الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المصطلحات الخاصة المستعملة بالزيادات والفروق بين نسخ التحقيق:
1 -
[] المعقوفتان: لوضع الزيادة من النسخ الأخرى، أو لما سقط من الأصل.
2 -
() الهلالان: للتنبيه على ورود الكلمة التي بداخلهما مصوَّبة، وذلك للتنبيه على إثبات المحقق لها على خلاف ما في الأصل، مع التنبيه في الحاشية على صورة ما في الأصل وعلى مستند التصويب.
3 -
(**) الهلالان ذوا نجمين داخليَّين: أثبت بينهما الساقط من نسخة الأصل فقط، سواء كان كلمة أو أكثر، والذي استدركه الناسخ في الهامش.
4 -
* * النجمان؛ استعملا لتحديد أوَّل الكلام وآخره مما علق عليه المحقق، إذا زاد عن نحو الكلمتين، مثل كون الجملة سقطت من إحدى النسخ الخطية -غير الأصل-، وما أشبه ذلك.
5 -
القوسان المكسورتان: جعل بينهما ما أضافه المحقق إلى النص المنقول في الحواشي مما يقتضيه السياق حتمًا مما لم يقف عليه في مرجع، وقد يستعملهما لتفسير شيءٍ في النص فيصدِّر ذلك حينئذٍ بكلمة "يعني" أو "أي".
بَابُ
(1)
بَيَانِ الآيَاتِ الثَّلاثِ التي مَنْ آمَنَ بِعْد خُرُوْجِها
(2)
لم يُقْبَلْ مِنهُ، وأنهُ لا يَبْقَى
(3)
أَحدٌ مِنَ الكُفَّارِ يَوْمَئِذٍ إِلَّا آمَنَ ورَجَعَ كانْ كُفْرِه، وصفَةُ طُلُوع الشمس مِنْ مَغْرِبها وَمُستَقَرِّهَا، وَأنها لا تطلع كل يَوْمٍ حَتى تَستأذن
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
في (ط): "بخروجها" بدل "بعد خروجها" ولعله سبق قلم.
(3)
في (ط) و (ك): "لم يبق".
387 -
حدثنا الصغاني، حدثنا يعلى بن عبيد
(1)
، حدثنا فُضيل -يعني ابن غزوان
(2)
- عن أبي حَازم
(3)
، عَن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"ثلاثٌ إذا خَرَجْنَ لم يَنْفَعْ نَفسًا إِيمانُهَا لم تكن آمنتْ مِنْ قَبْلُ أو كَسَبَتْ في إيمانها خيرًا: الدَّجَّال، والدَّابَّةُ، وَطُلُوعِ الشَّمْسِ من مغربها -أو مِن المغرب-"
(4)
.
(1)
ابن أبي أمية الطنافِسي الكوفي.
(2)
في (ط) و (ك): "فضيل بن غزوان".
(3)
سلمان الأشجعي الكوفي، مولى عزة الأشجعية.
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير- باب {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ} -لغة أهل الحجاز هلمَّ للواحد والاثنين والجمع- (الفتح 8/ 147 ح 4635) من طريق أبي زرعة بن عمرو عن أبي هريرة به، وأخرجه أيضًا في كتاب التفسير -باب {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} (الفتح 8/ 147 ح 4636) من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة به. =
⦗ص: 6⦘
= وأخرجه في كتاب الرقاق -باب رقم 40 ح 6506) من طريق الأعرج عن أبي هريرة به.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان (1/ 138 ح 249) عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب كلاهها عن وكيع، وعن زهير بن حرب عن إسحاق الأزرق، وعن أبي كريب عن محمد بن الفضيل كلهم عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم به.
وأخرجه أيضًا من طريق أبي زرعة، ومن طريق همام، ومن طريق الأعرج عن أبي هريرة به في الموضع السابق (ح: 248).
388 -
وحَدثَنا محمد بن يحيى، حدثنا إبراهيم بن حمزة
(1)
، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم
(2)
، عن العلاء
(3)
، عن أبيهِ، عن أبي هُريرَةَ قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "اقتربت السَّاعَةُ حتى تَطْلُعَ الشَّمس من مغربها، فإذا طَلَعَتْ آمن الناس كُلُّهم أجمعون، فيومَئذٍ لا ينفَعُ نَفْسًا إِيْمَانُهَا لم تكن آمنت من قبلُ أو كَسَبَتْ في إيمانِها خيرًا"
(4)
.
(1)
ابن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير الأسدي.
(2)
واسم أبي حازم: سلمة بن دينار المخزومي مولاهم المدني.
(3)
ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي مولاهم المدني.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان (1/ 137 ح 248) من طرقٍ عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن به.
389 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الصَّائغُ المكيُّ
(1)
، حدثنا عَمرو بن
⦗ص: 7⦘
عَون
(2)
، حدثنا خالد
(3)
، عن يونس
(4)
، عن إبراهيمَ التَّيميُّ
(5)
، عن أَبيهِ، عن أبي ذَرٍّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"أتدرون أين تذهَبُ هذه الشَّمسُ؟ "، قالُوا: الله وَرَسولُهُ أعلم. قال: "إنَّها تَجري"
(6)
لِمُسْتَقَرٍّ لها تحتَ العَرش فَتَخِرُّ سَاجِدَةً فلا تزال كذلك حتى يقالَ لها: ارتفعي فارجعي مِن حيث جئتِ، فتُصبحُ طالعةً في مَطلعِها فَتَجْري لا يُنكر الناسُ منها شيئًا، فَيُقَال لها
(7)
: اطلعي مِن مغربكِ، قال: فتُصْبحُ طالعةً مِن مغربها".
فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أتدرون أيّ يومٍ ذلك"؟ قالوا: الله ورسولُه أعلم. قال: "ذاك يومٌ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ
…
} الآية
(8)
(9)
.
(1)
نسبته "المكي" ليست في (ط) و (ك).
(2)
ابن أوس بن الجعد السُّلَمي مولاهم، أبو عثمان الواسطي البصري البزاز.
(3)
ابن عبد الله بن عبد الرحمن الطحان المزني مولاهم الواسطي.
(4)
ابن عبيد بن دينار العبدي مولاهم البصري.
(5)
إبراهيم بن يزيد بن شَريك بن طارق التيمي -تيم الرَّباب- أبو أسماء الكوفي.
(6)
هنا ينتهي السقط في نسخة (م) والمشار إليه في ح (357).
(7)
سقطت من (م) الجار والمجرور: "لها".
(8)
سورة الأنعام- الآية (158).
(9)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان (1/ 138 - 139 ح 250) عن عبد الحميد بن بيان عن خالد بن عبد الله الواسطي الطحان به.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلم بلفظ الحديث على ما قبله، وميَّز المصنِّف لفظ هذه الرواية.
390 -
حَدثنا عمار بن رجاء
(1)
، حدثنا محمد بن عبيد
(2)
، ح وَحَدثَنا ابن عَفان
(3)
، حدثنا ابن نُمَيرٍ
(4)
، قالا: حدثنا الأعمش، عن إبراهيمَ التيميّ، عن أبيه، عن أبي ذر قال: كنتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم حين وَجَبَتِ
(5)
الشَّمْسُ فقال: "يا أبا ذَرّ أين تذهبُ الشَّمس"؟ قلتُ: الله ورسولُهُ أعلم. قال: "فإنَّها تذهَبُ حتى تسجُدَ بينَ يدي ربّنا
(6)
، فتستأذن في الرجوعِ فيؤذَنُ لها وكأنَّها قد قيل لها
(7)
: ارجعي من حيثُ جئتِ، فترجعُ إلى مطلعِها فذلك مُسْتَقَرُّهَا، ثمَّ قرأ {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}
(8)
"
(9)
.
⦗ص: 9⦘
وَهذا لفظ (حديث)
(10)
محمد بن عُبيد.
(1)
التغلبي، أبو ياسر الأستراباذي.
(2)
ابن أبي أمية الطنافسي، أبو عبد الله الأحدب الكوفي.
(3)
الحسن بن علي بن عفان العامري الكوفي.
(4)
عبد الله بن نُمَير الهَمْدَاني الكوفي.
(5)
أي: سقطت مع المغيب. وانظر: النهاية لابن الأثير (5/ 154).
(6)
في (ط) و (ك): "ربها".
(7)
هذه الجملة تفسِّرها الرواية الآتية برقم (392): "ويوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها".
(8)
سورة يس- الآية (38).
(9)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب بدء الخلق- باب صفة الشمس والقمر (الفتح 6/ 342 ح 3199) من طريق الثوري عن الأعمش به.
وأخرجه أيضًا في كتاب التفسير -باب {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا
…
} (الفتح (8/ 402 ح 4803) من طريق وكيع عن الأعمش به. =
⦗ص: 9⦘
= وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان (1/ 139 ح 251) عن أبي سعيد الأشج وإسحاق بن إبراهيم كليهما عن وكيع عن الأعمش به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 177) عن محمد بن عبيد وابن نمير كلاهما عن الأعمش به.
فائدة الاستخراج:
أورده مسلم مختصرًا، وما عند المصنِّف أطول.
(10)
ما بين القوسين ذَواتَي النجمين ليس في (م).
391 -
حدثَنا عباس الدُّوري، حدثنا أبو يحيى الحِمَّاني
(1)
، ح
وحدثنا أحمد بن يحيى السَّابِرِيُّ
(2)
، وأبو أُمية قالا: حدثنا مُحَاضِر
(3)
، حدثنا الأعمش بإسناده مثله: "اطْلُعي مِن مكانِك. فذلك
⦗ص: 10⦘
قولهُ: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}
(4)
.
(1)
عبد الحميد بن عبد الرحمن الكوفي، متكلَّمٌ فيه، وقد تابعه محاضرٌ هنا، وانظر: ح (61).
(2)
أبو عبد الله الجرجاني، بياع السَّابري، توفي سنة (254 هـ).
ترجم له السهمي في تاريج جرجان، والذهبي في تاريخ الإسلام، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا ولم أجد له ترجمة في موضعٍ آخر.
والسابري: بفتح السين المهملة، وبعدها الألف، ثم الباء الموحدة، وفي آخرها الراء، نسبة إلى نوع من الثياب يقال لها: السَّابرية.
انظر: تاريخ جرجان للسهمي (ص: 68)، الأنساب للسمعاني (7/ 3)، تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 251 - 260 / ص: 62).
(3)
ابن المُوَرِّع الهَمْدَاني، أبو المُوَرِّع الكوفي، متكلَّمٌ فيه، وقد روى أحاديث صالحة =
⦗ص: 10⦘
= مستقيمة عن الأعمش، وقد تابعه عن الأعمش جمع من الثقات، كما في أسانيد المصنِّف وتخاريجه، وانظر: ح (61).
(4)
لم يذكر متن هذا الحديث في (ط)، و (ك)، كان ناسخ (ط) استدركه في الهامش، وهو غير واضح، ويدل عليه علامة الإلحاق في موضعه، والحديث لم أجد من أخرجه من هذين الطريقين عن الأعمش، وقد أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التوحيد- باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (الفتح 13/ 415 ح 7424).
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان (1/ 137 ح 250) كلاهما من طريق أبي معاوية عن الأعمش به.
392 -
حَدثنا حمَدان بن علي
(1)
، حدثنا أبو نعيم
(2)
، حدثنا الأعمَشُ بإسناده: كُنَّا
(3)
معَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في المسجدِ عندَ غروبِ الشَّمسِ فقال: "يا أبا ذرٍّ أتدري أين تَغْرُبُ الشَّمسُ؟ -بمثلِهِ- حتى تَسْجُدَ تحتَ العرش عندَ ربِّها فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أَنْ تَسْتَأذِنَ فلا يُؤذَنُ لها حَتى تَسْتَشْفِعَ وَتَطْلُبَ فإذا طَالَ عَليْها قِيْلَ لها: اطْلُعي مِن مَكَانِكِ
(4)
، فذلك قولهُ:{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)}
(5)
.
(1)
هو: محمد بن علي بن عبد الله بن مهران، أبو جعفر الورَّاق، وحمدان لقبه.
(2)
الفضل بن دُكَين التيمي مولاهم الكوفي.
(3)
سقطت من (م): "كنا".
(4)
في (ط) و (ك): "اطلعي مكانك"، أي من المغرب حيث غربت، وهو مكانها الأخير.
(5)
لم يخرجه مسلم من هذا الطريق، وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير- =
⦗ص: 11⦘
= باب {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)} (الفتح 8/ 402 ح 4802) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين عن الأعمش به.
بَابُ
(1)
بَيَانِ صفَةِ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأَنهُ أكْثرُ الأَنْبِياءِ تَبَعًا، وَالدلِيْلُ علَى أنهُ قَبْلَ كانْ يُوْحَى إِلَيْهِ كانَ مُؤْمِنًا بِاللهِ مُتَعَبدًّا، وَعلَى أَنَّ أَوّلَ مَا نَزَلَ
(2)
مِنَ القُرْآنِ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ، ثُم سوْرَةُ المُدَّثِّرِ
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
في (ط) و (ك): "أُنزِل".
393 -
حَدثنا الحسن بن عفان، وَعباس الدُّوري قالا: حدثنا الحسين الجُعفيُّ
(1)
، عَن زائدةَ
(2)
، عَن المختار بن فُلْفُلٍ
(3)
، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما صُدِّقَ نَبِيٌّ ما صُدِّقْتُ، إنّ مِنَ الأنبياءِ لمَن يَجِيءُ وما يتبعُهُ من أُمَّته إلا رجلٌ واحدٌ"
(4)
.
(1)
في (ط) و (ك): "حسين" بدون أل التعريف، وهو: حسين بن علي بن الوليد الجعفي.
(2)
ابن قدامة الثقفي، أبو الصلت الكوفي.
(3)
القرشيّ المخزومي مولاهم الكوفي.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثر الأنبياء تبعًا (1/ 188 ح 332) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن حسين الجعفي به.
فائدة الاستخراج:
نسب المصنِّف حسين الجعفي، وهو عند مسلم غير منسوب.
394 -
حدثنا علي بن حربٍ، حدثنا يحيى بن اليمان
(1)
، حدثنا
⦗ص: 13⦘
سفيان
(2)
، ح
وحدثنا [أبو عبد الله] النَّهَرْتِيْرِيُّ
(3)
، حدثنا عثمانُ بن أبي شَيبة
(4)
، حدثنا معاويةُ بن هشام
(5)
، حدثنا سفيان، عن المختار بن فُلْفُلٍ، عن أنس بن مالك قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أنا أكثرُ الأنبياءِ يومَ القيامَةِ تَبَعًا، وأنا أَوَّلُ مَن يَقْرَعُ بابَ الجنَّة"
(6)
.
(1)
العجليّ، أبو زكريا الكوفي.
(2)
هو: الثوري، وهو الذي يروي عن المختار دون ابن عيينة، وقد بيَّنه ابن منده في روايته.
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك) وهو: محمد بن موسى بن أبي موسى.
(4)
هو: عثمان بن محمد بن إبراهيم العبسي مولاهم، أبو الحسن ابن أبي شيبة الكوفي.
ثقة له أوهام، أخرج له الشيخان وغيرهما.
انظر: تهذيب الكمال (19/ 478)، ميزان الاعتدال (3/ 35)، التقريب (4513).
(5)
القصَّار الأسدي مولاهم، أبو الحسن الكوفي، تكلِّم فيه، وقد توبع.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثر الأنبياء تبعًا (1/ 188 ح 331) عن أبي كريب محمد بن العلاء عن معاوية بن هشام به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(856) من طريق مسدد بن قطن، عن عثمان بن أبي شيبة به.
395 -
حَدثَنا عباس الدوري، وابن أبي الحُنَين
(1)
، قالا: حدثنا
⦗ص: 14⦘
عمر بن حفص بن غياثٍ
(2)
، حدثنا أبي، عن المختار بن فُلْفُل، قال: قال أنس بن مالك: بَينما نحنُ ذَاتَ يومٍ نذكرُ الأنبياءَ، فقال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:"أنا أَوَّلُ شَفيعٍ في الجنَّةِ، وأنا أكثرُ الأنبياءِ يومَ القيامةِ تبعًا، وإنَّ مِنَ الأنبياءِ مَنْ يأتي اللهَ يومَ القيامةِ ما مَعَهُ مُصَدِّقٌ إلا رجلٌ وَاحدٌ"
(3)
.
(1)
محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحُنَين، أبو جعفر الحنفي الكوفي، المعروف بالحُنَيني.
ثقة، صنَّف مسندًا، ترجمته في: الجرح والتعديل (7/ 230)، الثقات لابن حبان =
⦗ص: 14⦘
= (9/ 152)، تاريخ بغداد (225)، المنتظم لابن الجوزي (1286)، سير أعلام النبلاء (13/ 243)، العبر (1/ 399).
(2)
ابن طلق النخعي الكوفي.
(3)
لم يخرجه مسلم من هذا الطريق، وقد أخرجه من وجهٍ آخر في كتاب الإيمان -باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثر الأنبياء تبعًا (1/ 188 ح 330) من طريق جرير عن المختار بن فلفلٍ به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(857) من طريق أبي حاتم الرازي عن عمر بن حفصٍ به.
396 -
أخبَرَنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وَهبٍ، أخبرَني الليثُ بن سعدٍ، عن سعيد بن أبي سعيدٍ المَقْبرُيّ
(1)
عَنْ أبيهِ، عن أبي هُريرةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال:"ما مِنَ الأنبياءِ مِن نبيٍّ إلا قد أُعطي مِنَ الآياتِ ما مثلهُ آمَن عليهِ البشرُ، وإنَّما كان الذي أُوتيتُ وَحْيًا أوْحَاهُ الله إِلَيَّ، فأرجُو أن أكونَ أكثرَهُم تابعًا يَومَ القيامةِ"
(2)
.
(1)
واسم أبي سعيد: كيسان، وسعيد ثقة لكنه اختلط ورواية الليث عنه قبل الاختلاط، وانظر ما سبق في: ح (54).
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل القرآن- باب كيف نزل الوحي، وأول =
⦗ص: 15⦘
= ما نزل (الفتح 8/ 618 ح 4981) عن عبد الله بن يوسف عن الليث بن سعدٍ به، وأخرجه أيضًا في كتاب الاعتصام -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: بعثت بجوامع الكلم (الفتح 13/ 261 ح 7274) عن عبد العزيز بن عبد الله عن الليث بن سعد به.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته (1/ 134 ح 239) عن قتيبة بن سعيد عن الليث بن سعدٍ به.
فائدة الاستخراج:
نسب المصنِّف الليث بن سعد، والمقبري، وهما عند مسلم مهملان.
397 -
حَدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرَني يونس بن يزيدَ، عن ابن شهاب، حَدَّثني عُروةُ بن الزُّبير أنَّ عائشةَ زوجَ النَّبي صلى الله عليه وسلم أخبرتْهُ أنَّها قالت: كان أوَّل ما
(1)
بُدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنَ الوحيِ الرُّؤيا الصَّادقَةُ في النَّومَ فكان لا يرَى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَقِ الصُّبْحِ
(2)
، ثمَّ حُبِّب إليهِ الخلاء، فين يخلوُ بِغَارٍ يَتَحَنَّثُ فيه -وهو التَّعبد
(3)
- الليالي أُلاتِ
(4)
العددِ قبلَ أن يرجعَ إلى أهلهِ ويتزوَّد لذلك، ثمَّ يرجع إلى خديجةَ فيتزوَّد لمثلها، حتى فَجِئَهُ الحَقُّ
(5)
وهو في غارِ
⦗ص: 16⦘
حِرَاء، فجاءه المَلَكُ فقال: اقرأ، فقال:"ما أَنا بقارئٍ"
(6)
، قال: "فأخَذَني فَغَطَّني حتى بلغ منِّي الجَهد، ثمَّ أرسلَني فَقَال: اقرأ، قلتُ
(7)
: ما أنا بقارئٍ، فأخذني فَغطَّني
(8)
الثَّانيةَ حتى بلغ منَّي الجَهدُ، ثمَّ أرسلَني فقال: اقرأ، فقلتُ: ما أَنا بقارِئٍ، فأخذني فَغَطَّني الثَّالثةَ حتى بلغ منَّي
(9)
الجَهْدُ ثمَّ أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}
(10)
".
فَرَجَعَ بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ
(11)
، حَتى دخل على
⦗ص: 17⦘
خَديجة فقال: "زَمِّلُوني"، فَزَمَّلُوهُ حتى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوعُ، ثُمَّ
(12)
قال لخديجةَ: "أيْ خَديجةُ ما لي؟ "، وَأخبَرَهَا الخبرَ. فقال:"لقد خَشِيتُ على نفسي"، فَقَالَتْ له خَديجَةُ: كَلا، أبشِرْ واللهِ لا يُخْزِيكَ
(13)
الله أبدًا، واللهِ إِنَّك لتصلُ الرَّحِمُ، وَتصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ
(14)
، وَتُكْسِبُ المَعْدُومَ
(15)
، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعينُ على نَوائِبِ الحَقِّ
(16)
.
فانطلقَتْ خديجةُ حتى أتَتْ به وَرَقَةَ بن نَوْفَل بن أسد بن عبد العُزى، وهو ابن عمّ خديجةَ أخي أبيها، وكانَ امرءًا تَنَصَّرَ في
⦗ص: 18⦘
الجاهليَّةِ، وكان يكتبُ الكتابَ العَرَبيَّ ويَكْتُبُ مِن الإنجيل بالعَرَبيَّةِ
(17)
ما شاء الله أن يَكْتُبَ، وكان شَيْخًا كَبِيرًا قد عَمِيَ.
فقالَتْ له خديجةُ: أيْ عَمّ
(18)
اسْمَعْ مِن ابنِ أخيكَ
(19)
، فقالَ وَرَقَةُ بن نوفل: يا ابنَ أخي ماذَا ترى؟ فأخبرَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم خَبَرَ ما رأى، فقال له ورقَةُ: هَذا النَّامُوسُ
(20)
الذي أُنْزِلَ على مُوسَى، يا ليتني
⦗ص: 19⦘
فيها جَذَعًا
(21)
، يا ليتني أكونُ حَيًّا حينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أوَ مُخْرِجِيَّ هم"؟ فقال ورقَةُ بن نوفل
(22)
: نَعَمْ، لم يأتِ رجلٌ قَطُّ بما جئتَ به إلا عُودِي، وإن يُدْرِكنِي يومُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مؤزَّرًا.
ثمَّ لم يَنْشَبْ
(23)
وَرَقَةُ أن تُوُفِّي، وفَتَرَ الوَحْيُ فَتْرَةً حتى حَزِنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم-فيما بَلَغَنَا- فَغَدَا مِن أهلِه مِرَارًا لكي يَتَرَدَّى مِن رؤوس شَوَاهق جبالِ الحرَمِ، فكلَّما أَوْفَى ذِرْوَةَ
(24)
جَبَلٍ لكي يُلْقِي نفسَهُ تَبَدَّى له جبريلُ عليه السلام
(25)
فَقَال: يا محمدُ إنَّك رسولُ الله حَقًّا، فَيَسْكُن لذلك
⦗ص: 20⦘
جُأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ وَيَرْجِعُ، فإذَا طاَلَ عَليهِ فَتْرَةُ الوَحْيِ غَدَا لمثلِ ذلكَ، فَإِذَا أَوْفَى على ذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّىْ له جَبْرِيْلُ فقالَ لَهُ مثلَ ذلك.
قَال ابنُ شِهَابٍ
(26)
: أَخْبَرَني
(27)
أبو سلَمَة بن عبد الرحمَن (بن عوفْ)، أنَّ جابر بن عبد الله -وَكان من أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُحَدِّثُ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وَهو يُحَدِّثُ عَن فَترة الوَحْيِ، قال في حَديثهِ:"فَبَيْنا أنا أمشي سَمِعْتُ صَوتًا مِنَ السَّماءِ فَرَفَعْتُ رأسي فإذا المَلَكُ الذي جَاءني بِحِرَاءَ جالسًا على كرسيٍّ بين السَّماءِ وَالأَرض"، قَال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "فَجُئِثْتُ
(28)
مِنه فَرَقًا فَرَجَعْتُ
⦗ص: 21⦘
فقلتُ: زَمِّلُوني زَمّلُوني، فَدَثَّرُوني، فأنزلَ الله:{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)}
(29)
، وَهِى الأوثانُ
(30)
".
قال
(31)
: ثُمَّ تتابَعَ الوَحْيُ فَأَخْبَرَني عُرْوةُ بن الزُّبَير قال: وَقَدْ كانَتْ خَدِيجَةُ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أن تُفْرَض مِنَ الصَّلاةِ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُرِيْتُ لِخَدِيْجَةَ بَيتًا مِن قَصَبٍ
(32)
لا سَخَبَ فيه،
⦗ص: 22⦘
نَصَبَ
(33)
، وهو قَصَبُ اللُؤْلُؤْ"
(34)
.
(1)
في (م): "من" وهو خطأ.
(2)
قال النووي: "قال أهل اللغة: فَلَق الصبح وفَرَق الصُّبح بفتح الفاء واللام والراء هو: ضياؤه، وإنما يقال هذا في الشيء الواضح البيِّن". شرح صحيح مسلم (197).
(3)
قوله: "وهو التعبد" مدرجٌ من قول الزهري كما سبق في: ح (275).
(4)
في (ط) و (ك): "أولات" بزيادة واو في الكلمة، وهو لفظ مسلمٍ أيضًا.
(5)
أي جاءه الوحي بغتة، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يكن متوقعًا للوحي، ويقال: فجئه بكسر الجيم =
⦗ص: 16⦘
= وبعدها همزة مفتوحة، ويقال: فجأه بفتح الجيم والهمزة لغتان مشهورتان. قاله النووي في شرح صحيح مسلم (199).
(6)
قال النووي: "معناه: لا أحسن القراءة، فما نافية هذا هو الصواب، وحكى القاضي عياض رحمه الله فيها خلافًا بين العلماء منهم من جعلها نافية، ومنهم من جعلها استفهامية، وضعفوه بإدخال الباء في الخبر
…
". شرح صحيح مسلم (199).
(7)
في (ط) و (ك): "فقلت".
(8)
ما بين النجمين سقط من (م).
(9)
سقطت من (ط) كلمة: "مني".
(10)
سورة العلق -الآيات (1 - 5).
(11)
قال النووي: "ومعنى ترجف: ترعد وتضطرب، وأصله شدة الحركة"، والبوادر جمع بادرة وهي كما "قال أبو عبيد وسائر أهل اللغة والغريب: اللحمة التي بين المنكب والعنق تضطرب عند فزع الإنسان".
شرح صحيح مسلم (200).
(12)
سقطت أداة العطف "ثم" من (ط) و (ك).
(13)
قال النووي: "بضم الياء وبالخاء المعجمة كذا هو في رواية يونس وعُقَيل، وقال معمر في روايته: لا يحزنك بالحاء المهملة والنون، ويجوز فتح الياء في أوله وضمها، وكلاهما صحيح، والخزي: الفضيحة والهوان". شرح صحيح مسلم (201).
(14)
قال الحافظ ابن حجر: "الكَلُّ بفتح الكاف: هو من لا يستقل بأمره، كما قال تعالى: {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ}، وقال النووي: "ويدخل في حمل الكَلِّ: الإنفاق على الضعيف واليتيم والعيال وغير ذلك، وهو من الكلال وهو الإعياء".
انظر: شرح مسلم للنووي (201)، فتح الباري (1/ 33).
(15)
صحَّح النووي قوله "تكسب" أنها بفتح التاء، ونقل القاضي عياض أنها رواية الأكثرين، ورجَّح الحافظ ابن حجر ضم التاء ووجَّهه وقال:"ومعناها: تعطي الناس ما لا يجدونه عند غيرك فحذف أحد المفعولين".
انظر: شرح مسلم للنووي (203)، فتح الباري (1/ 33 - 34).
(16)
في (م): "الخلق" بدل "الحق".
(17)
وفي رواية البخاري: "فكان يكتب الكتاب العبراني، ويكتب من الإنجيل بالعبرانية"، وقال الحافظ ابن حجر:"الجميع صحيح، لأن ورقة تعلم اللسان العبراني والكتابة بالعبرانية، فكان يكتب الكتاب العبراني كما كان يكتب الكتاب العربي، لتمكنه من الكتابين واللسانين". انظر: فتح الباري (1/ 34).
(18)
كذا عند المصنِّف ومسلم، ووقع في رواية البخاري:"يا ابن عم"، وذكر الحافظ ابن حجر أن رواية مسلم وهمٌ لأنه وإن كان صحيحًا لجواز إرادة التوقير، لكن القصة لم تتعدد ومخرجها متحد فلا يحمل على أنها قالت ذلك مرتين، فتعيَّن الحمل على الحقيقة. فتح الباري (1/ 34).
وسيأتي عقب الحديث الآتي تنبيه المصنِّف على الاختلاف فيها.
(19)
لأن والد النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عبد المطلب وورقة في عدد النسب إلى قصي بن كلاب الذي يجتمعان فيه سواء، فكان من هذه الحيثية في درجة إخوته، أو قالته على سبيل التوقير لسنه. أفاده الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 34).
(20)
فسره البخاري رحمه الله تعالى عقب الحديث الذي أورده في كتاب أحاديث الأنبياء في صحيحه -كما سيأتي في تخريجه منه- فقال: "الناموس: صاحب السرِّ الذي يُطلعه بما يستره على غيره" وقال الحافظ: "وهو الصحيح الذي عليه الجمهور". الفتح (1/ 35).
(21)
جاء في بعض روايات الصحيحين بالرفع "جذعٌ"، واختلف في وجه مجيئ أكئر الروايات بالنصب، من ذلك اختيار القاضي عياض: أنه منصوب على الحال، وخبر ليت "فيها".
وقال النووي: "هو الصحيح الذي اختاره أهل التحقيق والمعرفة من شيوخنا وغيرهم ممن يعتمد عليه، والله أعلم".
وضمير "فيها" يعود على أيام النبوة والدعوة ومدتها، وقوله:"جذعًا" أى: شابًّا قويًّا.
انظر: النهاية لابن الأثير (1/ 250)، شرح صحيح مسلم (203 - 204)، فتح البارى لابن حجر (1/ 35).
(22)
كلمة "ابن نوفل" ليست في (ط) و (ك).
(23)
قال الحافظ ابن حجر: "أي: لم يلبث، وأصل النشوب: التعلُّق، أي: لم يتعلَّق بشيءٍ من الأمور حتى مات". الفتح (1/ 36).
(24)
ذِروة الشيء -بضم كسر الذال المعجمة-: أعلاه. القاموس المحيط (ص: 1657).
(25)
عبارة "عليه السلام" ليست في (ط) و (ك).
(26)
وكذا وقع عند البخاري في كتاب بدء الوحى صورته سورة التعليق، وأفاد الحافظ ابن حجر بأنه معطوفٌ على الإسناد السابق، وقد فصل بين الحديثين بالإسناد نفسه في مواضع أخرى من صحيحه، وكذلك هو عند مسلم: كلٌّ من الحديثين على حدة بالإسناد نفسه.
(27)
في (ط) و (ك): "فأخبرني".
(28)
في (ط): "فجُثِثْت"، وفي (ك):"فجثيت" أو "جئثت" ولم تظهر فيها الهمزة ولا نقطتا الياء، وذكر النووي رحمه الله تعالى أن الرواة عن الزهريّ اختلفوا عليه في هذه اللفظة على وجهين فبعضهم قال:"فَجُئِثْتُ"، وبعضهم قال:"فَجُثِثْتُ" ثم قال: "الروايتان بمعنى واحد -أعني رواية الهمز ورواية الثاء- ومعناها: فزعت ورُعِبْتُ، وقد جاء في رواية البخاري: "فرعبت"، قال أهل اللغة: جُئِث الرجل إذا فزع فهو مجؤوثٌ ومجثوثٌ أي مذعور فزغٌ". وسيأتي في الحديث التالي تفسير الراوي لها: ارتعدت، وفسَّره =
⦗ص: 21⦘
= أبو داود الطيالسي في مسنده (ص: 236): "فصُرعت منه".
انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، (206).
وأما "جُثِئْت" أو "جُثِيت"، أو "جثئت" كما جاء في (ك) فلم أجد أحدًا ذكرها، ولعلها تصحَّفت من إحدى الكلمتين السابقتين.
(29)
سورة المدثر- الآيات (1 - 5).
(30)
قوله: "وهي الأوثان" من قول أبي سلمة كما صرَّح به في رواية البخاري للحديث في كتاب التفسير وسيأتي تخريجه.
(31)
هو موصولٌ بالإسناد الأول كما سبق التنبيه على مثله.
(32)
أشار الحافظ ابن حجر إلى أنها وقعت في بعض الروايات مفسَّرة بأنها قصب اللؤلؤ -كما وقعت في هذه الرواية-، وفي بعضها: من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت، وكذا فسَّره الترمذي، وأما ابن ماجه فقال:"يعني من ذهب".
قال النووي: "قال جمهور العلماء: المراد به قصب اللؤلؤ المجوَّف كالقصر المنيف، وقيل: قصب من ذهب منظوم بالجوهر، قال أهل اللغة: القصب من الجوهر ما استطال منه في تجويفٍ، قالوا: ويقال لكل مجوَّفٍ: قصب" والمراد بالبيت: القصر نقله النووي عن الخطأبي وغيره.
انظر: سنن الترمذي (5/ 702)، سنن ابن ماجه (1/ 643)، شرح صحيح مسلم =
⦗ص: 22⦘
= للنووي (15/ 200)، فتح الباري لابن حجر (7/ 171).
(33)
كذا وقع عند المصنِّف "سخب" بالسين، ورواية الصحيحين:"صخب" بالصاد، وهما بمعنى واحد، ومعناه: الصوت المختلط المرتفع. وأما النصب فهو: المشقة والتعب.
انظر: النهاية لابن الأثير (341)، شرح مسلم للنووي (15/ 200).
(34)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير- باب يلي باب: سورة اقرأ باسم ربك الذي خلق (الفتح 8/ 585 ح 4953 و 4954) من طريق عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهريّ من حديث عائشة وجابر به كما أورده المصنّف مع اختلافٍ في بعض الألفاظ.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (1/ 139 ح 252) عن أبي الطاهر بن سرح عن ابن وهبٍ به من حديث عائشة رضي الله عنها إلى قول ورقة: أنصرك نصرًا مؤزَّرًا.
وبنفس الإسناد أخرجه من حديث أبي سلمة عن جابر به أيضَّا (1/ 143 ح 255) والفقرة الأخيرة من الحديث -أعني قوله: وقد كانت خديجة توفيت قبل أن تفرض
…
الخ- ليست في الصحيحين من رواية الزهريّ عن عروة.
وظاهرها الإرسال لأن عروة تابعي لم يدرك خديجة، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن قال الحافظ ابن حجر:"خرج المصنِّف -أي: البخاري- بالإسناد في "التاريخ" حديث الباب عن عائشة، ثم عن جابر بالإسناد المذكور هنا فزاد فيه بعد قوله "تتابع": قال عروة -يعني بالسند المذكور إليه- وماتت خديجة قبل أن تفرض الصلاة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "رأيت لخديجة بيتًا من قصب لا صخب فيه ولا نصب" قال البخاري: يعني قصب اللؤلؤ". فتح الباري (1/ 38).
ولم أجده في أيٍّ من "التاريخين" المطبوعين للبخاري. =
⦗ص: 23⦘
= وهذا التفسير من الإمام البخاري ربما أراد أن ينقله عما جاء في الرواية السابقة (برقم 397) التي ظاهرها الرفع، ويحتمل أن يكون من كلام بعض الرواة كالزهري؛ فإنه كان معروفًا بإدراج التفسير في رواياته.
وكذلك الرواية ظاهرها الإرسال للبيهقي في دلائل النبوة (352) من طريق الزهريّ، عن عروة: "وقد كانت خديجة توفيت قبل أن تفرض الصلاة
…
"، وأخرج أيضًا عن الزهريّ من قوله مثل ذلك.
إلا أن الرواية جاءت متصلة بهذه الجملة -من غير طريق الزهريّ-: "أريت لخديجة بيتًا من قصبٍ
…
" فقد أخرجها البخاري في صحيحه -كتاب العمرة- باب متى يحل المعتمر (الفتح 3/ 720 ح 1792) من حديث عبد الله بن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجها في كتاب مناقب الأنصار -باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها رضي الله عنها (الفتح 7/ 166 ح 3817) من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا. وأخرجها أيضًا -في الموضع السابق (ح 3819) - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وأخرجها مسلم في كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها (4/ 1886 ح 69) من طريق أبي أسامة وكيع وأبي معاوية وعبدة بن سليمان كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. وأخرجها أيضًا من حديث أبى هريرة (4/ 1887 ح 71)، ومن حديث عبد الله بن أبي أوفى (4/ 1887 - 1888 ح 72).
فائدة الاستخراج:
قوله: "ثم لم ينشب ورقة أن توفي
…
" إلى آخر حديث عائشة زيادة في رواية المصنِّف ليس عند مسلم.
398 -
حدثنا يوسف بن سَعيد بن مُسَلَّم، حدثنا حَجاجُ بن محمد
(1)
، حدثنا ليث بن سعدٍ، حدثني عُقَيلٌ
(2)
، عن ابن شهابٍ بهذا الإسناد، وقال: "فَخُذِيث
(3)
فَجُثِيْتُ
(4)
منه فَرْقًا حتى هَويْتُ إلى الأرض"
(5)
.
⦗ص: 25⦘
قال يوسفُ: فَخُذِيْتُ: انْكَسَرْتُ، وَجُثِيْتُ
(6)
: ارْتَعَدْتُ.
وَتابع يُونُسَ على قوله: لا يُخْزِيكَ الله أَبَدًا، وَذكَرَ قَولَ خديجة: أَيْ ابن عَمٍّ اسْمَعْ مِن ابن أخيك.
(1)
المصِّيصي الأعور.
(2)
بضم أوله -مصغَّرًا- ابن خالد بن عَقيل -بفتح أوله- الأموي مولاهم، أبو خالد الأيلي.
(3)
كلمة: "فخذيت" سقطت من (م).
(4)
في (ط) و (ك): "فجثثت" ولعلها الصواب، أو أنها تصحَّفت من "جئثت" وقد سبق التعليق عليها في الحديث الماضي.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب بدء الوحي- باب 3 (الفتح 1/ 30 ح 3 - 4) عن يحيى بن بكير عن الليث به، من حديث عروة عن عائشة، ومن حديث أبي سلمة عن جابر.
وأخرجه في كتاب التعبير -باب أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة (الفتح 1368 ح 6982) بالإسناد السابق من حديث عائشة وحدها.
وأخرجه في كتاب بدء الخلق -باب إذا قال أحدكم: "آمين" والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه (الفتح 6/ 359 ح 3238)، وفي كتاب أحاديث الأنبياء -باب: {وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مَرْيَمَ
…
} الفتح 6/ 486 ح 3392)، وفي كتاب التفسير -باب:{وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)} (الفتح 8/ 547 ح 4926) عن عبد الله بن يوسف عن الليث به، من حديث جابر وحده.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (1/ 142 =
⦗ص: 25⦘
= ح 254) عن عبد الملك بن شعيب بن الليث عن أبيه عن جده به، من حديث عروة عن عائشة، وأخرجه أيضًا بالإسناد نفسه (ح 256) من حديث أبي سلمة عن جابر.
(6)
في (ط) و (ك): "فجثثت".
399 -
حَدثنَا إسحاق بن إبراهيم الصَّنعاني
(1)
، عَن عبد الرزاق
(2)
، عن مَعْمَر، أخبرنا الزهريُّ، عن عُرْوَةَ، عَنْ عائشَةَ بِإِسنادِه وذكر الحديثَ نحوَ حَديثِ يُونُسَ وَقالَ: فَأنزَلَ الله: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} إلى
(3)
: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)} قَبْلَ أَنْ تُفْرَض الصَّلاةُ، وَهِيَ الأَوْثَانُ. وقال: فَجُئِثْتُ
(4)
منه، كما قال عُقَيل.
قال الزهريُّ: فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمَنِ، عَنْ جابر بن عبد الله سمَعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يُحَدِّث عَنْ فَتْرة الوحي، وَذكر الحديثَ وقال فيه: "فَجُئِثْتُ
(5)
منه رُعْبًا فقلتُ: زَمِّلُوني، فَدَثَّرُوني، فأنزل الله:
⦗ص: 26⦘
{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} إلى قوله: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)} قبلَ أن تُفْرَض الصلاةُ، وَهي الأوثانُ"
(6)
.
(1)
في (ط) و (ك): "الدبري" بدل "الصنعاني".
(2)
ولم أجد الحديث في مصنَّفه.
(3)
في (ط) و (ك): "إلى قوله".
(4)
في (ط) و (ك): "فجثثت".
(5)
في (ط) و (ك): "فجثثت".
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير- باب: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} (الفتح 8/ 594 ح 4956)، وفي كتاب التعبير -باب أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة (الفتح 1368 ح 6982) عن عبد الله بن محمد عن عبد الرزاق به، من حديث عائشة وحدها. وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (1/ 142 ح 253) عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق به، من حديث عائشة، وأخرجه أيضًا بالإسناد نفسه (ح 256) من حديث جابر.
400 -
أخبرَنا العباسُ بن الوليد بن مَزْيَد العُذْريُّ، أخبرني أبي، حدثنا
(1)
الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير
(2)
سألتُ أبا سلمة بسن عبد الرحمن: أَيُّ القُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ؟ فقال: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} . قلتُ: أو {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ؟ قال: سألتُ جابرَ بن عبد الله: أَيُّ القُرْانِ أُنْزِلَ قَبْلُ؟ فقال: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} ، قلتُ: أو {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ؟ قال: وقال
(3)
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنِّي جَاوَرْتُ بِحِرَاءَ شَهْرًا، فلما قَضَيْتُ جِوَاري نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ الوَادي، فَنُوْدِيْتُ فَنَظَرْتُ بَين يَدَيَّ وَخَلْفِي وَعن يَمِيني وَعن شِمَالي فلم أر شيئًا، ثُمَّ نُوْدِيْتُ فَنَظَرْتُ بين يَدَيَّ وَخلفي وَعن يَمِيني
⦗ص: 27⦘
وَعن شِمَالي فلم أر شيئًا، ثُمَّ نَظَرْتُ إلى السَّماءِ فَإِذَا هُوَ عَلى العرش في الهَوَاءِ، فَأَخَذَتْنِي وَحْشَةٌ فَأتَيْتُ خديجةَ فَأمرتُهُم فَدَثَّرُوني، فَأَنْزَل الله [عز وجل]
(4)
: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} حتى بلغ: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)} "
(5)
.
(1)
سقطت صيغة التحديث من (م).
(2)
واسم أبي كثير: يحيى بن صالح بن المتوكل الطائيّ مولاهم.
(3)
في (ط) و (ك): "فقال"، وفي (م):"قال".
(4)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(5)
سيأتي تخريجه.
401 -
حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ميمون
(1)
، حدثنا الوليد بن مسلم
(2)
، عن الأوزاعي، عن يحيى قال: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن: أَيُّ القُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ؟ فقال: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} ، فقلتُ: أو {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} قال: سألتُ جابرَ بن عبد الله عن ذلك فقال:
⦗ص: 28⦘
{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} ، فقلتُ: أو {اقْرَأْ} ؟ فقال: أُحَدِّثُكُمْ بما حَدَّثَنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جاورتُ بِحِرَاءَ شهرًا فَلما قضيتُ جِوَاري نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الوادي".
قال: "فَنُودِيْتُ فنظرْتُ أَمامي وَخلفي وعن يميني وعن شمالي فلم أر أحدًا، ثمَّ نَظَرْتُ إلى السَّماء فإذا هُوَ على الكرسيِّ
(3)
في الهَوَاء فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيْدَةٌ، فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَأَمَرْتُهُم فَدَثَّرُوني وصَبُّوا عَلَيَّ الماءَ، فأنْزَلَ الله تعالى
(4)
(5)
.
(1)
السُّكَّري الإسكندراني، بغدادي الأصل، توفي سنة (262 هـ).
وثقه ابن أبي حاتم، وابن يونس، وقال مسلمة بن القاسم:"تُكلِّم فيه، ورمي بالكذب، ولم يترك أحدٌ الكتابة عنه".
وذكره الذهبي في الميزان والمغني لأجل حديثٍ أنكر عليه وقال في الميزان: "له حديثٌ منكر، وهو جائز الحديث"، وقال في المغني:"ولم يضعَّف"، ووثقه في الكاشف.
وقال الحافظ: "صدوق".
انظر: الجرح والتعديل (7/ 304)، تاريخ بغداد للخطيب (5/ 426)، تهذيب الكمال للمزي (25/ 564)، ميزان الاعتدال (3/ 602)، والكاشف (190)، والمغني للذهبي (599)، تهذيب التهذيب (9/ 243)، التقريب (6052).
(2)
القرشي، أبو العباس الدمشقي، يدلس تدليس التسوية، وهو في المرتبة الرابعة من المدلسين، وصرَّح بالتحديث عن الأوزاعي ومن بعده عند مسلم، وقد توبع أيضًا هنا.
(3)
في (م): "العرش" بدل "الكرسي".
(4)
في (ط) و (ك): "عليَّ" بدل "تعالى".
(5)
سيأتي تخريج الحديث في الذي بعده، ووقع ترتيب هذا الحديث في (ط) و (ك) بعد حديث (403) الآتي، فهو آخر حديث في الباب في هاتين النسختين.
402 -
حدثنا عمار بن رجاء
(1)
، حدثنا أبو داود
(2)
، ح
وحَدَّثنا أبو مُقاتل
(3)
، حدثنا عبد الله بن رجاء
(4)
، قالا: حدثنا
⦗ص: 29⦘
حرب بن شدَّاد
(5)
، ح
وحَدثنا يونس بن حَبيب، حدثنا أبو داود
(6)
، حدثنا هشام
(7)
، ح
وحَدثنا الصَّائغ
(8)
بمكة، حدثنا عفان
(9)
، حدثنا أبان
(10)
، ح
وحدثنا إسحاق بن سيَّار
(11)
، حدثنا أبو معمر
(12)
، حدثنا عبد الوارث
(13)
عن حُسَين المعلِّم
(14)
، ح
⦗ص: 30⦘
وحدثنا يونس [بن عبد الأعلى]
(15)
، والكَيْسَانيُّ
(16)
قالا: حدثنا بشر بن بَكر
(17)
، عن الأوزاعي كلهم عن يحيى بن أبي كثير بإسناده نحوَه
(18)
.
(1)
لم يذكر اسم أبيه في (ط) و (ك)، وهو: الأستراباذي، أبو ياسر التغلبي.
(2)
الطيالسي، سليمان بن داود بن الجارود، والحديث في مسنده (ص: 235) من هذا الطريق.
(3)
سليمان بن محمد بن فضيل البلخي، ذكره ابن حبان في الثقات وقال:"كان خيرًا من أبيه"، وذكره المزي في الرواة عن عبد الله بن رجاء، ولم أجد له ترجمة في غيرها.
انظر: الثقات لابن حبان (8/ 282)، تهذيب الكمال (14/ 497).
(4)
ابن عمر -ويقال: ابن المثنى- الغُدَاني البصري، توفي سنة (220 هـ)، وقيل: سنة (219 هـ).=
⦗ص: 29⦘
= صدوق وثقه غير واحد من الأئمة، ووصفه ابن معين والفلاس بكثرة الغلط والتصحيف.
وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق، يهم قليلًا"، وقد تابعه أبو داود في هذا الإسناد.
انظر: سؤالات هاشم الطبراني عن ابن معين (ص: 53)، الجرح والتعديل (5/ 55)، تهذيب الكمال للمزي (14/ 495)، التقريب (3312).
(5)
اليَشكُري، أبو الخطاب البصري.
(6)
الطيالسي، ولم أجد الحديث في مسنده من هذا الطريق، وقد سبق قريبًا تخريجه منه من طريق حرب بن شداد!.
(7)
ابن أبي عبد الله سنبر الدَّسْتَوَائي، أبو عبد الله البصري.
(8)
جعفر بن محمد بن شكر، أبو محمد البغدادي.
(9)
ابن مسلم بن عبد الله الصفَّار الباهلي البصري.
(10)
ابن يزيد العطار، أبو يزيد البصري.
(11)
ابن محمد النَّصيبي، أبو يعقوب.
(12)
عبد الله بن عمرو المُقْعَد التميمي العنبري، وهو راوية عبد الوارث.
(13)
ابن سعيد بن ذكوان التميمي العنبري.
(14)
هو: حسين بن ذكوان العَوْذي البصري.
(15)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(16)
سليمان بن شعيب بن سليمان بن سُلَيم بن كيسان الكلبي، أبو محمد المصري، يعرف بالكَيسَاني بفتح الكاف، وسكون الياء المثناة التحتانية، وفتح السين، وفي آخرها النون، نسبة إلى جده كيسان، توفي سنة (273 هـ).
وثَّقه السمعاني، وقال الذهبي:"كان موثَّقًا"، ولم أجد له ترجمة عند غيرهما، وذكر المزي -في ترجمة بشر بن بكر- أنّ الكيساني هذا هو آخر من حدَّث عن بشر بن بكر.
انظر: الأنساب للسمعاني (10/ 526)، تهذيب الكمال (4/ 96)، تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 261 - 280 /ص: 364).
(17)
التِّنِّيسي، أبو عبد الله البجلي.
(18)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير- باب: {قُمْ فَأَنْذِرْ (2)} (الفتح 8/ 545 ح 4923) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وغيره عن حرب بن شدادٍ به، وأفاد الحافظ ابن حجر عن قول البخاري:"وغيره" أن هذا الغير هو: أبو داود الطيالسي، وقد رواه المصنِّف هنا عن أبي داود. وأخرجه أيضًا في الموضع السابق -باب:{وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)} (ح 4924) من طريق عبد الصمد ابن عبد الوارث عن حرب بن شداد به.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (1/ 144 ح 257) عن زهير بن حرب عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به، وذكر لفظه تامًّا.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 306) عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به، وأخرجه أيضًا -في الموضع السابق- عن عفان بن مسلم الصفار عن أبان العطار به.
403 -
حَدَّثني أبي [رحمه الله]
(1)
، حدثنا أبو عمار
(2)
، حدثنا وكيع، عن علي بن المبارك
(3)
، عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد وقال فيه: قال جابر: ألا أُخْبِرُكَ بما خَبَّرَنا
(4)
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال في آخره: "فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ شَيْئًا فَجُئِثْتُ
(5)
منه، فَأَتَيْتُ خديجةَ فقلتُ: دَثِّرُوني، فَدَثَّرُوني، وَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا
…
" إلى آخره
(6)
.
(1)
ما بين معقوفتين من (ط) و (ك)، وانظر: ح (54).
(2)
في (م): "أبو عامر" ولعله سبق قلم، وهو: الحسين بن حُرَيث بن الحسن الخزُاعي المروزي.
(3)
الهُنَّائي -بضم الهاء، وتخفيف النون، ممدود- البصري، ثقة، غير أن أبا داود قال:"كان عند علي بن المبارك كتابان عن يحيى بن أبي كثير؛ كتاب سماع، وكتاب إرسال، فقلت لعباس العنبري: كيف يعرف كتاب الإرسال؟ فقال: الذي عند وكيع عن علي عن يحيى عن عكرمة، قال: هذا من كتاب الإرسال، قال: وكان الناس يكتبون كتاب السماع".
قال الحافظ ابن حجر -في التقريب بعد أن وثقه وذكر الكلام السابق-: "فحديث الكوفيين عنه فيه شيءٌ"، وكذا نقل في "الهدي" عن عباس العنبري أنه قال:"الذي عند وكيع عنه من الكتاب الذي لم يسمعه" هكذا أطلق الحافظ في النقل عنه! وما سبق نقله عن أبي داود هو في سؤالات الآجري، وقد قيده العنبري هناك بحديثه عن يحيى عن عكرمة، وليس هذا من حديث يحيى عن عكرمة، وقد أخرج البخاري هذا الحديث من طريق وكيع كما سيأتي في التخريج.
انظر: سؤالات الآجري لأبي داود (ص: 308)، تهذيب الكمال (21/ 111)، هدي الساري لابن حجر (ص: 452)، التقريب (4787).
(4)
في (ط) و (ك)"حدَّثنا" بدل "خبَّرنا".
(5)
في (ط) و (ك): "فجثئت"، وانظر ما سبق في ح (397).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير- باب: {سورة المدثر} (الفتح =
⦗ص: 32⦘
= 8/ 545 ح 4922) من طريق وكيع عن علي بن المبارك به.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب بدء الوحي إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم (1/ 145 ح 258) من طريق عثمان بن عمر عن علي بن المبارك به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 306) عن وكيع عن علي بن المبارك به.
فائدة الاستخراج:
ذكر المصنِّف لفظ هذه الرواية تامًّا، واقتصر مسلم على قوله:"فإذا هو جالسٌ على عرش بين السماء والأرض".
تنبيه:
حديث جابر هذا يدلُّ على أنه كان يرى أن أول سورة أنزلت هي: المدَّثِّر -وهو خلاف المشهور المعروف- وعلَّق عليه النووي بقوله: "ضعيفٌ بل باطل، والصواب أن أول ما أنزل على الإطلاق: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} كما صرَّح به في حديث عائشة رضي الله عنها، وأما: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} فكان نزولها بعد فترة الوحي كما صرَّح به في رواية الزهريّ عن أبي سلمة عن جابر، والدلالة صريحة فيه في مواضع منها قوله: "وهو يحدِّث عن فترة الوحي" إلى أن قال: "فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم:"فإذا المَلَك الذي جاءني بحراء" ثم قال: "فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} "، ومنها قوله:"ثم تتابع الوحي" يعني بعد فترته، فالصواب أن أول ما نزل:{اقرأ} ، وأن أول ما نزل بعد فترة الوحي:{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} ".
وقال الحافظ ابن حجر: "رواية الزهريّ عن أبي سلمة عن جابر تدلُّ على أن المراد بالأولية في قوله: "أول ما نزل سورة المدَّثِّر" أولية مخصوصة بما بعد فترة الوحي، أو مخصوصة بالأمر بالإنذار، لا أن المراد أنها أولية مطلقة".
انظر: شرح مسلم للنووي (207)، فتح الباري لابن حجر (8/ 546).
بَابُ
(1)
بَيَان غسل قَلْبِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَاءِ زَمْزَم بَعْد مَا أخْرِجَ مِنْ جوْفِهِ ثُم خِيط أثَرُهُ وحُشِيَ إِيْمَانًا وَحِكْمَةً، وَصِفَةِ البُرَاقِ والمِعْرَاجِ، والدَّليلُ علَى أن السماواتِ بَعضها فَوق بَعض، وأن لَها أبْوَابا وَحجابًا، وأنهُ عُرِجَ بِنَفسِ رسولِ الله
(2)
صلى الله عليه وسلم لا بِرُوْحِهِ، وأن الأَنْبيَاءَ يُرْفَعوْنَ إِلى السمَاءِ بَعْدَ مَوْتِهمْ، وَالدلِيْلُ علَى أن النبي صلى الله عليه وسلم كانَ في صبَاهُ إِلى أن أوْحِيَ إِلَيْهِ مُؤْمنًا مؤمنا مهتديًا
(3)
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك) كالعادة.
(2)
في (ط) و (ك): "النبي" كتب على هامش (ك): "أصل: رسول الله".
(3)
دليل هذه العبارة الأخيرة حديث شق صدره في صغره صلى الله عليه وسلم الآتي برقم (411).
404 -
حَدثنا عمار بن رجاء
(1)
، حدثنا أبو داودَ الطيالسي
(2)
، حدثنا هشام الدَّسْتَوَائي، عن قتادةَ
(3)
، عن أنسِ بن مالك، عن مالك بن صَعْصَعَة أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا بينَ النَّائمِ واليَقْظَانِ إذ سمعتُ قائلًا يقولُ: أحدُ الثلاثةِ بين الرَّجُلَينِ
(4)
، فأُتِيتُ بطَسْتٍ
(5)
مُلِئَ حِكْمَةً
⦗ص: 34⦘
وإيمانًا، فشقَّ مِنَ النَّحْرِ إلى مَرَاقِّ البَطْنِ
(6)
، ثم أُخْرِجَ القَلْبُ فَغُسِلَ بماءِ زمزم ومُلِئَ حِكْمَةً وَإيمانًا، وَأُتِيْتُ بِدَابَّةٍ دونَ البَغْلِ وَفَوقَ الحِمَارِ أبيضَ
(7)
، يقالُ له: البُرَاقُ
…
".
وذكر الحديثَ
(8)
.
(1)
التغلبي، أبو ياسر الأستراباذي.
(2)
سليمان بن داود بن المجالس، ولم أجد الحديث في مسنده.
(3)
ابن دعامة السدوسي، مدلس، صرَّح بالتحديث عن أنس عند مسلم.
(4)
قال الحافظ ابن حجر: "المراد بالرجلين حمزة وجعفر، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان نائمًا بينهما". فتح الباري (7/ 244).
(5)
بفتح الطاء كسرها، وأصله؛ طسٌّ، والتاء فيه بدلٌ من السين، وهي مؤنثة وذُكِّرت هنا =
⦗ص: 34⦘
= في الرواية على معنى الإناء.
انظر: النهاية لابن الأثير (3/ 124)، فتح الباري لابن حجر (1/ 549).
(6)
قال الحافظ ابن حجر: "بفتح الميم وتخفيف الراء وتشديد القاف، وهو: ما سفُل من البطن ورقَّ من جلده، وأصله مراقق، وسميت بذلك لأنها موضع رقة الجلد". الفتح (6/ 355).
(7)
ذكَّر الدَّابَّة باعتبار كونه مركوبًا. قاله الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 355).
(8)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات، وفرض الصلوات (1/ 151 ح 265) من طريق معاذ بن هشام الدَّستوائي عن أبيه عن قتادة به.
وأخرجه النسائي في سننه -كتاب الصلاة- باب فرض الصلاة وذكر اختلاف الناقلين في إسناد حديث أنس رضي الله عنه واختلاف ألفاظهم فيه (1/ 217) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن هشام الدستوائي عن قتادة به.
فائدة الاستخراج:
ذكر مسلم بعض لفظه وأحال بالباقي على ما قبله، وميَّز المصنِّف لفظ هذه الرواية، وهذا من فوائد الاستخراج.
405 -
حَدثنا يحيى بن أبي طالب
(1)
، حدثنا عبد الوهاب بن
⦗ص: 35⦘
عطاء
(2)
، حدثنا سعيد بن أبي عَرُوبة
(3)
، ح
وحَدثنا أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران
(4)
، حدثنا رَوح بن عُبادة، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صَعْصَعَة أن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال:"بينا أنا عِنْدَ البَيْتِ بينَ النائمِ وَاليقظانِ إذ سمعتُ قائلًا يقولُ: أحدُ الثلاثةِ بين الرجلينِ"، قال:"فَأُتيتُ فانطُلِق بي، ثم أُتيتُ بطَسْتٍ من ذَهَبٍ فيها من ماء زمزم فَشُرِحَ صدري إلى كذا وكذا" -قال قتادةُ: قلتُ للذي مَعي: ما يعنى؟ قال: - "إلى أَسفَلِ بَطني، فاستُخْرِجَ قلبي فَغُسِل بماء زمزمَ"
(5)
ثم أُعِيْدَ مَكَانَه فَحُشِيَ إيمانًا وَحِكْمَةً، ثم أُتِيْتُ بِدَابَّةٍ أبيَضَ يقال له: البُرَاق، فوقَ الحمارِ وَدُونَ البغلِ، فَحُمِلْتُ عليهِ ثم انْطَلَقْنَا حتى أتينا السماءَ الدنيا، ثم استفتح جبريلُ فقيلَ: مَن هذَا؟ قال: جبريلُ، قيلَ: وَمَن معك؟ قال: محمد، قالوا: أو
(6)
قد بُعِثَ إليهِ
(7)
؟ قال: نعم، قالوا:
⦗ص: 36⦘
مرحبًا به وَلَنِعْمَ المَجِيءُ جَاء، فَفُتِحَ لنا
(8)
فأتيتُ على آدمَ، فقلتُ: يا جبريلُ مَن هذا؟ قال: هذا أبوك آدمُ، فسلَّمتُ عليهِ قال: مرحبًا بالابن الصَّالحِ والنبيِّ الصالحِ.
ثم انْطَلَقْنَا حتى أتينا السماء الثانيةَ فاستفتح جبريلُ فَقيلَ: من هذا؟ قال: جبريلُ، قيلَ: وَمَن معك؛ قال: محمد، قيل: أو قد بُعِثَ إليهِ؟ قال: نَعَم، قالوا: مرحبًا به ولنعمَ المجيءُ جاء، ففُتح لنا فأتيتُ على يحيى وعيسى فقلتُ: يا جبريلُ مَنْ هذانِ؟ قال: هذانِ يحيى وعيسى، -قال: وَأحسبه قال: ابنا الخالة- فَسَلَّمْتُ عليهما فقالا: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ.
ثُمَّ انْطَلَقْنَا حتى أتينا السماءَ الثالثةَ فاستفتح جبريلُ فقيلَ: مَنْ هذا؟ قال: جبريلُ، قيلَ: وَمَن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بُعِثَ إليهِ؟ قال: نعم، قالوا: مرحبًا به وَلَنِعْمَ المجيءُ جاء، فَفتحَ لنا فأتيْتُ على يوسف فقلتُ: يا جبريلُ مَن هذا؟ قال: هذا أخوك يوسفُ، فسلمتُ عليه فقال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ وَالنبيِّ الصالحِ.
⦗ص: 37⦘
ثم انطلقنا حتى أتينا السماءَ الرابعةَ فاستفتح جبريلُ فقيلَ: مَنْ هذا؟ قال: جبريلُ، قيلَ: وَمَن معك؟ قال: محمد، قالوا
(9)
: أَو
(10)
قد بُعث إليهِ؟ قال: نعم، قالوا: مرحبًا به ولنعمَ المجيء جاء، ففُتِح لنا فأتيتُ على إدريس فَقلتُ: يا جبريلُ مَنْ هذا؟ قال: هذا أخوك إدريس، فسلمتُ عليه فقال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصّالحِ.
قال
(11)
: فكان قتادة يقرأ عندَهَا: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)}
(12)
.
ثم انطلقنا حَتى أتينا السماءَ الخامسَةَ فاستفتح جبريلُ فقيلَ: مَن هذا؟ قال: جبريلُ، قيلَ: ومَن معك؟ قال: محمد، قال: أو
(13)
قد بُعث إليه؟ قال: نعم قالوا: مرحبًا به ولنعمَ المجيءُ جَاء، فَفُتحَ لنا فأَتَيْتُ على هارونَ، فقلتُ: يا جبريلُ مَن هذا؟ قال: هذا أخوك هارون، فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ.
ثم انطلقنا حتى أتينا [إلى]
(14)
السماءَ السادسةَ فاستفتح جبريلُ فقيلَ: مَن هذا؟ قال: جبريلُ، قيلَ: وَمَن معك؟ قال: محمد، قيل: أَو
⦗ص: 38⦘
قد بُعِثَ إليهِ؟ قال: نَعَم، قالُوا: مرحبًا به وَلَنِعْمَ المجيءُ جاء، فَفُتحَ لنا فأَتيتُ على موسى فقلتُ: يا جبريلُ مَنْ هذا؟ قال: هذا أخوك موسى، فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، فلما جَاوَزْتُهُ بكى، قيل: ومَا يُبكيك؟ قال: ربِّ هذا غلامٌ
(15)
بعثْتَه بعدي يدخل مِن أُمَّته الجنَّةَ أكثَر مما يدخل من أُمَّتي.
ثم انطلقنا حتى أتينا السماءَ السابعةَ فاستفتح جبريلُ فقيلَ: من هذا؟ قال: جبريلُ، قيلَ: وَمَن معك؟ قال: محمد، قالوا: أو
(16)
قد بُعث إليهِ؛ قال: نعم قالوا: مرحبًا بهِ ولنعمَ المجيءُ جاء، فَفُتح لنا فأتَيتُ على إبراهيمَ، فقلتُ: يا جبريلُ مَن هذا؟ قال: هذا أبوك إبراهيمُ، فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بالابنِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ.
ثم رُفِع لنا البيتُ المعمورُ يدخلُهُ كلَّ يومَ سبعونَ ألفَ مَلَكٍ إذا خرجوا منه لم يَعُودوا فيه آخرَ
(17)
ما عليهم، ثم رُفِعَتْ لنا السِّدرةُ المنتَهَى". فحدَّث نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم "أنَّ ورقَها مثل آذانِ الفِيَلَة، وَأَن نَبِقَهَا
(18)
⦗ص: 39⦘
مثل قِلالِ هَجَر
(19)
".
وحَدَّث نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم "أنَّه رأى أربعَةَ أنهارٍ يَخْرجن من أصلها: نهرانِ بَاطنانِ ونَهرَانِ ظاهران، فقلتُ: يا جبريلُ ما هذه الأنهار؟ قال: أما النَّهرانِ الباطنانِ فنَهرَان في الجنَّةِ، وَأما النَّهران الظَّاهران فالنِّيْلُ والفُرَاتُ".
قال: "ثمَّ أُتِيْتُ بإنَاءَينِ أحدُهُما لبنٌ والآخر خَمْرٌ، فاخترتُ اللبنَ فقيلَ لي: أصبتَ أصابَ الله بك؛ وَأُمَّتك على الفطرة.
وَفُرِضَتْ عَلَيَّ خمسون صلاةً في كلِّ يَومِ، فأتيتُ على موسى فقال: بما أُمِرتَ؟ قلت: فُرِضَتْ عَلَيَّ خمسون صلاة كلَّ يومٍ، قال: إنِّي قد بَلَوْتُ الناسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بني إسرائيلَ أَشَدُّ المعالجةِ، وإنَّ أمَّتَك لا تُطِيقُ ذلك، فارجع إلى ربِّك فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأمتِك، قالَ: فَرَجَعْتُ إلى ربِّي فَحَطُّ عَنِّي خَمْسًا، ثم أتيتُ
⦗ص: 40⦘
على موسى فقال: بمَ
(20)
أُمِرتَ؟ قلت: حَطَّ عنِّي خمسًا، قال: إنِّي قد بلوتُ الناسَ قبلَكَ وَعَالجتُ بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ وإنَّ أمَّتَك لا تُطيق ذلك، فارجع إلى ربِّك فَسَلْه التَّخْفِيفَ لأمتِك، قال: فرجعتُ إلى ربِّي فَحَطَّ عَنِّي خمسًا قال: فما زلتُ أختلفُ
(21)
بين موسى وبين ربِّي حتى صُيِّرَتْ إلى خمس صلواتٍ في كلِّ يومِ، فأتيتُ على موسى فقال: بما
(22)
أمِرتَ؟ قلت: صُيِّرَتْ إلى خمسِ صَلَوَاتٍ كلَّ يومَ، قال: إنِّي قد بلوتُ الناسَ قبلَكَ وَعَالجتُ بني إسرائيلَ أَشَدَّ المعالجةِ، وإنَّ أُمَّتَك لا تُطِيق ذلك، فارجع إلى ربِّك فَسَلْهُ التَّخفيفَ لأمتِك، فقلتُ: لقد رجعتُ إلى ربِّي حتى استحييتُ ولَكنِّي أرضَى وأسَلِّم".
قال: "فَنُودِيْتُ أن
(23)
قد أمضيتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ (عن)
(24)
عبادي وَجَعَلْتُ الحسنةَ بِعَشْرِ أمثالها"
(25)
.
(1)
هو: يحيى بن جعفر بن عبد الله بن الزِّبْرِقان، أبو بكر البغدادي.
(2)
الخفاف العجليّ مولاهم، أبو نصر، تُكُلِّم فيه، ووصف بالتدليس، وقد صرَّح بالتحديث، وهو من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة، انظر: ح (144).
(3)
واسم أبي عروبة: مِهران اليشكري مولاهم البصري، وسعيد هذا من أثبت الناس في قتادة، وقد اختلط وطالت مدة اختلاطه عشر سنين، ولكن رَوْحًا الراوي عنه في الإسناد الآتي ممن سمع منه قبل الاختلاط كما سبق في ح (17).
(4)
الرَّقِّي، المعروف بالميموني.
(5)
ما بين النجمين سقط من (م).
(6)
في النسخ الأخرى -عدا الأصل- "و" بدل "أو".
(7)
قوله: "أو قد بعث إليه" وفي الرواية الآتية: "أو قد أُرسل إليه" معناه الاستفهام عن =
⦗ص: 36⦘
= البعث والإرسال إليه للإسراء وصعود السماوات، وليس المراد الاستفهام عن أصل البعثة والرسالة فإن ذلك لا يخفى عليه إلى هذه المدة، هذا هو الصحيح في معناه.
قاله النووي، واستظهره الحافظ ابن حجر.
انظر: شرح مسلم للنووي (212)، فتح الباري لابن حجر (1/ 549 - 550).
(8)
في (ط) و (ك): "لي".
(9)
في (ط) و (ك): "قيل".
(10)
في (ط) و (ك): "و" بدل "أو".
(11)
في (ط) و (ك) تكرر قوله: "قال" ولعله سبق قلم.
(12)
سورة مريم- الآية (57).
(13)
في (ط) و (ك): "و" بدل "أو".
(14)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(15)
كلمة "غلام" سقطت من (م).
(16)
في النسخ الأخرى -عدا الأصل- "و" بدل "أو".
(17)
برفع الراء ونصبها، فالنصب على الظرف، والرفع على تقدير: ذلك آخر ما عليهم من دخوله.
انظر: شرح النووي على مسلم (225).
(18)
النَّبِق -بفتح النون كسر الباء، وقد تسكَّن الباء-: ثمر السِّدْر، واحدتها: نَبِقَةٌ =
⦗ص: 39⦘
= ونَبْقَةٌ. انظر: النهاية لابن الأثير (5/ 10).
(19)
القِلال: جمع قُلَّة، والملَّة: جرَّة عظيمة تَسَعُ قِربتين أو أكثر.
وأما هَجَرَ -محركّة- بلدٌ باليمن، واسم لجميع أرض البحرين، وقرية كانت قرب المدينة إليها تُنسب القلال، أو تُنسب إلى هَجَر اليمن"، وجزم النووي رحمه الله أنها تُنسب إلى هَجَر القرية القريبة من المدينة.
انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، (214) و (3/ 69)، القاموس المحيط للفيروزآبادي (ص: 638).
(20)
في (ط) و (ك): "بما"، وسيأتي التعليق عليه.
(21)
كلمة "اختلف" ليست في (ط) و (ك).
(22)
كذا في جميع النسخ، وعلى هذه الصورة جاءت في المواضع الآتية، وألف "ما" الاستفهامية يجب حذفها إذا جُرَّت، وقد سبق التعليق على نحو هذا في ح (5) فانظره مأجورًا إن شاء الله.
(23)
في (ط) و (ك): "إني".
(24)
في الأصل و (م): "على"، وفي الأصل عليها ضبة، وأُصلِح في الهامش كما أثبتُّ.
(25)
أخرجه ابن منده في كتاب "الإيمان"(726، 728) من طريق يحيى بن أبي طالب -شيخ المصنِّف- عن عبد الوهاب بن عطاء عن ابن أبي عروبة به. =
⦗ص: 41⦘
= وأخرجه من طريق يحيى بن أبي طالب أيضًا عن عبد الوهاب بن عطاء وروح بن عبادة كلاهما عن ابن أبي عروبة به.
406 -
حَدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي
(1)
، حدثنا محمد بن أبي بَكر
(2)
حدثنا يزيد بن زُرَيعٍ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، وَهشام
(3)
، ح
وحَدثنا إدريس بن بكر
(4)
، حدثنا يوسف بن بُهْلُول
(5)
، حدثنا عَبْدَةُ بن سليمان
(6)
، ح
وحدثَنا مسرور بن نوح
(7)
حدثنا محمد بن المثنى
(8)
حدثنا ابن أبي عدي
(9)
كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عَن أنس بن مالك، عن مالك بن صَعْصَعَة قال: أخبَرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ح
وَحدثنا يعقوبُ بن سفيان الفارسي
(10)
، وأبو داودَ الحرانيُّ قالا:
⦗ص: 42⦘
حدثنا عَمرو بن عاصم
(11)
، حدثنا همام
(12)
، حدثنا قتادةُ، عن أنس بن مالكٍ، أنَّ مالك بن صَعْصَعَة حَدَّثهمْ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عَن ليلةِ الإسراء قال: "بينا أنا نائمٌ في الحَطِيْمِ
(13)
-وَرُبما قال
(14)
: في الحِجْرِ- إذْ أتاني آتٍ فَجَعَلَ يَقولُ: أحد الثلاثة" قالَ
(15)
: "فأتاني فَشَقَّ -وَرُبما قال: فَقَدَّ- ما بين هذه إلى هذه".
قال قتادةُ: فقلتُ للجارود
(16)
-وهو قائدي-:
⦗ص: 43⦘
ما يَعني
(17)
؟ قال: من ثغرةِ نحره إلى شِعْرَتِه، قال: وسمعتُهُ يقول: من قَصَّتِه إلى شِعِرَتِه
(18)
.
قال: "فاستخرَجَ قلبي فغسله بماء زمزمَ، وأُتيتُ بطَسْتٍ من ذَهَبٍ مملوءةً إيمانًا وحكمةً فَغسلَ قَلْبي، ثُمَّ حُشِيَ ثمّ أُعِيدَ، ثمَّ أُتيْتُ بدابَّةٍ دونَ البغلِ وَفَوقَ الحمارِ أبيضَ -قال: فَقَال له الجارودُ: يا أبا حمزةَ أهو البُرَاقُ؟ قال: نَعم- يضعُ خَطْوَهُ عندَ أقصَى طَرْفِهِ
(19)
فَحُمِلتُ عليهِ فانطلق بي جَبْرِيل حتى أتى بي السماءَ الدنيا فاستفتح، فقيلَ: مَن هذا؟ قال: جَبْرِيلُ، قالَ: وَمَن معك؟ قال: محمد قيل: أو قد بُعِثَ إليهِ؟ قال: نَعَم، قيل: مرحبًا به ولنعمَ المجيءُ جَاء، قالَ: فَفتحَ فلما
⦗ص: 44⦘
خَلَصْتُ
(20)
إذا فيها آدم
(21)
، قال: هذا أبوك آدمُ فسلِّم عليه، قال: فسلَّمتُ عليهِ فردَّ عليَّ قال
(22)
: مرحبًا بالابن الصالحِ والنبيِّ الصّالحِ.
ثم صَعِدَ بي إلى السماءِ الثانيةِ فاستفتح، فقيلَ: مَن هذا؟ قال: جبريلُ، قيلَ: وَمَن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أُرسِل إليهِ؟ قال: نعم، قال: مرحبًا به ولنعمَ المجيءُ جاء، فلما خَلَصْنَا: إذا يحيى وعيسى، وهما ابنا خالة، فقال: هذا عيسى ويحيى فسلِّمْ عَليهما، فسلمتُ عليهما فردَّا وقالا: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ.
ثم صَعِدَ حتى أتى السماءِ الثالثةِ فاستَفْتَحَ، فقيلَ: مَن هذا؟ قال: جبريلُ، قيلَ: وَمَن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أُرْسِل إليهِ؟ قال: نَعَم، قيل: مرحبًا به وَلَنِعْمَ المجيءُ جاء، فلما خَلَصْتُ: إذا يوسف، قال: هذا يوسفُ فسلِّمْ عليه، فسلمتُ عليه وقال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ وَالنبي الصَّالحِ.
قالَ: ثم صَعِدَ بي إلى السماءِ الرابعةِ فاستفتح، فقِيلَ: مَن هذا؟ قال: جبريلُ، قيلَ: وَمَن معك؛ قال: محمد، قيل: وَقَد أُرْسِل إليهِ؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنعمَ المجيءُ جاء، فلما خَلَصْتُ: إذا إدريس، قال: هذا إدريس فسلِّمْ عليه، فسلمتُ عَليه فردَّ عليَّ وقال: مرحبًا
⦗ص: 45⦘
بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصَّالحِ.
ثم صَعِدَ بي إلى السماءِ الخامسةِ فاستفتح، فقيلَ: مَن هذا؟ قال: جبريلُ، قيلَ: وَمَن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أُرسِل إليهِ؟ قال: نَعَم، قيل: مرحبًا به ولنعمَ المجيءُ جاء، فلما خَلَصْتُ: إذا هارونُ، قال: سلِّمْ عليه، فسلمتُ عليه، فردَّ عليَّ وقال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ.
ثم صَعِدَ حتى أتى السماءَ السادسةَ فاستفتح، فقيلَ: مَن هذا؟ قال: جبريلُ قيلَ: وَمَن معك؟ قال: محمد، قيل
(23)
: وقد أُرسل إليهِ؟ قال: نَعَم، قيل: مرحبًا به ولنعمَ المجيءُ جاء، فلما خَلَصْتُ: إذا موسى، قال: هذا أخوك موسى فسلِّمْ عليه، فسلمتُ عليه، فردَّ عليَّ وقال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ فلما جَاوَزْتُه بكى، فقيل له: ما يُبكيك؟ قال: أبكي أنَّ غلامًا بُعِثَ بَعدي يدخل الجنَّةَ مِن أُمَّته أكثر ممن
(24)
يَدْخُلُها من أُمَّتي.
ثم صَعِدَ إلى السماءِ السابعةِ فاستفتح، فقيلَ: مَن هذا؟ قال: جبريلُ، قيلَ: وَمَن معك؛ قال: محمد، فقيل
(25)
: وقد أُرسِل إليهِ؟ قال:
⦗ص: 46⦘
نعم، قيل
(26)
: مرحبًا بهِ ولنعمَ المجيءُ جاء، فلما خَلَصْتُ: إذا إبراهيمُ، قال: هذا إبراهيم فسلِّمْ عليه، فسلمتُ عليه، وقال: مرحبًا بالابنِ الصالحِ والأخ الصالحِ.
ثم رُفِعَتْ في سِدرةُ المنتهَى، فإذا هو يخرج من تحتها أربعةُ أنهارٍ: نهرانِ ظاهران ونَهرانِ باطِنانِ، فقلتُ: ما هذا يا جبريلُ؟ قال: أما الباطنان فَنَهران في الجنَّة، وَأما الظَّاهرانِ فالنِّيلُ والفُرَاتُ".
قال: "ثم رُفِعَ إليَّ
(27)
البيتُ المعمورُ -قال قتادة: حدثنا
(28)
الحسن، عن أبي هُريرة، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"البيتُ المَعْمُورُ يدخُلُه كلَّ يومٍ سَبعونَ ألفَ ملكٍ ثم لا يعُودون فيه"
(29)
.
⦗ص: 47⦘
قال: ثم رجعَ إلى حديث أنس [بن مالك]
(30)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - ثم أُتيتُ وإناءٍ من خمرٍ وإناءٍ من لبنٍ وإناءٍ من عَسَلٍ، فأخذتُ اللبنَ فقال: هذه الفطرة أنتَ عليها وأمَّتك".
قال: "ثمّ فُرِضَت الصلاةُ خمسون صلاة في كلِّ يومٍ، قال: فَرَجَعْتُ فمررتُ بموسى، فقال: ما أُمِرتَ؟ قلت: أمِرت بخمسين صلاةً كلَّ يومٍ، قال: إنِّي عالَجْتُ بني إسرائيلَ قبلك، وَإنَّ أمَّتَك لا تستطيع خمسين صلاةً، وإنِّي قد خَبَرْتُ
(31)
النَّاسَ قبلَكَ وعالجتُ بني إسرائيلَ أشدّ المعالجةِ، فارجع إلى ربِّك فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِك، قال: فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عني عشرًا، قال: فرجعتُ إلى موسى قال: بما أمِرتَ؟ قلت: اُمِرتُ بأربعين صلاةً، قال: إنِّي قد
(32)
خَبَرْت النَّاسَ قبلَكَ وَعَالَجْتُ بني
⦗ص: 48⦘
إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ، فارجع إلى ربِّك فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأمَّتِك، قال: فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عشرًا، قال: فَرَجَعْتُ إلى موسى فقال: بما أُمِرتَ؟ قلت: اُمِرتُ بثلاثين صلاةً، قال: إنَّ أمَّتك لا تستطيع ثلاثين صلاةً، وإنِّي قد خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وعالجتُ بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ، فارجع إلى ربِّك فَسَلْهُ التَّخفيفَ لأمَّتِك، قال: فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عشرًا، قال: فَرَجَعْتُ إلى موسى فقال: بما أُمِرتَ؟ قلت: اُمِرتُ بعشرين صلاةً، فَقَال: إنَّ أمَّتك لا تستطيع ذلك، وَإنِّي قد خَبَرْتُ النَّاسَ قبلَكَ وَعَالجتُ بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ، فارجع إلى ربِّك فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ، قال: فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بعشرِ صلواتٍ، فَرَجَعْتُ إلى موسى فقال: بكم أُمِرتَ؟ فقلت: أُمِرتُ بِعَشْرِ صَلَواتٍ، قال: إنَّ أمَّتك لا تَسْتَطِيْعُ ذلك
(33)
، وإنِّي قد خَبَرْتُ النَّاسَ قبلَكَ وَعَالَجْتُ بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ، ارجع إلى ربِّك فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِك، قال: فَرَجَعْتُ فأُمِرْتُ بخمسِ صَلَوَاتٍ كل يومِ، فرجعتُ إلى موسى فقال: بما
(34)
أُمِرتَ؟ قلت: أُمِرتُ بخمس صَلَوَاتٍ
(35)
. قال: إنَّ أمَّتك لا تُطِيق خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يومَ، وإنِّي قد خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وعالجتُ بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ، فارجع إلى ربّك فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِك، قال: قلتُ: قد سألتُ ربِّي حتى قد استَحْيَيْتُ وَلكنْ أرضى وَأُسَلِّم".
⦗ص: 49⦘
قال: "فلما نَفَذْتُ نادَاني [مُنَادٍ]
(36)
: إنِّي قد أَنْفَذْتُ فَرِيضَتِي وخَفَّفْتُ عن عبادي"
(37)
.
هَذا لفظُ همام عن قتادة، وَحَديث
(38)
سعيد بن أبي عروبة بنحوه، وَليس فيه ذكرُ الحسن، وقال مكان:"قد خبرتُ النَّاس"
(39)
: "قد بلوتُ الناس"، وزاد فيه:"عن عبادي، وجَعلتُ كلَّ حسنةٍ عشرةَ أمثالها".
وليس في حديث هشام
(40)
أيضًا ذكرُ الحسن ولا الجارود.
(1)
أبو إسحاق الأزدي، من ولد حماد بن زيد.
(2)
ابن علي بن عطاء بن مُقَدَّم المُقَدَّمي، أبو عبد الله الثقفي مولاهم البصري.
(3)
ابن أبي عبد الله سنبر الدَّسْتَوَائي، أبو بكر البصري.
(4)
ذكره المزِّي في الرواة عن يوسف بن بُهْلول، ولم أجد له ترجمة، وفي (م) أقحمت هنا عبارة "أخبرنا يزيد بن زريع" ولعله سبق قلم.
(5)
التميمي، أبو يعقوب الأنباري، نزيل الكوفة.
(6)
عبدة بن سليمان الكِلابي، أبو محمد الكوفي، قيل اسمه: عبد الرحمن، وعبدة لقبٌ.
(7)
الإسفراييني، أبو بشر الذهلي.
(8)
ابن عبيد بن قيس العَنَزي، أبو موسى الحافظ البصري المعروف بالزَّمِن.
(9)
محمد بن إبراهيم بن أبي عدي السُّلَمي مولاهم، أبو عمرو البصري.
(10)
أبو يعقوب المعروف بالفسوي، صاحب "المعرفة والتاريخ".
(11)
ابن عبيد الله بن الوازع الكِلأبي القيسي، أبو عثمان البصري.
(12)
ابن يحيى بن دينار العَوْذِي البصري.
(13)
روى الأزرقي بإسناده إلى ابن جريجٍ أنه قال: "الحَطِيم: بين الركن والمقام وزمزم والحِجْر"، وقال: "سمي هذا الموضع بالحطيم لأن الناس كانوا يحطمون هنالك بالأيمان، ويستجاب فيه الدعاء على الظالم للمظلوم
…
".
وقال البغوي: "سمي حطيمًا لما حُطِم من جداره فلم يسوَّ ببناء البيت".
وقال عاتق البلادي: "الحَطيم: بين المقام وباب الكعبة وزمزم والحِجْر" كذا جزم به في "معالم مكة التاريخية"، وقال في "معجم المعالم الجغرافية":"اختُلف في الحَطيم وموقعه، وخير الأقوال وأصحها أنه ما بين الحجر الأسود إلى زمزم إلى مقام إبراهيم".
انظر: أخبار مكة للأزرقي (23 - 24)، شرح السنة للبغوي (13/ 342) معالم مكة التاريخية والأثرية (ص: 286)، ومعجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية كلاهما لعاتق البلادي (ص: 103).
(14)
القائل هو: قتادة، كما بينته رواية الإمام أحمد في المسند (4/ 208).
(15)
قال الحافظ ابن حجر: "القائل هو: قتادة، والمقول عنه هو: أنس بن مالك رضي الله عنه".
انظر: فتح الباري (7/ 244).
(16)
قال الحافظ ابن حجر: "لم أر من نسبه من الرواة، ولعله ابن أبي سبرة البصري =
⦗ص: 43⦘
= صاحب أنس، فقد أخرج له أبو داود عن أنس حديثًا غير هذا". الفتح (7/ 244).
(17)
كلمة "ما يعني" سقطت من (ط).
(18)
على هامش (ك) التعليق التالي: "كذا وقع ها هنا، وصوابه: من قَصِّه، وهو رأس الصدر، قاله الجوهري وغيره".
أقول: ووقع في صحيح البخاري -قَصِّه- على الوجه الذي صوَّبه هذا المعلِّق، وفسَّره الحافظ ابن حجر بأنه رأس الصدر أيضًا.
والشِّعرة -بكسر الشين المعجمة-: العانة، وقيل: منبت شعرها. قاله ابن الأثير.
انظر: الصحاح للجوهري (3/ 1052)، النهاية لابن الأثير (480)، فتح الباري لابن حجر (7/ 244).
(19)
أي يضع رِجْله عند منتهى ما يرى بصره. قاله الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 246).
(20)
أي: وصلت وبلغت. النهاية لابن الأثير (61).
(21)
كلمة "آدم" سقطت من (م).
(22)
في (ط) و (ك): "وقال".
(23)
في (م): "قال".
(24)
في (م): "مما" بدل "ممن".
(25)
في (م): "قيل".
(26)
في (م): "قال".
(27)
في (ط) و (ك): "يُنعْتُ إلى".
(28)
في (ط) و (ك): "وحدثنا".
(29)
هو موصولٌ بالاسناد السابق، وقال البخاري رحمه الله تعالى -بعد أن أخرج الحديث من رواية سعيد بن أبي عروبة وهشام وهمام-:"وقال همام عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في البيت المعمور".
قال الحافظ ابن حجر: "يريد أن همامًا فصل في سياقه قصة البيت المعمور من قصة الإسراء، فروى أكل الحديث عن قتادة عن أنس، وقصة البيت عن قتادة عن الحسن، وأما سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي فأدرجا قصة البيت المعمور في حديث أنس، والصواب رواية همام"، وقال أيضًا بعد ذلك:"أخرج الطبري من طريق ابن أبي عروبة عن قتادة أنه قال: ذُكِر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "البيت المعمور مسجدٌ =
⦗ص: 47⦘
= في السماء بحذاء الكعبة لو خرَّ خرَّ عليها، يدخله سبعون ألف ملك كل يوم، إذا خرجوا منه لم يعودوا" وهذا وما قبله يشعر بأن قتادة كان تارة يدرج قصة البيت المعمور في حديث أنس وتارة يفصلها، وحين يفصلها تارة يذكر سندها وتارة يبهمه". فتح الباري (6/ 355 - 356).
وقد ذكر المصنِّف في نهاية الحديث أن هذا هو لفظ همام عن قتادة، أي أنه فصل بين حديث البيت المعمور وحديث الإسراء بإسنادين، وأما حديث ابن أبي عروبة وهشام فليس فيه ذكر الحسن، أي أن حديث الحسن عن أبي هريرة مدرجٌ في حديث أنس بدون بيان، وقد سبق كلام الحافظ ابن حجر من أن قتادة كان يرويه على أوجه.
(30)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(31)
قال ابن الأثير: "خَبَرْتُ الأمر أَخْبُرُه: إذا عرفته على حقيقته". النهاية (6).
(32)
"قد" ليست في (ط) و (ك).
(33)
في (ط) و (ك): "عشر صلوات" بدل "ذلك".
(34)
في (ط) و (ك): "ما".
(35)
ما بين النجمين سقط من (م).
(36)
في جميع النسخ: "منادي"، ولعل ذلك على إشباع المد.
(37)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب بدء الخلق- باب ذكر الملائكة (الفتح 6/ 348 ح 3207) عن خليفة بن خياط عن يزيد بن زريع عن هشام وسعيد بن أبي عروبة به، وعن هدبة بن خالد عن همام عن قتادة به. وأخرج طرفًا منه -من هذا الطريق الأخير- في أحاديث الأنبياء -باب قوله تعالى:{وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) .... } (الفتح 6/ 488 ح 3393)، وكذا في باب قول الله تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)
…
} (الفتح 6/ 539 ح 3430).
وأخرجه بطوله في كتاب مناقب الأنصار -باب المعراج (الفتح 7/ 241 ح 3887) عن هدبة بن خالد عن همام عن قتادة أيضًا.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات، وفرض الصلوات (1/ 151 ح 265) من طريق معاذ بن هشام الدَّسْتَوَائي عن أبيه عن قتادة به. وأخرجه أيضًا (1/ 149 ح 264) عن محمد بن المثنى عن ابن أبي عدي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به.
(38)
في (ط) و (ك): "وفي حديث".
(39)
كلمة "الناس" سقطت من (ط)، وفي (ك):"قال: بلوت الناس".
(40)
في (ط) و (ك): "همام" ولعله سبق قلم.
407 -
حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي
(1)
، حدثنا يونس بن محمد
(2)
، حدثنا شَيبانُ
(3)
، عن قتادة قال: حدثنا أنس بن مالك أنَّ مالك بن صَعْصَعَة حَدَّثهم، وذكر الحديثَ بطوله
(4)
.
(1)
هو: محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي، أبو جعفر، المعروف بابن المنادي.
(2)
ابن مسلم البغدادي، أبو محمد المؤدب.
(3)
ابن عبد الرحمن التميميّ مولاهم النحوي، أبو معاوية البصري المؤدب.
(4)
أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/ 208) عن يونس بن محمد المؤدب عن شيبان به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(732) من طريق ابن المنادي -شيخ المصنِّف- عن يونس بن محمد به.
408 -
حَدثنا محمد بن عوف الحمصي
(1)
، حدثنا أحمد بن خالد الوهبي
(2)
حدثنا شيبان، عن قتادة بإسناده نحوَه بطوله
(3)
.
(1)
أبو جعفر الطائيّ الحافظ.
(2)
أبو سعيد بن أبي مخلد الحمصي الكندى، والوَهْبِي: نسبة إلى وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بطنٌ من كِنْدَة. انظر: اللباب لابن الأثير (3/ 376).
(3)
أخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان"(734) من طريق أحمد بن خالد الوهبي عن شيبان عن قتادة به.
409 -
حَدثنا محمد بن يحيى، حدثنا عبد الرزاق
(1)
، عن معمر، ح
وحدثنا الصاغاني، حدثنا يعقوبُ بن إبراهيم بن سعد
(2)
حدثنا أبي،
⦗ص: 51⦘
عن
(3)
صَالح، كلاهما عن ابن شهابٍ، عن أبي سلمةَ
(4)
، عن جَابر، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:"لما كَذَّبني قُرَيشٌ حينَ أُسرِيَ بي إلى بيتِ المقدِسِ قمتُ في الحِجْرِ وأَثْنَيْتُ على ربِّي وسألتُه أن يمثِّلَ في بيتَ المقدس فرُفِع لي فَجَعَلْتُ أَنْعَتُ لهم آياتِهِ"
(5)
.
وَهذا لفْظُ معمر، وَحديثُ صَالحٍ: "فجَعَلْتُ أُخْبِرُهم عَن آياتِه
(6)
وأنا أَنْظُرُ إليهِ".
(1)
والحديث في مصنَّفه (5/ 329).
(2)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
(3)
وقع في (م) تقديم "عن" على "أبي" ولعله سبق قلم، وصالح هو: ابن كيسان المدني.
(4)
ابن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ.
(5)
أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 377) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالحٍ به، وأخرجه أيضًا عن عبد الرزاق عن معمر بهٍ.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة"(359 - 360) من طريق عباس الدوري عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح به.
(6)
ما بين النجمين سقط من (ط)، ومعنى الآيات: العلامات.
410 -
حَدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وَهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال أبو سلمة، سمعْتُ جابرَ بن عبد الله يَقولُ [
…
]
[*]
: "لما كَذَّبَتْني
(1)
قُرَيشٌ قمتُ في الحِجْرِ فَجَلَى الله
(2)
لي بيتَ المقدِسِ، فَطْفِقْتُ أُخْبِرهم عن آياتِهِ وأنا أنظُرُ إليهِ"
(3)
.
(1)
في (ط) و (ك): "كذَّبني".
(2)
سقط لفظ الجلالة من (م)، و "جلى": روي بتشديد اللام وتخفيفها، ومعناه: كشف وأظهر. شرح مسلم للنووى (237).
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب مناقب الأنصار -باب حديث الإسراء (الفتح =
⦗ص: 52⦘
= 7/ 236 ح 4710) عن أحمد بن صالح عن ابن وهبٍ به.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة، وطبعة دار المعرفة (341)، وقال محقق طبعة دار المعرفة في الحاشية: سقط من هنا: "سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول"، كما عند البخاري (4710) والطبري في تهذيب الآثار (1/ 413 - ابن عباس) والتفسير (14/ 422) والطحاوي في شرح المشكل (4852)، وابن حبان في التقاسيم (2997)، [55 - إحسان] وابن منده في التوحيد (24) من طريق ابن وهب به، والحديث ورد عند المصنف (352) من حديث عقيل، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لما كذبتني قريش
…
»، وكذا ورد قبله برقم (340) من حديث معمر بن راشد وصالح بن كيسان عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لما كذبتني قريش
…
».
411 -
حدثَنا محمد بن عبيد الله بن المنادي، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابتٍ، عَنْ أنس بن مالك أنَّ رسولَ الله
(1)
صلى الله عليه وسلم أتاه جبريلُ عليه السلام وهو يَلْعَبُ معَ الغِلْمَانِ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ فَشَقَّ عَن قَلْبِهِ
(2)
فاسْتَخْرَجَ القلبَ فاستخرجَ منه عَلَقَةً قال: هذا حَظُّ الشَّيْطَانِ منك، ثم غسلَه في طَسْتٍ من ذَهَبٍ بماءِ زمزم، ثمَّ لأَمَهُ
(3)
، ثمَّ أَعَادَهُ في مكانِه.
وجاء الغِلمانُ يَسْعَونَ إلى أُمِّهِ -يعني ظِئْرَهُ
(4)
- فقالوا: إنَّ محمدًا قد قُتِل فاستَقْبَلُوهُ وَهو مُنْتَقَع
(5)
اللون.
⦗ص: 53⦘
قال أنس: "وكنتُ أرى أَثَر المِخْيَطِ في صدره"
(6)
.
(1)
في (ط) و (ك): "نبي الله".
(2)
في (ط): "بطنه" وفي الهامش: "ص: قلبه" لعله يشير إلى أنها كذلك في نسخةٍ رمز لها (ص).
(3)
لأمه على وزن: ضَرَبَه، وفيه لغة أخرى: لاءمه بالمد على وزن آذنه، ومعناه جمعه وضمَّ بعضه إلى بعض. شرح مسلم للنووي (216).
(4)
الظِئْر: هي المرضعة غير ولدها، ويقال لزوج المرضع أيضًا: ظئرٌ، والمراد بها هنا: حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية.
انظر: النهاية لابن الأثير (3/ 154)، شرح مسلم للنووي (217)، الإصابة لابن حجر (7/ 584).
(5)
قال النووي: "هو بالقاف المفتوحة أي: متغير اللون، قال أهل اللغة امتقع لونه فهو ممتقع، وانتقع فهو منتقع، وابتقع -بالباء- فهو مبتقع، فيه ثلاث لغات، والقاف =
⦗ص: 53⦘
= مفتوحة فيهن، قال الجوهري وغيره: والميم أفصحهن، ونقل الجوهري اللغات الثلاث عن الكسائي قال: ومعناه تغير من حزن أو فزع". وفي القاموس المحيط: "انتُقِع لونه -مجهولًا- تغيَّر".
انظر: شرح مسلم للنووي (217)، القاموس المحيط للفيروزآبادي (ص: 993).
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات، وفرض الصلوات (1/ 147 ح 261) عن شيبان بن فرُّوخ عن حماد بن سلمة به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 149) عن الحسن بن موسى عن حماد بن سلمة به.
412 -
حدثنا الرَّبيع بن سليمان
(1)
صاحبُ الشَّافعي، حدثنا ابن وهب، عن سليمان بن بلال
(2)
، حَدَّثني شَرِيك بن عبد الله بن أبي نَمِر
(3)
⦗ص: 55⦘
قال: سمعت أنس بن مالك يُحدثنا عن ليلة أُسرِيَ برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجدِ الكعبةِ، أنَّه جاءه ثلاثةُ نفرٍ قبلَ أن يوحى إليهِ، فلم يُكَلِّمُوهُ حَتى احتملوه فَوضَعوه عندَ بئرِ زمزم، فَتَولاه منهُم جَبريل، فشق جَبريل عليه السلام ما بينَ نَحْرِه إلى لَبَّتِهِ
(4)
، حتى فرجَ عن صدرِه وَجَوْفِه، فَغَسَلَهُ مِن ماءِ زَمْزَم حَتى أَنْقَى جَوْفَهُ، ثم أتى بطَسْتٍ من ذَهَبٍ فيه تَوْرٌ
(5)
من ذَهَبٍ مَحْشُوًّا
(6)
إيمانًا وحِكمةً، فحشا بهِ صدرَهُ وَجَوْفَهُ، ثم أطبَقَهُ.
ثم عَرَجَ بهِ إلى السماءِ الدنيا فضربَ بابا مِن أبوابها، فناداه أهلُ
⦗ص: 56⦘
السماء: مَن هذا؟ قال: هذا جبريلُ، -قَالُوا: مَنْ
(7)
معك؟ قال: محمد، قالوا: قد
(8)
بُعِثَ إليهِ؟ قال: نَعَم، قالوا: فَمَرْحَبًا وَأَهْلًا
(9)
، يستبشر به أهلُ السَّماء، لا يَعْلَمُ أهلُ السماء بما يُرِيْدُ الله في الأرضِ حَتى يُعْلِمَهم".
وَذكر الحديثَ بطوله
(10)
.
(1)
ابن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري.
(2)
التيمي مولاهم المدني، وفي (م) تكررت عبارة "سليمان صاحب الشافعي، أخبرنا ابن وهب" ولعله سبق قلم.
(3)
القرشي -وقيل: الليثي- أبو عبد الله المدني، توفي في حدود سنة (140 هـ).
وثقه ابن سعد، وقال ابن معين -مرة، كذا النسائي-:"ليس به بأس"، وقال الإمام أحمد:"صالح الحديث"، ووثقه العجلي، وأبو داود، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:"ربما أخطأ"، وقال ابن عدي:"رجل مشهور من أهل المدينة حدَّث عنه مالك، وغير مالك من الثقات، وحديثه إذا روى عنه ثقة فإنه لا بأس بروايته، إلا أن يروي عنه ضعيف".
وقال عنه ابن معين، والنسائي -مرة-:"ليس بالقوي"، ورماه الساجي بالقدر، وقال ابن الجارود: "ليس به بأس، وليس بالقوي، وكان يحيى بن سعيد لا يحدِّث =
⦗ص: 54⦘
= عنه"، وضعَّفه ابن حزم، بل اتهمه بالوضع -كما قال الذهبي- لأجل حديثه في الإسراء هذا، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء.
ولعل أكثر من تكلَّم فيه بسبب روايته ألفاظًا منكرة في حديث الإسراء تخالف رواية الثقات.
قال الذهبي في الميزان: "تابعي صدوق، وهاه ابن حزم لأجل حديثه في الإسراء"، وقال في تاريخ الإسلام:"وذكره ابن حزم فوهاه واتهمه بالوضع، وهذا جهلٌ من ابن حزم فإن هذا الشيخ ممن اتفق البخاري ومسلم على الاحتجاج به، نعم غيره أوثق منه وأثبت، وهو راوي حديث المعراج وانفرد فيه بألفاظ غريبة". وذكره في المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد وقال: "صدوق"، وكذا قال في المغني في الضعفاء.
وقال الحافظ ابن حجر في هدي الساري: "في روايته لحديث الإسراء مواضع شاذة"، وقال في التقريب:"صدوق، يخطئ". وهو كذلك، فيتجنَّب خطؤه وما خالف فيه الثقات، وسيأتي الكلام على روايته لحديث الإسراء وأقوال العلماء فيها في نهاية الحديث إن شاء الله تعالى.
انظر: تاريخ الدوري (251)، تاريخ الدارمي (ص: 133)، العلل للإمام أحمد -رواية الميموني (ص: 165)، الثقات للعجلي (1/ 453)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص: 133)، الثقات لابن حبان (4/ 360)، الكامل لابن عدي (4/ 1321)، المحلى لابن حزم (1/ 142)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (40)، تهذيب الكمال للمزي (1477)، سير أعلام النبلاء (6/ 159) وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 141 - 160 /ص: 173)، والميزان (270)، والرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد (ص: 116)، والمغني كلها للذهبي (1/ 297)، هدي الساري (ص: 430)، وتهذيب التهذيب (4/ 307)، والتقريب لابن حجر (2788).
(4)
بفتح اللام وتشديد الموحدة، وهي: موضع القلادة من الصدر. قاله الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/ 489).
(5)
قال الحافظ ابن حجر: "التَّوْر -بفتح المثناة- شبه الطَّست، وقيل: هو الطَّسْت، ووقع في حديث شَرِيك عن أنس في المعراج "فأتي بطست من ذهبٍ فيه تور من ذهب" وظاهره المغايرة بينهما، وكأن الطست أكبر من التور". فتح الباري (1/ 363).
وقال في موضعٍ آخر: "وهذا يقتضي أنه غير الطست، وأنه كان داخل الطست، فقد تقدم أنهم غسلوه بماء زمزم، فإن كانت هذه الزيادة محفوظة احتمل أن يكون أحدهما فيه ماء زمزم، والآخر هو المحشو بالإيمان، واحتمل أن يكون التور ظرف الماء وغيره، والطست لما يصب فيه عند الغسل صيانة له عن التبدد في الأرض، وجريًا على العادة في الطست وما يوضع فيه الماء". من الفتح (13/ 489) بتصرف.
(6)
كذا وقع بالنصب وأعرب بأنه حالٌ من الضمير الجار والمجرور، والتقدير: بطست كائن من ذهب فنقل الضمير من اسم الفاعل إلى الجار والمجرور، وأما قوله:"إيمانًا" فمنصوبٌ على التمييز، وقوله:"حكمة" معطوفٌ عليه. من الفتح لابن حجر (13/ 489) بتصرف.
(7)
في (ط) و (ك): "ومن".
(8)
كلمة "قد" ليست في (ط).
(9)
في (ط): "مرحبًا وأهلًا وسهلًا".
(10)
قوله: "بطوله" ليست في (ط) و (ك)، وستأتي روايته مطولة عند المصنف رحمه الله تعالى برقم (426) من هذا الطريق.
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المناقب- باب كان النبي صلى الله عليه وسلم تنام عينه ولا ينام قلبه (الفتح 6/ 670 ح 3570) من طريق عبد الحميد بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن شريك بطرف منه، وأخرجه في كتاب التوحيد -باب ما جاء في قوله عز وجل:{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164)} (الفتح 13/ 486 ح 7517) عن عبد العزيز بن عبد الله عن سليمان بن بلال عن شريكٍ به مطولًا.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات، وفرض الصلوات (1/ 148 ح 262) عن هارون الأيلي عن ابن وهبٍ عن سليمان بن بلالٍ به، ولم يذكر من الحديث إلا طرفًا وقال:"وساق الحديث بقصَّته نحو حديث ثابت البناني، وقدَّم فيه شيئًا وأخر وزاد ونقص".
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 521) عن الربيع بن سليمان المرادي -شيخ المصنِّف- عن ابن وهبٍ به. =
⦗ص: 57⦘
= تنبيه:
تكلَّم بعض العلماء -ومنهم الخطابي، وابن حزم، والبيهقي، وعبد الحق الإشبيلي، والقاضي عياض، والنووي، وابن القيم- على رواية شَرِيكٍ هذه لإتيانه فيها بألفاظ غريبة لم يتابعه عليها غيره من الثقات الذين رووا الحديث:
قال النووي: "جاء في رواية شَريك في الحديث في الكتاب أوهامٌ أنكرها عليه العلماء، وقد نبَّه مسلمٌ على ذلك بقوله: فقدَّم وأخَّر، وزاد ونقص
…
".
وقال ابن القيم: "غلَّط الحفاظُ شَريكًا في ألفاظٍ من حديث الإسراء، ومسلم أورد المسند منه، ثم قال: "فقدَّم وأخَّر، وزاد ونقص"، ولم يسرد الحديث فأجاد رحمه الله".
وقال ابن حجر في الهدي: "خالف فيه شَريكٌ أصحاب أنس في إسناده ومتنه، أما الإسناد فإن قتادة يجعله عن أنس عن مالك بن صعصعة، والزهري يجعله عن انس عن أبي ذر، وثابت يجعله عن أنس من غير واسطة، لكن سياق ثابتٍ لا مخالفة بينه وبين سياق قتادة والزهري، وسياق شَريك يخالفهم في التقديم والتأخير والزيادة المنكرة".
وقد جمع ابن حجر المواضع التي خالف فيها شَريك غيره من الرواة، وهي أكثر من عشرة مواضع وقال:"والأولى التزام ورود المواضع التي خالف فيها غيره، والجواب عنها إما بدفع تفرده، وإما بتأويله على وفاق الجماعة"، وقد قال الحافظ ذلك في سياق مناقشته لأقوال الذين ردوا حديث شريك كابن حزم وغيره.
ثم ذكر هذه المواضع وأجاب عن بعضها، وأحال في الجواب عن البعض الآخر إلى أمكنها، وفيما يلي سرد تلك المواضع التي ذكرها ملخَّصٌ من كلامه رحمه الله تعالى:
الأول: أمكنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في السماوات.
الثاني: كون المعراج قبل البعثة.
الثالث: كونه منامًا. =
⦗ص: 58⦘
= الرابع: مخالفته في محل سدرة المنتهى، وأنها فوق السماء السابعة بما لا يعلمه إلا الله.
الخامس: مخالفته في النهرين، وبها النيل والفرات، وأن عنصرهما في السماء الدنيا، والمشهور في غير روايته أنهما في السماء السابعة، وأنهما من تحت سدرة المنتهى.
السادس: شق الصدر عند الإسراء، وقد وافقته رواية غيره.
السابع: ذكر نهر الكوثر في السماء الدنيا، والمشهور في الحديث أنه في الجنة.
الثامن: نسبة الدنو والتدلي إلى الله عز وجل، والمشهور في الحديث أنه جبريل، وهذه اللفظة ستأتي في ح (426)، وقد انتقد هذه اللفظة أيضًا البيهقي في "الأسماء والصفات".
التاسع: تصريحه بأن امتناعه رضي الله عنه من الرجوع إلى سؤال ربه التخفيف كان عند الخامسة، ومقتضى رواية ثابت عن أنس أنه كان بعد التاسعة.
العاشر: قوله: "فعلا به -إلى- الجبار، فقال: وهو مكانه".
الحادي عشر: رجوعه بعد الخمس، والمشهور في الأحاديث أن موسى عليه الصلاة والسلام أمره بالرجوع بعد أن انتهى التخفيف إلى الخمس، فامتنع.
الثاني عشر: زيادة ذكر التور في الطست.
ثم قال: "فهذه أكثر من عشرة مواضع في هذا الحديث لم أرها مجموعة في كلام أحدٍ ممن تقدم، وقد بيَّنت في كل واحد إشكال من استشكله، والجواب عنه إن أمكن وبالله التوفيق، وقد جزم ابن القيم في الهدي بأن في رواية شَريك عشرة أوهام، لكن عدَّ مخالفته لمحال الأنبياء أربعة منها، وأنا جعلتها واحدة، فعلى طريقته تزيد العدة ثلاثة، وبالله التوفيق".
انظر: الأسماء والصفات للبيهقي (355 - 359) شرح مسلم للنووي (209)، زاد المعاد لابن القيم (3/ 42)، هدي الساري (ص: 402)، وفتح البارى لابن حجر (13/ 488 - 496).
413 -
حدثَنا أبو أُميَّةَ، حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي
(1)
، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أنس بن مالك أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُتيْتُ بالبُرَاقِ وهو دَابَّةٌ أبيضُ فوقَ الحمارِ ودُونَ البَغْلِ، يضعُ حَافرَهُ عندَ مُنْتهى طَرْفِهِ، فَرَكِبْتُهُ حتى أَتَيْتُ بيتَ المقدِسِ، فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بالحَلْقةِ التي يَرْبُطُ بها الأنبياء، فَدَخَلْتُ فَصَلَّيتُ فيه كعَتَيْنِ، فأتاني جبريل بإناءٍ من لبنٍ وإناءٍ من خَمْرٍ، فاخترتُ اللبنَ فقال لي جبريل: اخترتَ الفطرةَ.
فعرج بنا إلى السماءِ الدُّنيا، فاستفتح جبريل فقيل له: مَن أنت؟ فقال: أنا جبريل، قيل: وَمن معك؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد بُعِثَ إليهِ؟ قال: قد بُعِثَ إليهِ، فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بآدم، قال: فَرَحَّبَ وَدعا لي بخيرٍ.
ثم عرج إلى السماءِ الثَّانيةِ فاستفتح جبريل، فقيلَ: مَن أنتَ؟ قال: جبريلُ قيلَ: وَمَن معك؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد بُعِثَ إليه؟ قال: وقد بُعِثَ إليهِ، فَفُتِحَ لنا
(2)
فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى، فرحَّبَا وَدَعَوَا لي بخيرٍ.
ثم عُرِجَ بنا إلى السماءِ الثالثةِ فاسْتَفْتَحَ جبريلُ، قيلَ
(3)
: مَن أنت؟ قال: أنا جبريلُ، قيلَ: وَمَن معك؛ قال: محمدٌ، قيل: وقد بُعِثَ إليهِ؟
⦗ص: 60⦘
قال: قَد بُعِثَ إليهِ، فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أُعْطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ، فرحَّبَ وَدَعا لي بخيرٍ.
ثم عُرِجَ بنا إلى السماءِ الرَّابعةِ، فاستفتح جبريلُ فقيلَ
(4)
: مَن أنتَ؟ قال: أنا جبريلُ، قيلَ: وَمَن معك؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد بُعِثَ إليهِ؛ قال: قد بُعِثَ إليهِ، فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بإدريس، فرحَّبَ ودعا في بخيرٍ، قَال: وَقَرأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذه الآيةَ: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)}
(5)
.
ثم عُرِجَ بنا إلى السماءِ الخامسةِ، فاستفتح جبريلُ، قيلَ: مَن أنتَ؟ قال: جبريلُ، قيلَ: وَمَن معك؛ قال: محمدٌ، قيل: وقد بُعِثَ إليهِ؟ قال: قد بُعِثَ إليهِ، فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بهارونَ، فرحَّبَ بي وَدعا لي بخيرٍ.
ثم عرج بي إلى السماءِ السّادسةِ، فاستفْتَحَ جبريلُ، قيلَ: مَن أنتَ؟ قال: جبريلُ، قيلَ: وَمَن معك؟ قال: محمد، قيل: وَقَد بُعِثَ إليهِ؟ قال: قد بُعِثَ إليهِ، فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بموسى، فرحَّبَ
(6)
وَدعا لي بخيرٍ.
ثم عُرِجَ بنا إلى السماءِ السابعةِ، فاستفتح جبريلُ، قيلَ: مَن أنتَ؟ قال: جبريلُ، قيلَ: وَمَن معك؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد بُعِثَ إليهِ؟ قال:
⦗ص: 61⦘
قد بُعِثَ إليهِ، فَفُتحَ لنا فإذا أنا بإبراهيم، وَإذا هو مُسْتَنِدٌ إلى البيتِ المعمورِ، وَإذا هُو يَدخُلُهُ كلَّ يومٍ سبعونَ ألفَ مَلَكٍ ثم لا يَعُودُونَ إليهِ، ودعا لي بخيرٍ
(7)
.
ثم انْتَهَيْتُ إلى السِّدرةِ المنتَهَى، وإذا ثَمَرُها كالقِلال، وإذا ورقُها كآذانِ الفِيَلَةِ، فلما غَشِيَها مِن أمرِ الله ما غشِيَ تَغيَّرتْ حتى ما يستطيعَ أحدٌ مِن خَلْقِ الله أن يَنْعَتَها مِن حُسْنِها، فأوحى إليَّ ما أوحَى، وَفرض عليَّ في كلِّ يومِ وَليلةٍ خمسين صلاةً، فنزلتُ حتى انتهيْتُ إلى موسى، قال: ما فَرَض عَليك ربُّك؟ قلتُ: خمسين صلاةً في كلِّ يومِ وَليلةٍ، قال: ارجع إلى ربِّك فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِك فإنَّ أُمَّتَكَ لا يُطيقون ذلك، فإنِّي قد بلوتُ بني إسرائيل وَجَرَّبْتُهم
(8)
، قال: فرجعتُ إلى ربِّي فقلتُ: يا ربِّ خَفِّف عن أُمَّتي حُطَّ عَنِّي خمسًا
(9)
، فَنَزَلْتُ حتى انْتَهَيْتُ إلى موسى، فقال: ما صَنَعْتَ؟ قلتُ: حَطَّ عنِّي خمسًا. قال: ارْجِعْ إلى رَبِّك فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ، فلم أزل بين ربِّي وَبَين موسى حتى جعل خمسَ صلواتٍ لكلِّ
(10)
صلاةٍ عشرٌ
(11)
فتلك خَمْسُونَ، وَمَنْ هَمَّ
⦗ص: 62⦘
بِحَسَنَةٍ فلم يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ حسنةً واحدةً، فإن عَمِلها كُتِبَتْ عَشْرًا، وَمَن هَمَّ بِسَيّئةٍ فلم يعملها لم تُكْتَب شيئًا، فإن عَمِلَها كُتِبَتْ سَيّئةً وَاحِدَةً، فَنزلتُ حتى انتهيْتُ إلى موسى فقال: ما صنعْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ فقال: ارْجِعْ إلى ربّك فَسَلْهُ التَّخْفِيْفَ، فَقُلْتُ: قد رَجَعْتُ إلى ربِّي حتى اسْتَحْيَيْتُ"
(12)
.
(1)
هو: أحمد بن إسحاق بن زيد بن عبد الله الحضرمي مولاهم، أبو إسحاق البصري.
(2)
في (ك): "لي"، وفي (ط) ضربٌ بالقلم على كلمة "لنا".
(3)
في (ط) و (ك): "فقيل".
(4)
في (ط) و (ك): "قيل".
(5)
سورة مريم- الآية (57).
(6)
في (م): "فرحَّب بي".
(7)
في (ط) زيادة: "فرحب" قبل قوله: "ودعا لي" ولكنها مخرَّجة إلى الهامش.
(8)
في (ط): "وخبرتهم".
(9)
في (ط) و (ك): "فحط عني خمسة".
(10)
في (م): "بكلِّ".
(11)
في (ط) و (ك): "عشرة".
(12)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات، وفرض الصلوات (1/ 145 ح 259) عن شيبان بن فروخ عن حماد بن سلمة به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 148) عن الحسن بن موسى عن حماد بن سلمة به.
414 -
حدثَنا بكار بن قتيبة البَكْرَاوي
(1)
، حدثنا أبو أحمدَ الزُّبَيري
(2)
، ح
⦗ص: 63⦘
وحَدثنا عمار بن رجاء
(3)
، حدثنا يحيى بن آدم
(4)
قالا: حدثنا مالك بن مِغْوَل، عن الزُّبَير بن عَدي
(5)
، عن طلحة بن مُصَرِّف
(6)
، عن مُرَّة
(7)
، عن عبد الله بن مُسعود قال: "لما أُسْرِيَ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم انتهي به إلى سِدرةِ المنتَهَى وهي في السَّماءِ السادسةِ
(8)
، وإليها ينتَهى بما هبط مِن فوقها حتى يُقْبَضَ منها، وإليها ينتهى بما عرجَ مِن تحتِها حتى يُقْبَض منها [قال:]
(9)
⦗ص: 64⦘
{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)}
(10)
قال: فَرَاشٌ
(11)
مِن ذَهَبٍ، فأُعطِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثًا
(12)
: أُعْطِيَ الصَّلَواتِ الخَمْسَ، وَأُعْطِيَ خَواتيمَ سورةِ البقرةِ، وَيُغْفَرُ لمَن
(13)
مات مِن أمَّتي لا يُشْرِك باللهِ شيئًا المُقْحِمَاتُ
(14)
"
(15)
.
(1)
البَكْرَاوي: بفتح الباء الموحدة، وسكون الكاف، بعدها راء، نسبة إلى أبي بكرة الثقفي نفيع بن الحارث، وبكار بن قتيبة هذا من ولده، ويكنى أبو بكرة البصري، الفقيه الحنفي، قاضي مصر.
ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه الأئمة الثقات كابن خزيمة، والطحاوي، وابن أبي حاتم وغيرهم، ولم أجد من تكلَّم فيه بجرحٍ أو تعديل مع شهرته وله أخبارٌ في العدل والورع والعبادة.
انظر: الأنساب للسمعاني (273)، وفيات الأعيان لابن خلكان (1/ 279)، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 261 - 280 /ص: 70)، والعبر للذهبي (1/ 389)، رفع الإصر لابن حجر (1/ 140).
(2)
محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الأسدي مولاهم الكوفِي، ووقع في (م): =
⦗ص: 63⦘
= "أبو محمد الزهري" وهو خطأ.
(3)
التغلبي، أبو ياسر الأستراباذي.
(4)
ابن سليمان القرشي الأموي مولاهم، أبو زكريا الكوفي.
(5)
الهَمْدَاني اليامي، أبو عبد الله الكوفي، قاضي الرَّيِّ.
(6)
ابن عمرو بن كعب اليامي الكوفي.
(7)
ابن شراحيل الهَمْدَاني البَكِيلي، أبو إسماعيل الكوفي، يعرف بمُرَّة الطيَب، ومُرُّة الخير لعبادته.
(8)
كذا في هذه الرواية، وفي الأحاديث الماضية أن سدرة المنتهى في السماء السابعة، ونقل النووي عن القاضي عياض أن كونها في السابعة هو الأصح، وقول الأكثرين، وهو الذي يقتضيه المعنى، وتسميتها بالمنتهى، ثم قال النووي:"ويمكن أن يجمع بينهما فيكون أصلها في السادسة، ومعظمها في السابعة، فقد عُلِم أنها في نهاية من العِظَم".
وبنحو هذا جمع الحافظ ابن حجر بين الروايتين.
انظر: شرح مسلم للنووي (3/ 2)، فتح الباري (7/ 253).
(9)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(10)
سورة النجم- الآية (16).
(11)
في (ط) و (ك): "فرأيت فراشًا".
(12)
في (ط) و (ك): "قلت" بدل "ثلاثًا".
(13)
في (ك): "لما" وهو خطأ.
(14)
قال النووي: "بضم الميم وإسكان القاف كسر الحاء، ومعناه: الذنوب العظام الكبائر التي تهلك أصحابها وتوردهم النار وتقحمهم إياه، والتقحم: الوقوع في المهالك".
شرح صحيح مسلم (3/ 3).
(15)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب في ذكر سدرة المنتهى (1/ 157 ح 279) من طريق أبي أسامة القرشي، وعبد الله بن نمير كلاهما عن مالك بن مِغْوَلٍ به.
وأخرجه النسائي في سننه -كتاب الصلاة- باب فرض الصلاة
…
(1/ 217) عن أحمد بن سليمان عن يحيى بن آدم عن مالك بن مِغْوَل به.
وأخرجه الترمذي في سننه -كتاب تفسير القرآن- بابٌ ومن سورة النجم (5/ 393 ح 3276) من طريق سفيان بن عيينة عن مالك بن مِغْوَلٍ عن طلحة بن مُصَرِّف به، ولم يذكر فيه الزبير بن عدي، وقال:"حديث حسن صحيح".
فائدة الاستخراج:
1 -
نسب المصنِّف: طلحة بن مصرف، وعبد الله بن مسعود وهما عند مسلم مهملان. =
⦗ص: 65⦘
= 2 - نصَّ المصنِّف على زيادة زادها أحد الرواة في الحديث -كما في الطريق الآتية- وهذه الزيادة ليست عند مسلم.
415 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا سَهل بن عامر البَجَلي
(1)
، حدثنا مالك بن مِغْوَل بإسناده نحوَه
(2)
.
هذا لفظ يحيى بن آدم، وزاد فيهِ أبو أحمد الزُّبَيري
(3)
: "إليها ينتهي ما يعرج
(4)
من الأرواحِ ويقبضُ بها"، وَقال: أُعْطِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عندها ثلاثًا لم يُعْطَهُنَّ نَبيٌّ قَبْلَهُ: فُرِضَتْ عَلَيهِ خَمْس صَلَوَاتٍ، وَجُعِلَتْ بخمسين صلاةً".
(1)
قال البخاري عنه: "فيه نظر"، وقال أبو حاتم:"ضعيف الحديث، روى أحاديث بواطيل أدركته بالكوفة وكان يفتعل الحديث".
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي:"له أحاديث عن مالك بن مِغْوَل خاصة، وعن غيره ليست بالكثيرة، وأرجو أنه لا يستحق ولا يستوجب تصريح كذبه".
وذكره الذهبي في الميزان والمغني وقال: "كذَّبه أبو حاتم"، وقد سبق نقل كلام أبي حاتم ولعله أخذه من قوله:"كان يفتعل الحديث". فهو ضعيف، وقد تابعه ثقتان عند المصنِّف كما سبق في الإسناد الماضي، وتابعه غيرهما كما سيأتي في التخريج.
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 202)، الثقات لابن حبان (8/ 290)، الكامل لابن عدي (3/ 1279)، ميزان الاعتدال (239)، والمغني في الضعفاء للذهبي (1/ 287)، لسان الميزان لابن حجر (3/ 119).
(2)
سبق تخريجه في الذي قبله.
(3)
نسبته: "الزبيري "ليست في (ط) و (ك).
(4)
في (ط) و (ك): "بما عَرج".
416 -
حَدثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني، حدثنا عبد الرزاق
(1)
، أخبرنا مَعمر، عن الزهريّ قالَ: وأخبرني سعيد بن المسيَّب، عَن أبي هُرَيرةَ قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "حين أُسرِيَ بي لَقِيْتُ موسى -قال: فَنَعَتَهُ
(2)
- فإذا رجلٌ -حَسِبْتُهُ قال: - مضطربٌ، رَجِلُ الرَّأس، كأنَّه مِن رِجَالِ شَنُوءَة
(3)
.
قال: وَلقيتُ عيسى -فَنَعَتَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال-: رَبْعَةٌ أَحْمَر كأنه خَرَجَ مِنْ دِيْمَاسَ
(4)
.
⦗ص: 67⦘
قال: وَرَأيتُ إبراهِيمَ وأنا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بهِ، قال: وَأُتيتُ بإنائَينِ في أحدِهما لبنٌ وَفى الآخر خَمرٌ فَقيلَ في: خُذْ أَيَّهُما شئتَ، فأخذْتُ اللبنَ فشرِبْتُهُ فقيل لي: هُدِيتَ للفِطرةَ -أَو أصبْتَ الفِطرةَ- أما إنكَ لَوْ أخذْتَ الخمرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ
(5)
.
والدِّيْمَاسُ حَمَّامٌ.
(1)
الصنعاني، والحديث في مصنَّفه (5/ 329).
(2)
في (م): "فتبعته" بدل "فنعته" ولعلها من سهو الناسخ.
(3)
قوله: "مضطربٌ" قيل هو: الطويل غير الشديد، وقيل: الخفيف اللحم.
ورَجِل الرأس أي: دهين الشعر، مسترسله، وقال ابن السِّكَيت:"شعر رَجِلٌ أي: غير جعد".
وأما شَنُوْءَة -بفتح المعجمة وضم النون وسكون الواو بعدها همزة ثم هاء التأنيث- حيٌ من اليمن ينسبون إلى شنوءة وهو: عبد الله بن كعب من الأزد، ورجال الأزد معروفون بالطول. انظر: شرح النووى على مسلم (231)، فتح الباري لابن حجر (6/ 494).
(4)
الرَّبْعَة: بفتح الراء وسكون الموحدة -ويجوز فتحها- وهو المربوع، والمراد أنه ليس بالطويل جدًّا ولا قصير جدًّا بل وسط.
أما الدِيْماس -بكسر الدال وإسكان الياء والسين في آخره مهملة- فسَّره في نهاية الحديث بأنَّه الحمَّام، وذكر الحافظ ابن حجر بأن هذا من تفسير عبد الرزاق -ولم أجد هذا التفسير في مصنَّفه- ثم قال الحافظ:"والدِّيماس في اللغة السِّرْب، ويطلق أيضًا على الكِنُّ، والحمام من جملة الكنِّ والمراد من ذلك وصفه بصفاء اللون ونضارة الجسم كثرة ماء الوجه حتى كأنه كان في موضع كِنٍّ فخرج منه وهو عرقان". =
⦗ص: 67⦘
= انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (232)، فتح الباري لابن حجر (6/ 558).
(5)
أخرجه البخارى في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء -باب قول الله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9)
…
} (الفتح 6/ 493 ح 3394) من طريق هشام بن يوسف عن معمرٍ به.
وأخرجه أيضًا في موضعٍ آخر من نفس الكتاب -باب قول الله عز وجل: {وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} (الفتح 6/ 549 ح 3437) من الطريق السابقة وقرنه بطريق محمود بن غيلان عن عبد الرزاق عن معمرٍ به.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات، وفرض الصلوات (1/ 154 ح 272) عن محمد بن رافع وعبد بن حميد كلاهما عن عبد الرزاق عن معمرٍ به.
417 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وَهْب، قال: أخبَرني الليثُ
(1)
، أن أبا الزُّبيرِ
(2)
حَدَّثه عَنْ جابر بن عبد الله أنَّ
⦗ص: 68⦘
رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "عُرِض عليَّ الأنبياء فإذا مُوسى ضَرْبٌ
(3)
مِنَ الرِّجالِ كأنَّه مِن رِجَالِ شَنُوْءَةَ، وَرَأَيتُ عيسى بن مريمَ فإذا أقرب مَن رأيتُ بهِ شَبَهًا عُرْوَة
(4)
، ورأيتُ إبراهيمَ فإذا أقرَبُ مَن رأيتُ بهِ شبهًا صَاحِبكم -يعني نفسَه-، ورأيتُ جبريل فإذا أقربُ مَن رأيتُ بهِ شبهًا دِحْيَة بن خليفةَ"
(5)
.
(1)
ابن سعدٍ الفهمي، أبو عبد الرحمن المصري.
(2)
محمد بن مسلم بن تدرس المكي، وهذا الحديث من رواية الليث عنه، فهو مما سمعه من جابر، كما سبق بيانه في: ح (22).
(3)
قال القاضي عياض: "هو الرجل بين الرجلين في كثرة اللحم وقِلَّته"، وقال ابن الأثير:"هو الخفيف اللحم الممشوق المُسْتَدِق".
انظر: النهاية لابن الأثير (3/ 78)، شرح مسلم للنووي (231).
(4)
زاد في هامش (ط): "ابن مسعود" من النسخة التي يرمز لها بـ: ص.
(5)
يأتي تخريجه في الذي بعده.
418 -
حَدثنا الربيعُ بن سليمان
(1)
، حدثنا ابن وهب، ح
وحَدثنا أبو يحيى بن أبي مَسَرَّة
(2)
، حدثنا المُقْرِئ
(3)
قالا: حدثنا الليثُ بن سعد أنَّ أبا الزُّبَيرِ
(4)
أخبرَه عَن جابر بن عبد الله أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "عُرِض عَليَّ الأنبياءُ، فإذا موسى ضَرْبٌ مِنَ الرِّجالِ كأنَّه مِن رِجَالِ شَنُوْءَةَ، وَرَأيتُ عيسى بن مريم فإذا أقربُ مَنْ رأيتُ بهِ شَبَهًا عروة بن
⦗ص: 69⦘
مسعود، وَرَأيت إبراهيم فإذا [أنا]
(5)
أقرب مَن رأيتُ بهِ شَبَهًا صاحبُكُم -يَعْني نَفسَه-، ورأيتُ جبريل فإذا
(6)
أقرب مَن رأيتُ بهِ شَبَهًا دِحيَةُ"
(7)
.
(1)
أبن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري.
(2)
عبد الله بن أحمد بن زكريا بن أبي مسرة المكي، أبو يحيى، وكنيته لم ترد في (ط) و (ك)، ووقع في (ط):"ابن أبي سبرة" وهو خطأ.
(3)
عبد الله بن يزيد القرشيّ مولاهم، أبو عبد الرحمن المقرئ المكي.
(4)
وقع في (م): "أخبرنا الزبير" بدل "أبا الزبير" وهو خطأ.
(5)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(6)
ما بين النجمين سقط من (م).
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات، وفرض الصلوات (1/ 153 ح 271) عن قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح كلاهما عن الليث به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(740) من طريق يونس بن عبد الأعلى -شيخ المصنِّف في الإسناد السابق- عن ابن وهب به.
419 -
حدثنا يزيد بن سنان البصري، حدثنا أبو داودَ الطيالسي
(1)
، ح
وَحدثنا أبو أميَّةَ، وأبو الحسن الميموني
(2)
قالا: حدثنا سُرَيج بن النعمان الجوهري
(3)
قالا: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجِشُون، عن عبد الله بن الفَضل
(4)
، عَنْ أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد رَأَيْتُني وَأَنا في
⦗ص: 70⦘
الحِجْرِ وقُرَيشٌ تسألني عن مسرايَ، فسألوني عن أشياء من بيتِ المقدِسِ لم أُثْبِتْهَا فَكَرَبْتُ كَرْبًا ما كَرِبْتُ مثلَه، فرفَعَهُ الله لي أنظُرُ إليهِ، فما يسألوني عَن شيءٍ إلا أَنْبَأتُهُمْ كتابهِ، وَقدْ رَأَيْتُنِي في جَماعةٍ مِنَ الأَنْبِياءِ فإذا موسى قائمٌ يُصلي فإذا رجلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ
(5)
كأنَّهُ مِن رِجْالِ شَنُوْءَةَ، وَرأيتُ عيسى قائمًا يصلِّي، أقرَبُ الناسِ بهِ شَبَهًا عروة بن مَسْعُود الثَّقَفِيُّ، وإذا إبراهيم قائمٌ يصلِّي أَشبَهُ الناسِ بهِ صَاحِبُكُم -يعني نفسَهُ-، فحانَتِ الصلاةُ فَأَمَمْتُهُمْ
(6)
فلما أن
(7)
فرغتُ مِنَ الصَّلاةِ قَالَ لِي قَائلٌ: يا محمدُ هذا مالكٌ خازن النارِ فَسَلِّمْ عليهِ، فالتفتُّ إليهِ فَبَدَأَنِي بالسَّلامِ"
(8)
.
(1)
سليمان بن داود بن الجارود، والحديث لم أجده في مسنده.
(2)
عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الرِّقِّي.
(3)
اللؤلؤي البغدادي، أبو الحسن، أو أبو الحسين.
(4)
ابن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي المدني.
(5)
نقل النووي عن صاحب التحرير في أن المراد بالجعد في صفة موسى عليه السلام معنيان الأول: اكتناز الجسم، والثاني: جعودة الشعر، وصحَّح الأول لأنه ورد في حديث أبي هريرة -كما سبق في ح (416) - في صفة موسى أنه كان رَجِلَ الرأس.
وعقَّب النووي بأن المعنيين فيه جائزان، وتكون جعودة الشعر على المعنى الثاني ليست جعودة القطط؛ بل معناها أنه بين القطط والسبط، والله أعلم. شرح صحيح مسلم (227).
(6)
في (ص) و (ك): "وأممتهم".
(7)
الحرف الناسخ "أن" ليست في (ط) و (ك).
(8)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب ذكر المسيح ابن مريم، والمسيح الدجال (1/ 156 ح 278) من طريق حُجين بن المثنى عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجِشون به. =
⦗ص: 71⦘
= وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(746) من طريق إسحاق بن شاذان عن أبي داود الطيالسي عن عبد العزيز الماجِشون به. وأخرجه أيضًا (747) من طريق محمد بن عوف عن أحمد بن خالد الوهبي عن عبد العزيز الماجِشون به.
420 -
حدثنا عمران بن بكَّار
(1)
، حدثنا أحمد بن خالد الوَهْبي، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل بن ربيعة الهاشمي
(2)
، عن أبي سلمة، عن أبي هُريرةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكر مثلَه
(3)
.
(1)
ابن راشد الكلاعي الحمصي، أبو موسى المؤذِّن.
(2)
أبوه الفضل نسب إلى جده، وهو: الفضل بن العباس بن ربيعة كما سبق قريبًا.
(3)
قوله: "فذكر مثله" ليست في (م).
421 -
حدثنا المَيْمُونيُّ
(1)
، حدثنا قتيبة
(2)
، حدثنا الليْثُ، عن عُقَيل، عن الزهريّ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جَابر بن عبد الله أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"لما كَذَّبَني قُرَيشٌ قمتُ في الحِجْرِ فَجَلَّى الله لي بيتَ المقدِسِ فطفِقتُ أُخبِرهم عن آياتِهِ وأنا أنظُرُ إليهِ"
(3)
.
(1)
عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الرّقِّي، أبو الحسن الميموني.
(2)
ابن سعيد بن جميل الثقفي، أبو رجاء البغلاني.
(3)
بهامش (ك) العبارة التالية: "بلغت قراءة على القاضي نجم الدين قاضي نابلس، والحمد لله كتبه الحصيني، وسمع عبد الله المقدسي".
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب مناقب الأنصار- باب حديث الإسراء وقول الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا
…
} (الفتح 7/ 236 =
⦗ص: 72⦘
= ح 3886) عن يحيى بن بكير عن الليث بن سعدٍ به.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال (1/ 156 ح 276) عن قتيبة عن الليث به، غير أنه قال:"كذَّبتني".
مُبْتَدَأ أَبْوَاب في الرَّدِّ علَى الجهمِيَّة
(1)
(1)
الجَهْميَّة: نسبة إلى الجهم بن صفوان السمرقندي الضال المبتدع، قتل سنة (128 هـ).
أخذ آراء الجعد بن درهم في نفي الصفات وتأويلها، والقول بخلق القرآن، وزاد عليها القول بالجبر، والإرجاء، ونفي رؤية الله عز وجل في الآخرة، وغيرها.
كل من تبعه في قوله وآرائه نسب إليه، فتوسع هذا المذهب أكثر أتباعه، فكانوا شرَّ الفتن التي ابتلى بها المسلون من لدن ظهوره إلى يومنا هذا، كثيرٌ من الفرق -كالمعتزلة والجبرية والرافضة وغيرها- تنتحل من آراء الجهمية شيئًا، فمقلٌّ منها ومكثر، وللأشاعرة شيءٌ من ذلك.
وعدَّ كثيرٌ من السلف الردَّ عليهم كشف عوارهم من أعظم الجهاد، فألف في الردِّ عليهم في مصنفات -مفردة أو ضمن كتابٍ آخر- أمثال الإمام أحمد، والبخاري، وعثمان بن سعيد الدارمي، وابن منده وغيرهم، ومن المتأخرين ابن قدامة المقدسي، وابن تيمية، وابن القيم وغيرهم رحم الله الجميع.
والمصنِّف رحمه الله تعالى بوَّب هنا أبوابا -حسبما ساعدته الروايات التي استخرجها على مسلم- في الردِّ على بعض آراءهم التي منها: إنكار أن الجنة والنار مخلوقتان، وإنكار حوض النبي صلى الله عليه وسلم، وإنكار صفات الله عز وجل منها: الضحك، والنزول، والعلو، وإنكار عذاب القبر، والدجَّال، وإنكار رؤية الله عز وجل في الآخرة، وإنكار الشفاعة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
انظر: مقالات الإسلاميين، لأبي الحسن الأشعري، (ص 338)، التنبيه والرد، للملطي، (ص 110 - 154)، الأنساب للسمعاني (3/ 392)، فتح الباري لابن حجر (11/ 475)، تاريخ الجهمية والمعتزلة للشيخ جمال الدين القاسمي (ص: 9) إلى آخر الكتاب، مقدمة الدكتور أحمد سعد حمدان لكتاب شرح اعتقاد أصول أهل السنة للالكائي (1/ 28 وما بعده).
بَابُ
(1)
بَيَان أن الجنة مَخْلوقَةٌ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم دخَلَها، وأنهَا فَوْقَ السماوَاتِ، وأن السدرَةَ المُنْتَهى فَوقَها
(2)
، وأن النبِي صلى الله عليه وسلم انْتهى إِلَيها،
[وأنهُ دنَا مِنْ ربِّ العزة، ورَب العِزة دنَا مِنْهُ قَابَ قوسيْنِ أوْ أدنى
(3)
، وأن مَا غشىيَ السدرَةَ مِنْ الألوانِ كانَ مِنْ نُوْرِهِ تبارك وتعالى،]
(4)
وأن الكَوْثَرَ الذي أُعْطِيَ مُحَمدٌ صلى الله عليه وسلم هُوَ مخلوق وَمَوْجودٌ [وَهُوَ نهرٌ مِنْ مَاءٍ تُرَابُهُ المسكُ، وَصِفَةِ الحوْضِ وَمَائِهِ، وأن مَنْ
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
على هامش (ك) العبارة التالية: "وأن الله فوقها- نسخة" أي هذه العبارة زيادة من نسخة.
(3)
سيأتي في ح (470 - 472) عن ابن مسعود، وفي ح (477) عن عائشة رضي الله عنهما أنهما فسَّرا قوله تعالى:{ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)} بأنه صلى الله عليه وسلم رأى جبريل في صورته الحقيقية، وهو الصواب كما سيأتي الكلام عليه في ح (478)، إن شاء الله.
والمصنِّف رحمه الله تعالى اعتمد في ترجمته هذه على ما ورد في حديث شريك بن أبي نَمر، واللفظ الذي اعتمد عليه مما أنكره العلماء على شريك في حديث الإسراء، وانظر ما سبق في ح (412)، وقد أشار المصنِّف رحمه الله تعالى إلى الاختلاف في تفسير هذه الآية في الباب (39) ولم يرجِّح هناك شيئًا، وكأنَّه يرجِّح ما ذكره هنا، والله أعلم.
(4)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، ولم يظهر في الرواية التي استنبط منها قوله في الترجمة:"وأن ما غشي السدرة من الألوان كان من نوره تبارك وتعالى".
بَدلَ مَا كانَ علَى عهدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أمتِهِ لمِ يَرِدْ حَوضهُ، وأنَّ النِّيْلَ وَالفُرَاتَ أصْلهمَا في السَّمَاءِ، وِإثْبَاتِ صريف الأَقْلام فوقَ السَّمَاوَاتِ السبْعِ، وأن مُوْسَى رُفِعَ فوقَ الأَنْبِياءِ بِكَلامِهِ تبارك وتعالى]
(1)
(1)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
422 -
حَدثنا حَمْدانُ بن الجنيد الدَّقاق
(1)
، حدثنا الحُمَيدي
(2)
، حدثنا سفيان
(3)
، حدثنا ابن أَبجَر
(4)
، ومُطَرِّفُ بن طَرِيف
(5)
سمعا الشَّعْبي يقول: سمعتُ المغيرةَ بن شُعْبَةَ رَفَعَهُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ موسى عليه السلام
(6)
سأل ربَّه قال: أيُّ أهلِ الجنَّةِ أدنَى مَنْزِلةً؟ فقال
(7)
: رجلٌ يجيء بعدَ ما
(8)
دَخَل أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ فَيُقَالُ له: ادخُل [الجنة]
(9)
، فيقول:
⦗ص: 76⦘
كيف وَقد نزلوا منازلهم وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ
(10)
؟ فَيُقَالُ لَهُ: أَفَتَرْضَى أَن يكونَ لك ما كان لِمَلِكٍ من مُلُوْكِ الدُّنْيَا؟ فيقول: نَعَمْ، أيْ رَبِّ، فَيُقَالُ له: لك مَعَ هَذا ما اشْتَهَتْ
(11)
نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ، قال موسى: أَيْ رَبِّ فأيُّ أهلِ الجنَّة أرفعُ منزلةً؟ قال: إيِّاها أَرَدْتُ
(12)
، وَسَأُحدِّثُكَ عَنهم، غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدي وَخَتَمْتُ عَلَيها، فلا عَينٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَذَلِكَ في كتابِ الله:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)}
(13)
"
(14)
.
(1)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، أبو جعفر البغدادي، وحمدان لقبه.
(2)
عبد الله بن الزبير القرشيّ الأسدي، أبو بكر المكي، والحديث في مسنده (335 - 336).
(3)
ابن عيينة، كما هو مقيَّدٌ في صحيح مسلم.
(4)
عبد الملك بن سعيد بن حبَّان بن أبجر الهَمْدَاني الكوفي.
(5)
الحارثي -ويقال: الخارفي- الكوفي.
(6)
قوله: "عليه السلام" ليست في (ط) و (ك).
(7)
في (ط) و (ك): "قال".
(8)
سقطت من (م) كلمة "بعد".
(9)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(10)
قال النووي: "هو بفتح الهمزة والخاء، قال القاضي: هو ما أخذوه من كرامة مولاهم وحصلوه أو يكون معناه: قصدوا منازلهم، وذكره ثعلب بكسر الهمزة".
انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (3/ 46).
(11)
في (ط) و (ك) جاءت العبارة كالتالي: "ذلك لك، ومع هذا ما اشتهت".
(12)
في (م): "أيها" بدل "إياها"، وأردت: بضم التاء معناه: اصطفيت واخترت. شرح مسلم للنووي (3/ 46).
أي هي المنزلة التي اصطفاها الله عز وجل واختارها وأشار إلى أصحابها بما وصفه في الجملة التالية مما أعده لهم.
(13)
سورة السجدة- الآية (17).
(14)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (1/ 176 ح 312) من طريق سعيد الأشعثي، وابن أبي عمر، وبشر بن الحكم عن سفيان بن عيينة به.
وأخرجه أيضًا (ح 313) من طريق عبيد الله الأشجعي عن عبد الملك بن أبجرٍ به.
423 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصَّدفي، وأبو عبيد الله
(1)
⦗ص: 77⦘
قالا: حدثنا ابنُ وهب، أخبرني يونس
(2)
، عن ابن شهابٍ، عن أنس بن مالك أخبره قال: كان أبو ذَرٍّ يُحَدِّث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فُرِجَ سَقْفُ بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريلُ عليه السلام فَفَرَجَ صَدْرِي (ثمَّ غَسَلَهُ بماءٍ من ماء
(3)
زمزم ثمَّ جاء بِطَسْتٍ من ذَهَبٍ مُمْتَلِئًا حِكْمَةً وإيْمَانًا فَأَفْرَغَهَا في صَدْرِي)
(4)
ثمَّ أَطْبَقَهُ.
ثمّ أخَذَ بيدي فَعَرج بي إلى السَّماءِ، فلما جِئْنَا السَّماءَ قال جبريلُ لخازنِ السَّماءِ الدنيا: افْتَحْ، قالَ: مَن هذا؟ قال: هذا جبريل، قال
(5)
: هل معك أحدٌ؟ قال: نعم، معي محمدٌ، قال: أُرسِل إليه؟، قال: نَعَم، وَفَتَحَ، فلما عَلَوْنَا السَّماءَ الدُّنيا إذا رجلٌ عن يمينه أَسْوِدَةٌ وعن يَسَارِهِ أَسوِدةٌ؛، فإذا نظر قِبَلَ يَمِيْنِهِ ضَحِكَ، وإذا نَظَرَ قِبَلَ
(6)
شِمَالِهِ بَكَى، قال: مرحبًا بالنَّبيِّ الصَّالحِ والابنِ الصَّالحِ، قال: قلتُ: يا جبْرِيلُ مَنْ هذا؟ قال: هذا آدمُ، وهذه الأَسْوِدَةُ عَن يمينِهِ وَعَن شِمَالِهِ: نَسَمُ بَنِيْهِ
(7)
، قالَ: فأهلُ اليمينِ هم أهلُ الجنَّةِ والأَسْوِدَةُ التي
⦗ص: 78⦘
عن شِمَالِهِ أهلُ النَّارِ، فإذا نَظَرَ قِبَلَ يَمِيْنِهِ ضَحِكَ، وَإذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بكى.
قال: ثم عَرج بي جبريلُ حتى أتى السماءَ الثانيةَ فَقال لخازنها: افتح، فقال له خَازِنُهَا مِثْلَ ما قال خازنُ السماءِ الدُّنيا، فَفَتَحَ".
قال أنسٌ: فذكر أنَّه وَجد في السَّماواتِ آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم وَلم يُثبت
(8)
كيف كان منازلُهم، غير أنَّه قد ذكر أنَّه قد وجد آدم في السَّماءِ الدُّنيا وإبراهيم في السماءِ السادسةِ
(9)
.
قالَ
(10)
: "فلما مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَجبريل بإدريس، قال: مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والأخِ الصالحِ، قال: ثم مرَّ، فقلتُ: مَن هذا؟ قال: هَذا
⦗ص: 79⦘
إدريس، قال: ثم مررتُ بموسى، فقال: مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والأخِ الصالحِ، قال: قلتُ: مَن هذا؛ قال: هذا
(11)
موسى، قال: ثم مَرَرتُ بعيسى، قال: مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والأخِ الصالحِ، قال: قلتُ: مَن هذا؟ قال
(12)
: هذا عيسى.
قال: ثم مررتُ بإبراهيم، قال: مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والابنِ الصالحِ، قال: قلتُ: مَن هذا؟ قال: هذا إبراهيم".
قال
(13)
ابن شهاب: وأخبرني ابنُ حَزمٍ
(14)
أن ابن عباسٍ وأبا حَبَّة الأنصاري
(15)
كانا يقولانِ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثم عُرِج بي حتى ظَهَرْتُ لمستوىً أسمع فِيْهِ صَرِيْفَ الأقلامِ"
(16)
.
⦗ص: 80⦘
قال ابنُ حَزمٍ وأنس بن مالك
(17)
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَفَرَض الله على أُمَّتي خمسين صلاةً، قال: فرجعتُ بذلك حتى أَمُرَّ بموسى، فقال موسى: ما فرضَ رَبُّك على أمَّتِك؟ فقلتُ
(18)
: فرضَ عليهم خمسين صلاةً، قال لِي موسى: فراجِع ربَّك فإنَّ أُمَّتك لا تُطيقُ ذلك، فراجعتُ ربّي فوضع شَطْرَها، قال
(19)
: فرجعْتُ إلى موسى فأخبرتُه، قال: راجِع
(20)
ربَّك فإنَّ أُمَّتك لا تُطيقُ ذلك، قال: فراجعْتُ ربِّي فقال: هي خمسٌ وهي خمسُونَ لا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، قال: فرجعْتُ إلى موسى، قال: رَاجِع ربَّك، فقلتُ: قد اسْتَحْيَيْتُ مِن ربِّي.
قال: ثم انطلق بي حتى نَأتي سدرة المنتهى فغشِيَها ألوَانٌ لا أدري مَا هي؟ ثم قال: ثم
(21)
أُدخلتُ الجنَّةَ فإذا فيها جَنَابِذُ
(22)
اللؤلؤ
⦗ص: 81⦘
وإذا ترابُها المسْكُ" (1).
(1)
أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم القرشيّ مولاهم المصري، المعروف بابن أخي =
⦗ص: 77⦘
= عبد الله بن وهب، متكلَّمٌ فيه، وقد توبع هنا. انظر: ح (348).
(2)
ابن يزيد بن أبي النجاد الأيلي.
(3)
كلمة: "ماء" ليست في (ط) و (ك).
(4)
ما بين القوسين ذوي النجمين ساقط من (م).
(5)
في (ط) و (ك): "قالوا".
(6)
ما بين النجمين سقط من (ط) و (ك)، واستدركه ناسخ (ط) على الهامش.
(7)
الأسودة جمع سواد، وهو شخص الإنسان، والنسم: جمع نسمة، وهي النفس، وكل =
⦗ص: 78⦘
= دابة فيها روح فهي نسمة، والنسم: الروح، وأراد أرواح أولاده. شرح السنة للبغوي (13/ 347).
(8)
أي أبو ذرٍّ رضي الله عنه. قاله الحافظ ابن حجر في الفتح (550/ 1)
(9)
قوله: "وإبراهيم في السادسة" توافق رواية شريك بن أبي نمر -الماضية برقم (412) والآتية برقم (426) عن أنس، قال الحافظ ابن حجر: "والثابت في جميع الروايات -غير هاتين- أنه في السابعة، فإن قلنا بتعدد المعراج فلا تعارض، وإلا فالأرجح رواية الجماعة لقوله فيها أنه رآه مستندًا؛ ظهره إلى البيت المعمور، وهو في السابعة بلا خلاف
…
". فتح الباري (1/ 550).
(10)
القائل هو: أنس بن مالك كتابه كما هو موضَّح في رواية البخاري، وعلَّق الحافظ ابن حجر بقوله:"ظاهره أن هذه القطعة لم يسمعها أنسٌ من أبي ذر". فتح الباري (1/ 551).
(11)
قوله: "قال: هذا" سقط من (م).
(12)
كلمة "قال" سقطت من (م).
(13)
سقط من (م)"إبراهيم. قال" فأصبحت العبارة: "هذا ابن شهاب".
(14)
أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري.
قال الحافظ ابن حجر: "رواية أبي بكر عن أبي حَبَّة منقطعة لأنه استشهد بأحد قبل مولد أبي بكرٍ بدهرٍ، وقبل مولد أبيه محمدٍ أيضًا". فتح الباري (1/ 551).
والحديث في الصحيحين بهذا الوجه كما سيأتي في التخريج.
(15)
البدري، مختلفٌ في اسمه.
انظر المقتنى في سرد الكنى، للذهبي، (1/ 165)، التقريب، (8036).
(16)
ظهرت أى: علوت، وصريف الأقلام: تصويتها حال الكتابة، قال الخطأبي -وتبعه البغوي-: هو صوت ما تكتبه الملائكة من أقضية الله تعالى ووحيه، وما ينسخونه من =
⦗ص: 80⦘
= اللوح المحفوظ، أو ما شاء الله تعالى من ذلك أن يكتب ويرفع لما أراده من أمره وتدبره".
شرح السنة للبغوي (13/ 348)، شرح مسلم للنووي (221).
(17)
قال الحافظ ابن حجر: "قال ابن حزم -أي عن شيخه-، وأنس -أي عن أبي ذر- كذا جزم به أصحاب الأطراف، ويحتمل أن يكون مرسلًا من جهة ابن حزم، ومن رواية أنسٍ بلا واسطة" فتح الباري (1/ 5512).
(18)
في (ط) و (ك): "قلت".
(19)
كلمة "قال" ليست في (ط) و (ك).
(20)
في (م): "فراجع".
(21)
سقطت من (ط) و (ك) أداة العطف "ثم" الأولى، ومن (م)"ثم" الثانية.
(22)
هي القباب، واحدتها جُنْبُذَة وهو ما ارتفع من البناء، فهو فارسي معرب، وأصله =
⦗ص: 81⦘
= بلسانهم كُنبذة بوزنه لكن الموحدة مفتوحة، والكاف ليست خالصة، ويؤيد هذا التفسير أنه وقع في بعض روايات البخاري:"أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ".
انظر: شرح السنة للبغوي (13/ 347)، شرح مسلم للنووي (222)، فتح الباري لابن حجر (1/ 552 - 553).
(أ) أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الصلاة- باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء (الفتح 1/ 547 ح 349) من طريق الليث بن سعد عن يونس عن الزهريّ به.
وأخرجه أيضًا في كتاب أحاديث الأنبياء -باب ذكر إدريس عليه السلام (الفتح 6/ 431 ح 3342) من طريق عبد الله بن المبارك وعنبسة بن خالد كلاهما عن يونس عن الزهريّ به.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات، وفرض الصلوات (1/ 148 ح 263) عن حرملة بن يحيى عن ابن وهب عن يونس به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(720) من طريق يونس عن ابن وهبٍ به.
424 -
حدثنا محمد بن عُزَيزٍ الأيلي
(1)
، حدثنا سَلامة بن رَوْحٍ
(2)
، عن عُقَيل
(3)
، حَدثني ابن شهاب، حَدثني أنس بن مالك الأنصاري، حدثني أبو ذَرٍّ الغِفَاريُّ أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "فُرِجَ سَقْفُ بَيْتي وأنا بمكة، فَنَزَلَ
⦗ص: 82⦘
جبريلُ فَفَرَجَ صَدْرِي، ثم غَسَلَهُ بماءٍ مِن ماء زمزم
(4)
ثم جاء بِطَسْتٍ مِن ذَهَبٍ مملوءًا حِكْمَةً وإيمانًا فَأَفْرَغَهَا في صَدْرِي
…
". ثم ذكر الحديثَ بمثلِ حديث يونس بتمامه إلا أنَّه قال: "عن يمينهِ وَعن شِمَاله" ولم يقل: "نَسَمه" فقط
(5)
.
(1)
تُكلِّم في سماعه من سلامة، انظر: ح (82).
(2)
ابن خالد بن عُقيل القرشي الأموي، متكلَّمٌ فيه، وفي سماعه من عُقَيل. انظر: ح (82).
(3)
ابن خالد بن عَقِيل الأيلي، أبو خالد الأموي مولاهم.
(4)
في (م): "بماء زمزم".
(5)
لم تتقدم هذه اللفظة، والمتقدم في الرواية "نسم بنيه"، ولعلها على نحو الرواية بالمعنى، والحديث أخرجه مسلم من طريق ابن شهاب كما تقدم.
425 -
حدثنا محمد بن إسحاق السِّجْزِيُّ
(1)
، وإسحاق بن إبراهيم الدَّبَرِىُّ قالا: أخبرنا عبد الرَّزَّاق
(2)
، أخبرنا معمرٌ، عن الزهريِّ، أخبَرَني أنس بن مالك قال
(3)
: "فُرِضَتْ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ أُسْرِيَ به الصَّلَوَاتُ خمَسين، ثم نُقِصَتْ حتى جُعِلَتْ خمسًا، ثم نُوْدِيَ: يا محمد إنه
⦗ص: 83⦘
لا يُبَدَّلُ القَولُ لَدَيَّ، وإنَّ لك بهذه الخَمْسِ خَمسينَ"
(4)
.
(1)
لقبه: شبويه أو سبويه -بسين مهملة-، واختلف في اسم جده فقيل: الأشعث، وقيل: سبويه أو شبويه أيضًا، توفي سنة (262 هـ).
ذكره ابن حبان في الثقات، وذكره السمعاني في الأنساب، والمزي في الرواة عن عبد الرزاق، ولم أجد فيه جرحًا أو تعديلًا، وهو متابعٌ هنا.
انظر: الثقات لابن حبان (9/ 129)، المؤتلف والمختلف للدارقطني (3/ 1419)، الإكمال لابن ماكولا (5/ 24)، الأنساب للسمعاني (7/ 43)، تهذيب الكمال للمزي (18/ 55)، نزهة الألباب لابن حجر (1/ 394).
(2)
وهو في المصنَّف (5/ 328).
(3)
تكررت كلمة "قال" في (م).
(4)
لم أجده بهذا السياق -إسنادًا ومتنًا- عند مسلم، وقد سبق في أثناء حديث أنس بن مالك عن أبي ذر -برقم (423) - قول الزهريّ: قال ابن حزم وأنس بن مالك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فرض الله على أمتي
…
الحديث"، وهو في الصحيحين، وذكرت هناك قول الحافظ ابن حجر واحتماله أن يكون الحديث عن أنس رواية -أي عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن أصحاب الأطراف جعلوه عن أنس، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 161) عن عبد الرزاق به.
426 -
حَدثَنا الربيع بن سليمان
(1)
، حدثنا عبد الله بن وهب، عن سليمان بن بلال، حَدثني شريك بن عبد الله بن أبي نَمِرٍ
(2)
قال: سمِعْتُ أنس بن مالك يُحَدِّثنا عن ليلةِ أُسْرِيَ برسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فَوَجَدَ في السماءِ الدُّنيا آدم، فقال لَهُ جَبريل: هذا أَبوك فَسَلِّمْ عَلَيهِ
(3)
، فردَّ عَلَيه
(4)
قالَ: مرحبًا بِكَ وَأَهْلًا يا بُنَيَّ فَنِعْمَ الابنُ أنتَ.
فإذا هو في السماءِ الدُّنيا بِنَهرَينِ يَطَّرِدَانِ
(5)
فَقال: مَا هذَان النَّهْرَانِ
(6)
يا جبريل؟ قَال: هَذا النِّيْلُ والفُرَاتُ
⦗ص: 84⦘
عُنْصُرُهُمَا
(7)
، ثمَّ مَضَى به في السماء [الدنيا]
(8)
فإذا بِنَهْرٍ آخر عَلَيْهِ قَصْرٌ مِن لؤلؤٍ وزَبَرْجَدٍ، فَذَهَبَ يَشَمُّ
(9)
تُرَابَهُ فإذا هو مِسْكٌ، قال: يا جبريل ما هذا النَّهر؟ قال: هذا الكوثَرُ الذي خَبَأَ لك ربُّك، ثم عُرِجَ بي إلى السماءِ الثانيةِ، فقالَتْ له الملائكةُ مثلَ ما قالَتْ له في الأولى، وَذكَر قِصَّةَ السماواتِ.
قالَ: كلُّ سماءٍ فيها أنبياء قد سَمَّاهم أَنَسٌ فَوعَيْتُ منهُمْ إدريْسَ وهارونَ وإبراهيمَ في السادسة، وموسى في السابعة: بِفَضْلِ كَلامِ الله
(10)
.
فقال موسى: لم أظن أن يُرْفَعَ عَليَّ أحدٌ
(11)
، ثم عَلا به فِيما لا يَعلمُهُ إلا الله حتى جاء به سدرة المنتَهَى، وَدَنا الجَبَّارُ رَبُّ العِزَّةِ تبارك وتعالى فَتَدَلَّى
(12)
، حتى كان منه قَابَ قوسينِ أو أَدنى، فأوْحَى إليه
⦗ص: 85⦘
فيما أوحَى خمسين صلاةً على أُمَّتِهِ كلَّ يومٍ وليلةٍ.
ثم هَبَطَ حتى بلغ موسى صَلواتُ الله عَليهِم
(13)
فَاحْتَبَسَهُ فقال: يا محمدُ ما عهِدَ إليكَ ربُّك؟ قال عهِدَ إليَّ خمسين صلاةً على أُمَّتي كلَّ يومٍ وليلةٍ، قال: إنَّ أُمَّتَك لا تستطيعُ، فارجِع فَلْيُخَفِّفْ عنك وعنهم، فالتَفَتَ إلى جبريلَ كأنَّه يَسْتَشِيْرُهُ في ذلك، فأشار
(14)
إليه: أن نعم إن شئْتَ، فَعَلا به جبريل حتى أتى إلى الجبَّارِ تبارك وتعالى
(15)
وهو في مكانِه، فَقَال: يا رَبِّ خَفِّفْ عَنَّا فإنَّ أُمَّتي لا تَستطيع هذا، فوضعَ عنه عشرَ صلواتٍ، ثمَّ رَجَعَ إلى موسى فَاحْتَبَسَهُ، فلم يَزَلْ يُرَدِّدُهُ موسى إلى ربِّه حتى صار إلى خمسِ صلواتٍ ثم احْتَبَسَهُ عندَ الخامسة فقال: يا محمد قد رَاودتُ بني إسرائيل على أدنى مِن هذه الخمسِ فَضَيَّعُوه وتركوه وأُمَّتُك أضعَفُ أَجْسَادًا وَقُلُوبًا وأبصارًا وأسماعًا فارجع فليُخَفّفْ عنك رَبُّك، كل ذلك يلتَفِتُ إلى جبريل ليُشِيرَ عَلَيهِ فَلا يكره ذلك جَبْريل فَيَرْفَعُهُ
(16)
فرفَعه عندَ الخامسةِ فقال: يا رَبِّ إنَّ أُمَّتي ضعافٌ أجسامُهُم وقلوبُهُم وأسْماعُهُم وأَبْصَارُهُم فَخَفِّفْ عنَّا، فقال: إنّي لا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، هي كما كتبتُ عليك في أمِّ الكِتابِ ولك
⦗ص: 86⦘
بكلِّ حسنةٍ عَشْرُ أمثالِها، هي خمسون في أمِّ الكِتابِ وهي خمسٌ عليك، فَرجَعَ إلى موسى فقالَ: كيف فعلتَ؟ فقال: خُفِّفَ عنَّا أعطانا بكلِّ حسنةٍ عشرَ أمثالِها، قال: قد راودتُ بني إسرائيل عَلى أَدْنَى مِن هذا فتركوه فارجع فليُخَفِّفْ عنك أيضًا، قال: قد اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مما
(17)
أَخْتَلِفُ إِلَيهِ، قال: فَاهْبِطْ بِاسْمِ الله"
(18)
.
(1)
ابن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري.
(2)
سبق هذا الحديث بإسناده وبعض متنه برقم (412)، وذكرت هناك كلام العلماء على رواية شريكٍ هذا وما فيها من مخالفات لرواية الثقات.
(3)
قوله: "عليه" سقط من (ط).
(4)
في (ط) و (ك): "فردَّ عليَّ".
(5)
أي: يجريان. فتح الباري لابن حجر (13/ 490).
(6)
كلمة "النهران" ليست في (ط) و (ك)، ووقع في (م):"أخبرنا جبريل" بدل: "يا =
⦗ص: 84⦘
= جبريل" ولعله سبق قلم.
(7)
بضم العين والصاد المهملتين، بينهما نون ساكنة، وهو: الأصل. فتح الباري (13/ 490).
(8)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(9)
شمَّ يشَمُّ -من باب تَعِب-، ويَشُمُّ -من باب قَتَل- فيه لغتان.
انظر: القاموس المحيط للفيروزآبادي (ص: 1455)، المصباح المنير للفيومي (323).
(10)
في (ط) و (ك): "كلامه الله".
(11)
سبب قول موسى لهذا هو الجملة الحالية بعدها مباشرة.
(12)
وهذا اللفظ من الألفاظ التي أنكرت على شريك بن أبي نَمر في روايته لحديث الإسراء، انظر ما سبق في: ح (412)، وستأتي بقية بحثٍ فيه في ح (478).
(13)
قوله: "صلوات الله عليهم" ليست في (ط) و (ك).
(14)
في (ط) و (ك): "وأشار".
(15)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك).
(16)
كلمة "فيرفعه" سقطت من (م).
(17)
قوله: "مما" سقط من (م).
(18)
سبق تخريجه وذكر كلام العلماء عليه في ح (412).
427 -
حدثنا محمد بن يحيى بن كثير الحراني
(1)
، حدثنا مُؤَمَّل بن الفَضل، حدثنا مروان بن مُعاوية
(2)
، عن أبي مالك الأَشْجَعِي
(3)
، عن أبي حازم
(4)
، عن أبي هرَيرة قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "حَوضي أبعَدُ مِن أيلةَ
(5)
إلى عَدَنٍ
(6)
، وهو أشدُّ بياضًا مِنَ الثلْجِ، وأحلى مِنَ العسلِ
⦗ص: 87⦘
باللبن
(7)
، ولآنيته أكثرُ من عدد النُّجوم، وإنِّي لأَصُدُّ النَّاسَ عنه كما يَصُدُّ الرَّجُلُ إِبلَ النِّاسِ عن حَوْضِهِ".
قلنا: أَتَعْرِفُنَا
(8)
يَومَئِذٍ يا رسول الله؟ قال: "نَعَم، لَكُمْ سِيْمَا
(9)
ليسَتْ لأحدٍ مِنَ الأُمَمِ تَرِدُونَ عَليَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ
(10)
من الوُضُوءِ"
(11)
.
(1)
هو محمد بن يحيى بن محمد بن كثير الكلبي الحراني.
(2)
ابن الحارث بن أسماء الفزاري الكوفي.
(3)
سعد بن طارق بن أشيم الكوفي.
(4)
سلمان الأشجعي الكوفي، مولى عزة الأشجعية.
(5)
مدينة على ساحل بكر القلزم (البحر الأحمر) مما يلي الشام، وتسمى اليوم "العَقَبَة" ولها خليجٌ يُعرف بخليج العَقَبَة، وهي ميناء الأردن حاليًا.
انظر: معجم البلدان لياقوت (1/ 347)، معحم المعالم الجغرافية للبلادي (ص: 35).
(6)
مدينة في جنوب الجزيرة على ساحل بحر العرب المتصل بالمحيط الهندي، ولها خليجٌ يعرف بخليج عدن، وهي اليوم عاصمة اليمن الجنور. انظر: معجم البلدان لياقوت =
⦗ص: 87⦘
= (4/ 100)، معجم المعالم الجغرافية للبلادي (ص: 201).
(7)
كلمة "باللبن" ليست في (ط) و (ك)، وجاءت رواية مسلم كما أثبتُّ.
(8)
في (ط) و (ك): "وتعرفنا".
(9)
قال النووي: "السيما: هي العلامة، وهي مقصورة وممدودة". شرح مسلم (3/ 135).
(10)
قال النووي: "قال أهل اللغة: الغرَّة: بياضٌ في جبهة الفرس، والتحجيل: بياضٌ في يديها ورجليها، قال العلماء: سمي النور الذي يكون على مواضع الوضوء يوم القيامة غرةً وتحجيلًا تشبيهًا بغرة الفرس". شرح صحيح مسلم للنووى (3/ 135).
(11)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء (1/ 217 ح 36) عن سويد بن سعيد وابن أبي عمر كلاهما عن مروان بن معاوية عن أبي مالك به.
فائدة الاستخراج:
لم يخرجه مسلم في كتاب الإيمان، وإخراج المصنِّف للحديث في كتاب الإيمان فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند صاحب الأصل.
428 -
حدثنا محمد بن كثير أيضًا
(1)
، حدثنا يعقوب بن كعب
(2)
، حدثنا أبو خالد الأحمر
(3)
، عن سعد بن طارق، عن أبي حازم، عن
⦗ص: 88⦘
أبي هُرَيرةَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بنحوه
(4)
.
(1)
قوله: "أيضًا" ليست في (ط) و (ك).
(2)
ابن حامد الحلبي، أبو يوسف نزيل أنطاكية.
(3)
سليمان بن حيَّان الأزدي الكوفي، توفي سنة (189 أو 190 هـ). =
⦗ص: 88⦘
= وثقه ابن سعد، وابن معين -وقال في رواية:"صدوق ليس بحجة"- ووثقه ابن المديني، والعجلي وغيرهم، وقال أبو حاتم:"صدوق"، وقال النسائي:"ليس به بأس"، وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات، ووثقه الدارقطني.
وقال البزار: "اتفق أهل العلم بالنقل أنه لم يكن حافظًا، وأنه روى عن الأعمش وغيره أحاديث لم يتابع عليها"، وقال ابن عدي:"إنما أيّ من سوء حفظه ويخطئ، وهو في الأصل كما قال ابن معين: صدوق، وليس بحجة".
وقال الذهبي في السير: "كان موصوفًا بالخير والدين، وله هفوة، وهو خروجه مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن، وحديثه محتجٌّ به في سائر الأصول"، ورمز له في الميزان "صح"، وقال في الكاشف:"صدوقٌ إمام".
وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق، يخطئ".
انظر: الطبقات لابن سعد (6/ 391)، تاريخ الدارمي (ص: 129)، ورواية ابن طهمان عن ابن معين (ص: 111)، الثقات للعجلي (1/ 427)، الجرح والتعديل (4/ 106)، الثقات لابن حبان (6/ 395)، الكامل لابن عمدي (3/ 1129)، السنن للدارقطني (157)، الثقات لابن شاهين (ص: 147)، تاريخ بغداد للخطيب (9/ 21)، تهذيب الكمال للمزي (11/ 394)، السير (9/ 19)، والميزان (200)، والكاشف للذهبي (1/ 458)، هدي الساري (ص: 427)، والتقريب لابن حجر (2547).
(4)
كلمة "بنحوه" ليست في (م)، والحديث أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء (1/ 217 ح 37) من طريق محمد بن فضيل عن أبي مالك سعد بن طارق الأشجعي به.
وأخرجه ابن ماجه في السنن -كتاب الزهد- باب صفو أمة محمد صلى الله عليه وسلم (1431 ح 4282) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبي مالكٍ الأشجعي به. =
⦗ص: 89⦘
= فائدة الاستخراج:
1 -
لم يخرجه مسلم في كتاب الإيمان، وإخراج المصنِّف للحديث في كتاب الإيمان فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند صاحب الأصل.
2 -
بيَّن المصنِّف في روايته: سعد بن طارق، وجاء عند مسلم بكنية ونسبته.
429 -
حدثَنا محمد بن يحيى النيسابوري قال: وفيما قرأتُ على عبد الله بن نافع
(1)
، وحدَّثنيه مُطَرِّفُ بن
⦗ص: 90⦘
عبد الله
(2)
(3)
عن مالك
(4)
، عن العلاء بن عبد الرحمن
(5)
، عَنْ أبيهِ، عَن
⦗ص: 91⦘
أبي هُرَيرةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرج إِلَى المقبَرَةِ فَقَالَ: "السَّلامُ عَليْكم دارَ قَوْمٍ مُؤمِنِيْنَ، وَإنَّا إن شاء الله بِكُمْ لَلاحِقُونَ
(6)
، وَدِدْتُ أنّي قَدْ رَأيتُ إِخْوَانَنا، قالُوا: يا رسولَ الله ألسنا بإخوانِك؟ قَال: بل أنتم أَصحابي وإخوانُنا الذينَ لم يأتوا بعْدُ، وأنا فَرَطُهم
(7)
على الحوض"
(8)
، قَالُوا: يا رسول الله كيفَ تعرِفُ مَن يأتي بعدَك
(9)
مِن أُمَّتِك؟ قال: "أَرَأَيْتَ لو كانَتْ لرَجُلٍ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ في خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يَعرِفُ خَيْلَهُ؟ قَالُوا: بلى، قال: فإنَّهم يأتونَ يَوْمَ القيامةِ غُرًّا مُحَجَّلينَ مِنَ الوُضُوءِ وَأنا فَرَطُهم عَلَى الحَوْضِ فَلَيُذَادَنَّ
(10)
الرَّجُلُ عَن
(11)
حَوْضي كما يُذَادُ البَعِيرُ الضَّالُّ، أُناديهم: ألا هَلُمَّ! ألا هَلُمَّ
(12)
! فَيُقالُ: إِنَّهمْ قد بَدَّلُوا
⦗ص: 92⦘
فأقولُ: فَسُحْقًا فَسُحْقًا فَسُحْقًا
(13)
"
(14)
.
(1)
ابن أبي نافع الصائغ القرشي المخزومي مولاهم، أبو محمد المدني، توفي سنة (206 هـ).
تُكُلِّمَ فيه من أجل حفظه، وهو فقيه لم يكن ممن يتقن الحديث، قال ابن سعد:"كان قد لزم مالك لزومًا شديدًا، وكان لا يقدم عليه أحدًا".
وقال الإمام أحمد: "كان أعلم الناس برأي مالك وحديثه، كان يحفظ حديث مالك كله، ثم دخله بآخرة شك"، وقال أيضًا:"لم يكن صاحب حديث، كان ضيِّقًا فيه، وكان يفتي أهل المدينة برأي مالك، ولم يكن في الحديث بذاك".
وقال البخاري: "في حفظه شيءٌ"، وقال أيضًا:"يُعرف في حفظه ويُنكَر، وكتابه أصح"، ونحوه قال أبو حاتم أيضًا، وقال أبو زرعة:"منكر الحديث، حدث عن مالك مناكير، وله عند أهل المدينة قدر في الفقه" وذكر البرذعي عنده أصحاب مالكٍ، فذكر عبد الله بن نافع هذا فكلَّح وجهه.
وقال أبو أحمد الحكم: "ليس بالحافظ عندهم"، وقال ابن منجويه:"في حفظه شيء".
ووثقه ابن معين، والعجلي، وقال أبو زرعة والنسائي -مرة-:"لا بأس به"، ووثقه النسائي مرة، وقال ابن قانع:"مدني صالح"، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:"كان صحيح الكتاب، وإذا حدَّث من حفظه ربما أخطأ"، وقال ابن عدي:"روى عن مالك غرائب، وهو في رواياته مستقيم الحديث"، وقال الدارقطني:"فقيهٌ، يعتبر به"، وقال الخليلي:"لم يرضوا حفظه، وهو ثقة". =
⦗ص: 90⦘
= ورمز له الذهبي في الميزان "صح" وقال: "وُثِّق"، وذكره في ديوان الضعفاء ووثقه، وذكره كذلك في المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد.
وذكر الحافظ ابن رجبٍ رحمه الله تعالى قاعدة في شرح العلل فقال: "الفقهاء المعتنون بالرأي حتى يغلب عليهم الاشتغال به لا يكادون يحفظون الحديث كما ينبغي، ولا يقيمون أسانيده ولا متونه، ويخطئون في حفظ الأسانيد كثيرًا، ويروون المتون بالمعنى، ويخالفون الحفاظ في ألفاظه" ثم ذكر من هؤلاء: عبد الله بن نافع هذا.
وقال الحافظ ابن حجر: "ثقة، صحيح الكتاب، في حفظه لينٌ"، وقد توبع هنا في هذا الإسناد فالحمد لله.
انظر: الطبقات لابن سعد (5/ 438)، تاريخ الدارمي عن ابن معين، (ص: 153)، ورواية ابن طهمان عن ابن معين، (ص: 116)، التاريخ الكبير (5/ 213)، والتاريخ الأوسط للبخاري (282)، الثقات للعجلي (64)، أبو زرعة وجهوده (375، 732)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 184)، الثقات لابن حبان (8/ 348)، الكامل لابن عدي (4/ 1555) سؤالات البرقاني للدارقطني (ص: 40)، رجال صحيح مسلم لابن منجويه (1/ 395)، تهذيب الكمال للمزي (16/ 208)، الميزان (513)، وديوان الضعفاء (ص: 230) ومعرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد للذهبي (ص: 130)، شرح علل الترمذي لابن رجب (834)، تهذيب التهذيب (6/ 48)، التقريب (3659).
(2)
ابن مُطَرِّف بن سليمان اليساري الهلالي، أبو مصعب المدني، ابن أخت الإمام مالك بن أنس.
(3)
ما بين النجمين سقط من (م).
(4)
والحديث في الموطأ -كتاب الطهارة- باب جامع الوضوء (1: 28 ح 28).
(5)
ابن يعقوب الحُرَقي مولاهم المدني.
(6)
في (ط) و (ك): "لاحقون" وهو لفظ مسلم.
(7)
أي: سابقهم ومتقدِّمهم إليه.
انظر: النهاية لابن الأثير (3/ 434)، شرح مسلم للنووي (3/ 139).
(8)
قوله: "وأنا فرطُهم على الحوض" ليست في (ط) و (ك)، وفي الأصل أيضًا زيادة بعدها:"فليُذادنَّ الرجل عن حوضي كما يُذاد البعير أيضًا" ولكن عليها علامة حذف (لا- إلى) فلم أثبتها.
(9)
قوله: "يا رسول الله" ليست في (ط) و (ك)، وفيهما:"كيف من لم تر من أمتك" بدل "كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك".
(10)
أي: ليُطْرَدَنَّ عنها. النهاية لابن الأثير (172).
(11)
في (ط) و (ك): "على" بدل "عن".
(12)
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب التفسير -باب قوله تعالى: {قُلْ هَلُمَّ =
⦗ص: 92⦘
= شُهَدَاءَكُمُ}: "لغة أهل الحجاز "هَلمَّ" للواحد والاثنين والجمع".
وقال الحافظ ابن حجر: "هو من كلام أبي عبيد بزيادة: والذكر والأنثى فيه سواء، وأهل نجد يقولون للواحد: هلمَّ، وللمرأة: هلمِّي، وللاثنين: هلمَّا، وللقوم: هلموا، وللنساء: هلممن يجعلونها من "هلممت"، وعلى الأول فهو اسم فعلٍ معناه طلب الإحضار، والميم في "هلم" مبنية على الفتح في اللغة الأولى". فتح الباري (8/ 147).
(13)
أي: بُعْدًا، والمكان السحيق: البعيد. شرح مسلم للنووي (3/ 140).
(14)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء (1/ 216 ح 39) من طريق معن، عن مالك به.
فائدة الاستخراج:
1 -
لم يخرجه مسلم في كتاب الإيمان، وإخراج المصنِّف للحديث في كتاب الإيمان فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند صاحب الأصل.
2 -
ذكر مسلم طرفًا من المتن وأحال بالباقي على ما قبله، وذكر المصنِّف لفظ مالك تامًّا.
430 -
أخبَرَنا يونس بن عبد الأعلى
(1)
، أخبرنا ابن وهبٍ، أنَّ مالكًا حَدَّثه بإسناده مثلَه
(2)
.
(1)
لم يُذكر اسم أبيه في (ط) و (ك).
(2)
سبق تخريجه من موطأ مالك، وصحيح مسلم في الذي قبله.
فائدة الاستخراج:
لم يخرجه مسلم في كتاب الإيمان، وإخراج المصنِّف للحديث في كتاب الإيمان فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند صاحب الأصل.
431 -
حَدثنا الصاغاني، حدثنا ابن أبي مريمَ
(1)
، أخبرنا محمد بن جَعْفر بن أبي كثير
(2)
، أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بإسنادِهِ مثلَهُ: قال
(3)
: "فأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا
(4)
(5)
.
(1)
سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري.
(2)
الأنصاري الزُّرقي مولاهم المدني.
(3)
كلمة "قال" ليست في (ط) و (ك).
(4)
في (ط) و (ك) في هذا الموضع النص التالي: "آخر الجزء الثاني في نسخة شيخنا أبي المظفر السمعاني".
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء (1/ 218 ح 39 و 40) من طريق الدراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن.
فائدة الاستخراج:
لم يخرجه مسلم في كتاب الإيمان، وإخراج المصنِّف للحديث في كتاب الإيمان فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند صاحب الأصل.
بَابُ
(1)
بَيَانِ ضحكِ الله تبارك وتعالى
(2)
مِنْ عبده، وإلَى عبِيْدهِ، وأن أوْلَ مَنْ يَدْخُلُ الجنَّة تَكُونُ وُجُوْههمْ علَى صُوْرَةِ القَمَرِ، ثَم منْ دَخَلَها بَعْدَهُمْ نُورُ وُجُوْهِهمْ دُوْنَ قَدْرِ مَنْ تَقَدمَهُمْ
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
إثبات صفة الضحك لله سبحانه وتعالى على الوجه اللائق به سبحانه من غير تشبيهٍ لها -بضحك المخلوقين- أو تأويلٍ، أو تعطيل، أو تكييف هو المذهب الحق الذي كان عليه السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أهل السنة رضوان الله عليهم أجمعين.
قال الآجري رحمه الله تعالى: "أهل الحق يصفون الله عز وجل بما وصف به نفسه عز وجل، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وبما وصفه به الصحابة رضي الله عنه، وهذا مذهب العلماء ممن اتبع ولم يبتدع، ولا يقال: كيف؟ بل التسليم له، والإيمان به: أن الله عز وجل يضحك، كذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن صحابته رضي الله عنهم، فلا ينكر هذا إلا من لا يُحمد حاله عند أهل الحق".
انظر: الشريعة للآجري (ص: 277).
واعلم أن أغلب الشراح المتأخرين -كالقرطبي والقاضي عياض والنووي وابن حجر رحمهم الله تعالى- لهذه الأحاديث وما شابهها من أحاديث الصفات إما أن يذهب فيها إلى التفويض مع قوله بأن ظاهرها غير مراد، أو تأويلها بالرضى والرحمة وإرادة الخير ونحو ذلك من التأويل المذموم، ويزعم أن هذين المذهبين هما المذهب الحق باعتبار أن التفويض أسلم، والتأويل أعلم وأحكم!
وما قرَّره السلف رحمهم الله تعالى: هو المذهب الأسلم والأعلم والأحكم، وهو أن يوصف الله عز وجل بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تشبيهٍ =
⦗ص: 95⦘
= بصفات المخلوقين، ولا تأويل لها، ولا تكييف، ولا تعطيل، لأن الكلام في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات، فكما نثبت لله عز وجل ذاتًا تليق بجلاله وعظمته لا تشبه ذوات المخلوقين، فكذلك نثبت له صفاتٍ أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم لا تشبه صفات المخلوقين، والكلام في بعض الصفات كالكلام في البعض الآخر.
هذه من قواعد السلف رضوان الله عليهم أجمعين في تقرير عقيدة الأسماء والصفات، ذكرها الخطيب البغدادي في جزءٍ له في الكلام على الصفات -وهو مخطوط في الظاهرية نقل عنه الشيخ الألباني، ونقل الذهبي بعضه في ترجمة الخطيب في السير-.
وقد صاغ هذه القواعد وجمعها وأورد لها الأدلة النقلية والعقلية شيخ الإسلام ابن تيمية في كثير من كتبه، ومن أنفعها: الرسالة التدمرية، والرسالة الحموية.
انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (18/ 284)، مقدمة مختصر العلوم للألباني (ص: 48).
432 -
حَدثنا أبو زُرعَةَ الرازي
(1)
، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عَرْعَرَةَ
(2)
، حدثنا أبو عاصم
(3)
، حدثنا ابن جُرَيجٍ
(4)
، أخبَرَني أبو الزُّبَيرِ
(5)
أنَّه سمِعَ جابر بن عبد الله يُسْأَلُ عَنِ الوُرُوْدِ
(6)
قَال: "نَحْنُ يومَ القيامةِ على (كذا وكذا)
(7)
أنظر أي ذلك فوق
⦗ص: 96⦘
الناس
(8)
، فتُدعى الأممُ بأوثانِها وما كانَتْ تعبد الأوَّل فالأول ثمَّ يأتينا
⦗ص: 97⦘
ربنا تبارك وتعالى فيقول: مَنْ تنتظِرونَ؟ فنقولُ: ننتظِرُ ربَّنا تبارك وتعالى
(9)
، قال: فيقول: أنا ربُّكم، قال: فيتجلَّى لهم، قال: سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: يضحك"
(10)
.
(1)
واسمه: عبيد الله بن عبد الكريم.
(2)
ابن البِرِند السامي البصري.
(3)
الضحاك بن مخلد النبيل الشيباني.
(4)
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي.
(5)
محمد بن مسلم بن تدرس المكي.
(6)
أي مجيء الناس إلى أرض المحشر يوم القيامة.
(7)
صورتها في الأصل و (م): "كوا وكوا"، وما أثبتُّ من النسختين الأخريين، ومصادر التخريج وغيرها. =
⦗ص: 96⦘
= ذكر المزي رحمه الله تعالى الحديث في الأطراف لمسلم بلفظ: "نحن يوم القيامة على كوم
…
"، فيظهر أنه جاء بهذا اللفظ في بعض نسخ روايات صحيح مسلم وهو الصواب كما فسره العلماء الذين سيأتي ذكرهم.
ويوافقه ما جاء في مسند الإمام أحمد (3/ 345) من طريق موسى بن داود عن ابن لهيعة عن أبي الزبير بلفظ: "نحن يوم القيامة على كومٍ فوق الناس
…
".
وجاء عنده من طريق روح، عن ابن جريج كالذي عند مسلم وأبي عوانة.
وأخرجه أبو يعلى الفراء من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير أنه سأل جابر عن الورود فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تجيء أمتي يوم القيامة على كوم فوق الناس
…
". أخرجه في "إبطال التأويلات" (مخطوط ل 60/ ب).
وعبد الله بن يزيد المقرئ هو أحد العبادلة الذين يحسن حديث ابن لهيعة من طريقهم، ولكن تبقى عنعنة ابن لهيعة وهو مدلسٌ - كما سبق في ح (271).
وأما لفظ مسلم والمصنِّف فقد جاء في مسند أحمد (3/ 383) من طريق روح، عن ابن جريج وسيأتي ما فيه. انظر: تحفة الأشراف للمزي (224).
(8)
قال النووي رحمه الله تعالى: "هكذا وقع هذا اللفظ في جميع الأصول من صحيح مسلم، واتفق المتقدمون والمتأخرون على أنه تصحيفٌ وتغييرٌ واختلاطٌ في اللفظ، مال الحافظ عبد الحق في كتابه "الجمع بين الصحيحين": هذا الذي وقع في كتاب مسلم تخليطٌ من أحد الناسخين أو كيف كان، وقال القاضي عياض: هذه صورة الحديث في جميع النسخ، وفيه تغيير كثير وتصحيفٌ، قال: وصوابه: "نجيء يوم القيامة على كوم" هكذا رواه بعض أهل الحديث، وفي كتاب ابن أبي خيثمة من طريق كعب بن مالك: "يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل" وذكر الطبري في التفسير
=
⦗ص: 97⦘
= من حديث ابن عمر: "فيرقى هو -يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم وأمته على كومٍ فوق الناس"، وذكر من حديث كعب بن مالك:"يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تلٍّ"، قال القاضي عياض:"فهذا كله يبيِّن ما تغيَّر من الحديث، وأنه كان أظلم هذا الحرف على الراوي، أو امَّحى فعبَّر عنه بكذا وكذا، وفسَّره بقوله: أي فوق الناس، كتب عليه "أنظر" تنبيهًا، فجمع النقلة الكل ونسقوه على أنه من متن الحديث كما تراه" هذا كلام القاضي عياض، وقد تابعه عليه جماعةٌ من المتأخرين، والله أعلم".
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية الحديث -كما أورده مسلم والمصنِّف- ثم قال: "صوابه: على تلٍّ، كما جاء مفسَّرًا: أظن ذلك فوق الناس".
انظر: شرح مسلم للنووي (3/ 47 - 48)، بغية المرتاد لابن تيمية (ص: 462).
(9)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك).
(10)
سيأتي تخريجه في الذي بعده.
433 -
حدثنا عباس الدُّوري، حدثنا يحيى بن مَعين، حدثنا حجاج بن محمد
(1)
، عن ابن جُريج، حدثنا أبو الزبير، ح
وَحدثنا
(2)
عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد
(3)
أخي رحمه الله
⦗ص: 98⦘
قالا: حدثنا إسحاق بن منصور
(4)
، حدثنا روح
(5)
، حدثنا ابن جُريج، حدثنا أبو الزبير أنه سمِعَ جابر بن عبد الله يُسأل عن الورود [فقال: نحن يوم القيامة]
(6)
، فذكر مثله: فيقولون: حتى ننظُرَ إليك
(7)
، فيتجلى لهم يضحك، قال: سمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حتى تبدُوَ لَهَوَاتُهُ أو أَضْرَاسُه، فَيَنطلق ربُّهم فيتبَعُونَه، ويُعطَى كلَّ إنسانٍ منهم منافقٍ أو مُؤمنٍ نورًا وتغشى -أو كلمة نحوها-
(8)
ثمّ يتبعونه، وعلى جسرِ جهنَّم كلاليبُ وحَسَكٌ
(9)
تأخذ مَن شاء الله، ثم يُطْفَأ نورُ المنافقين ثم ينجو المؤمنون، فينجو أَوَّلُ زمرة وجوههم كالقمرِ ليلةَ البدرِ سبعون ألفًا لا يحاسبون، ثم
⦗ص: 99⦘
الذينَ يلونهم كأضْوَءِ نجمٍ في السَّماء، ثم كذلك، ثم تَحِلُّ الشفاعة فيشفعون حتى يخرجَ مِنَ النارِ مَن قال: لا إلهَ إلا الله، وكان في قلبِه مِنَ الخيرِ ما يزن شعيرةً، فَيُجعلون بفناءِ الجنَّةِ ويجعل أهل الجنَّة يَرشون عليهم الماء، ثم يَنْبُتُون نباتَ الشيء في السَّيل ويذهب حُرَاقُهُ
(10)
، ثم يَسأل حتى يجعل لهم الدُّنيا مع عشرةِ أمثالِها".
هذا لفظُ حديث روح
(11)
.
(1)
المصيصي الأعور المكي.
(2)
في (ط) و (ك): "وحدثني".
(3)
لم أجد لأخي المصنِّف هذا ذكرًا في المصادر التي وقفت عليها.
(4)
في (م): "عن" بدل "ابن" وهو خطأ، وإسحاق بن منصور هو: الكوسج المروزي، أبو يعقوب التميميّ، نزيل نيسابور.
(5)
ابن عبادة بن العلاء القيسي، أبو محمد البصري.
(6)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(7)
المخاطب هو الله عز وجل.
(8)
قوله: "وتغشى أو كلمة نحوها" ليست في صحيح مسلم.
(9)
قال النووي: "الكلاليب جمع كَلُّوب بفتح الكاف، وضم اللام المشددة، وهو حديدة معطوفة الرأس يعلَّق فيها اللحم، وترسل في التنُّور، وقال صاحب المطالع: هي خشبة في رأسها عقافة حديد، وقد تكون حديدًا كلها، ويقال لها أيضًا: كُلَّاب".
وأما الحَسَك: فبفتح الحاء والسين المهملتين، وهو شوكٌ صلبٌ من حديد، واحدتها: حَسَكَة.
انظر: النهاية لابن الأثير (1/ 386)، شرح مسلم للنووي (3/ 21، 29).
(10)
في (ط) و (ك): "فيذهب"، وحُرَاقُه: بضم الحاء المهملة، وتخفيف الراء، والضمير في حراقه يعود على المخرَج من النار، وعليه يعود الضمير في قوله: ثم يسأل، ومعنى حُرَاقه: أثر النار، والله أعلم. شرح مسلم للنووي (3/ 49 - 50).
(11)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (1/ 177 ح 316) عن إسحاق بن منصور وعبيد الله بن سعيد كلاهما عن روع به موقوفًا من قول جابر.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (3/ 383) عن روحٍ به وإسناده صحيح، وأخرجه أيضًا (3/ 345) عن موسى بن داود عن ابن لهيعة به.
وبسند ابن لهيعة أخرجه أبو يعلى الفرَّاء في "إبطال التأويلات"(ل 60 ب) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ عنه به.
وأخرجه أيضًا -في الموضع نفسه- من طريق عباس الدوري عن ابن معين به، وإسناده صحيح وهو أحد طريقي المصنِّف هنا، وسيأتي الكلام عليه.
تنبيهان:
الأول: الحديث في صحيح مسلم موقوفٌ على جابر، ليس فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وقال النووي: "هذا الحديث جاء كله من كلام جابر موقوفا عليه وليس هذا من شرط مسلم إذ ليس فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وإنما ذكره مسلم وأدخله في المسند لأنه روى مسندًا =
⦗ص: 100⦘
= من غير هذا الطريق -أي: كما جاء في تخريج الحديث-، فذكره ابن أبي خيثمة عن ابن جريج يرفعه بعد قوله: يضحك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فينطلق بهم، وقد نبه على هذا مسلم بعد هذا في حديث ابن أبي شيبة وغيره في الشفاعة، وإخراج من يخرج من النار، وذكر إسناده وحماعه من النبي بمعنى بعض ما في الحديث والله أعلم". انظر: شرح مسلم للنووي (3/ 48).
الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "حتى تبدو لهَوَاته أو أضراسه" ليس في صحيح مسلم، وهو ثابتٌ في هذا الحديث من طريق ابن معين، فقد أخرجه أبو يعلى من طريقه -كما سبق تخريجه- غير أنه قال فيه:"يضحك ربكم حتى بدت لهواته وأضراسه" بدون شك، ثم قال عقب الحديث تأكيدًا:"قال ابن معين: لهواته وأضراسه".
ثم قال أبو يعلى رحمه الله تعالى: "وذكر أبو الحسن الدارقطني في "الصفات" عن أبي بكر النيسابوري قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا روح قال: حدثنا ابن جريج عن أبي الزبير أنه سمع جابرًا سئل عن الورود، وذكر الحديث وقال فيه: فيقول الله عز وجل: أنا ربكم، فيقولون: حتى ننظر إليك، فيتجلَّى لهم يضحك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حتى تبدو لَهَاته وأضراسه".
ثم نقل عن المرُّوذي قوله يسأل الإمام أحمد: "قلت: ما تقول في حديث ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر فضحك حتى بدت
…
، قال: هذا يُشنَّع به، قلت: فقد حدَّثت به؛ قال: ما أعلم أني حدَّثت به إلا محمد بن داود -يعني المصيصي- وذاك أنه طلب إليَّ فيه، قلت: أفليس العلماء قد تلقَّته بالقبول؟ قال: بلى".
وقال أبو يعلى أيضًا بعد ذلك: "قال أبو بكر الخلال: رأيت في كتاب الهروي المستملي أنه قال لأبي عبد الله: حديث جابر بن عبد الله: ضحك ربنا حتى بدت لهواته -أو قال أضراسه- ممن سمعته؟ قال: حدثنا روح
…
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يضحك ربنا حتى بدت لهواته -أو قال: أضراسه-". وعقَّب أبو يعلى قائلًا: "فقد =
⦗ص: 101⦘
= نصَّ -أي: الإمام أحمد- على صحة هذه الأحاديث والأخذ بظاهرها والإنكار على من فسَّرها".
ثم ذكر أبو يعلى ما معناه أنَّ قوله في الحديث: لهواته وأضراسه في حديث الضحك فيه إثباتٌ بأنها صفة تختصُّ بالذات فيبطل ما تأوَّلته الجهمية ومن شايعهم من أنَّ المراد بالضحك من الله سبحانه وتعالى هو إظهار النعم والفضل ونحو ذلك.
والعجيب -مع نقل أبي يعلى السابق ومع قول أبي عوانة عقب الحديث: هذا لفظ روحٍ- أن قوله: "حتى تبدو لهواته وأضراسه" ليس في رواية الإمام أحمد عن روحٍ في "المسند" -المطبوع- (3/ 383)، وكذلك ليس في كتاب "الصفات" للدارقطني بل موضعه في كتاب الدارقطني بياض مقدار كلمتين كما ذكر ذلك الشيخ: علي بن ناصر الفقيهي محقق كتاب الصفات للدارقطني!
والظاهر أن في موضع هذا البياض كان هذا النص؛ لأنه مثبتٌ في الحديث في كتاب "الرؤية" للدارقطني -وهو من طريق الإمام أحمد عن روح-، وكما نقله أبو يعلى من كتاب الدارقطني في الصفات، ويظهر -والله أعلم- أن بعض النسَّاخ استشنع هذه الألفاظ فلم يثبتها.
وأما عدم وجوده في المسند فإما أن يكون الأمر من بعض النساخ كما سبق، أو أن الإمام أحمد رحمه الله تعالى كان لا يذكر هذه الألفاظ في تحديثه لكل أحد مع صحة الحديث عنده وقبول العلماء له، وقد سبق كلام الإمام أحمد أن هذا مما يُشنَّع به، أي من الأحاديث التي يُشنَّع على من ينشرها بين الناس، ويحدِّث بها كلَّ أحد، مع التسليم بها، ولذلك لم يحدِّث به إلا شخصًا واحدًا -وهو محمد بن داود المصيصي- طلبه منه، وذلك أنه كان يراعى فهم الناس لهذه الألفاظ، وأخذًا يقول علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري، قال:"حدِّثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذَّب الله ورسوله؟ ".
⦗ص: 102⦘
= قال الحافظ ابن حجر: "وممن كره التحديث ببعضٍ -أي: الأحاديث- دون بعض: الإمام أحمد في الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان، ومالك في أحاديث الصفات، وأبو يوسف في الغرائب، ومن قبلهم أبو هريرة كما تقدم عنه في الجرابين وأن المراد ما يقع من الفتن، ونحوه عن حذيفة، وعن الحسن أنه أنكر تحديث أنس للحَجَّاج بقصة العرنيين لأنه اتخذها وسيلة إلى ما كان يعتمده من المبالغة في سفك الدماء بتأويله الواهي، وضابط ذلك أن يكون ظاهر الحديث يقوي البدعة، وظاهره في الأصل غير مراد، فالإمساك عنه عند من يخشى عليه الأخذ بظاهره مطلوب، والله أعلم".
والأصل في توحيد الصفات -كما قرَّره شيخ الإسلام ابن تيمية- هو أن يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه، وبما وصفته به رسله نفيًا وإثباتًا، فيُثبت لله ما أثبته لنفسه، ويُنفى عنه ما نفاه عن نفسه سبحانه وتعالى، وأن الكلام في الصفات فرعٌ من الكلام في الذات، فكما ينبتُ لله سبحانه وتعالى ذاتٌ حقيقية تَليق بجلاله وعظمته لا تشبه ذوات المخلوقين فهذه الذات متصفةٌ أيضًا بصفاتٍ حقيقية لا تُشبه صفات المخلوقين؛ فيُثبت له الصفات التي أثبتها لنفسه أو أثبتها له رسله الكرام بدون تشبيهٍ أو تعطيل أو تكييفٍ أو تأويل، والله أعلم.
انظر: صحيح البخاري -كتاب العلم- باب من خص بالعلم قومًا دون قومٍ كراهية ألا يفهموا (الفتح 1/ 272 ح 127)، الرؤية للدارقطني (ص: 163)، والصفات له (ص: 47)، إبطال التأويلات لأبي يعلى (ل 60 ب- 62 أ)، التدمرية لابن تيمية (ص: 7 - 8، و 43).
434 -
حَدثَنا أبو أمية، حدثنا أبو الوليد
(1)
، حدثنا شعبَةُ، عن محمد بن زيادٍ
(2)
سمعتُ أبا هُريرَةَ يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَدخُل الجنة
⦗ص: 103⦘
مِن أمتي سَبْعُونَ ألفًا بغيرِ حسابٍ". فَقال عُكَّاشَةُ: يا رسولَ الله ادعُ الله أن يَجعَلَني منهم، فَدعا لَهُ، فقامَ رجلٌ آخَرُ
(3)
فقال: يا رسول الله ادعُ الله أن يجعَلَني منهم، فقال:"سبقك بها عُكَّاشة"
(4)
.
(1)
الطيالسي، هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم البصري.
(2)
القرشيّ الجمحي مولاهم، أبو الحارث المدني، نزيل البصرة.
(3)
جاءت في إحدى روايات المصنِّف الآتية أنه رجلٌ من الأنصار، وذكر الخطيب البغدادي أنه سعد بن عبادة رضي الله عنه، ولكن حجَّته في ذلك حديثٌ مرسل لمجاهد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي إسناده ضعيفٌ أيضًا.
انظر: الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة للخطيب (ص: 105 - 107).
(4)
أخرجه الدارمي في سننه -كتاب الرقائق- باب يدخل الجنة سبعون ألفًا من أمتي بغير حساب (422 ح 2807) عن أبي الوليد الطيالسي عن شعبة به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(893) من طريق أبي أمية الطرسوسي -شيخ المصنِّف- عن أبي الوليد الطيالسي به.
435 -
حدثنا الصاغاني، حدثنا خلاف
(1)
، حدثنا غُنْدَر
(2)
، عن شعبَةَ بمثلِهِ
(3)
.
(1)
ابن سالم المُخَرِّمي، أبو محمد المهلبي مولاهم البغدادي.
(2)
هو: محمد بن جعفر الهُذَلي مولاهم، أبو عبد الله البصري.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب (1/ 197 ح 368) عن محمد بن بشار عن غندر عن شعبة به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(456) عن غندر عن شعبة به.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلم بلفظ الحديث على ما قبله، وميَّز المصنِّف لفظه في الذي قبله، وهو =
⦗ص: 104⦘
= حديث شعبة.
436 -
حدثَنا أبو داود الحراني، حدثنا محمد بن كثير
(1)
، حدثنا الربيع بن مسلم
(2)
، عن محمد بن زياد، عن أبي هُرَيرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه
(3)
.
(1)
العبدي، أبو عبد الله البصري.
(2)
القرشيّ الجمحي، أبو بكر البصري، أروى الناس عن محمد بن زياد.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب (1/ 197 ح 367) عن عبد الرحمن بن سلام الجمحي عن الربيع بن مسلم به، وذكر متنه كاملًا.
437 -
حَدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس
(1)
، عن ابن شهاب، حدَّثني سعيد بن المسيَّب
(2)
أنَّ أبا هُرَيرَةَ حدثه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يَدخل
(3)
الجنَّةَ مِن أُمَّتي زُمْرَةٌ، هم سبعون ألفًا تُضيء وجوههم إضاءة القمرِ ليلةَ البَدرِ".
قال أبو هُريرةَ: فقام عُكَّاشة بن محصن الأسدي يَرْفَعُ نَمِرةً عليهِ فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهم اجعله منهم"، ثم قام رجلٌ منَ الأنصارِ فقال: يا رسول الله، ادعُ الله أن يَجْعَلَني منهم، فقال:"سبقك بها عُكَّاشةُ"
(4)
.
(1)
ابن يزيد بن أبي النجاد الأيلي.
(2)
في (ط) و (ك): "ابن المسيب" بدون ذكر اسمه.
(3)
وقعت في (م): "يدخلان" وهو خطأ.
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الرقاق- باب يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير =
⦗ص: 105⦘
= حساب (الفتح 11/ 413 ح 6542) من طريق عبد الله بن المبارك عن يونس عن ابن شهابٍ به.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب (1/ 197 ح 369) عن حرملة عن ابن وهبٍ عن يونس عن ابن شهابٍ به.
438 -
حدثنا أبو الجماهر الحضرمي
(1)
، حدثنا أبو اليمان
(2)
، أخبرنا شعيبٌ
(3)
، عن الزهري، ح
وحَدثَنا إسماعيل القاضي
(4)
، حدثنا إبراهيم بن حمزة
(5)
، عن الدَّراوردي
(6)
، عن ابن أخي الزهريّ
(7)
، عَن الزُّهري
(8)
، بإسناده، [نحوه]
(9)
، حديث شعيب بمثله سواء، والآخر بنحوه
(10)
.
(1)
نسبته "الحضرمي" ليست في (ط) و (ك)، وهو: محمد بن عبد الرحمن الحضرمي الحمصي انظر.
(2)
الحكم بن نافع البهراني.
(3)
ابن أبي حمزة دينار الأموي مولاهم أبو بشر الحمصي.
(4)
هو: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري.
(5)
ابن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير الزبيري المدني.
(6)
عبد العزيز بن محمد بن عبيد، أبو محمد المدني.
(7)
محمد بن عبد الله بن مسلم الزهريّ، أبو عبد الله المدني.
(8)
ما بين النجمين سقط من (م).
(9)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(10)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب اللباس- باب البرود والحبر والشملة (الفتح =
⦗ص: 106⦘
= 10/ 287 ح 5811) عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري به.
439 -
حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، أخبرنا ابن أبي مريم
(1)
، أخبرنا أبو غَسَّان محمد بن مُطَرِّف
(2)
، حدَّثني أبو حَازم
(3)
عن سهل بن سعدٍ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "ليدخلَنَّ الجنَّةَ مِن أمّتي سبعونَ ألفًا أو سبعمائة ألف -شك أبو حازم في أحد العَدَدين- متماسكون آخِذٌ بعضهم بِبَعضٍ، حتى يدخلَ أوَّلُهم وآخرُهم الجنَّةَ وجوههم على صورةِ القمرِ ليلةَ البدرِ"
(4)
.
(1)
سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم، أبو محمد المصري.
(2)
ابن داود بن مُطَرِّف الليثي المدني.
(3)
سلمة بن دينار المدني الأعرج.
(4)
لم يخرجه مسلم من هذا الطريق، وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الرقاق- باب يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب (الفتح 11/ 414 ح 6543) عن سعيد بن أبي مريم عن محمد بن مطرف عن أبي حازم به.
440 -
حدثنا الصاغاني، أخبرنا أحمد بن محمد المكي
(1)
، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم
(2)
، عن أبيه عن سهل بن سعدٍ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَدخُلُ
(3)
من أمتي سبعُونَ ألفًا أو سبعمائة ألفٍ
⦗ص: 107⦘
لا أدري أيُّ ذلك قال
(4)
- مُتَماسكون بعضُهُم آخذٌ بيدِ بعضٍ، لا يَدخلُ أوَّلُهم حتى يَدْخُلَ آخرُهُم، وُجوْهُهُمْ على ضوء القمرِ ليلةَ البدرِ"
(5)
.
(1)
هو: أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي، جدُّ الأزرقي صاحب "تاريخ مكة".
(2)
المخزومي مولاهم المدني.
(3)
في الأصل: "يدخل الجنة" وضرب على كلمة "الجنة" بالقلم، وهي ليست في النسخ الأخرى.
(4)
أي أبو حازم كما في صحيح مسلم.
(5)
أخرجه البخارى في صحيحه -كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار (الفتح 11/ 424 ح 6554).
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب (1/ 198 ح 373) كلاهما عن قتيبة، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه به.
441 -
حدثنا محمد بن الجُنَيد الدَّقَّاق
(1)
، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البُناني، عن أنس بن مالك، عن عبد الله بن مسعودٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ آخِرَ مَن يدخل الجنَّة لَرَجُلٌ يمشي على الصِّراط فَيَنْكُبُ
(2)
مرَّة ويَمشي مرة وتسفَعُهُ
(3)
النار مرة، فإذا جَاوز الصِّراطَ التفتَ إليها فقال: تبارك الذي نَجَّاني منكِ
(4)
، لقد أعطاني الله مَا لم يعطِ أحدًا مِنَ الأوَّلين والآخرين".
⦗ص: 108⦘
قال: "فتُرفَعُ له شجرةٌ فيَنْظُر إليها فيقولُ: يا ربِّ أَدْنِني من هذه الشَّجرةِ فأستظِلَّ بظِلِّها وأشرَبُ من مائها، فيقول: يا عبدي فَلَعلّي إن أَدْنَيتُك منها سألتَني غَيرَها؟ فيقول: لا، يا ربِّ، ويُعَاهِدُهُ ألا
(5)
يسألَه غيرَها، وَالرَّبُّ تبارك وتعالى
(6)
يَعلم أنَّه سَيَسْأله؛ لأنَّه يرى ما لا صَبْر له عليه، فَيُدْنِيهِ منها.
ثمَّ تُرْفَعُ له شجرةٌ هي أحسَنُ منها، فيقول: يا ربِّ أَدْنِني من هذه الشَّجَرةِ فاستظِلَّ بِظِلِّها وأشربُ من ماءها، فيقول: يا عبدي ألم تعاهدْني ألا تسألَني غَيرَها؟ فيقول: يا ربِّ، هذه لا أسألك غيرها، فَيُدْنِيهِ منها.
(فَتُرفَعُ له شَجرةٌ عندَ بابِ الجنّةِ هِي أحسَنُ منها فيقول: يا ربِّ أَدْنِني من هذه الشَّجرةِ أستظِلُّ بِظِلِّها وأشربُ من مَائِها، فيقول: أي عَبْدي ألم تُعَاهِدْني ألا تسالَني غَيرَها؟ فيقول: يا ربِّ هذه لا أسألك غيرها) ويُعاهده
(7)
، وَالرَّبُّ تعالى
(8)
يعلم أنَّه سَيَسْألُه غَيرَها، لأنَّه يرى ما لا صبر له عليه، فَيُدْنيه منها، فَيَسْمَعُ أصواتَ أهلِ الجنَّةِ قال: فيقول: [أي ربِّ]
(9)
: أدخِلْني الجنَّةَ، قال: فيقول: أَيْ عبدي ألم
⦗ص: 109⦘
تُعَاهِدْني ألا تَسْألَني غَيرَها؟ فَيَقول: يا ربِّ أدخِلْني الجنَّةَ، قال: فيقول تبارك وتعالى
(10)
: ما يَصْرِيْنِي
(11)
منك أيْ عبدي، أَيُرضيك أن أُعْطِيَك من الجنَّةِ مثلَ الدُّنيا ومثلَها مَعَها؟ قال: فَيَقُولُ: أتهزَأُ بي أَيْ رَبِّ، وَأنتَ ربُّ العزّةِ؟ ".
فضحِك عبد الله حتى بَدَتْ نواجِذُهُ
(12)
، قال: ألا تسألوني لم ضحكتُ؟ قال: لضَحِكِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال لنا رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"ألا تسألوني لم ضحكتُ؟ " قالوا: لم ضحِكتَ يا رسول الله؟ قال: "لِضَحِكِ الرَّبِّ تعالى
(13)
حينَ قال: أتهزأ بي وأنتَ ربُّ العزّةِ؟ "
(14)
.
(1)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد البغدادي، أبو جعفر الدقاق.
(2)
أي يعدل عن الطريق ويميل عنه، ونكب عن الطريق نكوبًا من باب: قَعَدَ.
انظر: النهاية لابن الأثير (112)، المصباح المنير للفيومي (ص: 624).
(3)
قال النووي: "معناه: تضرب وجهه وتسوِّده وتؤثِّر فيه أثرًا". شرح مسلم (3/ 42).
(4)
في (ط) و (ك): "منها".
(5)
في (م): "من لا" ولعله سبق قلم.
(6)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك).
(7)
كلمة "ويعاهده" سقطت من (م).
(8)
كلمة "تعالى" ليست في (ط) و (ك).
(9)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(10)
في (ط) و (ك): "فيدنيه منها، قال: فيقول ربنا تبارك وتعالى: ما يصري منك
…
" بدل قوله: "فيقول: يا رب أدخلني الجنة قال: فيقول تبارك وتعالى: ما يصريني منك".
(11)
قال النووي: "بفتح الياء وإسكان الصاد المهملة، ومعناه: يقطع مسألتك مني".
انظر: شرح مسلم للنووي (3/ 42).
(12)
النواجذ واحدتها ناجذة وهي من الأسنان، واختلف فيها قال ابن الأثير:"الأكثر الأشهر أنها أقصى الأسنان". انظر: النهاية لابن الأثير (5/ 20).
(13)
في (ط) و (ك): "عز وجل" بدل: "تعالى".
(14)
أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 391 - 392) عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة به، وقد أخرجه البخاري ومسلم من غير هذا الطريق كما سيأتي.
442 -
حدثنا محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق أبو جَعفر أيضًا
(1)
، حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي
(2)
، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت
⦗ص: 110⦘
[البناني]
(3)
، عن أَنس [بن مالكٍ]
(4)
عن عبد الله بن مسعُودٍ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "آخر مَن يدخلُ الجنَّةَ رَجُلٌ يمشي على الصِّراطِ، فهو يَكبُو
(5)
مرةً، ويمشي مَرةً، وتسْفَعُهُ النار -فذكر نحوَ حديثِ يزيد بن هارون- قال: فَيَقُول: يا ربِّ، أتستهزئ بي وأنتَ ربُّ العالَمين؟ ".
فضحِكَ ابن مسعود فقال: ألا تسألوني مما أضحك؟ قالوا
(6)
: ومِمَّا تضحك
(7)
؟ قال: هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحِك فقال
(8)
: "ألا تسألوني مما أضحك؟ قالُوا: وَمِمَّا تضحك يا رسول الله؟ قال: مِن ضَحِكِ ربِّ العالمين حينَ قال: أتهزأ بي وأنت ربُّ العالمين؟ قال: فيقول: إنّي لا أستهزئ بك، وَلكنِّي على ما أشاءُ قادرٌ
(9)
"
(10)
.
(1)
وقع في (م) قوله: "أخبرنا" بين كلمتي: "الدقاق" و "أبو جعفر" ولعله سبق قلم.
(2)
وقع في (م): "أبو عمرو بن عاصم" ولعله سبق قلم، وعمرو هو: ابن عاصم بن =
⦗ص: 110⦘
= عبيد الله بن الوازع الكلأبي القيسي، أبو عثمان البصري.
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(4)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(5)
أي: يسقط على وجهه. شرح مسلم للنووي (3/ 42).
(6)
في (ط) و (ك): "فقالوا".
(7)
في (ط) و (ك): "وما يُضحكك".
(8)
في (ط) و (ك): "قال".
(9)
في (ط) و (ك): "قدير".
(10)
لم أجد من أخرجه من هذا الطريق، وله طرقٌ أخرى كما سيأتي في الإسناد الآتي.
443 -
حدثنا جَعفر الصَّائغ
(1)
، حدثنا عفان
(2)
، حدثنا حَماد بن
⦗ص: 111⦘
سلمة بإسناده نحوَ حديث عَمرو بن عاصم
(3)
(4)
.
(1)
هو: جعفر بن محمد بن شكر الصائغ، أبو محمد البغدادي.
(2)
ابن مسلم الصفَّار الباهلي، أبو عثمان البصري.
(3)
بهامش (ك) النص التالي: "بلغ علي بن محمد المهراني قراءةً على سيدنا قاضي القضاة أيده الله تعالى في الثالث"، وفي (ط) كذلك ولكن بتقديم بعض الكلمات على بعض.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب آخر أهل النار خروجًا (1/ 174 ح 310) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان بن مسلم به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 410) عن عفان بن مسلمٍ به أيضًا.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(816) من طريق جعفر بن محمد الصائغ عن عفانٍ به.
وللحديث طريق أخرى عند الشيخين، فقد أخرجه البخارى في صحيحه -كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار (الفتح 11/ 426 ح 6571)، وأخرجه في كتاب التوحيد -باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم (الفتح 13/ 482 ح 7511).
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب آخر أهل النار خروجًا (1/ 173 - 174 ح 308، 309) كلاهما من طريق إبراهيم بن يزيد، عن عَبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعودٍ به، وذكر لفظه مطوَّلًا.
بَابُ
(1)
بَيان نزولِ الرَّبِّ عز وجل
(2)
إِلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا وأنَّ الله لا يَنَامُ، وأنهُ يَخْفض القِسط وَيَرْفَعُهُ، وأن أعْمَالَ النَّهارِ تُرْفَعُ إِلَيْه كل يومٍ، وأعمَالَ الليل تُرْفَعُ إِلَيْه كُلَّ لَيلةٍ، وَالدَّلِيْلُ علَى أَن النبي صلى الله عليه وسلم حَجبهُ نُوْرُ رَبِّ العِزة
(3)
عن النظَرِ إِلى وَجْههِ تبارك وتعالى
(4)
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
في (ط) و (ك): "تبارك وتعالى" بدل "عز وجل".
وإثبات نزول الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا نزولًا حقيقيًّا كل ليلة على الوجه الذي يليق بجلاله وعظمته، نزولًا لا يشبه نزول المخلوقين، بلا تعطيل لهذه الصفة -كما ذهبت إليه الجهمية والمعتزلة وغيرهم-، ولا تأويل لها بنزول المَلَك أو نزول أمره ورحمته، ولا تكييف لها، وهو مذهب أهل الحق: الصحابة والتابعون ومن بعدهم من أهل السنة والجماعة.
وبوَّب الآجري رحمه الله تعالى: باب الإيمان والتصديق بأن الله عز وجل ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة، ثم قال "الإيمان بهذا واجب، ولا يسع المسلم العاقل أن يقول: كيف؟ ولا يرد هذا إلا المعتزلة، وأما أهل الحق فيقولون: الإيمان به واجب بلا كيف، لأن الأخبار قد صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن الله ينزل كل ليلة، والذين نقلوا هذه الأخبار هم الذين نقلوا إلينا الأحكام من الحلال والحرام، وعلم الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وكما قبل العلماء منهم ذلك كذلك قبلوا منهم هذه السنن، وقالوا: من ردَّها فهو ضالٌ خبيث، يحذرونه، ويحذِّرون منه". انظر: الشريعة للآجري (ص: 306).
وقد أفاض في شرح هذه المسألة وما يتعلَّق بها وذكر مذاهب المخالفين والرد عليهم: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالة له بعنوان "شرح حديث النزول" وهو مطبوع.
(3)
في (ط) و (ك): "نور الربِّ تعالى".
(4)
في (ط) و (ك): "وجهه الكريم".
444 -
حدثنا محمدُ بن عبد الملكِ الواسطي، حدثنا يَعْقُوب بن إبراهيمَ بن سعْدٍ، حدثنا أبي، عن ابن شهابٍ، عَن أبي سلمةَ
(1)
، وَأبي عبد الله الأغر
(2)
، عن أبي هُريرة أنَّه
(3)
أخبرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَنْزِلُ ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ حِينَ يبقى ثُلثُ الليلِ فيقولُ: مَن يَدْعُوني فَأَسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْتَغْفِرُني فأغفِرَ له؟ مَن يسألني فأُعْطِيَهِ؟ "
(4)
.
(1)
ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
(2)
سلمان الأغر المدني، مولى جُهَينة.
(3)
قوله: "أنه" ليست في (ط) و (ك).
(4)
في (ط) و (ك) تقديم عبارة "من يسألني فأعطيه" على "من يستغفرني فأغفر له".
والحديث أخرجه من هذا الطريق: ابن ماجه في سننه -كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها- باب ما جاء في أيِّ ساعات الليل أفضل (1/ 435 ح 1366) عن أبي مروان العثماني ويعقوب بن حميد بن كاسب.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(264) عن أبي كامل مظفر بن مدرك كلهم عن إبراهيم بن سعد عن الزهري به.
وأخرجه الدارقطني في "النزول"(ص: 107) من طريق محمد بن عبد الملك الواسطي -شيخ المصنِّف- عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه به.
445 -
حدثنا محمد بن إسحاق بن الصَّباح الصَّغَاني
(1)
، حدثنا
⦗ص: 114⦘
عبد الرزاق
(2)
، عن معمر، ح
وحدثنا يونس بن عبد الأعلى
(3)
، أخبرنا ابن وَهب
(4)
، عن مالك
(5)
، ح
وحدثنا أبو أُمية، حدثنا أبو اليمان
(6)
، أخبرنا شعيب
(7)
، كلُّهم عَن الزهريّ، عن أبي سلمة وأبي عبد الله الأغر صاحِبي أبي هُريرة، (عن أبي هريرة)
(8)
عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
(9)
.
(1)
كذا صورتها في النسخ: "الصَّغَاني" وسيأتي في ح (723) قول المصنف: حدثنا: محمد بن إسحاق بن الصبَّاح الصنعاني، وجاء في ح (6565) مقرونًا مع رواة صنعانيين، وجمع معهم في النسبة فقال: "
…
الصنعانيون". =
⦗ص: 114⦘
= ولم أجد من ترجم له بهذا الاسم، والحديث في مصنَّف عبد الرزاق.
(2)
وهو في المصنَّف (10/ 444).
(3)
في (ط) و (ك)"يونس" فقط بدون ذكر اسم أبيه، وهو الصدفي المصري.
(4)
عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم المصرى.
(5)
وهو في "الموطأ"(كتاب القرآن -باب ما جاء في الدعاء (1/ 214 ح 30).
(6)
الحكم بن نافع البَهْرَاني الحمصي.
(7)
ابن أبي حمزة دينار الأموي مولاهم، أبو بشر الحمصي.
(8)
ما بين القوسين ذوي النجمين سقط من (م).
(9)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التهجد- باب الدعاء والصلاة آخر الليل (الفتح 3/ 35 ح 1145) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي. وأخرجه في كتاب الدعوات -باب الدعاء نصف الليل (الفتح 11/ 133 ح 6321) عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي.
وأخرجه أيضًا في كتاب التوحيد -باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} (الفتح 13/ 473 ح 7494) عن إسماعيل بن أبي أويس كلهم عن مالك عن الزهري به.
⦗ص: 115⦘
= أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها -باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه (1/ 521 ح 168) عن يحيى الليثى عن مالك عن الزهري به وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(267) عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري به.
وأخرجه الدارمي في سننه -كتاب الصلاة -باب ينزل الله إلى السماء الدنيا (1/ 413 ح 1479) عن الحكم بن نافع عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري به.
فائدة الاستخراج:
لم يخرجه مسلم في كتاب الإأيمان، وإخراج المصنِّف له هنا فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند صاحب الأصل.
446 -
حدثنا عباس
(1)
بن محمد الدُّوري، حدثنا مُحَاضر بن المورِّع
(2)
، حدثنا سعد بن سعيد
(3)
، أخبرني سعيد بن
⦗ص: 117⦘
مَرْجَانةَ
(4)
قال: سمعتُ أبا هُريرةَ يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ينْزِلُ الله تبارك وتعالى
(5)
إلى السماءِ الدُّنيا لِشَطرِ الليلِ أو لِثُلُثِ الليلِ الآخر فيقول: مَن يدعوني فأستجيبَ له؟ أو يسألني فَأُعْطِيَهُ؟ ثمَّ يقول: مَن يُقْرِض غير عَديمٍ ولا ظلومِ؟ "
(6)
.
(1)
في (ط) و (ك): "العباس".
(2)
الهَمْدَاني، أبو المورِّع الكوفي، فيه كلام يسير، وقد توبع هنا في الإسناد الذي بعده. انظر: ح (61).
(3)
ابن قيس بن عمرو الأنصاري المدني، توفي سنة (141 هـ)، وهو أخو يحيى بن سعيد الأنصاري.
قال ابن سعد: "كان ثقة، قليل الحديث، دون أخيه"، وقال ابن معين:"صالح"، ووثقه ابن عمار، والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات مرة في طبقة التابعين، وأعاده في طبقة أتباع التابعين وقال:"كان يخطئ، لم يفحش خطؤه؛ فلذلك سلكناه مسلك العدول"، وقال ابن عدي:"له أحاديث صالحة تقرب من الاستقامة، ولا أرى بحديثه بأسًا بمقدار ما يرويه"، وقال الدارقطني:"ليس به بأس"، وذكره ابن شاهين في الثقات ونقل توثيق ابن عمار فيه.
وضعفه ابن معين والإمام أحمد في رواية، وقال أحمد مرة:"ليس كحكم الحديث". =
⦗ص: 116⦘
= وقال أبو حاتم: "مؤدي"، فقال ابنه:"يعني أنه كان لا يحفظ، يؤدي ما سمع"، ونقل الذهبي -في الميزان- عن ابن دقيقٍ العيد قوله في تفسير هذه اللفظة:"اختلف في ضبط (مود) فمنهم من خففها أي: هالك، ومنهم من شددها أي: حسن الأداء"، ونقل ابن حجر هذا التفسير الأخير -في التهذيب- عن أبي الحسن بن القطان وهو متقدم على ابن دقيق العيد، وتفسير ابن أبي حاتم فيه زيادة:"كان لا يحفظ" فالأخذ به أولى، وهو أعلم بألفاظ أبيه، والله أعلم.
وقال الترمذي: "تكلَّم بعض أهل الحديث فيه من قبل حفظه"، وقال النسائي:"ليس بالقوي"، وذكره العقيلي، وابن الجوزي في الضعفاء، ونقل ابن الجوزي عن ابن حبان قوله:"لا يحل الاحتجاج به" وهذا القول قاله ابن حبان في المجروحين (1/ 357) في: سعد بن سعيد المقبري، فلعله اشتبه على ابن الجوزي.
وقال ابن حزم: "ضعيفٌ جدًّا لا يحتج به، لا خلاف في ذلك" وهذا تعنُّتٌ من ابن حزم رحمه الله تعالى، فقد وثقه من سبق ذكرهم، واحتج به مسلم.
وقال الذهبي في السير: "أحد الثقات"، وفي الكاشف:"صدوق"، وذكره في المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد وقال:"وثِّق" ونقل تضعيف الإمام أحمد والنسائي، وقول الدارقطني.
وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق، سيّئ الحفظ". فهو ممن يعتبر بحديثه، وقد تابعه متابعة قاصرة: الزهريّ كما سبق في الأسانيد الماضية وغيره كما سيأتي في التخريج.
انظر: الطبقات لابن سعد (الجزء المتمم لطبقات تابعي أهل المدينة ومن بعدهم ص: 338 - 339)، العلل رواية عبد الله (1/ 513)، ورواية المروذي (ص: 82)، سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص: 216)، الثقات للعجلي (1/ 390)، سنن الترمذي (3/ 124 ح 759)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص: 130)، الضعفاء للعقيلي (117)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 84)، الثقات لابن حبان =
⦗ص: 117⦘
= (4/ 298 و 6/ 379)، الكامل لابن عدي (3/ 1188)، الثقات لابن شاهين (ص: 141) المحلى لابن حزم (11/ 40) الضعفاء لابن الجوزي (1/ 311)، تهذيب الكمال للمزي (10/ 262)، السير (5/ 482)، والميزان (120)، والمتكلم فيهم بما لا يوجب الرد (ص: 111)، والكاشف كلها للذهبي (1/ 428)، تهذيب التهذيب (3/ 410)، والتقريب لابن حجر (2237).
(4)
هو: سعيد بن عبد الله القُرشي العامري مولاهم، أبو عثمان الحجازي، ومَرْجَانة أمُّه، قاله البخاري وابن أبي حاتم، ونبَّه على ذلك المصنِّف في الرواية الآتية، ومسلم عقب الحديث.
وانظر: التاريخ الكبير للبخاري (3/ 490)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 35).
(5)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك).
(6)
أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها -باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه (1/ 522 ح 171) عن حجاج بن الشاعر عن محاضر بن المورِّع عن سعد بن سعيد الأنصاري به.
فائدة الاستخراج:
لم يخرجه مسلم في كتاب الإيمان، وإخراج المصنِّف له هنا فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند صاحب الأصل.
447 -
حدثنا صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث
(1)
،
⦗ص: 118⦘
ويزيد بن سنان قالا: حدثنا ابن أبي مريم
(2)
، أخبرنا سليمان بن بلال
(3)
، عن سعد [بن سعيد قال: أخبرني سعيد بن مرجانة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، قال صالح في حديثه عن ابن أبي مريم]
(4)
بمثله: "ثُم يبسُط يَدَيْهِ تبارك وتعالى فيقول: مَن يُقْرِضُ غيرَ عَدُوم ولا ظلوم؟ "
(5)
.
قال أبو عَوانة
(6)
: يقال: مرجانة أمُّه، وهو ابن عبد الله.
(1)
أبو الفضل المصري.
(2)
سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري.
(3)
التيمي مولاهم المدني.
(4)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، ووقع في (ط):"سعيد بن سعيد" ولعله سبق قلم.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها -باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه (1/ 522 ح 171) من طريق عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال عن سعد بن سعيد الأنصاري به، وقال عقبه:"ابن مرجانة هو سعيد بن عبد الله، ومرجانة أمه".
ولمسلمٍ طريقين آخرين للحديث، فقد أخرجه -في الموضع السابق ذكره ح (69 و 70) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به، ومن طريق الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
فائدة الاستخراج:
لم يخرجه مسلم في كتاب الإيمان، وإخراج المصنِّف له هنا فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند صاحب الأصل.
(6)
قوله: "قال أبو عوانة" ليست في (ط) و (ك).
448 -
حَدثَنا علي بن حَرب، حدثنا أبو معاوية
(1)
، حدثنا
⦗ص: 119⦘
الأعمَشُ، عن عَمرو بن مُرَّةَ
(2)
، عن أبي عُبَيدة
(3)
، عَنْ أبي موسى قال: قَامَ فينا رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم بخَمسِ كلماتٍ [فقال:]
(4)
"إنَّ الله لا ينامُ، وَلا ينبغي لَهُ أَن ينامَ، يَخْفِضُ القِسْطَ وَيرفَعُه، يُرْفَعُ إليهِ عملُ الليلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهارِ، وَعَمَلُ النَّهارِ قَبْلَ عَمَلِ الليلِ، حِجَابُهُ النُّورُ لو كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ
(5)
ما انتَهَى إليه بَصَرُهُ من خَلْقِهِ"
(6)
.
(1)
محمد بن خازم الضرير الكوفي، ثقة في الأعمش، انظر: ح (69).
(2)
ابن عبد الله بن طارق الجملي المرادي، أبو عبد الله الكوفي الأعمى.
(3)
عامر بن عبد الله بن مسعود الهذلي، وقيل: اسمه كنيته، ذكره ابن سعد، والبخاري بكنيته لا غير، وقال الترمذي: لا يعرف اسمه، ودكر الإمام مسلم في الكنى اسمه: عامر.
انظر: طبقات ابن سعد (6/ 210)، التاريخ الكبير للبخاري (كتاب الكنى مطبوع في نهاية المجلد الثامن ص: 51)، الكنى والأسماء لمسلم (1/ 588)، سنن الترمذي (1/ 28).
(4)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(5)
قال البغوي رحمه الله تعالى: "أي: نور وجهه، ويقال: جلال وجهه، ومنها قيل: (سبحان الله) إنما هو تعظيم له وتنزيهٌ، أي: أنزِّهك يا رب من كلِّ سوء".
وقال النووي: "قال صاحب العين والهروي وجميع الشارحين للحديث من اللغويين والمحدثين معنى سبحات وجهه: نوره وجلاله وبهاؤه".
انظر: شرح السنة للبغوي (1/ 174)، شرح صحيح مسلم للنووي (3/ 14).
(6)
بهامش (ك) النص التالي: "حاشية: حجابه النار قيل: سبحات من التسبيح، والتسبيح تنزيه الله من كل سوء فليس فيه إثبات النور للوجه، وإذا فيه لو كشف الحجاب الذي على أعين الناس لاحترقوا، وقوله: كل شيءٍ أدركه بصره يعني: كل ما أوجده من العرش إلى الثرى، فلا نهاية لبصره، والله أعلم". ولم يتبيَّن لي من هو صاحب هذه الحاشية. =
⦗ص: 120⦘
= والحديث أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب في قوله عليه السلام: إن الله لا ينام، وفي قوله: حجابه النور لو كشفه لأحرق سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه (1/ 161 ح 293) عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب كلابها عن أبي معاوية به.
449 -
حدثنا أبو العباس الغَزِّي
(1)
، حدثنا الفِرْيابي
(2)
، حدثنا سفيانُ
(3)
عن الأعمشِ، عن عَمرو بن مُرَّة، عَن أبي عُبَيدَةَ، عن أبي موسى قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمثله: "سُبُحَاتُ وجهِهِ كلَّ شيءٍ أدركه بَصَرُهُ"
(4)
.
(1)
عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي.
(2)
محمد بن يوسف بن واقد الضبي.
(3)
هو الثوري بيَّنه الآجري في روايته.
(4)
أخرجه الآجري في "الشريعة"(ص: 290) من طريق أبي عاصم النبيل عن الثوري عن الأعمش به، وذكر متنه كاملًا، وقال فيه:"سبحات وجهه كل من أدرك بصره".
450 -
حدثَنا يزيد بن سنان البصري، حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق
(1)
، حدثنا جَرير
(2)
، عن الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّة، عن أبي عُبَيدةَ، عن أبي موسى الأشعري قال: قامَ فينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأربعِ كلماتٍ: فقال: "إنّ الله لا ينام -بمثله- سُبُحَاتُ وَجْهِهِ كلَّ شَيءٍ أدركه بَصَرُهُ"
(3)
.
(1)
ابن أسماء الجَرْمي، أبو علي البصري.
(2)
ابن عبد الحميد بن قُرْط الضبي، أبو عبد الله الكوفي.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب في قوله عليه السلام: إن الله لا ينام، وفي قوله: حجابه النور لو كشفه لأحرق سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه =
=
⦗ص: 121⦘
= (1/ 162 ح 294) عن إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن الأعمش به.
451 -
حَدثَنا يوسف بن مُسَلَّم، حدثنا حجاج
(1)
، حدثني شُعبة، ح
وَحدثنا يونس بن حَبيب، حدثنا أبو داود
(2)
، حدثنا شعبةُ، عن عَمرو بن مُرَّة قال
(3)
: سمعتُ أبا عُبيدَةَ، عن أبي موسى قال: قامَ فينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأربعٍ فقال: "إنَّ الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينامَ، يَخْفِضُ القِسْطَ ويَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِليه عملُ النَّهارِ قَبْلَ الليلِ، وَعَمَلُ الليلِ قبلَ النَّهارِ"
(4)
.
قال أبو داود: "عملُ النهار بالليلِ، وَعَمل الليلِ بالنهارِ"
(5)
.
(1)
ابن محمد المصيصي الأعور.
(2)
الطيالسي، سليمان بن داود بن الجارود، والحديث في مسنده (ص: 66) غير أنه قرن المسعودي مع شعبة في الإسناد، وليس عنده أول الحديث:"قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعٍ"، ولعل المصنِّف رحمه الله ساقه من لفظ الحجاج عن شعبة.
(3)
كلمة "قال" ليست في (ط) و (ك).
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب في قوله عليه السلام: إن الله لا ينام، وفي قوله: حجابه النور لو كشفه لأحرق سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه (1/ 162 ح 295) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن عمرو بن مرة به، آخر الحديث عنده كلفظ أبي داود الطيالسي.
(5)
في مسند الطيالسي بتقديم الجملة الثانية على الأولى.
452 -
حدثنا يونس بن حَبيب، حدثنا أبو دَاود
(1)
، حدثنا يزيد بن
⦗ص: 122⦘
إبراهيمَ
(2)
،
⦗ص: 124⦘
عَن قتادةَ
(3)
، عن عبد الله بن شَقيق
(4)
قال: قلتُ لأبي ذرٍّ: لو رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سألتُه عن شيءٍ، فقال: ما هو؟ قلتُ: كنتُ أسأله: هل رأيتَ ربَّك؟ فقال أبو ذرٍّ: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيتَ ربَّك؟ فقال: نورٌ أَنَّى أَرَاهُ؟ "
(5)
.
(1)
الطيالسي، والحديث في مسنده (ص: 64).
(2)
التُّسْتَري، أبو سعيد البصري، توفي سنة (163 هـ)، وقيل قبلها.
أغلب الأئمة على توثيقه وقبول روايته مطلقًا، إلا أن يحيى بن سعيد القطان، وابن عدي، والحافظ ابن حجر تكلموا في روايته عن قتادة.
فقد وثقه وكيع، وابن سعد، وابن معين، وابن المديني، وابن نمير، والإمام أحمد، وأحمد بن صالح، وقال البخاري:"صدوق"، ووثقه العجلي، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، والنسائي وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات، ووثقه ابن حزم.
وقال يحيى بن سعيد القطان: "يزيد عن قتادة ليس بذاك"، وقال ابن عدي:"وليزيد أحاديث مستقيمة عن كل من يروي عنه، وإنما أنكرت عليه أحاديث رواها عن قتادة عن أنس، وهو ممن يكتب حديثه، ولا بأس به، فأرجو أن يكون صدوقًا".
ووثقه الذهبي في السير والميزان والتذكرة وغيرها، وقال في التذكرة أيضًا:"متفق على حديثه".
وقال الحافظ ابن حجر في الهدي: "أخرج له البخاري ثلائة أحاديث فقط، اثنان متابعة، والآخر احتجاجًا"، وقال في التقريب:"ثقة ثبتٌ إلا في روايته عن قتادة ففيها لينٌ".
فعلى هذا يقبل من روايته عن قتادة ما تابعه عليه غيره، وقد تابعه هنا همام العَوذي، وهشام الدستوائي كما سيأتي في الرواية الآتية، فالحمد لله.
تنبيهات:
الأول: فرَّق ابن حزمٍ رحمه الله تعالى بين يزيد بن إبراهيم التستري، ويزيد بن إبراهيم الراوي عن قتادة، فوثَّق الأول وقال عن الثاني:"ليس بالقوي"، وقال الحافظ ابن حجر عنه في هدي السارى إنه خطأ فاحشٌ واضح من ابن حزم، وهو تفريقٌ مردود، وقال في التهذيب:"ولا أدري من سلفه في جعله اثنين؟ ".
الثاني: عزا الذهبي قول القطان: "ليس بذاك في قتادة" إلى ابن معين في "المغني" و "الميزان" وعزاه في "المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد" إلى يحيى القطان، وابن معين، =
⦗ص: 123⦘
= وفي "السير" عزاه إلى القطان وحده، وهو الظاهر، ولم أجد هذا القول في الكتب الناقلة عن ابن معين، وكذا لم أجد أحدًا عزاه إليه غير الذهبي، فلعله خطأٌ مطبعيٌّ، أو وهم، والله أعلم.
الثالث: ذكر ابن عدي رحمه الله تعالى هذا الحديث ضمن الأحاديث التي أنكرها على يزيد، وقال في آخر لفظ الحديث:"نورٌ أُريه مرتين أو ثلاثًا"، ولعله خطأٌ مطبعي، والصواب -كما ساقه المصنِّف، ونقله الذهبي في الميزان عن كامل ابن عدي كعادته-:"نورٌ أنى أراه"، ثم قال ابن عدي:"لم يروه عن قتادة غير يزيد، ولا أعلم رواه عن يزيد غير معتمر"!
كذا قال رحمه الله، وفيه نظرٌ وقد رواه عن قتادة غير يزيد، فرواه همام بن يحيى العَوذي، وهشام الدَّستَوائي كما أورده المصنِّف في الطريق الآتية، وقد أخرجه مسلمٌ وغيره من طريقهما كما سيأتي في التخريج.
وأما قوله: "ولا أعلم رواه عن يزيد غير معتمر"، فقد رواه عند المصنِّف أربعة غير المعتمر عن يزيد، وهم: أبو داود الطيالسي، وعبيد الله بن موسى، وعفان، وموسى بن إسماعيل، وعند مسلم وكيع عن يزيد، وقد رواه غير هؤلاء أيضًا عن يزيد كما سيأتي في التخريج.
وعلى هذا فلا ينبغي أن يُعدَّ هذا الحديث من مناكير يزيد بن إبراهيم هذا، والله أعلم.
انظر: الطبقات لابن سعد (7/ 278)، تاريخ الدارمي (ص: 224)، سؤالات عثمان بن أبي شيبة عن ابن المديني (ص: 61)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (1/ 330 و 48)، الثقات للعجلي (360)، ترتيب علل الترمذي الكبير لأبي طالب القاضي (977)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 252)، الثقات لابن حبان (7/ 631)، الكامل لابن علي (7/ 2734)، الثقات لابن شاهين (ص: 349)، المحلى لابن حزم (7/ 57)، تهذيب الكمال للمزي (377)، سير أعلام النبلاء =
⦗ص: 124⦘
= (7/ 292)، والميزان (4/ 418) وتذكرة الحفاظ (1/ 200)، والكاشف (380)، والمغني (747)، والمتكلم فيهم بما لا يوجب الرد (ص: 190) للذهبي، هدي الساري (ص: 476)، وتهذيب التهذيب (11/ 270) والتقريب لابن حجر (7684).
(3)
ابن دعامة السدوسي، مدلس، وقد صرَّح بالتحديث في مسند الإمام أحمد (5/ 175)، وانظر: ح (17).
(4)
العُقَيلي البصري، أبو عبد الرحمن، أو أبو محمد، توفي سنة (108 هـ).
ثقة في حديثه، وثقه ابن معين، والإمام أحمد، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان وغيرهما، وتُكلِّم فيه لأنه كان عثمانيًّا يحمل على علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
رمز له الذهبي في الميزان: "صح" وقال: "بصري ثقة، لكنه فيه نصب"، وكذا قال الحافظ ابن حجر:"ثقة، فيه نصب".
انظر: الضعفاء للعقيلي (265)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 81)، الكامل لابن عدي (4/ 1486)، تهذيب الكمال للمزي (15/ 89)، الميزان للذهبي (439) التقريب (3385).
(5)
سيأتي تخريجه مع الذي بعده.
453 -
حدثَنا إسحاق بن سَيَّار النَّصيبي
(1)
، وأبو أُميَّة قالا: حدثنا
⦗ص: 125⦘
عبيد الله بن موسى
(2)
، ح
وَحدثنا علي بن سَهلٍ
(3)
، حدثنا عَفان
(4)
، ح
وَحَدثنا عثمانُ بن خُرَّزَاذ
(5)
، حدثنا موسى بن إسماعيلَ
(6)
، قالوا: حدثنا يزيدُ بن إبراهيمَ، عن قتادةَ، [بمثله]
(7)
(8)
.
⦗ص: 126⦘
قال عثمانُ بن خُرَّزاذ
(9)
: سمعتُ أحمدَ بن حَنْبل يقول: ما زلتُ مُنكِرًا لحديثِ يزيدَ بن إبراهيم حَتى حَدثنا عَفان، عن هَمام
(10)
، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق قال: قلتُ لأبي ذرٍّ: لو رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لَسألْتُه، قال: سألتَه عَن ماذا؟ قال: قلتُ: هل رأيتَ ربَّك؟، فقال: سألتُهُ
(11)
فقال: "قد رأيتُ نورًا أَنَّى أَرَاهُ؟ "
(12)
⦗ص: 127⦘
قال عَفان: فقدم علينا ابنُ هشام الدَّسْتَوائي -يعني معاذًا- فحدثنا عن أبيه، عن قتادة بمثلِ ما قال همام [به]
(13)
.
قال عثمان [بن خُرَّزاذ]
(14)
: حَدثناه القَوَارِيري
(15)
، حدثنا معاذ بن هشام
(16)
، عن أبيهِ، عن قتادة
(17)
.
قال
(18)
: وحدثنا عثمان بن أبي شيبة
(19)
، حدثنا عفان، حدثنا همام بمثلِ حديث أحمد
(20)
بن حنبل، وَفي حديث مُعاذٍ قال: وقد سألتُهُ
(21)
⦗ص: 128⦘
فقال: "نورًا أَنَّى أَرَاهُ"؟!
(22)
وَرواه جَعفر بن محمد
(23)
، عن
(24)
عَفان بمثلِهِ
(25)
.
(1)
نسبته "النصيبي" ليست في (ط) و (ك)، وانظر: ح (32).
(2)
ابن أبي المختار باذام العبسي الكوفي، انظر: الحديث الذي في المقدمة.
(3)
في هذه الطبقة اثنان ممن يعرف بعلي بن سهلٍ.
الأول: علي بن سهل بن قادم الرملي الحرَشي، أبو الحسن، ذكر المزي أبا عوانة في الرواة عنه ولم يذكر عفان في شيوخه، أخرج له أبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة.
والثاني: علي بن سهل بن المغيرة البزاز، أبو الحسن البغدادي المعروف بالعفاني لملازمته عفان بن مسلم الصفار، ذكره المزي تمييزًا، ولم يذكر أبا عوانة في الرواة عنه، والظاهر أنه الثاني لشهرته بنسبته إلى عفان بن مسلم.
وقد روى المصنِّف عن الثاني كما سيأتي في أسانيد قادمة مثل: ح (639)، (653)، وعلى الاحتمالين فكلاهما ثقة والحمد لله.
وهناك ثالثُ في هذه الطبقة أيضًا وهو: علي بن سهل المدائني، ولكن لم يذكر في شيوخه عفان، ولا في تلاميذه أبو عوانة، فلذلك أستبعد أن يكون هو المعني، والله أعلم. انظر: تهذيب الكمال (20/ 454 - 458).
(4)
ابن مسلم الصفار الباهلي، أبو عثمان البصري.
(5)
هو: عثمان بن عبد الله بن محمد بن خُرَّزاذ البصري الأنطاكي.
(6)
المِنْقَري مولاهم، أبو سلمة التبوذكي.
(7)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(8)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب في قوله عليه السلام: نورٌ أنى أراه، وفي قوله: رأيت =
⦗ص: 126⦘
= نورًا (1/ 161 ح 291) من طريق وكيع عن يزيد بن إبراهيم عن قتادة به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 157) عن وكيع وبهز بن أسد كلاهما عن يزيد بن إبراهيم عن قتادة به، وأخرجه أيضًا (5/ 171) عن يحيى بن سعيد القطان عن يزيد بن إبراهيم عن قتادة به، وأخرجه أيضًا (5/ 175) عن يزيد بن هارون عن يزيد بن إبراهيم قال: ثنا قتادة به.
وأخرجه الدارقطني في "الرؤية"(ص: 343) من طريق معاذ بن معاذ العنبري عن يزيد بن إبراهيم التستري عن قتادة به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(767) من طريق يونس بن حبيب عن أبي داود، ومن طريق عفان بن مسلم، وموسى بن إسماعيل، وحفص بن عمر النميري كلهم عن يزيد بن إبراهيم عن قتادة به.
فائدة الاستخراج:
المحاورة بين عبد الله بن شقيق وأبي ذر -كما في الإسناد الماضي عند المصنِّف- ليست عند مسلم.
(9)
في (ط) و (ك): "هو ابن خرزاذ".
(10)
ابن يحيى بن دينار العوذي المُحَلِّمي البصري.
(11)
في (ط) و (ك): "قد سألته".
(12)
هو في "المسند"(5/ 147) عن عفان عن همام عن قتادة به، ولفظه: "قد رأيته نورًا، =
⦗ص: 127⦘
= أنى أراه"، وعقَّب بعد الحديث: "قال عفان: وبلغني عن [ابن] هشام -يعني معاذًا- أنه رواه عن أبيه كما قال همام: "قد رأيته"، فلعلَّه لم يسمعه منه أول الأمر فذكره بلاغًا، ثم ذكر ما رواه أبو عوانة -أعلاه- أنه قدم عليهم فحدثهم.
(13)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(14)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(15)
القَوَارِيري: بفتح القاف، والواو، والراء المكسورة بعد الألف، والياء المثناة التحتانية بعد الرائين نسبة إلى عمل القارورة وبيعها، وهو: عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجُشَمي مولاهم، أبو سعيد البصري. الأنساب للسمعاني (10/ 254).
(16)
ابن أبي عبد الله سنبر الدَّسْتَوائي البصري، فيه كلام يسير، انظر: ح (158).
(17)
انظر تخريجه في تخريج الإسناد الذي بعده.
(18)
في (ط) و (ك): (ح) تحويل بدل كلمة "قال"، والقائل هو: عثمان بن خُرّزاذ.
(19)
هو: عثمان بن محمد بن إبراهيم العبسي مولاهم، أبو الحسن الكوفي.
(20)
ما بين النجمين سقط من (م).
(21)
في (ط) و (ك): "قد سألت".
(22)
وصله مسلم في كتاب الإيمان -باب في قوله عليه السلام: نور أنى أراه، وفي قوله: رأيت نورًا (1/ 161 ح 292) عن محمد بن بشار عن معاذ بن هشام عن أبيه، وعن حجاج الشاعر عن عفان عن همام كلاهما عن قتادة به.
ووصله أيضًا ابن منده في "الإيمان"(768 - 769) من طريق عبد الرحمن بن محمد الحارثي، ومحمد بن بشار، وإسحاق بن إبراهيم، وعمرو بن علي الفلاس كلهم عن معاذ بن هشام عن أبيه به، ولفظهما -مسلمًا وابن منده-:"رأيت نورًا".
(23)
هو: ابن شاكر الصائغ، أو: ابن أبي عثمان الطيالسي.
(24)
سقط من (م) قوله: "محمد، عن".
(25)
قد سبق تخريجه من طريق عفان عن همام به، ولم أجد من وصله من طريق جعفر بن محمد عن عفان عن همام.
بَابُ
(1)
بَيَان إِثْبَاتِ خَازِنِ النَّارِ، وَالدلِيْلُ علَى أَنهَا مَخْلُوْقَةٌ، وإثْبَات عذابِ القَبْرِ، وَصفَةِ الدَّجَّالِ
(2)
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
في (ط) الهامش التالي: "بلغت قراءة على الشيخ والجماعة، سماعًا في المجلس الرابع
…
" لم أتمكن من قراءة باقيه، وهو بنحو سطر تقريبًا.
454 -
حدثَنا أبو داودَ الحراني، حدثنا يعقوبٌ بن إبراهيم بن سعد
(1)
، حدثنا
(2)
أبي إبراهيمُ بن سعد، عن ابن شهابٍ، عن سالمٍ
(3)
، عن أبيهِ قال: لا واللهِ ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعيسى عليه السلام أحمر
(4)
، ولكن
⦗ص: 130⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائمٌ رأيتُني أطوفُ بالكعبةِ فإذا رجلٌ آدم، سبْطُ الشَّعر، يَنْطِفُ
(5)
رَأْسُه -أو يُهَرَاقُ رأسُهُ- مَاءً، يُهَادَى بين رجلينِ، فقلتُ: مَن هذا؟ فقالوا: هذا عيسى بن مريم، فذهبتُ أَلْتَفِتُ فإذا رجلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ، جَعْدُ الشَّعر، أَعْوَرُ العين اليمنى كَأنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيةٌ
(6)
، قلتُ
(7)
: من هذا؟ قالوا: الدَّجَّالُ، فَأَقْرَبُ النُّاس (به) شَبَهًا ابن قَطَنٍ -رَجلٌ من خزَاعَةَ من بني المُصْطَلِقِ، هَلَكَ في الجاهليَّةِ
(8)
-"
(9)
.
(1)
ابن إبرهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ.
(2)
في (ط) و (ك): "حدثني".
(3)
ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي.
(4)
قوله: "عليه السلام" ليست في (ط) و (ك).
وسبق في حديث أبي هريرة برقم (416) وصف عيسى عليه السلام بأنه رَبْعةٌ أحمر، وفي حديث ابن عباسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم:"فأما عيسى فأحمر جعدٌ عريض الصدر" أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء- باب قوله تعالى: {وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} (الفتح 6/ 549 - 550 ح 3438)، وفي هذه الرواية وصفه بأنه آدم، سبط الشعر، وينكر ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في صفته أنه أحمر، ويقسم على ذلك.
ورجح الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى رواية أبي هريرة وابن عباس على رواية ابن عمر، وذهب إلى أن ابن عمر أنكر شيئًا حفظه غيره، وقال:"يمكن الجمع بين الوصفين بأنه احمرَّ لونه بسببٍ كالتعب، وهو في الأصل أسمر". فتح الباري (6/ 560 - 561).=
⦗ص: 130⦘
= وأفادني الشيخ: منصور بن عبد العزيز السماري حفظه الله تعالى بما يلي: وصفه بآدم هو بالنسبة إلى حمرة الدجال: آدم، ووصفه بأحمر هو بالنسبة لموسى رحمه الله أحمر، فالوصف نسبي فالحمرة جاء ذكره بها في حديث الإسراء بعد وصف موسى وأنه آدم، وأما ذكره بأنه آدم فعند رؤيته في المنام يطوف بالكعبة وخلفه الدجال، والدجال أحمر، فهو عليه السلام آدم إلى الحمرة والبياض، وقد ثبت هذا الوصف في حديث ابن عباس بأنه إلى الحمرة والبياض كما سيأتي في ح (461)، والله أعلم.
(5)
قال النووي: "معناه: يقطر ويسيل، يقال نطَفَ بفتح الطاء ينطُف بضمها كسرها، وأما يهراق فبضم الياء وفتح الهاء، ومعناه: ينصبُّ". شرح مسلم للنووي (227).
(6)
قال النووي: "طافية: روى بالهمز، وبغير همز، فمن همز معناه: ذهب ضوؤها، ومن لم يهمز معناه: ناتئة بارزة". شرح مسلم للنووي (235).
(7)
في (ط) و (ك): "فقلت".
(8)
قوله: "رجلٌ من خزاعة
…
الخ" من تفسير الزهري، كما بيَّنته رواية البخاري (ح 3441).
(9)
ذكر الحافظ ابن حجر نقلًا عن الدمياطي أن اسمه: عبد العزى بن قطن من بني المصطلق. =
⦗ص: 131⦘
= والحديث أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء- باب قوله تعالى: {وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ} (الفتح 6/ 550 ح 3441) عن أحمد بن محمد المكي عن إبراهيم بن سعد عن أبيه به. وأخرجه أيضًا في كتاب الفتن -باب ذكر الدجال (الفتح 13/ 97 ح 7128) من طريق عُقيلٍ عن الزهريّ به.
ولم يخرجه مسلم من طريق إبراهيم بن سعد، وقد أخرجه في كتاب الإيمان -باب ذكر المسيح بن مريم، والمسيح الدجال (1/ 156 ح 277) من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهابٍ به.
فائدة الاستخراج:
قول ابن عمر في أول الحديث: "لا والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعيسى أحمر"، وتفسير الزهري في آخر الحديث ليس في رواية مسلم.
455 -
حدثنا أبو أميَّة، حدثنا أبو اليمان
(1)
، أخبرنا شعيبٌ
(2)
، عن الزهريّ، بإسنادِه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"بينا أنا نائمٌ رأيتُني أَطُوفُ بالكعبة فإذا رجلٌ آدم سَبْط الشَّعر، بين رجلينِ، يَنْطُفُ رأسُه ماءً، فقلتُ: مَن هذا؟ فقالوا: ابن مريم" ثمَّ ذكر مثلَه إلا أنَّه قال: رجلٌ من بني المُصْطَلِقِ من خُزَاعَةَ
(3)
.
(1)
الحكم بن نافع البهراني الحمصي.
(2)
ابن أبي حمزة دينار الأموي مولاهم الحمصي.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التعبير- باب الطواف بالكعبة في المنام (الفتح 1435 ح 7026) عن أبي اليمان عن شعيبٍ عن الزهري به.
ولم يخرجه مسلمٌ من هذا الطريق، وله طريقٌ أخرى عن سالم، فقد أخرجه في كتاب الإيمان -باب ذكر المسيح بن مريم، والمسيح الدجال (1/ 156 ح 275) من طريق =
⦗ص: 132⦘
= حنظلة بن أبي سفيان عن سالِم عن أبيه به.
456 -
حدثنا يوسفُ بن مُسَلَّم، حدثنا حجاج [بن محمد]
(1)
، عن ابن جُريج
(2)
، أخبرني موسى بن عقبة
(3)
، عن نافع قال: قال عبد الله: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا بينَ ظهراني الناس: المسيحَ الدَّجَّال فقال: "إنَّ الله تبارك وتعالى
(4)
ليس بأعور، ألا إنَّ الدَّجَّال أعور عين اليمنى كَأنَّها عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ".
وَقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أراني الليلة في المنامِ عندَ الكعبةِ، فإذا رجلٌ آدم كأحسنِ مَن يُرى من أُدْمِ الرِّجالِ تضرب لِمَّتُه
(5)
مَنْكِبَيْهِ، رَجِلُ الشَّعر، يَقطرُ رأسُه، وَاضعٌ يديه على مَنكِبَي رَجُلَين هو بينهما يَطوفُ بالبيتِ، قلتُ: مَن هذا؟ قالوا: هذا المسيحُ عيسى بن مريم، ثمَّ رأيتُ رجلًا وراءه جعدًا قَطَطًا، أعور عينِ اليمنى كأشبهِ مَن رأيتُ
(6)
من النَّاس
⦗ص: 133⦘
بابن قَطَنٍ، واضع يديه على منكبي رجلين يَطوفُ بالبيتِ، قلتُ: مَن هذا؟ قالوا: المسيح الدجَّال"
(7)
.
وَقال نافع: كان عبد الله يقول: لا وَاللهِ ما أشُكُّ أنَّ المسيحَ ابنُ الصَّيَّاد
(8)
.
(1)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وهو المصيصي الأعور، انظر: ح (47).
(2)
عبد الملك بن عبد العزيز بن جُريج المكي.
(3)
ابن أبي عيَّاش القرشيّ الأسدي مولاهم، أبو محمد المدني، صاحب المغازي.
(4)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك).
(5)
بكسر اللام وتشديد الميم، وجمعها لِمَمٌ كقِرْبَةٍ وقِرَبٍ، وهو الشعر المتدلي الذي جاوز شحمة الأذنين، فإذا بلغ المنكبين فهو جُمَّة. شرح مسلم للنووي (233).
(6)
قال النووي: "ضبطناه بضم التاء وفتحها، وهما ظاهران". شرح صحيح مسلم (226).
(7)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ} (الفتح 6/ 550 ح 3439 - 3440).
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب ذكر المسيح بن مريم، والمسيح الدجال (1/ 155 ح 274) كلاهما من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض عن موسى بن عقبة عن نافعٍ به.
فائدة الاستخراج:
حلف ابن عمر في آخر الحديث ليس عند مسلم.
(8)
أخرج آخر الحديث -وهو حلف ابن عمر- أبو داود في سننه -كتاب الملاحم- باب في خبر ابن صائد (4/ 120 ح 4330) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر حلفه في كون ابن صيّاد هو الدجال.
وقد اختلف في الدجال الذي يخرج في آخر الزمان هل هو: ابن صيَّاد أم غيره، فيه بحثٌ طويل، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"كان قد ظنّ بعض الصحابة أنّ عبد الله بن صيّاد هو الدّجّال، وتوقّف النبيّ صلى الله عليه وسلم في أمره حتى تبيّن له فيما بعدُ أنّه ليس الدّجّال، لكنّه من جنس الكهّان".
وتُراجع المصادر التالية للوقوف على أطراف البحث:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني (1/ 340)، التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي (428، 441)، شرح صحيح مسلم للنووي (18/ 46 - 48)، =
⦗ص: 134⦘
= الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية (ص: 132)، النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير (ص: 55)، فتح الباري (13/ 335 - 341)، والإصابة (5/ 192) والأسئلة الفائقة بالأجوبة اللائقة لابن حجر (ص: 23 - 40)، أشراط الساعة للشيخ يوسف الوابل (ص: 275 - 335).
457 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وَهبٍ، أنَّ مالكًا (1) مالكًا
(1)
أخبَرَهُ عن نافع، عن ابن عمر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أراني الليلةَ عندَ الكعبةِ، فرأيتُ رَجُلًا آدم كأحسنِ ما أنتَ رَاءٍ من أُدْمِ الرِّجالِ، له لِمَّةٌ كأحسنِ ما رأيتَ
(2)
من اللِّمَمِ قد رَجَّلَها فَهِي
(3)
تَقْطُرُ (ماءً) مُتَّكِئًا على رَجُلَين -أو عَلى عَواتق رَجُلَين- يَطوفُ بالبيتِ، فسألتُ: مَن هذا؟ فقيل: المسيحُ ابن مريم، ثمَّ إذا أنا بِرَجُلٍ جَعْدٍ قَطِطٍ، أَعْوَر عينِ
(4)
اليُمنى كأنَّها عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ فسألتُ: مَن هذا؟ فقيل: المسيح الدَّجَّال"
(5)
.
(1)
وهو في الموطأ -كتاب صفة النبي صلى الله عليه وسلم-باب ما جاء في صفة عيسى بن مريم عليه السلام والدجال (920 ح 2).
(2)
في (ط) و (ك): "ما أنت راءٍ".
(3)
في (ط) و (ك): "وهي".
(4)
في (ط) و (ك): "العين اليمنى".
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب اللباس- باب الجعد (الفتح 10/ 368 ح 5902) عن عبد الله بن يوسف عن مالك عن نافعٍ به.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب ذكر المسيح بن مريم، والمسيح الدجال =
⦗ص: 135⦘
= (1/ 154 ح 273) عن يحيى بن يحيى الليثي عن مالك عن نافعٍ به.
458 -
حدثنا الترمذي أبو إسماعيل
(1)
، حدثنا القعنبيُّ
(2)
، عن مالك مثلَهُ
(3)
.
(1)
محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي.
(2)
عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي، أبو عبد الرحمن البصري.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التعبير- باب رؤيا الليل (الفتح 1407 ح 6999) عن القعنبي عن مالك عن نافعٍ به.
459 -
حَدثنا يوسف بن سعيد بن مُسَلَّم
(1)
، حدثنا حَجاج
(2)
، حدثني شُعْبَةُ، عن قتادةَ
(3)
، عن أبي العاليةِ
(4)
، حدثني ابن عمِّ نبيِّكم صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 136⦘
يعني ابنَ عباس- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل
(5)
: مَا ينبغي لعبد أن يقولَ: أنا خيرٌ مِن يونس بن مَتى"، ونسبه إلى أبيهِ، وذكر أنه أُسريَ به فنظر إلى موسى [آدم]
(6)
طُوَالٌ كأنَّه من رجال شَنُوءَةَ، وذكر أنه رأى عيسى بن مريم عليهما السلام
(7)
مربوعًا إلى الحُمرة والبياض، جَعْدٌ، وذكر أنّه رأى الدَّجَّال ومالكًا خازن النَّارِ
(8)
.
(1)
في (ط) و (ك): "يوسف بن مسلَّم"، نسب إلى جده.
(2)
ابن محمد المصيصي الأعور.
(3)
ابن دعامة السدوسي، أبو الخطاب البصري.
(4)
رُفيع -بالتصغير- بن مهران البصري، أبو العالية التميمي الرِّياحي -بكسر الراء والتحتانية- مولاهم. متفقٌ على توثيقه إلا أن الإمام الشافعي قال:"حديث أبي العالية الرياحي رياحٌ"، ويعني به حديث القهقهة في الصلاة كما نبَّه عليه الحافظ ابن حجر في التهذيب.
قال ابن عدي: "ولأبي العالية الرياحي أحاديث صالحة غير ما ذكرت، وأكثر ما نقم عليه من هذا الحديث: حديث الضحك في الصلاة، كل من رواه غيره فإنما مدارهم ورجوعهم إلى أبي العالية، والحديث له، وبه يعرف، ومن أجل هذا الحديث تكلموا في أبي العالية، وسائر أحاديثه مستقيمة صالحة".
انظر: الكامل لابن عدي (3/ 1022 - 1030)، تهذيب التهذيب (3/ 253)، =
⦗ص: 136⦘
= والتقريب لابن حجر (1953).
(5)
قوله: "قال الله عز وجل" ليست في (ط) و (ك).
(6)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(7)
قوله: "عليهم السلام" ليست في (ط) و (ك)، وفي (م):"عليه السلام".
(8)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب بدء الخلق- باب إذا قال أحدكم آمين، والملائكة في السماء
…
(الفتح 6/ 362 ح 3239) قال حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قتادة، وقال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة به وذكر الحديث.
وأخرجه أيضًا في كتاب أحاديث الأنبياء -باب قول الله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9)} (الفتح 6/ 494 ح 3395) عن محمد بن بشار عن غندر عن شعبة عن قتادة به.
وأخرجه أيضًا في كتاب أحاديث الأنبياء -باب قول الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139)} الفتح 6/ 519 ح 3413) عن حفص بن عمر عن شعبة عن قتادة به.
وأخرجه أيضًا في كتاب التوحيد -باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وروايته عن ربه (الفتح 13/ 521 ح 7539) عن حفص بن عمر عن شعبة عن قتادة به، وعن خليفة بن خياط عن يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة به، في جميع المواضع السابقة الحديث =
⦗ص: 137⦘
= عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس مرفوعًا إلى الله عز وجل، إلا الموضع الأخير فإنه قال فيه: فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: "لا ينبغي لعبد أن يقول أنه خير من يونس بن متى" ونسبه إلى أبيه.
وأخرجه أيضًا في كتاب التفسير -باب {وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)} (الفتح 8/ 144 ح 4630 و 4631) الأول من طريق ابن مهدي عن شعبة عن قتادة به، والآخر عن آدم ابن أبي إياس عن شعبة عن قتادة به، عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس مرفوعًا إلى الله عز وجل.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات، وفرض الصلوات (1/ 151 ح 266) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار كلاهما عن غندر، عن شعبة، عن قتادة به.
فائدة الاستخراج:
ذكر يونس بن متى في أول الحديث ليس عند مسلم.
460 -
حدثنا أبو عيسى الطوسي المحتسبي
(1)
، حدثنا حسين
⦗ص: 138⦘
المَرْوَرُّوْذِي
(2)
حدثنا شيبان
(3)
، عن قتادة بهذا الإسناد وقال في آخره: آياتٍ أراهنَّ الله إياه، فلا تكن في مِرْيةٍ من لقائِهِ
(4)
(5)
.
(1)
موسى بن هارون بن عمرو الطوسي، توفي سنة 281 هـ.
ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلا، ووثقه الدارقطني، والخطيب، وقال الذهبي:"كان موثقًا"، ووقع في (ط) و (ك):"الطرسوسي" بدل "الطوسي" وهو خطأ.
والطوسي نسبة إلى طوس -بضم الطاء المهملة وفي آخرها السين المهملة أيضًا- وهي بلدة بخرسان تحتوي على بلدتين يقال لإحداهما: الطابران، والأخرى: نَوقان، ولهما أكثر من ألف قرية. وأما نسبته بالمحتسبي فلم أجد أحدًا ذكره بهذه النسبة غير المصنِّف رحمه الله تعالى.
انظر: الجرح والتعديل (8/ 168)، سؤالات الحاكم للدارقطني (ص: 156)، تاريخ =
⦗ص: 138⦘
= بغداد (13/ 48)، الأنساب للسمعاني (8/ 263)، تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 281 - 290 /ص: 313).
(2)
بفتح الميم، والواو بينهما الراء سكنة، بعدها الألف واللام، وراء أخرى مضمومة، بعدها الواو وفي آخرها الذال المعجمة، نسبة إلى مرو الرُّوذ، وقد يخفَّف في النسبة إليها فيقال: المَرُّوذي أيضًا ومرو الرُّوذ بلدة مبنية على وادي مرو، والوادي بالعجمية "الرود" فركبوا على اسم البلد الذي ماؤه في هذا الوادي والبلد اسمًا فقالوا: مرو الرُّوذ. الأنساب للسمعاني (11/ 253).
ووقعت في النسخ الأخرى: "المَرُّوذي"، وكلتا النسبتين صحيحتان كما قال السمعاني.
وحسين هذا هو: ابن محمد بن بهرام التميميّ المؤدب، نزيل بغداد.
(3)
ابن عبد الرحمن التميميّ النحوي، أبو معاوية المؤدب البصري.
(4)
في (ط) و (ك): "من لقاء ربه"، وبهامش (ط) التعليق الآتي:"أي في شك -كذا- من رؤيته تعالى".
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب الإسراء برسول الله رضي الله عنه إلى السماوات، وفرض الصلوات (1/ 151 ح 267) من طريق يونس بن محمد عن شيبان عن قتادة به، وفيه بعد قوله:{فَلَا تَكُنْ في مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} قال: كان قتادة يفسِّرها أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد لقي موسى عليه السلام.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 245) عن حسين -وهو ابن محمد المرُّوذي- عن شيبان عن قتادة به، ووقع فيه:"حسن" بدل "حسين"، والتصحيح من "أطراف المسند"(3/ 58) لابن حجر.
461 -
حَدثنا يزيدُ بن سنان، حدثنا العباس بن الوليد
(1)
، حدثنا يزيد بن زُريع، حدثنا سعيد بن أبي عَروبة
(2)
، حدثنا قتادةُ، عن أبي العاليةِ، عن ابن عَباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيتُ ليلة أُسريَ بي موسى بن عمران رجلًا طويلًا كأنُّه من رجال شَنُؤءَة، ورأيتُ عيسى رجلًا مَرْبوعَ الخَلْقِ إلى الحُمْرة وَالبياض، سبْطَ الرأس
(3)
، ورأيتُ مالكًا خازن النَّار" في آياتٍ أَراه الله إياه
(4)
.
(1)
ابن نصر النَّرْسي، أبو الفضل البصري، ونَرْس لقبٌ لجده نصر، لقَّبته النبط بذلك؛ لأن ألسنتهم لم تكن تنطق به. تهذيب الكمال للمزي (14/ 259).
(2)
واسم أبي عروبة مهران اليشكري البصري، مختلط كما سبق في: ح (17)، ويزيد بن زريع ممن روى عنه قبل الاختلاط كما في الكواكب النيرات لابن الكيال (ص: 195).
(3)
في (ط) و (ك): "جعد الرأس".
(4)
لم يخرجه مسلم من هذا الطريق، وقد أخرجه البخاري في صحيحه عن خليفة بن خياط عن يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة به، كما سبق تخريجه منه في ح (459).
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 259) عن عبد الوهاب الثقفي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به.
462 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب
(1)
، حدثنا عبد العزيز بن محمد
(2)
، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عَائشةَ أن
⦗ص: 140⦘
النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهمَّ إنِّي أعوذ بك مِن فتنةِ المسيح الدَّجَّالِ"
(3)
.
(1)
عبد الله بن وهب بن مسلم القرشيّ المصري.
(2)
ابن عبيد الدَّرَاوَرْدي، أبو محمد المدني، متكلَّم فيه، وقد توبع كما سيأتي في التخريج، انظر: ح (28).
(3)
لم يخرجه مسلم من هذا الطريق، وقد أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الدعوات- باب الاستعاذة من فتنة الغنى (الفتح 11/ 185 ح 6376) من طريق سلام بن أبي مطيع عن هشام بن عروة به.
وأخرجه أيضًا -في الموضع نفسه- باب التعوذ من فتنة القبر، من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن هشام بن عروة به، في الموضعين بأطول مما ساقه المصنِّف رحمه الله.
463 -
حدثَنا إسماعيل بن إسحاق القاضي
(1)
، حدثنا القعنبيُّ
(2)
، حدثنا سليمانُ بن بلال، عَنْ يحيى بن سعيد
(3)
، عن عَمْرَةَ
(4)
أنَّ يهوديَّةً أتتْ عائشة تسألها فقالت: أعاذكِ الله مِن عَذابِ القبرِ، قالت عائشةُ: فقلتُ: يا رسول الله يُعَذَّبُ الناسُ في قبورهم؟ فقالت عمرةُ: قالت عائشَةُ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عائذًا بالله، وَذكر الحديثَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنِّي قد أُريتكم
(5)
تُفْتَنُونَ في القبور كهيئة الدَّجَّال". قالت عمرةُ: فسمعْتُ
(6)
عائشةَ تقول: كنتُ أسمع
⦗ص: 141⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدَ ذلك يَتَعَوَّذُ [بالله]
(7)
مِن عَذابِ القبرِ وَعذابِ النَّارِ"
(8)
.
(1)
هم: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري.
(2)
عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي الحارثى البصري.
(3)
ابن قيس الأنصاري، أبو سعيد المدني القاضي.
(4)
بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية.
(5)
في (ط): "رأيتكم".
(6)
في (ط)"سمعت"، وفي (ك)"وسمعت".
(7)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(8)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الكسوف- باب التعوذ من عذاب القبر في الكسوف (الفتح 625 ح 1049)، وأخرجه أيضًا في باب صلاة الكسوف في المسجد من الكتاب نفسه (الفتح 632 ح 1055) في الموضع الأول عن القعنبي، وفي الموضع الثاني عن إسماعيل كلاهما عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة به، بأطول مما هنا.
وأخرجه مسلم في كتاب الكسوف -باب ذكر عذاب القبر في صلاة الخسوف (621 - 622 ح 8) عن القعنبي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن عمرة به مطوَّلًا.
وأخرجه أيضًا من طريق عبد الوهاب الثقفي، وسفيان بن عيينة كلاهما عن يحيى ابن سعيد الأنصاري عن عمرة به، وقال: بمثل معنى حديث سليمان بن بلال.
فائدة الاستخراج:
1 -
في إسناد المصنِّف بيان يحيى بن سعيد، وجاء عند مسلم مهملًا.
2 -
لم يخرجه مسلم في كتاب الإيمان، وإيراد المصنِّف له هنا فيه استنباط مناسبة أخرى غير التي عند صاحب الأصل.
464 -
حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر
(1)
، حدثنا عبد الله بن نمير
(2)
، حدثنا هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر
(3)
، عن أسماء بنت
⦗ص: 142⦘
أبي بكر قالت: فَخطبَ
(4)
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم النَّاسَ فحمِد الله وأثنى عليهِ بما هو أهلُه ثمَّ قال: أَما بعدُ، ما مِن شيءٍ لم أكن رأيتُه إلا قد رأيتُه في مقامي هذا حتى الجنَّة وَالنَّار، وإنَّه قد أُوحَي إليَّ أنَّكم تُفْتَنُونَ في القبورِ قريبًا -أو مثل- فتنةِ المسيح الدَّجَّال -لا أدري أي ذلك قالتْ أسماء- يُؤتى أحدُكم فيقال له: ما علمك بهذا الرَّجلِ؟ فأما المؤمن أو الموقن
(5)
-لا أدري أي ذلك قَالتْ أسماء- فيقول: هو محمدٌ رسولُ الله جَاءنَا بالبَيِّنات وَالهُدَى فأجبنا واتَّبَعْنا، ثلاثَ مرَّاتٍ، فيُقال له: قد كنَّا نعلم إن كنتَ لتُؤمنُ به فَنَمْ صالحًا، وَأمَا المنَافِقُ أو المرتابُ -لا أدري أي ذلك قالت أسماء- فيقول: لا أدري سمعتُ النَّاسَ قالُوا شَيئًا فقلتُ"
(6)
.
(1)
ابن منيع العبدي النيسابوري، وكنيته ليست في (ط) و (ك).
(2)
الهَمْدَاني الكوفي.
(3)
ابن الزبير بن العوام القُرَشية الأسدية، والراوي عنها هشام بن عروة هو زوجها، وأسماء =
⦗ص: 142⦘
= بنت أبي بكر هي جدّتها. انظر: الطبقات لابن سعد (5/ 182) و (8/ 477).
(4)
كذا في جميع النسخ، وعليها في الأصل ضبة، وفي الحديث اختصار من أوله يوضحه لفظ مسلم أن أسماء قالت: خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
، ثم قالت: فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلَّت الشمس، فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس
…
الحديث.
(5)
في (ط) و (ك) تقديم الموقن على المؤمن.
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب العلم- باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس (الفتح 1/ 219 ح 86) من طريق وهيبٍ عن هشام به.
وأخرجه في كتاب الوضوء -باب من لم يتوضأ إلا من الغشي المثقل (الفتح 1/ 346 ح 184) عن إسماعيل الأويس، وأخرجه في كتاب الكسوف -باب صلاة النساء =
⦗ص: 143⦘
= مع الرجال في الكسوف (الفتح 631 ح 1053) عن عبد الله بن يوسف، وأخرجه في كتاب الاعتصام -باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم (الفتح 13/ 264 ح 7287) عن القعنبي ثلاثتهم عن مالكٍ عن هشام به.
وأخرجه مسلم في كتاب الكسوف -باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار (624 ح 11) عن محمد بن العلاء الهمداني عن عبد الله بن نمير عن هشامٍ به.
فائدة الاستخراج:
1 -
في إسناد المصنِّف بيان المهمل عند مسلم في: ابن نمير، وهشام، وفاطمة، وأسماء.
2 -
إيراد المصنِّف للحديث في كتاب آخر غير الذي أورده فيه صاحب الأصل فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث، وهذا من فوائد الاستخراج.
465 -
حدثنا عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري
(1)
، حدثنا أبو أسامةَ
(2)
عَن هشام بن عروة، ح
وَحدثَنا أبو عُتبة الحمصي
(3)
، حدثنا محمد بن
⦗ص: 144⦘
حِمْيَر
(4)
، حدثنا
⦗ص: 145⦘
شعيبُ بن أبي حمزةَ
(5)
، عن هشام بن عروة بإسناده نحوَه
(6)
.
⦗ص: 146⦘
وحَديث أبي أُسامةَ أتمُّ من حَديث شُعيبٍ.
(1)
في (ط) و (ك): "هو العنبري"، وهو أبو البختري البغدادي، انظر: ح (67).
والعَنْبَري: بفتح العين المهملة، وسكون النون، وفتح الباء الموحدة، والراء، نسبة إلى "بني العنبر" ويخفف فيقال لهم:"بلعنبر"، وهم جماعة من بني تميم. الأنساب للسمعاني (9/ 67).
(2)
حماد بن أسامة القرشيّ.
(3)
في (ط) و (ك): "هو الحمصي"، وهو أحمد بن الفرج بن سليمان الكِنْدي الحمصي المؤذن المعروف بالحجازي، توفي سنة (271 هـ).
قال عنه ابن أبي حاتم: "كتبنا عنه، ومحله عندنا الصدق"، ووثقه مسلمة بن القاسم، =
⦗ص: 144⦘
= وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "يخطئ"، وقال أبو أحمد الحكم: "قدم العراق،
فكتبوا عنه، وأهلها حسنو الرأي فيه"، ووثقه الحكم أبو عبد الله.
وضعفه محمد بن عوفٍ الطائي، ورماه مرة بالكذب، وضعفه أيضًا أحمد بن عمير المعروف بابن جَوْصَاء، وقال عبد الغافر بن سلامة الحمصي:"كان أصحابنا يقولون: إنه كذابٌ، فلم نسمع منه شيئًا"، وقال ابن عدي:"ومع ضعفه احتمله الناس ورووا عنه"، وقال أيضًا:"ليس ممن يحتج بحديثه، أو يتديَّن به، إلا أنه يكتب حديثه"، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء.
وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء، وقال في سير أعلام النبلاء:"غالب رواياته مستقيمة، والقول فيه ما قال ابن عدي، فيُروى له مع ضعفه". فهو إذًا ممن يعتبر به.
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (67)، الثقات لابن حبان (8/ 45)، الكامل لابن عدي (1/ 93)، تاريخ بغداد للخطيب (4/ 339)، الضعفاء لابن الجوزي (1/ 83)، المغني في الضعفاء (1/ 52)، وسير أعلام النبلاء للذهبي (1585)، تهذيب التهذيب (1/ 61)، ولسان الميزان لابن حجر (1/ 245).
(4)
وحِمْير -بكسر الحاء المهملة، وسكون الميم، وفتح الياء المثناة التحتانية- ابن أُنَيس القضاعي السَّليجي الحمصي، توفي سنة (200 هـ).
وثقه ابن معين، وقال الإمام أحمد:"ما علمت إلا خيرًا"، ووثقه دُحيم الدمشقي، وقال النسائي:"ليس به بأس"، وقال ابن قانع:"صالح"، وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات، وقال الدارقطني:"وثقه بعض مشايخنا، وضعفه بعضهم"، وقال مرة:"ليس به بأس".
وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه، ولا يحتج به"، وقال يعقوب بن سفيان:"ليس بالقوي"، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء.
⦗ص: 145⦘
= وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء، وفي ديوان الضعفاء ووثقه، وذكره في المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد، وقال في السير:"ما هو بذاك الحجة، حديثه يعد في الحسان"، وقال في الميزان:"له غرائب وأفراد".
وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق"، وذكر في "هدي الساري" أن البخاري أخرج له حديثين أحدهما ذكر له متابعة، والآخر حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بعنز ميتة
…
أوردها في الذبائح وله أصل من حديث ابن عباس عنده في الطهارة.
انظر: تاريخ الدارمي (ص: 205)، الجرح والتعديل (7/ 239)، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي (309)، الثقات لابن حبان (7/ 441)، سؤالات البرقاني للدارقطنيّ (ص: 58)، سؤالات الحكم للدارقطني (ص: 273)، الثقات لابن شاهين (ص: 295) الأنساب للسمعاني (515 - 516)، الضعفاء لابن الجوزي (3/ 55)، تهذيب الكمال للمزي (25/ 116)، المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد (ص: 165)، والمغني في الضعفاء (574)، وديوان الضعفاء (ص: 348)، وسير أعلام النبلاء (9/ 234)، وميزان الاعتدال للذهبي (3/ 532)، تهذيب التهذيب (9/ 113)، وهدي الساري (ص: 460)، والتقريب لابن حجر (5837).
(5)
واسم أبي حمزة: دينار الأموي مولاهم، أبو بشر الحمصي.
(6)
أخرجه البخارى في صحيحه -كتاب الجمعة- باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد (الفتح 468 ح 922) معلقًا، علقه عن محمود -أي: ابن غيلان- عن أبي أسامة عن هشام بن عروة به.
وأخرجه مسلم في كتاب الكسوف -باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار (624 ح 12) عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب محمد بن العلاء كلاهما عن أبي أسامة عن هشام بن عروة به. =
⦗ص: 146⦘
= فائدة الاستخراج:
إيراد المصنِّف للحديث في كتاب آخر غير الذي أورده فيه صاحب الأصل فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث، وهذا من فوائد الاستخراج.
466 -
حَدثَنا العباسُ بن الوليد بن مَزْيَدٍ العُذْري
(1)
، أخبَرني أبي قال: سمعتُ الأوزاعيَّ، حَدثني يُونس بن يزيدَ هو الأيلي، حدثني
(2)
الزهريّ، حدثني عروةُ بن الزبير، أنهُ سمع أسماء بنت أبي بكرٍ الصِّدِّيق تقول: قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَنا فذكر الفتنَةَ التي يُفْتَنُ فيها
(3)
المرءُ في قبره، فَلما ذكر ذلك ضجَّ النَّاس ضَجَّةً حالَتْ
(4)
بيني وبينَ أن أسمعَ آخرَ كلامِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلما سكنت ضجَّتُهم قلتُ لرجلٍ قريبٍ منِّي: أي بارك الله فيك! ماذا قالَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم في آخر قوله؟ قال: "قَدْ أُوحِيَ إليَّ أنكم تُفْتَنُونَ في قُبُوركُم قريبًا مِن فِتْنَةِ الدَّجَّال"
(5)
.
(1)
في (ط) و (ك): "هو العذري".
(2)
في (ط): "حدثنا".
(3)
سقطت من (ط) كلمة "فيها".
(4)
قوله: "حالت" سقط من (م).
(5)
لم يخرجه مسلم من هذا الطريق، وقد أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجنائز- باب ما جاء في عذاب القبر (الفتح 3/ 275 ح 1373).
وأخرجه النسائي في السنن -كتاب الجنائز -باب التعوذ من عذاب القبر (4/ 103) كلاهما من طريق ابن وهب عن يونس بن يزيد عن الزهري به.
بَابُ
(1)
بَيَانِ رؤيةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم جَبْرِيلَ علَيهِ
(2)
السلام في صُوْرَتِهِ، وَصفَةِ جبْرِيلَ، وَاخْتلافُ تَفسيرِ: {فَكَانَ
(3)
قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)}، {وَلَقَدْ
رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)}
(4)
(1)
قوله: "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
في (ط) و (ك): "عليهما".
(3)
قوله تعالى: "فكان" ليست في (ط) و (ك).
(4)
سورة النجم -الآيات (1109)، ووقع في (م)"فأوحى الله إلى عبده ما أوحى"، وقوله تعالى:"ولقد رآه نزلة آخرى" ليست في (ط) و (ك)، وفيهما بدلهما:"الآية".
467 -
حَدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أبي الخيبري الكوفي
(1)
، حدثنا وكيعٌ عن الأعمش، عن زياد بن الحُصَين
(2)
، عن أبي العالية
(3)
، عن ابن عَبَّاس قال:
(4)
{ما كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)}
(5)
، {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)}
(6)
قال: رآه بفؤادِه مَرَّتينِ
(7)
.
(1)
العبسي مولاهم القصار، آخر من روى عن وكيع.
(2)
الحنظلي اليربوعي -ويقال: الرياحي-، أبو جهمة البصري.
(3)
رُفَيع بن مهران التميمي الرياحي مولاهم.
(4)
كلمة "قال" ليست في (ط) و (ك).
(5)
سورة النجم. الآية (11).
(6)
سورة النجم. الآية (13).
(7)
أخرجه مسدم في كتاب الإيمان -باب معنى قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} =
⦗ص: 148⦘
= وهل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء (1/ 158 ح 285) عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي سعيد الأشج جميعًا عن وكيعٍ عن الأعمش به.
وأخرجه الدارقطني في "الرؤية"(ص: 350) من طريق محمد بن إسماعيل الحساني، وابن منده في "الإيمان"(759) من طريق ابن أبي الخيبري كلاهما عن وكيع عن الأعمش به.
468 -
حدثَنا الحسن بن عفان، حدثنا ابن نمير
(1)
، عن الأعمش بإسنادِهِ:{ما كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} قال: رآه بقلبه
(2)
.
قال أبو عَوانة: زياد بن الحصين
(3)
أبو جُهَيمة روى عنه وكيع، وقال غَيرُه: أبو جَهْمَة
(4)
.
⦗ص: 149⦘
رواهُ سَخْتُويَه
(5)
، عن مالك بن سُعَير
(6)
عَن الأعمش بإسنادِه
(7)
.
(1)
عبد الله بن نُمَير الهَمْدَاني.
(2)
أخرجه النسائي في السنن الكبرى -كتاب التفسير -باب قوله تعالى: {كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} (6/ 472 ح 1153) من طريق الحسين بن منصور عن عبد الله بن نميرٍ عن الأعمش به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(759) من طريق الحسن بن عفان -شيخ المصنِّف- عن ابن نميرٍ عن الأعمش به.
(3)
قوله: "قال أبو عوانة" ليست في (ط) و (ك)، وفيهما:"حصين" بدون أل التعريف.
(4)
أشعر كلام المصنِّف بأن وكيعًا ربما صغَّره فقال: أبو جُهيمة، فإن الذي في صحيح مسلم -كما مضى تخريجه في الرواية السابقة- من طريق وكيع عن الأعمش قال: زياد بن الحُصين أبو جهمة، وسائر من ترجم له ذكره بهذه الكنية "أبو جهمة" مكبرًا وسيأتي في الإسناد الآتي من غير طريق وكيع مصغَّرا أيضًا.
انظر: الكنى والأسماء للإمام مسلم (1/ 199)، المعرفة والتاريخ للفسوي (3/ 221)، =
⦗ص: 149⦘
= الكنى للدولأبي (1/ 137)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 529)، الثقات لابن حبان (6/ 319)، رجال صحيح مسلم لابن منجويه (1/ 220)، الجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني (1/ 149)، المقتنى للذهبي (1/ 155) التقريب (2069).
(5)
ابن مازيار الهاشمي مولاهم، أبو علي النيسابوري.
(6)
ابن الخمس التميمي الكوفي.
(7)
وصله الدارقطني في "الرؤية"(ص: 351) من طريق أبي عاصم عمران بن محمد عن مالك بن سعير عن الأعمش به.
469 -
حَدثنا أبو الأحوَص القاضي
(1)
، حدثنا عمر بن حَفْص بن غياب
(2)
حدثنا أبي، حدثنا الأعمَشُ، حَدثني زيادُ بن الحُصَين أبو جُهَيمَة، عن أبي العالية، عَن ابن عَباس {كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} قال: رآه بفؤادِهِ مَرتينِ
(3)
.
(1)
محمد بن الهيثم بن حماد بن واقد الثقفي مولاهم البغدادي، قاضي عُكْبَرا.
(2)
ابن طلق النخعي الكوفي، أبو معاوية.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب معنى قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} وهل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء (1/ 159 ح 286) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن حفص بن غياث عن الأعمش به، وفيه:"أبو جهمة".
فائدة الاستخراج:
لم يسق مسلم لفظه، وسياق المصنف له من فوائد الاستخراج.
470 -
حَدثنا عليُّ بن حرب [هو الطائيّ]
(1)
، حدثنا محمد بن فُضَيلٍ
(2)
، حدثنا أبو إسحاق الشَّيباني
(3)
، عن زِرٍّ
(4)
، عن عبد الله
(5)
في قوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)}
(6)
قال: رَأى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم جبريلَ عليه السلام
(7)
له ستمائة جناح
(8)
.
(1)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(2)
ابن غزوان الضبي الكوفي.
(3)
سليمان بن أبي سليمان فيروز الشيباني مولاهم الكوفي.
(4)
ابن حُبَيش بن حُباشة الأسدي.
(5)
هو ابن مسعودٍ كما بيِّنتها الرواية الآتية.
(6)
سورة النجم - الآية (10).
(7)
قوله "عليه السلام" ليست في (ط) و (ك).
(8)
لم أجد من أخرجه من طريق ابن فضيل عن الشيباني، وقد أخرجه البخارى في صحيحه -كتاب بدء الخلق- باب إذا قال أحدكم: آمين، والملائكة في السماء، فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه (الفتح 6/ 360 ح 3232) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله.
وأخرجه في كتاب التفسير -باب {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)} حيث الوتر من القوس (الفتح 8/ 476 ح 4856) من طريق عبد الواحد بن زياد.
وأخرجه في الباب الذي يليه -باب {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)} ح (4857) من طريق زائدة بن قدامة ثلاثتهم عن الشيباني عن زرٍّ به.
وأخرجه أيضًا في الباب الذي يليه -باب {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)} ح (4858) من طريق الثوري عن الأعمش به. =
⦗ص: 151⦘
= وأخرجه أيضًا في كتاب بدء الخلق -باب إذا قال أحدكم: آمين، والملائكة في السماء، فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه (الفتح 6/ 360 ح 3233) من طريق شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعودٍ به.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب في ذكر سدرة المنتهى (1/ 158 ح 280) من طريق عباد بن العوام، و (ح 281) من طريق حفص بن غياث كليهما عن الشيباني عن زرٍّ به.
فائدة الاستخراج:
في إسناد المصنِّف تكنية: الشيباني، وجاء عند مسلم بنسبته فقط.
471 -
حَدثنا السُّلمي
(1)
، حدثنا النُّفَيلي
(2)
، حدثنا زهير
(3)
، حدثنا أبو إسحاق الشَّيباني قال: أتيتُ زِرَّ بن حُبَيش وعَلَيَّ دُرَّتانِ
(4)
، فسألته عن {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)} فقال: حَدثنا عبد الله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أنَّه رأى جبريل له ستمائة جناح"
(5)
.
(1)
أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي.
(2)
عبد الله بن محمد بن علي بن نُفَيل الحراني، أبو جعفر.
(3)
ابن معاوية بن حُدَيج الجعفي، أبو خيثمة الكوفي.
(4)
وفي رواية ابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 499): "وعليَّ دُرَّيان، أو في أذني دُرتَّان، فألقيت عليَّ منه محبة
…
"، والدّرَّة: اللؤلؤة، وقيل: اللؤلؤة العظيمة.
ولعل فيه إشارة إلى صغر سنه، والله أعلم.
انظر: الصحاح للجوهري (656)، لسان العرب لابن منظور (4/ 327).
(5)
أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 398) عن الحسن بن موسى الأشيب عن زهير بن معاوية عن الشيباني به. =
⦗ص: 152⦘
= وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 498)، وابن منده في "الإيمان"(749) كلاهما من طريق النفيلي عن زهيرٍ عن الشيباني به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9/ 246) من طريق آخر عن زهير عن الشيباني به.
472 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا شعبة، عن سليمَان الشيباني
(2)
قالَ: مَرَّ بنا زِرُّ بن حُبَيشٍ فقمتُ إليه فسألتُه عن قول الله جَلَّ وعَزَّ
(3)
: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)}
(4)
قال: قال عبد الله: رأى جبريل في صورته، له سِتمائة جَناح
(5)
.
(1)
الطيالسي، سليمان بن داود بن الجارود، والحديث في مسنده (ص: 48).
(2)
في (م): "سليمان بن الشيباني".
(3)
في (م): "تبارك وتعالى".
(4)
سورة النجم- الآية (18).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب في ذكر سدرة المنتهى (1/ 158 ح 282) من طريق معاذ العنبري عن شعبة عن الشيباني به. وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(748) من طريق يونس بن حبيب -شيخ المصنِّف- عن أبي داود عن شعبة به.
473 -
حَدثَنا محمد بن يحيى النيسابوري
(1)
، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا داود بن أبي هند
(2)
، عن عامرٍ
(3)
، عن مسروقٍ
(4)
قال: كنتُ مُتَّكِئًا
⦗ص: 153⦘
عندَ عائشة فقالت: يا أبا عائشةَ، ثلاثةٌ من قالهن فقد أَعظَمَ على الله الفِرْيَةَ: من زَعَمَ أنَّ محمدًا رأى ربَّه فقد أعظم على الله الفِرْيةَ، قال: فجلسْتُ، فقلتُ: يا أُمَّ المؤمنين انظري أليس الله تبارك وتعالى
(5)
يقول: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13}
(6)
، {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23)}
(7)
؟ فقالَتْ
(8)
: أنا أَوَّلُ من سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عَن هذا، فقال:"ذاك جبريل لم أره في صورته التي خُلِق فيها إلا مَرَّتينِ: رأيتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السماءِ سَادًّا عُظْمُ خَلْقِه ما بين السماءِ والأرض" أوليس الله يقول: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)}
(9)
(10)
؟
وَمن قال: إنَّ محمدًا كتَمَ شيئًا مما أنزل الله عز وجل
(11)
عليه فقد أعظَم على الله الفِرْيةَ، واللهُ يَقولُ: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ
⦗ص: 154⦘
رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}
(12)
.
وَمن قالَ: إنَّ محمدًا يَعلمُ ما في غَدٍ فقَد أَعْظَمَ على الله الفِرْيةَ واللهُ يقول: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ في السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)}
(13)
"
(14)
.
(1)
في (ط) و (ك): "هو النيسابوري"، وهو: الذهلي.
(2)
واسم أبي هند: دينار بن عُذَافر القشيري مولاهم البصري.
(3)
ابن شراحيل الشعبي.
(4)
ابن الأجدع بن مالك الهَمْدَاني الكوفي.
(5)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك).
(6)
سورة النجم، الآية (13).
(7)
سورة التكوير- الآية (23).
(8)
في (ط) و (ك): "فقلت"، والقول لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
(9)
سورة الأنعام - الآية (103).
(10)
سورة الشورى - الآية (51).
(11)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك).
(12)
سورة المائدة - الآية (67).
(13)
سورة النمل - الآية (65).
(14)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب معنى قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} وهل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء (1/ 159 ح 287) من طريق ابن عُلَيَّة، وفي (ح 288) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي كلاهما عن داود بن أبي هند عن الشعبي به.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(27/ 67) عن يزيد بن هارون عن داود بن أبي هند عن الشعبي به. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"(550)، وابن منده في "الإيمان"(761) كلاهما من طريق يزيد بن هارون عن داود عن الشعبي به.
فائدة الاستخراج:
في إسناد المصنِّف بيان المهمل عند مسلم في: داود بن أبي هند.
474 -
حدثنا الصَّغاني، وأبو أُميةَ قالا: حدثنا عبد الوهاب بن عَطاء
(1)
، حدثنا دَاودُ، عن الشَّعبيِّ، عَن مسروقٍ، عن عائشةَ
(2)
أنها قالت:
⦗ص: 155⦘
ثلاثٌ مَن قال واحدًا منهنَّ فقد أعظَم على الله الفريةَ .. "
(3)
.
ثم ذكر نحوَ حديث يزيدَ وقريبًا منهُ.
(1)
الخفاف العجلي مولاهم، أبو نصر، متكلَّمٌ فيه، ورمي بالتدليس وقد توبع، وصرَّح بالتحديث هنا، انظر: ح (144).
(2)
في (ط) و (ك) زيادة: "رضي الله عنها".
(3)
لم أجد من أخرجه من طريق الخفاف عن داود بن أبي هند.
475 -
حدثَنا أبو داودَ الحراني، حدثنا يعلى بن عُبيد، حدثنا إسماعيلُ
(1)
، عن عامرٍ، أن مسروقًا أتى عائشةَ فقال: يا أمَّ المؤمنين، رأى محمدٌ ربَّه؟ فقالت: سبحانَ الله! لقد قَفَّ شَعري
(2)
مما قلتَ، ثلاثٌ من حدثك فقد كذبَ: من حدّثك أنّ محمّدًا رأى ربه فقد كذبَ، ثمَّ قرأت:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ}
(3)
، {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}
(4)
.
وَمن حَدثك أنَّه يَعلم ما في غَدٍ فقد كذبَ، ثمّ قَرَأَتْ:{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ}
(5)
⦗ص: 156⦘
الآية كلّها
(6)
.
ومن حدّثك أنّ محمّدًا كتم فقد كذبَ"
(7)
.
رَواه ابن نمير
(8)
، وكيع، عن إسماعيل، عن الشعبي، عن مسروقٍ: قلتُ لعائشةَ
(9)
.
(1)
ابن أبي خالد البجلي الأحمس مولاهم الكوفي.
(2)
قال النووي: "معناه: قام شعري من الفزع لكوني سمعت ما لا ينبغي أن يقال، قال ابن الأعرابي: تقول العرب عند إنكار الشيء: قفَّ شعري، واقشعرَّ جلدي، واشمأزَّت نفسي، قال النضر بن شُميل: القَفَّة كهيئة القشعريرة، وأصله التقبُّض والاجتماع؛ لأن الجلد ينقبض عند الفزع والاستهوال فيقوم الشعر لذلك، وبذلك سمِّيت القُفَّة -التي هي الزنبيل- لاجتماعها ولما يجتمع فيها، والله أعلم". شرح مسلم للنووي (3/ 10).
(3)
سورة الأنعام- الآية (103).
(4)
سورة الشورى- الآية (51).
(5)
سورة لقمان، الآية (34).
(6)
في (ط) و (ك) علامة حذف (لا - إلى) على قوله: "الآية كلها".
(7)
أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه منها في كتاب التفسير -باب {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} (الفتح 8/ 124 ح 4612)، وفي كتاب التوحيد -باب قول الله تعالى:{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26)} (الفتح 13/ 374 ح 7380) وغيرها من طريق الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي به.
وأخرجه أيضًا في هذا الموضع الأخير معلقًا من طريق شعبة عن ابن أبي خالد عن الشعبي به.
وأخرجه في كتاب التفسير -باب (يلي باب: سورة النجم)(الفتح 8/ 472 ح 4855) من طريق وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي به.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب معنى قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} وهل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء (1/ 160 ح 289) عن محمد بن عبد الله بن نميرٍ عن أبيه عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي به. وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(765) من طريق يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي به.
فائدة الاستخراج:
لم يسق مسلم لفظ الحديث، وسياق المصنف له من فوائد الاستخراج.
(8)
عبد الله بن نُمَير الهَمْدَاني الكوفي.
(9)
وصله البخاري من طريق وكيع، ومسلم من طريق ابن نمير كما تقدم في التخريج قبل قليل.
476 -
حَدثنَا
(1)
أبو زَيد بن محمد بن طريف الكوفي [بجبلة]
(2)
، حدثنا جَعفرُ بن محمد بن الحَسن، حدثنا يوسفُ بن الأسود
(3)
، عن بَيانٍ
(4)
، عن قيس
(5)
، عَنْ عائشةَ قالتْ: من زعَمَ أنَّ محمدًا رأى ربَّه فقد كذبَ، قال الله تعالى
(6)
: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} الآية
(7)
.
(1)
في (ط) و (ك): "حدثني".
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وهي -بالتحريك- اسم لعدة مواضع منها: هضبة حمراء بنجد، وموضع بالحجاز، وقلعة مشهورة بساحل الشام من أعمال حلب، وحصنٌ في آخر وادي ستارة بتهامة، ولم أتمكن من معرفة أبي زيدٍ هذا ولا إلى أي جبلةٍ يُنسب، ولا شيخه جعفر بن محمد بن الحسن، أو الوصول إلى ترجمة لأيٍّ منهما.
انظر: معجم البلدان لياقوت الحموي (122).
(3)
ذكره المزي في الرواة عن بيان فقال: أبو يعقوب يوسف بن يعقوب البجلي الأسود، ولم أجد له ترجمة فيما توفَّر لديَّ من مصادر.
انظر: تهذيب الكمال للمزي (4/ 305).
(4)
ابن بشر الأحمسي البجلي، أبو بشر الكوفي المعلِّم.
(5)
ابن أبي حازم البجلي الأحمسي، أبو عبد الله الكوفي.
(6)
قوله: "تعالى" ليست في (ط) و (ك).
(7)
لم أجد من أخرجه من هذا الطريق، وقد أخرجه البخاري في صحيحه من وجهٍ آخر عن عائشة، فأخرجه في كتاب بدء الخلق -باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء
…
(الفتح 6/ 361 ح 3234) من طريق ابن عونٍ عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها بنحوه.
477 -
حدثنا
(1)
أبو عمران التُّسْتَري
(2)
، حدثنا إبراهيم بن سعيد
(3)
، حدثنا أبو أسامة
(4)
، حدثنا زكريا
(5)
، عن ابن أَشْوَع
(6)
عن عَامرٍ، عن مسروقٍ قال: قلتُ لعائشةَ: فأينَ قولُهُ تبارك وتعالى
(7)
: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8)}
(8)
؟ قالَتْ: إنّما ذاك جَبريل، كان
(9)
يأتيه في صورةِ الرِّجالِ، وإنَّه أتاهُ في هذه المرَّة
⦗ص: 159⦘
في صُورته التي هي صُورَتُهُ
(10)
فسدَّ أفقَ السَّماءِ
(11)
.
(1)
في (ط) و (ك): "حدثني".
(2)
بضم التاء المثناة الفوقية، وسكون السين المهملة، وفتح التاء المثناة الفوقية الثانية، ثم راء نسبة إلى بلدة تُسْتَر من كَور الأهواز من بلاد خوزستان.
وشيخ المصنِّف أبو عمران ذكره الذهبي في "المقتنى" وسماه: موسى بن زكريا، ولم أجد له ترجمة في غيره من المصادر. انظر: الأنساب للسمعاني (3/ 54)، المقتنى للذهبي (1/ 438).
(3)
الجوهري، أبو إسحاق بن أبي عثمان البغدادي.
(4)
حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي.
(5)
ابن أبي زائدة خالد -ويقال: هُبيرة- بن ميمون بن فيروز الهَمْدَاني الوادعي، أبو يحيى الكوفي ثقة تُكلِّم فيه بكلام يسير لأن سماعه من أبي إسحاق كان بأخرة، ولإكثاره من التدليس عن الشعبي، وجعله الحافظ في المرتبة الثانية من المدلسين، وفي هذه الرواية بين واسطته عن الشعبي. انظر: الثقات للعجلي (1/ 370)، سؤالات الآجري لأبي داود (ص: 174، 186)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 593)، تهذيب الكمال للمزي (9/ 359)، تعريف أهل التقديم (ص: 62)، والتقريب لابن حجر (2022).
(6)
سعيد بن عمرو بن أشوع الهَمْدَاني الكوفي.
(7)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك).
(8)
سورة النجم - الآية (8).
(9)
قوله: "كان" ليست في (ط)، و (ك).
(10)
أي على هيئته الملكيَّة.
(11)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب معنى قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} وهل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء؟ (1/ 160 ح 290) عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبي أسامة عن زكريا بن أبي زائدة به، وزاد في روايته آيتين بعد الآية المذكورة في رواية المصنِّف.
478 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني عَمرو بن الحارث
(1)
، أنَّ عبد ربِّه بن سعيد
(2)
حَدّثَه، أنَّ داودَ بن أبي هند حَدثه، عَن عامرٍ الشَّعبي، عن مسروقِ بن الأجْدع أنَّه سمعَ عائشةَ زوجَ النبي صلى الله عليه وسلم
(3)
تَقُول: أعظَم الفِرية على الله [عز وجل]
(4)
من قال ثلاثةً: مَن قال: إنَّ محمدًا رأى ربَّه، وإنَّ محمدًا كتَمَ شيئًا من الوَحي، وإنَّ محمدًا [صلى الله عليه وسلم]
(5)
يعلم ما في غَدٍ. قال [فقلت]
(6)
: يا أُمَّ المؤمنين
⦗ص: 160⦘
وَمَا رآه؟ قالَتْ: لا، إنَّما ذاك جبريل [عليه السلام]
(7)
رآه مرتين في صورته: مرَّةً بالأفق الأعلى، ومرةً سَادًّا أُفُقَ
(8)
السّماءِ"
(9)
.
(1)
ابن يعقوب بن عبد الله الأنصاري، أبو أمية المدني.
(2)
ما بين هذين النجمين -أولاهما في الحديث السابق- ساقط من (م). وعبد ربِّه بن سعيد هو: ابن قيس بن عمرو الأنصاري المدني، أخو يحيى بن سعيد الأنصاري.
انظر: طبقات ابن سعد (الجزء المتمم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم- ص: 338)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (1/ 513).
(3)
قوله: "زوج النبي صلى الله عليه وسلم" ليست في (ط)، و (ك).
(4)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(5)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(6)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(7)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(8)
في (ط) و (ك): "آفاق".
(9)
أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"(554) عن يونس بن عبد الأعلى -شيخ المصنِّف- عن ابن وهب به.
وعلى هامش (ك) النص التالي: "بلغت قراءة على ابن الخضري -أو الحصري-".
مبحثان:
المبحث الأول: هل رأى محمدٌ صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل؟
حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه السابق برقم (448 - 451) ولفظه: "حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه"، وحديث أبي ذر رضي الله عنه برقم (452 - 453) ولفظه:"نورٌ أنَّى أراه" مقتضاهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربَّه في الدنيا بعينه.
وقول ابن عباس رضي الله عنه السابق برقم (467 - 469) أفاد أنه صلى الله عليه وسلم رآه بفؤاده، وجاءت روايات أخرى عن ابن عباسٍ -عند غير المصنِّف- مطلقة في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه غير مقيدة بالفؤاد أو القلب، وهناك روايات عنه أيضًا في أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه ببصره.
وأما عائشة رضي الله عنها -كما سبق برقم (473 - 487) - فتنفي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه.
وطريقة الجمع بين هذه الأحاديث أن يقال: إن حديث أبي موسى وأبي ذر رضي الله عنهما على ظاهره في أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعينه في الدنيا.
وأما الروايات عن ابن عباس فرواية أنه رآه بعينه لم تصح عنه، قال الحافظ ابن كثير:"من روى عنه بالبصر فقد أغرب، فإنه لا يصح في ذلك شيءٌ عن الصحابة رضي الله عنهم، وقول البغوي في تفسيره: "وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينه، وهو قول أنس والحسن =
⦗ص: 161⦘
= وعكرمة) فيه نظر، والله أعلم". تفسير ابن كثير (4/ 4/ 267).
وأما الروايات المطلقة فتحمل على المقيدة بالفؤاد أو القلب.
بعد هذا تبقى الروايات عن عائشة رضي الله عنا في نفي الرؤية، والروايات عن ابن عباس في إثباتها فيحمل قول عائشة رضي الله عنها في نفي الرؤية على نفي رؤية العين في الدنيا، وقول ابن عباس رضي الله عنه في إثبات الرؤية بالفؤاد أو القلب.
ولم تأت رواية عن عائشة رضي الله عنها أنها نفت رؤية الفؤاد، وبهذا تلتئم الروايات، أشار إلى هذا الجمع الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 474).
وللاستزادة حول هذا الموضوع ينظر:
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (3/ 385 - 391) و (6/ 507 - 510)، العلو للذهبي (ص: 81)، مختصر العلو للذهبي للشيخ الألباني (ص: 116 - 120)، رؤية الله تعالى وتحقيق الكلام فيها للدكتور أحمد الحمد (ص: 138 - 187).
المبحث الثاني: من المَعْنِيّ بقوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8)} الآيات.
وترجمة المصنِّف -كما سبق في مبتدأ الرد على الجهمية- تدلُّ على أنه -رحمه الله تعالى- يذهب إلى أنَّ المراد أن النبي صلى الله عليه وسلم دنا من رب العزة، والرب سبحانه وتعالى دنا منه قاب قوسين أو أدنى. أخذه من حديث شريك بن أبي نمر عن أنس وفيه:"ودنا الجبار رب العزة تبارك وتعالى فتدلى، حتى كان قاب قوسين منه أو أدنى"، انظر: ح (426)، وسبق أيضًا أن هذه اللفظة من الألفاظ التي أنكرت على شريك في روايته لحديث الإسراء، انظر الكلام على رواية شريك في ح:(412).
قال البيهقي رحمه الله تعالى: "وقد ذكر شريك بن أبي نمر في روايته هذه ما يستدل بها على أنه لم يحفظ الحديث كما ينبغي له؛ من نسيانه ما حفظه غيره
…
" إلى أن قال: "وقد خالفه فيما تفرد به منها: عبد الله بن مسعود، وعائشة، وأبي هريرة رضي الله عنهم، وهم أحفظ وأكبر وأكثر، وروت عائشة، وابن مسعود رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ما =
⦗ص: 162⦘
= دل على أن قوله: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)} المراد به جبريل عليه الصلاة والسلام في صورته التي خُلِق عليها". الأسماء والصفات للبيهقي (357).
قال الحافظ ابن كثير: "وهذا الذي قاله البيهقي رحمه الله في هذه المسألة هو الحق، فإن أبا ذر قال: يا رسول الله هل رأيت ربك؟ قال: "نورٌ أنَّى أراه"، وفي رواية: "رأيت نورًا"، وقوله: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8)} إنما هو جبريل عليه السلام كما ثبت ذلك في الصحيحين عن عائشة أم المؤمنين، وعن ابن مسعود، وكذلك هو في صحيح مسلم عن أبي هريرة، ولا يعرف لهم مخالف من الصحابة في تفسير هذه الآية بهذا". تفسير ابن كثير (3/ 5).
والرواية التي ذكرها عن أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم هي في كتاب الإيمان -باب معنى قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} (1/ 158 ح 283) أنه قال في قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} قال: رأى جبريل عليه السلام.
وقد مرَّت قريبًا الروايات عن ابن مسعود، وعائشة رضي الله عنهما (ح: 470 - 478) وتخريجها من الصحيحين.
وحيث تقرَّر أن لفظ شريك في ذلك منكر كما سبق في ح (412)، فالصواب أن الذي دنا فتدلى هو جبريل عليه السلام دنا من النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان قاب قوسين منه أو أدنى، والله أعلم.
قال الحافظ ابن كثير: "وقوله تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)} كقوله: {لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (23)} [طه: 23] أى الدالة على قدرتنا وعظمتنا. وبهاتين الآيتين استدل من ذهب من أهل السنة أن الرؤية تلك الليلة لم تقع؛ لأنه قال: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)}. ولو كان رأى ربه لأخبر بذلك، ولقال ذلك للناس". تفسير ابن كثير (4/ 270).
وانظر أيضًا: الأسماء والصفات للبيهقي (355 - 359)، مختصر العلو للذهبي للشيخ الألباني (ص: 117)، رؤية الله تعالى وتحقيق الكلام فيها، للدكتور أحمد الحمد (ص: 148 - 152).
بَابُ
(1)
بَيَانِ نَظَرِ أهْلِ الجنة إِلَى وَجْهِ رَبهمْ تبارك وتعالى
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
479 -
حَدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري
(1)
، حدثنا عفان، ح
وأخبَرني يونس بن عبد الأعلى، حدثنا أسد -هوَ ابن موسى
(2)
-، ح
وحَدثنا [حمدان] بن الجنيد الدَّقَّاق
(3)
، حدثنا الأسود بن عامر
(4)
، ح
وحَدثنا يزيد بن سنان
(5)
، حدثنا مُسلم بن إبراهيمَ
(6)
، قالوا: حدثنا حمادُ بن سلمةَ، عن ثابتٍ، عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى
(7)
، عن صُهَيْبٍ
⦗ص: 164⦘
قال عَفانُ: عن النَّبي صلى الله عليه وسلم
(8)
، وَقال الأسوَدُ: قرأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هَذه الآية: {للَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}
(9)
قال: "إذا دخل أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، وأهلُ النَّارِ النَّارَ نادَى مُنادٍ: يا أهلَ الجنّةِ إنّ لكم عند الله مَوْعِدًا
(10)
يريدُ أن يُنْجِزَكُمُوهُ، قالوا: وما هَذا الموعد
(11)
؟ أليس قد ثَقَّل
⦗ص: 165⦘
مَوَازينَنا؟ ألم يُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ وأدخَلَنا الجنَّةَ ونَجَّانا من النَّارِ؟ قال: فيرفع الحجاب فَينظرون إلى وَجْهِ الله تبارك وتعالى
(12)
، فما أُعْطُوا شيئًا أحَبَّ إليهِم مِن النَّظرِ
(13)
.
قال عفان: إليه، وَقَالَ الأَسْودُ:"إلى وَجْهِهِ".
(1)
في (ط) و (ك): "هو البصري".
(2)
ابن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي، يقلَّب بأسد السُّنَّة.
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك) وهو الصواب، ووقع في الأصل و (م): أحمد بن الجنيد الدقاق، ولعله سبق قلم، لأن ابن الجنيد الدقاق هو: محمد بن أحمد بن الجنيد البغدادي، أبو جعفر الدقاق، فحمدان لقبه وهو الذي يروي عن أسود بن عامر كما في تاريخ بغداد (1/ 285)، وانظر: ح (31).
(4)
الشامي، أبو عبد الرحمن، نزيل بغداد، لقبه شاذان.
(5)
ابن يزيد بن الذَّيَّال القرشيّ الأموى، أبو خالد القزاز.
(6)
في (ط) و (ك): "هو ابن إبراهيم" وهو: الأزدي الفراهيدي، أبو عمرو البصري.
(7)
الأنصاري الخزرجي، أبو عيسى الكوفي، توفي سنة (83 هـ) على الصحيح.
وثقه ابن معين، والعجلي، وأبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال النووي:"اتفقوا على توثيقه وجلالته".
وقال عنه إبراهيم النخعي: "كان صاحب أمراء"، وقال الإمام أحمد:"كان يحيى بن سعيد يشبه مطر الوراق بابن أبي ليلى -يعني في سوء الحفظ-"، وقال الإمام أحمد =
⦗ص: 164⦘
= أيضًا: "كان سيء الحفظ"، وقال البزار:"ليس بالحافظ"، وذكره العقيلي في الضعفاء وذكر فيه قول النخعي؛ فتعقبه الذهبي بقوله:"ذكره العقيلي في كتابه متعلقًا يقول إبراهيم النخعي فيه: كان صاحب أمراء، وبمثل هذا لا يليَّن الثقة". وقال الدارقطني: "ردئ الحفظ، كثير الوهم".
وقال الذهبي: "من أئمة التابعين وثقاتهم"، وقال الحافظ ابن حجر:"ثقة".
وقد تكلم فيه من سبق ذكرهم فهو صدوقٌ إن شاء الله.
انظر: تاريخ الدوري (356)، العلل رواية عبد الله (429)، العلل (آخر 1/ 116)، الثقات للعجلي (86)، الضعفاء للعقيلي (337)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 301)، الثقات لابن حبان (5/ 100)، سنن الدارقطني (263)، تهذيب الأسماء واللغات للنووي (1/ 304)، تهذيب الكمال للمزي (17/ 372)، ميزان الاعتدال للذهبي (584)، كشف الأستار عن زوائد البزار للهيثمي (1/ 251)، التقريب (3993).
(8)
وقع في (م): "عن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم"، وهو سبق قلم.
(9)
سورة يونس- الآية (26).
(10)
في (ك): "موعودًا"، وهما بمعنى واحد.
انظر القاموس المحيط للفيروزآبادي (ص: 416).
(11)
في (ط) و (ك): "الموعود"، كتب فوق عبارة (ط):"صح".
(12)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك).
(13)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى (1/ 163 ح 297 وح 298) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ومن طريق يزيد بن هارون كلاهما عن حماد بن سلمة به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(4/ 333) عن عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة به.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 445)، وابن منده في "الإيمان"(774) كلاهما من طريق أسد بن موسى عن حماد بن سلمة به.
480 -
حَدثنا أبو زرعة الرَّازيُ
(1)
، حدثنا أبو نُعَيمٍ
(2)
، ح
وَحدثنا جَعفر بن محمد الخفاف الأَنْطَاكي
(3)
، حدثنا الهيثم بن
⦗ص: 166⦘
جَميل
(4)
، ح
⦗ص: 167⦘
وَحدثنا الصَّاغاني، حدثنا سعيد بن منصور قالوا
(5)
: حدثنا أبو قُدَامة الحارث بن عبيد الإيادي
(6)
، ح
⦗ص: 168⦘
وَحَدثنا يونس بن حَبيب، حدثنا أبو داود
(7)
، حدثنا
(8)
الحارث بن قدامة
(9)
، قالوا كُلُّهم عن أبي عمران الجَوْني
(10)
، عن أبي بكر بن عبد الله بن
⦗ص: 169⦘
قيس
(11)
، عَن أبيهِ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جنَّاتُ الفردوسِ أربعٌ: ثِنْتَانِ آنِيَتُهُما
(12)
وحُلِيُّهُما وما فيهما من ذهبٍ، وثِنْتَان من فضَّةٍ: آنِيَتُهُما وَحُلِيُّهُما وَمَا فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى رَبِّهم [عز وجل]
(13)
إلا رِدَاء الكبرياءِ على وَجْهِهِ في جَنَّةِ عَدْنٍ".
زاد أبو نُعَيم والهيثم في حَديثهما: "وَهذه
(14)
الأنهار تَشْخُبُ من جنَّاتِ عَدن ثمَّ تَصَدَّع بعدُ أنهارًا"
(15)
.
(1)
عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فرُّوخ القرشي المخزومي، الإمام المشهور.
(2)
الفضل بن دُكَين المُلائي التيمي مولاهم الكوفي.
(3)
الأنطاكي: بفتح الألف وسكون النون وفتح الطاء المهملة وفي آخرها الكاف، نسبة إلى أنطاكية من الشام، وهي اليوم تتبع تركيا.
وجعفر بن محمد المنسوب إليها هنا ذكره ابن حبان في المجروحين وقال: "شيخٌ، يروي عن زهير بن معاوية الموضوعات، وعن غيره من الأثبات المقلوبات، لا يحل الاحتجاج بخبره" وتابعه السمعاني على قوله هذا، وقال الذهبي:"ليس بثقة". =
⦗ص: 166⦘
= فهو ضعيفٌ، وقد روي الحديث من غير طريقه، وهو في الصحيحين كما سيأتي في التخريج والحمد لله.
انظر: المجروحين لابن حبان (1/ 213)، الأنساب للسمعاني (1/ 370)، اللباب لابن الأثير (1/ 90)، الميزان للذهبي (1/ 416).
(4)
البغدادي، أبو سهل الحافظ، نزيل أنطاكية، توفي سنة (213 هـ).
وثقه الأئمة كابن سعد، والإمام أحمد، والعجلي، وإبراهيم الحربي، والدارقطني، وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات.
وتكلم فيه ابن عدي بقوله: "يغلط الكثير على الثقات كما يغلط غيره، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب".
وقال عنه أبو نعيم في أماليه: "متروك"، نقله الذهبي عنه في ترجمة أحمد بن يوسف المنبجي في الميزان، وتعقبه بأن الحديث الذي من أجله حكم عليه أبو نعيمٍ بالترك آفته المنبجي، ولذلك لم يذكر قول أبي نعيمٍ في ترجمة الهيثم في الميزان.
وإنما أورده الذهبي في كتبه التي ألفها في الضعفاء -كالميزان، والمغني، والديوان- من أجل كلام ابن عديٍّ هذا، وقال في الكاشف:"حجة، صالح"، وقال في المغني:"حافظٌ له مناكير وغرائب"، وقال في الديوان:"ثقة، له مناكير".
وقال الحافظ ابن حجر: "ثقة من أصحاب الحديث، وكأنه تُرِك فتغيَّر".
ولعلَّ صواب العبارة: تغيَّر فتُرِك، والحافظ لا يجزم بذلك بل يذكره على سبيل الاحتمال، ولم أجد في ترجمته ما يُشير إلى شيءٍ من ذلك، ولم يرد في كتاب:"الكواكب النيرات"، ولا في "الاغتباط".
انظر: الطبقات لابن سعد (7/ 490)، العلل رواية عبد الله (3/ 371)، الثقات للعجلي (335)، الثقات لابن حبان (9/ 236)، الكامل لابن عدي (7/ 2562)، السنن =
⦗ص: 167⦘
= للدارقطني (4/ 174)، الثقات لابن شاهين (ص: 347)، تاريخ بغداد (14/ 56)، الميزان (1/ 166) و (4/ 320)، والمغني (716)، والديوان (ص: 422)، والكاشف للذهبي (344)، تهذيب التهذيب (11/ 79)، والتقريب (7359).
(5)
في (م): "قالا" بدل "قالوا"، وسعيد بن منصور هو: الخراساني الإمام صاحب السنن.
(6)
الإيادي: بكسر الهمزة، وفتح الياء، بعدها دال مهملة، نسبة إلى إياد بن نزار بن معد بن عدنان وتشعبت منه قبائل. الأنساب للسمعاني (1/ 394).
والحارث بن عبيد هذا هو: أبو قدامة البصري المؤذن، متكلم فيه، فقد ضعفه ابن معين في أغلب الروايات عنه، وقال الإمام أحمد:"مضطرب الحديث"، وذكره أبو زرعة الرازي في الضعفاء، وقال أبو حاتم الرازي والنسائي:"ليس بالقوي" زاد أبو حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به" وذكره العقيلي، وابن عدي، وابن الجوزي في الضعفاء، وذكره ابن حبان في المجروحين وقال:"كان شيخًا صالحًا ممن كثر وهمه، حتى خرج عن جملة من يحتج بهم إذا انفردوا".
وقال عبد الرحمن بن مهدي: "كان من شيوخنا، وما رأيت إلا خيرًا"، ونقل ابن شاهين عن ابن معين أنه وثقه مرة، وانفرد ابن شاهين بهذا النقل، ونقل الحافظ ابن حجر عن النسائي من كتابه "الجرح والتعديل" أنه قال عنه:"صالح"، وقال الساجي:"صدوق، عنده مناكير" وذكره ابن شاهين في الثقات.
وذكره الذهبي في المغني وقال: "ضعيف"، وقال في الكاشف:"ليس بالقوي".
وقال ابن حجر: "صدوق، يخطئ"، والأكثر على تضعيفه كما مرَّ، ولعل الحافظ لاحظ في حكمه إخراج مسلمٍ له في الصحيح، وقد أخرج له البخاري في موضعين تعليقًا متابعة. =
⦗ص: 168⦘
= فهو ممن يعتبر بحديثه، وحديثه في درجة الضعيف المنجبر، ولا يحتج به إذا انفرد.
انظر: تاريخ الدوري (93)، رواية ابن طهمان عن ابن معين (ص: 67)، العلل رواية عبد الله (3/ 27)، أبو زرعة وجهوده (607)، الضعفاء للنسائي (ص: 79)، الضعفاء للعقيلي (1/ 212)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 81)، المجروحين لابن حبان (1/ 224)، الكامل لابن عدي (607)، الثقات لابن شاهين (ص: 107)، الضعفاء لابن الجوزي (1/ 182)، المغني (1/ 142)، والكاشف للذهبي (303)، تهذيب التهذيب (137) والتقريب لابن حجر (1033).
(7)
الطيالسي، سليمان بن داود بن الجارود، والحديث في مسنده (ص: 72).
(8)
سقطت صيغة التحديث من (م).
(9)
الحارث بن قدامة؛ كذا جاء في جميع النسخ، كذا في مسند الطيالسي، كذا رواه البيهقي في "البعث والنشور" (ص: 159) من طريق يونس بن حبيب عن أبي داود، ولم أجد في الرواة من يُعرف بهذا الاسم.
والظاهر -والله أعلم- أن صوابه: "الحارث أبو قدامة"، وهو: الحارث بن عبيد الذي في الإسناد الماضي فإن كنيته أبو قدامة، وقد روى عنه أبو داود الطيالسي، إلا أنه جاء هكذا على الخطأ -والله أعلم- في سند الطيالسي، وعلى خلافه جاءت رواية مسلم، وكذلك الطرق الثلاثة عند المصنِّف في هذا السياق المقرون نفسه، إضافة إلى ما سيأتي -في تخريج الحديث- عند ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، والدارمي.
(10)
الجَوني: بفتح الجيم، وسكون الواو، كسر النون، نسبة إلى: جَوْن بطنٌ من الأزد، والمنتسب إليه هنا هو: عبد الملك بن حبيب البصري، مشهورٌ بكنيته. الأنساب للسمعاني (3/ 378).
(11)
مختلفٌ في اسمه فقيل: عمرو، وقيل: عامر، وقال الإمام أحمد:"لا يعرف اسمه"، وأما أبوه عبد الله بن قيس فهو: أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.
قال ابن سعد: "كان قليل الحديث، يستضعف"، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات وقال الذهبي:"صدوق، موثَّقٌ، مشهور، ما علمت فيه كلامًا إلا ما كان من ابن سعد فإنه قال: يستضعف"، ورمز له الذهبي:"صح"، ووثقه الحافظ ابن حجر في التقريب. انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 269)، الثقات للعجلي (389)، سنن الترمذي (4/ 674)، الثقات لابن حبان (5/ 592)، الميزان للذهبي (4/ 499)، التقريب (7990).
(12)
قوله: "آنيتهما" سقط من (م).
(13)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(14)
في (م): "إذ هذه".
(15)
أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه منها في كتاب التفسير -باب: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62)} (الفتح 8/ 491 ح 4878) بلفظ المصنف، وفي باب:{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ في الْخِيَامِ (72)} (ح 4879 و 4880) بزيادة في أوله وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة خيمة من لؤلؤ مجوفة عرضها ستون ميلًا، في كل زاوية منها أهلٌ ما يرون الآخرين، يطوف =
⦗ص: 170⦘
= عليهم المؤمنون، وجنتان من فضة آنيتهما
…
" الخ الحديث بنحو ما أورده المصنِّف.
وأخرجه أيضًا في كتاب التوحيد -باب قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} (الفتح 13/ 433 ح 7444) بنحو رواية المصنِّف.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى (1/ 163 ح 296) كلاهما من طرق عن عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبى عمران الجوني به، وصدَّر الحديث بقوله:"جنتان من فضة"، وليس عند البخاري ومسلم قوله:"جنات الفردوس أربع"، ولا تلك الزيادة التي ذكرها المصنف بعده في رواية أبي نعيم والهيثم.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(4/ 416) عن عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري عن الحارث بن عبيد عن أبي عمران الجوني به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 148 ح 15956)، وعبد بن حميد في مسنده كما في "المنتخب" (ص: 192 ح 545)، والدارمي في "سننه" كتاب الرقائق -باب في جنات الفردوس (429 ح 2822)، كلهم عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن أبي قدامة الحارث بن عبيد، عن أبي عمران الجوني به بلفظ المصنف، وذكروا -إلا ابن أبي شيبة- الزيادة التي ذكرها المصنِّف عقب الحديث عن أبي نعيم والهيثم، غير أنه وقع عند الدارمي:"تصعد" بدل "تصدَّع".
إذن رواية الحارث بن عبيد هذه فيها زيادات ليست في رواية عبد العزيز بن عبد الصمد -الذي أخرج الشيخان الحديث من طريقه-، ومثل الحارث لا يُقبل تفرده كما سبق في ترجمته، وصنيع الإمام مسلم من إيراده الحديث في كتاب الإيمان من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، ثم إيراد الحديث عن الحارث بن عبيد في كتاب صفة الجنة ونعيمها -كما سيأتي في تخريج الحديث الذي بعده- لاحظ فيه رحمه الله أن يجعل حديث الحارث بمنزلة الشاهد لحديث عبد العزيز بن عبد الصمد الذي =
⦗ص: 171⦘
= اعتمد عليه هو والبخارى في إيراد أصل الحديث من طريقه، والله أعلم ..
وذكر الشيخ الألباني هذا الحديث في "ضعيف الجامع"(3/ 79 ح 2634) لعله من أجل هذه الزيادات التي تفرَّد بها الحارث، وإلا فأصل الحديث في الصحيحين كما سبق.
481 -
حدثنا مهدي بن الحارث
(1)
، حدثنا سعيد بن منصور بمثله بتمامه: "وَهَذه الأنهار تَشْخبُ من جنَّةِ عَدْن في جَوْبَةٍ
(2)
ثمَّ تَصَدَّعُ بعدُ أنهارًا"
(3)
.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
الجوبة: الحفرة المستديرة الواسعة. النهاية لابن الأثير (1/ 310).
(3)
لم أجد من أخرجه من هذا الطريق، ولكن أخرج الإمام مسلم في صحيحه -كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (4/ 2182 ح 23) عن سعيد بن منصور، عن أبي قدامة الحارث بن عبيد، عن أبي عمران الجَوني به، بلفظ آخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم:"إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلوةٍ واحدة مجوفة طولها ستون ميلًا، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن، فلا يرى بعضهم بعضًا".
وقد سبق في تخريج الحديث الماضي أن هذا اللفظ هو طرف لهذا الحديث في إحدى روايات البخاري.
482 -
حَدثنا إدريسُ بن بكر
(1)
، حدثنا سعيدُ بن مَنْصورٍ بمثلِ حَديثِ مَهْدِيٍّ
(2)
.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد من أخرجه من هذا الطريق، وعلى هامش (ك) النص التالي:"آخر الميعاد الخامس".
بَابُ
(1)
بَيَانِ تضَرُّعِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم[إلى الله عز وجل]
(2)
وَاجْتِهادهِ في الدُّعاءِ لِأمتِه حتَى أعطى رِضاهُ فِيهمْ، وَأَنهُ أولُ مَنْ يشفَعُ، وَأَنهُ أولُ مَنْ يفْتحُ لَهُ خَازِنُ الجنَّةِ بَابها
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
483 -
حدثنا يُونس بن عبد الأعلى الصَّدفي
(1)
، حدثنا ابن وَهبٍ
(2)
، أخبرني عَمرو بن الحارث
(3)
أنَّ بكر بن سَوادةَ
(4)
حدَّثه، عن عبد الرحمن بن جُبير
(5)
، عن عبد الله بن عَمرو بن العاص: أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم تلا قولَ الله تبارك وتعالى
(6)
(7)
، وَقال عيسى:
⦗ص: 173⦘
(8)
فرفعَ يديه وقال: "اللهمَّ أُمَّتي أُمَّتي
(9)
"، وبكى، فقال الله عز وجل
(10)
: يا جبريل اذهبْ إلى محمد -ربُّك أَعْلَمُ- فَسَلْهُ ما يُبْكِيهِ؟ فأتاه جبريل فسأله فأخْبَرَه رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال -وهوَ أعلَمُ- فقال الله تبارك وتعالى: يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل له: إنَّا سَنُرضيك في أُمَّتك ولا نَسُوؤك
(11)
.
(1)
نسبه "الصدفي" ليست في (ط) و (ك)، وهو بفتح الصاد والدال المهملتين، وفي آخرها الفاء، نسبة إلى الصَّدِف -بكسر الدال- قبيلة من حِمْير نزلت مصر. قاله السمعاني، وقال ابن خلكان:"والصَّدِف بكسر الدال، وإنما تفتح في النسب، كما قالوا في النسب إلى نَمِرة: نَمَري وهي قاعدة مطَّردة، وفيه لغة أخرى أنه الصَّدَف بفتح الدال".
انظر: الأنساب للسمعاني (8/ 43)، وفيات الأعيان لابن خلكان (3/ 138).
(2)
عبد الله بن وهب بن مسلم القرشيّ المصري.
(3)
ابن يعقوب بن عبد الله الأنصاري، أبو أمية المصري.
(4)
ابن ثُمامة الجُذَامي المصري الفقيه.
(5)
المصري المؤذِّن القرشيّ مولاهم.
(6)
في (ط) و (ك): "عز وجل" بدل "تبارك وتعالى".
(7)
سورة إبراهيم - الآية (36).
(8)
سورة المائدة- الآية (118).
(9)
كلمة: "أمتي" لم تتكرر في (ط).
(10)
في (ط) و (ك): "تبارك وتعالى" بدل "عز وجل".
(11)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وبكائه شفقة عليهم (1/ 191 ح 346) عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهبٍ به.
وفي (ط) و (ك) زيادة عقب الحديث: "رواه يونس عن مسلم بمثله".
484 -
حدثَنا عباس الدُّوري، حدثنا عمر بن حفص بن غياث
(1)
، حدثنا أبي، عن المختار بن فُلْفُلٍ
(2)
قال: قال أنس: بينما نحنُ ذاتَ يومٍ نذكر الأنبياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أنا أوَّل شفيْعٍ في الجنَّةِ"
(3)
.
(1)
ابن طلق النخعي، أبو معاوية الكوفي.
(2)
القرشي المخزومي الكوفي، مولى آل عمرو بن حريث.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -بابٌ في قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثر الأنبياء تبعًا (1/ 188 ح 330 و 332) من طريق جرير بن عبد الحميد عن المختار بن فلفلٍ به ومن طريق زائدة بن قدامة عن المختار بن فلفلٍ به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(857) من طريق أبي حاتم الرازي، عن عمر بن =
⦗ص: 174⦘
= حفص بن غياث، عن أبيه به.
فائدة الاستخراج:
قوله: "بيما نحن ذات يوم نذكر الأنبياء" ليس في مسلم.
485 -
حدثنا علي بن حرب، حدثنا يحيى بن اليمان
(1)
، عن سفيان
(2)
، عن المختار [بن فُلفل]
(3)
، عن أنس [قال:]
(4)
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم مثله
(5)
.
(1)
العجلي، صدوقٌ يخطئ كثيرًا كما سبق في ح (33)، وقد تابعه معاوية بن هشام عند مسلم.
(2)
ابن سعيد الثوري، قيَّده ابن منده في روايته كما سيأتي في التخريج.
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(4)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(5)
قوله: "مثله" ليست في (م)، وفي (ط) و (ك):"بمثله".
والحديث أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -بابٌ في قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثر الأنبياء تبعًا (1/ 188 ح 331).
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(856) كلاهما من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان، عن المختار بن فلفلٍ به.
486 -
حدثَنا ابن الجنيد
(1)
، حدثنا عَمرو بن عاصم
(2)
، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، ح
(3)
⦗ص: 175⦘
وحدثَنا أبو جعفر أحمد بن حَيَّان المؤذِّنُ
(4)
في مسجد الرُّصَافَةِ
(5)
سنة تسعٍ وخمسين ومائتين، حدثنا أبو النَّضر هاشم بن القاسم، حدثنا سليمانُ بن المغيرة
(6)
عَن ثابتٍ، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله
(7)
صلى الله عليه وسلم: "آتي بابَ الجنَّةِ يَومَ القيامةِ فأستفتح، فيقول الخازن: مَن أنتَ؟ فأقولُ: محمد، فيقول
(8)
: بِك أُمِرتُ لا أَفْتَحُ لأحَدٍ قَبْلَكَ"
(9)
.
رَوَاه يوسفُ القَطَّان
(10)
، عن أبي النَّضرِ: "فيقولُ
(11)
الخازنُ: لم أَفْتَحْهُ
⦗ص: 176⦘
لأَحَدٍ قَبْلَكَ، وَبكَ أُمِرتُ أن أَفْتَحَهُ، فَفَتَحَهُ"
(12)
.
(1)
محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق البغدادي، أبو جعفر.
(2)
ابن عبيد الله بن الوازع الكلابي، أبو عثمان البصري.
(3)
هذا الإسناد الأول لهذا الحديث سقط من (م).
(4)
لم أجده في المصادر التى توفرت لي، وقد تابعه زهير بن حرب وعمرو الناقد عند مسلم، وتابعهم أيضًا الإمام أحمد في "المسند"(3/ 136).
(5)
وهو مسجدٌ جامع ويقع في محلة الرُّصَافة -بضم أوله- بالجانب الشرقي من بغداد، وقد بناه المهدي سنة 159 هـ.
انظر: تاريخ بغداد للخطيب (1/ 108 - 111)، معجم البلدان لياقوت (3/ 53).
(6)
القيسي مولاهم، أبو سعيد البصري.
(7)
في (ط) و (ك): "النبي".
(8)
في (ط) و (ك): "فيقال".
(9)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثر الأنبياء تبعًا (1/ 188 ح 333) عن عمرو الناقد وزهير بن حرب كلاهما عن هاشم بن القاسم به.
فائدة الاستخراج:
بيَّن المصنِّف في روايته كنية هاشم بن القاسم.
(10)
هو: يوسف بن موسى بن راشد القطان، أبو يعقوب الكوفي المعروف بالرازي.
(11)
في (ط) و (ك): "يقول"، وليست فيهما كلمة:"الخازن".
(12)
لم أجد من وصله من طريق يوسف القطان عن أبي النَّضْر.
بُابٌ
(1)
في رُؤْيَةِ الرَّبِّ تبارك وتعالى
(2)
يَوْم القِيَامَة وَصفَةِ الصرَاط، وأنهُ جِسرٌ علَى جَهنَّم، وأن أولَ مَنْ يجوز
(3)
محمدٌ وأمتُهُ، (وأنَّ النَّار تأكلُ ابنِ آدم إِلَّا أَثَرَ السجوْد مِمنْ يَشهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلَّا الله، وَصفَةِ آخِرِ
(4)
منْ يَخْرُجُ مِن النار وآخِرِ مَن يَدْخُلُ الجَنة وَمَا يُعْطَى فِيْها مِن النَّعِيْمِ، وَأن المُرَائِيْنَ بِأعمَالهمْ في الدُّنْيَا تصيْرُ ظُهوررُهُمْ طَبَقًا وَاحدًا فَلا يَقْدرُونَ علَى السّجوْد -إِذَا سجدَ المُؤْمِنُ حِيْنَ يُكْشف عَن ساقٍ- وَيطفَأ نُوْرُهُمْ)
(5)
(1)
في (ط) و (ك): "بيانٌ" بدل "باب".
(2)
في (ط) و (ك): "رب العزة" بدل "الرب تبارك وتعالى".
(3)
في (ط) و (ك): "يجوزه".
(4)
كلمة "آخر" سقطت من (ط).
(5)
في الأصل و (م): "فذكر الترجمة" بدل العبارات التي بين القوسين ذوي النجمين، ولكن ضُرب عليها في الأصل بالقلم واستُدرك ما بين القوسين على الهامش.
487 -
حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي الدَّقِيقي
(1)
، حدثنا يعقوبُ بن إبراهيم بن سعدٍ الزُّهري، حدثنا أبي، عن ابن شهابٍ، عن عَطاء بن يزيدَ الليثي، أنَّ أبا هُريرَةَ أخبَرَه أنَّ أُناسًا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
: يا رسولَ الله هل نرى ربَّنا يومَ القيامة؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "هل
⦗ص: 178⦘
تُضَارُّونَ
(3)
في القمر ليلةَ البدر؟ "، قالوا: لا، يا رسول الله، قال: "هل تُضَارُّونَ في الشَّمسِ ليْس دونَها
(4)
سَحَابٌ؟ "، قالوا: لا، قال: "فإنكم ترونه كذلك، يَجمع النَّاسَ يومَ القيامة فيقول: مَن كان يعبد شيئًا فَليَتْبَعْهُ، فَيَتْبَعُ مَنْ [كان]
(5)
يعبد الشَّمسَ الشمسَ وَيَتْبَعُ مَنْ [كان]
(6)
يَعبد القَمرَ القمرَ، وَيَتْبَعُ مَنْ [كان]
(7)
يَعبد الطَّوَاغِيتَ الطوَاغيتَ
(8)
،
⦗ص: 179⦘
وَتَبقى هذه الأُّمةُ فيها مُنافِقُوها.
ثمَّ يأتيهم الله في صورة غير صورته التي
(9)
يَعرفون، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: نعوذُ باللهِ منك، هذا مكانُنا حَتى يأتيَنَا رَبُّنا فإذا جاء ربُّنا عَرفناه، فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربُّكم فيقولون: أنتَ رَبُّنا، فَيَتْبَعُونَهُ وَيُضرَب الصِّراطُ بين ظهراني جَهنَّم فأكون أنا وَأُمَّتي أوَّلَ مَن يُجيزه، ولا يَتَكلَّم يَومَئذٍ إلا الرُّسل، ودَعْوى الرُّسلِ يَومَئذٍ: اللهمّ سلِّم! سلِّم!
وَفي جَهنَّم كَلاليبُ مثْلُ شوْكِ السَّعْدانِ، هَلْ رَأَيتُمْ السَّعْدانَ؟ "، قالوا: نعَم يا رسولَ الله، قال: "فإنَّها مِثلُ شَوْك السَّعْدَان، غيرَ أنّه لا يَعلم ما قدرُ عِظَمِها إلا الله، فَتخطف النَّاسَ بأعمالهم (فمنهم المؤمن بقي بعمله
(10)
-وذكر كلمة- وَمنهُم المُجَازى ثم يُنَجِّي الله.
⦗ص: 180⦘
حتى إذا فرغ الله من القضاءِ بين العباد وأرادَ أن يُخْرِجَ برحمَتِه من أراد من أهل النَّار؛ أمر الملائكةَ أن يُخرِجوا مِن النَّار مَنْ كان لا يُشرِكُ بالله شيئا ممن أرادَ الله
(11)
أن يَرْحَمَهُ ممن يقول: لا إلهَ إلا الله فيعرفونهم في النار، يعرفونهم بأثر السُّجود، وتأكل النَّارُ ابنَ آدم إلا أثرَ السُّجودِ، حَرَّمَ
(12)
الله على النَّار أن تأكلَ أثرَ الشجودِ، فيخرجون من النَّار قد امْتَحَشُوا
(13)
فَيُصَبُّ
(14)
عليهم ماء الحياةِ، فينبتون فيه
(15)
كما تنبُتُ الحِبَّةُ في حَميل السَّيلِ
(16)
ثمَّ يفرغُ الله من القضاء بين
⦗ص: 181⦘
العباد
(17)
، ويبقى رَجلٌ مقبلٌ بوجهه على النَّار
(18)
هو آخر أهل الجنَّةِ دُخُولًا الجنَّةَ، فيقول: أيْ ربِّ اصرف وجهي عَن النُّار فإنه قد قَشَبَنِي ريحُها وأحرقني ذكَاؤها
(19)
فيدعو الله ما شاء [الله]
(20)
أن يدعُوَهُ، ثمَّ يقول الله: هل عسيْتَ إن أفعل ذلك بك أن تسألَ غَيرَه؟
فيقول: لا، وَعِزَّتِك لا أسألك غيرَه، ويُعطي رَبَّه [عز وجل]
(21)
من عهودٍ وَمَواثيق ما شاء الله، فَيصرف الله وجهَهُ عن النَّار، فإذا أقبل على
⦗ص: 182⦘
الجنَّة ورآها سكتَ ما شاء الله أن يَسْكُتَ، ثمَّ يقول: أيْ رَبِّ قدِّمْني إلى باب الجنَّة فيقول الله لهُ: ألستَ قد أعطيتَ عهودَكَ ومواثيقَك لا تسألني غير الذي أعطيتك، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك!
فيقول: أيْ ربّ، يدعو الله حتى يقولَ الله: فهل عَسَيْتَ إن أُعطيتَ ذلك -أو أَعْطيتُك ذلك- أن تسألني
(22)
غيره؟ فيقول: لا، وعِزَّتِك، فيُعطي رَبَّه ما شاء من عُهُودٍ ومَواثيق
(23)
، فَيُقَدِّمه إلى باب الجنَّةِ، فإذا قام إلى باب الجنَّة انْفَهَقَتْ
(24)
لَه الجَنَّةُ فرأى ما فيها من الحَبْرِ
(25)
والسُّرورِ، فيسكت ما شاء الله أن يسكت ثمَّ يقول: أيْ ربِّ أدخلني الجنَّةَ، فيقول الله تبارك وتعالى
(26)
: ألستَ قد أعْطيتَ عُهُودَكَ ومَواثيقَك لا تسأل غير ما أُعطيتَ
(27)
؟ ويلك يا ابن آدم
⦗ص: 183⦘
ما أغدرك! فيقول: أي ربِّ لا أكون أشقَى خلقِك، فلا يزال يدعُو الله حتى يضحك الله منه، فإذا ضحِك الله منه قال: ادخُل الجنَّةَ، فإذا دَخَلها قال الله له تبارك وتعالى
(28)
: تَمَنَّهْ
(29)
، فيسألُ ربَّه ويتمنَّى حتى إنَّ الله ليذكِّره، يَقول: مِن كذا وكذا
(30)
، حتى إذا انقطَعَتْ به الأماني قال الله: ذلك
(31)
لك وَمثلُهُ مَعه".
قال عطاء بن يزيد: وأبو سعيد الخُدريُّ مَع أبي هريرة لا يَرُدُّ عليه من حديثه شيئًا
(32)
حتى إذا حَدَّثَ أبو هُريرةَ أنَّ الله تبارك وتعالى قال لذلك الرَّجلِ: "ومثله مَعَهُ"؛ قال أبو سعيد الخُدريُّ: "وَعشرة أمثاله مَعَه" يا أبا هُرَيرةَ، قال أبو هُرَيرةَ: ما حَفظتُ إلا قَولَه: "ذلك لك ومثله معَهُ"، قال أبو سعيد الخُدريُّ: أَشهد أنِّي حَفظتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "ذلك لك وعشرة أمثالِه"، قال أبو هريرة: وَذلك الرَّجلُ آخر أهلِ الجنَّةِ دخولًا
(33)
.
(1)
في (ط) و (ك): "هو الدقيقي".
(2)
قوله: "لرسول الله صلى الله عليه وسلم" ليست في (ط) و (ك).
(3)
قال الحافظ ابن حجر: "بضم أوله، وبالضاد المعجمة، وتشديد الراء بصيغة المفاعلة من الضرر، وأصله: تضاررون بكسر الراء وبفتحها، أي: لا تضرُّون أحدًا ولا يضركم بمنازعة ولا مجادلة ولا مضايقة، وجاء بتخفيف الراء من الضير، وهو لغةٌ في الضر أي: لا يخالف بعض بعضًا فيكذبه وينازعه فيضيره بذلك، يقال: ضاره يضيره، وقيل: المعنى لا تضايقون أي: لا تُزاحمَون كما جاء في الرواية الأخرى: "لا تَضامُّون" بتشديد الميم مع فتح أوله، وقيل: المعنى لا يحجب بعضكم بعضًا عن الرؤية فيضر به". فتح الباري (11/ 455).
(4)
في (م): "دونهما".
(5)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(6)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(7)
ما بين المعقوفتين من (ط).
(8)
جمع طاغوت، وقد اختلف في معناه فقيل: هو الشيطان، وقيل: الأصنام، وقيل غير ذلك، وقال ابن جريرٍ الطبري:"والصواب من القول عندي في الطاغوت: أنه كلُّ ذي طغيانٍ على الله فعبد من دونه إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعةٍ ممن عبده له إنسانًا كان ذلك المعبود، أو شيطانًا، أو وثنًا، أو صنمًا، أو كائنًا ما كان من شيءٍ".
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-: "الطاغوت عامٌّ، فكل ما عبد من دون الله، ورضي بالعبادة من معبودٍ أو متبوعٍ أو مطاعٍ في غير طاعة الله ورسوله فهو طاغوت"، ثم قال:"والطواغيت كثيرة ورؤوسهم خمسة" ثم عدَّهم. =
⦗ص: 179⦘
= انظر: تفسير ابن جرير الطبري (3/ 28)، التنبيهات المختصرة شرح الواجبات المتحتمات المعرفة لإبراهيم بن صالح الخريصي (ص: 145).
(9)
في (ك): "الذي"، وكانت في (ط) كما في الأصل غير أنه ضرب عليها بالقلم، وأصلحت في الهامش:"الذي".
(10)
في "بقي" ضبطان: أحدهما بالباء الموحدة "بقي بعمله" أي: حجزه عمله وأبقاه.
والثاني بالمثناة من تحت، من الوقاية "يقي بعمله" أي: يستره عمله.
وقد وردت هذه اللفظة على وجهين آخرين: "منهم الموثق بعمله" و "منهم الموبق بعمله"، قال النووي:"قال القاضي [عياض] هذا أصحّها، وكذا قال صاحب المطالع: هذا الثالث هو الصواب" يعني "الموبق بعمله". وهذا الأخير هو رواية =
⦗ص: 180⦘
= البخاري، وسيأتي تخريجها.
انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، (3/ 21)، فتح الباري لابن حجر (11/ 462).
(11)
لفظ الجلالة ليس في (ط) و (ك).
(12)
في (ط) و (ك): "وحرم".
(13)
وتصحفت في (ك): "امتشخوا".
قال النووي: "هو بالحاء المهملة، والشين المعجمة، وهو بفتح التاء والحاء هكذا هو في الروايات وكذا نقله القاضي عياض رحمه الله عن متقني شيوخه وقال: وهو وجه الكلام، وبه ضبطه الخطأبي والهروي وقالوا في معناه: "احترقوا"، قال القاضي: ورواه بعض شيوخنا بضم التاء كسر الحاء". وقال الحافظ ابن حجر: "المحش: احتراق الجلد، وظهور العظم". انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 73)، شرح مسلم للنووي (3/ 22)، فتح الباري لابن حجر (11/ 466).
(14)
تصحفت في (م) إلى: "فيضرب".
(15)
في (م)"له" بدل "فيه".
(16)
الحِبَّة: بكسر الحاء، وهي بزر البقول والعشب تنبت في البراري وجوانب السيول، وأما =
⦗ص: 181⦘
= حميل السيل فهو ما جاء به السيل من طين أو غثاء، ومعناه محمول السَّيل، والمراد التشبيه في سرعة النبات وحسنه وطراوته.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 70 - 71)، شرح مسلم للنووي (3/ 23)، فتح الباري لابن حجر (11/ 466).
(17)
في هذا الموضع من الأصل و (م) تكررت العبارة التالية: "وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئًا" كتب فوقها في الأصل: "معاد"، وعليها في (م) علامة حذف (لا- إلى).
(18)
في (ط) و (ك): "على النار بوجهه".
(19)
قال النووي: "قَشَبَني: سمَّني وآذاني وأهلكني، كذا قاله الجماهير من أهل اللغة والغريب، وقال الداوودي: معناه غيَّر جلدي وصورتي"، وهو تفسيرٌ باللازم، قال الحافظ ابن حجر معقبًا على قول الداووي:"والداوودي كثيرًا ما يفسِّر الألفاظ الغربية بلوازمها، ولا يحافظ على أصول معانيها". وأما ذكاؤها فمعناها: لهبها واشتعالها وشدة وهجها.
انظر: شرح مسلم للنووي (3/ 23) فتح الباري لابن حجر (11/ 467 - 468).
(20)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(21)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(22)
في (ط) و (ك): "تسأل" بدل "تسألني".
(23)
في (ط) و (ك) بتقديم المواثيق على العهود.
(24)
أي: انفتحت واتسعت. النهاية لابن الأثير (3/ 482)، شرح مسلم للنووي (3/ 24)
(25)
في (ط) و (ك): "الحبرة"، والحَبر والحبرة -بفتح الحاء المهملة: النعمة وسعة العيش، ولفظ مسلم:"من الخير والسرور" قال النووي: "هذا هو المعروف في الروايات والأصول".
انظر: النهاية لابن الأثير (1/ 327)، شرح مسلم للنووي (3/ 24).
وفي سورة الروم- الآية (15) قول الله تبارك وتعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ في رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15)} .
(26)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك)، وفي (ك):"فيقول الله له".
(27)
في (ط) و (ك): "أعطيتك".
(28)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك)، كلمة "له" ليس في (م).
(29)
فعل أمر من التمني، لحقت به هاء السكت.
(30)
الجار والمجرور متعلّق بمحذوف تقديره -والله أعلم-: "سلْ" أمر من السؤال، كما سيأتي التصريح به في ح (492).
(31)
في (ط) و (ك): "ذاك".
(32)
في (ط) و (ك): "شيئًا من حديثه".
(33)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} (الفتح 13/ 430 ح 7437، 7438) عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي عن إبراهيم بن سعد عن الزهريّ به. =
⦗ص: 184⦘
= وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب معرفة طريق الرؤية (1/ 163 ح 299) عن زهير بن حرب عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن الزهريّ به.
فائدة الاستخراج:
زاد المصنِّف في اسم: يعقوب بن إبراهيم اسم جده ونسبته.
488 -
حَدثنا فضلك الرَّازي
(1)
، حدثنا عَيسى بن زُغْبة
(2)
، أخبرنا الليثُ [بن سعد]
(3)
، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب بإسناده بطوله
(4)
.
(1)
الفضل بن عباس الرازي، أبو بكر.
(2)
هو: عيسى بن حماد بن مسلم بن عبد الله التُّجِيي، أبو موسى المصري، وزُغْبة لقبٌ لأبيه حماد، قاله ابن حجر في "نزهة الألباب" وهو الظاهر في الإسناد، وجعل ابن الجوزي زُغْبة لقبًا لعيسى ولعيسى أخ يقال له أحمد، قال الذهبي: زُغْبة لقبٌ لأبيهما ولهما، والله أعلم. انظر: كشف النقاب لابن الجوزي (1/ 242)، سير أعلام النبلاء للذهبي (13/ 533)، نزهة الألباب لابن حجر (1/ 342).
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(4)
أخرجه النسائي في السنن الكبرى -كتاب التفسير -باب قوله تعالى: {كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا} (6/ 457 ح 11488) عن عيسى بن زغبة عن الليث عن إبراهيم بن سعدٍ به، ومن طريق النسائي أخرجه ابن منده في "الإيمان"(786).
489 -
حدثَنا يعقوبُ بن سفيان الفارسي
(1)
، وأبو أُميَّةَ قالا: حدثنا أبو اليمان
(2)
، أخبرنا شعيب
(3)
، عن الزهريّ، أخبرني سعيد بن المسيب،
⦗ص: 185⦘
وعطاء بن يزيد الليثي، أنَّ أبا هُريرةَ أخبرهما أنَّ الناسَ قالوا للنّبيِّ صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله
(4)
هَل نَرى رَبَّنا تبارك وتعالى
(5)
يومَ القيامة؟ .... "
(6)
.
وَساقَ الحديثَ بمثل مَعْنى حديث إبراهيم بن سعد.
(1)
المعروف بالفسوي، أبو يوسف صاحب المعرفة والتاريخ.
(2)
الحكم بن نافع البهراني الحمصي.
(3)
ابن أبي حمزة دينار الأموي مولاهم، أبو بشر الحمصي.
(4)
قوله: "يا رسول الله" ليست في (م).
(5)
قوله: "تبارك وتعالى" ليست في (ط) و (ك).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الرقاق -باب الصراط جسر جهنم (الفتح 11/ 453 ح 6573، 6574) عن أبي اليمان الحكم بن نافع عن شعيب عن الزهري به.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب معرفة طريق الرؤية (1/ 167 ح 300) عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي -صاحب السنن- عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري به.
490 -
حدثنا السُّلمي، والدَّبَريُّ، قالا
(1)
: حدثنا عبد الرزاق
(2)
، أخبرنا معمر، عن الزُّهري في قوله:{كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا}
(3)
عن عَطاء بن يزيدَ عن أبي هُريرةَ قال: (قال) النَّاس: يا رسول الله هل نرى ربَّنا يومَ القيامة؟ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "هل تُضارُّون في الشَّمس ليس دونها سحاب؟ " قالوا:
⦗ص: 186⦘
لا يا رسول الله، قال: "هل تُضارُّون في القمر ليلة البدر ليس دونها
(4)
سحاب؟ "، قالوا: لا، يا رسول الله، قال: "فإنَّكم ترونه يومَ القيامة كذلك، يجمعُ الله النَّاس فيقول: من كان يعبد شيئا فليتَّبعه
…
"
(5)
.
وذكر الحديث بطوله، وقصَّة أبي سعيد أيضًا.
(1)
في (ط) زيد اسمه "إسحاق" فوق كلمة "الدبري" بخطٍ مغاير، وفي (ك) جاءت العبارة كالتالي:"قال السلمي: حدثنا، وقال الدبري: عن عبد الرزاق"، والدبري هو: إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني.
(2)
والحديث في المصنَّف له (11/ 407).
(3)
سورة الجاثية- الآية (28).
(4)
في (ط) و (ك): "دونه".
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الرقاق -باب الصراط جسر جهنم (الفتح 11/ 453 ح 6573، 6574) عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق به، وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(275، 533) عن عبد الرزاق عن معمرٍ أيضًا.
وأخرجه محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(1/ 292)، والبيهقي في "الاعتقاد" (ص: 110) كلاهما من طريق الدبري عن عبد الرزاق به.
491 -
حدثَنا عباس الدُّوري، وأحمد بن سهل [بن أيوب] الأَهْوَازي
(1)
، قالا: حدثنا
⦗ص: 187⦘
عبد الرحمن بن المبارك
(2)
، حدثنا قريش بن حَيَّان
(3)
، عن بكر بن وائل
(4)
، عن الزهريّ، عن أبي عبد الله الأَغَر
(5)
-كذا قال- عن أبي هريرة قال: قلنا: يا رسول الله، هل نرى ربَّنا؟ قال: نعَم، هل تُضارُّون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قلنا: لا .... "
(6)
. وذكر الحديثَ بطوله، وفيه قصَّة أبي سعيد أيضًا، وَفيه زيادات.
⦗ص: 188⦘
قال أبو عَوانة: بلغني أنَّ محمد بن يحيى كتب هذا الحديث من ابنه حَيْكان
(7)
.
(1)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
وأحمد بن سهل كنيته أبو الفضل، توفي سنة (291 هـ)، ترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم أجد له ترجمة في موضعٍ آخر وذكره المزي في عداد تلاميذ عبد الرحمن بن المبارك.
والأَهْوازي بفتح الألف، وسكون الهاء وفي آخرها زاي، نسبة إلى الأهواز وهي من بلاد خوزستان، وتنسب جميع بلاد الخوز إلى الأهواز.
وتقع اليوم في إيران، قال صاحب بلدان الخلافة الشرقية:"وتسمية هذا الإقليم بخوزستان اليوم قد بطلت، وصارت هذه الولاية التابعة لبلاد فارس تسمى عربستان أي إقليم العرب" وعلق محقق الكتاب في الحاشية: "عاد الفرس إلى تسميتها بخوزستان =
⦗ص: 187⦘
= منذ أيام البهلوي رضا شاه".
انظر: الأنساب للسمعاني (1/ 391)، تهذيب الكمال للمزي (17/ 383)، تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 291 - 300 / ص: 49)، بلدان الخلافة الشرقية للمستشرق كي لسترنج (ص: 267).
(2)
ابن عبد الله العَيشي الطُّفاوي البصري.
(3)
العجليّ، أبو بكر البصري، ووقع في تهذيب الكمال للمزي:"البَجَلي" بدل "العجلي" وهو تصحيفٌ -لعله مطبعي- لأن المزيَّ قال بعده: "من بكر بن وائل" وبنو عِجل من بكر بن وائل، وأما بجيلة فإنها من الأزد، وجاء في تهذيب ابن حجر وتقريبه والخلاصة للخزرجي على الصواب.
انظر: الأنساب للسمعاني (88) و (8/ 399)، تهذيب الكمال (23/ 590)، تهذيب التهذيب (8/ 325)، التقريب (5544)، الخلاصة للخزرجي (ص: 316).
(4)
ابن داود التيمي -وقيل: الليثي- الكوفي.
(5)
سلمان الأغر، مولى جهينة.
(6)
أخرجه الدارقطني في "الرؤية"(ص: 149) من طريق زهير بن محمد وإسحاق بن الحسن بن ميمون كلاهما عن عبد الرحمن بن المبارك به مطولًا وفيه زياداتٌ كما نبَّه المصنِّف، غير أنه وقع في إسناده:"قريش بن حبان" بالباء الموحدة ولعله تصحيف مطبعي.
(7)
حَيْكَان: بفتح الحاء المهملة، وبعدها الياء الساكنة المنقوطة باثنتين، وفتح الكاف وفي آخرها النون، وهو لقبٌ ليحيى بن محمد بن يحيى الذهلي.
انظر: الأنساب للسمعاني (4/ 293)، كشف النقاب لابن الجوزي (1/ 173).
وفي هامش (ك) النص التالي: "وبلغ في الرابع بقراءة الفقيه شهاب الدين أحمد بن الفرج اللخمي على الشيخ حسن الصقلي نفع الله به، وسمع جماعة منهم العبد الفقير محمد بن أحمد بن عثمان الشافعي، وأخوه، وابنا أخته، وصهره، والدهم".
492 -
حدثنا عباس الدوري، والصاغاني، ومحمد بن إسماعيل الصائغ بمكة قالوا: حدثنا يحيى بن أبي بُكير
(1)
، حدثنا زُهَير [بن محمد]
(2)
، عن سهيل بن أبي صالح
(3)
عن النعمان بن أبي عيَّاش
(4)
، عن أبي سعيد الخُدري
(5)
أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ أدنى أهل الجنَّة منزلةً رجلٌ صرفَ الله وجهَهُ عن النَّار قِبَلَ الجنَّةِ، ومُثِّل له شجرةٌ ذاتُ ظِلٍّ، فقال: أي ربِّ قدِّمني إلى هذه الشَّجرة أكونُ في ظلِّها وآكل من ثمرها،
⦗ص: 189⦘
فقال
(6)
الله له: هل عسيت إن أعطيتك أن تسألني غَيره؟ فيقول: لا، وعِزَّتك، فيقدِّمه الله إليها.
فَتُمَثَّلُ له شجرةٌ أخرى ذاتُ ظلٍّ وثمرةٍ وماء، فيقول: أي ربِّ قدِّمني إلى هذه الشَّجرة، أكون في ظلِّها، وآكُل من ثمرها، وأشرب من مائها، فيقول [له]
(7)
: هل عسيت إن فعلت أن تسألني غيره؟ فيقول: لا، وعزَّتك لا أسألك غيره، فيُبرز له بابُ الجنَّة، فيقول: أي ربِّ قدِّمني إلى باب الجنَّة فأكون تحت نِجَافِ الجنَّة
(8)
فأنظر إلى أهلها، فيُقدّمه الله تبارك وتعالى
(9)
إليها، فيرى أهل الجنَّة وما فيها، فيقول: أي ربّ أدخلني الجنَّةَ، فيُدخِله الله الجنَّةَ.
فإذا دخل
(10)
الجنَّةَ قال: هذا لي؟! فيقول الله تبارك وتعالى [له]
(11)
: تمنَّ فيتمنَّى ويَذكِّره الله: سَلْ من كذا، سَلْ من كذا وكذا
(12)
،
⦗ص: 190⦘
حتى إذا انقطَعَت كتابه الأماني؛ قال الله له: هو لك وعشرة أمثاله، ثم يدخل الجنَّة تبدر عليه زوجتاه من الحور العين (فتقولانِ)
(13)
له: الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك، فيقول: ما أُعطِيَ أحدٌ مثلَ ما أُعطيتُ"
(14)
.
قال الصائغ في حديثه: "الحمد لله الذي خبأك لنا وخبأنا لك".
(1)
واسم أبي بُكير: نشر -وقيل غير ذلك- بن أُسيد العبدي القيسي، أبو زكريا الكرماني، كوفي الأصل، سكن بغداد.
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وهو: التميمي العنبري أبو المنذر الخراساني، تُكلِّم فيه، ورواية أهل العراق عنه مستقيمة وهذه منها، انظر: ح (351).
(3)
سهيلٌ فيه كلامٌ يسير، انظر: ح (37).
(4)
الزُّرقي الأنصاري، أبو سلمة المدني.
(5)
نسبته "الخدري" ليست في (ط) و (ك).
(6)
في (ط) و (ك): "قال".
(7)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(8)
قيل: هو العتبة، وهي أُسْكُفَّةُ الباب، وقيل: هو الباب نفسه، وقيل: هو أعلى الباب.
انظر: الصحاح للجوهري (4/ 1429)، النهاية لابن الأثير (5/ 22)، لسان العرب لابن منظور (14/ 56)، القاموس المحيط للفيروزآبادي (ص: 1104).
(9)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك).
(10)
في (م): "أدخل".
(11)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وعبارة الثناء على الله عز وجل ليست فيهما.
(12)
في (م) لم يتكرر قوله "كذا" في العبارة الثانية.
(13)
في الأصل و (م): "فيقولان"، وفي (ط) النقط غير واضحة، وما أثبت من (ك).
(14)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (1/ 175 ح 311) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن أبي بكير عن زهير بن محمد به.
فائدة الاستخراج:
أورد مسلم لفظه مختصرًا، وأحال بالباقي على حديث ابن مسعود، وإيراد المصنِّف لفظ هذه الطريق كاملًا من فوائد الاستخراج.
493 -
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي
(1)
، حدثنا علي بن المديني، حدثنا سفيان، حدثنا مُطَرِّف، وابن أبجر سمعاه من الشَّعبي
(2)
يقول: سمعت المغيرة بن شعبة وهو يخبر الناسَ على المنبر يرفعُه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سأل موسى ربَّه عن أدنى أهلِ الجنَّةِ منزلةً، قال: هو رجلٌ يجيء بعد ما يدخلُ أهل الجنَّة [الجنَّة]
(3)
، فيقول له: ادخل الجنَّة، فيقول: أيْ ربِّ! كيف أدخُلُ وقد نَزَلَ النًاسُ مَنَازلهم وأخَذُوا أَخَذَاتِهم؟ قال:
⦗ص: 191⦘
فيُقَال له: أترضى أن يكونَ لك مثل ما يكون لملكٍ من ملوك الدّنيا؟ فيقول: رضيتُ أيْ ربِّ، فَيُقال
(4)
له: فإنَّ لك هذا وَمثلَه ومثلَه ومثلَه، فيقول: رضيت، وَعشرةَ أمثاله
(5)
، فيقول: رضيْتُ ربِّ، فيُقال
(6)
له: لك هذا وَما اشتَهَتْ نَفْسُك وَلَذَّتْ عينك.
قال موسى: أي ربِّ فأيُّ أهلِ الجنَّةِ أرفعُ منزلةً؟، قال: إيَّاها أردتُ وسأُحدِّثك عنهم، غرستُ كرامَتَهم بيدي وخَتَمْتُ عليها فلا عَينٌ رَأتْ وَلا أذنٌ سَمِعَتْ ولا خَطَر على قلب بَشَرٍ، وذلك في كتابِ الله:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)}
(7)
.
(1)
من ولد حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري.
(2)
في (ط) و (ك): "سمعا الشعبي".
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(4)
في (ط) و (ك): "فيقول".
(5)
في (م): "أمثالها".
(6)
في (ط): "قال: فيقال".
(7)
سبق هذا الحديث برقم (422) من طريق ابن الجنيد الدقاق عن الحميدي عن ابن عيينة به، فيُنظر -في التعليق عليه- بيان رجاله والكلام على بعض ألفاظه وتخريجه هناك.
494 -
حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الزَّعْفَرَاني، حدثنا أبو معاوية
(1)
، حدثنا الأعمش، عن إبراهيمَ
(2)
، عن عَبيدة
(3)
، عنْ
⦗ص: 192⦘
عبد الله
(4)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنِّي
(5)
لأعرف آخرَ أهلِ النَّارِ خروجًا من النَّار: رجلٌ يخرجُ منها زَحْفًا، فيُقال له: انطلق فادخل الجنَّة، فيذهب فيدخلُ الجنَّةَ فيجدُ النَّاس قد أَخَذُوا المنازل، فيرجع فيقول: أي ربّ قد أخذ النَّاس المنازل، فيقول له: أتذكر الزمانَ الذي كنتَ فيه؟ فيقول: نعم، فيقال له: تَمَنَّ، فيتمنَّى، فيُقال لهُ: لك الذي تمنَّيتَ وَعشرة أضعافِ الدُّنيا
(6)
، فيقول: أتسخر بي وأنتَ الملِكُ؟! ". فلقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بَدَتْ نواجذُه
(7)
.
(1)
محمد بن خازم الضرير الكوفي، ثقة في الأعمش.
(2)
ابن يزيد بن قيس النخعي الكوفي.
(3)
بفتح العين: ابن عمرو السلماني، أبو عمرو الكوفي. التقريب (4412).
(4)
هو: ابن مسعود الهذلي رضي الله عنه.
(5)
قوله: "إني" سقطت من (م)، وفيها:"لا أعرف" بدل: "لأعرف".
(6)
ما بين النجمين تكرر في (م) خطأ.
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب آخر أهل النار خروجًا (1/ 174 ح 309) عن أبي كريب محمد بن العلاء وأبي بكر بن أبي شيبة كلاهما عن أبي معاوية عن الأعمش به.
فائدة الاستخراج:
قوله: "فيرجع فيقول: أي رب قد أخذ الناس المنازل" زيادة في رواية المصنِّف.
495 -
حدثنا الزَّعْفَرَانيُّ
(1)
، وإبراهيم بن مرزوق
(2)
قالا: حدثنا عَفان
(3)
حدثنا عبد الواحد بن زياد
(4)
، حدثنا سليمانُ
⦗ص: 193⦘
الأعمش
(5)
، عن إبراهيم عن عَلقمة
(6)
، وعَبيدة، عن عبد الله يَرفعُ
(7)
الحديثَ، فذكر نحوَ حديثِ الأعمشِ، حديثَ أبي معاوية
(8)
.
(1)
هو: الحسن بن محمد الذي مرَّ في الإسناد الماضي.
(2)
ابن دينار الأموي البصري.
(3)
ابن مسلم الصفار الباهلي البصري.
(4)
العبدي مولاهم البصري، ثقةٌ وفي حديثه عن الأعمش مقال، انظر: ح (284)، وقد =
⦗ص: 193⦘
= خالف عبد الواحد أصحاب الأعمش بذكر علقمة في الإسناد فقال في ذلك الدارقطني: "أرجو أن يكون محفوظًا". انظر: علل الدراقطني (5/ 183 - 184).
(5)
في (ط) و (ك): "الأعمش" لم يذكر اسمه.
(6)
ابن قيس بن مالك النخعي الكوفي.
(7)
في (ط) و (ك): "رفع".
(8)
في (ط) و (ك): "فذكر نحو حديث أبي معاوية عن الأعمش"، وكلمة "حديث" الثانية لعلها منصوبة بفعلٍ تقديره: أعني.
والحديث أخرجه ابن منده في الإيمان (820) من طريق عبد الله بن يحيى الثقفي عن عبد الواحد بن زياد عن الأعمش به.
496 -
حدثنا محمد بن شَاذَان الجوهري
(1)
، حدثنا زكريا بن عدي
(2)
، حدثنا جَرير
(3)
، عن منصور
(4)
، عن إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبد الله بن مَسْعُودٍ قال: قَال النبيُّ
(5)
صلى الله عليه وسلم: "إنِّي لأعلم آخر [أهلِ]
(6)
⦗ص: 194⦘
النَّارِ خروجًا منها وآخرَ أهل الجنَّة دخولًا الجنَّةَ
(7)
: رجلٌ يحبُو حبْوًا فيقول الله تبارك وتعالى
(8)
: اذْهَبْ فادخل الجنَّة، فيأتيها فَيُخَيَّل إليه أنَّها ملأى، فيرجع فيقول: يا ربِّ وجدتها مَلأى، فيقول [الله له: ارجع فادخل الجنة، ويأتيها فيمثَّل إليه أنه ملأى فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول]
(9)
: ارجعْ فادخل الجنَّة".
وذكر الحديث بنحوه، وقال في آخر حديثه: فكان يقول
(10)
: ذلك أدنى أهل الجنَّة منزلةً
(11)
"
(12)
.
(1)
أبو بكر البغدادي، ذكره الحافظ ابن حجر في التهذيب والتقريب تمييزًا، وهو ثقة.
انظر: انظر: الثقات لابن حبان (9/ 150)، تاريخ بغداد للخطيب (5/ 353)، تهذيب التهذيب (9/ 186)، والتقريب لابن حجر (5950).
(2)
ابن رزيق التيمي، أبو يحيى الكوفي.
(3)
ابن عبد الحميد بن قُرْط الضَّبِّي، أبو عبد الله الكوفي.
(4)
ابن المعتمر بن عبد الله السلمي، أبو عتاب الكوفي.
(5)
في (ط) و (ك): "رسول الله".
(6)
كلمة "أهل" سقطت من الأصل و (م)، فاستدركتها من (ط) و (ك).
(7)
قوله: "دخولًا الجنة" سقط من (م).
(8)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك).
(9)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(10)
في (ط) و (ك): "يقال".
(11)
في (م): "منزلًا".
(12)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار (الفتح 11/ 426 ح 6571) عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير عن منصور به.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب آخر أهل النار خروجًا (1/ 173 ح 308) عن عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه كلاهما عن جرير عن منصور به.
497 -
حدثنا أبو علي الحسن بن أبي سعد العسقلاني بالرَّمْلَة
(1)
،
⦗ص: 195⦘
حدثنا آدم
(2)
، حدثنا شيبانُ
(3)
، عن منصُور، عن إبراهيم بإسناده نحوَه
(4)
.
(1)
لم أجد لشيخ المصنِّف هذا ترجمة في المصادر التي وقفت عليهما.
والرَّملة مدينة بفلسطين بالقرب من مدينة اللُّد، وما زالت تعرف بهذا الاسم إلى اليوم.
انظر: معجم البلدان لياقوت (3/ 79)، معجم بلدان فلسطين لمحمد شراب (ص: 417).
(2)
ابن أبي إياس العسقلاني.
(3)
ابن عبد الرحمن التميميّ مولاهم النحوي، أبو معاوية البصري المؤدب.
(4)
لم أجد من أخرجه من طريق شيبان عن منصور، وقد أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التوحيد -باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم (الفتح 13/ 482 ح 7511) من طريق إسرائيل بن يونس عن منصورٍ به.
498 -
حَدثَنا محمد بن عبد الملك الدَّقِيقيُّ وَأبو أُمَيَّةَ، وَالصاغَاني قالوا
(1)
: حدثنا جَعْفر بن عَون
(2)
، حدثنا هشام بن سعد
(3)
، حدثنا زيد بن
⦗ص: 197⦘
أَسْلَم
(4)
، عن عطاء بن يَسار
(5)
، عن أبي سعيدٍ الخُدريُّ قال: قلنا: يا رسولَ الله هل نَرَىْ رَبَّنا يومَ القيامةِ؛ قال: "هل تُضَارُّونَ في رؤية الشَّمسِ بالظَّهيرة صحْوًا ليس فيه
(6)
سحاب؟ " قالوا: لا، قال: "فهل تُضارُّونَ في رؤيةِ القمرِ ليلةَ البدرِ صَحْوًا ليس فيه
(7)
سحاب؟ " قالوا: لا
(8)
يا رسول الله، قال: "ما تُضَارُّون في رؤيته يومَ القيامةِ إلا كما تُضَارُّون في رؤية أحدهما، إذا كان يومُ القيامةِ نادى مُنادٍ: ألا ليلحق كلُّ أمَّةٍ ما كانت تعبُدُ، فلا يبقَى أَحدٌ كان يعبد صَنَمًا، ولا وَثَنًا، ولا صورةً إلا ذهبوا حتى يتَسَاقَطُوا في النَّار، ويبقى مَن كان يَعبد الله وَحْدَه مِن بَرٍّ وفاجرٍ وَغُبَّرات
(9)
أهل الكتاب.
⦗ص: 198⦘
ثمَّ تعرض جَهنَّم كأنَّها سرابٌ يحطم بعضُها بعضًا، ثمَّ تُدعَى اليهود فيُقال: ماذا كنتم تعبدون؟ فيقولون: عُزَيرًا ابن الله، فيقول الله تبارك وتعالى
(10)
: كذبتم، ما اتَّخَذَ الله من صاحبةٍ ولا وَلَدٍ، فماذا تُريدون؟ فيقولُونَ: أيْ رَبَّنا ظَمئنا فاسْقِنا
(11)
، فيقول: ألا تَرِدُونَ ماءً؟ فيذهبون حتى يتساقطون
(12)
في النَّار ثمَّ تُدعَى النَّصارى فيقول: ماذا كنتم تعبدون؟ فيقولون: المسيحَ ابن الله، فيقول: كذبتم، ما اتَّخَذَ الله من صاحبةٍ ولا ولد، فماذا تريدون؟ فيقولون: أيْ رَبَّنا ظمئنا فاسْقِنا
(13)
، فيقول: أفلا تَرِدُونَ ماءً؟ فيذهبون حتى يتسَاقَطُوا
(14)
في النَّار، وَيَبقى من كان يعبد الله مِنْ بَرٍّ وفاجر.
ثمَّ يَتَبَدَّى الله لنا في صورة غير صورته التي رأيناه فيها أوَّلَ مرَّة فيقول: يا أيَّها النَّاس لَحِقَتْ كُلُّ أُمَّةٍ بما كانَتْ تعبد وبقيتم؟ فلا يُكَلِّمُهُ يَومئذٍ إلا
(15)
الأنبياء: فَارَقْنَا النَّاسَ في الدُّنيا وَنحن كنَّا
⦗ص: 199⦘
إلى صُحْبَتِهم فيها أَحْوَجُ، لَحِقَتْ كُلُّ أُمَّةٍ بما كانَتْ تعبد ونحن ننتظر رَبَّنا الذي كنُّا نَعْبُدُ. فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: نَعُوذ [بالله]
(16)
منك، فيقول: هل بينكم وبين الله تبارك وتعالى
(17)
مِن آيةٍ تعرفونها؟ فيقولون: نعم، فيُكْشَفُ عن ساقٍ
(18)
فَنَخرُّ سجَّدًا أجمعين، ولا يبقى أحدٌ كان يسجُدُ في الدُّنيا سُمعةً ورياءً ولا نِفاقًا إلا على ظهره طبقٌ واحدٌ كلما أرادَ أن يسجُدَ خَرَّ على قفاه.
قال: ثمَّ يرفعُ بَرُّنا ومُسِيئُنا وَقد عاد لنا في صورته التي رأيناهُ فيها أوَّلَ مرَّة، فيقول: أنا رَبُّكم، فيقولون: نعَم أنتَ رَبُّنا -ثلاثَ مرَّارٍ
(19)
-، ثمَّ يُضْرَبُ بالجسر على جهنَّم".
فقلنا: وأَيُّما الجسر يا رسولَ الله بأبيْنا وَأُمِّنا؟ قال: "دَحْضٌ مَزَلَّةٌ
(20)
⦗ص: 200⦘
له كَلاليبُ وَخَطاطيف وَحسك
(21)
تكون بِنَجْدٍ عُقَيْفَاءَ
(22)
يُقال له: السَّعْدان، فَيَمُرُّ المؤمنون كلمح البرق، وكالطَّرف
(23)
، وكالرّيح، وكالطَّير، وكأجود الخيل، وكالراكبِ
(24)
، فناجٍ مُسَلَّمٌ، ومخدوشٌ، ومُرْسَلٌ، ومُكَرْدَسٌ
(25)
في نار جَهنَّم"
(26)
.
⦗ص: 201⦘
وذكر الحديثَ بطولهِ.
(1)
وقعت في (م): "قالا".
(2)
ابن جعفر بن عمرو بن حُريث القرشيّ المخزومي، أبو عون الكوفي.
(3)
القرشيّ مولاهم المدني، أبو عباد، ويعرف بـ "يتيم عروة"، توفي سنة (160 هـ)، أو في التي قبلها.
كان يحيى القطان لا يروي عنه، وقال ابن سعد:"كان متشيعًا لآل علي بن أبي طالب، وكان كثير الحديث يستضعف"، وقال ابن معين:"فيه ضعف"، ومرة:"لم يكن بذاك القوي"، وقال ابن المديني:"صالح، ولم يكن بالقوي" وقال الإمام أحمد: "ليس هو بمحكم الحديث" ومرة قال: "لم يكن بالحافظ"، وقال أبو زرعة الرازي:"واهي الحديث"، وقال أبو حاتم:"يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو ومحمد بن إسحاق عندي واحد"، وضعفه النسائي، وقال ابن حبان: "كان ممن يقلب الأسانيد وهو لا يفهم، ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم، فلما كثر مخالفته الأثبات فيما يروي عن الثقات بطل الاحتجاج به، وإن اعتبر بما وافق الثقاتِ من حديثه فلا =
⦗ص: 196⦘
= ضير"، وقال ابن عدي: "ومع ضعفه يكتب حديثه"، وضعفه ابن حزم مرةً، وقال مرة أخرى: "ضعيفٌ جدًّا". وذكره يعقوب بن سفيان، والعقيلي، وابن الجوزي في الضعفاء، وذكره ابن عبد البر في باب من نسب إلى الضعف ممن يكتب حديثه.
وقال ابن معين مرة: "صالح، ليس بمتروك الحديث". وقال العجلي: "جائز الحديث، حسن الحديث"، وقال أبو زرعة الرازي مرة:"شيخ محله الصدق، وكذلك محمد بن إسحاق، وهشام أحب إليَّ من محمد بن إسحاق"، وقال أبو داود:"أثبت الناس في زيد بن أسلم"، وقال الساجي:"صدوق"، وقال أبو عبد الله الحكم:"أخرج له مسلم في الشواهد"، لكن قال الذهبي:"احتج به مسلم، وأخرج له البخاري في الشواهد"، وقال ابن حجر:"علق له البخاري قليلا". وقال الذهبي في "المغني": "صدوق مشهور"، وقال في "ذكر من تكلم فيه وهو موثق" وفي "الكاشف":"حسن الحديث"، وقال في السير:"مكثرٌ عن زيد بن أسلم بصيرٌ به". وقال الحافظ ابن حجر: "صدوقٌ له أوهامٌ ورمي بالتشيع".
وروايته هنا عن زيد بن أسلم وهو من أثبت الناس فيه كما قال أبو داود، إضافة إلى ذلك فقد تابعه في الأسانيد الآتية: حفص بن ميسرة وسعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم.
انظر: طبقات ابن سعد (الجزء المتمم لطبقات أهل المدينة ومن بعدهم - ص: 446)، تاريخ الدوري (617)، رواية ابن محرز عن ابن معين (1/ 70)، سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني (ص: 102)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (507)، الثقات للعجلي (329)، أبو زرعة وجهوده (391)، الضعفاء للنسائي (ص: 242)، الضعفاء للعقيلي (4/ 341)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 61)، المجروحين لابن حبان (3/ 89)، الكامل لابن عدي (7/ 2566)، المحلى لابن حزم (7/ 365، 372)، الضعفاء لابن الجوزي (3/ 174)، سير أعلام النبلاء =
⦗ص: 197⦘
= (7/ 344)، والمغني (710)، والكاشف (336)، وذكر من تكلم فيه وهو موثق (ص: 182)، والميزان للذهبي (4/ 298) تهذيب التهذيب (11/ 37)، وهدي الساري (ص: 482)، والتقريب لابن حجر (7294).
(4)
القرشيّ العدوي مولى عمر بن الخطاب، أبو أسامة المدني الفقيه.
(5)
الهلالي، أبو محمد المدني، مولى ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها.
(6)
في (ط) و (ك): "فيها".
(7)
في (ط) و (ك): "فيها".
(8)
ما بين النجمين سقط من (م).
(9)
أي البقايا، فالغابر هو الباقي، ومنه قول الله عز وجل:{إِلَّا عَجُوزًا في الْغَابِرِينَ (135)} [الصافات: 135] يعني ممن تخلَّف فلم يمض مع لوط عليه السلام. والغابر يجمع على: غُبَّر، ثم غُبَّرات جمع الجمع. =
=
⦗ص: 198⦘
= انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 80، 162)، شرح مسلم للنووي (3/ 26).
(10)
في (ط) و (ك): "عز وجل".
(11)
في (م): "فاسقينا".
(12)
في (ط) و (ك): "يتساقطوا".
(13)
في (م): "فاسقينا".
(14)
في النسخ الأخرى: "يتساقطون".
(15)
سقطت أداة الاستثناء "إلا" من (ط) و (ك)، واستدركت في (ط) فوق السطر.
(16)
في الأصل و (ط) و (ك): "بك"، وعليها في (ط) ضبة، وما أثبتُّ من (م).
(17)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك).
(18)
كذا ضبط قوله: "يُكْشَف" في الأصل، وضبط في (ك):"فيَكْشِفُ"، قال النووي:"ضبط بضم الياء كسرها وهما صحيحان". ثم ذهب-هو وغيره من الشراح غفر الله لنا ولهم- إلى تأويل الساق بالشدة والأمر المهول وغير ذلك من التأويلات، وقد وردت في رواية آتية (ح 501) بلفظ:"فيكشف ربنا عن ساقه" وهي صريحة في إثبات كونها صفة لله سبحانه وتعالى كما يليق بجلاله وعظمته، وسيأتي الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى.
(19)
في (ط) و (ك): "مرات"، ووقع في (م):"مرارًا"!.
(20)
الدَّحض: الزَلِق، والمزلة مثله، وهو الموضع الذي تزل فيه الأقدام ولا تستقر، ومزلة: =
⦗ص: 200⦘
= بفتح الميم وفي الزاي لغتان مشهورتان: الفتح، والكسر.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 41)، شرح مسلم للنووي (3/ 29).
(21)
في (ط) و (ك): "حسكة".
(22)
في (ط) و (ك): "عُقيقفا"، قال ابن الأثير:"شوكة عقيفة: أي ملويّة كالصِّنَّارة"، وفي القاموس: "العقفاء: حديدة قد لُوي طرفها، وفيها انحناءٌ
…
ويقال العُقَيفاء".
انظر: النهاية لابن الأثير (3/ 276)، القاموس المحيط للفيروزآبادي (ص: 1084).
(23)
ورواية مسلم: "كطرف العين".
(24)
في (ط) و (ك) زيادة: "والراكب".
(25)
كذا رواية المصنِّف، ورواية مسلم:"فناجٍ مسلَّم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم" قال النووي: "معناه أنهم ثلاثة أقسام: قسم يسلَّم فلا يناله شيءٌ أصلًا، وقسم يخدش ثم يرسل فيخلص، وقسم يكردس ويلقى في جهنم". شرح مسلم (3/ 29).
ولفظ المصنِّف: "ومخدوش ومرسل" صفتان للقسم الثاني الذي ذكره النووي.
(26)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب معرفة طريق الرؤية (1/ 171 ح 303) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن جعفر بن عون عن هشام بن سعدٍ به.
وأخرجه ابن منده في كتاب "الإيمان"(797) من طريق عبد الملك الدقيقي -شيخ المصنف- عن جعفر بن عون به.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلم بلفظ الحديث قائلا: نحو حديث حفص بن ميسرة إلى آخره، وقد زاد =
⦗ص: 201⦘
= ونقص شيئًا، وقد ميَّز المصنِّف لفظ هذه الرواية.
499 -
حدثنا يعقوبُ بن سفيان
(1)
، حدثنا أبو صَالح
(2)
، حدَّثني
⦗ص: 203⦘
الليث، عن هشام بن سعد بطوله
(3)
.
(1)
الفارسي، أبو يوسف الفسوي، صاحب المعرفة والتاريخ.
(2)
عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني مولاهم المصري، كاتب الليث، توفي سنة (222 هـ أو في التي بعدها)، وقد اختلف فيه على النحو التالي:
قال ابن المديني: "ضربت على حديث عبد الله بن صالح، وما أروي عنه شيئًا"، وقال الإمام أحمد:"كان أول أمره متماسكًا، ثم فسد بآخره، وليس هو بشيء"، وقال زياد بن أيوب:"نهاني أحمد بن حنبل أن أروي حديث عبد الله بن صالح"، وذُكر عنده كاتب الليث فذمَّه وكرهه لأنه روى عن الليث عن ابن أبي ذئب كتابا أو أحاديث، وأنكر أن يكون الليث روى عن ابن أبي ذئب" -وسيأتي كلام ابن معين حول هذه النقطة-، واتهمه وكذَّبه صالح جزرة، وقال النسائي: "ليس بثقة"، وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا، يروي عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات، وعنده المناكير الكثيرة عن أقوام مشاهير أئمة، وكان في نفسه صدوقًا يكتب لليث بن سعد الحساب، وكان كاتبه على الغلَّات، وإنما وقع المناكير في حديثه من قبل جارٍ له رجل سوء"، وضعفه ابن حزم مرة، ومرة قال: "ضعيفٌ جدًّا"، وقال مرة: "هالك"، ومرة: "ساقط"، وذكره العقيلي، وابن الجوزي في الضعفاء.
وثقه ابن معين مرة ومرة قال: "أقل أحوال أبي صالحٍ كاتب الليث أنه قرأ هذه الكتب على الليث وأجازها له"، ووثقه عبد الملك بن شعيب بن الليث وقال:"قد سمع من جدي حديثه، وكان يحدِّث بحضرة جدي، وأبي يحثُّه على التحديث"، وقال أبو زرعة الرازي:"لم يكن عندي ممن يتعمد الكذب، وكان حسن الحديث"، وقال أبو حاتم:"مصري صدوق أمين ما علمته"، وقال يعقوب بن سفيان: "حدثنا أبو صالح الرجل =
⦗ص: 202⦘
= الصالح"، وقال مسلمة بن القاسم: "كان لا بأس به"، وقال ابن عدي: "هو عندي مستقيم الحديث، إلا أنه يقع في حديثه في أسانيده ومتونه غلط، ولا يتعمد الكذب"، وقال أبو أحمد الحكم: "ذاهب الحديث، ولم يثبت عليه ما يسقط له حديثه، إلا أنه مختلفٌ في حديثه"، وقال ابن القطان: "صدوق".
وقال الذهبي في السير: "كان صدوقًا في نفسه من أوعية العلم، أصابه داء شيخه ابن لهيعة، وتهاون بنفسه حتى ضعف حديثه ولم يترك بحمد الله، والأحاديث التي نقموها عليه: معدودة في سَعة ما روى"، وقال في الكاشف:"كان صاحب حديث، فيه لين"، وذكره فيمن تكلم فيه وهو موثق وقال:"صالح الحديث، له مناكير".
وقال الحافظ ابن حجر بعد سوقه كلام الأئمة فيه: "ظاهر كلام هؤلاء الأئمة أن حديثه في الأول كان مستقيمًا، ثم طرأ عليه فيه تخليطٌ، فمقتضى ذلك أن ما يجيء من روايته عن أهل الحذق كيحيى بن معين، والبخاري، وأبي زرعة، وأبي حاتم فهو من صحيح حديثه، وما يجيء من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه".
أي: حتى تدلَّ القرائن على قبوله أو ردِّه، وهو تفصيلٌ حسن.
وقال في التقريب: "صدوقٌ، كثير الغلط، ثبتٌ في كتابه، وكانت فيه غفلة".
واختلف في إخراج البخاري له في الصحيح، والراجح أنه أخرج له فيه كما حققه الحافظ ابن حجر في نهاية ترجمة أبي صالح في تهذيب التهذيب، وفي هدي الساري.
انظر: تاريخ عثمان بن مرثد الطبراني عن ابن معين (ص: 24)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (3/ 212، 242)، أبو زرعة وجهوده (492)، الضعفاء للنسائي (ص: 149)، الضعفاء للعقيلي (267)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 86)، المجروحين لابن حبان (40)، الكامل لابن عدي (4/ 1524)، المحلى لابن حزم (4/ 82، 229)(7/ 485)(10/ 295)، تاريخ بغداد (9/ 478) الضعفاء لابن الجوزي (127) تهذيب الكمال للمزي (15/ 98)، سير أعلام النبلاء (10/ 405)، =
⦗ص: 203⦘
= وميزان الاعتدال (440)، والكاشف (1/ 562) ومن تكلم فيه وهو موثق للذهبي (ص: 126)، تهذيب التهذيب (5/ 228) والتقريب (3388)، وهدي الساري لابن حجر (ص: 434).
(3)
في (ط) و (ك): "بمثله" بدل "بطوله".
والحديث أخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية"(ص: 91) عن أبي صالح عن الليث به.
وأخرجه الدارقطني في "الرؤية"(ص: 18) من طريق بكر بن سهل الدمياطي عن أبي صالح عن الليث به.
500 -
حدثَنا يعقوبُ بن سفيان، حدثنا زُهَير بن عَبَّاد الرُّؤاسي
(1)
، ح
وحَدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو هاشم بن أبي خِداش
(2)
، حدثنا
⦗ص: 204⦘
مخلد بن يزيدَ قالا: حدثنا حَفص بن ميسَرة
(3)
، عن زيد بن أسلم، عن عَطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخُدري أنَّ ناسًا قالوا: يا رسول الله، هل نَرَى رَبَّنا يومَ القيامةِ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نعم".
وذكر الحديثَ بطوله
(4)
.
(1)
في (ط) و (ك): "عمار" بدل "عباد"، وعليها في (ك) ضبة، وقد أصلحت في هامش (ط): عباد، وهو أبو محمد المصري، كوفي الأصل، توفي سنة (238 هـ).
وهو ابن عم وكيع بن الجراح، وثقه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:"يخطئ ويخالف"، وقال الدارقطني:"مجهول".
وعقب الحافظ ابن حجر: "أظن قول الدارقطني فيه إنما عنى به شيخه".
ورمز له الذهبي في الميزان "صح".
انظر: الجرح والتعديل (3/ 591)، الثقات لابن حبان (8/ 256)، ميزان الاعتدال للذهبي (83)، لسان الميزان لابن حجر (492).
(2)
عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش الموصلي الأسدي.
(3)
العُقيلي، أبو عمر الصنعاني، نزيل عسقلان.
(4)
قوله: "بطوله" ليست في (ط) و (ك).
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير- باب {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} (الفتح 8/ 98 ح 4581) عن محمد بن عبد العزيز العمري.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب معرفة طريق الرؤية (1/ 167 ح 302) عن سويد بن سعيد كلاهما عن حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم به، وذكرا الحديث مطولًا.
501 -
حَدثنا محمد بن عَوف الحمصي
(1)
، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد
(2)
، عن سعيد بن أبي هلال
(3)
، عن زيد بن أسلم، عن عَطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخُدري قال: سمعتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "يَكشفُ ربُّنا تبارك وتعالى عن ساقه
(4)
⦗ص: 205⦘
فيسجد له
(5)
كل مؤمنٍ، وَيَبقى من كان يسجد له في الدُّنيا رياءً وسُمْعَةً فيذهب ليسجد فيعُود ظهرهُ طبقًا واحدًا"
(6)
.
(1)
محمد بن عوف بن سفيان الحمصي، أبو جعفر الطائيّ.
(2)
الجمحي مولاهم، أبو عبد الرحيم المصري.
(3)
الليثي مولاهم، أبو العلاء المصري.
(4)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك)، ووقع في هاتين النسختين:"عن ساقٍ" بدون إضافة.
(5)
في (ط) و (ك): "لله".
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير- باب: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} (الفتح 8/ 531 ح 4991) عن آدم بن أبي إياس عن الليث به مختصرًا كما أورده المصنِّف، وأخرجه في كتاب التوحيد -باب قوله تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} (الفتح 13/ 431 ح 7439) عن يحيى بن بكير عن الليث بن سعد به مطولًا.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب معرفة طريق الرؤية (1/ 171 ح 302) عن عيسى بن حماد زغبة عن الليث بن سعد به.
تنبيه:
قوله في الحديث: "يكشف ربنا عن ساقه" فيه إثبات صفة الساق لله سبحانه وتعالى كما يليق بجلاله وعظمته، وقد سبق في ح (498) أن كثيرًا من الشرَّاح قد أوَّلوها بالشدة والأمر المهول، أو بنور عظيم أو غير ذلك، واعتمدوا في ذلك على آثارٍ رويت عن بعض الصحابة، وقد تصدَّى لبيان الحق في هذه المسألة الشيخ سليم الهلالي في رسالة لطيفة له ألخِّص منها ما يلي:
أولًا: أن الآثار التي رويت في ذلك عن الصحابة لم تصح أسانيدها.
ثانيًا: على فرض صحتها يكون هذا التفسير من ابن عباس وغيره على مقتضى اللغة، وأن الساق في اللغة هي الشدة، ولم يقصد ابن عباس وغيره بذلك تفسيره في صفات الله تعالى في موجب الشرع ويوضِّح هذا أن قوله تعالى:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} لا يدل بمجرده على أنها من الصفات، والذين جعلوها من الصفات إنما فعلوا ذلك في ضوء الأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في تفسيرها، فقد أورد البخاري الحديث باللفظ المبيَّن "يكشف ربنا عن ساقه" في باب قوله تعالى:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} .
⦗ص: 206⦘
= وقد قرَّر شيخ الإسلام ابن تيمية هذا فقال: "ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصفات فإنه قال: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} نكرة في الإثبات لم يُضفها إلى الله، ولم يقل: عن ساقه، فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصفات إلا بدليل آخر، ومثل هذا ليس بتأويل، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف، ولكن كثيرٌ من هؤلاء يجعلون اللفظ على ما ليس مدلولًا له، ثم يريدون صرفه عنه، ويجعلون هذا تأويلًا، وهذا خطأ من وجهين كما قدمناه غير مرة
…
".
ثالثًا: أن الروايات الواردة عن التابعين في ذلك تأويل هذه الصفة كذلك لم تصح.
رابعًا: أن لفظة: "يكشف ربنا عن ساقه" اتفق البخاري ومسلم على إخراجها، وما اتفقا عليه يُعدُّ في أعلى مراتب الصحيح بخلاف لفظ "ساق" بدون الضمير فهي مما لم يتفقا عليه.
وقد حرَّر المسألة الشيخ سليم الهلالي -كما أسلفت- في بحثٍ ممتعٍ مفيد.
انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (6/ 394 - 395)، المنهل الرقراق في تخريج ما روي عن الصحابة والتابعين في تفسير {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} .
502 -
حدثَنا الحسن بن عفان، حدثنا ابن نُمَير
(1)
، ح
وحَدثنا عباس [بن محمد]
(2)
الدوري، حدثنا أبو يحيى الحماني
(3)
قالا: حدثنا الأعمَشُ عن المعرور بن سويد
(4)
، عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنِّي لأعلم آخرَ أهل الجنَّة دخولًا -وآخر أهل النِّارِ
⦗ص: 207⦘
خروجًا منها- رجلًا يُؤتى بهِ فيقال: اعرضوا عليه صغارَ ذنوبه وارفعوا عنه كبارها، قال: فتعرض عليه صغار ذنوبه فيُقال له
(5)
: عملتَ يوم كذا وكذا: كذا وكذا، وعملتَ يومَ كذا وكذا: كذا وكذا، فيقول: نَعَم لا يستطيعُ أن يُنكر، وهو مشفقٌ من كبار ذنوبه أن تُعرَض عليه، فَيُقال له: فإنَّ لك مكان كلِّ سيِّئةٍ حسنةٌ، قال: فيقول: ربِّ قد عَمِلتُ أشياء لا أراها هُنا؟ ". قال: فلقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ضَحِك حتى بدت نَواجِذُهُ
(6)
. حَديثهما واحد.
(1)
في (م): "أبو نمير" وهو خطأ، وهو: عبد الله بن نمير.
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(3)
عبد الحميد بن عبد الرحمن الكوفي، متكلمٌ فيه، وقد تابعه ابن نمير هنا، انظر: ح (61).
(4)
الأسدي، أبو أمية الكوفي.
(5)
الجار والمجرور "له" ليست في (ط) و (ك).
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (1/ 177 ح 314) عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه عن الأعمش به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(822) من طريق الحسن بن عفان -شيخ المصنف- عن ابن نمير به.
503 -
حدثنا ابن أبي رَجاء المِصِّيصيُّ
(1)
، حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن المعرور بن سويد، عَن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بالرَّجل يومَ القيامةِ فيقال: اعرضُوا عليه صغار ذنوبه، وتخبأ عنه كبارها، فيُقال: عملتَ يومَ كذا كذا وكذا، وعملتَ يومَ كذا كذا وكذا، وعملتَ يومَ كذا كذا وكذا
(2)
، ثلاث مرَّات، وهو مُقِرٌّ ليس بمنكرٍ، قال: وهو
⦗ص: 208⦘
مُشْفِقٌ من الكبار أن تجيءَ
(3)
.
قال: فإذا أراد الله بهِ خيرًا قال: أعْطوه مكانَ كلِّ سيِّئة حسنَةً،
يَقولُ
(4)
: يا ربّ إنَّ لي ذُنوبًا مَا رأيتُها ها هُنا".
فلقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يضحَك حتى بَدَت نواجذه، ثمَّ تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:{فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}
(5)
.
(1)
أحمد بن محمد بن عبيد بن أبي رجاء المصيصي، أبو جعفر الثغري الطرسوسي.
(2)
وقع في (م) و (ك) اضطرابٌ من حيث إثبات بعض هذه الكلمات، ففي (م):"يوم كذا وكذا" في المواضع الثلاثة بحذف المفعول به، والاكتفاء بالظرف، وكذلك وقع في =
⦗ص: 208⦘
= (ك) في الموضع الثاني والثالث.
(3)
في (ط) و (ك): "قال: وهو مقرٌّ ليس بمنكر، وهو مشفقٌ من الكبائر".
(4)
في (ط) و (ك): "فيقول".
(5)
الآية من سورة الفرقان- الآية رقم (70).
والحديث أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (1/ 177 ح 315) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيعٍ عن الأعمش به، وعن أبي كريب محمد بن العلاء عن أبي معاوية الضرير عن الأعمش به، وعن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبي معاوية ووكيع كلاهما عن الأعمش به.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلم بلفظ الحديث ولم يذكره، وميَّز المصنِّف لفظ هذه الرواية.
504 -
حَدثنا السُّلمي، حدثنا عبد الرزاق
(1)
، أخبرنا معمر، عن همام بن مُنَبِّه، عن أبي هُريرَةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أدنى مقعد أحدِكم من الجنَّة أن يقالَ له: تمنَّ، فَيَتَمَنَّى [ويتمنى]
(2)
، -أو يُقال له:
⦗ص: 209⦘
هل تَمَنَّيْتَ؟ - فيقول: نَعَم فيُقَال له: فإنَّ لك ما تَمَنَّيْتَ ومثلَه مَعَهُ"
(3)
.
(1)
لم أجد الحديث في مصنَّف عبد الرزاق.
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب معرفة طريق الرؤية (1/ 167 ح 301) عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(791) من طريق أحمد بن يوسف السلمي -شيخ المصنِّف- عن عبد الرزاق به.
باب في صفَة الشفاعَةِ، وَأنَّ نَبِيَّنا صلى الله عليه وسلم سيّدُ الناسِ يَوْم القِيَامَةِ، وَأَنَّ آدَم خَلَقَهُ الله بِيدهِ
…
فذكر الترجمة
(1)
(1)
قوله: "فذكر الترجمة" ليست في (ط) و (ك)، يظهر أن ترجمة الباب كانت أطول من ذلك فحذفها النساخ، والله أعلم.
505 -
حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي الكوفي، حدثنا أبو أسامة
(1)
حَدثني أبو حَيان
(2)
، عن أبي زرعَة
(3)
، عن أبي هُريرة قال: أُتِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومًا بلحمٍ فرفع إليهِ الذِّراع وكان يُعجبه، فَنَهس
(4)
منها نَهْسَةً ثمَّ قال: "أنا سَيِّدُ النَّاس يومَ القيامة، وهل تدرون بمَ ذاك؟ إنَّ الله تبارك وتعالى
(5)
يَجْمَعُ يومَ القيامة الأوَّلين والآخرين في صعِيدٍ واحد فَيُسمعهم الدَّاعي ويَنفُذهم
(6)
البصر وتدنو الشَّمس فيبلغ النَّاسَ من الغَمّ والكرب ما لا يُطيقون ولا يحتملون، فيقول بعضُ النَّاس لبعضٍ: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا
(7)
ترون ما قد بلغتم؟
(8)
ألا تنظرون مَن يشفع
⦗ص: 211⦘
إلى رَبِّكم؟ فَيقول بعض النَّاس لبعْضٍ: أبوكم آدم، فيأتون آدمَ فيقولون: يا آدم، أنتَ أبو البشرِ خلقك
(9)
الله بيدِهِ ونفخ فيك مِن رُوحِه وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربِّك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى مَا قَدْ بَلَغَنا؟
فَيَقولُ لهمُ: إنَّ ربِّي قَدْ غَضبَ اليومَ غضبًا لم يغضَبْ قبلَه مثلَه ولا يغضَبُ بعدَهُ مثلَه وإنَّه نَهَاني عن الشَّجرة فعَصَيْتُهُ
(10)
، نفسي! نفسي! نفسي! اذهَبُوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح.
فيأتون نوحًا فيقولون: يا نوحُ أنت أوَّلُ الرُّسلِ إلى
(11)
أهلِ الأرضِ، سمَّاك الله عبدًا شكورًا، ألا تشفع لنا إلى ربّك؟ ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا تَرَى ما قد بَلَغَنَا؟ فَيَقُول لهم: إنَّ ربّي قد غضِبَ اليومَ غضبًا لم يغْضَبْ قبله مثلَه، ولن يغضَبَ بعدَه مثلَه، وإنَّه كانَتْ لي دَعْوَةٌ دعوْتُ بها على قومي، نفسي! نفسي! نفسي! اذهَبُوا إلى غيري، اذهَبُوا إلى إبراهيم.
فيأتون إبراهيمَ فيقولون: يا إبراهيم، أنتَ نبيُّ الله وخَليلهُ من أهلِ الأرضِ، اشفَعْ لنا إلى ربِّك، ألا ترَى إلى
(12)
ما نحن فيهِ؟ ألا ترى ما قد
⦗ص: 212⦘
بلَغَنَا؟ فيقول لهم إبراهيم: إنَّ ربِّي قد غضِبَ اليومَ غضبًا لم يغْضَبْ قبلَه مثلَه ولن يغْضَبَ بعدَهُ مثلَه، وذكر كَذَبَاتهِ، نفسي! نفسي! نفسي! نفسي
(13)
! اذهَبُوا إلى غيري، اذهَبُوا إلى موسى.
فيأتون موسى فيقولون: يا موسى، أنتَ رسولُ الله، فضَّلك الله برسالاته وبكَلامه على النَّاس، اشفَعْ لنا إلى ربِّك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلَغَنَا؟ فيقول لهم: إنَّ رَبِّي قد غضِبَ اليومَ غَضَبًا لم يغضَبْ قبلَه مثلَه، ولن يَغْضَبَ بعدَهُ مثلَه، إنِّي قتَلْتُ نفسًا لم أُؤمر بقتلِها، نفسي! نفسي! نفسي! نفسي! اذهبوا إلى غيري، اذهَبُوا إلى عيسى.
فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى، أنتَ رسولُ الله كلمتُهُ ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، كَلَّمْتَ النَّاسَ في المهد، اشفَعْ لنا إلى ربِّك ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى
(14)
ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسَى: إنّ ربِّي قد غضِبَ اليومَ غضبًا لم يغضبْ قبله مثله، ولن يغضَبَ بعدَهُ مثلَهُ
(15)
-ولم يذكر ذنبًا- نَفْسي! نَفْسي! نَفْسي! نَفسي! اذهَبوا إلى غَيري،
⦗ص: 213⦘
اذهَبوا إلى محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
فيأتونَ فَيقولُون: يا محمدُ، أنتَ رسولُ الله وَخَاتم الأنبياء
(16)
، غُفِر لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر، اشفَعْ لنا إلى ربِّك، ألا تَرَى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلَغَنَا؟
(17)
فأنطلق فآتي تحتَ العرش فأخرُّ سَاجدًا لِرَبِّي، ثمَّ يفتح الله علي وَيُلْهِمُني من محامدِهِ وحسنِ الثَّناء عليه شيئًا لم يفتحه على أحدٍ من قبلي، ثمَّ يقال: يا محمد ارْفَعْ رأسَك، سَلْ تُعْطَه، اشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأرفع رأسي فأقول: أُمَّتي، أُمَّتي ثلاثَ مرَّات.
فيقال: يا محمد أَدْخِل الجنَّة من لا حسابَ عليهم من الباب الثامن
(18)
من أبواب الجنَّة، وَهُم شركاء النَّاس فيما سوى ذلك من الأبوابِ، قال
(19)
: وَالذي نفس محمد بيدِهِ إنَّ ما بين المصرَاعَين من مصاريع الجنَّةِ لَكمَا بين مكةَ وهَجَر
(20)
، وَكَمَا بين
⦗ص: 214⦘
مَكَّةَ وبُصْرَى
(21)
"
(22)
.
(1)
حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي.
(2)
يحيى بن سعيد بن حبّان التيمي الكوفي.
(3)
ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي.
(4)
النَّهْس: أخذ اللحم بأطراف الأسنان. النهاية لابن الأثير (5/ 136).
(5)
عبارة الثناء لم ترد في (ط) و (ك).
(6)
قال الحافظ ابن حجر: "ينفذهم: بفتح أوله، وضم الفاء من الثلاثي أي: يخرقهم، وبضم أوله كسر الفاء من الرباعي أي يحيط بهم". فتح الباري (8/ 248).
(7)
في (م): "ولا".
(8)
في (ك): "بلغكم"، وفي (ط) الكلمة غير واضحة.
(9)
في (م): "وخلقك".
(10)
في (ط) و (ك): "فعصيت".
(11)
حرف الجر "إلى" سقط من (م).
(12)
حرف الجر "إلى" لم يرد في (ط) و (ك).
(13)
كلمة "نفسي" هذه الرابعة عليها في الأصل ضبة، وفي صحيح مسلم تكرر مرتين فقط.
(14)
في (ط) و (ك) زيادة: "إلى" في هذا الموضع.
(15)
قوله: "ولن يغضب بعده مثله" ليس في (ط) و (ك)، كلمة "مثله" ليس في (م)، وقوله بعده:"ولم" جاء في (م): "فلم".
(16)
في (ط) و (ك): "النبيِّين".
(17)
في (ط) و (ك): "إلى ما قد بلغنا" بزيادة "إلى".
(18)
عليها في الأصل و (ط) و (ك) ضبة، وفي مسلم:"من الباب الأيمن".
(19)
كلمة "قال" ليست في (ط) و (ك).
(20)
قال النووي: "هَجَر: بفتح الجيم والهاء مدينة عظيمة هي قاعدة بلاد البحرين
…
وهجر هذه غير هجر المذكورة في حديث (إذا بلغ الماء قلتين) بقلال هَجَر، تلك قرية من قرى المدينة كانت القلال تصنع بها". وكلام النووي رحمه الله هذا: فيه جزمه بأن "هَجَر" هنا هي التي بالبحرين، لكن الذي في لفظ البخاري (ح: 4712) -وسيأتي عند المصنِّف =
⦗ص: 214⦘
= برقم (507) -: "ما بين مكة وحِمْير"، فظاهره أن هَجَر المقصودة هنا غير اللتين ذكرها النووي؛ ففى معجم البلدان لياقوت الحموي: "الهجر بلغة حمير والعرب العاربة: القرية، فمنها: هجر البحرين، وهجر نجران، وهجر جازان
…
". وعليه فالذي يظهر أن المقصود بها: هَجَر جازان أو هَجَر نجران لقربها من بلاد قبيلة حِمير التي ديارها اليمن، مع رواية البخاري ومثيلتها عند المصنِّف كما سبق، والله سبحانه وتعالى أعلم.
تنبيه:
(البحرين) الوارد في كلامهم ليس المقصود بها البحرين المعروفة الآن جغرافيًّا، ولكنها كانت تطلق على المنطقة الشرقية وقاعدتها هَجَر، وهي الأحساء. أفاده صاحب المعالم الأثيرة.
انظر: معجم البلدان لياقوت (5/ 452)، شرح صحيح مسلم (3/ 69)، معجم قبائل العرب القديمة والحديثة (1/ 306)، المعالم الأثيرة لمحمد شُرَّاب (ص: 293).
(21)
بضم الباء، من مدن الشام وهي مدينة حوران بسوريا، على منتصف المسافة بين عمَّان ودمشق وهي اليوم آثار قرب مدينة درعة داخل الحدود السورية على أكيال من حدود الأردن.
انظر: معجم البلدان لياقوت (1/ 522)، شرح مسلم للنووي (3/ 69)، معجم المعالم الجغرافية لعاتق البلادي (ص: 43 - 44).
(22)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء- باب يزفُّون: النسلان في المشي (الفتح 6/ 455 ح 3361) عن إسحاق بن إبراهيم بن نصر عن أبي أسامة القرشي عن أبي حيان به مختصرًا.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب أدني أهل الجنة منزلةً فيها (1/ 184 ح 327) عن أبي بكر بن أبي شيبة وابن نمير كلاهما عن محمد بن بشر عن أبي حيان به.
506 -
حدَّثنا عمار بن رجاء
(1)
، وأبو داود الحرانيُّ قالا: حدثنا محمد بن عبيد
(2)
، حدثنا أبو حَيَّان التيميُّ، عن أبي زرعةَ بن عمرو [بن جرير]
(3)
عن أبي هريرةَ قال: كنا مَع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في دَعوةٍ، فرُفِع إليهِ الذِّراعُ وكانَ
(4)
يعجِبه، فنهس منها نهسةً
(5)
ثم قال: "أنا سَيّدُ النَّاس يومَ العامة، تدرون ممَّ ذاك؟
(6)
يجمعُ الله الأوَّلينَ والآخرين في صعيدٍ وَاحدٍ فَيُبصرهم النَّاظر ويسمعهم الدَّاعي، وتدنو منهم الشَّمسُ فيقولُ بعضُ النَّاس لبعضٍ: مَا ترون إلى ما أنتم فيه؟
(7)
أما ترون إلى ما قد بلغْتم؟ ألا تَنظرون من يشفَعُ لكم إلى ربّكم؛ فيقول بعضُ النَّاس لبعضٍ: أبوكم آدم.
فيأتون آدمَ فيقولونَ: يا آدمُ أنتَ أبو البشرِ خلقك الله بيدِهِ، وَنفخ فيك مِن روحِه وأسكنك الجنَّة وأمر الملائكةَ فسجدوا لك، ألا تَرَى إلى ما نحنُ فيهِ؟ ألا تَرىْ إلى ما قد بلغَنا؟ ألا تشفَعُ لنا إلى ربِّك؟ فيقول آدم: إنَّ ربِّي اليومَ قد غضبَ
(8)
غضبًا لم يغْضَبْ
⦗ص: 216⦘
قبلَه مثلَه، ولن يغضَبَ بعدَه مثله، وإنِّه قد
(9)
نَهاني عن الشَّجرة فعَصَيْتُ، نفسي! نفسي! اذهَبُوا إلى غيري، اذهَبوا إلى نوح.
فيأتون نوحًا فيقولونَ: يا نوحُ أنتَ أوَّل الرُّسلِ إلى أهل الأرض، وسمَّاك الله عبدًا شكورًا، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلَغَنَا؟ ألا تشفَعُ لنا إلى ربِّك؟ فيقول نوح: إنَّ ربِّي قد غضِبَ اليومَ غضبًا لم يغضَبْ مثلَه قبلَه، ولن يغضبَ مثلَه بعده، نفسي! نفسي! اذهَبوا إلى غيري".
قال محمد بن عُبيد: ثمَّ
(10)
لا أدري إلى مَنْ أرشدَهم مِن الأنبياء
(11)
.
"حتى يأتي إليَّ فأجيء
(12)
فأسجد تحت العرش فيقال: يا مُحمد، ارفَعْ رأسك، سَلْ تُعْطَه، اشْفَعْ تُشَفعْ"
(13)
.
(1)
التغلبي، أبو ياسر الأستراباذي.
(2)
ابن أبي أمية الطنافسي الأحدب الكوفي.
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(4)
في (م): "فكان".
(5)
في (م): "فنهش منها نهشة".
(6)
في (م): "ممن ذاك".
(7)
في (ط) و (ك): "أما ترون ما أنتم فيه".
(8)
في (ط): "إن ربي قد غضب اليوم"، وفي (ك):"إن ربيَ اليومَ قد غضب اليوم".
(9)
"قد" لم يرد في (ط) و (ك).
(10)
أداة العطف "ثم" ليست في (ط) وهي في هامش (ك).
(11)
هذا شكٌ -أو نسيان- من محمد بن عبيد في شيءٍ رواه عن أبي حيان، وقد ضبطه حماد بن أسامة، عن أبي حيان فيما سبق برقم (505)، وكذلك عبد الله بن المبارك فيما سيأتي برقم (507) والمحال لفظه على لفظ حماد بن أسامة، وبيانه أن الإرشاد إلى الأنبياء: إبراهيم، فموسى، فعيسى.
(12)
قوله: "فأجيئ" سقط من (م).
(13)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} (الفتح 6/ 428 ح 3340) عن إسحاق بن نصر عن محمد بن عبيد عن أبي حيان به، وعنده بعد قوله في آخر الحديث: "يا محمد ارفع =
⦗ص: 217⦘
= رأسك، واشفع تشفَّع، وسل تعطه" قال:"قال محمد بن عبيد: لا أحفظ سائره".
507 -
حدثنا الصاغاني، وأبو إسماعيل التِّرمذيُّ
(1)
قالا: حدثنا نُعيم بن حماد
(2)
، أخبرنا ابن المبارك
(3)
، حدثنا أبو حَيَّان التيميُّ، عن أبي زرعة بن عَمرو بن جَرير، عن أبي هُريرةَ قال: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم[بلحمٍ]
(4)
فرُفع إليه ذراعٌ
(5)
وكان يُعجبه، فنهس منها نهسةً، ثمَّ قال: "أنا سيِّدُ النَّاس
(6)
".
ثمَّ ذكر مثل حديث أبي أسامةَ بطولهِ ومَعناه إلا أنه قال ثلاثَ مرات: "نفسي نفسي، نفسي".
قال: وذكر
(7)
أبو حيان الكلمات؛ الذي
(8)
قال إبراهيمُ: "كذبتُ كذباتٍ" وَلم يُبَيِّنه في الحديث
(9)
.
⦗ص: 218⦘
وَقال: "ما بين المصراعين مِن مصاريع الجنَّةِ كما بين مكة وَحِمْيَر، أو كما بين مكة وبُصرى"
(10)
.
(1)
محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، نزيل بغداد.
(2)
ابن معاوية الخزاعي المروزي، أبو عبد الله، نزيل مصر، متكلمٌ فيه كما سبق في ح (224)، وقد تابعه محمد بن مقاتل عند البخاري كما سيأتي في التخريج.
(3)
عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميميّ مولاهم، أبو عبد الرحمن المروزي.
(4)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(5)
في (ط) و (ك): "الذراع" معرفةً.
(6)
في (م) زيادة: "يوم القيامة".
(7)
في (ك): "وقال: ذكر".
(8)
كذا في جميع النسخ.
(9)
وفي البخاري: "فذكرهنَّ أبو حيان في الحديث"، قال الحافظ: "يشير إلى أن مَن دون =
⦗ص: 218⦘
= أبي حيان اختصر ذلك". الفتح (8/ 248).
وظاهر هذا -والله أعلم- أن من دون أبي حيان اختصر ذكر هذه الجملة: "كذبت كذبات" بمعنى أن إبراهيم لم يذكر ذنبًا، ويحتمل أن يكون أبو حيان ذكر قصص هذه الكذبات الثلاث فاختصر ذكرهن من دونه من الرواة.
(10)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير -باب: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)} (الفتح 8/ 247 ح 4712) عن محمد بن مقاتل عن ابن المبارك عن أبي حيان به.
ولمسلمٍ رحمه طريقٌ آخر للحديث عن أبي زرعة -غير طريق أبي حيان- فقد أخرجه في كتاب الإيمان -باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (1/ 186 ح 328) من طريق جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة به، وذكر بعض الحديث ثم قال مسلم:"وساق الحديث بمعنى حديث أبي حيان عن أبي زرعة، وزاد في قصة إبراهيم فقال، وذكر قوله في الكوكب: هذا ربي، وقوله لآلهتهم: بل فعله كبيرهم هذا، وقوله: إني سقيم".
508 -
حدثَنا محمد بن يحيى، حدثنا موسى بن إسماعيل
(1)
، حدثنا عبد الواحد
(2)
، حدثنا أبو مالك
(3)
، حدثنا أبو حازم سلمانُ الأشجعيُّ
⦗ص: 219⦘
قال: سمعتُ أبا هُريرةَ يقول: "أكرم الناس على الله يومَ القيامة خَمْسةٌ، يَقولُ النَّاس يومَ القيامة لآدَم: استفتحْ لنا بابَ الجنَّةِ، فَيَقُول آدم: وَهَل أخْرَجَكم مِن الجنَّةِ إلا خَطيئتي؟ لستُ بصاحبَ ذاك، ائْتوا إبراهيمَ خليلَ ربِّهِ
(4)
، فيأتون إبراهيمَ".
وذكر الحديث
(5)
.
(1)
المِنقري مولاهم، أبو سلمة التبوذكي.
(2)
ابن زياد العبدي مولاهم البصري، ثقة، وفي حديثه عن الأعمش مقال، انظر: ح (284).
(3)
سعد بن طارق الأشجعي.
(4)
في (م): "خليل الله".
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (1/ 186 ح 329) من طريق محمد بن فضيل عن أبي مالكٍ الأشجعي به.
وفي الأصل و (م) زيادة النص التالي -في هذا الموضع مع الضرب عليه بعلامة (لا- إلى) -: "ورواه محمد بن فضيل قال: أخبرنا أبو مالكٍ الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، وأبو مالكٍ عن ربعي، عن حذيفة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجمع الله الناس يوم القيامة، قال: فيقوم المؤمنون حين يُزلف لهم الجنة، فيأتون آدم فيتولون: يا أبانا استفتح لنا الجنة، فيقولون [كذا]: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم، وذكر الحديث بطوله"، وسيأتي هذا الحديث في موضعه برقم (510).
509 -
ز- حدثنا علي بن إسماعيل عَلُّويَه
(1)
، حدثنا سُريج بن يونس
(2)
، حدثنا مروان بن معاوية
(3)
، حدثنا أبو مالك الأشجعي، عن رِبْعِي بن حِرَاش
(4)
عن حُذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول إبراهيم:
⦗ص: 220⦘
يا ربَّاه! يوم القيامة فيقول له الرّبُّ تبارك وتعالى
(5)
: يا لَبَّيْكاه! فيقول: أحرقْتَ بَنِيَّ، فيقول: أَخْرِجُوا مِن النَّارِ مَن كان في قلبِهِ مثقال بُرَّةٍ مِن إيمان، مثقال شعيرةٍ مِن إيمان"
(6)
.
(1)
هو: علي بن إسماعيل بن الحكم البغدادي، أبو الحسن البزَّاز.
(2)
ابن إبراهيم البغدادي، أبو الحارث.
(3)
ابن الحارث بن أسماء الفزاري، أبو عبد الله الكوفي.
(4)
ابن جحش الغطفاني العبسي، أبو مريم الكوفي. =
(5)
قوله: "تبارك وتعالى" ليست في (ط) و (ك).
(6)
هذا الحديث لم يخرجه مسلم، فهو من زوائد المصنّف عليه، وإسناده صحيح، وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه (9/ 236) عن محمد بن الحسين بن مكرم عن سُريج بن يونس عن مروان الفزاري به.
فائدة الاستخراج:
زيادة حديث في الباب لا يوجد في الأصل المخرَّج عليه من هذا الطريق.
510 -
حدثَنا إسحاق بن الحسن الحربي
(1)
، حدثنا محمد بن سعيد
⦗ص: 221⦘
الأصبهاني
(2)
، حدثنا محمد بن فُضيل
(3)
، عن أبي مالك الأشجعي، عَن أبي حازم، عن أبي هُريرةَ، وَعن رِبْعي بن حِرَاشٍ، عن حُذيفة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أضلَّ الله
(4)
عن الجمعة مَن كانَ قبلَنا: فكان لليهودِ يومُ السَّبت، وكان للنَّصارى يومُ الأحد، فجاء الله بنا فَهَدَانا ليوم الجمعةِ، فجَعَل الجمعةَ والسَّبتَ والأحد، وكذلك هم تَبَعٌ لنا يومَ القيامة، نحن الآخرون مِن أَهلِ الدُّنيا والأوَّلون
(5)
يوم القيامة، المَقْضِي لهم قبلَ الخلائق".
قال أبو عوانة: هذا حديثٌ طويل في القيامة
(6)
.
(1)
في (ط) و (ك): "حدثني" بدل "حدثنا".
والحربي: بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين، وفي آخرها الباء الموحدة، نسبة إلى محلة معروفة بغربي بغداد، ونسبة إلى رجل، وذكر السمعاني إسحاق الحربي في المنسوب إلى المحلة، ولم يظهر لي هل هو: إسحاق هذا أم غيره.
وشيخ المصنِّف هنا هو: إسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد الحربي، أبو يعقوب البغدادي، توفي سنة (284 هـ).
وثقه عبد الله بن أحمد بن حنبل، والدارقطني وغيرهما، وسئل عنه إبراهيم الحربي فقال:"هو ينبغي أن يُسأل عنا".
وقال ابن المنادي: "كتب الناس عنه، ثم كرهوه لإلحاقات بين السطور في المراسيل، ظاهر الصنعة لطراوتها". ومن أجل هذا أورده الذهبي في الميزان، وصدَّر الترجمة بقوله:"ثقة حجة" وهو كذلك إن شاء الله تعالى.
انظر: تاريخ بغداد للخطيب (6/ 382)، طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/ 112)، =
⦗ص: 221⦘
= الأنساب للسمعاني (4/ 99)، ميزان الاعتدال للذهبي (1/ 190).
(2)
في (ط) و (ك): "محمد بن سعيد بن الأصبهاني"، وهو: محمد بن سعيد بن سليمان بن عبد الله الكوفي، أبو جعفر بن الأصبهاني.
(3)
ابن غزوان الضبي الكوفي.
(4)
ما بين النجمين سقط من (م).
(5)
في (ط) و (ك): "الأولون" بدون واو العطف.
(6)
عزاه المزي في "التحفة"(3/ 26) -باللفظ الذي أورده المصنِّف- إلى مسلم في كتاب الإيمان وقال: "وفي الإيمان عن محمد بن طريف عن محمد بن فضيل بالإسنادين جميعًا، وفيه حديث الشفاعة".
وهو في صحيح مسلم -كتاب الإيمان- باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (1/ 186 ح 329) وأوله: "يجمع الله تبارك وتعالى الناس
…
" وليس فيه شيءٌ من الألفاظ التي أوردها المصنف! ويظهر أنه حديث طويل أورد مسلمٌ منه جانبًا، والمصنِّف جانبًا آخر =
⦗ص: 222⦘
= منه، ويدل عليه قول المصنِّف بعده:"هذا حديث طويل في القيامة".
وقد أخرجه مسلم بلفظ المصنِّف في كتاب الجمعة -باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة (586 ح 22) عن أبي كريب محمد بن العلاء وواصل بن عبد الأعلى كلاهما عن محمد بن فضيلٍ عن أبي مالك الأشجعي به.
تنبيه:
في نسخة (ط) في هذا الموضع تخريجٌ إلى الهامش وفيه تعليقٌ قدر سطر غير واضح في المصورة، أوله: "ورواه أحمد
…
" كتب عندها: ص، ولعله من النسخة التي يرمز لها بـ "ص".
511 -
ز- حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني البلخي -في آخرين
(1)
قالوا: - حدثنا النَّضر بن شُميل بن خَرَشَة المازني أبو الحسن، حدثنا أبو نَعامة
(2)
، حدثنا أبو هُنَيدة البراء بن نَوفَل
(3)
، عن وَالان العَدَوي
(4)
، عن
⦗ص: 223⦘
حُذيفةَ بن اليمان، عَن أبي بَكرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنهما
(5)
قالَ: أصْبَحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوْمٍ فَصَلَّى الغَدَاةَ ثمّ جلس حتَّى إذا كان مِن الضُّحى ضحِك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثمَّ جلس مكانه حتَّى صَلَّى الأولى
(6)
وَالعصرَ وَالمغرِبَ كلُّ ذلك لا يتكلَّم حتى صَلَّى العشاء الآخرةَ، ثمَّ قام إلى أهله.
فقال النَّاس لأبي بكرٍ: سَلْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه صنَع اليوم شيئًا لم يصنعه قَطُّ؟ فسأله، فقال: "نَعَم، عُرِض عليَّ ما هو كائنٌ مِن أمرِ الدُّنيا وأمرِ الآخرة فجُمِعَ الأوَّلون والآخرونَ في صَعيدٍ وَاحدٍ ففُظِعَ
(7)
النَّاس لذلك، حتى انطلقوا إلى آدم وَالعَرَقُ يَكادُ
(8)
يُلْجِمهم فقالوا: يا آدمُ، أنت أبو البشرِ وأنت اصطفاك الله، اشفَعْ لنا إلى ربِّك،
⦗ص: 224⦘
قال: قد لقِيتُ مثلَ الذي لقيتُم، انطلِقوا إلى أبيكم بعدَ أبيكم: إلى نوح {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)}
(9)
.
قال: فينطلقون إلى نوحٍ فيقولون: اشفعْ لنا إلى ربِّك فأنتَ
(10)
اصطفاك الله واستجاب لك في دعَائك ولم يَدَعْ على الأرضِ مِن الكافرين دَيَّارًا، فَيقولُ: ليس ذاكم عندي، انطلِقوا
(11)
إلى إبراهيم فإنَّ الله اتَّخذه خليلًا.
قال: فيأتون إبراهيمَ فيقول: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلِقوا إلى موسى فإنَّ الله كلَّمه تكليمًا، فيقول مُوسى: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلِقوا إلى عيسى فإنَّه يُبْرِئ الأكمهَ والأبرصَ ويُحيي الموتى، قال
(12)
: فيقول عيسى: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلِقوا إلى سيِّد ولدِ آدمَ فإنَّه أوَّل مَن تَنْشَقُّ عنه الأرضُ يومَ القيامة
(13)
، انطلقوا إلى مُحمد صلى الله عليه وسلم (وعليهم) أجمعين
(14)
فليشفَعْ لكم إلى ربِّكم
⦗ص: 225⦘
تبارك وتعالى
(15)
.
قال: فيَنْطَلِقُ فيأتي جبريل رَبَّه
(16)
فيقول الله له: ائْذن له وبَشِّره بالجنَّةِ، قال: فيَنْطلِقُ بهِ جَبْريلُ فَيَخِر سَاجدًا قَدْرَ جُمْعَةٍ، ثُمَّ يقولُ الله تبارك وتعالى
(17)
: يا محمدُ! ارفعْ رأسك وَقُل يُسمَع، واشفَعْ تُشَفَّعْ، قال: فيرفع رأسَه فإذا نظر إلى رَبِّه خَرُّ ساجدًا قَدْرَ جُمْعَةٍ أخرى، فيقول الله: يا محمد ارفَعْ رَأسكَ، وقُلْ يُسمَعْ، واشفَعْ تُشَفَّع، قال: فيذهب لِيقَعَ ساجدًا، قال: فيأخذُ جبريل بضَبْعَيْهِ
(18)
، فَيَفْتَحُ الله عليه مِن الدُّعاءِ شيئًا لم يفتحه على بشرٍ قطُّ، قال: فيقول: أيْ ربِّ جَعَلْتَني سيِّدَ ولدِ آدمَ ولا فخرَ، وأوَّلَ مَن تَنْشَقُّ عنه
(19)
الأرضُ يومَ القيامة ولا فخر، حتى إنِّه لَيرِدُ عليَّ الحوض لأكثَرُ
⦗ص: 226⦘
مما بينَ صنعاء وأَيْلَة، ثمَّ يقال: ادعوا الصِّدِّيقين، فيَشْفَعُونَ، ثمّ يقال: ادعُوا الأنبياءَ، قال: فيجيء النَّبيُّ مَعَهُ العِصَابَةُ والنَّبيُّ مَعَهُ الخمسة والسِّتَّة، والنَّبيُّ ليس مَعَهُ أَحدٌ.
ثمَّ يقال: ادعُوا الشُّهداءَ، قال: فيَشْفَعُونَ لمن أرادوا، فإذَا فَعَلَتِ الشُّهداءُ ذلك قال: يقول الله: أنا أرحمُ الرُّاحمين؛ أَدخِلُوا جَنَّتي مَن كانَ لا يُشرِك بي
(20)
شيئًا، قال: فيَدخلون الجنَّة.
قال: ثمَّ يقول الله تبارك وتعالى
(21)
: انظروا في النَّار هل مِن أحدٍ عمِلَ خيرًا قط؟ قال: فيجدون في النَّارِ رجلًا، فيُقال له: هل عمِلْتَ خيرًا قطُّ؟ فيقول: لا، غيرَ أنّي كنتُ أسامِح النُّاسَ في البيعِ، فيقول: اسمحوا لعبدي كإسماحِهِ إلى عَبيدي، ثمّ يُخرِجونَ مِن النَّارِ رجلًا آخر، فيقول: هل عمِلتَ خيرًا قطُّ؟ فيقول: لا، غيرَ أنِّي قد
(22)
أمَرْتُ ولدي
(23)
إذَا متُّ فأحرِقوني بالنَّار ثمّ اطحنُوني حتى إذا كنتُ مثلَ الكُحلِ فاذهَبوا بي
(24)
إلى البحرِ فَذُرُّوني في الرِّيح، قالَ: فقال الله تبارك وتعالى
(25)
: لم فعلتَ ذلك؟ قال: مِن مخافتِك، قال: فيقول: انظر إلى
⦗ص: 227⦘
مُلْك أعظم مَلِكٍ؛ فإنَّ لكَ مثلَه وعشرةَ أمثالِها
(26)
، قال: فيقول: لم تسْخَرُ بي وأنتَ المَلِكُ؟ فذاك
(27)
الذي ضحِكتُ منه مِن الضُّحى
(28)
"
(29)
.
(1)
في (ط) و (ك): "ومحمد بن رجاء بن السندي، وسعيد بن مسعود المروزي" بدل قوله "في آخرين".
(2)
عمرو بن عيسى بن سويد بن هُبيرة العدوي البصري، ثقة إلا أنه اختلط قبل موته ولم يتبيَّن الرواة عنه قبل الاختلاط أو بعده كما سبق في ح (43).
(3)
الفهري، قال ابن سعد عنه:"كان معروفًا، قليل الحديث"، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات.
انظر: الطبقات لابن سعد (7/ 226)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (399)، الثقات (6/ 110)، المقتنى في سرد الكنى للذهبي (129).
(4)
والان بن بيهس -وقيل: ابن قرفة- العدوي.
وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني:"ليس بمشهور، والحديث غير ثابت" يعني حديثه هذا كما سيأتي. =
⦗ص: 223⦘
= قال الحافظ ابن حجر: "أخرج ابن حبان حديثه أي: حديث والان في صحيحه، وكذا أخرجه أبو عوانة في زياداته على مسلم".
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 43)، الثقات لابن حبان (5/ 497)، العلل للدارقطني (1/ 191)، تعجيل المنفعة لابن حجر (ص: 287).
(5)
عبارة الترضي لم ترد في (ط) و (ك).
(6)
أي: الظهر.
(7)
أي: اشتدَّ عليهم الأمر وهابوه، وفَظُع الأمر: اشتدت شناعته، وجاوز المقدار في ذلك.
انظر: النهاية لابن الأثير (3/ 459)، القاموس المحيط (ص: 965).
(8)
في (ط) و (ك): "كاد".
(9)
سورة آل عمران- الآية (33).
(10)
في (ط) و (ك): "وأنت".
(11)
في (ط) و (ك): "ولكن انطلقوا".
(12)
كلمة "قال" ليست في (ط) و (ك).
(13)
من المعلوم أن هذا الكلام يجري يوم القيامة، فالمقصود من ذكر هذه الجملة التنويه بكونها منقبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي ذكرها -بهذا المعنى- في آخر الحديث.
(14)
قوله: "وعليهم أجمعين" ليست في (ط) و (ك)، وفي (م):"صلى الله عليه أجمعين"!؟
(15)
قوله: "تبارك وتعالى" ليست في (ط) و (ك).
(16)
هذه عبارة الأصل، وقد اضطربت العبارة في بقية النسخ، ففي (م):"فأنطلق فآتي جبريل، فيأتي إلى محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين فليشفع لكم إلى ربكم، قال فينطلق فيأتي جبريل ربه".
وفي (ط) و (ك): "فينطلق فأتى جبريل، فيأتي جبريل".
(17)
عبارة الثناء ليست في (ط) و (ك).
(18)
الضَّبْع: هو العضد، وقيل وسط العضد بلحمه، قيل: ويطلق على الإبط للمجاورة.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 192)، النهاية لابن الأثير (3/ 73)، القاموس المحيط للفيروزآبادي (ص: 956).
(19)
تكرر الجار والمجرور "عنه" في (ط).
(20)
في (ط) و (ك): "بالله".
(21)
قوله: "الله تبارك وتعالى" ليست في (ط) و (ك).
(22)
"قد" ليست في (ط) و (ك).
(23)
أى: ذريتي.
(24)
الجار والمجرور "بي" ليست في (ط) و (ك).
(25)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك).
(26)
في (ط) و (ك): "أمثاله".
(27)
في (ط) و (ك): "فذلك".
(28)
جاء في أوَّل الرواية أنه صلى الله عليه وسلم استمر جلوسه إلى العشاء، ولعل استمرار جلوسه صلى الله عليه وسلم كان لاستغراقه في التفكُّر فيما عرض عليه.
(29)
على هامش (ط) في هذا الموضع سماعٌ لم أتمكن من قراءته كاملًا لأن بعضه مبتور.
وهذا الحديث لم يخرجه مسلم، فهو من زوائد المصنَّف عليه.
وقد أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 185) من طريق روح بن عبادة عن أبي نعامة به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 4)، وابن أبي عاصم في السنة (ص: 335)، والبزار في مسنده -كما في البحر الزخار (1/ 149) -، وأبو بكر المروزي في مسند أبي بكر الصديق (ص: 48 - 49) وأبو يعلى في مسنده (1/ 57 - 58)، وابن خزيمة في التوحيد (735)، وابن حبان في صحيحه (8/ 134) كلهم من طرقٍ عن النضر بن شميل عن أبي نعامة العدوي به.
وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (438) من طريق الإمام أحمد به.
واختلف في درجة الحديث، فقال البزار عقب إخراجه للحديث:"وهذا الحديث فيه رجلان لا نعلمهما رويا إلا هذا الحديث: أبو هنيدة البراء بن نوفل، فإنا لا نعلم روى حديثًا غير هذا، وكذلك والان لا نعلم روى إلا هذا الحديث، على أن الحديث مع ما فيه من الإسناد الذي ذكرنا فقد رواه جماعة من جلة أهل العلم بالنقل واحتملوه".=
⦗ص: 228⦘
= وإخراج ابن خزيمة وابن حبان له تصحيح منهما للحديث، فقد اشترط ابن خزيمة صحة الإسناد في كتابه "التوحيد" كما ذكر ذلك في المقدمة (1/ 11) غير أنه استثنى ذلك في هذا الحديث فقال بعد ذكر ترجمة الباب:"إن صح الحديث"، ثم قال عقب الحديث:"وإنما استثنيت صحة الخبر في الباب لأني -في الوقت الذي ترجمت الباب- لم أكن أحفظ في ذلك الوقت عن والان خبرًا غير هذا الخبر، فقد روى عنه مالك بن عمير الحنفي غير أنه قال: العجلي، لا العدوي" ثم ذكر بإسناده عن مالك بن عمير عن والان أثرًا عن عبد الله في ذبيحة الغلام.
وأما ابن حبان فقد أخرج الحديث في صحيحه واستغربه فقال: "حدثنا عبد الله بن محمد الأزدي بخبر غريب" ثم ساق إسناده ومتنه وقال عقبه: "قال إسحاق أي: ابن راهويه: هذا من أشرف الحديث، وقد روى هذا الحديث عدة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا، منهم: حذيفة، وابن مسعود، وأبو هريرة وغيرهم". فكأنه يذهب إلى ثبوته مع استغرابه له، والله أعلم.
وأما الدارقطني فأعله بكونه جاء من طريق آخر عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُذكر فيه أبو بكر الصديق، ثم قال:"ووالان غير مشهور إلا في هذا الحديث، والحديث غير ثابت". العلل للدارقطني (1/ 191).
وتبعه ابن الجوزي في هذا الإعلال وقال: "ووالان مجهولٌ لا يعرف، قال أبو حاتم الرازي: والان مجهولٌ" ثم نقل كلام الدارقطني.
والظاهر أن ابن الجوزي رحمه الله وهم في النقل عن أبي حاتم، فإن ابنه ترجم لوالان العدوي ونقل فيه توثيق ابن معينٍ له، ولم يذكر قول أبيه هذا فيه، والذي جهَّله أبو حاتم إنما هو: والان المرادي أبو عروة وهو غير العدوي، فلعله اشتبه ذلك على ابن الجوزي.
وقال الهيثمي: "رواه أحمد، وأبو يعلى بنحوه، والبزار ورجالهم ثقات".=
⦗ص: 229⦘
= وحسن إسناده الشيخ الألباني في تعليقه على كتاب السنة لابن أبي عاصم.
وظهر لي -والله أعلم- أن الأولى التوقف في الحكم عليه لأننا كان رجَّحنا ثقة رواته إلا أن الأسانيد مدارها على أبي نعامة العدوي، وهو ممن اختلط قبل موته، ولم يتبيَّن من روى عنه قبل الاختلاط وبعده -كما سبق في ترجمته- والله أعلم بالصواب.
انظر: انظر: السنة لابن أبي عاصم (ص: 335)، الجرح والتعديل (9/ 43 - 44)، مجمع الزوائد للهيثمي (10/ 374 - 375).
فائدة الاستخراج:
زيادة حديث في الباب لا يوجد في الأصل المخرَّج عليه من هذا الطريق.
بَابُ
(1)
الدلَّيلِ علَى أن أولَ مَنْ يَستشفِعُ إِلَى الأنْبِيَاءِ وإلَى محمدٍ [صلَوَاتُ الله علَيهمْ أجْمعِيْنَ]
(2)
هُمْ المُؤْمِنُونَ لِيُرِيحهمْ الله مِنْ مَقَامِهمْ، وأن الشفاعةَ لِأَهْلِ النَّارِ بَعْهَ فَرَاغ الرب مِن القضاء
(1)
كلمة "باب" لم ترد في (ط) و (ك).
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
512 -
حدثنا الصغانيُّ، حدثنا رَوح بن عُبادة، ح
وَحَدثنا يونس بن حَبيب، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا هشام الدَّسْتَوَائيُّ
(2)
، عن قتادة
(3)
، عَن أنس بن مالكٍ أنَّ نَبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال: "يُجْمَعُ المؤمنونَ يومَ القيامةِ فَيهُمُّونَ
(4)
لذلك فيقولون: لو استَشْفَعْنَا
⦗ص: 231⦘
على
(5)
ربِّنا حتى يُرِيْحَنَا مِن مكانِنا هذا، فيأتونَ آدمَ فيَقُولون: يا آدمُ أنتَ أبو النَّاسِ خلقك الله بيدِهِ وَأَسْجَدَ لك ملائكتَه، وعلَّمكَ أسماءَ كُلِّ شيءٍ، اشْفَعْ لنا إلى ربِّنا حتى يُرِيْحَنا مِن مكانِنا هذا، فيقولُ: لستُ هناكم
(6)
، -ويذكر خَطِيئَتَهُ [التي]
(7)
أصاب- ولكن ائْتوا نوحًا أوَّلَ رَسُولٍ بعثَه الله تبارك وتعالى
(8)
.
فيأتون نوحًا فيقول: لستُ هناكم -وَيذكر خَطِيْئَتَهُ التي أصابَ- ولكن ائْتوا إبراهيمَ خليلَ الرَّحمن، فيأتون إبراهيمَ فيقول: لستُ هناكم -ويذكرُ لهم خَطَايا أصابَهَا- ولكن ائْتوا موسى: عبدًا آتاه الله التَّوراةَ وكَلَّمهُ تَكليمًا، فيأتون موسى فيقول: لستُ هناكم -ويذكر خَطِيْئَتَهُ التي أصَابَ- ولكن ائْتوا عيسى: عبد الله ورسولَهُ وكلمةَ الله وروحَهُ، فيأتون عيسى فيقولُ: لستُ هناكم، ولكن ائْتوا محمدًا صلى الله عليه وسلم: عبدًا غَفَرَ الله له ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ وما تأخَّرَ.
⦗ص: 232⦘
فَيَأْتُوني فأنطَلِقُ فأستأذِنُ على ربِّي فيُؤذَنُ لي، فإذا رأيتُ ربِّي وقعْتُ له ساجدًا، فَيَدَعُني ما شاءَ الله أن يَدَعَني، ثمَّ يقال لِي: ارفَعْ محمد
(9)
، قُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَأحْمِدُ
(10)
ربِّي بتحميدٍ يُعَلِّمُنِيْهِ ثمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لي حَدًّا فأُدْخِلُهم الجنَّة، ثمَّ أَرجعُ فإذَا رأيتُ رَبِّي وَقَعْتُ له ساجِدًا فَيَدَعُني مَا شاء الله أن يَدَعَني، ثمَّ يُقال لِي: ارفعْ؛ مُحمدُ، قُلْ يُسْمَعْ، وسَلْ تُعْطَه
(11)
، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأحْمِدُ ربِّي بتحميدٍ يُعَلِّمُنِيْهِ، ثمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لي حَدًّا فأُدْخِلُهم الجنَّةَ، ثمَّ أرجعُ فإذا رأيتُ ربِّي وقعْتُ ساجِدًا
(12)
فَيَدَعُني ما شاء الله أن يدعَني، ثمَّ يقال لي: ارفع؛ محمدُ، قل يُسْمَعْ، وسَلْ تُعْطَه، واشفَعْ تُشَفَّعْ، فَأحْمِدُ ربِّي بتَحْميدٍ يُعَلِّمُنِيْهِ، ثمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لي حَدًّا فأُدْخِلُهم الجنَّة، ثمَّ أرجعُ فأقول: يا ربِّ مَا بَقِيَ في النَّارِ إلا مَن حَبَسَهُ القُرآنُ -أي وجب عليه الخلودُ
(13)
-"
(14)
.
⦗ص: 233⦘
وَهَذا
(15)
لفظُ رَوحٍ، وَحَديثُهما قَريبٌ بعضُهُ من بعض.
(1)
الطيالسي، سليمان بن داود بن الجارود، والحديث في مسنده (ص: 268).
(2)
هشام بن أبي عبد الله سنبر الدَّستَوائي، أبو بكر البصري.
(3)
ابن دعامة بن قتادة السدوسي البصري، ثقة غير أن الحافظ جعله في المرتبة الثالثة من المدلسين، والحديث في الصحيحين كما سيأتي، انظر: ح (17).
(4)
هكذا هو في مسند أبي داود الطيالسي أيضًا: "فيهمُّون"، ويحتمل ضبطها أن يكون بفتح الياء وضم الهاء، أو بضم الياء وفتح الهاء؛ فعلى الأول يكون من همَّ بالأمر يَهُم: إذا عزم عليه، وعلى الثاني يكون من همَّه الأمر وأهمَّه إذا أقلقه وأحزنه.
ولفظ مسلم من طريق الدستوائي: "فيُلهَمُون"، وفي رواية سعيد بن أبي عروبة وغيره جاء بالشك فقال:"فَيَهْتَمُّون" أو قال: "يُلهمون"، قال النووي:"معنى اللفظتين متقارب، فمعنى الأولى أنهم يعتنون بسؤال الشفاعة وزوال الكرب الذي هم فيه، ومعنى الثانية أن الله تعالى يلهمهم سؤال ذلك". =
⦗ص: 231⦘
= انظر: النهاية لابن الأثير (5/ 274)، شرح مسلم للنووى (3/ 53)، المصباح المنير للفيومي (ص: 641)، القاموس المحيط للفيروزآبادي (ص: 1512).
(5)
في (ط) و (ك): "إلي".
(6)
قال النووي: "معناه: لست أهلًا لذلك". شرح صحيح مسلم (3/ 55).
وفي (ط) و (ك): "هناك" بدل "هناكم".
(7)
في الأصل و (م): "الذي"، وعليها في الأصل ضبة، وما أثبت من (ط) و (ك).
(8)
في (ط) و (ك): "أول الرسل بعثه الله".
(9)
في (م): "ارفع رأسك".
(10)
في (ط) و (ك): "فأحمد".
(11)
في (ط) و (ك): "تعطا".
(12)
في (ط): "له ساجدًا".
(13)
ولفظ البخاري: "إلا من حبسه ووجب عليه الخلود"، وفي رواية لمسلم (ح 322) في آخر الحديث:"قال ابن عبيد في روايته: قال قتادة: أي وجب عليه الخلود" كأنه مدرجٌ من قول قتادة، وقد جاء مرفوعًا في رواية البخاري كما سبق.
(14)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ =
⦗ص: 233⦘
= بِيَدَيَّ} (الفتح 13/ 403 ح 7410) عن معاذ بن فضالة عن هشام الدَّستوائي عن قتادة به.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب أدني أهل الجنة منزلة فيها (1/ 181 ح 324) عن محمد بن المثنى عن معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن قتادة به، وأخرجه أيضًا (ح 325) عن محمد بن المثنى وأبي غسان المسمعي كلاهما عن معاذ بن هشام عن أبيه ببعض الحديث.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلم بلفظ الحديث على ما قبله، وميَّز المصنِّف لفظ هذه الرواية.
(15)
في (ط) و (ك): "هذا" بدون واو العطف.
513 -
حدثَنا أبو أمية، ويوسف القاضي
(1)
قالا: حدثنا مسلم
(2)
، حَدثنا هشامٌ بإسنادِه [وذكر] نحوَهُ
(3)
.
(1)
يوسف بن يعقوب بن إبراهيم بن حماد بن زيد الأزدي مولاهم البغدادي.
(2)
ابن إبراهيم الأزدي الفراهيدي، أبو عمرو البصري.
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير- باب قول الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} (الفتح 8/ 10 ح 4476) عن مسلم بن إبراهيم عن هشام عن قتادة به، وآخر الحديث عنده:"إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود" قال أبو عبد الله: إلا من حبسه القرآن، يعني قول الله تعالى:{خَالِدِينَ فِيهَا} .
514 -
حَدثَنا أبو أمية، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
(1)
، حدثنا
⦗ص: 234⦘
محمد بن بِشرٍ
(2)
، عن سعيد بن أبي عَروبةَ
(3)
، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ أنَّ نَبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَجتَمعُ المؤمنونَ يومَ القيامةِ فيقولونَ: لو اسْتَشْفَعْنَا على رَبّنا -ويُلْهَمونَ ذلكَ- فَأراحَنَا مِن مَكانِنَا هذا، فيأتون آدمَ
…
".
وذكر الحديثَ بطوله [بمثله]
(4)
.
(1)
اسمه عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي مولاهم الكوفي، والحديث في مصنَّفه =
⦗ص: 234⦘
= (11/ 450).
(2)
ابن الفُرافصة بن المختار العبدي، أبو عبد الله الكوفي.
(3)
مهران اليشكري مولاهم، أبو النضر البصري، ثقة لكنه اختلط قبل موته بعشر سنين -انظر: ح (17) -، ونقل الحافظ ابن رجب عن الإمام أحمد أنه قال:"سماع محمد بن بشر من ابن أبي عروبة جيد".
وقد تابعه أيضًا عدة ممن رووا عن سعيد قبل الاختلاط كما سيأتي في تخريج الحديث، وفي الإسناد الآتي عند المصنّف، والحديث في الصحيحين.
انظر: شرح علل الترمذي لابن رجب الجنبلي (743).
(4)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير- باب قول الله: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} (الفتح 8/ 10 ح 4476) من طريق يزيد بن زُريع.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب أدني أهل الجنة منزلة فيها (1/ 181 ح 323) من طريق محمد بن أبي عدي كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به.
فائدة الاستخراج:
في إسناد المصنِّف بيان: سعيد بن أبي عروة، وجاء عند مسلم مهملًا.
515 -
(حدثنا يوسف القاضي
(1)
، حدثنا محمد بن أبي بكر
⦗ص: 235⦘
المقدَّميُّ
(2)
حدثنا يحيى القطان، حدثنا سعيدُ بن أبي عَروبةَ بإسنادِهِ بطولِهِ)
(3)
.
(1)
يوسف بن يعقوب بن إبراهيم بن حماد بن زيد الأزدي مولاهم البغدادي.
(2)
هو: محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدَّم المقدَّمي، أبو عبد الله الثقفي مولاهم البصري.
(3)
أخرجه الإمام أحمد في المسند (3/ 116) عن يحيى القطان عن ابن أبي عروبة عن قتادة به.
516 -
حدثنا يوسف القاضي، حدثنا محمد بن أبي بكر [المقدَّمي]
(1)
، حدثنا المعتمر
(2)
، عن أبيهِ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ
(3)
وذكرَ الحديثَ
(4)
.
(1)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(2)
ابن سليمان بن طرخان التيمي، أبو محمد البصري.
(3)
قوله: "ابن مالك" لم ترد في (ط) و (ك).
(4)
لم يخرجه مسلم من هذا الطريق، وإنما له طريقٌ أخرى فقد أخرجه في كتاب الإيمان -باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (1/ 801 ح 222) عن أبي كامل الجحدري ومحمد بن عبيد الغُبَري كلاهما عن أبي عوانة الوضاح اليشكري عن قتادة به.
وأما من الطريق التي ساقها المصنِّف فأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"(605) عن أحمد بن المقدام العجلي عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن قتادة به.
517 -
حدثنا حمدانُ بن عليٍّ الوَرَّاق
(1)
، وأبو أمية قالا: حدثنا أبو نُعيم الفضل بن دُكَين، حدثنا أبو عاصم محمد بن أبي أيُّوبَ الثَّقَفِيُّ، ح
وحدثَنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدثنا سعيدُ بن سليمان
(2)
، عن
⦗ص: 236⦘
عبد الواحد بن سُلَيم البصريُّ
(3)
قالا: حدثنا يزيد بن صُهيبٍ الفقِير
(4)
قال: كنتُ قد شَغَفَنِي رَأْيٌ
(5)
مِن رَأْيِ الخَوارجِ
(6)
، كنتُ رَجُلًا شَابا فخرجنا
⦗ص: 238⦘
في عِصَابَةٍ ذَوِي عَددٍ يزيد أن نَحُجَّ، ثمَّ نَخْرُج على النَّاسِ.
قال: فمَرَرْنَا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدِّثُ القومَ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم جَالسٌ إلى سَاريةٍ، وإذا هوَ قد ذكره الجَهَنَّمِيِّيْنَ
(7)
، فقلتُ لَهُ: يا أصحابَ
(8)
رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(9)
ما هذا الذي تُحَدِّثون؟ واللهُ يقولُ: {إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ}
(10)
و {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}
(11)
فما هذا الذي تقولون؟ قال: فقال
(12)
: أيْ بُنيَّ أتقرأ القُرآنَ؟ قلتُ: نعَم. قال: فهل سمِعتم
(13)
بمقام محمدٍ المحمود الذي يَبْعَثُهُ الله فيه؟ قلتُ: نَعَم. قال: فإنه مقام محمدٍ المحمود
(14)
الذي يُخْرِج الله به مَن يُخْرِج مِن النَّار.
قال: ثمّ نعتَ وَضْعَ الصِّراطِ ومَرَّ النَّاسِ عليه، قال: فأَخَافُ أن لا أكونَ حفِظتُ ذاك
(15)
غيرَ أنَّه قد زَعَمَ أن قومًا يَخْرُجونَ مِن النَّار بعدَ
⦗ص: 239⦘
أن يكونوا فيها.
قال: فَيَخْرُجونَ كأنَّهم عيدَانُ السَّماسمِ
(16)
.
قالَ: فَيُدخَلُون نَهرًا مِن أنهار الجنَّة فيغتسلون فيه فيَخْرُجُونَ كأنَّهم القَرَاطيسُ البِيض. قال: فرجعنا فقلنا: وَيْحَكم أترونَ هذا الشيخَ يكذِبُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فَرَجَعْنَا، ووَاللهِ ما خرَج منا رجلٌ غيرُ واحد.
هذا لفظ أبي عاصم، وقال عبد الواحد بن سُلَيمٍ في آخر حَديثه: قال جَابر: الشَّفاعَةُ بَيِّنَةٌ في كتابِ الله: {مَا سَلَكَكُمْ في سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)}
(17)
.
(1)
هو: محمد بن علي بن ميمون البغدادي، أبو جعفر الوراق، وحمدان لقبه.
(2)
الضبي، أبو عثمان الواسطي البزاز.
(3)
المالكي، ضعفه ابن معين، وقال الإمام أحمد:"حديثه حديثٌ منكر، وأحاديثه موضوعة"، وقال البخاري:"فيه نظر"، وضعفه يعقوب بن سفيان الفسوي، والنسائي، والعقيلي وغيرهم.
وقال أبو حاتم: "شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات، وتعجَّب الذهبي من ذلك.
وقال الحافظ ابن حجر: "ضعيف".
وقد تابعه أبو عاصم الثقفي في هذا الإسناد فالاعتماد عليه.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (6/ 92 في ترجمة عبادة بن الصامت)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص: 163)، الضعفاء للعقيلي (3/ 53)، الجرح والتعديل (6/ 21)، الثقات لابن حبان (7/ 123)، الكامل لابن عدي (5/ 1938)، تهذيب الكمال (18/ 455) الميزان للذهبي (3/ 673)، تهذيب التهذيب (6/ 381)، التقريب لابن حجر (4241).
(4)
أبو عثمان الكوفي، ونسبته بالفقير ليس إلى الفقر، بل لأنه أصيب في فقار ظهره، فكان يألم منه حتى ينحني له.
انظر: كشف النقاب لابن الجوزي (354)، علوم الحديث لابن الصلاح (ص: 636).
(5)
وهذا الرأي كما يظهر من السياق هو القول بتخليد أصحاب الكبائر في النار، وأن من دخل النار لا يخرج منها، وذكر النووي معنى هذا في شرحه لصحيح مسلم.
انظر: شرح مسلم للنووي (3/ 50).
(6)
قال الشهرستاني: "كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجيًّا، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين، أو كان بعدهم =
⦗ص: 237⦘
= على التابعين بإحسان، والأئمة في كل زمان".
وكان أساسهم ومنبت فكرهم ذا الخويصرة التميمي الذي اعترض على النبي صلى الله عليه وسلم في قسمة غنائم حنين فقال: "اتق الله يا محمد" فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "من يطع الله إذا عصيت؟ أيأمنني الله على أهل الأرض ولا تأمنوني؟ "، ثم قال:"إن من ضئضئ هذا قومٌ يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرميَّة، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنَّهم قتل عادٍ". أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} (الفتح 6/ 433 ح 3344). وانظر أيضًا صحيح مسلم -كتاب الزكاة- باب ذكر الخوارج وصفاتهم (3/ 740 - 750).
وأول ظهورهم كان في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسُمُّوا بالخوارج لخروجهم عليه سنة 37 هـ، وسمُّوا أيضًا بالشُّراة، وبالمُحَكِّمة، وبالحرورية، وهم من أوائل الفرق البدعية التي ظهرت في الإسلام، وأذاقوا المسلمين الويلات، وكانوا سببًا في كثير من الفتن، والانشقاق ومفارقة الجماعة، وقد افترقوا إلى فرقٍ كثيرة، ومن أهم مقالاتهم القول بتخليد أصحاب الكبائر في النار، وأن من دخل النار لا يخرج منها، وإنكارهم الشفاعة يوم القيامة وغير ذلك.
قال الشهرستاني: "ويجمعهم القول بالتبري من عثمان وعليٍّ رضي الله عنهما، ويقدمون ذلك على كلِّ طاعة، ولا يصححون المناكحات إلا على ذلك، ويكفرون أصحاب الكبائر، ويرون الخروج على الإمام إذا خالف السُّنَّة حقًّا واجبًا".
انظر حول الخوارج وظهورهم وفرقهم ومقالاتهم:
تاريخ ابن جرير الطبري (3/ 105 وما بعدها)، مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري (ص: 64 و 164 وما بعدها)، الملل والنحل للشهرستاني (1/ 131 - 161)، دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين (الخوارج والشيعة) للدكتور أحمد محمد جلي (ص: 51 وما بعدها).
(7)
في (ط) و (ك): "الجهنَّميون".
(8)
في (ط) و (ك): "يا صاحب"، وهي رواية مسلم.
(9)
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست في (ط) و (ك).
(10)
سورة آل عمران- الآية (192).
(11)
سورة السجدة- الآية (20).
(12)
كلمة: "فقال" لم ترد في (ط) و (ك).
(13)
في (ط) و (ك): "أسمعتم".
(14)
في (ط) و (ك): "محمود" بدون تعريف.
(15)
في (م): "ذلك".
(16)
قال ابن الأثير: "هكذا يُروى في كتاب مسلم على اختلاف طرقه ونسخه، فإن صحَّت الرواية بها فمعناه -والله أعلم- أن السَّماسم جمع سمسم، وعيدانه تراها -إذا قُلعت وتُركت ليؤخذ حبُّها- دِقاقًا سودًا كأنها محترقة، فشُبِّه بها هؤلاء الذين يخرجون من النار وقد امتحشوا، وطالما تطلَّبت معنى هذه الكلمة، وسألت عنها فلم أر شافيًا، ولا أُجبتُ فيها بمقنع، وما أشبه أن تكون هذه اللفظة محرَّفة، وربما كانت: "كأنهم عيدان الساسم" وهو خشب أسود كالآبنوس، والله أعلم". واختار النووي رحمه الله أنه السمسم على ما بيَّنه ابن الأثير.
انظر: النهاية لابن الأثير (400)، شرح مسلم للنووي (3/ 51 - 52).
(17)
الآيات من سورة المدثِّر، والحديث أخرجه مسلمٌ في كتاب الإيمان -باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (1/ 179 ح 230) عن حجاج بن الشاعر عن أبي نعيم الفضل بن دكين، به.=
⦗ص: 240⦘
= وأخرجه (ح 319) عن حجاجٍ عن أبي أحمد الزبيري عن قيس العنبري عن يزيد الفقير به.
وبهامش الأصل في هذا الموضع النص التالي: "آخر الجزء الثاني، وأول الجزء الثالث.
فائدة الاستخراج:
1 -
في إسناد المصنِّف بيان نسبة أبي عاصم محمد بن أبي أيوب، وبيان اسم أبي صهيب الفقير، وورد عند مسلم بدونهما.
2 -
استشهاد جابر رضي الله عنه بالآيات من سورة المدثر في آخر الحديث ليس عند مسلم.
بَابُ
(1)
الدَّلِيْلِ علَى أن الشفاعَةَ لِمَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلَّا الله وَكانَ في قَلْبِهِ شيءٌ مِنَ الخَيْرِ، وأنهُ لا تُحرِقُ النُّارُ صورَهُمْ وَأن الشفاعَةَ لا تَنفع مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلَّا الله ولمْ
(2)
يَكُنْ في قَلْبِهِ مِنَ الخيْرِ شيء
(3)
(1)
في (ط) و (ك): "بيان" بدل "باب".
(2)
في (م): "ولمن".
(3)
هذه الجملة الأخيرة تصدق على المنافقين الذين يبطنون الكفر، ويظهرون الإسلام، وهم المنافقون نفاقًا اعتقاديًّا.
518 -
حَدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، وأبو أُمية، والصاغاني قالوا: حدثنا جَعفر بن عَوْنٍ، أخبرنا هشامُ بن سَعد، عن زيد بن أسلَمَ، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخُدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا خَلص المؤمنون مِن النارِ وأمنوا، فوَالذي نفسي بيدهِ ما أَحَدٌ نَاشَدَ
(1)
مُناشَدَةً -في الحق يُريد
(2)
مُضِيًّا له- من المؤمنين في إخوانِهم إذا رأوهم قَد خَلَصُوا مِن النَّار يقولون: أَيْ ربنا إخواننا، إخواننا
(3)
كانوا يُصَلُّون معنا وَيَصُومون معنا
(4)
ويَحُجُّون مَعَنا وَيُجاهدون
⦗ص: 242⦘
مَعَنا، قد أَخَذَتْهُمْ النَّارُ.
فيقول: اذهَبُوا فَمَن عَرَفتم صورتَهُ فأخرِجُوه، وَتُحرَّمُ صُورُهم
(5)
على النار فَيَجدون الرجلَ قد أخذَتْهُ النارُ إلى قدميه، وإلى أنصافِ ساقيه، وإلى ركبتيه، وإلى حَقوِهِ
(6)
، فيُخرِجون مِنها بشرًا كثيرًا، ثم يعودون فيتكلمون، فيقول: اذهَبُوا فمَن وجدتم في قلبِهِ مثقالَ قيراط مِن خيرٍ
(7)
فأَخرِجوه، فيُخْرِجون مِنها بشرًا كثيرًا، ثم يعودون فيتكلمون فيقول: اذهَبُوا فمَن وجدتم فيه -أو قال: في قلبِهِ- نصف قيراط خيرٍ -أو قال: مثقال نصف قيراط خير- فأخرِجوه، فيُخرِجون مِنها بشرًا كثيرًا، ثم يعودون فيتكلمون فلا يزال يقول ذلك لهم حتى يقول: اذهَبُوا فأخرِجوا مَن وجدتم في قلبه
(8)
ذرَّةً مِن خير فأَخرِجوه.
فكانَ أبو سعيد إذا حدث إذا الحديث يقول: إن لم تُصَدِّقوا فاقرؤوا: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ
⦗ص: 243⦘
أَجْرًا عَظِيمًا (40)}
(9)
.
فيقولونَ: ربنا لم نذر فيها خيرًا، فيقول: قد شَفَعَت الملائكة، وشَفَعَ
(10)
الأنبياء وشَفَعَ المؤمنونَ فهل بَقِيَ إلا أرحم الراحمين؟
قال: فيأخُذ قَبْضَةً مِن النَّار فيُخْرِجُ قَومًا قد عادُوا حُمَمَةً
(11)
لم يعملوا له عملَ خيرٍ قط، فيُطْرَحُونَ في نهرٍ من أفوارِ
(12)
الجنَّةِ يقال
(13)
له: نهر الحياة، فَيَنْبُتُونَ فيه -وَالذي نفسي بيدِهِ- كما تَنْبُتُ الحبَّة في حَمِيلِ السَّيْل ألم تروْنَها
(14)
وَمَا يَليْها من الظِّل
⦗ص: 244⦘
أُصَيْفِرَ وما يليها من الشَّمس أُخَيْضِرَ".
قُلنا: يا رسولَ الله كأنك كُنتَ في الماشيةِ
(15)
.
فينبتُون
(16)
كذلك فيخرجُون منهُ مثل اللؤلؤ فتُجْعَل في أعْنَاقِهم الخَوَاتيم، ثمَّ يُرْسَلُونَ في الجنَّةِ يقولون: هؤلاء الجَهَنَّمِيُّونَ، هؤلاء الذين أخرجَهم الله مِن النَّار بغيرِ عَمَلٍ عمِلوه ولا خيرٍ قَدَّمُوه، يَقول الله تبارك وتعالى
(17)
لهم: خُذوا فلكم ما أَخَذْتُم، فيأخذون حتى ينتهوا، ثمَّ يقُولُونَ: رَبَّنا أعْطَيْتَنا ما لم تُعْطِ أحدًا مِن العَالمينَ، فيقول الله تبارك وتعالى
(18)
: فإني أَعْطَيتُكم أفضَلَ مما أَخَذْتُم، فيقولون: ربنا وَما أفضل
(19)
مما أخذنا؟ فيقول: رِضْوَاني، فلا أَسْخَطُ عليكم أبدًا"
(20)
.
(1)
في (م): "ناشده"، وفي (ك):"بأشد" ولعله الصواب، وفي صحيح مسلم: "ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استيفاء الحق من المؤمنين لله
…
".
(2)
كذا في الأصل و (م) و (ك)، وعليها في الأصل ضبة، وفي (ط):"بربِّه" ولعله سبق قلم.
(3)
كلمة "إخواننا" الثانية عليها في الأصل ضبة، وفي (ط) و (ك) وردت مرة واحدة فقط.
(4)
قوله: "ويصومون معنا" سقط من (ط).
(5)
في (ط) و (ك): "صورتهم".
(6)
في (ط) و (ك): "حقويه"، والحقو: معقد الإزار من الخَصْر، وقد يسمى الإزار حقوًا للمجاورة.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 46)، النهاية لابن الأثير (1/ 417).
(7)
المراد بالخير هنا: الإيمان بخصوصه بدليل ما ورد في الرواية الآتية برقم (523)، ولكون الإيمان محله القلب.
(8)
في (ط) و (ك) في هذا الموضع زيادة: "مثقال".
(9)
سورة النساء- الآية (40).
(10)
في (ط) و (ك): "وشفعت".
(11)
واحدة الحُمَم وهو الفَحم، والمراد أنهم قد اسودُّوا من الاحتراق في النار حتى صاروا مثل الفحم في سواده، والله أعلم.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 194)، النهاية لابن الأثير (1/ 444).
(12)
كذا في الأصل -وعليها ضبة- و (م)، وفي (ك) صورتها:"أنوار" وتحتمل أن تكون كما في الأصل، وكانت في (ط):"أنهار" فضُرب عليها وأصلحت في الهامش كما يظهر، والهامش غير واضح، وفي صحيح مسلم:"أفواه".
قال النووي: "جمع فُوَّهة بضم الفاء وتشديد الواو المفتوحة، وهو جمع سمع من العرب على غير قياس، وأفواه الأزقة والأنهار: أوائلها".
انظر: شرح مسلم للنووي (3/ 32).
(13)
في (م): "ويقال".
(14)
في (ط) و (ك): "تروها".
(15)
وفي رواية آتية (ح 527): "كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالبادية"، وأطلقت الماشية على البادية لكونها أكثر ما توجد فيها، والماشية هي: المال من الإبل والغنم وكذلك البقر.
انظر: المصباح المنير للفيومي (ص: 574).
(16)
في (ط) و (ك): "قال: فينبتون".
(17)
عبارة الثناء ليست في (ط) و (ك).
(18)
عبارة الثناء ليست في (ط) و (ك).
(19)
هذه الكلمة تصحفت في (م) إلى: "ولما فضل".
(20)
تقدم بعض هذا الحديث بهذا الإسناد برقم (498) فانظر هناك الكلام على إسناده وبعض غريبه وتخريجه هناك.
519 -
حَدثَنا يوسف القاضي
(1)
، حدثنا محمد بن عبيد
(2)
، حدثنا
⦗ص: 245⦘
محمد بن ثور
(3)
، عن معمر
(4)
، عن زيد بن أسلم بإسنادِهِ نحوَه
(5)
.
(1)
يوسف بن يعقوب بن إبراهيم بن حماد بن زيد الأزدي مولاهم البغدادي.
(2)
ابن حِسَاب -بكسر الحاء وتخفيف السين المهملتين -الغُبَري- بضم المعجمة وتخفيف =
⦗ص: 245⦘
= الموحدة المفتوحة- البصري. التقريب (6115).
(3)
الصنعاني اليماني.
(4)
ابن راشد الأزدي مولاهم، أبو عروة البصري.
(5)
في (ط) و (ك): "بنحوه" بدل "بإسناده نحوه".
والحديث أخرجه الترمذي في سننه -كتاب صفة جهنم- بابٌ منه (10)(4/ 714 ح 2598) من طريق عبد الرزاق، عن معمر به.
وهو في مصنَّف عبد الرزاق (11/ 409) مطوَّل في حديث شفاعة المؤمنين لإخوانهم.
520 -
حدثنا محمَّد بن حَيُّوْيَه، حدثنا سليمان بن حَرب، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا معبد بن هلال
(1)
قال: اجتمَعْنَا -ناسٌ
(2)
مِن أهلِ البصرةِ- فانطَلَقْنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معَنا بثابتٍ البُناني يسأله لنا عن حديثِ الشفاعَة
…
وَسَاق الحديثَ بطُوْلِهِ وقال: خرجْنا مِن عندِهِ فلما كنا بِظَهْرِ الجَبَّانِ قلنا: لو مِلنا إلى الحسنِ فَسَلَّمنا عليه، وهوَ مُسْتَخْفٍ في دارِ أبي خَليفة، فَدَخلنا عليه فَحَدَّثْناهُ
(3)
الحديثَ فقال: قد حدَّثَنَاه منذُ عشرينَ سنةً، ولقد تَرك شيئًا ما أدري أنسِيَ الشيخُ أم كرِهَ أن يُحدِّثَكم فَتَتَّكِلوا؟
قلنا له: حَدِّثْنا، فقال: قال -يَعني النبي صلى الله عليه وسلم: "ثم أَرجِع إلى ربِّي
⦗ص: 246⦘
في الرابعة فأحمَدَه بتلك المحامدِ ثم أَخِرُّ له ساجدًا فيقال: يا محمدُ؛ ارفع، وقل يُسمع لك، وسل تعطى
(4)
، واشفَعْ تُشَفَّعْ، فأقول: يا ربِّ ائْذَنِ لي فِيْمَنْ قال: لا إله إلا الله، قال: ليسَ ذاك لك -أو قال: ليس ذاك إليك- ولكن وعِزَّتِي وكِبريائي وعَظَمَتِي لأُخْرِجَنَّ مَنْ قال: لا إلهَ إلا الله".
قال: فأشْهَدُ على الحسنِ أنه حَدثنا أنه سمعَ أنسَ بن مالك
(5)
.
(1)
وقع في (ط): "سعيد بن هلال" ولكن ضُرِب على كلمة "سعيد" بالقلم.
(2)
"ناسٌ" مرفوع بدل من الضمير "نا" الفاعلين في اجتمعنا.
(3)
في (م): "فحدثنا".
(4)
كذا في جميع النسخ، ولعلها على إشباع الحركة.
(5)
سبق هذا الحديث بإسناده ومتنه برقم (63).
521 -
حدثنا يوسف بن مُسَلَّم، حدثنا حجاج
(1)
، حدثني شعبة، ح
وحدثنا عمارُ بن رجاءٍ، حدثنا أبو دَاود
(2)
، حدثنا شعبَةُ، ح
وحَدثنا الصاغاني، حدثنا الأسود بن عامر
(3)
، أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَخرِجوا مِن النَّارِ مَن قال: لا إلهَ إلا الله، وَمَن كان في قلبِهِ مِن الخيرِ ما يزِن بُرَّة
(4)
، أخْرِجوا مِن النَّارِ مَن قالَ: لا إلهَ إلا الله مَن
(5)
كان في قلبِهِ مِن الخيرِ ما يزِن شَعِيرة،
⦗ص: 247⦘
أخرِجُوا مِن النَّارِ مَن قالَ: لا إلهَ إلا الله، مَن
(6)
كان في قلبِهِ مِن الخيرِ ما يَزِن ذَرَّة"
(7)
.
(1)
ابن محمد المصيصي الأعور، أبو محمد.
(2)
الطيالسي، والحديث في مسنده (ص: 265) وقال فيه: حدثنا شعبة وهشام عن قتادة.
(3)
الشامي، أبو عبد الرحمن، نزيل بغداد، يلقَّب بـ "شاذان".
(4)
ما بين النجمين سقط من (م).
(5)
في (ط) و (ك): "ومن".
(6)
في (ط) و (ك): "ومن".
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (1/ 182 ح 325) من طريق يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي وشعبة عن قتادة به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (3/ 276) عن محمد بن جعفر وحجاج المصيصي كلاهما عن شعبة عن قتادة به.
522 -
حَدثَنا محمد بن يحيى، حدثنا عبد الصمد
(1)
، حدثنا هشام
(2)
، ح
وحدثنا الصاغاني، وعَباس بن مُحمد قالا: حدثنا سعيد بن عامر
(3)
، حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يَخْرُجُ مِن النَّارِ مَن قالَ: لا إلهَ إلا الله وفي قلبهِ وزن شعيرة مِن الخير ويَخْرُجُ مِن النَّارِ مَن قالَ: لا إلهَ إلا الله وفي قلبه وزن بُرَّةٍ مِن الخير
(4)
، ويَخْرُجُ مِن النارِ مَن قالَ: لا إلهَ إلا الله وفي قلبهِ وزنُ ذَرّةٍ"
(5)
.
⦗ص: 248⦘
هشام قال
(6)
: ذَرَّة، وشعبة قال: بُرَّة.
(1)
ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري مولاهم، أبو سعيد البصري.
(2)
ابن أبي عبد الله سنبر الدَّستوائي.
(3)
الضُّبَعي، أبو محمد البصري.
(4)
ما بين النجمين سقط من (م).
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الإيمان- باب زيادة الإيمان ونقصانه (الفتح 1/ 127 ح 44) عن مسلم بن إبراهيم عن هشام عن قتادة به. =
⦗ص: 248⦘
= وقد سبق الحديث برقم (512 - 516) فينظر بقية تخريجه هناك.
(6)
في (ط) و (ك): "قال هشام: قال: ذرة، وقال شعبة: قال برة".
523 -
حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني
(1)
، والربيع بن سليمان
(2)
، ويونس بن عبد الأعلى قالا
(3)
: حدثنا ابن وهب
(4)
، وقال يونس: أخبرنا ابن وهب، أخبرنا
(5)
مالك، عن عَمرو بن يحيى بن عُمارة
(6)
، أخبرنا
(7)
أبي، عن أبي سعيدٍ الخُدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يُدخِلُ الله أهلَ الجنةِ الجنَّةَ، يُدخِلُ مَن يشاء برحمتِهِ، ويُدخل أهلَ النَّارِ النَّارَ، ثم يقول: انظُروا مَن وجدتم في قلبِهِ مثقالُ حبة مِن خردلٍ مِن إيمانٍ فأَخْرِجُوه، فيُخرَجون منها حُمَمًا قد امتَحَشُوا
(8)
فَيُلْقَون في نهرِ الحياةِ -أو الحَيَا
(9)
- فيَنْبُتُونَ فيه كما تَنْبُتُ الحبَّةُ إلى جانب السَّيل".
⦗ص: 249⦘
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(10)
: "أَلَم تروها كيف تخرُج صفراء مُلتَويةً؟ "
(11)
.
(1)
نسبته "العسقلاني" لم ترد في (ط) و (ك).
(2)
ابن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري.
(3)
كان في الأصل "قالوا" ثم أُصلحت بالقلم إلى: "قالا"، وفي النسخ الأخرى:"قالا" وهو الصواب، وألف التثنية تعود لعيسى والربيع، وأما يونس فسيأتي لفظ أدائه بعد هذا مباشرة.
(4)
قوله: "ابن وهب" ليست في (ط) و (ك).
(5)
في (ط) و (ك): "أخبرني"، والحديث لم أجده في الموطأ للإمام مالك.
(6)
ابن أبي حسن الأنصاري المازني المدني.
(7)
في (ط) و (ك): "أخبرني".
(8)
في (ك): "امتشحوا".
(9)
في (ط) و (ك): "أو نهر الحيا".
(10)
في (ط) و (ك): "قال عليه السلام".
(11)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار (1/ 172 ح 304) عن هارون بن سعيد الأيلي عن ابن وهب عن مالك به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(805) من طريق الربيع بن سليمان -شيخ المصنِّف- عن ابن وهبٍ عن مالك به.
524 -
حدثنا إسماعيل القاضي
(1)
، حدثنا ابن أبي أويس
(2)
، حدثنا مالكٌ مثلَه
(3)
.
(1)
إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي مولاهم البصري.
(2)
إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي، أبو عبد الله المدني، متكلم فيه، وقد أخرج له البخاري من صحيح حديثه كما سبق في (ح 54)، وهذا مما أخرجه البخاري عنه.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الإيمان- باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال (الفتح 1/ 91 ح 22) عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك به.
525 -
حَدثنا ابن أبي الحُنَين
(1)
، حدثنا مُعَلَّى بن أسد
(2)
، حدثنا وُهَيبٌ
(3)
، عن عَمرو بن يحيى، عن أبيه، عَن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
⦗ص: 250⦘
"إذا دَخلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ وأهلُ النَّارِ النَّارَ قالَ الله تبارك وتعالى
(4)
: مَن كانَ في قلبِهِ مثقالُ حبةٍ مِن خَيرٍ فأَخْرِجُوه، فَيُخْرَجُونَ قد امتَحَشُوا
(5)
وعَادُوا حُمَمًا، قال: فَيُلْقَونَ في نهرٍ يقال له: نَهر الحياة، فيَنْبُتُون كما تَنْبُتُ الحبَّةُ في حَمِيل السَّيل -أو حَمِيَّة السَّيلِ". عَمرو شكَّ
(6)
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا ترونها تَنْبُتُ صَفراء مُلْتَويةً؟ "
(7)
.
(1)
محمد بن الحسين بن موسى ابن أبي الحنين الكوفي، أبو جعفر الكوفي، المعروف بالحنيني.
(2)
العَمِّي، أبو الهيثم البصري.
(3)
ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم، أبو بكر البصري.
(4)
عبارة الثناء لم ترد في (ط) و (ك).
(5)
في (ك): "امتشحوا".
(6)
في (ط) و (ك): "شكَّ عمرو".
(7)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار (الفتح 11/ 424 ح 6560) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي عن وهيبٍ عن عمرو بن يحيى به.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار (1/ 172 ح 305) عن ابن أبي شيبة عن عفان عن وهيب، وعن حجاج الشاعر عن عمرو بن عون عن خالد الواسطي كلاهما عن عمرو بن يحيى به.
فائدة الاستخراج:
لم يذكر مسلم لفظ الحديث تامًّا بل أحال بالباقي على ما قبله، وقد أتمه المصنِّف.
بَابُ
(1)
صفَةِ أهْلِ النَّارِ المخلَّدُونَ
(2)
فِيْها، وَأَنهُ يُلْقَى فِيْها وَتَقُوْلُ: هَلْ مِنْ مزيد، حَتى يضعَ الله فِيْبها قَدمَهُ
(3)
، وأن أهْلَ النَّار يدخُلُوْن ثم يَخْرُجُونَ
(4)
فَيُعْرَضُوا
(5)
علَى رَبهمْ، وَصفَةِ خَلْقِ آدم عليه السلام
-
(6)
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
في (م): "والمخلدون"، والمخلَّدون: خبر لمبتدأ محذوفٍ تقديره: "وهم".
(3)
في (ط) و (ك): "حتى يضع الربُّ تبارك وتعالى قدمه فيها".
(4)
في (ط) و (ك): "يدخلونها ثم يخرجوا"، والمقصود بـ "أهل النار" هنا هم المؤمنون منهم كما دلَّ عليه أول حديث، لا مطلق أهل النار من الكفار كما بيَّنه الحديث المذكور.
(5)
هذا التعبير جاء على لغة صحيحة فصيحة كما سبق التنبيه عليه في حديث: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا
…
" برقم (151).
(6)
قوله: "عليه السلام" ليست في (ط) و (ك).
526 -
حدثنا سعيد بن مسعود المروزي، أخبرنا النَّضْر بن شُميل، حدثنا شعبة، عن أبي مسلمةَ
(1)
، عن أبي نَضْرة
(2)
، عن أبي سعيدٍ الخُدري عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "أمَّا أهلُ النَّار الذين هم أهلُها لا يموتون فيها ولا يَحْيَون ولكنها تُصيب أقوامًا بذنوبهم وخَطاياهم، فإذا صاروا فَحَمًا أُذِنَ في الشفاعةِ فأُخْرِجُوا ضَبَائرَ ضَبائرَ
(3)
، فَبُثُوا على
(4)
أنهار الجنَّة،
⦗ص: 252⦘
فيُنَادي منادٍ: يا أهلَ الجنَّة أَهْرِيقوا عليهم من الماء، فيَنْبُتُونَ كما تَنْبُتُ الحبَّة في حَمِيل السَّيل"
(5)
.
(1)
سعيد بن يزيد بن مسلمة الأزدي البصري القصير.
(2)
المنذر بن مالك بن قُطَعة العبدي العَوَقي البصري.
(3)
أي: جماعات، وقيل: جماعات في تفرقة.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 72)، النهاية لابن الأثير (3/ 71).
(4)
حرف الجر "على" سقط من (م).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار (1/ 173 ح 307) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي مسلمة به.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلم بلفظ الحديث ولم يذكره، وميَّز المصنِّف لفظ هذه الرواية.
527 -
حَدثَنا حمَدان السُّلَمي
(1)
، حدثنا مسدد، حدثنا بشر بن المفَضَّل
(2)
، حدثنا أبو مَسلمة بإسناده بنحوه، قال: قال
(3)
رجلٌ من القومَ: كَأَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالبادية
(4)
.
(1)
أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي، أبو الحسن النيسابوري.
(2)
وقع في (م): "مسدد بن بشر بن المفضل" وهو خطأ.
(3)
في (ط) و (ك): "فقال".
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار (1/ 172 ح 306) عن نصر بن علي الجهضمي عن بشر بن المفضل عن أبي مسلمة به بأتم من لفظ المصنِّف.
528 -
حَدثنا يزيد بن سِنان، حدثنا إسماعيل بن حَكيم
(1)
، حدثنا
⦗ص: 253⦘
سليمانُ التَّيميُّ
(2)
أخبرنا أبو نَضْرة، عن أبي سعيدٍ الخدري
(3)
عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه
(4)
.
(1)
البصري، ذكره ابن أبي حاتم وقال:"الخزاعي صاحب الزيادي" ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا وذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام" وقال: "صاحب الزيادي، بصري"، وقال:"ذكره ابن أبي حاتم ولم يضعِّفه" ولم يذكرا يزيد بن سنان في تلاميذه ولا سليمان التيمي في شيوخه، ولكن ما ذكراه من التلاميذ والشيوخ في ترجمته طبقاتهم متقاربة من طبقة تلميذه وشيخه هنا، وذكره المزي في شيوخ يزيد بن سنان. =
⦗ص: 253⦘
= وقد توبع كما في الإسناد الآتي، وكما سيأتي في التخريج.
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (165)، تهذيب الكمال للمزي (3253)، تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 191 - 200 / ص: 104).
(2)
سليمان بن طرخان التيمي، أبو المعتمر البصري.
(3)
نسبته "الخدري" ليست في (ط) و (ك).
(4)
أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 5) عن محمد بن أبي عدي عن سليمان التيمي به.
529 -
حدثنا الصاغاني، حدثنا عاصم بن علي
(1)
، حدثنا محمد بن ثابت
(2)
، عن سليمان التيمي بإسنادِه نحوَه
(3)
.
(1)
وقع في (م): "الصاغاني بن عاصم بن علي" وهو خطأ، وانظر ترجمته: ح (50).
(2)
لم يتبيَّن لي من هو، ولم يذكر: محمد بن ثابت في شيوخ علي بن عاصم، ولا في تلاميذ سليمان التيمي، ولكن في هذه الطبقة اثنان ممن يعرف بهذا الاسم:
الأول: محمد بن ثابت بن أسلم البناني البصري، والثاني: محمد بن ثابت العبدي البصري، فالأول متفق على ضعفه، والثاني متكلَّمٌ فيه كذلك غير أنه أحسن حالًا من الأول.
انظر: تهذيب الكمال (24/ 547 و 554).
(3)
في (ط) و (ك): "بنحوه" بدل "بإسناده نحوه".
والحديث أخرجه الإمام أحمد من طريق سليمان التيمي كما سبق في الذي قبله.
530 -
حَدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل
(1)
، حدثنا عبيد الله بن
⦗ص: 254⦘
عمر
(2)
، حدثنا حَرَمي
(3)
، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يُلقى في النَّار وتقول: هل من مزيد، حتى يَضَع قدمَهُ -أو رِجْلَهُ- عليها فتقُولُ: قَطٍ، قَطٍ"
(4)
.
⦗ص: 255⦘
ورواه عبدان
(5)
، عن أبيه، عن شعبَةَ فقال: قط، قط
(6)
.
(1)
الحديث في المسند (3/ 279) وهو من زوائد عبد الله على أبيه في المسند.
(2)
ابن ميسرة الجُشمي مولاهم القواريري، أبو سعيد البصري، بيَّنه ابن حبان في روايته.
(3)
ابن عُمارة بن أبي حفصة العتكي، أبو روح البصري.
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير -باب: {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)} (الفتح 8/ 460 ح 4848) عن عبد الله بن أبي الأسود عن حرمي بن عُمارة عن شعبة به.
وأخرجه في كتاب التوحيد -باب قول الله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)} ، {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180)} ، {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ} (الفتح 13/ 381 ح 7384) من الطريق السابقة، وقرنه بآخر فقال:"وقال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد أي: ابن أبي عروبة عن قتادة" وساق الحديث بزيادة في آخره: "ولا تزال الجنة تفضل حتى ينشئ الله لها خلقًا فيسكنهم فضل الجنة" وقد ساق المصنِّف إسنادًا لهذا اللفظ يأتي برقم (534).
ولم يخرجه مسلم في كتاب الإيمان، وإنما أخرجه في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها -باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2188 ح 37) من طريق أبان بن يزيد العطار عن قتادة عن أنس به.
وأخرجه في الموضع السابق أيضًا -ح (38) - من طريق عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (1/ 242) عن الحسن بن سفيان عن عبيد الله بن عمر القواريري عن حرمي به.
فائدة الاستخراج:
أخرج المصنِّف الحديث في كتاب آخر غير الذي أخرجه فيه صاحب الأصل، وفيه =
⦗ص: 255⦘
= استنباط مناسبة أخرى للحديث غير التي عند صاحب الأصل.
(5)
عبدان لقبٌ لعبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد العتكي مولاهم المروزي.
(6)
لم أجد من وصل هذا التعليق.
531 -
حدثنا محمد بن عوف الحمصي
(1)
، وعَلَّان بن المغيرة
(2)
، وأبو قِرْصَافةَ
(3)
قالوا: حدثنا آدم بن أبي إياس
(4)
، حدثنا شيبان
(5)
، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال جَهنمُ تقول: هل من مزيدٍ، حتى يضَعَ ربُّ العِزَّةِ تبارك وتعالى
(6)
فيها قدمَهُ فتقُول: قَط،
⦗ص: 256⦘
قَط، وَعِزَّتِكَ، وينزوي
(7)
بعضها إلى بعْضٍ"
(8)
.
(1)
أبو جعفر الطائي، ونسبته "الحمصي" ليست في (ط) و (ك).
(2)
وقع في (ط): "غيلان بن المغيرة" وهو خطأ.
وعَلَّان -بفتح المهملة، وتشديد اللام- لقبٌ لعلي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المخزومي المصري، كوفي الأصل.
انظر: كشف النقاب لابن الجوزي (1/ 335)، التقريب (4765).
(3)
محمد بن عبد الوهاب العسقلاني، بيَّنه الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة"، وذكره الخطيب في تلخيص المتشابه 15 رقم (1066)، والمزي في تلاميذ آدم بن أبي إياس، وذكره الذهبي في الكنى، ولم أجد له ترجمة.
انظر: تهذيب الكمال للمزي (303)، المقتنى في سرد الكنى للذهبي (23)، إتحاف المهرة لابن حجر (249).
(4)
الخراساني، أبو الحسن العسقلاني.
(5)
ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النَّحْوي، أبو معاوية البصري.
(6)
عبارة الثناء "تبارك وتعالى" ليست في (ط) و (ك).
(7)
أي: ينضم بعضها إلى بعض، فتجتمع وتلتقي على من فيها. شرح مسلم للنووي (17/ 182).
(8)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الأيمان والنذور -باب الحلف بعزة الله وصفاته كلماته (الفتح 11/ 554 ح 6661) عن آدم بن أبي إياس عن شيبان به.
وأخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها -باب النار يدخلها الجبارون والمتكبرون (4/ 2187 ح 37) من طريق يونس بن محمد عن شيبان به.
فائدة الاستخراج:
استنبط المصنِّف مناسبة أخرى للحديث فأورده في كتاب آخر غير الذي عند صاحب الأصل.
532 -
حدثَنا الصاغاني، أخبرنا عفان
(1)
، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابتٍ، وأبي عمران
(2)
، عن أنسٍ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يخرجُ أربعَةٌ من النَّار - (قال) أبو عمران: أربعةٌ، وقال ثابت: رجلان- فَيُعْرَضُونَ على الله تبارك وتعالى
(3)
ثم يُؤمَرُ بهم إلى النَّار، قال: فيلتفتُ أحدُهم فيقول: أيْ ربِّ قد كنتُ أرْجو إذْ أَخْرَجْتَني منها أن لا تُعِيْدَني، قال: فَيُنَجِّيهِ الله منها"
(4)
.
(1)
ابن مسلم الصفار الباهلي.
(2)
الجَوني، عبد الملك بن حبيب البصري، مشهورٌ بكنيته.
(3)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك).
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب أدنى أهل الجنة منزلة (1/ 180 ح 321) عن هدَّاب بن خالد الأزدي عن حماد بن سلمة به، ولفظه:"يخرج من النار أربعة". =
⦗ص: 257⦘
= وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 285) عن عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة به.
فائدة الاستخراج:
لم يميِّز مسلم بين لفظ أبي عمران وثابت كما فعل المصنِّف.
533 -
وحدثَنا
(1)
الصاغاني، حدثنا يحيى بن أبي بُكَيرٍ
(2)
، حدثنا حماد بن سلمة بإسناده نحوَه
(3)
.
(1)
في (ط) و (ك): "حدثنا" بدون واو العطف.
(2)
العبدي القيسي، أبو زكريا الكِرماني.
(3)
أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 221) عن الحسن بن موسى الأشيب عن حمادٍ به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(830) من طرقٍ عن حمادٍ عن ثابت وأبي عمران به.
534 -
حدثنا أبو جَعفر الدارمي
(1)
، حدثنا سُليمان بن حرب
(2)
، حدثنا حمادٌ، حدثنا ثابتٌ، وأبو عمران الجوني، عن أنس بن مالك:"ولا يزال في الجنَّةِ فَضْلٌ حتى يُنْشِئَ الله خَلْقًا فيُسْكِنَهُ فُضُولَ الجنَّةِ"
(3)
.
(1)
أحمد بن سعيد بن صخر السرخسي النيسابوري.
(2)
الأزدي الواشحي، أبو أيوب البصري، قاضي مكة.
(3)
هو طرف من الحديث السابق برقم (530 - 531) فينظر تخريجه هناك، ويضاف هنا: أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها -باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2188 ح 39) عن زهير بن حرب عن عفان عن حماد بن سلمة عن ثابت وحده بنحوه. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (9/ 270) من طريق عبد الرحمن بن سلام الجمحي عن حماد ابن سلمة عن ثابت وحده.
535 -
حدثَنا السُّلَمي، حدثنا عبد الرزاق
(1)
، أخبرنا معمر، عن همام بن مُنَبِّهٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَحَاجَّتِ الجنَّة والنَّار، فقالت النَّار: أُوثرْتُ بالمتكبرين والمتجبرين، وقالتِ الجنَّة: ما لي لا يَدخلني إلا ضُعَفَاء الناس وسَقَطَتُهم؟
(2)
فقال الله تبارك وتعالى
(3)
للجنَّة: إنَّما أنتِ رحمتي أرحمُ بِكِ من أشاء من عِبادي، وقال للنَّار: إنَّما أنت عذابي أعذب بكِ من أشاء من عِبَادي، ولكل واحدٍ منكما ملؤها، وَأما
(4)
النَّار فلا تمتلئ حتى يضَعَ فيها رجله فتقولُ: قَطْ، قَطْ، قَطْ، فهناك
(5)
تمتلئ ويُزوَى بعضها إلى بَعْضٍ، ولا يظلم الله من خلقه أحدًا، فأما الجنَّةُ فإنَّ الله ينشئ لها خلقًا"
(6)
.
⦗ص: 259⦘
وَقَال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعًا"
(7)
.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جاءَ مَلَكُ الموت إلى موسى عليهما السلام
(8)
فقال له: أجبْ ربَّك، قال: فَلطم موسى عينَ مَلَكِ الموت فَفَقَأَهَا، قال: فرجَعَ المَلَكُ إلى الله تبارك وتعالى
(9)
فقال: إنك أَرْسَلْتَنِي إلى عبد لك لا يُريدُ الموتَ، وقد فَقَأَ عَيني، فَرَدَّ الله عليه عَيْنَهُ"
(10)
.
(1)
الصنعاني، والحديث في المصنَّف له (11/ 422) مع اختلافٍ في بعض الألفاظ.
(2)
بفتح السين والقاف أي: ضعفاؤهم والمحتقرون منهم. شرح مسلم للنووي (17/ 181).
ووقع في (ط) و (م): "وسقطهم" وهو أحد ألفاظ مسلم.
(3)
عبارة الثناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك).
(4)
في (ط) و (ك): "فأما".
(5)
في (ط) و (ك): "فهنالك".
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير- باب: {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)} (الفتح 8/ 460 ح 4850) عن عبد الله بن محمد المسندي.
وأخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها -باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2186 ح 36) عن محمد بن رافع. =
⦗ص: 259⦘
= وأخرجه ابن حبان في صحيحه (9/ 270) من طريق ابن أبي السري ثلاثتهم عن عبد الرزاق عن معمر به.
فائدة الاستخراج:
استنبط المصنِّف مناسبة للحديث غير التي عند صاحب الأصل؛ فأوردها في كتاب غير الكتاب الذي أورده صاحب الأصل فيه.
(7)
موصول بالإسناد السابق، فأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الاستئذان -باب بدء السلام (الفتح 11/ 5 ح 6227) عن يحيى بن جعفر.
وأخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها -باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير (4/ 2183 ح 28) عن محمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق عن معمر به.
وهو في المصنَّف لعبد الرزاق (10/ 384).
(8)
في (ط) و (ك): "عليه السلام".
(9)
عبارة الثناء "تبارك وتعالى" ليست في (ط) و (ك).
(10)
هو موصولٌ بالإسناد الأول، وقد أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء- باب وفاة موسى، وذكره بعد (الفتح 6/ 508 ح 3407) من طريق =
⦗ص: 260⦘
= عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن أبي هريرة وساق الحديث بأطول مما هنا، ثم عطف عليه إسناد معمر عن همام عن أبي هريرة به.
وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل -باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم (4/ 1843 ح 158) عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق عن معمر عن همام به مطولًا.
وهو في مصنَّف عبد الرزاق (11/ 274 - 275) كما ساقه البخاري من طريق ابن طاووس عن أبيه، ثم قال:"قال معمر: وأخبرنا همام عن أبي هريرة مثله".
فائدة الاستخراج:
إيراد المصنِّف للحديث في كتاب غير الكتاب الذي أورده فيه الإمام مسلم فيه استنباط مناسبة أخرى للحديث.
مُبْتَدَأ كتَابِ الطَّهارَةِ
بَابُ
(1)
بَيَانِ الطَّهارَاتِ التِي يَحبُ علَى الإِنْسانِ في بدنِهِ، مِنْ ذَلِكَ: إِيجابُ جَزِّ الشوَارِبِ وإِحْفَائِهِ
(2)
، وإِيْجابُ إِعفاءِ اللِّحيَةِ، وإِيجابُ مُخَالَفَةِ المَجُوسِ
(3)
وَالتَّشبُّه بأِمُوْرِهِمْ
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
يعود الضمير إلى المفرد من "الشوارب"، وهو "الشارب"، كما جاء في قوله تعالى:{يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} [الأنعام- الآية 130] والرسل من الإنس فقط.
قال ابن عطية في تفسيره: "هذا موجودٌ في كلام العرب، ومنه قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22)} [الرحمن: الآية 22] وذلك إنما يخرج من الأجاج".
انظر: المحرر الوجيز لابن عطية (6/ 152).
(3)
هم عبدة النيران القائلون بأن للعالم أصلين: نورٌ وظلمة، والمجوس في الأصل: النجوس لتدنِّيهم باستعمال النجاسات، والميم والنون يتعاقبان، وهم من أقدم الطوائف وأصلهم من بلاد فارس وقد نبغوا في علم النجوم، ومن فرقهم: الكيومرثية، والمانوية، والثنوية وغيرها.
انظر: الملل والنحل للشهرستاني (1/ 274 - 290)، معجم ألفاظ العقيدة لعامر عبد الله فالح (ص: 363).
536 -
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، أخبرنا ابن أبي مريم
(1)
، أخبرنا محمد بن جعفر
(2)
أخو إسماعيل بن جَعفر، أخبرني العلاء بن
⦗ص: 262⦘
عبد الرحمن
(3)
، عن أبيه، عن أبي هُريرَةَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَحْفوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللحى، خَالِفوا المَجُوسَ"
(4)
.
ورواه
(5)
سليمانُ بن بلال فَقال
(6)
: جُزُّوا
(7)
.
(1)
سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري.
(2)
ابن أبي كثير الأنصاري الزُّرقي مولاهم.
(3)
ابن يعقوب الحُرَقي، أبو شبل المدني.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب خصال الفطرة (1/ 222 ح 55) عن أبي بكر بن إسحاق عن سعيد بن أبي مريم به، ولفظه:"جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى".
فائدة الاستخراج:
عرَّف المصنِّف بمحمد بن جعفر بأنه: أخو إسماعيل بن جعفر.
(5)
في (ط) و (ك): "رواه" بدون واو العطف.
(6)
كلمة: "فقال" ليست في (ط) و (ك)، وسليمان بن بلال هو: التيمي مولاهم المدني.
(7)
علَّقه المصنِّف، ووصله الإمام أحمد في "المسند"(365) عن منصور بن سلمة الخزاعي عن سليمان بن بلال عن العلاء بن عبد الرحمن به.
537 -
حَدثنا أبو مَنصور الحسن بن السُّكَين البَلَدِي [بِبَلَدٍ]
(1)
،
⦗ص: 263⦘
وَعباس بن محمد الدوري قالا: حدثنا محمد بن بِشْرٍ العَبْدِي
(2)
، ح
وَحدثنا موسى بن إسحاق القَوَّاس الكوفي، حدثنا عبد الله بن نُمَير
(3)
، كلاهما عن عبيد الله بن عمر
(4)
، عن نافع، عن ابن عمر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أَحْفُوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى"
(5)
.
(1)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وهما موضعان، قال السمعاني: "أحدهما: البلد اسم بلدة تقارب الموصل يقال لها بلد الحطب، وبها كان يونس بن متى عليه الصلاة والسلام
…
والثاني: منسوب إلى بلد الكرج التي بناها أبو دلف وسماها "البلد"، وأهلها ينتسبون بهذه النسبة" ثم قال:"وأكثر من ينتسب إليها إنما ينتسب بالكرجي والله أعلم".
وقال ياقوت: "وربما قيل لها: بَلَط بالطاء، واسمها بالفارسية: شهراباذ".
وتعرف اليوم باسم "اسكي موصل" على ما في "بلدان الخلافة الشرقية".
ولم يذكر السمعاني رحمه الله شيخ المصنِّف هذا، وقد ذكره ياقوت فقال: "والحسن -وقيل الحسين والأول أصح- ابن المسكين بن عيسى بن فيروز أبو منصور البلدي، =
⦗ص: 263⦘
= حدث عن شجاع بن الوليد ومحمد بن بشر العبدي، ومحمد بن عبيد الطنافسي
…
". كذا وقع في المطبوع من "معجم البلدان "ابن المسكين" ولعله خطأ مطبعي، ولم أجد له ترجمة في موضعٍ آخر، وقد تابعه الدوري في هذا الإسناد فالحمد لله. انظر: الأنساب للسمعاني (284)، معجم البلدان لياقوت (1/ 570)، بلدان الخلافة الشرقية (ص: 129).
(2)
هو: ابن الفُرافصة بن المختار، أبو عبد الله الكوفي.
(3)
الهَمْدَاني الكوفي.
(4)
ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العُمري البصري، ووقع في (ط):"عبد الله" بدل "عبيد الله"، وهو خطأ.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب اللباس- باب إعفاء اللحى، وعَفوا: كثروا وكثرت أموالهم (الفتح 10/ 363 ح 5893) من طريق عبدة بن سليمان عن عبيد الله بن عمر به.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب خصال الفطرة (1/ 222 ح 52) عن محمد بن المثنى عن يحيى بن سعيد، وعن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه كلاهما عن عبيد الله بن عمر به.
فائدة الاستخراج:
في إسناد المصنِّف بيان المهمل عند مسلم في: ابن نمير، وعبيد الله بن عمر.
538 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أنَّ مالكًا أخبره، ح
وحدثَنا ابنُ الجُنَيد أبو جعفر
(1)
، حدثنا مُطَرِّفٍ
(2)
، حدثنا مالك بن أنس
(3)
، عن أبي بكر بن نافع
(4)
عَن أبيه، عن ابن عمر أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
(5)
أمر بإحْفَاءِ الشَّوارب وَإعْفَاءِ اللّحَى
(6)
.
(1)
محمد بن أحمد بن الجنيد البغدادي الدقاق.
(2)
ابن عبد الله بن مُطَرِّف بن سليمان اليساري الهلالي، ابن أخت الإمام مالكٍ.
(3)
وهو في الموطأ -كتاب الشَّعَر -باب السنة في الشَّعَر (947 ح 1).
ووقع في (م): "مطرف بن مالك بن أنس" وهو خطأ.
(4)
العدوي مولاهم المدني، قال الحافظ ابن حجر:"أخرج ابن حبان حديثه في صحيحه وسماه: عمر، وقال الحكم أبو أحمد: لم أقف على اسمه".
وهو غير أبي بكر بن نافع العدوي مولاهم المدني، قاضي بغداد، هذا فيه كلامٌ بخلاف الأول.
انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر (136 - 137).
(5)
ما بين النجمين سقط من (ط).
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب خصال الفطرة (1/ 222 ح 53) عن قتيبة بن سعيد عن مالكٍ به.
539 -
حدثنا
(1)
الصاغاني، أخبرنا عبد الله بن يوسف
(2)
، عن
⦗ص: 265⦘
مالك بإسنادِهِ مثلَه إلا أنَّه قال: الشَّارِبِ
(3)
.
(1)
في (ط) و (ك): "وحدثنا".
(2)
التِّنَيسي، أبو محمد الكلاعي المصري، نزيل تِنِّيس.
قال يحيى بن معين: "أثبت الناس في الموطأ القعنبي، ثم عبد الله بن يوسف التنِّيسي =
⦗ص: 265⦘
= بعده". انظر: تهذيب الكمال للمزي (16/ 335).
(3)
أخرجه أبو داود في سننه -كتاب الترجُّل- بابٌ في أخذ الشارب (4/ 84 ح 4199) عن القعنبي عن مالك به، وقال:"الشوارب" بدل "الشارب".
540 -
حدثنا ابن شَبَابَان بمكة واسمُهُ أحمد بن محمد بن موسى بن شَبَابَان
(1)
، حدثنا أبو بِشر بَكْر بن خَلَف، حدثنا يزيد بن زُرَيعٍ، حدثنا عمر بن محمد
(2)
، حدثنا نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خَالِفُوا المشركينَ: أَحْفُوا الشَّوارب وأَعْفُوا اللّحَى"
(3)
.
(1)
أحمد بن محمد بن موسى بن عبد الرحمن العطار المكي، يُعرف بابن شبابان، ذكره ابن أبي حاتم وقال:"كتب عنه أبي بمكة في المذاكرة"، ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره المزي في تلاميذ بكر بن خلف، وترجم له الفاسي في "العقد الثمين" ترجمة مختصرة، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
تنبيه:
وقع فيه في المطبوع من "العقد الثمين": ابن شامان، وهو تصحيفٌ مطبعي. انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (72)، تهذيب الكمال للمزي (4/ 207)، العقد الثمين للفاسي (3/ 174).
(2)
ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب اللباس -باب تقليم الأظفار (الفتح 10/ 361 ح 5892) عن محمد بن المنهال عن يزيد بن زريعٍ به.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب خصال الفطرة (1/ 222 ح 54) عن سهل بن عثمان عن يزيد بن زريعٍ به، وفيه:"أوفوا" بدل "أعفوا".
بَابُ
(1)
إِيْجاب -حَلْقِ العَانَةِ، وَقَصِ الشَّارب، وَتَقْلِيْم الأَظْفَارِ، وَنَتف الآبَاط
(2)
، وَالتوقَيْتِ فِيْها، وَمِنْهُ الخِتَان وَالسوَاك وَغَسْلُ البَرَاجِمِ وَانْتِقَاصُ المَاءِ
(3)
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
في (ط) و (ك): "الإبط" بالإفراد.
(3)
انتقاص الماء معناه: الاستنجاء بالماء كما سيأتي في ح (544).
541 -
حدثنا يونس بن حَبيب، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا جعفر بن سليمان
(2)
، عن أبي عمران الجَوْني
(3)
، عن أنس بن مالك قال: وُقِّتَ لنا في قَصِّ الشَّارِب وَتَقْلِيم الأظْفار ونَتْفِ الإِبط وَحَلْقِ العَانَةِ أربعين يومًا
(4)
.
(1)
الطيالسي، سليمان بن داود بن الجارود، والحديث في مسنده (ص: 285) غير أن فيه: "جعفر بن سليمان عن صدقة عن أبي عمران عن أنس" وسيأتي الكلام عليه في تخريج الحديث إن شاء الله تعالى.
(2)
الضُّبَعي، أبو سليمان البصري.
(3)
عبد الملك بن حبيب الأزدي البصري.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب خصال الفطرة (1/ 222 ح 51) عن يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد كلاهما عن جعفر بن سليمان عن أبي عمران به، وفيه:"ألا نترك أكثر من أربعين ليلة".
تنبيه:
عزا الحافظ ابن حجر الحديث في "الإتحاف" إلى أبي عوانة بهذا الإسناد الذي هنا، =
⦗ص: 267⦘
= وجاء في مسند الطيالسي ذكر صدقة -وهو: ابن موسى الدقيقي- بين جعفر بن سليمان، وأبي عمران!
وقد أخرج الحديث الإمام أحمد في "المسند"(3/ 122) عن يزيد بن هارون.
وأخرجه أبو داود في "سننه" -كتاب الترجل- بابٌ في أخذ الشارب (4/ 84 ح 4200) عن مسلم بن إبراهيم كلاهما عن صدقة الدقيقي -المعروف بصاحب الدقيق- عن أبي عمران الجَوني عن أنسٍ به، ولفظه:"وَقَّت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وعقَّب أبو داود رحمه الله تعالى قائلًا:"رواه جعفر بن سليمان عن أبي عمران عن أنس، لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال: وُقِّت لنا، وهذ أصح".
ولم أجد أحدًا أخرجه بذكر صدقة الدقيقي بين جعفر بن سليمان وأبي عمران، وفضلًا عن ذلك لم أجد لجعفر بن سليمان رواية عن الدقيقي، فلعل ما وقع في مسند الطيالسي خطأ، والله أعلم.
وأما ما قاله أبو داود السجستاني من أن رواية جعفر بن سليمان التي فيها: "وُقّت لنا" أصح، فهو الصواب لأن صدقة الدقيقي متكلَّمٌ فيه، وقال الدارقطني:"متروك".
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 432)، سؤالات البرقاني للدارقطني (ص: 37) تهذيب الكمال للمزي (13/ 150)، ميزان الاعتدال للذهبي (312).
542 -
حدثَنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يُونس، خ
وَحدثنا
(1)
أبو أُميَّةَ، حدثنا أبو أيوبَ الهاشميُّ
(2)
، حدثنا إبراهيمُ بن سَعْدٍ
(3)
كِلاهما عَن الزُّهري، عن سعيد بن المسيَّب، عن
⦗ص: 268⦘
أبي هُريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"الفطرةُ خمسٌ: الاخْتِتَانُ، والاسْتِحْدَادُ، وقصُّ الشَّاربِ، وتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، ونَتْفُ الإبط"
(4)
.
(1)
في (ط) و (ك): "حدثنا" بدون واو العطف.
(2)
سليمان بن داود بن علي بن عبد الله بن عباس القرشي.
(3)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب اللباس- باب تقليم الأظفار (الفتح 10/ 361 ح 5891) عن أحمد بن يونس، وأخرجه في كتاب الاستئذان -باب الختان بعد الكِبَر ونتف الإبط (الفتح 11/ 90 ح 6297) عن يحيى بن قزعة كلاهما عن إبراهيم بن سعد عن الزهريّ به.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب خصال الفطرة (1/ 222 ح 50) عن أبي الطاهر بن أبي السرح الأموي وحرملة بن يحيى كلاهما عن عبد الله بن وهب عن يونس عن الزهريّ به.
543 -
حدثنا زكريا بن يحيى (بن أسد)
(1)
، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، ح
وَحَدثنا الترمذي
(2)
، حدثنا الحميدي
(3)
، حدثنا سفيان
(4)
قال: سمَعتُ الزهريَّ، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هُريرةَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "الفِطْرَةُ خَمْسٌ -أو خمسٌ من الفطرة-: الخِتَانُ، والاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ
⦗ص: 269⦘
الأظْفَارِ، وَنَتْفُ الإبط، وقصُّ الشَّارب"
(5)
.
(1)
اسم جده: "ابن أسد" ليس في (م).
وهو: أبو يحيى المروزي، نزيل بغداد، انظر:(164).
(2)
محمد بن إسماعيل بن يوسف السُّلَمي، أبو إسماعيل الترمذي.
(3)
عبد الله بن الزبير بن عيسى الأسدي، أبو بكر الحميدي، والحديث في مسنده (418).
(4)
وقع في (م): "وحدثنا الزهريّ، أخبرنا حميد بن سفيان"، وهو خطأ ظاهر، وسفيان هو: ابن عيينة.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب اللباس- باب قص الشارب (الفتح 10/ 347 ح 5889) عن علي بن المديني.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب خصال الفطرة (1/ 221 ح 49) عن أبي بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب كلهم عن سفيان بن عيينة عن الزهري به.
544 -
حدثَنا أحمد بن محمد بن أبي رَجاء المِصِّيْصِي، حدثنا وكيع بن الجراح، حدثنا زكريا بن أبي زائدةَ
(1)
، عن مُصعَب بن شَيبة
(2)
، عن
⦗ص: 270⦘
طلق بن حبيب
(3)
، عن ابن الزبير
(4)
، عن عائشةَ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عشرةٌ مِن السُّنَّةِ: قصُّ الشَّارب، وإعْفَاءُ اللِّحَى، والسِّوَاكُ، والاسْتِنْثَارُ بالماءِ، وقَصُّ الأظفَارِ، وغَسْلُ البَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الإبط، وَحَلْقُ العَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الماءِ" -يعني الاسْتِنْجَاءَ بالماء
(5)
-.
قال زكريا: قال مصعب
(6)
: ونسيتُ العاشرةَ، إلا أن تكون المضمضة
(7)
.
(1)
واسم أبي زائدة خالد -وقيل: هبيرة- الهَمْدَاني الوادعي مولاهم، انظر: ح (477).
(2)
ابن جبير بن شيبة بن عثمان الحَجَبي المكي.
وثقه ابن معين، والعجلي.
وقال ابن سعد: "كان قليل الحديث"، وقال الإمام أحمد:"روى أحاديث مناكير"، ونقل الحافظ ابن حجر عن أبي داود قوله فيه:"ضعيف" بعد تخريج حديث: "أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل من الجنابة والحجامة ومن غسل الميت" والحديث في سنن أبي داود وليس فيها التضعيف المذكور، فلعلها في رواية غير المطبوعة.
وقال أبو حاتم الرازي: "لا يحمدونه، وليس بقوي"، وقال النسائي:"منكر الحديث"، وقال مرة:"في حديثه شيءٌ"، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال ابن عدي:"تكلموا في حفظه"، نقله الحافظ ابن حجر في التهذيب، ولم أجد ترجمة مصعب بن شيبة في الكامل.
وضعفه الدارقطني مرة، وقال مرة:"ليس بالقوي ولا بالحافظ".
وقال الذهبي في الكاشف: "فيه ضعفٌ"، وذكره في المتكلَّم فيهم بما لا يوجب الردَّ.
وقال ابن حجر: "لين الحديث".
انظر: الطبقات لابن سعد (5/ 488)، الثقات للعجلي (280)، سنن أبي داود =
⦗ص: 270⦘
= (1/ 96 ح 348)، سنن النسائي (8/ 128)، الضعفاء للعقيلي (4/ 196)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 305)، سنن الدارقطني (1/ 113، 134)، الكاشف (267)، ومعرفة الرواة المتكلَّم فيهم بما لا يوجب الرد للذهبي (ص: 174)، التقريب (6691).
(3)
العَنَزي البصري، صدوق، تكلموا فيه للإرجاء، وذكره بعض المؤلفين في الضعفاء لأجل ذلك.
انظر: الطبقات لابن سعد (7/ 227)، الضعفاء الصغير للبخاري (ص 127، رقم 179) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 490)، تهذيب الكمال للمزي (13/ 451)، التقريب (3040).
(4)
هو: عبد الله كما في صحيح مسلم.
(5)
هو من تفسير وكيعٍ كما وضَّحتها رواية مسلم.
(6)
في (ط) و (ك): "وقال زكريا: وقال مصعب".
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب خصال الفطرة (1/ 223 ح 56) عن قتيبة بن سعيد وأبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، ولفظه:"عشر من الفطرة".
وأخرجه النسائي في سننه -كتاب الزينة- باب من سنن الفطرة (8/ 126) عن =
⦗ص: 271⦘
= إسحاق بن راهويه.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (6/ 137) كلهم عن وكيع عن زكريا بن أبي زائدة به.
وأخرجه الإمام مسلم أيضًا -في الموضع السابق- عن أبي كريب محمد بن العلاء عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه به.
فائدة الاستخراج:
بيَّنت رواية المصنِّف أن المراد بالفطرة هي السنَّة، وهذا من فوائد الاستخراج.
وهذا الحديث تكلَّم فيه النقاد:
فقد نقل السيوطي -في شرح النسائي- عن الإمام أحمد أنه قال: "مصعب بن شيبة أحاديثه مناكير، منها: عشرة من الفطرة".
ونقل أيضًا عن ابن منده قوله: "تركه البخاري فلم يخرجه، وهو حديثٌ معلولٌ".
وأخرج النسائي الحديث في سننه -كتاب الزينة- باب من سنن الفطرة (8/ 128) من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه، ومن طريق أبي بشر جعفر بن إياس كلاهمها عن طلق بن حبيب قال:"عشرة من الفطرة" من قوله، وهو تابعي، وقوله يسمى مقطوعًا.
ثم قال النسائي معقبًا: "وحديث سليمان التيمي وجعفر بن إياسٍ أشبه بالصواب من حديث مصعب بن شيبة، ومصعبٌ منكر الحديث".
وسئل الدارقطني عن الحديث فقال: "يرويه طلق بن حبيب، واختلف عنه: فرواه مصعب بن شيبة، عن طلق بن حبيب، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفه سليمان التيمي وأبو بشر جعفر بن إياس [فروياه] عن طلق بن حبيب قال: كان يقال: عشر من الفطرة وهما أثبت من مصعب بن شيبة وأصح حديثًا".
تنبيه:
ما بين المعقوفتين وقع في "العلل" بالإفراد: "فرواه".
وقد دافع ابن دقيق العيد عن راويه المتفرد برفعه -وهو: مصعب بن شيبة- وذهب =
⦗ص: 272⦘
= إلى تصحيح الحديث فقال -كما نقله السيوطي في شرح النسائي-: "لم يلتفت مسلمٌ لهذا التعليل لأنه قدَّم وصل الثقة عنده على الإرسال، وقد يقال في تقوية رواية مصعب: أن تثبُّته في الفرق بين ما حفظه وبين ما شك فيه جهةٌ مقوية لعدم الغفلة، ومن لا يتهم بالكذب إذا ظهر منه ما يدل على التثبت قويت روايته، وأيضًا لروايته شاهدٌ مرفوعٌ في كثير من هذا العدد من حديث أبي هريرة أخرجه الشيخان".
كلام ابن دقيق العيد نقله السيوطي بالمعنى وهو بنحوه في شرح الإلمام.
وكلامه رحمه الله تعالى مبنيٌّ على إخراج مسلمٍ للحديث، وتبعًا لذلك ذهب إلى توثيق مصعب بن شيبة، وقد سبق في ترجمته تضعيف الأكثرين له، وقول ابن حجرٍ فيه:"ليِّن الحديث"، وعليه فيتجه قول الإمام أحمد، والنسائي، والدارقطني، وابن منده رحمهم الله تعالى، والله أعلم.
وقد حسن الشيخ الألباني الحديث في صحيح أبي داود وأحال على صحيح مسلم.
انظر: العلل للدارقطني (مخطوط 5/ 20 ب)، شرح الإلمام لابن دقيق العيد (مخطوط 145 أ- 146 ب)، شرح النسائي للسيوطي -المطبوع بحاشية السنن- (8/ 128)، صحيح سنن أبي داود للألباني (1/ 13).
545 -
حدثنا أبو داودَ السِّجْزِي
(1)
، حدثنا يحيى بن مَعين، حدثنا وكيعٌ بمثلِهِ، وقال بدل: السُّنَّةِ: الفِطْرَة، والاستنشاق
(2)
.
(1)
ويقال في نسبته: السجستاني كما سبق في ح (25)، وهو سليمان بن الأشعث صاحب السنن والحديث في سننه -كتاب الطهارة- باب السواك من الفطرة (1/ 14 ح 53).
(2)
أي وقال بدل الاستنثار بالماء: الاستنشاق، وتخريج الحديث وما يتعلق به مضى في الذي قبله.
بَابُ
(1)
الترغِيْبِ في السِّوَاك عنْهَ كلِّ صَلاةٍ، وَالدلِيْلِ علَى إِبَاحَةِ تَرْكهِ، وأن اسْتِعْمَالَهُ في الوُضوْءِ، وغيرِ الوُضُوءِ غَيْرُ حَتمٍ
(1)
في (ط) و (ك): "بيان" بدل "باب".
546 -
حَدثنا الربيع بن سليمان
(1)
، أخبرنا الشافعيُّ
(2)
، أخبرنا سفيان، ح
وحَدثنا محمد بن شَاذَان الجوهري
(3)
، حدثنا المُعَلَّى بن منصور
(4)
، حدثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عَن أبي الزناد
(5)
، عن الأعرج
(6)
، عن أبي هريرة، عَن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لولا أن أَشُقَّ على أمتي لأمرْتُهم بالسِّواكِ عِند كل صلاةٍ، ولأمرتُهم بتأخيرِ العِشاء"
(7)
.
(1)
ابن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري.
(2)
مسند الشافعي (ص: 13).
(3)
محمد بن شاذان بن يزيد البغدادي، أبو بكر الجوهري.
(4)
الرازي، أبو يعلى، نزيل بغداد.
(5)
عبد الله بن ذكوان القرشي.
(6)
عبد الرحمن بن هرمز المدني.
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب السواك (1/ 220 ح 42) عن قتيبة بن سعيد وعمرو الناقد وزهير بن حرب كلهم عن ابن عيينة عن أبي الزناد به.
فائدة الاستخراج:
قوله: "ولأمرتهم بتأخير العشاء" ليس عند مسلم وهذا من فوائد الاستخراج.
547 -
حَدثنا إبراهيم السَّرَّاجُ
(1)
أخو أبي العَباس
⦗ص: 274⦘
حدثنا يَحيى بن يحيى
(2)
، عن مغيرةَ -يَعْني: ابنَ عبد الرحمن
(3)
-، عن
⦗ص: 275⦘
أبي الزناد بمثله: "عَلى الناسِ لأمرتهم بالسِّواك"
(4)
.
(1)
بفتح السين، وتشديد الراء، وفي آخرها الجيم، نسبة إلى عمل السَّرْج الذي يوضع على =
⦗ص: 274⦘
= الفرس. والمنتسب إليه هنا هو: إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي مولاهم النيسابوري، ثم البغدادي، توفي سنة (283 هـ).
كان من تلاميذ الإمام أحمد وكان الإمام يحضره، ويفطر عنده، وينبسط في منزله، ووثقه الدارقطني، وابن الجوزي، والذهبي.
انظر: تاريخ بغداد للخطيب (6/ 26)، الأنساب للسمعاني (7/ 65)، المنتظم لابن الجوزى (1361)، سير أعلام النبلاء للذهبي (13/ 489).
(2)
ابن بكر بن عبد الرحمن التميمي الحنظلي، أبو زكريا النيسابوري.
(3)
ابن عبد الله بن خالد بن حِزام الحِزَامي المدني.
قال عنه الإمام أحمد: "ما أرى به بأسًا، حدث عنه ابن مهدى، وكان عنده كتاب عن أبي الزناد"، وقال أيضًا:"ما بحديثه بأس".
وكذا قال أبو داود: "لا بأس به"، وقال مرة:"رجلٌ صالح".
وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات، وقال ابن عدي:"عامة رواياته عن أبي الزناد من هذه النسخة شيءٌ كثير يوافقه الثقات عليها عن أبي الزناد، ومنه ما لا يوافق عليه".
وقال ابن معين -في رواية الدوري-: "المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، صاحب أبي الزناد ليس بشيءٍ، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي ثقة".
وقال ابن محرز: "سئل عن مغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث الحزامي، فقال: ضعيف الحديث".
وقال النسائي: "ليس بالقوي".
وأما ابن معين رحمه الله فقد جاء عنه في شأن هذا الرجل روايتان، وكلاهما حصل في راويهما لها شيء: فرواية الدوري نبَّه أبو داود على حصول قلب فيها أدى إلى توهين =
⦗ص: 275⦘
= هذا الراوي، قال الآجري:"سألت أبا داود عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، فقال: ضعيف، فقلت له: إن عباسًا حكى عن ابن معين أنه ضعف الحزامي ووثق المخزومي؟ فقال: غلط عباس".
وأما رواية ابن محرز عن ابن معين ففيها ما يوهم تضعيف هذا الراوى حيث حلَّت نسبته محل نسبة المخزومي فأدت إلى التباس الأمر فهذا جده: الحارث، ولذلك فهو المخزومي، وليس الحزامي الذي جده: عبد الله بن خالد، وهو المترجم له هنا.
وذكره الذهبي في "المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد "وفي "الديوان" ووثقه، ورمز له "صح" في "الميزان" وقال:"وثقوه، وحديثه مخرجٌ في الصحاح".
وقال ابن حجر في "هدي الساري": "قد اعتمده الجماعة"، وقال في "التقريب":"ثقة له غرائب" ولعله الصواب إن شاء الله تعالى، ولعل هذه الغرائب هي المشار إليها في كلام ابن عدي السابق، والله أعلم.
انظر: تاريخ الدوري (ص: 580 - 581)، معرفة الرجال لابن محرز (1/ 71)، العلل رواية عبد الله (510)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 225)، الكامل لابن عدي (6/ 2354)، الثقات لابن شاهين (ص: 302)، تهذيب الكمال للمزي (28/ 387) المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد (ص: 178)، وديوان الضعفاء (ص: 395)، والميزان للذهبي (4/ 163)، هدي الساري (ص: 467)، وتهذيب التهذيب (10/ 239)، والتقريب لابن حجر (6845).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجمعة- باب السواك يوم الجمعة (الفتح 435 ح 887) من طريق مالك عن أبي الزناد به.
548 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا قَبِيصة
(1)
، حدثنا سفيان، عن
⦗ص: 276⦘
المقدام [بن شُريح]
(2)
عن أبيه، عن عَائشة قالت: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيتَه أوّل ما يَبدأ به بالسِّواك
(3)
.
(1)
ابن عُقبة السُّوَائي، أبو عامر الكوفي، وشيخه سفيان هو: الثوري.
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وهو: ابن هانئ الحارثي الكوفي.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب السواك (1/ 220 ح 44) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به.
549 -
حَدثَنا ابن أبي رجاء
(1)
، حدثنا وكيع، ح
وحَدثنا محمد بن إسحاق البَكَّائي
(2)
، حدثنا يعلى
(3)
، ح
وحَدثَنا الدقيقي
(4)
، حدثنا يزيد بن هارون، ح
وحَدثنا الحسن بن عَفان
(5)
، حدثنا محمد بن عبيد
(6)
، ح
وحَدثنا أبو أُميَّةَ، حدثنا أبو نعيم
(7)
، وعبيد الله
(8)
، كلهم عن مِسْعَر
(9)
، عن المقدام بن شُرَيحٍ، عن أبيه، عن عائشةَ قالت:
⦗ص: 277⦘
قلتُ لها
(10)
: بأي شيءٍ كان يَبْدأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيتَه؟ قالت: بالسِّواكِ
(11)
.
(1)
أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء المصيصي الثغري.
(2)
العامري، أبو بكر الكوفي.
(3)
ابن عبيد بن أبي أمية الطنافسي الكوفي.
(4)
محمد بن عبد الملك الواسطي.
(5)
وقع (ط) خطأً: "عبدان" بدل "عفان"، وهو: الحسن بن علي بن عفان العامري.
(6)
ابن أبي أمية الطنافسي الكوفي.
(7)
الفضل بن دُكَين التيمي مولاهم الكوفي.
(8)
ابن موسى بن باذام العبسي مولاهم الكوفي، انظر: الحديث الذي في المقدمة.
(9)
ابن كِدَام الهلالي.
(10)
هذا الأسلوب نظير ما تقدم التعليق عليه في ح (91) في فائدة الاستخراج، وهذه الرواية جاءت على الجادة في صحيح مسلم:"سألت عائشة قلت: بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته، قالت: بالسواك".
(11)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب السواك (1/ 220 ح 43) من طريق محمد بن بشر عن مسعر بن كدامٍ به.
بَابُ
(1)
صفَةِ السِّوَاكِ وَأنَّهُ للِّسانِ وَالفَمِ
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
550 -
حَدثنا جَعفرُ بن محمد الخفَّاف الأنطاكي
(1)
، حدثنا الهيثم بن جمَيل، ح
وَحدثنا أبو أُمَيَّة، حدثنا أبو النعمان
(2)
، ح
وحدثنا جعفر بن نوح الأَذَني
(3)
، حدثنا محمد بن عيسى -يعني ابن الطَّبَّاع
(4)
-، قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن غَيلان بن جَرير
(5)
، عن أبي بُرْدة
(6)
، عن أبي موسى قال: دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يَسْتَاكُ على طَرَفِ لسانِهِ.
⦗ص: 279⦘
ولفظ أبي النعمان: دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يَسْتَاك والسِّواك على فيهِ، وهو يقول: عَقْ، عَقْ
(7)
.
(1)
ضعيف، وشيخه الهيثم فيه كلامٌ يسير.
(2)
محمد بن الفضل السدوسي، لقبه: عارم.
(3)
بفتح الألف والذال المعجمة وفي آخرها النون، نسبة إلى "أذنة" بلدة بساحل الشام عند طرسوس كذا قال السمعاني، وهي اليوم تتبع تركيا جغرافيًّا.
وجعفر بن نوح هو: جعفر بن محمد بن نوح الأذنيِ، قال الذهبي في السير (14/ 107): يروى عن محمد بن عيسى الطباع، "ثقة كبير" إهـ.
انظر: الأنساب للسمعاني (1/ 167)، بلدان الخلافة الشرقية لكي لسترنج (ص: 163).
(4)
محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي، أبو جعفر نزيل أذنة.
(5)
المِعْوَلي الأزدي البصري.
(6)
ابن أبي موسى عبد الله قيس الأشعري، مختلفٌ في اسمه، وقيل: اسمه كنيته.
(7)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء- باب السواك (الفتح 1/ 423 ح 244) عن أبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي عن حماد بن زيد به.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب السواك (1/ 220 ح 45) عن يحيى بن حبيب الحارثي عن حماد بن زيد به.
فائدة الاستخراج:
لفظ أبي النعمان الذي ذكره المصنِّف ليس عند مسلم.
551 -
حَدثنا يوسف القاضي
(1)
، حدثنا أبو الربيع
(2)
، حدثنا حماد بمثله: وهو يقول: آه، آه، كأنَّه يَتَهَوَّع
(3)
(4)
.
(1)
يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي مولاهم القاضي البغدادى.
(2)
سليمان بن داود العتكي الزهراني البصري.
(3)
اختلفت ألفاظ الرواة في حكاية الصوت الحاصل منه صلى الله عليه وسلم حين استعمال السواك على لسانه، ففي الحديث الماضي قال:"عق، عق"، وفي روايات أخرى ذكرها الحافظ ابن حجر في الفتح:"أع، أع" بفتح الهمزة، وضمها، وفي رواية:"إخ، إخ" ثم قال الحافظ: "وإنما اختلف الرواة لتقارب مخارج هذه الأحرف، كلها ترجع إلى حكاية صوته صلى الله عليه وسلم إذا جعل السواك على طرف لسانه، والمراد طرفه الداخل كما عند أحمد "يستن إلى فوق" ولهذا قال كأنه يتهوُّع، والتهوُّع: التقيؤ، أي له صوت كصوت المتقيء على سبيل المبالغة".
انظر: النهاية لابن الأثير (5/ 282)، فتح الباري (1/ 424).
(4)
أخرجه أبو داود في سننه -كتاب الطهارة- باب كيف يستاك (1/ 13 ح 49) عن مسدد وأبي الربيع الزهراني كلاهما عن حماد بن زيدٍ به.
552 -
حَدثنا أبو داود الحرانيِ، حدثنا أبو عَتَّاب سهل بن حماد
(1)
،
⦗ص: 281⦘
حدثنا قُرَّةُ بن خالد، عن حميد بن هلالٍ
(2)
، عن أبي بُرْدَةَ، عن أبي موسى قال: رأيتُ رسولَ الله
(3)
صلى الله عليه وسلم يَسْتَاكُ، فَكَأَنَّما أنظر إلى السِّواك قد قَلَصَ وهو يَسْتَاك
(4)
.
(1)
العَنْقَزي الدَّلَّال البصري، توفي سنة (208 هـ)، ووقع في (ط) خطأً:"أبو غياث" بدل "أبو عتاب"، والنقط ليست واضحة في (ك).
قال عنه الإمام أحمد: "لا بأس به"، ووثقه العجلي، والبزار، وقال أبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان:"صالح الحديث، شيخ"، وقال ابن قانع:"بصري صالح"، وذكره ابن حبان في الثقات.
وسأل الدارميُّ ابنَ معين عن سهل بن حماد فقال: "من سهل؟ "، قال: هذا الذي مات قريبًا، الأزدي، حدثنا عنه أبو مسلم وغيره؟ فقال:"ما أعرفه"، فعقَّب عثمان:"هو صاحب أبي عوانة، لا بأس به".
ومن أجل قول ابن معين هذا أورد ابن عدي في الكامل قول ابن معين في ترجمة: سهل بن حماد الأزدي -وهو غير الدلال- وقال: "هو كما قال ليس بمعروف، ولم يحضرني له حديث فأذكره".
وقد أورد ابن أبي حاتم قول ابن معين: "ما أعرفه" في ترجمة: سهل بن حماد الدلال، وقال الحافظ ابن حجر في اللسان:"ويغلب على ظني أنه غير الدلال"، ولكن الذهبي قال في الميزان في ترجمة الأزدي:"لا يُدرى من هو، وليس بالدلال أبي عتاب، والظاهر أنه هو".
هذا وقد التبس الكلام عن هذا الراوي "سهل بن حماد الدلَّال" بالكلام عن "سهل بن حماد الأزدي"، فالأخير لم يعرفه ابن معين كما روى عنه ذلك الدارمي، وقد زاد الدارمي من قوله:"هو صاحب أبي عوانة، لا بأس به" وأبو عوانة في كلامه هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري وليس المصنِّف، وأما الأزدي فقول ابن عدي فيه موافق لقول ابن معين:"ليس بمعروف".
وأما ابن أبي حاتم فأورد قول ابن معين في ترجمة الدلال، ولعلَّ هذا على سبيل =
⦗ص: 281⦘
= التوهم، ثم لعلَّ هذا هو السبب في ظن من ظنَّ اتحادهما: الذهبي وغيره، والله أعلم.
قال الذهبي في الكاشف: "محدث صدوق"، وقال ابن حجر:"صدوق".
انظر: تاريخ الدارمي (ص: 126)، الثقات للعجلي (1/ 439)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 196)، الثقات لابن حبان (8/ 290)، الكامل لابن عدي (3/ 1282) تهذيب الكمال للمزي (1179)، ميزان الاعتدال (237)، والكاشف للذهبي (1/ 469)، تهذيب التهذيب (4/ 226)، والتقريب لابن حجر (2654).
(2)
ابن هبيرة التميمي العدوي، أبو نصر البصري.
(3)
في (ط) و (ك): "النبي".
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب استتابة المرتدين- باب حكم المرتدِّ والمرتدَّة واستتابتهم (الفتح 1280 ح 6923) عن مسدد.
وأخرجه مسلم في كتاب الإمارة -باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها (3/ 1456 ح 15) عن عبيد الله بن سعيد ومحمد بن حاتم كلهم عن يحيى القطان عن قرة بن خالد به مطولًا.
فائدة الاستخراج:
إخراج المصنِّف للحديث في كتاب الإيمان فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند صاحب الأصل.
553 -
حَدثني سَعيد بن مسعُودٍ
(1)
، حدثنا حَجَّاجُ بن
⦗ص: 282⦘
نُصَيرٍ
(2)
، حدثنا قُرَّةُ بإسناده [قال]
(3)
: أقبلتُ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَسْتَاكُ، فَكَأنِّي أنظُر إلى سِوَاكهِ
(4)
تحت شَفَتِهِ قد
(5)
قَلَصَتْ عنه
(6)
.
(1)
ابن عبد الرحمن المروزي، أبو عثمان.
(2)
الفساطيطي القيسي، أبو محمد البصري، توفي سنة (213 هـ) أو في التي بعدها.
ضعفه الأكثرون، وبعضهم تركه، وقال الدارقطني:"أجمعوا على تركه".
ذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات.
قال الذهبي في "الديوان": "مجمعٌ على ضعفه"، وقال ابن حجر في "التقريب":"ضعيفٌ كان يقبل التلقين"، والحديث قد أخرجه الشيخان كما سبق في الحديث الذي قبله.
انظر: الطبقات لابن سعد (7/ 305)، تاريخ الدوري (103)، الضعفاء الصغير للبخاري (ص: 68)، الضعفاء للعقيلي (1/ 167)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 167)، الثقات لابن حبان (8/ 202)، الكامل لابن عدي (648)، الثقات لابن شاهين (ص: 104)، الضعفاء والمتروكين للدارقطني (ص: 186)، ميزان الاعتدال (1/ 465)، وديوان الضعفاء للذهبي (ص: 74)، التقريب (1139).
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(4)
في (ط) و (ك): "سواكٍ" بالتنكير.
(5)
في (ط) و (ك): "وقد".
(6)
بهامش (ك): "بلغت قراءة على ابن الحصري".
وتخريج الحديث مضى في الذي قبله.
554 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا سفيان بن عُيينة، عن منصور
(1)
، عن أبي وَائل
(2)
، عن حُذيفة أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قام مِن
⦗ص: 283⦘
الليل يَشُوصُ
(3)
فَاهُ بالسِّواك
(4)
.
(1)
ابن المعتمر بن عبد الله السُّلمي، أبو عتاب الكوفي.
(2)
شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي.
(3)
أي: يدلك أسنانه وينقِّيها، والشَّوص في الأصل هو: الغَسل.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 261)، النهاية لابن الأثير (509).
(4)
لم يخرجه مسلم من طريق ابن عيينة، وقد أخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 382) عن ابن عيينة عن منصور به.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه -كتاب الطهارة- باب استحباب التسوك عند القيام من النوم للتهجد (1/ 70 ح 136) من عدة طرقٍ منها: عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن ابن عيينة عن منصورٍ به.
555 -
حدثَنا محمد بن إسحاق البَكَّائي
(1)
، والصاغاني قالا: حدثنا أبو نعيم
(2)
، ح
وحدثَنا الغَزِّيُ، وإسحاق بن سَيَّارٍ
(3)
قالا: حدثنا أبو نعيم، وَالفريابي
(4)
قالا: حدثنا سفيان
(5)
، عن منصور بمثله
(6)
.
(1)
العامري، أبو بكر الكوفي.
(2)
الفضل بن دُكين التيمي مولاهم الكوفي.
(3)
وقع في (ط): "إسحاق بن سيار الغزي"، وفي (ك):"إسحاق بن سيار والغزي".
والغَزِّي هو: عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي، أبو العباس.
وإسحاق بن سيار هو: ابن محمد النَّصيبي، أبو يعقوب.
(4)
في (ط) و (ك) في هذا الموضع زيادة: "وقال إسحاق: حدثنا أبو نعيم".
والفريأبي هو: محمد بن يوسف بن واقد الضبي مولاهم.
(5)
هو الثوري، كما يظهر من كلام الذهبي في السير (10/ 466).
(6)
أخرجه الشيخان من طريق الثوري عن منصور وحُصين كلاهما عن أبي وائل به، وسيأتي =
⦗ص: 284⦘
= عند المصنف برقم (557).
ولهما طريقٌ أخرى عن منصور؛ فقد أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء- باب السواك (الفتح 1/ 424 ح 245)، ومسلم في صحيحه -كتاب الطهارة- باب السواك (1/ 220 ح 46) كلاهما من طريق جرير بن عبد الحميد الضبي عن منصور به.
ولمسلم رحمه الله طريق أخرى قرنه فيها بجرير، وهو عن ابن نمير، عن أبيه وأبي معاوية كلاهما عن الأعمش، عن أبي وائلٍ به.
556 -
حدثنا يونس بن حَبيب، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا شعبةُ، عن حُصَين
(2)
، ح
وحَدثنا أحمد بن عبد الجبار
(3)
، حدثنا محمد بن فُضيل
(4)
، عن حُصَين، عن أبي وائل، عَن حُذَيفة قال: كان رسول الله
(5)
صلى الله عليه وسلم وإذا قام للتَّهَجُّدِ يَشُوصُ فَاهُ للسِّواك
(6)
.
(1)
الطيالسي، والحديث في مسنده (ص: 55).
(2)
ابن عبد الرحمن السُّلَمي، أبو الهُذيل الكوفي.
(3)
ابن محمد العُطاردي، أبو عمر الكوفي.
(4)
ابن غزوان الضبِّي الكوفي.
(5)
في (ط) و (ك): "النبي".
(6)
في (ط) و (ك): "بالسواك"، وهو لفظ مسلم.
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التهجد- باب طول القيام في صلاة الليل (الفتح 3/ 24 ح 1136) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب السواك (1/ 220 ح 46) من طريق هشيم =
⦗ص: 285⦘
= كلاهما عن حصين بن عبد الرحمن عن أبي وائلٍ به.
وأخرجه الدارمي في السنن -كتاب الطهارة- باب السواك عند التهجد (1/ 185 ح 685) عن سعيد بن الربيع عن شعبة عن حُصينٍ به.
557 -
حَدثنا إسحاقُ بن سَيَّارٍ، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عَن منصور، وَحُصَين، عَن أبي وَائل بإسنَادِهِ بمثلِ حَديث ابن عُيَينَةَ
(1)
.
(1)
بهامش (ك): "بلغت قراءة على ابن الحصيني عفا الله عنه".
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجمعة- باب السواك يوم الجمعة (الفتح 435 ح 889) عن محمد بن كثير.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب السواك (1/ 220 ح 47) من طريق عبد الرحمن بن مهدي كلاها عن سفيان الثوري عن منصور، وحُصين، والأعمش كلهم عن أبي وائلٍ به.
بَابُ
(1)
بَيَانِ حَظْرِ الخلاء في طُرُقِ الناس وَظِلِّهمْ
(2)
، وَإيْثَارِ التباعد بِهِ مِن الناسِ، وَالدلِيلِ علَى إِيْجابِ الارْتِيَاد لِلبَوْلِ وَالاسْتِنْثَارِ مِنهُ
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
لم يُذكَر "الظلُّ" في ألفاظ الحديث التي ساقها، وهو في رواية مسلم للحديث الأول هنا.
وقال البغوي: "المراد بالظلِّ: الموضع الذي يستظلُّه الناس، واتخذوه محلَّ نزولهم، وليس كل ظلٍّ يحرم القعود للحاجة فيه، فقد قعد النبي صلى الله عليه وسلم تحت حائشٍ من نخل". شرح السنة (1/ 384).
وسيأتي لفظ "الحائش" في ح (569) وشرحه معه.
558 -
حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا يحيى بن صالح
(1)
، حدثنا سليمان بن بلال
(2)
، حدثنا العلاء [بن عبد الرحمن]
(3)
، عن أبيه، عن أبي هُريرةَ أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:"اجتنِبوا اللَّعَّانَينِ"
(4)
. قالوا: وما [اللَّعَّانان]
(5)
يا رسولَ الله؟ قال: "الذين يَتَبَرَّزُونَ
(6)
على طريق النَّاس أو في
⦗ص: 287⦘
مجلس قومٍ"
(7)
.
(1)
الوُحاظي.
(2)
التيمي المدني.
(3)
ما بين المعقوفين من (ط) و (ك)، وهو: ابن يعقوب الحُرقي المدني.
(4)
قال البغوي رحمه الله: "معناه: اتقوا الأمرين الجالبين للَّعن، وذلك أن من فعلهما لُعِن وشُتم". انظر: شرح السنة للبغوي (1/ 383).
(5)
في الأصل و (م): "وما اللَّعانين" وعليها في الأصل ضبة وما أثبت من (ط) و (ك).
(6)
في (ط) و (ك): "يبرزون".
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب النهي عن التخلِّي في الطرق والظلال (1/ 226 ح 68) من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن به، وفيه:"أو في ظلِّهم" بدل "أو في مجلس قوم".
وأخرجه ابن الجارود في المنتقى (ص: 21) من طريق ابن وهب.
وأخرجه الحكم في المستدرك (1/ 185) من طريق إسماعيل بن أبي أويس كلاهما عن سليمان بن بلال عن العلاء به.
فائدة الاستخراج:
1 -
بيَّن المصنف اسم أبي العلاء: عبد الرحمن.
2 -
قوله: "أو في مجلس قوم" ليس عند مسلم.
559 -
حَدثَنا
(1)
محمد بن يحيى، حدثنا ابن أبي مريم
(2)
، حدثنا محمد بن جَعفر
(3)
، عن العلاء بمثله، قال:"الذي يتغَوَّط علَى طريق الناس، أو في مجلس قومٍ"
(4)
.
(1)
في (ط) و (ك): "وحدثنا".
(2)
سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري.
(3)
ابن أبي كثير الأنصاري الزُرَقي مولاهم المدني.
(4)
انظر تخريجه في الذي قبله، ولم أجده من طريق محمد بن جعفر عن العلاء.
560 -
حَدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو معاوية
(1)
، ح
وَحدثنا أبو البَخْتَري
(2)
، حدثنا أبو أسامة
(3)
قالا: حدثنا الأَعْمَشُ،
⦗ص: 288⦘
عَن أبي الضُّحَى
(4)
، عن مسروقٍ
(5)
عَن المغيرة بن شُعبَةَ قال: كنتُ معَ النبي صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، فقال:"يا مغيرة، خُذ الإداوةَ"، فأخذتُها فانطَلق لحاجتهِ حتى تَوارى عني، ثم جَاء وعليه جُبَّةٌ شاميَّةٌ من صُوفٍ، فذهبَ يُخرِج يدَه فضاق كُمُّها فأخرَجَ يدَه مِن أسفلها، وَصبَبْتُ عليه فتوضأ وُضُوءَه للصَّلاةِ، ومسحَ على خُفَّيهِ وصَلَّى
(6)
.
(1)
محمد بن خازم الضرير، ثقة في الأعمش.
(2)
عبد الله بن محمد بن شكر البغدادي العنبري.
(3)
حماد بن أسامة القرشي.
(4)
مسلم بن صُبَيح الهَمْدَاني مولاهم الكوفي العطار.
(5)
ابن الأجدع بن مالك الهَمْدَاني الوادعى.
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الصلاة -باب الصلاة في الجبة الشامية (الفتح 1/ 564 ح 363 عن يحيى بن جعفر البارقي.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب المسح على الخفين (1/ 229 ح 77) عن أبي كريب محمد بن العلاء وأبي بكر بن أبي شيبة كلهم عن أبي معاوية عن الأعمش به.
فائدة الاستخراج:
1 -
ذكر المصنِّف مسلم بن صُبيح بكنيته، وجاء عند مسلم باسمه مهملًا.
2 -
جاء وصف الجبة التي كان يلبسها صلى الله عليه وسلم بأنها من صوف، وهذا الوصف ليس في رواية مسلم.
561 -
حدثنا إسحاق بن سيَّار النَّصيبي، حدثنا عبيد الله بن موسى
(1)
، ح
وحدثنا محمد بن حَيُّويَه
(2)
، حدثنا أبو نعيم
(3)
، ح
⦗ص: 289⦘
وَحدثنا أبو أُمَيَّة، حدثنا أبو نعيم، وعبيد الله بن موسى قالا: حدثنا زكريا بن أبي زائدة
(4)
، عن عامر
(5)
، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه قال: كنتُ معَ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلةٍ في سَفَرٍ، فقال:"أمعك ماءٌ؟ "، قلتُ
(6)
: نَعَم، فنزل عن رَاحلتِهِ فمشى حتى تَوارى عني في سَواد الليل، ثم جاء فأفرغْتُ عليه مِن الإدَاوة، فَغَسَل يديه ووَجْهَه وعليه جُبَّة مِن صُوفٍ فلم يستطع أن يُخرِجَ ذراعَيه منهما حتى أخرجَهما مِن أسفلِ الجُبَّةِ، فغسل ذراعَيه ومسح برأسِهِ، ثم أهويتُ لأنزعَ خُفَّيهِ فقال:"دَعْهما فإني أدخلتُهما طاهرتينِ" فمسح عليهما
(7)
.
(1)
ابن باذام العبسي مولاهم الكوفي.
(2)
محمد بن يحيى بن موسى الإسفراييني.
(3)
الفضل بن دُكين التيمي مولاهم الكوفي الملائي.
(4)
ابن ميمون بن مهران الهَمْدَاني، أبو يحيى الكوفي.
(5)
ابن شراحيل الشعبي.
(6)
في (ط) و (ك): "فقلت".
(7)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء- باب إذا أدخل رجليه وهما طاهرتان (الفتح 1/ 370 ح 206) عن أبي نعيم الفضل بن دكين عن زكريا عن الشعبي به.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب المسح على الخفين (1/ 230 ح 80) من طريق عمر بن أبي زائدة عن الشعبي به.
فائدة الاستخراج:
لم يذكر مسلم رحمه الله قصة الحديث، وذكرها المصنِّف.
562 -
حدثنا إبراهيم الحربي
(1)
، حدثنا ابن نُمير
(2)
، حدثنا أبي،
⦗ص: 290⦘
حدثنا زكريا بإسناده مثله
(3)
.
(1)
إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الحربي البغدادي، صاحب التصانيف.
(2)
محمد بن عبد الله بن نُمير الهَمْدَاني.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب المسح على الخفين (1/ 230 ح 79) عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه به، وذكر الحديث تامًّا.
563 -
حدثنا أبو داود السِّجْزِي
(1)
حدثنا وهب بن بقية
(2)
، عن خالد
(3)
، عن خالد الحَذَّاء،
⦗ص: 291⦘
عن عَطاء بن أبي ميمونةَ
(4)
، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطًا ومعه غلامٌ معَه مِيْضَأةٌ
(5)
-وهوَ أصغَرُنَا- فَوَضَعَها عندَ السِّدرة فقضى حاجتَهُ فخرجَ علينا وقد اسْتَنْجَى بالماء
(6)
.
(1)
ويقال: السجستاني -كما سبق في (ح: 25)، وهو: سليمان بن الأشعث، والحديث في سننه -كتاب الطهارة -باب في الاستنجاء بالماء (1/ 11 ح 43).
(2)
ابن عثمان بن سابور الواسطي، أبو محمد، يُعرف بوَهْبان.
(3)
قوله: "عن خالد" هذا الاسم الأول عليه علامة عليها ضبة في الأصل -وتحتمل أن تكون علامة تصحيح-، وهو ليس في (م) و (ط)، فصار الإسناد في هاتين النسختين كأن وهبًا يروي عن خالد الحذاء، وهو خطأ؛ لأن وهبًا إنما يروي عن خالد بن عبد الله الواسطي الطحان دون خالد الحذاء.
والصواب ما جاء في الأصل؛ وهو كذلك في سنن أبي داود -بهذه الصورة-: "وهب بن بقية عن خالد -هو الواسطي-، عن خالد -هو الحذاء- عن عطاء
…
" والمصنِّف روايته من طريق الإمام أبي داود نفسه.
وكذلك رواية مسلم: عن يحيى بن يحيى، عن خالد بن عبد الله، عن خالد، عن عطاء.
وكذا عزاه المزي في "التحفة" إلى مسلم وأبي داود بهذه الصورة.
لكنه وقع في "إتحاف المهرة" لابن حجر عند عزوه لأبي عوانة قوله: "وعن أبي داود السجزي ثنا وهب بن بقية، عن خالد الحذاء، عن عطاء به
…
"، فهو منقطعٌ بهذه الصورة حيث لم يرد في الإسناد: خالد الواسطي، ولعل الحافظ رحمه الله تعالى كان اعتماده على نسخةٍ غير متقنة من مسند أبي عوانة، وقد سبقت الإشارة إلى نحو هذا في ح (326). =
⦗ص: 291⦘
= انظر: سنن أبي داود (1/ 11)، وتحفة الأشراف للمزي (1/ 289)، وإتحاف المهرة لابن حجر (143).
(4)
واسم أبي ميمونة: مَنيع البصري، أبو معاذ مولى أنس بن مالك، توفي بعد سنة (131 هـ). موثَّقٌ، وثَّقه ابن معين، والعجليّ، وأبو زرعة الرازي، ويعقوب بن سفيان، والنسائي، وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات.
وقال أبو حاتم: "صالح، لا يحتجُّ بحديثه". وكان يرى رأي القدرية فذكره في الضعفاء البخاري، وأبو زرعة، والعقيلي، وابن عدي وغيرهم لقوله بالقدر، وليس في هذا ما يقدح في روايته وصحة حديثه إن شاء الله تعالى. وحديثه هذا مخرَّجٌ في الصحيحين.
انظر: طبقات ابن سعد (7/ 245)، تاريخ الدوري (405)، سؤالات ابن الجنيد (ص: 351)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (3/ 77)، الضعفاء الصغير للبخاري (ص: 178)، أحوال الرجال للجوزجاني (ص: 315)، الثقات للعجلي (137)، أبو زرعة وجهوده (645)، المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان (3/ 123)، الضعفاء للعقيلي (3/ 403)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 337)، الثقات لابن حبان (5/ 203) الثقات لابن شاهين (ص: 247)، تهذيب الكمال للمزي (20/ 117)، ميزان الاعتدال (3/ 76)، والكاشف للذهبي (24)، تهذيب التهذيب (7/ 186)، وهدي الساري (ص: 446)، والتقريب لابن حجر (4601).
(5)
بكسر الميم وبهمزة بعد الضاد المعجمة، وهي الإناء الذي يتوضأ به الرُّكوة والإبريق وشبههما. انظر: شرح مسلم للنووي (3/ 163).
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب الاستنجاء بالماء من التبرز (1/ 227 ح 69) =
⦗ص: 292⦘
= عن يحيى بن يحيى، عن خالد الواسطي، عن خالد الحذاء، به.
فائدة الاستخراج:
ذكر المصنِّف نسبة خالد الحذاء، وجاء عند مسلم مهملًا.
564 -
حدثنا الزَّعْفَرَاني
(1)
، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شعبة، عَطاء بن أبي ميمونةَ، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خَرج الغائط أتيتُه أنا وغلامٌ بإدَاوةٍ (وعَنَزَة)
(2)
فاستنجى به
(3)
(4)
.
(1)
الحسن بن محمد بن الصَّبَّاح البغدادي.
(2)
قوله: "وعنزة" ليست في (م).
(3)
أي بالماء الذي في الإداوة كما في رواية مسلم: "إداوة من ماءٍ، وعنزة، فيستنجى بالماء".
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء- باب الاستنجاء بالماء (الفتح 1/ 301 ح 150) عن أبي الوليد الطيالسي، وأخرجه في باب: من حمل معه الماء لطهوره (1/ 303 ح 151) عن سليمان بن حرب، وفي باب: حمل العنزة مع الماء في الاستنجاء (1/ 303 ح 152) عن محمد بن بشار عن غندر.
وأخرجه في كتاب الصلاة -باب الصلاة إلى العنزة (الفتح 1/ 686 ح 500) من طريق الأسود بن عامر شاذان.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب الاستنجاء بالماء من التبرز (1/ 227 ح 70) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن جعفر غندر وكيع، وعن محمد بن المثنى عن غندر وحده كلهم عن شعبة عن عطاء بن أبي ميمونة بنحوه.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (3/ 203) عن يزيد بن هارون عن شعبة به.
565 -
حدثنا الزعفراني، حدثنا عفَّان
(1)
، حدثنا شعبةُ، عن
⦗ص: 293⦘
عطاء بن أبي ميمونة قال: سمِعتُ أنسًا فذكر نحوه، ولم يذكر: عَنَزَة
(2)
.
(1)
ابن مسلم بن عبد الله الصفَّار الباهلي.
(2)
أخرجه الإمام أحمد في المسند (3/ 259) عن عفان عن شعبة به.
566 -
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي
(1)
، حدثنا إسماعيل بن عُلَيَّةَ، حدثنا
(2)
روح بن القاسم، عن عطاء بن أبي ميمونةَ، عن أنس بن مالك قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا تَبَرَّزَ لحاجتهِ أَتَيتُه بالماء فيغتَسل
(3)
به
(4)
.
(1)
وهو في المسند (3/ 112).
(2)
في (ط) و (ك): "عن" بدل "حدثنا"، وفي "مسند الإمام أحمد":"حدثنا"، وروح بن القاسم هو: التميميّ العنبري، أبو غياث البصري.
(3)
وفي مسند الإمام أحمد المطبوع: "فيغسل"، ولعله خطأٌ مطبعي؛ فقد عزاه الحافظ في "إتحاف المهرة"(143)، و "أطراف" المسند (1/ 446) إلى أحمد بلفظ المصنِّف والله أعلم.
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء- باب ما جاء في غسل البول (الفتح 1/ 384 ح 217) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب الاستنجاء بالماء من التبرز (1/ 227 ح 71) عن زهير بن حرب وأبي كريب محمد بن العلاء كلهم عن إسماعيل بن عُليَّة عن روح بن القاسم به.
567 -
حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو معاويةَ
(1)
، وكيع، عن الأعمش عن مجاهد
(2)
، عَن طاوس
(3)
، ح
⦗ص: 294⦘
وَحدثنا عبد الرحمن بن بشر
(4)
، حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش قال: سمِعتُ مجاهدًا يحدث عن طاوس، عن ابن عباسٍ قال: مَرَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم بقبرينِ فقال: "إنَّهما لَيُعَذَّبانِ، وما يُعَذَّبانِ في كبيرٍ، أما أحدُهما فكان لا يستتر
(5)
مِن البَولِ، وأما الآخر فكان يمشي بالنَّميمة".
ثم أخذَ جريدةً رطبةً فشَقَّها بنصفَينِ وغرز في كل قبرٍ واحدةً، فقيل: يا رسول الله لم صَنَعْتَ هذا؟ قال: "لعلَّهُ أن يُخَفَّفَ عنهما ما
(6)
لم تَيْبَسا"
(7)
.
واللفظ لِعَلي.
(1)
محمد بن خازم الضرير، ثقة في الأعمش.
(2)
ابن جَبْر القرشيّ المخزومي مولاهم، أبو الحجاج المكي.
(3)
ابن كيسان اليماني، أبو عبد الرحمن الحميري مولاهم الفارسي.
(4)
ابن الحكم بن حبيب العبدي، أبو محمد النيسابوري.
(5)
ذكر النووي أنَّ هذه اللفظة رويت على ثلائة أوجهٍ: "يستتر"، و "يستنزه" و "يستبرئ" ثم قال:"كلها صحيحة، ومعناها لا يتجنَّبه، ويتحرز منه، والله أعلم".
انظر: شرح مسلم للنووي (3/ 201).
(6)
"ما" المصدرية الظرفية سقط من (م)، والمعنى مدة بقائها رطبة.
(7)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء- باب ما جاء في غسل البول (1/ 385 ح 218) عن محمد بن المثنى عن أبي معاوية، وكيع كلاهما الأعمش به.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه (1/ 240 ح 111) عن أبي سعيد الأشج، وأبي كريب محمد بن العلاء، وإسحاق بن إبراهيم كلهم عن وكيع عن الأعمش بنحوه.
568 -
حدثنا السُّلَمي، حدثنا مُعَلَّى بن أسدٍ
(1)
، حدثنا
⦗ص: 295⦘
عبد الواحد بن زياد
(2)
، عن الأعمش، فقال:"كان لا يَستَتِرُ مِن البَول"
(3)
.
(1)
العَمِّي، أبو الهيثم البصري.
(2)
العبدي مولاهم البصري، تُكلِّم في حديثه عن الأعمش، وقد توبع في الإسناد الذي قبله، انظر: ح (284).
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب الدليل على نجاسة البول، ووجوب الاستبراء منه (1/ 240 ح 111) عن أحمد بن يوسف السلمي -شيخ المصنِّف- عن معلى بن أسدٍ به.
ولفظ مسلم "لا يستنزه" بدل "لا يستتر"، وإسنادهما واحد!
بَابُ
(1)
بَيَانِ إِيْثَارِ التَّستُّرِ بِالهَدفِ لِلمتَغَوِّط، والدَّلِيْلِ علَى إِبَاحَةِ الخلاءِ في ظِلِّ الشجرِ وَالهدَفِ، وَالإبَاحِةِ لِلبَائِل أنْ لا يَخلو بِبَوْلِهِ عن الناسِ، وأنْ يَبُوْلَ قَائِمًا في ظِلِّ الحائطِ
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
569 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا عارمٌ
(1)
، حدثنا مهدي
(2)
، ح
وحدثنا عَمار بن رجاء، حدثنا حَبَّانٌ
(3)
، حدثنا مَهدي بن ميمون، حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب
(4)
، عن الحسَن بن سعد
(5)
، عن عبد الله بن جَعفر قال: أردفني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ خلفَهُ، فأسرَّ إليَّ حديثًا لا أُحدثه أحدًا مِن الناس، وكان أحبُّ ما استتر به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لحاجتِهِ هدفًا أو حَائش نَخْلٍ
(6)
. قال: فَدخل حائطًا لرجلٍ مِن الأنصار
⦗ص: 297⦘
فإذا جَمَلٌ، فلما رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم حَنَّ
(7)
وذَرَفَتْ عيناه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فَمَسَحَ سَرَاتَهُ وذِفْرَيهِ
(8)
فسكتَ
(9)
، فقالَ:"مَنْ رَبُّ هذا الجمل؟ "، فجاء فتىً مِن الأنصار فقَال: هُوَ لي يا رسولَ الله، فقال: "ألا تَتَّقي الله في هذه البهيمةِ التي ملككَ الله
(10)
إياهَا؟ فإنه شَكَا إليَّ أنك تُجِيعُهُ وتُدْئِبُهُ
(11)
"
(12)
.
(1)
محمد بن الفضل السدوسي، أبو النعمان البصري، لقبه عارمٌ.
(2)
ابن ميمون الأزدي المِعْوَلي مولاهم، أبو يحيى البصري.
(3)
وقع في (م) خطأً: "رجاء" بدل "حبان"، وهو: ابن هلال الباهلي، أبو حبيب البصري.
(4)
التميميّ الضَّبيِّ البصري.
(5)
ابن معبد القرشيّ الهاشمي مولاهم الكوفي.
(6)
الهدف: كل ما ارتفع من الأرض، وحائش النخل هو: بستان النخل.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 77)، شرح مسلم للنووي (4/ 35).
(7)
أي: رجَّع صوته وبكى. عون المعبود للعظيم آبادي (7/ 158).
(8)
سَرَاته: أي ظهره وأعلاه، وسَرَاة كلِّ شيءٍ ظهره وأعلاه، وأما ذِفْرى البعير: فأصل أذنه.
انظر: النهاية لابن الأثير (161، 364).
(9)
في (ط) و (ك): "فسكن".
(10)
لفظ الجلالة لم ترد في (ط) و (ك).
(11)
أي: تُكْرِهُه وتُتْعِبُه، وزنًا ومعنى. عون المعبود للعظيم آبادي (7/ 159).
(12)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب ما يستتر به لقضاء الحاجة (1/ 268 ح 79) عن شيبان بن فروخ وعبد الله بن محمد بن أسماء كلاهما عن مهدي بن ميمون به.
وأخرجه أبو داود في السنن -كتاب الجهاد- باب ما يؤمر به من القيام على الدواب والبهائم (3/ 23 ح 2549) عن موسى بن إسماعيل المنقري عن مهدي بن ميمون به بلفظ المصنِّف.
وأخرجه ابن ماجه في السنن -كتاب الطهارة- باب الارتياد للغائط والبول (1/ 122 ح 340) عن محمد بن يحيى عن أبي النعمان عارم عن مهدي بن ميمون بطرفٍ منه.
فائدة الاستخراج:
1 -
لم يذكر مسلم قصة الجمل، وذكر المصنِّف له من فوائد الاستخراج. =
⦗ص: 298⦘
= 2 - أخرج المصنِّف الحديث في كتاب الطهارة، وهو عند مسلم في كتاب الحيض ففيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي لاحظها مسلم.
570 -
حَدثنا يونس بن حَبيب، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا شعبَةُ، عن منصور
(2)
قال: سمعْتُ أبا وَائلٍ
(3)
يُحدِّثُ قال: قيلَ لحذيفة: إن أبا موسى يُشَدِّدُ في البول -قال أبو داود: وقال جَرير في هذا الإسناد
(4)
: إن أبا موسى كان يَبُولُ في قَارورةٍ ويُشَدِّدُ في البول- فقال حُذيفة: ودِدتُ أنه لا يفعَلُ هذا، إني كنتُ معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى سُبَاطةَ
(5)
القومَ فبالَ قائمًا
(6)
.
(1)
الطيالسي، والحديث في مسنده (ص: 54).
(2)
ابن المعتمر بن عبد الله السلمي، أبو عتاب الكوفي.
(3)
شقيق بن سلمة الأسدي.
(4)
في مسند الطيالسي: "الحديث" بدل "الإسناد".
(5)
بضم السين المهملة، وتخفيف الباء الموحدة، وهو: الموضع الذي يُرمى فيه التراب والأوساخ وما يُكنس من المنازل، وقيل: هي الكُناسة نفسها، وإضافتها إلى القوم إضافة تخصيص لا مِلك.
وتكون في الغالب سهلة لا يرتدُّ فيها البول على البائل.
وانظر: أعلام الحديث للخطأبي (1/ 278)، النهاية لابن الأثير (334)، شرح مسلم للنووي (3/ 165)، فتح الباري لابن حجر (1/ 392).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء -باب البول عند سباطة القوم (الفتح 1/ 394 ح 226) عن محمد بن عرعرة عن شعبة عن منصورٍ به. وأخرجه أيضًا في =
⦗ص: 299⦘
= الباب الذي قبله -باب البول عند صاحبه، والتستر بالحائط (ح 225) عن عثمان بن أبي شيبة.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب المسح على الخفين (1/ 228 ح 74) عن يحيى بن يحيى التميميّ كلاهما عن جريرٍ عن منصور بأكمل مما أورده المصنِّف.
571 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي
(1)
، حدثنا وكيع، ح وحَدثنا أبو علي الزَّعْفَرَاني
(2)
، حدثنا أبو مُعاوية
(3)
، ح
وَحدثنا الحسن بن علي بن عفان، حدثنا يحيى بن عيسى الرَّمْلي
(4)
، قالوا: حدثنا الأعمش، عن أبي وائل، عن حُذَيفة قال: رأيتُ رسول الله
(5)
صلى الله عليه وسلم أتى سُباطةَ قومٍ فبال عليها قائمًا، فأتيتُه بوَضوءٍ فذهبْتُ لأتأخرَ عنه فَدعاني حتى كنتُ عندَ عقِبيهِ، فتوضأ وَمَسح على خُفَّيهِ
(6)
.
(1)
أبو جعفر السرَّاج الكوفي.
(2)
الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي.
(3)
محمد بن خازم الضرير الكوفي، ثقة في الأعمش.
(4)
هو: يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن التميمي النهشلي، أبو زكريا الكوفي الفاخوري، سكن الرملة فنُسب إليها.
(5)
في (ط) و (ك): "النبي".
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء- باب البول قائمًا وقاعدًا (الفتح 1/ 391 ح 224) عن آدم بن أبي إياس عن شعبة.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب المسح على الخفين (1/ 228 ح 73) عن يحيى بن يحيى التميمي عن أبي خيثمة زهير بن معاوية. =
⦗ص: 300⦘
= وأخرجه الترمذي في كتاب الطهارة -باب الرخصة في ذلك -أي: في البول قائمًا- (1/ 19 ح 13) عن هناد بن السَّري عن وكيع كلهم عن الأعمش عن أبي وائلٍ به.
فائدة الاستخراج:
لفظ المصنِّف فيها: "فبال عليها قائمًا" أي على السباطة، وهو أخص من لفظ مسلم:"انتهى إلى سباطة قوم، فبال قائمًا"، وبه يندفع إيراد من استشكل كون النبيِّ صلى الله عليه وسلم بال هناك على الجدار أو الحائط لكون البول يوهي الجدار ففيه إضرارٌ، وهذا من فوائد الاستخراج وسيأتي صريحًا أيضًا في ح (574).
وانظر: فتح الباري (1/ 392).
572 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا سفيان بن عيينة،
(1)
عَن الأعمش بإسنادِهِ مثلَه
(2)
.
(1)
من هنا سقطت لوحة كاملة من نسخة (ك) وستأتي الإشارة إلى نهاية السقط في موضعه.
(2)
أخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 382) عن ابن عيينة عن الأعمش به.
573 -
حَدثَنا زيد بن إسماعيل
(1)
، حدثنا أبو بدر
(2)
، حدثنا
⦗ص: 301⦘
الأعمش بمثله
(3)
.
قال أبو بدر: السُّبَاطةُ: الكُنَاسة
(4)
.
(1)
ابن سيار بن مهدي البغدادي، أبو الحسن الصائغ.
قال ابن أبي حاتم: "سمعت منه مع أبي ببغداد، ومحله الصدق"، ووثقه ابن حبان.
انظر: الجرح والتعديل (3/ 557)، الثقات لابن حبان (8/ 252)، تاريخ بغداد للخطيب (8/ 447).
(2)
شجاع بن الوليد بن قيس السَّكُوني الكوفي، نزيل بغداد، توفي سنة (203) أو بعدها بسنة أو سنتين.
وثقه ابن معين، وابن نمير، وقال الإمام أحمد:"أرجو أن يكون صدوقًا"، وقال مرة:"كان شيخًا صالحًا صدوقًا"، وقال العجلي وأبو زرعة الرازي:"لا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات. =
⦗ص: 301⦘
= وقال وكيع: "كان جارنا، ما عرفناه بعطاء بن السائب ولا بمغيرة"، وكان حفص بن غياث يتكلم ويقع فيه، وقال أبو حاتم الرازي:"لين الحديث، شيخ ليس بالمتين، لا يحتج به".
وعقب الذهبي على كلام أبي حاتم: "قد قفز القنطرة، واحتجَّ به أرباب الصحاح".
وذكره في المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد وقال: "ثقة مشهور" وكذا قال في المغني، ورمز له في الميزان "صح" وقال:"صدوق مشهور". وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق، له أوهام"، وقال في هدي الساري:"ليس له في البخاري إلا موضعٌ واحد قد توبع شيخه فيه".
انظر: تاريخ الدوري (249)، العلل رواية المروذي (ص: 126)، الثقات للعجلي (ص: 450)، الضعفاء للعقيلي (184)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 378) الثقات لابن حبان (6/ 451)، تاريخ بغداد للخطيب (9/ 247)، تهذيب الكمال للمزي (1382)، السير (9/ 353)، والميزان (264)، والمتكلم فيهم بما لا يوجب الرد (ص: 116)، والمغني للذهبي (1/ 29)، تهذيب التهذيب (4/ 285)، وهدي السارى (ص: 429)، والتقريب لابن حجر (2750).
(3)
لم أجد من أخرجه من هذا الطريق.
(4)
تقدم بيانه بأوسع من هذا، انظر: ح (570).
574 -
حدثنا إسحاق بن سيار النَّصيبي، حدثنا عبيد الله
(1)
، أخبرنا سفيان
(2)
، عن الأعمش، عن أبي وَائل، عن حُذيفة قال: كنتُ مع
⦗ص: 302⦘
النبي
(3)
صلى الله عليه وسلم فبالَ قائمًا على سُبَاطةٍ، ودَعا بماءٍ فتوضأ وَمَسح على خُفَّيهِ
(4)
.
(1)
ابن موسى بن باذام العبسي مولاهم الكوفي.
(2)
لم يتضح لي أيُّ السفيانين هو؟ والأظهر أنه: ابن عيينة لأن الحديث قد روي من =
⦗ص: 302⦘
= طريقه كما سبق في ح (572) والله أعلم.
(3)
في (م) و (ط): "رسول الله".
(4)
لم أجد من أخرجه من طريق عبيد الله عن سفيان، وتقدم تخريج الحديث من الصحيحين.
575 -
حَدثنا إبراهيم الحربي
(1)
، حدثنا مسدَّد، حدثنا أبو معاوية
(2)
، عن الأعمش بمثله
(3)
.
(1)
إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم البغدادي، أبو إسحاق، صاحب التصانيف.
(2)
محمد بن خازم الضرير الكوفي، ثقة في الأعمش.
(3)
في (ط): "بإسناده بمثله". والحديث لم أجد من أخرجه من هذا الطريق.
بَابُ
(1)
بَيَانِ إِيْثَارِ تَرك البَوْلِ قَائمًا، وَالدلِيْلِ علَى أنهُ مَنسُوْخٌ
(2)
مِنْ فِعْلِ النبِي صلى الله عليه وسلم
-
(1)
كلمة "باب" لم ترد في (ط).
(2)
ذهب إلى النسخ أيضًا ابن شاهين واستدل على ذلك بحديثين ضعيفين وبحديث عائشة هذا، غير أنه تردَّد في إطلاق النسخ لورود الآثار عن الصحابة والتابعين في البول قائمًا، وما استدلَّ به المصنِّف هو أصح شيءٍ في هذا الباب.
قال الترمذي: "حديث عائشة أحسن شيءٍ في الباب وأصح"، ولكنه لا يدلُّ على النسخ أيضًا لأنه -كما قال الحافظ ابن حجر- مستندٌ إلى علمها فيُحمل على ما وقع منه في البيوت، وأما في غير البيوت فلم تطَّلع هي عليه، وقد حفظه حذيفة وهو من كبار الصحابة.
قال ابن الجوزي: "ادعى قوم النسخ أي: نسخ البول قائمًا وليس بصحيح".
وقال الحافظ أيضًا: "وقد سلك فيه أبو عوانة في صحيحه وابن شاهين فيه مسلكًا آخر، فزعما أن البول عن قيام منسوخٌ واستدلا عليه بحديث عائشة، والصواب أنه غير منسوخ".
انظر: ناسخ الحديث ومنسوخه لابن شاهين (ص: 77 - 81)، إخبار أهل الرسوخ لابن الجوزي (ص: 6)، فتح الباري لابن حجر (1/ 394).
576 -
ز- حدثنا الصاغاني، أخبرنا قَبيصةُ
(1)
، حدثنا
(2)
سفيان، عن المقدام بن شُرَيحٍ
(3)
، عن أبيهِ، عَن عائشةَ قالت: ما بالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 304⦘
قائمًا منذ أُنْزِل عليه القُرآن
(4)
.
⦗ص: 305⦘
ورَواه
(5)
وكيع عن الثوري أحسَنَ منه
(6)
.
(1)
ابن عقبة بن محمد السُّوَائي، أبو عامر الكوفي.
(2)
في (ط): "عن" بدل "حدثنا"، وسفيان هو: الثوري.
(3)
ابن شُرَيح بن هاني الحارثي الكوفي.
(4)
هذا الحديث لم يخرجه مسلم، فهو من زوائد المصنِّف عليه، وإسناده حسنٌ، ففي رواية قبيصة عن الثوري كلامٌ يسير كما سبق في ح (24)، والحديث صحيح فقد تابع قبيصةَ: وكيع، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ومحمد بن كثير العبدي، والحسين بن حفصٍ كلهم عن سفيان عن المقدام به.
أخرجه الإمام أحمد في المسند (6/ 136) عن وكيع عن سفيان به.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 181) من طريق أبي نعيم، ومحمد بن كثير العبدي، وقبيصة كلهم عن سفيان به.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 101) من طريق أبي نعيمٍ أيضًا، والحسين بن حفص كلاهما عن سفيان به.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، وتعقبهما الشيخ الألباني فقال:"فيه نظر؛ فإن المقدام بن شريح وأبوه لم يحتج بهما البخاري؛ فهو على شرط مسلم وحده".
وللحديث طريق أخرى عن غير سفيان فقد أخرجه الترمذي في سننه -كتاب الطهارة- باب ما جاء في النهي عن البول قائمًا (1/ 17 ح 12) عن علي بن حُجر عن شريك بن عبد الله القاضي عن المقدام بن شريحٍ به.
وأخرجه ابن ماجه في سنن -كتاب الطهارة -باب في البول قاعدًا (1/ 112 ح 307) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وسويد بن سعيد، وإسماعيل بن هانئ كلهم عن شريك بن عبد الله القاضي عن المقدام بن شُرَيح به.
وقال الترمذي: "حديث عائشة أحسن شيءٍ في الباب وأصح".
وهناك طريق ثالثة عن المقدام وهو ما أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 101) من طريق عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن المقدام بن شريحٍ به. =
⦗ص: 305⦘
= والحديث صححه الشيخ الألباني ونقل تصحيحه عن الذهبي أيضًا، وقال حفظه الله:"قول عائشة إنما هو باعتبار علمها، وإلا فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث حذيفة صلى الله عليه وسلم قال: "أتى النبي صلى الله عليه وسلم سباطة قومٍ فبال قائمًا" ولذلك فالصواب جواز البول قاعدًا وقائمًا، والمهم أمن الرَّشَاشَ، فبأيهما حصل وجب، وأما النهي عن البول قائمًا فلم يصح فيه حديث".
انظر: السلسة الصحيحة للألباني (1/ 345 ح 201).
فائدة الاستخراج:
زاد المصنِّف هذا الحديث في الباب على مسلم.
(5)
في (ط): "رواه" بدون واو العطف.
(6)
وصله أحمد في المسند (6/ 136، 213) من طريق وكيع وزاد في أوله: "من حدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائمًا فلا تصدِّقه
…
الحديث"، وهو معنى قول المصنِّف: "أحسن منه".
بَاب
(1)
بَيَانِ حَظْرِ استِقْبَالِ القِبْلَةِ وَاسْتدبَارِهَا بِالغَائِطِ، وَالدلِيلِ على إِبَاحَةِ اسْتِقْبِالِها
(2)
في البُيُوتِ وَفِيْمَا سِوَاهُ
(3)
، وَإيْجاب الاستِقْبَالِ بِهمَا شَرْقًا وَغرْبًا
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط).
(2)
في (ط): "استعمالهما".
(3)
في (ط): "وفيما سواهما على الحظر".
577 -
حدثَنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا سفيان بن عيينة، عَن الزهريّ، عن عطاء بن يزيد الليثي سمِعَ أبا أيوبَ الأنصاريَّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتيتم الغائطَ فلا تستقبلوا القبلة بغائطٍ ولا بولٍ، ولكن شَرِّقوا أو غَرِّبُوا".
فَقَدِمنا الشامَ فوجدنا مَرَاحِيْضَ
(1)
قد بُنِيت نحوَ القبلةِ فَنَنْحَرِفُ عنها ونستغفرُ الله
(2)
.
(1)
جمع مِرحاض بكسر الميم، وهو: البيت المتخذ لقضاء حاجة الإنسان أي: للتغوُّط.
انظر: شرح مسلم للنووي (3/ 158).
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الصلاة- باب قبلة أهل المدينة وأهل الشام والمشرق
…
(الفتح 1/ 594 ح 394) عن علي بن المديني.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب الاستطابة (1/ 224 ح 59) عن زهير بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ويحيى بن يحيى التميميّ كلهم عن ابن عيينة عن الزهري به.
578 -
حدثنا محمد بن إسحاق بن الصَّبَّاح، ومحمد بن يحيى،
⦗ص: 307⦘
وَالسُّلمي قالوا: حدثنا عبد الرزاق
(1)
، عن مَعمر، عن الزهري بمثله بإسناده أن النبي
(2)
صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتى أحدكم الغائطَ فلا تستقبلوا القبلة، وَلكن لِيُشَرِّقْ أو لِيُغَرِّبْ".
قال أبو أيوبَ: فلما قدمنا الشامَ وَجَدْنَا مَرَاحِيضًا
(3)
نحوَ القِبْلَةِ فَكُنَّا نَنْحَرِف ونستغفر الله
(4)
.
(1)
لم أجد الحديث في المصنَّف لعبد الرزاق.
(2)
في (ط): "رسول الله".
(3)
في (ط): "مراحيض".
(4)
أخرجه النسائي في سننه -كتاب الطهارة- باب الأمر باستقبال المشرق أو المغرب عند الحاجة (1/ 23) عن يعقوب الدورقي عن محمد بن جعفر.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 416) عن محمد بن جعفرٍ أيضًا، وأخرجه أيضًا (5/ 417) عن إسماعيل بن عُليَّة كلاهما عن معمر عن الزهري به.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (5/ 421) عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري به.
579 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب
(1)
، عن يونس
(2)
، عن الزهري بإسناده إلى قوله:"أو غَرِّبُوا"
(3)
.
(1)
عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي المصري.
(2)
ابن يزيد بن أبي النجاد الأيلي.
(3)
في (ط): "الزهري بإسناده: فلا تستقبلوا القبلة ولا يُولِّيها ظهره ولكن شرِّقوا أو غرِّبوا".
أخرجه ابن ماجه في سننه -كتاب الطهارة- باب النهي عن استقبال القبلة بالغائط والبول (1/ 115 ح 318) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح عن ابن وهب عن يونس به.
580 -
حدثَنا الدقيقي
(1)
، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا ابن أبي ذئب
(2)
عن الزهريّ بإسنادِه مثلَه
(3)
: "فلا تستقبلوا القبلةَ ولا يُوَلِّهَا ظهرَه، ولكن شَرِّقُوا أو غَرِّبُوا"
(4)
.
(1)
محمد بن عبد الملك الواسطي.
(2)
محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب القرشي العامري، أبو الحارث المدني، في روايته عن الزهريّ كما سبق في (ح: 384)، وقد توبع في الأسانيد الماضية، والحديث في صحيح البخاري من طريقه.
(3)
قوله: "مثله" ليست في (ط).
(4)
هذا الحديث تكرر بإسناده ومتنه في (م).
وقد أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء -باب لا تُستقبل القبلة بغائطٍ أو بول، إلا عند البناء: جدارٍ أو نحوه (الفتح 1/ 295 ح 144) عن آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئبٍ عن الزهري به.
581 -
حَدثنا يزيدُ بن سنان
(1)
، حدثنا صَفوان بن عيسى
(2)
، حدثنا ابن عجلان
(3)
، عن القَعْقَاع
(4)
عَنْ أبي صَالح
(5)
، عن أبي هُريرةَ قال: قال رسول الله
(6)
صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أحدُكُم الغائطَ فلا
⦗ص: 309⦘
يستقبل القبلةَ ولا يستدبرها"
(7)
.
(1)
ابن يزيد بن الذَّيَّال القرشيّ الأموي، أبو خالد القزاز.
(2)
القرشي الزهري، أبو محمد البصري القسَّام.
(3)
محمد بن عجلان القرشي المدني.
(4)
ابن حكيم الكناني المدني.
(5)
ذكوان السمَّان الزيات المدني.
(6)
في (ط): "النبي".
(7)
لم يخرجه مسلم من طريق محمد بن عجلان عن القعقاع، وسيأتي الكلام على طريق مسلم في الحديث المعلق الذي ساقه المصنِّف بعد (ح: 582).
والحديث أخرجه أبو داود في سننه -كتاب الطهارة -باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة (1/ 3 ح 8) من طريق عبد الله بن المبارك.
وأخرجه النسائي في سننه -كتاب الطهارة -باب النهي عن الاستطابة بالروث (1/ 38) من طريق يحيى القطان.
وأخرجه ابن ماجه في سننه -كتاب الطهارة -باب كراهة مس الذكر باليمين والاستنجاء باليمين (1/ 113 ح 312) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، وعبد الله بن رجاء المكي كلهم عن محمد بن عجلان عن القعقاع به.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 233) عن شيخه بكار عن صفوان بن عيسى عن محمد بن عجلان به.
582 -
حدثنا الربيع بن سليمان
(1)
، حدثنا شعيبٌ
(2)
، حدثنا الليث، عَن ابن عجلانَ بمثله
(3)
.
رواه أحمد بن الحسن بن خِراش
(4)
، حدثنا عمر بن عبد الوهاب
(5)
،
⦗ص: 310⦘
حدثنا يزيد بن زُرَيع، حدثنا روح بن القاسم
(6)
، عن سهيلٍ
(7)
، عن القعقاع، بنحوه
(8)
.
(1)
ابن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري.
(2)
ابن الليث بن سعد الفهمي مولاهم المصري، أبو عبد الملك.
(3)
أخرجه ابن حبان في صحيحه (352) من طريق الليث بن سعد عن ابن عجلان ببعض الحديث، وهو النهي عن الاستنجاء باليمين.
(4)
البغدادي، أبو جعفر الخراساني الأصل.
(5)
ابن رياح بن عَبِيدة الرياحي، أبو حفص البصري.
(6)
التميمي العنبري، أبو غياث البصري، ووقع في (ط):"روح عن القاسم" وهو خطأ.
(7)
ابن أبي صالح ذكوان السمان المدني.
(8)
في (ط) أتمَّ الحديث بدل قوله: "بنحوه"، ونصُّه:"عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جلس أحدكم على حاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها".
وقد وصله مسلمٌ في كتاب الطهارة -باب الاستطابة (1/ 224 ح 60) عن أحمد بن الحسن بن خراشٍ عن عمر بن عبد الوهاب به.
وهذا الحديث مما انتقده على مسلم: أبو الفضل بن عمار الشهيد، والدارقطني، والمزي.
قال أبو الفضل: "هذا حديثٌ أخطأ فيه عمر بن عبد الوهاب الرياحي عن يزيد بن زريع؛ لأنه حديثٌ يُعرف بمحمد بن عجلان عن القعقاع، وليس لسهيلٍ في هذا الإسناد أصلٌ".
وقال الدارقطني بعد أن ذكر إسناد مسلم ومتنه: "هذا غير محفوظٍ عن سهيل، إنما هو حديث ابن عجلان حدث به الناس عنه، منهم: روح بن القاسم، كذا قال أمية [عن] يزيد".
وقال المزي: "كذا قال الرياحي -أي: عمر بن عبد الوهاب- عن يزيد بن زريع، وهو معدودٌ في أوهامه، وخالفه أمية بن بسطام -وهو أحد الأثبات في يزيد بن زريع- فقال: عن يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، وهو محفوظٌ من رواية ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم، رواه عنه جماعة منهم عبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن رجاء المكي، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي". =
⦗ص: 311⦘
= وسبق تخريج الحديث من طريق هؤلاء وغيرهم في الحديثين اللذين مضيا، وطريق ابن عيينة ستأتي في الإسناد الآتي عند المصنف.
وذهب النووي رحمه الله إلى تصويب الإسنادين فقال: "مثل هذا لا يظهر قدحه فإنه محمول على أن سهيلًا وابن عجلان سمعاه جميعًا، واشتهرت روايته عن ابن عجلان، وقلَّت عن سهيل".
ولكن رواية الجماعة من الأئمة الثقات هي المقدَّمة بلا ريب على رواية ثقة تفرَّد عنهم، وقد تقرَّر في علم المصطلح الشريف أنَّ رواية الثقة المخالف لجماعة الثقات يُعدُّ شاذًّا، والشاذ من جنس الضعيف.
وما ذهب إليه ابن عمار الشهيد، والدارقطني، والمزي هو الصواب، وقد رجَّحه أيضًا الشيخ ربيع المدخلي في كتابه "بين الإمامين".
وصنيع المصنِّف رحمه الله تعالى من إيراد الحديث من طرق عن ابن عجلان، ثم تعليقه لطريق سهيل عن القعقاع كأنه يشير بذلك إلى تعليل هذا الإسناد، والله أعلم.
وقد تساءل الشيخ ربيع -والأمر محل سؤال فعلًا- عن سبب عدول الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن إخراج الحديث من طريق ابن عجلان، وإيراده من هذه الطريق التي لا تخفى علتها على مثله رحمه الله تعالى!
فائدة الاستخراج:
1 -
بيَّن المصنِّف اسم أبي روح: القاسم، وجاء عند مسلم مهملًا.
2 -
أخرج الإمام مسلم الحديث من وجهٍ انتُقِد عليه فيه، وأخرج المصنِّف الحديث من أوجه سالمة من الانتقاد كما في الأسانيد الماضية.
انظر: علل الأحاديث لأبي الفضل بن عمار الشهيد (ص: 59)، التتبع للدارقطني (ص: 138 - 139)، شرح صحيح مسلم للنووى (3/ 158)، تحفة الأشراف للمزي (9/ 441)، بين الإمامين مسلم والدارقطني للشيخ ربيع المدخلي (ص: 77 - 82).
583 -
حدثنا الربيع بن سليمان، أخبرنا الشافعي
(1)
، أخبرنا سفيان بن عُيينة عن محمد بن عَجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هُريرةَ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أنا لكم مثل الوالدِ
(2)
، فإذا ذهبَ أحدُكم إلى الغائطِ فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها لغائطٍ
(3)
ولا بَولٍ، وَلِيَسْتَنْجِ بِثلاثة أحجارٍ"، ونَهَى عن الرَّوْثِ، والرِّمَّةِ
(4)
، وأن يَسْتَنْجِيَ الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ
(5)
.
(1)
الإمام محمد بن إدريس المطلبي، والحديث في مسنده (ص: 13) عن ابن عيينة به.
(2)
في (ط): "مثل والد" بالتنكير.
(3)
في (ط): "بغائط".
(4)
الروث: رجيع الدواب، والرِمَّة: العظام البالية.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 272 - 273)، غريب الحديث للحربي (1/ 71).
(5)
سقط إسناد هذا الحديث من (م)، ففيه:"حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم" مباشرة!
وقد أخرجه ابن ماجه في سننه -كتاب الطهارة -باب الاستنجاء بالحجارة والنهي عن الروث والرمة (1/ 114 ح 313) عن محمد بن الصباح عن ابن عيينة عن ابن عجلان به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (247) عن ابن عيينة عن ابن عجلان به.
584 -
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، حدثنا محمد بن بشر العبدي
(1)
، حدثنا عبيد الله بن
⦗ص: 313⦘
عمر
(2)
، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان
(3)
، عن عَمِّهِ واسع بن حَبَّان، عن ابن عمر قال: رَقَيتُ عَلى بيتِ أختي حَفْصة فرأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدًا لحاجتهِ مستقبل الشام مستدبر القبلة
(4)
.
(1)
محمد بن بشر بن الفُرافصة بن المختار العبدي، أبو عبد الله الكوفي.
(2)
ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري البصري.
(3)
ابن منقذ بن عمرو بن مالك الأنصاري المازني المدني.
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء- باب التبرز في البيوت (الفتح 1/ 301 ح 148) من طريق أنس بن عياض عن عبيد الله بن عمر عن محمد بن يحيى بن حبان به.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب الاستطابة (1/ 225 ح 62) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن بشر العبدي عن عبيد الله بن عمر به.
585 -
حَدثَنا أبو أمية، حدثنا خالد بن مخلد القَطْوَاني، حدثنا سليمان بن بلال
(1)
، حدثني يحيى بن سعيد
(2)
قال: سمعتُ محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن عَمِّهِ وَاسِع بن حَبَّان قال: كنتُ أصلي في المسجدِ -وعبد الله بن عمر مسندٌ
(3)
ظهرَه إلى القبلة- فلما قضيتُ صَلاتي انصرفتُ إليه مِن شقي الأيسر. فقال عبد الله: لقد رَقِيْتُ على ظهرِ بيتِ أختي حَفْصَةَ فرأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدًا على لَبِنَتَينِ مستقبل بيت المقدس لِحَاجتِهِ
(4)
.
(1)
التيمي مولاهم المدني.
(2)
ابن قيس الأنصاري، أبو سعيد المدني القاضي.
(3)
في (ط): "مسندًا".
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب الاستطابة (1/ 224 ح 61) عن القعنبي عن =
⦗ص: 314⦘
= سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد به، وفيه:"مستقبلًا بيت المقدس".
فائدة الاستخراج:
1 -
بيَّن المصنِّف جدَّ محمد بن يحيى بن حبان، ولم يذكر اسم جدِّه عند مسلم.
2 -
قول واسع بن حبان: "انصرفت إليه من شقي الأيسر" فيه زيادة شرح فلم يرد عند مسلم بيان الجهة التي انصرف منها إليه.
586 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا أنس بن عياض
(1)
، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن عمه واسع بن حَبَّان قال: قال لي
(2)
ابنُ عُمر: يقول ناسٌ
(3)
: إذا قَعَدْتَ على حاجتِك فلا تَقْعُدْ مستقبلَ القبلةِ، ولا
(4)
بيتِ المَقْدِسِ، وَلقد رَقيْتُ مرةً على ظَهرِ منزلِنا فرأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل بيت المقدس لحاجته
(5)
.
(1)
الليثي، أبو ضمرة المدني.
(2)
الجار والمجرور "لي" ليست في (م).
(3)
في (ط): "أناسٌ".
(4)
هنا ينتهي السقط من نسخة (ك) المشار إليه في أثناء إسناد حديث رقم (572).
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء -باب من تبرز على لبنتين (الفتح 1/ 297 ح 145) من طريق مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري به.
وأخرجه أيضًا في باب التبرز في البيوت من الكتاب نفسه (1/ 301 ح 149) من طريق يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد الأنصاري.
بَابُ
(1)
بَيَانِ تَطْهيرِ الثوبِ الذِي يُصلَى فِيِهِ مِنْ بَوْلِ المَوْلُوْدِ الذَّكرِ الذي لَمْ
(2)
يَطْعَمْ لا الأنْثَى
(3)
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
في (م): "لا" بدل "لم".
(3)
هكذا في (ط) و (ك)، ولعله الأقرب لمناسبة الأحاديث. وجاء في الأصل و (م):"والأنثى".
587 -
حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن مَنصور البصري قربُزان
(1)
، حدثنا يحيى بن سعيدٍ القطان، عن هشام بن عروة، حَدثني أبي، عن عائشةَ أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَضع صبيًّا في حَجْرِهِ
(2)
، فبال عليه، فَدَعا بماءٍ فأتبعَه إياهُ
(3)
.
(1)
في (م) نسب إلى جده، ولم يذكر اسم أبيه محمد.
(2)
أي حِضنه، وهو ما دون الإبط إلى الكشح، قال النووي:"بفتح الحاء كسرها لغتان مشهورتان".
انظر: شرح مسلم للنووي (3/ 194)، المصباح المنير للفيومي (ص / 121 - 122).
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب العقيقة- باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق عنه وتحنيكه (الفتح 9/ 501 ح 5468) عن مسدد.
وأخرجه في كتاب الأدب -باب وضع الصبي في الحِجر (الفتح 10/ 448 ح 6002) عن محمد بن المثنى كلاهما عن يحيى القطان عن هشام بن عروة به.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب حكم بول الطفل الرضيع وكيفية غسله (1/ 237 ح 101 و 102) من طريق عبد الله بن نمير، ومن طريق جرير بن =
⦗ص: 316⦘
= عبد الحميد الضبي، ومن طريق عيسى بن يونس كلهم عن هشام بن عروة بنحوه.
فائدة الاستخراج:
بيَّن المصنِّف هشام بن عروة، وورد عند مسلم مهملًا.
588 -
حدثَنا ابن أبي رَجَاء المِصِّيصِي
(1)
، حدثنا وكيع، حدثنا هشام بن عروة، عَن أبيه، عَن عائشةَ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أُتي بصبيٍ، فبال عليه، فأَتْبَعَهُ الماء ولم يَغْسِلْه
(2)
.
(1)
أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء المصّيصي، أبو جعفر النجار الثغري.
(2)
أخرجه ابن ماجه في سننه -كتاب الطهارة -باب ما جاء في بول الصبي الذي لم يطعم (1/ 174 ح 523) عن علي بن محمد وأبي بكر بن أبي شيبة كلاهما عن وكيع عن هشام به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (6/ 52) عن يحيى القطان وكيع عن هشامٍ به.
589 -
حَدثنا أبو داودَ الحراني، حدثنا محاضر
(1)
، حدثنا هشام بن عروةَ، عن أبيهِ، عَن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِصَبيٍّ، فبال عليه، فَأَتْبَعَ
(2)
ذلك الماء وَلم يغسله
(3)
.
(1)
ابن المُوَرِّع الهَمْدَاني، أبو المُوَرِّع الكوفي، تكلِّم فيه، وقد توبع هنا.
(2)
في (ك): "فأتبعه".
(3)
انظر تخريجه في الحديثين قبله.
590 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا مسلم
(1)
، حدثنا وُهَيبٌ
(2)
،
⦗ص: 317⦘
حدثنا هشام بن عروة، عن أبيهِ، عَن عَائشةَ أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم أُتيَ بِصَبيٍّ
(3)
يدعُو له فَأَقْعَدَهُ في حَجْرِهِ، فبال عليه فدعا بماءٍ فَصَبَّهُ على البَولِ يُتْبِعُهُ إياه
(4)
.
رواه ابن نُمير، عَن هشامٍ، عن أبيهِ، عن عائشةَ أن النَّبي صلى الله عليه وسلم كان يُؤْتَى بالصِّبْيان فيُبَرِّك
(5)
عليهم ويَحُنِّكَهم
(6)
، فأُتِيَ بِصَبِيِّ فبال عليه، فَدَعا بماءٍ فأتبعَه بوله
(7)
.
(1)
ابن إبراهيم الأزدي الفراهيدي، أبو عمرو البصري.
(2)
ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم البصري، ووقع في (م):"مسلم بن وهب" وهو خطأ.
(3)
ما بين النجمين سقط من (ط).
(4)
مضى تخريجه في الحديثين (587)، (588).
(5)
في (ط) و (ك): "فيبارك عليهم".
(6)
التحنيك: أن يمضغ التمر أو نحوه، ثم يدلك به حنك الصغير داخل فمه، وحنكه وحنَّكه بالتخفيف والتشديد، والأخير أشهر.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 170)، شرح مسلم للنووي (3/ 194).
(7)
وصله مسلم كما سبق في تخريج الحديث (587).
591 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، وشعيبُ بن عمرو
(1)
قالا: حدثنا سفيان بن عُيينَةَ، عن الزُّهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
(2)
، عن أُمِّ قيس بنتِ محصَن أخت عُكَّاشة بن محصَنٍ قَالَتْ: دَخَلْتُ بابنٍ لي على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لم يأكلِ الطَّعَامَ، فَبال عليهِ، فدَعا بماءٍ فَرَشَّهُ عليه
(3)
.
(1)
الدمشقي، أبو محمد الضُّبَعي.
(2)
ابن مسعود الهذلي، أبو عبد الله المدني.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الطب- باب السعوط بالقسط الهندي =
⦗ص: 318⦘
= والبحري (الفتح 10/ 156 ح 5693) عن صدقة بن الفضل.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب حكم بول الرضيع وكيفية غسله (1/ 238 ح 103) من طريق ابن عيينة، عن الزهري به.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 92) عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن عيينة عن الزهري به.
فائدة الاستخراج:
لم يسق مسلم إلا طرفًا من لفظه، وقد بيَّن المصنِّف لفظ هذه الطريق.
592 -
حَدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وَهبٍ، أخبَرني مالكٌ
(1)
، ويونس
(2)
، وعَمرو بن الحارث
(3)
، والليثُ
(4)
أن ابنَ شهابٍ حَدَّثهم، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أُمِّ قيس بنت مُحصَن أنَّها جاءت النَّبي صلى الله عليه وسلم بابنٍ في صغيرٍ لم يأكل الطعامَ، فأجلسه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في حَجْرِهِ، فَبَالَ عليه، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماءٍ فَنَضَحَهُ ولم يَغْسِلْهُ
(5)
.
(1)
وهو في الموطأ كتاب الطهارة -باب ما جاء في بول الصبي (1/ 111 ح 110).
(2)
ابن يزيد بن أبي النجاد الأيلي.
(3)
ابن يعقوب بن عبد الله الأنصاري، أبو أمية المصري.
(4)
ابن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، أبو الحارث المصري، وسقط من (م) حرف النسخ "أن" بعد اسمه فأصبحت العبارة:"الليث بن شهاب" وهو خطأ.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء -باب بول الصبيان (الفتح 1/ 391 ح 223) عن عبد الله بن يوسف.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب حكم بول الطفل الرضيع كيفية غسله (1/ 238 ح 103) عن محمد بن رمح عن الليث، و (ح 104) عن حرملة بن يحيى =
⦗ص: 319⦘
= عن ابن وهبٍ.
وأخرجه الدارمي في سننه -كتاب الطهارة- باب بول الغلام الذي لم يطعم (1/ 206 ح 741) عن عثمان بن عمر عن مالك ويونس كلهم عن الزهري به.
593 -
حدثَنا عباس الدوري، حدثنا يعقوبُ بن إبراهيم بن سعدٍ
(1)
، حدثنا أبي، حدثنا صَالح
(2)
، عن ابن شهابٍ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أُمِّ قَيس أنها أَتَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بابنٍ لها لم يأكل الطعامَ، فوضَعَهُ في حَجْرِهِ فبالَ، فلم يَزِدْ عَلى نَضْحِ الماء
(3)
.
(1)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
(2)
ابن كيسان المدني، وسقطت صيغة التحديث عنه من (م).
(3)
في (ط) و (ك): "على أن نضح الماء".
وساق الطبراني في المعجم الكبير (25/ 179 - 181) طرقًا أخرى للحديث عن الزهري، ولم أجد من أخرجه من طريق صالح بن كيسان عن الزهري، إلا أن ابن أبي عاصم أشار إلى هذه الطريق في "الآحاد والمثاني"(6/ 52) ولم يسنده.
594 -
حدثنا أبو الأزهر
(1)
، والسُّلمي قالا: حدثنا عبد الرزاق
(2)
، أخبرنا معمر، عنِ الزهري بإسناده قالت: جئتُ بابنٍ لي إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَهُ النبي صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَهُ في حَجْرِهِ، فبالَ عليه، فَدَعَا بماءٍ فَنَضَحَهُ، وَلم يكن الصَّبِيُّ بلغَ أن يأكلَ الطعامَ
(3)
.
(1)
أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي النيسابوري.
(2)
المصنَّف (1/ 379).
(3)
أخرجه الإمام أحمد في المسند (6/ 356).
بَاب
(1)
بَيَانِ تَطْهيرِ الثوب الذي يُصلَّى فِيْهِ مِن المَنِيِّ وَالدَّم وَالدلِيْلِ علَى أن المنِي طَاهِرٌ
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
595 -
حَدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عَمرو بن ميمون
(1)
، حدثنا سليمانُ بن يسار
(2)
، أخبرتني عائشةُ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أصاب ثوبَهُ المنع غَسَلَ مَا أصاب منه من ثوبه
(3)
، ثم خَرَجَ إلى الصَّلاة، وأنا أنظُرُ إلى أثر البُقَعِ في ثوبه ذاك من أَثَرِ الغَسْلِ
(4)
.
(1)
ابن مهران الجزري الرَّقَّي.
(2)
الهلالي المدني، مولى ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها.
(3)
في (ط): "في ثوبه".
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء- باب غسل المنيِّ وفركه، وغسل ما يصيب من المرأة (1/ 397) عن قتيبة بن سعيد عن يزيد عن عمرو بن ميمون، ويحتمل أن يكون يزيد هو: ابن هارون كما قيَّدته رواية المصنِّف، ويحتمل أن يكون: ابن زريع كما رجَّحه الحافظ ابن حجر، ويحتمل أن يكون الحديث عند كليهما.
وأخرجه أيضًا في الباب نفسه (ح 229) من طريق عبد الله بن المبارك، وفي الباب الذي يليه -باب إذا غسل الجنابة أو غيرها فلم يذهب أثره (ح 331) من طريق عبد الواحد بن زياد، وفي هذا الباب أيضًا (ح 332) من طريق زهير بن معاوية كلهم عن عمرو بن ميمون عن سليمان يسار عن عائشة به.
596 -
حَدثنا هلال بن العلاء
(1)
، حدثنا عارم
(2)
، ح
وحَدثنا أبو أُميَّةَ، حدثنا عبيد الله بن موسى
(3)
قالا: حدثنا مَهدي بن ميمون
(4)
، عَن وَاصلٍ الأحدَبِ
(5)
، عن إبراهيمَ
(6)
، عن الأسودِ
(7)
قال: رَأَتْنِي أُمُّ المؤمنين قد غَسَلْتُ أَثَرَ جَنَابَةٍ أَصَابَتْ ثوبي فقَالَتْ: لقد رَأَيْتُنِي وإنَّه لَفِي ثَوبِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فما أَزِيدُ عَلى أَنْ أَفْرُكَ بِه هكذا فَأدْلُكَهُ
(8)
.
(1)
ابن هلال بن عمر الباهلي مولاهم، أبو عمر الرقي.
(2)
لقبٌ لمحمد بن الفضل السدوسي، أبو النعمان البصري.
(3)
ابن باذام العبسي مولاهم الكوفي.
(4)
الأزدي المِعْوَلي مولاهم، أبو يحيى البصري.
(5)
واصل بن حبّان الأحدب الأسدي الكوفي.
(6)
ابن يزيد بن قيس النخعي الكوفي.
(7)
ابن يزيد بن قيس النخعي الكوفي.
(8)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب حكم المني (1/ 238 ح 105) عن يحيى بن يحيى التميمي، عن خالد الواسطي، عن خالد الحذَّاء، عن أبي معشر زياد بن كليب، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة والأسود بن يزيد، عن عائشة به.
وأخرجه مسلم أيضًا (ح 107) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن مهدي بن ميمون، عن واصل الأحدب به.
فائدة الاستخراج:
لم يسق مسلم لفظ هذه الطريق، وإنما أحال به على حديث أبي معشر، عن إبراهيم، وقد بيَّن المصنِّف لفظ هذا الطريق.
597 -
حدثنا الزَّعْفَراني
(1)
، حدثنا عفَّان بن مسلم، حدثنا مَهديُّ بن ميمون، حدثنا وَاصل الأحدَبُ، عن إبراهيمَ النخعي، عن الأسود بن يزيدَ قال: رَأَتْنِي عائشةُ أَغْسِلُ أَثَرَ جَنَابَةٍ أصابَت ثوبي، قالت
(2)
: لقد رَأَيْتُنِي وَإنه ليُصِيبُ ثوبَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فما أزيد
(3)
على أَنْ
(4)
أَفْرُكَ به هكذا
(5)
.
(1)
الحسن بن محمد بن الصَّبَّاح البغدادي، أبو علي الزعفراني.
(2)
في (ط): "فقالت".
(3)
في (ط) و (ك): "وما أزيد".
(4)
ما بين النجمين سقط من (م).
(5)
انظر تخريجه -من هذا الطريق- في الذي قبله وكذا فائدة الاستخراج كالتي سبق.
598 -
حَدثَنا أحمد بن عيسى التِّنِّيسِي
(1)
، حدثنا عَمرو بن
⦗ص: 323⦘
سلمة
(2)
، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد
(3)
، ح
* وحَدثنا الربيع بن سليمان
(4)
، حدثنا الشافعي
(5)
، أخبرنا عَمرو بن
⦗ص: 324⦘
أبي سلمة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد
(6)
، عن القاسم
(7)
، عَن عَائشةَ قالت: كنتُ أَفْرُكُ المَنِيَّ من ثَوبِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(8)
.
(1)
بكسر التاء المثناة الفوقية، كسر النون المشددة بعدها، ثم ياء مثناة تحتية، ثم سين مهملة نسبة إلى تِنِّيس من بلاد مصر، وهي جزيرة بين دمياط والفَرما.
انظر: الأنساب للسمعاني (3/ 96)، معحم البلدان للحموي (60).
وشيخ المصنِّف أحمد بن عيسى هو: ابن زيد التنِّيسي الخشاب اللخمي، توفي سنة (273 هـ).
متفقٌ على ضعفه، وكذَّبه مسلمة بن القاسم، وابن طاهر المقدسي، وذكر له ابن على بواطيل رواها عن عمرو بن أبي سلمة، وقال عنه الحافظ ابن حجر:"ليس بالقوي".
وقد تابعه الشافعي في الإسناد الآتي فالاعتماد عليه، ولكن شيخهما عمرو بن أبي سلمة متكلم فيه كما سيأتي، وقد صحَّ الحديث من غير هذا الطريق، فالحمد لله. =
⦗ص: 323⦘
= انظر: المجروحين لابن حبان (1/ 46)، الكامل لابن عدي (1/ 194)، الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ (ص: 131)، معرفة التذكرة لمحمد بن طاهر المقدسي (ص: 135)، الضعفاء لابن الجوزي (1/ 83)، الكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي (ص: 52)، ميزان الاعتدال للذهبي (1/ 126)، لسان الميزان (1/ 240)، والتقريب لابن حجر (87).
(2)
التِّنِّيسي، أبو حفص الدمشقي، مولى بني هاشم، نزيل تِنِّيس، توفي سنة (214 هـ) على الصحيح وقيل: قبلها بسنة أو سنتين.
ضعفه ابن معين، والساجي، وقال أبو حاتم:"يكتب حديثه، ولا يحتج به"، وذكره العقيلي في الضعفاء وقال:"في حديثه وهم".
ووثقه ابن يونس المصري، وذكره ابن حبان في الثقات.
وذكره الذهبي في المغني ووثقه الذهبي، وقال في الميزان:"صدوق مشهور"، وقال في سير أعلام النبلاء:"حديثه في الكتب الستة، ووثقه جماعة". وذكر الحافظ ابن حجر أنه ليس له في البخاري سوى حديثين قد توبع عليهما، وقال في التقريب:"صدوق له أوهام".
انظر: الضعفاء للعقيلي (3/ 272)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 235)، الثقات لابن حبان (8/ 482)، تهذيب الكمال للمزي (251)، الميزان (3/ 262) والسير (10/ 214)، والمغني في الضعفاء للذهبي (484)، تهذيب التهذيب (8/ 37)، وهدي الساري (ص: 453)، والتقريب لابن حجر (5043).
(3)
ابن قيس الأنصاري، أبو سعيد المدني القاضي.
(4)
ابن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري.
(5)
الحديث في مسنده (ص: 22).
(6)
ما بين النجمين سقط من (م).
(7)
ابن محمد بن أبي بكر الصديق القرشيّ التيمي، أبو عبد الرحمن المدني.
(8)
لم أجده من طريق القاسم عن عائشة إلا في مسند الشافعي، وهو في الأم له أيضًا (1/ 55).
599 -
حدثنا محمد بن إدريسٍ أبو بكر وراقُ الحُمَيدي
(1)
، والصَّائغ
(2)
بمكة وأَيوبُ بن إسحاق
(3)
قالوا: حدثنا الحُمَيدي
(4)
، حدثنا بِشر بن بكرٍ
(5)
، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن عَمرةَ
(6)
، عن
⦗ص: 325⦘
عائشةَ قالت: كنتُ أفرك المَنِيَّ من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانَ يابسًا، وأمسحُهُ -أو أغسله، شكَّ الحميدي- إذا كان رَطْبًا
(7)
.
(1)
محمد بن إدريس بن عمر المكي، توفي سنة (267 هـ).
قال عنه ابن أبي حاتم: "صدوق"، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:"مستقيم الأمر في الحديث".
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/ 204)، الثقات لابن حبان (9/ 138)، تاريخ مولد العلماء ووفياتهم لابن زبر (584)، العقد الثمين للفاسي (420) تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 261 - 280 / ص: 436).
(2)
محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ الكبير، أبو جعفر البغدادي، نزيل مكة.
(3)
ابن إبراهيم بن سافري، أبو سليمان البغدادي.
(4)
عبد الله بن الزبير بن عيسى الأسدي، أبو بكر الحميدي المكي، والحديث لم أجده بهذا السياق في مسنده المطبوع.
(5)
التِّنِّيسي، أبو عبد الله البجلي.
(6)
ابنة عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية.
(7)
لم أجد من أخرجه من طريق عمرة عن عائشة.
600 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا يحيى بن حسان
(1)
، حدثنا عبد الله بن المبارك، وبشر بن المفَضِّل
(2)
، عَن عَمرو بن ميمون بن مِهْران، عن سليمان بن يَسَار، عن عائشةَ قالت
(3)
: كنتُ أَغْسِلُ المَنِيَّ من ثوبِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فيخرج إلى الصَّلاةِ وإنَّ بُقَعَ الماء في ثوبه
(4)
.
رواه يحيى بن يحيى
(5)
قال: حدثنا خالد الواسطي
(6)
، حدثنا خالد الحذاء، [عن أبي معشرٍ
(7)
، عن إبراهيم]
(8)
، عن علقَمةَ
(9)
والأسود أن
⦗ص: 326⦘
رَجُلًا نَزَلَ بعائشةَ رضي الله عنها فأصبح يَغْسِلُ ثَوبَهُ، فقالت: إنما كان يجزئكَ
(10)
.
(1)
ابن حيَّان التّنِّيسي البكرى، أبو زكريا البصري، نزيل تِنِّيس.
(2)
ابن لاحق الرَّقاشي مولاهم البصري.
(3)
في (ط): "قال" وهو خطأ.
(4)
أخرجه البخاري من طريق عبد الله بن المبارك وغيره عن عمرو بن ميمون، كما سبق تخريجه قريبًا في (ح 295).
(5)
ابن بكر بن عبد الرحمن التميمي، أبو زكريا النيسابوري.
(6)
نسبته "الواسطي" ليست في (ط) و (ك)، وهو: خالد بن عبد الله الطحان الواسطي.
(7)
زياد بن كليب التميمي الحنظلي الكوفي.
(8)
قوله: "عن أبي معشرٍ، عن إبراهيم" سقط من الأصل و (م)، واستدركته من النسختين الباقيتين (ط) و (ك)، وهو هكذا في صحيح مسلم.
(9)
ابن قيس النخعي الكوفي.
(10)
في (ط) و (ك): "فقالت عائشة: إنما كانت تجزئك".
وهذا التعليق وصله مسلم عن يحيى بن يحيى التميميّ، عن خالدٍ به، وسبق تخريجه من صحيح مسلم في ح (596).
601 -
حَدثنا (ابن) مَسعُودٍ المقدسي
(1)
، حدثنا الهيثمُ [بن جميل]
(2)
، ح
وَحَدثنا أبو أُمَيَّةَ، حدثنا مُعَلَّى
(3)
قالا: حدثنا هُشيم
(4)
، أخبرنا مُغيرة
(5)
عن إبراهيمَ، عن الأسود، عن عائشةَ قَالَتْ: لَقَدْ
⦗ص: 327⦘
رَأَيْتُنِي أَحُكُّ المَنِيَّ من ثَوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فَأَحُتُّهُ عنه
(6)
.
(1)
وقع في الأصل و (م): "أبو مسعود" بدل "ابن مسعود" وهو خطأ، وما أثبت من (ط) و (ك) ومصادر الترجمة.
وهو: أبو عبد الله أحمد بن مسعود المقدسي الخياط، توفي سنة (274 هـ).
وصفه الذهبي بالمحدِّث الإمام، وذكر أنَّ أبا عوانة روى عنه، ولم أجد فيه قولًا آخر.
انظر: سير أعلام النبلاء (13/ 244)، وتاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 261 - 280 / ص: 283)، تهذيب تاريخ دمشق لابن بدران (92).
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وهو: البغدادي، أبو سهل نزيل أنطاكية.
(3)
ابن منصور الرازي، أبو يعلى، نزيل بغداد.
(4)
ابن بَشير بن القاسم بن دينار السُّلمي، أبو معاوية الواسطي، ثقة مدلِّس، جعله الحافظ في المرتبة الثالثة من المدلسين كما سبق في (ح: 265).
وروايته في صحيح مسلم بالعنعنة، وقد صرَّح هنا بالإخبار.
(5)
ابن مِقْسَم الضَّبِّي مولاهم، أبو هشام الكوفي الفقيه، مدلِّس من الثالثة، وقد ضعَّف =
⦗ص: 327⦘
= الإمام أحمد حديثه عن إبراهيم النخعي خاصة -انظر ترجمته في حديث: (297) - ولكن تابعه واصل الأحدب كما سبق في (ح 596)، وتابعه أيضًا أبو معشر زياد بن كليب عند مسلم كما هو مخرَّج هناك في (ح: 596).
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب حكم المنيِّ (1/ 239 ح 107) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم النخعي به.
فائدة الاستخراج:
1 -
رواية مسلم للحديث من طريق هُشيم -وهو مدلس وقد عنعن عنده-، ورواية المصنِّف فيه تصريح بالإخبار، وهذا من فوائد الاستخراج.
2 -
أحال مسلم بلفظ الحديث ولم يسقه، وبيَّن المصنِّف المحال به على اللفظ المحال عليه.
602 -
حدثنا عبد الله بن أحمدَ بن حنبل، حدثنا أبي
(1)
قال: حدثني ابن الأشجعي
(2)
، عَن أبيه، عن سفيانَ
(3)
، عن
⦗ص: 328⦘
منصور
(4)
، ح
وحَدثنا (ابن) مسعود
(5)
المقدسي، حدثنا الهيثم بن جَميل، حدثنا زائدة
(6)
، عن منصور، عن إبراهيم
(7)
، عن هَمام بن الحارث
(8)
، عن عائشة قالَتْ: لقد كنتُ أَحُتُّ -أو أَفْرُكُ- المَنِيَّ من ثوبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(9)
.
(1)
الحديث في مسنده (6/ 135).
(2)
أبو عبيدة بن عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: اسمه: عباد، وقال الحافظ ابن حجر:"يقال: اسمه عباد، مقبول".
وقد توبع متابعة قاصرة كما في الإسناد التالي، وعند مسلم كما سيأتي في التخريج.
وأما أبوه فأحد الثقات، يكنى: أبو عبد الرحمن، وسبق في أحد أسانيد المصنِّف (ح 80).
انظر: الثقات لابن حبان (8/ 434)، والتقريب (8232).
(3)
ذكر الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" أن الإمام أحمد روى هذا الحديث عن ابن الأشجعي، عن أبيه عن سفيان الثوري، وأيضًا عن ابن الأشجعي عن أبيه عن =
⦗ص: 328⦘
= سفيان بن عيينة.
والذي وجدته في المسند -المطبوع- روايته عن ابن الأشجعي عن أبيه عن سفيان -مهملًا- عن منصورٍ به، ثم بعدها رواية الإمام أحمد عن سفيان بن عيينة مباشرة بدون ذكر ابن الأشجعي وأبيه وعبيد الله الأشجعي معروفٌ بالرواية عن الثوري، والإمام أحمد يروي عن ابن عيينة مباشرة، فهل ما في المطبوع هو الصواب، وما في أطراف المسند وهمٌ، هذا الذي يظهر، والله أعلم.
وفي صحيح مسلم عن محمد بن حاتم -هو ابن ميمون البغدادي- عن ابن عيينة -قيَّده- عن منصورٍ به، ومحمد بن حاتم يروي عن ابن عيينة فقط.
فعلى هذا تكون رواية المصنِّف من طريق الثوري، ورواية الإمام أحمد -الثانية- ومسلم من طريق ابن عيينة والله أعلم، وقد أخرجه عبد الرزاق عنهما معًا كما سيأتي.
انظر: مسند أحمد (6/ 135)، أطراف المسند لابن حجر (9/ 249).
(4)
ابن المعتمر السُّلَمي، أبو عتاب الكوفي.
(5)
وقع في الأصل و (م): "أبو مسعود" بدل "ابن مسعود" وهو خطأ مرَّ بيانه قريبًا.
(6)
ابن قدامة الثقفي، أبو الصلت الكوفي.
(7)
ابن يزيد النخعي الكوفي.
(8)
النخعي الكوفي.
(9)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب حكم المني (1/ 239 ح 107) عن محمد بن =
⦗ص: 329⦘
= حاتم عن ابن عيينة، عن منصور، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث به.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنَّف (1/ 368) عن الثوري وابن عيينة كلاهما عن منصور به.
فائدة الاستخراج:
1 -
بيَّن المصنِّف: همام بن الحارث، وورد عند مسلم مهملًا.
2 -
أحال مسلم بلفظ الحديث ولم يسقه، وقد بيَّنه المصنِّف.
603 -
حدثَنا علي بن إشكاب
(1)
، حدثنا (أبو بدر)
(2)
، ح
وحَدثنا الحسن بن عفان، حدثنا ابن نُمَيرٍ
(3)
، [قالا:]
(4)
حدثنا الأعمش عن إبراهيمَ، عن همام بن الحارث قال: نَزَلَ (بعائِشَةَ)
(5)
ضيفٌ فأمَرَت له بِمِلْحَفَةٍ
(6)
لها صَفراء، فَاحْتَلَمَ فيها فَاسْتَحْيَى أن يُرْسِلَ بها وفيها أَثَرُ الاحتلام، فَغَمَسَها في الماء ثم أرسل بها، فقالَتْ: لم أفسدتَ علينا ثوبَنا؟ إنما كان يكفيه أن يَفرُكَه بأُصْبَعِهِ، لربما فركتُهُ
⦗ص: 330⦘
مِن ثوبِ رسولِ الله
(7)
صلى الله عليه وسلم بأُصْبُعي
(8)
.
هذا لفظ عبد الله بن نمير.
(1)
علي بن الحسين بن الحر العامري، أبو الحسن البغدادي، وإشكاب لقبٌ لوالده.
(2)
وقع في الأصل و (م): "أبو زيد" بدل "أبو بدر" وهو خطأ، وهو: شجاع بن الوليد بن قيس السَّكوني، انظر: ح (573).
(3)
عبد الله بن نُمير الهَمْدَاني الكوفي.
(4)
ما بين المعقوفتين من (ك).
(5)
في الأصل و (م): "لعائشة"، وما أثبتُّ من (ط) و (ك).
(6)
في (ط) و (ك): "ملحفة" سقط منها حرف الجر، والمِلْحَفَة: هي المُلاءة التي تلتحف بها المرأة، واللِّحاف كلُّ ثوبٍ يُتغطَّى به، وكلما التحفت به فقد تغطَّيت به.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 311) المصباح المنير للفيومي (ص: 550).
(7)
في (ط) و (ك): "النبي صلى الله عليه وسلم".
(8)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب حكم المنيِّ (1/ 238 ح 106) عن عمر بن حفص بن غياثٍ، عن أبيه، عن الأعمش به، غير أنه قرن الأسود بن يزيد مع همام بن الحارث كلاهما عن عائشة به.
فائدة الاستخراج:
1 -
بيَّن المصنِّف: همام بن الحارث، وورد عند مسلم مهملًا.
2 -
ذكر مسلم الحديث مختصرًا، والمصنِّف ذكر قصة الحديث.
604 -
حَدثنا أبو الأزهر
(1)
، أخبرنا عبد الله بن نُمَيرٍ، حدثنا هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر
(2)
، عن أسماء قالت: أَتَتْ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم امرأةٌ فقالت: يا رسول الله أرأيتَ ثوبَ إحدانا يُصيب مِن دمِ الحَيْضَةِ فكيف تَصْنَعُ به؟ قال: "إذا أصابَ ثوبَ إحداكن مِن دمِ الحَيْضَةِ فَلتَحُتَّهُ ثم لِتَقْرُصْهُ بالماء ثم لِتَنْضَحْهُ ثم لِتُصَلّي
(3)
فيه"
(4)
.
(1)
أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي النيسابوري.
(2)
ابن الزبير بن العوام القرشية الأسدية، وهشام بن عروة الراوي عنها هو زوجها، وأسماء هي: بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما هي جدتها.
(3)
كذا في الأصل، وفي (م):"ليصلي" وهو خطأ، وفي (ط) و (ك):"لتصلِّ".
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب نجاسة الدم وكيفية غسله (1/ 240 ح 110) عن أبي كريب، عن عبد الله بن نمير، عن هشام بن عروة به. =
⦗ص: 331⦘
= فائدة الاستخراج:
1 -
بيَّن المصنِّف: ابن نمير بأنه عبد الله، ونُسب إلى أبيه عند مسلم ولم يذكر اسمه. 2 - لم يسق مسلم لفظ الحديث، وإنما أحاله على ما قبله، وبيَّن المصنِّف المتن المحال به.
605 -
حَدثَنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني مالك [بن أنس]
(1)
، وعَمرو بن الحارث
(2)
، ويحيى بن عبد الله بن سالم
(3)
، عن هشام بن عروةَ، عن فاطمةَ، عن أسماء بنت أبي بكرٍ قالت: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الثوبِ يُصِيبهُ الدَّمُ
(4)
مِن الحَيْضَةِ، فقال: "لِتَحُتَّهُ ثم لِتَقْرُصْهُ ثم لِتَنْضَحْهُ بالماءِ ثم لِتُصَلي
(5)
فيه"
(6)
.
وَرواه
(7)
ابن عُيينَةَ، عن هشامٍ قال: "حُتّيهِ ثم اقْرُصِيْهِ بالماء ثم
⦗ص: 332⦘
رُشِّيهِ وَصلي فيه"، وَأما أصحابُ هشامٍ رَوَوه: "ثم لِتَنْضَحْهُ" إلا سفيان
(8)
.
(1)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، والحديث في الموطأ -كتاب الطهارة -باب جامع الحيضة (1/ 60 ح 103).
(2)
ابن يعقوب بن عبد الله الأنصاري، أبو أمية المصري.
(3)
ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عبد الله المدني.
(4)
في (ك): "يصيب الدم"، وفي (ط) كذلك وعليه "صح"، غير أنه كُتب في الهامش أيضًا:"الدم يصيبه" كتب عليه: "صح" أيضًا.
(5)
في (ط) و (ك): "لتُصلِّ".
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب نجاسة الدم كيفية غسله (1/ 240 ح 110) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، عن عبد الله بن وهب، عن مالك به.
فائدة الاستخراج:
لم يسق مسلم لفظ الحديث بل أحال به، وبيَّن المصنِّف لفظه.
(7)
في (ط) و (ك): "رواه" بدون عطف.
(8)
وصله الترمذي في سننه -كتاب الطهارة- باب ما جاء في غسل دم الحيض من الثوب (1/ 254 ح 138) عن ابن أبي عمر عن ابن عيينة عن هشام به، باللفظ الذي ذكره المصنِّف.
606 -
حدثنا الربيعُ بن سليمان
(1)
، عن الشافعي
(2)
، أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة بإسنادِهِ: أرأيتَ إحدانا إذا أصابتْ ثوبَها الدمُ -الحَيضةُ- كيف تصنَعُ؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إذا أصاب ثوبَ إحداكن الدمُ فَلْتَقْرُصْهُ ثم لِتُتْبِعْهُ بماءٍ ثم تُصَلِّي فيه"
(3)
.
(1)
ابن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري.
(2)
الحديث في مسنده (ص: 8).
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء- باب غسل دم الحيض (1/ 488 ح 307) عن عبد الله بن يوسف عن مالك بن أنس عن هشام بن عروة به.
وأخرجه أيضًا في كتاب الوضوء -باب (1/ 395 ح 227) عن محمد بن المثنى.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب نجاسة الدم وكيفية غسله (1/ 240 ح 110) من طريق ابن وهب، عن مالك بن أنس كما سبق في الحديث الذي قبله.
وله طريق أخرى فأخرجه -في الموضع السابق- عن محمد بن حاتم كلاهما عن يحيى القطان عن هشام بن عروة به.
وله أيضًا طريق أخرى، فقد أخرجه -في الموضع السابق- من طريق وكيع عن هشام به.
فائدة الاستخراج:
لم يسق مسلم لفظ الحديث من طريق مالك، بل أحال به على حديث يحيى بن سعيد، عن هشام، وبيَّن المصنِّف لفظ هذه الرواية.
بَابُ
(1)
صفَةِ تطهيْرِ الإِنَاءِ إِذا وَلَغَ فِيهِ الكلبُ، وإيجابِ إِهْرِاقِ مَا فِيهِ
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
607 -
أخبرَنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب
(1)
، أنَّ مالكًا
(2)
حَدَّثَه، ح
وحدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا الشافعي
(3)
، أخبرنا مالك، عن أبي الزناد
(4)
عن الأعرج، عن أبي هُريرةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا شرِبَ الكلبُ في إناءِ أَحَدكم فَلْيَغْسِلْهُ سبعَ مراتٍ"
(5)
.
كذا قالوا
(6)
-أصحاب أبي الزِّنَاد- إلا سفيانَ فإنه قال: "إذا ولغ
(7)
".
(1)
عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم المصري.
(2)
وهو في الموطأ -كتاب الطهارة -باب جامع الوضوء (1/ 34 ح 35).
(3)
وهو في المسند له (ص: 7).
(4)
عبد الله بن ذكوان القرشي، والأعرج هو: عبد الرحمن بن هرمز المدني.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء -باب الماء الذي يُغسل به شعر الإنسان (الفتح 1/ 330 ح 172) عن عبد الله بن يوسف.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب حكم ولوغ الكلب (1/ 234 ح 90) عن يحيى بن يحيى كلاهما عن مالك عن أبي الزناد به.
(6)
في (ط) و (ك): "قال".
(7)
ولَغَ يَلَغ -بالفتح فيهما-: إذا شرب بطرف لسانه، أو أدخل لسانه فيه فحركه شرب أو لم يشرب. كذا قال الحافظ ابن حجر. =
⦗ص: 334⦘
= وحكى الفيوميّ فيها لغتين أخريين فقال: "ولغ يلِغ من بابي وعد وورِث، ويَوْلَغ مثل: وجِل يَوْجَل لغةٌ أيضًا.
انظر: فتح الباري لابن حجر (1/ 330)، المصباح المنير للفيومي (ص: 672).
608 -
حدثنا الربيع، أخبرنا الشافعي
(1)
، أخبرنا سفيان
(2)
، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عَن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا وَلغ الكلبُ في إناء أحدكم فليغسله سبعَ مراتٍ"
(3)
.
(1)
وهو في المسند له (ص: 7).
(2)
ابن عيينة بن أبي عمران الهلالي مولاهم الكوفي.
(3)
أخرجه الإمام أحمد في المسند (245) عن ابن عيينة به.
609 -
حدثنا محمد بن كثير الحراني
(1)
، حدثنا عبد الله بن محمد الكِرْماني
(2)
، حدثنا علي بن مُسْهِر
(3)
، عن الأعمش، عَنْ أبي رَزينٍ
(4)
،
⦗ص: 335⦘
وأبي صالح
(5)
، عَن أبي هريرةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا وَلَغَ الكلبُ في إناء أحدكم فليُهْرِقْهُ وليغسِلْهُ سبعَ مراتٍ "
(6)
.
(1)
محمد بن يحيى بن محمد بن كثير الكلبي، أبو عبد الله الحراني.
(2)
الكَرماني: الصحيح أنه بفتح الكاف -واشتهر بكسرها- وسكون الراء وفي آخرها النون، نسبة إلى عدة بلدان مثل: خَبيص، وجيرفت، والسِّيرَجان، وبُردَسير يقال لجميعها: كَرمان.
وأما اليوم فإن كرمان أصبحت تُطلق على الناحية التي ما زالت تُعرف بناحية بردسير، وتقع اليوم في دولة إيران.
وعبد الله بن محمد هو: ابن الربيع العائذي، أبو عبد الرحمن الكوفي، نزيل المِصِّيصة.
انظر: الأنساب للسمعاني (10/ 400)، بلدان الخلافة الشرقية لكي لسترنج (ص: 338).
(3)
القرشي، أبو الحسن الكوفي.
(4)
مسعود بن مالك الأسدي مولاهم الكوفي.
(5)
في (م): "عن أبي رزين عن أبي صالح" وهو خطأ، وأبو صالح هو: ذكوان السمان.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب حكم ولوغ الكلب (1/ 234 ح 89).
وأخرجه النسائي في سننه -كتاب الطهارة -باب الأمر بإراقة ما في الإناء إذا ولغ فيه الكلب (1/ 53) كلاهما عن علي بن حجر عن علي بن مسهر عن الأعمش به.
وأخرجه مسلمٌ أيضًا -في الموضع نفسه- عن محمد بن الصباح عن إسماعيل بن زكريا عن الأعمش به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (253) عن أبي معاوية عن الأعمش به، وليس في روايته قوله:"فليرقه".
قال النسائي عقب الحديث: "لا أعلم أحدًا تابع علي بن مسهر على قوله: فليرقه"، وقال حمزة الكناني:"إنها غير محفوظة"، وقال ابن عبد البر:"لم يذكره أصحاب الأعمش الثقات الحفاظ مثل شعبة وغيره"، وقال ابن منده:"لا تعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم بوجهٍ من الوجوه إلا عن علي بن مسهر بهذا الإسناد".
قال الحافظ ابن حجر: "قد ورد الأمر بالإراقة من طريق عطاءٍ عن أبي هريرة مرفوعًا، أخرجه ابن عدي، لكن في رفعه نظر، والصحيح أنه موقوف".
على هذا رفع هذه اللفظة إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاذ، وترجمة المصنِّف للباب تشعر بأنه يذهب إلى إثبات هذه اللفظة، والله أعلم.
انظر: التمهيد لابن عبد البر (18/ 273)، فتح الباري لابن حجر (1/ 330 - 331).
610 -
حدثنا يزيد بن سنان، حدثنا إبراهيم بن صدقة
(1)
، ح
⦗ص: 336⦘
وحدثنا الدَّبَري
(2)
، عن عبد الرزاق
(3)
، ح
وَحَدثنا الصاغاني، حدثنا معاوية بن عَمرو
(4)
، حدثنا زائدة
(5)
كلُّهم عن هشام بن حسان
(6)
، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
(7)
صلى الله عليه وسلم: "إذا ولغ الكلبُ في الإناء فاغسلوه سبعَ مراتٍ، أولاهن بالتراب"
(8)
.
(1)
هو: البصري -إن شاء الله- المترجم له في تهذيب الكمال وتهذيبه لابن حجر، ولم أجد في شيوخه: هشام بن حسان، ولا في تلاميذه يزيد بن سنان، وبالنظر إلى وفيات =
⦗ص: 336⦘
= شيوخه وتلاميذه المذكورين في ترجمته وجدت أن شيوخه متقاربون في الطبقة مع هشام بن حسان، وكذلك تلاميذه متقاربون مع يزيد بن سنان، ولم أجد أحدًا يُعرف بإبراهيم بن صدقة في هذه الطبقة -أو قريبًا منها- غير هذا، فهو المعني في هذا الإسناد إن شاء الله تعالى.
قال عنه أبو حاتم: "شيخ"، وقال علي بن الحسين بن الجنيد:"محله الصدق"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ ابن حجر:"صدوق".
انظر: الجرح والتعديل (106)، الثقات لابن حبان (8/ 58)، تهذيب الكمال للمزي (108)، التقريب (187).
(2)
إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني.
(3)
وهو في المصنَّف (1/ 96).
(4)
ابن المهلَّب بن عمرو الأزدي المَعْنِي، أبو عمرو البغدادي.
(5)
ابن قدامة الثقفي، أبو الصلت الكوفي.
(6)
الأزدي القُرْدُوسي، أبو عبد الله البصري.
(7)
في (ط) و (ك): "عن النبي" بدل "قال: قال رسول الله".
(8)
وقع ترتيب هذا الحديث في الأصل و (م) قبل حديث محمد بن كثير الحراني الماضي برقم (609) واتبعت ترتيب نسختي (ط) و (ك) لمناسبتها لسياق الأسانيد. =
⦗ص: 337⦘
= والحديث أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب حكم ولوغ الكلب (1/ 234 ح 91) عن زهير بن حرب عن إسماعيل بن عُليَّة عن هشام بن حسان به.
وأخرجه أبو داود في سننه -كتاب الطهارة- باب الوضوء بسؤر الكلب (1/ 19 ح 71) عن أحمد بن يونس عن زائدة عن هشام بن حسان به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (265) عن عبد الرزاق عن هشام بن حسان به.
وأخرجه أيضًا (508) عن يزيد بن هارون عن هشام بن حسان به.
611 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا عبد الله بن بَكر السَّهْمي
(1)
، حدثنا هشام عن محمد، عن أبي هُريرةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "طهورُ
(2)
إناءِ أَحدكم إذا وَلَغَ فيه الكلبُ أن يَغْسِلَهُ سبعَ مراتٍ، أُولاهُنَّ بالتراب"
(3)
.
(1)
الباهلي، أبو وهب البصري.
(2)
سقطت كلمة "طهور" من (م).
(3)
انظر تخريجه في الذي قبله.
612 -
حدثَنا محمد بن الصَّبَّاح
(1)
، والدَّبَري، عن عبد الرزاق
(2)
، عن مَعمر، عن أيوبَ
(3)
، عن ابن سيرين، عن أبي هُريرةَ [عن النبي صلى الله عليه وسلم] مثله
(4)
.
(1)
محمد بن إسحاق بن الصبَّاح الصنعاني أو الصغاني.
(2)
الحديث في المصنَّف له (1/ 96).
(3)
ابن أبي تميمة كيسان السَّخْتياني.
(4)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك) وفيهما: "بمثله".
والحديث أخرجه الترمذي في سننه -كتاب الطهارة- باب ما جاء في سؤر الكلب (1/ 151 ح 91) من طريق المعتمر بن سليمان عن أيوب عن ابن سيرين به. =
⦗ص: 338⦘
= وأخرجه الإمام أحمد في المسند (265) عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب به.
وأخرجه أيضًا (489) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن ابن سيرين به.
613 -
حدثنا
(1)
الربيع، أخبرنا الشافعي
(2)
أخبرنا سفيان، عَن أيوب بمثله:"أُولاهُنَّ أو أُخْرَاهُنَّ بالتراب"
(3)
.
(1)
في (ك): "وحدثنا" بالعطف.
(2)
وهو في المسند له (ص: 8)، وسفيان هو: ابن عيينة.
(3)
هذا الحديث كان ترتيبه في الأصل و (م) بعد حديث السلمي الآتي برقم (614)، واتبعت ترتيب نسختي (ط) و (ك) لمناسبتها لسياق الأسانيد كما هو ظاهر.
614 -
حدثنا السُّلَمي، حدثنا عبد الرزاق
(1)
، عن معمر، عن همام بن مُنَبِّه، عَن أبي هريرةَ
(2)
قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "طهور إناء أحدكم إذا ولغ الكلبُ فيه
(3)
فيغسلَهُ سبعَ مراتٍ"
(4)
.
(1)
وهو في المصنَّف له (1/ 96).
(2)
ما بين النجمين سقط من (م).
(3)
الجار والمجرور "فيه" سقط في (ط) و (ك).
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب حكم ولوغ الكلب (1/ 234 ح 92) عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق عن معمر به، وفيه:"أن يغسله".
615 -
حدثنا الصَّاغاني، حدثنا أبو النَّضْر
(1)
، حدثنا شعبةُ، عن أبي التَّيَّاح
(2)
، عن مُطَرِّف
(3)
، عَن عبد الله بن مُغَفَّلٍ
⦗ص: 339⦘
قال
(4)
: أمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقتلِ الكِلابِ، ثم قال: مَا لَهُمْ وَللكلابِ؟! فَرَخَّصَ في كلبِ الصيدِ والغَنَمِ، وقال في الإناء إِذَا وَلَغَ فِيهِ الكلبُ:"اغسلوه سبعَ مراتٍ، وعَفِّرُوهُ الثامنةَ في التراب"
(5)
.
(1)
هاشم بن القاسم الليثي البغدادي.
(2)
يزيد بن حمُيد الضُّبَعي البصري.
(3)
ابن عبد الله بن الشِّخِّير الحَرَشي العامري، أبو عبد الله البصري.
(4)
كلمة: "قال" ليست في (ط) و (ك).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب حكم ولوغ الكلب (1/ 235 ح 93) عن عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري، عن أبيه، عن شعبة به.
فائدة الاستخراج:
بيَّن المصنف اسم عبد الله بن المغفل، وورد عند سلم بنسبته إلى أبيه.
616 -
حدثنا أبو داود السِّجْزِي
(1)
، حدثنا أحمد بن حنبل
(2)
، حدثنا يحيى بن سعيد
(3)
، عن شعبة، حدثنا أبو التَّيَّاحِ بإسناده مثله
(4)
.
قال يحيى بن سعيد، عن شعبة: كلب الغنم والصيد والزرْع، لم يقل:["الزرع" إلا]
(5)
يحيى، وَلم يقل أحمد بن حنبل: الزرع أيضًا.
(1)
السجزي نسبة إلى سجستان على غير القياس، والقياس: سجستاني كما سبق في ح (25)، وهو سليمان بن داود بن الأشعث، والحديث في سننه -كتاب الطهارة- باب الوضوء بسؤر الكلب (1/ 19 ح 74) عن الإمام أحمد به.
(2)
وهو في المسند (4/ 86).
(3)
ابن فرُّوخ القطان التميمي البصري.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب حكم ولوغ الكلب (1/ 235 ح 93) عن محمد بن حاتم عن يحيى القطان، وعن يحيى بن حبيب الحارثي عن خالد بن الحارث، وعن محمد بن الوليد عن محمد بن جعفر كلهم عن شعبة عن أبي التيَّاح به.
(5)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، ورواية مسلم:"وليس ذكَرَ الزرع في الرواية غير يحيى".
617 -
حدثنا محمد بن إسحاق البكائي
(1)
، حدثنا خالد بن مَخْلَدٍ القَطَوَاني، عن سليمان بن بلال
(2)
، عن سهيل
(3)
، عن أبيه، عن أبي هُريرةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا وَلَغَ الكلبُ في الإناء فَلْيَغْسِلْهُ سبعَ مَراتٍ"
(4)
.
(1)
في (ط) و (ك): "البكائي" فقط، لم يذكر اسمه واسم أبيه، وهو: محمد بن إسحاق بن عون العامري، أبو بكر الكوفي، انظر: ح (24).
(2)
التيمي مولاهم المدني.
(3)
ابن أبي صالح ذكوان السمان المدني، تابعه الأعمش كما سيأتي في التخريج.
(4)
بهامش (ك) التعليق التالي: "بلغ علي بن محمد المهراني قراءة على قاضي القضاة أيده الله، في المجلس الرابع، وصح".
والحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند (480) من طريق شعبة عن الأعمش عن أبي صالحٍ به.
وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (18/ 263) من طريق يعقوب بن الوليد عن مالك عن سهيل بن أبي صالحٍ به، غير أنه قال:"ليس بمحفوظ لمالك بهذا الإسناد"، وقال:"هذا عندي خطأ في الإسناد لا شك فيه"، وذكره أن المحفوظ عن مالك هو روايته عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، كما سبق في (ح: 607).
بَابُ
(1)
تطهيرِ جُلُود المَيْتَةِ، وَالدلِيْلِ علَى أن الجلدَ وَالإِهَابَ وَاحدٌ
(1)
كلمة "باب" لم ترد في (ط) و (ك).
618 -
حَدثنا الربيعُ بن سليمان
(1)
، حدثنا الشافعي
(2)
، أخبرنا سفيان، عن الزهريّ، عن عبيد الله بن عبد الله
(3)
، عَن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ بشاةٍ لميمونةَ ميتةٍ، قال
(4)
النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما على أهلِ هَذه لو أَخَذُوا إِهَابَها فَدَبَغُوهُ فانْتَفَعُوا به
(5)
"، قالوا: يا رسول الله إنها ميتةٌ، قال: "إنما حَرُمَ أَكْلُها"
(6)
.
(1)
قوله: "ابن سليمان" ليس في (ط) و (ك).
(2)
الحديث في مسنده (ص: 10)، وسفيان هو: ابن عيينة.
(3)
ابن عتبة بن مسعود الهذلي.
(4)
في (ط) و (ك): "فقال".
(5)
قوله: "فانتفعوا به" سقط من (م).
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب طهارة جلود الميتة بالدباغ (1/ 276 ح 100) عن يحيى بن يحيى، وأبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وابن أبي عمر.
وأخرجه النسائي في سننه -كتاب الفرع والعتيرة- باب جلود الميتة (7/ 171) عن قتيبة بن سعيد كلهم عن ابن عيينة عن الزهريّ به.
فائدة الاستخراج:
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة ومناسبته فيها أظهر.
619 -
وحدثنا
(1)
شُعيبُ بن عَمرو الدمشقي
(2)
، حدثنا
⦗ص: 342⦘
سفيان [بن عُيينة]
(3)
، عن الزهريّ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مرَّ بشاةٍ لها ميتة قال:"ألا نَزَعْتُمْ إِهَابَها فَدَبَغْتُمُوْهُ فَانْتَفَعْتُمْ به! "، قالوا: يا رسول الله إنها ميتةٌ، قال:"إنما حَرُمَ أكلُها"
(4)
.
(1)
في (ط) و (ك): "حدثنا" بدون واو العطف.
(2)
أبو محمد الضُّبَعي.
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(4)
أخرجه مسلم والنسائي من طريق ابن عيينة كما سبق في الذي قبله.
فائدة الاستخراج:
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة ومناسبته فيها أظهر.
620 -
حدثنا أبو داودَ الحراني، حدثنا علي بن المديني، حدثنا سفيان، عن الزهريّ، عن عبيد الله بن عبد الله، عَن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم[بمثله]
(1)
.
قال عليٌّ: وقال سفيان غير مَرَّة: عن ابن عباس
(2)
، عن ميمونة
(3)
.
(1)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، والحديث أخرجه مسلم والنسائي كما سبق.
فائدة الاستخراج:
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة ومناسبته فيها أظهر.
(2)
في (م): "أبي إسحاق" بدل "ابن عباس" وهو خطأ.
(3)
أي أن سفيان بن عيينة كان يجعله تارة من مسند ابن عباس وتارة من مسند ميمونة.
621 -
حَدثنا السُّلَمي، حدثنا عبد الرزاق
(1)
، عن معمر، عن
⦗ص: 343⦘
الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس: مَرَّ رسولُ الله
(2)
صلى الله عليه وسلم على شاةٍ لميمونة ميتةٍ فقال: "أفلا اسْتَفتَعْتُم بإهَابِها" قالوا: كيف وهي ميتةٌ يا رسول الله
(3)
؟ قال: "إنما حَرُمَ لَحْمُها
(4)
"
(5)
.
(1)
والحديث في المصنَّف له (1/ 62).
(2)
في (ط) و (ك): "النبي".
(3)
في (م): "فكيف وهي ميتة"، ووقع في (ط):"يا رسول الله كيف وهي ميتة يا رسول الله"، وفي (ك) كذلك، غير أنَّ قوله:"يا رسول الله" الأولى في الهامش.
(4)
كتب فوق هذه الكلمة في (ط): "صح" وعلَّق في الهامش: "شاهدته".
(5)
أخرجه أبو داود في سننه -كتاب اللباس- بابٌ في أهب الميتة (4/ 65 ح 4120) من طريق يزيد بن زريع عن معمر عن الزهري به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 365) عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري به.
622 -
حدثنا أبو داودَ الحراني، وَعباس الدوري قالا: حدثنا يعقوبُ بن إبراهيم بن سعد
(1)
، حدثنا أبي، عَن صالح
(2)
، عن ابن شهاب، أنَّ عبيد الله بن عبد الله أخبره أنَّ عبد الله بن عباسٍ أخبره أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ بشاةٍ ميتةٍ فقال:"هلا استمتعتم بإهَابِها! "، قالوا: يا رسول الله إنها ميتةٌ، قال:"إنما حَرُمَ أَكْلُها"
(3)
.
(1)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
(2)
ابن كيسان المدني.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب البيوع- باب جلود الميتة قبل أن تدبغ (الفتح 4/ 482 ح 2221) عن زهير بن حرب.
وأخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب طهارة جلود الميتة بالدباغ (1/ 277 ح 101) عن حسن الحلواني، وعبد بن حميد كلهم عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد =
⦗ص: 344⦘
= عن أبيه عن صالح عن الزهري به.
فائدة الاستخراج:
1 -
لم يسق مسلمٌ لفظه وأحال على ما قبله، وسياق المصنِّف له من فوائد الاستخراج.
2 -
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة ومناسبته فيها أظهر.
623 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيدَ، عن ابن شهابٍ، عَنْ عبيد الله بن عبد الله، عَن ابن عباسٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدَ شاةً ميتةً أُعْطِيَتْهَا مَولاةٌ لميمونةَ مِن الصدقةِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"ألا انتفعتم بجلدِها! "، قالوا: إنها ميتةٌ، قال:"إنما حرم أكلُها"
(1)
.
(1)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الزكاة- باب الصدقة على موالي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (الفتح 3/ 416 ح 1492) عن سعيد بن عُفَير.
وأخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب طهارة جلود الميتة بالدباغ (1/ 276 ح 101) عن أبي الطاهر بن السرح، وحرملة بن يحيى كلهم عن ابن وهب عن يونس بن يزيد عن الزهري به.
فائدة الاستخراج:
1 -
بيَّن المصنِّف يونس بن يزيد الراوي عن الزهريّ، وهو عند مسلم مهمل.
2 -
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة ومناسبته فيها أظهر.
624 -
حدثنا الربيع بن سليمان
(1)
، حدثنا الشافعي
(2)
، عن
⦗ص: 345⦘
مالك
(3)
، عن الزهريّ بنحوه، وقال:"بجلدِها"
(4)
.
(1)
في (ط) و (ك): "الربيع" بدون ذكر اسم أبيه.
(2)
وهو في مسند الشافعي (ص: 10).
(3)
الموطأ -كتاب الصيد- باب ما جاء في جلود الميتة (498 ح 16).
(4)
أخرجه النسائي في سننه -كتاب الفرع والعتيرة -باب جلود الميتة (7/ 172) من طريق ابن القاسم.
وأخرجه أحمد في المسند (1/ 327) عن حماد بن خالد كلاهما عن مالك عن الزهري به.
625 -
حدثنا الصاغاني، حدثنا عَمرو بن الربيع بن طارق
(1)
، أخبرنا يحيى بن أيوبَ
(2)
، عن عُقَيل
(3)
، ويونس
(4)
، عن الزهريّ بمثله، وقالا:"بجلدِها"
(5)
.
(1)
ابن قرَّة الهلالي الكوفي، نزيل مصر.
(2)
الغافقي، أبو العباس المصري.
(3)
ابن خالد بن عَقِيل الأموي مولاهم الأيلي.
(4)
ابن يزيد بن أبي النجاد الأيلي.
(5)
أخرجه الدارقطني في السنن -كتاب الطهارة- باب الدباغ (1/ 41) من طريق محمد بن سهل بن عسكر وإبراهيم بن هانئ، كلاهما عن عمرو بن الربيع بن طارق، عن يحيى بن أيوب، عن عُقيلٍ ويونس كلاهما عن الزهريّ به. وأخرجه أيضًا (1/ 42) من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني -شيخ المصنِّف- عن عمرو بن الربيع به.
626 -
حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا شعيب بن الليث
(1)
، حدثنا الليث عن يزيدَ بن أبي حَبيب
(2)
، عن عطاء بن أبي رباح
(3)
قال:
⦗ص: 346⦘
سمعتُ ابنَ عباس يقول: ماتَتْ شاة، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأهل الشاةِ:"ألا نزعتم جلدَها ثم دبغتموه فاستمتعتم به! "
(4)
.
(1)
ابن سعد الفهمي مولاهم، أبو عبد الملك المصري.
(2)
أبو رجاء المصري، واسم أبي حبيب: سويد.
(3)
القرشيّ مولاهم، أبو محمد المكي، واسم أبي رباح: أسلم.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب طهارة جلود الميتة بالدباغ (1/ 277 ح 104) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الرحيم بن سليمان، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباحٍ به.
وأخرجه الترمذي في سننه -كتاب اللباس- باب ما جاء في جلود الميتة (4/ 220 ح 1727) عن قتيبة عن الليث عن يزيد عن عطاء به.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 469) عن الربيع بن سليمان المرادي -شيخ المصنِّف- عن شعيب بن الليث وأسد بن موسى كلاهما عن الليث عن يزيد عن عطاء بنحوه.
فائدة الاستخراج:
1 -
بيَّن المصنِّف: عطاء بن أبي رباح، وهو عند مسلم مهمل.
2 -
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة ومناسبته فيها أظهر.
627 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا أبو عاصم
(1)
، عن ابن جُريج
(2)
، عن عَمرو بن دينار
(3)
، حدثنا عطاء -أظنه منذ أربعين سنةً-، عن ابن عباس
(4)
أن شاةً لميمونةَ ماتت، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ألا انتفعتم
⦗ص: 347⦘
بإهابِها! "
(5)
.
وقال غيره: "فانتفعتموهُ"، وقال مالك [أيضًا]
(6)
: "هلا انتفعتم بجلدِها".
(1)
الضحاك بن مخلد النبيل الشيباني.
(2)
عبد الملك بن عبد العزيز بن جُريج المكي، مدلِّس من الثالثة، وقد صرَّح بالإخبار في رواية مسلم.
(3)
المكي، أبو محمد الأثرم.
(4)
في (م): "ابن شهاب" وهو خطأ.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب طهارة جلود الميتة بالدباغ (1/ 277 ح 103) عن أحمد بن عثمان النوفلي، عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار به، ولفظه:"ألا أخذتم إهابها فاستمتعتم به".
وأخرجه النسائي في سننه -كتاب الفرع والعتيرة- باب جلود الميتة (7/ 172) من طريق حجاج بن محمد المصِّيصي الأعور عن ابن جريج عن عمرو بن دينار به، ولفظه:"ألا دفعتم إهابها فاستمتعتم به".
فائدة الاستخراج:
1 -
قول عمرو في الإسناد: "أظنه منذ أربعين عامًا" جاء عند مسلم بلفظ: "منذ حين" وبيَّنت رواية المصنِّف قدر هذا الحين.
2 -
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة ومناسبته فيها أظهر.
(6)
في (ط) و (ك) زيادة: "أيضًا".
628 -
حَدثَنا أبو داود الحراني، حدثنا علي بن المديني، حدثنا سفيان
(1)
، عن عَمرو، عن عَطاء، عَن ابن عَباس أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَرّ بِشَاةٍ ميتةٍ لمولاةٍ لميمونةَ
(2)
مِن الصَّدقةِ فقال: "أَلا أَخَذُوا إِهَابَها فَدَبَغُوهُ فَانْتَفَعُوا به! "
(3)
.
(1)
ابن عيينة الهلالي.
(2)
في (ط) و (ك): "لمولاة ميمونة".
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب طهارة جلود الميتة بالدباغ (1/ 277 ح 102) =
⦗ص: 348⦘
= عن ابن أبي عمر وعبد الله بن محمد الزهريّ.
وأخرجه النسائي في السنن -كتاب الفرع والعتيرة -باب جلود الميتة (7/ 172) عن محمد بن منصور كلهم عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار عن عطاء به.
فائدة الاستخراج:
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة ومناسبته فيها أظهر.
بَابُ
(1)
بَيَانِ إِبَاحَةِ الانْتِفَاع بِجلْدِ الميْتَةِ التِي يُؤْكلُ لَحْمها وإِنْ لم يُدْبَغْ، وَأن الحرَام مِنْها أكلُها، وَالدَّلِيْلِ علَى أن الشعرَ
(2)
يَطْهرُ بِالدِّبَاغ، وَأن مَا لا يُؤْكلُ لَحْمهُا
(3)
-مِما يَقَعُ علَيْهِ اسْمُ الأهب وإِنْ لم يُعْرَفْ مَا هي- طَاهِرَة إِذا كانَتْ مَدبُوْغَةً
(4)
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
في (ط) و (ك): "شعرها".
(3)
كلمة: "لحمها" ليست في (ط) و (ك).
(4)
هكذا أطلق المصنِّف رحمه الله أنَّ جلد ما لا يؤكل لحمه يطهر بالدِّباغ، وما اختاره هو ما ذهبت إليه الظاهرية، ومذهب الشافعي مثله إلا أنه يستثني من ذلك الكلب والخِنزير، وعزا الترمذي رحمه الله تعالى إلى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن الجلود التي تطهر بالدباغ هي جلود ما يؤكل لحمه، وفي المسألة سبعة أقوال ذكرها الشوكاني رحمه الله تعالى بأدلتها.
انظر: سنن الترمذي (4/ 221)، المحلى لابن حزم (1/ 118)، الحاوي الكبير للماوردي (1/ 56)، المجموع للنووي (1/ 214)، نيل الأوطار للشوكاني (1/ 76 - 78).
629 -
حدثنا السُّلَمي، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله عَن ابن عَبَّاس قال: مَرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على شاةٍ لميمونةَ ميتةٍ فقال: "ألا استمتعتم
(1)
بإهابِها؟ " قَالُوا: كَيْفَ وهي مَيْتَةٌ يا رسولَ الله؟ قال: "إنما حَرُمَ لَحْمُهَا"
(2)
.
(1)
في (ط) و (ك): "أفلا انتفعتم".
(2)
سبق هذا الحديث بإسناده ومتنه برقم (621) فينظر في تخريجه هناك.
630 -
حَدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابنُ وَهبٍ، أخبرنا يونس، عن الزهري بإسنادِهِ مثلَه، إلا أنه قال:"بِجِلْدِها" وَلم يذكر الدِّبَاغ
(1)
.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة: مَرَّ بشاةٍ لميمونةَ فقال: "ألا انتفَعْتُم .... "
(2)
.
(1)
سبق الحديث بإسناده ومتنه برقم (623)، فينظر في تخريجه هناك.
فائدة الاستخراج:
1 -
لم يسق مسلمٌ لفظه وأحال على ما قبله، وسياق المصنِّف له من فوائد الاستخراج.
2 -
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة ومناسبته فيها أظهر.
(2)
لم يذكر طرف الحديث في (ط) و (ك)، وإنما قال فيه: "رواه أبو بكر ابن أبي شيبة
…
الحديث"، وقد وصله مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الرحيم بن سليمان، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس، وسبق تخريجه منه في ح (626).
وهو في المصنَّف لابن أبي شيبة (8/ 192).
فائدة الاستخراج:
1 -
بيَّن المصنِّف: عطاء بن أبي رباح، وهو عند مسلم مهمل.
2 -
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة ومناسبته فيها أظهر.
631 -
حَدثنا أحمد بن شيبان
(1)
، وشُعيب بن عَمرو
(2)
، وَيونس بن عبد الأعلى
(3)
قالوا: حدثنا سُفيانُ بن عُيينةَ، عَنْ زيد بن أسلَم، عن عبد الرحمن بن وَعْلَة
(4)
، عن ابن عَباس قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّمَا إِهَابٍ دُبغَ فَقَدْ طَهُرَ"
(5)
.
(1)
أبو عبد المؤمن الرملي، صاحب ابن عيينة.
(2)
الدمشقي، أبو محمد الضُّبَعي، ووقع في (م):"عمر" بدل "عمرو" وهو خطأ.
(3)
اسم أبيه: "ابن عبد الأعلى" ليست في (ط) و (ك).
(4)
ويقال: ابن أُسميفع -أو السميفع- بن وعلة السَّبئي المصري. تهذيب الكمال (17/ 478).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب طهارة جلود الميتة (1/ 278 ح 105) عن أبي بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد كلاهما عن ابن عيينة عن زيد بن أسلم به.
وأخرجه الترمذي في سننه -كتاب اللباس -باب ما جاء في جلود الميتة إذا دبغت (4/ 221 ح 1728) عن قتيبة عن ابن عيينة وعبد العزيز بن محمد كلاهما عن زيد بن أسلم به.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 469) عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي -شيخ المصنِّف- عن ابن عيينة، عن زيد بن أسلم به.
وبهامش (ك) التعليق التالي: "بلغ في الخامس على الشيخ حسن الصقلي نفع الله به بقرآءة الفقية شهاب الدين أحمد بن فرج اللخمي، وسمع جماعة منهم العبد الفقير محمد بن أحمد بن عثمان وأخوه وابنا أخته ووالدهم صهره! ".
فائدة الاستخراج:
1 -
لم يسق مسلمٌ لفظه وأحال على ما قبله، وبيَّن المصنِّف لفظه. =
⦗ص: 352⦘
= 2 - أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنف في كتاب الطهارة ومناسبته فيها أظهر.
632 -
حدثنا أبو العباس الغَزِّي
(1)
، حدثنا الفريابي
(2)
، ح
وَحَدثنا أبو أُمَيَّةَ، حدثنا أبو نُعَيم
(3)
، وعبيد الله بن موسى
(4)
، عن سفيان
(5)
، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن وَعْلَةَ قال: سألتُ ابنَ عباس عن الأسقيةِ، فقال: ما أدري ما أقول لك؟ غير أني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أَيُّمَا إِهَابٍ دبُغَ فقد طَهُرَ"
(6)
.
(1)
عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي.
(2)
محمد بن يوسف بن واقد الضبي مولاهم.
(3)
الفضل بن دُكين التيمي مولاهم الكوفي المُلائي.
(4)
ابن باذام العبسي مولاهم الكوفي.
(5)
هو الثوري.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب طهارة جلود الميتة بالدباغ (1/ 278 ح 105) عن أبي كريب محمد بن العلاء وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن وكيع، عن الثوري.
وأخرجه أبو داود في سننه -كتاب اللباس- بابٌ في أُهب الميتة (4/ 66 ح 4123) عن محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم به.
فائدة الاستخراج:
1 -
لم يسق مسلمٌ لفظه وأحال على ما قبله، وبين المصنِّف لفظ هذه الرواية.
2 -
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة ومناسبته فيها أظهر.
633 -
حَدثنَا أبو حاتم الرازي
(1)
، ومحمد بن إسحاق الصاغاني قالا: حدثنا عَمرو بن الرَّبيع بن طارق
(2)
، أخبرنا يحيى بن أيوبَ
(3)
، عن جَعفر بن ربيعَةَ
(4)
أنَّ أبا الخير
(5)
حَدَّثَهُ قال: حَدَّثَني ابنُ وَعْلَةَ السَّبَئي قال: سألتُ عبد الله بن عَباس فقلتُ: إنَّا نكون بالمغربِ فيأتينا المجوس بالأسقية فيها الماء والوَدَكُ
(6)
؟ فقال: اشْرَبْ. فَقُلتُ: رَأْيًا تَرَاهُ؟ فقالَ ابن عَباسٍ: سمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "دِبَاغُهُ طَهُورُهُ"
(7)
.
(1)
محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي إمام الجرح والتعديل، ونسبته "الرازي" لم ترد في (ط).
(2)
ابن قرَّة الهلالي الكوفي، نزيل مصر.
(3)
الغافقي، أبو العباس المصري.
(4)
ابن شُرَحْبيل بن حسنة الكندي، أبو شُرَحْبيل المصري.
(5)
مرثد بن عبد الله اليزني المصري.
(6)
هو: دسم اللحم ودهنه الذي يستخرج منه.
انظر: غريب الحديث للحربي (514)، النهاية لابن الأثير (5/ 169).
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب طهارة جلود الميتة بالدباغ (1/ 278 ح 107) عن إسحاق بن منصور وأبي بكر بن إسحاق كلاهما عن عمرو بن الربيع، عن يحيى بن أيوب، عن جعفر بن ربيعة، عن أبي الخير بنحوه.
فائدة الاستخراج:
1 -
زاد المصنِّف اسم جد: عمرو بن الربيع، وهو ليس في مسلم.
2 -
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة ومناسبته فيها أظهر.
634 -
حَدثنا أبو حاتم الرازي، والصاغاني قالا: حدثنا عَمرو بن الرَّبيع [بن طارق]
(1)
أخبرنا يحيى بن أيوبَ، عن يزيدَ بن أبي حَبيب أنَّ أبا الخير حَدَّثَهُ قال: رأيتُ عَلَى ابنِ وَعْلَةَ السَّبئي فَرْوًا فَمَسِسْتُهُ، فقال: ما لك تَمَسُّهُ؟ قد
(2)
سأَلْتُ عنه عبد الله بن عَباس فقلتُ: إنَّا نكونُ بالمغربِ، وَمَعَنا البَرْبَرُ والمَجُوْسُ نُؤْتَى بِالكَبْشِ قد ذَكَّوهُ
(3)
، ونحنُ لا نأكلُ ذبائحَهم، ويأتونا
(4)
بالسِّقَاء يَجْعَلُونَ فيه الوَدَكَ؟
فقال ابنُ عباسٍ: قد سألنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "دِبَاغُهُ طَهُورُهُ"
(5)
.
(1)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(2)
حرف "قد" ليست في (ط) و (ك).
(3)
في (ط) و (ك): "ذبحوه".
(4)
في (ط) و (ك): "ونؤني".
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب طهارة جلود الميتة بالدباغ (1/ 278 ح 106) عن إسحاق بن منصور وأبي بكر بن إسحاق كلاهما عن عمرو بن الربيع، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير به.
فائدة الاستخراج:
1 -
زاد المصنِّف اسم جد: عمرو بن الربيع، وهو ليس في مسلم.
2 -
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة ومناسبته فيها أظهر.
635 -
حدثنا أحمد بن عثمان الأَوْدِي
(1)
، حدثنا أبو غسان
(2)
،
⦗ص: 355⦘
حدثنا جَعفر بن زياد
(3)
،
⦗ص: 356⦘
عن يحيى بن سعيدٍ
(4)
، عَن عبد الرحمن بن وَعْلَةَ، عَن ابنِ عباسٍ أنه سُئِلَ عن هذه المُسُوكِ
(5)
الميتَةِ، فقال: لا أدري، سمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ"
(6)
.
(1)
أحمد بن عثمان بن حكيم بن ذُبيان الأَوْدي، أبو عبد الله الكوفي.
(2)
مالك بن إسماعيل النهدي مولاهم الكوفي.
(3)
الأحمر الكوفي، أبو عبد الله أو أبو عبد الرحمن، توفي سنة (167 هـ).
وثقه ابن معين في رواية الدوري وغيره، وقال عثمان بن أبي شيبة:"صدوق"، وقال الإمام أحمد:"صالح الحديث"، ووثقه العجليّ، وقال أبو زرعة، وأبو داود:"صدوق" زاد أبو داود: "شيعي"، ووثقه يعقوب بن سفيان، وقال النسائي:"ليس به بأس"، ذكر ابن عدي حديثه هذا في مناكيره وقال:"هو في جملة متشيعة الكوفة، وهو صالحٌ في رواية الكوفيين"، وقال الأزدي:"مائلٌ عن القصد، فيه تحاملٌ وشيعية غالية، وحديثه مستقيم"، وقال الدارقطني:"كوفيٌّ، يعتبر به"، وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الدارمي: "سئل ابن معين عن جعفر الأحمر، فقال بيده، لم يليِّنه، ولم يضعِّفه"، وقال ابن عمار الموصلي:"ليس هو عندهم بحجة، كان رجلًا كوفيًّا صالحًا، وكان يتشيَّع"، وقال الجوزجاني:"مائلٌ عن الطريق" وعقَّب الخطيب البغدادي قائلًا: "يعني في مذهبه، وما نسب إليه من التشيُّع"، وذكره العقيلي في الضعفاء، وابن حبان في المجروحين وقال:"كثير الرواية عن الضعفاء، وإذا روى عن الثقات تفرَّد عنهم بأشياء في القلب منها".
وقال الذهبي في الكاشف: "صدوق، شيعي"، وقال في المغني:"يغرب"، وفي ديوان الضعفاء:"ثقة، يغرب". وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق، يتشيَّع".
وحديثه هذا شاذٌّ أو منكر، وسيأتي الكلام عليه في التخريج إن شاء الله تعالى.
انظر: تاريخ الدوري (86)، تاريخ الدارمي (ص: 87)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (359)، أحوال الرجال للجوزجاني (ص: 79)، الثقات للعجلي (1/ 269) المعرفة للفسوي (3/ 133)، الضعفاء للعقيلي (1/ 186)، الجرح والتعديل (480) المجروحين لابن حبان (1/ 213)، الكامل لابن عدي (564)، سوالات البرقاني للدارقطني (ص: 21)، الثقات لابن شاهين (ص: 86)، تاريخ بغداد للخطيب (7/ 150) تهذيب الكمال للمزي (5/ 38)، ديوان الضعفاء (ص: 64)، والمغني (1/ 132)، والكاشف =
⦗ص: 356⦘
= للذهبي (1/ 294)، تهذيب التهذيب (83)، والتقريب (940).
(4)
ابن قيس الأنصاري، أبو سعيد القاضي المدني.
(5)
جمع: مَسْك، ويطلق على الجلد، والإهاب.
انظر: غريب الحديث لإبراهيم الحربي (565)، النهاية لابن الأثير (4/ 331).
(6)
لم أجد من أخرجه سوى ابن عدي في الكامل (566) عن الحسين بن إسماعيل عن أحمد بن عثمان بن حكيم -شيخ المصنِّف- عن أبي غسان، عن جعفر الأحمر به، ثم قال:"لا أعلم يرويه عن يحيى بن سعيد غير جعفر الأحمر، وقد روى هذا الحديث عن ابن وعلة: زيد بن أسلم، وأبو الخير، ويزيد بن أبي حبيب، وغيرهم".
وقد سبق قريبًا رواية زيد بن أسلم، وأبي الخير عن ابن وعلة عند المصنِّف، ويزيد بن أبي حبيب يرويه عن أبي الخير أيضًا، وأما رواية جعفر بن زياد الأحمر عن يحيى بن سعيد عن ابن وعلة فلم يتابعه عليه أحد، وجعفر كان قال عنه الحافظان الذهبي وابن حجر:"صدوق" إلا أن الذهبي قال: "يُغرب"، وسبق قول ابن حبان فيه أنه يروي عن الثقات أشياء يتفرَّد بها، فحديثه هذا إما أن يكون شاذًّا أو منكرًا، والله أعلم.
بَابُ
(1)
بَيَانِ تَطْهيْرِ الأَرْضِ التِي يُصلَّى علَيْها إِذَا أصَابَها البَوْلُ، وَالدَّلِيْلِ عَلَى أن النَّجاسةَ إِذَا خَالطَها المَاءُ، [والماء]
(2)
أقَل مِنْ قُلَّتَيْنِ فَلَمْ يُغَيِّرْ طَعْمَهُ وَلا ريحهُ كان طَاهِرًا
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
636 -
حدثنا أبو علي الزَّعْفَرَاني
(1)
، وأبو داودَ الحراني قالا: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا يحيى بن سعيدٍ
(2)
، عَن أنس بن مالك قال: دخل أَعْرَابي
(3)
المسجِدَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَضَى حَاجتَهُ ثم قامَ إلى ناحيةِ المسجِدِ فَبَالَ، قال: فَصَاحَ بهِ النَّاسُ فَصَدَّهُمْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى فَرَغَ، ثم دَعَا بِذَنُوبٍ
(4)
من مَاءٍ فَصَبَّهُ على بَوْلِ الأَعْرَابيِّ
(5)
.
(1)
الحسن بن محمد بن الصَّبَّاح البغدادي.
(2)
اين قيس الأنصاري، أبو سعيد القاضي المدني.
(3)
نقل الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- في تعيينه ثلاثة أقوال، ولم يرجِّح بينها، وهم: الأقرع بن حابس، وقيل: عيينة بن حصن، وقيل: ذو الخويصرة التميميّ حرقوص بن زهير الذي أصبح من رؤوس الخوارج فيما بعد. انظر: فتح الباري (1/ 386 - 387).
(4)
الذَّنُوب: الدلو العظيمة، وقيل: لا تسمى ذنوبًا إلا إذا كان فيها ماء.
تفسير غريب ما في الصحيحين لأبي عبد الله الحميدي (ص: 187)، النهاية لابن الأثير (171)، شرح مسلم للنووي (3/ 190).
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء- باب صب الماء على البول في المسجد (الفتح 1/ 387 ح 221) من طريق عبد الله بن المبارك، وسليمان بن بلال. =
⦗ص: 358⦘
= وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد
…
(1/ 236 ح 99) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي كلهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنسٍ بنحوه.
فائدة الاستخراج:
قوله: "دخل أعرابي المسجد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى حاجته" ليس عند مسلم.
637 -
حَدثَنا الربيع بن سليمان
(1)
، عن الشافعي
(2)
، حدثنا سفيانُ
(3)
، حدثنا يحيى بن سعيدٍ قال: سمعتُ أنسًا
(4)
يَقُوْلُ: بَالَ أَعْرَابي في المسجدِ فَعَجِلَ الناسُ إليهِ، فَنَهَاهم عنه، وَقال:"صُبُّوا عَلَيْهِ دَلْوًا مِنْ مَاءٍ"
(5)
.
(1)
في (ك) لم يذكر اسم أبيه "ابن سليمان".
(2)
وهو في مسند الشافعي (ص: 20).
(3)
ابن عيينة الهلالي، كما هو مقيَّدٌ في مسند الشافعي.
(4)
في (ط) و (ك): "أنس بن مالك".
(5)
أخرجه الإمام أحمد في المسند (3/ 110)، والحديث في الصحيحين كما في الذي قبله.
638 -
حَدثنَا أحمَدُ بن يحيى السَّابِرِي
(1)
، وَإبراهيم بن مرزوق البصري، قالا: حدثنا عمر بن يونس اليمامي
(2)
، حدثنا عكرمة بن عمارٍ
(3)
، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
(4)
، حَدثني أنس بن
⦗ص: 359⦘
مالك قال: بينا نحنُ في المسجد مَع نَبيِّ الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يَبُولُ في المسجد
(5)
، فقال أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: مَهْ، مَهْ! فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُزْرِمُوهُ
(6)
، دَعُوهُ"، فتركوه حتى بال، ثم إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم دَعَاهُ فقال له: "إنَّ هَذِهِ المساجِدَ لا تَصْلُحُ لِشَيءٍ مِن هَذَا البَوْلِ ولا القَذَرِ، وإنما هي لذكرِ الله، والصلاةِ، وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ"، ثمَّ أَمَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِدَلْوٍ من مَاءٍ فَشَنُّهُ
(7)
عَلَيْهِ
(8)
.
(1)
أبو عبد الله الجرجاني، بيَّاع السابري.
(2)
أبو حفص الحنفي.
(3)
العجليّ، أبو عمار اليمامي، ثقة، تكلَّموا في حديثه عن يحيى بن أبي كثير، وهذا ليس منه.
(4)
واسم أبي طلحة: زيد بن سهل الأنصاري النجاري المدني.
(5)
وقع في (م): "رسول الله صلى الله عليه وسلم" بدل قوله: "يبول في المسجد" وهو خطأ.
(6)
أي: لا تقطعوا بوله، والإزرام: القطع.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 104)، الفائق للزمخشري (80)، شرح مسلم للنووي (3/ 190).
(7)
أي: صبَّه صبًّا متفرقًا متقطعًا، وأصل الشَّنِّ: التفريق.
قال النووي: "يروى بالشين المعجمة وبالمهملة، وهو في أكثر الأصول والروايات بالمعجمة، ومعناه: صبَّه، وفرَّق بعض العلماء بينهما فقال: هو بالمهملة الصبُّ في سهولة، وبالمعجمة التفريق في صبِّه، والله أعلم".
انظر: غريب الحديث للخطأبي (1/ 438)، النهاية لابن الأثير (507)، شرح مسلم للنووي (3/ 193).
(8)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء -باب ترك النبي صلى الله عليه وسلم والناس الأعرابي حتى فرغ من بوله في المسجد (الفتح 1/ 385 ح 219) من طريق همام بن يحيى العَوذي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنسٍ به.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد
…
(1/ 236 ح 100) عن زهير بن حرب، عن عمر بن يونس =
⦗ص: 360⦘
= اليمامي، عن عكرمة بن عمار به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (3/ 191) عن بهز بن أسد عن عكرمة بن عمارٍ به.
فائدة الاستخراج:
ذكر المصنِّف: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وجاء عند مسلم: إسحاق بن أبي طلحة.
639 -
حَدثَنا علي بن سهل البَزَّاز
(1)
، حدثنا أبو الوليد
(2)
، حدثنا عكرمةُ بن عمار بإسنادِهِ مثلَه، وَلم يذكر قِرَاءَةَ القُرآنِ
(3)
.
(1)
علي بن سهل بن المغيرة البغدادي، أبو الحسن، المعروف بالعفاني.
(2)
الطيالسي، هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم.
(3)
أخرجه البخاري ومسلم كما تقدم في الذي قبله.
640 -
حَدثَنا السُّلَمي، حدثنا النضر بن محمد
(1)
، حدثنا عكرمةُ بمثلِهِ: بِذَنُوبٍ من مَاءٍ فَشَنَّهُ عليه شَنًّا، وَلم يذكر قراءة القرآن
(2)
.
(1)
ابن موسى الجُرَشي، أبو محمد اليمامي.
(2)
مضى تخريجه في ح (638).
641 -
وحدثَنا الزعفراني
(1)
، حدثنا أبو عَبَّاد
(2)
، حدثنا حماد بن زيد، عن ثابتٍ، عن أنسٍ أنَّ أعرابيًّا بال في المسجدِ فقام إلىهِ القومُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دَعُوهُ لا تُزْرِمُوهُ"، قال: فتركوه حتى بالَ وفَرَغَ،
⦗ص: 361⦘
ثُمَّ دعا بِدَلْوٍ من مَاءٍ فَصَبَّهُ
(3)
على البَوْلِ
(4)
.
(1)
في (ط) و (ك): "حدثنا" بدون واو العطف، والزعفراني هو: الحسن بن محمد بن الصَّبَّاح البغدادي، أبو علي الزعفراني.
(2)
يحيى بن عبَّاد الضُّبَعي البصري، نزيل بغداد.
(3)
في (ط) و (ك): "فصبَّ".
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الأدب -باب الرفق في الأمر كله (الفتح 10/ 463 ح 6025) عن عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المجلس
…
(1/ 236 ح 98) عن قتيبة بن سعيد كلاهما عن حماد بن زيد به.
642 -
حدثنا أبو بكر الرازي محمد بن زياد
(1)
إملاءً، حدثنا سليمان بن حرب
(2)
، حدثنا حماد بن زيد، عن ثابتٍ، عن أنسٍ: أنَّ أعرابيًّا بالَ في المسجدِ فَهَمَّ به أصحابُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"دَعُوهُ، لا تُزْرِمُوهُ"، قال: ثم دَعا بدلوٍ مِنْ ماءٍ -أو قَالَ: ذَنُوبًا من ماءٍ- فَصَبَّهُ عَلَيْهِ
(3)
.
(1)
ابن معروف، نزيل جرجان.
(2)
ابن بَجيل الأزدي الواشحي، أبو أيوب البصري، قاضي مكة.
(3)
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (427 - 428) من طريق سليمان بن حرب وعمرو بن عون وأحمد بن عبدة الضبي وحامد بن عمرو البكراوي كلهم عن حماد بن زيد عن ثابت به.
بَابُ
(1)
بَيَانِ حَظْرِ البَوْلِ في المَاءِ الراكدِ، وَالدَّلِيْلِ علَى إِبَاحَةِ البَوْلِ في المَاءِ الجارِيِ
(2)
(1)
كلمة "باب" لم ترد في (ط) و (ك)، وفي (ك) زيادة في ترجمة الباب نصها:"والإباحة للبائل، وذكر اسم الله على غير طهارة" ولكن ضرب عليها بالقلم.
(2)
لعلَّ المصنِّف رحمه الله تعالى استنبط هذا الحكم -إباحة البول في الماء الجاري- من مفهوم الحديث الأول في الباب؛ إذ ليس في الباب ما يدل عليه منطوقًا، والله أعلم.
643 -
حدثنا إبراهيم بن إسحاق السَّرَّاج
(1)
، حدثنا يحيى بن يحيى
(2)
، حدثنا الليثُ
(3)
، ح
وَحدثنا الرَّبيع بن سليمان
(4)
، حدثنا شعيبُ بن الليث، عن الليثِ، عَن أبي الزُّبير
(5)
، عن جَابرٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه نَهى أن يُبَالَ في الماءِ الرَّاكِدِ
(6)
.
(1)
أخو أبي العباس السَّرَّاج الثقفي مولاهم.
(2)
ابن بكر بن عبد الرحمن التميميّ الحنظلي، أبو زكريا النيسابوري.
(3)
ابن سعد الفهمي مولاهم، أبو الحارث المصري.
(4)
قوله: "ابن سليمان" لم يرد في (ط) و (ك)، وهو: المرادي.
(5)
محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم المكي، رُمي بالتدليس ولكن الحديث من طريق الليث عنه وقد كفانا تدليسه.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب النهي عن البول في الماء الراكد (1/ 235 ح 94) عن يحيى بن يحيى التميمي، ومحمد بن رمح، وقتيبة بن سعيد كلهم عن الليث عن أبي الزبير به.
644 -
حدثَنا الحسن بن عفان، حدثنا أبو دَاود الحَفَري
(1)
، ح
وَحدثنا أحمد بن عصام
(2)
، حدثنا أبو أَحمدَ الزُّبَيري
(3)
، ح
وَحدثنا عمار بن رجاء
(4)
، حدثنا أبو داود الحفريُّ
(5)
، قالوا: حدثنا سفيان الثوري، عن الضحاك بن عثمان
(6)
، عن نافع، عن ابن عمر أنَّ
⦗ص: 364⦘
رجلًا مرَّ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو يَبُولُ فَسَلَّمَ عليه، فلم يَرُدَّ عَلَيهِ
(7)
.
(1)
عمر بن سعد بن عبيد الكوفي.
(2)
ابن عبد المجيد بن كثير الأصبهاني، أبو يحيى الأنصاري.
(3)
محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الأسدي مولاهم الكوفي، تُكلِّم في حديثه عن الثوري، وقد توبع هنا.
(4)
التغلبي، أبو ياسر الأستراباذي.
(5)
ما بين النجمين سقط من (م).
(6)
ابن عبد الله بن خالد بن حزام القرشيّ الأسدي، أبو عثمان المدني الكبير، توفي سنة (153 هـ).
وثقه ابن سعد، وابن بكير، وابن معين، وابن المديني -كذا نقل عنه ابن حجر، ونقل عنه الذهبي التليين-، ووثقه أيضًا مصعب الزبيري، والإمام أحمد، وأبو داود.
وقال العجلي: "جائز الحديث" وقال يعقوب بن شيبة: "صدوق، في حديثه ضعف"، وذكره ابن حبان في الثقات.
وليَّنه يحيى القطان، وكان ابن المديني يليِّن حديثه. نقله الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثَّق"، ونقل ابن حجر عنه التوثيق كما مرَّ. وقال أبو زرعة:"ليس بقوي"، وقال أبو حاتم:"يكتب حديثه، ولا يحتج به"، وقال ابن عبد البر:"كان كثير الخطأ، ليس بحجة".
وذكره الذهبي في المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد وقال: "صدوق"، وكذا قال في الميزان.
وقال الحافظ ابن حجر: "صدوقٌ، يهم". =
⦗ص: 364⦘
= انظر: طبقات ابن سعد (الجزء المتمم لطبقات تابعي أهل المدينة ومن بعدهم ص: 398)، تاريخ الدارمي (ص: 135)، الثقات للعجلي (1/ 471)، الجرح والتعديل (4/ 460) الثقات لابن حبان (6/ 482)، التمهيد لابن عبد البر (16/ 124)، تهذيب الكمال للمزي (13/ 272)، ميزان الاعتدال (324)، والرواة المتكلَّم فيهم بما لا يوجب الرد للذهبي (ص: 119)، تهذيب التهذيب (4/ 412)، والتقريب لابن حجر (2972).
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب التيمم (1/ 281 ح 115) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، عن الثوري، عن الضحاك بن عثمان به.
وأخرجه أبو داود في سننه -كتاب الطهارة- باب أيرد السلام وهو يبول (1/ 5 ح 16) عن عثمان وأبي بكر ابني أبي شيبة.
وأخرجه ابن ماجه في السنن -كتاب الطهارة -باب الرجل يسلم عليه وهو يبول (1/ 127 ح 353) عن عبد الله بن سعيد الأشج والحسين بن أبي السري العسقلاني كلهم عن أبي داود الحفري عمر بن سعد، عن الثوري، عن الضحاك به.
وأخرجه الترمذي في سننه -كتاب الطهارة -باب في كراهة ردِّ السلام غير متوضئ (1/ 150 ح 90) عن محمد بن بشار ونصر بن علي كلاهما عن أبي أحمد الزبيري عن الثوري عن الضحاك به.
فائدة الاستخراج:
1 -
بيَّن المصنِّف سفيان الثوري، وورد عند مسلم مهملًا.
2 -
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة ومناسبته فيها أظهر.
645 -
حدثنا أحمد بن عصام، حدثنا أبو أحمد الزُّبَيري، ح
⦗ص: 365⦘
وحَدثنا الحسن بن عفان أيضًا، حدثنا زيد بن الحُبَاب
(1)
قالا: حدثنا
⦗ص: 366⦘
سفيان عن الضحاك بن عثمان -من ولد حكيم بن حزام- عن نافعٍ، عن ابن عمر أنَّ رجلًا مَرَّ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وَهُو يَبُولُ -أو يَتَوَضَّأ- فَسَلَّمَ عليه، فلم يَرُدَّ عليه حتى فَرَغَ
(2)
.
(1)
ابن الرَّيَّان -أو ابن رومان- التميمي، أبو الحسين العُكْلي الكوفي، توفي (203 هـ).
وثقه ابن معين مرة، وقال مرة:"كان يقلب حديث الثوري، ولم يكن به بأس"، ووثقه ابن المديني، وعثمان بن أبي شيبة، والإمام أحمد، وقال الإمام أحمد مرة:"كان صدوقًا، كان يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح، ولكن كان كثير الخطأ"، ووثقه العجلي، وقال أبو حاتم:"صدوق صالح الحديث" وقال ابن يونس: "كان حسن الحديث".
وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "كان ممن يخطئ، يعتبر حديثه إذا روى عن المشاهير، وأما روايته عن المجاهيل ففيها مناكير".
وقال ابن عدي: "له حديثٌ كثير، وهو من أثبات مشايخ الكوفة ممن لا يُشك في صدقه، والذي قاله ابن معين أن أحاديثه عن الثوري مقلوبة إنما له أحاديث تشبه بعض تلك الأحاديث يستغرب بذلك الإسناد، وبعضه يرفعه ولا يرفعه، والباقي عن الثوري وعن غير الثوري مستقيمة كلها".
ووثقه الدارقطني، وابن شاهين، وابن ماكولا.
ووثقه الذهبي في السير، وتذكرة الحفاظ وقال:"وغيره أقوى منه"، وقال في الميزان:"العابد الثقة، صدوقٌ، جوَّال" ورمز له "صح".
وذكره ابن رجب الحنبلي فيمن ضُعِّف في عبيد الله بن عمر وقال: "ثقة مشهور".
وقال ابن حجر: "صدوقٌ، يخطئ في حديث الثوري".
وقد أورد له ابن عدي والخطيب أحاديث تفرَّد بها عن الثوري وغيره.
وهذا الحديث ليس مما تفرَّد به، فقد تابعه أبو أحمد الزبيري وأبو داود الحَفَري في الأسانيد الماضية وتابعه قبيصة عن سفيان الثوري كما سيأتي في التخريج.
انظر: تاريخ الدارمي (ص: 113)، سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص: 319)، =
⦗ص: 366⦘
= العلل رواية عبد الله بن أحمد (96، 101)، الثقات للعجلي (1/ 378)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 561)، الثقات لابن حبان (8/ 250)، الكامل لابن عدي (3/ 1065)، الثقات لابن شاهين (ص: 135)، تاريخ بغداد للخطيب (8/ 442)، تهذيب الكمال للمزي (10/ 40)، سير أعلام النبلاء (9/ 393)، والميزان (100)، وتذكرة الحفاظ للذهبي (1/ 350)، شرح علل الترمذي لابن رجب (813)، تهذيب التهذيب (3/ 351)، والتقريب لابن حجر (2124).
(2)
أخرجه النسائي في السنن -كتاب الطهارة -باب السلام على من يبول (1/ 35) عن محمود بن غيلان عن زيد بن الحُباب وقبيصة كلاهما عن الثوري عن الضحاك به.
فائدة:
الرواة عن الثوري في أسانيد المصنِّف: زيد بن الحباب، وأبو أحمد الزبيري، وأبو داود الحَفَري ماتوا في سنة واحدة، سنة 203 هـ. المعرفة والتاريخ للفسوي (1/ 195).
ووقع في نسختى (ط) و (ك) اضطرابٌ في ترتيب أحاديث هذا الباب، فقُدِّم الحديث الأخير -وما قبله- في الباب إلى أول الباب، وقُدِّم إسناد الربيع عن شعيب بن الليث على إسناد إبراهيم بن إسحاق السراج عن يحيى بن يحيى، وغير ذلك، وقد نبَّه على ذلك الناسخ فكتب عند بعض تلك الأحاديث:"يقدَّم"، وسقط من هاتين النسختين إسنادٌ أو أكثر.
بَابُ
(1)
بَيَانِ مَا يُقَالُ عند دخُولِ الخَلاء، وَالدَّلِيْلِ علَى إِبَاحَةِ ذكرِ الله وَالدُّعَاءِ في المَوْضِعِ الذي يتَغَوط فِيْهِ، وَبَيَانِ إِبِاحِةِ ذكرِ الله في الأَحْوَالِ كُلها وَجَمِيْعِ المَوَاضِعِ
(1)
كلمة "باب" لم ترد في (ط) و (ك).
646 -
حدثنا ابن أبي رجاء
(1)
، حدثنا وكيع، ح
وَحدثنا إبراهيم بن مرزوق
(2)
، حدثنا وهب بن جَرير
(3)
، ح
وحدثنا الصغاني، حدثنا أبو النَّضْر
(4)
قالوا: حدثنا شعبة، عن عبد العزيزِ بن صُهَيبٍ
(5)
، عن أنس بن مالك أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا دَخل الخلاءَ قالَ:"اللهمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن الخُبثِ والخبائث"
(6)
.
⦗ص: 368⦘
هذا لَفْظُ وَكيعٍ وأبي النَّضْر
(7)
.
(1)
أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء المصيصي الثغري، أبو جعفر النجار الطرسوسي.
(2)
ابن دينار الأموي، أبو إسحاق البصري.
(3)
ابن حازم بن زيد الأزدي، أبو العباس البصري.
(4)
الليثي، هاشم بن القاسم البغدادي، مشهورٌ بكنيته.
(5)
البُناني مولاهم البصري.
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء -باب ما يقول عند الخلاء (الفتح 1/ 292 ح 142) عن آدم بن أبي إياس، وأخرجه في كتاب الدعوات من صحيحه -باب الدعاء عند الخلاء (الفتح 11/ 134 ح 6322) عن محمد بن عرعرة كلاهما عن شعبة عن عبد العزيز به. =
⦗ص: 368⦘
= وأخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء (1/ 284 ح 122) من طريق إسماعيل بن عُليَّة عن عبد العزيز بن صهيبٍ به.
فائدة الاستخراج:
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة ومناسبته فيها أظهر.
(7)
في (ط) و (ك): "وأبو النضر" بالرفع.
647 -
حَدثنا محمد بن حَيُّويَه
(1)
، حدثنا يحيى بن يحيى
(2)
، أخبرنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صُهَيبٍ، عَن أنسٍ قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا دَخَل الخلاءَ يقول: "اللهمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن الخُبثِ وَالخبائِثِ"
(3)
.
(1)
محمد بن يحيى بن موسى الإسفراييني.
(2)
ابن بكر بن عبد الرحمن التميميّ الحنظلي، أبو زكريا النيسابوري.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض - باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء (1/ 283 ح 122) عن يحيى بن يحيى التميميّ عن حماد بن زيد وهُشيم بن بشير كلاهما عن عبد العزيز بن صهيبٍ به.
فائدة الاستخراج:
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة ومناسبته في الطهارة أظهر.
648 -
حَدثنا مُعاوية بن صالح الدمشقي
(1)
، حدثنا يحيى بن مَعين،
⦗ص: 369⦘
أخبرنا ابن أبي زَائدَةَ
(2)
، ح
وَحدثنا أبو أُمَيَّةَ، حدثنا مُعَلَّى بن منصور
(3)
، أخبرنا ابن أبي زائدة قال: أَخْبَرَني أبي، عن خالد بن سلمة
(4)
، عن البَهِيِّ
(5)
، عن عُرْوةَ، عَنْ
⦗ص: 370⦘
عَائِشَةَ رضي الله عنها
(6)
قالَتْ: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ الله عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ
(7)
.
(1)
أبو عبيد الله الأشعري مولاهم.
(2)
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهَمْدَاني، أبو سعيد الكوفي.
(3)
الرازي، أبو يعلى، نزيل بغداد.
(4)
ابن العاص بن هشام بن المغيرة القُرَشي المخزومي الكوفي، المعروف بالفأفاء، قُتِل سنة 132 هـ، وقال علي بن المديني:"قُتِل مظلومًا"، وهو صدوقٌ رُمِي بالنصب والإرجاء، ولم يثبت ذلك عنه لأن ذلك جاء عنه من طريق محمد بن حُميد الرازي، وهو متكلَّمٌ فيه، وقال بشار عواد في تعليقه على تهذيب الكمال:"كذَّاب معروف"!
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 334)، الكامل لابن عدي (3/ 892)، تهذيب الكمال للمزي (8/ 83)، التقريب (1641).
(5)
عبد الله البهيّ، أبو محمد، مولى مصعب بن الزبير، يقال: اسم أبيه يسار.
قال عنه ابن سعد: "كان ثقةً معروفًا، قليل الحديث"، وقال أبو حاتم الرازي:"لا يحتجُّ بالبهي، وهو مضطرب الحديث"، وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الذهبي في الكاشف: "وُثِق"، وقال ابن حجر:"صدوقٌ، يخطئ".
وشكَّك الإمام أحمد -وقبله عبد الرحمن بن مهدي- في سماعه من عائشة، ذكر ذلك ابن أبي حاتم والعلائي ثم قال العلائي:"أخرج مسلم لعبد الله البهي عن عائشة رضي الله عنها حديثًا، وكأن ذلك على قاعدته". أي في الاكتفاء بالمعاصرة إذا أمكن اللقاء وانتفت شبهة التدليس، ولكن أثبت سماع البهي من عائشة: البخاري، وابن حبان، ولعلَّ الإمام مسلمًا أثبته أيضًا فهو من تلاميذ البخاري والمستفيدين منه، والله أعلم.
وروايته هنا عن عروة، عن عائشة. =
⦗ص: 370⦘
= انظر: الطبقات لابن سعد (6/ 299)، التاريخ الكبير للبخاري (5/ 56) المراسيل لابن أبي حاتم (ص: 101 رقم 188)، وعلل الحديث له أيضًا (1/ 77)، الثقات لابن حبان (5/ 33)، ترتيب علل الترمذي الكبير لأبي طالب القاضي (965)، تهذيب الكمال للمزي (16/ 341)، الكاشف للذهبي (1/ 610)، جامع التحصيل للعلائي (218)، التقريب (3723).
(6)
عبارة الترضي ليست في (ط) و (ك).
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب ذكر الله تعالى في حال الجنابة وغيرها (1/ 282 ح 117) عن إبراهيم بن موسى وأبي كريب.
وأخرجه الترمذي في سننه -كتاب الدعاء- باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة (5/ 463 ح 3384) عن أبي كريب ومحمد بن عبيد المحاربي.
وأخرجه ابن ماجه في سننه -كتاب الطهارة -باب ذكر الله عز وجل على الخلاء، والخاتم في الخلاء (1/ 110 ح 302) عن سويد بن سعيد كلهم عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن خالد بن سلمة به.
فائدة الاستخراج:
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، والمصنِّف في كتاب الطهارة، ومناسبة الحديث لكتاب الطهارة أظهر.
بَابُ
(1)
صفَةِ مَا يَجبُ في دخُولِ الخَلاءِ، مِنْ ذلك: إِيجابُ تَرْك استِقْبِالِ القِبْلَةِ بِالغَائِطِ وَالبَوْلِ
(2)
(1)
كلمة: "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
في (ط) و (ك) تتمةٌ للترجمة كالتالي: "وحظر الاستنجاء باليمين، والتمسُّح بالعظم والبعر، والدليل على الاستنجاء بغيرهما مما يجوز الاستنجاء به، وعلى أنه لا يُجزي فيه دون ثلاث مرات وعلى أن ما زاد جائزٌ إذا كان وترًا، وبيان حظر الاستنجاء بما قد استنجى به"، وعليها في كلا النسختين علامة حذف (لا- إلى).
649 -
حدثنا محمد بن إسماعيلَ الأَحْمَسيُّ
(1)
، حدثنا محمد بن فضيلٍ
(2)
، عن الأعمش، عن إبراهيم
(3)
، عن عبد الرحمن بن يزيدَ
(4)
، عن سلمان رضي الله عنه
(5)
قال: قال لي المشركون: إن هذا لَيُعَلِّمُكُم دِيْنَكُمْ حتى إِنَّهُ لَيِعَلِّمَكُمْ الخِرَاءَةَ، قال: قلتُ: إن قلتم ذاك
(6)
لقد نَهَانَا أن نَسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ أو نَسْتَدْبِرَها بِغَائط أو بَولٍ، أو نَسْتَنْجِيَ بِأَيْمَانِنَا، قال: ولا يكفي
(7)
أحدَنا دون ثلاثة أحجارٍ، أو نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أو عَظْمٍ
(8)
.
(1)
أبو جعفر السرَّاج الكوفي.
(2)
ابن غزوان الضبي الكوفي.
(3)
ابن يزيد بن قيس النخعي الكوفي.
(4)
ابن قيس النخعي، أبو بكر الكوفي.
(5)
عبارة الترضي ليست في (ط) و (ك).
(6)
في (ط) و (ك): "ذلك".
(7)
في (ط) و (ك): "وقال: لا يكفي".
(8)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب الاستطابة (1/ 223 ح 57) من طريق =
⦗ص: 372⦘
= أبي معاوية وكيعٍ كلاهما عن الأعمش به. وأخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 437 - 438) عن وكيع ومحمد بن فضيل كلاهما عن الأعمش به.
فائدة الاستخراج:
قوله: "أو يستدبرها" ليس عند مسلم وهذا من فوائد الاستخراج.
650 -
حدثَنا أبو العباس الغَزِّيُّ
(1)
، حدثنا الفِريابي
(2)
، حدثنا سفيان
(3)
، عن منصور
(4)
، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيدَ، عن سلمانَ الفارسي قال: قال المشركون: إنِّا نحسبُ صاحبَكم يُعَلِّمُكُم كُلَّ شَيءٍ حتى الخِرَاءَةَ، فقال: أَجَلْ، نَهَانَا أن نَسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ، أو يَسْتَنْجِي أحدُنا بِيَمِيْنِهِ وَنَهانا عن الرَّوْثِ وَالعَظْمِ، وَقال:"لا يَكفي أَحَدكُم دُونَ ثَلاثَةِ أَحْجَارٍ فَيَسْتَنْجِي بها"
(5)
.
(1)
عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي.
(2)
محمد بن يوسف بن واقد الضبِّي مولاهم.
(3)
هو الثوريّ.
(4)
ابن المعتمر بن عبد الله السُّلَمي، أبو عتاب الكوفي.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب الاستطابة (1/ 224 ح 57) عن محمد بن المثنى.
وأخرجه النسائي في السنن -كتاب الطهارة -باب النهي عن الاستنجاء باليمين (1/ 44) عن عمرو بن علي الفلاس وشعيب بن يوسف.
وأخرجه ابن ماجه في السنن -باب الاستنجاء بالحجارة والنهي عن الروث والرمة (1/ 114 ح 316) عن محمد بن بشار.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 437) كلهم عن عبد الرحمن بن مهدي عن =
⦗ص: 373⦘
= سفيان عن منصورٍ والأعمش كلاهما عن إبراهيم النخعي به.
651 -
حدثنا محمد بن حَيُّويَه
(1)
، أخبرنا أبو حُذيفة
(2)
، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيمَ بِمِثلِهِ
(3)
.
رواه علي بن الحسن [الدَّرَابجرْدي]
(4)
قال: حدثنا عبد الله بن الوليد
(5)
، عن سُفيانَ
(6)
، عن منصُور والأعمش، عن إبراهيم
(7)
، نحوَه
(8)
.
(1)
محمد بن يحيى بن موسى الإسفراييني.
(2)
موسى بن مسعود النهدي البصري، تكلِّم فيه وخاصة في حديثه عن الثوري، وقد تابعه الفريأبي في الإسناد الذي قبله، وتابعه عبد الرزاق كما سيأتي في التخريج، وانظر: ح (94).
(3)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 243) عن الدبري عن عبد الرزاق عن الثوري به.
(4)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وهي: بفتح الدال والراء المهملتين، وسكون الباء الموحدة كسر الجيم وسكون الراء كسر الدال المهملتين، نسبة إلى بلدة من بلاد فارس، وإلى محلة من محالِّ نيسابور.
والمذكور هنا منسوب إلى الأخير، وهو: علي بن الحسن بن موسى بن ميسرة الهلالي، أبو الحسن النيسابوري الدَرَابجَرْدي.
انظر: الأنساب للسمعاني (5/ 242)، تهذيب الكمال للمزي (20/ 374).
(5)
ابن ميمون بن عبد الله القرشي الأموي، أبو محمد المكي المعروف بالعدني.
(6)
هو الثوري.
(7)
قوله: "عن إبراهيم" ليست في (ط) و (ك)، وفيهما:"بمثله" بدل "بنحوه".
(8)
وصله مسلم والنسائي وابن ماجه وأحمد كما سبق تخريجه قريبًا في ح (650).
652 -
حدثَنا أبو داودَ السِّجْزِيُّ
(1)
، حدثنا أحمد بن حنبل
(2)
، حدثنا روحٌ
(3)
، ح
وَحدثَنا أبو داودَ الحراني، حدثنا سعيد بن سلَّام
(4)
قالا: حدثنا
⦗ص: 375⦘
زكريا بن إسحاق
(5)
، ح
وحدثنا أبو الأزهر
(6)
، حدثنا روح بن عُبادة، حدثنا زكريا بن إسحاق، حدثنا أبو الزُّبَير
(7)
، سمع جابرًا
(8)
يقول: نهانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن نَمْسَحَ بالعَظْمِ أو البَعَرِ
(9)
(10)
.
وَاللَّفْظُ لِسَعيدٍ، ولَفْظُ أبي الأزهر، وابن حنبل، ورَوح واحد.
(1)
سليمان بن الأشعث صاحب السنن، والحديث في سننه -كتاب الطهارة- باب ما ينهى عنه أن يستنجى به (1/ 10 ح 38)، وانظر حول نسبته بالسجزي والسجستاني: ح (25).
(2)
والحديث في مسنده (3/ 343).
(3)
ابن عبادة بن العلاء القيسي، أبو محمد البصري.
(4)
العطَّار البصري، أبو الحسن الأعور، نزيل مكة.
كذبه ابن نمير، والإمام أحمد، وقال البخاري:"منكر الحديث" وقال مرة: "يُذكر بوضع الحديث"، وقال مسلم بن الححاج:"يتكلَّمون فيه"، وضعفه أبو داود، والنسائي، وقال أبو حاتم:"منكر الحديث جدًّا".
وذكره الساجي، وابن الجارود، والدولابي، والعقيلي، وابن السكن في الضعفاء.
وقال ابن حبان "منكر الحديث، ينفرد عن الأثبات بما لا أصل له"، وقال الدراقطني:"منكر الحديث، ينفرد عن الأثبات بما لا أصل له".
وانفرد العجليّ فقال: "لا بأس به"، وهو من المتساهلين في التوثيق رحمه الله تعالى.
فالاعتماد إذًا على الإسناد الأول، ومن تلك الطريق أخرج مسلم الحديث.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (3/ 481)، الكنى والأسماء للإمام مسلم (1/ 225)، الثقات للعجلي (1/ 401)، سؤالات الآجري لأبي داود (ص: 240)، الضعفاء للعقيلي (108)، الجرح والتعديل (4/ 31)، المجروحين لابن حبان (1/ 321)، الكامل لابن عدي (3/ 1239)، سؤالات البرقاني (ص: 32)، الميزان للذهبي (141)، لسان الميزان لابن حجر (3/ 31).
(5)
المكي.
(6)
أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي النيسابوري.
(7)
محمد بن مسلم بن تدرس المكي.
(8)
في (ط): "جابر بن عبد الله".
(9)
في (ط) و (ك): "أو ببعرة".
(10)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب الاستطابة (1/ 224 ح 58) عن زهير بن حرب، عن روح بن عبادة عن زكريا بن إسحاق عن أبي الزبير به، ولفظه:"أن يُتمسَّح بعظم أو ببعر".
653 -
حدثنا الصاغاني، وعلي بن سهل البزاز
(1)
قالا: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء
(2)
، أخبرنا داود بن أبي هند
(3)
، عن عامر
(4)
، عن
⦗ص: 376⦘
علقمة
(5)
، عن ابن مَسْعُودٍ في حَديثه في [حديث]
(6)
قِصَّةِ الجنِّ، وَذكره قَال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُسْتَنْجَى
(7)
بالعِظَامِ وَلا بِالبَعَرِ؛ فإنَّهُ زادُ إخوانكم من الجِنِّ"
(8)
.
[زاد الصغاني]
(9)
قال داودُ: فلا أدري هو في الحديث، أو شيءٌ قاله
⦗ص: 377⦘
الشعبي
(10)
.
(1)
أبو الحسن البغدادي، المعروف بالعفاني.
(2)
الخفَّاف العجلي مولاهم، أبو نصر، متكلَّمٌ فيه، ورمي بالتدليس، انظر: ح (144) وقد تابعه أربعةٌ من الثقات كما في الإسناد الآتي (ح 655) كما سيأتي في التخريج.
(3)
واسم أبي هند: دينار بن عُذافر القشيري مولاهم البصري.
(4)
ابن شراحيل الشعبي.
(5)
ابن قيس بن مالك النخعي الكوفي.
(6)
في (ط) و (ك): "في حديث قصة الجنِّ ذكره".
(7)
في (ط) و (ك): "لا تستنجوا".
(8)
لم يخرجه مسلم في كتاب الطهارة، وأخرجه في كتاب الصلاة باب الجهر بالقراءة في الصبح، والقراءة على الجن (1/ 332 - 333 ح 150 - 151) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن داود بن أبي هند به مطولًا.
وأخرجه من طريق ابن عُليَّة عن داود فقال: "بهذا الإسناد إلى قوله: وآثار نيرانهم، قال الشعبي: وسألوه الزاد، كانوا من جنِّ الجزيرة
…
إلى آخر الحديث من قول الشعبي مفصَّلًا من حديث عبد الله".
وأخرجه من طريق عبد الله بن إدريس عن داود، فقال:"عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى قوله: وآثار نيرانهم، ولم يذكر ما بعده".
وسيأتي الكلام عليه في تخريج الحديث (655) إن شاء الله تعالى.
فائدة الاستخراج:
1 -
بين المصنِّف داود بن أبي هند، وهو عند مسلم مهمل.
2 -
أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة، وفيه تعيين مناسبة للحديث غير التي عند صاحب الأصل.
(9)
ما بين المعقوفتين من (ك)، وسقط من (ط) هذه العبارة التي هنا وكذا قوله بعده "حدثنا الصغاني"، فأصبحت: "زاد الصغاني: حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي
…
".
(10)
سيأتي الكلام على هذا في تخريج الحديث (655).
654 -
حَدثَنا الصاغاني، حدثنا يحيى بن طلحة اليَرْبُوعِي
(1)
، حدثنا حَفْصُ بن غِياثٍ
(2)
، عن الأعمش، عن إبراهيمَ
(3)
، عن علقَمةَ
(4)
، عن
⦗ص: 378⦘
عبد الله قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا تَسْتَنْجُوا بالرَّوثِ ولا بِالعِظَامِ، فإنَّهُ زَادُ إخوانِكم من الجِنِّ"
(5)
.
قال الصاغانيُّ: إنما هو حَفصٌ، عَن داود بن أبي هند
(6)
، عن عامر، عن عَلْقَمة، أخطَأَ فيه اليَرْبُوعيُّ.
(1)
اليَرْبُوعي: بفتح الياء المثناة التحتانية، وسكون الراء، وضم الباء الموحدة، وفي آخرها عين مهملة، نسبة إلى بني يربوع بطنٌ من تميم. الأنساب للسمعاني (1395).
ويحيى بن طلحة هو: ابن أبي كثير اليربوعي، أبو زكريا الكوفي، خطَّأه الصغاني -وهو الراوي عنه في هذا الإسناد وقد خطَّأه في هذا الإسناد كما نقل عنه المصنِّف في نهاية الحديث-.
وقال علي بن الجنيد: "كَذَب وزَوَّرَ"، وقال النسائي:"ليس بشيء".
وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "كان يغرب".
وقال الذهبي: "صويلح الحديث، وقد وُثِّق" وعقَّب على قول ابن الجنيد: "أفحش علي بن الجنيد"، وقال ابن حجر:"ليِّن الحديث".
والحديث في صحيح مسلم من طريقٍ آخر عن إبراهيم النخعي كما سيأتي، وسبق من حديث الشعبي في الإسناد الماضي، والصواب في الإسناد -إن شاء الله تعالى- ما ذكره الصغاني بعده، وقد رواه هناد بن السري -وهو ثقة أمثل من يحيى بن طلحة- عن حفص بن غياث على الصواب كما ذكره الصغاني وسيأتي تخريجه.
انظر: الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص: 253)، الثقات لابن حبان (9/ 264)، الميزان للذهبي (4/ 387)، تهذيب التهذيب (11/ 203)، والتقريب لابن حجر (7573).
(2)
ابن طلق النخعي، أبو عمر الكوفي.
(3)
ابن يزيد بن قيس النخعي الكوفي.
(4)
في (م): "إبراهيم بن علقمة" وهو خطأ.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الصلاة -باب الجهر بالقراءة في الصبح، والقراءة على الجن (1/ 333 ح 152) من طريق أبي معشر عن إبراهم النخعي عن علقمة به.
وأخرجه الترمذي في السنن -كتاب الطهارة -باب ما جاء في كراهية ما يُستنجى به (1/ 29 ح 18) عن هناد بن السري، عن حفص بن غياث، عن داود بن أبي هند، عن الشعبيّ، عن علقمة، عن ابن مسعودٍ به.
فائدة الاستخراج:
أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطهارة، وأورد من الحديث الشاهد للكتاب والباب، واقتصر مسلم على طرف الحديث.
(6)
قوله: "ابن أبي هند" ليست في (ط) و (ك).
655 -
حَدثَنا ابن الجنيد الدَّقَّاق
(1)
، حدثنا يحيى بن غَيلان
(2)
، حدثنا يزيد بن زُرَيعٍ، حدثنا دَاودُ بن أبي هندٍ عَنْ الشَّعبْي، عن علقمةَ قالَ: قلتُ لعبد الله بن مَسْعُودٍ: إن الناسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ
⦗ص: 379⦘
صَحِبْتَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ الجن، قال: ما صَحِبَهُ مِنَّا أَحَدٌ، ولكنَّا فقدناه ونحنُ بمكةَ ذَاتَ ليلةٍ فَالْتَمَسْنَاهُ في الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ، فقلنا: اغْتيِلَ، اسْتُطِيرَ
(3)
، فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بها قومٌ.
فلما أَصْبَحْنَا رَأَيْنَاهُ مُقْبِلًا من حِرَاءَ، فقلنا: يا رسولَ الله بِتْنَا بِشَرِّ لَيلةٍ بَاتَ بِهَا قَومٌ، قال
(4)
: "أَتَاني دَاعي الجنِّ فَذَهَبْتُ أُقْرِئُهم القرآنَ"، فانطَلَقَ بنا فَأَرَانَا آثَارَهم وآثارَ نِيْرَانِهم.
قال عامر: وسألوه الزادَ، قال: "كُل عَظْمٍ (لم يُذْكَر)
(5)
اسمُ الله عليهِ يَقَعُ في يدِ أحدِكم أَوفرَ ما كان لحمًا، وكُلُّ بَعْرةٍ عَلَفًا لدوابِّكم". قال: وَنَهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يُسْتَنْجَى بهِ وقال: "إِنَّهُما زادُ إخوانكم من الجن"
(6)
.
(1)
محمد بن أحمد بن الجنيد البغدادي، أبو جعفر الدقاق.
(2)
ابن عبد الله بن أسماء بن حارثة الخزاعي، أبو الفضل البغدادي، كذا ساق اسمه من ترجم له، أما أبو حاتم الرازي فقال: يحيى بن عبد الله بن غيلان.
انظر: طبقات ابن سعد (7/ 341)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 165)، الثقات لابن حبان (9/ 261)، تهذيب الكمال للمزي (31/ 491).
(3)
استطير: أي طارت به الجن، واغتيل: أي قُتِل سرا، والغِيلة: بكسر الغين هي القتل في خفية. شرح مسلم للنووي (4/ 170).
(4)
في (ط): "فقال".
(5)
هكذا جاء في المخطوط "لم يُذكَر اسم الله عليه"، وجاء في الروايات الأخرى "كلُّ عظم ذُكِرَ اسمُ الله عليه".
(6)
أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص: 37) عن وهيب بن خالد ويزيد بن زريع كلاهما، عن داود بن أبي هند به.
وأخرجه البزار في مسنده (5/ 35) من طريق يزيد بن زريعٍ عن داود بن أبي هند أيضًا.
قال الترمذي بعد أن أخرج الحديث -وسبق تخريج الحديث قريبًا منه-: "وقد روى =
⦗ص: 380⦘
= هذا الحديث إسماعيل بن إبراهيم -أي: ابن علية- وغيره عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن
…
الحديث بطوله، فقال الشعبي: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام فإنه زاد إخوانكم من الجن"، وكأن رواية إسماعيل أصحُّ من رواية حفص بن غياث". اهـ كلام الترمذي.
أي أن رواية من روى الحديث ففصل فيه بين أول الحديث فجعله متصلًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وبين آخر الحديث من قوله: "لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام
…
" إلى آخر الحديث فجعله مرسلًا عن الشعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم أصح من رواية حفص بن غياث الذي جعله كلَّه متصلًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يفصل فيه بين المتصل والمرسل.
وقد أشار المصنِّف إلى شيءٍ من هذا بإيراده قول داود عقب الحديث (653)، وذكرتُ هناك روايات مسلم التي وضَّح فيها أن بعض الحديث هو عن الشعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
وأشار المصنِّف في هذا الحديث أيضًا إلى إرسال الشعبي للجزء الأخير من الحديث.
وقال الدارقطني -وكلامه أوضح بيانًا-: "يرويه داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن عبد الله، رواه عنه جماعة من الكوفيين والبصريين، فأما البصريون فجعلوا قوله: "وسألوه الزاد إلى آخر الحديث من قول الشعبي مرسلًا، وأما يحيى بن أبي زائدة وغيره من الكوفيين فأدرجوه في حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح قول من فصله؛ فإنه من كلام الشعبي مرسلًا".
عقَّب النووي موضِّحًا كلام الدارقطني: "معنى قوله أنه من كلام الشعبي أنه ليس مرويًّا عن ابن مسعود بهذا الحديث، وإلا فالشعبي لا يقول هذا الكلام إلا بتوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم".
انظر: العلل للدارقطني (5/ 131)، شرح صحيح مسلم للنووي (4/ 1870).
656 -
حدثنا إسحاق بن إبراهيمَ الصَّنعاني
(1)
، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُريج
(2)
، أخبرني أبو الزبير
(3)
أَنَّهُ سمع جَابِرَ بن عبد الله يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا اسْتَجْمَرَ أحدكُم فليوتر"
(4)
.
(1)
هو الدَّبَري، راوية عبد الرزاق، والحديث لم أجده في مصنَّف عبد الرزاق.
(2)
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي.
(3)
محمد بن مسلم بن تدرس المكي.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار (1/ 213 ح 24) عن إسحاق بن راهويه ومحمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق عن ابن جريج به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (3/ 294) عن عبد الرزاق عن ابن جريجٍ به.
بَابُ ذكرِ
(1)
بَيَانِ حَظْرِ إِمْساك البَائِلِ ذكرَهُ بِيَمِيْنِهِ أوْ لَمْسِهُ في الخلاءِ بِيَمِيْنِهِ، [والاستنجاء به، والتنفُّس في إنائه، وبيان الاستنجاء بالماء، والدليل في هذا الباب -والذي قبله- على الاستنجاء بالحجارة، والاستنجاء بالماء إذا ظهر البول على الحَشفَةِ، والغَائطُ على المَسْرَبَة]
(2)
(1)
قوله: "باب ذكر" ليس في (ط) و (ك).
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، والمَسْرَبَة -بفتح الراء- مجرى الغائط ومخرجه.
انظر: المصباح المنير للفيومي (ص: 272).
657 -
حَدثنا عمار بن رجاء، حدثنا يزيدُ بن هارون، أخبرنا هشامٌ الدَّسْتَوَائيُّ، عن يحيى بن أبي كثير
(1)
، عن عبد الله بن أبي قتادةَ
(2)
، عن أبي قتادةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا شَرِبَ أَحدُكم فلا يَتَنَفّس في الإناء، وإذا أتى الخلاءَ فلا يَمَسَّ
(3)
ذكَرَهُ بيمينِهِ، ولا يَتَمَسَّحْ بيمينِهِ"
(4)
.
(1)
الطائيّ مولاهم اليمامي، أبو نصر، مدلسٌ.
قال الحافظ ابن حجر: "صرَّح ابن خزيمة في روايته بسماع يحيى له من عبد الله بن أبي قتادة، وصرَّح ابن المنذر في الأوسط بالتحديث في جميع الإسناد، أورده من طريق بشر بن بكر عن الأوزاعي فحصل الأمن من محذور التدليس". الفتح (1/ 306).
(2)
الأنصاري السَّلَمي المدني.
(3)
في (ط) و (ك): "فلا يمسح".
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء -باب النهي عن الاستنجاء باليمين (الفتح 1/ 304 ح 153) عن معاذ بن فضالة عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير به. =
⦗ص: 383⦘
= وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب الاستطابة (1/ 225 ح 64) من طريق وكيع عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير به.
وأخرجه الدارمي في سننه -كتاب الطهارة -باب النهي عن الاستنجاء باليمين (1/ 181 ح 673) عن أبي نعيم ووهب بن جرير ويزيد بن هارون كلهم عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير به.
فائدة الاستخراج:
لم يذكر مسلم في روايته: الشرب في الإناء والتنفُّس فيه.
658 -
حَدثنا يونس بن حَبيب، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا هشام بنحوه.
(1)
الطيالسي، سليمان بن داود بن الجارود، ولم أجد الحديث في مسنده، إذ ليس في المطبوع شيءٌ من مسند أبي قتادة رضي الله عنه، وسبق تخريجه من طرقٍ عن هشام الدستوائي في الحديث الماضي.
659 -
حدثنا أحمدُ بن محمد بن عُثمانَ الثَّقَفِيُّ
(1)
، حدثنا الوليدُ بن مُسلمٍ
(2)
، حدثنا أبو عَمرو
(3)
عَن يحيىَ [بن أبي كثير]
(4)
،
⦗ص: 384⦘
عَنْ عبد الله بن أبي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إذا أَتَى أَحَدُكم الخلاءَ فلا يُمْسِكَنَّ ذكَرَهُ بيمينه، وإذا أتى الخلاءَ فلا يستنجي
(5)
بيمينهِ، وإذا شرِبَ فلا يَتَنَفَّسْ في الإِنَاءِ"
(6)
.
(1)
أبو عمرو الدمشقي، توفي سنة (261 هـ).
قال عنه ابن أبي حاتم: "كتبنا عنه، وهو صدوقٌ لا بأس به"، وقال الذهبي:"كان صدوقًا". انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (72)، تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 261 - 280 /ص: 53)، تهذيب تاريخ دمشق لابن بدران (67).
(2)
القرشي، أبو العباس الدمشقي، ثقة يدلس تدليس التسوية، وخاصة عن الأوزاعي، وقد تابعه ثقتان كما سيأتي في التخريج.
(3)
عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو الأوزاعي.
(4)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(5)
كذا في جميع النسخ، والجادة "فلا يستنج"، وما هنا لعله جاء على النفي بمعنى النهي.
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء -باب لا يمسك ذكره بيمينه إذا بال (الفتح 1/ 306 ح 154) عن محمد بن يوسف.
وأخرجه ابن ماجه في السنن -كتاب الطهارة -باب كراهة مس الذكر باليمين والاستنجاء باليمين (1/ 113 ح 310) عن هشام بن عمار عن عبد الحميد بن أبي العشرين، وعن دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي عن الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير به. وأخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 300)، والدارمي في السنن -كتاب الأشربة -باب من شرب بنفس واحد (161 ح 2122) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني كلاهما عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثيرٍ به.
660 -
حَدَّثَنا عُمر بن شَبَّة
(1)
، حدثنا عبد الوهاب الثَّقَفِي
(2)
، عن
⦗ص: 385⦘
أيوبَ
(3)
، عن يحيى بإسنادِهِ مثلَه
(4)
.
(1)
ابن عَبيدة بن زيد النُّمَيري، أبو زيد البصري، صاحب "تاريخ المدينة".
(2)
عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصَّلت الثقفي، أبو محمد الكوفي، توفي سنة (194 هـ).
ثقة، أخرج له الأئمة الستة وغيرهم، تغيَّر في آخر عمره، قال ابن سعد:"ثقة، فيه ضعف"، عقَّب الحافظ ابن حجر:"عنى بذلك ما نقم عليه من الاختلاط". وذكره في الضعفاء العقيلي لذلك. وعلَّق الذهبي قائلًا: "لكنه ما ضرَّ تغيُّرُه حديثَه؛ فإنه ما حدَّث بحديثٍ في زمن التغيُّر" ونقل العقيلي عن أبي داود: "تغيَّر جرير بن حازم وعبد الوهاب الثقفي فحُجِب الناس عنهم". =
⦗ص: 385⦘
= قال السخاوي: "ويخدش فيه قول الفلاس أنه اختلط حتى كان لا يعقل، وسمعته يقول وهو مختلطٌ: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان باختلاطٍ شديد"، ثم قال:"ولعل هذا كان قبل حجبه". وقال الذهبي أيضًا معلِّقًا على أحاديث أوردها العقيلي تفرَّد بها الثقفي: "الثقفي لا ينكر له إذا تفرَّد بحديث، بل وبعشرة".
وحديثه هذا في صحيح مسلم فيحمل على أنه مما رواه قبل الاختلاط، والله أعلم.
انظر: الضعفاء للعقيلي (3/ 75)، الميزان للذهبي (680)، هدي الساري لابن حجر (ص: 444)، فتح المغيث للسخاوي (4/ 381)، الكواكب النيرات (ص: 314).
(3)
ابن أبي تميمة كيسان السَّختياني.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب النهي عن الاستنجاء باليمين (1/ 225 ح 65) عن ابن أبي عمر العدني.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 295) كلاهما عن عبد الوهاب الثقفي عن أيوب به.
فائدة الاستخراج:
بيَّن المصنِّف عبد الوهاب الثقفي، وجاء عند مسلم بنسبته فقط.
661 -
حَدثَنا السُّلَمي، حدثنا عبد الرزاق
(1)
، عن مَعْمَرٍ، عن يحيى بإسنادِهِ بمثلِ حديثِ الأوزاعيِّ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أن يُتَنَفَّسَ في الإناءِ، وَأَنْ يَمسُّ ذكَرَهُ بيمينه، وَأن يَسْتَطِيْبَ بيمينه
(2)
.
⦗ص: 386⦘
هذا حديثُ عبد الوهاب.
(1)
هو في مصنَّف عبد الرزاق (10/ 426) مختصرًا بذكر النهي عن التنفس في الإناء فقط.
(2)
لم أجد من أخرجه من طريق معمر، عن يحيى بن أبي كثير، غير عبد الرزاق.
662 -
حدثنا جَعفر بن الهُذَيل
(1)
، حدثنا أبو نُعَيمٍ
(2)
، حدثنا
سفيانُ
(3)
، عن مَعْمَرٍ، عن يحيى، بإسنادِهِ:"إذا جاءَ أحدكم الغائطَ فلا يَمَسَّ ذكرَهُ بيمينِهِ"
(4)
.
(1)
جعفر بن محمد بن الهُذيل الكوفي، أبو عبد الله القنَّاد.
(2)
الفضل بن دُكين الملائي التميمي مولاهم الكوفي.
(3)
يحتمل أن يكون الثوري أو ابن عيينة، فالفضل بن دُكين يروى عنهما، ويظهر أنه: الثوري؛ فقد قال الذهبي: "متى رأيت القديم قد روى، فقال: حدثنا سفيان، وأبهم فهو الثوري، وهم: كوكيع، وابن مهدي، والفريابي، وأبي نعيم، فإن روى واحدٌ منهم عن ابن عُيينة بيَّنه".
وقد روى الحديث ابن عيينة أيضًا، رواه ابن أبي عمر العدني عنه كما سيأتي في التخريج.
انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (7/ 466).
(4)
أخرجه الترمذي في سننه -كتاب الطهارة -باب ما جاء في كراهة الاستنجاء باليمين (1/ 23 ح 15) عن ابن أبي عمر العدني عن ابن عيينة عن معمرٍ به.
663 -
حَدثَنا الصاغاني، أخبرنا أبو زيدٍ الهرَوِيُّ
(1)
، ح
وحدثَنا الدقيقي
(2)
، حدثنا هارون
(3)
قالا: حدثنا علي بن المبارك
(4)
،
⦗ص: 387⦘
عن يحيى بمثله: "فلا يُمْسِكن ذكَرَهُ بيمينِهِ"
(5)
.
(1)
سعيد بن الربيع الحَرَشي العامري البصري.
(2)
محمد بن عبد الملك الواسطي.
(3)
ابن إسماعيل الخزَّاز، أبو الحسن البصري.
(4)
الهنائي البصري.
(5)
لم أجد من أخرجه من طريق علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير، وقد مضى تخريجه من طريق هشام الدستوائي، والأوزاعي، وأيوب، ومعمر، وله طرق أخرى عن يحيى: فقد أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الأشربة -باب النهي عن التنفس في الإناء (الفتح 10/ 95 ح 5630) من طريق شيبان النحوي.
وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب النهي عن الاستنجاء باليمين (1/ 225 ح 63) من طريق همام بن يحيى العَوذي.
وأخرجه أبو داود في سننه -كتاب الطهارة -باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء (1/ 8 ح 31) من طريق أبان بن يزيد.
وأخرجه النسائي في سننه -كتاب الطهارة -باب النهي عن مس الذكر باليمين عند الحاجة (1/ 25) من طريق أبي إسماعيل القناد إبراهيم بن عبد الملك، كلهم عن يحيى بن أبي كثير به.
664 -
حدثنا أبو علي الزَعْفَرَاني، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شعبةُ، عن عطاء بن أبي مَيْمُونَةَ، عن أنس بن مالك قال
(1)
: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا خَرَجَ إلى الغائطِ أَتَيْتُهُ أنا وغُلامٌ بإدَاوَةٍ وَعَنَزَة فاسْتَنْجَى
(2)
.
كذا رواه
(3)
غندر، والنَّضْرُ، وشَاذَانُ
(4)
.
(1)
كلمة "قال" ليست في (ط) و (ك).
(2)
سبق هذا الحديث بهذا الإسناد -والتعليق عليه كذلك- برقم (564).
(3)
في (ط) و (ك): "رواه كذا".
(4)
سبق تخريج رواية غندر، وشاذان في ح (564)، وأما رواية النضر فقد أخرجها النسائي في سننه -كتاب الطهارة- باب الاستنجاء بالماء (1/ 42) عن إسحاق بن إبراهيم =
⦗ص: 388⦘
= عن النضر -وهو ابن شُميل المازني- عن شعبة به.
665 -
حَدثَنا يونس بن حَبيب، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا شعبَةُ بمثله: تَبِعْتُهُ أنا وغُلامٌ مِنَّا بإدَاوَةٍ من ماءٍ يَسْتَنْجِي مِنْهَا
(2)
.
(1)
الطيالسي، والحديث في مسنده (ص: 284).
(2)
مضى تخريجه من طريق شعبة في الحديث الذي قبله.
666 -
حَدَّثَني عبد الله بن أحمدَ بن حنبل، حدثني أبي، حدثني إسماعيل بن إبراهيم، حدثني رَوحُ بن القاسم، حَدثني عطاء بن أبي ميمونةَ، عن أنس بن مالك قال: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا تَبَرَّزَ لِحَاجَتِهِ أَتَيْتُهُ بماءٍ فَيَغتَسِلُ بِهِ
(1)
.
(1)
سبق هذا الحديث -والتعليق عليه- برقم (566).
بَابُ
(1)
الترغيْبِ في التيَمُّنِ في الطَّهورِ وَالترجُّلِ وَالانْتِعَالِ والدَّلِيْلِ في الابْتدِاءِ بِغَسْلِ كف الأَيْمَنِ وَبِالمِنخرِ
(2)
الأَيْمَنِ في الاسْتِنشاقِ واليدِ اليُمنَى والرِّجْلِ اليُمْنَى وَمَا يَلِيها مِن اليُسْرَى
(1)
كلمة "باب" لم ترد في (ط) و (ك).
(2)
في (م): "المنخر" بدون حرف الجر.
667 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق
(1)
، حدثنا بِشرُ بن عمر
(2)
، ح
وَحَدثنا أبو أُمَيَّةَ، أخبرنا عفان
(3)
قالا: أخبرنا شعبَةُ، عن أشعثَ بن أبي الشَّعْثَاء
(4)
قال: سمعتُ أبي يُحَدِّث عن مسروقٍ
(5)
، عن عائشةَ قالت: كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُحب التَّيَمُّنَ في شأنه كله: في طَهُورِهِ، وتَرَجُّلِهِ، وَتَنَعُّلِهِ.
قال: ثم سألتُهُ بالكوفةِ بعدُ فقال: التَّيَمُّنَ ما استطاعَ
(6)
.
(1)
ابن دينار الأموي، أبو إسحاق البصري.
(2)
ابن الحكم الزهراني، أبو محمد البصري.
(3)
ابن مسلم بن عبد الله الصفَّار الباهلي البصري.
(4)
واسم أبي الشعثاء: سُليم بن الأسود بن حنظلة المحاربي الكوفي.
(5)
ابن الأجدع بن مالك الهَمْدَاني الكوفي.
(6)
أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه منها في -كتاب الوضوء -باب التيمُّن في الوضوء والغُسل (الفتح 1/ 324 ح 168) عن حفص بن عمر. وفي كتاب الصلاة -باب التيمُّن في دخول المسجد وغيره (الفتح 1/ 623 ح 426) عن سليمان بن حرب. وفي كتاب الأطعمة -باب التيمُّن في الأكل وغيره (الفتح 9/ 436 ح 5380) عن عبدان عن عبد الله بن المبارك. =
⦗ص: 390⦘
= وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب التيمن في الطهور وغيره (1/ 226 ح 67) عن عبيد الله بن معاذ العنبري عن أبيه.
فائدة الاستخراج:
بيَّن المصنِّف: أشعث بن أبي الشعثاء، وورد عند مسلم مهملًا.
668 -
حَدثنا يونس بن حَبيب، حدثنا أبو داودَ
(1)
، حدثنا شعبَةُ بإسنادِهِ قال: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُحب التَّيَمُّنَ ما استطاعَ.
وقال مرةً: في شأنهِ كلِّهِ: في طهوره
(2)
إذا تَوضَّأَ، وَفي انْتِعَالِهِ إذا انْتَعَلَ، وفي تَرَجُّلِهِ إِذا تَرَجَّلَ
(3)
.
(1)
الطيالسي، سليمان بن داود بن الجارود، والحديث في مسنده (ص: 200).
(2)
في (ط) و (ك): "طهوره" بدون حرف الجر.
(3)
سبق تخريجه من طرقٍ عن شعبة في الحديث الماضي، ولمسلم رحمه الله طريقٌ آخر فقد أخرجه في كتاب الطهارة -باب التيمن في الطهور وغيره (1/ 226 ح 66) عن يحيى بن يحيى عن أبي الأحوص سلام بن سليم عن الأشعث بن أبي الشعثاء به.
بهامش (ك) التعليق التالي: "آخر الجزء الثالث من أصل السمعاني".
بَابُ
(1)
الترغِيبِ في الوُضوءِ وَثَوَابِ إِسبَاغِهِ، وَثَوَاب مَنْ يَقُولُ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ وضوئِهِ: أشهدُ أنْ لا إِلَهَ إِلَّا الله وَأنَ مُحمَّدًا عبدهُ ورَسُولُهُ، وَبَيَانِ ثَوَابِهِ لِمَنْ توَضأ كمَا أمَرهُ الله
(2)
(1)
كلمة "باب" لم ترد في (ط) و (ك).
(2)
قوله: "لمن توضَّأ كما أمره الله" ليس في (ط) و (ك)، وعلى هامش (ط) تعليق قدر خمس كلمات لم أتمكن من قراءته.
669 -
حَدثنا محمد بن عَلي بن أخت غَزَالٍ، حدثنا عَفانُ، حدثنا أَبَانُ، ح
وَحَدثنا الصغانيُّ، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا أبان، حدثنا يحيى بن أبي كَثيرٍ، عن زيدٍ، عَن أبي سلَّام، عن أبي مالكٍ الأَشْعَري أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "الطَّهُورُ شطْرُ الإيمانِ، وَالحمدُ لله يَمْلأُ
(1)
الميزانَ، وسبحانَ الله، وَالحمدُ لله يَمْلآنِ
(2)
ما بينَ السماءِ والأرضِ، وَالصَّلاةُ نورٌ، والصَّومُ بُرهَانٌ، وَالصَّبرُ ضِياءٌ، والقُرآنُ حُجَّةٌ لك أو عليك، كلُّ النَّاسِ يَغْدُو بائعٌ نفسَهُ فَمُوبقُهَا أو مُعْتِقُها"
(3)
.
(1)
في (ط) و (ك): "تملأ".
(2)
في (ك): "تملآن".
(3)
سبق هذا الحديث عند المصنِّف في كتاب الإيمان بإسناده وطرفٍ من متنه برقم (38)، وهو من الأحاديث التي انتقدها الدارقطني وغيره على مسلم، فينظر التعليق عليه هناك.
670 -
حدثنا [محمد بن إسحاق]
(1)
الصغانيُّ، ويَزيدُ بن عبد الصمد
(2)
قالا: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن شُعَيبٍ، أخبرني معاويةُ بن سلَّام، عن أخيهِ زيدِ بن سلَّامٍ أنَّه أخبره عن أبي سَلَّام الحبشي، عن عبد الرحمن بن غَنْمٍ أن أبا مَالكٍ الأَشْعَري حدَّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِسْبَاغُ الوُضُوءِ شَطْرُ الإِيْمَانِ وَالحمدُ لله يَملأُ
(3)
الميزانَ، والتَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ يَمْلآنِ السماواتِ والأرضَ، والصلاةُ نُورٌ، والصَّومُ برهانٌ، والصَّبرُ ضِيَاءٌ، والقُرْآنُ شِفَاءٌ، حُجَّةٌ لك أو
(4)
عليك، كُلُّ إِنْسَانِ بائعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُها أو مُوْبقُها"
(5)
.
(1)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(2)
هو: يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي، أبو القاسم القرشي.
(3)
في (ط) و (ك): "تملأ".
(4)
وقع في (م)"و" بدل "أو" وهو خطأ.
(5)
سبق هذا الحديث بإسناده وطرفٍ من متنه برقم (39)، فانظر التعليق عليه هناك.
فائدة الاستخراج:
أخرج مسلم الحديث من وجهٍ أعلَّه بعض النقاد، وأخرجه المصنِّف من وجهٍ سالم من التعليل.
671 -
حدثنا يزيد بن سنان
(1)
، والصغاني، ويعقوبُ بن سفيان
(2)
، ومحمد بن حَيُّويَه
(3)
، قالوا:
⦗ص: 393⦘
حدثنا ابن أبي مريم
(4)
، أخبرنا أبو غسان
(5)
، حدثنا زيد بن أسلم
(6)
، عن حمرَانَ
(7)
مولى عثمان قال: أَتَيتُ عثمانَ رضي الله عنه
(8)
بوَضوء وهو على المَقَاعِدِ
(9)
فَتَوضَّأَ، فقال: إنَّ نَاسًا
(10)
يَتَحَدَّثُون عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أحاديثَ لا أدري ما هي، إلَّا أَنِّي أشهَدُ لَسَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وَهو يَقُولُ: "مَن تَوَضَّأَ مِثلَ وُضُوئي هذا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، وكانت صَلاتُهُ وَمَشْيُهُ إلى المسجدِ نَافِلَةً له
(11)
"
(12)
.
⦗ص: 394⦘
زاد يعقوبُ، والصغاني: قال حمرانُ: رأيت عثمانَ بن عَفَّانٍ رضي الله عنه
(13)
غَسَلَ وجهَهُ ثَلاثًا، ويَدَيهِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنِهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيهِ ثَلاثًا ثَلاثًا.
(1)
القرشيّ الأموي، أبو خالد القزاز.
(2)
الفسوي، أبو يوسف الفارسي، صاحب المعرفة والتاريخ.
(3)
محمد بن يحيى به. موسى الإسفراييني.
(4)
سعيد بن الحكم بن محمد بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري.
(5)
محمد بن مُطَرِّف بن داود بن مُطَرِّف الليثي المدني.
(6)
القرشي العدوي، مولى عمر بن الخطاب، أبو أسامة المدني الفقيه.
(7)
ابن أبان النَّمَري المدني، مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه.
(8)
عبارة الترضي ليست في (ط) و (ك).
(9)
اختلفوا في تحديدها وحقيقتها، فقيل: هي دكاكين عند دار عثمان، وقيل: موضعٌ عند باب الأقبر بالمسجد النبوي اتخذه للقعود فيه لقضاء حوائج الناس، وقيل غير ذلك.
انظر: معجم البلدان لياقوت (5/ 191)، شرح مسلم للنووي (3/ 114)، المعالم الأثيرة لمحمد شُرَّاب (ص: 277).
(10)
في (ط) و (ك): "أُناسًا".
(11)
لم يرد في (ط) و (ك) الجار والمجرور "له".
(12)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة -باب فضل الوضوء والصلاة عقبه (1/ 207 ح 8) عن قتيبة بن سعيد وأحمد بن عبدة الضبِّي كلاهما عن عبد العزيز الدَّرَاوردي عن زيد بن أسلم به.
فائدة الاستخراج:
1 -
أخرجه مسلم من طريق الدراوردي عن زيد بن أسلم، والدراوردي متكلَّمٌ فيه كما =
⦗ص: 394⦘
= سبق في ح (28)، وأخرجه المصنِّف من طريق أبي غسان وهو أوثق من الدراوردي.
2 -
زيادة الألفاظ الّتي فيها بيان كيفية وضوء عثمان في آخر الحديث ليست في رواية مسلم.
(13)
عبارة الترضي ليست في (ط) و (ك).
672 -
حَدثنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم
(1)
، أخبرني أبي
(2)
، وشعيبُ بن اللَّيث، عن الليثِ بن سَعد
(3)
، عن خالد بن يزيدَ
(4)
، ح
وَحَدثنا صالح بن عبد الرّحمن بن عَمرو بن الحارث
(5)
، حدّثنا حَجَّاجُ بن إبراهيم
(6)
، حدّثنا ابن وَهب
(7)
، عن عمرو بن الحارث
(8)
، كلاهما عن سعيد بن أبي هلال
(9)
، عن نُعيم بن عبد الله
⦗ص: 395⦘
المُجْمِر
(10)
، أنه رَأى أبا هُرَيرةَ يَتَوَضَّأُ، ثمّ قالَ: سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ أُمَّتي يأتونَ يومَ القيامة غُرٌّ مُحَجَّلُونَ
(11)
مِن أَثَرِ الوُضوءِ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ منكم أن يُطِيْلَ غرَّتَهُ فَليفعَل"
(12)
.
⦗ص: 396⦘
هذا لُفظُ عَمروٍ، وحديث اللَّيث بن سعد [بمعناه]
(13)
.
(1)
ابن أعين المصري، أبو عبد الله الفقيه.
(2)
كلمة "أبي" سقطت من (م).
(3)
لم يذكر اسم أبيه "ابن سعد" في (ط) و (ك)، ووقع في (م) خطأ:"اللَّيث بن سعيد".
(4)
الجمحي مولاهم، أبو عبد الرحيم المصري.
(5)
أبو الفضل المصري.
(6)
الأزرق، أبو إبراهيم أو أبو محمّد البغدادي، نزيل طرسوس ومصر.
(7)
عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم المصري.
(8)
في الأصل: "عن عمرو بن الحارث" وفوق كلمة "عمرو" كُتِبَ: "يعني"، وهو: ابن يعقوب بن عبد الله الأنصاري، أبو أمية الأنصاري.
(9)
الليثي مولاهم، أبو العلاء المصري.
(10)
أبو عبد الله المدني، مولى آل عمر بن الخطّاب، والمُجْمِر: بضم الميم، وسكون الجيم، كسر الميم الأخرى، وفي آخرها راء، قاله السمعاني، وحكى النووي رحمه الله وجهًا آخر في ضبطه فقال:"ويقال: بفتح الجيم، وتشديد الميم الثّانية المكسورة".
قال ابن حبّان: "قيل: اسم أبيه محمّد، وإنّما قيل: المُجْمِر لأنه أباه كان يأخذ المجمر قدَّام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه إذا خرج إلى الصّلاة في شهر رمضان".
وقال النووي، والمزي:"سمي المُجْمِر لأنه كان يُجْمِر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم".
الثقات لابن حبّان (5/ 477)، الأنساب للسمعاني (11/ 144)، شرح النووي (3/ 134)، تهذيب الكمال للمزي (29/ 487).
(11)
كذا في الأصل و (م)، وفي (ط) و (ك):"غرًّا محجَّلين" وهي الجادة، وما أُثبتُّ يخرَّج على أنه خبرٌ لمبتدإٍ محذوفٍ تقديره: وهم غرٌّ محجَّلون، والجملة في محل نصب حال.
(12)
أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الوضوء- باب فضل الوضوء، والغر المحجَّلون من آثار الوضوء (الفتح 1/ 283 ح 136) عن يحيى بن بكير عن اللَّيث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال به.
وأخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء (1/ 216 ح 35) عن هارون بن سعيد الأيلي عن عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال به.
وأخرجه مسلم في الموضع السابق - ح (34) من طريق عمارة بن غزية عن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبي هريرة به. =
⦗ص: 396⦘
= فائدة الاستخراج:
ذكر المصنِّف نسبة نعيم: المجمر، ولم ترد نسبته في مسلم في هذه الطريق.
(13)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
673 -
حَدثنا العباس
(1)
بن محمّد، حدّثنا زيد بن الحُبَاب
(2)
، حدثني معاوية بن صالح
(3)
، حَدثني ربيعة بن يزيدَ
⦗ص: 397⦘
الدمشقيُّ
(4)
، عن أبي إدريس الخَوْلاني
(5)
، عن عقبَةَ بن عامر
(6)
، عن عمر بن الخطّاب صلى الله عليه وسلم
(7)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ توضَّأَ فَأَحْسَنَ
⦗ص: 398⦘
الوُضُوءَ ثم قال: أشْهَدُ أن لا إلهَ إِلَّا الله وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ محمدًا عَبدُهُ ورسولُه، فُتِحَتْ له ثمانيةُ أَبْوابِ الجَنَّةِ يَدْخُلُ مِن أَيِّهَا شَاءَ"
(8)
.
(1)
في (ط) و (ك): "عبّاس" بدون (أل) التعريف، ووقع في (م):"عبّاس بن محمّد بن زيد بن الحباب" وهو خطأ.
(2)
التميمي، أبو الحسن العُكْلي الكوفي.
(3)
ابن حُدَير بن سعيد الحضرمي، أبو عمرو الحِمْصي، قاضي الأندلس، توفي سنة (158 هـ).
وثقه الجمهور مثل: عبد الرّحمن بن مهدي، وابن سعد، وابن معين -في رواية، وقال مرّة: صالح-، ووثقه الإمام أحمد، والعجلي، وأبو زرعة الرازي، وقال التّرمذيّ:"ثقة عند أهل الحديث، ولا نعرف أحدًا تكلَّم فيه غير يحيى بن سعيد القطان"، وقال ابن خراش:"صدوق" ووثقه البزار مرّة، وقال مرّة:"ليس به بأس"، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات، وقال ابن عدي:"ما أرى بحديثه بأسًا، وهو عندي صدوق إِلَّا أنه يقع في أحاديثه إفرادات".
وكان يحيى بن سعيد القطان لا يرضاه، وعلَّق الذهبي في الميزان قائلًا:"كان القطان يتعنَّت ولا يرضاه"، وقال ابن معين -في رواية-:"ليس برضا"، وقال أبو حاتم:"صالح الحديث، حسن الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به"، وقال أبو إسحاق الفزاري:"ما كان بأهل لأن يروى عنه"، وعلَّق الذهبي على كلامه قائلًا:"أظنه يشير إلى مداخلته للدولة". =
⦗ص: 397⦘
= وذكره العقيلي، وابن الجوزي في الضعفاء، وضعفه الأزدي، وابن حزم.
ووثقه ابن عبد الهادي ودافع عنه -فيما نقله الزيلعي عنه في نصب الراية-، ووثقه الذهبي في السير، والديوان، وقال في الكاشف:"صدوق، إمام"، ورمز له في الميزان:"صح".
وقال ابن حجر: "صدوقٌ له أوهام".
ويبدو أنَّ أكثر من ضعفه اعتمد فيه على موقف يحيى القطان منه، وسبق قول التّرمذيّ فيه، فهو إن شاء الله حسن الحديث إذا يخالف، وراجع دفاع ابن عبد الهادي عنه في نصب الراية.
انظر: طبقات ابن سعد (7/ 521)، الثقات للعجلي (284)، السنن للترمذي (5/ 32 ح 2653)، الضعفاء للعقيلي (4/ 183)، الجرح والتعديل (8/ 382)، الثقات لابن حبّان (7/ 470)، الكامل لابن عدي (6/ 2400)، الثقات لابن شاهين (ص: 303)، المحلى لابن حزم (5/ 70)، الضعفاء لابن الجوزي (3/ 127)، تهذيب الكمال للمزي (28/ 186)، سير أعلام النُّبَلاء (7/ 158)، والكاشف (276)، وديوان الضعفاء (ص: 391)، والميزان للذهبي (4/ 135)، نصب الراية للزيلعي (439)، تهذيب التهذيب (10/ 190)، والتقريب لابن حجر (6762).
(4)
أبو شُعيب الإيادي القصير.
(5)
نسبته "الخولاني" لم ترد في (م)، وهو: عائذ الله بن عبد الله بن عمرو.
(6)
ابن عبس بن عمرو الجهني، صحابي، شهد فتح مصر، وتولَّاها من قبل معاوية رضي الله عنهما. انظر: طبقات ابن سعد (4/ 343)، الإصابة لابن حجر (4/ 520).
(7)
عبارة الترضي ليست في (ط) و (ك).
(8)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب الذكر المستحب عقب الوضوء (1/ 210 ح 17) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن زيد بن الحُباب عن معاوية بن صالحٍ عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني، وأبي عثمان كلاهما عن جُبير بن نفير عن عقبة بن عامر به.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 78) من طريق عبّاس الدوري -شيخ المصنِّف- عن زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامرٍ به.
فائدة الاستخراج:
1 -
نسب المصنِّف ربيعة بن يزيد الدمشقي، وهو عند مسلم غير منسوب.
2 -
ذكر مسلم طرف الحديث وأحال بالباقي على ما قبله، وبيَّن المصنِّف لفظ هذه الرِّواية.
674 -
حدثَنا أبو بكر الجعفي
(1)
، حدّثنا زيد بن الحُبَاب، حدّثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يَزيد الدمشقي، عن أبي إدريس الخولاني، ومعاوية
(2)
، عن أبي عثمان
(3)
،
⦗ص: 399⦘
عن جُبَير بن نُفَير
(4)
، عن عقبة بن عامر، عن عمر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَالغَ في الوُضُوءِ فقال: أَشهدُ أن لا إلهَ إِلَّا الله وحدَهُ لا شريك له، وأَشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، فُتِحت له ثمانيةُ أبوابِ الجنةِ يَدخُلُ مِن أَيِّهَا شَاءَ"
(5)
.
(1)
محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن بن علي الكوفي.
(2)
عليها في الأصل و (ط) ضبة، ومعاوية هو: ابن صالح المتقدم ذكره في الإسناد.
(3)
لم يجزم باسمه في تهذيب الكمال ولا في فروعه، وقال ابن حبان:"أبو عثمان هذا يشبه أن يكون حَرِيز بن عثمان الرحبي"، وقال ابن منجويه:"يشبه أن يكون: سعيد بن هانئ الخولاني المصرى". =
⦗ص: 399⦘
= قال الذهبي: "لا يدرى من هي". إن كان هو حريز عثمان بن أو سعيد بن هانئ فهما ثقتان، وتردَّد فيه ابن حجر فقال:"قيل هو: سعيد بن هانئ، وقيل: حَريز بن عثمان، وإلا فمقبول" وعلى كلٍّ فحديثه عند مسلم في المتابعات، كما قال الذهبي في الميزان.
انظر: صحيح ابن حبّان (193)، رجال صحيح مسلم لابن منجويه (396)، تهذيب الكمال للمزي (34/ 76)، الميزان للذهبي (1/ 475)، (4/ 550)، التقريب (8243).
(4)
ابن مالك بن عامر الحضرمي الشامي.
(5)
أخرجه مسلم والبيهقي من طريق زيد بن الحباب كما سبق، ووقع في هذا الإسناد معاوية عن أبي عثمان عن جُبير بن نُفير! وسيأتي الكلام عليه في تخريج ح (676) إن شاء الله تعالى.
675 -
حدّثنا بحر بن نصر الخولاني
(1)
، حدّثنا ابن وهب
(2)
قال: سمعتُ معاويةَ بن صالح يحدِّثُ عن أبي عثمان، * عن جُبَير بن نُفَير، عن عقبة بن عامر أَنَّه قال: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم خُدُّامَ أنفسِنا *
(3)
نتناوَبُ
⦗ص: 400⦘
رِعَايةَ إبلِنا
(4)
، فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِيٍّ فأدركتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ فسمعتُهُ يقول:"ما منكم أَحَدٌ يَتَوَضّأُ فَيُحْسِنُ الوُضُوءَ ثم يقومُ فَيَركعُ رَكعتين يُقْبِلُ عَليهما بِقَلْبِهِ وبوَجْهِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ"، فَقُلْتُ: بَخٍ بَخٍ، ما أجوَدَ هَذه!
فَقَال رجلٌ بين يدَي النبيِّ صلى الله عليه وسلم: قبلها أجود
(5)
. فَنَظَرْتُ إليهِ فإِذا هو عمرُ بن الخطابِ، فَقُلتُ له: ما هي يا أبا حَفْصٍ؟ قال: إنَّه قال آنِفًا قبلَ أن تجيءَ: "ما منكم من أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُحسِنُ الوُضُوءَ ثمّ يقول حينَ يفرغُ مِن وُضُوئِه: أَشهدُ أن لا إلهَ إِلَّا الله وحدَه لا شريك له، وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، إِلَّا فُتِحَتْ له أَبوابُ الجنةِ الثَّمانيةُ يدخل مِن أَيِّها شَاءَ"
(6)
.
⦗ص: 401⦘
قال معاويةُ بن صَالح: وحدثني ربيعة بن يزيدَ، عن أبي إدريس، عن عقبةَ
(7)
.
قال معاوية
(8)
: وحَدثني عبد الوهّاب بن بُخْتٍ
(9)
، عن ليث بن أبي سُلَيم
(10)
،
⦗ص: 403⦘
عن عُقْبةَ بن عامر
(11)
.
(1)
نسبته "الخولاني" ليست في (ط) و (ك).
(2)
عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي المصري.
(3)
ما بين النجمين سقط من (م).
(4)
قال النووي: "كانوا يتناوبون رعي إبلهم فيجتمع الجماعة ويضمون إبلهم بعضها إلى بعض فيرعاها كل يومٍ واحد منهم ليكون أرفق بهم، وينصرف الباقون في مصالحهم".
انظر: شرح مسلم للنووي (3/ 120).
(5)
في (ط) و (ك): "فقال رجلٌ بين يديَّ: الّتي قبلها أجود".
(6)
أخرجه أبو داود في سننه -كتاب الطّهارة -باب ما يقول الرَّجل إذا توضأ (1/ 43 ح 169) عن أحمد بن سعيد الهَمْدَاني.
وأخرجه ابن حبّان في صحيحه (193) من طريق حرملة بن يحيى كلاهما، عن عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح، عن أبي عثمان عن جُبير بن نُفير عن عقبة بن عامرٍ به.
(7)
سبق موصولًا برقم (673) و (674).
(8)
في (ط) و (ك): "قال معاوية هو ابن صالح".
(9)
القرشي الأموي مولاهم المكي.
(10)
ابن زُنَيم القرشي مولاهم الكوفي، توفي سنة (138 هـ).
ضعفه أكثر الأئمة كابن عيينة، ويحيى القطان، وابن سعد، وابن معين -في غالب الروايات-، وقال الإمام أحمد:"لا يفرح بحديثه، كان يرفع أشياء لا يرفعها غيره، فلذلك ضعفوه"، وقال مرّة:"مضطرب الحديث، ولكن حدَّث عنه النَّاس"، وضعفه الجوزجاني، وقال أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان:"لا يشتغل به، هو مضطرب الحديث"، وزاد أبو زرعة:"لين الحديث لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث"، وضعفه النسائي، وقال ابن حبّان في "المجروحين":"كان من العباد، ولكن اختلط في آخر عمره حتّى كان لا يدري ما يحدث به، فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم، كلّ ذلك كان منه في اختلاطه"، وقال أبو أحمد الحكم:"ليس بالقوي عندهم"، وضعفه الدارقطني في "السنن" مرّة، ومرة قال:"سيء الحفظ"، وقال أبو عبد الله الحاكم:"مجمع على سوء حفظه".
وقال عيسى بن يونس: "قد رأيته وكان قد اختلط، وكان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن".
وذكره العقيلي، وابن الجوزي في الضعفاء. =
⦗ص: 402⦘
= وقال عثمان بن أبي شيبة: "ثقة، صدوق، وليس بححة"، وقال البخاريّ:"صدوق، ربما يهم في الشيء"، وذكره العجلي في الثقات وقال:"جائز الحديث"، وقال مرّة:"لا بأس به"، وذكر ابن عدي جملة من مناكيره ثمّ قال:"وله أحاديث صالحة غير ما ذكرت، وقد روى عنه شعبة، والثوري وغيرهما من ثقات النَّاس، ومع الضعف الّذي فيه: يكتب حديثه".
وقال الدارقطني مرّة: "صاحب سنة، يخرَّج حديثه"، وذكره ابن شاهين في "الثقات".
وقال الذهبي في "الكاشف": "فيه ضعفٌ يسير من سوء حفظه"، وقال في "الديوان":"حسن الحديث، ومن ضعفه فإنّما ضعفه لاختلاطه بأخرة".
ثمّ نقض حكمه هذا فقال في "السير": "بعض الأئمة يحسِّن لليث، ولا يبلغ حديثه مرتبة الحسن، بل عداده في مرتبة الضعيف المقارب، فيروى في الشواهد والاعتبار، وفي الرغائب والفضائل، أنها في الواجبات فلا".
وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق، اختلط جدًّا، ولم يتميَّز حديثه فتُرِك".
انظر: الطبقات لابن سعد (6/ 349)، تاريخ الدارمي (ص: 159)، سؤالات ابن الجنيد (ص 403)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (379)، أحوال الرجال للجوزجاني (ص: 149)، الثقات للعجلي (231)، سنن التّرمذيّ (5/ 113 ح 2801)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص: 209)، الضعفاء للعقيلي (4/ 14)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/ 177)، المجروحين لابن حبّان (231)، الكامل لابن عدي (6/ 2105)، سؤالات البرقاني للدارقطني (ص: 58)، السنن للدارقطني (1/ 68، 331)، الثقات لابن شاهين (ص: 275)، الضعفاء لابن الجوزي (3/ 29)، تهذيب الكمال للمزي (24/ 279)، سير أعلام النُّبَلاء (6/ 179)، والكاشف (151)، والديوان -للذهبي (ص: 333)، تهذيب التهذيب (8/ 405)، والتقريب لابن حجر (5685).
(11)
وصله الإمام أحمد في المسند (4/ 145 - 146) عن الحسن بن سوار عن اللَّيث بن سعد، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 78) من طريق عبد الله بن صالح الجهني، كلاهما عن معاوية بن صالح عن عبد الوهّاب بن بُخت عن ليث بن أبي سليم عن عقبة بن عامر به.
676 -
حدّثنا أبو العباس
(1)
عبد الله بن محمّد بن عَمرو بن الجرَّاح الأزدي، حدّثنا أسدُ بن موسى
(2)
، حدّثنا مُعاوية بن صالح، حدّثنا ربيعة بن يزيدَ، عن أبي إدريسَ، عن عُقبةَ بن عامر، وأبو عثمان، عن جُبَير بن نُفَيرٍ، عن عقبةَ بن عامر قال: كنَّا نتنَاوَبُ رِعْيَةَ الإبلِ فَجَاءَتْ نَوبَتِي أَرْعَاها، فَرَوَّحَتُها بِالعَشِيِّ فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(3)
قائمًا يَخْطُبُ، فأدركتُ مِن قولِهِ: "ما منكم
…
" ثمّ ذكر بطوله بمثله، إِلَّا أنَّه قال: "ثمّ يقول: أشهدُ أن لا إله إِلَّا الله وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ له أبوابُ الجنةِ الثمانيةُ يدخلُ مِن أَيِّهَا شَاءَ".
وَقال فيهِ: "بوجهِهِ وقَلْبِهِ إِلَّا وَجَبَتْ له الجنَّةُ"
(4)
.
(1)
في (ط) و (ك): "أبو العباس الغَزِّي".
(2)
ابن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي، يلقَّب بأسد السنة.
(3)
في (ط) و (ك): "فروحتها بالعشاء فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم".
(4)
أخرجه النسائي في كتاب الطّهارة من "السنن الكبرى"، وفي "عمل اليوم اللَّيلة" عن الربيع بن سليمان، عن أسد بن موسى، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن عقبة بن عامر، وعن أبي عثمان، عن جُبير بن نُفير عن عقبة بن =
⦗ص: 404⦘
= عامر، به.
عزاه المزي في التحفة (8/ 89) إلى النسائي ولم أجده في كتابيه المذكورين!.
فائدة الاستخراج:
ذكر النووي رحمه الله تعالى اختلاف العلماء في إسناد مسلم حول الراوي عن أبي عثمان أهو: معاوية بن صالح أم ربيعة بن يزيد؟ ثمّ ذكر عن أبي عليٍّ الغساني، وأبي مسعودٍ الدمشقي ترجيحهما أنه معاوية بن صالح، وساق أدلتهما على ذلك، ووافقهما على ذلك حيث قال بعد ذكر كلام الغساني:"وقد أتقن رحمه الله تعالى هذا الإسناد غاية الإتقان، والله أعلم". وخالفهما المزي فقال بعد أن ذكر معاوية بن صالح في الرواة عن أبي عثمان: "والصّحيح عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد عنه" أي عن أبي عثمان.
وظاهر إسناد المصنِّف يؤيِّد ما ذهب إليه الغساني ومن معه من أن قوله "وأبو عثمان" معطوفٌ على قوله: "حدّثنا ربيعة بن يزيد" إذ لو كان معطوفًا على أبي إدريس لقال في الإسناد: "وأبي عثمان" بالخفض. وسبق في أسانيد المصنِّف برقم (674) و (675) التصريح برواية معاوية بن صالح عن أبي عثمان عن جُبير بن نُفير به، وهي توضِّح ما أشكل على العلماء في إسناد مسلم، وهذا من فوائد الاستخراج، والله أعلم.
انظر: شرح مسلم للنووي (3/ 119 - 120)، تهذيب الكمال للمزي (34/ 76).
677 -
حدثَنا محمّد بن يحيى، وَالصاغاني قالا: حدّثنا مُحَاضر بن المُوَرِّع
(1)
حدّثنا هِشامُ بن عروة، عن أبيهِ، ح
وحدثنا محمّد بن عبد الرّحمن الجُعفي
(2)
، حدّثنا أبو أسامة
(3)
، عن
⦗ص: 405⦘
هشام بن عروة، عن أبيه، عن حُمْرَانَ مولى عثمان [بن عفَّان]
(4)
، عن عثمان بن عفان قال: تَوَضَّأَ عثمانُ بالمَقَاعِدِ ثمّ قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ثمّ صَلَّى غَفَرَ الله له ما بينها
(5)
وبين الصّلاةِ الأخرى"
(6)
.
(1)
الهَمْدَاني، أبو المورِّع الكوفي، فيه كلامٌ يسير، وقد توبع هنا، انظر: ح (61).
(2)
أبو بكر الكوفي.
(3)
حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي.
(4)
ما بين المعقوفتين من النسخ الأخرى، وسقط قوله:"عن عثمان بن عفان" من (م)
(5)
سقط الجار والمجرور "له" من (ك)، وفي (ط) و (ك):"ما بينه" بدل "ما بينها".
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب فضل الوضوء والصلاة عقبه (1/ 205 ح 5) من طريق جرير، وسفيان، وكيع كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه به.
وأخرجه عبد بن حميد في مسنده (كما في منتخبه ص: 50 ح 60) عن محاضر بن المورع عن هشام بن عروة به.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 4) من طريق يحيى القطان، وأبي أسامة القرشي، وسفيان كلهم عن هشام بن عروة به.
678 -
حَدثنا يونُس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابنُ وهْبٍ، أنَّ مالكًا (4) مالكًا
(1)
حدَّثه، ح
وحَدثنا أبو إسماعيْلَ التّرمذيّ
(2)
، حدّثنا القَعْنَبي
(3)
، عن مالك، ح
وَحدثنا محمّد بن حَيُّويَه
(4)
، أخبرنا مُطَرِّفٌ
(5)
، عن مالك، عن
⦗ص: 406⦘
هشام بن عروة، عن أبيه، عَن حمُرَان مَولى عثمان أنَّ عثمانَ بن عفانٍ صلى الله عليه وسلم
(6)
جلس على المقاعد فجاء المُؤَذِّنُ فآذَنَهُ لصلاةِ
(7)
العَصْرِ فَدَعَا بماءٍ فَتَوَضَّأَ فقال: واللهِ لأُحَدِّثَنَّكم حَدِيثًا لولا آيَةٌ في كتابِ الله ما حَدَّثْتُكُمُوهُ، ثمّ قال: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما مِن امرئٍ يتوضَّأُ فيُحسِنُ وُضُوءَهُ ثمّ يُصلّي الصلاةَ إِلَّا غُفِر له ما بينَه وبين الصّلاةِ الأخرى حتّى يُصَلِّيها"
(8)
.
قال مالك: إنّه يريدُ هذه الآيةَ: أقِمِ الصلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وزُلَفًا مِنَ اللَّيْل. الآية
(9)
.
(1)
وهو في الموطَّأ -كتاب الطّهارة -باب جامع الوضوء (1/ 30 ح 29).
(2)
محمّد بن إسماعيل بن يوسف الإسفراييني.
(3)
عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي، أبو عبد الرّحمن البصري.
(4)
محمّد بن يحيى بن موسى الإسفراييني.
(5)
ابن عبد الله بن مُطَرِّف اليساري الهلالي، أبو مُصْعَب المدني، ابن أخت الإمام مالك.
(6)
عبارة الترضي ليست في (ط) و (ك).
(7)
في (ط) و (ك): "بصلاة".
(8)
أخرجه النسائي في السنن -كتاب الطّهارة -باب ثواب من توضأ كما أُمر (1/ 91) عن قتيبة بن سعيد عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه به.
(9)
قوله: {وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} ليس في (ط) و (ك)، والآية من سورة هود - الآية (14).
679 -
حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرني
(1)
ابنُ وَهبٍ، أخبرني عَمرو بن الحارث
(2)
، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن حمرَانَ، عن عثمان بن عَفانٍ أنَّه قال: واللهِ لأُحَدِّثَنُّكُمْ حَدِيثًا لولا آية في كتابِ الله ما حَدَّثْتُكُمُوهُ، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ فيُحسِنُ
⦗ص: 407⦘
وُضُوءَهُ ثمّ يُصَلِّي الصلاةَ
(3)
إِلَّا غُفِر له ما بينه
(4)
وَبين الصّلاةِ الأخرى حتّى يُصَلِّيهَا"
(5)
.
(1)
في (ط) و (ك): "أخبرنا".
(2)
ابن يعقوب بن عبد الله الأنصاري، أبو أمية المصري.
(3)
كلمة "الصّلاة" ليست في (ط) و (ك).
(4)
في (ك): "فيما بينه".
(5)
لم أجد من أخرجه من طريق عمرو بن الحارث عن هشام، وسبق تخريجه من طرقٍ أخرى عن هشام في الحديثين قبله.
680 -
حدثَنا محمّد بن يحيى، حدّثنا يعقوبُ بن إبراهيم بن سعد
(1)
، حدّثنا أبي، ح
وحَدثنا محمّد بن النعمان بن بَشير المقدسي ببيتِ المَقْدِسِ
(2)
، حدّثنا عبد العزيز الأُوَيسي
(3)
، حدّثنا إبراهيم بن سعد، كلاهما
⦗ص: 408⦘
قالا
(4)
: عن صَالح بن كَيسان قال ابن شهاب: ولكن عروة يُحَدِّثُ عن حمُرانَ أنَّهُ قال: فلما تَوَضَّأَ عثمانُ بن عفان قال: وَاللهِ لأُحَدِّثَنَّكُم حَدِيثًا لولا آيةٌ من كتابِ الله ما حَدَّثْتُكمُوهُ، إنِّي
(5)
سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لا يَتَوَضَّأُ رَجلٌ فَيُحْسِن وُضُوْءَهُ ثمّ يُصَلَّي إِلَّا غُفِرَ له ما بينَها وَبين الصّلاةِ الّتي يُصَلِّيهَا". قال عروة: الآية: {الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ} إلى قوله: {اللَّاعِنُونَ}
(6)
(7)
.
(1)
ابن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف الزّهريّ.
(2)
قوله: "المقدسي ببيت المقدس" ليست في (ط) و (ك).
أبو عبد الله النيسابوري، نزيل بيت المقدس، ترجم له الخطيب في المتفق والمفترق، ثمّ قال:"بلغني أنه مات ببيت المقدس سنة ثمان وستين ومائتين".
وذكره الحافظ ابن حجر في التهذيب والتقريب تمييزًا، ووثقه وقال:"من شيوخ أبي عوانة والطحاوى"، ولم أجد له ترجمة في موضعٍ آخر.
انظر: المتفق والمفترق للخطيب (3/ 1864)، تهذيب التهذيب (9/ 424)، والتقريب لابن حجر (6357).
(3)
عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس القرشي العامري المدني.
وثقه يعقوب بن شيبة، وأبو داود، وقال أبو حاتم:"صدوق"، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال الدارقطني:"حجة"، وقال الخليلي:"ثقةٌ، متفقٌ عليه". =
⦗ص: 408⦘
= وفي رواية للآجري عن أبي داود أنه ضعَّفه، وتفرَّد بهذا التضعيف، قال ابن حجر في هدي الساري:"إن كان عنى هذا ففيه نظر؛ لأنه قد وثقه في موضعٍ آخر، وروى عن هارون الحمال عنه، ولعلّه ضعَّف رواية معينة له وهم فيها، أو ضعَّف آخر اتفق معه في اسمه، وفي الجملة فهو جرحٌ مردود". ورمز له الذهبي في الميزان "صح" ووثقه، وكذلك وثقه ابن حجر في التقريب.
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 387)، الثقات لابن حبّان (8/ 396)، سؤالات الحاكم للدارقطني (ص: 240)، الإرشاد للخليلي (1/ 229)، تهذيب الكمال للمزي (18/ 160)، الكاشف (1/ 656)، والميزان للذهبي (630)، هدي الساري (ص: 441)، والتقريب لابن حجر (4106).
(4)
قوله: "كلاهما" ليس في (ط) و (ك)، وفي جميع النسخ "قالا" وينبغي أن يعبَّر بـ "قال" لأنّ القائل هو: إبراهيم بن سعد، ولعلّ المراد أن يعقوب بن سعد وعبد العزيز الأويسي كلاهما قالا في روايتهما عن إبراهيم بن سعد عن صالح، والله أعلم.
(5)
في (م): "فإني".
(6)
في (ط) و (ك): "الآية" بدل قوله: "إلى قوله: اللاعنون"، والآية من سورة البقرة، الآية (159).
(7)
أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الوضوء -باب الوضوء ثلاثًا ثلاثًا (الفتح =
⦗ص: 409⦘
= 1/ 314 ح 160) عن عبد العزيز الأويسي.
وأخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب فضل الوضوء والصلاة عقبه (1/ 206 ح 6) عن زهير بن حرب عن يعقوب بن إبراهيم كلاهما عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كسيان عن الزّهريّ عن عروة بن الزبير به.
فائدة الاستخراج:
في رواية المصنِّف بيان صالح بن كيسان، وورد عند مسلم مهملًا، وبيان اسم جد يعقوب بن إبراهيم.
681 -
حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا أبو عَامرٍ العَقَدي
(1)
، ح
وحدثنا يزيد بن سنانٍ حدّثنا وَهْبُ بن جَرير
(2)
، ح
وحَدثنا يونس بن حَبيب، حدّثنا أبو داودَ
(3)
قالوا: حدّثنا شعبة، عن جامع بن شدَّاد
(4)
قال: سمعت حُمْرَانَ يُحَدِّثُ عن عثمان أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أَتَمَّ الوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ الله فَالصَّلَوَاتُ المَكْتُوباتُ كَفَّارَاتٌ لما بينهن"
(5)
.
⦗ص: 410⦘
هذا لفظ حديث أبي عامر، ولفظ الباقين:"فَالصَّلَوَاتُ الخمسُ كَفَّارَاتٌ لما بَيْنَهُنَّ"
(6)
.
(1)
عبد الملك بن عمرو القيسي البصري.
(2)
ابن حازم بن زيد الأزدي، أبو العباس البصري.
(3)
الطيالسي، والحديث في مسنده (ص: 13).
(4)
المُحَاربي، أبو صخرة الكوفي.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب فضل الوضوء والصلاة عقبه (1/ 208 ح 11) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، ومحمد بن جعفر غندر كلاهما عن شعبة، عن جامع بن شداد به.
وأخرجه ابن حبّان في صحيحه (190) من طريق إسحاق بن إبراهيم عن وهب بن =
⦗ص: 410⦘
= جرير عن شعبة عن جامع بن شدادٍ به.
(6)
لم يبيِّن المراد بالصلوات المكتوبات عند مسلم، وتفصيل رواية المصنِّف هذه وضَّح أنها الصلوات الخمس، وهذا من فوائد الاستخراج.
682 -
حدّثنا حمدان بن الجنيد الدقاق
(1)
، حدّثنا أبو أحمد الزُبَيري
(2)
، حدّثنا مِسْعَرٍ
(3)
، عن أبي صخرة جامع بن شدَّاد، عن حُمْرَانَ بن أبان قال: قال عثمان بن عفان: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ما من امرئٍ يُتِمُّ الطَّهُورَ
(4)
الّذي كتبهُ الله عليه ثمّ يُصَلِّي هؤلاءِ الصلواتِ الخمسَ إلا كُنَّ كَفَّاراتٍ لما بينهنَّ"
(5)
.
(1)
محمّد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، أبو جعفر البغدادي، وحمدان لقبه.
(2)
محمّد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الأسدي مولاهم الكوفي.
(3)
تصحَّفت في (م) إلى: "مسرح"، وهو مسعر بن كِدَام الهلالي العامري، أبو سلمة الكوفي.
(4)
في (ط) و (ك): "الوضوء" بدل "الطّهور".
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب فضل الوضوء والصلاة عقبه (1/ 207 ح 10) من طريق وكيع عن مسعرٍ عن جامع بن شدادٍ به.
وفي (ط) و (ك) زيادة في هذا الموضع نصه: "ورواه وكيع عن مسعر فقال في حديثه: قال عثمان حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند انصرافنا من صلاتنا هذه فقال: ما أدري أحدثكم بشيءٍ
…
" ولكن عليها علامة حذف (لا- إلى) في كلا النسختين.
683 -
حدثّنا يعقوبُ بن سفيان
(1)
، حدّثنا يوسف بن كاملٍ العطار
(2)
ح
وحَدثنا الصاغاني، حدثنا عفان بن مسلمٍ قالا: حدّثنا عبد الواحد بن زياد
(3)
، حدّثنا عثمان بن حَكِيمٍ
(4)
، حدّثنا محمّد بن المنكدر
(5)
، عن حُمْرَانَ، عن عثمان بن عفانٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِن جَسَدِهِ حتّى
(6)
تَخْرُجَ مِن تَحْتِ أَظْفَارِهِ"
(7)
.
(1)
الفسوي، أبو يوسف الفارسي، صاحب المعرفة والتاريخ.
(2)
ذكره ابن أبي حاتم ولم يحك فيه جرحًا أو تعديلًا، وذكره ابن حبّان في الثقات، ولم أجد له ترجمة في غير هذين المصدرين، وقد تابعه عفان بن مسلم في الإسناد الآتي، وتابعهما أبو هشام المخزومي عند مسلم كما سيأتي.
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 228)، الثقات لابن حبّان (9/ 280).
(3)
العبدي مولاهم البصري.
(4)
ابن عبَّاد بن حُنَيف الأنصاري الأوسي، أبو سهل المدني ثمّ الكوفي.
(5)
ابن عبد الله بن الهُدَير القُرشي التيمي المدني.
(6)
في (م): "الّتي" بدل "حتّى" ولعلّه سبق قلم.
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء (1/ 216 ح 33) من طريق أبي هشام المخزومي.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 66) عن عفان بن مسلم الصفار كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، عن عثمان بن حكيم به.
684 -
حدّثنا ابن أبي مَسَرَّة
(1)
، حدّثنا الحميدي
(2)
، حدّثنا مروان بن معاوية
(3)
، حدّثنا عثمان بن حكيم بإسنادِهِ مثلَهُ
(4)
.
(1)
عبد الله بن أحمد بن زكريا بن أبي مسرة المكي، أبو يحيى.
(2)
عبد الله بن الزبير بن عيسى الأسدي المكي، والحديث لم أجده في مسنده من هذا الطريق.
(3)
ابن الحارث بن أسماء الفزاري، أبو عبد الله الكوفي.
(4)
في (ط) و (ك) وقع ترتيب هذا الإسناد في آخر الباب، وفيهما:"جاء عثمان بن حكيم بإسناده بمثل حديث يعقوب بن سفيان" بدل قوله: "حدّثنا عثمان بن حكيم باسناده مثله".
685 -
حدّثنا الصاغاني، حدّثنا أبو النَّضْر
(1)
، حدّثنا شعبة، أخبرني جامع بن شداد أبو صخرة قال: سَمعْتُ حُمْرَان بن أبان يُحَدِّثُ أبا بردةَ في مسجدِ البصرة وأنا قائمٌ مَعَه أنَّه سَمِعَ عثمانَ [بن عفان]
(2)
يَقولُ: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّه مَنْ أَتَمَّ الوُضُوءَ كما أَمَرَهُ الله عز وجل
(3)
فالصَّلواتُ الخَمْسُ كَفَّارَاتٌ لما بَيْنَهُنَّ"
(4)
.
(1)
هاشم بن القاسم الليثي البغدادي.
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(3)
عبارة الثّناء على الله عز وجل ليست في (ط) و (ك).
(4)
أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 66) عن أبي النضر هاشم بن القاسم عن شعبة به.
ووقع ترتيب هذا الحديث في نسختي (ط) و (ك) بعد حديث حمدان بن الجنيد الدقاق الماضي برقم (682).
وبهامش (م) في هذا الموضع التعليق التالي: "وبلغ السماع في الثّاني على أم محمّد الحموية بقرآءة عثمان بن محمّد الديمي والجماعة سماعًا ولله الحمد".
بَابُ
(1)
بَيَانِ إِيْجَابِ إِسْبَاغِ الوُضُوءِ، وَثَوَابِ إِسْبَاغِهِ عَلَى المكَارِهِ
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
686 -
حدّثنا ابن أبي رَجاء
(1)
، حدّثنا وكيع، ح
وَحدثنا الحسن بن عفان، حدّثنا أبو داود الحَفَري
(2)
، ح
وحَدثنا أبو العباس الغَزِّي
(3)
حدّثنا الفِريابي
(4)
قالوا جميعًا: حدّثنا سفيان
(5)
عن منصور
(6)
، عن هلال بن يَسَاف
(7)
، عن أبي يحيى
(8)
، عَنْ
⦗ص: 414⦘
عبد الله بن عَمرو قال: رَأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم قومًا يتوضؤون فرأى أعقابَهم تَلُوحُ فقال: "وَيْلٌ للأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ، أسبِغوا الوُضُوءَ"
(9)
.
(1)
أحمد بن محمّد بن عبيد الله بن أبي رجاء المصِّيصي، أبو جعفر النجار.
(2)
سقطت أداة الكنية من (م)، وهو: عمر بن سعد بن عبيد الكوفي.
(3)
عبد الله بن محمّد بن عمرو بن الجراح الأزدي.
(4)
محمّد بن يوسف بن واقد الضبي مولاهم، كلمة "جميعًا" بعده ليست في (ط) و (ك).
(5)
هو الثّوريّ، كما حرَّره الذهبي في السير (7/ 466) وابن حجر في الفتح (1/ 195).
(6)
ابن المعتمر بن عبد الله السُّلَمي، أبو عتاب الكوفي.
(7)
قوله: "ابن يساف" ليس في (م)، وهلال بن يَساف -أو إساف- الأشجعي مولاهم، أبو الحسن الكوفي.
(8)
مِصْدَع -بكسر أوله وسكون تانيه وفتح ثالثه- المُعَرْقَب الأنصاري مولاهم، يُعرَف بأبي يحيى الأعرج، قيل له: المُعرقِب لأنه قُطِع عرقوباه في التشيُّع.
وثقه العجلي، وابن شاهين.
وقال عنه ابن معين: "لا أعرفه"، وقال الجوزجاني:"كان زائغًا حائدًا عن الطريق" وعقَّب عليه الحافظ ابن حجر: "يريد بذلك ما نسب إليه من التشيع، والجوزجاني مشهورٌ بالنصب والانحراف فلا يقدح فيه قوله".
وذكره العقيلي في الضعفاء من أجل تشيُّعه، وقال ابن حبّان: "كان ممّن يخالف =
⦗ص: 414⦘
= الأثبات في الروايات، وينفرد عن الثقات بألفاظ الزيادات ممّا يوجب ترك ما انفرد منها، والاعتبار بما وافقهم فيها"، وذكره ابن عدي أيضًا في الضعفاء وذكر له حديثين ثمّ قال: "هو معروف بهذين الحديثين، وقد روي عنه غيرهما"، وقال ابن حزم: "مجرَّح، قُطعت عرقباه في التشيُّع".
وقال الذهبي في الكاشف والميزان: "صدوق"، وقال في ديوان الضعفاء:"صدوق تكلَّم فيه ابن حبّان بلا دليل كعادته".
بل له دليل فيما قاله وهو: حديث مشهور ذكره ابن عدي في ترجمته زاد فيه زيادة منكرة.
وقال ابن حجر: "مقبول".
وقد أخرج له مسلم حديثه هذا، ولكنه لم ينفرد به فقد تابعه يوسف بن ماهك -وهو ثقة- عن عبد الله بن عمرو، أخرجه من طريقه الشيخان، وسيأتي عند المصنِّف برقم (691)، وللحديث شواهد من حديث عائشة، وأبي هريرة سيأتي بعضها.
انظر: سؤالات ابن الجنيد (ص: 409)، أحوال الرجال للجوزجاني (ص: 247)، الثقات للعجلي (280)، الضعفاء للعقيلي (4/ 266)، المجروحين لابن حبّان (3/ 39)، الكامل في الضعفاء لابن عدي (6/ 2459)، الثقات لابن شاهين (ص: 312)، المحلى لابن حزم (9/ 388)، تهذيب الكمال للمزي (28/ 14)، الكاشف (267) والميزان (4/ 118)، وديوان الضعفاء للذهبي (ص: 388)، التقريب (6683).
(9)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما (1/ 214 ح 26) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان، عن منصور.
وأخرجه الدارمي في سننه، كتاب الطّهارة، باب (ح 706) من طريق جعفر بن الحارث.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 38) من طريق زائدة بن قدامة كلاهما =
⦗ص: 415⦘
= عن منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف به.
فائدة الاستخراج:
لم يذكر مسلم لفظه، وبيَّن المصنِّف لفظ هذه الرِّواية.
687 -
حَدثنا العباس بن محمّد، حدّثنا أبو الجَوَّاب
(1)
، حدّثنا عمار بن رُزَيق
(2)
، عن مَنصُورٍ بإسنادِهِ مثلَه
(3)
.
(1)
أحوص بن جوَّاب الضَّبِّي الكوفي.
(2)
الضَّبِّي التميمي، أبو الأحوص الكوفي.
(3)
انظر تخريجه في الّذي قبله.
688 -
حَدثَنا يونس بن حَبيب، حدّثنا أبو داود
(1)
، حدّثنا شعبةُ، عن مَنصُورٍ قال: سمعتُ هلال بن يساف يُحَدِّثُ عن أبي يَحيى الأعرج، عن عبد الله بن عَمرو أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أتى عَلى قومٍ يَتَوَضَّؤُون -وكان في سفرٍ- فقال:"أَسْبِغُوا الوُضُوءَ، وَيْلٌ للأعقابِ مِن النَّارِ، أو ويلٌ للعراقيبِ مِن النَّار"
(2)
.
قال شعبَةُ: أحدَهما.
(1)
الطيالسي، والحديث في مسنده (ص: 302).
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما (1/ 214 ح 26) عن محمّد بن المثنى ومحمد بن بشار كلاهما عن محمّد بن جعفر، عن شعبة، عن منصورٍ به.
فائدة الاستخراج:
لم يذكر مسلم لفظ الحديث، وذكر المصنِّف له من فوائد الاستخراج.
689 -
حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن الوهبي
(1)
، أخبرنا عمي -يعني ابنَ وهب-، ح
وحَدثنا أحمد بن محمّد بن سليمان بن الفَأْفَاء العَلَّاف
(2)
، حدّثنا أحمد بن عيسى
(3)
، حدّثنا ابن وَهب، عن مَخْرَمَة بن
⦗ص: 418⦘
بُكَيرٍ
(4)
، عن أبيه، عن سالمٍ
⦗ص: 419⦘
مولى شَدَّاد
(5)
قال: دخلتُ على عائشةَ يومَ توفيَ سعد بن أبي وَقَّاصٍ
(6)
⦗ص: 420⦘
فَدَخل عبد الرّحمن بن أبي بكرٍ فَتَوَضَّأَ عندَها فقالت: يا عبد الرّحمن! أَسْبغ الوُضُوءَ، فَإنِّي سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"وَيلٌ للأَعْقَابِ مِن النَّارِ"
(7)
.
(1)
أبو عبيد الله القرشي مولاهم، ابن أخي عبد الله بن وهب، تُكُلَّم فيه، انظر: ح (348)، وقد توبع -كما في الإسناد الآخر- وعند مسلم أيضًا كما سيأتي في التخريج.
(2)
في (م): "والعلّاف" ولعلّه سبق قلم.
والفأفَاء: بالألف الساكنة بين الفاءين، وفي الآخر ألف، هذا الاسم لمن ينعقد لسانه وقت الكلام واشتهر به بعض أجداد المنتسب إليه.
والعلَّاف: بفتح العين المهملة، وتشديد اللام، وفي آخرها الفاء، نسبة لمن يبيع علف الدواب أو يجمعه من الصحاري ويبيعه.
وشيخ المصنِّف قال عنه الخطيب: "ما علمت من حاله إِلَّا خيرًا"، وأثنى عليه السمعاني بقوله:"كان من أهل الخير"، ولم أجد فيه قولًا آخر.
انظر: تاريخ بغداد للخطيب (2315)، الأنساب للسمعاني (9/ 95 و 230).
(3)
ابن حسان المصري، أبو عبد الله العسكري، المعروف بالتستري، توفي سنة (243 هـ).
نقل أبو داود عن ابن معين أنه كان يحلف بالله أن أحمد بن عيسى كذاب، وقال أبو زرعة الرازي:"ما رأيت أهل مصر يشكون في أن أحمد بن عيسى" وأشار إلى لسانه كأنه يقول: الكذب، وأنكر على مسلم إخراج حديثه في الصّحيح. واعتذر مسلم بأنه يعلو في الإسناد من طريق هذا وأضرابه، ولا يخرج له إِلَّا ما صح عنده من رواية الثقات بنزول. =
⦗ص: 417⦘
= وقال أبو حاتم: "قيل لي بمصر أنه قدمها واشترى كتب ابن وهب، وكتاب المفضل بن فضالة، ثمّ قدمت بغداد فسألت: هل يحدِّث عن المفضل؟ قالوا: نعم، فأنكرت ذلك، وذلك أن الرِّواية عن ابن وهب والمفضل لا يستويان"، وقال أيضًا:"تكلَّم النَّاس فيه".
هذه مجمل الأقوال في توهين أمره، فأمّا روايته عن ابن وهب فقد أثبت البخاريّ سماعه منه، وذكر ابن أبي حاتم أن أبا زرعة كتب عنه، وروى عنه أيضًا.
وأمّا قول ابن معين فيه -وهو متشدد- فإسرافٌ في الجرح كما عبَّر الذهبي، ويقابله قول النسائي فيه:"ليس به بأس"، وذكره ابن حبّان في الثقات وقال:"كان متقنًا" وكان راويًا لابن وهب".
والظاهر أن من تكلَّم فيه لم يكن له برهانٌ مقنع لذا قال الخطيب: "ما رأيت لمن تكلَّم في أحمد بن عيسى حجة توجب ترك الاحتجاج بحديثه، وقد ذكره النسائي في جملة شيوخه الذين بيَّن أحوالهم".
ودافع عنه الذهبي أيضًا فقال: "تكلِّم فيه بلا حجة"، ورمز له في الميزان "صح" وقال:"هو موثَّق"، وقال أيضًا:"احتجَّ به أرباب الصحاح، ولم أر له حديثًا منكرًا فأورده"، وذكره في المغني وقال:"ثقة، كذَّبه ابن معين فأسرف"، وقال في السير:"العمل على الاحتجاج به فأين ما انفرد به حتّى نليِّن أمره".
وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب: "إنّما أنكروا عليه ادعاء السماع، ولم يتهم بالوضع، وليس في حديثه شيءٌ من المناكير"، وقال في الهدي:"احتج به النسائي مع تعنته، وعاب أبو زرعة على مسلم تخريج حديثه ولم يبيِّن سبب ذلك".
بل بيّن بإشارته إلى لسانه تلميحًا إلى الكذب.
وقال في التقريب: "صدوقٌ، تُكُلُّم في بعض سماعاته -قال الخطيب- بلا حجة".
ومع هذا فقد توبع هنا، وقد أخرج مسلم الحديث عنه مقرونًا بأبي الطّاهر بن السرح =
⦗ص: 418⦘
= وهارون بن سعيد الأيلي كما سيأتي.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (6)، الجرح والتعديل (64)، الثقات لابن حبّان (8/ 15)، تاريخ بغداد للخطيب (4/ 272)، تهذيب الكمال للمزي (1/ 417)، الكاشف (1/ 200)، والميزان (1/ 126) وسير أعلام النُّبَلاء (170)، والمغني في الضعفاء للذهبي (1/ 51)، تهذيب التهذيب (1/ 59)، وهدي الساري (ص: 384) والتقريب لابن حجر (86).
(4)
ابن عبد الله بن الأشج القرشي المخزومي مولاهم، أبو المسور المدني، توفي سنة (159 هـ).
وثقه ابن سعد، وابن المديني، والإمام أحمد، وأحمد بن صالح المصري، وقال أبو حاتم:"صالح الحديث"، وقال النسائي:"ليس به بأس"، وقال الساجي:"صدوق، يدلُّس"، وذكره ابن حبّان في الثقات وقال:"يحتج بروايته من غير روايته عن أبيه، لأنه لم يسمع من أبيه ما يروى عنه"، وقال ابن عدي:"عند ابن وهب ومعن بن عيسى أحاديث عن مخرمة حسان مستقيمة، وأرجو أنه لا بأس به".
وضعفه ابن معين، وقال مرّة:"لا يكتب حديثه"، وذكره ابن الجوزى في الضعفاء.
وأكثر هؤلاء الأئمة على أنه لم يسمع من أبيه شيئًا، ونقل الإمام أحمد وغيره روايات عنه أنه لم يسمع من أبيه شيئًا، وكان يقول:"هذه كتب أبيه، ولم أسمع منه".
وهناك رواية عن مالك عنه أنه كان يحلف أن الأحاديث إلى حدَّث بها مالكًا حمعها من أبيه، وقال ابن المديني:"لعلّه سمع الشيء اليسير من أبيه"، وقال أبو داود:"لم يسمع من أبيه إِلَّا حديثًا واحدًا".
وذكره الذهبي في "المتكلم فيهم بما لا يوجب الرَّدَّ"، ورمز له في "الميزان":"صح"، وقال في "الديوان":"صدوقٌ، يدلِّس". =
⦗ص: 419⦘
= وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق، وروايته عن أبيه وجادة من كتابه".
وهو الصواب إن شاء الله.
ولعلّ ابن معين ضعفه من أجل روايته عن أبيه من كتبه من غير سماعٍ وهي وجادة، وهي من طرق التحمل الصحيحة على التفصيل المعروف في كتب المصطلح.
وقد أخرج له مسلم من روايته عن أبيه.
وأمّا وصف الساجي -ثمّ الذهبي- إياه بالتدليس فلعلّه أيضًا من أجل روايته عن أبيه ما لم يسمعه منه، لذا جعله الحافظ ابن حجر في المرتبة الأولى من المدلسين.
انظر: طبقات ابن سعد (الجزء المتمم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم ص: 432)، تاريخ الدوري (553 - 554)، معرفة الرجال لابن محرز (1/ 56)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (490)، المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان (1/ 663) و (3/ 183)، تاريخ أبي زرعة الدمشقي (1/ 442)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 363)، الثقات لابن حبّان (7/ 510)، الكامل لابن عدي (6/ 2421)، الضعفاء لابن الجوزي (3/ 110) تهذيب الكمال للمزي (27/ 324)، الميزان (4/ 80)، وديوان الضعفاء (ص: 381)، والمتكلم فيهم بما لا يوجب الرَّدَّ للذهبي (ص: 173)، تهذيب التهذيب (10/ 63)، وتعريف أهل التقديس (ص: 45)، والتقريب لابن حجر (6526).
(5)
هو سالم بن عبد الله النَّصْري، أبو عبد الله المدني، وهو: سالم مولى شداد بن الهاد، وهو: سالم مولى النصرييِّن، وهو: سالم سَبَلان، وهو: سالم مولى المَهْري، وهو: سالم مولى دَوس، وهو: أبو عبد الله الدَّوسي، يُعرف بكلِّ ما تقدَّم، وسيأتي اختلاف تعبير الرواة ببعض هذه الأسماء في الحديث الآتي.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (4/ 109)، تهذيب الكمال للمزي (10/ 154).
(6)
توفي رضي الله عنه به بقصره بالعقيق، وحُمِل إلى المدينة على رقاب الرجال، ودفِن بالبقيع، وذلك =
⦗ص: 420⦘
= سنة خمسٍ وخمسين للهجرة على الصّحيح.
انظر: طبقات ابن سعد (3/ 148 - 149)، تهذيب الكمال للمزي (10/ 309).
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما (1/ 213 ح 25) عن أبي الطّاهر أحمد بن السرح، وهارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى كلهم عن عبد الله بن وهب عن مخرمة بن بكير به.
690 -
حدّثنا يزيد بن سنان البصري، حدّثنا عمر بن يونس
(1)
، حدّثنا عكرمةُ بن عمار
(2)
، ح
وَحدثنا أبو مقاتل البَلْخِي
(3)
، حدّثنا عبد الله بن رجاء
(4)
، حدّثنا حربُ بن شداد
(5)
، ح
وَحدثنا إبراهيم بن مرزوق
(6)
، حدّثنا هارون بن إسماعيل
(7)
، حدّثنا
⦗ص: 421⦘
علي بن المبارك
(8)
، قالوا: أخبرنا يحيى بن أبي كثير، عن سالمٍ، ح
وَحدثنا يوسف
(9)
، حدّثنا محمّد بن كثير
(10)
، عن الأوزاعي، حدّثنا
⦗ص: 422⦘
يحيى
(11)
، -قال حدّثنا
(12)
عكرمةُ: مَولى المهري، وَقال حرب: سالم أبو عبد الله الدَّوسي، وقال الأوزاعيُّ أيضًا: سالم الدَّوسي، وَقال علي بن
⦗ص: 423⦘
المبارك: سالم -عن عائشةَ أنهَّا قَالَتْ لعبد الرّحمن بن أبي بكر: أَسْبغ الوُضُوءَ فإني سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "وَيلٌ للأعقابِ مِن النَّارِ"
(13)
.
(1)
الحنفي، أبو حفص اليمامي.
(2)
العجلي اليمامي، تُكُلِّم في روايته عن يحيى بن أبي كثير، انظر: ح (71)، وقد توبع هنا.
(3)
سليمان بن محمّد بن فضيل البلخي.
(4)
ابن عمر الغُدَاني البصري.
(5)
اليشكري، أبو الخطّاب البصري.
(6)
ابن دينار الأموي، أبو إسحاق البصري.
(7)
الخزَّاز، أبو الحسن البصري.
(8)
الهنُائي البصري.
(9)
ابن سعيد بن مُسَلَّم المصيصي.
(10)
ابن أبي عطاء الثقفي مولاهم، أبو يوسف الصنعاني، نزيل المصّيصة، توفي سنة (216 هـ)، وقبل بعده بسنة أو سنتين.
وثقه ابن سعد، وابن معين، وقال صالح جزرة، والساجي:"صدوق، كثير الخطأ"، وذكره ابن حبّان في الثقات وقال:"يخطئ، ويُغرب".
وقال ابن المديني: "كنت أشتهي أن أرى هذا الشّيخ، فالآن لا أحب أن أراه"، وضعفه الإمام أحمد جدًّا، وقال أيضًا:"منكر الحديث -أو قال: يروي أشياء منكرة"، وقال مرّة:"لم يكن عندي بثقة"، وقال البخاريّ:"ليِّنٌ جدًّا".
وقال أبو زرعة الرازي: "دُفِع إليه كتاب الأوزاعي وفي كلّ حديث كان -مكتوبًا-: حدّثنا محمّد بن كثير، فقرأه إلى آخره يقول: حدّثنا محمّد بن كثير عن الأوزاعي، وهو محمّد بن كثير" عقب الذهبي قائلًا: "هذا تغفيل، يسقط الراوي به".
وقال أبو داود: "لم يكن ممّن يفهم الحديث"، وقال النسائي:"ليس بالقوي، كثير الخطأ"، وذكره العقيلي، وابن عدي في الضعفاء وقال العقيلي:"حدث عن معمر بمناكير لا يتابع منها على شيء"، وقال ابن عدي:"له روايات عن معمر والأوزاعي خاصّة أحاديث عداد ممّا لا يتابعه عليه أحد"، وقال أبو أحمد الحاكم:"ليس بالقوي عندهم".
وقال الذهبي في السير: "يكتب حديثه، أما الحجة به فلا تنهض".
وقال في الكاشف: "مختلف فيه، صدوق، اختلط بأخرة".
وقال الذهبي: "صدوق، كثير الغلط" =
⦗ص: 422⦘
= وقال ابن العماد الحنبلي: "كان محدِّثًا، حسن الحديث".
وقد وُصف بالاختلاط قال ابن سعد: "يذكرون أنه اختلط في آخر عمره"، ووصفه الذهبي أيضًا بذلك كما مرَّ قريبًا، ولم يذكره ابن الكيال في "الكواكب النيرات" ولا استدركه محقِّقُ الكتاب في ملحقيه بآخر الكتاب، وقد ذكر سبط ابن العجمي في الاغتباط، وعلى كلٍّ فقد تابعه ثقتان عند الإمام أحمد كما سيأتي في التخريج.
انظر: الطبقات لابن سعد (7/ 489)، سؤالات ابن الجنيد (ص: 357)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (3/ 252، 438)، التاريخ الكبير للبخاري (1/ 218)، الضعفاء للعقيلي (4/ 128)، الجرح والتعديل (8/ 69)، الثقات لابن حبّان (9/ 70)، الكامل لابن عدي (6/ 2258)، تهذيب الكمال للمزي (26/ 329)، الميزان (4/ 18)، والكاشف (212)، وسير أعلام النُّبَلاء للذهبي (10/ 380)، الاغتباط لسبط بن العجمي (ص: 342)، تهذيب التهذيب (9/ 360)، والتقريب لابن حجر (6251)، شذرات الذهب لابن العماد (38).
(11)
هو: ابن أبي كثير الطائي.
(12)
كذا في جميع النسخ، والصواب -والله أعلم- أن صيغة التحديث زيدت خطأ؛ لأن مراد المصنِّف هنا أن يبيِّن اختلاف الرواة عن يحيى بن أبي كثير في تسمية "سالم" الراوي عن عائشة، ويحيى لا يحدِّث عن عكرمة، وإنّما عكرمة هو الّذي يحدِّث عن يحيى كما مرَّ في أسانيد هذا الحديث وعليه فبعد قول المصنِّف:"حدّثنا يحيى" شرع في جملة معترضة ببيان اختلاف الرواة عنه في تسمية سالم بالعبارة: "قال عكرمة: مولى المَهْري، وقال حرب
…
إلخ" وقوله: "حدّثنا" قبل عكرمة خطأ لعلّه من أحد الرواة -أو النساخ- والله أعلم.
(13)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما (1/ 213 ح 25) من طريق محمّد بن عبد الرّحمن، وفي (1/ 214 ح 25) من طريق نعيم بن عبد الله المجمر كلاهما عن سالم مولى شداد عن عائشة به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (6/ 84) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج وبهلول بن حكيم كلاهما عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير به.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 38) من طريق أبي داود، عن حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير به.
تنبيه:
أخرج مسلم الحديث أيضًا -في الموضع نفسه- عن محمّد بن حاتم، وأبي معن الرقاشي، عن عمر بن يونس عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن سالم مولى شداد عن عائشة به، زاد في الإسناد: أبا سلمة بن عبد الرّحمن.
وكأن المصنِّف رحمه الله تعالى -بإيراده الأسانيد العديدة عن يحيى بن أبي كثير بدون ذكر أبي سلمة في الإسناد- يشير إلى تعليل رواية مسلم.
وقد وافقه على تعليل هذا الإسناد -أي بزيادة أبي سلمة فيه-: البخاري، والدارقطني، والخطيب البغدادي.
ذكر البخاريّ رحمه الله تعالى أسانيد لهذا الحديث عن يحيى عن سالم عن عائشة، ثمّ قال:"وقال عكرمة عن يحيى: حدثني أبو سلمة، حدثني أبو سالم، ولا يصح".
وسئل الدارقطني رحمه الله عن هذا الحديث فقال: "يرويه يحيى بن أبي كثير، واختلف عنه: فرواه عكرمة بن عمار، عن يحيى، عن أبي سلمه، عن سالم، عن عائشة ووهم =
⦗ص: 424⦘
= فيه، وخالفه [حرب] بن شداد، وعقيل بن خالد، وحسين المعلم، والأوزاعي، وشيبان، فرووه عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني سالم الدوسي، عن عائشة، وهو الصّحيح".
تنبيه:
وقع في "العلل" للدارقطني: "حرث" بدل "حرب" وهو تصحيف.
وأخرج الخطيب الحديث من طريق شيبان عن يحيى بن أبي كثير على الصواب، ثمّ أخرجه من طريق موسى بن مسعود، عن عكرمة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: حدثني مولى المَهري، ثمّ قال:"كذا رواه عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير، وهو وهم، والصواب عن يحيى، عن سالم نفسه، ولا وجه لإدخال أبي سلمة في الإسناد".
ويظهر أن عكرمة بن عمار كان يضطرب في هذا الحديث فتارة يرويه عن سالم بدون ذكر أبي سلمة، وتارة بذكره، فقد أخرجه مسلم من طريق عمر بن يونس عنه بذكر أبي سلمة فيه، وأخرجه المصنِّف من طريق عمر بن يونس -أيضًا- عنه بدون ذكر أبي سلمة، وتابع عمر بن يونس عن عكرمة في ذكر أبي سلمة: موسى بن مسعود، أخرجه من طريقه الخطيب كما مرَّ قريبًا، وعكرمة موصوفٌ بأنه يضطرب في حديث يحيى بن أبي كثير وصفه بذلك الإمام أحمد وغيره، وسبق ذلك في ترجمته في ح (71).
فائدة الاستخراج:
الحديث في صحيح مسلم علَّل العلماء أحد أسانيده، وإخراج المصنِّف له من طريق خالٍ من التعليل من فوائد الاستخراج.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (4/ 109)، العلل للدارقطني -المخطوط (5/ ل 80 ب - 81 أ)، موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي (1/ 293).
691 -
حدّثنا هلال بن العلاء
(1)
، حدّثنا مُعَلَّى
(2)
، حدّثنا أبو عوانة
(3)
، عن أبي بِشْرٍ
(4)
، عن يوسفَ بن مَاهَك
(5)
، عن عبد الله بن عَمرو أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"وَيلٌ للأعقابِ مِن النَّارِ" مرتينِ أو ثلاثًا
(6)
.
(1)
ابن هلال بن عمر الباهلي مولاهم، أبو عمر الرَّقِّي.
(2)
ابن أسدّ العَمِّي، أبو الهيثم البصري.
(3)
الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي البزاز.
(4)
جعفر بن إياس اليشكري، أبو بشر الواسطي، المعروف بـ "جعفر أبي وحشيَّة".
وثقه الأئمة إِلَّا شعبة فإنّه ضعَّف حديثه عن حبيب بن سالم ومجاهد، ولذلك أورده ابن عدي في الكامل ثمّ قال:"أرجو أنه لا بأس به"، وقال الذهبي:"أحد الثقات، أورده ابن عدي في الكامل فأساء".
وقال ابن حجر: "ثقة، من أثبت النَّاس في سعيد بن جبير، وضعَّفه شعبة في حبيب بن سالم ومجاهد".
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (473)، الكامل لابن عدى (574)، تهذيب الكمال للمزي (5/ 5)، الميزان للذهبي (1/ 402)، التقريب (930).
(5)
مَاهَك -بفتح الهاء، وحكي كسرها وهو غير منصرف عند الأكثرين للعجمية والعلّمية- ابن بُهْزَاد -بضم الموحدة، وسكون الهاء بعدها زاي- الفارسي المكي.
انظر: فتح الباري (1/ 173)، والتقريب لابن حجر (7878).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب العلم- باب من رفع صوته بالعلم (الفتح 1/ 173 ح 60) عن محمّد بن الفضل السدوسي عارم. وأخرجه أيضًا في باب من أعاد الحديث ثلاثًا ليفهم عنه من الكتاب نفسه (الفتح 1/ 228 ح 96) عن مسدد.
وأخرجه في كتاب الوضوء -باب غسل الرجلين ولا يمسح القدمين (الفتح 1/ 319 =
⦗ص: 426⦘
= ح 163) عن موسى بن إسماعيل المنقري.
وأخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما (1/ 214 ح 27) خمستهم عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك به.
692 -
حَدثنا محمّد بن يحيى قال: وَفيما قرأتُ على عبد الله بن نافع [الصائغ]
(1)
، وحدَّثنيه مُطَرِّفٌ
(2)
، عن مالك
(3)
، ح
وَحَدثنا الصاغاني، أخبرنا إسحاق بن عيسى
(4)
، أخبرنا مالك، ح
وَأخبرنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابنُ وَهب، أخبرنا مالك، عن العلاء بن عبد الرّحمن
(5)
، عن أبيهِ، عَن أبي هُرَيرةَ أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "ألَّا أُخبركم بما يَمْحُو الله به الخطايا وَيَرفَعُ بهِ الدَّرَجَات؟ إِسْبَاغُ الوُضُوءِ على المَكَارِهِ
(6)
، وَكَثْرَةُ الخُطَى
(7)
إلى المساجد، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعدَ
⦗ص: 427⦘
الصَّلاةِ، فَذَالِكم الرِّبَاطُ، فَذَالِكم الرِّبَاطُ، فَذَالِكم الرِّبَاطُ"
(8)
.
(1)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وهو القرشي المخزومي مولاهم المدني، تُكلِّم فيه وقد توبع هنا في هذا الإسناد، انظر: ح (429).
(2)
ابن عبد الله بن مُطَرِّف بن سليمان اليساري الهلالي، أبو مُصْعَب المدني، ابن أخت الإمام مالك.
(3)
الحديث في موطّئه رحمه الله -كتاب قصر الصّلاة في السَّفر- باب انتظار الصّلاة والمشي إليها (1/ 161 ح 55).
(4)
ابن نجيح البغدادي، أبو يعقوب بن الطَّبَّاع.
(5)
لم يذكر اسم أبيه "ابن عبد الرّحمن" في (ط) و (ك)، وهو ابن يعقوب الحُرقي مولاهم المدني.
(6)
قال النووي: "إسباغ الوضوء: تمامه، والمكاره تكون بشدَّة البرد، وألم الجسم ونحو ذلك، وكثرة الخطا تكون ببعد الدَّار، وكثرة التكرار". شرح صحيح مسلم (3/ 141).
(7)
في (م): "الخطايا" وهو تصحيف.
(8)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره (1/ 219 ح 41) من طريق معن بن عيسى الأشجعي، عن مالك.
ومن طرقٍ عن إسماعيل بن جعفر كلاهما عن العلاء بن عبد الرّحمن به.
693 -
حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا عثمان بن عمر
(1)
، أخبرنا شعبة، عن العلاء بإسنادِهِ
(2)
إلى قوله: "إلى المساجد"
(3)
.
(1)
ابن فارس العبدي البصري، أصله من بخارى.
(2)
في (ط) و (ك): "بنحوه" بدل "بإسناده".
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره (1/ 219 ح 41) من طريق محمّد بن جعفر غندر، عن شعبة، عن العلاء بن عبد الرّحمن به.
بَابُ
(1)
بَيَانِ الاقْتِصَادِ في صَبِّ المَاءِ في الوُضُوءِ وَالغُسْلِ، وَتَقْدِيرِ السمَاءِ فِيْهِمَا، وَتَوْقِيتُهُ، وَالدَّلِيلِ عَلَى إِبْطَالِ إِيْجَابِ التَّوْقِيتِ وَالتَّقْدِيرِ في المَاءِ لَهُمَا
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
694 -
حدّثنا عليُّ بن حرب، حدّثنا قَبيصةُ
(1)
، حدّثنا سفيان
(2)
، عن جَعفر بن محمّد
(3)
، عن أبيهِ، عن جَابر قال: سألناه عن الغُسْلِ مِن الجَنَابةِ فَقال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَصُبُّ على رأسِهِ ثلاثًا.
فقال له الحسن بن محمّد
(4)
: إنِّي رجلٌ كثير الشَّعَر؟ فقال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أكثر شَعْرًا منك وَأَطْيب
(5)
.
(1)
ابن عقبة بن محمّد السَّوائي، أبو محمّد البصري.
(2)
الظّاهر أنه الثّوريّ، ويحتمل كونه ابن عيينة فقد روي الحديث من طريقه كما في الإسناد الآتي.
(3)
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبد الله المدني، المعروف بجعفر الصادق وأبوه يعرف بالباقر، كانا إمامين في الزهد والورع والتقوى والعلم والسؤدد.
(4)
ابن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، أبو محمّد المدني، المعروف أبوه بابن الحنفية، بيَّنته رواية ابن خزيمة الآتية تخريجها في الحديث التالي.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب استحباب إفاضة الماء على الرّأس وغيره ثلاثًا (1/ 259 ح 57) من طريق عبد الوهّاب الثقفي، عن جعفر بن محمّد عن أبيه به.
فائدة الاستخراج:
1 -
بيِّن المصنِّف: جعفر بن محمّد، وجاء عند مسلم مهملًا.
2 -
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطّهارة وهو أظهر.
695 -
حدّثنا الربيع بن سليمان
(1)
، أخبرنا الشّافعيُّ
(2)
، أخبرنا سفيان
(3)
، عن جَعفر بن محمّد، عن أبيهِ، عن جَابر أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَعْرِفُ على رَأسهِ وهو جُنُبٌ ثَلاثًا
(4)
.
(1)
ابن عبد الجبار المرادي.
(2)
والحديث في مسنده (ص: 19).
(3)
ابن عيينة، والشّافعيّ يروي عنه دون الثوري.
(4)
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 121) من طريق عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرّحمن المخزومي وعمر بن حفص الشيباني ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمّد به.
696 -
حدثَنا الزَّعْفَرَاني
(1)
، حدّثنا عفَّانٌ
(2)
، ح
وحدثنا يونس بن حَبيب، حدّثنا أبو داودَ
(3)
قالا: حدّثنا شعبةُ، عن عبد الله بن عبد الله بن جَبْرٍ، سمعَ أَنَس بن مالكٍ يقول: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ بِمَكُّوكٍ وَيَغْتَسِلُ بِخَمْسِ مَكَاكي
(4)
(5)
.
(1)
الحسن بن محمّد بن الصبَّاح البغدادي، أبو علي.
(2)
ابن مسلم الصفار الباهلي.
(3)
الطيالسي، سليمان بن داود بن الجارود، والحديث في مسنده (ص: 281).
(4)
بهامش (ط) التعليق التالي: "كان يتوضأ بمكوكٍ، ويغتسل بخمسة مكاكي، أراد بالمكوك: المدَّ وقيل الصاع، والأول أشبه؛ لأنه جاء في حديثٍ آخر مفسَّرًا بالمدِّ، والمكاكيُّ جمع مَكُّوكٍ على إبدال الياء من الكاف الأخيرة، والمكوك: اسم للمكيال، ويختلف مقداره باختلاف (اصطلاح) النَّاس عليه في البلاد. من النهاية". أي نقله من النهاية لابن الأثير، وهو فيه (4/ 350).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، =
⦗ص: 430⦘
= وغسل الرَّجل والمرأة في إناءٍ واحد في حالة واحدة
…
(1/ 257 ح 50) من طريق معاذ بن معاذ العنبري وعبد الرّحمن بن مهدي كلاهما عن شعبة، عن عبد الله بن عبد الله بن جبر به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (3/ 259) عن عفان بن مسلم، عن شعبة، عن عبد الله به.
فائدة الاستخراج:
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في الطّهارة وهو أظهر.
697 -
حَدثنا أبو عُبيدَةَ ابن أَخي هَنَّادٍ
(1)
، حدّثنا أبو نعيم
(2)
، حدّثنا مِسْعَرٍ
(3)
، حدثني شيخٌ مِن الأنصارِ يقال له: عبد الله بن جَبْرٍ
(4)
قال: سمعتُ أنسًا يقول: كانَ [رسول الله صلى الله عليه وسلم]
(5)
يغتسل بالصاع إلى خمسةِ أَمْدَادٍ، وكان يَتَوَضَّأُ بالمُدّ
(6)
.
⦗ص: 431⦘
رَواهُ وَكيعٌ، عن مِسْعَرٍ بِمِثْلِهِ
(7)
.
(1)
هو: السريُّ بن يحيى بن السريِّ التميمي الكوفي.
(2)
الفضل بن دُكين التيمي مولاهم الملائي الكوفي.
(3)
ابن كِدَام بن ظُهَير الهلالي العامري، أبو سلمة الكوفي.
(4)
هو عبد الله بن عبد الله بن جبر بن عَتيك الأنصاري، الّذي مرَّ في الإسناد السابق.
(5)
ما بين المعقوفتين سقط من الأصل و (م)، واستدركتها من (ط) و (ك).
(6)
أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الوضوء -باب الوضوء بالمد (الفتح 1/ 364 ح 201) عن أبي نعيم الفضل بن دكين عن مسعرٍ به.
وأخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، وغسل الرَّجل والمرأة في إناءٍ واحد في حالة واحدة
…
(1/ 258 ح 51) عن قتيبة بن سعيد، عن وكيع، عن مسعرٍ به. =
⦗ص: 431⦘
= فائدة الاستخراج:
1 -
بيَّنت رواية المصنِّف: عبد الله بن جبر بأنه شيخٌ من الأنصار، ولم يردّ ذلك عند مسلم.
2 -
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطّهارة وهو أظهر.
(7)
وصله مسلم كما تقدّم في الّذي قبله.
698 -
حَدثنا الحسن بن عفان
(1)
، حدّثنا معاويَةُ بن هشامٍ
(2)
، حدّثنا سفيانُ
(3)
، عن عبد الله بن جَبْرٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: سمعتُ رسولَ الله
(4)
صلى الله عليه وسلم يقول: "يَكْفِي مِن الوُضُوءِ المُدُّ، وَيَكفي مِن الغُسْلِ الصَّاعُ"
(5)
.
(1)
في (ط) و (ك): "الحسن بن علي بن عفان".
(2)
القصَّار الأسدي مولاهم، أبو الحسن الكوفي.
(3)
الثّوريّ، ومعاوية لا يروي عن ابن عيينة.
(4)
في (ط) و (ك): "عن عبد الله بن جبر قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت النبي".
(5)
لم أجد من أخرجه من هذا الطريق، وعزاه الشّيخ الألباني -حفظه الله تعالى- إلى أبي عوانة فقط وقال:"إسناد جيد وهو على شرط مسلم".
انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (4/ 644 ح 1991).
699 -
حدّثنا حمدانُ بن علي
(1)
، حدّثنا مُسلم بن إبراهيم
(2)
،
⦗ص: 432⦘
حدّثنا وُهَيبٌ
(3)
، حدّثنا أبو رَيْحَانةَ
(4)
، عن سَفِينَةَ قالَ: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 433⦘
يتوضأُ بالمُدِّ وَيَغْتَسِلُ بالصَّاعِ
(5)
.
(1)
في (ط): "أحمد بن علي" وهكذا ذكره الحافظ عن أبي عوانة في "الإتحاف" وهو خطأ، وحمدان هو: محمّد بن علي بن عبد الله بن مهران البغدادي، أبو جعفر الورَّاق، وحمدان لقبٌ له انظر: ح (67)، وإتحاف المهرة لابن حجر (5/ 543).
(2)
الأزدي الفراهيدي، أبو عمرو البصري.
(3)
ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم، أبو بكر البصري.
(4)
عبد الله بن مطر السعدي مولاهم البصري، ويقال اسمه: زياد بن مطر، والأول أشهر.
قال عنه ابن معين: "ليس به بأس"، وقال مرّة:"صالح"، وقال ابن المديني:"صالح، وسط، ليس به بأس"، وقال الإمام أحمد:"ما أعلم إِلَّا خيرًا"، وقال النسائي:"لا بأس به"، وذكره ابن حبّان وابن شاهين في الثقات وقال ابن حبّان:"ربما أخطأ"، وذكره ابن عدي في الكامل وذكر حديثه هذا وقال:"وهذا الحديث معروف عن سفينة من رواية أبي ريحانة عنه، وهو عزيز الرِّواية، ولا أعرف له منكرًا فأذكره".
وقال النسائي مرّة: "ليس بالقوي"، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء لذلك، وقد سبق عن النسائي أيضًا توثيقه.
وقال ابن خلفون: "تغيَّر بأخرة، ومن سمع منه قديمًا فحديثه صالح".
وقال الذهبي: "صدوق"، وقال ابن حجر:"صدوقٌ تغيَّر بأخرة".
ولعلّ ابن خلفون وصفه بالتغيُّر أخذًا برواية مسلم لهذا الحديث؛ فإن فيها بعد رواية الحديث عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن عليَّة، عن أبي ريحانة به، قال عقب الحديث:"وقد كان كَبِر وما كنت أثق بحديثه".
أي أن القائل هو: ابن عليَّة، والمقول فيه القول هو: أبو ريحانة، وهكذا فسَّره ابن حجر في التهذيب، وفسَّر النووي رحمه الله أن القائل هو أبو ريحانة، والمقول فيه هو سفينة، ويظهر أن الصواب الأوّل، ويبدو أن هذا التغيُّر كان يسيرًا غير مؤثر بحيث لم يذكره سبط بن العجمي وابن الكيَّال في المختلطين والله أعلم، وذكره محقِّق الكواكب النيِّرات في الملحق بآخر الكتاب، وللبحث بقية تأتي في تخريج الحديث (700) إن شاء الله تعالى.
انظر: معرفة الرجال لابن محرز (89)، سؤالات ابن الجنيد (ص: 311)، سؤالات عثمان بن أبي شيبة لابن المديني (ص: 77، 170)، العلل رواية عبد الله بن أحمد =
⦗ص: 433⦘
= (3/ 136)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 168)، الثقات لابن حبّان (5/ 36)، الكامل لابن عدي (4/ 1567)، الثقات لابن شاهين (ص: 189)، الضعفاء لابن الجوزي (142)، تهذيب الكمال للمزي (16/ 146)، ديوان الضعفاء للذهبي (ص: 229)، تهذيب التهذيب (6/ 32)، والتقريب لابن حجر (3623)، الكواكب النيِّرات لابن الكيَّال (ص: 485).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، وغسل الرَّجل والمرأة في إناء واحد في حالة واحدة
…
(1/ 258 ح 53) من طريق بشر بن المفضِّل عن أبي ريحانة به.
فائدة الاستخراج:
1 -
رواية مسلم فيها: "يتطهَّر بالمد"، وبيَّنت رواية المصنِّف أن المراد بالتطهُّر هو: الوضوء.
2 -
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطّهارة وهو أظهر.
700 -
حدثَنا أحمد بن أبي رَوحٍ
(1)
، حدّثنا ابن عُلَيَّةَ
(2)
، عن
⦗ص: 434⦘
أبي ريحانةَ، عن سَفِينَةَ بِمِثلِهِ
(3)
.
(1)
القرشي البغدادي، نزيل جرجان، ذكره ابن عدي في الكامل وقال عنه:"أحاديثه ليست بالمستقيمة"، وقال الخطيب:"حدَّث عن يزيد بن هارون، ومحمد بن مُصْعَب القرقساني أحاديث منكرة". وقد تابعه على حديثه هذا ثقتان كما سيأتي في التخريج، والحمد لله.
انظر: الكامل لابن عدي (1/ 198)، تاريخ جرجان للسهمي (ص: 64)، تاريخ بغداد للخطيب (4/ 158)، ميزان الاعتدال للذهبي (1/ 98)، لسان الميزان لابن حجر (1/ 172).
(2)
إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسم الأسدي مولاهم، أبو بشر البصري، المعروف بابن عُلَيَّة.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، وغسل الرَّجل والمرأة في إناء واحد في حالة واحدة
…
(1/ 258 ح 53) عن أبى بكر بن أبي شيبة، وعلي بن حجر كلاهما عن ابن عُليَّة عن أبي ريحانة به، وقال عقب الحديث:"وفي حديث ابن حجر أو قال: يطهِّره المُدُّ، وقال: وقد كان كَبِر وما كنت أثق بحديثه".
وسبق الخلاف قريبًا في هذا القائل، وأن الظّاهر أنه ابن عُلَيَّة.
فائدة الاستخراج:
1 -
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في كتاب الطّهارة وهو أظهر.
2 -
الحديث عند مسلم من طريق بشر بن المفضل (توفي سنة 186 هـ)، وابن عليَّة (توفي سنة 193 هـ) وهو قد أدرك أبا ريحانة في الكبر كما صرَّح، وأخرجه المصنِّف -في الإسناد السابق- من طريق وهيب بن خالد (توفي سنة 165 هـ) وهو متقدِّمٌ عنهما، والظاهر أن يكون مثل هذا سمع من أبي ريحانة قبلهما، وفي هذا تقوية لإسناد مسلم، والله أعلم.
701 -
حدّثنا أبو الأزهر
(1)
، حدّثنا علي بن عاصم
(2)
، عن
⦗ص: 435⦘
أبي ريحانة بإسنادِهِ مثلَه
(3)
.
(1)
أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي النيسابوري.
(2)
ابن صُهيب الواسطي، أبو الحسن القرشي التيمي مولاهم، توفي سنة (201 هـ).
اختلف فيه لكونه كان يخطئ ويصر على الخطأ، فإذا بُيِّن له لم يرجع، وقد أغلظ بعض الأئمة فيه القول لذلك.
وفصّل فيه يعقوب بن شيبة وغيره تفصيلا حسنًا فقال: "سمعت علي بن عاصم على اختلاف أصحابنا فيه، منهم من أنكر عليه كثرة الخطأ والغلط، ومنهم من أنكر عليه تماديه في ذلك وتركه الرجوع عما يخالفه النَّاس فيه، ولجاجته فيه، وثباته على الخطأ، =
⦗ص: 435⦘
= ومنهم من تكلم في سوء حفظه واشتباه الأمر عليه في بعض ما حدَّث به من سوء حفظه وتوانيه عن تصحيح ما كتب الوراقون له، ومنهم من قصته أغلظ من هذه القصص، وقد كان -رحمة الله علينا وعليه- من أهل الدين والصلاح والخير البارع، شديد التوقِّي، وللحديث آفاتٌ تفسده".
وذكره الذهبي في "الميزان" ثمّ قال: "هو مع ضعفه صدوقٌ له صولةٌ كبيرة في زمانه"، وقال في الكاشف:"ضعَّفوه"، وفي المغني:"حافظٌ مشهورٌ، ضعفوه، وكان مكثرًا".
وقال الحافظ ابن حجر: "صدوقٌ، يخطئ ويصرُّ، ورمي بالتشيُّع".
وقد تابعه بشر بن المفضل، وإسماعيل بن عُليَّة، ووهيب بن خالد كما سبق.
انظر: معرفة الرجال لابن محرز (1/ 50) و (213)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (1/ 156)، سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص: 322)، التاريخ الصغير (269) والضعفاء الصغير للبخاري (ص: 166)، الثقات للعجلي (156)، أبو زرعة الرازي وجهوده (394 - 395، 640)، الضعفاء للنسائي (ص: 179)، الضعفاء للعقيلي (3/ 245)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 198)، المجروحين لابن حبّان (113)، الكامل لابن عدي (5/ 1835)، تاريخ بغداد للخطيب (11/ 446)، الضعفاء لابن الجوزي (195)، تهذيب الكمال للمزي (20/ 504)، الكاشف (42)، والميزان (3/ 135)، والمغني في الضعفاء للذهبي (450)، شرح علل التّرمذيّ لابن رجب (880)، تهذيب التهذيب (7/ 294)، والتقريب لابن حجر (4758).
(3)
في (ط) و (ك): "عن أبي ريحانة عن سفينة بمثله".
والحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 222) عن علي بن عاصم عن أبي ريحانة به.
702 -
حدثَنا الدَّقيقي
(1)
، حدّثنا يزيد بن هارون، ح
وحدثنا علي بن حرب، حدّثنا محاضرٌ
(2)
، كلاهما عن عاصمٍ
(3)
، عن مُعَاذةَ [قالت]
(4)
: أخْبَرَتْني عائشةُ أَنَّها كانت تَغْتَسِلُ هِي وَرَسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِن إناءٍ واحدٍ
(5)
.
(1)
محمّد بن عبد الملك الواسطي.
(2)
ابن المُوَرِّع الهَمْدَاني، أبو الموَرِّع الكوفي، فيه كلامٌ يسير، انظر:(ح 61)، وقد تابعه هنا يزيد ابن هارون.
(3)
ابن سليمان الأحول، أبو عبد الرّحمن البصري.
(4)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، ومعاذة هي: بنت عبد الله العدويَّة، أم الصهباء البصرية.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، وغسل الرَّجل والمرأة في إناءٍ واحدٍ في حالة واحدة (1/ 257 ح 46) من طريق زهير بن معاوية عن عاصم الأحول عن معاذة به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (6/ 235) عن يزيد بن هارون عن عاصمٍ به.
فائدة الاستخراج:
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في الطّهارة وهو أظهر.
703 -
حدّثنا الربيع بن سليمان
(1)
، أخبرنا الشَّافعيُّ
(2)
، أخبرنا سفيانُ، عَن عاصم، عن مُعاذةَ العَدَوِيَّةِ، عَن عائشةَ قالت: كنتُ أَغْتَسِلُ أَنَا ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِن إناءٍ واحدٍ*
(3)
فربما قلتُ:
⦗ص: 437⦘
أَبْقِ لِي، أَبْقِ لِي
(4)
.
(1)
ابن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري.
(2)
والحديث في مسنده (ص: 9)، والشّافعيّ يروي عن ابن عيينة دون الثّوريّ.
(3)
ما بين النجمين سقط من (م).
(4)
أخرجه النسائي في السنن -كتاب الطّهارة -باب الرُّخصة في الاغتسال بفضل الجنب (1/ 130) من طريق شعبة، وعبد الله بن المبارك.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (6/ 161) عن مروان الفزاري ثلاثتهم عن عاصم الأحول به.
بَابُ
(1)
الدَّلِيلِ عَلَى إِيْجَابِ الوُضُوءِ لِكُلِّ صَلَاةٍ، وَأَنَّها لا تُقْبَلُ إِلا مِنْ طَاهِرٍ [وما عليه طاهر، وبيان نسخ الوضوء لكلِّ صلاة، والإباحة لمن يصلي الصلوات بوضوءٍ واحدٍ، وأن المتطهر لا يجب عليه وضوءٌ لصلاةٍ بوضوءٍ واحد ولا لغيرها حتّى يُحدث، والدليل على أنه لا يزيل طهارته ظَنُّه أنه أحدث وأنه لا يجب عليه الوضوء حتّى يستيقن]
(2)
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
704 -
حدّثنا محمّد بن يحيى، وإبراهيم بن مرزوق
(1)
قالا: حدّثنا وَهْبُ بن جَرير
(2)
، حدّثنا شعبةُ، عن سماكٍ
(3)
، عن مُصعَب بن
⦗ص: 440⦘
سَعْدٍ
(4)
قال: جَعَلَ النّاسُ يُثْنُونَ على ابن عامرٍ
(5)
عِندَ مَوتهِ، فقال ابنُ عمر: أما إنِّي لستُ بِأَغَشِّهم لك، ولكنِّي سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إِنَّ الله لا يقبلُ صَلاةً بغيرِ طَهُورٍ وَلا صدقةً مِن غُلُولٍ"
(6)
.
(1)
ابن دينار الأموي، أبو إسحاق البصري.
(2)
ابن حازم بن زيد الأزدي، أبو العباس البصري.
(3)
ابن حرب بن أوس بن خالد الذهلي البكري، الكوفي، توفي سنة (123 هـ).
ضعفه شعبة -وغمزه لقبوله التلقين-، وضعفه الثّوريّ، وعبد الله بن المبارك، وقال علي بن المديني:"روايته عن عكرمة مضطربة"، وقال الإمام أحمد:"مضطرب الحديث"، وقال ابن عمار الموصلي:"يقولون: إنّه كان يغلط، ويختلفون في حديثه"، وقال ابن خراش:"في حديثه لين"، وقال صالح جزرة:"يُضعَّف"، وقال النسائي:"ليس بالقوي، وكان يقبل التلقين"، وقال أيضًا:"إذا انفرد بأصلٍ لم يكن بحجة، لأنه كان يُلقَّن فيتلقَّن"، وذكره العقيلي في الضعفاء.
ووثقه ابن معين، وذكر أنه عِيب عليه إسناده أحاديث لم يسندها غيره، وقال =
⦗ص: 439⦘
= العجلي: "جائز الحديث، إِلَّا أنه كان في حديث عكرمة ربما وصل الشيء عن ابن عبّاس، وكان الثّوريّ يضعفه بعض الضعف، وكان جائز الحديث، لم يترك حديثه أحد، ولم يرغب عنه أحد".
وقال أبو حاتم: "صدوق، ثقة"، وقال البزار:"كان رجلًا مشهورًا، لا أعلم أحدًا تركه، وكان قد تغيَّر قبل موته"، ونقل المزي عن النسائي أنه قال:"ليس به بأس، في حديثه شيء" وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات، وقال ابن حبّان:"يخطئ كثيرًا"، وقال ابن عدي:"أحاديثه حسان عمن روى عنه، وهو صدوق لا بأس به".
وفصَّل فيه يعقوب بن شيبة تفصيلًا حسنًا فقال: "روايته عن عكرمة خاصّة مضطربة، وهو في غير عكرمة صالح، وليس من المتثبتين، ومن سمع منه قديمًا مثل: شعبة، وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم، والذي قاله ابن المبارك إنّما يرى أنه فيمن سمع منه بأخرة".
وقال الذهبي: "صالح الحديث، كان شعبة يضعفه"، وقال في المغني:"صدوق جليل"، وفي الكاشف:"ثقة، ساء حفظه"، وقال ابن حجر:"صدوق، وروايته عن عكرمة خاصّة مضطربة، وقد تغيَّر بأخرة فكان ربما تلقَّن".
ومحصَّل كلام هؤلاء الأئمة أنه ثقة في نفسه، ويضطرب في حديثه عن عكرمة خاصّة، وأنه كان يقبل التلقين، وأنه تغيَّر بأخرة، وهذا من رواية شعبة عنه، إضافة إلى كون الحديث في صحيح مسلم.
انظر: الثقات للعجلي (1/ 436)، المعرفة والتاريخ للفسوي (638)، سنن النسائي (8/ 319)، الضعفاء للعقيلي (178)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 279)، الثقات لابن حبّان (4/ 339)، الكامل لابن عدي (3/ 1299)، الثقات لابن شاهين (ص: 157)، تاريخ بغداد للخطيب (9/ 214)، تهذيب الكمال للمزي (1115) الميزان (232)، والكاشف (1/ 465)، وديوان الضعفاء (ص: 177)، والمغني للذهبي (1/ 285)، تهذيب التهذيب (4/ 211)، والتقريب لابن حجر (2624)، الكواكب النيِّرات لابن الكيال (ص: 237).
(4)
ابن أبي وقّاص القرشي الزّهريُّ، أبو زرارة المدني.
(5)
عبد الله بن عامر بن كُرَيز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس القرشي العبشمي، وهو ممّن حنَّكه النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث سنين، وهو ابن خال أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وهو الذي افتتح خراسان، وقد ولَّاه عثمان البصرة وفارس، ثمّ ولَّاه معاوية رضي الله عنه البصرة بعد ذلك كان من سادات قريش، سخيًّا كريمًا، رفيقًا، حليمًا، عمل السِّقايات للحجاج بعرفة، أُرتجَّ عليه في الخطبة يوم الأضحى بالبصرة، فمكث ساعة ثمّ قال:"والله لا أجمع عليكم عِيًّا ولؤمًا، من أخذ شاة من السوق فعليَّ ثمنها"، توفي سنة (59 هـ).
انظر: طبقات ابن سعد (5/ 44)، المعارف لابن قتيبة (ص: 320)، سير أعلام النُّبَلاء للذهبي (3/ 18)، الإصابة لابن حجر (5/ 16).
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب وجوب الطّهارة للصلاة (1/ 204 ح 1) من طريق محمّد بن جعفر عن شعبة عن سماك بن حرب به.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلم بلفظ الحديث على ما قبله، وبيَّن المصنِّف لفظه.
705 -
حدّثنا محمّد بن حَيُّويَه
(1)
، وأبو المُثنى
(2)
قالا: حدّثنا
⦗ص: 441⦘
أبو الوليد
(3)
، حدّثنا زائدةُ
(4)
، وأبو عَوانة
(5)
، عن سَماكٍ، عن مُصْعَب بن سعدٍ، عن ابن عُمَرَ أَن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَقْبَلُ الله صدقةً مِن غُلُولٍ، ولا يَقبلُ صَلاةً
(6)
بغيرِ طَهُورٍ"
(7)
.
وقال أبو عوانة
(8)
في حديثه: كنتَ على البصرة
…
"ولا يَقبلُ صَلاةً
⦗ص: 442⦘
بغير طَهُورٍ".
قال أبو عَوانة
(9)
: فَدَلَّ قولُه أن قَبُولهَا باجتنابِهِ أكل الحرام وَلُبْسَ الحَرامِ.
(1)
محمّد بن يحيى بن موسى الإسفراييني.
(2)
معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري البصري.
(3)
الطيالسي، هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم البصري.
(4)
ابن قُدَامة الثقفي، أبو الصَّلْت الكوفي.
(5)
الوضَّاح بن عبد الله اليشكري الواسطي البزاز.
(6)
في (ط) و (ك): "ولا صلاةً بغير طهور".
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب وجوب الطّهارة للصلاة (1/ 204 ح 1) من طريق وكيع عن إسرائيل، ومن طريق حسين بن علي عن زائدة، وعن سعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، وأبي كامل الجحدري ثلاثتهم عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، ثلاثتهم عن سماك بن حرب به.
فائدة الاستخراج:
علَّق المصنِّف على ما يُستنبط من الحديث من فقه، وهذا من فوائد الاستخراج.
(8)
قوله: "أبو عوانة" ليس في (ط) و (ك)، والمراد به هنا الوضاح بن عبد الله اليشكري، وقوله:"كنتَ على البصرة" يعني به: ابن عامر المذكور في الحديث الّذي قبله، قال النووي:"معناه أنك لستَ بسالمٍ من الغلول فقد كنتَ واليًا على البصرة، وتعلّقت بك تبعاتٌ من حقوق الله، وحقوق العباد، ولا يقبل الدُّعاء لمن هذه صفته، كما لا تقبل الصّلاة والصدقة إِلَّا من متصوِّنٍ، والظاهر والله أعلم أن ابن عمر قصد زجر ابن عامر وحثِّه على التوبة، وتحريضه على الإقلاع عن المخالفات، ولم يرد القطع حقيقةً بأن الدُّعاء للفساق لا ينفع، فلم يزل النبيُّ صلى الله عليه وسلم والسلف والخلف يدعون للكفار وأصحاب المعاصي بالهداية والتوبة، والله أعلم". =
⦗ص: 442⦘
= انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (3/ 103 - 104).
(9)
هو المصنّف رحمه الله تعالى.
706 -
حدثَنا السُّلَمي، حدّثنا عبد الرزّاق
(1)
أخبرنا مَعْمَرٌ، عن همام بن مُنَبِّهٍ قال: هذا ما حَدثنا أبو هُريرَةَ عن محمدٍ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديثَ منها: وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُقْبَلُ
(2)
صلاةُ أحدِكم إذا أَحْدَثَ حتَّى يَتَوَضَّأ"
(3)
.
[قال أبو عوانة: من هنا لم يُخرِّجه أصحابنا]
(4)
.
(1)
هو في مصنَّف عبد الرزّاق (1/ 139) بلفظ: "لا يقبل الله صلاة من أحدث حتّى يتوضَّأ".
(2)
في (م): "لا يقبل".
(3)
أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الوضوء- باب لا تُقبل صلاة بغير طهور (الفتح 1/ 282 ح 135) عن إسحاق بن راهويه.
وأخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب وجوب الطّهارة للصلاة (1/ 204 ح 2) عن محمّد بن رافع.
وأخرجه البغوي في شرح السنَّة (1/ 328) من طريق السلمي -شيخ المصنِّف- ثلاثتهم عن عبد الرزّاق عن معمر به، ولفظ البغوي كلفظ المصنِّف.
(4)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك) يشير بذلك إلى أن الأحاديث التي يسوقها من هنا =
⦗ص: 443⦘
= إلى الموضع الآتي (في نهاية ح 714) هي من الأحاديث التي زادها على صحيحي مسلم وأحمد بن سلمة.
707 -
ز- حدّثنا علي بن حرب، حدّثنا أبو عامر
(1)
، ح
وحدثَنا محمّد بن يحيى، حدّثنا وهبُ بن جَرير
(2)
قالا: حدّثنا شعبةُ، عن قتادة
(3)
، عن أبي المَلِيح
(4)
، عن أبيهِ، عَن النّبيّ صلى الله عليه وسلم[قال]
(5)
: "إِنَّ الله لا يقبلُ صَلاةً بغيرِ طَهُورٍ، وَلا صَدقةً مِن غُلُولٍ"
(6)
.
(1)
العَقَدي، عبد الملك بن عمرو القيسي البصري.
(2)
ابن حازم بن زيد الأزدي، أبو العباس البصري.
(3)
ابن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطّاب البصري، مدلِّسٌ جعله الحافظ في المرتبة الثّالثة من المدلِّسين، وهذا الحديث من رواية شعبة عنه، وقد كفانا تدليسه. انظر: ح (17).
(4)
مختلفٌ في اسمه، فقيل: عامر، وقيل: زيد، وأبوه: أسامة بن عمير الهذلي البصري.
(5)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(6)
أخرجه أبو داود في سننه -كتاب الطّهارة -باب فرض الوضوء (1/ 16 ح 59) عن مسلم بن إبراهيم. وصحَّح الحافظ ابن حجر إسناد أبي داود في الفتح (3/ 326 ح 1310).
وأخرجه النسائي في سننه -كتاب الزكاة -باب الصَّدقة من غلول (5/ 56) من طريق يزيد بن زريع، وبشر بن المفضل.
وأخرجه ابن ماجه في سننه -كتاب الطّهارة -باب لا يقبل الله صلاة بغير طهور (1/ 100 ح 271) من طريق يزيد بن زريع، ويحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن جعفر كلهم عن شعبة عن قتادة عن أبي المليح به. =
⦗ص: 444⦘
= وأخرجه النسائي في سننه -كتاب الطّهارة- باب فرض الوضوء (1/ 87) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 75) من طريق سعيد بن أبي عروبة كلاهما عن قتادة عن أبي المليح به. والحديث صححه الشّيخ الألباني حفظه الله تعالى في الإرواء (1/ 154).
فائدة الاستخراج:
زاد المصنِّف هذا الحديث على مسلم في الباب، وهذا من فوائد الاستخراج.
708 -
ز- حدّثنا أبو الأزهر
(1)
، حدّثنا يعقوبُ بن إبراهيم
(2)
، ثنا أبي عن ابنْ
(3)
إسحاق
(4)
، وحدثني يزيد بن أبي
⦗ص: 445⦘
حَبيب
(5)
، عن سِنَانٍ الكِنْدِي
(6)
، عن أنس بن مالكٍ، [ح
⦗ص: 447⦘
وحدثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا قتيبة، حدّثنا اللَّيث، عن يزيد بن حبيب، عن سعد بن سنان، عن أنس بن مالك]
(7)
قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا تُقْبَلُ صَلاة بغير طَهُورٍ، ولا صَدَقَةٌ مِن غُلُولٍ"
(8)
.
(1)
أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي مولاهم النيسابوري.
(2)
سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري.
(3)
من هنا سقطت لوحةٌ من نسخة (ط)، وهي إلى أثناء ح (715)، وستأتي الإشارة إلى نهاية السقط في موضعه إن شاء الله تعالى.
(4)
محمّد بن إسحاق بن يسار القرشي المطَّلبي مولاهم، توفي سنة (150 هـ) أو بعده.
اختلِف فيه اختلافًا كبيرًا، فوثقه ابن معين وغيره، وصحَّح حديثه ابن المديني، وكذَّبه بعضهم، وبعضهم ضعَّفه، وأكثر الأئمة على تحسين حديثه -إذا لم يخالف من هو أحسن حالًا منه- إذا صرَّح بالتحديث، فإنّه مدلِّس في المرتبة الرّابعة فيهم، وحديثه عن الزّهريّ ضعيف، وقد رُمي بالتشيُّع والقدر.
وقد دافع عنه ابن المديني، والبخاري -في جزء القراءة خلف الإمام-، والخطيب، وابن سيد النَّاس والذهبي -في الميزان- وغيرهم، فيما قيل فيه.
قال الذهبي: "كان صدوقًا من بحور العلم، وله غرائب في سعة ما روى تُستنكر، واختُلِف في الاحتجاج به، وحديثه حسنٌ وقد صحَّحه جماعة". =
⦗ص: 445⦘
= وقال ابن حجر: "صدوق، يدلِّس، ورمي بالتشيُّع والقدر".
وقد صرَّح بالتحديث في هذا الحديث، وتابعه اللَّيث في الإسناد الآخر المقرون به كما سيأتي.
انظر: تاريخ الدوري (503 - 505)، تاريخ الدارمي عن ابن معين (ص: 44)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (303) و (3/ 214، 216)، القراءة خلف الإمام للإمام البخاريّ (ص: 36 - 37 وهو مطبوع باسم: خير الكلام في القراءة خلف الإمام)، الضعفاء للعقيلي (4/ 23)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/ 191)، الكامل لابن عدي (6/ 2116)، تاريخ بغداد للخطيب (1/ 214)، عيون الأثر لابن سيد النَّاس (1/ 12 - 23) تهذيب الكمال للمزي (24/ 405)، الكاشف (156)، وميزان الاعتدال للذهبي (468)، شرح علل التّرمذيّ لابن رجب (1/ 412) و (675)، تعريف أهل التقديس (ص: 132)، وتهذيب التهذيب (9/ 33) والتقريب لابن حجر (5725).
(5)
أبو رجاء المصري، واسم أبي حبيب: سُوَيْد.
(6)
سنان بن سعد الكِندي المصري، ويقال: سعد بن سنان -كما في الإسناد الآخر، وكان محمّد بن إسحاق مرّة يقول: سعد بن سنان، مرّة يقول: سنان بن سعد، وكان عمرو بن الحارث، وعبد الله بن لَهيعة، وسعيد بن أبي أيوب يقولون:"يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد" وكان اللَّيث يقول: سعد بن سنان"، وقال الإمام البخاريّ: "الصّحيح عندي: سنان بن سعد وهو صالح مقارب الحديث، وسعد بن سنان خطأ، إنّما قاله اللَّيث". وقال ابن حبّان أيضًا:"أرجو أن يكون الصّحيح: سنان بن سعد".
وترجم له الأكثر على أنه: سعد بن سنان، مثل: والجوزجاني، والعجلي وغيرهم. =
⦗ص: 446⦘
= وثقه ابن معين، والعجلي، وقال البخاريّ:"صالح، مقارب الحديث"، وذكره ابن حبّان في الثقات وقال:"حدث عنه المصريون، وهم مختلفون فيه، يقولون: سعد بن سنان، وسعيد بن سنان، وسنان بن سعد، وأرجو أن يكون الصّحيح: سنان بن سعد، وقد اعتبرت حديثه فرأيت ما روي عن سنان بن سعد يشبه أحاديث الثقات، وما روي عن سعد بن سنان، وسعيد بن سنان فيه المنكير -كأنهما اثنان- فالله أعلم".
وقال ابن سعد: منكر الحديث (نقله ابن حجر عن ابن سعد، ولم أجده في "الطبقات" له!) وقال الإمام أحمد: "حديثه غير محفوظ، حديثُ مضطرب"، وقال أيضًا:"لم أكتب حديث لأنهم اضطربوا فيه، فقال بعضهم: سنان بن سعد، وقال بعضهم: سعد بن سنان".
عقَّب ابن عدي بعد أن ذكر عدة أحاديث له - ليس منها هذا الحديث الّذي رواه المصنِّف- قال: "وهذه الأحاديث يحمل بعضها بعضًا، وليس ممّا يجب أن تترك أصلًا كما ذكره ابن حنبل أنه ترك هذه الأحاديث للاختلاف الّذي فيه من سعد بن سنان، وسنان بن سعد؛ لأن في الحديث وفي أسانيدها (كذا!) ما هو أكثر اضطرابا [منها] في هذه الأسانيد، ولم يتركه أحدٌ أصلًا بل أدخلوه في مسندهم (كذا!) وتصانيفهم". وما بين المعقوفتين [] من مخطوطة الكامل.
وقال الجوزجاني: "أحاديثه واهية، ولا تشبه أحاديث النَّاس عن أنس"، وقال النسائي مرّة:"ليس بثقة"، ومرة قال:"منكر الحديث"، وذكره العقيلي، وابن عدي، والدارقطني، وابن الجوزي في الضعفاء، وسبق قريبًا نقل كلام ابن عديٍ فيه.
وقال الذهبي في الديوان: "ضعفوه"، وزاد في المغني:"ولم يترك"، وقال في الكاشف:"ليس بحجة".
وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق، له أفراد". والأكثر على تضعيفه كما سبق، فهو في =
⦗ص: 447⦘
= درجة من يحتاج إلى متابع، وحديثه هذا له شواهد كما سيأتي في التخريج.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (4/ 163)، أحوال الرجال للجوزجاني (ص: 265)، الثقات للعجلي (1/ 3909)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص: 124 و 130)، الضعفاء للعقيلي (118)، الثقات لابن حبّان (4/ 336)، الكامل لابن عدي (3/ 1191) ومخطوطة الكامل (ص: 346 - 347)، الضعفاء والمتروكين للدارقطني (ص: 234)، ترتيب علل التّرمذيّ الكبير لأبي طالب القاضي (1/ 321)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 312)، تهذيب الكمال للمزي (10/ 265)، الكاشف (1/ 428)، والمغني في الضعفاء (1/ 254) وديوان الضعفاء للذهبي (ص: 154)، تهذيب التهذيب (3/ 411) والتقريب لابن حجر (2238).
(7)
ما بين المعقوفتين من (ك).
وهذا الإسناد ذكره الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة"(45) وعزاه إلى أبي عوانة ونبَّه إلى أنه قال فيه: "سعد بن سنان" بدلًا من "سنان بن سعد".
(8)
أخرجه ابن ماجه في السنن -كتاب الطّهارة- باب لا يقبل الله صلاة بغير طهور (1/ 100 ح 273) من طريق أبي زهير عبد الرّحمن بن مغراء عن محمّد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب به.
وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 321) من طريق محمّد بن معاوية عن اللَّيث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب به.
والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 227) وعزاه إلى أبي يعلى وقال: "فيه ابن سنان عن أنس، وعنه يزيد بن أبي حبيب ولم أر من ذكره"؟. =
⦗ص: 448⦘
= ونقل المحقِّق من هامش "المجمع" ما يلي: "لعلّه ابن سنان، وهو سعد" ثمّ تعليقٌ بخط الحافظ ابن حجر: "قلت: هو هو بلا شك، وقد ضعَّفه غير واحد، وأخرج له الحاكم في مستدركه".
وعليه فإيراده في "مجمع الزوائد" خطأٌ، لأن الحديث أخرجه ابن ماجه كما سبق، وقد أورده الهيثمي رحمه الله تعالى لأنه لم يتبين له أن: ابن سنان هو سعد.
وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه: "إسناده ضعيفٌ لضعف التابعي، وقد تفرَّد يزيد بالرواية عنه، فهو مجهولٌ".
وقد سبق في ترجمته توثيق ابن معين، والعجلي له، وقول البخاريّ فيه:"صالح، مقارب الحديث"، وأن ابن حبّان ذكره في الثقات.
فمثله لا يكون مجهولًا، نعم هو بحاجة إلى متابعٍ، ولم يتابعه أحد عن أنس بن مالك، ولكن للحديث شواهد، فهو من الصّحيح لغيره إن شاء الله تعالى، وقد صحَّح الشّيخ الألباني الحديث ولعلَّه - حفظه الله تعالى - فعل ذلك بالنظر إلى شواهده (وقد أحال في تحقيق ذلك إلى صحيح أبي داود ولما يطبع بعد).
وشواهد الحديث كثيرة، منها: حديث أبي بكر الصديق، وابن عمر، وأبي المليح عن أبيه، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم، والله أعلم.
أنها حديث ابن عمر فقد سبق عند المصنِّف برقم (704) و (705)، وحديث أبي المليح أيضًا برقم (707)، وأمّا حديث أبي هريرة فسيأتي برقم (709 - 712)، وحديث أبي سعيد برقم (713)، وحديث أبي بكر الصديق يأتي برقم (714).
فائدة الاستخراج:
زاد المصنِّف هذا الحديث على مسلم في الباب، وهذا من فوائد الاستخراج.
انظر: مجمع الزوائد للهيثمي (1/ 227)، شرح سنن ابن ماجه (1/ 118)، صحيح ابن ماجه للألباني (1/ 51)، صحيح الجامع له أيضًا (1280).
709 -
ز- حَدثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا عبد الله بن الزبيرِ الحُمَيدي
(1)
، حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم
(2)
، ح
وحدثنا أبو زرعة
(3)
، حدّثنا إبراهيم بن حمزةَ
(4)
، عن عبد العزيز بن أبي حازم، ح
وحَدثَنا الربيعُ بن سليمان
(5)
، حدّثنا ابنُ وهب
(6)
، حدّثنا سليمانُ بن بلال
(7)
كُلُّهم
(8)
عن كثير بن زيد
(9)
،
⦗ص: 450⦘
عَن الوليد بن رَباح
(10)
، عَن أبي هُريرَةَ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا يَقْبَلُ الله صَلاةً بِغَيرِ طَهُورٍ"
(11)
.
⦗ص: 451⦘
وَزادَ
(12)
الربيعُ، وأبو زُرْعةَ:"ولا صَدقةً من غُلُولٍ".
(1)
لم أجد هذا الحديث في مسنده.
(2)
عبد العزيز بن سلمة بن دينار المخزومي مولاهم المدني، تُكلِّم في روايته عن أبيه، وهذه ليست منها.
(3)
الرازي، عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد القرشي المخزومي.
(4)
ابن محمّد بن حمزة بن مُصْعَب بن عبد الله بن الزبير الزبيري المدني.
(5)
ابن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري.
(6)
عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم المصري.
(7)
التيمي مولاهم المدني.
(8)
في (ك): "كلاهما" وهو أصوب.
(9)
الأسلمي السهمي مولاهم، أبو محمّد المدني، توفي سنة (158 هـ).
قال عنه ابن سعد: "كان كثير الحديث"، ووثقه ابن معين في رواية، وقال مرّة:"ليس به بأس"، وقال الإمام أحمد:"ما أرى به بأسًا" ووثقه ابن عمار الموصلي، وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات، وقال ابن عدي:"لم أر بحديثه بأسًا، وأرجو أن لا بأس به".
وضعفه ابن معين في رواية، ومرة قال:"ليس بذاك القوي"، وقال ابن المديني:"صالح، وليس بالقوي"، وقال يعقوب بن شيبة:"ليس بذاك الساقط، وإلى الضعف ما هو"، =
⦗ص: 450⦘
= وقال أبو زرعة: "صدوقٌ، فيه لين"، وقال أبو حاتم:"ليس بالقوي، يكتب حديثه"، وضعفه النسائي، وقال ابن جرير الطّبريّ:"هو عندهم ممّن لا يحتجُّ بنقله"، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء. وقال الحافظ ابن حجر:"صدوقٌ، يخطئ"، فهو في مرتبة الضعيف المنجبر حديثه، ولم أجد له متابعًا عن الوليد بن كثير، ولكنه توبع متابعة قاصرة كما في الأسانيد الآتية.
انظر: طبقات ابن سعد (الجزء المتمم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم ص: 424)، معرفة الرجال لابن محرز (1/ 70)، سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني (ص: 95)، العلل رواية عبد الله (317)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص: 206)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/ 150)، الثقات لابن حبّان (7/ 354)، الكامل لابن عدي (6/ 2087) الثقات لابن شاهين (ص: 273)، الضعفاء لابن الجوزي (3/ 22)، تهذيب الكمال للمزي (24/ 113)، تهذيب التهذيب (8/ 360)، التقريب (5611).
(10)
الدَّوسي المدني، مولى ابن أبي ذباب.
(11)
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 8) عن أبي عمار الحسن بن حريث، عن عبد العزيز بن أبي حازم عن كثير بن زيد به، غير أنه وقع فيه:(عن كثير -وهو ابن يزيد" وهو تصحيفٌ أو خطأٌ مطبعي. وأخرجه البزار في مسنده -كما في مختصر زوائد البزار لابن حجر (1/ 161) - من طريق سليمان بن بلال عن كثير بن زيدٍ به، وقال:"لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة رضي الله عنه إِلَّا هذا الإسناد". وقد أورد المصنِّف أسانيد أخرى عن أبي هريرة كما ترى!
فائدة الاستخراج:
زاد المصنِّف هذا الحديث على مسلم في الباب، وهذا من فوائد الاستخراج.
(12)
في (ك): "زاد" بدون واو العطف.
710 -
ز- حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا يعلى بن عبيد
(1)
، عن يحيى بن عبيد الله
(2)
،
⦗ص: 452⦘
عَن أبيهِ
(3)
، عن أبي هُريرَةَ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، بمثلِهِ
(4)
.
(1)
ابن أبي أمية الطنافسي الكوفي.
(2)
ابن عبد الله بن موهب القرشي التيمي المدني، ضعَّفه الأكثرون كشعبة، وابن عيينة، والقطان، وابن معين وقال:"لا يكتب حديثه"، وضعفه أبو بكر بن أبي شيبة، والإمام أحمد، وقال مسلم بن الحجاج:"ساقط، متروك الحديث"، وقال أبو حاتم:"ضعيف الحديث، منكر الحديث جدًّا" ونهى عن كتابة حديثه، وقال التّرمذيّ:"ضعيف عند أكثر أهل الحديث"، وضعفه النسائي، وقال مرّة:"متروك الحديث"، وقال الحاكم مرّة:"يضع الحديث"، ومرة قال:"ساقط بمرَّة". وذكره البخاريّ، والعقيلي، وابن عدي، وابن حبّان في الضعفاء.
ووثقه يحيى القطان أوَّلًا ثمّ تركه وقال: "ضعيف الحديث"، وقال الجوزجاني:"أبوه لا يعرف وأحاديثه مقاربة من حديث أهل الصدق"، وقال يعقوب بن سفيان:"لا بأس به إذا روى عنه ثقة".
وقال الذهبي في الكاشف: "ضعَّفوه، وتركه القطان بأخرة"، وقال في المغني:"هالك"، وذكره في الديوان وارتضى فيه قول أحمد وغيره:"ليس بثقة".
وقال ابن حجر: "متروك، وأفحش الحكم فرماه بالوضع".
فالاعتماد -إذن- على الأسانيد الأخرى الّتي ساقها المصنِّف عن أبي هريرة.
انظر: تاريخ الدوري (650)، سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص: 361)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (379، 489)، التاريخ الكبير للبخاري (8/ 295)، والضعفاء الصغير له (ص: 252)، أحوال الرجال للجوزجاني (ص: 233 - 234)، =
⦗ص: 452⦘
= المعرفة والتاريخ للفسوي (3/ 152)، سنن التّرمذيّ (4/ 326 ح 1929 و 715 ح 2601)، الضعفاء للعقيلي (4/ 415)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 168)، المجروحين لابن حبّان (3/ 121)، الكامل لابن عدي (7/ 2659)، الضعفاء والمتروكين للدارقطني (ص: 390)، سؤالات أبي مسعود السجزي للحكم (ص: 149، 182)، تهذيب الكمال للمزي (31/ 449)، الكاشف (371)، وديوان الضعفاء (ص: 436)، والمغني في الضعفاء للذهبي (740)، تهذيب التهذيب (11/ 220)، والتقريب لابن حجر (7599).
(3)
هو عبيد الله بن عبد الله بن موهب. قال عنه الشّافعيّ: "لا نعرفه"، وقال الإمام أحمد، والجوزجاني:"لا يُعرف"، وقال ابن القطان الفاسي:"مجهول".
ووثقه ابن حبّان وقال: إنّما وقع المناكير في حديثه من قِبَل ابنه يحيى".
وقال الذهبي في الديوان: "مجهول"، وقال ابن حجر:"مقبول" أي حيث يتابع، وقد توبع هنا في أسانيد المصنِّف، غير أن الراوي عنه هنا ابنه يحيى، وهو ممّن لا يتابع على حديثه، فالاعتماد على الأسانيد الأخرى، والحديث في أصله صحيح.
انظر: سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص: 361)، أحوال الرجال للجوزجاني (ص: 233 - 234)، الثقات لابن حبّان (5/ 72)، تهذيب الكمال للمزي (19/ 79)، ديوان الضعفاء (ص: 265)، تهذيب التهذيب (7/ 24)، والتقريب لابن حجر (4311).
(4)
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (9/ 251) من طريق محمّد بن أسلم عن يعلى بن عبيد عن يحيى بن عبيد الله، عن أبيه به، والإسناد ضعيفٌ لضعف يحيى بن عبيد الله.
فائدة الاستخراج:
زاد المصنِّف هذا الحديث على مسلم في الباب، وهذا من فوائد الاستخراج.
711 -
ز- حَدثنا محمّد بن إسماعيل المكي
(1)
، حدّثنا أبو حُذَيفة
(2)
، حدّثنا عكرمةُ بن عمار
(3)
، عن يحيى بن أبي كثير
(4)
، عن أبي سلَمَةَ
(5)
، عن أبي هُريرَةَ قال: سمعت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يَقْبلُ الله صَلاةً بِغَيرِ طَهُورٍ، وَلا صَدَقَةً مِن غُلُولٍ"
(6)
.
(1)
المعروف بالصائغ الكبير، أبو جعفر البغدادي، نزيل مكّة.
(2)
موسى بن مسعود النهدي البصري، متكلَّمٌ فيه كما سبق في ح (94)، وقد تابعه غسان بن عبيد الموصلي -وهو أضعف منه- عند ابن خزيمة كما سيأتي في التخريج.
(3)
العجلي، أبو عمار اليمامي، متكلَّمٌ فيه، وخاصة في روايته عن يحيى بن أبي كثير، وهو مدلِّسٌ وقد عنعن، انظر: ح (71).
(4)
الطائي مولاهم اليمامي.
(5)
ابن عبد الرّحمن بن عوف الزّهريّ.
(6)
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 8) من طريق غسان بن عبيد الموصلي عن عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير به، وقال في أثناء السند:"غريب الإسناد".
وغسانٌ بن عبيد هذا، ضعفه الإمام أحمد، وابن عدي، ووثقه ابن معين في رواية الدوري، وضعفه في رواية ابن الجنيد، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال الدارقطني:"صالح، ضعفه أحمد"، وذكر ابن عدي حديثه هذا في منكيره وقال:"وهذا لا أعلمه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم غير غسان بن عبيد، عن عكرمة بن عمار، وروي عن أبي حذيفة، عن عكرمة مرفوعًا أيضًا، وغيرهما أوقفوه على أبي هريرة، ولغسان بن عبيد غير ما ذكرت من الحديث، والضعف على حديثه بيِّنٌ".
انظر: تاريخ الدوري (469)، سؤالات ابن الجنيد (ص: 328)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (550)، الثقات لابن حبّان (1/ 9)، الكامل لابن عدي (6/ 2036)، ميزان الاعتدال للذهبي (3/ 334)، لسان الميزان لابن حجر (4/ 418). =
⦗ص: 454⦘
= فالإسناد ضعيف للكلام في أبي حذيفة، وعكرمة بن عمار مدلِّسٌ، وقد عنعن، وروايته عن يحيى فيها كلامٌ، فالاعتماد -إذن- على ما سبق من الأسانيد.
فائدة الاستخراج:
زاد المصنِّف هذا الحديث على مسلم في الباب، وهذا من فوائد الاستخراج.
712 -
ز- حدّثنا البِرْتِي القَاضي أبو العباس
(1)
، حدّثنا الحكم بن موسى
(2)
حدّثنا هِقْل
(3)
، عن هشام بن حَسَّانٍ
(4)
، عن ابن سيرين
(5)
، عن أبي هُريرَةَ قال: سمعت النَّبيَّ
(6)
صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لا يَقْبَلُ الله صَلاةً إِلَّا بِوُضُوءٍ، ولا صَدَقَةً مِن غُلُولٍ"
(7)
.
(1)
أحمد بن محمّد بن عيسى بن الأزهر البغدادي.
(2)
ابن أبي زهير شيرزاد البغدادي، أبو صالح القَنْطَري الزاهد.
(3)
بكسر أوله، وسكون القاف، ثمّ لام: ابن زياد بن عبيد الله السَّكسكي مولاهم، أبو عبد الله الدمشقي، كاتب الأوزاعي، وهِقْل لقبٌ غلب عليه، واسمه محمّد، وقيل: عبد الله.
انظر: تهذيب الكمال للمزي (30/ 292)، التقريب (7314).
(4)
الأزدي القُردُوسي، أبو عبد الله البصري.
(5)
في (ك): "محمد بن سيرين".
(6)
في (م): "رسول الله".
(7)
لم أجد من أخرجه من هذا الطريق، ولكن أخرجه عبد الرزّاق في المصنَّف (5/ 244)، عن هشام بن حسان، عن الحسن البصري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
وأسانيد حديث أبي هريرة الّتي ساقها المصنِّف لم يخل إسنادٌ منها من ضعيفٍ أو متكلَّمٍ فيه، عدا هذا الإسناد الأخير؛ فهو إسناد حسنٌ، الحكم بن موسى صدوق، وبقية رجاله ثقات، والحديث صحيح لغيره لشواهده الكثيرة كما تقدَّم بيانه في ح (708). =
⦗ص: 455⦘
= فائدة الاستخراج:
زاد المصنِّف هذا الحديث على مسلم في الباب، وهذا من فوائد الاستخراج.
713 -
ز- حدّثنا محمّد بن عبيد الله بن يزيد القَرْدُوَانِي
(1)
الحَرَّانِي، حدثني أبي
(2)
، حدثني سليمان بن أبي داود
(3)
،
⦗ص: 456⦘
عن مكحولٍ
(4)
، عَن رَجاء بن حيوة
(5)
، عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيّ،
⦗ص: 457⦘
أنَّ نَبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَقْبَلُ الله صَدَقةً مِن غُلُولٍ، ولا صَلاةً بغير طَهُورٍ"
(6)
.
(1)
القَرْدُوَاني -بفتح القاف، وسكون الراء، وضم الدال، وفتح الواو بعدها الألف وفي آخرها النون- نسبة إلى قَرْدُوَان، قاله السمعاني ولم يذكر ما هو قردوان هذا أهو اسم أم موضع أم غير ذلك، ولم أجد من ذكره، والله أعلم.
والمنسوب إليه هنا -شيخ المصنّف- هو: قاضي حرَّان، توفي سنة (268 هـ).
من شيوخ النسائي، ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال أبو أحمد الحكم:"ليس بالمتين عندهم" وقال أبو عروبة: "كان من عدول الحكام، ولم يكن يعرف الحديث، وكانت عنده كُتُبٌ ذكر أنه سمعها من أبيه، ولم يُدرك أحدًا في البلد كتب عن أبيه، ولا حدَّث عنه".
وقال الحافظ ابن حجر: "صدوقٌ، فيه لينٌ".
انظر: الثقات لابن حبّان (9/ 140)، الأنساب (10/ 92)، تهذيب الكمال (26/ 48)، تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث عام 261 - 280 / ص: 173)، التقريب (6112).
(2)
عبيد الله بن يزيد الحراني.
قال الذهبي: "ما عرفت عنه راويًا سوى ولده"، وقال ابن حجر:"مجهولٌ".
انظر: تهذيب الكمال للمزي (19/ 176)، ميزان الاعتدال للذهبي (3/ 18)، التقريب لابن حجر (4351).
(3)
الحراني الجزري، أبو أيوب، واسم أبي داود: سالم.
قال عنه الإمام أحمد: "ليس بشيء"، وقال البخاري:"منكر الحديث"، وقال أبو زرعة الرازي:"كان ليِّن الحديث"، وقال أبو حاتم:"ضعيف الحديث جدًّا"، وذكره الساجي، والأزدي في الضعفاء، وقال الأزدى:"منكر الحديث"، وقال ابن =
⦗ص: 456⦘
= حبّان: "منكر الحديث جدًّا، يروي عن الأثبات ما يخالف حديث الثقات؛ حتّى خرج عن حدِّ الاحتجاج به إِلَّا فيما وافق الأثبات من رواية ابنه عنه"، وقال أبو أحمد الحكم:"في حديثه بعض المناكير".
وقع في اللسان: سليمان بن داود، سقطت منها كلمة "أبي" وهو خطأ مطبعي.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (4/ 11)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 115)، المجروحين لابن حبّان (1/ 335)، ميزان الاعتدال للذهبي (206)، لسان الميزان لابن حجر (3/ 90).
(4)
الشامي، أبو عبد الله الدمشقي الفقيه، توفي سنة (112 هـ)، وقيل بعد ذلك.
وثقه أكثر الأئمة، وتفرَّد ابن سعد بحكاية تضعيف بعض أهل العلم له فقال:"وقال غيره من أهل العلم: كان يقول بالقدر، وكان ضعيفًا في حديثه وروايته".
ولعلّه ضُعِّف لكثرة إرساله عن بعض الصّحابة الذين لم يسمع منهم، أو لاتهامه بالقول في القدر، ورميه بالقدر لم يثبت عنه، قال الأوزاعي:"لم يبلغنا أن أحدًا من التابعين تكلم في القدر إِلَّا الحسن، ومكحول، فكشفنا عن ذلك فإذا هو باطل"، وقد ذكر الإمام أحمد في ذلك قصة تدلُّ على نفي قوله بالقدر، وقد وُصِفَ أيضًا بالتدليس، قال ابن حبّان:"ربما دلَّس".
وقال الذهبي: "هو صاحب تدليس"، وذكره ابن حجر في المرتبة الثّالثة من المدلسين، وقال في التقريب:"ثقة، فقيهٌ، كثير الإرسال، مشهور".
انظر: طبقات ابن سعد (7/ 453)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (3/ 280)، الثقات لابن حبّان (5/ 446)، تهذيب الكمال (28/ 464)، الميزان للذهبي (4/ 177)، تعريف أهل التقديس (ص: 113)، والتقريب لابن حجر (6875).
(5)
بن جرول الكِندي الشامي.
(6)
أخرجه البزار في المسند -كما في كشف الأستار للهيثمي 1/ 132 - ، والطبراني في الأوسط (7/ 75) من طريق محمّد بن عبيد الله بن يزيد الحراني القَردُواني عن أبيه به.
وهذا إسنادٌ ضعيف، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 227):"فيه عبيد الله بن يزيد القَرْدُواني لم يرو عنه غير ابنه محمّد".
وقد سبق في تراجم رجال الإسناد أنَّ محمدًا هذا متكلَّمٌ فيه، وأباه عبيد الله مجهول، وشيخه سليمان بن أبي داود ضعيفٌ جدًّا، ومكحول مدلِّسٌ وقد عنعن.
وأصل الحديث صحيح من غير هذا الطريق كما سبق، والله أعلم.
فائدة الاستخراج:
زاد المصنِّف هذا الحديث على مسلم في الباب، وهذا من فوائد الاستخراج.
714 -
ز- حَدثنا أحمد بن الهيثم
(1)
بِسُرَّمَرَّا، حدّثنا عبد الله بن عَمرو (الواقعي)
(2)
، حدّثنا
⦗ص: 458⦘
زهيرُ بن مُعاوية
(3)
، عن جَابر
(4)
، عن الشعبي،
⦗ص: 460⦘
عن مسروق
(5)
، عن عائشةَ قالت: سمِعتُ أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(6)
: "لا يَقبَلُ الله صدقةً من غُلُولٍ، ولا صَلاةً بغير طَهُورٍ، وَابْدَأْ بِمن تَعُول"
(7)
.
قال أبو عوانة: إلى هنا زدته
(8)
من عندي.
(1)
ابن خالد العسكري، أبو جعفر البزاز السامري، وثقه الدارقطني، ثمّ الذهبي، ولم أجد فيه قولًا آخر.
انظر: سؤالات الحكم للدارقطني (ص: 90)، تاريخ بغداد للخطيب (5/ 192)، تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 261 - 280 / ص: 288).
(2)
الواقعي: بقاف وعين مهملة مكسورة، كما في "التوضيح" لابن ناصر الدين، ووقع في الأصل و (م):"الواقفي"، وهو: بفتح الواو، كسر القاف والفاء بعده، نسبة إلى بطنٍ من الأوس من الأنصار، يقال لهم: بنو واقف، وما أثبتُّ من (ك) وهو الصواب الموافق لمصادر الترجمة، ولم أجد بيان هذه النسبة إلى أي شيء.
وعبد الله بن عمرو هو: ابن حسان الواقعي البصري. =
⦗ص: 458⦘
= قال عنه علي بن المدني: "يضع الحديث"، وقال أبو حاتم:"ليس بشيء، ضعيف الحديث، كان لا يصدق"، وذكره العقيلي، وابن عدي في الضعفاء، وقال ابن عدي:"له أحاديث كلها مقلوبات، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق".
وكذَّبه الدارقطني، وذكره برهان الدين الحلبي فيمن رمى بوضع الحديث، وقال ابن عراق الكناني:"كذاب، يضع الحديث".
انظر: الضعفاء للعقيلي (284)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 119)، الكامل لابن عدي (4/ 1569)، الضعفاء والمتروكين للدارقطني (ص: 264)، الإكمال لابن ماكولا (7/ 398)، الأنساب للسمعاني (1212)، الميزان للذهبي (468)، الكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي (ص: 155)، توضيح المشتبه لابن ناصر الدين (9/ 165)، لسان الميزان لابن حجر (3/ 320)، تنزيه الشّريعة لابن عراق الكناني (1/ 74).
(3)
بن حُدَيج الجعفي الكوفي.
(4)
ابن يزيد بن الحارث الجعفي الكوفي، توفي سنة (127 هـ)، أو في الّتي بعدها.
كذبه من الأئمة: أيوب السختياني، وأبو حنيفة، وزائدة بن قدامة، وسعيد بن جبير، وابن معين في رواية وقال:"كان يؤمن بالرجعة"، وكذبه أيضًا الجوزجاني، وابن الجارود.
وتركه يحيى القطان وعبد الرّحمن بن مهدي بأخرة، وقال الواقدي:"كان ضعيفًا جدًّا في رأيه وحديثه"، وقال ابن معين مرّة:"ليس بشيء"، ومرة قال:"لا يكتب حديثه ولا كرامة".
وقال أبو زرعة: "لين"، وقال أبو حاتم:"يكتب حديثه للاعتبار، ولا يحتجُّ به".
وذكره البخاريّ، والنسائي -وقال:"متروك"-، والعقيلي، وابن عدي، والدارقطني في الضعفاء، وقال الدارقطني:"إن اعتبر له بحديثٍ يُعدُّ حديثًا صالحًا؛ إن كان عن الأئمة". =
⦗ص: 459⦘
= وقال ابن عدي: "ولجابر حديث صالح، وقد روى عنه الثّوريّ الكثير، وحدَّث عنه زهير، وشريك، وسفيان، وأهل الكوفة وغرهم، وقد احتمله الناس ورروا غط، وعامة ما قَرِفوه أنه كان يؤمن بالرجعة، وقد حدَّث عنه الثّوريّ مقدار خمسين حديثًا، ولم يتخلَّف أحدٌ في الرِّواية عنه، ولم أر له أحاديث جاوز المقدار في الإنكار، وهو مع هذا كله [إلى الضعف] أقرب منه إلى الصدق". وذكره ابن حبّان في المجروحين، واعتذر لرواية الثّوريّ، وشعبة عنه هناك بأن الثّوريّ ليس من مذهبه ترك الرِّواية عن الضعفاء بل كان يؤدِّي الحديث على ما سمع، وأمّا شعبة فقد رأى عنده أشياء لم يصبر عنها فكتبها ليعرفها.
وقد أحسن به الظنَّ آخرون فقال عنه شعبة: "صدوق في الحديث"، وقال الثّوريّ:"ما رأيت أورع من جابر في الحديث"، وكان -مع هذا- لا يقبل عنعنته.
وقال شريك القاضي: "العدل الرضى"، وقال زهير بن معاوية:"كان جابر إذا قال: سمعت أو سألت فهو من أوثق النَّاس"، ووثقه وكيع أيضًا.
وقال الذهبي: "من أكبر علماء الشيعة، وثقه شعبة فشذَّ"، وعلى ضوء ما سبق من النقل نجد أنه لم يشذَّ. وقال ابن حجر:"ضعيفٌ، رافضي"، وهو الصواب في أمره إن شاء الله تعالى.
وهو مدلِّس أيضًا ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الخامسة من المدلسين، وقد وقع في الطبعة الّتي بتحقيق د: عبد الغفار البنداري ومحمد أحمد عبد العزيز: "حسان بن يزيد الجعفي"، وحقَّق الشّيخ عاصم القريوتي في تحقيقه للكتاب (ص: 53) أنه: جابر بن يزيد الجعفي، وهو الصواب إن شاء الله تعالى، وقد ذكره قبل ابن حجر: الحافظ أبو محمّد المقدسي في قصيدته المشهورة في المدلسين.
انظر: طبقات ابن سعد (6/ 345)، تاريخ الدوري (76)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (214، 292، 323، 433، 459، 502) و (3/ 158)، الضعفاء الصغير =
⦗ص: 460⦘
= للبخاري (ص: 52)، أحوال الرجال للجوزجاني (ص: 55)، مقدمة صحيح مسلم (1/ 345 بشرح النووي)، الضعفاء للنسائي (ص: 71)، الضعفاء للعقيلي (1/ 191)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (497)، المجروحين لابن حبّان (208)، الكامل لابن عدي (537)، الضعفاء للدارقطني (ص: 168)، تهذيب الكمال للمزي (4/ 465)، الكاشف (1/ 288)، والميزان للذهبي (1/ 379)، شرح قصيدة أبي محمود المقدسي في المدلسين (ص: 50)، تهذيب التهذيب (43)، وتعريف أهل التقديس (ص: 140) والتقريب لابن حجر (878).
(5)
ابن الأجدع بن مالك الهَمْدَاني الكوفي.
(6)
هنا ينتهى السقط في نسخة (ط) والمشار إليه في ح (709).
(7)
أخرجه العقيلي في الضعفاء (284) عن إبراهيم بن محمّد، عن عبد الله بن عمرو الواقعي، عن زهير بن معاوية به، ثمّ قال:"لا يتابع عليه بهذا الإسناد من جهةٍ تثبت".
وهذا الإسناد ضعيفٌ جدًّا -إن لم يكن موضوعًا- ففيه عبد الله بن عمرو الواقعي، وجابر الجعفي وهما مشهوران بالضعف، بل قد اتُّهِمَا بالكذب، ومتن الحديث صحيح من غير حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه كما سبق.
فائدة الاستخراج:
زاد المصنِّف هذا الحديث على مسلم في الباب، وهذا من فوائد الاستخراج.
(8)
في (ط) و (ك): "زدت".
715 -
حدّثنا علي بن حرب [الطائي]
(1)
، حدّثنا أبو عامر العَقَديُّ
(2)
، والقَاسم بن يزيد [يعني: الجرمي]
(3)
، وأبو داودَ
(4)
كلهم عن سفيان
(5)
، عن علقمة بن مَرْثَد
(6)
، عن ابن بُرَيدةَ
(7)
، عن أبيهِ قال: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ لكلِّ صَلاةٍ حتّى كان عام الفتح فَصَلى الصلوات بوضُوءٍ وَاحدٍ
(8)
.
(1)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(2)
عبد الملك بن عمرو القيسي البصري.
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وهو: أيو يزيد الجرمي الموصلي.
(4)
الحَفَري، عمر بن سعد بن عبيد الكوفي.
(5)
ابن سعيد بن مسروق الثّوريّ.
(6)
الحضرمي، أبو الحارث الكوفي.
(7)
سليمان بن بُريدة بن الحُصَيب الأسلمي المروزي.
(8)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب جواز الصلوات كلها بوضوءٍ واحد (1/ 232 ح 86) من طريق عبد الله بن نمير، ويحيى القطان كلاهما عن سفيان الثّوريّ، عن علقمة به.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 41) من طريق أبي عامر العقدي عن الثّوريّ به.
716 -
حدثَنا أبو العباس الغَزِّي
(1)
، حدّثنا الفريابي
(2)
، حدّثنا سفيان [الثوري]
(3)
، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بُرَيدَةَ، عَن أبيه
⦗ص: 462⦘
قال: صلّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الصَلواتِ كُلَّها يومَ فتح مكّة بِوُضُوءٍ واحدٍ وَمَسحَ على خُفَّيهِ، فقال له عُمرُ رضي الله عنه
(4)
: إنّي رَأَيتك اليومَ صَنَعْتَ شيئًا لم تكن تَصْنَعُهُ، فأقبلَ إليهِ فقال:"عَمْدًا فَعَلْتُهُ يا عمر"
(5)
.
(1)
عبد الله بن محمّد بن عمرو بن الجراح الأزدي.
(2)
محمّد بن يوسف بن واقد الضبِّي مولاهم.
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(4)
عبارة الترضي ليست في (ط) و (ك).
(5)
لم أجد من أخرجه من طريق الفريابي عن الثّوري.
717 -
حَدثَنا الأحمسي
(1)
، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان بإسنادِهِ: لما كان يوم فتح مكّة تَوضَّأَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَسح على خُفَّيه، فقال له عمر: يا رسول الله! لقد رأيتك اليوم صَنَعْتَ شيئًا لم تكن تَصْنَعُهُ
(2)
، قال:"عَمْدًا صَنَعْتُهُ يا عمر"
(3)
.
(1)
محمّد بن إسماعيل بن سمرة الكوفي، أبو جعفر السَّرَّاج.
(2)
في (ط) و (ك): "لم تكن صنعته".
(3)
أخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 351) عن وكيعٍ، عن الثّوريّ، عن علقمة به.
718 -
[حدثنا أبو عبيد الله العسكري
(1)
، حدّثنا أبو بكر الحنفي
(2)
، حدّثنا سفيان، عن علقمة بمثل حديث وكيع:"صنعته يا عمر"]
(3)
.
(1)
لم أتمكن من معرفته، وقد سبق في حديث (138).
(2)
عبد الكبير بن عبد المجيد البصري سبق أيضًا في ح (258).
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، والحديث لم أجد من أخرجه من هذا الطريق.
ولم يذكر الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- أسانيد المصنِّف في "الإتحاف" =
⦗ص: 463⦘
= (551) مع ذكره لأسانيد الآخرين الذين هم على شرط الكتاب!
719 -
حدثَنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا سفيان
(1)
، عن الزّهريِّ، عن عَبَّاد بن تَميمٍ
(2)
، عن عَمِّهِ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن الرَّجُلِ يُخَيَّلُ إِليهِ أَنَّه يَجدُ الشَّيءَ في الصّلاةِ، فقال:"لا يَنْصَرفْ حتّى يَسْمَعَ صَوتًا أو يَجِدَ رِيحًا"
(3)
.
(1)
ابن عيينة، ويونس بن عبد الأعلى لا يروي عن الثّوريّ.
(2)
ابن غَزِيَّة الأنصاري المازني المدني، وعمُّه هو: عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري الصحابي.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء- باب لا يتوضأ من الشك حتّى يستيقن (الفتح 1/ 285 ح 137) عن علي بن المديني، عن ابن عيينة، عن الزهري عن عباد بن تميم وسعيد بن المسيَّب كلاهما عن عبد الله بن زيدٍ به. وأخرجه في باب من لم ير الوضوء إِلَّا من المخرجين
…
(الفتح 1/ 339 ح 177) عن أبي الوليد الطيالسي.
وأخرجه أيضًا في كتاب البيوع -باب من لم ير الوساوس ونحوها من الشبهات (الفتح 4/ 345 ح 2056) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين كلاهما عن ابن عيينة، عن الزهري عن عباد بن تميم -وحده كما ساقه المصنِّف- عن عبد الله بن زيد به.
وأخرجه مسلم في كتاب الحيض -باب الدّليل على أن من تيقن الطّهارة ثمّ شك في الحدث فله أن يصلّي بطهارته تلك (1/ 276 ح 98) عن زهير بن حرب، وعمرو الناقد، وأبي بكر بن أبي شيبة ثلاثتهم عن ابن عيينة، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيَّب، وعباد بن تميم كلاهما عن عبد الله بن زيدٍ به.
فائدة الاستخراج:
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في الطّهارة وهو أظهر.
720 -
حَدثَنا الربيع بن سليمان
(1)
، أخبرنا الشّافعيُّ
(2)
، أخبرنا سفيان بإسنادِهِ عن عَمِّهِ عبد الله بن زيدٍ شكا
(3)
إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: الرَّجُلُ
(4)
يُخَيَّلُ إليه في الصَّلاةِ، فقال:"لا تَنْفَتِلْ حتّى تَسْمَعَ صَوتًا أَو تَجِدَ رِيحًا"
(5)
.
(1)
ابن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري.
(2)
والحديث في مسنده (ص: 11).
(3)
في (ط) و (ك): "أنه شكا".
(4)
كلمة "الرَّجل" سقطت من (م).
(5)
الحديث في الصحيحين من طرق عن ابن عيينة كما سبق في الّذي قبله.
فائدة الاستخراج:
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، وأخرجه المصنِّف في الطّهارة وهو أظهر.
وفي (ط): "يسمع" بدل "تسمع"، وبهامشه في هذا الموضع بلاغ قراءة غير واضح.
بَابُ
(1)
بَيَانِ وُضُوءِ رَسُولِ الله
(2)
صلى الله عليه وسلم، وَأنَّ أَتَمَّ الوُضُوءِ وَأسْبَغَهُ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَبَيَانِ الابْتِداءِ بِغَسْل الكَفَّينِ ثَلاثًا قَبْلَ إِدْخَالِهِمَا في وَضوئِهِ، وَإِبَاحَةِ الوُضُوءِ مِن الإِنَاءِ
(1)
كلمة "باب" لم ترد في (ط) و (ك).
(2)
في (ط) و (ك): "النبي".
721 -
حَدثنا يُونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس
(1)
، عن ابن شهابٍ، عن عطاء بن يزيدَ الليثي أخبره، أنَّ حُمْرَانَ مَولى عثمان أخبره، أنَّ عثمان بن عفانٍ دَعا يومًا بِوَضُوءٍ فَتَوضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيهِ ثلاث مراتٍ، ثمّ مَضْمَضَ واسْتَنْثَرَ، ثمّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثلاثَ مَرَّاتٍ، ثمّ غَسَلَ يَدَه اليُمنَى إلى المِرْفَقِ ثَلاثَ مراتٍ، ثمّ غَسَلَ يَدَه اليُسْرَى مثل ذلك، ثمّ مَسَحَ بِرَأسِهِ، ثمّ غَسَلَ رِجْلَهُ اليُمنَى إلى الكَعْبَينِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثمّ غَسَلَ اليُسْرَى مثلَ ذلك، ثمّ قَالَ: قالَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأَ مِثلَ وُضُوئِي هَذا ثم قَامَ فَرَكَعَ رَكعتينِ لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"
(2)
.
⦗ص: 466⦘
قال ابن شهاب: وكانَ علماؤنا يقولونَ: هذا الوضوء أَسْبَغُ ما يُتَوَضَّأُ بِهِ أحَدٌ للصلاةِ.
(1)
ابن يزيد بن أبي النجاد الأيلي.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب صفة الوضوء كماله (1/ 204 ح 3) عن أبي الطّاهر أحمد بن عمرو بن سرح، وحرملة بن يحيى كلاهما عن ابن وهب، عن يونس، عن الزّهريّ به.
722 -
حدّثنا يزيدُ بن سِنَانٍ
(1)
، حدّثنا أبو داود
(2)
، ح
وحدثنا الزَّعْفَرَاني
(3)
، والصاغاني قالا: حدّثنا سليمان بن داودَ الهاشمي
(4)
قالا: حدّثنا إبراهيم بن سعد
(5)
، حدّثنا ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد، عن حُمْرَانَ مَولى عثمان أنه رَأى عُثمانَ دَعَا بإنَاءٍ فَأَفْرَغَ على كَفَّيهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثمّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ في الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، ثمّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَ مَراتٍ، وَيَدَيهِ إِلى المِرْفَقَينِ ثَلاثَ مَراتٍ، ثمّ مَسَحَ رَأْسَهُ، ثمّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ إلى الكَعْبَينِ ثَلاثَ مَراتٍ، ثمّ قالَ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثمّ صَلَّى رَكعَتَينِ لا يُحَدِّث نَفْسَهُ فيهما بشَيءٍ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"
(6)
.
(1)
ابن يزيد بن الذَّيَّال القرشي الأموي مولاهم، أبو خالد القزاز البصري.
(2)
الطيالسي، سليمان بن داود بن الجارود، ولم أجد الحديث في مسنده.
(3)
الحسن بن محمّد بن الصَّبَّاح البغدادي، أبو علي.
(4)
سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبد الله بن عبّاس القرشي، أبو أيوب.
(5)
ابن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف الزّهريّ المدني، نزيل بغداد.
(6)
أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الوضوء -باب الوضوء ثلاثًا ثلاثًا (الفتح 1/ 311 ح 159) عن عبد العزيز الأويسي.
وأخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب صفة الوضوء كماله (1/ 204 ح 3) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد كلاهما عن إبراهيم بن سعد عن الزّهريّ به.
723 -
حدّثنا محمّد بن إسحاق بن الصَّبَّاح الصَنْعَاني
(1)
، والسُّلَمي قالا: حدّثنا عبد الرزّاق
(2)
، أخبرنا معمر، عن الزّهريّ، عن عطاء بن يزيدَ الليثي أن حُمْرَانَ مولى عثمان قال: رَأيتُ عثمان بن عفان رضي الله عنه تَوَضَّأ فَأفْرَغَ على يَدَيهِ ثَلاثًا فَغَسَلَهُما، ثُمْ مَضْمَضَ. ثمّ ذكر مثل
(3)
حديث يونس إلى قوله: مِن ذَنْبِهِ
(4)
.
(1)
بهامش (ط): "الصغاني ص" كأنها كذلك في النسخة التي رمز لها بـ: ص.
لم أجد له ترجمة بهذه النسبة، وانظر ما سبق في (445).
(2)
والحديث في مصنَّفه (1/ 44).
(3)
في (ط) و (ك): "بمثل".
(4)
أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الصوم -باب سواك الرطب واليابس للصائم (الفتح 4/ 187 ح 1934) عن عبدان، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزّهريّ به.
وأخرجه أبو داود في سننه -كتاب الطّهارة -باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم (1/ 26 ح 106) عن الحسن بن علي الحلواني، عن عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري به.
724 -
حدّثنا الجُعْفي أبو بكرٍ
(1)
، حدّثنا عثمان بن سعيد بن كثير
(2)
، ح
وحدثنا أبو أمية، حدّثنا أبو اليمان
(3)
قالا: حدّثنا شُعَيبٌ
(4)
، عن
⦗ص: 468⦘
الزّهريِّ بإسنادِهِ نَحْوَهُ
(5)
.
(1)
في (ط) و (ك)"أبو بكر الجعفي"، وهو: محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن بن علي الكوفي، المعروف بـ "ابن أخي حسين الجعفي"، انظر: ح (272).
(2)
ابن دينار القرشي الأموي مولاهم، أبو عمرو الحمصي.
(3)
الحكم بن نافع البهراني.
(4)
ابن أبي حمزة دينار الأموي مولاهم، أبو بشر الحمصي.
(5)
سقط هذان الإسنادان من (م).
والحديث أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الوضوء -باب المضمضة في الوضوء (الفتح 1/ 320 ح 164) عن أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزّهريّ به.
وأخرجه ابن حبّان في صحيحه (199) من طريق عمرو بن عثمان بن سعيد، عن عثمان بن سعيد، عن شعيب، عن الزّهريّ به.
725 -
حدّثنا أبو بكر الجُعْفي
(1)
، حدّثنا الحسين الجعفي
(2)
، ح
وحدثنا الزَّعْفَرَاني
(3)
، حدّثنا كثير بن هشامٍ
(4)
كلاهما قالا: حدّثنا جَعفر بن بُرْقَان
(5)
، عن الزّهريّ بإسنادِهِ نَحْوَهُ
(6)
.
(1)
في (م): "الجعفي" فقط بدون ذكر كنيته، وقد سبق في الإسناد الماضي.
(2)
الحسين بن علي بن الوليد الجعفي مولاهم.
(3)
الحسن بن محمّد بن الصَّبَّاح البغدادي، أبو علي.
(4)
الكِلابي، أبو سهل الرَّقَي، نزيل بغداد.
(5)
الكِلأبي مولاهم، أبو عبد الله الرَّقي، تُكلِّم في حديثه عن الزّهريّ خاصّة، كما سبق في ترجمته: ح (306).
(6)
مقتضى قول المصنِّف: "عن الزّهريّ بإسناده نحوه" أن جعفر بن بُرقان رواه عن الزّهريّ كرواية الجماعة الذين رووه عن الزّهريّ في الأسانيد الماضية، أي: عن الزّهريّ، عن عطاء، عن حمران، عن عثمان به.
وقد أخرج ابن أبي شيبة الحديث مختصرًا في المصنِّف (1/ 15) من طريق جعفر بن بُرقان، عن الزّهريّ، عن حمران بدون ذكر عطاء بن يزيد في الإسناد.
وهذا هو المعروف في رواية جعفر بن بُرقان فقد خالف فيه جماعة الرواة عن الزّهريّ =
⦗ص: 469⦘
= بإسقاط عطاء من الإسناد، وسئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: "هو حديثُ يرويه الزّهريُّ، واختلف عنه فرواه يونس، ومعمر، وشعيب بن أبي حمزة، وابن جريج، وإبراهيم بن سعد، ومعاوية بن يحيى عن الزّهريّ، عن عطاء [بن] يزيد الليثي، عن حمران، عن عثمان.
ورواه جعفر بن بُرقان، عن الزّهريّ، عن حمران، أسقط من الإسناد عطاء بن يزيد، وكان جعفر بن بُرقان أميًّا، في حفظه بعض الوهم، وخاصة في أحاديثه عن الزّهريّ، والقول قول يونس ومن تابعه عن الزّهريّ عن عطاء بن يزيد". العلل للدارقطني (3/ 20).
ولا أدري هل قصرت عبارة المصنِّف عن الإشارة إلى ذلك، أو أنه يعني بقوله:"بإسناده نحوه" أي: بإسناد جعفر بن برقان المعروف الّذي يسقط فيه ذكر عطاء، أو أنه وقع في رواية المصنِّف هكذا بذكر عطاء في الإسناد، ويكون توجيهه حينئذٍ أن جعفر بن بُرقان كان يهم فيه أحيانًا فيسقط عطاء، وأحيانًا أخرى يرويه على الصواب، والله أعلم.
726 -
حدّثنا ابن أبي رَجاء
(1)
، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان
(2)
، عن أبي النَّضْر
(3)
، عن أبي أنسٍ
(4)
، أنَّ عثمان توضأ بالمقَاعِدِ ثمَّ قال: ألَّا أُرِيكم وُضُوءَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ثمّ تَوَضَّأ ثَلاثًا ثَلاثًا.
قال سفيان: قال أبو النَّضْر، عن أبي أنسٍ: وعندَهُ رِجَالٌ مِن
⦗ص: 470⦘
أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقالَ: أَلَيسَ هَكَذَا رَأَيتُمْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأ؟ قَالوا: نَعَم
(5)
.
(1)
أحمد بن محمّد بن عبيد الله بن أبي رجاء المصيصي الثغري.
(2)
هو الثّوريّ، وانظر: السير للذهبي (7/ 466).
(3)
سالم بن أبي أمية القرشي التيمي مولاهم المدني.
(4)
مالك بن أبي عامر الأصبحي المدني، جد الإمام مالك صاحب المذهب.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب فضل الوضوء والصلاة عقبه (1/ 207 ح 9) عن قتيبة بن سعيد، وأبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب كلهم عن وكيع عن سفيان به.
بَابُ بَيَان
(1)
إِبَاحَةِ الوُضُوءِ مَرَّتَينِ مَرَّتَينِ وَبَيَانِ إِبَاحَةِ المَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ بِغَرْفَةٍ وَاحدةٍ، وَبَيَانِ الوُضُوءِ مِن (التَّورِ)
(2)
(1)
كلمة "بيان" ليست في (ط) و (ك).
(2)
في الأصل و (م): "النوم" بدل "التور"، وأثبتُّ ما في (ط) و (ك) لأن أحاديث الباب تؤيده حيث ذكر فيها الوضوء من التور، ولا ذكر فيها للوضوء من النوم.
وبهامش (ط) تتمّة لترجمة الباب نصه: "والدّليل على إباحة الوضوء بالماء المستعمل"، وكلمة "المستعمل" ليست واضحة في المصورة واجتهدت في قراءتها هكذا، والله أعلم.
727 -
حدّثنا الربيع بن سليمان
(1)
، أخبرنا الشّافعيّ
(2)
، أخبرنا مالك
(3)
، عن عَمرو بن يحيى المازني، عَنْ أبيهِ
(4)
انَه قال لعبد الله بن زيد الأنصاري: هل تستطيعُ أن تُرِيَني كيفَ كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟ فقال عبد الله بن زيد: نَعَم فدَعَا بِوَضُوءٍ فَأَفْرَغَ على يَدِه فَغَسَلَ يدَهُ مرتينِ ومَضْمَضَ واسْتَنْثَرَ
(5)
ثَلاثًا، ثمّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، ثمّ غَسَلَ يَدَيهِ مَرتينِ
(6)
إلى المِرْفَقَينِ، ثمّ مَسَحَ رَأسهُ بِيَدَيهِ فَأقْبَلَ بِهما وَأدْبَرَ، بَدَأَ
⦗ص: 472⦘
بِمُقَدَّمِ رَأسِهِ ثمّ ذَهَبَ بهما إلى قَفَاهُ
(7)
ثمّ رَدَّهُمَا إلى المَوْضِعِ الّذي بَدَأَ منه
(8)
، ثمّ غَسَلَ رِجْلَيهِ
(9)
.
(1)
في (ط) و (ك): "الربيع" فقط لم يذكر اسم أبيه، وهو المرادي مولاهم المصري.
(2)
والحديث في مسنده (ص: 16).
(3)
الموطَّأ -كتاب الطّهارة- باب العمل في الوضوء (1/ 18 ح 1).
(4)
يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري المازني المدني.
(5)
في (م): "وتمضمض واستنشق".
(6)
في (ط) و (ك) تكررت كلمة "مرَّتين".
(7)
في (م): "من القفاه" وهو تصحيف.
(8)
في (م): "يدانيه" بدل "بدأ منه" وهو تصحيف.
(9)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوضوء- باب مسح الرّأس كلِّه (الفتح 1/ 347 ح 185) عن عبد الله بن يوسف.
وأخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم (1/ 211 ح 18) من طريق معن بن عيسى كلاهما عن مالك عن عمرو بن يحيى المازني به.
وأخرجه ابن ماجه في سننه -كتاب الطّهارة -باب ما جاء في مسح الرّأس (1/ 149 ح 434) عن الربيع بن سليمان وحرملة بن يحيى كلاهما عن الشّافعيّ، عن مالك، عن عمرو المازني به.
فائدة الاستخراج:
1 -
بيَّن المصنِّف نسبة عمرو بن يحيى المازني، ولم ترد نسبته عند مسلم.
2 -
أحال مسلم بلفظ الحديث ولم يذكره كاملًا، فبيَّن المصنِّف لفظ هذه الرِّواية.
728 -
حدّثنا يونس بن عبد الأعلى
(1)
، أخبرنا ابن وهب، أخبرنيِ يحيى بن عبد الله بن سالم
(2)
، ومالك، عن عَمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّهُ صَبَّ على يَدَيْهِ مِن الإِنَاءِ فَغَسَلَهُمَا، وأنَّهُ مَضْمَضَ واسْتَنْثَرَ ثلاثًا ثلاثًا
(3)
، وأنَّهُ أَخَذَ
⦗ص: 473⦘
بِيَدَيهِ مَاءً فَبَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأسِهِ ثمّ ذَهَبَ بِيَدَيهِ إلى مُؤَخَّرِ الرَّأسِ ثمّ رَدَّهُما إلى مُقَدَّمِهِ
(4)
.
وَقال مالك
(5)
: أَحْسَنُ ما سمعتُ في ذلك عندي وَأَعَمُّه في مسح الرّأس هذا، وقال لي عبد العزيز بن أبي سلمة
(6)
: ذلك أحسنُ المسحِ عندَنا.
(1)
في (ط) و (ك): "يونس" فقط، بدون ذكر اسم أبيه، وهو: ابن ميسرة الصدفي المصري.
(2)
ابن عبد الله بن عمر بن الخطّاب القرشي العدوي، أبو عبد الله المدني.
(3)
لم تتكرر كلمة "ثلاثًا" في (م).
(4)
أخرجه ابن الجارود في المنتقى (ص: 30) عن بحر بن نصر، عن ابن وهب عن مالك ويحيى بن عبد الله بن سالم كلاهما عن عمرو بن يحيى المازني به.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 88) من طريق ابن وهب عن مالك -وحده- عن عمرو بن يحيى المازني به.
(5)
في (ط) و (ك): "قال مالك" بدون واو العطف.
(6)
هو: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وقد أخرج البخاريّ الحديث من طريقه عن عمرو بن يحيى المازني به، انظر: الصّحيح -كتاب الوضوء- باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة (الفتح 1/ 361 ح 197).
729 -
حَدثنا أبو أُمَيَّة، حدّثنا خالد بن مَخْلَدٍ
(1)
، حدّثنا سليمان
(2)
، حَدثني عَمرو بن يحيى، عن أبيهِ
…
وذكر الحديثَ نحوَهَ، وقَالَ: غَسَلَ يَدَيهِ
(3)
ثلاثًا، وَقال: هكذا رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ
(4)
.
(1)
القَطَوَاني، أبو الهيثم البجلي مولاهم، متكلَّمٌ فيه، انظر: ح (236)، والحديث في الصحيحين من طريقه.
(2)
ابن بلال التيمي مولاهم المدني.
(3)
في (م): "يده".
(4)
أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الوضوء- باب الوضوء من التور (الفتح =
⦗ص: 474⦘
= 1/ 363 ح 199) عن خالد بن مخلد.
وأخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم (1/ 211 ح 18) عن القاسم بن زكريا، عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى المازني به.
730 -
حَدثنا أبو داود السِّجْزي
(1)
، حدّثنا مُسَدَّد، حدّثنا خالد
(2)
، عن عَمرو بن يحيى، عن أبيهِ، عَن عبد الله بن زيد بن عاصم.
وَذكر الحديثَ قال: فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِن كَفٍّ وَاحدٍ، يفعلُ ذلك ثَلاثًا
(3)
.
حديثُ خالدٍ تمامٌ.
(1)
سليمان بن الأشعث، صاحب السنن، والحديث في سننه -كتاب الطّهارة- باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم (1/ 30 ح 119).
(2)
ابن عبد الله بن عبد الرّحمن الطحان المزني مولاهم الواسطي.
(3)
أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الوضوء -باب من مضمض واستنشق من غرفة واحدة (الفتح 1/ 355 ح 191) عن مسدد، عن خالد الواسطي، عن عمرو بن يحيى به.
وأخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم (1/ 210 ح 18) عن محمّد بن الصبَّاح، عن خالد الواسطي، عن عمرو بن يحيى به تامًّا، ولعلَّ المصنِّف أشار بقوله:"حديث خالد تمام" أي عند صاحب الأصل، والله أعلم.
731 -
حدثَنا أبو أمية، حدّثنا أحمد بن أسدّ بن مالك بن مِغْوَلِ
(1)
، أخبرنا
⦗ص: 475⦘
خالد
(2)
، عن عَمرو بن يحيى، عن أبيه، عَن عبد الله بن زيد أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأ فَاسْتَنْشَقَ وَمَضْمَضَ مِن غَرْفَةٍ وَاحدةٍ
(3)
.
(1)
كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التّرجمة: أحمد بن أسدّ بن عاصم بن مِغوَل، وهو ابن =
⦗ص: 475⦘
= بنت مالك بن مِغوَل، فالصواب في الإسناد أن يكون: أحمد بن أسد بن عاصم، أو أحمد بن أسد ابن بنت مالك بن مِغول، والله أعلم. وهو: أبو عاصم البجلي الكوفي، توفي سنة (229 هـ).
ذكره البخاريّ وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا، وذكره ابن حبّان في الثقات، ولم أجد فيه قولًا آخر، وقد تابعه مسدد -في الإسناد الماضي- ومحمد بن الصبَّاح عند مسلم كما سبق في تخريج الإسناد الماضي.
انظر: طبقات ابن سعد (6/ 413)، التاريخ الكبير للبخاري (5)، الكنى والأسماء للإمام مسلم (1/ 608)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (41)، الثقات لابن حبّان (8/ 19)، موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب (1/ 431 - 432)، تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 231 - 240 / ص: 32).
(2)
هو الواسطي الّذي في الإسناد السابق.
(3)
لم أجد من أخرجه من طريق أحمد بن أسد عن خالد الواسطي.
732 -
حدّثنا يوسف القاضي
(1)
، حدّثنا سليمان بن حرب
(2)
، حدّثنا وُهَيبٌ
(3)
، حدّثنا عَمرو بن يحيى، عن أبيهِ قال
(4)
: شَهِدْتُ عَمرو بن أبي حَسَنٍ سَأَلَ عبد الله بن زيدٍ عَن وُضُوءِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَدَعَا بِتَورٍ
⦗ص: 476⦘
فَتَوَضَّأَ لهم، فَأَكْفَأَ على يَدَيهِ ثَلاثَ مَراتٍ
(5)
مِن التَّوْرِ فَغَسَلَ يَدَيهِ، ثمّ أَدْخَلَ يَدَهُ في الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ واستَنْثَرَ مِن ثَلاثِ غَرفَاتٍ.
قال
(6)
أيضًا: وَمَسَحَ برأسِهِ فَأَقْبَلَ بِيَدَيهِ وَأَدْبَرَ ثمّ أدخلَ يَدَهُ في الإِناءِ فَغَسَلَ رِجْلَيهِ إلى الكَعْبَينِ
(7)
(8)
.
ورواه
(9)
ابن عيينةَ، عَن عَمرو، قال
(10)
فيه: وَغَسَلَ يَدَيهِ مَرتينِ مَرتينِ
(11)
.
(1)
يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي مولاهم البصري.
(2)
ابن بَجِيل الأزدي الواشحي، أبو أيوب البصري، قاضي مكّة.
(3)
ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم، أبو بكر البصري.
(4)
كلمة "قال" ليست في (ط) و (ك).
(5)
في (م): "ثلاثًا" بدل: "ثلاث مرات".
(6)
في (ط) و (ك): "وقال".
(7)
في (ك): "في الكعبين".
(8)
أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الوضوء -باب غسل الرجلين إلى الكعبين (الفتح 1/ 352 ح 186) عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب، عن عمرو بن يحيى المازني به.
وأخرجه أيضًا في باب مسح الرّأس مرّة (الفتح 1/ 356 ح 192) عن سليمان بن حرب عن وهيب، عن عمرو بن يحيى به.
وأخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم (1/ 211 ح 18) من طريق بهز عن وهيب، عن عمرو بن يحيى به.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 50) من طريق يوسف القاضي -شيخ المصنِّف- عن سليمان بن حربٍ، عن وهيب به.
(9)
في (ط) و (ك): "رواه" بدون واو العطف.
(10)
في (ط) و (ك): "وقال".
(11)
وصله التّرمذيّ في السنن -كتاب الطّهارة- باب ما جاء فيمن يتوضأ [بعض] =
⦗ص: 477⦘
= وضوئه مرتين، وبعضه ثلاثًا (1/ 66 ح 47) عن ابن أبي عمر.
وأخرجه النسائي في السنن -كتاب الطّهارة- باب عدد مسح الرّأس (1/ 72) عن محمد بن منصور.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (4/ 40) ثلاثتهم عن ابن عيينة، عن عمرو بن يحيى المازني به.
وقال التّرمذيّ: "حديث حسنٌ صحيح، وقد ذُكر في غير حديثٍ أن النَّبي صلى الله عليه وسلم توضَّأ بعض وضوئه مرَّة، وبعضه ثلاثًا، وقد رخَّص بعض أهل العلم في ذلك: لم يرو بأسًا أن يتوضَّأ الرَّجل بعض وضوئه ثلاثًا، وبعضه مرتين أو مرَّة".
وقال النسائي في حديثه: "عن عبد الله بن زيد الّذي أُري النِّداء".
قال أبو الحسن السندي في حاشيته على النسائي: "قالوا: هذا خطأ؛ لأن راوي حديث الوضوء هو: عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، وراوي الأذان هو: عبد الله بن زيد بن عبد ربه".
ولعلّه من أجل هذا أورده الشّيخ الألباني في ضعيف سنن النسائي وقال: "شاذ".
انظر: ضعيف سنن النسائي للألباني (ص: 5).
بَابُ
(1)
الدَّلِيلِ عَلَى إِبَاحَةِ الوُضُوءِ مَرَّةً مَرَّةً إِذاَ أَسْبَغَهُ المتَوَضِّئ، [وبيان إباحة مجاوزة المرفقين والكعبين بالغسل في الوضوء إلى المنكبين والساقين، والدليل على أن الفضيلة في ترك مجاوزتهما]
(2)
(1)
في (ط) و (ك): "بيان" بدل "باب".
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
733 -
حدّثنا العباس بن محمّد الدُّوري، وأبو أمية قالا: حدّثنا خالد بن مَخْلَد
(1)
، حدثني سليمان بن بلال، حَدثني عُمَارَةُ بن غَزِيَّة
(2)
، عن نعيم بن عبد الله [المُجمِر]
(3)
قال: رأيتُ أبا هُريرَةَ تَوَضَّأَ فَغَسل وَجْهَهُ وَأَسْبَغَ الوُضُوءَ، ثمّ غَسَلَ يَدَهُ اليُمنى حتّى أَشْرَعَ في العَضُدِ، ثمّ يدَهُ اليُسرى حتّى أشَرَعَ في العَضُدِ، ثمّ مَسَحَ بِرَأسهِ، ثمّ غَسَلَ رِجْلَهُ اليُمنى حتّى أَشْرَعَ في السَّاقِ، ثمّ غَسَلَ رِجْلَهُ اليُسْرى حتّى أَشْرَعَ في السَّاقِ، ثمّ قال: هكذا رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ.
زاد العباسُ
(4)
: وقال لنا: "أنتم الغُرُّ المُحَجَّلُونَ يَومَ القِيَامَةِ مِن إِسْبَاغِ الوُضُوءِ، فَمَنْ اسْتطاعَ مِنْكم فَلِيُطِلْ غُرَّتَهُ
⦗ص: 479⦘
وَتَحْجِيْلَهُ"
(5)
.
رَواهُ ابن أبي مَريم قال: حدّثنا يحيى بن أيوبَ عن عُمَارةَ بن غَزِيَّةَ نَحوَهُ.
[روى عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم]
(6)
.
(1)
القَطَوَانِي، أبو الهيثم البجلي مولاهم.
(2)
ابن الحارث بن عمرو الأنصاري المازنِي المدني.
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(4)
في (ط) و (ك): "عبّاس" بدون (أل) التعريف.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء (1/ 216 ح 34) عن أبي كريب محمّد بن العلاء، والقاسم بن زكريا، وعبد بن حميد كلهم عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن عمارة بن غزية به.
وقد سبق في ح (672) أن البخاري أخرجه من طريق سعيد بن أبي هلال عن نعيم المجمر به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (334) من طريق فليح بن سليمان، عن نعيم المجمر به، ثمّ قال في آخره:"قال نعيم: لا أدري قوله: من استطاع أن يطيل غرَّته فليفعل، من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من قول أبي هريرة؟ ".
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "لم أر هذه الجملة في رواية أحدٍ ممّن روى هذا الحديث من الصّحابة -وهم عشرة-، ولا ممّن رواه عن أبي هريرة غير رواية نعيم هذه، والله أعلم".
وقوله "أنتم الغر المحجَّلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء"، فقال المنذري:"هو مدرج من قول أبي هريرة موقوفٌ عليه، ذكره غير واحدٍ من الحفاظ"، وكذا قال ابن القيم، والله أعلم.
انظر: الترغيب والترهيب للمنذري (1/ 149)، حادي الأرواح لابن القيم (ص: 137)، فتح الباري لابن حجر (1/ 285).
(6)
لم أجد من وصله من طريق ابن أبي مريم بهذا الإسناد، وما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وقد وصله المصنِّف (ح 672) من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم.
734 -
حدّثنا محمّد بن كثير الحراني
(1)
، وعباس بن محمّد [الدوري]
(2)
قالا: حدّثنا أَحمد بن حمُيدٍ
(3)
خَتَنُ عبيد الله بن موسى، حدّثنا عبد الله بن إدريس
(4)
قال: سمِعتُ أبا مالكٍ الأَشْجَعيَّ
(5)
يَذكُرُ عن أبي حازَم
(6)
، عن أبي هُريرَةَ قال: رَأَيتُهُ يَتَوَضَّأُ فَيَبْلُغُ بالماءِ عَضُدَيهِ فقلتُ: ما هذا؟ قال: وَأَنتم حَوْلِي يا بني فَرُّوخ
(7)
؟! سمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "الحِلْيَةُ تَبْلُغُ مَوَاضِعَ الطَّهُورِ"
(8)
.
(1)
محمّد بن يحيى بن محمّد بن كثير الحراني الكلبي.
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط).
(3)
أبو الحسن الطُريثيثي الكوفي.
(4)
ابن يزيد بن عبد الرّحمن الأودي الزَّعافري الكوفي.
(5)
سعد بن طارق الكوفي.
(6)
سلمان الأشجعي المدني، مولى عَزَّة الأشجعية.
(7)
قال البغوي: "أراد بهم العجم، نسبهم إلى فَرُّوخ لكثرة ما فيهم من هذا الاسم".
انظر: شرح السنة للبغوي (1/ 427).
(8)
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 7) عن إبراهيم بن يوسف الصيرفي، عن عبد الله بن إدريس عن أبي مالك الأشجعي به.
735 -
حدثَنا حنبل بن إسحاق بن حنبل
(1)
، حدّثنا حسينُ بن محمّد المَرْوَرُّوذِي
(2)
، حدّثنا خَلفُ بن خَليفةَ
(3)
، عن أبي مالكٍ
⦗ص: 481⦘
الأَشْجَعَيّ، عن أبي حازَم قال: كنتُ خَلْفَ أبي هُريرَةَ وهو يتوضَّأُ، وَهو يَمُدُّ الوُضُوءَ إلى إِبْطِهِ، فقلتُ له: ما هذا الوُضُوءُ؟ قال
(4)
: يا بَني فَرُّوخَ وَأنتم هَاهنا؟! لَو علمتُ أَنَّكم هَاهنا ما تَوَضَّأْتُ هَذا الوُضُوءَ، سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:"تَبْلُغُ الحِلْيَةُ مِن المؤمنِ حَيثُ يَبْلُغُ الوُضُوءُ"
(5)
.
(1)
الشيباني، ابن عمِّ الإمام أحمد بن حنبل.
(2)
في (ط) و (ك): "المرُّوذي" وكلتا النسبتين صحيحتان كما سبق في ح (460).
(3)
ابن صاعد بن بهرام الأشجعي مولاهم.
(4)
في (ط) و (ك): "فقال".
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب تبلغ الحلية حيث يبلغ الوضوء (1/ 219 ح 40) عن قتيبة بن سعيد، عن خلف بن خليفة، عن أبي مالك الأشجعي به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (371) عن حسين بن محمّد المرُّوذي، عن خلف بن خليفة عن أبي مالك الأشجعي به.
736 -
حدّثنا يزيد بن سنان، حدّثنا وهب بن جَريرٍ، ح
وَحَدثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا أبو عامرٍ العَقَدِيُّ، ح
وحدثنا يونس بن حَبيبٍ، حدّثنا أبو داود قالوا: حدّثنا شُعْبةُ، عن جامع بن شداد قال: سمعتُ حُمْرَانَ يُحَدِّثُ عن عثمان أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أَتَمَّ الوُضُوءَ كَما أَمَرَهُ الله في الصَّلَوَاتِ
(1)
المكتوبَاتِ كُنَّ كَفَّارَاتٍ لما بَيْنَهُنَّ"
(2)
.
⦗ص: 482⦘
قال أبو عوانة: إِنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بَيَّنَ هَذِهِ الفَضِيْلَةَ لِمَنْ تَوَضَّأَ وَأَتَمَّهُ كَمَا أَمَرَهُ الله، وَتَمامُه إِلى المِرْفَقَينِ وَالكَعْبَينِ لِقَوْلِ الله عز وجل:{فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}
(3)
.
(1)
قوله: "في الصلوات" كذا في النسخ كلها، وضبَّب ناسخ الأصل على حرف "في"، كتب على هامشها:"في كلمة الأصل سقط" هكذا استظهرت قراءتها، وهي ليست واضحة تمامًا.
كتب ناسخ (ط) فوق هذا الحرف: "صح"، وقد سبق هذا الحديث برقم (681) ولفظه هناك: "فالصلوات المكتوبات
…
".
(2)
سبق هذا الحديث هذه الأسانيد، وهذا المتن عند المصنِّف برقم (681)، وسبق =
⦗ص: 482⦘
= تخرجه هناك.
فائدة الاستخراج:
تقييد الصلوات بـ: "المكتوبات" ليس في رواية مسلم.
(3)
الآية من سورة المائدة - آية (6)، وقول أبي عوانة هذا برُمَّته ليس في (ط) و (ك).
بَابُ
(1)
بَيَانِ ثَوَابِ المَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ [وصفتهما]
(2)
، وَثَوَابِ غَسْلِ سَائِرِ أَعْضَاءِ الوُضُوءِ [والدَّليل عَلى أنه إذا وقع كلُّ عضوٍ منها اسم الغسل -مرةً كانت أو أكثر- كان وُضوءًا جائزًا، وعلى أنَّ الفضيلة في ترك التمسح بالمنديل]
(3)
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
737 -
حَدثنا محمّد بن يحيى النيسابوري، حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا عِكْرِمَةُ بن عمَّارٍ، حدّثنا شَدَّادُ بن عبد الله أبو عَمَّار -وكَان قد أدرَكَ نَفرًا مِن أَصْحَاب النَّبي
(1)
صلى الله عليه وسلم قَالَ: قال أبو أُمامة: يا عَمرو بن عَبَسة، -لِصَاحبِ العُقُلِ رَجُل مِن بَني سُلَيمٍ- بأيِّ شَيءٍ تَدَّعِي أنَّك رُبع الإسلامِ؟ فقال: إنِّي كنتُ أَرى الناسَ على ضَلالةٍ وَلا أرى الأوثانَ بِشَيءٍ، ثمّ سَمِعت عن رَجلٍ يُخْبِز أَخبارًا بمكة ويحَدِّث أحاديثًا، فَرَكِبْتُ رَاحِلتي حتّى أَقْدُمَ مكةَ، فإذا أنا برسولِ الله صلى الله عليه وسلم مسْتَخْفِيًا
…
فذكر صَدْرًا مِن الحديثِ، وَقال فيهِ: قلت يا رسول الله! أَخْبِرني عن الوُضُوءِ، فقال: "ما مِنكم مِن رَجُلٍ يُقَرِّبُ وَضُوءَه ثمّ يَتَمَضْمَضُ فَيَمْسَحُ ثمّ يَسْتَنْشِق وَيَنْتَثِرُ إِلَّا خَرَّتْ خَطايا فِيْهِ وَخَيَاشِيْمِهِ
⦗ص: 484⦘
مع الماءِ، ثمّ يغسلُ وَجْهَهُ كما أَمَرَهُ الله إِلَّا خَرَّتْ خَطايا وَجْهِهِ مِن أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مع الماءِ، ثمّ يَغْسِلُ يَدَيهِ إلى المِرْفَقَينِ إِلَّا خَرَّتْ خَطايا يديهِ
(2)
مِن أَطْرافِ أَنَامله مع الماء، ثمّ يَمْسَحُ رأسَهُ كما أَمَرَهُ الله إِلَّا خَرَّتْ خَطايا رَأسِهِ مَع أَطْرافِ شَعْرِهِ مع الماء، ثمّ يغسلُ قَدَمَيهِ إلى الكَعْبَينِ كما أَمَرَهُ الله إِلَّا خَرَّتْ خَطَايا قَدَمَيهِ مع أَطْرافِ أَصَابعِهِ مع الماءِ، ثمّ يَقُومُ فَيَحْمِدُ الله وَيُثْنِي عَليهِ بالذي هو لَهُ أَهْلٌ، ثمّ يَركَعُ رَكعَتَينِ إِلَّا انْصَرَفَ مِن ذُنُوبهِ كَهَيْئَتِهِ يُومَ وَلَدَتْه أُمُّهُ "
(3)
.
(1)
في (م): "رسول الله".
(2)
في (م): "خطاياه" بدل "خطايا يديه".
(3)
سبق هذا الحديث بهذا الإسناد وطرفه الأوّل عند المصنِّف برقم (71) فانظر الكلام عليه هناك.
فائدة الاستخراج:
لم يخرجه مسلم في كتاب الطّهارة وإنّما في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، وإخراج المصنِّف له هنا دليل على تعيين مناسبة أخرى للحديث غير الّتي عند صاحب الأصل.
738 -
حدّثنا يونس بن عبد الأعلى
(1)
، أخبرنا ابن وهب أن مالكًا حدَّثه عن سُهيل بن أبي صَالحٍ، عن أبيهِ
(2)
، عَن أبي هُريرَةَ أنَّ النبَّيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إِذا تَوَضَّأَ العبد المسلمُ -أو المؤمنُ
(3)
- فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتْ مِن
⦗ص: 485⦘
وَجهِهِ كُلُّ خَطِيئةٍ نَظَرَ إليها بِعَيْنَيهِ مَع الماءِ -أو مَع آخر قَطرِ الماء- فإذا غَسَلَ يَدَيهِ خَرَجَتْ مِن يَدَيهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَع الماءِ -أو مَع آخرِ قَطرِ الماء- فإذا غَسَلَ رِجْلَيهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلاهُ مَع الماءِ -أو مَع آخِرِ قَطْرِ الماءِ-[قال]
(4)
حتّى يَخْرُجَ نقِيًّا مِن الذُّنُوبِ"
(5)
.
(1)
لم يذكر اسم أبيه "ابن عبد الأعلى" في (ط) و (ك).
(2)
هو أبو صالح، واسمه: ذكوان السمان المدني.
(3)
في (م): "والمؤمن".
(4)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء (1/ 215 ح 32) عن أبي الطّاهر أحمد بن عمرو بن سرح، عن ابن وهبٍ عن مالك به.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 5) عن يونس بن عبد الأعلى -شيخ المصنِّف- عن ابن وهبٍ عن مالك به.
739 -
حَدثنا محمّد بن يحيى قال: قَرأتُ على ابن نافعٍ
(1)
، قال: وَحَدَّثني مُطَرِّفٌ
(2)
، عن مالكٍ
(3)
، ح
وحَدثنا أبو إسماعيل التّرمذيّ
(4)
، حدّثنا القعنبي
(5)
، عن مالكٍ بإسنادِهِ نحوَه
(6)
.
(1)
عبد الله بن نافع ابن أبي نافع الصائغ القرشي المخزومي مولاهم المدني، متكلَّمٌ فيه كما سبق في ترجمته في ح (429) وقد تابعه ثقتان في هذا الإسناد.
(2)
ابن عبد الله بن سليمان اليساري الهلالي، أبو مُصْعَب المدني، ابن أخت الإمام مالك.
(3)
والحديث في الموطَّأ -كتاب الطّهارة- باب جامع الوضوء (1/ 32 ح 31).
(4)
في (ط) و (ك): "الترمذي أبو إسماعيل" وهو: محمّد بن إسماعيل بن يوسف السلمي.
(5)
عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي البصري.
(6)
في (ط) و (ك): "بإسناده مثله". =
⦗ص: 486⦘
= والحديث أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء (1/ 215 ح 32) عن سُوَيْد بن سعيد، عن مالك به.
وأخرجه البغوي في شرح السنة (1/ 32 - 33) من طريق أبي إسحاق الهاشمي، عن أبي مُصْعَب مطرف بن عبد الله، عن مالك به.
بَابُ
(1)
بَيَانِ إِيْجَابِ الاسْتِنْشَاقِ في الوُضُوءِ، وَإِيْجَابِ الاسْتِنْثَارِ عَلَى المُسْتَيْقِظِ مِنْ نَومِهِ ثَلاثًا، وَبَيَانِ عِلَّةِ إِيْجَابِهِ حِيْنَ يَسْتَيْقِظُ
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
740 -
أخبرَنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابنُ وهب
(1)
أنَّ مالكا
(2)
حدَّثه، ح وحَدثنا التّرمذيّ
(3)
، حدّثنا القعنبي
(4)
، عن مالك، عن أبي الزِّنَاد
(5)
، عن الأعرجِ
(6)
، عن أبي هُريرَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا تَوَضَّأَ أَحدُكم فليجعل في أنفِهِ ماءً ثمّ ليَنْتَثِر، ومَن استجمرَ فَليُوتِرْ"
(7)
.
رواه ابن عُيينةَ، عن أبي الزِّناد مثله
(8)
.
(1)
عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم المصري.
(2)
والحديث في الموطأ -كتاب الطّهارة- باب العمل في الوضوء (1/ 19 ح 2).
(3)
محمّد بن إسماعيل بن يوسف السُّلَمي، أبو إسماعيل التّرمذيّ، نزيل بغداد.
(4)
عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي البصري.
(5)
عبد الله بن ذكوان القرشي.
(6)
عبد الرّحمن بن هرمز المدني.
(7)
أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الوضوء -باب الاستجمار وترًا (الفتح 1/ 316 ح 162) عن عبد الله بن يوسف.
وأخرجه أبو داود في السنن -كتاب الطّهارة -باب في الاستنثار (1/ 34 ح 140) عن القعنبي كلاهما عن مالكٍ، عن أبي الزِّناد به.
(8)
وصله مسلم في كتاب الطّهارة -باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار (1/ 212 =
⦗ص: 488⦘
= ح 20) عن قتيبة بن سعيد، وعمرو الناقد، ومحمد بن عبد الله بن نمير كلهم عن ابن عيينة، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج به.
741 -
حدّثنا محمّد بن مُهِلٍّ الصنعاني
(1)
بِصنعاءَ، والسُّلَمي، والدَّبَري، قالوا
(2)
: حدّثنا عبد الرزّاق
(3)
، عَن مَعْمرٍ، عن همام بن مُنَبِّهٍ قال: هَذا ما حَدَّثنا أبو هُريرَةَ، عن محمدٍ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا تَوَضَّأَ أحدُكم فَليَسْتَنْشِقْ بِمَنْخِرَيهِ مِن ماءٍ ثمّ ليَنْتَثِرْ"
(4)
.
⦗ص: 489⦘
زاد ابنُ مُهِلٍّ: "وَمَن اسْتَجْمَرَ فَليُوتِرِ".
(1)
محمّد بن عبد الله بن مُهِلٍّ الصنعاني، وضبطه في الأصل مَهَل بفتح الميم والهاء وهو خطأ، وقد سبق ضبطه في ح (259) على الصواب.
(2)
الدَّبري هو: إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني.
ووقع في (ط) و (ك): "قالا: حدّثنا، وقال الدبري: حدّثنا عبد الرزاق"، وبهامش (ط) كتب:"كذا، أخبرنا: ص" أي أن الدبري قال: "أخبرنا" في النسخة التي رمز لها: ص.
(3)
لم أجد هذا الحديث -والأحاديث الآتية عن عبد الرزاق- في مصنَّف عبد الرزاق، فلعلّ الحديث في الأبواب الساقطة من أوَّل المصنَّف، إذ المطبوع يبدأ من باب غسل الذراعين، وعلى حسب ترتيب غسل أعضاء الوضوء يكون هذا الحديث قبل هذا الباب، والله أعلم.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار (1/ 212 ح 21) عن محمّد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر به.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 49) من طريق أحمد بن يوسف السُّلَمي -شيخ المصنِّف- عن عبد الرزاق، عن معمرٍ به.
فائدة الاستخراج:
ليس عند مسلم الزيادة الّتي زادها ابن مُهِل، وهذا من فوائد الاستخراج.
742 -
حدّثنا أبو داود الحراني، حدّثنا عثمان بن عمر
(1)
، أخبرنا يونس
(2)
ومالك
(3)
، ح
وحدثنا يونس بن عبد الأعلى
(4)
، حدّثنا ابنُ
(5)
وَهب أنَّ مالكًا حدَثه، ح
وحدثنا محمّد بن حَيُّويَه
(6)
، أخبرنا يحيى بن يحيى
(7)
، ومُطَرِّفٌ
(8)
، وَالقَعْنبِيُّ
(9)
، عن مالكٍ، عن ابن شهابٍ، عن أبي إدريس الخَوْلاني
(10)
، عن أبي هُريرَةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ تَوَضَّأَ فليَسْتَنْثِرْ، وَمَن اسْتَجْمَرَ فَليُوتِرْ"
(11)
.
(1)
ابن فارس العبدي البصري.
(2)
ابن يزيد بن أبي النجاد الأيلي.
(3)
الموطَّأ -كتاب الطّهارة- باب العمل في الوضوء (1/ 19 ح 3).
(4)
لم يذكر اسم أبيه "ابن عبد الأعلى" في (ط) و (ك).
(5)
كلمة "ابن" سقطت من (ط).
(6)
محمّد بن يحيى بن موسى الإسفراييني.
(7)
ابن بكر بن عبد الرّحمن التميمي الحنظلي، أبو زكريا النيسابوري.
(8)
ابن عبد الله بن مطرِّف الهلالي اليساري، أبو مُصْعَب المدني، ابن أخت الإمام مالك.
(9)
عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي البصري.
(10)
عائذ الله بن عبد الله بن عمرو.
(11)
أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الوضوء- باب الاستنثار في الوضوء (الفتح =
⦗ص: 490⦘
= 1/ 315 ح 161) من طريق عبد الله بن المبارك، عن يونس، عن الزّهريّ به.
وأخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار (1/ 212 ح 22) عن يحيى بن يحيى، عن مالك، عن الزّهريّ به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (518) عن عثمان بن عمر العبدي، عن يونس، عن الزّهريّ به.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 41) من طريق عثمان بن عمر، عن يونس ومالك كلاهما عن الزّهريّ به.
743 -
حدثَنا الحسنُ بن مُكرم
(1)
، حدّثنا عثمان بن عمر
(2)
، أخبرنا يُونُس عن الزُّهري بمثلِه
(3)
.
(1)
ابن حسان البزاز، أبو علي البغدادي.
(2)
ابن فارس العبدي البصري.
(3)
تقدّم تخريجه من طريق عثمان بن عمر عن يونس في الّذي قبله.
744 -
حَدثنا السُّلَمي، ومحمد بن يحيى قالا: حدّثنا عبد الرزّاق
(1)
، عن مَعْمَرٍ، ومالكٍ
(2)
، عَن الزّهريّ، ح
وَحدثنا محمّد بن إسحاق [بن الصَّبَّاح]
(3)
الصنعاني، حدّثنا عبد الرزّاق، عن مَعْمَرٍ بإسنادِهِ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إذا تَوَضَّأَ أَحدُكم فَليَسْتَنْثِرْ، وَإذا اسْتَجْمَرَ فَليُوتِرْ"
(4)
.
⦗ص: 491⦘
قال محمّد: "مَنْ توضأ
…
".
(1)
لم أجده في المصنَّف، وانظر: التعليق على ح (740).
(2)
تقدّم تخريجه من الموطأ في ح (741).
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وانظر: ح (445).
(4)
أخرجه الإمام أحمد في المسند (277) عن عبد الرزّاق، عن مالك. =
⦗ص: 491⦘
= وأخرجه أيضًا (308) عن عبد الرزّاق، عن معمر كلاهما عن الزّهريّ، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة به.
745 -
حدّثنا أبو داود الحراني، حدّثنا يعقوبُ [بن إبراهيم]
(1)
، حدّثنا أبي، عن صالح
(2)
، عن ابن شهاب بمثلِ حديثِ مالكٍ
(3)
.
(1)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وهو: ابن سعد بن إبراهيم الزّهريُّ.
(2)
ابن كيسان المدني.
(3)
لم أجد من أخرجه من طريق صالح بن كيسان عن الزّهريّ.
746 -
حدثَنا سعدُ بن عبد الحكم
(1)
، حدّثنا أبو زُرْعَةَ وهبُ الله بن راشد
(2)
، حدّثنا يونُس، ح
وحَدثنا الميموني
(3)
، ومحمد بن يحيى قالا: حدّثنا أحمد بن شَبيب
(4)
،
⦗ص: 492⦘
حدّثنا أبي
(5)
، عن يونس كلاهما قالا: عَن الزّهريِّ، عن أبي إدريس، عن أبي هُريرَةَ، وأبي سعيدٍ الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَنْ توضَّأَ فَليَسْتَنْثِرْ، ومَن استجمر فَليُوتِرْ"
(6)
. كذا قالا جميعًا.
(1)
سعد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري، توفي سنة (268 هـ).
قال عنه أبو حاتم، وابنه:"صدوق"، وقال ابن خزيمة:"كان أعبد إخوته، وأكترهم اجتهادًا وصلاة"، وقال الكندي:"كان فاضلًا".
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 92)، ترتيب المدارك للقاضي عياض (77).
(2)
في (ط) و (ك): "يعني: وهب الله بن راشد"، وهو: الحَجْري المصري المؤذن، انظر: ح (45).
(3)
عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الرَّقِّي.
(4)
ابن سعيد الحَبَطي، أبو عبد الله البصري.
(5)
شبيب بن سعيد أبو سعيد الحَبَطي، وثقه ابن المديني، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، والنسائي، والدارقطني وغيرهم.
وقال ابن عدي: "حدَّث عنه ابن وهب بأحاديث مناكير".
وقال الحافظ ابن حجر: "لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه، لا من رواية ابن وهب".
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 359)، الكامل لابن عدي (4/ 1346)، تهذيب التهذيب (4/ 279) والتقريب لابن حجر (2739).
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار (1/ 212 ح 22) من طريق حسان بن إبراهيم، وعبد الله بن وهب كلاهما عن يونس، عن الزّهريّ به.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلمٌ رحمه الله بلفظه على ما قبله، وبيَّن المصنِّف لفظ هذه الرِّواية.
747 -
وَحدثَنا
(1)
محمّد بن يحيى، والنُّفَيليُّ علي بن عثمان قالا: حدّثنا ابن أبي مريم
(2)
، أخبرنا يحيى بن أيوبَ
(3)
، حدّثنا ابنُ الهاد
(4)
، عن محمّد بن إبراهيم
(5)
، عن عيسى بن طلحةَ
(6)
، عن أبي هُريرَةَ، عن
⦗ص: 493⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذا استيَقَظَ أَحدُكم مِن منامهِ فَتَوَضَّأَ فَليَسْتَنْثِرْ ثلاثَ مراتٍ، فإن الشيْطانَ يَبيْتُ على خَياشِيمهِ"
(7)
.
وكذا رواه الدَّرَاوَرديُّ، عن ابن الهاد
(8)
.
(1)
في (ط) و (ك): "حدّثنا" بدون واو العطف.
(2)
سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري.
(3)
الغافقي، أبو العباس المصري.
(4)
يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، أبو عبد الله المدني.
(5)
ابن الحارث بن خالد التيمي، أبو عبد الله المدني.
(6)
ابن عبيد الله القرشي التيمي، أبو محمّد المدني.
(7)
أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب بدء الخلق- باب صفة إبليس وجنوده (الفتح 6/ 391 ح 3295) عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن عبد العزيز بن أبي حازم.
وأخرجه مسلم في كتاب الطّهارة - باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار (1/ 212 ح 23) عن بشر بن الحكم العبدي، عن عبد العزيز الدراوردي كلاهما عن يزيد بن الهاد، به.
(8)
وصله مسلم من طريقه كما تقدّم.
بَابُ
(1)
صِفَةِ مَسْحِ الرَّأسِ، وَأَنَّهُ مَرَّة وَاحِدَة، وَيَمْسَحُ بِمَاءٍ جَدِيدٍ
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
748 -
حدّثنا الربيع بن سليمان المُرَادي
(1)
، أخبرنا الشافيُّ، ح
وأخبرنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا ابن وهب، كلاهما عن مالك بن أنسٍ عن عَمرو بن يحيى المازني، عن أبيهِ، عن عبد الله بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تَوضَّأَ فغسل وجهَهُ ثلاثًا، ويَدَيهِ مَرَّتينِ مَرَّتينِ، وَمَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيهِ فَأَقْبَلَ بهما وَأَدْبَرَ، بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ ثمّ ذَهَبَ بهما إلى قَفَاهُ ثمّ رَدَّهُمَا إلى المكان الّذي بَدَأَ منه، ثمّ غَسَلَ رِجْلَيهِ
(2)
.
قال ابنُ وَهْب: قال لي مالكٌ: أحسنُ ما سمعتُ في ذلك عندي وَأَعَمُّهُ
(3)
في مسح الرّأس هذا، وَقَال لي عبد العزيز بن أبي سلمةَ: وَذلك المسحُ
(4)
عندنا.
وَهَذا لفظُ الشّافعيّ [رحمه الله]
(5)
.
(1)
لم يذكر اسم أبيه ولا نسبته في (ط) و (ك).
(2)
تقدّم هذا الحديث عند المصنِّف برقم (727 و 728) ويُنظر التعليق عليه هناك.
فائدة الاستخراج:
1 -
بيَّن المصنِّف نسبة عمرو بن يحيى المازني، ولم ترد نسبته عند مسلم.
2 -
أحال مسلم بلفظ الحديث ولم يذكره كاملًا، فبيَّن المصنِّف لفظ هذه الرِّواية.
(3)
في (ط) و (ك): "في هذا وأعمُّه".
(4)
في (ط) و (ك): "وذلك أحسن المسح".
(5)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
749 -
حدّثنا يُوسفُ القاضي، حدّثنا سليمان بن حربٍ، حدّثنا وُهَيبٌ، عن عَمرو بن يحيى بإسنادِه نحوَهُ
(1)
.
وقال أيضًا: فَمَسَحَ بِرَأسِهِ فَأَقْبَلَ بيَدِهِ وَأَدبَرَ مرةً واحدةً، ثمّ أَدْخَلَ يَدَهُ في الإِنَاءِ فَغَسَلَ رِجْلَيهِ إلى الكَعْبَينِ
(2)
.
ورواه
(3)
بهزٌ
(4)
، عن وُهَيبٍ، وقالَ فيهِ: فَأَقْبَلَ بِيَدِهِ [مَرًةً واحدةً]
(5)
.
رَواهُ سليمان بن بلال، وعبد العزيزِ بن محمّد، وَوُهَيبٌ
(6)
، عن عَمرو بن يحيى فقالا: وَأَدْبَرَ
(7)
بِيَدَيهِ وَأَقْبَلَ
(8)
.
(1)
في (ط) و (ك): "حدّثنا عمرو بن يحيى بنحوه".
والحديث تقدّم عند المصنِّف برقم (732) فينظر تخريجه هناك.
(2)
تقدّم هذا الحديث عند المصنِّف برقم (732) بهذا الإسناد.
(3)
في (ط) و (ك): "رواه" بدون واو العطف.
(4)
ابن أسد العَمِّي، أبو الأسود البصري.
(5)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، ووقع في (م):"بهز بن وهيب" وهو خطأ.
والحديث وصله مسلم من طريق بهز عن وهيب، وسبق تخريجه منه في ح (732).
(6)
قوله: "ووهيبٌ" ليست في (ط) و (ك)، ولعلّه الصواب لأنه ذكر رواية وُهيبٍ قبله، وأراد هنا أن يُبيِّن مخالفة سليمان بن بلال وعبد العزيز بن محمّد لوهيبٍ في الرِّواية عن عمرو بن يحيى، ولذلك قال بعده:"فقالا" ولم يقل: "فقالوا"، والله أعلم.
(7)
في (ط) و (ك): "فأدبر".
(8)
وصله المصنِّف -فيما سبق- من طريق سليمان بن بلال، ووهيب برقم (729) و (732)، ووصله الدارمي في سننه -كتاب الطّهارة- باب الوضوء مرَّتين مرَّتين (1/ 188 ح 694) من طريق عبد العزيز بن محمّد -وهو الدراوردي- وخالد بن =
⦗ص: 496⦘
= عبد الله الواسطي كلاهما عن عمرو بن يحيى المازني به.
750 -
حدّثنا صالح بن عبد الرّحمن بن
(1)
عَمرو بن الحارث
(2)
، حدّثنا حجاجُ بن إبراهيم الأزرق
(3)
، ح
وحَدثنا ابن أخي ابن وهب
(4)
قالا: أخبرنا ابن وهب، عن عَمرو
(5)
، أنَّ حَبَّانَ بن واسع الأنصاري
(6)
حدَّثَه، أنَّ أباه حدَّثَه، أنَّه سمِعَ عبد الله بن زيد بن عاصم المازني ذكر أنه رَأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ فَمَضْمَضَ
(7)
ثمّ اسْتَنْثَرَ، ثمّ غَسَلَ وَجهَهُ ثَلاثًا، ويَدَهُ اليُمنى ثَلاثًا والأُخْرَى ثَلاثًا، وَمَسَحَ رَأسَهُ بماءٍ غَير فَضْلِ يَدِهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيهِ حَتى أَنْقَاهُما
(8)
.
(1)
في (ط): "عن" بدل "بن" وهو خطأ.
(2)
أبو الفضل المصري.
(3)
البغدادي، سكن طرسوس، ومصر.
(4)
أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم، أبو عبيد الله المصري، متكلَّم فيه، انظر: ح (348).
(5)
كذا في الأصل و (م)، وفي (ط) و (ك): "وحدثنا ابن أخي ابن وهبٍ، عن ابن وهبٍ قالا: حدّثنا عمرو
…
" وهو خطأ؛ لأن ححاج الأزرق يروي عن ابن وهب لا عن عمرو بن الحارث، وعمرو بن الحارث هو: ابن يعقوب بن عبد الله الأنصاري، أبو أمية المصري.
(6)
حَبَّان -بفتح أوله ثمّ باء موحَّدة مفتوحة- بن واسع بن حَبَّان بن منقذ الأنصاري المازني المدني. انظر: الإكمال لابن ماكولا (303)، التقريب (1070).
(7)
سقطت كلمة "توضأ" من (م)، وفي (ط) و (ك):"فتمضمض".
(8)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم (1/ 211 ح 19) عن هارون بن معروف، وهارون بن سعيد الأيلي، وأبو الطّاهر أحمد بن عمرو بن سرح =
⦗ص: 497⦘
= ثلاثتهم عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث به.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 79) عن أحمد بن عبد الرّحمن ابن أخي ابن وهب، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث به.
فائدة الاستخراج:
بيَّن المصنِّف نسبة: حَبَّان بن واسع الأنصاري، ولم ترد نسبته عند مسلم.
بَابُ بَيَانِ إِثْبَاتِ غَسْلِ الرِّجْلَينِ حَتَى تَنْقَيَا، وَإِبْطَالِ المَسْحِ علَيْهِمَا [والدَّليلِ على أنَّ المُتَوضِّئَ إذا تَرَك غَسْلَ بَعض أَعْضَاءِ الوُضُوءِ رَجَعَ في وُضُوئِهِ فَأَعَادَهُ، وَأَنَّهُ لا يُجْزِئُه إِنْ مَسَحَهُ بِبَلَلِ وُضُوئِهِ، والتَّشْدِيدِ في السَّهْوِ في إِسْبَاغِ الوُضُوءِ، وَأَنَّهُ يَجْبُ عليه أنْ يُنْقِيَهُ حتّى يَسْتَيْقِنَ أَنَّهُ قد نَقَّاهُ، وإبَاحةِ الوُضُوءِ من المَطْهَرَةِ]
(1)
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك)، وما بين المعقوفتين منهما.
751 -
أخبَرنا يُوسفُ بن مُسَلَّم، حدّثنا حجاج
(1)
، حدّثنا شعبة، ح
وَحَدثنا يونس بن حَبيب، حدّثنا أبو داود، حدّثنا شعبةُ، عن منصورٍ قال
(2)
: سمعتُ هلال بن يَسَافٍ يُحدِّثُ عن أبي يحيى الأعرج، عن عبد الله بن عَمروٍ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أتى على قومٍ يَتَوضَّؤونَ -وكان في سفرٍ- فقال:"أَسْبِغُوا الوُضُوءَ، ويلٌ للأعقابِ مِن النَّار أو وَيلٌ للعَرَاقِيبِ مِن النَّار"
(3)
.
⦗ص: 499⦘
قال شعبة: أَحَدَهما.
(1)
ابن محمّد المِصِّيصي الأعور.
(2)
كلمة "قال" ليست في (ط) و (ك).
(3)
سبق هذا الحديث عند المصنِّف برقم (688) من طريق يونس بن حبيب عن أبي داود، وله طرقٌ أخرى عن منصور عند المصنِّف وغيره، انظر: ح (686 - 687) وتخريجاته. =
⦗ص: 499⦘
= فائدة الاستخراج:
لم يذكر مسلم لفظ الحديث، وذكر المصنِّف له من فوائد الاستخراج.
752 -
حَدثنا هلال بن العلاء، حدّثنا مُعَلَّى بن أَسَدٍ، حدّثنا أبو عَوَانة، ح
وَحَدثَنا ابن أختِ غَزَالٍ
(1)
، حدّثنا عفَّان
(2)
، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن مَاهَك، عن عبد الله بن عَمرو قال: تَخَلَّفَ النَّبيُّ عنَّا في سفرٍ
(3)
، فَأَدْرَكَنا وقد أَرْهَقَنا العَصْرُ
(4)
، فَجَعَلنا نَتَوَضَّأُ ونَمْسَحُ على أَرْجُلِنا، فنادَى بأَعلى صَوْتِهِ:"وَيلٌ للأعقابِ مِن النَّار" مَرَّتين أو ثلاثًا.
وهذا لفظ هلال، عن المعلَّى [: توضَّؤوا ولم يتموا الوضوء، فقال:"ويل للعراقيب من النّار"]
(5)
.
⦗ص: 500⦘
روى أحمد
(6)
بن سعيد
(7)
: حدّثنا النَّضْر
(8)
، عن
(9)
شعبة، عَن أبي بشرٍ، عن رجل مِن أهلِ مكةَ، قال: وهو يوسف بن ماهَك بنحوِهِ
(10)
.
(1)
وقع في (م) خطأً: "عراك" بدل "غزال" وهو: محمّد بن علي بن داود، انظر: ح (38).
(2)
ابن مسلم الصفار الباهلي.
(3)
كلمة "عنا" ليست في (ط) و (م)، وفي (ط) و (ك):"في سفره".
(4)
ذكر الحافظ في ضبطها وجهان: أرهَقَنا: بفتح الهاء والقاف، والعصر: مرفوع بالفاعلية، بإسكان القاف في "أرهقنا" والعصر منصوب بالمفعولية، وجاء في الأصل مضبوطًا على الوجه الأوّل، برفع العصر. ومعنى الإرهاق: الإدراك والغشيان. فتح الباري لابن حجر (1/ 319).
(5)
سبق هذا الحديث عند المصنِّف برقم (691) من طريق هلال بن العلاء عن المعلى، وزاد =
⦗ص: 500⦘
= هنا طريق عفان عن أبي عوانة، وأخرجه من هذا الطريق: ابن خزيمة في صحيحه (1/ 86).
(6)
في (م): "روى أبي أحمد" وهو خطأ.
(7)
ابن صخر الدارمي، أبو جعفر السرخسي، شيخ المصنِّف، وقد روى عنه كما في ح (35).
(8)
ابن شُميل المازني البصري.
(9)
في (ط) و (ك): "حدّثنا" بدل "عن".
(10)
علَّقه المصنِّف عن شيخه أحمد بن سعيد الدارمي، ووصله الإمام أحمد في المسند (205) عن محمّد بن جعفر عن شعبة عن رجلٍ من أهل مكّة -ولم يسمِّه- عن عبد الله بن عمرو به.
وفي الأصل كُتِب في أول هذه الفقرة فوق قوله: "روى" كُتِب: "سقط" أو "يسقط"، وفي آخر الفقرة عند قوله:"بنحوه" كُتِب: "إلى".
وفي (ط) و (ك) بعد قوله: "وهو يوسف بن ماهك" زيادة الجملة التالية: "عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى قومًا توضَّؤا ولم يتموا الوضوء، فقال: ويل للعراقيب من النّار" وفي هاتين النسختين علامة حذف (لا- إلى) من قوله: "روى أحمد بن سعيد" إلى قوله: "رأى قومًا". وبناءً عليه تصير الجملة في (ط) و (ك) كما أثبتُّ.
753 -
حدّثنا علي بن حرب، حدّثنا القاسم بن يزيدَ
(1)
، حدّثنا سفيان
(2)
عن عمران
(3)
، عن سالم سَبَلان [-حديث عليٍّ هذا تامٌّ وهو قول
⦗ص: 501⦘
سَبَلان: خرجت مع عائشة، وحديث يونس بعده: سمعت عائشة
…
بمثله -]
(4)
قال: خرجْتُ مع عائشةَ فسمعتُها تَقولُ لأخيها عبد الرحمن: يا عبد الرّحمن، أسبغِ الوضوءَ فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"وَيلٌ للأعقابِ من النَّارِ"
(5)
.
(1)
الجرمي، أبو يزيد الموصلي.
(2)
هو الثّوريّ، والقاسم بن يزيد لا يروي عن ابن عيينة.
(3)
ابن بشير بن المحرر، كذا في تعجيل المنفعة، ووقع في الجرح والتعديل وثقات ابن حبّان: =
⦗ص: 501⦘
= "عمران بن بشير بن محرز"، وعندهما أيضًا ترجمة أخرى: عمران بن بشر أبو بشر الحلبي، قال أبو حاتم عن هذا الأخير:"صالح"، وذكره ابن خلفون في الثقات كما نقله ابن حجر عنه.
والذي في إسناد المصنِّف هو الأوّل حيث ذُكر أنه يروي عن سالم سبلان، ويروي عنه ابن أبي ذئب كما في الإسناد الآتي.
ولم يذكر ابن أبي حاتم فيه قولًا، وذكره ابن حبّان في الثقات، ولم أجد فيه قولًا آخر.
فإن كان المذكوران شخصًا واحدًا فهو صدوق، وثقه أبو حاتم، وذكره ابن حبّان، وابن خلفون في الثقات وروى عنه الثّوريّ، وابن أبي ذئب (كما في الإسناد الآتي).
وإن كانا اثنين فالذي في إسناد المصنِّف مجهول، والله أعلم.
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 214)، الثقات لابن حبّان (7/ 239)، تعجيل المنفعة لابن حجر (ص: 209).
(4)
قوله: "سبلان" سقط من (م)، وما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(5)
أخرجه المصنِّف من طريق بكير بن الأشج، ويحيى بن أبي كثير كلاهما عن سالمٍ سبلان به، وقد تقدَّم في ح (689 - 610)، وسيأتي تخريجه من طريق عمران بن بشير في الحديث التالي.
754 -
حدثَنا
(1)
يونس بن حَبيب، حدّثنا أبو داود
(2)
، حدّثنا ابن
⦗ص: 502⦘
أبي ذئب
(3)
، عن عمران بن بَشير، عن سالمٍ سَبَلان قال: سمعتُ عائشةَ بمثلهِ [قال: خرجْتُ مع عائشةَ فسمعتُها تَقولُ لأخيها عبد الرّحمن: يا عبد الرّحمن! أسبغِ الوضوءَ فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "وَيلٌ للأعقابِ من النَّارِ"]
(4)
.
(1)
في (ط) و (ك): "وحدثنا" بالعطف.
(2)
الطيالسي، والحديث في مسنده (ص: 217).
(3)
محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب القرشي المدني.
(4)
أخرجه الإمام أحمد في المسند (6/ 112) من طريق ابن أبي ذئب، عن سالم سبلان به.
ويتوقَّف في الحكم على هذا الإسناد لعدم تبيُّن حال عمران بن بشير، والحديث قد صحَّ من غير هذا الطريق كما سبق في ح (689 - 690) وتخريجه هناك.
وما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
755 -
حدّثنا محمّد بن مسلم بن وَارَة
(1)
، وَيزيد بن سنان
(2)
، وإسحاق بن سَيَّار
(3)
، وأبو أُميةَ، وابن الجنيد
(4)
، قالوا: حدّثنا أبو عاصم
(5)
، عَن ابن عَجلان
(6)
، عن المَقْبُري
(7)
، عن أبي سلمة
(8)
، عن عائشةَ أنها
⦗ص: 503⦘
قالت: يا عبد الرّحمن، أَسْبغ الوُضُوءَ، فإني سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"وَيلٌ للأعقابِ مِن النَّار"
(9)
.
(1)
محمّد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله الرازي، أبو عبد الله بن وارة الحافظ.
(2)
ابن يزيد بن الذَّيَّال القرشي الأموي.
(3)
ابن محمّد النصيبي.
(4)
في (ط) و (ك) بتقديم "ابن الجنيد" على "أبي أمية"، وابن الجنيد هو: محمّد بن أحمد بن الجنيد الدقَّاق، أبو جعفر البغدادي.
(5)
الضحاك بن مخلد النبيل الشيباني.
(6)
محمّد بن عجلان القرشي، أبو عبد الله المدني.
(7)
سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري.
(8)
ابن عبد الرّحمن بن عوف الزّهريّ.
(9)
لم يخرجه مسلم من طريق أبي سلمة، عن عائشة، وقد سبق في ح (689 - 690) تخريجه من صحيح مسلم من طريق سالم سَبَلان، عن عائشة.
وقد أخرحه ابن ماجه في سننه -كتاب الطّهارة- باب غسل العراقيب (1/ 154 ح 452) من طريق عبد الله بن رجاء، ويحيى القطان، وأبو خالد الأحمر ثلاثتهم عن ابن عجلان به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (6/ 191) عن يحيى القطان، عن ابن عجلان به.
756 -
حدّثنا عبد الرّحمن بن بشر
(1)
، حدّثنا سفيان بن عيينة، عَن ابن عَجلان بمثله
(2)
.
(1)
ابن الحكم بن حبيب العبدي، أبو محمّد النيسابوري.
(2)
أخرجه الإمام أحمد في المسند (6/ 40) عن ابن عيينة، عن ابن عجلان به.
757 -
وحدثَنا
(1)
ابن أبي رجاء، حدّثنا وكيع، ح
وَحدثنا يوسف بن مُسَلَّم، حدّثنا حَجاجُ
(2)
، ح
وحَدثنا يونس بن حَبيب، حدّثنا أبو داود
(3)
، ح
وحدثنا الصاغاني، أخبرنا أبو النَّضْر
(4)
قالوا: حدّثنا شعبةُ، عن
⦗ص: 504⦘
محمّد بن زياد
(5)
قال: سمَعتُ أبا هُريرَةَ قال: كان يمرُّ بنا والناسُ يَتَوَضَّؤُون مِن المِطْهَرَة
(6)
فيقولُ: أَسْبِغُوا الوُضُوءَ، فإني سمعتُ أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول:"وَيلٌ للعَقِبِ مِن النَّار"
(7)
.
قال حجاجٌ: "العَرَاقِيبُ مِن النَّار"
(8)
.
والزيادة لأبي داود.
⦗ص: 505⦘
رواه
(9)
الربيع بن مُسلمٍ
(10)
، عن محمّد بن زياد، عن أبي هُريرَةَ
(11)
.
(1)
في (ط) و (ك): "حدّثنا" بدون واو العطف، وابن أبي رجاء هو: أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبيد الله بن أبي رجاء المصيصي الثغري.
(2)
ابن محمّد المصِّيصي الأعور.
(3)
الطيالسي، سليمان بن داود بن الجارود، والحديث في مسنده (ص: 325).
(4)
هاشم بن القاسم الليثي البغدادي.
(5)
القرشي الجمحي مولاهم، أبو الحارث المدني، نزيل البصرة.
كلمة "قال" بعده ليست في (ط) و (ك).
(6)
قال النووي: "قال العلماء: المطهرة: كلُّ إناءٍ يُتَطهَّر به، وهي بكسر الميم وفتحها لغتان مشهورتان، وذكرهما ابن السِّكِّيت. مَنْ كسر جعلها آلة، ومَن فتحها جعلها موضعًا يفعل فيه" انظر: شرح مسلم للنووي (3/ 131).
(7)
أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الوضوء- باب غسل الأعقاب (الفتح 1/ 321 ح 165) عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة به.
وأخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما (1/ 214 ح 29) عن قتيبة بن سعيد، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب محمّد بن العلاء كلاهما عن وكيع، عن شعبة به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (471) عن وكيع، وفي (430) عن حجاج بن محمّد كلاهما عن شعبة به.
وأخرجه الدارمي في السنن -كتاب الطّهارة- باب: ويل للأعقاب من النّار (1/ 192 ح 707) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن شعبة به.
(8)
في (ط) و (ك): "للعراقيب" وليس فيهما قوله: "من النّار".
(9)
في (ط) و (ك): "روى".
(10)
القرشي الجمحي، أروى النَّاس عن محمّد بن زياد.
(11)
وصله مسلم في كتاب الطّهارة -باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما (1/ 214 ح 28) عن عبد الرّحمن بن سلام، عن الربيع بن مسلم، عن محمّد بن زيادٍ به.
758 -
حدّثنا أبو حاتم الرازي
(1)
، حدّثنا ابن أبي مريم
(2)
، حدّثنا سليمان بن بلال، ح
وحدثنا أبو أُمَيَّة، حدّثنا خالد [بن مخلد]
(3)
، حدّثنا سليمان بن بلال، ح
وحدثنا إبراهيم بن بَرَّةَ الصنعاني
(4)
، حدّثنا عبد الرزّاق
(5)
، عن معمر،
⦗ص: 506⦘
كلاهما عن سُهَيلٍ
(6)
، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"وَيلٌ للأعقابِ مِن النَّار"
(7)
.
(1)
محمّد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الحافظ، إمام الجرح والتعديل.
(2)
سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري.
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وهو: القَطَوَاني البجلي مولاهم. ووقع في (م): "خالد بن سليمان بن بلال" وهو خطأ.
(4)
إبراهيم بن محمّد بن برَّة الصنعاني، توفي سنة (286 هـ).
ذكره الذهبي في السير، وتاريخ الإسلام وقال:"أحد الأربعة الذين لقيهم الطبراني من أصحاب عبد الرزّاق"، ولم أجد له ترجمة في موضعٍ آخر، ولا قولًا فيه جرحًا أو تعديلًا.
وقد تابعه الإمام أحمد عن عبد الرزّاق كما سيأتي في التخريج، إضافة إلى أنَّ الحديث في المصنَّف لعبد الرزّاق. ووقع في (ط):"بُرد" بدل "برة" وهو خطأ.
انظر: تاريخ الإسلام (حوادث سنة 281 - 290 /ص: 111)، وسير أعلام النُّبَلاء للذهبي (13/ 351).
(5)
والحديث في المصنَّف (1/ 21).
(6)
ابن أبي صالح: ذكوان السمان المدني، فيه كلامٌ يسير، انظر: ح (37).
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما (1/ 215 ح 30) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (282) عن عبد الرزّاق، عن معمر، عن سهيلٍ به.
759 -
ز- حدّثنا سَخْتويه بن مَازْيار
(1)
أبو علي، حدّثنا مالك بن سُعَيرٍ
(2)
، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيانَ
(3)
، عن جابر قال: رَأى النبي صلى الله عليه وسلم رَجُلًا تَوضَّأَ وَلم يُمَسَّ عَقِبَهُ الماء فقالَ: "وَيلٌ للأعقابِ مِن النَّار"
(4)
.
(1)
مولى بني هاشم، انظر: ح (98). ووقع في (م): "مازن " بدل "مازيار" وهو خطأ، وسقطت فيها صيغة التحديث قبل مالك بن سعير.
(2)
ابن الخِمْس التميمي الكوفي.
(3)
طلحة بن نافع الواسطي الإسكاف.
(4)
لم يخرجه مسلم من حديث جابر، وأخرجه ابن ماجه في السنن -كتاب الطّهارة- باب غسل العراقيب (1/ 155 ح 454) من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق السبيعي، عن سعيد بن أبي كريب، عن جابر به.
ووقع في المطبوع من سنن ابن ماجه: الأحوص، سقطت أداة الكنية فيها.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (3/ 316) عن أبي معاوية محمّد بن خازم الضرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابرٍ به.
وأخرجه أيضًا في المسند (3/ 369) عن محمّد بن جعفر، عن شعبة، عن =
⦗ص: 507⦘
= أبي إسحاق، عن سعيد بن أبي كريب -أو شعيب بن أبي كريب-، عن جابر به.
وأخرجه أيضًا (3/ 393) عن حسين بن محمّد المرُّوذي، عن يزيد بن عطاء، عن أبي إسحاق عن عبد الله بن مرثد وسعيد بن أبي كَرِب كلاهما عن جابر به.
وأمثل هذه الأسانيد هو إسناد الإمام أحمد عن أبي معاوية عن الأعمش، وأمّا الأسانيد الأخرى الّتي ساقها ابن ماجه والإمام أحمد ففيها: سعيد بن أبي كَرِب -أو كريب- روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وسليمان بن كيسان وثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال عنه ابن المديني:"مجهول"، وفيه أيضًا عبد الله بن مرثد، وهو مجهول.
وقال البوصيري رحمه الله في حديث جابر الّذي أخرجه ابن ماجه: "أصله في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو، ومن حديث أبي هريرة، وفي مسلم من حديث عائشة، وحديث جابر رجال إسناده ثقات إِلَّا أن أبا إسحاق كان يدلِّس، واختلط بأخرة".
وقد أخرجه الإمام أحمد من طريق شعبة عن أبي إسحاق، وهو ممّن سمع منه قبل الاختلاط، وقد كفانا تدليسه أيضًا في عبارته المشهورة، وسبق الكلام عليه في ح (93).
وإسناد المصنِّف فيه: سختويه بن مازيار، ومالك بن سُعير صدوقان، كذلك أبو سفيان طلحة بن نافع ولكنه مدلِّسٌ من الثّالثة، وقد عنعن، ولكن للحديث طريقين آخرين عن جابر كما سبق تخريجه فالإسناد حسنٌ إن شاء الله تعالى، والحديث صحيح لغيره.
فائدة الاستخراج:
زاد المصنِّف على مسلم هذا الحديث في الباب، وهذا من فوائد الاستخراج.
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 57)، الثقات لابن حبّان (4/ 286)، تهذيب الكمال للمزي (11/ 42)، ميزان الاعتدال للذهبي (156)، تعجيل المنفعة لابن حجر =
⦗ص: 508⦘
= (ص: 157)، شرح سنن ابن ماجه لأبي الحسن السندي (1/ 170).
760 -
ز- حدثَنا أبو حاتم الرازي، حدثنا عبد المؤمن
(1)
، حدثنا عبد السلام بن حرب
(2)
، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
⦗ص: 509⦘
قال رسول الله
(3)
صلى الله عليه وسلم: "وَيلٌ للأعقابِ مِن النَّارِ"
(4)
.
(1)
ابن علي الزعفراني الأسدي الكوفي، أبو علي، نزيل الري.
ذكره ابن أبي حاتم ونقل عن الإمام مسلم أنه قال: "سألت أبا كريب عن عبد المؤمن بن علي الرازي فأثنى عليه"، وقال أبو حاتم:"أخرج إليَّ عبد المؤمن بن على أصول كتب عبد السلام بن حرب، فقال: قرأ عليَّ عبد السلام، ثم وهب لي".
وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "روى عنه أبو حاتم الرازي، وأهل بلده".
ولم أجد له ترجمة في غير ذلك، وذِكرُ ابن حبان لراوٍ في الثقات -دون وجود توثيقٍ آخر فيه- لا يمكن الاعتماد عليه في قبول رواية الرواي، لأنَّ ابن حبان متساهلٌ يوثِّق المجاهيل عادة، وقاعدته في ذلك:"أن الراوي إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة إلى أن يتبيَّن جرحه"، قال الحافظ ابن حجر:"هو مذهب عجيب، والجمهور على خلافه".
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 66)، الثقات لابن حبان (8/ 417)، لسان الميزان لابن حجر (1/ 14)، رواة الحديث الذين سكت عنهم أئمة الجرح والتعديل لعدَّاب محمد الحمش (ص: 65).
(2)
ابن سَلْم النَّهْدي المُلائي، أبو بكر الكوفِي، شريك أبي نعيم في بيع الملاء.
غمزه ابن المبارك بقوله لما سئل عنه: "ما تحملني رجلي إليه"، وقال مرة:"قد عرفته" فقال الراوي عنه: "وكان ابن المبارك إذا قال: (قد عرفته) فقد أهلكه"، وقال ابن سعد:"كان به ضعف في الحديث، وكان عسرًا"، وذكره العقيلي في الضعفاء.
ووثقه ابن معين مرة، وقال مرة:"ليس به بأس، ويكتب حديثه"، وقال مرة -والبخاري-:"صدوق"، وقال العجلي: "هو عند الكوفيين ثقة ثبت، والبغداديون يستنكرون بعض =
⦗ص: 509⦘
= حديثه، والكوفيون أعلم به"، وقال يعقوب بن شيبة: "ثقة، في حديثه لينٌ".
ووثقه أبو حاتم، والترمذي، والدارقطني، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال ابن عدي:"لا بأس به".
ووثقه الذهبي في الكاشف، وقال في المغني:"صدوق"، وقال ابن حجر:"ثقة حافظ، له مناكير"، ولم يذكر كلُّ من ترجم له شيئًا من مناكيره، فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى.
انظر: الطبقات لابن سعد (6/ 386)، تاريخ الدارمي (ص: 157)، معرفة الرجال لابن محرز (1/ 107)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (3/ 485)، الثقات للعجلي (94) سنن التّرمذيّ (3/ 11 ح 622)، الضعفاء للعقيلي (3/ 69)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 47)، الثقات لابن حبّان (7/ 128)، الكامل لابن عدي (5/ 1968)، سؤالات الحاكم للدارقطني (ص: 243)، ترتيب علل التّرمذيّ الكبير لأبي طالب القاضي (1/ 149)، المغني في الضعفاء (393)، والكاشف للذهبي (1/ 652)، تهذيب التهذيب (6/ 279)، والتقريب لابن حجر (4067).
(3)
في (ط) و (ك): "النبي".
(4)
لم أجد من أخرجه من هذا الطريق، وإسناد المصنِّف يُتَوقَّف فيه لعدم التمكن من معرفة حال عبد المؤمن الزعفراني، ولكن قد صحَّ الحديث من غير هذا الطريق كما سبق في الأسانيد الماضية.
فائدة الاستخراج:
زاد المصنِّف على مسلم هذا الحديث في الباب، وهذا من فوائد الاستخراج.
761 -
حدّثنا خَرْدَلَةُ
(1)
،
⦗ص: 510⦘
وَشُعَيب بن عمرانَ
(2)
العَسْكَري، قالا: حدّثنا سلمة بن شَبِيبٍ
(3)
، حدّثنا الحسن بن محمّد بن أَعيَن
(4)
، حدّثنا مَعْقِل بن عبيد الله
(5)
، عن أبي الزُّبَير
(6)
، عن جابر قال: أخبرني عمر بن الخطّاب رضي الله عنه
(7)
أنَّ رجلًا
⦗ص: 511⦘
تَوَضَّأَ فَتَرَكَ مَوضِعَ ظُفُرٍ على قَدَمِهِ، فَأَبْصَرَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: "ارجِعْ
(8)
فَأَحسِن وُضُوءَكَ"، فرجَعَ ثمّ صلَّى
(9)
.
فيه بيان أنه رَجع في وُضُوئهِ بقوله: فَرَجَعَ ثمّ صَلَّى.
(1)
في (ط) و (ك): "حدّثنا خردلة واسمه:
…
" ثمّ بياض قدر كلمتين أو ثلاث. =
⦗ص: 510⦘
= وخردلة لقبٌ، وهو: عبد الله بن اللَّيث بن نصر المروزي، أبو العباس، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد، وذكره ابن الجوزي، وابن حجر في الألقاب، ولم أجد فيه قولًا من حيث الجرح والتعديل وقد تابعه هنا شعيب بن عمران، والإمام مسلم كما سيأتي في التخريج.
انظر: تاريخ بغداد للخطيب (10/ 46)، كشف النقاب لابن الجوزي (1/ 178)، نزهة الألباب لابن حجر (1/ 236).
(2)
في (ط) و (ك): "عثمان" بدل "عمران" وهو خطأ.
ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، وقال ابن حجر: في اللسان: "لا يعرف".
وقد تابعه الإمام مسلم عن سلمة بن شبيب كما سيأتي في التخريج.
انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة: 291 - 300 هـ /ص: 160) ولسان الميزان (3/ 148 ترجمة 532).
(3)
النيسابوري، أبو عبد الرّحمن الحَجْري المسمعي، نزيل مكّة.
(4)
الحراني، أبو علي القرشي مولاهم.
(5)
الجَزَري الحراني، أبو عبد الله العبسي مولاهم، متكلِّمٌ فيه كما سبق في ح (386)، وقد تابعه ابن لَهيعة من طريق ابن وهبٍ عنه، كما سيأتي في ح (763)، والحديث في صحيح مسلم.
(6)
محمّد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم المكي.
(7)
عبارة الترضي ليست في (ط) و (ك).
(8)
في (م): "قال: فارجع".
(9)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب وجوب استيعاب جميع أجزاء محل الطّهارة (1/ 215 ح 31) عن سلمة بن شبيب، عن الحسن بن محمّد بن أعين، عن معقلٍ به.
فائدة الاستخراج:
1 -
بيَّن المصنِّف: معقل بن عبيد الله، وجاء عند مسلم مهملًا.
2 -
علّق المصنِّف على الحديث ما يستنبط منه من فقه.
762 -
ز- حدثَنا الصاغاني، وأبو دَاود السِّجْزِي
(1)
قالا: حدّثنا هارون بن مَعْروف
(2)
، حدّثنا ابن وَهْبٍ
(3)
، عن جَرير بن حازم
(4)
أنَّه سَمَعَ قتادة بن دَعَامَةَ
(5)
، حَدثَنا أنس بن مالك، أَنَّ رَجُلًا جاء إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وقد توضَّأَ وَترك على قدمِهِ مثل
⦗ص: 512⦘
مَوضِعِ الظُّفُرِ، فَقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"ارْجِعْ فَأَحْسِن وُضُوءَكَ"
(6)
.
قال أبو داود: ليس هذا الحديث بمعروفٍ عن جَريرٍ، ولا عن قتادة، وَلم
(7)
يَروِه إِلَّا ابن وهب
(8)
.
(1)
هو سليمان بن الأشعث السجستاني، والحديث في سننه -كتاب الطّهارة- باب تفريق الوضوء (1/ 44 ح 173).
(2)
المروزي، أبو علي الخزَّاز الضرير، نزيل بغداد.
(3)
في (م): "بلال بن وهب"، وفي (ط):"حدّثنا وهب".
(4)
ابن عبد الله بن زيد الأزدى العتكي، أبو النضر البصري، ثقة، وفي حديثه عن قتادة كلامٌ سيأتي في الكلام على تعليق أبي داود عقب الحديث.
(5)
ابن قتادة السدوسي، أبو الخطّاب البصري.
ووقع في (ط) و (ك)"قتادة" بدون ذكر اسم أبيه، وفيهما أيضًا:"قال: حدّثنا أنس".
(6)
لم يخرجه مسلم من حديث أنس، وقد أخرجه الإمام أحمد في المسند (3/ 146).
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 84 - 85) من طريق أصبغ بن الفرج كلاهما عن هارون بن معروف، عن ابن وهبٍ به.
وأخرجه ابن ماجه في السنن -كتاب الطّهارة- باب من توضأ فترك موضعًا لم يصبه الماء (1/ 218 ح 665) عن حرملة بن يحيى.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 84 - 85) عن أحمد بن عبد الرّحمن بن أخي ابن وهب.
وأخرجه الدارقطني في سننه (1/ 108) من طريق ابن أخي ابن وهب كلاهما عن ابن وهب عن جرير بن حازم به.
فائدة الاستخراج:
زاد المصنِّف على مسلم هذا الحديث في الباب، وهذا من فوائد الاستخراج.
(7)
في (ط) و (ك): "لم" بدون الواو.
(8)
العبارة في سنن أبي داود كالتالي: "وهذا الحديث ليس بمعروف عن جرير بن حازم، ولم يروه إِلَّا ابن وهب، وقد روى معقل بن عبيد الله الجَزَري، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وقال الدارقطني عقب الحديث: "تفرَّد به جرير بن حازم عن قتادة، وهو ثقة".
فكأن الدارقطني رحمه الله تعالى يذهب إلى صحة الحديث لثقة جرير بن حازم، وأمّا أبو داود فكأنه يعلّ الحديث ويُلقي بالتبعة فيه على ابن وهب بقوله:"ليس بمعروف عن جرير بن حازم، ولم يروه إِلَّا ابن وهب". =
⦗ص: 513⦘
= ونحوه صنيع ابن عدي، فإنّه قد ذكر حديثين لابن وهبٍ عن جرير -أحدهما هذا الحديث- ثمّ قال:"وهذان الحديثان تفرَّد بهما ابن وهب، عن جرير بن حازم، ولابن وهب غير ما ذكرت غرائب"، وابن عدي رحمه الله تعالى مع قوله بأن لجرير إفرادات عن قتادة لا توجد عند غيره -كما سيأتي في كلامه- فإنّه في هذين الحديثين بالخصوص يشير إلى تفرُّد ابن وهبٍ عنه به.
وقد ذهب بعض العلماء إِلَّا أن جريرًا وإن كان ثقة فإنّه ليس كذلك في قتادة بالذات.
قال عبد الرّحمن بن مهدي: "يُضعَّف في حديثه عن قتادة"، وسأل عبد الله بن أحمد ابنَ معين عن جرير بن حازم فقال:"ليس به بأس، فقلت له: إنَّه يحدّث عن قتادة، عن أنس مناكير؟ فقال: ليس بشيءٍ، هو عن قتادة ضعيف".
وقال الإمام أحمد: "كأن حديثه عن قتادة غير حديث النَّاس، يوقف أشياء، ويسند أشياء"، وقال أيضًا:"كان يحدِّثهم -بالتوهم- أشياء عن قتادة يسندها بواطيل".
وقال أيضًا: "حدَّث بالوهم بمصر، ولم يكن يحفظ".
ونحوه قول الأزدي: "جرير صدوق، خُرِّج عنه بمصر أحاديث مقلوبة، ولم يكن بالحافظ".
ولعلّ هذا الحديث ممّا حدَّث به بمصر من حفظه -ووهم فيه- فأخذه عنه عبد الله بن وهب وهو مصري.
وذكر ابن رجب أن الإمام أحمد وابن معين أنكرا أحاديث لجرير بن حازم منها هذا الحديث الّذي أخرجه المصنِّف.
وقال ابن عدي بعد أن ذكر جملة ممّا أنكره عليه عن قتادة وغيره: "ولجرير بن حازم أحاديث كثيرة عن مشايخه، وهو مستقيم الحديث صالح فيه، إِلَّا أن روايته عن قتادة؛ فإنّه يروي أشياء عن قتادة لا يرويها غيره، وجرير عندي من ثقات المسلمين حدَّث =
⦗ص: 514⦘
= عنه الأئمة من النَّاس: أيوب السختياني، وابن عون، وحماد بن زيد، والثوري، والليث بن سعد، ويحيى بن أيوب المصري، وابن لَهيعة وغيرهم".
وقال الذهبي في الميزان: "أحد الأئمة الكبار الثقات، ولولا ذكر ابن عدي له لما أوردته
…
وفي الجملة لجرير عن قتادة أحاديث منكرة"،
وقال ابن حجر: "ثقة، لكن في حديثه عن قتادة ضعفٌ، وله أوهامٌ إذا حدَّث من حفظه".
وذكره الشّيخ صالح الرفاعي في كتابه النافع "الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم"، وخلص إلى نحو هذه النتيجة الّتي ذكرها الحافظ ابن حجر.
ويظهر - والله أعلم - أن إشارة أحدهما داود رحمه الله تعالى إلى حديث معقل الجزري، عن أبي الزبير، عن جابر يريد به أن أصل الحديث هو حديث جابر.
وحدَّث به جرير من حفظه بمصر فوهم فيه فجعله عن قتادة عن أنس، وكأن إيراد المصنِّف لحديث جابر أوَّلًا ثمّ ذكره لحديث جرير عن قتادة عن أنس، ثمّ إتباع ذلك بأسانيد يؤيِّد بها رواية جابر إشارة إلى تعليل حديث أنس، والله أعلم.
فإن قيل: فلم يورد حديث أنس أصلًا في المستخرج وهو ليس في صحيح مسلم؟ يقال: لعلّه في صحيح أحمد بن سلمة، ففي إيراد حديث أنس على هذه الصورة استخراجٌ وتعليل، والله أعلم.
انظر: العلل رواية عبد الله بن أحمد (3/ 10)، الضعفاء للعقيلي (1/ 198)، الكامل لابن عدي (548 - 554)، الميزان للذهبي (1/ 392)، شرح علل التّرمذيّ لابن رجب (784)، تهذيب التهذيب (63)، والتقريب لابن حجر (911)، الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم للشيخ صالح الرفاعي (ص: 200).
763 -
حدّثنا الصاغاني، حدّثنا الحسن بن الأشيب
(1)
، عن ابن لهيعة
(2)
، حدّثنا أبو الزبير، عَن جَابرٍ
(3)
مثل حديث مَعْقِلٍ: فَرَجَعَ فَتَوَضَّأَ ثمّ صَلَّى
(4)
.
(1)
هو الحسن بن موسى الأشيب، أبو علي البغدادي.
(2)
عبد الله بن لَهيعة بن عقبة الحضرمي، أبو عبد الرّحمن المصري، متكلَّمٌ فيه، وقد رمي بالتدليس، وجعله الحافظ ابن حجر في المرتبة الخامسة من المدلسين، وخلاصة الأمر فيه أنه يقبل من حديثه ما صرَّح فيه بالتحديث، وكان من رواية العبادلة كابن وهب، وابن المبارك، والمقرئ ونحوهم ممّن سمعوا منه قبل احتراق كنبه، كما سبق في ترجمته: ح (271).
وهذا الحديث من رواية ابن وهبٍ عنه -كما في الإسناد الآتي-، غير أنه قد عنعن فيه، وصرَّح في هذا الإسناد بالتحديث عن أبي الزبير، والحديث في صحيح مسلم من غير طريق ابن لهيعة كما سبق في: ح (760).
(3)
قوله: "عن جابر" ليس في (ط) و (ك).
(4)
أخرجه ابن ماجه في السنن -كتاب الطّهارة- باب من توضأ فترك موضعًا لم يصبه الماء (1/ 218 ح 666) من طريق زيد بن الحباب، عن ابن لَهيعة، عن أبي الزبير به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 21) عن موسى بن داود عن ابن لَهيعة، عن أبي الزبير به.
وأخرجه أيضًا (1/ 23) عن الحسن بن موسى الأشيب، عن ابن لَهيعة، عن أبي الزبير به.
764 -
حدّثنا الصَّومَعِيُّ
(1)
، حدّثنا أَصْبَغ
(2)
، أخبرني ابن وهب،
⦗ص: 516⦘
أخبرني ابن لَهِيعَة، عن أبي الزبير، عن جَابرٍ، عن عمر بن الخطّاب صلى الله عليه وسلم
(3)
أنَّه رَأى رجلًا قد جَاءَهُ وَقد تَوضَّأَ وترك على ظَهرِ قَدَمِهِ مثلَ موضَعِ الظُّفُرِ، فقال له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ارجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ"
(4)
.
(1)
في (ط) و (ك): "وحدثنا" بالواو، والصومعي هو: محمّد بن أبي خالد الصومعي الطّبريّ، أبو بكر.
(2)
ابن الفرج بن سعيد الأموي مولاهم المصري، ورَّاق عبد الله بن وهب.
(3)
عبارة الترضي ليست في (ط) و (ك).
(4)
أخرجه ابن ماجه في السنن -كتاب الطّهارة- باب من توضأ فترك موضعًا لم يصبه الماء (1/ 218 ح 666) عن حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهبٍ، عن ابن لَهيعة به.
765 -
ز- حدثنا أبو فَرْوةَ الرُّهَاوي
(1)
، حدّثنا المغيرة بن سِقْلاب
(2)
، حدّثنا الوازع
(3)
،
⦗ص: 517⦘
عن سالم
(4)
، عن أبيه، عن جده عُمر، عَن أبي بكرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنهما
(5)
قال: بيَّنَّا أنا جالسٌ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجلٌ قد تَوضَّأَ وَبَقِيَ على ظَهرِ قَدَمِهِ مثلُ ظُفرِ إِبْهَامِهِ، فَأَبْصَرهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال:"ارْجِعْ فَأَتِمَّ وُضُوءَكَ"، قال: فَفَعَلَ
(6)
.
(1)
يزيد بن محمّد بن يزيد بن سنان التميمي الجَزَري الرُّهاوي.
(2)
الحراني، أبو بشر، قاضي حران.
قال عنه أبو زرعة: "ليس به بأس"، وقال أبو حاتم:"صالح الحديث".
وقال أبو جعفر النَّفْيلي: "لم يكن مؤتمنًا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال علي بن ميمون الرَّقِّي: "كان لا يسوى بعرة"، وذكر ابن عدي حديثه هذا في مناكيره وقال: "وعامة ما يرويه لا يتابع عليه"، وقال في صدر التّرجمة: "منكر الحديث"، وضعفه الدارقطني أيضًا.
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 223)، الكامل لابن عدي (6/ 2357)، ميزان الاعتدال للذهبي (4/ 163)، لسان الميزان لابن حجر (6/ 78).
(3)
ابن نافع العقيلي الجَزَري.
أجمعوا على ضعفه، فقد ضعفه ابن معين، والإمام أحمد، والبخاري، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، والعقيلي، وابن حبّان، وابن عدي، والدارقطني غيرهم.
وقال النسائي، والهيثمي:"متروك".
انظر: تاريخ الدوري (627)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (3/ 23 - 24)، الضعفاء =
⦗ص: 517⦘
= الصغير للبخاري (ص: 245)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 39)، المجروحين لابن حبّان (3/ 83)، الكامل لابن عدي (7/ 2555)، سنن الدارقطني (1/ 109)، ميزان الاعتدال للذهبي (4/ 327)، مجمع الزوائد للهيثمي (1/ 81)، لسان الميزان لابن حجر (6/ 213).
(4)
ابن عبد الله بن عمر بن الخطّاب القرشي العدوي.
(5)
في النسخ الأخرى: "رضي الله عنه".
(6)
في هذا الموضع في (ط) و (ك) زيادة: "إلى هنا لم يخرجاه" ولكن عليها في النسختين علامة حذف (لا- إلى).
والحديث لم يخرجه مسلم من حديث أبي بكر الصديق صلى الله عليه وسلم، وقد أخرجه ابن أبي حاتم في علل الحديث (1/ 67) من طريق مُصْعَب بن سعيد، عن المغيرة بن سقلاب، عن الوازع بن نافع به ثمّ قال:"قال أبي: هذا حديث باطل بهذا الإسناد، ووازع بن نافع ضعيف الحديث".
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (356) من طريق مُصْعَب بن سعيد، عن المغيرة بن سقلاب، عن الوازع به، وقال:"لا يُروى عن أبي بكر إِلَّا بهذا الإسناد".
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 241): "رواه الطبراني في الأوسط والصغير، وفيه الوازع بن نافع وهو مجمعٌ على ضعفه".
وأخرجه أيضًا الدارقطني في سننه (1/ 109) من طريق أبي فروة -شيخ المصنِّف-، =
⦗ص: 518⦘
= ومصعب بن سعيد، والحارث بن بهرام ثلاثتهم عن المغيرة بن سقلاب، عن الوازع بن نافع به، وقال عقب الحديث:"الوازع بن نافع: ضعيف الحديث".
فالحديث إذا ضعيفٌ بهذا الإسناد، وقد رواه مسلم والمصنِّف بإسنادٍ أمثل منه عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه دون ذكر أبي بكر الصديق رضي الله عنه كما سبق في: ح (760) و (762) و (763).
فائدة الاستخراج:
زاد المصنِّف على مسلم هذا الحديث في الباب، وهذا من فوائد الاستخراج.
بَابُ
(1)
بَيَان إِثْبَاتِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
766 -
حدّثنا ابن أبي رجاء
(1)
، حدّثنا وكيع، ح
وحدثنا الصاغاني، حدّثنا شجاعُ بن الوليد
(2)
، كلاهما عن الأعمش، عن إبراهيم
(3)
، عن همام بن الحارث
(4)
قال
(5)
: رأيتُ جَرير بن عبد الله بَال ثمّ أتى المَطْهَرَةَ فَتَوضَّأَ وَمسح على خُفَّيهِ، فقيلَ له: تَفعَل
(6)
وأنتَ صاحبُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟! فَقال: وَمَا يَمْنَعُني وقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ على الخُفَّينِ؟!
قال الأعمش: كانَ يُعجِبهم حَديثُ جَرير، لأنَّ إسلامَه بعدَ نُزُولِ المائدةِ
(7)
.
(1)
أحمد بن محمّد بن عبيد الله بن أبي رجاء الثغري المِصِّيصي.
(2)
أبو بدر السَّكُوني الكوفي.
(3)
ابن يزيد بن قيس النخعي الكوفي.
(4)
النخعي الكوفي.
(5)
كلمة "قال" ليست في (ط) و (ك).
(6)
في (ط) و (ك): "أتفعل".
(7)
أخرجه التّرمذيّ في سننه -كتاب الطّهارة- باب في المسح على الخفَّين (1/ 155 ح 93) عن هناد بن السري.
وأخرجه ابن ماجه في سننه -كتاب الطّهارة -باب ما جاء في المسح على الخفَّين (1/ 180 ح 543) عن علي بن محمّد الطنافسي كلاهما عن وكيع، عن الأعمش به.
767 -
حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، وأحمَدُ بن شيبانَ
(1)
، وابن أبي فروة النَّصيبيّ
(2)
قالوا: حدّثنا سفيانُ بن عُيينة، عَن الأَعمش، عن إبراهيمَ، عن همامٍ قال
(3)
: رأيتُ جَريرًا تَوَضَّأَ مِن المطهرةِ ثمّ مسح على خُفَّيهِ، فقيل له: أتمسح على خُفَّيكَ؟ فَقَال: إنِّي رأيتُ رسولَ الله
(4)
صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ على خُفَّيهِ.
فكان هذا الحديث يُعجِب
(5)
أصحابَ عبد الله، لأن إسلامَه كان بعدَ نزولِ المائدة
(6)
.
(1)
الرملي، أبو عبد المؤمن، صاحب ابن عيينة.
(2)
عبد السّلام بن عبيد بن أبي فروة النصيبي.
(3)
كلمة "قال" ليست في (ط) و (ك).
(4)
في (ط) و (ك): "قال: إنِّي رأيت النبي".
(5)
في (ط) و (ك): "يعجبه".
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب المسح على الخفَّين (1/ 228 ح 72) من طريق عيسى بن يونس، ومن طريق علي بن مسهر، كلاهما عن الأعمش، وعن ابن أبي عمر، عن ابن عيينة عن الأعمش. وأخرجه الإمام أحمد في المسند (4/ 361) عن ابن عيينة.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 273) من طريق أحمد بن شيبان -شيخ المصنِّف-، عن ابن عيينة، عن الأعمش به.
فائدة الاستخراج:
1 -
بيَّن المصنِّف سفيان بن عيينة، وورد عند مسلم مهملًا.
2 -
أحال مسلم بلفظ الحديث ولم يذكر متنه، وبين المصنِّف لفظ هذه الرِّواية.
768 -
حدّثنا الغَزِّي
(1)
، حدّثنا الفِريابي
(2)
، حدّثنا سفيان
(3)
، ح
وحَدثنا يونس بن حَبيب، حدّثنا أبو داود
(4)
، حدّثنا شعبةُ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام بن الحارثِ، عن جَريرٍ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ على الخُفَّينِ.
قال إبراهيم: كان يُعْجِبُهم هذا الحديثُ، لأنَّ إسلامَ جَريرٍ كان بعدَ نزولِ المائدة
(5)
.
(1)
عبد الله بن محمّد بن عمرو بن الجراح الأزدي.
(2)
محمّد بن يوسف بن واقد الضَّبِّي مولاهم.
(3)
هو الثّوريّ، والفريأبي إذا روى عنه أطلق، وإذا روى عن ابن عيينة بيَّنه.
انظر: السير للذهبي (7/ 466).
(4)
الطيالسي، والحديث في مسنده (ص: 92).
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الصّلاة- باب الصّلاة في الخفاف (الفتح 1/ 589 ح 387) عن آدم بن أبي إياس.
وأخرجه مسلم من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش به كما تقدَّم في الّذي قبله.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (4/ 364) عن محمّد بن جعفر كلاهما عن شعبة، عن الأعمش به.
وأخرجه الدارقطني في السنن (1/ 193 - 194) من طريق عبد الرّحمن بن مهدي، عن الثّوريّ، عن الأعمش به.
وبيَّن الحافظ ابن حجر في الإتحاف (4/ 46) أن سفيان هو الثّوريّ في رواية الدارقطني.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلم بلفظ الحديث ولم يذكر متنه، وبيَّن المصنِّف لفظ هذه الرِّواية.
769 -
[حدثنا إبراهيم الحربي
(1)
، حدّثنا ابن نُمير
(2)
، حدّثنا أبو معاوية
(3)
، ح
قال
(4)
: وحدثنا عبيد الله بن عمر
(5)
، حدّثنا علي بن مُسْهِر
(6)
، ح
وحدثنا أبو أسامة
(7)
، وحسين
(8)
، عن زائدة
(9)
، ح
وحدثنا ابن عائشة
(10)
، حدّثنا أبو عوانة
(11)
، وسفيان
(12)
، ح
قال إبراهيم، وحدثنا إسحاق بن إسماعيل
(13)
، حدّثنا
⦗ص: 523⦘
جرير
(14)
، وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن جرير قال: رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم بال ثمّ توضأ ومسح على خُفَّيه]
(15)
.
(1)
إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم البغدادي، أبو إسحاق الحربي.
(2)
محمّد بن عبد الله بن نمير الهَمْدَاني الكوفي.
(3)
محمّد بن خازم الضرير الكوفي، ثقة في الأعمش.
(4)
القائل هو: إبراهيم الحربي.
(5)
ابن ميسرة الجُشمي مولاهم القواريري، أبو سعيد البصري، نزيل بغداد.
(6)
القرشي، أبو الحسن الكوفي.
(7)
حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي، والراوي عنه هو: إبراهيم الحربي أيضًا.
(8)
ابن علي بن الوليد الجعفي مولاهم.
(9)
ابن قدامة الثقفي، أبو الصلت الكوفي.
(10)
عبيد الله بن محمّد بن حفص بن عمر بن موسى القرشي التيمي، والراوي عنه هنا -أيضًا-: إبراهيم الحربي.
(11)
الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي البزاز.
(12)
هو: ابن عيينة، وابن عائشة لم يدرك الثوري.
(13)
الطَّالْقَاني، أبو يعقوب، نزيل بغداد، توفي سنة (230 هـ)، أو قبلها.
وثقه ابن معين، ويعقوب بن شيبة، وأبو داود، وابن قانع، وابن حبّان، والدارقطني =
⦗ص: 523⦘
= وغيرهم، وقال الإمام أحمد:"لا أعلم إِلَّا خيرًا".
وتكلَّم علي بن المدني في سماعه من جرير، لصغره حين السماع منه، وضعَّفه في روايته عنه.
ووثقه الحافظ الذهبي، وقال الحافظ ابن حجر:"ثقة، تُكلِّم في حديثه عن جرير وحده".
وقد قرنه معه في هذا الإسناد: وكيع.
انظر: تاريخ الدارمي (ص: 77)، سؤالات ابن الجنيد (ص: 345)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (212)، الثقات لابن حبّان (8/ 113)، تاريخ بغداد للخطيب (6/ 335) تهذيب الكمال للمزي (409)، الكاشف للذهبي (1/ 234)، تهذيب التهذيب (1/ 204)، والتقريب لابن حجر (341).
(14)
ابن عبد الحميد بن قُرْط الضَّبِّي، أبو عبد الله الكوفي، نزيل الريِّ وقاضيها.
(15)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وقد ذكر الحافظ ابن حجر هذه الأسانيد لأبي عوانة في "الإتحاف"(4/ 46 - 47).
وقد سبق تخريجه من بعض هذه الطرق في الأسانيد السابقة (766 - 768)، وقد أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب المسح على الخفَّين (1/ 227 - 228 ح 72) عن يحيى بن يحيى التميمي، وإسحاق بن إبراهيم، وأبي غريب محمّد بن العلاء عن أبي معاوية عن الأعمش به.
وعن ابن أبي شيبة عن وكيع وأبي معاوية كلاهما عن الأعمش به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (4/ 364) عن عفان بن مسلم، عن أبي عوانة، عن الأعمش.
وأخرجه أيضًا (4/ 358) عن أبي معاوية كلاهما عن الأعمش به.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (341) من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة بن قدامة عن الأعمش به.
بَابُ
(1)
إِبَاحَةِ المَسْحِ عَلَى الخُفِّينِ إِذَا أَدْخَلَ رِجْلَيْهِ فِيْهِمَا وَهُمَا طَاهِرَتَانِ
(1)
في (ط) و (ك): "بيان" بدل "باب".
770 -
حدّثنا أبو داود الحراني، حدّثنا جَعفر بن عَون
(1)
، أخبرنا زكريا بن أبي زائدة، ح
وحَدثنا إسحاق بن سَيَّار، حدّثنا عبيد الله بن موسى، ح
[وحدثنا أبو أمية، حدّثنا أبو نعيم، وعبيد الله بن موسى، ح]
(2)
وحَدثنا محمّد بن حَيُّويَه، وأبو داود [الحراني]
(3)
قالا: حدثنا أبو نعيم، [قالوا]
(4)
حدّثنا زكريا بن أبي زائدة، حدّثنا عامر، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيهِ قال: كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ لَيلَةٍ في سفرٍ فقال: "أَمَعَكَ مَاءٌ؟ "، قلتُ: نَعَم، فَنَزَلَ عن رَاحلتِه فمشى حتّى تَوَاري عني في سواد اللّيلِ، ثمّ جاء فَأَفْرَغْتُ عليه مِن الإِدَاوَةِ فَغَسلَ يَدَيهِ وَوَجْهَهُ، وعليه جُبَّةٌ مِن صوفٍ فلم يستطع أن يُخرِج ذَرَاعَيهِ منها
(5)
حتّى
⦗ص: 525⦘
أَخْرَجَهُما مِن أسفلِ الجُبَّةِ فَغَسَلَ ذِرَاعَيهِ وَمَسَح بِرَأسِهِ، ثمّ أَهْوَيتُ لأَنْزَعَ خُفَّيهِ فقال:"دَعْهُما فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُما طَاهِرَتَينِ" فَمَسَحَ عليهما
(6)
.
(1)
ابن جعفر بن عمرو القرشي المخزومي، أبو عون الكوفي.
وفي (ط) و (ك): "جعفر" فقط بدون ذكر اسم أبيه.
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(4)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(5)
في (ط) و (ك): "منهما".
(6)
سبق هذا الحديث عند المصنِّف برقم (561)، بأغلب هذه الأسانيد، ومما زاده هنا طريق جعفر بن عون، عن زكريا بن أبي زائدة، وقد أخرجه من طريقه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 373)، وسبق تخريجه هناك.
فائدة الاستخراج:
لم يذكر مسلم رحمه الله قصة الحديث، وذكرها المصنِّف.
771 -
حدثَنا العباس بن محمّد، حدّثنا أبو يحيى الحِمَّاني
(1)
، حدّثنا زكريا بن أبي زائدة بِمَعْنَى حديث أبي نُعيمٍ
(2)
.
(1)
عبد الحميد بن عبد الرّحمن الكوفي، متكلم فيه، انظر: ح (61)، وقد توبع عن زكريا بن أبي زائدة كما سبق في الإسناد الماضي.
(2)
لم أجده من طريق الحماني عن زكريا بن أبي زائدة.
772 -
حدّثنا أبو أُمَيَّةَ، حدّثنا أبو نُعَيم
(1)
، وعبيد الله
(2)
، عن يونس
(3)
، عن
⦗ص: 527⦘
عَامر
(4)
، حَدثني عروة، عن أبيهِ المغيرة، فذكر نحوَهُ
(5)
.
(1)
الفضل بن دكين التيمي مولاهم المُلائي الكوفي.
(2)
ابن موسى بن باذام العبسي مولاهم الكوفي.
(3)
ابن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الهَمْدَاني السبيعى، أبو إسرائيل الكوفي، توفي سنة (152 هـ وقيل بعد ذلك).
قال عنه عبد الرّحمن بن مهدي، والنسائي:"لم يكن به بأس"، ووثقه ابن سعد، =
⦗ص: 526⦘
= وابن معين، والعجلي، وقال الساجي:"صدوق"، وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات.
وقال يحيى القطان: "كانت فيه غفلة"، وقال الإمام أحمد:"حديثه حديثٌ مضطرب"، وقال مرّة:"حديثه فيه زيادة على حديث النَّاس"، ومرةً ضعَّف حديثه عن أبيه، وسئل عنه مرّة فقال:"كذا كذا". عقَّب الذهبي قائلًا: "هذه العبارة يستعملها عبد الله بن أحمد فيما يجيبه به والده، وهي بالاستقراء كناية عمَّن فيه لينٌ".
وقال أبو حاتم: "كان صدوقًا، إِلَّا أنه لا يحتج بحديثه"، وقال ابن خراش:"في حديثه لين"، ونقل ابن رجب عن تاريخ الغلابي:"كان يونس بن أبي إسحاق مستوي الحديث عن غير أبي إسحاق، مضطربٌ في حديثه عن أبيه"، وقال أبو أحمد الحكم:"ربما وهم في حديثه".
وذكره العقيلي، وابن عدي، وابن الجوزي في الضعفاء.
وقال الذهبي في الكاشف: "صدوق"، وفي الديوان:"صدوقٌ، يغرب"، وذكره في المتكلَّم فيهم بما لا يوجب الرَّدِّ ووثقه.
وقال الحافظ ابن حجر: "صدوقٌ، يهم قليلًا".
وعلى ضوء ما سبق ينبغي أن يقيَّد بأنه يهم قليلًا في حديثه عن أبيه، لأن القطان لما ذكر غفلته بنى ذلك على رواية له عن أبيه خالف فيها شعبة وغيره، وقد ضعَّف الإمام أحمد حديثه عن أبيه، ومن جاء بعدهما لعلّهما استندا إلى قول القطان وأحمد، فأطلق بعضهم القول بتلبينه، وأحسن قولٍ فيه قول الغلابي:"مستوي الحديث عن غير أبي إسحاق، مضطربٌ في حديثه عن أبيه".
ولم يذكر له ابن عدي إِلَّا حديثًا واحدًا أُنكر عليه، وهو عن أبيه أيضًا، والله أعلم.
انظر: الطبقات لابن سعد (6/ 636)، سؤالات ابن الجنيد (ص: 379)، رواية ابن طهمان (ص: 56)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (479، 519)، الثقات للعجلي =
⦗ص: 527⦘
= (377)، الضعفاء للعقيلي (4/ 457)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 243)، الثقات لابن حبّان (7/ 650)، الثقات لابن شاهين (ص: 357)، الضعفاء لابن الجوزي (3/ 223)، تهذيب الكمال للمزي (3488)، الميزان (4/ 482)، والمتكلَّم فيهم بما لا يوجب الرَّدَّ (ص: 192)، والكاشف (402)، والديوان (ص: 450)، شرح علل التّرمذيّ لابن رجب (813)، تهذيب التهذيب (11/ 379)، والتقريب لابن حجر (7899).
(4)
ابن شراحيل الشعبي.
(5)
في (ط) و (ك): "فذكره" بدل "فذكر نحوه".
والحديث أخرجه أبو داود في سننه -كتاب الطّهارة- باب المسح على الخفَّين (1/ 38 ح 151) عن مسدد، عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (4/ 255) عن وكيع كلاهما عن يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي به.
773 -
حَدثنا أبو أُميَّة، حدّثنا شرَيج بن النعمان
(1)
، حدّثنا سفيان بن عُيينة، عن حُصَين بن عبد الرّحمن
(2)
، عَن الشَّعْبي، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه قال: قلتُ يا رسول الله أَتَمْسَحُ على خُفَّيك؟ قال: "إنِّي أَدْخَلْتُهُما وَهما طاهرتان"
(3)
.
(1)
الجوهري اللؤلؤي البغدادي، أبو الحسن، أو أبو الحسين.
(2)
هو السُّلَمي -كما صرَّح به في مسند الحميدي (335) - أبو الهذيل الكوفي، ثقة، تغيَّر بآخرة، ولم يظهر لي إن كان ابن عيينة قد روى عنه قبل التغيُّر، انظر: ح (265).
(3)
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه -كتاب الطّهارة- باب الرُّخصة في المسح على الموقين =
⦗ص: 528⦘
= (1/ 95 - 96) من طريق حوثرة بن محمّد البصري، عن ابن عيينة، عن حصين، عن الشعبي به.
774 -
وحدثَنا
(1)
محمّد بن عيسى الأبرص، حدّثنا إسحاق بن منصور
(2)
، حدّثنا عمر بن أبي زائدة
(3)
، عن الشعبي، عن عروة بن المغيرة، عن أبيهِ نحو
(4)
حَديثِ زكريا، إِلَّا أنَّه قال: فلما أَقْبَلَ اسْتَقْبَلْتُهُ بِالمطهرة، وكانت عليه جُبَّةٌ شاميةٌ ضَيِّقَةُ الكُمَّينِ
(5)
.
(1)
في (ط) و (ك): "حدّثنا" بدون عطف.
(2)
السَّلولي مولاهم، أبو عبد الرّحمن الكوفِي.
(3)
واسم أبي زائدة: خالد بن ميمون بن فيروز الهَمْدَاني الوادعي الكوفِي، وعمر هو: أخو زكريا بن أبي زائدة الّذي مضى في ح (770 و 771).
(4)
في (ط) و (ك): "بنحو".
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب المسح على الخفَّين (1/ 230 ح 80) عن محمّد بن حاتم، عن إسحاق بن منصور، عن عمر بن أبي زائدة به.
فائدة الاستخراج:
اللّفظ الّذي ذكره ليس عند مسلم، وهذا من فوائد الاستخراج.
775 -
حَدثنا الربيع بن سليمان
(1)
، أخبرنا الشّافعيّ
(2)
، أخبرنا ابن عُيينة، عن حُصَين
(3)
، وزكريا
(4)
،
⦗ص: 529⦘
ويونس
(5)
، عن الشّعْبي، عن عُروة، عن المغيرة بن شعبة قال: قلتُ: يا رسول الله أَتَمْسَحُ على الخُفَّينِ؟ قال: "نَعَم، إنِّي أَدْخَلْتُهما وهما طاهرتانِ"
(6)
.
(1)
ابن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري.
(2)
والحديث في مسنده (ص: 17).
(3)
ابن عبد الرّحمن.
(4)
ابن أبي زائدة الهمْدَاني الوادعي الكوفي.
(5)
ابن أبي إسحاق السبيعي الكوفي.
(6)
أخرجه الحميدي في مسنده (335) عن ابن عيينة، عن زكريا بن أبي زائدة، وحصين بن عبد الرّحمن السُّلَمي، ويونس بن أبي إسحاق ثلاثتهم عن الشعبي به.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه -كتاب الطّهارة- باب ذكر الخبر المفسر للألفاظ المجملة الّتي ذكرتها،
…
(1/ 96) عن القاسم بن بشر بن معروف، عن ابن عيينة، عن زكريا، وحصين ويونس ثلاثتهم عن الشعبي به.
بَابُ
(1)
الإِبَاحَةِ لِلمتَوَضِئ أنْ يُعِيْنَهُ عَلَى وُضُوئِهِ غَيْرُهُ وَيَصُبَّهُ عَلَيْهِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى إِجَازةِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ كَيْفَ مَا مَسَحَ إِذَا وَقَعَ عَلَيهِ اسْمُ المَسْحِ
(1)
في (ط) و (ك): "باب بيان" ولكن كلمة "باب "كتبت فيهما بخط مغاير لخط النسختين.
776 -
حَدثنا علي بن حرب الطائي
(1)
، حدّثنا أبو معاوية، ح
وَحَدثنا أبو البَخْتَري، حدّثنا أبو أسامة قالا: حدّثنا الأعمَشُ، عن أبي الضُّحَى مسلم بن صُبَيح، عن مسروق، عن المغيرة بن شعبةَ قال: كنتُ معَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في سَفرٍ فقال: "يا مغيرة خذِ الإِدَاوَةَ" فَأَخَذْتُهَا، فانْطَلَقَ لحاجتِهِ حتّى توَارى عني، ثمّ جاء وعليهِ جُبَّةٌ شَامِيةٌ مِن صُوفٍ فذهَبَ يُخرِجُ يَدَه فضاق كُمُّهَا فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِن أَسفَلِها، وَصَبَبْتُ عليهِ فَتَوضَّأَ وُضُوءَهُ للصَّلاةِ وَمَسحَ على خُفَّيه وصَلَّى
(2)
.
(1)
نسبته "الطائي" لم ترد في (ط) و (ك).
(2)
سبق هذا الحديث عند المصنِّف بإسناده ومتنه برقم (560).
فائدة الاستخراج:
1 -
ذكر المصنِّف مسلم بن صُبيح بكنيته، وجاء عند مسلم باسمه مهملًا.
2 -
جاء وصف الجبة التي كان يلبسها صلى الله عليه وسلم بأنها من صوف، وهذا الوصف ليس في رواية مسلم.
777 -
حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي أبو إسحاق
(1)
، حدّثنا محمّد بن الصَّبَّاح
(2)
، حدّثنا إسماعيل
(3)
، ح
وحدثنا أبي رحمه الله
(4)
، حدّثنا علي بن حُجْر
(5)
، حدّثنا إسماعيل بن جعفر، عن شَرِيك بن أبي نَمِر
(6)
أَنَّه سَمِعَ أبا السَّائب
(7)
مَولى هشام بن زهرة يقول: سَمِعتُ المغيرة بن شعبةَ يقول: خَرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (*في سفر*)
(8)
فَنَزَلَ منزلًا، فَتَبَرَّزَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَتَبِعْتُه بِإِدَاوَةٍ فَصَبَبْتُ عليه فَتَوضَّأَ ومَسَحَ على الخُفَّينِ
(9)
.
(1)
في (ط) و (ك): "إبراهيم الحربي" لم يرد فيهما اسم أبيه ولا كنيته.
(2)
الدُّولابي المزني مولاهم، أبو جعفر البغدادي البزَّاز.
(3)
ابن أبي كثير الأنصاري الزرقي، أبو إسحاق القاري.
(4)
إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الإسفراييني، وعبارة الترحم ليست في (ط) و (ك).
(5)
ابن إياس بن مقاتل السعدي، أبو الحسن.
(6)
شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر القرشي، أبو عبد الله المدني، تكلِّم في روايته لحديث الإسراء، انظر: ح (412).
ووقع في (ط) و (ك): "شريك يعني: ابن أبي نمر"، وفي (م):"شريك بن أبي نمر سمع السائب".
(7)
الأنصاري المدني، مشهورٌ بكنيته، قال الحافظ ابن حجر:"وقع في "نوادر الأصول" أنه جهني وأن اسمه عبد الله بن السائب".
انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر (193).
(8)
سقطت من (م).
(9)
لم يخرجه مسلم من طريق أبي السائب عن المغيرة، وقد أخرجه الإمام أحمد في المسند =
⦗ص: 532⦘
= (4/ 254) عن سليمان بن داود الهاشمي، عن إسماعيل بن جعفر، عن شريك بن أبي نَمر به.
778 -
وحَدثنا
(1)
إسحاق بن سَيَّار، حدّثنا خالد بن مَخْلد
(2)
، حدّثنا سليمان بن بلال
(3)
، حدثني شَرِيك بن عبد الله بن أبي نَمِر، عن أبي السائب مولى هشام، حدّثنا
(4)
المغيرة بن شعبة قال: كنتُ معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ فَأَتَيتُهُ بِإِدَاوَةٍ من ماءٍ فَتَوضَّأَ ومَسَح على خُفَّيه
(5)
.
(1)
في (ط) و (ك): "حدّثنا" بدون عطف، وإسحاق بن سيَّار هو: ابن محمّد النَّصيبي.
(2)
القَطَوَاني، أبو الهيثم البجلي مولاهم.
(3)
التيمي مولاهم المدني.
(4)
في (ط) و (ك): "قال: حدثني".
(5)
لم أجده من طريق سليمان بن بلال عن شريك، وقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 441 - 442) من طرقٍ أخرى عن شريك بن أبي نَمر.
779 -
حدثَنا محمّد بن علي بن داود بن أخت غزال
(1)
، وأبو أُميَّة قالا: حدّثنا سُرَيج بن النعمان
(2)
، حدّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة
(3)
، عن سعد بن إبراهيم
(4)
، عن نافع بن جُبَير بن مُطعم
(5)
، عن عروة بن المغيرة بن شُعبَةَ، عن أبيهِ قال: ذَهَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لبعض حاجتِهِ فَقُمتُ أَسْكُبُ
⦗ص: 533⦘
عليه الماء من إِدَاوَةٍ، فَغَسَلَ وجْهَهُ وَذَهَبَ ليَغْسِلَ ذِرَاعَيهِ فَضَاقَ عليه كُمُّ الجُبَّةِ
(6)
فَأَخْرَجَهما مِن أسفل فَغَسَلهما ثمّ مسح على خُفَّيهِ
(7)
.
(1)
لم يذكر اسم جده في (ط) و (ك).
(2)
الجوهري البغدادي، أبو الحسن، أو أبو الحسين.
(3)
عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.
(4)
ابن عبد الرّحمن بن عوف الزّهريّ القرشي.
(5)
ابن عدي النوفلي القرشي، أبو محمّد، ولم يرد اسم جده "ابن مطعم" في (ط) و (ك).
(6)
في (ط) و (ك): "فضاق عليه الجبة" سقطت منهما كلمة "كُم".
(7)
أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/ 254) عن أبي النضر هاشم بن القاسم.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 274) من طريق سريج بن النعمان كلاهما عن عبد العزيز بن أبي سلمة به.
780 -
حدّثنا إسماعيل القاضي
(1)
، حدّثنا علي بن عبد الله
(2)
، حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد المجيد
(3)
قال: سَمِعتُ يحيى بن سعيد، أخبرني سعد بن إبراهيم أن
(4)
نافع بن جُبير بن مُطعم أخبره أنَّه سَمِعَ عُروةَ بن المغيرة بن شُعبَةَ يُحدِّث عن المغيرة بن شُعْبَةَ أنَّه كان معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سَفرٍ وأنَّه ذَهَب لحاجةٍ له، وأنَّ مُغيرةَ
(5)
جَعل
⦗ص: 534⦘
يَصُبُّ عليه وهو يتوضأ، فَغَسَلَ وجهَهُ وَيَدَيهِ
(6)
وَمَسَحَ بِرَأسِهِ وَمَسَح على الخُفَّين
(7)
.
(1)
إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري.
(2)
ابن جعفر بن نَجيح السعدي، أبو الحسن البصري، الإمام المعروف بعلي بن المديني.
(3)
ابن الصلت الثقفي، أبو محمّد البصري، ثقة، لكنه اختلط قبل موته ولم يحدِّث بعد اختلاطه، كما سبق ذلك في ترجمته في ح (660)، إضافة إلى ذلك فقد قال ابن المديني:"ليس في الدنيا كتابٌ عن يحيى -أي: ابن سعيد الأنصاري- أصح من كتاب عبد الوهّاب".
وهذا الحديث من حديثه عن يحيى الأنصاري، وقد أخرجه الشيخان من طريقه كما سيأتي. انظر: المعرفة والتاريخ للفسوي (1/ 650).
(4)
في (م): "بن" بدل "أن" وهو خطأ.
(5)
في (ط): "المغيرة" بأل التعريف.
(6)
في (م): "ويده" بالإفراد.
(7)
أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الوضوء- باب الرَّجل يوضئ صاحبه (الفتح 1/ 342 ح 182) عن عمرو بن علي الفلاس.
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب المسح على الخفَّين (1/ 229 ح 75) عن محمّد بن المثنى كلاهما عن عبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري به.
فائدة الاستخراج:
ذكر مسلم بعض لفظ الحديث وأحال بالباقي على ما قبله، وبيَّن المصنِّف لفظه.
781 -
حدّثنا إبراهيم بن إسحاق
(1)
، حدّثنا عبيد الله بن عمر
(2)
، حدّثنا عبد الوهّاب قال: سَمِعتُ يحيى بن سعيد قال: حدثني سعد بن إبراهيم أنَّ نافع بن جُبَيرٍ أخبره أنه سمِع عُروةَ يُحَدِّثُ عَن المغيرة بنحوه
(3)
.
(1)
الحربي، أبو إسحاق البغدادي.
(2)
ابن ميسرة الجُشَمي مولاهم القواريري، أبو سعيد البصري، نزيل بغداد.
(3)
أخرجه الشيخان من طريق عبد الوهّاب عن يحيى بن سعيد كما تقدّم في الّذي قبله.
782 -
حَدثنا ابن ملحان ببغداد
(1)
، حدّثنا ابن بُكير
(2)
، حدّثنا
⦗ص: 535⦘
اللَّيث
(3)
عن يحيى بن سعيد بِإِسنادِهِ أنه خَرَجَ لحاجته فأتَّبَعَهُ
(4)
المغيرة بِإِدَاوَةٍ فيها ماءٌ فَصَبَّ عليه حتّى
(5)
فَرَغَ من حاجتِهِ فَتَوضَّأَ وَمَسَح على الخُفَّينِ
(6)
.
(1)
قوله: "ببغداد" ليس في (ط) و (ك).
وابن ملحان هو: أحمد بن إبراهيم بن ملحان البغدادي، أبو عبد الله البلخي، توفي سنة (290 هـ) وثقه الدارقطني، ووصفه الذهبي: بالشيخ المحدِّث المتقن، ولم أجد فيه قولًا آخر.
انظر: سؤالات الحكم للدارقطني (ص: 90)، تاريخ بغداد للخطيب (4/ 11)، سير أعلام النُّبَلاء للذهبي (13/ 533).
(2)
يحيى بن عبد الله بن بُكير المخزومي مولاهم المصرى، تُكُلِّم في روايته الموطأ عن مالك، =
⦗ص: 535⦘
= وموثَّقٌ في روايته عن اللَّيث كما سبق في ح (82).
(3)
ابن سعد بن عبد الرّحمن الفهمي، أبو الحارث المصري.
(4)
في (ط) و (ك): "واتبعه".
(5)
في (ط) و (ك): "حين" بدل "حتّى".
(6)
أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الوضوء- باب المسح على الخفَّين (الفتح 1/ 367 ح 203) عن عمرو بن خالد الحراني.
وأخرجه أيضًا في كتاب المغازي -بابٌ (81) - (الفتح 7/ 731 ح 4421) عن ابن بكير.
وأخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب المسح على الخفَّين (1/ 228 ح 75) عن قتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح أربعتهم، عن اللَّيث، عن يحيى بن سعيدٍ به.
بَابُ
(1)
إِبَاحَةِ المسْحِ عَلَى العِمَامَةِ إِذا مَسَحَهَا مَعَ نَاصِيَتِهِ وَعَلَى الخِمَارِ
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
783 -
حدّثنا يوسف القاضي
(1)
، حدّثنا مُسدَّد، حدّثنا يزيد بن زُرَيع، حدّثنا حمُيدٌ الطويل
(2)
، حدّثنا بكر بن عبد الله المزني
(3)
، عن حمزة بن
⦗ص: 537⦘
المغيرة بن شُعبَةَ، عن أبيه قال: تَخَّلفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَتَخَلَّفْتُ مَعَه فلمَّا قضى حاجتَه قال: "أمعك ماء؟ "، فَأَتَيتُهُ بِمطهرةٍ فَغَسَلَ كَفَّيه وَوَجْهَهُ، وذَهبَ يَحْسِرُ عن ذِرَاعَيهِ فَضَاق كُمُّ الجُبَّةِ فأخْرَجَ يَدَيهِ مِن تحت الجُبَّةِ، وألقى الجُبَّةَ عَلى مَنْكِبَيهِ فَغَسلَ ذِرَاعَيهِ وَمَسح بِنَاصِيَتِهِ وَعَلى العِمَامَةِ وَمَسَحَ على الخُفَّينِ، فَرَكِبَ وَركَبتُ مَعَه
(4)
، فانتهى إلى القوم وقد قَامُوا إلى الصَّلاةِ يُصَلِّي بهم عبد الرّحمن بن عَوف وَقَد رَكَعَ رَكْعَةً، فلما حَسَّ
(5)
بالنَّبيِّ ذَهَبَ يَتَأَخَّر، فَأَومَئَ إِليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بهم، فلما سَلَّمَ قامَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وَقُمتُ فَرَكَعْنَا الرَّكعَةَ التي سُبِقْنَا
(6)
.
(1)
يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدري مولاهم القاضي البغدادي.
(2)
لم ترد نسبته: "الطويل" في (ط) و (ك)، وهو حمُيد بن أبي حمُيد الطويل، أبو عبيدة الخُزاعي مولاهم البصري، وقد اختلف في اسم أبي حمُيد فقيل: تير، وقيل: تيرويه، وقيل: طرخان، وقيل: مخلد، وقيل: مهران، وقيل غير ذلك.
ثقة، مخرَّجٌ له في الكتب الستة، غير أنه مدلِّسٌ وخاصة عن أنس، وقالوا: إن معظم أحاديثه عن أنس إنّما هو عن ثابتٍ وقتادة عنه، وله في البخاريّ أحاديث يرويها عن أنس مباشرة، وذكره العقيلي، وابن عدي في الضعفاء من أجل تدليسه.
ورمز له الذهبي: "صح"، وقال:"ثقة، جليل، يدلِّس"، ثمّ قال أيضًا:"أجمعوا على الاحتجاج به إذا قال سمعت، وقد أورده العقيلي، وابن عدي في الضعفاء".
وقد جعله الحافظ في المرتبة الثّالثة من المدلِّسين، وقال في "هدي الساري":"مشهورٌ من الثقات المتفق على الاحتجاج بهم إِلَّا أنه كان يدلِّس حديث أنس، وكان سمع أكثره من ثابت وغيره من أصحابه"، وقد صرَّح هنا بالتحديث، فالحمد لله.
الضعفاء للعقيلي (1/ 266)، الكامل لابن عدي (682)، تهذيب الكمال للمزي (7/ 355)، الميزان للذهبي (1/ 610)، هدي الساري (ص: 419)، وتعريف أهل التقديس لابن حجر (ص: 86).
(3)
أبو عبد الله البصري.
(4)
قوله: "معه" ليست في (ط) و (ك).
(5)
كذا في جميع النسخ، وفي صحيح مسلم:"فلما أحسَّ" بالهمزة في أولها.
قال ابن الصلاح: "هو لغةٌ قليلةٌ في: أحسَّ".
انظر: صيانة صحيح مسلم لابن الصلاح (ص: 126).
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب المسح على الناصية والعمامة (1/ 230 ح 81) عن محمّد بن عبد الله بن بَزيع، عن يزيد بن زُريع، عن حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، غير أنه قال: عن عروة بن المغيرة بن شعبة بدل حمزة بن المغيرة بن شعبة.
وأخرجه النسائي في السنن -كتاب الطّهارة- باب المسح على العمامة مع الناصية (1/ 76) عن عمرو بن علي الفلاس، وحمُيد بن مَسعدة كلاهما عن يزيد بن زُريع، عن حُميد، عن بكر بن عبد الله المزني، عن حمزة بن المغيرة، عن أبيه به.
وأخرجه الدارمي في السنن -كتاب الصّلاة- باب السنة فيمن سبق ببعض الصّلاة (1/ 353 ح 353) عن مسدد، عن يزيد بن زُريعٍ، عن حمُيدٍ، عن بكر بن عبد الله =
⦗ص: 538⦘
= المزني، عن حمزة بن المغيرة به.
فمسددٌ -كما عند المصنِّف والدارمي-، وعمرو الفلاس، وحُميد بن مَسعدة -كما عند النسائي- يروونه عن يزيد بن زريع، عن حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، عن حمزة بن المغيرة، عن أبيه به.
ويخالفهم محمّد بن عبد الله بن بَزيعٍ -كما رواه عنه مسلم- فيرويه عن يزيد بن زُريع، عن حميد عن بكر بن عبد الله المزني، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه به.
وقد انتقد النقاد كالدارقطني، وأبي مسعود الدمشقي وغيرهما إسناد مسلم الّذي فيه: بكر بن عبد الله المزني، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، وقالوا: إن الصواب في هذا الإسناد هو: بكر بن عبد الله المزني، عن حمزة بن المغيرة بن شعبة، أي كما رواه المصنِّف.
والدارقطني رحمه الله تعالى عزا الوهم إلى محمّد بن عبد الله بن بَزيع -وهو الظّاهر-، وأمّا أبو مسعود الدمشقي فقال:"هكذا يقول مسلم في حديث ابن بَزيع، عن يزيد بن زُريع، عن عروة بن المغيرة، وخالفه النَّاس فقالوا: حمزة بن المغيرة".
وقال القاضي عياض: "حمزة بن المغيرة هو الصّحيح عندهم في هذا الحديث، وإنّما عروة بن المغيرة في الأحاديث الأخر، وحمزة وعروة ابنان للمغيرة، والحديث مرويٌ عنهما جميعًا، لكن رواية بكر بن عبد الله المزني إنّما هي عن حمزة بن المغيرة، وعن ابن المغيرة غير مسمى، ولا يقول بكرٌ: عروة، ومن قال: عروة عنه فقد وهم".
والظاهر أنَّ ما ذهب إليه الدارقطني والقاضي عياض هو الصواب، وقد رجَّحه أيضًا الشّيخ أحمد شكر في تعليقه على سنن التّرمذيّ، والشيخ ربيع بن هادي المدخلي.
فائدة الاستخراج:
أخرج مسلم الحديث من وجهٍ انتقده النقاد فيه، وإخراج المصنِّف له على الصواب من فوائد الاستخراج. =
⦗ص: 539⦘
= انظر: سنن التّرمذيّ (1/ 170)، التتبُّع للدارقطني (ص: 215 - 216)، شرح مسلم للنووي (3/ 171)، بين الإمامين مسلم والدراقطني للشيخ ربيع المدخلي (ص: 83 - 91).
784 -
حدّثنا يزيد بن سنان
(1)
، ومحمد بن عيسى الأَبْرَصُ وَعمار بن رجاء
(2)
قالوا: حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سُليمان التيمي
(3)
، عن بكر بن عبد الله
(4)
، عن ابن المغيرة بن شُعبَةَ
(5)
، عن أبيه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم مسح على الخُفَّينِ وَمَسحَ مُقَدَّمَ رأسِهِ وَوضَعَ يَدَهُ على العِمَامةِ -أو مَسَحَ
(6)
على العِمَامةِ
(7)
-.
(1)
ابن يزيد بن الذَّيَّال القرشي الأموي، أبو خالد القزاز.
(2)
التغلبي، أبو ياسر الأستراباذي.
(3)
سليمان بن بلال التيمي مولاهم المدني.
(4)
المزني، أبو عبد الله البصري.
(5)
قوله: "ابن شعبة" ليست في (ط) و (ك)، وابن المغيرة في هذا الإسناد هو: حمزة كما سبق الكلام عليه في الحديث الماضي، وقد صرَّح به المعتمر بن سليمان في إحدى الروايات عنه وأشار إليه الدارقطني في العلل (7/ 104).
(6)
في (م): "ومسح".
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب المسح على الناصية والعمامة (1/ 231 ح 82) عن محمّد بن عبد الأعلى وأمية بن بسطام كلاهما عن المعتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه.
فائدة الاستخراج:
في إسناد المصنِّف بيان نسبة سليمان التيمي، وبيان المغيرة بن شعبة، وقد وردا مهملين عند مسلم.
785 -
حدّثنا عبد الرّحمن بن بشر [بن الحكم]
(1)
، حدّثنا يحيى بن سعيد القطان، حدّثنا سُليمان التيمي، عن بَكر بن عبد الله، عن الحسن
(2)
، عن ابن المغيرة بن شعبةَ، عن أبيه -قال بَكرٌ: وقد سَمِعتُه من ابن المغيرة بن شُعبةَ، عن أبيهِ - أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم توضَّأَ فَمَسَحَ على نَاصِيتِهِ وعلى العِمامةِ وعلى الخُفَّينِ
(3)
.
(1)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وهو: ابن حبيب العَبْدي، أبو محمّد النيسابوري.
(2)
ابن أبي الحسن يسار البصري، أبو سعيد.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب المسح على الناصية والعمامة (1/ 231 ح 82) عن محمّد بن عبد الأعلى، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن بكر بن عبد الله المزني به.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلم بلفظ الحديث ولم يسق متنه، وبيَّنه المصنِّف.
786 -
حدّثنا يوسف القاضي
(1)
، حدّثنا محمّد بن أبي بكر
(2)
، حدّثنا يحيى بن سعيد بمثله
(3)
.
(1)
ابن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدري مولاهم القاضي البغدادي.
(2)
ابن علي بن عطاء بن مقدَّم المقدَّمي، أبو عبد الله الثقفي مولاهم البصري.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب المسح على الناصية والعمامة (1/ 231 ح 83) عن محمّد بن بشار ومحمد بن حاتم كلاهما عن يحيى بن سعيد القطان، عن سليمان التيمي، عن بكر بن عبد الله المزني، عن الحسن، عن ابن المغيرة به.
تنبيه:
لم يسمِّ في هذا الإسناد والذي قبله: ابن المغيرة، وهو حمزة كما تقدَّم في التعليق على =
⦗ص: 541⦘
= ح (784) من كلام القاضي عياض من أنَّ "رواية بكر بن عبد الله المزني إنّما هي عن حمزة بن المغيرة، وعن ابن المغيرة غير مسمى، ولا يقول بكر: عروة، ومن قال عروة عنه فقد وهم".
787 -
حَدثَنا الحسن بن عفان من أصل كتابهِ، وعيسى بن أحمدَ
(1)
قالا: حدّثنا ابن نُمَيرٍ
(2)
، عن الأعمش، عن الحكم بن عُتَيبة
(3)
، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى
(4)
، عن كعب بن عُجْرَةَ
(5)
، عن بلالٍ قال
(6)
: رَأيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ على الخُفَّينِ والخِمَارِ
(7)
.
(1)
ابن وردان العسقلاني، أبو يحيى البلخي.
(2)
عبد الله بن نُمَير الهَمْدَاني الكوفي.
(3)
الكِندي مولاهم، أبو محمّد الكوفي.
(4)
الأنصارى الخزرجي، أبو عيسى الكوفي.
(5)
الأنصارى المدني، صحابي جليل.
(6)
كلمة "قال" ليست في (ط) و (ك).
(7)
أخرجه النسائي في السنن -كتاب الطّهارة -باب المسح على العمامة (1/ 75) عن الحسين بن منصور عن أبي معاوية، وعبد الله بن نمير كلاهما عن الأعمش به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (6/ 14) عن عبد الله بن نمير، عن الأعمش به.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 91) عن عبد الله بن سعيد الأشج، عن عبد الله بن نمير وعن يوسف بن موسى، عن أبي معاوية كلاهما عن الأعمش به.
788 -
حدّثنا أبو زرعة الرازي
(1)
، حدّثنا محمّد بن سعيد
(2)
، حدّثنا
⦗ص: 542⦘
أبو معاوية
(3)
، عن الأعمش بإسنادِهِ مثله: على الخُفَّينِ والعِمَامةِ
(4)
.
ورواه
(5)
عيسى بن يونس
(6)
، وعلي بن مُسْهِرٍ
(7)
هكذا أيضًا
(8)
.
(1)
عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد القرشي المخزومي الحافظ والإمام المشهور.
(2)
ابن سليمان بن عبد الله الكوفي، أبو جعفر بن الأصبهاني.
(3)
محمّد بن خازم الضرير الكوفي، ثقة في الأعمش.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب المسح على الناصية والعمامة (1/ 231 ح 84) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء كلاهما عن أبي معاوية، عن الأعمش به.
(5)
في (ط) و (ك): "رواه" بدون عطف.
(6)
ابن أبي إسحاق السبيعي الكوفي، نزيل الشام.
(7)
القرشي، أبو الحسن الكوفي.
(8)
كلمة "أيضًا" ليست في (ط) و (ك).
وقد وصله من هذا الطريق المصنِّف والإمام مسلم كما سيأتِي في الّذي بعده.
789 -
[حدثنا إبراهيم الحربي، حدّثنا مسدد، حدّثنا عيسى بن يونس، ح
قال: وحدثنا أبو بكر
(1)
، حدّثنا أبو معاوية، ح
قال: وحدثنا ابن نمير
(2)
، حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن بلال: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم مسح على الخفَّين والخمار
(3)
.
(1)
عبد الله بن محمّد بن إبراهيم العبسي، أبو بكر بن أبي شيبة، والحديث في مصنِّفه (1/ 22).
(2)
محمّد بن عبد الله بن نُمير الهَمْدَاني الكوفي.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب المسح على الناصية والعمامة (1/ 231 =
⦗ص: 543⦘
= ح 84) عن إسحاق، عن عيسى بن يونس، وعن سُوَيْد بن سعيد، عن علي بن مسهر كلاهما عن الأعمش عن الحكم بن عتيبة به.
790 -
وحدثنا إبراهيم
(1)
، حدّثنا عبيد الله بن عمر
(2)
، حدّثنا ابن فضيل
(3)
، عن الأعمش بإسناده بمثله، عن كعبٍ، عن بلالٍ قال: رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم مسح على الخُفَّين والخمار]
(4)
.
(1)
ابن إسحاق الحربي.
(2)
ابن ميسرة الجُشَمي مولاهم القواريري، أبو سعيد البصري.
(3)
محمّد بن فضيل بن غزوان الضَّبيِّ مولاهم الكوفي.
(4)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 350) من طريق عيسى بن يونس، وعبد الله بن نُمير، وأبي معاوية، ومحمد بن فضيل كلهم عن الأعمش، عن الحكم به.
وما بين المعقوفتين -وهما الحديثان (789 و 790) من (ط) و (ك).
وفات الحافظ ابن حجر ذكر أسانيد حديث بلال التي في الباب لأبي عوانة في كتاب "الإتحاف"(640 وما بعده) وهو على شرطه!
بَابُ
(1)
التَّوقِيتِ في المَسْحِ عَلَى الخُفِّينِ
(1)
في (ط) و (ك): "بيان" بدل "باب"، وفِي (ك) أضيفت كلمة "باب" بخط مغاير.
791 -
حَدثنا سعيد بن عَبْدُوس
(1)
وَرَّاقُ الفِريابي بالشَّام، حدّثنا الفريابي
(2)
، حدّثنا سفيان
(3)
، عن عَمرو بن قيس الملائي
(4)
، عن الحكم بن عُتَيبة
(5)
، عن القاسم بن مُخَيمرةَ
(6)
، عن شريح بن هانئ
(7)
، عن عليٍّ رضي الله عنه
(8)
قال: جَعلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثَلاثَةَ أيامٍ وَلَيالِيَهُنَّ للمسافرِ، وللمقيم يومًا وليلةً: المسحَ على الخُفَّينِ
(9)
.
(1)
ابن أبي زيدون الرملي، كاتب الفريابي، نزيل قيسارية.
قال عنه ابن أبي حاتم: "صدوق"، ولم أجد له ترجمة عند غيره، وقد تابعه الدارمي كما سيأتي في التخريج. انظر: الجرح والتعديل (4/ 53).
(2)
محمّد بن يوسف بن واقد الضبِّي مولاهم، أبو عبد الله الفريابي.
(3)
هو الثّوريّ كما في الإسناد الآتي.
(4)
المُلائي، أبو عبد الله الكوفي.
(5)
الكِنْدي مولاهم، أبو محمّد الكوفي.
(6)
الهَمْدَاني، أبو عروة الكوفي، نزيل دمشق.
(7)
ابن يزيد الحارثي المَذْحِجي، أبو المقدام الكوفي.
(8)
عبارة الترضي ليست في (ط) و (ك).
(9)
أخرجه الدارمي في السنن -كتاب الطّهارة -باب التوقيت في المسح (1/ 195 ح 714) عن محمّد بن يوسف الفريابي، عن الثّوريّ، عن الحكم بن عتيبة به.
وهذا الحديث وقع ترتيبه في الأصل و (م) في آخر الباب، وأثبتُّ ترتيب نسختي (ط) و (ك) لمناسبتها لسياق الأحاديث في هذا الباب.
792 -
حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن بَرَّةَ أبو إسحاق، حدّثنا عبد الرزّاق
(1)
، أخبرنا الثّوريّ، عن عَمرو بن قيس، ح
وَحَدثنا عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم
(2)
، حدّثنا عبد الرزّاق، أخبرنا الثّوريّ، عن عَمرو، ح
(3)
وحدثنا الدَّبَري
(4)
، عن عبد الرزّاق
(5)
، عن الثّوريّ، عن عَمرو بن قيس، عن الحكم بن عُتَيبة، عن القَاسم بن مُخَيمرة، عن شُرَيح بن هانئ، قال: أتيتُ عائشةَ أسألها عن المسح على الخُفَّينِ، فقالت: عليك بابن أبي طالبِ فَسَلْهُ فإنَّهُ كان يُسافر مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فقال: جَعَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثَلاثةَ أيامٍ ولَيالِيَهُنَّ للمسافرِ، وَليلةً ويومًا للمُقيم
(6)
.
(1)
وهو في المصنَّف (1/ 203).
(2)
ابن حبيب العبدي، أبو محمّد النيسابوري.
(3)
جاء سياق هذين الإسنادين في (ط) و (ك) على النحو التالي: "حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن برة أبو إسحاق، وعبد الرّحمن بن بشر قالا: حدّثنا عبد الرزّاق، حدّثنا الثّوريّ" ولم يذكر عمرو بن قيس في هذا الإسناد.
(4)
إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني.
(5)
وقع في (م): "الدبري بن عبد الرزّاق" وهو خطأ.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب التوقيت في المسح على الخفَّين (1/ 232 ح 85) عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، عن عبد الرزّاق، عن الثّوريّ به.
793 -
حدّثنا الصاغاني، حدّثنا قَبِيصةُ
(1)
، حدّثنا سفيان
(2)
، ح
وَحدثنا عمار بن رجاء، وأحمد بن بَكْرُويَهْ البَالسي
(3)
قالا: حدّثنا زيد بن الحُبَاب
(4)
، حدّثنا سفيان، عن عَمرو بن قيس المُلائي، عن الحكم بن عُتَيبة، عن القاسم بن مُخَيمرة، عن شُريح بن هانئ، عن علي صلى الله عليه وسلم
(5)
أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "للمُسافرِ أن يَمْسحَ على الخُفَّينِ ثَلاثَةَ أَيامٍ
⦗ص: 547⦘
ولَيالِيَها، وللمُقِيمِ يومٌ وَليلةٌ"
(6)
.
(1)
ابن عقبة بن محمّد بن سفيان السُّوَائي، أبو عامر الكوفي.
(2)
ابن سعيد الثّوريّ.
(3)
البالِسي: بكسر الباء الموحدة، كسر اللام والسين المهملة، نسبة إلى بَالِس مدينة مشهورة بالشام بين الرِّقَّة وحلب، كانت تقع على الجانب الغربي من الفرات، وذكر صاحب بلدان الخلافة الشرقية بأن الخراب قد امتدَّ إليها، والله أعلم.
وشيخ المصنِّف أحمد بن بكرويه، ويقال له أيضًا: أحمد بن بكر البالسي، أبو سعيد.
ذكره ابن حبّان في الثقات وقال: "كان يخطئ"، وقال ابن عدي:"روى أحاديث مناكير عن الثقات"، وقال أبو الفتح الأزدي:"كان يضع الحديث"، وقال الدارقطني مرّة:"وغيره أثبت منه"، وقال مرّة:"ضعيف". وقد تابعه في هذا الإسناد عمار بن رجاء وهو ثقة.
انظر: الثقات لابن حبّان (8/ 51)، الكامل لابن عدى (1/ 191)، الأنساب للسمعاني (54)، الميزان للذهبي (1/ 86)، لسان الميزان لابن حجر (1/ 140)، بلدان الخلافة الشرقية لكي لسترنج (ص: 139).
(4)
ابن الريَّان التميمي، أبو الحسين العُكْلي الكوفي، تُكُلِّم في حديثه عن الثّوريّ، كما سبق في ترجمته ح (645) وقد تابعه هنا عبد الرزّاق، وقبيصة، وإسحاق الأزرق، والفريابي.
(5)
عبارة الترضي ليست في (ط) و (ك).
(6)
لم أجده من هذين الطريقين عن الثّوريّ.
794 -
[حدثنا إبراهيم الحربي، حدّثنا وهب بن بقية
(1)
، حدّثنا إسحاق الأزرق
(2)
، حدّثنا سفيان، عن عمرو بمثله]
(3)
.
(1)
ابن عثمان بن سابور الواسطي، أبو محمّد، المعروف بـ "وَهْبان".
(2)
إسحاق بن يوسف بن مرداس القرشي المخزومي، أبو محمّد الواسطي، المعروف بـ "الأزرق".
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، والحديث لم أجده من طريق الأزرق عن الثوري.
795 -
حدّثنا أبو علي الزَّعْفَرَاني
(1)
، حدّثنا أبو معاوية
(2)
، عن الأعمش، عن الحكم بن عُتَيبة، عن القاسم بن مُخَيمرةَ، عن شُريح بن هانئ قال: سألتُ عائشةَ عن المسح على الخفَّين، [فقالت: ائتِ عليًّا فإنَّه أعلمُ بذاك منِّي، فَأتَى عَليًّا فَسَأَلَهُ عن المسحِ على الخُفَّينِ]
(3)
، فقال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثلَه
(4)
.
(1)
الحسن بن محمّد بن الصبَّاح البغدادي.
(2)
محمّد بن خازم الضرير الكوفي، ثقة في الأعمش، انظر: ح (69).
(3)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب التوقيت في المسح على الخفَّين (1/ 232 ح 85) عن زهير بن حرب، عن أبي معاوية، عن الأعمش به.
فائدة الاستخراج:
في إسناد المصنِّف بيان: الحكم بن عتيبة الّذي جاء عند مسلم مهملًا.
796 -
[حدثنا إبراهيم الحربي، حدّثنا أبو بكر
(1)
، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن الحكم بمثله]
(2)
.
(1)
ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمّد العبسي مولاهم الكوفي، والحديث في مصنَّفه (1/ 177).
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
والحديث أخرجه أيضًا الإمام أحمد في المسند (1/ 113) عن أبي معاوية، عن الأعمش به.
ووقع فيه: "حدّثنا أيوب، حدّثنا أبو معاوية"، وهو خطأ، والصواب هو رواية الإمام أحمد عن أبي معاوية مباشرة كما في أطراف المسند لابن حجر (4/ 419)، ونبَّه محققوا المسند -للطبعة الّتي أشرف عليها الشّيخ عبد الله التركي (238) - إلى أنها جاءت على الصواب في النسخ الخطية الّتي اعتمدوها.
797 -
حدّثنا أبو قلابة
(1)
، [وإبراهيم الحربي]
(2)
، حدّثنا مُسدد، حدّثنا يحيى بن سعيد
(3)
، حدّثنا شعبةُ، عن الحكم، عن القاسم، عن شُرَيح بن هانئ قال
(4)
: سألتُ عائشةَ عن المسح على الخُفَّينِ، فقالت: سل عليًّا، فإنّه كان يُسافرُ معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَسألتُ علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه
(5)
، فقال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "المسح على الخُفَّينِ
⦗ص: 549⦘
ثَلاثةُ أيامٍ ولَيَالِيهُنَّ للمسافرِ، وللمقيم يومٌ
(6)
وليلةٌ"
(7)
.
(1)
الرَّقَاشي، عبد الملك بن محمّد بن عبد الله البصري، متكلَّمٌ فيه، وقد كان يحفظ حديث شعبة كما يحفظ السورة، انظر: ح (42).
(2)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(3)
ابن فرُّوخ القطان التميمي، أبو سعيد البصري الأحول.
(4)
كلمة "قال" ليست في (ط) و (ك).
(5)
عبارة الترضي ليست في (ط) و (ك).
(6)
في (م): "يومًا".
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب التوقيت في المسح على الخفَّين (1/ 232 ح 85) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن الحكم بن عتيبة به.
وأخرجه ابن ماجه في السنن -كتاب الطّهارة -باب ما جاء في التوقيت في المسح للمقيم والمسافر (1/ 183 ح 552) عن محمّد بن بشار بندار.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 133) كلاهما عن محمّد بن جعفر.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا في المسند (1/ 120) عن يحيى بن سعيد القطان كلاهما عن شعبة، عن الحكم بن عتيبة به.
798 -
ز-[حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا سفيان
(1)
، عن منصور
(2)
عن إبراهيم التَّيْمي
(3)
، عن عمرو بن ميمون
(4)
، عن أبي عبد الله الجَدَلي
(5)
، عن خزيمة بن ثابت، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفَّين،
⦗ص: 550⦘
ثمّ ذكر مثله]
(6)
.
(1)
هو ابن عيينة، ويونس بن عبد الأعلى لا يروي عن الثّوريّ، وقد رواه الإمام أحمد أيضًا عن ابن عيينة، والحديث رواه سفيان الثّوريّ أيضًا عن أبيه، عن إبراهيم كما سيأتي في التخريج.
(2)
ابن المعتمر بن عبد الله السُّلَمي، أبو عتاب الكوفي.
(3)
إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي -تيم الرَّباب-، أبو أسماء الكوفي.
(4)
الأودي المَذْحِجي.
(5)
الجَدَلي: بفتح الجيم، والدال، نسبة إلى جَدِيلة من الأنصار من الخزرج، ونسبة إلى بني جَديلة بطن من قيس عيلان، قاله السمعاني، واستدرك عليه ابن الأثير: جَديلة طيء، ولم يظهر لي نسبة هذا الراوي هنا إلى أيِّهم.
وأبو عبد الله الجدلي كوفي، اسمه: عبد بن عبد، وقيل: عبد الرّحمن بن عبد. =
⦗ص: 550⦘
= وثقه ابن معين، والإمام أحمد، والعجلي، وذكره ابن حبّان في الثقات.
قال عنه ابن سعد: "يستضعف في حديثه"، وقال الجوزجاني:"صاحب راية المختار"، وقال ابن حزم:"هو صاحب راية الكافر المختار، ولا يعتمد على روايته".
عقَّب ابن القيم رحمه الله تعالى على قول ابن حزمٍ قائلًا: "هذا تعليل في غاية الفساد؛ فإن أبا عبد الله الجدلي قد وثقه الأئمة: أحمد، ويحيى، وصحَّح التّرمذيّ حديثه، ولا يعلم من أئمة الحديث طعن فيه، وأما كونه صاحب راية المختار، فإن المختار بن أبي عبيد الثقفي إنّما أظهر الخروج للأخذ بثأر الحسين بن علي رضي الله عنهما، والانتصار له من قتلته، وقد طعن أبو محمّد ابن حزم في أبي الطفيل، وردَّ روايته بكونه كان صاحب راية المختار أيضًا، مع أن أبا الطفيل كان من الصّحابة، ولكن لم يكونوا يعلمون ما في نفس المختار وما يسره، فردُّ رواية الصاحب والتابع الثقة بذلك باطل"، وبنحو هذا أجاب ابن حجر رحمه الله في "التهذيب".
وقال في التقريب: "ثقة، رمي بالتشيُّع".
ووثقه الذهبي في الكاشف، وقال في الميزان:"شيعي بغيض".
فهو ثقةٌ في حديثه، شيعي المعتقد، ونفى البخاريّ سماعه من خزيمة بن ثابت، وسيأتي الكلام عليه في تخريج الحديث إن شاء الله تعالى.
انظر: الطبقات لابن سعد (6/ 28)، أحوال الرجال للجوزجاني (ص: 43)، الثقات للعجلي (413)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 93)، الثقات لابن حبّان (5/ 102)، المحلى لابن حزم (89)، الأنساب للسمعاني (3/ 203)، ترتيب علل التّرمذيّ الكبير لأبي طالب القاضي (1/ 173)، تهذيب الكمال للمزي (34/ 24)، الكاشف (439)، وميزان الاعتدال للذهبي (4/ 544)، تهذيب سنن أبي داود لابن القيم (1/ 117)، تهذيب التهذيب (1133)، والتقريب لابن حجر (8207).
(6)
ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وقد ذكر الحافظ ابن حجر هذا الإسناد لأبي عوانة =
⦗ص: 551⦘
= في إتحاف المهرة (4/ 433).
والحديث لم يخرجه مسلم، فهو من زوائد المصنِّف عليه، ولم ينبِّه المصنِّف إلى أنه من الزوائد كعادته.
وقد أخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 213) عن سفيان بن عيينة، عن منصور، عن إبراهيم التيمي.
وأخرجه أيضًا (5/ 213) عن أبي عبد الصمد العمي، عن منصور، عن إبراهيم التيمي به.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 81) عن يونس بن عبد الأعلى -شيخ المصنِّف- عنْ ابن عيينة، عن منصور، عن إبراهيم التيمي به.
وقد اختُلِف في إسناد هذا الحديث على عدَّة أوجه على النحو التالي:
أوَّلًا: رواه سفيان بن عيينة، وأبو عبد الصمد العمِّي كلاهما عن منصور، عن إبراهيم التيمي على الوجه الذي ساقه الإمام أحمد، والمصنِّف، والطحاوي كما سبق.
وأخرجه التّرمذيّ في السنن -كتاب الطّهارة- باب المسح على الخفَّين للمسافر والمقيم (1/ 158 ح 95) عن قتيبة بن سعيد، عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن سعيد بن مسروق الثّوريّ، عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة به.
وخالف الترمذيَّ: محمّد بن عبد الله بن الجنيد -شيخ ابن حبّان- فرواه عن قتيبة، عن أبي عوانة، عن سعيد بن مسروق الثّوريّ به، غير أنه لم يذكر عمرو بن ميمون في الإسناد!
أخرجه ابن حبّان في صحيحه (311) عن ابن الجنيد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف (1/ 177)، وابن حبّان في صحيحه (311) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن إبراهيم التيمي، =
⦗ص: 552⦘
= عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة به، فهذه الطريق موافقة لرواية منصور الّتي عند المصنِّف.
ثانيًا: أخرجه ابن ماجه في سننه -كتاب الطّهارة -باب ما جاء في التوقيت في المسح للمقيم والمسافر (1/ 184 ح 553) من طريق وكيع، عن سفيان الثّوريّ، عن أبيه، عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن خزيمة بن ثابت به، وأسقط من الإسناد أبا عبد الله الجدلي!
ثالثًا: رواه أبو داود في سننه -كتاب الطّهارة -باب التوقيت في المسح (1/ 40 ح 157).
والإمام أحمد في المسند (5/ 213)، وابن الجارود في المنتقى (ص: 32) من طرق عن شعبة عن الحكم، وحماد كلاهما عن إبراهيم، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة به بدون ذكر عمرو بن ميمون، وإبراهيم في هذا الإسناد هو: النخعي وليس التيمي كما سيأتي بيانه من كلام أبي زرعة الرازي.
وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير (137) من طريق شعبة، عن الحكم، وحماد، ومغيرة ومنصور، عن إبراهيم النخعي، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 213)، وابن أبي شيبة في المصنَّف (1/ 177) عن إسماعيل بن عليَّة، عن هشام الدَّستوائي، عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله الجدلي به.
وكذلك أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (150) من طريق مسعر بن كدام، عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله الجدلي أيضًا.
رابعًا: وهو وجهٌ آخر لشعبة، أخرجه ابن ماجه في سننه -كتاب الطّهارة -باب ما جاء في التوقيت في المسح للمقيم والمسافر (1/ 184 ح 554) عن محمّد بن بشار، عن محمّد بن جعفر عن شعبة، عن سلمة بن كُهيلٍ، عن إبراهيم التيمي، عن =
⦗ص: 553⦘
= الحارث بن سُوَيْد، عن عمرو بن ميمون، عن خزيمة بن ثابت به.
فأدخل بين إبراهيم التيمي وعمرو بن ميمون: الحارث بن سُوَيْد، وأسقط: أبا عبد الله الجدلي.
فهذه هي مجمل طرق هذا الحديث، وهي ظاهرة الاضطراب، وقد سئل عنها الحافظان أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، فقال أبو زرعة:"الصّحيح من حديث إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، والصّحيح من حديث النخعي، عن أبي عبد الله الجدلي، بلا عمرو بن ميمون".
وقال أبو حاتم: "عن منصور مختلفٌ، جرير الضبي وأبو عبد الصمد يحدثان به يقولان: عن ابن التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة، وأبو الأحوص يحدِّث به لا يقول فيه عمرو بن ميمون".
فأبو حاتم رحمه الله تعالى ذكر الاختلاف فيه على إبراهيم التيمي، ولم يرجِّح شيئًا.
وأبي أبو زرعة رحمه الله تعالى فإنّه يصحِّح -من هذه الروايات المختلفة عن إبراهيم التيمي- رواية من رواه عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويصحِّح -من الروايات المختلفة عن النخعي- رواية من رواه عن النخعي، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة بدون ذكر عمرو بن ميمون.
والحديث معلولٌ من كلا الطريقين: طريق التيمي، وطريق النخعي:
أما طريق إبراهيم التيمي فقد قال البخاري رحمه الله تعالى: "لا يصحُّ عندي حديث خزيمة بن ثابت في المسح؛ لأنه لا يُعرف لأبي عبد الله الجَدلي سماعٌ من خزيمة بن ثابت".
وأمّا طريق إبراهيم النخعي فقال شعبة: "لم يسمع إبراهيم النخعي من أبي عبد الله الجدلي حديث خزيمة بن ثابت في المسح"، وكذا قال أبو داود. =
⦗ص: 554⦘
= وقد اختلف العلماء في الحكم على هذا الحديث، فمقتضى كلام البخاريّ رحمه الله أنه ضعَّفه وأعلَّه بالانقطاع، وقال البيهقي:"إسناده مضطرب"، وقال النووى:"حديث خزيمة ضعيفٌ بالاتفاق، وضعفه من وجهين، أحدهما: أنه مضطربٌ، والثّاني: أنه منقطعٌ".
وذهب إلى تصحيح الحديث: التّرمذيّ فإنّه قال عقب إخراجه الحديث: "هذا حديثٌ حسنٌ صحيح"، ونقل تصحيحه أيضًا عن ابن معين، غير أنه نقله بصيغة التّمريض فقال:"وذُكِر عن يحيى بن معين أنه صحَّح حديث خزيمة بن ثابت في المسح".
وصحَّحه ابن حبّان أيضًا بإخراجه في الصّحيح كما سبق تخريجه منه، وصحَّحه ابن القيم، والشيخ الألباني في صحيح ابن ماجه، والله أعلم.
انظر: سنن الترمذي (1/ 158)، علل الحديث (1/ 22)، والمراسيل لابن أبي حاتم (ص: 17)، معرفة السنن والآثار للبيهقي (119)، ترتيب علل التّرمذيّ الكبير لأبي طالب القاضي (1/ 173)، المجموع شرح المهذب للنووي (1/ 485)، تهذيب الكمال للمزي (34/ 26)، تهذيب سنن أبي داود لابن القيم (1/ 117)، صحيح ابن ماجه للألباني (1/ 90).
بَابُ
(1)
إِيْجَابِ غَسْلِ اليَدَينِ عَلَى المُسْتَيْقِظِ مِنْ نَوْمِهِ وَالدَّلِيل عَلَى أنَّهُ إِنْ غَسَلَهُمَا دُونَ دَلْكٍ جَازَ
(2)
، وَعلَى أنَّ
(3)
النَّائِمَ إِذَا نَامَ زَالَتْ طَهَارَتُهُ، وَأنَّ علَيهِ الوُضُوءَ مِنهُ
(4)
، وَمِنْ مَسِّ الذَّكَرِ
(1)
كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك).
(2)
في النسخ الأخرى: "ذلك" بدل "دلك"، وفي (ط) و (ك):"جائز" بدل "جاز".
(3)
سقطت من (م): "أن".
(4)
لم يرد في (ط) و (ك) الجار والمجرور "منه".
799 -
حَدثنا الرَّبيعُ بن سليمان
(1)
، أخبرنا الشافعيُّ
(2)
، ح
وحَدثنا محمّد بن إسماعيل
(3)
، حدّثنا الحميدي
(4)
قالا: حدّثنا سفيان بن عُيينةَ، حدّثنا الزّهريُّ، عن أبي سلمة، عَن أبي هُريرَةَ أنَّ رسولَ الله
(5)
صلى الله عليه وسلم قال: "إذا استيقظ أحدُكم مِن نَومِهِ فلا يَغْمِسْ يَدَهُ في الإِنَاءِ حتّى يَغْسِلَهَا ثَلاثًا، فَإِنهُ لا يدري أينَ بَاتَتْ يَدُهُ"
(6)
.
(1)
ابن عبد الجبار المرادي المصري.
(2)
والحديث في مسنده (ص: 10).
(3)
ابن يوسف السُّلَمي، أبو إسماعيل التّرمذيّ.
(4)
عبد الله بن الزبير الأسدي، أبو بكر الحميدي، والحديث في مسنده (422 - 423).
(5)
في (ط) و (ك): "النبي".
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في =
⦗ص: 556⦘
= نجاستها في الإناء قبل غسلها ثلاثًا (1/ 233 ح 87) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، ثلاثتهم عن ابن عيينة، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة به.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلم في لفظ الحديث على ما قبله، وذكر المصنِّف للفظه من فوائد الاستخراج.
800 -
حدّثنا
(1)
الربيع، حدّثنا الشّافعيّ
(2)
، ح
وَحدثنا التّرمذيّ
(3)
، حدّثنا الحميدي
(4)
قالا: حدّثنا سفيان، حدّثنا أبو الزِّناد
(5)
، عن الأعرج
(6)
، عن أبي هُريرَةَ عن
(7)
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مثلَه
(8)
.
⦗ص: 557⦘
زاد الحميدي: قال سفيانُ: هذا يَشُدُّ قَولَ مَنْ يقولُ: الوُضُوءُ مِن مَسِّ الذَّكَرِ.
(1)
في (ط) و (ك): "وحدثنا" بالعطف.
(2)
والحديث في مسنده (ص: 11) وقرن فيه مالكًا مع ابن عيينة في الرِّواية.
(3)
محمّد بن إسماعيل المتقدم في الإسناد السابق.
(4)
والحديث في مسنده (423) وفيه قول سفيان المذكور عقب الحديث.
(5)
عبد الله بن ذكوان القرشي.
(6)
عبد الرّحمن بن هرمز المدني.
(7)
في (ط) و (ك): "أنَّ" بدل "عن".
(8)
أخرجه البخاريّ في صحيحه -كتاب الوضوء -باب الاستجمار وترًا (الفتح 1/ 316 ح 162) من طريق مالك.
وأخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في نجاستها في الإناء قبل غسلها ثلاثًا (1/ 233 ح 88) من طريق المغيرة الحزامي كلاهما عن أبي الزِّناد، عن الأعرج به.
801 -
حدّثنا يوسف القاضي
(1)
، حدّثنا نصر بن علي
(2)
، حدّثنا بشر بن المُفَضَّل
(3)
، عن خالد الحَذَّاء
(4)
، عن عبد الله بن شقيق
(5)
، عن أبي هُريرَةَ أنَّ النَّبيَّ قال:"إذا استيقظَ أحدُكم مِن نَومِهِ فلا يَغْمِس يَدَهُ في الإِناءِ حتّى يَغْسِلَها ثلاثًا، فإنَّه لا يدري أينَ بَاتَتْ يَدُهُ"
(6)
.
(1)
يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي مولاهم البغدادي، البصري الأصل.
(2)
ابن نصر بن علي بن صُهْبان الأزدي الجَهْضَمي، أبو عمرو البصري الصغير.
(3)
ابن لاحق الرَّقاشي مولاهم، أبو إسماعيل البصري.
(4)
خالد بن مِهران الحذَّاء البصري، أبو المُنازل.
(5)
العُقَيلي البصري.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في نجاستها
…
(1/ 233 ح 87) عن نصر الجهضمي، وحامد البكراوي كلاهما عن بشر بن المُفضَّل به.
فائدة الاستخراج:
بيَّن المصنِّف خالد الحذاء، وجاء عند مسلمٍ مهملًا.
802 -
حدثَنا يعقوبُ بن سفيان الفارسي، حدّثنا المغيرة بن عبد الرّحمن أبو أحمد الحراني
(1)
، حدّثنا الحسنُ بن محمّد
(2)
، ح
⦗ص: 558⦘
وحَدثنا شُعَيبُ بن عمران العسكري بمكة، حدّثنا سلمة بن شبيب
(3)
، حدّثنا الحسن بن أَعْين
(4)
، حدّثنا مَعْقِلُ بن عبيد الله
(5)
، عن أبي الزُّبَير
(6)
، عن جَابر، عن أبي هُريرَةَ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا استيقظَ أحدُكم فَليُفْرِغْ على يَدِهِ ثَلاثَ مَراتٍ قَبْلَ أن يُدْخِلَهُ في إناءه، فَإِنَّه لا يدري فِيْمَ بَاتَتْ يَدُهُ"
(7)
.
(1)
المغيرة بن عبد الرّحمن بن عون بن حبيب الأسدي مولاهم الحراني، ووقع في (ط) و (ك) بتقديم النسبة على الكنية.
(2)
ابن أعين القرشي مولاهم، أبو علي الحراني، وقد يُنسب إلى جده.
(3)
النيسابوري، أبو عبد الرّحمن الحَجْري المَسْمَعي، نزيل مكّة.
(4)
الحسن بن محمّد بن أعين المتقدم في الإسناد السابق.
(5)
الجزَري الحراني، أبو عبد الله العبسي مولاهم، تُكلِّم فيه كما سبق في ح (386)، والحديث في صحيح مسلم من طريقه.
(6)
محمّد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم المكي.
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في نجاستها في الإناء قبل غسلها ثلاثًا (1/ 233 ح 88) عن سلمة بن شبيب، عن الحسن بن محمّد بن أعين الحراني به.
فائدة الاستخراج:
بيَّن المصنِّف معقل بن عبيد الله، وجاء عند مسلمٍ مهملًا.
803 -
حدّثنا علي بن حرب، حدّثنا أبو معاوية
(1)
، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح
(2)
، عن أبي هُريرَةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قَامَ أحدُكم مِن اللّيلِ فلا يُدْخِل يَدَهُ في الإِناءِ حتّى يَغْسِلَها، فإنَّه لا يدري
⦗ص: 559⦘
أين بَاتَتْ يَدُهُ"
(3)
.
(1)
محمّد بن خازم الضرير الكوفي، ثقة في الأعمش.
(2)
ذكوان السمان المدني.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في نجاستها في الإناء قبل غسلها ثلاثًا (1/ 233 ح 87) عن أبي كريب، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي رزين، وأبي صالح كلاهما عن أبي هريرة به.
وأخرجه أبو داود في السنن -كتاب الطّهارة -بابٌ في الرَّجل يدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها (1/ 25 ح 103) عن مسدد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبى صالح وأبي رَزين كلاهما عن أبي هريرة به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (253) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح وحده كما ساقه المصنِّف.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلم في لفظ الحديث على الّذي قبله، ولم يذكره، وذكره المصنِّف.
804 -
حدّثنا محمّد بن إسحاق بن الصَّبَّاح الصنعاني، حدّثنا عبد الرزّاق
(1)
، عن معمر، عن الزّهريّ، عَن ابن المسيَّب أنَّ أبا هُريرَةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا استيقظَ أحدُكم فَلا يُدْخِلْ يَدَيهِ
(2)
في إِنَاءِهِ -أو قال: في وَضُوءِهِ- حتّى يَغْسِلَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ لا يدري أين بَاتَتْ يَدُهُ"
(3)
.
(1)
لم أجد الحديث في مصنَّف عبد الرزّاق، ولعلَّه ممّا سقط من أول المصنِّف، والله أعلم.
(2)
في النسخ الأخرى: "يده".
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في نجاستها في الإناء قبل غسلها ثلاثًا (1/ 233 ح 87) عن محمّد بن رافع، عن عبد الرزّاق به.
⦗ص: 560⦘
= وأخرجه الإمام أحمد في المسند (265) عن عبد الرزّاق به أيضًا.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلم لفظ الحديث على ما قبله، ولم يذكره، وذكر المصنِّف له من فوائد الاستخراج.
805 -
حَدثَنا إبراهيم بن أبي الخَيْبَري
(1)
، والعُطَاردي
(2)
قالا: حدّثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، وأبي رَزِينٍ
(3)
، عن أبي هُريرَةَ رَفَعَهُ بمثلِ
(4)
حديث أبي معاوية
(5)
.
(1)
إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن أبي الخيبري العبسي مولاهم القصّار الكوفي.
(2)
أحمد بن عبد الجبار بن محمّد الكوفي.
(3)
مسعود بن مالك الأسدي مولاهم الكوفي.
(4)
في (ط) و (ك): "يرفعه مثل".
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في نجاستها في الإناء قبل غسلها ثلاثًا (1/ 233 ح 87) عن أبي كريب، وأبي سعيد الأشج كلاهما عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي رَزين، وأبي صالح به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (471) عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي رزين، وأبي صالح كلاهما عن أبي هريرة به.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلم بلفظه ولم يذكره، وذكر المصنِّف له من فوائد الاستخراج.
806 -
حَدثَنا السُّلمي
(1)
، والدَّبَري قالا: حدّثنا عبد الرزّاق
(2)
، عن
⦗ص: 561⦘
معمرٍ عن همَّام بن مُنَبِّهٍ، عن أبي هُريرَةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا اسْتَيقَظَ أَحدُكم فَلا يَضَعْ يَدَهُ في الوَضُوءِ حَتى يَغْسِلَها، إنَّهُ لا يدري
(3)
أين بَاتَتْ يَدُهُ"
(4)
.
(1)
أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي النيسابوري، والدبري هو: إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني.
(2)
لم أجده في مصنَّفه، ولعلَّه ممّا سقط من أول المصنَّف، والله أعلم.
(3)
في (م)"فإنّه" بدل "إنه"، وفي (ط):"فإنّه لا يدري أحدكم"، وفي (ك):"إنه لا يدري أحدكم".
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في نجاستها في الإناء قبل غسلها ثلاثًا (1/ 233 ح 88) عن محمّد بن رافع، عن عبد الرزّاق، عن معمر به.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلم بلفظ الحديث ولم يذكره، وذكر المصنِّف له من فوائد الاستخراج.
807 -
حدّثنا الدَّبَري، عن
(1)
عبد الرزّاق
(2)
، عن ابن جُريجٍ
(3)
، أخبرني زيادٌ
(4)
أنَّ ثابتًا
(5)
مَولى عبد الرّحمن بن زيد بن الخطَّاب أخبره أنَّه سَمِع أبا هُريرَةَ يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أحدُكم نَائمًا ثم استيقظَ فَأَرَادَ الوُضُوءَ فَلا يَضَعْ يَدَهُ في الإناءِ حَتى يَصُبَّ على يَدِهِ
(6)
"
(7)
.
⦗ص: 562⦘
لم يقل أحدٌ
(8)
منهم: "ثلاثًا" إِلَّا ما قَدَّمنا
(9)
من روايةِ جابرِ، وابنِ المسيَّبِ وَأبي سَلمةَ، وعبد الله بن شَقيقٍ، وأبي صالحٍ، وأبي رَزينٍ، فإنَّ في حديثهم ذِكرَ الثلاث
(10)
.
(1)
في (ط) و (ك): "حدّثنا" بدل "عن".
(2)
لم أجد الحديث في المصنِّف.
(3)
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي.
(4)
ابن سعد بن عبد الرّحمن الخراساني، أبو عبد الرّحمن، شريك ابن جُريج في التجارة.
(5)
ابن عياض الأحنف الأعرج القرشي العدوي مولاهم.
(6)
في (ط): "يديه".
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في =
⦗ص: 562⦘
= نجاستها في الإناء قبل غسلها ثلاثًا (1/ 233 ح 88) عن محمّد بن رافع، والحلواني كلاهما عن عبد الرزّاق، وأخرجه عن محمّد بن حاتم، عن محمّد بن بكر بن عثمان البرساني كلاهما عن ابن جريج، عن زيادٍ به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (271) عن عبد الرزّاق، ومحمد بن بكر البرساني كلاهما عن ابن جُريج، عن زيادٍ به.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلم بلفظ الحديث ولم يذكره، وذكر المصنِّف له من فوائد الاستخراج.
(8)
في (ط) و (ك): "واحدٌ" بدل "أحدٌ".
(9)
في (ك)"ما قد قدمنا" بزيادة "قد".
(10)
وعلَّق مسلم رحمه الله تعالى نفس هذا التعليق عقب الحديث.
808 -
حَدثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا إبراهيم بن حمزة
(1)
، حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم
(2)
، عن العلاء
(3)
، عن أبيهِ، عَن أبي هُريرَةَ أنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قَامَ أحدُكم إلى الوُضوءِ حينَ يُصْبحُ -أو لعلَّهُ قال:
⦗ص: 563⦘
مِن نَومِهِ أو كَلمةً نَحوَها- فَليُفْرِغْ على يَدَيهِ ثَلاثًا فَإِنَّهُ لا يدرِي أين باتَتْ يَدُهُ"
(4)
.
(1)
ابن محمد بن حمزة بن مُصْعَب بن عبد الله بن الزبير الزبيري الأسدي المدني.
(2)
واسم أبي حازم: سلمة بن دينار المخزومي مولاهم المدني، وعبد العزيز تُكلِّم في حديثه عن أبيه كما سبق في ح (79) وهذا ليس من حديثه عن أبيه.
(3)
ابن عبد الرّحمن بن يعقوب الحُرَقي مولاهم المدني.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في نجاستها في الإناء قبل غسلها ثلاثًا (1/ 233 ح 88) عن أبي كريب، عن خالد بن مخلد، عن محمّد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه به.
فائدة الاستخراج:
أحال مسلم بلفظ الحديث ولم يذكره، وذكر المصنِّف له من فوائد الاستخراج.
والحمد لله أوَّلًا وآخرًا على نِعمه الظاهرة والباطنة الّتي لا تعدُّ ولا تحصى وصلّى الله وسلم على نبيّنا وسيدنا وقدوتنا محمّد صلى الله عليه وسلم المجتبى وعلى آله وصحبه الكرام أولي النُهى والحِجى ومن تبعهم بإحسان، وبهم اقتدى.