الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مناقب أم سليم
(1)
رضي الله عنها
-
(1)
هي بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية، أم أنس بن مالك رضي الله عنه.
اختلف في اسمها: ققيل: سهلة، وقيل: رملة، وقيل غير ذلك.
تزوجت أولًا بمالك بن النضر في الجاهلية، فولدت له أنسًا، ثم مات النضر فتزوجت أبا طلحة، وكان صداقها إسلام أبي طلحة، لها مناقب كثيرة، ماتت في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
الطبقات الكبرى (8/ 424)، الاستيعاب (4/ 494)، السير (2/ 304)، الإصابة (8/ 227).
10802 -
حدثنا عثمان
(1)
بن خرزاذ، حدثنا موسى بن إسماعيل
(2)
، حدثنا همام
(3)
، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل بيتًا بالمدينة إلا بيت أم سليم، قيل له في ذلك، فقال: "إني أرحمها، قُتل أخوها
(4)
معي"
(5)
.
(1)
هو: أبو عمرو، عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ الطبري، ثم البصري، نزيل أنطاكية.
(2)
هو: المنقري مولاهم، أبو سلمة التبوذكي.
(3)
ابن يحيى العوذي، وهو موضع الالتقاء.
(4)
أخوها هو: حرام بن ملحان، قتل يوم بئر معونة، وهو القائل:(فزت ورب الكعبة) لما طعن من ورائه، فطلعت الحربة من صدره رضي الله عنه. السير (2/ 307)، الإصابة (2/ 47).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أم سليم، 4/ 1908 - رقم 104).
فائدة الاستخراج: =
⦗ص: 6⦘
= 1/ جاء عند مسلم "إسحاق بن عبد الله"، وجاء عند المصنف بيان ذلك وهو:"إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة".
2 / قوله: "لا يدخل بيتًا بالمدينة"، وعند مسلم:"لا يدخل على أحد من النساء".
10803 -
حدثنا الربيع بن سليمان
(1)
، حدثنا أسد بن موسى
(2)
ح
وحدثنا أبو بكر الرازي
(3)
، حدثنا حجاج بن منهال
(4)
، قالا: حدثنا حماد
(5)
بن سلمة، أخبرنا ثابت، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دخلت الجنة فسمعت خشفة
(6)
، قلت: ما هذه الخشفة؟ فقيل: بلال، وسمعت
(7)
(8)
فيها خشفة، قلت: ما هذه الخشفة؟ قالوا: هذه الغميصاء
(9)
بنت ملحان أم أنس بن مالك".
⦗ص: 7⦘
وقال أحدهما: الرميصاء بنت ملحان
(10)
.
(1)
ابن عبد الجبار بن كامل أبو محمد المرادي مولاهم، المصري صاحب الإمام الشافعي.
(2)
ابن إبراهيم بن الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان القرشي الأموي.
(3)
هو: محمد بن زياد بن معروف، سكن جرجان، وكان من رؤسائها.
(4)
هو أبو محمد الأنماطي السلمي مولاهم، البصري.
(5)
موضع الالتقاء هو: حماد بن سلمة.
(6)
خشفة: بخاء مفتوحة، ثم شين ساكنة معجمتين، وهي: حركة المشي.
غريب الحديث لابن الجوزي (1/ 144)، النهاية (2/ 34).
(7)
في (ك) و (هـ): "فسمعت".
(8)
(ك 5/ 165/ ب).
(9)
الغميصاء: قال النووي: "هي كنية أم سليم، قال ابن عبد البر: أم سليم، هي الرميصاء، والغميصاء، والمشهور فيه الغين، وأختها أم حرام الرميصاء، ومعناهما متقارب"، وتعقب ذلك ابن حجر فقال: "ولا يصح -أي هذا التفريق-، وإنما =
⦗ص: 7⦘
= ذلك -أي الرميصاء والغميصاء- وصف لأم سليم، ثبت ذلك من حديثين لأنس وجابر عند النسائي، والرمص والغمص: هو البياض الذي تقطعه العين، ويجتمع في زوايا الأجفان، والرمص الرطب منه، والغمص اليابس" أ. هـ.
النهاية (2/ 263)، شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 16)، الإصابة (8/ 189).
(10)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أم سليم، 4/ 1908، رقم 105).
فائدة الاستخراج: في رواية المصنف ذكر "بلال"، وليس هو عند مسلم.
10804 -
حدثنا يزيد بن سنان
(1)
البصري، حدثنا أبو داود
(2)
، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة
(3)
، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فرأيت امرأة أبي طلحة، وسمعت خشفًا أمامي، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: بلال، ورأيت قصرًا، قلت: لمن هذا؟ قالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخل فأنظر فيه، فذكرت غيرتك".
فقال عمر رضي الله عنه: "يا رسول الله عليك
(4)
أغار"
(5)
.
(1)
ابن يزيد بن ذيال، أبو خالد البصري.
(2)
هو: سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي البصري (ت 204 هـ).
(3)
موضع الالتقاء هو: عبد العزيز بن أبي سلمة.
(4)
في (ك) و (هـ): "أعليك".
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه مختصرًا (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أم سليم وبلال- 4/ 1908 رقم 106). =
⦗ص: 8⦘
= وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب مناقب عمر بن الخطاب- 3/ 1346، رقم 3476) من طريق عبد العزيز بن الماجشون عن محمد بن المنكدر به.
فائدة الاستخراج: في رواية المصنف زيادة على ما جاء في رواية مسلم، وهو: ذكر قصر عمر، وأخرجها مسلم مستقلة في صحيحه من طريق سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه 4/ 1862، رقم 20).
10805 -
حدثنا الصغاني
(1)
، حدثنا عبد الله بن صالح
(2)
، حدثنا العزيز بن أبي سلمة
(3)
، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، أن
⦗ص: 9⦘
النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أريت
(4)
أني دخلت الجنة، فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة أم سليم، وسمعت خشخشة أمامي، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا بلال
(5)
رضي الله عنهما.
(1)
بفتح الصاد المهملة والغين المعجمة، وفي آخرها النون: هذه النسبة إلى بلاد مجتمعة وراء نهر جيحون، يقال لها:(جغانيان) وتعرب فيقال: الصغانيان، والنسبة إليها: الصغاني، والصاغاني.
وشيخ المصنف هو: أبو بكر محمد بن إسحاق بن جعفر الصغاني، نزيل بغداد، وهو من أهلها (ت 270 هـ).
وثقه النسائي، وابن خراش، وابن حجر، ويضرهم حتى قال الدارقطني:"هو ثقة وفوق الثقة"، وقال الخطيب:"كان أحد الأثبات المتقنين مع صلابة في الدين، واشتهار بالسنة، واتساع في الرواية".
انظر: تاريخ بغداد (1/ 240)، الأنساب (8/ 310)، تهذيب الكمال (24/ 396)، التقريب (ص 467).
(2)
أبو صالح كاتب الليث، واسمه: عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني المصري.
(3)
موضع الالتقاء هو: عبد العزيز بن أبي سلمة.
(4)
في (ك): "رأيت".
(5)
انظر تخريج الحديث رقم (10804)، وهذا اللفظ موافق لما عند مسلم.
10806 -
حدثنا جعفر بن محمد
(1)
الصائغ
(2)
، حدثنا عفان
(3)
، حدثنا سليمان بن المغيرة
(4)
، حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك، قال: مات ابن
(5)
لأبي طلحة من أم سليم، فقالت أم سليم لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه، فجاء أبو طلحة، فقربت إليه عشاءه
(6)
وشرابه، فأكل وشرب، ثم تصنعت له أم سليم أحسن ما
⦗ص: 10⦘
كانت تصَنَّع قبل ذلك، فلما شبع وروى وقع بها
(7)
، فلما عرفت أنه أصاب منها حاجته، قالت: يا أبا طلحة! أرأيت لو أن أهل بيت استعاروا عارية لهم أهل بيت آخرين
(8)
، فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم عاريتهم؟ قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك، قال: فغضب، قال: تركتني حتى إذا وقعت بها
(9)
فحدثتني بموت ابني، قال: فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره بما كان من أمره وأمرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بارك الله لكما في غابر ليلتكما"، قال: فعلقت
(10)
، فحملت، قال: فأراد أبو طلحة أن يخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر إذ ضربها المخاض، فاحتبس أبو طلحة عليها، فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
(11)
لا يطرق المدينة طروقًا من سفر، فقال أبو طلحة: إنك تعلم يا رب أنه كان يعجبني أن أخرج مع نبيك صلى الله عليه وسلم إذا خرج، وأدخل معه إذا دخل، وقد احتبست بما ترى، قال: قالت
⦗ص: 11⦘
أم سليم: ما أجد الذي كنت أجد
(12)
، أو كما قال، فانطلق فقدم مع نفر المدينة لليلته، فضربها المخاض فولدت.
قال: قالت أمي: يا أنس
(13)
، لا يطعمن
(14)
شيئًا حتى تغدوا به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبات يبكي، وبت مجتنحًا عليه أكاليه
(15)
حتى أصبحت، فغدوت به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا معه ميسم
(16)
، فلما رأى الصبي معي قال:"لعل أم سليم ولدت"
(17)
؟ قال: قلت: نعم، فوضع الميسم وقعد، فجئت به حتى وضعته في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعجوة
(18)
من عجوة الأنصار فلاكها
(19)
في فيه، حتى إذا ذابت لفظها في فم الصبي، فجعل الصبي يتلمظ
(20)
، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"انظروا إلى حب الأنصار التمر"،
⦗ص: 12⦘
ومسح
(21)
وجهه وسماه عبد الله
(22)
.
(1)
أبو محمد البغدادي.
(2)
بفتح الصاد المهملة وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها (وبعضهم ذكرها مهموزة، وهذا هو المثبت في النسخ، وفي مصادر ترجمة: جعفر بن محمد) وفي آخرها الغين المعجمة، هذه النسبة إلى عمل الصياغة وصوغ الذهب.
انظر: الإكمال (5/ 237)، توضيح المشتبه (5/ 395).
(3)
ابن مسلم الصفار، أبو عثمان البصري.
(4)
موضع الالتقاء هو: سليمان بن المغيرة.
(5)
قال النووي: "وهذا الغلام الذي توفي هو أبو عمير صاحب النغير".
شرح صحيح مسلم (16/ 17).
(6)
هكذا في (ك) و (هـ)، وجاء في الأصل:"عشاه".
(7)
في (ك): "عليها".
(8)
في (ك): "أخرى".
(9)
في (ك) و (هـ): "به".
(10)
هكذا في (ك) و (هـ)، وجاء في الأصل:"فتلقت"، ومعنى قوله: فعلقت: أي حبلت.
الصحاح للجوهري (4/ 1529).
(11)
(ك 5/ 166/ أ).
(12)
في (ك): "أجده".
(13)
هكذا في (ك) وهو الصواب، وجاء في الأصل:"بها أم سليم".
(14)
في (ك) و (هـ): "لا تطعمه".
(15)
أكاليه: هو من الكلأ، وهو الحفظ والحراسة. النهاية في غريب الحديث (4/ 194).
(16)
الميسم: هي الآلة إلى تكوى بها الدابة. لسان العرب (12/ 636).
(17)
في (ك): "ولدته".
(18)
العجوة: نوع من تمر المدينة جيد، أكبر من الصّيحاني، يضرب إلى السواد.
المشارق (2/ 69)، النهاية (3/ 188).
(19)
لاكها: أي مضغها، وهو من اللوك، وهو إدارة الشيء في الفم النهاية (4/ 278).
(20)
يتلمظ: أي يدير لسانه في فيه، ويحركه يتبع أثر التمر. النهاية (4/ 271).
(21)
في (ك): "فمسح".
(22)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي طلحة الأنصاري- 4/ 1909، رقم 107).
وأخرجه أيضًا مختصرًا في (كتاب الأداب -باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته- 3/ 1689، رقم 22).
10807 -
حدثنا أبو أمية
(1)
، حدثنا عاصم بن علي
(2)
، حدثنا سليمان بن المغيرة
(3)
، عن ثابت، عن أنس قال: كان لأبي طلحة ابن من أم سليم، فمات، فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابني حتى أكون أنا أحدثه، قال: فجاء، فقربت
(4)
إليه عشاءه وشرابه، فأكل وشرب، ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك، فلما شبع وروى وقع بها، فلما عرفت أنه قد شبع وروى وقضى حاجته منها، قالت: يا أبا طلحة! أرأيت لو أن أهل بيت أعاروا عارية أهل بيت آخرين، فطلبوا عاريتهم ألهم أن يحبسوا عاريتهم؟ قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك، قال: فغضب، ثم قال: تركتني حتى تلطخت بما
⦗ص: 13⦘
تلطخت به، ثم تحدثيني
(5)
بموت ابني، فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! ألم تر إلى أم سليم، صنعت كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بارك الله لكما في غابر ليلتكما"، قال: فعلقت
(6)
تلك الليلة فحملت، قال: فتهيأ
(7)
أبو طلحة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له، فدنوا من المدينة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطرق المدينة ليلًا من سفره، فلما دنوا من
(8)
المدينة أخذها المخاض، فاحتبس عليها أبو طلحة ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يقول أبو طلحة: يا رب
(9)
إنك لتعلم
(10)
أنه كان يعجبني أن أخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج، وأدخل معه إذا دخل، فقد احتبست بما ترى، قال: تقول أم سليم: يا أبا طلحة! لا أجد ما كنت أجد، فانطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فانطلق حتى قدم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضربها المخاض، فولدت غلامًا، فقالت أمي: يا أنس! لا يطعم شيئًا حتى تغدو به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبت تلك الليلة أكاليه مجتنحًا عليه وهو يبكي حتى أصبح، فغدوت به
⦗ص: 14⦘
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت في يده ميسمًا
(11)
، فلما رأى الصبي معي قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لعل أم سليم ولدت"؟ قلت: نعم، قال: فوضع الميسم وقعد، فأتيته بالصبي فوضع في حجره، فدعا بعجوة من عجوة المدينة، فلاكها في فيه حتى ذابت، ثم لفظها في فم الصبي، فجعل الصبي يتلمظ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"انظروا إلى حب الأنصار التمر"، ثم مسح وجهه وسماه عبد الله
(12)
.
(1)
هو: محمد بن إبراهيم بن مسلم البغدادي، ثم الطرسوسي نزيل طرسوس ومحدثها.
(2)
ابن عاصم بن صهيب الواسطي، أبو الحسين القرشي التيمي (ت 221 هـ).
(3)
موضع الالتقاء هو: سليمان بن المغيرة.
(4)
في (ك): "فقدمت".
(5)
في (ك): "حدثتني".
(6)
هكذا في (ك) و (هـ)، وجاء في الأصل:"فتلقت".
(7)
هكذا في (ك) و (هـ)، وهو الصواب، وجاء في الأصل:"فهيأ".
(8)
(ك 5/ 166/ ب).
(9)
في (ك): "يا الله".
(10)
في (ك) و (هـ): "تعلم".
(11)
في (ك) و (هـ): "ميسم".
(12)
انظر: تخريج الحديث رقم (10806).
مناقب بلال
(1)
، وعمرو بن عبسة
(2)
رضي الله عنهما
(1)
ابن رباح الحبشي المؤذن، من السابقين الأولين الذين عذبوا في الله، أعتقه أبو بكر رضي الله عنه، ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذّن له، وشهد معه جميع المشاهد، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، ثم خرج بلال بعد النبي صلى الله عليه وسلم مجاهدًا إلى أن مات في الشام زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قيل: سنة عشرين، وقيل غير ذلك رضي الله عنه وأرضاه. قال الذهبي: ومناقبه جمة، استوفاها الحافظ ابن عساكر رحمه الله. انظر: الاستيعاب (1/ 258)، تاريخ دمشق (10/ 429 - 480)، السير (1/ 347)، الإصابة (1/ 326).
(2)
عمرو بن عبسة -بموحدة ومهملتين مفتوحات- ابن خالد بن عامر بن غاضرة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، أبو نجيح، قال ابن سعد: كان قبل أن يسلم اعتزل عبادة الأوثان، وكان من المهاجرين الأولين، هاجر بعد أحد ثم نزل الشام. انظر: الطبقات الكبرى (4/ 214)، الاستيعاب (3/ 271)، السير (2/ 456)، الإصابة (4/ 658).
10808 -
حدثنا محمد بن إسماعيل
(1)
الصائغ، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي
(2)
، قالا: حدثنا أبو أسامة
(3)
، حدثنا أبو حيان التيمي
(4)
، عن أبي زرعة
(5)
، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال
⦗ص: 16⦘
عند صلاة الفجر: "يا بلال! حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام منفعة، فإني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنة" فقال: ما عملت عملًا في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر طهورًا تامًّا في ساعة من ليل ولا نهار
(6)
إلا صليت لربي عز وجل ما كتب لي أن أصلي
(7)
.
(1)
ابن سالم القرشي العباسي، مولى المهدي، أبو جعفر البغدادي.
(2)
أبو جعفر الكوفي (ت 269 هـ)، قال عنه الذهبي:"المحدث الصدوق". السير (12/ 508).
(3)
هو: حماد بن أسامة القرشي مولاهم، وهو موضع الالتقاء،
(4)
هو: يحيى بن سعيد بن حيان -بمهلمة وتحتانية-.
(5)
ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي، قيل: اسمه هرم، وقيل: عمرو، وقيل غير ذلك.
(6)
في (ك): "أو نهار".
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل بلال رضي الله عنه 4/ 1910، رقم 108).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التهجد -باب فضل الطهور بالليل والنهار، وفضل الصلاة بعد الوضوء-1/ 386، رقم 1098) من طريق إسحاق بن نصر عن أبي أسامة به.
فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ رواية أبي أسامة، واقتصر مسلم على الإسناد.
10809 -
وحدثني أحمد بن يحيى الحلواني
(1)
، حدثنا سعيد بن سليمان
(2)
، عن
(3)
محمد ابن بشر
(4)
، حدثنا أبو حيان التيمي
(5)
، بإسناده مثله
(6)
.
(1)
أبو جعفر البجلي الحلواني.
(2)
الضبي، أبو عثمان الواسطي، نزيل بغداد، البزاز، لقبه: سعدويه.
(3)
في (ك): "حدثنا".
(4)
ابن الفرافصة، أبو عبد الله العبدي الكوفي (ت 203 هـ).
(5)
هو: يحيى بن سعيد، وهو موضع الالتقاء.
(6)
انظر: تخريج الحديث رقم (10808).
10810 -
حدثنا الصغاني، حدثنا إسماعيل بن الخليل
(1)
ح
وحدثني مسرور بن نوح
(2)
، حدثنا سهل بن عثمان العسكري
(3)
، قالا: حدثنا علي بن مسهر
(4)
، أخبرنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: لمّا نزلت هذه الآية: {لَيْسَ عَلَى
(5)
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا
…
} إلى آخر الآية
(6)
، قال رسول الله: "قيل
(7)
أنت
⦗ص: 18⦘
منهم"
(8)
.
(1)
الخزاز، أبو عبد الله الكوفي.
(2)
أبو بشر الذهلي الإسفرائيني.
(3)
موضع الالتقاء في الإسناد الثاني هو: سهل بن عثمان العسكري.
(4)
موضع الالتقاء في الإسناد الأول هو: علي بن مسهر.
(5)
(ك 5/ 167/ أ).
(6)
سورة المائدة، آية (93).
(7)
هكذا في (ك)، وفي صحيح مسلم:"قيل لي أنت منهم"، وجاء في الأصل:"قيل -يعني لبلال- أنت منهم"، وفوق كلمة يعني لبلال تضبيب، وأما نسخة (هـ) فجاء فوق كلمة -يعني لبلال- بعض الأحرف لم أستطع قراءتها من أجل التصوير.
والصواب: هو حذف هذه الكلمة "يعني لبلال"، وذلك لأمور:
1 / عدم وجود هذه الكلمة في نسخة (ك)، ووجود فوق الكلمة في الأصل التضبيب.
2 / أن مسلمًا أخرج الحديث عن شيخه سهل بن عثمان، ولم يذكر هذه الكلمة.
3 / أن مسلمًا أخرج هذا الحديث من طرق عن علي بن مسهر، وليست فيه هذه الكلمة.
ولهذا أورد مسلم هذا الحديث في مناقب عبد الله بن مسعود، وهو المناسب =
⦗ص: 18⦘
= للحديث، وأما إدخال الحديث في مناقب بلال، فلم يظهر لي وجه ذلك، إلا إذا كانت هذه الكلمة:"يعني لبلال" ثابتة، وتفرد بها شيخ المصنف مسرور بن نوح، عن سهل بن عثمان.
وإن سلمنا بذلك فهي رواية شاذة، حيث خالف مسرور بن نوح مسلم بن الحجاج، ولا شك أن مسلمًا أوثق منه، ومسرور تقدم في ترجمته أنه صاحب غرائب، والله أعلم.
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن مسعود، وأمه رضي الله عنهما-4/ 1910، رقم 109).
10811 -
ز- حدثنا سليمان بن سيف
(1)
الحراني، حدثنا عارم أبو النعمان
(2)
، حدثنا حماد
(3)
، حدثنا ثابت
(4)
، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لقد أُخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى
(5)
أحد، ولقد أتت علي ثلاثون يومًا وليلةً
(6)
وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد، إلا شيء
⦗ص: 19⦘
يواريه إبط بلال"
(7)
.
(1)
ابن يحيى بن درهم الطائي مولاهم، أبو داود الحراني.
(2)
هو محمد بن الفضل السدوسي البصري، لقبه عارم.
(3)
ابن سلمة بن دينار، أبو سلمة البصري (ت 167 هـ).
(4)
هو ابن أسلم البناني.
(5)
هكذا في الأصل، ولفظ الترمذي، وابن حبان، وغيرهم وهو الصواب، وجاء في (ك) و (هـ):"وما يؤذوا".
(6)
في (ك): "ليلة ويومًا".
(7)
هذا الحديث من زيادات المصنف على صحيح مسلم.
الحكم على الإسناد: إسناد أبي عوانة فيه عارم أبو النعمان، وهو ثقة تغير في آخر عمره، والراوي عنه: سليمان بن سيف، ولا يعرف هل سمع منه قبل الاختلاط أم لا، ولكن تابع عارمًا:
1/ وكيع بن الجراح عن حماد بن سلمة: أخرجه: أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (7/ 332 رقم 36566)، وأبو يعلى في مسنده (6/ 145، رقم 2423)، وابن ماجة في سننه (المقدمة 1/ 54، رقم 151)، وابن حبان في صحيحه (14/ 515، رقم 6560 الإحسان).
2 / عفان عن حماد بن سلمة: أخرجه أحمد في المسند (3/ 120)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 150).
3 / روح بن أسلم عن حماد بن سلمة: أخرجه الترمذي في الجامع (كتاب صفة القيامة -باب رقم (34) 4/ 556، رقم 2472).
وقال الترمذي: "ومعنى هذا الحديث حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم فارًّا من مكة ومعه بلال، إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمله تحت إبطه" أ. هـ.
الخلاصة: أن الحديث صحيح، والله أعلم.
10812 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا أبو الوليد
(1)
، حدثنا عكرمة بن عمار
(2)
، حدثنا شداد أبو عمار -وكان قد أدرك نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم-
(3)
، قال: قال أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة، بأي
⦗ص: 20⦘
شيء تدّعي أنك ربع الإسلام؟ قال: إني كنت أرى الناس على ضلالة، ولا أرى
(4)
الأوثان بشيء، ثم سمعت عن رجل يخبر أخبارًا بمكة، فركبت راحلتي حتى أقدم مكة، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيًا، وإذا قومه عليه جرءاء
(5)
، فتلطفت، فدخلت عليه، فقلت: ما أنت؟ قال: "أنا نبي" فقلت: وما نبي؟ قال: "رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقلت: آلله أرسلك؟ قال: "نعم"، قلت: فبأي شيء؟ قال: "بأن توحد الله لا تُشرك به شيئًا، وكسر الأوثان، وصلة الأرحام"، فقلت: ومن معك على هذا؟ قال: "حر وعبد" فإذا معه بلال وأبو بكر رضي الله عنهما، فقلت له: إني متبعك، فقال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي
(6)
قد ظهرت فالحق بي، فرجعت إلى أهلي، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرًا إلى المدينة، وقد أسلمتُ، فجعلت
⦗ص: 21⦘
أتخبر الأخبار حتى جاء ركب من يثرب، فقلت: ما فعل هذا الرجل المكي الذي أتاكم؟ فقالوا: أراد قومه قتله، فلم يستطيعوا [ذلك]
(7)
، وحيل بينهم وبينه، وتركت الناس إليه سراعًا، فركبت راحلتي حتى قدمت عليه بالمدينة، فدخلت عليه، فقلت يا رسول الله! أتعرفني؟ فقال:"نعم، ألست الذي أتيتني بمكة"؟ فقلت: بلى، فقلت: يا رسول الله! علمني مما علمك الله وأجهل، قال: "إذا صليت الصبح فاقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس
(8)
.... وذكر الحديث.
(1)
هو: الطيالسي، واسمه: هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم.
(2)
موضع الالتقاء هو: عكرمة بن عمار.
(3)
في صحيح مسلم: "قال عكرمة: ولقي شداد أبا أمامة وواثلة وصحب أنسًا إلى =
⦗ص: 20⦘
= الشام".
(4)
في (ك): "وما أرى".
(5)
بالجيم المضمومة: جمع جريء، بالهمزة من الجرأة، وهي: الإقدام والتسلط، قال ابن الأثير:"والمعروف (حراء) بالحاء المهملة، أي غضاب ذوو غم وهم"، وقال النووي:"وذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين بالحاء المهملة، والصحيح أنه بالجيم".
انظر: المشارق للقاضي عياض (4/ 144)، شرح صحيح مسلم للنووي (6/ 165)، النهاية في غريب الحديث (1/ 253 و 375).
(6)
في (ك): "سمعتني".
(7)
زيادة من (ك).
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب صلاة المسافرين -باب إسلام عمرو بن عبسة -1/ 569، رقم 294).
10813 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا أبو حذيفة
(1)
، حدثنا عكرمة
(2)
بن عمار، بإسناده نحوه
(3)
(4)
.
(1)
هو: موسى بن مسعود النهدي -بفتح النون- البصري.
(2)
موضع الالتقاء هو: عكرمة بن عمار.
(3)
في (هـ): "مثله نحوه".
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (10812).
من مناقب عبد الله بن
(1)
مسعود
(2)
رضي الله عنه
(1)
(ك 5/ 167/ب).
(2)
عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن حليف بني زهرة، أسلم قديمًا، وهاجر الهجرتين، ولازم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان صاحب نعليه، وكان أقرب الناس هديًا ودلًّا وسمتًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد بدرًا، والمشاهد بعدها، وأمره عمر على الكوفة، له مناقب كثيرة، توفي سنة اثنتين وثلاثين، أو في التي بعدها.
انظر: الطبقات الكبرى (3/ 150)، الحلية (1/ 124)، الاستيعاب (3/ 110)، السير (1/ 461)، الإصابة (4/ 233).
10814 -
[روى]
(1)
أحمد [بن سهل]
(2)
(3)
، عن عبدة بن عبد الله
(4)
، عن يحيى بن آدم
(5)
، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن الأسود ابن يزيد، عن أبي موسى قال: قدمت أنا وأخي
(6)
من اليمن، فمكثنا حينًا وما نحسب ابن مسعود
⦗ص: 23⦘
وأمه إلا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من كثرة دخولهم، ولزومهم له
(7)
.
(1)
زيادة من (ك) و (هـ).
(2)
زيادة من (ك) و (هـ).
(3)
أبو العباس النيسابوري (ت 282 هـ).
(4)
الخزاعي الصفار، أبو سهل البصري (ت 258 هـ). وثقه النسائي، والدارقطني، وابن حجر، وقال أبو حاتم:"صدوق". انظر: الجرح (6/ 90)، سؤالات الحاكم للدارقطني (ص 258، رقم 439)، تهذيب الكمال (18/ 537)، التقريب (ص 369).
(5)
موضع الالتقاء هو: يحيى بن آدم.
(6)
قال الحافظ ابن حجر: "كان لأبي موسى أخوان: أبو رهم وأبو بردة، وقيل: إن له أخًا آخر اسمه: محمد، وأشهرهم: أبو بردة، واسمه: عامر" أ. هـ. =
⦗ص: 23⦘
= فتح الباري (7/ 45)، وانظر ترجمة أبي بردة في: الإصابة (7/ 36).
(7)
هذا الحديث علقه المصنف رحمه الله هنا، وقد وصله في الحديث الآتي رقم (10815)، والحديث جاء مسندًا في الصحيحين:
فأخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما 4/ 1911، رقم 110)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب مناقب عبد الله بن مسعود- 3/ 1373، رقم 3552) من طريق يوسف ابن أبي إسحاق عن أبي إسحاق به.
10815 -
حدثنا أبو الأزهر
(1)
، حدثنا إسحاق بن منصور
(2)
، حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق، أنه سمع الأسود بن يزيد يقول: سمعت أبا موسى يقول: لقد قدمت أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حينًا ما نرى إلا أن عبد الله بن مسعود من أهل البيت، مما نرى من دخوله، ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم
(3)
.
(1)
هو: أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي النيسابوري.
(2)
موضع الالتقاء هو: إسحاق بن منصور.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10814).
فائدة الاستخراج: أتم المصنف رواية إسحاق بن منصور، واقتصر مسلم على ذكر صدر الحديث، ثم أحال على رواية يحيى بن آدم.
10816 -
حدثنا محمد بن علي بن داود ابن أخت غزال
(1)
،
⦗ص: 24⦘
حدثنا سعيد بن محمد الجرمي
(2)
ح
وحدثنا يوسف القاضي
(3)
، حدثنا محمد بن أبي بكر
(4)
، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
(5)
، حدثنا سفيان
(6)
، عن أبي إسحاق، عن الأسود، قال: قال لي أبو موسى: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أُرى
(7)
أن عبد الله من أهل البيت.
أو ما ذكر من هذا
(8)
.
(1)
أبو بكر البغدادي، نزيل مصر (ت 264 هـ).
(2)
الجرمي -بفتح الجيم، وسكون الراء المهملة-: نسبة إلى جرم، وهي قبيلة من اليمن، وهو جرم ابن ربان بن عمران بن قضاعة.
وسعيد -الذي في الإسناد- هو: أبو عبيد الله الكوفي، قال ابن معين، وأحمد، وابن حجر "صدوق"، ووثقه أبو داود. انظر: تاريخ بغداد (9/ 87)، الأنساب (3/ 251، 253)، تهذيب الكمال (11/ 45)، التقريب (ص 240).
(3)
ابن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم.
(4)
المقدمي -بالتشديد-، أبو عبد الله الثقفي مولاهم.
(5)
موضع الالتقاء هو: عبد الرحمن بن مهدي.
(6)
هو الثوري.
(7)
بالضم: أي أظن. شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 22).
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفضائل -باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما-4/ 1911، رقم 111).
10817 -
حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي
(1)
، حدثنا عمرو بن
⦗ص: 25⦘
علي
(2)
، حدثنا يحيى بن سعيد
(3)
، حدثنا
(4)
شعبة
(5)
، عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا الأحوص
(6)
، قال: شهدت أبا مسعود البدري
(7)
وحذيفة لما مات عبد الله، فقال أحدهما لصاحبه: أترى ترك بعده مثله، قال: لئن قلت ذاك كان يشهد إذا غبنا، ويؤذن له إذا حُجبنا
(8)
.
(1)
هو الإمام أحمد بن شعيب النسائي.
(2)
الفلاس، الإمام المحدث الناقد.
(3)
القطان، الإمام المحدث الناقد.
(4)
في (ك): "أخبرنا".
(5)
موضع الالتقاء هو: شعبة بن الحجاج.
(6)
هو: عوف بن مالك بن نضلة الجشمي الكوفي.
(7)
هو عقبة بن عمرو الأنصاري.
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما-4/ 1911، رقم 112).
فوائد الاستخراج: 1/ سلسلة إسناد المصنف إلى شعبة أئمة حفاظ نقاد.
2 /رواية المصنف: "شهد أبا مسعود البدري وحذيفة. . ."، وعند مسلم:"شهدت أبا موسى وأبا مسعود. . .".
10818 -
حدثني محمد بن محمد -يعني ابن رجاء-
(1)
، حدثنا محمد بن بشار
(2)
، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت أبا الأحوص، قال: سمعت أبا موسى وأبا مسعود حين مات ابن مسعود قال أحدهما لصاحبه: أتراه ترك بعده
⦗ص: 26⦘
مثله؟ فقال: إن قلت ذاك إن كان ليؤذن له إذا حجبنا، ويشهد إذا غبنا
(3)
.
(1)
السندي، أبو بكر الإسفرائيني.
(2)
موضع الالتقاء هو: محمد بن بشار.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10817).
10819 -
حدثنا يوسف القاضي، حدثنا حفص بن عمر
(1)
، حدثنا شعبة
(2)
، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، قال: كنت قاعدًا مع أبي موسى وأبي مسعود، فذكرا عبد الله بن مسعود، فقال أحدهما لصاحبه: فذكر مثله
(3)
.
* وروى يحيى بن آدم
(4)
، حدثنا قطبة
(5)
، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي الأحوص، قال: كنا في دار أبي موسى مع نفر من أصحاب عبد الله، وهم ينظرون في مصحف، فقام عبد الله، فقال أبو مسعود: ما أعلم رسول الله
(6)
صلى الله عليه وسلم ترك بعده أعلم بما
⦗ص: 27⦘
أنزل الله من هذا القائم، فقال أبو موسى: أما لئن
(7)
قلت ذلك، لقد كان يشهد إذا غبنا، ويؤذن له إذا حجبنا
(8)
.
* [وروى عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن مالك، عن أبي الأحوص: كنت جالسًا مع حذيفة وأبي موسى
(9)
]
(10)
.
* أبو كريب
(11)
قال: حدثنا محمد بن أبي عبيدة، حدثنا أبي
(12)
، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: كنت جالسًا مع حذيفة وأبي موسى
(13)
.
⦗ص: 28⦘
* رواه معاوية بن عمرو
(14)
، حدثنا زائدة
(15)
، عن الأعمش
(16)
، عن مسلم
(17)
، عن مسروق، عن عبد الله قال: والله ما نزلت في القرآن سورة إلا أنا أعلم حيث أنزلت، وما أنزلت منه آية إلا أنا أعلم فيما أنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته
(18)
.
(1)
ابن الحارث بن سخبرة، أبو عمر الأزدي النمري البصري، المشهور بالحوضي.
(2)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما 4/ 1911، رقم 112).
(4)
ابن سليمان الكوفي، ومن طريقه أخرج مسلم الحديث كما سيأتي، انظر: تهذيب الكمال (31/ 188).
(5)
ابن عبد العزيز بن سياه الأسدي الكوفي.
(6)
(ك 5/ 168 / أ).
(7)
في (ك) و (هـ): "إن".
(8)
هذا الحديث علقه المصنف هنا، وقد وصله مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما 4/ 1912، رقم 113) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، حدثنا يحيى بن آدم به.
(9)
هذا الحديث علقه المصنف، ووصله الإمام مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما 4/ 1912، رقم 113 مكرر)، من طريق القاسم بن زكريا حدثنا عبيد الله بن موسى به.
(10)
هذا الإسناد ليس في نسخة (ك) و (هـ).
(11)
هو: محمد بن العلاء، وهو شيخ مسلم كما سيأتي إن شاء الله.
(12)
هو: أبو عبيدة عبد الملك بن معين بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي.
(13)
هذا الحديث علقه المصنف، ووصله مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما 4/ 1912، رقم 113 مكرر)، فقال: حدثنا أبو كريب، حدثنا محمد بن أبي عبيدة. . . وساق الإسناد إلى زيد بن وهب.
(14)
ابن المهلب بن عمرو بن شبيب الأزدي المعنيّ، أبو عمرو البغدادي.
(15)
ابن قدامة الثقفي، أبو الصلت الكوفي.
(16)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(17)
ابن صبيح، أبو الضحى الكوفي.
(18)
هكذا ورد هذا الحديث هنا معلقًا، ووصله مسلم في صحيحه من طريق قطبة عن الأعمش به (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما-4/ 1912 رقم 115 مكرر).
وكذا وصله البخاري في صحيحه (كتاب فضائل القرآن -باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم 4/ 1912، رقم 4716) من طريق حفص بن غياث عن الأعمش به.
10820 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا عبيد الله بن موسى
(1)
، أخبرنا شيبان
(2)
، عن الأعمش
(3)
، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال عبد الله: لقد قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعًا
(4)
وسبعين سورة، ولو
⦗ص: 29⦘
أعلم أن أحدًا أعلم بكتاب الله مني تبلغني إليه
(5)
الإبل لأتيته
(6)
.
(1)
ابن أبي المختار، واسمه: باذام العبسي مولاهم، أبو محمد الكوفي.
(2)
ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم، النحوي، أبو معاوية البصري.
(3)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(4)
هكذا في صحيح البخاري، وهو الصواب، وجاء في الأصل ونسخة (ك) و (هـ):"بضع".
(5)
في (ك): "تبلغه الإبل"، وفي (هـ):"تبلغني الإبل".
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما-4/ 1913، رقم 115)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل القرآن -باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم 4/ 1912، رقم 4714) من طريق حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود به.
فائدة الاستخراج: جاء الإسناد عند المصنف بذكر كنية مسلم بن صبيح وهي: "أبو الضحى"، وهو مشهور بكنيته.
10821 -
حدثنا الصغاني، وأبو أمية، قالا: حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا أبو شهاب
(1)
، عن الأعمش
(2)
، عن أبي وائل، قال: خطبنا ابن مسعود على المنبر فقال: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}
(3)
غلوا
(4)
مصاحفكم، كيف تأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت؟ لقد قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعًا
(5)
وسبعين سورة، وإن زيدًا ليأتي
⦗ص: 30⦘
مع الغلمان له ذؤابتان
(6)
، والله ما نزل [شيءٌ]
(7)
من القرآن إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني، وما أنا بأخيركم، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني لأتيته.
قال أبو وائل: فلما نزل عن المنبر جلست في الحلق
(8)
، فما أحد ينكر ما قال
(9)
.
(1)
هو الأصغر، واسمه: عبد ربه بن نافع الكناني، أبو شهاب الحناط الكوفي، نزيل المدائن.
(2)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(3)
سورة آل عمران، آية (161).
(4)
أي: اكتموها، ولا تسلموها، والتزموها إلى أن تلقوا الله تعالى، ومنه الغلول في الغنم، وهو: أن يخفى الشيء فلا يرد إلى القسم.
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (6/ 373)، معجم مقاييس اللغة (4/ 377).
(5)
جاء في الأصل، وفي نسخة (ك) و (هـ):"بضع"، والصواب ما أثبته.
(6)
تثينة ذؤابة، وهي: الشعر المضفور من شعر الرأس. النهاية (2/ 151)، وهذه الجملة ليست في صحيح مسلم.
(7)
زيادة من (هـ).
(8)
بفتح الحاء المهملة وفتح اللام، هكذا جاء ضبطها في الأصل، وهكذا ضبطها القرطبي في المفهم، والنووي، وهي: جمع الحلْقة -بسكون اللام- وهي الجماعة من الناس مستديرون كحلقة الباب. انظر: المفهم (6/ 374، 375)، شرح صحيح مسلم (16/ 24)، النهاية (1/ 426).
(9)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما 4/ 1912، رقم 114).
وتقدم تخريج البخاري هذا الحديث، انظر: حديث رقم (10820).
10822 -
حدثنا يوسف القاضي
(1)
، حدثنا محمد بن
⦗ص: 31⦘
أبي بكر
(2)
، حدثنا عبد الواحد بن زياد
(3)
، قال: حدثنا الأعمش
(4)
، عن شقيق، عن عبد الله قال: أخذت من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعًا
(5)
وسبعين سورة
(6)
.
(1)
هكذا في الأصل وهو الصواب، وجاء في (ك) و (هـ):"أبو يوسف" وهو خطأ، ولم أقف في شيوخ أبي عوانة على من هذه كنيته.
ويوسف القاضي هو شيخ المصنف، وتلميذ محمد بن أبي بكر المقدمي وراويته.
كما في تهذيب الكمال (24/ 536)، وقد تقدمت ترجمته.
(2)
هو المقدمي.
(3)
العبدي مولاهم، البصري (ت 176 هـ).
(4)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(5)
جاء في الأصل ونسخة (ك) و (هـ): "بضع"، والصواب ما أثبته.
(6)
انظر: تخريج الحديث رقم (10821).
10823 -
حدثنا ابن أبي الحنين
(1)
، حدثنا عمر بن حفص بن غِياث
(2)
، حدثنا أبي
(3)
، حدثنا الأعمش
(4)
، حدثنا شقيق، قال: خطبنا عبد الله حين نهاه عثمان، فقال: على قراءة من تأمروني أن أقرأ؟ والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعًا
(5)
وسبعين سورة، وقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
(6)
أبي أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم.
قال شقيق: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادًّا
⦗ص: 32⦘
عليه، ولا أحدًا يقول غير ذلك
(7)
.
(1)
أبو جعفر محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين الحنيني الكوفي، الإمام المحدث.
(2)
ابن غياث -بكسر المعجمة وآخره مثلثة- بن طلق بن معاوية النخعي، أبو حفص الكوفي (ت 322 هـ).
(3)
حفص بن غياث، أبو عمر النخعي القاضي.
(4)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(5)
جاء في الأصل، ونسخة (ك) و (هـ):"بضع".
(6)
(ك 5/ 168/ب).
(7)
انظر: تخريج الحديث رقم (10821).
10824 -
حدثنا أبو أمية [قال]
(1)
: حدثنا جعفر بن عون
(2)
، ويعلى بن عبيد
(3)
، قالا: حدثنا الأعمش
(4)
، عن شقيق، عن مسروق، قال: بينا عبد الله بن عمرو يحدثنا، حتى ذكرنا عبد الله بن مسعود، فقال: لقد ذكرتم رجلًا لا أزال أحبه، بعدما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعته، يقول: "خذوا القرآن من أربعة من ابن أم عبد
(5)
، فبدأ به، ومن أُبي بن كعب، ومن معاذ بن جبل، ومن سالم مولى أبي حذيفة"
(6)
.
(1)
زيادة من (ك) و (هـ).
(2)
ابن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي.
(3)
ابن أبي أمية الكوفي، أبو يوسف الطنافسي.
(4)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(5)
هذه النسبة إلى أمه رضي الله عنها، وهي: أم عبد الله بنت ود بن سواءه. الإصابة (4/ 233).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه-4/ 1913، رقم 116)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب مناقب عبد الله بن مسعود-3/ 1372 رقم 3549) من طريق شعبة عن الأعمش به بنحوه، وأخرجه أيضًا (كتاب فضائل الصحابة- باب مناقب سالم مولى أبي حذيفة-3/ 1372، رقم 3548) من طريق عمرو بن مرة عن إبراهيم عن مسروق به.
10825 -
حدثنا علي بن حرب
(1)
، حدثنا أبو معاوية
(2)
، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة"
(3)
.
(1)
ابن علي الطائي، (ت 265 هـ).
(2)
هو محمد بن خازم الضرير، وهو موضع الالتقاء.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله مسعود وأمه- 4/ 1914، رقم 117)، وتقدم تخريج البخاري هذا الحديث، انظر: حديث رقم (10824).
10826 -
حدثنا علي بن عبد العزيز
(1)
، حدثنا أبو عبيد
(2)
، حدثنا أبو معاوية
(3)
بمثله
(4)
.
(1)
ابن المرزبان بن سابور، أبو الحسن البغوي، نزيل مكة.
(2)
هو القاسم بن سلّام- بالتشديد- البغدادي، الإمام الثقة الحافظ، صاحب التصانيف.
(3)
موضع الالتقاء هو: أبو معاوية.
(4)
انظر تخريج الحديث رقم (10825).
10827 -
حدثنا أبو بكر الجعفي
(1)
، حدثنا أبو أسامة
(2)
، حدثنا الأعمش
(3)
، عن شقيق، عن مسروق، عن عبد الله
(4)
، قال: قال
⦗ص: 34⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، فبدأ به، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة"
(5)
.
(1)
هو محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي بن الوليد الكوفي.
(2)
حماد بن أسامة القرشي مولاهم، الكوفي.
(3)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(4)
هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، كما تقدم التصريح به في =
⦗ص: 34⦘
= الروايات السابقة.
(5)
انظر تخريج الحديث رقم (10825).
10828 -
حدثنا معاوية بن صالح
(1)
، حدثنا إسماعيل
(2)
بن أبي إسماعيل المؤدب، حدثنا أبي
(3)
، عن الأعمش
(4)
، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله
(5)
، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
(6)
.
(1)
ابن أبي عبيد الله الأشعري، أبو عبيد الله الدمشقي (ت 263 هـ).
(2)
ابن إبراهيم بن سليمان بن رزين البغدادي.
ضعفه الأزدي، والدارقطني. انظر: تاريخ بغداد (6/ 249).
(3)
هو أبو إسماعيل المؤدب: إبراهيم بن سليمان بن رزين البغدادي.
(4)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(5)
هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
(6)
انظر: تخريج الحديث رقم (10825).
10829 -
حدثنا يونس بن حبيب
(1)
[قال]
(2)
: حدثنا أبو داود
(3)
، حدثنا شعبة
(4)
، حدثنا الأعمش، قال: سمعت أبا وائل، يحدث
⦗ص: 35⦘
عن مسروق، قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "استقرؤا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأُبي ابن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة"
(5)
.
(1)
ابن عبد القاهر بن عبد العزيز، أبو بشر العجلي مولاهم، الأصبهاني.
(2)
زيادة من (ك) و (هـ).
(3)
هو الطيالسي: سليمان بن داود بن الجارود البصري.
(4)
ابن الحجاج، وهو موضع الالتقاء.
(5)
انظر: تخريج حديث رقم (10825).
فائدة الاستخراج: تصريح الأعمش بالسماع من أبي وائل.
10830 -
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
(1)
[قال]
(2)
: حدثني أبي [قال]
(3)
: حدثنا محمد بن جعفر
(4)
، حدثنا شعبة، عن سليمان
(5)
، قال: سمعت أبا وائل يحدث عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"استقرؤا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأُبي بن كعب"، قال: ولم يكن
(6)
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشًا، ولا متفحشًا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقًا"
(7)
.
(1)
أبو عبد الرحمن الشيباني، الإمام الحافظ.
(2)
زيادة من (ك، هـ).
(3)
زيادة من (ك، هـ).
(4)
موضع الالتقاء هو: محمد بن جعفر (غندر).
(5)
هو: الأعمش.
(6)
(ك 5/ 169 / أ).
(7)
انظر: تخريج حديث رقم (10825).
فوائد الاستخراج: =
⦗ص: 36⦘
= 1/ أتم المصنف رواية محمد بن جعفر، واقتصر مسلم على الإسناد دون المتن، ثم قال مسلم رحمه الله:"إن ابن أبي عدي، ومحمد بن جعفر اختلفا عن شعبة في تنسيق الأربعة".
2 / زيادة قوله: "ولم يكن رسول الله فاحشًا. ." وليست هي عند مسلم.
تنبيه: إن الناظر في أسانيد شعبة عن الأعمش يجد أن أصحاب شعبة اتفقوا في ذكر الأول، وهو ابن مسعود، واختلفوا في ذكر الثاني والثالث والرابع.
ولعل الراجح في ذكر الثاني هو: سالم مولى أبي حذيفة، وذلك لأن أكثر الثقات من أصحاب شعبة على ذلك، وهم: محمد بن جعفر، ومعاذ بن معاذ، وحجاج بن محمد المصيصي، ووهب ابن جرير، ولا شك أن روايتهم مقدمة، خاصة وأن محمد بن جعفر كان ربيب شعبة، وهو من أوثق الناس في شعبة، وكذلك معاذ بن معاذ، -والله أعلم- ومما يؤيد ذلك قول شعبة الآتي برقم (10832).
10831 -
حدثنا ابن المنادي
(1)
، حدثنا وهب بن جرير
(2)
، حدثنا شعبة
(3)
، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشًا ولا متفحشًا، وقال:"إن أحبكم إلي أحسنكم أخلاقًا"، وكان يقول:"استقرؤوا القرآن من أربعة: عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأُبي بن كعب"
(4)
.
(1)
أبو جعفر محمد بن أبي داود عبيد الله بن يزيد، البغدادي.
(2)
ابن حازم بن زيد، أبو عبد الله الأزدي.
(3)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(4)
انظر: تخريج حديث رقم (10825).
فائدة الاستخراج: فيه زيادة في أول الحديث، وهي قوله: "أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن =
⦗ص: 37⦘
= فاحشًا ولا متفحشًا، وقال: إن أحبكم إلي أحسنكم أخلاقًا. .".
10832 -
حدثنا يوسف بن مسلم
(1)
، حدثنا حجاج
(2)
، حدثنا شعبة
(3)
، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن مسروق، قال: ذكروا ابن مسعود عند عبد الله بن عمرو، فقال: ذاك رجل لا أزال أحبه، بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"استقرؤوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل".
قال شعبة: بدأ بابن مسعود وسالم، ولا أدري من الثالث: أُبي بن كعب، أو معاذ؟
(4)
.
(1)
هو: يوسف بن سعيد بن مسلم -بالتشديد- المصيصي، أبو يعقوب، نزيل أنطاكية.
(2)
ابن محمد المصيصي، الأعور، أبو محمد، ترمذي الأصل نزل بغداد ثم المصيصية.
(3)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما 4/ 1914، رقم 118).
فائدة الاستخراج: هو ما صرح به شعبة من قوله: بدأ بابن مسعود. . إلخ.
10833 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا شعبة
(2)
[قال]
(3)
: أخبرني عمرو بن مرة، عن إبراهيم النخعي، عن
⦗ص: 38⦘
مسروق قال: ذُكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو؛ فذكر مثله
(4)
[بإسناده]
(5)
، ولم يذكر قول شعبة.
[من هنا لم يخرجاه]
(6)
.
(1)
هو الطيالسي، وقد أخرج هذا الحديث في مسنده (ص 297، رقم 2245).
(2)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(3)
زيادة من (ك).
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (10832).
(5)
زيادة من (ك).
(6)
زيادة من (ك).
10834 -
حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم
(1)
، [قال]
(2)
: حدثنا بهز بن أسد
(3)
حدثنا شعبة
(4)
، حدثنا سليمان، عن أبي وائل، عن مسروق، أن عبد الله بن عمرو قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشًا ولا متفحشًا، وقال:"إن أحبكم إليّ أحسنكم أخلاقًا"، وقال:"استقرؤوا القرآن من أربعة"
(5)
.
⦗ص: 39⦘
وقال شعبة: ذكره عمرو بن مرة، عن عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل
(6)
.
رواه معاذ بن معاذ [عن شعبة]
(7)
(8)
.
(1)
ابن حبيب بن مهران العبدي، أبو محمد النيسابوري.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
العمي -بفتح العين المهملة، وتشديد الميم- أبو الأسود البصري (توفي بعد المائتين من الهجرة)، وثقه ابن معين، والنسائي، وابن حجر، وغيرهم.
انظر: تاريخ الدارمي (ص 82 رقم 200)، الأنساب (9/ 378)، تهذيب الكمال (4/ 257)، التقريب (ص 128).
(4)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (10825)، وقد تابع بهز بن أسد وهب بن جرير عن شعبة، وانظر: حديث رقم (10831).
(6)
انظر: تخريج الحديث رقم (10831).
(7)
زيادة من (ك) و (هـ).
(8)
ساق مسلم إسناد هذه الرواية في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله ابن مسعود وأمه 4/ 1914، رقم 118 مكرر) من طريق عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة به.
10835 -
ز- حدثنا معاوية بن صالح، حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدب، عن أبيه، عن الأعمش
(1)
، عن إبراهيم
(2)
، عن علقمة
(3)
، عن عبد الله
(4)
، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذوا القرآن عن: أبي بن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وابن
⦗ص: 40⦘
مسعود"
(5)
.
وبإسناده عن الأعمش
(6)
عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
(7)
.
كان أحمد بن حنبل يجتهد أن يسمع
(8)
من إسماعيل، فلم يكن يحدث
(9)
.
(1)
هو: سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، أبو محمد الكوفي الأعمش.
(2)
ابن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، أبو عمران الكوفي الفقيه.
(3)
ابن قيس بن عبد الله النخعي، الكوفي.
(4)
عبد الله هنا هو: ابن مسعود فيما ظهر لي، وذلك لأسباب:
1 -
أن الإمام الهيثمي عزاه لابن مسعود (مجمع الزوائد 9/ 311).
2 -
أن علقمة لا يروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فيما طالعته في ترجمة علقمة.
3 -
إن هذه السلسلة معروفة بهذا الإسناد (الأعمش، إبراهيم، علقمة، ابن مسعود).
(5)
هذا الحديث في إسناده: إسماعيل بن إبراهيم المؤدب، وقد ضعفه الأزدي، والدارقطني -كما تقدم- وقد تابعه إبراهيم بن مهدي المصيصي -وقد وثقه أبو حاتم (الجرح 2/ 139) - عن أبي إسماعيل المؤدب، أخرجه البزار في مسنده (3/ 258 رقم 2703)، والحاكم في مستدركه (3/ 225) وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وقال الهيثمي:"رواه البزار، ورجاله ثقات"(مجمع الزوائد 9/ 311)، وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند البخاري ومسلم، وقد تقدم برقم (10825).
(6)
(ك 5/ 169/ ب).
(7)
تقدم هذا في حديث رقم (10828).
(8)
في (ك): "ليسمع".
(9)
كان الإمام أحمد يجتهد ليسمع هذا الحديث بإسناد إسماعيل، وذلك لقلة من يرويه بهذا الإسناد، ولكن حيل بينه وبين ذلك، لأن إسماعيل لم يكن يحدث لعلة حصلت له، والله أعلم.
مناقب أبي بن كعب
(1)
رضي الله عنه
(1)
أُبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري، كنيته أبو المنذر، وأبو الطفيل، سيد القراء، وجمع القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض على النبي صلى الله عليه وسلم، شهد المشاهد كلها، وكان رأسًا في العلم والعمل، كان عمر يسميه: سيد المسلمين، ويقول: اقرأ يا أُبي، وعدّه مسروق في الستة من أصحاب الفتيا.
اختلف في سنة وفاته اختلافًا كثيرًا، فقيل: مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، قال الحافظ: وهو أثبت الأقوال. الاستيعاب (1/ 165)، السير (1/ 389)، الإصابة (1/ 27).
10836 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا حجاج، حدثني شعبة
(1)
، عن قتادة، عن أنس قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: أُبي بن كعب، ومعاذ ابن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد
(2)
.
قال قتادة: فقلت لأنس: مَن أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(2)
أبو زيد: اختلفوا في اسمه، فقيل: أوس بن السكن، ورجحه الحافظ، وقيل غير ذلك. الإصابة (7/ 158).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي بن كعب، وجماعة من الأنصار- 4/ 1914 رقم 119) من طريق محمد بن المثنى عن أبي داود الطيالسي عن شعبة به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب مناقب زيد بن ثابت- 3/ 1386، رقم 3599) من طريق يحيى القطان عن شعبة به.
10837 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود
(1)
،
⦗ص: 42⦘
[قال]
(2)
: حدثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: أُبي [بن كعب]
(3)
، ومعاذ [بن جبل]
(4)
، وزيد، وأبو زيد.
قلت لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي
(5)
.
رواه أبو موسى
(6)
عن أبي داود، وزاد:"كلهم من الأنصار".
(1)
الطيالسي، وهو موضع الالتقاء، وقد أخرج هذا الحديث في مسنده (ص 270، رقم 2018).
(2)
زيادة من (ك) و (هـ).
(3)
زيادة من (ك) و (هـ).
(4)
زيادة من (ك) و (هـ).
(5)
انظر: تخريجه في الحديث رقم (10836).
(6)
هو: محمد بن المثنى، وهو شيخ مسلم في هذا الحديث كما تقدم، انظر: حديث رقم (10836).
فائدة الاستخراج: أن رواية المصنف ليس فيها قوله: "كلهم من الأنصار"، وقد رواه حجاج عن شعبة بدون هذه اللفظة، كما في الحديث رقم (10836).
واختلفت الرواية عن أبي داود: فلم تذكر في رواية يونس عنه (عند المصنف هنا).
وذكرت هذه اللفظة من رواية أبي موسى عنه (عند مسلم).
10838 -
حدثنا الصغاني، حدثنا سعيد بن عامر
(1)
، عن شعبة
(2)
، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أُبي ابن كعب، ومعاذ بن جبل،
⦗ص: 43⦘
وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
قلت: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي
(3)
.
(1)
الضُّبَعي أبو محمد البصري.
(2)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10836).
10839 -
حدثنا أبو أمية، [قال]
(1)
: حدثنا شبابة
(2)
، [قال]
(3)
: حدثنا شعبة
(4)
، بإسناده مثله
(5)
.
(1)
زيادة من (ك) و (هـ).
(2)
ابن سوار المدائني، أصله من خراسان، يقال: كان اسمه مروان.
(3)
زيادة من (ك) و (هـ).
(4)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (10836).
10840 -
حدثنا يعقوب بن سفيان
(1)
، [قال]
(2)
: حدثنا عمرو بن عاصم
(3)
، [قال]
(4)
: حدثنا همام، [قال]
(5)
: حدثنا قتادة قال: قلت لأنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار
(6)
: أُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن
⦗ص: 44⦘
ثابت، ورجل من الأنصار يكنى: أبا زيد
(7)
.
(1)
ابن جوان الفارسي، أبو يوسف الفسوي، صاحب التصانيف المشهورة.
(2)
زيادة من (ك) و (هـ).
(3)
موضع الالتقاء هو: عمرو بن عاصم، وهو الكلابي بكسر الكاف، وبعد اللام ألف، وفي آخرها الباء الموحدة-. الأنساب (11/ 183).
(4)
زيادة من (ك) و (هـ).
(5)
زيادة من (ك) و (هـ).
(6)
جاء في (ك): "كلهم من قريش"، وجاء في نسخة (ك) فوق كلمة "قريش" =
⦗ص: 44⦘
= تضبيب، وهذا خطأ، والصواب ما أثبته، وهو في الأصل وصحيح مسلم من طريق عمرو بن عاصم عن همام، وصحيح البخاري من طريق حفص بن عمر عن همام به.
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي بن كعب -4/ 1914 رقم 120)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل القرآن- باب القرآء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- 4/ 1912، رقم 4717).
10841 -
حدثنا يوسف بن مسلم، [قال]
(1)
: حدثنا حجاج، [قال]
(2)
: حدثني شعبة
(3)
، قال: سمعت قتادة، يحدث عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب حين نزلت: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا}
(4)
: "إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} قال: وسماني؟ قال: "نعم" [قال]
(5)
: فبكى
(6)
!.
(1)
زيادة من (ك) و (هـ).
(2)
زيادة من (ك) و (هـ).
(3)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(4)
سورة البينة، آية (1).
(5)
زيادة من (ك) و (هـ).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي بن كعب، وجماعة من الأنصار- 4/ 1915، رقم 122)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب مناقب أبي بن كعب- 3/ 1385، رقم 3598) من طريق غندر عن شعبة به.
10842 -
حدثنا أبو قلابة
(1)
، [قال]
(2)
: حدثنا بكر بن بكار
(3)
، [قال]
(4)
: حدثنا شعبة
(5)
بإسناده مثله
(6)
.
(1)
واسمه: عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم، أبو قلابة الرقاشي.
(2)
زيادة من (ك، هـ).
(3)
أبو عمرو القيسي البصري.
(4)
زيادة من (ك) و (هـ).
(5)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(6)
انظر: تخريج الحديث رقم (10841).
10843 -
أخبرنا
(1)
عبد الله بن أحمد بن حنبل، [قال]
(2)
: حدثني أبي، [قال]
(3)
: حدثنا محمد بن جعفر
(4)
، قال: حدثنا شعبة ح
وحدثنا يوسف بن مسلم، [قال]
(5)
: حدثنا حجاج، [قال]
(6)
: حدثنا شعبة
(7)
، قال: سمعت قتادة، يحدث عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب -زاد حجاج
(8)
حين
⦗ص: 46⦘
أنزلت
(9)
{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} . . .
(10)
، قالا جميعًا-:"إن الله أمرني أن أقرأ عليك {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} " قال: وسماني؟ قال: "نعم" قال: فبكى
(11)
.
(1)
في (ك) و (هـ): "حدثنا".
(2)
زيادة من (ك) و (هـ).
(3)
زيادة من (ك) و (هـ).
(4)
موضع الالتقاء في الإسناد الأول هو: محمد بن جعفر (غندر).
(5)
زيادة من (ك) و (هـ).
(6)
زيادة من (ك) و (هـ).
(7)
موضع الالتقاء في الإسناد الثاني هو: شعبة.
(8)
(ك 5/ 170 / أ).
(9)
في (ك): "نزلت".
(10)
سورة البينة، آية (1).
(11)
انظر: تخريج الحديث رقم (10841).
مناقب سعد بن معاذ
(1)
رضي الله عنه
(1)
سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج ابن النبيت بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي.
سيد الأوس، شهد بدرًا باتفاق، ورمي بسهم يوم الخندق، فعاش بعد ذلك شهرًا حتى حكم في بني قريظة، وأجيبت دعوته في ذلك، ثم انتفض جرحه فمات، وذلك سنة خمس.
الاستيعاب (2/ 167)، السير (1/ 279)، الإصابة (3/ 84).
10844 -
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني
(1)
، قال: قرأنا على عبد الرزاق
(2)
، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنازة سعد بن معاذ بين أيديهم-: "اهتز لها عرش الرحمن عز وجل"
(3)
.
(1)
هو: أبو يعقوب الدّبري -بفتح الدال المهملة، والباء المنقوطة، والراء المهملة- راوية عبد الرزاق.
(2)
موضع الالتقاء هو: عبد الرزاق.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل سعد بن معاذ - 4/ 1915، رقم 123).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب مناقب سعد بن معاذ- 3/ 1384، رقم 3592) من طريق أبي سفيان عن جابر.
10845 -
حدثنا أبو العباس
(1)
الغزي
(2)
، حدثنا الفريابي
(3)
ح
⦗ص: 48⦘
وحدثنا الصغاني، حدثنا قبيصة
(4)
، قالا: حدثنا سفيان
(5)
، عن الأعمش
(6)
، عن أبي سفيان
(7)
، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ" هذا لفظ الفريابي
(8)
.
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي.
(2)
هذه النسبة إلى غزة، بليدة من بلاد فلسطين على مرحلة من بيت المقدس. الأنساب (10/ 40).
(3)
هو: محمد بن يوسف بن واقد الضبي (ت 212 هـ). =
⦗ص: 48⦘
= وثقه أبو حاتم، والنسائي، وغيرهما.
انظر: الجرح والتعديل (8/ 119)، تهذيب الكمال (27/ 52).
(4)
هو: قبيصة بن عقبة بن سفيان السوائي.
(5)
هو: الثوري.
(6)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(7)
هو: طلحة بن نافع الواسطي.
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه 4/ 1915، رقم 124).
وتقدم تخريج البخاري هذه الرواية، انظر: تخريج الحديث رقم (10844).
10846 -
حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس
(1)
، بإسناده نحوه
(2)
.
قال علي
(3)
: حدثنيه يحيى يعني الحماني
(4)
، عن ابن إدريس.
⦗ص: 49⦘
أخرج مسلم عن عمرو الناقد عن ابن إدريس على لفظ حديث الفريابي
(5)
.
(1)
الأودي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (10845).
(3)
هو: ابن حرب، وهذا يدل على أنه سمع الحديث من ابن إدريس مباشرة، ثم أخذه عنه بواسطة.
(4)
يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني -بكسر المهملة، وتشديد الميم-. =
⦗ص: 49⦘
= مختلف فيه، والخلاصة: أن جمهور الأئمة على تضعيفه؛ كأحمد، وابن المديني، والبخاري، وأبي زرعة، والنسائي، وغيرهم.
ولذلك حكم عليه الحافظ ابن حجر في الفتح بأنه ضعيف.
انظر: التاريخ الصغير (ص 328)، الضعفاء لأبي زرعة (2/ 669)، الضعفاء والمتروكين (ص 108)، تهذيب الكمال (31/ 419)، بحر الدم (ص 240)، فتح الباري (3/ 472).
(5)
صحيح مسلم (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل سعد بن معاذ صلى الله عليه وسلم 4/ 1915 رقم 124).
10847 -
حدثنا أبو الأحوص صاحبنا
(1)
، [قال]
(2)
: حدثنا محمد بن عبد الرحمن البصري
(3)
، [قال]
(4)
: حدثنا محمد بن سواء
(5)
، عن سعيد بن أبي عروبة
(6)
، عن قتادة، قال: حدثنا أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال -وجنازة سعد بن معاذ موضوعة-: "اهتز لها عرش الرحمن"
(7)
.
(1)
هو: إسماعيل بن إبراهيم بن الوليد الإسفراييني.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
هو العلاف البصري، تقدم في الحديث (2171).
(4)
زيادة من (ك).
(5)
بتخفيف الواو والمد: ابن عنبر السدوسي، أبو الخطاب البصري.
(6)
موضع الالتقاء هو: سعيد بن أبي عروبة.
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه 4/ 1916، رقم 125) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. =
⦗ص: 50⦘
= فائدة الاستخراج: 1/ متابعة محمد بن سواء لعبد الوهاب الخفاف في الرواية عن سعيد بن أبي عروبة، قال الإمام أحمد:"محمد بن سواء هو عند أصحاب الحديث أحلى من الخفاف، إلا أن الخفاف أقدم سماعا". العلل لأحمد، برواية ابنه عبد الله (2/ 356 رقم 2576).
2 / التصريح باسم سعد بن معاذ في قوله: "وجنازة سعد بن معاذ"، وعند مسلم:"وجنازته -يعني سعدًا-".
10848 -
ز- حدثنا الصغاني، وغيره، قالا: حدثنا عبد الوهاب ابن عطاء
(1)
، [قال]
(2)
: حدثنا سعيد بن أبي عروبة
(3)
، عن قتادة
(4)
، عن أنس بن مالك قال: افتخر الحيان من الأنصار: الأوس والخزرج، فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة حنظلة ابن الراهب
(5)
، ومنا من اهتز له عرش الرحمن، ومنا من حمته
(6)
الدبر
(7)
: عاصم ابن
⦗ص: 51⦘
ثابت بن [أبي]
(8)
الأقلح
(9)
، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة
(10)
رجلين: خزيمة ابن ثابت
(11)
.
قال: فقال الخزرجيون: منا أربعة جمعوا القرآن لم يجمعه أحد غيرهم: زيد بن ثابت، وأبو زيد، وأبي بن كعب،
⦗ص: 52⦘
ومعاذ بن جبل
(12)
.
(1)
هو: الخفاف، أبو نصر العجلي مولاهم، البصري.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
سعيد بن أبي عروبة، واسمه: مهران العدوي، أبو النضر البصري.
(4)
هو: ابن دعامة السدوسي، أبو الخطاب البصري.
(5)
هو: حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن مالك الأنصاري الأوسي، كان أبوه في الجاهلية يعرف بالراهب، واسمه: عمرو، ويقال: عبد عمرو، استشهد حنظلة يوم أحد.
وقصة غسل الملائكة لحنظلة أخرجها الحاكم في المستدرك (3/ 204).
(6)
أي: منعته منهم. فتح الباري (7/ 444).
(7)
الدبر -بفتح الدال المهملة وسكون الباء- قال البزار: الدبر هذه الزنابير الكبار الخمر، وكذلك قال السهيلي، وقيل: ذكور النحل. =
⦗ص: 51⦘
= انظر: كشف الأستار (3/ 303)، حياة الحيوان للدميري (1/ 465)، فتح الباري (7/ 444).
(8)
زيادة من (ك).
(9)
اسم أبي الأقلح: قيس بن عصمة، وكان عاصم من السابقين الأولين من الأنصار (الإصابة 3/ 969). وقصة حماية الدبر له أخرجها البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد -باب هل يستأسر الرجل-3/ 1108 - رقم 2880).
(10)
في (ك): "شهادة".
(11)
ابن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة الأنصاري الأوسي، ثم الخطمي.
قتل بصفين، وكان من كبار جيش علي رضي الله عنه. السير (2/ 485)، الإصابة (2/ 278).
وكان يدعى ذا الشهادتين؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين.
انظر: مصنف عبد الرزاق (11/ 235 - رقم 20416)، وصحيح البخاري (كتاب التفسير، باب قول الله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} 4/ 1795 - رقم 4506).
وقصته في الشهادة أخرجه أبو داود في سننه (كتاب الأقضية -باب إذا علم الحاكم صدق الشاهد الواحد- 4/ 31 - رقم 3607).
(12)
إسناد أبي عوانة صحيح.
والحديث أخرجه أبو يعلى في مسنده (5/ 329 رقم 2953)، والطبراني في معجمه الكبير (4/ 10)، والبزار في مسنده (3/ 303 رقم 2802 كشف الأستار) كلهم من طريق عبد الوهاب بن عطاء به.
قال الهيثمي في المجمع (10/ 41): "في الصحيح منه "الذين جمعوا القرآن" رواه أبو يعلى والبزار والطبراني ورجالهم رجال الصحيح"، وأورده الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد مسند البزار (2/ 377) وقال:"إسناده صحيح".
10849 -
حدثنا محمد
(1)
بن كثير الحراني، حدثنا عبد الرحمن بن عمرو
(2)
، عن معقل بن عبيد الله
(3)
، عن أبي الزبير
(4)
، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال -وجنازة سعد ابن معاذ بين أيديهم-:"اهتز لها عرش الرحمن"
(5)
(6)
.
(1)
ابن يحيى بن كثير، أبو عبد الله الكلبي، الحافظ، لقبه: لؤلؤ.
(2)
هو الحراني.
(3)
هو الجزري، أبو عبد الله العبسي مولاهم، الحراني.
(4)
هو: محمد بن مسلم بن تدرس المكي، وهو موضع الالتقاء.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل سعد بن معاذ-4/ 1915، رقم 123)، وتقدم تخريج البخاري هذه الرواية، انظر: تخريج الحديث رقم (10844).
(6)
(ك 5/ 170/ ب).
10850 -
حدثنا عمار بن رجاء
(1)
، ويونس بن حبيب، قالا: حدثنا أبو داود
(2)
، [قال]
(3)
: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: أُهدِيَت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة حرير، فجعلوا يلمسونها ويعجبون من لينها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة ألين من هذا"
(4)
.
(1)
أبو ياسر التغلبي (ت 267).
(2)
موضع الالتقاء هو: أبو داود الطيالسي.
(3)
زيادة من (ك) و (هـ).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه 4/ 1916، رقم 126 مكرر) من طريق أحمد بن عبدة عن أبي داود الطيالسي به، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه-3/ 1383، 1384، رقم 3591) من طريق محمد بن جعفر (غندر) عن شعبة به.
فائدة الاستخراج: أتم أبو عوانة رحمه الله رواية أبي داود الطيالسي، بينما اقتصر مسلم رحمه الله على ذكر الإسناد فقط، ثم أحال على لفظ حديث محمد بن جعفر عن شعبة.
10851 -
حدثنا يونس بن حبيب، وعمار بن رجاء، قالا: حدثنا أبو داود
(1)
، [قال]
(2)
: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بثوب حرير، فجعلوا يعجبون منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لمنادليل
⦗ص: 54⦘
سعد بن معاذ -أو قال: لبعض مناديل سعد بن معاذ- ألين من هذا"
(3)
(1)
موضع الالتقاء هو: أبو داود الطيالسي.
(2)
زيادة من (ك) و (هـ).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه 4/ 1916، رقم 126 مكرر) من طريق أحمد بن عبدة عن أبي داود الطيالسي به.
فائدة الاستخراج:
1/ أتم أبو عوانة رواية أبي داود الطيالسي، واقتصر مسلم على الإسناد فقط، ثم أحال على لفظ حديث البراء، من طريق محمد بن جعفر عن شعبة.
2 / فيه زيادة، وهي: ذكر الشك في قوله: "أو قال: لبعض. .".
10852 -
حدثنا أبو قلابة، [قال]
(1)
: حدثنا عمرو بن مرزوق
(2)
، أخبرنا شعبة بإسناده:"أحسن من هذا"
(3)
.
روى حديث شعبة، عن أبي إسحاق: أحمد بن عبدة
(4)
، عن أبي داود الحديثين جميعًا
(5)
وحديث شعبة، عن أبي إسحاق رواه غندر عن شعبة
(6)
.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
الباهلي، أبو عثمان البصري.
(3)
أي أن لفظ عمرو بن مرزوق عن شعبة لحديث قتادة لفظه: "أحسن من هذا"، ورواية أبي داود المتقدمة عن شعبة عن قتادة، لفظه:"ألين من هذا".
(4)
الضبي، وهو شيخ مسلم، انظر: تخريج الحديثين رقم (10850، 10851).
(5)
يعني: حديث البراء بن عازب، وحديث أنس بن مالك رضي الله عنهما، وقد تقدم تخريجهما رقم (10851، 10850)
(6)
قوله: "وحديث شعبة عن أبي إسحاق. ." الخ ليس في نسخة (ك)، وأخرج =
⦗ص: 55⦘
= طريق غندر عن شعبة عن أبي إسحاق: مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه 4/ 1916، رقم 126)، والبخاري كما تقدم، انظر: تخريج حديث رقم (10850).
10853 -
حدثنا الصغاني، حدثنا زهير بن حرب
(1)
، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا شيبان، عن قتادة، عن أنس بن مالك أنه قال: أُهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة من سندس، وكان ينهى عن الحرير، فعجب الناس منها، فقال:"والذي نفس محمد بيده! إن مناديل سعد ابن معاذ في الجنة أحسن من هذا"
(2)
.
(1)
زهير بن حرب هو شيخ مسلم في هذا الحديث، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه 4/ 1916، رقم 127)، وأخرحه البخاري في صحيحه (كتاب بدء الخلق -باب ما جاء في صفة الجنة، وأنها مخلوقة- 3/ 1187، رقم 3076) من طريق عبد الله بن محمد الجعفي، عن يونس بن محمد به.
10854 -
حدثنا أحمد
(1)
، حدثنا أبو موسى
(2)
قراءة، عن
⦗ص: 56⦘
سالم بن نوح
(3)
، عن عمر -يعني ابن عامر-، عن قتادة، عن أنس: أن أُكيدر دومة
(4)
بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبة سندس، فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعجب الناس منها، فقال:"أتعجبون من هذه، فوالذي نفسي بيده، لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها"
(5)
.
(1)
لم يتبين لي من هو، ولم يصرح به ابن حجر في إتحاف المهرة (2/ 215)، ولعله: أحمد بن سلمة، الذي يخرج المصنف على كنابه الصحيح (السير 13/ 373)، ويحتمل أنه النسائي، فهو من شيوخ المصنف، ومن تلاميذ أبي موسى محمد بن المثنى، وقد روى هذا الحديث في سننه الكبرى (كتاب الزينة -باب لبس السندس- 5/ 471 - رقم 9614) من طريق عمرو بن علي (الفلاس) حدثنا سالم بن نوح به.
(2)
هو: محمد بن المثنى العنزي، المعروف بالزمن.
(3)
موضع الالتقاء هو: سالم بن نوح.
(4)
هو: تصغير "أكدر" و"دومة" -بضم المهملة وسكون الواو- بلد بين الحجاز والشام، وهي دومة الجندل بقرب تبوك، وكان "أكدر" ملكها، وهو: أكيدر بن عبد الملك الكندي، وكان نصرانيًّا. مراصد الاطلاع (2/ 542)، الفتح (5/ 273).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه 4/ 1917، رقم 127 مكرر).
وأخرجه البخاري في صحيحه معلقًا، مجزومًا به من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به (كتاب الهبة -باب قبول الهدية من المشركين-2/ 923، رقم 2473).
فائدة الاستخراج:
1/ ساق المصنف تمام لفظ الحديث، بينما اقتصر مسلم على بعضه.
2/ قوله: "فلبسها" ليست عند مسلم.
10855 -
حدثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب
(1)
، [قال]
(2)
: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس: أن أكيدر دومة أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبة، وذلك قبل أن ينهى عن الحرير، فعجب الناس منها، فقال: "أتعجبون من هذه،
⦗ص: 57⦘
فوالذي نفسي بيده، لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا"
(3)
.
(1)
واسم أبي طالب: جعفر بن الزبرقان.
(2)
زيادة من (ك، 5).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه 4/ 1916، رقم 127) من طريق شيبان عن قتادة به، وفيه:"وكان ينهى عن الحرير" ورواية المصنف هنا بلفظ: "قبل أن ينهى عن الحرير".
وأخرجه البخاري في صحيحه معلقًا مجزومًا به (كتاب الهبة -باب قبول الهدية من المشركين - 2/ 923، رقم 2473)، ووصله ابن حجر من طريق الضياء في المختارة (كما في تغليق التعليق 3/ 365) من طريق يزيد ابن زريع، عن سعيد به، فمدار الحديث على سعيد بن أبي عروبة، وهو من الثقات، فالحديث صحيح، والله أعلم.
10856 -
حدثنا أبو الأحوص صاحبنا، حدثنا محمد بن عبد الرحمن، [قال]
(1)
: حدثنا محمد بن سواء، عن سعيد بإسناده مثله
(2)
(3)
.
(1)
زيادة من (ك. 5).
(2)
(ك 5/ 171/أ).
(3)
انظر: الحديث رقم (10855).
من مناقب عبد الله بن عمرو بن حرام
(1)
رضي الله عنه
(1)
ابن ثعلبة بن حرام الأنصاري الخزرجي السلمي، معدود في أهل العقبة، وبدر، وكان أحد النقباء، استشهد يوم أحد رضي الله عنه.
الاستيعاب (3/ 84)، السير (1/ 324)، الإصابة (4/ 189).
10857 -
حدثنا سليمان بن سيف، حدثنا علي بن المديني، حدثنا سفيان بن عيينة
(1)
، عن ابن المنكدر، سمع جابر بن عبد الله يقول
(2)
: لما كان يوم أحد جيء بأبي مسجًّى
(3)
، قال: وقد مُثل به، فأردت أن أرفع الثوب، فنهاني قومي، فرفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أمر به فرفع، فسمع صوت باكية أو صائحة، فقال:"من هذه"؟ فقالوا
(4)
: بنت عمرو، أو أخت عمرو، فقال:"ولم تبكي؟ فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع"
(5)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: سفيان بن عيينة.
(2)
في (ك) و (هـ): "قال".
(3)
أي: مغطى. النهاية (2/ 345)، المشارق للقاضي عياض (2/ 207).
(4)
في (ك) و (هـ): "قالوا".
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام- 4/ 1917، رقم 129)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجنائز -باب ما يكره من النياحة على الميت- 1/ 434، رقم 1231) من طريق علي بن المديني عن سفيان به.
فائدة الاستخراج: جاء عند مسلم تكرار قوله: "فأردت أن أرفع =
⦗ص: 59⦘
= الثوب منها فنهاني قومي" وأما رواية أبي عوانة فليس فيها تكرار.
10858 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا حجاج، [قال]
(1)
: حدثني شعبة
(2)
ح
وحدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، أخبرنا
(3)
محمد بن المنكدر، عن جابر قال: لما قتل أبي جعلت أكشف الثوب عن وجهه، فجعل القوم ينهوني، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني، فجعلت عمتي فاطمة بنت عمرو تبكي، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تبكين أو لا تبكين، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه"
(4)
.
اللفظ ليوسف.
(1)
زيادة من (ك) و (هـ).
(2)
موضع الالتقاء في كلا الإسنادين هو: شعبة.
(3)
في (ك) و (هـ): "أخبرني".
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام- 4/ 1918، رقم 130)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجنائز -باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في كفنه- 1/ 420، رقم 1187) من طريق غندر عن شعبة به.
10859 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا حجاج، عن ابن جريج
(1)
، قال: أخبرني محمد بن المنكدر، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: جاء قومي بأبي قتيلًا يوم أحد، فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلت أبكي، وأريد
⦗ص: 60⦘
أن أكشف عنه، فأبى قومي أن يدعوني أن أكشف عنه، والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر فلا يمنعني، ولا يدعني، وهو ساكت
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: ابن جريج.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام- 4/ 1918، رقم 130).
وأخرجه البخاري في صحيحه معلقًا، حيث قال عقب حديث شعبة عن ابن المنكدر:"تابعه ابن جريج، أخبرني ابن المنكدر، سمع جابرا رضي الله عنه"(كتاب الجنائز -باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في كفنه-1/ 420، رقم 1187).
فائدة الاستخراج: 1/ساق أبو عوانة المتن، واقتصر مسلم على الإسناد فقط دون المتن.
2/ فيه التصريح بسماع ابن جريج من ابن المنكدر.
10860 -
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني
(1)
، أخبرنا عبد الرزاق
(2)
، أخبرنا معمر، عن محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قتل أبي يوم أحد، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع بين يديه مجدعًا
(3)
قد مُثِّل به، قال: فأكببت أبكي عليه، والقوم يحجزوني، والنبي صلى الله عليه وسلم يراني فلا
(4)
ينهاني، حتى رفع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما زالت الملائكة حوله حتى رفع، وكان على أبي دين، فكان الغرماء
⦗ص: 61⦘
يأتون النخل، فينظرونه، فيستقلونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أردت أن تجد
(5)
، فآذني" قال: فأتيته، فذهب معي حتى قام فيه، فدعا فيه بالبركة، قال: فقضيت ما كان على أبي وفضل لنا طعام كثير
(6)
.
(1)
هو الدبري.
(2)
ابن همام الصنعاني، وهو موضع الالتقاء.
(3)
أي: مقطوع الأنف والأذنين، قال الخليل:"الجدع، قطع الأنف والأذن". المشارق (1/ 142).
(4)
في (ك): "ولا".
(5)
أي: تقطع ثمره. المشارق (1/ 141).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام- 4/ 1918، رقم 130).
فائدة الاستخراج: أن أبا عوانة ساق لفظ الحديث بتمامه، ومسلم اقتصر على الإسناد.
10861 -
حدثنا هلال بن العلاء
(1)
، حدثنا أبي
(2)
، وعبد الله بن جعفر
(3)
، قالا: حدثنا عبيد الله بن عمرو
(4)
(5)
، عن
(6)
عبد الكريم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: جيء بأبي يوم أحد مجدعًا، قال: فجعلت أبكي عليه، وأكشف عن وجهه، ولا ينهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، [قال]
(7)
: فلما رفع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما زالت الملائكة حآفة بأجنحتها حتى رفع".
⦗ص: 62⦘
قال: ثم ذكر الحديث -حديث معمر- بطوله
(8)
.
(1)
ابن هلال بن عمر بن هلال بن أبي عطية الباهلي الرقي، يكنى أبا عمر.
(2)
العلاء بن هلال، أبو محمد الرقي.
(3)
هو: ابن غيلان الرقي، أبو عبد الرحمن القرشي مولاهم.
(4)
ابن أبي الوليد الأسدي مولاهم، أبو وهب الرقي، وهو موضع الالتقاء.
(5)
جاءت نسبته في المخطوط: "الجزري"، وعند الرجوع إلى مصادر ترجمة عبيد الله لم أقف على من نسبه إلى الجزري، وإنما الجزري نسبة عبد الكريم، وهو شيخ عبيد الله.
(6)
(ك 5/ 171/ ب).
(7)
زيادة من (ك) و (هـ).
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام- 4/ 1918، رقم 130 مكرر).
فائدة الاستخراج: أن أبا عوانة ساق الشاهد من الحديث، بينما اقتصر مسلم رحمه الله على ذكر صدر الحديث، وأحال على رواية شعبة، عن ابن المنكدر.
10862 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا عمرو بن عثمان
(1)
، وجندل بن والق
(2)
، قالا: حدثنا عبيد الله بن عمرو
(3)
، بإسناده مثله
(4)
(1)
هو: الكلابي الرقي، أبو عمر، ويقال: أبو سعيد، مولى بني الوحيد.
(2)
التغلبي، أبو علي الكوفي، قال أبو حاتم:"صدوق"، وذكره ابن حبان في الثقات، قال البزار:"ليس بالقوي"، وقال ابن حجر:"صدوق يغلط ويصحف".
انظر: الجرح (2/ 535)، الثقات لابن حبان (8/ 167)، تهذيب التهذيب (2/ 119)، التقريب (ص 143).
(3)
موضع الالتقاء هو: عبيد الله بن عمرو.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (10861).
من مناقب أبي دجانة رضي الله عنه
(1)
(1)
أبو دجانة، اسمه: سماك بن خرشة، وقيل: ابن أوس بن خرشة، متفق على شهوده بدرًا، قتل يوم اليمامة. الاستيعاب (2/ 212 و 4/ 209)، السير (1/ 243)، الإصابة (7/ 119).
10863 -
حدثنا جعفر الصائغ، حدثنا عفان بن مسلم
(1)
، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم: أخذ سيفًا يوم أحد، فقال:"من يأخذ هذا السيف"؟ فبسطوا أيديهم، كل إنسان يقول: أنا، [أنا]
(2)
، فقال:"من يأخذه بحقه"؟ فأحجم
(3)
القوم، فقال سماك أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، فأخذه ففلق به هام المشركين
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: عفان بن مسلم الصفار.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
قال النووي: "هو بحاء، ثم جيم -هكذا في معظم نسخ بلادنا (أي من صحيح مسلم)، وفي بعضها تقديم الجيم على الحاء، ومعناهما: تأخروا وكفوا". شرح صحيح مسلم (16/ 36).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي دجانة سماك بن خرشة رضي الله عنه 4/ 1917، رقم 128).
10864 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا عارم أبو النعمان، حدثنا حماد بن سلمة
(1)
، أخبرنا ثابت، عن أنس بن مالك: أن
⦗ص: 64⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفًا يوم أحد، فقال:"من يأخذ هذا السيف"؟ فجعل هذا يقول: أنا، ويقول هذا: أنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أيكم يأخذه بحقه"؟ فأحجموا، فقال سماك أبو دجانة: أنا آخذه، ففلق به هام المشركين يوم أحد
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: حماد بن سلمة.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (10863).
ومن مناقب جليبيب رضي الله عنه
(1)
(1)
جليبيب: كان رجلًا من ثعلبة، وكان حليفًا في الأنصار، قال ابن سعد:"سمعت من يذكر ذلك"، ولم أقف عليه في المطبوع من الطبقات الكبرى، وقال الحافظ: جُليبيب غير منسوب، وهو تصغير جلباب رضي الله عنه. الاستيعاب (1/ 366)، المفهم (6/ 388)، الإصابة (1/ 495).
10865 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا حماد بن سلمة
(1)
، عن ثابت، عن كنانة بن نعيم العدوي، عن أبي برزة الأسلمي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في مغزىً له، فلما فرغ من القتال قال:"هل تفقدون من أحد"؟ قالوا: نفقد والله فلانًا وفلانًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"انظروا هل تفقدون من أحد"؟ قالوا: نفقد فلانًا وفلانًا، قال:"لكني أفقد جليببًا، فاطلبوه" فوجدوه عند سبعة قد قتلهم، ثم قتلوه، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر، فانتهى إليه، فقال:"قتل سبعة ثم قتلوه! هذا مني وأنا منه، قتل سبعة ثم قتلوه، هذا مني وأنا منه" مرتين أو ثلاثًا
(2)
ثم قال بذراعيه هكذا، فبسطها، فوُضع على ذراعي النبي صلى الله عليه وسلم حتى حفر له، فما كان له سرير إلا ذارعي النبي صلى الله عليه وسلم حتى دفن، قال: وما ذكر غسلًا
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: حماد بن سلمة.
(2)
(ك 5/ 172 / ب).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب فضائل جليبيب رضي الله عنه-4/ 1918، رقم 131).
10866 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق
(1)
، وجعفر بن محمد الأنطاكي الخفاف
(2)
، قالا: حدثنا أبو الوليد، حدثنا حماد بن سلمة
(3)
، عن ثابت البناني، عن كنانة بن نعيم، عن أبي برزة الأسلمي: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مغزىً له مع المشركين، فأفاء الله عز وجل عليه، فقال:"هل تفقدون من أحد"؟ قالوا: نعم، فلانًا وفلانًا، ثم قال:"هل تفقدون من أحد"؟ قالوا: نعم، فلانًا وفلانًا، قالها ثلاثًا، ثم قال:"لكني أفقد جليبيبًا، التمسوه في القتلى"، فطلبوه، فوجده إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأُخبر، فأتاه، فقال:"هذا مني وأنا منه، قتل سبعة ثم قتلوه"، فحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعده، ما له سرير إلا ساعدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى حفر له، ودُفن، ولم يذكر غسلًا
(4)
.
(1)
ابن دينار، أبو إسحاق البصري.
(2)
الخفاف -بفتح الخاء المعجمة، وتشديد الفاء الأولى- هذه النسبة لعمل الخفاف إلى تلبس.
(3)
موضع الالتقاء هو: حماد بن سلمة.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (10865).
10867 -
حدثنا عثمان بن خرزاذ، [قال]
(1)
: حدثنا حفص بن عمر الحوضي، حدثنا حماد بن سلمة
(2)
، بإسناده مثله
(3)
.
(1)
زيادة من (ك) و (هـ).
(2)
موضع الالتقاء هو: حماد بن سلمة.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10865).
10868 -
حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري
(1)
، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد ابن سلمة
(2)
، عن ثابت البناني، عن كنانة بن نعيم، عن أبي برزة الأسلمي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في مغزىً له، فأفاء الله عز وجل عليه، فقال لأصحابه:"هل تفقدون من أحد"؟ فقالوا: نعم، نفقد فلانًا وفلانًا، ثم قال:"هل تفقدون أحدًا؟ "
(3)
قالوا: نعم، فلان وفلان، ثم قال:"هل تفقدون أحدا"
(4)
قالوا: لا، قال:"لكني أفقد جليبيبًا، فاطلبوه في القتلى" فطلبوه، فوجدوه إلى جنب سبعة، قد قتلهم ثم قتلوه، فقيل: يا رسول الله! ها هو ذا، قد قتل سبعة وقتلوه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم عليه، فوقف عليه، فقال:"قتل سبعة ثم قتلوه! هذا مني وأنا منه" قالها ثلاث مرات، ثم احتمله النبي صلى الله عليه وسلم على ساعديه، ما له سرير غير ساعدي نبي الله صلى الله عليه وسلم، ثم حفروا له، فوضعه في قبره.
قال حماد: ولم يذكر غسلًا
(5)
.
(1)
هو: الذهلي.
(2)
موضع الالتقاء هو: حماد بن سلمة.
(3)
في (ك) و (هـ): "من أحد".
(4)
في (ك) و (هـ): "من أحد".
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (10865).
ومن مناقب أبي ذر جندب بن السكن ويقال: ابن جنادة
(1)
ويقال: اسيمه: بربر
(2)
، مات سنة اثنتين وثلاثين رضي الله عنه
(1)
(ك 5/ 172/ ب).
(2)
قال الحافظ: "مختلف في اسمه، واسم أبيه، والمشهور: أنه جندب بن جنادة بن سكن. الزاهد المشهور الصادق اللهجة، كان من السابقين إلى الإسلام، يقال: إن إسلامه كان بعد أربعة، ثم انصرف إلى بلاد قومه، فأقام بها حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، ولم تتهيأ له الهجرة إلا بعد ذلك، وكان طويلًا، أسمر اللون، نحيفا رضي الله عنه.
وكانت وفاته سنة ثنتين وثلاثين بالربذة، وهذا هو قول الأكثر" أ. هـ، وهو اختيار أبي عوانة هنا. انظر: الاستيعاب (4/ 216)، السير (2/ 46)، الإصابة (7/ 125).
10869 -
حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي
(1)
ح
وحدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة
(2)
، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ
(3)
، قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة
(4)
، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قال أبو ذر: خرجنا من قومنا
⦗ص: 69⦘
غفار، وكانوا يحلون الشهر الحرام، فخرجت أنا وأخي أُنيس
(5)
، وأمنا
(6)
، فانطلقنا حتى نزلنا على خالنا في ماله، فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا، فحسدنا قومة، وقالوا: إنك إذا خرجت عن أهلك خالف إليهم أنيس، قال: فنثا
(7)
علينا ما قيل له، قال: فقلت [له]
(8)
: أما ما مضى من معروفك فقد كدرته، ولا جماع لك فيما بعد اليوم، فقربنا صرمتنا
(9)
فاحتملنا عليها، قال: وتغطى خالنا ثوبه، فجعل يبكي، فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة، قال: فنافر
(10)
أنيس عن صرمتنا وعن مثلها، فأتينا الكاهن، فخير أنيس عليه، فأتانا بصرمتنا
⦗ص: 70⦘
ومثلها معها، قال: وصليت يابن أخي قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين، قال: قلت: لمن؟ قال: لله عز وجل، قال: قلت: فأين كنت تَوَجه؟ قال: حيث وجهني الله، أصلي عشاءً حتى إذا كان آخر الليل ألقيت، حتى كأني خفاء -يعني: الثوب الملقى- حتى تعلوني الشمس، قال: فقال أنيس: إن لي حاجة بمكة، فاكفني حتى آتيك، قال: فراث
(11)
عليّ، ثم أتاني، فقلت: ما حبسك؟ قال: لقيت رجلًا بمكة على دينك، يذكر أن الله عز وجل أرسله، قال أنيس: فوالله لقد سمعت قول الكهنة، فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء
(12)
الشعر، فما هو يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر، والله إنه لصادق، وإنهم لكاذبون، قال: قلت: اكفني حتى أذهب فأنظر، فقال: نعم، وكن من أهل مكة على حذر، فإنهم قد شنفوا له
(13)
، وتجهموا له
(14)
.
قال: فقدمت مكة، فتضاعفت
(15)
رجلًا منهم، فقلت:
(16)
أين
⦗ص: 71⦘
هذا الرجل الذي تدعون الصابئ
(17)
؛ فأشار إلي، قال: الصابئ؟ فمال عليّ أهل الوادي بكل مدرة وعظم، حتى خررت مغشيًّا علي، فارتفعت حين ارتفعت، وكأني نصب
(18)
أحمر، فأتيت زمزم، فغسلت عني الدم، وشربت من مائها، قال: فلبثت يابن أخي ثلاثين من بين يوم وليلة، ما لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عكن
(19)
بطني، وما وجدت على كبدي سخفة
(20)
جوع، قال: فبينا أهل مكة في ليلة قمراء أضحيان
(21)
، إذ ضرب الله عز وجل على أسمختهم
(22)
، فما يطوف بالبيت منهم أحد غير امرأتين، فأتتا علي في
⦗ص: 72⦘
طوافهما وهما يدعوان إسافًا ونائلة
(23)
، فقلت: أنكحا أحدهما الآخر، فما ثناهما ذلك، قال: فأتتا علي، فقلت: هَنٌ
(24)
مثل الخشبة! -غير أني لم أكن- قال: فانطلقتا تولولان، وتقولان: لو كان هاهنا أحد من أنفارنا؟ فاستقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه، وهما هابطان من الجبل، فقال: ما لكما؟ قالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها، فقال: ما قال لكما؟ قالتا: قال لنا كلمة تملأ الفم
(25)
.
قال: وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه حتى أتيا الحجر، فاستلمه، ثم طاف بالبيت، ثم صلى، فأتيته حين قضى صلاته، فكنت أول من حياه بتحية الإسلام، فقال:"وعليك السلام ورحمة الله، ممن أنت"؟ فقلت: من غفار، فأهوى بيده ووضع يده على جبينه، فقلت لنفسي: كره إذ انتميت إلى غفار، قال: فأهويت لآخذ بيده، فقدعني
(26)
⦗ص: 73⦘
صاحبه، وكان أعلم به مني، ثم رفع رأسه، فقال:"متى كنت هاهنا"؟ قال: قلت: منذ ثلاثين من بين يوم وليلة، قال:"فمن كان يطعمك"؟ قال: قلت: ما كان لي طعام إلا ماء زمزم، قال: فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، وما وجدت على كبدي سخفة جوع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنها مباركة، إنها طعام طعم"، فقال أَبو بكر: يا رسول الله! أتحفني
(27)
بطعامه الليلة.
قال: فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وانطلق أَبو بكر رضي الله عنه، وانطلقت معهما
(28)
ففتح أَبو بكر بابًا، فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف، قال: فذلك أول طعام أكلت بها، قال: فغبرت
(29)
ما غبرت، فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي:"قد وجهت إلى أرض ذات نخل، ولا أحسبها إلا يثرب، فهل أنت مبلغ عني قومك، عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك"؟ فقلت: نعم.
فانطلقت حتى قدمت على أخي أنيس، فقال: ما صنعت؟ فقلت: صنعت أن أسلمت وصدقت، فقال أنيس: ما بي رغبة عن دينك، وإني قد أسلمت وصدقت قال: ثم أتيت أمنا، فقالت: ما بي رغبة عن
⦗ص: 74⦘
دينكما، فإني قد أسلمت وصدقت، قال: واحتملنا
(30)
، فأتينا قومنا غفار، فأسلم بعضهم قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فكان يؤمهم إيماء بن رحضة
(31)
الغفاري، وكان سيدهم، قال: وقال بقيتهم إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمنا، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم بقيتهم، وجاءت أسلم فقالت: يا رسول الله! إخواننا نسلم على الذي
(32)
أسلموا عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله"
(33)
. معنى حديثهما واحد
(34)
.
(1)
أبو عبد الرحمن البصري.
(2)
هو: عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة المكي.
(3)
أبو عبد الرحمن المكي، الإمام المقرئ.
(4)
موضع الالتقاء هو: سليمان بن المغيرة.
(5)
هو: أنيس بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار الغفاري، أخو أبي ذر، وكان أكبر منه. انظر: الإصابة (1/ 136).
(6)
اسمها: رملة بنت الوقيعة الغفارية. الإصابة (7/ 125).
(7)
أي: أخبر به، وأفشاه. غريب الحديث (2/ 391)، المشارق (2/ 4)، شرح صحيح مسلم (16/ 41).
(8)
زيادة من (ك).
(9)
بكسر الصاد، وهي: القطعة من الإبل.
انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (1/ 587)، المشارق (2/ 42)، شرح صحيح مسلم (16/ 41).
(10)
قال أبو عبيد: المنافرة: أن يفتخر الرجلان كل واحد على صاحبه، ثم يحكما بينهما رجلًا، وكانت هذه المفاخرة بالشعر أيهما أشعر، كما بينته الرواية الأخرى.
غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 40)، وشرح صحيح مسلم (16/ 41).
(11)
أي: أبطأ. شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 42).
(12)
أي: طرقه وأنواعه. المشارق (2/ 175)، وشرح صحيح مسلم (16/ 42).
(13)
أي: أبغضوه. غريب الحديث (1/ 562)، المشارق (2/ 254)، شرح صحيح مسلم (16/ 47).
(14)
أي: قابلوه بوجوه غليظة كريهة. المشارق (1/ 162)، وشرح صحيح مسلم (16/ 47).
(15)
أي: فنظرت إلى أضعفهم فسألته، لأن الضعيف مأمون الغائلة غالبًا. انظر: شرح صحيح مسلم (16/ 43).
(16)
(ك 5/ 173/أ).
(17)
الصابئ: هو الخارج من دين إلى آخر. المشارق (2/ 37).
(18)
يعني: من كثرة الدماء، والنصب: هو الحجر والصنم كانت الجاهلية تنصب وتذبح عنده فيحمر بالدم. المشارق (2/ 15)، شرح صحيح مسلم (16/ 43).
(19)
أي: طياته سمنًا، أي ينطوي بعضها على بعض، والمعنى: أي انثنت لكثرة السمن وانطوت. انظر: المشارق (2/ 82)، وشرح صحيح مسلم (16/ 43).
(20)
أي: رقة الجوع وضعفه وهزاله، والسخف -بالفتح- رقة العيش، وبالضم: رقة العقل.
غريب الحديث (1/ 468)، المشارق (2/ 210)، شرح صحيح مسلم (16/ 43).
(21)
أي: مضيئة. غريب الحديث (2/ 8)، وشرح صحيح مسلم (16/ 44).
(22)
السماخ: هو الخرق الذي في الأذن، يفضي إلى الرأس، ويقال: صماخ -بالصاد- وهو أفصح وأشهر، والمراد بأصمختهم هنا: أذانهم، أي ناموا.
غريب الحديث (1/ 603)، المشارق (2/ 46)، شرح صحيح مسلم (16/ 44).
(23)
إساف ونائلة: صنمان تزعم العرب أنهما كانا رجلًا وامرأة زنيا في الكعبة، فمسخا.
وقيل: هما صنمان وضعهما عمرو بن لحي على الصفا والمروة، وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة. انظر: النهاية (1/ 49)، لسان العرب (9/ 6).
(24)
كناية عن كل شيء، وأكثر ما يستعمل: كناية عن الفرج والذكر.
غريب الحديث (2/ 502)، المشارق (2/ 271)، شرح صحيح مسلم (16/ 44).
(25)
أي: عظيمة، لا شيء أقبح منها، كالشيء الذي يملأ الشيء ولا يسع غيره، وقيل: لا يمكن ذكرها كأنها تسد فم حاكيها وتملؤه. شرح صحيح مسلم (16/ 44، 45).
(26)
من القدع، وهو الكف والمنع.
غريب الحديث (2/ 224)، المشارق (2/ 173)، شرح صحيح مسلم (16/ 45).
(27)
أي: خصني به وأكرمني بذلك كما يخص بالتحفة.
المشارق (1/ 120)، شرح صحيح مسلم (16/ 48).
(28)
(ك 5/ 173 / ب).
(29)
أي: بقيت ما بقيت. المشارق (2/ 127).
(30)
في (ك) و (هـ): "فاحتملنا".
(31)
هو: ابن خربة بن خفاف بن حارثة بن غفار، قديم الإسلام، قال ابن المديني: له صحبة. انظر: الإصابة (1/ 169).
(32)
هكذا في الأصل وصحيح مسلم، وهو الصواب، وجاء في (ك):"الذين".
(33)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي ذر رضي الله عنه-4/ 1919، رقم 132).
(34)
أي: الراويان عن سليمان بن المغيرة، وهما: القعنبي، وعبد الله بن يزيد المقرئ.
10870 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري، حدثنا أَبو داود، حدثنا سليمان بن المغيرة
(1)
، حدثنا حميد، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: خرجنا من قومنا غفار، وكانوا يحلون الشهر الحرام -وذكر الحديث بمثله- غير أنه قال: ولا جماع لك فيما بعد، وقدما
⦗ص: 75⦘
ظلمتنا
(2)
، فتغطى بثوبه، وقال فيه: فتضعفت، وقال: فأمال علي أهل الوادي، وقال: فأتيت زمزم، فغسلت عني الدماء
(3)
، وشربت من مائها، فمكثت يا ابن أخي بين ثلاثين يومًا وليلة، ما لي طعام ولا شراب إلا ماء زمزم، ولقد سمنت حتى تكسرت عكن بطني، وما أجد على كبدي سخفة جوع! فإذا أنا ذات ليلة في ليلة قمراء، إذ ضرب الله على أصمخه.
وقال فيه: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدأ بالحجر، فاستلمه، ثم طاف بالبيت سبعًا، فانتهيت إليه، وقد صلى وصاحبه.
وقال: فقال أَبو بكر: يا رسول الله! أسعفني بطعامه
(4)
الليلة، قال:"نعم"، وقال: ثم احتملنا حتى أتينا قومنا، فعرضنا عليهم الإسلام، فأسلم نصفهم، وقال النصف الباقون: إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلمنا، وكان يؤمهم إيماء بن رحضة
(5)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: سليمان بن المغيرة.
(2)
مأخوذ من الظليم، وهو الذكر من النعام. لسان العرب (12/ 379).
(3)
في (ك) و (هـ): "الدم".
(4)
(ك 5/ 174 / أ).
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (10869).
فائدة الاستخراج: بيان تغاير الألفاظ في القصة.
10871 -
حدثنا أَبو داود سليمان بن سيف، حدثنا أشهل بن
⦗ص: 76⦘
حاتم
(1)
، حدثنا ابن عون
(2)
، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، قال: قال أَبو ذر: يا ابن أخي، صليت قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، قال: قلت: إلى أين كنت توجه؟ قال: كنت أتوجه حيث وجهني الله فأصلي، فإذا كان نصف الليل سقطت كأني خرقة، قال: فنافر أخي أنيس رجلًا بصرمتنا ومثلها معها إلى كاهن من تيك
(3)
الكهان، قال: فجعل أخي أنيس يمدح الكاهن حتى غلبه، قال: فأخذنا صرمتنا ومثلها معها، قال: وكنا نزولًا على خالنا، قال: فذهب رجل من أولئك إلى خالنا، فقال: نعلم أن أنيسًا يخلفك في أهلك؟ قال: فذكر ذلك له، فقال: يا خالاه، أما ما كان من معروفك فيما مضى، فقد والله كدرته، وأما فيما بقي فوالله لا نساكنك، قال: فخرجنا بصرمتنا ومثلها معها، ومعنا أمنا، فترل بأرض من أرض تهامة، قال: فخرج أخي أنيس فأتى مكة، فلما قدم قلت: أي أخي كيف قدمت؟ كيف كنت بعدي؟ قال: بخير، قدمت مكة فرأيت رجلًا هو أشبه الناس بك، تسميه الناس الصابئ، قال: قلت: أي أخي أقم مع أمنا وفي صرمتنا حتى آتي مكة، فألقى هذا الرجل؟ قال: فقدمت مكة، فدخلت المسجد، فنظرت
⦗ص: 77⦘
رجلًا هو أهون القوم في نفسي، فقلت: أين هذا [الرجل]
(4)
الذي يسميه الناس الصابئ؟ قال: فلم يقل كما قلت: ورفع صوته، وقال: صابئ، صابئ، قال: فرماني الناس حتى تركوني كأني نصب أحمر، قال: ففررت منهم، فاختبأت بين الكعبة وبين أستارها، قال: يا ابن أخي! فمكثت بضع عشرة من بين يوم وليلة، وما لي طعام ولا شراب إلا ماء زمزم، ولقد تكسرت عكني، وما أجد سخف الجوع على كبدي
(5)
فلما كان ذات ليلة -أظنه قال أضحيانه- قال: وجاءت امرأتان، فجعلتا تطوفان بالبيت، وتدعوان إسافًا ونائلة، قال: قلت: أنكحوا أحدهما بالآخر، قال: فجعلتا تسبان وتقولان: صابئ صابئ، قال: فخرجت من
(6)
بين الكعبة وبين أستارها، ققلت: هن مثل الخشبة في كذا وكذا من الآخر! يا ابن أخي، غير أني لا أكني، قال: فجعلتا تسبان وتقولان: صابئ، صابئ، قال: فتخرجان، فتلقيان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه، فقالتا: صابئ بين الكعبة وبين أستارها يقع في آلهتنا ويقول لها
(7)
، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فطافا بالبيت، وصليا ركعتين.
⦗ص: 78⦘
فقال: يا ابن أخي! فكنت أول من حياه تحية الإسلام، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فقال: "وعليك [السلام]
(8)
ورحمة الله" وقال: "ممن الرجل"؟ فقلت: من غفار، قال: فنكس، ووصف ابن عون، ووضع يده على جبهته، قال: فقلت: إنا لله كره والله القوم الذين انتميت إليهم، قال: فذهبت أناول
(9)
يده، قال: وكان صاحبه أعلم به مني، قال: فحال بيدي دون يده، قال: فرفع رأسه، فقال:"منذ كم أنت هاهنا"؟ فقلت: منذ بضع عشرة من بين ليلة ويوم، وما لي طعام ولا شراب إلا [ماء]
(10)
زمزم! ولقد تكسرت عكني وما أجد سخف الجوع على كبدي، فقال:"إنها طعام طعم"، وقال:"إنه قد ذكرت لي أرض بها نخل فأتني بها" قال: وقال صاحبه: أتحفني بضيافته الليلة؟ قال: فانطلقت معه، فأتى بيتًا في أسفل مكة، فأخرج شيئًا من زبيب فأعطانيه، قال: فلما قدمت، قال أخي: أي أخي كيف قدمت؟ كيف كنت بعدي؟ قلت: بخير، قدمت مكة، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم[فأسلمت]
(11)
واتبعت دينه، قال: أي أخي! فما بي عن دينك رغبة، فأسلم أخي، وأتيت أمي،
⦗ص: 79⦘
فقالت: أي بني! كيف قدمت؟ كيف كنت بعدي؟ قال: قلت: بخير، قدمت مكة، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت واتبعت دينه، وهذا أخي أُنيس قد اتبع ديني، قالت [أمي]
(12)
: أي بني، فما بي عن دينكما من رغبة، فأسلمت، قال: ودعوت قومي فأسلم نصفهم، وقال النصف الباقي: نلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(13)
.
(1)
الجمحي مولاهم، أَبو عمرو، وقيل: أَبو حاتم.
(2)
هو: عبد الله بن عون البصري، وهو موضع الالتقاء.
(3)
في (ك): "أولئك".
(4)
زيادة من (ك) و (هـ).
(5)
(ك 5/ 174 / ب).
(6)
جاء في (ك) و (هـ)"فخرجت وأمي من بين الكعبة".
(7)
في (ك): "يقول لهما".
(8)
زيادة من (ك).
(9)
في (ك) و (هـ): "أتناول".
(10)
زيادة من (ك) و (هـ).
(11)
زيادة من (ك) و (هـ).
(12)
زيادة من (ك).
(13)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي ذر رضي الله عنه 4/ 1923، رقم 132 مكرر).
فائدة الاستخراج: أن أبا عوانة ساق لفظ الحديث بتمامه، وأما مسلم فلم يسقه بتمامه، وأحال على حديث سليمان بن المغيرة، وبين بعض الاختلاف في الألفاظ.
10872 -
حدثنا فضلك الرازي
(1)
حدثنا
(2)
محمد بن المثنى
(3)
، حدثنا ابن أبي عدي، قال: أنبأنا ابن عون ح
وحدثنا أَبو سليمان إمام مسجد طرسوس
(4)
، حدثنا عبيد الله بن
⦗ص: 80⦘
معاذ بن معاذ
(5)
، حدثنا أبي
(6)
، عن ابن عون
(7)
-فذكر الحديث بطوله- وفي حديث معاذ بن معاذ، عن أبي ذر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها"
(8)
، والحديث بطوله
(9)
.
(1)
أبو بكر الفضل بن العباس الرازي.
(2)
(ك 5/ 175/ أ).
(3)
موضع الالتقاء في الإسناد الأول هو: محمد بن المثنى العنبري.
(4)
طرسوس -بفتح أوله وثانيه، وسينين مهملتين، بينهما واو ساكنة-: مدينة بثغور الشام، بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم. مراصد الأطلاع (2/ 883).
وأبو سليمان: لم أقف عليه.
(5)
هو: العنبري، أَبو عمرو البصري.
(6)
هو: معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري، أَبو المثنى البصري.
(7)
هو: عبد الله بن عون الفقيه، وهو موضع الالتقاء في الإسناد الثاني.
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي ذر رضي الله عنه-4/ 1923، رقم 132 مكرر). فائدة الاستخراج: في رواية معاذ بن معاذ زيادة على رواية ابن أبي عدي.
(9)
في (ك) و (هـ): "بتمامه".
10873 -
حدثنا فضلك الرازي، حدثنا عبد الرحمن رسته
(1)
، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
(2)
، حدثنا المثنى بن سعيد، عن أبي جمرة
(3)
، عن ابن عباس ح
⦗ص: 81⦘
وحدثنا عبدان الجواليقي العسكري
(4)
، حدثنا عمرو بن العباس
(5)
، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا المثنى بن سعيد، عن أبي جمرة، عن ابن عباس قال: لما بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي، فأعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثم ائتني! فانطلق الأخ حتى قدم مكة، فسمع
(6)
من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر، فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلامًا ما هو بالشعر، فقال: ما شفيتني فيما أردته
(7)
، فتزود وحمل شنة
(8)
له فيها ماء، حتى قدم مكة، فأتى المسجد، فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه، وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه -يعني الليل-، فاضطجع، فرآه عليّ رضي الله عنه، فعرف أنه غريب، فلما رآه تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد، فظل ذلك اليوم ولا يرى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمر به، فقال: ما آن للرجل
⦗ص: 82⦘
أن يعرف منزله، فأقامه فذهب به معه، ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان يوم الثالث فعل مثل ذلك، فأقامه عليّ معه، ثم قال له: ألا تحدثني ما الذي أقدمك هذا البلد؟ فقال: إن أعطيتني عهدًا وميثاقًا لترشدني فعلت، ففعل، فأخبره، فقال: فإنه
(9)
حق، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أصبحت فاتبعني، فإني إن رأيت شيئًا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني
(10)
حتى تدخل مدخلي، ففعل، فانطلق يقفوه، حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه، فسمع من قوله، وأسلم مكانه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري".
فقال: والذي نفسي بيده، لأصرخن بها بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وثار القوم، فضربوه حتى أضجعوه، وأتى العباس فأكب عليه، فقال: ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار، وأن طريق تجاركم إلى
⦗ص: 83⦘
الشام
(11)
" فأنقذه منهم، ثم عاد من الغد لمثلها
(12)
، وثاروا إليه فضربوه، فأكب عليه العباس فأنقذه
(13)
.
(1)
هو: عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير الزهري، أَبو الحسن الأصبهاني (ت 246 هـ).
لقبه رسته -بضم الراء، وسكون السين المهملة، وفتح التاء المعجمة باثنتين من فوقها-، وهو راوية ابن مهدي.
(2)
موضع الالتقاء في الإسناد الأول والثاني هو: عبد الرحمن بن مهدي.
(3)
هو: نصر بن عمران بن عصام الضبعي البصري.
(4)
هو: عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد، أَبو محمد الأهوازي الجواليقي.
(5)
هو: الباهلي، أَبو عثمان البصري الأهوازي (ت 235 هـ).
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"ربما خالف"، وقال ابن حجر:"صدوق ربما وهم". انظر: الثقات لابن حبان (8/ 486)، التقريب (ص 423).
(6)
في (هـ): "وسمع".
(7)
جاء في (ك) و (هـ): "فيما أردت".
(8)
أي: قربة. النهاية (2/ 506).
(9)
في (ك): "إنه".
(10)
(ك 5/ 175 / ب).
(11)
جاء في صحيح مسلم: "وإن طريق تجارتكم إلى الشام عليهم".
(12)
في (ك): "كمثلها".
(13)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي ذر رضي الله عنه-4/ 1923، رقم 133).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب إسلام أبي ذر الغفاري رضي الله عنه-3/ 1401، رقم 3648) من طريق عمرو بن عباس عن ابن مهدي به.
10874 -
[حدثنا الصغاني، وأبو أمية قالا: حدثنا عمرو بن حكّام
(1)
، حدثنا المثنى ابن سعيد
(2)
، حدثنا أَبو جمرة، أن ابن عباس أخبره مبدأ إسلام أبي ذر، قال: لما بلغه أن رجلًا خرج من مكة زعم أنه نبي أرسل أخاه -فذكر الحديث (بنحوه) بطوله- وقال: ثم عاد اليوم الثاني، فصنع مثل ذلك، فضربوه حتى صرع، وأكب عليه العباس وقال لهم مثل قوله في أول مرة، فأمسكوا عنه، فكان ذلك بدؤ إسلام أبي ذر
(3)
]
(4)
.
(1)
أَبو عثمان البصري، مولى آل جبلة.
(2)
موضع الالتقاء هو: المثنى بن سعيد.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10873).
(4)
هذا الحديث من زيادات نسخة (ك) وليس في الأصل.
10875 -
حدثنا يزيد بن عبد الصمد الدمشقي
(1)
، وأبو عبد الملك القرشيان
(2)
، قالا: حدثنا محمد بن عائذ الدمشقي
(3)
(4)
(1)
يزيد بن محمد بن عبد الصمد القرشي، أَبو القاسم الدمشقي، مولى بني هاشم.
(2)
هو: أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن أرطأة القرشي، العامري، أَبو عبد الملك البسري الدمشقي.
(3)
أَبو أحمد، ويقال: أَبو عبد الله الدمشقي الكاتب.
(4)
ملحوظة: هنا انقطع الإسناد في الأصل، وفي نسخة (ك) أيضًا، وبعده مباشرة:"مناقب جرير"، وأما نسخة (هـ) فليس فيها هذا الإسناد.
ومن مناقب جرير بن عبد الله البجلي
(1)
رضي الله عنه
(1)
جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نضر بن ثعلبة بن جشم بن عوف بن حَزِيمة بن حرب بن علي البجلي، اختلف في وقت إسلامه، وقوى الحافظ ابن حجر: أنه أسلم قبل سنة عشر، وكان رضي الله عنه جميلًا حتى قال عمر عنه: هو يوسف هذه الأمة، وقدمه عمر في حروب العراق على جميع بجيلة، وكان لهم أثر عظيم في فتح القادسية، مات سنة إحدى وخمسين من الهجرة النبوية.
الإستيعاب (1/ 308)، الإصابة (1/ 475).
10876 -
حدثنا علي بن حرب الطائي، وعمار بن رجاء، والصغاني، وأبو أمية، وأبو داود الحراني، قالوا: حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد
(1)
، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تريحني من ذي الخلصة
(2)
-وكانوا يسمونه كعبة اليمانية
(3)
- فانطلقت في خمسين ومائة فارس من
⦗ص: 86⦘
أحمس
(4)
، وكنت لا أثبت على الخيل، فذكر
(5)
ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فضرب بيده على فخذي، حتى إني لأنظر إلى أثر أصابعه، ثم قال:"اللهم ثبته واجعله هاديًا مهديًّا، فانطلق فكسرها، وحرقها بالنار" ثم بعث حصين بن ربيعة
(6)
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبشره، قال: والذي بعثك بالحق! ما جئتك حتى تركتها مثل الجمل الأجرب
(7)
، فبارك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات"
(8)
.
⦗ص: 87⦘
هذا لفظ الصغاني، وأبي أمية
(9)
، وعمار، وحديث علي بن حرب قريب منه.
(1)
موضع الالتقاء هو: إسماعيل بن أبي خالد.
(2)
بفتحات ثلاث، وهو الأشهر، ويروى بضم أوله وثانيه، ويروى بسكون اللام.
والخلصة: نبات له حب أحمر كخرز العقيق.
وذو الخلصة: اسم للبيت الذي كان فيه الصنم، ويؤيد هذا: الرواية الآتية إن شاء الله، وكان هذا البيت لخثعم وغيرهم.
معجم البلدان (2/ 438)، وانظر أخبار هدم ذي الخلصة عبر العصور في: إتحاف الجماعة فيما ورد في الفتن وأشراط الساعة للشيخ حمود التويجري (2/ 438).
(3)
المراد بها: ذا الخلصة، والتي بمكة: هي الكعبة الشريفة، تسمى الكعبة الشامية، ففرقوا =
⦗ص: 86⦘
= بينهما للتمييز. شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 52).
(4)
هي طائفة من بجيلة، نزلوا الكوفة، وقيل: إن أحمس هو: أحمس بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
وفي اليمن: أحمس بن الغوشا بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن زيد بن كهلان، وهؤلاء هم المراد في الحديث. الأنساب (1/ 125).
(5)
في (ك) و (هـ): "فذكرت".
(6)
هو حصين بن ربيعة بن عامر بن الأزور الأحمسي، أَبو أرطاة، مشهور بكنيته. الإصابة (2/ 86).
(7)
قال القاضي عياض رحمه الله: "معناه: مطلي بالقطران لما به من الجرب، فصار أسود لذلك". شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 53).
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل جرير بن عبد الله رضي الله عنه-4/ 1926، رقم 137).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد -باب حرق الدور والنخيل- 3/ 1100، رقم 2857) من طريق يحيى بن إسماعيل به. =
⦗ص: 87⦘
= فوائد الاستخراج:
1/ التصريح بأن المئة والخمسين فارسًا من أحمس.
2/ التصريح باسم أبي أرطاة، حيث جاء في رواية أبي عوانة تسميته "حصين بن ربيعة".
3/ في رواية المصنف ذكر التكسير، وليس عند مسلم سوى ذكر التحريق.
(9)
جاء في (ك): "وأبو أمية".
10877 -
حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي
(1)
، حدثنا يزيد بن هارون
(2)
، أخبرنا إسماعيل
(3)
، عن قيس، عن جرير قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا تريحني من ذي الخلصة" وكان بيتًا في خثعم، يدعى: كعبة اليمانية. فنفرت إليه في سبعين ومائة -قال يزيد: سبعين ومائة
(4)
راكب وقال يزيد مرة أخرى: فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل- وكنت لا أثبت على الخيل، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فضرب صدري بيده، حتى رأيت أثر أصابعه في صدري، وقال:"اللهم ثبته واجعله هاديًا مهديًّا" قال: فأتاها فحرقها بالنار، قال: فبعث جرير
⦗ص: 88⦘
بشيرًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من أحمس يكنى أبا أرطأة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! والذي بعثك بالحق ما أتيتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب، قال: فبارك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات
(5)
.
(1)
أَبو جعفر الدقيقي.
(2)
ابن زاذان السلمي مولاهم، أَبو خالد الواسطي.
(3)
موضع الالتقاء هو: إسماعيل بن أبي خالد.
(4)
(ك 5/ 176 / أ).
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (10876).
تنبيه: جاء في هذه الرواية ذكر عدد الراكبين من الرجال "سبعين ومائة"، وفي الروايات الأخرى:"خمسين ومائة" كما سيأتي في الحديث رقم (10878) إن شاء الله تعالى، فجاء في رواية يزيد بن هارون عند المصنف قوله:"سبعين ومائة راكب" وقد خالف في هذا أكثر الرواة عن إسماعيل ابن أبي خالد، حيث رووا الحديث فذكروا العدد "خمسين ومائة"، كما سيأتي في الحديث رقم (10878)، ولا شك أن رواية الجماعة هي الصواب، والله أعلم.
10878 -
حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور البصري، حدثنا يحيى بن سعيد
(1)
، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد
(2)
، [قال]
(3)
: حدثني قيس بن أبي حازم، قال: قال جرير بن عبد الله: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تريحني من ذي الخلصة" -وكان بيتًا في خثعم يسمى: كعبة اليمانية- فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لا أثبت على الخيل،
⦗ص: 89⦘
فضرب في صدري، وقال:"اللهم ثبته، واجعله هاديًا مهديًّا" فانطلق إليها، فكسرها، وحرقها، فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشره، فقال [جرير]
(4)
لرسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي بعثك بالحق! ما جئتك حتى تركتها مثل جمل أجرب، فبارك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات
(5)
.
وكذا قال جرير
(6)
، ومروان
(7)
، وأبو أسامة
(8)
في خمسين ومائة.
(1)
القطان، الإمام الحافظ.
(2)
موضع الالتقاء هو: إسماعيل بن أبي خالد.
(3)
زيادة من (ك) و (هـ).
(4)
زيادة من (ك، 5).
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (10876).
(6)
روايته أخرجها مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل جرير بن عبد الله-4/ 1926، رقم 137).
(7)
روايته أخرجها مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل جرير بن عبد الله-4/ 1926، رقم 137 مكرر).
(8)
روايته أخرجها مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل جرير بن عبد الله-4/ 1926، رقم 137 مكرر).
فائدة الاستخراج: في رواية المصنف ذكر قوله: "فكسرها وحرقها"، وعند مسلم ذكر التحريق فقط.
10879 -
حدثنا عيسى بن أحمد
(1)
، حدثنا علي بن عاصم
(2)
، عن بيان
(3)
، عن قيس: وقال: "قال أنت مريحي من ذي الخلصة"
(4)
.
(1)
ابن عيسى بن وردان، أَبو يحيى البغدادي، ثم البلخي العسقلاني.
(2)
ابن صهيب الواسطي.
(3)
ابن بشر الأحمسي، وهو موضع الالتقاء.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل جرير بن عبد الله =
⦗ص: 90⦘
= رضي الله عنه-4/ 1925، رقم 136) من طريق خالد الطحان عن بيان.
فائدة الاستخراج: موافقة علي بن عاصم لرواية خالد الطحان من طريق عبد الحميد بن بيان عند مسلم في اللفظ.
10880 -
حدثنا موسى بن سعيد الدنداني، حدثنا مسدد
(1)
، حدثنا خالد بن عبد الله
(2)
، حدثنا بيان، عن قيس، عن جرير، قال: كان في الجاهلية بيت يقال له: ذو الخلصة، والكعبة اليمانية، والكعبة الشامية
(3)
، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا تريحني من ذي الخلصة"، فنفرت إليه في مائة وخمسين راكبًا
(4)
، فكسرنا
(5)
وقتلنا من وجدنا عنده، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فدعا لنا ولأحمس
(6)
.
(1)
ابن مسرهد بن مسربل بن مستورد الأسدي، أَبو الحسن البصري.
(2)
موضع الالتقاء هو: خالد بن عبد الله الطحان.
(3)
قال النووي رحمه الله: "هذا اللفظ فيه إبهام -[وقد تقدم التفريق بين الكعبة اليمانية والشامية]- فيتأول اللفظ، ويكون تقدير الكلام: يقال له الكعبة اليمانية، ويقال للتي بمكة الشامية" أ. هـ.
شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 52).
(4)
في (ك) و (هـ): "في خمسين ومائة راكب".
(5)
في (هـ): "فكسرناه".
(6)
انظر: تخريج الحديث رقم (10879). فائدة الاستخراج: تسمية خالد في الإسناد.
10881 -
حدثنا
(1)
علي بن حرب، وعمار بن رجاء، وأبو داود
⦗ص: 91⦘
الحراني، قالوا: حدثنا محمد بن عبيد
(2)
، عن إسماعيل
(3)
، عن قيس، عن جرير، قال: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم
(4)
.
(1)
(ك 5/ 176 /ب).
(2)
هو ابن أبي أمية الطنافسي، أَبو عبد الله الكوفي الأحدب.
(3)
موضع الالتقاء هو: إسماعيل بن أبي خالد.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل جرير بن عبد الله رضي الله عنه-4/ 1925، رقم 135).
10882 -
حدثنا جعفر بن عبد الواحد
(1)
الهاشمي، حدثنا محمد بن عباد
(2)
، وأبو جابر
(3)
، عن شعبة ح
وحدثنا محمد بن إسماعيل الصايغ، ومحمد بن مسلمة
(4)
، قالا: حدثنا أَبو جابر، عن شعبة، عن هشيم بن بشير
(5)
، عن إسماعيل بن أبي خالد
(6)
، عن قيس، عن جرير قال: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا رآني
⦗ص: 92⦘
منذ أسلمت، إلا تبسم في وجهي
(7)
(8)
.
(1)
ابن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي.
(2)
الهُنائي -بضم الهاء، وفتح النون- نسبة إلى هناءة بن مالك بن فهم، أَبو عباد البصري. قال أَبو حاتم، وابن حجر:"صدوق".
انظر: الجرح (8/ 14)، الأنساب (13/ 429)، التقريب (486).
(3)
اسمه: محمد بن عبد الملك بن يزيد بن مسمع الأزدي، البصري.
(4)
ابن الوليد، أَبو جعفر الواسطي الطيالسي.
(5)
هشيم -بالتصغير- ابن بشير -بوزن عظيم- ابن القاسم بن دينار السلمي، أَبو معاوية بن أبي خازم -بمعجمتين- الواسطي.
(6)
موضع الالتقاء هو: إسماعيل بن أبي خالد.
(7)
في (ك) و (هـ): "منذ أسلمت، ولا رآني إلا ضحك".
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل جرير بن عبد الله رضي الله عنه-4/ 1925، رقم 135).
10883 -
حدثنا الدنداني، حدثنا مسدد، حدثنا خالد بن عبد الله
(1)
، حدثنا بيان، عن قيس، عن جرير قال: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا ضحك
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: خالد بن عبد الله الطحان.
(2)
وقد تقدم هذا الحديث بنفس الإسناد، والمتن مطولًا، برقم (10880).
وفائدة ذكره هنا: هو ذكر الشاهد منه، وهو قوله:(ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت"، وهذه الزيادة ليست موجودة في حديث رقم (10880).
وهي عند مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل جرير بن عبد الله رضي الله عنه-4/ 1925، رقم 134) من طريق يحيى [ابن يحيى] عن خالد به.
10884 -
حدثنا أَبو قيس عبد البر
(1)
بن عبد العزيز الحراني بمصر، ويوسف بن مسلم
(2)
، قالا: حدثنا محمد بن كثير
(3)
ح
وحدثنا محمد بن مسلمة، حدثنا معاوية بن عمرو
(4)
قالا، حدثنا
⦗ص: 93⦘
زائدة
(5)
، عن بيان، عن قيس، عن جرير قال: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا ضحك [ح
و]
(6)
حدثنا أحمد بن يوسف التغلبي صاحب أبي عبيد، حدثنا معاوية ابن عمرو، حدثنا زائدة، عن بيان
(7)
، عن قيس، عن جرير قال: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا ضحك
(8)
.
(1)
هكذا في (ك) و (هـ)، وإتحاف المهرة (4/ 54)، وجاء في الأصل:"عبد الله"، وقد وثقه المصنف في الحديث رقم (352).
(2)
يوسف بن سعيد بن مسلَّم المصيصي، أَبو يعقوب.
(3)
ابن أبي عطاء الثقفي مولاهم، أَبو يوسف الصنعاني.
(4)
ابن المهلب بن عمرو بن شعيب الأزدي المعني، أَبو عمرو البغدادي.
(5)
ابن قدامة الثقفي، أَبو الصلت الكوفي.
(6)
زيادة من (ك) و (هـ).
(7)
ابن بشر الأحمسي، وهو موضع الالتقاء في كلا الإسنادين.
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل جرير بن عبد الله رضي الله عنه 4/ 1925، رقم 134)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب ذكر جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه 3/ 1390، رقم 3611) من طريق خالد الطحان عن بيان به.
10885 -
حدثنا الصغاني، حدثنا محمد بن بكار
(1)
، حدثنا خالد الطحان
(2)
، عن بيان بمثله
(3)
(1)
ابن الريان، أَبو عبد الله الرصافي، مولى بني هاشم (ت 238 هـ).
وثقه ابن معين، والدارقطني، وابن حجر. انظر: من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال، رواية ابن طهمان (ص 76 رقم 217) تاريخ بغداد (2/ 100)، تهذيب الكمال (24/ 526)، التقريب (ص 470).
(2)
موضع الالتقاء هو: خالد الطحان.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10884).
ومن مناقب عبد الله بن عباس
(1)
رضي الله عنه
(1)
عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أَبو العباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد وبنو هاشم في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين، كان عمره عندما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة، وكان من علماء الصحابة وفقهائهم، كان يسمى البحر لكثرة علمه، له مناقب وفضائل كثيرة، توفي رضي الله عنه بالطائف سنة ثمان وستين، وهو الصحيح، وهو قول الجمهور.
الإستيعاب (3/ 66)، الإصابة (4/ 141).
10886 -
حدثنا عباس الدوري
(1)
، ومحمد بن أحمد بن الجنيد
(2)
، قالا: حدثنا أَبو النضر
(3)
، حدثنا ورقاء بن عمر، قال: سمعت عبيد الله بن أبي يزيد، يحدث عن ابن عباس قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم الخلاء، فوضعت له وضوءًا، فلما خرج قال:"من صنع هذا"؟ قالوا ابن عباس، قال:"اللهم فقهه"
(4)
.
(1)
أَبو الفضل عباس بن محمد بن حاتم بن واقد الدوري، ثم البغدادي.
(2)
أَبو جعفر الدقاق.
(3)
هو: هاشم بن القاسم، وهو موضع الالتقاء.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما-4/ 1927، رقم 138).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الوضوء -باب ما يقول عند الخلاء - 1/ 66، رقم 142) من طريق عبد الله بن محمد عن هاشم بن القاسم عن شعبة به.
ومن مناقب عبد الله بن عمر بن الخطاب
(1)
رضي الله عنه
(1)
عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، أَبو عبد الرحمن.
ولد سنة ثلاث من المبعث النبوي، وأسلم مع أبيه، وهاجر، وعُرض على النبي صلى الله عليه وسلم ببدر وأحد فاستصغره، ثم بالخندق فأجازه، وهو يومئذ ابن خمس عشرة سنة، كما ثبت في الصحيح، قال جابر: ما منا أحد أدرك الدنيا إلا مالت به ومال بها، غير عبد الله بن عمر، له مناقب كثيرة، توفي رضي الله عنه سنة ثلاث وسبعين في آخرها، وأول التي تليها.
انظر: الإستيعاب (3/ 80)، الإصابة (4/ 181)، والتقريب (ص 315).
10887 -
حدثنا أحمد بن يوسف
(1)
السلمي، حدثنا عبد الرزاق
(2)
، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال: كان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وكنت غلامًا شابًا عزبًا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا
(3)
لها قرنان
(4)
كقرني البئر
(5)
، وإذا
⦗ص: 96⦘
فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فلقيهما ملك آخر، فقال
(6)
لي: لن ترع.
فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل".
قال سالم: فكان عبد الله بعد لا ينام من الليل إلا قليلًا
(7)
.
(1)
ابن خالد بن سالم، أَبو الحسن السلمي النيسابوري، ويلقب بحمدان.
(2)
موضع الالتقاء هو: عبد الرزاق.
(3)
(ك 5/ 177 / أ).
(4)
في (هـ): "قرني".
(5)
هما الدعامتان من البناء، أو خشبتان تمتد عليهما الخشبة التي تعلق عليها البكرة. =
⦗ص: 96⦘
= المشارق (2/ 179).
(6)
هكذا في الأصل وصحيح مسلم، وجاء في (ك) و (هـ):"فقالا".
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل من عبد الله بن عمر رضي الله عنهما 4/ 1927، رقم 140).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب مناقب عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما-3/ 1367، رقم 3530) من طريق إسحاق بن نصر عن عبد الرزاق به.
10888 -
حدثنا محمد بن صالح كيلجة
(1)
، حدثنا أَبو صالح الفراء
(2)
، حدثنا أَبو إسحاق الفزاري
(3)
، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كنت أبيت في المسجد، ولم يكن لي أهل، فرأيت في المنام كأنما انطلق بي إلى بئر فيها رجال معلقون، فقيل: انطلقوا به إلى
⦗ص: 97⦘
ذات اليمين، فذكرت الرؤيا لحفصة
(4)
، فقلت: قصيها على النبي صلى الله عليه وسلم، فقصتها عليه، فقال:"نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل"
(5)
.
فذكر بمعنى حديث الزهري عن سالم عن أبيه.
(1)
أَبو بكر البغدادي الأنماطي، وكيلجة لقب له.
(2)
اسمه: محبوب بن موسى الفراء.
(3)
موضع الالتقاء هو: أَبو إسحاق الفزراي.
(4)
هي: أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد خنيس بن حذافة سنة ثلاث، وماتت سنة خمس وأربعين. انظر: الإصابة (7/ 581).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما-4/ 1928، رقم 140 مكرر).
فائدة الاستخراج: أن أبا عوانة ذكر لفظ الحديث بتمامه، وفيه زيادات على ما قبله، وأما مسلم فإنه ساق طرفًا منه.
10889 -
حدثنا أَبو قلابة، حدثنا قريش بن أنس
(1)
، حدثنا ابن عون
(2)
، عن نافع
(3)
عن ابن عمر: أنه رأى رؤيا، فقصها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"نعم الفتى عبد الله لو كان يصلي من الليل".
فأخبرت حفصة عبد الله، فكان يقوم ويصلي من الليل، ثم ينام، ثم يقوم فيتوضأ فيصلي، فيفعل ذلك مرارًا في الليل
(4)
.
(1)
الأنصاري، وقيل: الأموي مولاهم، أبو أنس البصري.
(2)
هو عبد الله بن عون بن أرطبان، أَبو عون البصري.
(3)
هو: مولى ابن عمر، وهو موضع الالتقاء.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (10888).
10890 -
حدثنا أَبو أسامة الكلبي الحلبي
(1)
، حدثني أبي
(2)
، حدثنا ضمرة
(3)
، حدثنا عيسى بن يونس
(4)
، حدثنا عبيد الله بن عمر
(5)
، عن نافع، عن ابن عمر قال: ما كنا ننام على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عزاب إلا في المسجد
(6)
.
(1)
اسمه: عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي.
(2)
محمد بن أبي أسامة الحلبي، قال أَبو حاتم:"ليس به بأس". الجرح والتعديل 7/ 209.
(3)
ضمرة بن ربيعة الفلسطيني، أَبو عبد الله الرملي.
(4)
ابن أبي إسحاق السبيعي، أَبو محمد الكوفي.
(5)
موضع الالتقاء هو: عبيد الله بن عمر.
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما-4/ 1928، رقم 140).
10891 -
حدثنا أَبو أمية، حدثنا أَبو النعمان
(1)
، حدثنا حماد بن زيد
(2)
، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: رأيت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كأن بيدي قطعة إستبرق، [و]
(3)
لا أريد من الجنة مكانًا إلا طار بي إليه، قال: ورأيت كأن اثنين أتيا فأرادا
(4)
أن يذهبا بي إلى
⦗ص: 99⦘
النار، فتلقاهما ملك آخر، فقال: لن
(5)
ترع، خليا عنه.
قال: فقصت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم إحدى رؤياي فقال
(6)
النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل"، قال: فكان يصلي من الليل فيكثر
(7)
.
(1)
هو: محمد بن الفضل السدوسي.
(2)
موضع الالتقاء هو: حماد بن زيد.
(3)
زيادة من (ك) و (هـ).
(4)
في (ك) و (هـ): "كأن اثنان أتياني أرادا".
(5)
في (ك) و (هـ): "لم".
(6)
(ك 5/ 177 /ب).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما-4/ 1927، رقم 139).
فائدة الاستخراج: في رواية أبي عوانة زيادة، وهي قول نافع:"فكان يصلي من الليل فيكثر" وليست هي عند مسلم.
10892 -
وحدثنا الصغاني، أخبرنا عبد الأعلى
(1)
، حدثنا وهيب
(2)
، حدثنا أيوب
(3)
، عن نافع، عن ابن عمر قال: رأيت في المنام وكأن في يدي سرقة من حرير
(4)
لا أهوي
(5)
إلى مكان في الجنة إلا طارت، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم،
⦗ص: 100⦘
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أخاك رجل صالح" أو قال: "إن عبد الله رجل صالح"
(6)
.
(1)
ابن حماد بن نصر الباهلي مولاهم، أَبو يحيى البصري، المعروف بالنَّرسي.
(2)
ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم، أَبو بكر البصري.
(3)
السختياني، وهو موضع الالتقاء.
(4)
أي: قطعة من جيد الحرير. النهاية (2/ 362)، وعند مسلم "قطعة من إستبرق".
(5)
في (ك) و (هـ): "لا أهدي"، يقال: أهويت بالشيء إذا أومأت به. لسان العرب (15/ 371).
(6)
انظر: تخريج الحديث رقم (10892).
10893 -
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سُنين
(1)
، حدثنا موسى بن أيوب
(2)
، حدثنا محمد بن عيسى
(3)
، حدثنا ابن علية
(4)
، عن أيوب
(5)
بإسناده مثله
(6)
(1)
ابن محمد بن خازم بن سُنين -بضم السين المهملة، وبعدها نون مفتوحة، ثم ياء باثنتين من تحتها، ثم نون- الختلي.
(2)
النصيبي، أَبو عمران الأنطاكي.
(3)
ابن الطباع، أَبو جعفر البغدادي.
(4)
هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي مولاهم، أَبو بشر البصري.
(5)
موضع الالتقاء هو: أيوب السختياني.
(6)
انظر: تخريج الحديث رقم (10892).
ومن مناقب أنس بن مالك
(1)
رضي الله عنه
(1)
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار أَبو حمزة الأنصاري الخزرجي، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال علي بن المديني: كان آخر الصحابة موتًا بالبصرة، مات سنة ثلاث وتسعين.
انظر: الاستيعاب (1/ 198)، الإصابة (1/ 126).
10894 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا عفان بن مسلم الصفار، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت
(1)
، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى أم حرام
(2)
، فأتيناه بتمر وسمن، فقال: ردوا هذا في وعائه، وهذا في سقائه، فإني صائم، ثم قام فصلى ركعتين تطوعًا على بساط، فقامت أم حرام، و [قامت]
(3)
أم سليم
(4)
خلفنا، وأقامني عن يمينه -فيما يحسب ثابت- فلما قضى صلاته قالت له أم سليم: يا رسول الله! إن لي خويصة، خويدمك أنس، ادع الله له، فما ترك يومئذ خيرًا من خير الدنيا والآخرة إلا دعا لي به، قال:"اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيه".
⦗ص: 102⦘
قال أنس: فأخبرتني ابنتي
(5)
أن قد دفنت من صلبي بضعًا وتسعين، وما أصبح في الأنصار رجل أكثر مني مالًا وولدًا.
فقال أنس: يا ثابت! ما أملك صفراء ولا بيضاء إلا خاتمي.
قال: وحدثنا ثابت قال: صلى بي أنس بن مالك الوتر، أنا عن يمينه، وأم ولده خلفنا، ثلاث ركعات لم يسلم إلا في آخرهن، فظننت أنه يريد أن يعلمني
(6)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: ثابت البناني.
(2)
أم حرام هي: بنت ملحان، خالة أنس بن مالك، قال ابن عبد البر:"لم أقف لها على اسم صحيح". الاستيعاب (4/ 484)، الإصابة (8/ 189).
(3)
زيادة من (ك).
(4)
أم سليم هي: أم أنس بن مالك، تقدمت ترجمتها في الحديث الأول.
(5)
في (ك) و (هـ): "فأخبرني ابني".
واسم ابنة أنس رضي الله عنه أُمَيْنة، جاءت تسميتها في رواية البخاري في صحيحه (كتاب الصوم -باب من زار قوما فلم يفطر عندهم رقم 881).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت به (كتاب المساجد- باب جواز الجماعة في النافلة والصلاة على حصير وخمرة وثوب-1/ 457، رقم 268).
وأخرجه البخاري في صحيحه من طريق حميد عن أنس (كتاب الصوم -باب من زار قومًا فلم يفطر عندهم-2/ 669، رقم 1881) من طريق حميد عن أنس.
فائدة الاستخراج: ساق المصنف الحديث مطولًا، بذكر القصة، والدعاء، وزيادة قول أنس لثابت، بينما ساق مسلم الحديث مختصرًا.
10895 -
رواه
(1)
محمد بن يحيى
(2)
، عن عبد السلام بن مطهر
(3)
،
⦗ص: 103⦘
حدثنا
(4)
جعفر بن سليمان
(5)
، عن الجعد أبي عثمان، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعت أمي أم سليم كلامه، قالت: بأبي وأمي يا رسول الله، أُنيس لو دعوت له دعوات؟ فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث
(6)
دعوات، قد رأيت منها اثنتين في الدنيا، وأنا أرى الثالثة في الآخرة
(7)
.
(1)
في (ك): "روى".
(2)
هو الذهلي.
(3)
ابن حسام الأزدي، أبو ظفر البصري (ت 224 هـ).
قال أَبو حاتم، وابن حجر:"صدوق". انظر: الجرح (6/ 48)، التقريب (ص 355).
(4)
في (ك): "عن".
(5)
الضبعي، وهو موضع الالتقاء.
(6)
(ك 5/ 178 / أ).
(7)
هذا الحديث علقه المصنف، ووصله مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة- باب من فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه 4/ 1929، رقم 144) من طريق قتيبة بن سعيد عن جعفر بن سليمان به.
فائدة الاستخراج: زيادة قول أم سليم: "لو دعوت له دعوات"، وليست في مسلم.
ملحوظة: ذكر الحافظ في الفتح (4/ 269) أن الدعوة الثالثة هي المغفرة. ورد ذلك عند ابن سعد بإسناد صحيح اهـ.
10896 -
حدثنا أَبو قلابة، حدثنا أبي
(1)
، [قال]
(2)
: حدثني جعفر بن سليمان
(3)
، عن الجعد أبي عثمان
(4)
، عن أنس، أن أم سليم قالت: يا رسول الله! ادع الله لخادمك، فقال: "اللهم أكثر ماله
⦗ص: 104⦘
وولده"
(5)
.
(1)
محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي، أَبو عبد الله البصري.
(2)
زيادة من (ك) و (هـ).
(3)
الضبعي، أَبو سليمان البصري.
(4)
ابن دينار اليشكري، أَبو عثمان الصيرفي البصري.
(5)
هذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه 4/ 1928، رقم 141) من طريق قتادة وهشام بن زيد عن أنس.
فائدة الاستخراج: متابعة الجعد لقتادة وهشام.
وقد تقدم هذا الإسناد في الحديث السابق، ولكن ليس فيه لفظ الدعاء الذي دعا به رسول الله لأنس رضي الله عنه.
10897 -
حدثنا موسى بن سعيد الطرسوسي
(1)
، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن جعفر
(2)
، حدثنا شعبة، [قال]
(3)
: سمعت قتادة، يحدث عن أنس، عن أم سليم أنها قالت: يا رسول الله! أنس خادمك، فادع الله له، فقال:"اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته"
(4)
.
(1)
أَبو بكر الطرسوسي، المعروف بالدنداني.
(2)
موضع الالتقاء هو: محمد بن جعفر، المعروف بـ "غندر".
(3)
زيادة من (ك) و (هـ).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه-4/ 1928، رقم 141).
10898 -
حدثني عبد الرحمن بن خراش
(1)
، حدثنا محمد بن المثنى، و [محمد]
(2)
بن بشار
(3)
، قالا: حدثنا غندر،
⦗ص: 105⦘
بمثله
(4)
وقالا: [قال]
(5)
: "فيما رزقته".
(1)
ابن يوسف بن سعيد بن خراش المروزي، ثم البغدادي.
(2)
زيادة من (ك) و (هـ).
(3)
موضع الالتقاء هو: محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (10897).
فائدة الاستخراج: أن أبا عوانة أخرج هذا الحديث من طريق ابن خراش عن ابن المثنى، ومحمد ابن بشار، وذكر أن لفظهما:"وبارك له فيما رزقته"، بينما خالفه مسلم، فرواه عنهما بلفظ:"وبارك له فيما أعطته".
(5)
زيادة من (ك) و (هـ).
10899 -
حدثنا أَبو جعفر محمد بن الخليل المخرمي
(1)
، وأبو حميد المصيصي
(2)
، قالا: حدثنا حجاج بن محمد، [قال]
(3)
: حدثني شعبة
(4)
، قال: سمعت قتادة، يحدث عن أنس ابن مالك، عن أم سليم، أنها قالت: يا رسول الله! أنس خادمك، فادع الله له، قال: فقال: "اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته"
(5)
.
كذا قالا عن أم سليم.
(1)
ابن عيسى، ويقال: ابن إبراهيم المُخرمي -بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، وتشديد الراء المكسورة، نسبة إلى المخرم، محلة ببغداد مشهورة-، أَبو جعفر البغدادي القلاس.
(2)
اسمه: عبد الله بن محمد بن تميم بن أبي عمر، مولى بني هاشم.
(3)
زيادة من (ك) و (هـ).
(4)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (10897).
10900 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا حجاج بن محمد،
⦗ص: 106⦘
قال: حدثني شعبة
(1)
، سمعت قتادة، يحدث عن أنس، أن أم سليم قالت: يا رسول الله
…
فذكر مثله
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (10897).
10901 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أَبو داود
(1)
، حدثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنسًا يقول: قالت أم سليم: يا رسول الله! ادعوا الله له -تعني أنسًا-، قال:"اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما رزقته"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: أَبو داود الطيالسي.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (10897).
فائدة الاستخراج: أن أبا عوانة ساق لفظ أبي داود تامًّا، ومسلم ساق طرفه ولم يتمه.
10902 -
حدثنا محمد بن الخليل المخرمي، حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا شعبة
(1)
، قال: سمعت هشام بن زيد، قال: سمعت أنس بن مالك يقول مثل ذلك
(2)
.
رواه غندر عن شعبة عن هشام [بمثله]
(3)
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (10897).
(3)
زيادة من (ك) و (هـ).
(4)
طريق غندر عن شعبة رواه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أنس رضي الله عنه 4/ 1928، رقم 141).
10903 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا عمر بن يونس
(1)
، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حدثني أنس بن مالك قال: جاءت بي أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أزرتني بنصف خمارها، وردّتني بنصف، فقالت: يا رسول الله! هذا أنيس ابني أتيتك به يخدمك فادع الله له، فقال:"اللهم أكثر ماله وولده"
(2)
قال أنس: فوالله إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي يتعادون على نحو من مائة اليوم
(3)
.
(1)
ابن القاسم الحنفي، أَبو حفص اليمامي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
(ك 5/ 178 / ب).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه 4/ 1929، رقم 143).
فائدة الاستخراج: تسمية إسحاق في الإسناد عند أبي عوانة.
10904 -
حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا سليمان بن المغيرة
(1)
، عن ثابت، عن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام -خالتي-، فقالت أمي: يا رسول الله! خويدمك ادع الله له، قال: فدعى لي بكل خير، وكان في آخر ما دعى لي أن قال: "اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيه
…
" وذكر الحديث
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: سليمان بن المغيرة.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أنس بن =
⦗ص: 108⦘
= مالك رضي الله عنه 4/ 1929، رقم 142).
فائدة الاستخراج: تسمية سليمان في الإسناد.
10905 -
حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت
(1)
، عن أنس نحوه
(2)
(3)
.
رواه المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس قال: أسر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم سرًّا، فما أخبرت به أحدًا بعده، ولقد
(4)
سألتني أم سليم، فما أخبرتها به
(5)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: ثابت البناني.
(2)
في (ك) و (هـ): "بمثله".
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10904).
(4)
في (ك): "وقد".
(5)
هذا الحديث علقه المصنف، وقد وصله مسلم في صحيحه من طريق عارم بن الفضل، عن المعتمر بن سليمان (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه 4/ 1930 رقم 146).
10906 -
حدثنا الربيع
(1)
، حدثنا أسد بن موسى ح
وحدثنا جعفر الصائغ، حدثنا عفان
(2)
، قالا: حدثنا حماد بن سلمة
(3)
، أخبرنا ثابت، عن أنس بن مالك، قال: مرّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا
⦗ص: 109⦘
ألعب الصبيان، فسلم علينا، ثم دعاني، فبعثني إلى حاجة، فجئت وقد أبطأت عن أمي، فقالت: ما حبسك، أين كنت؟ قلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حاجة، قالت: أي بني، وما هي؟ قال: قلت: إنها سر، قالت: لا تخبر بِسِرِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا.
ثم قال: أما والله يا ثابت، لو كنت حدثت به
(4)
أحدًا لحدثتك.
وقال الربيع: لو كنت محدثًا أحدًا لحدثتك به
(5)
.
(1)
ابن سليمان المرادي، صاحب الإمام الشافعي.
(2)
ابن مسلم الصفار.
(3)
موضع الالتقاء هو: حماد بن سلمة.
(4)
في (ك) و (هـ): "حدثته".
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه 4/ 1929، رقم 145).
10907 -
حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد، [قال]
(1)
: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت
(2)
، عن أنس بمثله
(3)
(4)
.
(1)
زيادة من (ك) و (هـ).
(2)
موضع الالتقاء هو: ثابت البناني.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10906).
(4)
ملحوظة: فإذا الحديث ينتهي المجلد التاسع من النسخة الظاهرية (هـ)، وهو آخر الموجود من هذه النسخة، والله الموفق.
ومن مناقب عبد الله بن سلام
(1)
رضي الله عنه
(2)
(1)
عبد الله بن سلام -بتخفيف اللام- ابن الحارث، أَبو يوسف -من ذرية يوسف النبي عليه السلام، حليف القوافل من الخزرج، الإسرائيلي، ثم الأنصاري، كان حليفًا لهم، وكان من بني قينقاع، يُقال: كان اسمه: الحصين، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله .. توفي رضي الله عنه بالمدينة سنة ثلاث وأربعين من الهجرة النبوية.
الاستيعاب (3/ 53)، الإصابة (4/ 118).
(2)
جاء في (ك): "رحمه الله".
10908 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، والصغاني، وغيرهما، قالوا: حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع
(1)
، حدثنا مالك ح
وحدثنا النفيلي علي بن عثمان
(2)
، ويزيد بن عبد الصمد، ومحمد بن عوف
(3)
، قالوا: حدثنا أَبو مسهر
(4)
، قال: سمعت مالكًا
(5)
، يحدث عن أبي النضر، عن عامر بن سعد، قال: سمعت أبي يقول: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لحي يمشي إنه في الجنة إلا لعبد الله بن
(6)
سلام.
قال أَبو مسهر: لأحدٍ يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا
⦗ص: 111⦘
لعبد الله بن سلام
(7)
.
(1)
موضع الالتقاء في الإسناد الأول هو: إسحاق بن عيسى الطباع.
(2)
أَبو محمد الحراني.
(3)
ابن سفيان، أَبو جعفر الطائي الحمصي.
(4)
هو عبد الأعلى بن مسهر الغساني، الإمام الحافظ.
(5)
موضع الالتقاء في الإسناد الثاني هو: الإمام مالك بن أنس.
(6)
(ك 5/ 179 / أ).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه 4/ 1930، رقم 147)، وأخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه (3/ 1387)، رقم (3601) من طريق عبد الله بن يوسف عن مالك به.
فائدة الاستخراج:
1/ ذكر نسب إسحاق بن عيسى (الطباع).
2 / بيان لفظ رواية أبي مسهر عن مالك.
10909 -
حدثنا سعيد بن مسعود
(1)
المروزي، وعيسى بن أحمد العسقلاني
(2)
، ومحمد بن رجاء، قالوا: حدثنا النضر بن شميل
(3)
، أخبرنا عبد الله بن عون
(4)
، عن محمد بن سيرين، عن قيس بن عباد، قال: كنت في مجلس فيه ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل على وجهه أثر من خشوع، فصلى ركعتين إلى سارية، فتجوز فيهما ثم خرج، فقال بعضهم: هذا رجل من أهل الجنة، قال: فاتبعته حتى دخل أهله
(5)
ودخلت معه، فتحدثنا ساعة حتى استأنست، فقلت: إني كنت في مجلس فيه ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حين دخلت، فلما
⦗ص: 112⦘
خرجت قالوا: هذا رجل من أهل الجنة، فقال: سبحان الله! ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم، وسأحدثك مم ذلك
(6)
؟ إني رأيت رؤيا فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم، إني رأيت كأني في روضة، فذكر من خضرتها وحسنها، وفي وسطها عمود من حديد، أسفله في الأرض، وأعلاه في السماء، وفي رأس العمود عروة، فقيل لي: ارقه، فقلت: لا أستطيع، فجاءني منصف -أي خادم- فقال بثيابي من ورائي، فرقيت، حتى كنت في أعلاه، فأخذت بالعروة، فقال: استمسك، فاستيقظت وإنها لفي يدي، فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"الروضة روضة الإسلام، والعمود فعمود الإسلام، والعروة عروة الوثقى، فأنت على الإسلام حتى تموت"، فإذا هو عبد الله بن سلام
(7)
.
(1)
ابن عبد الرحمن المروزي، أَبو عثمان.
(2)
نسبة إلى عسقلان بلخ، وهي محلة كبيرة. انظر: الأنساب (9/ 296).
(3)
المازني، أَبو الحسن النحوي البصري.
(4)
موضع الالتقاء هو: عبد الله بن عون.
(5)
في صحيح مسلم: "دخل منزله".
(6)
في (ك): "ذاك".
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه 4/ 1930، رقم 148).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه-3/ 1387، رقم 3602) من طريق عبد الله بن محمد عن أزهر السمان عن ابن عون به.
10910 -
حدثنا أَبو قلابة، حدثنا أزهر بن سعد السمان
(1)
،
⦗ص: 113⦘
حدثنا ابن عون
(2)
، عن محمد بن سيرين، عن قيس بن عباد، قال: كنت بالمدينة جالسًا في مجلس فيه ناس من خلفي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فذكر الحديث بمثله إلى قوله: فجاءني منصف.
قال أزهر في حديثه: فجمعت ثيابي من خلفي فرقيت، حتى كنت في أعلاه، فأخذت بالعروة، فقال: استمسك! فاستيقظت وإنها لفي يدي، فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "الروضة روضة الإسلام، وأما العمود فعمود الإسلام، والعروة فعروة الوثقى
(3)
فأنت على الإسلام حتى تموت، والرجل هو: عبد الله بن سلام"
(4)
.
(1)
أَبو بكر الباهلي مولاهم، البصري.
(2)
موضع الالتقاء هو: عبد الله بن عون.
(3)
(ك 5/ 179 / ب).
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (10909).
فائدة الاستخراج: بيان لفظ رواية أزهر عن ابن عون، وهو من أوثق أصحابه.
10911 -
حدثنا الحسن بن إسحاق العطار، في دار عمارة
(1)
، حدثنا شباب العصفري
(2)
، حدثنا معاذ بن
⦗ص: 114⦘
معاذ
(3)
، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن قيس ابن عباد، قال: قال لي عبد الله بن سلام: رأيت كأني في روضة، في وسط الروضة عمود، في أعلى العمود عروة، فقيل لي: ارقه، فقلت: لا أستطيع، فأتاني وصيف
(4)
، فرفع ثيابي، فرقيت وأنا مستمسك، فقصصتها على نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال:"تلك الروضة روضة الإسلام، وتلك العروة عروة الإسلام حتى تموت"
(5)
.
⦗ص: 115⦘
رواه مسلم حدثنا
(6)
محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد، حدثنا
(7)
حرمي بن عمارة، عن قرة بن خالد، عن محمد بن سيرين، [قال: قال قيس بن عباد: كنت في حلقة فيها سعد بن مالك، وابن عمر، فمر عبد الله بن سلام. . . .]
(8)
وذكر الحديث
(9)
.
(1)
في بغداد موضعان باسم (دار عمارة): إحداهما في شارع المخرم من الجانب الشرقي منسوبة إلي عمارة بن أبي الخصيب، مولى روح بن حاتم، وقيل: مولى المنصور، والأخرى: دار عمارة أيضًا بالجانب الغربي، منسوبة إلى عمارة بن حمزة، مولى المنصور. معجم البلدان (2/ 481).
(2)
هو خليفة بن خياط، وعصفر فخذ من العرب (ت 240 هـ). =
⦗ص: 114⦘
= قال أَبو حاتم: "لا أحدث عنه، هو غير قوي، كتبت من مسنده أحاديث ثلاثة عن أبي الوليد، فأتيت أبا الوليد وسألته عنها فأنكرها وقال: ما هذه من حديثي"، وقال ابن عدي:"مستقيم الحديث، صدوق من متيقظي رواة الحديث"، وقال البخاري:"مقارب الحديث"، وقال الذهبي في السير: "وثقه بعضهم
…
ولينه بعضهم بلا حجة"، وقال في الكاشف: "صدوق"، وقال ابن حجر: "صدوق ربما أخطأ، وكان أخباريًّا علامة".
وقد بسط الدكتور / أكرم العمري بيان حاله في مقدمته لكتاب "التاريخ لخليفة" ورجح فيه التوثيق.
انظر: الجرح (3/ 378)، العلل الكبير للترمذي (2/ 976 بترتيب القاضي)، الكامل لابن عدي (3/ 935)، السير (11/ 473)، الكاشف (ص 375)، التقريب (ص 195)، مقدمة كتاب تاريخ خليفة بن خياط (ص 8).
(3)
موضع الالتقاء هو: معاذ بن معاذ العنبري.
(4)
الوصيف هنا: هو الخادم، كما في الرواية السابقة، وانظر: لسان العرب (9/ 357).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه-4/ 1931، رقم 148).
(6)
القائل: هو الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
(7)
في (ك): "عن".
(8)
زيادة من (ك).
(9)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه-4/ 1931، رقم 149).
10912 -
حدثنا أَبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الأَنْمَاطِي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم
(1)
، أخبرنا
(2)
جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن سليمان بن مسهر، عن خرشة بن الحر قال: كنت جالسًا في حلقة في مسجد المدينة، فيها شيخ حسن الهيئة، وهو عبد الله بن سلام، فجعل يحدثهم حديثًا حسنًا، فلما قام قال القوم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا! قال: فقلت: والله لأتبعنه، فلأعلمن مكان بيته، قال: فتبعته، فانطلق، حتى كاد أن يخرج من المدينة، ثم دخل منزله، قال: فاستأذنت عليه، فأذن لي،
⦗ص: 116⦘
فقال: ما حاجتك يا ابن أخي
(3)
؟ فقلت له: سمعت القوم يقولون لك لما
(4)
قمت: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، فأعجبني أن أكون معك.
قال: الله عز وجل أعلم بأهل الجنة، وسأحدثك بِم قالوا ذلك
(5)
، إني بينما أنا نائم إذ أتاني رجل فقال لي: قم، قال: فأخذ بيدي، فانطلقت معه، فإذا أنا بجواد عن شمالي، قال: فأخذت لآخذ فيها، فقال لي: لا تأخذ فيها، فإنها طرائق
(6)
أصحاب الشمال، قال: وإذا طريق مُنَهّج
(7)
عن يميني، فقال لي: خذ هاهنا، قال: فأتى بي جبلًا، قال لي: اصعد
(8)
فوق هذا، قال: فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على استي، حتى فعلت ذلك مرارًا، قال: ثم انطلق حتى أتى بي عمودًا رأسه في السماء، وأسفله في الأرض، في أعلاه حلقة، فقال لي: اصعد فوق هذا، قلت: كيف أصعد فوق هذا
⦗ص: 117⦘
ورأسه في السماء؟ قال: فأخذ بيدي فزجل بي
(9)
، فإذا أنا متعلق بالحلقة، قال: ثم ضرب العمود فخر، قال: وبقيت متعلقًا بالحلقة حتى أصبحت!.
قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقصصت عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما الطريق الذي رأيت عن يسارك فهو طريق أصحاب الشمال، وأما الطريق الذي رأيت عن يمينك فهي
(10)
طريق أصحاب اليمين، وأما الجبل فهو منازل الشهداء، ولن تناله، وأما العمود فهو عمود الإسلام، وأما العروة فهي عروة الإسلام، ولن تزال مستمسكًا
(11)
بها حتى تموت"، قال: ثم قال: "أتدري كيف خلق الله عز وجل الخلق"؟ قلت: لا، قال: "خلق الله آدم، قال: فقال: تلد فلانًا، وفلانةً، ويلد فلان فلانًا، ويلد فلانةً، أجله كذا وكذا، ورزقه كذا وكذا، قال: ثم ينفخ فيها الروح"
(12)
.
(1)
ابن راهوية، وهو موضع الالتقاء.
(2)
في (ك): "حدثنا".
(3)
هكذا في (ك) وصحيح مسلم، وجاء في الأصل:"يا بن أخ".
(4)
في (ك): "حين".
(5)
في (ك): "ذاك".
(6)
في (ك): "طريق".
(7)
النهج: الطريق الواضح. الصحاح (1/ 346).
(8)
(ك 5/ 180 / أ).
(9)
أي: رمى به. الصحاح للجوهري (4/ 1715)، النهاية (2/ 297).
(10)
في (ك): "فهو".
(11)
في (ك): "متمسكًا".
(12)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه 4/ 1931، رقم 150).
فائدة الاستخراج:
1/ أن مسلمًا أخرجه عن قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم، وساق لفظ قتيبة، فبين المصنف هنا لفظ رواية إسحاق. =
⦗ص: 118⦘
= 2 / إن لفظ إسحاق فيه زيادة، حيث إن لفظ قتيبة ينتهي إلى قوله:"حتى تموت"، فزاد إسحاق في روايته:"ثم قال: أتدري .. " إلخ، وإسناد المصنف رجاله ثقات.
وقد أخرج هذه الزيادة البيهقي في شعب الإيمان (6/ 430 رقم الحديث 4442)، وقال: رواه مسلم في الصحيح، عن إسحاق بن إبراهيم، دون ما في آخره من ذكر كيفية الخلق والأشبه أن يكون من قول عبد الله بن سلام.
وأخرجها أيضًا ابن عساكر في تاريخه (29/ 126) كلهم من طريق جرير به.
ومن مناقب حسان بن ثابت
(1)
رضي الله عنه
(1)
حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي، ثم النجاري، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنيته أَبو الوليد، مات سنة أربع وخمسين من الهجرة، وله مائة وعشرون سنة، رضي الله عنه وأرضاه. انظر: الاستيعاب (1/ 400)، الإصابة (2/ 62).
10913 -
حدثنا أَبو الجماهر الحمصي
(1)
، وأبو أمية الطرسوسي، وإبراهيم بن ديزيل
(2)
، قالوا: حدثنا أَبو اليمان
(3)
، أخبرنا شعيب
(4)
، عن الزهري، قال: حدثني أَبو سلمة بن عبد الرحمن، أنه حسان بن ثابت يستشهد أبا هريرة: أنشدك الله! هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
⦗ص: 119⦘
"يا حسان أجب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم أيده بروح القدس"؟ قال أَبو هريرة: نعم
(5)
.
حديثهم واحد.
(1)
هو: محمد بن عبد الرحمن الحمصي.
(2)
الحافظ أَبو إسحاق، إبراهيم بن الحسين بن علي الهمذاني الكسائي.
(3)
الحكم بن نافع البهراني، وهو موضع الالتقاء.
(4)
ابن أَبي حمزة.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل حسان بن ثابت-4/ 1933، رقم 152).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الأدب -باب هجاء المشركين- 5/ 2279 - رقم 5800) من طريق أبي اليمان عن شعبة به.
10914 -
حدثنا محمد بن إسحاق
(1)
بن شبويه
(2)
السجزي بمكة، ومحمد
(3)
بن مهل الصنعاني، قالا: حدثنا عبد الرزاق
(4)
، [قال]
(5)
: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب: أن حسان بن
⦗ص: 120⦘
ثابت كان في مجلس فيهم أَبو هريرة، فقال
(6)
: أنشدك
(7)
يا أبا هريرة! هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أجب عني، اللهم أيده بروح القدس"؟ قال: [اللهم،
(8)
نعم
(9)
.
(1)
هو الخراساني، ثم البيكندي، أَبو عبد الله.
(2)
بالشين المعجمة، بعدها باء معجمة بواحدة، هكذا جاء في كلا النسختين، والعقد الثمين، وضبطها ابن أبي حاتم، وابن ماكولا، والدارقطني، وابن ناصر الدين بالسين المهملة.
انظر: الجرح (7/ 196)، والمؤتلف والمختلف للدارقطني (3/ 1419)، توضيح المشتبه (5/ 289)، العقد الثمين (1/ 410) الإكمال (5/ 24).
(3)
ابن عبد الله بن مهل بن المثنى الصنعاني، قال ابن أبي حاتم، وابن حجر:"صدوق".
انظر: الجرح والتعديل (7/ 305، 306)، التقريب (ص 487).
(4)
موضع الالتقاء هو: عبد الرزاق.
(5)
زيادة من (ك).
(6)
في (ك): "قال".
(7)
في صحيح مسلم: "أنشدك الله".
(8)
زيادة من (ك).
(9)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه 4/ 1933، رقم 151 مكرر)، وتقدم تخريج البخاري له في حديث رقم (10913).
فائدة الاستخراج: أتم المصنف لفظ رواية عبد الرزاق، بينما اقتصر مسلم على بعض المتن.
10915 -
حدثنا يونس بن عبد
(1)
الأعلى
(2)
قال: أخبرنا ابن وهب
(3)
، أخبرني يونس
(4)
، عن ابن شهاب
(5)
ح
وحدثنا أَبو إسماعيل الترمذي
(6)
، قال: حدثنا الحميدي
(7)
،
⦗ص: 121⦘
حدثنا سفيان
(8)
، حدثنا الزهري، سمعناه منه عن ابن المسيب:
أن عمر رضي الله عنه مرّ بحسان وهو ينشد في المسجد، فلحظ إليه، فقال: قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: أنشدك الله! هل سمعت [من]
(9)
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أجب عني، اللهم أيده بروح القدس"؟ قال: اللهم نعم
(10)
.
معنى حديثهم واحد.
(1)
(ك 5/ 180 / أ).
(2)
ابن ميسرة بن حفص بن حيان الصدفي المصري.
(3)
هو: عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم، أَبو محمد المصري.
(4)
ابن يزيد الأيلي.
(5)
موضع الالتقاء في الإسناد الأول هو: ابن شهاب الزهري.
(6)
هو: محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، أَبو إسماعيل الترمذي.
(7)
أَبو بكر، عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي الأسدي الحميدي، المكي.
(8)
ابن عيينة، وهو موضع الالتقاء في الإسناد الثاني.
(9)
زيادة من (ك).
(10)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه 4/ 1932، رقم 151)، وتقدم تخريج البخاري له في حديث رقم (10913).
10916 -
حدثنا يونس بن حبيب، [قال]
(1)
: حدثنا أَبو داود، [قال]
(2)
: حدثنا شعبة
(3)
، قال: أخبرني عدي بن ثابت، قال: سمعت البراء بن عازب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان: "اهجهم -يعني المشركين-"، أو قال:"هاجهم، وجبريل معك"
(4)
.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
زيادة من (ك).
(3)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه-4/ 1933، رقم 153)، وأخرجه البخاري في صحيحه =
⦗ص: 122⦘
= (كتاب الأدب -باب هجاء المشركين-5/ 2279 - رقم 5801) من طريق سليمان بن حرب عن شعبة به.
فائدة الاستخراج: بيان المراد في قوله: "اهجهم" -يعني: المشركين-.
10917 -
حدثنا الصغاني، [قال]
(1)
: أخبرنا أبو النضر، حدثنا شعبة
(2)
، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان: "اهجهم -أو هاجهم- وجبريل معك"
(3)
.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10916).
10918 -
حدثني محمد بن الليث القزاز، حدثنا عبدان
(1)
، حدثنا أبي
(2)
، عن شعبة
(3)
، عن سليمان
(4)
، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة: أن حسان بن ثابت دخل عليها، فشبب
(5)
بأبيات له، فقال:
⦗ص: 123⦘
حَصَان رزانٌ
(6)
ما تُزن
(7)
بريبة
…
وتصبح غرثى
(8)
من لحوم
(9)
الغوافل
(10)
.
قالت: ولكنك ما تصبح كذلك.
قال مسروق: فقلت لها: يا أم المؤمنين تدعي هذا يدخل عليك، وقد أنزل الله عز وجل فيه ما أنزل
(11)
؟ فقالت: إن العمى عذاب عظيم
⦗ص: 124⦘
أو قالت: عذاب أعظم من العمى- وقد كان يهاجي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرجو له بذلك
(12)
.
(1)
هذا لقبه، واسمه عبد الله بن عثمان بن جبلة.
(2)
هو: عثمان بن جبلة.
(3)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(4)
هو الأعمش.
(5)
أي: يتغزل. المشارق (2/ 243).
(6)
بفتح الراء: أي عاقلة ملازمة بيتها، من الرزانة، وهي الثبات والوقار وقلة الحركة.
المشارق (1/ 288).
(7)
بضم التاء في أوله: يقال: زنه بكذا، وأزنه: إذا اتهمه به وظنه فيه.
الفائق للزمخشري (2/ 126)، النهاية (2/ 316).
(8)
بفتح الغين المعجمة، وإسكان الراء، وبالمثلثة: من الغرث، وأصله: الجوع، والمعنى: أي أنها لا تذكر أحدًا بسوء ولا تغتابه.
انظر: المشارق (1/ 130)، الفائق للزمخشري (1/ 254)، شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 69).
(9)
هكذا في الأصل وصحيح البخاري وصحيح مسلم، وكذلك في ديوان حسان بن ثابت المطبوع (1/ 510)، وجاء في (ك):"دماء".
(10)
أي الغوافل عن الفاحشة المبرآت منها. المشارق (2/ 138).
(11)
يقصد بذلك قول الله تعالى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} سورة النور، آية (110) -والصحيح الذي عليه جمهور العلماء: أن المراد بالآية هو: عبد الله بن أبي بن سلول قبحه الله، كما جاء ذلك في روايات الحديث -أي حديث قصة الإفك- وصوبه إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري، وهو قول ابن عباس، وعروة، وقال به: مجاهد، والسدي، ومقاتل، ورجحه القرطبي، وابن حجر =
⦗ص: 124⦘
= وغيرهما، قال ابن كثير رحمه الله: "ثم الأكثرون على أن المراد بذلك إنما هو عبد الله بن أبي ابن سلول قبحه الله ولعنه، وهو الذي تقدم النص عليه في الحديث، وقال ذلك مجاهد وغير واحد.
وقيل المراد به: حسان بن ثابت، وهو قول غريب، ولولا أنه وقع في صحيح البخاري ما قد يدل على ذلك لما كان لإيراده كبير فائدة، فإنَّه من الصحابة الذين كان لهم فضائل ومناقب ومآثر، وأحسن محاسنه أنه كان يذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هاجهم، وجبريل معك" اهـ.
انظر: جامع البيان في تأويل القرآن للطبري (9/ 278)، المعجم الكبير للطبراني (23/ 137)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (12/ 200)، تفسير القرآن العظيم لابن كثير (6/ 25)، فتح الباري (8/ 343)، مرويات غزوة بني المصطلق (ص 227).
(12)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه 4/ 1934، رقم 155).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المغازي -باب حديث الإفك- 4/ 1523، رقم 3915) كلاهما من طريق محمد بن جعفر عن شعبة به.
فائدة الاستخراج:
1/ في رواية المصنف أن حسان هو الذي دخل على عائشة.
2/ وفي رواية المصنف زيادة في آخر الحديث، وهي قولها رضي الله عنها:"فأرجو له بذلك" وليست هذه الزيادة عند مسلم.
10919 -
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي
(1)
، حدثنا محمد
(2)
، حدثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: دخلت على عائشة، وعندها حسان بن ثابت ينشدها شعرًا، [يشبب بأبيات له]
(3)
فقال
(4)
:
حصان رزان ما تزن بريبة
…
وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت له عائشة: لكنك لست كذلك.
قال مسروق: فقلت لها: لم تأذنين له يدخل عليك، وقد قال الله عز وجل: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ
(5)
عَذَابٌ عَظِيمٌ}
(6)
؟ فقالت: وأي عذاب أشد من العمى، فقالت: إنه كان ينافح -أو يهاجي- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(7)
.
(1)
هو الإمام أحمد بن حنبل الشيباني.
(2)
ابن جعفر (لغندر)، وهو موضع الالتقاء.
(3)
زيادة من (ك).
(4)
في (ك): "قال".
(5)
(ك 5/ 181/ أ).
(6)
سورة النور، آية (11).
(7)
انظر: تخريج الحديث رقم (10918).
10920 -
حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو معاوية
(1)
، عن
⦗ص: 126⦘
الأعمش
(2)
.. إلى قوله: الغوافل.
قال مسروق: فقالت: لكن أنت لست كذلك
(3)
.
(1)
هو محمد بن خازم -بمعجمتين- الضرير.
(2)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10918).
فائدة الاستخراج: ظاهرة في بيان الاختلاف في لفظ مسروق رحمه الله.
10921 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا قبيصة
(1)
، حدثنا سفيان
(2)
، عن الأعمش
(3)
، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة: أتاها -يعني عائشة- فأنشدها:
حصان رزان ما تزن بريبة
…
وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت: لكن أنت يا حسان [لست كذلك]
(4)
.
فقلت لها: أتأذنين له، وقد قال ما قال، قالت: أو ليس قد أصابه بلاء عظيم
(5)
.
(1)
هو ابن عقبة السوائي.
(2)
هو الثوري.
(3)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(4)
زيادة من (ك).
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (10918).
فائدة الاستخراج: بيان لكلام مسروق، حيث جاء بلفظ آخر.
10922 -
حدثنا أبو يحيى الناقد
(1)
، حدثنا سعيد بن
⦗ص: 127⦘
سليمان
(2)
، حدثنا أبو أسامة
(3)
، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن حسان بن ثابت -وكان ممن كثير على عائشة- فسبه عروة، فقالت له: يا ابن أختي، لا تسبه، فإنَّه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(4)
.
(1)
هو زكريا بن يحيى بن عبد الملك بن مروان بن عبد الله البغدادي.
(2)
الضبي، أبو عثمان الواسطي، المعروف بـ (سعدويه).
(3)
هو حماد بن أسامة، وهو موضع الالتقاء.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل حسان كتبه 4/ 1933، رقم 154).
10923 -
حدثني إبراهيم بن إسحاق السراج أبو إسحاق، أخبرنا
(1)
يحيى بن يحيى
(2)
، أخبرنا
(3)
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال حسان: يا رسول الله! ائذن لي في أبي سفيان؟ قال: "فكيف بقرابتي منه"؟ فقال: والذي بعثك بالحق، لأسلنك منهم، كما تسل الشعرة من الخمير
(4)
، فقال حسان:
⦗ص: 128⦘
وإن سنام
(5)
المجد من آل هاشم
…
بنو بنت
(6)
مخزوم
(7)
ووالدك العبد
(8)
قصيدته
(9)
هذه
(10)
.
(1)
في (ك): "حدثنا".
(2)
أبو زكريا النيسابوري، وهو موضع الالتقاء.
(3)
في (ك): "حدثنا".
(4)
الخمير: يطلق في اللغة ويراد به ما يجعل في العجين. الصحاح (2/ 650)، لسان العرب (4/ 256). والمراد بالخمير في هذا الحديث: هو العجين، كما في الرواية الآتية برقم (10924). انظر: شرح صحيح مسلم (16/ 71).
(5)
سنام كل شيء أعلاه. النهاية (2/ 409).
(6)
هكذا في (ك) وصحيح مسلم، وجاء في الأصل:"ابنة".
(7)
هي فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، أم عبد الله، والزبير، وأبي طالب. شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 71).
(8)
هذا سب لأبي سفيان بن الحارث، ومعناه: أن أم الحارث بن عبد المطلب، والد أبي سفيان هذا هي: سمية بنت موهب، وموهب غلام لبني عبد مناف، وكذا أم أبي سفيان بن الحارث كانت كذلك. شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 71).
(9)
انظر: تمام القصيدة في ديوان حسان بن ثابت رضي الله عنه (1/ 398).
(10)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه-4/ 1934، رقم 156).
10924 -
حدثنا علي بن عثمان النفيلي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة
(1)
، حدثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: استأذن حسان بن ثابت النّبيّ صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فكيف بنسبي منهم"؟ قال: لأسلنك منهم، كما تسل الشعرة من العجين
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: عثمان بن أبي شيبة.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه-4/ 1935، رقم 156 مكرر).
فائدة الاستخراج: إن أبا عوانة ساق الإسناد والمتن بتمامه، وأما مسلم فساق =
⦗ص: 129⦘
= طرف الإسناد وبين تغاير بعض الألفاظ في المتن.
10925 -
حدثنا معاوية بن صالح، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا عبدة بن سليمان
(1)
، بإسناده مثله: أنتزعك منهم كما
(2)
تنزع الشعرة من العجين
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: عبدة بن سليمان.
(2)
(ك 5/ 181/ ب).
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10924).
فائدة الاستخراج: متابعة الإمام الحافظ يحيى بن معين لعثمان بن أبي شيبة في الرواية عن عبدة.
10926 -
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري
(1)
، حدثنا
(2)
أبي
(3)
، وشعيب
(4)
بن الليث، عن الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اهج قريشًا، فإنَّه أشد عليهم من رشق
(5)
النبل" فأرسل إلى ابن رواحة فقال:
⦗ص: 130⦘
"اهجهم"[فهجاهم]
(6)
، فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه حسان، قال: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه
(7)
، قال: ثم أدلع
(8)
لسانه، فجعل يُحرّكه، فقال: والذي بعثك بِالحق لأفرينهم
(9)
بلساني فري الأديم
(10)
، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تعجل فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبًا، حتى يخلص نسبي" فأتاه حسان، ثم رجع، فقال: يا رسول الله! قد خلصت نسبك، والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين.
فقالت عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان: "إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله عز وجل، ورسوله صلى الله عليه وسلم".
وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هجاهم حسان، فشفا
⦗ص: 131⦘
واشتفى" فقال حسان:
هجوتَ محمدًا فأجبت عنه
…
وعند الله في ذاك الجزاء
هجوتَ محمدًا برا حنيفًا
…
رسول الله شيمته الوفاء
فإن أبي ووالده وعرضي
…
لعرض محمد منكم وقاء
ثكلت بنيتي إن لم تروها
…
تثير النقع
(11)
من كنفي كداء
(12)
تنازعنا الأعنة
(13)
مصعدات
…
على أكتافها الأسل
(14)
الظماء
(15)
تظل جيادنا متمطرات
(16)
…
تلطمهن بالخمر النساء
(17)
فإن أعرضتم عنا اعتمرنا
…
وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لضراب يوم
…
يعز الله فيه من يشاء
وقال الله قد أرسلت عبدًا
…
يقول الحق ليس به خفاء
وقال الله قد يسرت جندًا
…
هم الأنصار عرضتها اللقاء
⦗ص: 132⦘
نلاقي كل يوم من مَعَدٍّ
…
سبابًا أو قتالًا أو هجاء
فمن يهجو رسول الله منكم
…
ويمدحه وينصره سواء
وجبريل رسول الله فينا
…
وروح القدس ليس له كفاء
(18)
(19)
(1)
ابن أعين بن ليث، أبو عبد الله المصري الفقيه.
(2)
في (ك)"أخبرنا".
(3)
هو عبد الله بن عبد الحكم، أبو محمد الفقيه المالكي.
(4)
موضع الالتقاء هو: شعيب بن الليث.
(5)
بالفتح: وهي السهام إذا رميت عديدة واحدة، لا يتقدم شيء منها على الآخر.
غريب الحديث والأثر لابن الجوزي (1/ 395)، المشارق (1/ 300).
(6)
زيادة من (ك).
(7)
قال العلماء: المراد بذنبه هنا: لسانه، فشبه نفسه بالأسد في انتقامه وبطشه إذا اغتاظ، وحينئذ يضرب بذنبه جنبيه اهـ. شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 72).
(8)
أي: أخرجه. غريب الحديث والأثر لابن الجوزي (1/ 345)، المشارق (1/ 257).
(9)
أي: لأقطعن أعراضهم تقطيع الأديم، وتشقيقه.
غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 191)، المشارق (2/ 154).
(10)
بكسر الدال: وهو الجلد. المشارق (1/ 24).
(11)
هو الغبار. المشارق (2/ 24).
(12)
بفتح الكاف والمد: ثنية بأعلى مكة، عند المحصب.
مراصد الإطلاع (3/ 1151)، شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 74).
(13)
جمع عنان، وهو: الفرس. الصحاح (6/ 2166).
(14)
الرماح الطوال. النهاية (1/ 49)، اللسان (11/ 15).
(15)
أي: الرقاق، ويفهم هذا من قول العرب للفرس: إن فصوصه لَظِماء، أي: ليست برهلة كثيرة اللحم. الصحاح (1/ 61)، شرح صحيح مسلم (16/ 75).
(16)
أي: مسرعات. الصحاح (2/ 818).
(17)
(ك 5/ 182/ أ).
(18)
أي: مماثل ومساوٍ. الصحاح (1/ 68)، شرح صحيح مسلم (16/ 75).
(19)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه 4/ 1935، رقم 157). وانظر: تخريج القصيدة في ديوان حسان (1/ 17)، وانظر: ما كتبه المحقق حول اختلاف الروايات في القصيدة.
10927 -
حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، وأبو العباس القِطْري
(1)
الرملي، قالا: حدثنا آدم بن أبي إياس
(2)
، حدثنا الليث
(3)
، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، بإسناده مثله
(4)
.
(1)
القطري: بكسر القاف، وسكون الطاء، وهو: محمد بن عبد الحكم القطري.
(2)
ابن عبد الرحمن العسقلاني، أبو الحسن.
(3)
موضع الالتقاء هو: الليث بن سعد.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (10926).
10928 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا داود بن منصور
(1)
ح
حدثنا الصومعي
(2)
، حدثنا ابن أبي مريم
(3)
، قالا: حدثنا الليث بن
⦗ص: 133⦘
سعد
(4)
، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمارة بن غَزية بإسناده نحوه
(5)
، إلا أن ابن أبي مريم قال: ينازعن الأعنة، وقال: أكتافها الأسد الظماء، وقال: قد نشرت جندًا، وقال: تلاقوا.
(1)
النسائي، أبو سليمان الثغري-.
(2)
هو: محمد بن أبي خالد الصومعي، أبو بكر الطبري.
(3)
هو: سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم، أبو محمد المصري.
(4)
موضع الالتقاء هو: الليث بن سعد.
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (10924).
فائدة الاستخراج: بيان ما وقع في رواية ابن أبي مريم عن الليث من الاختلاف في ألفاظ المتن، مع رواية آدم بن أبي إياس، وشعيب بن الليث.
ومن مناقب أبي هريرة
(1)
(1)
قال النووي: "اختلف في اسمه كثيرًا جدًّا، والأصح عند المحققين الأكثرين ما صححه البخاري وغيره من المتقنين أنه: عبد الرحمن بن صخر" اهـ وكذلك رجحه الذهبي، واختلف أيضًا في اسم أبيه؛ فقيل: عامر، وقيل: عمير، وقيل غير ذلك.
ويرجع نسبه إلى دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب الدوسي، كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي هريرة، لهرة كان يحملها ويعتني بها، وكان ملازما لرسول الله صلى الله عليه وسلم على شبع بطنه، وكان من حفاظ الصحابة، وأجمع أهل الحديث أنه أكثر الصحابة حديثًا. توفي سنة سبع، وقيل: ثمان، وقيل تسع وخمسين رضي الله عنه وأرضاه. انظر: الاستيعاب (4/ 332)، تهذيب الأسماء واللغات (2/ 270)، السير (2/ 578)، الإصابة (7/ 425).
واسمه عبد عمرو بن عبد نهم، وقيل: عامر بن عبد شمس، وقيل سكين بن عامر، وقيل: عبد الله، وقيل عبد نهم بن عامر، وقيل: عبد غنم، وقيل: عبد شمس
(1)
رضي الله عنه.
(1)
انظر هذه الأقوال والخلاف في اسمه في كتاب: الإصابة (7/ 427 - 431).
10929 -
حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، أخبرنا
(1)
النضر بن محمد
(2)
، أخبرنا
(3)
عكرمة بن عمار
(4)
، حدثنا أبو كثير الأعمى يزيد بن
⦗ص: 135⦘
عبد الرحمن بن أذينة، قال: حدثني أبو هريرة قال: ما أحد رآني، ولا يراني إلا أحبني! قال: قلت له: هذا من رآك، أفرأيت من لم يرك؟ قال: فإن كنت أعرض على أمي الإسلام، فسمعتني
(5)
في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، قال: فأتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقلت: يا نبي الله! ادع الله
(6)
يهدي أمي، فقال في الله صلى الله عليه وسلم:"اللهم اهد أم أبي هريرة"، قال فوليت ذاهبًا إليها، قال: وإذا الباب مجاف، وإذا خضخضة
(7)
، قال: وسمعت خشفي
(8)
فقالت: وراءك يا أبا هريرة، فخرجت، فلما استقبلتني قالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، قال: فرجعت مسرعًا إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم لأخبره، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله قد أجاب الله دعوتك، وقد هدى الله عز وجل أمي، فقلت: يا نبي الله! بأبي أنت وأمي ادع الله أن يحببني
(9)
إلى عباده المؤمنين، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم "اللهم حبب عبيدك أبا هريرة إلى عبادك المؤمنين"
(10)
.
(1)
في (ك): "حدثنا".
(2)
هو: الجرشي أبو محمد اليمامي.
(3)
في (ك): "حدثنا".
(4)
موضع الالتقاء هو: عكرمة بن عمار.
(5)
في (ك): "فأسمعتني".
(6)
(ك 5/ 182/ ب).
(7)
الخضخضة: تحريك الماء ونحوه. الصحاح (3/ 1074).
(8)
أي: حركة الشي وصوته، غريب الحديث لابن الجوزى (1/ 144).
(9)
هكذا في (ك) وصحيح مسلم، وجاء في الأصل:"انحببني".
(10)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه 4/ 1938، رقم (158).
10930 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا منصور بن سُقَير
(1)
، وسعيد بن سليمان
(2)
، قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد
(3)
، عن الزهري
(4)
، عن عبد الرحمن بن هرمز، أنه سمع أبا هريرة يقول: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث، وإنكم تقولون: ما للمهاجرين لا يحدثون مثل أحاديثه؟ وما للأنصار لا يحدثون مثل أحاديثه؟ وإني أخبركم عن ذلك: إن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم، وكنا امرءًا مسكينًا، الزم النبيّ صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، فأحضر حين يغيبون، وأعي حين ينسون، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا:"لن يبسط أحد منكم ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه، ثم يجمع ثوبه إلى صدره فينسى من مقالتي شيئًا أبدًا" قال أبو هريرة: فبسطت نمرة ليس على غيرها، حتى قضى النبيّ صلى الله عليه وسلم مقالته تلك، ثم جمعتها إلى صدري، فوالذي بعث محمدًا بالحق ما نسيت من مقالته تلك كلمة إلى يومي هذا.
قال أبو هريرة: والله لولا آيتان أنزلهما الله عز وجل في كتابه
⦗ص: 137⦘
ما حدثتكم بشيء أبدًا، لولا قول الله عز وجل {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ}
(5)
إلى آخر الآيتين
(6)
.
(1)
ويقال له ابن صقير -بالصاد المهملة- أبو النضر البغدادي.
(2)
الضبي أبو عثمان الواسطي الملقب بـ (سعدويه).
(3)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو إسحاق المديني.
(4)
موضع الالتقاء هو: الزهري.
(5)
سورة البقرة: آية (174، 175).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه، -4/ 1939، رقم (159).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الاعتصام -باب الحجة على من قال: إن أحكام النَّبيّ صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة- 6/ 2677، رقم (6921) من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري به.
فائدة الاستخراج: 1/ التصريح باسم الأعرج.
2/ زيادة وقعت في آخر الحديث
…
وهي ذكر الآيتين.
10931 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، أخبرني مالك
(1)
، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة ح
وحدثنا علي بن سهل البزاز
(2)
، حدثنا إسحاق بن عيسى
(3)
، أخبرنا
(4)
مالك بن أنس، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة؟ والله لولا آيتان في كتاب الله
⦗ص: 138⦘
[عز وجل]
(5)
ما حدثت حديثًا! ثم يتلو هاتين الآيتين: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ
…
} إلى قوله: {
…
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}
(6)
ثم يتلو على إثر الآيتين: إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على شبع بطنه، ويحضر ما لا يحضرون، ويحفظ ما لا يحفظون
(7)
.
حديثهما واحد، غير أنه
(8)
قال: لشبع
(9)
بطنه.
(1)
موضع الالتقاء في الإسنادين هو: مالك بن أنس رحمه الله.
(2)
ابن المغيرة أبو الحسن النسائي.
(3)
الطباع.
(4)
(ك 5/ 183/ أ).
(5)
زيادة من (ك).
(6)
سورة البقرة: آية (159 - 160).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه 4/ 1940، رقم (159).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب العلم -باب حفظ العلم-1/ 55، رقم 118) من طريق عبد العزيز بن عبد الله عن مالك به.
(8)
الضمير يعود إلى إسحاق بن عيسى، حيث جاء بيان روايته عند النسائي في السنن الكبرى (3/ 439 رقم:(5867) وجاء فيها: "لشبع بطنه"، كما في نسخة (الجامعة الإسلامية) من السنن الكبرى، نبه على ذلك محقق السنن الكبرى.
فائدة الاستخراج:
1/ أن المصنف ساق لفظ رواية مالك، بينما اقتصر مسلم على ذكر الإسناد، ثم بين أن رواية مالك تنتهي إلى انقضاء قول أبي هريرة.
2/ رواية مالك عند المصنف فيها ذكر الآيتين، وليست عند مسلم.
(9)
لام الجر في الأصل غير واضحة، وأثبتها من نسخة (ك).
10932 -
حدثنا علي بن عبد العزيز
(1)
، حدثنا القعنبي، عن مالك
(2)
، بإسناده مثله
(3)
.
(1)
أبو الحسن البغوي. صاحب المسند الكبير.
(2)
موضع الالتقاء هو: مالك بن أنس.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10931).
10933 -
ز- حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي
(1)
، وإدريس بن بكر، قالا: حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان
(2)
، حدثنا الزهري، أنه سمع عبد الرحمن الأعرج يقول: سمعت أبا هريرة يقول: تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله الموعد. إلَيَّ كنت امرءا مسكينا، أصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، وكان الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق، وإني شهدت من رسول الله سلي مجلسا وهو يتكلم، فقال:"من يبسط ردائه حتى اقضي مقالتي، ثم يقبضه إليه فلا ينسى شيئًا سمعه مني"؟ فبسطت بردة كانت علي، حتى إذا قضى النبيّ صلى الله عليه وسلم مقالته، فقبضتها إليّ فوالذي بعثه بالحق ما نسيت شيئًا بعد سمعته منه
(3)
.
⦗ص: 140⦘
زاد إدريس: قال سفيان: وقال المسعودي
(4)
: وقال آخر: فبسط بردة عليه، فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم "سبقك بها الغلام الشنوي"
(5)
(6)
.
فأما الزهري فلم يذكر لنا هذا.
رواه محمد بن يحيى
(7)
، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن الأعرج في قوله:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ في الْكِتَابِ} قال أبو هريرة: إنكم تقولون: أكثر أبو هريرة عن
⦗ص: 141⦘
النبيّ صلى الله عليه وسلم، والله الموعد
…
وذكر الحديث
(8)
.
(1)
أبو إسماعيل الترمذي ثم البغدادي.
(2)
ابن عيينة وهو موضع الالتقاء بين مسلم وأبي عوانة رحمهما الله.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه، -4/ 1939، رقم 159).
تقدم تخريج البخاري للحديث، انظر: تخريج الحديث رقم (10930). =
⦗ص: 140⦘
= فائدة الاستخراج: زيادة قوله: "وإني شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا
…
" وهذه الزيادة ليست عند مسلم، وكذلك رواية سفيان عن المسعودي، وليست عند مسلم.
(4)
هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود.
(5)
هذه النسبة إلى شنوءة -بالفتح، ثم الضم، واو ساكنة، ثم همزة مفتوحة، وهاء-: وهي أرض باليمن، ينسب إليها قبائل من الأزد، ويقال للأزدي: أزد شنوءة.
انظر: الأنساب (8/ 161)، مراصد الاطلاع (2/ 816).
(6)
هذه الزيادة وهي: رواية سفيان عن المسعودي ليست في صحيح مسلم.
وفي إسناد هذه الزيادة عند المصنف: إدريس بن بكر، ولم أقف على ترجمته، ولكن جاءت هذه الزيادة من طريق الحميدي، عن ابن عيينة، قال المسعودي:"وقام آخر فبسط رداءه، فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: "سبقك بها الغلام الدوسي" انظر: مسند الحميدي (2/ 483/ رقم 1142).
وهذه الزيادة لها حكم المعلقات -وهي من أقسام الضعيف- حتى يتبين إسناد المسعودي إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ولم أقف عليها مسندة.
(7)
الذهلي.
(8)
هذه الرواية أخرجها مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي هريرة رضي الله عنه-4/ 1940، رقم 159) من طريق عبد بن حميد عن عبد الرزاق.
10934 -
أخبرنا محمد بن
(1)
عبد الحكم، حدثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد
(2)
عن يونس بن يزيد
(3)
، عن ابن شهاب، قال سعيد بن المسيب: إن أبا هريرة قال ح
وحدثنا محمد بن عُزيز
(4)
الأيلي، قال: حدثني سلامة
(5)
، عن عقيل
(6)
، عن ابن شهاب
(7)
، عن سعيد بن المسيب، أَنَّ أبا هريرة قال: تقولون إن أبا هريرة قد أكثر؟ وتقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون
(8)
مثل حديثه؟ وسوف أخبركم عن ذلك:
إن إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أرضيهم، وأما إخواني
⦗ص: 142⦘
من المهاجرين فكان يشغلهم صفقهم بالأسواق، وكنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا "أيكم يبسط ثوبه فيأخذ من حديثي هذا، ثم يجمعه إلى صدره فإنَّه لن ينسى شيئًا سمعه؟ فبسطت بردة عليّ حتى فرغ من حديثه، ثم جمعتها إلى صدري، فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئًا حدثني به، ولولا آيتان
(9)
أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئًا أبدًا {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى
…
} إلى قوله: {اللَّاعِنُونَ}
(10)
والآية الأخرى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ
…
}
(11)
إلى آخر الآية
(12)
.
(1)
(ك 5/ 183/ ب).
(2)
المصري، مؤذن فسطاط.
(3)
موضع الالتقاء في الإسناد الأول هو: يونس بن يزيد الأيلي.
(4)
ابن عبد الله بن زياد بن خالد بن عقيل بن خالد الأيلي، أبو عبد الله مولى بني أمية.
(5)
ابن روح بن خالد بن عقيل بن خالد القرشي الأموي.
(6)
ابن خالد بن عقيل الأيلي.
(7)
موضع الالتقاء في الإسناد الثاني هو: الزهري.
(8)
جاء في (ك): "يتحدثون".
(9)
هكذا في صحيح مسلم، وهو الصواب لأنه مبتدأ، وجاء في الأصل ونسخة (ك):"آيتين".
(10)
البقرة: 159.
(11)
آل عمران: 187.
(12)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي هريرة الدوسي، (4/ 1940) رقم (160) من طريق يونس، عن الزهري به.
فوائد الاستخراج:
1/ ساق المصنف رواية ابن شهاب عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، بإسناده من طريقين: من طريق يونس وعقيل، ولم يذكر قول عائشة رضي الله عنها، كما ذكره مسلم من طريق ابن وهب عن يونس.
2/ أن الآية الثانية التي في رواية المصنف هنا هي آية آل عمران، بينما التي في =
⦗ص: 143⦘
= رواية مسلم هي الآية رقم (160) من سورة البقرة.
10935 -
حدثنا محمد بن عوف الحمصي
(1)
، [قال]
(2)
حدثنا بشر بن شعيب
(3)
، [قال]
(4)
حدثني أبي
(5)
ح
وحدثنا أبو أمية، حدثنا أبو اليمان
(6)
، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتقولون: ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم مثل حديث أبي هريرة؟ وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق في الأسواق، وكان يشغل إخواني من الأنصار عمل أموالهم، وكنت امرءًا مسكينًا من مساكين الصفة
(7)
، ألزم النَّبيّ صلى الله عليه وسلم على ملء
⦗ص: 144⦘
بطني، وأحضر حين يغيبون
(8)
وأعي حين ينسون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحدثه يومًا:"إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول" فبسطت نمرة عليّ حتى إذا قضى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم مقالته جمعتها
(9)
إلى صدري فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم من شيء
(10)
.
(1)
ابن سفيان الطائي، أبو جعفر الحمصي الحافظ.
(2)
زيادة من: (ك).
(3)
ابن أبي حمزة، أبو القاسم الحمصي، شهد له أبو اليمان أنه عمر، أبيه انظر: هدي الساري (صـ 412).
(4)
زيادة من: (ك).
(5)
موضع الالتقاء في الإسناد الأول هو: شعيب بن أبي حمزة.
(6)
هو الحكم بن نافع، وهو وضع الالتقاء في الإسناد الثاني.
(7)
الصفة -بضم الصاد وتشديد الفاء- في اللغة: المكان المظلل.
والمراد بأهل الصفة: هم فقراء المهاجرين، ومن لم يكن له منهم منزل يسكنه، فكانوا يأوون إلى موضع مظلل في مسجد المدينة يسكنون، وقد حدد القاضي =
⦗ص: 144⦘
= عياض، وابن حجر وغيرهما مكان الصفة، فذكروا أنها في مؤخرة مسجد النَّبيّ صلى الله عليه وسلم في مكان القبلة التي حولت فيما بعد.
وكان أبو هريرة رضي الله عنه قد استوطن الصفة طوال حياة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، ولم ينتقل عنها، بل كان عريف من سكنها ومن نزل بها.
انظر: النهاية: (3/ 37)، لسان العرب (9/ 195) رجحان الكفة في أخبار أهل الصفة للسخاوي (ص 246) وفاء الوفاء للسمهودي (1/ 453).
(8)
(ك 5/ 184/ أ).
(9)
جاء في الأصل: "جمعها" والتصويب من (ك).
(10)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه، -4/ 1940، رقم 160).
وتقدم تخريج البخاري للحديث في حديث رقم (10930).
فائدة الاستخراج: 1/ ساق المصنف تمام لفظ رواية شعيب بن أبي حمزة، بينما اقتصر مسلم رحمه الله على سياق بعض لفظ الرواية.
2/ متابعة بشر بن شعيب لأبي اليمان.
10936 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب
(1)
،
⦗ص: 145⦘
أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أن عروة حدثه أن عائشة [قالت]
(2)
ح
وحدثنا محمد بن عبد الحكم، حدثنا أبو زرعة
(3)
، عن يونس
(4)
بن يزيد، قال: قال ابن شهاب: حدثني عروة، عن عائشة قالت: ألا يعجبك أبو هريرة يجلس إلى جنب حجرتي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعني ذلك؟ وكنت أسبح فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه: إن رسول الله لم يكن يسرد الحديث كسردكم
(5)
.
(1)
موضع الالتقاء في الإسناد الأول هو: عبد الله بن وهب.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
هو: وهب الله بن راشد.
(4)
موضع الالتقاء في الإسناد الثاني هو: يونس بن يزيد الأيلي.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه، - 4/ 1940، رقم 160).
فائدة الاستخراج: فرق المصنف بين رواية يونس عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فساقها هنا، ورواية يونس عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، وقد تقدمت في حديث رقم (10934)، بينما جمع مسلم بينهما في سياق واحد.
بيان نفي النفاق عن حاطب بن أبي بلتعة
(1)
، وتصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه، ومناقب أهل بدر، وأصحاب الشجرة
(1)
حاطب بن أبي بلتعة -بفتح الموحدة، وسكون اللام، بعدها مثناة ثم مهملة مفتوحات- بن عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل اللخمي، اتفق العلماء على شهوده بدرًا، وكان أحد فرسان قريش في الجاهلية وشعرائها، مات في سنة ثلاثين في خلافة عثمان، وله خمس وستون سنة. الاستيعاب (1/ 374)، السير (2/ 43)، الإصابة (2/ 4).
10937 -
حدثنا أحمد بن شيبان
(1)
الرملي، حدثنا سفيان بن عيينة
(2)
ح
وحدثنا بكار بن قتيبة البكراوي
(3)
، حدثنا ابن أبي الوزير
(4)
، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد، قال: أخبرني عبيد الله بن أبي رافع -وهو كاتب علي- قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: بعثني النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنا والزبير، والمقداد، قال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ
(5)
، فإن بها ظعينة
(6)
معها كتاب فخذوه منها"
⦗ص: 147⦘
فانطلقنا تعادي بنا خيلنا، حتى انتهينا إلى الروضة، وإذا نحن بالظعينة، قلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا
(7)
: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتيت به النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة، إلى أناس من المشركين [بمكة]
(8)
، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا حاطب ما هذا؟ "
(9)
قال: يا رسول الله! لا تعجل علي، إني كنت امرءًا ملصقًا في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم بمكة، ولم يكن لي بها قرابة، فأحببت أن أتخذ فيهم يدا
⦗ص: 148⦘
إذ فاتني ذلك يحمون بها قرابتي، وما قلته
(10)
كفرًا ولا ارتدادًا ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه قد صدقكم
(11)
".
فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله! دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم:"إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"
(12)
.
(1)
ابن الوليد بن حيان أبو عبد المؤمن الرملي:
(2)
موضع الالتقاء في كلا الإسنادين هو: سفيان بن عيينة.
(3)
البكراوي: نسبة إلى الصحابي الجليل أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي، نزيل البصرة.
(4)
هو: محمد بن عمر بن مطرف القرشي الهاشمي، أبو المطرف ابن أبي الوزير البصري.
(5)
بمنقوطين من فوق، وهو موضع بين الحرمين، بقرب حمراء الأسد من المدينة.
المشارق (1/ 250)، مراصد الاطلاع (1/ 444).
(6)
هي المرأة وسميت بذلك لأنها تكون في الهودج. =
⦗ص: 147⦘
= واختلف في اسم هذه المرأة قال ابن حجر: "المشهور أنها سارة" وجزم به ابن حجر في موضع آخر، وبه قال النووي، وغيره، وقيل: اسمها أم سارة، وبه جزم الخطيب البغدادي، قال: النووي: "مولاة لعمران بن أبي صيفي القرشي"، وقال ابن حجر:"مولاة لعمرو بن هاشم بن المطلب".
انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 42)، الأسماء المبهمة للخطيب (صـ 129)، النهاية (3/ 157)، شرح صحيح مسلم (16/ 81)، الإصابة (7/ 690)، و (8/ 214)، هدي الساري (ص 308 و 334)، المستفاد من مبهمات المتن والإسناد (3/ 1652).
(7)
في (ك): "قلنا".
(8)
زيادة من (ك).
(9)
(ك 5/ 184/ ب).
(10)
في (ك): "وما فعلته".
(11)
في (ك): "صدق".
(12)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم، وقصة حاطب بن أبي بلتعة-4/ 1941، رقم (161)، وأخرج البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد -باب الجاسوس-3/ 1095، رقم 2845) من طريق علي بن المديني عن سفيان بن عيينة به.
فائدة الاستخراج: موافقة الرملي وابن أبي الوزير لأبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، في عدم ذكر الآية.
10938 -
حدثنا الرَّبيع بن سليمان، عن الشافعي
(1)
، قال: حدثنا
(2)
سفيان بن عيينة
(3)
، بإسناده مثله
(4)
غير أنه قال: ومن كان من
⦗ص: 149⦘
المهاجرين لهم قرابات يحمون بها قراباتهم، ولم يكن لي بمكة قرابة.
وزاد أيضًا: ونزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ
…
} الآية
(5)
.
(1)
هو: الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله وقد جاء الحديث في مسنده (2/ 197، رقم 701 بترتيب: السندي).
(2)
في (ك): "أخبرنا".
(3)
موضع الالتقاء هو: سفيان بن عيينة.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (10937).
(5)
سورة الممتحنة، آية (1).
فائدة الاستخراج: موافقة الشافعي لإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، وعمرو الناقد، عند مسلم في أن الآية نزلت في هذه الواقعة.
10939 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا عفان بن مسلم، [قال]
(1)
حدثنا أبو عوانة
(2)
، عن حصين
(3)
، عن سعد بن عبيدة، قال: تنازع أبو عبد الرحمن
(4)
، وحبان
(5)
بن عطية، قال أبو عبد الرحمن لحبان: قد علمت الذي جرّأ
(6)
صاحبك، قال: سمعته -يعني عليًّا رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، والزبير، وأبا مرثد كلنا فارس فقال:
⦗ص: 150⦘
"انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ
…
".
قال عفان: حاج
(7)
، والناس يقولون: خاخ
…
وذكر الحديث
(8)
.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري.
(3)
ابن عبد الرحمن السلمي، وهو موضع الالتقاء.
(4)
هو: عبد الله بن حبيب بن ربيعة -بالتصغير- السلمي الكوفي.
(5)
حبان -بكسر الحاء المهملة، ثم الباء المعجمة- ابن عطية السلمي، وانظر في تحقيق اسمه: الإكمال لابن ماكولا (2/ 308)، توضيح المشتبه (2/ 162)، تهذيب الكمال (5/ 338)، وتعليق المحقق بشار عواد، تهذيب التهذيب (2/ 172)، فتح الباري (12/ 319).
(6)
بفتح الجيم، وتشديد الراء مع الهمز، وجاء تفسير ذلك في البخاري: جرأ صاحبك على الدماء -يعني عليًّا- وجاء في (ك)"قرأ". انظر: فتح الباري (12/ 319).
(7)
بالحاء المهملة، ثم جيم، هكذا رواية أبي عوانة، وهي عند البخاري أيضا من طريق موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة.
قال البخاري: "خاخ أصح ولكن كذا قال أبو عوانة: حاج، وحاج تصحيف وهو موضع، وهشيم يقول: خاخ" اهـ صحيح البخاري (6/ 2543، رقم 6540).
وكذلك حكم القاضي عياض والحافظ ابن حجر على رواية: "حاج -بالحاء المهملة ثم الجيم-" بالتصحيف والوهم، المشارق (1250) الفتح (8/ 503).
(8)
انظر: تخريج الحديث رقم (10937).
فائدة الاستخراج: بيان لفظ أبي عوانة: "حاج".
10940 -
حدثنا الصغاني، حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة
(1)
، حدثنا عبد العزيز بن مسلم
(2)
، عن حصين بن عبد الرحمن
(3)
، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت عليًّا يقول: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير وكلانا فارس، فقال: "انطلقوا حتى تبلغوا
⦗ص: 151⦘
كذا وكذا، فإن امرأة معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين"
(4)
.
(1)
أبو عبد الرحمن البصري، المعروف بابن عائشة؛ لأنه من ولد عائشة بنت طلحة بن عبيد الله.
(2)
القسملي مولاهم، أبو زيد المروزي، ثم البصري.
وثقه ابن معين، وأبو حاتم، والذهبي.
انظر: تاريخ الدارمي (ص 185، رقم 666)، الجرح (5/ 394)، تهذيب الكمال (18/ 202)، الكاشف (1/ 658)، الميزان (3/ 349).
(3)
موضع الالتقاء هو: حصين بن عبد الرحمن.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (10937).
فائدة الاستخراج: إن الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنين: الزبير، وعلي بن أبي طالب، ولم يذكر الثالث هنا.
10941 -
وذكر علي بن حرب، حدثنا ابن فضيل
(1)
، عن حصين، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت عليا رضي الله عنه على المنبر يقول: بعثني
(2)
النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، والزبير، وأبا مرثد
(3)
وكلنا فارس، فقال:"انطلقوا حتى تبلغوا روضة خاخ، فإن فيها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين، فأتوني بها" فأدركناها في ذلك المكان، تشتد على بعير لها، فقلت: أين الكتاب؟ قالت: ما معي من كتاب، فأنخنا بعيرها فابتغيناه في رحلها، قال صاحباي
(4)
مانرى معها من كتاب، قلت: أما لقد علمتما ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه، والذي أحلف به لتخرجنه أو لأجردنك به، فلما
⦗ص: 152⦘
رأت الجد أهوت إلى حجزتها
(5)
وعليها إزار من صوف، فأخرجت الكتاب، فأتينا به النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"ما حملك يا حاطب على الذي صنعت؟ " قال: والله يا رسول الله! ما لي ألا أكون مؤمنا بالله وبرسوله، لكني أردت أن تكون لي عند القوم يد
(6)
فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم "صدق فلا تقولوا له إلا خيرًا" فقال عمر: يا رسول الله إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني أضرب عنقه، قال: "أو ليس من أهل بدر؟ [و]
(7)
ما يدريك لعل الله عز وجل قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم" فدمعت عينا عمر، وقال: الله [تعالى]
(8)
ورسوله أعلم
(9)
.
(1)
هو: محمد بن فضيل بن غزوان الضبي، مولاهم، وهو موضع الالتقاء.
(2)
(ك 5/ 185/ أ).
(3)
هو: الغنوي: اختلف في اسمه والمشهور هو: كناز بن الحصين شهد بدرًا، وسكن الشام رضي الله عنه. الإصابة (7/ 369).
(4)
في (ك): "صاحبي".
(5)
الحجزة: موضع شد السراويل. غريب الحديث لابن الجوزي (1/ 193).
(6)
جاء في الأصل: "يدًا" وهو خطأٌ، والصواب "يد" لأنه اسم كان.
(7)
زيادة من (ك).
(8)
زيادة من (ك).
(9)
الحديث علقه المصنف، ووصله الإمام مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة- باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم، وقصة حاطب بن أبي بلتعة- 4/ 1942، رقم (161 مكرر) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن فضيل، والحديث تقدم تخريج البخاري له في حديث رقم (10937).
فائدة الاستخراج: أن أبا عوانة، ذكر تمام رواية حصين، ومسلم ساق طرفًا منها، ثم أحال على رواية سفيان بن عيينة في أول الباب.
10942 -
[حدثنا ابن أبي رجاء
(1)
، حدثنا شعيب بن حرب
(2)
، حدثنا ورقاء
(3)
، عن حصين
(4)
، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال سمعت عليًّا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة"؟ فدمعت عينا عمر ثم قال: الله عز وجل ورسوله أعلم].
(5)
(1)
هو: أحمد بن محمد بن عبيد الله الثغري المصيصي.
(2)
المدائني، أبو صالح البغدادي.
(3)
عمر بن كليب اليشكري، أبو بشر الكوفي، نزيل المدائن.
وثقه أحمد، وابن معين، وغيرهما، وتكلم في روايته عن منصور بن المعتمر، ولذلك قال ابن حجر، "صدوق في حديثه عن منصور لين".
انظر: تاريخ بغداد (13/ 484)، الضعفاء للعقيلي (4/ 327)، تهذيب الكمال (30/ 433)، التقريب (ص 580).
(4)
موضع الالتقاء حصين بن عبد الرحمن.
(5)
هذا الحديث ليس في الأصل وهو زيادة من (ك).
انظر تخريج الحديث رقم (10941).
فائدة الاستخراج: بيان رواية ورقاء عن حصين، وفيها "فقد وجبت لكم الجنة" وليست عند مسلم.
10943 -
حدثنا أحمد بن محمد بن أبي رجاء، حدثنا شعيب بن حرب، حدثنا الليث بن سعد
(1)
، عن أبي الزبير عن جابر: أن عبدًا لحاطب جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتكي حاطبًا، فقال: يا رسول الله!
⦗ص: 154⦘
ليدخلن حاطب النار، فقال رسول الله
(2)
صلى الله عليه وسلم: "لا يدخلها وقد شهد بدرًا والحديبية"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: الليث بن سعد.
(2)
(ك 5/ 185/ ب).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم، وقصة حاطب بن أبي بلتعة-4/ 1942، رقم (162).
10944 -
حدثنا ابن أبي مسرة
(1)
، حدثنا المقرئ
(2)
، حدثنا الليث بن سعد
(3)
، عن أبي الزبير، عن جابر: أن عبدًا لحاطب جاء إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يشتكي حاطبًا فقال: ليدخلن حاطب النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كذبت لا يدخلها فإنه [قد]
(4)
شهد بدرًا والحديبية"
(5)
.
(1)
هو: عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة المكي.
(2)
هو: عبد الله بن يزيد المقري.
(3)
موضع الالتقاء هو: الليث بن سعد.
(4)
زيادة من (ك).
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (10943).
10945 -
حدثنا يوسف بن مسلم، والصغاني، وعباس الدوري، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، قالوا: حدثنا حجاج بن محمد
(1)
، عن ابن جُريج، عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول
(2)
: حدثتني أم
⦗ص: 155⦘
مبشر
(3)
أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة: "لا يدخل النار إن شاء الله أحد من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها" فقالت حفصة: بلى يا رسول الله، فانتهرها فقالت حفصة:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}
(4)
قال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: أليس قد قال الله عز وجل: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}
(5)
(6)
.
(1)
المصيصي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
جاء في (ك): "قال".
(3)
هي: بنت البراء بن معرور الأنصارية (الإصابة 8/ 300).
(4)
سورة مريم: (71).
(5)
سورة مريم: (72).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة (4/ 1942) رقم (163).
من مناقب أبي موسى [الأشعري]
(1)
عبد الله بن قيس
(2)
، ومن هاجر إلى أرض الحبشة، وأبي عامر الأشعري
(3)
[والأشعريين
(4)
]
(5)
رضي الله عنهم
-
(1)
زيادة من (ك).
(2)
ابن سليم بن حضار -بفتح المهملة، وتشديد الضاد المعجمة- ويرجع نسبه إلى ابن الجماهر بن الأشعر- من فقهاء الصحابة وقرائهم، قدم المدينة بعد فتح خيبر، وكان رضي الله عنه حسن الصوت بالقرآن، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود"، وكان عمر يقول: ذكرنا ربنا با أبا موسى، وفي رواية: شوقنا، وقال الحسن، ما أتاها -يعني البصرة- راكب خير لأهلها من أبي موسى، وكان أحد الحكمين بصفين، مات سنة خمسين من الهجرة، وقيل: غير ذلك، رضي الله عنه.
الاستيعاب (4/ 326)، السير (2/ 380)، الإصابة (4/ 211).
(3)
هو: عم أبي موسى، واسمه: عبيد الله بن سليم بن حضار، وسيأتي ذكر موته في حديث رقم (10947)، إن شاء الله تعالى، ذكره ابن قتيبة فيمن هاجر إلى الحبشة فكأنه قدم قديمًا فأسلم.
الاستيعاب (4/ 266)، الإصابة (7/ 252).
(4)
بفتح الألف، وسكون الشين المعجمة، وفتح العين المهملة، وكسر الراء، هذه النسبة إلى أشعر، وهي قبيلة مشهورة من اليمين.
والأشعر هو: نبت بن أدد، سمي بذلك لأن أمه ولدته، وهو أشعر. (الأنساب 1/ 266).
(5)
زيادة من (ك).
10946 -
حدثنا عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري
(1)
، حدثنا أبو أسامة
(2)
، [قال]
(3)
حدثني بريد
(4)
، عن جده
(5)
، عن أبي موسى، قال: كنت عند النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو نازل بالجعرانة
(6)
، بين مكة والمدينة
(7)
، ومعه بلال، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل أعرابي، فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟ فقال له النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: و"نعم أبشر" فقال الأعرابي: أكثرت علي من أبشر،
⦗ص: 158⦘
قال: فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي موسى كهيئة الغضبان، فقال:"إن هذا رد البشرى فأقبلا أنتما" فقالا: قبلنا يا رسول الله، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه ماء، فغسل يديه ووجهه [فيه]
(8)
ومج فيه، ثم قال: "اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما
(9)
وأبشرا" فأخذا القدح، ففعلا ما أمرهما به رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادتهما أم سلمة من وراء الستر: أفضل لأمكما في إنائكما، فأفضلا لها منه طائفة
(10)
.
(1)
العنبري -بفتح العين، وسكون النون، وفتح الباء الموحدة وفي آخرها راء- نسبة إلى العنبر بن عمرو بن تميم، وهو: أبو البختري البغدادي المقرى. انظر: الأنساب (9/ 382).
(2)
حماد بن أسامة القرشي، مولاهم الكوفي، وهو موضع الالتقاء.
(3)
زيادة من (ك).
(4)
ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.
(5)
هو: أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، اختلف في اسمه: فقيل: عامر، وقيل الحارث.
انظر: تهذيب الكمال (33/ 669).
(6)
بكسر الجيم، لا خلاف فيه، وأهل الحديث يكسرون العين، ويشددون الراء، وهي: موضع بين الطائف ومكة، وهي إلى مكة أقرب.
نزله النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، وقسم بها غنائم حنين وأحرم منه بالعمرة.
معجم البلدان (2/ 165)، فتح الباري (7/ 643).
(7)
هكذا جاء عند المصنف، وعند مسلم والبخاري "بين مكة والمدينة" والمشهور أنها بين مكة والطائف وبهذا أنكر الداودي شارح البخاري هذه اللفظة وقال: إنما هي بين مكة والطائف، وكذا جزم النووي بأن الجعرانة بين الطائف ومكة. فتح الباري (7/ 643).
(8)
زيادة من (ك).
(9)
(ك 5/ 186/ أ).
(10)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي موسى، وأبي عامر الأشعريين رضي الله عنهما (4/ 1943، رقم 164).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المغازي -باب غزوة الطائف- 4/ 1573، رقم 4073) من طريق محمد بن العلاء عن أبي أسامة به.
فائدة الاستخراج: تصريح أبي أسامة بالسماع من بريد.
10947 -
حدثنا عبد الله بن محمد بن شاكر، حدثنا أبو أسامة
(1)
، حدثنا بريد بن أبي بردة، عن جده، عن أبي موسى، قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين، بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس
(2)
، فلقي دريد بن الصمة
(3)
، فقتل الله دريدا،
⦗ص: 159⦘
وهزم أصحابه، فقال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر، قال: فرمي أبو عامر في ركبته، رماه رجل من بني جشم بسهم في ركبته، فأثبته، فانتهيت إليه، فقلت: يا عم! من رماك؟ فأشار أبو عامر إلى أبي موسى: هذا، فأتيته وجعلت أقول: له ألا تستحي؟ ألست رجلًا عربيا؟ ألا تثبت؟ فكف
(4)
، فالتقيت أنا وهو، فاختلفنا ضربتين، فضربته بالسيف فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر، فقلت: قد قتل الله صاحبك، قال: فانتزع هذا السهم، فنزعته، فنزا منه الماء، قال: ابن أخي! انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقره مني السلام، وقل له: إنه يقول لك: استغفر لي، قال: فاستخلفني أبو عامر على الناس، قال: فمكث
(5)
يسيرًا ثم إنه مات، فلما رجعت إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم دخلت عليه، وهو في بيت على سرير مرمل
(6)
وعليه فراش أثَّر السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجسده،
⦗ص: 160⦘
فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، فقلت: يقول لك أبو عامر: استغفر لي؟ فدعى رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ [به]
(7)
ثم رفع يديه فقال: "اللهم اغفر لعبدك أبي عامر" حتى رأيت بياض ابطيه، ثم قال: اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك، ومن الناس".
فقلت: ولي يا رسول الله فاستغفر
(8)
فقال: "اللهم فاغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلًا كريمًا".
قال أبو بردة: إحداهما
(9)
لأبي عامر، والأخرى لأبي موسى
(10)
.
(1)
هو: حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
هو: واد في ديار هوازن فيه كانت وقعة حنين للنّبيّ صلى الله عليه وسلم. مراصد الاطلاع (1/ 132).
(3)
الجشمي البكري، والصمة: لقب أبيه معاوية بن الحارث، من هوازن، كان سيد بني =
⦗ص: 159⦘
= جشم وفارسهم.
وكان من الشعراء الفرسان، وعاش حتى سقط حاجباه عن عينيه، قتل يوم حنين ولم يسلم.
انظر: المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء للآمدي (ص 114)، المؤتلف والمختلف للدارقطني (2/ 1009)، الأعلام للزركلي (2/ 339).
(4)
في (ك): "فكفه" والمعنى استقبله مواجهة. لسان العرب (9/ 303).
(5)
في (ك): "فمكثت".
(6)
أي: أن السرير قد نسج وجهه بالسعف، ولم يكن على السرير وطاء سوى الحصير.
النهاية (2/ 265)، الصحاح (4/ 1713).
(7)
زيادة من (ك).
(8)
(ك 5/ 186/ ب).
(9)
جاء في (ك): "إحديهما".
(10)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي موسى، وأبي عامر الأشعريين، رضي الله عنهما (4/ 1943، رقم 165).
وأخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي -باب غزوة أوطاس-4/ 1571، رقم 4068) من طريق محمد بن العلاء عن أبي أسامة به.
فائدة الاستخراج: تصريح أبي أسامة بالسماع من بريد.
10948 -
حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، حدثنا أبو أسامة
(1)
عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف
⦗ص: 161⦘
منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار، وفيهم حكيم
(2)
إذا لقي الخيل أو العدو، قال لهم: إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: أبو أسامة.
(2)
قال أبو علي الصدفي: "هو صفة لرجل منهم" وقال أبو علي الجياني: "هو اسم علم على رجل من الأشعريين". فتح الباري (7/ 557).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل الأشعريين رضي الله عنهم-4/ 1944، رقم (166).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المغازي -باب غزوة خيبر-4/ 1546، 1547 - قم 3991) من طريق محمد بن العلاء عن أبي أسامة به.
10949 -
حدثنا أبو بكر بن هاشم الأنطاكي، حدثنا ابن الأصبهاني
(1)
، حدثنا أبو أسامة
(2)
، بإسناده مثله
(3)
(1)
هو: محمد بن عاصم بن عبد الله الثقفي مولاهم الأصبهاني.
(2)
موضع الالتقاء هو: أبو أسامة.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10948).
10950 -
وحدثنا أبو البختري العنبري
(1)
حدثنا أبو أسامة
(2)
، عن بريد، عن جدة أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الأشعريين إذا أرملوا
(3)
في الغزو، وقل طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه في إناء واحد بالسوية، فهم
⦗ص: 162⦘
مني وأنا منهم"
(4)
.
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن شاكر.
(2)
هو حماد بن أسامة وهو موضع الالتقاء.
(3)
أي: نفد زادهم، وأصله من الرمل كأنهم لصقوا بالرمل. النهاية (2/ 265).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه: (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل الأشعريين رضي الله عنهم 4/ 1944، رقم 167).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الشركة -باب الشركة في الطعام والنهد والعروض 2/ 880، رقم 2354) من طريق محمد بن العلاء عن حماد بن أسامة به.
10951 -
حدثنا عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري، حدثنا أبو أسامة
(1)
[قال]
(2)
: حدثني بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: بلغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لما أنا أصغرهما، أحدهما: أبو بردة
(3)
، والآخر: أبو رهم
(4)
-إما قال: بضع، وإما قال ثلاثة- وخمسين رجلًا من قومي، قال: فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا إلى هاهنا، وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا، قال: فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فأسهم لنا -أو قال: أعطانا منها- وأبي أن يسهم لأحد غاب عنها إلا من شهد معه، إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، فأسهم لهم
⦗ص: 163⦘
معهم
(5)
.
قال: فكان أناس من الناس يقولون لنا -يعني
(6)
لأصحاب السفينة-: سبقناكم بالهجرة، قال: ودخلت أسماء بنت عميس، وهي ممن قدم معنا- على حفصة زوج النَّبيّ صلى الله عليه وسلم زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر.
قال: فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء عندها: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس، قال عمر: هذه الحبشية البحرية، فقالت أسماء: نعم، قال عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم، قال: فغضبت، وقالت كلمة: كذبت يا عمر، كلا والله، كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم، ويعلم
(7)
جاهلكم، وكنا في دار -أو في أرض- البعداء والبغضاء بالحبشة، وذلك في الله، وفي رسوله، لا أطعم طعامًا، ولا أشرب شرابًا، حتى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن كنا نؤذى ونخاف، وسأذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأسأله، ووالله لا أكذب ولا أزيغ، ولا أزيد على ذلك، فلما جاء النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قالت:
⦗ص: 164⦘
يا رسول الله! إن عمر قال كذا كذا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فما قلت له"، قالت: قلت [له]
(8)
كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان".
قال: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالًا يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو بردة: قالت أسماء فلقد رأيت أبا موسى، وإنه ليستعيد هذا الحديث مني
(9)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: أبو أسامة.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
ابن قيس الأشعري، سكن الكوفة. انظر: الإصابة (7/ 36).
(4)
أبو رهم الأشعري، أخو أبي موسى. انظر: الإصابة (7/ 142).
(5)
في (ك): "معه".
(6)
(ك 5/ 187/ أ).
(7)
في (ك): "ويعظ".
(8)
زيادة من (ك).
(9)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل جعفر بن أبي طالب وأسماء بنت عميس، وأهل سفينتهم رضي الله عنهم، 4/ 1946، رقم (169).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المغازي -باب غزوة خيبر- 4/ 1546، رقم (3990) من طريق محمد بن العلاء عن أبي أسامة به.
10952 -
حدثنا إسحاق بن سيّار النَّصِيْبِي
(1)
، حدثنا
⦗ص: 165⦘
حمزة بن سعيد المروزي
(2)
، حدثنا حَفْص بن غياث، عن بريد بن عبد الله
(3)
، عن أبيه
(4)
، عن جده، أبي موسى قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خيبر بثلاث، فأسهم لنا، ولم يسهم لأحد لم يشهد
(5)
غيرنا
(6)
.
(1)
ابن محمد، أبو يعقوب النصيبي -بفتح النون وكسر الصاد المهملة، وسكون الياء آخر الحروف وكسر الباء الموحدة، وهذه النسبة إلى نصيبين، وهي مدينة مشهورة من بلاد الجزيرة. انظر: الأنساب (13/ 115)، اللباب (3/ 312).
(2)
أبو سعيد نزيل طرسوس.
(3)
موضع الالتقاء هو: بريد بن عبد الله.
(4)
الضمير في قوله: "عن أبيه، عن جده، يعود إلى عبد الله، والد بريد [لأنه لا يعرف لعبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى عن جده أبي موسى، رواية، انظر: تهذيب الكمال (15/ 448)، فيكون المقصود بقوله: "عن أبيه": هو أبو بردة، والد عبد الله، وقد جاء ذلك مصرحًا في رواية البخاري من طريق إسحاق بن إبراهيم عن حفص، كما سيأتي في التخريج -إن شاء الله- وأيضًا الترمذي في جامعه (كتاب السير -باب ما جاء في أهل الذمة يغزون مع المسلمين .. (4/ 109، رقم 1559)، من طريق أبي سعيد الأشج عن حفص به.
وقد تقدم تخريج مسلم والبخاري للحديث من طريق محمد بن العلاء عن أبي أسامة عن بريد عن جده أبي بردة عن أبي موسى، انظر: تخريج الحديث رقم (10951)، وهو صنيع المزي رحمه الله تعالى في تحفة الأشراف (6/ 440) حيث جعل هذا الحديث من رواية بريد عن أبي بردة عن أبي موسى، وهو الصواب، والله أعلم.
(5)
(ك 5/ 187/ ب).
(6)
تقدم تخريج الإمام مسلم للحديث مطولًا، انظر تخريج الحديث:(10951).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المغازي -باب غزوة خيبر- 4/ 1547، رقم 3992) من طريق إسحاق بن إبراهيم عن حفص بن غياث به.
فائدة الاستخراج: تحديد وقت قدومهم "بعد خيبر بثلاث" وعند مسلم: "حين =
⦗ص: 166⦘
= افتتح خيبر".
10953 -
حدثنا حمدان بن علي
(1)
حدثنا محمد بن محبوب
(2)
حدثنا حفص بمثله: ولم يسهم عليه بعدنا
(3)
(4)
.
(1)
الوراق أبو جعفر محمد بن علي بن عبد الله بن مهران البغدادي.
(2)
البناني -بضم الموحدة، وخفة النون- البصري ت (223 هـ).
قال ابن معين: "ليس به بأس" وقال أبو داود: "كيس صادق، كثير الحديث" وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن حجر: "ثقة".
انظر: سؤالات ابن محرز (1/ 245) رقم الترجمة 255)، سؤالات أبي عبيد الآجري لأبي داود (ص 351، رقم 568)، الثقات (9/ 80) والتقريب (ص 505).
(3)
في (ك): "بعده".
(4)
انظر تخريج الحديث السابق (10952).
من مناقب سلمان الفارسي
(1)
وصهيب
(2)
وأبي سفيان بن حرب
(3)
رضي الله عنهم
-
(4)
.
(1)
أبو عبد الله، سلمان الخير أصله من رامهرمز وقيل: من أصبهان، كان سمع بأن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم سيبعث، فخرج في طلب ذلك لأسر وبيع، فاشتغل في الرق، حتى كان أول مشاهده الخندق، وشهد بقية المشاهد، وفتوح العراق، وولي المدائن، مات رضي الله عنه سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة النبوية.
الاستيعاب (2/ 194)، طبقات المحدثين بأصبهان (1/ 203)، الإصابة (3/ 141).
(2)
صهيب بن سنان بن مالك، أبو يحيى، وهو الرومي، قيل له ذلك؛ لأن الروم سبوه صغيرًا، قدم مكة واشتراه ابن جدعان، ثم أعتقه، ومات رضي الله عنه، سنة ثمان وثلاثين، وقيل تسع وثلاثين من الهجرة. الاستيعاب (2/ 282)، الإصابة (3/ 449).
(3)
هو صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، مشهور باسمه وكنيته.
أسلم عام الفتح وشهد حنينًا والطائف، وكان قبل ذلك رأس المشركين يوم أحد والأحزاب، مات سنة ثنتين وثلاثين من الهجرة في خلافة عثمان وقيل بعدها.
الاستيعاب (4/ 240) الإصابة (3/ 412).
(4)
جاء في (ك): "رحمهم الله تعالى".
10954 -
حدثنا الصغاني، حدثنا عفان بن مسلم ح
وحدثنا أبو أمية، حدثنا عفان، والعيشي
(1)
قالا: حدثنا حماد بن
⦗ص: 168⦘
سلمة
(2)
أخبرنا ثابت، عن معاوية بن قرة، عن عائذ بن عمرو: أن سلمان، وصهيبًا، وبلالًا
(3)
كانوا قعودًا فمر بهم أبو سفيان بن حرب، فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها بعد، فقال أبو بكر رضي الله عنه أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها؟ قال: فأتى أبو بكر إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم "لعلك أغضبتهم يا أبا بكر؟ إن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك" فرجع إليهم، فقال: يا إخوة
(4)
لقد أغضبتكم؟ قالوا: لا يا أبا بكر يغفر الله لك
(5)
.
(1)
نسبة إلى عائشة بنت طلحة بن عبيد الله؛ لأنه من ذريتها، واسمه: عبيد الله بن محمد بن عائشة (ت 228 هـ).
قال الإمام أحمد: "صدوق في الحديث" وكذلك قال ابن خراش، والساجي، وقال =
⦗ص: 168⦘
= أبو حاتم: "صدوق ثقة" وقال ابن حجر: "ثقة جواد، رمي بالقدر، ولم يثبت".
انظر: الجرح (5/ 335)، تاريخ بغداد (10/ 314)، تهذيب الكمال (19/ 147)، التقريب (ص 374).
(2)
موضع الالتقاء هو: حماد بن سلمة.
(3)
جاء في الأصل: "صهيب، وبلال".
(4)
في (ك): "يا إخوتاه".
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل سلمان وصهيب وبلال رضي الله تعالى عنهم- (4/ 1947، رقم 170).
10955 -
حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا النضر بن محمد
(1)
[قال]
(2)
: حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا أبو زُمَيْل
(3)
حدثني ابن
⦗ص: 169⦘
عباس قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه، فقال للنَّبيّ صلى الله عليه وسلم
(4)
يا نبي الله ثلاث أعطنيهن، قال:"نعم" قال عندي أحسنهن
(5)
وأجملهن أم حبيبة
(6)
بنت أبي سفيان أزوجكها، قال:"نعم"، قال: ومعاوية
(7)
تجعله كاتبا بين يديك، قال:"نعم" قال، وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين، قال:"نعم".
قال أبو زميل: ولولا أنه طلب ذلك من النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ما أعطاه ذلك؛ لأنه لم يكن يسأل شيئًا إلا قال: "نعم"
(8)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: النضر بن محمد اليمامي.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
بضم أوله وفتح الميم، وسكون المثناة تحت، تليها لام، واسمه سماك بن الوليد الحنفي =
⦗ص: 169⦘
= اليمامي (توضيح المشتبه 4/ 302).
(4)
هكذا في صحيح مسلم، وهو الصواب، وجاء في الأصل:"فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم " وجاء في نسخة (ك): "فجاء إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يا نبي الله".
(5)
هكذا في (ك) وجاء في الأصل: "أحسن" وجاء في صحيح مسلم: "عندي أحسن العرب وأجمله".
(6)
اسمها: رملة رضي الله عنها مشهورة بكنيتها، ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عامًا، وتزوجت بعبيد الله بن جحش، ثم أسلما، وهاجرا إلى الحبشة ثم تنصر عبيد الله بن جحش، وارتد عن الإسلام وفارقها، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة سبع، وماتت رضي الله عنها بالمدينة سنة أربع وأربعين من الهجرة. الإصابة (7/ 651).
(7)
أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه ولد قبل البعثة بخمس سنين، وأسلم قبل الفتح، ومات رضي الله عنه سنة ستين من الهجرة، (السير 3/ 119)، الإصابة (6/ 151).
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه (4/ 1945، رقم (168). =
⦗ص: 170⦘
= وفي الحديث إشكال في قوله "أم حبيبة، أزوجكها" انظر تفصيل ذلك: (جلاء الأفهام لابن القيم صـ 357 البداية والنهاية 4/ 145).
ومن مناقب الأنصار
(1)
وتفضيل بعض قبائلها على بعض رضي الله عنهم أجمعين
(1)
بفتح الألف وسكون النون، وفتح الصاد المهملة، وفي آخرها الراء، هم جماعة من أهل المدينة من الصحابة، من أولاد الأوس والخزرج، قيل لهم الأنصار: لنصرتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا} [الأنفال آية: 72] الأنساب (1/ 368).
روى ابن أبي عمر
(1)
عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله: فينا نزلت: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا
…
}
(2)
قال: نحن (هم) بنو سلمة وبنو حارثة.
قال جابر: وما أحب أنها لم تنزل، لقول الله تعالى:{وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا}
(3)
.
(1)
هو: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، أبو عبد الله نزيل مكة، قال أبو حاتم: "كان به غفلة
…
وهو صدوق " وقال ابن حجر: "صدوق".
انظر: الجرح (8/ 124)، التقريب (ص 513).
(2)
سورة آل عمران آية (122).
(3)
هذا الحديث علقه المصنف، ووصله مسلم في صحيحه من طريق إسحاق بن إبراهيم وأحمد بن عبدة كلاهما عن سفيان بن عيينة به (كتاب فضائل الصحابة -باب من =
⦗ص: 171⦘
= فضائل الأنصار رضي الله عنهم 4/ 1948، رقم (171).
ووصله البخاري أيضًا في صحيحه من طريق محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان بن عيينة به (كتاب المغازي -باب {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا
…
} [الآية]-4/ 1488 رقم (3825).
10956 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا حجاج، عن شعبة
(1)
عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم-4/ 1948، رقم (172)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التفسير- باب قوله تعالي {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} الآية- 4/ 1862، رقم (4623) من طريق عبد الله بن الفضل عن أنس.
10957 -
حدثنا أبو قلابة، حدثنا بَدَل بن المحبر، حدثنا شعبة
(1)
عن قتادة، سمع النضر بن أنس، [عن زيد بن أرقم، أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم]
(2)
ح
وحدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة
(3)
عن قتادة سمع النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم، أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم
⦗ص: 172⦘
اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار"
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء في كلا الإسنادين هو: شعبة رحمه الله تعالى.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
(ك 5/ 188/ أ).
(4)
انظر تخريج الحديث رقم (10956).
فائدة الاستخراج: تصريح قتادة بالسماع من النضر بن أنس.
10958 -
حدثنا
(1)
يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة
(2)
، أخبرني هشام بن زيد، عن أنس بن مالك: أن امرأة من الأنصار
(3)
أتت النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه في شيء فخلت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده إنكم لأحب الناس إليّ" -قال: يعني الأنصار-
(4)
.
(1)
في (ك): "حدثني".
(2)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(3)
قال ابن حجر: "لم أقف على اسمها" فتح الباري (7/ 142).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم 4/ 1948، رقم (175).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: "أنتم أحب الناس إلى" 3/ 1379، رقم (3575) من طريق بهز بن أسد عن شعبة به.
فائدة الاستخراج: بيان المراد من الحديث "يعني الأنصار".
10959 -
حدثني الصغاني، حدثنا عفان
(1)
والحوضي
(2)
-وهذا
⦗ص: 173⦘
لفظ عفان- قال: حدثنا شعبة
(3)
، أخبرني هشام بن زيد، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم معها ابن لها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده إنكم لأحب الناس إليّ" مرارا
(4)
.
(1)
هو ابن مسلم الصفار.
(2)
بالحاء المفتوحة المهملة، وسكون الواو والضاد المعجمة: هذه النسبة إلى الحوض، وهو موضع بالبصرة، والحوضي هنا هو: أبو عمر حفص بن عمر. =
⦗ص: 173⦘
= الأنساب (4/ 308)، مراصد الاطلاع (1/ 437).
(3)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (10958).
10960 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا عمر بن يونس
(1)
، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إسحاق -وهو ابن عبد الله بن أبي طلحة- أن أنس بن مالك حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر للأنصار، أراه قال: "ولذراري
(2)
الأنصار، ولذراري ذراري الأنصار ولموالي
(3)
الأنصار
(4)
.
(1)
اليمامي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
ذرية الرجل: ولده. الصحاح (2/ 663).
(3)
المولى: المعتِق، والمعتَق وابن العم، والناصر، والجار. الصحاح (6/ 2529)، والنهاية (5/ 228).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم 4/ 1948، رقم (173).
فائدة الاستخراج: رواية مسلم فيها نفي الشك بعد تمام الحديث، لا أشك فيه، وأما رواية المصنف ليس فيها ذلك.
10961 -
حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا النضر بن محمَّد، حدثنا عكرمة بن عمار
(1)
، حدثنا إسحاق، حدثني أنس بن مالك، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر للأنصار، ولذراري الأنصار، ولذراري ذراري الأنصار، ولموالي الأنصار"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: عكرمة بن عمار.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (10960).
فائدة الاستخراج: ليس في رواية المصنف قول الراوي (لا أشك فيه).
10962 -
ز- حدثنا الصغاني، حدثنا محمَّد بن عمر القصباني
(1)
، حدثنا عبد الوارث
(2)
حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس [بن مالك"
(3)
، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع جواري من الأنصار يقلن:
نحن جواري من بني النجار
…
[يا]
(4)
حبذا محمدا
(5)
من جار
⦗ص: 175⦘
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يعلم الله أني أحبكم"
(6)
.
(1)
الذي وقفت عليه في نسبته هو؛ القصبي، وهو هكذا في الرواة عن عبد الوارث، ومحمد بن عمر القصبي وثقه ابن معين.
انظر: تاريخ ابن معين (رواية الدوري 2/ 532)، تاريخ بغداد (3/ 21)، الأنساب (10/ 437)، تهذيب الكمال (18/ 480).
(2)
ابن سعيد بن ذكوان التميمي العنبري مولاهم، أبو عبيدة البصري.
(3)
زيادة من (ك).
(4)
زيادة من (ك).
(5)
هكذا بالنصب والمشهور فيه الرفع مخصوص حبذا. انظر: أوضح المسالك (3/ 102) الضياء السالك (104).
(6)
هذا الحديث من زيادات المصنف، وإسناده صحيح.
والحديث أخرجه ابن ماجه (كتاب النكاح -باب الغناء والدف-1/ 612، رقم (1899)، من طريق ثمامة بن عبد الله عن أنس، وفيه قال عليه الصلاة والسلام:"الله يعلم أني لأحبكن" وقال البوصيري: "إسناد صحيح، رجاله ثقات".
مصباح الزجاجة (2/ 89).
10963 -
[حدثنا الوكيعي
(1)
ببغداد، عن إبراهيم بن الحجاج
(2)
، عن عبد الوارث بإسناده
(3)
:
أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيانا من الأنصار جاؤا من عرس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنكم لمن أحب الناس إلي"
(4)
.
(1)
هو: إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي، أبو إسحاق الفارض.
(2)
ابن زيد السامي الناجي، أبو إسحاق البصري.
(3)
موضع الالتقاء هو: عبد العزيز بن صهيب.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم (4/ 1948) رقم (4/ 1948 - رقم (174).
ملحوظة: هذا الحديث ليس في الأصل، إنما هو زيادة من (ك).
10964 -
حدثنا
(1)
عثمان بن خرزاذ، حدثنا أبو معمر
(2)
، حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب
(3)
عن
⦗ص: 176⦘
أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيانا و
(4)
نساءا مقبلين -أحسبه قال: - من عرس، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم مقبلا، فقال:"اللهم أنتم أحب الناس إليّ" قالها ثلاثًا -يعني الأنصار-
(5)
.
(1)
(ك 5/ 188 / ب).
(2)
هو: عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج التميمي المنقري مولاهم، المقعد البصري.
(3)
موضع الالتقاء هو: عبد العزيز بن صهيب.
(4)
في (ك): "أو".
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (10963).
فائدة الاستخراج: في رواية المصنف قوله: "قالها ثلاثًا" وعند مسلم ورد ذكرها مرتين.
10965 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا حجاج، [قال]
(1)
: حدثني شعبة
(2)
، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الأنصار كرشي وعيبتي
(3)
، وإن الناس يكثرون ويقلون، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم"
(4)
⦗ص: 177⦘
كذا رواه غندر.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(3)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله "أي بطانتي، وخاصتي، قال القزاز: ضرب المثل بالكرش: لأنه مستقر غذاء الحيوان، الذي يكون فيه نماؤه.
والعيبة: بفتح المهملة، وسكون المثناة بعدها موحدة- ما يحرز فيه الرجل نفيس ما عنده يريد أنهم موضع سره وأمانته" اهـ. فتح الباري (7/ 152).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم (4/ 1949) رقم (176).
وأخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: اقبلوا من محسنهم (3/ 383) رقم (3590) كلاهما من طريق محمَّد بن جعفر -غندر- عن شعبة به.
10966 -
حدثني محمَّد بن جمعة البلخي أبو عبد الله
(1)
. بمصر، حدثني خلف بن عبد العزيز بن عثمان بن جبلة
(2)
، [قال]
(3)
: حدثني أبي
(4)
، عن جدي
(5)
، عن شعبة، عن هشام بن زيد
(6)
، قال: سمعت أنس بن مالك
(7)
يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوصيكم بالأنصار، فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، بقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم"
(8)
.
(1)
لم أقف عليه.
(2)
ابن أبي رواد.
قال الحافظ الخليلي: "إنه من علماء هذا الشأن" ثمَّ قال: "يروي عن أبيه، وعمه عن أبيهما عثمان، عن شعبة أحاديث غرائب عزيزة عند الحفاظ" إهـ. الإرشاد للخليلي (3/ 891 - 892).
(3)
زيادة من (ك).
(4)
عبد العزيز بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد، لقبه شاذان (ت 221 - أو 225 هـ) وثقه الخليلي، وذكره ابن حبَّان في الثقات.
انظر: الثقات لابن حبَّان (8/ 195)، الإرشاد (3/ 891)، تهذيب الكمال (18/ 172).
(5)
عثمان بن جبلة بن أبي رواد العتكي مولاهم، المروزي.
(6)
ابن أنس بن مالك الأنصاري.
(7)
موضع الالتقاء هو الصحابي الجليل: أنس بن مالك رضي الله عنه.
(8)
انظر: تخريج الحديث رقم (10965).
10967 -
حدثني محمَّد بن محمَّد -يعني ابن رجاء- قال حدثني
⦗ص: 178⦘
محمَّد بن يحيى الصائغ
(1)
، [قال]
(2)
: حدثنا شاذان
(3)
، حدثنا أبي
(4)
، حدثنا شعبة بإسناده مثله
(5)
.
(1)
اليشكري، أبو علي المروزي (ت 252 هـ). وثقه النسائيُّ وابن حجر.
انظر: تهذيب الكمال (26/ 632)، التقريب (ص 513).
(2)
زيادة من (ك).
(3)
هو لقب هـ: عبد العزيز بن عثمان بن جبلة.
(4)
عثمان بن جبلة.
(5)
تقدم في الحديث رقم (10965) تخريج مسلم له من طريق شعبة عن قتادة عن أنس.
10968 -
حدثنا عمار بن رجاء، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا شعبة
(2)
، عن قتادة، قال: سمعت أنسًا يحدث عن أبي أُسَيد
(3)
الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير دور الأنصار بنو النجار
(4)
، ثمَّ بنو عبد الأشهل
(5)
ثمَّ بنو حارثة بن
⦗ص: 179⦘
الخزرج
(6)
ثمَّ بنو ساعدة
(7)
و [في]
(8)
كل دور
(9)
الأنصار خير".
قال: فقيل
(10)
يا رسول الله! فضلت علينا، قال:"وقد فضلكم على كثير"
(11)
.
(1)
هو: الطيالسي.
(2)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(3)
بضم أوله ثمَّ السين المهملة المفتوحة، اسمه: مالك بن ربيعة. انظر: الإكمال (1/ 70)، الإصابة (7/ 17).
(4)
بفتح النون، وتشديد الجيم: بطن من الخزرج. والنجار هو: تيم الله، سمي بذلك لأنه ضرب رجلًا فنجره، فقيل له: النجار، وهو ابن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج.
النسب لأبي عبيد القاسم بن سلام (277)، الأنساب (13/ 35)، فتح الباري (7/ 144).
(5)
هم من الأوس، وهو عبد الأشهل بن جشم بن الحارث الأصغر بن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة.
انظر: عمدة القاري (13/ 337)، فتح الباري (7/ 144).
(6)
أي الحارث الأكبر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس.
انظر: النسب لأبي عبيد القاسم بن سلام (273)، الأنساب (4/ 8) فتح الباري (7/ 145).
(7)
ساعدة هو: ابن كعب بن الخزرج الأكبر.
انظر: عمدة القاري (13/ 337)، فتح الباري (7/ 145).
(8)
زيادة من (ك).
(9)
هكذا في (ك) وصحيح مسلم وبقية الروايات، وفي الحديث الذي سيأتي بعده ما يدلّ على ذلك، وجاء في الأصل:"دار".
(10)
القائل هو: سعد بن عبادة كما بينته رواية البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب منقبة سعد بن عبادة- 3/ 1385) رقم (3596).
وكان رضي تعالى عنه من بني ساعدة وكان كبيرهم يومئذ (فتح الباري 7/ 145).
(11)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب في خير دور الأنصار- 4/ 1949، رقم (177)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضل دور الأنصار-3/ 1380، رقم (3578).
10969 -
حدثنا أبو أمية الطرسوسي، حدثنا أبو زيد الهروي
(1)
⦗ص: 180⦘
حدثنا شعبة
(2)
بإسناده مثله إلى قوله: "في كل دور الأنصار خير"
(3)
.
(1)
هو: سعيد بن الربيع الحرشي العامري، كان يبيع الثياب الهروية فنسب إليها. انظر: الأنساب (13/ 404).
(2)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(3)
انظر تخريج الحديث رقم (10968).
10970 -
حدثنا أبو حميد المصيصي
(1)
ويوسف بن مسلم، قالا: حدثنا حجاج، قال: سمعت شعبة
(2)
، عن قتادة، عن أنس، عن أبي أسيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير دور الأنصار: بنو النجار، ثمَّ بنو عبد الأشهل، ثمَّ بنو الحارث بن الخزرج، ثمَّ بنو ساعدة
(3)
وفي كل دور الأنصار خير".
فقال سعد
(4)
: ما أرى يا رسول الله إلا وقد فضلت علينا، فقيل:"قد فضلكم على كثير"
(5)
.
(1)
عبد الله بن محمَّد بن تميم، مولى بني هاشم.
(2)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(3)
(ك 5/ 189/ أ).
(4)
هو: ابن عبادة، كما تقدم بيانه، انظر: حاشية حديث رقم (10968).
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (10968).
10971 -
حدثنا علي بن سهل البزاز، حدثنا إسحاق بن عيسى، أخبرني مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد
(1)
أنَّه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أخبركم بخير دور الأنصار؛ بنو
(2)
النجار، ثمَّ
⦗ص: 181⦘
دور بني عبد الأشهل، ثمَّ بنو الحارث
(3)
بن الخزرج، ثمَّ بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير"
(4)
.
(1)
موضع الالقاء هو: يحيى بن سعيد.
(2)
هذا هو الصواب لأنه خبر "خير" وجاء في الأصل، ونسخة (ك):"بني".
(3)
هكذا في (ك) وهو الصواب، وجاء في الأصل:"ثمَّ بنو الخزرج".
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب في خير دور الأنصار- 4/ 1950، رقم (177) وتقدم تخريح البخاري له من حديث أبي أسيد. انظر رقم (10968).
فائدة الاستخراج: ساق المصنف تمام رواية يحيى بن سعيد، ومسلم ساق الإسناد وبين الاختلاف بين حديث أنس، وحديث أبي أسيد.
10972 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا أنس بن عياض
(1)
عن يحيى بن سعيد
(2)
أنَّه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثنا أبو داود الحراني، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال:"دور بني النجار، ثمَّ أخبركم بالذين يلونهم؟ " قالوا: نعم يا رسول الله، قال: دور بني عبد الأشهل، ثمَّ أخبركم بالذين يلونهم؟ " قالوا: نعم يا رسول الله، قال: دور في الحارث بن الخزرج، ثمَّ أخبركم بالذين يلونهم؟ دور بني ساعدة" قال: ثمَّ أشار بيده، وقال يزيد: ثمَّ رفع صوته فقال: "وفي كل
⦗ص: 182⦘
دور الأنصار خير"
(3)
.
(1)
ابن ضمرة الليثي، أبو ضمرة المدني.
(2)
الأنصاري، وهو موضع الالتقاء في كلا الإسنادين.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10971).
فائدة الاستخراج:
1/ سياق تمام رواية يحيى بن سعد.
2 / زيادة قول الراوي: ثمَّ "أشار بيده" و"ثمَّ رفع صوته".
10973 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(1)
، حدثنا أبي عن صالح
(2)
، عن أبي الزناد
(3)
، أن أبا سلمة
(4)
أخبره: أنَّه سمع أبا أسيد الأنصاري يشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خير دور الأنصار بنو النجار، ثمَّ بنو عبد الأشهل، ثمَّ بنو الحارث بن الخزرج، ثمَّ بنو ساعدة" فبلغ ذلك سعد بن عبادة، فوجد في نفسه، فقال: خلفنا فكنا آخر الأرباع، أسرجوا لي حماري حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه ابن أخ له يقال له: سهل، فقال أتذهب لترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله، والله ورسوله أعلم، أو ليس بحسبك
(5)
أن نكون رابع أربع؟ فرجع وقال: الله ورسوله أعلم، وأمر بحماره فحل
(6)
.
(1)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو يوسف المدني.
(2)
ابن كيسان المدني، أبو محمَّد.
(3)
عبد الله بن ذكوان القرشي، وهو موضع الالتقاء.
(4)
ابن عبد الرحمن بن عوف.
(5)
في (ك): "بحسبكم".
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب في خير دور الأنصار- =
⦗ص: 183⦘
= 4/ 1950، رقم (179).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب في فضل دور الأنصار-3/ 1380، رقم (3579) من طريق شيبان عن يحيى عن أبي سلمة به.
10974 -
حدثنا علي بن حرب الطائي، حدثنا القاسم بن يزيد
(1)
الجرمي
(2)
، حدثنا
(3)
سفيان
(4)
، عن أبي الزناد
(5)
، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي أسيد، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خير دور الأنصار بنو النجار، ثمَّ بنو عبد الأشهل، ثمَّ بنو الحارث بن الخزرج، ثنا بنو
(6)
ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير"
(7)
.
(1)
أبو يزيد الموصلي.
(2)
بفتح الجيم وسكون الراء هذه النسبة إلى جرم، وهي قبيلة من اليمن.
الأنساب (3/ 251).
(3)
(ك 5/ 189/ ب).
(4)
هو: الثوري.
(5)
هو: عبد الله بن ذكوان، وهو موضع الالتقاء.
(6)
جاء في الأصل "بني" في المواضع الأربع، وهو خطأ، والصواب ما أثبت لأنه خبر "خير".
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب في خير دور الأنصار 4/ 1951، رقم (179).
وتقدم تخريج البخاري له في حديث رقم (10973).
فائدة الاستخراج:
1/ تسمية أبي سلمة في الإسناد. =
⦗ص: 184⦘
= 2 / أن رواية القاسم بن يزيد عن الثوري عند المصنف موافقة لرواية يحيى بن أبي كثير عند مسلم (برقم 179) مكرر) في عدم ذكر قصة سعد بن عبادة.
10975 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا عثمان بن عمر
(1)
، أخبرنا سفيان
(2)
ح
وحدثنا أبو أمية، حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان
(3)
، عن أبي الزناد
(4)
، عن أبي سلمة، عن أبي أسيد الساعدي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل، ثمّ بنو الحارث بن الخزرج، ثمَّ بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير"، قال: فبلغ ذلك سعد بن عبادة، فقال: أسرجوا لي حماري، أجعلنا رابع أربعة؟ قال: ابن أخيه: أتذهب ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله، أما ترضى أن تكون رابع أربعة؟ قال: فجلس فقال أبو أسيد: أُتَّهَمُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت باديا لبدأت بقومي
(5)
.
(1)
ابن فارس بن لقيط العبدي، أبو محمد البصري.
(2)
هو: الثوري.
(3)
هو: الثوري.
(4)
هو: عبد الله بن ذكوان وهو موضع الالتقاء.
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (10973).
فائدة الاستخراج: بيان الاختلاف على سفيان الثوري، حيث جاءت الرواية عنه هنا من طريق عثمان بن عمر، وقبيصة بذكر القصة (قصة سعد بن عبادة)، وفي الرواية السابقة (في حديث رقم (10974) من طريق القاسم بن يزيد عن سفيان =
⦗ص: 185⦘
= الثوري بدون ذكر القصة.
والصواب رواية عثمان بن عمر، وقبيصة عن الثوري بذكر القصة لما يلي:
أولًا: أن الحفاظ من أصحاب أبي الزناد رووا الحديث عنه بذكر القصة، ومنهم: صالح بن كيسان، وهو عند المصنف برقم (10973) والمغيرة بن عبد الرحمن عند مسلم في صحيحه برقم (179).
ثانيا: أن اجتماع عثمان بن عمر وقبيصة على هذه الرواية يقدم على رواية القاسم، خاصة أن قبيصة ممن كان يعتني بحديث سفيان، حتى قال أبو حاتم:"لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة، وأبي نعيم في حديث الثوري" الجرح (7/ 126).
10976 -
حدثنا محمَّد بن إسماعيل الصائغ المكي، وأبو مقاتل البلخي فلان بن محمَّد بن فضيل
(1)
، والدنداني
(2)
قالوا: حدثنا عبد الله بن رجاء
(3)
، حدثنا حرب بن شداد
(4)
، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، أنَّه سمع أبا أسيد، أنَّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "خير الأنصار، أو خير ديار الأنصار: بنو النجار، وبنو عبد الأشهل، وبنو الحارث،
⦗ص: 186⦘
وبنو ساعدة "
(5)
.
هذا لفظ الصائغ والدنداني، وأما [أبو مقاتل]
(6)
البلخي فقال: "ثمَّ بنو - ثمَّ بنو"
(1)
هو سليمان بن محمَّد بن فضيل البلخي، هكذا في الرواة عن عبد الله بن رجاء وذكره ابن حبَّان في الثقات (8/ 282).
(2)
بالنون بين الدالين المهملتين المفتوحتين، بعدهما الألف، وفي آخرها نون أخرى، وهو: موسى بن سعيد بن النعمان أبو بكر الطرسوسي. الأنساب (5/ 383) التقريب (551).
(3)
ابن عمر الغداني، أبو عمر البصري.
(4)
موضع الالتقاء هو: حرب بن شداد.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب في خير دور الأنصار- 4/ 1951، رقم 179 مكرر).
فائدة الاستخراج: ساق المصنف تمام رواية حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير، وساق مسلم طرفا منها.
(6)
زيادة من (ك).
10977 -
حدثنا أبو أمية، وأحمد بن ملاعب
(1)
، قالا: حدثنا زكريا بن عدي
(2)
ح
وحدثنا محمَّد بن علي بن داود بن أخت غزال، حدثنا محمَّد بن عباد
(3)
قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل
(4)
، عن عبد الرحمن بن حميد الزهري، عن إبراهيم بن محمَّد بن طلحة، عن أبي أسيد الساعدي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير دور الأنصار: دار بني النجار، ودار بني عبد الأشهل، ودار بني الحارث بن الخزرج، ودار بني ساعدة، والله لو
⦗ص: 187⦘
كنت مؤثرا بها أحدا لآثرت عشيرتي"
(5)
.
قال ابن ملاعب: "لآثرت أهل بيتي".
(1)
أبو الفضل البغدادي المخرمي.
(2)
ابن رزيق بن إسماعيل، أبو يحيى الكوفي.
(3)
موضع الالتقاء في الإسناد الثاني هو: محمَّد بن عباد.
(4)
موضع الالتقاء في الإسناد الأوّل هو: حاتم بن إسماعيل.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب في خير دور الأنصار- 4/ 1950 - رقم (178).
وتقدم تخريج البخاري للحديث. . . . انظر حديث رقم (10973).
فائدة الاستخراج:
1/ ذكر نسب عبد الرحمن بن حميد (الزهري).
2/بيان المراد بقوله: "عشيرتي"، حيث جاء بيان ذلك في رواية ابن ملاعب:"أهل بيتي".
10978 -
حدثنا عباس بن محمَّد الدوري، وأبو داود الحراني، قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(1)
، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: قال
(2)
أبو سلمة وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، سمعا أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس عظيم من المسلمين: "أحدثكم بخير دور الأنصار؟ " قالوا: نعم يا رسول الله" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بنو عبد الأشهل" قالوا: ثمَّ من يا رسول الله؟ قال: "ثمَّ بنو النجار"، قالوا: ثمَّ من يا رسول الله؟ قال: "ثمَّ بنو الحارث بن الخزرج" قالوا: ثمَّ من يا رسول الله قال: "ثمَّ بنو
⦗ص: 188⦘
ساعدة" قالوا
(3)
: ثمَّ من يا رسول الله، قال:[ثمَّ]
(4)
في كل دور الأنصار خير"، فقام سعد بن عبادة مغضبا، فقال: أنحن آخر الأربع حين سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم دارهم، فأرد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رجل -أو رجال- من قومه: اجلس ألا ترضى أن سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم داركم، في الأربع الدور التي سماها، فمن ترك فلم يسم أكثر ممن سمى، فانتهى سعد بن عبادة عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
(5)
.
(1)
الزهري، وهو موضع الالتقاء.
(2)
(ك 5/ 190/ أ).
(3)
جاء في (ك): "قال".
(4)
زيادة من (ك).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب في خير دور الأنصار- 4/ 1951، رقم (180).
ملحوظة: نبه الحافظ ابن حجر إلى الاختلاف على أبي سلمة في إسناد هذا الحديث ومتنه. (الفتح 7/ 116).
10979 -
حدثنا محمَّد بن يحيى
(1)
، والحسن بن أبي الربيع
(2)
الجرجاني، قالا: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري
(3)
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله، أنهما سمعا أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ " قالوا: بلى يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"بنو عبد الأشهل، وهم رهط سعد بن معاذ" قالوا: ثمَّ
⦗ص: 189⦘
من يا رسول الله؛ قال: "ثمَّ بنو النجار" قالوا: ثمَّ من يا رسول الله؟ قال: " [ثم]
(4)
بنو الحارث بن الخزرج" قالوا: ثمَّ من يا رسول الله؟ قال: "بنو ساعدة"، قالوا: ثمَّ من يا رسول الله؟ قال: "ثمَّ في كل دور الأنصار خير".
قال سعد بن عبادة: ذكرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر أربعة
(5)
أدوار
(6)
سماها لأكلمن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فلقيه رجل، فذكر ذلك له، فقال له الرجل: أو ما ترضى أن يذكركم آخر أربعة أدور
(7)
، فوالله لمن ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار
(8)
لم يذكر أكثر مما ذكر، قال: فرجع سعد
(9)
.
⦗ص: 190⦘
هذا لفظ الجرجاني، هكذا حديث الزهري.
(1)
هو: الذهلي.
(2)
اسم أبي الربيع: يحيى بن الجعد العبدي.
(3)
موضع الالتقاء هو: الزهري.
(4)
زيادة من (ك)، وهي موجودة في رواية عبد الرزاق في مصنفه (11/ 61، رقم (19910).
(5)
في (ك): "الأربعة".
(6)
هكذا في (ك)، وهو المناسب للسياق، وجاء في الأصل:"آدر" وجاء- في مصنف عبد الرزاق "دور".
(7)
هكذا في مصنف عبد الرزاق، وجاء في الأصل:"آدر"، وجاء في مصنف عبد الرزاق "دور".
(8)
(ك 5/ 190 /ب).
(9)
انظر: تخريج الحديث رقم (10978).
فائدة الاستخراج: جاء عند مسلم "أبو سلمة" مهملا، وجاء بيانه في رواية المصنف.
10980 -
حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، وإسحاق بن سيار النصيبي، وعلي بن الحسن
(1)
الدراوجردي
(2)
قالوا: حدثنا محمَّد بن عرعرة بن البرند
(3)
، حدثنا شعبة، عن يونس بن عبيد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: صحبت جرير بن عبد الله فكان يخدمني، وهو أكبر من أنس بن مالك، فقيل له، فقال: إني رأيت الأنصار يصنعون برسول الله شيئا، لا أرى أحدا منهم إلا أكرمته
(4)
.
لفظ يعقوب إلى قوله: وهو أكبر من أنس، وقال جرير: إني
⦗ص: 191⦘
رأيت. . . .. بمثله.
(1)
ابن موسى الهلالي، أبو الحسن النيسابوري.
(2)
هكذا جاءت نسبته في الأصل، وفي نسخة (ك).
والمثبت في مصادر ترجمته "الدرابجردي" أو "الدارابجردي" وهذه النسبة إلى محلة من محال نيسابور متصلة بالصحراء في أعلى البلد.
انظر: الأنساب (5/ 270 - 327)، تهذيب الكمال (20/ 374).
(3)
موضع الالتقاء هو: محمَّد بن عرعرة.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه، (كتاب فضائل الصحابة -باب في حسن صحبة الأنصار- 4/ 1951 - رقم (181)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد -باب فضل الخدمة في الغزو-3/ 1058، رقم (2731)، من طريق محمَّد بن عرعرة عن شعبة به.
فائدة الاستخراج:
1/ ذكر نسب محمَّد بن عرعرة (البرند).
2/ موافقة شيوخ أبي عوانة لشيخ مسلم: محمَّد بن المثنى في قوله: "وكان جرير أكبر من أنس".
10981 -
حدثنا أبو جعفر محمَّد بن الجنيد الدقاق، حدثنا محمَّد بن عرعرة
(1)
، حدثنا شعبة، عن يونس بن عبيد، عن ثابت البناني، عن أنس قال: صحبت جرير بن عبد الله فكان يخدمني، وكان جرير أسن من أنس، فقال جرير: إنيّ رأيت الأنصار يصنعون برسول الله شيئًا لا أرى أحدا منهم إلا أكرمته
(2)
.
لم يعرف هذا لغير محمَّد بن عرعرة، وأتى به سعيد بن واصل
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: محمَّد بن عرعرة.
(2)
انظر تخريج الحديث رقم (10980).
فائدة الاستخراج: موافقة محمَّد بن الجنيد لابن بشار في روايته عن محمَّد بن عرعرة في قوله: "أسن من أنس".
(3)
هو الحرشي، وستأتي ترجمته وروايته في الحديث التالي.
10982 -
حدثنا أبو قلابة
(1)
، حدثنا سعيد بن واصل
(2)
(3)
، عن
⦗ص: 192⦘
شعبة
(4)
، عن يونس بن عبيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: صحبني جرير بن عبد الله في سفر، فكان يخدمني، فقلت له في ذلك، فقال: إني رأيت الأنصار يصنعون برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا، لا أرى أحدا منهم إلا أكرمته
(5)
.
(1)
هو: عبد الملك بن محمَّد الرقاشي.
(2)
الحرشي، قال ابن المديني:"ذاهب الحديث"، وقال النسائيُّ، والدارقطني:"متروك"، وقال أبو حاتم:"لين الحديث" وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالقوي عندهم"، وقال ابن عديّ:"هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق".
انظر: الجرح (4/ 70)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص 191)، الكامل (3/ 1240)، الضعفاء والمتروكين للدارقطني (ص 238)، اللسان (3/ 49).
(3)
(ك 5/ 190 /ب).
(4)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (10980).
من مناقب غفار
(1)
وأسلم
(2)
(1)
بكسر الغين المعجمة، وتخفيف الفاء: وهم بنو غفار بن مليل -بميم ولامين مصغرًا- بن ضمرة ابن بكر بن عبد مناة بن كنانة، منها أبو ذر رضي الله عنه، وهو من السابقين إلى الإِسلام. الأنساب (10/ 63)، الفتح (6/ 627).
(2)
بفتح الألف وسكون السين المهملة، وفتح اللام: نسبة إلى أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة. الأنساب (1/ 238)، الفتح (6/ 623).
10983 -
حدثنا أبو قلابة
(1)
، [قال]
(2)
: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شعبة
(3)
ح
وحدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا حجاج بن محمَّد، حدثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني
(4)
، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر! ادع قومك، غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله"
(5)
.
(1)
هو الرقاشي.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
موضع الالتقاء في الإسنادين هو: شعبة.
(4)
هو: عبد الملك بن حبيب الأزدي البصري.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم-4/ 1952، رقم 183)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب -باب ذكر أسلم وغفار-3/ 1293، رقم 3323) من حديث أبي هريرة.
فائدة الاستخراج: إن لفظ رواية أبي عوانة مغاير للفظ رواية مسلم، حيث إن رواية مسلم فيها: "ائت قومك فقل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أسلم
…
" الحديث.
10984 -
حدثنا أبو أمية الطرسوسي، حدثنا حسين
(1)
المروروذي
(2)
، حدثنا سليمان بن المغيرة
(3)
، حدثني حميد بن هلال العدوي، [قال]
(4)
: حدثني عبد الله بن الصامت، قال: حدثني أبو ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله"
(5)
.
(1)
ابن محمَّد بن بهرام، أبو أحمد التميمي.
(2)
بفتح الميم والواو، بينهما الراء الساكنة، ثمَّ راء مضمومة، بعدها الواو، وفي آخرها الذال المعجمة: هذه النسبة إلى مرو الروذ، وقد يخفف في النسبة إليها، ويقال:"المروذي"، وهي بلدة حسنة على وادي مرو، والوادي بالعجمية يقال له:"رود"، فركبوا اسم البلد من ذلك، فقالوا: مرو الروذ. الأنساب (12/ 200).
(3)
موضع الالتقاء هو: سليمان بن المغيرة.
(4)
زيادة من (ك).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم-4/ 1952، رقم 182).
فائدة الاستخراج: ذكر نسب حميد بن هلال (العدوي).
10985 -
حدثنا
(1)
محمَّد بن سعيد بن جابان
(2)
بجنديسابور
(3)
، حدثنا الحسين بن حريث أبو عمار
(4)
،
⦗ص: 195⦘
حدثنا الفضل بن موسى، عن خثيم بن عراك، عن أبيه
(5)
، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، أما إني لم أقله ولكن قاله الله عز وجل"
(6)
.
(1)
(ك 5/ 191/ أ).
(2)
لم أقف عليه.
(3)
بضم أوله، وتسكين ثانيه، وفتح الدال، وياء ساكنة وسين مهملة، بواء موحدة مضمومة، وواو ساكنة وراء: مدينة بخوزستان. مراصد الأطلاع (1/ 351).
(4)
موضع الالتقاء هو: الحسين بن حريث، وهو شيخ مسلم في هذا الحديث.
(5)
هو عراك بن مالك الغفاري.
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم- 4/ 1953، رقم 185). وانظر: تخريج البخاري له في حديث رقم (10983).
فائدة الاستخراج: ذكر كنية "الحسين بن حريث" في إسناد المصنف.
10986 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة
(1)
، أخبرني محمَّد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: "غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم- 4/ 1952، رقم 184).
وتقدم تخريج البخاري له، انظر: حديث رقم (10983).
فائدة الاستخراج: أن لفظ رواية أبي داود عن شعبة، فيه تقديم وتأخير عن السياق الذي ساقه مسلم من طريق ابن مهدي ومعاذ بن معاذ عن شعبة.
10987 -
حدثنا الصغاني، حدثنا عبيد الله بن عمر
(1)
، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
(2)
، حدثنا شعبة، بإسناده مثله
(3)
.
(1)
ابن ميسرة الجشمي مولاهم، القواريري أبو سعيد البصري.
(2)
موضع الالتقاء هو: عبد الرحمن بن مهدي.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10986).
10988 -
حدثنا عمر بن شبة
(1)
، حدثنا عبد الوهاب
(2)
الثقفي، حدثنا أيوب ح
وحدثنا الصغاني، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن محمَّد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها"
(3)
.
(1)
النميري، أبو زيد البصري.
(2)
الثقفي، وهو موضع الالتقاء في كلا الإسنادين.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10986).
10989 -
حدثنا أبو بكر بن الوليد
(1)
، حدثنا يحيى بن معين، وإبراهيم بن دينار
(2)
، قالا: حدثنا عبد الوهاب الثقفي
(3)
. بمثله
(4)
.
(1)
لم أقف عليه.
(2)
أبو إسحاق التمار (ت 232 هـ). وثقه أبو زرعة، والذهبي، وابن حجر، وغيرهم. انظر: الجرح (2/ 98)، تهذيب الكمال (2/ 84)، الكاشف (1/ 211) التقريب (ص 89).
(3)
موضع الالتقاء هو: عبد الوهاب الثقفي.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (10986).
10990 -
حدثنا عثمان بن خرزاذ، حدثنا علي بن بحر
(1)
، حدثنا هشام بن يوسف
(2)
، عن معمر، عن أيوب
(3)
، عن محمَّد، عن أبي هريرة،
⦗ص: 197⦘
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أسلم سألها الله، وغفار غفر الله لها"
(4)
.
(1)
ابن بري، أبو الحسن البغدادي.
(2)
الصنعاني، أبو عبد الرحمن الأبناوي، قاضي صنعاء.
(3)
هو السختياني، وهو موضع الالتقاء.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (10986).
10991 -
حدثنا أبو فروة
(1)
الرُّهاوي
(2)
، حدثنا خالد بن يزيد
(3)
المزرفي
(4)
، حدثنا ورقاء بن عمر
(5)
، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-صلى الله عليه وسلم: "غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله"
(6)
.
(1)
هو: يزيد بن محمَّد بن يزيد بن سنان الرهاوي.
(2)
بضم الراء، وفتح الهاء: وهي بلدة من بلاد الجزيرة، بينها وبين حران ستة فراسخ، يقال لها: الرها. الأنساب (6/ 203)، مراصد الأطلاع (2/ 644).
(3)
ويقال: ابن أبي يزيد، وهو الصواب، واسم أبي يزيد: البهبذان بن يزيد، أبو الهيثم القرني القطربلي. انظر: تهذيب الكمال (8/ 215)، التقريب (صـ 192).
(4)
بفتح الميم، وسكون الزاي، وفتح الراء وفي آخرها الفاء، نسبة إلى المزرفة، وهي قرية كبيرة بغربي بغداد على خمسة فراسخ منها. الأنساب (12/ 220)، مراصد الأطلاع (3/ 1266).
(5)
اليشكري، وهو موضع الالتقاء.
(6)
انظر: تخريج الحديث رقم (10986).
فائدة الاستخراج: أن رواية خالد عن ورقاء فيها تقديم وتأخير عن لفظ الإمام مسلم الذي ساقه.
10992 -
حدثنا محمَّد بن زياد العجلي
(1)
، حدثنا خالد بن
⦗ص: 198⦘
مخلد
(2)
، حدثنا المغيرة
(3)
، عن أبي الزناد
(4)
بإسناده مثله
(5)
.
(1)
ابن معروف أبو بكر الرازي.
(2)
القطواني، أبو الهيثم البجلي مولاهم، الكوفي.
(3)
ابن عبد الرحمن الحزامي المدني، لقبه قصي.
(4)
هو عبد الله بن ذكوان، وهو موضع الالتقاء.
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (10986).
10993 -
حدثنا أبو العباس الغزي، حدثنا الفريابي ح
وحدثنا أبو أمية، حدثنا أبو نعيم، وقبيصة قالوا: حدثنا سفيان
(1)
، عن عبد الله بن دينار
(2)
، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، وعصية
(3)
عصوا الله ورسوله"
(4)
.
(1)
هو الثوري.
(2)
موضع الالتقاء هو: عبد الله بن دينار.
(3)
هم بطن من بني سليم، ينسبون إلى عصية -بمهملتين مصغر- ابن خفاف -بضم المعجمة، وفاءين مخفف- ابن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. وإنما قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك: لأنهم عاهدوه فغدروا، وذلك في حادثة بئر معونة. فتح الباري (6/ 628).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم-4/ 1953، رقم 187).
فائدة الاستخراج: متابعة الثوري لإسماعيل بن جعفر عند مسلم.
10994 -
حدثنا السلمي، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، [قال]
(1)
: حدثني عبد الله بن دينار
(2)
، عن ابن عمر
⦗ص: 199⦘
عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله: "عصت الله ورسوله"
(3)
(4)
.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
موضع الالتقاء هو: عبد الله بن دينار.
(3)
النظر: تخريج الحديث رقم (10913).
(4)
(ك 5/ 191/ب).
10995 -
حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن يوسف، المري
(1)
الخراز
(2)
بدمشق، حدثنا مروان بن محمَّد
(3)
، حدثنا الليث بن سعد
(4)
، عن عمران بن أبي أنس، عن حنظلة بن علي، عن خفاف بن إيماء الغفاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته: "اللهم العن بني لحيان
(5)
، ورعلًا
(6)
،
⦗ص: 200⦘
وذكوان
(7)
، وعصية عصوا الله ورسوله، وغفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله"
(8)
.
(1)
له ترجمة مختصرة في تاريخ دمشق (5/ 80)، والسير (13/ 419)، ولم أقف له على جرح أو تعديل، وفي طبقته: أحمد بن علي الخزاز البغدادي المقري، وليس هو صاحب الترجمة وفرق بينهما غير واحد من العلماء؛ كابن حجر في تبصير المنتبه (1/ 331).
(2)
بفتح الخاء المنقوطة، والراء المهملة المشددة، وفي آخرها زاي معجمة: هذه النسبة إلى خرز الأشياء من الجلود كالقرب وغيرها.
انظر: الإكمال (2/ 186)، الأنساب (5/ 67)، تبصير المنتبه لابن حجر (1/ 331).
(3)
ابن حسان الأسدي، الدمشقي الطاطري.
(4)
موضع الالتقاء هو: الليث بن سعد.
(5)
بكسر اللام، وقيل بفتحها وسكون المهملة: ولحيان هو ابن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر.
الفتح (7/ 440).
(6)
بكسر الراء، وسكون المهملة: بطن من بني سليم، ينسبون إلى رعل بن =
⦗ص: 200⦘
= مالك بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. الفتح (7/ 438).
(7)
بطن من بني سليم، ينسبون إلى ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم. الفتح (7/ 438).
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم-4/ 1953، رقم 186).
10996 -
حدثنا محمَّد بن عبد الملك
(1)
الدقيقي
(2)
، وسعيد بن مسعود، وعباس الدوري، وأبو داود الحراني، قالوا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(3)
، حدثنا أبي، عن صالح
(4)
، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال على المنبر:"غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، وعصية عصت الله ورسوله"
(5)
.
(1)
أبو جعفر الواسطي.
(2)
بفتح الدال المهملة، والياء الساكنة آخر الحروف بين القافين: هذه النسبة إلى الدقيق وبيعه وطحنه.
الأنساب (5/ 363).
(3)
موضع الالتقاء هو: يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
(4)
هو ابن كيسان.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم-4/ 1953، رقم 187)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب -باب ذكر أسلم وغفار ومزينة -3/ 1293، رقم 3322) من طريق محمَّد بن غرير الزهري، عن يعقوب به. =
⦗ص: 201⦘
= فائدة الاستخراج: أتم المصنف لفظ حديث يعقوب بن إبراهيم، واقتصر مسلم على بعضه.
10997 -
حدثنا ابن شبابان
(1)
بمكة، حدثنا بكر بن خلف
(2)
، حدثنا عبد الوهاب الثقفي
(3)
، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [على المنبر]
(4)
: "غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، وعصية عصت الله ورسوله"
(5)
.
(1)
هو: أحمد بن محمَّد بن موسى بن داود بن عبد الرحمن العطار المكي.
(2)
أبو بشر البصري.
(3)
موضع الالتقاء هو: عبد الوهاب الثقفي.
(4)
زيادة من (ك).
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (1096).
فائدة الاستخراج: أن المصنف ساق المتن، واقتصر مسلم على ذكر الإسناد، وطرف من المتن.
10998 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا حجاج بن محمَّد، عن ابن جريج
(1)
، قال: أخبرني أبو الزبير
(2)
، أنَّه سمع جابر بن عبد الله يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "غفار غفر الله، وأسلم سالمها الله"
(3)
.
(1)
هو: عبد الملك بن عبد العزيز المكي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
هو: محمَّد بن مسلم بن تدرس المكي.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم- 4/ 1952، رقم 184).
فائدة الاستخراج: تصريح ابن جريج بالسماع من أبي الزبير.
10999 -
حدثنا ابن الجنيد
(1)
، والصاغاني، وأبو أمية، قالوا: حدثنا أبو عاصم
(2)
، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله
(3)
.
(1)
محمَّد بن أحمد بن الجنيد الدقاق.
(2)
هو: الضحاك بن مخلد، وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10998).
11000 -
حدثنا بكار بن قتيبة البكراوي، ويزيد بن سنان، قالا: حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة، قال: حدثني ابن عمر ح
وحدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا حرب بن شداد بإسناده، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، وعصية عصوا الله ورسوله"
(2)
.
(1)
الطيالسي، وهو موضع الالتقاء في كلا الإسنادين.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم-4/ 1954، رقم 187 مكرر)، وقد تقدم تخريج البخاري له في حديث رقم (10993).
فائدة الاستخراج:
1/ تسمية يحيى بن أبي كثير في الإسناد.
2/ أن المصنف ساق المتن بتمامه، واقتصر مسلم على ذكر الإسناد، والإحالة على ماسبق.
مناقب قريش
(1)
، وجهينة
(2)
، ومزينة
(3)
، وأسلم
(1)
هم ولد النضر بن كنانة، وبذلك جزم أبو عبيد، وقيل: هم ولد فهو بن مالك بن النضر، وهذا قول الأكثر، وصححه ابن عبد البر.
قيل: سميت بذلك لتجمعها في الحرم بعد نفي خزاعة منه، وقيل: لتلبسهم بالتجارة، وقيل غير ذلك. الإنباه على قبائل الرواة لابن عبد البر (ص 75)، الفتح (6/ 617).
(2)
هم: بنو جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم -بضم اللام- ابن الحاف -بالحاء المهملة والفاء- ابن قضاعة، ويرجع نسبهم إلى قحطان على المشهور.
الإنباه على قبائل الرواة (ص 121)، الفتح (6/ 627).
(3)
بضم الميم وفتح الزاي وسكون التحتانية، بعدها نون: وهو اسم امرأة عمرو بن أدّ بن بن طابخة بن إلياس بن مضر، واسمها: مزينة بنت كلب بن وبرة.
وبنو مزينة هم: عثمان، وأوس ابنا عمرو بن أدّ بن بن طابخة.
الإنباه على قبائل الرواة (ص 84)، الفتح (6/ 627).
11001 -
حدثنا أبو العباس الغزي، حدثنا الفريابي ح
وحدثنا أبو أمية، حدثنا أبو نعيم، وقبيصة، قالوا: حدثنا سفيان
(1)
، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة
(2)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قريش، والأنصار، ومزينة، وجهينة، وأسلم، وغفار، وأشجع
(3)
موالي، ليس لهم مولى دون الله
⦗ص: 204⦘
ورسوله"
(4)
.
(1)
هو الثوري، وهو موضع الالتقاء.
(2)
(ك 5/ 192 / أ).
(3)
بالمعجمة والجيم -وزن أحمر- وهم: بنو أشجع بن ريث -بفتح الراء وسكون =
⦗ص: 204⦘
= التحتانية، بعدها مثلثة- ابن غطفان بن سعد بن قيس. الفتح (6/ 628).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة-4/ 1954، رقم 189)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب -باب مناقب قريش، 3/ 1290، رقم 3313) من طريق أبي نعيم عن سفيان به.
11002 -
حدثنا يونس بن حبيب، وعمار بن رجاء، قالا: حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا شعبة
(2)
، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن الأعرج، قال شعبة: ولا أعلمه إلا عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الأنصار، وقريش، ومزينة، وجهينة، وغفار، وأسلم، وأشجع موالي، ليس لهم مولى دون الله ورسوله"
(3)
.
رواه معاذ بن معاذ عن شعبة بلا شك، غير أنَّه قال: قال سعد في بعض هذا فيما أعلم
(4)
.
(1)
هو: الطيالسي.
(2)
ابن الحجاج، وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11001).
(4)
علق المصنف رحمه الله هذا الحديث، ووصله مسلم في صحيحه من طريق عبيد الله بن معاذ عن أبيه (معاذ بن معاذ) به (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل غفار وأسلم. . -4/ 1955، رقم 189).
11003 -
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، [قال]
(1)
: حدثني
⦗ص: 205⦘
أبي
(2)
، حدثنا محمَّد بن جعفر
(3)
، حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يحدث عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "أسلم، وغفار، ومزينة، ومن كان من جهينة، أو جهينة خير من بني تميم
(4)
، وبني عامر
(5)
، والحليفين
(6)
، أسد
(7)
وغطفان"
(8)
(9)
.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
هو: الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
(3)
موضع الالتقاء هو: محمَّد بن جعفر.
(4)
أي: ابن مر -بضم الميم وتشديد الراء- ابن أد -بضم الألف وتشديد الدال- ابن طابخة بن إلياس ابن مضر، وفيهم بطون كثيرة جدًّا. الإنباه على قبائل الرواة (ص 82)، الفتح (6/ 629).
(5)
أي: ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. الفتح (6/ 629).
(6)
أي: المتحالفين، وأصل الحلف: المعاقدة، والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق. النهاية (1/ 424).
(7)
أي: ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. الفتح (6/ 629).
* وقد ظهر مصداق ذلك عقب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتد أكثر هؤلاء القبائل.
الفتح (6/ 629 - بتصرف).
(8)
بفتح المعجمة، ثمَّ المهملة، ثمَّ الفاء والتخفيف: أي ابن سعد بن قيس عيلان بن مضر.
(9)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة- 4/ 1955، رقم 190).
وأخرجه البخاري في صحيحه بنحوه من حديث أبي هريرة (كتاب المناقب -باب ذكر أسلم وغفار ومزينة. . -3/ 1294، رقم 3326) من طريق أيوب عن محمَّد عن أبي هريرة بنحوه.
11004 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا عمرو بن حكام، حدثنا شعبة
(1)
بمثله
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (11003).
11005 -
حدثنا الحارث
(1)
بن أبي أسامة، وعمر بن سهل المصيصي
(2)
، قالا: حدثنا يزيد بن هارون
(3)
، حدثنا أبو مالك الأشجعي
(4)
، عن موسى بن طلحة، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأنصار، ومزينة، وجهينة، وغفار، وأشجع ومن كان من بني كعب
(5)
موالي دون الناس، والله ورسوله مولاهم"
(6)
.
(1)
ابن محمَّد بن أبي أسامة -واسم أبي أسامة: داهر- أبو محمَّد التميمي مولاهم، البغدادي صاحب المسند المشهور.
(2)
هو المصيصي البغدادي.
(3)
موضع الالتقاء هو: يزيد بن هارون.
(4)
هو: سعد بن طارق.
(5)
جاء في صحيح مسلم: "ومن كان من بني عبد الله".
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة-4/ 1954، رقم 188).
11006 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود ح
⦗ص: 207⦘
وحدثنا أبو قلابة، [قال]
(1)
: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث
(2)
، قالا: حدثنا شعبة
(3)
، عن أبي بشر
(4)
، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه
(5)
، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أسلم، وغفار، ومزينة، وجهينة خير من بني تميم، وأسد، وغطفان، وبني عامر ابن صعصعة"
(6)
.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
موضع الالتقاء في الإسناد الثاني هو: عبد الصمد بن عبد الوارث.
(3)
موضع الالتقاء في الإسناد الأوّل هو: شعبة.
(4)
هو جعفر بن أبي وحشية.
(5)
هو: أبو بكرة نفيع بن الحارث.
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة- 4/ 1956، رقم 194).
وأخرجه البخاري في صحيحه بنحوه من طريق محمَّد بن أبي يعقوب عن عبد الرحمن بن أبي بكرة وفيه قصة (كتاب المناقب -باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة، -3/ 1294، رقم 3325).
فائدة الاستخراج: ساق المصنف رحمه الله لفظ رواية عبد الصمد، واقتصر مسلم رحمه الله على ذكر الإسناد.
11007 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا شبابة
(1)
، عن شعبة، عن أبي بشر، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
⦗ص: 208⦘
"أسلم، وغفار، ومزينة خير من بني تميم، وأسد وغطفان"
(2)
.
(1)
ابن سوار المدائني، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل غفار وأسلم.-4/ 1956 رقم 194 مكرر).
وتقدم تخريج البخاري له، انظر: حديث رقم (11006).
فائدة الاستخراج:
1 / سياق لفظ رواية شبابة، حيث إن مسلمًا ساق الإسناد فقط.
2 / ليس في رواية شبابة ذكر: "جهينة وبني عامر بن صعصعة".
11008 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، وابن المنادي
(1)
، قالا: حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة
(2)
، بإسناده: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(3)
: "أسلم، وغفار، وجهينة خير من بني تميم، وعامر بن صعصعة، وأسد، وغطفان"
(4)
.
(1)
هو: محمَّد بن أبي داود عبيد الله بن يزيد البغدادي.
(2)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(3)
(ك 5/ 192/ب).
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11006).
فائدة الاستخراج: ليس في رواية وهب ذكر "مزينة".
11009 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة
(1)
، عن محمَّد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرأيت إن كانت مزينة،
⦗ص: 209⦘
وجهينة، وأسلم، وغفار خير من بني تميم، وأسد، وغطفان، وبني عامر بن صعصعة، خابوا وخسروا، والذي نفسي بيده لهم خير منهم"
(2)
.
كذا قال محمَّد بن عبد الله بن أبي يعقوب.
(1)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
⦗ص: 209⦘
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (11006).
11010 -
حدثنا الصغاني، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
(1)
، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن محمَّد بن أبي يعقوب، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة، يحدث عن أبيه: أن الأقرع بن حابس
(2)
جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
فقال: إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة -وأحسب جهينة-، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أرأيتم إن كان أسلم، وغفار، ومزينة -وأحسب جهينة- خير من بني تميم، وبني عامر، وأسد، وغطفان، أخابوا وخسروا"؟ قالوا: نعم، قال:"فوالذي نفسي بيده إنهم لأخير منهم"
(4)
.
⦗ص: 210⦘
رواه أحمد
(5)
عن خلف بن عبد العزيز، أخبرني أبي
(6)
، عن أبيه عثمان -يعني ابن جبلة- عن شعبة بمثله
(7)
(1)
موضع الالتقاء هو: أبو بكر بن أبي شيبة، وهو شيخ مسلم في هذا الحديث.
(2)
ابن عقال بن محمَّد بن سفيان التميمي، كان من المؤلفة قلوبهم، وقد حسن إسلامه. الإصابة (1/ 101).
(3)
في (ك): "النبي صلى الله عليه وسلم".
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة .. 4/ 1955، 1956، رقم 193).
وتقدم تخريج البخاري له، انظر: حديث رقم (11006). =
⦗ص: 210⦘
= فائدة الاستخراج: 1 / ساق المصنف لفظ رواية أبي بكر بن أبي شيبة، حيث إن مسلمًا ساق لفظ رواية ابن بشار وابن المثنى، ولم يسق لفظ رواية أبي بكر.
2/ في مسلم جاء الخطاب بصيغة الإفراد في قوله: "أرأيت، فقال" وكأنه موجه للأقرع، ولكن هنا الخطاب للجمع، وكأنه موجه للصحابة.
(5)
لعله أحمد بن سلمة، صاحب الصحيح، وليس هو الإمام أحمد بن حنبل، حيث إني رجعت إلى المسند وفضائل الصحابة فلم أقف على هذا الإسناد.
(6)
هو: عبد العزيز بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد، لقبه شاذان.
(7)
هكذا علقه المصنف رحمه الله، وقد تقدم موصولًا من طريق غندر عن شعبة، انظر: التخريج السابق للحديث رقم (11010).
11011 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، وابن المنادي، قالا: حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة
(1)
بإسناده قال: "أسلم وغفار. . . " ثمَّ ذكر مثله
(2)
.
كذا قالا: محمَّد بن أبي يعقوب، ورواه عبد الصمد بن عبد الوارث
(3)
عن شعبة قال: حدثني سيد بي تميم محمَّد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي بهذا الإسناد نحوه
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (11010).
(3)
وروايته عند مسلم في صحيحه، وقد تقدم تخريجها برقم (11006).
(4)
فائدة ذكر هذه الرواية: بيان الاختلاف عن شعبة، حيث إن بعض الرواة عنه =
⦗ص: 211⦘
= كـ وهب بن جرير، وأبي داود الطيالسي، وغندر قالوا: محمَّد بن أبي يعقوب.
وأما عبد الصمد بن عبد الوارث فرواه عن شعبة فقال: حدثني سيد بني تميم محمَّد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي، فعرفه وذكر نسبه.
11012 -
حدثنا أبو العباس الغزي، [قال]
(1)
: حدثنا الفريابي، حدثنا سفيان
(2)
، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرأيتم إن كانت مزينة، وجهينة، وأسلم، وغفار، وبنو أسد خير من بني تميم، وبني عبد الله بن غطفان، وبني عامر بن صعصعة".
قال القوم: قد خابوا وخسروا، قال:"فهم خير منهم"
(3)
.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
هو الثوري، وهو موضع الالتقاء.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة .. 4/ 1956، رقم 195) من طريق وكيع عن سفيان به.
وتقدم تخريج البخاري له، انظر: حديث رقم (11006).
فائدة الاستخراج: زيادة رواية الفريابي عن سفيان على رواية أبي غريب عن وكيع عن سفيان، بذكر:"بنو أسد".
11013 -
حدثنا أبو عبيدة السري بن يحيى
(1)
، والصغاني، قالا:
⦗ص: 212⦘
حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان
(2)
، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرأيتم إن كان جهينة، ومزينة، وأسلم، وغفار
(3)
خير من بني تميم، ومن بني أسد، ومن بني عبد الله بن غطفان، ومن بني عامر بن صعصعة" يمد بها صوته، قالوا: نعم يا رسول الله، قد خابوا إذًا، قال: "فهم خير منهم"
(4)
.
(1)
ابن السري، مصعب الكوفي الدارمي، وهو ابن أخي هناد السري.
(2)
هو الثوري، وهو موضع الالتقاء.
(3)
(ك 5/ 193/أ).
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11012).
فائدة الاستخراج: موافقة رواية قبيصة عن سفيان لرواية أبي غريب عن وكيع عن سفيان عند مسلم.
11014 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا عبيد الله بن موسى
(1)
، حدثنا سفيان
(2)
بنحوه
(3)
.
(1)
ابن باذام العبسي مولاهم، الكوفي، أبو محمَّد.
(2)
هو الثوري، وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11012).
11015 -
حدثنا محمَّد بن زياد العجلي، حدثنا خالد بن مخلد ح
وحدثنا إبراهيم بن إسحاق السراج، حدثنا يحيى بن يحيى
(1)
، قالا:
⦗ص: 213⦘
حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن
(2)
، [قال]
(3)
: أخبرني أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده! لغفار، وأسلم، ومزينة، ومن كان من جهينة -أو قال: جهينة-، ومن كان من مزينة خير عند الله يوم القيامة من أسد، وطيء
(4)
، وغطفان"
(5)
.
(1)
ابن بكر، أبو زكريا النيسابوري.
(2)
موضع الالتقاء هو: المغيرة بن عبد الرحمن.
(3)
زيادة من (ك).
(4)
اسمه: جلهمة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. الإنباه على قبائل الرواة (ص 115)، الأنساب (9/ 21).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة-4/ 1957، رقم 191).
فائدة الاستخراج: ساق المصنف رواية المغيرة، حيث إن مسلمًا ساق إسناد رواية المغيرة دون اللفظ.
11016 -
حدثنا محمَّد
(1)
بن حيويه
(2)
، أخبرنا
(3)
أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد
(4)
، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "غفار، وأسلم، ومزينة، ومن كان من جهينة -أو قال: جهينة-، ومن كان من مزينة خير عند الله يوم القيامة من
⦗ص: 214⦘
أسد، وطيء، وغطفان"
(5)
.
(1)
ابن يحيى بن موسى، أبو عبد الله الإسفرائيني.
(2)
بياء قبل الواو معجمة باثنتين من تحتها: وهو لقب لوالده: يحيى.
الإكمال (2/، 360)، تاريخ الإِسلام (وفيات سنة 251 - 260 - ص 344).
(3)
في (ك): "حدثنا".
(4)
عبد الله بن ذكوان، وهو موضع الالتقاء.
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (11015).
11017 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(1)
، حدثنا أبي، عن صالح
(2)
، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال النبي
(3)
صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده! لغفار، وأسلم، ومزينة، ومن كان من جهينة -أو قال: جهينة ومن كان من مزينة- خير عند الله يوم القيامة من أسد، وطيء، وغطفان"
(4)
.
(1)
الزهري، وهو موضع الالتقاء.
(2)
ابن كيسان المدني.
(3)
في (ك): "رسول الله صلى الله عليه وسلم".
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11015).
11018 -
حدثنا الصغاني، حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب
(1)
، حدثنا إسماعيل بن علية، حدثنا أيوب، عن محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لأسلم، وغفار، وشيء من مزينة، وجهينة -أو شيء من جهينة ومزينة-، خير عند الله -قال: أحسبه قال- يوم القيامة- من أسد، وغطفان، وهوازن، وتميم"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: زهير بن حرب.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة-4/ 1955، رقم 192).
فائدة الاستخراج: =
⦗ص: 215⦘
= 1/ ذكر كنية زهير بن حرب "أبو خيثمة".
2/ تسمية محمَّد في الإسناد "ابن سيرين".
11019 -
حدثنا الحسن بن أبي الربيع، حدثنا عبد الرزاق، عن
(1)
معمر، عن أيوب
(2)
، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أسلم، وغفار، وشيء من جهينة، ومزينة خير عند الله يوم القيامة من تميم، وأسد، وهوازن، وغطفان"
(3)
(4)
.
(1)
في (ك): "أخبرنا".
(2)
هو السختياني، وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11018).
فائدة الاستخراج: بيان أن رواية معمر عن أيوب بالجزم في قوله: "وشيء من جهينة ومزينة" بدون شك، وعند مسلم من طريق ابن علية عن أيوب بالشك، وقد تقدّمت، انظر: حديث رقم (11018).
(4)
(ك 5/ 193/ ب).
من مناقب طي
(1)
، وعدي بن حاتم
(2)
رضي الله عنه
-
(1)
أي قبيلة طي، وقد تقدم التعريف به.
(2)
ابن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عديّ، أبو طريف الطائي، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط سنة تسع، وشهد فتوح العراق، وحروب علي، وكان معه يوم صفين، وفقئت عينه فيها، مات رضي الله عنه سنة (68 هـ).
انظر: "تاريخ بغداد (1/ 189)، السير (3/ 162)، الإصابة (3/ 469).
11020 -
حدثنا علي
(1)
بن أبي الشوارب القاضي، حدثنا سهل بن بكار
(2)
ح
وحدثنا ابن الجنيد الدقاق، وأبو أمية، قالا: حدثنا عبيد الله بن محمَّد بن عائشة، قالا: حدثنا أبو عوانة
(3)
، عن مغيرة
(4)
، عن عامر الشعبي، عن عديّ بن حاتم قال: أتيت عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وهو يفرض، فجلست بين يديه، فقلت: أما تعرفني، قال: فضحك، وضحك حتى استلقى، ثمَّ قال: بلى والله، آمنت إذ كفروا، ووفيت إذ غدروا، وأقبلت إذ أدبروا، وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه أصحابه لصدقة طي، جئت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
⦗ص: 217⦘
قال ابن عائشة: جئت تحملها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(5)
.
(1)
ابن محمَّد بن عبد الملك، أبو الحسن الأموي البصري.
(2)
ابن بشر الدارمي، أبو بشر البصري.
(3)
هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري، وهو موضع الالتقاء في كلا الاسنادين.
(4)
ابن مقسم الضبي.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل غفار وأسلم. . . وطيء - 4/ 1957، رقم 196).
فائدة الاستخراج:
1/ ذكر نسب عامر "الشعبي".
2 / في رواية المصنف ذكر القصة، وليست هي عند مسلم، بل اقتصر مسلم على الشاهد منها، وهي قوله: "إن أول صدقة.
…
" الحديث.
11021 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا عارم
(1)
، حدثنا أبو عوانة
(2)
، عن مغيرة، عن عامر، عن عديّ بن حاتم، قال: أتيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أناس من قومي، فجعل يفرض لرجال من طي ويعرض عني، فاسقبلته، فأعرض عني، ثمَّ أتيته من حيال وجهه، فأعرض عني، قلت: يا أمير المؤمنين أما تعرفني؛ فضحك حتى استلقى، ثمَّ قال: نعم والله، لنعرفنك، أسلمت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه أصحابه صدقة طي، جئت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثمَّ أقبل يعتذر، فقال: إنما فرضت لقوم أجحفت بهم الحاجة وهم سادة عشائرهم لما ينوبهم من الحقوق
(3)
.
(1)
هو: محمَّد بن الفضل.
(2)
هو: الوضاح بن عبد الله، وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11020). =
⦗ص: 218⦘
= فائدة الاستخراج: في رواية أبي عوانة ذكر القصة، وليست هي عند مسلم.
ومن مناقب دوس
(1)
(1)
أي: قبيلة دوس، ودوس -بفتح الدال المهملة، وسكون الواو وكسر السين المهملة -: هو ابن عدثان -بضم المهملة وبعد الدال الساكنة مثلثة- ابن عبد الله بن زهران بن الأزد بن الغوث.
انظر: الإنباه على قبائل الرواة (ص 113)، الأنساب (5/ 401)، الفتح (7/ 670).
11022 -
حدثنا شعيب بن عمرو الدمشقي
(1)
، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد
(2)
، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قدم الطفيل بن عمرو
(3)
الدوسي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن دوسًا قد عصت
(4)
وأبت، فادع الله عليهم، فاستقبل القبلة، ورفع يديه وقال: اللهم اهد دوسًا، وائت بهم"
(5)
.
(1)
أبو محمَّد الضبعي.
(2)
هو: عبد الله بن ذكوان، وهو موضع الالتقاء.
(3)
ابن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس الدوسي، أسلم بمكة ثمَّ رجع إلى قومه، قيل: استشهد باليمامة، وقيل باليرموك. الإصابة (3/ 521).
(4)
في صحيح مسلم: "كفرت".
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل غفار وأسلم. . ودوس وطي-4/ 1957، رقم 197).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد -باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم-3/ 1073، رقم 2779). =
⦗ص: 219⦘
= فائدة الاستخراج:
1/ أن رواية المصنف من طريق سفيان بن عيينة فيها: أن الذي قدم هو الطفيل وحده فقط، وعند مسلم:"الطفيل وأصحابه".
2/ في رواية المصنف زيادة: "فاستقبل القبلة ورفع يديه" وليست عند مسلم.
11023 -
حدثنا عيسى بن أبي أحمد البلخي، وعباس الدوري، قالا: حدثنا شبابة
(1)
، حدثنا ورقاء
(2)
(3)
عن أبي الزناد
(4)
، عن الأعرج
(5)
، عن أبي هريرة قال: قدم الطفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إن دوسًا قد عصت
(6)
وأبت، فادع الله عليها، فقلت: هلكت دوس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهم اهد دوسًا، وائت بهم"
(7)
.
(1)
ابن سوار الفزاري مولاهم، المدائني، قيل: اسمه مروان، وغلب عليه شبابة.
(2)
ابن عمر اليشكري.
(3)
(ك 5/ 194/أ).
(4)
هو: عبد الله بن ذكوان، وهو موضع الالتقاء.
(5)
هو: عبد الرحمن بن هرمز.
(6)
في صحيح مسلم: "قد كفرت".
(7)
انظر: تخريج الحديث رقم (11022).
فائدة الاستخراج: فيه بيان القائل، وهو أبو هريرة رضي الله عنه الراوي في قوله:"فقلت: هلكت دوس"، وعند مسلم بإبهام القائل، "فقيل: هلكت دوس".
11024 -
حدثنا أبو فروة الرهاوي
(1)
، حدثنا خالد بن يزيد
⦗ص: 220⦘
المزرفي، حدثنا ورقاء بإسناده مثله: فقيل: هلكت دوس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم اهد دوسًا، وائت بهم"
(2)
.
(1)
هو: يزيد بن محمَّد بن يزيد بن سنان.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (11022).
فائدة الاستخراج: أن رواية خالد بن يزيد عن ورقاء موافقة لرواية المغيرة عن أبي الزناد عند مسلم.
ومن مناقب بني تميم
(1)
(1)
بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الميمين المكسورتين، وتميم هو: ابن مر -بضم اللام بلا هاء- ابن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر. انظر: الأنساب (3/ 76)، الفتح (5/ 204).
11025 -
حدثنا مهدي بن الحارث، حدثنا إبراهيم بن نصر
(1)
يعني السُّوريني
(2)
ح،
وحدثني محمَّد بن محمَّد بن رجاء، حدثنا عثمان بن أبي شيبة
(3)
ح،
وحدثنا ابن هاشم الأنطاكي
(4)
، حدثنا ابن الأصبهاني
(5)
، قالوا: حدثنا جرير
(6)
، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة
(7)
، عن أبي هريرة قال: لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
⦗ص: 222⦘
سمعته يقولها فيهم، سمعته يقول:"هم أشد أمتي على الدجال"، وجاءت صدقاتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هذه صدقات قومنا"، وكانت عند عائشة سبية منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اعتقيها، فإنها من ولد إسماعيل"
(8)
.
ورواه أبو خيثمة
(9)
عن جرير هكذا.
(1)
أبو إسحاق النيسابوري المُطوِّعي المغازي.
(2)
هكذا جاء نسبه عند المصنف، وجاء نسبه عند ابن أبي حاتم والسمعاني والذهبي:"السورياني" بضم السين المهملة، والراء المكسورة، والياء المفتوحة آخر الحروف، وفي آخرها النون بعد الألف: نسبة إلى سوريان، قال السمعاني:"وظني أنَّها قرية من قرى نيسابور". انظر: المصادر السابقة، والأنساب (7/ 294).
وفرَّق السمعاني بين نسبة: السوريني، والسرياني، كما في الأنساب (7/ 294).
(3)
ابن محمَّد بن إبراهيم العبسي مولاهم، أبو الحسن الكوفي.
(4)
هو: أبو بكر بن هاشم.
(5)
هو: محمَّد بن عاصم بن عبد الله الثقفي مولاهم، الأصبهاني.
(6)
ابن عبد الحميد الضبي، وهو موضع الالتقاء.
(7)
ابن عمرو بن جرير البجلي، قيل: اسمه هرم، وقيل: عبد الله، وقيل غير ذلك.
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل غفار وأسلم. . وتميم وطيء- 4/ 1957، رقم 198 مكرر).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب العتق -باب من ملك من العرب رقيقًا فوهب وباع- 2/ 898، رقم 2405) من طريق زهير بن حرب عن جرير به.
(9)
هو: زهير بن حرب، وهو شيخ مسلم في هذا الحديث.
فائدة الاستخراج: 1/ تسمية عمارة في الإسناد: "ابن القعقاع".
2/ أتم المصنف رواية جرير، واقتصر مسلم على الإسناد، وساق بعض المتن.
11026 -
حدثنا علي بن عثمان النفيلي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير
(1)
، عن مغيرة
(2)
، عن الحارث العكلي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: لا أزال أحب بني تميم من ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، [سمعته]
(3)
يقول: "هم أشد أمتي على الدجال"، قال: وجاءت صدقاتهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هذه صدقات قومنا"، قال: وكانت
⦗ص: 223⦘
عند عائشة رضي الله عنها منهم سبية
(4)
، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أعتقيها، فإنها من ولد إسماعيل"
(5)
.
(1)
ابن عبد الحميد الضبي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
ابن مقسم الضبي.
(3)
زيادة من (ك).
(4)
في (ك): "سبية منهم".
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (11025).
فائدة الاستخراج: ذكر نسب الحارث في الإسناد "العكلي".
11027 -
حدثنا النَهْرِتيري
(1)
، حدثنا أبو معمر
(2)
، حدثنا جرير
(3)
، عن مغيرة
(4)
، عن الحارث العكلي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
(5)
.
(1)
بفتح النون وسكون الهاء وكسر الراء والتاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وبعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الراء: نسبة إلى قرية يقال لها: نهرتيري بنواحي البصرة.
وشيخ المصنف هنا هو: أبو عبد الله محمَّد بن موسى بن أبي موسى (ت 289 هـ).
قال الخطيب: "كان ثقة فاضلًا جليلًا، ذا قدر كبير ومحل عظيم"، وقال الخلال:"محمَّد بن موسى رجل معروف جليل مقرئ"، وقال الدارقطني:"شيخ لأهل بغداد جليل".
انظر: "تاريخ بغداد (3/ 241)، الأنساب (13/ 219).
(2)
هو: عبد الله بن عمرو التميمي المنقري مولاهم، المقعد البصري.
(3)
ابن عبد الحميد الضبي، وهو موضع الالتقاء.
(4)
ابن مقسم الضبي.
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (11025). =
⦗ص: 224⦘
= فائدة الاستخراج: ذكر نسب الحارث في الإسناد "العكلي".
11028 -
حدثنا عمر بن
(1)
شبة النميري، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني أبي
(2)
، حدثنا داود بن أبي هند
(3)
، عن الشعبي، عن أبي هريرة قال: لا أبغض بني تميم بعد ثلاث خصال سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول: "هم أشد الناس على الدجال
(4)
قتالا في الملاحم"، وجيء بسبي من بني العنبر
(5)
، وكان على عائشة محرر
(6)
، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أردت أن تفي نذرك
⦗ص: 225⦘
فأعتقي من هؤلاء"
(7)
.
(1)
(ك 5/ 194/ب).
(2)
هو عبد الوراث بن سعيد.
(3)
موضع الالتقاء هو: داود بن أبي هند.
(4)
جاء في الأصل "الجدال"، وجاء في نسخة (ك)"الحريق" -بدون نقط على الياء والقاف-، والصواب ما أثبته، وقد جاء مبينًا "الدجال" في إتحاف المهرة (5/ ق 190 /أالنسخة التركية)، وهو الصواب، وقد أشار إلى ذلك الإمام مسلم رحمه الله، كما سيأتي بيان قوله في فوائد الاستخراج إن شاء الله.
والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 84) من طريق مسلمة بن علقمة، والبيهقيُّ (9/ 75) من طريق شيخ مسلم حامد بن عمر البكراوي عن مسلمة بن علقمة عن داود به، وليست فيه هذه اللفظة.
(5)
هم جماعة من بني تميم، ينتسبون إلى العنبر بن عمرو بن تميم بن مرة بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار. الإنباه على قبائل الرواة (ص 82)، الأنساب (9/ 382).
(6)
المحرر: الذي جعل من العبيد حرًّا فأعتق. النهاية (1/ 362).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل غفار وأسلم. . وتميم وطيء- 4/ 1957، رقم 198 مكرر).
وتقدم تخريج البخاري له بنحو هذا الحديث، انظر حديث رقم (11025).
فائدة الاستخراج: 1/ تسمية داود في الإسناد "ابن أبي هند".
2 / ساق مسلم الإسناد، وأحال على رواية أبي زرعة عن أبي هريرة، ثمَّ قال: غير أنَّه -أي الشعبي- قال: "هم أشد الناس قتالًا في الملاحم"، ولم يذكر الدجال.
وبين أبو عوانة هنا لفظ رواية داود بن أبي هند عن الشعبي، وبينها وبين رواية أبي زرعة اختلاف ظاهر من حيث السياق، والله أعلم.
وساق أبو عوانة رواية داود بن أبي هند عن الشعبي من طريق عبد الوارث بن سعيد، وذكر فيه الدجال، وخالف مسلمة بن علقمة الذي روى الحديث عن داود بن أبي هند ولم يذكر فيه الدجال، كما بين ذلك مسلم، وساق تمام الحديث الحاكم، والبيهقيُّ كما تقدم، ولم يذكروا في روايتهم عن مسلمة:"الدجال".
من مناقب الشديد على دينه في جاهليته إذا أسلم، ومناقب خيار أهل الجاهلية عند أهل دينه إذا أسلم، وفقهه في الدين، ومثالب ذي الوجهين
11029 -
حدثنا عمران بن بكار الكلاعي
(1)
[الحمصي]
(2)
، حدثنا أبو تقي
(3)
، عن ابن سالم
(4)
، عن الزبيدي
(5)
، قال: أخبرني الزهري
(6)
، عن ابن المسيّب، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تجدون الناس معادن، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإِسلام إذا فقهوا، وتجدون من خير الناس في هذا الأمر أكرههم له قبل أن يقع فيه، وتجدون من شر الناس: ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه"
(7)
.
⦗ص: 227⦘
روى ابن وهب عن يونس عن الزهري
(8)
وذكر حديثنا.
(1)
أبو موسى البراد.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
هو: عبد الحميد بن إبراهيم الحضرمي، أبو تقي الحمصي الأكبر.
(4)
هو: عبد الله بن سالم الأشعري، الوحاظي اليحصبي، أبو يوسف الحمصي.
(5)
هو: محمَّد بن الوليد بن عامر الزبيدي، أبو الهذيل الحمصي القاضي.
(6)
موضع الالتقاء هو: الزهري.
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب خيار الناس- 4/ 1958، رقم 199).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب -باب علامات النبوة في الإِسلام- 3/ 1315، رقم 3394) من طريق أبي اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد به.
(8)
من هذا الطريق أخرجه مسلم رحمه الله.
11030 -
حدثنا أبو فروة الرهاوي، حدثنا خالد بن يزيد، حدثنا ورقاء
(1)
، عن أبي الزناد
(2)
، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجدون الناس معادن في الخير، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإِسلام إذا فقهوا، وتجدون من خير الناس أشدهم كراهية لهذا الشأن حتى يقع فيه، وتجدون من شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه"
(3)
.
(1)
ابن عمر اليشكري.
(2)
هو: عبد الله بن ذكوان، وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11029).
11031 -
حدثنا البرتي
(1)
، حدثنا القعنبي، حدثنا مغيرة
(2)
، عن أبي الزناد بإسناده إلى قوله:[إذا]
(3)
فقهوا"
(4)
.
(1)
أحمد بن محمَّد بن عيسى بن الأزهر البرتي البغدادي.
(2)
ابن عبد الرحمن الحزامي، وهو موضع الالتقاء.
(3)
زيادة من (ك).
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11029).
11032 -
حدثنا محمَّد بن حيوية، حدثنا أبو اليمان، أخبرنا
(1)
⦗ص: 228⦘
شعيب، عن أبي الزناد
(2)
، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجدون من خير الناس أشدهم كراهية
(3)
لهذا الأمر حتى يقع فيه، وتجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإِسلام إذا فقهوا"
(4)
.
(1)
جاء في الأصل: "حدثنا"، والتصويب من نسخة (ك)، وصحيح البخاري كما تقدم في تخريج الحديث رقم (11029)، وأبو اليمان لا يروى عن شعيب إلا بهذه =
⦗ص: 228⦘
= الصيغة (أخبرنا). انظر: تهذيب الكمال (7/ 150)، هدي الساري (ص 418).
(2)
هو: عبد الله بن ذكوان، وهو موضع الالتقاء.
(3)
(ك 5/ 195/ أ).
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11029).
مناقب نساء قريش
(1)
، والعلة التي أثنى عليهن
(2)
(1)
هكذا في الأصل وهو الصواب، وجاء في (ك):"مناقب قريش، ونسائها"، وهو خطأ؛ لأنَّ الأحاديث في سياق مناقب نساء قريش، وقد تقدم باب في مناقب قريش.
(2)
في (ك): "عليهم".
11033 -
حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا عبد الرزاق ح
وحدثنا الدبري، عن عبد الرزاق
(1)
، قال: أخبرنا معمر، عن همام ابن منبه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده"
(2)
.
(1)
الصنعاني، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل نساء قريش- 4/ 1958، رقم 200)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب النكاح -باب إلى من ينكح؟ وأي النساء خير؟ -5/ 1955، رقم 4794) من طريق الأعرج عن أبي هريرة.
11034 -
حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم
(1)
، حدثنا خالد بن مخلد، [قال]
(2)
: حدثني سليمان بن بلال، قال: حدثني سهيل، عن أبيه،
⦗ص: 230⦘
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
(3)
.
(1)
الأودي، وهو شيخ مسلم في هذا الحديث، وهو موضع الالتقاء.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11033).
فائدة الاستخراج: وقع للمصنف بدلًا عاليًا، حيث التقى مع مسلم في شيخه: أحمد بن عثمان ابن حكيم.
11035 -
حدثنا أبو الأزهر
(1)
، حدثنا عبد الله بن بكر
(2)
، حدثنا هشام
(3)
، عن محمَّد
(4)
، عن أبي هريرة
(5)
، عن النبي [قال]
(6)
: "خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده"
(7)
.
(1)
هو: أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي.
(2)
ابن حبيب السهمي الباهلي، أبو وهب البصري.
(3)
ابن حسان القردوسي، أبو عبد الله البصري.
(4)
ابن سيرين.
(5)
موضع الالتقاء في الصحابي الجليل: أبو هريرة رضي الله عنه.
(6)
زيادة من (ك).
(7)
انظر: تخريج الحديث رقم (11033).
11036 -
حدثنا محمَّد بن خالد بن خلي
(1)
الحمصي، حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه
(2)
، عن الزهري
(3)
، قال: حدثني سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ح
⦗ص: 231⦘
وحدثنا محمَّد بن يحيى
(4)
، عن هارون بن معروف
(5)
، قال: أخبرنا ابن وهب، حدثني يونس بن يزيد
(6)
، عن ابن شهاب، قال: حدثني سعيد بن المسيّب، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
(7)
يقول: "نساء قريش خير نساء ركبن الإبل، أحناه على طفل، وأرعاه على زوج في ذات يده".
قال: يقول أبو هريرة على إثر ذلك: ولم تركب مريم بنت عمران عليها السلام بعيرًا قط
(8)
.
(1)
ابن خلي -بوزن علي-، الكلاعي، أبو الحسين الحمصي.
(2)
هو شعيب بن أبي حمزة.
(3)
موضع الالتقاء في الإسناد الأوّل هو: الزهري.
(4)
الذهلي.
(5)
المروزي، أبو علي الخزاز الضرير.
(6)
موضع الالتقاء في الإسناد الثاني هو: يونس بن يزيد.
(7)
في (ك): "النبي صلى الله عليه وسلم".
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل نساء قريش- 4/ 1959، رقم 201).
11037 -
حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق
(1)
، قال: حدثنا
(2)
معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أم هانئ بنت أبي طالب، فقالت: يا رسول الله! إني قد كبرت، ولي عيال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"خير نساء ركبن الإبل: نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده".
⦗ص: 232⦘
قال أبو هريرة: ولم تركب مريم بنت عمران بعيرًا قط
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: عبد الرزاق الصنعاني.
(2)
في (ك): "أخبرنا".
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل نساء قريش -4/ 1959، رقم 201 مكرر).
فائدة الاستخراج: أن رواية الدبري عن عبد الرزاق فيها زيادة، وهي قول أبي هريرة، وأما رواية شيوخ مسلم عن عبد الرزاق ليس فيها قول أبي هريرة.
11038 -
حدثنا أبو الأزهر، حدثنا عبد الرزاق
(1)
"أخبرنا معمر، عن ابن طاؤس
(2)
، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: عبد الرزاق الصنعاني.
(2)
(ك 5/ 195/ ب).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل نساء قريش -4/ 1959، رقم 202).
فائدة الاستخراج: ساق المصنف رواية عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاؤس عن أبيه عن أبي هريرة، وساق مسلم الإسناد، ثمَّ جاء عبد الرزاق بتحويل إلى إسناد معمر عن همام بن منبه، وساق لفظ همام، ولم يسق لفظ رواية ابن طاؤس عن أبيه.
11039 -
حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان بن عيينة
(1)
، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة وحدثنا سفيان، عن
(2)
ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال
⦗ص: 233⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير نساء ركبن الإبل، قال أحدهما: صالح نساء قريش، وقال الآخر: نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء في كلا الإسنادين هو: سفيان بن عيينة.
(2)
في (ك): "حدثنا".
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل نساء قريش -4/ 1958، رقم 200).
11040 -
حدثنا أبو العباس
(1)
البرتي القاضي، حدثنا القعنبي، حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد
(2)
، بإسناده مثله:"صالح نساء قريش"
(3)
.
(1)
هو: أحمد بن محمَّد بن عيسى بن الأزهر البرتي.
(2)
هو: عبد الله بن ذكوان، وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11039).
مناقب أبي طلحة
(1)
رضي الله عنه
-
(1)
أبو طلحة: مشهور بكنيته، واسمه: زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري النجاري، كان من فضلاء الصحابة، وهو زوج أم سليم، وكان راميًا، ولذلك كان ينشد فيقول:
أنا أبو طلحة واسمي زيد
…
وكل يوم في سلاحي صيد
وأنفق بيرحاء، وكانت من أحب أمواله، بعدما نزلت:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بخ بخ، ذاك مال رابح"، توفي رضي الله عنه سنة (34 هـ) انظر: السير (2/ 27)، الإصابة (2/ 607).
11041 -
حدثنا حمدون بن أحمد
(1)
السمسار وهو ابن أخت سعدويه الواسطي، واسمه: محمَّد، ولقبه حمدون، حدثنا هدبة بن خالد
(2)
، حدثنا حماد بن سلمة
(3)
، عن ثابت، [عن أنس]
(4)
: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم-آخى بين أبي عبيدة بن الجراح، و [بين]
(5)
أبي طلحة
⦗ص: 235⦘
رضي الله عنهما
(6)
.
(1)
ابن سلم، أبو جعفر السمسار، قال أبو عوانة هنا: ابن أخت سعدويه، وفي تاريخ بغداد والإكمال: ابن بنت سعدويه الواسطي (ت 280 هـ).
قال الدارقطني: "لا بأس به".
انظر: تاريخ بغداد (8/ 178)، الإكمال لابن ماكولا (2/ 551).
(2)
ابن الأسود القيسي الثوباني، أبو خالد البصري.
(3)
موضع الالتقاء هو: حماد بن سلمة.
(4)
سقطت من الأصل، وهي مثبتة في نسخة (ك) وصحيح مسلم.
(5)
زيادة من (ك).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه- 4/ 1960، رقم 203).
11042 -
حدثنا أبو قلابة، حدثنا أبو ربيعة
(1)
، حدثنا حماد بن سلمة
(2)
بإسناده مثله
(3)
.
(1)
هو: زيد بن عوف البصري، ولقبه فهد.
(2)
موضع الالتقاء هو: حماد بن سلمة.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11041).
من مناقب أصحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حالف بينهم وهم
(1)
: قريش والأنصار، وبيان إبطال الحلف في الإسلام
(1)
هكذا في الأصل وهو المناسب للسياق، وجاء في (ك):"وبين".
11043 -
حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، حدثنا حسين الجعفي
(1)
، عن مجمع
(2)
بن يحيى، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة
(3)
، عن أبي موسى قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب، ثمَّ قلنا: لو انتظرنا حتى نصلي معه العشاء، قال: فخرج علينا فقال: "ما زلتم هاهنا"، قلنا: نعم يا رسول الله، قلنا نصلي معك العشاء، قال:"أحسنتم -أو أصبتم- ثمَّ رفع رأسه إلى السماء، وكان كثيرًا ما يرفع رأسه إلى السماء، فقال: "إن النجوم أمنة السماء، وإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد
(4)
، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما
⦗ص: 237⦘
يوعدون، وأصحاب أمنة لأمتي، وإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون"
(5)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: حسين الجعفي.
(2)
بضم الميم، وفتح الجيم، وتشديد الميم المكسورة وفتحها.
التقريب (ص 520)، المغني في ضبط أسماء الرجال (ص 222).
(3)
هو: أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، قيل: اسمه عامر، وقيل: الحارث (ت 104 هـ). التقريب (ص 621)، وجاء في (ك):"عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى".
(4)
في (ك): "توعدون".
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب بيان أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه- 4/ 1961، رقم 207).
11044 -
حدثنا أبو بكر الجعفي ابن أخي حسين
(1)
، حدثنا حسين الجعفي
(2)
، حدثنا مجمع بن يحيى الأنصاري بإسناده: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن ننتظر صلاة العشاء الآخرة، فقال لنا:"لم تزالوا تنتظرون هذه الصلاة"؟ قلنا: نعم، قال:"أصبتم" أو "قد أصبتم"، ثمَّ رفع رأسه إلى السماء، فذكر مثله
(3)
.
(1)
(ك 5/ 196 /أ).
(2)
موضع الالتقاء هو: حسين الجعفي.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11043).
من مناقب التابعين، [وأتباع التابعين]
(1)
، وتبعة التابعين والقرن الذين
(2)
بعدهم
(1)
زيادة من (ك).
(2)
في (ك): "الذي يأتي".
11045 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا حجاج
(1)
، عن ابن جريج
(2)
، قال: أخبرني أبو الزبير
(3)
، أنَّه سمع جابر بن عبد الله يقول: زعم أبو سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(4)
قال: "سيأتي على الناس زمان يبعث فيهم البعث، فيقول: انظروا هل فيكم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد، فيوجد الرجل الواحد، فيفتح لهم به، ثمَّ يبعث منهم البعث، فيقول: انظروا هل فيكم من صحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد، فيوجد، فيفتح لهم به، ثمَّ يبعث [منهم]
(5)
بالبعث الثالث، فيقول: انظروا هل فيكم من رأى من رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد، فيوجد، فيفتح لهم به، ثمَّ يبعث الرابع، فيقال: هل فيكم من رأى من رأى من رأى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 239⦘
أحد، فيوجد، فيفتح لهم به"
(6)
.
(1)
ابن محمَّد المصيصي.
(2)
هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وهو موضع الالتقاء.
(3)
هو: محمَّد بن مسلم بن تدرس المكي.
(4)
في (ك): "النبي".
(5)
زيادة من (ك).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضل الصحابة ثمَّ الذين يلونهم- 4/ 1962، رقم 209).
فائدة الاستخراج: هو التصريح بسماع أبي الزبير من جابر.
11046 -
حدثنا علي بن حرب، حدثنا سفيان
(1)
، عن عمرو
(2)
، سمع جابر بن عبد الله، يخبر عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي على الناس زمان يغزو فيه فئام
(3)
من الناس، فيقال: هل فيكم من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقال: نعم، فيفتح لهم، ثمَّ يأتي عليهم زمان يغزو فيه فئام من الناس، فيقال: هل فيكم من صحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقال: نعم، فيفتح لهم، ثمَّ يأتي عليهم زمان يغزو فيه فئام من الناس، فيقال: هل فيكم من صحب من صاحبهم، فيقال: نعم، فيفتح لهم"
(4)
.
(1)
ابن عيينة، وهو موضع الالتقاء.
(2)
هو ابن دينار.
(3)
أي جماعة. غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 213).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضل الصحابة ثمَّ الذين يلونهم ثمَّ الذين يلونهم- 4/ 1962، رقم 208).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم 3/ 1335، رقم 3449) من طريق علي بن المديني عن سفيان به.
11047 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا سريج بن النعمان
(1)
، حدثنا سفيان بن عيينة
(2)
، عن عمرو، سمع جابر بن عبد الله يقول: حدثنا أبو سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي على الناس زمان يغزوا فيه فئام منهم
(3)
فيقال: هل فيكم من أصحاب
(4)
النبي صلى الله عليه وسلم، فيقولون: نعم
(5)
، فيفتح لهم، ثمَّ يأتي فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب
(6)
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثمَّ يأتي على الناس زمان يغزون في
(7)
فئام من الناس، فيقال: هل فيكم من صحب من صاحبهم، فيقولون
(8)
: نعم، فيفتح لهم"
(9)
.
(1)
ابن مروان الجوهري اللؤلؤي، أبو الحسن البغدادي.
(2)
موضع الالتقاء هو: سفيان بن عيينة.
(3)
في (ك): "من الناس".
(4)
في (ك): "صحب".
(5)
(ك 5/ 196 / ب).
(6)
في (ك): "صحب".
(7)
جاء في (ك): "يغزو فيه".
(8)
في (ك): "فيقال".
(9)
انظر: تخريج الحديث رقم (11046).
11048 -
ز- حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا حجاج
(1)
، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنَّه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت
⦗ص: 241⦘
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "سيأتي على الناس يوم ولو يسمع بالرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء البحور
(2)
يلتمسونه فلا يوجد"
(3)
.
(1)
ابن محمَّد المصيصي.
(2)
في (ك): "البحر".
(3)
هذا الحديث من زيادات المصنف، ورجال الإسناد قد تقدّمت تراجمهم، وهو إسناد صحيح، وقد أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 132، رقم 2182) من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بنحوه، قال الهيثمي:"رواه أبو يعلى من طريقين، ورجالهما رجال الصحيح"(مجمع الزوائد 10/ 18).
وقد أخرجه أيضًا أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده، كما نبه على ذلك البوصيري (مختصر إتحاف المهرة 10/ 317).
وأخرجه أيضًا الديلمي في الفردوس (2/ 320)، أيضًا من حديث جابر، ولم أقف على إسناد الديلمي في المطبوع من الفردوس.
قال ابن حجر في إتحاف المهرة: "وروي معناه عن جابر عن أبي سعيد" يريد بذلك حديث رقم (11045) وقد تقدم. إتحاف المهرة (3/ 459، 460).
11049 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا محاضر
(1)
، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم
(2)
، عن عبيدة
(3)
، قال: قال عبد الله
(4)
: قال
⦗ص: 242⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ يجيء قوم تسبق أيمانهم شهادتهم، وشهادتهم أيمانهم"
(5)
.
(1)
ابن المورع -بضم الميم، وفتح الواو وتشديد الراء المكسورة- الهمداني اليامي، أبو المورع الكوفي.
(2)
النخعي، وهو موضع الالتقاء.
(3)
بفتح أوله، وكسر الموحدة، وسكون المثناة تحت، تليها قال مهملة ثمَّ هاء.
تهذيب الكمال (19/ 266)، توضيح المشتبه (6/ 129).
(4)
هو: ابن مسعود رضي الله عنه.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضل الصحابة ثمَّ الذين يلونهم ثمَّ الذين يلونهم-4/ 1963، رقم 211)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم-3/ 1335، رقم 3451) من طريق سفيان عن منصور عن إبراهيم به.
11050 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا أبو يحيى
(1)
الحماني
(2)
، حدثنا الأعمش بمثله
(3)
.
(1)
هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني.
(2)
بكسر الحاء المهملة، وفتح الميم المشددة، وفي آخرها النون: نسبة إلى بني حمان، وهي قبيلة [من تميم] نزلوا الكوفة. الأنساب (4/ 235)، وما بين المعكوفتين زيادة من اللباب (1/ 386).
(3)
موضع الالتقاء هو: إبراهيم النخعي.
وانظر: تخريج الحديث رقم (11049).
11051 -
حدثنا علي بن حرب، حدثنا وكيع، عن الأعمش، بإسناده مثله
(1)
، إلا أنَّه قال بعد قرني ثلاث مرات:"ثمَّ الذين يلونهم".
(1)
موضع الالتقاء هو: إبراهيم النخعي. وانظر: تخريج الحديث رقم (11049).
11052 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة
(1)
، عن الأعمش، ومنصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله،
⦗ص: 243⦘
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيركم قرني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ يخلف قوم تسبق أيمانهم شهادتهم، وشهادتهم أيمانهم"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (11049).
فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ رواية شعبة، بينما اقتصر مسلم على الإسناد، وأحال على رواية جرير، وبين أن رواية شعبة ليس فيها:"سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم".
11053 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة
(1)
، عن منصور
(2)
، والأعمش، عن إبراهيم
(3)
، عن عبيدة السلماني، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير أمتي قرني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ يجيء قوم تسبق أيمانهم شهادتهم، ويشهدون قبل أن يستشهدوا"
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(2)
ابن المعتمر.
(3)
هو النخعي.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11049).
فائدة الاستخراج: ساق المصنف رواية شعبة من طريق أبي داود الطيالسي، وفيها زيادة قوله:"ويشهدون قبل أن يستشهدوا"، وليس هي في رواية مسلم من طريق منصور.
11054 -
حدثنا محمَّد بن إسماعيل بن سالم الصائغ
(1)
، وأبو جعفر محمَّد بن أحمد ابن المثنى
[*]
الموصلي،
⦗ص: 244⦘
والصغاني، قالوا: حدثنا يحيى بن أبي بكير
(2)
، حدثنا شعبة
(3)
، عن سليمان
(4)
، ومنصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خيركم قرني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ ينبغ
(5)
قوم
(6)
تبدر أيمانهم شهادتهم، وشهادتهم أيمانهم"
(7)
.
حديثهم واحد.
(1)
أبو جعفر القرشي العباسي مولى المهدي، البغدادي.
(2)
اسمه: نسر بن أسيد القيسي، أبو زكريا الكرماني.
(3)
موضع الالتقاء هو: شبعة.
(4)
هو الأعمش.
(5)
جاء في (ك): "يتبع".
(6)
(ك 5/ 197 /أ).
(7)
انظر: تخريج الحديث رقم (11048).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة ونسخة فيض الله (8/ ق 57/ أ) إلا أن فيها الإشارة للسقط: (ابن المثنى)، وصوابه:(ابن أبي المثنى)، وهو على الصواب في نسخة كوبريللو (5/ ق 197/ أ) من الهامش، وإتحاف المهرة (12902)، وقد ورد على الصواب في المواضع التالية (2116، 6441)، واستدركه محققو الكتاب من كتب التراجم في الموضع التالي (4035)، واسم أبي المثنى: يحيى وهو ابن عيسى بن هلال، انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (6/ 593)، السير للذهبي (13/ 139)، وقد ورد اسمه على الخطأ في الثقات لابن حبان (9/ 143)[خلافا للمجروحين (2/ 180)]، طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/ 263) وما تبعه من كتب تراجم الحنابلة، مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي (ص 136).
11055 -
حدثنا جعفر
(1)
القلانسي
(2)
، ويزيد بن عبد الصمد، قالا: حدثنا آدم ابن أبي إياس، حدثنا ورقاء
(3)
، عن منصور
(4)
، عن إبراهيم
(5)
، عن عبيدة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الناس
⦗ص: 245⦘
قرني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، [ثم الذين يلونهم]
(6)
، ثمَّ يجيء قوم تبدر شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته"
(7)
.
(1)
ابن حماد، أبو الفضل الرملي القلانسي الزاهد، نزيل عسقلان.
(2)
بفتح القاف، واللام ألف بعدهما النون المكسورة، وفي آخرها سين مهملة: هذه النسبة إلى القلانس، جمع القلنسوة وعملها، ولعل بعض أجداد المنتسب إليها كانت صنعته عمل القلانس. انظر: الأنساب (10/ 531).
(3)
ابن عمر اليشكري.
(4)
ابن المعتمر، وهو موضع الالتقاء.
(5)
النخعي.
(6)
زيادة من (ك).
(7)
انظر: تخريج الحديث رقم (11048).
11056 -
حدثنا محمَّد بن شاذان الجوهري، حدثنا زكريا بن عليّ، حدثنا جرير
(1)
، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله قال: قيل: يا رسول الله! أي الناس خير؛ قال: "قرني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ يجيء قوم تبدر شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته"
(2)
.
(1)
ابن عبد الحميد الضبي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (11048).
11057 -
حدثنا عبد الملك بن محمَّد بن عبد الله الرقاشي، ومحمد بن سنان
(1)
البصري [أخو يزيد]
(2)
، قالا: حدثنا أزهر السمان
(3)
، عن ابن عون، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، أن
(4)
النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الناس قرني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم".
زاد ابن سنان في حديثه: "قرني الذي بعثت فيهم، ثمَّ
⦗ص: 246⦘
الثاني، والثالث، ثمَّ يحدث بعدهم قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته"
(5)
.
(1)
ابن الذيال القزاز البصري.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
موضع الالتقاء هو: أزهر السمان.
(4)
في (ك): "عن".
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (11048).
فائدة الاستخراج: زيادة ابن سنان في حديثه عن أزهر السمان، وهذه الزيادة ضعيفة، لتفرد محمَّد بن سنان بها، وهو ضعيف.
11058 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا هشيم
(1)
ح
وحدثنا جعفر بن محمَّد القلانسي، حدثنا آدم، حدثنا هشيم ح
وحدثنا أبو أمية، حدثنا خضر بن محمَّد
(2)
، حدثنا هشيم، عن أبي بشر
(3)
، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم، ثمَّ الذين يلونهم" والله أعلم أذكر الثالث أم لا؟ "ثمَّ يجيء قوم يحبون السمانة
(4)
، ويشهدون قبل أن يستشهدوا"
(5)
.
(1)
ابن بشير، وهو موضع الالتقاء في الأسانيد الثلاثة.
(2)
ابن شجاع الجزري، أبو مروان الحراني.
(3)
هو: جعفر بن أبي وحشية.
(4)
هكذا هو في الأصل وصحيح مسلم، وجاء في (ك):"الشهادة".
والمراد بقوله: "السمانة": أي يحبون التوسع في المآكل والمشارب، وهي أسباب السمن -بالتشديد-. فتح الباري (5/ 308).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضل الصحابة ثمَّ الذين =
⦗ص: 247⦘
= يلونهم ثمَّ الذين يلونهم-4/ 1963، رقم 213).
11059 -
حدثنا أبو داود الحراني، ومحمد بن حيان المازني
(1)
بالبصرة، وجعفر بن هاشم في دار كعب، وأبو قلابة
(2)
، قالوا: حدثنا أبو الوليد
(3)
، حدثنا أبو عوانة
(4)
، عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"خير أمتي قرني الذي أنا فيه، ثمَّ الذين يلونهم" ثمَّ لا أدري أذكر الثالث أم لا؟ "ثمَّ يخلف بعد ذلك خلوف يعجبهم
(5)
السمانة، ويشهدون ولا يستشهدون"
(6)
.
(1)
أبو العباس البصري (مات بعد التسعين ومائتين من الهجرة).
(2)
هو: عبد الملك بن محمَّد الرقاشي.
(3)
هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي، وهو موضع الالتقاء.
(4)
الوضاح بن عبد الله اليشكري. التقريب (ص 580).
(5)
(ك 5/ 197 / ب).
(6)
انظر: تخريج الحديث رقم (11058).
فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ حديث أبي الوليد الطيالسي عن أبي عوانة، واقتصر مسلم على الإسناد دون المتن.
11060 -
حدثنا أبو جعفر الدارمي
(1)
، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا شعبة
(2)
، عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم قرني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم"
⦗ص: 248⦘
فلا أدري أذكر
(3)
الثالثة أم لا؟ "ثمَّ يخلف قوم سمان، أو يحبون السمانة ثمَّ يشهدون ولا يستشهدون"
(4)
.
(1)
هو: أحمد بن سعيد بن صخر بن سليمان الدارمي السرخسي.
(2)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(3)
في (ك): "ذكر".
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11058).
فائدة الاستخراج: هو سياق لفظ رواية شعبة، حيث إن مسلمًا ساق الإسناد وبين الاختلاف في المتن مع رواية أبي عوانة (الوضاح بن عبد الله اليشكري) عن أبي بشر، وأحال عليها، دون أن يسوق المتن بتمامه.
11061 -
حدثنا عمار بن رجاء، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة ح
وحدثنا أبو أمية، حدثنا أبو النضر
(1)
، حدثنا شعبة
(2)
، عن أبي جمرة
(3)
، قال: سمعت زهدم بن مضرب [الجرمي]
(4)
، يحدث أنَّه سمع عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن خير أمتي قرني"، وقال أبو النضر:"إن خيركم قرني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم" ثمَّ قال عمران: لا أدري أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه قرنين أو ثلاثة، قال: ثمَّ قال: "ثمَّ يجيء بعدهم قوم يخونون ولا يتمنون
(5)
، ويشهدون
⦗ص: 249⦘
ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن"
(6)
.
(1)
هو: هاشم بن القاسم البغدادي، مشهور بكنيته، ولقبه قيصر.
(2)
موضع الالتقاء في كلا الإسنادين هو: شعبة.
(3)
بالجيم، واسمه: نصر بن عمران الضبعي. التقريب (ص 561).
(4)
زيادة من (ك).
(5)
هكذا جاء في الأصل، وفي نسخة (ك)، وهو أيضًا في أكثر نسخ صحيح مسلم: بتشديد النون، كما قال النوويّ، وقال غيره: هو نظير قوله: "ثمَّ يتزور" موضع =
⦗ص: 249⦘
= قوله: "يأتزر"، وادعى أنَّه شاذ، ولكن قرأ ابن محيصن:{فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} [البقرة: 283] ووجهه ابن مالك بأنّه شبه بما فاؤه واوًا أو تحتانية، قال: وهو مقصور على السماع.
ولكن نبه النوويّ: أن في بعض نسخ صحيح مسلم "يؤتمنون"، ومعناه يخونون خيانة ظاهرة، بحيث لا يبقى معها أمانة. شرح صحيح مسلم (16/ 131)، الفتح (5/ 307).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضل الصحابة ثمَّ الذين يلونهم ثمَّ الذين يلونهم- 4/ 1964، رقم 214).
11062 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة
(1)
، أخبرني أبو جمرة، قال: سمعت زهدم بن مضرب، يحدث عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير أمتي قرني. . ." فذكر نحوه
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(2)
انظر: الحديث رقم (11061).
11063 -
حدثنا بكار بن قتيبة، ويونس بن حبيب، وعمار بن رجاء، قالوا: حدثنا أبو داود، حدثنا هشام
(1)
، عن قتادة، عن زرارة
(2)
، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير أمتي القرن الذي
⦗ص: 250⦘
بعثت فيهم، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ يجيء قوم ينذرون ولا يوفون، ويخونون ولا يتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، ويفشو فيهم السمن"
(3)
.
(1)
الدستوائي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
بضم أوله: ابن أوفى العامري.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضل الصحابة ثمَّ الذين يلونهم ثمَّ الذين يلونهم-4/ 1965، رقم 215).
11064 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا عمرو بن أبي رزين
(1)
، حدثنا هشام الدستوائي
(2)
، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خير هذه الأمة: القرن الذي بعثت فيهم، ثمَّ الذين يلونهم"
(3)
.
(1)
لم أقف عليه.
(2)
موضع الالتقاء هو: هشام الدستوائي.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11063).
11065 -
حدثنا عبد الله بن مهران
(1)
النحوي أبو بكر الضرير ببغداد في مسجد الرصافة
(2)
، حدثنا معلى بن مهدي
(3)
الموصلي،
⦗ص: 251⦘
حدثنا أبو عوانة
(4)
، عن قتادة، عن زرارة، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الناس قرني الذي أنا فيهم، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ يأتي قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه
(5)
، ويمينه شهادته"
(6)
.
(1)
ابن الحسن البغدادي. قال الدارقطني: "لا بأس به"، قال الخطيب:"كان ثقة". انظر: سؤالات الحاكم للدارقطني (صـ 122 - رقم 122 وفيه ابن الحسين)، "تاريخ بغداد (10 - 178).
(2)
بضم أوله: وهي التي تقع في الجانب الشرقي من بغداد، كان المهدي عسكر بها، وأمره المنصور أن يبني بها دورًا، فالتحق بها الناس، وعمروها، وبنى بها جامعًا أكبر من جامع أبيه. انظر: مراصد الأطلاع (2/ 617).
(3)
هو: أبو يعلى الموصلي الزاهد.
(4)
هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وهو موضع الالتقاء.
(5)
(ك 5/ 198 / أ).
(6)
انظر: تخريج الحديث رقم (11061).
فائدة الاستخراج: 1/ ذكر المصنف تمام رواية أبي عوانة، حيث إن مسلمًا ذكر طرفًا منها، وبين الزيادة في حديث أبي عوانة، كما سيأتي.
2 / ذكر المصنف لفظ أبي عوانة كاملًا دون شك، حيث إن مسلمًا ساقه بالشك، حيث قال:"زاد في حديث أبي عوانة: "قال: والله أعلم أذكر الثالث أم لا"؟
11066 -
حدثنا أبو توبة مؤذن مسجد الجامع بعسقلان
(1)
، حدثنا حسين بن علي الجعفي
(2)
، عن زائدة، عن السدي، عن البهي، عن
⦗ص: 252⦘
عائشة قالت: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس خير؟ قال: "القرن الذي أنا فيهم، ثمَّ الثاني، ثمَّ الثالث"
(3)
.
(1)
هو: أحمد بن سالم العسقلاني.
قال الذهبي: "حدث عن حسين الجعفي بخبر موضوع" أ. هـ.
قال ابن حجر: وهذا الحديث هو: "نعم الشفيع القرآن. ." الحديث، وأخرجه الجوزقاني في الأباطيل، وقال: ليس له أصل من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكره أبو أحمد الحاكم في الكنى وسكت عنه.
انظر: الكنى لأبي أحمد الحاكم (2/ 397)، الأباطيل والمناكير للجوزقاني (2/ 285، رقم 689)، الميزان (1/ 100)، لسان الميزان (1/ 176).
(2)
موضع الالتقاء هو: حسين بن علي الجعفي.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضل الصحابة ثمَّ الذين يلونهم ثمَّ الذين يلونهم- 4/ 1965، رقم 216).
11067 -
حدثنا أبو زكريا الأعرج
(1)
، عن إسحاق بن منصور
(2)
عن حسين
(3)
بمثله
(4)
.
(1)
يحيى بن زكريا بن يحيى النيسابوري.
(2)
ابن بهرام الكوسج، أبو يعقوب التميمي المروزي (ت 251 هـ).
وثقه الأئمة؛ كمسلم، والنسائيُّ، وابن حجر، وغيرهم.
انظر: تاريخ بغداد (6/ 362)، تهذيب الكمال (2/ 474)، التقريب (ص 103).
(3)
ابن علي الجعفي وهو: موضع الالتقاء.
(4)
انظر تخريج الحديث رقم (11066).
[باب]
(1)
: بيان المدة؛ التي لم يبق بعدها من كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحظر سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والدليل على أن أصحابه الخيار الذين صحبوه في أول الإسلام
(1)
زيادة من (ك).
11068 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا حجاج بن محمَّد
(1)
، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزيبر، أنَّه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت بشهر: "تسألوني
(2)
عن الساعة، وإنما علمها عند الله، وأقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة اليوم تأتي عليها مائة سنة"
(3)
.
(1)
المصيصي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
جاء في (ك)"سلوني".
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب قوله صلى الله عليه وسلم "لا تأتي مائة سنة. . ." الحديث- 4/ 1966، رقم 218).
11069 -
حدثنا عباس الدوري، والصائغ بمكة، قالا: حدثنا حجاج
(1)
، عن ابن جريج بإسناده نحوه
(2)
.
(1)
ابن محمَّد المصيصي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (11068).
11070 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا يزيد بن هارون
(1)
،
⦗ص: 254⦘
أخبرنا سليمان التيمي، عن أبي نضرة
(2)
، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما منكم من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ".
قال يزيد: وأخبرنا سليمان بن عبد الرحمن صاحب السقاية
(3)
، عن جابر بمثله قال: ففسر جابر نقصانا من العمر
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: يزيد بن هارون.
(2)
هو: المنذر بن مالك بن قُطَعة العبدي العوقي.
(3)
هو عبد الرحمن بن آدم البصري. تهذيب الكمال (16/ 505).
(4)
أخرج مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تأتي مائة سنة. . ." الحديث-4/ 1966، رقم 218 مكرر.
فائدة الاستخراج: أتم المصنف رواية يزيد بن هارون سندا ومتنا، بينما اقتصر مسلم على طرف الإسناد ثمَّ أحال إلى لفظ رواية المعتمر، وتميزت رواية يزيد بما يلي:
أ- بيان الراوى عن عبد الرحمن صاحب السقاية، وهو: سليمان التيمي.
ب- أن التفسير للحديث وقع من جابر رضي الله عنه، وليس من عبد الرحمن صاحب السقاية، كما هو ظاهر سياق مسلم رحمه الله.
11071 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا عبد الله بن أبي شيبة
(1)
، حدثنا أبو خالد الأَّمر
(2)
، عن داود
(3)
، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك سألوه عن الساعة، فقال
⦗ص: 255⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تأتي مائة سنة، وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم"
(4)
.
(1)
هو: أبو بكر بن أبي شيبة، وهو موضع الالتقاء.
(2)
هو: سليمان بن حيان الأزدي.
(3)
ابن أبي هند، كما سيأتي في رواية الحديث رقم (11072).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تأتي مائة سنة" (4/ 1967، رقم (219).
فائدة الاستخراج:
1/ ذكر المصنف الرواية عن أبي بكر بن أبي شيبة بكنية سليمان بن حيان (أبو خالد الأحمر) بينما جاءت عند مسلم بالتصريح باسمه.
2 / ساق المصنف لفظ رواية أبي بكر بن أبي شيبة، حيث أن مسلما ساق لفظ الحديث من رواية ابن نمير عن أبي خالد الأحمر.
11072 -
حدثنا علي بن سهل البزار
[*]
، حدثنا خالد بن يزيد المزرفي القرني
(1)
، حدثنا علي بن مسهر، عن داود بن أبي هند
(2)
، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ قال: "لا تأتي على الناس مائة سنة، ونفس منفوسة اليوم حية"
(3)
.
⦗ص: 256⦘
رواه أبو الوليد
(4)
عن أبي عوانة، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "ما من نفس تبلغ مائة سنة"، فقال سالم: تذاكرنا ذلك عنده، إنما هي "كل نفس مخلوقة يومئذ"
(5)
، أخرجها مسلم عن أبي سعيد
(6)
وجابر.
(1)
أبو الهيثم القرني -سكون الراء- القطربلي، من قرية بين المزرفة وقطربل تسمى: القرن، من أعمال بغداد. انظر: الأنساب (10/ 393)، مراصد الأطلاع (3/ 1083).
(2)
موضع الالتقاء هو: داود بن أبي هند.
(3)
انظر تخريج الحديث رقم (11071).
فائدة الاستخراج:
1/ تسمية داود في الإسناد: "ابن أبي هند".
2 / جاء في رواية المصنف أن السائل رجل واحد، وعند مسلم أن السائل جماعة، كما يظهر من قوله في رواية مسلم:"سألوه".
(4)
هو: الطيالسي.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تأتي مائة سنة. . . " 4/ 1967، رقم (220)، من طريق إسحاق بن منصور عن أبي الوليد به.
(6)
أما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فقد تقدم تخريجه برقم (11071).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: صوابه: البزاز، وانظر حاشيتنا تحت حديث (8181).
11073 -
حدثنا كيلجة محمَّد بن صالح، حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا
(1)
أبي، حدثنا الأعمش، عن سالم
(2)
، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما على ظهر الأرض من نفس منفوسة
(3)
تأتي عليها مائة سنة". قال سليمان
(4)
: أراه ذكر مائة سنة
(5)
.
(1)
في (ك): "أخبرنا".
(2)
ابن أبي الجعد (واسمه رافع) الأشجعي مولاهم الكوفي، وهو موضع الالتقاء.
(3)
(ك 5/ 198 / ب).
(4)
هو: الأعمش.
(5)
أخرجه مسلم (كتاب فضائل الصحابة باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تأتي مائة سنة" 4/ 1967، رقم (220).
11074 -
حدثنا السلمي، حدثنا عبد الرزاق
(1)
، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم
(2)
، وأبي بكر بن سليمان، أن عبد الله بن عمر قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلم قام، قال:"أرأيتم ليلتكم هذه، وإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى من على ظهر الأرض أحد" يريد بذلك: أن ينخرم ذلك القرن، فلا يبقى أحد
(3)
.
(1)
الصنعاني، وهو موضع الالتقاء.
(2)
ابن عبد الله بن عمر.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم"لا تأتي مائة سنة" 4/ 1965، رقم 217).
11075 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا أبو اليمان
(1)
، أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن سالم، وأبي بكر بن أبي حثمة، أن عبد الله بن عمر قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلم قام فقال:"أرأيتم ليلتكم هذه، وإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد".
يريد بذلك: أنها تخرم ذلك القرن
(2)
.
(1)
هو: الحكم بن نافع، وهو موضع الالتقاء.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (11074).
فائدة الاستخراج: ذكر أبو عوانة متن رواية أبي اليمان، واكتفى مسلم بذكر إسنادها.
11076 -
حدثنا ابن الجنيد، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن أخي الزهري
(1)
، عن عمه
(2)
قال: أخبرني سالم، عن أبيه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء. . . وذكر الحديث بمثله
(3)
، ولم يذكر أبا بكر
(4)
.
(1)
هو: محمَّد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري.
(2)
هو: الزهري، وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11074).
(4)
أي: أن ابن أخي الزهري في روايته عن الزهري لم يذكر أبا بكر بن أبي حثمة، والصواب هو ذكر أبي بكر بن أبي حثمة، كما رواه شعيب، عن الزهري وهو من أوثق أصحاب الزهري.
11077 -
حدثنا محمَّد بن إسماعيل
(1)
الأحمسي، وإبراهيم بن عبد الله بن أبي الخيبري
(2)
، القصار
(3)
الكوفيان، وابن أبي رجاء المصيصي، قالوا. . حدثنا وكيع بن الجراح
(4)
، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد
⦗ص: 259⦘
ذهبا ما أدرك مُدّ
(5)
أحدهم ولا نصيفه"
(6)
.
(1)
ابن سمرة الأحمسي، أبو جعفر الكوفي السراج.
(2)
أبو إسحاق العبسي الكوفي القصار.
(3)
بفتح القاف وتشديد الصاد المهملة وفي آخرها الراء: هذه النسبة إلى قصارة الثياب، ومعنى القصار: المحوِّر للثياب؛ لأنه يدقها بالقصرة إلى هي القطعة من الخشب،
وحرفته القصارة. انظر: الأنساب (10/ 432)، لسان العرب (5/ 104).
(4)
موضع الالتقاء هو: وكيع بن الجراح.
(5)
أصل المد -بالضم-: مقدر بأن يمد الرجل يديه، فيملأ كفيه طعاما، ويساوي ربع صاع، وهو رطل وثلث عند أهل الحجاز، والشافعي، ورطلان عند أهل العراق وأبي حنيفة. انظر: النهاية (4/ 308) ولسان العرب (3/ 400).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم 4/ 1967، رقم (222).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لو كنت متخذا خليلا. . ." (3/ 1343)، رقم (3470) من طريق شعبة عن الأعمش به.
فائدة الاستخراج: ذكر أبو عوانة متن رواية وكيع عن الأعمش، ومسلم اكتفى بذكر الإسناد، وقد نبه الإمام مسلم رحمه الله على أن رواية وكيع ليس فيها سبب ورود الحديث، فقال: وليس في حديث شعبة ووكيع ذكر عبد الرحمن بن عوف، وخالد بن الوليد.
11078 -
حدثنا ابن أبي رجاء، حدثنا شعيب بن حرب، حدثنا شعبة
(1)
، عن سليمان بإسناده مثله
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (11077).
11079 -
حدثنا موسى بن إسحاق القواس
(1)
، حدثنا يحيى بن عيسى الرملي
(2)
[قال]
(3)
: حدثنا الأعمش
(4)
، عن أبي صالح، عن أبي
⦗ص: 260⦘
سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله
(5)
.
(1)
الكناني الكوفي.
(2)
التميمي النهشلي، أبو زكريا الكوفي.
(3)
زيادة من (ك).
(4)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (11077).
11080 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة
(1)
، عن الأعمش، قال: سمعت أبا صالح، يحدث عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تسبوا أصحابي، هو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (11077).
فائدة الاستخراج: تصريح الأعمش بالسماع من أبي صالح.
11081 -
حدثنا مهدي
(1)
بن الحارث
(2)
، حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة
(3)
، عن الأعمش
(4)
، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي، هو الذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه"
(5)
.
(1)
(ك 5/ 199/ أ).
(2)
لم أقف عليه.
(3)
هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري.
(4)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(5)
خرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم-4/ 1967، رقم (221).
من مناقب أويس
(1)
القرني
(2)
رضي الله عنه
-.
(1)
قال الذهبي رحمه الله: "هو القدوة الزاهد، سيد التابعين في زمانه: أبو عمرو أويس بن عامر بن جزء بن مالك القرني المرادي اليماني" اهـ.
أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم وإنما منعه القدوم على النبي صلى الله عليه وسلم بره بأمه، شهد صفين مع على وفيها قتل رحمه الله.
انظر: الحلية (2/ 79)، السير (4/ 19)، الإصابة (1/ 219).
(2)
القرني -بفتح القاف والراء وكسر النون- هذه النسبة إلى قرن وهو بطن من مراد، ويقال له: قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد، نزل اليمن اهـ.
الأنساب (10/ 392).
11082 -
حدثنا الصغاني، حدثنا هاشم بن قاسم
(1)
، حدثنا سليمان بن مغيرة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر: أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر رضي الله عنه، فوفد رجل ممن كان قبل يسخر بأويس، فقال عمر:[هل]
(2)
ههنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك الرجل، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن رجلًا يأتيكم من اليمن يقال له: أويس، لا يدع باليمن غير أم له، قد كان به بياض، فدعا الله عز وجل فأذهبه عنه إلا موضع الدينار أو الدرهم، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: هاشم بن القاسم وهو: أبو النضر مشهور بكنيته، ولقبه قيصر.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أويس القرني =
⦗ص: 262⦘
= رضي الله عنه 4/ 1968، رقم (223).
11083 -
حدثنا الصغاني، حدثنا أبو النضر
(1)
، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر قال: كان محدث
(2)
بالكوفة يحدثنا، وإذا فرغ من حديثه قال: تفرقوا، ويبقى رهط منهم، فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم بكلامه
(3)
، فأحببته، وفقدته، فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلًا كان يجالسنا كذا وكذا، فقال رجل من القوم: نعم أنا أعرفه ذاك أويس القرني، قلت: فتعلم منزله؟ قال: نعم، فانطلقت معه حتى ضربت حجرته، فخرج إلي، فقلت: يا أخي ما حبسك عنا؟ قال: العري، وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه، قال: قلت خذ هذا البرد. فالبسه، قال: لا تفعل، فإنهم إذا يؤذونني
(4)
إذا رأوه علي، قال: فلم أزل به حتى لبس، فخرج عليهم، فقالوا
(5)
: من ترون
⦗ص: 263⦘
خلع عن برده هذا، قال: فجاء فوضعه، قال: أترى، قال أسير: فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من هذا الرجل، قد آذيتموه، الرجل يعرى مرة ويكتسي مرة، قال: فأخذتهم بلساني أخذا شديدا.
قال: فقضى أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر، فوفد رجل ممن كان يسخر به، فقال عمر
(6)
: هل ههنا أحد من القرنيين؟ قال: فجاء ذلك الرجل، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: "إن رجلًا يأتيكم من اليمن يقال له: أويس، لا يدع باليمن غير أم له وقد
(7)
كان به بياض، فدعا الله فأذهبه عنه إلا مثل موضع الدينار أو الدرهم، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم"، قال: فقدم علينا، قال: قلت: من أين أنت؟ قال: من اليمن، قلت: ما اسمك؟ قال: أويس، قلت فمن تركت باليمن؟ قال: أمًا، قال: أكان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك؟ قال نعم، قلت: استغفر لي، قال: أو يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين؟ قال: فاستغفر له، قال: قلت له: أنت أخي لا تفارقني، قال فأملس
(8)
مني، قال: فأنبئت أنَّه قدم عليكم الكوفة، قال: فجعل ذلك الذي كان يسخر به يحقره، قال: يقول: ما هذا فينا ولا نعرفه، قال عمر: بلى إنه رجل كذا وكذا، كأنه يضع شأنه، قال: فينا يا أمير المؤمنين رجل يقال
⦗ص: 264⦘
له: أويس. نسخر به، قال: فأدركه، وما أراك تدركه، قال: فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله، فقال له أويس: ما هذا بعادتك، فما بدا لك؟ قال سمعت عمر رضي الله عنه يقول فيك كذا وكذا فاستغفر لي يا أويس، قال: لا أفعل حتى تجعل لي عليك ألا تسخر بي، ولا تذكر الذي سمعته من عمر لأحد، قال: فاستغفر له
(9)
.
(1)
هو: الهاشم بن القاسم، وهو موضع الالتقاء.
(2)
جاء في (ك): "محدثنا".
(3)
جاء في بعض الروايات عن أسير بن جابر: أن أويسا القرني كان إذا حدث وقع حديثه من قلوبنا موقعا لا يقع لحديث غيره.
أخرجه الحسن بن موسى الأشيب عن حماد بن سلمة به. (جزء الحسن الأشيب 66، رقم (42).
(4)
في (ك): "يؤذونني".
(5)
جاء في (ك): "قال".
(6)
(ك 5/ 199 / ب).
(7)
في (ك): "قد".
(8)
أملس: أي اختفى بسرعة. الصحاح (3/ 980)، الفائق (3/ 385).
(9)
إسناد هذا الحديث عند مسلم، وقد تقدم في الحديث السابق (11081)، ولكن هذا اللفظ بتمام القصة ليس هو عند مسلم، وساق هذه الرواية بتمامها الإمام الذهبي في السير (2/ 22)، ورمز لها بـ "م" أي أنها عند مسلم، وليست بتمامها عند مسلم كما تقدم -والله أعلم-.
والصواب أن تمام القصة من طريق أبي النضر تفرد بها أبو عوانة، وأوردها مسلم مختصرة.
11084 -
حدثنا عباس الدوري، والصغاني، قالا: حدثنا عفان بن مسلم
(1)
حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر، عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: أنه قال لأويس القرني: استغفر لي، قال: كيف أستغفر لك، وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن خير التابعين رجل يقال: له أويس القرني"
(2)
.
(1)
الصفار، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أويس القرني- 4/ 1968، رقم 224).
فائدة الاستخراج: فيه زيادة قول عمر لأويس، وليس في مسلم إلا الحديث المرفوع فقط.
11085 -
حدثنا أبو علي الزعفراني
(1)
حدثنا عفان بن مسلم
(2)
، حدثنا حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر، عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن خير التابعين رجل يقال له "أويس القرني، له والدة كان
(3)
به بياض فدعا الله عز وجل فأذهبه عنه إلى موضع الدرهم من سرته"
(4)
.
(1)
هو: الحسن بن الصباح.
(2)
وضع الالتقاء هو: عفان بن مسلم.
(3)
(ك 5/ 200/ أ).
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11084).
11086 -
حدثنا محمَّد بن حيوية، حدثنا علي بن المديني، حدثنا معاذ بن هشام
(1)
قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفي، عن أسير بن جابر، قال: كان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه. إذا أتت عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس، قال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال من مراد ثمَّ من قرن؟ قال: نعم، قال: كان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال لك
(2)
والدة. قال: نعم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليك
(3)
أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مراد ثمَّ من
⦗ص: 266⦘
قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة، هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، وإن استطعت أن يستغفر لك فافعل" فاستغفر لي، قال: فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها فيستوصي، بك، قال: لئن أكون في غبر الناس أحب إلي، فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم، فوافق عمر، فسأله عن أويس، فقال: كيف تركته؟ قال: تركته رث البيت، قليل المتاع، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مراد ثمَّ من قرن، كان به بياض فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره وإن استطعت إن يستغفر لك فافعل".
فلما قدم الرجل الكوفة أتى أويسًا، فقال: استغفر لي قال: أنت أحدث عهدا. بسفر صالح، فاستغفر لي مرتين، قال: فأتيت
(4)
عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له، قال: ففطن له الناس، فانطلق على وجهه.
قال أسير: وكسوته بردا، فكان كلما رآه إنسان قال: من أين لأويس هذه البردة
(5)
.
(1)
الدستوائي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
في (ك): "ألك".
(3)
في (ك)"عليكم".
(4)
في (ك): "أفأتيت".
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل أويس القرني رضي الله عنه -4/ 1969، رقم (225).
من مناقب أهل مصر
(1)
ووجوب
(2)
الخروج منها بعد قتال رجلين في موضع لبنة
(1)
سميت مصر باسم من أحدثها، وهو مصر بن مصرايم بن حام بن نوح، فتحها عمرو بن العاص أيام عمر بن الخطّاب.
انظر: حدودها وفضلها وأخبارها: مراصد الاطلاع (3/ 1277)، فضائل مصر للكندي، وانظر أيضًا: حسن المحاضرة (1/ 3 - 165).
(2)
(ك 5/ 200 / ب).
11087 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب
(1)
حدثني حرملة بن عمران، عن عبد الرحمن بن شماسة المهري، قال: سمعت أبا ذر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط
(2)
، فاستوصوا بأهلها خيرا، وإن لهم ذمة، ورحما
(3)
وإذا
(4)
رأيتم رجلين
(5)
يقتتلان
(6)
على موضع لبنة فاخرج منها".
⦗ص: 268⦘
قال: فمر بربيعة، وعبد الرحمن ابني شراحبيل بن حسنة يتنازعان في موضع لبنة فخرج منها
(7)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: عبد الله بن وهب.
(2)
قال العلماء: القيراط: جزء من أجزاء الدينار، وهو نصف عشره، وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به. اهـ انظر: النهاية (4/ 42)، شرح صحيح مسلم (16145).
(3)
لكون هاجر أم إسماعيل منهم. النهاية (4/ 42)، شرح صحيح مسلم (16145).
(4)
في (ك): "وإذا".
(5)
في (ك): "رجلان".
(6)
في (ك): "يقاتلان".
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر-4/ 1970، رقم (226).
11088 -
حدثنا أحمد بن الأزهر، حدثنا وهب بن جرير
(1)
، حدثنا أبي، قال: سمعت حرملة المصري، يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة، عن أبي بصرة، عن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض تسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها؛ فأحسنوا إلى أهلها، وإن لهم ذمة ورحما -أو قال: ذمة وصهرا
(2)
فإذا رأيت رجلين
(3)
يختصمان فيها في موضع لبنة فأخرج منها".
قال: فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنه، وأخاه ربيعة يختصان في موضع لبنه، فخرجت منها
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: وهب بن جرير.
(2)
لكون مارية أم إبراهيم منهم. (شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 146).
(3)
جاء في (ك): "رجلان".
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر، 4/ 1970، رقم (227).
من مناقب أسماء بنت أبي بكر
(1)
، وابنها عبد الله بن الزبير
(2)
رضي الله عنهم، وبيان كذب المختار
(3)
ومثالب الحجاج
(4)
.
(1)
هي: بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وأمها: قتلة، أو قتيلة بنت عبد العزى، أسلمت قديما بمكة، وتزوجها الزبير بن العوام، وهاجرت وهو حامل منه بولدها عبد الله، فوضعته بقباء.
قال أبو نعيم: "ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة، وعاشت إلى أوائل سنة أربع وعشرين".
انظر: الطبقات الكبرى (8/ 249)، السير (2/ 287)، الإصابة (7/ 486).
(2)
عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي ولد عام الهجرة وهو أحد العبادلة الشجعان من الصحابة، واحد من ولي الخلافة منهم، يكنى: أبا بكر ثمَّ قيل له أبو خبيب بولده.
بويع بالخلافة سنة أربع وستين عقب موت يزيد بن معاوية، ولم يتخلف عنه إلا بعض أهل الشام وقاتله الحجاج في جمادي الأولى سنة ثلاث وسبعين من الهجرة.
انظر: الحلية (1/ 329) السير (3/ 363) الإصابة (4/ 89).
(3)
هو: المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذاب، كان من كبراء ثقيف، وذوي الرأي والفصاحة والشجاعة والدهاء، وقلة الدين، ادعى أن الوحي يأتيه وأنه يعلم الغيب، وقتل في حصار مصعب بن الزبير. (السير 3/ 538) الإصابة (6/ 349).
(4)
هو: الحجاج بن يوسف الثقفي، الأمير الشهير الظالم المبير، قال الذهبي:"كان ظلوما جبارا ناصبيا خبيثا سفاكا للدماء" اهـ
ولي إمرة العراق، عشرين سنة، ومات في رمضان سنة خمس وتسعين. =
⦗ص: 270⦘
= انظر: تاريخ دمشق (12/ 113)، تاريخ الإِسلام (وفيات 95 هـ)(ص 314) السير (4/ 343)، التقريب (ص 153).
11089 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا الأسود بن شيبان
(1)
، عن أبي نوفل بن أبي عقرب،
(2)
عن أسماء بنت أبي بكر: أنها قالت: للحجاج، أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا "إن في ثقيف كذابا ومبيرا
(3)
فأما الكذاب
(4)
فقد رأيناه، وأما المبير فلا إخالك إلا إياه"
(5)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: الأسود بن شيبان.
(2)
الكناني العربجي -بفح المهملة وكسر الراء- اسمه مسلم، وقيل: عمرو بن مسلم.
التقريب (ص 679).
(3)
أي: مهلك يسرف في إهلاك الناس. النهاية (1/ 161) لسان العرب (4/ 86).
(4)
هو المختار بن أبي عبيد.
انظر: تنبيه المعلم بمبهمات صحيح مسلم لسبط ابن العجمي (ص 423)، شرح صحيح مسلم (16/ 105).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه مطولًا (كتاب فضائل الصحابة -باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها- 4/ 1971، رقم 229).
11090 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا أبو عتاب
(1)
، حدثنا الأسود بن شيبان
(2)
، [قال]
(3)
: حدثني أبو نوفل، قال: قتل الحجاج بن يوسف عبد الله بن الزبير، وصلبه على عقبة المدينة، قال: فجعلت
⦗ص: 271⦘
قريش تمر عليه وهو مصلوب، حتى مر عليه عبد الله بن عمر، فوقف فقال: السلام عليكم أبا خبيب
(4)
، أما والله لقد نهيتك عن هذا، قال ذلك ثلاثًا، أما والله ما علمتك إن كنت لقواما صواما، وصولا للرحم، إن أمة أنت شرها لأمة صدق، فبلغ ذلك الحجاج، فاستنزله عن
(5)
جذعه، فبعث به إلى قبور اليهود فرمى به، ثمَّ أرسل إلى أمه أسماء بنت أبي بكر بعد أن أنزله أن تأتيه فأبت، فأعاد الرسول فقال: لتأتيني وإلا أبعث إليك من يسحبك بقرونك حتى يأتي بك فأعادت الرسول إليه، فقالت: والله لا آتيك
(6)
حتى تبعث إلى من يسحبني بقروني فيأتيك بي، فأخذ سبتيتيه
(7)
ثمَّ دخل عليها فقال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، وقد بلغني أنك كنت تعيره، تقول: ابن ذات النطاقين
(8)
وقد
⦗ص: 272⦘
والله كنت ذات النطاقين، أما أحدهما: فكنت أرفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر طعامهما من الدواب وهما في الغار، وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه، فبأي ذلك ويل لأمك كنت تعيره إياه؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا "إن في ثقيف كذابا ومبيرا
(9)
فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فإني إخالك إياه" فلم يراجعها حتى ذهب
(10)
.
(1)
هو: سهل بن حماد الدلال البصري.
(2)
موضع الالتقاء هو: الأسود بن شيبان.
(3)
زيادة من (ك).
(4)
كنية عبد الله بن الزبير. الإصابة (4/ 89).
(5)
(ك 5/ 201/أ).
(6)
في (ك): "لا آتيه".
(7)
نوع من النعال يتخذ من جلود البقر المدبوغة بالقرظ، سميت بذلك لأنَّ شعرها قد سبت عنها، أي حلق، وأزيل، وقيل لأنها انسبتت بالدباغ، أي: لانت، وهي نعال أهل النعمة والسعة.
النهاية (2/ 330، 331).
(8)
النطاق، هو أن تلبس المرأة ثوبها ثمَّ تشد وسطها بشيء، وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند معاناة الأشغال، لئلا تعثر في ذيلها. النهاية (5/ 75).
(9)
هكذا في (ك) وصحيح مسلم، وهو الصواب، لأنه اسم أن، وجاء في الأصل:"كذاب ومبير".
(10)
انظر: تخريج الحديث رقم (11089).
مناقب أهل عمان
(1)
(1)
عمان -بضم أوله وتخفيف ثانيه، وآخره نون-: اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن في شرق هجر، تشتمل على بلدان يضرب بحَرِّها المثل. مراصد الاطلاع (2/ 959).
11091 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا يونس بن محمد
(1)
حدثنا مهدي بن ميمون
(2)
حدثنا جابر أبو الوازع، وهو: ابن عمرو الراسبي، قال: سمعت أبا برزة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا
(3)
إلى حي من أحياء العرب في شيء لا أدري ما هو؟ فسبوه وضربوه، قال: فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكى إليه ذلك، فقال:"أما إنك لو أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك"
(4)
.
(1)
ابن مسلم البغدادي، أبو محمد المؤدب.
(2)
موضع الالتقاء هو: مهدي بن ميمون.
(3)
جاء في رواية ابن أبي عاصم (الآحاد والثاني 4/ 272، رقم 2293) بسند صحيح: أن هذا الرسول هو أبو برزة الأسلمي (راوي الحديث).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضل أهل عمان - 4/ 1971 رقم 228).
مناقب أبناء فارس
(1)
(1)
فارس: ولاية واسعة، وإقليم فسيح، أول حدودها من جهة العراق، وساحل بحر الهند، وجهة السند، وطولها: 105 فرسخا وكذلك عرضها ويقال أن فيها زيادة على خمسة آلاف قلعة. مراصد الاطلاع (3/ 1012).
11092 -
حدثنا محمد بن مهل الصنعاني، والحسن
(1)
بن أبي الربيع الجرجاني، قالا: حدثنا عبد الرزاق. [ح]
(2)
وحدثنا الدبري
(3)
، عن عبد الرزاق
(4)
قال: أخبرنا معمر، عن جعفر الجزرى -وهو ابن برقان- عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان الدين عند الثريا لذهب رجال من فارس -أو قال: من أبناء فارس- حتى يتناوله"
(5)
.
هذا لفظ الجرجاني، وقال أحدهما: رجال من [أبناء]
(6)
فارس، قال الدبري: رجل.
(1)
ابن يحيى بن الجعد بن نشيط العبدي.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
بفتح الدال المهملة، والباء المنقوطة بنقطة من تحت، والراء المهملة بعدها: هذه النسبة إلى دبر وهي من قرى صنعاء اليمن. انظر: الأنساب (5/ 304).
(4)
موضع الالتقاء هو: عبد الرزق الصنعاني.
(5)
أخرجه مسلم (كتاب فضائل الصحابة، باب فضل فارس 14/ 1972، رقم 230).
فائدة الاستخراج: تسمية جعفر الجزري في إسناد المصنف.
(6)
زيادة من (ك).
11093 -
حدثنا علي بن عثمان النفيلي، حدثنا الحسن بن محمد بن أعين
(1)
حدثنا عبد العزيز بن محمد
(2)
ح
(3)
وحدثنا أبو الجماهر الحمصي، وأبو أمية، قالا: حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي
(4)
حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن ثور
(5)
، عن أبي الغيث
(6)
عن أبي هريرة، أنه قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت
(7)
عليه سورة الجمعة، فلما قرأ: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ
…
}
(8)
قالوا: من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه النبي صلى الله عليه وسلم حتى سأله مرة أو مرتين [أو ثلاثًا]
(9)
قال: وفينا سلمان الفارسي، قال: فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال: "لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال
(10)
من
⦗ص: 276⦘
هؤلاء"
(11)
.
وقال النفيلي: "من فارس".
(1)
أبو علي الحراني.
(2)
الدراوردي، وهو موضع الالتقاء في كلا الإسنادين.
(3)
(ك 5/ ك 201/ ب).
(4)
أبو زكريا الشامي.
(5)
ابن زيد الديلي بكسر المهملة بعدها تحتانية المدني.
(6)
المدني واسمه: سالم مولى عبد الله بن مطيع.
(7)
في (ك): "أنزلت".
(8)
سورة الجمعة آية (3).
(9)
زيادة من نسخة (ك) ووقع فيها: "ثلاثة" وهو خطأ، والتصويب من صحيح مسلم.
(10)
جاء في (ك): "رجلان".
(11)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب فضل فارس -4/ 1972، رقم 231). وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التفسير -باب قوله: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ
…
} الآية -4/ 1858، رقم 4615).
11094 -
حدثنا أبو بكر بن ابنة معاوية
(1)
، حدثنا خالد بن خِدَاش
(2)
حدثنا عبد العزيز بن محمد
(3)
بإسناده مثله، إلا أنه قال: مرتين أو ثلاثة، ولم يذكر مرة فقط
(4)
.
(1)
هو: أحمد بن أحمد بن النضر بن عبد الله بن مصعب، أبو بكر المعني، ابن بنت معاوية بن عمرو الأزدي (ت 291 هـ).
وثقه عبد الله بن أحمد، وابن عبدوس. تاريخ بغداد (1/ 364).
(2)
أبو الهيثم المهلبي مولاهم، البصري.
(3)
الدراوردي وهو موضع الالتقاء.
(4)
انظر: الحديث رقم (11093).
فائدة الاستخراج: هو ذكر رواية خالد بن خداش، عن الدراوردي والتي ليس فيها ذكر:"مرة" في الحديث.
11095 -
حدثني محمد بن الجنيد صاحبنا، حدثنا ابن أبي أويس
(1)
، حدثنا عبد العزيز
(2)
عن ثور بن زيد الديلي، بإسناده
⦗ص: 277⦘
مثله
(3)
.
(1)
هو: أبو عبد الله إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي.
(2)
الدراوردي، وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11093).
فائدة الاستخراج: تسمية ثور في إسناد المصنف.
11096 -
ز - حدثنا محمد بن يحيى
(1)
حدثنا سعيد بن منصور
(2)
حدثنا عبد العزيز بن محمد
(3)
عن العلاء
(4)
عن أبيه عن أبي هريرة قال: لما نزلت: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ
…
}
(5)
قالوا: يا رسول الله! من هؤلاء؟ وسلمان إلى جانبه قال: "هم الفرس هذا وقومه"
(6)
.
(1)
الذهلي:
(2)
الحافظ صاحب السنن.
(3)
ابن عبيد الدراوردي أبو محمد المدني.
(4)
ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي مولاهم أبو شبل المدني.
(5)
سورة محمد آية (38).
(6)
إسناد المصنف حسن.
وقد روى الحديث عن العلاء:
1 -
مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء به: أخرجه ابن جرير في تفسيره (11/ 330)، وابن أبي حاتم في تفسيره (كما في تفسير ابن كثير 7/ 306).
2 -
عبد الله بن جعفر بن نجيح عن العلاء به: أخرجه الترمذي في جامعه (كتاب التفسير -باب من سورة محمد صلى الله عليه وسلم 5/ 358)، رقم (3261).
3 -
عبد الرزاق عن شيخ من أهل المدينة عن العلاء به: أخرجه الترمذي في جامعه (المصدر السابق، رقم 3260).
وأخرج هذا الحديث أيضا ابن المنذر وابن مردويه وغيرهما كما في الدر المنثور =
⦗ص: 278⦘
= (6/ 74) ولم أقف على أسانيدهم.
وذكر السيوطي في الدر المنثور (6/ 74) أن سعيد بن منصور أخرج هذا الحديث.
11097 -
ز - حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا نعيم بن حماد
(1)
حدثنا عبد العزيز
(2)
بإسناده نحوه
(3)
.
(1)
ابن معاوية الخزاعي، أبو عبد الله المروزي.
(2)
ابن محمد الدراودي.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11096).
باب: الدليل على أن من ينجب من الناس فينتفع به عزيز ومناقب الفقراء
(1)
(1)
هكذا في (ك)، وهو المناسب لما ساقه المصنف من الأحاديث الدالة على ذلك، وجاء في الأصل:"الفقهاء".
11098 -
حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا عبد الرزاق
(1)
أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الناس كإبل مئة لا يجد الرجل فيها راحلة"
(2)
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: عبد الرزاق الصنعاني.
(2)
الراحلة من الإبل: هي البعير القوي على الأسفار والأحمال، والذكر والأنثى فيه سواء. النهاية (2/ 209).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة -باب قوله صلى الله عليه وسلم: "الناس كإبل مائة
…
" -4/ 1973، رقم (232).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الرقاق، باب رفع الأمانة - 5/ 2383، رقم 6133) من طريق شعيب عن الزهري به.
11099 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا سعيد بن عثمان
(1)
الأموي، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري
(2)
، عن سالم، عن أبيه قال:
⦗ص: 280⦘
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الناس كالإبل، لا تجد فيها راحلة"
(3)
.
(1)
ابن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص أبو عثمان من أهل الكوفة.
ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 268).
(2)
موضع الالتقاء هو: الزهري.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11098)، وفي رواية المصنف هنا ليس فيها ذكر عدد الإبل.
11100 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(1)
، حدثنا أبي
(2)
، عن ابن شهاب
(3)
عن سالم، عن عبد الله بن عمر، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة"
(4)
.
(1)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو يوسف المدني.
(2)
هو: إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو إسحاق المدني.
(3)
الزهري، وهو موضع الالتقاء.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11098).
11101 -
حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي
(1)
حدثنا
(2)
يزيد بن هارون، أخبرنا سليمان -يعني التيمي
(3)
- عن أبي عثمان
(4)
، عن أسامة
(5)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قمت على باب الجنة، فإذا أكثر
⦗ص: 281⦘
من يدخلها الفقراء، وإذا أصحاب الجد
(6)
محبوسون، وقمت على باب النار، فإذا أكثر من يدخلها النساء"
(7)
.
(1)
أبو جعفر الدقيقي.
(2)
(ك 5/ 202/ أ).
(3)
موضع الالتقاء هو: سليمان التيمي.
(4)
هو: النهدي، واسمه عبد الرحمن بن مل.
(5)
ابن زيد بن حارثة رضي الله عنهما.
(6)
أي: الأغنياء. النهاية (1/ 244) مختار الصحاح (94).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الذكر والدعاء -باب أكثر أهل الجنة الفقراء
…
4/ 2096، رقم (93).
ووجه إدخال هذا الحديث في كتاب الفضائل لما اشتمل عليه من مناقب أهل الفقر، وهو أليق به، حيث إن مسلما جعله في كتاب الذكر الدعاء.
11102 -
حدثنا الصغاني، وأبو أمية، قالا: حدثنا هوذة بن خليفة
(1)
، حدثنا سليمان التيمي
(2)
، بإسناده:"فإذا عامة من يدخلها المساكين، وإذا أصحاب الجد محبوسون، وأما أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار، فإذا عامة من يدخلها النساء"
(3)
.
(1)
ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي البكراوي.
(2)
موضع الالتقاء هو: سليمان التيمي.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11101).
11103 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا جرير بن حازم، وحماد بن نجيح
(1)
وأبو الأشهب
(2)
وصخر بن جويرة
(3)
⦗ص: 282⦘
عن أبي رجاء
(4)
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نظرت في الجنة، فإذا أكثر أهلها الفقراء، ونظرت في النار فإذا أكثر أهلها النساء"
(5)
.
(1)
الإسكافي السددوسي أبو عبد الله البصري، وثقه ابن معين وأحمد وأبو حاتم وغيرهم انظر: العلل لأحمد (1/ 330) الجرح (3/ 149)، تهذيب الكمال (7/ 285).
(2)
هو: هوذة بن خليفة، وهو موضع الالتقاء.
(3)
أبو نافع البصري.
(4)
هو: العطاردي، واسمه عمران بن ملحان.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الذكر والدعاء -باب أكثر أهل الجنة الفقراء
…
4/ 2097، رقم 94).
وأخرجه البخاري معلقا بصيغة الجزم: وقال صخر، وحماد بن نجيح، عن أبي رجاء عن ابن عباس (كتاب الرقاق -باب فضل الفقراء -5/ 2369، رقم 6084).
11104 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي
(1)
حدثنا صخر بن جويرية ح
وحدثني إبراهيم بن خرزاذ الأنطاكي
(2)
والصغاني، وأبو أمية، والسلمي
(3)
، وقطن بن إبراهيم
(4)
، قالوا: حدثنا مسلم بن
⦗ص: 283⦘
إبراهيم
(5)
حدثنا صخر بن جويرية، وحماد بن نجيح، قالا: حدثنا
(6)
أبو رجاء العطاردي، قال: سمعت ابن عباس. يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اطلعت في الجنة فرأيت عامة أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت عامة أهلها النساء"
(7)
.
(1)
أبو محمد البصري المقرئ، النحوي، مولى الحضرميين.
(2)
لم أقف عليه.
(3)
هو: أحمد بن يوسف.
(4)
ابن عيسى بن مسلم القشيري، أبو سعيد النيسابوري ت (261 هـ).
قال الذهلي: "صدوق" وقال النسائي: "فيه نظر" وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "يخطئ أحيانا يعتبر به إذا حدث من كتابه "، وقال الذهبي "شيخ صدوق أعرض مسلم عن إخراج حديثه في الصحيح، له حديث ينكر وهو حديث: "أيما إيهاب دبغ
…
" اهـ وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ ".
انظر: الجرح (7/ 138)، الثقات (9/ 12)، تهذيب الكمال (23/ 610) الميزان =
⦗ص: 283⦘
= (4/ 310) التقريب (ص 455).
(5)
الأزدي الفراهيدي مولاهم، أبو عمرو البصري.
(6)
في (ك): "أخبرنا".
(7)
انظر: تخريج الحديث رقم (11103).
11105 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا سعيد بن أبي عروبة
(1)
، قال: سمعت أبا رجاء العطاردي، يحدث قال: حدثنا ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اطلعت في النار، فإذا عامة أهلها النساء، واطلعت في الجنة فإذا عامة أهلها المساكين"
(2)
.
رواه أيوب
(3)
عن أبي رجاء عن ابن عباس مثله.
(1)
موضع الالتقاء هو: سعيد بن أبي عروبة.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (11103).
(3)
السختياني، وروايته أخرجها مسلم في صحيحه موصولة (كتاب الذكر والدعاء - باب أكثر أهل الجنة الفقراء
…
4/ 2096، رقم (94) من طريق الثقفي وإسماعيل بن إبراهيم عن أيوب به.
مبتدأ كتاب صلة
(1)
الأرحام
(2)
والترغيب فيها وفي التودد والتآلف، والتعاون، ونصرة الأخ أخاه، وزيارته، وعيادته
(1)
أصل الصلة: وصل الشيء بالشيء. لسان العرب (1/ 726).
(2)
الرحم -بفتح الراء وكسر الحاء المهملة: قال ابن فارس: الراء والحاء والميم أصل واحد يدل على الرقة والعطف والرأفة، يقال من ذلك: رحمه يرحمه إذا رق له، وتعطف عليه، والرحم والمرحمة والرحمة. بمعنى.
والرحم: علاقة القرابة، وتطلق على الأقارب، وهم: من بنيه وبين الآخر نسب، سواء كان يرثه أم لا، سواء كان ذا محرم أم لا، وهذا التعريف هو الذي اختاره الإمامان القرطبي وابن حجر رحمهما الله.
انظر: معجم مقاييس اللغة (2/ 498)، الجامع لأحكام القرآن (715)، لسان العرب (12/ 233)، فتح الباري (10/ 428).
قال ابن أبي جمرة: "الوصل للرحم على ضروب مختلفة:
منه ما يكون ببذل المال، وبالعون على الحاجة، وبدفع الضرر، وبطلاقة الوجه، وبالدعاء
…
، ثم قال: والمعنى الجامع له: إيصال ما أمكنه من الخير إليهم على قدر طاقتك، بنية القربة إلى الله تعالى، إلا أن ذلك بشروط ذكرها العلماء وهي: أن يكون على الاستقامة، وإلا فمقاطعتهم من أجل الله هو إيصال لهم، بشرط أن تبذل جهدك في وعظهم وزجرهم والإنكار عليهم". بهجة النفوس (4/ 146).
وبنحو هذا قال ابن كثير رحمه الله في تفسير القرآن العظيم (7/ 300).
بيان إثبات فرض صلة الأرحام
(1)
(1)
قال القرطبي: "اتفقت الملة على أن صلة الرحم واجبة، وأن قطيعتها محرمة".
الجامع لأحكام القرآن (5/ 6).
11106 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا أبو الوليد، حدثنا
(1)
عكرمة بن عمار
(2)
، حدثنا شداد أبو عمار، قال: قال أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة، بأي شيء تدعي أنك ربع الإسلام؟ قال: سمعت عن رجل يخبر أخبارا بمكة، فركبت راحلتي حتى أقدم مكة، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا، فتلطفت فدخلت عليه، فقلت: ما أنت؟ فقال: "أنا نبي"، فقلت: وما نبي؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: آلله أرسلك؟ قال: "نعم" قلت: بأي شيء؟ قال: "بأن يوحد الله لا يشرك به شيئا، وكسر الأوثان، وصلة الأرحام"، قلت له: من معك على هذا؟ قال: "حر وعبدك"، وإذا معه بلال وأبو بكر رضي الله عنهما
…
وذكر الحديث
(3)
.
(1)
(ك 5/ 202/ ب).
(2)
موضع الالتقاء هو: عكرمة بن عمار.
(3)
تقدم هذا الحديث بسنده ومتنه في مناقب عمرو بن عبسة الحديث (10812).
11107 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا أبو حذيفة، عكرمة بن عمار
(1)
[*]
، عن شداد بن عبد الله أبو عمار، قال: قال أبو أمامة لعمرو بن
⦗ص: 286⦘
عبسة- وهو صاحب العقل
(2)
: يا عمرو بن عبسة، بأي شيء تدعي أنك ربع الإسلام
…
"
(3)
وذكر الحديث.
(1)
موضع الالتقاء هو: عكرمة بن عمار.
(2)
جاء في الأصل ونسخة (ك): النفل، وجاء التصويب في حاشية الأصل (العقل)، وهو الصواب، والمراد به "عقل الصدقة" وكان صلى الله عليه وسلم موصوفا بذلك (صاحب العقل).
انظر: (معرفة الصحابة لأبي نعيم حديث 444)، مسند أحمد حديث رقم 17482، تهذيب الكمال 22/ 32).
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (10812).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة: (حدثنا أبو حذيفة، عكرمة بن عمار)، وصوابه:(حدثنا أبو حذيفة، ثنا عكرمة بن عمار)، وهو على الصواب في نسخة فيض الله (8/ ق 66/ ب) ونسخة كوبريللو (5/ ق 203/ أ)، وإتحاف المهرة (16003)، وأبو حذيفة هو موسى بن مسعود النهدي الثقفي، وانظر:(711، 5009، 5579، 7262، 7282، 7599، 8695، 10813، 11620).
باب: من يجب حسن صحبته وصلته دون غيرهم والدليل على أن الأم أوجب حقا من الأب
11108 -
حدثنا محمد بن أحمد بن جنيد الدقاق، حدثنا شجاع بن الوليد
(1)
، حدثنا عبد الله بن شبرمة
(2)
، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: جاء رجل
(3)
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أي الناس أحق -يعني بالصحبة-؟ قال: "أمك" قال ثم من؟ قال "ثم أمك"، قال: ثم من؟ قال: "ثم أمك"، قال: ثم من؟ قال: "ثم أبوك" في الرابعة " [ثم أبوك] "
(4)
(5)
.
(1)
ابن قيس السكوني، أبو بدر الكوفي.
(2)
موضع الالتقاء هو: عبد الله بن شبرمة.
(3)
قال ابن حجر رحمه الله: "يحتمل أنه معاوية بن حيدة، وهو جد بهز بن حكيم، فقد أخرج المصنف (البخاري) في الأدب المفرد من حديثه قال: قلت يا رسول الله! من أبر؟ قال: "أمك"
…
الحديث. الأدب المفرد للبخاري (صـ 15) رقم (3)، الفتح (10/ 415).
(4)
زيادة من (ك).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب بر الوالدين وأنهما أحق به- 4/ 1974) رقم (3) من طريق ابن شبرمة عن أبي زرعة به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الأدب -باب من أحق الناس بحسن الصحبة- 5/ 2227، رقم 5626) من طريق عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة به.
فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ ابن شبرمة، واكتفى مسلم بذكر الإسناد =
⦗ص: 288⦘
= وبعض المتن.
11109 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا
(1)
خلف بن الوليد
(2)
، وسعيد بن سليمان، قالا: حدثنا محمد بن طلحة
(3)
، عن عبد الله بن شبرمة، عن أبي زرعة، بإسناده مثله
(4)
.
(1)
في (ك): "أخبرنا".
(2)
هو: أبو الوليد العتكي.
(3)
موضع الالتقاء هو: محمد بن طلحة.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11108).
11110 -
حدثنا عيسى
(1)
الوراق، حدثنا قبيصة، عن سفيان
(2)
، عن عمارة بن القعقاع
(3)
، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا رسول الله! من أولى الناس بحسن الصحبة؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "ثم أمك"، قال: ثم من؟ قال: "ثم أبوك"، قال: ثم من؟ قال: "ثم الأقرب فالأقرب"
(4)
.
(1)
ابن جعفر أبو موسى الوراق.
(2)
هو: الثوري.
(3)
موضع الالتقاء هو: عمارة بن القعقاع.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب بر الوالدين - 4/ 1974 - رقم (2).
وتقدم تخريج البخاري له في حديث رقم (11106).
فائدة الاستخراج: جاءت رواية المصنف من طريق الثوري بلفظ الأقرب فالأقرب، =
⦗ص: 289⦘
= وهي مفسرة لرواية ابن فضيل عن أبيه بلفظ: "ثم أدناك أدناك".
11111 -
حدثنا أبو إسماعيل
(1)
، حدثنا أبو حذيفة
(2)
، حدثنا سفيان بمثله
(3)
، قال:"ثم أبوك في الرابعة".
(1)
هو: محمد بن إسماعيل الترمذي.
(2)
هو: موسى بن مسعود النهدي.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11110).
11112 -
حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان
(1)
، حدثنا عمارة بن القعقاع
(2)
، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة
(3)
قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال
(4)
: يا رسول الله! من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "ثم أمك"، قال: ثم من؟ قال: "ثم أبوك".
قال سفيان: فيرون للأم ثلثي البر، وللأب الثلث.
رواه عبد الرزاق، عن سفيان، قال في الرابعة:"ثم أبوك"
(5)
. رواه ابن فضيل
(6)
عن عمارة عن أبي زرعة.
(1)
ابن عيينة.
(2)
موضع الالتقاء هو: عمارة بن القعقاع.
(3)
(ك 5/ 203/ أ).
(4)
في (ك): (فقال).
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (11110).
(6)
هو: محمد بن فضيل بن غزوان الضبي. =
⦗ص: 290⦘
= وجاء في صحيح مسلملم عن ابن فضيل عن أبيه عن عمارة. انظر هذه الرواية في صحيح مسلم (4/ 1974) رقم (2).
ومحمد بن فضيل وأبوه كلاهما يرويان عن عمارة بن القعقاع، كما في ترجمة عمارة، في تهذيب الكمال (21/ 263).
باب: الدليل على أن بر
(1)
الوالدين بمنزلة الجهاد في سبيل الله
(2)
ووجوب طاعتهما إذا نهيا ولديهما عن الخروج
(1)
البر: اختلف العلماء في تعريفه، وأفضل ما قيل في تعريفه: أنه اسم جامع لكل خير. وبر الوالدين: ضد العقوق، وكيفية بر الوالدين كما قال ابن الجوزي رحمه الله:"برهما: يكون بطاعتهما فيما يأمران به، ما لم يأمرا بمحظور، وتقديم أمرهما على فعل النافلة، واجتناب ما نهيا عنه، والإنفاق عليهما، والتوخي لشهواتهما، والمبالغة في خدمتهما، واستعمال الأدب، والهيبة لهما، فلا يرفع الولد صوته على صوتهما، ولا يحدق إليهما، ولا يدعوهما باسمهما، ويمشي وراءهما، ويصبر على ما يكرهه مما يصدر عنهما" البر والصلة (53) لسان العرب (4/ 52، 53).
(2)
قال ابن حجر: "ويؤخذ من هذا الحديث: أن بر الوالدين قد يكون أفضل من الجهاد" اهـ.
وبوب ابن الجوزي في البر والصلة بابا يبين فيه تقديم بر الوالدين على الجهاد، والهجرة، وساق جملة من الأحاديث تؤيد ما ذهب إليه رحمه الله.
انظر: البر والصلة لابن الجوزي، (ص 45)، فتح الباري (6/ 163).
ومن أقوى الأدلة في هذه المسالة: حديث ابن مسعود: قلت: يا رسول الله! أي الأعمال أفضل؟ فقال: "الصلاة على وقتها" قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين" قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"، رواه البخاري في صحيحه كتاب =
⦗ص: 291⦘
= مواقيت الصلاة -باب فضل الصلاة لوقتها -1/ 197)، رقم 504)، ومسلم في صحيحه (كتاب الإيمان -باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال- 1/ 89، رقم 85).
11113 -
حدثنا الصغاني، حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا شعبة
(1)
، حدثنا حبيب ابن أبي ثابت، قال: سمعت أبا العباس الشاعر -رجل من أهل مكة، وكان شاعرا، وكان لا يتهم في الحديث
(2)
-، قال: سمعت عبد الله بن عمرو. قال: جاء رجل
(3)
إلى رسول الله
(4)
صلى الله عليه وسلم، فاستأذنه في الجهاد فقال: أحي والداك؟ قال: نعم، قال:"ففيهما فجاهد"
(5)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(2)
قال الإمام مسلم: "أبو العباس، اسمه: السائب بن فروخ المكي".
قال ابن سعد: كان قليل الحديث، وكان شاعرا، وكان بمكة زمن ابن الزبير، وهَوَاه مع بني أمية".
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (5/ 477)، صحيح مسلم (4/ 1975)، تهذيب الكمال (10/ 190).
(3)
قال ابن حجر: "يحتمل أن يكون جاهمة بن العباس بن مرداس، فقد روى النسائي وأحمد عن معاوية بن جاهمة: أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
…
" وذكر الحديث بنحوه. انظر: المسند (4/ 429)، السنن الصغرى للنسائي (6/ 11)، المستدرك (4/ 151)، فتح الباري (6/ 163).
(4)
في (ك): "النبي".
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب بر الوالدين -4/ 1975، =
⦗ص: 292⦘
= رقم (5).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد -باب الجهاد بإذن الأبوين- 3/ 1094، رقم 2842) من طريق آدم، عن شعبة به.
فائدة الاستخراج:
1/ ذكر حال أبي العباس في الإسناد والتعريف به.
2/ سياق لفظ شعبة مفردًا، حيث إن مسلما ساق لفظ رواية الثوري وشعبة جميعًا.
11114 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا
(1)
سفيان
(2)
، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن أبي العباس، عن عبد الله بن عمرو، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، فقال:"أحي والداك"؟ قال: نعم قال: "ففيهما فجاهد"
(3)
.
(1)
في (ك): "أخبرنا".
(2)
الثوري وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر: تخريج الحديث: (11113).
11115 -
حدثنا ابن بنت
(1)
معاوية بن عمرو
(2)
، حدثنا
(3)
معاوية بن عمرو
(4)
عن أبي إسحاق
(5)
، عن الأعمش، عن حبيب
⦗ص: 293⦘
بهذا الإسناد مثله
(6)
.
رواه حسين الجعفي عن زائدة عن الأعمش عن حبيب
(7)
.
(1)
في (ك): "ابن ابنة معاوية".
(2)
هو: أبو بكر محمد بن النضر.
(3)
في (ك): "أخبرنا".
(4)
موضع الالتقاء هو: معاوية بن عمرو.
(5)
هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري.
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة، باب بر الوالدين 4/ 1975، رقم 6).
وتقدم تخريج البخاري له، انظر: حديث رقم (11113).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه من طريق القاسم بن زكريا، عن حسين الجعفي.
انظر تخريج الحديث السابق.
11116 -
حدثنا سعدان بن يزيد
(1)
، حدثنا إسحاق
(2)
الأزرق، حدثنا مسعر
(3)
، وسفيان ح
وحدثنا عمار
(4)
، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا مسعر ح
وحدثنا الدقيقي
(5)
، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا مسعر ح
وحدثنا الحسن بن مكرم
(6)
، وأبو جعفر القراطيسي
(7)
بعكا، قالا: حدثنا مصعب بن المقدام
(8)
ح
وحدثنا أبو أمية، حدثنا أبو نعيم، وعبيد الله بن موسى، وعلي بن
⦗ص: 294⦘
قادم
(9)
قالوا كلهم: حدثنا مسعر ح
وحدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا خالد بن عبد الرحمن
(10)
، حدثنا مسعر ح
وحدثنا محمد بن غالب
(11)
، حدثنا عبيد بن عبيدة
(12)
، حدثنا
(13)
المعتمر، [قال]
(14)
: حدثني أبي
(15)
، عن مسعر قالوا كلهم: عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي العباس، عن عبد الله بن عمرو، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد
(16)
، فقال:"أحي والداك"؟ قال: نعم، قال:"ففيهما فجاهد"
(17)
.
(1)
أبو محمد البزاز، نزيل سر من رأى.
(2)
ابن يوسف بن مرداس القرشي المخزومي، أبو محمد الواسطي المعروف بالأزرق.
(3)
ابن كدام الهلالي، وهو موضع الالتقاء في جميع الأسانيد.
(4)
ابن رجاء أبو ياسر التغلبي الإستراباذي.
(5)
هو: محمد بن عبد الملك.
(6)
أبو علي البغدادي البزاز.
(7)
لم أقف عليه.
(8)
الخثعمي، أبو عبد الله الكوفي، مولى الخثعميين.
(9)
الخزاعي، أبو الحسن الكوفي.
(10)
الخرساني أبو الهيثم المروذي.
(11)
أبو جعفر الضبي، التمار، المعروف بالتمتام.
(12)
جاء في (ك): "عبيد الله بن عبيدة"، وهو خطأ، والصواب ما أثبته. وعبيد بن عبيدة هو: التمار. انظر: لسان الميزان (4/ 120).
(13)
في (ك): "أخبرنا".
(14)
زيادة من (ك).
(15)
هو: سليمان التيمي.
(16)
(ك 5/ 203 / ب).
(17)
انظر تخريج الحديث رقم (11113).
11117 -
حدثنا صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث،
⦗ص: 295⦘
حدثنا أصبغ بن الفرج
(1)
، حدثنا ابن وهب
(2)
قال: حدثني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، أن أبا عبد الله ناعم بن أجيل
(3)
مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، حدثه أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد، قال: فهل
(4)
من والديك أحد حي؟ قال: "نعم، بل كلاهما"، قال:"فتبتغي الأجر من الله"؟ قال: نعم، قال:"ارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما"
(5)
.
(1)
الأموي، مولاهم أبو عبد الله المصري الفقيه المالكي.
(2)
هو: عبد الله، وهو موضع الالتقاء.
(3)
بضم أوله، ثم جيم مفتوحة، والمثناة تحت بعد الجيم ساكنة.
توضيح المشتبه (1/ 173).
(4)
في (ك): "هل".
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب بر الوالدين -4/ 1975، رقم 6 مكرر).
فائدة الاستخراج: ذكر نسب ناعم في إسناد المصنف.
11118 -
حدثنا أبو عبيد الله
(1)
، حدثنا عمي
(2)
، حدثنا عمرو بإسناده مثله
(3)
.
(1)
هو: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم القرشي المصري.
(2)
هو: عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر تخريج الحديث. (11117).
11119 -
حدثنا عبد الله بن عبد السلام أبو الرداد صاحب
⦗ص: 296⦘
المقياس، حدثنا وهب الله بن راشد، أخبرني حيوة بن شريح
(1)
أخبرني يزيد بن أبي حبيب
(2)
، أن ناعم بن عبد الله وهو مولى أم سلمة، حدثنه أن عبد الله بن عمرو قال: كنا عند هذه
(3)
الأراك
(4)
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رجل من الأعراب، فقال: يا رسول الله! إني أحب الجهاد والهجرة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هل بقي من والديك أحد" قال: نعم، كلاهما، قال "فارجع فأحسن صحبتهما"
(5)
.
(1)
ابن صفوان بن مالك التجيبي، أبو زرعة المصري الفقيه الزاهد العابد.
(2)
موضع الالتقاء هو: يزيد بن أبي حبيب.
(3)
في (ك): "هذا".
(4)
هو شجر السواك يستاك بفروعه. انظر: لسان العرب (10/ 388).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب بر الوالدين -4/ 1975، رقم 6 مكرر).
فائدة الاستخراج: في رواية المصنف بيان أن السائل رجل من الأعراب.
باب: بيان الخبر الدال على أن المصلي إذا دعته أمه قطع صلاته وأجاب أمه
11120 -
حدثنا عمار بن رجاء، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي
(1)
قال: سمعت محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ح
وحدثنا الصغاني، وأبو أمية، قالا: حدثنا الحسين بن محمد المروروذي، حدثنا جرير بن حازم، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم عليه السلام، وصبي في زمان جريج، وصبي آخر، فأما عيسى عليه السلام فقد عرفتموه، وأما جريج فكان رجلا عابدا في بني إسرائيل، وكانت له أم، فكان يوما يصلي، إذ اشتاقت إليه أمه، فقالت: يا جريج! فقال: يا رب
(2)
الصلاة خير أم آتيها، ثم صلى، ودعته فقال مثل ذلك، ثم صلى ودعته، فقال: مثل ذلك، وصلى
(3)
فاشتد على أمه، فقالت: اللهم أَرِ جريجا المومسات
(4)
، وكانت زانية في بني إسرائيل، قالت لهم:
⦗ص: 298⦘
أنا أفتن جريجا حتى يزني، فأتته فاجتهدت فلم تقدر على شيء.
وكان راع
(5)
بالليل يأوي
(6)
إلى أصل صومعته، فلما أعياها أرادت الراعي على نفسها، فأتاها، فولدت، ثم إنها قالت: ولدي هذا من جريج، فأتاه بنو إسرائيل، وكسروا صومعته
(7)
وشتموه.
⦗ص: 299⦘
قال الحسين: ووبخوه، مكان شتموه.
فقال: انظروني ساعة، ثم صلى ودعا، ثم نخس
(8)
الغلام.
قال محمد: قال أبو هريرة: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: بيده: يا غلام من أبوك؟ فقال: الراعي.
فندموا على ما كان منهم، واعتذروا إليه، وقالوا: نبني صومعتك من ذهب، أو قال: من فضة، فأبى عليهم، وبناها كما كانت.
وأما الصبي الآخر: فإن امرأة كان معها صبي لها ترضعه، إذ مر بها شاب جميل ذو شارة
(9)
، فقالت: اللهم اجعل ابني هذا مثل هذا، فقال الصبي: اللهم لا تجعلني مثله.
قال محمد: قال أبو هريرة: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يحكي الغلام وهو يرضع، ثم مر بها أيضًا امرأة ذكروا أنها سرقت وزنت، قد عوقبت، فقالت: الله لا تجعل ابني مثل هذه، فقال: اللهم اجعلني مثلها، فقالت أمه: حلقى"
(10)
.
قال جرير: فوالله ما علمت ما حلقى.
قال: لأنها قيل لها زنت ولم تزن، وقيل: سرقت ولم تسرق، وهي
⦗ص: 300⦘
تقول: حسبي الله
(11)
.
وهذا لفظ الحسين بن محمد، ولفظ وهب بن جرير قريب بمعناه.
(1)
هو جرير بن حازم، وهو موضع الالتقاء.
(2)
هكذا في (ك)، وجاء في صحيح مسلملم "يا رب أمي، وصلاتي"، وجاء في الأصل:"ترى".
(3)
(ك 5/ 204/ أ).
(4)
بضم الميم الأولى وكسر الثانية: أي الزواني البغايا. =
⦗ص: 298⦘
= شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 159)، عمدة القاري (6/ 311)، لسان العرب (6/ 224).
قال ابن بطال: "سبب دعاء أم جريج على ولدها: أن الكلام في الصلاة كان في شرعهم مباحا، فلما آثر استمراره في صلاته ومناجاته على إجابتها دعت عليه لتأخره في حقها" إهـ وأما في شريعتنا فقد نسخ هذا الحكم، فأصبح الكلام في الصلاة من مبطلاتها، كما هو مقرر في موضعه من كتب الفقه، ولكن العلماء يستحبون أن يخفف صلاته ليجيب أبويه.
وقد قرر جماعة من أئمة السلف أن بر الوالدين وطاعتهما أفضل من جميع النوافل، روي هذا عن الحسن، وعطاء ومالك وغيرهم.
وقد استدل القرطبي رحمه الله بقوله تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32)} [مريم: 31، 32] على أن الصلاة والزكاة وبر الوالدين كان واجبا على الأمم السالفة والقرون الخالية الماضية. إهـ
انظر: البر والصلة لابن الجوزي، (ص 67)، الجامع لأحكام القرآن (11/ 303، 304)، فتح الباري (3/ 94)، عمدة القاري (6/ 312).
(5)
قال ابن حجر: "ولم أقف على اسم الراعي، ويقال: إن اسمه صهيب" الفتح (6/ 555) المستفاد لابن العراقي (3/ 1751، رقم 719).
(6)
في (ك): "وكان راعي يأوي بالليل".
(7)
بفتح الميم هو: منار الراهب ومتعبده. المشارق (2/ 46).
(8)
أي: طعنه بيده. المشارق (2/ 7).
(9)
الشارة: اللباس والهيئة. الصحاح (2/ 704).
(10)
أي: أصابها الله بوجع في حلقها. الصحاح (4/ 1464)، النهاية (1/ 428).
(11)
أخرجه مسلم في صحيحه (البر والصلة -باب تقديم بر الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها -4/ 1976، رقم 8).
وأخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأنبياء -باب {وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مَرْيَمَ} الآية -3/ 1268، رقم (3253) من طريق مسلم بن إبراهيم عن جرير به.
فائدة الاستخراج: جاء عند مسلم أن أم جريج كانت تتردد عليه في ثلاثة أيام
…
وعند المصنف أنه كان يصلى ثم دعته، ثم صلى ودعته.
11121 -
حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، حدثنا سليمان بن المغيرة
(1)
، حدثنا حميد بن هلال، عن أبي رافع، عن أبي هريرة. قال: كان جريج يتعبد في صومعته، فجاءت أمه فقالت: يا جريج أنا أمك كلمني.
قال أبو رافع: قال أبو هريرة: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف لنا صفتها حين قالت
(2)
: هكذا: ووضع سليمان يده اليمنى على حاجبه الأيمن، قال: فصادفته يصلي، قال: اللهم أمي وصلاتي، فاختار صلاته، فرجعت، فأتته الثانية، فقالت: يا جريج أنا أمك، كلمني، قال: فصادفته يصلي، فقال اللهم أمي وصلاتي، فاختار صلاته، فرجعت أمه ثم أتته الثالثة، فقالت: يا جريج! أنا أمك كلمني، فصادفته، يصلي،
⦗ص: 301⦘
فقال: اللهم أمي وصلاتي، فاختار صلاته، فقالت: اللهم إن هذا جريج وإنه ابني، وإن قد كلمته فأبى أن يكلمني، اللهم فلا تمته حتى تريه المومسات، قال: ولو دعت عليه أن يفتن
(3)
لفتن.
قال: وكان راعي ضأن يأوي إلى ديره
(4)
فخرجت امرأة من القرية، فوقع عليها فحملت، فولدت غلاما، فقيل لها: ممن هذا؟ قالت: من صاحب الصومعة، فأقبلوا إليه بفؤوسهم ومساحيهم، وصوتوا به، فصادفوه يصلي، فلم يكلمهم، فأخذوا يهدمون ديره، فنزل فسأل، فقالوا: سل هذه، فمسح رأس الصبي
(5)
، فقال: من أبوك؟ قال: أبي راعي الضأن، فلما سمعوا منه، ورأوا ما رأوا، قالوا: نبني [لك]
(6)
ما هدمناه من ديرك بالذهب والفضة، قال: لا، ولكن أعيدوه
(7)
.
⦗ص: 302⦘
[من هنا لم يخرجاه]
(8)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: سليمان بن المغيرة.
(2)
(ك / 5/ 204 ب).
(3)
في (ك): "يفتن".
(4)
هكذا في الأصل، وصحيح مسلم، وجاء في (ك):"داره "، ودير النصارى: أصله الواو، والجمع أديار، وهي بيع النصارى وكنائسهم، وهي بمعنى الصومعة، في الرواية الأولى.
انظر: الصحاح (2: 661) المشارق (1/ 265).
(5)
هكذا في الأصل، وصحيح مسلم، وجاء في (ك):"رأسه".
(6)
زيادة من (ك).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة -باب تقديم بر الوالدين على التطوع .. 4/ 1976، رقم 7).
وتقدم تخريج البخاري له، انظر: حديث رقم (11120).
(8)
زيادة من (ك).
11122 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان في بني إسرائيل رجل يقال له: جريج
…
" وذكر الحديث بطوله
(1)
.
(1)
إسناد هذا الحديث رجاله ثقات، وقد تقدم تخريج هذا الحديث برقم (11121) من طريق حميد بن هلال عن أبي رافع به.
11123 -
حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو سلمة
(1)
، حدثنا حماد بن سلمة [ح]
(2)
.
قال
(3)
: وحدثنا محمد بن كثير
(4)
، أخبرنا
(5)
حماد بن سلمة، حدثنا ثابت، عن أبي رافع
(6)
، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان في بني إسرائيل رجل عابد يقال له: جريج، يتعبد في صومعة له، فأتته أمه فقالت: يا جريج إني أنا أمك، أشرف علي أكلمك، [فأقبل على
⦗ص: 303⦘
الصلاة]
(7)
فقال: أي رب، صلاتي وأمي، [فأقبل على الصلاة، فنادته فقالت: يا جريج يا جريج أنا أمك، أشرف علي أكلمك فقال: أي رب صلاتي
(8)
وأمي، قال]
(9)
: فلما مضى في صلاته نادته أيضًا، فقالت: أي جريج إني أنا أمك أشرف علي أكلمك، فقال: أي رب صلاتي، وأمي، فمضى في صلاته، فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه المومسة.
وكانت راعية ترعى وتؤي غنمها إلى ظل صومعته، فأصابت فاحشة، فحملت، فقالوا: ممن هذا الحمل؟ فقالت: من جريج صاحب الصومعة، وكان زنا بها رجل راعي ضأن، فجاءوا بالفؤوس، وبالمرور
(10)
فقالوا: يا جريج يا جريج يا مرائي، انزل، فجعل يصلي فلما رأوه لا يلتفت إليهم أخذوا في هدم صومعته، فنزل إليهم فجعلوا في عنقه وعنقها حبلا فقرنوهما فطوفوا بهما في الناس، فوضع إصبعه على بطنها، فقال يا غلام من أبوك؟ فقال: أبي فلان راعي الضأن، فتركوه، وقالوا له: إن شئت بنينا لك صومعتك من ذهب،
⦗ص: 304⦘
وإن شئت من فضة، فقال: لا، ولكن أعيدوها كما كانت"
(11)
.
(1)
هو: موسى بن إسماعيل التبوذكي.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
أي: شيخ المصنف في الإسناد الأول، وهو: محمد بن يحيى الذهلي.
(4)
ابن أبي عطاء الثقفي مولاهم.
(5)
في (ك): "حدثنا".
(6)
هو: الصائغ.
(7)
زيادة من (ك).
(8)
(ك 5/ 205/ أ).
(9)
زيادة من (ك).
(10)
جمع مر -بفتح الميم - وهو الحبل. لسان العرب (5/ 169).
(11)
إسناد هذا الحديث رجاله ثقات، وقد تقدم تخريج الحديث برقم (11121)، من طريق حميد بن هلال عن أبي رافع.
فوائد الاستخراج:
1/ بيان أن جريجا كان في بني إسرائيل.
2/ بيان أن المرأة البغي كانت راعية غنم، وكانت تؤي غنمها إلى ظل صومعة جريج، وعند مسلم أن المرأة كانت في القرية، فخرجت فوقع عليها الراعي.
3/ في هذه الرواية زيادة، وهي قوله:"فجعلوا في عنقه وعنقها حبلا".
4/ في هذه الرواية أن الصبي كان في بطن أمه، وكانت حاملا به، وفي رواية مسلم أن الصبي كان مولودا، ومسح جريج على رأسه.
11124 -
حدثنا محمد بن كثير الحراني، حدثنا أحمد بن أبي شعيب
(1)
، وأبو الأصبغ
(2)
، وسعيد بن حفص
(3)
، قالوا: حدثنا محمد بن سلمة
(4)
، عن محمد بن إسحاق
(5)
، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط
(6)
، عن محمد
(7)
بن شرحبيل، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تكلم
⦗ص: 305⦘
مولود في صغره إلا عيسى بن مريم، وصاحب جريج الراهب، كان يصلي في صومعته فأتته أمه
…
" وذكر الحديث
(8)
.
(1)
أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب مسلم الحراني مولى قريش.
(2)
اسمه: عبد العزيز بن يحيى بن يوسف البكائي الحراني، مولى بني البكاء.
(3)
هو النفيلي، أبو عمرو الحراني.
(4)
ابن عبد الله الباهلي مولاهم أبو عبد الله الحراني.
(5)
ابن يسار أبو بكر المطلبي مولاهم المدني إمام المغازي.
(6)
بقاف ومهملتين مصغر: ابن أسامة الليثي، أبو عبد الله المدني.
(7)
ابن ثابت بن شرحبيل العبدري، أبو مصعب الحجازي، نسب إلى جده في الإسناد. =
⦗ص: 305⦘
= ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر:"مقبول".
انظر: الثقات لابن حبان (5/ 358)، التقريب (ص 470).
(8)
إسناد المصنف فيه عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس، ومحمد بن شرحبيل لم يوثقه غير ابن حبان.
وأصل الحديث تقدم تخريجه برقم (11120)، من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، من طريق عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق عن يزيد به، (ص 26، رقم 33).
11125 -
حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني، حدثنا محمد -يعني: ابن سلمة- عن محمد بن إسحاق بإسناده مثله: "وهو يصلي، فقالت: يا جريج، قال: صلاتي، وأمي، ثم أقبل على صلاته
…
" وذكر الحديث
(1)
.
(1)
انظر: تخريج الحديث رقم (11124).
11126 -
حدثنا ابن الجنيد، حدثنا يحيى بن غيلان
(1)
، حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة
(2)
، عن
⦗ص: 306⦘
أبيه
(3)
، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كان رجل من بني إسرائيل تاجرا، كان ينقص مرة، ويزيد أخرى، فقال: ما في هذه التجارة خير، لألتمسنّ تجارة لا نقصان فيها، فابتنى صومعة، فترهب فيها، وكان اسمه جريج، وكان يريح
(4)
إلى صومعته. راعي ضأن
(5)
وراعية معه، وأن أم جريج أتته فصرخت به، فكان قائما يصلي، فقالت: يا جريج، فقال جريج: أمي والصلاة، ثم قالت: يا جريج، قال: أمي والصلاة، قال: فذهبت، ثم أتته يوما آخر
…
" وذكر الحديث
(6)
.
(1)
ابن عبد الله بن أسماء الخزاعي، أو الأسلمي البغدادي، أبو الفضل.
(2)
ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري قاضي المدينة، قتل بالمدينة سنة 132 هـ.
قال يحيى بن سعيد القطان: "كان شعبة يضعف عمر بن أبي سلمة" قال الجوزجاني: "ليس بقوي في الحديث"، قال أبو حاتم:"صالح صدوق في الأصل، ليس بذلك القوي يكتب حديثه، ولا يحتج به يخالف في بعض الشيء" قال =
⦗ص: 306⦘
= النسائي: "ليس بالقوي"، قال ابن حجر:"صدوق يخطئ" انظر: الشجرة في أحوال الرجال (ص 246، رقم 253)، التقريب (ص 413)، الجرح (11716 - 118)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص 222، رقم 467).
(3)
هو: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، قيل: اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل.
(4)
جاء في (ك): "يرتع".
(5)
(ك / 5/ 205 ب).
(6)
إسناد المصنف فيه ضعف، وتقدم تخريج الحديث برقم (11120)، من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة.
11127 -
ز - حدثنا علي بن حرب، حدثنا ابن فضيل
(1)
، حدثنا الحسن بن عمرو
(2)
، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
⦗ص: 307⦘
"لا يدخل الجنة ولد زنا، وكان في بني إسرائيل راهب في صومعة له يدعى جريجا، وكان أمة لبعضهم ترعى غنيمة وتأوي إلى صومعته لتأنس بجريج
…
" وذكر الحديث
(3)
.
(1)
هو: محمد بن فضيل بن غزوان.
(2)
الفقيمي التميمي الكوفي. وثقه أحمد، وابن معين، وابن حجر، وغيرهم انظر: تاريخ الدارمي (ص 58، رقم 81)، الجرح (3/ 26)، تهذيب الكمال =
⦗ص: 307⦘
= (6/ 285)، التقريب (ص 162).
(3)
هذا الحديث من زيادات المصنف، ورجال إسناده ثقات، وهو مركب من حديثين: الحديث الأول: "لا يدخل الجنة ولد زنا" وقد أخرجه النسائي في الكبرى (3/ 177، رقم 4924)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 307)، من طريق محمد بن فضيل به، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 370، رقم 912) من طريق الحسن بن عمرو به.
وقد اختلف الرواة فيه عن مجاهد اختلافا كثيرا، وقد ذكر هذا الاختلاف النسائي في سننه الكبرى (3/ 176)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 307 - 309)، والمزي في تحفة الأشراف (10/ 140 - 316)، وللحديث شواهد:
الأول: حديث عبد الله بن عمرو: أخرجه أحمد (2/ 201)، والنسائي في السنن الكبرى (3/ 175)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 309)، والطحاوى في مشكل الآثار (2/ 373)، رقم 914).
الثاني: حديث أبي قتادة: أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 347) رقم (915)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 308).
وقد تكلم الشيخ ناصر الدين الألباني، على الحديث وعلى طرقه ثم قال: "وجملة القول أن الحديث -حديث عبد الله بن عمرو- بهذه الطرق والشواهد لا ينزل عن درجة الحسن). انظر: السلسلة الصحيحة (2/ 385) رقم (673).
الحديث الثاني وفيه قصة جريج، وهي في الصحيحين، انظر: تخريج الحديث رقم (11120).
11128 -
حدثنا سعيد بن مسعود
(1)
، أخبرنا يونس بن محمد
(2)
، حدثنا الليث ح
وحدثنا ابن شاذان
(3)
الجوهري، حدثنا عاصم بن علي
(4)
، حدثنا الليث، عن جعفر بن ربيعة
(5)
، عن ابن هرمز
(6)
، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
قصة جريج بطوله
(7)
.
(1)
المروزي.
(2)
المؤدب.
(3)
اسمه محمد بن شاذان بن يزيد، أبو بكر الجوهري.
(4)
ابن عاصم بن صهيب الواسطي، أبو الحسن التيمي مولاهم.
(5)
ابن شرحبيل بن حسنة الكندي، أبو شرحبيل المصري.
(6)
هو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج.
(7)
إسناد المصنف حسن، وقد تقدم تخريج الحديث برقم (11120) من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة.
11129 -
حدثنا الدقيقي، حدثنا محمد بن أبي نعيم
(1)
الواسطي، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أيوب، عن محمد
(2)
، عن أبي هريرة قال: تكلم في المهد ثلاثة: عيسى بن مريم عليهما السلام، وصاحب جريج
…
وذكر الحديث
(3)
.
(1)
هو: محمد بن موسى بن أبي نعيم الواسطي الهذلي.
(2)
ابن سيرين.
(3)
إسناد المصنف حسن وقد تقدم تخريج الحديث برقم (11120)، من طريق جرير بن =
⦗ص: 309⦘
= حازم، عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة.
11130 -
ز - حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو مسعود -[يعني]
(1)
الزجاج
(2)
-، عن أبي سعد
(3)
. عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن
(4)
ثلاثة خرجوا
…
" وذكر الحديث
(5)
.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
هو: عبد الرحمن بن الحسن الزجاج.
(3)
البقال كما جاء مصرحا عند الطبراني في الدعاء (2/ 868 رقم (191)، واسمه سعيد بن المرزبان.
(4)
هكذا في الأصل، ومسند أحمد، ومعجم الطبراني الأوسط، وجاء في (ك):"وذكر".
(5)
أي حديث الغار، وهذا الحديث من زيادات المصنف، إسناده ضعيف بسبب أبي سعيد البقال، فهو ضعيف.
وقد أخرج هذا الحديث أحمد في مسنده (4/ 274)، والطبراني في الأوسط (5/ 154)، رقم 2837 مجمع البحرين) من طريق وهب بن منبه، عن النعمان بن بشير، وقال الهيثمي:"رواه أحمد والطبراني في الأوسط والكبير، والبزار بنحوه من طرق، ورجال أحمد ثقات"(مجمع الزوائد 8/ 142).
وأصل الحديث ثابت في الصحيحين وغيره من حديث ابن عمر وغيره رضي الله عن الجميع.
انظر: صحيح البخاري (كتاب البيوع -باب إذا اشترى شيئًا لغيره بغير إذنه فرضي - 3/ 771، رقم 2102، وصحيح مسلم (كتاب الذكر والدعاء باب قصة أصحاب الغار - (4/ 2099) رقم (100). =
⦗ص: 310⦘
= ملحوظة: هذا الحديث ليس له صلة بالباب، وإنما له علاقة بما تدور عليه أحاديث الباب وهو: بر الوالدين، فإن حديث أصحاب الغار فيه خبر الرجل الذي قال: "اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران
…
" وذكر خبر برِّه بهما.
ولعل المصنف من أجل هذا ساق حديث النعمان في آخر هذا الباب، والله أعلم.
باب: بيان الخبر الدال على أن من أدرك أبويه أو أحدهما عند ضعفهما فبرهما أو أحدهما أدخله بره إياهما الجنة
11131 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال
(1)
، قال: حدثني سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رغم أنفه" ثلاثا، قالوا: من يا رسول الله؟ قال: "من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما، ولم يدخل الجنة"
(2)
.
رواه أبو عوانة
(3)
عن سهيل مثله.
(1)
التيمي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب رغم أنف من أدرك أبويه أو أحدهما عند الكبر فلم يدخل الجنة -4/ 1978، رقم 10).
فائدة الاستخراج:
1/ تسمية سهيل في الإسناد.
2/ أتم المصنف لفظ حديث سليمان التيمي، بينما ساق مسلم الإسناد وطرف المتن، وأحال على رواية جرير عن سهيل.
(3)
الوضاح بن عبد الله بن اليشكري، ومن طريقه أخرجه مسلم في صحيحه (انظر التخريج السابق).
باب: فضيلة الرجل يبر أهل ودّ
(1)
أبيه
(1)
أي صديقا من أهل مودته، وهي محبته، قاله القاضي عياض.
شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 165)، لسان العرب (3/ 454).
11132 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب
(1)
، قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: أن رجلا من الأعراب لقيه بطريق مكة، فسلم عليه عبد الله بن عمر، وحمله على حمار كان يركبه، وأعطاه عمامة كانت على رأسه.
فقال ابن دينار: فقلت له: أصلحك الله إنهم الأعراب
(2)
. وهم يرضون باليسير، فقال عبد الله بن عمر، إن أبا هذا كان ودّا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه"
(3)
.
(1)
هو: عبد الله بن وهب القرشي مولاهم المصري، وهو موضع الالتقاء.
(2)
(ك 5/ 206/ أ).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب فضل صلة أصدقاء الأب والأم ونحوهما -4/ 1979، رقم 11).
فائدة الاستخراج: بيان القائل لابن عمر: "أصلحك الله" وهو ابن دينار، حيث جاء مبهما عند مسلم، بلفظ:"فقلنا له".
11133 -
حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة
(1)
، ويوسف بن مسلم،
⦗ص: 312⦘
قالا: حدثنا المقري
(2)
، حدثنا حيوة
(3)
[قال]
(4)
: حدثني أبو عثمان
(5)
الوليد بن أبي الوليد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه"
(6)
.
زاد يوسف: "بعد أن يتولى الأب".
رواه ابن أبي مريم
(7)
عن يحيى بن أبي أيوب
(8)
، عن الوليد بن أبي
⦗ص: 313⦘
الوليد
(9)
، نحوه
(10)
.
(1)
هو: عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة.
(2)
هو: عبد الله بن يزيد، ومن طريقه أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص 29، رقم 41).
(3)
ابن شريح، أبو زرعة المصري.
(4)
زيادة من (ك).
(5)
موضع الالتقاء هو: أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد، واسم أبي الوليد: عثمان مولى عثمان، أو ابن عمر المدني. انظر: التقريب (ص 584).
(6)
انظر: تخريج الحديث رقم (11132).
فائدة الاستخراج:
1/ متابعة حيوة لسعيد بن أبي أيوب عند مسلم.
قال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عن حيوة بن شريح، وسعيد بن أبي أيوب، ويحيى بن أبي أيوب، فقال: حيوة أعلى القوم، وهو ثقة، وهو أحب إلي منهما". الجرح 3/ 307).
2/ بيان الزيادة التي زادها يوسف بن مسلم، وهي عند مسلم من طريق ابن الهاد عن ابن دينار.
(7)
هو: سعيد بن الحكم الجمحي مولاهم.
(8)
الغافقي المصري.
(9)
موضع الالتقاء هو: الوليد بن أبي الوليد.
(10)
في (ك): "بنحوه"، وهذا الحديث علقه المصنف رحمه الله هنا، وقد تقدم تخريجه موصولا في الحديث رقم (11132).
11134 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب
(1)
، حدثنا حيوة بن شريح، عن ابن الهاد
(2)
، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه"
(3)
.
هذا صحيح
(4)
كذا قال ابن وهب: حيوة عن ابن الهاد.
(1)
هو: عبد الله بن وهب القرشي مولاهم المصري، الفقيه، وهو موضع الالتقاء.
(2)
هو: يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب فضل صلة أصدقاء الأب والأم ونحوهما -4/ 1979، رقم 12).
فائدة الاستخراج:
ذكر التوكيد "إن أبر البر" وعند مسلم: "أبر البر".
(4)
بين أبو عوانة هنا أن الصواب في رواية حيوة هي عن ابن الهاد عن ابن دينار، وهي طريق ابن وهب عن حيوة عن ابن الهاد، كذا أخرجها ابن وهب في جامعه (1/ 173، رقم 107).
وهي اختيار الإمام مسلم صلى الله عليه وسلم الله -، انظر تخريج الرواية السابقة (رقم 11133) جاء به من طريق المقرئ عن حيوة عن الوليد.
11135 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا
⦗ص: 314⦘
الليث بن سعد
(1)
، عن يزيد بن أسامة بن الهاد، عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر: أنه كان في سفر. فمر به أعرابي، فقال: ألست ابن فلان ابن فلان، قال: بلى، فأعطاه حمارًا، كان إذا مل راحلته يتروح عليه، وعمامة كان يشد بها رأسه، فلما أدبر الأعرابي، قال بعض أهله: كان هذا يرضى بدرهم أو درهمين، فأعطيته حمارك الذي كنت تروح عليه إذا مللت، وعمامتك التي تشد بها رأسك، قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أبر البر صلة المرء أهل ود أبيه بعد ما يولي"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: الليث بن سعد.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب فضل صلة أصدقاء الأب والأم ونحوهما -4/ 1979، رقم 13).
فائدة الاستخراج: جاء عند مسلم: "بعض أصحابه"، وجاء بيان المراد من ذلك عند المصنف:"بعض أهله".
11136 -
حدثنا الربيع بن سليمان، أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني الليث، عن خالد بن يزيد
(1)
، عن عبد الله بن دينار
(2)
، عن عبد الله بن عمر: أنه مر به أعرابي في سفر، وكان أبو الأعرابي صديقا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له ابن عمر: ألست ابن فلان؟ قال: بلى،
⦗ص: 315⦘
فأمر له ابن عمر بحمار له كان يُستعقب له ويركبه، ونزع عمامة
(3)
كانت على رأسه، فأعطاها إياه، وقال: اشدد بها رأسك، فقال له بعض من مع ابن عمر: إنما
(4)
يكفى هذا بدرهمين
(5)
، فقال ابن عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن
(6)
أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن تولى"
(7)
.
(1)
الجمحي، أبو عبد الرحيم المصري.
(2)
موضع الالتقاء هو: عبد الله بن دينار.
(3)
في (ك): "عمامته".
(4)
في (ك): "أنه".
(5)
في (ك): "درهمين".
(6)
(ك 5/ 206/ ب).
(7)
انظر: تخريج الحديث رقم (11135).
باب [بيان]
(1)
الخبر الدال أن الرجل إذا أحسن خلقه. مع أقاربه وأهل ود أبيه وغيرهم فقه بر ووصل، وأن من الإثم ما يضمر في القلب مما
(2)
يكره أن يطلع عليه
(1)
زيادة من (ك).
(2)
في (ك): "ما".
11137 -
حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح
(1)
الزعفراني
(2)
وعباس الدوري، والحسن
(3)
بن عفان، وعمار بن رجاء، قالوا: حدثنا زيد بن الحباب
(4)
، حدثنا معاوية بن صالح
(5)
، قال: حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، عن أبيه، أنه سمع النواس بن سمعان الأنصاري
(6)
:
⦗ص: 317⦘
أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك
(7)
في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس"
(8)
.
(1)
الفقيه، تلميذ الإمام الشافعي.
(2)
بفتح الزاي المنقوطة وسكون العين المهملة، وفتح الفاء والراء المهملة: نسبة إلى قرية قرب بغداد، يقال لها: الزعفرانية (الأنساب (6/ 298)، وفيات الأعيان (2/ 74).
(3)
ابن علي بن عفان العمري أبو محمد الكوفي.
(4)
ابن الريان التميمي، أبو الحسين العكلي، الكوفي.
(5)
موضع الالتقاء، هو: معاوية بن صالح.
(6)
قال النووي رحمه الله: "هكذا وقع في نسخ صحيح مسلم "الأنصاري" قال أبو علي الجياني: هذا وهم، وصوابه: الكلابي فإن النواس بن سمعان كلابي مشهور، قال المازري والقاضي عياض: المشهور أنه كلابي ولعله حليف للأنصار". =
⦗ص: 317⦘
= شرح صحيح مسلم (16/ 167) الإصابة (6/ 478).
(7)
قال ابن الأثير: "يقال: حك الشيء في نفسي إذا لم تكن منشرح الصدر به، وكان في قلبك منه شيء من الشك والريب، وأوهمك أنه ذنب وخطئة إهـ. النهاية (1/ 418).
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تفسير البر والإثم - 4/ 1980، رقم 14).
11138 -
حدثنا بحر بن نصر
(1)
، حدثنا ابن وهب
(2)
، حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه
(3)
، عن نواس بن سمعان، قال: أقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة سنة، ما يمنعني من الهجرة إلا المسألة، كان أحدنا إذا هاجر لم يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء، [قال]
(4)
: فسألته عن البر والإثم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه
⦗ص: 318⦘
الناس"
(5)
.
(1)
ابن سابق الخولاني مولاهم أبو عبد الله المصري.
(2)
هو: عبد الله بن وهب القرشي مولاهم، المصري وهو موضع الالتقاء.
(3)
جبير بن نفير بن مالك بن عامر الحضرمي.
(4)
زيادة من (ك).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تفسر البر والإثم - 4/ 1980، رقم 15).
11139 -
حدثنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي الغزي، حدثنا
(1)
أسد بن موسى، حدثنا معاوية بن صالح
(2)
، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه، عن نواس بن سمعان قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس"
(3)
.
(1)
في (ك): "أخبرنا".
(2)
موضع الالتقاء هو: معاوية بن صالح.
(3)
انظر تخريج الحديث رقم (11137).
باب: بيان ثواب من وصل رحمه، وعقاب من قطعه
(1)
وثواب من يصل من قطعه
(1)
القطع: يدل على صرم وإبانة شيء من شيء، والقطيعة: الهجران، والمراد به: ترك البر والإحسان إلى الأهل والأقارب، وقد جاء في النهي عن قطيعة الرحم آيات وأحاديث كثيرة ساق المصنف شيئا منها، وكتب السنة والآداب مليئة بذلك.
انظر: معجم مقاييس اللغة (5/ 101)، لسان العرب (8/ 280)، تفسير القرآن العظيم (7/ 300)، البر والصلة لابن الجوزي (ص 149).
11140 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، حدثني
(1)
سليمان بن بلال، عن معاوية بن أبي مزرد
(2)
، عن أبي الحباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فقال: مه، فقالت: هذا
(3)
مقام العائذ من القطيعة، فقال: نعم، ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، قالت: بلى، قال: فذلك لك"
(4)
.
(1)
في (ك): "قال: أخبرني".
(2)
موضع الالتقاء هو: معاوية بن أبي مزرد، واسم أبي مزرد: عبد الرحمن بن يسار المدني، مولى بني هاشم.
(3)
نسخة: (ك)(207/ أ).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها - 4/ 1980، رقم 16).
وأخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير باب تفسير سورة محمد صلى الله عليه وسلم =
⦗ص: 320⦘
= {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} (4/ 1828) رقم (4552).
كلاهما من طريق حاتم بن إسماعيل، عن معاوية به.
11141 -
حدثنا يزيد بن سنان، حدثنا أبو بكر الحنفي
(1)
، حدثنا معاوية بن أبي مزرد المديني
(2)
، حدثنا عمي سعيد بن يسار أبو الحباب، قال: سمعت أبا هريرة يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل خلق الخلق، حتى إذا فرغ من خلقه قامت الرحم، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك" اقرأوا إن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا في الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)
(3)
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
(4)
(5)
⦗ص: 321⦘
وكذا قال حاتم بن إسماعيل عن معاوية بن أبي مزرد، قال: حدثني عمي أبو الحباب سعيد بن يسار
(6)
[ح]
(7)
.
حدثنا صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث، حدثنا ابن أبي مريم
(8)
، حدثنا سليمان بن بلال، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير
(9)
، قالا: حدثنا معاوية بن أبي مزرد
(10)
، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما فرغ الله عز وجل من الخلق، تعلقت الرحم بحقوي الرحمن
(11)
فقال: مه، قالت: مقام العائذ
⦗ص: 322⦘
[بك]
(12)
من القطيعة، قال: أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك"
(13)
.
(1)
هو عبد الكبير بن عبد المجيد البصري.
(2)
موضع الالتقاء هو: معاوية بن أبي مزرد.
(3)
قال ابن كثير رحمه الله: "وهذا نهى عنه الإفساد في الأرض عموما، وعن قطع الأرحام خصوصا، بل قد أمر الله تعالى بالإصلاح في الأرض وصلة الأرحام، هو: الإحسان إلى الأقارب في المقال والفعال وبذل الأموال، وقد وردت الأحاديث الصحاح، والحسان بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من طرق عديدة، ووجوه كثيرة
…
"إهـ.
تفسير القرآن العظيم (7/ 300)، وانظر: الجامع لأحكام القرآن (16/ 245).
(4)
سورة محمد الآيات (22 - 24).
(5)
انظر تخريج الحديث رقم (11140).
(6)
من هذا الطريق أخرجه مسلم في صحيحه من طريق قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عباد كلاهما عن حاتم به.
وأخرجه البخاري في صحيحه من طريق إبراهيم بن حمزة، عن حاتم به، انظر تخريج حديث (11140).
(7)
زيادة من (ك).
(8)
هو: سعيد بن أبي مريم.
(9)
الأنصاري الزرقي مولاهم المدني.
(10)
موضع الالتقاء هو: معاوية بن أبي مزرد.
(11)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وهذا الحديث في الجملة من أحاديث الصفات التي نص الأئمة على أنه يمر كما جاء، وردوا على من نفى موجبه، وما ذكره الخطابي وغيره: أن هذا الحديث مما يتأول بالاتفاق، فهذا بحسب علمه حيث لم يبلغه فيه عن أحد من العلماء أنه جعله من أحاديث الصفات التي تمر كما جاءت
…
" اهـ.
ثم نقل رحمه الله عن الإمام أحمد وابن حامد إثبات هذه الصفة كما جاءت.
وممن نقل عنه إثبات هذه الصفة كما جاءت: القاضي أبو يعلى، وأبو موسى =
⦗ص: 322⦘
= المديني، وشيخ الإِسلام ابن تيمية كما تقدم والشيخ عبد الله الغنيمان.
انظر: المجموع المغيث لأبي موسى المديني (1/ 405)، فتح الباري (8/ 444)، شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان (2/ 382)، وفيه نقل كلام شيخ الإِسلام من كتابه نقض التأسيس، والقاضي أبي يعلى من كتابه إبطال التأويلات.
(12)
زيادة من (ك).
(13)
انظر تخريج الحديث رقم (11140).
فائدة الاستخراج: ذكر صفة الحقو للرحمان عز وجل، وليست هي عند مسلم.
11142 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر -قال يونس: أخبرنا، وقال بحر: حدثنا- ابن وهب حدثنا سليمان بن بلال، عن معاوية بن أبي مزرد
(1)
عن يزيد بن رومان، عن عروة عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الرحم شِجْنة
(2)
من الله، من وصلها وصله، ومن
⦗ص: 323⦘
قطعها قطعه"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: معاوية بن أبي مزرد.
(2)
بكسر المعجمة، وسكون الجيم، بعدها نون، وجاء بضم أوله وفتحه روايتان: وأصل الشجنة: عروق الشجر المشتبكة.
ومعنى الحديث: إن الرحم أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها، فالقاطع لها منقطع من رحمة الله، وقال الإسماعيلي:"معنى الحديث: إن الرحم مشتق اسمها من اسم الرحمن فلها به علقة، وليس معناه أنها من ذات الله تعالى، تعالى الله عن ذلك" اهـ
ويفسر هذا حديث عبد الرحمن بن عوف في السنن مرفوعًا: "قال سبحانه: أنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي". انظر: الصحاح (5/ 2143)، =
⦗ص: 323⦘
= فتح الباري (10/ 432)، عمدة القاري (18/ 130)، لسان العرب (13/ 233).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب صلة الرحم وتحريم قطعتها -4/ 1981، رقم 17)، والبخاري في صحيحه (كتاب الأدب -باب من وصل وصله الله - 5/ 2232)، رقم 5643) من طريق سعيد بن أبي مريم عن سليمان بن بلال به.
فائدة الاستخراج: جاء عند مسلم "الرحم معلقة بالعرش" وعند المصنف بلفظ: "الرحم شجنة من الله".
11143 -
حدثنا صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث، حدثنا ابن أبي مريم
(1)
، حدثنا سليمان بن بلال، عن معاوية بن أبي مزرد، عن يزيد بن رومان بإسناده مثله
(2)
.
(1)
هو: سعيد بن أبي مريم، وهو موضع الالتقاء.
(2)
انظر تخريج الحديث رقم (11142).
11144 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا سفيان بن عيينة
(1)
، عن الزهريّ عن محمَّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يدخل الجنة قاطع"
(2)
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: سفيان بن عيينة.
(2)
المراد بذلك قاطع الرحم، كما جاء ذلك مصرحًا به في الروايات الأخرى، وسوف يسوق المصنف، رحمه الله بعض هذه الروايات انظر: الأحاديث رقم 11147، 11149، 11150).
وحمل القرطبي رحمه الله نفى دخول الجنة في هذا الحديث على أنه لا يدخل الجنة ابتداءا حتى ينفذ فيه الوعيد. إكمال إكمال المعلم للأبي (8/ 504).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب صلة الرحم وتحريم =
⦗ص: 324⦘
= قطيعتها-4/ 1981، رقم 18)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الأدب- باب إثم القاطع - 5/ 2231 رقم 5638) من طريق الليث عن عقيل عن الزهريّ به.
فائدة الاستخراج:
1/ تسمية سفيان في الإسناد (ابن عيينة).
2 / موافقة يونس لزهير بن حرب عند مسلم في الرواية عن ابن عيينة، وذلك بعدم ذكر تفسير سفيان للحديث.
* ساق المصنف هذا الحديث من طرق متعددة عن الزهريّ رحمه الله وقد اختلف الرواة عنه في لفظ: "الرحم" فمنهم من أثبتها في متن الحديث فرويت مرفوعة، ومن الرواة من جاء بها مفسرة في آخر الحديث، ومن الرواة من لم يثبتها في الحديث.
وبعد النظر في هذه الطرق يمكن معرفتها على النحو التالي:
أولًا: من اختلف عليه من الرواة عن الزهريّ:
1/ عبد الرزاق، عن معمر، فاختلفت الرواية عن عبد الرزاق.
أ - فرويت عنه مرفوعة من طريق محمَّد بن رافع، وعبد بن حميد من شيوخ مسلم كما يفهم من صنيع الإِمام مسلم.
انظر: صحيح مسلم (كتاب البر والصلة، رقم 19 مكرر).
2 / جاءت عنه مفسرة: من طريق محمَّد بن إسحاق السجزي، عند المصنف رقم 11148).
3 / من لم يثبتها عنه: الإِمام أحمد في المسند (4/ 84)، وأحمد بن يوسف السلمي عند المصنف رقم (11148).
وخلاصة الكلام على طريق عبد الرزاق: أن الصواب عدم الإثبات لموافقته لأكثر الرواة عن الزهريّ في عدم إثبات هذه اللفظة.
ثانيا: من جاء بها مفسرة في آخر الحديث عن الزهريّ: =
⦗ص: 325⦘
= محمَّد بن يزيد الزبيدي، عند المصنف رقم (11151).
ويونس بن يزيد عند المصنف رقم (11150).
ثالثا: من لم يثبتها: وهم سفيان بن عيينة، عند المصنف رقم (11144).
صالح بن كيسان، وفيه اختلاف بين النسخ انظر: حديث رقم (11145).
عقيل بن خالد على الصحيح انظر حديث رقم (11149).
سفيان بن حسين انظر حديث رقم (11152، 11153).
محمَّد بن إسحاق انظر حديث رقم (11152).
الإِمام مالك على الصحيح انظر حديث رقم (11146).
صالح بن أبي الأخضر انظر: حديث رقم (11154).
عثمان بن عمر انظر حديث رقم (11155)، على الشك في رفع الحديث، وكان هذا الشك من المصنف.
معمر من طريق عبد الرزاق في أصح الروايات عنه انظر: حديث رقم (11148).
وبعد النظر في هذه الطرق: نجد أن الثقات من أصحاب الزهريّ لم يثبتوها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما الصواب فيها أنها تفسير من أحد الرواة ممن هو دون الزهري، فقد جاء تفسيرها عن سفيان بن عيينة (أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة، رقم 18).
11145 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا يعقوب بن إبراهيم
(1)
بن سعد، حدثنا أبي
(2)
، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب
(3)
، أن محمَّد بن جبير بن مطعم، أخبره عن أبيه قال: سمعت
⦗ص: 326⦘
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل الجنة قاطع رحم"
(4)
(5)
.
(1)
(ك 5/ 207 / ب).
(2)
هو: إبراهيم بن سعد بن عوف الزهري.
(3)
هو: الزهريّ، وهو موضع الالتقاء.
(4)
سقط من نسخة (ك) قوله: "الرحم" ولم أقف على طريق صالح بن كيسان، فيما بين يدي من المصادر، للترجيح بين النسختين في إثبات هذه اللفظة، أو نفيها في هذا الطريق.
(5)
انظر تخريج الحديث رقم (11144).
11146 -
حدثنا إبراهيم
(1)
بن أبي داود الأسدي
(2)
، حدثنا عبد الله بن محمَّد بن أسماء
(3)
، حدثنا جويرية، عن مالك عن الزهريّ، أن محمَّد بن جبير بن مطعم أخبره أن أباه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا يدخل الجنة قاطع"
(4)
.
(1)
ابن سليمان بن داود، أبو إسحاق البرلسي -بفتح الباء والراء وضم اللام-. السير (12/ 612).
(2)
قال ابن يونس: "أسدي أسد بن خزيمة" تاريخ دمشق (6/ 414).
(3)
موضع الالتقاء هو: عبد الله بن محمَّد بن أسماء الضبعي، وهو شيخ مسلم في هذا الحديث.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها-4/ 1981، رقم 19).
وتقدم تخريج البخاري له في حديث رقم (11144).
فائدة الاستخراج: خالف شيخ المصنف مسلما في روايته عن عبد الله بن محمَّد بن أسماء، حيث ساق مسلم الحديث من طريق شيخه عبد الله بن محمَّد بن أسماء بلفظ:"قاطع رحم" ورواية المنصف ليست فيها هذه اللفظة "الرحم" ووافق شيخ المصنف إبراهيم بن أبي داود في هذه الرواية عن عبد الله بن محمَّد بن أسماء، شيخ =
⦗ص: 327⦘
= ابن حبان الفضل بن الحباب فرواه عن عبد الله بن محمَّد بن أسماء بلفظ: "لا يدخل الجنة قاطع" ولم يذكر "الرحم" فترجح هذا رواية المصنف على رواية مسلم -والله أعلم- الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان (2/ 199 - رقم 454).
11147 -
حدثنا إبراهيم بن الوليد الجَشَّاش، حدثنا سعيد بن داود الزنبري
(1)
حدثنا مالك
(2)
بمثله
(3)
.
(1)
أبو عثمان المدني، قال ابن حجر:"صدوق له مناكير عن مالك، يقال: اختلط عليه بعض حديثه". التقريب (ص 235).
(2)
ابن أنس الإِمام، وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11146).
11148 -
حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، ومحمد بن إسحاق بن شبويه السجزي، قالا: حدثنا عبد الرزاق
(1)
، حدثنا معمر، عن الزهريّ، عن محمَّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل الجنة قاطع"
(2)
.
زاد ابن إسحاق
(3)
: يعني لرحمه.
(1)
ابن همام الصنعاني، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب صلة الرحم وتحريم قطعتها-14/ 982، رقم 19 مكرر).
وتقدم تخريج البخاري لهذا الحديث، انظر رقم (11144).
(3)
وهو: محمَّد بن إسحاق بن شبوية.
فائدة الاستخراج: ساق المصنف إسناد رواية عبد الرزاق ومتنها، واقتصر مسلم على الإسناد فقط. =
⦗ص: 328⦘
= تنبيه: أخرج مسلم هذا الحديث من طريق محمَّد بن رافع، وعبد بن حميد كلاهما عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهريّ هذا الإسناد مثله -أي مثل طريق جويرية عن مالك عن الزهريّ، وقد تقدم- وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولفظ حديث جويرية عن مالك عند مسلم: "لا يدخل الجنة قاطع رحم".
فنبه أبو عوانة هنا أنه اختلف على عبد الرزاق في زيادة "الرحم"، فأثبتها محمَّد بن رافع، وعبد بن حميد عند مسلم، ولم يثبتهما أحمد بن يوسف السلمي عند أبي عوانة هنا، وكذلك الإِمام أحمد لم يثبتها كما في المسند (4/ 84)، وجاءت مفسرة من طريق محمَّد بن إسحاق بن شبوية عن عبد الرزاق عند أبي عوانة أيضًا، وتقدم توضيح ذلك، وأن الراجح في رواية عبد الرزاق عن معمر عدم إثبات لفظ "الرحم" والله تعالى أعلم.
11149 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا حجاج بن محمَّد، حدثنا
(1)
الليث بن سعد، [قال]
(2)
حدثني عقيل
(3)
، عن الزهريّ
(4)
، أن محمَّد بن جبير بن مطعم، حدثه أن جبير بن مطعم أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يدخل الجنة قاطع"
(5)
.
(1)
في (ك): "أخبرنا".
(2)
زيادة من (ك).
(3)
ابن خالد عقيل الأيلي أبو خالد الأموي.
(4)
موضع الالتقاء هو: الزهريّ.
(5)
انظر تخريج الحديث رقم (11144).
تنبيه: اختلف الرواة على الليث في هذا الحديث، فرواه حجاج بن محمَّد، كما في رواية المصنف هنا، ويحيى بن بكير وروايته عند البخاري في صحيحه (كتاب =
⦗ص: 329⦘
= الأدب -باب إثم القاطع- 5/ 2231، رقم 5638)، ولم يرفعا لفظ "الرحم" ورواه عبد الله بن صالح كاتب الليث، ورفع هذه اللفظة كما روى ذلك البخاري في الأدب المفرد (ص 36، رقم 64).
والراجح: هو رواية حجاج بن محمَّد ويحيى بن بكير لثقتهما، وأما عبد الله بن صالح فقد بان حاله.
الخلاصة: أن الصحيح في رواية الليث عن عقيل هو: عدم رفع لفظ "الرحم".
11150 -
أخبرنا
(1)
يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب
(2)
، قال: أخبرني محمَّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يدخل الجنة قاطع" قال: يريد
(3)
الرحم
(4)
.
[من هنا لم يخرجاه]
(5)
(1)
في (ك): "حدثنا".
(2)
هو: الزهريّ، وهو موضع الالتقاء.
(3)
جاء في الأصل وفي نسخة: (ك): "يزيد" بالزاي وكذلك جاء في النسخة التيمورية لكتاب التوحيد لابن خزيمة، والصواب:"يريد" بالراء المهملة، ثم قال مهملة في الآخر، كما هو عند ابن خزيمة في التوحيد في أكثر نسخه.
انظر: التوحيد لابن خزيمة (2/ 862 حديث رقم 579، وتعليق المعلق عليه).
(4)
انظر تخريج الحديث رقم (11144).
(5)
زيادة من (ك).
11151 -
حدثنا سعيد بن عمرو السكوني
(1)
، وأحمد بن
⦗ص: 330⦘
الفرج الحمصي
(2)
، وعيسى بن أحمد البلخي، قالوا: حدثنا بقية بن الوليد
(3)
، حدثنا محمَّد بن الوليد الزبيدي، عن الزهريّ
(4)
، عن محمَّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة قاطع" يعني: لرحمه
(5)
.
(1)
أبو عثمان الحمصي.
(2)
أبو عتبة الحمصي المعروف بالحجازي الكندي.
(3)
ابن صائد بن كعب بن حريز الحميري الكلاعي الحمصي كنيته أبو يحمد.
(4)
موضع الالتقاء هو: الزهريّ.
(5)
انظر تخريج الحديث رقم (11144).
11152 -
حدثنا السلمي، حدثنا
(1)
أبو الوليد
(2)
، حدثنا شعبة، عن سفيان بن حسين، ومحمد
(3)
سمعا الزهريّ
(4)
، عن محمَّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يدخل الجنة قاطع"
(5)
.
(1)
في (ك): "أخبرنا".
(2)
هو: الطيالسي.
(3)
ابن إسحاق بن يسار المطلبي مولاهم المدني. كما جاء مصرحًا به عند تمام في فوائده (4/ 37 رقم 1267 الروض البسام)، والطبراني في المعجم الكبير (2/ 119 رقم 1515).
(4)
موضع الالتقاء هو: الزهري.
(5)
انظر تخريج الحديث: رقم (11144).
11153 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا عفان
(1)
ح
⦗ص: 331⦘
وحدثنا أبو المثنى
(2)
، وأبو قلابة
(3)
، قالا: حدثنا محمَّد بن كثير
(4)
، حدثنا شعبة، عن سفيان بن حسين، عن الزهريّ
(5)
، بإسناده مثله
(6)
.
(1)
ابن مسلم الصفار.
(2)
هو: معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري.
(3)
عبد الملك بن محمَّد الرقاشي.
(4)
العبدي، أبو عبد الله البصري.
(5)
موضع الالتقاء هو: الزهري.
(6)
انظر تخريج الحديث رقم: (11144).
11154 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا عبد الغفار بن عبيد الله
(1)
، حدثنا صالح بن أبي الأخضر
(2)
(3)
عن الزهريّ
(4)
بإسناده مثله
(5)
.
(1)
هكذا في الأصل، وهو الصواب، وجاء في (ك) وكتاب الثقات لابن حبان:"عبد الله"، وهو عبد الغفار بن عبيد الله الكريزي، وجاء في المطبوع من الميزان:"الكوثري"، وهو خطأ، والصواب:"الكريزي" بالياء آخر الحروف ثم الزاي، وهكذا جاء في اللسان من المطبوع والمخطوط، وهكذا جاء في تلاميذ صالح في تهذيب الكمال.
ذكره ابن حبان في الثقات وقال: "ربما خالف" ونقل النبي في الميزان عن البخاري أنه قال: "ليس بقائم الحديث". انظر: التاريخ الكبير (6/ 122)، الثقات لابن حبان (8/ 240)، تهذيب الكمال (13/ 8)، الميزان (3/ 354) اللسان (4/ 41).
(2)
اليمامي، مولى هشام بن عبد الملك.
(3)
(ك 5/ 208 / أ).
(4)
موضع الالتقاء هو: الزهريّ.
(5)
انظر تخريج الحديث رقم (11144).
11155 -
حدثنا ابن الفرجي
(1)
، حدثنا إبراهيم بن المنذر
(2)
، حدثنا عمر
(3)
بن عثمان
(4)
، عن أبيه، عن ابن شهاب
(5)
، عن محمَّد بن جبير أظنه عن أبيه، أظنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
(6)
. الشك من أبي عوانة
(7)
.
(1)
هو أبو جعفر محمَّد بن يعقوب بن الفرج الصوفي.
(2)
ابن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي الحزامي.
(3)
هكذا في الأصل، وإتحاف المهرة (4/ 30)، وهو الصواب كما في مصادر ترجمته، انظر: الجرح (6/ 124)، تهذيب الكمال (21/ 460)، التقريب (ص 451).
وجاء في (ك): "عمرو" وهو خطأ.
(4)
ابن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر القرشيّ التيمي، أبو حفص المدني.
(5)
الزهريّ، وهو موضع الالتقاء.
(6)
انظر تخريج الحديث رقم (11144).
(7)
أي المصنف رحمه الله.
11156 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، وأبو عبيد الله
(1)
، قالا: حدثنا ابن وهب
(2)
، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أنس قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سره أن يبسط عليه رزقه، أو ينسأ
(3)
في أثره
(4)
فليصل رحمه"
(5)
.
(1)
هو: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ابن أخي ابن وهب.
(2)
هو: عبد الله بن وهب المصري، وهو موضع الالتقاء.
(3)
أي يؤخر. الصحاح (1/ 76).
(4)
أي: أجله. النهاية (1/ 23).
(5)
أخرجه مسلم (كتاب البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها 4/ 1982 رقم 20) =
⦗ص: 333⦘
= فائدة الاستخراج: تسمية يونس في الإسناد.
11157 -
حدثنا عمرو بن عثمان
(1)
العثماني قاضي مكة، أخبرنا ابن أبي أويس
(2)
، حدثنا سليمان بن بلال، عن يونس بن يزيد
(3)
بإسناده مثله
(4)
.
(1)
لعله: ابن كرب بن غصص، أبو عبد الله المكي الصوفي الزاهد ت (297 هـ).
قال أبو نعيم: "من أئمة المتصوفة" اهـ وبنحوه عن الإمام الذهبي.
انظر: حلية الأولياء (10/ 291)، ذكر أخبار أصبهان (2/ 33) تاريخ بغداد (12/ 223)، العقد الثمين (6/ 410)، تاريخ الإِسلام (وفيات سنة 301 إلى 310 ص 70)، السير (14/ 57).
ولم أجزم به لأمور:
1/ أن المترجم له ولي قضاء جدة، وشيخ المصنف قاضي مكة.
2 / أن المترجم له روي عن يونس بن عبد الأعلى، وأبي داود الحراني، والربيع بن سليمان وهم طبقة شيوخ المصنف، فهو في درجة المصنف، وشيخ المصنف روي عن طبقة أعلى من هؤلاء.
3 / لم أقف في ترجمة (عمرو بن عثمان الكوفي) على روايته عن ابن أبي أويس 4 / ويحتمل أن يكون قد وقع تصحيف (أبو) إلى (ابن) فإن شيخ المصنف عمرو بن محمَّد أبا عثمان العثماني قاضي مكة.
ستأتي روايته وترجمته برقم (11455).
ولم أجزم بذلك لأن الحافظ ابن حجر ساق إسناد أبي عوانة في إتحاف المهرة (2/ 311) برقم (1777) وفيه: عمرو بن عثمان العثماني. -والله أعلم-.
(2)
هو: إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس.
(3)
موضع الالتقاء هو: يونس بن يزيد.
(4)
انظر تخريج الحديث رقم (11156).
11158 -
حدثنا أبو بكر محمَّد بن إسحاق الصغاني، [قال]
(1)
: حدثنا عبد الله بن صالح
(2)
، [قال]
(3)
: حدثني الليث
(4)
قال حدثني عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره؛ فليصل رحمه"
(5)
.
رواه شعيب بن الليث عن أبيه
(6)
.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
هو: كاتب الليث.
(3)
زيادة من (ك).
(4)
ابن سعد، وهو موضع الالتقاء.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب صلة الرحم وتحريم قطعتها- 4/ 1982، رقم 21) من طريق شيخه عبد الملك بن شعيب بن الليث، عن أنس، عن جده.
(6)
انظر التخريج السابق.
11159 -
حدثنا محمَّد بن يحيى النيسابوري، حدثنا عثمان بن عمر بن فارس، حدثنا شعبة
(1)
، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رجلًا قال: يا رسول الله! إن لي قرابة أحسن إليهم، ويسيئون إلي، وأصلهم ويقطعوني
(2)
وأحلم عنهم ويجهلون علي، قال: "إن كنت كما تقول لا يزال معك من الله ظهير، ولا تزال
⦗ص: 335⦘
تُسِفُّهُم المَلّ"
(3)
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: شعبة بن الحجاج.
(2)
في (ك): "ويقطعون".
(3)
بفتح الميم: الرماد الحار. الصحاح (5/ 1821)، شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 173).
(4)
أخرجه مسلم (كتاب البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطعتها 4/ 1982، رقم 22).
11160 -
حدثنا محمَّد بن يحيى
(1)
، حدثنا أبو عامر العقدي
(2)
، حدثنا أبو مصعب
(3)
، عن العلاء بن عبد الرحمن
(4)
، بإسناده مثله
(5)
"لئن كان كما تقول كأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير".
(1)
الذهلي.
(2)
هو: عبد الملك بن عمرو القيسي.
(3)
هو: عبد السلام بن حفص المدني. وثقه ابن معين وقال الذهبي: "صدوق يغرب" وقال مرة "ثقة يأتي بغرائب". انظر: تاريخ ابن معين (رواية الدوري 2/ 364)، الكامل (5/ 1969)، ديوان الضعفاء (ص / 249)، المغني في الضعفاء (2/ 394).
(4)
موضع الالتقاء هو: العلاء بن عبد الرحمن.
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (11159).
11161 -
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، [قال]
(1)
: حدثني أبي
(2)
، [قال]
(3)
: حدثنا محمَّد بن جعفر
(4)
، حدثنا شعبة قال: سمعت العلاء بن عبد الرحمن يحدث عن أبيه عن أبي هريرة: أن رجلا قال:
⦗ص: 336⦘
يا رسول الله! إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني
(5)
، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، قال:"لئن كنت كما تقول، فكأنما تسفهم المل، فلا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك"
(6)
.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
هو: أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة وقد أخرج هذا الحديث في مسنده (2/ 484).
(3)
زيادة من (ك).
(4)
موضع الالتقاء هو: محمَّد بن جعفر.
(5)
في (ك): "ويقطعون".
(6)
انظر: تخريج الحديث رقم (11159).
11162 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا
(1)
القعنبي
(2)
، حدثنا عبد العزيز بن محمَّد
(3)
، عن العلاء
(4)
بإسناده "أتى رجل فقال: يا رسول الله! إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني
(5)
، ويسيئون إلي وأحسن إليهم، ويجهلون علي
(6)
وأحلم عنهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لئن كان كما تقول لكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهيرٌ
(7)
ما دمت على ذلك"
(8)
.
(1)
في (ك): "أخبرنا".
(2)
هو: عبد الله بن مسلمة.
(3)
ابن عبيد الدراوردي، أبو محمَّد المدني.
(4)
ابن عبد الرحمن وهو موضع الالتقاء.
(5)
في (ك): "يقطعون".
(6)
(ك 5/ 208 /ب).
(7)
هكذا في الأصل وصحيح مسلم، وهو الصواب -إن شاء الله- وجاء في (ك):"ظهيرا".
(8)
انظر: تخريج الحديث رقم (11161).
باب [بيان]
(1)
حظر القطيعة في التحاسد
(2)
، والتباغض
(3)
،
(1)
زيادة من (ك).
(2)
الحسد: هو تمني زوال النعمة من الغير، وهو مركوز في طباع البشر، وهو من صفات اليهود، قال عز وجل {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
…
} [النساء: 54] وهو محرم بالإجماع.
الصحاح للجوهري (2/ 465)، جامع العلوم والحكم (2/ 260)، الفتح (10/ 498).
(3)
البغض: ضد الحب، وحقيقة التباغض: أن يقع بين اثنين، وقد يطلق إذا كان من أحدهما، وهو على نوعين:
الأول: بغض في الله أي من أجل الله عز وجل، وهذا خاص في أعداء الله، والمتعدين على حدود الله، المنتهكين حرماته، فهذا النوع من أوثق عرى الإيمان التي جاء الشرع بالحث عليها، والتمسك بها، وبها تظهر عزة هذا الدين، قال ابن عقيل في الفنون:"إذا أردت أن تعلم محل الإِسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة".
الثاني: وهو البغض في غير الله أي من أجل الدنيا، وهوى النفس، والمصالح، وغير ذلك، وهذا النوع هو الذي جاءت نصوص الشرع في النهي عنه، والتحذير منه، وهو المراد في هذا الباب، حيث إن الإِسلام جاء بالدعوة إلى الألفة والمحبة، والاجتماع، وكان من نعم الله على عباده أن امتن عليهم بتأليف قلوبهم، قال سبحانه {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
…
} [آل عمران: 103].
انظر: الصحاح (3/ 1066)، جامع العلوم والحكم (2/ 265)، الآداب الشرعية =
⦗ص: 338⦘
= (1/ 255)، فتح الباري (10/ 498).
وهجران
(1)
المسلم فوق ثلاثة أيام
(2)
ووجوب الألفة والتواصل
(1)
الهجر في الأصل: الترك، وهو ضد الوصل، وقال ابن العربي: للهجر معان سبعة، تدور كلها على البعد عن الشيء، والمراد به هنا: ترك الشخص مكالمة الآخر إذا تلاقيا، وينقسم إلى قسمين:
النوع الأول: هجر ممنوع: وهو ما كان من أجل الدنيا، وهو المراد هنا في هذا الباب، وسيأتي الكلام على مدته قريبًا -إن شاء الله-.
النوع الثاني: هجر مشروع: وهو ما كان لله عز وجل أولمصلحة شرعية، كهجر المبتدع، والعاصي، وهجر الزوج لزوجته، ولا ينقطع الهحجر في هذا القسم حتى تتحقق المصلحة ويحصل المقصود من ذلك، ولهذا القسم من الهجر ضوبط وشروط، ذكرها العلماء كشيخ الإِسلام ابن تيمية والحافظ ابن حجر وغيرهما.
(2)
هذه مدة الهجر الممنوع، فيجوز إلى ثلاثة أيام بلياليها قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه لا يجوز الهجران فوق ثلاث، إلا لمن خاف من مكالمته ما يفسد دينه، أو يدخل منه على نفسه، أو دنياه مضرة، فإن كان كذلك جاز ورب هجر جميل خير من مخالطة مؤذيه.
وقال العلماء: إنما عفي عنها في الثلاث: لأن الآدمي مجبول على الغضب، وسوء الخلق، ونحو ذلك فعفي عن الهجرة في الثلاثة ليذهب ذلك العارض.
انظر: معجم مقاييس اللغة (6/ 34)، شرح السنة للبغوي (13/ 101)، شرح صحيح مسلم (16/ 177) ومجموع الفتاوى لشيخ الإِسلام (28/ 205) وزاد المعاد (3/ 580) والقاموس المحيط (صـ 637)، جامع العلوم والحكم (2/ 269). فتح الباري (10/ 511) والدرر السنية (8/ 421) وهجر المتبدع للشيخ بكر أبو زيد، إضاءة الشموع في بيان الهجر المشروع والممنوع للشيخ مشهور حسن =
⦗ص: 339⦘
= آل سلمان.
11163 -
حدثنا أبو أمية، وأحمد بن محمَّد بن أبي المثنى الموصلي
(1)
، قالا: حدثنا روح بن عبادة
(2)
، حدثنا شعبة
(3)
قال: سمعت قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقاطعوا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا"
(4)
(1)
لم أقف عليه.
(2)
ابن العلاء بن حسان القيسي، أبو محمَّد البصري.
(3)
ابن الحجاج العتكي، وهو موضع الالتقاء.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تحريم التحاسد والتباغض والتدابر- 4/ 1983، رقم 24)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الأدب- باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر- 5/ 2253، رقم (5718) من طريق الزهريّ عن أنس بنحوه.
فائدة الاستخراج: تصريح شعبة بالسماع من قتادة.
11164 -
حدثنا عمار بن رجاء، ومحمد بن يحيى، وسليمان بن سيف، قالوا: حدثنا وهب بن جرير
(1)
حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقاطعوا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا إخوانا كما أمركم الله"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: وهب بن جرير.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تحريم التحاسد والتباغض- 4/ 1984، رقم 24 مكرر)، وقد تقدم تخريج البخاري للحديث. انظر: تخريج الحديث رقم (11163). =
⦗ص: 340⦘
= فائدة الاستخراج: أتم أبو عوانة إسناد رواية وهب بن جرير ومتنها، واقتصر مسلم على بعض الإسناد، وأحال على رواية أبي داود الطيالسي، عن شعبة وبين الزيادة في رواية ابن وهب، وهي قوله:"كما أمركم الله".
11165 -
حدثنا ابن المنادي محمَّد بن عبيد الله، وسليمان بن سيف، قالا: حدثنا وهب بن جرير
(1)
، حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:[قال]
(2)
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقاطعوا، ولا تدابروا
(3)
، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا إخوانا كما أمركم الله تعالى"
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: وهب بن جرير.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
التدابر: الإعراض وترك الكلام والسلام، قال ابن فارس:"وفي الحديث: "ولا تدابروا" وذلك أن يترك كل واحد منهما الإقبال على صاحبه بوجهه" وقال ابن الأثير: "أي لا يعطي كل واحد منكم أخاه دبره وقفاه، فيعرض عنه ويهجره".
انظر: التمهيد: (6/ 117)، معجم مقاييس اللغة (2/ 324)، النهاية (2/ 97).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تحريم الظن والتجسس- 4/ 1986، رقم الحديث 30 مكرر)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الأدب -باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر-5/ 2253، رقم 5717) من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة بنحوه.
فائدة الاستخراج: أتم أبو عوانة إسناد رواية وهب بن جرير، حيث إن مسلما ساق بعضه.
11166 -
حدثنا ابن أبي الدنيا
(1)
، حدثنا أبو خيثمة
(2)
، وإسحاق بن إسماعيل
(3)
قالا: حدثنا جرير
(4)
عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:[قال]
(5)
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تجسّسوا، ولا تحسّسوا، وكونوا إخوانا كَمَا أمَرَكُمُ الله"
(6)
.
(1)
هو: الإمام الحافظ المصنف أبو بكر عبد الله بن محمَّد بن عبيد بن أبي الدنيا البغدادي.
(2)
النسائي، واسمه زهير بن حرب بن شداد الحرشي.
(3)
الطالقاني، أبو يعقوب، يعرف باليتيم.
(4)
ابن عبد الحميد الضبي وهو موضع الالتقاء.
(5)
زيادة من (ك).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تحريم الظن والتجسس- 4/ 1985، رقم الحديث 30)، وتقدم تخريج البخاري للحديث انظر: تخريج الحديث رقم (11165).
فائدة الاستخراج: في رواية المصنف زيادة قوله: "كما أمركم الله" وليست هي عند مسلم رحمه الله.
11167 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، وأبو عبيد الله
(1)
، قالا: حدثنا ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد، ومالك بن أنس
(2)
، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تباغضوا،
⦗ص: 342⦘
ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام"
(3)
.
(1)
هو: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم القرشي المصري ابن أخي عبد الله بن وهب الإِمام.
(2)
موضع الالتقاء هو: مالك بن أنس.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تحريم الظن والتجسس- 4/ 1983، رقم الحديث 23)، وتقدم تخريج البخاري للحديث، انظر: تخريج حديث رقم (11163).
فائدة الاستخراج: بيان أن المراد في قوله: "ثلاث" عند مسلم "ثلاثة أيام" كما جاء ذلك مبينا في رواية المصنف.
تنبيه: سائر الرواة عن الإمام مالك رووا هذا الحديث عنه بهذا اللفظ، وزاد سعيد بن أبي مريم في هذا الحديث عن مالك:"ولا تنافسوا" قال حمزة بن محمَّد الكناني: "لا أعلم أحدا قال في هذا الحديث عن مالك "ولا تنافسوا" غير سعيد بن أبي مريم. التمهيد (6/ 116).
11168 -
حدثنا يعقوب بن سفيان
(1)
، حدثنا صفوان بن صالح
(2)
، حدثنا عمر بن عبد الواحد
(3)
، عن الأوزاعي، عن محمَّد بن
⦗ص: 343⦘
الوليد يعني الزبيدي
(4)
، عن الزهريّ، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بمثله
(5)
(1)
الفسوي.
(2)
بن صفوان بن دينار الثقفي مولاهم أبو عبد الملك الدمشقي.
(3)
ابن قيس السلمي أبو حفص الدمشقي. وثقه ابن سعد، والعجلي وابن حجر.
قال مروان بن محمَّد الطاطري: "نظرنا في كتب أصحاب الأوزاعي فما رأيت أحدا أصح حديثا عن الأوزاعي من عمر بن عبد الواحد".
انظر: الطبقات الكبرى (7/ 471)، معرفة الثقات للعجلي (2/ 170)، الجرح (6/ 122)، تهذيب الكمال (21/ 448)، التقريب ص (415).
(4)
موضع الالتقاء هو: محمَّد بن الوليد الزبيدي.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تحريم الظن والتجسس- 4/ 1983، رقم الحديث 23 مكرر).
11169 -
حدثنا عبد السلام
(1)
بن أبي فروة النصيبي، حدثنا سفيان بن عيينة
(2)
، عن الزهريّ عن أنس ح
(3)
وحدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا الزهريّ، أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقاطعوا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا، لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث"
(4)
.
(1)
ابن عبيد بن أبي فروة.
(2)
موضع الالتقاء في كلا الإسنادين هو: سفيان بن عيينة.
(3)
(ك / 5/ 209 أ).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تحريم الظن والتجسس- 4/ 1983، رقم الحديث 23 مكرر)، وتقدم تخريج البخاري للحديث، انظر: تخريج حديث رقم (11163).
فائدة الاستخراج: أتم أبو عوانة رواية ابن عيينة إسنادا، ومتنا، حيث إن مسلما رحمه الله اقتصر على سياق الإسناد إلى الزهري، وبين أن ابن عيينة زاد في روايته:"ولا تقاطعوا".
11170 -
حدثنا السلمي، والدبري، عن عبد الرزاق
(1)
عن معمر، عن الزهريّ، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تحاسدوا، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا"
(2)
.
[من هنا لم يخرجاه]
(3)
(1)
ابن همام الصنعاني، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تحريم الظن والتجسس- 4/ 983، رقم الحديث 23 مكرر)، وتقدم تخريج البخاري للحديث، انظر: تخريج حديث رقم (11163).
فائدة الاستخراج: اتم أبو عوانة إسناد رواية عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهريّ،
حيث عن مسلما ساق الإسناد إلى الزهريّ، ثم قال: وأما حديث عبد الرزاق، وساق متن الحديث.
(3)
زيادة من (ك).
11171 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا حجاج، عن ابن جريج ح
وحدثنا أبو أمية، حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج
(1)
، وزكريا بن
⦗ص: 345⦘
إسحاق
(2)
ح
وحدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا ابن أبي ذئب ح
وحدثنا أبو أمية، حدثنا سليمان بن داود الهاشمي
(3)
، حدثنا إبراهيم بن سعد ح
وحدثنا الدقيقي، والصغاني، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان ابن حسين ح
وحدثنا أبو أمية، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل
(4)
ح
⦗ص: 346⦘
وحدثنا محمَّد بن يعقوب الرملي [بن الفرجي]
(5)
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا عمر بن عثمان، عن أبيه
(6)
ح
وحدثنا أبو يوسف الفارسي
(7)
، حدثنا حجاج
(8)
، عن جده
(9)
ح
وحدثني محمَّد بن محمَّد بن رجاء، حدثنا وهب بن بقية
(10)
، حدثنا خالد
(11)
، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق
(12)
ح
وحدثنا الصغاني، حدثنا أبو صالح
(13)
، حدثنا الليث، عن يونس
(14)
، وعبد الرحمن بن خالد
(15)
ح
وحدثنا أبو الحسين محمَّد بن خالد بن خلي، حدثنا بشر بن شعيب، عن
⦗ص: 347⦘
أبيه
(16)
ح
وحدثنا يعقوب بن سفيان، وأبو أمية قالا: حدثنا أبو اليمان
(17)
، أخبرنا شعيب، كل هؤلاء عن الزهريّ
(18)
عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام". وقال بعضهم: "فوق ثلاث" وقال بعضهم: "أن يصرم"
(19)
.
(1)
هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي.
وقد اختلف الرواة عليه:
فرواه حجاج بن محمَّد، وأبو عاصم النبيل كلاهما عنه، فذكرا "ولا تحاسدوا"، ولم يذكرا "ولا تقاطعوا".
وروى روح بن عبادة عن ابن جريج، وزكريا بن إسحاق، فقالا:"ولا تقاطعوا" ولم يذكر "ولا تحاسدوا" رواه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 398)، رقم (455) =
⦗ص: 345⦘
= والراجح من هاتين الروايتين: هي رواة حجاج وأبي عاصم لثقتهم وتقدم حجاج في طبقة أصحاب ابن جريج. شرح علل الترمذي (2/ 682).
(2)
المكي وثقه أحمد وابن معين، وابن حجر، واحتج به الجماعة.
انظر: الجرح (3/ 593)، تهذيب الكمال (9/ 356)، التقريب (ص 215).
وقد اختلفت الرواية عن زكريا بن إسحاق:
فروى أبو عاصم عنه اللفظ الذي ذكره المصنف.
وروى عنه روح بن عبادة فقال: "ولا تقاطعوا" ولم يذكر: "ولا تحاسدوا" رواه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 398)، رقم (455).
والصواب: رواية أبي عاصم عنه؛ لأنه أوثق من روح، ولموافقته للروايات الأخرى عن الزهريّ -والله أعلم-.
(3)
أبو أيوب البغدادي، الفقيه.
(4)
ابن مجمع الأنصاري، أبو إسحاق المدني.
(5)
زيادة من (ك).
(6)
هو: عثمان بن عمر بن موسى التيمي، قاضي المدينة.
(7)
هو: يعقوب بن سفيان الفسوي.
(8)
ابن يوسف بن أبي منيع، واسمه: عبيد الله بن أبي زياد الرصافي، أبو محمَّد.
(9)
هو: عبيد الله بن أبي زياد الشامي الرصافي.
(10)
ابن عثمان بن سابور الواسطي، أبو محمَّد، المعروف بـ وهبان.
(11)
ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي.
(12)
ابن عبد الله بن الحارث بن كنانة القرشيّ العامري، المدني مولى بني عامر بن لؤي.
(13)
هو: عبد الله بن صالح كاتب الليث.
(14)
ابن يزيد الأيلي، وقد تقدم.
(15)
ابن مسافر أبو خالد الفهمي.
(16)
هو: شعيب بن أبي حمزة.
(17)
هو: الحكم بن نافع البهراني.
(18)
موضع الالتقاء في هذه الأسانيد هو: الزهريّ.
(19)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تحريم التحاسد والتباغض- 4/ 1983، رقم 23) من طريق: مالك، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وابن عيينة، ومعمر كلهم عن الزهريّ.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الأدب -باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر- 5/ 2253، رقم 5718، 5726) من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومالك، عن الزهريّ به بدون ذكر قوله:"ولا تقاطعوا".
فائدة الاستخراج: أن أكثر أصحاب الزهريّ رووا هذا الحديث عن الزهري بدون ذكر قوله "ولا تقاطعوا" حيث تفرد بها ابن عيينة ومعمر كلاهما عن الزهريّ.
قال الحافظ ابن حجر: "واقتصر الحفاظ من أصحاب الزهريّ عنه على هذه الثلاثة: "لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا" وزاد عبد الرحمن بن إسحاق عنه فيه "ولا تنافسوا" ذكر ذلك ابن عبد البر في التمهيد والخطيب في المدرج" إهـ
الفتح (10/ 499)، وانظر التمهيد (6/ 116). =
⦗ص: 348⦘
= وقد روى هذه الزيادة أبو يعلى في مسنده (6/ 294، رقم 3612) فقال: حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن عبد الرحمن بن إسحاق به
…
".
فخالف أبو يعلى شيخ المصنف: محمَّد بن محمَّد بن رجاء، في الرواية عن وهب بن بقية في إثبات هذه الزيادة.
وممن وافق عبد الرحمن بن إسحاق في هذه الزيادة: سعيد بن أبي مريم عن مالك، عن الزهريّ به.
وقد خالف سعيد سائر الرواة عن مالك في إثبات هذه الزيادة.
انظر: التمهيد (6/ 116).
11172 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا سفيان، وابن أبي ذئب، وزمعة
(2)
، عن الزهريّ
(3)
، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا".
زاد ابن أبي ذئب: "ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام"
(4)
.
(1)
الطيالسي، والحديث في مسنده برواية يونس بن حبيب، صـ 280 رقم 2091.
(2)
ابن صالح الجندي اليماني.
(3)
موضع الالتقاء هو: الزهريّ.
(4)
الحديث تقدم تخريجه برقم (11171).
فائدة الاستخراج: متابعة ابن أبي ذئب وزمعة بن صالح لسفيان بن عيينة في زيادة قوله: "ولا تقاطعوا".
وقد روى الجوزقاني طريق ابن أبي ذئب: من طريق القعنبي عن ابن أبي ذئب به، =
⦗ص: 349⦘
= ولفظه: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال".
الأباطيل والمناكير للجوزقاني (1/ 326، رقم 307).
11173 -
حدثنا محمَّد بن النعمان بن بشير
(1)
ببيت القدس، حدثنا الأويسي
(2)
ح
وحدثنا أبو أمية، حدثنا أبو نعيم
(3)
، كلاهما قالا: حدثنا عبد الله بن عمر
(4)
، عن الزهريّ
(5)
، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
⦗ص: 350⦘
"لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، وأيهما بدأ
(6)
بالسلام سبق إلى الجنة"
(7)
.
كذا قال عبد الله
(8)
. وإلى هنا لم يخرجاه.
(1)
المقدسي.
(2)
هو: عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس العامري الأويسي، أبو القاسم المدني.
(3)
هو: الفضل بن دكين.
(4)
ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمن العمري المدني.
مختلف في الاحتجاج به: قال ابن معين: "ليس به بأس يكتب حديثه".
وضعفه ابن المديني، والنسائي، وابن حجر، وقال ابن حبان "غلب عليه الصلاح، والعبادة حتى غفل عن ضبط الأخبار، وجودة الحفظ للآثار، فوقع المناكير في روايته، فلما فحش خطؤه استحق الترك اهـ. وقال البزار: "قد احتمل أهل العلم حديثه"، وقال الذهبي: "وحديثه يتردد فيه الناقد، أما إن تابعه شيخ في روايته فذلك حسن قوي إن شاء الله".
انظر: الجرح (5/ 109)، المجروحين (2/ 6، 7)، كشف الأستار (4/ 30)، تاريخ بغداد (10/ 19)، تهذيب الكمال (15/ 327)، السير (7/ 339)، الميزان (3/ 179)، تهذيب التهذيب (5/ 326)، التقريب (ص 314).
(5)
(ك 5/ 209 / ب).
(6)
في (ك): "يبدأ".
(7)
إسناد المصنف ضعيف، والحديث تقدم تخريجه برقم (11171).
(8)
أي ابن عمر في روايته عن الزهريّ، حيث وافق الجماعة في عدم ذكر قوله:"ولا تقاطعوا" وتفرد بذكر زيادة في متن الحديث، وهو قوله:"وأيهما يبدأ بالسلام سبق إلى الجنة" وأخرج هذا الطريق الطبراني في الأوسط (5/ 292، رقم 3089 مجمع البحرين) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي عن عبد الله بن عمر به، قال الهيثمي:"هو في الصحيح باختصار، ولم يقل عن الزهري "والذي يبدأ بالسلام" إلا عبد الله بن عمر، ولا عنه إلا خالد، تفرد به وهب بن بقية" إهـ
ووافق عبد الله بن عمر في هذه الزيادة: أبو نعيم الفضل بن دكين، حيث رواه عن مالك عن الزهريّ. أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (6/ 115، 116)، ثم قال ابن عبد البر:"خالف أبو نعيم في لفظه جماعة الرواة عن مالك" إهـ حيث إن جماعة الحفاظ من أصحاب مالك رووه بدون هذه اللفظة.
الخلاصة: أن هذه الزيادة شاذة، -والله أعلم-.
11174 -
حدثنا يوسف بن مسلم، [قال]
(1)
: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن شهاب
(2)
، أخبرني عطاء بن يزيد، عن أبي
⦗ص: 351⦘
أيوب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"
(3)
.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
الزهريّ، وهو موضع الالتقاء.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تحريم الهجر فوق ثلاث بلا عذر شرعي 4/ 1984، رقم 25)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الأدب -باب الهجرة- 5/ 2256، رقم 5727) كلاهما من طريق مالك عن الزهريّ.
11175 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا روح
(1)
، حدثنا ابن جريج، قال: قال ابن شهاب
(2)
بإسناده: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال"
(3)
.
(1)
ابن عبادة القيسي.
(2)
الزهريّ وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11174).
فائدة الاستخراج: موافقة لفظ رواية ابن جريج من طريق روح عند المصنف، لرواية يحيى بن يحيى عند مسلم.
11176 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا
(1)
ابن وهب، أخبرني مالك بن أنس
(2)
، ويونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما
⦗ص: 352⦘
الذي يبدأ بالسلام"
(3)
.
وفي حديث يونس بن يزيد: "فيصد هذا ويصد هذا".
(1)
في (ك): "أخبرنا".
(2)
موضع الالتقاء هو: مالك بن أنس.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11174).
11177 -
حدثنا عبد السلام بن أبي فروة [النصيبي]
(1)
، حدثنا سفيان بن عيينة
(2)
، عن الزهريّ عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، إذا التقيا صد هذا، وصد هذا، وأفضلهما الذي يبدأ بالسلام"
(3)
.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
موضع الالتقاء هو: سفيان بن عيينة.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تحريم الهجر 4/ 1984، رقم 25 مكرر) من طرق عن سفيان به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الاستئذان -باب السلام للمعرفة وغير المعرفة- 5/ 2302، رقم 5883) من طريق علي بن عبد الله المديني عن سفيان به.
فائدة الاستخراج: أتم أبو عوانة إسناد رواية ابن عيينة سندا ومتنا، حيث إن مسلما ساق الإسناد إلى الزهريّ، وساق بعض المتن.
11178 -
حدثنا محمَّد بن مهل، ومحمد بن الصباح الصنعانيان قالا: حدثنا عبد الرزاق
(1)
، حدثنا معمر، عن الزهريّ، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال
⦗ص: 353⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، يلتقيان، فيصد هذا، ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"
(2)
.
(1)
ابن همام الصنعاني، وهو موضع الالتقاء.
(2)
انظر تخريج الحديث رقم (11177).
فوائد الاستخراج:
1/ أتم أبو عوانة رواية عبد الرزاق إسنادا ومتنا، حيث إن مسلما ساق الإسناد إلى الزهريّ، وساق بعض المتن، وأحال على رواية مالك.
2 /جاء عند المصنف "ثلاثة أيام" ورواية مالك عند مسلم "ثلاث ليال".
11179 -
حدثنا السلمي، حدثنا
(1)
عبد الرزاق
(2)
، حدثنا
(3)
معمر، عن الزهريّ، عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب الأنصاري يرويه
(4)
قال: "لا يحل لمسلم
…
" فذكر مثله
(5)
.
قال السلمي: قال عبد الرزاق: كان معمر ربما رفعه، وربما قال عن أبي أيوب
(6)
.
⦗ص: 354⦘
ورواه محمَّد بن يحيى
(7)
، عن عبد الرزاق مرفوعًا
(8)
[أيضًا]
(9)
(10)
.
(1)
في (ك): "أخبرنا".
(2)
موضع الالتقاء هو: عبد الرزاق الصنعاني.
(3)
في (ك): "أخبرنا".
(4)
أي: يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الصيغة من صيغ الرفع كما قرر ذلك علماء المصطلح، كالعراقي، وابن حجر والسخاوي والسيوطي وغيرهم.
انظر: النكت على ابن الصلاح (2/ 535)، فتح المغيث (1/ 144)، تدريب الراوي (1/ 156)، شرح ألفية السيوطي للشيخ محمَّد آدم (1/ 106).
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (11177).
(6)
أي: شك معمر في رفعه ووقفه، والصواب: هي رواية الرفع، حيث جاءت من =
⦗ص: 354⦘
= طرق كثيرة عن عبد الرزاق، عن معمر بالجزم كما تقدم.
(7)
هو: الذهلي، ولم أقف على روايته.
(8)
هكذا في (ك)، وجاء في الأصل:"مرفوع".
(9)
زيادة من (ك)، وقد رواه أحمد في مسنده (5/ 421) عن عبد الرزاق مرفوعًا.
(10)
هذه الرواية تؤيد ما تقدم من أن الصواب هو الرفع.
11180 -
حدثنا الصغاني، حدثنا
(1)
يعقوب بن إبراهيم
(2)
أخبرنا ابن أخي الزهريّ
(3)
، عن عمه
(4)
، بإسناده مثله عن النبي صلى الله عليه وسلم:"وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"
(5)
.
(1)
في (ك): "أخبرنا".
(2)
(ك 5/ 210 /أ).
(3)
هو: محمَّد بن عبد الله بن مسلم الزهري.
وأخرج هذا الطريق الطبراني في الكبر (4/ 146، رقم 3959).
(4)
هو: محمَّد بن شهاب الزهريّ، وهو موضع الالتقاء.
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (11177).
فائدة الاستخراج: متابعة ابن أخي الزهري لمعمر، وابن عيينة في الرواية عن الزهريّ بلفظ:"فيصد هذا ويصد هذا".
11181 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا روح
(1)
، عن مالك
(2)
،
⦗ص: 355⦘
وصالح
(3)
، عن الزهريّ بإسناده نحوه مرفوعًا
(4)
.
(1)
ابن عبادة القيسي، ومن طريقه أخرج أحمد هذا الحديث بهذا الإسناد في المسند (5/ 422).
(2)
موضع الالتقاء هو: مالك بن أنس.
(3)
ابن كيسان.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11177).
ولفظه عند أحمد في المسند (5/ 422): عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".
فائدة الاستخراج: بيان أن لفظ رواية صالح موافقة لرواية معمر، وسفيان بن عيينة في قوله:"فيصد هذا، ويصد هذا".
11182 -
حدثنا عبد الله بن محمَّد بن مرزوق البصري العتكي
(1)
سنة تسع وخمسين ومائتين ببغداد، حدثنا إبراهيم بن محمَّد
(2)
الشافعي ح
وحدثنا أبو إبراهيم الزهريّ
(3)
، حدثنا أبو مسلم مولى بني هاشم
(4)
، ويحيى بن المغيرة المخزومي، قالوا: حدثنا محمَّد بن إسماعيل بن أبي فديك
(5)
، حدثنا الضحاك بن عثمان، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث"
(6)
.
(1)
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 95) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا.
(2)
ابن العباس المطلبي ابن عم الإِمام الشافعي، أبو إسحاق.
(3)
هو أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو إبراهيم الزهريّ.
(4)
لم أقف عليه.
(5)
موضع الالتقاء هو: محمَّد بن إسماعيل بن أبي فديك.
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب تحريم الهجر فوق =
⦗ص: 356⦘
= ثلاث بلا عذر شرعي- 4/ 1984، رقم 26).
11183 -
حدثنا محمَّد بن يحيى النيسابوري، وأبو داود الحراني، قالا: حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا عبد العزيز بن محمَّد
(1)
ح
وحدثنا محمَّد [بن يحيى]
(2)
أيضًا والصغاني، قالا: حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا محمَّد بن جعفر بن أبي كثير، أخبرني العلاء بن عبد الرحمن
(3)
، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا هجرة بعد ثلاث"
(4)
.
(1)
الدراوردي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
ابن يعقوب الحرقي، وهو موضع الالتقاء في الإسناد الثاني.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب تحريم الهجر فوق ثلاث بلا عذر شرعي - 4/ 1984، رقم 27)، من طريق قتيبة عن عبد العزيز به.
فائدة الاستخراج: متابعة محمَّد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري وهو ثقة، للدراوردي وهو صدوق.
11184 -
حدثنا محمَّد بن يحيى، وأبو حميد المصيصي
(1)
، قالا: حدثنا يحيى بن صالح
(2)
، حدثنا سليمان بن بلال، عن العلاء
(3)
بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا ينبغي للمسلم
⦗ص: 357⦘
أن يهجر أخاه فوق ثلاث"
(4)
.
(1)
هو: عبد الله بن محمَّد بن تميم، أبو حميد المصيصي.
(2)
الوحاظي، الحمصي.
(3)
موضع الالتقاء هو: العلاء بن عبد الرحمن.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب تحريم الهجر فوق ثلاث بلا عذر شرعي 4/ 1984، رقم 27).
فوائد الاستخراج:
1/ متابعة سليمان بن بلال -وهو ثقة- للدراوردي -وهو صدوق-.
2/ لفظ الحديث عند مسلم: "لا هجرة بعد ثلاث" هكذا على الإجمال، فجاء لفظ الحديث عند أبي عوانة مبينا لهذا الإجمال وهو:"لا ينبغي لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث".
11185 -
حدثنا يزيد بن سنان البصري، حدثنا أبو بكر الحنفي
(1)
، حدثنا داود بن قيس
(2)
، عن أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا
(3)
، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع أحدكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم
(4)
أخو المسلم،
⦗ص: 358⦘
لا يظلمه، ولا يخذله
(5)
، ولا يحقره
(6)
، التقوى ها هنا" يقولها ثلاثًا ويشير
(7)
إلى صدره "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم حرام؛ دمه، وماله، وعرضه"
(8)
.
(1)
هو: عبد الكبير بن عبد المجيد البصري.
(2)
موضع الالتقاء هو: داود بن قيس.
(3)
النجش: هو أن يمدح السلعة لينفقها، ويروجها، أو يزيد في ثمنها، وهو لا يريد شراءها ليقع غيره فيها، قال ابن فارس: النجش: أن تزايد في المبيع بثمن كثير، لينظر إليك الناظر فيقع فيه".
معجم مقاييس اللغة (5/ 394)، النهاية (5/ 21).
(4)
هكذا في (ك) وجاء في الأصل: "أخ".
(5)
الخذل: ترك الإعانة والنصرة.
شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 182)، النهاية (2/ 16).
(6)
"لا يحقره" أي: لا يذله، ولا يتكبر عليه، ولا يستصغره ويستثقله.
شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 182)، النهاية (1/ 412).
(7)
في (ك): "ويشيرها".
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله-4/ 1986، رقم 32).
فائدة الاستخراج: وقع عند مسلم: "أبو سعيد مولى عامر بن كريز" فبين أبو عوانة أنه مولى ابنه عبد الله بن عامر بن كريز، وفي تهذيب الكمال (3/ 358) قال:"مولى عبد الله بن عامر بن كريز الخزاعي".
11186 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرني عبد الله بن نافع الصائغ
(1)
، حدثنا داود بن قيس
(2)
بإسناده، ولم يذكر:"بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم"
(3)
[فقط]
(4)
.
⦗ص: 359⦘
روى ابن وهب، عن أسامة بن
(5)
زيد قال: سمعت أبا سعيد مولى عبد الله بن عامر
(6)
.
(1)
القرشيّ المخزومي مولاهم، أبو محمَّد المدني.
(2)
موضع الالتقاء هو: داود بن قيس.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله-4/ 1986، رقم 32).
(4)
زيادة من (ك).
(5)
(ك 5/ 210 / ب).
(6)
وهذا الإسناد أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره
…
4/ 1986، رقم 33).
11187 -
حدثنا إبراهيم
(1)
الحربي
(2)
، حدثنا مسدد
(3)
، حدثنا خالد
(4)
، حدثنا سهيل
(5)
، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا".
رواه أحمد بن سعيد الدارمي، عن حبان، عن وهيب، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
(6)
.
(1)
ابن إسحاق بن إبراهيم بن بشير البغدادي، أبو إسحاق الحربي الإمام المحدث.
(2)
بفتح الحاء، وسكون الراء المهملتين: نسبة إلى محلة الحربية، وهي محلة غربي بغداد. الأنساب (4/ 111).
(3)
ابن مسرهد الأسدي.
(4)
ابن عبد الله الواسطي.
(5)
ابن أبي صالح ذكوان السمان وهو موضع الالتقاء.
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجش ونحوها-4/ 1986، رقم 31).
11188 -
حدثنا محمَّد بن إسماعيل الصائغ، وعمار بن رجاء، قالا: حدثنا كثير بن هشام
(1)
، حدثنا جعفر بن برقان، عن
⦗ص: 360⦘
يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"
(2)
.
(1)
الكلابي وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله-4/ 1987، رقم 34).
11189 -
حدثنا عبد الحميد
(1)
أبو عمر الحراني، وهلال بن العلاء، قالا: حدثنا حسين بن عياش
(2)
، حدثنا جعفر بن برقان
(3)
، حدثنا يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
رواه قبيصة عن سفيان عن جعفر بن برقان هذا
(4)
.
(1)
ابن محمَّد بن المستام الحراني.
(2)
ابن حازم السلمي مولاهم أبو بكر الباجدائي.
(3)
موضع الالتقاء هو: جعفر بن برقان.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله-4/ 1987، رقم 34).
11190 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أن مالكا
(1)
أخبره عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إيَّاكم والظّن فإن الظّنّ أكذبُ الحديث،
⦗ص: 361⦘
ولا تجسَّسوا، ولا تحسسوا
(2)
، ولا تنافسوا
(3)
، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا"
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: الإِمام مالك بن أنس رحمه الله.
(2)
قال النووي "لا تحسسوا ولا تجسسوا: الأول بالحاء والثاني بالجيم، قال بعض العلماء: التحسس بالحاء: الاستماع لحديث القوم، وبالجيم: البحث عن العورات.
وقيل: بالجيم: التفتيش عن بواطن الأمور، وأكثر ما يقال في الشر، والجاسوس صاحب سر الشر. وقيل: بالجيم: أن تطلبه لغيرك، وبالحاء: أن تطلبه لنفسك.
قال ثعلب: وقيل هما بمعنى واحد، وهو: طلب معرفة الأخبار الغائبة، والأحوال".
شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 180)، وانظر: النهاية (1/ 272).
(3)
المنافسة، والتنافس معناهما: الرغبة في الشيء وفي الانفراد به، ونافسته منافسة: إذا رغبت فيما رغب فيه، وقيل: معنى الحديث: التباري في الرغبة في الدنيا، وأسبابها وحظوظها. شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 180) وانظر: النهاية (1/ 2729).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب تحريم الظن والتجسس، والتنافس والتناجش ونحوها -4/ 1985، رقم 28).
وأخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأدب -باب {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ} الآية- 5/ 2253، رقم 5719) من طريق عبد الله بن يوسف، عن مالك به.
11191 -
حدثنا أبو بكر الرازي
(1)
، حدثنا خالد بن مخلد القطواني، [قال]
(2)
حدثنا مغيرة
(3)
، عن أبي الزناد
(4)
، بإسناده مثله:
⦗ص: 362⦘
"ولا تنافسوا"
(5)
.
(1)
هو: محمَّد بن زياد بن معروف.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
ابن عبد الرحمن الحزامي.
(4)
هو: عبد الله بن ذكوان، وهو موضع الالتقاء.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب تحريم الظن والتجسس، التنافس والتناجش ونحوها- 4/ 1985، رقم 28).
11192 -
حدثنا حمدان بن علي، حدثنا مُعَلّى
(1)
بن أسد ح
وحدثنا عباس الدوري، حدثنا يحيى بن إسحاق
(2)
، قالا: حدثنا وهيب عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة
(3)
عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، كذا قال: "ولا تجسسوا، ولا تحسسوا
…
". بمثله
(4)
.
(1)
مُعَلّى هو: العمي أبو الهيثم البصري.
(2)
البجلي، أبو زكريا وأبو بكر السيلحيني.
(3)
موضع الالتقاء هو: أبو هريرة رضي الله عنه.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب تحريم الظن والتجسس، والتنافس والتناجش ونحوها- 4/ 1985، رقم 28).
11193 -
حدثنا أبو داود الحراني، وأبو المثنى معاذ بن المثنى العنبري، قالا: حدثنا القعنبي، [قال]
(1)
: حدثنا عبد العزيز بن محمَّد
(2)
، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تهجروا، ولا تدابروا، ولا تناجشوا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا".
قال أبو داود: "ولا تهاجروا"
(3)
.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
الدراوردي، وهو موضع الالتقاء.
(3)
(ك 5/ 211 / أ). =
⦗ص: 363⦘
= والحديث أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب تحريم الظن والتجسس، والتنافس والتناجش ونحوها- 4/ 1985، رقم 29).
باب: بيان عقوبة المشاحن، وأنه لا يعدله شيء
(1)
من الذنوب
(1)
هكذا في (ك) وهو الصواب، وجاء في الأصل:"شيئًا".
11194 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني مالك بن أنس
(1)
، وعبد الله بن عمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا إلا رجلًا
(2)
كان بينه وبين أخيه شحناء
(3)
، فيقال: أنظروا
(4)
هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا"
(5)
.
رواه الدراوردي عن سهيل
(6)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: مالك بن أنس.
(2)
هكذا في صحيح مسلم، وهو الصواب؛ لأن الاستثناء تام موجب، وجاء في الأصل ونسخة (ك):"إلا رجل".
(3)
الشحناء: العداوة. النهاية (2/ 449)، شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 185).
(4)
الإنظار: التأخير والإمهال. النهاية (5/ 78)، شرح صحيح مسلم (16/ 185).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب النهي عن الشحناء والتهاجر-4/ 1987 - رقم 35).
(6)
رواية الدراوردي هذه أخرجها مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب- باب النهي عن الشحناء والتهاجر-4/ 1987، رقم 35 مكرر).
11195 -
حدثنا محمَّد بن عبد الحكم الرملي القطري، حدثنا آدم
(1)
، حدثنا أبو عوانة
(2)
، وأبو غسان المدني
(3)
، عن سهيل بن أبي صالح
(4)
، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تفتح أبواب الجنة في كل اثنين وخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا في ذينك اليومين، إلا رجلًا
(5)
بينه وبين أخيه شحناء، فيقول الرب عز وجل: أنظروا هذين العبدين حتى يصطلحا حتى يصطلحا"
(6)
.
(1)
ابن أبي إياس.
(2)
هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري.
(3)
هو: محمَّد بن مطرف بن داود الليثي.
(4)
موضع الالتقاء هو: سهيل بن أبي صالح.
(5)
هكذا في صحيح مسلم، وهو الصواب؛ لأن الاستثناء تام موجب، وجاء في الأصل ونسخة (ك):"إلا رجل".
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب النهي عن الشحناء والتهاجر-4/ 1987، رقم 35).
11196 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب
(1)
، أخبرني مالك بن أنس، عن مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تعرض أعمال الناس في كل جمعة
⦗ص: 365⦘
مرتين، يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن، إلا عبدًا
(2)
كنت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول
(3)
: أتركوا هذين حتى يصطلحا"
(4)
.
[و]
(5)
رواه أبو الطاهر وعمرو بن سواد عن ابن وهب رواه مسلم عنهما في الصحيح مرفوعًا
(6)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: عبد الله بن وهب.
(2)
هكذا في صحيح مسلم، وهو الصواب لأن الاستثناء تام موجب، وجاء في الأصل ونسخة (ك):"إلا عبد".
(3)
في (ك): "فيقال".
(4)
أخرجه مسلم (كتاب البر والصلة والآداب، باب النهي عن الشحناء والتهاجر، 4/ 1988، رقم 36 مكرر) من طريق أبي الطاهر وعمرو بن سواد عن ابن وهب به (مرفوعًا).
(5)
زيادة من (ك).
(6)
هكذا جاء في حاشية الأصل، وهو الصواب، ويؤيده ما تقدم في التخريج، وجاء في الأصل، وفي نسخة (ك):"عن ابن وهب موقوف"، ولكن جاء في نسخة الأصل فوق قوله:"موقوف" تضبيب وإحالة إلى الحاشية، وجاء في الحاشية:"رواه مسلم عنهما في الصحيح مرفوعًا"، وهو ما أثبته في المتن.
11197 -
حدثنا علي بن المغيرة علان
(1)
، حدثنا أحمد بن صالح
(2)
، عن ابن نافع
(3)
، عن مالك
(4)
بإسناده: "اتركوا هذين حتى
⦗ص: 366⦘
يفيئا"
(5)
(6)
.
(1)
أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن محمَّد المعروف بعلان بن المغيرة، المصري المخزومي.
(2)
المصري الحافظ.
(3)
هو: عبد الله بن نافع الصائغ.
(4)
موضع الالتقاء هو: الإمام مالك بن أنس.
(5)
أصل الفيئ: الرجوع، والمراد: يرجعا إلى الصلح والمودة.
النهاية (3/ 482)، شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 185).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب النهي عن الشحناء والتهاجر-4/ 1988، رقم 36 مكرر).
فوائد الاستخراج: 1/ متابعة عبد الله بن نافع الصائغ لعبد الله بن وهب في رفع هذا الحديث عن مالك، وهذه متابعة قوية، حيث إن ابن نافع كما تقدم في ترجمته في الحديث رقم (11185) كان قد لازم مالكًا لزومًا شديدًا، وأكثر عنه، وأتقن مذهبه، وكان يفتي به، وقد تكلم في حفظه، ولكن كتابه صحيح كما نبه على ذلك البخاري، وهذه المتابعة مما تقوى جانب الرفع، حيث إن أكثر الرواة عن مالك رووا هذا الحديث عنه موقوفًا، ولهذا رجح الدارقطني وابن حبان رواية الوقف، ورجح ابن عبد البر رواية الرفع لأمرين:
الأول: إن مثل هذا الحديث لا يدرك بالرأي، وإنما هو توقيف.
الثاني: أن السبب في روايته موقوفًا: أن مسلم بن أبي مريم كان رجلًا صالحًا، وكان يتهيب أن يرفع الأحاديث كما قال مالك.
والخلاصة: أن رواية الوقف أقوى من رواية الرفع، ومع هذا فالحديث لا يقال إلا بنص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
انظر: الموطأ (2/ 909)، الإحسان (12/ 483)، العلل للدارقطني (10/ 87، رقم 1884)، الإلزامات والتتبع (ص 190، 191)، التمهيد (13/ 192 - 198).
2/ جاءت رواية ابن نافع عن مالك هنا بالجزم في قوله: "اتركوا هذين"، وجاءت رواية ابن وهب عن مالك عند مسلم على الشك:"اتركوا هذين .. أو اركوا هذين".
11198 -
حدثنا شعيب بن عمرو
(1)
، حدثنا سفيان بن عيينة
(2)
، عن مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح، سمع أبا هريرة قال: تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين، فيغفر الله في ذلك اليوم لكل امرئ
(3)
لا يشرك بالله شيئًا؛ إلا امرأً
(4)
كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحا
(5)
.
(1)
الدمشقي.
(2)
موضع الالتقاء هو: سفيان بن عيينة.
(3)
جاء في (ك): "في ذلك اليوم من لا يشرك بالله".
(4)
هكذا في صحيح مسلم، وهو الصواب، وجاء في الأصل ونسخة (ك):"امرئ".
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب النهي عن الشحناء والتهاجر-4/ 1987، رقم 36).
فائدة الاستخراج: متابعة شعيب بن عمرو للحفاظ من أصحاب ابن عيينة في وقف هذا الحديث.
باب: بيان ثواب المتحابين في الله عز وجل
11199 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، قال: وقد سمعت مالكًا
(1)
يحدث
(2)
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن أبي الحباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: الإِمام مالك بن أنس.
(2)
(ك 5/ 211/ ب)
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب فضل الحب في الله-4/ 1988، رقم 37).
فائدة الاستخراج: متابعة ابن وهب لقتيبة بن سعيد، حيث إن ابن وهب من الثقات عن مالك (تهذيب الكمال 16/ 283)، وجاءت روايته عنه هنا بالتصريح بالسماع.
وجاءت رواية قتيبة عن مالك عند مسلم هكذا: "عن مالك فيما قرئ عليه".
11200 -
حدثنا محمَّد بن يحيى
(1)
، حدثنا محمَّد بن كثير
(2)
، حدثنا حماد بن سلمة
(3)
، أخبرنا ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن رجلًا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد
(4)
الله على
⦗ص: 369⦘
مدرجته
(5)
ملكًا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربّها
(6)
؟ قال: لا غير أني أحببته في الله، قال: فإني رسول الله إليك، إن الله عز وجل قد أحبك كما أحببته فيه"
(7)
.
(1)
الذهلي.
(2)
ابن أبي عطاء الثقفي مولاهم، أبو يوسف الصنعاني نزيل المصيصية.
(3)
موضع الالتقاء هو: حماد بن سلمة.
(4)
قال ابن الأثير: "يقال: رصدته إذا قعدت له على طريقه تترقبه". النهاية (2/ =
⦗ص: 369⦘
= 226).
(5)
أي طريقه. الصحاح (1/ 314)، النهاية (2/ 111).
(6)
أي: تحفظها وتراعيها وتربيها كما يربي الرجل ولده. النهاية (2/ 180)، لسان العرب (1/ 401).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب فضل الحب في الله-4/ 1988، رقم 38).
11201 -
حدثنا أبو الكروس
(1)
، حدثنا أسد بن موسى ح
وحدثنا جعفر الصائغ، حدثنا عبيد الله بن عائشة، قالا: حدثنا حماد بن سلمة
(2)
، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: بمثله، وقال:"أزور أخًا لي" بدل "أريد أخًا لي"
(3)
.
(1)
بفتح الكاف والراء، وتشديد الواو بلا دال، ثم السين المهملة في آخره، واسمه: محمَّد بن عمرو بن تمام المصري.
(2)
موضع الالتقاء هو: حماد بن سلمة.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11200).
فائدة الاستخراج: بيان اختلاف الرواة عن حماد بن سلمة في لفظ الحديث "أريد أخًا لي" فأثبتها محمَّد بن كثير (عند المصنف برقم 11200)، وعبد الأعلي بن حماد (عند مسلم). =
⦗ص: 370⦘
= وفي هذه الرواية عند المصنف (برقم 11201) قال أسد بن موسى وعبيد الله بن عائشة: "أزور أخًا لي"، وفي الرواية الأخرى من طريق يزيد بن هارون (عند المصنف برقم 11202) بلفظ:"أريد فلانًا"، ولم يقل:"أريد أخًا لي".
11202 -
حدثنا الدقيقي، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حماد بن سلمة
(1)
، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خرج رجل يزور أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله لمدرجته ملكًا، فقال: أين تريد؟ فقال: أريد فلانًا، قال: القرابة؟ قال: لا، قال: فلنعمة له عندك تربها؟ قال: لا، قال: فلم تأتيه
(2)
؟ قال: إني أحبه في الله، قال: فإني رسول الله إليك، إن الله قد أحبك بحبك إياه فيه"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: حماد بن سلمة.
(2)
في (ك): "تأته".
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11200).
فائدة الاستخراج: زيادة في لفظ الحديث، وهي سؤال الملك للرجل:"قال القرابة؟ قال: لا".
باب: [بيان]
(1)
ثواب عائد المريض، وإطعام السائل، وسقيه
(1)
زيادة من (ك).
11203 -
حدثنا محمَّد بن عبد الملك الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون
(1)
، أخبرنا عاصم الأحول، عن عبد الله بن زيد -وهو أبو قلابة-، عن أبي الأشعث الصنعاني
(2)
، عن أبي أسماء الرحبي
(3)
، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من عاد مريضًا لم يزل في خرفة الجنة"
(4)
. قيل: يا رسول الله! وما خرفة الجنة؟ قال: "جناها"
(5)
(6)
.
رواه مروان بن معاوية عن عاصم
(7)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: يزيد بن هارون.
(2)
هو: شراحيل بن آده -بالمد- ابن شرحبيل بن كليب.
(3)
هو: عمرو بن مرثد الدمشقي.
(4)
المخرف: هو الحائط من النخل، أي أن العائد فيما يحوز من الثواب كأنه على نخل الجنة يخترف ثمارها، وقيل: هي سكة بين صفين من نخل يخترف من أيهما شاء، أي يجتني، وقيل: المخرفة: الطريق، أي أنه على طريق تؤديه إلى الجنة. النهاية (2/ 24).
(5)
الجني: ما يُجتنى من الثمر. النهاية (1/ 310)، لسان العرب (14/ 155).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب فضل عيادة المريض -4/ 1989، رقم 42).
(7)
أخرج هذه الرواية مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب-4/ 1990 - رقم 42 مكرر).
* هذا الحديث اختلف فيه الرواة على أبي قلابة في ذكر أبي الأشعث وعدمه على =
⦗ص: 372⦘
= قسمين:
القسم الأول: من رواه عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن أبي أسماء الرحبي به، وهم:
1/ عاصم الأحول (عند مسلم، وأبي عوانة، والترمذي في الجامع 3/ 300 رقم 968).
2 / أبو غفار المثنى بن سعيد: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص 184، رقم 521 مكرر)، (ونبه عليه الترمذي في الجامع 3/ 299، رقم 967).
القسم الثاني: لم يذكروا أبا الأشعث، فقالوا: عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، وهم:
1/ أيوب السختياني (عند مسلم، وأبي عوانة).
2 / خالد الحذاء (عند مسلم، وأبي عوانة، والترمذي في الجامع 3/ 299 - رقم 967).
وعلى هذا الاختلاف: فهل يكون ذكر أبي الأشعث هو الراجح، وتضعيف الطرق التي لم تذكره، أم يقال: إن ذكر أبي الأشعث يعتبر من المزيد في متصل الأسانيد؟
نجد الإمام البخاري يرجح رواية من روى الحديث عن أبي الأشعث، فيقول رحمه الله: من روى هذا الحديث عن أبي الأشعث فهو أصح، وأحاديث أبي قلابة إنما هي عن أبي أسماء، إلا هذا الحديث فهو عندي عن أبي الأشعث عن أبي أسماء (جامع الترمذي 3/ 299).
ولكن نجد أن صنيع الإمام مسلم رحمه الله يصحح كلا الطريقين، ويفهم من صنيعه أن كلا الطريقين صحيح، وأن ذكر أبي الأشعث يعتبر من المزيد في متصل الأسانيد، والله أعلم.
11204 -
حدثنا الترمذي
(1)
، حدثنا أبو حذيفة
(2)
، حدثنا سفيان
(3)
، عن عاصم
(4)
، عن أبي قلابة
(5)
، عن أبي أسماء، عن ثوبان، عن
(6)
النبي صلى الله عليه وسلم: بمثله
(7)
.
(1)
هو: أبو إسماعيل محمَّد بن إسماعيل الترمذي.
(2)
هو: موسى بن مسعود النهدي.
(3)
هو الثوري.
(4)
ابن سليمان الأحول.
(5)
هو: عبد الله بن زيد، وهو موضع الالتقاء.
(6)
في (ك): "قال: قال".
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب فضل عيادة المريض -4/ 1989، رقم 41).
فائدة الاستخراج: أن المحفوظ في رواية عاصم الأحول عن أبي قلابة هو بذكر أبي الأشعث، جاء ذلك من رواية يزيد بن هارون، ومروان بن معاوية كلاهما عن عاصم (أخرجهما مسلم في صحيحه)، وقد تقدم تخريج روايتهم في حديث رقم (11203).
ونبه الترمذي على أن عاصم الأحول وأبا غفار رويا هذا الحديث عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن أبي أسماء الرحبي به (الجامع 3/ 299).
والمصنف روى من طريق سفيان الثوري عن عاصم عن أبي قلابة عن أبي أسماء بدون ذكر أبي الأشعث، ولكن هذه الرواية عن سفيان الثوري ضعيفة، لا يمكن أن تعارض رواية يزيد بن هارون ومروان بن معاية، وكلاهما حافظان إمامان؛ لأن رواية الثوري جاءت من طريق أبي حذيفة، وقد ضعفه بعض الأئمة، وكان يصحف، ويغلط خاصة في حديث الثوري، حتى قال الإمام أحمد رحمه الله: "كأن =
⦗ص: 374⦘
= سفيان الذي يحدث عنه أبو حذيفة ليس هو سفيان الثوري الذي يحدث عنه الناس" أ. هـ، وذلك لغلطه في أحاديث سفيان. تهذيب الكمال (29/ 147)، التقريب (ص 554).
11205 -
حدثنا الصغاني، حدثنا الحسن بن موسى الأشيب
(1)
، حدثنا
(2)
شعبة ح
وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا علي بن الجعد، حدثنا شعبة
(3)
عن خالد الحذاء
(4)
، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل إذا عاد أخاه المسلم كان في خرافة الجنة، أو مخرفة الجنة حتى يرجع"
(5)
. لفظ علي بن الجعد.
(1)
أبو علي البغدادي، شيخ الإمام أحمد.
(2)
في (ك): "أخبرنا".
(3)
(ك 5/ 212 / أ).
(4)
موضع الالتقاء هو: خالد الحذاء.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب فضل عيادة المريض -4/ 1989، رقم 40 و 41).
11206 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان
(1)
، عن خالد الحذاء
(2)
، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال: قال
⦗ص: 375⦘
النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا عاد المسلم المسلم كان في خرفة الجنة حتى يرجع"
(3)
.
(1)
الثوري.
(2)
موضع الالتقاء هو: خالد الحذاء.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11205).
11207 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا يحيى بن إسحاق
(1)
، وسليمان بن حرب
(2)
، قالا: حدثنا حماد بن زيد
(3)
، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عائد المريض في مخرفة الجنة"
(4)
.
(1)
البجلي.
(2)
ابن بجيل الأزدي الواشحي، أبو أيوب البصري، سكن مكة وكان قاضيها.
(3)
موضع الالتقاء هو: حماد بن زيد.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب فضل عيادة المريض -4/ 1989، رقم 39).
11208 -
حدثنا محمَّد بن حيوية، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد
(1)
بإسناده عن أبي أسماء، عن ثوبان رفعه قال:"عائد المريض في مخرفة الجنة"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: حماد بن زيد.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (11207).
11209 -
حدثنا إسماعيل القاضي
(1)
، حدثنا سليمان بن حرب، وعارم
(2)
قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي
⦗ص: 376⦘
أسماء، عن ثوبان -قال سليمان: رفعه، وقال عارم: رفع الحديث- قال: "عائد المريض في مخرفة الجنة"
(3)
.
(1)
ابن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد القاضي.
(2)
هو: محمَّد بن الفضل.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11207).
11210 -
حدثنا عمر بن شبة النميري، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، حدثنا أيوب
(1)
، عن أبي قلابة، عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عائد المريض في خرفة
(2)
الجنة حتى يرجع" كذا وقع إلي
(3)
.
وروى
(4)
هشيم، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن
⦗ص: 377⦘
ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. بمثله: "من عاد مريضًا لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع"
(5)
.
(1)
السختياني.
(2)
في (ك): "مخرفة".
(3)
كذا وقع للمصنف، رواية أبي قلابة عن ثوبان، وهذا خطأ لا شك فيه، فإنه لا يُعلم لأبي قلابة رواية عن ثوبان إلا بواسطة، وهذه الرواية بدون واسطة "انظر: تهذيب الكمال 14/ 542).
وقال العجليّ: "ولم يسمع من ثوبان شيئًا"(معرفة الثقات للعجلي 2/ 30).
ومما يؤيد خطأ هذه الرواية: أن حماد بن زيد روى الحديث عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان، وحماد بن زيد من أوثق الناس وأثبتهم في حديث أيوب، كما نص عليه ابن معين، وأحمد، وسليمان بن حرب، وابن علي وغيرهم.
حتى قال ابن معين رحمه الله: "ومن خالفه -أي حمادا- في الناس جميعًا في أيوب فالقول قوله"، (شرح علل الترمذي 2/ 699)، وقال أحمد:"كان حماد بن زيد لا يعبأ إذا خالفه الثقفي ووهيب، وكان يهاب أو يتهيب إسماعيل ابن عليه إذا خالفه". انظر: شرح علل الترمذي (2/ 702).
(4)
في (ك): "روى".
(5)
هذه الرواية المعلقة عن هشيم عن خالد، أخرجها مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب فضل عيادة المريض- 4/ 1989، رقم 40).
11211 -
حدثنا محمَّد بن يحيى النيسابوري، حدثنا حجاج بن منهال، عن حماد ابن زيدًا
(1)
، عن ثابت
(2)
، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله عز وجل يوم القيامة للعبد: يا ابن آدم! مرضت فلم تعدني، قال: فيقول: أي رب! كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته وجدتني عنده؟ ويقول: يا ابن آدم! استسقيتك فلم تسقني، فيقول: أي رب! فكيف
(3)
أسقيك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلانًا [قد]
(4)
استسقاك فلم تسقه؟ أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم!
(5)
استطعمتك فلم تطعمني، فيقول: يا
(6)
رب! كيف أطعمك
⦗ص: 378⦘
وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلانا استطعمك فلم تطعمه؟ أما علمت لو أنك أطعمته وجدت ذلك عندي"
(7)
.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
البناني، وهو موضع الالتقاء.
(3)
في (ك): "وكيف".
(4)
زيادة من (ك).
(5)
(ك 5/ 212 / ب).
(6)
في (ك): "أي".
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب فضل عيادة المريض - 4/ 1990، رقم 43).
11212 -
حدثنا محمَّد بن إسماعيل الصائغ بمكة، حدثنا عفان بن مسلم ح
وحدثنا الصائغ جعفر
(1)
، قال: حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة
(2)
، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، سواء
(3)
.
كلاهما عن عفان: حدثنا.
(1)
هو: جعفر بن محمَّد بن شاكر الصائغ.
(2)
موضع الالتقاء هو: حماد بن سلمة.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11211).
فائدة الاستخراج: أن راويه عن حماد بن سلمة عند أبي عوانة عفان بن مسلم، وهو من أثبت أصحاب حماد، قال يحيى بن معين:"من أراد أن يكتب حديث حماد بن سلمة فعليه بعفان بن مسلم". شرح العلل (2/ 707).
باب: بيان فضيلة المسقام وصاحب الأوجاع، وثوابها، وأن أفاضل الناس الذي
(1)
تكون الأوجاع عليهم أشد وأجرهم أكثر
(1)
هكذا في الأصل، وليست مثبتة في نسخة (ك).
11213 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا أبو يحيى الحماني
(1)
، حدثنا الأعمش
(2)
، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك
(3)
وعكًا شديدًا، فقلت: يا رسول الله! إنك لتوعك وعكًا شديدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم" قال: فقلت: ذلك بأن لك أجرين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجل"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يصيبه أذى
(4)
من مرض فما سواه إلا حط الله عنه من خطيئته ومن سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها"
(5)
.
(1)
هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني الكوفي.
(2)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(3)
الوعك: بإسكان العين قيل: هو الحمى، وقيل: ألمها.
النهاية (5/ 207)، لسان العرب (10/ 514).
(4)
في (ك): "الأذى".
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك، حتى الشوكة يشاكها- 4/ 1991، رقم 45). =
⦗ص: 380⦘
= وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المرض -باب شدة المرض- 5/ 2138، رقم 5322، 5323) من طريق سفيان الثوري عن الأعمش به.
11214 -
حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا أبو خيثمة
(1)
، حدثنا جرير
(2)
ح
قال: وحدثنا أحمد بن منيع
(3)
، حدثنا عبيدة
(4)
، قالا: حدثنا
(5)
الأعمش
(6)
، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فمسسته بيدي، فقلت: يا رسول الله
…
بمثله
(7)
.
(1)
هو: زهير بن حرب.
(2)
ابن عبد الحميد الضبي، وهو موضع الالتقاء في الإسناد الأول.
(3)
ابن عبد الرحمن، أبو جعفر البغوي، صاحب المسند.
(4)
ابن حميد الضبي، أبو عبد الرحمن الكوفي، المعروف بـ الحذاء.
(5)
في (ك): "عن".
(6)
موضع الالتقاء في الإسناد الثاني هو: الأعمش.
(7)
انظر: تخريج الحديث رقم (11213).
11215 -
حدثنا الصغاني، وأبو أمية، قالا: حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا الأعمش
(1)
، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فوضعت يدي عليه فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكًا
⦗ص: 381⦘
شديدًا، قال:"إني أوعك كما يوعك، رجلان منكم" قال: قلت: ذلك بأن لك أجرين؟ قال: "أجل، وما من مسلم يصيبه أذىً من مرض فما
(2)
سواه إلا حط عنه من سيئاته كما تحط الشجرة ورقها"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(2)
(ك 5/ 213 / أ).
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11213).
11216 -
حدثنا محمَّد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، حدثنا الوليد بن القاسم
(1)
، أخبرنا الأعمش
(2)
، بإسناده مثله
(3)
.
(1)
ابن الوليد الهمداني.
(2)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11213).
11217 -
حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي
(1)
، حدثنا يعقوب بن إبراهيم
(2)
، حدثنا يحيى
(3)
، حدثنا سفيان
(4)
، [قال]
(5)
:
⦗ص: 382⦘
حدثني سليمان
(6)
، عن إبراهيم التيمي بإسناده مثله
(7)
.
(1)
هو: أحمد بن شعيب، الحافظ، صاحب السنن، وقد أخرج هذا الحديث في سننه الكبرى (كتاب الطب -باب شدة المرض- 4/ 352 - رقم 7483).
(2)
ابن كثير بن زيد بن أفلح العبدي مولاهم، أبو يوسف الدورقي (ت 252 هـ).
وثقه النسائي، والخطيب، وابن حجر.
انظر: تاريخ بغداد (14/ 277)، تهذيب الكمال (32/ 311)، التقريب (ص 607).
(3)
ابن سعيد القطان.
(4)
الثوري، وهو موضع الالتقاء.
(5)
زيادة من (ك).
(6)
ابن مهران، الأعمش.
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثوب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك، حتى الشوكة يشاكها- 4/ 1991، رقم 45 مكرر).
وتقدم تخريج البخاري للحديث، انظر: حديث رقم (11213).
فائدة الاستخراج: راويه عن الثوري يحيى القطان، وهو أوثق الناس في الثوري.
شرح العلل (2/ 722، 726).
11218 -
حدثنا السري بن يحيى أبو عبيدة، وأبو أمية، قالا: حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان
(1)
، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه وهو يوعك، وعكًا شديدًا، فقلت: يا رسول الله! إنك لتوعك وعكًا شديدًا، وذلك لك أجران
(2)
؟ قال: "أجل، أي مسلم يصيبه أذىً إلا تحاتت عنه خطاياه كما تحات ورق الشجرة"
(3)
.
رواه عبد الرزاق عن الثوري
(4)
.
(1)
الثوري، وهو موضع الالتقاء.
(2)
هذا هو الصواب لأنه مبتدأ مؤخر، وجاء في الأصل ونسخة (ك):"أجرين".
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11217).
فائدة الاستخراج: ساق مسلم الإسناد ولم يتمه، ولم يذكر المتن، وأتم المصنف السياق إسنادًا ومتنًا.
(4)
رواية عبد الرزاق عن الثوري أخرجها مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة =
⦗ص: 383⦘
= والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك
…
- 4/ 1911، رقم 45 مكرر) من طريق محمَّد بن رافع عن عبد الرزاق به.
11219 -
حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا
(1)
أبو خيثمة، حدثنا جرير
(2)
، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، قال: قالت عائشة: ما رأيت رجلًا أشد وجعًا
(3)
من رسول الله"
(4)
.
(1)
في (ك): "أخبرنا".
(2)
ابن عبد الحميد الضبي، وهو موضع الالتقاء.
(3)
قال العلماء: الوجع هنا: المرض، والعرب تسمي كل مرضٍ وجعًا.
شرح صحيح مسلم (16/ 191، 192)، لسان العرب (8/ 379).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك .. - 4/ 1990، رقم 44).
11220 -
حدثنا أبو الأزهر، وأبو يحيى بن أبي مسرة، قالا: حدثنا بدل بن المحبر، حدثنا شعبة
(1)
، أخبرني سليمان، قال: سمعت أبا وائل، عن مسروق، عن عائشة أنها قالت: ما رأيت الوجع على أحد أشد منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: شعبة بن الحجاج.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك .. - 4/ 1990، رقم 44 مكرر).
فوائد الاستخراج: 1/ تصريح الأعمش بسماعه الحديث من أبي وائل.
2/ ساق مسلم الإسناد ولم يتمه، ولم يذكر المتن، وأبو عوانة أتم السياق إسنادًا ومتنًا.
11221 -
حدثنا ابن أبي الدنيا
(1)
، حدثنا أحمد بن جميل
(2)
، حدثنا ابن المبارك، عن شعبة
(3)
بمثله
(4)
.
(1)
هو: أبو بكر بن عبد الله بن محمَّد، وقد أخرج هذا الحديث في كتابه: المرض والكفارات (ص 22، رقم 8).
(2)
أبو يوسف المروزي.
(3)
موضع الالتقاء هو: شعبة.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11220).
باب: ثواب المؤمن الذي يشاك الشوكة، أو يصيبه هم أو أذى
11222 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، قالا: حدثنا ابن وهب
(1)
، أخبرني مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما من مصيبة يصاب بها المسلم إلا كفر بها عنه، حتى الشوكة يشاكها"
(2)
.
(1)
هو عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك، حتى الشوكة يشاكها- 4/ 1992، رقم 49)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المرض -باب ما جاء في كفارة المرض-5/ 2137، رقم 5317) من طريق شعيب عن الزهريّ.
11223 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب
(1)
، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مصيبة يصاب بها المسلم إلا كفر بها عنه، حتى الشوكة يشاكها"
(2)
.
(1)
هو: عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك، حتى الشوكة يشاكها- 4/ 1992، (رقم 49).
11224 -
حدثنا محمَّد بن الصباح الصنعاني، حدثنا عبد الرزاق،
⦗ص: 386⦘
عن معمر، عن الزهريّ
(1)
، عن عروة، عن عائشة قالت: قال
(2)
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من وجع
(3)
يصيب المؤمن، إلا كان كفارة لذنوبه، حتى الشوكة يشاكها، أو النكبة
(4)
ينكبها"
(5)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: الزهريّ.
(2)
(ك / 5/ 213 ب).
(3)
في (ك): "يصيبه".
(4)
هي المصيبة. انظر: النهاية (5/ 113)، لسان العرب (1/ 772).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك، حتى الشوكة يشاكها- 4/ 1992، رقم 49).
وتقدم تخريج البخاري للحديث، انظر: حديث رقم (11222).
فائدة الاستخراج: فيه زوائد في الألفاظ "ما من وجع يصيب المؤمن"، "إلا كان كفارة لذنوبه"، وكذا زاد:"والنكبة ينكبها".
11225 -
ز- حدثنا عمران بن بكار الكلاعي الحمصي البراد، حدثنا يحيى بن صالح
(1)
، حدثنا معاوية بن سلّام
(2)
(3)
، عن يحيى بن أبي كثير، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن، أخبره أن عائشة أم المؤمنين، أخبرته: أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وجع، فجعل يئن وينقلب على فراشه، فقالت
⦗ص: 387⦘
[له]
(4)
عائشة: لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الصالحين يشدد عليهم، وإنه لا يصيب مؤمن نكبة من شوكة فما فوقها إلا حطت عنه بها خطيئة، ورفع بها درجة"
(5)
.
(1)
الوحاظي، أبو زكريا الحمصي.
(2)
هو: أبو سلام ممطور الحبشي، أبو سلام الدمشقي.
(3)
جاء في (ك): "معاوية بن صالح"، والصواب ما جاء في الأصل، وهو المثبت.
(4)
زيادة من (ك).
(5)
هذا الحديث من زيادات المصنف، ورجال إسناده ثقات.
ولكن هذا الحديث لم أقف على تخريجه من طريق أبي سلمة، وإنما وقفت عليه من طريق أبي قلابة، وسيأتي تخريجه في الحديث الآتي إن شاء الله (حديث رقم 11226).
11226 -
ز- حدثنا بكار بن قتيبة، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا حرب
(2)
، عن يحيى
(3)
، أن أبا قلابة
(4)
، حدثه عن عبد الرحمن بن
⦗ص: 388⦘
شيبة
(5)
ح
وحدثنا أبو حميد
(6)
العوهي
(7)
الأزدي الحمصي، حدثنا يحيى بن صالح، حدثنا
(8)
معاوية بن سلام، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، أن عبد الرحمن بن شيبة أخبره: أن أم المؤمنين عائشة أخبرته: أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وجع
…
ثم ذكر مثله سواء
(9)
.
(1)
هو: الطيالسي.
(2)
جاء في (ك): "جرير"، والصواب ما جاء في الأصل، وهو المثبت، ومما يؤيد هذا: أن حرب بن شداد من المكثرين عن يحيى بن أبي كثير، وهو متقارب في حديث يحيى بن أبي كثير مع معاوية بن سلام، كما نبه على ذلك الإمام أحمد، تهذيب الكمال (28/ 185)، شرح علل الحديث (2/ 677).
وحرب بن شداد هو اليشكري، أبو الخطاب البصري (ت 161 هـ).
وثقه أحمد، والذهبي، وابن حجر.
انظر: تهذيب الكمال (5/ 524)، ديوان الضعفاء (ص 7)، التقريب (ص 155).
(3)
ابن أبي كثير الطائيّ مولاهم، أبو نصر اليمامي.
(4)
هو: عبد الله بن زيد الجرمي.
(5)
ابن عثمان القرشي العبدري المكي، خازن الكعبة.
وثقه الدارقطني، وابن حجر.
انظر: تهذيب التهذيب (6/ 196)، التقريب (ص 342).
(6)
هو: أحمد بن محمد بن سيار الحمصي العوهي.
(7)
بفتح العين المهملة، وسكون الواو وكسر الهاء: هذه النسبة إلى العوه، وهي قبيلة من اليمن.
انظر: الإكمال (6/ 381)، الأنساب (9/ 409)، توضيح المشتبه (6/ 393).
(8)
في (ك): "أخبرنا".
(9)
هذا الحديث من زيادات المصنف، ورجال الإسناد الأول والثاني كلهم ثقات.
والحديث أخرجه أحمد في المسند (6/ 159، 160) من طريق هشام بن سعيد عن معاوية بن سلام به، قال الهيثمي في "المجمع (2/ 292):"ورجاله ثقات".
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 319) من طريق يحيى بن بشر عن معاوية به، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
11227 -
ز- حدثنا أبو عتبة الحجازي
(1)
، حدثنا بقية، حدثنا
⦗ص: 389⦘
الزبيدي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الرجل ليؤجر في كل شيء حتى في الشوكة يشاكها"
(2)
.
(1)
هو: أحمد بن الفرج بن سليمان الكندي، أبو عتبة الحمصي المعروف بالحجازي (ت 271 هـ). =
⦗ص: 389⦘
= قال ابن أبي حاتم: "كتبنا عنه، ومحله عندنا محل الصدق".
وكذبه محمد بن عوف، وتعقبه ابن عدي فقال:"ومع ضعفه قد احتمله الناس، ورووا عنه" ثم قال: "وهو وسط، ليس ممن يحتج بحديثه، أو يتدين به إلا أنه يكتب حديثه".
وأما روايته عن بقية بن الوليد، فقال محمد بن عوف:"الحجازي كذاب، كتبه التي عنده لضمرة وابن أبي فديك من كتب أحمد بن النضر، وقعت إليه، وليس عنده في حديث بقية بن الوليد [الزبيدي] أصل، هو فيها أكذب خلق الله، إنما هي أحاديث وقعت إليه في ظهر قرطاس كتاب صاحب حديث في أولها مكتوب: حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال: حدثنا بقية .. ".
انظر: الكامل (1/ 193)، تاريخ بغداد (4/ 339)، تاريخ دمشق (5/ 158)، الميزان (1/ 128)، تهذيب التهذيب (1/ 67).
ملحوظة: ما بين المعكوفتين [الزبيدي] معناه: عن الزبيدي، لأن أبا عتبة هذا يروي عن بقية عن الزبيدي، وليس المراد بالزبيدي أنه نسب لبقية بن الوليد، فقد تقدم في ترجمته أنه كلاعي حميري، والله تعالى أعلم بالصواب.
(2)
إسناد المصنف فيه ضعف، والحديث أخرجه مسلم في صحيحه من طريق يونس بن يزيد عن الزهري (كتاب البر والصلة -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن .. - 4/ 1992، رقم 49).
11228 -
ز- حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا أبو عاصم
(1)
،
⦗ص: 390⦘
عن ابن جريج
(2)
، عن ابن أبي مليكة
(3)
، عن القاسم
(4)
، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يشاك شوكة إلا كانت له كفارة"
(5)
.
(1)
الضحاك بن مخلد.
(2)
عبد الملك بن عبد العزيز المكي.
(3)
هو: أبو بكر عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة-
(4)
ابن محمد بن أبي بكر الصديق.
(5)
إسناد المصنف رجاله ثقات.
والحديث أخرجه أحمد في المسند (6/ 257) من طريق روح عن ابن جريج به.
وأصل الحديث في الصحيحين عن عائشة، انظر: تخريج الحديث رقم (11224).
11229 -
ز- حدثنا أبو عمر الحراني
(1)
، حدثنا مخلد بن يزيد
(2)
، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة
(3)
عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
إلى هنا لم يخرجاه.
(1)
هو: عبد الحميد بن محمد بن المستام الحراني.
(2)
القرشي، أبو يحيى الحراني.
قال الإمام أحمد: لا بأس به، وكان يهم. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام.
انظر: تهذيب الكمال (27/ 343)، هدي الساري (ص 46)، التقريب (صـ 524).
(3)
إسناد المصنف فيه: مخلد بن يزيد وفيه ضعف يسير كما تقدم، ولكن تابعه يحيى القطان عن ابن جريج، أخرجه أحمد في المسند (6/ 203)، وأصل الحديث في الصحيحين عن عائشة، انظر: تخريج الحديث رقم (11224).
11230 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب
(1)
، أن مالكًا أخبره ح
وحدثنا محمد بن مهدي العطار
(2)
بمصر، حدثنا مطرف
(3)
، عن مالك ابن أنس، عن يزيد
(4)
بن خصيفة، عن عروة بن الزبير، أنه قال: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المؤمن من مصيبة حتى الشوكة، إلا قُصَّ
(5)
بها، أو كفر بها من خطاياه"
(6)
. لا يدري أيتهما قال عروة.
(1)
هو: عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء في الإسناد الأول.
(2)
في (ك): "القطان"، ولم أقف عليه.
(3)
ابن عبد الله اليساري، أبو مصعب المدني، ابن أخت مالك بن أنس.
(4)
ابن عبد الله بن خصيفة -بمعجمة ثم مهملة-. انظر: التقريب (صـ 602).
(5)
أي: نقص وأُخذ. انظر: معجم مقاييس اللغة (5/ 11)، النهاية (4/ 70)، شرح صحيح مسلم (16/ 195).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه
…
- 4/ 1992، رقم 50).
11231 -
حدثنا أبو إسماعيل
(1)
، حدثنا القعنبي، عن مالك
(2)
بمثله
(3)
.
(1)
هو: محمد بن إسماعيل الترمذي.
(2)
موضع الالتقاء هو: الإمام مالك بن أنس رحمه الله.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك
…
- 4/ 1992، رقم 50). =
⦗ص: 392⦘
= فائدة الاستخراج: رواية القعنبي عن مالك لهذا الحديث، وهو من أثبت أصحاب مالك. تهذيب التهذيب (6/ 32).
11232 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، أخبرني منصور
(1)
، والأعمش قال: سمعت إبراهيم، عن الأسود، قال: كنا عند
(2)
عائشة، فسقط فسطاط
(3)
على إنسان، فضحكوا، فقالت عائشة: لا تسخر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها
(4)
درجة، أو حط عنه بها خطيئة"
(5)
.
(1)
ابن المعتمر، وهو موضع الالتقاء.
(2)
(ك 5/ 214/ أ).
(3)
الفسطاط: البيت من الشعر، كالخباء ونحوه.
شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 193)، لسان العرب (7/ 371).
(4)
في (ك): "به".
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك .. -4/ 1990، رقم 46).
فوائد الاستخراج: 1/ رواية شعبة لهذا الحديث عن منصور، وهو من أثبت أصحاب منصور، قال الدارقطني: "أثبت أصحاب منصور: الثوري وشعبة وجرير الضبي). شرح علل الترمذي (2/ 721).
2/ تصريح منصور والأعمش بسماع الحديث من إبراهيم.
11233 -
حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا أبو خيثمة
(1)
، حدثنا
⦗ص: 393⦘
أبو معاوية
(2)
ح
وحدثنا الزعفراني، وعلي بن حرب قالا: حدثنا
(3)
أبو معاوية، أخبرنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها خطيئة"
(4)
.
(1)
هو: زهير بن حرب.
(2)
هو: محمد بن خازم الضرير، وهو موضع الالتقاء في كلا الإسنادين.
(3)
في (ك): "أخبرنا".
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك
…
- 4/ 1991، رقم 47).
11234 -
حدثنا أبو بكر يعقوب بن يوسف
(1)
المُطَّوِعي
(2)
، حدثنا أبو الربيع الزهراني
(3)
، حدثنا إسماعيل بن زكريا
(4)
، عن
⦗ص: 394⦘
الأعمش
(5)
، عن إبراهيم، عن علقمة، والأسود قالا: كنا عند عائشة، فدخل رجل فعثر ببعض الأطناب
(6)
، فضحك بعض القوم، فقالت عائشة: لا تسخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من مؤمن يشاك شوكة إلا كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه بها
(7)
سيئة، ورفع له بها درجة"
(8)
.
(1)
ابن أيوب المطوعي (ت 287 هـ).
قال الدارقطني: "ثقة فاضل مأمون"، وقال الذهبي:"كان ثقة منصفًا".
انظر: تاريخ بغداد (14/ 289)، طبقات الحنابلة (1/ 417)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 287 هـ).
(2)
بضم الميم، وتشديد الطاء المهملة وفتحها، وكسر الواو وفي آخرها العين المهملة: هذه النسبة إلى المطوعة، وهم جماعة فرغوا أنفسهم للغزو والجهاد ورابطوا في الثغور، وتطوعوا بالغزو، فقصدوا الغزو في بلاد الكفر. الأنساب (12/ 317).
(3)
هو: سليمان بن داود العتكي.
(4)
ابن مرة الخلقاني الأسدي مولاهم، أبو زياد الكوفي.
(5)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(6)
الأطناب: جمع طنب، وهي حبال الخيمة التي تشد بها. معجم مقاييس اللغة (3/ 426).
(7)
في (ك): "ومحا بها عنه".
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك .. - 4/ 1991، رقم 47).
وفي هذا الحديث خالف إسماعيل بن زكريا الخلقاني -وفيه مقال- أبا معاوية عن الأعمش في مواضع:
الأول: زاد في الإسناد من شيوخ إبراهيم النخعي: علقمة، بينما اقتصر أبو معاوية على الأسود، وأبو معاوية أوثق في الأعمش من إسماعيل. انظر: شرح علل الترمذي (2/ 716)، التقريب (ص 475).
الثاني: ذكر قصة الحديث وجعلها من رواية الأعمش، بينما ذكرها جرير وشعبة من رواية منصور.
إذًا رواية إسماعيل شاذة، لمخالفته لرواية الثقات والله أعلم.
11235 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا شيبان
(1)
، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مؤمن يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب الله له بها حسنة،
⦗ص: 395⦘
وكفر عنه بها خطيئة"
(2)
.
(1)
ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم، أبو معاوية البصري.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (11232).
11236 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا محمد بن عبيد
(1)
، حدثنا الأعمش
(2)
، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: اعتلج
(3)
ناس، فأصاب طنب الفسطاط عين رجل منهم، فضحكوا، فقالت عائشة: ما لكم؟ فقالوا: أصاب طنب الفسطاط عين رجل، وكادت تذهب باطلًا، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مؤمن
(4)
تشوكه شوكة فما فوقها، إلا حط الله عنه خطيئة، ورفع له بها درجة"
(5)
.
(1)
الطنافسي.
(2)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(3)
أي: تصارعوا. انظر: النهاية في غريب الحديث (3/ 286).
(4)
في (ك): "رجل".
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك، حتى الشوكة يشاكها، 4/ 1991، رقم 47).
فائدة الاستخراج: ذكر قصة الحديث من طريق الأعمش، وليست عند مسلم.
11237 -
حدثنا علي
(1)
بن إشكاب
(2)
، وابن أبي معشر
(3)
، قالا:
⦗ص: 396⦘
حدثنا محمد بن ربيعة الكلابي
(4)
، حدثنا هشام بن عروة
(5)
، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم تصيبه شوكة فما فوقها إلا قص من خطيئته".
وقال أحدهما: "قص عنه بها خطيئة"
(6)
.
(1)
أبو الحسن علي بن الحسين بن إبراهيم بن الحر العامري.
(2)
بكسر الهمزة وسكون المعجمة، وآخرها موحدة: وهو لقب للحسين والد علي.
نزهة الألباب في الألقاب (1/ 78)، التقريب (ص 400).
(3)
هو: أبو بكر الحسين بن محمد بن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي.
(4)
الرؤاسي، أبو عبد الله الكوفي.
(5)
موضع الالتقاء هو: هشام بن عروة.
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك .. -4/ 1992، رقم 48).
11238 -
ز- حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثني محمد بن عثمان
(1)
(2)
العجلي، حدثنا خالد بن مخلد، عن محمد بن جعفر بن أبي كثير
(3)
، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء يصيب المؤمن حتى
(4)
⦗ص: 397⦘
الشوكة فما فوقها، إلا كفر الله عنه بها خطيئة"
(5)
.
[لم يخرجاه]
(6)
.
(1)
ابن كرامة العجلي مولاهم، أبو جعفر الكوفي (ت 256 هـ).
قال أبو حاتم: "صدوق"، وذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه مسلمة بن قاسم، وابن حجر. انظر: الجرح (8/ 25)، الثقات لابن حبان (9/ 117)، تهذيب التهذيب (9/ 339)، التقريب (ص 496).
(2)
(ك 5/ 114/ ب).
(3)
الأنصاري، الزرقي مولاهم، المدني.
(4)
هكذا في الأصل ونسخة (ك)، وجاء من المطبوع من كتاب: المرض والكفارات لابن أبي الدنيا: "من".
(5)
إسناد المصنف صحيح، والحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب: المرض والكفارات (ص 110، رقم 130).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المرض -باب ما جاء في كفارة المرض- 5/ 2137، رقم 5417)، وأخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو غير ذلك- 4/ 1992، رقم 49) كلاهما من طريق الزهري عن عروة به.
(6)
زيادة من (ك).
11239 -
ز- حدثنا العطاردي
(1)
، حدثنا أبو معاوية
(2)
، حدثنا يحيى بن سعيد
(3)
، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا قص الله عنه بها خطيئة"
(4)
.
(1)
هو: أحمد بن عبد الجبار، أبو عمر الكوفي، خاتمة أصحاب أبي معاوية.
(2)
هو: محمد بن خازم الضرير.
(3)
الأنصاري.
(4)
إسناد المصنف فيه العطاردي، ضعفه ابن حجر. انظر: التقريب (81).
والحديث أخرجه أحمد، قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) عن عبد الرحمن بن القاسم به، المسند (6/ 39).
وقد تابع عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه: ابن أبي مليكة، فرواه عن القاسم به، انظر: حديث رقم (11228).
11240 -
حدثنا الحارثي أحمد بن عبد الحميد، قال: حدثنا أبو أسامة
(1)
، حدثني الوليد بن كثير، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما يصيب المؤمن من نصب
(2)
، ولا وصب
(3)
، ولا سقم
(4)
، ولا حزن، حتى الهم يهمه إلا كفر به عنه من سيئاته"
(5)
.
(1)
هو: حماد بن أسامة، وهو موضع الالتقاء.
(2)
التعب. النهاية (5/ 62).
(3)
قال النووي: "الوصب: الوجع اللازم، ومنه قوله تعالى:{وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ} أي لازم ثابت.
شرح صحيح مسلم (16/ 196)، النهاية (5/ 190).
(4)
أي: مرض انظر: النهاية (2/ 380).
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك
…
- 4/ 1992، رقم 52).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المرض -باب ما جاء في كفارة المرض- 5/ 2137، رقم 5318) من طريق زهير بن محمد عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن عطاء بن يسار به.
فائدة الاستخراج: تصريح أبي أسامة (حماد بن أسامة) بسماعه الحديث من الوليد بن كثير.
11241 -
حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا الحميدي، حدثنا
⦗ص: 399⦘
سفيان
(1)
، [قال]
(2)
: حدثنا أبو حفص عمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي، قال: سمعت محمد بن قيس بن مخرمة بن نوفل، يحدث عن أبي هريرة قال: لما نزلت {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}
(3)
شق ذلك على المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قاربوا
(4)
وسددوا
(5)
، فإن كل ما أصاب المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها"
(6)
.
(1)
ابن عيينة، وهو موضع الالتقاء.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
سورة النساء، آية (123).
(4)
أي: اقتصدوا فلا تغلوا ولا تقصروا، بل توسطوا.
شرح صحيح مسلم (16/ 197)، النهاية (4/ 33).
(5)
أي: اقصدوا السداد، وهو الصواب.
شرح صحيح مسلم (16/ 197)، لسان العرب (3/ 210).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك .. -4/ 1993، رقم 52).
فوائد الاستخراج:
1/ راويه عن ابن عيينة هو الحميدي، وهو من ثقات أصحاب ابن عيينة، قال أبو حاتم:"أثبت الناس في ابن عيينة الحميدي هو رئيس أصحاب ابن عيينة، وهو ثقة إمام" أ. هـ الجرح (5/ 57).
2/ تسمية ابن محيصن في إسناد المصنف.
3/ تتمة نسب محمد بن قيس بن مخرمة (ابن نوفل) في إسناد المصنف.
11242 -
حدثنا ابن أخي ابن وهب
(1)
، قال: حدثني عمي
(2)
، حدثني حيوة، عن ابن الهاد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قول: "ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة، أو حطت عنه بها خطيئة"
(3)
.
(1)
أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم القرشي المصري.
(2)
هو: عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك
…
-4/ 1992، رقم 51).
فائدة الاستخراج: ذكر نسب أبي بكر بن حزم، في إسناد المصنف.
باب: [بيان]
(1)
النهي عن سب الحمى وثواب من تصيبه الحمى، وثواب من يصرع فيصبر ولا يتعالج بشيء
(1)
زيادة من (ك).
11243 -
حدثنا إسماعيل القاضي، والدنداني، قالا: حدثنا مسدد، [قال]
(1)
: حدثنا يحيى بن سعيد، عن الحجاج الصواف
(2)
، عن أبي الزبير، عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأم السائب، أو أم المسيب وهي ترفرف من الحمى، فقال:"ما لك"؟ قالت: الحمى
…
ح
وحدثنا ابن أبي الدنيا
(3)
، ومحمد بن محمد بن رجاء، قالا: حدثنا عبيد الله بن عمر
(4)
، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا حجاج الصواف، قال: حدثني أبو الزبير، حدثنا جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب، أو أم المسيب -أبو الزبير شك- وهي ترفرف
(5)
، فقال:"ما لك ترفرفين"
(6)
؟ قالت: الحمى، لا بارك الله فيها، قال:
⦗ص: 402⦘
"لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم، كما يذهب الكير
(7)
خبث
(8)
الحديد"
(9)
.
(1)
زيادة من (ك).
(2)
موضع الالتقاء في الإسناد الأول هو: الحجاج الصواف.
(3)
(ك 5/ 215/أ).
(4)
القواريري، وهو شيخ مسلم، وهو موضع الالتقاء في الإسناد الثاني.
(5)
ليست هذه اللفظة عند مسلم، وجاءت عند ابن أبي الدنيا في كتاب: المرض والكفارات (ص 24، رقم 11): "تزفزف" بالزاي المعجمة.
(6)
جاء عند مسلم في صحيحه، وابن أبي الدنيا:"تزفزفين" بالزاي، قال النووي: "بزاءين معجمتين وفاءين والتاء مضمومة، قال القاضي: تضم وتفتح، وهذا هو =
⦗ص: 402⦘
= الصحيح المشهور في ضبط هذه اللفظة، وادعى القاضي أنها رواية جميع رواة مسلم، ووقع في بعض نسخ بلادنا: بالراء والفاء، ورواه بعضهم في غير مسلم بالراء والقاف، ومعناه: تتحركين حركة شديدة، أي ترعدين". شرح صحيح مسلم (16/ 198)، وانظر: لسان العرب (9/ 125، 126، 137).
(7)
بالكسر: وهو الزق الذي ينفخ به النار. النهاية (4/ 217).
(8)
بفتح المعجمة والموحدة بعدها مثلثة: أي وسخه الذي تخرجه النار.
لسان العرب (2/ 144)، فتح الباري (4/ 105).
(9)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك
…
- 4/ 1993، رقم 53).
فوائد الاستخراج: 1/ بيان أن الشك في قوله: "أم السائب أو أم المسيب" من أبي الزبير.
2 / متابعة يحيى بن سعيد القطان في الإسناد الأول، ليزيد بن زريع، مما يزيد الحديث قوة.
11244 -
حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا سوار بن عبد الله
(1)
، حدثنا
(2)
يحيى بن سعيد
(3)
، عن عمران
(4)
، قال: حدثني عطاء بن أبي
⦗ص: 403⦘
رباح، قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء
(5)
، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع
(6)
، وإني أتكشف
(7)
فادع الله لي، قال:"إن صبرت فلك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك"، فقالت
(8)
: إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا الله
(9)
.
(1)
ابن سوار التميمي العنبري، أبو عبد الله البصري القاضي.
(2)
في (ك): "أخبرنا".
(3)
القطان، وهو موضع الالتقاء.
(4)
ابن مسلم المنقري، أبو بكر البصري القصير.
(5)
هي: أم زفر -بضم الزاي وفتح الفاء-، جاء ذلك في رواية البخاري، وقيل: هي سعيرة الأسدية. انظر: فتح الباري (10/ 119)، الإصابة (7/ 700 و 8/ 210)، تنبيه المعلم (ص 230، رقم 1055).
(6)
الصرع: علة تمنع الأعضاء الرئيسية عن انفعالها منعًا غير تام، وسببه ريح غليظة تنحبس في منافذ الدماغ، أو بخار رديء يرتفع إليه من بعض الأعضاء، وقد يتبعه تشنج في الأعضاء، قال الحافظ:"وقد يكون الصرع من الجن، ولا يقع إلا من النفوس الخبيثة منهم".
لسان العرب (8/ 197)، الفتح (9/ 119).
(7)
أتكشف: بمثناة وتشديد المعجمة: من التكشف، وبالنون الساكنة مخففًا: من الإنكشاف، والمراد أنها خشيت أن تظهر عورتها وهي لا تشعر. الفتح (10/ 120).
(8)
في (ك): "قالت".
(9)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك
…
- 4/ 1994، رقم 54).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المرض -باب فضل من يصرع من الريح- 5/ 2140، رقم 5328) من طريق مسدد عن يحيى القطان عن عمران به.
11245 -
حدثني محمد بن محمد بن رجاء، حدثنا عبيد الله بن عمر
(1)
، حدثنا يحيى القطان، حدثنا أبو بكر عمران القصير، حدثنا عطاء بن أبي رباح، قال: قال أبي [لي]
(2)
ابن عباس، مثله [سواء]
(3)
(4)
.
(1)
القواريري، وهو موضع الالتقاء.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
زيادة من (ك).
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11244).
فائدة الاستخراج: بيان الاسم المهمل: "عمران أبو بكر" وهو: "القصير".
باب: تحريم الظلم، وحظر ظلم الناس بعضهم بعضا، والترغيب في قضاء حاجة المسلم، والستر عليه
11246 -
حدثنا يزيد بن عبد الصمد، وعبيد بن يزيد بن عبد الله الكريزي
(1)
الدمشقيان
(2)
، وعلي بن عثمان النفيلي، وأبو العباس الغزي ح
وأخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قالوا: حدثنا أبو مسهر
(3)
-وهو: عبد الأعلى بن مسهر الغساني، - حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني
(4)
، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "عن الله عز وجل أنه قال: يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، يا عبادي إنكم الذين تخطئون بالليل والنهار، وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمت، فاستطعموني
⦗ص: 406⦘
أطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوت
(5)
، فاستكسوني أكسكم
(6)
، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على قلب أتقى رجل منكم لم يزد
(7)
ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد
(8)
واحد، ثم سألوني فأعطيت كل إنسان منهم ما سأل لم ينقص ذلك من ملكي شيئًا إلا كما ينقص البحر أن يغمس فيه المخيط
(9)
غمسة واحدة، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه"
(10)
.
⦗ص: 407⦘
قال: فكان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه.
حديثهم واحد، وربما قدم أحدهم الحرف وأخر الحرف.
رواه مسلم عن الصغاني
(11)
، عن أبي مسهر، وعن عبد الله بن عبد الرحمن
(12)
، عن مروان، عن سعيد بهذا.
[من هنا لم يخرجاه]
(13)
.
(1)
ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق، وجاء في نسبته:"الكربري" برائين مهملتين، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وساق في ترجمته هذا الحديث من طريق المصنف.
تاريخ دمشق (38/ 224).
(2)
هكذا في (ك): وجاء في الأصل: "الدمشقيين".
(3)
موضع الالتقاء هو: أبو مسهر، عبد الأعلى بن مسهر الغساني.
(4)
اسمه: عائذ الله بن عبد الله.
(5)
في (ك): "كسوته".
(6)
(ك 5/ 215 /ب).
(7)
في (ك): "لا يزداد".
(8)
يطلق الصعيد ويراد به: وجه الأرض، ويراد به أيضا: الطريق. (معجم مقاييس اللغة 3/ 287).
(9)
بكسر الميم وفتح الياء: هو الإبرة. شرح صحيح مسلم (16/ 200)، النهاية (2/ 92).
(10)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم 4/ 1995، رقم 55 مكرر) من طريق أبي بكر بن محمد بن إسحاق الصغاني عن أبي مسهر به.
فوائد الاستخراج: 1/ تسمية أبي مسهر في الإسناد.
2/ أتم المصنف حديث أبي مسهر إسنادًا ومتنًا، وساق مسلم بعض الإسناد، ولم يذكر المتن.
(11)
هو: محمد بن إسحاق، وهو شيخ مسلم في هذا الحديث، ومن طريقه أخرج مسلم الحديث، انظر: التخريج السابق.
(12)
هو الدارمي، ومن طريقه أخرج مسلم الحديث عنه -الدارمي- عن مروان بن محمد الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز به، انظر: صحيح مسلم (كتاب البر والصلة -باب تحريم الظلم- 4/ 1994، رقم 55).
(13)
زيادة من (ك).
11247 -
ز- حدثنا محمد بن مسلم بن واره
(1)
، حدثنا محمد بن سعيد بن سابق
(2)
، حدثنا عمرو بن أبي قيس
(3)
، عن منصور بن المعتمر، عن موسى بن المسيب
(4)
، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن
⦗ص: 408⦘
غنم
(5)
، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يقول: يا ابن آدم! كلكم مذنب إلا من عافيته، فاستغفروني أغفر لكم، ومن علم أني ذو قدرة على المغفرة واستغفرني غفرت له بقدرتي ولا أبالي، وكلكم ضال إلا من هديته، فسلوني الهدى أهدكم، وكلكم فقير إلا من أغنيته، فسلوني أغنكم، ولو أن أولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم وحيكم وميتكم اجتمعوا على أتقى قلب عبد من عبادي لم يزد ملكي قدر جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم وحيكم وميتكم اجتمعوا في صعيد واحد فسألني كل سائل ما بلغت أمنيته، فأعطيته لم ينقص ملكي إلا كما لو أن أحدكم على شفة البحر فغرز فيه إبرة ثم نزعها، ذلك بأني
(6)
جواد ماجد أفعل ما أشاء، عطائي كلام، وعذابي كلام، وإنما قولي لشيء إذا أردت: أن أقول له: كن فيكون"
(7)
.
(1)
الإمام محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله الرازي، الحافظ.
(2)
أبو سعيد الرازي.
(3)
الرازي الأزرق.
(4)
الثقفي، أبو جعفر الكوفي البزاز.
قال ابن معين، وأبو حاتم:"صالح"، وقال أحمد:"ما أعلم إلا خيرا"، وقال ابن حجر:"صدوق". انظر: الجرح (8/ 161)، تهذيب الكمال (29/ 153)، التقريب (ص 554).
(5)
بفتح الغين المعجمة، الأشعري الشامي.
(6)
(ك 5/ 216 / أ).
(7)
إسناد المصنف حسن، وقد روى هذا الحديث عن شهر جماعة:
1/ موسى بن المسيب عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم: أخرجه المصنف كما في هذا الحديث، وحديث رقم (11248، 11249)، وأحمد في المسند (5/ 177)، وابن ماجة (كتاب الزهد -باب ذكر التوبة-2/ 1442 - رقم 4257)، والطبراني في الدعاء (2/ 792)، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 170 - رقم 112)، وأيضا (1/ 320 - رقم 246 =
⦗ص: 409⦘
= 2 / سليمان الأعمش عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم: أخرجه المصنف كما في الحديث رقم (11250).
3 / موسى الجهني عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم: أخرجه المصنف كما في الحديث رقم (11251).
4 / سيار أبو الحكم عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم: أخرجه المصنف كما في الحديث رقم (11253)، وأشار إليه المزي كما في تحفة الأشراف (9/ 179).
5/ ليث بن أبي سليم عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم: أخرجه المصنف كما في الحديث رقم (11255)، وأحمد في المسند (5/ 154)، وهناد في الزهد (2/ 456 - رقم 905)، ومن طريقه أخرجه الترمذي في جامعه (كتاب صفة القيامة -باب. - 4/ 566 - رقم 2495).
6/ عبد الحميد بن بهرام عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم: أخرجه المصنف كما في الحديث رقم (11254)، وأشار إليه المزي كما في تحفة الأشراف (9/ 179).
وقال الإمام الترمذي: "هذا حديث حسن". الجامع (4/ 566)، وانظر: تحفة الأشراف (9/ 179).
وقال الإمام البيهقي: "هذا حديث محفوظ من حديث شهر بن حوشب". الأسماء والصفات (1/ 320).
وأصل الحديث عند مسلم في صحيحه من طريق أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر، وقد تقدم برقم:(11246).
11248 -
ز- حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا يعلى
(1)
موسى بن المسيب، عن شهر بن حوشب ح
⦗ص: 410⦘
وحدثنا عمار بن رجاء، حدثنا محمد بن عبيد
(2)
، حدثنا موسى بن المسيب، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يقول الله عز وجل: يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته .. " وذكر الحديث
(3)
.
(1)
هو: ابن عبيد الطنافسي.
(2)
الطنافسي.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم: (11247).
11249 -
ز- حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثني أيوب بن محمد
(1)
، حدثنا سعيد بن مسلمة
(2)
، عن الأعمش، عن موسى بن المسيب، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يقول الله عز وجل: إني جواد ماجد، عطائي كلام، وعذابي كلام، وإذا أردت شيئًا فإنما أقول له كن فيكون"
(3)
.
(1)
ابن زياد بن فروخ الوزان، أبو محمد الرقي (ت 249 هـ).
وثقه النسائي، وابن حجر.
انظر: تهذيب الكمال (3/ 489)، التقريب (ص 118).
(2)
ابن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي.
(3)
إسناد المصنف ضعيف؛ لأن فيه: سعيد بن مسلمة.
وهذا الحديث هو الشطر الأخير من الحديث المتقدم برقم (11247)، وانظر تخريجه هناك.
11250 -
ز- وحدثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن
⦗ص: 411⦘
بكار بن بلال الدمشقي، حدثنا جدي
(1)
، حدثنا سعيد بن بشير
(2)
، عن إدريس
(3)
الأودي، عن سليمان الأعمش، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله عز وجل يقول: يا عبادي كلكم مذنب إلا من عافيت، فاستغفروني أغفر لكم"
(4)
.
(1)
هو: محمَّد بن بكار بن بلال العاملي، أبو عبد الله الدمشقي القاضي.
(2)
الأزدي مولاهم، أبو عبد الرحمن الشامي.
(3)
ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري، أبو عبد الله الكوفي.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11247).
11251 -
ز- حدثنا أبو أمية، حدثنا محمَّد بن يزيد بن سنان
(1)
، حدثنا يزيد
(2)
، حدثنا زيد بن أبي أنيسة
(3)
، عن موسى
(4)
الجهني، عن
⦗ص: 412⦘
شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل يقول: يا عبادي كلكلم مذنب وخاطئ إلا من عافيت، فمن استغفرني وهو يعلم أني قادر على المغفرة غفرت له ولا أبالي
…
" وذكر الحديث
(5)
.
(1)
التميميّ الجزري، أبو عبد الله بن أبي فروة الرهاوي، والد أبي فروة الأصغر الرهاوي.
(2)
ابن سنان، أبو فروة الرهاوي.
(3)
الجزري، أبو أسامة الرهاوي (ت 124 هـ).
وثقه ابن سعد، وابن معين، والذهبي.
انظر: الطبقات الكبرى (7/ 481)، تاريخ الدارمي عن ابن معين (ص 112، رقم 338)، الكاشف (1/ 415).
(4)
ابن عبد الله الجهني، أبو عبد الله الكوفي.
وثقه القطان، وأحمد، وأبو حاتم وغيرهم.
انظر: الجرح (8/ 149)، تهذيب الكمال (29/ 95).
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (11247).
11252 -
ز- حدثني محمَّد بن محمَّد
(1)
، حدثنا علي بن المديني، حدثنا معتمر بن سليمان
(2)
، [قال]
(3)
: حدثني أبو جعفر البجلي -وهو موسى بن المسيب-، عن شهر [بن حوشب]
(4)
بإسناده مثله
(5)
.
قال علي بن المديني: وحدثنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا علي بن زيد
(6)
، عن شهر بن حوشب، عن تبيع
(7)
قال: إن في
⦗ص: 413⦘
التوراة مكتوب يا عبادي كلكم مذنب إلا من غفرت له
…
وذكر الحديث
(8)
.
⦗ص: 414⦘
قال علي
(9)
: فحدثني سنان بن الحارث
(10)
، عن إبراهيم
(11)
، عن علقمة
(12)
، عن عبد الله
(13)
بنحوه
(14)
.
قال علي
(15)
: أظن هذين الحديثين
(16)
رواهما شهر لأن ألفاظهما مختلفة.
⦗ص: 415⦘
قال علي
(17)
: وحدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة
(18)
، عن أبي ذر، قال: قال الله عز وجل: "إني حرمت
(19)
الظلم على نفسي، وهو عليكم محرم فلا تظالموا العباد
…
" وذكر الحديث
(20)
.
(1)
ابن رجاء، سمع من ابن المديني كما في السير (13/ 492) وقد تقدم.
(2)
ابن طرخان التيمي.
(3)
زيادة من (ك).
(4)
زيادة من (ك).
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (11247).
(6)
ابن جدعان، أبو الحسن البصري (ت 131 هـ).
جمهور الأئمة على تضعيفه؛ كأحمد، وابن معين، والنسائي، والدارقطني، وابن حجر وغيرهم. انظر: الجرح (6/ 186)، الضعفاء للعقيلي (3/ 229)، الكامل (5/ 1840)، سنن الدارقطني (1/ 77)، تهذيب الكمال (20/ 434)، الميزان (4/ 47)، التقريب (ص 401).
(7)
ابن عامر الحميري، أبو عبيدة، ابن امرأة كعب الأحبار (ت 101 هـ). =
⦗ص: 413⦘
= أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم في زمن أبي بكر الصديق، وجعله ابن حجر في القسم الثالث فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره.
قال الذهبي: "ما علمت به بأسًا"، وقال ابن حجر:"صدوق عالم بالكتب القديمة".
انظر: تهذيب الكمال (4/ 312)، السير (3/ 414)، الإصابة (1/ 377)، التقريب (ص 130).
(8)
هذا الخبر في إسناده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
وعلى فرض صحة الإسناد إلى تبيع، فإنه مأخوذ من التوراة، وقد قال عليه
الصلاة والسلام: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا:{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} .
أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التفسير -باب {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} الآية- 4/ 1631، 1630، رقم 4215).
وروى البخاري أيضًا في صحيحه (كتاب أحاديث الأنبياء -باب ما ذكر عن بني إسرائيل-3/ 1275، رقم 3274) حديث عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج .. " الحديث.
قال مالك: المراد جواز التحدث عنهم بما كان من أمر حسن، أما ما علم كذبه فلا، وقيل: المعنى حدثوا عنهم. بمثل ما ورد في القرآن والحديث الصحيح. انظر: فتح الباري (6/ 575).
وهذا الخبر جاءت السنة الصحيحة بتقريره، والله أعلم.
(9)
ابن زيد بن جدعان، كما صرح بذلك المزي في تحفة الأشراف (9/ 179).
(10)
ابن مصرف، ابن أخي طلحة بن مصرف، ترجم له البخاري في التاريخ الكبير، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"يروي المقاطيع".
انظر: التاريخ الكبير (4/ 165)، الجرح (4/ 254)، الثقات (8/ 299).
(11)
ابن يزيد النخعي.
(12)
ابن قيس النخعي.
(13)
ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه.
(14)
هذا الحديث من زيادات المصنف، وقد علقه المصنف عن علي بن زيد، وهو ضعيف، وأيضًا في إسناده: سنان بن الحارث، ولم أقف على كلام سوى ما تقدم عن ابن حبان.
ورواية ابن مسعود للحديث لم أقف على من أخرجها سوى المصنف رحمه الله، وقد ذكره المزي من الزيادات، ولم يذكر من أخرجه. تحفة الأشراف (9/ 179).
(15)
ابن المديني، كما صرح بذلك المزي في التحفة (الموضع السابق).
(16)
يقصد بذلك: حديث شهر عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر، وحديث شهر عن معدي كرب عن أبي ذر.
(17)
ابن المديني، كما صرح بذلك المزي في التحفة (الموضع السابق).
(18)
هو: عبد الله بن زيد الجرمي.
(19)
(ك / 5/ 216 ب).
(20)
هكذا علقه المصنف عن علي بن المديني، ولعله بالإسناد الأول.
وإسناد هذا التعليق رجاله ثقات، ولكن أبا قلابة لم يسمع من أبي ذر، حيث إن أبا حاتم نص على أن أبا قلابة لم يدرك زيد بن ثابت. المراسيل لابن أبي حاتم (ص 96).
وقد توفي زيد سنة (45 أو 48 هـ) كما في التقريب (ص 222)، ومات أبو ذر سنة (32 هـ) كما في التقريب (ص 638)، ومات أبو قلابة سنة (104 هـ) وقيل بعدها، وكان رحمه الله كثير الإرسال، كما نص على ذلك ابن حجر في التقريب (ص 304).
والحديث أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 182 - رقم 20272) من طريق معمر به.
11253 -
ز- حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا أبي
(1)
، حدثنا عبيد الله
(2)
، عن زيد
(3)
، عن سيار أبي الحكم
(4)
، عن شهر بن حوشب،
⦗ص: 416⦘
عن عبد الرحمن بن غنم، أن أبا ذر
(5)
، حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى يقول: يا عبدي ما عبدتني ورجوتني فأنا غافر لك
(6)
…
" وذكر الحديث
(7)
.
(1)
هو: العلاء بن هلال، أبو محمَّد الرقي.
(2)
ابن عمرو الجزري، أبو وهب الرقي.
(3)
ابن أبي أنيسة زيد الجزري، أبو أسامة الرهاوي.
(4)
ابن وردان العنزي الواسطي.
(5)
في (ك): "عن أبي ذر".
(6)
جاء في (ك): "يا عبادي كلكم مذنب .. " وذكر الحديث.
(7)
انظر: تخريج الحديث رقم (11247).
11254 -
[ز- حدثنا محمَّد بن حيوة، ويزيد بن سنان، قالا: حدثنا أبو صالح
(1)
، قال: حدثني عبد الحميد بن بهرام
(2)
، عن شهر بن
⦗ص: 417⦘
حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، أن أبا ذر حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله تعالى يقول: يا عبدي ما عبدتني ورجوتني فأنا غافر لك
…
" وذكر الحديث
(3)
]
(4)
.
(1)
هو: عبد الله بن صالح، كاتب الليث.
(2)
الفزاري المدائني.
وثقه أحمد، وابن معين، وابن المديني، وأبو داود وغيرهم.
وقال أحمد: "حديثه عن شهر مقارب، كان يحفظها كأنه يقرأ سورة من القرآن، وهو سبعون حديثًا طوالًا"، وقال أحمد أيضًا:"لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب"، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم:"سألت أبي عنه، فقال: هو في شهر بن حوشب، مثل الليث في سعيد المقبري، قلت: ما تقول فيه؟ قال: ليس به بأس، أحاديثه عن شهر صحاح، لا أعلم روى عن شهر بن حوشب أحاديث أحسن منها ولا أكثر منها، أملى عليه في سواد الكوفة، قلت: يحتج بحديثه؟ قال: لا، ولا بحديث شهر بن حوشب، ولكن يكتب حديثه".
وأما رواية الليث عن سعيد المقبري فقد قال أحمد، وابن المديني أنه من أثبت الناس في سعيد المقبري.
وقال يحيى بن سعيد القطان: "من أراد حديث شهر فعليه بعبد الحميد بن بهرام"، =
⦗ص: 417⦘
= وقال أحمد بن صالح: "ثقة يعجبني، حديثه حديث صحيح، أحاديثه عن شهر بن حوشب صحيحة".
والخلاصة أن روايته من أصح الروايات عن شهر بن حوشب.
انظر: تاريخ الدوري عن ابن معين (2/ 241)، التاريخ الكبير للبخاري (6/ 54)، الجرح (6/ 8)، الثقات لابن شاهين (ص 160 - رقم 913)، جامع الترمذي (5/ 56)، تهذيب الكمال (16/ 409)، شرح العلل لابن رجب (2/ 670).
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11247).
ملحوظة: هذا الحديث من زيادات نسخة (ك)، وليس هو في الأصل.
(4)
هذا الحديث من زيادات نسخة (ك) ليس هو في الأصل.
11255 -
ز- حدثنا أبو أمية، ويعقوب بن سفيان، قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى
(1)
، حدثنا شيبان
(2)
ح
وحدثنا تمتام
(3)
، حدثنا الحسن بن بشر
(4)
، حدثنا عمار بن
⦗ص: 418⦘
محمَّد
(5)
ح
وحدثني محمَّد بن محمَّد بن رجاء، حدثنا علي بن المديني، حدثنا جرير
(6)
، كلهم عن ليث
(7)
، عن شهر بن حوشب، بنحو حديث موسى بن المسيب
(8)
.
(1)
ابن باذام العبسي.
(2)
ابن عبد الرحمن التميميّ مولاهم، النحوي.
(3)
هو: محمَّد بن غالب، أبو جعفر الضبي.
(4)
ابن سلم الهمداني البجلي، أبو علي الكوفي (ت 221 هـ).
قال أبو حاتم: "صدوق"، وقال النسائي:"ليس بالقوي"، وقال ابن حجر:"صدوق يخطئ". =
⦗ص: 418⦘
= انظر: الجرح (3/ 3)، تهذيب الكمال (6/ 58)، التقريب (ص 158).
(5)
الثوري، أبو اليقظان الكوفي، ابن أخت سفيان الثوري (ت 182 هـ).
قال ابن معين، وأبو حاتم:"ليس به بأس"، ووثقه علي بن حجر.
وقال أبو زرعة: "ليس بالقوي"، وقال ابن حجر:"صدوق يخطئ".
انظر: سؤالات ابن طهمان لابن معين (ص 77 - رقم 222)، الجرح (6/ 393)، تاريخ بغداد (12/ 252)، تهذيب الكمال (21/ 204)، التقريب (ص 408).
(6)
ابن عبد الحميد الضبي.
(7)
ابن أبي سليم بن زنيم القرشي.
(8)
انظر: تخريج الحديث رقم (11247).
11256 -
ز- حدثنا الزعفراني
(1)
، حدثنا عفان
(2)
، حدثنا مهدي
(3)
، حدثنا غيلان بن جرير
(4)
، عن شهر بن حوشب، عن معدي
⦗ص: 419⦘
كرب
(5)
، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل قال: "يا ابن آدم! إنك إن دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك، يا ابن آدم إنك إن تلقاني بقراب
(6)
الأرض خطايا بعد أن لا تشرك بي شيئًا ألقاك بقرابها مغفرة، يا ابن آدم إنك إن تذنب حتى تبلغ ذنوبك أو خطاياك عنان السماء، ثم تستغفرني أغفر لك ولا أبالي"
(7)
.
(1)
هو: الحسن بن محمَّد.
(2)
ابن مسلم الصفار.
(3)
ابن ميمون الأزدي المعولي مولاهم، أبو يحيى البصري.
(4)
المعولي الأزدي البصري (ت 129 هـ).
وثقه ابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، وابن حجر.
انظر: الجرح (7/ 52)، تهذيب الكمال (23/ 130)، التقريب (ص 443).
(5)
الهمداني الكوفي، من التابعين، يروي عن علي وعبد الله بن مسعود وخباب.
ذكره البخاري في التاريخ الكبير وسكت عنه، وكذلك ابن أبي حاتم ذكره في الجرح وسكت عنه.
انظر: التاريخ الكبير (8/ 41)، الجرح (8/ 398)، الأنساب (12/ 277).
(6)
أي: بما يقارب ملؤها. النهاية (4/ 34).
(7)
إسناد المصنف حسن، ولكن اختلف على شهر في إسناده.
فرواه غيلان بن جرير المعولي الأزدي عن شهر عن معدي كرب عن أبي ذر به، كما جاء عند المصنف في هذا الحديث، ورواه على هذا الوجه: الإمام أحمد في المسند (5/ 167 - 172)، وابن طهمان في مشيخته (ص 155، رقم 102)، والدارمي (2/ 414، رقم 2788)، وابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله (ص 24، رقم 32).
ورواه أيضًا عامر الأحول أخرجه أبو عوانة (انظر: حديث رقم 11257).
وهشام بن عروة بن الزبير أخرجه أبو عوانة (انظر: حديث رقم 11258) كلاهما عن شهر بن حوشب عن معدي كرب عن أبي ذر.
ورواه عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر بنحوه، أخرجه: الإمام أحمد في المسند (5/ 154)، وأبو عوانة -المصنف- كما في حديث رقم (11258)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (ص 491 - =
⦗ص: 420⦘
= رقم 3432).
والحديث قد رواه المعرور بن سويد عن أبي ذر بنحوه، أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الذكر والدعاء -باب فضل الذكر والدعاء-4/ 2068 - رقم 22)، وأحمد في المسند (5/ 147 - 153)، والحاكم في المستدرك (4/ 241) وغيرهم.
وللحديث شاهد من حديث ابن عباس مرفوعًا (بمثله).
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 19 - رقم 12346)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 301)، قال الهيثمي في "المجمع:"فيه إبراهيم بن إسحاق الضبي، وقيس بن الربيع، وكلاهما مختلف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح" أ. هـ (مجمع الزوائد 10/ 216).
وللحديث شاهد آخر من حديث أنس بن مالك: أخرجه الترمذي في جامعه (كتاب الدعوات -باب فضل التوبة والاستغفار-5/ 512، رقم 3540)، وقال-:" [حسن] غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
وقوله: "حسن" مثبتة في تحفة الأشراف (1/ 102)، وحسنه أيضًا السخاوي، كما في الفتوحات الربانية (7/ 283)، ولكن في إسناده: كثير بن فائد، ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 25)، وقال ابن حجر:"مقبول"(التقريب ص 460).
وللحديث شاهد ثالث من حديث أبي الدرداء: أخرجه الطبراني، كما في مجمع الزوائد (10/ 216)، وقال الهيثمي:"وفيه العلاء بن زيد، وهو متروك" أ. هـ.
11257 -
ز- حدثنا محمَّد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا عفان
(1)
، حدثنا همام
(2)
، حدثنا عامر
(3)
الأحول، عن شهر بن حوشب، عن معدي
⦗ص: 421⦘
كرب، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: "يا ابن آدم! متى ما دعوتني ورجوتني فإني سأغفر لك على ما كان فيك، ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا لقيتك بقرابها مغفرة، ولو عملت من الخطايا ما يبلغ عنان السماء لا تشرك
(4)
بي شيئًا، ثم تستغفرني غفرت لك ولا أبالي"
(5)
.
(1)
ابن مسلم الصفار.
(2)
ابن يحيى العوذي.
(3)
ابن عبد الواحد الأحول البصري.
(4)
في (ك): "ما لم تشرك".
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (11256).
11258 -
ز- حدثنا معاوية بن صالح أبو عبيد الله، حدثنا سريج
(1)
بن النعمان
(2)
، حدثنا مهدي بن ميمون، عن غيلان
(3)
، وهشام
(4)
، عن شهر بن حوشب، عن معدي كرب، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم ح
وحدثني محمَّد بن محمَّد
(5)
، حدثنا منصور بن أبي مزاحم
(6)
،
⦗ص: 422⦘
حدثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، قال: حدثني عبد الرحمن بن غنم، أن أبا ذر حدثه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو هذا الحديث
(7)
.
إلى هنا لم يخرجاه.
(1)
(ك 5/ 217/أ).
(2)
الجوهري اللؤلؤي.
(3)
ابن جرير الأزدي.
(4)
ابن عروة بن الزبير.
(5)
ابن رجاء السندي.
(6)
أبو نصر البغدادي، واسم أبي مزاحم: بشير التركي (ت 235 هـ).
قال ابن معين، وأبو حاتم:"صدوق"، ووثقه الدارقطني، وابن حجر.
انظر: تاريخ الدارمي عن ابن معين (ص 218، رقم 817)، الجرح (8/ 170)، =
⦗ص: 422⦘
= تهذيب الكمال (28/ 542)، التقريب (ص 547).
(7)
انظر: تخريج الحديث رقم (11256).
11259 -
حدثنا إسحاق بن سيار النصيبي، وأبو يوسف الفارسي
(1)
، قالا: حدثنا عمرو بن عاصم
(2)
، قال: حدثني همام
(3)
ح
وحدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود
(4)
، حدثنا همام ح
وحدثنا الصغاني، وأبو أمية، وأبو داود الحراني، قالوا: حدثنا أحمد بن إسحاق
(5)
، عن همام ح
وحدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، وحمدان بن علي، قالا: حدثنا عبد الله بن رجاء
(6)
، حدثنا همام، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء
⦗ص: 423⦘
الرحبي، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: "قال الله تبارك وتعالى: إني حرمت الظلم على نفسي وحرمته على عبادي، ألا فلا تظالموا"
حديث أحمد بن إسحاق إلى هنا.
وحديث الباقين: "وكل بني آدم يخطئون بالليل والنهار، ثم يستغفروني فأغفر [لهم]
(7)
ولا أبالي" انتهى حديث أبي داود إلى هنا.
وأما حديث عمرو بن عاصم، وعبد الله بن رجاء فزادا في الحديث:"وقال: يا ابن آدم كلكم كان ضالا إلا من هديته، وكلكم كان عاريًا إلى من كسوته، وكلكم كان جائعًا إلا من أطعمته، وكلكم كان ظمآنًا إلا من سقيته، فاستهدوني أهدكم، واستكسوني أكسكم، واستطعموني أطعمكم، واستسقوني أسقكم، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وجنكم وإنسكم وصغيركم وكبيركم وذكركم وأنثاكم اجتمعوا على قلب أتقاكم رجلا ما يزيدون في ملكي شيئًا، ولو أن أولكم وآخركم وجنكم وإنسكم وصغيركم وكبيركم وذكركم وأنثاكم اجتمعوا على قلب أكفر أو أفجر رجل لم ينقص من ملكي شيئًا، إلا كما ينقص المخيط من البحر"
(8)
.
(1)
هو: يعقوب بن سفيان الفسوي.
(2)
ابن الوازع الكلابي القيسي، أبو عثمان البصري.
(3)
ابن يحيى، وهو موضع الالتقاء.
(4)
هو الطيالسي.
(5)
الحضرمي مولاهم، أبو إسحاق البصري.
(6)
هو الغداني.
(7)
زيادة من (ك).
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب تحريم الظلم- 4/ 1995 - رقم 55 مكرر). =
⦗ص: 424⦘
= فوائد الاستخراج:
1/ تبيين المهمل في الإسناد -أبو أسماء- فبين أنه: الرحبي.
2/ ساق المصنف تمام رواية همام، واقتصر مسلم على بعض المتن، وأحال على رواية أبي إدريس الخولاني.
11260 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا أبو عامر العقدي
(1)
، حدثنا داود بن قيس
(2)
، عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والشح
(3)
(4)
فإنه أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم"
(5)
.
(1)
هو: عبد الملك بن عمرو.
(2)
موضع الالتقاء هو: داود بن قيس.
(3)
الشح: أشد البخل، وهو أبلغ في المنع من البخل، وقيل: البخل مع الحرص، وقيل غير ذلك.
النهاية (2/ 448)، شرح صحيح مسلم (16/ 203).
(4)
(ك 5/ 217 /ب).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تحريم الظلم-4/ 1996 - رقم 56).
11261 -
وحدثنا أبو أمية، حدثنا موسى بن داود
(1)
، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة
(2)
، عن عبد الله بن دينار، عن ابن
⦗ص: 425⦘
عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الظلم ظلمات يوم القيامة"
(3)
.
(1)
الضبي، أبو عبد الله الطرسوسي الخلقاني.
(2)
ابن الماجشون، وهو موضع الالتقاء.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تحريم الظلم- 4/ 1996، رقم 57). وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المظالم -باب الظلم ظلمات يوم القيامة- 2/ 864 - رقم 2315) من طريق أحمد بن يونس عن عبد العزيز الماجشون به.
11262 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا حجاج
(1)
، حدثنا الليث
(2)
، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أنه أخبره أن عبد الله بن عمر أخبره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم أخو
(3)
المسلم؛ لا يظلمه ولا يسلمه
(4)
، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة"
(5)
.
(1)
ابن محمد المصيصي.
(2)
ابن سعد، وهو موضع الالتقاء.
(3)
هكذا في (ك)، وصحيح مسلم، وجاء في الأصل:"أخٌ"، والصواب ما أثبته كما في الأصل وصحيح مسلم.
(4)
هكذا في الأصل وصحيح مسلم، وجاء في (ك):"ولا يشتمه".
وقوله: "ولا يسلمه": يقال: أسلم فلان فلانًا إذا ألقاه إلى الهلكة، ولم يحمه من عدوه. النهاية (2/ 394).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تحريم الظلم-4/ 1996 - رقم 58).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المظالم -باب لا يظلم المسلم المسلم ولا =
⦗ص: 426⦘
= يسلمه-2/ 862، رقم 2310) من طريق يحيى بن بكير عن الليث عن عقيل به.
11263 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا منصور بن سقير
(1)
، حدثنا وهيب بن خالد
(2)
، عن سهيل
(3)
، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لم يستر الله عز وجل عبدًا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة"
(4)
.
(1)
بضم أوله، وفتح القاف، وسكون المثناة تحت، تليها راء، ويقال: ابن صقير أيضًا، أبو النضر البغدادي.
(2)
موضع الالتقاء هو: وهيب بن خالد.
(3)
ابن أبي صالح، ذكوان السمان.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب بشارة من ستر الله عيبه في الدنيا-4/ 2002، رقم 72).
11264 -
حدثنا عباس
(1)
بن محمد الدوري، حدثنا أمية بن بسطام، حدثنا يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يستر الله عز وجل على عبد في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة"
(2)
.
(1)
في (ك): "العباس".
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب بشارة من ستر الله عيبه في الدنيا-4/ 2002، رقم 71).
فائدة الاستخراج: جاء عند مسلم "روح" مهملا، وجاء عند المصنف بيان ذلك:"روح ابن القاسم".
باب: عقاب الظالم والشاتم المسلم
11265 -
حدثنا محمد بن محرز
(1)
الكوفي بمصر، حدثنا أبو أسامة
(2)
، حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة
(3)
، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يمهل الظالم
(4)
فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ:{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ}
(5)
(6)
.
هو غريب لأبي أسامة
(7)
، ورواه أبو معاوية، عن
⦗ص: 428⦘
بريد بمثله
(8)
.
(1)
لعله الضبي، ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 58).
(2)
هو: حماد بن أسامة بن زيد القرشي، أبو أسامة الكوفي.
(3)
موضع الالتقاء هو: بريد بن عبد الله بن أبي بردة.
(4)
في (ك): "إن الله يمهل للظالم".
(5)
سورة هود: (102).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تحريم الظلم- 4/ 1997، رقم 61) وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التفسير -سورة هود: باب {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} الآية- 4/ 1726، رقم 4409) كلاهما من طريق أبي معاوية عن بريد به.
(7)
الغريب "أكثر ما يطلقه العلماء على الفرد النسبي، وهو التفرد بالنسبة إلى شخص معين".
انظر: شرح علل الترمذي (2/ 627)، النكت (2/ 705)، نزهة النظر (ص 17 - 18).
فالمراد إذا بقول المصنف هنا: إن محمد بن محرز تفرد بروايته عن أبي أسامة بهذا الطريق، وأكثر من أخرج هذا الحديث، يرويه من طريق أبي معاوية عن بريد، =
⦗ص: 428⦘
= كالبخاري، ومسلم، والترمذي، وابن ماجة والنسائي في الكبرى، كلهم من طرق عن أبي معاوية. انظر تحفة الأشراف (6/ 436).
ولكن وقفت على متابعة لشيخ المصنف في الرواية عن أبي أسامة، وهو: إبراهيم بن سعيد الجوهري شيخ الإمام الترمذي، وقد أخرج حديثه عن أبي أسامة الترمذي في جامعه (كتاب التفسير -باب تفسير سورة هود-5/ 269، رقم (3110 مكرر).
(8)
هو: محمد بن خازم الضرير، ومن طريقه أخرج مسلم الحديث كما تقدم.
11266 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، حدثنا إبراهيم بن حمزة
(2)
ح
وحدثنا الصغاني، حدثنا ابن أبي مريم
(3)
قالا: حدثنا عبد العزيز
(4)
الدراوردي
(5)
، عن العلاء
(6)
عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لتؤدن الحقوق إلى أهلها، حتى يقاد للشاة
(7)
الجلحاء
(8)
من الشاة
⦗ص: 429⦘
القرناء يوم القيامة"
(9)
.
وقال الصغاني: "فيقتص هذا من حسناته، وهذا من
(10)
سيئاته"
(11)
.
(1)
الذهلي.
(2)
ابن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير الزبيري أبو إسحاق المدني.
(3)
هو سعيد بن الحكم الجمحي مولاهم.
(4)
ابن محمد بن عبيد الدراودي أبو محمد المدني.
(5)
هذا لقبه، حيث إنه كان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل: أندرون، يعني ادخل، وهي كلمة فارسية. النهاية (1/ 74)، السير (8/ 366)، قصد السبيل فيما في اللغة العربية من الدخيل (1/ 216).
(6)
موضع الالتقاء، هو: العلاء بن عبد الرحمن.
(7)
هكذا في نسخة (ك)، وصحيح مسلم، وجاء في الأصل:"الشاة".
(8)
التي لا قرن لها. انظر: النهاية (1/ 284).
(9)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم، 4/ 1997 رقم 60).
(10)
(ك 5/ 218 / أ).
(11)
إسناد المصنف لهذه الزيادة حسن، ولم أقف على تخريج هذه الزيادة التي ذكرها الصغاني في حديث أبي هريرة، وجمهور الرواة عن العلاء لم يذكروا هذه الزيادة، كشعبة عند أحمد (2/ 235)، وابن حبان في صحيحه (16/ 363 - 364، رقم 7363 الإحسان).
وإسماعيل بن جعفر وروايته عند مسلم برقم (60) وغيرهم.
والمتفرد بهذه الزيادة إما الصغاني، وإما ابن أبي مريم، ولا شك أن المحفوظ في الحديث عدم ذكر هذه الزيادة، والله أعلم.
11267 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا القعنبي، حدثنا عبد العزيز
(1)
، بمثله
(2)
.
(1)
الداروردي.
(2)
انظر: تخريج الحديث السابق رقم (11266).
11268 -
حدثني أبي
(1)
، حدثنا علي بن حجر، حدثنا
⦗ص: 430⦘
إسماعيل بن جعفر بإسناده قال: "لتؤدن الحقوق. . ." فذكر مثله
(2)
.
(1)
هو: إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النيسابوري، لم أقف له على ترجمة.
وجزم الذهبي في تاريخ الإسلام بأنه: إسحاق بن أبي عمران الإسفرائيني الفقيه الشافعي صاحب المزني، ولكنه تراجع عن هذا في السير، فقال في ترجمة إسحاق بن أبي عمران: "وتخيل إليّ أنه والد أبي عوانة، ولكن والد أبي عوانة اسمه: إسحاق بن =
⦗ص: 430⦘
= إبراهيم بن يزيد الإسفرئيني، يروي عن إسحاق بن راهوية، وابن حجر، وأبي مروان العثماني، أكثر عنه ولده أبو عوانة في صحيحه" إهـ.
وكان سبب الاشتباه: هو المعاصرة، حيث إنهما في طبقة واحدة، كما نبه على ذلك الذهبي رحمه الله. انظر: تاريخ الإسلام (وفيات سنة 284 هـ ص 120) السير (13/ 458) طبقات الشافعية للسبكي (2/ 258).
وعلي بن حجر هو: شيخ الإمام مسلم، وهو موضع الالتقاء.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (11266).
11269 -
حدثنا الصغاني، حدثنا عقبة بن مكرم
(1)
، حدثنا عبد الرحمن بن عثمان
(2)
أبو بحر، حدثنا شعبة، عن العلاء
(3)
، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال قال النبي: "والذي نفسي بيده لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقتص للشاة الجمّاء
(4)
، من الشاة القرناء"
(5)
.
(1)
بضم الميم وسكون الكاف: ابن أفلح العمي أبو عبد الملك البصري. انظر: التقريب (ص 395).
(2)
ابن أمية بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي، أبو بحر البكراوي البصري.
ضعفه الأئمة كابن المديني، وابن معين، وابن حجر وغيرهم.
وقال الإمام أحمد: "طرح الناس حديثه".
انظر: التاريخ الكبير (5/ 331)، تاريخ الدوري عن ابن معين (2/ 352)، الجرح (5/ 264)، تهذيب الكمال (17/ 271)، التقريب ص (346).
(3)
ابن عبد الرحمن، وهو موضع الالتقاء.
(4)
في (ك): "الجلحاء".
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (11266).
11270 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، وأبو داود الحراني قالا: حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن العلاء
(2)
، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تدرون ما المفلس؟ " قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته، وصيامه، وزكاته ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيقعد فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم، فطرح عليه ثم طرح في النار"
(3)
.
هذا لفظ أبي داود.
قال محمد بن يحيى: "فيقضى" قال
(4)
مكان "يعطى".
(1)
الذهلي.
(2)
ابن عبد الرحمن، وهو موضع الالتقاء.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم، (4/ 1997، رقم 59).
(4)
هكذا في الأصل، وهو الصواب، وجاء في (ك):"وقال أبو داود".
11271 -
حدثنا الصغاني، حدثنا ابن أبي مريم
(1)
، عن عبد العزيز بن محمد، عن العلاء
(2)
، بإسناده نحوه، وقال: "فيقتص هذا من
⦗ص: 432⦘
حسناته، وهذا من سيئاته"
(3)
.
(1)
سعيد بن الحكم المصري.
(2)
ابن عبد الرحمن، وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11270).
11272 -
حدثني أبي، حدثنا علي بن حجر
(1)
ح
وحدثنا الصغاني، حدثنا يحيى بن أيوب
(2)
، [قالا]
(3)
: حدثنا إسماعيل بن جعفر
(4)
، عن العلاء بإسناده نحوه، إلا أنه قال: "بصيام وصدقة
(5)
، وزكاة"
(6)
.
(1)
هو شيخ مسلم في هذا الحديث وهو موضع الالتقاء في الإسناد الأول.
(2)
المقابري، أبو زكريا البغدادي.
(3)
زيادة من (ك).
(4)
موضع الالتقاء في الإسناد الثاني هو: إسماعيل بن جعفر.
(5)
في (ك): "وصلاة".
(6)
انظر تخريج الحديث رقم (11270).
11273 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب ح
وحدثنا الصغاني، قال: حدثنا الهيثم بن خارجة
(1)
، قالا: حدثنا حفص بن ميسرة
(2)
، عن العلاء
(3)
، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما المفلس؟ " قالوا المفلس من لا درهم له ولا متاع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المفلس من
⦗ص: 433⦘
أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد قذف هذا، وشتم عرض هذا، وضرب هذا، وأكل مال هذا، فيقعد فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي الذي
(4)
عليه من الخطايا، أخذ من خطاياهم وطرح عليه، ثم طرح في النار"
(5)
.
(1)
أبو أحمد المرّوذي.
(2)
العقيلي، أبو عمر الصنعاني.
(3)
ابن عبد الرحمن وهو: موضع الالتقاء.
(4)
(ك 5/ 218/ ب).
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (11270).
11274 -
وحدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا إسحاق بن محمد
(1)
، حدثنا مالك بن أنس، عن
⦗ص: 434⦘
العلاء
(2)
، عن أبيه، أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هل تدرون ما المقلون؟ " قالوا: يا رسول الله! المقلون فينا من لا درهم له ولا متاع له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المقل من أمتي من يأتي أحدهم يوم القيامة بصيام، وصلاة، وزكاة، ويأتي قد شتم عرض هذا، وأكل مال هذا، وقذف هذا، وضرب هذا، فيقعد يوم القيامة فيقتص هذا من حسناته، فإذا ذهبت قبل أن يقتص
(3)
الذي عليه من الخطايا، أخذ من خطاياهم فطرح عليه"
(4)
.
(1)
ابن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة الفروي، أبو يعقوب المدني القرشي الأموي.
قال أبو حاتم: "كان صدوقا، ولكنه ذهب بصره فربما لقن الحديث وكتبه صحيحه" وقال: مرة: "مضطرب" وضعفه أبو داود والنسائي، وغيرهما وقال الدارقطني:"ضعيف، وقد روى عنه البخاري، ويوبخونه في هذا".
وتكلم في روايته عن مالك، فقال الساجي:"روى عن مالك أحاديث تفرد بها" وقال العقيلي: "جاء عن مالك بأحاديث كثيرة لا يتابع عليها" وقال الذهبي: "وهو صدوق في الجملة صاحب حديث" وقال ابن حجر: "والمعتمد فيه ما قاله أبو حاتم" وقال في التقريب: "صدوق كف، فساء حفظه" وقال أبو زرعة ابن العراقي: "أما البخاري فلم يسمع منه من حفظه، وإنما سمع من كتابه".
انظر: الجرح (2/ 233)، سؤالات السهمي للدارقطني (ص 172، رقم (190)، الميزان (1/ 198)، تهذيب التهذيب (4/ 248) وهدي الساري (ص 409)، التقريب ص (102)، البيان والتوضيح (ص 47، 48).
(2)
ابن عبد الرحمن، وهو موضع الالتقاء.
(3)
في (ك): "يقضي".
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11270).
فائدة الاستخراج: جاء لفظ المصنف "المقلون" وعند مسلم "المفلس" ولم أقف على لفظ المقل عند من أخرج الحديث، ولعله خطأ بسبب ضعف إسحاق بن أبي فروة. -والله أعلم-.
11275 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا أمية بن بسطام
(1)
، حدثنا يزيد بن زريع
(2)
، عن روح بن القاسم
(3)
عن العلاء
(4)
، عن أبيه، عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم:"هل تدرون من المفلس؟ " قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المفلس من أمتي
⦗ص: 435⦘
من يأتي يوم القيامة بصيام وصلاة، وصدقة، ويأتي قد ظلم هذا، وأكل مال هذا، فيقعد يوم القيامة فيعطى هذا من حسناته. . ." وذكر الحديث بمثله
(5)
.
(1)
العيشي أبو بكر البصري ابن عم يزيد بن زريع.
(2)
العيشي أبو معاوية البصري.
(3)
التميمي العنبري أبو غياث البصري.
(4)
ابن عبد الرحمن، وهو موضع الالتقاء.
(5)
انظر: تخريج الحديث رقم (11270).
باب: وجوب نصرة الأخ أخاه مظلومًا كان أو ظالما، ونصرته إذا كان ظالما أن يرده عن ظلمه.
11276 -
حدثنا الصغاني، حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، حدثنا زهير
(1)
، عن أبي الزبير، عن جابر قال: اقتتل
(2)
غلامان: غلام من المهاجرين، وغلام من الأنصار
(3)
، فنادى المهاجري أو المهاجرين: يا للمهاجرين!
(4)
ونادى الأنصاري أو الأنصار: يا للأنصار! خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما هذا؟ دعوى أهل الجاهلية" قالوا: يا رسول الله! لا إلا إن غلامين لهما [اقتتلا]
(5)
، فكسع
(6)
أحدهما الآخر، فقال: "لا بأس، ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما، إن كان ظالما فلينهه، فإنه له نصرة، وإن كان مظلوما
⦗ص: 437⦘
فلينصره"
(7)
.
(1)
ابن معاوية الجعفي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أي: تضاربا، شرح صحيح مسلم (16/ 207).
(3)
الرجل المهاجري: هو جهجاه بن مسعود الغفاري، والرجل الأنصاري هو: سنان بن وبرة الجهني حليف الأنصار كما رواه ابن إسحاق.
انظر: السيرة النبوية لابن هشام (2/ 760)، فتح الباري (8/ 517)، تنبيه المعلم (ص 430، رقم (1056).
(4)
اللام الأولى في هذه الكلمة تسمى: لام الاستغاثة، والمعنى: ادعوا المهاجرين، وأستغيث بهم. شرح صحيح مسلم (16/ 207).
(5)
زيادة من (ك).
(6)
الكسع: ضرب الدبر باليد، أو الرجل، فتح الباري (8/ 517)، لسان العرب (8/ 309).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب نصر الأخ ظالما أو مظلوما- 4/ 1998) رقم (62).
11277 -
حدثنا أبو عبد الله السختياني
(1)
، حدثنا أحمد
(2)
بن يونس، حدثنا زهير، بإسناده
(3)
مثله
(4)
.
(1)
هو: إسحاق بن إبراهيم الجرجاني، السختياني.
(2)
ابن عبد الله بن يونس، وهو شيخ مسلم رحمه الله في هذا الحديث وهو موضع الالتقاء.
(3)
(ك 5/ 219 / أ).
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11276).
11278 -
حدثنا أبو المثنى العنبري
(1)
، حدثنا مسدد، حدثنا سفيان
(2)
سمع عمرو
(3)
جابرا، يقول ح
وحدثنا أبو داود الحراني، حدثنا علي
(4)
، حدثنا سفيان، قال: عمرو: سمعت جابرا يقول: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة
(5)
، فكسع رجل
⦗ص: 438⦘
من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار! وقال المهاجري: يا للمهاجرين! فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بال دعوى أهل الجاهلية" قالوا: يا رسول الله! كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، قال:"دعوها فإنها منتنة"، فسمع عبد الله بن أبي، فقال قد فعلوها، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله! دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال:"دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه"
(6)
.
(1)
هو: معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري.
(2)
ابن عيينة، وهو موضع الالتقاء في كلا الإسنادين.
(3)
ابن دينار.
(4)
ابن المديني.
(5)
هي غزوة بني المصطلق، كذا وقع عند أحمد في السند (3/ 392) من طريق حسين بن محمد، والإسماعيلي من طريق ابن أبي عمر كلاهما عن سفيان بن عيينة، قال:"يرون أن هذه الغزوة غزاة بني المصطلق" وجاء ذلك أيضا عند أحمد في المسند (3/ 392) من طريق حسين بن محمد عن سفيان به. =
⦗ص: 438⦘
= انظر: فتح الباري (8/ 517)، مرويات غزوة بني المصطلق (ص 176).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب نصر الأخ ظالما أو مظلوما-4/ 1998، رقم 63).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التفسير -باب قوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ. . .} الآية -4/ 1861، رقم 4622، 4623) من طريق علي بن المديني عن سفيان به.
11279 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حجاج بن محمد
[*]
، عن ابن جريج، قال أخبرني عمرو بن دينار
(1)
، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثاب معه من المهاجرين حتى
⦗ص: 439⦘
كبروا
(2)
، فكان
(3)
من المهاجرين رجل لعاب، فكسع أنصاريا، فغضب الأنصار غضبا شديدا، حتى تداعوا فقال الأنصاري: يا للأنصار: وقال المهاجري: يا للمهاجرين! فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما بال دعوى الجاهلية" ثم قال: "ما شأنهم" فأخبر بكسعة المهاجري الأنصاري، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"دعوها فإنها خبيثة".
فقال عبد الله بن أبي بن سلول: لقد تداعوا علينا، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ألا أقتل يا نبي الله هذا الخبيث -لعبد الله- فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يتحدث الناس أنه كان يقتل أصحابه"
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: عمرو بن دينار.
(2)
في (ك): "كثروا".
(3)
في (ك): "وكان".
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11278).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة: (حدثنا يوسف بن مسلم، حجاج بن محمد)، وصوابه:(حدثنا يوسف بن مسلم، ثنا حجاج بن محمد)، وهو على الصواب في نسخة فيض الله (8/ ق 96/ أ) ونسخة كوبريللو (5/ ق 219/ ب)، وإتحاف المهرة (3045)، وانظر:(47، 219، 324، 377، 385، 456، 757، 827، 859، 1117، 1288، 1410، 1482، 1528، 1594، 1813، 1889، 2038، 2061، 2076، 2173، 2328، 2382، 2560، 2565، 2945، 2947، 3508، 3560، 3840، 4043، 4203، 4279، 4360، 4398، 4437، 4454، 4473، 4576، 4621، 4638، 4684، 4879، 4961، 5075، 5150، 5342، 5435، 5684، 6566، 6699، 7030، 7073، 7078، 7161، 7416، 7524، 7543، 7994، 8045، 8239، 8344، 8559، 8666، 8684، 8977، 9041، 9348، 9483، 9507، 9545، 9558، 9629، 9740، 10032، 10208، 10900، 10945، 10983، 10998، 11068، 11149، 11171، 11279، 11530، 11883، 11977، 12059، 12064، 12115، 12142، 12190، 12230، 12775، 12837).
11280 -
حدثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني، حدثنا عبد الرزاق
(1)
، أخبرنا
(2)
معمر، عن أيوب
(3)
، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله قال: كسع رجع من المهاجرين رجلا من الأنصار، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله
(4)
القود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعها
⦗ص: 440⦘
فإنها
(5)
منتنة"
(6)
.
(1)
ابن همام الصنعاني، وهو موضع الالتقاء.
(2)
في (ك): "حدثنا".
(3)
السختياني.
(4)
جاء في (ك): "فقال له القود".
(5)
(ك 5/ 219 /ب).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب نصر الأخ ظالما أو مظلوما- 4/ 1999، رقم 64).
11281 -
حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا ابن أبي أويس
(1)
، [قال]
(2)
: حدثني أخي
(3)
، عن سليمان بن بلال، عن سعد بن سعيد بن قيس
(4)
، عن أبي الزبير
(5)
المكي، عن جابر بن عبد الله: أن غلاما من أبناء المهاجرين، وغلاما من [أبناء]
(6)
الأنصار اقتتلا، فكسع المهاجري الأنصاري، فصاح: يا للأنصار، فاجتمع إليه منهم ناس، فصاح المهاجري: يا للمهاجرين! فاجتمع إليه منهم ناس، فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"ما هذا الصوت، تنادون بالقتال كما ينادي أهل الجاهلية"، فقالوا لا كبير -أو لا بأس- غلامان من المهاجرين والأنصار اقتتلا، فكسع المهاجري الأنصاري، فقال "إنها لقبيحة، تعالوا يا معشر
⦗ص: 441⦘
الأنصار" -بكلام لين- فدنوا منه، ثم قال: "تعالوا يا معشر المهاجرين" -تهييت
(7)
هي أغلظ- فكانوا هم الذين يلونهم، ثم قال:"هل تدرون ما صنعت الأنصار، ألم يواسوكم بأنفسهم، وقاسموكم أموالهم؟ " قالوا: بلى، قال:"أما إنكم ستبلون بهم، فانظروا كيف تصنعون"
(8)
.
(1)
هو: إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك الأصبحي.
(2)
زيادة من (ك).
(3)
هو: أبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس.
(4)
ابن عمرو الأنصاري المدني.
(5)
هو: محمد بن مسلم بن تدرس المكي، وهو موضع الالتقاء.
(6)
زيادة من (ك).
(7)
التهييت: الصوت بالناس ومناداتهم. لسان العرب (2/ 106).
(8)
انظر تخريج الحديث رقم (11276).
فائدة الاستخراج: أن رواية المصنف هنا جاءت مطولة، وجاءت عند مسلم مختصرة، وقد تفرد سعيد بن سعيد بهذا اللفظ، ولم أجد له متابعا على هذا السياق، وقد تقدم بيان حاله.
باب: وجوب عون المؤمن، وتقويته، والتعفف والترحم عليه، والاغتمام لغمه
11282 -
حدثنا محمد بن يحيى، وأحمد بن عصام
(1)
الأصبهاني، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، قالوا: حدثنا أبو أحمد الزبيري
(2)
، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة
(3)
عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"المؤمن للمؤمن كالبناء"
(4)
.
وقال أحمد بن عصام: "كالبنيان
(5)
يشد بعضه بعضا" زاد ابن الجنيد: "وشبك أصابعه".
(1)
أبو يحيى الأنصاري مولاهم الأصبهاني.
(2)
محمد بن عبد الله بن الزبير الكوفي.
(3)
موضع الالتقاء هو: بريد بن عبد الله بن أبي بردة.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم- 4/ 1999 رقم 65)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الصلاة -باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره- 1/ 182، رقم 467) من طريق خلاد بن يحيى عن سفيان عن أبي بردة به.
فوائد الاستخراج:
1/ تسمية بريد في الإسناد.
2/ زيادة قوله: "وشبك بين أصابعه".
(5)
ورواية أحمد بن عصام هو الموافقة للفظ مسلم في صحيحه.
11283 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا أبو يحيى الحماني
(1)
، حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة
(2)
، عن جده، عن أبي موسى، قال:[قال]
(3)
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"
(4)
.
(1)
هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن.
(2)
موضع الالتقاء هو: بريد بن عبد الله.
(3)
زيادة من (ك).
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11182).
11284 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا أبو عاصم
(1)
، عن سفيان
(2)
، قال: حدثني أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة
(3)
، قال: حدثني جدي، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"
(4)
.
(1)
هو: الضحاك بن مخلد.
(2)
هو الثوري كما صرح بذلك ابن حجر في الفتح (1/ 675)
(3)
هو: بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، وهو موضع الالتقاء.
(4)
انظر: تخريج الحديث رقم (11282).
11285 -
حدثنا السلمي، والصغاني، وعمار بن رجاء في آخرين، قالوا حدثنا أبو نعيم
(1)
، حدثنا زكريا بن أبي زائدة
(2)
، قال:
⦗ص: 444⦘
سمعت عامرا
(3)
يقول: سمعت
(4)
النعمان بن بشير يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد
(5)
للحمى والسهر"
(6)
.
(1)
هو: الفضل بن دكين.
(2)
موضع الالتقاء هو: زكريا بن أبي زائدة.
(3)
الشعبي.
(4)
(ك 5/ 220 / أ).
(5)
أي دعا بعضه بعضا إلى المشاركة في ذلك ومنه قوله: تداعت الحيطان، إذا تساقطت أو قربت من التساقط. انظر: شرح صحيح مسلم (16/ 211).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم- 4/ 1999، رقم 66). وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الأدب -باب رحمة الناس والبهائم- 5/ 2238، رقم 5665) من طريق أبي نعيم عن زكريا عن عامر به.
11286 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا أبو نعيم، وعبيد الله بن موسى، عن زكريا
(1)
عن الشعبي بمثله
(2)
.
(1)
بن أبي زائدة، وهو موضع الالتقاء.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (11285).
11287 -
حدثنا الصغاني، حدثنا زهير بن حرب، حدثنا جرير
(1)
، عن مطرف، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه كما ينبغي للمؤمنين أن يكونوا فيما بينهم تراحمهم
⦗ص: 445⦘
بعضهم على بعض
(2)
ويشح
(3)
بعضهم على بعض؛ كمثل جسد إذا
(4)
اشتكى تداعى له جسده كله بالسهر حتى يذهب ألم ذلك العضو"
(5)
.
(1)
ابن عبد الحميد الضبي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
في (ك): "بعضهم بعضا".
(3)
هكذا جات في الأصل، وجاء في حاشية الأصل:"ونصح" ولم تتضح هذه اللفظة في نسخة (ك)، ولم أقف على لفظ هذه الرواية حتى أتمكن من الترجيح. -والله أعلم-.
(4)
هكذا في الأصل وهو المناسب للسياق، وجاء في (ك):"من الجسد".
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم- 4/ 2000، رقم 66 مكرر)، وتقدم تخريج البخاري له انظر تخريج حديث رقم (11285).
فائدة الاستخراج: ذكر المصنف متن رواية جرير، واقتصر مسلم على ذكر الإسناد، وأحال على رواية زكريا، عن الشعبي.
11288 -
حدثنا الصغاني، حدثنا علي بن إسحاق
(1)
، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا الحسن بن عمرو الفقيمي
(2)
، عن الشعبي
(3)
، قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: أيها الناس تراحموا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بإذني يقول:"المسلمون كالرجل الواحد، إذا اشتكى عضوٌ من أعضائه تداعى سائر جسده"
(4)
.
(1)
السلمي مولاهم أبو الحسن المروزي الداركاني.
(2)
التميمي الكوفي.
(3)
موضع الالتقاء هو: الشعبي.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم- 4/ 2000، رقم 67) من طريق الأعمش عن الشعبي به. =
⦗ص: 446⦘
= فوائد الاستخراج: زيادة موقوفة على النعمان، وهي قوله:"أيها الناس تراحموا. . .".
11289 -
حدثنا عباس بن محمد الدوري، والصغاني، وأبو أمية، قالوا: حدثنا جعفر بن عون
(1)
، أخبرنا الأعمش
(2)
قال: سمعت الشعبي قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه شيء تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى"
(3)
.
(1)
المخزومي.
(2)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم- 4/ 2000، رقم 67).
وتقدم تخريج البخاري له. انظر: حديث رقم (11285).
فوائد الاستخراج:
1/ تصريح الأعمش بالسماع من الشعبي.
2/ ذكر أداة التشبيه في رواية المصنف، "مثل" وليست هي عند مسلم.
11290 -
حدثنا القصار
(1)
الكوفي، حدثنا وكيع
(2)
، عن
⦗ص: 447⦘
الأعمش، قال: سمعت الشعبي يقول: سمعت النعمان بن بشير يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما مثل المؤمنين كمثل رجل واحد إن اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"
(3)
.
(1)
بفتح القاف، وتشديد الصاد المهملة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى قصارة الثياب وغيرها، وشيخ المصنف هو: إبراهيم بن عبد الله بن أبي الخيبري العبسي وقد تقدم، وهو آخر من روى عن وكيع بن الجراح (الأنساب 10/ 432)، تهذيب الكمال (30/ 467).
(2)
ابن الجراح، وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11289).
11291 -
حدثنا عيسى بن أحمد البلخي، حدثنا أبو أسامة
(1)
، عن الأعمش
(2)
، وغيره، عن عامر، عن النعمان بن بشير، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"مثل المؤمنين في توادهم، وتعاطفهم، وتراحمهم كمثل الجسد، إذا اشتكى عضوٌ منه تداعى له سائره بالحمى والسهر"
(3)
.
(1)
حماد بن أسامة.
(2)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(3)
انظر: تخريج الحديث رقم (11289).
11292 -
وحدثنا ابن أبي رجاء، حدثنا وكيع
(1)
عن الأعمش
(2)
، عن عامر، وقال مرة
(3)
: عن خيثمة، عن النعمان بن بشير، قال:
(4)
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمنون كرجل واحد، إن
(5)
اشتكى رأسه
⦗ص: 448⦘
اشتكى كله، وإن اشتكى عينه اشتكى كله"
(6)
.
(1)
موضع الالتقاء في الرواية الأولى هو: وكيع.
(2)
موضع الالتقاء في الرواية الثانية هو: الأعمش.
(3)
أي: الأعمش.
(4)
(ك 5/ 220 / ب).
(5)
في (ك): "إذا".
(6)
أخرج مسلم كلتا الروايتين في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم 4/ 2000، رقم 67).
11293 -
حدثنا عباس الدوري، والصغاني، وأبو أمية قالوا: حدثنا جعفر بن عون، أخبرنا الأعمش
(1)
، عن خيثمة قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "مثل المؤمنين كرجل واحد إن اشتكى عيناه اشتكى كله، وإذا اشتكى رأسه اشتكى كله"
(2)
.
رواه حميد بن عبد الرحمن
(3)
، عن الأعمش، عن الشعبي وخيثمة جميعًا، كما رواه جعفر بن عون و
(4)
وكيع.
(1)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم- 4/ 2000، رقم 67 مكرر) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير عن حميد به.
(3)
الرؤاسي. ومن طريقه أخرج مسلم الحديث، انظر: التخريج السابق.
(4)
هكذا في الأصل وهو الصواب، وجاء في (ك):"عن".
11294 -
حدثنا علي بن حرب، حدثنا وكيع، عن الأعمش
(1)
، عن خيثمة، قال: سمعت النعمان بمثله
(2)
[ح]
(3)
.
⦗ص: 449⦘
وحدثنا علي بن حرب أيضا، حدثنا وكيع
(4)
، عن الأعمش، عن عامر [الشعبي]
(5)
عن النعمان، وذكر الحديث
(6)
.
(1)
موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(2)
انظر: تخريج الحديث رقم (11292).
(3)
زيادة من (ك).
(4)
ابن الجراح، وهو موضع الالتقاء.
(5)
زيادة من (ك).
(6)
انظر: تخريج الحديث رقم (11292).