنصار بنو النجار، ثم دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني الحارث، ثم دار بني ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير"

(3)

.

(1)

عفان هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): (قلنا).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10072)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (12).

ص: 55

10077 -

حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، والصاغاني، قالا:

⦗ص: 56⦘

حدثنا سليمان بن داوود الهاشمي، حدثنا إبراهيم بن سعد

(1)

، عن الزهري، عن سنان بن أبي سنان الدؤلي، أن جابر بن عبد الله الأنصاري أخبره، أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد، قال

(2)

: فأدركتهم القائلة

(3)

يوما في واد كثير العفاه

(4)

، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس في العضاه، يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة، فعلق بها سيفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل

(5)

عنده: "إن هذا

(6)

⦗ص: 57⦘

اخترط سيفي

(7)

وأنا نائم، فاستيقظت وهو يزيده صلتا

(8)

، فقال لي: من يمنعك مني؟ فقلت

(9)

: الله. فقال من يمنعك مني؟ -مرتين- فقلت: الله. فشام

(10)

السيف وجلس، فها هو ذا جالس". ثم لم يعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الصائغ: لم يعاقبه

(11)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة (قال) ساقطة من نسخة (ل).

(3)

القائلة: وسط النهار وشدة الحر، وتسمى الظهيرة.

انظر: مختار الصحاح (ص 559)، وفتح الباري (7/ 427)، والحديث الآتي برقم:(10294) حيث روى أبو عوانة تفسير القائلة عن شيخه الحربي.

(4)

العضاه -بكسر المهملة، وتخفيف الضاد المعجمة- كل شجر عظيم له شوك.

وقال أبو زيد: كل شجر شوك.

وواحدته عضة -بالتاء- وعضاهة.

انظر: غريب الحديث للحربي (3/ 926)، والمجموع المغيث (2/ 466)، وفتح الباري (7/ 427).

(5)

لم أقف على من عينه.

(6)

هو غورث بن الحارث، وفيه أقوال أخرى، ذكرها الحافظ في الفتح (7/ 428).

و (غورث) بوزن جعفر، وقيل بضم أوله، وهو بغين معجمة، وراء، ومثلثة، مأخوذ من الغرث وهو الجوع. فتح الباري (7/ 428).

(7)

اخترط سيفي: سله من غمده. النهاية (2/ 23).

(8)

صلتا -بفتح المهملة، وسكون اللام، بعدها مثناة -أي: مجردًا من غمده. يقال: أصلت السيف: إذا جرده من غمده. انظر: النهاية (3/ 45)، وفتح الباري (7/ 427).

(9)

في نسخة (ل): قلت.

(10)

(الشيم) من الأضداد، يكون سلا وإغمادا. يقال: شام السيف: إذا استله، وشامه: إذا أغمده. انظر: النهاية (3/ 45)، وفتح الباري (7/ 427).

(11)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب توكله على الله، وعصمة الله تعالى له من الناس (4/ 1786، 1787/ حديث رقم 13).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجهاد، باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة (6/ 96/ حديث رقم 910)، وأطرافه في:(1913، 4136، 4135، 4136، 4139).

ص: 55

10078 -

حدثنا محمد بن عامر، قال: حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا إبراهيم بن سعد

(1)

، عن الزهري، بإسناده، بمعناه

(2)

(3)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): (بمثل معناه).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10077).

ص: 57

10079 -

حدثنا الصغاني

(1)

، وأبو أمية، قالا: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدثني سنان بن أبي سنان الدؤلي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أن جابر بن عبد الله أخبرهما، أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد، فلما قفل النبي صلى الله عليه وسلم فأدركتهم القائلة يومًا في واد كثير العضاه، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم، وتفرق الناس في العضاه، يستظلون بالشجر، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم تحت ظل سمرة

(2)

، فعلق بها سيفه، قال جابر: فنمنا نومة، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم يدعونا، فأجبناه، فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتًا، فقال: من يمنعك مني؟ فقلت

(3)

: الله. فقال: من يمنعك مني؟ قلت: الله، فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله -ثلاثا-

(4)

، فشام السيف وجلس"، فلم يعاقبه النبي صلى الله عليه وسلم[وقد فعل ذلك]

(5)

(6)

.

⦗ص: 59⦘

رواه

(7)

محمد بن يحيى، عن

(8)

عبد الرزاق، عن

(9)

معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر [أن النبي صلى الله عليه وسلم نزلا منزلًا، وتفرق الناس في العضاه يستظلون]

(10)

(11)

.

(1)

الصغاني، أبو بكر بن إسحاق، كما سماه مسلم، هو هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): شجرة.

والسمر: ضرب من شجر الطلح، والواحدة: سمرة، وقد تسكن ميماهما.

المجموع المغيث (2/ 123، 124).

(3)

في نسخة (ل): قلت.

(4)

في نسخة (ل) تكرر قول الأعرابي ورد النبي صلى الله عليه وسلم عليه، مرتين فقط.

(5)

زيادة من نسخة (ل).

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10077)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (14/ =

⦗ص: 59⦘

= الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر تمام رواية الصغاني أبي بكر بن إسحاق، ومسلم ساق طرفا منها، وأحال بالباقي على رواية إبراهيم بن سعد، ومعمر.

(7)

في نسخة (ل): روى.

(8)

في نسخة (ل): حدثنا.

(9)

في نسخة (ل): أخبرنا.

(10)

زيادة من نسخة (ل).

(11)

هذا المعلق لم أقف على من وصله، عن محمد بن يحيى، ووصل مسلم عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، به، برقم (13) من كتاب الفضائل.

ص: 58

10080 -

حدثنا الصغاني [محمد بن إسحاق]

(1)

، قال: حدثنا عفان ابن مسلم

(2)

، قال: حدثنا أبان العطار، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر بن عبد الله، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كنا بذات الرقاع، قال: كنا إذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فجاء رجل من المشركين وسيف

⦗ص: 60⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم معلق بشجرة، فأخذ سيف نبي الله صلى الله عليه وسلم، فاخترطه، فقال لرسول الله

(3)

: تخافني؟ قال: "لا"، قال: فمن يمنعك مني؟ قال: "الله يمنعني منك"، قال: فهدده

(4)

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فغمد السيف وعلقه، قال: فنودي بالصلاة [قال]

(5)

فصلى

(6)

بطائفة ركعتين، ثم تأخروا، فصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، قال: فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات، وللقوم ركعتان

(7)

، ولم

(8)

يذكر في هذا الحديث: ثم لم يعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم

(9)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

عفان هو موضع الالتقاء.

(3)

في الأصل ونسخة (هـ): (يا رسول الله)، والتصويب من نسخة (ل).

(4)

في نسخة (ل): فتهدده.

(5)

من نسخة (ل).

(6)

في نسخة (ل): وصلى.

(7)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10077)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (14/ الطريق الثانية).

فوائد الاستخراج: ذكر تمام رواية عفان بن مسلم، ومسلم ذكر طرفها، وأحال بالباقي على حديث الزهري.

(8)

في: نسخة (ل): لم.

(9)

هذا التنبيه ذكره مسلم في صحيحه أيضًا.

ص: 59

‌بيان علامة نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطعام وطاعته له، وفي الأدمِ

(1)

وطاعتها له صلى الله عليه وسلم

-

(1)

(الأدُم) جمع إدام، مثل: كتاب، كتب، ويسكن للتخفيف، فيعامل معاملة المفرد.

ويجمع على (آدام)، ومفرده: -بضم الهمز- مثل قفل وأقفال. و (الأدام) و (الأدم) هو كل شيء ضممته إلى الخبز فقد أدمته به.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 152)، وغريب الحديث (3/ 1141)، والمجموع المغيث (1/ 45)، والنهاية (1/ 31)، والمصباح المنير (ص 9).

ص: 61

10081 -

حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل

(1)

الكُزْبُرَاني، حدثنا الحسن بن أعين

(2)

، قال؛ حدثنا معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، عن جابر، أن رجلا

(3)

أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه، فأطعمه شطر وسق من

⦗ص: 62⦘

شعير، فما زال الرجل يأكل منه وامرأته

(4)

وضيفهما، حتى كَالَه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "لو لم تَكِلْه لأكلتم منه، ولأقام

(5)

لكم"

(6)

.

(1)

(المفضل) هكذا بالميم في أوله، وكذا في كتاب الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم (2/ 186/ ترجمة 599). ووقع في تأريخ بغداد (4/ 243 / ترجمة 1968)، وفي الأنساب (5/ 64)، وفي اللباب (3/ 96):(الفضل) بالفاء دون الميم.

(2)

الحسن بن أعين هو موضع الالتقاء.

(3)

لم أقف على من عينه، ولكن أخرج الحاكم في المستدرك (3/ 246)، ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 114) من طريق ابن لهيعة، حدثنا يونس بن يزيد، حدثنا أبو إسحاق، عن سعيد بن الحارث بن عكرمة، عن جده نوفل بن الحارث ابن عبد المطلب، أنه استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم في التزويج، فأنكحه امرأة، فالتمس شيئًا فلم يجده، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا رافع وأبا أيوب بدرعه، فرهناه عند رجل من اليهود =

⦗ص: 62⦘

=

بثلاثين صاعا من شعير، فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه. قال: فطعمنا منه نصف سنة، ثم كلناه فوجدنا كما أدخلناه. قال نوفل: فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "لو لم تكله لأكلت منه ما عشت". فيظهر أن المبهم في حديث جابر هو: نوفل بن الحارث لا سيما أن مقدار الشعير في الحديثين واحد. والله أعلم.

(4)

لم أقف على من عينها.

(5)

أقام: أي دام، وثبت. النهاية (4/ 126).

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 1784/ حديث رقم 9).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل وهو معقل، بأنه ابن عبيد الله.

ص: 61

10082 -

حدثنا أبو أحمد شعيب بن عمران بن موسى بن عيسى العسكري، بعسكر مكرم، حدثنا سلمة بن شبيب

(1)

، حدثنا الحسن ابن أعين، بإسناده، مثله:"لو لم تكِله، لقام لكم"

(2)

.

(1)

سلمة بن شبيب هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10081).

ص: 62

10083 -

حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الحراني، حدثنا الحسن ابن أعين

(1)

، حدثنا معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، عن جابر، أن أم

⦗ص: 63⦘

مالك

(2)

كانت تهدي للنبي صلى الله عليه وسلم-في عُكَّة

(3)

لها- سمْنا، فيأتيها بنوها

(4)

، فيسألون الأدْمَ، وليس عندهم شيء، فتعمدُ

(5)

إلى الذي كانت تهدي للنبي صلى الله عليه وسلم، فتجد فيها سمنا، فما زال يقيم لها أدم بنيها حتى عصرتها به، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"عصرتيها"؟ قالت: نعم، قال:"لو تركتيها ما زال قائما"

(6)

.

(1)

الحسن بن أعين هو موضع الالتقاء.

(2)

لم أقف على اسمها، وذكر ابن الأثير وابن حجر نسبتها فقالا: الأنصارية، وذكرا في ترجمتها هذا الحديث. انظر: أسد الغابة (7/ 389 / ترجمة 7580)، والإصابة (8/ 277، 278 / ترجمة 478، 1479).

(3)

العُكة -بضم المهملة، وتشديد الكاف- إناء من جلد مستدير، يجعل فيه السمن -غالبا- والعسل.

فتح الباري (6/ 590)، وانظر: المجموع المغيث (2/ 487)، النهاية (3/ 284).

(4)

لم أقف على تعيين بنيها.

(5)

في الأصل ونسخة (هـ): (فعمدت)، والتصويب من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 1784/ حديث رقم 8).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو معقل، بأنه ابن عبيد الله.

ص: 62

10084 -

حدثنا أبو أحمد، حدثنا سلمة بن شبيب

(1)

، حدثنا الحسن بن أعين، بمثله

(2)

.

(1)

سلمة بن شيب هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10083).

ص: 63

‌باب إثبات خاتم النُّبوة في ظهر

(1)

رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفته

(1)

كلمة (ظهر) ساقطة من نسخة (ل).

ص: 64

10085 -

حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود، قال: حدثنا شعبة

(1)

، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمُرة، قال:"رأيت الخاتَم على كَتِفِ النبي صلى الله عليه وسلم، كأنه بيضة"

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات خاتم النبوة، وصفته، ومحله من جسده صلى الله عليه وسلم (4/ 1823 حديث رقم 110)، بلفظ (كأنه بيضة حمام).

فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل وهو سماك، بأنه ابن حرب.

- بيان موضع الخاتم، وهو كتف النبي، وأما رواية شعبة عند مسلم فلفظها:(على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم).

ص: 64

10086 -

حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر

(1)

، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال

(2)

: "رأيت الخاتم في ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنه بيضة حمامة"

(3)

.

(1)

محمد بن جعفر هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة (قال): سقطت من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10085).

ص: 64

10087 -

حدثنا الزعفراني، عن

(1)

عثمان بن عمر، عن

(2)

شعبة

(3)

، بإسناده

(4)

: "نظرت إلى الخاتم، فإذا هو مثل بيضة الحمام، و

(5)

عليه ثآليل"

(6)

(7)

.

(1)

في نسخة (ل): حدثنا.

(2)

في نسخة (ل): حدثنا.

(3)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(4)

في نسخة (ل) ساق الإسناد كاملًا.

(5)

حرف الواو ساقط من نسخة (ل).

(6)

ثآليل جمع ثؤلول- بهمزة ساكنة، وزان عصفون، ويجوز التخفيف- وهو هذه الحبة التي تظهر في الجلد، كالحمصة فما دونها.

انظر: النهاية (1/ 205)، والمصباح المنير (ص 88).

(7)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10085).

فوائد الاستخراج: زيادة لفظ (وعليه ثآليل) في رواية شعبة، وانظر الحديث الآتي برقم (10091).

ص: 65

10088 -

حدثنا الصغاني، حدثنا أبو النضر، أخبرنا إسرائيل، عن سماك

(1)

، عن جابر بن سمرة، قال:"رأيت خاتمه -يعني النبي صلى الله عليه وسلم عند كتفه، مثل بيضة الحمام، شبه جسده"

(2)

.

(1)

سماك هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10085).

فوائد الاستخراج: زيادة لفظ: (شبه جسده).

ص: 65

10089 -

حدثنا أبو عمرو بن أبي غرزة، حدثنا عبيد الله ابن موسى

(1)

، عن حسن بن صالح، عن سماك، قال: حدثني جابر بن سمرة، قال: "رأيت الخاتم الذي في ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنه سِلْعَة

(2)

، مثل بيضة الحمامة"

(3)

.

(1)

عبيد الله بن موسى هو موضع الالتقاء.

(2)

السلعة -بالكسر-: غدة تظهر بين الجلد واللحم، إذا غمزت باليد تحركت.

انظر: النهاية (2/ 389).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10085)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (110/ الثانية).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية عبيد الله بن موسى، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية شعبة.

ص: 66

10090 -

حدثنا أبو أمية، ومحمد بن معاذ بن يوسف المروزي، قالا: حدثنا زكريا بن عدي.

قال أبو أمية: وحدثنا هشام بن عمار، قالا

(1)

: حدثنا حاتم ابن إسماعيل

(2)

، عن

(3)

الجعد -وقال زكريا: عن

(4)

الجُعيد- بن عبد الرحمن ابن

⦗ص: 67⦘

أوس، عن السائب بن يزيد، قال: ذهبت بي خالتي

(5)

إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنه يشتكي؛ فمسح على رأسي، ودعا لي بالبركة، وتوضأ فشربت من وضوئه، ثم قمت من خلفه، فرأيت خاتمة خاله، أو قال: خاتم النبوة، مثل زِرّ الحَجَلَة

(6)

(7)

. وهذا لفظ زكريا بن عدي.

(1)

في الأصل ونسخة (هـ): (قال)، والتصويب من نسخة (ل).

(2)

حاتم بن إسماعيل هو موضع الالتقاء.

(3)

حرف (عن) ساقط من نسخة (ل).

(4)

يقال له: الجعد. -ويقال له أيضًا- الجعيد. =

⦗ص: 67⦘

= انظر: تهذيب الكمال (4/ 561/ ترجمة 927).

(5)

قال ابن حجر: لم أقف على اسمها. الفتح (6/ 562).

(6)

زر الحجلة: -بكسر الزاي ثم راء مشددة-، والحجلة: -بفتح الحاء المهملة والجيم- واحدة الحجال، وهي: بيت كالقبة لها أزرار كبار وعرى، تزين بالثياب والستور للعروس.

قال النووي: (هذا هو الصواب المشهور الذي قاله الجمهور. وقال بعضهم: المراد بالحجلة: الطائر المعروف، وزرها: بيضتها. وأشار إليه الترمذي وأنكره عليه العلماء). اهـ.

والقول بأن المراد بالحجلة: الطائر المعروف، -يؤيده كما قال ابن حجر- أنه في الحديث الآخر:(مثل بيضة الحمامة).

ويؤيده أيضا أنه -كما قال الخطابي- روي بتقديم الراء على الزاي (رز).

فيكون المراد البيض، يقال: ارزت -بفتح الراء وتشديد الزاي- الجرادة: إذا كسبت ذنبها في الأرض فباضت.

والحجلة: طائر في حجم الحمام، أحمر المنقار والرجلين.

انظر: المجموع المغيث (2/ 13)، والنهاية (2/ 300)، وشرح النووي (15/ 97)، وفتح الباري (1/ 296)، والمعجم الوسيط (1/ 158).

(7)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات خاتم النبوة، وصفته، ومحله =

⦗ص: 68⦘

= من جسده صلى الله عليه وسلم (4/ 1823/ حديث رقم 111).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء، باب استعمال فضل وضوء الناس (1/ 296/ حديث رقم 190)، وأطرافه في (3540، 3541، 5670، 6352).

ص: 66

10091 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا أبو النعمان، وسليمان ابن حرب، قالا: حدثنا حماد بن زيد

(1)

، عن عاصم الأحول، عن عبد الله ابن سَرجِس قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فدرت من خلفه، فعرف الذي أريد، فألقى رداءه عن ظهره، فإذا مثل جُمْع

(2)

، فنظرت إلى الخاتم، فإذا الخاتم في نغض

(3)

كتفه اليُمنى، أو اليسرى، مثل جُمع الكف -وَجَمع كفّه- حوله خيلان

(4)

كأنه الثآليل، فاستقبلته، فقلت: غفر الله لك يا

⦗ص: 69⦘

رسول الله، قال:"ولك". قال: قلنا له: استغفَر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي والله ولكم، وتلا:{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}

(5)

(6)

.

[رواه عبد الواحد، عن عاصم]

(7)

.

(1)

حماد هو موضع الالتقاء.

(2)

أي مثل جمع الكف، وهو أن يجمع الأصابع ويضمها. يقال: ضربه بجمع كفه، بضم الجيم.

النهاية (1/ 296)، وانظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 500).

(3)

النُّغض والنَّغض والناغض: أعلى الكتف، وقيل: هو العظم الرقيق الذي على طرفه.

وأصل النغض: الحركة، فسمى ذلك الموضع نغضا لأنه يتحرك بحركة الإنسان.

انظر: النهاية (5/ 87)، وفتح الباري (3/ 276).

(4)

خيلان -بكسر الخاء المعجمة، وإسكان الياء- جمع خال، وهو الشامة في الجسد.

النهاية (2/ 94)، وشرح النووي (15/ 98).

(5)

آية (19) من سورة محمد.

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات خاتم النبوة، وصفته، ومحله من جسده صلى الله عليه وسلم (4/ 1823، 1824/ حديث رقم 112).

(7)

هذا التعليق زيادة من نسخة (ل)، وقد وصله مسلم في صحيحه، من طريق عبد الواحد هذا -وهو ابن زياد- عن عاصم -الأحول- به. انظر الإحالة السابقة.

ص: 68

‌بيان أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس بعده نبي، وأنه بعثه

(1)

رحمة، يرحم الله عز وجل [به]

(2)

من يشاء من عباده، وينفي به الكفر، ويتوب على من يشاء من عباده، وأن الله تعالى قه سمّاه باسمين من أسمائه عز وجل، لا شريك له في ملكه

(1)

في نسخة (ل): (بُعث).

(2)

من نسخة (ل).

ص: 70

10092 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني سفيان بن عيينة

(1)

، عن الزهري، عن محمد بن جُبير بن مُطعِم، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يُمْحَى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحْشَر الناس على قَدَمِي

(2)

، وأنا العاقب".

⦗ص: 71⦘

والعاقب الذي ليس بعده نبي

(3)

.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة (قدمي) ضبطوها بتخفيف الياء على الإفراد، وبتشديدهما على التثنية. ومعناها: على أثري، أي: إنه يحشر قبل الناس، وهو موافق لقوله -في الرواية الأخرى-: يحشر الناس على عقبي. وفي معناها أقوال أخرى، تصل إلى سبعة، ذكرها القاضي عياض، وابن حجر.

انظر: الشفا (1/ 315)، والنهاية (4/ 25)، وشرح النووي (15/ 105)، والفتح (6/ 557).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم (4/ 1828/ حديث رقم 124).

وأخرجه البخاري في صحيحه-كتاب المناقب، باب ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم (6/ 554 / حديث رقم 3532)، وطرفه في (4896).

ص: 70

10093 -

حدثنا ابن أبي عاصم النّبيل أحمد بن عمر وابن الضحاك

(1)

، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، قال: حدثنا سفيان. [ح]

(2)

.

وحدثنا أبو داوود الحراني، قال: حدثنا علي بن المديني، قال: حدثنا سفيان، ح.

⦗ص: 72⦘

وحدثني أبو بشر، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا سفيان

(3)

.

كلهم قالوا: عن الزّهري، بمثله

(4)

.

(1)

ابن مخلد الشيباني، أبو بكر، ت/287 هـ.

قال ابن أبي حاتم: سمعت منه، وكان صدوقًا.

وقال أبو العباس النسوي: وكان ثقة نبيلا معمرًا.

وقال العراقي: إمام ثقة حافظ مصنف، لا يجهل مثله. وذلك في رده على ابن القطان في قوله عن ابن أبي عاصم: لا أعرفه.

انظر: الجرح والتعديل (13/ 67/ ترجمة 120)، وذيل ميزان الاعتدال (ص 46، ترجمة 767)، والسير (3/ 430 - 439 / ترجمة 215)، ولسان الميزان (7/ 18، 19، ترجمة 144).

(2)

من نسخة (ل).

(3)

ابن عيينة هو موضع الالتقاء في كل الطرق السابقة.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10092).

ص: 71

10094 -

حدثنا علي بن حرب، حدثنا سفيان [بن عيينة]

(1)

، بإسناده، مثله، غير أنه قال: "والماحي الذي يمحو

(2)

بي الكفر". قال: "وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبي"

(3)

.

(1)

زيادة من نسخة (ل)، وسفيان هو موضع الالتقاء.

(2)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ). ولعله سبق قلم؛ فسيأتي في الحديثين التاليين بلفظ: يمحو الله.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10092).

فوائد الاستخراج: صراحة رفع تفسير (العاقب)، في رواية علي بن حرب هذه عن سفيان بن عيينة. وقد تابعه على ذلك سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، عن سفيان به، عند الترمذي في سننه -كتاب الأدب، باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم (5/ 124 / حديث رقم 2840).

ص: 72

10095 -

حدثنا أحمد بن يوسف السّلمي، وأبو إسحاق عبد الجبار ابن كثير الرَقِّي

(1)

جليس هلال بن العلاء، وإسحاق بن إبراهيم الدبري،

⦗ص: 73⦘

قالوا: حدثنا عبد الرزاق

(2)

، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن محمد بن جبير ابن مُطعِم، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن لي أسماء: أنا أحمد، وأنا محمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب". قلت للزهري: وما العاقب؟ قال: الذي ليس بعده نبي

(3)

.

(1)

الحنظلي، اسم جده: سنان، روى عنه أبو حاتم، وقال عنه: شيخ.

انظر: الجرح والتعديل (6/ 33 ترجمة 174).

(2)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10092)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (125/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية معمر كاملا، ومسلم ساق إسنادها، ونبه على تفسير الزهري للعاقب، ونبه أيضا بلفظ: (

يمحو الله بي الكَفَرَةَ).

ص: 72

10096 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب

(1)

، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن محمد بن جُبير بن مُطعم، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب"، والعاقب: الذي ليس بعده أحد، وقد سمّاه

(2)

الله عز وجل رؤوفا رحيما

(3)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

في الأصل ونسخة (هـ): (وقد سمى). والتصويب من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10092)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (125). =

⦗ص: 74⦘

= فوائد الاستخراج: زيادة لفظ: (خمسة) وهي ثابتة في صحيح البخاري من طريق مالك عن ابن شهاب، به. انظر تخريج رقم (10092).

قال ابن حجر: (والذي يظهر أنه أراد: أن لي خمسة أسماء أختص بها، لم يسم بها أحد قبلي، أو معظمة، أو مشهورة في الأمم الماضية، لا أنه أراد الحصر فيها).

فتح الباري (6/ 556).

- زيادة لفظ: (والعاقب) الدال على أن تفسير العاقب مدرج. والله أعلم.

تنبيه: قوله: "وقد سماه الله

" مدرج من قول الزهري، كما قاله البيهقي، ووافقه عليه ابن حجر.

انظر: الدلائل (1/ 154)، والفتح (6/ 557).

ص: 73

10097 -

حدثنا أبو الحسين بن خالد بن خلي الحمصي، حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه

(1)

، ح.

وحدثنا أبو الجماهر، وأبو أمية، قالا: حدثنا أبو اليمان

(2)

، أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعِم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب"

(3)

.

(1)

شعيب هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق.

(2)

أبو اليمان هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10092)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (125/ الطريق الثاني). =

⦗ص: 75⦘

= فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية شعيب، ومسلم ساق إسنادها، ونبه على بعض كلماتها.

ص: 74

10098 -

حدّثنا ابن المنادي، حدّثنا يونس بن محمّد، حدّثنا إبراهيم ابن سعد، عن ابن شهاب

(1)

، عن محمّد بن جبير بن مُطعِم، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن لي أسماء: أنا محمّد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الّذي يمحو الله بي الكفر، وأنا العاقب"، والعاقب:[الذي]

(2)

ليس بعده نبي

(3)

(4)

.

(1)

ابن شهاب هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

في نسخة (هـ) حديث زائد وهو: حدّثنا إسحاق بن الحسن الطحان المصري، حدّثنا محمد بن المبارك، قال: سمعت رجلا يقول لمالك: أخبرك ابن شهاب، عن محمّد بن جبير، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لي خمسة أسماء: أنا محمّد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الّذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الّذي يحشر النَّاس على قدمي، وأنا العاقب". وعليه إشارة (لا - إلى).

وشيخ أبي عوانة لم أقف له على ترجمة، وكذلك الرَّجل المبهم لم أقف على من عينه، إِلَّا أنه لا يضر في الإسناد؛ لأنه ليس من السلسلة، وإنّما هو سأل الإمام مالك، فأجابه الإمام مالك بنعم، فقد روى ابن عبد البرّ هذا الحديث، عن أبي بكر النيسابوري، عن إسحاق بن الحسن المصري -شيخ أبي عوانة- به، وفي آخره:(قال: نعم). التمهيد (9/ 152).

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10092).

ص: 75

10099 -

حدّثنا يزيد بن سنان، حدّثنا أحمد بن صالح، قال: قرأت على عبد الله بن نافع

(1)

، قال: حدثكم مالك، عن ابن شهاب

(2)

، عن محمّد بن جبير بن مُطعِم، عن أبيه، أنه أخبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله

(3)

.

(1)

ابن أبي نافع، المخزومي مولاهم، أبو محمّد، المدني.

(2)

ابن شهاب هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10092).

ص: 76

10100 -

حدّثنا محمّد بن عقيل، حدثنا حفص

(1)

، قال: حدثني إبراهيم

(2)

، عن عمر بن سعيد

(3)

-أخي سفيان الثّوريّ، أكبر منه- عن سليمان الأعمش

(4)

، عن عمرو بن مرّة عن أبي عبيدة

(5)

، عن أبي موسى، أنه قال: سمّى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه

⦗ص: 77⦘

فقال: "أنا محمّد، وأحمد، و

(6)

المقَفِّي

(7)

، والحاشر، ونبي الرّحمة، ونبي الملحمة"

(8)

.

(1)

ابن عبد الله بن راشد السلمي.

(2)

ابن طهمان، الخراساني، أبو سعيد، سكن نيسابور.

(3)

ابن مسروق، الثّوريّ، أخو سفيان الثّوريّ.

وثقه العجلي، والنسائي، وأبو حاتم، والدارقطني، وابن حجر.

انظر: الثقات للعجلي (358 / ترجمة 1233)، والجرح والتعديل (6/ 110/ ترجمة 584)، وتهذيب التهذيب (7/ 399 / ترجمة 753).

(4)

سليمان الأعمش هو موضع الالتقاء.

(5)

هو عامر بن عبد الله بن مسعود الهذلي.

(6)

حرف الواو ساقط من نسخة (ل).

(7)

المقفَّى: المولِّي الذاهب، وقد قفى يقفي فهو مقف، يعني: أنه آخر الأنبياء، المتبع لهم، فإذا قفى فلا نبي بعده.

النهاية (4/ 94)، وانظر: المجموع المغيث (2/ 741)، وشرح النووي (15/ 105).

(8)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم (4/ 1828/ حديث رقم 126). وفيه:(نبي التوبة) بدل (نبي الملحمة) الّتي عند أبي عوانة، انظر الإحالة السابقة.

فوائد الاستخراج:

- (نبي الملحمة) وهي صحيحة بمجموع طرقها، وفي معناها قولان:

أحدهما: نبي القتال، وهو كقوله الآخر: بعثت بالسيف.

الثّاني: نبي الصلاح وتأليف النَّاس، كان يؤلف الأمة. وقد لحم الأمر: إذا أحكمه وأصلحه.

المجموع المغيث (3/ 117)، وانظر النهاية (4/ 239، 240).

ص: 76

10101 -

حدّثنا يزيد بن سنان، حدّثنا الحسن بن عمر ابن شقيق

(1)

، ح.

⦗ص: 78⦘

وحدثني مسرور بن نوح، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، قالا: حدّثنا جرير

(2)

، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماءً، فقال

(3)

: "أنا محمّد، وأحمد، والمُقَفّي، والحاشِر، ونبي الرّحمة، ونبي الملحمة"

(4)

.

قال مسرور: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة، يقول: هذا حديث جرير

(5)

، عن الأعمش، لا أظنّ رواه غيره

(6)

.

(1)

الجرمي، أبو علي، البصري، نزيل الري، ت / 232 هـ تقريبًا.

قال البخاريّ، وأبو حاتم، وصالح جزرة، وابن حجر: صدوق. =

⦗ص: 78⦘

= انظر: الجرح والتعديل (3/ 25/ ترجمة 104)، وتأريخ بغداد (7/ 355، 356 / ترجمة 3876)، وتقريب التهذيب (240/ ترجمة 1275).

(2)

جرير هو موضع الالتقاء.

(3)

في نسخة (ل): (قال).

(4)

تقدّم تخريجه، وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10100).

(5)

جرير هو موضع الالتقاء. وفي نسخة (ل): هذا الحديث لجرير.

(6)

لكن الطرق الّتي ساقها أبو عوانة هنا عن الأعمش ترد هذا الظن. وقد روى ابن أبي شيبة الحديث في مصنفه (11/ 457/ حديث رقم 11793) عن الفضل ابن دكين، عن المسعودي، عن عمرو بن مرّة، به. ولم يسقه من طريق الأعمش.

ص: 77

10102 -

حدّثنا أحمد بن محمّد بن عثمان الثقفي أبو عمرو الدمشقي، حدّثنا محمّد بن شعيب بن شابور، ح.

وحدثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرنا محمّد بن شعيب، أخبرنا شيبان بن عبد الرّحمن، عن سليمان بن مهران الأعمش

(1)

، عن عمرو ابن

⦗ص: 79⦘

مُرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى الأشعري، قال:"علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماءً، فقال: "أنا محمّد، وأحمد، والمُقَفِّي، والحاشر، ونبي الرّحمة، ونبي الملحمة"

(2)

.

(1)

سليمان بن مهران هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10100).

ص: 78

10103 -

حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي، حدّثنا أبي، حدّثنا جعفر بن عون، حدّثنا مسعر، عن عمرو بن مرّة

(1)

، بإسناده، مثله [سواء]

(2)

.

(1)

عمرو بن مرّة هو موضع الالتقاء.

(2)

زيادة من نسخة (ل)، والحديث تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10100).

ص: 79

10104 -

حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داوود، قال: حدّثنا المسعودي

(1)

، عن عمرو بن مرّة

(2)

، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى، قال

(3)

: سمى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه [أسماء

(4)

]: منها ما حفظنا، فقال:"أنا محمّد، وأحمد، والمُقَفِّي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الملحمة"

(5)

.

(1)

هو عبد الرّحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، الكوفي، المسعودي.

(2)

عمرو بن مرّة هو موضع الالتقاء.

(3)

كلمة (قال) ساقطة من نسخة (ل).

(4)

من نسخة (ل).

(5)

تقدّم تخريجه، وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10100).

ص: 79

‌بيان مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومثل الأنبياء عليهم السلام، ومثل أمته وما بعث به، وأن الله عز وجل أكمل به دينه، وهَداه

(1)

، وبه يدخل ناره من يشاء من عباده، وبه يدخل جنته من يشاء منهم، وأنه بشير ونذير، وغيث ورحمة لأمته بعه موته، وأنه خاتم النبيين، وبيان فضيلة من وفقه الله عز وجل للعِلم

(2)

في دينه -فعَلِمَه وعلَّمه- وثوابه، والدليل على أن من عَلم فلم يُعَلِّمْه، لم ينل تلك الفضيلة والثواب

(1)

هكذا مشكولة في نسخة (ل) بفتحة فوق الهاء الأولى، ولعلّ هذه الكلمة إشارة إلى الحديث رقم (10112).

(2)

في نسخة (ل): للفقه.

ص: 80

10105 -

حدّثنا أحمد بن يوسف السّلمي، حدّثنا عفان ابن مسلم

(1)

، حدّثنا سليم بن حيّان، عن

(2)

سعيد بن مِيناء

(3)

، عن جابر ابن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مثلي ومثل الأنبياء، كمثل رجل

⦗ص: 81⦘

ابتنى دارًا، فأكملها وأحسنها، إِلَّا موضع لَبِنَة

(4)

، فجعل النَّاس يدخلونها ويتعجّبون، ويقولون: لولا موضع اللّبنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأنا موضع اللّبنة، جئت فختمتُ الأنبياء"

(5)

.

(1)

عفان بن مسلم هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل) وصحيح مسلم: حدّثنا.

(3)

"ميناء" بكسر الميم، وبعد المثناة التحتية بنون، تليها ألف ممدودة، وتقصر أيضًا.

الإكمال (7/ 307، 308)، وتوضيح المشتبه (8/ 322).

(4)

لبنة -بفتح اللام وكسر الباء، ويجوز إسكان الباء مع فتح اللام وكسرها- واحدة اللبن، وهي القطعة من الطين، تعجن وتجبل، وتعد للبناء، ويقال لها ما لم تحرق: لبنة، فإذا أحرقت فهي: آجرة.

شرح النووي (15/ 52)، وفتح الباري (6/ 559)، وانظر: النهاية لابن الأثير (4/ 229، 230).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين (4/ 1791/ حديث رقم 23).

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب المناقب، باب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم (6/ 558 / حديث رقم 3534).

ص: 80

10106 -

حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، ويونس بن حبيب، قالا: حدّثنا أبو داوود، حدّثنا سليم بن حيّان

(1)

، حدثنا سعيد بن ميناء، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مثلي ومثل الأنبياء، كمثل رجل ابتنى دارًا، فأكملها وأحسنها إِلَّا موضع لبنة، فجعل النَّاس يدخلونها يتعجّبون، ويقولون: لولا موضع اللبنة!، ختم

(2)

⦗ص: 82⦘

بي الأنبياء"

(3)

.

(1)

سليم بن حيان هو موضع الالتقاء.

(2)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، إِلَّا أنه كان في نسخة (ل) ضمة فوق حرف =

⦗ص: 82⦘

= الخاء، وقبله يوجد ضبة، وذلك لأن العبارة ينقصها جملة:"فأنا اللبنة" الّتي في الحديث السابق، وقد رجعت إلى مسند أبي داود الطيالسي (ص: 247 حديث رقم 1785)؛ لأن هذا الحديث من طريقه، فوجدته تام العبارة، ولفظها:"فأنا موضع اللبنة".

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10105).

ص: 81

10107 -

حدّثنا أبو أمية، حدّثنا محمّد بن الصبّاح البزاز

(1)

، قال: حدّثنا إسماعيل بن جعفر

(2)

، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح [السمّان]

(3)

، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن مثلي ومثل الأنبياء [من قبلي]

(4)

، كمثل رجل بنى بنيانا، فأحسنه وأجمله، إِلَّا موضع لبنة، من زاوية من زواياه، فجعل النَّاس يطوفون به ويتعجبون، ويقولون: هلَّا وضعت هذه اللَّبنة؟!

(5)

فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين"

(6)

.

(1)

في الأصل ونسخة (ل): (البزار) بإهمال الحرف الأخير، وأمّا نسخة (هـ) فليس فيها إعجام لهذه النسبة، والتصويب من كتب التراجم، وقد تقدمت ترجمته.

(2)

إسماعيل هو موضع الالتقاء.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

من نسخة (ل).

(5)

من قوله: "فجعل النَّاس

" إلى هنا ساقط من نسخة (ل).

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين =

⦗ص: 83⦘

= (14/ 1791/ حديث رقم 22).

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب المناقب، باب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم (6/ 558 / حديث رقم 3535).

ص: 82

10108 -

حدّثنا أبو إسماعيل التّرمذي، قال: حدّثنا الحميدي، قال: حدّثنا سفيان

(1)

، قال: حدّثنا أبو الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّما مثلي ومثل الأنبياء قبلي، كمثل رجل بنى بُنيانا، فأحسنه وأجمله، فجعل النَّاس صلى الله عليه وسلم يطيفون

(2)

به، ويقولون: ما رأينا بنيانا أحسن من هذا، إِلَّا هذه اللبنة!، فكنت أنا تلك اللّبنة"

(3)

.

(1)

هو ابن عيينة كما في -صحيح مسلم- وهو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): (يطوفون). وكلاهما جائز لغة، ونص في لسان العرب (4/ 2723) على أنها كلمة يائية وواوية.

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10107)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (20).

ص: 83

10109 -

حدّثنا الربيع بن سليمان، قال: حدّثنا ابن وهب، أخبرني مالك بن أنس، عن أبي الزِّناد

(1)

، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثلي ومثل الأنبياء قبلي، كمثل رجل ابتنى بنيانًا، فأحسنه وأجمله [وأكمله]

(2)

، إِلَّا موضع لبنة من زواياه، فجعل النَّاس

⦗ص: 84⦘

يطوفون به ويتعجبون [منه]

(3)

، ويقولون: ما رأينا بيتا

(4)

أحسن من هذا، لولا موضع هذه اللبنة! فكنتُ أنا اللّبنة"

(5)

.

(1)

أبو الزِّناد هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

من نسخة (ل).

(4)

في نسخة (ل): بنيانا.

(5)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10107)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (20).

ص: 83

10110 -

حدّثنا أبو الأزهر، حدّثنا خالد ابن مخلد، حدّثنا المغيرة

(1)

، حدّثنا أبو الزِّناد

(2)

، بإسناده، مثله

(3)

.

(1)

ابن عبد الرّحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام، الحزامي، المدني.

(2)

أبو الزِّناد هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10107)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (20).

ص: 84

10111 -

حدّثنا أبو إسماعيل التّرمذيّ، حدّثنا الحميدي، حدّثنا سفيان

(1)

، حدّثنا أبو الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّما مثلي ومثل الناس، كمثل رجل استوقد نارًا، فلما أضاءت له، جعل الدّواب

(2)

والفَرَاش

(3)

يقتحمون فيها، فأنا

⦗ص: 85⦘

آخذ

(4)

بِحُجَزكِم

(5)

عن النّار، وأنتم تقتحمون فيها"

(6)

.

(1)

ابن عيينة هو موضع الالتقاء.

(2)

سيأتي تقييدها في الحديث رقم (10113) بأنها الدواب الّتي تقع في النّار.

قال ابن حجر: ويدخل فيما يقع في النّار: البعوض والبرغش. الفتح (11/ 318).

(3)

الفراش -بفتح الفاء، والشين المعجمة- اسم لنوع من الطير مستقل، له أجنحة أكبر =

⦗ص: 85⦘

= من جثته، وأنواعه مختلفة في الكبر والصغر، وكذا أجنحته، وعطف الدواب على الفراش يشعر بأنها غير الجنادب والجراد.

الفتح (6/ 463)، و (11/ 318).

(4)

كلمة (آخذ) يروى بوجهين: أحدهما: اسم فاعل، بكسر الخاء، وتنوين الذال.

والثّاني: فعل مضارع، بضم الذال بلا تنوين، والأول أشهر، وهما صحيحان.

شرح النووي (15/ 50).

(5)

(حجزكم) -بضم المهملة، وفتح الجيم، بعدها زاي- جمع حجزة، وأصل الحجزة: موضع شد الإزار، ثمّ قيل للإزار: حجزة للمجاورة، واحتجز الرَّجل بالإزار: إذا شدة على وسطه.

النهاية (1/ 344)، وفتح الباري (11/ 318).

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه، باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته (4/ 1789/ حديث رقم 17/ الطريق الثّاني).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الرقاق، باب الانتهاء عن المعاصي (11/ 316 / حديث رقم 6483، وطرفه في 3464).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية سفيان، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية المغيرة بن عبد الرّحمن القرشي.

ص: 84

10112 -

حدّثنا أحمد بن يوسف السُّلمي، قال: حدّثنا عبد الرزّاق

(1)

، قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبّه، قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة عن

⦗ص: 86⦘

محمّد رسول الله صلى الله عليه وسلم[قال]

(2)

: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بَيدَ

(3)

أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، فهذا يومهم الّذي فرض فعليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، فهم لنا فيه تبع، فاليهود غدا، والنصارى بعد غد"

(4)

.

(1)

عبد الرزّاق هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

بيد -بفتح الباء الموحدة، وإسكان المثناة تحت- بمعنى: غير، وعلى، وأجل، ذكر أبو عبيد هذه المعاني الثلاثة، وصحح النووي هذه الأقوال هنا.

وقال أبو عبيد: وفي لغة أخرى: ميد -بالميم- والعرب تفعل هذا، تدخل الميم على الباء، والباء على الميم. اهـ.

غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 139، 140)، وشرح النووي (6/ 381).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الجمعة، باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة (2/ 586 /حديث رقم 21).

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الأيمان والنذور، باب قول الله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ في أَيْمَانِكُمْ

} (11/ 715 /حديث رقم 6624) مختصرا، وأطرافه في (238، 876، 896، 2956، 3486، 7036، 7495).

ص: 85

10113 -

حدّثنا أبو الأزهر، والسّلمي، قالا: حدّثنا عبد الرزّاق

(1)

، عن معمر، عن همَّام، عن أبي هريرة: قال: و

(2)

قال أبو القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 87⦘

"مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل ابتنى بيوتًا، فأحسنها وأجملها وأكملها، إِلَّا موضع لبنة من زاوية من زواياها، فجعل الناس يطوفون ويعجبهم البنيان، فيقولون: ألا وضعت هاهنا لبنة فتم بناؤه؟! " فقال محمّد صلى الله عليه وسلم: "فكنتُ أنا اللَّبنة". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثلي كمثل رجل استوقد نارا، فلمّا أضاءت ما حوله جعل الفَراش وهذه الدّواب -الّتي يقعن في النار- يقعن فيها، وجعل يحجزهن وبغلبنه، فيتقحمن

(3)

فيها"، قال: "فذلك مثلي ومثلكم، أنا آخذ بحجزكم عن النار، هلم عن النار، فتغلبوني

(4)

و

(5)

تقحمون فيها"

(6)

.

(1)

عبد الرزّاق هو موضع الالتقاء.

(2)

حرف الواو ساقط من نسخة (ل).

(3)

في الأصل ونسخة (هـ): (فيقتحمون)، والذي أثبته من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(4)

قال ابن حجر: فتغلبوني. النون مثقلة، لأن أصله فتغلبونني.

الفتح (11/ 319).

(5)

حرف الواو ليس في نسخة (ل) ولا صحيح مسلم.

(6)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10107)، و (10111)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (18) ورقم (21).

ص: 86

10114 -

ز- حدّثنا سعيد بن مسعود، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سَليم بن حيّان، حدّثنا سعيد بن ميناء، قال: سمعت جابر ابن عبد الله، قال: جاء ملائكة

(1)

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم، فقال بعضهم

⦗ص: 88⦘

لبعض: تراه نائما

(2)

، قال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، قالوا: إن لصاحبكم هذا مثلًا، فاضربوا له مثلا، فقال بعضهم: إنّه نائم

(3)

وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: مثله كمثل رجل ابتنى دارًا، وجعل فيها مائدةً، وبعث داعيا، فمن أجاب الداعي دخل وأكل من المائدة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدَّار، ولم يأكل من المائدة، فقالوا: أوّلوها، فقال بعضهم: إنّه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة، والقلب يقظان، قالوا: فالدار الجنّة، والداعي محمّد [صلى الله عليه وسلم]

(4)

، فمن أطاع محمدًا صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله عز وجل، ومن عصى محمدًا صلى الله عليه وسلم فقد عصى الله عز وجل، ومحمد فرق

(5)

بين النَّاس

(6)

.

(1)

قال ابن حجر: لم أقف على أسمائهم ولا أسماء بعضهم، ولكن في نهاية سعيد بن أبي هلال المعلقة عقب هذا الحديث، عند الترمذي أن الذي حضر في هذه القصة: =

⦗ص: 88⦘

= جبريل وميكائيل. اهـ.

الفتح (13/ 255)، وانظر سنن التّرمذيّ (5/ 134، 135 / حديث رقم 2861).

(2)

في الأصل ونسختي (ل)، (هـ):(نائم) -مرفوع- وفي الأصل فوقها ضبة، وذلك إشارة إلى أن الصواب النصب، كما أثبته، والله أعلم.

(3)

في نسخة (ل): (لنائم).

(4)

من نسخة (ل).

(5)

قال ابن حجر: لأبي ذر بتشديد الراء فعلا ماضيًا، ولغيره بسكون الراء والتّنوين، وكلاهما متجه. الفتح (13/ 256).

(6)

إسناده صحيح، على شرط البخاريّ إِلَّا شيخ أبي عوانة فليس من رجال البخاريّ، وهو ثقة، وقد تابعه محمّد بن عبادة، عن يزيد بن هارون به، عند البخاريّ، فقد =

⦗ص: 89⦘

= أخرجه البخاريّ في صحيحه، عنه به، في كتاب الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم (13/ 249/ حديث رقم 7281).

ص: 87

10115 -

حدّثنا يونس بن حبيب، قال: حدّثنا أبو داود، ح.

وحدثنا أبو زرعة الدمشقي، قال: حدّثنا عفان، قالا: حدّثنا سَليم ابن حيان

(1)

، قال: حدّثنا سعيد بن ميناء، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّما مثلي ومثلكم، كمثل رجل أوقد نارا، فجاءت الجنادب

(2)

والفَراش يقعن فيها، وهو يذبهن عنها، وأنا آخذ بحُجَزكم أن تهافتوا فيها، وأنتم تفلتون

(3)

من يدي".

وقال عفان: "وأنتم تفلتون مني"

(4)

.

(1)

سليم بن حيان هو موضع الالتقاء.

(2)

الجنادب جمع جندب، وفيه ثلاث لغات: جندب بضم الدال وفتحها، والجيم مضمومة فيهما، والثالثة بكسر الجيم وفتح الدال، وهو الصرار الّذي يشبه الجراد، ويصر اللّيل صرًّا شديدًا.

شرح النووي (5/ 50)، وانظر النهاية (1/ 306)، والفتح (6/ 464).

(3)

(تفلتون) روي بوجهين: أحدهما: فتح التاء والفاء، واللام المشددة. والثّاني: بضم التاء، وإسكان الفاء، وكسر اللام المخففة. وكلاهما صحيح.

شرح النووي (5/ 50)، وسقط في المطبوع كلمة (واللام) من الوجه الأوّل، وانظر فتح الباري أيضًا (11/ 318).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته (4/ 1790/ =

⦗ص: 90⦘

= حديث رقم 19).

ص: 89

10116 -

حدّثنا أبو زرعة الرازي، والسلمي، قالا: حدّثنا عمرو ابن مرزوق، قال: حدّثنا سليم بن حيّان

(1)

، بمثله:"يفلتون من يدي"

(2)

.

(1)

سليم بن حيان هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10115).

ص: 90

10117 -

حدّثنا أبو أمية، حدّثنا عبد الله بن أبي شيبة

(1)

، [ح]

(2)

.

وحدثنا ابن شبابان، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، قالا: حدّثنا أبو معاوية

(3)

، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثلي ومثل النبيين، كمثل رجل بنى دارًا، فأتمها إِلَّا لبنة واحدة؛ فجئت فأتممت تلك اللبنة"

(4)

.

(1)

عبد الله بن أبي شيبة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

أبو معاوية هو موضع الالتقاء في طريق ابن شبابان.

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين (4/ 1791/ حديث رقم 22 / الطريق الثّاني).

فوائد الاستخراج:

- ذكر متن رواية أبي معاوية، ومسلم ساق إسنادها، وذكر طرفها، وأحال بالباقي على حديث أبي هريرة.

- تقييد مهمل، وهو أبو سعيد، بأنه الخدري رضي الله عنه.

ص: 90

10118 -

حدّثنا أبو البَخْتَرِي عبد الله بن محمّد بن شاكر، قال: حدّثنا أبو أسامة

(1)

، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلّم، كمثل غيث أصاب الأرض، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء؛ فأنبتت الكلأ والعُشب الكثير، وكانت منها أجادب، أمسكت الماء؛ فنفع الله بها النَّاس؛ فشربوا منها ورعوا وسقوا، وأصاب طائفة منها أخرى: إنّما هي قيعان لا تمسك ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله عز وجل، ونفعه

(2)

ما بعثني الله به، فعلم وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يقبل هدى الله الّذي أرسلت به"

(3)

.

(1)

أبو أسامة هو موضع الالتقاء.

(2)

في الأصل صورتها: (تفقه)، والذي أثبته من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب بيان مثل ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم (14/ 1787، 1788/ حديث رقم 15).

وأخرجه البخاريّ صحيحه -كتاب العلم، باب فضل من علم وعلم (1/ 175 /حديث رقم 79).

تنبيه: هذا الحديث وقع في نسخة (ل) عقب الحديث الّذي بعده هنا.

ص: 91

10119 -

حدّثنا عبد الله بن محمّد بن شاكر العنبري، قال: حدّثنا أبو أسامة

(1)

، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال:

⦗ص: 92⦘

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مثلى ومثل ما بعثني الله به

(2)

، كمثل رجل أتى قومه، قال: يا قوم، إنِّي رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العُرْيان، فالنجاء النجاء

(3)

، فأطاعه طائفة من قومه فانطلق، فانطلقوا على مهلهم فنَجوا، وكذبت طائفة منهم، فأصبحوا مكانهم، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني، فاتبع ما جئت به، ومثل

⦗ص: 93⦘

من عصاني وكذب بما جئت به من الحق"

(4)

(5)

.

(1)

أبو أسامة هو موضع الالتقاء.

(2)

أول الحديث في نسخة (ل) لفظة: إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، ويظهر أن الناسخ أخطأ فيه، لأن هذا اللّفظ هو طرف الحديث السابق، ويدلُّ على ذلك أن قوله: الهدى والعلّم ليس له علاقة بهذا الحديث، وكذلك فإنّه ليس في رواية الصحيحين لهذا الحديث.

(3)

لفظ (النجاء) غير مكرر في نسخة (ل) وصحيح مسلم، وإثبات الهمزة في آخره من الصحيحين وليس في الأصل ونسختي (ل)، (هـ) ما يشير إلى أنه ممدود.

قال النووي: "قوله: فالنجاء ممدود، أي: انجوا النجاء، أو: اطلبوا النجاء. قال القاضي: المعروف في (النجاء) إذا أفرد: المد. وحكى أبو زيد فيه: القصر أيضًا، فإذا ما كرروه فقالوا: النجاء النجاء ففيه المد والقصر معا" اهـ.

وقال ابن حجر: "قوله: فالنجاء النجاء بالمد فيها، وبمد الأولى وقصر الثّانية، وبالقصر فيهما تخفيفا، وهو منصوب على الإغراء، أي: اطلبوا النجاء بأن تسرعوا الهرب" اهـ.

والنجاء: السرعة. و (النجاء النجاء) أي: أسرع.

انظر: المجموع المغيث (3/ 226)، والنهاية (5/ 25)، وشرح النووي (15/ 49)، والفتح (11/ 317).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته (4/ 1788، 1789/ حديث رقم 16).

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الفضائل، باب الانتهاء من المعاصي (11/ 316/ حديث رقم 6483).

(5)

في نسختي (ل)، (هـ) زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي: (رواه مسلم بن الحجاج، قال: حدّثنا إبراهيم بن سعيد، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده، قبض نبيها [قبلها] فجعله لها [فرطا وسلفا بين يديها وذكر الحديث] " اهـ.

هذا لفظ نسخة (ل)، وما بين المعقوفين ساقط منها وأكملته من نسخة (هـ)، وأول الحديث في نسخة (هـ):(رواه مسلم بن الحجاج عن إبراهيم بن سعد، عن أبي أسامة). بالعنعنة.

ورواية مسلم هذه في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إذا أراد الله رحمة أمة قبض نبيها قبلها (14/ 1791/ حديث رقم 14) ونصها كما يلي:

"قال مسلم: وحدثت عن أبي أسامة، وممن روى ذلك عنه: إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدّثنا أبو أسامة، حدثني بريد بن عبد الله"، به.

وتمام الحديث: "وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي، فأهلكها وهو ينظر، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره".

ص: 91

‌باب الأخبار المبيِّنة أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم فرط على حوضه، لمن

(1)

أطاعه من أصحابه وأمته، الذين لم يبدلوا، واستقاموا وثبتُوا على سنته، وصفة الحوض، ومائه، وأباريقه

(1)

في الأصل ونسخة (هـ): (فمن)، والتصويب من نسخة (ل).

ص: 94

10120 -

حدّثنا هاشم بن يونس المصري

(1)

، قال: حدّثنا ابن أبي مريم، أخبرنا أبو غسان، حدثني أبو حازم

(2)

، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنِّي فرطكم

(3)

على الحوض، من مَر عليّ شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردنّ عليّ أقوام

(4)

أعرفهم ويعرفوني، ثمّ

⦗ص: 95⦘

يحال بيني وبينهم".

قال أبو حازم: فسمعني النّعمان بن أبي عياش؛ قال

(5)

: هكذا سمعت من سهل؟ قلت: نعم. قال: أشهد على أبي سعيد الخدري، لسمعته وهو يزيد فيها: قال: "أقول: إنهم مني، فيقال لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؛ قال: فاقول: سُحقا سُحقا لمن غَير

(6)

بعدي"

(7)

.

(1)

هو هاشم بن يونس العصار المصري، ت 280/ هـ. له ترجمة في تأريخ ابن زبر (2/ 604)، والإكمال (6/ 388 /مادة العصار)، والأنساب (9/ 308 / مادة العصار)، وتأريخ الإسلام (حوادث 271 - 280، ص: 484 - 485 ترجمة 639)، وتحرف فيه إلى (القصّار)، وتوضيح المشتبه (6/ 283)، وسيأتي ضبط نسبته عند الحديث رقم (1267).

(2)

أبو حازم هو موضع الالتقاء.

(3)

الفرط -بفتح الفاء والواو- والفارط: هو الذي يسبق قومه، ليرتاد لهم الماء، ويهيء لهم الدلاء، ونحوها من أمور الاستقاء.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 45)، والنهاية (3/ 434)، وشرح النووي (15/ 53، 54).

(4)

في نسخة (هـ): (أقوامًا)، ولعلّه سبق قلم.

(5)

في نسخة (ل): فقال.

(6)

في الأصل، ونسخة (هـ):(غيرني)، والتصويب من نسخة (ل).

(7)

أخرجهما مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا صلى الله عليه وسلم وصفاته (4/ 1793/ حديث رقم 26).

وأخرجهما البخاريّ في صحيحه -كتاب الرقاق، باب في الحوض (11/ 464/ حديث رقم 6583، 6584) طرفاها في (7050، 7051).

ص: 94

10121 -

حدّثنا بحر بن نصر [الخولاني]

(1)

، حدّثنا ابن وهب، حدّثنا يعقوب بن عبد الرّحمن

(2)

، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا فرَطكم على الحوض، من ورده شرب، ومن شرب منه لم يظمأ أبدا، وليردنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثمّ يحال بيني وبينهم".

قال أبو حازم: فسمع النُّعمان بن أبي عيّاش، وأنا أحدثهم هذا

⦗ص: 96⦘

الحديث؟ فقال: هكذا سمعتَ سهلا [يقول]

(3)

؟ قال: فقلت: نعم. قال: وأنا أشهد على أبي سعيد الخُدري لسمعته يزيد -قال- قال: "إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما عملوا بعدك؟ فأقول: سُحقًا سُحقًا لمن بدّلَ بعدي"

(4)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

يعقوب بن عبد الرّحمن هو موضع الالتقاء.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

تقدّم تخريجهما، انظر الحديث رقم (10120).

ص: 95

10122 -

حدّثنا الدنداني، حدّثنا القعنبي، حدّثنا عبد العزيز، عن أبيه

(1)

، بإسناده

(2)

بنحوه

(3)

.

(1)

هو أبو حازم سلمة بن دينار، وهو موضع الالتقاء.

(2)

في نسختي (ل)، (هـ) أتم الإسناد:[عن سهل، عن النبي صلى الله عليه وسلم]. وعليه إشارة (لا - إلى) في نسخة (هـ)، كلمة (عن سهل) ساقطة من نسخة (ل)، ومكانه ضبة.

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10120).

تنبيه: هذا الحديث تأخر في نسخة (ل) عن الحديث الّذي بعده هنا.

ص: 96

10123 -

حدثني أبو محمّد أحمد بن محمّد بن عبد الله بن العباس ابن عبد الله بن عثمان بن شافع، حدّثنا عمي إبراهيم ابن محمّد الشّافعيّ، حدثنا ابن أبي حازم، بإسناده

(1)

، مثله، بتمامه

(2)

.

(1)

موضع الالتقاء هو أبو حازم، كما في الإسناد السابق.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10120).

ص: 96

10124 -

حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، وعيسى

⦗ص: 97⦘

ابن أحمد، قالوا: حدّثنا ابن وهب

(1)

، أخبرني أسامة بن زيد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أنا فرطُكم على الحوض، فمن ورده شرب، ومن شرب لم يظمأ، فأنظرن لا يردنَّ علي أقوام". ثمّ ذكر نحوه، إِلَّا أنه

(2)

قال: فأخبرني النُّعمان بن أبي عيّاش الزُّرقي، وقال:"لمن بدَّل بعدي"

(3)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

الضمير يعود على أبي حازم، فهو قائل: "فأخبرني النعمان

". شرح النووي (15/ 54). وانظر الحديث رقم (10120).

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10120)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (26 / الطريق الثّانية).

فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل، وهو أسامة، بأنه أسامة بن زيد، وهو الليثي مولاهم.

- ذكر متن رواية ابن وهب، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية يعقوب.

ص: 96

10125 -

حدّثنا يونس بن عبد الأعلى

(1)

، أخبرنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن بُكيرا حدثه، عن القاسم بن عبّاس الهاشمي، عن عبد الله بن رافع -مولى أم سلمة- عن أم سلمة - زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كنت أسمع النَّاس يذكرون الحوض، ولم أسمع ذلك من

⦗ص: 98⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان يومًا من ذلك، والجارية

(2)

تمشطني، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"أيها الناس"، فقلت للجارية: استأخري عنّي، قالت: إنّما دعى الرجال، ولم يدع النِّساء، فقلت: إنِّي من الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنِّي فرطكم على الحوض، فإيّاي لا يأتين

(3)

أحدُكم فيُذبُّ عني، كما يُذب البعير الضّال، فأقول: فيم هذا؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول:"سُحقا"

(4)

.

(1)

يونس بن عبد الأعلى هو موضع الالتقاء.

(2)

لم أقف على من عينها.

(3)

في الأصل ونسخة (هـ): (ليأتين)، والتصويب من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا صلى الله عليه وسلم وصفاته (4/ 1795/ حديث رقم 29).

ص: 97

10126 -

حدّثنا عمار بن رجاء، حدّثنا أبو عامر العقَدي

(1)

، عن أفلح بن سعيد القُبَائي

(2)

، قال: حدّثنا عبد الله بن رافع، قالت: كانت أم سلمة تحدث أنها سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر -وهي تمتشط،

⦗ص: 99⦘

فقالت لماشطتها: كُفِّي، فقالت: فديتك، إنّما يقول:"أيها النَّاس"، فقالت: ويحك، أو لسنا من النَّاس؟! فلفت رأسها وقامت في حجرتها، فسمعتة، يقول:"أيها النَّاس، بيَّنَّا أنا على الحوض، إذْ مُرَّ بكم زمرًا، فتفرقت بكم الطرق، فناديتكم أن هلُمّوا إلى الطريق، فناداني مناد من ورائي، إنهم بدّلوا بعدك، فأقول: ألَّا سُحقا، ألَّا سُحقا"

(3)

.

(1)

أبو عامر العقدي هو موضع الالتقاء.

(2)

في حاشية نسخة (هـ) تعليقة على كلمة (القبائي)، وهي:(من أهل قباء).

والقبائي -بضم القاف، والباء المعجمة بواحدة من تحتها- نسبة إلى قباء، موضع بالمدينة في عواليها، على بعد ثلاثة أميال من المسجد النبوي، وبها مسجد قباء المعروف.

انظر: الأنساب (4/ 442)، ووفاء الوفا (4/ 1284).

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10125)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (29 / الطريق الثّاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية أبي عامر، ومسلم ساق إسنادها، وطرفا من متنها، وأحال بها على رواية بكير عن القاسم بن عبّاس، عن عبد الله بن رافع.

ص: 98

10127 -

حدّثنا الحسن بن علي بن عفان، حدّثنا زيد بن حُبَاب

(1)

، حدّثنا أفلح بن سعيد القُبائيّ الأنصاري

(2)

، حدّثنا عبد الله ابن رافع، عن أمّ سلمة: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنِّي على الحوض، إذ

(3)

مُرَّ بكم زمرًا، فقلت: هلم إليَّ، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؛ فأقول: بُعدا"

(4)

.

(1)

بضم الحاء المهملة، وبموحدتين من تحت، بينها ألف، أبو الحسين العكلي. الإكمال (2/ 140، 143).

(2)

أفلح بن سعيد القبائي الأنصاري هو موضع الالتقاء.

(3)

في نسخة (ل) صورتها: (إذ يمر).

(4)

تقدّم تخريجه وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10125) ورقم (10126).

ص: 99

10128 -

حدّثنا الربيع بن سليمان، قال: حدّثنا شعيب ابن اللَّيث، قال: حدّثنا اللَّيث، عن يزيد بن أبي حبيب، ح.

وحدثنا أبو حميد العوهي الحمصي، قال: حدّثنا علي بن عياش، قال: حدّثنا اللَّيث بن سعد، ح.

وحدثنا الصغاني، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا اللَّيث [بن سعد]

(1)

، عن

(2)

يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عُقبة بن عامر: أن رسول الله خرج يومًا، ويصلّي على أهل أُحُد، صلاته على الميِّت، ثمّ انصرف إلى المنبر، فقال: "إني فرط لكم، وإني شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن

(3)

، وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض"، أو "مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافَسوا فيها"

(4)

.

(1)

اللَّيث بن سعد هو موضع الالتقاء، في كلّ الطرق، وما بين المعقوفتين من نسخة (ل).

(2)

في نسخة (ل): حدّثنا.

(3)

كلمة (الآن) ساقطة من نسخة (ل). وهي ثابتة في الصحيحين. انظر تخريج الحديث.

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا صلى الله عليه وسلم (4/ 1795/ حديث رقم 30).

وأخرجه البخاريّ في -كتاب الجنائز، باب الصّلاة على الشهيد (3/ 209 / حديث رقم 1344)، وأطرافه في (3596، 4042، 4085، 6426، 6590).

ص: 100

10129 -

حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، عن ليث بن سعد

(1)

، عن يزيد بن أبي حبيب: مثل حديث الربيع: "مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض". وذكر الحديث

(2)

.

(1)

ليث بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10128).

ص: 101

10130 -

حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث وغيره

(1)

، عن يزيد بن أبي حبيب

(2)

، أن أبا الخير أخبره، [أنه]

(3)

سمع عُقبة بن عامر، يقول: آخر ما خطب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن صلّى على شُهداء أُحد، ثمّ رَقِي المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: "إنِّي لكم فرط، وإني عليكم شهيد، وأنا أنظر إلى الحوض

(4)

الآن وأنا في مقامي هذا، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أريت أني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، فأخاف عليكم أن تنافسوا فيها"

(5)

.

(1)

كلمة (وغيره) ساقطة من نسخة (ل). ولم أقف على من بين هذا المبهم.

(2)

يزيد بن حبيب هو موضع الالتقاء.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

في نسخة (ل): (إلى حوضي).

(5)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10128).

ص: 101

10131 -

حدّثنا أبو الأزهر، حدّثنا وهب بن جرير بن حازم

(1)

، حدّثنا أبي، قال: سمعت يحيى بن أيوب، يحدث عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد، عن عقبة بن عامر، قال: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أُحُد، ثمّ صعد المنبر كالمودع للأحياء والأموات، فقال: "إنِّي فرطُكم على الحوض، فإن عَرضه كما بين أيلة إلى الجُحفة، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها، وأن

(2)

تقتتلوا فيها، فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم". قال عقبة: فكان آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر

(3)

.

(1)

وهب بن جرير بن حازم هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة (وأن) ساقطة من نسخة (ل).

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10128)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (31).

ص: 102

10132 -

حدّثنا أبو قلابة، حدّثنا بشر بن عمر

(1)

، حدّثنا شعبة

(2)

، عن مغيرة، قال: سمعت أبا وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا فرطُكم على الحوض، فليرفعنَّ لنا رجالٌ، ثمّ ليختلجنّ

(3)

⦗ص: 103⦘

دوني، فأقول: يا رب، أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك

(4)

".

(1)

ابن الحكم بن عقبة، الزهراني، أبو محمّد البصري.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(3)

ليختلجن: أي: يجتذبون ويقتطعون. وأصل الخلج: الجذب والنزع.

انظر: غريب الحديث للحربي (2/ 469)، والنهاية (2/ 59).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا صلى الله عليه وسلم (4/ 1796/ حديث رقم 32 / الطريق الثّالثة).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الرقاق، باب في الحوض (11/ 463/ حديث رقم 6576)، وطرفه في (7049).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية شعبة، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية الأعمش.

ص: 102

10133 -

حدّثنا الصغاني، حدّثنا زهير

(1)

، حدّثنا جرير

(2)

، ح.

وحدثنا محمّد بن غالب تمتام

(3)

، حدّثنا عُبيد بن عَبيدة

(4)

، قال

(5)

: حدّثنا المعتمر، عن أبيه

(6)

، عن مغيرة

(7)

، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال

⦗ص: 104⦘

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا فرطكم على الحوض، وليرفعنّ إلي رجال منكم؛ فإذا أهويت إليهم لأتناولهم اختلجوا دوني، فأقول: رب، أصحابي أصحابي، فيقول

(8)

: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك"

(9)

.

(1)

ابن حرب.

(2)

جرير هو موضع الالتقاء.

(3)

تمتام: بفتح المثناتين من فوق، وسكون الميم الأولى لقب لمحمد بن غالب.

نزهة الألباب (1/ 147/ رقم 511).

(4)

عُبيدة بن عَبيدة: -بضم الأوّل، وفتح الثّاني- التمار البصري.

الإكمال لابن مأكولا (6/ 56، 57)، والمؤتلف والمختلف (3/ 1514).

(5)

كلمة (قال) ليست في نسخة (ل)، وفي الأصل:(قالا) وفوقها ضبة، والتصويب من نسخة (هـ).

(6)

هو سليمان بن طرخان، التميمي، أبو المعتمر، البصري.

(7)

مغيرة هو موضع الالتقاء.

(8)

في نسخة (ل): فيقال.

(9)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10132).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية مغيرة، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية الأعمش.

ص: 103

10134 -

حدّثنا الصغاني، ومسرور بن نوح، قالا: حدّثنا ابن نمير

(1)

، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا فرطكم على الحوض، فلأنازعن أقواما، ثمّ لأغلبنَّ عليهم؛ فأقول: يا رب، أصحابي أصحابي

(2)

، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك"

(3)

. واللفظ للصغاني.

(1)

ابن نمير هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): أصيحابي أصيحابي.

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10132)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (32).

ص: 104

10135 -

حدّثنا علي بن حرب، حدّثنا أبو معاوية

(1)

، بإسناده، مثله: و

(2)

قال: "يا رب أصحابي، فيقال". مثله

(3)

.

(1)

أبو معاوية هو موضع الالتقاء.

(2)

حرف الواو ساقط من نسخة (ل).

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10132)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (32)، =

⦗ص: 105⦘

= قوله: (فيقال مثله) ساقط من نسخة (ل).

ص: 104

10136 -

حدّثنا أبو أميّة، وعبّاس الدوري، قالا: حدّثنا يحيى ابن حمّاد، حدّثنا أبو عوانة، عن الأعمش

(1)

، عن شقيق: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا فرطكم على الحوض، ولأنازعن رجالًا منكم، فلأغلبن عليهم، وليقالن لي: "إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك"

(2)

.

(1)

الأعمش هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10132)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (32).

ص: 105

10137 -

حدّثنا مسرور بن نوح، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة

(1)

، حدّثنا جرير، عن الأعمش بإسناده، نحوه

(2)

.

(1)

عئمان بن أبي شيبة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10132)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (32 الطريق الثّاني).

ص: 105

10138 -

حدّثنا ابن الجُنيد الدقّاق، حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، حدّثنا جرير

(1)

، عن الأعمش، مثله

(2)

.

(1)

جرير هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10132)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (32 / الطريق الثّاني).

ص: 105

10139 -

حدّثنا محمّد بن حيّويه، أخبرنا ابن أبي مريم،

⦗ص: 106⦘

حدّثنا نافع بن عمر

(1)

، عن ابن أبي مليكة، قال: قال عبد الله بن عمرو، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء

(2)

، وماؤه أبيض من الورق

(3)

، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه

(4)

كنجوم السَّماء، ومن شرب منه فلا يظمأ أبدا"

(5)

.

(1)

نافع بن عمر هو موضع الالتقاء.

(2)

(وزواياه سواء): قال العلماء: معناه: طوله كعرضه، كما قال في حديث أبي ذر الآتي برقم (10188): عرضه مثل طوله. شرح النووي (5/ 55).

(3)

قال النووي: هكذا هو في جميع النسخ: (الورق بكسر الراء، وهو الفضة). شرح النووي (5/ 55)، وكذلك في نسخة (ل) مشكول بالكسرة تحت الراء.

(4)

(كيزانه) جمع كوز، وهو ما له عروة من آنية الشرب.

انظر لسان العرب (5/ 3955).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا صلى الله عليه وسلم وصفاته (4/ 1793، 1794 /حديث رقم 27).

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الرقاق، باب في الحوض (11/ 463 / حديث رقم 6579).

ص: 105

10140 -

حدّثنا أبو حاتم الرازي، حدّثنا عبد العزيز الأويسي، ح.

وحدثنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا داوود بن عمرو

(1)

، قال: حدّثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، قال: قال عبد الله بن عمرو: قال

⦗ص: 107⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمثله

(2)

: "لم يظمأ بعده أبدًا"

(3)

.

(1)

داود بن عمرو هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10139).

ص: 106

10141 -

حدّثنا ابن الجُنيد الدقّاق، حدّثنا العلاء بن عبد الجبار، ومنصور بن سُقَير

(1)

، قالا: حدّثنا نافع بن عمر، ح.

وحدثنا السُّلمي، حدّثنا يوسف بن كامل العطّار، حدّثنا نافع ابن عمر [الجُمحي]

(2)

، حدّثنا عبد الله بن أبي مليكة، قال: سمعت عبد الله ابن عمرو يحدث، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حوضي مسيرة شهر، زواياه سواء، وماؤه أبيض من الورق، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه مثل نُجوم السماء، من شرب منه شربة فلا يظمأ بعده أبدا".

واللفظ لابن الجُنيد

(3)

.

(1)

بضم السين، وفتح القاف، وآخره راء.

الإكمال لابن ماكولا (4/ 309).

(2)

نافع بن عمر هو موضع الالتقاء في الطريقين، وما بين المعقوفين من نسخة (ل).

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10139).

ص: 107

10142 -

حدّثنا علي بن حرب، حدّثنا محمّد بن فضيل

(1)

، عن حصين، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليردنّ علي أقوام، حتّى إذا عرفتهم وعرفوني، اختلجوا دوني؛ فأقول: يا رب أصحابي

⦗ص: 108⦘

أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك"

(2)

.

(1)

محمّد بن فضيل هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا صلى الله عليه وسلم (4/ 1797/ حديث رقم 32 / الطريق الرّابع). ولم يذكر متنه.

وعلقه البخاريّ بصيغة الجزم، في صحيحه -كتاب الرقاق، باب في الحوض (11/ 463/ حديث رقم 6576) عن حصين، عن أبي وائل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسق لفظه.

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية محمّد بن فضيل، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية الأعمش ومغيرة.

ص: 107

10143 -

حدّثنا الصغاني، حدّثنا ابن الأصبهاني، قال: حدّثنا محمّد ابن فُضيل

(1)

، عن حُصين، عن شَقيق، عن حُذيفة بن اليمان، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليردنّ على الحوض أقوام، حتّى إذا رأيتهم ورأوني، اختلجوا دوني، فأقول: يا رب، أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك"

(2)

.

(1)

محمّد بن فضيل هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10142).

ص: 108

10144 -

حدّثنا أبو أمية، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة

(1)

، حدّثنا محمّد بن فُضيل بإسناده:"فيختلجون دوني؛ فأقول: يا رب، أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك"

(2)

.

(1)

أبو بكر بن أبي شيبة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10142).

ص: 108

10145 -

حدّثنا الصّغاني، حدثنا علي بن الحسن بن شَقيق، أخبرني نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة

(1)

، عن أسماء بنت أبي بكر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لي حوضًا، ما بين الجَابِيَة

(2)

إلى صنعاء

(3)

، ماؤه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، زواياه سواء، كيزانه

⦗ص: 110⦘

عدد نجوم السَّماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعده أبدا، وإني على حوضي، إذْ رُفع لي ناس من أصحابي، فاختلجوا

(4)

دوني، فأقول: يا رب، أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك"

(5)

(6)

.

(1)

بين (ابن أبي مليكة) و (أسماء بنت أبي بكر) ضبة في الأصل ونسخة (هـ)، ولعلّ ذلك من النساخ، لأن مسلمًا جمع بين حديث ابن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو، وحديثه عن أسماء بنت أبي بكر، فقدم ذكر حديث عبد الله بن عمرو في صفة الحوض، ثمّ قال -بعد قوله:"فلا يظمأ بعده أبدا"-: قال: وقالت أسماء بنت أبي بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني على الحوض حتّى أنظر من يرد عليّ منكم

".

وانظر الحديث الآتي برقم (10147).

فلعلّ بعض النساخ ظن أن الحديث من رواية عبد الله بن عمرو عن أسماء، فضبب لذلك. هذا احتمال.

والاحتمال الثّاني: -وهو الأولى- أن التضبيب من أجل أن صفة الحوض، وهو من حديث عبد الله بن عمرو، وأمّا حديث أسماء فهو قوله صلى الله عليه وسلم: "إني على حوضي

" إلخ، كما هو في الصحيحين، فجاء في هذه الطريق عند أبي عوانة كله من حديث أسماء، فلذا ضبب عليه. والله أعلم.

(2)

الجابية -بكسر الباء، وياء مخففة- قرية من أعمال دمشق. معجم البلدان (2/ 106).

(3)

صنعاء موضعان: أحدهما: باليمن، وهي العظمى، وهي المتبادرة عند الإطلاق، والأخرى: قرية بالغوطة من دمشق، سميت بذلك لأن أهل اليمن لما هاجروا زمن عمر بن الخطّاب، عند فتوح الشّام نزل أهل صنعاء في مكان من دمشق، فسمى =

⦗ص: 110⦘

= باسم بلدهم.

انظر معجم البلدان: (2/ 483 - 489)، وفتح الباري (11/ 471).

والمراد هنا هو صنعاء اليمن، كما جاء مقيدا في الحديث الآتي برقم (10182).

(4)

في الأصل: (فيختلجوا) بحذف النون، وهو خطأ إذ لا مسوغ له هنا، والتصويب من نسخة (ل).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا صلى الله عليه وسلم وصفاته (4/ 1794/ حديث رقم 27).

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الرقاق، باب في الحوض (11/ 466/ حديث رقم 6593)، وطرفه (7048).

ولفظه عندهما كلفظ الحديث التالي (10146).

فوائد الاستخراج: ورود صفة الحوض من حديث أسماء بنت أبي بكر.

(6)

في نسختي (ل)، (هـ) حديث زائد، وعليه إشارة (لا - إلى)، ولفظه: (ذكر محمّد ابن حيويه، أخبرنا ابن أبي مريم، حدّثنا نافع بن عمر،

) به، بمثل لفظ الحديث رقم (10146)، وفيه زيادة، وهي: فكان ابن أبي مليكة يقول: اللَّهُمَّ إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا، أو أن نفتن عن ديننا.

وهذه الزيادة في الصحيحين، انظر تخريج الحديث. =

⦗ص: 111⦘

= ولم أقف على من وصله من طريق محمّد بن حيويه، ورواه البخاريّ في صحيحه عن ابن أبي مريم به.

ص: 109

10146 -

حدّثنا ابن الجُنيد، حدّثنا العلاء بن عبد الجبار، ومنصور ابن سُقير

(1)

، قالا: حدّثنا نافع بن عمر

(2)

، يقول

(3)

: سمعت ابن أبي مليكة، عن أسماء بنت أبي بكر، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنِّي

(4)

على الحوض أنظر من يردُ عليَّ منكم، وسوف يؤخذ ناس دوني، فأقول: يا رب، مني ومن أمّتي، فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم"

(5)

.

(1)

في نسخة (ل): (منصور بن سفيان)، ولعلّه سبق قلم من الناسخ.

(2)

نافع بن عمر هو موضع الالتقاء.

(3)

في نسخة (ل): قال.

(4)

في نسختي (ل)، (هـ): أنا.

(5)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10145).

ص: 111

10147 -

حدّثنا محمّد بن إسماعيل الصائغ، حدّثنا يوسف ابن كامل، حدّثنا نافع بن عمر الجُمحي

(1)

، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله ابن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حوضي مسيرة شهر".

قال: وقالت أسماء بنت أبي بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنِّي على

⦗ص: 112⦘

الحوض". فذكر مثله

(2)

.

(1)

نافع بن عمر الجمحيى هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجهما، انظر الحديث رقم (10139)، (10145).

ص: 111

10148 -

حدّثنا [أحمد بن يوسف]

(1)

السُّلمي، وسعيد ابن مسعود [المروزي]

(2)

، قالا: حدّثنا عفان بن مسلم، حدّثنا وهيب، حدّثنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم

(3)

، عن عبد الله بن أبي مليكة، سمع عائشة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنِّي على الحوض أنتظركم من يردّ منكم، فليقتطعن رجال دوني، فأقول: يا رب، مني ومن أمتي، فيقول: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، فما يزالون

(4)

يرجعون على أعقابهم"

(5)

(6)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

من نسخة (ل).

(3)

عبد الله بن عثمان بن خثيم هو موضع الالتقاء.

(4)

في نسخة (ل) وصحيح مسلم: ما زالوا.

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا صلى الله عليه وسلم (4/ 1794 / حديث رقم 28).

فوائد الاستخراج: ذكر عبد الله بن عثمان بن خثيم باسمه، وجاء عند مسلم:(ابن خثيم).

(6)

في نسختي (ل)، (هـ) زيادة، وعليها إشارة (لا - إلى)، وهي: (رواه ابن أبي عمر، حدّثنا يحيى بن أبي سليم، عن ابن خثيم، عن ابن أبي مليكة، أنه سمع عائشة رضي الله عنها =

⦗ص: 113⦘

= تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول -وهو بين ظهراني أصحابه-: "إني على الحوض أنتظر من يردّ عليَّ منكم، فوالله ليقتطعن دوني رجال، فلأقولن": -لعلّه قال-: "أي رب، مني ومن أمتي، فيقول: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم".

لكن في نسخة (هـ) ذكر الإسناد فقط، ومكتوب في حاشيتها بخط صغير:(رواه مسلم عن ابن أبي عمر). وهو كذلك، فقد رواه مسلم في صحيحه عن ابن أبي عمر، به. برقم (28) من كتاب الفضائل.

ص: 112

10149 -

حدّثنا الحسن [بن علي]

(1)

بن عفان [العامري]

(2)

، حدّثنا محمّد بن بشر العبدي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة

(3)

، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، عن ثوبان -مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم

(4)

قال: "أنا عند عُقْر

(5)

حوضي، أذود

⦗ص: 114⦘

الناس عنه لأهل اليمن، إنِّي لأضربهم بعصاي حتّى يَرْفَضَّ"

(6)

، قال: فسئل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن سعة الحوض؟ قال: فقال: "هو مثل ما بين مقامي هذا إلى عَمّان

(7)

، ما بينهما شهرًا، ونحو ذلك".

فسئل

(8)

نبي الله عليه السلام عن شرابه؟ فقال: "أشدُّ بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، يَغُتُّ

(9)

فيه ميزابان يمدانه أو مدادهما

⦗ص: 115⦘

[من]

(10)

الجنّة، أحدهما وَرِق، والآخر ذهب"

(11)

.

قال قتادة

(12)

: فحدثنا أنس بن مالك قال: "ترى فيه" -لا أعلمه إِلَّا قال-: "آنية الذهب والفضة عددُ نجوم السَّماء"

(13)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

من نسخة (ل).

(3)

قتادة هو موضع الالتقاء.

(4)

كلمة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم) ساقطة من نسخة (ل).

(5)

العقر -بالضم- أصل كلّ شيء، وعقر الحوض: أصله عند مقام الشاربة، أي عند موقف الإبل إذا وردت.

انظر: غريب الحديث لأبي عُبيد (4/ 300)، وغريب الحديث للحربي (3/ 997)، ومقاييس اللُّغة (4/ 94)، والمجموع المغيث (2/ 480).

(6)

يرفض: أي: يسيل. هكذا في الأصل. وهذا المعنى ذكره أبو عبيد في غريبه (4/ 375) وزاد: ويتفرق.

(7)

عمان -بفتح المهملة، وتشديد الميم للأكثر، وحكى تخفيفها- مدينة قديمة بالشام من أرض البلقاء، وهي في عصرنا الحاضر عاصمة الأردن.

انظر: معجم ما استعجم (3/ 970)، والنهاية (3/ 304)، ومعجم البلدان (4/ 170)، وشرح النووي (5/ 571)، وفتح الباري (11/ 471).

وأمَّا (عمان) -بضم العين- فستأتي في الحديث رقم (10188).

(8)

في نسخة (ل): (وسئل).

(9)

قال النووي: وأمّا (يغت) فبفتح الياء، وبغين معجمة مضمومة ومكسورة، ثمّ مثناة فوق مشددة، وهكذا قال ثابت، والخطابي، والهروي، وصاحب التحرير، والجمهور، وكذا هو في جميع نسخ بلادنا، ونقله القاضي عن الأكثرين.

وقال الهروي: معناه: يدفقان دفقًا متتابعا شديدًا، قالوا: وأصله من اتباع الشيء الشيء. وقيل يصبان فيه دائمًا صبا شديدًا. اهـ. شرح النووي (15/ 63).

وذكر النووي أنها رويت بلفظ (يعب) بالعين المهملة والباء الموحدة، وبلفظ (يثعب)، وستأتي هذه الأخيرة في الحديث رقم (10151).

(10)

من نسخة (ل).

(11)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا صلى الله عليه وسلم وصفاته (4/ 1799 / حديث رقم 37).

(12)

أي بالإسناد السابق، وموضع الالتقاء هو سعيد بن أبي عروبة.

(13)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا صلى الله عليه وسلم وصفاته (4/ 1801 / حديث رقم 43).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو سعيد، بأنه ابن أبي عروبة.

ص: 113

10150 -

حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن المفضّل الكزبراني، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا هشام

(1)

، عن قتادة، عن سالم ابن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة اليَعْمَرِي

(2)

، عن ثوبان، أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنِّي لبعُقر حوضي أذود النَّاس لأهل اليمن، أضرب بعصاي حتّى يرفَضَّ عليهم، وسئل عن عرضه

(3)

؟ فقال: "من مقامي إلى عمَّان"،

⦗ص: 116⦘

وسئل عن شرابه؟ فقال: "أشدُّ بياضًا من اللَّبن، وأحلى من العسل، يَغُتُّ فيه ميزابان من الجنَّة، أحدهما من ذهب، والآخر من ورق"

(4)

.

(1)

هشام -وهو الدستوائي، كما في الحديث التالي- هو موضع الالتقاء.

(2)

اليعمري -بفتح المثناة التحتية، وسكون العين المهملة، وفتح الميم، وآخرها راء مهملة- نسبة إلى يعمر، وهو بطن من كنانة. الأنساب (5/ 699).

وزاد النووي: أن الميم تضم أيضًا. شرح النووي (5/ 62).

(3)

في الأصل ونسخة (هـ): حوضه، والتصويب من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا صلى الله عليه وسلم وصفاته (4/ 1799 /حديث رقم 37).

ص: 115

10151 -

حدّثنا ابن الجنيد الدقاق، حدّثنا عبد الوهّاب ابن عطاء

(1)

، حدّثنا هشام الدستوائي

(2)

، بإسناده، مثله، إِلَّا أنه قال:"يَثْعَبُ"

(3)

، وقال:"أحدهما من الورِق، والآخر من ذَهب"

(4)

.

(1)

الخفاف، أبو نصر، العجلي، مولاهم، البصري.

(2)

هشام الدستوائي هو موضع الالتقاء.

(3)

يثعب -بفتح الياء والعين المهملة، وإسكان المثلثة بينهما- يجري. وقال النووي: يتفجر.

انظر: النهاية (1/ 212)، وشرح النووي (13/ 26)، و (15/ 63).

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10150).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو هشام، بأنه الدستوائي.

ص: 116

10152 -

حدّثنا أبو موسى عيسى بن جعفر الورَّاق، وأبو أمية، قالا: حدّثنا الحسن بن موسى الأشيب

(1)

، قال: حدّثنا شيبان، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة اليَعْمَري، عن ثوبان -مولى رسول الله- قال: قال رسل الله: "أنا يوم القيامة عند عُقْر

⦗ص: 117⦘

الحوض، أذود عنه النَّاس لأهل اليمن، والله إنِّي لأضربهم بعصاي حتّى يرفض عنهم"، فقال رجل: يا رسول الله! ما سعته؟ قال: "ما بين المدينة إلى عمَّان"، قال: فما شرابه؟ قال: "أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، يغُتُّ فيه ميزابان يمُدّانه من الجنَّة، أحدهما من ورق، والآخر من ذهب"

(2)

.

(1)

الحسن بن موسى الأشيب هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10150)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (37 / الطريق الثّاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية الحسن بن موسى الأشيب، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية هشام، ونبه على أنها بلفظ:"أنا يوم القيامة عند عقر الحوض".

ص: 116

10153 -

حدّثنا الصغاني، حدّثنا عفّان، حدّثنا همّام، عن قتادة

(1)

، عن سالم بن أبي الجَعد، بإسناده، نحوه

(2)

(3)

.

(1)

قتادة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10150).

(3)

في نسخة (هـ) زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي:(رواه عبد الرزّاق، عن معمر، عن قتادة مثله).

وقد وصله البغوي في شرح السنة (15/ 169/ حديث رقم 3342)، من طريق عبد الرزّاق، به.

وهو في الجامع لمعمر، برواية عبد الرزّاق، المطبوع مع مصنف عبد الرزاق =

⦗ص: 118⦘

= (11/ 406 / حديث رقم 20853).

ص: 117

10154 -

حدّثنا أحمد بن حفص

(1)

، حدثني أبي، حدثني إبراهيم ابن طهمان، عن الحجَّاج بن الحجَّاج

(2)

، عن قتادة

(3)

، بإسناده، مثله

(4)

، وقال:"أنا قائم على عُقْر حوضي"

(5)

.

(1)

ابن عبد الله بن راشد، السلمي.

(2)

الباهلي، البصري، وهو غير حجاج بن أبي زياد الأسود القسملي.

(3)

قتادة هو موضع الالتقاء.

(4)

في نسخة (ل): (نحوه).

(5)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10150).

ص: 118

10155 -

حدّثنا عبّاس الدوري، حدّثنا مسلم بن إبراهيم. وحدثنا محمّد بن علي بن زهير، حدّثنا عفان

(1)

، قالا: حدّثنا وهيب بن خالد، ح.

وحدثنا محمّد بن حيّويه، حدّثنا المعلّى بن أسد، حدّثنا وهيب

(2)

، حدّثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يردّ علي الحوض ناس من أصحابي، حتّى إذا رأيتهم وعرفتهم، اختلجوا دوني، فأقول

(3)

: يا رب، أُصَيْحابي أُصَيْحابي، فيقال لي: إنك لا تدري

⦗ص: 119⦘

ما أحدثوا بعدك". [وقال المعلى: "ناس من أمتي"]

(4)

، وقال:"فأقول: يا رب، أصحابي، أصحابي"

(5)

.

(1)

عفان هو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(2)

وهيب هو هو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(3)

في الأصل ونسخة (هـ) صورته هكذا: (فنقول)، والذي أثبته من نسخة (ل).

(4)

زيادة من نسختي (ل)، (هـ)، وعليها في نسخة (هـ) إشارة (لا- إلى) وعليها -أيضًا- كلمة:(سقط).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا صلى الله عليه وسلم (4/ 1800/ حديث رقم 40).

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الرقاق، باب في الحوض (11/ 464/ حديث رقم 6582).

ص: 118

10156 -

حدّثنا الصغاني، حدّثنا إسماعيل بن الخليل، حدّثنا علي بن مسهر

(1)

، أخبرنا المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تدرون ما الكوثر"؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال:"فإنّه نهر وعدنيه ربي في الجنَّة، عليه خير كثير، له حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النّجوم، فيختلج العبد منهم، فأقول: رب، إنّه من أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أَحدثوا بعدك"

(2)

.

(1)

علي بن مسهر هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10155)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (40 / الطريق الثّاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية علي بن مسهر، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على معنى حديث عبد العزيز بن صهيب، عن أنس. وقال: وزاد: (آنيته =

⦗ص: 120⦘

= عدد النجوم).

ص: 119

10157 -

حدّثنا السّلمي، حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا عبد الواحد بن زياد، حدّثنا المختار

(1)

، حدّثنا أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله

(2)

(3)

.

(1)

المختار هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10155)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (40/ الطريق الثّاني).

(3)

في نسختي (ل)، (هـ)، زيادة بعد هذا الحديث، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي: ذكر علي بن حرب، حدّثنا ابن فضيل، عن المختار بن فلفل، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث.

وزاد في نسخة (ل): (بمعناه، وقال فيه: "ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته كعدد الكواكب").

ولم أقف على من وصله من طريق علي بن حرب.

ورواه مسلم في صحيحه عن أبي غريب، عن ابن فضيل، به، دون المتن.

ص: 120

10158 -

حدّثنا علي بن حرب، حدّثنا يحيى بن اليمان

(1)

، حدّثنا سُفيان

(2)

، عن المختار بن فلفل

(3)

، عن أنس بن مالك، قال: "مرض النَّبي

⦗ص: 121⦘

صلى الله عليه وسلم مرضا، فقال: "أتدرون

(4)

أي سورة أنزلت"؟ الحديث

(5)

.

(1)

العجلي، الكوفي، أبو زكريا.

(2)

هو الثّوريّ، كما اتضح من ترجمة الراوي عنه.

(3)

المختار بن فلفل هو موضع الالتقاء.

(4)

في الأصل ونسخة (هـ): (تدرون) بدون الهمزة، وأثبتها من نسخة (ل).

(5)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10155)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (40 / الطريق الثّاني).

ص: 120

10159 -

حدّثنا جعفر بن محمّد القطّان الرَّقِي، حدّثنا عبد الله ابن عمر ابن عبد الرّحمن بن عبد الحميد بن زيد بن الخطّاب

(1)

، حدّثنا معتمر

(2)

، قال: سمعت أبي، قال: حدّثنا قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم[قال]

(3)

: "ما بين ناحيتي حوضي، كما بين صنعاء والمدينة"

(4)

.

(1)

الخطابي، ت / 236 هـ.

(2)

معتمر هو موضع الالتقاء.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10149)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (41).

ص: 121

10160 -

حدّثنا الصغاني، حدّثنا أبو النضر، أخبرنا شعبة

(1)

، عن محمّد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة [يحدث]

(2)

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لأذودَنَّ رجالا من أصحابي عن الحوض، كما تُذاد الغريبة من الإبل". وأكبر علمي أنه قال: "عن الحوض"

(3)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا صلى الله عليه وسلم وصفاته =

⦗ص: 122⦘

= (4/ 1800/ حديث رقم 38 / الطريق الثّاني).

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب المساقاة، باب من رأى أن صاحب الحوض والقربة أحق بمائه (5/ 43 / حديث رقم 2367).

ولعلّ الحافظ ابن حجر ذهل عن إخراج البخاريّ لهذا الحديث، في هذا الموضع، فإنّه -في تعليقه على حديث أبي هريرة في (باب الحوض) من كتاب الرقاق، حين ذكر إخراج مسلم لهذا الحديث- قال: وهذا المعنى لم يخرجه البخاريّ، مع كثرة ما أخرج من الأحاديث في ذكر الحوض. اهـ.

الفتح (11/ 474).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية شعبة، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية الربيع بن مسلم، قائلا:(بمثله)، وليس فيها جملة:"والذي نفسي بيده"، لكنها ثابتة في صحيح البخاريّ. وجملة:(وأكبر علمي أنه قال: "عن الحوض")، زائدة على الصحيحين. وجملة: (وأكبر علمي

) قائلها هو شعبة، كما بين ذلك إسحاق ابن راهويه، في رواية للحديث عن أبي النضر، عن شعبة، له.

مسند إسحاق بن راهويه (1/ 132/ حديث رقم 132).

ص: 121

10161 -

حدّثنا أبو العباس الغزي، حدّثنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا الربيع بن مسلم، عن محمّد بن زياد

(1)

، عن أبي هريرة، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"لأذودن عن حوضي رجالا، كما تذاد الغريبة من الإبل"

(2)

.

(1)

محمّد بن زياد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10160).

ص: 122

10162 -

حدّثنا عثمان بن خرزاذ، قال: حدثني عبد الرّحمن ابن بكر بن الربيع بن مسلم، قال: سمعت جدي الربيع بن مسلم

(1)

، حدّثنا محمّد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: سمعت أبا القاسم يقول: "والذي نفسي بيده". مثله

(2)

.

(1)

الربيع بن مسلم هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10160)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (83).

ص: 123

10163 -

حدّثنا أبو حميد العوهي، حدّثنا موسى بن أيوب

(1)

، حدّثنا مروان بن معاوية

(2)

، حدّثنا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ حوضي أبعد من أيلة إلى عَدَن

(3)

، أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل". وذكر الحديث

(4)

.

(1)

ابن عيسى النصيبي، أبو عمران الأنطاكي.

(2)

مروان بن معاوية هو موضع الالتقاء.

(3)

عدن -بالتحريك، وآخره نون- مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند، من ناحية اليمن، وهي اليوم ثاني أشهر مدن اليمن، وكانت عاصمة اليمن الجنوبية قبل وحدة اليمنين.

انظر: معجم البلدان (4/ 100)، ومعجم المعالم الجغرافية (ص: 201).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الطّهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء (1/ 217 / حديث رقم 36).

ص: 123

10164 -

حدّثنا أبو الحسن الميموني، وأبو زرعة الرازي، قالا:

⦗ص: 124⦘

حدّثنا أحمد بن شبيب، حدّثنا أبي، عن يونس بن يزيد، عن الزّهريّ، عن سعيد، عن أبي هريرة

(1)

، أنه حدث بحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يرد علي يوم القيامة رهطٌ من أصحابي، فيُحَلَّئُون

(2)

عن الحوض، فأقول: أي رب، أصحابي، فيقول: إنّه لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى"

(3)

(4)

.

(1)

أبو هريرة رضي الله عنه هو موضع الالتقاء.

(2)

فيحلئون -بفتح الحاء المهملة، وتشديد اللام، بعدها همزة مضمومة قبل الواو- أي: يطردون يقال: حلأت الرّجل عن الماء: إذا منعته الورود.

انظر: المجموع المغيث (1/ 482)، والفتح (11/ 474).

(3)

القهقرى: المشي إلى الخلف، من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه. النهاية (4/ 129).

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث (10160)، ورقم (10163).

ص: 123

10165 -

حدّثنا أبو قلابة، حدّثنا بكر بن بكار

(1)

، حدّثنا شعبة

(2)

، عن معبد بن خالد، عن حارثة بن وهب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بين ناحيتي حوضي ما بين المدينة وعمَّان، أو ما بين المدينة وصنعاء".

⦗ص: 125⦘

فقال له المسْتَوْرِد

(3)

: سمعت منه شيئًا غير هذا؟ قال: نعم

(4)

: "آنيته

⦗ص: 126⦘

كعدد نُجُوم السَّماء"

(5)

.

(1)

القيسي، أبو عمرو، البصري.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(3)

المستورد -بضم الميم، وسكون المهملة، وفتح المثناة، بعدها واو ساكنة، ثمّ راء مكسورة، ثمّ مهملة- ابن شداد بن عمرو، القرشي، الفهري، له ولأبيه صحبة.

انظر: الإصابة (6/ 87/ ترجمة 7923)، وفتح الباري (11/ 475).

(4)

هكذا أجاب بـ (نعم) في الأصل، وفي نسختي (ل)، (هـ)، وهو خطأ، والصواب هو:(قال: لا. فقال المستورد:)، كما في الصحيحين. وعليه فإن قوله: "آنيته

" من مسند المستورد.

قال ابن حجر عن حديث المستورد هذا: وحديثه مرفوع وإن لم يصرح به. الفتح (11/ 475).

ثمّ وجدت زيادة في نسختي (ل)، (هـ) تدل على ما ذكرته، والزيادة هي:(رواه ابن أبي عدي، عن شعبة، كما رواه بكر بن بكار).

ورواية ابن أبي عدي في الصحيحين، فيها أن حارثة أجاب المستورد بقوله:(لا)، فرد عليه المستورد بقوله: "آنيته كعدد

" انظر آخر إحالة على حديث رقم (10166).

ولعلّ الخطأ الّذي هنا من (أبي قلابة) شيخ أبي عوانة، فقد قال عنه الدارقطني:(صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، كان يحدث من حفظه فكثرت منه الأوهام).

والذي يدلُّ على هذا أن ابن أبي عاصم قد روى هذا الحديث عن محمّد بن مرزوق، عن بكر بن بكار، به، بنحو رواية الصحيحين.

انظر: الآحاد والمثاني (4/ 339 / حديث رقم 2348).

(5)

أخرجهما مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا صلى الله عليه وسلم (4/ 1797 /حديث رقم 33).

وأخرجهما البخاري في صحيحه -كتاب الرقاق، باب في الحوض (11/ 465/ حديث رقم 6591، ورقم 6592). إِلَّا أن حديث مسدد علقه البخاريّ، عن ابن أبي عدي، عن شعبة، به، ووصله مسلم عن محمّد بن عبد الله بن بزيع، عن ابن أبي عدي به.

ص: 124

10166 -

حدّثنا أبو داوود الحراني، قال: حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا حَرَمي

(1)

، ح.

وحدثنا إبراهيم بن فهد البصري

(2)

، حدّثنا إبراهيم بن عرعرة

(3)

، قال: حدّثنا حَرَمى بن عمارة، حدّثنا شُعبة، عن معبد بن خالد، عن حارثة بن وهب، أنه النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول:"حوضي ما بين المدينة"، -وأراه-:"وصنعاء".

وقال حرمي: "ما بين مكّة وصنعاء"، أو "كما بين أيلة

⦗ص: 127⦘

وصنعاء"

(4)

(5)

.

(1)

حرمي هو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

وفي نسخة (ل) حول الإسناد من عند علي بن المديني.

(2)

الساجي، واسم جده: حكيم، وقد ينسب إليه.

(3)

نسب إلى جده، واسم أبيه: محمّد، كما سيأتي برقم (10461). وهو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10165)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (33 / الطريق الثّاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية إبراهيم بن عرعرة، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية ابن أبي عدي عن شعبة، ونبه على أنه لم يذكر قول المستورد.

في نسختي: ل، هـ زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي (رواه ابن أبي عدي، عن شعبة، كما رواه بكر بن بكار).

ورواية ابن أبي عدي عند مسلم، انظر تخريج الحديث.

(5)

في نسختي: ل، هـ زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي (رواه ابن أبي عدي، عن شعبة، كما رواه بكر بن بكار).

ورواية ابن أبي عدي عند مسلم، انظر تخريج الحديث.

ص: 126

10167 -

حدّثنا عبّاس بن محمّد الدّوري، حدّثنا محمّد بن بشر [العبدي]

(1)

، قال: حدّثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أَمامكم حوضا، كما بين جَرْبَا

(2)

⦗ص: 128⦘

وأَذرُح"

(3)

،

⦗ص: 129⦘

قال: فسألته

(4)

ما جرباء وأذْرُح؟ قال: "قريتين

(5)

بالشَّام، ما بينهما مسيرة ثلاثة أيَّام"

(6)

(7)

.

(1)

محمّد بن بشر العبدي هو موضع الالتقاء. وما بين المعقوفين من نسخة (ل).

(2)

جربا -بجيم مفتوحة، وراء ساكنة، بعدها باء موحدة، ثمّ ألف- اختلف في مدها وقصرها، قال النووي: (الصواب المشهور أنها مقصورة، وكذا قيدها الحازمي -في كتابه المؤتلف في الأماكن- وكذا ذكرها القاضي، وصاحب المطالع، والجمهور. وقال القاضي، وصاحب المطالع: وقع عند بعض رواة البخاريّ: ممدودا. قالا: وهو خطأ.

وقال صاحب التحرير: هي بالمد وقد تقصر). اهـ. =

⦗ص: 128⦘

= قال ابن حجر: (قال عياض: جاءت في البخاريّ ممدودة). ثمّ قال -أي ابن حجر-: (ويؤيد المد قول أبي عبيد البكري: هي تأنيث أجرب). اهـ.

وهي موضع من أعمال عمان بالبلقاء، من أرض الشّام، وهي اليوم قرية في الأردن، شمال غربي مدينة (معان)، على قرابة (22) كيلا.

انظر: معجم ما استعجم (1/ 374)، ومعجم البلدان (2/ 137)، وشرح النووي (15/ 57)، والفتح (11/ 470)، ومعجم المعالم الجغرافية (ص: 8).

(3)

أذرُح هي بهمزة مفتوحة، ثمّ ذال معجمة ساكنة، ثمّ راء مضمومة، ثمّ حاء مهملة.

قال النووي: (هذا هو الصواب المشهور، الّذي قاله الجمهور. قال القاضي، وصاحب المطالع: ورواه بعضهم بالجيم، قالا: وهو تصحيف لا شك فيه. وهو كما قالا) اهـ.

وهي مدينة في طرف الشّام، من أعمال الشراة، ثمّ من نواحي البلقاء، بينها وبين تبوك نحو أربع مراحل، وتبوك في قبلتها، وهي اليوم قرية في الأردن، شمال غربي مدينة (معن) على قرابة (22) كيلًا.

انظر: معجم ما استعجم (1/ 130)، ومعجم البلدان (1/ 157، 158)، وشرح النووي (5/ 75)، ومعجم المعالم الجغرافية (ص: 81).

قال ابن حجر عن جملة: "ما بين جرباء وأذرح": أنها أقل ما ورد في سعة الحوض، ثمّ قال: إن الحافظ ضياء الدين المقدسي ذكر، في الجزء الّذي جمعه في الحوض، أن في سياق لفظها غلطا؛ وذلك لاختصار وقع في سياقه من بعض رواته، ثمّ ساقه من حديث أبي هريرة، وأخرجه من (فوائد عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي) بسند حسن إلى أبي هريرة مرفوعا في ذكر الحوض، فقال فيه: "عرض مثل ما بينكم =

⦗ص: 129⦘

= وبين جربا وأذرح" قال الضياء: فظهر بهذا أنه وقع في حديث ابن عمر حذف، تقديره: كما بين مقامي وبين جرباء وأذرح، فسقط: مقامي وبين.

ثمّ قال -ابن حجر- وقد ثبت القدر المحذوف عند الدارقطني، وغيره بلفظ: ما بين المدينة وجربا وأذرح، وقلت -أي ابن حجر-: وهذا يوافق رواية أبي سعيد، عند ابن ماجه: كما بين الكعبة وبيت المقدس. اهـ. والله أعلم.

(4)

السائل هو عبيد الله، والمسئول هو نافع، كما هو موضح عند مسلم. وسيأتي واضحًا في الحديث التالي.

(5)

هكذا منصوبة في كلّ النسخ وصحيح مسلم، ولم يتبين لي وجه النصب.

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا صلى الله عليه وسلم (4/ 1798/ حديث رقم 34 / الطريق الثّالث).

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الرقاق، باب في الحوض (11/ 463/ حديث رقم 6577).

(7)

في نسخة (هـ) زيادة، عليها إشارة (لا- إلى)، وهي:(فسألت نافعا؟ وقال: ما بينهما).

ص: 127

10168 -

حدثنا مسرور بن نوح، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثنا أبو ضمرة، حدثنا عبيد الله بن عمر

(1)

، بمثله

(2)

، وقال:"إلى أذرُح"،

⦗ص: 130⦘

فسألت نافعا

(3)

(4)

.

(1)

عبيد الله بن عمر هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (هـ) خرجة على كلمة (مثله) لكن الحاشية لم تظهر في المصورة.

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10167).

(4)

في نسخة (ل) ضبة على آخر كلمة (نافع).

ص: 129

10169 -

حدّثنا أبو يُونس الجُمحي، حدّثنا ابن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، قال: حدثني عمر بن محمّد

(1)

، عن نافع، عن ابن عمر: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إن أمامَكم حوضًا، كما بين جربا وأذرح، فيه أباريق كنُجومَ السَّماء، من وردَه فشرب، لم يظمأْ بعدها أبدًا"

(2)

.

(1)

عمر بن محمّد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10167)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (35).

ص: 130

10170 -

حدّثنا الصّغاني، حدّثنا أبو النعمان، ح.

وحدثنا مسرور بن نوح، قال: حدّثنا أبو الربيع

(1)

[قالا:]

(2)

، حدّثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أمامكم حوضًا، ما بين ناحيتيه كما بين جَرْباء وأذرح"

(3)

.

(1)

أبو الربيع -سليمان بن داوود، العتكي، الزهراني- هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10167)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (34).

ص: 130

10171 -

حدّثنا يُوسف بن مسلم، حدّثنا حجّاج، عن ابن جُريج، قال: أخبرني موسى بن عقبة

(1)

، عن نافع، عن عبد الله بن عمر عن

⦗ص: 131⦘

النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن

(2)

أمامكم حوضًا، ما بين جرباء وأذرح". فسألت نافعا؟ قال: هو حوض النّبيّ صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

موسى بن عقبة هو موضع الالتقاء.

(2)

حرف (إن) ساقط نسخة (ل).

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10167)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (34 / الطريق الرّابع).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية موسى بن عقبة، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية عبيد الله.

ص: 130

10172 -

حدّثنا ابنُ ناجية

(1)

، حدّثنا سُويد

(2)

، حدّثنا حفص ابن ميسرة، عن موسى بن عُقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن أَمامكم حوضًا، كما بين جرباء وأذْرُح". فسألت نافعًا؟ قال: هو حوض النّبيّ صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

هو عبد الله بن محمّد بن ناجية بن نجبة، البربري، أبو محمّد.

(2)

سُوَيْد هو ابن سعيد، كما هو عند مسلم، وهو موضع الالتقاء.

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10167)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (34 / الطريق الرّابع).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية سُوَيْد بن سعيد، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية عبيد الله.

ص: 131

10173 -

حدّثنا مسرور بن نوح، قال: حدّثنا ابن أخي جُويرية،

⦗ص: 132⦘

قال: حدثنا جويرية، عن نافع

(1)

، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن

أمامكم حوضًا، كما بين جرباء وأذرح"

(2)

.

(1)

نافع هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10167).

ص: 131

10174 -

حدّثنا ابن أبي عوف الدمشقي الصفّار

(1)

، حدّثنا عاصم بن النضر

(2)

، قال: حدّثنا المعتمر، قال: سمعت أبي، قال: حدّثنا قتادة، ح.

وحدثني ابن ناجية، حدّثنا أبو سلمة يحيى بن خلف

(3)

، حدّثنا معتمر

(4)

، حدّثنا أبي، حدّثنا قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما بين ناحيتي حوضي، كما بين صنعاء إلى

(5)

المدينة"

(6)

.

(1)

هو موسى بن محمّد بن أبي عوف، أبو عمران المري.

(2)

عاصم بن النضر هو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(3)

البصري، الباهلي، الجوباري.

(4)

معتمر هو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(5)

في نسخة (ل): (و).

(6)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10149)، ورقم (10159)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (41).

ص: 132

10175 -

حدّثنا جعفر الصائغ، حدّثنا عفان، حدّثنا يحيى ابن

⦗ص: 133⦘

سعيد

(1)

، قال: حدّثنا سليمان التيمي

(2)

، بإسناده

(3)

، مثله

(4)

.

(1)

هو القطان.

(2)

سليمان التيمي هو موضع الالتقاء.

(3)

في نسخة (ل) أتم الإسناد، ثمّ قال: بمثله.

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10149)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (41).

ص: 132

10176 -

حدّثنا أبو عمرو بن خزيمة البصري

(1)

، حدّثنا عباد ابن صهيب

(2)

، حدّثنا سليمان التيمي

(3)

، بإسناده، مثله

(4)

.

(1)

هو محمّد بن خزيمة، سكن مصر.

(2)

الكليبي، أبو بكر، البصري، ت / 212 هـ.

جلَّ النقاد على أنه متروك، منهم: ابن سعد، وابن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، والبخاري، والعجلي، وأبو حاتم، والنسائي، وابن حجر.

ورماه بعضهم بالكذب، كالساجي.

وأمّا الإمام أحمد فقال: ما كان بصاحب كذب، وكان عنده من الحديث أمر عظيم.

وقال أبو داوود: صدوق قدري.

وقال ابن عدي: يتبين على حديثه الضعف، ومع ضعفه يكتب حديثه.

انظر: الطبقات الكبرى (7/ 297)، والتاريخ الكبير (6/ 43 / ترجمة 1643)، والجرح والتعديل (6/ 81، 82، ترجمة 417)، والكامل (4/ 346، 348 / ترجمة 1179)، والميزان (2/ 367 / ترجمة 4122)، واللسان (3/ 230، 231 / ترجمة 1029).

(3)

سليمان التيمي هو موضع الالتقاء.

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10149)، ورقم (10159).

ص: 133

10177 -

حدّثنا يونس بن حبيب، وعمّار بن رجاء، قالا: حدّثنا أبو داوود، قال: أنبأنا هشام الدستوائي

(1)

، عن قتادة، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما بين ناحيتي حوضي، كما بين صنعاء والمدينة"، أو

(2)

"كما بين المدينة وعَمان"

(3)

.

(1)

هشام الدستوائي هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): (و).

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10149)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (42).

فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل، وهو هشام، بأنه هشام الدستوائي.

- ذكر متن رواية هشام بن حسان، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية سليمان التيمي، عن قتادة، لكنه نبه على الشك الّذي فيها.

ص: 134

10178 -

حدّثنا ابن الجُنيد الدقاق، حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاء، حدّثنا هشام

(1)

، بإسناده مثله

(2)

.

(1)

هشام هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10149)، ورقم (10159).

ص: 134

10179 -

حدّثنا أبو قلابة، حدّثنا عبد الصمد

(1)

، حدّثنا هشام، بإسناده:"حوضي ما بين المدينة وصنعاء"

(2)

.

(1)

عبد الصمد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10149)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (42).

ص: 134

10180 -

حدّثنا أبو موسى عيسى بن جعفر الورّاق، والصغاني، قالا: حدّثنا الحسن بن موسى الأشيب

(1)

، حدّثنا شيبان، عن قتادة، حدّثنا أنس بن مالك: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "ترى فيه أَباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السَّماء، أو أكثر من عدد نجوم السّماء"

(2)

(1)

الحسن بن موسى الأشيب هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10149)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (43 / الطريق الثّاني).

فوائد الاستخراج: ذكر من رواية الحسن بن موسى، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية الحارث بن سعيد، إِلَّا أنه نبه على أنَّ فيها:"أو أكثر من عدد نجوم السَّماء".

ص: 135

10181 -

و

(1)

حدّثنا محمّد بن عَقِيل، حدّثنا حفص، ح.

وحدثنا أحمد بن حفص، حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن قتادة

(2)

، عن أنس، قال: قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: "عرض حوضي ما بين صنعاء إلى المدينة، أو كما بين عَمَّان إلى المدينة، فيه أَباريق من الذَّهب والفضَّة، عدد نجوم السَّماء". قال: أو قال: "أكثر من عدد نُجوم السَّماء"

(3)

.

⦗ص: 136⦘

قال محمّد بن عَقِيل: "أو كمثل ما بين"

(4)

(5)

.

(1)

حرف الواو ساقط من نسخة (ل).

(2)

قتادة هو موضع الالتقاء.

(3)

جملة (قال: أو قال: أكثر من عدد نجوم السَّماء) ساقطة من نسخة (ل).

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10149)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (42).

(5)

في نسختي (ل)، (هـ) زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي:(روى خالد بن الحارث، عن سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة، قال أنس: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: فيه أباريق الذهب والفضة، بعدد نجوم السَّماء).

إِلَّا أن الزيادة في نسخة (ل) إلى قول: (قال أنس)، ثمّ قال: نحوه.

ورواية خالد بن الحارث موصولة عند مسلم برقم (43).

ص: 135

10182 -

حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، وأبو عبيد الله، عن ابن وهب

(1)

، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، أن أنس بن مالك حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن، وإن فيه من الأبارق كعدد

(2)

نُجوم السَّماء"

(3)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): (بعدد).

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10149)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (39).

ص: 136

10183 -

حدّثنا محمّد بن خالد بن خلي أبو الحسين، وحمدان ابن يوسف السُّلمي، قالا: حدّثنا بشر بن شعيب، عن أبيه، عن الزّهريّ

(1)

، قال: أخبرني أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن في حوضي من

⦗ص: 137⦘

الأباريق بعدد نُجوم السَّماء"

(2)

.

(1)

الزّهريُّ هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10149)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (39).

ص: 136

10184 -

حدثنا عصمة بن عصام، حدثنا محمّد بن المثنى

(1)

حدثنا محمّد بن يحيى النيسابوري، حدّثنا بشر بن شعيب، بإسناده

(2)

مثله

(3)

.

(1)

العَنَزِي، أبو موسى البصري، المعروف بـ (الزَّمن).

(2)

موضع الالتقاء هو الزّهريُّ، كما في الحديث السابق.

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10149)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (39).

ص: 137

10185 -

حدثنا أبو أيوب البهراني، حدثنا عبد الحميد بن إبراهيم الحضرمي، أن عبد الله بن سالم

(1)

أخبره، عن الزبيدي، قال: أخبرني الزّهريُّ

(2)

، عن أنس بن مالك، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إن حوضي لما

(3)

بين أيلة إلى صنعاء، وإن فيه من الأباريق لعدد نُجوم السَّماء"

(4)

.

(1)

الأشعري، أبو يوسف الحمصي.

(2)

الزّهريُّ هو موضع الالتقاء.

(3)

في نسخة (ل): (كما).

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10149)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (39).

ص: 137

10186 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا يحيى بن صالح، حدثنا إسحاق ابن يحيى [العَوْصِي]

(1)

، ح.

⦗ص: 138⦘

وحدثنا أبو يوسف الفارسي، حدّثنا حجاج [بن أبي منيع

(2)

، قال:]

(3)

حدثني جدي، عن الزّهريّ

(4)

، عن أنس بن مالك، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن في حوضي من الأباريق عدد نجوم السّماء"

(5)

.

(1)

ما بين المعقوفتين من نسخة (ل). وهو بفتح العين المهملة، وإسكان الواو، والصاد المهملة. =

⦗ص: 138⦘

= انظر: الإكمال لابن مأكولا (6/ 405)، وتوضيح المشتبه (6/ 228).

(2)

هو حجاج بن يوسف بن أبي منيع.

(3)

ما بين المعقوفتين من نسخة (ل).

(4)

الزّهريُّ هو موضع الالتقاء.

(5)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10149)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (39).

ص: 137

10187 -

حدثني ابن الفَرَجي

(1)

، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثنا عمر

(2)

بن عثمان بن عمر اللَّيثي، عن أبيه، عن ابن شهاب

(3)

، بمثله

(4)

.

(1)

في الأصل ونسخة (هـ): (ابن الفرج)، وهو خطأ، والتصويب من نسخة (ل)، لأن (ابن الفرج) هو محمّد بن الفرج الأزرق، تقدّم برقم (9686)، وأمّا (ابن الفرجي) فهو محمّد بن يعقوب بن الفرج، تقدّم برقم (9531)، وانظر ترجمة شيخه (إبراهيم بن المنذر) في تهذيب الكمال (2/ 207 - 211)، وانظر الأنساب للسمعاني (4/ 360).

(2)

في الأصل ونسختي (ل)، (هـ):(عمرو)، والصواب:(عمر) كما تقدّم برقم (9531).

(3)

ابن شهاب هو موضع الالتقاء.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10149)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (39).

ص: 138

10188 -

حدثني مسرور بن نوح، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة

(1)

، حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي، ح.

وحدثنا أبو حميد أحمد بن المغيرة الحمصي العَوْهي، قال: حدثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، قال: حدثنا عبد العزيز

(2)

، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصَّامت، عن أبي ذر، قال: قلت: يا رسول الله ما آنية الحوض؟ قال: "والذي نفس محمّد بيده، لآنيته أكثر من عدد نُجوم السَّماء وكواكبها في اللَّيلة المصحية المظلمة، من شرب منه لم يظمأ، عرضه مثل طوله، ما بين عُمَان

(3)

إلى أيلة، ماؤه أشدُّ بياضا من اللَّبن، وأحلى من العسل"

(4)

. حديثهما واحد.

(1)

أبو بكر بن أبي شيبة هو موضع الالتقاء.

(2)

عبد العزيز -بن عبد الصمد العمي- هو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(3)

عُمان -بضم أوله، وتخفيف ثانيه، وآخره نون- اسم مدينة عربيّة على ساحل بحر اليمن والهند من جهة البحرين.

انظر: معجم ما استعجم (3/ 970)، ومعجم البلدان (4/ 169)، والفتح (11/ 471).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم (4/ 1798/ حديث رقم 36).

ص: 139

10189 -

وحدثني أبو حميد العوهي [أيضا]

(1)

، حدّثنا محمّد بن

⦗ص: 140⦘

المتوكل

(2)

، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد

(3)

، بنحوه

(4)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

ابن عبد الرّحمن، الهاشمي، مولاهم، العسقلاني، المعروف بابن أبي السري.

(3)

عبد العزيز بن عبد الصمد هو موضع الالتقاء.

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10188).

ص: 139

10190 -

حدّثنا محمّد بن إسحاق الصغاني، وأبو جعفر ابن أبي الدُّمَيْك

(1)

، ومحمد بن موسى النّهْرُتِيري

(2)

، ومحمود المروزي

(3)

⦗ص: 141⦘

[ببغداد]

(4)

، قالوا: حدّثنا أبو همّام الوليد بن شُجاع

(5)

، حدثني أبي، حدثني زياد بن خيثمة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سَمُرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنّي فرطٌ لكم على الحوض، وإن بُعد ما بين طَرفيه، كما بين صنعاء وأيلة، كأنَّ الأباريق فيه كالنجوم"

(6)

.

(1)

الدميك بضم الدال المهملة، وفتح الميم، وسكون الياء، وهي كنية له.

انظر: تأريخ بغداد (3/ 362 / ترجمة 1472)، والأنساب (2/ 494)، وتعليق المعلمي على الإكمال - نقلا عن الاستدراك لابن نقطة - (4/ 94).

وأبو جعفر بن أبي الدميك هو محمّد بن هشام بن البختري، المستملي، العبادي، البغدادي، ت / 289 هـ.

قال علي بن المنادي: صدوق.

وقال الخطيب: ثقة.

انظر: تأريخ بغداد (3/ 361، 362 / ترجمة 1472).

(2)

النهرتيري -بفتح النون، وسكون الهاء، بعدها الراء، وكسر المثناة من فوق، وبعد مثناة تحتية، ثمّ راء- نسبة إلى قرية يقال لها:(نهر تيري)، بنواحي البصرة.

الأنساب (5/ 543).

وهو أبو عبد الله محمّد بن موسى بن أبي موسى.

(3)

لم يتبين لي من هو، والأقرب أنه محمود بن محمّد بن عبد العزيز المروزي، تأريخ بغداد (13/ 94)، وسيأتي في الحديث رقم (10401) محمود بن غيلان، وهو مروزي، لكنه من شيوخ شيوخ أبي عوانة، وقد روى عنه هناك بواسطة، ووفاته متقدمة، فقد مات =

⦗ص: 141⦘

= سنة (239) هـ، وقيل:(249) هـ، لكن صحح الذهبي الأوّل، وهو مشهور في طبقة شيوخ الأئمة الستة؛ وعليه فيبعد أن يكون من شيوخ أبي عوانة، والله أعلم. انظر: السير (12/ 224).

(4)

من نسخة (ل).

(5)

أبو همام الوليد بن شجاع هو موضع الالتقاء.

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 1801/ حديث رقم 44).

ص: 140

10191 -

ز- حدّثنا يزيد بن سِنان، حدّثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزُّبير، سمع جابرًا يقول:"سمعتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا فرطكم على الحوض، والحوض قدر ما بين أيلة إلى مكّة، وسيجيء رجالٌ ونساء بآنية من وَرِق

(1)

، ثمّ لا يذوقونه"

(2)

.

(1)

(ورق) هكذا جاءت في هذه الكلمة في الأصل، وكذلك في نسخة (هـ) لكن فوقها ضبة، وفي نسخة (ل):(موق) وفوقها ما يشبه الضبة.

والمصادر الّتي أخرجت الحديث، لفظها هو: بآنية وقرب، إِلَّا مسند البزار، ففي كشف الأستار المطبوع كما في النسخة الأصل هنا. انظر تخريج الحديث، وانظر الحديث التالي.

(2)

إسناد المصنِّف صحيح، وقد صرح ابن جريج، وأبو الزبير بالسماع. =

⦗ص: 142⦘

= والحديث أخرجه البزار (كشف الأستار 4/ 177/ حديث رقم 3481)، وابن حبّان (الإحسان 8/ 122/ حديث رقم 6415)، والآجري (3/ 1266/ حديث رقم 836)، كلهم من طريق أبي عاصم، به.

وخالفه روح، فرواه عن ابن جريج، به موقوفا. عند أحمد في المسند (3/ 384).

والرفع صحيح ثابت؛ فقد تابع أبا عاصم على رفعه كلّ الرواة الذين وقفت على رواياتهم، منهم: زكريا بن إسحاق، قال حدّثنا أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا من رواية روح نفسه عن زكريا بن إسحاق عند أحمد (3/ 384).

ومنهم: حجاج بن محمّد الصواف عن ابن جريج به، عن المصنف هنا في الحديث الآتي، وعند الطبراني في الأوسط (1/ 228 / حديث رقم 749).

ومنهم: ابن لهيعة، عن أبي الزبير، به. عند أحمد (3/ 345)، وعند الآجرى (3/ 1267/ حديث رقم 837).

ومنهم: موسى بن عقبة، عن أبي الزبير، به. عند ابن أبي عاصم في السنة (برقم 771). والله أعلم.

ص: 141

10192 -

ز- حدّثنا يوسف بن مسلم، قال: حدّثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزّبير [أنه]

(1)

سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا فرطكم بين أيديكم، فإن لم تجدوني فأنا على الحوض، والحوض ما بين أيلة إلى مكّة، وسيأتي رجال ونساء

⦗ص: 143⦘

بآنية وقرب -بنحوه

(2)

- لا يذوقونه"

(3)

(4)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

كلمة: (بنحوه) ليست في نسخة (ل)، وملحقة في نسخة (هـ). ولم يتبين لي وجهها هنا.

(3)

كلمة: (لا يذوقونه) جاءت في نسخة (ل) بعد كلمة (ونساء)، وفي نسخة (هـ) أشار إلى أن موضعها بعد كلمة (نساء)، فكتب عليها:(مقدم)، كتب على كلمة (بآنية وقرب) مؤخر، فيكون سياق الحديث هكذا:"وسيأتي رجال ونساء، لا يذوقونه، بآنية وقرب".

لكني لم أقف عليه بهذا السياق في مصدر آخر.

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10191).

ص: 142

10193 -

حدّثنا عمار بن رجاء، حدّثنا محمّد بن بشر العبدي

(1)

، ح.

وحدثنا أيوب بن سافري، حدّثنا علي بن قادم

(2)

، كلاهما قالا: حدّثنا مسعر بن كدام

(3)

، عن عبد الملك بن عمير، عن جندب

(4)

، قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا فرطكم على الحوض"

(5)

.

(1)

محمّد بن بشر العبدي هو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(2)

الخزاعي، الكوفي، أبو الحسن.

(3)

مسعر بن كدام هو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(4)

جندب -بضم أوله، والدال تفتح وتضم- ابن عبد الله بن سفيان البجلي.

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيّنا صلى الله عليه وسلم (4/ 1792/ حديث رقم 25 / الطريق الثّاني).

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الرقاق، باب في الحوض (11/ 465/ حديث 6589). =

⦗ص: 144⦘

= فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية مسعر بن كدام، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على زائدة، عن عبد الملك بن عمير.

ص: 143

10194 -

حدّثنا أيوب بن سافري، والحسن العطار

(1)

، والسُّلمي، وأبو أمية، قالوا: حدّثنا أحمد بن يونس

(2)

، حدّثنا زائدة، عن عبد الملك ابن عمير، قال: سمعت جُندبا يقول: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا فرطُكم على الحوض"

(3)

.

(1)

الحسن بن إسحاق العطار، وكنيته أبو علي.

(2)

أحمد بن يونس هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10193)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (25).

ص: 144

10195 -

حدّثنا مسرور بن نوح، حدّثنا محمد بن المُثنى

(1)

، حدّثنا محمّد بن جعفر، عن شعبة، عن عبد الملك، ح.

وحدثنا السُّلمي، قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى [ح]

(2)

.

وحدثنا الصّغاني، حدّثنا يحيى بن أبي بُكير، قالا:

(3)

حدّثنا شَيبان، عن عبد الملك بن عُمير

(4)

، بإسناده، مثله

(5)

، لم يُخرجه

(6)

.

(1)

محمّد بن المثنى هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

في الأصل: (قال)، والتصويب من نسخة (ل).

(4)

عبد الملك بن عمير هو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(5)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10193).

(6)

كلمة: (لم يخرجه) ليست في نسخة (ل)، وملحقة في نسخة (هـ)، والحديث أخرجه =

⦗ص: 145⦘

= مسلم كما تقدّم برقم (10193).

ص: 144

10196 -

ز- حدّثنا بحر بن نصر [الخولاني]

(1)

، أخبرنا ابن وهب، حدثني معاوية بن صالح

(2)

، عن عيسى بن عاصم

(3)

، عن زِر بن حُبيش

(4)

، عن أنس بن مالك، قال: صلّينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الضُّحى، فبينا هو في الصَّلاة مَدَّ يَدَه ثمّ أخَّرها، فلمَّا فرغ من الصّلاة، قلنا: يا رسول الله، صنعت في صلاتك هذه ما لم تصنع في صلاة قبلها؟ قال: "رأيت الجنَّة عرضت علي، ورأيت فيها دالية قُطوفُها دانية، حبُّها

⦗ص: 146⦘

كالدِّنان، فأردت أن أتناول منها، فأوحي إليها أن استأخري" فاستأخرتْ، ثمّ عُرِضت عليَّ النّار، بيني وبينكم، فرأيتُ ظِلِّي وظِلكم، فأومأت إليكم: أن استأخِروا، فأوحي إلي أن أخرهم، فإنك أسلمت وأسلموا، وهاجرت وهاجروا، وجاهدت وجاهدوا، فلم أَرَ لي عليكم فضلًا إِلَّا بالنُّبُوّة"

(5)

.

قال أبو عوانة: يساوي ألف حديث، وحُكي عن عُمر

(6)

ابن أبي رجاء

(7)

أنه قال: أزعجني إلى مصر هذا الحديث.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

ابن حدير -بالمهملة مصغر- أبو عمر الحضرمي.

(3)

الأسدي، الكوفي.

وثقه أحمد، والنسائي، والحاكم وابن حجر.

وقال أبو حاتم: صالح.

انظر: الجرح والتعديل (6/ 283 / ترجمة 1568)، وتهذيب الكمال (22/ 620 - 622 / ترجمة 4633)، وفيه: قال أبو حاتم: صالح ثقة. وتهذيب التهذيب (8/ 194/ ترجمة 400)، وتقريب التهذيب (768 / ترجمة 5337).

(4)

ابن حباشة، الأسدي، أبو مريم، الكوفي، مخضرم، ت / 81 هـ، وقيل بعدها.

وثقه ابن سعد، وابن معين، والعجلي، وابن حجر.

انظر: الطبقات الكبرى (6/ 104، 105)، والثقات للعجلي (165/ ترجمة 458)، والجرح والتعديل (3/ 622 / ترجمة 2817)، وتقريب التهذيب (336 / ترجمة 2019).

(5)

إسناد المصنِّف صحيح.

والحديث أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2/ 50، 51 / حديث رقم 892)، والآجري في الشّريعة (3/ 1369، 1370/ حديث رقم 940)، كلاهما من طريق بحر بن نصر، به، وفيه:(صلاة الصُّبح). وتحرف (معاوية بن صالح) في الشّريعة إلى: (زمعة بن صالح).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 456) من طريق نعيم بن حماد، عن عبد الله ابن وهب، به.

وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.

وعزاه ابن حجر -في إتحاف المهرة (2/ 12، 13/ حديث رقم 1069) إلى مسلم، ولم أجده عند مسلم، بل لم يذكر المزي زر بن حبيش في الرواة عن أنس، في تحفة الأشراف.

(6)

كلمة (عمر) ساقطة من نسخة (ل).

(7)

لم أقف على ترجمته.

ص: 145

10197 -

حدّثنا ابن الجنيد، حدّثنا يحيى بن غيلان، ح.

وحدثنا الصغاني، حدّثنا علي بن بحر بن بري القطّان، [قالا]:

(1)

حدّثنا حاتم بن إسماعيل

(2)

، حدّثنا المهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد ابن أبي وَقَّاص، قال: كتبت إلى جابر بن سمرة، مع غلامي نافع

(3)

، أن أخبرْني بشيء سمعته

(4)

من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب إلي: إنّي سمعته يقول: "أنا الفَرَط على الحَوض"

(5)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

حاتم بن إسماعيل هو موضع الالتقاء.

(3)

استدركه ابن حجر على المزي، وقال: روى له مسلم، ولم يقع له ذكر في شيء من كتب الرجال. تهذيب التهذيب (10/ 370/ ترجمة 746).

(4)

في الأصل ونسخة (هـ): (سمعت)، والتصويب من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(5)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10190)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (45).

ص: 147

‌باب بيان شجاعة النّبيّ صلى الله عليه وسلم وجوده، وأن جبريل وميكائيل عليهما السلام كانا

(1)

يقاتلان عنه في الحرب

(1)

كلمة (كانا) ساقطة من نسخة (ل).

ص: 148

10198 -

حدّثنا محمّد بن إسحاق الصغاني، حدّثنا سليمان ابن داوود الهاشمي، أخبرنا إبراهيم بن سعد

(1)

، عن ابن شهاب، عن عبيد الله ابن عبد الله، عن ابن عبّاس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه كُلَّ ليلة في رمضان حتّى يعرض عليه

(2)

رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، إذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المُرسلة"

(3)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل) وصحيح مسلم العبارة هكذا: (حتّى ينسلخ فيعرض عليه).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود النَّاس بالخير (4/ 1803 / حديث رقم 50).

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الصوم، باب أجود ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في رمضان (4/ 119 / حديث رقم 1902)، وأطرافه في (6، 322، 3554، 4997).

ص: 148

10199 -

حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن بَرَّة، ومحمد بن عبد الله ابن مهل، والحسن بن عبد الأعلى الأبناوي البَوْسي، الصنعانيون، وحمدان ابن

⦗ص: 149⦘

يوسف السُّلمي، قالوا: حدّثنا عبد الرزّاق

(1)

، أخبرنا معمر، عن الزّهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبَّاس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود البشر، فما هو إِلَّا أن يدخل شهر رمضان؛ فيدارسه جبريل القرآن؛ فلهو أجود من الريح

(2)

".

(1)

عبد الرزّاق هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10198).

فوائد الاستخراج: ذكر متن عبد الرزّاق، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية إبراهيم ابن سعد.

ص: 148

10200 -

حدّثنا الرّبيع بن سُليمان، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا يونس بن يزيد

(1)

، عن الزّهري، حدثني عبيد الله بن عبد الله، أن عبد الله ابن عبّاس كان يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود النَّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه كلّ

(2)

ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، قال: فإن رسول الله

(3)

صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المُرسلة

(4)

.

(1)

يونس بن يزيد هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسختي (ل)، (هـ):(في كلّ)، لكن ضرب على حرف (في) في نسخة (هـ).

(3)

العبارة في نسخة (ل): (فلرسول الله).

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10198)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (50 / الطريق الثّاني).

⦗ص: 150⦘

= فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل، وهو يونس، بأنه يونس بن يزيد.

- ذكر متن رواية يونس بن يزيد، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية إبراهيم بن سعد.

ص: 149

10201 -

حدّثنا أبو عبيد الله حماد

(1)

بن الحسن الورَّاق، ويزيد ابن سنان، وإبراهيم بن مرزوق، قالوا: حدّثنا عثمان بن عمر، أخبرنا يونس ابن يزيد

(2)

، عن الزّهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبّاس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود النّاس، وأجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل كلّ ليلة في رمضان يُدارسه القرآن، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقيه جبريل أجود من الريح المرسلة

(3)

.

(1)

فوق كلمة (حماد) في نسخة (هـ) مكتوب: (حمدان)، لكن يبدو أن في الحاشية شيء من الكلام، إِلَّا أنه لم يظهر لأن المصورة الّتي عندي لم تظهر حاشيتها والظاهر أن الصّحيح هو حماد.

(2)

يونس بن يزيد هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10198)، ورقم (10200).

ص: 150

10202 -

حدّثنا علي بن حرب، وأبو داوود الحراني، والحسن ابن عفان، قالوا: حدّثنا محمّد بن عبيد، حدثنا مسعر بن كدام

(1)

، عن سعد ابن إبراهيم، عن أبيه، عن سعد، قال: رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 151⦘

وعن شماله يوم أُحُد رَجُلين

(2)

، وعليهما ثِيَابُ بَياضٍ

(3)

، لم أرهما قبلُ ولا بعد"

(4)

(5)

.

(1)

مسعر بن كدام هو موضع الالتقاء.

(2)

جاءت تسميتهما عند مسلم من رواية مسعر، وهما: جبريل وميكائل. قال ابن حجر: ولم يصب من زعم أن أحدهما، إسرافيل. الفتح (10/ 283).

(3)

هكذا مشكولة في نسخة (ل)، وصحيح مسلم.

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب في قتال جبريل وميكائيل عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد (4/ 1802) / حديث رقم 46).

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب اللباس، باب الثِّياب البيض (10/ 282 / حديث رقم 5826)، وطرفه في (4054).

(5)

في نسخة (ل) زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي:(رواه أبو أسامة، ومحمد ابن بشر، عن مسعر). وهذا المعلق وصله مسلم عنهما، برقم (46) من كتاب الفضائل.

ص: 150

10203 -

حدّثنا الصغاني، حدّثنا سُليمان بن داوود الهاشمي، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده

(1)

، عن سعد بن أبي وقّاص، ح.

وحدثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داوود، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن سعد بن أبي وقّاص، قال: رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن يساره يوم أُحُد رَجُلين، عليهما ثيابُ

⦗ص: 152⦘

بياض، يقاتلان عنه كأشدّ القتال، ما رأيتهما قبل ولا بعدُ. [و]

(2)

قال أبو داوود: قبل ذلك اليوم ولا بعده

(3)

(4)

.

(1)

قوله (عن جده) ملحق من حاشية الأصل، وفي نسختي ل، وهـ:(عن أبيه، عن أبيه) مكررة، وعليهما تضبيب في نسخة (هـ): وعلى الأخيرة في نسخة (ل).

(2)

في نسخة (ل).

(3)

في الأصل (ولا بعد)، والتصويب من نسختي (ل)، (هـ).

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10202)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (47).

ص: 151

10204 -

حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، حدّثنا حبّان، حدّثنا حماد ابن زيد، حدّثنا ثابت، ح.

وحدثنا جعفر الصائغ، حدّثنا عفان، وسليمان بن حرب، قالا: حدّثنا حماد بن زيد، قال: سمعت ثابتا، ح.

وحدثنا الربيع بن سليمان صاحب الشّافعيّ، حدّثنا يحيى بن حسان، حدّثنا حماد، حدّثنا ثابت، ح.

وحدثنا الصغاني، حدّثنا عفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، قالا: حدّثنا حماد بن زيد

(1)

، قال: سمعتُ ثابتا يُحدث، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع النَّاس، وأحسن النَّاس، وأجود النَّاس، و

(2)

قال: فزع أهل المدينة ليلة؛ فانطلق النَّاس قبل الصوت، قال: فاستقبلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سبقهم، وهو يقول:"لن تراعوا". وهو على

⦗ص: 153⦘

فرس لأبي طلحة، عُري

(3)

، في عُنقه السَّيفُ، قال: فجعل يقولُ للناس: "لن تُراعوا". ثمّ قال: "إنْ وجدناه لبحرًا" أو

(4)

"إنّه لبحر"

(5)

، يعني الفرس

(6)

.

(1)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء، في كلّ الطرق.

(2)

حرف الواو ساقطة من نسخة (ل).

(3)

عري -بضم العين المهملة، وسكون الراء- أي: ليس عليه سرج ولا أداة.

قال ابن حجر: وحكى ابن التين: أنه ضبط في الحديث بكسر الراء وتشديد التحتانية. وليس في كتب اللُّغة ما يساعده. اهـ.

الفتح (6/ 70 / 2866).

(4)

في الأصل ونسخة (هـ): (و)، والتصويب من نسخة (ل)، وصحيح مسلم.

(5)

يقال للفرس: (بحر) إذا كان واسع الجري، أو غزير الجري.

انظر: الفائق (3/ 177)، والنهاية (1/ 99).

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب في شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وتقدمه للحرب (4/ 1802/ حديث رقم 48).

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الجهاد، باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق (6/ 95/ حديث رقم 2908)، وأطرافه في (2627، 2820، 2857، 2862، 2866، 2867، 2968، 2969، 3040، 6033، 6212).

ص: 152

10205 -

حدّثنا أبو بكر بن روزبه البصري، حدّثنا مسدّد، حدّثنا حماد بن زيد

(1)

، عن ثابت، عن أنس، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجود النَّاس، وأشجع النَّاس، وأسمح النَّاس".

⦗ص: 154⦘

قال يحيى بن حسان

(2)

في حديثه: فخرجت قبل الصوت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: بيده السيف.

وقال جعفر

(3)

في حديث سُليمان: قال: وكان فرسا يُبطَّأ فلم يسبق بعد ذلك"

(4)

.

(1)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء.

(2)

روايته سبقت في الحديث السابق.

(3)

الصائغ، كما في الحديث السابق.

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10204).

فوائد الاستخراج:

- زيادة: (وأسمح النَّاس).

- زيادة: (فخرجت قبل الصوت).

- زيادة: (فلم يسبق بعد ذلك)، وفي صحيح البخاريّ نحوها، برقم (2867)، ورقم (2969).

ص: 153

10206 -

حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داوود، ح.

وحدثنا أبو داوود السّجزي، حدّثنا مُسدّد، وسليمان، قالوا: حدّثنا حمّاد بن زيد

(1)

، بنحوه

(2)

.

(1)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10204).

ص: 154

10207 -

حدّثنا أحمد بن أبي رجاء، حدّثنا وكيع بن الجراح

(1)

،

⦗ص: 155⦘

حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس [بن مالك]

(2)

، قال: كان فزع

(3)

بالمدينة؛ فاستعار رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسًا كان لأبي طلحة، -يقال له: مندوب- فركبه، ثمّ جاء، فقال:"ما رأينا من فزع، وإن وجدناه لبحرا"

(4)

.

(1)

وكيع بن الجراح هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

أي خوف من عدو. الفتح (5/ 241).

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10204)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (49).

ص: 154

10208 -

حدّثنا يُوسف بن مسلم، حدّثنا حجَّاج بن محمّد، حدثني شعبة

(1)

، قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك، قال: كان فزع، فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بفرس لأبي طلحة -يقال له: مندوب- فركبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما رأينا فزعا، وإن وجدناه لبحرا". يعني الفرس

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10204)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (49).

فوائد الاستخراج: زيادة: (يعني الفرس).

ص: 155

10209 -

حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داوود، حدّثنا شعبة

(1)

، عن قتادة، سمعت أنس بن مالك، قال: كان فزع بالمدينة؛

⦗ص: 156⦘

فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسًا لأبي طلحة -يقال له: مندوب- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن

(2)

كان من فزع، وإن وجدناه لبحرا"

(3)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

كذا في مسند أبي داوود الطيالسي -برواية يونس بن حبيب (266 / حديث رقم 1979)، وعند البيهقي في الكبرى (10/ 200) من طريقه.

و (إن) -مكسورة الهمزة- هي النافية. انظر الجني الداني في حروف المعاني (ص 207 - 215).

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10204)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (49)، ولفظه كما في الحديث رقم (10207).

ص: 155

10210 -

حدّثنا الصغاني، وأبو أمية، قالا: حدّثنا أبو النضر، حدّثنا شعبة

(1)

، عن قتادة، قال: سمعت أنسا، بمثله

(2)

.

قال أبو عوانة: كلهم قالوا: فرس لأبي طلحة، إِلَّا غُندر فإنّه يقول

(3)

: فرس لنا

(4)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10204)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (49).

(3)

في نسخة (ل): قال.

(4)

لم يورد أبو عوانة طريق غندر. وأوردها مسلم برقم (49 / الطريق الثاني)، وذكر قول غندر. وكذلك البخاريّ برقم (2857). انظر تخريج الحديث رقم (10204).

قال العيني: لأن أنسا كان في حجر أبي طلحة؛ فمن هذه الحيثية قال أنس: لنا. والله أعلم. اهـ. عمدة القاري (11/ 395).

وقوله: (قال أبو عوانة

) إلخ، ساقط من نسخة (ل).

ص: 156

10211 -

حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داوود، حدّثنا حماد ابن زيد

(1)

، عن ثابت، عن أنس بنحوه مختصرا

(2)

.

(1)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10204).

ص: 157

10212 -

حدّثنا أبو بكر الجُعفي بدمشق، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا سفيان [الثوري]

(1)

، عن محمّد بن المنكدر

(2)

، عن جابر بن عبد الله، قال: ما سئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط، فقال: لا

(3)

.

(1)

سفيان الثّوريّ هو موضع الالتقاء، وما بين المعقوفين من نسخة (ل).

(2)

محمّد بن المنكدر هو موضع الالتقاء.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء قط فقال: لا (4/ 1805/ حديث رقم 56 / الطريق الثّاني).

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء (10/ 455/ حديث رقم 6034).

فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل، وهو سفيان، بأنه الثوري، وانظر: تحفة الأحوذي (2/ 361/ حديث رقم 3024).

- ذكر متن رواية سفيان الثّوريّ، ومسلم ساق إسنادها وأحال بها على رواية ابن عيينة.

ص: 157

10213 -

حدّثنا أبو العباس الغزي، قال: حدّثنا الفريابي، ح.

⦗ص: 158⦘

وحدثنا [حمدان]

(1)

السُّلمي، حدّثنا الفريابي محمّد بن يوسف، ومحمد بن كثير

(2)

، قالا: حدّثنا سفيان الثّوريّ

(3)

، عن محمّد بن المِنكدر، عن جابر، قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء قط، فقال: لا

(4)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

العبدي، أبو عبد الله، البصري.

(3)

سفيان الثّوريّ هو موضع الالتقاء.

(4)

تقدّم تخريجه وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10212).

ص: 157

10214 -

حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسحاق البكَّائي، حدّثنا أبو غسان النهدي، حدّثنا سُفيان بن عُيينة

(1)

، عن محمّد بن المنكدر، قال: سمعت

(2)

جابر بن عبد الله قال: ما سئل النّبيّ صلى الله عليه وسلم شيئا قط، فقال: لا

(3)

.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسختي (ل)، (هـ): سمع.

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10212)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (65).

ص: 158

10215 -

حدّثنا أبو داوود الحراني، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا سفيان

(1)

، بمثله

(2)

.

(1)

ابن عيينة -كما بينه ابن حجر في إتحاف المهرة- هو موضع الالتقاء. انظر التعليق على الحديث رقم (10212).

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10212).

ص: 158

10216 -

حدّثنا أبو داوود الحراني، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا

⦗ص: 159⦘

سفيان

(1)

، قال: سمعناه من ابن المنكدر عودا وبدءا

(2)

، قال: سمعت جابر ابن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو قد جاء مال البحرين قد أعطيتك هكذا وهكذا، حتّى عدَّ ثلاثا"، قال: فلم يقدم مال البحرين حتّى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر أبو بكر مناديا

(3)

، فنادى: من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة

(4)

أو دين، فليأتنا، فأتيته فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدني كذا وكذا، قال: فحثا

(5)

لي ثلاثا، قال: فأتيت أبا بكر بعد

⦗ص: 160⦘

ذلك، فسألته فلم يعطني، ثمّ أتيته فسألته فلم يعطني، ثمّ أتيته فسألته فلم يعطني، قلت: أتيتك أسأَلُكَ فلم تعطني، [ثم أتيتك أسألك فلم تعطني

(6)

] وهذه الثالثة فإمّا أن تعطيني، وإما أن تبخل علي، قال: ما منعتك من مرّة

(7)

إِلَّا وإني أريد أن أعطيك، قلت

(8)

: تبخل عليَّ!، وأي داء أدوى من البخل؟!.

فقيل

(9)

لسفيان: ذكر

(10)

فيه ابن المنكدر -قال-: ليس فيه زكاة حتّى يحول عليه الحول. فقال: هذا إنّما جاء به إسماعيل بن مسلم

(11)

، سمعناه من

⦗ص: 161⦘

ابن المنكدر عودا وبدءا، ما فيه إِلَّا ما أخبرتك

(12)

.

(1)

ابن عيينة -كما في صحيح مسلم وفي الفتح (6/ 242) - هو موضع الالتقاء.

(2)

(عودًا وبدءً): أي أولا وآخرا. كذا عزاه في مجمع بحار الأنوار إلى شرح جامع الأصول (3/ 696).

وفي النهاية (3/ 316): (إن الله يحب الرَّجل القوي، المبدئ المعيد على الفرس): أي: الّذي أبدا في الغزو وأعاد، فغزا مرّة بعد مرّة، وجرب الأمر طورا بعد طور. اهـ.

وعليه فيكون المعنى: سمعه مرّة بعدة مرّة، والله أعلم.

(3)

قال ابن حجر: لم أقف على اسمه، ويحتمل أن يكون بلالا. الفتح (6/ 242).

(4)

العدة: الوعد، والهاء عوض من الواو. لسان العرب (6/ 4871).

(5)

قال ابن حجر: (فحثى لي حثية) مع قوله في الرِّواية الأخرى (وجعل سفيان يحثو بكفيه) يقتضي أن (الحثية) ما يؤخذ باليدين جميعا، والذي قاله أهل اللُّغة: أن الحثية ما يملأ الكف، و (الحفنة) ما يملأ الكفين، نعم ذكر أبو عبيد الهروي: أن (الحثية والحفنة) بمعنى واحد. وهذا الحديث شاهد لذلك. الفتح (6/ 242).

(6)

من نسختي (ل)، (هـ)، وعليها في نسخة (هـ) كلمة: سقط وإشارة (لا- إلى)، كلمة (فلم تعطني) في هذه الزيادة ساقطة من نسخة (ل).

(7)

في الأصل: (هذه) وعليها ضبة، وفي حاشيتها:(لعلّه: مره)، التصويب من نسخة (ل).

(8)

كلمة (قلت) وما بعدها هو من كلام أبي بكر الصديق، كما جاء صريحا عند أحمد (3/ 307، 308)، والبخاري (برقم 4383).

(9)

في نسخة (ل): قيل ولم يتبين لي من هو القائل.

(10)

في نسخة (ل): فذكر.

(11)

المكي، أبو إسحاق، مولى حدير من الأزد، كان من البصرة، ثمّ سكن مكّة.

ضعيف، وروايته لم أقف على من أخرجها.

وأمّا زيادة: (ليس فيه زكاة

) فقد رواها أحمد في مسنده (3/ 310)، عن نصر ابن باب، عن حجاج، عن أبي الزبير، عن جابر. =

⦗ص: 161⦘

= ورواها أبو يعلى (3/ 459 - 460/ حديث رقم 1961)، عن زكريا بن يحيى، عن هشيم، عن خالد، قال: حدّثنا بعض أشياخنا، عن جابر.

والإسنادان ضعيفان.

(12)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال: لا (4/ 1806/ حديث رقم 60) بنحوه إلى قوله: (فحثا لي)، وما بعدها لم يخرجه.

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب فرض الخمس، باب: ومن الدّليل على أن الخمس لنوائب المسلمين (6/ 237، 238 / حديث رقم 3137) إلى قوله: (وأي داء أدوى من البخل)، وما بعدهما لم يذكره. وأطرافه في (2296، 2598، 2683، 3164، 4383).

ص: 158

10217 -

حدّثنا أبو داوود الحراني، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا سفيان

(1)

، حدّثنا ابن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله، [ح]

(2)

، [قال]

(3)

وحدثنا عمرو، سمع محمّد بن علي، يخبر عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو قد جاء مال البحرين، لقد أعطيتك هكذا، وهكذا، وهكذا"، قال: فلم يجيء مال البحرين، حتّى قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا جاء مالُ البحرين أمر أبو بكر مناديا: من كان له عند

⦗ص: 162⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم دين أو عدة فليأتنا، فأتيته -قال سفيان مرّة أخرى: فجئته- فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي كذا وكذا، قال: فحثا لي ثلاثا. قال سفيان: هكذا قال لنا ابن المنكدر: فحثا لي ثلاثا. قال عمرو، عن محمّد ابن علي، عن جابر، فحثا لي حثية، فقال: عدها، فعددتها، فإذا هي خمسمئة، فقال: خُذ مثليها

(4)

.

(1)

ابن عيينة -كما تقدّم- هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

من نسخة (ل)، والقائل هو سفيان بن عيينة، وعمرو بن دينار، كما في الصحيحين.

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10216).

فوائد الاستخراج: صنيع المصنِّف في الحديث التالي، يدلُّ على أن لفظ هذا الحديث لعمرو بن دينار، وهذه فائدة استخراجية؛ فإن مسلما ساقه من عدة طرق عن سفيان، وذكر أن اللّفظ لابن أبي عمر العدني، وساقه كما ساقه المصنِّف.

ص: 161

10218 -

حدّثنا [أبو يحيى]

(1)

ابن أبي مسرّة، حدثنا الحُميدي، حدثنا سفيان

(2)

، قال: سمعت محمّد بن المنكدر، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول -مثل حديث عمرو، عن محمّد بن علي، عن جابر-: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو جاءنا مالُ من البحرين"، إِلَّا أنه قال: فحثا لي ثلاثا. وذكر الحديث

(3)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

ابن عيينة -كما في صحيح مسلم- هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10216).

ص: 162

10219 -

حدّثنا أحمد بن عصام الأصبهاني من كتابه، ومحمد ابن

⦗ص: 163⦘

سنان البصري أبو يزيد

(1)

، قالا: حدّثنا أبو عاصم، حدّثنا ابن جريج

(2)

، أخبرني عمرو بن دينار، عن محمّد بن علي، عن جابر.

⦗ص: 164⦘

وأخبرني

(3)

محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: لما مات النّبيّ صلى الله عليه وسلم جاء أبا بكر مال من قبل العلاء بن الحضرمي، قال: فقال أبو بكر: من كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم دين، أو كان له قبله عدة، فليأتنا، قال: فقلت: وعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيني هكذا، وهكذا، وهكذا، وبسط يديه، قال: فأعطاني خمسمئة، وخمسمئة

(4)

. و

(5)

اللّفظ لأحمد بن عصام.

(1)

هكذا (أبو يزيد) في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، وكنيته في مصادر ترجمته -الّتي وقفت عليها- هي:(أبو بكر)، أو (أبو الحسن).

وكذلك في مصادر ترجمته أنه (أخو يزيد بن سنان)، وأيضا اسم جده:(يزيد)، فلعلّ الّذي حصل هنا هو تحريف من (أخو يزيد)، أو من (ابن يزيد)، والله أعلم.

وهو مولى عثمان بن عفان، نزيل بغداد، بصري، ت / 271 هـ.

رماه أبو داوود، وابن خراش بالكذب، وقال ابن خراش في موضع آخر: ليس عندي بثقة. وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بالبصرة، وكان مستورا في ذلك الوقت، وأتيته أنا ببغداد، وسألت عنه عبد الرّحمن بن خراش؟ فقال: هو كذاب؛ روى حديث (والان) عن روح بن عبادة، فذهب حديثه. اهـ.

وقال ابن حجر: ضعيف.

وذكره ابن حبّان في الثقات.

وقال مسلمة: ثقة.

وقال الدارقطني: لا بأس به.

وقال ابن حجر -أيضًا-: إن كان عمدة من كذبه، كونه ادعى سماع هذا الحديث من ابن عبادة، فهو جرح لين؛ لعلّه استحاز روايته عنه بالوجادة. اهـ.

انظر: الجرح والتعديل (7/ 279 / ترجمة 1517)، والثقات (9/ 133)، وتأريخ بغداد (5/ 343 - 346 / ترجمة 2860)، والميزان (3/ 575/ ترجمة 7651)، وتهذيب التهذيب (9/ 183/ ترجمة 325).

(2)

ابن جريج هو موضع الالتقاء.

(3)

القائل هو ابن جريج.

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10216)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (61).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية ابن جريج، ومسلم ذكر طرفها، وأحال بالباقي على رواية سفيان بن عيينة.

(5)

حرف الواو ساقط من نسخة (ل).

ص: 162

10220 -

حدّثنا [أبو يحيى]

(1)

ابن أبي مسرة، حدّثنا الحُميدي، حدّثنا سُفيان بن عُيينة

(2)

، عن عمرو، عن محمّد بن علي، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو قد جاءنا

(3)

مالُ البحرين، أُعطيك

(4)

هكذا

⦗ص: 165⦘

وهكذا، وهكذا". وقال بيديه

(5)

جميعا، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يجيء مالُ البحرين، فقدم على أبي بكر بعده، فأمر مناديا فنادى: من كانت له على النّبيّ صلى الله عليه وسلم عدة أو دين فليأت؛ فقمت، فقلت: إن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لو قد جاءنا مالُ البحرين أعطيتُك هكذا، وهكذا، وهكذا"، فحثا أبو بكر مرّة، ثم قال: عدها؛ فعددتها، فإذا هي خمسمئة، فقال: خُذ مثليها

(6)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء.

(3)

في نسخة (ل): (جاء).

(4)

في نسخة (ل): (أعطيتك).

(5)

في الأصل ونسخة (هـ): (بيده). والتصويب من نسخة (ل).

(6)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10216).

ص: 164

10221 -

حدّثنا أبو بكر بن أبي عتّاب البصري المُعلّم

(1)

، حدّثنا أبو كامل الجحدري الفضيل بن الحُسين، حدّثنا إسماعيل بن عُلية، أخبرنا روح بن القاسم، عن محمّد بن المُنكدر

(2)

، عن جابر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال لي: "لو جاءنا مال من البحرين، أعطيتك هكذا، وهكذا، وهكذا". فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء مال من البحرين؟ قال أبو بكر: من كانت له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة فليأتني

(3)

؛ فأتيته فقلت:

⦗ص: 166⦘

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان قال لي: "لو جاءنا مال من البحرين، قد أعطيتك هكذا، وهكذا، وهكذا"، قال لي: احثُ، فحثيت، قال لي: عُدها؛ فعددتها فإذا هي خمسمئة، قال: فأعطاني ألفا وخمسمئة

(4)

.

(1)

لم أقف على ترجمته، وهو غير (أبي بكر محمّد بن أبي عتاب الأعين البغدادي)، المترجم في تهذيب الكمال وغيره؛ لأن هذا الأخير مات سنة 240 هـ، وأبو عوانة ولد بعد (230 هـ). ثمّ إنّه لم يوصف بالمعلم. والله أعلم.

(2)

محمّد بن المنكدر هو موضع الالتقاء.

(3)

في الأصل: (فليأتيني)، والتصويب من نسخة (ل).

(4)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10216).

ص: 165

10222 -

حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب

(1)

، أخبرني يونس، قال: قال ابن شهاب: حدثني سعيد بن المسيَّب، أنَّ صفوان بن أميّة قال: والله لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه لأبغض النَّاس إلي، فما برح يعطيني حتَّى إنَّه لأحبُّ النَّاس إلي. وأعطى حكيم بن حزام يومئذ -وحكيم يسأله- مئة من البعير

(2)

، ثمّ مئة، ثمّ مئة، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام: "إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه

(3)

بسخاوة نفسه

(4)

بُورك فيه، ومن أخذه بإشراف نفس، لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع،

⦗ص: 167⦘

واليدُ العُليا خير من اليد السُّفلى". قال حكيم: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ

(5)

أحدا بعدك، وكان حكيم لا يأخذ من أحد من الخُلفاء مالا، وإن ابتدأه، ولا يأخذ الديوان مع المسلمين، فقال عمر: يا معشر المسلمين، إنِّي أشهدكم على حكيم بن حزام، إنِّي أدعوه إلى قسم الله الّذي قسم له، فأبى أن يأخذه، وإني بريء إلى الله عز وجل من الّذي لحكيم، فقال حكيم: فوالله لا أرزأ أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتّى ألقاه. وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ رجالا من قريش

(6)

مئة من الإبل، وأعطى الأقرع بن حابس التميمي مئة من الإبل، وأعطى عيينة بن حصن مئة من الإبل، ثمّ قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، حتّى إذا قدمها أمر أبا بكر على الحجِّ

(7)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): النعم.

(3)

في الأصل ونسخة (هـ): (أخذ)، والذي أثبته من نسخة (ل).

(4)

بسخاوة نفس: أي بغير شر ولا إلحاح، أي: بغير سؤال، وهذا بالنسبة للآخذ، ويحتمل أن يكون بالنسبة للمعطي، أي: بسخاوة نفس المعطي، أي: انشراحه كما يعطيه. الفتح (3/ 336).

(5)

أرزَأ -بفتح الهمزة، وإسكان الراء، وفتح الزاي، بعدها همزة- أي: لا أنقص ماله بالطلب منه. الفتح (3/ 336)، وانظر النهاية (2/ 218).

(6)

هم: أبو سفيان بن حرب، وسهيل بن عمرو، وحويطب بن عبد العزى، وحكيم بن حزام، وأبو السنابل بن بعكك، وصفوان بن أمية، وعبد الرّحمن ابن يربوء. انظر الفتح (8/ 48).

(7)

هكذا جمع المصنِّف هذه الأخبار، من رواية الزهري، في سياق واحد، وفرقها مسلم: فأخرج خبر صفوان في كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال: لا (4/ 1806/ حديث رقم 59) من طريق ابن وهب، عن يونس به.

وأخرج حديث حكيم بن حزام في كتاب الزكاة، باب بيان أن أفضل الصَّدقة =

⦗ص: 168⦘

= صدقة الصّحيح الشحيح (2/ 717/ حديث رقم 96) إلى قوله: "خير من اليد السفلى"، من طريق سفيان، عن الزّهريّ، عن عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيَّب، جميعا عن حكيم بن حزام.

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الزكاة، باب الاستعطاف عن المسألة (3/ 335 /حديث رقم 1472) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس به، بتمامه، وأطرافه في (2750، 3143، 6441).

وحديث إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم لرجال من قريش، المئة من الإبل، أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلَّفة قلوبهم على الإسلام (2/ 733 /حديث رقم 132) من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزّهريّ، عن أنس بن مالك.

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب المغازي، باب غزوة الطائف (8/ 52 / حديث رقم 4331) من طريق معمر، عن الزّهريّ، عن أنس بن مالك.

وأمّا حديث تأمير أبي بكر على الحجِّ، فأخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الحجِّ، باب لا يحج البيت مشرك (2/ 982 /حديث رقم 435) من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزّهريّ، عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبي هريرة.

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الحجِّ، باب لا يطوف بالبيت عريان

(3/ 483 /حديث رقم 1622)، وأطرافه في:(369، 4363، 4655، 4656، 4607).

ص: 166

10223 -

حدّثنا أبو إسماعيل التّرمذيّ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأنصاري

(1)

، قال: حدثني حُميد الطويل

(2)

، عن موسى بن أنس، عن

⦗ص: 169⦘

أنس بن مالك، قال: ما سئل النّبيّ صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إِلَّا أعطى، وأتاه رجل فسأله، فأمر له بغنم بين جبلين؛ فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم، أسلموا؛ فإن محمدًا يعطي عطية لا يخشى الفاقة

(3)

.

(1)

أبو عبد الله القاضي.

(2)

حميد الطويل هو موضع الالتقاء.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا قط فقال: لا (4/ 1806/ حديث رقم 57).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو حميد، بأنه الطويل.

ص: 168

10224 -

حدّثنا محمّد بن إسحاق الصغاني، حدّثنا يحيى ابن معين، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حُميد الطويل

(1)

، عن موسى بن أنس، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

(2)

كان لا يسأل شيئا على الإسلام إِلَّا أعطاه، قال: فجاءه رجل، فسأله، فأمر له بشاء

(3)

كثير

(4)

بين جبلين، من شاء الصَّدقة، فرجع إلى قومه؛ فقال: أي قوم، أسلموا؛ فإن محمدا يعطي عطاء لا يخشى الفاقة"

(5)

.

(1)

حميد الطويل هو موضع الالتقاء.

(2)

حرف الواو ليس في نسخة (ل).

(3)

الشاء جمع شاة. مختار الصحاح (ص 352).

(4)

في الأصل ونسخة (هـ): (كثيرا)، والتصويب من نسخة (ل).

(5)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10223).

ص: 169

10225 -

حدّثنا الصغاني، حدّثنا عفان بن مسلم، حدّثنا حماد ابن

⦗ص: 170⦘

سلمة

(1)

، عن ثابت، عن أنس بن مالك، أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه عطاء ما أخاف، أو يخاف الفاقة، وإن كان

(2)

الرَّجل ليجيء النّبيّ صلى الله عليه وسلم ما يريد إِلَّا الدُّنيا، فما يمسي حتّى يكون دينه أحب إليه، أو أعزَّ عليه من الدنيا بما فيها

(3)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة (كان) ساقطة من نسخة (ل).

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10223)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (58).

ص: 169

10226 -

حدّثنا الربيع بن سُليمان، حدّثنا أسد بن موسى، حدّثنا حمَّاد بن سلمة

(1)

، عن ثابت، عن أنس أبن مالكًا

(2)

، أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاه غنمًا بين جبلين، فأتى قومه، فقال: يا قوم، أسلموا؛ فإن محمدا يعطي عطاء رجل ما يخاف فاقة، قال: وكان الرَّجل يُسلم ما يريدُ إِلَّا الدُّنيا، فما يُمسي حتّى يكون دينه أعزَّ عليه من الدُّنيا وما فيها

(3)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10223)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (58).

ص: 170

10227 -

حدّثنا محمّد بن حيويه، حدّثنا حجاج بن منهال، قال: حدّثنا حماد بن سلمة

(1)

، أخبرنا ثابت، عن أنس بن مالك، أن رجلا سأل

⦗ص: 171⦘

النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأعطاه غنمًا بين جبلين، فأتى قومه؛ فقال: يا قوم أسلموا؛ فوالله إن محمدا يُعطي عطاء رجل ما يخاف الفاقة. وإن [كان]

(2)

الرّجل ليجيءُ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم ما يريد إِلَّا دنيا يُصيبها، فما يمسي حتّى يكون دينه أحبَّ إليه من الدنيا وما فيها

(3)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10223)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (58).

ص: 170

‌بيان حسن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحتماله من خدمه، ولين جانبه لهم

ص: 172

10228 -

حدّثنا الصغاني، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا حماد ابن زيد

(1)

، حدّثنا ثابت، عن أنس بن مالك، قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرا، فما قال لي: أف

(2)

قط، ولا [قال لي]

(3)

لشيء فعلته لم فعلت

(4)

كذا وكذا؟ ولا قال

(5)

لشيء لم أفعله: ألا كُنت فعلتَ كذا وكذا

(6)

.

(1)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل) وصحيح مسلم: (أفا). وذكر ابن حجر: أن الّذي عند مسلم بالنصب والتّنوين، وفيها لغات كثيرة، أوصلها القاضي عياض وغيره إلى عشر، وأوصلها أبو الحسن الرماني إلى تسع وثلاثين، وزاد ابن عطية واحدة، فأكملها أربعين، وذكر ابن حجر: أنها تصل إلى خمس وسبعين، إذا استعملنا القياس في اللُّغة.

وهي صوت إذا صوت به الإنسان علم أنه متضجر أو متكره.

انظر: النهاية لابن الأثير (1/ 55)، وشرح النووي (15/ 69، 70)، وفتح الباري (10/ 460).

(3)

من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(4)

في الأصل ونسخة (هـ): (فعلته)، والتصويب من نسخة (ل)، وصحيح مسلم.

(5)

كلمة (قال) ساقطة من نسخة (ل).

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن النَّاس =

⦗ص: 173⦘

= خلقا (4/ 1804/ حديث رقم 51).

وأخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء (10/ 456/ حديث رقم 6038)، طرفاه في (2768، 6911).

ص: 172

10229 -

حدّثنا عَمَّار بن رجاء، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سلام بن مسكين

(1)

، حدّثنا ثابت، عن أنس بن مالك، قال: خدمتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي: أف قط، ولا قال لي: لم صنعت كذا وكذا؟ أو

(2)

لِمَ لَمْ تصنع كذا وكذا

(3)

(4)

؟.

(1)

سلام بن مسكين هو موضع الالتقاء. وهو مشكول هكذا في مصادر ترجمته، وقال أبو داوود:(سلام) لقب، واسمه: سليمان.

انظر: تهذيب الكمال (12/ 295/ ترجمة 2662)، ونزهة الألباب (1/ 371/ ترجمة 1522).

(2)

في نسخة (ل): (و).

(3)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10228)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (51 / الطريق الثّاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية سلام بن مسكين، ومسلم ساق إسنادها وأحال بها على رواية حماد بن زيد.

(4)

في نسختي ل، وهـ زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي: (عند إسماعيل بن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، قال:[لما] قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أخذ أبو طلحة بيدي، فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن أنسا غلام كيس؛ فليخدمك، قال: فخدمته في الحضر والسفر، فما قال لشيء صنعته: لم =

⦗ص: 174⦘

= صنعت هذا هكذا؟ ولا لشيء لم أصنعه: ألَّا صنعته هذا هكذا. رواه أحمد بن سهل، عن مؤمل بن هشام، عن إسماعيل). انتهت الزيادة. وما بين المعقوفتين أثبته من صحيح مسلم، ومكانه ضبة في نسخة (ل)، وكذلك كلمة:(ألَّا صنعته) في آخرها ضبة في نسخة (ل)، ولعلّها إشارة إلى أن الصواب:(ألا صنعت) بدون الهاء.

وأحمد بن سهل لم أقف على من أخرج روايته هذه، وهو من شيوخ أبي عوانة، وانظر الحديث التالي؛ فهو من طريق إسماعيل بن عياش، وقد أخرج مسلم الحديث من طريقه.

ص: 173

10230 -

حدّثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، حدّثنا أبي، حدّثنا هشام ابن سليمان، عن ابن جُريج، قال: أخبرني إسماعيل -يعني ابن علية

(1)

- عن عبد العزيز بن صهيب -مولى أنس- عن أنس بن مالك، قال: خدمتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي في شيء فعلته: لم فعلته؟ ولا في شيء لم أفعله: لم لم تفعله؟.

(2)

زاد معمر: ما سبني سبة قط

(3)

.

(1)

إسماعيل بن علية هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدّم تخريجه، انظر الحديث رقم (10228)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (52).

فوائد الاستخراج:

- ذكر إسماعيل بن علية بشهرته، ومسلم ذكر اسمه واسم أبيه (إسماعيل ابن إبراهيم).

- تقييد المهمل، وهو عبد العزيز، بأنه ابن صهيب.

(3)

هذا المعلق وصله عبد الرزّاق في مصنفه (9/ 443 /حديث رقم 17946) عن معمر، =

⦗ص: 175⦘

= عن ثابت، عن أنس قال: "خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، لا والله ما سبني سبة قط، ولا قال لي: أف قط،

".

ورواية معمر لم يخرجها البخاري ولا مسلم، ولم يسق أبو عوانة إسنادها في هذا الباب.

ص: 174

10231 -

حدثنا سعدان بن يزيد بسر من رأى، حدثنا إسحاق ابن يوسف الأزرق، حدثنا زكريا بن أبي زائدة

(1)

، حدثنا سعيد بن أبي بُردة، عن أنس بن مالك، قال: خدمتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعَ سنين

(2)

، فما أعلمه قال لي قط: لم فعلتَ كذا وكذا؟ ولا عاب علي شيئا

(3)

قطُّ

(4)

.

(1)

زكريا بن أبي زائدة هو موضع الالتقاء.

(2)

قال النووي: قوله: (تسع سنين) وفي أكثر الروايات: (عشر سنين)، فمعناه: أنها تسع سنين وأشهر؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بالمدينة عشر سنين تحديدا، لا تزيد ولا تنقم، وخدمة أنس في أثناء السنة الأولى، ففي رواية (التسع) لم يحسب الكسر، بل اعتبر السنين الكوامل، وفي رواية (العشر) حسبها سنة كاملة، وكلاهما صحيح.

شرح النووي (15/ 71)، وانظر الفتح (10/ 459، 460).

(3)

في الأصل ونسختي: ل، هـ:(شيء)، والصواب ما أثبته.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10228)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (53).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو زكريا، بانه ابن أبي زائدة.

ص: 175

10232 -

حدثنا الحسن بن سلام السواق بغدادي، ومحمد ابن نصر بن الحجَّاج المروزي

(1)

بمرو

⦗ص: 176⦘

[على الرزيق]

(2)

، والصغاني، قالوا: حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا عبد الوارث

(3)

، حدثنا أبو التيَّاح، حدثنا أنس ابن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن النَّاس خُلُقًا

(4)

.

(1)

أبو عبد الله، ت / 294 هـ. =

⦗ص: 176⦘

= قال ابن حبان: كان أحد أئمة الدنيا، ممن جمع وصنف، وكان أعلم أهل زمانه بالاختلاف، وأكثرهم صيانة في العلم.

وقال الحاكم: إمام عصره -بلا مدافعة- في الحديث.

وقال الذهبي: الإمام، شيخ الإسلام، الحافظ.

وقال ابن حجر: ثقة، حافظ، إمام، جبل.

انظر: الثقات (3/ 153، 154)، وتأريخ بغداد (3/ 315 - 318)، والسير (14/ 33 - 34/ ترجمة 13)، وتقريب التهذيب (902 /ترجمة 6392) تمييز.

(2)

زيادة من نسخة (ل)، و (الرزيق) -بفتح الراء، وسكون التحتانية، ثم قاف- هو نهر بمرو، عليه قبر بريدة الأسلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

انظر: الأنساب (3/ 60)، ومعجم البلدان (3/ 48).

(3)

عبد الوارث هو موضع الالتقاء.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10228)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (55).

ص: 175

10233 -

حدثنا إبراهيم بن مرزوق أبو إسحاق البصري، حدثنا عُمر بن يونس

(1)

، حدثنا عكرمة بن عمَّار، حدثنا إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، قال: قال أنس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلقا،

⦗ص: 177⦘

فأرسلني يوما في حاجة له، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم، فخرجتُ حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السُّوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك، فقال:"يا أنس، أذهبت حيث أمرتك"؟ قلت: أنا أذهب يا رسول الله، قال أنس: والله لقد خدمته تسع سنين، فما

(2)

علمتُ قال لشيء صنعتُه: لم فعلت كذا وكذا؟ ولا لشيء تركته: هلا فعلت كذا وكذا

(3)

.

(1)

عمر بن يونس هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسختي (ل)، (هـ): ما.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10228)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (54)، وقصة إرسال النبي صلى الله عليه وسلم أنسا، ليست عند البخاري.

ص: 176

‌بيان شده حياء رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمته بالصبيان، والدليل على أن تقبيل الرجل ولده من الرحمة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كره من الناس شيئا يحتمله، وتعرف كراهيته لذلك بتغيير وجهه

ص: 178

10234 -

حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة

(1)

، عن قتادة قال: سمعت عبد الله بن عُتبة، أو أبي عتبة

(2)

-الشكُّ من أبي عوانة- عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العَذراء

(3)

في خدرها

(4)

، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه

(5)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

الذي في الصحيحين، وفي مصادر ترجمته، هو: عبد الله بن أبي عتبة. وصرح البخاري بذلك في صحيحه، فقال: هو عبد الله بن أبي عُتبة.

وقال في التاريخ الكبير (5/ 158/ ترجمة 487): عبد الله بن أبي عتبة

، وقال بعضهم: عبد الله بن عتبة، والأول أصح. اهـ.

(3)

هي الجارية التي لم يمسها رجل، والعذرة: ما للبكر من الالتحام قبل الافتضاض.

المجموع المغيث (2/ 414).

(4)

قال الأصمعي: الخدر: ناحية البيت يقطع للستر، فتكون فيه الجارية البكر.

غريب الحديث للحربي (2/ 674).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم (4/ 1809، 1810، حديث رقم 67). =

⦗ص: 179⦘

= وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الأدب، باب من لم يواجه الناس بالعتاب (10/ 513/ حديث رقم 6102)، وأطرافه في:(3562، 6119).

ص: 178

10235 -

حدثنا أبو قلابة، حدثنا علي بن الجَعد، حدثنا شُعبة

(1)

، عن قتادة، قال: سمعت عبد الله، عن أبي سعيد الخُدري، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم. بمثله

(2)

(3)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10234).

(3)

في نسختي (ل)، (ص)، زيادة وعليها إشارة (لا- إلى) وهي:(عند عبد الرحمن ابن مهدي، عن شعبة، عن قتادة، قال: سمعت عبد الله بن عتبة، بمثله).

ص: 179

10236 -

حدثنا إبراهيم بن مسعود الهمداني

[*]

، والحسن ابن علي بن عفان [العامري]

(1)

، قالا: حدثنا عبد الله بن نُمير

(2)

، عن الأعمش، عن شَقيق، عن مسروق، قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشا ولا مُتفحِّشًا، وكان يقول:"إن خياركم أحسنكم أخلاقا"

(3)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

عبد الله بن نمير هو موضع الالتقاء.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم (4/ 1810/ حديث رقم 68 / الطريق الثاني).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (6/ 566/ حديث رقم 3559)، وأطرافه في (3759، 6029، 6035). =

⦗ص: 180⦘

= فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية عبد الله بن نمير، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية جرير.

_________

[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة: (الهمداني)، وصوابه:(الهمذاني)، وهو على الصواب في نسخة كوبريللو (5/ ق 106/ أ)، (9/ ق 101/ ب)، (10/ ق 181/ أ)، وإتحاف المهرة (12081)، وقد جاء على الصواب في المواضع التالية (2871، 3160، 9816)، وعلى الخطأ في هذا الموضع وموضع آخر (10737).

ص: 179

10237 -

حدثنا عباس الدُّوري، حدثنا أبو يحيى الحماني، حدثنا الأعمش

(1)

، عن شقيق، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله:"أحاسنكم"

(2)

(3)

.

(1)

الأعمش هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة "أحاسنكم" ليست في نسخة (ل)، وفيها زيادة، عليها إشارة (لا- إلى)، وهي:"رواه علي بن حرب، عن أبي معاوية، عن الأعمش".

ولم أقف على من وصل رواية علي بن حرب، وهو من شيوخ أبي عوانة، وقد وصل مسلم رواية أبي معاوية، فقد رواها عن أبي بكر بن أبي شيبة، عنه، برقم (68/الطريق الثاني) من كتاب الفضائل.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10236).

ص: 180

10238 -

حدثنا أبو بكر الجُعفي، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش، ح.

وحدثنا أبو أمية، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا شَيبان، عن الأعمش

(1)

، عن شَقيق، عن مسروق، عن عبد الله، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشا، ولا متفحشا، وأنه كان يقول: "إن من خياركم أحسنكم

⦗ص: 181⦘

أخلاقا"

(2)

.

(1)

الأعمش هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10236).

ص: 180

10239 -

حدثنا الصَّغاني، قال: حدثنا أبو النضر، أخبرنا سليمان ابن المغيرة

(1)

، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولد لي الليلة غلام؛ فسميته بأبي إبراهيم، ثم دفعته إلى أم سيف"

(2)

-امرأة قَين

(3)

بالمدينة، يقال له أبو سيف

(4)

- فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يزوره، وانطلقت معه، فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره، قال: والبيت ممتلئ دخانا؛ قال: فأسرعتُ المشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت أبا سيف، فقلت: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمسك أمسك أمسك

(5)

، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بالصبي، فضمَّه إليه، وقال ما شاء الله أن يقول،

⦗ص: 182⦘

قال أنس: فلقد رأيته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يكيدُ

(6)

بنفسه؛ فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون"

(7)

.

(1)

سليمان بن المغيرة هو موضع الالتقاء.

(2)

قال القاضي عياض: اسم أم سيف: خولة بنت المنذر الأنصارية، كنيتها: أم سيف، وأم بردة، شرح النووي (15/ 76)، وانظر الفتح (3/ 173).

(3)

القين: هو الحداد، والصائغ، والعبد.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 132)، والمجموع المغيث (2/ 774)، والنهاية (4/ 135).

(4)

هو الحداد، كان من الأنصار، قال القاضي عياض: هو البراء بن أوس. انظر: الإصابة (7/ 94 / ترجمة 581)، والفتح (3/ 173).

(5)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ) مكرر ثلاثا.

(6)

أي: يجود بها، يريد النزع. والكيد: السوق. النهاية (4/ 216).

(7)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال (4/ 1807/ حديث رقم 62).

وأخرجه البخاري في صحيحه- كتاب الجنائز، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"إنا بك لمحزونون"(3/ 172/ حديث رقم 1303)، مسندا من طريق قريش بن حيان، عن ثابت، به.

وطريق سليمان بن المغيرة، علقها موسى بن إسماعيل التبوذكي، عنه به، دون المتن. انظر: الفتح (3/ 174).

ص: 181

10240 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا عمرو بن عاصم، وعفان بن مسلم

(1)

، ح.

وحدثنا جعفر بن محمد، حدثنا عفان بن مسلم، قالا: حدثنا سُليمان بن المغيرة

(2)

-وأمله علي، وقرأه على

(3)

- حدثنا ثابت، حدثنا

⦗ص: 183⦘

أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولد في الليلة غلام، فسميته بأبي: إبراهيم"، قال: ثم دفعه

(4)

إلى أم سيف -امرأة قين بالمدينة، يقال له أبو سيف- فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعته حتى انتهى إلى أبي سيف، فقلت: يا أبا سيف، أمسكْ قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسك، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبيِّ فضمَّه إليه، وقال ما شاء الله أن يقول، قال أنس: فلقد رأيته يكيدُ بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الربّ، والله إنا بك يا إبراهيم لمحزونون"

(5)

.

هذا لفظ جعفر بن محمد، وأما أبو داود فقال

(6)

: حدثنا سُليمان ابن المغيرة، حدثنا ثابت، عن أنس، بنحوه، وزاد: وهو ينفخ بكيره.

(1)

عفان بن مسلم ساقط من نسخة (ل) في هذا الطريق.

(2)

سليمان بن المغيرة هو موضع الالتقاء.

(3)

قائل عبارة: "أمله علي وقرأه علي" هو جعفر بن محمد، كما سيتبين من كلام أبي عوانة عقب الحديث.

(4)

في نسخة (ل): "دفعته"، وفوق تائها ضبة.

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10239).

(6)

في الأصل ونسخة (هـ): (قال)، والذي أثبته من نسخة (ل).

ص: 182

10241 -

حدثنا السدوسي، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا سليمان ابن المغيرة

(1)

، بنحوه

(2)

.

(1)

سليمان بن المغيرة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10239).

ص: 183

10242 -

حدثنا أبو داوود السجزي، وإبراهيم بن فهد، قالا: حدثنا حرمي بن حفص

(1)

، ح.

وحدثنا أبو الأحوص صاحبنا، وإسماعيل القاضي، قالا: حدثنا عباس ابن الوليد النَّرسي

(2)

، أخبرنا وُهيب بن خالد، حدثنا أيوب

(3)

، عن عمرو

⦗ص: 185⦘

ابن سعيد، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بالعيال والصبيان، وكان له ابن مسترضع في ناحية المدينة، فكان يأتيه ونحن معه -وكان ظئره

(4)

قينا، وقد دخن البيت- فيُقبّله ويشمُّه، ويرجع

(5)

.

وهذا حديث حرمي، زاد عبَّاس: دخن البيت بإذخر

(6)

، فيَشمه ويقبله، ثم يرجع.

(1)

ابن عمر، العتكي، أبو علي البصري، ت / 223 هـ، أو 226 هـ.

وثقه ابن قانع، والذهبي، وابن حجر.

وذكره ابن حبان في الثقات.

انظر: الثقات (6/ 218)، والكاشف (1/ 154/ ترجمة 987)، وتهذيب التهذيب (2/ 203/ ترجمة 428)، وتقريب التهذيب (229/ ترجمة 1187).

(2)

النرسي -بفتح النون، وسكون الراء، وكسر السين المهملة- نسبة إلى النرس، وهو نهر من أنهار الكوفة.

وقال المزي: و (نرس) لقب لجده: نضر، لقبته النبط بذلك؛ لأن ألسنتهم لم تكن تنطق به. اهـ.

وثقه ابن معين -في رواية- وابن قانع، والدارقطني، وابن حجر.

وقال ابن معين -في رواية-: رجل صدق.

كان علي بن المديني يتكلم فيه.

وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه.

انظر: سؤالات ابن الجنيد (359، 432 /ترجمة 352، و 657)، والجرح والتعديل (6/ 214/ ترجمة 1177)، وسؤالات الحاكم للدارقطني (259 /ترجمة 440)، وتهذيب التهذيب (5/ 116، 117 /ترجمة 231)، وتقريب التهذيب (489 /ترجمة 3210).

(3)

أيوب هو موضع الالتقاء.

(4)

الظئر -بكسر الظاء، مهموزة- هي المرضعة ولد غيرها، وزوجها ظئر لذلك الرضيع، فلفظة (الظئر) تقع على الأنثى والذكر.

شرح النووي (15/ 76)، وانظر: الفائق (3/ 27)، والنهاية (3/ 154).

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10239)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (63)، وفيه زيادة ستأتي في الحديث الآتي عقب هذا الحديث.

والبخارى لم يخرجه من طريق عمرو بن سعيد.

(6)

الإذخر -بكسر الهمزة- حشيشة طيبة الرائحة، تسقف بها البيوت، بمنزلة القصب فوق الخشب.

ص: 184

10243 -

حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا أبو خيثمة

(1)

، حدثنا إسماعيل بن عُلية، ح.

وحدثنا الأصمُّ المقدسي بالرَّملة، حدثنا محمد بن عبد الله الرَّقاشي

(2)

،

⦗ص: 186⦘

حدثنا ابن عُلية

(3)

، عن أيوب، عن عمرو بن سعيد، عن أنس ابن مالك، قال: ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وكان إبراهيم مسترضعا في عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت وإنه ليدخن؛ -وكان له ظئر قينا- فيأخذه فيقبله

(4)

ثم يرجع، فلما تُوفي إبراهيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبراهيم ابني، وإنَّه مات في الثدي، كان له ظئرين يُكمِّلان رضاعه في الجنّة

(5)

.

وحديث أبي خيثمة إلى قوله: فيُقبِّله.

(1)

أبو خيثمة هو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(2)

البصري.

(3)

ابن علية هو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(4)

في نسخة (ل): ويقبله.

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10239)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (63).

وقوله: "فلما توفي إبراهيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن

الخ" رواه أبو خيثمة عند مسلم مرسلا، وتابعه على ذلك: محمد بن عبد الله بن نمير، عند مسلم أيضا، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وعبد الله بن سعيد بن حسين الأشج، عند ابن حبان (الإحسان 15/ 400، 401 /حديث رقم 6950)، وسفيان، عند أحمد (المسند 3/ 112).

ص: 185

10244 -

حدثنا ابن أبي الدُّنيا، حدثنا إسحاق ابن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عُروة

(1)

، عن أبيه، عن عائشة، قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصّبيان فيدعو لهم،

⦗ص: 187⦘

ويحملهم"

(2)

(3)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الطهارة، باب حكم بول الطفل الرضيع

(1/ 237 / حديث رقم 101)، وأعاده في كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود

(3/ 1691/ حديث رقم 27).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الدعوات، باب الدعاء للصبيان بالبركة

(11/ 151/ حديث رقم 6355)، وأطرافه في (222، 5468، 6002).

(3)

في نسختي (ل)، (هـ) زيادة، عليها إشارة (لا- إلى)، ولفظها:

"عند ابن نمير، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: أتى أعرابي فقال: يا رسول الله! أتقبلون الصبيان! فوالله ما نقبلهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أأملكُ إن كان الله قد نزع من قلبك الرحمة".

ورواية ابن نمير هذه وصلها مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالصبيان والعيال .. (4/ 1808/ حديث 64).

ص: 186

10245 -

حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا أبو معاوية، حدثنا هِشام بن عُروة

(1)

، بمثله

(2)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10244).

ص: 187

10246 -

حدثنا علي بن عمرو الأنصاري

(1)

، حدثنا سُفيان ابن عُيينة ح.

⦗ص: 188⦘

وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا سفيان

(2)

، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن الأقرع بن حابس أبصر النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن، فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا

(3)

منهم؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه لا يرحم من لا يرحم". وقال يونس: "من لا يرحم لا يرحم"

(4)

.

(1)

أبو هبيرة البغدادي، ت/ 260 هـ، اسم جده: الحارث بن سهل.

(2)

ابن عيينة هو موضع الالتقاء في الطريقين.

(3)

في نسختي (ل)، (هـ)، وصحيح مسلم:(واحدا).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال (4/ 1808/ حديث رقم 56).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الأدب، باب رحمة الولد، وتقبيله ومعانقته (10/ 426 /حديث رقم 5997).

ص: 187

10247 -

حدثنا محمد بن عبد الله بن مهل، ومحمد بن إسحاق [بن الصباح]

(1)

، الصنعانيان، والدَّبري، قالوا: حدثنا عبد الرزاق

(2)

، أخبرنا معمر، عن الزُّهري، عن أبي سلمة، عن أبي هُريرة قال: قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، فقال له الأقرع بن حابس: إنّ لي عشرة من الولد، ما قبلتُ أحدا منهم قطُّ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه

(3)

من لا يرحم

⦗ص: 189⦘

لا يرحم"

(4)

.

عند أبي اليمان، عن شُعيب، عن الزُّهري، بمثله

(5)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء.

(3)

في نسخة (ل): (إن).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10246)، وهذا الطريق عند مسلم برقم:(65/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر من رواية عبد الرزاق، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية سفيان بن عيينة، عن الزهري.

(5)

جملة: (عند أبي اليمان

) الخ، ليست في نسخة (ل). وحديث أبي اليمان رواه البخاري عنه، عن شعيب، به. تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10246).

ص: 188

10248 -

حدثنا موسى بن نصر أبو سهل الرازي، حدثنا جرير ابن عبد الحميد

(1)

، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، وأبي ظبيان، عن جرير، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من لا يرحم الناس لا يرحمه الله"

(2)

.

(1)

جرير بن عبد الحميد هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال

(4/ 1809/ حديث رقم 66).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التوحيد، باب قول الله تبارك وتعالى:[قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن](13/ 358/ حديث رقم 7376)، وطرفه في (6013).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو جرير، بأنه ابن عبد الحميد.

ص: 189

10249 -

حدثنا الصَّغاني، أخبرنا الوليد بن القاسم بن الوليد،

⦗ص: 190⦘

قال: سمعت الأعمش

(1)

يذكر عن زيد بن وهب، وأبي ظبيان، عن جرير ابن عبد الله، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يرحم الله من لا يرحم الناس"

(2)

.

(1)

الأعمش هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10248).

ص: 189

10250 -

حدثني محمد بن الفضل العتابي

(1)

بالسُّوس

(2)

، حدثنا مسدّد، حدثنا حفص بن غياث

(3)

، عن الأعمش، قال: حدثنا زيد ابن وهب، وأبو ظبيان، سمعا جرير بن عبد الله يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"من لا يرحم الناس لا يرحمه الله"

(4)

(5)

.

(1)

العتابي: -بفتح العين المهملة، وتشديد المثناة الفوقية، وبالموحدة، بعد الألف- نسبة إلى أشياء: منها الجد، ومنها محلة ببغداد، يقال: العتابين. الأنساب (4/ 147).

وتحرفت في إتحاف المهرة (4/ 68/ حديث رقم 3965) إلى: الغياثي. ولم أقف لهذا الراوي على ترجمة.

(2)

السوس -بضم أوله، وسكون ثانيه، وسين مهملة- بلدة بخوزستان، بها قبر دانيال النبي عليه السلام، وهي بالفارسية:(شوش)، أي: جيد. وتحرفت في إتحاف المهرة (4/ 68/ حديث رقم 3965) إلى: (السويس).

انظر: معجم ما استعجم (3/ 767)، والأنساب (3/ 335)، ومعجم البلدان (3/ 319).

(3)

حفص بن غياث هو موضع الالتقاء.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10248).

فوائد الاستخراج: تصريح الأعمش بالتحديث.

(5)

في نسخة (هـ) زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي: "كذا رواه حفص، وجرير، =

⦗ص: 191⦘

= وعيسى". وروايات هؤلاء وصلها مسلم في صحيحه، انظر الحديث رقم (10248).

ص: 190

10251 -

حدثنا الحسن بن عفَّان، حدثنا ابن نُمير، حدثنا الأعمش

(1)

، عن زيد بن وهب، عن جرير بن عبد الله، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله"

(2)

.

(1)

الأعمش هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10248).

ص: 191

10252 -

حدثنا محمد بن إسحاق -هو أبو بكر البكَّائي-، وعمَّار ابن رجاء، وعلي بن حرب، قالوا: حدثنا يعلى بن عُبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد

(1)

، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا يرحم الله من لا يرحم الناس"

(2)

.

(1)

إسماعيل بن أبي خالد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10248)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (66/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل، وهو: إسماعيل، بأنه ابن أبي خالد. وقيس، بأنه ابن أبي حازم.

- ذكر متن رواية إسماعيل بن أبي خالد، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية الأعمش.

ص: 191

10253 -

حدثنا العُطاردي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا إسماعيل

(1)

،

⦗ص: 192⦘

بمثله

(2)

.

(1)

إسماعيل هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10248)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (66/ الطريق الثاني).

ص: 191

10254 -

وحدثنا عبَّاسُ الدُّوري، حدثنا محمد بن بشر العبدي، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد

(1)

، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير ابن عبد الله، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله"

(2)

.

(1)

إسماعيل بن أبي خالد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10248)، ورقم (10252).

ص: 192

10255 -

حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا عثمان ابن سعيد، حدثنا سفيان

(1)

، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جُبير بن مطعم، عن جرير، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من لا يرحم النَّاس لا يرحم"

(2)

.

(1)

ابن عيينة -كما في تحفة الأشراف (حديث رقم: 3234) هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10248)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (66/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج:

- ذكر متن رواية سفيان، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية الأعمش.

- تقييد المهمل، وهو عمرو، بأنه ابن دينار.

ص: 192

10256 -

حدثنا الصَّغاني، حدثنا خلفُ بن هِشام

(1)

، حدثنا

⦗ص: 193⦘

سفيان

(2)

، بإسناده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من لا يرحم لا يرحمه الله"

(3)

.

(1)

ابن ثعلب، البزار، المقرئ، البغدادي، ت / 229 هـ.

(2)

ابن عيينة -كما تقدم- هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10248)، ورقم (10255).

ص: 192

10257 -

ز- حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا خالد بن يزيد

(1)

، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن بيان

(2)

، عن أنس بن مالك، قال: ذكر

(3)

النبي صلى الله عليه وسلم: فقال: كان أكرم الناس

(4)

.

غريبٌ لم نكتبه لبيان إلا عنه.

(1)

ابن خالد بن عبد الله بن أسد، البجلي، القسري، الدمشقي.

(2)

ابن بشر، الأحمسي، أبو بشرة الكوفي.

(3)

هكذا مشكولة في نسخة (ل).

(4)

إسناده ضعيف من أجل خالد بن يزيد.

والحديث أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني، من طريق شيخ أبي عوانة: يوسف ابن مسلم، به مثله.

والحديث معناه صحيح، وقد تضمنه حديث أنس في صحيح مسلم -كتاب الفضائل، باب في شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 1802 /حديث رقم 48)، من طريق ثابت، عنه، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس

).

ص: 193

‌بيان متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، في ضحكهم وحديثهم أمر الجاهلية، والاستماع للحادي في حداه

ص: 194

10258 -

حدثنا الحسن بن علي بن عفان [العامري]

(1)

، حدثنا يحيى بن آدم

(2)

، حدثنا سفيان

(3)

، عن سماك بن حرب، قال: قلت لجابر ابن سَمُرة: أكنت تجالس النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر، لا يقوم من مصلَّاه حتى تطلع الشمس، وكان أصحابه يتحدثون عنده، ويذكرون أمر الجاهلية، وينشدون الشعر، ويضحكون، فيتبسم

(4)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

ابن سليمان، الكوفي، أبو زكريا، مولى بني أمية.

(3)

هو الثوري، كما في تحفة الأشراف (2/ 154/ حديث رقم 2164)، هو موضع الالتقاء مع مسلم في كتاب المساجد من صحيحه، وأما في كتاب الفضائل فموضع الالتقاء هو سماك بن حرب.

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب المساجد، باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح (1/ 464 / حديث رقم 287)، دون قوله: (وكان أصحابه

) الخ.

وفي كتاب الفضائل، باب تبسمه صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته (4/ 1810/ حديث رقم 69)، ومن طريق أبي خيثمة، عن سماك بن حرب، به، دون قوله:(وينشدون الشعر).

فوائد الاستخراج:

- زيادة: "وينشدون الشعر"، ورجال إسنادها رجال الصحيح، إلا شيخ =

⦗ص: 195⦘

= أبي عوانة فهو -على أقل أحواله- صدوق. وقد تابعه على هذه الزيادة:

1 -

أبو داود الطيالسي، في مسنده (105/ حديث رقم 771).

2 -

يزيد بن هارون، عند ابن أبي شيبة (المصنف 8/ 524، 525/ حديث رقم: 6113).

3 -

علي بن حجر، عند الترمذي (5/ 128، 129، /حديث رقم 2850)، وقال: حسن صحيح، كلهم عن شريك، عن سماك بن حرب، به.

ص: 194

10259 -

حدثنا الصغاني، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا زهير

(1)

، حدثنا سماك، قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم كثيرا، [كان]

(2)

لا يقوم من مقامه الذي يُصلِّي فيه حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام، وكان يُطيل الصّمت

(3)

، فيتحدثون ويأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسَّم

(4)

.

(1)

زهير -بن معاوية- هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

في نسخة (ل): الصمته.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10258)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (69) من كتاب الفضائل، دون قوله:"وكان يطيل الصمت".

ص: 195

10260 -

حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، حدثنا عمرو ابن عاصم، ح.

وحدثنا الصغاني، حدثنا عفان بن مسلم، قالا: حدثنا همام ابن

⦗ص: 196⦘

يحيى

(1)

، حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أن حاديا كان للنبي صلى الله عليه وسلم، يُسمَّى أنجشة

(2)

، وكان حسن الصوت، قال: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أنجشة،، رُويدك لا تكسر القوارير"

(3)

.

قال عمرو بن عاصم: همام بن يحيى أبو عبد الله صاحب البصري

(4)

.

قال قتادة: يعني ضعفة النساء

(5)

.

(1)

همام بن يحيى هو موضع الالتقاء.

(2)

أنجشة بفتح الهمز، وسكون النون، وفتح الجيم، بعدها شين معجمة، ثم تاء التأنيث.

قال البلاذري: كان أنجشة حبشيا، يكنى أبا مارية.

انظر: فتح الباري (10/ 544)، والإصابة (1/ 68 / ترجمة 259).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب رحمة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء، وأمر السواق مطاياهن بالرفق بهن (4/ 1812/ حديث رقم 73).

وأخرجه البخاري في صحيحه باب المعاريض مندوحة عن الكذب (10/ 594 / حديث رقم 611)، وأطرافه في (6149، 6161، 6202، 6209، 6210).

(4)

همام بن يحيى تقدمت ترجمته، والبصري هو الحسن البصري -فيما أرى- لأن همام ابن يحيى قد روى عنه.

(5)

قوله: (يعني ضعفة النساء) موجود في الصحيحين، لكن مسلما لم يبين قائلها، وبينه البخاري وأبو عوانة، وهذا من فوائد الاستخراج.

فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل، بأنه همام بن يحيى.

- تعيين قائل: (ضعفة النساء) كما في التعليق السابق.

ص: 195

10261 -

حدثنا عمَّار بن رجاء، حدثنا أبو داوود

(1)

، حدثنا هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن رجُلا كان يسوق بنساء النبي صلى الله عليه وسلم-يقال له: أنجشة- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رُويدك سوقك بالقوارير"

(2)

.

(1)

أبو داوود هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10260)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (73 / الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية أبي داوود -وهو الطيالسي- ومسلم ساق إسنادها، ونبه على أنه لم يذكر: حاد حسن الصوت.

ص: 197

10262 -

حدثنا عمَّار بن رجاء، قال: حدثنا أبو داود، حدثنا شُعبة، عن ثابت

(1)

، عن أنس، قال: بينما حادي

(2)

يحدو بنساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا أنجشة ويحك، رُويدك سوقك بالقوارير"

(3)

.

(1)

ثابت هو موضع الالتقاء.

(2)

في الأصل ونسختي (ل)، (هـ):(حادي)، والصواب ما أثبته.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10260)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (70 / الطريق الثاني).

ص: 197

10263 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا سُريج بن النُّعمان، حدثنا حماد ابن زيد

(1)

، عن ثابت، عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره

⦗ص: 198⦘

وغلام أسود -يقال له: أنجشة- يحدو، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا أنجشة، رُويدا سوقك بالقوارير"

(2)

.

قال: وحدثنا حماد

(3)

، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله

(4)

.

(1)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10260)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (70/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل، وهو حماد، بأنه حماد بن زيد.

- ذكر متن رواية ثابت، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية أبي قلابة.

(3)

هو بالإسناد السابق، انظر إتحاف المهرة (1/ 461/ حديث رقم 455).

وحماد هو ابن زيد، هو موضع الالتقاء في هذا الطريق أيضا.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10260)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (70).

ص: 197

10264 -

حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد

(1)

، عن ثابت، عن أنس.

وأيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وغلام أسود -يقال له أنجشة- يحدو بهم، ويسوق بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ويحك يا أنجشة، رُويدا سوقك بالقوارير".

قال أيوب: عن أبي قلابة: يعني النساء

(2)

.

(1)

حماد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10260)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (70)، =

⦗ص: 199⦘

= وليس فيها قول أبي قلابة: (يعني النساء).

فوائد الاستخراج: زيادة قول أبي قلابة: يعني النساء.

ص: 198

10265 -

حدثنا جعفر الصائغ، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت

(1)

، عن أنس بن مالك، أن البراء

(2)

كان جيد الحداء، وكان حادي الرجال، وكان أنجشة. وذكر الحديث

(3)

.

(1)

ثابت هو موضع الالتقاء.

(2)

ابن مالك -كما صرح به أبو داوود الطيالسي في مسنده، عن حماد بن سلمة، به (68 / حديث رقم 2048) - وهو أخو أنس بن مالك.

انظر: الطبقات الكبرى (7/ 16، 17)، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم (3/ 63، 64 / ترجمة 273)، والإصابة (1/ 147، 148/ ترجمة 617).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (1095)، ولم يذكر مسلم البراء.

فوائد الاستخراج: زيادة قوله: (كان البراء).

ص: 199

10266 -

حدثنا شُعيب بن عمرو، حدثنا سفيان بن عيينة، عن سُليمان التيمي

(1)

، سمع أنس بن مالك، يقول: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاد

(2)

-يقال له: أنجشة- وكانت أمي

(3)

مع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا أنجشة، ارفق بالقواير"

(4)

.

(1)

سليمان التيمي هو موضع الالتقاء.

(2)

في الأصل ونسختي (ل)، (هـ):(حادي)، والصواب ما أثبته.

(3)

هي أم سليم بنت ملحان.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10260)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (72).

ص: 199

10267 -

حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا الحُميدي، حدثنا سفيان

(1)

، حدثنا سُليمان التيمي

(2)

، [أنه]

(3)

سمع أنس بن مالك، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لحاديه: "يا أنجشة" فذكر مثله

(4)

.

(1)

ابن عيينة، كما تقدم في الحديث السابق.

(2)

سليمان التيمي هو موضع الالتقاء.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10260)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (72).

ص: 200

10268 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا صفوان ابن صالح، حدثنا سفيان بن عيينة، والفزاري مروان بن معاوية

(1)

، عن سُليمان التيمي

(2)

، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: كانت أمّي مع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قال سفيان: وكان للنَّبي صلى الله عليه وسلم حاد

(3)

يقال له: أنجشة، قال الفزاري: وكان يَسُوق بهم سواق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا أنجشة، رُويدك سوقا بالقوارير"

(4)

.

(1)

أبو عبد الله الكوفي.

(2)

سليمان التيمي هو موضع الالتقاء.

(3)

في الأصل ونسخة (هـ): (حادي) والتصويب من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10260)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (72). =

ص: 200

‌بيان صبر النبي صلى الله عليه وسلم، على قضاء حاجة من يأتيه لها، ومتابعته لهم على مرادهم، والاستشفاء بيده وشعره، والدليل على أن الشعر

(1)

الساقط من رأس الإنسان وجسده طاهر

(1)

في الأصل: (شعره)، وفي نسختي (ل)، (هـ):(شعر)، بدون هاء، لكن في نسخة (هـ) خرجة فوق كلمة (شعر)، ولم يظهر ما في الحاشية لسوء التصوير، والذي أثبته هو المناسب للسياق.

ص: 201

10269 -

حدثنا الصّغاني، حدثنا أبو النَّضر

(1)

، حدثنا سُليمان ابن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى الغداة، جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيه، فرُبما جاءوه في الغداة الباردة، فيغمس يده فيها

(2)

.

(1)

أبو النضر هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب قرب النبي صلى الله عليه وسلم من الناس، وتبركهم به (4/ 1812/ حديث رقم 74).

ص: 201

10270 -

حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة

(1)

، عن ثابت، عن أنس [بن مالك]

(2)

، قال:

⦗ص: 202⦘

رأيت الحلاق

(3)

الذي حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى، قد طاف به أصحابه، ما يريدون أن تقع شعرة إلا بيد رجُل

(4)

.

(1)

سليمان بن المغيرة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

هو معمر بن عبد الله بن نافع بن نضلة العدوي، كما جاء مصرحا به عند أحمد في مسنده، وعند ابن خزيمة في صحيحه، لكن لفظه:"زعموا أنه معمر".

قال النووي: هذا هو الصحيح المشهور، ووافقه عليه غير واحد، منهم: أبو زرعة العراقي في المستفاد؛ والعيني في عمدة القاري.

وقيل: هو خراش بن أمية بن الفضل الكعبي، ذهب إلى هذا ابن بشكوال.

لكن بين العلماء: أن هذا وهم، وأن خراش بن أمية حلق للنبي صلى الله عليه وسلم في الحُديبية.

انظر: سيرة ابن هشام (3/ 443)، ومسند الإمام أحمد (6/ 400)، وصحيح ابن خزيمة (4/ 300/ حديث رقم 2930)، والغوامض والمبهمات (2/ 817، 818 /حديث رقم 866)، وشرح النووي (9/ 58)، والمستفاد (1/ 638/ حديث رقم 241)، وفتح الباري (3/ 562)، وعمدة القاري (8/ 232).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب قرب النبي صلى الله عليه وسلم من الناس، وتبركهم به (4/ 1812/ حديث رقم 75).

ص: 201

10271 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا سُليمان بن حرب، حدثنا حماد ابن زيد، عن ثابت

(1)

، عن أنس بن مالك: أن امرأة

(2)

كانت

(3)

في عقلها

⦗ص: 203⦘

شيء، فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن في حاجة، قال:"يا أم فلان، انظري أي الطريق شئت؛ حتى أقوم معك في حاجتك"، فقام معها، فلم ينصرف حتى قضت حاجتها

(4)

.

(1)

ثابت هو موضع الالتقاء.

(2)

لم أقف على من عينها.

(3)

كذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، إلا أنه في نسخة (ل) ما يشبه الضبة فوقها، وفي صحيح مسلم:(كان).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب قرب النبي صلى الله عليه وسلم، وتبركهم به (4/ 1812، 1813/ حديث رقم 76).

ص: 202

‌بيان احتمال النَّبي صلى الله عليه وسلم عمّا

(1)

ينال منه مكروه، وترك الانتقام منه، والدليل على أنه لم يكن يشفي غيظه، ويختار لأمته الأيسر من الأمور

(1)

في نسخة (ل): (عن، من)، وكلاهما صحيح.

ص: 204

10272 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، أخبرني مالك بن أنس

(1)

، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم[في]

(2)

أمرين، إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، فإذا كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها

(3)

.

(1)

مالك بن أنس هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسختي (ل)، (هـ).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام (4/ 1813/ حديث رقم 77).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الفضائل، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (6/ 566/ حديث رقم 3560)، وأطرافه في (6126، 6786، 6853).

ص: 204

10273 -

حدثنا محمد بن مهل الصنعاني، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزُّهري

(1)

، عن عروة، عن عائشة، بمثل معناه

(2)

.

(1)

الزهري هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10272).

ص: 204

10274 -

حدثنا يوسف بن مسلم، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثني ليث، عن عقيل، عن ابن شهاب

(1)

، عن عروة، عن عائشة، أنها قالت: والله ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين [قط]

(2)

إلا أخذ أيسرهما ما لم يأثم، فإذا كان

(3)

إثمًا كان أبعدهما منه، والله ما انتقم لنفسه في شيء يؤتى إليه قط، حتى تنتهك حرمات الله، فينتقم لله

(4)

.

(1)

ابن شهاب هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

لفظ (كان) ساقط من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10272).

ص: 205

10275 -

حدثنا بكار بن قتيبة البكراوي، حدثنا مؤمل ابن إسماعيل، ح.

وحدثنا محمد بن إسماعيل [السلمي]

(1)

، قال: حدثنا عبد الصمد ابن حسان، قالا: حدثنا سفيان الثوري، عن منصور

(2)

، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط، إلا اختار أيسرهما، وما انتصر من مظلمة ظلمها، إلا أن ينتهك من محارم الله

⦗ص: 206⦘

شيء

(3)

، وإذا انتهك من محارم الله، كان أشدهم في ذلك غضبا

(4)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

منصور -ابن المعتمر، كما في الحديث التالي- هو موضع الالتقاء.

(3)

كلمة (شيء) ساقطة من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10272)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (77 / الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر من رواية منصور، ومسلم ساق إسنادها دون اللفظ.

ص: 205

10276 -

حدثني محمد بن عمران الهمذاني، حدثنا محمد بن سعيد ابن سابق

(1)

، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن منصور بن المعتمر

(2)

، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خير بين أمرين قط، إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما، وما رأيته ينتصر من مظلمة يظلمها، ما لم ينتهك محرم، فإذا انتهك شيء من محارم الله كان أشدهم في ذلك غضبا

(3)

.

(1)

أبو سعيد الرازي.

(2)

منصور بن المعتمر هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10272)، ورقم (10275).

ومن فوائد الاستخراج هنا: تقييد المهمل، وهو منصور، بأنه ابن المعتمر.

ص: 206

10277 -

حدثنا ابن أبي مسرة، قال: حدثنا الحميدي، حدثنا فضيل بن عياض

(1)

، عن منصور، بإسناده، نحوه

(2)

(3)

.

(1)

فضيل بن عياض هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): (مثله).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10272)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (77 / =

⦗ص: 207⦘

= الطريق الثاني).

ص: 206

10278 -

حدثنا محمد بن مهل الصنعاني، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهريّ، [ح]

(1)

.

وحدثنا إسماعيل بن يعقوب الصبيحي، حدثنا محمد بن مقاتل المروزي

(2)

، حدثنا علي بن هاشم بن البريد

(3)

، عن هشام بن عروة، عن

⦗ص: 208⦘

بكر بن وائل

(4)

، عن ابن شهاب، عن عروة

(5)

، عن عائشة، قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط ولا خادما، ولا ضرب بيده شيئا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل شيء منه قط، فانتقمه من صاحبه، إلا أن تنتهك محارم الله، فينتقم لله

(6)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

أبو الحسن، الكسائي، لقبه:(رخ)، نزيل بغداد ثم مكة، ت / 226 هـ.

وثقه ابن حبان -قال: كان متقنا- والخليلي، والخطيب، والذهبي، وابن حجر.

انظر: الثقات (9/ 81)، والإرشاد (3/ 905/ ترجمة 830)، وتأريخ بغداد (3/ 275، 276/ ترجمة 1363)، والكاشف (3/ 87 / ترجمة 5251)، وتقريب التهذيب (898 / ترجمة 6358).

(3)

البريد هو بفتح الباء الموحدة، وكسر الراء، ثم مثناة من تحت.

الإكمال لابن مأكولا (1/ 251/، 252).

وعلي بن هاشم بن البريد، كوفي، شيعي، ت /180 هـ، وقيل: 181 هـ.

وثقه ابن معين، ويعقوب بن شيبة، والعجلي.

وقال ابن سعد، وعلي بن المديني، وأبو زرعة، وابن عدي، والذهبي، وابن حجر: صدوق.

وقال أحمد: ما أرى به بأسا.

وقال أبو حاتم: كان يتشيع، يكتب حديثه.

وقال النسائي: ليس به بأس. =

⦗ص: 208⦘

= انظر: الطبقات الكبرى (6/ 392)، وعلل الحديث لابن المديني (ص 88)، والثقات للعجلي (351 / ترجمة 1201)، وتأريخ الدوري (2/ 423 / ترجمة 1292، والجرح والتعديل (6/ 207، 208/ ترجمة 1137)، والكامل (5/ 183 / ترجمة 1342)، والميزان (3/ 160/ ترجمة 5960)، والمغني (2/ 456/ ترجمة 4353)، وتهذيب التهذيب (7/ 342، 343 / ترجمة 634)، وتقريب التهذيب (706/ ترجمة 4844).

(4)

ابن داوود، التيمي، الكوفي.

وثقه الحاكم، والخليلي، والذهبي.

وقال أبو حاتم: صالح.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال ابن حجر: صدوق.

انظر: الجرح والتعديل (2/ 393 / ترجمة 1534)، والإرشاد (1/ 196/ ترجمة 21)، وتهذيب الكمال (4/ 230، 231 / ترجمة 757)، والميزان (1/ 348، ترجمة 1297)، وتهذيب التهذيب (1/ 428 / ترجمة 900)، وتقريب التهذيب (176، ترجمة 760).

(5)

عروة هو موضع الالتقاء.

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه- كتاب الفضائل، باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام

=

⦗ص: 209⦘

= (4/ 1814/ حديث رقم 79).

والقسم الثاني من الحديث متفق عليه، وقد تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10272).

قال ابن الأثير: "هذا الحديث أخرجه الحميدي، في أفراد مسلم، فالأول -أي حديث: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم المتقدم برقم (10272) - في المتفق بين مسلم وبين البخاري، فلو جمعناهما لجاز، إلا أنا اقتدينا به" اهـ.

جامع الأصول (11/ 249/ حديث رقم 8820).

ص: 207

10279 -

حدثنا محمد بن عبد الوهاب

(1)

، وعمار بن رجاء، وأبو داوود، قالوا: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا هشام بن عروة

(2)

، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط، إلا اختار الذي هو أيسر.

وقال أبو داوود: إلا اختار أيسرهما.

وقال محمد بن عبد الوهاب: حتى يكون إثما [فإذا كان إثما]

(3)

كان أبعد الناس منه

(4)

.

(1)

ابن حبيب بن مهران، العبدي، أبو أحمد، الفراء النيسابوري.

(2)

هشام بن عروة، هو موضع الالتقاء.

(3)

زيادة من نسختي (ل)، (هـ)، لكن في نسخة (هـ) عليها إشارة (لا- إلى).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10272)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (78).

ص: 209

10280 -

حدثنا أبو الأزهر، حدثنا ابن نُمير

(1)

، عن هشام ابن

⦗ص: 210⦘

عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين، أحدهما أيسر من الآخر، إلا أخذ الذي هو أيسر

(2)

.

(1)

ابن نمير هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10272)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (78 / الثانية).

فوائد الاستخراج: ذكر من رواية ابن نُمير، ومسلم ساق إسنادها، ونبه على أنها تنتهي عند ذكر الأيسر.

ص: 209

10281 -

حدثنا محمد بن عبد الوهاب، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادمًا له قط، ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا نيل منه شيء قط فينتقم، إلا أن تنتهك لله حرمة، فينتقم لحرمة الله

(2)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10278)، ورقم (10272).

ص: 210

10282 -

حدثنا أبو البختري، حدثنا أبو أسامة

(1)

، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قطُّ، إلا أن يجاهد ثم ذكر مثله

(2)

.

(1)

أبو أسامة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10278)، ورقم (10272).

ص: 210

10283 -

حدثنا عبيد بن محمد الكَشْوَري بصنعاء، حدثنا عبد الله ابن

⦗ص: 211⦘

أبي غسان

(1)

، حدثنا زافر بن شليمان

(2)

، عن داوود الطائيّ

(3)

، عن

⦗ص: 212⦘

هشام بن عروة

(4)

، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط، ولا خادما له، ولا ضرب بيده شيئا، إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا نيل منه شيء، فانتقمه من صاحبه، إلا أن تنتهك محارم الله

(5)

، فينتقم لله، ولا خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، إلا أن يكون إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه

(6)

.

لم نكتبه

(7)

إلا عنه.

(1)

الكوفي، سكن مكة.

ذكره ابن حبان في الثقات، وقال يُخْطِئ قال: قال عبيد الكشوري: كان عندنا باليمن مثل أحمد بن حنبل بالعراق). الثقات (8/ 362، 363).

(2)

زافر -بالفاء- بن سليمان، الأيادي، أبو سليمان، القهستاني، سكن الري، ثم بغداد، وولي قضاء سجستان.

ذكره الذهبي في الطبقة التاسعة عشرة، وهم المتوفون بين (181 - 190) هـ.

وثقه ابن معين، وأحمد، وأبو داوود.

وقال أبو حاتم: محله الصدق.

وقال النسائي: ليس بذاك القوي. وقال -مرة-: عنده حديث منكر عن مالك.

وقال البخاري: عنده مراسيل ووهم؛ وهو يكتب حديثه.

وذكره أبو زرعة وغيره في الضعفاء.

وقال ابن عدي: يكتب حديثه مع ضعفه.

وقال الذهبي -في الكاشف-: فيه ضعف، وثقه أحمد. اهـ.

وقال ابن حجر: صدوق، كثير الأوهام.

انظر: الضعفاء الصغير (ص 261)، والضعفاء لأبي زرعة الرازي (619 / ترجمة 114)، وتأريخ الدوري (2/ 170/ رقم 4776)، والضعفاء للنسائي (110/ ترجمة 224)، والجرح والتعديل (3/ 624، 625/ ترجمة 2825)، والكامل لابن عدي (3/ 232 - 234 / ترجمة 745)، وتأريخ بغداد (8/ 494، 495/ ترجمة 4608)، والكاشف (1/ 246/ ترجمة 1618)، وتقريب التهذيب (333 / ترجمة 1990).

(3)

هو داوود بن نصير، الطائي، أبو سليمان، الكوفي.

(4)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(5)

في الأصل ضبة فوق لفظ الجلالة، وفي الحاشية كلمة:(فيه).

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10278)، ورقم (10272)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (79)، دون قولها: (ولا خير بين أمرين

).

(7)

في نسخة (ل): (لم أكتبه).

ص: 210

‌بيان طيب [ريح]

(1)

يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجسده وعرقه، والاستشفاء بها، وبركة يده، والدليل على أنَّ عرق الإنسان طاهر، في حال نومه ويقظه

(1)

من نسخة (ل).

ص: 213

10284 -

حدثنا أحمد بن عثمان الأودي، حدثنا عمرو بن حماد ابن طلحة القنّاد

(1)

، قال: حدثنا أسباط بن نصر، عن سماك [بن حرب]

(2)

، عن جابر بن سمرة، قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم بعدما صلى الظهر، فاستقبله ولدان، فمسح خدودهم بيده، ومسح خدي، فوجدت ليده بردا وريحا، كأنما أخرجها من جونة

(3)

عطار

(4)

.

(1)

عمرو بن حماد بن طلحة النقاد هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

جونة -بضم الجيم، وبالواو، وقد تهمز- هي التي يعد فيها الطيب ويحرز.

انظر: النهاية (1/ 318)، وشرح النووي (15/ 85).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب طيب رائحة النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 1814/ حديث رقم 80).

ص: 213

10285 -

حدثني جعفر بن الهُذيل القنَّاد ابنة أبي أسامة، قال: حدثنا عمرو بن حماد

(1)

، قال: حدثنا أسباط، عن سماك، عن جابر

⦗ص: 214⦘

ابن سمرة، قال: مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم خَدّي، فكانَّ يده خرج

(2)

من جونة عطار

(3)

.

(1)

عمرو بن حماد هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل) ضبة على حرف الجيم من كلمة (خرج)، ولعلها إشارة إلى أن الأولى:(خرجت).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10284).

ص: 213

10286 -

حدثنا أبو زرعة الدمشقي عبد الرحمن بن عمرو

(1)

، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا غندر

(2)

حدثنا شعبة، عن سماك ابن حرب، قال: سمعت جابر بن سمرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم، أشكل العين، منهوش

(3)

العقبين

(4)

، قال: فقلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم. قلت: ما أشكل العين؟ قال: طويل شق العين

(5)

. قلت:

⦗ص: 215⦘

ما منهوش العقب؟ قال: قليل لحم العقب

(6)

.

(1)

هنا تنتهي الورقة رقم (187) من مصورة نسخة (هـ)، والورقة التي بعدها ساقطة من المصورة التي عندي.

(2)

غندر هو موضع الالتقاء.

(3)

وفي صحيح مسلم: (منهوس)، بالسين المهملة، وهي لغة ورواية أيضا.

انظر: المجموع المغيث (3/ 369، 370)، والنهاية (5/ 136).

(4)

في نسخة (ل): العقب.

(5)

قال القاضي: هذا وهم من سماك باتفاق العلماء، وغلط ظاهر، وصوابه -ما اتفق عليه العلماء، نقله أبو عبيد، وجميع أصحاب الغريب-: أن الشكلة: حمرة في بياض العينين، وهو محمود، والشهلة -بالهاء- حمرة في سواد العين. اهـ. =

⦗ص: 215⦘

= ونقل الزبيدي عن شيخه محمد بن الطيب الفاسي أن هذا تفسير غريب، وأطبق أئمة الحديث على أنه وهم محض، وأنه لو ثبت لغة فلا يصح في وصفه صلى الله عليه وسلم، لأن طول شق العين ذم محض، فكيف وهو غير ثابت عن العرب، ولا نقله أحد من أئمة الأدب. اهـ.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/ 27)، وغريب الحديث للحربي (2/ 653)، والمجموع المغيث (2/ 216)، والنهاية (2/ 495)، وشرح النووي (15/ 92)، وتاج العروس (7/ 393).

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب في صفة فم النبي صلى الله عليه وسلم، وعينه، وعقبه (4/ 1820/ 97).

ص: 214

10287 -

حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود، قال: حدثنا شعبة، أخبرني سماك بن حرب

(1)

، قال: سمعت جابر بن سمُرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكل العين، منهوش العقب، [ضليع الفم]

(2)

.

(1)

سماك بن حرب هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10286)، وما بين المعقوفتين من نسخة (ل).

ص: 215

10288 -

[حدثنا أبو علي الزعفراني، حدثنا أبو قطن عمرو ابن الهيثم

(1)

، حدثنا شعبة

(2)

، بإسناده: كان النبي صلى الله عليه وسلم أشكل العين،

⦗ص: 216⦘

منهوش العقب]

(3)

.

(1)

ابن قطن -بفتح القاف والمهملة، ثم النون- القطعي -بضم القاف، وفتح المهملة- البصري.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10286)، وما بين المعقوفتين من نسخة (ل).

ص: 215

10289 -

حدثني محمد بن الليث المروزي، قال: حدثنا عبدان، أخبرني أبي، عن شعبة

(1)

، قال: سمعت سماك بن حرب، قال: سمعت جابر ابن سمرة يقول: كان الصّبيان يمرون على النبي صلى الله عليه وسلم، فيمسح خُدودهم، بعضهم يمسح خديه، وبعضهم [يمسح]

(2)

خده، فمررت به، فمسح خدي، قال سماك: فكانت

(3)

الجانب الذي مسح النبي صلى الله عليه وسلم خده أحسن من الجانب الآخر

(4)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

في نسخة (ل) ضبة فوق حرف التاء من كلمة (كانت)، ولعل ذلك إشارة إلى أن الصواب (كان)، والله أعلم.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10284)، وقول سماك: (فكانت الجانب

) ليس عند مسلم.

فوائد الاستخراج: زيادة قول سماك عن أثر مسح النبي صلى الله عليه وسلم على خد جابر بن سمرة.

وهذه الزيادة في إسنادها شيخ المصنف، لم أقف على ترجمته، لكن تابعه أحمد بن سيار المروزي، عن عبدان -وهو عبد الله بن عثمان- به، عند الطبراني في المعجم الكبير (2/ 221/ حديث رقم 1909). =

⦗ص: 217⦘

= وأحمد بن سيار ثقة، لكن الراوي عنه هو محمد بن عيسى بن شيبة المصري، شيخ الطبراني، لم أقف على ترجمته.

ص: 216

10290 -

حدثنا ابن المنادي، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا حماد

(1)

، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر

(2)

اللون، كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفّأ

(3)

، وما مسست ديباجة

(4)

ولا حريرا ألين من كَفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت رائحة مسك ولا عنبر أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم

(5)

.

(1)

ابن سلمة -كما في الإسناد الآتي- هو موضع الالتقاء.

(2)

الأزهر هو: الأبيض النير. غريب الحديث لأبي عبيد (3/ 27)، والنهاية (2/ 321).

(3)

تكفأ -بالهمز، وقد يترك الهمز- أي: تمايل إلى قدام، ومعناه: يميل إلى سمته وقصد مشيه.

وقال شمر: أي: مال يمينا وشمالا، كما تكفأ السفينة.

وخطأه الأزهري، وذكر أن الصواب هو المعنى الأول.

لكن القاضي تعقب الأزهري، قال: لا بعد فيما قال شمر، إذا كان خلقة وجبلة، والمذموم منه ما كان مستعملا مقصودا.

انظر: النهاية (4/ 183)، وشرح النووي (15/ 85).

(4)

الديباج -بكسر الدال، وقد تفتح- هو: الثياب المتخذة من الإبريسيم.

النهاية (2/ 97).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب طيب رائحة النبي صلى الله عليه وسلم، ولين مسه، والتبرك بمسحه (4/ 1815/ حديث رقم 82). =

⦗ص: 218⦘

= وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (6/ 566/ حديث رقم 3561).

ص: 217

10291 -

حدثنا محمد بن علي بن داوود ابن أخت غزال، حدثنا عفان، ح.

وحدثنا أبو أمية، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قالا: حدثنا حماد بن سلمة

(1)

، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أزهر اللون، كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا شممت مسكة ولا عنبرة، أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مسست ديباجة ولا حريرا، ألين من كفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم

(2)

.

رواه مسلم، عن الدارمي

(3)

، عن حبان، عن حماد، بمثله

(4)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10290).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو حماد، بأنه ابن سلمة.

(3)

هو أحمد بن سعيد بن صخر، كما سماه مسلم.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10291)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (81).

ص: 218

10292 -

حدثنا عبَّاس الدوري، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا سليمان بن المغيرة

(1)

، عن ثابت، عن أنس، قال: ما شممت ريح مسك ولا عنبر ولا غيره، أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مسست

⦗ص: 219⦘

ثوب

(2)

حرير ولا غيره، ألين من كفِّه

(3)

.

(1)

سليمان بن المغيرة هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة (ثوب) ساقطة من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10290)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (81).

ص: 218

10293 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا سليمان ابن المغيرة

(1)

، بإسناده: ما شممت شيئا قط عنبرا ولا مسكا قط، أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مسست شيئا قط ديباجا ولا حريرا، ألين من كف

(2)

النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

سليمان بن المغيرة هو موضع الالتقاء.

(2)

بكلمة (من كف) تبدأ الورقة رقم (189) من مصورة نسخة (هـ).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10290)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (81).

ص: 219

10294 -

حدثنا إبراهيم الحربي

(1)

، حدثنا عفان

(2)

، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، عن أم سليم: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيها، فيقيل عندها

(3)

.

⦗ص: 220⦘

قال إبراهيم: والقائلة: نصف النهار

(4)

.

(1)

هو إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم، البغدادي، أبو إسحاق.

(2)

عفان بن مسلم هو موضع الالتقاء.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب طيب عرقه النبي صلى الله عليه وسلم والتبرك به (4/ 1816/ حديث رقم 85).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الاستئذان، باب من زار قوما فقال عندهم (11/ 70/ حديث رقم 6281) من طريق ثمامة، عن أنس.

(4)

لم أجد هذه المادة في القسم المطبوع من غريب الحديث للحربي، وتقدم بيان القائلة.

انظر الحديث رقم (10077).

ص: 219

10295 -

حدثنا أبو الأحوص، حدثنا عبد الأعلى بن حماد

(1)

، حدثنا وُهيب

(2)

، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي أم سليم، فيقيل عندها، وكان كثير العرق، فتجعلة في القوارير، وكان يصلي على الخمرة

(3)

(4)

(5)

.

(1)

ابن نصر، الباهلي مولاهم، أبو يحيى المعروف بـ (النرسي).

(2)

وهيب -ابن خالد- هو موضع الالتقاء.

(3)

الخمرة -بضم الخاء المعجمة، وسكون الميم- شيء منسوج، يعمل من سعف النخل، ويرمل بالخيوط، وهو صغير على قدر ما يسجد عليه المصلي، أو فويق ذلك، فإن عظم حتى يكفي الرجل لجسده كله، في صلاة أو مضجع، أو أكثر من ذلك، فهو حينئذ حصير وليس بخمرة.

غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 177)، وانظر فتح الباري (1/ 430).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10294).

فوائد الاستخراج: زيادة: (وكان يصلي على الخمرة)، في حديث أنس. وهي زيادة ثابتة في مسند أحمد (6/ 376، 377) عن عفان، عن وهيب، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، عن أم سليم. وثابتة في الصحيحين من حديث ميمونة رضي الله عنها.

انظر: صحيح البخاري -كتاب الحيض، باب رقم 30 (1/ 430/ حديث رقم 333). وصحيح مسلم- كتاب المساجد، باب جواز الجماعة في النافلة

(1/ 458 / حديث رقم 270).

(5)

في نسخة (ص) زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي: "كذا رواه جرير، عن وهيب، =

⦗ص: 221⦘

= قال: عن أم سليم"، ولم أقف على من وصل رواية جرير هذه. والأولى بهذه التعليق هو الحديث السابق، لأنه من رواية وهيب، ومن مسند أم سليم.

ص: 220

10296 -

و

(1)

حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا إبراهيم ابن الحجاج، حدثنا وهيب

(2)

، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

يأتي أم سليم، فيقيل عندها، وكان يُقيل على نطع

(4)

، وكان كثير العرق، فتتتبع العرق من النطع، فتجعله في القوارير، وكان يصلي على الخمرة

(5)

.

(1)

حرف الواو ساقط من نسخة (ل).

(2)

وهيب -ابن خالد- هو موضع الالتقاء.

(3)

أول الحديث في نسخة (ل) لفظه: (عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان

).

(4)

النطع في أربع لغات: فتح النون وكسرها، ومع كل واحد فتح الطاء وسكونها، وهو بساط من أديم.

انظر: شرح النووي (1/ 172)، ومختار الصحاح (ص 666)، والقاموس المحيط (4/ 391).

(5)

تقدم تخريجه وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10294)، ورقم (10295).

ص: 221

10297 -

حدثنا الصغاني، حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا جعفر ابن سُليمان

(1)

، حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك، قال: ما مسست خزا

(2)

⦗ص: 222⦘

قط، ولا حريرا قط، كان ألين مسًّا من كَفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وما شممت مسكا قط، ولا عطرا قط، ولا شيئا قط، كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

جعفر بن سليمان هو موضع الالتقاء.

(2)

الخز -بفتح المعجمة، وتشديد الزاي- ثياب تنسج من صوف وإبريسيم. =

⦗ص: 222⦘

= وقال ابن حجر: هو ما غلظ من الديباج، وأصله من وبر الأرنب.

انظر: النهاية (2/ 28)، والفتح (10/ 272).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10294)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (81).

ص: 221

10298 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا سليمان ابن المغيرة

(1)

، عن ثابت، عن أنس، قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عندنا، فجاءت أمي -أم سليم- بقارورة، فجعلت تسلت

(2)

العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أم سليم، ما الذي تصنعين؟ قالت: هذه

(3)

عرقك، نجعله في طيبنا، وهو أطيب الطيب

(4)

.

(1)

سليمان بن المغيرة هو موضع الالتقاء.

(2)

سلت: أي: مسح، وأصل السلت: القطع والقشر، وسلت القصعة: لحستها.

الفائق (2/ 193)، وانظر المجموع المغيث (2/ 110)، والنهاية (2/ 388).

(3)

هكذا في الأصل، ونسختي (ل)، (هـ)، وفي صحيح مسلم:(هذا).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10294)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (83).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو سليمان، بأنه ابن المغيرة.

ص: 222

10299 -

حدثنا [محمد بن عبد الملك]

(1)

الدقيقي، حدثنا يزيد

⦗ص: 223⦘

ابن هارون، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون

(2)

، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي أم سليم وينام على فراشها، فجاء

(3)

ذات يوم في يوم صائف، فاضطجع على فراشها، وليست في البيت، وعلى الفراش رقعة من أدم

(4)

، فعرق، فاستنقع

(5)

عرقه على ذلك الأدم، فأتت أم سليم، فقيل لها: ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم نائم على فراشك، فجاءت، فإذا هو نائم، فلما رأت عرقه، فتحت عتيدتها

(6)

، فجاءت بقواريرها، فجعلت تتبع ذلك العرق، فتجعله في قواريرها، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"ما تصنعين يا أم سُليم"؟ قالت: يا رسول الله، نرجو بركته لصبياننا، قال:"أصبت"

(7)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون هو موضع الالتقاء.

(3)

في الأصل ونسخة (هـ): (فجاءته)، والتصويب من نسخة (ل)، وصحيح مسلم.

(4)

أَدم -بفتح الهمزة والدال المهملة- هو الجلد المدبوغ.

فتح الباري (10/ 288).

(5)

استنقع: أي اجتمع. لسان العرب (6/ 4525).

(6)

هي كالصندوق الصغير، الذي تترك فيه المرأة ما يعز عليها من متاعها.

النهاية (3/ 177).

(7)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10294)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (84).

ص: 222

10300 -

حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داوود، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون

(1)

، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي أم سليم وينام على فراشها، وليست ثم. وذكر بنحوه

(2)

(3)

.

(1)

عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10294)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (84).

(3)

في نسختي (ل)، (هـ) ذكر تمام الحديث، وعليه إشارة (لا- إلى)، وهو: (فأتت فقيل لها: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على فراشك، فانتهت إليه، وقد عرق عرقا شديدا، وذلك في الحر، فأخذت قارورة، فجعلت تأخذ ذلك العرق، فجعلته في القارورة، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"ما الذي تصنعين؟ فقالت: بركتك يا رسول الله، نجعله في طيبنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصبت".

ص: 224

10301 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة

(1)

، بإسناده [مثله]

(2)

، إلا أنه قال: فجاءت وقد عرق فاستنقع

(3)

عرقه، على قطعة أديم

(4)

على الفراش، ففتحت عتيدتها، فجعلت تنشف ذلك العرق في قارورتها، ففزع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما

⦗ص: 225⦘

تصنعين يا أم سليم"؟ فقالت: نرجو بركته لصبياننا، فقال: "أصبت" أو "أحسنت"

(5)

.

(1)

عبد العزيز بن أبي سلمة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

في الأصل ونسخة (هـ): (واستتبع)، والتصويب من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(4)

في نسخة (ل): أدم.

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10294)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (84).

تنبيه: في آخر لوحة (11/ب) من الأصل، توجد العبارة التالية: (آخر الجزء السابع والثلاثين من أصل أبي المظفر السمعاني رحمه الله.

ص: 224

‌بيان صفة لون رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي عليه، وما كان يصيبه فيه

ص: 226

10302 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدَّثه، عن هشام بن عُروة

(1)

، عن أبيه، عن عائشة، أن الحارث ابن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحيانا يأتيني مثل صلصلة

(2)

الجرس

(3)

، وهو أشده علي، فيفصم

(4)

عني، وقد وعيت ما قال، وأحيانا يتمثل لي

⦗ص: 227⦘

الملك رجلا، فيكلمني، فأعي ما يقول". قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه كان جبينه ليتفصَّد

(5)

عرقا

(6)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

الصلصلة -بمهملتين مفتوحتين، بينهما لام ساكنة- صوت الحديد إذا حرك، وصل الحديد وصلصل: إذا تداخل صوته، ثم أطلق اللفظ على كل صوت له طنين.

وقيل: هو صوت متدارك، لا يدرك في وهلة.

انظر: المجموع المغيث (2/ 282)، وشرح النووي على مسلم (15/ 87)، وفتح الباري (1/ 20).

(3)

الجرس هو الصوت المحتقن، كصوت الجلجل يخرج من جوفه. المجموع المغيث (1/ 320)، وفي غريب الحديث للحربي (1/ 12): (هو صوت المتحقن

) الخ.

وفي النهاية (1/ 261): (هو الجلحل الذي يعلق على الدواب). ونقله الحافظ في الفتح (1/ 20).

(4)

يفصم -بفتح الياء، وإسكان الفاء، وكسر الصاد المهملة- أي: يقلع وينجلى ما يتغشاني. =

⦗ص: 227⦘

= والفصم هو: القطع من غير إبانة. شرح النووي (15/ 87)، وانظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 305)، والفائق (3/ 122).

(5)

ليتفصد -بالفاء، وتشديد المهملة- مأخوذ من الفصد، وهو: قطع العرق لإسالة الدم.

فتح الباري (1/ 21)، وانظر غريب الحديث للحربي (2/ 709).

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب عرق النبي صلى الله عليه وسلم في البرد، وحين يأتيه الوحي (4/ 1816، 1817/ حديث رقم 86، 87). لكنه فصل قول عائشة وجعله حديثا مستقلا من طريق أبي أسامة، عن هشام، به.

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب بدء الوحي، باب رقم 2 (1/ 18/ حديث رقم 2) بمثل سياق أبي عوانة، وطرفه في (3215).

ص: 226

10303 -

حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، بإسناده

(1)

، مثله

(2)

.

(1)

موضع الالتقاء هو هشام بن عروة شيخ مالك.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10302).

ص: 227

10304 -

حدثنا عمار بن رجاء، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان

(1)

، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن الحارث ابن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوحي؟ قال: "أحيانا يأتيني

⦗ص: 228⦘

في مثل صلصلة الجرس، فيفصم عني، ويأتيني أحيانا في مثل صورة الفتى، فينبذه

(2)

إلي فأعيه، وهو أهونه علي"

(3)

(4)

.

(1)

ابن عيينة -كما في صحيح مسلم- هو موضع الالتقاء.

(2)

النبذ هو: الطرح والإلقاء. انظر: الفائق (3/ 401)، والنهاية (5/ 6، 7).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10302).

فوائد الاستخراج: زيادة قوله: وهو أهونه علي.

(4)

في نسخة (هـ) زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي:"ذكر علي بن حرب، عن أبي معاوية، عن هشام بن عروة، بنحوه"، ولم أقف على هذه الطريق.

ص: 227

10305 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا محاضر، حدثنا هشام ابن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عائشة، قالت: سأل النبي صلى الله عليه وسلم الحارث ابن هشام: كيف ينزل عليه

(2)

الوحي؟ قال: "كان يأتيني أحيانا في مثل صلصلة الجرس، فيفصم عني وقد وعيته، وهو أشده علي، وأحيانا يأتيني في مثل سورة الرجل، فيكلمني، فأعي ما قال"

(3)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): (عليك).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10302).

ص: 228

10306 -

حدثنا يزيد بن سنان، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا سعيد بن أبي عروبة

(1)

، عن قتادة، عن الحسن

(2)

، عن حطان ابن

⦗ص: 229⦘

عبد الله الرقاشي، عن عبادة بن الصامت، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه، كرب

(3)

لذلك، وتربَّد

(4)

له وجهه

(5)

.

(1)

سعيد بن أبي عروبة هو موضع الالتقاء.

(2)

هو البصري، كما ذكره المزي في الرواة عن حطان بن عبد الله (6/ 562).

(3)

(كرب) -بضم الكاف وكسر الراء- أي: أصابه الكرب، فهو مكروب، والذي كربه كارب. والكرب -على وزن الضرب-: الحزن والغم الذي يأخذ بالنفس.

انظر: المجموع المغيث (3/ 30)، وشرح النووي (15/ 88)، ولسان العرب (5/ 3845).

(4)

تربد: تغير لونه إلى الغبرة. وقيل: الربدة: لون بين السواد والغبرة.

النهاية (2/ 183)، وانظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 121)، وشرح النووي (15/ 88).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب عرف النبي صلى الله عليه وسلم في البرد، وحين يأتيه الوحي (4/ 1817/ حديث رقم 88).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو سعيد، بأنه ابن أبي عروبة.

ص: 228

10307 -

حدثنا يزيد بن سنان، قال: حدثنا معاذ ابن هشام

(1)

، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله الرَّقاشي عن عبادة بن الصامت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل عليه ذات يوم، فنكس رأسه، ونكس أصحابه رؤوسهم، فلما سُري

(2)

⦗ص: 230⦘

عنه رفع رأسه، ورفعوا رؤوسهم

(3)

.

(1)

معاذ بن هشام هو موضع الالتقاء.

(2)

سري -بضم المهملة، وتشديد الراء المكسورة- أي: انجلت عنه الغشية التي لحقته، وانكشف عنه الكرب الذي خامره، يقال: سروت الثوب عن بدني، نزعت، وسريت أيضا: كشفت. =

⦗ص: 230⦘

= انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 92)، والمجموع المغيث (2/ 85)، والنهاية (2/ 364)، وفتح الباري (3/ 394)، وفيه:(أي: كشف عنه شيئا بعد شيء).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10306)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (89).

ص: 229

10308 -

حدثنا ابن المُنادي، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا شيبان، عن قتادة

(1)

، قال: وحدث الحسن عن حطان بن عبد الله [الرقاشي]

(2)

، عن عبادة بن الصامت، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنزل عليه ذات يوم، فنكس، ونكس أصحابه، فلمَّا سُري عنه رفع أصحابه رؤوسهم

(3)

.

(1)

قتادة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10306).

ص: 230

‌بيان صفة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفة ما بين منكبيه، والدليل على أن السنّة في الفرق لمن له شعر

ص: 231

10309 -

حدثنا أبو الأحوص القاضي، حدثنا محمد بن الصلت، ح.

وحدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا إبراهيم بن حمزة، قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد

(1)

، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبَّاس، قال: كان أهل الكتاب يُسدلون

(2)

شعورهم، وكان المشركون يفرقون

(3)

رؤوسهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعجبه موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر به، فسدل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم فرق بعد ذلك

(4)

.

⦗ص: 232⦘

وقال محمد بن الصلت: فسدل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم فرق بعد

(5)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

سدل يسدل -بضم الدال وكسرها- قال القاضي: سدل الشعر: إرساله، والمراد به هنا عند العلماء: إرساله على الجبين، واتخاذه كالقصة.

انظر: شرح النووي (15/ 89)، وانظر فتح الباري (6/ 574) و (10/ 361).

(3)

يفرقون هو بضم الراء وكسرها، والفرق -بفتح الفاء وسكون الراء- هو فرق شعر الرأس، وهو قسمته في المفرق، وهو وسط الرأس، فيلقي شعر رأسه إلى جانبي رأسه، ولا يترك منه شيئا على جبهته.

انظر: الفتح (6/ 574) و (10/ 361).

(4)

كلمة (ذلك) وما بعدها ليس في نسخة (ل) إلا قوله: (وقال محمد بن الصلت) فمضروب عليها.

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب في سدل النبي صلى الله عليه وسلم شعره، وفرقه (4/ 1817، 1818/ حديث رقم 90).

ص: 231

10310 -

حدثنا عيسى بن أحمد، حدثنا ابن وهب، ح.

وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب

(1)

، أخبرني يونس ابن يزيد، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، وكان أهل الكتاب يُسدلون شعورهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر بشيء، ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه

(2)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10309)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (90/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج:

- ذكره متن رواية ابن وهب، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية إبراهيم بن سعد.

ص: 232

10311 -

حدثنا إبراهيم بن مرزوق، وأبو داوود الحراني، قالا: حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا يونس بن يزيد

(1)

، عن الزهري، بإسناده، مثله: فيما لم ينزل عليه، ففرَّق رسولُ الله رأسه

(2)

.

(1)

يونس بن يزيد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10309)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (90 / =

⦗ص: 233⦘

= الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل، وهو يونس، بأنه ابن يزيد.

ص: 232

10312 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة

(1)

، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مربوعا

(2)

، بعيد ما بين المنكبين

(3)

، جمته

(4)

إلى شحمة أذنيه

(5)

، عليه حُلَّة

(6)

⦗ص: 234⦘

حمراء، ما رأيت شيئا قط أحسن منه

(7)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

هو بمعنى قوله -في الرواية الأخرى- ليس بالطويل ولا بالقصير.

انظر: النهاية (2/ 190)، وشرح النووي (15/ 90).

(3)

المنكب هو مجتمع ما بين العضد والكتف.

انظر: مقاييس اللغة (5/ 474)، ومختار الصحاح (ص 678)، ولسان العرب (6/ 4535)، وزاد: - (وحبل العاتق من الإنسان) - وغاية الإحسان في خلق الإنسان (ص 148).

(4)

جمته -بضم الجيم، وتشديد الميم- أي شعر رأسه إذا نزل إلى المنكبين.

انظر: النهاية (1/ 300)، وشرح النووي (15/ 90)، وفتح الباري (10/ 357)، وفيه:(إلى قرب المنكبين).

(5)

شحمة الأذن: اللين منها في أسفلها، وهو معلق القرط. شرح النووي (15/ 90).

(6)

الحلة: إزار ورداء، ولا تسمى حلة حتى تكون ثوبين.

غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 228)، وفي النهاية (1/ 432) وغيرها زيادة:(من جنس واحد). =

⦗ص: 234⦘

= وقال ابن حجر: (وقد نقل بعض أهل اللغة: أن الحلة لا تكون إلا ثوبين جديدين يحلهما من طيهما، فأفاد أصل تسمية الحلة). اهـ. الفتح (1/ 86).

(7)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه كان أحسن الناس وجها (4/ 1818/ حديث رقم 91).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (6/ 565/ حديث رقم 3551)، وأطرافه في (3549، 5848، 5901).

ص: 233

10313 -

[حدثنا أبو أمية، حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة

(1)

، بإسناده، مثله]

(2)

(3)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10312).

(3)

ما بين المعقوفين من نسخة (ل).

ص: 234

10314 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا النُّفيلي، حدثنا هُشيم، عن شعبة

(1)

، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حُلة حمراء مترجلا، لم أر بعيني قبله ولا بعده أحدا هو أجمل منه

(2)

.

وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب"

(3)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10312).

(3)

هذا جزء من حديث البراء بن عازب عن غزوة حنين، أخرجه مسلم في صحيحه - =

⦗ص: 235⦘

= كتاب الجهاد، باب في غزوة حنين (3/ 1401/ حديث رقم 80).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجهاد، باب من قاد دابة غيره في الحرب (6/ 69 / حديث رقم 2864)، كلاهما من طريق شعبة، به، وأطرافه عند البخاري في (2874، 2930، 3042، 4315، 4316، 4317).

ص: 234

10315 -

حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة

(1)

، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب، يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعا، بعيد ما بين المنكبين أعظم

(2)

الناس، وأحسن الناس، جُمتُه إلى أذنية، عليه حُلَّة حمراء، ما رأيت شيئا قط أحسن منه

(3)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): أحلم.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10312).

ص: 235

10316 -

حدثنا أبو عبيد الله الوراق، حدثنا أبو بكر الحنفي

(1)

، حدثنا سفيان

(2)

، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: ما رأيت أحدا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم في حُلة حمراء، ولا أحسن وجهًا، ولا أحسن شعرًا، له جُمة تضرب منكبيه، ليس بالذاهب، ولا بالقصير، وسط، بعيد ما بين المنكبين

(3)

.

(1)

هو عبد الكبير بن عبد المجيد بن عبيد الله، البصري.

(2)

الثوري -كما في تحفة الأشراف (2/ 47 / حديث رقم 1847) - هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10312)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (92). =

⦗ص: 236⦘

= فوائد الاستخراج:

- زيادة قوله: "ولا أحسن الناس شعرا".

ص: 235

10317 -

حدثنا الغزي، حدثنا الفريابي، عن سفيان

(1)

، بإسناده: رأيت على النبي صلى الله عليه وسلم جُمة

(2)

.

(1)

الثوري -كما تقدم في الحديث رقم (10316) - هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10312)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (92).

ص: 236

10318 -

حدثنا أبو الأزهر، حدثنا إسحاق بن منصور

(1)

، حدثنا إبراهيم ابن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء ابن عازب يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها، وأحسنهم

(2)

خلقا

(3)

،

⦗ص: 237⦘

ليس بالطويل المذاهب، ولا بالقصير

(4)

.

(1)

إسحاق بن منصور هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل) والصحيحين: (وأحسنه)، وكذا هي مكتوبة بخط صغير فوق كلمة (وأحسنهم) في نسخة (هـ)، والعرب تقول:(وأحسنه) ويريدون: (وأحسنهم)، ولكن لا يتكلمون به، وإنما يقول:(أجمل الناس وأحسنه)، ومنه الحديث:"خير نساء ركبن الإبل نساء قريش؛ أشفقه على ولد، وأعطفه على زوج". شرح النووي (15/ 91).

(3)

كلمة (خلقا) مضمومة اللام في نسخة (ل).

وقال القاضي عياض: ضبطناه بفتح الخاء، وإسكان اللام هنا، لأن مراده صفات جسمه. شرح النووي (15/ 91).

وقال ابن حجر: (قوله: وأحسنه خلقا) بفتح المعجمة للأكثر، وضبطه ابن التين بضم أوله، واستشهد بقوله تعالى:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ووقع في رواية =

⦗ص: 237⦘

= الإسماعيلي بالشك: (وأحسنه خلقا أو خلقا)، ويؤيده قوله قبله:(أحسن وجها) فإن فيه إشارة إلى الحسن الحسي، فيكون في الثاني إشارة إلى الحسن المعنوي. اهـ. الفتح (6/ 571).

والراجح رواية الأكثر: (خلقا) بفتح الخاء المعجمة وإسكان اللام؛ لأن الحديث كله في الوصف الحسي -كما قال القاضي عياض آنفا- وليس الحسن المعنوي.

والله أعلم.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10312)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (93).

ص: 236

10319 -

حدثنا أبو زرعة الرازي، وإسحاق بن سيار النصيبي، وفهد ابن سليمان، وعباس الدوري، قالوا: حدثنا أبو غسان مالك ابن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق

(1)

، عن أبيه، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها، وأحسنهم

(2)

خلقا، ليس بالطويل الذاهب، ولا بالقصير

(3)

.

(1)

إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق هو موضع الالتقاء.

(2)

في هاتين الكلمتين (وأحسنهم خلقا) في هذا الحديث كما فيهما من الكلام في الحديث السابق.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10312)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (93).

ص: 237

10320 -

حدثنا الصغاني، حدثنا أبو النضر، أخبرنا إسرائيل

(1)

،

⦗ص: 238⦘

عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير الشعر واللحية

(2)

.

(1)

إسرائيل هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب شيبه صلى الله عليه وسلم (4/ 1823 /حديث رقم 109).

تنبيه: هذا الحديث وقع في نسخة (ل) عقب الحديث رقم (1151).

ص: 237

10321 -

حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري، حدثنا حبان ابن هلال

(1)

، حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب شعره منكبيه

(2)

(3)

.

(1)

حبان بن هلال هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): (منكبه).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب صفة شعر النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 1819/ حديث رقم 95).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب اللباس، باب الجعد (10/ 356/ حديث رقم 5903)، وطرفه في (5904).

ص: 238

10322 -

حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، حدثنا عمرو ابن عاصم، حدثنا همام

(1)

، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب منكبيه

(2)

.

(1)

ابن يحيى بن دينار هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10321).

ص: 238

10323 -

حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، ح.

⦗ص: 239⦘

وحدثنا عمار بن رجاء، حدثنا حبان بن هلال، قالا: حدثنا جرير ابن حازم

(1)

، قال: سمعت قتادة يقول: قلت لأنس بن مالك: كيف كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كان شعره ليس بالسبط

(2)

، ولا الجعد

(3)

، رجل

(4)

بين أذنيه وعاتقه

(5)

(6)

.

(1)

جرير بن حازم هو موضع الالتقاء.

(2)

السبط -بإسكان الباء (كما جاء في نسخة (ل)، وتفتح وتكسر- من الشعر هو: المنبسط المسترسل، الذي ليس فيه تكسر.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/ 27)، والنهاية (2/ 334)، ومختار الصحاح (ص 283)، والقاموس (2/ 510).

(3)

في نسخة (ل): (ولا بالجعد). والجعد -بفتح الجيم، وإسكان المهملة وفتحها- هو الذي فيه التواء وتقبض، كشعور السودان، وهو ضد السبط.

انظر: النهاية (1/ 275)، والمصباح المنير (ص 102)، وفتح الباري (10/ 357).

(4)

رجل -بفتح الراء، وكسر الجيم، وقد تضم وتفتح، ومنهم من يسكنها- هو الذي فيه تكسر يسير، يكون بين السبوطة والجعودة.

انظر: غريب الحديث للحربي (2/ 417)، والنهاية (2/ 203)، وشرح النووي (15/ 91)، والفتح (6/ 570)، و (10/ 358).

(5)

العاتق هو: ما بين المنكب والعنق، وهما عاتقان.

انظر: لسان العرب (4/ 2800)، والفتح (6/ 486)، وغاية الإحسان في خلق الإحسان (ص 148).

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب صفة شعر النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 1819/ =

⦗ص: 240⦘

= حديث رقم 94).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب اللباس، باب الجعد (10/ 356/ حديث رقم 5905، وطرفه في 5906).

ص: 238

10324 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا جرير ابن حازم

(1)

، عن قتادة، قال: قلت لأنس: كيف كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كان شعره رجلا، ليس بالسبط ولا بالجعد، بين أذنيه وعاتقيه

(2)

.

(1)

جرير بن حازم هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10323).

ص: 240

10325 -

حدثنا محمد بن سليمان البغدادي -بدمشق- ابن ابنة مطر الوراق، ح.

وحدثنا محمد بن حيويه، قال: حدثنا مسدد، قالا: حدثنا إسماعيل ابن علية

(1)

، عن حميد، عن أنس بن مالك، قال: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه

(2)

.

(1)

إسماعيل بن علية هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب صفة شعره صلى الله عليه وسلم (4/ 1819 / حديث رقم 96).

ص: 240

10326 -

حدثنا سليمان بن سيف الحراني، حدثنا أبو النعمان،

⦗ص: 241⦘

حدثنا حماد، حدثنا ثابت، عن أنس

(1)

: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يجاوز شعره أذنيه

(2)

.

(1)

أنس رضي الله عنه هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10325)، ولفظ مسلم مثل الحديث رقم (10325).

ص: 240

10327 -

حدثنا أبو جعفر الدارمي، حدثنا سُليمان بن حرب، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس

(1)

: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يجاوز شعره أذنيه

(2)

.

(1)

أنس رضي الله عنه هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10325).

ص: 241

10328 -

ز- حدثنا إسماعيل بن إسحاق أبو إسحاق [الكوفي]

(1)

بمصر، ولقبه أترنجة

(2)

،

⦗ص: 242⦘

حدثنا محمد بن القاسم الأسدي

(3)

، [ح]

(4)

.

وذكره لنا محمد بن إسحاق البكَّائي، حدثنا محمد بن القاسم، حدثنا شعبة، عن عبد العزيز بن صُهيب

(5)

، عن أنس بن مالك، قال: كان

⦗ص: 243⦘

لرسول الله صلى الله عليه وسلم جمة جعدة

(6)

.

(1)

ما بين المعقوفتين من نسخة (ل).

(2)

ذكر ابن حجر في نزهة الألباب أن لقبه: أترج، بضم أوله، وتشديد الجيم.

والأترج: شجرة دائمة الخضرة، ثمرة كالليمون الكبار، وغلاف الثمرة سميك، وواحدة الأترج: أترجة، وأترنجة، وترنجة.

انظر: لسان العرب (1/ 425)، وفتح الباري (9/ 66)، ونزهة الألباب (1/ 56/ رقم 21)، وتاج العروس (2/ 12/ مادة ترج)، ونباتات في الحديث النبوي (ص 45، 44).

(3)

الكوفي، شامي الأصل، أبو إبراهيم، لقبه: كاو، ت / 207 هـ.

كذبه أحمد، والدارقطني.

وقال أبو داوود: غير ثقة ولا مأمون، أحاديثه موضوعة.

وقال النسائي: والأزدي: متروك.

وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه بحال، كان ابن حنبل يكذبه.

واختلفت فيه أقوال ابن معين: فمرة كذبه، ومرة قال: ليس بشيء، ومرة قال: ثقة.

وقال أبو زرعة: شيخ.

وقال أبو حاتم: ليس بقوي، لا يعجبني حديثه.

وقال الذهبي: ضعفوه.

وقال ابن حجر: كذبوه.

انظر: سؤالات ابن الجنيد (400 / ترجمة 534)، والضعفاء للنسائي (221 / ترجمة 572)، والضعفاء للعقيلي (4/ 126/ ترجمة 1684)، والجرح والتعديل (8/ 65/ ترجمة 295)، وكتاب المجروحين (2/ 287، 288)، والضعفاء والمجروحين للدارقطني (348 / ترجمة 478)، والكاشف (3/ 80 / ترجمة 5200)، وتهذيب التهذيب (9/ 361/ ترجمة 663)، وتقريب التهذيب (889 / ترجمة 6269).

(4)

من نسخة (ل).

(5)

البناني، البصري.

(6)

إسناده واه، ومتنه منكر، فقد ثبت في الرواية الصحيحة أن شعره صلى الله عليه وسلم ليس بالسبط ولا بالجعد. انظر الحديث رقم (10323).

والحديث ذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 391 / حديث رقم 2683) وقال: قال أبي: هذا حديث منكر، لم يروه غير محمد بن القاسم. اهـ.

وأخرجه ابن الجعد في مسنده (1/ 631، 632 / حديث رقم 1487) من طريق محمد بن القاسم الأسدي، به.

ص: 241

10329 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا أبو النعمان، حدثنا حمّاد، عن حميد

(1)

، عن أنس، أنه سئل عن شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كان لا يجاوز شعره أذنيه، كأنه شعر قتادة، وكان شعرُ قتادة رجلا

(2)

.

(1)

حميد -الطويل- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10325).

ص: 243

10330 -

ز- حدثنا أبو محمد موسى بن إسحاق القواس، حدثنا يونس بن بكير، عن عنبسة بن الأزهر

(1)

،

⦗ص: 244⦘

عن سماك بن حرب

(2)

، عن جابر بن سمرة، قال: كأني أنظر إلى شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجمته، يضرب هذا المكان، وضرب عنبسة على صدره فوق ثدييه

(3)

.

(1)

الكوي، أبو يحيى، الشيباني، قاضي جرجان.

وعنبسة هو بفتح العين، ثم نون ساكنة، ثم موحدة، ومهملة مفتوحتين.

انظر: الإكمال (6/ 81)، وتقريب التهذيب (755/ ترجمة 5232).

قال ابن معين، وأبو حاتم، وأبو داوود:(لا بأس به). وزاد أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.

وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ. =

⦗ص: 244⦘

= وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ.

انظر: سؤالات ابن الجنيد (387 /ترجمة 472)، والجرح والتعديل (6/ 401/ ترجمة 2241)، وتهذيب الكمال (22/ 402 - 404/ترجمة 4528)، وتقريب التهذيب (755 /ترجمة 5232).

(2)

ابن أوس بن خالد، الذهلي، البكري، الكوفي، أبو المغيرة.

(3)

إسناد المصنف حسن إن شاء الله.

والحديث أخرجه -أيضًا- الطبراني في الأوسط (6/ 344/ حديث رقم 6578) من طريق يونس بن بكير، به.

ص: 243

10331 -

ز- حدثنا أبو زرعة الرازي، حدثنا القعنبي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد

(1)

، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان شعرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة

(2)

، ودون الجُمة

(3)

.

(1)

ابن ذكون، المدني، مولى قريش. واسم أبي الزناد: عبد الله.

(2)

الوفرة: شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن. النهاية (5/ 210).

(3)

إسناد المصنف حسن.

الحديث أخرجه أبو داوود (4/ 407/ حديث رقم 4187)، والترمذي (4/ 205/ حديث رقم 1755)، وابن ماجه (2/ 1200 /حديث رقم 3635)، =

⦗ص: 245⦘

= كلهم من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، به، وتشهد له أحاديث الباب.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

ص: 244

10332 -

ز- حدثنا أبو زرعة الرازي، وأبو علي الزعفراني، قالا: حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا ابن أبي الزناد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان له شعر، فليكرم شعره"

(1)

.

(1)

إسناد المصنف حسن.

والحديث أخرجه أبو داوود -كتاب الترجل، باب في إصلاح الشعر (4/ 394، 395/ حديث رقم 4163) من طريق ابن أبي الزناد، به، وسكت عليه.

وحسن الحافظ إسناده، وقال: وله شاهد من حديث عائشة، في الغيلانيات، وسنده حسن أيضا. اهـ. الفتح (10/ 368).

وذلك الشاهد هو في الغيلانيات (2/ 263 - 264 / حديث رقم 759، 760) من طريقين عن محمد بن إسحاق، عن عمارة بن غزية، عن القاسم، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان لأحدكم شعر، فيكرمه". وفيه عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس من الرابعة، ففي تحسين الحافظ لسند نظر. والله أعلم.

ص: 245

10333 -

حدثنا موسى بن إسحاق القوَّاس، حدثنا يونس ابن بكير، حدثنا يونس بن عمرو

(1)

، عن أبيه

(2)

، عن البراء بن عازب، قال:

⦗ص: 246⦘

كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم لِمَّة

(3)

تضربُ قريبا من منكبيه، وما رأيت رجلا قط كان أحسن في حلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم

(4)

.

يونس بن عمرو: هو ابن أبي إسحاق السبيعي.

(1)

ابن عبد الله بن عبيد، السبيعي، ابن أبي إسحاق السبيعي، أبو إسرائيل.

(2)

هو أبو إسحاق السبيعي، وهو موضع الالتقاء.

(3)

اللِمَّة -بكسر اللام-: الشعر أكثر من الوفرة، وقيل: هي: الشعر الملم بالمنكب، وقيل: المقارب له، فإن بلغه فهو: جمة.

المجموع المغيث (3/ 151)، وانظر: النهاية (4/ 273)، وشرح النووي (15/ 90)، والفتح (6/ 486).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10312).

ص: 245

10334 -

ز- حدثنا القواس، قال: حدثنا يونس بن بكير، حدثنا ابن إسحاق، حدثني محمد بن حمزة بن الزبير

(1)

، عن عائشة، قالت: كنت إذا فرقت لرسول الله صلى الله عليه وسلم صدعت فرقه

(2)

عن يأفوخه

(3)

، وأرسلت

⦗ص: 247⦘

ناصيته بين عينيه

(4)

.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

الفرق: موضع المرفق من الرأس، وفرق الرأس: ما بين الجبين إلى الدائرة، والفرق: الطريق في شعر الرأس. انظر لسان العرب (5/ 3398)، والقاموس (3/ 479).

(3)

اليافوخ -مهموز، وقد يسهل-: حيث يلتقي عظم مقدم الرأس وعظم مؤخره، وهو موضع الذي يتحرك من رأس الطفل، وقيل: هو ما بين الهامة إلى الجبهة.

انظر: النهاية (5/ 291 / مادة يأفخ) -وقال: والياء زائدة، وإنما ذكرناه هنا حملا على ظاهر لفظه- (ولسان العرب (1/ 94 / مادة أفخ)، وغاية الإحسان في خلق الإنسان (ص 84).

(4)

إسناد المصنف في محمد بن حمزة بن الزبير، لم أقف على ترجمته.

والحديث أخرجه أبو داوود في سننه -كتاب الترجل، باب ما جاء في الفرق- (4/ 408 / حديث رقم 4189) من طريق عبد الأعلى.

وأخرجه أحمد بن مسنده (6/ 90، 275)، من طريق إبراهيم بن سعد.

كلاهما عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة، بنحوه.

وأخرجه ابن ماجه في سننه -كتاب اللباس، باب اتخاذ الجمة والجمة والذوائب (2/ 1199، 1200/ حديث رقم 3633) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن إسحاق بن إبراهيم، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عائشة، بنحوه.

فمدار هذا الحديث على محمد بن إسحاق، وهو يرويه على ثلاثة أوجه -كما ترى- وقد صرح بالتحديث عند أبي داوود، وأحمد، ولذا صححه الشيخ الألباني في صحيح ابن ماجه (برقم 2928). والله أعلم.

ص: 246

10335 -

حدثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا ابن المبارك

(1)

، عن معمر، عن ثابت، عن أنس

(2)

، قال: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه

(3)

.

(1)

عبد الله بن المبارك بن واضح، الحنظلي، التميميّ، مولاهم، أبو عبد الرحمن المروزي.

(2)

أنس رضي الله عنه هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10325).

ص: 247

‌بيان صفة شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم والموضع

(1)

الذي شاب منه، وأنه لم يخضب، ولم يبلغه

(1)

في نسخة (ل): (المواضع).

ص: 248

10336 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا فهد بن حيان

(1)

، حدثنا المثنى بن سعيد الضبعي

(2)

، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخضب قط، إنما كان البياض شيئا في العنفقة

(3)

،

⦗ص: 249⦘

ونبذا

(4)

يسيرا في الصدغين

(5)

والرأس

(6)

.

(1)

النهشلي، البصري، أبو بكر، ويقال: أبو محمد، ت / 212 هـ.

ضعفه النقاد، منهم: علي بن المديني، والبخاري -قال: سكتوا عنه- وأبو حاتم، وأبو داوود، وابن حبان.

انظر: التأريخ الصغير (2/ 302، 315)، والضعفاء للعقيلي (/ 3/ 463/ ترجمة 1519)، والجرح والتعديل (7/ 88، 89/ ترجمة 502)، والمجروحين (2/ 210)، ولسان الميزان (4/ 454، 455 /ترجمة 1404).

(2)

المثنى بن سعيد الضبعي هو موضع الالتقاء.

(3)

العنفقة هي الشعر الذي في الشفة السفلى. وقيل: هي: الشعيرات التي بين الشفة السفلى والذقن.

وقيل: هي: ما بين الذقن والشفة السفلى، سواء كان عليها شعر أم لا.

والعنفقة مشتق من العنفق -كجعفر- وهو قلة الشيء وخفته.

انظر: المجموع المغيث (2/ 512)، وفتح الباري (6/ 568)، وتاج العروس (7/ 25).

(4)

قال النووي: (ضبطوه بوجهين: أحدهما: ضم النون، وفتح الباء. والثاني: بفتح النون، وإسكان الباء. وبه جزم القاضي، ومعناه شعرات متفرقة). اهـ.

وهو في النسخ التي عندي مشكول بضمة على النون.

وقال ابن فارس وابن الأثير: معناه: شيء يسير.

انظر: مقاييس اللغة (5/ 380)، والنهاية في غريب الحديث (5/ 7)، وشرح النووي على مسلم (15/ 95).

(5)

الصدغ -بضم المهملة، وإسكان الدال، بعدها معجمة- ما بين الأذن والعين، ويقال ذلك أيضا: للشعر المتدلي من الرأس في ذلك المكان.

انظر: فتح الباري (6/ 572)، وانظر النهاية (3/ 17).

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب شيبه صلى الله عليه وسلم (4/ 1821، 1182/ حديث رقم 104).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (6/ 564 / حديث رقم 3550)، وطرفاه في (5894، 5895).

ص: 248

10337 -

حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث

(1)

، حدثنا المثنى بن سعيد، عن قتادة، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر مثله

(2)

.

(1)

عبد الصمد بن عبد الوارث هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10336)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (104/ =

⦗ص: 250⦘

= الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو عبد الصمد، بأنه ابن عبد الوارث.

ص: 249

10338 -

حدثنا أبو سعد المخضوب بن أبي بكر

(1)

الهروي

(2)

، حدثنا سُويد بن نصر

(3)

، حدثنا ابن المبارك، حدثنا المثنى بن سعيد

(4)

، عن قتادة، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخضب قط، إنما كان البياض في مقدم لحيته، وفي العنفقة، وفي الرأس نبذا

(5)

يسيرا لا يكاد يرى

(6)

. وقال المثنى مرة: والصدغين

(7)

.

(1)

في نسخة (ل)، وتاريخ بغداد (14/ 225/ ترجمة 7522)، والإتحاف (2/ 262 / حديث رقم 1678) (ابن أبي النصر). ولعل هذا أصوب؛ لأن الخطيب قال: واسم أبي نصر: منصور. ا. هـ. والله أعلم.

(2)

هو يحيى بن منصور بن الحسن بن منصور، الهروي، السلمي.

(3)

ابن سويد المروزي.

(4)

المثنى بن سعيد هو موضع الالتقاء.

(5)

في نسخة (ل) مضبوطة بفتحة فوق النون، وسكون الباء.

(6)

نقط كلمتي (لا يكاد يرى) من نسخة (ل).

(7)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10336).

ص: 250

10339 -

حدثنا الصغاني، حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا حماد ابن زيد

(1)

، قال: حدثنا ثابت، قال: سئل أنس عن خضاب رسول الله

⦗ص: 251⦘

صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لو شئت أن أعد شمطات

(2)

كن في لحيته

(3)

لفعلت، لم يخضب، وخضب أبو بكر وعمر، وكان أبو بكر يخضب بالحناء

(4)

والكتم

(5)

، وكان عمر يخضب بالحناء

(6)

.

(1)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء.

(2)

الشمطات: الشعرات البيض التي كانت في شعر رأسه، يريد قلتها.

والشمط -بفتحتين- الشيب. وقيل: بياض شعر الرأس يخالط سواده.

انظر: النهاية (2/ 501)، ومختار الصحاح (ص: 346).

(3)

وكذلك في صحيح البخاري (10/ 352 / حديث رقم 5895) من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد.

وفي صحيح مسلم: (في رأسه)، من طريق أبي الربيع العتكي.

(4)

الحناء -بالمد والكسر والتشديد- هو الذي أعده الناس للخضاب. تاج العروس (1/ 59 / مادة حنا).

(5)

الكتم -بفتحتين، مخفف، وذكره أبو عبيد بتشديد التاء- هو شجر يختضب به.

وقد أشار أبو موسى المديني، وابن الأثير، إلى أن المراد بقوله (بالحناء والكتم) يشبه أن يكون استعمال الكتم مفردا عن الحناء، فإن الحناء إذا خضب مع الكتم جاء أسود، وقد صح النهي عن السواد.

ثم قال ابن الأثير: (ولعل الحديث: "بالحناء أو الكتم" على التخيير؛ ولكن الروايات على اختلافها بـ "الحناء والكتم") اهـ.

انظر: المجموع المغيث (3/ 18)، والنهاية (4/ 150، 151)، وشرح النووي (15/ 95).

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10336)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (103). =

⦗ص: 252⦘

= فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو حماد، بأنه ابن زيد.

ص: 250

10340 -

حدثنا الصغاني، حدثنا يحيى بن أبي كريمة

(1)

، قال: حدثنا محمد بن سلمة، [ح]

(2)

.

وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، ح.

وحدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج

(3)

-صاحب أحمد بن حنبل- قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني

(4)

، عن هشام بن حسَّان

(5)

، عن ابن سيرين، قال: سألت أنس بن مالك عن

⦗ص: 253⦘

خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لم يكن شاب إلا يسيرا، ولكن أبا بكر وعمر خضبا بالحناء والكتم

(6)

.

(1)

هو يحيى بن يوسف، الزمي -كما في الحديث الآتي- الخراساني.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

كنيته أبو بكر، يعرف بالمروزي ت/ 275 هـ.

وثقه عبد الوهاب الوراق.

وأثنى عليه إسحاق بن داوود، وأبو بكر بن صدقة.

وقال الخطيب: هو المقدم من أصحاب أحمد؛ لورعه وفضله، وكان أحمد يأنس به، وينبسط إليه، وأسند عنه أحاديث صالحة. اهـ.

انظر: تاريخ بغداد (4/ 423 - 425/ ترجمة 2318)، والسير (13/ 173 - 177 /ترجمة 103)، وتذكرة الحفاظ (2/ 631 - 1633 ترجمة 657).

(4)

في صلب الأصل، ونسخة (هـ):(الخزاعي). والتصويب من حاشية الأصل، ونسخة (ل).

(5)

هشام بن حسان هو موضع الالتقاء.

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10336)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (100).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو هشام بأنه ابن حسان.

ص: 252

10341 -

حدثنا أبو زرعة الرازي، قال: حدثني يحيى بن يوسف الزمي

(1)

، حدثنا محمد بن سلمة، عن هشام ابن حسان

(2)

، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شاب إلا يسيرا

(3)

.

(1)

الزمي -بفتح الزاي، وتشديد الميم- نسبة إلى (زم): بليدة على طرف جيحون.

انظر: الأنساب (3/ 165)، وتوضيح المشتبه (4/ 79).

(2)

هشام بن حسان هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10336)، ورقم (10340)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (100).

ص: 253

10342 -

حدثنا بكار بن قتيبة البكراوي، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا هشام بن حسان

(1)

، عن ابن سيرين، قال: قلت لأنس بن مالك: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خضب؟ قال: إنه لم يكن رأى من الشيب إلا يسيرا، ولكن قد خضب أبو بكر وعمر بالحناء والكتم

(2)

.

(1)

هشام بن حسان هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10336)، ورقم (10340)، =

⦗ص: 254⦘

= وهذا الطريق عند مسلم برقم (100).

ص: 253

10343 -

حدثنا الأنصاري بن أبي موسى القاضي

(1)

، حدثنا ابن نمير

(2)

، عن ابن إدريس، عن هشام

(3)

، بنحوه

(4)

(5)

.

(1)

هو موسى بن إسحاق بن موسى، الأنصاري، الخطمي، القاضي.

(2)

هو محمد بن عبد الله بن نمير، وهو موضع الالتقاء.

(3)

ابن حسان، كما في الأحاديث السابقة.

(4)

في نسخة (هـ) زيادة: (ح) عقب كلمة (بنحوه).

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10336)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (100).

ص: 254

10344 -

حدثنا عباس الدُّوري، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا إسماعيل بن زكريا

(1)

، عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين، قال: سألت أنس بن مالك: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خضب؟ فقال: لم يبلغ الخضاب، كان في لحيته شعرات بيض، قال

(2)

: قلت له: أكان أبو بكر يخضب؟ فقال: نعم، بالحناء والكتم

(3)

.

(1)

إسماعيل بن زكريا هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة (قال) ساقطة من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10336)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (100).

ص: 254

10345 -

حدثنا أبو سعد المخضوب، حدثنا سويد بن نصر، حدثنا ابن المبارك، عن عاصم

(1)

، عن ابن سيرين، قال: سألت أنس

⦗ص: 255⦘

ابن مالك عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لم يكن يبلغ الخضاب، قلت: فبم خضب أبو بكر؟ قال: بالحناء والكتم

(2)

.

(1)

عاصم -الأحول- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10336)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (101).

ص: 254

10346 -

حدثنا الحُنيني، وأيوب بن سافري، وحامد بن سهل البصري

(1)

[*]

، وعلي بن عبد العزيز، قالوا: حدثنا معلى بن أسد

(2)

، حدثنا وهيب بن خالد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، قال: سألت أنس ابن مالك: أخضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: إنه لم ير من الشيب إلا قليلا

(3)

.

(1)

أبو جعفر الثغري.

(2)

معلى بن أسد هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10336)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (102).

_________

[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة ونسخة كوبريللو (5/ ق 115/ أ): (البصري)، وصوابه:(الثغري)، وهو على الصواب في نسخة كوبريللو (9/ ق 117/ ب)، (10/ ق 197/ ب)، وإتحاف المهرة (1734)، وقد جاء على الصواب في المواضع التالية (1669، 2647).

ص: 255

10347 -

حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود

(1)

، حدثنا شُعبة، عن سماك، قال: سمعت جابر بن سمرة، وذكر شمط رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كان إذا ادّهن لم ير، وإذا لم يدَّهن تبيّن

(2)

.

(1)

سليمان بن داوود هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه- كتاب الفضائل، باب شيبه صلى الله عليه وسلم (4/ 1822 /حديث رقم 108).

ص: 255

10348 -

حدثنا الصغاني، حدثنا أبو النضر، حدثنا إسرائيل

(1)

،

⦗ص: 256⦘

عن سماك، عن جابر بن سَمُرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط مقدم رأسه ولحيته

(2)

، فإذا ادَّهن وامتشط لم يتبين، وإذا شعث

(3)

رأسه تبيَّن

(4)

.

(1)

إسرائيل هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة (ولحيته) ساقطة من نسخة (ل).

(3)

الشعث: أن يتفرق الشعر فلا يكون متلبدا. وقيل: هو: تغير الرأس وتلبده لعدم الادهان.

انظر: غريب الحديث للحربي (2/ 589)، والمجموع المغيث (2/ 201، 203).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10347)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (109).

ص: 255

10349 -

حدثنا محمد بن هشام بن ملاس النّميري

(1)

، حدثنا مروان بن معاوية، عن حميد، قال: سئل أنس بن مالك

(2)

: هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لم يشنه الشيب، ولكن خضب أبو بكر وخضب عمر، بالحناء

(3)

.

(1)

في نسختي (ل)، (ص):(الدمشقي)، وهو نميري دمشقي.

(2)

أنس بن مالك هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10336).

ص: 256

10350 -

حدثنا الصّغاني، حدثنا أبو نعيم، ومسلم

(1)

، قالا: حدثنا همام، عن قتادة

(2)

، قال: سألت أنسا: خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:

⦗ص: 257⦘

لم يبلغ ذلك؛ إنما كان [شيئا]

(3)

في صدغيه

(4)

.

(1)

ابن إبراهيم.

(2)

قتادة هو موضع الالتقاء.

(3)

من نسخة (ل). لكنها بصورة الرفع، وعلى آخرها ضبة، فلعلها إشارة إلى أن الصواب نصبها. والله أعلم.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10336)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (104)، لكن ليس فيه أن قتادة سأل أنسا.

ص: 256

10351 -

حدثنا الصغاني، أخبرنا أبو النضر، قال: أخبرنا إسرائيل

(1)

، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط مقدم رأسه ولحيته، فإذا ادهن وامتشط لم يتبين، وإذا شعث رأسه تبين

(2)

.

(1)

إسرائيل هو موضع الالتقاء.

(2)

هذا هو مكرر الحديث رقم (10348) إسنادا ومتنا، وقد تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10347).

ص: 257

10352 -

حدثنا أحمد بن يوسف السُلمي، وعمار بن رجاء، وأبو أمية، قالوا: حدثنا أبو نعيم، حدثنا زهير بن معاوية

(1)

-قال بعضهم: ابن رحيل بن خيثمة الجعفي

(2)

- عن أبي إسحاق السَّبيعي، عن أبي جُحيفة، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا

(3)

منه، ووضع زُهير يده على عنفقته.

⦗ص: 258⦘

قيل لأبي جحيفة: مثل من أنت يومئذ؟ قال: أبري النبل وأريشها

(4)

(5)

.

(1)

زهير بن معاوية هو موضع الالتقاء.

(2)

هذا في نسب زهير بن معاوية، والذي وقفت عليه في مصادر ترجمته هو:(زهير ابن معاوية بن خديج بن رحيل بن خيثمة الجعفي).

(3)

اسم الإشارة (هذا) مكرر في الأصل ونسخة (هـ)، ولعل ذلك سبق قلم من الناسخ، =

⦗ص: 258⦘

= والتصويب من نسخة (ل)، وفي صحيح مسلم:(هذه).

(4)

قوله: (أبري النبل وأريشها): أي: أنحتها وأصلحها، وأعمل لها ريشا لتصير سهاما يرمى بها. النهاية (1/ 123).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب شيبه صلى الله عليه وسلم (4/ 1822 /حديث رقم 106).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (6/ 564 / حديث رقم 3545)، وطرفاه في (3543، 3544).

فوائد الاستخراج: ذكر زهير بن معاوية باسمه، ومسلم ذكر كنيته فقط.

ص: 257

10353 -

حدثنا إبراهيم بن أبي داوود الأسدي، حدثنا يحيى ابن صالح، حدثنا زهير

(1)

، عن أبي إسحاق، عن أبي جُحيفة، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهذه منه بيضاء، يعني عنفقته

(2)

.

(1)

ابن معاوية هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10352).

ص: 258

10354 -

حدثنا عمر بن شبة النُّميري، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، والمقدمي -يعني عمر بن علي [بن مقدم]

(1)

- عن إسماعيل ابن أبي خالد

(2)

، عن أبي جُحيفة، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الحسن

⦗ص: 259⦘

ابن علي يُشبهه

(3)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

إسماعيل بن أبي خالد هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10352)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (107).

ص: 258

10355 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا محمد بن كناسة

(1)

، عن إسماعيل ابن أبي خالد

(2)

، قال: قلت لأبي جحيفة: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، والحسن يشبهه

(3)

.

(1)

كناسة -بضم الكاف، وفتح النون، بعدهما الألف، والسين المهملة في آخرها- لقب أبيه أو جده.

انظر: الأنساب (5/ 97)، ونزهة الألباب (2/ 1126 رقم 2404).

وهو: محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى، أبو يحيى الأسدي.

(2)

إسماعيل بن أبي خالد هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10352)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (107).

ص: 259

10356 -

حدثني أبو حصين الكوفي، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد

(1)

، عن أبي جُحيفة، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الحسن بن علي يشبهه

(2)

.

(1)

إسماعيل بن أبي خالد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10352)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (107).

ص: 259

‌بيان صفة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطوله، ولونه، وعمره

ص: 260

10357 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا أبو النضر، حدثنا إسرائيل

(1)

، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال له رجل: كان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا، بل كان وجهه مثل الشمس والقمر، مستدير

(2)

.

(1)

إسرائيل هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10348).

ص: 260

10358 -

حدثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن سماك، قال: سمعت جابر بن سمرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكل العين، ضليع الفم، منهوس العقبين، قال: قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم، قلت: ما أشكل العين؟ قال: طويل

(1)

شق العين، قلت: ما منهوس العقب؟ قال: قليل لحم العقب

(2)

(3)

.

(1)

في الأصل: (قليل)، وعليها ضبة، والتصويب من نسخة (ل).

(2)

في الأصل: (العضد) وعليها ضبة، والتصويب من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10286).

تنبيه: هذا الطريق والطريق الذي بعده، وقع متن أحدهما للآخر في نسخة (ل).

ص: 260

10359 -

حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود، حدثنا

⦗ص: 261⦘

شعبة

(1)

، بمثله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكل العين

(2)

، أخبرني سماك، سمعت جابر بن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكل العين، منهوس العقب، ضليع الفم

(3)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

قوله: (بمثله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكل العين)، ليست في نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10286).

ص: 260

10360 -

حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، حدثنا يزيد ابن هارون، قال: حدثنا الجريري

(1)

، قال: كنت أنا وأبو الطُّفيل نطوف بالبيت، فقال أبو الطفيل: ما بقي أحد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري، قال: قلت: ورأيته؟ قال: نعم. قلت: كيف كان صفته؟ قال: أبيض، مليحا

(2)

، مقصدا

(3)

(4)

.

(1)

الجريري -سعيد بن إياس- هو موضع الالتقاء.

(2)

مليح من الملاحة وهي الحسن. والملاحة في الألوان -أيضًا- بياض تشقه شعيرات سود. انظر: الفائق (3/ 383)، ولسان العرب (6/ 4256، 4357).

(3)

أي: ليس بالطويل، ولا القصير، ولا الجسيم، كأن خلقه نحي به القصد من الأمور، وهو المعتدل الذي لا يميل إلى التفريط والإفراط. النهاية (4/ 67)، وانظر: المجموع المغيث (2/ 712)، والفائق (3/ 378).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض مليح الوجه- (4/ 1820/ حديث رقم 99).

ص: 261

10361 -

حدثنا الدقيقي، قال: حدثنا عمرو بن عون، حدثنا خالد بن عبد الله

(1)

، عن الجُريري، قال حدثنا أبو الطفيل، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما رآه أحد غيري، قلت: ما كانت صفته؟ قال: كان أبيض، مليح الوجه

(2)

(3)

.

(1)

خالد بن عبد الله هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10360)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (98).

(3)

في نسخة (هـ) زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي (رواه عبد الأعلى)، عن الجريري، مثل حديث يزيد بن هارون).

وهذا المعلق وصله مسلم في صحيحه، من طريق عبد الأعلى -وهو ابن عبد الأعلى- عن الجريري، به. انظر تخريج الحديث رقم (10360).

ص: 262

10362 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، [ح]

(1)

.

وحدثنا عيسى بن أحمد، قال: أخبرنا ابن وهب، ح.

وحدثنا أبو الجماهر الحمصي، حدثنا يحيى بن صالح، عن مالك ابن أنس

(2)

، عن ربيعة

(3)

، عن أنس، قال: سمعته يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، ولا بالأبيض الأمهق

(4)

، ولا بالآدم،

⦗ص: 263⦘

ولا بالجعد القطط، ولا بالسبط، بعثه الله على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشر سنين، وتوفاه الله على رأس ستين سنة، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء

(5)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

مالك بن أنس هو موضع الالتقاء.

(3)

ابن أبي عبد الرحمن -كما سيأتي في الحديث رقم (10363) - المعروف بربيعة الرأي.

(4)

الأمهق: شديد البياض، الذي لا يخالط بياضه شيء من الحمرة، وليس بنيِّر، ولكن =

⦗ص: 263⦘

= كلون الجص، أبو نحوه. غريب الحديث لأبي عبيد (3/ 27).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومبعثه، وسنه- حديث رقم 113).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (6/ 564 / حديث رقم 3548)، وطرفاه في (3547، 5900).

ص: 262

10363 -

حدثنا عباس الدوري، حدثنا منصور بن سَلمة، أخبرنا سليمان بن بلال

(1)

، حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سمع أنس ابن مالك يقول: بعث النبي بما شاء الله أن يبعثه. قال: وسمعت أنسا يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة من القوم: ليس بالقصير، ولا بالطويل البائن، أزهر: ليس بالآدم ولا بالأبيض الأمهق، رجل الشعر: ليس بالسبط

(2)

ولا الجعد القطط، بعث على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشرًا، وبالمدينة عشرا، وتوفي على رأس ستين سنة، ليس في رأسه ولا لحيته عشرون شعرة بيضاء

(3)

.

(1)

سليمان بن بلال هو موضع الالتقاء.

(2)

في الأصل: (بالشمط) وفوقها ضبة، والتصويب من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10362)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (113 / =

⦗ص: 264⦘

= الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية سليمان بن بلال، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية مالك بن أنس.

ص: 263

10364 -

حدثنا سليمان بن سيف الحراني، قال: حدثنا القعنبي، حدثنا سليمان بن بلال

(1)

، عن ربيعة، بمثله

(2)

(3)

.

(1)

سليمان بن بلال هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): (بإسناده مثله).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10362)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (113/ الطريق الثاني).

ص: 264

10365 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا أنس بن عياض، عن ربيعة

(1)

، عن أنس بن مالك، قال: توفي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ستين سنة، وليس في رأسه عشرون شَعرة بيضاء

(2)

.

(1)

ابن أبي عبد الرحمن هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10362).

ص: 264

10366 -

حدثنا أبو حاتم، وفضلك

(1)

، وعليك

(2)

: أبو الحسن

⦗ص: 265⦘

ابن سعيد بن بشير

(3)

، الرازيون، قالوا: حدثنا أبو غسان الرازي محمد ابن عمرو

(4)

، حدثنا حكام بن سَلْم الرازي، حدثنا عثمان بن زائدة

(5)

-

⦗ص: 266⦘

وكان يسكن الري- عن الزُّبير بن عدي، عن أنس بن مالك، قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين.

زاد أبو حاتم: وقبض أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وقبض عمر وهو ابن ثلاث وستين

(6)

.

(1)

هو الفضل بن العباس، الرازي، الصائغ، ت (270) هـ. و (فضلك) لقبه.

(2)

و (عليك) بفتح العين، وأما بقية الحروف ففيها ثلاثة أقوال: أحدها: بكسر اللام، وتشديد الياء المفتوحة. ثانيها: بسكون اللام، وفتح الياء المخففة. وثالثها: بإختلاس كسرة اللام، وفتح الياء المخففة، تصغير علي، والكاف في لغة المعجم هي حرف تصغير. وصوب ابن ناصر الدين القول الأخير. =

⦗ص: 265⦘

= انظر: الإكمال (6/ 261، 262)، وتوضيح المشتبه (6/ 338)، وتعليق المعلمي على الإكمال.

(3)

هو علي بن سعيد بن بشير الرازي. نزيل مصر، ت (299) هـ.

كان عبدان بن أحمد الجواليقي يعظمه.

وقال ابن يونس -فيما نقل عنه الذهبي-: كان يفهم ويحفظ. اهـ. ونقل عنه ابن حجر أنه قال: تكلموا فيه، وكان من المحدثين الأجلاد، وكان يصحب السلطان، ويلي بعض العمالات. اهـ.

وقال مسلمة بن القاسم: ثقة.

وقال الخليلي: حافظ متقن، لكنه دون النسائي، صاحب غرائب.

وقال السهمي: وسألت الدارقطني عن عليك الرازي: كيف هو في الحديث؟ فقال: قد حدث بأحاديث لم يتابع عليها. ثم قال: في نفسي منه شيء، وقد تكلم فيه أصحابنا بمصر. وأشار بيده.

وقال: هو كذا وكذا، كأنه ليس بثقة. اهـ.

وقال الذهبي: حافظ، رحال، جوال.

وقال ابن حجر: لعل كلامهم فيه من جهة دخوله في أعمال السلطان.

انظر: سؤالات السهمي (244، 245/ ترجمة 348)، والإرشاد (1/ 437 / ترجمة 183)، والميزان (3/ 131/ ترجمة 5850)، ولسان (4/ 231، 232 / ترجمة 615).

(4)

أبو غسان الرازي محمد بن عمرو هو موضع الالتقاء.

(5)

في الأصل ونسخة (هـ): (عثمان بن أبي زائدة)، والتصويب من نسخة (ل)، وصحيح =

⦗ص: 266⦘

= مسلم، كتب التراجم، وتحفة الأشراف (1/ 220/ حديث رقم 837)، وإتحاف المهرة لابن حجر (2/ 11/ حديث رقم 1091).

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب كم سن النبي صلى الله عليه وسلم يوم قبض- (4/ 1825 /حديث رقم 114).

ص: 264

10367 -

حدثنا أبو قرصافة محمد بن عبد الوهاب العسقلاني، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا الليث، ح.

وحدثنا حبشي بن عمرو بن الربيع بن طارق، حدثنا أبي، أخبرني الليث

(1)

، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة

(2)

.

⦗ص: 267⦘

زاد حبشي: قال ابن شهاب: أخبرني سعيد بن المسيب

(3)

، بمثل ذلك

(4)

.

(1)

الليث هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب كم سن النبي صلى الله عليه وسلم يوم قبض- (4/ 1825 /حديث رقم 115).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المناقب، باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (6/ 559 / حديث رقم 3536)، وطرفه في (4466).

(3)

عن عائشة، كما جاء صريحا عند الإسماعيلي، من طريق يونس، عن الزهري.

انظر: فتح الباري (8/ 151).

وقد وقعت رواية الزهري، عن سعيد بن المسيب، في الصحيحين في صورة المرسل، مثل ما عند أبي عوانة.

(4)

أي المتن: انظر فتح (8/ 151).

ص: 266

10368 -

حدثنا علي بن عثمان النُّفيلي، قال: حدثنا عثمان ابن أبي شيبة

(1)

، قال: حدثنا طلحة بن يحيى، ح.

وحدثنا أبو الحسن الميموني، والدنداني، قالا: حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد، حدثنا أبي، عن يونس

(2)

، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت: توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة.

قال الزهري

(3)

: وأخبرني سعيد بن المسيب بذلك

(4)

(5)

.

(1)

عثمان بن أبي شيبة هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق.

(2)

يونس -بن يزيد- هو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(3)

بالإسناد السابق، كما قال ابن حجر، الفتح (6/ 560) و (8/ 151).

(4)

في نسخة (ل): (بمثل ذلك).

(5)

تقدم تخريجه، والتعليق على الجملة الأخيرة، انظر الحديث رقم (10367)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (115/ الطريق الثاني).

ص: 267

10369 -

حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن ابن شهاب

(1)

، عن عروة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم مات على رأس ثلاث وستين

(2)

.

رواه محمد بن يحيى

(3)

، مثله

(4)

.

(1)

ابن شهاب هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10367).

(3)

في نسخة (هـ) زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي (عن عبد الرزاق، بمثل حديث الدبري).

(4)

لم أقف على من وصل هذا المعلق.

ص: 268

10370 -

حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، وسعيد بن مسعود، والسُّلمي، والصغاني، قالوا: حدثنا روح بن عبادة

(1)

، قال: حدثنا زكريا ابن إسحاق، حدثنا عمرو بن دينار، عن ابن عباس، قال: مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين

(2)

.

(1)

روح بن عبادة هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب كم أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة- (4/ 1826/ حديث رقم 117).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب مناقب الأنصار، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابة إلى المدينة- (7/ 227 / حديث رقم 3903)، وأطرافه في (3851، 3902، 4465، 4979).

ص: 268

10371 -

حدثنا ابن أبي مسرة، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر

(1)

، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة ثلاث عشرة

(2)

.

(1)

محمد بن يحيى بن أبي عمر هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10370)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (116/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل، وهو سفيان، بأنه ابن عيينة، وعمرو، بأنه ابن دينار.

- ذكر محمد بن يحيى بن أبي عمر، باسمه، وعند مسلم: ابن أبي عمر.

- تحديد مدة بقاء النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بـ (ثلاث عشرة)، وجاء عند مسلم بلفظ:(بضع عشرة)، في رواية ابن أبي عمر.

ص: 269

10372 -

حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود، ح.

وحدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا عفان، قالا: حدثنا حماد ابن سلمة

(1)

، أخبرنا أبو جمرة

(2)

، عن ابن عباس، قال: أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنة

(3)

، يوحى إليه، وبالمدينة عشرا، ومات وهو ابن

⦗ص: 270⦘

ثلاث وستين

(4)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء.

(2)

أبو جمرة -بالجيم المفتوحة- هو نصر بن عمران الضبعي. انظر: الإكمال لابن ماكولا (2/ 506)، وتقريب التهذيب (1000/ ترجمة 7172).

(3)

كلمة (سنة) ساقطة من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10370)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (118).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو حماد، بأنه ابن سلمة.

ص: 269

10373 -

حدثنا الصغاني، أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب، حدثنا حماد بن سلمة

(1)

، بمثله

(2)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10370)، ورقم (10373).

ص: 270

10374 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا أبو عتاب، حدثنا شُعبة، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن جرير، أنه سمع معاوية، يقول، ح.

وحدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود، حدثنا شعبة

(1)

، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد -رجل من بجيلة

(2)

- سمع جريرا يحدث أنه سمع معاوية يقول: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وعمر وهو ابن ثلاث وستين

(3)

.

⦗ص: 271⦘

زاد أبو عتاب: وأنا اليوم في ثلاث وستين

(4)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء في الطريقين.

(2)

بالباء الموحدة من تحت، والجيم: اسم قبيلة ينسب إليها جماعة من الصحابة والتابعين، وغيرهم، الإكمال (7/ 335)، وانظر الأنساب (1/ 284).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب كم أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المدينة- (4/ 1827/ حديث رقم 120) وفيه الزيادة التالية، التي ذكرها أبو عتاب، وهي عند =

⦗ص: 271⦘

= مسلم من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة.

(4)

انظر الإحالة السابقة.

فوائد الاستخراج: زيادة التوضيح في رواية شعبة، وهي عند مسلم بلفظ (مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وأبو بكر، وعمر، وأنا ابن ثلاث وستين).

ص: 270

10375 -

حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر

(1)

، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عامر ابن سعد البجلي أنه سمع جريرًا، بمثله: وأنا اليوم ابن ثلاث وستين

(2)

.

(1)

محمد بن جعفر هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10374).

ص: 271

10376 -

حدثنا عمار بن رجاء، حدثنا أبو نعيم، حدثنا زُهير، عن أبي إسحاق

(1)

، عن عامر بن سعد البجلي، قال: حدثني جرير، أنه كان عند معاوية، فقال -يعني معاوية-: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وتوفي أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وعمر وهو ابن ثلاث وستين

(2)

.

(1)

هو السبيعي، وهو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10374).

ص: 271

10377 -

حدثنا السُلمي، حدثنا بَدَلُ بن المحبر

(1)

، حدثنا شعبة

(2)

، قال: أخبرني يونس بن عُبيد، عن عمار بن أبي عمار، قال: قلت لابن عباس: كم كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم توفي؟ قال: ابن خمس وستين

(3)

.

(1)

بدل هو بفتح الموحدة التحتية في أوله، والدال المهملة المفتوحة، وآخره لام.

والمحبر هو بحاء مهملة مفتوحة، وبموحدة مفتوحة أيضا.

انظر: الإكمال (1/ 225) و (7/ 209)، وتوضيح المشتبة (1/ 395) و (8/ 49).

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب كم أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة- (4/ 1827/ حديث رقم 121/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية شعبة، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية يزيد بن زريع، عن يونس بن عبيد.

ص: 272

10378 -

حدثنا أبو الأزهر، حدثنا بدل [بن المحبر]

(1)

، بمثله

(2)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

تقدم تخريجه، وبيان موضع الالتقاء، انظر الحديث رقم (10377).

ص: 272

10379 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا خضر، قال: حدثنا مسكين

(1)

، قال: حدثنا شعبة

(2)

، بمثله

(3)

.

(1)

ابن بكير، الحراني، أبو عبد الرحمن، الحذاء، ت (198) هـ.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10377).

ص: 272

10380 -

حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا عفان، حدثنا يزيد بن زريع

(1)

، حدثنا يونس بن عبيد، عن عمار بن أبي عمار -مولى بني هاشم- قال: سألت ابن عباس: كم أتى لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات؟ فقال: ما كنت أحسب مثلك من قومه يخفى عليه ذلك، قلت: إني قد سألت الناس، فاختلفوا علي، فأحببت أعلم قولك فيه، فقال: أتحسب؟ قلت: نعم. قال: أمسك: أربعين بعث لها، وخمس عشرة إقامته بمكة، يأمن ويخاف، وعشر

(2)

مهاجره إلى المدينة

(3)

.

(1)

يزيد بن زريع هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): عشرة.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10377)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (121).

ص: 273

10381 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا هداب بن خالد

(1)

، حدثنا

⦗ص: 274⦘

وُهيب، عن يونس بن عُبيد

(2)

، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس، قال: تُوفي وهو ابن خمس وستين

(3)

(4)

.

(1)

ابن الأسود، القيسي، أبو خالد، البصري، مات سنة (236) هـ، وقيل بعدها.

ومصادر ترجمته التي وقفت عليها، تسميه:(هدبة)، إلا أنه في بعضها تنبيه على أنه يقال له أيضا:(هداب).

وثقه ابن معين، والعجلي، ومسلمة بن القاسم، والذهبي في الميزان، وابن حجر.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن عدي: لا أعرف له حديثا منكرا فيما يرويه، وهو كثير الحديث، وقد ثقه الناس، وروى عنه الأئمة، وهو صدوق لا بأس به. اهـ.

وأنكر الذهبي على ابن عدي ذكره له في الكامل. وقال في الكاشف: صدوق. =

⦗ص: 274⦘

= انظر: سؤالات ابن الجنيد (358 / ترجمة 351)، والثقات للعجلي (455/ ترجمة 1720)، والجرح والتعديل (9/ 114 / ترجمة 484)، والكامل (7/ 138، 139/ ترجمة 2052)، وتهذيب الكمال (30/ 152 - 157/ ترجمة 6553)، والسير (11/ 97 - 100/ ترجمة 30)، والميزان (4/ 294 / ترجمة 9212)، والكاشف (3/ 193/ ترجمة 6046)، وتهذيب التهذيب (11/ 24، 25/ ترجمة 53)، وتقريب التهذيب (1018/ ترجمة 7319).

(2)

يونس بن عبيد هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10377)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (121).

(4)

في نسخة (هـ) زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي:(رواه نصر، عن بشر ابن المفضل، عن خالد الحذاء، عن عمار، بمثله).

و (نصر) هو ابن علي الجهضمي، وروايته هذه رواها عنه مسلم في صحيحه برقم (122) من كتاب الفضائل.

ص: 273

‌بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم أهل الأرض بالله في عهده وبعده

(1)

، وأخشاهم له، والتشديد في ترك قبول الرخصة، والتشديد في أمر دينه مما قاله

(2)

فيه رخصة

(1)

في حاشية الأصل مكتوب: (صوابه: وقبله).

(2)

حرف القاف ليس في نسخة (ل)، والكلمة فيها هكذا:(مما له). ولم يتبين لي معنى هذه الجملة الأخيرة من ترجمة الباب، وتبدو -في نظري- تكرارا للجملة التي قبلها، والله أعلم.

ص: 275

10382 -

حدثنا الصغاني، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا إسماعيل ابن زكريا، عن الأعمش

(1)

، عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة، قالت: رخَّص رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأمر، فكره ذلك بعض أصحابه؛ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا، فقال: "ما لي أرخص في الأمر، فيرغب عنه

(2)

أناس، والله إني لأرجو أن أكون أعلمهم بالله، وأشدهم له خشية

(3)

.

(1)

الأعمش هو موضع الالتقاء.

(2)

في الأصل ونسخة (هـ): (فيه). وعليها ضبة في الأصل، والتصويب من نسخة (ل).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب علمه صلى الله عليه وسلم بالله تعالى، وشدة خشيته- (4/ 1829/ حديث رقم 127).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الأدب، باب من لم يواجه الناس بالعتاب- (10/ 513 / حديث رقم 6101)، وطرفه في (7301). =

⦗ص: 276⦘

= فوائد الاستخراج: ذكر اسم شيخ الأعمش في هذا الحديث، وأما في صحيح مسلم فذكره بكنيته (أبي الضحى).

ص: 275

10383 -

حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدثنا أبو معاوية

(1)

، عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة، قالت: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر، ورغب عنه ناس من الناس، فبلغه

(2)

ذلك، فغضب حتى بأن

(3)

في وجهه الغضب؛ ثم قال: ما بال قوم

(4)

يرغبون عن ما رخص في فيه، فوالله لأنا أعلمهم بالله، وأشدهم له خشية

(5)

.

(1)

أبو معاوية هو موضع الالتقاء.

(2)

في الأصل ونسخة (هـ): (فبلغوا)، وعلى آخرها ضبة في النسختين، والتصويب من نسخة (ل).

(3)

في نسختي (ل)، (هـ):(أبان)، لكن ضبب عليها -فيما يبدو- في نسخة (ل)، وعلى حرف الألف ما يشبه الضبة الصغيرة في نسخة (هـ)، وفي الأصل ضرب على حرف الألف، فصحت الكلمة كما في صحيح مسلم.

(4)

نسخة (ل)، وصحيح مسلم:(أقوام).

(5)

تقدم تخريجه وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10382)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (128).

ص: 276

10384 -

حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين، حدثنا عمر ابن حفص بن غياث، حدثنا أبي

(1)

، قال: حدثنا الأعمش، حدثنا مسلم، عن

⦗ص: 277⦘

مسروق، قال: قالت عائشة: صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ترخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب، فحمد الله، ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، والله إني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية

(2)

.

(1)

هو حفص بن غياث وهو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10382).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية حفص بن غياث، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بمتنها على رواية جرير، عن الأعمش.

- تصريح الأعمش بالسماع.

ص: 276

‌بيان وجوب الاستسلام لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوقيره، وحظر كثرة الكلام عنده

(1)

، وسؤاله عما هو مسكوت عنه، والبحث عما [لم]

(2)

يؤمر بالبحث عنه، والتشديد فيه، والدليل على أن اتباع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتناب نهيه تعبد، لا يقال: لم أمر، ولا

(3)

: لم نهى، ولا يقاس مسند أمره ونهيه، ولا يفتش عن جميع ما لا يتبين أنه حرام، بالظن والتوهُّم، وأن التقدم عليه مباح حتى يتبين تحريمه، وأن من فتش عن المبيع

(4)

أو الشيء حتى يتبين أنه حرام، كان مجرما آثما، إذ

(5)

فتش عمّا لم يجب عليه، فحرمه على من كان لو تقدم عليه كان له مباحا

(1)

في الأصل ونسخة (هـ): (عنه)، والتصويب من نسخة (ل).

(2)

من نسخة (ل).

(3)

حرف (لا) ليس في نسخة (ل).

(4)

هكذا صورتها في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، لكن السياق يتحدث عن الإباحة، وكذلك أحاديث الباب لا ذكر فيها للبيع. ويمكن أن تقرأ:(المبيح) بالحاء، لكن ذلك لا يتفق مع قواعد اللغة؛ فإن الإباحة من (أباح) الرباعي ولا يأت منه فعيل.

(5)

في نسخة (ل): (إذا).

ص: 278

10385 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب

(1)

، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، قالا: كان أبو هريرة يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم؛ فإنما أهلك الذين من قبلكم، كثرة مسائلهم، واختلافهم على أنبيائهم"

(2)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب توقيره صلى الله عليه وسلم، وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه، أو لا يتعلق به تكليف وما لا يقع، ونحو ذلك- (4/ 1830/ حديث رقم 130).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الاعتصام، باب الاقتداء بسنن النبي صلى الله عليه وسلم (13/ 251 / حديث رقم 7288).

ص: 279

10386 -

حدثنا الميموني، حدثنا أحمد بن شبيب، حدثنا أبي، عن يونس

(1)

، عن ابن شهاب، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد، قالا: كان أبو هريرة يحدث أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم: بمثله

(2)

.

(1)

ابن زيد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10385).

ص: 279

10387 -

حدثنا عبّاس الدُّوري، حدثنا أبو سلمة

⦗ص: 280⦘

الخزاعي

(1)

، حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم؛ فإنما أهلك الذين من قبلكم، كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم

(2)

.

(1)

أبو سلمة الخزاعي هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10385)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (130/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية أبي سلمة الخزاعي، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بمتنها على رواية يونس، عن ابن شهاب.

ص: 279

10388 -

حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو معاوية

(1)

، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اتركوني ما تركتكم، وإذا حدثتكم فخذوا عني، فإنما هلك من كان قبلكم، بكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم"

(2)

.

(1)

أبو معاوية -محمد بن حازم- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10385)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (131).

فوائد الاستخراج: ذكر تمام متن رواية أبي معاوية، ومسلم ساق إسنادها، وذكر أولها، ثم أحال بالباقي على رواية الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن.

ص: 280

10389 -

حدثنا الحسن بن عفان، حدثنا ابن نمير

(1)

، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذروني ما تركتكم؛ فإنما هلك من كان قبلكم، بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا"

(2)

.

(1)

عبد الله بن نمير هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10385)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (131).

فوائد الاستخراج: ذكر تمام متن رواية ابن نمير، ومسلم ساق إسنادها، وذكر أولها، ثم أحال بالباقي على رواية الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن.

ص: 281

10390 -

حدثنا ابن الخليل المخرمي، حدثنا أبو الجوَّاب

(1)

، حدثنا عمار بن رزيق

(2)

، عن الأعمش

(3)

، بمثله

(4)

.

(1)

الجوَّاب هو بفتح الجيم، وتشديد الواو، وبعدها ألف، وآخره موحدة تحتية.

انظر: الإكمال (2/ 168)، وتوضيح المشتبه (2/ 498).

وأبو الجواب هو الأحوص بن جواب، الضبي، الكوفي، ت (211) هـ.

(2)

ورزيق الضبي، الكوفي، أبو لاحوص، ت (159) هـ، هو بتقديم الراء المضمومة، تليها زاي مفتوحة، ومثناة تحتية ساكنة، وآخره قاف.

انظر: الإكمال (4/ 47، 51)، وتوضيح المشتبه (4/ 169، 157).

(3)

الأعمش هو موضع الالتقاء.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10385)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (131).

ص: 281

10391 -

حدثنا السُّلمي، حدثنا عبد الرزاق

(1)

، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذروني ما تركتكم، فإنما هلك الذين من

(2)

قبلكم، بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم؛ فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بالأمر فأتوا منه ما استطعتم".

قال عبد الرزاق: "ما تركتكم"

(3)

(4)

.

(1)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء.

(2)

في الأصل ونسخة (هـ) زيادة: (كان)، بعد (من).

(3)

هكذا في الأصل، ونسختي (ل)، (هـ). وأما مسلم فبين أن رواية همام هي بلفظ:"ما تركُتْمُ". فلعله حصل خطأ من نساخ مستخرج أبي عوانة، فكتبوها:"ما تركتكم" بالبناء للمعلوم.

أو ربما وهم فيها الإمام مسلم، فأراد أبو عوانة أن ينبه على أنها ليست كما قال مسلم، والله أعلم.

وقد رجعت إلى المصادر التي فيها رواية عبد الرزاق فوجدتها بلفظ: "ما تركتكم".

انظر: صحيفة همام (ص 100/ حديث رقم 32)، ومصنف عبد الرزاق (11/ 220 / حديث رقم 20372، ورقم 20373، ورقم 20374)، ومسند أحمد (2/ 313، 314)، وصحيح ابن حبان (الإحسان 1/ 200 / حديث رقم 20).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10385)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (131).

فوائد الاستخراج: ذكر تمَام رواية همام، ومسلم ساق إسنادها، ونبه على أنها بلفظ:"ما تركتم فإنما هلك من كان قبلكم"، ثم أحال بالباقي على رواية الزهري عن =

⦗ص: 283⦘

= سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن.

ص: 282

10392 -

حدثنا الصغاني، حدثنا خلاف المخرمي، حدثنا غندر، حدثنا شُعبة

(1)

، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ذروني ما تركتكم؛ فإنما أهلك

(2)

أهل الكتاب، بسؤالهم، فانظروا ما أمرتكم به فاتبعوه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فدعوه" أو "ذروه"

(3)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): (هلك).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10385)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (131).

فوائد الاستخراج: ذكر تمام رواية شعبة، ومسلم ساق إسنادها، وذكر طرفها، وأحال بالباقي على رواية الزهري عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن.

ص: 283

10393 -

حدثنا الترمذي، حدثنا الحُميدي، حدثنا سفيان

(1)

، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، [وابن عجلان، عن أبيه

(2)

،

⦗ص: 284⦘

عن أبي هريرة

(3)

]

(4)

قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ذروني ما تركتكم؛ فإنما هلك من كان قبلكم، بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فما

(5)

نهيتكم عنه فانتهوا، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم".

قال سفيان: زاد ابن عجلان: فحدثت به أبان بن صالح، فكان يعجب بهذه الكلمة:"فأتوا منه ما استطعتم"

(6)

.

(1)

ابن عيينة -كما في تحفة الأشراف (10/ 172/ حديث رقم 13718) - وهو موضع الالتقاء، في روايته عن أبي الزناد. وأما روايته عن ابن عجلان فليست في الكتب الستة، وسيأتي تخريجها.

(2)

عجلان، مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة.

قال النسائي، وابن حجر: لا بأس به.

وذكره ابن حبان في ثقاته.

انظر: الثقات (5/ 277، 278) وتهذيب الكمال (19/ 516 / ترجمة =

⦗ص: 284⦘

= 3878)، وتقريب التهذيب (671 /ترجمة 4566).

(3)

أبو هريرة رضي الله عنه هو موضع الالتقاء، وفي طريق ابن عجلان.

(4)

ما بين المعقوفتين زيادة من نسخة (ل).

(5)

في نسخة (ل)، وحاشية هـ:(وما).

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10385)، وهذا الطريق -طريق أبي الزناد- عند مسلم برقم (131).

وأما طريق ابن عجلان فأخرجها بتمامها، الحميدي في مسنده (2/ 477، 478/ حديث رقم 1125)، وأحمد (2/ 247)، دون قوله: (زاد ابن عجلان

)، كلاهما عن سفيان، به.

فوائد الاستخراج: ذكر تمام رواية أبي الزناد، ومسلم ساق إسنادها، وذكر طرفها، وأحال بالباقي على رواية الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة ابن عبد الرحمن.

ص: 283

10394 -

حدثنا الربيع بن سليمان، ويونس بن عبد الأعلى، قالا:

⦗ص: 285⦘

حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك بن أنس، عن أبي الزناد

(1)

، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ذَروني ما تركتكم؛ إنما أهلك الذين من قبلكم كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم"

(2)

.

(1)

أبو الزناد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10385)، ورقم (10393).

ص: 284

10395 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا شبابة، حدثنا ورقاء بن عمر، عن أبي الزناد

(1)

، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إن هلاك الذين من قبلكم باختلافهم على أنبيائهم، وكثرة سؤالهم إياهم؛ فما نهيتكم عنه فانتهوا، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم"

(2)

.

(1)

أبو الزناد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10385)، ورقم (10393).

ص: 285

10396 -

حدثنا ابن الجُنيد الدقاق، وأبو أمية، قالا: حدثنا سليمان ابن داوود أبو أيوب العباسي، ح.

وحدثنا ابن المنادي، والصغاني، قالا: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد

(1)

، قال: حدثني ابن شهاب، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أعظم المسلمين في المسلمين

⦗ص: 286⦘

جرما، من سأل عن شيء لم يحرم على المسلمين، فحرم من أجل مسألته"

(2)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب توقيره صلى الله عليه وسلم، وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه .. .. (4/ 1831/ حديث رقم 132).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال (13/ 264/ حديث رقم 7289).

ص: 285

10397 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب

(1)

، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، أنه سمع سعد بن أبي وقاص، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعظم المسلمين في المسلمين جرما، من سأل عن شيء لم يحرم على المسلمين، فحرم من أجل مسألته"

(2)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10396)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (133/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج:

- ذكر متن رواية يونس، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية سفيان، عن الزهري، ونبه فيها على سماع عامر بن سعد، من أبيه.

تنبيه: هذا الحديث تكرر في نسخة (ل).

ص: 286

10398 -

حدثنا الدنداني، حدثنا أحمد بن شبيب، حدثنا أبي، عن

⦗ص: 287⦘

يونس

(1)

، عن ابن شهاب، بمثله

(2)

.

(1)

هو ابن يزيد، وهو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10397).

ص: 286

10399 -

حدثنا السُّلمي، قال: حدثنا عبد الرزاق

(1)

، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أكثر

(2)

المسلمين في المسلمين جرما، رجلا سأل عن شيء، ونَقَّر

(3)

عنده

(4)

، حتى أنزل في ذلك الشيء تحريم، من أجل مسألته". كذا قال معمر: سأل عن شيء ونقر

(5)

.

⦗ص: 288⦘

وقال يونس: عن عامر بن سعد، أنه سمع سعدا

(6)

.

(1)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء.

(2)

هكذا منقوطة بثلاث من فوق في الأصل ونسخة (هـ)، وفي نسخة (ل) بواحدة من تحت:(أكبر).

(3)

نَقَّرَ -بفتح النون، وتشديد القاف، بعدها راء- أي: فتش، وبالغ في البحث والاستقصاء.

انظر: المجموع المغيث (3/ 340)، والنهاية (5/ 105)، وشرح النووي (1/ 1115)، ولسان العرب (6/ 4520/ مادة: نقر)، وفتح الباري (13/ 268).

(4)

هكذا في الأصل، ونسختي (ل)، (هـ)، إلا أنه على آخرها ضبة في نسخة (ل)، وفي صحيح مسلم:(عنه).

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10396)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (133/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر من رواية معمر، ومسلم ساق إسنادها، ونبه على أنها =

⦗ص: 288⦘

= بلفظ: "رجل سأل عن شيء ونقر عنه"، وأحال بالباقي على رواية سفيان، عن الزهري.

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10397).

ص: 287

10400 -

حدثنا أبو جعفر الدارمي، حدثنا النضر بن شميل

(1)

، أخبرنا شعبة، أخبرني موسى بن أنس، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه عن أصحابه شيء، فخطب فقال:"لا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكموه، ولقد عرضت علي الجنة والنار، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا"؛ فأقبل أصحابه يخنون

(2)

وقد

⦗ص: 289⦘

غطوا رؤوسهم، فقام عمر بن الخطاب فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، وبيعتنا بيعته

(3)

، فقام ذلك الرجل

(4)

، فقال: من أبي؟ قال: أبوك فلان

(5)

، فأنزل الله عز وجل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}

(6)

(7)

. سورة المائدة الآية 101.

(1)

النضر بن شميل هو موضع الالتقاء.

(2)

هكذا منقوطة في نسختي (ل)، (هـ)، وأما في الأصل فنقط الياء والنونين، وترك الحاء.

قال النووي -في شرحه على صحيح مسلم-: (قوله: "ولهم خنين" هو بالخاء المعجمة، هكذا هو في معظم النسخ ولمعظم الرواة، ولبعضهم بالحاء المهملة، وممن ذكر الوجهين: القاضي، وصاحب التحرير، وآخرون). اهـ.

وأما ابن حجر فقال: (قوله: "لهم حنين" بالحاء المهملة للأكثر، وللكشميهني: بالخاء المعجمة). اهـ.

والحنين -بالمعجمة-: ضرب من البكاء، دون الانتحاب. وقد يجعلون الخنين والخنين واحدا، إلا أن الخنين من الأنف، والحنين -بالحاء المهملة- من الصدر.

انظر: المجموع المغيث (1/ 624)، والنهاية (2/ 85)، وشرح النووي =

⦗ص: 289⦘

= (15/ 111)، والفتح (8/ 281).

(3)

(وبيعتنا بيعته). هكذا تظهر قراءة هذه الجملة في الأصل ونسخة (هـ)، إلا أنه فوق حرف التاء، من كلمة (بيعته) ضمة أو ضبة، في هاتين النسختين، وأما نسخة (ل) فصورة هذه الجملة فيها هكذا:(وبيعتنا بيعة).

ولم أقف على جملة (وبيعتنا بيعته) في مصدر أخر، لكي أتأكد منها، لا سيما من رواية موسى بن أنس، عن أنس.

(4)

هو عبد الله بن حذافة السهمي، كما صرح به في الحديث الآتي برقم (10403)، ورقم (10404)، وجاء مصرحا باسمه في الصحيحين، انظر تخريج الحديث.

وسيأتى في الحديث رقم (10409) أن اسمه: خارجة من حذافة. وهكذا أيضا جاء عند الإسماعيلي، كما ذكر الحافظ ابن حجر.

وذكر الحافظ -أيضًا-: أنه في رواية للعسكري: (نزلت في قيس بن حذافة)، ثم قال:(والأول أشهر) -يعني عبد الله بن حذافة- (كلهم له صحبة).

انظر الغوامض والمبهمات (1/ 364 / حديث رقم 323)، والفتح (8/ 281).

(5)

هو حذافة السهمي، كما صرح به في الحديث الآتي برقم (10403)، ورقم (10404).

(6)

آية رقم (101) من سورة المائدة.

(7)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب توقيرة صلى الله عليه وسلم، وترك إكثار سؤاله عما =

⦗ص: 290⦘

= لا ضرورة له .... (4/ 1832/ حديث رقم 134).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير، باب:(لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) - (8/ 280 / حديث رقم 4621)، وأطرافه في (93، 540، 749، 6362، 6468، 6486، 7089، 7090، 7091، 7294، 7295).

ص: 288

10401 -

حدثنا محمد بن غالب التمار، حدثنا محمود بن غيلان

(1)

، حدثنا النضر بن شُميل، أخبرنا شُعبة، عن موسى بن أنس، عن أنس، بمثله بطوله

(2)

.

(1)

محمود بن غيلان هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10400).

ص: 290

10402 -

حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، ح.

وحدثنا أبو الأزهر، حدثنا وهب بن جرير، ح.

وحدثنا الصغاني، حدثنا سليمان بن حرب، قالوا: حدثنا شعبة

(1)

، عن موسى بن أنس، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا"

(2)

(3)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10400).

(3)

في نسختي (ل)، (هـ)، زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي:

(قال أحمد: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاعقة، حدثنا روح ابن عبادة، حدثنا شعبة، أخبرني موسى بن أنس، قال: محعت أنس بن مالك، قال رجل: =

⦗ص: 291⦘

= يا رسول الله، من أبي؟. قال:"أبوك فلان". فنزلت: [يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم].

وروى أحمد، عن الجارود بن عبد الرحمن الجارودي، عن أبيه، عن شعبة، بإسناده: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط، وقال:"لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا" الحديث).

انتهت الزيادة.

هذان المعلقان عزاهما الحافظ ابن حجر -في الإتحاف- (2/ 348 / حديث 1857) - إلى أبي عوانة، بصورة التعليق التي هنا، إلا أنه قال:(قال أحمد: حدثنا صاعد، حدثنا روح بن عبادة)، ويظهر أن قوله:(صاعد) تصحيف من: (صاعقة) لقب محمد بن عبد الرحيم.

وبين الحافظ أن: (أحمد) -في الموضعين- هو أحمد بن يوسف السلمي، وهو من شيوخ أبي عوانة، وقد تقدمت ترجمته، انظر الحديث رقم (9177).

وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم (صاعقة)، بغدادي بزاز، ت (255) هـ.

وثقه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، ونصر بن أحمد بن نصر الكندي، والنسائي، ومحمد بن إسحاق السراج، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومسلمة بن القاسم، والدارقطني، والخطيب، والمزي، والذهبي، وابن حجر.

انظر: تأريخ بغداد (2/ 363، 1364 ترجمة 873)، وتهذيب الكمال (6/ 5 - 8 / ترجمة 5417)، والسير (12/ 295/ ترجمة 107)، وتهذيب التهذيب (9/ 277 / ترجمة 515)، وتقريب التهذيب (872 / ترجمة 6131).

ولم أقف على من وصل هذا الحديث من طريق أحمد بن يوسف السلمي، لكن رواه البخاري- في صحيحه، كتاب الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال

=

⦗ص: 292⦘

= (13/ 265/ حديث رقم 7295) - عن محمد بن عبد الرحيم، وهو أبو يحيى صاعقة، عن روح بن عبادة، به.

ورواه مسلم عن محمد بن معمر بن ربعي القيسي، عن روح بن عبادة، به.

انظر صحيح مسلم -كتاب الفضائل، باب توقيره صلى الله عليه وسلم (4/ 1832/ حديث رقم 135).

وأما (الجارود بن عبد الرحمن الجارودي) فلم أقف على ترجمته بهذا الاسم، ولم أجده في الألقاب، وأكاد أجزم بأنه: المنذر بن الوليد بن عبد الرحمن الجارودي؛ حيث قد روى البخاري هذا الحديث عنه، عن أبيه، عن شعبة، به.

انظر: صحيح البخاري -كتاب التفسير، باب (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) - (8/ 280 / حديث رقم 4621).

فيكون أبو عوانة، أو أحمد بن يوسف السلمي، أحدهما لَقَّبَهُ بـ (الجارود)، ونسبه إلى جده. والله أعلم.

والمنذر بن الوليد بن عبد الرحمن الجارودي، يكنى أبا العباس، بصري.

ذكره ابن حبان في الثقات.

ووثقه الذهبي، وابن حجر، وقال -في الفتح-: ليس له في البخاري إلا هذا الموضع، وآخره في كفارات الأيمان.

انظر: الثقات (9/ 176)، والكاشف (3/ 154/ ترجمة 5732)، وتقريب التهذيب (971/ 6941)، وفتح الباري (8/ 281).

وأبوه: الوليد بن عبد الرحمن الجارودي، بصري أيضا، ت (202) هـ.

وثقه الدارقطني، وابن حجر، وقال -في الفتح-: ما له في البخاري ذكر إلا في هذا الموضع، ولا رأيت له راويا إلا ولده، وحديثه هذا في المتابعات، فإن المصنف =

⦗ص: 293⦘

= أورده في الاعتصام من رواية غيره. اهـ.

وكذلك ذكر الذهبي أنه لم يرو عنه إلا ابنه.

انظرة الكاشف (3/ 210 / ترجمة 6182)، وتهذيب التهذيب (11/ 122، 123/ ترجمة 232)، وتقريب التهذيب (1039/ ترجمة 7484).

ص: 290

10403 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، وأبو عبيد الله بن أخي ابن وهب، قالا: حدثنا ابن وهب

(1)

، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، أنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس، صلى

(2)

بهم

(3)

صلاة الظهر، فلما سلم قام على المنبر، فذكرَ الساعة، وذكر أن قبلها أمورا عظاما، و

(4)

قال: "من أحب أن يسألني عن شيء، فليسألني عنه؛ فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به، ما دمت في مقامي هذا". قال أنس بن مالك: فأكثر الناس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يقول:"سلوني"؛ فقام عبد الله بن حذافة،

⦗ص: 294⦘

فقال: من أبي يا رسول الله؟ قال: "أبوك حذافة"، فلما أكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يقول:"سلوني"؛ برك عمر على ركبتيه، فقال: يا رسول الله، رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما والذي نفس محمد بيده، لقد عرضت علي الجنَّة والنار آنفا في عرض هذا الحائط، فلم أر كاليوم في الخير والشر".

قال ابن شهاب: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، قال: قالت أم عبد الله بن حذافة، لعبد الله: ما سمعت بابن قط أعق منك، أمنت أن تكون أمك قد قارفت

(5)

بعض ما كان تقارف

(6)

نساء الجاهلية، فتفضحها على أعين الناس، فقال عبد الله بن حذافة: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقته

(7)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، وفي الحديث الآتي والصحيحين:(فصلى)، وهو أفصح.

(3)

في نسخة (ل): وصحيح مسلم: (لهم).

(4)

حرف الواو ساقط من نسخة (ل).

(5)

قارف امرأته: جامعها. كل شيء خالطته وواقعته، فقد قارفته.

والمراد هنا: الزنا، كما قال النووي.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 323)، وغريب الحديث للحربي (2/ 364، 368)، والنهاية (4/ 45، 46)، وشرح النووي (15/ 114).

(6)

النقط من صحيح مسلم، وفي نسخة (ل):(يفارق) بتقديم الفاء، ولعله سبق قلم من الناسخ.

(7)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10400)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (136). =

⦗ص: 295⦘

= ومعاتبة أم عبد الله بن حذافة لابنها عبد الله، انفرد بها مسلم عن البخاري.

وقد أورد مسلم معاتبتها لابنها من طريق شعيب، عن الزهري، وزاد فيه رجلا بين عبيد الله بن عبد الله، وبين أم عبد الله بن حذافة. وانظر حاشية الحديث رقم (10405).

وعلق على ذلك ابن حجر بقوله: (وهذا للاتصال أقرب). النكت الظراف (1/ 400/ حديث رقم 1567).

ص: 293

10404 -

حدثنا [أحمد بن يوسف]

(1)

السلمي، والدبري، قالا: حدثنا عبد الرزاق

(2)

، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فلما سلم قام على المنبر، فذكرَ الساعة، وذكر أن بين يديها أمورا عظاما، ثم قال:"من أحب أن يسأل عن شيء، فليسأل عنه؛ فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به، ما دمت في مقامي هذا"، قال أنس: فأكثر الناس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول:"سلوني"؛ فقام إليه رجل

(3)

، فقال: أين مدخلي يا رسول الله؟ قال: "النار"، قال: فقام عبد الله بن حذافة، فقال: من أبي يا

⦗ص: 296⦘

رسول الله؟ قال: "أبوك حذافة". قال: ثم أكثر من أن يقول: "سلوني"، قال: فبرك عمر على رُكبتيه، فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض

(4)

هذا الحائط وأنا أصلي، فلم أر كاليوم في الخير والشر".

قال الزهريّ: وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. وذكر الحديث، بمثل حديث يونس بن يزيد، إلا أنه قال: لو ألحقني

(5)

(6)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء.

(3)

قال ابن جر: لم أقف على اسم هذا الرجل، في شيء من الطرق، كأنهم أبهموه عمدا للستر عليه. فتح الباري (13/ 269).

(4)

العُرْض -بضم العين- الجانب والناحية من كل شيء. النهاية (3/ 210)، وانظر: المجموع المغيث (2/ 427)، وشرح النووي (15/ 113)، وفتح الباري (2/ 21).

(5)

لم يتبين في وجه هذا التنبيه؛ لأن حديث يونس بن يزيد هو أيضا بلفظ: (لو ألحقني)،

إلا إذا كان يشير إلى زيادة ذكر القسم في رواية يونس بن يزيد.

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10400)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (136/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية معمر، عن الزهري، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بمتنها على رواية يونس، عن الزهري.

ص: 295

10405 -

حدثنا أبو الحسين بن خالد بن خلي الحمصي، حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه

(1)

، ح.

⦗ص: 297⦘

وحدثنا أبو الجماهر الحمصي، وأبو يوسف الفارسي، والصغاني، وأبو أمية، قالوا: حدثنا أبو اليمان

(2)

، أخبرنا شُعيب، عن الزُّهري، أخبرني أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس، فصلى بهم الظهر. ثم ذكر بمثله، إلى قوله:"فلم أر كاليوم في الخير والشر"

(3)

. حديثهم واحد

(4)

.

(1)

شعيب بن أبي حمزة هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق.

(2)

أبو اليمان، هو الحكم بن نافع، وهو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10400)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (136/ الطريق الثاني).

(4)

في نسخة (هـ) زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي:(وزعم مسلم أن شعيبا قد رواه عن الزهري، فقال: وأخبرني عبيد الله بن عبد الله، قال: حدثني رجل من أهل العلم، أن أم عبد الله بن حذافة قال. بمثل حديث يونس).

وقد تقدم التنبيه على هذه الرواية، وتقدم ذكر إقرار الحافظ ابن حجر لها، انظر حاشية الحديث رقم (10403).

وأما نسخة (ل)، فليس فيها من هذه الزيادة- التي في نسخة (هـ) - إلا:(قال الزهري: وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. وذكر الحديث بمثله).

ص: 296

10406 -

حدثنا العبَّاس الدُّوري، والصغاني، وأبو أمية، قالوا: حدثنا روح بن عبادة، حدثنا سعيد بن أبي عروبة

(1)

، عن قتادة، عن أنس ابن مالك، أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حتى ألحفوه

(2)

بالمسألة،

⦗ص: 298⦘

فخرج ذات يوم فصعد المنبر، فقال: لا تسألوني اليوم عن شيء إلا أنبأتكم به"، فاشفق أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يكون بين يديه أمر قد حضر، قال: فجعلت لا ألتفت يمينا و

(3)

لا شمالا، إلا وجدت كل رجل لافا

(4)

رأسه في ثوبه يبكي، فأنشا رجل

(5)

كان يلاحى

(6)

، فيدعى إلى غير أبيه، فقال: يا رسول الله، من أبي؟ قال:"أبوك حذافة". ثم قام عمر، أو قال: ثم أنشأ عمر، فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، عائذا بالله من شرِّ الفتن، أو قال: أعوذ بالله وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، عائذا بالله من شر الفتن، أو قال

(7)

: أعوذ بالله

⦗ص: 299⦘

من شر الفتن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لم أر كاليوم في الخير والشرِّ قط، صورت لي الجنة والنار حتى رأيتهما دون الحائط"

(8)

.

(1)

سعيد بن أبي عروبة هو موضع الالتقاء.

(2)

ألحف في المسألة، يلحف إلحافا: إذا ألح فيها ولزمها. النهاية (4/ 237).

(3)

حرف (لا) ساقط من نسخة (ل).

(4)

في الأصل ونسخة (هـ): (لاف)، والذي أثبته من نسخة (ل).

قال ابن فارس: (اللام والفاء، أصل صحيح، يدل على تلوي شيء على شيء). اهـ.

وفي لسان العرب: (لف الرجل رأسه إذا جعله تحت ثوبه).

انظر: مقاييس اللغة (5/ 207)، ولسان العرب (5/ 4055).

(5)

هو عبد الله بن حذافة، انظر التعليق على الحديث رقم (10400).

(6)

لاحى -بفتح المهملة- أي: خاصم، والملاحاة: المخاصمة والسباب.

انظر: النهاية (4/ 243)، وشرح النووي (15/ 114)، وفتح الباري (3/ 44) و (11/ 173).

(7)

في الأصل ونسخة (هـ): (وقال)، والتصويب من صحيح البخاري، وأكد الحافظ في =

⦗ص: 299⦘

= الفتح أنها بالشك (13/ 43، 45/ حديث رقم 7090). وأما نسخة (ل) صحيح مسلم فلم تذكر فيهما جملة: (أو قال: أعوذ بالله من شر الفتن).

(8)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10400)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (137).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو سعيد، بأنه: ابن أبي عروبة.

ص: 297

10407 -

حدثنا عباس، وأبو أمية، وعمار، قالوا: حدثنا روح بن عبادة، عن هشام بن أبي عبد الله

(1)

، عن قتادة، عن أنس، بمثله. زاد عمار، وأبو أمية: وكان قتادة يذكر هذا الحديث إذا سئل عن هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}

(2)

.

(1)

هشام بن أبي عبد الله -الدستوائي- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10400)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (137/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل، وهو هشام، بأنه: ابن أبي عبد الله.

- زيادة: (وكان قتادة يذكر

).

ص: 299

10408 -

حدثنا عمار بن رجاء، حدثنا أبو داوود، حدثنا هشام

⦗ص: 300⦘

الدستوائي، [ح]

(1)

.

وحدثنا أبو قلابة، حدثنا معاذ بن فضالة

(2)

، حدثنا هشام الدستوائي، [ح]

(3)

.

وحدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا أبو عمر، حدثنا هشام الدستوائي

(4)

، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ألحفوه بالمسألة، قال: فغضب؛ فصعد المنبر، فقال:"لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بينته لكم"، قال: فجعلت أنظر يمينا وشمالا، فإذا كل رجل لافا

(5)

رأسه في ثوبه يبكي، فإذا رجل كان إذا لاحى الرجال، يدعى لغير أبيه، فقال: يا رسول الله، من أبي؟ قال:"حذافة"، ئم أنشأ عمر، فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، نعوذ بالله من الفتن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما رأيت في

⦗ص: 301⦘

الخير والشر كاليوم قط، (إنه)

(6)

صورت في الجنة والنار حتى رأيتهما

(7)

من وراء

(8)

الحائط، فكان قتادة يذكر هذه الآية عند هذا الحديث {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} .

حديثُهم بمعنى واحد

(9)

(10)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

الزهراني، أبو زيد، البصري، ت (210) هـ.

وثقه العجلي، وأبو حاتم، وابن حجر.

انظر: الثقات للعجلي (431 / ترجمة 1589)، والجرح والتعديل (8/ 251/ ترجمة 1139)، وتقريب التهذيب (952/ 6785).

(3)

من نسخة (ل).

(4)

هشام الدستوائي هو موضع الالتقاء.

(5)

فوقها ضبة في الأصل، ولم يتبين في وجه التضبيب.

(6)

في الأصل ونسختي (ل)، (هـ):(رأيت)، والتصويب من صحيح البخاري (11/ 173/ حديث رقم 6362).

(7)

في الأصل ونسختي (ل)، (بها:(رأيت)، والتصويب من صحيح البخاري (11/ 173/ حديث رقم 6362).

(8)

في نسخة (ل): (ورائه).

(9)

في نسخة (ل) جاءت العبارة هكذا: (معنى حديثهم بمعنى واحد).

(10)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10400)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (137/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية هشام الدستوائي، ومسلم ساق إسنادها دون المتن.

ص: 299

10409 -

حدثني جعفر بن محمد القطان الرقي، حدثنا عبد الله ابن عمر الخطابي، حدثنا معتمر بن سليمان

(1)

، قال: سمعت أبي، حدثنا قتادة، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل حتى أحفوه

(2)

بالمسألة، فقال:

⦗ص: 302⦘

"سلوني؛ فوالله لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم" فأرَمَّ

(3)

الناس، وخشوا أن يكون بين يدي أمر عظيم، قال أنس: فجعلنا نلتفت يمينا وشمالا، فلا أرى كل رجل إلا قد دس رأسه في ثوبه يبكي، قال: وجعل نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سلوني؛ فوالله لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم". قال: فقام رجل من ناحية المسجد، فقال: يا رسول الله، من أبي؟ قال:"أبوك حذافة"، والرجل اسمه خارجة

(4)

، قال: وأشفق الناس، فقام عمر بن الخطاب، فقال: يا نبي الله، رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، ونعوذ بالله من سوء الفتن، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:"ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط؛ إنها صورت في الجنة والنار، فأبصرتهما دون ذلك الحائط أو كما قال"

(5)

.

(1)

معتمر بن سليمان هو موضع الالتقاء.

(2)

أي: استقصوا في السؤال. النهاية (1/ 410)، وانظر الحديث رقم (10406)، حيث =

⦗ص: 302⦘

= جاء في لفظ: (ألحفوه).

(3)

بفتح الراء، وتشديد الميم، أي: سكتوا على أمر في أنفسهم، وأصله من المرمة، وهي: الشفة. أي: ضموا شفاههم بعضا على بعض. ويروي بالزاي وتخفيف الميم، وهو بمعناه.

انظر: غريب الحديث للحربي (1/ 74)، والنهاية (2/ 267)، وشرح النووي (15/ 114).

(4)

انظر تخريج الحديث (10400).

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10400)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (137/ الطريق الثاني).

⦗ص: 303⦘

= فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية معتمر بن سليمان، ومسلم ساق إسنادها دون المتن.

ص: 301

10410 -

حدثنا أبو أسامة عبد الله بن أسامة

(1)

، حدثنا الحسن بن الربيع

(2)

حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس

(3)

، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "رأيت الجنة والنار، صورا

(4)

لي في هذا الحائط، فلم أر كاليوم في الخير والشر"

(5)

.

(1)

الكلبي.

(2)

ابن سليمان، البجلي، ثم القسري، أبو علي، الكوفي، البوراني.

(3)

أنس هو موضع الالتقاء، وقد روى مسلم هذا الحديث من طريق معتمر بن سليمان، لكن عن أبيه، عن قتادة، كما في الحديث السابق. ولم ينفرد الحسن بن الربيع برواية هذا الحديث عن معتمر بن سليمان عن أبيه، عن أنس، بل تابعه: عارم -كما في الحديث التالي- وسويد بن سفيان -عند أبي يعلى (7/ 124/ حديث رقم 4081)، فيظهر أن سليمان والد المعتمر قد سمعه من قتادة، ثم سمعه من أنس مباشرة، ويؤيد هذا الاحتمال اختلاف السياق، فقد رواه سليمان عن أنس مختصرًا، وعن قتادة، عن أنس مطولًا. والله أعلم.

(4)

في نسخة (ل): صورتا.

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10400)، والإحالة قبل السابقة.

ص: 303

10411 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا عارم، حدثنا المعتمر، قال أبي: حدثنا أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال. مثله

(1)

.

(1)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10400).

ص: 303

10412 -

حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، حدثنا أبو أسامة

(1)

، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها، فلما أكثر عليه غضب، ثم قال للناس:"سلوني عما شئتم"؛ فقال رجل: من أبي؟ قال: أبوك حذافة، فقام آخر

(2)

، فقال: من أبي يا رسول الله؟ قال: "أبوك سالم مولى شيبة". فلما رأى عمر ما في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغضب، قال: يا رسول الله، إنا نتوب إلى الله

(3)

.

(1)

أبو أسامة -حماد بن أسامة- هو موضع الالتقاء.

(2)

هو سعد، كما سماه ابن عبد البر -في التمهيد (21/ 291)، في ترجمة سهيل بن أبي صالح، - وأغفله في الاستيعاب، ولم يظفر به أحد من الشارحين، ولا ممن صنف في المبهمات، ولا في أسماء الصحابة، وهو صحابي بلا مرية؛ لقوله:(من أبي يا رسول الله)؟. فتح الباري (1/ 187).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10400)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (138).

ص: 304

‌بيان وجوب اتباع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفي الإيمان عن من لم يتبعها، أو يرغب عنها لعلة يقيس عليها، والدليل على أن جميع أحكامه من سننه، التي ليس لها ذكر في كتاب الله، كانت منه بالوحي

ص: 305

10413 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، والليث بن سعد

(1)

، عن ابن شهاب، عن عروة، أن عبد الله بن الزبير حدثه، عن الزبير بن العوام: أنه خاصم رجلا

(2)

من

⦗ص: 306⦘

الأنصار، قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في شراج

(3)

الحرة

(4)

، كانا يسقيان كلاهما به النخل، فقال الأنصاري: سرح الماء يمر، فأبى عليه؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اسق يا زبير، ثم أرسل إلى جارك"، فغضب الأنصاري، وقال: يا رسول الله، أن كان ابن عمّتك

(5)

؛ فتلوّن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ثم قال: "يا زبير، اسق، ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر

(6)

". واستوعى رسول الله صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 307⦘

للزُّبير حقّه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل

(7)

ذلك أشار على الزبير برأي أراد فيه السعة له وللأنصاري، فلما أحفظ

(8)

رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الأنصاري؛ استوعى للزبير حقه في صَريح الحكم، قال: فقال الزبير: ما أحسب هذه الآية أنزلت إلا في ذلك: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} ، إلى قوله:{تَسْلِيمًا}

(9)

(10)

. أحدهما يزيد على صاحبه في القصة.

(1)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

اختلف فيه، فقيل: هو حاطب بن أبي بلتعة. وقيل: ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري. وقيل: اسمه: حميد. وقيل: ثعلبة بن حاطب الأنصاري. وقيل: إن ذلك الرجل من المنافقين.

ومال الحافظ ابن حجر إلى الأول، وقال:(مستند ذلك ما أخرجه ابن أبي حاتم، من طريق سعيد ابن عبد العزيز، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، في قوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الآية، قال: نزلت في الزبير بين العوام، وحاطب بن أبي بلتعة، اختصما في ماء. الحديث، وإسناده قوي مع إرساله، فإن كان سعيد بن المسيب، سمعه من الزبير، فيكون موصولا، وعلى هذا فيؤول قوله: من الأنصار، على إرادة المعنى الأعم، كما وقع ذلك في حق غير واحد، كعبد الله بن حذافة). اهـ. الفتح (5/ 35، 36). =

⦗ص: 306⦘

= وانظر: الغوامض والمبهمات (2/ 579، 282 / حديث رقم 571، 573)، والمستفاد (3/ 1357، 1359/ حديث رقم 528).

(3)

شراج -بكسر الشين المعجمة، وبالجيم- جمع شرج أو شرجة، وهي مسيل الماء من الحرة إلى السهل. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 2)، والفائق (2/ 237)، والنهاية (2/ 456)، وشرح النووي (15/ 107)، والفتح (5/ 36).

(4)

الحرة: أرض ذات حجارة سود نخرة، كأنما أحرقت بالنار. لسان العرب (2/ 829).

(5)

هي: صفية بنت عبد المطلب. الفتح (5/ 36).

(6)

الجدر -بفتح الجيم وكسرها، وسكون الدال المهملة- هو ها هنا: المسناة، وهو ما رفع حول المزرعة كالجدار. وقيل: هو لغة في الجدار.

ويروى (الجدر) بضم الدال: جمع جدار.

ويروى (الجذر) بالذال المعجمة: وهو جذر الحساب، والمعنى: حتى يبلغ تمام الشرب.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 2)، والمجموع المغيث (1/ 303)، والفائق =

⦗ص: 307⦘

= (2/ 237)، والنهاية (1/ 246)، وشرح النووي (5/ 107)، والفتح (5/ 37).

(7)

في الأصل ونسخة (هـ): (فعل)، والتصويب من نسخة (ل).

(8)

أَحْفَظَ -بالحاء المهملة، والفاء والظاء المعجمة- من الحفيظة، وهي: الغضب.

انظر: النهاية (1/ 408)، والفتح (5/ 310).

(9)

سورة النساء، آية (65).

(10)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم (4/ 1829، 1830/ حديث رقم 129)، لكن من مسند عبد الله بن الزبير، كما في الحديث التالي.

كذلك البخاري في صحيحه -كتاب المساقات، باب سكر الأنهار- (5/ 34 / حديث رقم 2359، 2360)، وأطرافه في (2361، 2362، 1708، 4585).

لكن اختلف في هذا الحديث على الزهري، فرواه الليث بن سعد، وغيره، عن الزهري، عن عروة، عن عبد الله بن الزبير، من مسنده. وهذا الطريق متفق عليه، وقال الدارقطني: هو المحفوظ عن الزهري. =

⦗ص: 308⦘

= ورواه شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن عروة، عن الزبير بن العوام. أخرجه البخاري برقم (2708)، وقد تابع شعيبا على هذه الرواية غير واحد.

ورواه غير واحد عن الليث، ويونس بن يزيد، كليهما عن الزهري، عن عروة، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير بن العوام.

أخرجه أبو عوانة، والنسائي (8/ 238، 239/ حديث رقم 5407)، وغيرها.

وانظر العلل للدارقطني (4/ 227 - 229 /سؤال رقم 526).

ص: 305

10414 -

حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا بشر بن عمر، حدثنا الليث، ح.

وحدثنا شعيب بن شعيب بن إسحاق، حدثنا مروان بن محمد، حدثنا الليث بن سعد

(1)

، قال: حدثني ابن شهاب، عن عروة أنه حدثه، أن عبد الله بن الزبير حدثه، أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير في شراج الحرة، الذي يسقون به النخل، فقال الأنصاري: سرح الماء، فأبى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اسق يا زُبير، ثم أرسل إلى جارك"، فغضب الأنصاري، فقال: يا رسول الله، قضيت له أن كان ابن عمتك، قال: فتلوَّن وجهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ثم قال: "يا زُبير اسق، واحبس الماء حتى يرجع إلى الجدر، ثم أرسل إلى جارك"، قال الزبير: حسبت أن هذه الآية نزلت في ذلك: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا

⦗ص: 309⦘

شَجَرَ بَيْنَهُمْ}

(2)

.

(1)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء في الطريقين.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10413).

ص: 308

10415 -

حدثنا الصغاني، حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، [ح]

(1)

.

وحدثنا أبو أمية، حدثنا الحسن بن موسى [الأشيب]

(2)

، وسعيد ابن سُليمان، قالا: حدثنا الليث بن سعد

(3)

، بإسناده، إلا أنه قال: الحرة التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري: سرح الماء، فأبى عليهم، فاختصموا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم،

ولم يقل: قضيت له

(4)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

من نسخة (ل).

(3)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10413).

ص: 309

10416 -

حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا أصبغ بن الفرج، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب

(1)

، بمثل حديث ابن وهب، عن يونس، والليث، إلى قوله:"احبس الماء حتى يبلغ الجدر"

(2)

(3)

.

(1)

ابن شهاب هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10413).

(3)

في نسخة (هـ) زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي: (رواه ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن الزهري. هدا الحديث هو الأصل في الحكم بماء السيل للأعلى، =

⦗ص: 310⦘

= وللأعلى أن لا يرسل الماء إلى من دونه ما دام يحتاج إليه، فإذا استغنى عنه، وجب عليه أن يرسله إلى من هو دونه، ولا يصرفه عنه إلى غيره، وفيه دليل أن [من] كان مبتدعا يَرَدُّ سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقياس، أو بعلة، أنه ليس بمؤمن).

وما بين العقوفتين أضفتها لإقامة العبارة.

ص: 309

‌باب الخبر المبين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم ما يكون قبل تكوينه، إلا بالوحي، وأن الظنَّ منه

(1)

في أمر الدنيا، ربما أخطأ

(1)

في الأصل ونسخة (هـ) صورتها: (فيه)، والتصويب من نسخة (ل).

ص: 310

10417 -

حدثنا أحمد بن سهل، حدثنا سليمان بن معبد

(1)

، حدثنا النضر بن محمد

(2)

، أخبرنا عكرمة بن عمَّار، حدثني أبو النَّجاشي

(3)

، حدثني رافع بن خديج، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يأبرون

(4)

⦗ص: 311⦘

النخل -يقول: يلقحون

(5)

- فقال: "ما تصنعون"؟ قالوا: كُنَّا نصنعه، قال:"لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا". قال: فتركوه؛ فنقصت، قال: فذكر ذلك له؛ فقال: "إنما أنا بشر؛ إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتم شيء من رأي، فإنما أنا بشر". قال عكرمة: أو نحو هذا

(6)

.

(1)

ابن كوسحان، المروزي، أبو داوود، السنجي، ت (257) هـ.

(2)

النضر بن محمد هو موضع الالتقاء.

(3)

هو عطاء بن صهيب، الأنصاري، مولى رافع بن خديج.

(4)

يأبرون -بكسر الباء وضمها- أي يلقحون. يقال أبرت النخل آبره أبرا، بوزن أكلت الشيء آكله أكلا. ويقال: أبرته -بالتشديد- أؤبره تأبيرا، بوزن علمته أعلمه تعليما.

والتأبير: التشقيق والتلقيح، ومعناه: شق طلع النخلة الأنثى، ليذر فيه شيء من طلع النخلة الذكر.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 349، 350)، وشرح النووي =

⦗ص: 311⦘

= (15/ 116)، والفتح (4/ 401، 402).

(5)

هو بمعنى يأبرون. انظر الإحالة السابقة، وانظر المجموع المغيث (3/ 139).

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب وجوب امتثال ما قاله شرعا، دون ما ذكره صلى الله عليه وسلم من معايش الدنيا على سبيل الرأي- (4/ 1835، 1836/ حديث رقم 140).

ص: 310

10418 -

حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود، حدثنا أبو عوانة

(1)

، عن سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه

(2)

، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى على قوم يلقحون النخل، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقلت: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى، فقال:"ما أظن هذا يغني شيئا"، ثم قال: "إن كان ينفعهم فليصنعوا؛ لا يأخذوني بالظن،

⦗ص: 312⦘

ولكن إذا قلت لكم شيئا عن الله، فإني لا أكذب على الله شيئا"

(3)

.

(1)

أبو عوانة -الوضاح بن عبد الله اليشكري- هو موضع الالتقاء.

(2)

طلحة بن عبيد الله، القرشي، التيمي، أحد العشرة المبشرين بالجنة. تهذيب الكمال (13/ 412 - 424 / ترجمة 2975).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب وجوب امتثال ما قاله شرعا

(4/ 1835/ حديث رقم 139).

ص: 311

10419 -

حدثنا الصغاني، حدثنا يحيى بن إسحاق السالحيني

(1)

، أخبرنا أبو عوانة، بإسناده: قدم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يلقحون النخل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ماذا"؟ قال: فترك ذلك العام، فلم يخرج إلا البلح، وما لا خير فيه؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ماذا"؟ قالوا: يا رسول الله، كنا نجعلُ الذكر في الأنثى نلقحه

(2)

. ثم ذكر بقيته بمثله، وقال:"فهو كما حدثتكم"

(3)

.

(1)

السالحيني -بفتح السين المهملة، وفتح اللام، وكسر الحاء، وسكون اليائين، بينهما نون- ويقال لها -أيضًا-: سيلحين، وهي قرية معروفة قديمة، من سواد بغداد، على طريق الأنبار.

انظر: الأنساب (3/ 200، 362)، واللباب (2/ 93، 168).

(2)

في نسخة (ل): فيلقح.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10418).

ص: 312

10420 -

حدثنا أبو بكر الجعفي، حدثنا حُسين الجعفي

(1)

، حدثنا زائدة، عن سماك بن حرب

(2)

، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم في رؤوس النخل، فقال:"ما يصنع هؤلاء"؟

⦗ص: 313⦘

قالوا: يلقحون، يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح

(3)

، قال:"ما أظن هذا يغني شيئا"، فأخبروا بذلك فتركوه، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"إن نفعهم فليصنعوه، فإني ظننت ظنا، فلا تأخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله فخذوه، فإني لا أكذب على الله شيئا"

(4)

.

(1)

هو حسين بن علي بن الوليد، الجعفي مولاهم، أبو عبد الله، أو أبو محمد، الكوفي.

(2)

سماك بن حرب هو موضع الالتقاء.

(3)

بنقطتين تحتية في الأصل ونسخة (هـ) وصحيح مسلم، وأما في نسخة (ل): فبالمثناة الفوقية (فتلقح).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10418).

ص: 312

10421 -

حدثنا أبو إبراهيم الزهري، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، والصغاني، قالوا: حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة

(1)

، أخبرنا ثابت، عن أنس.

وهشام بن عروة

(2)

، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أصواتا، فقال:"ما هذه الأصوات"؟ قالوا: النخل يأبرونه يا رسول الله، قال:"لو لم يفعلوا لصلح". قال: فلم يأبروه عامئذ قال: فصار شيصا

(3)

، قال: فذكروا

⦗ص: 314⦘

ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا كان شيئا من أمر دنياكم، فشأنكم به، وإذا كان شيئا من أمر دينكم فإلي".

زاد الصغاني: فلم يأبروه عاما

(4)

(5)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء، في الحديثين.

(2)

بالإسناد السابق إلى حماد بن سلمة، كما في صحيح مسلم، وتحفة الأشراف (12/ 142، 143/ حديث رقم 16875).

(3)

الشيص -بكسر الشين المعجمة، وإسكان المثناة تحت، وبصاد مهملة- هو: البسر =

⦗ص: 314⦘

= الرديء، الذي إذا يبس صار حشفا. وقيل: أردأ البسر. وقيل: تمر رديء. وهو متقارب. شرح النووي (15/ 117)، وانظر: المجموع المغيث (2/ 239)، والنهاية (2/ 518).

(4)

أخرجهما مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب وجوب امتثال ما قاله شرعا

(4/ 1835، 1836/ حديث رقم 141) دون قوله: "وإذا كان شيئا من أمر دينكم فإلي".

(5)

في نسخة (هـ) زيادة، وعليها إشارة (لا- إلى)، وهي: (لم يخرج مسلم هذه اللفظة: "وإذا كان شيئا من أمر دينكم فإلي".

ص: 313

‌ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم علم ما يحدث بأصحابه بعده، وأنه كان يدفع عنهم في حياته، وأنه أُري مقعده من الجنة في مرضه الذي مات فيه، وخير بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة

ص: 315

10422 -

حدثنا أحمد بن يوسف [السلمي]

(1)

، حدثنا عبد الرزاق

(2)

، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرَ أحاديث، منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليأتين على أحدكم يوم، لأن يراني، ثم لأن يراني

(3)

، أحب إليه من

⦗ص: 316⦘

مثل أهله وماله، ومثلهم

(4)

معهم"

(5)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء.

(3)

قوله: "لأن يراني، ثم لأن يراني" هكذا جاء على التوكيد، في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، ومسند الإمام أحمد (2/ 313) عن عبد الرزاق. و (2/ 449 - 504) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

وأما صحيح مسلم فلفظه: "

لا يراني، ثم لأن يراني" عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق.

وكذلك في صحيفة همام بن منبه- المفردة بتحقيق الدكتور رفعت فوزي- (ص 90 / حديث رقم 29)، من رواية محمد بن الحسين القطان، عن أحمد بن يوسف السلمي، عن عبد الرزاق، ومثله في صحيح ابن حبان (الإحسان 15/ 168/ حديث رقم 6765) من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق.

(4)

كلمة: "ومثلهم" ليست في نسخة (ل)، ولا في المصادر المذكورة في الإحالة السابقة.

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب فضل النظر إليه صلى الله عليه وسلم وتمنيه- (4/ 1836/ حديث رقم 142).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المناقب، باب علامات النبوة- (8/ 604 /حديث رقم 3589) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، بلفظ:"وليأتين على أحدكم زمان، لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله".

ص: 315

10423 -

حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود، حدثنا شعبة

(1)

، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت عروة يُحدث عن عائشة، قالت: كُنَّا

(2)

نتحدَّثُ أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يخير بين الدنيا والآخرة، فلما كان مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي مات فيه، عرضت له بُحَّةٌ

(3)

، فسمعته يقول: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ

⦗ص: 317⦘

وَالشُّهَدَاءِ}

(4)

(5)

الآية"، قالت عائشة: فظننا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُخيَّر

(6)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

في الأصل ونسختي (ل)، (هـ):(لم)، وعليها ضبة في النسخ الثلاث، والتصويب من مسند أبي داوود الطيالسي (ص 205 /حديث رقم 1456) وهو الراوي عن شعبة هنا.

(3)

-بحة -بضم الموحدة، وتشديد المهملة- شيء يعرض في الحلق، فيتغير له الصوت فيلفظ. الفتح (8/ 137)، وانظر المجموع المغيث (1/ 131، 132)، والنهاية (1/ 99).

(4)

في الأصل: (أنعمت عليهم)، والتصويب من نسختي (ل)، (ص)، ومصادر التخريج.

(5)

سورة النساء، آية (69).

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب في فضائل عائشة رضي الله عنها (4/ 1893/ حديث رقم 86).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته- (8/ 136/ حديث رقم 4435)، وأطرافه في (4436، 4437، 4586، 6348، 6509).

ص: 316

10424 -

حدثنا محمد بن عزيز الأيلي، قال: حدثني سلامة بن رَوح، عن عُقَيل

(1)

، قال: أخبرني محمد بن مسلم، أن سعيد ابن المسيب، ورجالا من أهل العلم

(2)

، أخبروه أن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح: "لم يقبض نبي [قط]

(3)

حتى يُرى

⦗ص: 318⦘

مقعده من الجنة، ثم يُخيّر". قالت عائشة: فلما أنزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه على فخذي، ثم

(4)

غشِي عليه ساعة ثم أفاق، فأشخص بصره إلى سقف البيت، ثم قال:"اللهم الرفيق الأعلى". قالت عائشة: قلت: إذًا لا يختارنا، فكان آخر كلمة تكلَّم بها قوله:"الرفيق الأعلى"

(5)

.

(1)

عقيل -وهو ابن خالد- هو موضع الالتقاء.

(2)

قال ابن حجر: (لم أقف على تعيين أحد منهم صريحا، وقد روى أصل الحديث عن عائشة: ابن أبي مليكة، وذكوان مولى عائشة، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والقاسم بن محمد، فيمكن أن يكون الزهري عناهم أو بعضهم). اهـ. الفتح (11/ 150).

(3)

من نسخة (ل).

(4)

حرف (ثم) ليس في نسخة (ل) ولا في صحيح مسلم، والأولى بالسياق حذفه.

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10423)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (87).

ص: 317

‌بيان الأخبار التي تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مناقب الأنبياء،

‌ منهم: إبراهيم الخليل، ويوسف عليهما السلام

ص: 319

10425 -

حدثنا علي بن حرب الطائيّ، حدثنا محمد بن فضيل

(1)

، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك، قال: قيل

(2)

للنبي صلى الله عليه وسلم: يا خير البرية. قال: "ذاك إبراهيم"

(3)

.

(1)

محمد بن فضيل هو موضع الالتقاء.

(2)

لم أقف على من بين هذا القائل.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب من فضائل إبراهيم الخليل رضي الله عنه (4/ 1839/ حديث رقم 150).

فوائد الاستخراج: تسمية ابن فضيل، ووالد المختار.

ص: 319

10426 -

حدثنا أبو العباس الغزي، حدثنا الفريابي، ح.

وحدثنا إدريس بن بكر، قال: حدثنا أبو نعيم، قالا: حدثنا سفيان

(1)

، عن المختار بن فلفل، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا خير البرية، قال:"ذاك إبراهيم خليل الرحمن"

(2)

.

(1)

الثوري -كما في الحديث التالي- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10425)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (150 / الطريق الثالث).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية الثوري، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها =

⦗ص: 320⦘

= على ما قبلها.

ص: 319

10427 -

حدثنا إبراهيم بن خرزاذ الأنطاكي، قال: حدثنا أبو همام الدلال محمد بن المحبب

(1)

، حدثنا سفيان الثوري، ح.

وحدثنا أبو بكر نصار بن حرب المِسْمَعي

(2)

، قال: حدثنا

⦗ص: 321⦘

أبو المنذر

(3)

، قالا: حدثنا سفيان الثوري

(4)

، بمثله. قال أبو المنذر: إلى قوله: "ذاك إبراهيم"

(5)

.

(1)

المحبب هو بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، بعده موحدتان تحتيتان أولاهما مشددة مفتوحة.

انظر: الإكمال (7/ 215)، وتوضيح المشتبه (8/ 66).

ومحمد بن المحبب قرشي، بصري، ت (221) هـ، وَهِم الحاكم فقال: إن البخاري روى له.

وثقه أبو حاتم، وأبو داوود، ومسلمة بن القاسم، والذهبي، وابن حجر.

انظر: الجرح والتعديل (8/ 96/ ترجمة 414)، والميزان (4/ 25 / ترجمة 8117)، والكاشف (3/ 82 / ترجمة 5221)، وتهذيب التهذيب (9/ 379/ ترجمة 700)، وتقريب التهذيب (893 / ترجمة 6305).

(2)

المسمعي -بكسر الميم الأولى، وفتح الثانية، بينهما سين ساكنة، وآخرها عين مهملة- نسبة إلى المسامعة، وهي محلة بالبصرة، نزلها المسمعيون فنسبت المحلة إليهم. انظر: الأنساب (5/ 297)، واللباب (3/ 212).

ولم أقف على بيان حال هذا الراوي. وقد ذكره الدارقطني في المؤتلف والمختلف (4/ 2265)، وابن ماكولا في الإكمال (7/ 340)، والذهبي في المشتبه (ص: 641)، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه (9/ 80)، وضبطوا اسمه (نصار) بفتح =

⦗ص: 321⦘

= النون، والصاد المهملة المشددة، وبعد الألف راء. لكنه تحرف في إتحاف المهرة إلى (نضار) بإعجام الضاد (2/ 331 / حديث رقم 1813).

(3)

هو إسماعيل بن عمر، الواسطي، نزيل بغداد، مات بعد (200) هـ.

قال ابن معين: ليس به بأس.

وأمر أحمد بالكتابة عنه.

وقال أبو حاتم: صدوق.

ووثقه الخطيب وابن حجر.

انظر: الجرح والتعديل (2/ 189/ ترجمة 638)، وتأريخ بغداد (6/ 242، 243/ ترجمة 3279)، وتقريب التهذيب (142/ ترجمة 473).

(4)

سفيان الثوري هو موضع الالتقاء في الطريقين.

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10425)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (150/ الطريق الثالث).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو سفيان، بأنه الثورى.

ص: 320

10428 -

حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، حدثنا يزيد ابن هارون، أخبرنا ورقاء، عن أبي الزناد

(1)

، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "اختتن إبراهيم بعد ما مرت عليه ثمانون سنة،

⦗ص: 322⦘

واختتن بالقدوم"

(2)

(3)

.

(1)

أبو الزناد -عبد الله بن ذكوان- هو موضع الالتقاء.

(2)

القدوم -بالتخفيف- وروي بالتشديد آلة النجار التي ينحت بها. ويطلق -أيضًا- على قرية بالشام، وعلى جبل بالمدينة، وعلى ثنية بالسراة.

قال النووي: (رواة مسلم متفقون على تخفيف القدوم، ووقع في رواية البخاري الخلاف في تشديده وتخفيفه،

والأكثرون على التخفيف، وعلى إرادة الآلة) هـ.

وكذلك رجح ابن حجر: أن المراد بالقدوم -في الحديث-: الآلة.

انظر: صحيح البخاري (11/ 88/ حديث رقم 6298)، ومقاييس اللغة (5/ 66)، والفائق (3/ 165)، والنهاية (4/ 27)، وشرح النووي (15/ 121، 122)، والفتح (6/ 390) و (11/ 90).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب من فضائل إبراهيم صلى الله عليه وسلم (4/ 1839/ حديث رقم 151).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى:{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125](6/ 388 / حديث رقم 3356)، وطرفه في (6298).

ص: 321

10429 -

حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا شعيب بن الليث، حدثنا الليث، عن ابن العجلان

(1)

، عن أبي الزناد

(2)

، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اختتن إبراهيم حين بلغ

⦗ص: 323⦘

ثمانين سنة، واختتن بقدوم"

(3)

.

(1)

في الأصل ونسخة (هـ): (ابن عجلاني)، والتصويب من نسخة (ل)، ومصادر ترجمة ابن عجلان، وقد تقدمت، انظر الحديث رقم (9886).

(2)

أبو الزناد -عبد الله بن ذكوان- هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10426).

ص: 322

10430 -

حدثنا محمد بن حيويه، حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرني شُعيب [يعني: ابن أبي حمزة]

(1)

، حدثنا أبو الزناد

(2)

، بإسناده، قال:"اختتن إبراهيم بعد ما مرت عليه ثمانون سنة، واختتن بالقدوم"

(3)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

أبو الزناد -عبد الله بن ذكوان- هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10426).

ص: 323

10431 -

حدثنا أبو عبيد الله، حدثنا عمي

(1)

، قال: أخبرني جرير ابن حازم، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لم يكذب إبراهيم النبي عليه السلام قط، إلا ثلاث كذبات، ثنتين في ذات الله: قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ}

(2)

، وقوله:{بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا}

(3)

، وواحدة في شأن سارة؛ فإنه قدم أرض جبار

(4)

ومعه سارة، وكانت أحسن الناس، فقال لها: إن هذا الجبار إن

⦗ص: 324⦘

يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك، فإن سألك، فأخبريه أنك أختي، فإنك أختي في الإسلام؛ فإني لا أعلم في الأرض مسلما غيري وغيرك، فلمَّا دخل أرضه رآها بعض

(5)

أهل الجبار، أتاه فقال له: لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغي [لها]

(6)

أن تكون إلا لك، فأرسل إليها، فأتي بها، وقام إبراهيم للصلاة، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها، فقبضت يده قبضة شديدة، فقال لها: ادعي الله أن يطلق يدي ولا أضرك، ففعلت فعاد، فقبضت أشد من القبضة الأولى، فقال لها مثل ذلك، ففعلت، فعاد فقبضت أشد من القبضتين

(7)

الأوليين، فقال: ادعي الله أن يطلِق يدي، فوالله إني لا أضرك، ففعلت وأطلقت يده، ثم دعا

(8)

الذي جاء بها

(9)

، قال له: إنما أتيتني بشيطان، ولم تأتني

⦗ص: 325⦘

بإنسان، فأخرجها من أرضي، وأعطاها هَاجَر، قال: فأقبلت تمشي، فلما رآها إبراهيم انصرف فقال لها: مَهْيَم

(10)

؟ قالت: خيرا، كف الله يد الفاجر، وأخدم خادما.

قال أبو هريرة: فتلك أمكم يا بني ماء السماء

(11)

(12)

.

(1)

هو عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء.

(2)

سورة الصافات، آية (89).

(3)

سورة الأنبياء، آية (63).

(4)

اسمه: عمرو بن امرئ القيس بن سبأ، وإنه كان على مصر. وقيل: اسمه صادوق، وكان على الأردن. وقيل: اسمه: سنان بن علوان بن عبيد بن عريج بن عملاق بن لاود =

⦗ص: 324⦘

= ابن سام بن نوح. وقيل: إنه أخو الضحاك، الذي ملك الأقاليم. فتح الباري (6/ 392).

(5)

نقل ابن حجر عن كتاب التيجان -لابن هشام-: أنه رجل كان إبراهيم عليه السلام يشتري منه القمح، فنم عليه عند الملك. الفتح (6/ 392).

(6)

من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(7)

في الأصل ونسخة (هـ): (القبضة)، والتصويب من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(8)

في نسخة (ل): (فدعا).

(9)

في بعض روايات البخاري: (فدعا بعض ححبته)، قال ابن حجر: لم أقف على اسمه.

الفتح (6/ 393).

(10)

مهيم -بفتح الميم والياء، وإسكان الهاء بينهما- أي: ما شأنك وما خبرك. شرح النووي (15/ 124).

(11)

قال النووي: (قال كثيرون: المراد ببني ماء السماء: العرب كلهم؛ لخلوص نسبهم وصفائه. وقيل: لأن أكثرهم أصحاب مواشي، وعيشهم من المرعى والخصب، وما ينبت بماء السماء. وقال القاضي: الأظهر عندي: أن المراد بذلك الأنصار خاصة، ونسبهم إلى جدهم عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأدد، وكان يعرف بماء السماء، وهو المشهور بذلك، والأنصار كلهم من ولد حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر المذكور. والله أعلم). اهـ.

شرط النووي (15/ 124).

وزاد ابن حجر: (وقيل: أراد بماء السماء: زمزم؛ لأن الله أنبعها لهاجر، فعاش ولدها بها، فصاروا كأنهم أولادها). اهـ. الفتح (6/ 394). وهذا القول قاله ابن حبان في صحيحه (الإحسان 13/ 47 / حديث رقم 5737).

(12)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب من فضائل إبراهيم الخليل عليه السلام (4/ 1840، 1841 /حديث رقم 154).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب النكاح، باب اتخاذ السراري، ومن أعتق جارية ثم تزوجها (9/ 126/ حديث رقم 5084)، وأطرافه في: (2217، 2635، =

⦗ص: 326⦘

= 3357، 3358، 6950).

ص: 323

10432 -

حدثنا ابن ناجية، حدثنا سُويد بن سعيد

(1)

، حدثنا حفص ابن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة

(2)

، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات: قوله في آلهتهم: [{بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا}، وقوله حين دعوه إلى أن يحاج آلهتهم]

(3)

: {إِنِّي سَقِيمٌ} ، وقوله لسارة: أختي. وذكر الحديث بطوله

(4)

.

(1)

ابن سهل بن شهريار، الهروي الأصل، ثم الحدثاني، الأنباري، أبو محمد.

(2)

أبو هريرة هو موضع الالتقاء.

(3)

ما بين المعقوفتين من نسختي (ل)، (هـ).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10431).

ص: 326

10433 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب

(1)

، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"نحن أحق بالشك من إبراهيم، إذْ قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} "

(2)

، قال: "ويرحم الله لوطًا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو

⦗ص: 327⦘

لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي"

(3)

(4)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

سورة البقرة، آية (260).

(3)

هو رسول الملك، الذي أرسله إلى يوسف في السجن. انظر شرح النووي (2/ 362).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب من فضائل إبراهيم الخليل عليه السلام (4/ 1839/ حديث رقم 152). وتقدم عند مسلم في صحيحه- في كتاب الإيمان، باب زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الأدلة- (1/ 133/ حديث رقم 238).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الأنبياء، باب قول الله عز وجل {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} (6/ 411/ حديث رقم 3372)، وأطرافه في (3375، 3387، 4537، 4694، 6992).

ص: 326

10434 -

حدثنا علي بن عثمان النفيلي، وهاشم العصار

(1)

، وأبو حاتم الرازي، والمقدام بن داوود بن عيسى بن تليد الحميري

(2)

، قالوا: حدثنا سعيد بن تليد

(3)

، حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، عن بكر ابن

⦗ص: 328⦘

مضر

(4)

، عن عمرو بن الحارث، عن يونس بن يزيد

(5)

، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نحن أحق بالشكِّ من أبينا إبراهيم". بمثله- "ويرحم الله أخي لموطأ، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن لبث يوسف لأجبت الداعي"

(6)

.

قال أبو حاتم: قال حرملة: عن ابن وهب: "أحق بالمسألة"

(7)

.

(1)

العصار -بفتح العين المهملة، وتشديد الصاد، تليها ألف، ثم راء- نسبة إلى عصر الدهن من البزر والسمسم. انظر: الإكمال (6/ 388)، والأنساب (4/ 199)، وتوضيح المشتبه (6/ 282).

(2)

المصري، الرعيني، أبو عمرو، ت (283) هـ.

(3)

هو سعيد بن عيسى بن تليد، الرعيني، القتباني مولاهم، أبو عثمان، المصري، وقد ينسب إلى جده -كما حصل هنا عند أبي عوانة- وهو عم المقدام بن داوود ابن عيسى، ت (219) هـ.

وثقه أبو حاتم، وابن يونس، وابن حجر.

وقال الداقطني: ليس به بأس. =

⦗ص: 328⦘

= انظر: الجرح والتعديل (4/ 51، 52/ ترجمة 223)، والكاشف (1/ 294/ ترجمة 1962)، وتهذيب التهذيب (4/ 63، 64 /ترجمة 123)، وتقريب التهذيب (386 /ترجمة 2390).

(4)

ابن محمد بن حكيم، المصري، أبو محمد، أبو عبد الملك، ت (173) أو (174) هـ.

(5)

يونس بن يزيد هو موضع الالتقاء.

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10433).

(7)

لم أقف على تفسير ابن وهب هذا، في مصدر آخر، وقد روى مسلم الحديث عن حرملة، عن ابن وهب، ولم يذكر هذا التفسير. انظر الحديث السابق.

ص: 327

10435 -

حدثنا حمدان بن علي، وابن روزبة البصري، وإبراهيم ابن أبي داوود الأسدي، قالوا: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء

(1)

، قال: حدثنا جويرية، عن مالك بن أنس، عن الزهري، أن سعيد بن المسيب،

⦗ص: 329⦘

وأبا عبيد

(2)

، أخبراه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يرحم الله إبراهيم، نحن أحقُّ بالشك منه إذْ

(3)

قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} ، ويرحم الله لوطا؛ لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف، ثم أتاني الداعي لأجبت"

(4)

.

⦗ص: 330⦘

قيل: رواه البخاري، عن سعيد بن تليد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن يونس بن يزيد، عن الزهري

(5)

.

(1)

عبد الله بن محمد بن أسماء هو موضع الالتقاء.

(2)

هو: سعد بن عبيد، الزهري، مولى عبد الرحمن بن أزهر، ويقال: مولى عمه عبد الرحمن بن عوف ت (98) هـ. تهذيب الكمال (10/ 288 / ترجمة 2219)، وشرح النووي (2/ 362).

تنبيه: سبق في الحديثين السابقين: أن الزهري روى الحديث عن سعيد ابن المسيب، وأبي سلمة، وهنا وفي الحديث التالي: رواه عن سعيد بن المسيب، وأبي عبيد. وقد صحيح الشيخان هذين الطريقين فأخرجاهما، قال ابن حجر:(وهو نظر صحيح؛ لأن الزهريّ صاحب حديث، وهو معروف بالرواية عن هؤلاء، فلعله سمعه منهم جميعا). الفتح (6/ 411).

(3)

في نسختي (ل)، (هـ):(أن).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10433)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (152/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج:

- متابعة إبراهيم بن أبي داوود الأسدي للإمام مسلم؛ حيث إن مسلما شك في سماعه من عبد الله ابن محمد بن أسماء، فقال:(حدثنا -إن شاء الله- عبد الله ابن محمد بن أسماء). =

⦗ص: 330⦘

= - ذكر متن رواية عبد الله بن محمد بن أسماء، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية يونس عن الزهري.

(5)

نعم رواه البخاري، عن سعيد بن تليد، به، في صحيحه -كتاب التفسير، باب {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} - (8/ 366/ حديث رقم 4694).

وهذه الزيادة: (قيل: رواه البخاري ..... ) ليست في نسخة (ل)، وموجودة في حاشية نسخة (هـ)، ولم أجد لها خرجة في المتن.

ص: 328

10436 -

حدثنا سعيد بن مسعود، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم ابن سعد، حدثنا أبو أويس، عن الزهري

(1)

، أن سعيدا، وأبا عبيد أخبراه، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يرحم الله إبراهيم نحن أحق بالشك منه إذ

(2)

قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} " ثم قرأ هذه الآية حتى أنجزها، وقال: "يرحم الله لوطا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن طول لبث يوسف، ثم جاءني الداعي لأجبت"

(3)

.

(1)

الزهريّ هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسختي (ل)، (هـ):(أن).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10433)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (152/ =

⦗ص: 331⦘

= الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية الزهري، عن سعيد، وأبي عبيد، ومسلم ساق إسنادها وأحال بها على رواية الزهري عن سعيد، وأبي سلمة.

ص: 330

10437 -

حدثنا محمد بن النعمان بن بشير، حدثنا ابن أبي أويس، حدثنا أبي، أن محمد بن مسلم

(1)

أخبره، أن سعيد بن المسيب، وأبا عبيد، أخبراه عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال. فذكر مثله

(2)

.

(1)

محمد بن مسلم -الزهري- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10433)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (152/ الطريق الثاني).

ص: 331

10438 -

حدثنا العبَّاس بن محمد الدُّوري، حدثنا محمد بن بشر العبدي، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبي هُريرة، [ح]

(1)

.

وحدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن سعيد

(2)

، عن أبي هريرة

(3)

، قال:

⦗ص: 332⦘

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكرم الناس؟ قال: "أكرم الناس أتقاهم". قالوا: ليس عن هذا نسألك؛ قال: "فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله

(4)

ابن خليل الله". قالوا: ليس عن هذا نسألك؛ قال: "فعن معادن العرب

(5)

"؟ قالوا: نعم. قال: "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا"

(6)

.

كذا قال سعيد: عن أبي هريرة

(7)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

ابن أبي سعيد، المقبري، كما في الصحيحين، انظر تخريج الحديث، وانظر الحديث التالب.

(3)

أبو هريرة هو موضع الالتقاء، وقد روى مسلم هذا الحديث من طريق عبيد الله ابن عمر، لكن عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، كما في الحديث التالي، وانظر: التعليق على قول أبي عوانة في آخر هذا الحديث.

(4)

هنا ضبة في نسخة (هـ)، إشارة إلى أنه لم يذكر جد يوسف هنا، ولكنه قد جاء ذكره في الحديث التالي.

(5)

معادن العرب: أصولها التي ينسبون إليها، ويتفاخرون بها. والمعدن: مركز كل شيء.

انظر: المجموع المغيث (2/ 412)، والنهاية (3/ 192).

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب من فضائل يوسف عليه السلام (4/ 1846، 11847 حديث رقم 168).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء، باب (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت .... )(4/ 416 /حديث رقم 3374)، وأطرافه في (3353، 3383، 3490، 4689).

(7)

قد رواه على هذا الوجه -أيضًا-: أبو أسامة، والمعتمر، وعبدة بن سليمان، كلهم عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبي هريرة، أخرج رواياتهم البخاري في صحيحه، انظر تخريج الحديث.

فهؤلاء خمسة رووه عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبي هريرة.

وخالفهم يحيى بن سعيد القطان؛ فرواه عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن =

⦗ص: 333⦘

= أبيه، عن أبي هريرة.

أخرج روايته الشيخان، وأبو عوانة -كما في الحديث التالي- وابن حبان.

واقتصر عليها مسلم، وابن حبان (الإحسان 2/ 416/ حديث رقم 648).

فيحمل الأمر على أن سعيدا سمعه من أبيه، ثم سمعه من أبي هريرة. والله أعلم.

فائدة: قال ابن حجر: وإنما أطلق على يوسف: (أكرم الناس) لكونه رابع نبي في نسق، ولم يقع ذلك لغيره.

الفتح (6/ 528).

ص: 331

10439 -

حدثنا عمر بن شعبة، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا عبيد الله ابن عمر، حدثنا سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، قيل: يا رسول الله، ح.

وحدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، قال: حدثني مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد

(1)

، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد [بن أبي سعيد]

(2)

المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قيل: يا رسول الله من أكرم الناس؟ قال: "أتقاهم". قالوا: ليس عن هذا نسألك؛ قال: "فيوسف نبي الله ابن نبي الله [ابن نبي الله]

(3)

ابن خليل الله". قالوا: ليس عن هذا

⦗ص: 334⦘

نسألك، قال: "فعن معادن العرب تسألوني؟ فإن

(4)

خياركم

(5)

في الجاهلية، خياركم

(6)

في الإسلام إذا فقهوا"

(7)

.

كذا قال يحيى بن سعيد: عن أبيه، عن أبي هريرة.

حديثهما واحد إلا ابن شبة؛ قال: "خيارهم في الجاهلية، خيارهم في الإسلام إذا فقهوا".

(1)

يحيى بن سعيد هو: القطان -كما في الفتح (6/ 390) - وهو موضع الالتقاء في الطريقين.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

من نسخة (ل).

(4)

صورتها في نسخة (ل): (قال).

(5)

في الأصل ونسخة (هـ): (خيارهم)، والذي أثبته من نسخة (ل)، وهو المناسب للتنبيه الذي ذكر أبو عوانة في آخر الحديث، لبيان الفرق بين رواية محمد بن يحيى، ورواية عمر بن شبة. والله أعلم.

(6)

انظر: التعليق السابق.

(7)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10438).

ص: 333

‌ومنهم: لوط، وزكريا، وموسى، ويونس، صلوات الله عليهم

ص: 335

10440 -

حدثنا عيسى بن أحمد، قال: حدثنا شبابة

(1)

، قال: حدثنا ورقاء، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يغفر الله للوط؛ إنه كان يأوي إلى ركن شديد"

(2)

.

(1)

شبابة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10433)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (153).

ص: 335

10441 -

حدثنا أبو عبد الله السختياني إسحاق بن إبراهيم الجُرجاني، قال: حدثنا سعيد بن منصور

(1)

، حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد

(2)

، عن الأعرج، عن أبي هُريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"يغفر الله للوط؛ إنه كان يأوي إلى رُكن شديد"

(3)

.

(1)

في الأصل: (سعيد بن مسعود)، والتصويب من نسختي (ل)، (هـ).

(2)

أبو الزناد -عبد الله بن ذكوان- هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10433)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (153).

ص: 335

10442 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، عن عمرو، عن أبي يونس

(1)

، عن أبي هريرة

(2)

، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "يرحم الله

⦗ص: 336⦘

لوطأ؛ إنه كان يأوي إلى ركن شديد"

(3)

.

(1)

هو سليم بن جبير، ويقال: ابن جبيرة، المصري، مولى أبي هريرة، ت (123) هـ.

(2)

أبو هريرة رضي الله عنه هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10433).

ص: 335

10443 -

حدثنا الزَّعفراني، قال: حدثنا عفان، ح.

وحدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا حبان، ح.

[و]

(1)

حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا أسد بن موسى، ويحيى ابن حسان، قالوا: حدثنا حماد بن سلمة

(2)

، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"كان زكريا نجارا"

(3)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب من فضائل زكريا عليه السلام (4/ 1847/ حديث رقم 169).

ص: 336

10444 -

حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا سُليمان بن حرب، وحجاج بن منهال، والهيثم بن جميل، عن حماد [بن سلمة]

(1)

، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"كان زكريا نجارا"

(2)

.

(1)

ما بين المعقوفتين من نسخة (ل)، وحماد بن سلمة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10443).

ص: 336

10445 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ابن سعد

(1)

، حدثنا أبي، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن،

⦗ص: 337⦘

وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: استبَّ رجلان: رجل

(2)

من المسلمين، ورجل

(3)

من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمدا على العالمين، وقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، قال: فغضب المسلم؛ فرفع المسلم عند ذلك يده، فلطم وجه

⦗ص: 338⦘

اليهودي، فذهب اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تخيروني على موسى؛ فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فأجد موسى باطشا بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق، فأفاق قبلي، أم كان ممن استثنى الله عز وجل"

(4)

.

(1)

يعقوب بن إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

قال ابن حجر: وأما كون اللاطم في هذه القصة هو: الصديق، فهو مصرح به فيما أخرجه سفيان ابن عيينة في (جامعه)، وابن أبي الدنيا في كتاب (البعث والنشور)، من طريقه عن عمرو بن دينار، عن عطاء، وابن جدعان، عن سعيد بن المسيب، قال:(كان بين رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وبين رجل من اليهود كلام في شيء) - فقال عمرو بن دينار: هو أبو بكر الصديق- (فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على البشر، فلطمه المسلم). اهـ.

لكن يعكر على قول عمرو بن دينار، أنه جاء في رواية عبد الله بن الفضل- الآتية برقم (1281) أن اللاطم رجل من الأنصار.

قال ابن حجر: إلا أن كان المراد بالأنصار المعنى الأعم، فإن أبا بكر الصديق رضي الله عنه من أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعا. اهـ. الفتح (6/ 443، 444).

(3)

قال ابن حجر: لم أقف على اسم هذا اليهودي في هذه القصه، وزعم ابن بشكوال أنه: فنحاص -بكسر الفاء، وسكون النون، ومهملتين- وعزاه لابن إسحاق، والذي ذكره ابن إسحاق لفنحاص مع أبي بكر الصديق، في لطمه إياه، قصة أخرى، في نزول قوله تعالي:{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} الآية. اهـ. الفتح (6/ 443)، وانظر: السيرة لابن هشام (2/ 237، 238)، والغوامض والمبهمات (1/ 331، 332 /حديث رقم 287).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى عليه السلام (4/ 1844/ حديث رقم 160).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الخصومات، باب ما يذكر في الأشخاص، والخصومة بين المسلم واليهود- (5/ 70 / حديث رقم 2411)، وأطرافه في (3408، 3414، 3415، 4604، 4631، 4805).

ص: 336

10446 -

حدثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن يزيد -ويعرف بابن المنادي- وعباس الدوري، قالا: حدثنا يونس بن محمد، حدثنا إبراهيم ابن سعد

(1)

، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: استب رجلان: رجل من المسلمين، ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمدا على العالمين، وقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، قال: فغضب المسلم؛ فرفع يده فلطم عين اليهودي، فذهب إلى

⦗ص: 339⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له؛ فبعث إلى الرجل، فسأله فاعترف؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تخيروني على موسى؛ فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فأجد موسى باطشا بجانب العرش، فلا أدري أكان صعق، فأفاق قبلي، أم كان ممن استثنى الله عز وجل"

(2)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10445).

ص: 338

10447 -

حدثنا أبو زرعة الدمشقي، وأبو الجماهر الحمصي، وأبو أمية، قالوا: حدثنا أبو اليمان

(1)

، حدثنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب، أن أبا هريرة، قال: استب رجلان: رجل من المسلمين، ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمد صلى الله عليه وسلم على العالمين في -قسم يقسم به- فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم عند ذلك يده، فلطم اليهودي؛ فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره الذي كان من أمره وأمر المسلم؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تُخيروني على موسى؛ فإن الناس يُصعقون، فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق، أم كان ممن استثنى الله عز وجل

(2)

.

(1)

أبو اليمان -الحكم بن نافع- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10445)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (161).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية أبي اليمان، ومسلم ساق إسنادها، وأحال =

⦗ص: 340⦘

= بها على رواية إبراهيم بن سعد، عن الزهري.

ص: 339

10448 -

حدثنا عيسى بن أبي حرب الصفار البصري ببغداد، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة

(1)

، حدثنا عبد الله بن الفضل، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: بينما يهودي يعرض سلعة

(2)

له، يعطى بها شيئا كرهه، قال: فقال: لا، والذي اصطفى موسى على البشر، فسمعه رجل من الأنصار، فلطم وجهه، فذهب اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا القاسم، إن لي ذمة وعهدا، فما بال فلان لطم وجهي؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لم لطمت وجهه"؟ قال: يا رسول الله، يقول: والذي اصطفى موسى على البشر، وأنت بين أظهرنا، قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى عرف الغضب في وجهه، ثم قال: "لا تفضلوا بين أنبياء الله عز وجل؛ فإنه ينفخ في الصور، فيصعق من في السماوات ومن في الأرض، إلا من شاء الله، ثم ينفخ أخرى، فأكون أول من يبعث، أو في أول من يبعث، فإذا موسى آخذ بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور، أم بعث قبلي، ولا أقول: إن أحدا أفضل من

⦗ص: 341⦘

يونس بن مَتَّى"

(3)

(4)

.

قال عمي الماجشون

(5)

: وأرى أن قوله: لا يقولون

(6)

أحد أفضل من يونس بن متى، لا يفضل عليه الأنبياء من أجل خطيئته

(7)

(8)

.

(1)

عبد العزيز بن أبي سلمة هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة: (له) ساقطة من نسخة (ل).

(3)

(مَتَّى) هو بفتح الميم، وتشديد المثناة، مقصور. الفتح (6/ 451).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10445)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (159).

(5)

الماجشون -بكسر الجيم، وضم الشين المعجمة- لفظ فارسي، لقب به الماجشون لأن وجنتيه كانتا حمراوين.

هو: يعقوب بن أبي سلمة، أبو يوسف. انظر: تأريخ بغداد (10/ 436، 437/ ترجمة رقم 5601).

(6)

في نسخة (ل): (لا يقولن)، وهي أصوب، ويظهر أن في العبارة سقط، وهو لفظ (أنا) بعد قوله:(أحد). والله أعلم.

(7)

قال ابن حجر: (قيل: خص يونس بالذكر لما يخشى على من سمع قصته، أن يقع في نفسه تنقيص له، فبالغ في ذكر فضله، لسد هذه الذريعة). اهـ. الفتح (6/ 452).

(8)

هذه الزيادة، من فوائد الاستخراج، ولم أقف عليها في مصدر آخر عن الماجشون.

ص: 340

10449 -

حدثنا حنبل بن إسحاق، قال: حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا عبد العزيز الماجشون بن عبد الله بن أبي سلمة

(1)

، عن عبد الله

⦗ص: 342⦘

ابن الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

، قال:"لا تفضلوا بين أنبياء الله"

(3)

.

(1)

عبد العزيز الماجشون بن عبد الله بن أبي سلمة، هو موضع الالتقاء.

وفي نسخة (ل): (عبد العزيز بن الماجشون ..... ) والصواب ما في الأصل ونسخة (هـ)؛ لأن (الماجشون) لقب لعبد العزيز، كما سبق في الحديث السابق آنفا. والله أعلم.

(2)

في نسخة (ل): (قال: قال النبي).

(3)

هذا جزء من الحديث السابق، وقد تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10445)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (159).

ص: 341

10450 -

حدثنا علي بن حرب، حدثنا وكيع

(1)

، حدثنا سفيان

(2)

، عن عمرو بن يحيى بن عمارة، عن أبيه، عن أبي سعيد، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تخيروا بين الأنبياء؛ وإني أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة في الصعقة، فأجد موسى متعلقا ببعض قوائم العرش، ولا أدري أفاق قبلي من الصعقة، أم جزي

(3)

بصعقته يوم الطور"، أو "من الطور"

(4)

-

⦗ص: 343⦘

الشك من أبي عوانة -بقوله

(5)

- "فلم يصعق".

(1)

وكيع هو موضع الالتقاء.

(2)

هو الثوري، كما سيأتي في الحديث (10454)، وكما في الفتح (12/ 263/ شرج حديث رقم (6917).

(3)

قال ابن حجر: (جزي) كذا للأكثر، ولأبي ذر عن الحموي، والمستملي:(جوزي) وهو المشهور في غير هذا الموضع). اهـ.

ثم ذكر في موضع آخر: أن الذي بالواو أولى.

انظر: الفتح (8/ 302، 303 / شرح حديث رقم 4638)، و (12/ 263 / شرح حديث رقم 6917).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم =

⦗ص: 343⦘

= (4/ 1845/ حديث رقم 163)، مقتصرا على قوله:"لا تخيروا بين الأنبياء".

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير، باب [ولما جاء موسى لميقاتنا .... ] الآية- (8/ 302 / حديث رقم 4638)، وأطرافه في (2412، 3398، 6916، 6917، 7427).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية وكيع، ومسلم ساق إسنادها، وذكر طرفها.

(5)

كلمة: (بقوله) وقعت في نسخة (ل) بعد كلمة (فلم يصعق).

ص: 342

10451 -

حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا ابن الأصبهاني، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو بن يحيى، بإسناده:"لا تخيروا بين الأنبياء"

(1)

.

(1)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10450).

وقال ابن حجر: (وكان سفيان -وهو الثوري- يحدث به تماما ومختصرا). الفتح (12/ 263/ شرح حديث رقم 6916).

ص: 343

10452 -

حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، وأبو العباس الغزي، قالا: حدثنا الفريابي، حدثنا سفيان

(1)

، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود، قد لطم وجهه، فقال: يا محمد، إن رجلا من أصحابك قد لطم وجهي، فقال:"ادعه"، فأتى به، فقال:"لم لطمت وجهه"؟ فقال:

⦗ص: 344⦘

يا رسول الله إني مررت بالسوق، فسمعته يقول: والذي اصطفى موسى على البشر، فقلت: يا خبيث، على محمد صلى الله عليه وسلم! فأخذني غضب، فلطمت وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تخيروا بين الأنبياء". زاد الغزي: "فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوام العرش، فلا أدري أكان ممن أفاق قبلي، أو جوزي بصعقة الطور"

(2)

.

(1)

الثوري -كما سبق آنفا- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10450)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (162).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية سفيان، ومسلم ساق إسنادها وطرفها، وأحال بالقصة على رواية الزهريّ لحديث أبي هريرة.

ص: 343

10453 -

حدثنا أحمد بن عصام الأصبهاني، حدثنا أبو أحمد الزبيري

(1)

، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تخيروا بين الأنبياء"

(2)

.

(1)

أبو أحمد الزبيري هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10450)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (162).

فوائد الاستخراج: ذكر لفظ: "لا تخيروا بين الأنبياء" في رواية أبي أحمد الزبيري، ومسلم ذكر طرفا من روايته، ثم أحال بالباقي على رواية الزهري لحديث أبي هريرة، ورواية الزهري لفظها:"لا تخيروني على موسى".

ص: 344

10454 -

حدثنا عباس الدوري، حدثنا أبو الجواب، حدثنا سفيان

⦗ص: 345⦘

الثوري

(1)

، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تخيروا بين الأنبياء". وذكر الحديث

(2)

. ويزيد بعضهم على بعض.

(1)

سفيان الثوري هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10450).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو سفيان، بأنه الثوري.

ص: 344

10455 -

حدثنا جعفر الصائغ، حدثنا عفان، ح.

وحدثنا أبو داوود السجزي، قال: حدثنا أبو سلمة، قالا: حدثنا وهيب، عن عمرو بن يحيى

(1)

، عن أبيه، عن أبي سعيد، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تخيروا بين الأنبياء"

(2)

. وحديث عفان أطول منه.

(1)

عمرو بن يحيى هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10450).

ص: 345

10456 -

حدثنا أبو الأزهر، حدثنا قريش بن أنس

(1)

، عن سليمان التيمي

(2)

، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مررت على موسى وهو قائم يصلي في قبره"

(3)

.

(1)

الأنصاري، ويقال: الأموي مولاهم، أبو أنس، البصري، ت (208) هـ.

(2)

سليمان التيمي هو موضع الالتقاء.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم (4/ 1845/ حديث رقم 165).

ص: 345

10457 -

حدثنا أبو العباس الغزي، حدثنا الفريابي، ح.

وحدثنا أبو أمية، حدثنا قبيصة، قالا: حدثنا سفيان

(1)

، عن سليمان التيمي، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مررت بموسى، وهو قائم يصلي في قبره"

(2)

.

(1)

هو الثوري -كما في تحفة الأشراف (1/ 232 / حديث رقم 882) وهو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث السابق.

فوائد الاستخراج: زيادة لفظ: "قائم" في رواية سفيان، وهذا اللفظ ليس عند مسلم في رواية سفيان، بل هو في رواية حماد بن سلمة، التالية.

ص: 346

10458 -

حدثنا أبو الأزهر، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد ابن سلمة

(1)

، عن سليمان التيمي، وثابت [البناني]

(2)

، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "أتيت على موسى عند الكثيب

(3)

الأحمر، وهو قائم

(4)

يصلي في قبره"

(5)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

الكثيب -بالمثلثة، وآخره موحدة- وزن عظيم: الرمل المجتمع المستطيل. وقيل: قطعة محدودبة من الرمل. انظر: المجموع المغيث (3/ 20)، والنهاية (4/ 152)، والفتح (6/ 442).

(4)

كلمة: (قائم) ساقطة من نسخة (ل).

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10456)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (164).

ص: 346

10459 -

حدثني محمد بن هشام بن أبي الدميك، وأبو الأحوص صاحبنا، قالا: حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة، قال: حدثنا حماد ابن سلمة

(1)

، عن ثابت [البناني]

(2)

، وسليمان التيمي، عن أنس ابن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"ليلة أسري بي مررت على موسى عند الكثيب الأحمر، وهو قائم يصلي في قبره"

(3)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10456)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (164).

ص: 347

10460 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا قبيصة، حدثنا حماد بن سلمة

(1)

، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

(2)

، ح

(3)

.

حدثنا الصغاني، حدثنا عفان، حدثنا حماد

(4)

، عن سليمان التيمي، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله

(5)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10456)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (164).

(3)

حرف التحويل ليس في نسخة (ل).

(4)

حماد -ابن سلمة- هو موضع الالتقاء.

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10456)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (164).

ص: 347

10461 -

حدثنا إبراهيم بن خرزاذ الأنطاكي، حدثنا إبراهيم ابن

⦗ص: 348⦘

محمد بن عرعرة، قال: حدثنا المعتمر، عن أبيه

(1)

، قال: سمعت أنس ابن مالك يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به على موسى وهو يصلي في قبره [صلى الله عليه وسلم]

(2)

(3)

.

(1)

سليمان التيمي، وهو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10456).

ص: 347

10462 -

حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة

(1)

، عن سعد بن إبراهيم، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى"

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب في ذكر يونس عليه السلام (4/ 1846/ حديث رقم 166). بلفظ:(عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال "قال -يعني الله تبارك وتعالى: - (لا ينبغي لعبد لي أن يقول: .... ").

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى:[وإن يونس لمن المرسلين]- (6/ 451/ حديث رقم 3416)، وأطرافه في (3415، 4604، 4805). وانظر الحديث السابق برقم (10448).

ص: 348

10463 -

حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود، قال: حدثنا شعبة

(1)

، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت حُميد بن عبد الرحمن، يحدث

⦗ص: 349⦘

عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى"

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث السابق.

ص: 348

10464 -

حدثنا أبو قلابة، حدثنا أبو الوليد، وأبو عمر، عن شعبة

(1)

، عن سعد

(2)

، بنحوه

(3)

(4)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

الأصل ونسخة (هـ): (سعيد)، والتصويب من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(3)

نسخة (هـ) زيادة حرف التحويل، بعد كلمة (بنحوه).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10462).

ص: 349

10465 -

حدثنا يوسف بن مسلم، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثني شعبة

(1)

، عن قتادة، عن أبي العالية

(2)

، قال: حدثني ابن عم نبيكم صلى الله عليه وسلم-يعني ابن عباس- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل: ما ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى". ونسبه إلى أبيه

(3)

(4)

.

⦗ص: 350⦘

رواه غندر هكذا، ولم يقل:"قال الله"

(5)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

هو رفيع بن مهران، الرياحي مولاهم، البصري.

(3)

قال ابن حجر: قوله: (ونسبه إلى أبيه) فيه إشارة إلى الرد على من زعم أنْ (مَتَّى) اسم أمه، وهو محكي عن وهب بن منبه، في (المبتدأ)، وذكره الطبري، وتبعه ابن الأثير في (الكامل)، والذي في الصحيح أصح. اهـ. الفتح (6/ 451، 452).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب في ذكر يونس عليه السلام =

⦗ص: 350⦘

= (4/ 1846/ حديث رقم 167).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى:{وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} (6/ 428/ حديث رقم 3395)، وأطرافه في (3413، 4630، 7539).

(5)

رواية غندر -محمد بن جعفر- عند مسلم برقم (167) عن شعبة، به. لكنه قد روى هذا المتن عن شعبة، من حديث أبي هريرة، وقال فيه:(قال الله)، عند مسلم برقم (166).

ص: 349

10466 -

حدثنا عمار بن رجاء، وبكار بن قتيبة، وأبو داوود الحراني، قالوا: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة

(1)

، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى". ونسبه إلى أبيه

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث السابق.

ص: 350

10467 -

حدثنا أبو قلابة، قال: حدثنا بشر بن عمر، حدثنا شعبة

(1)

، قال: أخبرني قتادة، قال: سمعت أبا العالية، بمثله: "ما ينبغي لنبي أن يقول: إنه

(2)

خير من يونس بن متّى"

(3)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): (أنا).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10465).

⦗ص: 351⦘

= فوائد الاستخراج: ورود الحديث بلفظ: (ما ينبغي لنبي)، فغير النبي من باب أولى.

ص: 350

10468 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة

(1)

، عن أبي العالية الرياحي، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى". ونسبه إلى أبيه

(2)

.

كذا عندي: عن سعيد، لم يخرجاه

(3)

.

(1)

قتادة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10465).

(3)

أي من طريق سعيد، وهو ابن أبي عروبة، وأخرج البخاري روايته هذه، في صحيحه- كتاب التوحيد، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وروايته عن ربه- (3/ 512 / حديث رقم 7539)، وفيه:(عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه .... ).

وكلمة (لم يخرجاه) ساقطة من نسخة (ل).

ص: 351

10469 -

و

(1)

حدثنا أبو داوود الحراني -أيضا

(2)

- قال: حدثنا أبو زيد الهروي، قال: حدثنا شعبة

(3)

، عن قتادة، قال: سمعت أبا العالية، قال: سمعت ابن عم نبيكم -يعني ابن عباس- عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ما

⦗ص: 352⦘

ينبغي لعبد أن يقول: "أنا خير من يونس بن متى" ونسبه إلى أبيه

(4)

.

(1)

حرف الواو ساقط من نسخة (ل).

(2)

كلمة (أيضا) ساقطة من نسخة (ل).

(3)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10465).

ص: 351

10470 -

حدثنا السلمي، قال: حدثنا عبد الرزاق

(1)

، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، فذكر أحاديث، منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة، ينظر بعضهم إلى سوأة بعض، وكان موسى يغتسل وحده، فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدَر

(2)

، قال: فذهب مرة يغتسل، فوضع ثوبه على حجر، فَفَرَّ الحجر بثوبه، قال: فجمح

(3)

موسى في إثره

(4)

، يقول: ثوبي

(5)

حجرُ

(6)

، ثوبي حجرُ، حتى نظر بنو إسرائيل إلى

⦗ص: 353⦘

سوأة موسى، فقالوا: والله ما بموسى من بأس، قال فقام الحجر بعد ما نظروا إليه، فأخذ ثوبه، وطفق بالحجر ضربا"، فقال أبو هريرة: والله إنه لبالحجر ندبا

(7)

، ستة، أو سبعة، ضرب موسى بالحجر

(8)

.

(1)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء.

(2)

هو بالمد، وفتح الدال المهملة، وتخفيف الراء. قال الأصمعيُّ: الأدر، والأدرة، والأدرة: أن تضخم الخصية من فتق أو غيره، وهي: التي تسميها الناس: القيلة.

انظر: المجموع المغيث (1/ 44، 45)، والنهاية (1/ 31)، وشرح النووي (15/ 124).

(3)

جمح: أي أسرع إسراعا لا يرده شيء، كل شيء مضى لوجهه على أمر، فقد جمح. النهاية (1/ 291).

(4)

يقال: (في إِثْرِه) و (في أثَرِه)، أي: بعده. لسان العرب (1/ 25).

(5)

بفتح الياء الأخيرة من (ثوبي)، أي: اعطني ثوبي. فتح الباري (6/ 437).

(6)

بالضم، على حذف حرف النداء. الفتح (6/ 437).

(7)

الندب -بالنون والدال المهملة، المفتوحتين- هو أثر الجرح إذا لم يرتفع عن الجلد، فشبه به أثر الضرب في الحجر: انظر: النهاية (5/ 34)، وفتح الباري (1/ 386).

تنبيه: في نسخة (ل) وضعت علامة السكون فوق حرف الدال من كلمة (ندبا)، ولم أجد في كتب اللغة -التي وقفت عليها- ما يؤيد هذا الضبط، بل صرح الزبيدي أن الصواب: أنه بالتحريك. تاج العروس (1/ 481 / مادة: ندب).

(8)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى عليه السلام (4/ 1841، 1842 /حديث رقم 155).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الغسل، باب من اغتسل عريانا وحده في الخلوة (1/ 385 /حديث رقم 278)، وطرفاه في:(3404، 4799).

ص: 352

10471 -

حدثنا أحمد

(1)

، حدثنا أحمد بن المقدام

(2)

، قال: حدثنا

⦗ص: 354⦘

يزيد بن زريع

(3)

، قال: حدثنا خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، قال: أنبأنا أبو هريرة، قال: كان موسى رجلا حييا؛ وكان لا يرى متجردا، قال: فقال بنو إسرائيل: إنه آدر، قال: فاغتسل عند مويه

(4)

، فوضع

⦗ص: 355⦘

ثوبه على حجر، فانطلق الحجر يسعى، فاتبعه بعصاه يضربه .. ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى وقف على ملاء من بني إسرائيل، ونزلت:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}

(5)

(6)

.

(1)

لم يتبين لي من هو، وقد ذكر المزي في الرواة عن أحمد بن المقدام، رجلا واحدا يسمى أحمد، وهو: أحمد بن علي بن العلاء، الجوزجاني، أبو عبد الله. فإن كان هو، فهو ثقة، وثقه الدارقطني، والذهبي، وغيرها.

انظر: تأريخ بغداد (4/ 309، 310/ ترجمة 2101)، والسير (15/ 248، 249 / ترجمة 102).

(2)

ابن سليمان بن الأشعث، العجلي، أبو الأشعث، البصري، ت (253) هـ.

وثقه صالح جزرة، والنسائي -في رواية- ومسلمة بن القاسم، وابن عبد البر، =

⦗ص: 354⦘

= والذهبي.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث، محله الصدق.

وقال النسائي -في رواية- ليس به بأس.

وقال ابن خزيمة: كان كيسا، صاحب حديث.

وقال ابن عدي: هو من أهل الصدق، حدث عنه أئمة الناس، وسمعت أبا عروبة يثني عليه، ويفتخر به؛ حيث لقيه وكتب عنه إسناده، فإنه كان عنده إسناد، كحماد بن زيد ونظرائه، ورأيت غيره من الشيوخ يصدرون عنه. اهـ.

وقال ابن حجر: صدوق، صاحب حديث، طعن أبو داوود في مروءته. اهـ.

لكن رد ذلك ابن عدي، وقال: وما قاله فيه أبو داوود لا يؤثر؛ لأنه من أهل الصدق. اهـ.

انظر: الجرح والتعديل (2/ 78 / ترجمة 167)، والكامل (1/ 179، 180/ ترجمة 20)، وتأريخ بغداد (5/ 162 - 166/ ترجمة 2609)، والميزان (1/ 158/ ترجمة 629)، والكاشف (1/ 28 / ترجمة 88)، وتهذيب التهذيب (1/ 70، 71 / ترجمة 140)، وتقريب التهذيب (99 / ترجمة 111).

(3)

يزيد بن زريع هو موضع الالتقاء.

(4)

قال القاضي عياض: (وقع في بعض الروايات: "مويه"، وفي معظمها: "مشربة" بفتح الميم، وإسكان الشين، وهي: حفرة في أصل النخلة يجمع الماء فيها لسقيها). ثم قال: =

⦗ص: 355⦘

= (وأظن الأول تصحيفا).

وقال النووي: (هكذا هو في جميع نسخ بلادنا ومعظم غيرها: "مويه" بضم الميم، وفتح الواو، وإسكان الياء، وهو: تصغير ماء، وأصله: موه). شرح النووي (15/ 126)، وانظر المجموع المغيث (3/ 244).

(5)

سورة الأحزاب، آية (69).

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث السابق، وهذا الطريق عند مسلم برقم (156).

ص: 353

10472 -

حدثنا الزعفراني، حدثنا روح، حدثنا عوف، عن الحسن

(1)

،

⦗ص: 356⦘

وخلاس

(2)

، ومحمد، عن أبي هريرة

(3)

، أنه قال في هذه الآية:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن موسى كان رَجُلًا حييا". وذكر الحديث

(4)

.

(1)

ابن أبي الحسن -واسمه: يسار- البصري، أبو سعيد، الأنصاري مولاهم، ت (110) هـ.

ثقة، فقيه، فاضل، مشهور، وكان يرسل كثيرا، ويدلس؛ فما أسند من حديثه، وروى عمن سمع منه، فحسن حجة، وما أرسل من الحديث فليس بحجة.

وقد أدرجه ابن حجر في الطبقة الثانية، من طبقات المدلسين.

وقال في الفتح -في شرحه لهذا الحديث-: وأما الحسن البصري فلم يسمع من أبي هريرة، عند الحفاظ النقاد، وما وقع في بعض الروايات مما يخالف ذلك، فهو محكوم بوهمه عندهم، وما له في البخاري عن أبي هريرة سوى هذا -أي هذا الحديث =

⦗ص: 356⦘

= الذي هنا- مقرونا، وله حديث آخر مقرونا بابن سيرين، وثالث ذكره في أوائل الكتاب، في الإيمان مقرونا بابن سيرين أيضا. اهـ.

انظر: الطبقات الكبرى (7/ 156 - 178)، وتهذيب الكمال (6/ 95 - 127/ ترجمة 1216)، والميزان (1/ 527 / ترجمة 1968)، وتقريب التهذيب (236/ ترجمة 1237)، والفتح (6/ 437)، وطبقات المدلسين (29 / ترجمة 40).

(2)

هو بكسر الخاء المعجمة، وتخفيف اللام. الإكمال (3/ 169).

وهو خلاس بن عمرو، الهجري، البصري، وكان على شرطة علي رضي الله عنه.

(3)

أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- هو موضع الالتقاء.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10470).

ص: 355

10473 -

حدثنا محمد بن عبد الله بن مهل، حدثنا عبد الرزاق

(1)

، أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: أرسل ملك الموت إلى موسى، فلما جاءه صكه، ففقأ عينه، فرجع إلى ربه، فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال: فرد الله إليه عينه، وقال: ارجع إليه، فقل له يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده، بكل شعرة سنة، فقال: أي رب، ثم مه؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله

⦗ص: 357⦘

أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق، بجنب الكثيب الأحمر"

(2)

.

(1)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم (4/ 1842/ حديث رقم 157).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجنائز، باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة (3/ 206/ حديث رقم 1339)، وطرفه في (3407).

ص: 356

10474 -

حدثنا الدبري

(1)

، قال: قرأنا على عبد الرزاق

(2)

، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرسل ملك الموت إلى موسى، فلما جاءه صكه. وذكر الحديث

(3)

.

(1)

ذكره في نسخة (ل) باسمه: (إسحاق بن إبراهيم الصنعاني).

(2)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث السابق.

- فوائد الاستخراج: التصريح برفع الحديث في رواية معمر، عن ابن طاوس، وجاء في الصحيحين من روايته عن ابن طاوس، على صورة الموقوف، كما في الحديث السابق. ثم أخرجاه من طريق معمر، عن همام بن منبه، مرفوعا صراحة، كما في الحديث التالي.

ص: 357

10475 -

حدثنا الحسن بن أبي الربيع، وأحمد بن يوسف السلمي، والدبري، قالوا: حدثنا عبد الرزاق

(1)

، قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه،

⦗ص: 358⦘

قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرَ أحاديث، منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جاء ملك الموت إلى موسى، فقال له: أجب ربك، قال: فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها، قال: فرجع الملك إلى الله عز وجل [فقال]

(2)

: إنك أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، وقد فقأ عيني، قال: فردَّ الله عليه

(3)

عينه، وقال: ارجع إلى عبدي، فقل له: الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة، فضع يدلّ على متن ثور، فما وارت يدلّ من شعرة، فإنك تعيش بها سنة، قال: ثم مه؟ قال: ثم تموت. قال: فالآن من قريب، قال: رب أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر

(4)

.

(1)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

كلمة: (عليه) ساقطة من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10473).

ص: 357

10476 -

أخبرني العباس بن الوليد العُذْرِي، قال: أخبرني أبي، ح.

وحدثنا أبو أمية، حدثنا محمد بن مصعب، والبَابَلُتي، عن الأوزاعي، عن الزهريّ

(1)

، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبَّاس، قال: تَمَارى هو، والحُرُّ بن قيس

(2)

في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيّه، فقال

⦗ص: 359⦘

ابن عباس: هو خَضِر

(3)

، فمر بهما أبي بن كعب، فدعاه ابن عباس، قال

(4)

: فقال: إني تماريتُ أنا وصاحبي هذا

(5)

، في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيّه، فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه فقال أُبَيُّ: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا موسى في ملإ من بني إسرائيل، إذْ أتاه رجل

(6)

، فقال: ما تعلم أحدًا أعلم منك؟ قال: لا. قال: فأُوحِي إلى موسى: بلى، عبدنا خَضِر، فسأل السبيل إلى لُقيّه،

⦗ص: 360⦘

وجعل الله [عز وجل له]

(7)

الحوت آية، وقيل

(8)

[له]

(9)

: إذا فقدت الحوت، وإنك ستلقاه، قال: فنزلا منزلًا، فقال لفتاه

(10)

: آتنا غداءنا، لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال: فعند ذلك فقد الحوت، قال: فارتدا على آثارهما قصصا، قال: فجعل موسى يتبع أثر الحوت، فذكرَ الله عز وجل في شأنهما ما ذكر في كتابه

(11)

.

(1)

الزهري هو موضع الالتقاء.

(2)

ابن قيس بن حصن، الفزاري، صحابي مشهور. و (الحر) هو بضم الحاء والراء، =

⦗ص: 359⦘

= المهملتين. فتح الباري (1/ 169)، والاصابة (2/ 5، 6 /ترجمة 1687).

(3)

(خضر) هو بفتح أوله وكسر ثانيه، أو بكسر أوله وإسكان ثانيه، ثبتت بهما الرواية، وبإثبات الألف واللام فيه، وبحذفهما. الفتح (1/ 169).

واسم الخضر: بليا -بموحدة مفتوحة، ثم لام ساكنة، ثم مثناة تحت- ابن ملكان -بفتح الميم وإسكان اللام-. وهذا القول جزم به النووي، ورجحه ابن حجر.

وقيل في اسمه أقوال أخرى، انظر: الفتح (6/ 433).

و (الخضر) لقبه، لقب به لأنه جلس على فروة -أي أرض- بيضاء فصارت خضراء، كما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة (6/ 433 / حديث رقم 3402).

(4)

كلمة (قال) ساقطة من نسخة (ل).

(5)

قال ابن حجر: (لم يذكر ما قال الحر بن قيس، ولا وقفت على ذلك في شيء من طرق الحديث). الفتح (1/ 169).

(6)

قال الحافظ ابن حجر: (لم أقف على اسمه). الفتح (8/ 413).

(7)

من نسخة (ل).

(8)

في نسخة (ل): (فقيل).

(9)

من نسخة (ل).

(10)

هو يوشع بن نون، كما جاء مصرحًا باسمه عندالبخاري برقم (3401) وعند مسلم برقم (170).

(11)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب من فضائل الخضر عليه السلام (4/ 1852، 1853 /حديث رقم 174).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التوحيد، باب في المشيئة والإرادة (13/ 448/ حديث رقم 7478)، وأطرافه في (74، 78، 122، 2267، 2728، 3400، 3401، 4725، 4726، 4727، 6672).

ص: 358

10477 -

حدثنا نصر بن مرزوق أبو الفتح المصري، حدثنا وهب الله بن راشد أبو زُرعة، قال: أخبرني يونس بن يزيد، ح.

وحدثنا عبد الله بن عبد السَّلام أبو الرداد

(1)

المصري

(2)

، قال: أخبرني

⦗ص: 361⦘

وهب الله بن راشد أبو زرعة الحجري

(3)

، عن يونس بن يزيد

(4)

، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن ابن عباس، أنه تمارى هو، والحر بن قيس بن حصن الفزاري، في صاحب موسى، فقال ابن عباس: هو الخضر، فمر بهما أبي بن كعب، فدعاه ابن عباس، فقال له: إني تماريت أنا وصاحبي هذا، في صاحب موسى، الذي سأل السبيل إلى لقيه، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه؟ قال [أبي]

(5)

: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا موسى في ملأ من بني إسرائيل، جاءه

(6)

رجلٌ، فقال: هل تعلم أحدا أعلم منك؟ فقال: لا، فأوحى الله إلى موسى: بلى

(7)

، عبدي

(8)

الخضر، فسأل

⦗ص: 362⦘

موسى السبيل إلى لقيه، فجعل الله الحوت له آية، فقيل له: إذا فقدت الحوت فارجع، فإنك ستلقاه، فكان

(9)

موسى يتبع أثر الحوت في البحر، فقال لموسى فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة، فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، فقال موسى: ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهم قصصا، فوجدا الخضر، فكان من شأنهما، الذي قص الله عز وجل في كتابه

(10)

.

(1)

أبو الرداد هو بالراء، والدال المهملة المكررة. الإكمال (4/ 41).

(2)

المؤذن، صاحب مقياس مصر، المكتب.

(3)

الحجري -بفتح الحاء المهملة، وسكون الجيم، وفي آخرها الراء- نسبة إلى قبيلة باليمن.

انظر: الإكمال (2/ 387)، والأنساب (2/ 178، 179)، واللباب (1/ 343، 344).

(4)

يونس بن يزيد هو موضع الالتقاء.

(5)

من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(6)

في صحيح مسلم: (إذ جاءه).

(7)

في نسخة (ل) وصحيح مسلم: (بل).

(8)

في نسختي (ل)، (هـ)، وصحيح مسلم:(عبدنا)، وفي نسخة (ل) زيادة:(عندي)، قبل كلمة (عبدنا). ويبدو أنه في نسخة (هـ) كذلك؛ حيث أخرج خرجة قبل كلمة =

⦗ص: 362⦘

= (عبدنا)، وظهر في الحاشية حرفا (الدال والياء) من كلمة (عندي). والله أعلم.

(9)

في نسختي (ل)، (هـ):(وكان).

(10)

تقدم تخريجه، انظر الحديث السابق.

ص: 360

10478 -

حدثنا محمد بن عزيز، قال: حدثنا سلامة، قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب

(1)

، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس. وذكر الحديث

(2)

.

سمعت العمري البصري بصنعاء، يقول: سمعت ابن عائشة، يقول في حديث موسى عليه السلام في اللطمة، قال: معنى فقأ عينه، قال: دحض حُجَّته

(3)

.

(1)

ابن شهاب هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10476).

(3)

قال ابن حجر: وزعم بعضهم أن معنى قوله: "فقأ عينه" أي: أبطل حجته، وهو =

⦗ص: 363⦘

= مردود بقوله في نفس الحديث: "فرد الله عينه"، بقوله:"لطمه" و "وصكه"، وغير ذلك من قرائن السياق. اهـ. الفتح (6/ 442، 443).

ص: 362

10479 -

حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي، قال: حدثنا يونس ابن محمد، قال: حدثنا معتمر بن سليمان

(1)

، عن أبيه، عن رَقَبَة

(2)

، عن أبي إسحاق الهمداني، عن سعيد بن جبير، قال: قيل لابن عباس: إن نوفا

(3)

يزعم أن موسى الذي ذهب يلتمس العلم، ليس بموسى بني إسرائيل، قال: أسمعته يا سعيد؟ قلت: نعم، قال: كذب نوف، حدثنا أبي بن كعب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينما موسى في قومه يذكرهم بأيام الله، -وأيام الله: نعماؤه وبلاؤه- إذ قال: ما أعلم في الأرض رجلا هو خير مني، أو أعلم مني، قال: فأوحى الله تعالى

⦗ص: 364⦘

إليه

(4)

: أني أعلم بالخير من هو، أو عند من هو، إن في الأرض رجلا هو أعلم منك، قال: يا رب، فدلني عليه، قال: فقيل له: تزود حوتا مالحا، فإنه حيث تفقد الحوت، [قال]

(5)

: فانطلق هو وفتاه حتى انتهيا إلى الصخرة، فغمي

(6)

عليه، فانطلق وترك فتاه، فاضطرب الحوت في الماء، فجعل لا يلتئم عليه، وصار مثل الكوة، فقال فتاه: الآن يجيء نبيُّ الله فأخبره، قال: فنسي، فلما تجاوزا، قال لفتاه: آتنا غداءنا، لقد لقينا من سفرنا هذ انصبا، قال: ولم يصبهم نصب حتى تجاوزا، قال: فتذكر، فقال: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة، فإني نسيت الحوت، إلى قوله: في البحر عجبا؛ قال: ذلك ما كنا نبغي

(7)

، فارتدا على آثارها قصصا، فأراه مكان الحوت، قال: هاهنا وصف لي، قال: فذهب يلتمس، فإذا هو بالخضر مسجى ثوبا، مستلقيا على القفا، أو على حلاوة القفا، فقال: السلام عليك

(8)

، فكشف الثوب

⦗ص: 365⦘

عن وجهه، قال: وعليكم السلام، من أنت؟ قال: أنا موسى. قال: من موسى؟ قال: موسى بني إسرائيل. قال: يا أخي، ما جاء بك؟ قال: جئت لتعلمني مما علمت رشدا، قال: إنك لن تستطيع معي صبرا، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا، شيئا أمرت به

(9)

إذا رأيته لم تصبر، قال: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا، قال: فإن اتبعتني، فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا، فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها، قال: انتحى

(10)

عليها، قال له موسى: أخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئا إمرا، قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قالا: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا، فانطلقا حتى إذا لقيا غلمانا يلعبون، قال: فانطلق إلى أحدهم بادي الرأي فقتله، فذعر عندها موسى ذعرة منكرة، قال: أقتلت نفسا

⦗ص: 366⦘

زكية بغير نفس، لقد جئت شيئًا نكرا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا المكان: رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة، قال: إن سألتك عن شيء بعدها، فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا، ولو صبر رأى العجب -كان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه: رحمة الله علينا وعلى أخي، رحمة الله علينا- فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية

(11)

لئاما، فطافا في المجالس فاستطعما [أهلها]

(12)

، فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض، فأقامه، قال: لو شئت لاتخذت عليه أجرا، قال: هذا فراق بيني وبينك، فأخذ بثوبه، قال: سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا، أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها؛ وكان وراءهم ملك

(13)

يأخذ كل سفينة غصبا، فإذا جاء الذي

⦗ص: 367⦘

يَسْخَرُها

(14)

، وجدها منخرقة، فتجاوزها، فأصلحوها بخشبة، فعملوا بها، وأما الغلام

(15)

فطبع يوم طبع كافرا، وكان أبواه

(16)

قد عطفا عليه، فلو أنه أدرك، لرهقهما

(17)

طُغيانا وكفرا، فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة،

⦗ص: 368⦘

وأقرب رحما، وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة، وكان تحته كنز لهما، وكان أبوهما صالحا، فأراد ربك أن يبلغا أشدهما، ويستخرجا كنزهما

(18)

.

(1)

معتمر بن سليمان هو موضع الالتقاء.

(2)

رقبة هو بفتح الراء، والقاف، والباء المعجمة بواحدة، مفتوحتان، مخففتان أيضا. وهو رقبة بن مصقلة، ويقال: ابن مسقلة العبدي، أبو عبد الله الكوفي، تهذيب الكمال (9/ 19 / ترجمة 1913)، انظر: الإكمال (4/ 87)، والتوضيح (4/ 219).

(3)

نوف هو بفتح النون، وسكون الواو، بعدها فاء. انظر: الإكمال (1/ 569)، والفتح (8/ 412). وهو نوف بن فضالة، الحميري، البكالي، تابعي من أهل دمشق، فاضل، عالم، لا سيما بالإسرائيليات، وهو ابن امرأة كعب الأحبار.

انظر: تهذيب الكمال (30/ 65، 66/ ترجمة 6498)، وفتح الباري (1/ 219).

(4)

كلمة (إليه) ساقطة من نسخة (ل).

(5)

من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(6)

في نسختي (ل)، (هـ)، وصحيح مسلم مهملة العين، قال النووي: وقع في بعض الأصول بفتح العين المهملة وكسر الميم، وفي بعضها بضم العين وتشديد الميم، وفي بعضها بالغين المعجمة. اهـ. شرح النووي (15/ 139).

(7)

في نسخة (ل): (نبغ).

(8)

في نسخة (ل) زيادة: (إني سؤل). هكذا ظهرت لي، وهذه الزيادة لم أجدها في =

⦗ص: 365⦘

= الصحيحين. ويمكن أن تقرأ: (يا رسول)، والله أعلم.

(9)

في نسختي (ل)، (هـ)، زيادة، ولفظها:(أن تعلم)، وعليها ضبة، وفي صحيح مسلم:(أن أفعله)، وهو صواب. والله أعلم.

(10)

كلمة (انتحى) ضبب عليها في الأصل، وفي الحاشية:(صوابه: أنحى). و (انتحى) و (أنحى) كلاهما صحيح، ومعناه: اعتمد على السفينة وقصد خرقها. يقال: نحا وأنحى، وانتحى.

انظر: غريب الحديث للحربي (1/ 410)، والفائق (3/ 312)، والنهاية (5/ 30)، وشرح النووي (15/ 140).

(11)

اختلف في هذه القرية، فقيل: هي أنطاكية، وقيل: الأبلة، وقيل: أذربيجان، وقيل: برقة، وقيل: ناصرة، وقيل: جزيرة الأندلس.

قال الحافظ ابن حجر: وهذا الاختلاف قريب من الاختلاف في المراد بمجمع البحرين، وشدة المباينة في ذلك، تقتضي أن لا يوثق بشيء من ذلك. اهـ.

الفتح (8/ 420).

(12)

هذه الزيادة أثبتها من صحيح مسلم، لأن السياق يقتضيها.

(13)

في صحيح البخاري: (يزعمون أنه: هدد بن بدد) قال الحافظ: قائل ذلك هو: ابن جريج، وعزاه ابن خالويه -في كتاب (ليس) - إلى مجاهد. و (هدد) -في الروايات- =

⦗ص: 367⦘

= بضم الهاء، وحكى ابن الأثير: فتحها، والدال مفتوحة اتفاقا، ووقع عند ابن مردويه بالميم، بدل الهاء. وأبوه (بدد) بفتح الموحدة. اهـ. الفتح (8/ 420).

(14)

شكلتها من صحيح مسلم، وفي نسخة (ل) كأنها:(يتسخرها).

وفي لسان العرب: سخره: كلفه ما لا يريد، وقهره، وكل مقهور مدبر لا يملك لنفسه ما يخلصه من القهر، فذلك مسخر

، وسخرت السفينة: أصاعت وجرت وطاب لها السير. (3/ 1963 /مادة سخر).

(15)

في صحيح البخاري: (الغلام المقتول اسمه -يزعمون-: جيسور).

قال ابن حجر: (قائل ذلك هو: ابن جريج). ثم ذكر اختلاف الروايات في ضبطه، ففي بعضها: بفتح المهملة أوله، ثم تحتانية ساكنة، ثم مهملة مضمومة. وفي بعضها: بحيم أوله، وفي بعضها: بنون بدل التحتانية، وفي بعضها: بنون بدل الراء،

الخ. ثم قال: وفي (تفسير الضحاك بن مزاحم): اسمه: حشرد. ووقع في تفسير الكلبي: اسم الغلام: شمعون. اهـ. الفتح (8/ 420).

(16)

قال ابن حجر: وفي (المبتدأ) لوهب بن منبه: كان اسم أبيه: (ملامس)، واسم أمه:(رحما). وقيل: اسم أبيه: (كاردي)، واسم أمه:(سهوى). الفتح (8/ 421).

(17)

يقال: رهقه -بالكسر- يرهقه رهقا: أي غشيه. وأرهقه: أي: أغشاه إياه. وأرهقني فلان إثما حتى رهقته: أي: حملني إثما حتى حملته له. النهاية (2/ 283)، وانظر: مقاييس اللغة (2/ 451)، والمجموع المغيث (1/ 830).

(18)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10476)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (171) و (172).

ص: 363

10480 -

حدثنا إدريس بن بكر، حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، حدثنا سفيان

(1)

، حدثنا عمرو -قال مرة: حدثني عمرو- قال: أخبرني سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي

(2)

يزعم أن موسى صاحب الخضر، ليس بموسى صاحب بني إسرائيل، إنما هو موسى آخر

(3)

، فقال ابن عباس: كذب عدو الله، حدثنا أبي بن كعب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل،

⦗ص: 369⦘

فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال

(4)

: أنا؛ فعتب الله عليه إذ

(5)

لم يرد العلم إليه، فأوحى الله عز وجل: إن لي عبدا بمجمع البحرين

(6)

، هو أعلم منك". وذكر الحديث بطوله

(7)

.

(1)

ابن عيينة -كما في الحديث التالي، وصحيح مسلم- هو موضع الالتقاء.

(2)

البكالي -بفتح الموحدة وكسرها، وتخفيف الكاف، ووهم من شددها، وفي آخرها لام، نسبة إلى بني بكال، بطن من حمير.

انظر: الأنساب (1/ 382) -ولم يذكر فتح الموحدة- وفتح الباري (1/ 219) و (8/ 412).

(3)

هو علم على شخص معين، قالوا: إنه موسى بن ميشا -بكسر الميم، وبالشين المعجمة- الفتح (1/ 219).

(4)

في نسخة (ل): (قال).

(5)

في الأصل ونسخة (هـ): (إذا)، والتصويب من نسخة (ل)، وصحيح مسلم.

(6)

اختلف في مكان مجمع البحرين، اختلافا شديدا، فقيل: هو بكر فارس والروم، وقيل غير ذلك، وقد ذكر الحافظ ستة أقوال، ثم قال:(وهذا اختلاف شديد)، وقال في موضع آخر:(وشدة المبانية في ذلك تقتضي بأنه لا يوثق بشيء من ذلك). اهـ.

الفتح (8/ 410، 420).

(7)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10476)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (170).

ص: 368

10481 -

حدثنا الصغاني، حدثنا نُعيم بن حماد، حدثنا سفيان ابن عُيينة

(1)

، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس. وذكر الحديث

(2)

.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10476)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (170).

ص: 369

‌ومنهم عيسى صلى الله عليه، وعلى جميع رسله

ص: 370

10482 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب

(1)

، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا أولى الناس بابن مريم؛ الأنبياء أولاد علَّات

(2)

، وليس بيني وبينه نبي"

(3)

.

قال: وكان أبو هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثلي ومثل الأنبياء، كمثل قصر أحسن بنيانه، و

(4)

ترك منه موضع لبنة، فطاف به النظار، يتعجبون من حسن بنيانه، إلا موضع تلك اللبنة لا يعيبون

⦗ص: 371⦘

غيرها، فكنت أنا سددت موضع تلك اللبنة، فتم بي البناء، وختم بي الرسل"

(5)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

عَلَّات -بفتح المهملة وتشديد اللام-: الضرائر، وأصله: أن من تزوج امرأة، ثم تزوج أخرى، كأنه عَلَّ منها، والعلل: الشرب بعد الشرب.

ومعنى الحديث: أصل إيمانهم واحد، وشرائعهم مختلفة.

انظر: النهاية (3/ 291)، وشرح النووي (15/ 119)، والفتح (6/ 489).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب فضائل عيسى عليه السلام (4/ 1837/ حديث رقم 143).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى:"واذكر في الكتاب مريم"(6/ 477 / حديث رقم 3442)، وطرفه في:(3443).

(4)

حرف الواو ساقط من نسخة (ل).

(5)

هذا الجزء من حديث أبي هريرة، تقدم تخريجه، وانظر الحديث رقم (10107)، لكن من وجه آخر عن أبي هريرة.

فوائد الاستخراج: زيادة حديث: "مثلي ومثل الأنبياء .. " في رواية أبي سلمة عن أبي هريرة؛ فلم يخرجه مسلم من طريقه.

ص: 370

10483 -

حدثنا محمد بن إسماعيل بن سالم المكي أبو جعفر، حدثنا أبو داوود الحفري عمر بن سعد

(1)

، عن سفيان الثوري، عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء أولاد عَلَّات، وليس بيني وبين عيسى نبي"

(2)

.

(1)

أبو داوود الحفري عمر بن سعد، هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث السابق، وهذا الطريق عند مسلم برقم (144).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو سفيان، بأنه الثوري.

ص: 371

10484 -

حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا عبد الرزاق

(1)

، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث، منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أولى الناس بعيسى بن مريم، في الأولى والآخرة"؛ قالوا: كيف

(2)

يا رسول الله؟ قال: "الأنبياء إخوة من

⦗ص: 372⦘

عَلَّات، و

(3)

أمهاتهم شتى، ودينهم واحد، وليس بيننا نبي"

(4)

.

(1)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): (كيف).

(3)

حرف الواو ساقط من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10482)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (145).

ص: 371

10485 -

حدثنا أبو عبيد الله الوراق، وأحمد بن عصام الأصبهاني، قالا: حدثنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة

(1)

، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل ابن

(2)

آدم يطعن الشيطان بأصبعه" -وقال أحمد

(3)

: "بأصبعيه- في

(4)

جنبه حين يولد، إلا عيسى بن مريم، ذهب يطعن فطعن الحجاب"

(5)

(6)

.

(1)

أبو هريرة رضي الله عنه هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسختي (ل)، (هـ)، (بني).

(3)

وتابعه على روايته أبو اليمان، عن شعيب، عن أبي الزناد، به. في صحيح البخاري برقم (3286).

(4)

حرف (في) تكرر في الأصل ونسخة (هـ)، فوقع بعد كلمة (بأصبعه)، ثم بعد كلمة (بأصبعيه)، فحذفته من الموضع الأول، ليستقيم السياق كما في نسخة (ل).

(5)

المراد بالحجاب -هنا-: المشيمة. قاله الطيبي. وقال الكرماني: الحجاب: الجلدة التي فيها الجنين، أو الثوب الملفوف على الطفل. اهـ.

ونقل ابن حجر قول الطيبي وزاد عليه: (التي فيها الولد). ثم في موضع آخر نقل كلام الكرماني.

انظر: شرح المشكاة (11/ 3621)، وشرح الكرماني (13/ 204)، والفتح (6/ 342، 470).

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب فضائل عيسى عليه السلام =

⦗ص: 373⦘

= (4/ 1838/ حديث رقم 146).

وأخرجه البخاري في صحيحه-كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده- (6/ 337 / حديث رقم 3286) من طريق أبي الزناد، به. وطرفاه في:(3431، 4548).

فوائد الاستخراج:

- بيان الأداة التي يطعن بها الشيطان.

- بيان الموضع الذي يطعن فيه الشيطان، من ابن آدم.

- بيان أن الشيطان حاول أن يطعن عيسى عليه السلام لكنه أخطأه.

تنبيه: هذه الأمور التي ذكرتها في فوائد الاستخراج، ثابتة في صحيح البخاري أيضا.

ص: 372

10486 -

حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان

(1)

، قال: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة

(2)

، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا يطعن الشيطان في نغض كتفه

(3)

، إلا عيسى وأمه؛ فإن الملائكة حفت بهما". فاقرؤا إن شئتم:{وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}

(4)

(5)

.

(1)

هو ابن عيينة؛ حيث إن الراوي عنه هنا هو الحميدي، وهذا الحديث رواه الحميدي في مسنده (2/ 450/ حديث رقم 1042) عن سفيان، به.

(2)

أبو هريرة رضي الله عنه هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم بيان (نغض كتفه)، انظر الحديث رقم (10091).

(4)

سورة آل عمران، آية (36).

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث السابق.

⦗ص: 374⦘

= تنبيه: قوله: (فاقرؤا .... ) هو من قول أبي هريرة، كما بينته رواية سعيد ابن المسيب عنه، في الصحيحين، وستأتي عقب هذا الحديث.

تنبيه: قوله: (فاقرؤا إن شئتم

) هو مدرج من قول أبي هريرة، كما بينه الزهري، في روايته عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، في الصحيحين، وستأتي عقب هذا الحديث. وانظر: كتاب: الفصل للوصل المدرج في النقل (1/ 216 - 218 /حديث رقم 11).

ص: 373

10487 -

أخبرنا أبو الجماهر، وأبو أمية، قالا: حدثنا أبو اليمان

(1)

، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهريّ، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من بني آدم من

(2)

مولود، إلا مسَّه الشيطان حين يولد، فيستهل

(3)

صارخا من مس الشيطان، غير مريم وابنها". ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}

(4)

.

(1)

أبو اليمان -الحكم بن نافع- هو موضع الالتقاء.

(2)

حرف (من) ساقط من نسخة (ل).

(3)

أصل الإهلال: رفع الصوت، كل رافع صوته فهو مهل. غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 285).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10485)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (146 / الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر تمام من رواية أبي اليمان، ومسلم ساق إسنادها =

⦗ص: 375⦘

= وبعض متنها، ثم أحال بباقيها على رواية معمر، عن الزهري.

ص: 374

10488 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب

(1)

، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا يونس حدثه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال

(2)

: "كل ابن آدم مسّه الشيطان يوم ولدته أمه، إلا مريم وابنها"

(3)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة (أنه قال) ساقطة من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10485)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (147).

ص: 375

10489 -

حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أصبغ، وعثمان ابن صالح، عن ابن وهب

(1)

، عن عمرو، بإسناده، مثله

(2)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

هذا الحديث ساقط في نسخة (ل)، وقد تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10485)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (147).

ص: 375

10490 -

حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا قتيبة [بن سعيد]

(1)

، حدثنا عبد العزيز، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل إنسان تلده أمه يَلْكُزُه

(2)

الشيطان في حِضنيه

(3)

، إلا

⦗ص: 376⦘

مريم وابنها"

(4)

.

(1)

قتيبة بن سعيد هو موضع الالتقاء. وما بين المعقوفتين من نسخة (ل).

(2)

اللكز هو الدفع بجمع الكف في الصدر، وهو نحو: اللكم، واللدم، واللقز كذلك.

المجموع المغيث (3/ 143).

(3)

قال النووي: هكذا هو في جميع النسخ: (حضنيه) بحاء مهملة مكسورة، ثم ضاد =

⦗ص: 376⦘

= معجمة، ثم نون، ثم ياء، تثنية (حضن)، وهو: الجنب، وقيل: الخاصرة. اهـ. شرح النووي (16/ 426).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب القدر، باب معنى (كل مولود يولد على الفطرة) - (4/ 2048، 2049/ حديث رقم 25) مع حديث: "كل إنسان تلده أمه على الفطرة

". وانظر: الحديث المتقدم برقم (10485).

ص: 375

10491 -

حدثنا السُّلمي، حدثنا عبد الرزاق

(1)

، أخبرنا معمر، عن همَّام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرَ أحاديث، منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأى عيسى بن مريم عليه السلام رجلا

(2)

يسرق، فقال له عيسى: سرقت؟ فقال: كلا، والذي لا إله إلا هو، فقال عيسى: آمنت بالله عز وجل، وكذبت نفسي"

(3)

.

(1)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء.

(2)

لم أقف على من عينه.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب فضائل عيسى عليه السلام (4/ 1838/ حديث رقم 149).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى:"واذكر في الكتاب مريم"(6/ 478/ حديث رقم 3444).

ص: 376

‌ومن مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه

(1)

(1)

سماه في نسخة (هـ): (عبد الله بن عثمان، أمير المؤمنين)، لكن وضع على هذه الجملة:(لا- إلى).

ص: 377

10492 -

حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، وعيسى بن أحمد العسقلاني، قالا: حدثنا يزيد بن هارون

(1)

، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهريّ، عن عروة، عن عائشة، قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي بُدئ فيه، فقلت: وارأساه، فقال:"وددت أن ذلك كان وأنا حي، فهيأتك ودفنتك"، قالت: فقلت: -غيري- كأني بك في ذلك اليوم عَروسًا ببعض نسائك، فقال: "وأنا وارأساه، ادعي لي أَباك وأَخاك

(2)

؛ حتى أكتب لأبي بكر كتابًا، فإني أخاف أن يقول قائل ويتمنى أَنِّي، ولا

(3)

،

⦗ص: 378⦘

ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر"

(4)

.

(1)

يزيد بن هارون هو موضع الالتقاء.

(2)

هو عبد الله بن أبي بكر. تنبيه المعلم بمبهمات صحيح مسلم (406/ حديث رقم 991).

(3)

قوله: "أنى ولا" هكذا رحمه في الأصل، ومثلها نسخة (هـ) غير أن فيها تشويشًا في الخط. وفي نسخة (ل):(أنا) بشدة فوق حرف النون. والرسم في الأصل يحتمل أنه بالياء، ويحتمل أن يكون بالألف المقصورة.

قال النووي: (هكذا هو في بعض النسخ المعتمدة: "أنا ولا")، بتخفيف "أنا =

⦗ص: 378⦘

= ولا"، أي: أنا أحق، وليس كما يقول، بل يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر. وفي بعضها: "أنا أولى"، أي: أنا أحق بالخلافة، قال القاضي: هذه الرواية أجودها. ورواه بعضهم: "أنا ولي" -بتخفيف النون، وكسر اللام- أي: أنا أحق والخلافة لي. وعن بعضهم: أنا ولاه" أي أنا الذي ولاه النبي صلى الله عليه وسلم. وبعضهم: "أنى ولاه" -بتشديد النون- أي: كيف ولاه!). اهـ. شرح النووي (15/ 151).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه (4/ 1857/ حديث رقم 11).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المرضى، باب ما رخص للمريض أن يقول: إني وجع .. .. (10/ 123/ حديث رقم 5666) من طريق يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة.

بلفظ: "

أن يقول القائلون، أو يتمنى المتمنون

"، وطرفه في (7217).

ص: 377

10493 -

حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي، قال: حدثنا حبان ابن هلال

(1)

، حدثنا همام، حدثنا ثابت، حدثنا أنس بن مالك، أن أبا بكر حدثه، قال: نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار، فقلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، فقال: يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله عز وجل ثالثهما"

(2)

.

(1)

حبان بن هلال هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر =

⦗ص: 379⦘

= الصديق رضي الله عنه (4/ 1854 / حديث رقم 1).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير، باب (ثاني اثنين إذ كرها في الغار

) - (8/ 325/ حديث رقم 4663)، وطرفاه في:(3653، 3922).

ص: 378

10494 -

حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري، حدثنا حَبان ابن هلال

(1)

، وعفان، قالا: حدثنا همام، قال: حدثنا ثابت، قال: حدثنا أنس ابن مالك، أن أبا بكر الصديق قال: نظرت إلى أقدام المشركين.

و

(2)

قال أحدهما: قدميه ونحن في الغار. فذكرَ مثله

(3)

.

(1)

حبان بن هلال هو موضع الالتقاء.

(2)

حرف الواو ساقط من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10493).

فوائد الاستخراج: زاد أبو عوانة راويا آخر عن همام، وهو عفان، وهو عفان بن مسلم.

ص: 379

10495 -

حدثنا علي بن سهل البزاز، وعمار بن رجاء، قالا: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام

(1)

، أخبرنا ثابت، عن أنس بن مالك، أن أبا بكر الصديق حدثه، قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار: يا رسول الله، لو حدثه أن أحدهم ينظر إلى قدميه، لأبصرنا تحت قدميه، فقال:"يا أبا بكر، ما ظنك باثنين، الله ثالثهما"

(2)

.

(1)

همام -ابن يحيى بن دينار- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10493).

ص: 379

10496 -

حدثنا أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي، أخبرنا أبو سلمة التبوذكي، حدثنا همام

(1)

، حدثنا ثابت، عن أنس، مثله

(2)

.

(1)

همام -ابن يحيى بن دينار- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10493).

ص: 380

10497 -

ز- حدثنا إبراهيم بن مسعود، حدثنا ابن نُمير، حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، عن عائشة، قالت: قال أبو بكر: انظروا كل شيء زاد في مالي منذ دخلت في هذا الأمر، فردوه إلى الخليفة من بعدي، فإني قد كنت أستصلحه بجهدي، إلا الودك

(1)

، فإني قد أصبت منه نحوًا مما كنت أصيب من التجارة. قالت: فلما مات نظرنا فما وجدنا إلا ناضحا، كان يسقى بستانا له، وغلاما نوبيا كان يحمل صبيا له، قالت: فأرسلت به إلى عمر، قالت: فأخبرني جرير أن عمر بكى، وقال: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده إتعابا شديدا

(2)

.

(1)

الودك -بفتح الواو والدال-: الدَّسَمُ، وقيل: دسم اللحم ودهنه الذي يستخرج منه.

انظر: النهاية (5/ 169)، ولسان العرب (1/ 4806)، القاموس (4/ 591).

(2)

إسناد المصنف صحيح، وعنعنة الأعمش هنا محتملة لأنها عن شقيق بن سلمة، وهو ممن أكثر عنه الأعمش، وقد رواه ابن سعد عن وكيع بن الجراح، وعبد الله بن نمير، كليهما عن الأعمش، به. انظر: الطبقات الكبرى (3/ 192).

ص: 380

10498 -

حدثنا عمرو بن عثمان العثماني قاضي مكة، حدثنا مطرف بن عبد الله، قال: حدثنا مالك بن أنس

(1)

، عن أبي النضر

(2)

، عن عبيد بن حنين، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر، فقال:"إن عبدا خيره الله عز وجل أن يؤتيه من زهرة الدنيا، وبين ما عنده"، فاختار ما عنده، قال: فبكى أبو بكر، وقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، قال: فتعجبنا له، فقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ، يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا، وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر هو أعلمنا به، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام؛ لا يبقين

(3)

خوخة في المسجد إلا خوخة أبي بكر"

(4)

.

(1)

مالك بن أنس هو موضع الالتقاء.

(2)

اسمه: سالم، كما في الحديث رقم (10501).

(3)

هكذا منقوطة في نسخة (هـ) وصحيح البخاري. وأما الأصل ونسخة (ل) فليس فيها نقط للحرف الأول. وأما صحيح مسلم فمنقوط بالمثناة من فوق مضمومة: (لا تبقين).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر =

⦗ص: 382⦘

= الصديق، رضي الله عنه (4/ 1854، 1855/ حديث رقم 2).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب مناقب الأنصار، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة- (7/ 227 / حديث رقم 3904)، وطرفاه في:(466، 3654).

فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل، وهو أبو سعيد، بأنه: الخدري، رضي الله عنه.

- زيادة ذكر تعجب الصحابة رضي الله عنهم من بكاء أبي بكر. وهي في صحيح البخاري.

ص: 381

10499 -

حدثنا أبو حميد العوهي، ومحمد بن زياد العجلي

(1)

، قالا: حدثنا ابن أبي أويس، ح.

و

(2)

حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا القعنبي، كلاهما

(3)

عن مالك، بإسناده، مثله

(4)

.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

حرف الواو ساقط من نسخة (ل).

(3)

في الأصل ونسخة (هـ): (كلهم)، والتصويب من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10498).

ص: 382

10500 -

حدثنا حمدان بن علي الوراق، وأبو أمية، وأحمد بن علي الخزاز

(1)

[*]

،

⦗ص: 383⦘

قالوا

(2)

: حدثنا سُريج بن النُّعمان، حدثنا فليح

(3)

، عن أبي النضر، عن عبيد بن حنين، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس، فقال:"إن الله عز وجل، خير عبدا بين الدُّنيا وبين ما عنده، فاختار العبد ما عند الله"

(4)

. وذكر الحديث، بمثله: "ولا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر

(5)

".

(1)

الخزاز هو بفتح الخاء المعجمة، وتشديد الزاي الأولى، بعدها ألف، ثم زاي، نسبة إلى عمل الخز وبيعه. انظر الإكمال:(2/ 183)، والأنساب (2/ 356)، واللباب (1/ 439)، وتوضيح المشتبه (2/ 345)، وتبصير المنتبه (1/ 331). =

⦗ص: 383⦘

= وهو أحمد بن علي بن الفضيل، الخزاز، البغدادي، أبو جعفر، المقري [*].

(2)

في نسخة (ص): (قال) وكذا كان في الأصل، لكنه صوب في الحاشية.

(3)

فليح هو موضع الالتقاء، وهو بضم أوله، وفتح اللام، تليها مثناة تحت ساكنة، ثم حاء مهملة، وتوضيح المشتبه (7/ 118).

وهو فليح بن سليمان بن أبي المغيرة، الخزاعي، ويقال: الأسلمي، مولى آل زيد بن الخطاب. ويقال:(فليح) لقب، واسمه: عبد الملك. تهذيب الكمال (23/ 317 - 322 / ترجمة 4775).

(4)

في نسخة (ل): "فاختار ذلك العبد ما عنده".

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10498)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (2 / الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية فليح، ومسلم ساق إسنادها، وذكر طرفها، ثم أحال بها على رواية مالك بن أنس.

_________

[*] قال أحمد بسيوني: صوابه: (الخّرَّاز)، وتراجع المواضع التالية التي وردت على الصواب:(1667، 2227، 2315، 3402، 3611، 4668، 4805، 4839، 4857، 4858، 5031، 5646، 6632، 9181، 10732، 10995، 12318)، وكذا المواضع التي وردت على الخطأ:(5299، 5622، 5765 هامش، 10500، 10506، 12408 هامش)، وهو أبو بكر أحمد بن علي الخراز، وانظر: تلخيص المتشابه للخطيب (1/ 582) والإكمال لابن ماكولا (2/ 186) وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين (2/ 345).

ص: 382

10501 -

حدثنا إبراهيم بن مرزوق، وعمار بن رجاء، قالا: حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا فليح بن سليمان

(1)

، قال: حدثني سالم

⦗ص: 384⦘

أبو النضر.

قال

(2)

إبراهيم بن مرزوق: عن عبيد بن حُنين، وقال عمار: عن بُسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله"؛ فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه، أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أمن الناس علينا في صحبته وماله، أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا من الناس غير ربي، لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين

(3)

في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر"

(4)

.

(1)

فليح بن سليمان هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ص): (قال: حدثنا)، وهو خطأ.

(3)

هكذا مشكولة في الأصل، ونسخة (هـ)، وأما نسخة (ل) فليس فيها شكل. قال ابن حجر:"لا يبقين" بفتح أوله، وبنون التأكيد، وقد رواه بعضهم بضم أوله. الفتح (7/ 14).

وأما مسلم فلم يسق متن الحديث الذي فيه ذكر الباب، بل ساقه بذكر الخوخة، وقد تقدم الكلام على تلك الرواية، انظر الحديث رقم (10498).

(4)

تقدم تخريجه، وفوائد الاستخراج انظر الحديث رقم (10498)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (2/ الطريق الثاني). عن أبي النضر، عن عبيد بن حنين، وبسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري.

ص: 383

10502 -

حدثنا أبو الأزهر، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا فليح ابن سليمان

(1)

، عن سالم أبي النضر، عن عبيد بن حنين، وبسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي عامر سواء، إلا أن فيه:"لا تبك يا أبا بكر". ولم يذكر: "غير ربي

(2)

"

(3)

.

(1)

فليح بن سليمان هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): (غير ذا)، ولعله سبق قلم.

(3)

تقدم تخريجه وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10498)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (2 /الطريق الثاني).

ص: 385

10503 -

حدثنا علي بن حرب [الطائي]

(1)

، وعباس الدوري، والصغاني، قالوا: حدثنا سعيد بن منصور

(2)

، حدثنا فليح بن سليمان، عن سالم أبي النضر، عن عُبيد بن حنين، وبسر بن سعيد، أن أبا سعيد الخدري حدثهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله

(3)

: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يومًا، فذكرَ:"أن رجلا خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده"، قال: فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه أن خبَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عبدًا خيّر، وكان المخيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر أعلمنا به، فقال: "لا تبك يا

⦗ص: 386⦘

أبا بكر، إن أمنَّ الناس في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذته، ولكن أخوة الإسلام، ومودته، لا يبقَين

(4)

في المسجد باب إلا سُدَّ، إلا باب أبي بكر"

(5)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

سعيد بن منصور هو موضع الالتقاء.

(3)

بعد كلمة (بمثله) في نسخة (ل) زاد كلمة، صورتها:(ولعله).

(4)

في نسخة (ل) صورتها: (لا تبقان)، وفي نسخة (هـ) خرجة فوق كلمة (لا تبقين) وفي الحاشية ظهر بعض كلمة، تدل على أن الذي في الحاشية هو مثل ما في نسخة (ل)، لكن التصوير لم يشمل الحاشية، فلذا لم تظهر الكلمة كاملة.

(5)

تقدم تخريجه وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10498)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (2 / الطريق الثاني).

ص: 385

10504 -

حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود، حدثنا شعبة

(1)

، عن إسماعيل بن رجاء، عن عبد الله بن أبي الهُذيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخي وصاحبي، وإن صاحبكم خليل الله"

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق، رضي الله عنه (4/ 1855/ حديث رقم 3).

ص: 386

10505 -

حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال: حدثنا عفان، ح.

وحدثنا الصغاني، حدثنا أبو النضر، قالا: حدثنا شعبة

(1)

، عن

⦗ص: 387⦘

إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن عبد الله بن أبي الهُذيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا"

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10504).

ص: 386

10506 -

حدثنا أحمد بن علي الخزاز

[*]

، حدثنا الحكم بن أسلم

(1)

، حدثنا شعبة

(2)

، بإسناده، بلفظ حديث عفان، وأبي النضر، عن شُعبة، بمثله

(3)

.

(1)

لم أقف على ترجمته، وقد ذكره الخطيب في شيوخ أحمد بن علي الخزاز. تاريخ بغداد (4/ 303).

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10504).

_________

[*] قال أحمد بسيوني: صوابه: (الخّرَّاز)، وتراجع المواضع التالية التي وردت على الصواب:(1667، 2227، 2315، 3402، 3611، 4668، 4805، 4839، 4857، 4858، 5031، 5646، 6632، 9181، 10732، 10995، 12318)، وكذا المواضع التي وردت على الخطأ:(5299، 5622، 5765 هامش، 10500، 10506، 12408 هامش)، وهو أبو بكر أحمد بن علي الخراز، وانظر: تلخيص المتشابه للخطيب (1/ 582) والإكمال لابن ماكولا (2/ 186) وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين (2/ 345).

ص: 387

10507 -

حدثنا الصغاني، حدثنا أبو خيثمة زهير

(1)

، ح.

وحدثنا أبو أمية، حدثنا زكريا بن عدي قالا: حدثنا جرير

(2)

، عن مغيرة، عن واصل بن حيان، عن عبد الله بن أبي الهُذيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لو كنتُ متخذا من أهل الأرض خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن صاحبكم خليل الله"

(3)

.

⦗ص: 388⦘

لم يذكر زكريا: "ولكن صاحبكم".

(1)

أبو خيثمة زهير -بن معاوية- هو موضع الالتقاء.

(2)

جرير -ابن عبد الحميد- هو موضع الالتقاء، في الطريق الثاني.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10504)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (6).

ص: 387

10508 -

حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود، ح.

وحدثنا أبو حميد المصيصي، حدثنا حجاج بن محمد، قالا: حدثنا شعبة

(1)

، قال: أخبرني أبو إسحاق، قال: سمعت أبا الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو كُنت من أمتي متخذا

(2)

خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا"

(3)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل) وصحيح مسلم تقدمت كلمة (متخذا) على كلمة (من أمتي).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10504)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (4).

ص: 388

10509 -

حدثنا أبو قلابة، حدثنا بشر بن عمر، حدثنا شعبة

(1)

، باسناده، مثله

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10504)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (6).

ص: 388

10510 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا محاضر، قال: حدثنا الأعمش

(1)

، عن عبد الله بن مرة، عن أبي الأحوص، قال: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبرأ إلى كل خليل من خلته، ولو كنت متخذا خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا، وإن صاحبكم خليل الله"

(2)

.

(1)

الأعمش هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10504)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (7).

ص: 388

10511 -

حدثنا أحمد بن عصام الأصبهاني، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان

(1)

، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني أبرأ إلى كل ذي خل من خلته، ولو كنت متخذا خليلا، لاتخذت ابن أبي قحافة خليلا، فإن

(2)

صاحبكم خليل الله"

(3)

.

(1)

هو الثوري -كما في الحديث التالي- وهو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): وإن.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10504)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (7).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية سفيان الثوري، ومسلم ساق إسنادها فقط.

ص: 389

10512 -

حدثنا أبو العباس الغزي، حدثنا قبيصة، ح.

وحدثنا أبو أمية، حدثنا عبيد الله بن موسى، ح.

وحدثنا السلمي، حدثنا عبد الرزاق، قالوا: حدثنا سفيان الثوري

(1)

، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني أبرأ إلى كل ذي خليل من خله

(2)

، ولو كنت متخذًا خليلا؛ لاتخذت ابن أبي قحافة خليلا، كان صاحبكم خليل الله"

(3)

.

⦗ص: 390⦘

[وهذا]

(4)

لفظ عبد الرزاق وقبيصة.

(1)

سفيان الثوري هو موضع الالتقاء.

(2)

هكذا في الأصل ونسخة (هـ) وصحيح مسلم، وفي نسخة (ل): خلته.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10504)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (7).

⦗ص: 390⦘

= فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل، وهو سفيان، بأنه الثوري. وذكر متن روايته، كما سبق التنبيه عليه في الحديث السابق.

(4)

من نسخة (ل).

ص: 389

10513 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا معاوية، حدثنا زائدة، عن الأعمش

(1)

، بإسناده، مثله

(2)

(3)

.

(1)

الأعمش هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): نحوه.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10504)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (7).

ص: 390

10514 -

حدثنا يزيد بن سنان البصري، وأبو داوود سليمان ابن سيف [الحراني]

(1)

، قالا: حدثنا يحيى بن حماد، قال: أخبرنا عبد العزيز ابن المختار، عن خالد الحذاء

(2)

، عن أبي عثمان النهدي، قال: حدثني عمرو ابن العاص، قال: استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: يا نبي الله، أي الناس أحب إليك؟ قال:"عائشة". قلت: من الرجال؟ قال: "أبوها إذا"، قلت: ثم من؟ قال:

⦗ص: 391⦘

"ثم عمر"، حتى عدد رجالا

(3)

(4)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

خالد الحذاء هو موضع الالتقاء.

(3)

ذكر الحافظ ابن حجر: أنه يمكن أن يفسر بعض الرجال، الذين أبهموا في حديث عمرو بن العاص، بأبي عبيدة، المذكور في حديث عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة: أي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان أحب إليه؟ قالت: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قالت: عمر. قلت: ثم من؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح. قلت: ثم من؟ فسكتت. أخرجه الترمذي (5/ 566، 567 / حديث رقم 3657)، وصححه. انظر الفتح (7/ 27).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق، رضي الله عنه (4/ 1856/ حديث رقم 8).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لو كنت متخذا خليلا"(7/ 18/ حديث رقم 3662)، وطرفه في:(4358).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو خالد، بأنه الحذاء. وأبو عثمان، بأنه النهدي.

ص: 390

10515 -

حدثنا محمد بن عقيل، حدثنا حفص، قال: حدثني إبراهيم، عن خالد الحذاء

(1)

، عن أبي عثمان، عن عمرو بن العاص، أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم[ح]

(2)

.

وحدثنا عباس الدوري، قال: حدثنا معلى بن منصور

(3)

، ح.

⦗ص: 392⦘

وحدثنا الصغاني، قال: حدثنا وهب بن بقية، قالا: حدثنا خالد الواسطي

(4)

، جميعا عن خالد الحذاء، عن أبي عثمان [النهدي]

(5)

، قال: حدثني عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة". قلت: من الرجال؟ قال: "أبوها". قال: ثم من؟ قال: "ثم عمر". قال: فعدد رجالا

(6)

.

(1)

خالد الحذاء هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

الرازي، أبو يعلى، نزيل بغداد، ت (211) هـ.

(4)

خالد الواسطي هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق.

(5)

من نسخة (ل)، وهنا سبق قلم ناسخها، فأعاد بعض السند، ثم وضع عليه إشارة (لا -إلى).

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10514).

فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل، وهو خالد، بأنه الحذاء.

- ذكر نسبة خالد الواسطي، ومسلم ذكر اسمه واسم أبيه: خالد بن عبد الله.

ص: 391

10516 -

حدثنا عباس الدوري، حدثنا قراد، حدثنا الأشجعي

(1)

،

⦗ص: 393⦘

عن إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم

(2)

، عن عمرو بن العاص

(3)

، أنه أتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة". قال: لست أسألك عن النساء، قال:"أبوها"، أو قال:"أبو بكر"

(4)

.

(1)

نسبة إلى قبيلة مشهورة، هي: أشجع. الأنساب (1/ 165)، واللباب (1/ 64).

وهو عبيد الله بن عبيد الرحمن -وقيل: ابن عبد الرحمن- الأشجعي، أبو عبد الرحمن، الكوفي، ت (182) هـ.

وثقه ابن معين، والعجليّ، والنسائي، والذهبي، وابن حجر.

انظر: الثقات للعجلي (318/ ترجمة 1063)، وتأريخ الدارمي (61 /ترجمة 93)، والجرح والتعديل (5/ 323، 1324 ترجمة 139)، وتأريخ بغداد-10/ 311، 312/ ترجمة 5459)، والسير (8/ 514 - 517 /ترجمة 136)، وتقريب التهذيب =

⦗ص: 393⦘

= (642 /ترجمة 4347).

(2)

البجلي، أبو عبد الله، الكوفي، مخضرم، وقيل: له رؤية، ت (90) هـ أو قبلها.

(3)

عمرو بن العاص، هو موضع الالتقاء.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10514).

ص: 392

10517 -

حدثنا أبو داوود الحراني، وإسماعيل بن إسحاق [أبو إسحاق]

(1)

-المعروف بأترنجة- بمصر، قالا: حدثنا جعفر بن عون

(2)

، أخبرنا أبو عميس

(3)

، عن ابن أبي مليكة، قال: سمعت عائشة وسئلت: من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلف؟ فقالت: أبو بكر. فقيل لها: [ثم]

(4)

: من بعد أبي بكر؟ قالت: عمر. ثم قيل لها: من بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح. ثم انتهت إلى هذا

(5)

؟

⦗ص: 394⦘

وقال أبو داوود: ثم قيل لها، وقال: ثم انتهيت إلى ذا.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

جعفر بن عون هو موضع الالتقاء.

(3)

هو عتبة بن عبد الله بن مسعود، الهذلي. تهذيب الكمال (19/ 309، 310 / ترجمة 3776).

(4)

من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر =

⦗ص: 394⦘

= الصديق، رضي الله عنه (4/ 1856/ حديث رقم 9).

ص: 393

10518 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا زكريا بن عدي، ومنصور ابن سلمة، قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد

(1)

، عن أبيه، عن محمد بن جُبير ابن مطعم، عن أبيه، قال: أتت امرأة

(2)

النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء، فأمرها أن ترجع إليه، فقالت: يا رسول الله، إن

(3)

جئت فلم أجدك؟ -قال: تعني الموت- قال: "فأت أبا بكر"

(4)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

قال ابن حجر: لم أقف على اسمها. الفتح (7/ 24).

(3)

في نسخة (ل): (انى) ولعله سبق قلم من الناسخ.

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق، رضي الله عنه (4/ 1856، 1857/ حديث رقم 10).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا"- (7/ 17/ حديث رقم 3659) أو صرفاه في: (7220 - 7360).

ص: 394

10519 -

حدثنا يعقوب بن إسحاق بن زياد القلوسي -بصري-، حدثنا يعقوب بن محمد، حدثنا إبراهيم بن سعد

(1)

، بإسناده مثلي

(2)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث السابق.

ص: 394

10520 -

حدثنا الصغاني، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا مروان ابن معاوية

(1)

، حدثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم

(2)

، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم اليوم صائما؟ " قال أبو بكر: أنا. قال: "من أطعم [منكم]

(3)

اليوم مسكينا"؟ قال أبو بكر: أنا. قال: "فمن عاد مريضا"؟ قال أبو بكر: أنا. قال: "فمن شهد منكم جنازة"؟ قال أبو بكر: أنا

(4)

. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمعن قط في رجل هذه الخصال، إلا دخل الجنة"

(5)

.

(1)

مروان بن معاوية هو موضع الالتقاء.

(2)

هو الأشجعي -كما في صحيح مسلم- وهو مولى عزة الأشجعية. تهذيب الكمال (11/ 259، 260 / ترجمة 2440).

(3)

من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(4)

في نسخة (هـ) زيادة: (يا رسول الله)، وعليها إشارة (لا- إلى).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من مناقب أبي بكر الصديق، رضي الله عنه (4/ 1857 / حديث رقم 12).

ص: 395

10521 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب

(1)

، قال: أخبرنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: حدثني سعيد ابن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أنهما سمعا أبا هريرة يقول: قال

⦗ص: 396⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا رجل

(2)

يسوق بقرة قد حمل عليها، التفتت إليه البقرة، فقالت: إني لم أخلق لهذا؛ ولكني إنما خلقت للحرث"؛ فقال الناس: سبحان الله -تعجبا، وفزعوا-: بقرة تتكلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإني أؤمن به، وأبو بكر، وعمر".

[و]

(3)

قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا راع

(4)

في غنمه، عدا عليه الذئب، فأخذ منه شاة، فطلبه الراعي حتى استنقذها منه؛ فالتفت إليه الذئب فقال: من لهما يوم السبع

(5)

، يوم ليس

⦗ص: 397⦘

راعي

(6)

لها غيري"؛ فقال

(7)

الناس: سبحان الله!، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فإني أؤمن به وأبو بكر، وعمر بن الخطاب"

(8)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

قال ابن حجر: لم أقف على اسمه. الفتح (6/ 518).

(3)

من نسخة (ل).

(4)

قال ابن حجر: لم أقف على اسم هذا الراعي. الفتح (7/ 27).

(5)

اختلف في ضبط هذه الكلمة، وفي معناها كذلك، قال النووي: روي (السبع) بضم الباء، وإسكانها، قال القاضي: الرواية بالضم، وقال بعض أهل اللغة: هي ساكنة. اهـ.

وقال ابن العربي: هو بالإسكان، والضم تصحيف.

وقال ابن الجوزي: هو بالسكون، والمحدثون يروونه بالضم.

وأما المعنى فقيل: إذا أخذها السبع، لم تقدر على خلاصها منه، فلا يرعاها حينئذ غيري، أي أنك تهرب منه، وأكون أنا قريبا منه، أرعى ما يفضل لي منها.

وقيل: معناه: من لها يوم يطرقها السبع -أي الأسد- فتفر أنت منه، فيأخذ منها حاجته، وأتخلف أنا لا راعي لها حينئذ غيري. =

⦗ص: 397⦘

= وقيل: إنما يكون ذلك عند الاشتغال بالفتن، فتصير الغنم هملا فتنهبها السباع، فيصير الذئب كالراعي لها؛ لانفراده بها.

وهذه الأقوال على أن المراد بالسبع الحيوان المعروف.

وقيل: السبع -بالضم أيضا- اسم يوم عيد كان لهم في الجاهلية، يشتغلون فيه باللهو واللعب، فيغفل الراعي عن غنمه، فيتمكن الذئب من غنمه.

وقيل: السبع -بسكون الباء- أي يوم الفزع، فبعضهم حمله على الفزع يوم القيامة، لما ورد في بعض طرقه، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة:"يوم القيامة".

وبعضهم حمله على فزع الراعي من السبع.

وقيل: السبع: الإهمال، أي: من لها يوم الإهمال.

وقيل: غير ذلك.

انظر: المجموع المغيث (2/ 54، 55)، والنهاية (2/ 336)، وشرح النووي (15/ 153)، وفتح الباري (7/ 27، 28).

(6)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (ص)، وفي صحيح مسلم:(راع).

(7)

في نسخة (ل): قال.

(8)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، (4/ 1857، 1858/ حديث رقم 13).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب =

⦗ص: 398⦘

= عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي، رضي الله عنه، (7/ 42/ حديث رقم 3690)، وأطرافه في:(2324، 3471، 3663).

ص: 395

10522 -

حدثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عُفير

(1)

، قال: حدثنا أبي

(2)

، قال: حدثنا الليث، ح.

وحدثني حبشي بن عمرو بن الربيع بن طارق الهلالي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثني الليث

(3)

، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد ابن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، أنهما سمعا أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما راع في غنمه، عدا عليه الذئب فاخذ منها شاة، فطلبه الراعي حتى استنقذها منه؛ فالتفت إليه الذئب فقال: من لها يوم السبع، يوم ليس لها راعي غيري"؟ فقال الناس: سبحان الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فإني أؤمن بذلك، أنا، وأبو بكر، وعمر". ثم

(4)

قال الليث: وما ثم أبو بكر ولا عمر في المجلس

(5)

.

⦗ص: 399⦘

ولم يذكر ابن عفير قول الليث. ولم يذكر الليث بن سعد قصة البقرة.

(1)

المصري، أبو القاسم، ت (273) هـ.

(2)

سعيد بن كثير بن عفير، المصري، وقد ينسب إلى جده، ت (226) هـ.

(3)

الليث هو موضع الالتقاء، في الطريق.

(4)

حرف (ثم) ليس في نسخة (ل).

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث السابق، وهذا الطريق عند مسلم برقم (13/ الطريق الثاني).

⦗ص: 399⦘

= فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية الليث، ومسلم ساق إسنادها، ونبه على أن الليث لم يذكر قصة البقرة.

ص: 398

10523 -

حدثنا ابن عفير أيضا، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة

(1)

، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"آمنت بهذا، وأبو بكر، وعمر". وما ثم أبو بكر، ولا عمر

(2)

.

(1)

أبو هريرة هو موضع الالتقاء، وقد أخرج الشيخان هذا الحديث من طريق الأعرج، لكن عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

وجعفر بن ربيعة، الراوي هنا عن الأعرج، ثقة، وقد تابعه أبو الزناد في رواية عنه، كما في الحديث رقم (10527)، فلعل الأعرج سمعه من أبي سلمة، ثم سمعه من أبي هريرة مباشرة، والله أعلم.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10521).

ص: 399

10524 -

حدثنا أبو الحسن [بن]

(1)

البنا

(2)

، حدثنا أحمد ابن عبد الله بن عروة

(3)

، حدثنا عبد الملك بن الصباح

(4)

، عن معمر، عن

⦗ص: 400⦘

الزهريّ

(5)

، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"بينما راع".

فذكر مثله

(6)

.

(1)

من نسخة (ل) في هذا الموضع، وهي ثابتة من الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، في الحديث الآتي برقم (10784).

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

لم أقف على ترجمته. إلا أن المزي حماه في الرواة عن عبد الملك بن الصباح، وزاد: الصنعاني. تهذيب الكمال (18/ 321/ ترجمة 3534).

(4)

المسمعي، أبو محمد، الصنعاني، ثم البصري، ت (200) هـ، ويقال: قبلها. =

⦗ص: 400⦘

= قال ابن معين: ثقة صدوق.

وقال أبو حاتم، والذهبي، وابن حجر: صدوق.

انظر: سؤالات ابن الجنيد (379/ ترجمة 434)، والجرح والتعديل (5/ 354 /ترجمة 1674)، والكاشف (2/ 185/ ترجمة 3504)، وتقريب التهذيب (623 /ترجمة 4214).

(5)

الزهريّ هو موضع الالتقاء.

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10521).

ص: 399

10525 -

حدثنا ابن عُفير أيضا، حدثنا أبي، حدثنا الليث، قال: حدثني جعفر بن ربيعة، عن الأعرج

(1)

، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"آمنت به، أنا، وأبو بكر، وعمر". وما ثم أبو بكر، ولا عمر

(2)

.

(1)

الأعرج -عبد الرحمن بن هرمز- هو موضع الالتقاء.

(2)

هذا الحديث هو مكرر الحديث السابق برقم (10523) سندا ومتنا، وقد تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10521).

ص: 400

10526 -

حدثنا أحمد بن شيبان الرملي

(1)

، وعبد السلام بن أبي فروة

⦗ص: 401⦘

النصيبي

(2)

، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة

(3)

، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أقبل علينا

(4)

بوجهه، فقال:"بينما رجل يسوق بقرة، فركبها فضربها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا؛ إنما خلقنا للحرث"؛ فقال الناس: سبحان الله بقرة تتكلم!، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فإني أؤمن بهذا، أنا، وأبو بكر، وعمر" -وما هما ثم- قال: "وبينا رجل في غنمه، إذ عدا عليه الذئب، فأخذ شاة منها؛ فطلبه فأدركه، فاستنقذها منه؛ فقال: هذا استنفذتها مني

(5)

، فمن

⦗ص: 402⦘

لها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري"، فقال الناس: سبحان الله ذئب يتكلم. قال

(6)

النبي صلى الله عليه وسلم: "فإني أؤمن بذلك

(7)

، وأبو بكر، وعمر". وما هما ثم

(8)

. لفظ ابن شيبان

(9)

.

(1)

الرملي -بفتح الراء، وسكون الميم، وفي آخرها اللام- نسبة إلى بلدة من بلاد فلسطين، وهي قصبتها، يقال لها: الرملة. الأنساب (3/ 91).

وهو أحمد بن شيبان بن الوليد بن حيان، الرملي، أبو عبد المؤمن.

(2)

النصيبي -بفتح النون، وكسر الصاد المهملة، وسكون المثناة التحتية، ثم الباء الموحدة- نسبة إلى (نصيبين)، وهي بلدة عند (آمد) و (ميافارقين)، من ناحية ديار بكر.

الأنساب (5/ 496).

(3)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء.

(4)

في نسخة (ل): إلينا.

(5)

قوله: "هذا استنقذتها مني" هو في صحيح البخاري، من طريق سفيان بن عيينة أيضا، برقم (3471). قال ابن مالك: يجوز في "هذا" من قوله: "هذا استنقذتها" ثلاثة أوجه: أحدها: أن يكون منادى محذوفا منه حرف النداء، وهو مما منعه البصريون، وأجازه الكوفيون، وإجازته أصح لثبوتها في الكلام الفصيح.

ثانيها: أن يكون "هذا" في موضع نصب على الظرفية، مشارا به إلى اليوم، والأصل: هذا اليوم استنقذتها مني.

ثالثها: أن يكون "هذا" في موضع نصب على المصدرية، والأصل: هذا =

⦗ص: 402⦘

= الاستنقاذ استنقذتها مني.

انظر: شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح (ص 211، 212).

(6)

في نسخة (ل): (فقال).

(7)

في نسخة (ل): "فأنا أؤمن بها".

(8)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10521)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (13/ الطريق الثالث).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية سفيان بن عيينة، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية يونس عن الزهريّ.

(9)

قوله: (لفظ ابن شيبان) ساقط في نسخة (ل)، هو وستة أحاديث بعده.

ص: 400

10527 -

حدثنا محمد بن حيويه، قال: حدثنا الرمادي، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، ح.

وحدثنا ابنُ الجُنيد، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان

(1)

، قال: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة

(2)

، عن

⦗ص: 403⦘

النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينما رجلٌ يسوق بقرة". فذكر الحديث

(3)

.

(1)

هو ابن عيينة، في الطريقين؛ فالرمادي والحميدي من تلاميذه.

(2)

أبو هريرة هو موضع الالتقاء، وانظر التعليق على الحديث رقم (10523).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10521).

ص: 402

10528 -

وحدثنا ابن حيويه قال: حدثنا الرمادي، حدثنا سفيان

(1)

، عن مسعر، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، الحديث

(2)

.

(1)

ابن عيينة -كما تقدم برقم (10526)، وكما في صحيح مسلم- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10521)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (13/ الطريق الرابع).

ص: 403

10529 -

حدثنا محمد بن إشكاب، ومحمد بن ثواب بن سعيد ابن الخضر الهباري القرشي أبو عبد الله، وأبو البختري، قالوا: حدثنا أبو داوود الحفري

(1)

، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما رجل يسوق بقرة، فأراد أن يركبها فالتفتت إليه فقالت: إنا لم نخلق لهذا؛ إنما خلقنا للحرث"؛ فقال من حوله: سبحان الله! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "آمنت به، أنا، وأبو بكر، وعمر" -وما هما ثم- "بينما رجل في غنم له إذ جاء الذئب فأخذ شاة، فتبعه الراعي؛ فلفظها، ثم قال: كيف لك بيوم السبع، حيث لا يكون لها راع غيري". قال من حوله:

⦗ص: 404⦘

سبحان الله! قال: "آمنت به، أنا وأبو بكر، وعمر". وما هما ثم

(2)

. هذا لفظ ابن إشكاب.

(1)

أبو داوود الحفري هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10521)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (13/ الطريق الثالث).

فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل، وهو سفيان، بأنه الثوري، لكن مسلما قرنه بابن عيينة فعرف أنه الثوري.

- ذكر من رواية الثوري، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية يونس عن الزهري.

ص: 403

10530 -

حدثنا ابن أبي رجاء، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان

(1)

، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا رجل راكب بقرة إذ رفعت رأسها إلى راكبها؛ فقالت: إنا لم نخلق لهذا، إنما خلقنا للحرث"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"آمن بها أبو بكر وعمر". وليسا في المجلس

(2)

.

(1)

سفيان -لعله الثوري- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10521)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (13/ الطريق الثالث).

ص: 404

10531 -

حدثنا يونس بن حبيب، وعمار بن رجاء، قالا: حدثنا أبو داوود، حدثنا شعبة

(1)

، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن

⦗ص: 405⦘

أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما رجل راكب بقرة، إذ قالت: إني لم أخلق لهذا؛ إنما خلقت للحرث، فآمنت به، أنا، وأبو بكر، وعمر". قال أبو سلمة: وما هما ثم في القوم يومئذ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بينما رجل يرعى غنما له، إذ جاء الذئب، فأخذ منه شاة، فانتزعها منه؛ فقال: كيف تصنع بها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري، فآمنت به، أنا، وأبو بكر، وعمر" قال أبو سلمة: وما هما يومئذ في القوم

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10521)، وهذا الطريق عند مسلم برقم. (13/ الطريق الرابع).

فوائد الاستخراج: ذكر من رواية شعبة، ومسلم ساق إسنادها دون المتن.

ص: 404

10532 -

حدثنا حمدان بن الجُنيد الدقاق، حدثنا الحُميدي، حدثنا سفيان

(1)

، حدثنا مسعر، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله -يعني -صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أقبل علينا بوجهه، فقال:"بينا رجل يسوق بقرة، إذ أعيا، فركبها فضربها؛ فقالت: إنا لم نخلق لهذا؛ إنما خلقنا لحراثة الأرض"؛ فقال الناس: سبحان الله؛ بقرة تتكلم! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإني أؤمن به، أنا، وأبو بكر، وعمر" -وما هما ثم- قال: "وبينا رجل في غنم له، إذ عدا

⦗ص: 406⦘

الذئب على شاة منها؛ فأدركها صاحبها فاستنقذها؛ فقال الذئب: فمن لها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري"؛ فقال الناس: سبحان الله؛ ذئب يتكلم! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فأنا أؤمن بها، وأبو بكر، عمر"، وما هما ثم

(2)

.

(1)

ابن عيينة -كما في صحيح مسلم- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10521)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (13/ الطريق الرابع).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية سفيان بن عيينة عن مسعر، ومسلم ساق إسنادها دون المتن.

ص: 405

10533 -

حدثنا الحسن بن عفان، وأبو البختري، قالا: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني عثمان بن غياث

(1)

، حدثنا أبو عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط

(2)

من حيطان المدينة، فاستفتح رجل

(3)

، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "افتح له، وبشره

⦗ص: 407⦘

بالجنة"، ففتحت فإذا أبو بكر، ثم جاء رجل آخر فاستفتح؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "افتح له، وبشره بالجنة"، ففتحت له فإذا عمر، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم استفتح رجل؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "افتح له، وبشره بالجنة على بلوى تصيبه"، ففتحت فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فحمد الله، ثم قال: الله المستعان

(4)

.

(1)

عثمان بن غياث هو موضع الالتقاء.

(2)

لبني النجار، كما في الحديث التالي. وسيأتي في الحديث رقم (10576): أنه دخل بئر أريس -بفتح الألف، وكسر الراء، بعدها تحتانية، ثم مهملة- بستان بالمدينة معروف، يجوز فيه الصرف وعدمه، وهو بالقرب من قباء. النهاية (1/ 39)، وفتح الباري (7/ 36)، وانظر وفاء الوفا (3/ 942 - 946) وفيه أقوال أخرى في تعيين موضع بئر أريس.

(3)

كلمة (رجل) ساقط من نسخة (ل).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان، رضي الله عنه، (4/ 1867/ حديث رقم 28).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب- (7/ 43 / حديث رقم 3693)، وأطرافه في:(3674، 3695، 6216، 7097، 7262).

ص: 406

10534 -

حدثنا عمر بن سهل

(1)

، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدثنا عثمان بن غياث، ح.

وحدثنا الصغاني، وعباس الدوري، وابن الجُنيد، قالوا: حدثنا روح بن عبادة، حدثنا عثمان بن غياث

(2)

، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار، وهو قاعد على شفير

(3)

⦗ص: 408⦘

جدول

(4)

، وبيده عود ينكت

(5)

به بين الماء والطين فاستأذن رجل؛ فقال لي

(6)

: "افتح له، وبشره بالجنة"، ففتحت له فإذا هو أبو بكر، فبشرته بالجنة

(7)

، فاستفتح آخر، فقال

(8)

: "افتح له، وبشره بالجنة"، ففتحت له فإذا هو عمر بن الخطاب، فبشرته بالجنة، فاستفتح آخر؛ فقال:"افتح له، وبشره بالجنة، على بلوى"، قال: ففتحت له فإذا هو عثمان، فبشرته بالجنة، وأخبرتهم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم صبرا صبرا

(9)

.

هذا لفظ روح، وفي حديث عبد الوهاب بن عطاء: فأخبرته بالذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: الله المستعان.

(1)

المصيصي البغدادي.

(2)

عثمان بن غياث هو موضع الالتقاء.

(3)

شفير كل شيء: حرفه. النهاية (2/ 485).

(4)

الجدول: النهر الصغير. النهاية (1/ 248).

(5)

النكت -بالنون والمثناة- الضرب المؤثر. والنكت في الأرض: أن يضربها ويخط فيها.

انظر: المجموع المغيث (3/ 349)، والفائق (1/ 374)، والنهاية (5/ 113)، وفتح الباري (10/ 597).

(6)

في نسخة (هـ) زيادة: (النبي صلى الله عليه وسلم)، وعليها إشارة (لا- إلى).

(7)

في نسخة (هـ) زيادة: (ثم جاء رجل آخر)، وعليها إشارة (لا- إلى).

(8)

في نسخة (هـ) زيادة: (النبي صلى الله عليه وسلم)، وعليه إشارة (لا- إلى).

(9)

تقدم تخريجه، انظر الحديث السابق.

ص: 407

10535 -

حدثنا يزيد بن سنان، قال: حدثنا قريش بن أنس،

⦗ص: 409⦘

حدثنا عثمان بن غياث

(1)

، بمثله، إلا أنه قال: فبشرته، وأخبرته بالذي قال: فدخل وهو يقول: اللهم صبرا، اللهم صبرا، -ثلاثا أو خمسا- ثم جاء فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

.

(1)

عثمان بن أبي غياث هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10533).

وقوله: (ثلاثا أو خمسا) لم أقف عليها إلا في رواية قريش بن أنس هذه.

وقوله: (ثم جاء فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم) سيأتي بيان ذلك في الحديث رقم (10576)، فانظره.

ص: 408

10536 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا سعيد بن عامر، حدثنا يحيى بن أبي الحجاج

(1)

، عن عثمان بن غياث

(2)

، بإسناده، نحوه

(3)

.

(1)

هو يحيى بن عبد الله بن الأهتم، الأهتمي، المنقري، الخاقاني، أبو أيوب، البصري.

(2)

عثمان بن غياث هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10533).

ص: 409

10537 -

حدثنا الصغاني، حدثنا سعيد بن عامر، حدثنا شُعبة، عن عثمان بن غياث

(1)

، بإسناده، نحوه

(2)

.

وهو خطأ من الصغاني، لم يقل: شعبة، غير الصغاني

(3)

.

(1)

عثمان بن غياث هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10533).

(3)

لم يذكر ابن حجر كلام أبي عوانة هذا. انظر الإتحاف (10/ 42، 43 / حديث رقم 12240).

ص: 409

10538 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن

(1)

علي بن الحكم

(2)

، وعاصم الأحول

(3)

، أنهما سمعا أبا عثمان

(4)

يحدثه عن أبي موسى، بنحوه، زاد فيه عاصم: أن النبي

⦗ص: 411⦘

صلى الله عليه وسلم كان قاعدا في مكان فيه ماء، كاشف

(5)

عن ركبتيه، فلما دخل عثمان غطاهما

(6)

.

(1)

في نسخة (ل) رمز: حدثنا.

(2)

البناني، أبو الحاكم، البصري، ت (131) هـ.

وثقه ابن سعد، وأبو داوود، والنسائي، والدارقطني، والذهبي -في الميزان، والمغني- وابن حجر، وغيرهم.

وذهب العجليّ، وأحمد، وأبو حاتم إلى أنه لا بأس به.

وقال الذهبي في الكاشف: صدوق.

وضعفه الأزدي بلا حجة، قاله ابن حجر.

انظر: الطبقات الكبرى (7/ 256)، والثقات للعجلي (346/ ترجمة 1181)، وسؤالات الآجري (326/ ترجمة 506)، والجرح والتعديل (6/ 181/ ترجمة 993)، وتهذيب الكمال (20/ 413 - 415/ ترجمة 4057)، والميزان (3/ 125/ ترجمة 5830)، والمغني (2/ 446/ ترجمة 4254)، والكاشف (2/ 246/ ترجمة 3965)، وتهذيب التهذيب (7/ 273، 274 / ترجمة 528)، وتقريب التهذيب (694 / ترجمة 4756).

(3)

الأحول -بفتح الألف، وسكون الحاء المهملة- هذا من الحول في العين. الأنساب (1/ 92).

وهو عاصم بن سليمان، البصري، أبو عبد الرحمن.

(4)

هو النهدي -كما سبق برقم (10534) - وهو موضع الالتقاء.

(5)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ) على سورة الرفع، ويوجه بأن (كاشف) خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هو.

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10533).

وذِكْره الكشف عن ركبتيه، ليس عند مسلم، لكنه عند البخاري في صحيحه برقم (3695)، من طريق حماد بن زيد، به. وبين أن عاصما زاده.

وقد أنكر الداوودي هذه الرواية، وقال:(هذه الزيادة ليست من هذا الحديث؛ بل دخل لرواتها حديث في حديث، وإنما ذلك، أن أبا بكر أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيته قد انكشف فخذه، فجلس أبو بكر، ثم دخل عمر، ثم دخل عثمان، فغطاها). اهـ.

وهو يشير -كما قال ابن حجر- إلى حديث عائشة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيته، كاشفا عن فخذيه أو ساقيه). الحديث، وسيأتي برقم (10586).

قال ابن حجر: (وهذا لا يلزم منه تغليط رواية عاصم، إذ لا مانع أن يتفق للنبي صلى الله عليه وسلم، أن يغطي ذلك مرتين حين دخل عثمان، وأن يقع ذلك في موطنين، ولا سيما مع اختلاف مخرج الحديثين، وإنما يقال ما قاله الداوودي حيث تتفق المخارج، فيمكن أن يدخل حديث في حديث، لا مع افتراق المخارج كما في هذا). اهـ. الفتح (7/ 55).

ص: 410

10539 -

حدثنا أبو داوود الحراني، وأبو أمية، قالا: حدثنا سليمان ابن حرب، ح.

⦗ص: 412⦘

وحدثنا حُميد بن عياش

(1)

-من كورة

(2)

لد

(3)

-، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قالا

(4)

: حدثنا حماد بن زيد

(5)

، عن

(6)

أيوب السختياني، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري، قال: انطلقت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل حائط فقضى حاجته وتوضأ، ثم قال: يا أبا موسى أملك عليَّ الباب

(7)

، لا

⦗ص: 413⦘

يدخل [علي]

(8)

أحد إلا بإذن، فجاء رجل فضرب الباب؛ فقلت: من هذا؟ قال: أبو بكر، قلت: يا رسول الله، هذا أبو بكر يستأذن، قال:"ائذن له، وبشره بالجنة"؛ ففتحت الباب، فدخل وبشرته بالجنة؛ فجعل يحمد الله ثم جاء رجل فضرب الباب؛ فقلت من هذا؟ قال: عمر، فقلت: يا رسول الله، هذا عمر يستأذن، قال:"إئذن له، وبشره بالجنة"؛ ففتحت الباب فدخل، وبشرته فجعل يحمد الله، ثم جاء رجل آخر فضرب الباب، فقلت من هذا؟ قال: عثمان، فقلت: يا رسول الله، هذا عثمان يستأذن، قال:"افتح له، وبشره بالجنة على بلوى"؛ ففتحت الباب وبشرته؛ فدخل وهو يقول: اللهم صبرا، اللهم صبرا

(9)

.

(1)

حميد بن عياش -بمثناة تحتية مشددة، وآخره شين معجمة- الرملي، المكتب، أبو الحسن.

(2)

الكورة -بوزن الصورة-: المدينة، والصقع. مختار الصحاح (ص 582 /مادة: كور).

(3)

لد -بضم أوله، وتشديد ثانيه- قرية قرب بيت المقدس، من نواحي فلسطين.

وذكر الزبيدي أن المشهور على ألسنة أهلها كسر أوله.

انظر: معجم ما استعجم (4/ 1153)، ومعجم البلدان (5/ 17، 18)، وتاج العروس (2/ 493).

(4)

كلمة: (قالا) ساقطة من نسخة (ل).

(5)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء.

(6)

في نسخة (ل) رمز: حدثنا.

(7)

هكذا في هذا الحديث والحديث الذي بعده، والحديث الآتي برقم (10579) فيه أن أبا موسى حرس الباب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن في الحديثين الآتيين برقم (10576) و (10578) أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمره بذلك.

فيجمع بينهما بأنه أمره النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ الباب أولا، إلى أن يقضي حاجته ويتوضأ؛ لأنها حالة يستتر فيها، ثم حفظ الباب أبو موسى من تلقاء نفسه. والله أعلم. =

⦗ص: 413⦘

= انظر: شرح النووي (15/ 166)، وفتح الباري (7/ 37).

(8)

من نسخة (ل).

(9)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10533)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (28 / الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج:

- تقييد المهمل، وهو حماد، بأنه ابن زيد. وأيوب، بأنه السختياني.

- ذكر متن رواية حماد بن زيد، ومسلم ساق إسنادها، وذكر طرفها ولفظه:(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطا، وأمرني أن أحفظ الباب). وأحال بالباقي على رواية =

⦗ص: 414⦘

= عثمان بن غياث.

ص: 411

10540 -

حدثنا عمران بن بكار الحمصي، حدثنا عبد العزيز ابن موسى

(1)

-يعني اللاحوني

(2)

- حدثنا حماد بن زيد

(3)

، عن أيوب، وعاصم، وعلي بن حكم، عن أبي عثمان، عن أبي موسى، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا، وأمرني أن أقوم على الباب وذكر الحديث

(4)

.

(1)

ابن روح، البهراني، أبو روح، الحمصي، ابن عم أبي اليمان الحكم بن نافع.

(2)

لم أقف على هذه النسبة في مظانها من المصادر التي نظرتها، وذكر ابن حجر أن السمعاني لم يذكرها في الأنساب، ثم قال -أي ابن حجر- وكأنها صناعة، أو قرية بحمص.

وضبطها في التقريب: بضم المهملة. انظر: تهذيب التهذيب (6/ 321/ ترجمة رقم 690)، وتقريب التهذيب (616 /ترجمة 4157).

(3)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء، لكن مسلما ذكر روايته عن أيوب فقط.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10533)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (28 /الطريق الثاني).

ص: 414

10541 -

حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الناقد، حدثنا صالح بن عبد الله

(1)

،

⦗ص: 415⦘

حدثنا حماد بن زيد

(2)

، عن أيوب، وعاصم [الأحول]

(3)

، وعلي بن الحكم، سمعوا من أبي عثمان، عن أبي موسى الأشعري، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا، فذكرَ الحديث

(4)

.

(1)

ابن ذكوان، الباهلي، أبو عبد الله، الترمذي، نزيل بغداد، ت (231) هـ، أو بعدها.

وثقه البخاري: والذهبي، وابن حجر.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وذكره ابن حبان في ثقاته، وقال: كان صاحب حديث وسنة وفضل، ممن كتب وجمع. =

⦗ص: 415⦘

= انظر: الجرح والتعديل (4/ 407/ ترجمة 1785)، والثقات (8/ 317)، والكاشف (2/ 20/ ترجمة 2370)، وتهذيب التهذيب (4/ 346، 347 / ترجمة 679)، وتقريب التهذيب (446/ ترجمة 2887).

(2)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء، لكن مسلما ذكر روايته عن أيوب فقط.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10533)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (28 / الطريق الثاني).

ص: 414

10542 -

حدثنا عبيد الله بن الفضل -يعرف بابن فضيل الحمصي

(1)

- حدثنا الربيع بن روح، حدثنا محمد بن خالد

(2)

، عن زياد ابن

⦗ص: 416⦘

أبي زياد الجصاص

(3)

، عن أبي عثمان

(4)

، عن أبي موسى، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة، وكان متكئا

(5)

بيده عود، يقلب

⦗ص: 417⦘

الماء والطين، فاستفتح رجل وذكر الحديث

(6)

.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ابن محمد، ويقال: ابن موسى، الكندي، الوهبي، الحمصي، مات قبل (190) هـ.

وثقه ابن معين، والدراقطني.

وقال أبو داوود، لا بأس به.

وقال ابن حجر: صدوق.

انظر: سؤالات ابن الجنيد (423 / ترجمة 624)، وسؤالات الآجري (2/ 240 / ترجمة 1721)، وتهذيب التهذيب (9/ 125/ ترجمة 201)، وتقريب التهذيب (840 / ترجمة 5885).

(3)

الجصاص -بفتح الجيم، والصاد المهملة المشددة، وفي آخرها صاد أخرى- نسبة إلى العمل بالجص، وتبييض الجدران. الأنساب (2/ 63).

وزياد بن أبي زياد، هو أبو محمد، الواسطي، بصري الأصل.

ضعفه النقاد، منهم: ابن معين، وابن المديني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي، والدارقطني، والذهبي، وابن حجر، وغيرهم.

انظر: تأريخ الدوري (2/ 178/ رقم 4909)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (113/ ترجمة 235)، والجرح والتعديل (3/ 532 / ترجمة 2405)، وتأريخ بغداد (8/ 474 / ترجمة 4590)، والميزان (2/ 89 / ترجمة 2938)، وتقريب التهذيب (345/ ترجمة 2088).

(4)

أبو عثمان -النهدي- هو موضع الالتقاء.

(5)

هكذا جاءت رواية أبي عثمان النهدي في الصحيحين، إلا أنه عند البخاري زيادة، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس حينما استأذن عثمان، رضي الله عنه، انظر صحيح البخاري برقم (6216).

وهذا يخالف رواية سعيد بن المسيب، عن أبي موسى الأشعري، الآتية برقم (1409)، وهي في الصحيحين، وفيها أن استئذان أبي بكر وعمر كان بعد أن جلس صلى الله عليه وسلم على قف البئر، ودلى ساقيه فيها.

وقد تقدم في الحديث رقم (10538): (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاعدا في مكان فيه ماء، كاشف عن ركبتيه، فلما دخل عثمان غطاهما). وذكرت هناك أن الداوودي =

⦗ص: 417⦘

= أنكر تلك الرواية، وأنه دخل لرواته حديث في حديث، فربما كان الذي هنا مثله. والله أعلم.

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10533).

ص: 415

10543 -

حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن أبي عثمان النهدي

(1)

، عن أبي موسى، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم-حسبت قال-: في الحائط، وذكر الحديث

(2)

.

(1)

أبو عثمان النهدي هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10533).

تنبيه: في نسخة (هـ) أعاد طرف الحديث المذكور في الطريق رقم (10542)، ثم وضع عليه إشارة (لا- إلى).

ص: 417

‌ومن مناقب أبي حفص عمر في الخطاب رضي الله عنه

(1)

(1)

في نسخة (هـ) زيادة: (أمير المؤمنين)، وعليها إشارة (لا- إلى).

ص: 418

10544 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا سعيد بن سلام

(1)

، حدثنا عمر بن سعيد ابن أبي حسين

(2)

، عن ابن أبي مليكة، قال: سمعت ابن عباس يقول: وضعت جنازة عمر [رضي الله عنه]

(3)

، فقمنا حوله ندعو، فوضع رجل يده على منكبي من ورائي؛ فالتفت فإذا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه"، فأوسعت له، فقال علي لعمر -هو موضوع-: رحمة الله عليك، فوالله ما خلفت أحدا أحب إلي، من أن

(4)

ألقى الله بمثل عمله منك، وإن كنت لأظن ليجعلنك الله سبحانه مع صاحبيك: مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر؛ لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ورجعت أنا وأبو بكر وعمر؛ فكنت أظن ليجعلنك الله معهما

(5)

.

(1)

ابن سعيد، العطار، أبو الحسن، البصري.

(2)

عمر بن سعيد أبي حسين هو موضع الالتقاء.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

حرف (أن) ساقط من نسخة (ل)، ووضع ضبة فوق (من).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، رضي الله عنه، (4/ 1858، 1859/ حديث رقم 14).=

⦗ص: 419⦘

= وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لو كنت متخذا خليلا"(7/ 22/ حديث رقم 3677)، وطرفه في:(3685).

ص: 418

10545 -

حدثنا ابن ناجية، حدثنا سليمان بن عمر الأقطع

(1)

، حدثنا عيسى بن يونس

(2)

، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، بإسناده، بمعناه

(3)

(4)

.

(1)

هو سليمان بن عمر بن خالد بن الأقطع، المخرمي مولاهم، العامري، القرشيّ، أبو أيوب، ويقال: أبو عامر، ت (249) هـ.

قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بالرقة.

وذكره ابن حبان في ثقاته.

انظر: الجرح والتعديل (4/ 131 / ترجمة 570)، والثقات (8/ 280)، وتاريخ الإسلام (حوادث 241 - 250 / ص 289 / ترجمة 211).

(2)

عيسى بن يونس هو موضع الالتقاء.

(3)

في نسخة (ل) زيادة كلمة (مثله).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث السابق، وهذا الطريق عند مسلم برقم (14/ الطريق الثاني).

ص: 419

10546 -

حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي بدمشق، قال: حدثنا أبو أسامة، عن عبد الله بن المبارك

(1)

، عن عمر ابن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، قال: سمعت ابن عباس

⦗ص: 420⦘

قال: دخلت على عمر حين طعن، فإذا رجل يزحمني، فإذا هو علي بن أبي طالب، فقال: رحمك الله، ما أحد أحب أن ألقى الله بمثل ما في صحيفته من هذا المسجى، ولطالما

(2)

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "دخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، وصنعت أنا وأبو بكر وعمر"

(3)

.

(1)

عبد الله بن المبارك هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل) فصل (ما) عن الفعل (طال)، والصواب وصلهما كما في الأصل ونسخة (هـ)، وانظر: الإملاء والترقيم في الكتابة العربية (ص 91).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10544).

ص: 419

10547 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ابن سعد

(1)

، ح.

وحدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا سليمان بن داوود الهاشمي، قالا

(2)

:

حدثنا إبراهيم بن سعد

(3)

، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، قال: حدثني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا نائم رأيتني على قليب

(4)

، فنزعت منها ما شاء الله، ثم نزع

⦗ص: 421⦘

ابن أبي قحافة ذنوبا

(5)

أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، وليغفر

(6)

الله له، ثم استحالت

(7)

غربا

(8)

، فأخذها عمر بن الخطاب، فلم أر

⦗ص: 422⦘

عبقريا

(9)

نزغ نزعه، حتى ضرب الناس بعطن"

(10)

(11)

.

(1)

يعقوب بن إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق.

(2)

كلمة: (قالا) ساقطة من نسخة (ل).

(3)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق.

(4)

القليب هو البئر التي لم تطو، ويذكر ويؤنث، كذا في النهاية، وفي شرح النووي، والفتح =

⦗ص: 421⦘

=

وغيرهما. ومعنى تطوى: أي: تبنى بالحجارة ونحوها.

وقال أبو عبيد: القليب: البئر العادية القديمة، التي لا يعلم بها رب ولا حافر، تكون بالبراري. اهـ.

وقيل: القليب: البئر ما كانت.

وقيل: هي البئر القديمة، مطوية كانت، أو غير مطوية.

وقيل: القليب: ما كان فيه عين، وإلا فلا.

وقيل: غير ذلك.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 398، 499)، والمجموع المغيث (2/ 743)، والنهاية (4/ 98)، ومختار الصحاح (ص 547)، وشرح النووي (15/ 156)، ولسان العرب (5/ 3715)، وفتح الباري (12/ 412).

(5)

الذنوب -بفتح المعجمة، وبالنون، وآخره موحدة-: الدلو العظيمة. وقيل: لا تسمى ذنوبا إلا إذا كان فيها ماء.

انظر: النهاية (2/ 171)، وفتح الباري (7/ 38).

(6)

في نسخة (ل): (ويغفر).

(7)

أي: تحولت. النهاية (1/ 463) و (3/ 349).

(8)

الغرب -بفتح المعجمة، وسكون الراء، بعدها موحدة-: الدلو العظيمة، التي تتخذ من جلد ثور.

وسميت بذلك لأنها النهاية في الدلاء، من غرب الشيء، وهو حده. =

⦗ص: 422⦘

= انظر: الفائق (3/ 61)، والنهاية (3/ 349)، والفتح (7/ 39) و (12/ 412).

(9)

العبقري -بفتح المهملة، وسكون الموحدة، بعدها قاف مفتوحة، وراء مكسورة، وتحتانية ثقيلة- المراد به: شيء بلغ النهاية. وعبقري القوم: سيدهم، وكبيرهم، وقويهم.

والأصل في العبقري -فيما يقال- أن (عبقر) قرية يسكنها الجن -فيما يزعمون- فكلما رأوا شيئا فائقا غريبا، مما يصعب عمله ويدق، أو شيئا عظيما في نفسه، نسبوه إليها، فقالوا: عبقري. ثم اتسع فيه حتى سمى به السيد الكبير.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 87، 88) و (3/ 401، 402)، النهاية (3/ 173)، والفتح (7/ 39، 46).

(10)

العطن -بفتح المهملتين، وآخره نون- هو مناخ الإبل إذا شربت ثم صدرت.

ومعنى (ضرب الناس بعطن): أي: أرووا إبلهم، ثم أووها إلى عطنها، وهو الموضع الذي تساق إليه بعد السقي لتستريح.

انظر: الفائق (3/ 61)، والنهاية (3/ 258)، وشرح النووي (15/ 157)، والفتح (7/ 39) و (12/ 413).

(11)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، رضي الله عنه، (4/ 1861/ حديث رقم 17/ الطريق الثاني).

وأخرحه البخاري في صحيحه -كتاب التوحيد، باب في المشيئة والإرادة- (13/ 447 / حديث رقم 7475)، وأطراف في:(3664، 7021، 7022).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية إبراهيم بن سعد، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية يونس عن ابن شهاب.

ص: 420

10548 -

حدثنا محمد بن النعمان بن بشير المقدسي، حدثنا عبد العزيز الأويسي، حدثنا إبراهيم بن سعد

(1)

، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، بمثله

(2)

(3)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسختي (ل)، (هـ):(بإسناده مثله)، لكن ضرب عليها في نسخة (هـ).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10547).

ص: 423

10549 -

حدثنا بحر بن نصر الخولاني، حدثنا ابن وهب

(1)

، أخبرني يونس بن يزيد، ح.

وحدثنا محمد بن عبد الحكم، حدثنا أبو زرعة -يعني وهب الله [بن راشد]

(2)

- حدثنا يونس بن يزيد

(3)

، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد ابن المسيب، أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو، فانتزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قُحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعة ضعف، والله يغفر له، ثم استحالت غربا، فأخذها عمر، فلم أر عبقريا [من الناس]

(4)

ينزع نزع عمر بن الخطاب، حتى ضرب

⦗ص: 424⦘

الناس بعطن"

(5)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

يونس بن يزيد هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق.

(4)

من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10547)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (17).

ص: 423

10550 -

حدثنا ابن المنادي، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا الليث ابن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن إبراهيم بن سعد

(1)

، عن صالح ابن كيسان، عن ابن شهاب، بإسناده، مثله

(2)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10547).

ص: 424

10551 -

حدثنا عباس الدوري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ابن سعد

(1)

، حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن الأعرج، وغيره

(2)

، أن أبا هريرة قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت ابن أبي قحافة ينزع ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، ويغفر الله له، ثم قام عمر بن الخطاب فنزع، فاستحالت غربا، فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزعه، حتى ضرب

(3)

بعطن"

(4)

.

(1)

يعقوب بن إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

لم أقف على من عينه.

(3)

نسخة (هـ) زيادة: (الناس)، لكن عليها إشارة (لا- إلى).

(4)

تقدم تخريجه، وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10547)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (17 /الطريق الثالث).

ص: 424

10552 -

حدثنا بحر بن نصر الخولاني، حدثنا ابن وهب

(1)

، قال: أخبرني عمر

[*]

بن الحارث، أن أبا يونس -مولى أبي هريرة- حدثه عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائم أريت أن أنزع على حوضي

(2)

؛ وأسقي الناس، فجاءني أبو بكر، فأخذ الدلو

(3)

، من يدي ليراوحني

(4)

؛ فنزع دلوين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، فجاء ابن

⦗ص: 426⦘

الخطاب فأخذ منه، فلم أر نزع رجل قط أقوى منه

(5)

، حتى تولى الناس والحوض ملآن يتفجر"

(6)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

هكذا في صحيح مسلم أيضا، وذكر ابن حجر أنها رواية المستملي والكشميهني أيضا، لكنه قال: رواية الأكثر: (على حوض) -يعني نكرة- ثم ذكر أنه إن كانت رواية (حوضي) محفوظة، احتمل أن يريد حوضا له في الدنيا، لا حوضه الذي في القيامة. اهـ.

وتقدم في الروايات السابقة: أنه على قليب، قال ابن حجر: والجمع بينهما: أن القليب هو: البئر المقلوب ترابها قبل الطي، والحوض هو: الذي يجعل بجانب البئر لشرب الإبل. فلا منافاة. اهـ. انظر الفتح (12/ 412، 415).

(3)

الدلو معروفة، واحدة الدلاء التي يستقى بها، تذكر وتؤنث. لسان العرب (2/ 1417).

(4)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ).

وقال أبو موسى المديني -في شرح "كان يراوح بين قدمه"-: المراوحة: أن يعمل هذه مرة، وهذه مرة، كأنه يريح إحداهما وقتا، والأخرى وقتا. اهـ. المجموع المغيث (1/ 817، 816).

ولفظ مسلم: "ليروحني". وفي صحيح البخاري -برقم (7022) - من طريق =

⦗ص: 426⦘

= همام، عن أبي هريرة، بلفظ:"ليرحني".

(5)

كلمة: (منه) ساقطة من نسخة (ل).

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10547)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (18).

_________

[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة: (عمر)، وصوابه:(عمرو)، وهو على الصواب في نسخة كوبريللو (5/ ق 138/ أ)، (9/ ق 153/ أ)، (10/ ق 233/ ب)، وإتحاف المهرة (20802).

ص: 425

10553 -

حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو سعيد الجعفي

(1)

، حدثنا ابن وهب

(2)

، بإسناده، مثله

(3)

.

(1)

هو يحيى بن سليمان بن يحيى بن سعيد، الكوفي، نزيل مصر.

(2)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10547)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (18).

ص: 426

10554 -

حدثنا عباس الدوري، حدثنا محمد بن بشر العبدي

(1)

، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن أبي بكر بن سالم، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت في النوم كأني أنزع على قليب، بدلو بكرة

(2)

، فجاء أبو بكر، فنزع ذنوبا أو ذنوبين، نزعا ضعيفا، والله يغفر

⦗ص: 427⦘

له، ثم جاء عمر فاستقى؛ فاستحالت غربا، فلم أر عبقريا من الناس

(3)

يفري فريه

(4)

، حتى روى الناس، وضربوا بعطن"

(5)

.

(1)

محمد بن بشر العبدي هو موضع الالتقاء.

(2)

قال النووي: قوله (بدلو بكرة) هي بإسكان الكاف وفتحها. اهـ.

وقال ابن حجر: هي بفتح الكاف، على المشهور، وحكى بعضهم تثليث أوله، ويجوز إسكانها على أن المراد نسبة الدلو إلى الأنثى من الإبل، وهي الشابة، أي الدلو التي يسقي بها، وأما بالتحريك فالمراد: الخشبة المستديرة التي يعلق فيها الدلو. اهـ. =

⦗ص: 427⦘

= وذكر ابن منظور عن ابن سيدة: أن التحريك والإسكان لغتان في الخشبة المستديرة التي يعلق فيها الدلو.

انظر: شرح النووي (15/ 158)، ولسان العرب (1/ 335)، وفتح الباري (7/ 46).

(3)

في الأصل ونسخة (هـ) زيادة كلمة (حتى) بعد كلمة (الناس)، وهو سبق قلم من الناسخ؛ لأنها ستأتي قبل قوله:(روى الناس)، ولذا ضرب عليها في نسخة (هـ).

(4)

"يفري" هو بفتح أوله، وإسكان الفاء، كسر الراء، وسكون التحتانية.

وأما "فريه" فروي بوجهين: أحدهما: بإسكان الراء، وتخفيف الياء. وثانيهما: بكسر الراء، وتشديد الياء، وبها لغتان صحيحتان. قاله النووي.

وحكى عن الخليل، أنه أنكر التثقيل، وغلط قائله.

ومعنى "يفري فريه": يعمل عمله، ويقول قوله، ونحو هذا.

وأصل الفرى: القطع، يقال: فريت الشيء أفريه فريا: إذا شققته وتقطعته للإصلاح.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 88)، والفائق (3/ 61)، والنهاية (3/ 442)، وشرح النووي (15/ 158)، وفتح الباري (7/ 39) وفي سياق كلامه أن الخليل أنكر رواية التخفيف، وهو خلاف ما في النهاية وشرح النووي.

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عمر، رضي الله عنه، (4/ 1862/ حديث رقم 19). =

⦗ص: 428⦘

= وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر، رضي الله عنه، (7/ 41/ حديث رقم 3682)، وأطرافه في:(3633، 3676، 3682، 7019، 7020).

تنبيه: في الطبعة السلفية لصحيح البخاري مع الفتح، وقع الحديث رقم (3633) بعد الحديث رقم (3634)، فيصحح.

ص: 426

10555 -

حدثنا محمد بن إسماعيل بن سالم المكي، حدثنا أبو غسان، ح.

وحدثنا عيسى بن أحمد، حدثنا أبو النضر

(1)

، ح.

وحدثنا الصغاني، حدثنا أحمد بن يونس

(2)

، قالوا: حدثنا زهير -قال أبو النضر: أبو خيثمة- حدثنا موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه.

وقال الصغاني

(3)

: حدثني سالم، عن عبد الله بن عمر، كان رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، قال: "رأيت الناس اجتمعوا، فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم قام

⦗ص: 429⦘

عمر بن الخطاب، فاستحالت غربا، فما رأيت عبقريا من الناس يفري فريه، حتى ضرب الناس بطعن"

(4)

.

(1)

في الأصل ونسخة (هـ) زيادة: (حدثنا موسى بن عقبة)، بعد قوله:(حدثنا أبو النضر) وهو سبق قلم، ولذا ضرب عليه في نسخة (هـ)، و (موسى بن عقبة) هو شيخ (زهير أبي خيثمة) الذي هو ملتقى الطرق.

(2)

أحمد بن يونس -وهو أحمد بن عبد الله بن يونس، كما عند مسلم- هو موضع الالتقاء.

(3)

في نسخة (ل): وقال بعضهم.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10554)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (19/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج:

- تصريح موسى بن عقبة بالسماع. وهو كان كان تدليسه لا يضر؛ لأنه من الطبقة الأولى، لكن تصريحه يؤكد أن العنعنة في الصحيحين محمولة على السماع.

انظر طبقات المدلسين (26/ ترجمة 29).

- ذكر متن رواية زهير، ومسلم ساق إسنادها دون المتن.

ص: 428

10556 -

حدثنا أبو جعفر محمد بن الخليل الدوري البغدادي ببلد

(1)

، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا وُهيب، عن موسى بن عقبة

(2)

، بمثله

(3)

(4)

.

(1)

ذكر ياقوت الحموي ستة مواضع يقال لكل منها: بلد، منها: البلد الحرام: مكة، ومنها: بلد، وربما قيل لها: بلط، وهي مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل، ومنها: مدينة الكرج، التي عمرها أبو دلف، وسماها: البلد، ومنها: نسف بما وراء النهر، يقال لها: البلد، ومنها: مرو الروذ، يقال لها: البلد، ومنها: بليدة معروفة من نواحي جحيل، قرب الحظيرة وحربي، من أعمال بغداد.

انظر معجم البلدان (1/ 570، 572).

(2)

موسى بن عقبة هو موضع الالتقاء.

(3)

في نسخة (ل): بإسناده مثله.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10554)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (19/ =

⦗ص: 430⦘

= الطريق الثاني).

ص: 429

10557 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: سمعت سفيان ابن عيينة

(1)

، يقول: عمرو، وابن المنكدر، سمعا جابرا قال

(2)

: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا، أو دارا؛ فقلت: لمن هذا؟ فقيل: لرجل من قريش؛ فرجوت أن أكون أنا هو، فقيل: لعمر؛ فأردت أن أدخله؛ ثم ذكرت غيرتك يا أبا حفص؛ فلم أدخل"؛ فبكى عمر، وقال: أيغار عليك يا رسول الله

(3)

؟!.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): يقول.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، رضي الله عنه، (4/ 1862/ حديث رقم 20).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، (7/ 40/ حديث رقم 3679)، وأطرافه في:(5226، 7024).

فوائد الاستخراج: زيادة قوله: "فرجوت أن أكون أنا هو" فلم أقف عليها في الصحيحين، لا في حديث جابر، ولا في حديث أبي هريرة.

ص: 430

10558 -

حدثنا أحمد بن شيبان الرملي، حدثنا سفيان بن عيينة

(1)

، عن عمرو، ومحمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "دخلت

⦗ص: 431⦘

الجنة فرأيت فيها قصرا، أو دارا، فقلت: لمن هذا؟ فقيل: لرجل من قريش؛ فرجوت أن أكون أنا هو، فقيل: لعمر؛ فأردت أن أدخله؛ فذكرت غيرتك يا أبا حفص"؛ فبكى عمر، وقال: أيغار عليك يا رسول الله

(2)

!.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10557).

ص: 430

10559 -

حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، وابن ناجية، وعصمة ابن عصام، قالوا: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا معتمر، عن عبيد الله

(1)

بن عمر، عن محمد بن المنكدر

(2)

، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فرأيت قصرا من ذهب"، فذكر بنحوه

(3)

(4)

.

(1)

في الأصل: (عبد الله)، والتصويب من نسخة (ل)، وتحفة الأشراف (2/ 371 / حديث رقم 3065)، وإتحاف المهرة (3/ 554 /حديث رقم 3724).

(2)

محمد بن المنكدر هو موضع الالتقاء.

(3)

في نسخة (ل): نحوه.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10557)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (20/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج:

- ذكر طرف الحديث، من رواية ابن المنكدر وحده، وفيه وصف القصر بأنه من ذهب، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على روايته هو وعمرو بن دينار، وليس =

⦗ص: 432⦘

= فيها وصف القصر بأنه من ذهب.

والوصف بأنه من ذهب ثابت في صحيح البخاري، من طريق معتمر ابن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، به، برقم (7024).

ص: 431

10560 -

حدثنا بحر بن نصر، حدثنا ابن وهب

(1)

، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "بينا أنا نائم إذ رأيتني في الجنة، فإذا امرأة

(2)

توضأ إلى جنب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فذكرت غيرة عمر؛ فوليت مدبرا". قال أبو هريرة: فبكى عمر، ونحن جميعا في ذلك المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال عمر: بأبي أنت يا رسول الله، أعليك أنت أغار

(3)

!.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء.

(2)

لم أقف على من عين هذه المرأة.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب مناقب الصحابة، باب من فضائل عمر، رضي الله عنه، (4/ 1863/ حديث رقم 21).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب النكاح، باب الغيرة- (9/ 320 /حديث رقم 5227)، وأطرافه في:(3242، 3680، 7023، 7025).

ص: 432

10561 -

حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ابن سعد

(1)

، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: حدثني سعيد

⦗ص: 433⦘

ابن المسيب، أن أبا هريرة قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة توضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب"، قال:"فذكرت غيرته، فوليت مدبرا"، وعمر -حين يقول ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا مع القوم؛ فبكى عمر حين سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: أعليك -بأبي أنت- أغار يا رسول الله

(2)

!.

(1)

يعقوب بن إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10560)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (21/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية يونس عن الزهريّ، به.

ص: 432

10562 -

حدثنا محمد بن النعمان بن بشير المقدسي، حدثنا عبد العزيز الأويسي، حدثنا إبراهيم بن سعد

(1)

، عن صالح، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله

(2)

(3)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة (بمثله) ساقطة من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10560)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (21/ الطريق الثاني).

ص: 433

10563 -

حدثنا محمد بن عبد الملك، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا

⦗ص: 434⦘

إبراهيم بن سعد

(1)

، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبد الحميد ابن عبد الرحمن -يعني

(2)

ابن زيد بن الخطاب- عن محمد بن سعد، عن أبيه، قال: استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده

(3)

نسوةٌ من قريش، يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن عمر، قمن يبتدرن

(4)

الحجاب، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك؛ فقال عمر: ما يضحكك -أضحك الله سنك يا رسول الله؟ بأبي أنت وأمي-. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب"؛ فقال عمر: كنت أنت أحق أن يهبن

(5)

يا رسول الله؛ ثم أقبل عمر عليهن فقال: يا

(6)

عدوات أنفسهن! أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلن: نعم يا عمر، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال

⦗ص: 435⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إيهًا

(7)

ابن

(8)

الخطاب، فوالذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجًّا

(9)

[قط]

(10)

، إلا سلك فجا غير فجّك"

(11)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة (يعني) ليست في نسخة (ل).

(3)

هن من أزواجه. الفتح (7/ 47).

(4)

قال ابن فارس: الباء والدال والراء، أصلان: أحدهما: كمال الشيء وامتلاؤه، والآخر: الإسراع إلى الشيء. مقاييس اللغة (1/ 208).

(5)

هاب الشيء يهابه: إذا خافه، وإذا وقره وعظمه. النهاية (5/ 285).

(6)

في نسخة (ل): أي.

(7)

قال ابن الأثير: (إيه) هذه الكلمة يراد بها الاستزادة، وهي مبنية على الكسر، فإذا وصلت نونت، فقلت: إيه حدثنا. وإذا قلت: (إيها) بالنصب، فإنما تأمره بالسكوت.

وقد ترد المنصوبة بمعنى التصديق والرضى بالشيء. اهـ. النهاية (1/ 87).

(8)

في نسخة (ل): (يا ابن).

(9)

الفج: الطريق الواسع. النهاية (3/ 412).

(10)

من نسخة (ل).

(11)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، رضي الله عنه، (4/ 1863، 1864/ حديث رقم 22).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر، رضي الله عنه، (7/ 41 / حديث رقم 3683)، وأطرافه في:(3294، 6085).

ص: 433

10564 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ابن سعد

(1)

، عن أبيه، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبد الحميد ابن عبد الرحمن بن زيد، أن محمد بن سعد بن أبي وقاص أخبره، أن أباه سعدا قال. فذكر مثله

(2)

.

(1)

يعقوب بن إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10563).

ص: 435

10565 -

حدثنا أبو الحسن جعفر بن فرقد القطان الرقي، حدثنا

⦗ص: 436⦘

إبراهيم ابن حمزة، ح.

وحدثنا الصغاني، حدثنا أبو النضر، قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد، ح.

وحدثنا محمد بن النعمان بن بشير، قال: حدثنا الأويسي، حدثنا إبراهيم بن سعد

(1)

، عن صالح بن كيسان، بإسناده، مثله

(2)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10563).

ص: 435

10566 -

حدثنا ابن المنادي، حدثنا يونس بن محمد، ح.

وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن بكير، قالا: حدثنا الليث ابن سعد، عن ابن الهاد، عن إبراهيم بن سعد

(1)

، عن صالح ابن كيسان، بإسناده، مثله، ح

(2)

.

وحدثنا الصائغ بمكة، حدثنا سليمان بن داوود الهاشمي، حدثنا إبراهيم ابن سعد

(3)

، عن صالح بن كيسان، بإسناده، مثله، بطوله

(4)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

حرف التحويل ليس في نسخة (ل).

(3)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق أيضا.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10563).

ص: 436

10567 -

حدثنا علي بن حرب [الطائي]

(1)

، حدثنا سفيان ابن

⦗ص: 437⦘

عيينة

(2)

، عن ابن عجلان، عن سعد بن إبراهيم، يخبر عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد كان في الأمم محدثون

(3)

، فإن يكن في أمتي منهم، فهو عمر بن الخطاب"

(4)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء.

(3)

قال ابن وهب -في روايته عند مسلم-: تفسير (محدثون): ملهمون. اهـ.

وذكر ابن حجر: أن هذا هو قول الأكثر.

وقال ابن الأثير: والملهم: هو الذي يلقى في نفسه الشيء، فيخبر به حدسا وفراسة، وهو نوع يختص به -الله عز وجل من يشاء من عباده الذين اصطفى. اهـ.

وهناك أقوال أخرى، ذكرها النووي وابن حجر.

انظر: صحيح مسلم وشرح النووي (15/ 162/ حديث رقم 23)، والنهاية (1/ 350)، والفتح (7/ 50).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، رضي الله عنه، (4/ 1864/ حديث رقم 23 / الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج:

- ذكر متن رواية ابن عجلان، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية إبراهيم بن سعد، عن أبيه.

تنبيه: انتقد الدارقطني هذا الحديث، لكن نقده كان لرواية ابن وهب، التي جعلها مسلم أصلا، وهي عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة.

فذكر -أي الدارقطني- أن البخاري رواه عن يحيى بن قزعة، وعن الأويسي، =

⦗ص: 438⦘

= كليهما عن إبراهيم ابن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

ثم قال: وقد تابعهما سليمان الهاشمي، وأبو مروان العثماني. وخالفهم ابن وهب فرواه عن إبراهيم ابن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة. وأخرج مسلم حديث ابن وهب هذا، دون غيره، عن إبراهيم. اهـ.

وهذا يعني ترجيح أن الحديث من رواية أبي هريرة.

وإلى هذا ذهب أبو مسعود الدمشقي، فقال: لا أعلم أحدا تابع ابن وهب على هذا، والمعروف عن إبراهيم بن سعد: أنه عن أبي هريرة، لا عن عائشة. اهـ.

وكذلك علقه البخاري عن زكريا بن أبي زائدة -بصيغة الجزم- عن سعد ابن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

ولكن ابن وهب لم ينفرد به، بل تابعه ابن الهاد، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة، انظر الحديث الآتي برقم (10570).

وتابعهما ابن عجلان، عن سعيد بن إبراهيم، به. عند أبي عوانة، حديث رقم (10567)، وفي صحيح مسلم.

فكأن أبا سلمة حمعه من عاثشة وأبى هريرة جميعا، كما قال ابن حجر.

ثم ذكر الدارقطني: أن ابن الهاد، وابني إبراهيم: يعقوب، وسعد، وأبا صالح كاتب الليث، وغيرهم، رووه عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، مرسلا. اهـ.

انظر: صحيح البخاري مع الفتح (7/ 42، 50 /حديث رقم 3689)، لكن سقط من الطبعة السلفية (عن أبي سلمة)، والصواب إثباته كما في طبعة عبد الشكور فدا، وصحيح مسلم مع شرح النووي (15/ 162/ حديث رقم 23)، والتتبع للدارقطني (ص 124 /حديث رقم 3).

ص: 436

10568 -

حدثنا عمّار، قال: حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان

(1)

، أخبرنا ابن عجلان، أنه سمع سعد بن إبراهيم، يحدث عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم. بمثله

(2)

(3)

.

(1)

سفيان -ابن عيينة، كما تقدم في الحديث السابق- هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (هـ) زيادة حرف التحويل (ح).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10567).

ص: 439

10569 -

حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا شعيب بن الليث، قال: حدثني الليث بن سعد

(1)

، قال: حدثنا محمد بن عجلان، عن سعد ابن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"قد كان يكونو في الأمم محدثون، فإن يكن في أمتي أحد، فعمر بن الخطاب"

(2)

.

(1)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10567).

ص: 439

10570 -

حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا شعيب بن الليث، حدثنا أبي، قال: حدثني ابن الهاد، عن إبراهيم بن سعد

(1)

، عن أبيه سعد، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن عائشة أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم. مثله

(2)

.

(1)

إبراهيم بن سعد، هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10567).

ص: 439

10571 -

ز- حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود، ح.

وحدثنا ابن المنادي، حدثنا يونس بن محمد، قالا: حدثنا إبراهيم ابن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم

(1)

، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " [قد]

(2)

كان فيمن خلا من الأمم قبلكم ناس محدثون، فإن يكن في أمتي منهم أحد، فهو عمر"

(3)

.

(1)

ابن عبد الرحمن بن عوف، القرشيّ، أبو إسحاق، ويقال: أبو إبراهيم.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

إسناد المصنف صحيح، والحديث أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الأنبياء، باب حديث الغار (6/ 512/ حديث رقم 3469)، من طريق إبراهيم بن سعد، به.

وطرفه في: (3689). وانظر الحديث السابق برقم (10567).

ص: 440

10572 -

ز- حدثنا يزيد بن عبد الصمد

(1)

، حدثنا يسرة ابن صفوان

(2)

، ح.

⦗ص: 441⦘

وحدثنا إبراهيم بن أبي داوود، حدثنا الأويسي، قالا: حدثنا إبراهيم ابن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله

(3)

.

كذا قال يونس، وأبو داوود، ويسرة

(4)

: عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

وقال ابن عُيينة: عن ابن عجلان، عن سعد.

وابن الهاد: عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

(5)

.

قال أبو عوانة: رواية هؤلاء عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أظن أنه ليس بصحيح

(6)

؛ لأن ابن وهب رواه عن إبراهيم بن سعد

(7)

. والليث، عن

⦗ص: 442⦘

ابن الهاد، عن إبراهيم بن سعد، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها[عن النبي صلى الله عليه وسلم]

(8)

.

(1)

هو يزيد بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الله، الدمشقي، أبو القاسم، القرشي مولاهم، ت (277) هـ.

(2)

يسرة هو بالمثناة المفتوحة، وبعدها سين وراء مهملتان مفتوحتان أيضا، وآخره هاء.

انظر تهذيب الكمال (7/ 425)، وتوضيح المشتبه (9/ 234).

وهو يسرة بن صفوان بن جميل، اللخمي، الدمشقي، ت (215) هـ.

وثقه أبو حاتم: والذهبي، وابن حجر.

وذكره ابن حبان في الثقات. =

⦗ص: 441⦘

= انظر: الجرح والتعديل (9/ 314 / ترجمة 1362)، والثقات (9/ 291)، والكاشف (3/ 253 / ترجمة 6494)، وتقريب التهذيب (1086/ ترجمة 7860).

(3)

إسناد المصنف صحيح. والحديث تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10571).

(4)

وغيرهم، انظر التعليق على الحديث رقم (10567).

(5)

رواية ابن عيينة، وابن الهاد، تقدمتا برقم (10567) ورقم (10570).

(6)

هذا عجيب؛ فإن حديث أبي هريرة في صحيح البخاري، كما تقدم في تخريجه، بل إن البخاري اقتصر عليه ولم يخرج حديث عائشة. كما أن أكثر أصحاب إبراهيم بن سعد، رووه عنه من حديث أبي هريرة، انظر التعليق على الحديث رقم (10567).

(7)

رواية ابن وهب عند مسلم برقم (23) من كتاب فضائل الصحابة، ولم يخرجها أبو عوانة.

(8)

من نسخة (ل).

ص: 440

10573 -

حدثنا محمد بن محرز الكوفي، حدثنا أبو أسامة

(1)

، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: لما توفي عبد الله بن أبي بن سلول

(2)

جاء ابنه

(3)

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله أن يعطيه قميصا

(4)

يكفن فيه، فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه؛ فأخذ عمر بثوبه فقال: تصلي عليه وهو منافق، وقد نهاك الله أن تستغفر له! فقال

⦗ص: 443⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما خيرني ربي عز وجل، فقال:{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً}

(5)

، فسأزيد على سبعين". قال عمر: إنه منافق. فصلى عليه، فأنزل الله عز وجل:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}

(6)

(7)

.

(1)

أبو أسامة -حماد بن أسامة- هو موضع الالتقاء.

(2)

هكذا صوابه: أن يكتب (ابن سلول) بالألف، ويعرب بإعراب (عبد الله)؛ فإنه وصف ثان له، فهو اسم أمه وهو بفتح السين المهملة، وضم اللام، وسكون الواو، بعدها لام.

و (أُبَي) أبوه، فنسب إلى أبويه جميعا، ووصف بهما. انظر: شرح النووي (15/ 163)، وفتح الباري (8/ 337).

(3)

هو عبد الله، اسمه كاسم أبيه، كما جاء في الحديث التالي.

وكان اسمه: الحباب -بضم المهملة، وبالموحدتين- وبه يكنى أبوه، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم: عبد الله. انظر: الإصابة (4/ 96)، وفتح الباري (3/ 139) و (8/ 334).

(4)

هكذا في الأصل ونسخة (هـ)، وفي نسخة (ل) يظهر أنها كانت (قميصا) ثم أضاف لها هاء، هكذا (قميصه). المعروف:(قميصه) كما في الصحيحين.

(5)

سورة التوبة، آية (80).

(6)

سورة التوبة، آية (84).

(7)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، رضي الله عنه، (4/ 1865/ حديث رقم 25).

أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير -باب (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم

) (8/ 333 / حديث رقم 4670)، وأطرافه في:(1269، 4672، 5796).

ص: 442

10574 -

حدثنا الصغاني، حدثنا الحكم بن موسى

(1)

، حدثنا

⦗ص: 444⦘

شُعيب بن إسحاق، حدثنا عبيد الله بن عمر

(2)

، عن نافع، أن عبد الله ابن عمر أخبره، قال: لما توفي عبد الله بن أُبَي، جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم-عبد الله بن عبد الله-، فأعطاه قميصه، وأمره أن يكفنه فيه، ثم قام ليصلي عليه، قال: فأخذ عمر بثوبه، فقال: أتصلي عليه وهو منافق، وقد نهى الله أن تستغفر له! قال: "إنه

(3)

خيرني الله عز وجل أن {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} ، قال: سأزيده

(4)

على سبعين"، قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلينا معه، ثم أنزل [لله]

(5)

النهي: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ}

(6)

.

(1)

ابن أبي زهير -واسمه: شيراز- البغدادي، أبو صالح، القنطري، ت (232) هـ.

وثقه ابن سعد، وابن معين -في رواية- والعجليّ، وصالح جزرة، وابن قانع.

وقال ابن معين -في رواية-: ليس به بأس.

وقال أبو حاتم، والذهبي، وابن حجر: صدوق.

انظر: الطبقات الكبرى (7/ 346)، والثقات للعجلي (127/ ترجمة 316)، وتأريخ الدارمي (102، 188/ ترجمة 291، 685)، والجرح والتعديل (3/ 128، 129/ ترجمة 584)، وتهذيب الكمال (7/ 136 - 143/ ترجمة 1446)، وتهذيب =

⦗ص: 444⦘

= التهذيب (2/ 378 / ترجمة 766)، والميزان (1/ 580 / ترجمة 2204)، وتقريب التهذيب (264 / ترجمة 1470).

(2)

عبيد الله بن عمر هو موضع الالتقاء.

(3)

في نسخة (ل) وصحيح مسلم: (إنما).

(4)

في نسخة (ل): (فسأزيد).

(5)

من نسخة (ل).

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10573).

ص: 443

10575 -

حدثنا أبو سليمان القزاز محمد بن يحيى بن المنذر

⦗ص: 445⦘

البصري

(1)

، قال: حدثنا سعيد بن عامر

(2)

، ح.

وحدثنا أبو داوود السجستاني، قال: حدثنا عقبة بن مكرم

(3)

، أن سعيد ابن عامر حدثهم، قال: حدثنا جويرية بن أسماء، قال: حدثنا نافع، عن ابن عمر، قال: قال عمر: وافقت ربي عز وجل في ثلاث

(4)

: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر

(5)

.

(1)

توفي سنة (290) هـ.

قال الذهبي: المحدث، المعمر، طال عمره، وتفرد، ما عملت بعد فيه جرحا.

السير (13/ 418/ ترجمة 204).

(2)

سعيد بن عامر هو موضع الالتقاء في الطريق.

(3)

عقبة بن مكرم هو موضع الالتقاء. وضبطه من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(4)

قال ابن حجر: ليس في تخصيصه العدد بالثلاث، ما ينفي الزيادة عليها؛ لأنه حصلت له الموافقة في أشياء كثيرة،

وأكثر ما وقفنا منها بالتعيين على خمسة عشر، لكن ذلك بحسب المنقول. اهـ.

الفتح (1/ 505).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، رضي الله عنه، (4/ 1865/ حديث رقم 24).

ص: 444

‌من مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

(1)

(1)

في نسخة (هـ) زيادة: (أمير المومنين، وكنيته: أبو عمر)، وعليها إشارة (لا- إلى).

ص: 446

10576 -

حدثنا الربيع بن سليمان [المرادي]

(1)

، حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني سليمان بن بلال

(2)

، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن ابن المسيب، عن أبي موسى الأشعري، قال: توضأت في بيتي ثم خرجت فقلت: لأكونن اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فجئت المسجد فسألت عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: خرج، ووجهه هاهنا، فخرجت في أثره حتى جئت بئر أربس

(3)

، وبابها من جريد، فمكثت عند بابها؛ حتى ظننت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قضى حاجته وجلس، فجئته فسلمت عليه، وإذا هو قد جلس على قُفِّ

(4)

البئر، فتوسطه ثم دلى رجليه في البئر، كشف عن ساقه

(5)

،

⦗ص: 447⦘

فرجعت إلى الباب فقلت: لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أنشب أن دقق

(6)

-هو عندي

(7)

: دفع الباب- فقلت: من هذا؟ قال: أبو بكر، قلت على رسلك، قال: وذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله، هذا أبو بكر يستأذن، فقال: إئذن له وبشره بالجنة، قال: فخرجت مسرعا حتى قلت لأبي بكر: ادخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة، قال

(8)

: فدخل حتى جلس إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، في القف على يمينه، ودلى رجليه في البئر، كشف عن ساقيه، كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثم رجعت، وقد كنت تركت أخي

(9)

يتوضأ، وقد كان قال لي: أنا على إثرك؛ فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا يأت به-[يريد أخاه]

(10)

⦗ص: 448⦘

قال: فسمعت تحريك الباب، قلت: من هذا؟ قال: عمر، قلت: على رسلك، قال: وجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وأخبرته، فقال:"إئذن له، وبشره بالجنة"، قال: فجئت فأذنت له، وقلت له: إن

(11)

رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة، فجاء

(12)

حتى جلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على يساره، كضف عن ساقيه، ودلىَّ رجليه في البئر، كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، قال: ثم رجعت، فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا يأت به -يريد به

(13)

أخاه- فإذا تحريك الباب، فقلت: من هذا؟ قال: عثمان بن عفان، فقلت: على رسلك، وذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا عثمان يستأذن، قال:"إئذن له، وبشره بالجنة مع بلاء يصيبه"، أو "بلوى تصيبه"، قال: فجئت فقلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم يأذن لك ويبشرك بالجنة، مع بلوى تصيبك، فدخل

(14)

فلم يجد في القف مجلسا، وجلس وجاههم من شق البئر الآخر، كشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر.

قال شريك: قال سعيد بن المسيب: فأوَّلْتُهَا قبورهم

(15)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

سليمان بن بلال هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تعريف بها في التعليق على الحديث رقم (10533).

(4)

القف -بضم القاف، وتشديد الفاء-: ما غلظ من الأرض وارتفع، ولم يبلغ أن يكون جبلا، والقف: اليابس، وهو هنا: الدكة التي جعلت حول البئر، أو هو جدار مرتفع حول البئر، كالدكة، يتمكن الجالس عليه من الجلوس. انظر: المجموع المغيث (2/ 737)، وجامع الأصول (8/ 565)، والفتح (7/ 36).

(5)

هكذا مفردة في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، وفي الصحيحين (ساقيه)، وسيأتي في هذا =

⦗ص: 447⦘

= الحديث أن أبا بكر وعمر وعثمان، كل منهم دلى ساقيه في البئر، كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم، فلعل الذي هنا سبق قلم من الناسخ.

(6)

هكذا هو في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، ولم أجده هكذا إلا في هذا الموضع، وليس عليه في النسخ ضبط.

(7)

فوق كلمة (عندي) ما يشبه الضبة في نسخة (ل). ورواية الصحيحين: (فجاء أبو بكر فدفع الباب).

(8)

كلمة (قال) ساقطة من نسخة (ل).

(9)

كان لأبي موسى أخوان: أبو بردة، وأبو رهم. وقيل: إن له أخا آخر اسمه: محمد.

وأشهرهم: أبو بردة، واسمه عامر. الفتح (7/ 37، 485).

(10)

من نسخة (ل).

(11)

حرف (إن) ليس في نسخة (ل).

(12)

في نسخة (ل): (قال: فدخل) بدل قوله هنا: (فجاء).

(13)

كلمة (به) ليست في نسخة (ل) ولا في صحيح مسلم.

(14)

في الأصل ونسخة (هـ): (فخرج)، والتصويب من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(15)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10533)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (29).

ص: 446

10577 -

حدثنا [الصغاني، حدثنا]

(1)

سعيد بن عفير

(2)

، قال: حدثني سليمان بن بلال، قال: حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، قال: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: حدثني أبو موسى الأشعري، هاهنا -وأشار في سليمان إلى مجلس سعيد، ناحية المقصورة- قال: قال أبو موسى: خرجت أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدته قد سلك في الأموال

(3)

، فتبعته فوجدته قد دخل مالا، فجلس في القف، كشف عن ساقيه، ودلاهما

(4)

في البئر

(5)

، وذكر الحديث بمعنى الحديث الذي فوقه.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

سعيد بن عفير هو موضع الالتقاء.

(3)

المال في الأصل: ما يملك من الذهب والفضة، أطلق على كل ما يقتنى ويملك من الأعيان. النهاية (4/ 373).

(4)

في نسخة (ل): فدلاهما.

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10533)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (29/ الطريق الثاني).

ص: 449

10578 -

حدثنا يزيد بن سنان البصري، وعُبيد بن شريك، قالا: حدثنا سعيد بن أبي مريم

(1)

، أخبرنا محمد بن جعفر، قال: أخبرنا شريك

⦗ص: 450⦘

ابن عبد الله، عن سعيد بن المسيب، عن أبي موسى الأشعري، أنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى حائط من حوائط المدينة لحاجة، وخرجت في أثره، فلما دخل الحائط جلست على بابه؛ وقلت: لأكونن بواب النبي صلى الله عليه وسلم، -ولم يأمرني- فذهب النبي صلى الله عليه وسلم فقضى حاجته، ثم جلس على قف البئر كشف

(2)

عن ساقيه ودلاهما في البئر، فجاء أبو بكر يستأذن عليه ليدخل، فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك، فوقف وجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله، أبو بكر يستأذن عليك، فقال:"إئذن له، وبشره بالجنة"، فدخل فجاء عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم، فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، ثم جاء عمر، فقلت له: كما أنت حتى أستأذن لك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إئذن له، وبشره بالجنة"، فجاء عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم، فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فامتلأ القف فلم يكن فيه مجلس، فجاء عثمان، فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إئذن له، وبشره بالجنة مع بلاء يصيبه"، فدخل فلم يجد معهم مجلسا؛ فتحول حتى جاء مقابلهم على شفة البئر، فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فجعلت أتمنى أن يأتي في أخ، وجعلت أدعو الله أن يأتي به، فلم يأت أحد حتى قاموا فانصرفوا.

⦗ص: 451⦘

قال ابن المسيب: فتأولت ذلك قبورهم، اجتمعت هاهنا، وانفرد عثمان

(3)

.

(1)

سعيد بن أبي مريم هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): فكشف.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10533)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (29 / الطريق الثالث).

فوائد الاستخراج: ذكر تمام رواية سعيد بن أبي مريم، ومسلم ساق طرفها، ثم أحال بالباقي على رواية سليمان بن بلال.

ص: 449

10579 -

حدثنا حُميد بن عياش، بسافرية

(1)

من كورة لد، حدثنا مؤمل ابن إسماعيل، حدثنا يعقوب بن إسماعيل بن يسار

(2)

، -شيخ من أهل المدينة- حدثنا عبد الرحمن بن حرملة

(3)

، عن ابن المسيب

(4)

، عن أبي موسى، قال: انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حائطا فقضى حاجته ثم توضأ، ثم جاء فقعد على قف البئر، فقال لي:"يا أبا موسى أملك علي الباب؛ لا يدخل أحد إلا بإذن"، فجاء أبو بكر فضرب الباب، فقلت: يا رسول الله، هذا أبو بكر يستأذن، قال: "إئذن له،

⦗ص: 452⦘

وبشره بالجنة"، ففتحت الباب وبشرته، فدخل وهو يحمد الله عز وجل، حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأقعده عن يمينه، ثم جاء رجل آخر

(5)

فضرب الباب، فقلت: من هذا؟ قال: عمر بن الخطاب، فقلت: يا رسول الله، هذا عمر بن الخطاب يستأذن، فقال:"إئذن له وبشره بالجنة"، ففتحت الباب وبشرته، فدخل يحمد الله حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأقعده عن يساره، فامتلأ القف. ثم جاء رجل فضرب الباب، فقلت: من هذا؟ قال: عثمان، قلت: يا رسول الله، هذا عثمان يستأذن، قال:"إئذن له، وبشره بالجنة على بلوى تصيبه كبيره"، قال: ففتحت الباب وبشرته، قال: فدخل وهو يقول: اللهم صبرا، اللهم صبرا، حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد امتلأ القف، فلم يجد مجلسا، فجلس قبالهم في القف الآخر.

قال سعيد بن المسيب: فأولت ذلك: انتباذ قبره من قبورهم

(6)

.

(1)

السافرية: قرية إلى جانب الرملة. معجم البلدان (9/ 193)، وأما (كورة لد) فسبق بيانها، انظر: الحديث رقم (10539).

(2)

لم أقف على ترجمته، وسماه المزي في الرواة عن حرملة بن يحيى. تهذيب الكمال (17/ 59).

(3)

ابن عمرو بن سنة، الأسلمي.

(4)

ابن المسيب هو موضع الالتقاء.

(5)

كلمة (آخر) ساقطة من نسخة (ل).

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10533)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (29).

ص: 451

10580 -

ز- حدثنا أبو عمر الإمام، حدثنا مخلد، عن حنظلة ابن أبي سفيان

(1)

، عن أخيه عبد الرحمن بن عبيد بن ركانة

(2)

[*]

، عن أبي هريرة،

⦗ص: 453⦘

قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حشا

(3)

لبني فلان

(4)

، وقال:"أمسك الباب"، وذكر الحديث بطوله

(5)

.

(1)

ابن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية، القرشي، الجمحي، المكي.

(2)

القرشي الجمحي، أبو مرارة، أخو عمرو، وحنظلة. =

⦗ص: 453⦘

= ذكره ابن حبان في الثقات.

ولم يذكر فيه البخاري، ولا ابن أبي حاتم جرحا ولا تعديلا.

انظر: الرواة من الإخوة والأخوات لعلي بن المديني (76/ ترجمة 407)، والتأريخ الكبير (5/ 293 / ترجمة 956)، والجرح والتعديل (5/ 242 / ترجمة 1151).

تنبيه: قال الذهبي في الميزان (2/ 567 / ترجمة 4877): عبد الرحمن ابن أبي سفيان، راوي حديث:"حمى عليه السلام المدينة، بريدا من كل ناحية"، وعنه: العقدي، وزيد بن الحباب. قال أبو حاتم: لا أعرفه. ومشاه غيره. اهـ.

ونقل كلامه ابن حجر -في اللسان (3/ 417/ ترجمة 1636) - ولم يزد عليه.

وأظن هذا وهما، فإن راوي ذلك الحديث هو عبد الله بن سفيان، وهو الذي قال فيه أبو حاتم: لا أعرفه.

انظر: الجرح والتعديل (5/ 67)، والميزان (2/ 430 / ترجمة 4358)، والأحاديث الواردة في فضائل المدينة (ص 108، 109 / حديث رقم 37).

(3)

هكذا مضموم الحاء في نسخة (ل)، وفيه لغتان: فتح الحاء وضمها، وهو: البستان، وجمعه حشان، كبطن وبطنان.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 10)، والمجموع المغيث (1/ 454)، والفائق (3/ 431).

(4)

هم بنو النجار، كما تقدم تخريجه، في الحديث رقم (10534).

(5)

إسناد المصنف فيه (مخلد) صدوق له أوهام، وعبد الرحمن بن عبيد، لم أجد في بيان =

⦗ص: 454⦘

= حاله إلا ذكر ابن حبان له في الثقات، وبقية رجاله ثقات، فلعله من أوهام مخلد بن يزيد؛ فإن هذا الحديث معروف بأبي موسى الأشعري، والله أعلم.

ولم أقف على من أخرجه غير المصنف.

_________

[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة ونسخة كوبريللو (5/ ق 142/ أ): (عن أخيه عبد الرحمن بن عبيد بن ركانة)، وصوابه:(عن أخيه عبد الرحمن، عن عبيد بن ركانة)، وهو على الصواب في نسخة كوبريللو (9/ ق 159/ ب)، (10/ ق 239/ أ) مصححا في الهامش بالأحمر، وإتحاف المهرة (19424).

ص: 452

10581 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ابن سعد، حدثنا أبي، عن صالح، عن أبي الزناد، عن أبي سلمة [ابن عبد الرحمن]

(1)

، أن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي أخبره، أن أبا موسى

(2)

أخبره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حائط بالمدينة، على قف البئر مدليا رجليه في البئر، فدق الباب أبو بكر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إئذن له، وبشره بالجنة"، ففعل فدخل أبو بكر، فدلى رجليه، ثم دق الباب عمر، فقال النبي:"ائذن له، وبشره بالجنة"، ففعل ثم دق عثمان الباب، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ائذن له، وبشره بالجنة، وسيلقى بلاء"، ففعل

(3)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

أبو موسى -الأشعرى- هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10533).

ص: 454

10582 -

ز- حدثنا أبو الأزهر، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا وهيب، حدثنا موسى بن عقبة، قال: سمعت أبا سلمة يحدث -ولا أعلمه

⦗ص: 455⦘

إلا عن نافع بن عبد الحارث

(1)

- أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وذكر الحديث

(2)

.

(1)

ابن حبالة بن عمير بن الحارث، الخزاعي، صحابي، والي عمر بن الخطاب على مكة.

انظر: الطبقات الكبرى (5/ 460)، والآحاد والمثاني (4/ 311 / ترجمة 715)، وتهذيب الكمال -29/ 279 - 281 / ترجمة 6363)، والإصابة (6/ 226/ ترجمة 8651).

(2)

رجال إسناده ثقات.

وقد رواه أحمد -في مسنده (3/ 408) - عن عفان، عن وهيب، به، وساق متنه. وكذلك الطبراني في الأوسط (3/ 164/ حديث رقم 2811) من طريق عبد العزيز بن المختار، عن موسى بن عقبة، به. وقد تابع موسى بن عقبة على روايته هذه، محمد بن عمرو، كما في الحديث التالي.

أخرجه أبو داوود في سننه -كتاب الأدب، باب الاستئذان بالدق- (5/ 375 / حديث رقم 5188)، وابن أبي شيبة (12/ 55/ حديث رقم 12110)، وأحمد (3/ 408)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 312 / حديث رقم 2337)، وفي السنة (2/ 530/ حديث رقم 1147)، والنسائي في الكبرى -كما في تحفة الأشراف (9/ 4 / حديث رقم 11583)، والمزي في تهذيب الكمال (17/ 455، 456/ في ترجمة عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث)، كلهم من طرق عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به.

وخالفهما أبو الزناد، فرواه عن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن نافع ابن عبد الحارث، عن أبي موسى، كما تقدم في الحديث السابق. =

⦗ص: 456⦘

= وصوب ابن حجر رواية أبي الزناد، وحكم على رواية موسى بن عقبة، ومحمد بن عمرو بالوهم، وذكر أن أحمد أخرجه من طريق موسى بن عقبة، عن أبي سلمة، عن نافع، فذكره، وفيه:(فجاء أبو بكر فاستأذن، فقال لأبي موسى -فيما أعلم-: "إئذن له". الفتح (7/ 37).

وهذه اللفظة التي ذكرها ابن حجر، لم أجدها في المسند (3/ 408)، فالله أعلم.

وكذلك رجح الشيخ الألباني رواية أبي الزناد على رواية محمد بن عمرو، لأن أبا الزناد أوثق منه وأحفظ، ولأن الحديث المعروف بأبي موسى الأشعري، رضي الله عنه.

انظر: ظلال الجنة (2/ 530، 531/ حديث رقم 1147).

لكن الشيخ لم يشر إلى متابعة موسى بن عقبة لمحمد بن عمرو، ولعله لم يطلع عليها.

ص: 454

10583 -

ز- حدثنا أبو بكر محمد بن ربح

(1)

، حدثنا يزيد ابن هارون، عن محمد بن عمرو

(2)

، عن أبي سلمة، عن نافع بن عبد الحارث، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "يا نافع أملك"، أو "أمسك [علي]

(3)

الباب". وذكر حديث القف

(4)

.

(1)

ربح هو بالباء المعجمة بواحدة من تحت. الإكمال (4/ 92).

وهو محمد بن ربح بن سليمان، البزاز، أبو بكر، البغدادي، ت (283) هـ.

(2)

ابن علقمة بن وقاص، الليثي، أبو عبد الله، وقيل: أبو الحسن، المديني.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه والكلام عليه، انظر الحديث رقم (10582).

ص: 456

10584 -

ز- حدثنا إبراهيم بن خرزاذ الأنطاكي، وحمدون ابن عمارة

(1)

، قالا: حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور

(2)

، قال: حدثنا المختار بن فلفل

(3)

، عن أنس بن مالك، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا من حوائط الأنصار بالمدينة، ثم قال:"يا أنس، احفظ الباب"، قال: فضرب الباب، فقلت: يا رسول الله، إن هذا الباب يضرب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ائذن له، وبشره بالجنة، وأعلمه أنه الخليفة من بعدي"، قال: أنس: فجئت أفتح [له]

(4)

-وأنا لا أدري من هو- فنظرت، فإذا هو أبو بكر، فبشرته بالجنة، وأخبرته يقول النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث

(5)

.

(1)

البغدادي، أبو جعفر، البزار، اسمه: محمد، و (حمدون) لقب عليه، ت (262) هـ.

(2)

الزهريّ مولاهم، أبو مسعود، الجرار -بالجيم ورائين مهملتين- الكوفي.

(3)

فلفل هو بفائين مضمومتين، يلي كل واحدة لام، الأولى ساكنة. توضيح المشتبه (7/ 117)، وتقريب التهذيب (926/ ترجمة 6568).

والمختار بن فلفل هو مولى آل عمرو بن حريث.

(4)

من نسخة (ل).

(5)

إسناده واه، والحديث باطل، قال أبو حاتم:(عبد الأعلى -يعني: ابن أبي المساور، راوي هذا الحديث- ضعيف شبه متروك، وهذا الحديث باطل، كتبت بالبصرة هذا الحديث، عن شيخ يسمى: خالد بن يزيد السابري، عن عبد الأعلى نفسه، ولم أحدث به). اهـ. علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 386، 387 / حديث رقم =

⦗ص: 458⦘

= 2671).

ومع هذا فقد اختلف فيه على عبد الأعلي بن أبي مساور؛ فقد رواه خلاد بن يحيى، عنه، عن إبراهيم بن محمد بن حاطب، عن عبد الرحمن بن بجير، عن زيد بن أرقم، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "انطلق حتى تأتي أبا بكر، فتجده في داره جالسا محتبيا، فقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام، ويقول: أبشر بالجنة، ثم انطلق حتى تأتي الثنية فتلقى عمر

" الحديث، ولم يذكر الخلافة. أخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 389 - 391)، وقال:(عبد الأعلى بن أبي المساور ضعيف في الحديث، فإن كان حفظ هذا، فيحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم بعث زيد بن أرقم إليهم، وأبو موسى لم يعلمه، فقعد على الباب، فلما جاءوا راسلهم على لسان أبي موسى بمثل ذلك، والله أعلم). اهـ.

ورواية عبد الأعلى بن أبي المساور الحديث عن المختار بن فلفل، عن أنس، تابعه عليها بكر بن المختار، عن المختار بن فلفل، به.

أخرجه البزار (كشف الأستار 2/ 226/ حديث رقم 1573)، وابن حبان في المجروحين (1/ 195/ 196) كلاهما من طريق بكر بن المختار، به.

قال البزار: إنما يعرف من حديث بكر بن المختار، ولم يتابع عليه. اهـ.

وقال ابن حبان: (منكر الحديث جدا، يروي عن أبيه ما لا يشك من الحديث صناعته، أنه معمول، لا تحل الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، روى عن أبيه المختار بن فلفل، عن أنس قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم .... ) وساق ابن حبان الحديث بطوله.

وبكر بن المختار وصفه ابن حجر -أيضًا- بأنه واه. المطالب العالية (المسندة 4/ 205 / حديث رقم 3827). =

⦗ص: 459⦘

= وتابعهما الصقر بن عبد الرحمن بن مالك بن مغول، فرواه عن عبد الله ابن إدريس، عن المختار بن فلفل، به.

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 532، 543 /حديث رقم 1150، 1168)، وأبو يعلى في مسنده (7/ 45، 46/ حديث رقم 1203)، كلاهما من طريق الصقر، به.

والصقر -ويقال له: السقر، بالسين- كذبه مطين، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو علي جزرة، والذهبي، والهيثمي، وغيرهم.

قال ابن حجر: وبكر، وعبد الأعلى، واهيان، والصقر أوهى منهما، فلعله تحمله عن بكر، أو عبد الأعلى، فقلبه عن عبد الله بن إدريس، ليروج، ولو كان هذا وقع ما قال أبو بكر للأنصار: قد رضيت لك أحد الرجلين: عمر، أو أبو عبيدة، ولما قال عمر: الأمر شورى في ستة. اهـ.

انظر: الجرح والتعديل (4/ 310 / ترجمة 1353)، والميزان (2/ 317 / ترجمة 3903)، ومجمع الزوائد (5/ 177)، ولسان الميزان (3/ 192 - / 194 ترجمة 868)، والمطالب العالية (المسندة 4/ 205/ باب إعلامه بالخفاء بعده).

وتابعهم أبو عمر عتبة بن أبي روق، فرواه عن أنس رضي الله عنه.

أخرجه البزار عن عمر بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن أبي عمر وعتبة بن أبي روق. كشف الأستار (2/ 225، 226/ حديث رقم 1572)، وذكر البزار أنه لا يعلمه عن أنس إلا من وجهين: هذا أحدها، والآخر هو: بكر ابن المختار بن فلفل، عن أبيه، عن أنس.

وعتبة هذا لم أقف في ترجمته إلا على قول الهيثمي: ضعفه النسائي وغيره، ووثقه ابن حبان. اهـ. =

⦗ص: 460⦘

= مجمع الزوائد (5/ 177).

وعلى كل حال فهذا الحديث الذي فيه ذكر الخلفاء، قد حكم عليه بالوضع ابن المديني، وابن حبان، وابن الجوزي، والذهبي، وابن حجر، والألباني.

انظر: -إضافة إلى ما تقدم من مراجع-: العلل المتناهية (1/ 204 / حديث رقم 329)، والأجوبة المرضية (1/ 63 - 66/ حديث رقم 13)، وظلال الجنة في تخريج السنة (2/ 532، 533 / حديث رقم 1150).

ص: 457

10585 -

ز- حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا همام، عن قتادة، عن محمد بن سيرين، ومحمد بن عُبيد الحنفي

(1)

، عن عبد الله بن عمرو، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حشان من حشان المدينة، فجاء رجل يستأذن، فقال: ائذن له، وبشره بالجنة، فقمت فإذا أبو بكر، فأذنت له وبشرته بالجنة، فجعل يحمد الله حتى جلس، وذكر الحديث إلى قصة عثمان، فجعل يقول: اللهم صبرا حتى جلس، فقلت: يا رسول الله، فأين أنا؟ قال: أنت مع أبيك"

(2)

.

إلى هنا لم يخرجاه

(3)

.

(1)

أبو قدامة.

(2)

إسناده رجاله الثقات إلا محمد بن عبيد الحنفي، لكنه مقرون بمحمد بن سيرين.

وأخرجه أحمد (2/ 165)، عن يزيد، عن همام، به.

(3)

هذه الجملة ساقطة من نسخة (ل).

ص: 460

10586 -

حدثنا محمد بن زياد العجلي، حدثنا هشام بن عبيد الله

⦗ص: 461⦘

الرازي

(1)

، ح،. وحدثنا إبراهيم بن إسحاق السراج، حدثنا يحيى بن يحيى

(2)

، ح.

وحدثنا الصغاني، قال: حدثنا يحيى بن أيوب

(3)

، قالوا:

⦗ص: 462⦘

حدثنا إسماعيل بن جعفر، حدثنا محمد بن أبي حرملة، عن عطاء، وسليمان، ابني يسار، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيته، كاشفا عن فخذيه، أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر، فأذن له، فدخل وهو على تلك الحال يتحدث

(4)

، ثم استأذن عمر، فأذن له وهو كذلك، فدخل فتحدث، ثم استأذن عثمان؛ فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه -قال محمد: لا أقول ذلك في يوم واحد- فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: يا رسول الله، دخل أبو بكر فلم تهتش له

(5)

، ولم تباله

(6)

، ثم [دخل عمر فلم تهتش له، ولم تباله،

⦗ص: 463⦘

ثم]

(7)

دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك، فقال: ألا أستحي من رجل تستحي

(8)

منه الملائكة"

(9)

.

(1)

ت (221) هـ. وينسب إلى (سن) -بكسر السين المهملة، وتشديد النون المكسورة-

قرية من قرى بغداد، الأنساب (3/ 326). وقد ورد في بعض المصادر المطبوعة:(السبتي) بالباء والتاء، وهو خطأ.

قال أبو بكر الأعين: سألت أحمد بن حنبل: أكتب عن هشام بن عبيد الله؟ فقال: لا، ولا كرامة.

وقال العجلي: ضعيف.

وقال ابن حبان: كان يهم في الروايات، ويخطئ إذا روى عن الأثبات، فلما أكثر مخالفته الإثبات، بطل الاحتجاج به.

وأور له الذهبي حديثين باطلين، أحدهما عن مالك، ذكره الدارقطني في (الغرائب) وذكر أنه تفرد به عن مالك، وأنه وهم فيه، ودخل عليه حديث في حديث.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن أبي حاتم: ثقة يحتج بحديثه.

انظر: الثقات للعجلي (458 / ترجمة 1739)، وسؤالات البرذعي -ضمن كتاب (أبو زرعة الرازي) - (2/ 757)، والجرح والتعديل (9/ 67 / ترجمة 256)، والمجروحين (3/ 90)، والميزان (4/ 300، 301 / ترجمة 9230)، واللسان (6/ 195 / ترجمة 696).

(2)

يحيى بن يحيى هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق.

(3)

يحيى بن أيوب، هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق.

(4)

في نسخة (ل) وصحيح مسلم: فتحدث.

(5)

في نسخة (ل): (تهش)، بتاء واحدة.

قال النووي -عن كلمة (تهتش) -: (هكذا هو في جميع نسخ بلادنا (تهتش)، بالتاء بعد الهاء، وفي بعض النسخ -الطارئة- بحذفها، وكذا ذكره القاضي، وعلى هذا فالهاء مفتوحة، يقال هش يهش، كشم يشم. وأما (الهش) الذي هو هبط الورق من الشجر، فيقال منه: هش يهش، بالضم، قال الله تعالى:[وأهش بها]، قال أهل اللغة: الهشاشة والبشاشة بمعنى: طلاقة الوجه، وحسن اللقاء). اهـ.

وقال الزمخشري: يقال هشِشت أهِش، وهشِشت أهُش، وهِشت أهِيش: إذا فرحت وارتحت للأمر. اهـ.

الفائق (4/ 104)، وشرح النووي (15/ 164)، وانظر أيضا: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 361)، والنهاية (5/ 264).

(6)

يقال: ما باليت به، مبالاة، وبالية، وبالة. =

⦗ص: 463⦘

= قال النووي: ومعنى (لم بتاله): لم تكثرت به، وتحتفل لدخوله. اهـ.

المجموع المغيث (1/ 189)، وشرح النووي (15/ 165)، وانظر -أيضًا-: الفائق (1/ 129)، والنهاية (1/ 156).

(7)

ما بين المعقوفتين من نسختي (ل)، (هـ)، لكن عليه في نسخة (هـ) إشارة (لا- إلى).

وفي الأصل ضبة مكان السقط، ثم قال في الحاشية: سقط ذكر عمر.

(8)

قال النووي: قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا أستحي ممن تستحي .... " هكذا هو في الرواية: "أستحي" بياء واحدة في كل واحدة منهما. قال أهل اللغة: يقال: استحي يستحيي -بيائين- واستحى يستحي -بياء واحدة-: لغتان، الأولى أفصح وأشهر، وبها جاء القرآن. اهـ.

شرح النووي (15/ 165/ وانظر لسان العرب (2/ 1080).

(9)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان ابن عفان، رضي الله عنه، (4/ 1866/ حديث رقم 26).

ص: 460

10587 -

حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، قال: حدثنا حجاج ابن محمد، حدثني الليث بن سعد

(1)

، قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن يحيى بن سعيد بن العاص، أن سعيد بن العاص أخبره، أن عائشة، وعثمان حدثاه، أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط

(2)

عائشة، فأذن لأبي بكر وهو كذلك، فقضى

⦗ص: 464⦘

إليه حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر، فاذن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف. قال عثمان: ثم استأذنت عليه، فجلس، وقال لعائشة: اجمعي عليك ثيابك، فقضيت إليه حاجتي وانصرفت. قالت عائشة: يا رسول الله، ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر، كما فزعت لعثمان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عثمان رجل حيي؛ وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحالة

(3)

، أن لا يبلغ إلي في حاجته"

(4)

.

(1)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

المرط -بكسر أوله- كساء من صوف، أو خز، كان يؤتزر به. =

⦗ص: 464⦘

= قال ابن حجر: وعن النضر بن شميل ما يقتضى أنه خاص بلبس النساء.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 227)، والفائق (3/ 359)، وفتح الباري (1/ 482).

(3)

في نسخة (ل) وصحيح مسلم: (الحال).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان ابن عفان، رضي الله عنه، (4/ 1866/ حديث رقم 27).

ص: 463

10588 -

حدثنا محمد بن عزيز، ويونس بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا سلامة بن روح، قال: أخبرنا

(1)

عقيل، حدثني الزهريّ، بإسناده، مثله

(2)

.

(1)

كلمة (أخبرنا) ساقطة من نسخة (ل)، ومضروب عليها في نسخة (هـ).

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10587).

ص: 464

10589 -

حدثنا سليمان بن سيف، والعباس بن محمد، قالا:

⦗ص: 465⦘

حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد

(1)

، قال: حدثني أبي، عن صالح، قال: قال ابن شهاب: أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص، أن سعيد بن العاص أخبره، أن عثمان وعائشة حدثاه، أن أبا بكر الصديق استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة، فأذن لأبي بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو كذلك، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف، ثم استأذن عمر، فأذن له على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف. قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس، وقال لعائشة:"اجمعي عليك ثيابك"، قال: فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت.

فقالت عائشة: يا رسول الله، لم أرك فزعت لأبي بكر، وعمر، كما فزعت لعثمان؟ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عثمان رجل حيي؛ وإني خشيت إن أذنت له وأنا على تلك الحال، أن لا يبلغ إلي حاجته"

(2)

.

⦗ص: 466⦘

قال أبو عوانة: الصحيح هذا، وتكلموا في قوله:"ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة".

(1)

يعقوب بن إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10587)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (27/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر تمام متن رواية يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ومسلم ساق إسنادها، وذكر طرفها، وأحال بالباقي على رواية عقيل عن الزهري.

ص: 464

10590 -

حدثنا محمد بن النعمان بن بشير، قال: حدثنا عبد العزيز الأويسي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد

(1)

، عن صالح، قال: قال الزهريّ بإسناده، مثله

(2)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10587)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (27 / الطريق الثاني).

ص: 466

10591 -

حدثني إبراهيم بن مرزوق، قال: حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا مالك، وابن أبي ذئب، عن الزهريّ

(1)

، عن يحيى بن سعيد، بإسناده، نحوه

(2)

.

مالك

(3)

لم يقل في الدنيا أحد غير إبراهيم، ولا ابن أبي ذئب معروف.

(1)

الزهريّ هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10587).

(3)

جملة (مالك لم يقل) ساقطة من نسخة (ل).

ص: 466

10592 -

ز- حدثنا عمر بن شبة، حدثنا عبد الوهاب ابن عبد المجيد

(1)

، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث

(2)

، قال: قام

⦗ص: 467⦘

خطباء بالشام، منهم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقام آخرهم -رجل

(3)

يقال له: مرة بن كعب

(4)

- قال: لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت، ذكر الفتن فقربها، فمر رجل متقنع في ثوب، فقال: هذا يومئذ على الهدى؛ فقمت إليه، فإذا عثمان، فأقبلت عليه بوجهه، فقلت: هذا؟ قال: "نعم"

(5)

.

(1)

ابن الصلت، الثقفي، أبو محمد، البصري، ت (194) هـ.

(2)

هو شراحيل بن آدة، الصنعاني. وقيل: اسمه: شراحيل بن شرحبيل بن كليب بن آدة، =

⦗ص: 467⦘

= ويقال: شراحيل بن كليب بن آدة، ويقال: شراحيل بن شراحيل، ويقال: شرحبيل ابن شرحبيل. والأول أشهر. توفي بعد المئة.

وثقه العجلي، والذهبي، وابن حجر.

وذكره ابن حبان في الثقات.

انظر: الثقات للعجلي (489 / ترجمة 1894)، والسير (4/ 358 / ترجمة 138)، والكاشف (2/ 6/ 2275)، وتقريب التهذيب (433 / ترجمة 2776).

(3)

في الأصل ونسخة (هـ): (رجلا)، والتصويب من نسخة (ل).

(4)

ويقال: كعب بن مرة، البهزي، السلمي، صحابي، سكن البصرة، ثم الأردن، ت (59) هـ، وقيل:(57) هـ.

انظر: الطبقات الكبرى (7/ 414)، والآحاد والمثاني (3/ 65/ ترجمة 381)، وأسد الغابة (4/ 489 / ترجمة 4479) و (5/ 149/ ترجمة 4850)، والإصابة (5/ 309 / ترجمة 7428) و (6/ 82 / ترجمة 7901).

(5)

إسناده صحيح.

وأخرجه الترمذي في سننه -كتاب المناقب، باب في مناقب عثمان بن عفان، رضي الله عنه، (5/ 586، 587 / حديث رقم 3704) عن محمد بن بشار، عن =

⦗ص: 468⦘

= عبد الوهاب بن المجيد الثقفي، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 41، 42/ حديث رقم 12075) عن ابن علية، عن أيوب، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3/ 210/ حديث رقم 2922).

ص: 466

‌ومن مناقب علي بن أبي طالب

(1)

(1)

في نسخة (ل): (كرم الله وجهه)، وفي نسخة (هـ) زيادة (أمير المؤمنين).

ص: 468

10593 -

حدثنا يزيد بن سنان البصري، قال: حدثنا حبان ابن هلال، ح.

وحدثنا أبو أمية، قال: حدثنا أبو النعمان، وأبو الوليد، قالوا: حدثنا

(1)

يوسف بن الماجشون

(2)

، قال: أخبرني محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه ليس بعدي نبي". قال

(3)

: فأحببت أن أشافه بذلك سعدا، فلقيته فذكرت له ما ذكر لي عامر،

⦗ص: 469⦘

فقال [لي]

(4)

: نعم سمعته، فقلت له: أنت سمعته؟ فادخل أصبعيه في أذنيه، ثم قال: نعم، وإلا فاصطكتا

(5)

(6)

.

(1)

كلمة (حدثنا) ساقطة من نسخة (هـ).

(2)

يوسف بن الماجشون هو موضع الالتقاء.

(3)

أي: سعيد بن المسيب، كما هو ظاهر السياق، وصرح باسمه عند مسلم.

(4)

من نسخة (ل).

(5)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، بحرف الصاد، وصحح عليه في نسخة (هـ).

ولم أجدها في مادة (صكك)، فيما وقفت عليه من كتب الغريب والمعاجم، وإنما وجدتها (استكتا) بحرف السين، كما في صحيح مسلم، والحديث الآتي.

والاستكاك: الصمم وذهاب السمع. النهاية (2/ 384/ مادة: سكك).

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب المناقب- من فضائل علي بن أبي طالب- (4/ 1870/ حديث رقم 30).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، (7/ 71 / حديث رقم 3706)، وطرفه في:(4416).

من وجهين آخرين عن سعد بن أبي وقاص.

ص: 468

10594 -

حدثنا الصغاني، حدثنا عبيد الله بن عمر

(1)

، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب الماجشون، بمثله

(2)

.

وإلا فاستكتا إياه

(3)

(4)

.

(1)

عبيد الله بن عمر -القواريري، كما في صحيح مسلم- هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): بإسناده مثله.

(3)

كلمة (إياه) ليست في نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10593).

ص: 469

10595 -

حدثنا محمد بن حيويه، حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا

⦗ص: 470⦘

يوسف بن الماجشون

(1)

، قال: حدثنا محمد بن المنكدر، بإسناده مثله، قال: نعم، وإلا فاستكتا

(2)

.

(1)

يوسف بن الماجشون هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10593).

ص: 469

10596 -

حدثنا يوسف [بن سعيد]

(1)

بن مسلم، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا شعبة

(2)

، عن الحكم

(3)

، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك؛ فقال: يا رسول الله، أتخلفني في النساء والصبيان؟ فقال:"أما ترضى أن تكون مني، بمنزلة هارون من موسى"

(4)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(3)

ابن عتيبة -بمثناة وموحدة، مصغر- الكندي، الكوفي.

انظر: تهذيب الكمال (4/ 117 - 1120 ترجمة 1438)، وفتح الباري (8/ 112).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10593)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (31).

ص: 470

10597 -

حدثنا يونس بن حبيب، وعمار بن رجاء، قالا: حدثنا أبو داوود الطيالسي، قال: حدثنا شعبة

(1)

، عن الحكم، عن مصعب ابن سعد، عن سعد قال: خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة

⦗ص: 471⦘

تبوك؛ فقال: يا رسول الله، أتخلفني في النساء والصبيان؟! فقال:"أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي"

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10593)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (31).

ص: 470

10598 -

سمعت أبا قلابة الرقاشي، يقول: سمعت أبا حفص الصيرفي

(1)

، قال: قال عبد الرحمن بن مهدي، هاتوا عن سعد في هذا حديثا صحيحا؟ فقلت: حدثنا محمد بن جعفر

(2)

ويحيى بن سعيد، قالا: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي في غزوة تبوك:"أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي". فكأنما ألقمته حجرا، فسكت

(3)

.

(1)

هو عمر بن علي بن بكر بن كنيز، الفلاس، الباهلي، البصري، ت (249) هـ.

وثقه النسائي، والداقطني، والذهبي، وابن حجر.

وقال ابن معين، وأبو حاتم: صدوق.

انظر: الجرح والتعديل (6/ 249 / ترجمة 1375)، وتأريخ بغداد (12/ 207 - 212 / ترجمة 6668)، وتذكرة الحفّاظ (2/ 487 /ترجمة 502)، وتقريب التهذيب (741/ ترجمة 5116).

(2)

محمد بن جعفر هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10593)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (31)، وليس فيه قصة عبد الرحمن بن مهدي.

ص: 471

10599 -

حدثنا يزيد بن سنان [البصري]

(1)

، حدثنا أبو بكر

⦗ص: 472⦘

الحنفي، حدثنا بكير بن مسمار

(2)

، قال: سمعت عامر بن سعد، قال: قال معاوية لسعد: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ [ح]

(3)

.

وحدثنا الصغاني، حدثنا علي بن بحر بن بري، ح.

حدثنا معاوية بن صالح، قال: حدثني يعقوب بن القاسم الطلحي

(4)

، قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل

(5)

، حدثنا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: أمر معاوية سعدا، فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ قال سعد: ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن يكون قال لي واحدة منهن، أحب إلي من حمر النعم

(6)

، سمعت رسول الله

⦗ص: 473⦘

صلى الله عليه وسلم يقول -وخلفه في بعض مغازيه؛ فقال علي: يا رسول الله، تخلفنى مع النساء والصبيان؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي". وسمعته يقول يوم خيبر: "لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله" أو

(7)

"يحبه الله ورسوله؛ " قال: فتطاولنا لها، فقال: "ادع في عليا، فأتي به أرمد

(8)

فبصق في عينيه، ودفع إليه الراية، ففتح الله عليه، قال: ولما نزلت هذه الآية- قال علي: لا أدري أي آية [هي]

(9)

- ثم

(10)

قال: دعا

(11)

رسول الله عليا، وفاطمة، وحسنا وحسينا، فقال:"اللهم هؤلاء أهلي".

هذا لفظ حديث حاتم.

وحديث أبي بكر الحنفي: عن أبيه -يعني عامر

(12)

- سعد أن معاوية

⦗ص: 474⦘

قال له: ألا تسب عليا؟ قال: لا أسبه ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم-لأن يكون قال لي واحدة منهن، أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم- ما ذكرت حين نزل عليه الوحي؛ فأدخل عليا، وابنيه، وفاطمة، فأدخلهم تحت ثوبه، وقال:"رب هؤلاء أهلي وأهل بيتي"، ولا أسبه ما ذكرت قوله يوم الأحزاب

(13)

: "اللهم افتح على رجل يحبه الله ورسوله"؛ فتطاولنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"أين علي"؟ قالوا: أرمد، قالوا: ادعوه، وبسق في عينيه ثم أعطاه الراية، ففتح الله على يده، ولا أسبه ما ذكرت حين غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة له، فقال: يا رسول الله، خلفتني مع النساء والصبيان، فقال:"يا علي، أما ترضى أن تكون مني منزلتك، منزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة"

(14)

.

قال مرة أبو بكر الحنفي هكذا: عن عامر ابن سعد، عن أبيه، أن سعدا قال له

(15)

معاوية.

وقال مرة: عامر بن سعد، قال: قال معاوية لسعد.

⦗ص: 475⦘

سمعت أبا حميد المصيصي، يقول: سمعت حجاج بن محمد، قال: كان شعبة إذا ذكر سعد بن إبراهيم قال: حدثني حبيبي، قال: وكان سعد يصوم الدهر، ويختم القرآن في كل يوم وليلة

(16)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

بكير بن مسمار هو موضع الالتقاء.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

أبو يوسف، القرشيّ، ثم التيمي، اسم جده: محمد بن زكريا بن طلحة بن عبيد الله. قال ابن معين: صدوق ثقة إذا حدث عن الثقات المعروفين.

وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي ببغداد.

وذكره ابن حبان في الثقات.

انظر: الجرح والتعديل (9/ 213 / ترجمة 891)، والثقات (9/ 283)، وتأريخ بغداد (14/ 272، 273/ ترجمة 7565).

(5)

حاتم بن إسماعيل هو موضع الالتقاء.

(6)

حمر النعم -بسكون الميم من (حمر)، وبفتح النون والعين المهملة- هو من ألوان الإبل المحمودة. الفتح (7/ 478).

(7)

في صحيح مسلم بواو العطف، ثم وجدتها عنده بالشك، لكن من حديث سلمة بن الأكوع، وسيأتي برقم (10610) لكن بواو العطف!!.

(8)

الرمد -بفتح الراء والميم- ورم حار يعرض في الطبقة الملتحمة من العين، وهو بياضها الظاهر، الفتح (10/ 157).

(9)

صرح بها في صحيح مسلم، وهي قوله تعالى:{فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} الآية (61) من سورة آل عمران. وما بين المعقوفتين من نسخة (ل).

(10)

ساقطة من نسخة (ل).

(11)

في الأصل: (ثم دعا) لكن يظهر أنه ضرب على (ثم).

(12)

قوله: (يعني عامر) ليس في نسخة (ل)، وملحقة في نسخة (هـ)، ومعناه: أن عامرا =

⦗ص: 474⦘

= رواه عن أبيه، كما سيوضحه أبو عوانة في آخر كلامه على هذا الحديث.

(13)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، والصواب:(يوم خيبر) كما في صحيح مسلم وغيره.

(14)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10593)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (32).

(15)

كلمة (له) ليست في نسخة (ل)، وجاء السياق فيها هكذا:(أن سعدا قال لمعاوية).

(16)

هذا الخبر رواه ابن سعد، عن حجاج بن محمد، به. دون قوله:(حدثني حيببي).

الطبقات الكبرى (التكملة 9/ 205/ ترجمة 77 - سعد بن إبراهيم).

وحق هذا الخبر أن يكون عقب الحديث التالي؛ لأنه من رواية شعبة عن سعد بن إبراهيم.

وسعد بن إبراهيم تقدمت ترجمته، انظر الحديث رقم (10571).

ص: 471

10600 -

حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود، ح.

وحدثنا الصغاني، قال: حدثنا أبو النضر، قالا: حدثنا شعبة

(1)

، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، يحدث عن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي:"أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى"

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10593)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (32 / الطريق الثاني).

ص: 475

10601 -

حدثنا أبو قلابة، حدثنا عبد الرحمن بن صالح

(1)

، حدثنا ابن إدريس

(2)

، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن سعيد ابن

⦗ص: 476⦘

المسيب

(3)

، عن سعد، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى"

(4)

.

(1)

الأزدي، العتكي، الكوفي، أبو صالح، ويقال: أبو محمد، نزيل بغداد.

(2)

هو عبد الله بن إدريس بن عبد الرحمن، الأودي، أبو محمد، الكوفي.

(3)

سعيد بن المسيب هو موضع الالتقاء.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10593).

ص: 475

10602 -

وحدثنا أبو قلابة، قال: حدثنا مالك بن عبد الواحد

(1)

، قال: حدثنا عبد الملك بن الصباح

(2)

، قال: حدثنا شعبة

(3)

، عن سعد ابن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن سعد، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي في غزوة تبوك: "ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي"

(4)

.

(1)

أبو غسان، المسمعي، البصري، ت (230) هـ.

(2)

كان في الأصل: (عبد الصمد بن الصباح)، فضبب على (عبد الصمد) وصوبه في الحاشية وصححه. وأما في نسخة (هـ) فعكس ذلك، فضرب على (عبد الملك) وكتب فوقها:(عبد الصمد)، وهو خطأ. والصواب:(عبد الملك بن الصباح). وقد جاء على الصواب في نسخة (ل) وإتحاف المهرة (5/ 120/ حديث رقم 5035).

وتقدمت ترجمته، انظر الحديث رقم (10524).

(3)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10593)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (32 / الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: تسمية الغزوة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم هذا القول لعلي، في =

⦗ص: 477⦘

= رواية شعبة.

ص: 476

10603 -

حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود، قال: حدثنا شعبة، عن علي بن زيد

(1)

، عن ابن المسيب

(2)

، عن سعد [ابن أبي وقاص]

(3)

، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى"

(4)

.

(1)

ابن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان، التيمي، البصري.

(2)

ابن المسيب هو موضع الالتقاء.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10593).

ص: 477

10604 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن القاري

(1)

، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر:"لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه" قال عمر: ما أحببت الإمارة قط إلا يومئذ، قال: فتشرفت لها؛ رجاء أن ادعى لها، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، فأعطاه إياها، وقال:" امض ولا تلتفت حتى يفتح الله على يديك" قال: فسار علي شيئا، ثم وقف له

(2)

⦗ص: 478⦘

ولم يلتفت، فصرخ برسول الله: على ماذا أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، قال: فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دمائهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله عز وجل"

(3)

.

(1)

يعقوب بن عبد الرحمن القاري هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة (له) ليست في نسخة (ل) ولا في صحيح مسلم.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي ابن أبي طالب، رضي الله عنه، (4/ 1871 - 1872/حديث رقم 33).

ص: 477

10605 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا خالد بن أبي يزيد

(1)

، حدثنا خالد الواسطي، عن سهيل

(2)

، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه". قال: فقال عمر: فما أحببت الإمارة قط إلا يومئذ، فدعا عليا، فبعثه، فقال:"اذهب، فقاتل حتى يفتح الله على يديك ولا تلتفت"، فمشى ساعة، ثم وقف ولم يلتفت، فقال: يا رسول الله، على ماذا أقاتل الناس؟ فقال

(3)

: "قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك، منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها،

⦗ص: 479⦘

وحسابهم على الله عز وجل"

(4)

.

(1)

ويقال: خالد بن يزيد، والصواب الأول، واسم أبي يزيد: البهبذان بن يزيد ابن البهبذان، الفارسي، المزرفي، القطربلي.

(2)

سهيل هو موضع الالتقاء.

(3)

في نسخة (ل) وصحيح مسلم: (قال).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10604).

ص: 478

10606 -

حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا وهيب، حدثنا سهيل

(1)

، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: "لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله عز وجل". وذكر الحديث

(2)

(3)

.

(1)

سهيل -بن أبي صالح- هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل) انعكس وضع هذا الحديث مع الحديث التالي، فأورد متن الطريق التالي أورده لهذا الطريق، واختصر الطريق التالي، ثم وضع على هذا الحديث عبارة (مؤخر)، وعلى الحديث التالي عبارة (مقدم).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10604).

ص: 479

10607 -

حدثنا أحمد بن يوسف، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني سهيل

(1)

، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه"؛ فقال عمر: ما أحببت الإمارة قط إلا يومئذ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، فأعطاها إياها

(2)

، وقال:"لا تلتفت حتى يفتح الله عليك"؛ فصاح علي: على ما أقاتل؟ فقال: "تقاتل حتى يشهدوا أن لا

⦗ص: 480⦘

إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإذا شهدوا، حرمت عليك دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله"

(3)

.

(1)

سهيل -بن أبي صالح- هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): (إياه).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10604).

ص: 479

10608 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن

(1)

، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر:"لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه". قال: فبات الناس يدوكون

(2)

ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم، رجاء أن يعطاها، فقال:"أين علي بن أبي طالب"؟ قال: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال:"فأرسلوا إليه"، قال: فأتي به

(3)

، فبصق في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الراية، فقال

⦗ص: 481⦘

علي: يا رسول الله، أقاتلهم

(4)

حتى يكونوا مثلنا؛ قال: "انفذ

(5)

على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من أن يكون لك حمر النعم"

(6)

.

(1)

يعقوب بن عبد الرحمن هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (هـ) كتب تحتها -بخط صغير-: (يدولون).

قال النووي: هكذا هو في معظم النسخ والروايات (يدكرون) -بضم الدال المهملة، وبالواو-: أي يخوضون ويتحدثون في ذلك، وفي بعض النسخ:(يذكرون) -بإسكان الذال المعجمة، وبالراء-. اهـ. شرح النووي (15/ 173)، وانظر: النهاية (2/ 140)، والفتح (7/ 477).

(3)

في نسخة (ل) زيادة: (قال).

(4)

بحذف همزة الاستفهام. فتح الباري (7/ 478).

(5)

انفذ -بضم الفاء، بعد معجمة- أي: امض. انظر النهاية (5/ 91)، والفتح (7/ 478).

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي ابن أبي طالب، رضي الله عنه، (4/ 1872/ حديث رقم 34).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجهاد، باب من أسلم على يديه رجل (6/ 144/حديث رقم 3009)، وأطرافه في:(2942، 3701، 4210).

تنبيه: وقع في نسخة (ل) -بعد هذا الحديث- زيادة: (في أصل أبي نعيم: فثاب وهو خطأ). انتهت الزيادة.

ص: 480

10609 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا يعقوب [بن عبد الرحمن القارئ]

(1)

، بمثله سواء

(2)

.

(1)

يعقوب بن عبد الرحمن القارئ هو موضع الالتقاء، وما بين المعقوفتين من نسخة (ل).

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10608).

ص: 481

10610 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا حاتم بن إسماعيل

(1)

، عن يزيد بن أبي عُبيد، عن سلمة بن الأكوع.

⦗ص: 482⦘

قال

(2)

: وحدثنا عبد العزيز بن أبي حازم

(3)

، عن أبيه، عن سهل.

قال

(4)

: وحدثنا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه يزيد بعضهم على بعض الحرف، والكلمة مكان الكلمة، والمعنى واحد، قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله

(5)

، يفتح الله على يديه"، فبات الناس يدوكون

(6)

ذلك أيهم يعطى، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ادعوا لي عليا، فقيل: هو أرمد، فدعي [له]

(7)

، فتفل في عينيه ومسحها، فبرأ مكانه، ثم أعطاه الراية، ففتح الله له.

قال ابن أبي حازم في حديثه، عن أبيه، عن سهل [بن سعد]

(8)

،

⦗ص: 483⦘

قال: قال

(9)

علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال:"على رسلك، إذا نزلت بساحتهم، فادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من الحق؛ فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من حمر النعم"

(10)

.

(1)

حاتم بن إسماعيل هو موضع الالتقاء، في حديث سلمة بن الأكوع.

(2)

القائل هو يعقوب بن محمد بن الزهري، انظر إتحاف المهرة (6/ 120 / حديث رقم 6230).

(3)

عبد العزيز ابن أبي حازم هو موضع الالتقاء، في حديث سهل بن سعد.

(4)

القائل هو حاتم بن إسماعيل، كما تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10599)، وانظر إتحاف المهرة (5/ 120/ حديث رقم 5035)، وهو موضع الالتقاء.

(5)

كلمة (ورسوله) ساقطة من نسخة (ل)، ويظهر أن الناسخ نسيها، لأنها كانت آخر كلمة في الورقة، فلعله أراد أن يكتبها في الورقة التالية، ثم نسي. والله أعلم.

(6)

في نسخة (ل): (يذكرون)، وفي نسخة (هـ) وضع خرجة فوق كلمة (يدوكون) وصوبها في الحاشية إلى (يذكرون). وقد تقدم بيانها، انظر الحديث رقم (10608).

(7)

من نسخة (ل).

(8)

من نسخة (ل).

(9)

قوله: (قال) ساقطة من نسخة (ل).

(10)

حديث سلمة بن الأكوع أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب (4/ 1872 / حديث رقم 35).

وأخرحه البخاري في صحيحه -كتاب الجهاد، باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم (6/ 129/حديث رقم 2975).

- وحديث سهل بن سعد تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10608).

- وحديث سعد بن أبي وقاص تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10593)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (32).

ص: 481

10611 -

حدثنا بحر بن نصر، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن أبي حازم

(1)

، عن سهل ابن سعد الساعدي، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة ابنته، فقال: أين ابن عمك؛ فقالت: يا رسول الله، صلى الله عليه وسلم بيني وبينه شيء فخرج، فطلبه النبي صلى الله عليه وسلم فوجده مضطجعا في المسجد، وإذا ثوبه قد سقط عن ظهره

⦗ص: 484⦘

وامتلأ ظهره تراب

(2)

، فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يمسح بيده، ويقول: قم يا أبا تراب، قال: فما كان لعلي اسم أحب إليه من ذلك الاسم

(3)

.

(1)

أبو حازم -سلمة بن دينار- هو موضع الالتقاء.

(2)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ) بالرفع، لكن في نسخة (ل) ضبة فوق حرف الباء، والراء من كلمة (ظهره) مضمومة، فلذا ضبب على حرف الباء.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه (4/ 1874، 1875/ حديث رقم 38).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الصلاة، باب نوم الرجال في المسجد- (1/ 535/ حديث رقم 441)، وأطرافه في:(3703، 6204، 6280).

ص: 483

10612 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد ابن منصور، عن يعقوب، بإسناده

(1)

مثله

(2)

.

(1)

موضع الالتقاء هو أبو حازم، شيخ يعقوب بن عبد الرحمن.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10611).

ص: 484

10613 -

حدثنا محمد بن عبد الوهاب، وسأله مسلم بن الحجاج، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني أبو حازم بن دينار

(1)

، قال: سمعت سهل بن سعد الساعدي يقول: إن كان

(2)

أحب أسماء علي بن أبي طالب، أبو تراب، وإن كان ليفرح أن

⦗ص: 485⦘

ندعوه بها، وما سماه أبا تراب إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ غضب يوما على فاطمة فخرج، فاضطجع إلى الجدار في المسجد، وجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعه، فلم يجده في البيت، فقال لفاطمة

(3)

: "أين ابن عمك"؟ قالت: خرج آنفا مغضبا، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسانا

(4)

معه، قال: هو ذا

(5)

مضطجع في فيء الجدار، وقد زال عنه الرداء وامتلأ ظهره ترابا، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح التراب عن ظهره، ويقول:"اجلس أبا تراب"

(6)

.

(1)

أبو حازم بن دينار هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسختي (ل)، (هـ):(إن كانت) وفوق حرف التاء ضبة.

(3)

في نسخة (ل): يا فاطمة.

(4)

قال ابن حجر؛ يظهر لي أنه (سهل) راوي الحديث لأنه لم يذكر أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم غيره.

(5)

قوله: (ذا) ساقط من نسخة (ل).

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10611).

ص: 484

‌من مناقب

(1)

الحسن والحسين رضي الله عنهما

(1)

في نسخة (هـ) زيادة: (سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وعليها إشارة (لا- إلى).

ص: 486

10614 -

ز- حدثنا أبو قلابة، حدثنا بشر بن عمر، ح.

وحدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود، قالا: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت

(1)

، قال: سمعت البراء بن عازب قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعا الحسن بن علي على عاتقه، وقال:"من أحبني فليحبه"

(2)

.

(1)

الأنصاري، الكوفي، ت (116) هـ.

(2)

إسناد المصنف صحيح، وأبو قلابة مقرون بيونس بن حبيب، بل إن هذا الحديث هو لفظ يونس بن حبيب، وهو موجود في مسند أبي داوود الطيالسي بروايته (99 / حديث رقم 732). ورواه أبو نعيم في الحلية (2/ 35) من طريق يونس بن حبيب، به. وقال:(رواه أشعث بن سوار، وفضيل ابن مروزق، عن عدي، مثله). اهـ. لكني لم أقف على هذا اللفظ، في حديث البراء بن عازب، إلا من هذا الطريق، والذي في الصحيحين وغيرهما، من طريق شعبة، عن عدي بن ثابت، به، لفظه:"اللهم إني أحبه فأحبه". انظر الحديث التالي.

ص: 486

10615 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا شعبة

(1)

، عن عدي بن ثابت، عن البراء، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحسن ابن علي:"اللهم إني أحبه فأحبه"

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين، =

⦗ص: 487⦘

= رضي الله عنهما (4/ 1883/ حديث رقم 58، 59)، من طريق معاذ بن معاذ، وغندر، عن شعبة.

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب الحسن والحسين، رضي الله عنهما (7/ 94 / حديث رقم 3749)، من طريق حجاج ابن منهال عن شعبة.

ص: 486

10616 -

حدثنا [أحمد بن يوسف]

(1)

السلمي، حدثنا النضر ابن محمد

(2)

، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إياس بن سلمة، عن أبيه

(3)

، قال: قد قدت بنبي الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين، على بغلته الشهباء حتى أدخلتهم في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، هذا قدامه وهذا خلفه

(4)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

النضر بن محمد هو موضع الالتقاء.

(3)

هو سلمة بن الأكوع.

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين، رضي الله عنهما (4/ 1883/ حديث رقم 60).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو إياس، بأنه ابن سلمة.

ص: 487

10617 -

حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا أبو غسان، حدثنا ورقاء بن عمر، عن عبيد الله بن أبي يزيد

(1)

، عن نافع بن جبير ابن مطعم، عن أبي هريرة، قال قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 488⦘

في سوق من أسواق بالمدينة، فانصرف وانصرفت معه، حتى أتينا فناء

(2)

فاطمة، فنادى ثلاث مرات، -يعني الحسن- فلم يجبه أحد، فانصرف حتى انتهى إلى عائشة، فقعد وقعدت معه، فأقبل الحسن وفي عنقه سخاب

(3)

، فظننت أنه حبسته أمه تلبسه إياه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا بيده، وقال الحسن هكذا فالتزمه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه"

(4)

.

(1)

عبيد الله بن أبي يزيد هو موضع الالتقاء.

(2)

الفناء -بكسر الفاء، بعدها نون ممدودة- هو الموضع المتسع أمام البيت. انظر: النهاية (3/ 477)، والفتح (4/ 431).

(3)

السخاب -بكسر السين المهملة، وبالخاء المعجمة الخفيفة، وبموحدة- هو قلادة من القرنفل، والمسك، والعود، ونحوها من أخلاط الطيب، يعمل على هيئة السبحة، ويجعل قلادة للصبيان والجواري.

وقيل: هو خيط في خرز، سمى سخابا لصوت خرزه عند حركته، من السخب بفتح السين والخاء، وقال الإسماعيلي، عن ابن أبي عامر -أحد رواة هذا الحديث-: السخاب شيء يعمل من الحنظل كالقميص والوشاح.

انظر: الفائق (2/ 165)، والنهاية (2/ 349)، وشرح النووي (15/ 188)، وفتح الباري (4/ 342).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين، رضي الله عنهما (4/ 1882، 1883 / حديث رقم 57).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب اللباس، باب السخاب للصبيان- (10/ 332 / حديث رقم 5884)، وطرفه في:(2122).

ص: 487

10618 -

حدثنا محمد بن يحيى [النيسابوري]

(1)

، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن عيينة، ح.

وحدثنا أبو حميد المصيصي، حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا سفيان، ح.

وحدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان

(2)

، قال

(3)

: حدثني عبيد الله بن أبي يزيد، عن نافع بن جبير، عن أبي هريرة، قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من النهار، لا يكلمني ولا أكلمه، حتى أتى سوق قينقاع

(4)

، ثم انصرف حتى أتى فناء فاطمة

(5)

فجلس فيه، ثم قال: "أين لكع

(6)

"؟ -يعني حسنا- ثم خرج الحسن

⦗ص: 490⦘

يشتد حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعتنقه وقبله، ثم قال:"اللهم إني أحبه وأحب من يحبه"

(7)

(8)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

ابن عيينة هو موضع الالتقاء.

(3)

كلمة (قال) ساقطة من نسخة (ل).

(4)

بضم النون وفتحها وكسرها. شرح النووي (15/ 188).

(5)

في نسخة (ل): (عائشة) وهو خطأ.

(6)

لكع -بضم اللام، وفتح الكاف، على وزن غدر- هو عند العرب: العبد. وقيل: اللئيم. وقيل: الوسخ. وقيل: هو الصغير، وهو المراد هنا. وقيل: هو الذي لا يهتدي لمنطق ولا غيره.

انظر: غريب أبي عبيد (2/ 223) و (3/ 154)، والمجموع المغيث (3/ 143)، والفائق (3/ 329)، والنهاية (4/ 268، 269)، وشرح النووي (15/ 188)، والفتح =

⦗ص: 490⦘

= (4/ 341).

(7)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10617).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو سفيان، بأنه ابن عيينة.

(8)

هنا في الأصل: (آخر الجزء الثامن والثلاثين، من أصل سماع أبي المظفر السمعاني رحمه الله.

ص: 489

‌من مناقب الزبير بن العوام، حَواري المصطفى صلى الله عليه وسلم

(1)

، ورضي [الله]

(2)

عنه

(1)

جملة: (حواري المصطفى صلى الله عليه وسلم) ليست في نسخة (ل).

(2)

من نسخة (ل)، وجملة رضي الله عنه ليست في نسخة (هـ).

ص: 491

10619 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا سفيان بن عيينة

(1)

، عن محمد بن المنكدر، سمع جابر بن عبد الله يقول: ندب

(2)

رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم الخندق، فانتدب الزبير، ثم ندبهم، فانتدب الزبير، ثم ندبهم، فانتدب الزبير؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لكل نبي حواري، وحَواريِّ

(3)

⦗ص: 492⦘

الزبير"، قال لنا سفيان: الحواري: الناصر

(4)

.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء.

(2)

يقال: ندبته فانتدب: أي: بعثته ودعوته فأجاب. النهاية (5/ 34).

(3)

هكذا في نسخة (ل) بكسر الياء. قال القاضي عياض: اختلف في ضبطه؛ فضبطه جماعة من المحققين بفتح الياء، كمصرخي. وضبطه أكثرهم بكسرها. اهـ.

والحواري هو الناصر كما فسره ابن عيينة. وقيل: الخاصة. وقيل: الوزير.

قال أبو عبيد: قيل: حواري: إذا كان مبالغًا في نصرته، تشبيها بأنصار عيسى، وسبب تسميتهم بالحواريين أنهم كانوا يغسلون الثياب، أي يحورونها، وهو التبيض، يقال: حورت الشيء: إذا بيضته. اهـ.

وعلق البخاري عن ابن عباس، أن الحواريين سموا بذلك لبياض ثيابهم.

انظر: صحيح البخاري -كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب الزبير ابن العوام- (7/ 79)، وغريب الحديث لأبي عبيد (2/ 15، 16)، والفائق (1/ 330)، =

⦗ص: 492⦘

= والنهاية (1/ 458)، وشرح النووي (15/ 183، 184)، والفتح (7/ 80، 81).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل طلحة والزبير، رضى الله تعالى عنهما- (4/ 1879/ حديث رقم 48)، دون تفسير سفيان.

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجهاد، باب هل يبعث الطليعة وحده- (6/ 53 / حديث رقم 2847)، وأطرافه في:(2846، 2997، 3719، 4113، 7261).

فوائد الاستخراج: ذكر تفسير سفيان للحواري.

ص: 491

10620 -

حدثنا بكار بن قتيبة، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، ح.

وحدثنا الغزي، حدثنا الفريابي، قالا: حدثنا سفيان

(1)

، عن محمد ابن المنكدر، عن جابر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق: "من يأتيني بخبر القوم؟ " فقال الزبير: أنا، فقال:"من يأتيني بخبر القوم"؟ فقال الزبير: أنا -ثلاث مرات- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لكل نبي حواري، وحواري الزبير"

(2)

.

(1)

هو الثوري، كما أشار إليه مسلم، وذكره ابن حجر في إتحاف المهرة (3/ 548 / حديث رقم 3711)، وتحفة الأشراف (2/ 360، 363 / حديث رقم 3020، 3031)، وهو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10619)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (48 / الطريق الثانية. =

⦗ص: 493⦘

= فوائد الاستخراج: ذكر لفظ رواية الثوري، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية ابن عيينة.

ص: 492

10621 -

حدثنا ابن أبي رجاء، حدثنا شعيب بن حرب، قال: حدثنا سفيان

(1)

، عن محمد بن المنكدر، بإسناده: بخبر القوم -ثلاث مرات- كل ذلك يقول الزبير: أنا؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لكل نبي حواري، وحواريي الزبير"

(2)

.

(1)

الثوري هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه وفوائد الاستخراج: انظر الحديث رقم (10619)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (48 / الطريق الثاني).

ص: 493

10622 -

حدثنا علي بن حرب رحمه الله والعطاردي، قالا: حدثنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة

(1)

، عن ابن المنكدر، عن جابر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الزبير ابن عمتي

(2)

وحواري من أمتي"

(3)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

هي صفية بنت عبد المطلب. انظر الإصابة (4/ 5 / ترجمة 2783) و (8/ 128/ ترجمة 651).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10619)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (48 / الطريق الثانية).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية هشام بن عروة، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على معنى رواية ابن عيينة.

ص: 493

10623 -

حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا شعيب بن الليث، حدثنا الليث، قال: حدثني هشام بن عروة

(1)

، عن محمد بن المنكدر، عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق: "من رجل يأتينا بخبر بني قريظة"؟ فقال الزبير: أنا

(2)

، فذهب على فرسه فجاء بخبرهم، ثم قال ذلك الثانية، فقال الزبير: أنا، فذهب، ثم قالها الثالثة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لكل نبي حواري، وحواريي الزبير"

(3)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة (أنا) ساقطة من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه وفوائد الاستخراج انظر الحديث رقم (10619)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (48/ الطريق الثانية).

ص: 494

10624 -

حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، حدثنا أبو أسامة

(1)

، عن هشام بن عروة، وسفيان بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، بهذا الإسناد نحوه، إلا أنه قال: من يأتينا بخبر القوم"

(2)

؟

(1)

أبو أسامة -حماد بن أسامة- هو موضع الالتقاء، لكن روايته عند مسلم ليس فيها سفيان.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10619)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (48/ الطريق الثانية).

ص: 494

10625 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد

⦗ص: 495⦘

ابن زيد، حدثنا هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، قال: كنت أنا وعمر ابن أبي سلمة في الأُطُم

(2)

يوم الخندق، وكان يطاطئ لي فأنظر

(3)

إلى القتال، وأطأطئ له، فينظر إلى القتال، فرأيت أبي يجول في السَّبَخَة

(4)

، يكرّ على هؤلاء مرة، وعلى هؤلاء مرة، فقلت: يا أبه، قد رأيتك تجول في السَّبَخَة، تكر على هؤلاء مرة، وعلى هؤلاء مرةً، قال: قد جمع لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبويه

(5)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

هو أطم حسان، كما في صحيح مسلم، والتعريف بكلمة الأطم تقدم برقم (9880).

(3)

في نسخة (ل): وأنظر.

(4)

السبخة -بفتحات، وقد تسكن الباء-: هي: الأرض التي تعلوها الملوحة، ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر.

انظر: النهاية (2/ 333)، والقاموس المحيط (2/ 508).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل طلحة والزبير، رضي الله عنهما (4/ 1880 حديث رقم 49/ الطريق الثاني).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب الزبير ابن العوام- (7/ 80/ حديث رقم 3720).

ص: 494

10626 -

حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن علي الجعفي -

⦗ص: 496⦘

ابن أخي الحسين الجعفي- وأبو البختري، قالا: حدثنا أبو أسامة

(1)

، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، قال: كنت أنا وعمر بن أبي سلمة يوم الخندق في الأطم مع النساء، يرفعني مرة وأرفعه

(2)

أخرى، وكان أبي يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، ثم يأتي بني قريظة فيقاتِلهم، فكنت إذا رفعت رأسي، رأيت الزبير يجيز إلى بني قريظة، فقلت له: يا أبه، رأيتك وأنت تجيز إلى بني قريظة، فقال لي: يا بني، إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع لي أبويه، يفديني بهما، يقول:"فداك أبي وأمي"

(3)

.

(1)

أبو أسامة هو موضع الالتقاء.

(2)

صورتها في الأصل: (وأدفعه) بالدال، والتصويب من نسختي (ل)، (هـ).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10625).

ص: 495

10627 -

حدثنا الصغاني، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا عبدة

(1)

، عن هشام بن عروة

(2)

، عن عبد الله بن عروة، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير قال: جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة أبويه، فقال:"ارم فداك أبي وأمي"

(3)

.

(1)

ابن سليمان، الكلابي، أبو محمد، الكوفي، قيل: اسمه: عبد الرحمن، و (عبدة) لقب.

(2)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10625).

ص: 496

10628 -

حدثنا الصغاني، حدثنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا أبو معاوية، عن هاشم بن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبر، عن الزبير، قال: جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه

(2)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10625).

ص: 497

10629 -

حدثنا العطاردي، حدثنا أبو معاوية، عن هشام

(1)

، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير، قال: جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أُحُد

(2)

(3)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

هكذا رواه أبو معاوية، بلفظ (أحد)، وقد أخرجه عنه -بهذا اللفظ- أيضا: ابن ماجه في سننه- في المقدمة، باب فضل الزبير- (1/ 45/ حديث رقم 123)، وأحمد في مسنده (1/ 164)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص 229 / حديث رقم 200)، وأبو يعلى في مسنده (2/ 35 / حديث رقم 672) كلهم من طريق أبي معاوية، به.

وإسناده صحيح، وصححه ابن عبد البر، فقال -في الاستيعاب (1/ 582) -: وثبت عن الزبير أنه قال: جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه مرتين: يوم أحد، ويوم قريظة. اهـ.

وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (1/ 27 / حديث رقم 100).

وأصل الحديث تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10625)، لكن بلفظ:(يوم قريظة).

ولا مانع أن يتعدد ذلك الفضل للزبير رضي الله عنه.

(3)

في نسخة (ل) زيادة: وهي: (ذكر محمد بن يحيى، حدثنا إسماعيل بن الخليل، حدثنا =

⦗ص: 498⦘

= علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، قال: كنت أنا وعمر بن أبي سلمة في أطم حسان، فكان يطأطئ لي مرة، وأطاطئ له مرة فنظر، كنت أعرف أبي إذا مر على فرسه في السلاح، إلى بني قريظة.

قال: وأخبرني عبد الله بن عروة، عن عبد الله بن الزبير، قال: فذكرت ذلك لأبي، فقال: ورأيتني؟ قلت: نعم. قال أما والله لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أبويه، قال:"فداك أبي وأمي").

ولم أقف على من وصله عن محمد بن يحيى، وهو الذهلي.

ووصله مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل طلحة والزبير، رضي الله عنهما (4/ 1879، 1880/ حديث رقم 49) عن إسماعيل ابن الخليل، عن علي بن مسهر، به، مثله.

ص: 497

10630 -

حدثنا عمار بن رجاء، حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان

(1)

، حدثنا هشام

(2)

، عن أبيه، عن عائشة، أن الذين استجابوا لله والرسول، من بعد ما أصابهم القرح: أبو بكر، والزبير

(3)

.

(1)

ابن عيينة، كما في تحفة الأشراف (12/ 153، 154/ حديث رقم 16939).

(2)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب في فضائل طلحة والزبير، رضي الله عنهما (4/ 1880، 1881/ حديث رقم 51).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المغازي، باب (الذين استجابوا لله والرسول .. )(7/ 373 / حديث رقم 4077). =

⦗ص: 499⦘

= ولفظ الصحيحين وغيرهما يفيد أن أبا بكر والزبير، من الذين استجابوا لله ورسوله، كما في الحديث التالي.

فوائد الاستخراج: التصريح باسمي أبوي عروة بن الزبير بينما في صحيح مسلم قالت عائشة: "أبواك -والله- من الذين استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرخ " دون تسميتهما.

ص: 498

10631 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا سُريج بن النعمان، حدثنا سفيان

(1)

، حدثنا هشام

(2)

، عن أبيه، قال: قالت عائشة لعروة: إن كان أبو بكر والزبير -أبواك

(3)

- من الذين استجابوا لله والرسول، من بعد ما أصابهم القرح

(4)

.

(1)

هو ابن عيينة، كما سبق في الحديث السابق.

(2)

هشام هو موضع الالتقاء.

(3)

كلمة (أبواك) ساقطة من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، وفوائد الاستخراج انظر الحديث رقم (10630).

ص: 499

10632 -

حدثنا عثمان بن خرزاذ، حدثنا إسماعيل بن خليلان

(1)

،

⦗ص: 500⦘

حدثنا عبد الواحد بن سليمان

(2)

، عن إسماعيل بن أبي خالد

(3)

، عن البَهِي

(4)

، عن عروة، قال: قالت لي عائشة: كان أبواك من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح

(5)

.

(1)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، بلامين ونون في آخره.

وذكر ابن منده في ترجمة إسماعيل بن الخليل: أنه يعرف بابن خيلان. وذكره بلام واحدة. ونقل مغلطاي كلام ابن منده، لكنه ذكره بلامين وتاء في آخره.

انظر: أسامي شيوخ البخاري، لابن منده (25 / ترجمة 8)، وإكمال مغلطاي (ق 1/ 11).

(2)

الأزدي، البراء، خادم ابن عون.

ذكره ابن حبان في الثقات.

وقال أبو حاتم: مجهول.

وقال الذهبي: بل معروف، روى عنه جماعة.

انظر: الجرح والتعديل (6/ 21 / ترجمة 110)، والثقات (8/ 425)، والميزان (2/ 674 / ترجمة 5290)، والمغني (2/ 410/ ترجمة 3871).

(3)

إسماعيل بن أبي خالد هو موضع الالتقاء.

(4)

البهي -بفتح الموحدة، وكسر الهاء، وتشديد التحتانية- لقب. وهو عبد الله، مولى مصعب بن الزبير، يقال: اسم أبيه: يسار.

انظر: تهذيب الكمال (16/ 341، 342/ ترجمة 3677)، وتقريب التهذيب (560 / ترجمة 3747)، ونزهة الألباب (1/ 135/ ترجمة 462).

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10630)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (52).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو إسماعيل، بأنه ابن أبي خالد.

ص: 499

10633 -

حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا يحيى [بن زكريا]

(1)

بن أبي زائدة، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد

(2)

، عن البهي، قال: قال لي عروة: قالت لي عائشة.

⦗ص: 501⦘

فذكر مثله

(3)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

إسماعيل بن أبي خالد هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10630)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (52).

ص: 500

10634 -

وحدثنا أحمد بن عبد الجبار أبو عمر، حدثنا أبو معاوية، حدثنا هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، قال: قالت [لي]

(2)

عائشة: يا ابن أختي، كان أبواك -تعني الزبير وأبا بكر- من الذين استجابوا لله والرسول، من بعد ما أصابهم القرح، والمشركون من أخد، وقد أصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما أصابهم، فخاف أن يرجعوا، فقال: "من ينتدب في آثارهم، حتى يعلموا أن بنا قوة قال: فانتدب أبو بكر والزبير في سبعين، فخرجوا في آثار القوم، فسمعوا بهم، قال

(3)

: فانصرفوا بنعمة من الله وفضل، قال: لم يلقوا عدوّا

(4)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

كلمة (قال) ساقطة من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10630).

فوائد الاستخراج: ذكر تمام متن رواية هشام بن عروة، ومسلم وقف بها إلى قوله:(القرح).

ص: 501

‌من مناقب طلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما

ص: 502

10635 -

حدثنا الصغاني، حدثنا عبد الأعلى بن حماد، ح.

وحدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي

(1)

، قالا: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي [قال]

(2)

، حدثنا أبو عثمان، قال: لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض تلك الأيام

(3)

، التي قاتل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم غير طلحة، وسعد عن حديثهما

(4)

(5)

.

(1)

محمد بن أبي بكر المقدمي هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

يريد يوم أحد. فتح الباري (7/ 82).

(4)

قوله: (عن حديثهما) يعني: أنهما حدثا بذلك، ووقع في فوائد (أبي بكر بن المقرئ) من وجه آخر عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، فقلت لأبي عثمان: وما علمك بذلك؟ قال: هما أخبراني بذلك. الفتح (7/ 82).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل طلحة والزبير، رضي الله عنهما (4/ 1879/ حديث رقم 47).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر طلحة ابن عبيد الله- (7/ 82 /حديث رقم 3722، 3723)، وأطرافه في:(4060، 4061).

ص: 502

10636 -

حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا إبراهيم بن حمزة،

⦗ص: 503⦘

حدثنا حاتم بن إسماعيل، ح.

وحدثنا معاوية بن صالح الدمشقي، حدثنا يعقوب بن صالح

(1)

بن القاسم الطلحي، حدثنا حاتم بن إسماعيل [ح]

(2)

.

وحدثنا الصغاني، قال: حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، قال: حدثنا حاتم ابن إسماعيل

(3)

، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ارم يا سعد، فداك أبي وأمي"؛ قال: فنزعت له بسهم ليس فيه نصل، فأصبت جنبه، فوقع وانكشفت عورته، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه

(4)

. وقال يعقوب بن محمد: يوم أحد

(5)

.

(1)

كلمة (صالح) ليست في نسخة (ل).

(2)

من نسخة (ل).

(3)

حاتم بن إسماعيل هو موضع الالتقاء، في الطرق السابقة.

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب في سعد بن وقاص، رضي الله عنه (4/ 1876، 1877/ حديث رقم 42/ الطريق الثالثة).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب سعد ابن أبي وقاص الزهري- (7/ 83 حديث رقم 3725)، وأطرافه في:(4055، 4056، 4057).

(5)

وكذا قال محمد بن عباد، عن حاتم بن إسماعيل، في صحيح مسلم. وهو المعروف في هذه القصة، كما في الصحيحين وغيرهما.

ص: 502

10637 -

حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، حدثنا عمرو ابن محمد العنقزي

(1)

، حدثنا بكير بن مسمار

(2)

، قال: سمعت عامر بن سعد يذكر عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يناولني السهم يوم أحد، ويقول:"ارم فداك أبي وأمي"، فرميت رجلا من المشركين، فأقعصته

(3)

(4)

.

(1)

العنقزي -بفتح العين المهملة والقاف، بينهما نون ساكنة، وآخره الزاي المعجمة المكسورة- نسبة إلى (العنقز) وهو: المرز نجوش، وهو: الريحان، المعروف بـ (الشاة اسفرم).

والمزرنجوش فيه لغة أخرى بحذف نون، وهو نبات طبي.

قال ابن ماكولا: أظن أنهما -أي: عمرو بن محمد، وابنه: الحسين- نسبا إلى (العنقز)، وهو:(الشاهسفرم)؛ لأنه كان يبيعه، أو يزرعه.

انظر: المؤتلف والمختلف (3/ 1715)، والإكمال (6/ 97)، والأنساب (4/ 253)، واللباب (2/ 362)، ولسان العرب (6/ 4179/ مادة: مرزجوش).

(2)

بكير بن مسمار هو موضع الالتقاء.

(3)

القعص: أن يضرب الإنسان فيموت مكانه. يقال: قعصته وأقعصته إذا قتلته قتلًا سريعًا. النهاية في غريب الحديث (4/ 134).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10636).

ص: 504

10638 -

حدثنا أبو جعفر [محمد بن عبيد الله]

(1)

بن المنادي، قال: حدثنا يونس بن محمد، حدثنا إبراهيم بن سعد

(2)

، عن أبيه، عن

⦗ص: 505⦘

عبد الله بن شداد، قال: سمعت عليا يقول: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك

(3)

، فإنه كان يقول يوم أحد:"ارم فداك أبي وأمي"

(4)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(3)

هو سعد بن أبي وقاص، ومالك والد سعد كنيته أبو وقاص، وأما سعد فكنيته أبو إسحاق.

انظر: الأسامي والكنى للإمام أحمد (ص 104)، والكنى والأسماء للدولابي (1/ 99) والإصابة (3/ 73).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه (4/ 1876/ حديث رقم 41).

وأخرجه البخاري في صحيحه-كتاب المغازي، باب (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا

) (7/ 258 / حديث رقم 4059)، وأطرافه في:(2905، 4058، 6184).

تنبيه: تقدم في مناقب الزبير بن العوام- في الباب السابق- أن النبي صلى الله عليه وسلم فداه بأبويه، يوم الخندق ويوم أحد، فيجمع بينه وبين قول علي بن أبي طالب، رضي الله عنه هنا، بأن عليا لم يطلع على ذلك. والله أعلم. انظر الفتح (7/ 84).

ص: 504

10639 -

حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داوود، حدثنا شعبة

(1)

، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت عبد الله بن شداد، قال: سمعت عليا يقول: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه لأحد إلا لسعد، فإنه قال يوم أحد:"ارم سعد، فداك أبي وأمي"

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10638)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (41 / =

⦗ص: 506⦘

= الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية شعبة، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية إبراهيم بن سعد.

ص: 505

10640 -

حدثنا الحسن بن علي بن عفان، حدثنا محمد بن عبيد، ح.

[و]

(1)

حدثنا أبو يوسف، وأبو أمية، قالا: حدثنا أبو نعيم، وعبيد الله بن موسى، ح.

وحدثنا السري بن يحيى، حدثنا أبو نعيم، قالوا: حدثنا مسعر

(2)

، عن سعد ابن إبراهيم، عن ابن شداد، قال: سمعت عليا يقول: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع أبويه لأحد غير سعد

(3)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

مسعر هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10638)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (41/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية مسعر، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية إبراهيم بن سعد.

ص: 506

10641 -

حدثنا أبو يوسف الفارسي، حدثنا عبيد الله بن موسى، ح.

وحدثنا الأحمسي، حدثنا وكيع

(1)

، قالا: حدثنا سفيان الثوري، عن

⦗ص: 507⦘

سعد بن إبراهيم، عن عبد الله بن شداد، عن علي

(2)

، قال:[ما]

(3)

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يفدي [رجلا]

(4)

بأبويه إلا لسعد، فإني سمعته يقول يوم أحد:"ارم سعد، فداك أبي وأمي"، هذا لفظ وكيع

(5)

.

(1)

وكيع هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل) زيادة: (كرم الله وجهه).

(3)

من نسخة (ل).

(4)

من نسخة (ل).

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10638)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (41/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج:

- ذكر متن رواية وكيع، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية إبراهيم ابن سعد.

- تقييد المهمل، وهو سفيان، بأنه الثوري.

ص: 506

10642 -

حدثنا الغزي، حدثنا الفريابي، حدثنا سفيان

(1)

، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الله بن شداد، عن علي، قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي رجلا غير سعد، سمعته يقول لسعد:"ارم فداك أبي وأمي"

(2)

.

(1)

الثوري -كما في الحديث السابق- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10638)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (41/ الطريق الثاني). =

⦗ص: 508⦘

= فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية سفيان، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية إبراهيم بن سعد.

ص: 507

10643 -

محمد بن الجهم السمري

(1)

، وأبو بكر الجعفي، وأبو أمية، وعباس الدوري، قالوا: حدثنا جعفر بن عون، حدثنا يحيى بن سعيد

(2)

، عن سعيد بن المسيب، عن سعد، قال: جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه، وقال:"ارم سعد، فداك أبي وأمي". قال عباس: قد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد

(3)

.

(1)

السمري -بكسر السين المهملة، وفتح الميم المشددة، وكسر الراء- نسبة إلى (سمر)، بلد من أعمال كسكر، وهو بين واسط والبصرة. الأنساب (3/ 297)، وانظر: الإكمال (4/ 529)، وتوضيح المشتبه (5/ 168).

وهو محمد بن الجهم بن هارون، أبو عبد الله، الكاتب، السمري، ت (277) هـ.

قال عبد الله بن أحمد: صدوق، ما أعلم إلا خيرا.

وقال الداقطني: ثقة صدوق.

انظر: تأريخ بغداد (2/ 161 / ترجمة 588)، والسير (13/ 163، 164 / ترجمة 97).

(2)

هو الأنصاري -كما في الفتح (7/ 359) - وهو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10636)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (42).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو سعيد، بأنه ابن المسيب.

ص: 508

10644 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا أنس بن عياض،

⦗ص: 509⦘

عن يحيى بن سعيد

(1)

، قال: سمعت سعيد بن المسيب، قال: سمعت سعد بن أبي وقاص، يقول: قد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد

(2)

.

(1)

يحيى بن سعيد -الأنصاري، كما تقدم بيانه في الحديث السابق- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10636)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (42).

ص: 508

10645 -

حدثنا أبو حفص عمر بن محمد العمري، حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، ح.

وحدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود، حدثنا شعبة، ح.

وحدثنا الصغاني، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد

(1)

، بإسناده مثله

(2)

.

(1)

يحيى بن سعيد -الأنصاري، كما سبق آنفا- وهو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10636)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (42).

ص: 509

10646 -

حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا شعيب بن الليث، حدثنا الليث

(1)

، عن يحيى بن سعيد، بإسناده: جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أبويه كليهما

(2)

، يريد حين فداه بأبيه وأمه وهو يقاتل

(3)

.

(1)

الليث هو موضع الالتقاء.

(2)

في الأصل ونسخة (هـ): (كلاهما)، والتصويب من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10636)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (42 / الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية الليث، ومسلم ساق إسنادها فقط.

ص: 509

10647 -

حدثنا أبو المثنى، حدثنا القعنبي

(1)

، ح.

وحدثنا أبو يونس المدني، حدثنا ابن أبي أويس، كلاهما عن سليمان بن بلال

(2)

، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد ابن المسيب، قال: سمعت سعد ابن أبي وقاص يقول: قد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد

(3)

.

(1)

القعنبي -عبد الله بن مسلمة- هو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(2)

سليمان بن بلال هو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10636)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (42).

ص: 510

10648 -

[حدثنا محمد بن إسحاق الفاكهي

(1)

، حدثنا محمد ابن يوسف أبو حُمَة

(2)

،

⦗ص: 511⦘

حدثنا أبو قرة

(3)

، عن مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد

(4)

، بإسناده مثله،

(5)

.

(1)

المكي، مولف أخبار مكة، ذكره صاحب العقد الثمين (1/ 410، 411 /ترجمة 90)، وقال: وما عرفت متى مات، إلا أنه كان حيا في سنة (272)، وإني لأعجب من إهمال الفضلاء لترجمته. اهـ.

(2)

أبو حمة -بضم الحاء المهملة، وتخفيف الميم- هو لقب له، وكنيته: أبو يوسف.

انظر: الثقات لابن حبان (9/ 104)، والإكمال (2/ 546)، وتوضيح المشتبه (3/ 323).

وهو محمد بن يوسف الزبيدي، ت في حدود (240) هـ.

ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ وأغرب.

وذكره المزي تمييزا.

وأما ابن حجر فرمز له بـ (د)، وقال: صدوق. =

⦗ص: 511⦘

= وقال في تهذيب التهذيب: كان محدث اليمن في وقته، ارتحلوا إليه لسماع السنن.

انظر: الثقات (9/ 104)، وتهذيب الكمال (27/ 65، 66 / ترجمة 5720)، وتهذيب التهذيب (9/ 474، 475 / ترجمة 884)، وتقريب التهذيب (911/ ترجمة 6458).

(3)

ابن أبو قرة هو: موسى بن طارق الزبيدي اليماني.

(4)

يحيى بن سعيد هو موضع الالتقاء.

(5)

هذا الحديث زيادة من نسخة (ل)، وقد تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10636)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (42 / الطريق الثاني).

ص: 510

10649 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا يحيى بن سعيد

(1)

، أنه سمع عبد الله بن عامر بن ربيعة، يحدث أن عائشة كانت تحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سهر ذات ليلة، وهي إلى جانبه، فقالت: يا رسول الله، ما شأنك؟ فقال:"ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة"، قالت: إذ سمعت صوت السلاح، فقال: من هذا؟ قال سعد: أنا يا رسول الله، جئت لأحرسك، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه

(2)

.

(1)

يحيى بن سعيد -الأنصاري، كما يظهر من شيوخه- هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل سعد ابن =

⦗ص: 512⦘

= أبي وقاص، رضي الله عنه (4/ 1875/ حديث رقم 39).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجهاد، باب الحراسة في الغزو في سبيل الله- (6/ 81/ حديث رقم 2885)، وطرفه في:(7231).

ص: 511

10650 -

حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا خالد بن مخلد القطواني، حدثنا سليمان بن بلال

(1)

، قال: حدثني يحيى بن سعيد، ح.

وحدثنا هلال بن العلاء، وأبو المثنى، قالا: حدثنا عبد الله ابن مسلمة بن قعنب

(2)

، حدثنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عائشة قالت: أرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقال: ليت رجلا صالحا يحرسني الليلة، قالت: وسمعنا صوت السلاح -وقال خالد: إذ سمعنا صوت السلاح

(3)

- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هذا"؟ فقال سعد بن أبي وقاص: يا رسول الله

(4)

، جئت أحرسك، قالت عائشة: فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه

(5)

.

(1)

سليمان بن بلال هو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(2)

عبد الله بن مسلمة بن قعنب هو موضع الالتقاء في هذا الطريق.

(3)

جملة (وقال خالد: إذ سمعنا صوت السلاح) ساقطة من نسخة (ل).

(4)

قوله: (يا رسول الله) ساقط من نسخة (ل).

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10649).

ص: 512

10651 -

حدثنا حبشي بن عمرو بن الربيع بن طارق، قال: حدثني

⦗ص: 513⦘

أبي، أخبرنا الليث

(1)

، أن يحيى بن سعيد حدثه، عن عبد الله بن عامر ابن ربيعة، أن عائشة قالت: سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ليلة، فقال:"ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة"، قالت

(2)

: فبينا نحن كذلك إذ

(3)

سمعنا خشخشة السلاح، فقال:"من هذا"؟ قال

(4)

: سعدبن أبي وقاص، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما جاء بك"؟ قال: وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فجئت أحرسه، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نام

(5)

.

(1)

الليث هو موضع الالتقاء.

(2)

في الأصل: (قال)، والتصويب من نسختي (ل)، (هـ).

(3)

قوله: (إذ) ساقط من نسخة (ل).

(4)

(في نسخة (ل): فقال.

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10649)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (40).

ص: 512

10652 -

حدثنا أبو علي بن شيخ بن عميرة، حدثنا إسماعيل ابن الخليل، حدثنا علي بن مسهر، حدثنا يحيى بن سعيد

(1)

، بإسناده، مثله

(2)

.

(1)

يحيى بن سعيد -الأنصاري- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10649).

ص: 513

10653 -

حدثنا يونس بن حبيب، وعمار بن رجاء، قالا: حدثنا

⦗ص: 514⦘

أبو داوود، حدثنا شعبة

(1)

، عن سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، أنه قال: أنزلت فِيَّ أربع آيات: أصبت سيفا يوم بدر، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله نفلنيه، فقال:"ضعه من حيث أخذته"، ثم عدت فقلت: يا رسول الله نفلنيه، فقال:"ضعه من حيث أخذته"، ثم عدت

(2)

فقلت: أترك كمن لا غَناء

(3)

له؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ضعه من حيث أخذته"، فنزلت هذه الآية:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ}

(4)

- وهي قراءة عبد الله [هكذا]

(5)

: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الَاية]

(6)

كلها-.

⦗ص: 515⦘

وقالت أم سعد

(7)

: أليس قد أمر الله تعالى بطاعة الوالدين؛ فلا احمل طعاما، ولا أشرب شرابا، حتى تكفر بالله، فامتنعت من الطعام والشراب، حتى جعلوا يشجرون فاها بالعصا، ونزلت

(8)

هذه الآية: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} إلى قولة: {فَلَا تُطِعْهُمَا}

(9)

قال: وصنع رجل

(10)

من الأنصار طعاما، فدعا ناسا

(11)

من المهاجرين، وناسا

(12)

من الأنصار، فأكلنا وشربنا حتى سكرنا، ثم افتخرنا، فرفع رجل

(13)

بلحي بعير، فضرب به أنف سعد، فكان سعد مفزور الأنف، وذلك قبل أن تحرم الخمر، فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ

⦗ص: 516⦘

سُكَارَى} ونزلت: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ}

(14)

الآية، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على سعد وهو مريض، فأراد أن يوصي بماله كله، فجعل يناقصه حتى بلغ الثلث، قال: فالناس يوصون بالثلث

(15)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): (عادوته).

(3)

الغناء بفتح الغين وبالمد وهو: الكفاية. شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 54).

(4)

في الأصل ونسخة (هـ) ومسند أبي داوود الطيالسي - (ص 28 / حديث رقم 208) -: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} بإثبات (عن) على القراءة المعروفة، والتصويب من نسخة (ل)، ومن مسند أحمد (3/ 82، 83 / حديث رقم 1567) -طبعة أحمد شاكر- ومسند سعد بن أبي وقاص -للدورقي- (ص 90 / حديث رقم 43).

وكذلك السياق يدل على حذف حرف (عن)، فإن قراءة عبد الله -وهو ابن مسعود- هي بحذف (عن) كما ذكر ذلك الطبري في تفسيره (13/ 377، 378) -طبعة أحمد شاكر- وابن الجوزي في زاد المسير (3/ 318)، وذكر أنها قراءة سعد بن أبي وقاص، وأبي بن كعب، وأبي العالية.

(5)

من نسخة (ل).

(6)

ما بين المعقوفتين من نسخة (ل)، والآية هي الأولى من سورة الأنفال.

(7)

هي: حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن مناف بن قصي. الطبقات الكبرى (3/ 731)، (6/ 12).

(8)

في نسخة (ل): وأنزلت.

(9)

سورة العنكبوت، آية (8).

(10)

قيل: هو: عتبان بن مالك. انظر: الغوامض والمبهمات (2/ 569، 570 / حديث رقم 560).

(11)

لم أقف على من عينهم.

(12)

لم أقف على من عينهم.

(13)

هو عتبان بن مالك. وقيل: حمزة بن عبد المطلب. انظر: الغوامض والمبهمات (2/ 569،570 / حديث رقم 5590، 560)، والمستفاد (3/ 1478/ حديث رقم 590).

(14)

سورة المائدة آية (90)، وفي نسخة (ل) ذكر من تتمة الآية:{مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} .

(15)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، (4/ 1878/ حديث رقم 44).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية شعبة، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية زهير عن سماك.

ص: 513

10654 -

حدثنا أبو قلابة الرقاشي، وأبو داوود الحراني، قالا: حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة

(1)

، عن سماك بن حرب، عن مصعب ابن سعد، عن أبيه، قال: نزلت

(2)

فِيَّ أربع آيات: أصبت سيفا يوم بدر

(3)

، فقلت: يا رسول الله نفلنيه، فقال:"ضعه"، فقلت: يا رسول الله نفلنيه، فقال:"ضعه من حيث أخذته"، فقلت: يا رسول الله نفلنيه، أأجعل كمن لا غناء له؟! فقال

(4)

: "ضعه من حيث أخذته"

⦗ص: 517⦘

قال: فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} إلى آخر الآية.

قال: وصنع رجل من الأنصار طعاما فدعانا، فشربنا الخمر، قبل أن تحرم الخمر، فانتشينا

(5)

فتفاخرنا، فقالت الأنصار: نحن أفضل، وقالت قريش: نحن أفضل، فأخذ رجل من الأنصار لحي جزور، فضرب به أنف سعد ففزره، وكان

(6)

أنف سعد مفزورا، فنزلت {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِر} إلى قوله:{فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} وقالت أم سعد: أليس قد أمر الله ببر الوالدين، فوالله لا أطعم طعاما، ولا أشرب شرابا حتى تكفر، أو أموت، فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها أو يسقوها، شجروا فمها بعصا، وأوجروها الطعام والشراب، فنزلت:{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} الآية. ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريض، فقلت: يا رسول الله، أوصي بمالي كله؟ قال:"لا"، قلت: فثلثيه؟ قال: "لا"، قلت: فثلثه؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان الثلث

(7)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسختي (ل)، (هـ): أنزلت.

(3)

في نسخة (ل) زيادة: (ثم ذكرت)، لكن كأنه ضرب على حرف التاء، وهذه الزيادة لم يتبين لي وجهها.

(4)

في نسخة (ل): قال.

(5)

في نسختي (ل)، (هـ):(فانتشأنا)، لكن في نسخة (ل) يوجد رأس حرف الياء بين الشين والألف.

وأما النسخة الأصل فيظهر فيها أن الكلمة كانت كما هي مرسومة من نسختي (ل)، (هـ)، ثم أعادها إلى الرسم الذي أثبته.

(6)

في نسخة (ل): فكان.

(7)

تقدم تخريجه وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10653).

ص: 516

10655 -

حدثنا أبو داود، حدثنا أبو زيد، قال: حدثنا شعبة

(1)

، عن سماك قال: سمعت مصعب بن سعد، قال: نزلت في

(2)

أربع آيات، وربما قال: عن أبيه، قال: نزلت في أربع آيات

(3)

. وذكر

(4)

نحوه

(5)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

هكذا في الأصل مشددة، وصحح عليها في نسخة (هـ)، مما يعني أن الرواية هكذا، لكن أبا داوود الطيالسي، ويحي بن سعيد القطان، روياه عن شعبة بلفظ:(أنزلت في أبي)، وهو الصواب؛ لأن الآيات أنزلت في أبيه، وهو المناسب لسياق الكلام، والله أعلم. انظر: مسند أبي داوود الطيالسي، (ص 28 / حديث رقم 208)، ومسند الإمام أحمد (1/ 181).

(3)

قوله: (وربما قال: عن أبيه

) الخ، ساقط من نسخة (ل).

(4)

في نسخة (ل): فذكر.

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10653).

ص: 518

10656 -

حدثنا الصغاني، حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، حدثنا زهير بن معاوية

(1)

، حدثنا سماك بن حرب، قال: حدثني مصعب ابن سعد، عن أبيه، أنه قال: نزلت في آيات من القرآن، قال: حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبدا، حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، وزعمت أن الله عز وجل قد وصاك بوالديك، فأنا أمك، وأنا آمرك بهذا، قال: فمكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد، فقام ابن لها-

⦗ص: 519⦘

يقال له: عمارة فسقاها، فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عز وجل في القرآن [هذه]

(2)

الآية: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ} إلى قوله: [مَعْرُوفًا]

(3)

قال: وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غنيمة عظيمة، فإذا فيها سيف، فقلت: نفلني هذا السيف، فأنا من

(4)

قد علمت، قال: فقال: "رده من حيث أخذته"، قال: فانطلقت حتى أردت أن ألقيه في المغنم، ثم لامتني نفسي؛ فرجعت إليه، فقلت:

⦗ص: 520⦘

أعطنيه، قال: فشد لي صوته، فقال:"رده من حيث أخذته"، قال: فأنزل الله عز وجل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ} .

قال: ومرضت، فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتاني، فقلت: دعني أقسم مالي حيث شئت، قال: فأبى، قلت: فالنصف، قال: فأبى، قلت: فالثلث، فسكت، قال: فكان بُعد الثلث جائزا. قال: وأتيت على نفر من الأنصار والمهاجرين، فقالوا: تعال نطعمك ونسقيك خمرا، وذلك قبل أن تحريم الخمر، قال: فأتيتهم في حش -والحش البستان-[قال]

(5)

: فإذا رأس جزور مشوي عندهم، وزَقٌّ من خمر، قال: فأكلت وشربت معهم، قال: فذكرت الأنصار الأنصار والمهاجرين

(6)

، فقلت

(7)

: المهاجرون خير من الأنصار، قال: فأخذ رجل بلحي

(8)

الرأس، فضربني به، فجرح به أنفي، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، قال: فأنزل الله عز وجل فِيَّ -يعني نفسه- شأن الخمر: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}

(9)

(10)

.

⦗ص: 521⦘

رواه مسلم، عن ابن أبي شيبة، وأبي خيثمة، عن الأشيب

(11)

.

(1)

زهير بن معاوية هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

سورة لقمان، آية (14) وبعض (15). لكن في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، وصحيح مسلم زيادة كلمة (حسنا) في قوله تعالى:{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ} ، وهذه الزيادة لا تتنفق مع قوله: إلى قوله: {مَعْرُوفًا} ؛ لأن هذا في سورة لقمان، كلمة (حسنا) ليست في سورة لقمان، وإنما هي في سورة العنكبوت، آية (8). والذي يظهر من السياق أن المراد سورة لقمان، ويدل على ذلك أن صحيح مسلم ونسخة (ل) فيهما زيادة:{وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي} و {وَصَاحِبْهُمَا في الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} وهذا هو الذي في سورة لقمان، ولكن ليس عقب قوله تعالى:{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ} بل بينهما: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا} الآية. وإذا قال قائل: لعل المراد هو آية سورة العنكبوت، فيقال له: ليس في آية العنكبوت: {وَصَاحِبْهُمَا في الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} كما أنها بلفظ: {لِتُشْرِكَ بِي} .

(4)

في نسخة (ل): (فأنا امرؤ). ولعله سبق قلم من الناسخ.

(5)

من نسخة (ل).

(6)

العبارة في نسخة (ل) هكذا: فذكرت الأنصار والمهاجرون.

(7)

صورتها في نسخة (ل) هكذا: (فقالت) ولعله سبق قلم من الناسخ.

(8)

في نسخة (ل): أحد لحيي.

(9)

سورة المائدة، آية (90).

(10)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10653)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (43). =

⦗ص: 521⦘

= فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو زهير، بأنه ابن معاوية.

(11)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10653)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (43)، وهذه الجملة كلها ساقطة في نسخة (ل).

ص: 518

10657 -

حدثنا أبو داوود الحراني، قال: حدثنا الحسن ابن محمد بن أعين، وأبو جعفر النفيلي، قالا: حدثنا زهير بن معاوية

(1)

، حدثنا سماك [بن حرب]

(2)

، قال: حدثني مصعب بن سعد، عن أبيه، أنه أنزلت فيه آيات [من]

(3)

القرآن، قال: حلفت أم سعد لا تكلمه أبدا، حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زعمت أن الله قد وصاك بوالديك، فأنا أمك، وأنا آمرك بهذا

(4)

، قال: فمكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد، فقام ابن لها -يقال له: عمارة- فسقاها، قال: فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله في القرآن هذه الآية:{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ}

(5)

، {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي} وفيها {وَصَاحِبْهُمَا

⦗ص: 522⦘

في الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} قال: وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غنيمة عظيمة، فإذا فيها سيف فأخذته، فأتيت به الرسول صلى الله عليه وسلم، فقلت: نفلني هذا السيف، فإني من قد علمت، قال: فقال: "رده من حيث أخذته"، فرجعت [به]

(6)

، ثم رجعت فراجعته بعد ذلك، فقال:"رده من حيث أخذته"، قال: فانطلقت به

(7)

حتى إذا أردت أن ألقيه في القَبَض

(8)

لامتني نفسي، فرجعت إليه، فقلت: أعطنيه، [قال]

(9)

: فمد لي صوته وقال: "رده من حيث أخذته"، فأنزل الله عز وجل:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} . قال: ومرضت، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاني فقلت:

⦗ص: 523⦘

دعني أقسم مالي حيث شئت، فأبى، قلت

(10)

: فالنصف، قال: فأبى، قلت: فالثلث، قال: فسكت، قال: وكان بعدُ الثلث جائزا. قال: وأتيت على نفر قيام من المهاجرين والأنصار، فقالوا: تعال نطعمك ونسقيك خمرا، وذلك قبل أن تحرم الخمر، قال: فأتيتهم في حُشٍّ -والحش: البستان- فإذا رأس جزور مشوي عندهم، وزَقُّ خمر، قال: فأكلت وشربت معهم، قال: فذكرنا المهاجرين والأنصار، فقلت: المهاجرون خير من الأنصار، قال: فأخذ رجل لحي رأس

(11)

فضربني به، فجرح به أنفي؛ فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فأنزل الله عز وجل في -يعني نفسه-:{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}

(12)

.

(1)

زهير بن معاوية هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

من نسخة (ل)

(4)

في نسخة (ل): (بها) وضبب عليها.

(5)

في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، وصحيح مسلم:{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} وسياق =

⦗ص: 522⦘

= الآية في الحديث، يدل على أن المراد آية سورة لقمان، وسورة لقمان ليس فيها:{حُسْنًا} فلذا لم أثبتها، وانظر التعليق على الحديث السابق برقم (10656).

(6)

من نسخة (ل).

(7)

في نسخة (ل) زيادة: (فراجعته بعد ذلك -يعني- فقال: "رده من حيث أخذته")، ويظهر أن هذه الزيادة تكرار للجملة التي قبلها، مع إضافة كلمة (يعني).

(8)

القبض -بالتحريك- بمعنى المقبوض، وهو ما جمع من الغنيمة قبل أن تقسم.

وقال النووي: هو الموضع الذي تجمع فيه الغنائم.

انظر: المجموع المغيث (2/ 656)، والفائق (3/ 154)، والنهاية (4/ 6)، وشرح النووي (15/ 182).

(9)

من نسختي (ل)، (هـ).

(10)

في نسخة (ل) صورتها: (قالت)، ولعله سبق قلم من الناسخ.

(11)

في نسخة (ل): (فأخذ رجل أحد لحيي الرأس).

(12)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10653)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (43).

ص: 521

10658 -

حدثنا بكار بن قتيبة، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، عن

(1)

سفيان الثوري

(2)

، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن سعد، قال: نزلت

⦗ص: 524⦘

هذه الآية فيَّ وفي خمسة منهم: عبد الله بن مسعود

(3)

، قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: تُدِنْي هؤلاء دوننا، فلو طردتهم عنك جالسناك فَهَّم النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت:{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} إلى قوله: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}

(4)

(5)

.

(1)

في نسخة (ل) رمز (حدثنا)، وفي نسخة (هـ) يظهر أنها معدله من (عن) إلى رمز حدثنا.

(2)

سفيان الثوري هو موضع الالتقاء.

(3)

ستأتي بقية الأسماء في الحديث التالي.

(4)

سورة الأنعام، آية (52، 53).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب في فضائل سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه (4/ 1878 /حديث رقم 45).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو سفيان، بأنه الثوري.

ص: 523

10659 -

حدثنا محمد بن أحمد بن الجنيد، حدثنا أبو عاصم، حدثنا سفيان، عن سماك

(1)

، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: حلفت أم سعد لا تأكل الطعام، ولا تشرب الشراب، حتى يكفر، قال: فنزلت: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي}

(2)

(3)

.

(1)

سماك هو موضع الالتقاء.

(2)

رقم (15) من سورة لقمان.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10653).

ص: 524

10660 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا عبيد الله بن موسى، ومخول

(1)

⦗ص: 525⦘

ابن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، قالوا: أخبرنا إسرائيل

(2)

، عن المقدام ابن شريح، عن أبيه، عن سعد بن أبي وقاص بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا ستة نفر، فقال المشركون: اطرد هؤلاء الذين عندك، فلا يجترئون علينا، قال: وكنت أنا، وعبد الله بن مسعود، ورجل من هذيل

(3)

، وبلال، ورجلان

(4)

نسيت

⦗ص: 526⦘

اسميهما، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ما شاء الله، وحدث به نفسه؛ فأنزل الله عز وجل:{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} إلى قوله: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} ، حتى فرغ من الآية

(5)

(6)

.

(1)

ذكر ابن حجر في ترجمة جد هذا الراوي (مخول بن راشد)، بأنه بوزن محمد، وقيل: بوزن مخنف، أي بكسر أوله. تقريب التهذيب (928 /ترجمة 6587). =

⦗ص: 525⦘

= وهو مخول بن إبراهيم بن مخول بن راشد النهدي، الكوفي.

قال أبو حاتم، والذهبي: صدوق. وزاد الذهبي: رافضي بغيض.

وذكره ابن حبان في الثقات.

وقال ابن عدي: كأنه قد يقبل بإسرائيل، وأكثر رواياته عنه، وقد روى عنه أحاديث لا يرويها غيره، وهو في جملة متشيعي أهل الكوفة.

وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: كان يغلو في الرفض.

انظر: الضعفاء للعقيلي (4/ 262 / ترجمة 1865)، والجرح والتعديل (8/ 399 / ترجمة 1831)، والثقات (9/ 203)، والكامل (6/ 439 / ترجمة 1915)، والميزان (4/ 85/ ترجمة 8398).

(2)

إسرائيل هو موضع الالتقاء.

(3)

لم أقف على اسمه، وقد أخرج ابن ماجه حديث سعد هذا، من طريق المقدام ابن شريح، به، وذكر أسماءهم فقال: نزلت هذه الآية فينا: ستة: فيَّ، وفي ابن مسعود، وصهيب، وعمار، والمقداد، وبلال. اهـ.

وليس في هؤلاء من هذيل إلا ابن مسعود.

(4)

في الأصل ونسختي (ل)، (هـ):(ورجلين)، وضبب عليها في الأصل ونسخة (ل)، =

⦗ص: 526⦘

= والتصويب من صحيح مسلم.

(5)

رقم (52، 53) من سورة الأنعام.

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10658)، وهذا الطريق عند الإمام مسلم برقم (46).

ص: 524

10661 -

حدثنا جعفر بن محمَّد بن الحجاج الرقي أبو الحسن القطان، حدثنا إبراهيم بن حمزة، حدثنا عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي

(1)

، عن سهيل ابن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على صخرة، هو، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اهدئي، فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد"

(2)

.

(1)

عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب "فضائل الصحابة" باب من فضائل طلحة والزبير، رضي الله عنهما (4/ 1880/ حديث رقم 50).

ص: 526

10662 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا عبد العزيز

⦗ص: 527⦘

ابن محمَّد

(1)

، بمثله إلا أنه قال: على أحد

(2)

.

(1)

عبد العزيز بن محمَّد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10661)، ولكن مسلما لم يخرجه بلفظ:(أحد)، بل بلفظ:(حراء) كما سيأتي في الحديث التالي.

وأما ذكر (أحد) فقد جاء من حديث أنس، الذي رواه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لو كنت متخذًا خليلًا"- (7/ 22 / حديث رقم 3675).

وذكر ابن حجر: أن الاختلاف من سعيد بن أبي عروبة -راوية عن قتادة وعن أنس- فمرة يقول: (أحد)، ومرة:(حراء)، ومرة بالشك:(أحد أو حراء). ثم مال الحافظ إلى الجمع بينهما بتعدد القصة. انظر الفتح (7/ 38).

ص: 526

10663 -

حدثنا العثماني عمرو بن عثمان القاضي بمكة، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس

(1)

، قال: حدثني سليمان بن بلال، عن يحيى ابن سعيد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على [جبل]

(2)

حراء

(3)

، فتحرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اسكن حراء، فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد"، قال

(4)

: وكان

⦗ص: 528⦘

عليه

(5)

: النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهم

(6)

.

(1)

إسماعيل بن أبي أويس هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

حراء بالكسر، والتخفيف، والمد -جبل من جبال مكة، على ثلاثة أميال. معجم البلدان (2/ 269).

(4)

كلمة (قال) ساقطة من نسخة (ل).

(5)

كلمة (عليه) ساقطة من نسخة (ل).

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10661)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (50 / الطريق الثاني).

ص: 527

10664 -

حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، حدثنا سليمان بن بلال، عن سهيل

(1)

، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه

(2)

، ولم يذكر: يحيى بن سعيد

(3)

، ولا ذكر سعدا.

(1)

سهيل هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10661)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (50 / الطريق الثاني).

(3)

ذكر المزي أن سليمان بن بلال -وهو التيمي- قد روى عن سهيل بن أبي صالح، فيكون سمع الحديث من يحيى بن سعيد، ثم سمعه من سهيل. والله أعلم.

ص: 528

10665 -

ز- حدثنا محمَّد بن عامر الرملي، حدثنا زكريا ابن عدي، حدثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: حدثني مروان

(1)

-وكان لا يتهم علينا- قال: أصاب عثمان

⦗ص: 529⦘

رعاف

(2)

، سنة الرعاف

(3)

، حتى تخلف عن الحج، فدخل عليه رجل

(4)

فقال له: يا أمير المؤمنين، استخلف، ثم دخل عليه آخر

(5)

من قريش، فقال: يا أمير المؤمنين، استخلف، فقال عثمان: من يقولون؟ يقولون

(6)

: الزبير؟ قال: نعم، قال: إنه كان من خيرهم، وأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

(7)

.

(1)

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، الأموي، أبو عبد الملك، ويقال: أبو القاسم، ويقال: أبو الحكم، المدني، ت (65) هـ.

قال البخاري: لم ير النبي صلى الله عليه وسلم. =

⦗ص: 529⦘

= وأنكر الترمذي، والمزي، والذهبي، وابن حجر: سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم. قال عروة بن الزبير: كان مروان لا يتهم في الحديث.

وروى له الجماعة، سوى مسلم.

انظر: سنن الترمذي (3/ 226/ حديث رقم 3033)، وتهذيب الكمال (27/ 387 - 389 / ترجمة 5870)، والميزان (4/ 89 / ترجمة 8422)، والكاشف (3/ 116/ ترجمة 5460)، وتقريب التهذيب (931 / ترجمة 6611).

(2)

الرعاف: دم يسبق من الأنف، سمي بذلك لسبقه علم الراعف، وأصل الرعف: السبق.

ورعف -بفتح العين-: سال الدم من أنفه. وضم العين لغة ضعيفة.

انظر: غريب الحديث للحربي (1/ 198، 199)، والمجموع المغيث (1/ 775)،

ولسان العرب (3/ 1672 / مادة: رعف).

(3)

كان ذلك سنة إحدى وثلاثين. الفتح (7/ 80).

(4)

قال الحافظ: لم أقف على اسمه. الفتح (7/ 80).

(5)

هو الحارث بن الحكم، أخو مروان بن الحكم راوي الخبر. الفتح (7/ 80، 81).

(6)

قال الحافظ: لم أقف على اسم كان قال ذلك. الفتح (7/ 81).

(7)

إسناد المصنف صحيح. والخبر أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل =

⦗ص: 530⦘

= الصحابة، باب مناقب الزبير بن العوام- (7/ 179 حديث رقم 7/ 37، 3718).

ص: 528

10666 -

ز- حدثنا [محمد بن أبي خالد]

(1)

الصومعي، قال: حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا علي بن مسهر، وإسناده، قال

(2)

: وكان أحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني الزبير

(3)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

كلمة (قال) ساقطة من نسخة (ل).

(3)

هذا الإسناد حسن، والخبر تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10665).

ص: 530

‌من مناقب أبي عبيدة بن الجراح

(1)

رضي الله عنه

(1)

هو عامر بن عبد الله بن الجراح، القرشي، الفهري، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في فهر بن مالك، مشهور بكنيته والنسبة إلى جده، مات سنة (18) هـ، في طاعون عمواس.

انظر: الطبقات الكبرى (3/ 409 - 415)، والإصابة (3/ 11 - 13 / ترجمة 4393)، وفتح الباري (7/ 93).

ص: 531

10667 -

حدثنا الصغاني، وأبو أمية، قالا: حدثنا عفان ابن مسلم

(1)

، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن أهل اليمن

(2)

قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أبعث معنا رجلًا يعلمنا السُّنة والإِسلام، قال: فأخذ بيد

(3)

أبي عبيدة، فقال:"هذا أمين هذه الأمة"

(4)

.

(1)

عفان بن مسلم هو موضع الالتقاء.

(2)

سيأتي في الحديث رقم (10675) أضم أهل نجران، وسيأتي تسمية بعضهم هناك، وإطلاق (أهل اليمن) عليهم تجوز من الراوي، لقرب نجران من اليمن، هذا هو الراجح، وإلا فهما واقعتان. انظر الفتح (7/ 94).

(3)

في الأصل ونسخة (هـ): (بيدي)، والذي أثبته من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب "فضائل "الصحابة" باب فضائل أبي عبيدة ابن الجراح، رضي الله عنه (4/ 1881/ حديث رقم 54).

وأخرجه البخاري في صحيحه-كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب أبي عبيدة ابن الجراح، رضي الله عنه (7/ 92، 93 / حديث رقم 3744).

ص: 531

10668 -

حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، ح.

حدثنا أبو بكر الرازي، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد ابن سلمة

(1)

، بإسناده: يعلمنا السنّة والإِسلام، بمثله

(2)

و

(3)

اللفظ لأسد.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء في الطريقين.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10667).

(3)

حرف الواو ساقط من نسخة (ل).

ص: 532

10669 -

حدثنا أبو جعفر الدارمي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد

(1)

، عن ثابت، عن أنس، قال: لما قدم أهل اليمن، قالوا: يا رسول الله، أبعث معنا رجلًا يعلمنا القرآن، قال: فأخذ بيد أبي عبيدة، فأرسله معهم، وقال:"هذا أمين هذه الأمة"

(2)

.

(1)

ابن سلمة -كما في الحديث السابق والتالي- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10667).

ص: 532

10670 -

حدثنا علي بن شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة

(1)

، بنحوه

(2)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10667).

ص: 532

10671 -

حدثنا الصغاني، ومحمد بن زياد العجليّ، قالا: حدثنا

⦗ص: 533⦘

سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء

(1)

، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح"

(2)

.

(1)

خالد الحذاء هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10667)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (53).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، هو خالد، بأنه الحذاء.

ص: 532

10672 -

حدثنا علي بن سهل البزاز، قال: حدثنا قُطْبَة

(1)

ابن

⦗ص: 534⦘

العلاء، ح.

وحدثنا الصغاني، قال: حدثنا قبيصة، قالا: حدثنا سفيان الثوري، عن خالد الحذاء

(2)

، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لكُل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح"

(3)

.

(1)

قطبة هو: بضم القاف، وسكون الطاء المهملة، وفتح الموحدة، تليها هاء. توضيح المشتبه (7/ 228). وقال ابن ماكولا: هو بسكون الطاء وتخفيفها، وفتح الموحدة.

الإكمال (7/ 120). ولعله يعني أن فيها وجهين: سكون الطاء، أو فتح الطاء وتخفيفها. والله أعلم.

وهو قطبة بن العلاء بن المنهال، الغنوي، أبو سفيان، الكوفي.

قال البخاري: ليس بالقوي، وفيه نظر، ولا يصح حديثه.

وقال: أبو زرعة الرازي: يحدث عن سفيان بأحاديث منكرة.

وقال أبو حاتم -في جواب سؤال ابنه عنه-: كتبنا عنه، ما بلغنا إلا خير.

فقال ابن أبي حاتم: قلت له: إن البخاري أدخله في كتاب الضعفاء؟ قال: ذلك مما تفرد به. قلت -أي ابن أبي حاتم-: ما حاله؟ قال: شيخ، يكتب حديثه ولا يحتج به.

وقال النسائي: ضعيف.

وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. =

⦗ص: 534⦘

= وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ كثيرا، ويأتي بالأشياء إلى لا تشبه حديث الثقات عن الأثبات؛ فعدل به عن مسلك العدول عند الاحتجاج.

وقال ابن عدي: ولقطبة عن الثوري، وعن غيره، أحاديث مقاربة، وأرجو أنه لا بأس به.

انظر: الضعفاء للبخاري (273 / ترجمة 304)، والضعفاء للنسائي (203/ ترجمة 526)، والضعفاء للعقيلي (3/ 486، 487 / ترجمة 1546)، والجرح والتعديل (7/ 141، / 142 ترجمة 792)، والمجروحين (2/ 220)، والكامل (6/ 53 / ترجمة 1597).

(2)

خالد الحذاء هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10667)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (53).

ص: 533

10673 -

حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود، حدثنا شعبة

(1)

، عن أبي إسحاق، قال: سمعت صلة بن زُفَر، يحدث عن حذيفة، قال: جاء أهل نجران

(2)

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أبعث إلينا

⦗ص: 535⦘

رجلًا أَمينا، حق أمين، فاستشرف لها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فبعث أبا عبيدة بن الجراح

(3)

.

كذا رواه غندر

(4)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

سيأتي تسمية بعضهم في الحديث رقم (10675). =

⦗ص: 535⦘

= ونجران -بفتح النون، وسكون الجيم- بلد في مخاليف اليمن من ناحية مكة، على سبع مراحل من مكة ناحية اليمن. انظر: معجم ما استعجم (4/ 1298) / ومعجم البلدان (5/ 308 / رقم 11935)، وفتح الباري (8/ 94).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أبي عبيدة ابن الجراح، رضي الله عنه (4/ 1882/ حديث رقم 55).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب "فضائل "الصحابة" باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح، رضي الله عنه (7/ 93 / حديث رقم 3745)، وأطرافه في (4380، 4381، 7254).

(4)

عن شعبة، عند مسلم برقم (55).

فوائد الاستخراج: تصريح أبي إسحاق. وهو السبيعي. بالسماع من صلة بن زفر.

ص: 534

10674 -

حدثنا أبو قلابة، حدثنا بشر بن عمر، حدثنا شعبة

(1)

، بمثله

(2)

(3)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): بإسناده مثله.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10673).

ص: 535

10675 -

حدثنا أبو العباس الغزي، حدثنا الفريابي، حدثنا سفيان

(1)

،

⦗ص: 536⦘

عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفَر، عن حُذيفَة، قال: أتى السيّد

(2)

والعاقب

(3)

، صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا: يا رسول الله، أبعث معنا رجلًا أمينا، حق أمين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لأبعثن معكما رجلًا أمينا حق أمين"، فاستشرف لها أصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"قم يا أبا عُبيدة"

(4)

.

(1)

لعله الثوري، وهو موضع الالتقاء.

(2)

اسمه: الأيهم -بتحتانية ساكنة- ويقال: شرحبيل. الفتح (8/ 94).

(3)

اسمه: عبد المسيح. الطبقات الكبرى (1/ 357)، والفتح (7/ 93).

وذكر ابن سعد أن عدد وفد نجران أربعة عشر رجلًا، من أشرافهم، نصارى، فيهم العاقب، وأبو الحارث بن علقمة، وأخو كرز، والسيد، وأوس ابنا الحارث، وزيد بن قيس، وشيبة، وخويلد، وخالد، وعمرو، وعبيد الله، وفيهم ثلاثة يتولون أمورهم. الطبقات الكبرى (1/ 357).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10673)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (55 / الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية سفيان، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية شعبة.

ص: 535

10676 -

حدثنا عباس الدوري، حدثنا أبو داوود الحَفَري

(1)

، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن صلة [بن زُفَر]

(2)

، عن حذيفة، قال:

⦗ص: 537⦘

جاء العاقب والسيّد، صاحبا نجران، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا: ابعث معنا رجلًا أمينا. فذكر بمعناه

(3)

.

قال أبو عوانة

(4)

: أشك في حديث عباس؛ قال

(5)

حذيفة أم لا، ولكن رواه إسحاق

(6)

، وعلي بن حرب

(7)

، عن أبي داوود، فقالا: عن حذيفة، بلا شك.

(1)

أبو داوود الحفري هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه وفوائد الاستخراج، انظر الحديث رقم (10673) و (10675).

(4)

جملة: (قال أبو عوانة) ليست في نسخة (ل).

(5)

في الأصل: (فقال)، والذي أثبته من نسختي (ل)، (هـ).

(6)

ابن إبراهيم بن راهويه، وروايته عند مسلم برقم (55/ الطريق الثاني).

(7)

لم أقف على روايته.

ص: 536

‌من مناقب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووجوب حقهم

ص: 538

10677 -

حدثنا الصغاني، وعمار بن رجاء، وأبو أمية، وأبو داوود، قالوا: حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا أبو حيان التيمي

(1)

، عن يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا، وحصين

(2)

، وعمر بن مسلم، إلى زيد بن أرقم، في داره، فقال حصين: يا زيد، قد لقيت خيرًا كثيرا، ورأيت خيرا كثيرًا؛ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت منه، وغزوت معه، وصليت خلفه، حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت معه! قال

(3)

: يا ابن أخي، كبرت سنين، وقَدُم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم، فاقبلوه، وما لم أحدثكم فلا تكلفونيه، ثم قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس إنما أنا بشر، يوشك أن يأتيني رسول ربي عز وجل فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين

(4)

:

⦗ص: 539⦘

أولهما

(5)

كتاب الله عز وجل، فيه الهدى والنور" -فحث على كتاب الله ورغب فيه- "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي". قال حصين: يا زيد، من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: إن نسائه من أهل بيته، ولكن أهل بيته: من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: آل عباس، وآل جعفر، وآل عقيل

(6)

. قال: أكُل هؤلاء تحرم عليهم الصدقة؟ قال: نعم

(7)

.

ألفاظهم متقاربة، ومعناهم قريب.

(1)

أبو حيان التيمي هو موضع الالتقاء.

(2)

ابن سبرة، كما سيأتي في الحديث التالي.

(3)

في نسخة (ل): فقال.

(4)

قال ابن الأثير: سماهما ثقلين لأن الأخذ بهما، والعمل بهما، ثقيل، ويقال لكل خطير نفيس: ثقل، فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما، وتفخيما لشأنهما. انظر: النهاية (1/ 216)، الثقل محركة: متاع المسافر وحشمة، والجمع أثقال كل شيء خطرٍ نفيس مصون له قدر ووزن: ثِقل عند العرب .. والثقل -كعنب-: ضد التحفة. وتاج العروس =

⦗ص: 539⦘

= (مادة: ثقل).

(5)

في الأصل ونسخة (هـ): (أولهم)، والتصويب من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(6)

وآل علي، كما سيأتي في الحديث رقم (1512)، وصحيح مسلم.

(7)

أخرجه مسلم في صحيحه-كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب، رضي الله عنه (2/ 1873/ حديث رقم 36).

ص: 538

10678 -

حدثنا أبو داوود: سليمان بن سيف، حدثنا محاضر بن المورع، حدثنا أبو حيان

(1)

، حدثنا يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا، وعمر بن مسلم، وحصين بن سبرة، إلى زيد بن أرقم، في داره، فجلسنا إليه، فقال حصين:[لقد]

(2)

لقيت يا زيد خيرا كثيرا، ورأيت خيرا كثيرا؛ صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغزوت معه، وواكلته

⦗ص: 540⦘

وشاربته، لقد لقيت خيرًا كثيرًا، حدثنا يا زيد ما شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما سمعت منه، قال زيد: يا ابن أخي لقد كبرت سنين، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلفت عن أصحابي، حتى أخاف أن أكون قد خلفتُ إلى شر. قال له حصين: كلا [لم]

(3)

يجعلك [الله]

(4)

من أهل الشر قال: فما حدثتكم فاقبلوه، وما لا فلا تكلفونيه، ثم حدث، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:"أما بعد: أيها الناس، إنما أنا بشر، يوشك أن يأتيني رسل ربي عز وجل فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله عز وجل، فيه الهدى والنور، فاستمسكوا بكتاب الله عز وجل، وخذوا به" -فحث على كتاب الله، ورغب فيه، ثم قال: - "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي"، ثلاثًا. قال له حصين: يا زيد، أمن أهل بيته نساؤه؟ قال له زيد: إن نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته: من حرم الصدقة بعده. قال له حصين: ومن هم يا زيد؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل العباس

(5)

(6)

.

(1)

أبو حيان -التيمي، كما سبق آنفا- هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

من نسخة (ل).

(4)

من نسخة (ل).

(5)

وآل جعفر، كما سبق في الحديث رقم (1509).

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10677).

ص: 539

10679 -

حدثني أبو أمية، حدثنا يحيي

(1)

، قال: حدثنا ابن فضيل

(2)

، عن أبي حيان، بإسناده أمثله،

(3)

، وفيه: ثم قال: أما بعد أيها الناس"

(4)

.

(1)

لم يتبين لي من هو.

(2)

ابن فضيل هو موضع الالتقاء.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10677)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (36/ الطريق الثالث).

ص: 541

10680 -

حدثنا السلمي، قال: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا الثوري، عن يزيد بن حيان التيمي

(1)

، عن زيد بن أرقم، قيل لي: من أهل النبي صلى الله عليه وسلم الذين هم أهله؟ قال: من حرم الصدقة عليه

(2)

: آل عباس، وآل علي، وآل جعفر، وآل عقيل

(3)

.

(1)

يزيد بن حيان هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل) وقعت كلمة (عليه) قبل كلمة (الصدقة).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10677).

ص: 541

10681 -

حدثنا حمدان بن علي الوراق، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا حسان بن إبراهيم

(1)

، حدثنا سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، قال: دخلنا عليه فذكر نحو حديث

⦗ص: 542⦘

يعلى، عن أبي حيان، قال: قلت: من أهل بيته نساؤه؟ فقال

(2)

: لا

(3)

، إن المرأة تكون مع الرجل العمر من الدهر، ثم يطلقها، فترجع إلى بيتها وقومها، أهل بيته: أصله وعَصبَتُه

(4)

، الذين حرموا الصدقة بعده: آل علي، وآل عباس، وآل جعفر، وآل عقيل

(5)

.

(1)

حسان بن إبراهيم هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): قال.

(3)

هذا النفي ينافي الإثبات السابق آنفا، فيتأول الإثبات على أن المراد: أنهن من أهل بيته الذين يساكنونه ويعولهم، وأمر باحترامهم وإكرامهم وسماهم: ثقلا، ووعظ في حقوقهم وذكَّر، وفنساؤه داخلات في هذا كله، ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة، وقد أشار إلى هذا في الرواية المثبتة بقوله: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة.

فاتفقت الروايتان. شرح النووي (15/ 175).

(4)

العصبة: أقارب الأب؛ لأنهم يعصبونه، ويتعصب بهم، ويتعصبون له. المجموع المغيث (2/ 459)، والنهاية (3/ 245).

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10677)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (37).

ص: 541

10682 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا محمَّد بن الصباح، حدثنا حسان ابن إبراهيم

(1)

، عن سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان، فذكر مثله

(2)

.

(1)

حسان بن إبراهيم هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10677)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (37).

ص: 542

‌ومن مناقب زيد بن حارثة

(1)

، وأسامة بن زيد ابنه

(2)

، رضي الله عنهما

(1)

ابن شراحيل، الكلبي، أبو أسامة، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاهم، والد أسامة، وأخو جبلة بن حارثة، وأمه: سعدى، ويقال: سعاد بنت ثعلبة، من بني معن بن طيء، شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وكان من الرماة المذكورين في الصحابة، استشهد يوم مؤتة، في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، سنة ثمان، وهو ابن خمس وخمسين.

انظر: الطبقات الكبرى (3/ 40 - 47)، وتهذيب الكمال (10/ 35 - 40/ ترجمة 2094)، والإصابة (3/ 24 - 26/ ترجمة 2884).

(2)

الحب بن الحب، أبو محمَّد، ويقال: أبو زيد، ويقال: أبو يزيد، ويقال: أبو حارثة، المدني، وأمه أم أيمن، حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة أربع وخمسين، وهو ابن خمس وسبعين، بالمدينة.

انظر: الطبقات الكبرى (4/ 61 - 72)، وتهذيب الكمال (2/ 338 - 347 / ترجمة 316).

ص: 543

10683 -

حدثنا الصغاني، حدثنا عفان [بن مسلم]

(1)

، حدثنا وهيب

(2)

، حدثنا موسى بن عقبة، قال: حدثني سالم، عن أبيه، أنه كان يقول: ما كنا ندعو إلا زيد ابن محمَّد، حتى نزلت:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ}

(3)

(4)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

وهيب -ابن خالد- هو موضع الالتقاء.

(3)

سورة الأحزاب، بعض آية (5).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل زيد بن حارثة، =

⦗ص: 544⦘

= وأسامة بن زيد رضي الله عنهما (4/ 1884/ حديث رقم 62 / الطريق الثاني).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير، باب {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} - (8/ 517 / حديث رقم 4782).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية وهيب، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية يعقوب القاريء.

ص: 543

10684 -

حدثنا فضلك الرازي، حدثنا قتيبة

(1)

، حدثنا يعقوب القاريء، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه، أنه كان يقول: ما كنا ندعو: زيد بن حارثة، إلا زيد ابن محمَّد، حتى نزل [في]

(2)

القرآن {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ}

(3)

.

(1)

قتيبة -ابن سعيد- هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10683)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (62).

ص: 544

10685 -

حدثنا أحمد بن يوسف [السلمي]

(1)

، قال: حدثنا خالد ابن مخلد القطواني، قال: أخبرني سليمان بن بلال، قال: أخبرني عبد الله بن دينار

(2)

، عن ابن عمر، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا، وأمر عليهم أسامة بن زيد

(3)

،

⦗ص: 545⦘

قال: فطعن بعض الناس

(4)

في إمارته؟ قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "إن تطعنوا في إمارته؛ فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل

(5)

، وايم

(6)

الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده"

(7)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

عبد الله بن دينار هو موضع الالتقاء.

(3)

كان ذلك البعث آخر البعوث، وكان إلى الشام، وكان تجهيز أسامة قبل موته صلى الله عليه وسلم بيومين. انظر: السيرة لابن هشام (4/ 384)، والفتح (8/ 152).

(4)

منهم: عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وكان من مسلمة الفتح، لكنه كان من فضلاء الصحابة. الفتح (7/ 87) و (8/ 152) و (13/ 180).

(5)

يشير إلى إمارة زيد بن حارثة في غزوة مؤتة. الفتح (7/ 87).

بكسر الهمزة وبفتحها، والميم مضمومة، وحكى الأخفش: كسرها مع كسر الهمزة، وهمزتها همزة وصل عند الأكثر، وهمزة قطع عند الكوفيين ومن وافقهم. الفتح (11/ 521، 522) وذكر فيها أكثر من عشرين لغة.

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل زيد بن حارثة، وأسامة بن زيد رضي الله عنهما (4/ 1884/ حديث رقم 63).

(7)

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب زيد بن حارثة، مولى النبي صلى الله عليه وسلم (7/ 86/ حديث رقم 3730)، وأطرافه في (4250، 4468، 4469، 6627، 7187).

ص: 544

10686 -

حدثني أبي، حدثنا علي بن حجر

(1)

، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار بإسناده، مثله، إلا أنه قال:"إمرته" بدل "إمارته"

(2)

(3)

.

(1)

علي بن حجر هو موضع الالتقاء.

(2)

(إمرته) و (إمارته) بمعنى. الفتح (13/ 180).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10685).

ص: 545

10687 -

حدثنا محمَّد بن شاذان الجوهري، حدثنا على ابن الجعد، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الله بن دينار

(1)

، عن ابن عمر، قال: لما استعمل النبي صلى الله عليه وسلم أسامة، طعن الناس في إمارته وذكر مثله

(2)

.

(1)

عبد الله بن دينار هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10685).

ص: 546

10688 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا أبو جعفر بن نفيل، حدثنا زهير، حدثنا موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله

(1)

، عن عبد الله بن عمر، قال: لما أمّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة، بلغه أن الناس يعيبون ويطعنون في إمارته، فقال:"إنكم تعيبون أسامة، وتطعنون في إمارته، وقد فعلتم ذلك بأبيه من قبل، وإن كان أبوه لخليقا للإمارة، وإن كان لأحب الناس إليّ كلهم، وإن ابنه من بعده أحب، أو لأحب الناس إلي، فاستوصوا به خيرًا؛ فإنه من خياركم". قال سالم: فما سمعت عبد الله بن عمر يحدث بهذا الحديث قط إلا قال: ما حاشا فاطمة

(2)

.

(1)

سالم بن عبد الله هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10685)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (64) وليس فيه استثناء ابن عمر لفاطمة رضي الله عنها.

ص: 546

10689 -

حدثنا ابن الجنيد، حدثنا أبو النضر، حدثنا عاصم ابن عمر-أخو عبيد الله بن عمر-[عن عبيد الله بن عمر]

(1)

عن نافع، عن ابن عمر

(2)

، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما استعمل أسامة على جيش، فطعن الناس فيه، فخطب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "إنكم طعنتم في عمل أسامة، وفي عمل أبيه من قبله

(3)

، وإنه لخليق للإمرة" -يعني أسامة- "وإنه لمن أحب الناس إليَّ"

(4)

.

(1)

من نسخ (ل)، (هـ)، وإتحاف المهرة (9/ 228 / حديث رقم 10960).

(2)

ابن عمر هو موضع الالتقاء.

(3)

في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)،:(وبعده) وضبب عليها في الأصل، وفي نسخة (هـ) إشارة لم تتبين لي أهي تضبيب أم تصحيح، والتصويب من صحيح مسلم، ومن الأحاديث السابقة.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10685).

ص: 547

10690 -

حدثني عباس الدوري، قال: حدثنا أبو النضر، عن عاصم بن محمَّد

(1)

-كذا هو عندي- عن عبيد الله بن عمر

(2)

، بمثله

(3)

.

(1)

ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، العمري، المديني.

(2)

موضع الالتقاء هو ابن عمر رضي الله عنه.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10685)، وموضع الالتقاء وابن عمر كما في الحديث السابق.

ص: 547

10691 -

حدثنا إدريس بن عبد الكريم

(1)

، حدثنا مصعب ابن عبد الله

(2)

، حدثنا الدراوردي، عن عبيد الله

(3)

، بمثله

(4)

.

(1)

الحداد، المقرئ، أبو الحسن، البغدادي، ت (292) هـ.

قال ابن المنادي: كتب الناس عنه لثقته وصلاحه.

وقال الدارقطني: ثقة، وفوق الثقة بدرجة.

انظر: تاريخ بغداد (7/ 14 / ترجمة 3480)، والسير (14/ 44، 45/ ترجمة 17).

(2)

ابن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، القرشي، المدني.

(3)

عبيد الله هو: عبيد الله بن عمر بن حفص العمري كما في الحديث (10689).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10685)، وموضع الالتقاء هو ابن عمر رضي الله عنهما كما في الحديث السابق.

ص: 548

‌ومن مناقب عبد الله بن جعفر

(1)

رضي الله عنه

(1)

ابن أبي طالب، الهاشمي، أبو جعفر، المدني، أمه: أسماء بنت عميس الخثعمية، ولد بأرض الحبشة، وهو أول مولود ولد بها في الإِسلام، مات سنة (80) هـ، وهو ابن ثمانين سنة.

انظر: تهذيب الكمال (14/ 367 - 372 / ترجمة 3202)، والإصابة (4/ 48، 49 / ترجمة 4582).

ص: 549

10692 -

حدثنا يوسف القاضي، قال: حدثنا محمَّد بن أبي بكر، حدثنا ابن أبي عدي، حدثنا يزيد بن زريع، عن حبيب بن الشهيد

(1)

، عن عبد الله بن أبي مليكة، قال: قال ابن الزبير لابن جعفر: تذكر يوم تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، حملني والحسن، وتركك

(2)

.

(1)

حبيب بن الشهيد هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن جعفر، رضي الله عنهما (4/ 1885/ حديث رقم 65)، لكنه بلفظ:(قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: أتذكر إذ تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك). وهذا يفيد أن المستفهم هو عبد الله بن جعفر، وأن المحمول هو ابن الزبير، كما ذكر ابن حجر. وهذا عكس لفظ أبي عوانة.

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجهاد، باب استقبال الغزاة- (6/ 191/ حديث رقم 1082)، بمثل رواية أبي عوانة، وقد رجحها القاضي عياض، وابن حجر، على رواية مسلم. انظر: الفتح (6/ 192). ولم ير النووي تعارض أبي بين =

⦗ص: 550⦘

= اللفظين، قال:"معناه: قال ابن جعفر: فحملنا وتركك". وتوضحه الروايات بعده.

شرح النووي (15/ 192).

والروايات إلى أشار إليها النووي هي بمعنى الروايات التالية، لكنها قد تحمل على أنها وقائع أخرى، غير هذه التي حصلت لابن الزبير؛ لأنه لا ذكر فيها لابن الزبير. والله أعلم.

فوائد الاستخراج: رواية الحديث على الوجه الصحيح، الموافق لصحيح البخاري.

ص: 549

10693 -

حدثنا الصغاني، وأبو أمية، قالا: حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم الأحول، ح.

وحدثنا أبو داوود السجزي، حدثنا محبوب

(1)

، حدثنا أبو إسحاق

(2)

، عن عاصم

(3)

، عن مورق العجليّ، عن عبد الله بن جعفر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر، تلقوه بواحد منا

(4)

حمله بين يديه، فإن تلقوه بآخَر حمله خلفه، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر، فكنت أول من تلقوه به، فحملني بين يديه، ثم تلقوه بالحسن بن علي،

⦗ص: 551⦘

فحمله خلفه

(5)

.

(1)

ابن موسى، الأنطاكي، أبو صالح، الفراء، ت (231) هـ.

(2)

هو الفزاري، نص عليه ابن حجر في الإتحاف (6/ 556/ حديث رقم 6978).

(3)

عاصم -الأحول- هو موضع الالتقاء في الطريقين.

(4)

أي من صبيان أهل بيته، كما في الحديث الآتي برقم (10695)، وصحيح مسلم، انظر تخريج الحديث.

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله ابن جعفر، رضي الله عنهما (4/ 1885/ حديث رقم 66).

ص: 550

10694 -

حدثنا علي بن سهل البزاز، حدثنا محمَّد بن الصباح، حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم

(1)

، عن مورّق، عن عبد الله بن جعفر، بنحوه، يعني حديث الصغاني

(2)

(3)

.

(1)

عاصم -الأحول- هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): بنحو حديث الصغاني.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10693).

ص: 551

10695 -

حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو معاوية

(1)

، عن عاصم، عن مورّق، عن عبد الله بن جعفر، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جيء من سفر، تُلُقِّي بصبيان أهل بيته، وإنه جاء مرة، فسبق بي إليه، فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة، فأردفه خلفه، فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة

(2)

.

(1)

أبو معاوية -محمَّد بن خازم- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10693).

ص: 551

10696 -

حدثنا حمدان بن علي، حدثنا مسلم

(1)

، حدثنا شعبة،

⦗ص: 552⦘

عن عاصم الأحول

(2)

، عن مورّق، عن عبد الله بن جعفر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم من سفر، فحمل غلاما

(3)

من بني هاشم، وابن جعفر، على بعير

(4)

.

(1)

ابن إبراهيم الفراهيدي الأزدي.

(2)

عاصم الأحول هو موضع الالتقاء.

(3)

الحسن أو الحسين، كما في صحيح مسلم.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10693).

ص: 551

10697 -

حدثنا الحسن بن هريم

(1)

-كوفي- قال: حدثنا هناد

(2)

، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن عاصم

(3)

، بنحوه

(4)

.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ابن السري بن مصعب، التميميّ، أبو السري، الكوفي.

(3)

عاصم -الأحول- هو موضع الالتقاء.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10693).

تنبيه: هذا الحديث في نسخة (ل) جاء قبل الحديث رقم (10695).

ص: 552

10698 -

حدثنا الصغاني، حدثنا يزيد بن هارون، وعفان ابن مسلم، قالا: حدثنا مهدي بن ميمون

(1)

، عن محمَّد بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن جعفر، قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه، فأسَرَّ إليَّ حديثا، لا أخبر به أحدا أبدًا

(2)

.

(1)

مهدي بن ميمون هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن جعفر، رضي الله عنه (4/ 1886/ الحديث رقم (68)، وقد سبق عند مسلم في صحيحه- =

⦗ص: 553⦘

= كتاب الحيض، باب ما يستتر به لقضاء حاجته- (1/ 268، 269 / حديث رقم 79) وفيه زيادة ستأتي في الحديث رقم (10702).

ص: 552

10699 -

حدثنا عمار بن رجاء، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا مهدي بن ميمون

(1)

، حدثنا محمَّد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن الحسن ابن سعد -مولى الحسن بن علي- عن عبد الله بن جعفر قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه، فأسر إليَّ حديثا، لا أخبر به أحدًا من الناس

(2)

.

(1)

مهدي بن ميمون هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10698).

ص: 553

10700 -

حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا عمرو بن عاصم، وعاصم ابن علي، قالا: حدثنا مهدي

(1)

، عن محمَّد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن جعفر، بمثله

(2)

.

(1)

مهدي -ابن ميمون- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10698).

ص: 553

10701 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا عارم، حدثنا مهدي ابن ميمون

(1)

، عن محمَّد بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد، الحديث

(2)

.

(1)

مهدي بن ميمون هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10698).

تنبيه: هذا الحديث ساقط من نسخة (ل).

ص: 553

10702 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا عارم، حدثنا مهدي ابن ميمون

(1)

، عن

(2)

محمَّد بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد -مولى الحسن ابن علي- عن عبد الله بن جعفر، قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه، فأسر إليَّ حديثا لا أحدث به أحدًا من الناس، قال: فكان

(3)

أحب ما استتر به رسُول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدف

(4)

أو حائش نخل

(5)

. وذكر الحديث

(6)

.

(1)

مهدي بن ميمون هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل) رمز: حدثنا.

(3)

في نسخة (ل): وكان.

(4)

الهدف: كل شيء عظيم مرتفع، نقله أبو عبيد عن الأصمعي.

وقال ابن الأثير: الهدف: كل بناء مرتفع.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 77)، والنهاية (5/ 251).

(5)

حائش النخل: يعني: حائط النخل. كذا فسره محمَّد بن أسماء الضبعي راوي الحديث عن مهدى بن ميمون عند مسلم- (كتاب الحيض، باب ما يستتر به لقضاء حاجته 1/ 268، 269 حديث رقم (79) -. قال النووي: وهو البستان، وهو تفسير صحيح. شرح النووي (4/ 258)، وانظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/ 185) و (4/ 265)، والفائق (1/ 331)، والنهاية (1/ 468) وذكره في مادة (حيش) وقال: أصله الواو، وإنما ذكرناه ها هنا لأجل لفظه. اهـ.

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10698).

والحديث المشار إليه هو قول عبد الله بن جعفر -في هذا الحديث-: فدخل =

⦗ص: 555⦘

= حائط رجل من الأنصار، فإذا جمل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حنّ وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ذِفْراه، فسكت، فقال:"من رب هذا الجمل؟ فمن هذا الجمل"؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: لي، يا رسول الله. فقال:"أفلا تتقي الله في هذه البهيمة، التي ملكك الله إياها؛ فإنه شكى إلي أنك تجيعه وتُدْئِبُه".

أخرجه هذه الزيادة: أبو داوود في سننه -كتاب الجهاد، باب ما يؤمر به من القيام على الدواب والبهائم- (3/ 50/ حديث رقم 2549) عن موسى ابن إسماعيل.

وأخرجه أحمد في مسنده (1/ 204) عن يزيد بن هارون. كلاهما عن مهدي ابن ميمون، به. وإسناده صحيح، على شرط مسلم.

ص: 554

10703 -

ز- حدثنا يوسف القاضي، حدثنا سلمة بن حبَّان

(1)

،

⦗ص: 556⦘

حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال: سمعت محمَّد بن أبي يعقوب

(2)

يحدث عن الحسن بن سعد

(3)

، عن عبد الله بن جعفر، قال: بعث رسول الله جيشًا -وذكر الحديث-

(4)

. فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي، فأشالها

(5)

، وقال:"اللهم اخلف جعفرا في أهله"

(6)

.

(1)

كذا في نسخة (ل) وإتحاف المهرة: (سلمة بن حبان). -بالموحدة التحتية- وهو العتكي البصري ذكره ابن حبان في ثقاته (1/ 287 ترجمة 13481) لكنه تحرف في المطبوع إلى سلمة بن حيان بالمثناة التحتية وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 159 ترجمة 699) والذهبي في تاريخ الإِسلام (16/ 188 - ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا وفي الأصل ونسخة (هـ): (سليمان بن حيان)، لكن في نسخة (هـ) كتب:(سلمة) فوق كلمة: (سليمان)، وفي الأصل ضبة فوق كلمة (حيان)، وفي الحاشية:(سلمة) وصححها. وأغلب ظني أن هذا التصويب لكلمة (سليمان).

وأما (سليمان بن حيان) -بالمثناة التحتية- تقدمت ترجمته برقم (428).

كلمة (حيان) منقوطة في نسختي (ل)، (هـ) بنقطتين من تحت، وفي إتحاف المهرة - (6/ 558 / حديث رقم 6983) - منقوط بواحدة من تحت.

(2)

هو محمَّد بن عبد الله بن أبي يعقوب، البصري، التميمي، ينسب إلى جده.

وثقه ابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، وابن حجر.

انظر: تأريخ الدارمي (198/ ترجمة 729)، والجرح والتعديل (7/ 308 / ترجمة 1669)، وتهذيب الكمال (25/ 573، 1574 ترجمة 5381)، وتقريب التهذيب (867/ 6095).

(3)

ابن معبد، الكوفي، مولى علي بن أبي طالب.

(4)

هو حديث غزوة مؤته، انظر الطبقات الكبرى (4/ 36 - 37).

(5)

قال ابن فارس: الشين والواو واللام أصل واحد، يدل على الارتفاع، من ذلك: شال الميزان: إذا ارتفعت إحدى كفتيه. أي أشلت الشيء: رفعته.

مقاييس اللغة (3/ 230).

(6)

رجاله ثقات إلا (سلمة بن حيان) لم أقف على ترجمته.

والحديث صحيح، أخرجه ابن سعد، وأحمد، والنسائي في "الكبرى" كلهم من طريق وهب بن جرير، به.

انظر: الطبقات الكبرى (4/ 36، 37) والمسند (1/ 204).

ص: 555

‌ومن مناقب خديجة بنت خويلد أم المؤمنين، رضي الله عنها

ص: 557

10704 -

حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني، ومحمد بن رجاء السندي -قال عيسى: أخبرني، وقال محمَّد: - أخبرنا النضر بن شميل، أخبرنا هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، قال: سمعت عبد الله بن جعفر، يقول: سمعت عليا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة"

(2)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين، رضي الله عنها (/ 4/ 1886/ حديث رقم 69).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء، باب (وإذ قالت الملائكة يا مريم) - (6/ 470 /حديث رقم 3432)، وطرفه في:(3815).

ص: 557

10705 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا محاضر بن المورع الهمداني، حدثنا هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، قال: سمعت عليًّا بالعراق يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة"

(2)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10704).

ص: 557

10706 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا ابن نفيل أبو جعفر، حدثنا أبو معاوية

(1)

، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد"

(2)

.

(1)

أبو معاوية -محمَّد بن حازم- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10704).

ص: 558

10707 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا خلف بن الوليد العتكي

(1)

، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن هشام بن عروة

(2)

، عن أبيه، عن عبد الله ابن جعفر، قال: سمعت عليا -بالكوفة على المنبر- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد

(3)

.

(1)

أبو الوليد، بغدادي، سكن مكة.

وثقه ابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم. انظر: الجرح والتعديل (3/ 371/ ترجمة 1688).

(2)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10704).

ص: 558

10708 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، قال:

⦗ص: 559⦘

أخبرني المنذر بن عبد الله الحزامي

(1)

، عن هشام [بن عروة]

(2)

، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، أن علي بن أبي طالب حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"خير نساء الجنة مريم بنت عمران، وخير نساء الجنة خديجة بنت خويلد"

(3)

.

(1)

الأسدي، ت (281) هـ، والد إبراهيم بن المنذر الحزامي.

قال الزبير بن بكار: كان من سروات قريش، وأهل الهدى والفضل.

وذكره ابن حبان في الثقات.

وقال ابن حجر: مقبول.

انظر: الثقات (7/ 518)، وتأريخ بغداد (13/ 245، 244 / ترجمة 7205)، وتقريب التهذيب (971 / ترجمة 6939).

(2)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء، وما بين المعقوفتين من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10704)، ولفظ (الجنة) ليس في الصحيحين.

ص: 558

10709 -

حدثنا علي بن حرب، حدثنا ابن فضيل

(1)

، عن عمارة ابن القعقاع، عن أبي زرعة، قال: سمعت أبا هررة يقول: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هذه خديجة قد أتتك، ومعها إناء فيه إدام، وطعام أو شراب، فإذا هي أتتك، فاقرأ عليها من ربها ومني السلام، وبشرها ببيت في الجنة من قصب

(2)

،

⦗ص: 560⦘

لا سخب

(3)

فيه ولا نصب

(4)

(5)

.

(1)

ابن فضيل -محمَّد بن فضيل- هو موضع الالتقاء.

(2)

سيأتي في الحديث رقم (10718): فقلت: قصب ماذا؟ قال: "قصب اللولؤ".

وقال الزمخشري: القصب من الجوهر: ما استطال منه في تجويف. =

⦗ص: 560⦘

= وقال ابن الأثير: القصب في الحديث: لؤلؤ مجوف واسع، كالقصر المنيف.

انظر: الفائق (3/ 202)، والنهاية (4/ 67)، وشرح النووي (15/ 196).

(3)

(سخب) و (صخب) هو: الضجة واختلاط الأصوات للخصام.

(4)

النصب: التعب. النهاية (5/ 62).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين، رضي الله عنها (4/ 1887/ حديث رقم 71).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب مناقب الأنصار، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة، وفضلها رضي الله عنها (7/ 133، 134/ حديث رقم 3820)، وطرفه في (7497).

ص: 559

10710 -

حدثني أبو علي أحمد بن بشر المَرْثدي

(1)

، حدثنا عبد الرحمن بن يونس المستملي

(2)

، ح.

⦗ص: 561⦘

وحدثني مهدي بن الحارث، حدثنا محمَّد بن عبد الله بن نمير

(3)

، قالا: حدثنا ابن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، سمعت أبا هريرة، قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك، [و]

(4)

معها إناء فيه إدام، أو طعام، أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة، من قصَب لا صخب فيه ولا نصب

(5)

. هذا لفظ المرثدي. وحديث ابن نمير قال: بشر خديجة. بمثله

(6)

، ولم يذكر: أقرئها.

(1)

المرثدي -بفتح الميم، وسكون الراء، وفتح الثاء المثلثة، وكسر الدال المهملة- هذه النسبة إلى (مرثد) وهو رجل من أجداد المنتسب إليه. الأنساب (5/ 254)، وانظر الإكمال (7/ 313).

(2)

المستملي -بضم الميم، وسكون السين المهملة، وفتح المثناة من فوق، وسكون الميم، وفي آخرها اللام- اختص هذه النسبة جماعة كثيرة؛ كانوا يستملون الأكابر والعلماء، ومنهم عبد الرحمن بن يونس المستملي، كان يستملي على سفيان ابن عيينة، ويزيد بن هارون. الأنساب (5/ 287، 288).

وعبد الرحمن بن يونس المستملي هو مولى أبي جعفر المنصور، يكنى: =

⦗ص: 561⦘

= أبا مسلم، الرومي، البغدادي، ت (224) هـ أو بعدها، واسم جده: هاشم.

وثقه العجلي.

وقال أبو حاتم، وابن حجر: صدوق. وزاد ابن حجر: طعنوا فيه للرأي.

انظر: الثقات للعجلي (301/ ترجمة 997)، والجرح والتعديل (5/ 303/ ترجمة 1438)، وتقريب التهذيب (605/ ترجمة 4075).

(3)

محمَّد بن عبد الله بن نمير هو موضع الالتقاء.

(4)

من نسخة (ل).

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10709).

(6)

في نسخة (ل): مثله.

ص: 560

10711 -

حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا هاشم بن الوليد

(1)

،

⦗ص: 562⦘

حدثنا محمَّد بن فضيل

(2)

، بإسناده بمثل حديث علي بن حرب

(3)

.

(1)

لعله: هاشم بن الوليد بن خالد بن محمَّد بن خالد بن بحران، مولى علي بن أبي طالب، يكنى: أبا طالب، الهروي، ت (240) هـ. =

⦗ص: 562⦘

= وثقه الخطيب.

وذكره ابن حبان في الثقات.

انظر: الثقات (9/ 243)، وتأريخ بغداد (14/ 66، 67/ ت 7408).

(2)

محمَّد بن فضيل هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10709).

ص: 561

10712 -

حدثنا علي بن حرب، حدثنا سعيد بن محمَّد الوراق

(1)

، ويعلى بن عبيد، قالا: حدثنا ابن أبي خالد

(2)

، قال: قلت لعبد الله بن أبي أوفى: أبشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة؟ قال: نعم، بشرها ببيت في

⦗ص: 563⦘

الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب

(3)

.

(1)

الثقفي، أبو الحسن، الكوفي، نزيل بغداد.

ضعفه النقاد، منهم: ابن سعد، وابن معين، وأحمد، وأبو داوود، وابن عدي، والدارقطني، والذهبي، وابن حجر.

انظر: الطبقات الكبرى (6/ 399)، وتأريخ الدوري (2/ 206/ رقم 1236)، والضعفاء للنسائي (128/ ترجمة 288)، والكامل (3/ 402 - 404/ ترجمة 827)، وتأريخ بغداد (9/ 71 - 73 / ترجمة 4656)، والكاشف (1/ 295/ ترجمة 1971)، وتقريب التهذيب (387 / ترجمة 2400).

وقد تحرف اسم هذا الراوي في النسخة الأصل إلى (سعيد بن أحمد الوراق)، والتصويب من نسختي (ل)، (هـ)، وإتحاف المهرة (6/ 517 / حديث رقم 6908)، وكتب الرجال.

(2)

ابن أبي خالد -هو إسماعيل -وهو موضع الالتقاء.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المومنين، رضي الله عنها (4/ 1887، 1888/ حديث رقم 72).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب مناقب الأنصار، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة، وفضلها رضي الله عنها (7/ 133/ حديث رقم 3819)، وطرفه في (1792).

ص: 562

10713 -

حدثنا أبو بكر محمَّد بن إسحاق البكائي، ومحمد ابن إسحاق الصغاني، قالا: حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد

(1)

، قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى، قال: بشر نبي الله صلى الله عليه وسلم خديجة، ببيت في الجنة من قصَب، لا صخب فيه ولا نصب

(2)

.

(1)

إسماعيل بن أبي خالد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10712).

ص: 563

10714 -

حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا جعفر بن عون، ويعلى ابن عبيد، عن إسماعيل

(1)

، قلت: لعبد الله بن أبي أوفى: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، بشر خديجة ببيت في الجنة؟ قال: نعم، بشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب

(2)

.

(1)

إسماعيل -ابن أبي خالد- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10712).

ص: 563

10715 -

حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، ومهدي بن الحارث، قالا:

⦗ص: 564⦘

حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا الفضل بن موسى

(1)

، عن هشام بن عروة

(2)

، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم بشرها ببيت في الجنة من قصب، يعني خديجة

(3)

.

(1)

السيناني، أبو عبد الله، المروزي، ت (192) هـ.

وثقه ابن المبارك، وكيع، ونعيم بن حماد، وابن سعد، وابن معين، والبخاري، والذهبي، وابن حجر. وزاد ابن حجر: ربما أغرب.

وقال أبو حاتم: صدوق صالح.

وقال علي بن المديني: روى أحاديث مناكير.

وذكر الذهبي أنه ما علم فيه لينا، إلا قول علي بن المديني.

انظر: الطبقات الكبرى (7/ 372)، وتاريخ الدوري (2/ 475/ ترجمة 4744)، والجرح والتعديل (7/ 68، 69 / ترجمة 390)، والميزان (3/ 360/ ترجمة 6754)، وتهذيب التهذيب (8/ 257، 258 / ترجمة 527)، وتقريب التهذيب (784/ ترجمة 5454).

(2)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب "فضائل "الصحابة" باب فضائل خديجة أم المؤمنين، رضي الله عنها (4/ 1888/ حديث رقم 73).

ص: 563

10716 -

حدثنا محمَّد بن رجاء السندي، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا هشام بن عروة

(1)

، قال: أخبرني أبي، أن عائشة قالت: ما غرت على امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة؛ لكثرة ذكره إياها، وثنائه

⦗ص: 565⦘

عليها، [و]

(2)

أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبشرها ببيت لها في الجنة من قصب

(3)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين، رضي الله عنها (4/ 1888/ حديث رقم 74).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب النكاح، باب غيرة النساء ووجدهن- (9/ 326/ حديث رقم 5229)، وأطرافه في (3816، 3817، 3818، 6004، 7484).

ص: 564

10717 -

حدثني هارون بن عيسى بن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور أبو جعفر المخضوب

(1)

في مدينة أبي جعفر

(2)

، حدثنا عبد الله ابن عون الخرّاز

(3)

، حدثنا عبدة بن سليمان الكلابي، عن هشام ابن

⦗ص: 566⦘

عروة

(4)

، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة؛ لما رأيت من كثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب

(5)

.

(1)

قال الدارقطني: ليس بالقوي. تأريخ بغداد (14/ 28/ ترجمة 7363)، وانظر: الأسامي والكنى (3/ 97 / ترجمة 1124)، والميزان (4/ 285/ ترجمة 9166)، والمغني في الضعفاء (2/ 705 / ترجمة 6701)، واللسان (6/ 180/ ترجمة 637)، ولم يزيدوا على ما في تأريخ بغداد.

(2)

في نسخة (ل): ببغداد بمدينة أبي جعفر المنصور.

(3)

الخرّاز أوله خاء معجمة، وبعدها راء، وآخره زاي. الإكمال (2/ 186).

ويكنى: أبا محمَّد، البغدادى، الهلالي، ت (232) هـ على الصحيح.

وثقه ابن معين -في رواية- وأبو زرعة، وعبد الله بن الإِمام أحمد، وعلي ابن الحسين بن الجنيد، وصالح جزرة، وأبو شعيب الحراني، والدارقطني، والذهبي، وابن حجر. =

⦗ص: 566⦘

= انظر: الجرح والتعديل (5/ 131/ ترجمة 606)، وتأريخ بغداد (10/ 34 - 36/ 5153)، والكاشف (2/ 103، 104/ ترجمة 2932)، وتقريب التهذيب (533 / ترجمة 3544).

(4)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10716).

ص: 565

10718 -

حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب ابن الليث، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت: ما غرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ما غرت على خديجة، ولقد هلكت قبل أن يتزوجني، لما كنت أسمعه يكثر من ذكرها، ولقد أمره الله عز وجل أن يبشرها، ببيت في الجنة من قصب، ليس فيه صخب ولا نصب، ولقد كان يذبح الشاة فيتبع خلائلها

(2)

، فيهدي لهم منها فقلت: قصب ماذا؟ قال: "قصب اللؤلؤ"

(3)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

أي صدائقها، كما سيأتي في الحديث رقم (10722).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10716). =

⦗ص: 567⦘

= فوائد الاستخراج: ذكر بيان القصب.

ص: 566

10719 -

حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، ح.

[و]

(1)

حدثنا الدنداني، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا وكيع، عن هشام ابن عروة

(2)

، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة

(3)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10716).

ص: 567

10720 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني المنذر بن عبد الله الحزامي، عن هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما غرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ما غرت على خديجة، ولقد هلكت قبل أن يتزوجني

(2)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10716).

ص: 567

10721 -

حدثنا داوود بن سليمان بن أبي حَجر الأيلي، حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثني عبد الله بن محمَّد بن يحيى بن عروة، عن هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما غرت على امرأة ما

⦗ص: 568⦘

غرت على خديجة، ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين، لما كنت أسمعه يذكرها، ولقد أمره ربه عز وجل أن يبشرها ببيت من قصب في الجنة، وإن كان ليذبح الشاة، ثم يهديها إلى خلائلها

(2)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10716).

ص: 567

10722 -

حدثنا أبو يونس الجمحي بالمدينة، وجعفر بن فرقد الرقي بالرقة، والكابلي

(1)

، قالوا: حدثنا إبراهيم بن حمزة، حدثنا عبد العزيز ابن محمَّد، عن هشام بن عروة

(2)

، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذبح الشاة، فيتتبع بأعضائها صدائق خديجة

(3)

، زاد الكابلي: وهي عمة الزبير

(4)

.

(1)

الكابلي -بفتح الكاف، وضم الباء الموحدة- نسبة إلى كابل، وهي ناحية معروفة من بلاد الهند. الأنساب (5/ 5).

وهي الآن عاصمة أفغانستان.

وهذا الراوي لعله: محمَّد بن الحسن بن ماهان، المروزي، أبو عبد الله، المعروف بالكابلي، ت (277) هـ، ببغداد.

وثقه الدارقطني. وقال ابن المنادي: وكان له أدنى حفظ، ولم يكن عند الناس بالمحمود في مذهبه، ولا في روايته. الأنساب (5/ 5، 6).

(2)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10716).

(4)

ابن العوام بن خويلد بن أسد. الإصابة (3/ 5 / ترجمة 2783).

ص: 568

10723 -

حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو معاوية

(1)

، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما غرت على امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ما غرت على خديجة، وما أدركتها، ولكن لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، إن كان مما يذبح الشاة، فيشويها، فيهديها لصدائق خديجة

(2)

.

(1)

أبو معاوية -محمَّد بن خازم- هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10716)، وهذا الطريق عنه مسلم برقم (75/ الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية أبي معاوية، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية أبي أسامة ..

ص: 569

10724 -

حدثنا يوسف القاضي، حدثنا محمَّد بن حاتم الجرجرائي

(1)

،

⦗ص: 570⦘

حدثنا أبو معاوية

(2)

، وإسناده، مثله

(3)

.

(1)

الجرجرائي -بالراء الساكنة بين الجيمين المفتوحتين، وراء أخرى بعدها- نسبة إلى (جرجرايا)، وهي بلدة قريبة من دجلة، بين بغداد وواسط. الأنساب (2/ 42).

وهو محمَّد بن حاتم بن يونس، المصيصي، أبو جعفر، المعروف بـ (حبي) -بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء المعجمة وكسرها وتخفيف الياء التي تليها- حِبي الإكمال (2/ 585)، ت (225) هـ.

وثقه أبو داوود، وابن حجر.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ.

انظر: الجرح والتعديل (7/ 238 / ترجمة 1305)، والثقات (9/ 91)، وتهذيب =

⦗ص: 570⦘

= الكمال (25/ 25 - 27 / ترجمة 5128)، وتقريب التهذيب (834 / ترجمة 5832).

(2)

أبو معاوية -محمَّد بن خازم- هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10716)، وهذا الطريق عنه مسلم برقم (75 / الطريق الثاني).

ص: 569

10725 -

حدثنا مهدى بن الحارث، قال: حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا الفضل بن موسى، عن هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما حسدت أحدا ما حسدت خديجة، وما تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا بعد ما ماتت؛ وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بشرها ببيت في الجنة من قصب

(2)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10716).

فوائد الاستخراج: التصريح بأن بشارة خديجة ببيت في الجنة، كانت من أسباب غيرة عائشة.

ص: 570

10726 -

حدثنا محمَّد بن إسحاق بن سبويه السجزي بمكة، حدثنا عبد الرزاق

(1)

، أخبرنا معمر، عن الزهريّ، عن عروَة، عن عائشة، قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ما غرت على خديجة؛

⦗ص: 571⦘

لكثرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم إياها، وما رأيتها قط

(2)

.

(1)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10716)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (76).

ص: 570

10727 -

حدثنا محمَّد بن إسحاق السَراج، أخبرنا نوح ابن حبيب

(1)

، حدثنا المؤمل، حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة

(2)

، عن أبيه، عن عائشة قالت: قدمت هالة

(3)

، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قائلا، فسمع في

⦗ص: 572⦘

قائلته هالة، فانتبه من النوم، فقال:"هالة، هالة"، قالت عائشة: فأدركتني الحمية، فقلت: هالة! هالة! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اتقي الله يا عائشة"

(4)

.

(1)

القومسي -بضم القاف، وسكون الواو- أبو محمَّد، البذشي -بفتح الباء الموحدة، وسكون الذال المعجمة، بعدها شين معجمة- ت (242) هـ، وفي بعض المصادر اسمه: نوح ابن أبي حبيب.

وثقه أحمد بن سيار المروزي، ومسلمة بن القاسم، والخطيب، والذهبي، وابن حجر.

وأمر أحمد بالكتابة عنه، وقال: إن الخير عليه لبين.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال النسائي: لا بأس به.

انظر: الجرح والتعديل (8/ 486/ ترجمة 2219)، وتأريخ بغداد (13/ 319 - 321/ ترجمة 7290)، والكاشف (3/ 186/ ترجمة 5991)، وتهذيب التهذيب (10/ 1430، 429 ترجمة 871)، وتقريب التهذيب (1010/ ترجمة 7252.

(2)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(3)

بنت خويلد، أخت خديجة، كذا جاء صريحا في الصحيحين.

انظر لترجمتها: أسد الغابة (7/ 285/ ترجمة 7324)، والإصابة (8/ 201/ =

⦗ص: 572⦘

= ترجمة 1070).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين، رضي الله عنها (4/ 1889/ ترجمة 78).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب مناقب الأنصار، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة، وفضلها رضي الله عنها (7/ 134/ حديث رقم 3821).

ص: 571

10728 -

ز- حدثنا علي الأصبهاني

(1)

، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: أُسِرَ زوج ابنة خديجة

(2)

من غير

(3)

رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم بدر، فأرسلت

⦗ص: 573⦘

بقلادة خديجة ليعقل

(4)

بها زوجها، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم زيادة خديجة،

⦗ص: 574⦘

فقال: "ردوا عليها قلادتها، وأطلقوا لها زوجها"

(5)

.

(1)

لم أقف على ترجمته، وسماه في الحديث الآتي برقم (11333)، علي بن المدني الأصبهاني.

(2)

الزوج هو: أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس، زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه: هالة بنت خويلد، أسلم بعد الهجرة، اختلف في اسمه: فقيل: لقيط، ورجحه غير واحد، وقيل غير ذلك، ت (12) هـ.

انظر: الإصابة (7/ 118 - / 120 ترجمة 684).

وبنت خديجة هي: زينب، أكبر بنات النبي صلى الله عليه وسلم، أسلمت، وهاجرت وماتت في حياة أبيها، سنة (8) هـ. انظر الطبقات الكبرى (8/ 30 - 36)، والإصابة (8/ 91، 92 / ترجمة 464).

(3)

كلمة (غير) موجودة في النسخ الثلاث. الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، وفي إتحاف المهرة =

⦗ص: 573⦘

= (17/ 314 حديث رقم 22305).

قال ابن حجر: "قول سويد "من غير رسول الله" غلط منه، بل هي زينب، وهي من رسول الله صلى الله عليه وسلم".

والأمر كما قال ابن حجر، فوجود كلمة (غير) خطأ، مخالف للمعروف في التأريخ والسيرة والرواية الصحيحة، من أن التي أسر زوجها يوم بدر، وافتدته بقلادة خديجة، هي زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد، عن عائشة، قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسرائهم، بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بن الربيع بمال، وبعثت فيه بقلادة لها، كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بني عليها، قالت: فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة، وقال:"إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها مالها، فافعلوا" فقالوا: نعم، يا رسول الله. فأطلقوه، وردوا عليها الذي لها. اهـ. سيرة ابن هشام (2/ 359).

ومن طريق ابن إسحاق أخرجه أبو داوود في سننه -كتاب الجهاد، باب فداء الأسير- (3/ 140، 141/ حديث رقم 2692)، وأحمد في مسنده (6/ 276)، وابن جرير الطبري في تاريخه (2/ 467).

ورجاله ثقات، وابن إسحاق صرح بالتحديث.

(4)

هكذا في نسخة (ل): ضمة فوق الياء، والعقل هو الدية، سميت عقلا تسمية بالمصدر؛ لأن الإبل كانت تعقل بفناء القتيل، ثم كثر الاستعمال حتى أطلق العقل على الدية ولو لم تكن إبلا. =

⦗ص: 574⦘

= انظر: غريب الحديث للحربي (3/ 1229)، والنهاية (3/ 278)، والفتح (12/ 246).

(5)

في إسناد المصنف: شيخه لم يتبين لي من هو. وكذلك سويد بن سعيد عمي فصار يلقن ما ليس من حديثه، وقد تقدمت ترجمته.

والحديث أخرجه أبو داوود، وأحمد، والطبري، من وجه آخر عن عائشة، كما تقدم في الإحالة قبل السابقة.

ص: 572

‌من مناقب فاطمة عليها السلام

ص: 575

10729 -

حدثني أبو الأحوص إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا أبو الوليد، حدثنا سفيان بن عيينة

(1)

، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، أن رسول الله قال: "فاطمة بَضْعَة

(2)

مني، أو مضغة

(3)

مني، فمن آذاها فقد آذاني"

(4)

.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء.

(2)

البضعة -بفتح الباء، وحكي ضمها، وكسرها أيضًا، وسكون المعجمة-: قطعة اللحم.

انظر: غريب الحديث للحربي (3/ 1189، 1190)، والمجموع المغيث (1/ 160)، والنهاية (1/ 133)، وشرح النووي (16/ 221)، وفتح الباري (7/ 105). وأنكر النووي غير الفتح، وقال: لا يجوز غيره.

(3)

المضغة -بضم الميم-: القطعة من اللحم قدر ما يمضغ.

انظر: النهاية (4/ 339)، وشرح النووي (16/ 221).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، عليها الصلاة والسلام- (4/ 1903 / حديث رقم 94).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة- مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم- (7/ 78 / حديث رقم 3714)، وأطرافه في:(926، 3110، 3729، 3767، 5230، 5278).

فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو سفيان، بأنه ابن عيينة.

ص: 575

10730 -

حدثنا الصغاني، حدثنا أبو معمر

(1)

، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها"

(2)

.

(1)

أبو معمر هو: إسماعيل بن إبراهيم الهذلي -كما في صحيح مسلم- وهو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10729).

ص: 576

10731 -

حدثنا الربيع بن سليمان، أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت الليث

(1)

يقول: حدثني ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: "إن بني هشام

(2)

بن المغيرة استأذنوني، في أن ينكحوا ابنتهم

(3)

علي بن أبي طالب، فلا آذن، ثم لا آذن-

⦗ص: 577⦘

ثلاثًا- إلا أن يشاء ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي، وينكح ابنتهم، فإنما هي بضعة مني، يؤذيني ما آذاها، ويريبني ما رابها"

(4)

.

(1)

الليث هو موضع الالتقاء.

(2)

في الأصل: هشام، والتصويب من نسختي (ل)، (هـ)، وصحيح مسلم.

وبنو هاشم بن المغيرة هم: أعمام بنت أبي جهل، لأنه أبو الحكم عمرو بن هشام بن المغيرة، وقد أسلم أخواه: الحارث بن هشام، وسلمة بن هشام، عام الفتح، وحسن إسلامهما، وممن يدخل في إطلاق (بني هشام بن المغيرة): عكرمة ابن أبي جهل بن هشام، وقد أسلم -أيضًا- وحسن إسلامه. الفتح (9/ 328).

(3)

هي ابنة أبي جهل، واسمها -على الأشهر-: جويرية. وقيل: جميلة. وقيل: العوراء.

وقيل الحيفاء. وقيل: جرهمة.

انظر: الغوامض والمبهمات (1/ 368 - 370/ حديث رقم 327)، والمستفاد (2/ 939 / حديث رقم 362)، والفتح (7/ 86).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10729)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (93).

ص: 576

10732 -

حدثني أبو بكر أحمد بن علي الخراز الدمشقي، قال: حدثنا مروان بن محمد، حدثنا الليث بن سعد، ح.

وحدثنا أبو أمية، حدثنا موسى بن داوود، حدثنا الليث

(1)

، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بني هاشم" فذكر مثله

(2)

.

(1)

الليث هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10729)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (93).

ص: 577

10733 -

حدثنا يزيد بن عبد الصمد، حدثنا يَسَرَة بن صفوان، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة، قالت: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ح.

وحدثنا محمد بن إسماعيل المكي، حدثنا سليمان بن داوود الهاشمي، حدثنا إبراهيم بن سعد

(1)

، عن أبيه، أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة حدثته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة، في وجعه الذي توفي فيه، فسارها بشيء، فبكت، ثم دعاها فسارّها، فضحكت، قالت عائشة: سألت

⦗ص: 578⦘

فاطمة عن ذلك؟ فقالت

(2)

: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه، فبكيت، ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا به، فضحكت

(3)

(4)

.

اللفظ للمكي.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

في الأصل ونسخة (هـ): (قالت)، والذي أثبته من نسخة (ل).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام- (4/ 1904 / حديث رقم 97).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته- (8/ 135/ حديث رقم 4433، 4434)، وأطرافه في:(3623، 3624، 3625، 3626، 3715، 3716، 6285، 6286).

(4)

سيأتي حديث مسروق عن عائشة، برقم (10735)، وفيه أن سبب ضحكها هو:

بشارته لها بأنها سيدة نساء أهل الجنة، فانظر التعليق عليه هناك.

ص: 577

10734 -

حدثنا ابن المنادي، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا إبراهيم ابن سعد

(1)

، بإسناده، مثله: فسألتها عن ذلك: ما الذي سَارّك النبي صلى الله عليه وسلم فبكيت؟ وسارك فضحكت؟ قالت: أخبرني بموته، فبكيت، ثم أخبرني أني أول من يتبعه من أمته، فضحكت

(2)

.

(1)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10733).

ص: 578

10735 -

حدثنا عباس الدوري، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا شيبان، ح.

⦗ص: 579⦘

[و]

(1)

حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا طلق بن غنام

(2)

، حدثنا شيبان، عن فراس

(3)

، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة، قالت: بينا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده جميعًا، لم تغادر منهن واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي، لا والله الذي لا إله إلا هو ما يخطِيء مشيها

(4)

من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مرحبًا بابنتي"، مرتين، قالت: فجلست عن يمينه، أو عن يساره، فسارها فبكت بكاء شديدًا، قلت لها: ما يبكيك يا فاطمة؟ خصك

⦗ص: 580⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيننا بالسِر، ثم أنت تجين

(5)

بما أرى من البكاء، فلما رأى جزعها سارها الثانية، فإذا هي تفتر ضاحكة، قلت: ما رأيت بكاءً أقرب من ضحك، كاليوم قط، قالت: فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: حدثيني يا فاطمة، بما سارك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: والله ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق، لما حدثتني بما سارك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تعلمين -لم يذكر طلق بن غنام: يوم تعلمين، [و]

(6)

قالا-: قالت: أما الآن فنعم، أما الأولى: فإنه قال لي: "أن جبريل عليه السلام، كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني به العام مرتين، وإني لا أرى أجلي إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نعم السلف أنا لك"، فجزعت، فكان

(7)

البكاء لذلك، فسارني الثانية، فقال: "أما ترضين أن تأتي

(8)

يوم القيامة سيدة نساء المؤمنين" أو

⦗ص: 581⦘

"سيدة نساء أهل الجنة"

(9)

(10)

.

وقال عبيد الله بن موسى: "سيدة نساء المؤمنين" أو "سيدة نساء هذه الأمة".

(1)

من نسخة (ل).

(2)

بالغين المعجمة، والنون.

الإكمال (7/ 33).

وهو طلق بن غنام بن معاوية، النخعي، أبو محمد، الكوفي، ت (211) هـ.

وثقه ابن سعد، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعثمان بن أبي شيبة، والعجلي، والدارقطني، وابن شاهين، وابن حجر.

وذكر ابن حجر: أن ابن حزم انفرد بتضعيفه.

انظر: الطبقات الكبرى (6/ 405)، والثقات للعجلي (238 / ترجمة 731)، والكاشف (2/ 41/ ترجة 2511)، وتهذيب التهذيب (5/ 29، 30 / ترجمة 52)، وتقريب التهذيب (466/ ترجمة 3060).

(3)

فراس -ابن يحيى، الهمداني- هو موضع الالتقاء.

(4)

في نسخة (ل) كأنها: (مشيتها)، كما في الصحيحين.

(5)

المجيء: الإتيان. جاء جيئًا ومجيئًا، وحكى سيبويه عن بعض العرب: هو يجيك، بحذف الهمزة.

لسان العرب (1/ 735/ مادة: جيأ).

(6)

من نسخة (ل).

(7)

في نسخة (ل): وكان.

(8)

في الأصل ونسخة (هـ): (تأتين)، والتصويب من نسخة (ل).

(9)

إلى هنا وقف بالحديث في نسخة (ل)، وفيها:(هذه الأمة) بدل (أهل الجنة)، ولفظ (أهل الجنة) جاء عند البخاري برقم (3624).

وهذا الحديث يبين سبب ضحكها، وهو البشارة بأنها سيدة نساء المؤمنين، أو نساء أهل الجنة، ورجحه الحافظ، وبين أن إخباره صلى الله عليه وسلم لها بأنها أول أهله لحاقًا به، كان مضمومًا مع إخباره لها بوفاته -كما سيأتي في الحديث التالي- فلما رأى جزعها بشرها بأنها سيدة نساء المؤمنين، أو نساء أهل الجنة.

الفتح (8/ 135، 136).

(10)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10729)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (98).

ص: 578

10736 -

حدثنا أبو أمية، وإدريس بن بكر، وغيرهما، قالوا: حدثنا أبو نعيم، حدثنا زكريا بن أبي زائدة

(1)

، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"مرحبًا بابنتي"، ثم أجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثًا، فبكت، فقلت لها: استخصّك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه

(2)

، ثم تبكين؟! ثم أسر إليها حديثًا،

⦗ص: 582⦘

فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حُزن! فسألتها عن ما قال؟ فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا قُبض سألتها، فقالت: إنه أسر إلي، فقال:"إن جبريل عليه السلام كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني به العام مرتين، ولا أراه إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقًا بي، ونعم السلف أنا لك"؛ فبكيت لذلك، ثم قال:"ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأمة، أو نساء المؤمنين"؟ فضحكت لذلك

(3)

.

(1)

زكريا بن أبي زائدة هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة (بحديثه) ساقطة من نسخة (ل).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10729)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (99).

ص: 581

‌من مناقب مريم بنت عمران، وآسية، رضي الله عنهما

ص: 583

10737 -

حدثنا إبراهيم بن مسعود الهمداني

[*]

، حدثنا أبو أسامة، حدثنا شعبة

(1)

، قال: أخبرني عمرو بن مرة، قال: سمعت مرة الهمداني، يحدث عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، [ح]

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

_________

[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة ونسخة كوبريللو (5/ ق 158/ ب)(10/ ق 263/ أ): (الهمداني)، وصوابه:(الهمذاني)، وهو على الصواب في نسخة كوبريللو (9/ ق 189/ أ)، وقد جاء على الصواب في المواضع التالية (2871، 3160، 9816)، وعلى الخطأ في هذا الموضع وموضع آخر (10236)، والحديث في إتحاف المهرة (12258)، ولم ينسبه الحافظ لأبي عوانة، ولم يستدركه محققو الكتاب.

ص: 583

10738 -

(1)

- حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا حجاج، قال: حدثني شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت مرة يحدث عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وإن فضل عائشة على النساء، كفضل الثريد

(2)

على سائر الطعام"

(3)

.

(1)

هذا الرقم وضع في أول العمل ثم ظهر الآن أنه خطأ، لكن لم أحذفه محافظة على الفهرسة.

(2)

الثريد -بفتح المثلثة، وكسر الراء-: هو: أن يثرد الخبز بمرق اللحم، وقد يكون معه اللحم. وأصل الثرد: فت الشيء، وما أشبهه.

انظر: مقاييس اللغة (1/ 375)، والمجموع المغيث (1/ 261)، والنهاية (1/ 209)، وفتح الباري (9/ 551).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضل خديجة أم المؤمنين، رضي الله عنها (4/ 1886، 1887 / حديث رقم 70). =

⦗ص: 584⦘

= وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} - (6/ 446/ حديث رقم 341)، وأطرافه في:(3433، 3769، 5418).

ص: 583

10739 -

حدثنا عباس الدوري، حدثنا شبابة، حدثنا شعبة، ح.

وحدثنا الصغاني، أخبرنا أبو النضر، حدثنا شعبة

(1)

، بإسناده، بمثله

(2)

(3)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): مثله.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10738).

ص: 584

‌من مناقب عائشة الصديقة بنت الصديق زوجة النبي صلى الله عليه وسلم

-

(1)

(1)

في نسخة (ح) زيادة: (أم المؤمنين، حبيبة حبيب الله، المرأة من فوق السماء، رضي الله عنها، وعن محبها، وعن أبيها)، وعليها إشارة (لا- إلى).

ص: 585

10740 -

حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُرِيتُكِ في المنام مرتين، أرى أن رجلًا

(2)

يحملك في سَرَقَة

(3)

من حرير، يقول: هذه امرأتك، فأكشف، فأراك؟ فأقول: إن كان هذا من عند الله يمضه"

(4)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

هو ملك، كما سيأتي في الأحاديث الآتية، فكان الملك تمثل له حينئذ رجلًا، والملك هو جبريل، كما جاء عند ابن حبان (الإحسان 16/ 6/ حديث رقم 7094)، وانظر الفتح (9/ 181).

(3)

سرقة -بفتح المهملة والراء والقاف-: أي: قطعة. انظر: غريب أبي عبيد (4/ 241)، والنهاية (2/ 362)، والفتح (7/ 224).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة، رضي الله تعالى عنها- (4/ 1889، 1890 /حديث رقم 79)، من طريق حماد بن زيد، وهي الطريق التالية هنا عند أبي عوانة، ولفظها:(ثلاث ليال).

وأخرجه برقم (79 / الطريق الثاني) من طريق ابن إدريس، وأبي أسامة كليهما عن هشام. ولم يسق لفظهما، بل أحال كما على نحو رواية حماد بن زيد. =

⦗ص: 586⦘

= وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب مناقب الأنصار، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة .. - (7/ 223، 224 / حديث رقم 3895)، من طريق وهيب، وأطرافه في (5078، 7011، من طريق أبي أسامة، وفي (7012)، من طريق أبي معاوية، كلهم عن هشام، بلفظ:(مرتين). وفي (5125) من طريق حماد بن زيد، دون قوله:(ثلاث ليال)، فلعل البخاري حذفها؛ لأن الأكثر رووه بلفظ:(مرتين)، كما قال ابن حجر، وقد أشار إلى رواية حماد بن سلمة -الآتية برقم (10747) - ولفظها:(مرتين أو ثلاثًا) بالشك، وقال: يحتمل أن يكون الشك من هشام؛ فاقتصر البخاري على المحقق، وهو قوله:(مرتين)، وتأكد ذلك عنده برواية أبي معاوية المفسرة، وحذف لفظ (ثلاث)، من رواية حماد بن زيد؛ لأن أصل الحديث ثابت. اهـ. الفتح (12/ 400).

ص: 585

10741 -

حدثنا يوسف القاضي، حدثنا مسدد، حدثنا حماد ابن زيد

(1)

، عن هشام بن عروة، بإسناده: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أريتك في المنام ثلاث ليال، يجيء بك الملك في سرقة [من حرير]

(2)

، فقال: هذه امرأتك؛ فكشفت عن وجهك الثوب، فإذا [هي]

(3)

أنت؛ فقلت إن يك هذا من عند الله يمضه"

(4)

.

(1)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10740).

تنبيه: هذا الحديث في نسخة (ل) وقع بعد الحديث رقم (10743).

ص: 586

10742 -

حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدثنا عمي

(1)

، حدثنا مالك، عن هشام بن عروة

(2)

، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي-صلى الله عليه وسلم قال لها: "رأيتك في المنام مرتين أن رجلًا حملك

(3)

في سَرَقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك؛ فأكشف عنها، فإذا هي أنت؛ فأقول: إن يك هذا من الله يمضه"

(4)

.

(1)

هو: عبد الله بن وهب.

(2)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(3)

في نسخة (ل): يحملك.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10740).

ص: 587

10743 -

حدثنا إبراهيم بن ديزيل، وأبو إسماعيل الترمذي، قالا: حدثنا إسحاق الفروي، عن مالك بن أنس، عن هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي-صلى الله عليه وسلم قال لها: "إني أريت

(2)

في المنام مرتين أن رجلًا يحملك، في سرقة من حرير، فيقول: هذه زوجتك؛ فأكشفها، فإذا [هي]

(3)

أنت؛ فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه"

(4)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

هكذا في الأصل، ونسختي (ل)، (هـ)، إلا أنه في نسخة (ل) ما يشبه الضبة على حرف التاء، وربما استشكلها الناسخ؛ لأن الروايات السابقة واللاحقة بلفظ (رأيتك).

(3)

من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10740).

ص: 587

10744 -

حدثنا حمدان بن علي الوراق، حدثنا معلى بن أسد، حدثنا وهيب، عن هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [لها]

(2)

: "أريتك في المنام مرتين، أن

(3)

رجلًا يحملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك؛ فأكشف عنها، فإذا هي أنت؛ فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه"

(4)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

في نسخة (ل): أرى.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10740).

ص: 588

10745 -

حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا معلى بن أسد، حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، بإسناده، مثله

(2)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10740).

ص: 588

10746 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا يوسف بن بهلول، حدثنا عبد الله بن إدريس

(1)

، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أريتك في المنام مرتين في يد ملك، [يقول]:

(2)

⦗ص: 589⦘

هذه زوجتك، فأقول: إن كان [هذا]

(3)

من عند الله يمضه"

(4)

.

(1)

عبد الله بن إدريس هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل) وفوقها ضبة.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10740).

ص: 588

10747 -

حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، أن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتيت بجارية في سرقه من حرير، بعد وفاة خديجة، قال: فكشفتها فإذا هي أنت، فقلت: إن يكن هذا من عند الله يمضه، مرتين، أو ثلاثًا"

(2)

، وتزوجني بعد وفاة خديجة، وأنا ابنة ست سنين أو سبع، وبنى بي وأنا ابنة تسع سنين وجائني نسوة وأنا ألعب على أرجوحة، وأنا مجممة

(3)

، فذهبن بي

(4)

فصنعنني، وهيأنني، وأهدينني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

(5)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

إلى هنا من الحديث تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10740)، وبقية الحديث سيأتي تخريجها.

(3)

أي: ذات جمة، وهي: الشعر الساقط على المنكبين. انظر النهاية (1/ 300).

(4)

كلمة (بي) ساقطة من نسخة (ل).

(5)

هذا الجزء الثاني من الحديث أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب النكاح، باب تزويج الأب البكر الصغيرة- (2/ 1038/ حديث رقم 69).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب مناقب الأنصار، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم =

⦗ص: 590⦘

= عائشة

(7/ 223/ حديث رقم 3894)، وأطرافه في (3896، 5133، 5134، 5156، 5158، 5160).

ص: 589

10748 -

حدثنا موسى بن سعيد الدنداني، حدثنا أحمد ابن حنبل، ح.

وحدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعرف إذا كنت غضبى، وإذا كنت راضية: إذا غضبت قلت: لا ورب إبراهيم، وإذا رضيت قلت: لا ورب محمد صلى الله عليه وسلم"

(2)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عائشة، رضي الله تعالى عنها- (4/ 1890/ حديث رقم 80).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب النكاح، باب غيرة النساء ووجدهن- (9/ 325/ حديث رقم 5228)، وطرفه في (6078).

ص: 590

10749 -

حدثنا علي بن المديني

(1)

، حدثنا سويد، حدثنا علي ابن

⦗ص: 591⦘

مسهر، حدثنا هشام بن عروة

(2)

، عن أبيه، عن عائشة، بإسناده

(3)

، مثله، قلت: ما أهجر إلا اسمك

(4)

.

(1)

في نسخة (ح): (علي بن الأصبهاني)، لكن ضرب على (الأصبهاني)، وكتب عليها:(ابن المديني)، وتقدم ذكره، انظر الحديث رقم (10728) باسم:(علي ابن الأصبهاني)، ولم يتبين لي من هو، وهو غير علي بن عبد الله بن المديني الإمام؛ لأنه توفي سنة (234) هـ، وأبو عوانة ولد بعد (230) هـ.

(2)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(3)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، وقد ساق الإسناد كاملًا، فلا أدري لماذا ذكرها.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10748).

ص: 590

10750 -

حدثنا إدريس بن بكر، حدثنا محمد بن سعيد، حدثنا علي بن مسهر، بمثله

(1)

.

(1)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10748)، وموضع الالتقاء في هذا الطريق هو هشام بن عروة.

ص: 591

10751 -

حدثنا أبو بكر محمد بن يوسف السراج

(1)

، حدثنا عباد ابن صهيب، حدثنا هشام بن عروة

(2)

، بإسناده

(3)

، مثله، قلت: أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك

(4)

.

(1)

الجرجاني: ذكره حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان (ص 374 / ترجمة 626)، وهو لم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا وذكر أنه مات سنة (257) هـ وعزا ذلك لابن عدي لكن لم أجده في الكامل لابن عدي.

(2)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(3)

كلمة (بإسناده) ساقطة من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10748).

ص: 591

10752 -

حدثني مسرور بن نوح، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى، ح.

وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني المنذر ابن عبد الله بن المنذر الحزامي، قالا: حدثنا هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله ما يخفى علي يا عائشة، إذا كنت راضية، وما يخفى علي إذا كنت علي غضبى"؛ قالت: قلت له: وبم تعرف ذلك يا رسول الله؟ قال: "إذا كنت عني راضية فحلفت، قلت: لا ورب محمد، وإذا كنت علي غضبى فحلفت، قلت: لا ورب إبراهيم". قالت: فقلت: والذي نفسي بيده يا رسول الله، إنما أهجر اسمك

(2)

.

زاد ابن وهب: فقلت: صدقت يا رسول الله

(3)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10748).

(3)

وهذا بمعنى رواية أبي أسامة، عن هشام بن عروة، في الصحيحين، بلفظ:(فقلت: أجل).

ص: 592

10753 -

حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ بمكة، حدثنا أبي

(1)

،

⦗ص: 593⦘

حدثنا عباد بن عباد، عن هشام بن عروة

(2)

، بإسناده، نحوه

(3)

.

(1)

هو: إسماعيل بن سالم، الصائغ، البغدادي، نزيل مكة، ذكره الذهبي فيمن توفي بين (231 - 240 هـ).

ذكره ابن حبان في الثقات. =

⦗ص: 593⦘

= وقال ابن حجر: ثقة.

انظر: الثقات (8/ 101)، وتاريخ بغداد (6/ 274 / ترجمة 3303)، وتاريخ الإسلام (حوادث 231 - 240 هـ / 103/ ترجمة 63)، وتقريب التهذيب (139/ ترجمة 452).

(2)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10748).

ص: 592

10754 -

حدثنا علي بن حرب، وعباس الدوري، وعمار ابن رجاء، قالوا: حدثنا جعفر بن عون، عن هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كنت ألعب بالبنات، فكن صواحباتي يأتينني، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُسَرِّبُهُن

(2)

إلي

(3)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

يسربهن -بسين مهملة، ثم موحدة- أي: يرسلهن. انظر: النهاية (2/ 356)، وفتح الباري (10/ 527).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة، رضي الله تعالى عنها- (4/ 1890، 1891/ حديث رقم 81).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الأدب، باب الانبساط إلى الناس (10/ 526 /حديث رقم 6130).

ص: 593

10755 -

حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، حدثنا أبو أسامة

(1)

،

⦗ص: 594⦘

عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كنت ألعب بالبنات فتجيء صواحبي، فكن ينقمعن

(2)

من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسَرِّبُهُن، يلعبن معي

(3)

.

(1)

أبو أسامة هو موضع الالتقاء.

(2)

انظر الحديث التالي.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10754)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (81 / الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية أبي أسامة، ومسلم ساق إسنادها دون المتن.

ص: 593

10756 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الحكم، قالا: حدثنا أنس بن عياض، عن هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت: كنت ألعب بالبنات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يأتيني صواحبي، قالت: فكن ينقمعن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُسَرِّبُهُن إلي، فيلعبن معي

(2)

.

زاد ابن عبد الحكم: قال أنس بن عياض: ينقمعن

(3)

: يفررن

(4)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10754).

(3)

ينقمعن؛ قال ابن الأثير: أي تغيبن ودخلن في بيت، أو من وراء ستر، وأصله من القمع الذي على رأس الثمرة، أي يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قمعها. النهاية (4/ 109).

(4)

رواية أنس بن عياض لهذا الحديث، لم يذكرها المزي في تحفة الأشراف (12/ 122)، =

⦗ص: 595⦘

= وذكرها ابن حجر في إتحاف المهرة (17/ 347/ حديث رقم 22380).

ص: 594

10757 -

حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا أبو خيثمة

(1)

، حدثنا جرير، عن هشام، بإسناده، كنت ألعب بالبنات في بيته، وهو

(2)

الُلعب. [فذكره]

(3)

.

(1)

أبو خيثمة -زهير بن حرب، كما في صحيح مسلم- هو موضع الالتقاء.

(2)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (ح)، وفي صحيح مسلم:(وهن).

(3)

ما بين المعقوفتين من نسخة (ل)، والحديث تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10754)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (81 / الطريق الثاني).

ص: 595

10758 -

حدثنا أبو جعفر الدارمي، حدثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا وهيب، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن يزيد بن رومان

(1)

، عن عروة

(2)

، عن عائشة، قالت: كنت ألعب بالبنات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

المدني، أبو روح، مولى آل الزبير، ت (130) هـ.

وثقه ابن معين، والنسائي، والذهبي، وابن حجر.

انظر: تأريخ الدارمي (229 / ترجمة 881)، وتهذيب الكمال (32/ 122، 123 / ترجمة 6986)، والكاشف (3/ 242 / ترجمة 6412)، وتقريب التهذيب (1074/ ترجمة 7763).

(2)

عروة هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10754).

ص: 595

10759 -

حدثنا إدريس بن بكر، حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، حدثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه

(2)

، قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

(3)

.

⦗ص: 597⦘

رواه مسلم، عن أبي كريب، عن عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان الناس. بمثله

(4)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل) ضبة هنا، إشارة للإرسال، وانظر تخريج هذا الحديث.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة، رضي الله عنها (4/ 1891/ حديث رقم 92) لكن موصولًا، كما ذكر أبو عوانة عقب الحديث.

وأخرجه البخاري في صحيحه على الوجهين، فأخرجه في كتاب الهبة، باب قبول الهدية (5/ 203 / حديث رقم 2574) عن إبراهيم بن موسى، عن عبدة.

وفي كتاب الهدية- أيضًا، باب من أهدى إلى صاحبة، وتحرى بعض نسائه دون بعض (5/ 205/ حديث رقم 2580) عن سليمان بن حرب، عن حماد ابن زيد. و (حديث رقم 2581) عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن سليمان ابن بلال. كلهم عن هشام، به، موصولًا.

وفي كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة رضي الله عنها (7/ 107/ حديث رقم 3775) عن عبد الله بن عبد الوهاب، عن حماد بن زيد، عن هشام، به، مرسلًا.

ورواية حماد المرسلة أخرجها أبو عوانة -أيضًا- من طريق محمد بن عبيد، عنه، انظر الحديث التالي.

(4)

انظر الإحالة السابقة.

ص: 596

10760 -

حدثنا يوسف القاضي، حدثنا محمد بن عبيد

(1)

، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا هشام بن عروة

(2)

، عن أبيه قال: كان [الناس]

(3)

يتحرون بهداياهم يوم عائشة؛ قالت عائشة: فاجتمع صواحبي

(4)

إلى أم سلمة، فقالوا: يا أم سلمة، إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا يزيد الخير كما تريد عائشة، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يأمر الناس أن يهدوا له حيث كان، قال

(5)

: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم، قالت: فأعرض عني، فلما عاد إليَّ ذكرت له ذاك، فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له ذاك

(6)

، فقلت: إن صواحبي اجتمعن إليّ فقالوا

(7)

: إن

⦗ص: 598⦘

الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، فمُرِ الناس أن يهدوا لك حيث ما كنت؛ فقال:"يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة؛ فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها"

(8)

.

(1)

ابن حساب، الغبري، البصري، ت (238).

(2)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

أي: أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي تسمية بعضهن في الحديث التالي.

(5)

في نسخة (ل): قالت.

(6)

في نسخة (ل): ذلك.

(7)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ).

(8)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10759).

فوائد الاستخراج:

- زيادة قول عائشة: (فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة

) إلى آخر الحديث.

- وهذه الزيادة عند البخاري، من طريق حماد بن زيد، كما سبق في تخريج الحديث السابق.

ص: 597

10761 -

حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة

(1)

، عن أبيه، عن عائشة، أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم-كن حزبين: حزب منها: عائشة، وحفصة، [وصفية، وسودة]

(2)

، والحزب الآخر: أم سلمة، وسائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

. وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى

⦗ص: 599⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرها، حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة، بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة؛ فكلم حزب أم سلمة؛ وقلن لها: كلمي النبي صلى الله عليه وسلم، يكلم الناس، فيقول: من أراد أن يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، هدية فليهدها حيث كان من نسائه، فكلمته أم سلمة بما قلن، فلم يقل لها شيئًا، فسألنها، فقالت: ما قال لي شيئًا، فقلن لها: كلمي

(4)

حتى يكلمك، [قالت]

(5)

فدار إليها فكلمته حين دار إليها أيضًا، فلم يقل لها شيئًا، فسألنها فقالت: ما قال لي شيئًا، فقلن لها: كلمي حتى يكلمك، حين دار عليها فكلمته

(6)

، فقال صلى الله عليه وسلم:"لا تؤذيني في عائشة؛ فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة، إلا عائشة"، قالت: فقالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ثم إنهن

(7)

دعون فاطمة فأرسلنها إلي النبي صلى الله عليه وسلم، فقلن لها: قولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي بكر، فكلمته، قالت: فقال: يا بنية ألا تحبين ما أحب؟ قالت: بلى فرجعت إليهن فأخبرتهن، فقلن:

⦗ص: 600⦘

ارجعي إليه، فأبت أن ترجع؛ فأرسلن زينب بنت جحش، فأغلظت وقالت: إن نساءك ينشدنك الله والعدل، في ابنة أبي قحافة، فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة، وهي قاعدة فسبتها حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تكلم، فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها، فنظر إلى عائشة، فقال: إنها ابنة أبي بكر"

(8)

.

قال إسماعيل [القاضي]

(9)

: كذا حدثنا [به]

(10)

ابن أبي أويس، قال: حدثني أخي، عن سليمان. ورواه محمد بن يحيى، عن إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني سليمان بن بلال

(11)

، بمثله، بإسناده ومتنه

(12)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

أي: بقيتهن، وهن: زينب بنت جحش الأسدية، وأم حبيبة الأموية، وجورية بنت الحارث الخزاعية، وميمونة بنت الحارث الهلالية، دون زينب بنت خزيمة أم المساكين. الفتح (5/ 206).

(4)

في نسخة (ل): كلميه.

(5)

من نسخة (ل).

(6)

جملة: (حين دار عليها فكلمته)، لفظها في نسخة (ل) هكذا:(يعني فكلمته حين دار إليها).

(7)

كلمة (إنهن) ساقطة من نسخة (ل).

(8)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10759).

فوائد الاستخراج:

- هذا المتن لم يورد منه مسلم، من رواية هشام، إلا تحري الصحابة بهداياهم يوم عائشة، وأما بقيته فأخرجه من رواية محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عائشة، وهو الحديث الآتي برقم (1595).

(9)

من نسخة (ل).

(10)

من نسخة (ل).

(11)

يعني بإسقاط الواسطة بين ابن أبي أويس، وسليمان بن بلال، ولم أقف على من وصل رواية محمد بن يحيى، وهو الذهلي.

وأما رواية إسماعيل القاضي فرواها عنه البخاري في صحيحه، كما تقدم -انظر الحديث رقم (10759) - وتابع البخاري حميد بن زنجويه، عند أبي نعيم. انظر الفتح (5/ 206).

(12)

في نسخة (ل) العبارة هكذا: (بمثل إسناده ومتنه).

ص: 598

10762 -

ز- حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، حدثنا الأسود ابن عامر، حدثنا حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم سلمة: "لا تؤذيني في عائشة؛ فإنه [والله]

(1)

ما نزل علي الوحي في لحاف امرأة منكن

(2)

"

(3)

.

قال أبو عوانة: يقال

(4)

: إن هذا الحديث

(5)

ليس من صحيح حديث هشام

(6)

؛ وذاك أن حماد بن سلمة رواه عن هشام، عن عوف ابن

⦗ص: 602⦘

الحارث

(7)

، عن أخته

(8)

، عن أم سلمة، أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم قلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة

(9)

.

وقد قيل: حديث سليمان، عن هشام، حديث محفوظ، وذلك أنه متقن، وقد تابعه على بعض حديثه حماد بن زيد، وعبدة وقد يحتمل أن يكون الحديثان لهشام

(10)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

أي: سواها، كما تقدم في الطرق السابقة، لكن لم يصرح به هنا في كل النسخ التي عندي.

(3)

إسناد المصنف صحيح.

والحديث أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة رضي الله عنها (7/ 107/ حديث رقم 3775) من طريق حماد، به، في قصة، انظر الحديث رقم (10760).

(4)

لم أقف على هذا القائل.

(5)

أي الحديث السابق برقم (1593) وهو من رواية سليمان بن بلال عن هشام ابن عروة، ودليل هذا قول أبي عوانة -في تعليقه الذي سيأتي سطرين-:(وقد قيل: حديث سليمان عن هشام، حديث محفوظ).

(6)

بل هو من صحيح حديثه، فقد أخرجه البخاري في صحيحه، كما تقدم برقم (10761).

(7)

ابن الطفيل بن شجرة، الأزدي.

ذكره ابن حبان في الثقات.

وقال الذهبي: وثق.

وقال ابن حجر: مقبول.

انظر: الثقات (5/ 175)، والكاشف (2/ 302/ ترجمة 4379)، وتقريب التهذيب (757 / ترجمة 5251).

(8)

هي رميثة بنت الحارث بن الطفيل بن شجرة، الأزدية.

ذكرها ابن حبان في الثقات.

وقال الذهبي: وثقت.

وقال ابن حجر: مقبولة.

انظر: الثقات (4/ 244)، والكاشف (426/ ترجمة 55)، وتقريب التهذيب (1355/ ترجمة 8688).

(9)

رواه أحمد في مسنده (6/ 293) -عن الحمادين (حماد بن سلمة، وحماد بن أسامة) كليهما عن هشام، به.

(10)

بل هذا هو الراجح، وقد صححهما النسائي، فأخرجهما في كتاب عشرة النساء =

⦗ص: 603⦘

= (ص 43، 44 / حديث رقم 12، 13) عن عبدة بن سليمان، عن هشام، على الوجهين، وقال: هذا الحديثان صحيحان عن عبدة. اهـ.

ص: 601

10763 -

حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، حدثنا يعقوب ابن إبراهيم بن سعد

(1)

، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن عائشة أزوج النبي صلى الله عليه وسلم]

(2)

قالت: أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي، فأذن لها، فقالت:"يا رسول الله، إن أزواجك أرسلنني يسألنك العدل في بنت أبي قحافة -وأنا ساكتة- قالت: فقال لها: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي بنية، أليس تحبين ما أحب"؟ فقالت

(3)

: بلى، قال:"فحبي هذه". قال: فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجعت

(4)

إلى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرتهن بالذي قالت، وبالذي قال لها

(5)

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلن لها: ما نراك أغنيت عنا من شيء؛ فارجعي إلى

⦗ص: 604⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقولي له: إن أزواجك ينشدنك العدل، في ابنة أبي قحافة، فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها أبدًا، قالت عائشة: فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي كنت تساميني

(6)

منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أر امرأة قط خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالًا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتتقرب به إلى الله عز وجل، ما عدا سَوْرةً

(7)

من حدة

(8)

كانت فيها، تُسرع منها الفيئة

(9)

، قالت: فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها، على الحال التي دخلت فاطمة عليها، وهو بها، فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن أزواجك أرسلنني؛ يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، قالت:

⦗ص: 605⦘

ثم وقعت بي

(10)

فاستطالت عليَّ، وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرقب طَرْفه؛ هل يأذن لي فيها، قال: فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر، قالت: فلما وقعت

(11)

لم أنشبها

(12)

حتى أنحيت

(13)

عليها، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم-وتبسم-: "إنها ابنة أبي بكر"

(14)

.

(1)

يعقوب بن إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسختي (ل)، (ح)، وعليها في نسخة (ح) إشارة (لا- إلى).

(3)

في نسخة (ل): قالت.

(4)

في نسخة (ل): ورجعت.

(5)

كلمة (لها) ساقطة من نسخة (ل).

(6)

أي: تعاليني، مفاعلة من السمو، أي: تنازعني في الحظوة عنده، وتطاولني، وتفاخرني. المجموع المغيث (2/ 132).

(7)

سورة -بسين مهملة مفتوحة، ثم واو ساكنة، ثم راء، ثم تاء-: ثورة، وعجلة غضب.

انظر: النهاية (2/ 420)، وشرح النووي (15/ 202).

(8)

الحدة: كالنشاط، والسرعة في الأمور، والمضاء فيها. النهاية (1/ 352، 353).

(9)

الفيئة -بفتح الفاء، وبالهمز- هي: الرجوع. انظر: المجموع المغيث (2/ 649، 650)، والنهاية (3/ 482، 483)، وشرح النووي (15/ 202).

(10)

وقعتَ بفلان: إذا لمته وعنفته، ووقعت في فلان: إذا عبته وذممته.

انظر النهاية (5/ 215).

(11)

في الأصل ونسخة (هـ): (رفعت)، وفي نسخة (هـ) علامة إهمال فوق حرف الراء.

والذي أثبته من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(12)

لم أنشبها: لم أمهلها. ولم ينشب أفعل كذا: أي: لم يلبث. وحقيقته: لم يتعلق بشيء غيره، ولا استغل بسواه.

انظر: النهاية (5/ 52)، وشرح النووي (15/ 202).

(13)

أنحيت -بالنون، والمهملة- أي: قصدتها، واعتمدتها بالمعارضة.

وذكر ابن الأثير أن المشهور (أثخنت) بالمثلثة، والخاء المعجمة، والنون -وهذا اللفظ هو رواية ثانية عند مسلم. ومعناه- كما قال ابن الأثير-: بالغت في جوابها وأفحمتها.

انظر النهاية (5/ 30) و (1/ 208).

(14)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة، رضي الله تعالى عنها- (4/ 1891، 1892/ حديث رقم 83).

ص: 603

10764 -

حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا خطاب بن سنان

[*]

أبو عمر الحراني

(1)

-كتبت عنه بأنطاكية

(2)

- حدثنا إبراهيم بن سعد

(3)

، عن صالح، قال: قال ابن شهاب: أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فذكر مثله سواء، إلا أنه لم يذكر:(على الحال التي دخلت عليه فاطمة وهو بها)

(4)

، فقط

(5)

(6)

.

(1)

ذكر ابن حبان في ثقاته (8/ 232): خطاب بن سيار الحراني، يروي عن بقية ابن الوليد، روى عنه أبو شعيب صالح بن زياد السوسي، من ساكني الجزيرة. اهـ. فلعله هو، لكن حصل في اسم أبيه تصحيف. والله أعلم.

(2)

أنطاكية -بالفتح، ثم السكون، والياء مخففة-: مدينة من الثغور الشامية، بينها وبين حلب يوم وليلة، وبينها وبين البحر نحو فرسخين. انظر: معجم ما استعجم (1/ 200)، ومعحم البلدان (1/ 316 - 320).

(3)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.

(4)

العبارة في نسخة (ل) هكذا: (على الحال الذي دخلت فاطمة عليها وهو بها).

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10763).

(6)

في نسخة (ل) زيادة: (روى ابن قهزاد، عن عبدان، عن ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، بإسناده مثله).

ورواية ابن قهزاد هذه في صحيح مسلم برقم (83 / الطريق الثاني) - قال: (حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاد). وساق إسناده، وأحال بلفظه على رواية أبي صالح عن الزهري، إلا أنه نبه على أن في رواية يونس:(فلما وقعت بها لم أنشبها أن أثخنتها غلبة). =

⦗ص: 607⦘

= وعبدان هو عبد الله بن عثمان، كما في صحيح مسلم، تقدمت ترجمته.

_________

[*] قال أحمد بسيوني: كذا بالمطبوع، والنسخة الخطية كوبريللو (9/ ق 194/ أ)، وإتحاف المهرة (22733) ونسخة السخاوي منه (6/ ق 147/ ب)، وصوابها: سيار، كما في نسخة كوبريللو (5/ ق 161/ ب).

ص: 606

10765 -

حدثنا أبو إسماعيل، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا عنبسة، حدثنا يونس

(1)

، عن ابن شهاب، بإسناده، بطوله المعنى

(2)

(3)

.

(1)

يونس -ابن يزيد- هو موضع الالتقاء.

(2)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، وفي صحيح مسلم:(مثله في المعنى).

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10763)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (83 / الطريق الثاني).

ص: 607

10766 -

حدثنا محمد بن عزيز الأيلي، قال: حدثني سلامة ابن روح، عن عقيل، عن الزهري

(1)

، قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام، أن عائشة زوج النبي-صلى الله عليه وسلم قالت: أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذنت عليه. ثم ذكر مثله بطوله: لم

(2)

أنشبها أن نحيتها

(3)

عليه

(4)

، قالت: ورسول الله صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 608⦘

يتبسم، فقال:"دعيها ابنة أبي قحافة"

(5)

(6)

.

(1)

الزهري هو موضع الالتقاء.

(2)

حرف (لم) ساقط من نسخنة ل، وضبب مكانه.

(3)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، لكن ضبب فوق كلمة (نحيتها) في نسخة (ل)، وفي صحيح مسلم عن الزهري روايتان: إحداهما بلفظ: (أنحيت عليها) كما تقدم برقم (10763)، والأخرى بلفظ:(أثخنتها عليها).

ولفظ (نحيتها) صحيح لغة، قال ابن الأثير: يقال: نحا وأنحى، وانتحى. النهاية (5/ 30)، وانظر لسان العرب (6/ 4371، 4372 / مادة نحا).

(4)

هكذا (عليه) منقوطة باثنتين في نسختي (ل) - (هـ) وفي صحيح مسلم (غلبة) قال =

⦗ص: 608⦘

= النووي: عليه بالعين المهملة، وبالياء، وفي بعض النسخ بالغين المعجمة. شرح النووي (15/ 202).

(5)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10763).

(6)

كذا الحديث تنتهي الورقة رقم (194) من مصوره نسخة (ل)، التي عندي، والورقة التي بعدها تبدأ بزيادة، ليست في الأصل ولا في نسخة (ح)، ثم يأتي بعدها الحديث رقم (10763)، والزيادة هي:

(ورواه ابن أبي أويس، حدثني سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، أخبرني أبي، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل -في مرضه الذي مات فيه-:"أين أنا غدًا؟ أين أنا غدًا؟ "، يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها. قالت عائشة: فمات في اليوم الذي كان يدور على فيه في بيته، فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري، وخالط ريقه ريقي، قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر، ومعه سواك يستن به، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: اعطني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه، فقصمته ثم مضغته، فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستن به وهو مستند إلى صدري.

رواه أبو علي الزعفراني، حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه بين سحري ونحري، فلما خرجت نفسه لم أجد ريحا -قط- أطيب منه). انتهت الزيادة.

فأما رواية ابن أبي أويس -وهو إسماعيل- فقد رواها البخاري عنه في صحيحه -كتاب المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته (8/ 144/ حديث رقم 4450) - بسندها ومتنها. وذكر الحافظ ابن حجر أنه لم ير رواية إسماعيل بن أبي أويس، في =

⦗ص: 609⦘

= شيء من الروايات، من غير طريق البخاري، عنه بهذا الإسناد، وقال -أيضًا-: وكأن إسماعيل تفرد به -أيضًا- فإنني لم أره من رواية غيره، عن سليمان بن بلال.

اهـ. وأطراف حديث عائشة هذا، عند البخاري في:(890، 1389، 3100، 3774، 4438، 4446، 4449، 4451، 5217، 6510).

وأخرج مسلم من هذا الحديث أوله إلى قولها: (وسحري)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: وجدت في كتابي عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، به. صحيح مسلم -كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة، رضي الله تعالى عنها- (4/ 1893/ حديث رقم 84).

وأما رواية أبي علي الزعفراني، فلم أقف على من وصلها، عنه، لكن الإمام أحمد روى الحديث عن عفان، به. المسند (6/ 121، 122).

قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح على شرط الصحيحين، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة. البداية (5/ 211).

ص: 607

10767 -

حدثنا الصغاني، والحسن بن علي بن عفان، قالا: حدثنا محاضر بن المورع، قال: حدثنا هشام بن عروة

(1)

، عن عباد ابن عبد الله بن الزبير، عن عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [قبل أن يموت]

(2)

وهو مستسند

(3)

إلى صدرها، وأصغت إليه،

⦗ص: 610⦘

يقول: "اللهم اغفر لي، وارحمني، وألحقني بالرفيق"

(4)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (ح)، وفي الصحيحين:(مسند)، وفي الموضع الآخر في البخاري:(مستند).

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها- (4/ 1893/ حديث رقم 84).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته- (8/ 138/ حديث رقم 4440)، وطرفه في (5674).

ص: 609

10768 -

حدثنا يونس، أخبرنا ابن وهب، أن مالكًا

(1)

أخبره، عن هشام بن عروة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول بمثله

(2)

(3)

.

(1)

مالك هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): مثله.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10767).

ص: 610

10769 -

حدثنا محمد بن عبد الحكم، أخبرنا أنس بن عياض، عن هشام بن عروة

(1)

، عن بن عبد الله بن الزبير، أن عائشة أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصغت إليه قبل أن يموت، وهو مسند

(2)

إلى صدرها، يقول:"اللهم اغفر لي، وارحمني، وألحقني بالرفيق"

(3)

(4)

.

(1)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): مستسند.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10767).

(4)

بهذا الحديث ينتهي السفر الثامن من نسخة (ل)، ويتلوه التاسع، وأوله الحديث الآتي =

⦗ص: 611⦘

= برقم (10771)، لكن وقع خطأ في ترتيب الأوراق الثمان الأول، في هذين الجزئين، فوقعت الأوراق التابعة للسفر الثامن، في أول التاسع، والعكس كذلك، في المصورة التي عندي.

ص: 610

10770 -

حدثنا إبراهيم الحربي، حدثنا مسدد، حدثنا إسماعيل

(1)

، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة

(2)

، عن عائشة

(3)

قالت: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، بين سَحْري

(4)

ونَحْري

(5)

(6)

.

(1)

هو ابن علية.

(2)

هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.

(3)

عائشة رضي الله عنها هي موضع الالتقاء.

(4)

السحر -بفتح المهملة، وسكون الحاء المهملة- هو الصدر، وهو في الأصل: الرئة.

الفتح (8/ 139)، وانظر: غريب أبي عبيد (4/ 322)، والمجموع المغيث (2/ 65)، والنهاية (1/ 346).

(5)

النحر -بفتح النون، وسكون المهملة-: موضع النحر. كذا في الفتح.

وقال الحربي: النحر هو موضع القلادة. غريب الحديث للحربي (2/ 444)، والفتح (8/ 139).

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10766).

ص: 611

10771 -

حدثنا الحسن بن عفان -أيضًا

(1)

-، قال: حدثنا أبو أسامة

(2)

، حدثنا هشام بن عروة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن

⦗ص: 612⦘

عائشة، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسند إلى صدري يقول:"اللهم اغفر لي، وارحمني، وألحقني بالرفيق"

(3)

.

(1)

كلمة (أيضًا) ساقطة من نسخة (ل).

(2)

أبو أسامة هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10423)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (85 / الطريق الثاني).

فوائد الاستخراج: ذكر من رواية أبي أسامة، وساق مسلم إسنادها، وأحال بها على رواية مالك بن أنس، عن هشام.

ص: 611

10772 -

حدثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب، حدثنا عبد الله ابن عبد الوهاب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عبد الله ابن أبي مليكة، عن عائشة

(1)

قالت: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، ويومي، وبين سحري ونحري، ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه جريدة رطبة وذكر الحديث

(2)

.

(1)

عائشة رضي الله عنها هي موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10766).

ص: 612

10773 -

حدثنا يونس، حدثنا أبو داوود، حدثنا شعبة

(1)

، عن سعد بن إبراهيم، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مرض مرضه الذي توفي

(2)

فيه، أصابته بحة، فجعلت أسمعه يقول: "في

⦗ص: 613⦘

الرفيق الأعلى مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين

(3)

الآية كلها، فعلمت أنه مخير

(4)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): قبض.

(3)

سورة النساء، آية (69).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10423).

تنبيه: هذا الحديث في نسخة (ل)، وقع قبل الحديث (10772).

ص: 612

10774 -

حدثنا الدقيقي، قال: حدثنا يزيد بن هارون

(1)

، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي بُدئ فيه، فقلت: وارأساه، فقال: وددت أن ذلك وأنا حي؛ فأصلي عليك وأدفنك، قالت: فقلت -غَيْري-: كأني بك

(2)

في ذلك اليوم معرسا

(3)

ببعض نسائك، فقال: "بل أنا وارأساه، ادعي أباك وأخاك؛ فأعهد إليهما؛ فإني أخاف أن يتمنى متمن

(4)

، ويقول قائل: أنا،

⦗ص: 614⦘

ولا، [و]

(5)

يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر"

(6)

.

(1)

يزيد بن هارون هو موضع الالتقاء.

(2)

كلمة (بك) ساقطة في نسخة (ل)، وضبب لها.

(3)

معرسا -بفتح العين المهملة، وتشديد الراء المكسورة، وبسكون العين المهملة وتخفيف الراء- يقال: أعرس، وعرس: إذا بنى على زوجته، ثم استعمل في كل جماع، والأول أشهر؛ لأن التعريس: النزول بليل. الفتح (10/ 125)، وانظر المجموع المغيث (2/ 421)، والنهاية (3/ 206).

(4)

في الأصل ونسخة (هـ): (متمني)، والتصويب من نسخة (ل)، وصحيح مسلم.

(5)

من نسخة (ل).

(6)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10492)، وهذا تكرار له سندًا ومتنًا.

ص: 613

10775 -

حدثني أحمد بن إبراهيم أبو علي القُهُسْتَاني [وغيره]

(1)

، قال

(2)

: حدثنا يحيى بن يحيى

(3)

، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن يحيى ابن سعيد، قال: سمعت القاسم بن محمد، يقول: قالت عائشة

(4)

: وارأساه؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاك

(5)

لو كان وأنا حي؛ فكنت أستغفر لك، و

(6)

⦗ص: 615⦘

أدعو لك، فقالت: واثكل

(7)

أُميِّاه

(8)

، والله إني لأحسبك تحب موتي، ولو كان ذلك، لظللت آخر يومك معرسًا ببعض أزواجك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل أنا وارأساه، أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه، فأعهد؛ أن

(9)

يقول القائلون، أو يتمنى المتمنَون"

(10)

، ثم قال: يأبى الله، ويدفع المؤمنون أو يدفع الله، ويأبى المؤمنون"

(11)

(12)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

في نسخة (ل): قالا.

(3)

ابن بكر بن عبد الرحمن، التميمي، أبو زكريا، النيسابوري، ت (226) هـ على الصحيح.

وثقه الأئمة وأثنوا عليه، منهم: إسحاق بن راهويه، وأحمد، وأبو زرعة، والنسائي، وابن حبان، وابن حجر.

انظر: الجرح والتعديل (9/ 197/ ترجمة 823)، والثقات (9/ 261، 262)، وتهذيب الكمال (32/ 31 - 37 / ترجمة 6943)، وتقريب التهذيب (1069/ ترجمة 7718).

(4)

عائشة رضي الله عنها هي موضع الالتقاء.

(5)

في نسخة (ل): ذلك.

(6)

في نسخة (ل): أو.

(7)

الثكل -بضم الثاء، وسكون الكاف، ويفتحان أيضًا-: فقد الولد، أو من يعز على الفاقد.

انظر: المجموع المغيث (1/ 269)، والنهاية (1/ 217)، ولسان العرب (1/ 495)، وفتح الباري (10/ 125).

(8)

في نسخة (ل): أماه.

(9)

حرف (أن) ساقط من نسخة (ل).

(10)

هكذا في الأصل ونسخة (هـ) وفي نسخة (ل): المتمنون.

(11)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10492).

(12)

في نسخة (ل) زيادة: (روى عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، في رجال في أهل العلم، أن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول .. وهو صحيح-: "إنه لم يقبض نبي قط، حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يخير". انتهت الزيادة.

وهذه الزيادة هي جزء من الحديث المتقدم برقم (10424).

ص: 614

10776 -

حدثنا عباس الدوري، وأبو داوود الحراني، وأبو أمية

⦗ص: 616⦘

الطرسوسي، قالوا: حدثنا أبو نعيم

(1)

، حدثنا عبد الواحد بن أيمن، قال: حدثني ابن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج، أقرع بين نسائه، فصارت

(2)

القرعة على عائشة وحفصة، فخرجتا معه جميعًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل، سار مع عائشة يتحدث معها؟ فقالت حفصة لعائشة: ألا تركبين الليلة بعيري، وأركب بعيرك، فتنظرين وأنظر؟ قالت: بلى، فركبت عائشة على بعير حفصة، وركبت حفصة على بعير عائشة، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم-إلى جمل عائشة، وعليه حفصة، فسلم ثم سار معها حتى نزلوا، ففقدته عائشة، فغارت، فلما نزلوا جعلت تجعل رجلها بين الإذخر

(3)

، وتقول: يا رب سلط علي حية أو عقربًا تلدغني، فإن

(4)

رسولك لا أستطيع أن أقول له شيئًا

(5)

.

(1)

أبو نعيم -الفضل بن دكين- هو موضع الالتقاء.

(2)

في الصحيحين: (فطارت).

قال ابن حجر: أي: حصلت، وطير كل إنسان نصيبه. الفتح (9/ 311).

(3)

في نسخة (ل): (الأرض)، ولعله سبق قلم من الناسخ.

(4)

كلمة (فإن) ساقطة من نسخة (ل).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة، رضي الله تعالى عنها- (4/ 1894، 1895 /حديث رقم 88). =

⦗ص: 617⦘

= وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب النكاح، باب القرعة بين النساء إذا أراد السفر- (9/ 310/ حديث رقم 5211).

ص: 615

10777 -

حدثنا الحسن بن علي بن عفان، حدثنا حسين الجعفي، حدثنا زائدة، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري

(1)

، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"

(2)

.

(1)

عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري هو موضع الالتقاء.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة، رضي الله تعالى عنها- (4/ 1895/ حديث رقم 89).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة، رضي الله عنها (7/ 106/ حديث رقم 3770)، وطرفاه في (5419، 5428).

ص: 617

10778 -

حدثنا علي بن المبارك الصنعاني

(1)

بصنعاء، حدثنا ابن

⦗ص: 618⦘

أبي أويس، ح.

وحدثنا أبو المثنى، وأبو قلابة، قالا: حدثنا القعنبي

(2)

، [قالا]

(3)

حدثنا سليمان بن بلال، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "فضل عائشة على النساء، كفضل الثريد على سائر الطعام"

(4)

.

(1)

هو: علي بن محمد بن عبد الله بن المبارك.

هكذا سماه المزي في الرواة عن (زيد بن المبارك)، وكذلك سماه الخليلي وكناه: أبا الحسن، فيما نقله الذهبي عنه، ولم أجده في الإرشاد.

وذكر المزي أنه ابن اخت (زيد بن المبارك).

وذكره ياقوت الحموي باسم: علي بن عبد الله بن المبارك. فلعله نسب إلى جده.

انظر: معجم البلدان (3/ 487)، وتهذيب الكمال (10/ 105/ ترجمة 2126)، وتأريخ الإسلام (حوادث 281 - 290 هـ / ص 230 / ترجمة 371).

(2)

القعنبي هو موضع الالتقاء.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10777).

ص: 617

10779 -

حدثنا أبو الأحوص القاضي، قال: حدثنا محمد ابن كثير، عن الأوزاعي، عن عبد الله بن عبد الرحمن

(1)

، عن أنس بن مالك، مثله

(2)

(3)

.

(1)

عبد الله بن عبد الرحمن هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10777).

(3)

في نسخة (هـ) ذكر المتن -مثل متن الحديث السابق- ووضع عليه إشارة (لا- إلى).

ص: 618

10780 -

حدثني أبو علي القُهُسْتَاني، حدثنا يحيى بن يحيى

(1)

، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، وعبد الله بن عبد الرحمن

(2)

، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة [على

⦗ص: 619⦘

النساء]

(3)

". بمثله

(4)

.

(1)

ابن بكر بن عبد الرحمن التميمي، أبو زكريا النيسابوري.

(2)

عبد الله بن عبد الرحمن هو موضع الالتقاء.

(3)

من نسخة (ل).

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10777).

ص: 618

10781 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا أبو اليمان

(1)

، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا: "يا عائشة نزل جبريل [عليه السلام]

(2)

وهو يقرأ عليك السلام"؛ فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، قالت: وهو يرى ما لا أرى!

(3)

.

(1)

أبو اليمان هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة، رضي الله تعالى عنها- (4/ 1896/ حديث رقم 91).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الأدب، باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفًا- (10/ 581 / حيث رقم 6201)، وأطرافه في (2217، 3768، 6249، 6253).

ص: 619

10782 -

حدثنا أبو الحسن الميموني، حدثنا أحمد بن شبيب ابن سعيد، حدثنا أبي، حدثنا يونس، عن ابن شهاب

(1)

، قال: حدثني أبو سلمة، أن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " [ياعائشة]

(2)

هذا

⦗ص: 620⦘

جبريل، وهو يقرأ عليك السلام"، قلت

(3)

: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، يرى ما لا أرى! تريد بذلك النبي صلى الله عليه وسلم

(4)

.

(1)

ابن شهاب هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسختي (ل)، (ح).

(3)

في نسخة (ل): فقلت.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10781).

ص: 619

10783 -

حدثنا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي، حدثنا علي ابن بحر، حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري

(1)

، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " [يا عائشة]

(2)

هذا جبريل يقرأ عليك السلام"، قلت

(3)

: وعليك وعليه السلام ورحمة الله، يرى ما لا أرى!

(4)

.

(1)

الزهري هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسخة (ل).

(3)

في نسخة (ل): قالت.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10781).

ص: 620

10784 -

حدثنا أبو الحسن بن البناء، حدثنا أحمد بن عبد الله ابن عروة، حدثنا عبد الملك بن الصباح، عن معمر، بإسناده، بمثله

(1)

: وبركاته، ترى ما لا نرى يا رسول الله!

(2)

.

(1)

في نسخة (ل): مثله.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10781).

ص: 620

10785 -

حدثنا الصغاني، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا زكريا

(1)

. قال الصغاني: وحدثنا يعلى

(2)

، حدثنا زكريا، عن الشعبي، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن جبريل يقرأ عليك السلام"، قالت: فقلت: وعليه السلام ورحمة الله

(3)

.

(1)

زكريا بن أبي زائدة -هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق.

(2)

يعلى -ابن عبيد- هو موضع الالتقاء.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10781)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (90).

ص: 621

10786 -

حدثنا عباس الدوري، حدثنا يعلى [ح]

(1)

.

وحدثنا أبو أمية، حدثنا يعلى

(2)

، وأبو نعيم

(3)

، قالا: حدثنا زكريا ابن أبي زائدة، عن عامر، عن أبي سلمة، أن عائشة حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:"إن جبريل يقرأ عليك السلام"؛ فقلت: وعليه السلام ورحمة الله

(4)

.

(1)

من نسخة (ل).

(2)

يعلى -ابن عبيد- هو موضع الالتقاء، في الطريقين.

(3)

أبو نعيم -الفضل بن دكين الملائي- هو موضع الالتقاء أيضًا.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10781)، وطريق (يعلى بن عبيد) عند مسلم برقم (90)، وطريق (أبي نعيم) برقم (90 / الطريق الثاني).

ص: 621

10787 -

حدثنا يوسف بن مسلم، وأبو العباس الغزي، قالا: حدثنا أبو نعيم

(1)

، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، قال: سمعت عامرًا يقول:

⦗ص: 622⦘

حدثني أبو سلمة، أن عائشة حدثته، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها مثله

(2)

: وبركاته

(3)

.

(1)

أبو نعيم -الفضل بن دكين- هو موضع الالتقاء.

(2)

في نسخة (ل): بمثله.

(3)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10781)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (90 / الطريق الثاني).

ص: 621

10788 -

حدثنا الحسين بن الحكم الحبري، حدثنا أبو نعيم

(1)

، بمثله: وبركاته

(2)

.

(1)

أبو نعيم هو موضع الالتقاء.

(2)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10781)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (90 / الطريق الثاني).

ص: 622

10789 -

أملى عليّ أبو محمد علي بن عثمان النفيلي، حدثنا أبو جعفر النفيلي، وأبو مسهر

(1)

، والحسن بن أعين، قالوا: حدثنا عيسى ابن يونس

(2)

، حدثنا هشام بن عروة، عن عبد الله بن عروة، عن عروة، عن عائشة، قالت: جلس إحدى عشرة امرأة، فتعاهدن وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئًا:

قالت الأولى: زوجي لحم جمل غث

(3)

، على رأس جبل، لا سهل

⦗ص: 623⦘

فيرتقى، ولا سمين

(4)

فينتقل.

قالت الثانية: زوجي لا أبث خبره؛ إني أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عُجَره وبُجَره

(5)

.

⦗ص: 624⦘

قالت الثالثة: زوجي العشنق

(6)

، إن أنطق أُطلَّق، وإن أسكت أُعلق. قالت الرابعة: زوجي كليل تهامة

(7)

، لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة

(8)

.

قالت الخامسة: زوجي إن أكل لف

(9)

، وإن شرب اشتف

(10)

، وإن

⦗ص: 625⦘

اضطجع التف

(11)

، ولا يولج الكف، ليعلم البث

(12)

.

قالت السادسة: زوجي إن دخل فهد

(13)

، وإن خرج أسد

(14)

، ولا يسأل عما عهد

(15)

.

قالت السابعة: زوجي عياياء

(16)

⦗ص: 626⦘

طباقا

(17)

، كل داء له دَاء

(18)

، شجك أو فلك

(19)

، أو جمع كلا لك.

قالت الثامنة: زوجي المس مس أرنب، والريح ريح زرنب

(20)

.

قالت التاسعة: زوجي رفيع العِماد

(21)

، طويل النِّجَاد

(22)

⦗ص: 627⦘

عظيم الرماد، قريب البيت من الناد

(23)

.

قالت العاشرة: زوجي مالك، وما مالك؟! مالك خير من ذلك، له إبل قليلات المسارح

(24)

، كثيرات المبارك

(25)

، إذا سمعن صوت المِزْهَر

(26)

أيقن أنهن هوالك

(27)

.

⦗ص: 628⦘

قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع، وما أبو زرع؟! أَنَاسَ

(28)

من حُلِيٍ أُذُنَيَّ، وملأ من شَحمٍ عَضُدَيَّ، وبجحني

(29)

فبجحت

(30)

إليّ نفسي، وجدني في أهل غُنيْمَة بِشِقٍ

(31)

، فجعلني في أهل صَهِيل

(32)

وأطيط

(33)

، ودائس

(34)

⦗ص: 629⦘

ومُنَقّ

(35)

، وعنده أقول فلا أقبّح، وأرقد فأتصبح

(36)

، وأشرب فَأَتَقَمَّحْ

(37)

أم أبي زرع، وما أم أبي زرع؟! عكومها

(38)

رداح

(39)

، وبيتها فَساح

(40)

.

⦗ص: 630⦘

ابن أبي زرع، وما ابن أبي زرع؟! مضجعه كَمَسَلِّ

(41)

شَطْبَةٍ

(42)

، وتشبعه ذرَاعُ الجَفْرة

(43)

.

ابنة أبي زرع، وما ابنة أبي زرع؟! طوع أبيها وطوع أمها، وملء كسائها

(44)

، وغيظ جارتها

(45)

.

جارية أبي زرع، وما جارية أبي زرع؟! لا تبث

(46)

حديثنا تبثيثا، ولا

⦗ص: 631⦘

تُنَقِّثُ

(47)

مِيْرَتَنَا

(48)

تَنْقِيْثًا، ولا تملأ بيتنا تعشيشا

(49)

.

⦗ص: 632⦘

قالت: خرج أبو زرع، والأَوْطَابُ

(50)

تُمْخَضُ

(51)

، فلقي امرأة معها ولدان كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمانتين

(52)

؛ فطلقني ونكحها، فنكحت بعده رجلًا سريا

(53)

ركب شريًا

(54)

، وأخذ خطيا

(55)

⦗ص: 633⦘

وأراح علي نعَما

(56)

ثريّا

(57)

، وقال لي: كلي أم زرع، وميري أهلك، وأعطاني من كل رائحة

(58)

زوجًا

(59)

، فلو جمعت كل شيء أعطانيه، ما بلغت أصغر آنية أبي زرع

(60)

.

قالت عائشة: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة، كنت لك كأبي زرع لأم زرع"

(61)

.

⦗ص: 634⦘

اللفظ لأبي جعفر النفيلي، وقال: ولا تنقل ميرتنا تنقيثا

(62)

.

(1)

هو عبد الأعلى بن مسهر، الغساني، الدمشقي، ت (218) هـ.

(2)

عيسى بن يونس هو موضع الالتقاء.

(3)

بفتح المعجمة، وتشديد المثلث، أي: مهزول. كذا قال أبو عبيد، وسائر أهل الغريب، =

⦗ص: 623⦘

= والشراح، كما قال النووي. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 289)، وشرح النووي (15/ 209)، وفتح الباري (9/ 259). وفيه: يجوز جره، صفة للجمع، ورفعه، صفة للحم.

تنبيه: هذا الحديث مليء بالكلمات الغريبة، وكلماته مبثوثة في كتب الغريب، وشرحه أبو عبيد (2/ 286 - 309)، والزمخشرى في الفائق (3/ 48 - 54)، والنووي في شرحه على صحيح مسلم (15/ 208 - 217)، وابن حجر في الفتح (9/ 255 - 278).

وأُفردت فيه مؤلفات خاصة به، منها:(بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد) للقاضي عياض، وهو أوسعها وأجمعها، كما قال الحافظ في الفتح (9/ 256).

وقد أفردت كلماته الغريبة، وجمعت مادتها العلمية من المصادر في بطاقات كبيرة، فزادت على (49) بطاقة، وكادت أن تكون كتابًا مستقلًا، فرأيت -بمشورة المشرف -أثابه الله- أن أختصرها جدًّا، وأحيل على مرجع أو مرجعين، للكلمة الواحدة، ومن أراد التوسع فليراجع المصادر الآنفة الذكر. والفتح (9/ 259).

(4)

سهل، سمين: بالفتح بلا تنوين فيهما، ويجوز فيهما الرفع على خبر مبتدأ مضمر، أي: لا هو سهل ولا سمين، ويجوز الجر على أنهما صفة جمل وجبل. الفتح (9/ 259).

(5)

العجر والبجر -بضم أولهما، وفتح جيمهما، الأول بعين مهملة، والثاني بموحدة- =

⦗ص: 624⦘

= جمع عجرة وبجرة، بضم فسكون.

والعجر: تعقد والعروق في الجسد، حتى تراها ناتئة، والبجر نحوها إلا أنها في البطن خاصة، ثم استعملا في الهموم والأحزان، وفي المعايب.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 290)، وفتح الباري (9/ 260).

(6)

بفتح العين المهملة، والشين المعجمة، والنون، وآخره قاف، هو: الطويل. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 291)، والفتح (9/ 260).

(7)

تهامة تقع غرب الجزيرة العربية، من عدن جنوبا إلى عسفان -بلدة شمال جده- شمالًا، ويحدها غربًا البحر، وشرقًا جبال السراة. انظر: معجم ما استعجم (1/ 5 - 16)، ومعجم البلدان (2/ 74، 75).

(8)

قولها: (لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة) هو بالفتح بغير تنوين؛ مبنية مع (لا) على الفتح، وجاء الرفع مع التنوين فيها. الفتح (9/ 261).

(9)

اللف في الأكل: الإكثار منه، والتخليط من صنوفه، واستقصاؤه حتى لا يبقى منه شيء. بغية الرائد (ص 80).

(10)

الاشتفاف في الشرب: استقصاء ما في الإناء، مأخوذ من الشفافة -بالضم والتخفيف- وهي البقية تبقى في الإناء، فإذا شربها صاحبها قيل: اشتفها. انظر: بغية الرائد (ص 80)، والفتح (9/ 263).

(11)

أي: إذا نام تلفف في ثوب، ونام ناحية عنها.

(12)

البث: الحزن. ويطلق على الشكوى، وعلى المرض، وعلى الأمر الذي لا يصبر عليه. بغية الرائد (ص 81)، والفتح (9/ 263).

(13)

فهد -بفتح الفاء، وكسر الهاء- مشتق من الفهد- تصفه بكثرة النوم والغفلة في منزله، على وجه المدح له. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 295) والفتح (98/ 261).

(14)

أسد -بفتح الهمزة، وكسر السين- مشتق من الأسد. تصفه بالشجاعة ومعناه: إذا صار بين الناس، أو خالط الحرب، كان الأسد. غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 296)، وشرح النووي (5/ 210).

(15)

يعني أنه شديد الكرم، كثير التغاضي، لا يتفقد ما ذهب من ماله. الفتح (9/ 262).

(16)

العيايا -بالعين المهملة- الذي تعييه مباضعة النساء. وقيل: الذي لا يتجه لشيء، ولا يتصرف في الأمور.

والذي في الصحيحين: (غياياء أو عياياء) بفتح المعجمة بعدها تحتانية خفيفة، ثم أخرى بعد الألف الأولى، والتى بعدها بمهملة، وهو شك من راوي الخبر: عيسى بن يونس.

وفي معنى (غياياء) بالمعجمة أقوال: منها: أن الغياية كل ما أظل الإنسان فوق =

⦗ص: 626⦘

= رأسه، من سحاب وغيره، ونحو ذلك، فكأنه غطي عليه من جهله، وسترت عنه مصالحه.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 295، 294)، وبغية الرائد (ص 89)، والفتح (9/ 263).

(17)

الطباقا: الذي تنطبق عليه أموره، فلا يهتدي لوجها. وقيل غير ذلك. انظر النهاية (3/ 114).

(18)

كل داء له داء، أي: أن كل داء تفرق في الناس فهو فيه. ويحتمل أن يكون معناه: كل داء فيه في غاية التناهي.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 295)، والفتح (9/ 264).

(19)

الشج في الرأس خاصة، وهو أي يضربه بشيء فيجرحه فيه ويشقه. والفل في سائر الجسد. انظر بغية الرائد (ص 91)، والنهاية (2/ 445).

(20)

زرنب -بوزن: أرنب، لكن أوله زاي- نبات طيب الريح، وقيل: شجر طيب الريح.

وقيل: الزعفران. انظر: النهاية، (2/ 301)، والفتح (9/ 264).

(21)

العماد والعمود: الخشبة إلى يقوم عليها البيت. كَنَّت بارتفاعه عن شرفه، وارتفاع بيته.

انظر: درة الضرع (ص 48)، والنهاية (3/ 296).

(22)

النجاد -بكسر النون، وجيم خفيفة- حمائل السيف. كنَّت بذلك عن طول قامته.

انظر: درة الضرع (ص 48)، والفتح (9/ 296).

(23)

الفصيح في العربية: (النادي) بالياء، لكن المشهور في الرواية حذف الياء ليتم الجمع.

وقد وصفت زوجها بالكرم والسؤدد لأنه لا قريبُ بيته من النادي إلا من هذه صفته، لأن الضيفان يقصدون النادي، ولأن أصحاب النادي يأخذون ما يحتاجون إليه في مجلسهم من بيت قريب النادي، واللئام يتباعدون من النادي، والنادي، والندى، والمنتدى: مجلس القوم. انظر: شرح النووي (15/ 211).

(24)

المسارح: جمع مسرح، وهو: الموضع الذي تطلق لترعى فيه. الفتح (9/ 266).

(25)

المبارك: جمع مبرك، وهو: موضع نزول الإبل. الفتح (9/ 266).

ومعنى (قليلات المسارح، كثيرات المبارك): أنه لاستعداده للضيفان، بلحومها وألبابها، وكرم خلقه، لا يوجههن نهارًا إلا قليلًا، ولكنهن يبركن بفنائه، فإن فاجأه ضيف فيقريه من لحمها ولبنها. بغية الرائد (ص 107)، وانظر الفتح (9/ 266، 267).

(26)

المزهر -بكسر الميم، وسكون الزاي، وفتح الهاء كمنبر-: العود الذي يضرب به، ويغني فيه.

انظر: بغية الرائد (ص 105)، والفتح (9/ 266)، والقاموس المحيط (1/ 403).

(27)

أي: أنه مما كثرت عادته بإنزال الضيفان، وإطعامهم، وسقيهم وضرب المعازف عليهم، ونحره الإبل، لذلك صارت الإبل إذا سمعت المعازف عرفت بجري عادتها أنها تنحر. بغية الرائد (ص 109).

(28)

أناس -بفتح الهمز، وتخفيف النون، وبعد الألف مهملة- أي حرك أذني بالحلي، من القرط والشنوف. والنوس: حركة كل شيء متدل.

بغية الرائد (ص 118)، والفتح (9/ 267).

(29)

فيها روايتان: تشديد الجيم، وتخفيفها.

شرح النووي (15/ 212)، والفتح (9/ 267).

(30)

فيها لغتان: فتح الجيم، وكسرها، والكسر أفصح. والمعنى: فرحني ففرحت. وقيل: عظمني فعظمت عند نفسي.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 301)، وشرح النووي (15/ 212).

(31)

المعروف في روايات الحديث، والمشهور لأهل الحديث: كسر الشين. وعند أهل اللغة: فتحها وفيه ثلاثة أقوال: أحدها: أنه موضع بعينه. والثاني: أنه شق جبل، كانوا فيه لقلتهم. الثالث: أنهم كانوا في شظف من العيش.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 301)، وشرح النووي (15/ 212).

(32)

الصهيل: أصوات الخيل. غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 301).

(33)

الأطيط: أصوات الإبل وحنينها. النهاية (1/ 54).

(34)

الدائس هو: الذي يدوس الطعام، ويدقه بالفدان، ليخرج الحب من السنبل.

فأرادت: أضم أصحاب زرع.

بغية الرائد (ص 124، 125)، والنهاية (2/ 140).

(35)

منق -بضم الميم، وفتح النون- على الصحيح المشهور -وتشديد القاف- المراد به: الذي ينقي الطعام، أي يخرجه من بيته وقشوره. والمقصود: أنه صاحب زرع، ويدوسه وينقيه. هذا كلام النووي وغيره. وفيه أقوال أخرى. انظر: شرح النووي (15/ 213)، وفتح الباري (9/ 268).

(36)

أي: أنام الصبحة، وهي بعد الصباح، أي أنها مكفية بمن يخدمها. شرح النووي (15/ 213).

(37)

هكذا بالميم، وفي الصحيحين:(أتقنح) بالنون.

قال البخاري: وقال بعضهم: فأنقمح بالميم، وهذا أصح. اهـ.

وقال عياض: لم يقع في الصحيحين إلا بالنون، ورواه الأكثر في غيرهما بالميم. اهـ.

وبها بمعنى؛، لأن الميم والنون يتعاقبان، مثل (امتقع لونه) و (انتقع).

وهو مأخوذ من قمح البعير يقمح: إذا رفع رأسه من الماء بعد الري.

وقد تواردت أقوال الشراح على أن المعنى: أنها تشرب حتى لا تجد مساغًا، أو: أنها لا يقلل مشروبها، ولا يقطع عليها، حتى تتم شهوتها منه.

انظر: بغية الرائد (ص 127)، والنهاية (4/ 106)، والفتح (9/ 268، 269)، وتخريج الحديث.

(38)

العكوم -بضم المهملة- جمع عكم -بكسرها وسكون الكاف- هي الأعدال والأحمال، التي تجمع فيها الأمتعة. انظر: بغية الرائد (ص 132)، والفتح (9/ 269).

(39)

رداح -بفتح الراء وكسرها، وآخره مهملة- أي: عظام كثيرة الحشو.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/ 305)، والفتح (9/ 269).

(40)

فساح -بفتح الفاء، وتخفيف السين المهملة- أي: واسع. شرح النووي (15/ 213).

(41)

مسل -بفتح الميم والسين المهملة، وتشديد اللام- مصدر بمعنى المسلول، أي: ما سل من قشره.

انظر: المجموع المغيث (2/ 116)، وشرح النووي (15/ 213).

(42)

شطبة -بشين معجمة، ثم طاء مهملة ساكنة، ثم موحدة، ثم هاء- هي: ما شطب من جريد النخل، وهو سعفه، وهو أن تشق منه قضبان رقاق، تنسج منه الحصر.

وقال ابن حبيب: الشطبة: العويد المحدد، كالمسلة.

ومرادها: أنه مهفهف خفيف اللحم، كالشطبة.

انظر: بغية الرائد (ص 137)، وشرح النووي (15/ 213، 214).

(43)

الجفرة -بفتح الجيم، وسكون الفاء-: الأنثى من أولاد المعز، والذكر: جفر، وهو ابن أربعة أشهر. انظر: بغية الرائد (ص 137)، والفتح (9/ 270).

(44)

سيأتي في الحديث الآتي برقم (1623) لفظ: (صفر ردائها)، فانظره.

(45)

المراد بجارتها: ضرتها، ويحتمل أن تكون الجارة بالسكنى، يغيظها ما ترى من حسنها، وجمالها، وعفتها، وأدبها. انظر: الرائد (ص 139)، وشرح النووي (15/ 214).

(46)

تبث -بالموحدة، ثم المثلثة- وفي رواية: تنث -بالنون- وهما بمعنى، أي: لا تشيعه وتظهره. انظر: بغية الرائد (ص 149)، وشرح النووي (15/ 214).

(47)

في الأصل ونسخة (ح): (تنقت) بالمثناة آخره، وكذلك كلمة (تنقيتا)، وفوقها ما يشبه الضبة في نسخة (ح)، والذي أثبته من نسخة (ل) والصحيحين.

قال ابن حجر: تنقث بتشديد القاف، بعدها مثلثة، كذا في البخاري، وضبطه عياض في (مسلم) بفتح أوله، وسكون النون، وضم القاف. اهـ. وهي عند مسلم على الوجهين، كما ذكر النووي.

وفي معناه أقوال: منها قول أبي عبيد: يعني الطعام لا تأخذه فتذهب به، تصفها بالأمانة، والتنقيث: الإسراع في السير. اهـ.

ومنها قول النيسابوري: التنقيث: إخراج ما في منزل أهلها إلى غيرهم.

ومنها قول ابن حبيب: معناه لا تفسده، ولا تفرقه، ولا تسرع فيه، وليس من الإسراع في السير، والتنقيث من الفساد والتفرقة.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 307)، وبغية الرائد (ص 149، 150)، والفتح (9/ 271)، وشرح النووي (15/ 216).

(48)

الميرة -بكسر الميم، وسكون التحتانية، بعدها راء- هي: الطعام. وأصله من امتيار البوادي من الحواضر، أي: ما يحمله البدوي من الحضر، ويحمله إلي منزله، لينتفع به أهله.

انظر بغية الرائد (ص 162)، والفتح (9/ 272).

(49)

تعشيشا -بالعين المهملة، بعدها معجمتين- أي أنها مصلحة للبيت، مهتبلة بتنظيفه وإلقاء كناسته، وإبعادها عنه، وليست ممن تضم كناسته وسقطه ها هنا وها هنا، وتتركها مجتمعة في أماكن منه كأنها الأعشاش.

انظر: بغية الرائد (ص 151)، والفتح (9/ 272).

(50)

الأوطاب جمع وطب -بفتح الواو، وسكون الطاء المهملة- وهي: أسقية اللبن.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 308)، ولسان العرب (6/ 4865).

(51)

المخض: تحريك السقاء الذي فيه اللبن، ليخرج زبده.

ومرادها، أنه يبكر بخروجه من منزلها غدوة، وقت قيام الخدم والعبيد لأشغالهم.

ويحتمل أنها أرادت أن الوقت الذي خرج فيه، كان في زمن الخصب، وطيب الربيع.

انظر: بغية الرائد (ص 156، 157)، والنهاية (4/ 307)، والفتح (9/ 273).

(52)

سيأتي بيان هذا اللعب، في الحديث الآتي برقم (1627).

(53)

سريا -بالسين المهملة، ثم راء، ثم تحتانية ثقيلة- أي: من سراة الناس، وهم كبراؤهم، والسري من كل شيء: خياره، وقيل: سخيا.

انظر: بغية الرائد (ص 160)، والفتح (9/ 274).

(54)

شريا -بمعجمة، ثم راء، ثم تحتانية ثقيلة- تعني: فرسًا خيارًا فائقًا. والشري: الفرس الذي يستشري في سيره، أي: يلج ويمضي بلا فتور ولا انكسار.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 308)، والفتح (9/ 274).

(55)

خطيا -بفتح الخاء المعجمة، وكسر الطاء المهملة- نسبة إلى الخط، صفة موصوف، وهو الرمح. والخط: موضع بنواحي البحرين، تجلب منه الرِماح.

الفتح (9/ 274)، وانظر: بغية الرائد (ص 161).

(56)

نعما -بفتحتين- هو جمع لا واحد له من لفظه، وهو: الإبل خاصة، ويطلق على جميع المواشي إذا كان فيها الإبل. الفتح (9/ 274).

(57)

الثري: الكثير من كل شيء. غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 309).

(58)

أي مما يروح من الإبل، والبقر، والغنم. شرح النووي (15/ 215).

(59)

أي: اثنين. ويحتمل أنها أرادت صنفا. والزوج يطلق على الصنف.

شرح النووي على مسلم (15/ 215).

(60)

قولها: (فلو جمعت كل

) الخ، يعني به: أن أحواله عندها محتقره بالنسبة لأبي زرع، وأنه لم يقع عندها موقع أبي زرع، وذلك أن أبا زرع كان أول أزواجها، فسكنت محبته في قلبها.

قال الحافظ: ويظهر لي حمله على معنى غير مستحيل، وهو: أنها أرادت أن الذي أعطاها جملة، أراد أن توزعه على المدة إلى أن يجيء أوان الغزو، فلو وزعته لكان حظ كل يوم -مثلًا- لا يملأ أصغر آنية أبي زرع، التي كان يطبخ فيها في كل يوم على الدوام والاستمرار، بغير نقص ولا قطع. اهـ.

انظر: بغية الرائد (ص 163)، والفتح (9/ 275).

(61)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر حديث أم زرع- =

⦗ص: 634⦘

= (4/ 1896 - 1902/ حديث رقم 92).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب النكاح، باب حسن العشرة مع الأهل - (9/ 254 / حديث رقم 5189).

(62)

تقدم التعليق على هذه الكلمة قبل أسطر، فراجعه.

ص: 622

10790 -

حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد

(1)

، ح.

وحدثني أبي، قال: حدثنا علي بن حجر

(2)

، ح.

وحدثنا أبو أمية، حدثنا أبو شيخ الحراني، والنفيلي، قالوا: حدثنا عيسى ابن يونس

(3)

، كذا الحديث، بطوله

(4)

.

(1)

هو القاسم بن سلام -كما صرح به القاضي عياض في بغية الرائد (ص 4).

(2)

علي بن حجر هو موضع الالتقاء، في هذا الطريق.

(3)

عيسى بن يونس هو وضع الالتقاء.

(4)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10789).

ص: 634

10791 -

حدثني هشام بن علي بن هشام أبو علي السيرافي بالبصرة، وحنبل بن إسحاق، ح.

وحدثني إبراهيم بن يحيى بن منصور

(1)

، قالوا: حدثنا موسى بن إسماعيل

(2)

، حدثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن هشام بن عروة، عن أخيه

(3)

،

⦗ص: 635⦘

عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال [لي]

(4)

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع".

وذكر الحديث بمعناه، غير أنه قال: عيايا طباقا -ولم يشك

(5)

-، وقال: قليلات المسارح. وقال: [و]

(6)

صفر ردائها

(7)

، وخير نسائها

(8)

، وعقر

(9)

⦗ص: 636⦘

جارتها وقال: فلا تنقث

(10)

ميرتنا تنقيثا. وقال: وأعطاني من كل رائحة

(11)

زوجا

(12)

.

[من هنا]

(13)

لم يخرجاه:

(1)

لم أقف على ترجمته، واسم جده في نسخة (ل): ميمون.

(2)

موسى بن إسماعيل هو موضع الالتقاء.

(3)

هو عبد الله بن عروة، كما تقدم في الحديث رقم (10789).

(4)

من نسخة (ل).

(5)

أي: كما شك عيسى بن يونس، فقد أخرج الشيخان حديثه بلفظ (غيايا، أو عيايا)، انظر الحديث رقم (10789).

(6)

من نسخة (ل).

(7)

قولها: (صفر ردائها): صفر -بكسر الصاد المهملة، وسكون الفاء- أي: خال فارغ. والمعنى: أن رداءها كالفارغ الخالي، لأنه لا يمس من جسمها شيئًا؛ لأن ردفها وكتفيها يمنع مسه من خلفها شيئًا من جسمها، ونهدها يمنع مسه شيئًا من مقدمها.

وقيل معناه: أنها ضامرة البطن، فكأن ردائها صفرًا.

انظر: بغية الرائد (ص 139، 144)، والنهاية (3/ 36)، والفتح (9/ 271).

(8)

أي: نساء وقتها أو قومها. بغية الرائد (ص 145).

(9)

كلمة (عقر) فوقها ضبة في نسخة (ل). كتب فوقها في نسخة (هـ): (عبر).

وفي صحيح مسلم كما في الأصل هنا. قال النووي: (عقر) هكذا هو في النسخ: (عقر) بفتح العين، وسكون القاف. قال القاضي: كذا ضبطناه عن جميع شيوخنا، قال: وضبطه الجياني: (عُبر) بضم العين، وإسكان الباء الموحدة. اهـ.

و (عقر جارتها) أي: دهشها أو قتلها، أو تهلكها حسدًا. أو يكون من العقر الذي هو الجرح، يقال: كلب عقور، أي: يجرح. وقيل معناه: أن زوجها يترك جارتها =

⦗ص: 636⦘

= فلا تحبل، فتصير كالعاقر.

وأما الرواية بلفظ (عُبْر) -بضم العين، وإسكان الموحد- فهي من العبر -بالفتح- أي: تبكي حسدًا لما تراه منها. أو من العبرة -بالكسر- أي: ترى من حسنها وعفتها وعقلها، ما تعتبر به.

وقد رويت هذه الكلمة بألفاظ أخرى. انظر: بغية الرائد (ص 139، 140)، ودرة الضرع (ص 60)، وشرح النووي (15/ 214)، والفتح (9/ 270).

(10)

في نسخة (ل): (ولا تنقث)، وانظر الحديث رقم (1621).

(11)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (هـ). وفي صحيح مسلم، من طريق موسى ابن إسماعيل، هذه، بلفظ (ذابحة) بالذال المعجمة، في جميع النسخ، على ما قال النووي، ومعناه: من كل ما يجوز ذبحه من الإبل، والبقر والغنم، وغيرها.

انظر شرح النووي (15/ 215، 216).

(12)

تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10789)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (92 / الطريق الثاني).

(13)

من نسختي (ل)، (هـ).

ص: 634

10792 -

ز- حدثنا العطاردي، حدثنا أبو معاوية، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بحديث في

(1)

أبي زرع

⦗ص: 637⦘

وأم زرع

(2)

.

(1)

حرف (في) ليس في نسخة (ل).

(2)

في إسناده: العطاردي، شيخ المصنف، وهو أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأكثر النقاد على تضعيفه، لكن ترجح لي: أنه لا بأس به.

وفيه كذلك: أبو معاوية: محمد بن خازم. ثقة في حديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره، تقدمت ترجمته.

ولم أقف على من أخرج رواية أبي معاوية، سوى أبي عوانة.

وأبو معاوية هنا خالف عيسى بن يونس في روايته السابقة برقم (10789) - التي اتفق الشيخان على إخراجها، من جهتين:

الجهة الأولى: أن أبا معاوية أسقط الواسطة بين هشام بن عروة وأبيه، وهو عبد الله بن عروة، كما في رواية عيسى بن يونس.

قال الدارقطني: وقول عيسى بن يونس ومن تابعه، عن هشام، هو الصواب.

العلل، ثم وقفت عليه في المطبوع (14/ 152/ سؤال 3490).

الجهة الثانية: أنه جعل الحديث كله مرفوعًا: وقد تابعه غير واحد على ذلك، ستأتي رويات بعضهم في الطريق التالية، واستوعب ذكرهم -تقريبًا- القاضي عياض في بغية الرائد (ص 18 - 20).

قال الدارقطني: الصحيح عن عائشة أنها هي حدثت النبي صلى الله عليه وسلم بقصة النسوة، فقال لها -حينئذ-:"كنت لك كأبي زرع لأم زرع".

وكذلك قال الخطيب البغدادي، وابن الجوزي. انظر الفتح (9/ 257).

وأما الحافظ ابن حجر فصحح رواية القاسم بن عبد الواحد، عن عروة، به مرفوعًا- وسيأتي تخريجها في التعليق على الحديث رقم (10796) - ثم قال: ويقوي رفع جميعه، أن التشبيه المتفق على رفعه، يقتضي أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم سمع القصة، =

⦗ص: 638⦘

= وعرفها فأقرها، فيكون كله مرفوعًا من هذه الحيثية، ويكون المراد بقول الدارقطني، والخطيب، وغيرهما من النقاد:(أن المرفوع منه ما ثبت في الصحيحين، والباقي موقوف من قول عائشة)، هو أن الذي تلفظ به النبي صلى الله عليه وسلم-لما سمع القصة من عائشة- هو التشبيه فقط، ولم يريدوا أنه ليس بمرفوع حكما، ويكون من عكس ذلكَ فنسب قصَّ القصة، من ابتدائها إلى انتهائها، إلى النبي صلى الله عليه وسلم واهما، كما سيأتي بيانه. اهـ. الفتح (9/ 257)، ولم أقف على ذلك البيان الذي أحال عليه الحافظ رحمه الله.

ص: 636

10793 -

ز- حدثني عثمان بن خرزاذ، وأخو خطاب

(1)

، قالا: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عقبة بن خالد

(2)

، حدثنا هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

قال هشام

(3)

: فحدثني يزيد بن رُومان

(4)

، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كنت لك كأبي زرع

⦗ص: 639⦘

لأم زرع"

(5)

.

(1)

هو: محمد بن بشر بن مطر، الوراق، أبو بكر، البغدادي، ت (285) هـ.

(2)

ابن عقبة بن خالد، السكوني، أبو مسعود، المجدر، الكوفي، ت (188) هـ.

انظر: الجرح والتعديل (6/ 310/ ترجمة 1726)، والثقات (7/ 248)، وتأريخ أسماء الثقات لابن شاهين (173/ ترجمة 1031، 1038)، وتهذيب الكمال (20/ 195 - 197/ ترجمة 3975)، وتقريب التهذيب (683 / ترجة 4670).

(3)

هو بالإسناد السابق؛ لأن قائل: (قال هشام) هو عقبة بن خالد، كما هو صريح رواية الطبراني في الكبير (23/ 167، 168 / ترجمة 268).

(4)

الأسدي، أبو روح، المدني، مولى آل الزبير بن العوام، ت (130) هـ.

(5)

إسناده حسن.

وقد رواه النسائي -في الكبرى (عشرة النساء) - عن خالد بن عقبة، عن أبيه عقبة بن خالد، به، بمثل سياق رواية عيسى بن يونس، السابقة برقم (10789).

ثم نبه على أن يزيد بن رومان، روى منه جملة:"كنت لك كأبي زرع لأم زرع".

ورواه الطبراني من طريق عقبة بن خالد، مرفوعًا كله، قال: (حدثنا معاذ ابن المثنى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، قالا: حدثنا يحيى بن معين، ثنا عقبة ابن خالد،

"، به، وأوله: عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛، قال: "اجتمع إحدى عشرة امرأة

". وساق الحديث كله.

انظر: عشرة النساء (211 - 214 / حديث رقم 254، 253)، والمعجم الكبير (23/ 167 - 171 /حديث رقم 268).

ص: 638

10794 -

ز- حدثنا نَصّار

(1)

بن حرب أبو بكر المسمعي، حدثنا ريحان بن سعيد

(2)

، حدثنا عباد

⦗ص: 640⦘

ابن منصور

(3)

، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة كنت لك كأبي زرع لأم زرع"، قلت: وما أبو زرع؟ قال

(4)

: اجتمعن عشر نسوة فأقسمن ليصدقن عن أزواجهن.

⦗ص: 641⦘

وذكر الحديث بطوله

(5)

.

(1)

في نسخة (ل)، هـ نقطة فوق الصاد، وقد ضبطه ابن ماكولا، وغيره، بالمهملة، انظر الحديث رقم (10427).

(2)

ابن المثنى، السامي، القرشي، الناجي، أبو عصمة، البصري. ت (203) أو (204) هـ، وكان إمام مسجد منصور بن عباد.

قال ابن معين: ما أرى به باسًا.

وقال أبو حاتم: شيخ لا بأس به، يكتب حديثه ولا يحتج به.

وقال النسائي: ليس به بأس. =

⦗ص: 640⦘

= وقال الدارقطني: يحتج به.

وقال الذهبي: صدوق، ليس بالمتقن.

وقال ابن حجر: صدوق، ربما أخطأ.

انظر: الجرح والتعديل (3/ 517/ ترجمة 2335)، وتأريخ بغداد (8/ 427 / ترجمة 4532)، وتهذيب الكمال (9/ 260، 261 /ترجمة 1943)، والمغني (1/ 234/ ترجمة 2152)، وتقريب التهذيب (331 / ترجمة 1986).

(3)

الناجي، هو أبو سلمة، البصري، ت (152) هـ.

ضعفه جل النقاد، منهم: ابن سعد، وابن معين، وابن المديني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وابن حبان، والذهبي.

وقال يحيى القطان: ثقة.

وقال ابن حجر: صدوق، رمي بالقدر، وكان يدلس.

انظر: الطبقات الكبرى (7/ 270)، وسؤالات ابن الجنيد (414/ ترجمة 591)، والمعرفة والتأريخ (2/ 126) و (3/ 61)، وسؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة لعلي بن المديني (52، 54 / ترجمة 13، 16)، والجرح والتعديل (6/ 86/ ترجمة 438)، والمجروحين (2/ 165، 166)، وتهذيب الكمال (14/ 156 - 166/ ترجمة 3093)، والكاشف (2/ 56/ ترجمة 2600)، وتقريب التهذيب (482 / ترجمة 3159).

(4)

في الأصل ونسختي (ل)، (ح):(قالت)، لكن السياق يأباه، والتصويب من مصادر التخريج.

(5)

في إسناده: شيخ المصنف، لم أقف على بيان حال، وقد تقدم برقم (10427).

وقد تابعه إسحاق بن راهويه، في مسنده (2/ 237 - 243 / حديث 201).

وتابعه -أيضًا- زهير بن حرب، عند الطبراني في الكبير (13/ 171 - 173/ حديث رقم 269).

وتابعه -أيضًا- عبد الرحمن بن محمد بن سلام، عند النسائي في الكبرى (عشرة النساء 214، 215/ حديث رقم 255).

كلهم من طريق ريحان بن سعيد، به، عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع، فقلت: وما أبو زرع؟ فقال: "اجتمع عشر نسوة

" الحديث بتمامه، وفي آخره: قالت: فقلت: يا رسول الله، بل أنت خير لي من أبي زرع.

وفي إسناده -أيضًا- عباد بن منصور، ضعفه جمهور النقاد، لكن تابعه على رفعه، أبو معاوية، عن هشام، به، انظر الحديث التالي، والحديث السابق برقم (10792).

ص: 639

10795 -

ز- حدثنا العطاردي، حدثنا أبو معاوية، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو ما ترضين أن أكون لك كأبي زرع لأم زرع"؟ قالت

(1)

: كان رجل يكنى أبا زرع،

⦗ص: 642⦘

وامرأته أم زرع، فتقول: أحسن إلي أبو زرع، وأكرمني، وأعطاني، وفعل بي، فخرج أبو زرع ذات يوم، فمر على جارية يلعب معها أخواها، وهي مستلقية على قفاها، ومعها رمانة يرميان بها من تحتها، فتخرج من الجانب الآخر؛ من عظم إليتها

(2)

، فخطبها أبو زرع فتزوجها، فلم يزل به

(3)

حتى طلقها، فتزوجها

(4)

رجل آخر، فأكرمها أيضًا فكانت تقول: أكرمني، وفعل بي، تقول في آخر ذلك: ولو جمع ذلك كله، ما ملأ أصغر وعاء أبي زرع

(5)

.

(1)

هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (ح)، وأظنها خطأ، والصواب:(قال)؛ لأن السياق يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يخبرها بذلك. ولأن المعروف عن هشام أنه يرفع الحديث كله، كما سبق في الروايات السابقة، ولأن هذا الحديث من جملة الأحاديث التي نص =

⦗ص: 642⦘

= أبو عوانة على أنها زائدة، وقد ساقها أبو عوانة لبيان رفع الحديث. ولأن هذا احديث سبق إسناده دون المتن، برقم (10792)، وظاهره أنه مرفوع، ولذا فالصواب -في نظري- أن يقال:(قال). والله أعلم.

(2)

في نسختي (ل)، (هـ):(إليتها)، -بالتثنية-.

(3)

في الأصل ونسختي (ل)، (ح) زيادة كلمة:(أبو زرع) بعد كلمة (به)، ولا معنى لها، بل تشوش المعنى. وقد أورد الحافظ في الفتح، هذا الجزء من رواية أبي معاوية، فقال: وفي رواية أبي معاوية: (فلم تزل به حتى طلق أم زرع). اهـ. الفتح.

(4)

في نسخة (ل): فزوجها.

(5)

هذا الحديث هو مكرر الحديث رقم (10792)، إلا أنه لم يسق المتن هناك.

ص: 641

10796 -

ز- حدثنا عثمان بن خرزاذ، قال: حدثني عبد الله ابن عمران العابدي

(1)

، حدثنا ابن عيينة، عن داوود.

⦗ص: 643⦘

ابن شابور

(2)

، عن عمر بن عبد الله بن عروة، عن جده عروة، عن عائشة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحديث أم زرع، وأبي زرع

(3)

.

(1)

العابدي -بالعين المهملة، والموحدة، والدال المهملة، المكسورتان- نسبة إلى =

⦗ص: 643⦘

= عابد بن عمرو بن مخزوم. الأنساب (4/ 107).

وهو عبد الله بن عمران بن رزين بن وهب، المخزومي، أبو القاسم، المكي، ت (245) هـ.

روى عنه أبو حاتم، وقال: صدوق. وكذا قال ابن حجر.

وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ ويخالف.

انظر: الجرح والتعديل (5/ 130/ ترجمة 603)، والثقات (8/ 363)، وتقريب التهذيب (532 / ترجمة 3534).

(2)

شابور هو بالشين المعجمة، وبالباء العجمة بواحدة. الإكمال (4/ 249).

وداوود بن شابور، مكي، كنيته: أبو سليمان، يقال: إن اسم أبيه: عبد الرحمن، و (شابور) جده.

وثقه ابن معين، وأبو زرعة، وأبو داوود، والنسائي، وابن حبان، والذهبي، وابن حجر.

انظر: الجرح والتعديل (3/ 415/ ترجمة 1898، ومشاهير علماء الأمصار (147/ ترجمة 1157)، وتهذيب الكمال (8/ 399، / 400 ترجمة 1762)، والكاشف (1/ 221/ ترجمة 1454)، وتقريب التهذيب (306/ ترجمة 1798).

(3)

إسناده حسن.

وقد أخرجه أبو يعلى في مسنده (8/ 160/ حديث رقم 347) عن سويد ابن سعيد. =

⦗ص: 644⦘

= والطبراني في الكبير (23/ 167، 176/ حديث رقم 267، 273) من طريق حامد بن يحيى البخلي، ومحمد بن أبي عمر العدني. كلهم عن سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه النسائي في الكبرى (عشرة النساء 215 - 218 / حديث رقم 256).

والطبراني في الكبير (23/ 173، 174 /حديث رقم 272). كلاهما من طريق القاسم بن عبد الواحد بن أيمن، قال: حدثني عمر بن عبد الله بن عمر، عن عروة، عن عائشة، قالت: فخرت بمال أبي في الجاهلية؛ وكان قد ألف ألف وقية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اسكتي يا عائشة؛ فإني كنت لك كأبي زرع لأم زرع"، ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث: "إن إحدى عشرة امرأة

" إلى آخر الحديث.

ص: 642

‌مناقب أم سلمة [رضي الله عنها]

(1)

زوج النبي صلى الله عليه وسلم

-

(1)

من نسخة (ل).

ص: 644

10797 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا يحيى بن راشد بن سميران الفارسي

(1)

، ومحمد بن الفضل، قالا: حدثنا المعتمر بن سليمان

(2)

، حدثنا أبي، عن أبي عثمان، قال: بلغني

(3)

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أم سلمة، فجاءه جبريل عليه السلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة:"من هذا"؟ قالت: قلت: دحية الكلبي

(4)

فقالت: وايم الله ما حسبته إلا دحية،

⦗ص: 645⦘

حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جبريل"

(5)

.

قال: فقلت لأبي عثمان: ممن سمعت هذا؟ قال: سمعته من أسامة ابن زيد

(6)

.

(1)

البصري، أبو بكر، مستملي أبي عاصم النبيل.

(2)

المعتمر بن سليمان هو موضع الالتقاء.

(3)

سوف يسمى من أخبره، في نهاية الحديث.

(4)

دحية هو بفتح الدال المهملة وكسرها، والحاء المهملة، والمثناة التحتية. =

⦗ص: 645⦘

= انظر: الإكمال (3/ 314)، وشرح النووي (16/ 226)، وتوضيح المشتبه (4/ 26).

وهو: دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة، الكلبي، صحابي مشهور، لم يشهد بدرًا، وكان يضرب به المثل في حسن الصورة، وكان جبريل عليه السلام ينزل على صورته، نزل المِزَّة، ومات في خلافة معاوية، رضي الله عنهما.

انظر: الطبقات الكبرى (4/ 249 - 251) والإصابة (2/ 161، 162 / ترجمة 2386).

(5)

قولها: (يخبر جبريل) هكذا هو في الأصل ونسختي (ل)، (هـ). وفي صحيح مسلم:(حتى سمعت خطبة نبي الله صلى الله عليه وسلم يخبر خبرنا).

قال النووي: قولها: (يخبر خبرنا)، هكذا هو في نسخ بلادنا، وكذا نقله القاضي عن بعض الرواة والنسخ، وعن بعضهم:(يخبر خبر جبريل). قال: وهو الصواب، وقد وقع في البخاري على الصواب. شرح النووي (16/ 226).

وقد أورد البخاري هذا الحديث في موضعين، الأول بلفظ:(يخبر عن جبريل).

والثاني بمثل ما قال القاضي عياض.

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أم سلمة، أم المؤمنين، رضي الله عنها (4/ 1906/ حديث رقم 100).

وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام- (6/ 629 / حديث رقم 3634)، وطرفه في (4980).

قال الحافظ: لم أر هذا الحديث في شيء من المسانيد، إلا من هذا الطريق؛ =

⦗ص: 646⦘

= فهو من غرائب الصحيح، ولم أقف في شيء من الروايات، على بيان هذا الخبر في أي قصة، ويحتمل أن يكون في قصة بني قريظة، فقد وقع في (دلائل البيهقي)، وفي (الغيلانيات) من رواية عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يكلم رجلًا وهو راكب، فلما دخل قلت: من هذا الذي كنت تكلمه؟ قال: "بمن تشبهينه"؟ قلت: بدحية بن خليفة. قال: "ذاك جبريل، أمرني أن أمضي إلى بني قريظة". الفتح (9/ 5، 6).

ص: 644

‌مناقب سودة

(1)

، أو زينب بنت جحش

(2)

[رضي الله عنهما]

(3)

(1)

بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس، القرشية، العامرية، كنيتها: أم الأسود، ماتت في آخر زمان عمر بن الخطاب، وقيل: ماتت سنة (54) ورجحه الواقدي.

انظر الطبقات الكبرى (8/ 52 - 57)، وأسد الغابة (7/ 157، 158/ ترجمة 7027)، والإصابة (8/ 117، 118 / ترجمة 603).

(2)

الأسدية، تكنى: أم الحكم، أمها: أميمة بنت عبد المطلب، عمة النبي صلى الله عليه وسلم، قصة زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم معروفة، توفيت سنة (20) هـ.

انظر: الطبقات الكبرى (8/ 101 - 115)، والآحاد والمثاني (5/ 426 - 430 / ترجمة 1065)، وأسد الغابة (7/ 125 - 127/ ترجمة 6947)، والإصابة (8/ 92، 93 / ترجمة 468).

(3)

من نسخة (ل).

ص: 646

10798 -

حدثنا أبو داوود الحراني، حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، ح.

⦗ص: 647⦘

وحدثنا أبو زرعة الرازي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، ح.

وحدثنا عثمان بن خرزاذ، حدثنا سهل بن بكار

(1)

، حدثنا أبو عوانة، عن فراس

(2)

، عن عامر

(3)

، عن مسروق، عن عائشة

(4)

، قالت: اجتمعن أزواج

⦗ص: 648⦘

النبي صلى الله عليه وسلم فقلن: [يا رسول الله]

(5)

أيُّنا

(6)

أسرع لحوقًا بك؟ قال: "أطولكن يدًا"، فأخذن قَصَبةً

(7)

فجعلن يذرعنها، وكانت سودة

(8)

أسرعهن به لحوقًا، وكانت تطول

(9)

يدها في الصدقة، وكانت امرأة تحب الصدقة

(10)

.

⦗ص: 650⦘

و

(11)

هذا لفظ أبي زرعة، فيه نظر

(12)

.

رواه مسلم، عن

(13)

محمود بن غيلان، عن

(14)

الفضل بن موسى، أخبرنا طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسرعكن لحاقًا بي أطولكن يدًا". قالت: فكن

(15)

يتطاولن أيهن أطول يدًا، قالت: فكانت

(16)

أطولنا يدًا زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق

(17)

.

والحديث الصحيح وهذا

(18)

.

(1)

ابن بشر، الدارمي، أبو بشر، البصري، المكفوف، ت (227) أو (228) هـ.

(2)

ابن يحيى، الهمداني، الخارفي، أبو يحيى، الكوفي، المكتب، ت (129) هـ.

وثقه ابن سعد، وابن معين، وأحمد، وابن عمار الموصلي، والعجلي، وأبو حاتم، والنسائي. لكن زاد ابن سعد: إن شاء الله. وزاد أبو حاتم: شيخ، ما بحديثه بأس.

وقال يحيى القطان: ما بلغني عنه شيء، وما أنكرت من حديثه إلا حديث الاستبراء.

وقال عثمان بن أبي شيبة: صدوق. قيل له: ثبت؟ قال: لا.

وقال يعقوب بن سفيان الفسوى: في حديثه لين، وهو ثقة.

وقال ابن حجر: صدوق، ربما وهم.

انظر: الطبقات الكبرى (6/ 344)، والثقات للعجلي (382 / ترجمة 1346)، والمعرفة والتأريخ (3/ 92)، وتاريخ الدارمي (56/ ترجمة 71)، والجرح والتعديل (7/ 91/ ترجمة 514)، وتأريخ أسماء الثقات لابن شاهين (187/ ترجمة 1133)، وتهذيب التهذيب (8/ 233 / ترجمة 483)، وتقريب التهذيب (780/ ترجمة 5416).

(3)

ابن شراحيل، وقيل: ابن عبد الله بن شراحيل، وقيل: ابن شراحيل ابن عبد، الشعبي أبو عمرو، الكوفي.

(4)

عائشة رضي الله عنها هي موضع الالتقاء.

(5)

من نسخة (ل).

(6)

كلمة (أينا) ساقطة من نسخة (ل).

(7)

واحدة القصب، وهو: كل نبات ساقه أنابيب كعوب.

انظر: لسان العرب (5/ 3640).

(8)

ذكر (سودة) رضي الله عنها في هذا الحديث وهم، والصحيح زينب كما سيأتي بيانه.

(9)

في نسخة (ل): لطول.

(10)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل زينب، أم المؤمنين، رضي الله عنها (4/ 1607/ حديث رقم 101)، من طريق عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، بذكر زينب، وهو الصحيح، كما نبه عليه المصنف في آخر الحديث.

ورواه البخاري في صحيحه -كتاب الزكاة- عقب باب فضل صدقة الشحيح الصحيح- (3/ 285، 286 / حديث رقم 1420) عن طريق موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة اليشكري، به، ولفظه (

فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدًا، فعلمن بعد أنما كانت طول يدها: الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقًا به، وكانت تحب الصدقة).

قال النووي عن لفظ البخاري أنه: (بلفظ متعقد، يوهم أن أسرعن لحاقًا: =

⦗ص: 649⦘

= سودة، وهذا الوهم باطل بالإجماع). اهـ. شرح النووي، (16/ 227).

ولفظ البخاري، ليس صريحًا في سودة، بل يمكن تأويله، كما بينه شراح صحيح البخاري.

لكن الحديث رواه ابن سعد، وأحمد، كلاهما عن عفان بن مسلم، عن أبي عوانة، به، صريحًا في سودة، لا يحتمل التأويل. انظر الطبقات (8/ 54، 55)، والمسند (6/ 121).

وكذلك أورده البخاري في التاريخ الأوسط، بسنده في الصحيح، لكنه صريح في سودة، لكن أورد قبله ما يرده، فقد روى من طريق عامر الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبزى، أنه صلى مع عمر رضي الله عنه على زينب بنت جحش، وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم موتًا بعده. التأريخ الأوسط (1/ 132، 133 / رقم 144، 150). فلعل هذا هو السبب في أن رواية البخاري، في الصحيح، ليست صريحة في سودة، لعلمه رحمه الله بالوهم الذي في الحديث، كما قال الحافظ. الفتح (3/ 288).

وعلى كل حال فذكر سودة بدل زينب، في هذا الحديث، وهم وخطأ، كما نص عليه الواقدي، وأبو عوانة الإسفراييني، والنووي، وابن بطال، وابن الجوزي، وابن المنير، وابن رشيد، ومغلطاي، وابن حجر، وغيرهم من الحفاظ.

وحكى الإجماع على أن زينب هي أول أمهات المؤمنين موتًا: ابن بطال والنووي، وابن المنير، وغيرهم، وقال ابن حجر: هو المعروف عند أهل العلم.

انظر: طبقات ابن سعد (8/ 55)، وشرح النووي (16/ 227)، والفتح (3/ 286 - 288).

(11)

حرف الواو ساقط من نسخة (ل).

(12)

تقدم آنفًا ذكر النظر الذي فيه، لكن الوهم ليس من أبي زرعة؛ حيث تابعه عليه الإمام البخاري، وغيره، وإنما الخطأ من أبي عوانة اليشكري، كما تقدم آنفًا.

(13)

في نسخة (ل): روى.

(14)

في نسخة (ل) وصحيح مسلم: حدثنا.

(15)

في نسخة (ل): وكن.

(16)

في نسخة (ل): وكانت.

(17)

صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل زينب .. (4/ 1607/ حديث رقم 101).

(18)

انظر التعليق المتقدم آنفا في تخريج الحديث.

ص: 646

‌مناقب أم أيمن

(1)

[رضي الله عنها]

(2)

(1)

مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وحاضنته، اسمها: بركة، ورثها عن أبيه، وقيل: كانت لأمه صلى الله عليه وسلم، وقيل: كانت لأخت خديجة، فوهبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كُنيَّت بابنها (أيمن)، وبعد أبيه تزوجت زيد بن حارثة، فولدت أسامة بن زيد، توفيت في خلافة عثمان، وقيل: ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر، أو ستة.

انظر: الطبقات الكبرى (8/ 223 - 226)، وأسد الغابة (7/ 303، 304/ ترجمة 7363)، وتهذيب الكمال (35/ 329 - 331/ ترجمة 7950)، والإصابة (8/ 212 - 214/ ترجمة 1139).

(2)

من نسخة (ل).

ص: 651

10799 -

حدثنا إسحاق بن سيار النصيبي، ويعقوب ابن سفيان الفارسي، قالا: حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا سليمان ابن المغيرة

(1)

، عن ثابت، عن أنس، قال: ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم أيمن زائرًا، وذهبت معه، قال: فقربت إلينا لبنًا، فإما [أن]

(2)

كان صائمًا، وإما أن قال:"لا أريده"، فرده

(3)

. قال: فأقبلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم تساخبه

(4)

(5)

.

(1)

سليمان بن المغيرة هو موضع الالتقاء.

(2)

من نسختي (ل)، (ح).

(3)

كلمة (فرده) ساقطة من نسخة (ل).

(4)

في صحيح مسلم: (تصخب)، و (السخب) و (الصخب): الضجة، واضطراب الأصوات للخصام. النهاية (3/ 14).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أم أيمن، =

⦗ص: 652⦘

= رضي الله عنها (4/ 1607/ حديث رقم 102).

ص: 651

10800 -

حدثنا إسحاق بن سيار، ويعقوب بن سفيان، قالا: حدثنا عمرو بن عاصم

(1)

، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: قال أبو بكر لعمر -بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم-: انطلق بنا إلى أم أيمن، نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهيا إليها بكت -وقال أحدهما مرة: فلما دخلا عليها بكت- فقالا

(2)

: لها ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: ما أبكي ألا أكون أعلم ما

(3)

عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء. قال: فهيجتهما على البكاء، قال: فجعلا يبكيان معها

(4)

.

قال أبو يوسف

(5)

: فلما انتهيا إليها بكت

(6)

.

⦗ص: 653⦘

رواه أبو أسامة، عن سليمان بن المغيرة، مختصرًا، بمثله

(7)

(8)

.

(1)

عمرو بن عاصم هو موضع الالتقاء.

(2)

في الأصل ونسخة (ح): (فقال) وفوقها ضبة، والتصويب من نسخة (ل) وصحيح مسلم.

(3)

في صحيح مسلم: أن ما.

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أم أيمن، رضي الله عنها (4/ 1907، 1908/ حديث رقم 103).

(5)

هو يعقوب بن سفيان، شيخ المصنف.

(6)

وكذا قال زهير بن حرب، عند مسلم.

(7)

كلمة (بمثله) ليست في نسخة (ل).

(8)

لم أقف على من وصل هذه الرواية.

ص: 652

10801 -

ز- حدثنا إبراهيم بن مرزوق، والحارث بن أبي أسامة، قالا: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت، عن أنس ابن مالك، أن أم أيمن بكت حين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل لها: أتبكين؟ فقالت: وإني والله قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيموت، ولكن إنما أبكي على

(1)

الوحي الذي قد انقطع عنا من السماء

(2)

.

(1)

في الأصل، ونسخة (ح):(أن)، والتصويب من نسخة (ل)، ومصادر التخريج.

(2)

إسناده صحيح. وقد رواه ابن سعد، وأحمد، كلاهما عن عفان، به.

انظر: الطبقات الكبرى (8/ 226)، والمسند (3/ 248).

ص: 653