الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الترغيب في الاستغفار في اليوم مائة مرة، وجوب التوبة.
11883 -
حدثنا يوسف بن مسلَّم
(1)
، حدثنا حجاج
(2)
، قال: حدثني شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي بردة، قال: سمعت الأَغَرَّ - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث ابن عمر، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"توبوا إلى ربكم، فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة".
كذا رواه غندر
(3)
.
(1)
يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي.
(2)
حجاج بن محمد المصيصي الأعور.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، 4/ 2075، ح 42 - 2702) من طريق غندر - واللفظ له -، ومعاذ بن معاذ العنبري، وأبي داود الطيالسي، وعبد الرحمن بن مهدي، جميعهم عن شعبة، به، نحوه.
11884 -
حدثنا الصغاني
(1)
، حدثنا يحيى بن أبي بكير، أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا بردة، قال: سمعت رجلا يقال له الأَغَرُّ
(2)
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أَيُّهَا النَّاسُ!
⦗ص: 6⦘
تُوبُوا إِلَى ربكم، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمَ مِائَةَ مَرَّةٍ "
(3)
.
(1)
محمد بن إسحاق أبو بكر الصغاني.
(2)
هو الأغر بن عبد الله - ويقال: ابن يسار - المزني، ونسب في رواية مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي بردة، وكذا في رواية ابن سعد عن عفان عد شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي بردة: إلى جهينة، وسائر الرواة عن شعبة لم ينسبوه، ونسبه ابن مهدي عن شعبة به وثابت وغيره عن أبي بردة إلى مزينة، فذهب ابن قانع إلى ترجيح رواية مسعر، وخطأ قول من نسبه إلى مزينة، بينما رجح البخاري والبغوي وابن السكن وأبو نعيم =
⦗ص: 6⦘
= رواية من نسبه إلى مزينة، وفرق ابن مندة وابن الأثير بينهما.
قال ابن حجر: (وليس بشيء، لأن مخرج الحديث واحد. وقد أوضح البخاري العلة فيه، وأن مسعرا تفرد بقوله الجهني، فأزال الإشكال).
انظر: الطبقات الكبرى (6/ 49)، معجم الصحابة للبغوي (1/ 124 - 128/ 26)، ولابن قانع (1/ 51)، معرفة الصحابة لأبي نعيم (1/ 332 - 334)، والاستيعاب في معرفة الأصحاب (1/ 102/ 65)، والإصابة في تمييز الصحابة (1/ 247 - 249/ 223).
(3)
تقدم تخريجه.
11885 -
حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع، ح
وحدثنا إسماعيل القاضي
(1)
، حدثنا سليمان بن حرب، قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أبي بردة، عن الأَغَرِّ المزني - وكانت له صحبة - أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليُغَانُ
(2)
على قلبي، وإنِّي لأَستغفر الله في كل يوم مائة مرة"
(3)
.
(1)
ابن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد البصري.
(2)
أي يغشى القلب ما يلبس عليه ويغطيه. غريب الحديث للقاسم بن سلام (1/ 137)، شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 38)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 493، رقم: 163).
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، 4/ 2075، ح 41 - 2702) عن يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وأبي الربيع العتكي، جميعا عن حماد بن زيد به نحوه =
⦗ص: 7⦘
= ومن فوائد الاستخراج أن رواية المصنف هي من طريق سليمان بن حرب، وهو ثقة إمام، لزم حماد بن زيد تسع عشرة سنة، منذ سنة ستين، حتى وفاته سنة تسع وسبعين ومائة. كما في تاريخ بغداد (9/ 36)، وكذا محمد بن عيسى بن الطباع من الثقات المتقنين، التقريب (صـ 501).
11886 -
حدثنا جعفر الصائغ، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، قالا: حدثنا عفان
(1)
، حدثنا حماد
(2)
، عن ثابت، عن أبي بردة، عن الأغر - أغر مزينة - قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه ليُغَانُ على قلبي، حتى أستغفر الله في كل يوم مائة مرة"
(3)
.
(1)
هو عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار البصري، وقال عبد الله: سمعت أبي يقول: عفان أثبت من عبد الرحمن بن مهدي، قلت له: أثبت من عبد الرحمن بن مهدي؟ قال: نعم، إلا أن عبد الرحمن رجل ثقة خيار صالح مسلم، وعبد الرحمن عبد الرحمن. "العلل"(5847).
(2)
هو حماد بن سلمة بن دينار البصري، كما صرح به الإمام أحمد في "مسنده"(29/ 393/ 17849) عن عفان، والنسائي في السنن الكبرى (9/ 167/ 10203) وعمل اليوم والليلة (442) عن أحمد بن سليمان، عن عفان.
وعفان من أوثق الناس في حماد بن سلمة، وحماد بن سلمة من أوثق الناس في ثابت البناني، فهو أوثق فيه من حماد بن زيد، وهذا من فوائد الاستخراج.
(3)
تقدم تخريجه آنفا.
11887 -
حدثنا أبو عمرو بن حازم
(1)
، حدثنا جعفر بن عون، عن مسعر، عن عمرو بن مرة
(2)
، عَنْ أبي بُرْدَةَ، عن الْأَغَرِّ، قَالَ:
⦗ص: 8⦘
قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم "تُوبُوا إِلَى ربكم، فَوالله إِنِّي أَتُوبُ إِلَى ربي فِي الْيَوْمَ مِائَةَ مَرَّةٍ"
(3)
.
(1)
هو أحمد بن حازم بن محمد بن أبي غرزة، الغفاري الكوفي.
(2)
كذا في إتحاف المهرة (1/ 384 رقم 279)، ومصادر التخريج كما في صحيح مسلم وسيأتي، والسنن الكبرى للنسائي (9/ 168 رقم 1036)، والطبراني في الدعاء =
⦗ص: 8⦘
= (1829)، والخطيب في تاريخه (5/ 429) كلهم من طريق جعفر بن عون به، وجاء في الأصل عوف بن مرة وهو خطاء.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح بنحوه، من طريق شعبة عن عمرو بن مرة، كما تقدم آنفا برقم (11883، 11884).
11888 -
حدثنا الصغاني
(1)
، حدثنا زهير بن حرب، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها، تاب الله عليه"
(2)
.
(1)
هو محمد بن إسحاق الصغاني.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، 43/ 2703) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي خالد سليمان بن حيان، وعن ابن نمير عن أبي معاوية، وعن أبي سعيد الأشج عن حفص بن غياث، وعن أبي خيثمة زهير بن حرب عن إسماعيل ابن علية، أربعتهم: عن هشام بن حسان به، مثله. وأبو عوانة في هذا الحديث كأنه سمعه من مسلم، وهي المصافحة. وهذا من فوائد الاستخراج.
باب الدعوات التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم، والتعوذ الذي كان يتعوذ منه.
11889 -
حدثنا علي بن حرب، حدثنا وكيع بن الجراح، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: "اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر، ومن شر فتنة المحيا والممات، اللهم اغفر لي خطاياي، ونقّ قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والمأثم، والمغرم"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب التعوذ من شر الفتن وغيرها، 4/ 2079/ 49 - 589) عن أبي كريب، عن أبي معاوية ووكيع، عن هشام به، وأحال متنه على رواية ابن نمير، عن هشام.
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الدعوات، باب التعوذ من المأثم والمغرم، 8/ 79، ح: 6368) من طريق وهيب، وفي (كتاب الدعوات، باب الاستعاذة من أرذل العمر، ومن فتنة الدنيا وفتنة النار، 8/ 80، ح: 6375) من طريق وكيع، وفي (كتاب الدعوات، باب الاستعاذة من فتنة الغنى، 8/ 80، ح: 6376) من طريق سلام أبي مطيع، وفي (كتاب الدعوات، باب التعوذ من فتنة الفقر، 8/ 81/ 6377) من طريق أبي معاوية، أربعتهم عن هشام، به، نحوه.
ومن فوائد الاستخراج في هذا الحديث:
1.
بيان المتن المحال به عند مسلم.
2.
ساوى أبو عوانة في هذا الحديث مسلما، وكأنه صافح شيخه أبا كريب.
11890 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني عبد العزيز بن محمد، عن هشام بن عروة، بإسناده مثله، وفيه:"وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال"
(1)
، وليس فيه:"ومن شر المحيا والممات".
ورواه ابن نمير كما رواه ابن وهب عن عبد العزيز
(2)
.
ورواه ابن عيينة عن هشام، مختصرا
(3)
.
(1)
أخرجه المؤلف فيما تقدم (2/ 139/ 140 رقم 462) مختصرا بهذا الطرف منه.
ومن فوائد الاستخراج في هذا الحديث إخراجه من رواية المدنيين عن هشام بن عروة، وهو عند الشيخين من رواية العراقيين عنه، وهشام في حديثه بالحجاز أثبت، وإن كان ابن نمير عده بعضهم من أوثق الناس عن هشام، ولكنه قد قيل بأن سماعه وسماع وكيع وأبي معاوية عنه بأخرة في قدمة هشام الثالثة للعراق، حيث كان كبر، ويتوسع في الرواية والإرسال، فرواية المصنف تؤكد أن هذا مما ضبطه العراقيون عن هشام. انظر: تاريخ بغداد (14/ 40)، شرح علل الترمذي (2/ 679 - 682، و 769).
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب التعوذ من شر الفتن وغيرها، 4/ 2078/ 49 - 589) عن أبي بكر بن أبي شيبة - واللفظ له - وأبي كريب، عن ابن نمير، عن هشام بن عروة به نحوه.
وهو في مصنف ابن أبي شيبة (10/ 189 رقم 29745).
(3)
لم يخرجه مسلم من هذا الوجه، ولا وقفت عليه عند غيره، وقد أخرجه النسائي في السنن الكبرى (كتاب الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر، 2/ 478/ 2203)، و (كتاب النعوت، باب السؤال بأسماء الله عز وجل وصفاته والاستعاذة بها، 7/ 149/ 7674) عن قتيبة، قال: حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من عذاب القبر ومن فتنة الدجال، وقال:"إنكم تفتنون في قبوركم".
11891 -
حدثنا الصَّغَاني، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا سليمان التيمي، عن أنس بن مالك، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اللهم أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والهرم، والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات".
قال أبو المعتمر
(1)
: أراه قال: "وفتنة الدجال"
(2)
.
(1)
هو سليمان التيمي، وستأتي رواية ابنه المعتمر عنه للحديث إثر هذا مباشرة.
(2)
متفق عليه، أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر والدعاء والتوبة، باب التعوذ من العجز والكسل وغيره، 4/ 2079/ 50، 51 - 2706) من طريق ابن علية، ويزيد بن زريع، ومعتمر، وابن المبارك، عن سليمان التيمي، مثله، دون قوله:"وفتنة الدجال".
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الجهاد والسير، باب ما يتعوذ من الجبن، 4/ 23، ح: 2823) و (كتاب الدعوات، باب التعوذ من فتنة المحيا والممات، 8/ 79، ح: 6367) عن مسدد عن المعتمر، عن أبيه سليمان به.
وأبو عوانة ساوى مسلما والبخاري في إسناده، وهو رباعي عند ثلاثتهم، وهذا من فوائد الاستخراج.
11892 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا عفان، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت أبي، يقول: حدثنا أنس بن مالك، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسَل، والجُبنِ، والهَرَم، والبخل، وأعوذ بك من عذابِ القبر، ومن فتنةِ المحيا والممات"
(1)
.
(1)
متفق عليه، أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر والدعاء والتوبة، باب التعوذ من العجز والكسل وغيره، 4/ 2079/ 50 - 2706) عن محمد عبد الأعلى، =
⦗ص: 12⦘
= والبخاري (كتاب الدعوات، باب التعوذ من فتنة المحيا والممات، 8/ 79 رقم 6367)
عن مسدد، كلاهما: عن المعتمر به، مثله.
11893 -
حدثنا ابن الجنيد الدقاق
(1)
، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدثنا هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أنس، أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسَل والجُبن والهَرَم، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات"
(2)
.
(1)
محمد بن أحمد بن الجنيد.
(2)
لم يخرجه مسلم من هذا الوجه من حديث قتادة عن أنس رضي الله عنه، وأخرجه أحمد في مسنده (20/ 446 رقم 13233) عن عبد الملك بن عمرو أبي عامر العقدي، وعبد الوهاب بن عطاء، وفي (21/ 102 رقم 13417) عن أبي قطن، والبيهقي في إثبات عذاب القبر (197) من طريق روح، أربعتهم: عن هشام الدستوائي، عن قتادة به.
من فوائد الاستخراج رواية المصنف للحديث من طريق قتادة وهو أثبت أصحاب أنس رضي الله عنه بعد الزهري، كما قال أبو حاتم الرازي وغيره. انظر: الجرح والتعديل (2/ 449 رقم 1805، و 7/ 133 - 135 رقم 756).
ثم قد أخرجه المصنف من حديث هشام الدستوائي عن قتادة، وهو أوثق أصحاب قتادة، وأكثرهم وأصحهم رواية عنه، كما قال شعبة وأحمد وغيرهما، وهذا يدل على عناية المصنف، وانتقائه لطرق الرواية.
انظر: العلل للإمام أحمد (2542)، سؤالات المروذي (35)، التاريخ الكبير للبخاري (8/ 198/ 2690)، تاريخ أبي زرعة الدمشقي (رقم: 1137).
11894 -
حدثنا بكار بن قتيبة، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا هشام
(2)
، بمثله، وقال:"وعذاب في القبر"، ولم يذكر "الهرم"
(3)
.
(1)
سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي.
(2)
هشام بن أبي عبد الله الدستوائي.
(3)
تقدم تخريجه آنفا، ولم أقف عليه من رواية أبي داود الطيالسي عن هشام الدستوائي به =
⦗ص: 13⦘
= عند غير المصنف.
11895 -
وحدثنا أبو زرعة الرازي
(1)
، حدثنا مؤمَّل
[*]
بن إسماعيل، حدثنا هارون ابن الاُعور النحوي
(2)
، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اللهم إني أعوذ بك من البخل".
رواه بهز
(3)
عن هارون بإسناده نحوه
(4)
.
(1)
عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد.
(2)
هارون بن موسى الأعور.
(3)
بهز بن أسد العمي، وروايته عند الشيخين مطولة.
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر والدعاء والتوبة، باب التعوذ من العجز والكسل وغيره، 4/ 2080/ 52 - 2706) من طريق بهز بن أسد العمي.
والبخاري في الصحيح (كتاب تفسير القرآن، باب قوله: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} 6/ 82/ 4707) عن موسى ابن إسماعيل التبوذكي، كلاهما عن هارون بن موسى الأعور، به، بأطول مما عند المؤلف، نحو ما تقدم من الألفاظ. وله عند البخاري طرق عن أنس رضي الله عنه.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة والنسخة الجزائرية [6/ ق 4/ ب]: (مؤمل)، وفي إتحاف المهرة (1210) ونسخة السخاوي منه (1/ ق 81/ أ):(موسى)، ولعله الأصوب، ولم يشر محققو الكتاب إلى هذا الخلاف، وهذا الحديث إنما يعرف من رواية موسى بن إسماعيل، عن هارون ابن الأعور، به، كما عند البخاري (4707) ومن طريقه البغوي في تفسيره (5/ 30)، ولا يعرف من طريق مؤمل، وأبو زرعة يروي عن موسى بن إسماعيل في الكتاب (10798)، وفي العموم كما في [مسند الروياني:(1281)، تهذيب الآثار للطبري:(1055 - ابن عباس)، العلل لابن أبي حاتم (4/ 89، 230، 568)، (6/ 285)، والتفسير له (1/ 319)، (2/ 440)، (3/ 914)، (4/ 1157)، (5/ 1613)، (6/ 1802)]، أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الشيخ:(236، 731)، المسند المستخرج على مسلم لأبي نعيم (2038)، التمهيد لابن عبد البر (2/ 63)، والاستذكار له (7/ 200)، الأنوار للبغوي (ص 680)، وانظر: الكمال للمقدسي (9/ 48)، التهذيب للمزي (29/ 24)، وأبو زرعة تكلم في مؤمل بن إسماعيل، فقال: في حديثه خطأ كثير. كما في ميزان الاعتدال للذهبي (4/ 228) والمغني له (2/ 689)، ومن عادة أبي زرعة في الغالب أنه لا يحدث إلا عن ثقة، كما قال ابن حجر في لسان الميزان (3/ 396)، وانظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: (2/ 193، 550)، (3/ 378، 379)، المجروحين لابن حبان (1/ 54)، التعديل والتجريح للباجي (2/ 557)، هدى الساري لابن حجر (ص 397)، لسان الميزان له (8/ 195)، الثقات لابن قطلو بغا (3/ 361)، (4/ 180، 185، 461)، وهذا في غالب حاله، انظر: أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية (1/ 158)، كما تبين لي أن أبا زرعة لم يسمع من مؤمل ولم يدركه في الأصح، ودون ذلك بحث وتأمل ونظر، فليتأمل، وقد ذكرت كل هذا مع أن المقام يثبت بأقل منه؛ لأدعو إلى التأمل والتحري لا سيما في تحقيق كتب السنة المطهرة، والله المستعان وحده.
11896 -
ز - حدثنا يزيد بن سنان
(1)
، حدثنا وهب بن جرير، ح. وحدثنا أبو قلابة
(2)
، حدثنا عبد الصمد
(3)
، قالا: حدثنا شعبة، عن عبد الملك
(4)
، عن مصعب بن سعد، عن سعد، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 14⦘
كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل، وفتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجال".
زاد يزيد في حديثه: "وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، و عذاب القبر"، قال: وكان سعد يقول: "وفتنة الدنيا والدجال"
(5)
.
(1)
ابن يزيد القزاز، البصري.
(2)
عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي البصري.
(3)
ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري مولاهم، البصري.
(4)
ابن عمير بن سويد بن جارية الكوفي.
(5)
الحديث من زوائد أبي عوانة على صحيح مسلم، وهو عند البخاري في الصحيح (كتاب الدعوات، باب التعوذ من البخل، 8/ 79/ 6370) عن غندر، عن شعبة به، نحو حديث يزيد بن سنان، إلا أنه ليس عنده:"وفتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجال".
11897 -
ز - حدثنا الصَّغَاني
(1)
، حدثنا أبو النضر
(2)
، أخبرنا شعبة، بإسناده مثله
(3)
.
(1)
محمد بن إسحاق الصغاني.
(2)
هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي، البغدادي.
(3)
تقدم تخريجه آنفا.
11898 -
ز - حدثنا أبو توبة
(1)
بعسقلان، حدثنا الحسين الجعفي
(2)
، حدثنا زائدة
(3)
، عن عبد الملك بن عمير، قال: سمعت مصعب بن سعد
(4)
، عن سعد، قال: تعوذوا بالله بكلمات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بهن: "اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من
⦗ص: 15⦘
البخل، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وعذاب القبر"
(5)
.
(1)
الربيع بن نافع الحلبي.
(2)
الحسين بن علي بن الوليد الجعفي مولاهم، الكوفي.
(3)
زائدة بن قدامة الثقفى، أبو الصلت الكوفى.
(4)
ابن أبي وقاص الزهري المدني.
(5)
هذا الحديث من زوائد المصنف على صحيح مسلم، وقد أخرجه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم، عن الحسين، به. (كتاب الدعوات باب الاستعاذة من أرذل العمر، ومن فتنة الدنيا وفتنة النار، 8/ 80/ 6374).
11899 -
حدثنا الزعفراني
(1)
، حدثنا عبد الجبار بن العلاء، ح.
وحدثنا أبو إسماعيل الترمذي
(2)
، حدثنا الحميدي
(3)
، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة:"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من سوء القضاء، ومن درك الشقاء، ومن شماتة الأعداء، وجهد البلاء"، أو قال أحدَهما و"سوء القضاء".
قال الحميدي: قال سفيان: ثلاث من هذه الكلمات
(4)
.
(1)
الحسن بن محمد البغدادي.
(2)
محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي.
(3)
عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي، الأسدي.
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره، 4/ 2080/ 53 - 2707) عن عمرو الناقد، وزهير بن حرب، عن سفيان بن عيينة، قال: حدثني سمي، به.
والحميدي من أوثق أصحاب ابن عيينة، والحديث عنده في مسنده (2/ 197/ 1002)، وقوله:"ثلاث من هذه الكلمات" تابعه عليه عمرو الناقد عند مسلم بنحوه.
11900 -
حدثنا عثمان بن خرزاد
(1)
، ومحمد بن إسماعيل الصائغ،
⦗ص: 16⦘
قال: حدثنا أبو معمر التّنُّوري
(2)
، قال: حدثنا عبد الوارث، حدثنا الحسين
(3)
، حدثني ابن بريدة
(4)
، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس:"أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، أعوذ بك، لا إله إلا أنت، أعوذ بعزتك، لا إله إلا أنت، أن تضلني، أنت الحي الذي لا تموت، والجن والإنس يموتون"
(5)
.
قال الصائغ: عن عبد الله، ولم يقل: ابن عباس.
(1)
هو عثمان بن عبد الله بن محمد خرزاذ =
⦗ص: 16⦘
= وخرزاذ: بضم المعجمة، وتشديد الراء، بعدها زاي. انظر: التقريب (ص: 385، رقم: 4490).
(2)
عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج.
والتنوري: بفتح التاء ثالث الحروف وضم النون بعدهما الواو وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى التنور وعملها وبيعها. انظر: الأنساب للسمعاني (3/ 97/ 743).
(3)
الحسين بن ذكوان المعلم العوذى البصرى.
(4)
هو عبد الله بن بريدة، كما في رواية البخاري.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، 4/ 2086/ 67 - 2717)، عن حجاج ابن الشاعر، عن عبد الله بن عمرو أبي معمر، به مثله، دون قوله:"أعوذ بك، لا إله إلا أنت".
ورواه البخاري في الصحيح (كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} 9/ 117/ 7383) عن أبي معمر به، مختصرا.
11901 -
حدثنا بكار بن قتيبة، حدثنا أبو داود الطيالسي
(1)
،
⦗ص: 17⦘
حدثنا شعبة، عن حصين
(2)
، عن هلال بن يساف، عن فروة بن نوفل، قال: قلت لعائشة: ما دعاء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به؟ قالت: كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، و أعوذ بك من شر ما لم أعمل"
(3)
.
(1)
سليمان بن داود بن الجارود البصري.
(2)
حصين بن عبد الرحمن السلمي، الكوفي.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، 4/ 2058/ 65 - 2716) من طريق ابن أبي عدي، ومحمد بن جعفر غندر عن شعبة، ومن طريق عبد الله بن إدريس، كلاهما عن حصين به، نحوه.
وأما طريق الطيالسي فلم أقف عليه في "مسنده"، وقد خرجه بمثله النسائي في المجتبى (كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من شر ما لم يعمل، 8/ 281/ 5528)، والسنن الكبرى (كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من شر ما لم أعمل، 7/ 237/ 7914).
11902 -
حدثنا الصغاني
(1)
، حدثنا عفان، حدثنا خالد بن عبد الله
(2)
، ح.
وحدثني أبو بكر بن أبي عَتَّاب المعلِّم
(3)
، حدثنا يحيى بن حبيب بن عريى، حدثنا معتمر، حدثنا أبي، ح.
⦗ص: 18⦘
وحدثنا أحمد بن موسى بن أبي عمران المعَدَّل
(4)
أبو العباس، حدثنا محمد بن عباد العَنْبَري
(5)
ابن عم عبيد الله بن معاذ - حدثنا المعتمر، عن
⦗ص: 19⦘
أبيه، كلاهما: عن حصين، عن هلال بن يَسَاف، حدثني فروة بن نوفل، قال: سألت عائشة عن دعاء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به؟ فقالت: كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من شَرِّ ما عملت، وشَرِّ ما لم أعمل"
(6)
.
(1)
محمد بن إسحاق الصغاني.
(2)
ابن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطى.
(3)
هو محمد بن أحمد بن داود بن سيار بن أبي عتاب، أبو بكر البصري المؤدب ببغداد.
وتقدمت رواية أخرى للمؤلف عنه برقم (10221)، وزاد فيه:"البصري".
ترجم له الخطيب البغدادي، وابن عساكر وغيرهما، وروى عنه الطبراني في الأوسط =
⦗ص: 18⦘
= (5/ 324/ 5441)، والصغير (2/ 80/ 816)، وقال:(البصري، المؤدب ببغداد). قال الدارقطني: لا بأس به.
انظر: تاريخ بغداد (1/ 316 - 317/ 165)، تاريخ دمشق (51/ 36 - 38/ 5894)، سؤالات الحاكم (193)، تاريخ الإسلام (6/ 1009/ 371).
(4)
بضم الميم، وفتح العين والدال المشددة المهملتين، وفي آخرها اللام؛ اسم لمن عدل وزكي، وقبلت شهادته عند القضاة. انظر: الأنساب للسمعاني (5/ 340)، واللباب (3/ 33).
(5)
هو محمد بن معاذ بن عباد بن نصر بن حسان العنبري البصري، وقد ينسب إلى جده. وجده عباد بن معاذ أخو معاذ بن معاذ.
روى عنه مسلم في الصحيح، وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان - على تشددهما في الشيوخ -، وقال أبو حاتم:"صدوق ليس به بأس"، وترجم له الذهبي في الميزان مرتين، رمز له في ثانيهما بـ"صح"، وانتقد قول العقيلي فيه بقوله:"ذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء، وقال: "في حديثه وهم"، ثم ساق له حديثا موقوفا رفعه، فأي شيء جرى؟! "، وعليه قال في الكاشف:"ثقة"، وهو الصواب.
قلت: والوهم الذي أشار إليه العقيلي إنما هو لمراجم بن العوام بن المراجم القيسي شيخ محمد بن معاذ، وأما هو فتوبع عليه عند العقيلي والبزار وغيرهما عن مراجم: من غير واحد من الثقات.
انظر: الجرح والتعديل (8/ 95 - 96/ 412)، الضعفاء للعقيلي (4/ 145/ 1711)، ميزان الاعتدال (4/ 44/ 8185، 8187)، لسان الميزان (7/ 513/ 7418)، الكاشف (2/ 222/ 5159)، وقارنه بالمغني (2/ 634/ 5993).
وانظر لترجمة مراجم: تهذيب الكمال (26/ 473 - 4/ 4/ 5615).
(6)
أخرجه مسلم من طريق شعبة وعبد الله بن إدريس كلاهما عن حصين به كما تقدم، وفي رواية المصنف الحديث من طريق سليمان التيمي عن حصين، فيها علو بتقدم وفاة سليمان التيمي (ت 143 هـ)، على وفاة شعبة (ت 160 هـ).
11903 -
حدثنا علي بن حرب، عن محمد بن فضيل
(1)
، عن حصين، عن هلال بن يساف، عن فروة بن نوفل، قال: سألت عائشة عن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل"
(2)
.
رواه وكيع، عن الأوزاعي، عن عبدة
(3)
، عن هلال، عن فروة بن نوفل، عن عائشة
(4)
.
(1)
ابن غزوان الضبي مولاهم، الكوفي.
(2)
تقدم تخريجه (برقم 11901).
(3)
ابن أبي لبابة.
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، 4/ 2086/ 66 - 2716) من طريق وكيع به.
11904 -
حدثنا أبو أمية
(1)
، حدثنا زكريا بن عدي، ح.
⦗ص: 20⦘
وحدثنا أبو داود السِّجْزي
(2)
، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا جرير
(3)
، عن منصور
(4)
، عن هلال بن يساف، عن فروة بن نوفل الأشجعي، قال: سألت عائشة عما
(5)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به؟ قالت: كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل"
(6)
.
(1)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.
(2)
هو صاحب السنن، والحديث في سننه (كتاب الصلاة، باب تفريع أبواب الوتر، باب في الاستعاذة، ح: 1550).
(3)
ابن عبد الحميد الضبي.
(4)
ابن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة الكوفي.
(5)
في الأصل: "هل"، والمثبت من سنن أبي داود.
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، 4/ 2085/ 65 - 2716) عن يحيى بن يحيى النيسابوري، وإسحاق بن راهويه، عن جرير، به.
ورواية المصنف فيها علو معنوي، فزكريا بن عدي (ت: 211 أو 212 هـ)، حيث زكريا بن عدي أقدم وفاة من يحيى وإسحاق بن راهويه، وكان من أحفظ أهل زمانه، كما في الجرح والتعديل (3/ 600/ 2712)، وانظر: تهذيب الكمال (9/ 368).
وعثمان بن أبي شيبة كان رحل إلى جرير إلى الري، فسمع عنه كتبه، كما في الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 412).
11905 -
حدثنا أحمد بن يوسف التغلبي - صاحب أبي عبيد -، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن فروة بن نوفل، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه في الحديث السابق، وطريق إبراهيم بن طهمان (168 هـ) هذه فيها علو =
⦗ص: 21⦘
= معنوي، لتقدم وفاته على جرير بن عبد الحميد (188 هـ)، وكونه أحفظ منه.
11906 -
حدثنا أبو أمية
(1)
، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا شيبان
(2)
، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن فروة بن نوفل، قال: سألت عائشة، قلت:"أخبريني بشيء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به، وأدعو الله به". فذكر مثله
(3)
.
(1)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.
(2)
ابن عبد الرحمن التميمى مولاهم النحوى (164 هـ).
(3)
تقدم تخريجه برقم (11904)، وطريق شيبان هذا فيه علو معنوي، إذ هو أقدم بكثير من جرير بن عبد الحميد الضبي، طبقة ووفاة، قد سمع من الحسن البصري (ت: 110) وطبقته.
انظر: العلل لأحمد (4132)، تاريخ بغداد (9/ 272 - 273)، تهذيب التهذيب (4/ 374).
11907 -
حدثنا اُبو المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري، حدثني أبي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يدعو بهذا الدعاء:"اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر جَدِّي وهَزَلي، وخطئي وعَمْدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير"
(1)
. لشعبة غريب
(2)
.
(1)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، 4/ 2087 / 70 - 2719) عن عبيد الله بن معاذ العنبري، عن أبيه، عن شعبة، به مثله.
(2)
لعل وجه استغرابه عدم اشتهاره عن كبار أصحاب شعبة، وانظر ما سيذكره المؤلف بعد برقم (11909).
11908 -
حدثنا محمد بن محمد بن رجاء، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي
(1)
، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
(2)
.
(1)
المِسْمَعي: بكسر الميم، وسكون السين المهملة، فميم مفتوحة، نسبة إلى المسامعة: محلة بالبصرة. الأنساب (11: 318).
أبو محمد الصنعاني ثم البصري، قال ابن معين وابن قانع:"ثقة"، وقال ابن معين أيضا في رواية ابن الجنيد عنه:"ثقة صدوق، قد رأيته، ولم أكتب عنه"، وقال أبو حاتم:"صالح"، وذكره ابن حبان و ابن خلفون في الثقات، وقال الذهبي وابن حجر:"صدوق"، ورمز له الذهي في الميزان بـ "صح". وتكلم فيه الخليلي في الإرشاد بلا حجة، وأنكره عليه الذهبي وابن حجر، ويؤيد إنكارهما ما تقدم من توثيق ابن معين وقول أبي حاتم فيه، ورواية الشيخين له في الصحيح. والله أعلم.
انظر: تاريخ ابن معين -رواية ابن محرز (1/ 98)، سؤالات ابن الجنيد (434)، الكنى والأسماء للإمام مسلم (2/ 744/ 3015)، الجرح والتعديل (5/ 354/ 1674)، الثقات لابن حبان (8/ 385)، الإرشاد للخليلي (1/ 279)، تهذيب الكمال (18/ 331 - 333/ 3534)، الكاشف (1/ 665/ 3457)، ميزان الاعتدال (2/ 656 - 657/ 5216 - 5217)، إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي (8/ 317 / 3347)، تهذيب التهذيب (6/ 399/ 753)، تقريب التهذيب (ص: 363، رقم: 4186)، فتح الباري (11/ 197/ 6398).
(2)
متفق عليه، أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، 4/ 70/2087 - 2719) عن محمد بن بشار، به.
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الدعوات، باب قول النبي ح: "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت"، 8/ 84/ 6398)، والأدب المفرد (ح: 688)، عن محمد بن بشار به، وقال. "عن أبي إسحاق، عن ابن أبي موسى، عن أبيه"، مبهما.=
⦗ص: 23⦘
=وكذا أخرجه في الصحيح (كتاب الدعوات، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت"، 8/ 85 / 6399) والأدب المفرد (689) من طريق إسرائيل عن جده أبي إسحاق: "عن أبي بكر بن أبي موسى، وأبي بردة، قال: أحسبه عن أبي موسى الأشعري".
11909 -
ز- حدثنا إبراهيم بن أُوْرَمة
(1)
الأصبهاني -ذاكرته، قال: حدثنا نصر بن علي
(2)
، قال: وجدت في كتاب أبي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي بُرْدة، عن أبي موسى: أن! النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء "اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري" وذكر الحديث
(3)
.
فقال له أبان بن تغلب
(4)
: سمعته من أبي بردة؟ قال: حدثنيه سعيد بن أبي بردة
(5)
، عن أبيه، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله
(6)
.
(1)
في "الأصل": (ابن أرومة)، بتقديم الراء على الواو، والصواب ما أثبت، كما في إتحاف المهرة (10/ 87/ 12315)، وهو إبرإهيم بن أورمة بن سياوش الحافظ.
(2)
نصر بن على بن نصر بن على الجهضمى -بفتح الجيم وسكون الهاء بعدها معجمة مفتوحة-، البصري، وأبوه بصري، توفي سنة 187 هـ، ثقة، من كبار التاسعة. تقريب التهذيب (4807).
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
(4)
بفتح المثناة وسكون المعجمة كسر اللام، أبو سعد الكوفي، ثقة تكلم فيه للتشيع قاله ابن حجر. انظر: التقريب (صـ 87 رقم 136).
(5)
ابن أبي موسى الأشعري الكوفي: ثقة ثبت، وروايته ص ابن عمر مرسلة، من الخامسة. التقريب (2275).
(6)
لم أقف عليه مسندا عند غير المؤلف، وذكره الإسماعيلي في مستخرجه -كما في الفتح=
⦗ص: 24⦘
= (11/ 197) - عن بعض الحفاظ قال: إن أبا إسحاق لم يسمع هذا الحديث من أبي بردة، وإنما سمعه من سعيد بن أبي بردة عن أبيه.
وعلق عليه الحافظ ابن حجر بقوله: "هذا تعليل غير قادح، فإن شعبة كان لا يروي عن أحد من المدلسين إلا ما يتحقق أنه سمعه من شيخه"، بينما قال في إتحاف المهرة (10/ 87/ 12315):"ظهر من رواية علي بن نصر أن أبا إسحاق دلسه".
والبيان جاء عن شعبة نفسه، ومن دلسه أبو إسحاق ثقة ثبت، فهذا التدليس ليس بقادح في الحديث، وهذا من فوائد الاستخراج في هذا الطريق. والله أعلم
11910 -
حدثنا يونس بن حبيب
(1)
، حدثنا أبو داود
(2)
، ح. وحدثنا أبو أمية
(3)
، حدثنا أبو الوليد
(4)
، قالا: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، سمع أبا الأحوص، عن عبد الله، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو:"اللهم إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى"
(5)
.
(1)
ابن عبد القاهر، الأصبهاني.
(2)
سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي، وهو في مسنده (1/ 301/241).
(3)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي الطرسوسي.
(4)
هشام بن عبد الملك الطيالسي.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، 4/ 2087/ 72 - 2721) من طريق محمد بن جعفر غندر، عن شعبة به، نحوه.
11911 -
حدثنا أبو العباس الغزي
(1)
، قال: حدثنا الفريابي
(2)
، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود قال: كمان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو:
⦗ص: 25⦘
اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفة، والغنى
(3)
.
(1)
عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي.
(2)
محمد بن يوسف.
(3)
تقدم تخريجه آنفا.
11912 -
حدثنا علي بن حرب
(1)
، حدثنا أبو معاوية، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث وأبي عثمان النهدي، عن زيد بن أرقم، قال: ما أقول لكم إلا ما قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والبخل، والجبن، والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت
(2)
نفسي تقواها، أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن نفس لا تشبع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعوة لا يستجاب لها"
(3)
.
(1)
ابن محمد بن علي الطائي، أبو الحسن الموصلي.
(2)
في الأصل: "ائت"، وهو أمر من الإتيان، والقياس في الأمر من الإيتاء هو "آت"، كما أثبت.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، 4/ 2088/ 73 - 2722) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق ابن راهويه، ومحمد بن عبد الله بن نمير، عن أبي معاوية.
وقد ساوى أبو عوانة فيه مسلما، وكأنه صافح مشايخه الثلاثة فيه، وهذا من فوائد الاستخراج في هذه الرواية.
11913 -
حدثنا الصَّغَاني
(1)
، وأبو داود الحراني
(2)
، قال: حدثنا حاضر
(3)
، حدثنا عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث، عن زيد بن أرقم،
⦗ص: 26⦘
قال: قلنا: علمنا أو حدثنا، قال:"لا أعلمكم إلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا"، ثم ذكر مثله
(4)
.
(1)
محمد بن إسحاق.
(2)
سليمان بن سيف بن يحيى الطائي الحراني.
(3)
ابن المورع الكوفي.
(4)
تقدم تخريجه آنفا، ومن فوائد التخريج في هذه الرواية مساواة المصنف فيه مسلما، وأتى بمتابعة محاضر لأبي معاوية، وهو أقوى من الفرد.
11914 -
حدثنا الزعفراني
(1)
، حدثنا شبابة
(2)
، حدثنا ليث
(3)
، ح.
وحدثنا الزعفراني أيضا، قال: حدثنا عاصم
(4)
، حدثنا الليث، ح سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول "لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ولا شيء بعده".
وقال عاصم: "وغلب الأحزاب"
(5)
.
(1)
الحسن بن محمد بن الصباح.
(2)
ابن سوار المدائني.
(3)
ابن سعد الفهمي المصري.
(4)
ابن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي، أبو الحسن التيمي مولاهم.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، 4/ 2089/ 77 - 2724)، عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، به مثله.
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب المغازي، باب غزوة الخندق وهي الأحزاب، 5/ 4114/111)، عن قتيبة به نحوه.
ومن فوائد الاستخراج هنا العلو بتقدم وفاة شبابه (ت: 204 أو 205 أو 206)، وعاصم (ت: 221)، على قتيبة بن سعيد المتوفى سنة 240.
11915 -
حدثنا أبو الأشعث محمد بن سعيد الزيني الحمصي
(1)
،
⦗ص: 27⦘
حدثنا أبو صالح الحراني
(2)
، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: كان من دعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحويل عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك"
(3)
.
قال أبو عوانة: جوده يعقوب وحده
(4)
.
(1)
ترجم له أبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (1/ 432/ 280) دون جرح أو تعديل، =
⦗ص: 27⦘
= ولم أقف على من ترجم له سواه.
(2)
عبد الغفار بن داود بن مهران.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الرقاق، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء وبيان الفتنة بالنساء، 4/ 2097، ح: 96 - 2739) عن أبي زرعة الرازي، عن ابن بكير، عن يعقوب بن عبد الرحمن -وهو القاري-، وفيه من فوائد الاستخراج العلو بالمساواة.
وشيخ أبي عوانة لم أقف فيه على جرح أو تعديل، وقد توبع عليه عن شيخه أبي صالح الحراني من البخاري في الأدب المفرد (685)، ومحمد بن عوف الحمصي عند أبي داود (كتاب الصلاة، باب تفريع أبواب الوتر، باب في الاستعاذة، ح: 1547)، وجعفر بن محمد بن فضيل عند النسائي في السنن الكبرى (7/ 233/ 7900)، وإبراهيم بن سعيد الجوهري عند البزار (12/ 289 / 6109) وغيرهم.
(4)
يعني أنه تفرد بإسناده متصلا، كما قاله البزار، والطبراني في المعجم الأوسط (4/ 53 / 3588)، والدارقطني في الغرائب -كما في أطرافه (3/ 389/ 3009) -، والحاكم في المستدرك (1/ 530).
تنبيه: جاء في إتحاف المهرة (8/ 526 - 527/ 9901) أن أبا عوانة رواه عن هارون الأيلي، عن ابن وهب، قال: حدثني حفص بن ميسرة ويعقوب بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، به.
ولم أقف على هذا الوجه عند أبي عوانة، وإنما هو عند الحاكم في المستدرك=
⦗ص: 28⦘
= (1/ 530)، وهو لم يذكر، وكأنه سقط ذكره مع أول إسناده، وألحقت روايته برواية أبي عوانة فيه. والله أعلم
زاد الحاكم: "قال ابن وهيب: ذكره يعقوب عن عمد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنه، وأرسله حفص".
11916 -
حدثنا مسلم بن الحجاج، أخبرنا إبراهيم بن دينار، حدثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم، عن عبد العزيز بن عبد الله بن اُبي سلمة الماجشون، عن قدامة بن موسى، عن أبي صالح السَّمَّان، عن أبي هريرة، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر"
(1)
.
(1)
أخرجه المؤلف عن الإمام مسلم، والحديث عنده في الصحيح (كتاب الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، 4/ 71/2087 - 2720).
باب بيان وجوب التعوذ من الشيطان عند نُهاق
(1)
الحمير.
(1)
بضم النون، على وزن فعال، وهو صوت الحمار، يقال له النهيق، والنهاق.
انظر: إصلاح المنطق (ص: 85)، تهذيب اللغة (5/ 261 - 262)، تاج العروس (26/ 447، 29/ 189).
11917 -
حدثنا موهب بن يزيد
(1)
الرملي، أخبرنا ابن وهب، أخبرني الليث بن سعد وسعيد بن أبي أيوب
(2)
، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن الأعرج
(3)
، عن أبي هريرة، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم الديك يصيح بالليل، فإنّها رأت
(4)
ملكا، فسلوا الله من فضله، وإذا سمعتم نهيق الحمار، فإنها رأت
(5)
شيطانا، فاستعيذوا بالله من
⦗ص: 30⦘
الشيطان الرجيم"
(6)
.
رواه المقرئ
(7)
، عن سعيد بن أبي أيوب
(8)
.
(1)
ابن موهب بن خالد.
(2)
الخزاعي مولاهم، المصري.
(3)
ابن هرمز المدني.
(4)
كذا في "ك"، ولعله بإرادة الجنس، وإلا فلا يستقيم التأنيث مع تذكير "الديك"، و "الحمار"، وأما لفظ مسلم: "إذا سمعتم صياح الدِّيْكة، .. فإنها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمير،
…
فإنها رأت شيطانا"، ونحوه رواية وهب بن بيان عن ابن وهب عند النسائي في السنن الكبرى (9/ 345/ 10713)، ورواية بحر بن نصر عن ابن وهب عند البيهقي في الدعوات الكبير (2/ 58/ 469)، ولفظهما: "إذا سمعتم الديكة تصيح بالليل فإنها رأت ملكا،
…
، وإذا سمعتم نهيق الحمير، فإنها رأت شيطانا،
…
"، وأما البخاري فلفظه: "إذا سمعتم صياح الديكة .. ، فإنها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمار .. ، فإنه رأى شيطانا".
(5)
كذا في "ك"، وتقدم الكلام عليه في التعليق السابق.
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب استحباب الدعاء عند صياح الديك، 4/ 2092، ح: 82 - 2729) والبخاري في الصحيح (كتاب بدء الخلق، باب: خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال، 4/ 128/ 3303) كلاهما عن قتيبة، عن الليث به، فيه.
فائدة: قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: هذا الحديث مما اتفق الأئمة الخمسة أصحاب الأصول على إخراجه عن شيخ واحد وهو قتيبة بهذا الإسناد. انظر: الفتح (6/ 406).
فائدة الإستخراج: رواية ابن وهب عن الليث، وكذلك متابعة عبد الله بن يوسف وعاصم بن علي كلاهما في الرواية الليث -كما سيأتي في الحديث القادم-، وفيه تقييد ذلك بـ "الليل"، وجاءت رواية الصحيحين بدون تقييد.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وللديك -هو ذكر الدجاج- خصيصة ليست لغيره من معرفة الوقت الليلي، فإنه يقسط أصواته فيها تقسيطًا، لا يكاد يتفاوت ويوالى صياحه قبل الفجر وبعده، لا يكاد يخطئ، سواء أطال الليل أم قصر. انظر: الفتح (6/ 406).
(7)
عبد الله بن يزيد القرشي.
(8)
سيأتي عند المؤلف بعد حديث واحد، (برقم 11919).
11918 -
حدثنا أبو حفص أحمد بن يحيى بن عميرة التنيسي الجذامي
(1)
، حدثنا عبد الله بن يوسف
(2)
، قال: حدثني الليث، ح.
وحدثنا أبو أمية
(3)
، حدثنا عاصم بن علي
(4)
، حدثنا الليث بن سعد،
⦗ص: 31⦘
عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج
(5)
، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم صياح الدِّيَكة
(6)
بالليل فإنها رأت ملكا، فسلوا الله من فضله، وإذا سمعتم نَهِيق الحمار بالليل فإنها رأت
(7)
شيطانا، فاستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم"
(8)
.
(1)
قال فيه مسلمة بن القاسم الأندلسي: "مصري ثقة صالح"، كما في الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (2/ 886/130)، وأرخ لوفاته الذهبي في تاريخ الإسلام (6/ 504/ 78)، سنة 273 هـ.
(2)
التنيسي.
(3)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.
(4)
ابن عاصم بن صهيب الواسطي.
(5)
عبد الرحمن بن هرمز المدني.
(6)
على وزن فِعَلة، جمع الديك. انظر: العين (5/ 396)، معجم ديوان الأدب (3/ 346)، تهذيب اللغة (10/ 181).
(7)
انظر التعليق على الحديث الذي قبله.
(8)
تقدم تخريجه آنفا.
11919 -
حدثنا السلمي
(1)
، حدثنا المقرئ
(2)
، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني جعفر بن ربيعة، قال: حدثني عبد الرحمن الأعرج
(3)
، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم أصوات الدِّيكَة فإنها رأت ملكا، فسلوا الله وارغبوا إليه، وإذا سمعتم نُهاق
(4)
الحَمِيْر فإنها رأت شيطانا، فاستعيذوا بالله من شر ما رأت"
(5)
.
(1)
أحمد بن يوسف الأزدي.
(2)
عبد الله بن يزيد القرشي.
(3)
ابن هرمز المدني.
(4)
بضم النون، وتخفيف الهاء، وزن فعال، كما تقدم.
(5)
تقدم تخريجه (برقم 11917).
11920 -
حدثنا عَمَّار بن رجاء
(1)
، حدثنا حسين بن علي الجعفي،
⦗ص: 32⦘
حدثنا زائدة، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، و لا إله إلا الله، وحده لا شريك له".
رواه مسلم
(2)
عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن حسين الجعفي.
(1)
الإستراباذي.
(2)
في الصحيح (كتاب الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، 4/ 2089، ح: 76 - 2723).
11921 -
حدثنا أبو جعفر بن الجنيد الدقَّاق، حدثنا العلاء بن عبد الجبار، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا الحسن بن عبيد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له" قال: فحدثني زبيد أنه حفظ عن إبراهيم فيه: "له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ربِّ
(1)
أسألك خير ما في هذه الليلة، ربِّ أعوذ بك من شر ما في هذه الليلة، وشر ما بعدها، أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربِّ أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر"
(2)
.
(1)
كذا بحذف ياء المتكلم المضاف إليه، وهو شائع أيضا في العربية.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، 4/ 2088، ح: 74 - 2723) عن قتيبة، عن عبد الواحد بن زياد، به نحوه.
11922 -
اُخبرنا ابن أبي الدنيا
(1)
، حدثنا يوسف -يعني ابن
⦗ص: 33⦘
موسى-، حدثنا جرير، عن الحسن بن عبيد الله النخعي، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، أسألك خير هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل، و أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر"، وإذا أصبح قال ذلك أيضا:"أصبحنا وأصبح الملك لله"
(2)
.
(1)
عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا البغدادي.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، 4/ 2089، ح: 75 - 2723) عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، به نحوه.
11923 -
ز- حدثنا الزعفراني
(1)
، حدثنا عفان
(2)
، حدثنا وهيب
(3)
، عن سهيل
(4)
، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال
(5)
: "كان إذا أصبح يقول: "اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور"، وإذا أمسى قال: اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير"
(6)
.
(1)
الحسن بن محمد بن الصباح.
(2)
ابن مسلم بن عبد اللِّه الباهلى، الصفار البصري.
(3)
ابن خالد بن عجلان الباهلى مولاهم، البصري.
(4)
ابن أبي صالح ذكوان السمان المدني.
(5)
يعني أبا هريرة.
(6)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (باب ما يقول إذا أصبح، ح: 1199)، وأبو داود في السنن=
⦗ص: 34⦘
= (كتاب الأدب، أبواب النوم، باب ما يقول إذا أصبح، 4/ 476/ 5070)، والنسائي في السنن الكبرى (9/ 209/ 10323)، وعمل اليوم والليلة (564)، وأبو العباس السراج في حديثه (2/ 35/ 116) - ومن طريقه البغوي في شرح السنة (5/ 1325/112) - وابن حبان في الصحيح (3/ 245/ 965)، والطبراني في الدعاء (292)، وابن منده في التوحيد (2/ 321/180) وغيرهم، من طرق عن وهيب بن خالد، به مثله.
ولم أقف عليه من رواية عفان عن وهيب عند غير المؤلف رحمه الله، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 244/ 29903)، وأحمد في المسند (14/ 290/ 8649، 16/ 10763/444)، والنسائي في السنن الكبرى (9/ 8/ 9752)، وعمل اليوم والليلة (8)، وابن حبان في الصحيح (3/ 244/ 964) وغيرهم من طريق عفان وجماعة عن حماد بن سلمة، عن سهيل، به مثله بالطرف الأول منه، دون ذكر المساء.
وأخرجه الترمذي في جامعه (أبواب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى، 5/ 466/ 3391) من طريق عبد الله بن جعفر، وابن ماجه (كتاب الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى، 5/ 35 / 3868)، وابن السنى، في عمل اليوم والليلة (35) وغيرهما من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، وابن منده في التوحيد (1/ 285/ 133) والبيهقي في الدعوات، الكبير (1/ 85/ 25) من طريق روح بن القاسم، ثلاثتهم عن سهيل، به نحوه.
باب الدعاء الذي كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر فأسحر
(1)
.
(1)
السحر: هو آخر الليل. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 61)،
11924 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني سليمان بن بلال، عن سهيل بن أبى صالح، عن أبيه، عن أبى هريرة:
⦗ص: 35⦘
"أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان فى سفر فأسحر يقول: "سمع سامع بحمد الله، وحسن بلائه علينا، ربّنا صاحِبْنا وأَفْضِلْ علينا
(1)
، وعائذ بالله من جهنم"
(2)
.
(1)
صاحبنا وأفضل علينا: أمران من المصاحبة والإفضال، أي احفظنا وأعنا، وأنعم علينا بفضلك. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 358)، مجمع بحار الأنوار (3/ 118، 5/ 499).
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، 4/ 2086، ح: 68 - 2718) عن أبي الطاهر -وهو أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح المصري- عن عبد الله بن وهب، به مثله، إلا الطرف الأخير منه، فلفظه:"عائذا بالله من النار".
باب الدعوات التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم عند النوم بالليل، وما أمر بها ورغب فيها
11925 -
حدثنا الْصَّغَانِي
(1)
، وجعفر الصائغ
(2)
، قالا: حدثنا عَفَّان، حدثنا حَمَّاد بن سلمة، أخبرنا ثابت، عن أنس بن مالك، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، وكم ممن لا مكافئ له ولا مؤوي"
(3)
.
(1)
محمد بن إسحاق أبو بكر الصغاني.
(2)
جعفر بن محمد بن شاكر.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، 4/ 64/2085 - 2715) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن ريد بن هارون، عن حماد ابن سلمة به.
ومن فوائد الاستخراج في رواية أبي عوانة هذه: أنها من رواية عفان عن حماد بن سلمة، وهو من أخص أصحاب حماد بن سلمة، قال يحيى بن سعيد القطان: من أراد أن يكتب حديث حماد بن سلمه فعليه بعفان بن مسلم. انظر: العلل للإمام أحمد - رواية عبد الله (4042)، وينظر فيه أيضا:(2607، 5847).
ومن فوائده أيضا: التصريح بالتحديث بين حماد وثابت، وهو معنعن عند مسلم.
11926 -
حدثنا مُحَمَّد بن حيويه
(1)
، حدثنا سليمان بن حرب
(2)
، حدثنا حَمَّاد
(3)
، عن ثابت، عن أنس: "أنَّ النّبىَّ صلى الله عليه وسلم كان
⦗ص: 37⦘
إذا أوى إلى فراشه"، فذكر مثله
(4)
.
(1)
محمد بن يحيى بن موسى الإسفراييني، وحيويه لقب لأبيه، وهو بفتح أوله، وضم المثناة تحت المشددة، وسكون الواو، وفتح المثناة تحت، تليها هاء. انظر: الإكمال لابن ماكولا (2/ 360).
(2)
ومن طريقه أخرجه البخاري في الأدب المفرد (برقم 1206).
(3)
ابن سلمة ابن دينار، كما جاء مبينا عند عبد بن حميد في المنتخب (ح: 1351)، من=
⦗ص: 37⦘
= روايته عن سليمان بن حرب.
(4)
تقدم تخريجه عند الحديث السابق.
11927 -
حدثنا عمار بن رجاء، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا شعبة، أخبرني ابن أبي السفر، سمع أبا بكر بن أبي موسى، يحدث عن البراء بن عازب، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مثله، يعني: أنه كان إذا استيقظ من منامه، قال:"الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور"، وإذا أوى إلى فراشه -أو قال: إذا أراد أن ينام- قال: "باسمك اللهم أحيا، وباسمك أموت"
(2)
.
(1)
سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي، ولم أقف عليه في مسنده.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، 4/ 2083/ 59 - 2711) عن عبيد الله بن معاذ -وهو العنبري-، عن أبيه، عن شعبة، به نحوه.
11928 -
حدثنا أبو قلابة
(1)
، قال: وجدت في كتابي عن عبد الصمد
(2)
-ولا أراني إلا وقد سمعته منه- قال: حدثنا شعبة. ح
وحدثنا أبو أمية، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا غندر
(3)
، أخبرنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن البراء:
⦗ص: 38⦘
"أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام قال "اللهم باسمك أحيا، وباسمك أموت"، وإذا قام قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور"، وقال أحدهما: وإذا استيقظ قال: "الحمد لله"
(4)
.
(1)
عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي.
(2)
عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد التميمى العنبري مولاهم، البصري، صدوق، ثبت فى شعبة. انظر: تقريب التهذيب (4080).
(3)
محمد بن جعفر الهذلي أبو عبد الله البصري، ربيب شعبة.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
وفيه من فوائد الاستخراج: أن أبا عوانة أخرج الحديث من طريق أبي داود الطيالسي وعبد الصمد بن عبد الوارث وغندر، وثلاثتهم من الثقات الأثبات في شعبة، وغندر هو أثبت الناس كتابا في شعبة، وكان ابن مهدي يقدمه في شعبة على نفسه، وكانوا يصححون حديثهم على كتبه ويستفيدون من كتبه وشعبة حي. انظر: تهذيب الكمال (25/ 7 - 8)، تهذيب التهذيب (9/ 98).
ففي رواية أبي عوانة علو معنوي بذلك، وفيها علو نسبي، فقد ساوى المصنف مسلما في الطريق الأول، وصافحه في لطريق الثاني.
11929 -
حدثنا يونس بن حبيب
(1)
، وعمار بن رجاء، قالا: حدثنا أبو داود
(2)
، حدثنا شعبة، أخبرني عمرو بن مرة، قال: سمعت سعد بن عبيدة، عن البراء
(3)
: أنَّ النّبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلا
(4)
إذا أخذ مضجعه من الليل أن يقول "اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك،
⦗ص: 39⦘
وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ورسولك
(5)
الذي أرسلت"، "فإن مات مات على الفطرة"
(6)
.
(1)
أبو بشر العجلي مولاهم، الأصبهاني.
(2)
الطيالسي في مسنده (2/ 108/ 780).
(3)
هو البراء بن عازب رضي الله عنه، كما سيأتي.
(4)
هكذا ورد مبهما في عامة الروايات، وسيأتي عند المؤلف برقم (11951) -واللفظ له-، وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح (ح: 216)، وابن حبان (ح: 5536) من رواية منصور بن المعتمر، عن سعد بن عبيدة قال: حدثني البراء بن عازب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:"إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، .. "، الحديث. فهذا يفيد أنه البراء بن عازب رضي الله عنه نفسه. والله أعلم
(5)
أشار الحافظ ابن حجر: إلى أن رواية عمرو بن مرة عن سعد بن عبيدة "آمنت بكتابك الذي أنزلت ورسولك الذي أرسلت" فقال الحافظ ابن حجم رحمه الله: وكأنه لم يسمع من سعد بن عبيدة الزيادة التي في آخره، فروى بالمعنى. ا. هـ (11/ 1116).
وهذه الزيادة التي أشار إليها ابن حجر هي ما جاء في رواية منصور بن المعتمر عن سعد بن عبيدة به في الصحيحين (صحيح مسلم برقم 2710 - 56)، وصحيح البخاري (برقم 6311).
فقال البراء: أستذكرهن، وبرسولك الذي أرسلت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا، وبنبيك الذي أرسلت".
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، 4/ 2082، ح: 57 - 2710) عن محمد بن المثنى عن أبي داود، وعن محمد بن بشار بندار عن عبد الرحمن ابن مهدي وأبي داود، كلاهما عن شعبة، به مثله.
وفيه من فوائد الاستخراج: التصريح بالإخبار بن شعبة وعمرو بن مرة، وهو معنعن عند مسلم، والتصريح أقوى من العنعنة، وإن كانت العنعنة غير قادحة هنا، فشعبة لا يدلس.
وفيه كذلك العلو النسي، فقد ساوى أبو عوانة مسلما في جميع طرقه، فكأنه صافح شيخيه بندارا ومحمد بن المثنى.
11930 -
حدثنا الصَّغَاني
(1)
، أخبرنا أبو النضر
(2)
، ح.
وحدثنا أبو قلابة
(3)
، قال: حدثنا بشر بن عمر، قالا: حدثنا شعبة، بإسناده مثله
(4)
.
(1)
محمد بن إسحاق.
(2)
هاشم بن القاسم بن مسلم الليثى مولاهم.
(3)
عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي.
(4)
تقدم تخريجه آنفا.
11931 -
وحدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود
(1)
، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأنصار
(2)
إذا أوى إلى فراشه أن يقول: "اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ورسولك الذي أرسلت"، قال:"فإن مات مات على الفطرة"
(3)
.
(1)
سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي، والحديث في مسنده (2/ 83/ 743).
(2)
هو البراء بن عازب رضي الله عنه، كما تقدم في التعليق على الحديث (11929).
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، 4/ 2083، ح 57 - 2710) عن محمد بن المثنى عن أبي داود الطيالسي به، والبخاري في الصحيح (كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا نام، 8/ 69 / 6313) عن سعيد بن الربيع ومحمد بن عرعرة، ثلاثتهم: عن شعبة به، نحوه، وأحال متنه على رواية شعبة عن عمرو بن مرة المتقدمة، لفظ رواية مسلم هنا "وبرسولك" ولفظ البخاري "وبنبيك الذي أرسلت".
ومن فوائد الاستخراج في هذا الطريق: العلو النسي، فأبو عوانة ساوى في حديث شعبة مسلما، كأنه صافح شيخ مسلم فيه.
11932 -
حدثنا الصغاني، أخبرنا أبو النضر، حدثنا شعبة، بإسناده مثله
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
11933 -
حدثنا أبو بكر الرازي محمد بن زياد، وأبو أمية، قالا: حدثنا سعد بن شعبة بن الحجاج بن ورد العتكي
(1)
، قال: سمعت أبي يحدث
⦗ص: 41⦘
عن أبي إسحاق، عن البراء، رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم:" أنَّه قال: لرجل إذا أويت إلى فراشك فقل: باسمك"، مثله، إلا أنَّه قال:" فإن مات من ليلته مات على الفطرة"
(2)
.
(1)
أبو سعيد البصري، نص على سماعه عن أبيه البخاري ومسلم وأبو أحمد الحاكم، =
⦗ص: 41⦘
= وقال أبو حاتم الرازي: "هو صدوق، ليس عنده - عن أبيه كثير شيء"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأدرجه العقيلي في الضعفاء، لكلام أبيه شعبة فيه لانشغاله عن الطلب والسماع بما هو دونه، وليس هذا بجرح. والله أعلم
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (4/ 58/ 1953)، الكنى والأسماء للإمام مسلم (1/ 366 / 1344)، الجرح والتعديل (4/ 86/ 375)، الضعفاء الكبير للعقيلي (2/ 118/ 595)، الثقات لابن حبان (8/ 283)، الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم (5/ 55)، فتح الباب في الكنى والألقاب لابن مندة (3320)، ديوان الضعفاء (ص: 154، رقم: 1568)، ميزان الاعتدال (2/ 122/ 3115)، الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (4/ 435 / 4305).
(2)
تقدم تخريجه (برقم 11931).
11934 -
حدثنا الصَّغَاني، حدثنا الحسن الأَشْيَب
(1)
، حدثنا زهير
(2)
، حدثنا أبو إسحاق، عن البراء سمعته يقول:"علم رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا، قال: إذا أويت إلى فراشك"، بمعناه مثله
(3)
.
(1)
الحسن بن موسى البغدادي.
(2)
ابن معاوية بن حديج الكوفى.
(3)
تقدم تخريجه (برقم 11931).
11935 -
حدثنا زكريا بن يحيى
(1)
البغدادي - أصله مروزي -،
⦗ص: 42⦘
حدثنا ابن عيينة، عن أبي إسحاق، أنه سمع البراء يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أخذ أحدكم مضجعه يقول: "إليك أسلمت نفسي، وإليك وجهت وجهي، وإليك فوضت أمري، وإليك ألجأت ظهري، رغبة ورهبة، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبرسولك (1) الذي أرسلت"، " فإن مات مات على الفطرة "
(2)
.
(1)
ابن أسد المروزي، أبو يحيى البغدادي، صاحب الجزء المعروف عن ابن عيينة، والحديث =
⦗ص: 42⦘
= في جزئه الموسوم بـ "حديث سفيان بن عيينة "، برقم (48)، نحوه. (1) كذا جاء في هذا الطريق عند المصنف، وجاء من طريق ابن أبي عمر عن ابن عيينة (عند الترمذي برقم 3394) بلفظ "وبنبيك الذي أرسلت "، قال البراء: فقلت وبرسولك الذي أرسلت، فطعن بيده في صدري ثم قال:" وبنبيك الذي أرسلت ".
(2)
تقدم تخريجه (برقم 11931).
11936 -
حدثني أبو بكر بن أبي الدنيا
(1)
، حدثنا أبو بكر الباهلي
(2)
، حدثنا مُحَمَّد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، قال: سمعت عبد الله بن الحارث يحدث عن عبد الله بن عُمَر: "أنَّه أمر رجلا إذا أخذ مضجعه قال: قل: " اللهم أنت خلقت نفسي، وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها، إنْ أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية"، فقال له رجل: سمعت هذا من عمر؟ فقال: مَن هو خير من عمر، مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
.
(1)
عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان القرشي، البغدادي.
(2)
هو محمد بن خلاد بن كثير الباهلى، أبو بكر البصرى. انظر: تهذيب الكمال (25/ 169).
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، 4/ 4208، =
⦗ص: 43⦘
= ح: 60 - 2712) عن عقبة بن مكرم العمي وأبي بكر بن نافع، عن غندر، به مثله.
11937 -
حدثنا الزعفراني، حدثنا عفان، حدثنا وُهَيْب، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، ح
وحدثنا عباس الدُّوري، حدثنا أُمَيَّة بن بِسْطام، حدثنا يزيد بن زُرَيع، حدثنا رَوْح بن القاسم، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا أخذ مَضْجَعه قال: "اللهم ربَّ السموات، وربَّ الأرض، ربَّنا وربَّ كل شيء، فالقَ الحب والنَّوَى، منزلَ التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين، وأغنني من الفقر"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، 4/ 2084، ح: 61 - 2713) عن أبي خيثمة زهير بن حرب عن جرير بن عبد الحميد، و (62 - 2713) عن عبد الحميد بن بيان الواسطي، عن خالد الطحان، كلاهما: عن سهيل به، نحوه.
وطريقا وهيب وروح بن القاسم عن سهيل من فوائد الاستخراج في هذه الرواية، وفيه علو معنوي، فوهيب بن خالد (ت: 165 هـ) يعد أحد حفاظ البصرة الأربعة وأثبتهم، ويحسب بعد شعبة في الثبت والإتقان، والمعرفة بالحديث والرجال، وهو من أروى البصريين عن. أهل المدينة. انظر: الجرح والتعديل (9/ 34 / 158).
وروح بن القاسم (ت: 141 هـ) أيضا يعد من الثقات الحفاظ، كما في الجرح والتعديل (3/ 495/ 2244)، والتقريب (ص: 211، رقم: 1970).=
⦗ص: 44⦘
= فهما أثبت من جرير بن عبد الحميد وخالد الطحان، وأقدم منهما مولدا ووفاة.
11938 -
حدثنا يزيد بن سنان
(1)
، حدثنا حبان، حدثنا وهيب بإسناده:"إذا أوى أحدكم إلى فراشه"، ثم ذكر مثله
(2)
.
(1)
ابن يزيد الأموي، البصري.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث الذي قبله.
11939 -
حدثني إسحاق بن باحُوْيَه
(1)
بترمذ، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء أحدكم فراشه فليقل: اللهم رب السموات والأرض، ربَّنا وربَّ كل شيء، فالقَ الحب والنَّوَى، منزلَ التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر "
(2)
.
(1)
إسحاق بن إبراهيم بن جبلة بن باحوية الترمذي.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث (11937)، ولم أقف عليه من حديث سليمان بن بلال عن سهيل، عند غير المؤلف، وشيخ المؤلف ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 122)، وهو متابع عليه من طرق كثيرة عن سهيل وأبي صالح.
11940 -
حدثنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا الحسين بن عياش، قال: حدثنا زهير، عن سليمان -يعني الأعمش-، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: أتت فاطمة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله خادما، فقال لها: " الذي
⦗ص: 45⦘
جئت تطلبين أحبّ إليك أو خير منه؟ " قالت: "ما هو خير منه" قال: قولي: " اللهم ربَّ السموات السبع وربَّ العرش العظيم، ربَّنا وربَّ كل شيء، مُنْزِلَ التوراة والإنجيل والفرقان، فالقَ الحب والنَّوَى، أعوذ بك من كل شر ذي شر أنت آخذ بناصيته، إنك أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر ليس فوقك شيء، وأنت الباطن ليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر "
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في الصحيح (باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، 4/ 2084، ح: 63 - 2713) عن أبي كريب محمد بن العلاء عن أبي أسامة، وعن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب عن ابن أبي عبيدة عن أبيه، كلاهما عن الأعمش به، وأحال متنه على رواية سهيل عن أبيه، وقال: بمثله.
ومن فوائد الاستخراج في هذه الرواية بيان المتن المحال به، وفيه علو معنوي، فزهير بن معاوية يقرن بالثوري وشعبة في الثقة والضبط والإتقان، ومنهم من يقدمه عليهما، وأبو أسامة حماد بن أسامة وأبو عبيدة عبد الملك بن معن من الشيوخ.
ومن الفوائد فيه أيضا أن المصنف ساوى فيه مسلما في رواية ابن أبي عبيدة، فكأنه صافح شيخيه.
11941 -
حدثنا ابن أبي الدنيا وصالح بن محمد الرازي، قالا: حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا أبو أسامة، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: جاءت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما، فقال لها: " قولي: اللهم ربَّ السموات السبع، وربَّ العرش العظيم، ربَّنا وربَّ كل شيء، منزلَ التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ
⦗ص: 46⦘
بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيتها
(1)
، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين، وأَغْنِني من الفقر "
(2)
.
(1)
كذا في الأصل، ويصح على إرادة الجنس، وفي سائر الروايات:"بناصيته "، وهو أصح.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح عن أبي كريب محمد بن العلاء عن أبي أسامة، كما تقدم (11940).
11942 -
ز- حدثنا أبو الأزهر
(1)
وأبو قلابة، [قالا:]
[*]
حدثنا عبد الصمد
(2)
، حدثنا أبي، عن حسين المعلم، حدثنا عبد الله بن بريدة، حدثني عبد الله بن عمر:" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تبوأ قال: الحمد لله الذي كفاني وآواني، وأطعمني وسقاني. والذي من علي فأفضل، والذي أعطاني فأجزل، الحمد لله على كل حال، اللهم رب كل شيء، وملك كل شيء، وإله كل شيء! أعوذ بك من النار". لم يخرجاه
(3)
(1)
أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي النيسابوري.
(2)
ابن عبد الوارث بن سعيد التنوري البصري.
(3)
الحديث من زوائد أبي عوانة، وأخرجه البيهقي في الدعوات الكبير (1/ 513/ 398)، من طريق أبىِ قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي عن عبد الصمد به، نحوه.
وأخرجه أحمد (10/ 190/ 5983) عن عبد الصمد، ومن طريق عبد الصمد أخرجه أبو داود في السنن (كتاب الأدب، أبواب النوم، باب ما يقال عند النوم، (4/ 313/ 5058)، والنسائي في السنن الكبرى (7/ 138 /7647، 9/ 294/ 10566)، =
⦗ص: 47⦘
= وعمل اليوم والليلة (798) - وعنه ابن السني في عمل اليوم والليلة (723) - وأبو يعلى في المسند (10/ 131/ 5758)، وابن حبان في الصحيح (12/ 349 / 5538)، وابن منده في التوحيد (2/ 55 /197) وغيرهم، نحوه.
وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (964) عن أبي يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي، عن أبي معمر المنقري، عن عبد الوارث، حدثني حسين المعلم، حدثني عبد الله بن بريدة، حدثني ابن عمران، قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " الحديث.
قال أبو بكر الخرائطي: فقال له أبو علي العنزي: كنت حدثت به مرة، فقلت ابن عمر؟، فقال: ذاك خطأ، وأنكر ذلك، وقال: اجعله ابن عمران.
قال أبو حاتم الرازي: "حديث أبي معمر أشبه، وابن عمران لا أدري من هو؟ "، قال ابن أبي حاتم: قلت: فابن بريدة أدرك ابن عمر؟ قال: "أدركه، ولم يبن سماعه منه) ". العلل (5/ 366 - 368/ 2049).
وبهذا أعله الحافظ ابن حجر في النكت الظراف (5/ 443/ 7119)، فقال:"وابن عمران ما عرفته؛ وهذه علة قادحة؛ فإن أبا معمر أثبت من عبد الصمد، وعبد الصمد أقدم سماعا من أبيه من أبي معمر ".
ومما يفيد ترجيح رواية أبي معمر ما رواه أبو عبيد الآجري في سؤالاته (1/ 353 - 354/ 620) عن أبي داود قال: " أبو معمر أثبت من عبد الصمد مرارا ".
_________
[*] قال أحمد بسيوني: سقط من المطبوعة، وهو ثابت في النسخة الجزائرية للمسند.
11943 -
حدثنا الوكيعي
(1)
، قال: حدثنا إسحاق بن عمر المؤدب
(2)
، حدثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني
(3)
، عن الأعمش،
⦗ص: 48⦘
بإسناده
(4)
، مثل حديث ابن أبي الدنيا ومتنه سواء
(5)
.
(1)
إبراهيم بن أحمد بن عمر.
(2)
القرشى -مولاهم- أبو يعقوب. روى عنه مسلم في الصحيح، وأبو زرعة الرازي، وقال الحافظ ابن حجر: صدوق. انظر: الجرح والتعديل (2/ 230/ 802)، تهذيب الكمال (2/ 461/ 372)، تقريب التهذيب (373).
(3)
متروك، قد وهاه عامة الأئمة، وكذبه ابن معين وأحمد وأبو داود. =
⦗ص: 48⦘
= انظر: الجرح والتعديل (7/ 225/ 1248)، الكامل (7/ 374/ 1656)، تاريخ بغداد (2/ 558 / 542)، تهذيب الكمال (25/ 76 - 79/ 5153)، ميزان الاعتدال (3/ 514/ 7382)، ديوان الضعفاء (3665).
(4)
يعني عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه وتقدم تخريجه (11940)، وحديث محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني هذا عن الأعمش؛ أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 625)، وابن أبي يزيد غير ثقة، وللحديث طرق كثيرة عن الأعمش وأبي صالح، تقدمت قريبا جملة منها.
(5)
تقدم حديث ابن أبي الدنيا. انظر حديث رقم (11941).
11944 -
حدثنا أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة
(1)
، حدثنا محمد بن أبي عبيدة، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة تسأله خادما، فقال:"ما عندي ما أعطيك"، فرجعت، فأتاها بعد ذلك، فقال:" الذي سألت أحب إليك، أو ما هو خير منه؟ " فقال لها علي: قولي: ما هو خير منه، قال:" قولي: اللهم ربَّ السموات السبع وربَّ العرش العظيم، ربَّنا وربَّ كلِّ شيء، مُنزِلَ التوراة والإنجيل والقرآن العظيم، أنت الأول فليس قبلك شئ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأَغْنِنا من الفقر "
(2)
.
(1)
إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم العبسي مولاهم.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، =
⦗ص: 49⦘
= 4/ 2084، ح: 63 - 2713) عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب، عن ابن أبي عبيدة، به، وأحال متنه على حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه.
وفي هذا الوجه من فوائد الاستخراج؛ بيان المتن المحال به، والعلو النسبي بالمساواة، فقد ساوى المصنف فيه مسلما، وكأنه صافح شيخيه.
11945 -
حدثنا البرتي القاضي
(1)
، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن أبي عبيدة
(2)
بن معن، حدثنا أبي، عن الأعمش، بإسناده مثله
(3)
.
(1)
أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر البرتي.
(2)
المثبت من إتحاف المهرة (14/ 588 رقم 18280) وهو الصواب، وكذلك جاء في الإسناد السابق عند المصنف، وجاء في الأصل "محمد بن أبي عبيد".
(3)
تقدم تخريجه آنفا، وهو عند ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 43/ 29343).
11946 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا أمية بن بسطام، حدثنا يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة: "أنَّ فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما وشكت إليه العمل، فقال: ما ألفيتيه
(1)
، ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم؟، تسبحين ثلاثا وثلاثين، وتحمدي ثلاثا وثلاثين، وتكبري أربعا وثلاثين، حين تأخذين مضجعك"
(2)
.
(1)
بالفاء، أي لا تجدينه. انظر: إكمال المعلم (8/ 222)، مرعاة المفاتيح (8/ 126).
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب التسبيح أول النهار وعند النوم، 4/ 2092، ح: 81 - 2728) عن أمية بن بسطام العيشي به، مثله.
11947 -
حدثنا بكار بن قتيبة، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، قال: سمعت عليا، ح
⦗ص: 50⦘
وحدثنا يوسف بن مسلَّم
(1)
، قال: حدثنا حجاج
(2)
، قال: حدثني شعبة، عن الحكم، قال: سمعت ابن أبي ليلى، قال: حدثنا علي بن أبي طالب: " أن فاطمة اشتكت ما بيدها من أثر الرَّحى
(3)
، فأُتِيَ النبىُّ صلى الله عليه وسلم بالسبي، فانطلقت فاطمة إليه فلم تجده، وأتت عائشة فأخبرتها، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليها، فقال علي: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا ونحن في مضاجعنا، فذهبنا نقوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"على مكانكما" وقعد ما بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري، فقال:" ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني؟ إذا أخذتما مضجعكما فكبرا الله أربعا وثلاثين، وسبحاه ثلاثا وثلاثين، واحمداه ثلاثة وثلاثين، فهو خير لكما من خادم ".
وقال
(4)
وهب: "واحمداه ثلاثا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم"
(5)
.
(1)
يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي.
(2)
ابن محمد المصيصي الأعور.
(3)
الرحى: بغير همز، مقصور، وهي الآلة التي يطحن بها، وهي حجران مستديران يوضح أحدهما على الآخر ويدار الآعلى على قطب. انظر: إرشاد الساري للقسطلاني (6/ 117)، المعجم الوسيط (1/ 335).
وكانت أثرت في يدها مما تطحن، كما في رواية بدل بن المحبر عن شعبة عند البخاري في الصحيح (كتاب فرض الخمس، باب الدليل كلى أن الخمس لنوائب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمساكين، وإيثار النبي صلى الله عليه وسلم أهل الصفة والأرامل، .. ، 4/ 84/ 3113).
(4)
في الأصل -وكأنه مضروب عليه-: "ابن "، هو: وهب بن جرير.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب التسبيح أول النهار وعند النوم. =
⦗ص: 51⦘
= 4/ 2091/ 80 - 2727) عن محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار عن محمد بن جعفر غندر، وعن أبي بكر بن أبي شيبة عن كيع، وعن عبيد الله بن معاذ عن أبيه، وعن ابن المثنى عن ابن أبي عدي، كلهم عن شعبة، به، نحوه.
وهو متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب فرض الخمس باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله صلى الله عليه وسلم (4/ 84/ 3113) من طريق بدل بن المحبر عن شعبة به، نحوه.
والمصنف: ساوى فيه مسلما، فكأنه صافح شيوخه، وهذا من فوائد الاستخراج في هذا الحديث.
11948 -
حدثنا الصَّغَاني
(1)
، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا شعبة، عن الحكم، قال: سمعت ابن أبي ليلى، عن علي:"أنَّ فاطمة اشتكت ما في يديها من أثر الرَّحى، وبلغها أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد أُتِيَ بِسَبيٍ، فأتت تسأله خادما، ولقيت عائشة، فحدثتها الحديث، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة". وذكر الحديث
(2)
.
(1)
محمد بن إسحاق.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح من طرق شعبة به، كما تقدم قريبا.
11949 -
حدثنا الصغاني، حدثنا علي بن معبد، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنَيْسة، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي، قال: " قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي
[*]
، فأمرت فاطمة أن تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم تستخدمه خادما "، وذكر الحديث بمعناه، وزاد: "قال علي: فما تركته منذ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم "، فقال ابن الكَوَّاء
(1)
: ولا ليلة صفين؟ فقال: ويحك، ما أكثر ما تعنتني! لقد أدكتها
⦗ص: 52⦘
من السحر
(2)
.
(1)
هو عبد الله بن أوفى ويقال: عبد الله بن عمرو بن النعمان بن ظامُ اليشكري، يعرف =
⦗ص: 52⦘
= بابن الكواء، من رؤوس الخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه، وكان قبل ذلك شهد معه صفين.
انظر: تاريخ دمشق (27/ 96 - 107/ 3195)، ميزان الاعتدال (2/ 474/ 4525)، لسان الميزان (4/ 549/ 4385).
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح من طريق الحكم به، كما تقدم قريبا برقم (11947).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: صوابها: "بسبي"، كما في النسخة الجزائرية.
11950 -
حدثنا أبو جعفر محمد بن الجنيد، قال حدثنا الحميدي
(1)
، حدثنا سفيان، أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد، أنه سمع مجاهدا يقول: سمعت ابن أبي ليلى يحدث عن علي: أنَّ فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادمًا، فقال:" ألا أخبرك بما هو خير لك منة؟ تسبحين الله عند منامك ثلاثا وثلاثين، وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين، وتكبرين الله ثلاثا وثلاثين"، قال سفيان: إحداهن أربع وثلاثين.
قال علي: فما تركتها منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له: ولا ليلة صفين؟ قال: "ولا ليلة صفين"
(2)
.
(1)
وهو في مسنده (1/ 174/ 43)، وهو من أوثق أصحاب ابن عيينة عنه.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب التسبيح أول النهار وعند النوم، 2/ 2091/ 80 - 2727)، عن زهير بن حرب أبي خيثمة عن سفيان بن عيينة به.
باب بيان وجوب الوضوء عند النوم بالليل، والاضطجاع على الشق الأيمن
(1)
، والدعاء الذي يدعى به بعد الاضطجاع، ووجوب ترك الكلام بعده، وبيان ثواب من قالهن.
(1)
في "الأصل ": (شق الأيمن)، وهو خطأ، والصواب المثبت للزوم توافق الموصوف والصفة في التعريف والتنكير.
11951 -
حدثنا ابن أبي الدنيا
(1)
، حدثنا إسحاق بن إسماعيل
(2)
، حدثنا جرير
(3)
، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:"إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم إني أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، وتوكلت عليك، رغبة ورهبة إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، واجعلهن من آخر كلامك، فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة"
(4)
.
رواه ابن إدريس، عن حصين، عن سعد بن عبيدة
(5)
.
(1)
عبد الله بن محمد بن عبيد ابن أبي الدنيا البغدادي.
(2)
الطالقانى، يعرف باليتيم.
(3)
ابن عبد الحميد الرازي.
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، 4/ 2081، ح: 56 - 2710) عن عثمان بن أبي شيبة وإسحاق ابن راهويه، عن جرير، به نحوه. وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الوضوء، باب فضل من بات على الوضوء، (1/ 58/ 247) من طريق ابن المبارك عن سفيان عن منصور، به نحوه.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، =
⦗ص: 54⦘
= 4/ 2082، ح: 56 - 2710) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن عبد الله بن إدريس به نحوه.
11952 -
حدثنا أبو يوسف القلوسي
(1)
، حدثنا معلى بن أسد، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا العلاء بن المسيب، قال: سمعت أبي
(2)
يحدث عن البراء بن عازب، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن، ثم قال:"اللهم إني أسلمت نفسي إليك"، وذكر مثله. قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من قالهن ثم مات من ليلته مات على الفطرة "
(3)
.
(1)
يعقوب بن إسحاق بن زياد البصري.
(2)
وهو المسيب بن رافع الكاهلي.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق، وهذا الوجه من دواية العلاء بن المسيب عن أبيه عن البراء رضي الله عنه؛ لم يخرجه مسلم، وهو من فوائد الاستخراج، وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الدعوات، باب النوم على الشق الأيمن، 8/ 69/ 3615)، عن مسدد عن عبد الواحد بن زياد، به نحوه.
باب بيان السنة في نفض الفراش بداخله إزاره عند النوم، والدعاء الذي يدعو به إذا اضطجع.
11953 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، حدثنا النفيلي
(2)
، حدثنا زهير، حدثنا عبيد الله بن عمر بن حفص، قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره
(3)
، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يضطجع على شقه الأيمن، ثم يقول: باسمك ربِّ
(4)
وضعت جنبي، وبك أرفعه، إنْ أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين"
(5)
.
(1)
الذهلي النيسابوري.
(2)
عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل، الحراني.
(3)
أي طرف الإزار مما يلي الجسد. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 58)، فتح الباري (11/ 130).
(4)
جاء في الأصل: "الرب" وضع فوق الألف واللام (صـ) بما يفيد أن الصواب حذفها، وهو المثبت، وستأتي على الصواب في الرواية الآتية عند المصنف، وجاءت اللفظة في صحيح البخاري "ربي" من طريق زهير.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، 4/ 2082، ح: 64 - 2714)، عن إسحاق بن موسى الأنصاري عن أنس بن عياض، وعن أبي كريب عن عبدة، كلاهما عبيد الله بن عمر به، نحوه، أتم منه.
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الدعوات، باب التعوذ والقراءة عند المنام، =
⦗ص: 56⦘
= 8/ 70/ 6320) عن أحمد بن يونس، عن زهير به نحوه، وقال:"تابعه أبو ضمرة، وإسماعيل بن زكريا، عن عبيد الله. وقال يحيى، وبشر، عن عبيد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه مالك، وابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
وأخرجه أيضا (كتاب التوحيد، باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها، 9/ 119/ 7393) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه به نحوه، فقال:"تابعه يحيى وبشر بن المفضل؛ عن عبيد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وزاد زهير، وأبو ضمرة، وإسماعيل بن زكريا؛ عن عبيد الله، عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
وكأن الإمام البخاري: يرى صحته على الوجهين، لأن مثل هذا الخلاف لا يقدح، لأنه دائر بين ثقتين، وكأن سعيدا سمعه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وعن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا، ولذا خرجه البخاري على الوجهين، مع الإشارة إلى الخلاف الذي لا يضر في الموضعين معا، وأما مسلم فاختار الوجه الزائد.
وفي إخراج المصنف له من طريق زهير علو معنوي، فزهير فوق عبدة بن سليمان وأنس بن عياض في الثبت والإتقان، وهذا من فوائد الاستخراج.
11954 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا أنس بن عياض، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري: عن أبيه، عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه، وليسم الله، فإنه لا يدري ما خلفه بعده على فراشه، فإذا اضطجع فليضطجع على شقه الأيمن، وليقل: سبحانك ربي، بك وضعت جنبي، وبك أرفعه، إنْ أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين "
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه آنفا.
باب الدعاء الذي إذا دعا به المسافر عند نزوله كان له حرزا من كل شيء، حتى يرتحل من منزله.
11955 -
حدثنا بحر بن نصر
(1)
، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب وأبيه
(2)
الحارث بن يعقوب، حدثاه عن يعقوب بن عبد الله الأشج.
وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبيه ويزيد بن أبي حبيب، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص، عن خولة بنت حكيم، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا نزل أحدكم منزلا فليقل: " أعوذ بكلمات الله التامَّات من شر ما خلق "، فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه "
(3)
.
⦗ص: 58⦘
قال يعقوب بن عبد الله: عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح ذكوان، عن أبي هريرة، أنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة، قال:"أما إنك لو قلت حين أمسيت: "أعوذ بكلمات الله التامّات من شر ما خلق "، لم تضرك "
(4)
.
(1)
ابن سابق الخولاني.
(2)
يعني: والد عمرو بن الحارث.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره، 4/ 2081، ح: 55 - 2708) عن هارون بن معروف وأبي الطاهر، كلاهما عن ابن وهب به، مثله.
وأخرجه أيضا (4/ 2080 ح: 54 - 2708) عن قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب به نحوه.
ومن فوائد الاستخراج: العلو بالمساواة للمصنف مع مسلم، مع العلو المعنوي له في روايته عن يونس بن عبد الأعلى، فهو أرفع أصحاب ابن وهب حفظا وثبتا وإتقانا، وفقها وورعا. انظر: الكامل (1/ 301، 4/ 14)، ترتيب المدارك (4/ 175 - 177).
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره، 4/ 2081، ح: 55 - 2709) بالإسناد السابق، مثله.
وفيه من فوائد الاستخراج ما ذكر آنفا؛ من المساواة، والعلو المعنوي في حديث يونس عن ابن وهب.
11956 -
حدثنا أبو أمية
(1)
، حدثنا حنيفة بن مرزوق
(2)
ويحيى بن الضحاك
(3)
، قالا: حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن جعفر بن ربيعة، عن يعقوب بن الأشج، أنه ذكر له أنَّ أبا صالح مولى غطفان أخبره، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رجل: يا رسول الله لدغتني عقرب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أما إنّك لو قلت: حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك"
(4)
.
(1)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسى.
(2)
أبو الحسن البغدادي.
(3)
يحيى بن عبد الله بن الضحاك، البابلتي، الحراني.
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره، 4/ 2081، ح: 55 - 2709) عن عيسى بن حماد المصري عن الليث له، وأحال متنه على رواية ابن وهب. وبيان المتن المحال به هذا من فوائد الاستخراج.
باب ثواب المسلم الذي يدعو لأخيه بظهر الغيب، وأنه مستجاب.
11957 -
حدثنا الصغاني
(1)
، وأبو داود الحراني
(2)
، وأبو أمية، قالوا: حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير، عن صفوان بن عبد الله -وكانت تحته الدرداء بنت أبي الدرداء- قال: أتيت الشام، فأتيت أبا الدرداء، فلم ألقه، ولقيت أم الدرداء
(3)
، فقالت: أتريد الحج العام؟ قلت: نعم، قالت: فادع لنا بخير؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "دعاء المرء المسلم يستجاب لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه ملك موكل، ما دعا لأخيه بخير قط إلا قال: آمين، ولك بمثل ذلك ".
قال: فخرجت إلى السوق، فلقيت أبا الدرداء، فقال لي مثل ذلك
(4)
.
(1)
محمد بن إسحاق.
(2)
سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم.
(3)
هي الصغرى التابعية واسمها هجيمة، وقيل جهيمة الأوصابية الدمشقية، قال ابن حجر: وأما الكبرى فاسمها خيرة ولا رواية لها في هذه الكتب. ا. هـ. يعني الكتب الستة وغيرها من الكتب المعتمدة في تهذيب الكمال وفروعه. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 78)، التقريب (صـ 756).
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب، 4/ 2094 - 2095، ح: 85 - 2732، 2733) عن إسحاق بن إبراهيم - هو ابن راهويه - عن عيسى بن يونس، وعن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون، كلاهما عن عبد الملك بن أبي سليمان، به، نحوه، وزاد =
⦗ص: 60⦘
= في آخره عن أبي الدرداء: يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
11958 -
حدثني محمد بن موسى بن يزيد البزاز أبو بكر
(1)
، حدثنا محمد بن يزيد أبو هشام الرفاعي، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا أبي، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك بمثل ذلك "
(2)
.
(1)
لم أقف على ترجمته، وتقدمت رواية أخرى للمؤلف عنه (7/ 103 - 104/ 2595) عن أبي هشام الرفاعي، عن محمد بن فضيل، ولقبه فيها بالأحول، وهو قد توبع: تابعه محمد بن عبد الله بن غيلان شيخ الدارقطني، أخرج روايته الدارقطني في العلل (3/ 312) وغيره عن محمد بن فضيل.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب، 4/ 2094/ - 2732) عن أحمد بن عمر بن حفص الوكيعي، عن محمد بن فضيل به، مثله. وهو في جزء الدعاء لمحمد بن فضيل بن غزوان برقم (63).
11959 -
ز -حدثنا الأحمسي
(1)
، حدثنا أبو معاوية
(2)
، عن محمد بن سوقة
(3)
، عن طلحة بن عبيد الله بن كَرِيْز
(4)
، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: " إن من الدعاء الذي لا يرد؛ دعوة الرجل لأخيه بظهر
⦗ص: 61⦘
الغيب، وإن الموكل به إذا دعا لأخيه بظهر الغيب يقول: آمين ولك مثله". لم يرفعه
(5)
.
⦗ص: 62⦘
رواه النضر بن شميل، عن موسى بن سَرْوان
(6)
المعلم، عن طلحة بن عبيد الله، عن أم الدرداء، قالت: حدثني سيّدي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله
(7)
.
(1)
محمد بن إسماعيل بن سمرة.
(2)
محمد بن خازم الضرير.
(3)
سوقة -بضم المهملة-، وهو الغنوى -بفتح المعجمة والنون الخفيفة- أبو بكر الكوفي العابد، ثقة مرضى، من الخامسة، ع. تقريب التهذيب (5942).
(4)
كريز؛ بفتح الكاف وكسر الراء. الإكمال لابن ماكولا (7/ 130).
(5)
هكذا رواه المؤلف موقوفًا، وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال"(495) من طريق عمرو بن عثمان الكلابي، عن أصبغ بن محمد الرقيب، عن جعفر بن برقان، عن محمد بن سوقة به مرفوعا.
وجعفر بن برقان الرقي صدوق يهم فى حديث الزهرى، كما في التقريب (932)، وأصبغ بن محمد بن عمرو الوراق الجهني ابن أخي عبيد الله بن عمرو الأسدي الرقي، نص البخاري على سماعه من جعفر بن برقان، وقال أبو حاتم:(ليس به بأس)، وذكره ابن حبان في الثقات.
انظر: التاريخ الأوسط (2/ 226/ 2395)، التاريخ الكبير (2/ 36)، الجرح والتعديل (2/ 321/ 1218)، الثقات (8/ 133).
إلا أن عمرو بن عثمان بن سيار الكلابي الرقي ضعيف. انظر: التقريب (5074). فطريق المؤلف الموقوفة أقوى.
وأخرجه ابن المبارك في الزهد (723) عن محمد بن سوقة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قوله:"ما تحاب متحابان في الله إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه، وإن مما لا يرد من الدعاء دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب، وما دعا له بخير إلا قال الملك الموكل: ولك مثله".
والطرف الأول من هذا المقطوع وصله الطبراني في المعجم الأوسط (5/ 267/ 5279) عن محمد بن أحمد بن البراء -وهو راوية كتاب العلل عن ابن المديني- عن المعان بن سليمان، عن موسى بن أعين، عن جعفر بن برقان، عن محمد بن سوقة، به.
وهذا إسناد رَقِّيٌّ رجاله ثقات، ويقوي رواية جعفر بن برقان المتقدمة عن محمد بن سوقة بإسناده مرفوعا، ومحمد بن سوقة اختلف فيه عليه عدى ثلاثة أوجه من روايه الثقات عنة، ولعله كان يرفعه تارة ويوقفه تارة ويقطعه تارة آخرى، ورواية الرفع=
⦗ص: 62⦘
= مؤيدة من وجوه أخرى عن أبي الدرداء رضي الله عنه، كما تقدم عند المصنف (برقم 11157) من رواية صفوان بن عبد الله زوج الدرداء، عن أبي الدرداء وأم الدراداء، ومن حديث فضيل بن غزوان عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن أم الدرداء الصغرى عن أبي الدرداء رضي الله عنه، وسيذكر المصنف تعليقا طريقا آخر له عن طلحة مما خرجه مسلم، وسنورد عنده كلام الدارقطني: على الحديث. والله أعلم
(6)
بالسين المهملة، بعدها راء ساكنة. ويقال: ثروان، بالثاء المعجمة بثلاث. ويقال: فروان، بالفاء.
انظر: المؤتلف والمختلف لعبد الغني الأزدي (1/ 102/ 155)، تقييد المهمل للغساني (1/ 154)، إكمال الإكمال لابن نقطة (1/ 533 /952، 3/ 159/ 2987).
(7)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب (4/ 2094 ح: 87 - 2732) عن إسحاق ابن راهويه عن النضر بن شميل.
وهذا الوجه وقع في تهذيب التهذيب (10/ 338) عن البرقاني، قال:"قلت للدارقطني: موسى بن ثروان؟ قال: ويقال: ابن سروان، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن عائشة رضي الله عنها؛ إسناد مجهول، حمله الناس". ففيه تجهيل للإسناد، وليس في رواته مجهول، بل كل واحد منهم قد وثقه غير واحد من الأئمة، والصواب ما في سؤالات البرقاني (500):"إسناد محمول، حمله الناس "، يعني أنهم قبلوه. والله أعلم وهذا وجه آخر من الوجوه المرفوعة له عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، ويرى الإمام الدارقطني أن رواية الوقف عنه أصح، فقال: "يرويه طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن أم الدرداء، واختلف عنه في رفعه، فرواه فضيل بن غزوان، ومحمد بن سوقة -واختلف عنه- وموسى بن ثروان المعلم، عن طلحة، فرفعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن=
⦗ص: 63⦘
= محمد بن سوقة رواه عنه الوليد بن أبي ثور وعيسى بن يونس موقوفا. ورفعه عنه جعفر بن برقان، ومحمد بن فضيل، على اختلاف عنه.
ورواه ابن عيينة؛ عن محمد بن سوقة، عن طلحة بن عبيد الله، عن أم الدداء، قولها لم يجاوز به. ورواه ابن المبارك، عن محمد بن سوقة، عن طلحة، قوله لم يجاوز به.
ورواه سهيل بن أبي صالح، عن طلحة، عن أم الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر أبا الدرداء رضي الله عنه، ورفعه، حدث به روح بن القاسم، عن سهيل.
وخالفه حبان بن علي، فرواه عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، ووهم.
ورواه عاصم الأحول، وكهمس بن الحسن، عن طلحة بن عبيد الله، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء رضي الله عنه موقوفا، والموقوف أثبت في رواية طلحة". العلل (6/ 226 - 227/ 1092).
ولكنه يصححه مرفوعا من الوجه الآخر الذي خرجه مسلم، وتقدم عند المؤلف قريبا، فقال في موضع آخر: قال الدارقطني: "يرويه فضيل بن غزوان وموسى بن ثروان المعلم وسهيل بن أبي صالح، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه محمد بن سوقة، عن طلحة بن كريز، واختلف عنه؛ فرواه جعفر بن نوفل، عن محمد بن سوقة، موقوفًا.
ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري، عن طلحة بن كريز، عن أم الدرداء، ولم يبلغ به أبا الدرداء، ولا رفعه.
وقد روي هذا الحديث عن أبي الدرداء من وجه آخر صحيح، ورواه عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان، عن أبي الدرداء، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ورفعه صحيح"، ثم ساق الدارقطني أسانيده المرفوعة للحديث. العلل (13/ 311 - 312/ 3190).
ولعل مسلمًا اعتمد في تصحيح وجه الرفع عن طلحة أيضا تعدد طرقه من روإية=
⦗ص: 64⦘
= الثقات عنه، وثبوته عن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا من وجوه أخر.
وهذا الموقوف له حكم الرفع، إذ مثله من الغيب الذي لا يدرك إلا بالوحي، ولا مدخل للاجتهاد فيه، وأبو الدرداء رضي الله عنه لم يعرف عنه الرواية عن أهل الكتاب. والله أعلم.
باب ثواب الذي يأكل ويشرب بتحميد الله
11960 -
حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي
(1)
، حدثنا أبو أسامة
(2)
، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أنس بن مالك، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكْلة أو يشرب الشَّربه فيحمده عليها"
(3)
.
(1)
ابن خالد، أبو جعفر الكوفي، قال الدارقطني:"ثقة"، وقال مسلمة بن قاسم:"لا بأس به"، وقال الذهي:"المحدث الصدوق"، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 51). وانظر: سؤالات الحاكم للدارقطني (رقم 2). سير أعلام النبلاء (2/ 508 - 509)، الثقات لابن قطلوبغا (1/ 389/ 360).
(2)
حماد بن أسامة الكوفي.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب، 4/ 2095/ 89 - 2734) عن أبي بكر بن أبي شيبة وابن نمير، عن أبي أسامة ومحمد ابن بشر، عن زكريا، به مثله.
ومن فوائد الاستخراج في هذا الإسناد العلو بالمساواة، وكأن المصنف أخذه عن شيوخ مسلم مصافحة.
11961 -
حدثنا سعدان بن يزيد البزاز
(1)
، وسعدان بن نصر
⦗ص: 65⦘
البغدادي، قالا: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله [عز وجل]
[*]
ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمد الله عليها، أو يشرب الشربة"
(2)
.
(1)
أبو محمد البغدادي.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب، 4/ 2095/ 89 - 2734) عن زهير بن حرب، عن إسحاق الأزرق به، وأحال متنه على رواية محمد بن بشر وأبي أسامة عن زكريا بن أبي زائدة به.
وفي هذا الطريق من فوائد الاستخراج بيان المتن المحال به، والعلو النسبي بالمساواة، فقد ساوى المصنف مسلما في إسناده، فكأنه صافح شيوخ مسلم فيه.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: مابين المعقوفين سقط، وهو ثابت في النسخة الجزائرية.
باب الكراهية في الرجل يدعو فيستعجل الإجابة، وأنه إذا إستعجل الإجابة لم يستجب له، ولا يستجاب لمن يدعو بإثم أو قطيعة رحم، ويستجاب له سائر الدعوات.
11962 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب: وأخبرني مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عبيد مولى ابن الأزهر، عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يستجاب لأحدكم ما لم يعجل؛ يقول: دعوت فلم يُستجَبْ لي"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول: دعوت فلم يستجب لي، 4/ 2095، ح: 90 - 2735) عن يحيى بن يحيى- وهو التميمي النيسابوري-، عن مالك، وبه نحوه.
أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب الدعوات باب يستجاب للعبد ما لم يعجل (8/ 74) 6340) عن عبد الله بن يوسف التنيسي، عن مالك، به مثله.
والحديث عند مالك في الموطإ - رواية الليثي (2/ 298/ 723/ 236).
11963 -
حدثنا الزعفراني
(1)
، حدثنا محمد بن إدريس الشافعي، وعبد الله بن نافع
(2)
، عن مالك، عن ابن شهاب، بإسناده مثله
(3)
.
(1)
الحسن محمد بن الصباح البغدادي.
(2)
الصائغ، القرشي المخزومي، مولاهم، المدني.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق، ومن فوائد الاستخراج في هذا الطريق العلو المعنوي في الرواية، فإنها من رواية إمام عن إمام، والشافعي من أوثق الناس عن مالك.
11964 -
وحدثنا الزعفراني، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا مالك،
⦗ص: 67⦘
بإسناده: "فيقول: دعوت الله فلم يستجب لي"
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه (برقم 11962).
11965 -
حدثنا حبشي بن عمرو بن الربيع
(1)
، حدثني أبي، حدثني الليث، حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، حدثني أبو عبيد -مولى عبد الرحمن بن عوف، وكان من القراء وأهل الفقه- قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: رب! قد دعوت، فلم يستجب لي"
(2)
.
(1)
طاهر بن عمرو بن الربيع بن طارق الهلالي المصري، وحبشي لقبه.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول: دعوت فلم يستجب لي، 4/ 2095، ح: 91 - 2735) عن عبد الملك بن شعيب بن الليث، عن أبيه، عن جده، به مثله.
11966 -
حدثنا أبو الجماهر
(1)
وأبو أمية
(2)
، قالا: حدثنا أبو اليمان
(3)
، أخبرنا شعيب
(4)
، عن الزهري، قال: أخبرني أبو عبيد -مولى
⦗ص: 68⦘
عبد الرحمن بن عوف، وكان من القراء وأهل الفقه-، بإسناده مثله
(5)
.
(1)
محمد بن عبد الرحمن الحمصي.
(2)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسى.
(3)
الحكم بن نافع الحمصي.
(4)
ابن أبي حمزة دينار الدمشقي، وقد قيل بأنه من أثبت الناس في الزهري. سؤالات ابن الجنيد (رقم: 147، 507، 509)، تاريخ ابن معين -رواية ابن محرز (1/ 120)، من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال- رواية ابن طهمان (ص: 60/ 138)، التعديل والتجريح للباجي (3/ 1157/ 1383)، تاريخ دمشق (23/ 98)، تهذيب الكمال (12/ 517 - 518).
(5)
تقدم تخريجه (برقم 11962)، وشعيب يفضل على عقيل في الزهري، وأثبت منه كتابا، وهذا من فوائد الاستخراج.
11967 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب: أخبرني أيضا -يعني: معاوية بن صالح- عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، وما لم يستعجل" قيل: يا رسول الله! ما الاستعجال؟ قال: "يقول: قد دعوت وقد دعوت، فلم أر يستجب لي، فيتحسر عند ذلك، ويدع الدعاء"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول: دعوت فلم يستجب لي، 4/ 2095، ح: 92 - 2735) عن أبي الطاهر عن ابن وهب به.
ويونس بن عبد الأعلى أعلى أصحاب ابن وهب حديثا عنه، كما تقدم عند الحديث (11955)، وهذا من فوائد الاستخراج.
باب الترغيب في ذكر الداعي بأصلح عمل له عند الدعاء، الدليل على أنه يستجاب له؟ وأنَّ العمل الصالح يرفع الدعاء، وأن خير الأعمال من هَمَّ بسيئة فتركها من مخافة الله عز وجل
-.
11968 -
حدثنا محمد بن عوف، وأبو الجَمَاهر
(1)
الحمصيان، ويزيد بن عبد الصمد الدمشقي، وعبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي
(2)
، وأبو الخصيب المستنير المصيصي
(3)
، قالوا: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "انطلق ثلاثة رهط
(4)
ممن كان قبلكم، فآواهم المبيت إلى
⦗ص: 70⦘
غار
(5)
، فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه -والله- لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، فكنت لا أغْبِق
(6)
قبلهما أهلًا ولا مالًا
(7)
، فنأى بي
(8)
طلب الشجر يومًا، فلم أُرِح
(9)
عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غَبْوقَهما، فجئتهما به، فوجدتهما نائمين، فتحرجت أن أوقظهما، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلًا ومالاً، فقمت -والقدح على يدي- أنتظر استيقاظهما حتى بَرَقَ
(10)
الفجر، فاستيقظا، فشربا غَبُوقَهما، اللهم إنْ كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فأَفْرِج عنَّا ما نحن فيه من هذه الصخْرة، فانفرجت انفراجًا لا يستطيعون الخروج منه". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وقال الآخر: اللهم
⦗ص: 71⦘
كانت لي بنت عَمٍّ، كانت أحبَّ الناس إلي، فأردتها عن نفسها، فامتنعت مني حتى ألَمَّت بها
(11)
سنة من السنين، فجاءتني، فأعطيتها عشرين ومائة دينارٍ على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قدرت عليها، قالت: لا أحل لك أن تفُضَّ
(12)
الخاتم
(13)
إلا بحقه
(14)
، فتحَرَّجْت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فأَفْرِج عنَّا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثم قال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء، فأعطيتهم أجورهم، غير رجل واحد منهم، ترك الذي له وذهب، فثَمَّرْت
(15)
أجره حتى كثرت منه الأموال، ونمت
[*]
، فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله أدِّ إلي أجري، فقلت له: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق، هو
[**]
لك، فقال: يا عبد الله! لا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ، فأخذ ذلك كله، فاستاقه، فلم يترك منه شيئا، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فأَفْرج عنا ما نحن
⦗ص: 72⦘
فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا من الغار يمشون"
(16)
.
(1)
محمد بن عبد الرحمن الحمصي.
(2)
ابن زياد أبو يحيى القطان البغدادي.
والديرعاقولي: بفتح الدال المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وبعدها الراء، ثم العين المهملة، وفيها قاف بعد الألف. نسبة إلى قرية كبيرة على عشرة فراسخ أو خمسة عشر فرسخا من بغداد. وما تزال تعرف بهذا الاسم إلى الآن.
انظر: الأنساب للسمعاني (5/ 395)، بلدان الخلافة الشرقية (ص: 54).
(3)
تقدم عند المؤلف (1010، 5998) ونسبه في ثانيهما بالكفرتي، وترجم له ابن العديم في "بغية الطلب"(10/ 4432) باسم (أبو الخصيب بن المستنير المصيصي)، وقال: "اسمه محمد وقيل أحمد غلبت كنيته على اسمه،
…
روى عنه ابنه أحمد بن محمد بن المستنير، وأبو عوانة الإسفراييني"، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل.
(4)
الرهط: ما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة، انظر: مختار الصحاح (ص 259).
وقال الحافط ابن حجر: "لم أقف على اسم واحد منهم، وفي حديث عقبة بن عامر=
⦗ص: 70⦘
= عند الطبراني في الدعاء أن ثلاثة نفر من بني إسرائيل". انظر: فتح الباري (6585).
(5)
الغار: النقب في الجبل. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 77).
(6)
أي لا أسقي قبلهما أحدا عشاء، من الغبوق وهو شرب العشي، والعشاء إن كان لبنا.
انظر: غريب الحديث لابن سلام (1/ 61)، وللحربي (2/ 413، 577)، وللخطابي (1/ 532)، معجم مقاييس اللغة لابن فارس (4/ 411)، فتح الباري (4/ 526).
(7)
المراد بالأهل ماله من زوج وولد، وبالمال: ماله من رقيق وخادم. انظر: فتح الباري (4/ 526).
(8)
أي أبعدني، من النأي، وهو البعد. انظر: معجم مقاييس اللغة (5/ 378)، فتح الباري (4/ 526).
(9)
بضم الهمزة كسر الراء: أي لم أعد لهما رواحا، والرواح من لدن زوال الشمس إلى الليل، رحنا رواحا؛ يعني السير والعمل بالعشي. انظر: العين (3/ 291)، القاموس المحيط (ص: 221).
(10)
بفتح الراء: أي اضاء. انظر: فتح الباري (4/ 526).
(11)
أي نزلت بها سنة جدب، وأصابتها فاقة. انظر: الصحاح (5/ 2032).
(12)
بالفاء المعجمة، أي لا تكسر، انظر: فتح الباري (6/ 588).
(13)
كناية عن الفرج. انظر: المصدر السابق.
(14)
أرادت به الحلال، أي لا أحل لك أن تقربني إلا بترويج صحيح. انظر: المصدر السابق.
(15)
أي استثمرته، وعملت على نمائه انطر: القاموس (ص 459).
(16)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الرقاق، باب قصة أصحاب الغار الثلاثة والتوسل بصالح الأعمال، 4/ 2100/ 100 - 2743) عن محمد بن سهل التميمي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبي بكر بن إسحاق؛ عن أبي اليمان، به نحوه.
أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الإجارة، باب من استأجر أجيرا فترك الأجير أجره، فعمل فيه المستأجر فزاد، أو من عمل في مال غيره، فاستفضل، 3/ 91/ 2272) عن أبي اليمان، به.
وفيه من فوائد الاستخراج:
1 -
المساواة، فقد ساوى المصنف فيه مسلما، فكأنه أخذه من شيوخ مسلم.
2 -
بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه، فقد ساق مسلم متن رواية حديث نافع عن ابن عمر رضي الله عنه، وأحال عليه حديث سالم هذا، فساق الحافظ أبو عوانة متن رواية سالم عن أبيه.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: خطأ، وصوابها:"وارتعجت"، كما في النسخة الجزائرية؛ فقد كتبت في الأصل:"وارتجعت"، ووضع فوق الكلمة صاد صغيرة تدل على حذف ما تحتها من الأحرف، فأراد حذف "تجعت" واستبدالها في الهامش بـ "تعجت"، فتكون:"وارتعجت"، وهم كتبوها: ونمت!
[**] قال أحمد بسيوني: خطأ، وصوابها:"فهو"، كما جاء في هامش النسخة الجزائرية.
11969 -
ز- حدثنا علي بن المبارك الصنعاني، حدثنا زيد بن المبارك، حدثنا سفيان، عن عمرو، قال: سمعت عبيد بن عمير يقول: "خرج ثلاثة نفر"، فذكر حديث الغار
(1)
.
قال زيد: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا
(2)
.
(1)
هذا الحديث من زيادات، ونص الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (8/ 407 تحت الحديث 9659) أنه مرسل أ. هـ. وشيخ المصنف تقدم برقم (88)، وليس فيه جرح ولا تعديل.
وقد توبع هذا الإسناد عند المصنف أيضًا -كما في الحديث الآتي- من رواية الحميدي عن سفيان به، ولعل هذا هو المحفوظ عن سفيان.
(2)
تقدم هذا التعليق موصولا بالإسناد قبله، ورواية سفيان عن الزهري سيأتي الكلام عليها تحت حديث (11972).
11970 -
وحدثنا أيوب بن سافِرِي
(1)
، قال: حدثنا الحميدي، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير.
قال ابن عيينة: وقال الزهري، عن سالم، عن أبيه، وذكر حديث الغار
(2)
.
(1)
أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري، البغدادي.
(2)
تقدم تخريج الحديث برقم (11969).
11971 -
حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا محمد بن عباد المكي، عن ابن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث الغار
(1)
.
(1)
سيأتي الكلام على هذا الحديث في الحديث الآتي، وهو عند ابن أبي الدنيا في "مجابو الدعوة" (ح: 4).
11972 -
وحدثنا يوسف بن مسلَّم
(1)
، قال: حدثنا لُوَيْن
(2)
، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث الغار.
قال لوين: لا أدري من أين لقطه سفيان
(3)
.
(1)
يوسف بن سعيد بن مسلم.
(2)
محمد بن سليمان المصيصي.
(3)
الحديث تقدم تخريجه من طريق شعيب عن الزهري به (برقم 11968)، وأما رواية ابن عيينه عن الزهري هنا فهي معلولة -كما سيأتي-.
وقول لوين: (لا أدري من أين لقطه سفيان) يشير به إلى أن سفيان لم يسمعه من الزهري، بل لعله يدلسه عن بعض أصحابه عنه، وإليه يشير ما ورد في رواية المؤلف السابقة برقم (5999):"قال ابن عيينة: وقال الزهري، عن سالم"، وهو يشتهر من حديث نافع عن ابن عمر رضي الله عنه، وتقدم عند المؤلف من طرق، وأما عن الزهري عن سالم عن أبيه رضي الله عنه، فرواه غير واحد من الضعفاء، وأما من رواية الثقات فيعرف=عيينة عن الزهري، وليس بالمحفوظ". الكامل في ضعفاء الرجال (6/ 537).
11973 -
حدثنا يوسف بن مسلَّم، قال: حدثنا محمد بن المبارك، حدثنا عبد الرزاق بن عمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر حديث الغار
.
(1)
11974 -
حدثنا أبو بكر
(1)
بن أخي حسين الجعفي، حدثنا أبو أسامة، عن عمر بن حمزة بن
(2)
عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن سالم، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب كرقِ
(3)
الأَرْز
(4)
فليفعل، قيل: يا رسول الله! وما صاحب فرق الأَرْز؟ فقال: خرج ثلاثة نفر في سفر يمشون "، وذكر حديث الغار بطوله
(5)
.
(1)
محمد بن عبد الرحمن بن علي.
(2)
في الأصل "عن"، وهو تصحيف. وعمر بن حمزة ضعيف (وقد تقدم)، ومن طريقه أخرجه أحمد في المسند (10/ 180 - 182)، وساق الحديث مطولًا، وكذلك أخرجه أبو داود في السنن (رقم 3387)، من طريق أبي أسامة عن عمر بن حمزة به.
(3)
بفتح الفاء والراء بعده قاف، وهو مكيال يسع ثلاثة آصع. انظر: الفتح (6/ 586).
(4)
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: "هي الأرْزة؛ بتسكين الراء، وهو شجر معروف بالشام، وقد رأيته، يقال له: الأرز، واحدتها أرزة، وهو الذي يسمى بالعراق الصنوبر، وإنما الصنوبر ثمر الأرز، فسمي الشجر صنوبرا من أجل ثمره ". غريب الحديث (1/ 118).
(5)
تقدم تخريج الحديث من طريق الزهري عن سالم به. انظر: حديث (11968).
11975 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا عبد الجبار بن العلاء، ح
وحدثنا الصَّغَاني، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قالا: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدثنا عمر بن حمزة العمري، حدثنا سالم، عن أبيه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم
…
"، وذكر الحديث بطوله
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه برقم (11968)، ومن طريق مروان بن معاوية، أخرجه أحمد في المسند=
⦗ص: 76⦘
= (10/ 180 رقم 5973)، وابن عدي في الكامل (5/ 1679).
ملحوظة: ساق المصنف رحمه الله طرق الحديث عن الزهري، عن سالم، وقد تقدم أنه المحفوظ منها هو طريق شعيب بن أبي حمزة -وهو المخرج في الصحيحين- وما عدا ذلك فالأسانيد إلى الزهري معلولة كما تقدم في التعليق على حديث (11972)، وقد تقدم عند المصنف ذكر هذه الأسانيد في كتاب البيوع، وأعادها هنا في كتاب الدعوات بأسانيدها وألفاظها. انظر: المستخرج لأبي عوانة (12/ 482 من رقم 5999 إلى رقم 6006).
11976 -
حدثنا أبو داود الحراني
(1)
، والعباس الدوري، قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح
(2)
، حدثنا نافع، أنَّ عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما ثلاثة رهط يتماشون أخذهم المطر، فأووا إلى غار في جبل، فبينما هم حطت صخرة من الجبل فأطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أفضل أعمال عملتموها لله، فسلوه بها، لعله يفرج بها عنكم، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي والدان كبيران، وكانت لي امرأة، وولد صغار، فكنت أرعى عليهم، فإذا رُحْتُ
(3)
عليهم غنمي
(4)
بدأت بأبوي فسقيتهما، فنأى يوما الشجر،
⦗ص: 77⦘
فقلت له: اذهب إلى تلك البقر ورعاتها
(5)
فخذها، فقال: اتق الله، ولا تهزأ بي، فقلت: إني لا أهزأ بك، اذهب إلى تلك البقر ورعاتها فخذها، فذهب فاستاقها، اللهم إنْ كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما بقي منها، ففرج الله عنهم، فجعلوا
(6)
يتماشون"
(7)
.
(1)
هذا الإسناد والمتن تقدم في ح (5990).
(2)
صالح بن كيسان المدني.
(3)
أي رددت الماشية من المرعى إلى موضع مبيتها (وهو مُراحها). انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 90).
(4)
هكذا جاء في الأصل وفي لفظ الحديث عند المصنف برقم (5990) من نفس هذا الطريق عن شيخه أبي داود الحراني وعباس الدوري به.
(5)
كذا في ح: (5990)، وجاء في الأصل "ك""راعيها".
(6)
جاءفي ح: (5990) فخرجوا.
(7)
تقدم أيضا برقم (5990)، وأخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الرقاق، باب قصة أصحاب الغار الثلاثة والتوسل بصالح الأعمال، 4/ 2100، ح: 100 - 2743) عن زهير بن حرب وحسن الحلواني وعبد بن حميد، عن يعقوب بن إبراهيم الزهري، به، وأحال متنه على رواية أبي ضمرة عن موسى بن عقبة عن نافع.
وفي هذا الحديث بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه، وهو من فوائد الاستخراج.
ومنها المساواة، فقد ساوى المصنف فيه مسلما، فكأنه صافح شيوخه، وهو علو نسبي.
11977 -
حدثنا يوسف بن مسلَّم
(1)
، حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا ابن جريج، أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما ثلاثة نفر يمشون أخذهم مطر، فأووا إلى غار في جبل، فانحطت على فِيْ غارهم
(2)
صخرة، فأطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالًا عملتموها صالحة، فادعوا الله بها لعله
⦗ص: 78⦘
فلم آت حتى نام أبواي، فطيبت الإناء، ثم حلبت، ثم قمت بحلابي عند رأس أبوي، والصبية يتضاغون
(3)
عند رجلي، أكره أن أبدأ بهم قبل أبوي، وأكره أن أوقظهما من نومتهما، فلم أزل كذلك قائما حتى أضاء الفجر، اللهم إنْ كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا فرجة نرى منها السماء، ففرج لهم فرجة، فرأوا منه
(4)
السماء، وقال الآخر: اللهم إنها كانت لي بنت عَمٍّ، فأحببتها حتى كانت أحب الناس إلي، فسألتها نفسها، فقالت:(لا)
[*]
، حتى تأتيني بمائة دينار، فسعيت حتى جمعت مائة دينار، فأتيتها بها، فلما كنت عند رجليها، فقالت: اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها، اللهم إنْ كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج منها فرجة، ففرج لهم فرجة، وقال الثالث: اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفَرَقِ ذُرَة، فلما قضى عمله عرضته عليه، فأبى أن يأخذه ورَغِبَ
(5)
، فلم أزل أعتَمِل
(6)
به حتى جمعت منه بقرًا ورعاها
(7)
، فجاءني، فقال: اتق الله، وأعطني حقي ولا تظلمني،
⦗ص: 79⦘
يفرجها، فقال أحدهم: اللهم إنَّه كان لي والدان شيخان كبيران، وامرأتي وصبية صغار، فكنت أرعى عليهم، فإذا رحت عليهم جئت بالحلاب، فبدأت بوالدي أسقيهما قبل صِبْيَتي وأهلي، وإني احتبست يومًا فلم آت حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، وجئت بالحِلَاب، فقمت عند رؤوسهما، أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يَتَضَاغَون عند رجلي، فلم يزل ذلك دَأبي ودَأْبهم حتى طلع الفجر، فأنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء، ففرج الله منها فرجة فرأوا السماء. وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي بنت عم أحببتها كأشدِّ ما يحبُّ الرّجال النساء، وطلبت إليها نفسها فأبت حتى آتيها بمائة دينار، فسعيت فيها حتى جمعت مائة دينار، فجئتها بها، فلما قعدت بين رجليها قالت: يا عبد الله! اتَّق الله ولا تفضَّ الخاتم إلاَّ بحقِّه، فقمت عنها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة، ففرَّج الله لهم. وقال الآخر: اللهمَّ إني قد استأجرت أجيرًا بَفَرَق أرز، فلما قضى عمله، قال: أعطني حقي، فعرضت عليه فَرَقَه فتركه، ورغب عنه، فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرًا وراعيها، ثم جاءني فقال: يا عبد الله! لا تظلمني وأعطني حقي، فقلت: اذهب إلى تلك البقر فخذها، فقال: اتق الله، ولا تهزأ بي، فقلت: إني لا أهزأ بك، خذ تلك البقر وراعيها، فأخذها، فقال: أتهزأ بي؟ فقلت: اذهب فخذها، وذهب بها، فإن كنت
⦗ص: 80⦘
تعلم أنِّي فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافْرُجْ لنا، ففرَّجها الله عنهم"
(8)
.
(1)
يوسف بن سعيد بن مسلَّم.
(2)
أي على فمه.
(3)
أي يصوتون باكين. انظر: غريب الحديت لابن الجوزي (2/ 13).
(4)
هكذا بالتذكير، وقياسه التأنيث، لتأنث الفرجة، ويحتمل أن يعود الضمير للغار، كما تقدم في الحديث (11968). والله أعلم
(5)
أي رغب عنه، كما صرح به في الحديث التالي، وجاء في ح (5990): ورغب عنه.
(6)
أي أعمل وأتصرف فيه بنفسي. انظر: العين (2/ 153)، معجم مقاييس اللغة (4/ 145)، المخصص (3/ 435)، القاموس المحيط (ص: 1036).
(7)
جمع راعي.
(8)
تقدم الحديث عند المصنف برقم (5986)، وأخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الرقاق، باب قصة أصحاب الغار الثلاثة والتوسل بصالح الأعمال، 4/ 2100، ح: 100 - 2743) عن إسحاق بن منصور وعبد بن حميد، عن أبي عاصم، عن ابن جريج به، وأحال متنه على رواية أبي ضمرة عن موسى بن عقبة.
والحديث متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب البيوع، باب إذا اشترى شيئا لغيره بغير إذنه فرضي، 3/ 79/ 2215) عن يعقوب بن إبراهيم عن أبي عاصم به، نحوه.
وفيه من فوائد الاستخراج: بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه، والعلو النسبي بالمساواة، والعلو المعنوي، فإن حجاج بن محمد أثبت أصحاب ابن جريج، وسئل يحيى بن معين عن حجاج بن محمد وأبي عاصم: أيهما أحب إليك في ابن جريج؟ قال: حجاج. انظر: الجرح والتعديل (3/ 166/ 708)، تاريخ بغداد (9/ 142/ 4295).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: ما بين الهلالين زائد، وليس في الأصل الخطي، والصواب حذفها.
11978 -
حدثنا أبو دواد الحراني وابن الجنيد
(1)
، وغيرهما، قالوا: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن موسى
(2)
، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعناه مثله
(3)
.
(1)
هو محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، لقبه حمدان، والحديث تقدم برقم (5987).
(2)
هو موسى بن عقبة.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق، وتقدم أيضا برقم (5987). وفيه من فوائد الاستخراج؛ العلو بالمساواة، فقد ساوى أبو عوانة فيه الشيخين، رووه عن أبي عاصم بواسطة واحدة.
11979 -
حدثنا مهدي بن الحارث
(1)
، قال: حدثنا علي بن
⦗ص: 81⦘
إسحاق
(2)
، عن ابن المبارك، عن موسى بن عقبة، بإسناده مثله
(3)
.
(1)
ابن مرداس العرعري، العصار الجرجاني.
(2)
السلمى مولاهم، المروزى.
(3)
تقدم تخريجه برقم (11977) وتقدم أيضا برقم (5988) وفيه: "بإسناده نحوه".
11980 -
حدثنا الصَّائغ
(1)
بمكة، وأبو اُمية، قالا: حدثنا داود بن مِهْران
(2)
، حدثنا داود بن عبد الرحمن
(3)
، عن موسى بن عقبة، بنحوه
(4)
.
(1)
محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ الكبير.
(2)
أبو سليمان البغدادي الدَّبَّاغ.
(3)
العطَّار، أبو سليمان المكى.
(4)
تقدم تخريجه برقم (11977)(5989).
11981 -
حدثنا محمد بن أحمد بن الواسطي
(1)
، قال: حدثنا
⦗ص: 82⦘
إسحاق بن موسى الأنصاري
(2)
، حدثنا أنس بن عياض
(3)
، حدثنا
⦗ص: 83⦘
موسى بن عقبه بنحوه
(4)
.
(1)
هو محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي، كما جاءت تسميته في حديث رقم (11983) وحماه في الحديث الآخر (برقم: 6751): "محمد بن أحمد بن سعيد أبو عبد اللّه البزاز الواسطي المعروف بابن كُسَا"، وترجم له ابن عساكر والذهبي، ولم يذكرا فيه جرحا أو تعديلا، ولكنه قد روى عنه الأئمة الكبار؛ أبو عوانة، والعقيلي، وأبو علي النيسابوري، وأبو الشيخ الأصبهاني والطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، وسكت عنه، وغيرهم، وأخرج له أبو نعيم أيضا في مستخرجه على صحيح مسلم (1/ 208/ 363) ووصفه تلميذه أبو بكر بن المفيد الجرجرائي، وأبو الحسن علي بن محمد ابن الجلابي الواسطي -في تاريخه- بالفقيه. ورواية الأئمة الثقات عن رجل غير معروف بالجرح ترفع من شأنه وتقويه، كما نص عليه أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، فيما رواه عنهما ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (المقدمة، باب في رواية الثقة عن غير المطعون عليه أنها تقويه، وعن المطعون عليه أنها لا تقويه، 2/ 36)، وقد وقع في المستدرك للحاكم (1/ 181 - 182/ 344 - 346) ذكرُ حوار بين الحكم وشيخه الحافظ =
⦗ص: 82⦘
= أبي علي النيسابوري، مما يدل على أنه لا ينزل عن الصدوق عندهما، فأخرج الحاكم من طريق ابن جريج، قال:"جاء الأعمش إلى عطاء فسأله عن حديث فحدثه، فقلنا له تحدث هذا وهو عراقي؟ قال: لأني سمعت أبا هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "من سئل عن علم فكتمه جيء به يوم القيامة وقد ألجم بلجام من نار". قال الحاكم: "هذا حديث تداوله الناس بأسانيدَ كثيرةٍ تُجْمعُ ويُذاكَر بها
…
، ذاكرت شيخنا أبا علي الحافظ بهذا الباب، ثم سألته: هل يصح شيء من هذه الأسانيد، عن عطاء؟، فقال: لا، قلت: لم؟ قال: لأن عطاءا لم يسمعه من أبي هريرة رضي الله عنه، أخبرناه محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي، حدثنا أزهر بن مروان، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، حدثنا علي بن الحكم، عن عطاء، عن رجل، عن أبي هريرة رضي الله عنه" الحديث. قال الحاكم:"فقلت له: قد أخطأ فيه أزهر بن مروان، أو شيخكم ابن أحمد الواسطي، وغير مستبعد منهما الوهم، فقد حدثنا بالحديث أبو بكر بن إسحاق وعلي بن حمشاذ قالا: ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن رجل، عن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه ". قال الحاكم: "فاستحسنه أبو علي، واعترف لي به". قلت: أزهر بن مروان الرَّقَاشي -بتخفيف القاف- صدوق، كما في التقريب (رقم:312).
وانظر: تاريخ دمشق (51/ 41 / 5898) معجم الإسماعيلي (رقم: 65)، ترتيب الأمالي الخميسية للشجري (1/ 46/ 154) الجزء الثاني عشر من المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي -مخطوط الشاملة (1/ 11، رقم: 4، 6) تاريخ الإسلام ت بشار (6/ 1013/ 381)، توضيح المشتبه (7/ 330 - 331) تبصير المنتبه (3/ 1195).
(2)
ابن عبد الله الأنصاري، المدني.
(3)
الليثى أبو ضمرة المدني.
(4)
تقدم تخريجه برقم (11977) وهذا الوجه هو عند مسلم في الصحيح (كتاب الرقاق، باب قصة أصحاب الغار الثلاثة والتوسل بصالح الأعمال، 4/ 2100، ح: 100 - 2743) عن محمد بن إسحاق المسيبي، وعند البخاري في الصحيح (كتاب المزارعة، باب إذا زرع بمال قوم بغير إذنهم، وكان في ذلك صلاح لهم، 3/ 105/ 2333) عن إبراهيم بن المنذر، كلاهما عن أبي ضمرة، به، نحو المتن السابق، وأحال مسلم عليه متون بقية الأسانيد.
11982 -
حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي عَبَّاد، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، ح
وحدثنا أبو أمية، حدثنا منصور بن سُقَيرٍ
(1)
، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن نافع، حدثنا ابن عمر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما ثلاثة نفر يمشون إذ أخذهم السماء
(2)
، فأووا إلى غارٍ في جبلٍ، فوقعت عليهم صخرة من الجبل"، وذكر الحديث
(3)
.
(1)
بضم السين وفتح القاف وآخره راء، ويقال: صُقَير، بالصاد المهملة.
انظر: الإكمال لابن ماكولا (4/ 309، 7/ 266).
(2)
يعني المطر، وسمي المطر سماءً لأنه ينزل من السماء. انظر: النهاية (2/ 406).
(3)
تقدم تخريجه برقم (11977)(5993) وهو عند أبي أمية الطوسي في مسند عبد الله بن عمر (86)، وأخرجه البخاري في الصحيح (8/ 3/ 5974) عن سعيد بن أير مريم عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، به.
11983 -
حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا خالد بن خِداشٍ
(1)
، حدثنا
⦗ص: 84⦘
حماد بن زيد، حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، نحوه، ولم يرفعه
(2)
.
(1)
ابن عجلان أبو الهيثم المهلبي مولاهم، البصري، صدوق يخطئ. انظر: التقريب (صـ 187)
(2)
تقدم تخريجه برقم (11977)(5997)، وهو عند ابن أبي الدنيا في مجابو الدعوة (ح: 5).
وهذا معل، أنكر على خالد بن خداش، قال أبو داود:"رأيت سليمان بن حرب ينكره عليه". سؤالات أبي عبيد الآجري (رقم: 780).
وسليمان بن حرب من كبار أصحاب حماد بن زيد، ولعل إنكاره يعود لروايته له عن حماد، وليس لدى أصحاب حماد الثقات، فهو غير معروف من حديث حماد بن زيد، وأيوب السختياني، والمحفوظ في هذا الحديث ما تقدم من طرق عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا. واللِّه أعلم
11984 -
حدثنا ابن شبابان
(1)
، ومحمد بن أحمد بن سعيد الواسطي، قالا: حدثنا ابن زُغْبَة
(2)
، حدثنا الليث بن سعد، عن العمري عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قصة الغار
(3)
.
(1)
أحمد بن محمد بن موسى المكي العطار.
(2)
عيسى بن حماد بن مسلم التجيبي.
(3)
تقدم الحديث برقم (11977) وبرقم (5996) وتقدم تخريجه، وهذا الوجه فيه عبد الله بن عمر العمري، وهو ضعيف لا بأس به في المتابعات.
11985 -
حدثنا ابن شبابان، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قصة الغار
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه برقم (5995)(11977).
11986 -
حدثنا ابن شَبَابان
(1)
، حدثنا محمد بن طريف،
⦗ص: 85⦘
وحسين بن الأسود، قالا: حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا أبي ورَقَبَة بن مَسْقَلة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إن ثلاثة أَوَوْا إلى غمار فانطبق عليهم"، وذكر الحديث
(2)
.
(1)
أحمد بن محمد بن موسى المكي العطار.
(2)
تقدم تخريجه برقم (5992) وأخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الرقاق، باب مصة أصحاب الغار الثلاثة والتوسل بصالح الأعمال، 4/ 2099، ح: 100 - 2743) عن أبي كريب ومحمد بن طريف البجلي، عن محمد بن فضيل به. ومداره على محمد بن فضيل، (وهو في كتاب الدعاء له برقم (72)).
11987 -
وحدثنا الدَّنْدَاني
(1)
، حدثنا فروة بن أبي المِغْراء
(2)
، أخبرنا علي بن مسهر، ح.
وحدثنا الصغاني وإبراهيم بن الوليد الجَشَّاش
(3)
، قالا: حدثنا إسماعيل بن الخليل، حدثنا علي بن مسهر، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون، إذ أصابهم مطر، فأووا إلى غار فانطبق عليهم، فقال
⦗ص: 86⦘
بعضهم لبعض: يا هؤلاء! والله، ما ينجيكم إلا الصدق، فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه، فقال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فَرَقٍ من أَرْزٍ، فذهب وتركه، فزرعته، وصار من أمره أني اشتريت من ذلك الفرق بقرا،" وذكر الحديث، وقال فيه: "فقمت عنها، وتركت لها المائة دينار"، إلا أنَّه لم يذكر: "يمشون"
(4)
.
وقال صالح بن كيسان في حديثه: "وخرجوا يتماشون"
(5)
.
(1)
موسى بن سعيد الدنداني؛ بمهملتين مفتوحتين، ونونين الأولى ساكنة. انظر: الأنساب للسمعاني (5/ 346) كشف النقاب لابن الجوزي (1/ 196).
(2)
واسم أبي المِغْراء معدي كرب، الكندي، أبو القاسم، الكوفي. قال فيه أبو حاتم:"صدوق"، ووثقه الدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات (9/ 11).
وانظر: الجرح والتعديل (7/ 83/ 473) سؤالات الحاكم للدارقطني (449).
(3)
بفتح الجيم، والشين المعجمة المشددة، وبعد الألف معجمة أخرى. انظر: توضيح المشتبه (2/ 361).
(4)
تقدم هذا الحديث عند المصنف أيضا برقم (5991) من رواية المصنف عن إبراهيم الجشَّاش والصاغاني ومحمد بن علي بن داود ابن أختِ غَزَال عن إسماعيل بن الخليل، ومن رواية المصنف عن ابن أبي الدنيا عن سويد، كلاهما عن علي بن مسهر.
ورواية ابن أبي الدنيا في "مجابو الدعوة" له برقم (7).
وهو متفق عليه من هذا الوجه، أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الرقاق، باب قصة أصحاب الغار الثلاثة والتوسل بصالح الأعمال، 4/ 2100، ح: 100 - 2743) عن سويد بن سعيد، عن علي بن مسهر، به، وأحال متنه على حديث أبي ضمرة عن موسى بن عقبة.
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث العار، 4/ 172/ 3465) عن إسماعيل ابن خليل، كلاهما عن علي بن مسهر، به نحوه، بتمامه.
وفيه من فوائد الاستخراج: بيان بعض المتن المحال به على المتن المحال عليه.
(5)
تقدمت هذه الرواية برقم (11975) وانظر أيضاً تخريج الحديث السابق.
11988 -
ز- حدثنا يوسف بن مسلَّم
(1)
، حدثنا محمد بن
⦗ص: 87⦘
عيسى
(2)
، حدثنا أبو داود، ح.
وحدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا مسدَّد، قالوا
(3)
: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "خرج ثلاثه نفر فيمن كان قبلكم يرتادون
(4)
لأهليهم، وأصابتهم السماء، فلجأوا إلى جبل
…
" وذكر الحديث
(5)
. غلط أبو عوانة فيه
(6)
.
(1)
يوسف بن سعيد بن مسلَّم.
(2)
محمد بن عيسى بن نجيح، أبو جعفر ابن الطباع البغدادي.
(3)
كذا في الأصل بصيغة الجمع، وهما اثنان، وجاء عند المصنف برقم (6006) وزاد هناك طريقا آخر من روايته عن أبي داود الحراني عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة، وعليه تصح صيغة الجمع.
(4)
أي يطلبون. انظر: النهاية (2/ 275).
(5)
إسناد رجاله ثقات، والحديث من زيادات المصنف على صحيح مسلم، رواه أبو داود الطيالسي في مسنده (3/ 504/ 2126) - ومن طريقه البزار (17/ 39/ 9556) والروياني (2/ 381/ 1360) وأبو سعيد النقاش في فنون العجائب (42) -.
وأخرجه أحمد في المسند (19/ 438/ 12454) وابن أبي الدنيا في "مجابو الدعوة"(ح: 6) عن أبي خيثمة، كلاهما عن يحيى بن حماد.
وأخرجه أحمد أيضا (9/ 441/ 12456) عن بهز بن أسد.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (5/ 313 / 2937) وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (19/ 440/ 12455) عن أبي بحر عبد الواحد بن غياث الصيرفى.
وأخرجه أبو يعلى أيضا (5/ 313/ 2937) عن سعيد بن أبي الربيع.
وأخرجه أيضا (5/ 316/ 2938) والطبراني في الدعاء (192) والنقاش أيضاً في (فنون العجائب) من طريق مسدد، ستتهم (الطيالسي، ويحيى بن حماد، وبهز، وأبو بحر، وسعيد بن أبي الربيع، ومسدد) عن أبي عوانة به مرفوعا، سوى بهز، فإنه لم يرفعه.
(6)
هكذا أعله الحافظ أبو عوانة، وكذلك ابن عدي وغيره وأنه لا يصح من حديث قتادة، =
⦗ص: 88⦘
= عن أنس، ولعله يرجع إلى ما أشار إليه البزار في مسنده (17/ 39) بقوله:"رواه قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه، ولا نعلم رواه عن قتادة إلا عمران القطان. ورواه أبو عوانة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه، ولا نعلم رواه عن قتادة عن أنس إلا أبو عوانة".
والوجه الآخر الذي ذكره البزار عن قتادة؛ سيأتي عند المؤلف برقم (12000) من طريق أبي داود الطيالسي وعمرو بن مرزوق، كلاهما عن عمران القطان به.
وهو عند الطيالسي في مسنده (3/ 504/ 2126) ومن طريقه أخرجه البزار (17/ 38 / 9556) والروياني (2/ 381/ 1359).
وأخرجه الخرائطي في "اعتلال القلوب"(1/ 52/ 103) وابن حبان في الصحيح (971) والطبراني في "الدعاء"(193) وابن عدي في الكامل (6/ 163 - 164) من طرق عن عمرو بن مرزوق، به.
وأسنده ابن عدي من حديث سعيد بن بشير عن قتادة به أيضا.
وعمران صدوق فيه ضعف، وذكر ابن عدي في الكامل (6/ 163 - 164) وابن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ (3/ 269/ 2733) هذا الحديث فيما تفرد به، وأنكراه عليه، وعلى سعيد بن بشير أيضا.
وأما أبو عوانة فثقة ضابط، إلا أنه يضعف في حديثه عن قتادة، فقال ابن المديني:"كان في قتادة ضعيفا، لأنه كان ذهب كتابه"، وقال ابن معين:"هو في قتادة ليس بذاك". انظر: تاريخ بغداد وذيوله (13/ 468). والله أعلم
والحديث من هذا الطريق حسن إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 510) وقد أعله ابن عدي وغيره.
وله طريق آخر؛ أخرجه تمام في الفوائد (1/ 172/ 399) من طريق أبي حمزة إدريس بن يونس، عن محمد بن سعيد بن جدار، عن جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وجرير بن حازم في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدث من حفظه، انظر: تقريب التهذيب (ص: 138، رقم: 911).=
⦗ص: 89⦘
= ومحمد بن سعيد بن جِدار: قال الدارقطني: "ليس بقوي"، واستجهله ابن القطان الفاسي، وأقره عليه ابن الملقن وغيره. وكذا أبو حمزة إدريس بن يونس بن يناق الفراء، قال ابن القطان:"لا يعرف حاله". انظر: بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام (3/ 341) نصب الراية (1/ 226) من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن (3/ 124/ 366) البدر المنير (3/ 169) ذيل ميزان الاعتدال (ص: 46، رقم: 160) لسان الميزان (2/ 13/ 937، 7/ 161 /6842).
والخلاصة أنه لا يثبت من حديث قتادة أنس رضي الله عنه من وجه يعتد به. والله أعلم
11989 -
ز- حدثنا محمد بن عوف الحمصي
(1)
، وإبراهيم بن الهيثم البلدي
(2)
، قالا: حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا مبارك
(3)
، عن الحسن
(4)
، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنَّ ثلاثة نفر أووا إلى غار، فانطبق الغار
…
"، الحديث
(5)
.
(1)
كذا في الأصل، وتقدم عند المؤلف برقم (6007):"حدثنا محمد بن عمرو الحمصي"، وكلاهما ثقتان، والحديث مشهور بمحمد بن عوف، حتى قال البزار:"كل من حدث به عن الهيثم غيره فقد قيل فيه واتهم". مسند البزار (3/ 212 / 6685).
(2)
ستأتي ترجمته في أثناء تخريج الحديث.
(3)
ابن فضالة البصري.
(4)
البصري.
(5)
تقدم الحديث عند المصنف برقم (6007) ورجاله ثقات، وقد صح من دواية محمد بن عوف الحمصي وإبراهيم بن الهيثم والحسن بن منصور والهيثم بن خالد بن يزيد وخالد بن يزيد عند البزار (13/ 212/ 6685) والطبراني في الدعاء (200)، وابن عدي في الكامل (1/ 443 - 444/ 115) وتمام في الفوائد (1/ 171/ 396) والخطيب البغدادي في تاريخه (7/ 164، 167) وغيرهم، إلا أنه أنكر أحمد بن هارون =
⦗ص: 90⦘
=البرديجي وموسى بن هارون الحمال وغيره من الحفاظ على إبراهيم بن الهيثم بن المهلب البلدي روايته له عن الهيثم بن جميل، وصح عن محمد بن عوف الحمصي عند ابن عدي في الكامل في الضعفاء (1/ 445) أنه قال:"ما سمع من الهيثم بن جميل حديثَ الغار إلا أنا والحسن بن منصور البالسي".
وقال البزار: "كل من حدث وبه عن الهيثم غير محمد بن عوف فقد قيل فيه، واتهم"، ومحمد بن عوف صرح بسماع البالسي له أيضا.
وقال ابن عدي (1/ 445) في إبراهيم بن الهيثم: "أحاديثه مستقيمة سوى هذا الحديث الواحد الذي أنكروه عليه، وقد فتشت عن حديثه الكثير، فلم أر له حديثا منكرا يكون من جهته، إلا أن يكون من جهة من روى عنه"، وأجاب الذهبي بأنه توبع عليه من ثقتين، فتعقبه ابن حجر بأن الكلام عليه في سماعه للحديث عن الهيثم بن جميل، وليس في صحة الحديث عن الهيثم. ولكن الخطيب البغدادي أجاب عليه بما هو شاف إن شاء الله، وذلك أن الحديث قد رواه عن الهيثم بن جميل من الثقات غير محمد بن عوف والبالسي الذي ذكره، وقول محمد بن عوف هذا لا حجة فيه، لجواز أن يكون قد سمعه من لم يعلم به، ومثل هذا الإنكار لا يؤثر قدحا.
وإبراهيم بن الهيثم البلدي قد وثقه الدارقطني وأبو أحمد العسكري والخطيب البغدادي -وقال: ثقة ثبت، لا يختلف شيوخنا فيه- ووتقه الذهبي، ورمز له بـ (صح)، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم ينكر عليه حديث آخر، إلا هذا بناءا على ما تقدم من قول محمد بن عوف، وتقدم الجواب عنه. والله أعلم
انظر: الثقات لابن حبان (8/ 88)، تاريخ بغداد (7/ 164 - 168/ 3216)، تصحيفات المحدثين للعسكري (2/ 478) سؤالات الحاكم للدارقطني (42)، سير أعلام النبلاء (13/ 411 - 412/ 199) تاريخ الإسلام (6/ 510/ 94)، ميزان الاعتدال (1/ 73/ 245)، لسان الميزان (1/ 382/ 341).
11990 -
ز- حدثني جعفر بن محمد الخفاف الأنطاكي
(1)
، حدثنا الهيثم، عن المبارك، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: كأني رأيته في أصل كتاب الهيثم، فقال: الهيثم غلط فيه، وهو مرسل
(2)
.
(1)
هو جعفر بن محمد بن مخلد الخفاف الأنطاكي، يروي عن الهيثم بن جميل (ت: 213 هـ) وأبي الوليد الطيالسي (ت: 227 هـ) وحجاج بن محمد المصيصي (ت: 204 هـ) ومحمد بن عبد الله الرقاشي (ت: 219 هـ) وحدث عنه الحافظان أبو عوانة، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري الفقيه، وغيرهما، وذكر الذهبي في المقتنى (2/ 175054) أن كنيته أبو الفضل، ولم أقف له على ترجمة، إلا أن رواية الأئمة الثقات عمن لم يعرف بجرح، ولم يتكلم فيه العلماء، مما يقوي حديثه، كما نص عليه أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان. انظر: الجرح والتعديل (المقدمة، باب في رواية الثقة عن غير المطعون عليه أنها تقويه، وعن المطعون عليه أنها لا تقويه، 2/ 36).
(2)
وفي إتحاف المهرة (1/ 592/ 832) بلفظ: "وهو الصواب، مرسل".
11991 -
ز- حدثنا يوسف بن مسلَّم
(1)
وعبدان المروزي
(2)
، قالا:
⦗ص: 92⦘
حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عمرو بن واقد
(3)
، حدثنا عمر بن يزيد النصري
(4)
، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنَّ ثلاثة
⦗ص: 93⦘
دخلوا إلى مغار، فطبق الجبل عليهم
…
"، فذكر الحديث
(5)
.
هو حديث منكر
(6)
.
(1)
يوسف بن سعيد بن مسلَّم المصيصي.
(2)
عبدان بن محمد بن عيسى أبو محمد المروزي الجنوجردي الحافظ الزاهد، قيل إن اسمه عبد الله وعبدان لقب. ولد سنة 220، وتوفي عام 293، وهو ابن 73 سنة.
قال فيه الحاكم: "ثقة مأمون إمام"، وقال الخطيب البغدادي:"كان ثقة حافظا، صالحا زاهدا"، وقال أبو بكر الشيرازي:"كان ورعا فاضلا، من قرية جنوجرد".
وقال السمعاني: "الإمام الزاهد الحافظ الورع، .. كان إماما في عصره بمرو، من أصحاب الحديث"، وقال أيضا:"كان أحد أئمة خراسان المرجوع إليه في الفتاوى والنوازل المعضلات"، وقال الذهبي:"الإمام الكبير، فقيه مرو"، وقال أيضا:"زاهد نبيل ثقة، صاحب حديث". =
⦗ص: 92⦘
= انظر: تاريخ بغداد (12/ 447/ 5781) الأنساب للسمعاني (3/ 357، 9/ 180 - 182) تاريخ دمشق (37/ 356 - 359/ 4401)، تاريخ الإسلام (6/ 960/ 240) سير أعلام النبلاء (14/ 13 - 14)، طبقات الشافعيين لابن كثير (ص: 175 - 176).
(3)
القرشى أبو حفص الدمشقي، متروك الحديث باتفاق، وكذبه مروان بن محمد الطاطري وغيره، واتهمه ابن حبان. انظر: الجرح والتعديل (6/ 267/ 1475) المجروحين (2/ 77/ 627) تاريخ دمشق (46/ 437 - 444/ 5412)، تقريب التهذيب (رقم: 5132).
(4)
هو عمر بن يزيد النصري الدمشقي، كاتب نمير بن أوس قاضي دمشق، عده الإمام أحمد، وأبو زرعة الدمشقي في ثقات الشاميين، وقال دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم:"كان ثقة فقيها، وكان ابن شعيب يجالسه". انظر لقول أحمد: علوم الحديث للحاكم (النوع التاسع والأربعين: معرفة الأئمة الثقات المشهورين من التابعين وأتباعهم ممن يجمع حديثهم للحفظ، والمذاكرة، والتبرك بهم، ص: 243) ولقولي دحيم وأبي زرعة: تاريخ دمشق (45/ 395، 396).
وقال العقيلي في الضعفاء (3/ 196/ 1195): "عن الزهري، يخالف في حديثه"، ونحوه قول ابن حبان في المجروحين (2/ 88 - 89/ 649) فقال:"يروي عن الزهري روى عنه محمد بن شعيب بن شابور وهشام بن عمار، كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به على الإطلاق، وإن اعتبر بما يوافق الثقات فلا ضير"، وتعقبه الدارقطني في تعليقاته على المجروحين (رقم: 214) بأن قوله: "روى عنه هشام بن عمار" خطأ، إنما روى هشام بن عمار عن عمرو بن واقد عن عمر بن يزيد النصري عن الزهري، عن عروة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث الغار.
فمدار قولي العقيلي وابن حبان على هذا الحديث، والعلة فيه من عمرو بن واقد =
⦗ص: 93⦘
= الراوي عنه، فهو متروك وكذبه أئمة الشام، وأما النصري هذا فثقة كما قال الإمام أحمد ودحيم وأبو زرعة، ولعله تنبه له ابن حبان في كتابه الثقات (7/ 179) فقال:"يروي عن الزهري، روى عنه عمرو بن واقد، في روايته أشياء، وعمرو بن واقد لا شيء". والله أعلم.
وانظر: المعرفة والتاريخ (2/ 396) الجرح والتعديل (6/ 142/ 770) الإكمال لابن ماكولا (1/ 390) تهذيب مستمر الأوهام (47) تاريخ دمشق (45/ 393 - 396/ 5300) الضعفاء لابن الجوزي (2/ 219/ 2522) ميزان الاعتدال (3/ 231/ 6251) الثقات لابن قطلوبغا (7/ 327 /8351) لسان الميزان (6/ 162 - 63/ 5717) وقارنه بالمترجم في الحديث (6030).
(5)
تقدم هذا الحديث عند المصنف برقم (6017) هذا الإسناد، وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 196) والإسماعيلي في معجم شيوخه (2/ 540/ 177) وابن عساكر في تاريخ دمشق (46/ 438، 439، 440) من طرق عن هشام بن عمار، به.
(6)
حكم المؤلف بأنه منكر، وهكذا أنكره العقيلي وابن حبان والدارقطني والذهبي وابن حجر، انظر: المصادر في الحاشية الخاصة بترجمة عمر بن نريد النصري من الصفحة السابقة، وذكر العقيلي أنَّ المعروف ما رواه ابن عيينة وشعيب بن أبي حمزة وإسحاق بن راشد وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي، عن الزهري؛ عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والآفة فيه من عمرو بن واقد الدمشقي، فهو متروك، وقد اتهم، وأما العقيلي وابن حبان فحملاه عمر بن يزيد النصري، وتبعهما عليه ابن الجوزي وغيره، وهو ثقة فقيه، كما تقدم في ترجمته آنفا. والله أعلم
11992 -
ز- حدثنا عبد البر بن عبد العزيز أبو قيس الحراني
(1)
،
⦗ص: 94⦘
ومحمد بن يونس
(2)
، قالا:[حدثنا مؤمل بن إسماعيل]
(3)
حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ح.
وحدثنا عبد البر بن عبد العزيز أبو قيس الحراني بمصر -مولى عثمان ابن عفان-، حدثنا إبراهيم بن المبارك
(4)
، حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك ابن حرب، عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "كان ثلانة من بني إسرائيل يسيرون بفلاة من الأرض في يوم صائف، فأدكهم لم الحر، فدخلوا
⦗ص: 95⦘
مغارة، فأطبقت عليهم صخرة"، وذكر الحديث
(5)
.
(1)
وثقه المؤلف عند الحديث (352)، ولم أقف له على ترجمة، وروى عنه إبراهيم بن =
⦗ص: 94⦘
= ميمون بن إبراهيم الصواف المصري أيضاً، كما قي جزء رؤية الله للدارقطني (ح: 114).
(2)
ابن موسى بن سليمان القرشى السامي أبو العباس الكديمي البصري.
(3)
ما بين المعكوفتين سقط من الأصل، ومثبت من إتحاف المهرة (13/ 542) قال ابن حجر: وفي الدعوات -يعني عند ابن أبي عوانة- حدثنا عبد البر بن عبد العزيز أبو قيس الحراني حدثنا مؤمل بن إسماعيل وإبراهيم بن المبارك -فرقهما- ا. هـ.
وانظر رواية هذا الحديث بهذا الإسناد عند المصنف (6012، 6013).
(4)
البصري التمار الحلبي نزيل حلب، سمع حماد بن سلمة، ومهدي بن ميمون، وأصحاب الأعمش، قال ابن المديني: معروف من آل أبي صلابة، قوم مشاهير كانوا بالبصرة. انظر: مسند البزار (7/ 290 - 291/ 2881) وقال تلميذه الحافظ الثقة يوسف بن سعيد بن مسلَّم: "كان شيخ صدق". انظر: المحدث الفاصل للرامهرمزي (ص: 591).
ولم أقف على ترجمة مستقلة له في كتب التراجم، وهو أقدم طبقة من أبي إسحاق إبراهيم بن المبارك بن عبد الله صاحب النرسي، الذي ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 131/ 3193) والذهبي في تاريخ الإسلام (6/ 289/ 106) وهو حدث عن أبي بكر بن عياش، وذكر أنه رأى هشيما وجرير بن عبد الحميد وفضيل بن عياض، وتأخر حتى سمع منه محمد بن مخلد الدوري سنة 262 هـ. والله أعلم
(5)
تقدم برقم (6012، 6013) ورواية مؤمل عن حماد في إسنادها الكديمي وهو متهم، وقد تابعه عليه عن مؤمِّلٍ، شيخُ المصنف: عبد البر بن عبد العزيز كما في إسناد هذا الحديث، ومحمدُ بن عباد بن آدم عند البزار في مسنده (8/ 232/ 3389) وإبراهيمُ بن بِسْطام الزعفراني عند الطبراني في الدعاء (191).
وإبراهيم بن بسطام ترجم له أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 227/ 346) وكناه أبا إسحاق، فقال:"نزل هو وأخوه أحمد البصرة وتوفي بها"، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 85) باسم إبراهيم بن إسحاق الأبلي.
ومحمد بن عباد البصري ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 114) وقال: "يغرب"، وحدث عنه النسائي وابن ماجه وأبو عروبة الحراني وأبو بكر بن أبي داود وغيرهم من الأئمة، كما في "تهذيب التهذيب"(9/ 243/ 392) فهو صالح إن شاء الله تعالى.
إلا أن مؤمل بن إسماعيل يضعف في نفسه، كما تقدم عند الحديث رقم (6).
وأما الوجه الآخر فحسن إن شاء الله تعالى، غير أن لفظة:"وفي يوم صائف فأدكهم الحر" لم تأت في سائر روايات الحديث.
وله متابعة أخرى أيضًا عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 76) ح (2030) من طريق يحيى بن السكن، ثنا حماد، به.
ويحيى بن السكن ضعفه أبو حاتم الرازي، ووهاه أبو علي صالح جزوة، وكذبه أبو الوليد الطيالسي، وذكره ابن حبان في الثقات (9/ 253)، وقال الإمام أحمد:"كان شريك أبي الوليد الطيالسي في الحديث"، فكأن كلام أبي الوليد فيه حمل على التنافس. والله أعلم.
انظر: العلل لأحمد رواية ابنه عبد الله (2/ 197/ 1995)، الجرح والتعديل (9/ 155/ 643) علل ابن أبي حاتم (4/ 584/ 1657)، تاريخ بغداد (16/ 921/ 7416)، ميزان الاعتدال (4/ 380/ 9525) ديوان الضعفاء (4635)، التكميل في الجرح والتعديل =
⦗ص: 96⦘
= (2/ 214/ 1216) لسان الميزان (8/ 447/ 8466) التذييل على كتب الجرح والتعديل (1/ 346 / 928).
وتابعهم عليه مرفوعا أبو سعد سعيد بن المرزبان عن سماك به، متابعة قاصرة.
أخرجه البزار (3290) والطبراني في الدعاء (191) من طريق علي بن حرب الموصلي، عن أبي مسعود عبد الرحمن بن الحسن الزجاج، عن أبي سعد، به.
قال البزار: "لا نعلم رواه عن أبي سعد إلا أبو مسعود، وكان ثقة، ولا نعلم أسند أبو سعد عن سماك غير هذا الحديث، ولا سمعناه إلا من علي بن حرب".
وأبو سعد هو البقال ضعيف مدلس كما قال ابن حجر، وقد وهاه جمع من الأئمة، وتركه غير واحد منهم. انظر: الكامل لابن عدي (4/ 432 - 435/ 811) إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي (5/ 345 - 347/ 2034)، القريب (صـ 241).
11993 -
ز- حدثنا الصغاني، حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك، عن النعمان بن بشير، بقصة الغار، ولم يرفعه
(1)
.
(1)
تقدم عند المصنف. برقم (6014) وأخرجه ابن أبي الدنيا في مجابو الدعوة (ح: 11) عن إبراهيم ابن سعيد الجوهري، عن سريج بن النعمان، به موقوفا.
وهذا الوجه أقوى من الوجوه المرفوعة عن حماد بن سلمة وأبي سعد البقال عن سماك، وقد تم تخريجها آنفا في الحديث الذي قبله، وقد صح عن النعمان بن بشير رضي الله عنه مرفوعا، كما سيأتي عند المؤلف بالأرقام (11994 - 11996).
11994 -
ز- حدثنا أبو شيبة بن أبي شيبة
(1)
، حدثنا ابن أبي عبيدة
(2)
، عن أبيه، ح،
⦗ص: 97⦘
وحدثنا الصائغ بمكة، حدثنا عباس العنبري
(3)
، حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن، حدثنا أبي، ح،
وحدثنا محمد بن علي بن داود، حدثنا إبراهيم بن عرعرة
(4)
، [حدثنا ابن أبي عبيدة]
(5)
حدثنا أبي
(6)
، حدثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن شرحبيل، عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان ثلأثة نفر يمشون في أرض تحت سماء، إذ مروا بغار، فقال
(7)
: لو أويتم إلى هذه الغار، فأووا إليه، فبينما هم فيه إذ وقع حجر من الجبل مما يهبط
⦗ص: 98⦘
من خشية الله حتى سد الغار، فقال بعضهم لبعض: إنكم لم تجدوا شيئا خيرٌ
(8)
من أن يدعو كل رجل منكم بخير عمل عمله
…
"، وذكر الحديث
(9)
.
(1)
إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، العبسي مولاهم، الكوفي.
(2)
محمد بن أبي عبيدة عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الكوفي، وسيسميه المصنف في الإسناد التالي.
(3)
عباس بن عبد العظيم العنبرى، البصرى الحافظ.
(4)
إبراهيم بن محمد بن عرعرة القرشي، البصري.
(5)
ما بين المعقوفين سقط من الأصل، واستدركته من الموضع السابق عند المؤلف بنفس الإسناد برقم (6016)، ووقع في إتحاف المهرة (13/ 542) بعد أن ساق الأسانيد إلى أبي عبيدة، -قال: عن محمد بن علي حدثنا إبراهيم بن عرعرة بن بشير حدثنا أبي كلاهما عن الأعمش- ا. هـ. يعني بقوله "كلاهما" أبو عبيدة ووالد إبراهيم بن عرعرة، هذا الذي ظهر لي، وقوله في الإتحاف:(إبراهيم بن عرعرة بن بشير) خطأ، ولعله انتقال إلى اسم الصحابي "النعمان بن بشير"، وترجمه إبراهيم بن عرعرة في تهذيب الكمال (2/ 178) وغيره، وليس فيها نسبته إلى بشير، والذي يقوي أن في الإسناد سقط، أن مدار طرق الحديث كما سيأتي في التخريج على أبي عبيدة عن أبيه به.
وظاهر صنيع المصنف أن الراوي عن الأعمش واحد، والله أعلم.
(6)
أبو عبيدة عبد الملك بن معن المسعودي الكوفي.
(7)
أي بعضهم لبعض. والله أعلم
(8)
أي: هو خير.
(9)
أخرجه البزار (8/ 233 - 234/ 3292) عن شيخ المؤلف أبي شيبة به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 76/ 2026) والطبراني في المعجم الكبير (21/ 29/ 159) والدعاء (189) عن محمد بن عبدوس بن كامل السَّرَّاج وعُبَيد بن غَنَّام، وأبو سعيد النقَّاش في فنون العجائب (46، 47) من طريق أحمد بن نحدة بن العريان، ومن طريق الطبراني عن ابن عبدوس، أربعتهم (ابن أبي عاصم وابن عبدوس وعبيد وابن نجدة) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن محمد بن أبي عبيدة، به مرفوعا.
وخالف إبرهيم بن سعيد الجوهري، فرواه عن محمد بن عبد الله بن نمير، به موقوفا. أخرجه ابن أبي الدنيا في "مجابو الدعوة" (ح: 10)، ومن رفعه أكثر.
11995 -
ز- حدثنا يوسف بن مسلَّم، حدثنا عبيد الله بن موسى، ح.
وحدثنا الصائغ بمكة، حدثنا عبد الله بن رجاء، قالا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجل من بجيلة
(1)
، عن النعمان بن بشير، عن
⦗ص: 99⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكر الحديث
(2)
.
(1)
لم أقف على تسميته، وذهب البزار إلى أنه عمرو بن شرحبيل أبو ميسرة الذي تقدم ذكره في الحديث السابق، وذكر أنه بجلي، فقال (8/ 233/ 3291):"حديث أبي إسحاق عن رجل من بجيله لا نعلن أحدًا سماه الا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن أبي إسحاق، فقال: عن عمرو بن شرحبيل عن النعمان بن بشير، وعمرو بن شرحبيل بجلي".=
⦗ص: 99⦘
= بيد أن عمرو بن شرحبيل أبا ميسرة همداني، ثم وادعي، كما في الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 106) وغيره، ولا نسب له في بجيلة من بطون الأنمار، وهما قبيلتان من كهلان بن سبأ، تجتمعان في زيد بن كهلان فوق همدان بعدد من الآباء. انظر: نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب (ص: 87، 171، 438).
ويروي شعبة وغيره عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد رجل من بجيلة عن غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم، فالأقرب أن يكون هو، أو مجهولا غيره، وعامر بن سعد البجلي سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات، وخرج له مسلم حديثا في المتابعات، وحكم الترمذي على حديثه ذلك بأنه "حسن صحيح"، وقال الحافظ ابن حجر:"مقبول".
انظر: صحيح مسلم (4/ 1827، ح: 120 - 2352) جامع الترمذي (ح: 3653)، التاريخ الكبير (6/ 450/ 2957)، الجرح والتعديل (6/ 321/ 1795)، الثقات (5/ 189)، تهذيب الكمال (14/ 23 - 24/ 3039)، تهذيب التهذيب (5/ 64/ 107)، الكاشف (1/ 522/ 2530)، تقريب التهذيب (ص: 287، رقم: 3090).
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في "مجابو الدعوة"(ح: 9)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 76/ 2027) والطبراني في المعجم الكبير (من جـ 21/ 131/ 161) من طرق عن عبيد الله بن موسى، به.
وأخرجه البزار في المسند (8/ 230/ 3288) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن إسرائيل، به.
وفيه رجل مبهم، وهو البجلي شيخ أبي إسحاق، ويمكن أن يعد هذا علة للحديث المتقدم عن محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عمرو بن شرحبيل عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، وإسرائيل من أوثق الرواة عن جده =
⦗ص: 100⦘
= أبي إسحاق، يقرن فيه بشعبة والثوري، والإسناد الآخر فيه محمد بن أبي عبيدة؛ قال ابن معين مرة:(لا علم لي به ولا بأبيه)، ووثقهما مرة أخرى، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدى:"له عن أبيه عن الأعمش غرائب وإفرادات، ولا بأس به عندى". ووثق أباه العجلي أيضا. وهذا من غرائبه عن أبيه عن الأعمش، لم يتابعه عليه أحد من أصحاب الأعمش أو أبي إسحاق. والله أعلم
انظر: تاريخ ابن معين -رواية الدارمي- (58)، الجرح والتعديل (5/ 369، 8/ 17/ 75)، الكامل (7/ 470/ 1707)، تاريخ أسماء الثقات (1289).
وهذا الحديث اختلف فيه على أبي إسحاق على ثلاثة أوجه، الوجهان السابقان، والوجه الثالث هو ما رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 76/ 2029) والطبراني في المعجم الكبير (ج من 21/ 131 /160) من طريق أبي سنان -وهو سعيد بن سنان البرجمي الكوفي نزيل الري-، عن أبي إسحاق، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما مرفوعا.
وأبو سنان صدوق له أوهام (تقريب التهذيب: 2332)، وقد وهم هنا فأسقط الواسطة بين أبي إسحاق وبين النعمان بن بشير رضي الله عنهما، وأرجح هذه الوجوه الثلاثة إسنادا هو رواية إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل من بجيلة عن النعمان رضي الله عنه، والبجلي مبهم لم يبيَّن من هو؟. والله أعلم
11996 -
ز- حدثنا محمد بن عوف الحمصي، وابن أبي مسرة
(1)
، والصائغ المكي
(2)
، قالوا: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم
(3)
، عن عبد الصمد بن معقل
(4)
، عن وهب بن منبه، عن النعمان بن بشير، بقصة
⦗ص: 101⦘
الغار، وقال فيه: "كأني أسمع
(5)
"طاق"
(6)
، قال: ففرج عنهم فخرجوا"
(7)
.
(1)
عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث أبو يحيى بن أبي مسرة المكي.
(2)
محمد بن إسماعيل بن سالم - كما جاءت تسميته عند المصنف في هذا الحديث بهذا الإسناد (برقم 6009).
(3)
ابن معقل بن منبه أبو هشام الصنعاني، صدوق، من التاسعة. انظر. تقريب التهذيب (464).
(4)
ابن منبه اليماني، ابن أخي وهب، صدوق، معمر، من السابعة، مات سنة 183 هـ. انظر: تقريب التهذيب (4082).
(5)
أي أنه سمع في الحديث قوله: "طاق".
(6)
جاء لفظ الإمام أحمد في المسند (30/ 369)، قال النعمان: لكأني أسمع هذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الجبل طاق ففرج الله عنهم فخرجوا"، وجاء في بعض نسخ المسند (كما أشار إلى ذلك محققو الكتاب):"فانفتح من الجبل طاق، ففرج عنهم".
والطاق: هو ما عطف كالقوس من الأبنية. انظر: القاموس (صـ 1169)، المعجم الوسيط (2/ 571).
(7)
تقدم هذا الحديث بهذا الإسناد عند المؤلف برقم (6009)، وأخرجه أبو سعيد النقاش في فنون العجائب (ح: 44، 45) من طريق محمد بن عوف وعبد بن حميد والإمام أحمد، عن إسماعيل ابن عبد الكريم، به.
وهو عند الإمام أحمد في المسند (30/ 366/ 18417) -وساق لفظه مطولًا -من طريقه أخرجه أبو نعيم في الحلية (79/ 4 - 80).
وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 76/ 2028)، وابن أبي الدنيا في "مجابو الدعوة" (ح: 8)، والبزار (8/ 3291/233)، وابن الأعرابي في معجمه (1/ 295/ 560)، والطبراني في الدعاء (190) والأحاديث الطوال (37)، من طرق عن إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني، به. وإسناده حسن، والحديث حسنه ابن حجر في الفتح (510، 6/ 506).
11997 -
ز- حدثنا إبراهيم بن بَرَّة الصنعاني
(1)
بصنعاء، حدثنا
⦗ص: 102⦘
محمد بن عبد الرحيم يقال له ابن شروش -في موضع آخر: ابن شروس محمد بن عبد الرحيم-
(2)
، حدثنا رباح بن زيد، عن عبد الله بن سعيد بن
⦗ص: 103⦘
أبي عاصم
(3)
، عن وهب بن منبه، حدثني النعمان بن بشير أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عبد الرحيم: وسمعت عبد الله بن بحير القاص
(4)
يذكر عن وهب بن منبه، حدثه عن النعمان بن بشير، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن
⦗ص: 104⦘
الرقيم
(5)
، قال: "إنّ ثلاثة نفر دخلوا في كهف
(6)
، فوقع الجبل على باب الكهف"، الحديث
(7)
.
(1)
برة: بفتح الباء الموحدة والراء المهملة المشددة وآخره هاء.
وهو إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن برة أبو إسحاق الصنعاني اليماني الفقيه، من صغار أصحاب عبد الرزاق الصنعانى الذين سمعوا منه بأخرة، سمع منه جماعة من =
⦗ص: 102⦘
= الأئمة الحفاظ؛ المؤلف والطبراني والعقيلي وأبو طالب الحافظ وغيرهم، وتوفي سنة 286 باليمن. وثقه مسلمة بن القاسم.
انظر: فتح الباب لابن منده (رقم: 173)، المؤتلف لعبد الغني الأزدي (1/ 138/ 262)، الإكمال لابن ماكولا (1/ 253 - 254)، طبقات فقهاء اليمن (ص: 64 - 65)، سير أعلام النبلاء (13/ 351/ 168)، تاريخ الإسلام (6/ 710/ 121)، الثقات لابن قطلوبغا (2/ 230/ 1172)، الشذا الفياح (2/ 769)، توضيح المشتبه (1/ 403)، الكوكب النيرات (ص: 275 - 276)، تدريب الراوي (5/ 902)، إرشاد القاصي والداني (رقم: 31).
(2)
وهو محمد بن عبد الرحيم بن شروس الصنعاني، ويقال له: محمد بن شروس أيضا، ينسب إلى جده، وسماه ابن حبان "محمد بن عبد الرحمن بن شروس"، وتبعه عليه القاضى عياض في موضع، بينما سماه في موضع آخر من ترتيب المدارك:"محمد بن حميد بن عبد الرحيم بن شروس".
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الخليلي:"ثقة، وفي موطئه عن مالك أحاديث ليست في غيره"، وقال القاضي عياض:"من أصحاب مالك، له عنه الموطأ وكتاب سماع مسائل ثلاثة أجزاء، قد رأيت موطأه عن مالك، وهو غريب لم يقع لأصحاب اختلاف الموطئات، فلهذا لم يذكروا منه شيئا، والله أعلم، وإنما يذكرون من حديثه في غير الموطأ".
انظر: الثقات لابن حبان (9/ 76)، الجرح والتعديل (818 - 9/ 32)، المؤتلف والمختلف للدارقطني (4/ 2106)، الإرشاد للخليلي (1/ 279)، الإكمال لابن ماكولا (7/ 189، 236)، ترتيب المدارك للقاضي عياض (2/ 195، 197/ 3)، تاريخ دمشق (30/ 386، 42/ 549)، الثقات لابن قطلوبغا (8/ 416/ 10101)، =
⦗ص: 103⦘
= التذييل على كتب الجرح والتعديل (1/ 747/276).
(3)
اليماني، سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في المشاهير:"من خيار اليمانيين، من أصحاب وهب بن منبه، يغرب". وهنا قد توبع على حديثه عن وهب بن منبه من أوجه كما أوردها المؤلف.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (5/ 103/ 298)، الجرح والتعديل (5/ 70/ 334)، الثقات لابن حبان (7/ 24)، مشاهير علماء الأمصار (1557).
(4)
عبد الله بن بحير -بفتح الموحدة، كسر المهملة- ابن ريسان -بفتح الراء، وسكون التحتانية بعدها مهملة- أبو وائل القاص الصنعاني: وثقه ابن معين واضطرب فيه كلام ابن حبان، من الثامنة. انظر: تقريب التهذيب (3222)
وذهب ابن ماكولا إلى أن اسمه: "عبد الله بن عيسى بكر بحير بن ريسان"، كما سماه الحكم بن أبان الصنعاني وعبد الرزاق في رواية الإمام أحمد وغيره عنه، بينما سماه ابن المديني عن عبد الرزاق:"عبد الله بن بحير"، والظاهر أنهما واحد.
وابن بحير هذا قال فيه تلميذه هشام بن يوسف القاضي: "كان يتقن ما سمع"، ووثقه ابن معين وابن حبان وغيرهما.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (5/ 49/ 106، 5/ 514/164)، تاريخ ابن أبي خيثمة -السفر الثالث (1/ 305/ 1096، 2/ 105/ 1947)، الجرح والتعديل (5/ 15/ 69، 5/ 126 - 127/ 584)، المجروحين (2/ 24 - 25/ 554) الإكمال لابن ماكولا (1/ 196، 200، 201)، الأنساب للسمعاني (10/ 302)، تاريخ الإسلام (4/ 420/ 192)، المغنى فى الضعفاء (3111) ميزان الاعتدال (2/ 395/ 4222).
(5)
اختلف في المراد بقوله سبحانه وتعالى "أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم"، قيل: اسم الجبل الذي فيه الكهف، وقيل: القرية التي خرجوا منها، وقيل: الكتاب الذي فيه أسمائهم. انظر: تفسير ابن كثير (5/ 135)، النهاية (254/ 3).
(6)
هو الغار في الجبل. انظر: تفسير ابن كثير (5/ 135).
(7)
تقدم الحديث عند المؤلف برقم (6010)، وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (3/ 8 - 11/ 2307 - 2308) والدعاء (190) - وعنه أبو نعيم في الحلية (4/ 79 - 80) - عن إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني، به بالوجهين، وإسناده حسن، وتقدم تخريجه في الحديث السابق (11996) من طريق عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه به.
11998 -
ز- حدثنا ابن أبي داود البُرُلُّسي
(1)
، حدثنا نعيم بن حماد
(2)
، حدثنا يوسف بن عبد الصمد بن معقل بن منبه
(3)
، عن عمه
⦗ص: 105⦘
عَقِيْل بن مَعْقِل بن مُنَبِّه
(4)
، قال: سمعت وهب بن منبه يقول: سمعت النعمان بن بشير يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ ثلاثة كانوا في كهف، فسد عليهم الكهف"، وذكر الحديث
(5)
.
(1)
إبراهيم بن أبي داود سليمان بن داود الأسدي، البرلسي.
(2)
ابن معاوية الخزاعي، أبو عبد الله المروزي.
(3)
كذا سماه نعيم بن حماد، وابن المديني في رواية البخاري عنه في تاريخ الكبير، وروى الإمام أحمد عن يونس بن عبد الصمد بن معقل عن عمه عقيل، فجعلهما البخاري شخصين، وترجم له ترجمتين، وتبعه عليه ابن حبان في الثقات.
واعتمد الرازيان قول الإمام أحمد، وانتقدا على البخاري ترجمته له في يوسف ابن عبد الصمد، وابن المديني لم يتطرق ليوسف بن عبد الصمد في كتابه "تسمية من روي عنه"، وسمى فيه "يونس بن عبد الصمد بن معقل الصنعاني"، وهذا يزيد ما ذهب إليه الرازيان. والله أعلم.
ويونس هذا سئل عنه الإمام أحمد، فقال:"قد كتبنا عنه"، ولم ينقده بشيء، =
⦗ص: 105⦘
= وسكت عنه البخاري والرازيان، وذكره ابن حبان في الثقات (9/ 278، 289).
انظر: تسمية من روي عنه لابن المديني (245)، العلل لأحمد رواية ابنه عبد الله (2/ 519/ 3426)، التاريخ الكبير للبخاري (7/ 161، 8/ 386/ 3419، 8/ 413/ 3531)، تاريخ ابن أبي خيثمة - السفر الثالث (1/ 319 / 1164)، بيان خطأ البخاري في تاريخه (483، 657)، الجرح والتعديل (9/ 241 / 1018).
(4)
عقيل؛ بفتح العين المهملة كسر القاف. انظر: تلخيص المتشابه في الرسم (1/ 81).
وثقه ابن معين، وأحمد، وزاد:"وكان قد قرأ التوراة والإنجيل والقرآن"، وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 294)، وقال في المشاهير:"من خيار أهل اليمن، سمع عمه وهب بن منبه، وكان متقنا فاضلا"، وقال ابن حجر:"صدوق"، وقال الذهبي:"وثقه أحمد وابن معين، وهو قليل الحديث".
انظر: الجرح والتعديل (6/ 219/ 1212)، مشاهير علماء الأمصار (1540)، تهذيب الكمال (20/ 240 - 242/ 400)، تاريخ الإسلام (3/ 930/ 307)، الكاشف (2/ 31 / 3859)، تقريب التهذيب (4664).
(5)
تقدم الحديث برقم (6011)، وتقدم أيضا بالأرقام (6008 - 6010، 6012 - 6016، 11991 - 11996)، ويرتقي في الجملة إلى مرتبة الصحيح لغيره، وقد قال الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 510):"روي عن النعمان بن بشير من ثلاثة أوجه حسان"، والوجوه الثلاثة المعنية لديه هي المتقدمة بالأرقام (11994/ 11994، 11997)، وهذا الوجه الأخير قد يكون رابعها. والله أعلم. وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي (8/ 142).
11999 -
ز- حدثنا محمد بن كثير الحَرَّاني
(1)
، حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي
(2)
، ح.
وحدثنا يوسف بن مسلَّم
(3)
، حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع، قالا: حدثنا أشعث بن شعبة
(4)
، عن حنش بن الحارث
(5)
، عن أبيه
(6)
، عن علي،
⦗ص: 107⦘
عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنَّ ثلاثة نفر انطلقوا إلى حاجاتهم، فآواهم الليل إلى كهف، فانطبق عليهم، وقالوا: يا هؤلاء! تذاكروا أحسن أعمالكم فادعوا الله بها، لعل الله أن يُفَرِّجَ عنكم"، وذكر الحديث
(7)
.
(1)
محمد بن يحيى بن محمد بن كثير الحراني.
(2)
ابن حامد الحلبي، أبو يوسف الحلبي نزيل أنطاكية.
وثقه أبو حاتم الرازي، والعجلي، وابن حجر، وزاد العجلي:"رجل صالح، صاحب سنة"، وذكره ابن حبان في الثقات (9/ 284)، وقال الذهبي:"ثقة، صالح سني".
انظر: الثقات للعجلي (2/ 373/ 2051)، الجرح والتعديل (9/ 213 - 214/ 892)، تاريخ دمشق (74/ 177 - 10143/ 178)، الكاشف (2/ 1395/ 6400)، تقريب التهذيب (7829).
(3)
يوسف بن سعيد بن مسلم.
(4)
المصيصي: لينه أبو زرعة، وضعفه الأزدي، وقال ابن الفرضي:"يخالف فى بعض حديثه"، وعليه قال الحافظ في "التقريب" (525):"مقبول".
ووثقه أبو داود وابن حبان والطبراني، وصحح له الحاكم، وسئل أبو حاتم الرازي عن حديث له خالف فيه أبا نعيم الفضل بن دكين، أيهما أصح؟، فقال:"أبو نعيم أثبت"، فكأنه عنده في وزن الثقات، فهو لا يقل مرتبة عن الصدوق، إن شاء الله. والله أعلم
انظر: الجرح والتعديل (2/ 272 - 981/ 273)، العلل للرازي (5/ 567 / 2184)؛ الكنى لأبي أحمد الحكم (1/ 321/ 223)، الثقات (8/ 129)، الدعاء للطبراني (1/ 74 / 187)، تلخيص المتشابه (2/ 88/ 1218)، بغية الطلب (203/ 2)، تهذيب الكمال (3/ 270 - 525/ 271)، الميزان (1/ 997/265)، ديوان الضعفاء (473)، الكاشف (441)، مغاني الأخيار (153) تهذيب التهذيب (1/ 354/ 646).
(5)
حنش:- بفتح أوله والنون الخفيفة بعدها معجمة- ابن الحارث في لقيط النخعي الكوفي: لا بأس به، كما في تقريب التهذيب (1575).
وانظر: تاريخ دمشق (72/ 373)، المؤتلف والمختلف للدارقطني (2/ 698، 700).
(6)
الحارث بن لقيط النخعي الكوفي: ثقة، تابعي مخضرم، كما في تقريب التهذيب (1044) =
⦗ص: 107⦘
= انظر: تهذيب الكمال (5/ 275 - 276/ 1039)، تهذيب التهذيب (2/ 155 /268)، الإصابة في تمييز الصحابة (2/ 136/ 1934).
(7)
تقدم الحديث عند المصنف برقم (6018)، وأخرجه الطبراني في الدعاء (187)، وأبو سعيد النقاش في فنون العجائب (43) من حديث محمد بن عيسى الطباع، والخليلي في الإرشاد (2/ 552) من طريق يعقوب بن كعب الأنطاكي، كلاهما عن أشعث، به.
قال الطبراني: "لم يرفعه عن حنش بن الحارث إلا أشعث بن شعبة، وهو ثقة"، ونحوه قول الخليلي، وزاد:"وليس هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد".
بينما قال البزار: "لا نعلمه يروى عن علي إلا بهذا الإسناد، وقد رواه غير واحد عن حنش عن أبيه عن علي موقوفا، وأسنده عبد الصمد بن النعمان وأشعث بن شعبة عن حنش عن أبيه عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم". مسند البزار (3/ 120 / 906)
وهذا يفيد أن أشعث بن شعبة توبع على رفعه من عبد الصمد بن النعمان، بينما ذكر الخليلي أنه تابع أبا نعيم على وقفه. وسيأتي الكلام عليه في الحديث التالي حيث يخرجه المصنف من حديث عبد الصمد.
12000 -
ز- حدثنا تمتام
(1)
وابن أخت غزال
(2)
، قالا: حدثنا عبد الصمد بن النعمان، حدثنا حنش، ح
(3)
.
⦗ص: 108⦘
وحدثنا يوسف
(4)
والصائغ
(5)
، قالا: حدثنا أبو نعيم
(6)
، حدثنا حنش، ح.
وحدثنا أبو عمر الحراني
(7)
، حدثنا مخلد
(8)
، عن حنش. وذكر الحديث غيرَ مرفوع
(9)
.
(1)
محمد بن غالب بن حرب.
(2)
محمد بن علي بن داود.
(3)
هذا الوجه تقدم عند المؤلف برقم (6019) بإسناده هذا، وقال:"عن حنش بإسناده، مرفوع"، ثم ساقه من رواية أبي نعيم عن حنش به، فقال:"مثله، غير مرفوع".=
⦗ص: 108⦘
= وهذا يفيد أنه لديه عن عبد الصمد مرفوعا، وعن أبي نعيم موقوفا، ولكنه هاهنا ساقه عن عبد الصمد ضمن الطرق الموقوفة للحديث، وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "مجابو الدعوة" (ح: 12) والبزار في المسند (3/ 119/ 906) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، وابن الأعرابي في معجمه (ح: 320) عن محمد بن غالب تمتام -وهو شيخ المؤلف فيه-، كلابها (الجوهري، والتمتام) عن عبد الصمد به مرفوعا. وعلقه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 280/ 14124) عن عبد الصمد، به مرفوعا.
وقال البزار: "لا نعلمه يروى عن علي إلا بهذا الإسناد، وقد رواه غير واحد عن حنش عن أبيه عن علي موقوفا، وأسنده عبد الصمد بن النعمان وأشعث بن شعبة عن حنش عن أبيه عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
(4)
كذا في الأصل هنا يوسف بن سعيد بن مسلَّم المصيصي وهو المذكور في إسناد الحديث السابق.
تنبيه: تقدم الحديث برقم (6020)، ووقع فيه:"أبو يوسف"، وهو خطأ، والصواب ما أثبت، وانظر: إتحاف المهرة (11/ 326/ 14124).
(5)
محمد بن إسماعيل.
(6)
الفضل بن دكين.
(7)
عبد الحميد بن محمد بن الْمُسْتام، إمام مسجد حران.
(8)
ابن يزيد القرشي الحراني.
(9)
أخرجه أبو سعيد النقاش في "فنون العجائب"(43) من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ، به. =
⦗ص: 109⦘
= ورواه البخاري -كما في التاريخ الكبير (2/ 280 / 14124) -، وأبو حاتم الرازي- كما في العلل لابنه (5/ 567/ 2184) -، وأبو زرعة الدمشقي -كما في الدعاء للطبراني (188) -، وابن أبي خيثمة-كما في الإرشاد للخليلي (2/ 552) عن أبي نعيم به.
وأما طريق مخلد بن يزيد فلم أقف عليه عند غير أبي عوانة، ورجاله ثقات.
وفي تاريخ البخاري ما ينبئ عن متابعة أبي أسامة حماد بن أسامة لهما أيضا على وقفه، في بعض الروايات عنه، حيث ساق الحديث عن أبي نعيم بإسناده، فقال:"عن علي رضي الله عنه في الغار، ولم يرفعه بعضهم عن أبي أسامة".
ورواية الوقف هذه ذهب أبو حاتم الرازي إلى أبها أصح، وقال:"أبو نعيم أثبت". انظر: العلل لابن أبي حاتم (2184).
وهذا الحديث -كما تقدم عن غير واحد من الأئمة- لا يعرف عن علي رضي الله عنه من غير هذا الوجه، وهو إسناد حسن، إلا أن الحافظ ابن حجر في فتح الباري (6/ 510) ذهب إلى تضعيف إسناده، ولعله عنى طريقه المرفوع، وهو -أي المرفوع- مرجوح كما تقدم عن أبي حاتم، وإلا فرجال إسناده كلهم ثقات. والله أعلم
12001 -
ز- حدثنا أبو علي الزعفراني
(1)
، حدثنا عمرو بن مرزوق، ح.
وحدثنا يزيد بن سنان
(2)
، ويونس بن حبيب، قالا: حدثنا أبو داود
(3)
، قالا: حدثنا عمران القطان
(4)
، عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن
(5)
، عن
⦗ص: 110⦘
أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهليهم، فأصابتهم السماء، فلجأوا إلى جبل، فوقع عليهم صخرة، قال: فقال بعضهم لبعض: وقع الحجر، وعفا الأثر، ولا يعلم ما نحن فيه". الحديث
(6)
.
(1)
الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي.
(2)
ابن يزيد الأموي.
(3)
سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي.
(4)
عمران بن داور البصري.
(5)
البصري، أخو الحسن، ثقة، كما في تقريب التهذيب (2284).
قال ابن حبان بعد تخريجه لهذا الحديث: وسعيد بن أبي الحسن سمع أبا هريرة=
⦗ص: 110⦘
= بالمدينة، لأنه بها نشأ، والحسن لم يسمع منه، لخروجه عنها في يفاعته. صحيح ابن حبان (3/ 252/ 971).
(6)
تقدم الحديث برقم (6008)، وهو حسن، والحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه (3/ 251 رقم 971 الإحسان) من طريق عمرو بن مرزوق به، وساقه لفظه تمامًا، واخرجه أيضًا لبزار (رقم 1869، كشف الأستار) من طريق أبي داود الطيالسي به.
قال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في الأوسط بأسانيد، ورجال البزار واحد أسانبد الطبراني رجالهما رجال الصحيح. أ. هـ (مجمع الزوائد 8/ 142 - 143).
12002 -
ز- حدثنا عبدان الجُوالِيقي
(1)
، حدثنا داهِر
(2)
بن نوح
(3)
، حدثنا عبد الله بن عرادة
(4)
، حدثنا داود بن أبي هند، عن
⦗ص: 112⦘
أبي العالية، عن أبي هريرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خرج ثلاثة نفر فأصابهم السماء، فلجؤوا إلى غار، فقطعت قطعة من الجبل فتدهدهت
(5)
على فم الغار، فقال بعضهم لبعض: كف المطر، وعفا الأثر، ولا يراك إلا الله" ما قال: ثم ذكر الحديث بطوله
(6)
.
(1)
عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي.
(2)
كذا في إتحاف المهرة (14/ 632) وكذا عند المصنف برقم (6022)، وهو الصواب وهو المثبت في ترجمته، وجاء في الأصل:(زاهر).
(3)
الأهوازي، ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 238)، وقال:"ربما أخطأ"، وأخرج له في صحيحه، وقال الدارقطني في العلل (1/ 175):"شيخ لأهل الأهواز، ليس بقوي في الحديث"، وقال في رواية البرقاني عنه (سؤالاته: 144): "لا بأس به"، وقال الذهبي في المغني (1975):"محدث الأهواز، قال الدارقطني في العلل: ليس بقوي، وصلحه غيره". وانظر: لسان الميزان (3/ 389/ 3003).
(4)
ابن شيبان السدوسي البصري. وعرادة: بفتح العين والراء والدال المهملتين. انظر إكمال الإكمال لابن نقطه (4/ 150/ 4132).=
⦗ص: 111⦘
= قال عبد الله بن أبي الأسود الحافظ -وهو عبد الله بن مُحَمَّد بن حميد بن الأسود البصري ابن أخت عبد الرحمن بن مهدي-: "في النفس من هذا الشيخ! منكر الحديث". انظر: التاريخ الكبير للبخاري (5/ 166/ 525)، التاريخ الأوسط (4/ 713/ 1105)، الكامل (5/ 331/ 1009).
وقال ابن معين: "ضعيف". انظر: تاريخ الدوري (4/ 316/ 4575)، الجرح والتعديل (5/ 133/ 6195). وعنه أيضا:"ليس بشيء". الكامل (5/ 330/ 1009).
وقال البخاري، وابن الجارود:"منكر الحديث". انظر: التاريخ الأوسط (4/ 713/ 1105)، الكامل لابن عدي (5/ 331/ 1009)، ذخيرة الحفاظ (2/ 1117/ 2374، 3/ 1319/ 2851)، ولابن الجارود: إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي (8/ 66 / 3066).
وقال الساجي: "ضعيف، منكر الحديث". انظر: تعليقات الدارقطني على المجروحين (رقم: 170)، إكمال تهذيب الكمال (8/ 66/ 3066).
وقال العقيلي: "يخالف في حديثه، ويهم كثيرا". انظر: الضعفاء (2/ 288).
وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 8/ 531): "كنيته أبو شيبات، من أهل خوزستان،
…
كان ممن يقلب الأخبار، ويخطئ في الآثار توهما، لا يجوز الاحتجاج بما رواه إلا فيما وافق الثقات".
وقال ابن عدي: "حديثه ليس بالكثير، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه". الكامل (5/ 332 / 1009).
وضعفه النسائي في الضعفاء (رقم: 327)، وقال في التمييز:"ليس بثقة". انظر: إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي (8/ 67)، تهذيب التهذيب (5/ 319/ 545).
وضعفه الدارقطني، كما في كتاب (من تكلم شيه الدارقطني في كتاب السنن) لابن زريق (2/ 187/72)، وابن حجر، كما في التقريب (رقم: 3474).
ووهاه الذهبى. انظر: الكاشف (2855)، ديوان الضعفاء (2238)، المغني في =
⦗ص: 112⦘
= الضعفاء (1/ 347/ 3262).
وقال أبو داود: ليس به بأس. انظر: تهذيب الكمال (15/ 294 - 3424/ 296)، تهذيب التهذيب (5/ 319)، ولم أقف عليه عنه مسندا، وهو خلاف رأي كافة أئمة الجرح والتعديل، والأكثر على أنه واه منكر الحديث، وعليه يحمل التضعيف المطلق في كلام من أطلق عليه الضعف من الأئمة، كما يتجلى من المقارنة بين كلامي الإمام النسائي في كتابيه الضعفاء والتمييز، وقولي ابن معين فيه. والله أعلم.
(5)
أي تدحرجت، انظر: النهاية (2/ 143).
(6)
تقدم الحديث برقم (6022)، وأخرجه ابن عدي (5/ 331) عن عبدان الأهوازي به، وقال:"لا أعلم رواه عن داود غير ابن عرادة هذا، وعن ابن عرادة داهر بن نوح، ولم أكتبه إلا عن عبدان"، وزاد ابن طاهر المقدسي:"أخرج من غير وجه في الصحيح، وإنما أنكر من طريق ابن عرادة عن داود". انظر: ذخيرة الحفاظ (2/ 2374/11171)، فهذا الحديث مما أنكر على ابن عرادة، وهو ضعيف جدا، كما تقدم.
12003 -
ز- حدثنا محمد بن الهَيْثم بن حماد القاضي
(1)
، قال:
⦗ص: 113⦘
حدثنا عبد الأعلى
(2)
، حدثنا معتمر بن سليمان، ح.
وحدثنا أحمد بن سهل الأهوازي
(3)
، قال: حدثنا عاصم بن النضر الأحول
(4)
، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، ح.
وحدثنا أبو عِمران التُّسْتُري
(5)
، حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي، حدثنا
⦗ص: 114⦘
معتمر بن سليمان، قال: سمعت عوفًا
(6)
، قال: لا أعلم إلا أني سمعت خِلاسًا
(7)
يقول: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذهب ثلاثة نفر رادة
(8)
لأهليهم، قال: فأخذهم مطر، فلجؤوا إلى غار، قال: فوقع على فم الغار حجر، فسد عليهم فم الغاز، ووقع مُتَجافٍ
(9)
عنهم، فقال النفر بعضهم لبعض: رفع المطر، وعفا الأثر، ووقع الحجر، ولا يعلم بمكانكم إلا الله، فتعالوا فليدع كل رجل منكم بأوثق عمله". وذكر الحديث بطوله
(10)
.
(1)
ابن واقد الثقفي مولاهم أبو عبد الله بن أبي القاسم، المعروف بأبي الأحوص البغدادي ثم العكبري قاضيها، ثقة حافظ، كما في تقريب التهذيب (ص: 511، رقم: 6367)، وانظر: سؤالات الحكم (186)، تاريخ بغداد (4/ 575/ 1742)، تاريخ دمشق (73/ 263 - 266/ 10000)، تهذيب الكمال (26/ 571 - 576/ 5668)، سير أعلام النبلاء (13/ 156/ 88).
(2)
الظاهر أنه عبد الأعلى بن حماد بن نصر الباهلي مولاهم، أبو يحيى البصرى المعروف بالنَّرسى، كما هو مذكور في تلاميذ معتمر بن سليمان. وتقدمت ترجمته عند الحديث (111).
ووقع في إتحاف المهرة (14/ 477/ 18044): (ابن عبد الأعلى)، وفي الرواة عن معتمر "محمد بن عبد الأعلى الصنعانى"، و "هريم بن عبد الأعلى بن الفرات الأسدى أبو حمزة البصرى"، كلهم ثقات. والله أعلم
(3)
الأهوازي: بفتح الألف، وسكون الهاء، وفي آخرها الزاي. الأنساب (1/ 231).
هو أحمد بن سهل كنيته أبو الفضل، توفي سنة (291 هـ)، روى عنه أبو عوانة والعقيلي وابن قانع والطبراني وغيرهم من الحفاظ، لم أقف فيه على كلام لأحد من الأئمة المتقدمين، وقال ابن عبد الهادي في الصارم المنكي (ص: 172): (يروي المناكير، لا يحتج بخبره، ولا يعتمد على روايته)، وأدرجه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (1/ 480 - 481/ 543)، وذكر له عن علي بن بحر عن بقية عن خالد بن معدان عن أبيه عن جده، رفعه: مثل الإيمان مثل القميص، تقمصه مرة، وتدعه مرة. وعليه قال الحافظ:(هذا خبر منكر، وإسناد مركب، ولا يعرف لخالد رواية عن أبيه، ولا لأبيه ولا لجده ذكر في شيء من كتب الرواية)، ثم ذكر له خبرين آخرين غريبين جدا، وأحدها فيه راو متهم سواه، فهو بذا ساقط. والله أعلم.
وانظر: تاريخ مولد العلماء ووفياتهم لابن زبر (2/ 617)، تاريخ الإسلام (26/ 881/6)، إرشاد القاصي والداني (119).
(4)
التيمي.
(5)
موسى بن زكريا البصري التستري، تقدمت ترجمته (ح: 6023)، وهو متروك.
(6)
عوف بن أبى جميلة العبدى الهجري، يعرف بالأعرابى.
(7)
خلاس -بكسر أوله، وتخفيف اللام- ابن عمرو الهجرى البصرى.
(8)
جمع رائد، وهو من يخرج في طلب الكلإ والمرعى لقومه. انظر: الصحاح (2/ 478)، مجمل اللغة لابن فارس (ص: 405)، النهاية لابن الأثير (2/ 275).
(9)
جاء في الأصل "متجافي" والصواب ما أثبته، والمعنى: أي مبعَدا عنهم، ومانعا عن الوصول إليهم. انظر: النهاية (1/ 280)، معجم اللغة العربية المعاصرة (1/ 380/ 11997).
(10)
أخرجه المصنف هنا من ثلاث طرق، أولها رجاله كلهم ثقات، وأما الوجهان الأخيران فتقدما عند المؤلف رقم (6023) أيضا، وشيخا المصنف فيهما أحدهما ضعيف، وهو أحمد بن سهل الأهوازي، والآخر متروك، وهو أبو عمران موسى بن زكريا التستري، إلا أن التستري قد توبع عليه عن شيخه يحيى بن حبيمب بن عريى من إسماعيل بن إسحاق القاضي -وهو أحد الأئمة الحفاظ-، فيما أخرجه أبو سعيد النقاش في فنون العجائب (48)، ورجال إسناده كلهم ثقات.
فرجاله ثقات من وجهين عن معتمر به، إلا أنه معل بالإرسال، فإن حلاسا لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه شيئا، كما قال الإمام أحمد. انظر: سؤالات أبي عبيد=
⦗ص: 115⦘
= الآجري- تحقيق العمري (552)، جامع التحصيل (175).
12004 -
ز- حدثنا الصغاني
(1)
وعَلَّان بن المغيرة
(2)
ومحمد بن عوف، قالوا: حدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا ابن لهيعة، حدثني يزيد بن عمرو المعافري أنَّ أبا سلمة
[*]
القِتْباني
(3)
أخبره، عن عقبة بن عامر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ ثلاثة نفر من بني إسرائيل خرجوا يرتادون المطر، فأووا تحت صخرة، فخرَّت صخرة فأطبقت عليهم، فنظر بعضهم إلى بعض، فقال: إنه لا ينجيكم من هذا إلا الصدق"، وذكر الحديث، وقال:"طاق".
⦗ص: 116⦘
قال ابن عوف: إنَّ أبا أسلم القتباني
(4)
حدثهم عن عقبة
(5)
.
(1)
محمد بن إسحاق.
(2)
هو علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المخزومي، وعلان لقبه.
(3)
قتبان: بكسر القاف، وسكون المثناة، بعدها موحدة، قبيلة من رُّعَيْن، ينسب إليها جماعة من حملة العلم. انظر: الإكمال لابن ماكولا (7/ 64، 77)، تقريب التهذيب (رقم: 923، 1947، 2377)
والقتباني هذا؛ لم أقف فيه على جرح أو تعديل، ولا على ذكر له في غير هذه الرواية، واختلف أصحاب سعيد بن أبي مريم في تسميته، فقال أكثرهم: أبو سلمى - بضم السين، وفتحه- القتباني. واختلف على محمد بن عوف عنه، فقيل: أبو أسلم القتباني. وقيل: سالم أبو عمران. وقيل: أبو سلمة القتباني. وقيل: أبو مسلم القتباني. والأكثر هو أبو سلمى القتباني. وإسناده مصري، ومدار. حديثه هذا على ابن لهيعة، وهو غير حجة فيما يتفرد به. والله أعلم
انظر لضبط أبي سُلمى: علل الحديث لابن أبي حاتم (5/ 327 - 328/ 2015)، الإكمال لابن ماكولا (4/ 326)، توضيع المشتبه (5/ 143). تبصير المنتبه (2/ 687).
(4)
وحكى ابن أبي حاتم في العلل (5/ 327/ 2015) عن ابن عوف أنه قال فيه: "سالم أبو عمران"، وخطأه أبو حاتم الرازي، وتقدم الكلام عليه آنفا.
(5)
الحديث تقدم عند المؤلف (برقم 6024)، وأورده ابن قطلوبغا في مسند عقبة بن عامر (251) من طريق أبي نعيم الإسفراييني، عن أبي عوانة به.
وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 504) عن سعيد بن أبي مريم به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل (5/ 327/ 2015) عن محمد بن عوف الحمصي، والطبراني في الدعاء (195) عن أحمد بن حماد بن زغبة، وأبو سعيد النقاش في فنون العجائب (35) من طريق عبيد بن شريك، وتمام في الفوائد (1/ 172/ 398) من طريق عبد الله بن الحسين المصيصي، جميعهم عن سعيد ابن أبي مريم به.
وأخرجه الروياني في المسند (1/ 265/197) وابن أبي حاتم في العلل (5/ 328/ 2015)، عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب -ابن أخي ابن وهب-، عن عمه عبد الله بن وهب.
وأخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في مجلس من أماليه (9) من طريق سعيد بن إبراهيم، ثلاتتهم (ابن أبي مريم، وابن وهب، وسعيد بن إبراهيم) عن ابن لهيعة به.
وهذا إسناد ضعيف، لما يلى:
1 -
أبو سُلْمى القِتْباني: لم يذكر بجرح ولا تعديل، ولم يتابع عليه، ومدار حديثه على ضعيف.
2 -
مداره على ابن لهيعة: وهو سيء الحفظ مخلِّط، كثير الأوهام، يدلس عن الضعفاء والمتروكين بما لا أصل له، فيرويها عن ثقات لقيهم وسمع منهم، وبعد احتراق كتبه كان يحدث بكل ما يؤتى به إليه، ويخلِّط دون أن يعرف، فترك حديثه المتأخر، ويعتبر بحديثه من سماع القدامى والعبادلة (ابن المبارك، وابن وهب، وابن المقرئ) ومن في حكمهم عنه، مع تجنب تدليسه ومنكيره، كما حققه ابن حبان في المجروحين (1/ 76، 2/ 11 - 12)، وعليه ذكره ابن حجر في الطبقة الخامسة من المدلسين (رقم: 140). وانظر:=
⦗ص: 117⦘
= تهذيب الكمال (15/ 487 - 502/ 3513).
وهذا الحديث مداره على غير العبادلة ومن في حكمهم عنه.
وأما رواية ابن وهب فلا عبرة بها، فإنه لا يثبت عنه، إذ مداره على ابن أخيه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، وهو يتفرد عن عمه بالمناكير والموضوعات، كما في ميزان الاعتدال (1/ 113 - 444/ 114)، فلا عبرة بما يتفرد مثله عن إمام مثل ابن وهب، إلا من رواية النقاد الذين أخذوا عنه قبل أن يخلِّط.
والله أعلم وعليه ضعف إسناده الحافظ ابن حجر في فتح الباري (6/ 510).
3 -
نكارة متنه في النفر الثالث: قال الحافظ ابن حجر: "اتفقت الروايات كلها على أن القصص الثلاثة في الأجير والمرأة والأبوين، إلا حديث عقبة بن عامر ففيه بدل الأجير أن الثالث قال: "كنت في غنم أرعاها فحضرت الصلاة فقمت أصلي فجاء الذئب فدخل الغنم فكرهت أن أقطع صلاتي فصبرت حتى فرغت"، فلو كان إسناده قويا لحمل على تعدد القصة". فتح الباري (6/ 511).
وعليه عده الألباني في الضعيفة (14/ 12 - 13/ 6501) علة ثالثة للحديث.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: أصلحها محققو الكتاب في حديث (6024) إلى (سلمى)، وقد أشاروا في الهامش هنا إلى الخلاف في اسمه، وقد ورد كذلك كما في الأصل (سلمة) في الإتحاف (13855)، وورد هكذا (سلمى) في المعرفة والتاريخ للفسوي (2/ 504) ضمن من ذكرهم من ثقات التابعين من أهل مصر، وورد كذلك هكذا في مسند الروياني (265) وسماه: إياس بن عامر (1/ 196)، وورد كذلك هكذا في الدعاء للطبراني (195)، وفنون العجائب لأبي سعيد النقاش (35).
12005 -
ز- حدثنا ابن أبي الدّنيا، حدّثنا سويد بن سعيد
(1)
، حدّثنا مفضّل بن صالح
(2)
،
⦗ص: 118⦘
عن جابر الجعفي
(3)
، عن عبد الله بن الحارث
(4)
، عن أبي أوفى أو ابن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر حديث الغار
(5)
.
(1)
الحدثاني.
(2)
أبو جميلة الأسدي الكوفي، وذكر ابن عدي أن سويد بن سعيد كان يخطئ في اسم أبيه يقول: مفضل بن عبد الله، وهو ابن صالح.
قال البخاري وأبو حاتم الرازي وابن حبان: "منكر الحديث"، زاد ابن حبان:"كان ممن يروي المقلوبات عن الثقات، حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها من كثرته، فوجب ترك الاحتجاج به"، وأقره العقيلي وغيره، وإليه يميل الذهبي.
وقال الترمذي والطوسي: "ليس عند أهل الحديث بذاك الحافظ"، وذكره ابن=
⦗ص: 118⦘
= الجاود وأبو العرب القيرواني في الضعفاء.
وخالف ابن عدي فمشاه، وقال الدارقطني:"صالح"، وما ذهب إليه الجمهور أولى.
والله أعلم انظر: التاريخ الأوسط (2/ 263/ 2544)، سنن الترمذي (259)، الجرح والتعديل، (8/ 316/ 1459)، الضعفاء للعقيلي (4/ 241/ 1834)، الكامل (8/ 151 - 154/ 1893)، المجروحين (3/ 22/ 1057)، علل الدارقطني (5/ 328/ 922)، تهذيب الكمال (28/ 409 - 412/ 6147، 6148) ميزان الاعتدال (4/ 167 - 168/ 8728)، ديوان الضعفاء (4219)، إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي (11/ 336/ 4715)، التكميل في الجرح والتعديل (1/ 150/ 184).
(3)
هو جابر بن يزيد الكوفي، ضعيف، واتهمه غير واحد من الأئمة، كما تقدم في ترجمته (ح:714).
(4)
وقع عند غير أبي عوانة: عبد الرحمن بن الحارث المرادي. ولم أقف على ترجمته.
(5)
تقدم الحديث برقم (6025)، وأخرجه الطبراني في الدعاء (196)، وتمام في الفوائد (1/ 171/ 397) - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 43/ 4934) - من طريقين آخرين عن سويد بن سعيد، به.
وأخرجه الطبراني أيضا (196) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن جندل ابن والق التغلي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، به.
وهذا الحديث ضعف إسناده الحافظ ابن حجر في فتح الباري (510/ 6)، وذلك لوهاء مفضل بن صالح، وجابر الجعفي، وجهالة عبد الله -أو عبد الرحمن- ابن الحارث المرادي.
وأما إسناد الطبراني الآخر فأوهى منه، حيث عمرو بن شمر رافضي متروك، كذبه=
⦗ص: 119⦘
= الجوزجاني، واتهمه غير واحد من الأئمة بالوضع، كما في اللسان (4/ 366 - 367).
12006 -
ز- وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا إبراهيم بن سعيد
(1)
، حدثنا كثير بن هشام
(2)
، عن جعفر بن بُرْقان، عن ميمون بن مهران، عن الضحاك بن قيس بمثله
(3)
، ولم يرفعه
(4)
.
(1)
الجوهري.
(2)
الكلابي أبو سهل الرقى الدمشقى.
(3)
يعني بمثل حديث صالح بن كيسان عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه مرفوعا، والذي أخرجه ابن أبي الدنيا في "مجابو الدعوة" قبله برقم (2).
(4)
هو عند ابن أبي الدنيا في "مجابو الدعوة"(14)، وتقدم الحديث عند المصنف برقم (6026) مع الحكم عليه.
باب بيان فضيلة: التوبة والدعاء، والدليل على أنّ الداعي إذا دعا بدعاء وهو موقن بالإجابة ويحسن ظنه بالله، فليستيقن أنّه لا يرده
(1)
.
(1)
اشتملت أحاديث الباب على "التوبة"، وأحال الحافظ ابن حجر في الإتحاف على هذا التبويب للأحاديث الواردة في هذه الأبواب، وهو الموافق لكتاب التوبة في صحيح مسلم، والله أعلم.
12007 -
حدثنا الصَّغَاني، أخبرنا ابن أبي مريم
(1)
، أخبرنا أبو غسان
(2)
، أخبرني زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، والله عز وجل أفرح بتوبة عبده من العبد يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرَّب إلى الله شبرًا تقرب الله منه ذراعًا، ومن تقرَّب إلى الله ذراعًا تقرب الله منه باعًا، ومن جاء يمشي إلى الله أقبل الله إليه يُهَرْوِل"
(3)
.
(1)
سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري.
(2)
محمد بن مطرف بن داوود الليثي المدني.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (التوبة، باب في الحض على التوبة 4/ 2102 رقم 1/ 2675) من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم به.
وهو متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}، 9/ 121/ 7405) من طريق حفص بن غياث عن الأعمش، سمعت أبا صالح، به نحوه.
12008 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا روح
(1)
، حدثنا زهير بن
⦗ص: 121⦘
محمد
(2)
، عن زيد بن أسلم بمثله، وبمعناه
(3)
.
(1)
ابن عبادة البصري.
(2)
التميمي أبو المنذر الخراساني المروزى.
(3)
سيأتي تخريجه في الحديث التالي.
12009 -
حدثنا ابن ناجية
(1)
، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا حفص بن ميسرة، قال: حدثني زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: قال الله: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول، والله للهُ أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة
(2)
.
(1)
عبد الله بن محمد بن ناجية، البربري.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها، 4/ 2102، ح: 1 - 2675) عن سويد، به، نحوه.
وأخرجه أيضا (كتاب الذكر، باب الحث على ذكر الله تعالى، 4/ 2061، 2067، ح: 1، 2، 21 - 2675) من طرق عن الأعمش، به نحوه.
ومن فوائد الاستخراج في هذه الأحاديث الثلاثة؛ زيادة الطرق به عن زيد بن أسلم من وجوه صحيحة لا مغمز فيها، بينما رواية الإمام مسلم فيها شيخه سويد بن سعيد الأنباري الحدَثاني، انتقد على مسلم إخراج حديثه، وقال أبو عبد الله الحاكم:"اعتمد مسلم من أحاديثه أحاديث حفص بن ميسرة وقد غمزه في غيره، والذي عرفناه من احتياط مسلم: لدينه في أمثاله، أنه لو وقف من حال سويد على ما وقف عليه غيره من هؤلاء الأئمة، لترك الرواية عنه عن حفص بن ميسرة وغيره". انظر: المدخل إلى الصحيح (4/ 132).
12010 -
حدثنا السلمي
(1)
، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[قال الله عز وجل]
(2)
"أنا عند ظنّ عبدي بي"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيفرح [أحدكم]
(3)
براحلته إذا ضلَّت منه ثم وجدها؟ قالوا: نعم، يا رسول الله! قال: فوالذي نفسي بيده للهُ أشدُّ فرحا بتوبة عبده إذا تاب؛ من أحدكم براحلته إذا وجدهُ
(4)
"
(5)
.
(1)
أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي، النيسابوري، المعروف بحمدان.
(2)
ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل، ومثبت في صحيفة همام بن منبه رقم (65)، وكذلك عن الإمام أحمد أيضاً في مسنده. انظر: المسند (13/ 509 رقم 8178).
(3)
ما بين المعقوفين سقط من الأصل، واستدرك من صحيفة همام بن منبه (ح: 79)، وهو من رواية السلمي - شيخ المصنف - عن عبد الرزاق.
(4)
في الأصل "وجده" علامة: (ضـ) على الهاء، وفي صحيفة همام:"وجدها"، وهو أولى.
(5)
أخرج مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها، 4/ 2102/ 2 - 2675) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق به، حديث التوبة، وأحال متنه على حديث الأعرج، عن أبي هريرة صلى الله عليه وسلم، وقال:"بمعناه".
والحديث هو في صحيفة همام بن منبه (رقم: 65، 79) مفرقا، بمثله، وهي من رواية السلمي شيخ المؤلف عن عبد الرزاق به، ومن طريقين عن السلمي أخرجه البيهقي في الأربعون الصغرى (رقم: 8)، والأسماء والصفات (2/ 420/ 997)، وتابع السلمي ومحمد بن رافع عليه الإمام أحمد في مسنده (13/ 516/ 8192) بمثله.
وهو في جامع معمر من مصنف عبد الرزاق (11/ 297/ 20587) عن معمر، عن همام ابن منبه، عن أبي هريرة، قال: لا أدري أيرفعه أم لا، قال: "إن الله ليفرح =
⦗ص: 123⦘
= بتوبة عبده كما يفرح أحدكم أن يجد ضالته بواد، فخاف أن يقتله فيه العطش".
ومن رفعه عن عبد الرزاق بلا شك أوثق، وفيهم الإمام أحمد، فحديثهم أرجح، والدبري يستصغر في عبد الرزاق، سمع منه بأخرة بعد ما عمي وتغير.
وانظر: الكامل في ضعفاء الرجال (1/ 560/ 177)، فهرست الإشبيلي (131)، سير أعلام النبلاء (13/ 416 - 418/ 203)، ميزان الاعتدال (1/ 181 - 82/ 731)، لسان الميزان (2/ 36 - 38/ 995).
وفيه من فوائد الاستخراج:
1 -
بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.
2 -
العلو بالمساواة، فقد ساوى المصنف مسلما فيه، وكأنه صافح شيخه محمد بن رافع.
3 -
بيان متابعة السلَّمي شيخ المصنف محمد بن رافع شيخَ مسلم في رواية نسخة صحيفة همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه على وجهه، عن عبد الرزاق، وفي رفع الحديث بلا شك، وهو في المصنف لعبد الرزاق مع الشك، كما تقدم.
12011 -
حدثنا الِبرْتي
(1)
، حدثنا القَعْنَبي
(2)
، ح.
وحدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا قتيبة
(3)
، قالا: حدثنا المغيرة
(4)
، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَلَّهُ أشدُّ فرحًا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالَّته إذا وجدها"
(5)
.
(1)
أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي.
(2)
عبد الله بن مسلمة بن قَعْنب.
(3)
ابن سعيد البغلاني.
(4)
ابن عبد الرحمن الحزامي.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها، =
⦗ص: 124⦘
= 4/ 2102، ح: 2 - 2675) عن القعنبي به، مثله.
12012 -
ز - حدثنا الْهَيْذَام بن قُتَيبة
(1)
، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا مغيرة بإسناده، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله إذا أحب عبدي لقائي
(2)
أحببت لقائه، وإذا كره لقائي كرهت لقائه"
(3)
.
(1)
ابن سعيد البغدادي أبو محمد المروزي.
والهيذام على وزن فَيْعال، بفتح الهاء أوله، ثم ياء ساكنة، ثم ذال معجمة بعدها ألف ثم الميم آخره، اسم مشتق من الهَذْم، ويعني الشُّجاع من الرِّجال، وهو هنا اسم.
انظر: المنتخب من كلام العرب لعلي بن الحسن الهنُائي (ص: 675)، جمهرة اللغة (باب ما جاء على فَيْعال، 2/ 1207)، تهذيب اللغة (6/ 144)، تاج العروس (34/ 80).
(2)
هكذا في لفظ رواية الإمام أحمد في المسند (15/ 240)، وجاء في الأصل في الموضعين "لقاي، لقاه".
(3)
الحديث لم يخرجه مسلم، وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} 9/ 145/ 7505)، من طريق مالك عن أبي الزناد به، به مثله، وهو في الموطأ برقم (50).
وهو عند الإمام أحمد في المسند (15/ 240/ 9410)، والنسائي في السنن المجتبى (كتاب الجنائز، فيمن أحب لقاء الله، 4/ 10/ 1835)، والسنن الكبرى (كتاب النعوت، الحب والكراهية، 2/ 384/ 1974) كلاهما (أحمد، والنسائي) عن قتيبه، به مثله.
12013 -
حدثنا أحمد بن عبد الجبار العُطَارِدي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عُمَارة، عن الحارث بن سُوَيْد، قال: حدثنا عبد الله
(1)
حديثين، أحدهما عن نفصه والآخر عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
⦗ص: 125⦘
"إنّ المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه"، فقال به هكذا، وأشار إلى أنفه.
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَلَّهُ أفرح بتوبة أحدكم من رجلٍ خرج بأرضٍ دوية
(2)
مهلكةٌ، معه راحلته، عليها زاده وطعامه وشرابه وما يصلحه، فأضلَّها، فخرج في طلبها حتى إذا أدركه الموت قال: أرجع إلى مكاني الذي أضْلَلْتها فيه فأموت فيه، فرجع إلى مكانه فغلبته عيناه، فانتبه فإذا هو براحلته عند رأسه، عليها زاده وما يصلحه".
رواه علي بن حرب، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عُمَارة، عن الأسود والحارث بن سويد بهذا
(3)
.
(1)
ابن مسعود رضي الله عنه.
(2)
بفتح الدال وتشديد الواو والياء، وهي الأرض الخالية منسوبة إلى "الدو" وهي البرية التي لا نبات بها. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 96) تكملة فتح الملهم (12/ 6).
(3)
الحديث متفق عليه، من غير رواية أبي معاوية عن الأعمش، وعامتهم يقول فيه عن الأعمش:"عن عمارة عن الحارث"، كما سيأتي في الأحاديث التالية عند المؤلف.
وأما أبو معاوية فاختلف عنه على ثلاثة أوجه:
فرواه أحمد بن عبد الجبار العطاردي - كما عند المؤلف هنا -، وهناد بن السري في الزهد (2/ 448) - وعنه الترمذي في جامعه برقم (2497 - 2498) -، ومحمد بن عبيد ابن محمد المحاربي عند النسائي في السنن الكبرى (7/ 158/ 7696)، وأبو همام وأبو كريب ومحمد بن طريف عند الإسماعيلي - كما في فتح الباري لابن حجر (11/ 107) - عن أبي معاوية عن عمارة عن الحارث بن سويد به. مثل رواية الجماعة عن الأعمش.
ورواه علي بن حرب الموصلي - فيما علقه المؤلف هنا، ولم أقف عليه مسندًا عنه -، وأخوه أحمد بن حرب عند النسائي في السنن الكبرى (7/ 158/ 7695). =
⦗ص: 126⦘
= وأبو كريب عند الإسماعيلي - كما في الفتح (11/ 107) - عن أبي معاوية عن الأعمش عن عمارة عن الأسود والحارث بن سويد عن ابن مسعود رضي الله عنه.
ورواه الإمام أحمد في المسند (6/ 131/ 3627، 6/ 133/ 3628، 6/ 135/ 3629) عن أبي عوانة عن الأعمش عن عمارة عن الأسود عن عبد الله رضي الله عنه، وعن أبي عوانة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله رضي الله عنه. وبمثله علقه البخاري في الصحيح (كتاب الدعوات، باب التوبة، 8/ 67 - 68/ 6308) عن أبي عوانة.
وتوبع عليهما الإمام أحمد مفرقا.
فحديث الأسود قد رواه أيضا يوسف بن موسى القطان الرازي - فيما أخرجه البزار (5/ 81/ 1654) - عن أبي معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الأسود عن عبد الله رضي الله عنه.
وحديث التيمي عن الحارث؛ رواه عفان بن مسلم عند أبي نعيم في الحلية (4/ 129)، وأحمد بن سنان القطان عند ابن حبان في الصحيح (2/ 384/ 618)، ويحيى بن حماد - عند الإسماعيلي مسندا، كما في الفتح (11/ 107) وعند أبي نعيم معلقا - ثلاثتهم: عن أبي عوانة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، بطرف من المرفوع منه.
وهذا الوجوه محفوظة عن الأعمش، توبع عليها أبو عوانة اليشكري، فقد تابعه على الوجه الأول منها: جرير بن عبد الحميد، وقطبة، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وأبو بدر شجاع بن الوليد، وأبو شهاب، ومحمد بن فضيل، وإسماعيل بن حماد بن أبي سليمان، وغيرهم من أصحاب الأعمش، كما سيأتي بعضها عند المؤلف بتخريجها.
وتابعه على الجمع بين الحارث بن سويد والأسود بن يزيد في رواية الأعمش عن عمارة؛ يوسف بن موسى - وهو الرازي القطان - عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش عند البزار (5/ 82/ 1655).
وتابعه على روايته له عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد: الثوري عند ابن المبارك في الزهد (1/ 23/ 69) - مقتصرا على الموقوف منه -، وعلي =
⦗ص: 127⦘
= ابن مسهر عند النسائي في السنن الكبرى (7/ 517/ 7694)، وشعبة وأبو مسلم عبيد الله الكوفي قائد الأعمش عند البخاري في الصحيح (كتاب الدعوات، باب التوبه، 8/ 67 - 68/ 6308) معلقا عنهما.
فهذا ينبئ أن الحديث عند الأعمش عن عمارة عن الحارث والأسود معا، وعن إبراهيم التيمي عن الحارث وحده، وجميع هذه الطرق - والله أعلم - محفوظة.
وانظر: فتح الباري لابن حجر (11/ 107).
وقد قال الترمذي (4/ 659): "هذا حديث حسن صحيح"، وقال أبو نعيم في الحلية (4/ 130):"متفق على صحته".
12014 -
حدثنا الحسن بن عَفَّان
(1)
، حدثنا أبو أسامة
(2)
، عن الأعمش
(3)
، عن عمارة بن عمير، قال: سمعت الحارث بن سويد، قال: اشتكى عبد الله بن مسعود فعدته، فحدثنا حديثين، أحدهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والآخر عن نفسه، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل بأرض دوية مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فنزل عنها، فنام وراحلته عند رأسه، فاستيقظ وقد ذهبت، فذهب في طلبها فلم يقدر عليها حتى أدركه الموت والعطش، فقال: والله لأرجعَنَّ فلأموتَنَّ حيث كان رحلي، فرجع فنام، فاستيقظ فإذا راحلته عند رأسه، عليها طعامه وشرابه"
(4)
.
⦗ص: 128⦘
رواه جرير
(5)
وقطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش، مثله
(6)
.
(1)
الحسن بن علي بن عفان العامري.
(2)
حماد بن أسامة.
(3)
سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي.
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتات التوبة، باب في الحض على التوبة، والفرح بها، 4/ 2103، ح: 4 - 2744) عن إسحاق بن منصور عن أبي أسامة، به وأحال متنه =
⦗ص: 128⦘
= على حديث جرير عن الأعمش، بقوله:"بمثل حديث جرير".
وفي هذا من فوائد الاستخراج: بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه، والعلو النسي بالمساواة، فقد ساوى المصنف فيه مسلما، وكأنه صافح به شيخه إسحاق الكوسج.
(5)
ابن عبد الحميد الرازي.
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها، ح: 3) عن عثمان بن أبي شيبة وإسحاق ابن راهوية، عن جرير، عن الأعمش.
وعن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن آدم عن قطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش. وهو متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الدعوات، باب التوبة، 8/ 67 - 68/ 6308) من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع عن الأعمش به، وقال:"تابعه أبو عوانة وجرير عن الأعمش. وقال أبو أسامة: حدثنا الأعمش، حدثنا عمارة، سمعت الحارث. وقال شعبة، وأبو مسلم اسمه عبيد الله - كوفي، قائد الأعمش -: عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد. وقال أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن عمارة، عن الأسود، عن عبد الله رضي الله عنه. وعن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله رضي الله عنه".
12015 -
ز - حدثنا عطية بن بقية بن الوليد، أخبرني أبي، عن الزُّبَيْدي
(1)
، عن الزهري، عن سعيد بن المسيِّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَلَّهُ أفرح بتوبة عبده من العَقِيم الوالد، ومن الضَّالِّ الواجد، ومن الظَّمْآن الوارد"، وذكر الحديث
(2)
.
(1)
محمد بن الوليد بن عامر أبو الهذيل الحمصي.
(2)
الحديث بهذا اللفظ ضعيف - كما سيأتي بيانه - وقد تقدم الحديث أولَ الباب =
⦗ص: 129⦘
= (ح: 12007 - 12011) من رواية عدد من التابعين عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو متفق عليه من حديث أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه، وتفرد مسلم بروايته عن همام بن منبه والأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه، كما تقدم، كلهم رووه بغير هذا اللفظ، وأما بهذا اللفظ فجاء من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه، واختلف فيه سندا ومتنا.
أخرجه المؤلف، وحسن الخلال في المجالس العشرة الأمالي (86) من طريق عطية بن بقية بن الوليد، بهذا. وأتى فيها بلفظ مغاير لعامة رواياته عن أبي هريرة رضي الله عنه وغيره من الصحابة، وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله أفرح بتوبة عبده المؤمن من الضال الواجد ومن الظمآن الوارد ومن العقيم الوالد، ومن تاب إلى الله توبة نصوحا؛ أنسى الله حافظيه، وبقاعَ أرضه خطاياه وذنوبه" الحديث.
قال الدارقطني: "تفرد به عطية بن بقية عن أبيه".
قلت: وبقية معروف بتدليس التسوية، وإسناده هنا مسلسل بالعنعنة.
فهو غير محفوظ بهذا اللفظ، وأما الإسناد فتوبع عليه من رواية لوين وعبد الله ابن عمران العابدي عن إبراهيم بن سعد الزهري عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه.
أخرجه الدارقطني في العلل (7/ 270) عن أبي القاسم البغوي عن لوين، به بلفظ:"لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته بأرض المهلكة يخشى أن يقتله فيها العطش"، وعن ابن صاعد عن عبد الله بن عمران العابدي به، بلفظ:"إن الله لأفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته يجدها بأرض مهلكة يخاف يقتله العطش".
وقد خالفهما أبو داود الطيالسي، فرواه عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه. أخرجه النسائي في السنن الكبرى (10/ 249/ 11411)، وقال الدارقطني في العلل (7/ 269):"وكذلك رواه بقية، عن الزبيدي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه".
والطيالسي أوثق بكثير منهما، فطريقه أولى بأن تكون محفوظة. =
⦗ص: 130⦘
= وخالف معمر فرواه عن الزهري عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. أخرجه عبد الرزاق في التفسير (تفسير سورة حم عسق، 3/ 161/ 2738). وهذا منقطع بين الزهري وبين أبي هريرة رضي الله عنه.
وفيه وجه آخر عن الزهري، علقه الدارقطني في العلل (7/ 269 / 1341)، فقال:"ورواه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن الزهري عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة رضي الله عنه".
وأقوى هذه الوجوه هو معمر عن الزهري عن أبي هريرة رضي الله عنه، ثم الطيالسي عن إبراهيم بن سعد الزهري عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه.
فالظاهر أنه غير محفوظ عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأما لفظ عطية بن بقية به فشاذ. والله أعلم
12016 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق
(1)
، وأحمد بن يحيى السابري، وأبو أمية
(2)
، قالوا: حدثنا عمر بن يونس، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حدتني أنس بن مالك - وهو عمه -، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض
(3)
فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأَيِس منها، فأتَى شجرةً فاضطجع في ظِلِّها، قد أَيِس من راحلته، بينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فقام فأخذ بخِطامها"
(4)
.
(1)
ابن دينار الأموي أبو إسحاق البصري.
(2)
محمد بن إبراهيم بن مسلم البغدادي الطرسوسي الثغري.
(3)
في الأصل: "بالأرض"، والصواب ما أثبت.
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها، 4/ 2104، ح: 7 - 2747) عن محمد بن الصباح وزهير بن حرب، عن عمر بن يونس، به مثله.
والمصنف ساوى فيه مسلما، وهذا من فوائد الاستخراج.=
12017 -
حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا النضر بن محمد
(1)
، حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله أشدُّ فرحاً بتوبة أحدكم من الذي يخرج حتى إذا كان بأرضٍ فلاةٍ، معه راحلته وزاده، عليها ماؤه، فأضلَّها
(2)
، فأتى شجرة فنام في ظلها، قد أيس منها، فانتبه فإذا هي عنده، فأخذ بخِطامها، فقال من الفرح: اللهم أنا ربك وأنت عبدي، من شدة الفرح لا يدري ما يقول.
قال: فقال الله عز وجل: إذا دنا عبدي شبرا
(3)
دنوت منه ذراعا، فإذا دنا مني ذراعا دنوت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة"
(4)
. الفضل
(5)
.
(1)
الجرشي أبو محمد اليمامي.
(2)
أي فقدها، انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 100).
(3)
في إتحاف المهرة (1/ 409/ 325): "إذا دنا عبدي مني شبرا".
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
(5)
كذا في الأصل، ولم يتبين لي وجهه، إلا أن يكون توجيها للحديث، بأنه يعني بيان الفضل، وهذا المعنى للحديث فسره جماعة من أئمة السنة، أي من تقرب لله شبراً بالعمل تقرب الله إليه بالثواب باعاً كما قال إسحاق بن راهويه (كما في مسائل أحمد وإسحاق، رواية حرب الكرماني ص 345)، والأعمش (كما في جامع الترمذي انظر: الحديث رقم 3603)، وانظر أيضاً: مجموع الفتاوي لابن تيمية (5/ 238، 510)، (35/ 371)، شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان (1/ 271) =
⦗ص: 132⦘
= تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة (صـ 209)، إبطال التأويلات لأبي يعلى (2/ 289).
12018 -
وحدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، حدثنا عمرو بن عاصم
(1)
، حدثنا همام
(2)
، حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"لَلَّهُ أشدُّ فرحا بتوبة عبده من أحدكم يستيقظ على بعيره، وقد أضله بأرض فلاة"
(3)
.
(1)
ابن عبيد الله الكلابي القيسي أبو عثمان البصري.
(2)
ابن يحيى بن دينار العوذى البصرى.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها، 4/ 2105، ح: 8 - 2747)، عن هداب بن خالد عن همام به مثله.
والحديث متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الدعوات، باب التوبة، 8/ 68/ 6309) عن هداب بن خالد، ومن طريق حبان، كلاهما عن همام به، نحوه.
12019 -
حدثنا عمار بن رجاء، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا حماد
(2)
، عن قتادة، عن أنس، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم، مثله
(3)
.
(1)
سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي.
(2)
هو حماد بن سلمة بن دينار البصري.
(3)
الحديث تقدم تخريجه في الذي قبله.
12020 -
حدثنا محمد بن عبد الحكم القِطْري
(1)
الرَّملي، وجعفر بن محمد القلانسي، قالا: حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شيبان
(2)
، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحا بتوبة عبده من الذي يستيقظ
⦗ص: 133⦘
على بعيره بأرض فلاة"، قال القِطْري: "على بعيره، وقد أضله"
(3)
.
(1)
بكسر القاف وسكون الطاء. انظر: الإكمال لابن ماكولا (7/ 115)، الأنساب للسمعاني (10/ 456/ 3268).
(2)
ابن عبد الرحمن النحوي.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث (ح: 12018).
12021 -
حدثنا الصَّغاني
(1)
، حدثنا عاصم بن علي
(2)
، حدثنا عبيد الله بن إياد، حدثنا إياد
(3)
، عن البراء بن عازب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تقولون
(4)
بفرح الرجل انفلتت منه راحلته، تَجُرُّ بزِمامِها
(5)
بأرضٍ قَفْرٍ
(6)
ليس بها طعام ولا شراب، فطلبها، ليس له طعام ولا شراب
(7)
، فطلبها حتى شق عليه، ثم مرَّت بجِذْل
(8)
شجرة فتعلَّقت زِمامُها، فوجدها متعلِّقة؟ " فقلنا: شديد، يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما والله! لَلَّهُ
⦗ص: 134⦘
أشدُّ فرحا بتوبة عبده، من الرجل براحلته"
(9)
.
(1)
محمد بن إسحاق.
(2)
ابن عاصم الواسطي.
(3)
ابن لَقِيط السدوسي.
(4)
هكذا في الأصل، بتقدير أداة الاستفهام، وفي صحيح مسلم:"كيف تقولون".
(5)
زمام على وزن فِعال - بكسرِ الفاء -، هو الحبل يجعل في أنف الناقة لتنقاد.
انظر: غريب الحديث لابن قتيبة (1/ 444، 2/ 304)، النهاية (2/ 314)، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم (ص: 164)، معجم ديوان الأدب (باب فِعال بكسرِ الفاء، 1/ 467، وبابُ فِعال بكسْرِ الفاء، 3/ 94).
(6)
هي الأرض الخالية التي لا ماء بها، انظر: النهاية (4/ 89).
(7)
هكذا في الأصل، وفي صحيح مسلم:"وعليها له طعام وشراب"، وهو أولى.
(8)
بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا، وتصغيره جذيل، وهو أصل الشجرة المقطوع، وقد يسمى العود جذلا. انظر: غريب الحديث لابن قتيبة (1/ 323)، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري، ومسلم (ص: 40، 131).
(9)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها، 4/ 2104، ح: 6 - 2746) عن يحيى بن يحيى وجعفر بن حميد عن عبيد الله بن إياد بن لقيط، به نحوه.
وفي رواية المؤلف من فوائد الاستخراج التصريح بالتحديث بين عبيد الله بن إياد وبين أبيه، وهو معنعن عند مسلم.
12022 -
ز - حدثني بحشل الواسطي
(1)
، قال: حدثني عبد الحميد بن بيان، حدثنا إسحاق الأزرق
(2)
، أخبرنا سعيد بن إياس الجُرَيري، عن أبي عثمان النَّهْدي، عن سلمان الفارسي، رفع الحديث، أنّه قال:"إذا تقرب إلي عبدي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته أُهَرْول"
(3)
.
⦗ص: 135⦘
روى مسلم
(4)
عن عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي
(5)
، حدثنا أبو يونس
(6)
، عن سماك بن حرب، قال: خطب النعمان بن بشير، فقال: "لَلَّهُ أشدُّ فرحا بتوبة عبده من رجل حمل زاده ومزاده
(7)
على بعير، ثم سار
(8)
حتى كان بفلاة من الأرض، فأدركته القائلة" - وذكر الحديث - وقال في آخره: قال سماك: فزعم الشعبي أنَّ النعمان رفع هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأما أنا فلم أسمعه
(9)
.
(1)
أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد، أبو الحسن.
(2)
إسحاق بن يوسف بن مرداس القرشي المخزومي.
(3)
أخرجه البزار في مسنده (6/ 503/ 2543) عن محمد بن حرب، والطبراني في المعجم الكبير (6/ 254/ 6141) من طريق عاصم بن علي، كلاهما عن إسحاق الأزرق، به مثله.
قال الدارقطني: تفرد به إسحاق الأزرق عن الجُرَيري مرفوعا. انظر: أطراف الغرائب والأفراد (3/ 127/ 2227).
ورجاله ثقات إلا أن سعيد بن إياس الجُرَيري كان اختلط بأخرة، وسماع إسحاق الأزرق عنه بعد التغير، كما في الاغتباط بمن رمي من الرواة بالاختلاط (رقم: 39).
ويظهر من كلام الدارقطني أن غير إسحاق الأزرق يروونه عن الجُرَيري موقوفا، =
⦗ص: 135⦘
= والكلام على تفرد الإسناد فقط، والمتن صحيح يشهد له مرفوعا ما تقدم عن أبي هريرة رضي الله عنه مما هو متفق عليه برقم (12007)، وعن أنس رضي الله عنه برقم (12016).
(4)
صحيح مسلم (كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها، 4/ 2103، ح 5 - 2745).
(5)
معاذ بن معاذ بن نصر العنبري.
(6)
سليم بن جبير الدوسي المصري.
(7)
بفتح الميم، قال القاضي: كأنه اسم جنس للمزادة وهي القمرية العظيمة، سميت بذلك لأنه يزاد فيها جلد آخر. (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 97).
(8)
كذا في صحيح مسلم، والمصنف رحمه الله نقل هذا النص من صحيح مسلم، وجاء في الأصل:"وساق".
(9)
يعني أن سماكا لم يسمعه عن النعمان رضي الله عنه مرفوعا، وإنما قوله موقوفاً بقوله: "خطب النعمان رضي الله عنه فقال
…
"، وهذه الرواية الموقوفة تفرد بها الإمام مسلم دون أصحاب الكتب الستة، وكان النعمان بن بشير رضي الله عنه سمع هذا الحديث المرفوع، فقال في خطبته دون أن ينسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرواه سماك من قوله، ثم حدث النعمان رضي الله عنه إلى الشعبي فرفعه، هذا توجيه رواية مسلم في الصحيح (انظر تكملة فتح الملهم 12/ 7)، =
⦗ص: 136⦘
= وسيأتي للمصنف رحمه الله ذكر الروايات عن سماك عن النعمان به مرفوعاً، فهذا يدل على صحته على الوجهين والله أعلم، وهذا من فوائد الاستخراج.
12023 -
حدثنا الصَّغاني
(1)
، حدثنا حسن الأَشْيَب
(2)
، حدثنا حماد بن سلمة، عن سِماكٍ، عن النعمان بن بشير، قال
(3)
: أظنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ح
وحدثنا أبو أمية
(4)
، ومحمد بن حيوية
(5)
، قالا: حدثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني
(6)
.
وحدثنا الصغاني أيضا، حدثنا عبد الرحمن بن صالح
(7)
، حدثنا شريك
(8)
، عن سماك
(9)
، عن النعمان بن بشير، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لله أشدّ فرحا". وذكر الحديث، هذا لفظ الصغاني.
وقال محمد بن حيوية: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والله! لَلَّهُ أفرح بتوبة العبد من
⦗ص: 137⦘
رجل كان في سفر، ومعه راحلته، عليها
(10)
متاعه وزاده وطعامه وشرابه، فنزل في ظل شجرة ونام عندها، فاستيقظ فإذا راحلته قد ضلت، فأشرف
(11)
شرفا، فنظر فلم ير شيئا، وأشرف شرفا فنظر فلم ير شيئا، حتى ثلاث أو أربع، قال: فقال: والله لأرجعنَّ إلى موضعي الذي كنت فيه حتى أموت، قال: فرجع فإذا هو براحلته في مكانها، وهي تجُرُّ خِطَامَها
(12)
، فاللهُ أفرح بتوبة العبد منه براحلته"
(13)
.
(1)
محمد بن إسحاق.
(2)
ابن موسى البغدادي.
(3)
يعني حماد بن سلمة، كما سيأتي في التخريج.
(4)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.
(5)
محمد بن يحيى بن موسى الإسفراييني.
(6)
محمد بن سعيد بن سليمان بن عبد الله الكوفي ابن الأصبهاني، يلقب حمدان.
(7)
الأزدي العتكي الكوفي.
(8)
ابن عبد الله النخعي القاضي.
(9)
ابن حرب الذهلي الكوفي.
(10)
في الأصل: "عليه"، والصواب ما أثبت، كما تقدم في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بالأرقام (12013، 12014)، وحديث أنس رضي الله عنه بالرقم (12016)، وذلك لعود الضمير إلى "الراحلة"، وهي مؤنثة.
(11)
الشرف من الأرض: مكان المرتفع (انظر شرح مسلم للنووي 17/ 98)، (تكملة فتح الملهم 12/ 7).
(12)
أي زمامها. (انظر: مختار الصحاح صـ 181)، وقد تقدم معنى الزمام تحت حديث (12021).
(13)
الحديث رواه المؤلف من طريقين عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
1 -
رواه من طريق حماد بن سلمة عن سماك، وجاء فيه: أظنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الشك.
2 -
عن شريك عن سماك عن النعمان رضي الله عنه مرفوعا، دون شك.
أما حديث حماد بن سلمة فاختلف عليه في رفعه ووقفه، فرواه أبو داود الطيالسي (2/ 142/ 831)، وموسى بن إسماعيل التبوذكي عند إبراهيم الحربي في غريب الحديث (3/ 942)، عن حماد به موقوفا.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (30/ 358/ 18408) عن حسن - وهو الأشيب الذي أخرجه من طريقه المؤلف - وبهز، عن حماد بن سلمة به مرفوعا على الظن، وبين بهز أن قوله:"أظنه عن النبي صلى الله عليه وسلم" هو لحماد بن سلمة، وليس لسماك.
ورواه النضر بن شميل عن حماد بن سلمة به مرفوعا بلا شك. أخرجه الدارمي في =
⦗ص: 138⦘
= السنن (3/ 1793/ 2770)، والبزار في مسنده (8/ 187/ 3220)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 271/ 7610) من ثلاث طرق عن النضر بن شميل به.
قال البزار: لا نعلم أحدا أسنده عن حماد بن سلمة عن سماك عن النعمان عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا النضر بن شميل، ويرويه غيره موقوفا. مسند البزار (8/ 188).
وأصح هذه الأوجه عن سماك هو الوجه الأول موقوفا، وبه رواه الإمام مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها، 4/ 2103، ح: 5 - 2745) والطبراني في المعجم الكبير (من ج 21/ 94 - 95/ 98)، وقوام السنة الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (1/ 479/ 278) من طريقي معاذ بن معاذ بن نصر العنبري ومحمد بن أبي عدي، عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة القشيري.
وأخرجه هناد بن السري في الزهد (2/ 449) عن أبي الأحوص، كلاهما عن سماك به موقوفا، زاد أبو يونس: قال سماك: فزعم الشعبي أن النعمان رفع هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأما أنا فلم أسمعه.
وأما الطريق الثاني عند المؤلف؛ عن شريك عن سماك عن النعمان رضي الله عنه مرفوعا، دون شك: فأخرجه الإمام أحمد (30/ 374/ 18423)، والبزار (8/ 188/ 3221)، والطبراني في المعجم الكبير (من جـ 21/ 109/ 121) من طريق محمد بن سعيد بن الأصبهاني، وأحمد بن عبد الملك الحراني، ويحيى الحماني، ثلاتتهم عن شريك عن سماك به مرفوعا.
ومن أوقفه عن سماك عن النعمان رضي الله عنه أكثر وأوثق، وأما شريك فهو ابن عبد الله النخعي الكوفي أبو عبد الله القاضي، وهو صدوق، يخطئ كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلا فاضلا، كما في تقريب التهذيب (2787)، ومن حدث به عنه لم يذكروا فيمن أخذ عنه قبل تغيره.
وتقدم تصريح سماك بأنه لم يسمعه عن النعمان رضي الله عنه مرفوعا، وإنما سمع رفعه عن الشعبي عن النعمان رضي الله عنه، فالمحفوظ فيه عن سماك عن النعمان رضي الله عنه هو الوقف، وصح رفعه أيضا، ولكن من روايته عن الشعبي عن النعمان بن بشير، كما أخرجه مسلم في الصحيح وغيره. والله أعلم
باب الترغيب في الاستغفار من الذنوب، وأنَّ المستغفر من الذنب يغفر له، وأنَّ أرجى ساعة يكون فيها المسلم وأرقه قلبا عند الذكر.
12024 -
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني
(1)
، قال: قرأنا على عبد الرزاق
(2)
، عن معمر
(3)
، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم
(4)
، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم"
(5)
.
رواه ابن وهب، عن عياض بن عبد الله، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، عن محمد بن كعب، عن أبي صِرْمة
(6)
، عن أبي أيوب
(7)
، عن النبي صلى الله عليه وسلم
(8)
(1)
الدبري.
(2)
ابن همام الصنعاني.
(3)
ابن راشد البصري.
(4)
العامري، الكوفي.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب سقوط الذنوب بالاستغفار توبة، 4/ 2106، ح: 11 - 2749) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، به مثله.
(6)
الأنصاري المازني، واختلف في اسمه رضي الله عنه. انظر: الإصابة لابن حجر (7/ 184/ 10139).
(7)
خالد بن زيد الأنصاري رضي الله عنه.
(8)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب سقوط الذنوب بالاستغفار توبة، 4/ 2105، ح: 10 - 2748) عن هارون بن سعيد الأيلي عن ابن وهب، به نحوه.
12025 -
حدثنا الصَّغَاني
(1)
، حدثنا مُعلَّى بن منصور، حدثنا الليث بن سعد، ح.
وحدثنا عمران بن بكار البزاز الحمصي، حدثنا العباس بن طالب
(2)
،
⦗ص: 141⦘
حدثنا الليث بن سعد، عن محمد بن قيس -قاصِّ عمرَ بن عبد العزيز- عن أبي صِرمة، عن أبي أيوب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون، ثم يستغفرون الله فيغفر لهم"
(3)
.
(1)
محمد بن إسحاق، البغدادي.
(2)
أبو عمر - وقيل: أبو الفضل - الأزدي البصري، نزيل مصر، وتوفي بها سنة 217 هـ.
قال ابن معين: "صاحب حديث، ولكنه تحول من البصرة إلى مصر فكتبوا في كتابه". المجروحين لابن حبان في ترجمة سعيد بن هبيرة (1/ 411/ 401).
وقال أبو زرعة: "ليس بذاك"، وقال أبو حاتم الرازي:"روى حديثاً عن يزيد ابن زريغ فأنكره يحيى بن معين، ووهَّى أمره قليلا". الضعفاء لأبي زرعة الرازي مع سؤالات البرذعي (2/ 537)، الجرح والتعديل (6/ 216/ 1186).
وابن معين قال فيه: "والله ما حدث به يزيد بن زريع قط، ولا سمعه شعبة من عمرو بن مرة
…
، سرقوه من حديث الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عمرو بن مرة"، وهكذا نص الإمام أحمد أنه من حديث الهيثم بن عدي. انظر: تاريخ بغداد وذيوله (7/ 122 - 123).
قال ابن حجر في لسان الميزان (4/ 408/ 4109): "فالظاهر أن العباس سرقه أيضا
…
والهيثم بن عدي كذبوه".
وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 510)، وقال ابن عدي في الكامل (4/ 174)، في حديثين رواهما عنه زكريا بن يحيى أبو يحيى الوقار المصري: "زكريا يضع الحديث ويوصلها
…
وهذان الحديثان باطلان، والعباس بن طالب صدوق بصري، سكن مصر، لا بأس به"، واقتبسه عنه ابن طاهر في ذخيرة الحفاظ (1/ 275/ 195)،، فقال: "العباس بصري صدوق، والوقار مصري كذاب".
ويتلخص من هذه الأقوال أنه صدوق في نفسه، ولكنه لغفلة فيه كانوا بمصر =
⦗ص: 141⦘
= يدخلون في كتابه الأباطيل، فيحدث بها دون أن يشعر، وعليه وهن أمره، وضعف فيما يتفرد به عن الثقات. والله أعلم
وانظر: ميزان الاعتدال (2/ 384/ 4168)، الثقات لابن قطلوبغا (5/ 453 - 454/ 5641)، التذييل على كتب الجرح والتعديل (1/ 153 / 414).
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب سقوط الذنوب بالاستغفار توبة، 4/ 2105، ح: 9 - 2748) عن قتيبة بن سعيد عن الليث به.
12026 -
حدثنا نصر بن مرزوق، أخبرنا القاسم بن كثير
(1)
، قال: سمعت خالد بن حُمَيد المِهْري، عن الليث بن سعد- بإسناده- سمع أبا أيوب حين حضرته الوفاة، قال: قد كنت كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول:"لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم"
(2)
.
(1)
ابن النعمان الإسكندراني القاضي.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12027 -
حدثنا عباس الدوري
(1)
، حدثنا يحيى بن إسحاق السَّالحَيْني
(2)
، حدثنا الليث بن سعد، عن محمد بن قيس، عن أبي صِرْمة،
⦗ص: 142⦘
عن أبي أيوب الأنصاري، أنه لما حضرته الوفاة قال: أيها الناس! كتمتكم حديثا، وقد بدا لي أن أحدثكم به، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لو أنكم لا تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون، فيغفر لهم"
(3)
.
(1)
ابن محمد، أبو الفضل البغدادي.
(2)
بفتح السين واللام كسر الحاء، ويقال لها سيلحين أيضا، بفتح السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفتح اللام بعدها الحاء المهملة المكسورة ثم بعدها ياء أخرى وفي آخرها النون، وهي قرية قديمة من سواد بغداد، على طريق الأنبار، قريبة من تل
⦗ص: 142⦘
= عقرقوف، بينها وبين بغداد ثلاثة فراسخ. انظر: الأنساب للسمعاني، (7/ 22/ 2007، 7/ 350/ 2244)، معجم البلدان للحموي (3/ 172، 268 - 299).
(3)
تقدم تخريجه في حديث (12025).
باب السنة في ذكر الإمام والمذكِّرِ أصحابَه بالجنة والنار، والترغيب فيه، والدليل علي أن أصله
(1)
فيما يكون في القلب
(2)
، وأرَقَّه عند الذكر، وأنه العظة.
(1)
أي أصل الذكر والتذكير في الخطب.
(2)
أي مؤثرا في القلب.
12028 -
حدثنا الصَّغَاني
(1)
، ومحمد بن علي الرقِّي، وأبو أمية
(2)
، قالوا: حدثنا أبو نعيم
(3)
، حدثنا سفيان الثوري
(4)
، عن سعيد الجريري
(5)
، عن أبي عثمان النَّهدي
(6)
، عن حنظلة الكاتب الأُسَيْدي، قال:"كنا عند رسول الله، فذكرنا بالجنة والنار حتى كأَنَّ
(7)
رأي أعيننا، فقمت إلى أهلي وولدي فضحكت ولعبت، فذكرت الذي كنا فيه، فخرجت فلقيت أبا بكر، فقلت: نافقت نافقت! قال أبو بكر: إنا لنفعله، فذهب حنظلة فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا حنظلة! لو أنكم تكونون كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة على فُرُشكم وطُوُقكم -أو
⦗ص: 144⦘
كلمة نحو هذا- يا حنظلة! ساعة وساعة"
(8)
.
(1)
محمد بن إسحاق.
(2)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطَّرسوسي.
(3)
الفضل بن دكين الكوفي.
(4)
ابن سعيد بن مسروق.
(5)
ابن إياس، البصري.
(6)
عبد الرحمن بن مُلِّ، الدمشقي.
(7)
أي كأنهما، بتقدير اسمه، وهو الضمير "هما".
(8)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة .. ، 4/ 2107، ح: 13 - 2750) عن زهير بن حرب، عن أبي نعيم الفضل بن دكين به، وأحال متنه على حديثي جعفر بن سليمان وعبد الوارث التاليين، والمصنف ساقه بلفظه، وهذا من فوائد الاستخراج، ومنها أيضا العلو النسبي بالمساواة، فقد ساوى مسلما في إسناده، فكأنه صافح شيخ مسلم فيه.
12029 -
حدثنا محمد بن علي بن ميمون، قال: حدثنا الفِرْيابي
(1)
، حدثنا سفيان
(2)
، عن سعيد الجُرَيْري
(3)
، عن أبي عثمان النَّهْدي، عن حنظلة الكاتب الأُسَيدي، قال:"كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فذكر الجنة والنار حتى كأنَّا رأيَ عينٍ -بمثله-، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: كنا عندك فتذاكرنا الجنة والنار حتى كأنَّا رأيَ عَينٍ، فقمت إلى أهلي، فضحكت ولعبت، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "يا حنظلة! ساعة وساعة، لو كنتم تكونون عند أهاليكم كما تكونون عندي؛ لصافحتكم الملائكة"
(4)
.
(1)
محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان.
(2)
ابن سعيد بن مسروق الثوري.
(3)
ابن إياس، البصري.
(4)
تقدم تخريجه في الذي قبله، والمؤلف قد ساوى فيه مسلما، وهذا من فوائد الاستخراج.
12030 -
حدثنا إسماعيل القاضي
(1)
، حدثنا العباس بن الوليد النَّرْسي، حدثنا جعفر بن سليمان
(2)
، عن سعيد بن إياس الجريري، عن
⦗ص: 145⦘
أبي عثمان النهدي، عن حنظلة -قال: قال
(3)
: وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: "لقيني أبو بكر، فقال: كيف أنت، يا حنظلة؟ قال: فقلت: نافق حنظلة يا أبا بكر!، قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذكرنا بالنار حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافَسْنا
(4)
الأزواج والأولاد والضيعات
(5)
، نسينا كثيرا، فقال أبو بكر: فوالله! إنّا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر، حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له ما شأنك؟ فقال: نافق حنظلة، يا رسول الله! - ثلاث مرات-، قال:"وما ذاك؟ " قلت: يا رسول الله! نكون عندك، تذكرنا بالنار والجنة كأنَّا رأيَ عَيْن، فإذا خرجنا من عندك عافَسْنا الأزواج والأولاد والضَّيعاتِ، نسينا كثيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده! إن لو تكونون على ما تكونون عندي في الذكر، لصافحتكم الملائكة على فُرُشكم وفي طُرُقكم، يا حنظلة ساعةً وساعةً، ساعةً وساعةً، ثلاثا"
(6)
.
⦗ص: 146⦘
رواه عبد الوارث
(7)
، عن سعيد الجريري
(8)
، عن أبي عثمان النهدي، عن حنظلة، قال:"كنّا عند النبّي صلى الله عليه وسلم فوعظنا"، الحديث
(9)
.
(1)
ابن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد.
(2)
الضبعي، البصري.
(3)
هكذا في الأصل، بتكرار "قال".
(4)
أي عالجنا، ومارسنا، ولاعبنا. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 263).
(5)
جمع ضيعة، وهي معاش الرجل من مال أو حرفة أو صناعة. (انظر شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 104).
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب سقوط الذنوب بالاستغفار توبة، 4/ 2106، ح: 12 - 2750) عن يحيى بن يحيى التميمي وقطن بن نسير عن جعفر بن سليمان، به مثله.
(7)
ابن سعيد العنبري، مولاهم البصري.
(8)
ابن إياس البصري.
(9)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب سقوط الذنوب بالاستغفار توبة، 4/ 2107، ح: 13 - 2750) عن إسحاق بن منصور عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، له نحو.
باب بيان سعة رحمة الله، أنَّ العبد لا ينبغي له أن يتكل على رحمته، ولا ييأس منها حتى يكون الخوف والرجاء سواء.
12031 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى
(1)
، حدثنا أنس بن عياض
(2)
، عن الحارث بن أبي ذُباب
(3)
، عن عطاء بن مِيْناء
(4)
، عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لما قضى الله الخلق كتب في كتابه على نفسه، فهو موضوع عنده: إنَّ رحمتي تغلب غضبي"
(5)
.
(1)
ابن ميسرة الصدفي، المصري.
(2)
ابن ضمرة، أبو ضمرة المدني.
(3)
الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد -ويقال: المغيرة- بن أبي ذباب الدوسى المدنى. وذُباب: بذال معجمة مضمومة، بعدها باء مخففة معجمة بواحدة. انظر: الإكمال لابن مكولا (3/ 308).
(4)
المدني أبو معاذ. ومِيْناء: بكسر الميم، وبعد الياء نون يمد ويقصر، فمن مده كتبه بالألف ومن قصره كتبه بالياء. انظر: الإكمال لابن ماكولا (7/ 236).
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى، 4/ 2108، ح: 16 - 2751) عن علي بن خشرم عن أبي ضمرة عن الحارث بن عبد الرحمن، به مثله.
وهو متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} 9/ 160 / 7553، 7554) من طريقين عن أبي رافع، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وخرجاه أيضا من طرق أخرى ستأتي عند المؤلف.
12032 -
حدثنا البِرْتي القاضي
(1)
، حدثنا القعني
(2)
، حدثنا
⦗ص: 148⦘
المغيرة بن عبد الرحمن
(3)
، عن أبي الزناد
(4)
، عن الأعرج
(5)
، عن أبي هريرة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لما خلق الله الخلق كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي غلبت غضي"
(6)
.
(1)
أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي.
(2)
عبد الله بن مسلمة بن قعنب.
(3)
الحزامي، المدني.
(4)
عبد اللّه بن ذكوان القرشي، المدني.
(5)
عبد الرحمن بن هرمز، المدني.
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى، 4/ 2107، ح: 14 - 2751) عن قتيبة بن سعيد، عن المغيرة الحزامي به.
وهو متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب التوحيد، باب وكان عرشه على الماء، 9/ 125/ 7422) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وفي التوحيد أيضا (باب قوله تعالى:{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ} 9/ 135 / 7453) من طريق مالك، عن أبى الزناد، به نحوه.
12033 -
حدثنا أبو إسماعيل الترمذي
(1)
، حدثنا الحميدي
(2)
، حدثنا ابن عيينة
(3)
، عن أبي الزناد
(4)
، عن الأعرج
(5)
، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"قال الله سبقت رحمتي غضبي"
(6)
.
(1)
محمد بن إسماعيل.
(2)
عبد الله بن الزبير بن حميد، القرشي، المكي.
(3)
سفيان بن عيينة، الهلالي مولاهم.
(4)
عبد الله بن ذكوان القرشي، المدني.
(5)
عبد الرحمن بن هرمز، المدني.
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى، 4/ 2108،=
⦗ص: 149⦘
= ح: 15 - 2751) عن زهير بن حرب عن سفيان بن عيينة به، مثله.
رواية المؤلف هنا من رواية الحميدي عن ابن عيينة، وهو من أوثق أصحاب ابن عيينة عنه، وهذا من فوائد الاستخراج.
وهو عند الحميدي في المسند (2/ 273 /1160)، بمثله.
12034 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى
(1)
، أخبرنا ابن وهب
(2)
، أخبرني يونس بن يزيد
(3)
، عن ابن شهاب
(4)
، أنَّ سعيد بن المسيب أخبره، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها، خشية أن تصيبه"
(5)
.
(1)
الصدفي المصري.
(2)
عبد الله بن وهب المصري.
(3)
الأيلي.
(4)
محمد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب الزهري.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى، 4/ 2108 /17 - 2752) عن حرملة بن يحيى التجيبي عن ابن وهب، به مثله.
ورواية المؤلف هنا عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب، وهو أعلى أصحاب ابن وهب وأثبتهم عنه، كما تقدم في الحديث (11967)، وفيه علو معنوي، وقد ساوى فيه مسلما، فكأنه صافح به شيخ مسلم، وهذه من فوائد الاستخراج.
والحديث متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الأدب، باب: جعل اللّه الرحمة مائة جزء، 8/ 8/ 6000) من طريق شعيب، عن الزهري، به مثله.
12035 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، حدثنا إبراهيم بن حمزة
(2)
، حدثنا عبد العزيز بن محمد
(3)
، ح
وحدثنا الصومعي
(4)
، حدثنا ابن أبي مريم
(5)
، أخبرنا محمد بن جعفر
(6)
، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"خلق الله مائة رحمة، فوضع رحمة واحدة بين خلقه، يتراحمون بها، وعند الله تسعة وتسعون رحمة"
(7)
.
(1)
ابن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي النيسابوري.
(2)
ابن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد اللّه بن الزبير، الزبيري المدني.
(3)
الدراوردي، المدني.
(4)
محمد بن أبي خالد الطبري الصومعى.
(5)
سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم، الجمحي، المصري.
(6)
ابن أبى كثير الأنصارى الزرقى مولاهم، المدني.
(7)
سيأتي تخريجه في الحديث التالي.
12036 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، حدثنا سعيد بن سليمان
(2)
، حدثنا إسماعيل
(3)
، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خلق الله مائة رحمة، وضع واحدة بين خلقه، وخبأ عنده مائة إلا واحدة"
(4)
.
⦗ص: 151⦘
رواه ابن نمير
(5)
، عن أبيه، عن عبد الملك
(6)
، عن عطاء
(7)
، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الخلائق والإنس والبهائم"، وذكر الحديث
(8)
.
(1)
ابن خالد بن فارس الذهلي.
(2)
الضبي أبو عثمان الواسطي.
(3)
ابن جعفر بن أبى كثير الأنصارى الزرقى مولاهم، المدني.
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى، 4/ 2108،=
⦗ص: 151⦘
= ح: 18 - 2752) عن يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر، ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، به مثله. وهو في جزء أحاديث إسماعيل بن جعفر (ص: 342/ 276)، بمثله.
(5)
محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي، يلقب دُرَّة العراق.
(6)
ابن أبى سليمان ميسرة العرزمى، الكوفي.
(7)
ابن أبى رباح المكي.
(8)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى، 4/ 2108، ح: 19 - 2752) عن محمد بن عبد الله ابن نمير عن أبيه، به.
وهو متفق عليه وأخرجه البخاري في الصحيح أيضا (كتاب الرقاق، باب الرجاء مع الخوف، 8/ 99/ 6469) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، نحوه، بأتم منه.
12037 -
حدثنا أبو أُمَيَّة
(1)
، حدثنا عارم
(2)
، حدثنا معتمر بن سليمان، قال: وقال أبي
(3)
: حدثنا أبو عثمان
(4)
، ح.
وحدثنا السُّلَمي
(5)
، حدثنا حجَّاج بن مِنْهال، حدثنا مُعْتَمِر بن
⦗ص: 152⦘
سليمان، قال: سمعت أبي، قال: سمعت أبا عثمان، عن سلمان الفارسي، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر:"أن الله خلق مائة رحمة، رحمة منها يتراحم بها الخلق -أو كما قال-، وتسع وتسعون ليوم القيامة"، أو كما قال
(6)
.
(1)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطَّرَسوسي.
(2)
محمد بن الفضل السدوسي، البصري، وعارم لقبه.
(3)
سليمان بن طرخان، التيمي.
(4)
عبد الرحمن بن مُلّ النَّهدي.
(5)
أحمد بن يوسف بن خالد الأزدى، النيسابوري، المعروف بحمدان.
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى، 4/ 2109، ح: 20 - 2753) عن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر به، وأحال متنه على حديث معاذ بن معاذ العنبري.
وفوائد الاستخراج في هذا الحديث ما بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.
12038 -
حدثنا أبو علي الزَّعفراني
(1)
، حدثنا معاذ بن معاذ
(2)
، حدثنا سليمان التيمي، حدثنا أبو عثمان النَّهْدي، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله، بلا شك
(3)
.
(1)
الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي.
(2)
ابن نصر أبو المثنى العنبري التميمي.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى، 4/ 2108، ح: 20 - 2753) عن الحكم بن موسى عن معاذ بن معاذ به، بلفظ:"إن لله مائة رحمة، فمنها رحمة مما يتراحم الخلق بينهم، وتسعة وتسعون ليوم القيامة". بلا شك.
12039 -
وحدثنا حمدان بن علي
(1)
، حدثنا عَفَّان
(2)
، حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يقول: حدثنا أبو عثمان، عن سلمان، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم، مثله، ولا شك
(3)
.
⦗ص: 153⦘
رواه ابن نُمَيْر
(4)
، عن أبي معاوية
(5)
، عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة طباقَ
(6)
ما بين السماء إلى الأرض، فجعل منها في الأرض رحمة، فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه المائة"
(7)
.
(1)
محمد بن علي بن عبد الله بن مهران الوراق.
(2)
ابن مسلم الصفار، البصري.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح كما تقدم، وهو في مسند ابن أبي شيبة (1/ 314/ 470) =
⦗ص: 153⦘
= عن عفان به على الشك، مثل رواية عارم وحجاج عن معتمر.
(4)
محمد بن عبد الله بن نمير الكوفي.
(5)
محمد بن خازم الضرير، التميمي مولاهم، البصري.
(6)
أي ملء، انظر: النهاية (3/ 113)، تكملة فتح الملهم (12/ 14).
(7)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى، 4/ 2109، ح: 21 - 2753) عن ابن نمير، به مثله.
12040 -
حدثنا الصَّغَاني
(1)
، قال: أخبرنا ابن أبي مريم
(2)
، أخبرنا أبو غسان
(3)
، حدثني زيد بن أسلم، عن أبيه
(4)
، عن عمر بن الخطاب:"أنه قُدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبْىٍ، فإذا امرأة من السبي قد تَحَلَّب ثدياها، تبتغي إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألزقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أترون هذه المرأة طارحةً ولدَها في
⦗ص: 154⦘
النار؟ " قلت: لا، واللّه! وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها"
(5)
.
(1)
محمد بن إسحاق.
(2)
سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم، الجمحي، المصري.
(3)
مالك بن إسماعيل النهدي الكوفي.
(4)
أسلم القرشي العدوي مولاهم.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى، 4/ 2109، ح: 22 - 2754) عن الحسن بن علي الحلواني ومحمد بن سهل التميمي، عن ابن أبي مريم، به مثله.
وهو متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، 8/ 8/ 5999) عن ابن أبي مريم، به مثله.
12041 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، حدثنا القعني
(2)
، وإبراهيم بن حمزة
(3)
، قالا: حدثنا عبد العزيز -يعنيان ابن محمد
(4)
- عن العلاء
(5)
، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنَّ رسل الله صلى الله عليه وسلم قال:"لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في الجنة أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد"
(6)
.
(1)
الذهلي.
(2)
عبد الله بن مسلمة بن قعنب المدني.
(3)
ابن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير.
(4)
الدراوردي المدني.
(5)
ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي مولاهم، المدني.
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى، 4/ 2109، ح: 23 - 2755) عن يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء.
وهو في جزء أحاديث إسماعيل بن جعفر (ح: 256) بمثله.
وهو متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الرقاق، باب الرجاء مع=
⦗ص: 155⦘
= الخوف، 8/ 99 / 6469) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، بأتم من هذا.
12042 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، والصومعي
(2)
، قالا: حدثنا سعيد بن أبي مريم
(3)
، حدثنا محمد بن جعفر
(4)
، أخبرنا العلاء
(5)
، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم العبد ما عند الله من العقوبة ما طمع في الجنة أحد، ولو يعلم العبد ما عند الله من العفو ما قنط من الجنة أحد"
(6)
.
(1)
ابن خالد بن فارس الذهلي النيسابوري.
(2)
أبو بكر محمد بن أبي خالد الطبري الصومعي.
(3)
سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم الجمحي، المصري.
(4)
ابن أبى كثير الأنصارى الزرقى مولاهم، المدني.
(5)
ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي مولاهم، المدني.
(6)
هذا الحديث تكرر في الأصل بإسناده ومتنه، بمثله. وتقدم تخريجه في الحديث السابق.
12043 -
حدثنا السُّلَمي
(1)
، حدثنا عبد الرزاق
(2)
، أخبرنا معمر
(3)
، قال: قال لي الزهري
(4)
: ألا أحدثك حديثين عجيبين؟ قال الزهري: أخبرني حميد بن عبد الرحمن
(5)
، عن أبي هريرة، [عن النبي صلى الله عليه وسلم]
(6)
⦗ص: 156⦘
قال: "أسرف رجل على نفسه، فلما حضره الموت أوصى بنيه، فقال: إذا أنا مُتُّ فأحرقوني، ثم اسحقوني
(7)
، ثم أذروني
(8)
في الريح في البحر، فوالله لئن يقدر عليَّ ربي عز وجل ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا، ففعلوا به ذلك، فقال الله عز وجل للأرض: أدي ما أخذتِ، فإذا هو قائم، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: خشيتك، يا رب -أو: مخافتك- فغفر له بذلك".
قال الزهري: وحدثني حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "دخلت امرأة النار في هرة ربطتها -لا هي أطعمتها، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض
(9)
- حتى ماتت"، قال الزهري: "ذلك، لئلا يتكل رجل، ولا ييأس رجل"
(10)
.
(1)
أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي، النيسابوري، المعروف بحمدان.
(2)
ابن همام بن منبه الصنعاني.
(3)
ابن راشد الأزدي البصري.
(4)
محمد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب الزهري.
(5)
ابن عوف الزهري.
(6)
ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل، وهو مثبت في مسند الإمام أحمد (13/ 85=
⦗ص: 156⦘
= رقم 7647)، قال حدثنا عبد الرزاق به، وساق الإسناد والمتن مرفوعاً، وظاهر صنيع الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (14/ 4554 رقم 17997) عند ما عزا الحديث لأبي عوانة أن الحديث مرفوع.
(7)
أي دقوني. انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 209).
(8)
يقال فيه: أذروني، واذروني، أي ألقوني، وفرقوني. انظر: الصحاح (6/ 2345، 2362)، لسان العرب (14/ 335).
(9)
أي هوام الأرض. انظر: النهاية (2/ 33)، تكملة فتح الملهم (12/ 17).
(10)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب سعة رحمه الله، 4/ 2110، ح: 25 - 2756، و 2619)، عن محمد بن رافع وعبد بن حميد عن عبد الرزاق، به مثله.
وأخرج الحديث الثاني منهما أيضا في (كتاب البر والصفة الآداب، باب التحريم=
⦗ص: 157⦘
= تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان الذي لا يؤذي، 4/ 2023، ح: 135 - 2619) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، به مثله.
وهو متفق عليه، أخرج البخاري الحديث الأول منهما (كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار، 4/ 176/ 3481) من طريق هشام بن يوسف عن معمر، به مثله.
وأخرج الحديث الثاني منهما في (كتاب بدء الخلق، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء، 4/ 130/ 3321)، من طريق الحسن وابن سيرين، وفي (كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار، 4/ 173/ 3467) من طريق ابن سيرين وحده، كلاهما عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وكذا اتفق عليه الشيخان (صحيح مسلم، كتاب التوبة، باب سعة رحمة الله، 4/ 2109، ح: 24 - 2756، وصحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} 9/ 145 /7506) من حديث مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهو في الموطأ (1/ 240/51).
12044 -
حدثنا إبراهيم بن بَرَّة الصنعاني
(1)
، حدثنا محمد بن عبد الرحيم -يعني ابن شَرُّوس-
(2)
، حدثنا رباح بن زيد
(3)
، عن معمر
(4)
، بمثله، إلى قوله:"خشيتك يا رب، فغفر الله له"
(5)
.
(1)
إبراهيم بن محمد بن بَرَّة الصنعاني.
(2)
الصنعاني.
(3)
القرشي مولاهم، الصنعاني.
(4)
إبراهيم بن محمد بن بَرَّة الصنعاني.
(5)
تقدم تخريجه آنفًا.
12045 -
حدثنا أبو أيوب البهراني
(1)
، حدثنا يزيد بن عبد ربه
⦗ص: 158⦘
الجُرجُسي
(2)
، حدثنا محمد بن حرب، قال: حدثني الزُّبَيْدي، عن الزُّهري، قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أسرف عبد على نفسه" فذكر الحديث إلى قوله: "خشيتك، فغفر الله له"، وفيه:"فقال الله عز وجل لكل شيء أخذ منه شيئا: أدِّ ما أخذت منه، فغفر الله له"
(3)
.
(1)
سليمان بن عبد الحميد البهراني الحمصي.
(2)
الجرجسي: بجيمين مضمومتين، بينهما راء ساكنة، ثم مهملة. انظر: الأنساب (2/ 43). أبو الفضل الزبيدي الحمصي، المؤذن.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب سعة رحمة الله، 4/ 2110، ح: 26 - 2756) عن أبي الربيع سليمان بن داود عن محمد بن حرب به، وقال:"بنحو حديث معمر، إلى قوله: "فغفر الله له"، ولم يذكر حديث المرأة في قصة الهرة، وفي حديث الزبيدي قال: "فقال الله عز وجل، لكل شيء أخذ منه شيئا: أد ما أخذت منه".
12046 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى
(1)
، أخبرنا ابن وهب
(2)
، أخبرني يونس بن يزيد
(3)
، عن ابن شهاب، أنَّ حميد بن عبد الرحمن أخبره، أنَّ أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أسرف عبد على نفسه، حين حضرته الوفاة قال لأهله: إذا أنا مُتُّ فأَحْرِقوني، ثم اسْحَقُوني، ثم أذروني في الريح في البحر، فوالله لَئِن قَدِر الله عليَّ ليعذبَنِّي عذابا لا يعذبه أحدا من خلقه، ففعل به أهله ذلك، فقال الله عز وجل لكل شيء أخذ
⦗ص: 159⦘
منه شيئا: أدِّ ما أخذت منه، فإذا هو قائم، فقال الله عز وجل: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: خشيتك، قال: فغفر الله له"
(4)
.
(1)
الصدفي المصري.
(2)
عبد الله بن وهب بن مسلم الفِهْري مولاهم، المصري.
(3)
الأيلي.
(4)
تقدم تخريجه آنفا.
12047 -
حدثنا أبو الجَماهِر
(1)
، حدثنا أبو اليَمان
(2)
، أخبرنا شعيب
(3)
، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، مثله
(4)
.
(1)
محمد بن عبد الرحمن الحمصي الحضرمي.
(2)
الحكم بن نافع البُهْراني الدمشقي.
(3)
ابن أبي حمزة دينار الدمشقي.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12043).
12048 -
حدثنا أبو داود الحَرَّاني
(1)
، والدَّنْدَاني
(2)
، وأبو الأحوص
(3)
، قالوا: حدثنا أبو الوليد
(4)
، حدثنا أبو عوانة
(5)
، عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن رجلا كان فيمن سلف رغسه
(6)
الله مالا وولدا، فلما حضره الموت جمع بنيه، فقال: يا بني! أي أب كنت لكم؟ قالوا:
⦗ص: 160⦘
خير أب، قال: فإني والله ما أبتئر
(7)
عند الله خيرا قط، وإن الله عز وجل إنْ يقدر عليه يعذبه، فإذا أنا مت فأحرقوني، فإذا صرت حمُمًا
(8)
فأسحقوني، ثم أذروني في ريح عاصف، قال: فأخذ مواثيقهم على ذلك وربي، ففعلوه وَرِبّي، فلما مات أحرقوه، فلما صار حمُمًا أسحَقُوه، ثم ذَرُوْه
(9)
في ريح عاصف، قال: فقال له ربه عز وجل: كن، فإذا هو رجل، قال: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: خشيَتُك، قال:، قال: فوالذي نفسي بيده! إنْ تلقَّاه غيرَ أن غفر له
(10)
"
(11)
.
(1)
سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم.
(2)
موسى بن سعيد بن النعمان الثغري، الطرسوسي.
(3)
إسماعيل بن إبراهيم بن الوليد الإسفراييني.
(4)
هشام بن عبد الملك الطيالسي، البصري.
(5)
الوضاح بن عبد الله اليشكري مولاهم.
(6)
أي أعطاه ووسع له، وسيأتي تفسيرها في الحديث الآتي، انظر: النهاية (2/ 238)، شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 116).
(7)
بهمزة بعد التاء، أي لم أدخر، وسيأتي تفسير قتادة لها بذلك في الحديث الآتي، وانظر شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 114).
(8)
أي فَحْما، جمع الحُمَمَة. انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار (مادة: ح م م، 1/ 201)، النهاية لابن الأثير (مادة حمم، 1/ 444)، مختار الصحاح (ص: 82).
(9)
أي ألقَوه، وفرَّقوه نسفا. يقال فيه: ذراه يذريه، وذراه يذروه. انظر: الصحاح للجوهري (6/ 2345)، المصباح المنير للفيومي (ذ ر و، 1/ 208).
(10)
إن نافية، وغير بمعنى إلا، أي ما تلقاه إلا وغفر له.
(11)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب سعة رحمة الله، 4/ 2110، ح: 28 - 2757)، عن ابن المثنى عن أبي الوليد الطيالسي به، وأحال متنه على حديث شعبة عن قتادة.
وهو متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار، 4/ 176/ 3478) عن أبي الوليد به نحوه.
وفيه من فوائد الاستخراج:
1 -
بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.
2 -
العلو النسبي بالمساواة، فقد ساوى فيه مسلما، وكأنه صافح ابنَ المثنى شيخَ مسلم.
12049 -
حدثنا محمد بن إسماعيل بن سالم المكي، حدثنا عفان ابن مسلم
(1)
، حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي
(2)
يقول: حدثنا قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه ذكر رجلا فيمن سلف - أو: فيمن كان قبلكم - ذكر كلمة
(3)
معناها هذا: أعطاه الله مالا وولدا، فلما حضره الموت قال لبنيه: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإنه لم يَبْتَئِرْ عند الله خيرا قط، - قال: فسرها قتادة: يدَّخِرْ خيرا -، وإنْ يقْدِرِ الله عليه يعذِّبْه، فإذا أنا مت فأَحْرِقوني، حتى إذا صرت فحْما فاسحَقُوفي -[أو]
(4)
قال: فاسهَكُوْني
(5)
-، ثم إذا كانت ريحٌ عاصفٌ فذَرُّوني
(6)
فيها، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: فأخذ مواثيقهم على ذلك، قال: ففعلوا ذلك وربي، قال: فلما مات أحرقوه، ثم أسحَقوه - أو: استَهَكُوه
(7)
-، ثم أَذْرَوْه في يومِ عاصفٍ، فقال الله عز وجل: كن، فإذا هو قائم، قال الله: ما حملك على ما
⦗ص: 162⦘
فعلت؟ قال: أي رب! مخافَتك - أو: فرقًا منك -، قال: فما تلافا
(8)
أن رحمه". قال مرة أخرى: "فما تلافا عندها أن رحمه".
فحدثت بهذا الحديث أبا عثمان
(9)
، قال: سمعت هذا من سلمان، إلا أنه زاد فيه:"ثم أذروني في البحر"، أو كما حدَّث
(10)
.
(1)
الصفار البصري، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في المسند (18/ 263 رقم 11736).
(2)
سليمان بن طرخان التيمي مولاهم، البصري.
(3)
هي "رغسه"، كما في الحديث السابق.
(4)
كذا في رواية الإمام أحمد عن عفان به. (المسند 18/ 263 رقم 11736) - بالشك - وجاء في الأصل "ك"(و).
(5)
لغة في سحق. انظر: الصحاح للجوهري (4/ 1592)، النهاية لابن الأثير (2/ 347).
(6)
أي فرِّقُوني وانثروني. انظر: الصحاح (ذرر، 2/ 663)، النهاية (2/ 157).
(7)
لغة في سحق، كما تقدم آنفا.
(8)
بالفاء، أي ما تدارك. (شرح صحيح مسلم للنووي 7/ 1161).
(9)
يعني عبد الرحمن بن مُلّ النهدي، وسلمان هو الفارسي رضي الله عنه.
(10)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب سعة رحمة الله، 4/ 2110، ح: 28 - 2757)، عن يحيى بن حبيب الحالثي، عن معتمر به، وأحال متنه على حديث شعبة عن قتادة بنحوه، وقال:"وفي حديث التيمي: فإنه لم ينثر عند الله خيرا، قال: فسرها قتادة: لم يدخر عند الله خيرا".
وهو متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الرقاق، باب الخوف من الله، 8/ 101/ 6481)، عن موسى - وهو ابن إسماعيل التبوذكي -، وفي (كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: يريدون أن يبدلوا كلام الله، 9/ 145 - 146/ 7508) عن عبد الله بن أبي الأسود، كلاهما عن معتمر به.
وفيه من فوائد الاستخراج بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.
12050 -
حدثنا يزيد بن سنان
(1)
البصري، حدثنا صالح بن حاتم بن وردان، حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث [عن قتادة]
(2)
، عن عقبة بن عبد الْغافر
(3)
، عن أبي سعيد الخدري، قال:
⦗ص: 163⦘
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان رجل فيمن كان قبلكم لم يَبْتَئِرْ عند الله خيرا قط، - قال: فسرها قتادة: لم يدَّخِر خيرا قط -، فلما كان عند الموت، قال لبنيه: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإذا مُتُّ فأَحْرِقوني، ثم السْحَقُوني - أو قال: اسْهَكُوني -، فإذا كان يوم ريح عاصف فاذروني، لعلي أهلك، فإني لم أَبْتَئِر عند الله خيرا قط، قال: فمات، ففعل به ذلك، فقال الله عز وجل: كن، فكان كأسرع من طرف العين، فقال له: عبدي! ما حملك على ما فعلت؟ قال: مخافتك، قال: فما تلافاه أن غفر له". قال أبي: فذكرت ذلك لأبي عثمان النهدي، فقال: كذاك حدثنيه سلمان، إلا أنه قال:"ذروني في البحر"
(4)
.
(1)
ابن يزيد بن الذيال القزاز أبو خالد البصري.
(2)
ما بين المعقوفين سقط كل من الأصل، وأثبت من إتحاف المهرة لابن حجر (5/ 352/ 5573)، ويدل عليه الراوايات السابقة، وما سيأتي من ذكر قتادة في المتن.
(3)
هذا هو المثبت في إسناده كما في إتحاف المهرة (5/ 353 رقم 5573)، وهو عقبة بن =
⦗ص: 163⦘
= عبد الغافر العوذي (التقريب ص 395)، وعليه مدار الحديث عن أبي سعيد عند المصنف وغيره. انظر: المسند للإمام أحمد (18/ 263)، وجاء في الأصل "ك" عبد المعافرى - وهو خطأ -.
(4)
انظر: تخريج الحديث السابق.
12051 -
حدثنا موسى بن سهل
(1)
، ومحمد بن أحمد بن عصمة
(2)
⦗ص: 164⦘
الرمليين، قالا: حدثنا سوار بن عمار
(3)
[*]
، ح.
وحدثنا أبو يوسف الفارسي
(4)
، حدثنا زكريا الأُرْسُوفي
(5)
، قالا: حدثنا
⦗ص: 165⦘
السَّرِيُّ بن يحيى
(6)
، عن سليمان -يعني: التيمي -[عن قتادة]
(7)
، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدري.
قال
(8)
: وحدثني أبو عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن رجلا ممن كان قبلكم رغسه
(9)
الله مالا وولدا، فلما حضره الموت دعا بنيه، قال: يا بَنِيَّ! أيَّ أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإنه لم يبتئر عند الله خيرا قط، وإن يقدر عليه يعذبه عذابا"، وذكر الحديث، "قال: فما تلافاه غيرها؛ أن غفر له"
(10)
.
(1)
ابن قادم، أبو عمران الرملي.
(2)
أبو عبد الله الأصم الأطروش الكلبي القاضي، حدث عنه المؤلف وابن الأعرابي وأحمد ابن عمير بن يوسف الدمشقي وأبو بكر محمد بن حمدون بن خالد النيسابوري وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني، وغيرهم من الحفاظ، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل، ورواية الحفاظ عنه تدل على اعتباره في الجملة، كما تقدم عن أبي زرعة وأبي حاتم الرازيين. والله أعلم =
⦗ص: 164⦘
= انظر: الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم - مخطوط (5/ 269 - 270، ق 283 ب - ق 284 أ)، فتح الباب في الكنى والألقاب (4545) تاريخ الإسلام للذهبي (6/ 391 / 379).
(3)
الربعي أبو عمارة الفلسطيني الرملي، قال ابن معين:"ثقة"، وقال أبو حاتم:"صدوق"، وقال النسائي:"ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 302)، وقال:"ربما خالف، مات سنة 214 أو 215 "، وقال ابن حجر:"صدوق، ربما خالف".
انظر: الكنى للإمام مسلم (1/ 581/ 2370)، الجرح والتعديل (4/ 273/ 1179)، تهذيب الكمال (12/ 240 - 241/ 2639)، تقريب التهذيب (رقم: 2686).
(4)
يعقوب بن سفيان الفسوي الفارسي الحافظ.
(5)
نسبة إلى أرسوف - بضم الألف وسكون الراء المهملة وضم السين المهملة في آخرها فاء - مدينة على ساحل بحر الشام. انظر: الأنساب للسمعاني (1/ 166).
وهو أبو يحيى زكريا بن نافع الأرسوفي: سكت عنه ابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 252)، وقال:"يغرب"، وعده السمعاني في العلماء المرابطين بأرسوف، وقال الذهبي:"لم يضعفه أحد، وقد تفرد بخبر طويل في قصة سلمان الفارسي"، ويروي عنه الفسوي، وقد قال الحافظ أبو عبد الرحمن النهاوندي أنه سمع يعقوب بن سفيان الفسوي يقول:"كتبت عن ألف شيخ كسر، كلهم ثقات"، كما في تاريخ دمشق لابن عساكر (74/ 163)، وإن كان تعقب ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء (13/ 181) بأنه "ليس في مشيخته إلا نحو ثلاثمائة شيخ، وفيهم جماعة ضعفوا"، فلعله أراد الضعف الشديد لحد الترك.
والله أعلم انظر: الجرح والتعديل (3/ 594 - 595/ 2686)، تاريع الإسلام (5/ 571/ 143)، لسان الميزن (3/ 512 / 3227).
(6)
ابن إياس بن حرملة الشيباني البصري، ثقة، أخطأ الأزدي في تضعيفه، من السابعة، مات سنة 167. تقريب التهذيب (رقم: 2223)، وانظر: تهذيب الكمال (10/ 323 - 235/ 2195).
(7)
ما بين المعقوفين سقط من الأصل، وأثبت من إتحاف المهرة (352/ 5 - 353 رقم 5573)، والأسانيد السابقة، وقد أثبته الطبرانى في المعجم الكبير (6/ 249 - 250/ 6122 - 6123) عن الحسن بن جرير الصوري، عن زكريا بن نافع الأرسوفي به، وكذلك الإمام أحمد في المسند (18/ 263) من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه عن عقبة به.
(8)
يعني سليمان التيمي.
(9)
أي أعطاه ووسع له فيه، كما تقدم في الحديث (12048).
(10)
تقدم تخريجه برقم (12049).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة والنسخة الجزائرية [6/ ق 24/ أ]: (سوار بن عمار)، وفي إتحاف المهرة (5573) ونسخة السخاوي منه (2/ ق 153/ أ):(سوار بن عمارة)، ولعله الأصوب، كما في كتب التراجم، ولم يشر محققو الكتاب إلى هذا الخلاف.
12052 -
حدثنا محمد بن عبد الحكم أبو العباس القِطْري، حدثنا آدم
(1)
، حدثنا شيبان
(2)
، عن قتادة، حدثني عقبة بن عبد الغافر،
⦗ص: 166⦘
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن رجلًا فيمن خط أعطاه الله مالا وولدا، فلما حضره الموت دعا بنيه، فقال: أيَّ أب كنت لكم؟ فقالوا: خير أب"، وذكر الحديث
(3)
.
(1)
ابن أبي إياس الخراسانى المروذى أبو الحسن العسقلاني.
(2)
ابن عبد الرحمن النحوي، أبو معاوية البصري.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب سعة رحمة الله، 4/ 2110، ح: 28 - 2757) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن الحسن بن موسى عن شيبان بن عبد الرحمن به، وأحال متنه على حديث شعبة عن قتادة، وقال:"بنحوه"، وزاد أن في حديثه:"أن رجلا من الناس رغسه الله مالا وولدا"، وهذا لم يرد هنا عند المؤلف، بل معناه.
فمن فوائد الاستخراج فيه:
1 -
بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.
2 -
العلو النسي بالمساواة، فقد ساوى المصنف فيه مسلما، وكأنه صافح شيخه.
12053 -
حدثني معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ أبو المثنى العنبري، حدثني أبي، حدثني أبي
(1)
، عن شعبة، عن قتادة، سمع عقبة بن عبد الغافر يقول: سمعت أبا سعيد الخدري يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن رجلا فيمن كان قبلكم رغسه الله مالا وولدا، فقال لولده: لتفعلُن ما آمركم به، أو لأولين ميراثي غيركم؛ إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني، واذروني في الريح، فإني لم أَبْتَهِر
(2)
عند الله خيرا، وإن الله عز وجل يَقْدِر عليَّ إن
(3)
يعذبني، قال: فأخذ منهم ميثاقا، وربي، ففعلوا ذلك
⦗ص: 167⦘
به، وربي، فقال الله: ما حملك على ما صنعت؟ قال: مخافتك، قال فما تلافاه غيرها"
(4)
.
(1)
معاذ بن معاذ بن نصر العنبري، البصري.
(2)
بالهاء، أي: لم أُقدِّم لنفسي ولم أدَّخِره. انظر: مجمع بحار الأنوار (1/ 131).
(3)
ومعناه إن الله قادر على أن يعذبني. (شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 115).
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب سعة رحمة الله، 4/ 211، ح: 27 - 2757) عن عبيد الله بن معاذ العنبري عن أبيه معاذ بن معاذ به، نحوه.
باب الخبر المبين أنّ العبد إذا أذنب ثم استغفر، ثم أذنب ثم استغفر، ثم أذنب ثم استغفر غفر له، وأن من أذنب بالنهار وتاب منه باليل، أو أذنب بالليل وتاب منه بالنهار؛ تاب الله عليه، حتى تطلح الشمس من مغربها.
12054 -
حدثنا الصَّومَعِيُّ
(1)
، حدثنا حجَّاج بن مِنْهال
(2)
، وعمرو بن عاصم
(3)
، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن أبي عَمْرة
(4)
، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل، قال:"أذنب عبدي ذنبا، قال اللهم اغفر لي ذني، فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، علم أنَّ له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب ذنبا، فقال: اللهم اغفر لي، فقال الله عز وجل: أذنب عبدي ذنبا، علم أنَّ له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب ذنبا، علم أنَّ له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب ذنبًا، فقال: اللهم اغفر لي، فقال الله عز وجل: أذنب عبدي ذنبا، علم أنَّ له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك"
(5)
.
(1)
محمد بن أبي خالد الطبري الصومعي.
(2)
الأنماطي، البصري.
(3)
ابن عبيد الله، الكلابي، البصري.
(4)
الأنصاري النجاري، يقال: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن أبي حاتم: ليست له صحبة. انظر: تقريب التهذيب (ص: 347، رقم: 3969).
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب سعة رحمة الله، 4/ 2112، ح: 30 - =
⦗ص: 169⦘
= 2758) عن عبد بن حميد عن أبي الوليد، عن همام به، وأحال متنه على حديث حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
وهو متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} 9/ 145/ 7507) عن أحمد بن إسحاق عن عمرو ابن عاصم به، نحوه.
12055 -
حدثنا الصغاني
(1)
، حدثنا عبد الأعلى بن حماد
(2)
، حدثنا حماد
(3)
، بإسناده مثله، بمعناه.
قال عبد الأعلى: لا أدري في الثالثة أو الرابعة: "اعمل ما شئت"
(4)
.
(1)
محمد بن إسحاق.
(2)
ابن نصر الباهلي أبو يحى البصري النَّرْسي.
(3)
ابن سلمة بن دينار البصري.
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب قبول التوبة من الذنوب، 4/ 2112، خ: 29 - 2758) عن عبد الأعلى بن حماد به، نحوه.
12056 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الصَّائغ، وحمدان بن علي الوراق
(1)
، قالا: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا همام
(2)
.
وحدثنا الصومعي
(3)
، قال حدثنا عمرو بن عاصم
(4)
، حدثنا همام،
⦗ص: 170⦘
حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: كان بالمدينة قاصٌّ يقال له عبد الرحمن بن أبي عمرة، قال: فسمعته يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن عبدا أذنب ذنبا، فقال: أي رب! أذنبت ذنبا فاغفر لي، قال الله: "علم عبدي أنَّ له ربا يغفر الذنب ويأخذ به"، فغفر له، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبا آخر، فقال: أي رب! أذنبت ذنبا فاغفر لي، قال: فقال الله عز وجل: علم عبدي أنَّ له ربا يغفر الذنب ويأخذ به،، ثم أذنب ذنبا آخر، قال: فقال: أي رب! أذنبت ذنبا فاغفر لي، فقال الله عز وجل: علم عبدي أنَّ له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، فقد غفرت لعبدي، فليعمل ما شاء"
(5)
.
هذا لفظ الصغاني، وحمدان
(6)
.
(1)
محمد بن علي بن عبد الله بن مهران، البغدادي، وحمدان لقبه.
والوراق: بفتح الواو، وتشديد الراء، وفي آخرها قاف؛ اسم لمن يكتب المصاحف، كتب الحديث وغيرها، ولمن يبيع الورق. الأنساب (5/ 584).
(2)
ابن يحيى بن دينار العَوَذي البصري.
(3)
محمد بن أبي خالد الطبري.
(4)
ابن عبيد الله، الكلابي، البصري.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب سعة رحمة الله، 4/ 2112، ح: 30 - 2758) عن عبد بن حميد عن أبي الوليد، عن همام بد، وأحال متنه على حديث حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
وفيه من فوائد الاستخراج:
1 -
بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.
2 -
العلو النسي بالمساواة، إذ ساوى فيه المصنف مسلما والبخاري، فكأنه صافح شيخيهما.
(6)
محمد بن علي بن عبد الله بن مهران، البغدادي.
12057 -
حدثنا يونس بن حبيب
(1)
، حدثنا أبو داود
(2)
، ح.
⦗ص: 171⦘
حدثنا الصومعي
(3)
، حدثنا عمرو بن عاصم، قالا: حدثنا همام، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي عمرة، قال: سمعته يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
(4)
.
(1)
ابن بشر، الأصبهاني.
(2)
سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي، ولم أقف عليه في مسنده.
(3)
محمد بن أبي خالد الطبري.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق. وانظر: إتحاف المهرة (15/ 156 رقم 19065).
12058 -
ز - حدثنا إسحاق بن سيار
(1)
، حدثنا أبو غسان
(2)
، حدثنا زهير
(3)
، حدثنا أبو إسحاق
(4)
، عن يونسَ بن خَبَّابٍ
(5)
، عن
⦗ص: 173⦘
مجاهد
(6)
، قال:"أذنب رجل ذنبا، قال: رب إني أذنبت ذنبا فاغفر لي"، وذكر حديثه فيه
(7)
.
(1)
ابن محمد النصيي أبو يعقوب الطحان.
(2)
مالك بن إسماعيل النهدي الكوفي.
(3)
ابن معاوية بن حُديج أبو خيثمة الجعفي، الكوفي.
(4)
عمرو بن عبد الله السبيعي، الهمداني، الكوفي.
(5)
الُأسَيْدي مولاهم، الكوفي. وخباب: أوله خاء معجمة وبعدها باء مشددة معجمة بواحدة من تحتها وبعد الألف باء أيضًا. انظر: الإكمال لابن ماكولا (2/ 148، 150).
تركه يحيى بن سعيد القطان (الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي: 8/ 515 - 519/ 2080)، وعبد الرحمن بن مهدي (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 3/ 202، 9/ 238 / 1001)، وعلي بن المديني (أحوال الرجال للجوزجاني، ص: 50، رقم: 22)، وابن شاهين (ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه: ص: 113، رقم: 69) وغيرهم، وكذبه الجوزجاني (أحوال الرجال ص: 50، رقم: 22)، وحكاه الذهبي (المغني في الضعفاء: 2/ 766 / 7263) عن يحيى بن سعيد القطان أيضًا.=
⦗ص: 172⦘
= وأسقطه ابن معين، فقال:"يونس بن خباب رجل سوء - وقال أيضًا -: يونس بن خباب لا شيء". (تاريخه - رواية الدارمي -: ص: 226، رقم: 862، - ورواية الدوري -: 3/ 407/ 1986، 4/ 163 / 3723، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 3/ 202، 9/ 238/ 1001)، وقال أبو حاتم الرازي:"مضطرب الحديث، ليس بالقوى". (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 3/ 202، 9/ 238/ 1001).
وقال ابن حبان رحمه الله: "كان رجل سوء، غاليا في الرفض، كان يزعم أن عثمان بن عفان قتل ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يحل الرواية عنه، لأنه كان داعية إلى مذهبه، ثم مع ذلك ينفرد بالمناكير التي يرويها عن الثقات، والأحاديث الصحاح التي يسرقها عن الأثبات فيرويها عنهم". (المجروحين لابن حبان: 3/ 140).
وضعفه الإمام أحمد رحمه الله (العلل ومعرفة الرجال -دواية المروذي وغيره-: رقم: 108، 109، 298)، والنسائي (الضعفاء والمتركون: رقم: 619)، وذكره العقيلي (4/ 458، ت: 2089) والدارقطني (3/ 137/ 602) وغيرهما في الضعفاء، وقال العقيلي:"وكان ممن يغلو في الرفض".
وذكر أبو داود أن عامة حديثه من رواية شعبة عنه لا تشبه حديث الرافضة، إلا أنه زاد في حديث سؤال القبر سؤالا رابعا زعم أن الناصبة أخفته، وهو أن المرأ يسأل في قبره: من وليُّك؟ فإن قال: علي بن أبي طالب، نجا. (انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر: 11/ 437 - 439/ 848).
قال أبو أحمد بن عدي رحمه الله "وهو من الغالين في التشيع، وكان يحمل على عثمان وأحاديثه مع غلوه تكتب". (الكامل في ضعفاء الرجال: 8/ 515 - 519/ 2080). =
⦗ص: 173⦘
= وقال عثمان بن أبي شيبة رحمه الله: "ثقة صدوق"، وقال الساجي رحمه الله:"صدوق في الحديث، تكلموا فيه من جهة رأيه السوء"، وتابعهما عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله، فقال:"صدوق يخطئ ورمي بالرفض". (انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر: 11/ 437 - 439/ 848).
(6)
ابن جبر المكي.
(7)
لم أقف عليه عند غير المصنف رحمه الله، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في إتحاف المهرة (19/ 401) 25101):"موقوف".
وفي إسناده يونس بن خباب، وهو ضعيف جدا، وقد اتهم، كما مر آنفا في ترجمته.
12059 -
حدثنا يوسف بن مسلَّم
(1)
، حدثنا حجاج بن محمد
(2)
، قال: حدثني شعبة
(3)
، ح.
وحدثنا يونس بن حبيب
(4)
، حدثنا أبو داود
(5)
، حدثنا شعبة، عن
⦗ص: 174⦘
عمرو بن مرة
(6)
، سمع أبا عبيدة
(7)
يحدث عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، وبالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها"
(8)
.
(1)
يوسف بن سعيد بن مسلَّم.
(2)
المصيصي.
(3)
ابن الحجاج، أبو البسطام، الواسطي.
(4)
ابن بشر، الأصبهاني.
(5)
سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي.
(6)
ابن عبد الله بن طارق الجملي المرادي.
(7)
ابن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي.
(8)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب سعة رحمة الله، 4/ 2113، ح: 31 - 2759) عن محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر غندر، وعن محمد بن بشار عن أبي داود الطيالسي، كلاهما عن شعبة، به مثله من حديث غندر، وأحال عليه حديث الطيالسي بنحوهن وكأنه عنى حديث الطيالسي الثاني.
والحديث هو عند الطيالسي في المسند (1/ 395/ 492)، بمثله.
وله أيضا (493) عن شعبة والمسعودي عن عمرو بن مرة نحوه، ولفظه:"يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل"، وقد أخرجه مسلما في الصحيح بهذا اللفظ (الإيمان، باب في قوله عليه السلام: إن الله لا ينام، 1/ 162، ح: 295 - 179) عن محمد بن المثنى وابن بشار عن محمد بن جعفر به، وبرقم (ح: 293، 294 - 179) من حديث الأعمش عن عمرو بن مرة، به. وتقدم عند المؤلف في الإيمان برقم (448 - 451).
ومن فوائد الاستخراج في هذا الحديث:
1 -
بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.
2 -
العلو النسبي بالمساواة، فقد ساوى فيه المصنف مسلما رحمه الله، في طرقه الثلاثة =
⦗ص: 175⦘
= عن شعبة، فكأنه صافح شيوخ مسلم فيه.
12060 -
حدثنا أبو قلابة
(1)
، حدثنا بشر بن عمر
(2)
، حدثنا شعبة، بإسناده إلى قوله:"مسيء الليل"
(3)
.
(1)
عبد الملك بن محمد عبد الله الرقاشي البصري.
(2)
ابن الحكم الزهراني الأزدي البصري.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
باب الترغيب في الثناء على الله عز وجل
-.
12061 -
حدثنا محمد بن الجنيد الدَّقَّاقُ
(1)
، حدننا إسحاق بن إسماعيل
(2)
، حدثنا جرير
(3)
، عن الأعمش
(4)
، عن أبي وائل
(5)
، عن عبد الله
(6)
، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل، من أجل ذاك مدح نفسه، ولا أحد أغير
(7)
من الله عز وجل، من أجل ذلك حرم الفواحش"
(8)
.
(1)
محمد بن أحمد بن الجنيد أبو جعفر، والدقاق: بفتح الدال المهملة، والألف بين القافين الأولى مشددة، نسبة إلى الدقيق وعمله وبيعه. انظر: الأنساب للسمعاني (2/ 485).
(2)
الطالقاني، أبو يعقوب، نزيل بغداد، يعرف باليتيم.
(3)
ابن عبد الحميد الضبي، الرازي.
(4)
سليمان بن مهران الكاهلي، الكوفي.
(5)
شقيق بن سلمة النخعي.
(6)
ابن مسعود، الهذلي.
(7)
الغيرة: بفتح الغين وإسكان الياء، وهى مأخوذة من التغير الحاصل من الآنفة والحمية.
قال الإمام النووي رحمه الله: وأصلها المنع، والرجل غيور على أهله - أي يمنعهم من التعلق بأجني بنظر أو حديث أو غيره، والغيرة صفة الكمال. أ. هـ.
وغيرة الله تعالى من جنس صفاته التي يخص بها، فهي ليست مماثلة لغيره المخلوق بل هي صفة تليق بعظمته، مثل الغضب والرضا ونحو ذلك من خصائصه التي لا يشاركه الخلق فيها. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (10/ 132)، روضة المحبين (صـ 310)، فتح الباري مع تعليق ابن باز (2/ 530 - 531)، الفتاوى (6/ 120)، شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان (1/ 335).
(8)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، =
⦗ص: 177⦘
= 4/ 2113، ح: 32، 35 - 2760) عن عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن راهوية، عن جرير، به مثله.
وهو متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب النكاح، باب الغيرة، 7/ 35/ 5220، وكتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} 9/ 120 / 7403) من طريق حفص بن غياث عن الأعمش، به نحوه.
12062 -
حدثنا ابن عفان
(1)
، حدثنا ابن نمير
(2)
، عن الأعمش، عن شقيق، قال: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحد أغير من الله، ولذلك حرم الفواحش، وما أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل"
(3)
.
(1)
الحسن بن علي بن عفَّان العامري أبو محمد الكوفي.
(2)
الطالقاني، أبو يعقوب، نزيل بغداد، يعرف باليتيم.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، 4/ 2114، ح: 33 - 2760) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن نمير وأبى معاوية، عن الأعمش. وعن محمد بن عبد الله بن نمير وأبي كريب عن أبي معاوية وحده، به مثله، إلا أنه قال:"لا أحد".
والمؤلف قد ساوى فيه مسلما، فكأنه صافح شيوخه فيه، وهذا من فوائد الاستخراج.
12063 -
حدثنا الصَّغَاني
(1)
، حدثنا يعلى
(2)
، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس أحد أغير من الله، ولذلك حرم الفواحش، وليس أحد أحب إليه المدح من الله"
(3)
.
(1)
محمد بن إسحاق بن جعفر.
(2)
ابن عبيد بن أبي أمية الكوفي.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12064 -
حدثنا يوسف بن مسلَّم
(1)
، وأبو حُمَيْد المِصِّيْصِي
(2)
، وعباس الدُّوري، قالوا: حدثنا حجَّاج بن محمد، حدثني شعبة، عن عمرو ابن مُرَّة، قال: سمعت أبا وائل يقول: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: - قلت له: أنت سمعته من عبد الله؟ قال: نعم، وقد رفعه، أنه قال -:"لا أحدَ أغيرُ من الله، ولذلك حرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحدَ أحبُّ إليه المدح من الله عز وجل، ولذلك مدح نفسه".
كذا رواه غندر
(3)
.
(1)
يوسف بن سعيد بن مسلَّم.
(2)
عبد الله بن محمد بن تميم بن أبي عمر، مولى بني هاشم.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، 4/ 2114، ح: 34 - 2760) عن محمد بن المثنى وابن بشار عن غندر، به مثله.
وهو متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب تفسير القرآن، سورة الأنعام، باب قوله: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}، 6/ 57/ 4634)، عن حفص بن عمر، و (كتاب تفسير القرآن، سورة الأعراف، باب قوله عز وجل: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (6/ 59/ 4637) عن سليمان بن حرب، كلاهما: عن شعبة، به مثله.
وفيه من فوائد الاستخراج: العلو النسي بالمساواة، فقد ساوى المصنف فيه مسلما، فكأنه صافح شيخيه فيه.
12065 -
حدثنا ابن الجُنَيد
(1)
، حدثنا الأسور بن عامر
(2)
، حدثنا
⦗ص: 179⦘
شعبة، حدثني عمرو بن مُرَّة، قال: سمعت أبا وائل، قال: سمعت ابن مسعود، قال: -قلت: أنت سمعته من ابن مسعود؟ قال: نعم، قلت: أَرَفَعَه؟ قال: نعم، قال-:"لا أحد"، فذكر مثله
(3)
.
(1)
محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق.
(2)
الشامي، الملقب بشاذان.
(3)
تقدم تخريجه في الذي قبله.
12066 -
حدثنا الربيع بن سليمان
(1)
، حدثنا خالد بن عبد الرحمن
(2)
، ح.
وحدثنا إبراهيم بن مرزوق
(3)
، حدثنا وهب بن جرير
(4)
، ح.
وحدثنا أبو قِلابة
(5)
، حدثنا بِشْر بن عمر
(6)
، قالوا: حدثنا شعبة، بإسناده، مثلَ حديث حجاج بن محمد
(7)
.
(1)
ابن عبد الجبار المرادي أبو محمد المصري المؤذن، صاحب الشافعي.
(2)
الخراساني، أبو الهيثم، المروذي.
(3)
ابن دينار الأموي، البصري.
(4)
ابن حازم أبو عبد الله الأزدي البصري.
(5)
عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي، البصري.
(6)
ابن الحكم الزهراني الأزدي، أبو محمد البصري.
(7)
تقدم تخريجه آنفا (برقم 12064).
12067 -
حدثنا ابن الجنيد
(1)
، حدثنا أبو ربيعة
(2)
، حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد،
⦗ص: 180⦘
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك مدح نفسه، وليس أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرَّم الفواحش، وليس شيء أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب وبعث الرسل"
(3)
.
روه جرير
(4)
، عن الأعمش، مرفوع مثله، وقال:"أرسل الرسل"
(5)
.
(1)
محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق.
(2)
زيد بن عوف القطعي البصري، الملقب بفهد، تقدم برقم (1883)، وهو متروك.
(3)
تقدم تخريج الحديث برقم (12061 - 12064) من طرق عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه.
واسناد المؤلف هذا فيه أبو ربيعة، وهو متهم بسرقة الأحاديث، ولكنه قد رواه عن أبي عوانة غيره من الثقات أيضا، فقد أخرجه الخرائطي في اعتلال القلوب (2/ 355/ 732) عن أبي يوسف القلُّوسي، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة به.
ويحيى بن حماد هو ابن أبي زياد الشيباني مولاهم البصري ختن أبي عوانة؛ ثقة عابد، كما في تقريب التهذيب (رقم: 7535)، وأبو يوسف القلوسي هو يعقوب بن إسحاق بن زياد البصري، قال الخطيب:"كان حافظا ثقة ضابطا". انظر: تاريخ بغداد (16/ 416/ 7532)، تاريخ الإسلام (6/ 640/ 472).
وتابع أبا عوانة عليه جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عند مسلم وغيره، كما أشار إليه المصنف، فهو صحيح عن الأعصش بالوجهين؛ من روايته عن أبي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه، ومن روايته عن مالك بن الحارث عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي عن ابن مسعود رضي الله عنه.
(4)
ابن عبد الحميد الضبي الرازي.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، 4/ 2114، ح: 35 - 2760) عن عثمان بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، =
⦗ص: 181⦘
= وإسحاق بن إبراهيم -هو ابن راهوية- عن جرير، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، به نحوه.
12068 -
حدثنا يونس بن حبيب، وبكار بن قتيبة، قالا: حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، أنَّ أبا سلمة أخبره، أنَّ أبا هريرة أخبره، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وإن غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حَرَّم عليه"
(2)
.
(1)
سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي، والحديث في مسنده (4/ 114/ 2479) عن حرب بن شداد، به مثله.
(2)
سيأتي تخريجه.
12069 -
حدثنا أبو داود السجزي
(1)
، حدثنا موسى بن إسماعيل
(2)
، حدثنا أبان
(3)
، ح.
وحدثنا بكار بن قتيبة، حدثنا أبو داود
(4)
، حدثنا حرب بن شداد، وأبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، أنَّ أبا سلمة أخبره، أنَّ أبا هريرة أخبره، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يغار، وإن المؤمن يغار،
⦗ص: 182⦘
وإنّ غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حَرَّم عليه".
وكذا رواه أبو موسى
(5)
عن أبي داود، عن حرب وأبان، عن يحيى
(6)
.
(1)
سليمان بن الأشعث السجستاني مؤلف السنن، ولم أقف عليه في سننه.
(2)
التبوذكي.
(3)
ابن يزيد العطار البصري.
(4)
سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي، وهو في مسنده عن حرب وحده، كما تقدم في الذي قبله.
(5)
محمد بن المثنى العنزي البصري.
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، 4/ 2115، ح: 36 - 2761)، عن أبي موسى العنزي به، وأحال متنه على حديث حجاج بن أبي عثمان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، بمثله.
وهو متفق عليه، أخرجه البخاري (كتاب النكاح، باب الغيرة، 7/ 35/ 5223)، عن موسى بن إسماعيل عن همام -وهو ابن يحيى العوذي-، وعن أبي نعيم عن شيبان، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير به، نحوه.
وفي هذا الحديث من فوائد الاستخراج:
1 -
بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.
2 -
التصريح بالسماع بين يحيى بن أبي كثير وبين شيخه أبي سلمة، وهو عند مسلم معنعن في رواية أبي داود عن أبان بن يزيد وحرب بن شداد، ففيه تقوية للسماع الوارد في حديث الحجاج بن أبي عثمان الصواف عند مسلم، وأبان وحرب فوق الحجاج في يحيى بن أبي كثير، وهما من الخمسة الأول الذين هم الطبقة الأولى في يحيى بن أبي كثير، أرفعهم هشام الدستوائي، وأبان كان يقدمه القطان على همام وغيره، وعده الإمام أحمد -في رواية لأبي زرعة الدمشقي عنه، عند ابن عدي في الكامل (1/ 173) - التالي منهم لهشام، وقدم عليه غيره في روايات أخرى، كما سيأتي بعضها في التعليق على الحديثين التاليين. وانظر: تاريخ أبي زرعة الدمشقي (رقم: 1142)، الجرح والتعديل (2/ 299/ 1098، 9/ 60 - 61)، الكامل (3/ 332، 8/ 443).
3 -
العلو النسبي بالمساواة، فقد ساوى فيه المصنف مسلما، فكأنه صافح شيخه.
12070 -
حدثنا السُّلَمِي
(1)
، وأبو العباس الغَزِّي
(2)
، قالا: حدثنا
⦗ص: 183⦘
عبيد الله بن موسى
(3)
، أخبرنا شيبان
(4)
، ح.
وحدثنا أبو أمية
(5)
، حدثنا الحسن بن موسى
(6)
، حدثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، قال: وأخبرني أبو سلمة، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حَرَّم عليه"
(7)
.
(1)
أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي النيسابوري، يلقب حمدان.
(2)
عبد الله بن محمد بن عمرو الأزدي الغزي.
(3)
العبسي الكوفي.
(4)
ابن عبد الرحمن النحوي.
(5)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.
(6)
الأشيب البغدادي.
(7)
تقدم تخريجه في الذي قبله، وهذا الوجه من رواية شيبان عن يحيى بن أبي كثير لم يخرجه مسلم، وهذا من فوائد الاستخراج، وشيبان أحد الخمسة الأثبات من أصحاب يحيى بن أبي كثير، فضله ابن معين على حرب بن شداد، والإمام أحمد على الأوزعي وحرب بن شداد وغيرهما، بل اعتبره أرفع أصحاب يحيى بن أبي كثير بعد هشام الدستوائي، وقال:"شيبان أرفع هؤلاء عندي، شيبان صاحب كتاب صحيح".
انظر: سؤالات ابن الجنيد (ص: 386، رقم: 468)، الجرح والتعديل (4/ 356)، معجم الصحابة للبغوي (2/ 283/ 634)، الكامل في ضعفاء الرجال (3/ 332)، تاريخ بغداد (9/ 272 - 274/ 4835).
12071 -
أخبرني العباس بن الوليد بن مِزْيَد العُذَري، قال: أخبرني محمد بن شعيب بن شابور، قال: أخبرني الأوزاعي
(1)
، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، قال: حدثني أبو هريرة،
⦗ص: 184⦘
قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إن الله يغار، والمؤمن يَغَار، فغيرة الله اُن يأتي المؤمن ما حَرَّم عليه"
(2)
.
(1)
عبد الرحمن بن عمرو، أبو عمرو الدمشقي.
(2)
تقدم تخريجه (برقم 12069)، وطريق الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير هذا لم يخرجه مسلم، وهو من فوائد الاستخراج، والأوزاعي أحد الأثبات في حديث يحيى بن أبي كثير، في الطبقة الأولى بعد هشام الدستوائي، كما قال ابن المديني وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان. انظر: تاريخ الدوري (4/ 457/ 5279)، الجرح والتعديل (9/ 60 - 61).
12072 -
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني عبيد الله القواريري
(1)
، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا حجاج الصواف
(2)
، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة، أنه سمعه يقول: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الله يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه"
(3)
.
(1)
ابن عمر بن ميسرة البصري.
(2)
حجاج بن أبى عثمان الكندى مولاهم البصري.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، 4/ 2114، ح: 36 - 2761) عن عمرو الناقد، عن ابن علية، عن حجاج، به نحوه.
12073 -
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبو معمر
(1)
، حدثنا ابن علية
(2)
، حدثنا حجَّاج بن أبي عثمان، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة، قال: حدثني عروة بن الزبير، أنَّ أسماء حدثته، أنها سمعت
⦗ص: 185⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس أحد أغير من الله عز وجل"
(3)
.
(1)
عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج، المِنقَري مولاهم المُقْعَد البصري.
(2)
إسماعيل بن إبراهيم ابن علية.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، 4/ 2114 - 2115، ح: 37 - 2762) عن عمرو الناقد، عن ابن علية، به نحوه.
وهو متفق عليه، أخرجه البخاري (كتاب النكاح، باب الغيرة، 7/ 35/ 5222)، عن موسى بن إسماعيل التبوذكي عن همام بن يحيى العوذي، عن يحيى بن أبي كثير به، نحوه.
12074 -
حدثنا موسى بن سعيد
(1)
، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا حرب
(2)
، عن يحيى بن أبي كثير، قال أبو سلمة: حدثني عروة بن الزبير، أنَّ أسماء بنت أبي بكر حدثته، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر:"ليس شيءٌ أغْيَرَ من الله"
(3)
.
(1)
الدنداني الثغري الطرسوسي.
(2)
ابن شداد اليشكرى البصرى.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق، وطريق حرب بن شداد عن يحيى هذا لم يخرجه مسلم، وحرب بن شداد أحد أوثق أصحاب يحيى بن أبي كثير بعد هشام الدستوائي وشيبان، كما تقدم، وهذا من فوائد الاستخراج.
12075 -
حدثنا الصَّغَاني
(1)
، وأبو داود السِّجْزي
(2)
، قالا: حدثنا مسلم بن إبراهيم
(3)
، حدثنا أبان
(4)
، حدثنا يحيى
(5)
، عن أبي سلمة، عن عروة
⦗ص: 186⦘
ابن الزبير، عن أسماء، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"لا شيء أَغْيَرُ من الله"
(6)
.
رواه بشر بن المفضل
(7)
، عن هشام
(8)
، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عروة، عن أسماء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"ليس أغْيَرَ من الله"
(9)
.
(1)
محمد بن إسحاق، البغدادي.
(2)
سليمان بن الأشعث السجستاني، صاحب السنن، والحديث لم أقف عليه في سننه.
(3)
الفراهيدي الأزدي.
(4)
ابن يزيد العطار البصري.
(5)
ابن أبي كثير اليمامي.
(6)
هو حديث متفق عليه، وتقدم تخريجه (برقم 12073)، وطريق أبان بن يزيد العطار هذا لم يخرجه مسلم، وهو من فوائد الاستخراج، فأبانٌ أحدُ أوثقِ الناس في يحيى بن أبي كثير بعد هشام الدستوائي وشيبان، ومنهم من فضله على غير هشام فيه، وراجع التعليقات على الأحاديث (12069، 12070، 12071) ومصادرها.
(7)
ابن لاحق الرقاشي البصري.
(8)
ابن أبي عبد الله سنبر الدستوائي البصري.
(9)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، 4/ 2115، ح: 37 - 2762) عن محمد بن أبي بكر المقدمي عن بشر، به نحوه.
12076 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، حدثنا إبراهيم بن حمزة
(2)
، عن عبد العزيز
(3)
، ح.
وحدثنا محمد بن يحيى، حدثنا عبد الله بن مسلمة
(4)
، حدثنا عبد العزيز بن محمد
(5)
، عن العلاء
(6)
، عن أبيه، عن أبي هريرة،
⦗ص: 187⦘
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمن يَغَار، والله أشدُّ غيرا"
(7)
.
(1)
الذهلي.
(2)
ابن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير، المدني، أبو إسحاق.
(3)
ابن محمد الدراوردي.
(4)
ابن قعنب القعني.
(5)
الدراوردي.
(6)
ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي مولاهم، المدني.
(7)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، 4/ 2115، ح: 38 - 2761) عن قتيبة، عن عبد العزيز الدراوردي، به مثله.
12077 -
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
(1)
، اُخبرنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، قال: سمعت العلاء يحدث عن أبيه، عن أبي هريرة، أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"المؤمن -مرتين، أو ثلاثا- يَغَار، يغار، يغار، والله أشدُّ غيرا"
(2)
.
(1)
هو الإمام أحمد، والحديث عنده في المسند (13/ 375/ 7994) عن محمد بن جعفر به مثله، وفي (12/ 144/ 7210، 15/ 404/ 9642) من طرق أخرى عن شعبة به أيضا.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، 4/ 2115، ح: 38 - 2761) عن محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر به، وأحال متنه على حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن العلاء.
وفيه من فوائد الاستخراج:
1 -
بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.
2 -
وفيه علو معنوي، فإنه أخرجه من طريق الإمام أحمد عن غندر، وأحمد فوق محمد بن المثنى في كل شيء.
باب ذكر الدليل على أنّ المسيء إذا تاب وندم، وعمل بعدها حسنة أذهبت سيئته، وأن الصلاة تكفير للسيئات.
12078 -
حدثنا الصَّغَاني
(1)
، حدثنا عبيد الله بن عمر
(2)
، حدثنا يزيد بن زُرَيعٍ، حدثنا سليمان التيمي
(3)
، عن أبي عثمان
(4)
، عن عبد الله بن مسعود: "أن رجلا أصاب من امرأة قُبْلة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، قال: فأنزل الله عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}
(5)
، قال: قال الرجل: يا رسول الله! هذه لي؟ قال: هذه لك، ولِمن عمل بها من أمتي"
(6)
.
رواه المعتمر
(7)
، عن أبيه
(8)
.
(1)
محمد بن إسحاق بن جعفر.
(2)
القواريري.
(3)
سليمان بن طرخان التيمي مولاهم، البصري.
(4)
عبد الرحمن بن مُلّ النهدي.
(5)
سورة هود: 114، وقوله:"زلفًا من الليل" ساعاته، وقيل: الطائفة من الليل قليلة كانت أو كثيرة. انظر: النهاية (310/ 2)، شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 124).
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} 4/ 2115/ 39 - 2763) عن قتيبة وأبي كامل الجحدري، عن يزيد بن زريع، به مثله.
وهو متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب مواقيت الصلاة، باب: الصلاة كفارة، 1/ 111/ 526) عن قتيبة، وفي (كتاب تفسير القرآن، سورة هود، باب قوله: وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل، 6/ 75/ 4687) عن مسدد، كلاهما عن يزيد ابن زُريع، به مثله.
(7)
ابن سليمان بن طرخان التيمي مولاهم، البصري.
(8)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب قوله تعالى:{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} =
⦗ص: 189⦘
= 4/ 2116، ح: 40 - 2763) عن محمد بن عبد الأعلى عن المعتمر به، وأحال تتمة متنه على حديث يزيد بن زريع، وقال: بمثله.
ورواه أيضا (ح: 41 - 2763) عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير بن عبد الحميد عن سليمان التيمي به، وأحال متنه على حديثي يزيد بن زريع ومعتمر، وقال: بمثله.
12079 -
حدثنا الحسن بن محمد
(1)
، حدثنا يحيى بن عباد
(2)
، حدثنا شعبة، عن سماك
(3)
، عن إبراهيم
(4)
، عن الأسود
(5)
، عن عبد الله
(6)
: "أن رجلا قال: يا رسول الله! إني لقيت امرأة في حَشٍّ
(7)
بالمدينة، وأصبت منها ما دون الجماع، فنزلت:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ}
(8)
"
(9)
.
⦗ص: 190⦘
ذكر أحمد بن يوسف
(10)
، حدثنا أبو زيد
(11)
، حدثنا شعبة، عن سماك، بهذا وأتم منه
(12)
.
(1)
ابن الصبَّاح أبو علي الزعفراني.
(2)
الضُّبَعي أبو عباد البصري.
(3)
ابن حرب الذهلي الكوفي.
(4)
ابن يزيد بن قيس النخعي الكوفي.
(5)
ابن يزيد بن قيس النخعي الكوفي.
(6)
ابن مسعود الهذلي رضي الله عنه.
(7)
بفتح الحاء المهملة وضمها، والفتح أكثر، ثم شين مشددة، وهو البستان من النخيل.
انظر: الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي للأزهري (ص: 38)، غريب الحديث لابن الجوزي (1/ 216)، النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 390)، المصباح المنير للفيومي (حشش، 1/ 137).
(8)
سورة هود: 114.
(9)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} 4/ 2117، ح: 43 - 2763) عن محمد بن المثنى، عن أبي النعمان الحكم=
⦗ص: 190⦘
= ابن عبد الله العجلي، عن شعبة.
(10)
السلمي النيسابوري.
(11)
سعيد بن الربيع الحرشي الهروي.
(12)
تقدم تخريجه في الذي قبله.
12080 -
حدثنا ابن أبي الدنيا
(1)
، حدثنا داود بن عمرو الضَّبِّي وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا سلام بن سليم، عن سماك، ح.
وحدثنا الصغاني
(2)
، حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا [أبو] الأحوص
(3)
، ح.
وحدثنا أبو أمية
(4)
، حدثنا أبو نعيم
(5)
، حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله، قال: "جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: إني عالجت امرأة من أقصى المدينة، فأصبت منها
⦗ص: 191⦘
ما دون أن أمسها، وأنا هذا، فاقض فِيَّ ما شئت، فقال له عمر: لقد سترك الله إنْ سترت على نفسك، قال: ولم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام الرجل فانطلق، فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا، فدعاه، فتلا عليه هذه الآية:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} ، إلى قوله:{ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}
(6)
، فقال رجل من القوم: أهذه خاصة له، يا نبي الله؟ قال:"بل للناس كافة"، أو قال:"عامة". لفظ ابن أبي شيبة، ومعنى حديثهم واحد
(7)
.
(1)
عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا البغدادي.
(2)
محمد بن إسحاق بن جعفر.
(3)
ما بين المعقوفين سقط من الأصل، واستدرك من إتحاف المهرة (10/ 158/ 12480)، ويدل عليه بقية أسانيد هذا الحديث، وأبو الأحوص هو سلام بن سليم الحنفي الكوفي المذكور في الإسناد الأول؛ عن ابن أبي الدنيا عن أبي بكر بن أبىِ شيبة.
(4)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرَسوسي.
(5)
الفضل بن دكين بن حماد الكوفي.
(6)
سورة هود: (114).
(7)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}، 4/ 2116، ح: 42 - 2763) عن يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وأبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص سلام بن سليم به، وساق لفظه ليحيى بن يحيى التميمي، وهو عند المؤلف بلفظ ابن أبي شيبة، وهذا من فوائد الاستخراج. والحديث عند ابن أبي شيبة في مسنده (1/ 131/ 173).
12081 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا أبو عامر
(1)
، ح.
وحدثنا أبو أمية
(2)
، حدثنا عبيد الله بن موسى
(3)
، أخبرنا إسرائيل
(4)
، عن سماك
(5)
، أنه سمع إبراهيم
(6)
يحدث عن الأسود
(7)
وعلقمة
(8)
، عن
⦗ص: 192⦘
عبد الله بن مسعود، قال:"جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أخذت امرأة في البستان، فعملت لها كل شيء غير أني لم أجامعها، قَبَّلْتُها والْتَزَمْتُها، ولم أفعل بها غير ذلك، فافعل بي ما شئت، فلم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا، فذهب الرجل، فقال عمر: لقد ستر الله عليك لو سترت على نفسك، فأتبعه رسول الله صلى الله عليه"، وذكر الحديث
(9)
.
(1)
عبد الله بن عمرو العقدي، القيسي البصري.
(2)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.
(3)
العبسي الكوفي.
(4)
ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
(5)
ابن حرب الذهلي.
(6)
ابن يزيد بن قيس النخعي الكوفي.
(7)
ابن يزيد بن قيس النخعي، الكوفي.
(8)
ابن قيس بن مالك النخعي الكوفي.
(9)
تقدم تخريج في الحديث السابق، ورواية إسرائيل عن سماك هذه من فوائد الاستخراج، حيث تابع أبا الأحوص على جمعه بين الأسود وعلقمة، وتابعهما حفص بن جميع وغيره من الضعفاء، وأبو عوانة اليشكري عن سماك، إلا أن أبا عوانة اختلف عليه، فقال جمع عنه: عن علقمة والأسود، وقال الأكثرون: عن علقمة أو الأسود.
قال البزار: "وهذا الحديث رواه غير واحد عن سماك عن إبراهيم عن علقمة والأسود، وبعضهم شك فقال: عن علقمة أو الأسود عن عبد الله". مسند البزار (4/ 343/ 1539).
وتابعهم شريك عن سماك عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا به مختصرا، أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 143/ 75) بإسناد صحيح عنه.
ورواه شعبة عن سماك عن إبراهيم عن الأسود وحده، كما تقدم (12075، 12076).
وقال الثوري: عن سماك، عن إبراهيم النخعي، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود رضي الله عنه. أخرجه الترمذي في الجامع (أبواب تفسير القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: ومن سورة هود، 5/ 289/ 3112)، والنسائي في السنن الكبرى (كتاب الرجم، من اعترف بما لا تجب فيه الحدود، وذكر الاختلاف على سماك بن حرب في خبر عبد الله بن مسعود، في ذلك، 6/ 477/ 7276 - 7277)، وأحمد في المسند (6/ 402/ 3854) ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 142/ 74)، والطبراني في المعجم الكبير (10/ 207/ 10482) من طريقي محمد بن يوسف=
⦗ص: 193⦘
= الفريابي، والفضل بن موسى السيناني، عن الثوري به.
وسماك بن حرب تكلموا في حديثه عن عكرمة خاصة، وكان يقبل فيه التلقين بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأما عامة أحاديثه فهو صدوق ثقة فيها، يخطئ كغيره من الثقات، وأبو الأحوص وغيره من الثقات فيها قريب من شعبة والثوري، قال الدارقطني:"إذا حدث عنه شعبة والثوري وأبو الأحوص، فأحاديثهم عنه سليمة، وما كان عن شريك بن عبد الله، وحفص بن جميع ونظرائهم، ففي بعضها نكارة". سؤالات السلمي للدارقطني (ص: 189، رقم: 171).
وهذه النكارة إنما أتيت من قبلهم، لضعفهم، وليس من قبل سماك بن حرب، وقد صحح له الدارقطني من رواية إسرائيل، وأبي الأحوص، وأسباط بن نصر، وأبي عوانة، وزائدة، وعمر بن عبيد الطنافسي، ويزيد بن عطاء مولى أبي عوانة، عن سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه. ورجح حديثهم على رواية الثوري له عن سماك عن موسى مرسلا. انظر: علل الدارقطني (4/ 205 - 207/ 512).
وقال الجورقاني في الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير (2/ 126)، في حديث له:"هذا حديث صحيح، رواه عن سماك بن حرب، أبو الأحوص".
ولهذا قال الترمذي في حديثنا هذا -وأخرجه من طريق أبي الأحوص عن سماك: "هذا حديث حسن صحيح، وهكذا روى إسرائيل عن سماك عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وروى شعبة عن سماك بن حرب عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وروى سفيان الثوري عن سماك عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، ورواية هؤلاء أصح من رواية الثوري". انظر: الجامع للترمذي (أبواب تفسير القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: ومن سورة هود، 5/ 289/ 3112).=
⦗ص: 194⦘
= وسماك تقدمت ترجمته عند الحديث رقم (704)، وقارنها بالرجوع إلى مصادر ترجمته هناك.
وحديثنا هذا قد أعله النسائي بالإرسال، لما أخرجه في السنن الكبرى (كتاب الرجم، ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لهذا الخبر، 6/ 479/ 7283) عن هناد بن السري -وهو في الزهد له (2/ 449، 648) -، وأبو داود في السنن (كتاب الحدود، باب في الرجل يصيب من المرأة دون الجماع، فيتوب قبل أن يأخذه الإمام، 4/ 160/ 4468) عن مسدد بن مسرهد، وأبو نعيم في حلية الأولياء (4/ 238) من طريق يحيى الحماني، ثلاثتهم عن أبي الأحوص، عن سماك عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، قالا: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه به مرفوعا. قال النسائي: "هذا هو الصحيح". السنن الكبرى (6/ 480).
كذا قال، ويعني أن علقمة والأسود لا يسندانه عن ابن مسعود رضي الله عنه، وإنما بلغهما عنه، فحدثا به عنه من غير سماع، وهما لم يوصفا بالتدليس أو الإرسال، ومثل هذا من صيغ الاتصال فيمن لم يعرف بهما من الثقات، وهذا الحديث قد وصله شعبة وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري وأسباط بن نصر وغيرهم من الثقات عن سماك به، كما تقدم، وشعبة من أوثق الناس عن سماك، وقد وصله جمع أكثر من الثقات عن أبي الأحوص به، وهم:
1 -
قتيبة بن سعيد البغلاني: عند مسلم والمصنف -كما تقدم- والترمذي (أبواب تفسير القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: ومن سورة هود، 5/ 289/ 3112).
2 -
ويحيى بن يحيى التميمي عند مسلم والمصنف -كما تقدم- ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 140/ 69)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 420)، وشعب الإيمان (9/ 297/ 6682).
3 -
وأبو بكر بن أبي شيبة في مسنده، وعنه عند مسلم والمصنف كما تقدم.
4 -
وأبو نعيم الفضل بن دكين، عند المصنف كما سبق. =
⦗ص: 195⦘
= 5 - وداود بن عمرو الضبي عند المصنف، كما تقدم.
6 -
ومحمد بن سعيد بن سليمان بن عبد الله الكوفى أبو جعفر ابن الأصبهانى، عند الشاشي في المسند (1/ 372/ 364).
فروايتهم أرجح وهم أكثر وأثبت وأحفظ بكثير ممن خالفهم، وقد تابعهم عليه شعبة وأبو عوانة وغيرهم ممن هم فوق أبي الأحوص بكثير في سماك بن حرب وفي كل شيء، فحديثهم أولى بأن يكون محفوظا، على أن مثله عن مثل علقمة والأسود عن ابن مسعود محمول على السماع والاتصال، وهما من أخص أصحابه، وأعلمهم به، ولم يعرفا بالتدليس عنه أو عن غيره. والله أعلم
وأشار النسائي ثانيا إلى اختلاف في ألفاظ هذا الحديث، ورجح منها لفظ سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقال:"هذا هو الصحيح".
انظر: السنن الكبرى للنسائى (كتاب الرجم، من اعترف بما لا تجب فيه الحدود، ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لهذا الخبر، 6/ 480). وهو متفق عليه بهذا اللفظ، وقد تقدم (برقم 12078).
12082 -
حدثنا أبو جعفر الدقيقي الواسطي
(1)
، وإسحاق بن سيار
(2)
، قالا: حدثنا عمرو بن عاصم
(3)
، حدثنا همام
(4)
، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
(5)
، عن أنس بن مالك: أنَّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! أصبت حدا فأقمه علي، قال: فلم يسأله
⦗ص: 196⦘
عنه، وحضرت الصلاة، قال: فصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قضى الصلاة قال الرجل: يا رسول الله! إني أصبت حدا، فأقمه على كتاب الله، قال:"شهدت الصلاة معنا؟ " قال: نعم، قال:"فقد غُفِر لك".
قال أحدهما
(6)
: "فأقم علي"، وقال:"قد غفر الله لك"
(7)
.
(1)
محمد بن عبد الملك.
(2)
ابن محمد أبو يعقوب النصيبي.
(3)
ابن عبيد الله الكلابي القيسي أبو عثمان البصري.
(4)
ابن يحيى بن دينار العوذي.
(5)
الأنصاري، البصري.
(6)
يعني أحد شيخيه، وهما الدقيقي وإسحاق بن سيار.
(7)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}، 4/ 2117/ 44 - 2764) عن الحسن بن علي الحلواني، والبخاري (8/ 166 - 167/ 6823) عن عبد القدوس بن محمد، كلاهما عن عمرو بن عاصم الكلابي، به نحوه.
والمؤلف قد ساوى فيه مسلما، فكأنه صافح شيخه، وهذا من فوائد الاستخراج.
12083 -
حدثنا السُّلَمي
(1)
، حدثنا النَّضر بن محمد
(2)
، حدثنا عكرمة بن عمار
(3)
، حدثنا شداد
(4)
، عن أبي أمامة
(5)
، قال:"جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبى الله! إني أصبت حدا، فأقمه علي، فأعرض عنه، ثم قال: يا نبي الله إني أصبت حدًا فأقمه علي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألست قد توضأت فأحسنت الوضوء، ثم شهدت معنا الصلاة؟ " قال: بلى، قال: فإن الله قد غفر لك ذنبك -أو قال: حدك-"
(6)
.
(1)
أحمد بن يوسف النيسابوري.
(2)
ابن موسى الجرشي أبو محمد اليماني.
(3)
العجلي أبو عمار اليمامي.
(4)
ابن عبد الله القرشي أبو عمار الدمشقي.
(5)
صدي بن عجلان الباهلى رضي الله عنه.
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب قوله تعالى:{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} ، =
⦗ص: 197⦘
= 4/ 2117/ 45 - 2765) عن نصر بن علي الجهضمي وزهير بن حرب أبي خيثمة، عن عمر بن يونس، به مثله.
12084 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري
(1)
، حدثنا عمر بن يونس
(2)
، حدثنا عكرمة بن عمار
(3)
، قال: سمعت شدادا
(4)
، قال: سمعت أبا أمامة، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، ونحن قعود معه، إذ جاء رجل، فقال: يا رسول الله! إني أصبت حدًّا، فأقمه علَيَّ، فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أعاد فقال: يا رسول الله! إني أصبت حدًّا، فأقمه علَيَّ، فسكت عنه، وأقيمت الصلاة، فلما انصرف نبى الله صلى الله عليه وسلم قال أبو أمامة-: فاتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف، واتَّبعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظر ما يرد على الرجل، فلحق الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إني أصبت حدًّا، فأقِمه علَيَّ، قال أبو أمامة: قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرأيت حين خرجت من بيتك، أليس قد توضأت فأحسنت الوضوء ثم صليت معنا؟ "، قال: بلى، يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فإن الله قد غفر لك حدك -أو قال: ذنبك"
(5)
.
(1)
ابن دينار الأموي البصري.
(2)
الحنفي اليمامي.
(3)
العجلي أبو عمار اليمامى.
(4)
ابن عبد الله القرشي أبو عمار الدمشقي.
(5)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
وفيه من فوائد الاستخراج:
1 -
العلو النسبي بالمساواة، فقد ساوى فيه المصنف مسلما، فكأنه صافح شيوخه.=
⦗ص: 198⦘
= 2 - توارد الرواة له عن عكرمة بن عمار على وتيرة واحدة، على اختلاف بلدانهم، يدل على ضبطه له، وهذا مثال لانتقاء الشيخين لحديث من تكلم فيهم من جهة حفظهم.
12085 -
حدثنا عباس
(1)
، حدثنا قُرَادٌ
(2)
، حدثنا عكرمة
(3)
، عن شداد بن عبد الله، قال: سمعت أبا أمامة يقول: "أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد"، فذكر مثله
(4)
.
(1)
ابن محمد بن حاتم الدوري البغدادي.
(2)
قراد: بضم قاف وخفة راء وبمهملة، لقب له. انظر: المغني في ضبط أسماء الرجال ص (202)، وانظر: الإكمال لابن ماكولا (7/ 104)، وهو عبد الرحمن بن غزوان الضبي، أبو نوح الخزاعي -مولاهم-.
(3)
ابن عمار العجلي اليمامي.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12086 -
حدثنا أبو أمية
(1)
، قال حدثنا أبو الوليد
(2)
، وعاصم ابن علي
(3)
، قالا: حدثنا عكرمة، حدثني شداد أبو عمار، حدثني أبو أمامة، فذكر بنحوه
(4)
.
(1)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرَسوسي.
(2)
هشام بن عبد الملك الطيالسي البصري.
(3)
ابن عاصم الواسطي التيمي.
(4)
تقدم تخريجه برقم (12084).
12087 -
حدثنا يوسف بن مسلَّم
(1)
، حدثنا محمد بن كثير
(2)
،
⦗ص: 199⦘
عن الأوزاعي
(3)
، ح.
وحدثنا أبو أمية
(4)
، حدثنا يحيى بن عبد الله البابْلُتِّي
(5)
، حدثنا الأوزاعي، حدثنا أبو عمار
(6)
، قال: حدثني أبو أمامة: "أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم"، فذكر الحديث.
قال محمد بن كثير: "فإن الله قد تاب عليك"
(7)
.
(1)
يوسف بن سعيد بن مسلَّم المصيصي.
(2)
ابن أبي عطاء الثقفي مولاهم الصنعاني المصيصي، وهو ضعيف، ينكر عن الأوزاعي=
⦗ص: 199⦘
= وغيره، كما تقدم في ترجمته في الحديث رقم (690).
(3)
عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو، الدمشقي.
(4)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرَسوسي.
(5)
ابن الضحاك الدمشقي، وهو ضعيف، لم يوثقه أحد، كما تقدم في الحديث رقم (384).
والبابْلُتِّي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة، وسكون الباء الثانية، وضم اللام، وكسر التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها في الآخر، مع التشديد. انظر: الأنساب (1/ 243).
(6)
شداد بن عبد الله القرشى الأموى، أبو عمار الدمشقى.
(7)
تقدم تخريجه برقم (12084)، وطريق الأوزاعي هذا من فوائد الإستخراج، وهو فوق عكرمة بن عمار اليمامي في كل شيء، فالأوزاعي إمام ثقة، وعكرمة بن عمار صدوق يخطئ في غير حديثه عن إياس بن سلمة، ويضطرب في يحيى بن أبي كثير، وتقدمت ترجمته في الحديث رقم (71)، فقارنه بما في مصادر ترجمته.
وإسناد المؤلف هذا ضعيف بطريقيه عن الأوزاعي، لضعف راوييه عن الأوزاعي معا، إلا أنه قد أخرجه الإمام أحمد في المسند (36/ 616/ 22286) وأبو داود في السنن (كتاب الحدود، باب في الرجل يعترف بحد ولا يسميه، 4/ 135/ 4381)، والنسائي في السنن الكبرى (كتاب الرجم، ذكر من اعترف بحد ولم يسمه، 6/ 475 - 476/ 7272 - 7274)، وابن خريمة في الصحيح (كتاب الصلاة، باب ذكر الدليل على أن الحد الذي أصابه هذا السائل فأعلمه صلى الله عليه وسلم أن الله قد عفا عنه بوضوئه وصلاته كان معصية ارتكبها دون الزنى الذي يوجب الحد، 1/ 160/ 311) والطبراني في=
⦗ص: 200⦘
= المعجم الكبير (8/ 138/ 7623) وغيرهم من طريق الوليد بن مزيد، والوليد بن مسلم، وأبي المغيرة عبد القدوس، وعمر بن عبد الواحد الدمشقيين، وغيرهم من الثقات عن الأوزاعي به.
باب بيان الخبر الجاعل للقاتل توبة
(1)
، والدليل على أنّ توبته أنْ يهجر القوم الذين أصاب معهم الذنب.
(1)
وهذا هو الصحيح، وهو قول الجمهور أهل السنة والجماعة: أن توبة القاتل عمدًا صحيحة. انظر: تفسير الطبري (5/ 136)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (5/ 333)، تفسير ابن كثير (1/ 477)، تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء لابن تيمية (1/ 313)، فتح الباري (8/ 354).
12088 -
حدثنا أبو المثنى
(1)
، حدثني أبي
(2)
، حدثني أبي
(3)
، حدثنا شعبة
(4)
، عن قتادة
(5)
، سمع أبا الصديق الناجي
(6)
، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا، قال: فجعل يسأل: هل له من توبة؟ فأتى راهبا، يسأله، فقال: ليست لك توبة، فقتل الراهب، ثم جعل يسأل، ثم خرج من قريته إلى قرية فيها قوم صالحون، فلما كان في بعض الطريق أدركه الموت فنأى بصدره، ثم
⦗ص: 201⦘
مات، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب، فكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر
(7)
، فجعل من أهلها"
(8)
.
رواه مسلم
(9)
عن بندار
(10)
، عن ابن أبي عدي
(11)
، عن شعبة.
(1)
معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري.
(2)
المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري.
(3)
معاذ بن معاذ بن نصر العنبري.
(4)
ابن الحجاج أبو بسطام الواسطي.
(5)
ابن دعامة السدوسي البصري.
(6)
بكر بن عمرو البصري.
(7)
الشبر: المسافة ما بين أعلى الإبهام وأعلى الخنصر -عند بسط الكف- انظر: لسان العرب (4/ 391).
(8)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب قبول توبة القاتل، 4/ 2119، ح: 47 - 2766)، عن عبيد الله بن معاذ العنبري عن أبيه معاذ بن معاذ، به مثله.
(9)
أخرجه في الصحيح (كتاب التوبة، باب قبول توبة القاتل، 4/ 2119، ح: 48 - 2766)، وأحال متنه على حديث معاذ بن معاذ العنبري، وقال: نحو حديث معاذ بن معاذ، وزاد فيه:"فأوحى الله إلى هذه: أن تباعدي، وإلى هذه: أن تقربي".
وهو حديث متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار، 4/ 174/ 3470)، عن بندار به نحوه.
(10)
محمد بن بشار البصري.
(11)
محمد بن إبراهيم بن أبي عدي السلمي.
12089 -
ز- حدثنا إسحاق بن سيار
(1)
النصيبي، حدثنا عمرو ابن عاصم
(2)
، عن همام
(3)
، عن قتادة
(4)
، عن أبي الصديق الناجي
(5)
، أنه حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري، قال: لا أحدثكم إلا ما سمعت من
⦗ص: 202⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت أذناي ووعاه قلبي: "أن عبدا قتل تسعة وتسعين نفسا، ثم عرضت له توبة، فسأل عن أعلم أهل الأرض؟ فدل على رجل، فأتاه، فقال: إنه قد قتل تسعة وتسعين نفسا، فهل له من توبة؟ فقال: بعد تسعة وتسعين نفسا؟! قال: فانتضى
(6)
سيفه، فقتله، فكمل به، وكمل مائة، قال: ثم عرضت له توبة، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على رجل، فأتاه، فقال: إنه قد قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ فقال: ومن يحول بينك وبين التوبة؟ اخرج من القرية الخبيثة التي أنت بها إلى قرية كذا وكذا، فاعبد ربك، فخرج عنها، فعرض له أجله في الطريق، فاختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقال إبليس: إنه لم يعصني قط، قالت ملائكة الرحمة: إنه قد خرج تائبا، انظروا إلى أي القريتين كان أقرب، فألحقوه بأهلها"
(7)
.
قال همام
(8)
: فحدثنا حميد
(9)
، عن بكر بن عبد الله المزني
(10)
، عن أبي رافع
(11)
، قال:"فبعث الله ملكا، فاختصموا إليه" ثمّ رجع إلى حديث
⦗ص: 203⦘
أيي الصدّيق، قال:"انظروا إلى أي القريتين كان أقرب، فألحقوه بأهلها"
(12)
.
قال قتادة: فحدثني الحسن
(13)
: "أنّه لما عرف الموت احتفز بنفسه، قال: فقرب الله إليه القرية الصالحة، وباعد منه القرية الخبيثة، فألحقوه بأهلها، يعني: القرية الصالحة"
(14)
.
رواه معاذ بن هشام
(15)
، عن أبيه، عن قتادة
(16)
.
⦗ص: 205⦘
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
32
عمادة البحث العلمي
رقم الإصدار: (164)
المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم
لأبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني (316 هـ)
تحقيق
د. مصطفى بن محمد محمود مختار
المجلد الحادى والعشرون
الطبعة الأولى
1438 هـ / 2016 م
(1)
ابن محمد النصيبي أبو يعقوب الطحان.
(2)
ابن علي الكلابي البصري.
(3)
ابن يحيى بن دينار العوذي البصري.
(4)
ابن دعامة السدوسي البصري.
(5)
بكر بن عمرو البصري.
(6)
أي اخترطه واستخرجته من غمده. انظر: العين (7/ 58)، معجم ديوان الأدب (4/ 124)، تهذيب اللغة (12/ 51)، النهاية في غريب الحديث والأثر (5/ 73).
(7)
انظر: تخريج الحديث السابق.
(8)
ابن يحيى بن دينار العوذي البصري، وهذا التعليق موصول بالإسناد في أول الحديث.
(9)
ابن أبى حميد الطويل البصرى.
(10)
البصري.
(11)
نفيع الصائغ المدني، مولى ابنة عمر بن الخطاب، تابعي ثقة، وتقدمت ترجمته عند=
⦗ص: 203⦘
=الحديث رقم (1995).
(12)
مرسل أبي رافع هذا من زوائد أبي عوانة على مسلم، وحديث همام هذا بوجهيه معا؛ أخرجه ابن ماجه في السنن (كتاب الديات، باب هل لقاتل مؤمن توبة، 2/ 875/ 2622) والإمام أحمد في المسند (17/ 244/ 11154) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (6/ 1126/ 1965) من طرق عن يزيد بن هارون، والإمام أحمد أيضا (8/ 219/ 11687) وأبو يعلى في مسنده (2/ 508/ 1356) من طريق عفان، كلاهما عن همام به، ورجاله ثقات من رجال الشيخين، والمسند منه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مخرج في الصحيح -كما سيذكر المؤلف-، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وأما حديث أبي رافع نفيع هذا فمرسل. والله أعلم
(13)
ابن أبى الحسن يسار البصرى.
(14)
حديث الحسن: مرسل كذلك، وهو مخرج في صحيح مسلم أيضا، كما سيأتي.
(15)
ابن أبى عبد الله سنبر الدستوائى البصرى.
(16)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب قبول توبة القاتل، 4/ 2118، ح: 46 - 2766) عن محمد بن المثنى ومحمد ابن بشار، عن معاذ بن هشام به، وساق حديثي قتاد عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مسنداً بنحو لفظ المصنف، وقتادة عن الحسن البصري: مرسلا، دون حديث أبي رافع الصائغ، كما تقدم.
بابُ الخبرِ المبيِّنِ أنّ الله يغفرُ ذنوبَ المسلمين، ويَضعُهَا على اليهود والنَّصارى، ويُقَرِّرُ المسلمَ بذنوبِه التى سترَها عليه في الدُّنيا، فيغفِرُها له.
12090 -
حدَّثنا أبو الأَزْهَر
(1)
، وعيسى بن أحمد البَلْخِيُّ، وهارونُ بن داود البَزِيْعيُّ المِصيصِيُّ، حدَّثنا أبو أسامة
(2)
، عن طلحةَ بن يحيى، عن أبي بُردة بن أبي موسى، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يومُ القيامة، دُفع إلى كل مؤمنٍ رجلٌ من أهل المِلَلِ، فقيل له: هذا فِداؤُكَ من النَّارِ"
(3)
.
(1)
هو أحمد بن الأزهر السَّليطي.
(2)
هو حماد بن أسامة الكوفي. وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم (كتاب التوبة 4/ 2119 برقم 49) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة به.
من فوائد الاستخراج:
1 -
عند المصنف بلفظ: "رجل من أهل الملل". وعند مسلم بلفظ: "يهوديا أو نصرانيا".
2 -
المساواة حيث رواه مسلم عن أبن أبي شيبة عن أبي أسامة.
12091 -
حدَّثنا يوسفُ بن مسلم، والصغانيُّ
(1)
، قالا: حدَّثنا عبيد الله بن موسى، حدَّثنا طلحةُ بن يحيى، عن أبي بُردة، عن أبي موسى، قال: قال النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "أُمَّتي أُمَّةٌ مَرحُومةٌ، إذا كان يومُ القيامُة يُدفع إلى كل
⦗ص: 208⦘
رجلٍ منهم رجلٌ من أهل الشِّرك، فقيل له: هذا فِداؤُكَ من النَّارِ "
(2)
.
(1)
هو محمد بن إسحاق.
(2)
أخرجه عبد بن حميد كما في المنتخب (1/ 190 برقم 537)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 39) كلاهما عن عبيد الده بن موسى، ولفظ عبد بمثل لفظ المصنف غير أنه زاد:"عذابها بأيديها". وقال: "رجلٌ من أهل الذمة أو من أهل الشرك"، ولم يذكر البخاري لفظ الحديث.
من فوائد الاستخراج:
1 -
لفظ "أمتي أمة مرحومة". لم ترد عند مسلم وسوف يوردها المصنف من طرق عن أبي بردة كما سيأتي.
2 -
طلحة بن يحيى هو موضع الالتقاء مع مسلم.
3 -
رواية عبيد الله بن موسى هذه أخرجها العلائي في إثارة الفوائد المجموعة في الإشارة إلى الفرائد المسموعة (2/ 496) من طريق المصنف. وعنده زيادة لفظ: "عذابها بأيديها ".
12092 -
حدّثني أبي
(1)
، حدَّثنا أبو عمار
(2)
، حدَّثنا الفضلُ بن موسى
(3)
، عن طلحةَ بن يحيى، عن أبى بُردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أمَّتي أمةٌ مرحومةٌ، عذابُها جُعل بأيدِيها، يُؤتَى باليهوديِّ والنَّصرانيِّ فيُقال: هذا فِداؤُك من النَّارِ"
(4)
.
(1)
إسحاق بن إبراهيم بن يزيد والد المصنف تقدمت ترجمته برقم (54) ولم يرد فيه توثيق ولا تجريح.
(2)
كذا في إتحاف المهرة (10/ 96) أبو عمّار. ولعله الصواب، وجاء في الأصل (ك) أبو عامر، ولم أجد في تلاميذ الفضل بن موسى السيناني من كنيته أبو عامر، وأما أبو عمار الحسين بن حريث المروزي. وتقدم في (2/ 32 برقم 403) رواية والد المصنف عنه، والتنبيه على أنه قد وقع الوهم من الناسخ في كنيته.
(3)
السيناني.
(4)
لم أجد من أخرجه من رواية الفضل بن موسى السيناني، وقد تابعه عليه عبيد الله بن=
⦗ص: 209⦘
=موسى العبسي. انظر الحديث السابق (12091).
12093 -
حدَّثنا عَلاّنُ بن المغيرة
(1)
، حدَّثنا عفّانُ، حدَّثنا همّامُ، حدَّثنا قتادةُ، أنَّ عونا وسعيد بن أبي بردة حدّثاه، أَنَّهما سمعا أبا بُردة يُحدِّث عمر بن عبد العزيز، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يموتُ رجلٌ مسلمٌ إلا أَدخلَ الله مكانَه النَّارَ يهوديًا أو نصرانيًا". فاستحلفه عمرُ بن عبد العزيز باللهِ الذي لا إله إلا الله، أنَّ أباه حدَّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فحلف له. وقال: لم يُحدِّثني سعيد أنَّه استحلفه
(2)
.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة
(3)
، عن عفان، وزاد، قال: لم يُنكِر على عونٍ قوله.
(1)
هو علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المصري.
(2)
أخرجه مسلم (كتاب التوبة 4/ 2119 برقم 50).
(3)
مسند أبي بكر بن أبي شيبة -كما في إتحاف الخيرة المهرة (8/ 93) - ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه مسلم (الموضع السابق له).
من فوائد الاستخراج:
1 -
لم يتكرر الاستحلاف عند المصنف، ووقع عند مسلم الاستحلاف ثلاث مرات.
2 -
المساواة من المصنف لمسلم.
12094 -
حدَّثنا يعقوبُ بن سفيان الفارسيُّ، حدَّثنا عَمروُ بن عاصم
(1)
، حدَّثنا همامُ، أخبرنا قتادةُ، عن سعيد بن أبي بُردة، وعونَ بن عبد الله، أَنَّهما شهِدا أبا بُردة بن أُبي موسى يُحدِّث عمرَ بن عبد العزيز، عن أبيه، أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا يموتُ رجلٌ مسلمٌ، إلاَّ أُخذَ الله مكانَه النَّارَ يهوديًا أو نَصرانيًا". قال عون: فاستحلفه بالله الذي لا إله إلا هو، أَنَّ أباهُ
⦗ص: 210⦘
حدَّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فحلف ثلاث مرّاتٍ. قال: فلم يُنكر سعيدٌ على عون أنَّه استحلَفَه، ولم يقل سعيد: استحلفه
(2)
.
(1)
ابن عبيد الله الكِلابي.
(2)
تقدم تخريجه في الذي قبله.
من فوائد الاستخراج:
1 -
بيان اسم والد عون ففي رواية المصنف هذه من طريق عمرو بن عاصم الكلابي عن همام تسميته (عون بن عبد الله). وأما رواية مسلم من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن همام فسماه (عون بن عتبة). وهو عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي نسبه في رواية مسلم إلى جده.
2 -
وقع عند المصنف تكرار الاستحلاف ثلاثا من رواية عمرو بن عاصم عن همام، ولم يقع مكررا عنده من رواية عفان التي تكرر فيها الاستحلاف عند مسلم.
12095 -
حدَّثنا الصغانيُّ، حدثنا إبراهيمُ بن عَرعَرة
(1)
، حدَّثنا حَرَميُّ بن عِمارة
(2)
، حدَّثنا شدّادُ أبو طلحة الرّاسبيُّ، عن غيلانَ بن جرير، عن أبي بُردة، عن أبيه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"يَجِيءُ ناسٌ من المسلمين يومَ القيامة، بذنوبٍ أمثالَ الجِبالِ، يغْفِرُها الله لهم، ويضعُها على اليهودِ والنَّصارى" -فيما أحسب-.
قال أبو رَوح: لا أدري ممن الشّك، مني أو منه؟.
قال أبو بُردة: فحدّثت به عمر بن عبد العزيز، فقال: أبوك حدّثك بهذا عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؟. فقلت: نعم
(3)
.
(1)
إبراهيم بن محمد بن عرعرة البصري.
(2)
حَرَمِي بن عمارة هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في (كتاب التوبة 4/ 2120 برقم 51) من طريق حرمى بن عمارة عن أبي طلحة الراسبي مثله. والحديث بهذا المتن شاذ في إسناده شداد بن سعيد أبو طلحة=
⦗ص: 211⦘
=الراسبي صدوق يخطئ، وأخرج له مسلم هذا الحديث متابع للحديثين الذين قبله حيث جعله شاهدا. وقد تفرد شداد أبو طلحة عن غيلان بن جرير بهذا اللفظ الذي لم يذكره سائر الرواة عن أبي بردة بن أبي موسى.
قال البيهقي: "إلا أنّ اللفظ الذي تفرّد به شداد أبو طلحة بروايته في الحديث وهو قوله: "ويضعها على اليهود والنصارى" مع شك الراوي فيه، لا أُراه محفوظا، وإنما لفظ الحديث على ما رواه سعيد بن أبي بردة وغيره عن أبي بردة ".
وقال أيضا: "هذا حديث شك فيه راويه، وشداد أبو طلحة ممن تكلم أهل العلم بالحديث فيه، وإن كان مسلم بن الحجاج استشهد به في كتابه فليس هو ممن يقبل منه ما يخالف فيه، كيف والذين خالفوه في لفظ الحديث عدد وهو واحد، كل واحد ممن خالفه أحفظ منه. فلا معنى للاشتغال بتأويل ما رواه، مع خلاف ظاهر ما رواه الأصول الصحيحة الممهدة في: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} والله أعلم".
انظر: البعث والنشور (ص 97 - 98)، وشعب الإيمان (1/ 584)، وفتح الباري (11/ 398 شرح حديث رقم 6534).
12096 -
حدَّثنا أبو عبد الله النّهرتيريُّ
(1)
، حدَّثنا عِصمةُ بن الفضل
(2)
، حدَّثنا حَرَميُّ
(3)
، حدَّثنا أبو طلحةَ الرَّاسي بإسناده:"فوَضَعها على اليهودِ والنّصارى". فحدَّثتُ به عمر بن عبد العزيز، فقال: الله سمعت من أبيك يحدّث به، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم؟. قلتُ: نعم
(4)
.
(1)
محمد بن موسى.
(2)
أبو الفضل النيسابوري نزيل بغداد، ثقة (ت 250 هـ).
انظر: تهذيب الكمال (20/ 64)، وتقريب التهذيب (ص 391).
(3)
حَرَمِي بن عمارة هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
تقديم تخريجه في الذي قبله.
12097 -
(1)
حدثنا أحمدُ بن يوسفُ، حدَّثنا عمرُ بن عبد الله بن رَزين السلمي
(2)
، عن سفيانَ بن حسين، عن سعيدَ بن عمرو بن أَشْوع، عن عامرَ الشعبي، عن جابرَ بن سَمُرة السَّوائيِّ، قال: جئتُ مع أبي المسجدَ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يَخطُب، فسمعتُه يقولُ:"مِنْ بَعدي اثنا عَشَرَ". ثم خَفضَ صَوتَه فلم أدري ما يقول، قال: قلتُ لأبي: ما يقولُ؟. قال: "كُلُّهم من قُريشٍ"
(3)
.
⦗ص: 213⦘
ولم نَكتبه عن غير السُّلميِّ، ولم يُخرِّجه مسلم؛ لمكان سفيان بن حسين، وكان رجلًا جَليلًا.
(1)
هذا الحديث تقدم في كتاب الجهاد (15/ 89 برقم 7431). وأورده المصنف هنا في هذا الموضع بين روايات حديث أبي بردة عن أبي موسى، وتقدم أنّ المصنف لم يلتزم ترتيب مسلم في الأبواب لكن التزمه في الكتب، فالله أعلم بسبب إيراده هنا في كتاب التوبة. ولعل ذلك وقع لأحمد بن سلمة النيسابوري (ت / 286 هـ) صاحب مسلم فإنّ المصنف يخرج عليه أيضا، أو وقع بسبب الإملاء حيث كان المصنف يملي كتابه كثيرا على طلابه. وانظر: مقدمة تحقيق المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم لأبي عوانة الإسفراييني (ص 248، وص 134 - 135، وص 296 - 303).
(2)
كذا! وسيأتي في الحديث رقم (12105): النيسابوري، وهو عمر بن عبد الله بن رزين النيسابوري.
قال أبو نعيم الأصبهاني: قاضي نيسابور ثقة ثبت. لكن ذكره ابن حبان وقال: يروي عن سفيان بن حسين الغرائب. وقال ابن حجر: صدوق له غرائب.
انظر: إكمال تهذيب الكمال (10/ 80)، وحلية الأولياء (2/ 281 ت محمد بن سيرين)، والثقات (8/ 438)، وتقريب التهذيب (ص 483).
(3)
الحديث تقدم عند المصنف في (كتاب الأمراء - باب عدد الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ينصرون على من خالفهم ويعز الله بهم الدين وأنهم كلهم من قريش، والدليل على إبطال قول=
⦗ص: 213⦘
=الخوارج (89/ 15) برقم (7431) بسنده ومتنه. والشعبي هو موضع الالتقاء مع مسلم.
تنبيه: لم يذكر مسلم حديث جابر بن سمرة رضي الله عنهما في هذا الموضع من الكتاب، وقد تقدم عند المصنف في كتاب الجهاد، ولكن من فوائد هذه الإعادة كلامه عقب الحديث في سبب الاعتذار لمسلم في عدم إخراجه رواية سفيان بن حسين الواسطي حيث لم يذكر ذلك في الموضع المتقدم. وسيورد المصنف له طرقا برقم (12104 - 12102).
12098 -
حدَّثنا عليُّ بن عثمان النُّفيليُّ، وهلالُ بن العلاء، وابن بسام
(1)
الطرسُوسيُّ، قالوا: حدَّثنا النُّفيليُّ، قال: حدَّثنا أبو الدَّهماءِ البّصريِّ
(2)
، عن ثابتَ البُنانيّ، عن عمرَ بن عبد العزيز، عن أبي بُردة، عن أبي موسى قال: قال النَّيِّ صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يومُ القيامة". وذكر الحديث
(3)
.
(1)
ابن بسام! كذا في الأصل. وفي إتحاف المهرة (10/ 97): ابن بشار الطرسوسي. ولم أجد له ترجمة.
(2)
محمد بن عبد الله. قال أبو حاتم: منكر الحديث.
انظر: الجرح والتعديل (7/ 310)، والمجروحين (3/ 149)، وفتح الباب في الكنى والألقاب (ص 308)، ولسان لميزان (7/ 229).
(3)
تقدم في الحديث رقم (12090) أن مسلما أخرجه من طريق طلحة بن يحيى عن أبي بردة.
وأما رواية أبي الدهماء أخرجها الطبراني في المعجم الأوسط (3/ 26 برقم 2359) عن إبراهيم بن إسماعيل الرَّقي، وعبد الملك بن بشران في الأمالي (2/ 331 برقم 1626) من طريق أبي إسماعيل الترمذي، كلهم عن عبد الله بن محمد النفيلي عن أبي الدهماء=
⦗ص: 214⦘
=البصري بلفظ: "ذا كان يوم القيامة جمع الله الخلائق في صعيد واحد، ثم رفع لكل قوم آلهتهم التي كانوا يعبدون فيوردونهم النار، ويبقى الموحدون، فيقال لهم: ما تنتظرون؟ فيقولون: ننتظر ربا كنا نعبده بالغيب، فيقال لهم: أوتعرفونه؟ فيقولون: إن شاء عرفنا نفسه، فيتجلى لهم تبارك وتعالى، فيخرون له سجدا، فيقال لهم: يا أهل التوحيد، ارفعوا رءوسكم، فقد أوجب الله لكم الجنة، وجعل مكان كل رجل يهوديا أو نصرانيا في النار".
والحديث ضعيف تفرد به أبو الدهماء وهو منكر الحديث. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عمر إلا ثابت ولا عن ثابت، إلا أبو الدهماء، تفرد به النفيلي ".
12099 -
حدثنا عباسُ الدُّوريُّ، والنُّفيليُّ، قالا: حدَّثنا إبراهيمُ بن مهدي، حدَّثنا أبو المَليح
(1)
، عن فُراتِ بن سلمان
(2)
، قال: قدِم أبو بُردة على سليمانَ بن عبد الملك، فكان عمرُ بن عبد العزيز يتَسلَّم حوائِجَه أو يَسأَلُه حوائِجَه، وذكر الحديث
(3)
.
(1)
الحسن بن عمر ويقال عمرو الفزاري أبو الملِيح الرَّقي. قال ابن حجر: "ثقة". (ت 181 هـ).
انظر: تهذيب الكمال (6/ 280 - 281)، والكنى والأسماء لمسلم (2/ 811)، وتقريب التهذيب (ص 198).
(2)
الجزري الرّقي. وثقه ابن معين، وقال أحمد: ثقة صدوق. وقال أبو حاتم: لا بأس به محله الصدق.
انظر: سؤالات ابن الجنيد (ص 329)، والعلل ومعرفة الرجال للمروذى وغيره (ص 200)، والجرح والتعديل (7/ 81)، وتعجيل المنفعة (2/ 110).
(3)
أخرجه عبد الملك بن بشران في الأمالي (ص 390 برقم 92) من طريق أبي محمد إبراهيم بن مهدي عن أبي المليح الرقي به. ولم يذكر المصنف لفظه.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة والنسخة الجزائرية [6/ ق 29/ أ]: (فرات بن سلمان)، ولعله الأصوب، وفي إتحاف المهرة (12338) ونسخة السخاوي منه (3/ ق 297/ ب):(فرات بن سليمان)، ووهم ابن ما كولا من قال: سليمان، كما في تهذيب مستمر الأوهام (ص 519)، وانظر: التاريخ الكبير للبخاري (7/ 129)، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/ 80)، ولم يشر محققو الكتاب إلى هذا الخلاف.
12100 -
حدَّثنا السُّلميُّ، حدَّثنا عمرو
(1)
بن أبي سلَمة، حدَّثنا زهيرُ بن محمد، عن أبي النَّضرِ
(2)
عن أبي بُردةَ، وعبد الله بن عثمان بن خُثَيم
(3)
، عن أبي بُرده، عن أبيه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ أمتي أمةٌ مرحومةٌ، جعل الله عذابها بأيديها، فإذا كان يوم القيامة، دُفع إلى كل رجلٍ من المسلمين، رجلًا من أهل الأديان، فكان فِداؤه من النَّار"
(4)
.
(1)
كذا في إتحاف المهرة (1097) وهو عمرو بن أبي سلمة التنيسي -أبو حفص-.
وجاء في الأصل (ك): عمر بن أبي سلمة.
انظر: تهذيب الكمال (22/ 51 - 52) وكذلك جاء في طريق الطبراني والبيهقي كما سيأتي.
(2)
سالم بن أبي أمية.
(3)
القارِيّ أبو عثمان المكي، صدوق، (ت 132 هـ).
انظر: تهذيب الكمال (15/ 280 - 282)، وتقريب التهذيب (ص 371).
(4)
تقدم في الحديث رقم (12090) أن مسلما أخرجه من طريق طلحة بن يحيى عن أبي بردة، وأما رواية زهير بن محمد الخراساني هذه فأخرجها الطبراني في المعجم الأوسط (1/ 294 برقم 974)، وفي المعجم الصغير (1/ 25 برقم 5)، والبيهقي في البعث والنشور (ص 96 برقم 89) من طرق عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي عن زهير بن محمد مثله. وقال:"لم يروه عن سالم وابن خثيم إلا زهير تفرد به عمرو ".
والحديث ضعيف لضعف رواية أهل الشام عن زهير وهذا منها، لكن يشهد له ما تقدم من الروايات.
وقد تقدّم أن مسلما لم يخرج لفظ: "أمتي أمة مرحومة ".
12101 -
حدَّثنا السُّلمي، حدَّثنا بشرٌ
(1)
، حدَّثنا النَّضر بن
⦗ص: 216⦘
إسماعيل
(2)
، عن بُريد، عن أبي بُردة، عن أبي موسى قال: قال النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة لم يبق مسلم إلا أُعطي يهوديا، فقيل: هذا فِداؤك من النَّار"
(3)
.
(1)
لم أجده.
(2)
البجلي أبو المغيرة القاص. ليس بالقوي.
انظر: تهذيب التهذيب (10/ 435)، وتقريب التهذيب (ص 652).
(3)
أخرجه مسلم في (كتاب التوبة 4/ 2119 برقم 49) من طريق طلحة بن يحيى عن أبي بردة مثله.
ورواية بُريد عن أبي بردة من فوائد المصنف وزوائده لم يخرجها مسلم وأخرجها أحمد (32/ 375) ح (19600)، وأبو طاهر المخلص في المخلصيات (ص 175 برقم 171) من طريق النضر بن إسماعيل عن بُريد بن عبد الله بن أبي بردة مثله. وإسناد المصنف ضعيف لضعف النضر بن إسماعيل لكن يشهد له الروايات المتقدمة عن أبي بردة.
12102 -
(1)
حدَّثنا أبو زُرعة الرازي، حدَّثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن مالك، قال: سمعت عبد الملك بن عُمير، وزيادَ بن عِلاقة، عن جابر بن سَمرة قال: كنت عند النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مع أبى فسمعته يقول: "يكون بعدي اثنا عشرَ خَليفةً"، ثم أخفى صوته. فقلت لأبي: يا أبةِ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اثنا عشرَ خَليفةً". ولم أسمع ما بعده؟ قال: قال: "كُلُّهم من قُريشٍ"
(2)
.
(1)
انظر التعليق على الحديث رقم (12097).
(2)
الحديث تقدم عند المصنف في (كتاب الأمراء - باب عدد الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ينصرون على من خالفهم ويعز الله بهم الدين وأنهم كلهم من قريش، والدليل=
⦗ص: 217⦘
=على إبطال قول الخوارج 15/ 85 برقم 7426) بسنده ومتنه. وعبد الملك بن عمير هو موضع الالتقاء مع مسلم.
تنبيه: هذا الحديث وطرقه الآتية (12103 - 12104) وقعت بين روايات حديث أبي بردة عن أبي موسى المتقدمة، ولم يذكر الإمام مسلم حديث جابر بن سمرة رضي الله عنهما في هذا الموضع من الكتاب.
12103 -
(1)
حدَّثنا أبو زُرعة الرّازيُّ، حدَّثنا عبيد الله بن عمر القَواريريُّ، حدَّثنا عمرُ بن عبيد الطُّنافِسيُّ، حدَّثنا سَماكُ بن حَرب، عن جابرَ بن سَمُرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يكونُ بعدي اثنا عشرَ أميراً". ثم تكلَّم فخَفِيَ علىَّ، فسألت الذي يليني أو بعضَ القومِ؟ فقال:" كُلُّهم من قريشٍ"
(2)
.
(1)
انظر التعليق على الحديث رقم (12097).
(2)
تقدم الحديث بسنده ومتنه برقم (7427).
12104 -
(1)
قال: وحدثنا عبيد الله، حدثنا عمرَ بن عبيد قال: حدّثني أبي، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن جابرَ بن سَمُرة، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بمثله
(2)
.
(1)
انظر التعليق على الحديث رقم (12097).
(2)
تقدم الحديث بسنده ومتنه برقم (7428). والصحابي هو موضع الالتقاء مع مسلم.
12105 -
حدَّثنا أحمدُ بن يوسف السُّلميُّ، حدَّثنا عمرُ بن عبد الله بن رَزِين النيسابوريُّ، عن جعفرَ بن الحارث النَّخعِيَّ -وهو أبو الأَشهب-، عن عروةَ بن عبد الله بن قُشير الجُعفيَّ، عن أبي بكر بن أبي بُردة
(1)
، عن أبي موسى الأشعريَّ أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ هذه
⦗ص: 218⦘
الأمةَ أمةٌ مرحومةٌ، ولا عذابَ عليها، عذابُها بأيدِيها، فإذا كان يوم القيامة أُعطي كلُّ رجلٍ منهم رجلًا من أهل الأديان، فكان فِكَاكَه من النَّارِ"
(2)
.
(1)
لم أجد له ترجمة. وسيأتي في تخريج الحديث أن ذكره وهمٌ وأن المحفوظ رواية الحديث=
⦗ص: 218⦘
=عن عروة عن أبي بردة بن أبي موسى.
(2)
أخرجه مسلم في (كتاب التوبة 4/ 2119 برقم 49) من طريق طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه وليس عنده أول الحديث: "إنّ هذه الأمة أمة مرحومة" ولعله من فوائد الاستخراج، وأيضا رواية أبي بكر بن أبي بردة عن أبي موسى متابعة لأبيه أبي بردة.
ورواية أبي بكر بن أبي بردة عن جده هذه أخرجها الدارقطني كما في أطراف الغرائب والأفراد (2/ 258 برقم 5007) - ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 445 برقم 1546) -، والبيهقي في البعث والنشور (ص 95 برقم 88) من طريق عمر بن عبد الله بن رزين مثله.
وذكر أبي بكر بن أبي بردة في إسناد الحديث من غرائب عمر بن عبد الله بن رَزين النيسابوري فقد تقدم في ترجمته أنه يروي الغرائب، وأعله الدارقطني وذكر أن الصواب أنه من رواية جعفر ببن الحارث النخعي عن عروة بن عبد الله بن قُشير عن أبي بردة عن أبي موسى.
قال الدارقطني: "غريب من حديثه عن أبيه عن جده، تفرَّد به عروة بن عبد الله بن قشير، ولم يروه عنه بهذا الإسناد غير أبي الأشهب جعفر بن الحارث، ولا عنه غير عمر بن عبد الله بن رزين، ورواه إسماعيل بن عياش عن جعفر بن الحارث عن عروة عن أبي بردة عن أبي موسى ولم يذكر في الإسناد أبا بكر بن أبي بردة".
12106 -
حدَّثنا عباسُ الدُّوريُّ، والصغانيُّ، قالا: حدَّثنا رَوحُ بن عبادة، وحدَّثنا عمارُ، حدَّثنا أبو داود، قالا: حدَّثنا هشامُ الدّستوائيُّ
(1)
،
⦗ص: 219⦘
عن قتادةَ، عن صفوان بن مُحرز قال: كنت أُماشي ابن عمر، فقال رجُل
(2)
: يا أبا عبد الرحمن كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ في النَّجْوى؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يُدنى المؤمنُ من ربّه يوم القيامة حتّى يضع عليه كَنَفه
(3)
، فيُقرِّره بذنوبِه، فيقول: هل تعرفُ؟ فيقول: ربِّ أعرف. فيقول: هل تعرفُ؟ فيقول: ربِّ أعرف. قال: فإِنِيّ قد ستَرتُها عليك في الدُّنيا، وإنيّ أَغِفِرُها لكَ اليوم. فيُعطى صَحيفةَ حسناتِه. وأمّا الكُفّارُ والمنافقُون فيُنادى بهم على رُؤوسِ الأَشهاد:{هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ}
(4)
". قال أبو داود: "فينادى: {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ}
(5)
"
(6)
.
⦗ص: 220⦘
رواه ابن أبي عَدي، عن سعيد، عن قتادة
(7)
.
(1)
هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
قال الحافظ ابن حجر: لم أقف على اسم السائل، لكن يمكن أن يكون هو سعيد بن جبير، فقد أخرج الطبراني من طريقه قال: "قلت لابن عمر حدثني
…
" فذكر الحديث. ا. هـ. (الفتح 10/ 503).
انظر: المعجم الكبير (13/ 90) رقم (13728).
(3)
بفتح النون والكاف، أي: الستر، وقد جاء مفسرا في رواية عبد الله بن المبارك، عن محمد بن يسار المروزي، عن قتادة به، قال ابن المبارك: كنفه، يعني: ستره، أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص 61 - 62).
(4)
سورة هود جزء من الآية رقم (18).
(5)
سورة هود جزء من الآية رقم (18).
(6)
أخرجه مسلم في (كتاب التوبة 4/ 2120 برقم 52) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، والبخاري (كتاب التفسير - باب قوله:{وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (6/ 74 برقم 4185) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما=
⦗ص: 220⦘
=عن هشام الدستوائي مثله.
من فوائد الاستخراج:
قوله: "كنت أماشي ابن عمر فقال رجل
…
". ليست في مسلم وهي تفيد شهوده القصة. وعند مسلم: "قال: قال رجلٌ لابن عمر ".
(7)
لم يسق المصنف رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة هذه. وقد عزاها المزي في تحفة الأشراف (5/ 437) إلى مسلم من طريق أبي موسى وبندار. ولعلها من رواية القلانسي فإنها ليست في المطبوع. وقد رواها ابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/ 386 برقم 232) عنهما. وأخرجها البخاري في (الموضع السابق له برقم 4685) من طريق يزيد بن زريع عن سعيد.
12107 -
حدَّثنا ابن أبي مسرّه، قال: حدَّثنا حسانُ بن حسان
(1)
، ح.
وحدَّثنا الدّقيقيُّ، حدَّثنا يزيد بن هارون، ح.
وحدثنا الصغانيُّ، حدَّثنا مسلم، ح.
وحدَّثنا أبو حفص القَاصُّ عمر بن مُدرك، حدَّثنا موسى بن إسماعيل، ح.
وحدَّثنا يعقوب بن سفيان، حدَّثنا عمرو بن عاصم، قالوا: حدَّثنا همّام بن يحيى، حدَّثنا قتادةُ
(2)
، عن صفوان بن مُحرز المازِنيّ قال: بينما أنا آخذٌ بيدِ عبد الله بن عمر، إذ عرضَ له رجلٌ فقال: يا أبا عبد الرحمن كيف
⦗ص: 221⦘
سمعت النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يقولُ في النَّجْوى يوم القيامة؟ قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الله يُدني المؤمنَ حتَّى يضعَ عليه كَنَفَه فيستُرَهُ من النَّاسِ، فيقول: أتَعرفُ ذَنبَ كذا وكذا؟ فيقول: نعم، أيْ ربّ. فيقول: أَتعرفُ ذنب كذا؟ فيقول: نعم، يا ربّ. حتَّى إذا قَرَّرَه بذنوبه، وروّى
(3)
في نفسِه أنْ قد هَلَكَ. قال له: فإنِّي قد سترتُها عليكَ في الدُّنيا، وأنا أغفِرها لك. فيُعطى كتابَ حسناتِه. قال: وأمَّا الكُفَّارُ والمنافقُون فيقول على رؤوس الأشهاد: {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}
(4)
".
هذا لفظ يزيد، وألفاظهم متقاربة، وقال عمرو بن عاصم:"وأمَّا الكافرُ والمنافقُ"
(5)
.
(1)
أبو علي بن أبي عباد البصري، قال ابن حجر:"صدوق يخطئ".
انظر: التاريخ الكبير (3/ 35)، والجرح والتعديل (3/ 238)، وتهذيب الكمال (6/ 125) وتقريب التهذيب (ص 158).
(2)
قتادة هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
هكذا في الأصل قد ضبطت، وجاء عند البخاري:"ورأى في نفسه أنه هلك".
(4)
سورة هود جزء من الآية رقم (18).
(5)
أخرجه مسلم كما تقدم في تخريج الحديث رقم (12106) من طريق هشام الدستوائي. ولم يخرج مسلم الحديث من رواية همام وهي من زيادات المصنف عليه، وأخرجه البخاري في (كتاب المظالم - باب قول اللّه تعالى:{أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} 3/ 128 رقم 2441) من طريق موسى بن إسماعيل عن همام.
من فوائد الاستخراج:
1 -
رواية همام بن يحيى العوذي، عن قتادة من زيادات المصنف على مسلم.
2 -
قوله: "بينما أنا آخذ بيد ابن عمر". ليست في رواية مسلم للحديث وهي تفيد شهوده القصة. وعند مسلم: "قال: قال رجلٌ، لابن عمر".
12108 -
وحدَّثنا أبو حفص القّاص، حدَّثنا مسدّد، حدَّثنا أبو عَوانة، عن قتادة، عن صفوان بن مُحرز، عن ابن عمر، نحوه. قال: "ثمّ يُعطى كتابَ حسناتِه، أو يُنشرُ كتابُ حسناتِه، وهو قول اللّه عَزَّوَ جَلَّ:{هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ}
(1)
. وأمَّا الكافرُ فينادون من وراء الحجاب: {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}
(2)
"
(3)
.
(4)
(1)
سورة الحاقة جزء من الآية رقم (19).
(2)
سورة هود جزء من الآية رقم (18).
(3)
أخرجه مسلم كما تقدم في تخريج الحديث رقم (12106) من طريق هشام الدستوائي وحده عن قتادة. وأما رواية أبي عوانة عن قتادة، فلم يخرجها مسلم وهي من زيادات المصنف عليه، وأخرجها البخاري في (كتاب الأدب - باب ستر المؤمن على نفسه 8/ 20 برقم 6070). ولم يذكر المصنف ولا مسلم في شيء من طرق هذا الحديث تصريح قتادة وقد علقه البخاري (9/ 148 عقب 7514) من طريق آدم عن شيبان عن قتادة حدثنا صفوان.
(4)
كتب في الأصل عقبها: (آخر الجزء الثاني والأربعين من أصل سماع أبي المظفر السمعاني رحمه الله.
مبتدأ أبوابٍ في المنافقِين الذين كانوا على عهدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وغيرِهم، وصفةُ عقابِهم.
بابُ بيانِ عددِ من تَخَلَّفَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوةِ تبوك
(1)
، وأنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَبِلَ عنهم علانيتَهُم في اعتذارِهم، وَوَكَلَ سرائِرهَم إلى الله عز وجل، ولم يأخُذ بباطن أمرهم إذ لم يصدُقوا، [في]
(2)
اعتذارَهم، وأمرَ بهجرانِ من صَدَقه في تَخَلُّفِه، ومبلغُ عددِهم، حتَّى أنزلَ الله عز وجل توبتَهم.
(1)
قال ابن حجر: كانت غزوة تبوك في شهر رجب سنة تسع قبل حجة الوداع بلا خلاف. ا. هـ.
وتبوك مكان معروف هو نصف طريق المدينة إلى دمشق، يقال: بينه وبين المدينة أربع عشرة مرحلة. ا. هـ. وهي الآن مدينة معروفة في شمال المملكة العربية السعودة تبعد عن المدينة شمالا (778) كيلا.
انظر: فتح الباري (7/ 714)، ومعجم ما استعجم للبكري (1/ 303)، معجم البلدان (2/ 14)، والمعالم الأثيرة في السنة والسيرة (صـ 69)، ومعجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (صـ 59).
(2)
لعل هذا هو الأقرب لمراعاة السياق مع ما قبله، وجاء في الأصل (و).
والدليلُ على إباحةِ هجرانِ المنافقِ المخالفِ المُعلِنِ نِفاقَه وخلافَه، والمتخلِّف عن العامَّةِ فيما يجبُ عليه الاجتماعُ معهم في الذَّبِ المسلمينَ ونُصرتِهم إذا قَدرَ على ذلك، والمتخلِّف عن أمر الإمامِ، ويَرى طاعتَه في طاعةِ الله وطاعةِ
⦗ص: 224⦘
رسولِه، في الاجتماعِ على نُصرتِه على أعدائِه وأعداءِ المسلمينَ إذا قَدَرَ على ذلك.
12109 -
حدَّثنا يوسفُ بن سعيد المِصيصيُّ، حدَّثنا حجاجُ بن محمد سنة ثنتين ومائتين إملاءًا، حدَّثنا الليث
(1)
، حدَّثنا عُقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أنَّ عبد الله بن كعب بن مالك -وكان قائدَ كعب من بَنِيهِ حينَ عَمِي- قال: سمعت كعبَ بن مالك يحدِّث حديثه حين تخلَّفَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوةِ تبوكَ، قال كعبُ بن مالك:"لم أتخلَّفُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوةٍ غزاها قطُّ، إلاَّ في غزوةِ تبوكَ"
(2)
.
(1)
الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في (كتاب التوبة 4/ 2128 برقم 53 مكرر) من طريق حجين بن المثنى. والبخاري في (كتاب الجهاد -باب من أراد غزوة فورّى بغيرها، ومن أحب الخروج يوم الخميس 4/ 48 برقم 2947 مختصرا)، وأيضا في (كتاب المغازي - حديث كعب بن مالك 6/ 3 برقم 4418) عن يحيى بن بكير، كلهم عن الليث بن سعد به والموضع الثاني للبخاري مطولا كما عند المصنف.
من فوائد الاستخراج:
أفاد المصنف بسياق متن الحديث مطولا من رواية عُقيل هذه ولم يسقه مسلم وإنما ساق المتن مطولا من رواية يونس وأحال عليه في رواية عقيل.
12110 -
وحدَّثنا ابنُ عُزيز الأَيليُّ
(1)
قال: حدثني سلامةُ بن رَوح، قال: حدّثني عُقيل بن خالد، قال: سألت محمد بن مسلم بن شهاب كيف
⦗ص: 225⦘
بلغه عن أمر كعب بن مالك حين تخلّف عن غزوة تبوك حين قدم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المدينة؟ كيف بلغه عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لكعب في ذلك؟ وعن نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم النّاسَ عن كلام كعب وصاحبيه؟ وعن كتابِ مَلِكِ غَسَّانَ إلى كعب؟ كيف كان موجِدَه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حين أَنزل الله عز وجل توبته عليهم؟. فأخبرني محمد بن مسلم، أنّ عبد الرحمن بن كعب بن مالك أخبره، أنّ عبد اللّه بن كعب -وكان قائد كعب من بنيه حين عَمِي- قال: سمعت كعب بن مالك يحدّث حديثه حين تخلّف عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، قال: ثمّ أتخلّف عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم غير أنّي تخلّفت عنه في غزوة بدر"
(2)
.
ثمّ رجع إلى حديث الليث
(3)
، عن عُقيل قال: قال كعب: "لم أتخلّف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قطُّ إلا في غزوة تبوك، غير أنّي كنت تخلّفت عن غزوة بدر، ولم يُعاتِب أحدًا تخلّف عنها؛ لأنّه إِنَّما خرجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُريدُ العِيرَ التي كانت لقريشٍ، وكان فيها أبو سفيان ونفرٌ من قريش. ثم قال لي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: تَعالَ. فجئتُ أمشي حتّى جلست بين يديه. فقال لي: ما خلّفك؟ ألم تكن قد ابْتَعْتَ ظَهرَك؟ قلت: بلى يا رسول الله!
⦗ص: 226⦘
إنّي لو جلستُ واللهِ عند غيرك من أهل الدّنيا، لرأيت أنّي سأخرج منها من سخطه بعذر؛ وقد أُعطيتُ جدلًا، ولكنّي والله لقد علمتُ لئِن حدّثتُك اليومَ حديثَ كذبٍ تَرضى عنّي، لتوشكنّ أن تسخَطَ عليَّ. ولئن حدّثتُك حديثَ صدقٍ تجدُ عليّ فيه، إنّي لأرجو عفو اللّه. لا واللّهِ ما كان لي عُذرٌ، واللّه ما كنتُ قطّ أقوى ولا أيسر منّي حين تخلّفتُ عنكَ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمّا هذا فقد صدق، فقُم حتّى يقضي الله فيكَ. فقُمتُ، وأتاني رجالٌ من بني سلِمة، فاتّبعوني فقالوا لي: واللهِ ما علمناك كنت أذنبت قبل هذا، ولقد عجزت في أَلاَّ تكونَ اعتذرتَ إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بِما اعتذر إليه المخلّفون، قد كان كافيك ذنبك استغفارُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لك. واللّهِ ما زالوا يؤنّبوني
(4)
حتّى أردتُ أن أرجعَ فأُكذِّب نفسي، ثمّ قلتُ لهم: هل لقِي هذا معي أحدٌ؟ قالوا: نعم، رجلانِ قالا مثل ما قلتَ، وقيل لهما مثل ما قيل لك. قلتُ: مَن هما؟ قالوا: مُرارة بن الربيع العَمْري
(5)
،
⦗ص: 227⦘
وهلال بن أميَّة الواقِفي
(6)
. فذكروا لي رجلين صالحين قد شهِدا بدرًا
(7)
، فقلت: لي بهما أُسوة. فمضيتُ حين ذكروهما لي. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيُّها الثلاثة من بين من تَخلَّفَ عنه. فاجتنبنا النّاس وتغيِّروا لنا، حتّى تَنَكَّرت في نفسي الأرض، فما هي التي أعرفُ، فلبثنا على ذلك خمسينَ ليلةً. فأمَّا صاحباي فاشْتَكيا -أو قال: فاسْتَكنَّا
(8)
-، فقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنتُ أشبَّ القوم وأجلدَهم، فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوفُ في الأسواق، ولا يُكلّمني أحدٌ، وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأُسلِّمُ عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي: هل حرّك شفتيه بِردِّ السَّلامِ أم لا؟ ثم أُصلِّي قريبا منه، فأُسارقه النظر،
⦗ص: 228⦘
فإذا أقبلت على صلاتي نَظر إليّ، وإذا التفتُّ نحوه أعرض عنّي، حتّى إذا طال عليّ ذلك من جَفوةِ المسلمين، مشيتُ حتّى تسوّرت جدار أبي قتادة، وهو ابن عمِّي وأحبُّ النَّاس إليَّ، فسلمتُ عليه، واللّهِ ما ردّ علي السلام. فقلت يا أبا قتادة أُنشدُك اللّه: هل تعلم أنِّي أُحبُّ اللّه ورسوله؟ فسكتَ. فعُدتُ له فناشدته، فقال: الله ورسوله أعلمُ. ففاضت عيناي، وتولَّيتُ حتّى تسوَّرتُ الجِدار، فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نَبَطِيٌّ
(9)
من أَنْبَاطِ أهل الشَّامِ ممن قدِم بالطعام يَبيعُه بالمدينة يقول: من يدلُّ على كعب بن مالك؟ فطفِق الناس يشيرون له إليَّ، حتّى إذا جاءنا دفع إليّ كتابَ مَلِك غَسَّانَ
(10)
، وكتبَ كِتَابًا فإذا فيه: أما بعد، فإنّه بلغني أنّ صاحبك قد جَفَاك، ولم يجعلك اللّه بدارِ هوانٍ ولا مَضْيَعةٍ، فالحق بنا نُواسيك. فقلت حين قرأتها: وهذا أيضا من البلاء. فتيمّمتُ
(11)
بها التنّور فسجّرته بها. حتّى إذا كان مضت أربعون ليلة من الخمسين، إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال: إنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يأمرُك
⦗ص: 229⦘
أَنْ تَعتزِلَ امرأتَك
(12)
. فقلتُ: أُطلِّقها أم ماذا أفعل؟ فقال: لا، بل اعتزِلهْا فلا تقرَبها. وأرسل إلى صاحبيَّ مثل ذلك. قلت لامرأتي: إلحقي بأهلك كوني عندهم حتّى يقضيَ اللّه في هذا الأمر. قال كعب: فجاءت امرأة
(13)
هلال بن أمية رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إنّ هلال بن أُمية شيخ ضايع، وليس له خادم، فهل تكره أن أخدُمه؟ قال:"لا، ولكن لا يقربنَّكِ". قالت: إنّه واللّهِ ما به حَركةٌ إلى شيءٍ، واللهِ ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومِه هذا. فقال لي بعض أهلي: لو استأذنتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأتِك كما أَذنَ لامرأةِ هلال بن أُمية أَنْ تخدُمه. قلت: واللّهِ لا أَستأذنُ فيها رسول صلى الله عليه وسلم، ما أدري ما يقولُ رسول صلى الله عليه وسلم إذا استأذنتُه فيها فأنا
(14)
رجلٌ شابٌ. فلبثتُ بذلك عشرَ ليالٍ حتَّى كَمُلَت خمسون ليلة من حين نَهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن كلامنا، فلما صليت صلاة الفجرَ صُبْحَ خمسينَ ليلة، وأنا على ظهر بيت من بيوتنا، بينا أَنا جالس على الحال التي ذكر اللّه عز وجل قد ضاقَتْ عليَّ نفسي وضَاقَت عليَّ
⦗ص: 230⦘
الأرضُ بما رحُبت، سمعتُ صوت صارخٍ أَوْفَى
(15)
على جبلِ سَلْعٍ
(16)
يقولُ بأعلى صوتِه: يا كعبَ بن مالك أبشر. قال: فخررتُ ساجدًا وعرفتُ أنْ قد جاء فَرَجٌ، وآذن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلَّى الفجر. فذهب النّاس يبشروننا، وذهب قِبَلَ صاحبيّ مبشرون، وركض رجلٌ إليَّ فرسًا، وسعى إليَّ ساعي
(17)
من أَسْلَم فأَوْفَى أعلا جبلٍ فكان الصوتُ أسرعَ من الفَرسِ، فلمّا جاءني الذي سمعتُ صوته بشَّرني، نزعتُ له ثوبَيَّ فكسوته إيّاهما بُشراه، واللّهِ ما أملكُ غيرهما، واستعرتُ ثوبين لبِستُهما، وانطلقت إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فتلقّاني النّاس فوجًا فوجًا يهنّوني بالتوبةِ يقولون لي: لِيَهْنِك
(18)
توبة الله عليك. قال كعب: حتّى دخلتُ المسجد فإذا أَنا برسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ وحوله النّاس، فقام إليّ طلحةُ بن عبيد الله يُهرولُ حتَّى صافحني وهنّأَنِي، واللّهِ ما
⦗ص: 231⦘
قامَ إليَّ رجلٌ من المهاجرين غيرُه ولا أَنْساها لطلحة. قال كعب: فلمّا سلمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرُقُ وجهه من السّرور: أبشر بخير يوم مرّ عليك منذ ولدتك أمُّك. قلت: أَمِنْ عِندك يا رسول اللّه أم من عِند اللّه؟ قال: لا بل من عند اللّه. وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا سُرّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر، وكنّا نعرِف ذلك منه، فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول اللّه إنّ مِنْ توبتي أن أنخلع من مالي صدقةً إلى الله وإلى رسوله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمسِك عليك بعض مالك هو خيرٌ لك". قال: فإنّي أُمسِكُ سَهميَ الذي بخيبرَ. وقلت يا رسول الله: إِنّي إنّما نجّانِي الله بالصّدق؛ فإنّ من توبتي ألاّ أُحدِّث إلّا صِدقًا ما بقيتُ. فواللّهِ ما أعلم من المسلمين أحدًا أبلاه اللّه في صِدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنَ مما أَبْلانِي اللّه، ما تعمَّدتُ منذُ ذكرتُ ذلك لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم كذِبا، وإنّي أرجو أن يحفظني الله فيما بقي. وأنزل الله عز وجل {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ}: إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا}
(19)
. فواللّهِ ما أنعمَ اللّه عليَّ من نِعمةٍ قطُّ بعد أَنْ هدانيَ الإسلامَ أعظمُ في نفسى من صدقي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يومئِذ ألا أكونَ كذَبتُه فأهلك كما هَلَكِّ الذين كَذَبُوه
⦗ص: 232⦘
فانّ الله عز وجل قال
(20)
للذين كذبوه حين أَنْزَلَ الوحىَ شَرَّ ما قالَ لأَحَد، قال اللّه عز وجل:{سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}
(21)
. قال كعب: وكنّا تخلّفنا أيها الثلاثة
(22)
عن أمر أولئك الذين قَبِلَ منهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حين حلَفوا له، فبايعَهم واستغفرَ لهم، وأَرْجَأَ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أمرَنا حتى قضى الله عز وجل فيه، فلذلك قال الله عز وجل:{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا}
(23)
. ليس تخلُّفنا عن الغزو، وإنّما تَخليفُه إيّانا وإرجائُه أمرنا عمَّن حَلَف له واعتذر إليه فقبِل منهم صلى الله عليه وسلم "
(24)
.
وحديث ابن عُزيز معناه واحدٌ بطوله.
(1)
محمد بن عزيز -بمهملة وزايين مصغرًا- بن عبد الله بن خالد الأيلي العُقيلي.
(2)
تقدم في الحديث السابق أنّ مسلما أخرجه من طريق الليث عن عقيل، ورواية المصنف من طريق محمد بن عُزيز الأيلي عن ابن عمه سلمة بن روح الأيلي. وقد تكلم في سماع ابن عُزيز من ابن عمه، وكذلك في سماع سلمة من عمه عُقيل بن خالد الأيلي. وفي رواية المصنف تصريح كل منهما بالسماع من شيخه، وهذا يقوي سماعه منه. وانظر الكلام في ذلك في الحديث رقم (82).
(3)
وهو المتقدم قبله برقم (12109).
(4)
بهمز بعد الياء، ثم نون، ثم موحّدة، من التأنيب، وهو اللوم العنيف.
انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 92)، وفتح الباري (7/ 724)، وتاج العروس (2/ 32).
(5)
كذا ضبطها في الأصل. كتب في الحاشية: (صوابه العامري).
لكن ضرب عليها. ولعله مأخوذ من صحيح مسلم، فقد ورد فيه (العامري)، أو من نسخة الضياء المقدسي فإن الناسخ قابل عليها هذه النسخة. =
⦗ص: 227⦘
= قال النووي: (هكذا في جميع نسخ مسلم: العامري. وأنكره العلماء وقالوا: هو غلط إنما صوابه: العمري من بني عمرو بن عوف)، وكذا جاء في رواية البخاري في الصحيح رقم (4418).
وهو مرارة بن الربيع من بني عمرو بن عوف من الأوس حليف لهم.
انظر: شرح صحيح مسلم (17/ 92)، وسيرة ابن هشام (2/ 534)، وأُسد الغابة (4/ 358)، والإصابة في تمييز الصحابة (6/ 52)، وتهذيب الأسماء واللغات (2/ 86).
(6)
نسبة إلى بني واقف بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس.
انظر: الأنساب للسمعاني (13/ 273).
(7)
هذا من كلام كعب بن مالك، وهو مقتضى صنيع البخاري -كما قال ابن حجر- وقد قرر ابن حجر هذا القول بأنهما شهدا بدرا، وحكم على من خالف ذلك بالخطأ.
انظر: فتح الباري (8/ 120)، وزاد المعاد (3/ 577).
(8)
فاستكنا؛ أي: مرضا. كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي (2/ 128).
(9)
بفتح النون، والباء: نسبة إلى النبط، وهو مشتق من استنباط الماء واستخراجه، وهؤلاء كانوا في ذلك الوقت أهل الفلاحة، وهذا النبطي الشامي كان نصرانيا، كما وقع في رواية معمر عند أحمد:"إذا نصراني جاء بطعام ليبيعه".
انظر: فتح الباري (8/ 122)، تكملة فتح الملهم (12/ 41).
(10)
هو: جبلة بن الأيهم، وقيل الحارث بن أبي شمر. انظر: المصدرين السابقين.
(11)
أي قصدت. انظر: المصدرين السابقين.
(12)
هي: عميرة بنت جبير بن صخر بن أمية الأنصاري، وهي أم أولاده، وقيل: اسم امرأته التي كانت عنده يومئذ: خيرة. انظر المصدرين السابقين.
(13)
هي: خولة بنت عاصم.
انظر: الإصابة في تمييز الصحابة (8/ 188)، وفتح الباري (7/ 727).
(14)
كتب في الأصل: (فإذا). وضرب فوق الذال وكتب: (نا).
(15)
أي: أشرف وأطلع.
وقيل: هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه. انظر: فتح الباري (7/ 727).
(16)
بفتح المهملة، وسكون اللام بعده عين مهملة، وفيه لغة بكسر أوله، جبل صغير يحيط به عمران المدينة لكل إتجاه، ويقع إلى الشمال الغربي من المسجد النبوي.
انظر: معجم البلدان (3/ 236)، ومعجم المعالم الجغرافية (صـ 160)، والمعالم الأثيرة في السنة والسيرة (صـ 143)
(17)
هو: حمزة بن عمرو الأسلمي. انظر: فتح الباري (7/ 727).
(18)
قال ابن حجر: "بكسر النون، وقيل: بفتحها وفيه نظر.
انظر: فتح الباري (7/ 728).
(19)
سورة التوبة جزء من الآية (117) إلى الآية (119).
(20)
في الأصل بعدها: (قل). وضرب عليها.
(21)
سورة التوبة جزء الآية رقم (95) والآية رقم (96).
(22)
هكذا في رواية البخاري من طريق الليث عن عُقيل (تَخلَّفنا أيُّها الثلاثة .. ). وفي رواية مسلم: (كنا خُلِّفنا أيها الثلاثة .. ). وهي من رواية يونس.
(23)
سورة التوبة جزء من الآية رقم (118).
(24)
أخرجه البخاري في (كتاب المغازي -حديث كعب بن مالك 6/ 3 برقم 4418) عن يحيى بن بكير عن الليث عن عُقيل مطولا كما عند المصنف.
من فوائد الاستخراج:
ساق المصنف الحديث من رواية عُقيل عن الزهري مطولا. ولم يسق مسلم لفظ رواية عُقيل.
12111 -
حدَّثنا يونس بن عبد الأعلى الصّدفيُّ، حدَّثنا عبد اللّه بن وهب
(1)
، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شِهاب قال: "ثمّ غَزَا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم غزوةَ تبوك وهو يُريدُ الرُّومَ ونَصارى العربِ بالشَّامِ حتَّى بلغَ تبوك، وأقام بها بضعةَ عشرَ ليلةٍ، ولقيه بها وفد أذْرُح
(2)
ووفد أيلة
(3)
فصالحهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على الجزية، ثم قفَلَ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من تبوك ولم يجاوزها، وأنزل اللّه عز وجل:{لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} الآية
(4)
. والثّلاثة الذين خُلِّفوا رَهط من الأنصار منهم كعب بن مالك، ومُرارة بن رَبيعة
(5)
، وهلال بن أُميّة".
⦗ص: 234⦘
قال ابن شهاب: وأخبرني عبد الرحمن بن عبد اللّه بن كعب بن مالك، أنَّ عبد اللّه بن كعب بن مالك وكان قائد كعب بن مالك من بنيه حين عمي قال: سمعت كعب بن مالك يُحدِّث حديثه حين تخلّف عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قال كعب: "لم أتخلّف عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قطُّ إلا في غزوة تبوك، غير أنِّي تخلّفت في غزوة بدرٍ ولم يُعاتِب اللّه أحدًا تخلّف عنها؛ إنّما خرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عِير قريش، حتّى جَمَعَ اللّه بينهم وبينَ عدوِّهم على غيرِ مِيعادٍ، ولقد شهدتُّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ العَقبة حِينَ تَواثَقْنا
(6)
على الإِسلامِ وما أُحبُّ أنّ لي بها مشهدَ بدرٍ وإن كان بدرًا
(7)
له ذكرٌ في النَّاسِ، فكان من خَبَرِي حين تَخلَّفتُ عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك أنّي لم أكن قطُّ أقوى ولا أيسر منّي حين تخلّفت عنه في تلك الغزوة، واللهِ ما جمعت قبلها راحلتين قطُّ حتّى جمعتهما في تلك الغزوة، فغزاها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في حرٍّ شديد، واستقبل سفرا بعيدا ومَفَاوِزًا، واستقبل عدوًا كثيرا، فجَلَّا للمسلمين أمرهم، ليتأهّبوا أُهبةَ غزوهم، فأخبرهم بوجْهِه الذي يُريدُ، والمسلمون مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كثيرًا
(8)
ولا يجمعهم كتابُ حافظٍ -
⦗ص: 235⦘
يريد بذلك: الديوان-. قال كعب: فقلّ رجلٌ يُريدُ أن يتغيَّبَ، يظنُّ أنّ ذلك سيخفى له، ما لم ينزل فيه وحيٌ من اللّه عز وجل. وغزا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طَابتِ الثِّمارُ والظِّلالُ، فأنا إليها أصْعَرُ
(9)
، فتجهّز رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه، وطفقت أغدوا لكي أتجهّز معهم فأرجع ولم أقض شيئًا، وأقول في نفسي أَنا قادر على ذلك إذا أردتُ، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتّى استمر بالناس الجَدُّ، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غازيا والمسلمون معه، ولم أقضِ من جِهازي شيئا، ثمّ غدوت فرجعت ولم أقض شيئا، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتّى أسرعوا وتَفَارَطَ
(10)
الغزو، فهممتُ أن أرتحل فأُدركَهم، فيا ليتَنِي فعلتُ، فلم يُقَدَّر ذلك. فطفِقْتُ إذا خرجتُ في النَّاس بعد خُروجِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحزنُنِي أَنّي لا أَرى لي أُسوةً، إلاّ رجلًا مَغْمُوصا عليه في النِّفاقِ، أو رجلًا ممن عَذَرَ الله من الضُّعفاء. ولم يَذْكُرِني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتّى بَلَغَ تبوكَ، فقال وهو جالسٌ بتبوك: ما فعلَ كعبُ بن مالك؟ فقال رجلٌ
(11)
من بنِي سَلِمة
⦗ص: 236⦘
يا رسول الله: حبَسه بُرداه والنَّظَرُ في عِطْفَيه
(12)
. فقال له معاذ بن جبل: بئس ما قُلت، والله يا رسول الله ما علِمنا عليه إلاّ خيرا. فسكت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. وهو على ذلك رأى رجلًا مُبَيِّضًا
(13)
يزولُ به السَّراب، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:"كُنْ أبا خيثمة"، فإذا هو أبو خيثمة
(14)
الأنصاريّ. وهو الذي تصدّق بصاع التمر فلَمَزَه المنافقون. قال كعب بن مالك: فلما بلغني أنَّ رسول اللّه - لى الله عليه وسلم - قد توجّه قافلا من تبوك، حضرني بثِّي
(15)
. فطفقتُ أتذكر الكذب وأقول: بما أَخرجُ من سَخطِه غدًا. وأستعين على ذلك كلَّ ذي رأيِ من أَهلي. فلما قيل: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قد أظلّ
(16)
قادما، زاح
(17)
عنّي البَاطلُ. حين عرفتُ أَنِيّ لم أنجُ منه بشئٍ أبدا.
⦗ص: 237⦘
فأجمعتُ صِدْقه. وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادمًا، وكان إذا قدم من سفرٍ بدأ بالمسجد، فركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس. فلمّا فعل ذلك جاء المخلّفون، فطفقوا يعتذرون إليه، ويحلفون له، وكانوا بضعةً وثمانينَ رجلًا. فقبِل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتَهم وبايعهم واستغفر لهم، وَوَكل سرائرهم إلى اللّه عز وجل. حتّى جئتُ. فلمّا سلَّمتُ، تبسَّم تبسُّم المُغْضَبِ، ثمَّ قال:"تعالَ". فجئتُ أمشي حتّى جلست بين يديه. فقال: "ما خلّفك؟ ألم تكن قد اِبْتَعْتَ ظَهْرك؟ ". قال: قلتُ يا رسول اللّه: إني واللهِ لو جلستُ عند غيرك من أهل الدنيا لرأيتُ أنّي سأخرج من سخطه بعذر. ولقد أُعطيتُ جدلا. ولكنّي واللّهِ لقد علمتُ لئِن حدّثتك اليوم حديث كذبٍ ترضى به عنِّي، ليُوشكنَّ الله أَنْ يَسخط عليَّ، ولئِن حدّثتك حديث صدقٍ تجد عليّ فيه، إنّي لأرجوا فيه عُقبى
(18)
اللّه. واللّهِ ما كان لي من عُذر، واللّهِ ما كنت قطُّ أقوى ولا أيسر منّي حين تخلّفتُ عنك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أمّا هذا فقد صَدق. قُم حتَّى يقضيَ اللّه فيك". فقمت. وثَارَ رجال من بني سلِمة فاتّبعوني، فقالوا: واللّهِ ما علمناك أذنبت ذنبا قبل هذا، لقد عجزت في أن لا تكون اعتذرت إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. اعتذر إليه المُخلّفون، فقد كان كافيكَ ذنبكَ استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فواللّهِ ما زالوا يؤنّبوني حتَّى أرجِع إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فأُكذِّب نفسي.
⦗ص: 238⦘
قال: ثمّ قُلتُ لهم: هل معي من أحد؟ قالوا: نَعم. لقيه معك رجلان، قالا مثل ما قُلتَ. وقيل لهما مثل ما قيل لك. قال: قلتُ: من هما؟ قالوا: مرارة بن ربيعة
(19)
العمري
(20)
، وهلال بن أمية الواقفي. وذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا، فيهما أُسوةٌ. قال: فمضيتُ حين ذكروهما لي. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين، عن كلامنا أيُّها الثلاثة، من بين من تخلّف عنه. قال: فاجتنبنا النّاس، وتغيّروا لنا حتّى تنَكَّرتْ في نفسي الأرض، فما هي بالأرض التي أعرف. فلبثنا على ذلك خمسين ليلة. فأمّا صاحباي فاستكانا، وقعدا في بيوتهما يبكيان. وأمّا أَنا فكنت أشبّ القوم وأجلدهم، فكنتُ أخرُجُ فأشهدُ الصّلاة، وأطوفُ في الأسواق، ولا يُكلّمني أحدٌ. وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأُسلِّمُ عليه، وهو في مجلِسه بعد الصّلاة. فأقول في نفسي: هل حرّك شفتيه بردِّ السّلام، أم لا؟ ثمَّ أُصلِّي قريبًا منه وأُسارِقُه النَّظر. فإذا أقبلتُ على صلاتي نَظَر إليَّ، فإذا التفتُّ نحوه أَعْرضَ عَنِّي. حتّى إذا طال ذلك عليَّ من جَفْوَةِ
⦗ص: 239⦘
المسلمين، مشيتُ حتّى تسوّرتُ جِدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمّي وأحبُّ الناس إليّ. فسلّمتُ عليه. فوالدهِ ما ردّ عليَّ السّلام. فقلت يا أبا قتادة: أُنشِدك بالله هل تَعْلَمَنْ أَنِّي أحبُّ اللّه ورسوله؟ قال: فسكت. فعُدتُ فناشدته. فسكت. فعُدتُ فناشدته. فقال: الله ورسوله أعلم. ففاضت عيناي. وتوليتُ حتّى تسوّرتُ الجِدار. فبينا اُنا أمشي في سوق المدينة، إذا نبطيٌ من نَبَطِ أهل الشّام، ممن قدِم بالطّعام يبيعه بالمدينة، يقول: من يدلّ على كعب بن مالك؟ قال: فطفق النّاس يشيرون له إليّ. حتّى جاءني فدفع إلي كتابا من ملِك غسّان. كنتُ كَتَّابا
(21)
، فقرأته وإذا فيه: أمّا بعدُ. فإنّه قد بلغنا أنَّ صاحبك قد جَفَاكَ. ولم يجعلك اللّه بدارِ هوانٍ ولا مَضْيَعة، والحَقْ بنا نواسِك. قال فقلت حين قرأتها: وهذه أيضا من البلاء. فتأممتُ بها التنُّور فسجّرتُها به. حتّى إذا مضت أربعونَ من الخمسين، واستلبَثَ الوحِي، إذا رسول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يأمرُكَ أن تَعتَزِل امرأتَك. قال قلت: أطلِّقُها، أم ماذا أَفعلُ؟ قال: لا، بل اعتَزِلها ولا تَقرَبها. قال: وأرسل إلى صاحبّي بمثل ذلك. قال فقلت لامرأتي: اِلحَقِي بأهلك، فتكوني عندهم
⦗ص: 240⦘
حتّى يقضي اللّه عز وجل في هذا الأمر. قال: فجائت امرأة هلال بن أُميّة فقالت: يا رسول اللّه إنّ هلال بن أُميّة شيخ ضائع ليس له خادم، فهل تكره لي أن أخدمه؟. قال:"لا، ولكن لا يَقربَنَّك". قال: فقالت: إنّه واللّهِ ما به حركة إلى شيءٍ، واللّهِ ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا. قال: فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في امرأتك، فقد أَذِنَ لمرأة هلال بن أُميّة أنْ تخدُمه. قال فقلت: لا أَستأذِنُ فيها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وما أدري ماذا يقولُ لي إذا استأذنته فيها وأنا رجلٌ شاب؟ قال: فلبثتُ بعد ذلك عشر ليالٍ، كمل لنا خمسون ليلةً، من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا. قال: ثمّ صلَّيتُ صلاة الفجر صباحَ خمسينَ ليلة، على ظهر بيتٍ من بيوتنا. فبينا أَنا جالسٌ على الحالِ الذي ذكر اللّه عز وجل بِمَا قد ضَاقَت عليَّ نَفسِي، وضاقَت عليَّ الأرضُ بما رحُبَت، سمعتُ صوتَ صارخٍ أَوْفَى على جَبَلِ سَلْع يقول بأعلا صوته: يا كعبَ بن مالك أبشر. قال: فخررتُ ساجدا، وعرفت أن قد جاء فَرَجٌ. قال: وآذَن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم النّاس بتوبةِ الله علينا حين صلّى صلاة الفجر. فذهب النّاس يُبشِّرونا. فذهب قِبَلَ صاحبيَّ مُبشِّرون، وركِب رجلٌ إليَّ فرسًا، وسعَى ساعِي من أسلَم قِبلي، فأَوْفَى الجبَلَ، وكان الصَّوتُ أسرعُ من الفرَس. فلمّا جائني الذي سمعتُ صوته بشّرني، نزعتُ له ثوبيّ فكسوتهما إيّاه ببشارته. والدهِ ما أملك غيرهما يومئذ. واستعرتُ ثوبين فلبستهما، فانطلقتُ أتأمّمُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، يلقاني الناس فوجًا فوجًا
⦗ص: 241⦘
يُهنّؤوني بالتّوبةِ ويقولون: ليَهْنِك توبةُ الله عليك. حتّى دخلتُ المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ في المسجد حوله النّاس، فقام إليّ طلحة بن عبيد الله يُهرولُ حتّى صافحني وهنّاني، واللهِ ما قام رجلٌ من المهاجرين غيره. قال: فكان كعبٌ لا ينساها لطلحة. قال كعب: فلمّا سلّمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرقُ وجهه من السّرور، يقول:"أبشر بخير يوم مرّ عليك منذ ولدتك أمُّك". قال فقلت: أَمِنْ عِندك يا رسول الله، أم من عند الله؟ قال:"لا، بل من عند الله". وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرّ استنار وجهه، حتّى كأنَّ وجهه قطعة قمر، وكنّا نعرف ذلك منه. قال: فلمّا جلستُ بين يديه قلت: يا رسول الله: إنّ من توبتي أن أنخلع من مالي صدقةً إلى الله عز وجل وإلى رسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمسِك بعض مالك فهو خيرٌ لك". قال فقلت: فإنِيّ أُمسِكُ سهمي الذي بخيبر. وقلت يا رسول الله: إنّ الله عز وجل إنّما أنجاني بالصِّدق. وإنّ من توبتي ألاّ أُحدِّث إلّا صدقًا ما بقيت. قال: فواللهِ ما علمتُ أحدًا من المسلمين أبلاهُ الله في صدق الحديث، منذ ذكرت ذلك لرسول الله، أحسن مما أبلاني. واللهِ ما تعمدت كذبةً منذ قلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا، وإنيّ لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي. قال: فأنزل الله عز وجل: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ} حتى بلغ: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ
⦗ص: 242⦘
الَّذِينَ خُلِّفُوا} حتّى بلغ: {اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}
(22)
. قال كعب: واللهِ ما أنعم الله عليّ من نِعمةٍ قطُّ بعد إذ هداني للإِسلام، أعظمُ في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ألاّ أكونَ كذَبتُه فأهلَك كما هلَك الذين كذبوا. إنّ الله قال
(23)
للذين كذَبوا حين أَنْزَل الوحيَ، شرَّ ما قال لأحدٍ:{سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} إلى قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}
(24)
. قال كعب: كُنّا خُلِّفنا أيُّها الثلاثةُ عن أمر أُولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حَلَفوا له، فبايعَهم واستغفرَ لهم، وأَرجَأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرَنا حتَّى قَضَى الله فيه، فذلك قوله:{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا}
(25)
. وليس الذي ذكر ممَّا خَلَّفنا تخلُّفَنا عن الغزو، وإنمّا هو تَخليفَه إِيَّانا وإرجائَه أمرَنا عمِّن حَلَف له واعتذر إليه فقبِل منه"
(26)
.
(1)
ابن وهب هو موضع الالتقاء.
(2)
أذرح -بفتح ثم سكون ثم راء مضمومة ثم حاء مهملة- قرية بالشام، وقيل هي فلسطين.
انظر: النهاية (1/ 33) مادة: (أذرح) وفتح الباري (1/ 77).
(3)
أيلة -بفتح الهمزة، وسكون التحتانية، بعدها لام مفتوحة -بلدة قديمة على ساحل بحر القلزم- البحر الأحمر -فيما يلي الشام، وهي اليوم تسمى مدينة العقبة، وهي ميناء المملكة الأردنية الهاشمية.
انظر: معجم البلدان (1/ 347)، وفتح الباري (3/ 345)، و (11/ 470)، ومعجم المعالم الجغرانية (ص: 35).
(4)
سورة التوبة جزء من الآية رقم (117).
(5)
كذا في رواية يونس بن يزيد، عن الزهري، عند مسلم (كتاب التوبة 4/ 2124). وتقدم في رواية عُقيل:(ابن الربيع). وكلاهما ذكر في اسم أبيه فقيل: ابن الربيع، وقيل ابن ربيعة. انظر: الاستيعاب (3/ 1382)، وشرح صحيح مسلم للنووي (17/ 92)، وتهذيب الأسماء واللغات (2/ 86).
(6)
أي: أخذ بعضنا على بعض الميثاق لما تبايعنا على الإسلام والجهاد.
انظر: فتح الباري (7/ 720)، ومشارق الأنوار (2/ 279).
(7)
كذا في الأصل! ولعله منصوبٌ على الاختصاص. وعند مسلم من رواية يونس: "وإن كانت بدرٌ أَذُكرَ في النَّاس منها".
(8)
كذا ضبطها في الأصل. ولعل النَّصت على أنها خبر لكان المحذوفة مع اسمها.
(9)
أي: أميل. والصعر أصله ميلٌ في العنق وانقلاب في الوجه إلى أحد الشقين.
انظر: العين (1/ 298 باب العين والصاد والراء)، والصحاح (2/ 712 صعر)، ومشارق الأنوار (2/ 47 ص ع ر).
(10)
أي: تقدم وتباعد والمعنى: أي تقدم الغزاة وسبقوا وفاتوا.
انظر: العين (7/ 418 باب الطاء والراء والفاء معهما ف ر ط)، وتفسير غريب ما في الصحيحين (ص 109)، وشرح صحيح مسلم للنووي (17/ 138).
(11)
يحتمل أنه: عبد الله بن أُنيس رضي الله عنه كما عند الواقدي، وقال ابن حجر: وهذا هو =
⦗ص: 236⦘
= السلمي -بفتحتين- وهو غير الجهني الصحابي المشهور.
انظر: مغازي الواقدي (3/ 997)، وفتح الباري (7/ 722).
(12)
أَي جانبيه، وهو إشارة إلى إعجابه بنفسه، ولباسه.
انظر: جمهرة اللغة (2/ 914)، وشرح صحيح مسلم للنووي (17/ 138 - 139).
(13)
بفتح الباء كسر الياء، ويجوز أن يكون بسكون الباء وتشديد الضاد من البياض. أي عليه ثياب بيض.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 107 ب ي ن)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 173 بيض).
(14)
اسمه: عبد الله بن خيثمة، وقيل: مالك بن قيس.
انظر: فتح الباب في الكنى والألقاب (صـ 297)، وتهذيب الأسماء واللغات (2/ 224).
(15)
أي أشد الحزن. انظر: شرح صحيح مسلم (17/ 139)، وتقدم معنى البث في (18/ 639).
(16)
أي: أقبل ودنا قدومه. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 140).
(17)
أي: زال. انظر: المصدر السابق.
(18)
أي: يعقبني خيرا، وأن يثيبني عليه.
انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 141).
(19)
وضع في الأصل علامة تخريج على كلمة ربيعة، ولم يصوب في الحاشية شيئًا. وتقدم أن رواية يونس هذه عن الزهري فيها: ربيعة. وفي رواية عقيل: الربيع، وهذا هو المشهور كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (7/ 724).
(20)
كتب في الأصل: (العامري)، ووضع علامة تخريج عليها، وكتب في الحاشية:"صوابه: العَمِّري".
انظر ما تقدم في الحديث السابق، وأنّ الصواب (العمري) نسبةً إلى عمرو بن عوف الأوسي.
(21)
كتب في الحاشية: (كاتبا). ولعله أخذها من نسخة الضياء المقدسي، فقد تقدم في وصف النسخة (ك) أنه قابلها بها. ووقعت كذلك في صحيح مسلم (4/ 2125) في رواية يونس هذه.
(22)
سورة التوبة من الآية رقم (117) إلى الآية رقم (119).
(23)
كتب في الأصل بعده: (قل). وضرب عليها.
(24)
سورة التوبة الآية من الآية رقم (95) إلى الآية رقم (96).
(25)
سورة التوبة جزء من الآية رقم (118).
(26)
أخرجه مسلم في (كتاب التوبة 4/ 2120 - 2128 برقم 53) عن أبي الطاهر عن ابن وهب مثل رواية المصنف، وأخرج البخاري رواية يونس مختصرة في (كتاب الجهاد - =
⦗ص: 243⦘
= باب من أراد غزوة فورّى بغيرها ومن أحبَّ الخروج يوم الخميس 4/ 48 برقم 2948) من طريق عبد الله بن المبارك، وفي (كتاب مناقب الأنصار - باب وفود الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم 5/ 54 برقم 3889) من طريق عنبسة كلاهما عن يونس مختصرا جدا.
12112 -
حدَّثنا محمدُ بن عبد الملك الواسطيُّ، حدَّثنا يعقوبُ بن إبراهيم بن سعد، قال: حدّثني ابن أخي الزهري، عن عمّه محمد بن مسلم، قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أنّ عبد الله بن كعب بن مالك قال: سمعت كعبَ بن مالك وذكر الحديث، قال:"كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إذا قدِم من سفرٍ بدأ بالمسجد، فركع فيه ركعتين، ثمّ جلس للنّاس"
(1)
.
وقال غير الدّقيقىِّ
(2)
عن يعقوب: أنّ عبيد الله بن كعب بن مالك.
⦗ص: 244⦘
بدل عبد الله بن كعب، وزاد على يونس
(3)
: "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلّ ما يُريد غزوةً إلّا ورّى بغيرها، حتّى كانت تلك الغزوة".
ولم يذكر في حديث ابن أخي الزهري: أبا خيثمة ولُحوقَه بالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
رواه مسلم عن سلمة بن شَبيب، عن الحسن بن أَعْيُن، عن معقِل بن عبيد الله، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن عمّه عبيد الله
(4)
بن كعب، وكان قائد كعبٍ حين أُصيبَ بصره. الحديث
(5)
.
من هنا لم يخرجاه.
(1)
أخرجها أحمد (25/ 16 برقم 15789) والطبراني في المعجم الكبير (19/ 52 برقم 93).
(2)
أخرجه مسلم في (كتاب التوبة 4/ 2118 برقم 54) عن عبد بن حميد عن يعقوب وعنده: أن عُبيد الله بن كعب.
وقد تابع محمد بن عبد الملك الدقيقي على روايته بذكر عبد الله بن كعب بدل عُبيد الله، أحمد - كما تقدم - وعبد الله بن عبد الحكم بن أبي زياد عند الطبراني، كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
كلتا الروايتين محفوظ ويؤيد ذلك أن ابن جريج جمع بينهما في روايته عن الزهري التي سيوردها المصنف برقم (12116).
فوائد الاستخراج: رواية المصنف الحديث من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن عبد الله بن كعب وأخيه: عُبيد الله بن كعب. ولم يخرج مسلم رواية عبد الله بن كعب من هذا الوجه=
(3)
يعني: ابن أخي الزهري حيث زاده على رواية يونس بن يزيد المتقدم برقم (12111).
(4)
في الأصل: (عبد الله)!. وصوابه: عُبيد الله. كما في صحيح مسلم (4/ 2129 برقم 55).
(5)
أخرجه مسلم في (كتاب التوبة 4/ 2129 برقم 55). ولم يخرجه المصنف. ولم يذكر المصنف رواية مسلم الحديث من طريق يعقوب بن إبراهيم عن ابن أخي الزهري التي قال فيها: عُبيد الله بن كعب بن مالك. وإنما أشار إليها بقوله: (وقال غير الدقيقي عن يعقوب
…
).
وخرج المصنف رواية الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله عن عمه عُبيد الله بن كعب من طريق صالح بن أبي الأخضر. انظر الحديث رقم (12119).
12113 -
ز - حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعانيُّ، عن عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري
(1)
قال: أخبرني ابنُ كعب بن مالك
(2)
، عن أبيه قال:
⦗ص: 245⦘
"الم أَتخلَّف عن النّبِيّ صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها، حتّى كانت غزوةَ تبوك، إلَّا بدرًا، ولم يُعاتِبِ الله أحدًا تخلّف عن بدرٍ، إنّما خرج يُريدُ العيرَ، فخرجت قريش مُغْوِثِين
(3)
لعيرِهم، فالتقوا عن غيرِ موعدٍ كما قال الله عز وجل، ولعمري إنّ أشرف مشاهِد رسول الله صلى الله عليه وسلم في النّاس لبدر، وما أُحبُّ أنّي كنتُ شهدتها مكان بيتي ليلةَ العقبة. حيث تواثقنا على الإسلام. ثمّ لم أتخلّف بعدُ عن رسول الله - صلّى الله عليه - في غزوة غزاها حتّى كانت غزوة تبوك، وهي آخر غزوة غزاها. وآذن النَّبِيّ - صلّى الله عليه - بالرّحيل، وأراد أن يتأهّبوا أُهبة غزوٍ. وذلك حين طاب الظلال، وطاب الثّمار. وكان قلّ ما أراد غزوة إلّا ورّى بغيرها. وكان يقول:"الحربُ خِدعة". فأراد النَّبِيّ - صلّى الله عليه - في غزوة تبوك أن يتأهّب النّاس أهبته. وكان أيسرَ ما كانت، قد جمعت راحلتين، وأنا أقدرُ شيءٍ في نفسي على الجهاد وخِفَّةِ الحَاذ
(4)
، وأنا في ذلك أصْعرُ إلى الظّلال وطيبِ الثِّمار. فلم أزل كذلك حتّى قام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم غاديا بالغداة، وذلك يوم الخميس، وكان يُحبُّ أن يخرجَ يومَ الخميس. فأصبح غَاديًا. فقلتُ: أنطلقُ غدًا إلى السُّوق فأشتري جهازي"
(5)
. وذكر
⦗ص: 246⦘
الحديث بطوله.
(1)
الزهري هو موضع الالتقاء حيث لم يخرج مسلم رواية معمر.
(2)
هو عبد الرحمن بن كعب بن مالك، - وقعت تسميه في الرواية الآتية، وتقدم عند المصنف في رقم (6996) - وهو عم عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك. وقد سمع الزهري منهما هذا الحديث. انظر: فتح الباري (8/ 117).
(3)
أي مُغِيثين، وجاء به على الأصل ولم يعلّه، كاستحوذ واستنوق. النهاية في غريب الحديث (3/ 393 باب الغين مع الواو غوث).
(4)
الظهر، وأصل الحاذ طريقة المتن من الإنسان. لسان العرب (3/ 587 مادة حوذ).
(5)
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (5/ 397 - 420 برقم 9744) - ومن طريقه أحمد (45/ 148 برقم 27175)، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 252 =
⦗ص: 246⦘
= برقم: 239)، وابن حبان (8/ 155 برقم 3370 الإحسان)، والطبراني في المعجم الكبير (19/ 42 برقم: 90) - مطولا. وقع عندهم تسمية شيخ الزهري عبد الرحمن بن كعب بن مالك، إلا في رواية الطبراني عن الدبري فقال: ابن كعب بن مالك. كما عند المصنف.
وتقدم تخريج الحديث في الروايات المتقدمة برقم: (12109 - 12112).
من فوائد الاستخراج:
1 -
رواية معمر عن الزهري لم يخرجها مسلم وهي من زوائد المصنف عليه.
2 -
لفظ "الحرب خدعة". تفرد به معمر في هذا الحديث كما قاله أبو داود السجستاني. وليس هو عند مسلم في روايات هذا الحديث، وقد ثبت في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله وأبي هريرة رضي الله عنهم. انظر ما تقدم في الحديث رقم (6979 - 6981).
12114 -
ز- حدَّثنا السلميُّ، حدَّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه "أنّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قدِم من غزوة تبوك ضُحى، فصلّى في المسجد ركعتين". قال: وكان إذا قدِم من سَفر فعل ذلك. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ لأمرٍ اِسْتَنَارَ كاستِنارِ القمر"
(1)
. كذا رواه السلميُّ
(2)
.
⦗ص: 247⦘
وعن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه أنّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لكعبٍ:"أمسِك عليك بعض مالك، فهو خيرٌ لك". قال: فإنيّ أمسِكُ سهميَ الذي بخيبر
(3)
.
وعن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه قال:"لمّا تاب الله عليه خرّ ساجدا"
(4)
.
وعن الزهري، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه قال لمّا نزلت توبته بشّره رجلٌ بذلك:"فأعطيته ثوبين، ولبستُ ثوبين آخرين"
(5)
. وعن الزهري، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه
⦗ص: 248⦘
"أنّ النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم كان يستحبّ أن يخرُجَ يومَ الخميس إذا أراد سفرا"
(6)
.
(1)
تقدم تخريجه في الحديث السابق. وتابع السلمي على تسمية شيخ الزهري أحمد بن، حنبل، ومحمد بن أبي السري عند ابن حبان.
(2)
وأخرجه المصنف كما سيأتي برقم (12124) عن محمد بن يحى الذهلي عن، عبد الرزاق. وذكر في إتحاف المهرة (13/ 145 فائدة ذكر رواية السلمي والذهلي عن =
⦗ص: 247⦘
= عبد الرزاق فقال: "قالا في روايتهما: عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه".
أي أن رواية إسحاق بن إبراهيم الصنعاني لم يُسمِّ فيها معمرٌ ابن كعب بن مالك. وسماه أحمد بن يوسف السلمي ومحمد بن يحيى الذهلي.
(3)
جزء من الحديث المتقدم برقم (12113) ووقعت تسمية ابن كعب عند عبد الرزاق وأحمد وابن حبان، ولم يسمّ في رواية الطبراني كما عند المصنف.
(4)
جزء من الحديث المتقدم برقم (12113).
(5)
جزء من حديث عبد الرزاق عن معمر السابق. ورواه الزهري عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه، والروايات التي قبله رواها عن أبيه عبد الرحمن بىت كعب بلا واسطة. وكلا الوجهين صحيح. ويدل على ذلك ما جاء في رواية محمد بن نصر المروزي من طريق الدبري عن عبد الرزاق:(قيل لعبد الرزاق: رواه معمر عن غير عبد الرحمن بن كعب؟ قال: نعم. رواه مرة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب، ومره عن عبد الرحمن بن كعب).
(6)
أخرجه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 252 برقم 239) عن الذهلي عن عبد الرزاق، وتابعه عليه سفيان، أخرجه أحمد في (45/ 148) برقم (27175) عقب رواية عبد الرزاق، عن سفيان، عن معمر.
12115 -
ز- حدَّثنا يوسف بن مسلم، حدَّثنا حجّاج، عن ابن جُريج قال: أخبرني معمر، عن الزهري
(1)
، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن جدِّه:"أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة تبوك يومَ الخميس، وكان يستحبُّ أن يخرُجَ يومَ الخميس"
(2)
.
(1)
الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم، ولم يخرج مسلم رواية معمر.
(2)
أخرجه النسائي في السنن الكبرى (كتاب السير - اليوم الذي يستحب فيه السفر 8/ 99 برقم 8734)، والطبراني في المعجم الأوسط (2/ 74) من طريق حجاج عن ابن جريج عن معمر مثله. لكنه وقع في رواية أحمد بن صدقة عن يوسف بن مسلم المصيصي عند الطبراني، ورواية إبراهيم بن الحسن عن حجاج بن محمد المصيصي عند النسائي نسبة عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، وأما فى رواية المصنف فنسبه إلى جده. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ابن جُريج عن معمر إلا حجاجٌ).
والحديث تقدم تخريجه من غير هذه الطريق.
12116 -
ز- حدَّثنا أبو داود الحرَّانيُّ، وأبو أُميّة، قالا: حدَّثنا أبو عاصم، عن ابن جُريج، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه عبد الله بن كعب، وعن عمه عبيد الله بن كعب، عن كعب بن مالك "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدُمُ مسن سفر إلّا نهارًا في
⦗ص: 249⦘
الضُّحى، فإذا قدِمَ بدأ بالمسجد فصلّى فيه ركعتين، ثمّ جلس". زاد أبو داود:"للناس"
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه في (6/ 105 برقم 2173). وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد النبيل وهو موضع الالتقاء مع مسلم في هذا الحديث.
12117 -
ز - حدَّثنا أبو أُميّة
(1)
، حدَّثنا أبو غَسان
(2)
، حدَّثنا القاسم ابن معن بن عبد الرحمن
(3)
، عن ابن جُريج، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وعن عمّه، عن كعب بمثله. "فيصلي فيه ركعتين". لم يذكر الزهري)
(4)
.
(1)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.
(2)
مالك بن إسماعيل النهدي.
(3)
المسعودي.
(4)
أحال الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (13/ 35) عند ذكر هذه الرواية إلى رواية أبي عاصم النبيل بقوله: "
…
القاسم بن معن عن ابن جريج، كأبي عاصم". لكن ما ذكره المصنف هنا يدل على خلاف ذلك فرواية أبي عاصم المتقدمة عن ابن جريج عن الزهري.
12118 -
ز - حدَّثنا محمد بن عبد الحكم قال: حدَّثنا ابن وهب، عن يونس، ح.
وحدَّثنا أبو داود الحرّانيُّ، حدَّثنا عثمان بن عمر وسألته؟، أخبرنا يونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه قال: قال: "قلّ ما كان رسول الله يخرجُ إذا أراد سفرا إلّا يوم الخميس". ح.
وحدَّثنا ابن عبد الحكم، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري قال:
⦗ص: 250⦘
حدّثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه أنّه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين تيب عليه: يا رسول الله إنى أَخْتَلِعُ من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمسِك عليك بعض مالك فهو خير لك"
(1)
.
(1)
تقدم تخريج رواية ابن وهب عن يونس برقم (12111). والحديث أخرجه البخارى في (كتاب الجهاد - باب من أراد غزوة فورّى بغيرها ومن أحبّ الخروج يوم الخميس 4814 برقم 2948) من طريق ابن المبارك عن يونس مثله.
12119 -
ز - حدَّثنا ابن الجُنيد، حدَّثنا رَوح، حدَّثنا صالح بن أبي الأخضر، حدَّثنا ابن شِهاب
(1)
قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب يحدِّث عن عمّه عبيد الله وكان قائد كعب حين عمي، قال: قال كعب: لقد بايعنا رسول الله ليلةَ العَقَبةِ حين تَبايعنا على الإسلامِ ولم أشهد بدرا، وما أُحبُّ أنِّ لي بها بدرا، وإن كانت بدرًا
(2)
هي أَذكرُ في النّاس منها، وكانت غزوة لم يُعاتِبُ الله عليها، إنمّا
(3)
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يُريد العير، حين جمع الله بينه وبين عدوِّه على غير موعِدٍ
(4)
. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يغزو
(5)
وجهًا كَنَّى بغيره، حتّى كانت غزوة تبوك. فغزا
⦗ص: 251⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرٍّ شديدٍ فاسقبل المفاوِز، ونحن عددٌ كثيرٌ فجلّا للناس وجهه ليتأهّبوا أهبة عدوِّهم. والنّاس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرٌ لا يجمعهم كتابُ حافظٍ - يريد: الدِّيوان -. وذكر الحديث. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلته عند أمِّ سلمة، وكان لنا صالحَه
(6)
، فلمّا بقي من الليل الآخِر أُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم توبةَ الله علينا. فقال:"أي أمّ سلمة تِيبَ على كعبٍ، وعلى صاحبيه". قالت أمُّ سلمة: ألا أبعثُ إليهم أبشِّرهم؟ قال: "إذا يحطِمُكم النّاسُ سائرَ الليلةِ، فيمنعونَكم النَّوم"
(7)
.
(1)
الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم. ولم يخرج مسلم رواية صالح بن أبي الأخضر. حيث وقع عنده الحديث من رواية ونس وعقيل.
(2)
كذا في الأصل! ولعله منصوبٌ على الاختصاص.
(3)
لعل هذا هو الصواب، وجاء في "الأصل"(أنها)، والمثبت من مصادر التخريج.
(4)
في "الأصل"(موعود) والمثبت من مصادر التخريج.
(5)
في الأصل: (يغزوا).
(6)
جاءت في "الأصل" علامة: (ص) فوق كلمة: (صالحه)، ولم يتبين لي وجهه، والذي في مسند أبي داود الطيالسي (2/ 296)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 292) بلفظ:"وكانت محسنة في شأني" وأما الطبراني فلم يذكر الحديث بتمامه في المعجم الكبير (19/ 57).
(7)
أخرجه أبو داود الطيالسي (2/ 291 - 297 برقم 1034 مطولا) - ومن طريقه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 292 برقم 322) -، والطبراني في المعجم الكبير (9/ 57 برقم 98) من طريق صالح بن أبى الأخضر مثله.
من فوائد الاستخراج:
رواية صالح بن أبي الأخضر ليست في صحيح مسلم وهي من زيادات المصنف. ولعل مسلما اكتفى بما وقع له من رواية يونس وعُقيل وابن أخي الزهري ومعقل بن عبيد الله. فإن صالحا ضعيف في الزهري كما تقدم في الحديث رقم (4638)، لكنه تابعه على روايته عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله عن عمّه عُبيد الله عن كعب معقلُ بن عبيد الله الجزري - كما أشار إليه المصنف عقب الحديث رقم (12112) - =
⦗ص: 252⦘
= ولم يخرج المصنف رواية معقل.
12120 -
ز - حدَّثنا أبو أُميّة
(1)
، حدَّثنا عبد الغفار بن عبيد الله، حدَّثنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، وذكر الحديث
(2)
.
(1)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.
(2)
أخرجه الطبراني (الموضع السابق) من طريق محمد بن المثنى عن عبد الغفار بن عبيد الله الكريزي مختصرا. وقد تابع عبد الغفار روح بن عبادة، وأبو داود الطيالسي كما تقدم في الحديث الذي قبله.
12121 -
ز - حدثنا أبو داود الحرّانيُّ، حدثنا سعيد بن بَزيع، حدَّثنا ابن إسحاق
(1)
قال: فذكر الزهري
(2)
عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري أنَّه حدّثه عبد الله بن كعب وكان قائد أبيه كعب حين أُصيب بصره، قال: سمعت أبِيْ كعبا يحدِّث حديثه حين تخلّف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، حديثَ صاحبيه، قال:"ما تخلّفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قطُّ، غير أنّي قد كُنتُ تخلّفتُ عنه في غزوة بدرٍ، وكانت غزوة لم يُعاتِب الله عز وجل ولا رسوله أحدًا تخلّف عنها. ولقد شهدتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة حين تواثقنا على الإسلام". وذكر الحديث
(3)
.
(1)
في إتحاف المهرة (13/ 45): (عن أبيه إسحاق). وهو خطأ. والحديث في سيرة ابن إسحاق من رواية ابن هشام عن يونس بن بكير عنه (2/ 531 - 532)، وسيورده المصنف برقم (12125).
(2)
الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم. ولم يخرج مسلم روإية ابن إسحاق.
(3)
أخرجه محمد بن عبد الملك بن هشام في السيرة النبوية (2/ 531) عن يونس بن =
⦗ص: 253⦘
= بكير، وتابعه محمد بن سلمة الحراني - عند المصنف كما سيأتي برقم (12125) -، كلاهما عن محمد بن إسحاق قال: فذكر الزهري مثله.
من فوائد الاستخراج:
1 -
لم يخرج مسلم رواية ابن إسحاق عن الزهري، وهي من زيادات المصنف عليه.
2 -
الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم. وتقدم تخريج رواية الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب في الحديث رقم (12109)، وانظر الحديث رقم (12125).
12122 -
ز - حدَّثنا الربيع بن سليمان، حدَّثنا أسد بن موسى، حدَّثنا يحيى بن زكريا، حدَّثنا أبو إسحاق
(1)
بإسناده، وذكر الحديث بطوله
(2)
.
(1)
إسماعيل بن مسلم المكي تقدمت ترجمته برقم (1400). متفق على ضعفه.
(2)
لم أجد من أخرج رواية أبي إسحاق إسماعيل بن مسلم المكي هذه، وإسناد المصنف ضعيف أبو إسحاق إسماعيل بن مسلم المكي متفق على ضعفه، وقد توبع على روايته هذه عن الزهري، حيث تابعه ابن إسحاق في الرواية قبله، وانظر الحاشية السابقة.
12123 -
ز - حدَّثنا العُطاردي، حدَّثنا يونس بن بُكير، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمِّع الأنصاري، عن الزهري
(1)
أنّ قائد كعب بن مالك الذي كان يقوده حين عمي حدّثه قال: حدّثني كعب بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أنّه كان إذا أراد المَسِير في الغَزو آذن في المسلمين بالجِهاد. وكتَمهم أين يُجاهِدون مكيدةً للعدو"
(2)
. وذكر الحديث.
(1)
الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم. ولم يخرج مسلم رواية ابن مجمع هذه.
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (2/ 30 غزوة النبي صلى الله عليه وسلم تبوك)، وابن الأثير في أسد الغابة (6/ 89 ت أبي خيثمة الأنصاري) من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي عن يونس بن بكير به وساقا متن الحديث مطولا. =
⦗ص: 254⦘
= وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع أحد الضعفاء - تقدمت ترجمته في الحديث رقم (1401) - وقد أبهم في روايته هذه من حدّث الزهري، وتقدم في الحديث (12113) أن الزهري رواه مرة عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك بدون واسطة.
12124 -
ز - قُرئ على محمد بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه
(1)
.
قال محمد بن يحيى، وحدثنا أبو صالح قال: حدّثني الليث قال: حدّثني عُقيل، عن الزهري قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أنّ عبد الله بن كعب وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال: سمعت كعب بن مالك يحدِّث حديثه حين تخلّف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك
(2)
.
(1)
أخرجه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 252 برقم 240) عن محمد بن يحيى الذهلي به ولم يسق لفظه. وتقدم تخريج رواية عبد الرزاق عن معمر في الحديث رقم (12113 - 12114).
(2)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12109). والليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.
12125 -
ز - قال محمد بن يحيى: وحدَّثنا عبد الله بن محمد النُّفيلي، حدَّثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: فذكر محمد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري أنّ أباه عبد الله بن كعب وكان قائد أبيه كعب حين أصيب بصره قال: سمعت أبي كعبَ يحدِّث حديثه حين تخلّف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12121).
12126 -
ز - قال محمد: وحدثنا أحمد بن أبي شُعيب الجزري،
⦗ص: 255⦘
حدَّثنا موسى بن أعين، حدَّثنا إسحاق ابن راشد، أنّ الزهري حدّثه قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه قال: سمعت أبي كعب بن مالك
(1)
.
واقتصُّوا الحديث، وبعضهم يزيد على بعض. وهذا حديث عبد الرزاق قال:"لم أتخلّف في غزوة غزاها حتّى كانت غزوة تبوك، إلا بدرًا". وذكر الحديث بطوله، نحو حديث إسحاق بن إبراهيم
(2)
.
(1)
أخرجه محمد بن يحيى الذهلي في علل حديث الزهري - كما في تقييد المهمل وتمييز المشكل (3/ 1039) -، ومن طريقه البخاري في (كتاب التفسير - باب {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} 6/ 70 برقم 4677) وعنده (حدّثني: محمد) مهملًا. وقد اختلف في تعيينه والراجح أنه محمد بن يحيى الذهلي كما أفادته رواية المصنف هذه.
انظر: تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم وما انفرد به كل واحد منهما لأبي عبد الله الحاكم (ص 271)، وتقييد المهمل وتمييز المشكل للغساني (13/ 1039 - 1040)، وفتح الباري (8/ 343).
من فوائد الاستخراج:
1 -
رواية إسحاق الجزري عن الزهري من زيادات المصنف لم يخرجها مسلم، وقد استوى فيها المصنف مع البخاري.
2 -
أفادت رواية المصنف تعيين المبهم في إسناد البخاري وأن محمدا هو ابن يحيى الذهلى.
(2)
تقدم تخريج رواية إسحاق بن إبراهيم الصنعاني برقم (12113) غير أنه لم يسمِّ ابن كعب بن مالك الذي روى عنه الزهري الذي سماه الزهلي عن عبد الرزاق.
حديثُ الإِفْكِ.
12127 -
حدَّثنا محمد بن يحيى، حدَّثنا عبد الرزاق
(1)
، أخبرنا معمر، عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، ح.
وحدَّثنا إسحاق الدّبري قال: قرأنا على عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعلقمة بن وقَّاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن حديث عائشة زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرّأها الله. وكلّهم حدّثني بطائفة من حديثها، وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض، وأثبتُ اقْتِصَاصًا، وقد وعيتُ عن كل واحدٍ منهم الحديث الذي حدّثني، وبعض حديثهم يصدّق بعضا. ذكروا أنّ عائشة زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرًا، أقرع بين نسائه، فأيتُهُنّ خرج سهمها، خرج بها الرسول صلى الله عليه وسلم معه". قالت عائشة: "فأقرع بيننا في غزوة غزاها، فخرج فيها سهميَ، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك بعدما أَنزَلَ الله الحِجابَ. فأنا أُحملُ في هودجي، وأُنزل فيه مسيرنا. حتى إذا فرغَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزاته وقَفَل
(2)
، ودَنَونا من المدينة، آذن ليلة لنا بالرَّحيل. فقمتُ حين
⦗ص: 257⦘
أذنوا بالرّحيل فمشيتُ حتّى جاوزت الجيش. فلمّا قضيتُ شأني أقبلتُ إلى الرّحل، فلمست صدري فإذا عِقدي من جَزْعِ
(3)
أَظْفار
(4)
قد انقطع. فرجعتُ فالتمستُ عِقدي وحبسني ابتغاؤُه. وأقبلَ الرَّهط الذين كانوا يرحلوني فحملوا هودجي، فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب، وهم يحسبون أنّي فيه. قالت: وكان النّساء إذ ذاك خِفافا لم يَهْبلهُنَّ
(5)
ولم
⦗ص: 258⦘
يَغشهنَّ اللحمُ، إنّما يَأكُلنَ العُلقَة
(6)
من الطّعامِ. فلم يستنكر القوم ثِقل الهَودج حين رحلوه ورفعوه. وكنتُ جارية حديثة السِّن. فبعثوا الجملَ وساروا. ووجدت عِقدي بعدما استمرّ الجيش. فجئتُ منازلهم وليس بها داعٍ ولا مُجيب. فتيمّمت منزلي الذي كنت فيه. وظننتُ أنَّ القوم سيفقدوني فيرجعون إليَّ. فبينا أَنا جالسةٌ في منزلي غلبتني عيني فنمت. وكان صفوان بن المُعَطِّل السُّلميُّ ثم الذَّكوانيُّ قد عَرَّسَ
(7)
من وراءِ الجيش فأَدْلجَ
(8)
، فأصبح عند منزلي. فرأى سواد إنسانٍ نائمٍ، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يَراني قبل أن يُضرب عليَّ الحجابُ. فما استيقظتُ إلّا باسترجاعه حين عرفني. فخمّرتُ وجهي بجِلبابي. فوالله ما يكلمني كلمة غير استرجاعه، حتّى أناخ راحلته. فوطيت على يدها فوكبتها. فانطلق يقودُ بي الرَّاحلة حتّى أتينا الجيش بعدما نزلوا مُوغِرين
(9)
⦗ص: 259⦘
في نَحر الظَّهيرة. فهلك من هلك في شأني. وكان الذي تولّى كِبره عبد الله بن أُبيّ بن سَلول. فقدمت المدينة. فاشتكيت حين قدمتها شهرا. والنّاس يخوضون
(10)
فيّ في قول أهل الإفك، ولا أشعر بشيء من ذلك. وهو يَرِيبني في وَجعي ولا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطفَ الذي كنتُ أرى منه حين أشتكي. إنّما يدخلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيُسلِّمُ، ثمّ يقول:"كيف تيكُم؟ ". فذاك يرِيبني. ولا أشعرُ بالشرِّ. حتّى خرجتُ بعدما نَقَهتُ
(11)
وخرجت معي أم مِسْطَح قِبَل المناصع
(12)
، وهو متبرّزُنا. ولا نخرُجُ إلا ليلًا إلى ليلٍ. وذلك قبل أن نتَّخِذَ الكُنُف
(13)
قريبًا من بيوتنا،
⦗ص: 260⦘
وأمرُنا أمرُ العربِ الأُول بالتَّنَزُّه. وكنّا نتأذّى بالكُنُف أن نتّخِذها عند بيوتنا. فانطلقتُ أَنا وأمُّ مِسْطَح، وهي: ابنة أب رُهمِ بن المطّلب
(14)
بن عبد مَناف، وأمُّها بنت صخر بن
(15)
عامر، خالة أبي بكر الصدّيق، وابنها مِسْطَح بن أُثاثة بن عَبّاد بن المطلب، فأقبلتُ أَنا وابنة أبي رُهم قِبل بيتي، حين فرغنا من شأننا. فعثُرت أمُّ مِسْطح في مِرطِها
(16)
فقالت: تَعِس مِسْطَح. فقلت لها: بئس ما قُلتِ. رجُلا شهد بدرًا. قالت: أي هِنتاه
(17)
! أولم تسمعي ما قال؟ قلتُ: وماذا قال؟ قالت: فأخبرتني بقول أهل الإفك. فازددتُ مرضًا إلى مرضي. فلمّا رجعتُ إلى بيتي دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلّم، ثم قال:"كيف تيكُم؟ ". قلت: أتأذن لي أن آتي أبويّ؟. قالت: وأَنا حينئذٍ أُريدُ أن أتيقَّن الخبر من قِبَلِهِما. فأذِن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجئت أبويّ فقلت لأمي: يا أُمّه ما يُحدِّث النّاس؟ فقالت: أي بُنيّه هوني عليكِ، فواللهِ لقلّ ماكانت امرأة قطُّ وَضِيْئَةٌ عند رجلٍ يُحبُّها، ولها ضَرائرُ إلّا أكثرن عليها. قلت:
⦗ص: 261⦘
سبحان الله! أو قد تحدّث النَّاس بهذا؟ قالت: نعم. قال
(18)
: فمكثتُ تلك الليلة حتّى أصبحتُ لا يرقأ لي دمعٌ ولا أكتحلُ بنوم. ثمّ أصبحت أبكي. ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبثَ
(19)
الوحيَ. واستشارهما في فِراق أهله. قالت: فأمّا أُسامة فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من بَراءَة أهله، وبالذي يعلم في نفسِه لهم من الوِدِّ. فقال: يا رسول الله هم أهلُك، ولا نعلمُ إلَّا خيرًا. وأمّا علي فقال: لم يُضيِّق الله عليك والنِّساء سِواها كثير. وسَلِ الجاريةَ تصدُقك. قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بَريرَة فقال: "أي بريرة، هل رأيتِ من شيءٍ يَريبُك من أمرِ عائشة؟ ". فقالت له بَرِيرة: والذي بعثك بالحقِّ إن رأيت عليها أمرًا قطُّ أغمِصُه
(20)
عليها أكثر من أنّها جارية حديثة السِّنِّ تنام عن عَجِين أهلها فتأتي الدَّاجنُ فتأكُلُه. قالت: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذَر
(21)
من عبد الله بن أُبَيّ بن سَلول. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المِنبر: "يا معشر المسلمين! من يعذُرني من رجلٍ قد بلغني أَذاه في أهلِ بيتي. فواللهِ ما علمتُ على أهلي إلاّ خيرا. ولقد ذكروا رجلًا علمتُ عليه إلَّا خيرًا، وماكان يدخُل على أهلي إلَّا معي". فقام
⦗ص: 262⦘
سعد بن مُعاذ الأنصاري فقال: أعذُرُكَ منه يا رسول الله! إنْ كان من الأوسِ ضربتُ عُنُقَه، وإن كان من إخواننا من الخَزرج أمرتنا ففعلنا أمرك. قالت: فقام سعد بن عُبادة - وهو سيدُ الخَزرج - وكان رجلا صالحًا، ولكنّه حملته
(22)
الحميَّة فقال لسعد بن مُعاذ: لعَمْرُ
(23)
الله! لا تقتُله ولا تقدر على قتله. فقام أُسيد بن حُضير - وهو ابن عمِّ سعد بن معاذ - فقال لسعد بن عُبادة: لعَمْرُ
(24)
الله! واللهِ لنقتُلَنَّه، فإنّك منافقٌ تُجادل عن المنافِقين. قال: قثار الحيّانِ الأَوسُ والخَزرج. حتّى همُّوا أن يَقتَتِلوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ على المِنبر. فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهم حتّى سكتوا، وسكت. قالت: ومكثتُ يومي ذلك لا يَرقأ لي دمع ولا أكتحلُ بنومَ. وأبوايَ يظنَّانِ أنَّ البُكاء فالق كبدي.
قالت: فبينما هما جالسان عِندي وأَنا أَبكِي، استأذَنَت عليّ امرأةٌ من الأنصارِ، فأذِنتُ لها. فجَلَست تبكي معىِ. فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثمّ جَلَس. قالت: ولم يجلِس عندي منذ قيل لي ما قيل. وقد لبثَ شهرا لا يُوحَى إليه في شأني
(25)
. قال: فتشهّد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثمّ قال: "أما بعد. يا عائشةُ فإنّه قد بلَغني
⦗ص: 263⦘
عنك كذا وكذا. فإن كُنتِ بريئةً فسيبرّئكِ الله. وإن كُنت ألممتِ بذنبٍ فاستغفري الله وتوبي إليه، فإنّ العبد إذا اعْتَرفَ بالذَّنْبِ ثمَّ تابَ، تابَ الله عليه". قالت: فلمّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قَلُصَ
(26)
دَمعي حتّى ما أُحِسُّ منه قطرة. فقلت لأبي: أجِب عنِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال. قال فقال: والله ما أدري ما أقولُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت وأَنا جارية حديثة السِّنِّ لا أقرأ من القُرآن كثيرا: إنِّي واللهِ لقد عرفتُ أنّكم قد سمعتم بهذا الأمر حتّي استقرّ في أنفسِكُم وصدّقتم به. فلئن قُلتُ لكم إنّي بريئة - والله يعلم أنِّي بريئة - لا تصدِّقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بذنب
(27)
- والله يعلم اُنّيّ لبريئة - لتصدقوني. واللهِ ما أجدُ لي ولكم مثلًا إلّا كما قال أبو يوسف: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}
(28)
. قالت: ثمّ تحوّلت واضطجعتُ على فراشي، وأَنا واللهِ حينئذٍ أعلمُ أنِّي بريئة وأنّ الله عز وجل مُبرئي ببرائَتي. ولكن واللهِ ما كنتُ أظنّ أن يَنزل في شأني وحيٌ يُتلى. ولشأني كان أحقرُ في نفسي من أن يتكلّم الله فيَّ بأمرٍ يُتلى. ولكن كنت أرجو أنْ يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النَّوم رؤيا يبرئني الله
⦗ص: 264⦘
بها. فواللهِ ما رامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلِسه، ولا خرج من اُهل البيت أحدٌ، حتّى أنزل الله عز وجل على نبيِّه صلى الله عليه وسلم. فأخذَه ماكان يأخُذُه من البُرَحَاء
(29)
عند الوحي. حتّى إنّه ليتحدّرُ منه مثلُ الجُمان
(30)
في اليوم الشاتي من ثِقَل الوحي الذي أُنزل عليه. قالت: فلمّا سُرِّي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحكُ، فكان أوّل كلمةٍ تكلّم في أن قال:"أبشري يا عائشة أمّا الله فقد برّأك". فقالت لي أُمِّي: قومي إليه. فقلتُ: واللهِ لا أَقومُ إليهِ، ولا أحمدُ إلاّ الله. هو الذي أنزل بَرَاءَتِي". قالت فأنزل الله عز وجل
(31)
: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ}
(32)
. عشرُ آيات. فأنزل الله عز وجل هذه الآيات، برائَتي. قالت فقال أبو بكر - وكان يُنفِق على مِسْطَح لِقرابتِه منه وفقرِ؛ -: واللهِ لا أُنفِقُ عليه شيئًا أبدا بعد الذي قال لعائشة. فأنزل الله عز وجل: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى}
⦗ص: 265⦘
إلى قوله- عز وجل: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}
(33)
فقال أبو بكر الصدِّيق: والله إنّيّ لأحبُ أن يغفر الله لي. فرجع إلى مِسْطَح النَّفقة التي كان يُنفِقُ عليه، وقال: لا أَنزِعُها منه أبدا. قالت عائشة: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جَحش زوجَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عن أمري ما علِمْتِ، أو ما رَأَيْتِ؛ فقالت: يا رسول الله أحمي سمعى وبصري، واللهِ ما علِمتُ إلاّ خيرا.
قالت عائشة: وهي التي كانت تُساميني من أزواج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. فعصمها الله بالوَرع. وطَفِقَت أُختُها حمنَةُ بنت جَحش تُحارِب لها. فهلكت فيمن هلَك
(34)
.
⦗ص: 266⦘
قال الزهري: وهذا ما انتهى إلينا من هؤلاء الرَّهط.
(1)
ابن همام الصنعاني وهو موضع الالتقاء مع مسلم، وهذا مساواة من المصنف له.
(2)
محركة أي: عاد من سفره.
انظر: تهذيب اللغة (9/ 134 باب القاف واللام)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (4/ 92 باب القاف مع الفاء)
(3)
الجَزع بفتح الجيم وسكون الزاي أي الخَرَز وهو العقد والقلادة وهو عقد يماني من مدينة ظَفار باليمن. وظَفَارِ مبني على الكسر كحذَامِ وقَطامِ، وهي ظَفارِ التي ينسب إليها الجَزْع قريبة من صنعاء وليست هي مدينة ظفارِ المشهورة - بعمان -.
انظر: جمهرة اللغة (1/ 461 باب الجيم والزاي)، والدلائل في غريب الحديث (3/ 1110)، ومشارق الأنوار (1/ 148 ج ز ع)، ومعجم البلدان (4/ 60).
(4)
قوله: (أظفار). قال ابن الأثير: "هكذا رُوي، والصحيح في الروايات أنّه (جَزْع ظِفَارِ) بوزن قِطامِ، وهي اسم مدينة لحمير باليمن". وقال ابن بطال: "وأهل اللغة لا يعرفون هذا، ويقولون: ظِفارِ وهو مبني على الكسر".
(وجَزْع أظفار) التي عند المصنف جاءت في رواية البخاري، وأما كافة رواة مسلم فقالوا:(جَزْع ظِفارِ).
انظر: مشارق الأنوار (1/ 332)، وكشف مشكل الصحيحين (4/ 326)، والنهاية في غريب الحديث (3/ 158 باب الظاء مع الفاء)، وشرح ابن بطال (4218).
(5)
في رواية عبد الرزاق في المصنف (5/ 410 برقم 9748) - ومن طريقه مسلم. (4/ 2130 برقم 56) من رواية ابن رافع عنه -: (يهبُلن). أي: لم يكثر لحمهن، والمُهبل: الكثير اللحم. قال =
⦗ص: 258⦘
= القاضي عياض: ورواه بعض رواة مسلم (لم يهبلهُنَّ اللحم). وهو بمعناه.
انظر: الدلائل في غريب الحديث (3/ 1111، وتفسير غريب ما في الصحيحين (ص 488)، ومشارق الأنوار (2/ 264).
(6)
بالضم أي كل شيء فيه بُلغة. الصحاح (4/ 1529 علق)، والدلائل في غريب، الحديث (3/ 1111).
(7)
التعريس نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة. الصحاح (3/ 948 عرس)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 206 باب العين مع الراء).
(8)
هو سير وارتحال بالليل. كتاب العين (6/ 80 باب الجيم والدال واللام).
(9)
ورد تفسيرها في رواية مسلم (4/ 2137 برقم 75) من طريق عبد بن حميد قال: (قلت =
⦗ص: 259⦘
= لعبد الرزاق: ما قوله: "موغِرين"؟ قال: الوغرة شدّة الحرِّ. وانظر: الدلائل في غريب الحديث (3/ 1111)، ومشارق الأنوار (2/ 221).
(10)
في صحيح مسلم (يُفيضون).
(11)
بفتح القاف أي أفقت من مرضي. مشارق الأنوار (2/ 25 ن ق هـ). وانظر: تهذيب اللغة (5/ 261 باب الهاء والقاف مع النون).
(12)
في الأصل: (المصانِع). وضرب عليها، وكتب الصواب في الحاشية. وسيوردها المصنف بلفظ (المناصع) في الحديث رقم (12148).
والمناصع بالفتح والصاد المهملة والعين، المواضع التي تتخلّى فيها النساء للحاجهَ. ويؤخذ مما ذكره المؤرخون أنه كان شامي بقيع الغرقد.
انظر: معجم البلدان (5/ 202)، والمعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص 279).
(13)
قال ابن فارس: الكاف والنون والفاء أصل صحيح واحد يدل على ستر. من ذلك الكَنيف وهو الساتر، وكل حظيرة ساترة عند العرب كنيف. معجم مقاييس اللغة (5/ 142 كنف).
(14)
جاء في الأصل: (عبد المطلب). والصواب ما أثبته. وهو المطلب بن عبد مناف عمّ عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. انظر: نسب قريش (ص 16 و 95)، وأنساب الأشراف (9/ 391)، وأسد الغابة (7/ 383 ت أم مِسطح).
(15)
كتب في الأصل: (صخر بنت عامر). وصوبها في الحاشية.
(16)
كساء من صوف أو خَزّ، وجمعه مروط. غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 277).
(17)
هنتاه: أي يا هذه، وتُفْتَح النُّون وتُسَكَّنُ، تُضَمُّ الهاءُ الْاَخِرَةُ وتُسَكَّن، وَقِيلَ: معنى هَنْتَاهُ: يَا بَلْهاء، كأنَّها نُسِبَت إلَى قِلَّة المعْرِفة بِمكَايدِ النابر وشُرُورِهم.
انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 532)، النهاية (5/ 279) مادة:(هَنَا).
(18)
كذا في الأصل. وفي صحيح مسلم: (قالت).
(19)
أي استبطأ النبي صلى الله عليه وسلم الوحيَ. طرح التثريب في شرح التقريب (8/ 58).
(20)
أي أعييه. جمهرة اللغة (2/ 889 غمص)، وتفسير غريب ما في الصحيحين (ص 533).
(21)
أي طلب من الناس العذر في أن يبطش به ولا يُلام. الفائق لأني غريب الحديث (2/ 402 العين مع الذل)، وتاج العروس (12/ 558 عذر).
(22)
في صحيح مسلم (اِجْتَهَلتْه).
(23)
كتب في الأصل: (لعمرو). وهو خطأ.
(24)
كتب في الأصل: (لعمرو). وهو خطأ.
(25)
في صحيح مسلم زيادة: (بشيءٍ).
(26)
انقطع انسكابه. كتاب العين (5/ 62 باب القاف والصاد واللام)، وغريب ما في الصحيحين (ص 533).
(27)
في صحيح مسلم: (بأمرٍ).
(28)
سورة يوسف جزء من الآية رقم (18).
(29)
شدة الكرب من ثقل الوحي. يقال: لقيت منه البرح أي شدة الأذي. غريب الحديث للخطابي (2/ 582).
(30)
خرز من الفضة صغير مثل اللؤلؤ. تهذيب اللغة (11/ 87 باب الجيم والنون ج ن م)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 301 باب الجيم مع النون).
(31)
كتب في الأصل: (هذه الآيات). وضرب عليها.
(32)
سورة النور من الآية رقم (11).
(33)
سورة النور جزء من الآية رقم (22).
(34)
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (المغازي - حديث الإفك 5/ 410 - 419 برقم 9748) - ومن طريقه مسلم في (كتاب التوبة 4/ 2129 - 2139 برقم 56). وأخرجه البخاري في (كتاب التفسير - باب: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} 6/ 101 ب رقم 4749) من طريق سفيان عن معمر مختصرا جدا.
من فوائد الاستخراج:
1 -
لفظ المصنف بمثل لفظ عبد الرزاق في المصنف فقد رواه عن إسحاق الدبري والذهلي عنه، واستوى فيه مع مسلم الذي رواه عن عبد بن حميد ومحمد بن رافع.
2 -
عند المصنف في رواية عبد الرزاق اختلاف في بعض الألفاظ عن رواية مسلم، في قوله:"جَزْع أظفار". وعند مسلم: "جَزْعُ ظِفارِ". وتقدم أنه الأصح.
وفي قوله: "حملته الحميَّة". وعند مسلم: "اجْتَهلته الحميَّة".
12128 -
حدَّثَنَا يونس بن عبد الأعلى، قال ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد
(1)
، عن محمد بن مسلم بن شِهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقَّاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن حديث عائشة زوج النَّبي صلى الله عليه وسلم قال
(2)
لها أهل الإفك ما قالوا، فبرَّأها الله. وكلٌّ حدّثني طائفة من حديثها، وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض. زعموا أنّ عائشة قالت:"كان رسول الله - صلّى الله عليه - إذا أراد أن يَخرج سفرًا أَقْرَعَ بين أزواجه، فأيتُهُنّ خرج سهمها، خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم". فقالت عائشة: فأقرع بيننا في غَزوةٍ غزاها، فخرج فيها سهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما أُنزل الحِجاب. فذكر مثل حديث عبد الرزاق، عن معمر، إلاّ أنّ في حديث يونس:"احتمَلَتْهُ الحَمِيَّة"
(3)
.
⦗ص: 267⦘
قال يونس
(4)
: وجدته بخطي، وقد سمعت ما قبله وما بعده، ولا أحفظ سماعي ذلك -يعني: حديث الإفك-، فإنّما أقول قال ابن وهب.
(1)
هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
وضع في الأصل فوق القاف علامة (ص) كي لا يُظن أن فيه سقط.
(3)
أخرجه مسلم في (كتاب التوبة 4/ 2129 برقم 56)، والبخاري في (كتاب الهبة - باب هبة المرأة لغير زوجها 3/ 159 برقم 2593) من طريق ابن المبارك عن يونس مختصرا.
من فوائد الاستخراج:
لم يسق مسلم لفظ رواية يونس وإنما ساق لفظ حديث عبد الرزاق عن معمر، غير أنه ذكر أن يونس قال:"احتملته الحَميَّة". كما ذكر المصنف. وزاد عليه المصنف أول لفظ الحديث.
(4)
ابن عبد الأعلى الراوي عن ابن وهب وليس هو ابن يزيد شيخ ابن وهب. وقد تابعه على روايته عن ابن وهب سليمانُ بن داود المهري عند أبي داود في (كتاب السنة - باب في القرآن 5/ 311 برقم 4702) ببعضه.
12129 -
حدَّثَنَا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شِهاب، أنّ عروة بن الزبير حدّثه، أنّ عائشة زوج النَّبي صلى الله عليه وسلم قالت:"كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفَرا أقْرَعَ بين نِسائه، فأيّتُهنَّ خرج سهمها خرج في معه"
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه في الحديث الذي قبله.
من فوائد الاستخراج:
إعادة المصنف لرواية يونس لتصريح يونس بن عبد الأعلى في بالإخبار فكأنه القدر الذي سمعه من ابن وهب.
12130 -
حدَّثَنَا محمد بن النعمان بن بشير المقدسي، قال: حدَّثَنَا عبد العزيز الأُوَيسي، حدَّثَنَا إبراهيم بن سعد
(1)
، عن صالح بن كيسان، عن ابن شِهاب قال: حدّثني عروة، وسعيد، وعلقمة بن وقَّاص، وعبيد الله بن عبد الله، عن عائشة حين قال لها أهل الإفكِ ما قالوا، قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفَرا اُقْرَعَ بين أزواجه. ثمّ ذكر حديث الإفكِ بطوله. قال عروة: قالت عائشة: "والله إنّ الرّجل الذي قيل له ما قيل، ليقولُ: سبحان الله! فوالذي نفسي بيده ما كشفتُ من
⦗ص: 268⦘
كنَف
(2)
أُنثى". قالت: "قُتل
(3)
بعد ذلك في سبيل الله شهيدًا"
(4)
.
(1)
هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
يجوز أن يكون بالكسر من الكِنف، وبالفتح من الكَنَف، والمراد به ها هنا هو الثوب الذي يكنُفها. أي يسترها. الدلائل في غريب الحديث (3/ 1105)، ولسان العرب (9/ 308 مادة كنف).
(3)
في فتح أرمينية سنة (17 هـ)، وقيل: في خلافة معاوية في غزو الرّوم سنه (58 هـ). انظر: الإصابة في تمييز الصحابة (3/ 356 - 357).
(4)
أخرجه مسلم في (كتاب التوبة 4/ 2137 برقم 57) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، وأخرجه البخاري في (كتاب المغازي - باب حديث الإفك 5/ 116 - 212 برقم 4141) مطولا، وفي (كتاب الاعتصام - باب قول الله تعالى:{وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} 9/ 113 برقم 7369) مختصرا، عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي عن إبراهيم بن سعد مثل المصنف.
من فوائد الاستخراج:
المساواة من المصنف لمسلم، والمصافحة منه للبخاري.
12131 -
حدَّثَنَا هلال بن العلاء، قال: حدَّثَنَا عمرو النّاقد، قال: حدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(1)
قال: حدّثني أبي، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، بمثل حديث يونس ومعمر بإسنادهما. وذكر الحديث.
(1)
هو موضع الالتقاء مع مسلم. وقد أخرجه مسلم (الموضع السابق له) عن الحلواني، وعبد بن حميد عنه.
من فوائد الاستخراج:
المصافحة من المصنف لمسلم في رواية يعقوب عن أبيه.
12132 -
حدَّثَنَا محمد بن يعقوب بن الفَرَجِي، وابن أبي الحُنين
(1)
، وغيرهما، قالوا: حَدَّثَنَا أبو الربيع، قال: حدَّثَنَا فُليح، عن الزهري، بمثل
⦗ص: 269⦘
حديث يونس ومعمر بإسنادهما
(2)
.
وفي حديث فُليح: "احتمَلَتْهُ
(3)
الحَمِيَّة". كما قال معمر. وفي حديث صالح: "احتمَلَتْهُ الحَمِيَّة". كقول يونس. وزاد في حديث صالح: قال عروة: كانت عائشة تكره أن يُسَبَّ عندها حسّان، وتقول إنّة قال:
وإنّ أبي ووالده وعِرضِي
…
لعِرضِ محمدٍ منكم وِقَاءُ
(4)
وزاد أيضا: قال عروة: قالت عائشة: "والله إنّ الرّجل الذي قيل له
⦗ص: 270⦘
ما قيل، ليقول: سبحان الله! فوالذي نفسي بيده ما كشفت من كَنَفِ أُنثى قَطُّ". قالت: "ثمّ قُتل بعد ذلك في سبيل الله شهيدًا"
(5)
.
وفي حديث ابن يعقوب، وأبي الربيع: "مُغَوِّرِينَ
(6)
في ظُهْرٍ نَحرَ الظَّهِيرة".
وقال فيه: "ولا أَكتحل بنوم، وأُصبحُ عند أبواي وقد بَكيتُ ليلتين ويومًا، حتّى أظنُّ أَنَّ البُكاء فالقٌ كَبِدي".
وقال فيه: "قال أبو بكر: بلى إِنِّي لأُحبُّ أَنْ يغفرَ الله لي". هذا في حديث فُليح
(7)
.
(1)
محمد بن الحسين بن موسى.
(2)
أخرجه مسلم في (كتاب التوبة 4/ 2137 برقم 57)، والبخاري في (كتاب الشهادات - باب تعديل النساء بعضهن بعضا 3/ 173 - 176 برقم 2661) كلاهما عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني عن فُليح بن سليمان.
من فوائد الاستخراج:
1 -
المصافحة من المصنف لمسلم والبخاري.
2 -
لفظ المصنف مختصر كلفظ مسلم، وأما البخاري فأخرج الحديث مطولا غير أنه قال:(وأفهمني بعضه أحمد). يعني: ابن يونس. ويكون بذلك المصنف قد استوى مع البخاري في بعضه.
(3)
كذا في الأصل! وتقدم أن رواية معمر عند المصنف بلفظ: "حملته". لكن ووقع عند مسلم في هذا الموضع: (وفي حديث فليح: "اجْتَهَلتْه الحميّة". كما قال معمر).
وقد أخرجه مسلم من طريق عبد بن حميد وابن رافع عن عبد الرزاق وفيه: "اجتهلته". وأما المصنف فأخرجه من رواية الذهلي وإسحاق الدبري عن عبد الرزاق عن معمر وعنده: "حَمَلَته". وأما لفظ: "احتملته". فهو من رواية يونس عن الزهري كما تقدم. ويدل عليه قول المصنف عقب هذا الموضع (وفي حديث صالح: "احتملته". كقول يونس).
(4)
ديوان حسان بن ثابت (صـ 21)، وفيه:(فإن أبي) وستأتي عند المصنف بالفاء. انظر: (21136).
(5)
تقدم تخريج رواية صالح بن كيسان عن الزهري برقم (12130).
(6)
قال ابن حجر: (ورُوي: "مغوّرين" بتقديم العين المهملة وتشديد الواو، والتغوير النزول). فتح الباري (8/ 464).
(7)
من فوائد الاستخراج:
زاد المصنف على مسلم بيان رواية أبي الربيع. ولم يخرج مسلم رواية إبراهيم بن يعقوب بل أخرجها من طريق الحُلواني وعبد بن حميد عن يعقوب.
12133 -
ز- حدَّثَنَا ابن أبي الحُنين، قال: حدَّثنا أبو الربيع، قال: حدَّثَنَا فُليح، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وعبد الله بن الزبير، بمثله
(1)
.
(1)
حديث عائشة رضي الله عنها أخرجه مسلم في (كتاب التوبة 4/ 2137 برقم 58) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة وحدها. ولم يخرج مسلم رواية فليح عن هشام بن عروة التي جمع فيها بين عائشة وابن الزبير رضي الله عنهما. وأخرجها البخاري في (كتاب الشهادات - باب تعديل النساء بعضهن بعضا 3/ 173 - 176 برقم 2661) عقب رواية فُليح عن الزهري المتقدمة برقم (12132).
من فوائد الاستخراج:
1 -
حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما من زوائد المصنف ولم يخرجه=
⦗ص: 271⦘
= مسلم. انظر تحفة الأشراف (12/ 191).
2 -
لم يخرج مسلم رواية فُليح عن هشام بن عروة وهي من زيادات المصنف عليه.
12134 -
وحدّثني ربيعة، ويحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، مثله
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه. انظر الحاشية السابقة.
12135 -
وحدَّثنا محمد بن يحيى، حدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(1)
، حدَّثَنَا أبي، عن صالح، عن ابن شِهاب قال: قال عروة: قالت عائشة: "إنّ الرّجل الذي قيل له ما قيل، ليقولُ: سبحان الله! فوالذي نفسي بيده ما كشفتُ من كنَف أُنثى قطُّ. قالت: ثمّ قُتل بعد ذلك في سبيل الله شهيدا"
(2)
.
(1)
هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في (كتاب التوبة 4/ 2137 برقم 57). وقد تفدم تخريجه برقم (12130).
من فوائد الاستخراج:
1 -
ذكر المصنف في هذا الموضع رواية عروة وحده، وفي الموضع السابق له - وكذا مسلم - أحال على رواية يونس ومعمر بإسنادهما، وروايتهما قد جمع فيها الزهري بين عروة وسعيد وعلقمة وعبيد الله عن عائشة رضي الله عنها.
2 -
لفظ رواية صالح عن الزهري لم يذكره مسلم. وذكره المصنف.
12136 -
حدَّثَنَا محمد بن يحيى، حدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: حدَّثَنَا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: قال عروة:
⦗ص: 272⦘
كانت عائشة تكره أن يُسَبَّ عندها حسّان، وتقول هو الذي قال:
فإنّ أبي ووالده وعِرضِي
…
لعِرضِ محمدٍ منكم وِقَاءُ
(1)
من هنا لم يخرجاه.
(1)
انظر الحاشية السابقة، وانظر ديوان حسان بن ثابت (ص 21).
12137 -
ز- حدَّثَنَا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا علي بن معبد
(1)
، قال: حدَّثَنَا عبيد الله بن عَمرو الجَزريُّ.
وحدَّثنا هلال بن العلاء
(2)
، حدَّثَنَا عبد الله بن جعفر
(3)
، حدَّثَنَا عبيد الله بن عَمرو، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري
(4)
، عن عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقَّاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة حين قال لها أهل الإفكِ ما قالوا، فبرّأها الله. قال: كلٌ حدّثني طائفة من حديثها، وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعضٍ وأثبت له اقتصاصا. وقد وعَيْتُ عن كلِّ رجل منهم الذي حدّثني عنها، وبعض حديثهم يصدق بعضا. ثم ذكر نحو حديث ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، على نصّه وسِياقه
(5)
.
(1)
العبدي الرّقي.
(2)
ابن هلال الباهلي، الرّقي.
(3)
ابن غيلان الرّقي.
(4)
هو موضع الالتقاء مع مسلم. ولم يُخرج مسلم رواية إسحاق بن راشد الجزري عنه.
(5)
أخرجه مسلم في (كتاب التوبة 4/ 2128 برقم 56) من طريق يونس ومعمر عن الزهري. ورواية إسحاق بن راشد الجزري أخرجها الطبراني في المعجم الكبير=
⦗ص: 273⦘
= (23/ 178 برقم 141)، وأبو بكر الآجري في الشريعة (3/ 1469 برقم 990 و 5/ 2419 برقم 1905) من طريق عبد الله بن جعفر الرّقي به وقد ساقا متنها مطولا بمثل رواية يونس ومعمر المتقدمة.
وإسناد المصنف ضعيف لضعف إسحاق بن راشد الجزري فروايته عن الزهري فيها وهم، لكن تابعه أصحاب الزهري المتقدمون - معمر ويونس وفليح وصالح -، وفي إسناد الحديث أيضًا عبد الله بن جعفر الرّقي تغيّر بآخره، لكن تابعه عمرو بن قَسَط الرّقي عند عمر بن شبة في تاريخ المدينة (1/ 318) مثله ولم يسق لفظه بل أحال فيه على رواية فُليح قبله.
12138 -
ز- حدَّثَنَا علي بن حرب، حدَّثَنَا يحيى بن اليَمَان، حدَّثَنَا معمر
(1)
، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:"كان النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُقرعُ بين نسائه إذا سافر"
(2)
. الحديث
(3)
.
(1)
هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
تقدم تخريج رواية معمر من طريق عبد الرزاق عنه انظر الحديث رقم (12127). وأما رواية يحيى بن اليمان هذه فأخرجها ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 27) - ومن طريقه ابن ماجه في (كتاب النكاح - باب القسمة بين النساء 2/ 474 برقم 1970) وفي (كتاب الأحكام - باب القضاء بالقرعة 3/ 109 برقم 2347) -، وإسحاق بن راهويه في مسنده (2/ 515 برقم 1103)، والخطيب البغدادي في تالي تلخيص المتشابه (ص 218 برقم 162) من طريق الحسن بن عرفة، كلهم عن يحيى بن اليمان به مختصرا. غير أنه قرن بين عروة وسعيد في رواية إسحاق بن راهويه، وجعله عن سعيد وحده في رواية الحسن بن عرفة.
ويحيى بن يمان العجلي يخطئ كثيرا وقد تغيّر - كما في تقريب "التهذيب"(ص 694) - لكن تابعة عبد الرزاق عن معمر كما تقدم في الحديث رقم (12127).
(3)
لم يذكر المصنف بقية من الحديث، وقوله يشير إلى أنه وقع له مطولا، ومن أخرج رواية=
⦗ص: 274⦘
= يحيى بن يمان ممن تقدم سوى المصنف اقتصروا على قدر القرعة المذكور فقط.
12139 -
ز- حدَّثَنَا عمار بن رجاء، حدَّثَنَا الحميدي، حدَّثَنَا سفيان، عن وائل بن داود
(1)
، عن ابنه بكر بن وائل، عن الزهري
(2)
، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة: أنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لها: "يا عائشة إنْ كنت ألممت بذنب فاستغفري الله. فإنّ العبد إذا ألمَّ بالذنب، ثمّ تاب واستغفر، غَفَرَ الله له". وربّما قال سفيان: "استغفر
(3)
الله، فإن التوبة: النّدم، والاستغفار"
(4)
.
(1)
أبو بكر التيمي. قال ابن عيينة: لم يجالس وائل الزهري، وجالس ابنه الزهري. وقال أحمد بن حنبل: يحدِّث عن ابنه بكر، ثقة ثقة.
تهذيب الكمال (30/ 420)، والعلل ومعرفة الرجال دواية عبد الله (1/ 150 برقم 51)، وتقريب "التهذيب"(ع 673).
(2)
هو موضع الالتقاء مع مسلم. ويخرج مسلم رواية بكر بن وائل عن الزهري.
(3)
كذا يما الأصل وفي مسند الحميدي (1/ 301) برقم (286) (ربما قال سفيان: "إن كنت بذنب ألممت فاستغفر الله، فإن التوبة الندم والاستغفار"، وأكثر ذلك يقول على الأول. اهـ
يعني: إن أكثر ما قاله سفيان بن عيينة هو اللفظ الأول الذي ليس فيه "فإن التوبة الندم والاستغفار".
(4)
أخرجه الحميدي (1/ 301 برقم 286). وقد اختلف فيه على سفيان بن عيينة على أربعة أوجه:
الأول: عن وائل بن داود عن ابنه بكر بن وائل عن الزهري عن عروة وحده كما هنا.
والثاني: عن وائل بن داود عن ابنه بكر بن وائل عن الزهري عن عروة أو سعيد أو كلاهما مثله.
أخرجه ابن حبان (2/ 391 برقم 624 الإحسان) من طريق، حامد بن يحيي البلخي عن ابن عيينة، وفيه:(عن عروة أو سعيد أو كلاهما، شك حامد)، ولم يذكر:=
⦗ص: 275⦘
= "فإن التوبة الندم والاستغفار".
والثالث: عن الزهري بدون واسطة.
أخرجه أحمد في المسند (43/ 314 برقم 26279) عن محمد بن يزيد الواسطي عن ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة، وفيه:"إن كنت ألممت بذنب فاستغفر الله، فإن التوبة الندم والاستغفار"، وتقدم في رواية الحميدي إن سفيان ربما قال ذلك، وسيأتي عند المصنف برقم (12144) عن سفيان قال: (حدثونا عن الزهري
…
) مما يدل على أنه لم يسمع الحديث من الزهري.
والرابع: عن وائل بن داود عن الزهري عن عروة، وسعيد، وعلقمة، وعبيد الله، به. أخرجه المصنف كما سيأتي برقم (12149) عن ابن أبي الشوارب عن إبراهيم بن سفيان عن سفيان بن عيينة. لم يذكر فيه بكر بن وائل، وتقدم أن وائلا لم يسمع من الزهري بل سمع من ابنه بكر عن الزهري.
وهذا الاختلاف راجع إلى ابن عيينة حيث لم يضبط الحديث عن الزهري، ورواية الحميدي عنه بزيادة بكر بن وائلٍ أصح.
لكن في من الحديث علة وهي قوله فيه: (وربّما قال سفيان: "استغمر الله، فإن التوب: النّدم، والاستغفار"). فالأظهر أنها مدرجة من كلام سفيان بن عيينة وليست من الحديث، يدل على ذلك ما أخرجه أبو غنّام النرسي في فوائد الكوفيين (ص 77) من طريق عبد الصمد بن حسان عن سفيان بن عيينة بمثل رواية الحميدي غير أنه قال:(فدعا سفيان قال: "التوبة الندم والاستغفار").
والحديث صحيح بدون هذه الزيادة.
12140 -
ز- حدَّثَنَا محمد بن عُزيز قال: حدّثني سلامة بن رَوح بن خالد قال: حدّثني عمِّي عُقيل بن خالد الأيلي قال: حدّثني ابن شهاب
(1)
،
⦗ص: 276⦘
أخبرني سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعلقمة بن وقّاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن حديث عائشة زوج النَّبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفكِ ما قالوا. فبرّأها الله مما قالوا. وكلٌّ حدّثني طائفة من الحديث الذي حدّثني عن عائشة، وبعض حديثهم يُصَدّق بعضا، وإن كان بعضهم أوعى له من بعض. وزعموا أنّ عائشة قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، أقرع بين أزواجه، فأيَّتُهنَّ خرج سهمُها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم". قالت عائشة: "فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها، فخرجتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد ما أنزل الله الحجاب"
(2)
. وذكر الحديث بطوله.
(1)
هو موضع الالتقاء مع مسلم. ولم يخرج مسلم رواية عُقيل عن الزهري.
(2)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 92 - 97 برقم 144) عن عمرو بن أبي الطاهر ابن أبي سرح، وزكريا بن يحيى الساجي، كلهم عن محمد بن عزيز الأيلي به مثله، وزاد الطبراني سياق متنه مطولا بمثل رواية معمر المتقدمة برقم (12127).
من فوائد الاستخراج:
1 -
رواية عقيل بن خالد لهذا الحديث عن الزهري من زيادات المصنف وليست في الكتب الستة.
2 -
تصريح ابن عُزيز بالتحديث عن عمه سلامة بن روح، وتصريح سلامة بالتحدبث عن عمه عُقيل. في تُكلِّم في سماع كل منهم من الآخر كما تقدم بيانه في الحديث رقم (12110).
12141 -
ز- حدَّثَنَا أبو علقمة الفَروي
(1)
بالمدينة، وأبو إسماعيل الترمذي، وابن دِيْزِيْل
(2)
، قالوا: حدَّثَنَا إسحاق بن محمد الفروي، حَدَّثَنَا
⦗ص: 277⦘
مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، عن الزهري، ح.
وحدَّثنا عيسى بن أحمد البلخي، حدَّثَنَا إسحاق بن سليمان الرازي
أبو يحيى، عن معاوية بن يحيى الصَّدفي
(3)
، عن الزهري، ح.
وحدَّثنا ابن شَبَابَان
(4)
، حدَّثَنَا أحمد بن محمد بن عون، حدَّثَنَا مسلم بن خالد، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي عَتيق، عن ابن شهاب، ح.
وحدَّثنا ابن أبي الحُنين، حدَّثَنَا الحسن بن الربيع، قال:
حدَّثَنَا [ابن]
(5)
إدريس، حدَّثَنَا محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم
(6)
، كلهم قالوا: عن سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعلقمةُ، وعبيد الله بن عبد الله، عن عائشة حين قال لها أهل الإفكِ ما قالوا. فبرّأها الله. كلّهم حدّثني طائفة من حديثها، وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض، وأثبت له اقتصاصا، وقد وعَيتُ عن كلِّ واحد منهم
⦗ص: 278⦘
الحديث. زعموا أنّ عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا، أقرع بين أزواجه؛ أيَّتُهنَّ خرج سهمُها أخرجها معه. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرع بين نسائه في غزوة غزاها، فخرج سهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك بعد ما أُنزل الحجاب". الحديث بطوله
(7)
.
(1)
عبد الله بن عيسى. وهو ضعيف ولكنه توبع. تقدمه ترجمته برقم (11455).
(2)
إبراهيم بن الحسين الكسائي. تقدمت ترجمته وضبط اسمه في الحديث رقم (364).
(3)
ضعيف في الزهري. وتقدمت ترجمته برقم (988).
(4)
أحمد بن محمد بن موسى. تقدمت ترجمته برقم (540). ولم أجد فيه جرحا ولا تعديلا يبين حاله.
(5)
في الأصل: "أبي إدريس" وهو خطأ من الناسخ، ففي إتحاف المهرة (17/ 230)"عن ابن إدريس" وهو عبد الله بن إدريس الأودي، من شيوخ الحسن بن الربيع البوراني، تقدمت روايته عنه برقم (2569) وستأتي رواية الحسن بن الربيع، عن ابن إدريس، لهذا الحديث عند المصنف برقم (12147) على الصواب.
(6)
الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم في هذه الأسانيد. ولم يخرج مسلم الحديث من طريق هؤلاء عنه، وهم: يحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر العمري، ومعاوية بن يحيى الصدفي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي عتيق، ومحمد بن إسحاق.
(7)
لم يخري مسلم الحديث من هذه الأسانيد عن الزهري واكتفى بتخريج دواية معمر ويونس وفليح وصالح عنه وقد تقدم تخريجها.
والحديث أخرجه ابن ديزيل في جزئه (ص 26 - 43 برقم 8) - ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (23/ 83) - من رواية مالك عن يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر العمري عن الزهري لكن مطولا بمثل رواية معمر المتقدمة برقم (121227).
ورواية ابن إسحاق في سيرته من رواية ابن هشام عن يونس بن بكير عنه (2/ 297 سيرة ابن هشام) مختصرا.
12142 -
ز- حدَّثَنَا يوسف بن مسلم، حدَّثَنَا حجاج بن محمد في فندق الحسين
(1)
، عن ابن جُريج قال: حُدِّثت عن ابن شهاب
(2)
،
⦗ص: 279⦘
عن عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقَّاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن عائشة حين قال لها أهل الإفكِ ما قالوا. فبرّأها الله منه. قال يوسف: وكان الكتاب دقيقًا، فرمى به الحجاجُ
(3)
.
(1)
الفندق: بالضم ثم السكون ثم دال مضمومة أيضًا وقاف، قال ياقوت الحموي:"موضع بالثغر قرب المصيصة، وهو في الأصل اسم الخان بلغة أهل الشام". ثم قال: "وفندق الحسين موضع آخر". معجم البلدان (4/ 277 مادة: الفندق). وأشار إليه الفيروز آبادي في القاموس المحيط (ص:1187).
انظر: مراصد الاطلاع (3/ 1044)، وتاج العروس (26/ 316).
وظاهر كلام ياقوت الحموي أن فندق الحسين موضع في غير المصيصة، لكن رواية حجا بن محمد المصيصي هذه تدل على أنه في المصيصة. ولم يذكر الحافظ ابن حجر هذا الموضع عند ذكره لهذه الرواية في إتحاف المهرة (17/ 230).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
لم يخرج مسلم رواية ابن جريج عن الزهري. وتقدم أنه خرج الحديث من طريق معمر ويونس عن الزهري (12127).
من فوائد الاستخراج:
رواية حجاج بن محمد المصيصي تبين أن ابن جريج لم يسمع من الزهري هذا الحديث.
12143 -
ز- حدَّثَنَا علي بن المبارك الصنعاني، حدَّثَنَا زيد بن المبارك، حَدَّثَنَا محمد بن ثور الصنعاني، عن ابن جُريج قال: وقال ابن شهاب عن عُروة، وعبيد الله، وعلقمة، يزيد بعضهم على بعض، عن عائشة قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه، فأيَّتُهنَّ خرج سهمُها سافر بها. فغزا غزوة خرج فيها سهمي. فلمّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم غزاته، ودنونا من المدينة، آذن ذات ليلة بالرّحيل. فخرجت حتّى جاوزت الجيش، فلمّا قضيت شأني، رجعت إلى منزلي فلمست عقدًا لي من جِزْعِ أَظْفار، فيذا هو قد انقطع". وذكر الحديث
(1)
.
(1)
انظر الحاشية السابقة. والحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (23/ 66 برقم 138) عن علي بن المبارك مثله لكن مطولا.
وإسناد المصنف ضعيف فيه ابن جريج مدلس لم يصرح بالسماع وقد دلّت رواية المصنف المتقدمة أنّه لم يسمع الحديث من الزهري حيث قال حدِّثت عنه. والحديث صحيح تقدم من رواية معمر ويونس عن الزهري انظر الحديث رقم (12127).
12144 -
ز - حدّثني محمد بن شَاذَان الجَوهريُّ، حدَّثَنَا يوسف بن سلمان أبو عُمر، حدَّثَنَا سفيان بن عُيينة قال: حدَّثُونا عن الزهري
(1)
، عن سعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله، وعروة بن الزبير، وعلقمة بن وقَّاص، عن حديث عائشة حين قال لها أهل الإفكِ ما قالوا. وذكر الحديث بطوله.
قيل لسفيان: يا أبا محمد عن من هذا الحديث؟ فقال: عن وائل بن داود، ومحمد بن إسحاق، عن الزهري. وزاد محمد بن إسحاق:"أنّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حدّثهم". قال الزهري: فهذا الذي انتهى إلينا من خبر هؤلاء الرَّهط
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
تقدم تخريج رواية ابن عيينة عن وائل بن داود عن ابنه بكر عن الزهري برقم (12139)، ورواية ابن إسحاق عن الزهري برقم (12141) لكن بدون زيادة (أنّ النَّبي صلى الله عليه وسلم حدثهم).
12145 -
ز- حدّثنا أبو داود الحرّانيُّ، حدَّثَنَا سعيد بن بَزِيع، حدَّثَنَا ابن إسحاق قال: فحدّثني الزهري
(1)
، عن علقمة بن وقّاص، وسعيد بن المسيب، وغيرهما من علمائنا، قال: لمَّا قال أهل الإفكِ ما قالوا. قالت عائشة: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه، فأيَّتُهنَّ خرج سهمُها خرج في معه. فلمّا كانت غزوة بني المُصطلِق، أقرع بين نِسائه. فخرج سهمى عليهنّ. فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ". وذكر الحديث
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم. ولم يخرج مسلم رواية ابن إسحاق عن الزهري.
(2)
تقدم تخريج رواية ابن إسحاق عن الزهري برقم (12141).
12146 -
ز- حدَّثَنَا عثمان بن خُرزاذ، حدَّثَنَا فُضيل بن عبد الوهاب العَنَّاد.
⦗ص: 281⦘
وحدَّثنا عبيد بن محمد بن خلف، حدَّثنا بشّار الخفاف، ح.
وحدَّثنا إبراهيم بن إسحاق السرّاج، حدَّثنا يحيى بن يحيى، قالوا: حدَّثنا جعفر بن سليمان، عن حمُيد الأعرج
(1)
، عن الزهري
(2)
، عن عروة بن الزبير قال: قالت عائشة: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه، فمن خرج سهمُها خرج بها معه". وقال عثمان: عن عائشة قالت: "كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فكنت في هَودَجٍ يُحمل الهَودَجُ وأَنا فيه". وذكر الحديث بطوله
(3)
. واللفظ لعثمان.
(1)
ابن قيس المكي.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم. ولم يخرج مسلم رواية حميد الأعرج عن الزهري.
(3)
تقدم تخريجه من رواية معمر عن الزهري برقم (12127). ولم يخرج مسلم رواية حميد الأعرج عن الزهري. وقد أخرجها أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في المعجم (1/ 341 - 342 ت أبي الحريش الكلابي) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي عن حميد الأعرج بمثل رواية المصنف.
12147 -
ز - وحدَّثنا ابن أبي الحُنين، قال: حدَّثنا الحسن بن الرَّبيع، حدَّثنا ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن
(1)
محمد بن مسلم
(2)
، عن عروة، عن عائشة. وعبيد الله بن عبد الله، وعلقمة بن وقَّاص، وسعيد بن المسيب، وعبد الله بن أبي بكر، عن عَمرة، عن عائشة.
⦗ص: 282⦘
ويحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة. كل ذلك قد اجتمع في الحديث عنها، وكان بعض القوم أوعى من بعض:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر أقرع بين نِسائه". وذكر الحديث بطوله
(3)
.
(1)
في سيرة ابن إسحاق (2/ 297 سيرة ابن هشام). التصريح بتحديث الزهري ويحيى بن عباد له، وقد تقدم تخرج رواية ابن إسحاق عن الزهري برقم (12141).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم. ولم يخرج مسلم رواية يحيى بن عباد بن عبد الله عن أبيه.
(3)
أخرجه ابن إسحاق في سيرته (2/ 297 سيرة ابن هشام) مثله وساق رواية يحيى بن عباد مطولة.
ولم يخرج مسلم الحديث من رواية عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها، وهي من زيادات المصنف عليه.
12148 -
ز - حدَّثنا محمد بن إسماعيل الصائغ إملاءًا بمكة، ومحمد بن حرب المدني بالفسطاط إملاءًا، قالا: حدَّثنا إسماعيل بن أبي أُويس
(1)
قال: حدّثني أبي
(2)
، عن هشام بن عروة
(3)
، عن أبيه، عن عائشة.
قال أبو أُويس: وحدّثني أيضا عبد الله بن أبي بكر، عن عَمرة عن عائشة.
قال هشام: قال عروة: قالت عائشة.
وقال لي عبد الله بن أبي بكر: قالت عمرة، قالت عائشه: "كان النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم إذا أراد أنْ يُسافِر سفرًا أَقْرَع بين أَزواجه، فأيَّتُهنَّ خرج سهمُها خرج بها معة. فخرج سهم عائشة في غزوةِ النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم بني المُصطلِق من
⦗ص: 283⦘
خُزاعَة. فلمّا انصرف النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم وكان قريبا من المدينة، وكانت عائشة جُويرية حديثة السِّنِّ، قليلة اللحم خفيفة، وكانت تَلزمُ خِدْرَها. فإذا أراد النّاس الرَّحيل، ذهبت فتوضأت، ورجعت فدخلت مِحَفَّتَها
(4)
، فيُرحَلُ بعيرها، ثمّ تُحمل مِحَفَّتَها، فتوضع على البعير وهي في المِحَفَّة. فأوّل ما قال المنافقون وغيرهم ممن اسْتَزَلُّوه
(5)
في أمر عائشة: أنّها خرجت يوما حين دنوا من المدينة، فانسَّل من عُنُقِها عِقد لها من جِزْعِ أَظْفَار
(6)
. فارتحل النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم والنّاس، وهي في بغاء العِقد، ولم يُعلم برحيلها. فشدُّوا على بعيرها المِحَفَّةِ، وهم يَرَونَ أَنَّها فيه كما كانت تكون. فرجعت عائشة إلى منزلها، ولم تجِد في العسكرِ أحدًا، وغلبتها عيناها. قالت عائشة: وكان صفوان بن المُعَطِّل السُّلمي صاحبُ النَّبي صلى الله عليه وسلم تخلّف تلك الليلة عن العسكر حتّى أصبح. قالت: فمرَّ بي فرآني، فاسترجع، وأعظَم مكاني حين رآني وحدي. وقد كنت أعرفه ويعرفني قبل أن يُضرب علينا الحِجاب. قالت: فسألني عن أمري؟ فاستترت وجهى بجِلبابي، وأخبرته
⦗ص: 284⦘
بأمري. فقرّب إليَّ بعيره، ووطِأ على ذراعه وولاّني قَفَاه، حتّى ركبت وسويتُ ثيابي، ثمّ بعثه، وأقبل يسير بي حتّى دخلنا المدينة نصف النَّهار أو نحوه. فهنالك قال فيَّ وفيه من قال فيه من أهل الإفكِ. وأنا لا أعلم شيئا من ذلك، ولا مما يخوض فيه النَّاس من أمري. كنت تلك الليالي شاكية. فكان أوّل ما أنكرتُ من أمر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في أمري أنّه كان يعودني قبل ذلك إذا مرضت. وكان تلك الليالي لا يدخُلُ عليَّ ولا يعودني. إلاّ أنه يقول وهو مارٌّ:"كيف تيكم؟ ". فيسألُ عنِّي بعض البيت. فلمّا بلغ النَّبِيّ - صلّى الله عليه - ما أُكثر فيه من أمري غمّه. قالت: وقد كُنتُ شكوت إلى أميِّ قبل ذلك، وما رأيتُ من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من الجَفْوة. فقالت لي: يا بنيّة اصبري، فواللهِ لقلَّ ما كانت امرأة حسناء يُحبُّها زوجها، ولها ضرائرُ إلاّ رَمَيْنَها. قالت: فوجدتُ تلك الليلة التي بعث رسول الله - صلّى الله عليه - من صبيحتها إلى علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد، فاستشارهم في أمري. وكنَّا ذلك الزَّمان ليس لنا كُنُفٌ نذهب فيها، وإنمّا كنا نذهب كما يذهب العرب ليلا إلى ليل. فقلتُ لأمِّ مِسْطَح بن أُثاثة - وهي امرأة من بني المطَّلب
(7)
بن عبد مناف -: خُذي الإداوَة فاملئيها، واذهي بنا إلى المناصع. وكانت هي وابنها مِسْطَح
⦗ص: 285⦘
بينهم وبين أبي بكر قرابة، وكان أبو بكرٍ يُنفِقُ عليهم، وكانوا يكونون معه ومع أهله. فأخذَتِ الإِداوَة وخرجنا نحو المناصع
(8)
، وإنّ بي لما يشقُّ علي من الغائط. فعَثَرَت أمُّ مِسْطَح فقالت: تعِس مِسْطَح. فقلت لها: بئسَ ما قُلتِ. قالت: ثمّ مشينا فعثُرت أيضا فقالت: تعِس مِسْطَح. فقلت لها: بئسَ ما قُلتِ. ثمّ مشينا فعثُرت أيضا فقالت: تعِس مِسْطَح. فقلت لها: بئسَ ما قُلتِ لصاحب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وصاحب بدر. فقالت لي: إنّك لغافلة عما فيه النّاس من أمرك؟. فقلت: أجل. وما ذاك؟ قالت: إنّ مِسْطَحًا، وحسّانَ بن ثابت الأنصاريَّ ثم النَجَّاريَّ، وحمَنةَ بنت جحش بن رِئاب الأَسَدي، وغيرهم، ممن استزلهم من المنافقين، يجتمعون في بيت عبد الله بن أُبَيّ بن سَلول أخي بني الحارث بن الخزرَج الأنصاري، فيتحدّثون عنكِ وعن صفوان بن المُعَطِّل، ويرمونك به. قالت: فذهب عنِّي ما كنت أجدُ من الغائط، ورجعت عودي على بدئِ إلى بيتي. فلمّا أصبحنا تلك الليلة بعث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلى علي وأسامة، فأخبرهما بما قيل فينا، واستشارهما في أمري؟. فقال له أسامة: واللهِ يا رسول الله ما علِمنا على أهلِك سوءًا. فقال له علي: ما أكثر النّساء. وإن أردت أن تعلم الخبر، فتوعّد الجاريةَ واضربها تُخبِرك يعني: بريرة -. فقال النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم لعلي: "فشأنك أنت بالجارية"
(9)
.
⦗ص: 286⦘
فسألها عليٌ
(10)
عنِّي فتواعدها؟ فلم تخبره - والحمد لله - إلاّ بخير. ثمّ ضربها، وسألها عنِّي؟ فقالت: واللهِ ما علِمتُ على عائشة سوءًا، إلاّ أنَّها جارية تصبح عن عَجين أهلها، فتدخل الشاة الدَّاجِن أو الدّجاج فتأكل من العجين. ثمّ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع ما قال فيَّ بَريرَة لعليٍّ، فخرج إلى النّاس النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فلمّا اجتمعوا إليه قال:"يا معشر المسلمين! مَنْ لي مِن رجالٍ يُؤذُوني في أهلي، وما علمت على أهلي سوءًا. ويرمون رجلا من أصحابي ما علمتُ عليه سُوءًا، ولا خرجتُ مخرجًا إلاّ خرج معي فيه؟ ". فقال سعد بن معاذ الأنصاريُّ ثمّ الأَشْهَليُّ من الأوس: يا رسول الله لو كان في أحدٍ من الأوس كَفَينَاكَه. فقام سعد بن عُبادة الأنصاري الحزرَجي فقال لسعد بن معاذ: كذبت، وهذا الباطل. فقام أُسَيد بن الحُضير الأنصاريُّ ثم الأَشْهَليُّ ورجال من الفريقين جميعًا فاستبّوا وتنازعوا، حتّى كاد أن يعظُم الأمر بينهم.
ودخل بيتي وبعث إلى أبويَّ، فأتياه. فحمد الله، وأثنى عليه بما هو أهلُه، ثمَّ قال:"يا عائشةُ إنّما أَنتِ من بناتِ آدم، فإن كنت أخطأت، فتوبي إلى الله عز وجل، واستغفري". فقلت لأبي: أجِب عنِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لي: إنِّي لا أفعل. هو نبىُّ الله والوحي يأتيه. فقلت لأمِّي: أجِيبي عنِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت لي كما قال أبي. فقلتُ: واللهِ
⦗ص: 287⦘
لئن أقررتُ على نفسي بباطل لتصدِّقوني. ولئن برَّأت نفسي - والله يعلم إنِّي لبريئة - لتكذِّبوني. فما أجدُ لي ولكم مثلًا إلا قول أبي يوسف حين يقول: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}
(11)
. قالت: ونسيت اسم يعقوب، لما بي من الحُزن والبكاء
(12)
، واحتراق الجوف. فتغشّا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشّاه من الوحي. قالت: ثمَّ سُرِي عنه. فمسح وجهه بيده ثمَّ قال: "أبشِري يا عائشة. فقد أنزل الله عز وجل براءَتك". قالت عائشة: واللهِ ما كنت أظنُّ أنْ يَنزل القرآن فيَّ. ولكني كنت أرجوا لما أَعلمُ من براءَتي أن يُري الله النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في أمري برؤيا يُبرِّئني بها عند نبيِّه - صلّى الله عليه -. فقال لي أبوايَ عند ذلك: قُومي فقبِّلي رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: واللهِ لا أفعل! بحمد الله كان ذلك، لا بحمدكم.
قالت: وكان أبو بكر يُنفِق على مِسْطَحٍ وأمِّه. فلمّا رأى ذلك حلف أبو بكر أن لا ينفعَه بشيء أبدا. قالت: فلمّا تلا النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}
(13)
بكى أبو بكر، وقال:"بلى يا ربِّ. وعاد بالنّفقةِ على مِسْطَح وأمِّة".
قالت: "وقعَد صفوان بن المُعَطِّل لحسّان بن ثابت، فضربه ضربة
⦗ص: 288⦘
بالسّيف. وقال صفوانُ في الشِّعر حين ضربه بالسّيف:
تَلَقَّ ذُباب
(14)
السَّيف منِّي؟، وإنّني
(15)
…
غُلامٌ إذا هُوجِيتُ لستُ بِشَاعِرِ
ولكنّنى أَحْمِى حِمايَ وأنتقِمْ
…
من الباهِتِ
(16)
الرَّامِ البُراء الطَّواهرِ
وصاح حسّان بن ثابت واستغاث بالنّاس على صفوان. فلمّا فرَّ صفوان، وجاء حسّان إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فاستعدا على صفوان في ضربته إيّاه. فسأله النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أن يهب له ضَربةَ صفوانٍ إيّاه؟ فوهبها للنَّبِي صلى الله عليه وسلم. فعوَّضه منها حائطا من نخلٍ عظيم، وجاريةً رُوميَّة. قالت: ثمّ باعَ حسّانُ ذلك الحائط من معاوية بن أبي سفيان في ولايته بمالٍ عظيم"
(17)
.
قالت عائشة: وبلغني - والله أعلم - أنّ الذي قال فيه:
⦗ص: 289⦘
{وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
(18)
أنَّه عبد الله بن أُبَيّ بن سَلول أخو بلحارث بن الخزرَج
(19)
.
قالت عائشة: فقيل في أصحاب الإفكِ أشعارٌ.
قال أبو بكر الصِدِّيق لمِسْطَحٍ في رَمْيَه
(20)
عائشةَ - وكان يُدعى عوفًا -:
يا عَوفُ ويحَكَ هَلاَّ قُلتَ عَارِفَةً
…
من الكلام ولم تَبْتَغْ به طَمَعا
وأَدْرَكت
(21)
حمَيًّا مَعْشَرًا أُنُفًا
…
ولم تكن قَاطعًا يا عَوفُ مُقتَطِعا
هلا حَرِبْت من الأقوامِ إذْ حَشَدُوا
…
فلا تَقولُ وإن عَادَيتَهم قَذَعا
(22)
لمّا رَمَيتَ حَصَانًا غَير مُقْرفَةٍ أَمينةُ
…
الجَيْبِ لم يُعْرَفْ لها خَضَعا
(23)
⦗ص: 290⦘
فيمَن رَمَاها كنتم مَعْشَرًا أَفُكا
…
في سَيّءِ القولِ من لفظِ الخنا
(24)
سُرُعا
فأَنزلَ الله عُذرًا في براءَتِها
…
وبينَ عوفٍ وبينَ الله ما صَنَعا
فإن أعِش أَجزِ عوفًا في مقالتِه
…
شرَّ الجزاءِ فما ألفيتُه تَبِعَا
وقالت أمّ سعد بن معاذ الأشهلي ثم الأوسي
(25)
في الذين رموا عائشة في الشعر:
تشهدُ الأوسُ كهْلُها وفتَاها
…
والخُمَاسِي
(26)
من نَسلِها والفَطِيمُ
(27)
ونساءُ الخزرجيين يشهدون
…
بِحقٍ وذلكم معلومُ
أنّ ابنة الصدِّيق كانت حصينًا
…
عوَاةَ
(28)
الجَيْبِ دِينها مُستقيمُ
⦗ص: 291⦘
فتُقى الله في المَغِيبِ عليها
…
نعمةَ الله ستْرُها ما تَرِيْمُ
(29)
خيرُ هذا النِّساءِ حالًا ونفسًا
…
وأبًا للعُلا بهَاها
(30)
كَريم
للموالي التي
(31)
رَمَوها بإِفكٍ
…
أخذته مَقامِعُ
(32)
وجَحِيمُ
ليس من قذفها بسوءٍ
…
في حِطامٍ حتَّى يتوبَ اللئيمُ
وعوانٍ من الحَريقِ تَلظَّى
…
بيننا فَوقَها عِقابُ صريمُ
ليتَ
(33)
سعدًا ومن رَماها بسوءٍ
…
في كَظاظٍ
(34)
حتَّى يَتوبَ الظَّلومُ
وقال حسّانُ بن ثابتٍ الأنصاريُّ ثمّ النجَّاريُّ وهو يُبرىُ عائشة مما قيل
⦗ص: 292⦘
فيها، ويعتذر إليها في الشعر:
حصانٌ رزانٌ ما تُزَنُّ
(35)
بريبةٍ
…
وتُصبح غَرْثَى
(36)
من لُحُمِ الغَوافِلِ
حَلِيلَةُ خيرِ النَّاسِ دِينًا ومنصِبا
…
نَبيِّ الهُدى والمكرَمات الفواضِلِ
عَقِيلَةُ حَيٍّ من لُؤيِّ بن غَالبِ
…
كِرامِ المساعي مجدُها غير زائِل
مهذَّبةٌ قد طيَّبَ الله خِيْمَها
…
وطهَّرها من كلِّ شيءٍ
(37)
وباطِل
فإنْ كان ماقد جاء عنِّيَ قُلتُه
…
فلا رَفعت سَوْطِي إليَّ أناملي
⦗ص: 293⦘
وإِنَّ الذي قد قيلَ ليسَ بلائِطٍ
(38)
بك
…
الدَّهرَ بل هو
(39)
قولَ امرئٍ غير ماحِل
(40)
وكيفَ وَوُدِّي ما حَيِيتُ ونُصرتِي
…
لآلِ رسول الله زَينِ المحَافِل
له رتبٌ عالٍ على النَّاسِ فضلُها
…
تقَاصَر عنها سَورَة
(41)
المُتَطَاوِل
قال وأخبرني
(42)
: أنَّ النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم أمرَ بالذين رَمَوا عائشة فجُلِدوا الحدود جميعا ثمانين ثمانين، فقال حسَّان
(43)
في الشِّعر لهم حين جُلِدوا:
⦗ص: 294⦘
تعَاطوا بِرَجمِ القولِ زوجَ نَبيِّهم
…
وسَخْطَة ذَا الرَبِّ الكريمِ فأُبْرِحُوا
وآذَوا رسول الله فيها فعُمّموا
…
مخَازِيَ ذُلٍّ جُلِّلوها وفُضِّحوا
وصُبَّت عليهم مُحصَداتٌ
(44)
كأنَّها
…
شآبيب
(45)
قَطْرٍ من ذُرَى المُزنِ تُدلجِوا
(46)
(47)
⦗ص: 297⦘
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
32
عمادة البحث العلمي
رقم الإصدار: (164)
المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم
لأبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني (316 هـ)
تحقيق
د. عبد الله بن محمد بن سعود آل مساعد
الجزء الحادي والعشرون
الطبعة الأولى
1438 هـ / 2016 م
(1)
مختلف فيه. وتقدمت ترجمته برقم (300).
(2)
عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي أبو أُويس.
(3)
هشام بن عروة هو موضع الالتقاء مع مسلم. ولم يخرج مسلم بقية أسانيد المصنف هذه. وأخرج رواية هشام مختصرة في (4/ 2137 برقم 58)، ولم يسق المصنف لفظ هشام هنا بل أخرج لفظ الحديث من رواية عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عَمرة بنت عبد الرحمن مطولا.
(4)
المِحَفة مركب من مراكب النساء.
تهذيب اللغة (4/ 6 باب الحاء والفاء)
(5)
أي ممن وقع معهم في هذا الأمر، وسيأتي بعد صفحتين (إن مسطحًا وحسان
…
وغيرهم ممن استزلهم من المنافقين)، وجاء عند الحنائي (2/ 1177)"اشتركوا"، وعند ابن ديزيل (ص 27)، والطبراني في المعجم الكبير (23/ 111):"ممن اشترك".
(6)
تقدم معناها في الحديث رقم (12127).
(7)
جاء في الأصل: (عبد المطلب). وصوابه: المطلب. كما تقدم بيانه في الحديث رقم (12127).
(8)
تقدم معناها في الحديث رقم (120127).
(9)
جاء في حاشية "الأصل": "بالخادم".
(10)
في جميع روايات مسلم أن السائل هو النَّبي صلى الله عليه وسلم.
(11)
سورة يوسف جزء من الآية رقم (18).
(12)
ونسيت اسم يعقوب لما بي من الحزن والبكاء). ليس في روايات مسلم لهذا الحديث.
(13)
سورة النور جزء من الآية رقم (22).
(14)
طرفه الذي بين شفرتيه، وقيل حدّه. لسان العرب (1/ 383 مادة ذبب).
(15)
كذا في الأصل بالواو. وعند ابن دِيزِيل والطبراني والحِنائي: (فإنّني). وهي أحسن.
(16)
القاذف، يقال باهته استقبلته بأمر يقذفه به هو منه بريء لا يعلمه. لسان العرب (2/ 12 - 13 مادة بهت).
(17)
هذا القدر الذي فيه قصة صفوان بن المعطل مع حسان رضي الله عنهما رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1499 برقم 3815 و 6/ 3366 - 3367 برقم 7699) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي عن إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها.
(18)
سورة النور جزء من الآية رقم (11).
(19)
عند مسلم من رواية هشام بن عروة عن أبيه: (وهو الذي تولّى كبره وحمنة).
(20)
في الأصل (رميته) وكتب فوق التاء علامة تضبيب للتنبيه على أنه خطأ، والمثبت أصوب، وقد جاء عند ابن ديزيل (صـ 33) والطبراني في المعجم الكبير (23/ 115):(رميه).
(21)
كذا في الأصل! وعند الطبراني - في المعجم الكبير (13/ 111) -، وأبي نُعيم - في معرفة الصحابة (4/ 2207) - من طريق إسماعيل بن أبي أُويس عن أبيه عن هشام بن عروة - وهي التي أخرجها المصنِّف -:(أدركَتْكَ). وهي أحسن.
(22)
القذع: الخنا والفحش. (لسان العرب 8/ 262 مادة قذع).
(23)
لين القول. لسان العرب (8/ 83 مادة خضع).
(24)
الفحش من القول. النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 86 باب الخاء مع النون).
(25)
كبشة بنت رافع الأنصارية الخدرية رضي الله عنها، وقد عاشت بعد ابنها سعد وندَبته. الإصابة في تمييز الصحابة (8/ 234).
(26)
ما كان طوله خمسة أشبار. لسان العرب (6/ 69 مادة خمس).
(27)
الذي فصلته أمّه عن الرضاعة. لسان العرب
…
(12/ 454 مادة فطم).
(28)
كتب فوقها (عَفَّةُ). بخطٍ دقيق، وتقدم أن هذه النسخة عليها تصويبات من الناسخ أخذها من نسخة الضياء المقدسي (هـ). والعيُّ هو الليّ والطيّ، وعفت يده إذا لواها. لسان العرب (15/ 109 مادة عوي). ووقعت عند ابن دِيزيل والطبراني والحنائي (عَفَّة الجيب).
(29)
التريم من الرجال: الملوث بالمعايب والدرن، والتريم: المتواضع لله عز وجل. لسان العرب (12/ 65 مادة ترم).
(30)
"بهاها" كذا في الأصل، وجاء عند ابن ديزيل والطبراني والحنائي:"نماها".
(31)
عند ابن دِيزيل والحِنائي: الأُولى.
(32)
جمع مقمعة وهي: سياط تعمل من حديد رؤوسها معوجة. لسان العرب (8/ 296 مادة قمع).
(33)
في الأصل (ليس). ووضع فوقها علامة تصحيح ولم يكتب شيئا. والمثبت من مصادر التخريج وهو أصح.
(34)
الشدة والتعب، والكظاظ في الحرب: الضيق عند المعركة. لسان العرب (7/ 458 مادة كظظ).
(35)
لا تتهم، أزْنَنت فلانا بكذا: أي اتّهمته. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 535).
(36)
بفتح الرّاء الجوع. وهو استعارة أي أنها لا تذكر أحدا بسوء ولا تغتاب أحدا ممن هو غافل من مثل هذا الفعل.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 130 غ ر ث)، وغريب ما في الصحيحين (على 535).
(37)
كتب في الحاشية: (شرٍ). ووقع عند ابن دِيزيل والطبراني والحِنّائي: سوءٍ، وكذلك في ديوان حسان بن ثابت (صـ: 191).
(38)
أي ليس بلازق. لسان العرب (7/ 396 مادة ليط).
(39)
كذا في الأصل: (هو). ولم ترد عند ابن دِيزيل والطبراني والحنائي والمقدسي، وكذلك لم ترد في ديوان حسان بن ثابت (صـ 191).
(40)
هو الساعي بالنمائم. غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 345).
(41)
كذا ضبطها في الأصل بالفتح وهي بمعنى الوثبة. وأما السُّورة بالضم فهي الرفعة والشرف والمنزلة. لسان العرب (4/ 385 - 386 مادة سور).
(42)
كذا عند المصنف يعني أنه من رواية إسماعيل عن أبيه أبي أُويس عبد الله بن عبد الله بن أويس. ووقع عند ابن دِيزيل، والطبراني، والحِنّائي، والمقدسي:"قال أبو أُويس: أخبرني أبي". يعني أنه عبد الله بن أويس والد أبي أُويس. ولم أجد له ترجمة. وهذا الجزء من المتن مُعضل.
(43)
ذكره ابن إسحاق بدون إسناد ولم يجعله من قول حسان: "قال قائل من المسلمين في ضَرب حسان وأصحابه". سيرة ابن إسحاق (2/ 307 ابن هشام). =
⦗ص: 294⦘
= وأبهم ابن إسحاق القائل، والبيت في ديوان عبد الله بن رواحة رضي الله عنه (ص 143).
(44)
الحصد اشتداد القتل واستحكام الصناعة في الأوتار والحبال والدروع. لسان العرب (3/ 152 مادة حصد).
(45)
الدفعات من المطر. لسان العرب (1/ 479 مادة شأب).
(46)
هذا الجزء من المتن معضل لم يُسنده أبو أُويس كما في رواية المصنف أو أبوه كما عند بقية من أخرج الحديث. وقوله فيه: "فجلدوا الحدود جميعا". يدل على أن عبد الله ابن أُبيّ ممن جلد، وهذا منكر ولم يرد في شيء من روايات الصحيحين.
قال ابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 1884): "وقال قوم: إن حسان بن ثابت لم يجلد معهم، ولا يصح عنه أنه خاض في الإفك والقذف، ويزعمون أنه القائل: لقد ذاق عبد الله ما كان أهله .. وعبد الله هو: عبد الله بن أُبي بن سَلول. وآخرون يصححون جلد حسان بن ثابت ويجعلونه من جملة أهل الإفك، وهذا عندي أصح، لأن عبد الله بن أُبّي بن سلول لم يكن ممن يستر جلده عن الجميع لو جلد".
(47)
ولم يخرج مسلم من هذه الأسانيد التي جمعها إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه سوى رواية هشام بن عروة عن أبيه فقد أخرجها في (4/ 2137 برقم 58) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة مختصرة. وقد ساقها المصنف =
⦗ص: 295⦘
= هنا مطولة من طريق أبي أُويس عبد الله بن عبد الله عن هشام عن أبيه، وعن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة، كلاهما عن عائشة رضي الله عنها. وفيها زيادات وأشعار لم ترد في صحيح مسلم. ولم يُخرج مسلم حديث الإفك من رواية عمرة وهي من زيادات المصنف عليه.
وإسناد المصنف ضعيف فيه إسماعيل بن أبي أويس وأبوه عبد الله بن عبد الله بن أويس كلاهما متكلم فيه من جهة حفظه، وقد تفرد بزيادات في هذا الحديث وأشعار، وفي آخر الحديث رواية معضلة عن أبي أويس بدون إسناد وفيها أنّ أصحاب الإفك حدُّوا جميعا، وهذا منكر، وقد خولف فيه كما سيأتي.
وأخرج الحديث مطولا كما عند المصنف إبراهيم بن الحسنِن ابن دِيزِيل في جزئه (ص 26 - 30 برقم 1)، والطبراني في المعجم الكبير (23/ 111 - 117 برقم 151)، والحنائي في الفوائد (2/ 1177 - 1184)، وعبد الغني المقدسي في حديث الإفك (ص 31 - 38)، كلهم من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه أبي أويس مثله، وعند بعضهم مغايرة في بعض الأشعار التي عند المصنف.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 236): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، إلا أنّ بعض هذا يخالف ما في الصحيح".
ولعله عنى به ما ذكر في آخر الحديث من جلد الراميين لعائشة رضي الله عنها.
قال ابن حجر في فتح الباري (13/ 342): "فجلد الراميين لم يقع في شيء من طرق حديث الإفك في الصحيحين ولا أحدهما".
وتقدمت الإشارة إلى شذوذ رواية إسماعيل بن أبي أُويس هذه حيت ذكر جلد أصحاب الإفك كلهم.
والصحيح أن الذين حدّوا ليس فيهم عبد الله بن أُبيّ بن سلول. ويدل على ذلك ما رواه ابن إسحاق في (2/ 297 - 302 سيرة ابن هشام) - ومن طريقه أحمد في المسند (40/ 76 - 77 برقم 24066) وأبو داود في (كتاب الحدود - باب حدّ القذف برقم 4474)، والترمذي في (أبواب تفسير القرآن 5/ 336 برقم 3138)، والطحاوي في مشكل الآثار (7/ 409 برقم 2963) - عن عبد الله بن أبي بكر بن =
⦗ص: 296⦘
= عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة: "فأمر برجلين وامرأة فضربوا حَدَّهم". وسمُّوا في رواية ابن هشام والطحاوي: "حسان، ومِسطح، وحمنة". وصرَّح ابن إسحاق بالتحديث عند الطحاوي. وابن إسحاق أوثق من أبي أويس وإسناد روايته حسن لتصريحه بالتحديث.
من فوائد الاستخراج:
1 -
رواية هشام بن عروة عن أبيه عند مسلم مختصرة، وساقها المصنف مطولة.
2 -
في رواية مسلم في الذي تولّى كِبره أنه عبد الله بن أبي وحمنة بنت جحش. وعند المصنف أنه عبد الله بن أبي وحده.
3 -
في رواية هشام بن عروة عن أبيه عند مسلم: "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فسأل الجارية". وعند المصنف: "فسألها عليٌّ عني فتواعدها".
4 -
رواية عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها من زيادات المصنف لم يخرجها مسلم.
5 -
الزيادات في الحديث من الأشعار، وآخر المتن المعضل لم ترد عند مسلم.
12149 -
ز - حدَّثنا علي بن محمد بن أبي الشَّوارِب، حدَّثنا إبراهيم بن بشّار
(1)
، حدَّثنا سفيان، قال وائل بن داود
(2)
، عن الزهري، عن عروة، وسعيد، وعلقة، وعبيد الله، عن عائشة أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لها: "إنْ كنتِ ألمَمتِ
(3)
بذنبٍ فاستغفري الله، وتوبي إليه. فإنَّ التَّوبة من الذَّنب: النَّدمُ والاستغفارُ"
(4)
. وذكر الحديث بطوله
(5)
.
(1)
كذا في الأصل وهو الصواب، وهو الرمادي يروي عن سفيان بن عيينة وغيره، (انظر: تهذيب الكمال 2/ 56) - وجاء في المطبوع من إتحاف المهرة (17/ 232) إبراهيم بن يسار.
(2)
التيمي أبو بكر الكوفي، والد بكر بن وائل، وثقه الإمام أحمد وابن حجر.
انظر: العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد (1/ 150)، تهذيب الكمال (30/ 421)، التقريب (صـ 580).
(3)
أي قاربت. انظر: النهاية (4/ 272).
(4)
إسناد المصنف فيه إنقطاع: فإن وائل بن داود لم يسمع من الزهري، كما قال الإمام أحمد (العلل ومعرفة الرجال 2/ 346 رقم 2532).
وقال سفيان بن عيينة: لم يجالس الزهري وإنما ابنه (بكر) هو الذي جالس الزهري. (انظر: العلل ومعرفة الرجال لإمام أحمد 1/ 150، تهذيب الكمال 30/ 421).
وجاء الحديث بهذا الإسناد من طريق سفيان بن عيينة عن وائل بن داود عن ابنه بكر بن وائل عن الزهري به
…
عند المصنف (برقم 12139)، وقد تقدم تخريج هذه الزيادة هناك، والاختلاف الوارد في الأسانيد.
والحفاظ من أصحاب الزهري رووه بلفظ "فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه" هذا لفظ معمر كما في (صحيح مسلم: التوبة رقم 56).
وبنحوه لفظ صالح بن كيسان ويونس في الصحيحين (صحيح البخاري رقم 4141، 4750، وصحيح مسلم: التوبة رقم 56، 57) وغيرهما.
(5)
الحديث بطوله - فى قصة الإفك بدون الزيادة المتقدمة - أخرجه البخاري في صحيحه =
⦗ص: 300⦘
= (المغازي: باب حديث الإفك 8/ 496 رقم 4141).
وأخرجه مسلم في صحيحه (التوبة: باب في حديث الإفك 4/ 2129 رقم 56) كلاهما من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري به.
12150 -
حدَّثنا أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم، حدَّثنا إبراهيم بن بشّار، حدَّثنا سفيان، عن محمد بن إسحاق، ووائل بن داود، عن الزهري
(1)
قال حدّثني أربعة: عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله، وعلقمة بن وقَّاص، عن حديث عائشة حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرَّأها الله مما قالوا. وكلُّهم قد حدّثني بطائفةٍ من حديثها، وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعضٍ وأشدّ له اقتصاصا، وقد وعيتُ عن كلِّ واحدٍ منهم الحديثَ الذي حدّثني، وبعض حديثهم يُصَدِّقُ بعضا. أَنَّ عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سَفرًا أقرع بين نِسائِه أيَّتُهُنّ خرج سهمها تخرُجُ معه. قالت: فأَقرع بيننا في غزوةٍ غزاها - قال سفيان: أراد غزوة بني المُصطَلِق.-، فخرج سهمي، فأخرج
(2)
بي معه، وذلك بعد ما أُنزل الحجاب. فكنتُ أُحمَلُ في هَودَجي وأُنزَلُ فيه". وذكر الحديث بطوله
(3)
.
(1)
موضع الإلتقاء هو الزهري.
(2)
كذا في الأصل، وجاءت رواية ابن إسحاق "فخرج بي معه"(السيرة النبوية لابن هشام 3/ 243، فتح الباري 8/ 312).
(3)
تقدم تخريج الحديث من طرق عن الإمام الزهري (تحت حديث رقم 12149).
فائدة الاستخراج: تعيين الغزوة. غزوة بني المصطلق، وأنها مدرجة من قول =
⦗ص: 301⦘
= سفيان بن عيينة، وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله (الفتح 8/ 312).
تنبيه: جاء في فتح الباري (8/ 312): وفي رواية بكر بن وائل عند أبي عوانة ما يشعر لأن تسمية الغزوة في حديث عائشة مدرج في الخبر. اهـ.
كذا قال الحافظ ابن حجر: (بكر بن وائل)، والمثبت في المستخرج رواية وائل بن داود (والد بكر) وكذلك في إتحاف المهرة (17/ 232) على الصواب.
12151 -
حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار العُطارِدي، حدَّثنا يونُس بن بُكير، عن هشام بن عُروة
(1)
، عن أبيه، عن عائشة قالت: "لقد تُحُدِّث بأمري في الإِفكِ
(2)
واستُفيض به وما أشعُر. وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أُناسٌ من أَصحابِه، فسأُلوا جاريةً
(3)
لي سوداءَ كانت تخدمني فقالوا: أخبرينا ما عِلمُكِ بعائشةَ؟ - وأنا لا أدري- وما تعلمين منها؟ فقالت: واللّهِ ما أعلمُ منها شيئًا أَعيبُ من أنَّها تَرقُدُ ضُحى حتَّى أنَّ الدَّاجن
(4)
داجِنَ أهل البيت تأكُلُ خَمِيْرَها
(5)
. فأَدارُوها وسألُوها حتّى فَطِنَتْ،
⦗ص: 302⦘
وقالت: سبحان الله! والذي نفسي بيده ما أعلمُ على عائشة إلاّ ما يعلمُ الصَّائغ على تِبْر الذّهب الأحمر. وكان هذا وما شَعَرتُ. ثمَّ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهلُه، ثمّ قال: "أمّا بعدُ، فأشيروا عليَّ في أُناسٍ أَبَنُوا
(6)
أهلي. وأيمُ الله إنْ علمت على أهلي من سوءٍ قطُّ. وأَبَنُوهم بمن واللهِ إنْ علمت عليه سوءًا قطُّ، وما دخل عليَّ إلَّا وأنا شاهِد، ولا غِبتُ في سفرٍ إلاَّ غابَ معي". فقال سعد بن معاذ
(7)
: أرى يا رسول الله أن تضرِب أعناقهم. فقال رجلٌ
(8)
من الخزرَج- وكانت أمُّ حسَّان
(9)
من رهطِه، وكان حسَّانُ
(10)
من رهطِه-: واللهِ ما صدقت، ولو
⦗ص: 303⦘
كان من الأوسِ ما أَشرتَ بهذا. فكادَ يكونُ بينَ الأوسِ والحزرَج شرٌّ في المسجد. ولا علمتُ بشيءٍ منه، ولا ذكره لي ذاكرٌ، حتّى أمسيتُ من ذلك اليوم فخرجْتُ في نِسوةٍ لحِاجتِنا، وخرجَت معنا أمُّ مِسْطَح
(11)
خالةُ
(12)
أبي بكرٍ، وإنّا لنَمشي ونحن عامدُون لحاجتنا، فعثُرت أمُّ مِسْطَح فقالت: تعسَ مِسْطَح
(13)
. فقلت: أي أمّ تسُبِّين ابنك صاحِب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلم تراجِعني. ثمَّ عثُرت فعادت: تعس مِسْطَح. فقلت: أأمِّي تسُبِّين صاحِب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلم تراجِعني. ثمَّ عثُرت الثالثة فقالت: تعِس مِسْطَح. فقلت: أي أمِّ تسُبِّين ابنك صاحِب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: واللهِ ما أَسُبُّه إلاَّ من أَجلِكِ وفيكِ. فقلتُ: وفيَّ! أيُّ شَأنِي؟ فقالت: وما علِمتِ ما كان؟ فقلت: لا. وما الذي كان؟ فقالت: أَشْهَدُ أنَّكِ مبرَّأةٌ مما قيل فيك. ثمَّ نثرت لي الحديث، فأَكُبُّ راجعة إلى البيت ما أجدُ مما خرجت له قليلًا ولا كثيرًا، وركبتني الحُمَّى فحُمِمتُ. ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألني عن شأني؟
⦗ص: 304⦘
فقلت: أجِدُني موعُوكة، فَأذَنْ لي أذهبُ إلى أبويَّ؟ فأَذِن لي، وأرسل معيَ الغُلام فقال: امشِ معها. فجئت فوجدتُ أمّي في البيت الأَسفَلِ، ووجدتُ أبي يُصلِّي في العلو، فقلت لها: أي أمّه، ما هذا الذي سمعتُ؟ فإذا لم ينزل بها بحيث نزل منِّي، فقالت: أي بنيّه! وما عليك، فما من امرأةٍ لها ضرائر تكون جميلة يُحبُّها زوجها، إلاّ وهي يُقالُ لها بعض ذلك. قلت: وقد سمعه أبي؟ قالت: نعم، وقد سمعه أبوكِ. فقلت: وسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ورسول الله صلى الله عليه وسلم. فبكيتُ، فسمع أبي البُكاء فنزل، فقال: ما شأنُها؟ فقالت: سمعت الذي يُحدثُ به. ففاضت عيناه يبكي، وقال: يا بنيَّةُ ارجِعي إلى بيتِك. فرجعتُ فأصبَح أبوايَ عندي. حتَّى إذا صلَّيتُ العصر دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بين أبويَّ، أحدهما عن يميني، والآخر عن شمالي، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:"أمّا بعدُ، يا عائشةُ إنْ كنت ظلمت أو أخطأت أو أسأت فتوبي وراجعي أمر الله واستغفري. فوَعظني". وبالباب امرأة من الأنصار قد أسلمت فهى جالسة بباب البيت في الحُجرة، وأنا أقول: ألا تستحي أن تذكر هذا والمرأة تسمع؟ حتِّى إذا قضى كلامه، قلت لأبي وغَمَزتُه: ألا تكلَّم؟ فقال: وما أقول له. فالتفتُّ إلى أمِّي فقلت: ألا تكلَّمى؟ فقالت: وماذا أقول له. قالت عائشة: فحمدتُ الله وأثنيتُ عليه بما هو أهلُه، ثمَّ قلت: أمّا بعدُ، واللهِ لئِن قُلتُ لكم لقد فعَلتُ، واللّهُ يشهدُ أنِّي لبريئةٌ مَا فَعلتُ. لتقولون قد بَاءَت به على نفسِها فاعترَفت به. ولئِن قُلتُ لم أفعل، واللهُ
⦗ص: 305⦘
يعلمُ إنِّي لصادقة. ما أنتم بمصدِّقي. لقد دخل هذا في أنفُسِكم واستفاض فيكم، وما أجِدُ لي ولكم مثلًا إلا قول أبي يوسف العبد الصَّالحِ -وما أعرِفُ يومئِذٍ اسمه
(14)
-: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}
(15)
.
ونَزَل الوَحي ساعةَ قَضيتُ كلامي، فعرفتُ واللهِ البِشرَ في وجهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتكلَّم. فمسح جَبهته وجبينه، ثمَّ قال:"أبشري يا عائشة، فقد أنزل الله عز وجل عذركِ، وتلا القُرآن". فكنتُ أَشدَّ ما كُنتُ غَضْبا، فقال لي أبي وأُمِّي: قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: واللهِ لا أقُومُ إليه، ولا أحمَدُهُ، ولا إيَّاكما، ولكن أحمدُ الله عز وجل الذي أنزَلَ براءَتي. لقد سمعتم فما أنكرتُم، ولا جادلتم، ولا خاصمتم. فقال الرَّجُلُ
(16)
⦗ص: 306⦘
الذي قيل له ما قيل حين بلغه نُزول العُذُر: سبحان الله! فوالذي نفسي بيده ما كشفتُ قطُّ كَنَفَ أُنثى
(17)
. وكان مِسْطَحُ يتيما في حِجرِ أبي بكرٍ يُنفِقُ عليه. فحلف أبو بكر أن لا ينفع مِسْطحًا بنافعةٍ أبدا. فأنزل الله عز وجل: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى} إلى قوله: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}
(18)
فقال أبو بكر: بلى يا ربِّ إنِّي أُحبُّ أن تغفر لي، وفاضت عيناه؛ فبكى
(19)
.
(1)
ابن الزبير وهو موضع الالتقاء.
(2)
لإفك في الأصل الكذب، والمراد به هنا ما كذب عليها ورميت به رضي الله عنها. (انظر: النهاية 1/ 56، تفسير القرآن العظيم 6/ 17، المعجم الكبير للطبراني 23/ 134).
(3)
جاءت تسميتها "بريرة" كما في رواية البخاري في صحيحه (برقم 4750)، ومسلم في صحيحه (التوبة: رقم 56).
(4)
بدال مهملة ثم جيم: الشاة التي تألف البيت ولا تخرج إلى المرعى، وقيل هي كل ما يألف البيوت مطلقًا شاة أو طير. (الفتح 8/ 326، شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 163).
(5)
ما يجعل في العجين. (انظر: مختار الصحاح صـ 189).
(6)
بباء موحدة مفتوحة مخففة -على الأشهر- والمعنى: اتهموها. (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 170، فتح الباري 8/ 327).
(7)
الأنصاري رضي الله عنه وهو سيد الأوس (انظر: التقريب صـ 232).
ووقع خلاف بين شراح الحديث، هل ذكر سعد في هذا الحديث وهم أم لا؟
لأن حادثة الإفك كانت في غزوة المريسيع (سنة 6) وموت سعد بن معاذ بعد الخندق سنة أربع: ومن أجل ذلك ذهب جماعة من الشراح إلى أنه وهم، ولهذا لم يذكره ابن إسحاق في روايته.
والقول الثاني: أن الرواية صحيحة وأن الصواب أن غزوة المريسيع كانت سنة خمس والخندق كذلك سنة خمس، وهذا هو الذي انتصر له الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 327، 328) وأجاب على أصحاب القول الأول.
(8)
جاء التصريح به في رواية يونس بن يزيد: أنه سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج (انظر: الفتح 8/ 329).
(9)
هي الفريعة بنت خالد بن حبيش -أو خنيس- بن لوذان الخزرجية. (الإصابة 2/ 63، 873).
(10)
تقدمت ترجمته (19/ 118) وهو من بني النجار الأنصاري، الخزرجي.
(11)
القريشية التيمية، مشهور بكنيتها.
قال ابن سعد: أسلمت أم مسطح فحسن إسلامها وكانت من أشد الناس على مسطح حين تكلم مع أهل الإفك. (انظر: الإصابة 8/ 302، 303).
(12)
كذا في هذه الرواية والذي في الإصابة (8/ 303، 6/ 93) أبي بنت خالة أبي بكر.
(13)
ابن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي المطلي، كان اسمه عوفاً وأما مسطح فهو لقبه. (الإصابة 6/ 193).
(14)
جاء في رواية صالح بن كيسان عن الزهري: "قالت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرًا من القرآن" قال ابن حجر رحمه الله: "هذا توطئة لعذرها لكونها لم تستحضر اسم يعقوب عليه السلام".
وجاء في رواية أبي أويس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة (عند الطبراني في الكبير 23/ 111 رقم 151)"ونسيت اسم يعقوب لما بي من الحزن والبكاء واحتراق الجوف".
(15)
سورة يوسف (آية 18).
(16)
هو صفوان بن المعطل رضي الله عنه كما في رواية سعيد بن أبي هلال عن هشام بن عروة به، عند المصنف برقم (21158)، وانظر: تكملة فتح الملهم (12/ 69).
(17)
الكنف -بفتح الكاف والنون-: المراد به هنا: الثوب الذي يستر المرأة، وهو كناية عن كونه لم يقارب امرأة قط. (تكملة فتح الملهم 12/ 69).
(18)
سورة النور (آية 22).
(19)
أخرجه البخاري في صحيحه (الشهادات: باب تعديل النساء بعضهن بعضاً 5/ 322 رقم 2661) من طريق فليح بن سليمان عن هشام بن عروة به (مثله) أي مثل لفظ رواية فليح عن الزهري عن عروة به -وقد ساقه بتمامه-.
وأخرجه مسلم في صحيحه (التوبة: باب في حديث الإفك 4/ 2137 رقم 58) من طريق أبي أسامة (حماد بن أسامة) عن هشام بن عروة به.
فائدة الإستخراج: أخرج الإمام مسلم رحمه الله بعض لفظ رواية هشام بن عروة عن أبيه، وساقها المصنف تامة من طريق يونس بن بكير عن هشام، وساق الطبراني رواية أبي أسامة تامة (المعجم الكبير 23/ 108 رقم 150).
وقد تعقب الحافظ ابن حجر: صنيع الإمام البخاري عند ما قال "مثله" وقال الحافظ: بينهما تفاوت كبير. (الفتح 8/ 310).
وساق الإمام البخاري رحمه الله لفظ أبي أسامة عن هشام بن عروة به -بتمامه- معلقًا. (صحيح البخاري رقم 4757).
12152 -
حدَّثنا علي بن عبد العزيز بمكة، قال حدَّثنا ابنُ الأَصبهانيُّ
(1)
قال: حدَّثنا عليُّ بن مُسهِر، عن هشام بن عروة
(2)
، عن أبيه، عن عائشة قالت: لمَّا ذكُر من شأني للنَّبي صلى الله عليه وسلم ما ذكُر، وما علمت به. قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا فتشهَّد، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهلُه، ثمَّ قال:"أمّا بعدُ، فأشيروا عليَّ في ناسٍ أَبَنُوا أهلي. وأيمُ الله ما علمت على أهلي سوءًا قطُّ. وأَبَنُوا بمن واللهِ ما علمت عليه من سوءٍ قطُّ، ولا فى دخل بيتي قطُّ إلاَّ وأنا حاضِرٌ، ولا غِبتُ إلاَّ غابَ معي". فقام سعد بن معاذ فقال: "نَرى يا رسول الله أَنْ تَضرِب أَعناقَهم"
(3)
.
(1)
هو محمد بن سعيد بن الأصفهاني.
(2)
ابن الزبير وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
وقد تفرد المصنف بروايته من طريق علي بن مسهر من هذا الوجه كما يفهم من تتبع الحافظ ابن حجر رحمه الله لطرق الحديث في الفتح (8/ 310).
12153 -
حدَّثنا محمد بن علي بن زُهير، حدَّثنا عفَّان، حدَّثنا حمادُ بن سلمَة، أخبرنا هشام بن عروة
(1)
، عن عروة، أنَّ عائشة قالت: ولَّما تُحُدِّث بشأِني وشَاعَ. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا، وما أشعُرُ بة. ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفَرٍ من أصحابه فسألوا جاريةً لي نُوبيّة
(2)
؟ فقال
⦗ص: 308⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تعلمين من عائشة؟ " قالت: واللهِ ما أعلم منها شيئًا، إلاّ أنّها تنامُ فتدخُل الشاةُ فتأكُلُ خميرَها. فقال:"لسنا عن ذاك نسألُكِ؟ " فلمَّا فطِنَتْ قالت: سبحان الله! سبحان الله! واللهِ ما علمت من عائشةَ إلاَّ ما يعلمُ الصَّائغ من التِّبْرِ الأَحمر.
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، وقال: "أيُّها النَّاس أشيروا عليَّ فيمن أَبَنُوا أهلي، واللهِ ما علِمتُ عليهم
(3)
من سوءٍ قطُّ. وأَبَنُوهم بمن والله ما علمتُ عليه من سوءٍ قطُّ، ما دخل بيتي إلاّ وأنا شاهدٌ، ولا تغيَّبتُ إلاّ تغيَّبَ معي". فقال سعد بن معاذ: نَرَى يا رسول الله أنْ تَضرب أَعناقَهم. فقال رجلٌ من الخزرَج: كذبت، كذبت. واللهِ أما والله لو كانوا من رهطِك ما أمرت بذاك. حتَّى كاد أن يكون بين الأوس والخزرَج كونٌ. وكان يُتَحدَّث به عند عبد الله بن أُبيّ، فيتسمّعه، ويستوشيه، ويُذيعه. قالت: وكان ممن يُذيعه حسَّانُ بن ثابت، ومِسْطَحُ بن أُثاثة، وحمَنَةُ بنت جحش فيهِ لا تَسْتَمر لي. حتَّى خرجت لحاجتي ومعي أمُّ مِسْطَح، فبينا هي تمشي إذ عثُرَت، فقالت: تعِس مسْطَح. فقلت: سبحان الله! سبحان الله! على ما تسُبِّين ابنَك، وهو من
⦗ص: 309⦘
أهل بدرٍ؟ قالت: ثمَّ عثُرَت أيضًا فقالت: تعِس مِسْطَح أيضا. فقلت؟ تسُبِّين ابنك، وهو من أهل بدر؟ قالت: واللهِ ما أَسبُّه إلاّ فيك. فسألتُ وما شأني؟ فأخبَرتْها بالأمر. قالت: فذهبتْ حاجتي، فما أجد منها شيئا. قالت: فرجعتُ فدخلَ عليَّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأنا أبكِي. فقال: "ما شأنُكِ؟ "
(4)
. قال: وذكر الحديث
(5)
.
(1)
موضع الالتقاء هو هشام بن عروة.
(2)
هي بريرة كما تقدم - في الحديث (21151) - ونسبتها في هذه الرواية (نوبية) نسبة إلى النوبة -بضم ثم السكون، وباء موحدة- وهي بلاد واسعة عريضة في جنوبي مصر=
⦗ص: 308⦘
= (انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1394).
(3)
جاء في الأصل "عليه" ووضع فوقها (صـ). كي يبيّن أنّ معناها غيرُ صحيح، والصحيح:"عليهم" وهو المثبت كما في المعجم الكبير للطبراني (23/ 106 رقم 149) من طريق حجاج بن المنهال عن حماد بن سلمة به.
(4)
تقدم تخريجه برقم (21151).
فائدة الاستخراج:
1 -
تعيين نسبة (بريرة) رضي الله عنها.
2 -
تفسير (الداجن) - في رواية أبي أسامة عن هشام بأنها الشاة- كما في رواية حماد بن سلمة عند المصنف.
(5)
ساق الإمام الطبراني رحمه الله الحديث بتمامه (المعجم الكبير 23/ 106 رقم 149).
12154 -
حدَّثنا إبراهيم بن عبد الله بن أبي شيبة أبو شيبة، حدَّثنا أحمد بن حنبل، حدَّثنا محمد بن أبي عدي، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة قالت: ولمَّا نزل عُذري، قام رسول الله فذكر ذاكَ وتلا القُرآن. فلمّا نزل، أُتي [برجلين]
(1)
وامرأةٍ
⦗ص: 310⦘
فضُربوا حدّهم
(2)
.
(1)
هذا هو الصواب، كما في رواية الإمام أحمد في المسند (6/ 35) ومن طريقه أخرج المصنف هذه الرواية.
وكذلك في رواية جميع من أخرج الحديث -كما سيأتي- من طريق ابن أبي عدي عن ابن إسحاق به.
وجاء في الأصل: "برجلٍ"وهو خطأ، ومما يقوي خطأ ذلك قوله في آخر الحديث "فضربوا".
قال الإمام القرطبي رحمه الله: المشهور من الأخبار والمعروف عند العلماء أن الذي حد=
⦗ص: 310⦘
= حسان ومسطح وحمنه، ولم يسمع بحدٍ لعبد الله بن أبي -ثم ذكر رحمه الله سبب ترك الحد للمنافق عبد الله بن أبي- (الجامع لأحكام القرآن 12/ 201 - 202)، وانظر في ذلك أيضاً: زاد المعاد لابن القيم (3/ 263)، فتح الباري (8/ 337، 339).
(2)
الحديث من هذا الوجه -رواية عمرة بنت عبد الرحمن- تفرد به المصنف عن الإمام مسلم.
وإسناد هذه الرواية حسن بسبب محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث في رواية يونس بن بكير (عند البيهقي في السنن الكبرى 8/ 250).
والحديث من هذا الوجه أخرجه: أبو داود (السنن 4/ 618 رقم 4474)، والترمذي (الجامع: 5/ 314 رقم 3181 - وجاء في المطبوع.: عروة- وصوابه عمرة كما تحفة الأشراف 12/ 408).
وابن ماجه (السنن 2/ 857 رقم 2567)، والنسائي (السنن الكبرى 4/ 325 رقم 7351)، وأحمد (المسند 6/ 35) وغيرهم من طريق ابن أبي عدي عن محمد بن إسحاق به.
تنبيهات:
أولًا: جاءت تسمية الذين قذفوا عائشة رضي الله عنها في حديث أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. وهم مسطح وحسان وحمنة وعبد الله بن أبي بن سلول -وهو الذي تولى كبره-.
أخرج هذه الرواية الإمام مسلم في صحيحه موصولًا والبخاري في صحيحه معلقًا، وقد تقدم تخريجها تحت حديث رقم (12148). وكذلك أخرجها أحمد في المسند (6/ 59)، والترمذي في جامعه (5/ 310 - رقم 3180)، وجاء أيضًا من طريق حماد بن سلمة كما في الحديث السابق.
ثانيًا: ظاهر هذه الرواية إقامة الحد على رجلين -وهما حسان ومسطح- والمرأة -وهي حمنة- رضي الله عنهم أجمعين.=
⦗ص: 311⦘
= وجاء التصريح بتسميتهم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البزار في مسنده (3/ 240 رقم 2663) وحسن إسناده الهيثمي (مجمع الزوائد 9/ 230) وابن حجر (مختصر زوائد البزار 2/ 354).
وأما عبد الله بن أبي بن سلول -وهو الذي تولى كبر هذا الإفك- فإنه لم يحد على المشهور عند العلماء -كما تقدم- وقد جاء في حديث أبي اليسر الأنصاري: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام الحد على حسان ومسطح وعبد الله بن أبي"(أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 23/ 124 رقم 163) وفي إسناده اسماعيل بن يحي التيمي وهو كذاب. (انظر: مجمع الزوائد 6/ 180، الميزان 1/ 253).
ثالثًا: عزا الحافظ ابن حجر رحمه الله رواية عمرة عن عائشة (الفتح 8/ 310) للبخاري في صحيحه في كتاب الشهادات.
وقد أخرج البخاري حديث عائشة -في قصة الإفك- في أكثر من عشرين موضعًا، وقد تتبعتها فلم أجد فيها رواية عمرة عن عائشة، ثم رجعت إلى تحفة الإشراف (المجلد 12) ولم أقف على رواية البخاري لها عن عائشة في هذا الحديث، وإنما رواه عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة به -عند أصحاب السنن (تحفة الأشراف 12/ 408) - فليتنبه. والله أعلم.
12155 -
حدَّثنا العبَّاس بن الوليد العُذري، حدَّثنا محمد بن شُعيب، حدَّثنا عثمان بن عطاء، عن أبيه
(1)
، عن الزهري
(2)
، عن عروة، وعن سعيد، وعن أبي سلمة، وعن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة: "أنّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد سَفرًا أقرع بين نِسائِه، فمن
⦗ص: 312⦘
خرج سهمها خرج بها معه". وذكر الحديث بطوله
(3)
.
(1)
هو عطاء بن أبي مسلم الخرساني.
(2)
موضع الالتقاء هو الزهري.
(3)
الحديث تقدم تخريجه برقم (21149) من طرق عن الزهري.
وإسناد المصنف ضعيف بسبب عثمان بن عطاء وقد اضطرب في روايته عن أبيه فمرة رواه على الصواب كما سيأتي برقم (21156) وهنا رواه على الخطأ.
ومما يدل على ضعف الإسناد وعدم ضبطه: أن الحفاظ من أصحاب الزهري رووه عنه عن شيوخه الأربعة (سعبد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله)، ولم يذكروا أبا سلمة بن عبد الرحمن.
وفي هذا الإسناد: جعل أبا سلمة مكان علقمة.
وقد خولف عثمان في روايته فرواه عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وكلثوم بن محمد كلاهما عن عطاء بن أبي مسلم عن الزهري كما رواه الجماعة (انظر: المعجم الكبير 23/ 74 رقم 140).
وأما رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة، فهي من غير طريق الزهري، وسيأتي الكلام عليها (رقم 21161).
12156 -
حدَّثنا ابن الغمطريف
(1)
[*]
قال: حدَّثنا محمد بن شعيب، حدَّثنا عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن الزهري
(2)
قال: حدّثني عروة،
⦗ص: 313⦘
وسعيد، وعبيد الله بن عبد الله، عن عائشة، ح.
وحدَّثنا أحمد بن يحيى بن عميرة التِنِّيسيُّ، قال: حدَّثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن قال: سمعت عطاء بن أبي مسلم الخراساني يحدِّث، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أنَّها قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج في سَفرٍ أقرع بين نِسائِه، فأيَّتُهُنَّ خرج سهمُها خرجَ بها معه". قالت: "فأقْرع بيننا في غَزوة غَزاها فخَرج سَهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد ما نَزَل الحِجَاب". ودكر الحديث بطوله
(3)
.
(1)
هكذا في الأصل، وكذلك الأصل من إتحاف المهرة (17/ 231 حاشية 1)، وأثبت المحقق في المطبوع من إتحاف المهرة:(ابن الغطريف)، وقال أنه في نسخة (هـ) من الإتحاف، ولعله أبو أحمد محمد بن الغطريف الغطريفي العبدي الجرجاني. (انظر: الأنساب 9/ 159، السير 14/ 419، 16/ 354) أ. هـ. قلت: وهذا الاحتمال ضعيف؛ لأن محمد بن الغطريف من تلاميذ المصنف كما في السير (14/ 419)، وليس من شيوخ المصنف -ولم ترد له رواية في المستخرج- فيما وقفت عليه ولم أقف له على ترجمة، والله أعلم.
(2)
موضع الالتقاء في الإسنادين هو الإمام الزهري رحمه الله.
(3)
تقدم تخرج الحديث برقم (21155).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة وإتحاف المهرة (22163): (الغمطريف)، وفي النسخة الجزائرية [6/ ق 47/ أ] ونسخة السخاوي من إتحاف المهرة (6/ ق 107/ ب):(الغمطريق)، ونسخة ابن شاهين (ه) من الإتحاف منقولة عن نسخة السخاوي، وهو الصواب، وابن الغمطريق هو أبو عمرو أحمد بن محمد بن عثمان الثقفي، وقد ترجمه محققو الكتاب على الصواب بهذه النسبة تحت حديث (1769)، كما ذكره ابن عساكر بهذه النسبة في تاريخ دمشق (5/ 406) وتفرد بها فيما أعلم، وأشار إلى روايته عن محمد بن شعيب، ورواية أبي عوانة عنه، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 72): كتبنا عنه، وهو صدوق لا بأس به، وانظر: تاريخ الإسلام للذهبي (6/ 275)، الثقات لابن قطلو بغا (2/ 57).
12157 -
حدَّثنا محمد بن خلف العسقلانيُّ، ومحمد بن عبد الوهاب العسقلانيُّ، قالا: حدَّثنا آدمُ بن أبي إِياسٍ، قال: حدَّثنا أبو شيبة شعيب بن رُزيق
(1)
، قال: حدَّثنا عطاء الخراساني، عن محمد بن
⦗ص: 314⦘
مسلم بن شِهاب الزهري، حدثني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، كلهم يحدِّثُ عن عائشة أمّ المؤمنين في قول الله عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} إلى آخر الآية
(2)
، قال
(3)
: "كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فأيَّتُهنَّ خرج سهمُها خرج بها معه". قالت: "فخرج سهمِي في غزوةِ غزاها، فخرجتُ معه، وذلك بعدما نَزَل الحِجاب. فأنا أُحمل في هَودجٍ. فلمّا قَضى غزوته رجع، ودَنا من المدينة، خرجتُ ليلةً لشأني". وذكر الحديث بطوله.
قالت عائشة: وكان أبو أيوب الأنصاري حين أَخْبَرتْه امرأتُه بقول أهل الإِفكِ قال: {مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}
(4)
.
(1)
الشامي، وثقه الدارقطني وقال رحمه الله: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ.
ملحوظة: جاء في حاشية المحقق على تهذيب الكمال: أن الدارقطني قال ضعيف وأحال إلى العلل -مخطوط- ولما رجعت إلى العلل المطبوع (7/ 117 - 118) ذكر الإختلاف على عطاء الخراساني وذكر جملة من الرواة ثم قال وجميع من يرويه عن عطاء ضعيف لا يمكن الحكم بقوله. اهـ.
وهذا الإطلاق قد يحمل على أكثر الرواة أو غير ذلك من الإحتمالات التي لا يمكن بها أن ندفع تصريح التوثيق المتقدم عن الداقطني، أو يقال بأن للدارقطني قولان في الراوي، والله أعلم.=
⦗ص: 314⦘
= انظر: الثقات (8/ 308)، الجرح (4/ 346)، تهذيب الكمال (12/ 524)، التقريب (صـ 267).
(2)
سورة النور (آية 11).
(3)
كذا في الأصل.
(4)
تقدم تخرج الحديث برقم (21155).
12158 -
حدَّثنا أبو إبراهيم الزهري
(1)
، حدَّثنا يحيى بن سليمان، أخبرنا ابن وهب، ح.
وحدَّثنا أبو علي بن شاكر
(2)
، حدَّثنا حرملة، حدَّثنا ابن وهب، أخبرني
⦗ص: 315⦘
عمرو بن الحارث، عن ابن أبي هلال -يعني: سعيد-، عن هشام بن عروة
(3)
، عن أبيه، عن عائشة قالت: إنّ الذي قيل فيه ما قيل يعني: صفوان بن المُعَطِّل
(4)
- لماّ بلغه الحديث الذي قيل فيه قال: "واللهِ ما كشفتُ امرأة قطُّ حلالًا ولا حرامًا". ثمَّ قُتِل شهيدا في سبيل الله.
قال سعيد: زاد حرملة: يقال: إنَّه رجلٌ من بني سُليم
(5)
.
(1)
هو أحمد بن سعيد بن إبراهيم -تقدم-.
(2)
السمرقندي -تقدم-.
(3)
ابن الزبير وهو موضع الالتقاء.
(4)
هو صفوان بن المعطل بن رُبيعة -بالتصغير- بن خزاعي بن محارب بن مرة بن فالج بن ذكوان السلمي ثم الذكواني كما في (الإصابة 3/ 440)، وجاء في رواية معمر عن الزهري (في صحيح مسلم التوبة 56): صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني.
(5)
تقدم تخريجه برقم (21153).
فائدة الاستخراج: جاء في رواية مسلم "وقد بلغ الأمر ذلك الرجل" مبهماً، وجاءت تسمية عند المصنف وبيان نسبه وهذه التسمية في هذا الموضع من طريق هشام بن عروة عن أبيه محل نظر لأن الحديث جاء من طريق حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه -به- وقال في آخره: وكان عروة لا يسميه. (أخرج هذا الطريق الطبراني في المعجم الكبير 23/ 129 رقم 166).
12159 -
ز- حدَّثنا أبو خيثمة علي بن عمرو بن خالد المصري
(1)
، حدَّثنا أبي
(2)
، حدَّثنا عَتَّاب بن بَشير
(3)
، عن خُصيف
(4)
،
⦗ص: 316⦘
عن مِقسم
(5)
، عن عائشة قالت: "دخلت
(6)
عليَّ أمُّ مِسْطَح فخرجتُ إلى حَشٍ
(7)
إلى حاجة، فوطِيَتْ أمُّ مِسْطَح على عظمٍ أو شوكة، فقالت: تعِس مِسْطَح. فقلت: بِئس ما قلتِ. ابنُك، ورجلٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقالت: أشهدُ أنَّك من الغافلات المؤمنات. أتدرين ما قد طَارَ عليك؟ قالت: لا واللهِ. قالت: متى عهدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بك؟ فقلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في أزواجه ما أحَبَّ، يُدني من أحَبَّ منهنَّ ويُرجي من أحَبِّ. قالت: فإنّه طِيْرَ عليك كذا وكذا. قالت: فخررتُ مغشيةً عليَّ. فبلغ أُمَّ رُومان أميّ. فلمّا بلغها أنَّ عائشة قد بلغها الأمر أتتني فحملتني، فذهبت بي إلى بيتها. فبلغَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغها الأمر.
⦗ص: 317⦘
فجاء إليها فدخل عليها وجلس عندها". وذكر الحديث
(8)
.
غريبٌ
(9)
، لا يوجد له في الدنيا إلاّ بهذا الإسناد
(10)
.
(1)
لم أقف عليه، وقد توبع: تابعه أخوه محمد بن عمرو بن خالد عند الطبراني في المعجم الكبير (23/ 117 رقم 152).
(2)
هو عمرو بن خالد الحراني ثم المصري.
(3)
الجزري، وثقه ابن معين، وقال النسائي ليس بذاك، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ.
انظر: الجرح (7/ 12)، تهذيب الكمال (19/ 287)، التقريب (صـ 380).
(4)
-مصغر- ابن عبد الرحمن الجزري: وثقه ابن معين وأبو زرعة والعجلي، وضعفه أحمد=
⦗ص: 316⦘
= والنسائي، وقال أبو حاتم: صالح يخلط وتكلم في سوء حفظه.
وقال ابن حجر: صدوق سيئ الحفظ خلط بآخره ورمي بالإرجاء.
انظر: الجرح (3/ 403)، تهذيب الكمال (8/ 257)، التقريب (193).
(5)
-بكسر أوله- ابن بجرة، أبو القاسم مولى ابن عباس. (التقريب صـ 545).
(6)
جاء في الأصل "دخل" ووضع عليها في الأصل: (صـ) ليُشير إلى صحتها كذلك دون
معناها، والمثبت "دخلت" وهو كذلك في رواية الطبراني في المعجم الأوسط (6/ 270 رقم 6389)، والكبير (23/ 117) عن شيخه محمد بن عمر بن خالد عن أبيه به.
(7)
بالفتح، وهو موضع قضاء الحاجة، وأصله من الحش وهو البستان لأنهم كانوا كثيرا ما يتغوطون في البساتين. (انظر: النهاية 1/ 390).
ملحوظة: جاء هذا السياق عند المصنف وكذلك الطبراني في المعجم الأوسط (6/ 270) بمثل لفظ المصنف، وأما في المعجم الكبير (23/ 117) فجاءت اللفظة:"حير عاد" ولم يتبين لي معناها، واخشى أنها تصحيف، وجاء اللفظ في مجمع الزوائد (9/ 229)"فخرجت، لحاجة إلى حش".
(8)
هذا الحديث مما تفرد به المصنف -من هذا الوجه-.
وقد رواه الطبراني في المعجم الكبير (23/ 117 رقم 152)، والأوسط (6/ 270 رقم 6389)، من طريق محمد بن عمرو بن خالد عن أبيه به.
وقد أعل الإمام أبو عوانة هذه الرواية لما فيها من المخالفات والزيادات التي لم ترد في الطرق الصحيحة عن عائشة.
(9)
هذا يفهم منه التضعيف لهذه الرواية والتفرد بها، وبيان ذلك:
1 -
ضعف الإسناد حيث أن عتاب بن بشير وخصيف فيهما ضعف، وقد تفردا بهذه الرواية، وقال الإمام الطبراني رحمه الله: لم يرو هذا الحديث عن مقسم إلا خصيف تفرد به عتاب بن بشير ا. هـ. (المعجم الأوسط 6/ 272).
2 -
المخالفة في لفظه للروايات الصحيحة عن عائشة من طريق الحفاظ الذين عُرفوا بالرواية عنها كعروة وعلقمة وأبي سلمة وسعيد بن المسيب وغيرهم، فخالفهم مقسم مولى ابن عباس، فأتى بألفاظ لم يأت بها الحفاظ وهو أقل منهم درجة في الحفظ والإتقان لحديث عائشة والله أعلم.
وقد حكم الإمام أحمد على رواية عتاب عن خصيف بأنها منكرة، وقال الإمام أحمد: وما أرى إلا أنها من قبل خصيف.
انظر: الجرح (7/ 13)، تهذيب الكمال (19/ 287 - 288) وهذا يؤيد تضعيف المصنف لهذه الرواية.
(10)
وهذا مما يدل على سعة إطلاع المصنف رحمه الله تعالى على الروايات ومخارجها لهذا الحديث.
12160 -
ز- حدَّثنا أبو بكر أحمد بن زهير بن حرب، حدَّثنا خالد بن خِداش، حدَّثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مُليكة، عن
⦗ص: 318⦘
عائشة قالت: "لمّا بلغني ما بلغني، أردتُ أن أذهب إلى القليب، فأرمي بنفسي فيه"
(1)
.
(1)
هذا الحديث بهذا اللفظ من زيادات المصنف رحمه الله، وإسناده صحيح.
وأخرجه أيضًا الطبراني (المعجم الكبير 11/ 121 رقم 157) قال حدثنا أحمد ابن القاسم بن مساور الجوهري حدثنا خالد بن خداش به.
قال الحافظ ابن حجر: إسناده صحيح (الفتح 8/ 322).
12161 -
ز- حدَّثنا أبو داود الحرّاني، حدَّثنا أبو الوليد
(1)
، حدَّثنا أبو عَوانة، ح.
وحدَّثنا النَّهرتِيريُّ
(2)
، حدَّثنا أحمد بن عَبْدة، حدَّثنا أبو عَوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه
(3)
، عن عائشة قالت: رُميتُ بما رُميتُ به وأنا غافلة، حتَّى بلغني بعد ذلك. فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم-عندي جالسٌ إذ أُوحِي إليه، وكان إذا أوحِيَ إليه أخذته شبه السُّبات، فلمّا سُرِّي عنه مسح وجهه، وتلا:{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ} إلى قوله {مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ}
(4)
". هذا لفظ النَّهرتِيري.
وقال أبو داود في حديثه: "وأنا غافلةٌ، فبلغني ذلك ضُحى، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي جالسٌ". وقال أيضا: مسح وجهه، وقال: "أبشِري
⦗ص: 319⦘
فقلت بحمد الله لا بحمدك
(5)
.
(1)
هشام بن عبد الملك الطيالسي.
(2)
هو يعقوب بن عبيد.
(3)
هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.
(4)
سورة النور (آية 23 - 26).
(5)
الحديث تفرد به المصنف بهذا اللفظ -وإسناده حسن-، وقد أخرجه الطبراني (المعجم الكبير 23/ 121 رقم 156) من طريق يحيى الحماني عن أبي عوانة- الوضاح- به، وكذلك أخرجه الطبري (في تفسير سورة النور آية 23 (جـ 9/ 290) من طريق أحمد بن عبدة الضبي عن أبي عوانة به.
12162 -
حدَّثنا ابن الفرجي
(1)
، حدَّثنا ليث بن حمّاد
(2)
، وسليمان بن أيوب
(3)
، قالا: حدَّثنا أبو عَوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن عائشة
(4)
، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حديث الإِفكِ
(5)
.
(1)
هو محمد بن يعقوب الفرجي.
(2)
أبو عبد الرحمن الصفار البصري، ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد ثم قال: وكان صدوقًا.
انظر: تاريخ بغداد (13/ 16).
(3)
لعله أبو أيوب صاحب البصري، قدم بغداد وحدث بها. قال ابن معنِن: ثقة صدوق حافظ معروف. (انظر: تاريخ بغداد 9/ 48، تهذيب التهذيب 4/ 173).
(4)
أم المؤمنين، وهي موضع الالتقاء.
(5)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12163 -
حدَّثنا أبو محمد يحيى بن سافري
(1)
، حدَّثنا زكريا بن عَدي، حدَّثنا المُحاربي
(2)
، عن أبي سعد البَقَّال
(3)
قال: قلت
⦗ص: 320⦘
لعبد الرحمن بن الأسود: هل كان أبوك فيما يدخل على عائشة [يسألها]
(4)
عن أمرها؟ قال: نعم. قال
(5)
: قلت لها: يا أمَّ المؤمنين أو يا أمَّتاه أخبريني كيف كان أمرُكِ؟ قالت: "ما أخبرك يا بُنيّ، تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليّ أحوف،
(6)
، وأنا صبيّة بنت لستِّ سنين، ولا عندي شحمٌ ولا لحمٌ ولا ما يرغب فيه الرّجال، أخوضُ في ماء المطر بمكة. فلمّا بلغني أنَّه تزوجني ألقى الله عليَّ الحياء. ثمَّ إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر وأنا معه قد حمُلتُ إليه، فدخل بي وأنا بنت تسع سنين. ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سار مسيرًا، فخرجت معه، كنت في حِدَاجَةٍ لي -يعني: الهودج.- عليها ستور، وأنا
⦗ص: 321⦘
خفيفة، فإذا جلستُ فيها احتملوها، وأنا فيها فشدُّوها على ظهر البعير، فخرجتُ لحاجتي، ثمَّ رجعت، فإذا هم قد أذنوا بالرَّحيل، فجلستُ في الحِداجة قد رأوني حين حرّكت الستور، فضربت بيدي إلى صدري فإذا أَنا قد نسيت قِلادةً كانت عليَّ من جَزْع
(7)
حيثُ كُنتُ، فخرجتُ مُسرعةً في طلبها، فرجعت فإذا القوم قد ساروا، وإذا أنا لا أرى إلا الغُبار من بعيد، وإذا هم حملوا الحِداجة، فحملوها على ظَهر البعير وهم يَرون أَنِّي فيها؛ لِمَا رَأوا من خِفَّتي. وإذا أَنا برجلٍ آخذ برأس بعيره. فقلت من الرّجُل؟ فقال: صفوان بن المُعَطِّل. أأمَّ المؤمنين؟ قلت: نعم. قال: إِنَّا لله وإنّا إليه راجعون. فقلت: أدبِر بوجهِك وَطَأ ذراع بعيرك حتَّى أركب. قال: أفعلُ ونِعمةُ عينٍ وكرامة. قالت: فركبتُ فأتينا النِّاس". وذكر الحديث
(8)
.
⦗ص: 322⦘
[كان في الأصل قد كتب تمام هذا الحديث وبعده حديثان، قد قرأتُ ذلك ولم أكتبه، أحدهما: عن الشيباني، عن أشياخه، عن عائشة. والآخر: عن خُصيف، عن مِقسم، عن عائشة]
(9)
.
(1)
هو يحي بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري.
(2)
هو عبد الرحمن بن محمد بن المحاربي (كما في إسناد الطبراني في المعجم الكبير 23/ 118 رقم 153).
(3)
هو سعيد بن المرزبان.
(4)
ما بين معكوفتين ساقط من الأصل، ومثبت في إسناد المصنف كما في (إتحاف المهرة 16/ 1028 رقم 21549).
(5)
القائل هو الأسود بن يزيد النخعي، وهو الذي يروي هذا الحديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، كما جاء التصريح به في رواية الطبراني (23/ 118 رقم 153).
(6)
هذا هو الصواب كما في المتن المثبت في إتحاف المهرة (16/ 1027 رقم 21549)، وهو كذلك في رواية الطبراني في المعجم الكبير (23/ 130 رقم 154) من طريق أبي سعيد الأعور عن عبد الرحمن بن الأسود به.
وجاء في الأصل "حدل" وهو خطأ.
والحوف: -جاء تفسيره في رواية الطبراني- قال: والحوف شيء يصنعه الأعراب -[وفي المطبوع من المعجم الأعراف وهو خطأ مطبعي]- على الصبيان من سور يلبسه الأعراب أبنائهم. اهـ.
وجاء تفسيره في النهاية (1/ 462) ثوب لا كمين له تلبسه الصبية، وقيل سيور تشدها الصبيان عليهم. ا. هـ
(7)
بفتح الجيم وإسكان الزاي: خرز يماني في سواده بياض كالعروق. (وجاء في رواية معمر عن الزهري في صحيح مسلم التوبة: 56): جزع ظفار، وظفار قرية في اليمن. انظر:(شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 157) فتح الباري (8/ 313)، التوضيح لابن الملقن (16/ 570).
(8)
الحديث الوارد في قصة الإفك تقدم تخريجه تحت حديث رقم (21149).
فائدة الإستخراج: ما جاء في رواية الأسود بن يزيد عن عائشة من زيادات في صدر الحديث ليست في روايات مسلم في صحيحه.
وهذه الزيادات في إسنادها ضعف لأن مدارها على أبي سعد البقال وهو ضعيف كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 230).
(9)
ما بين المعكوفتين من كلام الناسخ رحمه الله تعالى، وهذا يدل على ضبطه وإتقانه لنسخ هذا الكتاب العظيم. والحديثان اللذان لم يكتبهما وأشار إليهما:
الأول: حديث الشيباني عن أشياخه عن عائشة:-
وقد ساق الحافظ ابن حجر إسناده ومتنه:
قال الإمام أبو عوانة رحمه الله: حدثنا أبو محمد يحيى بن سافري، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا المحاربي عن الشيباني عن أشياخه عن عائشة رضي الله عنها قالت:"نزلت فيّ أياتٍ كادت الأمة أن تهلك فِيّ، فبرأني الله، وجعلني طيبة لطيب، وأعد لي مغفرةً وأجرًا عظيمًا". (إتحاف المهرة 17/ 683 رقم 23039).
والشيباني هو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني:
والحديث بهذا اللفظ يعتبر من زيادات المصنف، وقد تفرد ول من هذا الوجه، وفي إسناده ضعف بسبب الإبهام في شيوخ أبي إسحاق الشيباني والله أعلم.
الحديث الثاني: حديث خصيف عن مقسم عن عائشة رضي الله عنها.
وقد تقدم هذا الحديث بإسناده ومتنه (رقم 2159) وليس عند المصنف رواية مقسم عن عائشة في قصة الإفك إلا إسناد واحد ومتن واحد -وهو المتقدم- (وانظر: إتحاف المهرة 17/ 572 رقم 22816).
12164 -
حدَّثنا محمد بن النعمان بن بشير المقدسي، حدّثنا
قاسم بن يزيد بن عوانة
(1)
، حدَّثنا يحيى بن كثير
(2)
،
⦗ص: 323⦘
عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن أبي سلمة، وسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله جميعهم، عن عائشة قالت: كنّ النِّساءُ لم يهبِلن
(3)
مُثقَّلة -أي لم يسمنّ-، كما يَهْبِلنّ بعد بالسّويقِ، فأَتوا على هودجي فحملوه، [يحسبوني فيه]
(4)
لحداثتي وخِفَّتي، فشدّوه على البعير وساقوه مع الإبل، وكان صفوان بن المُعَطِّل الذَّكواني قد رآني قبل الحجاب، فأتى علىِّ وأنا نائمة، فواللهِ ما استيقظتُ إلّا باسترجاعه. وذكر الحديث بطوله
(5)
(6)
.
(1)
هو أبو صفوان القاسم بن يزيد بن عوانة الكلبي -هكذا في الرواة عن يحيى بن كثير في تهذيب الكمال (31/ 502) - ولم أقف على ترجمته.
(2)
أبو النضر صاحب البصري، ضعفه أكثر الأئمة كابن معين وأبي حاتم والدارقطني وابن حجر =
⦗ص: 323⦘
= وغيرهم. (انظر: الجرح 9/ 182)، تهذيب الكمال (3/ 502)، التقريب (ص 595).
(3)
المهبل الكثير اللحم الثقيل الحركة من السمن. (انظر: فتح الباري 8/ 814، التوضيح 16/ 571).
(4)
جاء في الأصل "يحسبون لحداثتي" وفوق نون "صـ" ولعل ما أثبت هو الصواب، وجاء في صحيح مسلم "يحسبون أني فيه".
(5)
تقدم تخريجه برقم (21159).
وذكر أبي سلمة من طريق الزهري تفرد به يحيى بن كثير عن عبد الرحمن بن إسحاق.
ويحيى ضعيف كما تقدم، والمحفوظ من الروايات الكثيرة الصحيحة عن الزهري أنه يرويه عن شيوخه الأربعة علقمة وسعيد وعبيد الله وعروة -كما تقدم-.
(انظر: التعليق على حديث رقم: 12155).
(6)
كتب في الأصل بعد الحديث: (حديث محمد بن النعمان هذا مكتوب عليه: ما كان في نسخة القُشيري وكان في نُسخة البيهقي. قلت: ولا أدري هو داخل في سماع شيخنا أم لا؟ وقد قرأته إنْ صحَّ سماعه!).
12165 -
ز- حدَّثنا ابنُ أبي خَيثمة، وأبو بكر أحمد بن إسحاق
⦗ص: 324⦘
الوزان
(1)
، قالا: حدَّثنا خالد بن خِداش، حدَّثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مُليكة قال: قالت عائشة: لمّا تكلَّم النَّاس في الإِفكِ، هممتُ أن أذهب فأُلقي نفسي في القَلِيب
(2)
.
(1)
هذا هو الصواب وقد تقدمت ترجمته تحت حديث رقم (2689)، وجاء في الأصل: الوراق، وفي إتحاف المهرة (17/ 43)، جاء ذكر اسمه دون نسبه.
(2)
تقدم هذا الحديث برقم (21160) بإسناده ومتنه، وزاد هنا ذكر شيخه أبي بكر أحمد بن إسحاق الوزان.
12166 -
ز- حدَّثنا هلال بن العلاء، حدَّثنا مسلم بن إبراهيم، عن مالك بن مِغْول، عن أبي حُصين
(1)
، عن مجاهد، عن عائشة قالت لما نزل عُذرُها: قَبَّل أبو بكر رأسها. فقالت: ألا عذرتني؟ فقال: أيُّ سماء تُظِلُّني وأيُّ أرضٍ تُقِلُّني إذا قلت ما لا أعلم
(2)
.
(1)
هو عثمان بن عاصم بن حصين الاسدي.
(2)
هذا الأثر من زيادات المصنف ورجاله تقات.
ولم أقف عليه عند غير المصنف، وقد جاء بنحو هذا الأثر من طريق أبي معمر عن أبي بكر قال:"أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله بغير علم" أخرجه ابن عبد البر (جامع بيان العلم وفضله 2/ 833 - 834 رقم 1561) -بسند حسن- ثم قال ابن عبد البر وذكر مثل هذا عن أبي بكر الصديق وميمون بن مهران وعامر الشعي وابن أبي مليكة. ا. هـ
وانظر أيضًا: الدر المنثور (15/ 251 ت: التركي).
12167 -
ز- حدَّثنا عبد البر
(1)
بن عبد العزيز أبو قيس الحرّاني
⦗ص: 325⦘
بمصر، حدَّثنا عبد الله بن جعفر، حدَّثنا عبد الله بن المبارك، عن مالك بن مِغْول بإسناده مثله
(2)
.
(1)
كذا في الأصل هذا هو الصواب، وقد تقدمت ترجمته (انظر حديث 352) وجاء في =
⦗ص: 325⦘
= إتحاف المهرة (17/ 512) عبد الله، وهو خطأ.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12168 -
ز- حدَّثنا علي بن حرب، حدَّثنا محمد بن فضيل، عن حُصين
(1)
، عن أبي وائل
(2)
، عن مسروق قال: سألتُ
(3)
أُمَّ رُومان
(4)
، وهي أمُّ عائشة، إذ قيل لها ما قيل، فأنزل الله عز وجل عذرها؟ فقالت: بينا أَنا وعائشة جالستين إذ ولجت علينا امرأة من الأنصار وهي تقول: فعل الله بفُلان كذا وكذا. قالت عائشة: لمَ؟ قالت: إنّه فيمن حدّث الحديث. قالت: أيُّ حديثٍ؟ فأخبَرَتْها
(5)
. قالت: أفسمِع ذلك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر؟ قالت: نعم. فخرَّت مغشيًا عليها، فما قامت إلّا وعليها حُمَّى
⦗ص: 326⦘
بنَافِضٍ
(6)
. وجاء النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: "ما لهذه؟ ". قلنا: حُمَّى أخذتها. قال: "لعلَّه من أجلِ حديث تُحُدِّث به؟ ". فقعدتْ فقالت: واللهِ لئن حلفتُ لا تُصدِّقوني، ولئن اعتذرتُ لا تعذروني. فمثلي ومثلكم مثل يعقوب وبنيه، {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}
(7)
. قالت: فانصرف النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله تعالى ما أنزل. فأتاها فأخبرها. فقالت: بحمد الله لا بحمد أحد
(8)
.
إلى هنا لم يخرِّجاه.
(1)
ابن عبد الرحمن الواسطي. كما في (فتح الباري 7/ 502).
(2)
هو شقيق بن سلمة كما في (فتح الباري 7/ 502).
(3)
وفي رواية البخاري في صحيحه (رقم 4147): حدثتني أم رومان.
(4)
بنت عامر الفراسية زوج أبي بكر الصديق وأم عائشة وعبد الرحمن، يقال اسمها زينب. (انظر: الإصابة 8/ 206، التقريب صـ 756).
(5)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: طرق حديث الإفك مجتمعة على أن عائشة رضي الله عنها بلغها الخبر من أم مسطح، وفي هذا الحديث أنها سمعته من امرأة من الأنصار.
وطريق الجمع بينهما: أنها سمعت ذلك أولًا من أم مسطح، ثم ذهبت لبيت أمها لتستيقن الخبر منها فأخبرتها أمها بالأمر مجملًا، ثم دخلت عليها الأنصارية فأخبرتها. (الفتح 8/ 323 بتصرف يسير).
(6)
أي برعدة شديدة. (انظر: النهاية 5/ 97).
(7)
سورة يوسف (آية 18).
(8)
هذا الحديث من زيادات المصنف على صحيح مسلم، وإسناده صحيح.
وقد أخرجه البخاري في صحيحه في مواضع منها: (المغازي: باب حديث الإفك 7/ 500 رقم 4143) من طريق أبي عوانة عن حصين به، وفي (الأنبياء: باب قول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ} 6/ 482 رقم 3388) قال حدثنا محمد بن سلام أخبرنا ابن فضيل به.
تنبيه: تكلم الخطيب البغدادي رحمه الله في إسناد هذا الحديث -وتبعه غيره- بأن مسروقا لم يدرك أم رومان لأنها ماتت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أجاب الحافظ ابن حجر رحمه الله بما يدفع ذلك بأن الرواية في الصحيح ثابتة بالتصريح بالسماع، ثم بين أن الصحيح أن أم رومان تأخرت وفاتها بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
انظر: هدي الساري (392)، فتح الباري (7/ 502)، التقريب (صـ 756)، الإصابة (8/ 207).
فائدة: لقد أطال الإمام أبو عوانة رحمه الله في تتبع طرق حديث عائشة رضي الله عنها -في قصة الإفك- وبيان ألفاظه، واختلاف مخارجه مما يدل على إمامته وسعة إطلاعه على طرق الحديث وألفاظه رحمه الله، وممن أجاد في تتبع ألفاظه وطرقه أيضًا الإمام الطبراني في المعجم الكبير (23/ 50 - 130) فرحمه الله وجميع علماء المسلمين وجمعنا بهم في جنات النعيم.
12169 -
حدَّثنا عليُّ بن سهل بن المغيرة، قال: حدَّثنا عَفَّانُ بن مُسلِم
(1)
، قال: حدَّثنا حمَّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: "أنَّ رجلا كان يُتَّهمُ بأُمِّ إبراهيم
(2)
، فبعثَ النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم عليًا ليقتُلَه، فذهب إليه فوجدَه في رَكيٍ
(3)
يتبرَّدُ فيه، فقال له عليٌّ: نَاولني يدك؟ فنَاوله، فجذبه فأخرجه، فإذا هو مَجْبُوبٌ ما لى ذكًرٌ. فأتى عليٌّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره"
(4)
.
حديث عزيز
(5)
.
(1)
الصفار وهو موضع الالتقاء.
(2)
هي مارية القبطية، أم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(انظر: الإصابة 8/ 111).
(3)
الركية هي البئر (انظر: النهاية 2/ 261).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (التوبة: باب براءة حرم النبي صلى الله عليه وسلم من الريبة 4/ 2139 رقم 59) حدثنا زهير بن حرب حدثنا عفان به.
فائدة الإستخراج: تسمية عفان في الإسناد.
(5)
هذا الحديث تفرد به الإمام مسلم دون أصحاب الكتب الستة، وقد أخرجه الإمام أحمد (المسند 3/ 281) حدثنا عفان به، وكذلك الحكم في المستدرك (4/ 39) من طريق عفان به.
وللحديث شاهد عن علي رضي الله عنه: أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (12/ 474 رقم 4953)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 92)، والبخاري في تاريخه (1/ 177) من طريق ابن إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن علي عن آبيه عن جده به.
وإسناده حسن، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث في إسناد البخاري في تاريخه (1/ 177). والله أعلم.
بابُ بيانِ نِفاقِ عبد الله بن أبَيٍّ
(1)
، ورأفَة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم به، واستغفارِه له، وصلاتِه عليه، ونسخِ إباحةِ الصلاة على المنافِقين، والدليلِ على إباحةِ إِخراجِ الميِّتِ بعدما يُدخلُ حُفرَتَه، وإعادةِ الكَفنِ عليه
(2)
.
(1)
هو عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج. (جاء نسبه ضمن ترجمة ابنه عبد الله الصحابي رضي الله عنه، انظر: الإصابة 4/ 155).
(2)
هذا الباب وما بعده مندرج تحت أبواب في "المنافقين"، وبهذا التبويب اعتمد الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة هذا التبويب في إحالاته لأحاديث الأبواب القادمة، (انظر على سبيل المثال: إتحاف المهرة 4/ 574، 3/ 289 رقم 3027، 3/ 179 رقم 2775)، وهو الموافق (كتاب صفات المنافقين وأحكامهم في صحيح مسلم (4/ 2140).
12170 -
حدَّثنا سَعْدان بن نَصر، قال: حدَّثنا سفيان بن عُيينة
(1)
، عن عمرو بن دينار، سمع جابر بن عبد الله يقول:"أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قَبْرَ عبد الله بن أُبيٍّ بعدما أُدخل حُفرته، فأمر به فأُخرِج، فوضعهُ على رُكبتيه أو فخِذيه، فنَفثَ عليه من رِيقِه، وأَلبسَه قميصه" فالله أعلم
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو سفيان بن عيينة.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه (الجنائز: باب الكفن في القميص
…
3/ 165 رقم 1270) حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا ابن عيينة به.
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين 4/ 2140 رقم 2) من طرق عن ابن عيينة به.
فائدة الإستخراج: جاء لفظ المصنف: "فأمر به فأخرج" مبينًا للفظ رواية مسلم =
⦗ص: 329⦘
= "فأخرج من قبره".
12171 -
حدَّثنا الدَّبريُّ، عن عبد الرزاق، عن ابن عُيينة
(1)
، عن عَمرو بإسناده مثله
(2)
.
(1)
هو سفيان بن عيينة، وهو موضع الإلتقاء.
(2)
تقدم تخريجه برقم (21170).
12172 -
حدِّثنا السُّلميُّ، قال حدَّثنا عبد الرزاق
(1)
، أخبرنا ابن جُريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبي بعدما أُدخِل حُفرتَه. فذكر مثل حديث سفيان
(2)
.
(1)
ابن همام الصنعاني وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين 4/ 2141 رقم 2 مكرر) قال حدثنا أحمد بن يوسف حدثنا عبد الرزاق به.
وتقدم تخريج البخاري للحديث (انظر ما تقدم برقم 21170).
12173 -
أخبرنا محمدُ بن مُحرِز، قال: حدَّثنا أبو أُسامة
(1)
، قال: حدَّثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: لمّا مات عبد الله بن أبي بن سَلول، جاء ابنُه
(2)
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يُعطيه قميصه يُكفَّن فيه. فأعطاه. ثمَّ سأله أن يُصلِّي عليه. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُصلِّي عليه. فأَخذَ عمر بثوبه، فقال: يا رسول الله أتُصلِّىِ عليه! وقد نهاكَ الله أنْ
⦗ص: 330⦘
تُصلّيَ عليه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّمَا خيَّرني الله فقال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً}
(3)
، وسأزيد على سبعين. فقال عمر: إنَّه مُنافق! فصلَّى عليه. فأَنزل الله: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}
(4)
(5)
.
(1)
هو حماد بن أسامة، وهو موضع الالتقاء.
(2)
هو الصحابي الجليل عبد الله بن عبد الله بن أبي رضي الله عنه. (انظر الإصابة 4/ 155).
(3)
سورة التوبة (آية 80).
(4)
سورة التوبة (آية 84).
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه (التفسير: باب قول الله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} 8/ 184 رقم 4670) قال حدثنا عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة به.
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين 4/ 2141 رقم 3) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة به.
12174 -
حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور البصري، قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد القطّان
(1)
، قال: حدّثني عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أنّ عبد الله بن أبي لمّا تُوفي جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اعطِني قميصك أُكَفِّنه فيه، وصلِّ عليه، واستغفر له؟ فأعطاه قميصه، ثمَّ قال: آذنّي به حتّى أُصلِّي عليه. فآذنه. فلمّا أراد أن يُصلي عليه، جذبه عمر، وقال: أليس قد نهَاك أن تُصلِّيَ على المُنافقين؟ فقال: أَنَا بين خَيرتين. قال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} . فصلَّى عليه. فنزلت هذه الآية: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ
⦗ص: 331⦘
مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}. فترك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الصلاة عليهم
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو يحيى القطان.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين 4/ 2141 رقم 4) قال حدثنا محمد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد قالا حدثنا يحي وهو القطان به.
وتقدم تخريج البخاري للحديث (انظر الحديث رقم 21173).
فوائد الإستخراج:
1 -
تسمية يحيى في إسناد المصنف.
2 -
ساق المصنف لفظ رواية يحيى القطان تامًا، واكتفى الإمام مسلم بسياق الإسناد ثم قال: -نحوه أي لفظ أبي أسامة-، وزاد قال: فترك الصلاة عليهم.
12175 -
حدَّثنا علي بن عبد العزيز
(1)
، قال: حدَّثنا أبو عُبيد
(2)
، قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد
(3)
بإسناده نحوه
(4)
.
(1)
البغوي.
(2)
هو القاسم بن سلام. (انظر تهذيب الكمال 23/ 354).
(3)
القطان وهو موضع الالتقاء.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12176 -
حدَّثنا هلال بن العلاء، قال: حدَّثنا حسين بن عيّاش، قال: حدَّثنا زهير
(1)
، عن أبي إسحاق أنّه سمع زيد بن أَرْقم، يقول: خرجنا مع رسول الله في سفر
(2)
أصاب النّاسَ فيه شِدَّةٌ، فقال عبد الله بن
⦗ص: 332⦘
أبي -وأنا أسمعه- لأصحابه: لا تُنفِقوا على من عند رسول الله حتَّى ينفضُّوا من حوله. وقال: لئِن رجعنا إلى المدينة ليُخرِجَنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ. فأتيتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك. فأرسل إلى عبد الله بن أُبيّ، وسأله. فاجتهد يمينه ما فعل. فقالوا: كذبَ زيدٌ يا رسول الله. قال: فوقع في نفسي ما قالوا أشدّه، حتى أَنزل الله عز وجل تصديقي، في:{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ}
(3)
". قال: ودعاهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ليَستغفِر لهم. فلوّو رؤوسهم. وقوله: {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ}
(4)
". قال: رجالًا أَجملَ شيءٍ
(5)
.
(1)
ابن معاوية كما في إسناد مسلم في صحيحه - وهو موضع الالتقاء.
(2)
جاء في رواية البخاري "في غزاة" قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وهذه الغزاة وقع في رواية محمد بن كعب عن زيد بن أرقم عند النسائي أنها غزوة تبوك، ويؤيده قوله في رواية زهير "في سفر أصاب الناس فيه شدة" وأخرج عبد بن حميد بإسناد صحيح عن =
⦗ص: 332⦘
= سعيد بن جبير مرسلًا: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل منزلًا لم يرتحل منه حتى يصلي فيه، فلما كان غزوة تبوك نزل منزلًا فقال عبد الله بن أبي
…
فذكر القصة" والذي عليه أهل المغازي أنها غزوة بني المصطلق وسيأتي في حديث جابر ما يؤيده ا. هـ (الفتح 8/ 512، 517)، وانظر التعليق على حديث (11278) عند المصنف من المستخرج جـ 19/ 437).
(3)
سورة المنافقون (آية 1).
(4)
سورة المنافقون (آية 4).
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه (التفسير: باب سورة المنافقين 8/ 512 رقم 4900) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق به.
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين 4/ 2140 رقم 1) من طريق الحسن بن موسى عن زهير به.
فائدة الإستخراج:
1 -
ليس في لفظ رواية المصنف قول زهير المدرج في رواية مسلم في صحيحه. =
⦗ص: 333⦘
= 2 - جاء لفظ المصنف: (فقالوا: كذب زيد) وعند مسلم "فقال: كذب زيد" ويؤيد لفظ المصنف ما جاء في رواية المصنف وكذلك رواية مسلم "فوقع في نفسي مما قالوه".
12177 -
حدَّثنا أبو أميّة، قال: حدَّثنا سُحيم
(1)
شيخٌ من حرّان، حدَّثنا زهير بإسناده مثله
(2)
.
(1)
هو محمد بن القاسم الحراني -لقبه سحيم- وتقدمت ترجمته. (وانظر الجرح 4/ 304، 8/ 66).
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12178 -
أخبرنا محمد بن يحيى
(1)
في انتِخَابِ أبي زكريا الأعرج
(2)
عليه، قال: أخبرنا عبد الرزاق
(3)
، ح.
وذكر محمد بن عبيد الكوفي
(4)
، قال: حدَّثنا عبد الرزاق بن عمر
(5)
،
⦗ص: 334⦘
قال: حدَّثنا يحيى بن زكريا
(6)
، عن الأعمش، عن عمرو بن مُرَّة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن زيد بن أَرْقم، قال: لمّا قال ابنُ أبي ما قال. جئتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته. فحلف ما قال. فجعلَ النَّاس يقولون: ما ذاك أن تجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكذب؟ حتَّى جلستُ في البيت، مخافةَ إذا رأوني قالوا: هذا الذي يكذِب. حتَّى أُنزِل: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ} الآية
(7)
.
وقال محمد بن عُبيد: فلمّا نزلت: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} ، بعث إليّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فدعاني فقرأها علىَّ
(8)
.
(1)
هو الذهلي، وهو شيخ المصنف وهو الراوي عن عبد الرزاق عن همام الصنعاني. (انظر تهذيب الكمال 26/ 617).
(2)
هو يحيى بن زكريا النيسابوري لقبه حيويه.
(3)
ابن همام الصنعاني.
(4)
علقه عن محمد بن عبيد -وهو شيخ المصنف- وتقدم موصولًا في الإسناد الأول.
(5)
البزيعي -بموحدة مفتوحة وزاي- الشروي، ذكره المزي في التهذيب وقال: روى عنه محمد بن عبيد بن عتبة الكندي، وقال: كان من خيار الناس، وذكره ابن حبان في المجروحين وقال: يقلب الأخبار ويسند المراسيل لا يجوز الإحتجاج به إذا انفرد. ا. هـ وذكره أيضًا في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق.
انظر: الثقات (8/ 412)، المجروحين (2/ 160)، تهذيب الكمال (18/ 51)، التقريب (صـ 354).
تنبيه: في سياق الإسنادين نلاحظ أن المصنف فرق بين عبد الرزاق بن عمر =
⦗ص: 334⦘
= فسماه، وأهمل عبد الرزاق في الإسناد الأول بناءًا على المشهور أنه الصنعاني والراوي عنه الذهلي، ويشتركان (عبد الرزاق الصنعاني وابن عمر البزيعي) في الرواية عن ابن أبي زائدة.
بينما نلاحظ أن الحافظ ابن حجر في سياقه لأسانيد أبي عوانة (إتحاف المهرة 4/ 594) نجد أهمل تسمية عبد الرزاق بن عمر، فأورده مهملا فيظن أنهما في الإسنادين شخص واحد فيتنيه.
(6)
ابن أبي زائدة -وقد جاء التصريح به في إتحاف المهرة (4/ 594) -.
(7)
سورة المنافقون (آية 7).
(8)
تقدم تخريجه برقم (21176).
والحديث من هذا الوجه -من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن زيد بن أرقم- علقه البخاري في صحيحه تحت رقم (4902) ووصله النسائي في السنن الكبرى (رقم 11594)، والطبراني في المعجم الكبير (رقم 4979) من طريق يحيى بن زكريا بن أبى زائدة، عن الأعمش به. =
⦗ص: 335⦘
= فوائد الإستخراج:
1 -
متابعة عبد الرحمن بن أبي ليلى لأبي إسحاق السبيعي في الرواية عن زيد بن أرقم.
2 -
في حديث ابن أبي ليلى عن زيد مغايرة يسيرة في بعض ألفاظه.
12179 -
حدَّثنا أحمدُ بن يوسف السُّلميُّ، قال: حدَّثنا عمرُ بن عبد الوهاب الرِياحِي، قال: حدَّثنا المعتمر
(1)
قال: حدَّثنا قُرّة
(2)
، عن أبي الزُّبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يصعدُ ثنيّة المَرَارِ
(3)
، فإنَّه يُحطُّ عنه ما حُطَّ عن بني إسرائيل". فكان أوّل من صعِدها خيلُنا خيلُ الخزرَج، حتَّى تتامَّ النَّاس بعدُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلُّكم مغفور له، إلّا صاحب الجمل الأحمر". قال: فنظرنا فإذا أعرابيٌّ
(4)
على جمَلٍ يَنشُدُ ضالَّةً. فقلنا: تعالَ يستغفر لك رسول الله. فقال: واللهِ لئن أجِدُ ضالتي أحبَّ إليَّ من أن يستغفر لي صاحبُكم
(5)
.
(1)
ابن سليمان التيمي.
(2)
ابن خالد -كما في صحيح مسلم- السدوسي، وهو موضع الالتقاء.
(3)
الثنية في الجبل كالعقبة فيه، وقيل هو الطريق العالي فيه، والمرار -بضم الميم أو فتحها- وهذه الثنية عند الحديبية -قريبا من مكة- وكانت عقبة شاقة.
انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 184)، النهاية (1/ 226).
(4)
قال القاضي: قيل هو الجد بن قيس المنافق. (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 184).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين: 4/ 2144 رقم 12) من طريق معاذ العنبري عن قرة به.
12180 -
حدَّثنا أبو عبد الله المروزي
(1)
، قال: حدَّثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ
(2)
، قال: حدَّثنا أبي عن قُرَّة، ح.
وحدَّثنا أبو المثنَّى
(3)
، قال: حدَّثنا عمِّي
(4)
، قال: حدَّثنا أبي، حدَّثنا قُرَّة بإسناده نحوه
(5)
.
(1)
لعله أبو عبد الله محمد بن علي المروزي -وهو شيخ المصنف- وقد تقدمت ترجمته (انظر حديث رقم 6366).
(2)
العنبري -وهو شيخ مسلم في هذا الحديث- وهو موضع الالتقاء.
(3)
هو معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ -كما في إتحاف المهرة (3/ 496).
(4)
هو عبيد الله بن معاذ العنبري، وهو شيخ مسلم في هذا الحديث وهو موضع الالتقاء.
(5)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
بابُ عددِ منافِقِي أصحاب العَقَبَةِ
(1)
، وما جاءَ فِيْهِم.
(1)
صرح المصنف بأنهم منافقي أصحاب العقبة: والمراد بالعقبة هنا هي التي على طريق تبوك اجتمع المنافقون فيها للغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فعصمه الله منهم، وليست العقبة المشهورة التي كانت بها بيعة الأنصار رضي الله عنهم. (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 183)، تكملة فتح الملهم 12/ 82).
12181 -
حدَّثنا أبو عُبيدة بن أبي هنَّاد
(1)
، وأبو أميَّة، قالا: حدَّثنا أبو نُعيم، قال: حدِّثنا الوليد بن جمُيع
(2)
، قال: حدَّثنا أبو الطُّفيل
(3)
، قال: كان بين حُذيفة وبين رجلٍ بعضُ ما يكون، فقال: أَنْشُدك الله كم كان أصحاب العقبة؟ قال القوم: أخبِره عمّا سألك عنه. فقال الرّجل: كُنَّا نُخبَرُ أنَّهم أربعَ عشرة. فإن كُنتَ فيهم، فكانوا خمسَ عشرة. أشهدُ بالله أنَّ الاِثنى عشر منهم حربٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. وأمّا ثلاثةٌ
(4)
فعذرهم الله. قالوا: ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا علِمنا ما يُريدُ
(5)
.
(1)
هو السري بن يحيى بن السري.
(2)
موضع الالتقاء هو الوليد بن جميع.
(3)
هو عامر بن واثلة رضي الله عنه.
(4)
أي من الخمسة عشر من أهل العقبة لأنهم لم يريدوا شرًا. (انظر: تكملة فتح الملهم 12/ 83).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين 4/ 2144 رقم 11) من طريق أبي أحمد الكوفي عن الوليد بن جميع به.
12182 -
حدَّثنا أبو عُبيدة بن أخي هنّاد، والصغانيُّ، قالا: حدَّثنا
⦗ص: 338⦘
أبو نُعيم، قال: حدَّثنا الوليد بن عبد الله بن جمُيع
(1)
، قال: حدّثني أبو الطُّفيل، أنَّ حُذيفة قال: خرجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فبلغه أنَّ في الماءِ قِلّة -الذي يَرِدْه- فأمر منادِيًا فنادى في النّاس:"لا يسبِقني إلى الماءِ أحدٌ". فأتى الماءَ وقد سبقَهُ قومٌ. "فلعنهُم"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو الوليد بن عبد الله بن جميع.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق، وهو تتمة للحديث السابق.
فائدة الاستخراج: ساق المصنف حديث حذيفة مفرقًا، - وهو بإسناد واحد.
ففي الحديث السابق ساق خبر المنافقين، وفي هذا الحديث ساق خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وفيه تسمية الغزوة التي وقع فيها هذا الخبر.
وساقه مسلم رحمه الله في سياق واحد.
12183 -
حدَّثنا يوسُف
(1)
بن مسلم، وأبو حمُيد
(2)
، قالا: حدَّثنا حجاج
(3)
، قال: حدَّثنا شعبة
(4)
، عن قتادة، عن أبي نَضرَة، عن قيس بن عبّاد، قال: قلنا لعمّار: أرأيت هذا الأمر -يعني: قتالهَم- أرأيٌ رأيتُموه، فإنّ الرائي يُخطئ ويُصيب، أم عهدٌ عهدَه إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما عهِد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى النّاس كافَّة. وقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ في أُمَّتي - قال شعبة: أحسبه
⦗ص: 339⦘
قال: حدّثني حُذيفة:- اثنا عشرَ منافقا، لا يدخلون الجنّة، ولا يجِدون ريحها، حتّى يلِج الجملُ في سَمِّ الخِيَاط
(5)
. ثمانيةٌ منهم تَكْفِيكَهم الدُّبَيْلَةُ
(6)
سِراج من نار -وقال أحدهما: شَرارٌ من نار-، يظهر في أكتافهم ينجُم
(7)
من ظُهورهم"
(8)
.
رواه غُندر
(9)
كذا بالشّك، قال شعبة: أحسب أَنَّه قال: حدّثني حذيفة
(10)
: "اثنا عشر منافقا".
وقدّم مسلم حديث شاذان
(11)
بلا شك، -رواه عن ابن أبي شيبة-، على حديث غُندر
(12)
.
(1)
هو يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي.
(2)
هو أحمد بن أحمد بن المغيرة الأزدي.
(3)
ابن محمد المصيصي أبو محمد. (انظر تهذيب الكمال 5/ 454).
(4)
ابن الحجاج وهو موضع الالتفاء.
(5)
هو ثقب الابرة -وهو تعليق بالمحال بمعنى النفي- (انظر شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 182، تكملة فتح الملهم 12/ 80).
(6)
بضم الدال تصغير للدَبل (بفتح الدال) بمعنى الطاعون، وهي خراج ودمّل كبير تظهر في الجوف تقتل غالبًا. (انظر: النهاية 2/ 99، تكملة فتح الملهم 12/ 80).
(7)
أي يظهر ويرتفع (انظر تكملة فتح الملهم 12/ 81).
(8)
اخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين 4/ 2143 رقم 10) من طريق محمد بن جعفر (غندر) عن شعبة به.
(9)
هو محمد بن جعفر -ومن طريقه أخرج مسلم الحديث كما تقدم-.
(10)
كذا في صحيح مسلم -وهو الصواب- وجاء في الأصل (طائفة)، وهو خطأ. والله أعلم.
(11)
هو الأسود بن عامر وأخرج روايته مسلم في صحيحه كما سيأتي.
(12)
سبب تقديم مسلم لرواية شاذان هو الجزم وعدم الشك: بأن عمارًا سمعه من حذيفة خالفه غندر -وهو أحفظ وأثبت في شعبة- وكتابه هو الحكم بين أصحاب شعبة. (انظر: شرح العلل لابن رجب 2/ 703) ووافقه أيصًا على الشك الحجاح بن محمد =
⦗ص: 340⦘
= وقد تقدمت روايته برقم (12183).
12184 -
حدَّثنا سعيد بن مسعود
(1)
، والصغانيُّ، وعمار
(2)
، قالوا: حدَّثنا شاذان الأَسود بن عامر
(3)
، قال: حدَّثنا شعبة بن الحجاج، عن قتادة، عن أبي نَضرَة، عن قيس، قال: قلنا لعمّار: أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر عليٍ، أرأيًا رأيتموه، أو شيئًا عهِده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا لم يعهده إلى النّاس كافّة. لكنّ حذيفة أخبرني عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، قال: قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "في أصحابي اثنا عشر مُنافقا. فيهم ثمانيةٌ لا يدخلون الجنّة حتّى يَلِجَ الجملُ في سَمِّ الخِيَاط"
(4)
.
(1)
ابن عبد الرحمن المروزي.
(2)
ابن رجاء التغلبي.
(3)
موضع الالتقاء هو شاذان الأسود بن عامر.
(4)
أخرجه مسلم في صحيح (صفات المنافقين 4/ 2143 رقم 9) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن الأسود به.
فائدة الاستخراج: ذكر لقب (الأسود بن عامر) شاذان في الإسناد.
بابُ بيانِ عِقابِ الثَّقَفِيَّينِ في قولِهما أو القُرشِيَّين، وأنّه قدْ كانَ في غيرِ الأنصارِ نِفاقٌ.
12185 -
حدَّثَنَا الصغانيُّ، قال: حدَّثَنَا الحُميدي، قال: حدَّثنا سفيان
(1)
، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر
(2)
، عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: اجتمع عند البيت
(3)
ثلاثة نفر، قُرشيّان وثقفيٌّ
(4)
، أو ثقفيّان وقُرشيٌّ، قليلةٌ فِقه قلوبهم، كثيرةٌ شُحوم بطونهم. فقال أحدهم: أترون اللَّه يسمع ما نقول؟ فقال الآخَر: يسمع إذا جهَرنا، ولا يسمع إذا أخفينا. وقال الآخَر: إنْ كان يسمع إذا جهَرنا، فإنّه يسمع إذا أخفينا. فأنزل اللَّه عز وجل:{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ} الآية
(5)
(6)
.
(1)
ابن عيينة وهو موضع الالتقاء.
(2)
هو عبد اللَّه بن سخبرة الأزدي.
(3)
أي عند الكعبة (فتح الباري 8/ 425).
(4)
ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله: الخلاف في تسمية هؤلاء. (انظر الفتح 8/ 424).
(5)
سورة فصلت (آية 22).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه (التفسير: باب قوله تعالى: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ} "وذلكم ظنكم
…
" 8/ 424 رقم 4817) قال حَدَّثَنَا الحميدي به.
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين 4/ 2141 رقم 5) قال حَدَّثَنَا محمد بن أبي عمر حَدَّثَنَا سفيان به. =
⦗ص: 342⦘
= فائدة الاستخراج: تسمية ابن مسعود في الإسناد.
12186 -
حدَّثَنَا أبو العباس الغزي، قال: حدَّثَنَا الفِريابي، قال: حدَّثَنَا سفيان
(1)
، عن الأعمش، عن عُمارة بن عُمير، عن وهب بن ربيعة، عن عبد اللّه، قال: اجتمع ثلاثةٌ عند الكعبة، كثيرٌ شحمُ بطوفم، قليلٌ فِقه قلوبهم، ثقفيٌّ وقُرشيَّان. فتحدّثوا بينهم بحديث. فقال أحدهم: أترون اللَّه يسمع إذا رفعنا، ولا يسمع إذا خَافتنا؟ قال الآخَر: قد كان يسمع منه شيء لأنّه يسمعه. قال: فذكروا ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فنزلت: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ} الآية
(2)
(3)
.
رواه مسلم عن أبي بكر بن خلّاد، عن سفيان، قال: حدّثني سليمان. بهذا الإسناد مثله
(4)
.
(1)
الثوري وهو موضع الالتقاء.
(2)
سورة فصلت (آية 22).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين 4/ 2142 رقم 5 مكرر) قال حَدَّثَنَا أبو بكر بن خلاد حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد عن الثوري به.
وتقدم تخريج البخاري للحديث. (انظر تخريج الحديث السابق).
(4)
انظر الحاشية السابقة.
باب [ ......... ]
(1)
المُنَافِقِينَ الذينَ رَجَعُوا من أحدٍ، ومَنْ تَخَلَّف عن النّبِيّ صلى الله عليه وسلم
-.
(1)
طمس غير واضح في الأصل بمقدار كلمتين.
12187 -
حدَّثَنَا الصغانيُّ، قال: حدَّثَنَا أبو النّضر
(1)
، قال: حدَّثَنَا شعبة
(2)
، عن عدي بن ثابت، عن عبد اللّه بن يزيد، عن زيد بن ثابت، قال: خرج ناس مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلى أُحد، فرجع ناس ممن كان معه. فكان أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِرقتينِ، فرقة تقول: نقتلهم. وفرقة تقول: لا نقتلهم. قال: فنزلت هذه الآية: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ
(3)
وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ
(4)
بِمَا كَسَبُوا} إلى آخر الآية
(5)
(6)
.
(1)
هو هاشم بن القاسم.
(2)
ابن الحجاج وهو موضع الالتقاء.
(3)
الفئة: الجماعة. (انظر: فتح الباري 8/ 105).
(4)
أي بددهم، وقيل أهلكهم. (انظر: المرجع السابق).
(5)
سورة النساء (آية 88).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه (التفسير: باب قول اللَّه تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ} 8/ 104 رقم 4589) من طريق غندر وابن مهدي عن شعبة به.
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين 4/ 4142 رقم 6) من طريق معاذ العنبري عن شعبة به.
12188 -
حدَّثَنَا أبو قِلابة، قال: حدَّثَنَا بشر بن عمر
(1)
، قال: حدَّثَنَا
⦗ص: 344⦘
شعبة
(2)
، عن عدي، عن عبد اللَّه بن يزيد، عن زيد بن ثابت، مثله بمعناه
(3)
.
(1)
الزهراني.
(2)
ابن الحجاج وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12189 -
حدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، قال: حدَّثَنَا سعيد بن أبي مريم
(1)
، قال: حدَّثَنَا محمد بن جعفر بن أبي كثير
(2)
، قال: أخبرني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، أنّ رجالا من المُأفقين في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، كان إذا خرج النَّيِّ صلى الله عليه وسلم إلى الغزو، وتخلّفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خِلاف رسول اللَّه. فإذا قدم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه، وحلفوا، وأحبُّوا أن يحمدوا بما لم يفعلُوا. فنزلت:{لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ}
(3)
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء هو سعيد بن أبي مريم.
(2)
هكذا جاء في الصحيحين وغيرهما. وفي الرواة عن زيد بن اسلم. (تهذيب الكمال 10/ 14) وجاء في الأصل: جعفر بن محمد: وهو خطأ.
ملحوظة: وهذا الحديث عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (5/ 332 - 333) إلى ابن حبان، ولم يعزه إلى أبي عوانة - فليستدرك - وساق إسناده على الصواب (محمد بن جعفر بن أبي كثير).
(3)
سورة آل عمران (آية 188).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه (التفسير: باب قول اللَّه تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} 8/ 81 رقم 4567) قال حَدَّثَنَا سعيد بن أبي مريم به.
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين 4/ 2142 رقم 7) قال حَدَّثَنَا =
⦗ص: 345⦘
= الحسن بن علي ومحمد بن سهل قالا حَدَّثَنَا ابن أبي مريم به.
12190 -
حدَّثَنَا يوسف بن مسلم، والمخرِّمي
(1)
، والصائغ المكي
(2)
، وعباس الدوري، قالوا: حدَّثَنَا حجاج
(3)
، عن ابن جُريج، قال: اُخبرني ابن أبي مُليكة، أنّ حمُيد بن عبد الرحمن بن عوف أخبره، أنّ مروان قال: اذهب يا رافع - لبوّابه - إلى ابن عباس، فقل: لئِن كان كلُّ امرئٍ منَّا فرِحَ بما أُوتي، وأحبَّ أن يُحمد بما لم يَفعَل مُعذَّبًا، لنُعذَّبنَّ أجمعون. فقال ابن عباس: ما لكم ولهذه الآية؟ إنّما نزلت هذه في أهل الكتاب. ثمَّ تلا ابن عباس: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ}
(4)
. وتلا ابن عباس: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا}
(5)
. فقال ابن عباس: "سألهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن شيءٍ فكتموه، وأخبروه بغيره. فخرجوا، وقد أروه أنَّهم أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه، وفرحوا بما أوتوا من كتمانهم إيَّاه ما سألهم عنه"
(6)
.
(1)
هو أحمد بن ملاعب أبو الفضل البغدادي.
(2)
هو محمد بن إسماعيل الصائغ -كما في الرواة عن حجاج بن محمد - (انظر: تهذيب الكمال 5/ 454).
(3)
المصيصي وهو موضع الالتقاء.
(4)
سورة آل عمران (آية 187).
(5)
سورة آل عمران (آية 188).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه (التفسير: باب قول اللَّه تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} =
⦗ص: 346⦘
= 8/ 81 رقم 4568) من طريق هشام عن ابن جريج.
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين 4/ 2142 رقم 8) قال حَدَّثَنَا زهير بن حرب وهارون قالا حَدَّثَنَا حجاج بن محمد به.
باب بيان عِقاب المُنافِقِ الَّذِي بَدَّلَ دِيْنَه عِلى [
…
]
(1)
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، والَّذي رَغِبَ عن اِستغفَارِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
-.
(1)
طمس غير واضح في الأصل بمقدار كلمة. ويحتمل أنها: "عهد".
12191 -
حدَّثَنَا أحمدُ بن يوسف السلميُّ، قال: حدَّثَنَا عمرُ بن عبد الوهاب الرِياحِيُّ، قال: حدَّثَنَا المعتمرُ بن سليمان، عن قُرَّة، ح.
وحدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن نَصر المروزيُّ، حدَّثَنَا عبيد اللَّه بن معاذ بن معاذ، ح.
وحدَّثنا أبو المثنّى معاذ بن المثنّى، قال: حدَّثَنَا عمّي، قال: حدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا قُرَّة بن خالد، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "من يصعدِ الثَّنية ثنيّة المَرار، فإنَّه يُحطُّ عنه كما يُحَطَّ عن بني إسرائيل". قال: فكان أوّل من صعِدها خيلُنا خيلُ الخزرجَ، ثمّ تتامَّ النَّاس. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"كلُّكُم مغفور له، إلاّ صاحب الجمل الأحمر". فأتيناه فقلنا له: تعال يستغفر لك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. [قال]
(1)
: واللّهِ لئن أجِدُ ضالتي، أحبَّ إليَّ من أن يستغفر
⦗ص: 347⦘
لي صاحبُكم. وإذا هو يَنشُد ضالةً له
(2)
.
(1)
ما بين المعكوفين ساقط من الأصل في هذا الموضع، وقد تقدم هذا الحديث برقم:(12179)، (12180). وكذلك في صحيح مسلم (صفات المنافقين رقم (12) وفيها إثبات (قال) في هذا الموضع.
(2)
تقدم تخريج الحديث بهذه الأسانيد برقم (21179، 21180).
12192 -
حدَّثَنَا محمد بن حيويه، قال: حدَّثَنَا أبو سلمة
(1)
التبوذكي، قال: حدَّثَنَا سليمان بن المغيرة
(2)
، عن ثابت، عن أنس، قال: كان منّا رجلٌ من بني النجَّار
(3)
- قال ثابت: قد سمَّاه لنا - قد قرأ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم البقرة وآل عمران، وكان من قرأهما في ذلك الزمان كان له الفضل. فكان يكتب لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثمَّ لحِق بأهل الكتاب. فعجبوا له، وقالوا: هذا كان يكتب لمحمدٍ! فما لبث إلاّ قليلًا حتّى قَصَم اللَّه عُنُقه
(4)
[فيهم]
(5)
، وحفروا له فأوسعوا وواروه. فأصبحت الأرض وقد نَبَذَته على وجهها. ثمَّ عادوا أيضًا فحفروا له وواروه. فأصبحت الأرض وقد نَبَذَته على وجهها. ثمَّ حفروا له الثالثة، فواروه الأرض. فأصبحت الأرض قد نَبَذَته على وجهها. فتركوه مَنبُوذًا على وجهها
(6)
.
(1)
هو موسى بن إسماعيل.
(2)
موضع الالتقاء هو سليمان بن المغيرة.
(3)
لم أقف على تسمية. (تكملة فتح الملهم 12/ 85).
(4)
أي أهلكه، فمات فيهم والعياذ باللّه. (المصدر السابق).
(5)
جاء في الأصل: "فيه" والتصويب من صحيح مسلم.
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين 4/ 2145 رقم 14) من طريق أبي النضر عن سليمان بن المغيرة به.
12193 -
حدَّثَنَا الربيع بن سليمان، حدَّثَنَا أسد بن موسى، ح.
وحدَّثنا إدريس بن بكر، قال: حدَّثَنَا أبو سلمة
(1)
، قالا: حدَّثَنَا حماد بن سلمة، عن ثابت
(2)
، عن أنس، أنّ رجلا كان يكتب لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا أملى عليه:{سَمِيعًا عَلِيمًا} . فيكتبُ: سميعا بصيرًا. يقول: دعها وهذا النحو. فيقول: "دعها". قال: وكان قد قرأ البقرة وآل عمران. فكان من قرأهما فقد قرأ قُرآنًا كثيرًا. فتنصَّر الرجلُ بعدُ. فقال: قد كنت أكتبُ لمحمدٍ ما شئتُ. فيقولُ لي: ما كتبت؟ فأقول كذا وكذا. فيقول: دعه. فمات. فدفن، فنبذته الأرض. ثمّ دفن فنَبَذَته الأرض. قال أبو طلحة: فذهبت حتَّى رأيته مَنْبُوذًا فوق الأرض
(3)
.
(1)
هو موسى بن إسماعيل التبوذكي، وهو من الرواة عن حماد بن سلمة. (انظر تهذيب الكمال 7/ 257).
(2)
البناني وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: ما جاء في متن الحديث من أن الرجل كان يغير شيئًا مما يكتبه من القرآن.
تنبيهٌ: تقدم تخريج المصنف لهذا الحديث - برقم 4287 - مختصرًا.
وقد جاء هذا الحديث من طرق عن أنس رضي الله عنه: -
أ - من طريق ثابت وله طريقان:
الأولى: من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت. - وقد تقدم برقم 12189 - وكذلك أخرجه أحمد (المسند 3/ 222). =
⦗ص: 349⦘
= الثانية: من طريق حماد بن سلمة عن ثابت - قد أخرجه المصنف هنا برقم 12190 - وكذلك أخرجه أحمد في المسند (3/ 245 - 246)، والطيالسي في مسنده (رقم 2020).
ب - حميد الطويل: أخرج روايته: أحمد (المسند 3/ 120 - 121)، والبغوي (شرح السنة رقم 3725)، والطحاوي (شرح مشكل الآثار 8/ 239)، وابن حبان في صحيحه (رقم 744).
ج - عبد العزيز بن صهيب: أخرج روايته البخاري في صحيحه (المناقب: رقم 3617)، وأبو يعلى في مسنده (رقم 3199).
وجاء لفظ رواية سليمان بن المغيرة عن ثابت من غير تقييد بأنه كان يكتب القرآن أو كان يغير فيه بينما نجد لفظ دواية حماد بن سلمة عن ثابت فيها تقييد بذلك، ووافقه على هذا اللفظ حميد عن أنس وعبد العزيز بن صهيب عن أنس إلا أن لفظ روايتهما ليس فيه ذكر كتابته للقرآن ولكن سياق لفظهما يدل على ذلك. والله أعلم.
وقد تعرض الإمام الطحاوي رحمه الله لهذا الإشكال، وعرض الروايات، ورجح أنه كان يكتب الرسائل دون القرآن (شرح مشكل الآثار 8/ 241).
ورواية حماد بن سلمة عن ثابت - صحيحة - وهو من أوثق الرواة عن ثابت بالاجماع كما قاله الإمام مسلم، ثم يتلوه سليمان بن المغيرة - رحم اللَّه الجميع - انظر شرح العلل 2/ 690).
12194 -
حدَّثَنَا أحمد بن يوسف السلميُّ، قال: حدَّثَنَا النَّضرُ بن محمد
(1)
، قال: حدَّثَنَا عكرمة بن عمَّار، قال: حدَّثَنَا إِياس بن سَلَمة، قال: حدّثني أبي
(2)
، قال: عُدنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجلًا موعُوكًا. قال: فوضعتُ يدي عليه، فقلت: والدهِ ما رأيتُ كاليوم رجلًا أشدَّ حرًا.
⦗ص: 350⦘
فقال نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأشدَّ حرًا منه يوم القيامة؟ هذينك الرجلين المقفِّيَين"
(3)
. لرجلين حينئِذٍ من أصحابه
(4)
(5)
.
(1)
ابن موسى اليمامي -كما في اسناد الإمام مسلم - وهو موضع الالتقاء.
(2)
هو سلمة بن الأكوع رضي الله عنه.
(3)
أي الموليين أقفيتهما منصرفين. (شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 186).
(4)
قال الإمام النووي رحمه الله: سماهما من أصحابه لإظهارهما الإسلام والصحبة لا أنهما ممن نالته فضيلة الصحبة. ا. هـ. (شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 186).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين 4/ 2146 رقم 16) قال حَدَّثَنَا عباس بن عبد العظيم حَدَّثَنَا النضر بن محمد به.
فائدة الاستخراج:
نسبة عكرمة وإياس في إسناد المصنف.
بابُ بَيَانِ علامَةِ مَوتِ المُنَافِقِ ومِثلِه.
12195 -
حدَّثَنَا عليُّ بن حرب الطائيُّ، وأبو داود الحرّانيُّ، قالا: حدَّثَنَا مُحاضِر بن المُوَرّع، عن الأعمشِ
(1)
، عن أبي سفيان
(2)
، عن جابر، قال: خرجنا مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في سفر، فهاجت ريحٌ تكادُ أنْ تدفِن الرَّاكب. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بُعِثت هذه الرِّيح لموت مُنافِق
(3)
". فلمّا قدمنا المدينة، إذا هو قد مات في ذلك اليوم عظيم من عُظماء المنافقين
(4)
.
(1)
هو سليمان بن مهران، وهو موضع الالتقاء.
(2)
هو طلحة بن نافع.
(3)
أي عقوبة له وعلامة لموته. (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 186).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين 4/ 2145 رقم 15) من طريق حفص بن غياث عن الأعمش به.
12196 -
حدَّثَنَا عباس الدّوري، حدَّثَنَا عمر بن حفص بن غِياث، قال: حدَّثَنَا أبي
(1)
، قال: حدَّثَنَا الأعمش، قال: حدَّثَنَا أبو سفيان، قال: سمعت جابرًا يقول: هاجت ريحٌ ونحن مع النَّيِّ صلى الله عليه وسلم في مسير، تكاد تدفِن الرجل الرَّاكب من شدّتها. فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"بُعِثت هذه لموت مُنافِق". فرجعنا إلى المدينة فإذا منافقٌ عظيمُ النِّفاق مات يومئذ
(2)
.
(1)
هو حفص بن غياث، وهو موضع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12197 -
حدَّثَنَا الميمونيُّ
(1)
، وأبو داود الحرّانيُّ، قالا: حدَّثَنَا
⦗ص: 352⦘
محمدُ بن عُبيد، قال: حدَّثَنَا عبيد اللَّه بن عمر
(2)
، عن نافع، عن ابن عمر، أنّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مثل المنافق مثل الشاة العائِرة
(3)
بين الغنمَين. تَعِيْرُ إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة، لا تدري أيُّهما تَتْبَع"
(4)
.
(1)
هو عبد الملك بن عبد الحميد الرقي.
(2)
موضع الالتقاء هو عبيد الله بن عمر.
(3)
أي المترددة الحائرة لا تدري لأيهما تتبع. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 187).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه: (صفات المنافقين 4/ 2146 رقم 17) من طرق عن عبيد الله بن عمر به.
فوائد الاستخراج:
1 -
ذكر نسبة عبيد اللَّه في إسناد المصنف.
2 -
تفسير "العائرة" في رواية المصنف.
12198 -
حدّثني أبو الحسن مُسَدَّد ابن قَطَن، قال: حدَّثَنَا قُتيبة
(1)
، قال: حدَّثَنَا يعقوب بن عبد الرحمن القارئ، عن موسى بن عُقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بمثله. غير أنّه قال:"تَعِيرُ في هذه مرَّة، وفي هذه مرَّة"
(2)
.
(1)
ابن سعيد - كما في إسناد الإمام مسلم - وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين 4/ 2146 رقم 17 مكرر) قال حَدَّثَنَا قتيبة بن سعيد به.
فائدة الإستخراج: جاء لفظ المصنف "تعير" وفِى لفظ رواية مسلم "تكر" - بكسر الراء - قال الإمام النووي: وهو نحو: تعير. (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 187).
12199 -
حَدَّثَنَا مهدي بن الحارث، قال: حدَّثَنَا ابن أبي مريم،
⦗ص: 353⦘
قال: حدَّثني المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن خالد بن حَكيم بن حِزَام بن خُويلد الأَسَدي
(1)
، قال: حدَّثني أبو الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّه ليأتي الرَّجلُ العظيمُ السَّمينُ يومَ القيامةِ، لا يَزِنُ جَناحَ بَعوضَةٍ". وقال: اقرؤا: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}
(2)
"
(3)
.
رواه مسلم، عن الصغانِيّ، عن ابن بُكير، عن مُغيرة بمثله
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء هو المغيرة بن عبد الرحمن.
(2)
سورة الكهف (آية 105).
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه (التفسير: تفسير سورة الكهف: باب قول اللَّه تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} 8/ 279، رقم 4729) قال حَدَّثَنَا محمد بن عبد اللَّه عن سعيد بن أبي مريم به.
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة 4/ 2137 رقم 18) قال حَدَّثَنَا أبو بكر بن إسحاق حَدَّثَنَا يحيى بن بكير حدثني المغيرة به.
(4)
انظر الحاشية السابقة.
فائدة الاستخراج: ذكر نسب المغيرة بن عبد الرحمن في إسناد المصنف تامًا.
مبتدأ كتابِ بيانُ قُدرةِ الله تعالى في السَّماواتِ والأرضِ، وَوَقتِ خَلْقِهِما، واقْتدَارِه عليهِما. وبيان نُزُولِ أهل الجَنَّةِ. وما أوتِيَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من العِلمِ. والآياتِ الَّتِى كانَتْ في زَمانِهِ لِسَبَبِه
(1)
.
(1)
هكذا في الأصل، بينما نجد الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (10 - 383، 384) يعزو حديث ابن مسعود عن المصنف رقم (12200) و (12239)(عه: في البعث)، وحديث سهل بن سعد (عند المصنف رقم 12232) قال في إتحاف المهرة (6/ 128) (عه: في البعث).
وحديث ابن عمر (عند المصنف برقم (12220) قال في إتحاف المهرة (8/ 576)(عه في البعث).
وحديث خباب (عند المصنف برقم: 12245) قال في إتحاف المهرة (4/ 416)(عه في البعث).
وحديث أبي هريرة (عند المصنف رقم (12249) قال في إتحاف المهرة (15/ 48)(عه في البعث).
فلعل هذا العنوان في نسخة الحافظ ابن حجر للمستخرج، ويكون هذا من باب اختلاف النسخ، أو يقال: إنه اختصار لهذا العنوان الطويل في النسخة التي بين أيدينا - واللَّه أعلم -.
وهذه الأحاديث ساقها الإمام مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها [صحيح مسلم 4/ 2147] وهو أيضًا في المطبوع من شرح صحيح مسلم للقاضي عياض (إكمال المعلم 8/ 315) وما بعدها.
وأما في شرح الإمام القرطبي لصحيح مسلم فليس فيه هذا العنوان، وإنما أدرجت بعض أحاديث هنا الكتاب تحت كتاب ذكر الموت وما بعده. انظر: المفهم 7/ 142 وما بعدها.
وبناء على هذا الاختلاف في عنوان الكتاب بين صحيح مسلم - المطبوع - ومستخرج أبي عوانة، لا نستطيع الجزم بنسبة هذا العنوان للإمام مسلم، وليس عندنا ما يرجح واحدا منها. فالله أعلم.
12200 -
حدَّثَنَا الحسن بن محمد الزَّعفرانيُّ، وأحمدُ بن عبد الجبار
⦗ص: 355⦘
العُطَارِدي، قالا: حدَّثَنَا أبو معاوية
(1)
، عن الأعمش، عن إبراهيم
(2)
، عن علقمة، عن عبد اللَّه، قال: أَتى رجلٌ النَّبِيّ من أهلِ الكتاب، فقال: يا أبا القاسم بلغنا أنّ اللَّه يحمِلُ الخلائق على إِصْبَع
(3)
، والسماوات على إِصْبَع، والأرَضِين على إِصْبَع، والشَّجر على إِصْبَع، والثّرَى
(4)
على إِصْبَع. قال: فضحك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حتَّى بدت نواجِذه. فأنزل اللَّه: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ}
(5)
(6)
.
(1)
هو محمد بن خازم، وهو موضع الالتقاء.
(2)
النخعي.
(3)
هذه صفة للّه سبحانه وتعالى فعلية خبرية ثابتة بهذا الحديث الصحيح وغيره.
وقد قرر أئمة السنة إثبات هذه الصفة على ظاهر من غير تأويل، وممن قرر ذلك ابن خريمة رحمه الله. (التوحيد 1/ 187)، وأبو بكر الآجري (الشريعة صـ 316)، والبغوي (شرح السنة 1/ 168) وغيرهم. (انظر: الحجة في بيان المحجة 2/ 290، القواعد المثلى لابن عثيمين صـ 56، شرح صحيح البخاري للغنيمان 1/ 312).
(4)
أي التراب. (انظر: النهاية 1/ 211).
(5)
سورة الزمر (آية 67).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه (التوحيد: باب قول اللَّه تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} 13/ 404 رقم 7415) من طريق حفص بن غياث عن الأعمش به.
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة 4/ 2148 رقم 22) قال حَدَّثَنَا أبو كريب وأبو بكر بن أبي شيبة حَدَّثَنَا أبو معاوية به، وكذلك أخرجه من طريق جرير وعيسى بن يونس كلهم عن الأعمش.
فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ رواية أبي معاوية بتمامها، بينما ساق =
⦗ص: 356⦘
= مسلم إسنادها وأحال على لفظ حفص بن غياث عن الأعمش به (صحيح مسلم صفة القيامة رقم 21).
12201 -
حدَّثَنَا الصغانيُّ، قال: حدَّثَنَا ابن نُمير
(1)
، قال: حدَّثَنَا أبو معاوية
(2)
، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه، قال: جاء رجلٌ من أهل الكتاب إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وذكر نحوه
(3)
.
(1)
هو محمد بن عبد اللَّه بن نمير. (انظر تهذيب الكمال 25/ 127).
(2)
هو محمد بن خازم، وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر تخريجه في الحديث السابق.
12202 -
حدَّثَنَا أبو جعفر الدَّقيقي، قال: حدَّثَنَا محمد بن الصبَّاح، قال: حدَّثَنَا جَريرُ
(1)
، ح.
وحدَّثنا أبو جعفر بن الجُنيد، قال: حدَّثَنَا إسحاق بن إسماعيل الطَّالِقَاني، قال: حدَّثَنَا جرير، وأبو معاوية
(2)
، عن الأعمش، ح.
وحدَّثنا محمد بن معاذ المروزي، قال: حدَّثَنَا خَلَف بن سالم
(3)
، قال: حدَّثَنَا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه، قال: جاء رجل من أهل الكتاب إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: إنّ الله يُمسِكُ السماوات على إِصْبَع، والأرض على إِصْبَع، والجبال والشجر على إِصْبَع، والماء والثَّرى على إِصْبَع، والخلائق كلها على إِصْبَع. ثمَّ يقول: أنا الملك. قال:
⦗ص: 357⦘
فضحِك رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتَّى بدت نَواجِذه، ثمَّ قرأ هذه الآية:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
(4)
.
قال الأعمش: فقلت لإبراهيم: أفي الدُّنيا هذا، أم في الآخرة؟ قال: في الدُّنيا.
هذا لفظ ابن الجُنيد. ورواه جَريرُ فقال وزاد فيه: "تصديقًا له، تعجُّبًا لما قال"
(5)
.
(1)
ابن عبد الحميد، وهو موضع الالتقاء في جميع الأسانيد التي ساقها المصنف لهذا الحديث.
(2)
هو محمد بن خازم، وهو موضع الالتقاء في الإسناد الثاني كذلك.
(3)
المخرمي.
(4)
سورة الزمر (آية 67).
(5)
تقدم تخريجه برقم (12200).
فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ رواية جرير بتمامها.
ملحوظة: في اللفظ الذي ساقه المصنف جمع بين (الجبال على إصبع) والخلائق على إصبع، بينما بين الإمام مسلم رحمه الله أن حديث جرير ليس فيه "والخلائق على إصبع ولكن في حديثه والجبال على إصبع" فظهر من هذا أن اللفظ الذي ساقه المصنف، وجمع فيه بين لفظ جرير وأبي معاوية أن قوله:"والخلائق على إصبع" من لفظ أبي معاوية، ثم بين المصنف رحمه الله ما تفرد به لفظ جرير في آخر الحديث.
12203 -
حدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، وأبو مسلم الكِجِّي
(1)
، وابن الجُنيد، وإسحاق بن سَيَّار، وأبو أميّة، قالوا: حدَّثَنَا أبو عاصم
(2)
، عن سفيان
(3)
، عن منصور
(4)
، عن إبراهيم، عن عَبيدة
(5)
، عن عبد اللَّه، قال:
⦗ص: 358⦘
جاء رجلٌ من اليهود إلى رسول اللَّه، فقال: يا محمدُ إنَّ اللَّه يضع السماوات على إِصْبَع، والأرضِين على إِصْبَع، والجبال والشَّجر على إِصْبَع، والثَّرى والماء على إِصْبَع، ثمَّ يقول: أنا الملك. فضحِك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتَّى بدت نَواجِذه، ثمِّ قرأ:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}
(6)
.
زاد ابن الجُنيد: "والبحر على إِصْبَع"
(7)
.
(1)
هو إبراهيم بن عبد اللَّه بن مسلم البصري.
(2)
الضحاك بن مخلد.
(3)
الثوري. (انظر: فتت الباري 13/ 408).
(4)
ابن المعتمر. (انظر: المصدر السابق).
(5)
بفتح أوله ابن عمرو السلماني. (انظر: فتح الباري 13/ 408).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه (التوحيد: باب قول اللَّه تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} 13/ 404 رقم 7414) قال حَدَّثَنَا مسدد سمع يحيى القطان عن الثوري عن منصور وسليمان الأعمش به.
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة 4/ 2147 رقم 19) من طريق فضيل بن عياض عن منصور به، و (برقم 20) من طريق جرير عن منصور به.
(7)
هذه الزيادة من ابن الجنيد: "والبحر على إصبع". هي بمعنى لفظ بقية الرواة عن أبي عاصم "والماء على إصبع" والله أعلم. وجاءت هذه اللفظة "والبحر على إصبع" من طريق الحسن بن محمد الزعفراني، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود به، أخرج هذه الرواية بهذا اللفظ: ابن منده (الرد على الجهمية صـ 83) رقم (62)، ومن طريق أبي عوانة عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود به. أخرج هذه الرواية أيضًا بهذا اللفظ (أبو حفص الدوري في جزء قرآت النبي صلى الله عليه وسلم (رقم 101) ص (145).
12204 -
حدَّثَنَا قُرْبُزانُ، قال: حدَّثَنَا يحيى بن سعيد القطّان
(1)
،
⦗ص: 359⦘
قال: حدَّثَنَا سفيان، قال: حدَّثني منصور
(2)
، وسليمان، عن إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبد اللَّه، أنّ يهوديًا جاء إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمدُ إنّ اللَّه يُمسِكُ السماواتِ على إِصْبَع، والأرضِين على إِصْبَع، والجبال على إِصْبَع، والشجر على إِصْبَع، والخلائق على إِصْبَع. ثمَّ يقول: أنا الملك. قال: فضحِك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتَّى بدت نَواجِذه، وقال:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}
(3)
.
(1)
تفرد يحيى القطان بالرواية عن الثوري عن الأعمش: في ذكر "عَبيدة" بدل "علقمة" وأكثر الرواة عن الأعمش -كما تقدم - رووه بذكر "علقمة" ورجح هذا الوجه ابن خزيمة رحمه الله في كتاب التوحيد (1/ 183) وبين أن يحيى القطان أخطأ في ذكر "عبيدة" في إسناد الأعمش. =
⦗ص: 359⦘
= وتصرف البخاري يقتضي تصحيح كلا الوجهين عن الأعمش. (انظر الفتح 13/ 408).
وأما رواية إبراهيم النخعي عن عبيدة وعلمقة: فقد قال الإمام ابن خريمة: غير مستنكر لإبراهيم النخعي مع علمه وطول مجالسته أصحاب ابن مسعود أن يروي خبرًا عن جماعة من أصحاب ابن مسعود عنه. ا. هـ (التوحيد 1/ 183).
(2)
ابن المعتمر وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12205 -
وحدَّثنا قُرْبُزان
(1)
، قال: حدَّثَنَا يحيى
(2)
، حدَّثَنَا فُضيل بن عِياض
(3)
، وزاد فيه: عن منصور، عن إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبد اللَّه، قال:"فضحِك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تعجُّبًا وتصديقًا له"
(4)
.
(1)
ويقال كربزان: وهو عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي.
(2)
هو يحيى بن سعيد القطان - كما في رواية البخاري في صحيحه (رقم 7414) -.
(3)
موضع الالتقاء هو فضيل بن عياض.
(4)
تقدم تخريجه برقم (12203).
وقد ساق الإمام مسلم لفض فضيل بن عياض - تامًا -.
12206 -
وحدَّثنا الصغانيُّ، قال: حدَّثَنَا عبد اللَّه بن عمر، قال:
⦗ص: 360⦘
حدَّثَنَا يحيى، قال: حدَّثَنَا سفيان، عن منصور
(1)
بمثل حديث أبي عاصم
(2)
. رواه بُندار
(3)
، عن يحيى، عن سفيان، عن منصور، وسليمان
(4)
.
(1)
ابن المعتمر وهو موضع الالتقاء.
(2)
تقدم برقم (12203).
(3)
هو محمد بن بشار - ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (التوحيد 1/ 180 رقم 103) - موصولا.
(4)
تقدم تخريجه موصولًا من طرق عن يحيى بن سعيد القطان به (انظر حديث رقم 12203، 12205)، وفائدة هذا التعليق ذكر من رواه عن يحيى القطان.
12207 -
حدَّثَنَا أبو داود الحرّاني، قال: حدَّثَنَا أحمد بن عبد الملك
(1)
، قال: حدَّثَنَا جرير
(2)
، عن منصور، عن إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبد اللَّه، قال: جاء حَبرٌ من اليهود إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إذا كان يومُ القيامة رفعَ اللَّه السماوات على إِصْبَع، والأَرضِين على إِصْبَع، والجبال على إِصْبَع، والماء والشجر والثَّرى على إِصْبَع، وجميع الخلائق على إِصْبَع، ثمَّ يهُزُّهنَّ فيقول: أنا الملك. قال: فضحك رسول اللَّه - صلّى اللَّه عليه [وسلم]
(3)
- تعجُّبًا مما قال، وتصديقًا له. ثم قرأ:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الآية
(4)
(5)
.
(1)
ابن واقد الحراني.
(2)
ابن عبد الحميد وهو موضع الالتقاء.
(3)
ساقط من الأصل، وهي مثبتة في صحيح مسلم.
(4)
سورة الزمر (آية 67).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة 4/ 2147 رقم 20) قال حَدَّثَنَا عثمان بن =
⦗ص: 361⦘
= أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن جرير به.
وتقدم تخريج البخاري لهذا الحديث (انظر حديث 12203).
فائدة الإستخراج: ساق المصنف لفظ رواية جرير تامة.
12208 -
حدَّثنا التِّرمذيُّ أبو إسماعيل
(1)
، قال: حدَّثنا أبو الربيع
(2)
، قال: حدَّثنا جرير
(3)
، وعمار بن محمد
(4)
، عن منصور، بإسناده مثله
(5)
.
(1)
هو محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي.
(2)
هو سليمان بن داود العتكي.
(3)
ابن عبد الحميد وهو موضع الالتقاء.
(4)
الثوري أبو اليقظان الكوفي.
(5)
انظر تخريج الحديث السابق.
12209 -
حدَّثنا محمد بن عبيد الله بن المُناديُّ، قال: حدَّثنا يونس بن محمد، ح.
وحدَّثنا الصغانيُّ، قال: حدَّثنا هاشم بن القاسم، قالا: حدَّثنا شيبان
(1)
، عن منصور بن المعتمر
(2)
، عن إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبد الله، قال: جاء حَبرٌ إلى رسول الله، فقال: يا محمدُ -أو قال: يا رسول الله- إنّ الله يضع السماوات على إِصْبَع، والأرضِين على إِصْبَع، والجبال والشَّجر على إِصْبَع، والماء والثَّرى على إِصْبَع، وسائر الخلق على إِصْبَع، فيهُزُّهنَّ، ثمَّ يقول: أنا الملك. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتَّى بدت
⦗ص: 362⦘
نواجِذه، تصديقًا لقول الحَبْر. ثمَّ قرأ:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}
(3)
.
وقال أبو النَّضر: "يا محمد أو يا أبا القاسم"
(4)
.
(1)
ابن عبد الرحمن النحوي، ومن طريقه أخرجه البخاري في الصحيح برقم (4811).
(2)
موضع الالتقاء هو منصور بن المعتمر.
(3)
سورة الزمر (آية 67).
(4)
تقدم تخريجه برقم (12203).
12210 -
وحدَّثنا أبو أميّة، قال: حدَّثنا الأَشْيَب
(1)
، قال: حدَّثنا شيبان، عن منصور
(2)
، بمثله
(3)
.
(1)
هو الحسن بن موسى الأشيب -كما في الرواة عن شيبان- (تهذيب الكمال 12/ 593).
(2)
ابن المعتمر وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه برقم (12203).
12211 -
حدَّثنا عبّاس الدوري، وابن أبي الحُنين
(1)
، قالا: حدَّثنا عمر بن حفص بن غِياث
(2)
، قال: حدَّثنا أبي، عن الأعمش، قال: سمعت إبراهيم يقول: سمعت علقمة يقول: قال عبد الله: جاء رجلٌ من أهل الكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا القاسم إنّ الله يُمسِكُ السماوات على إِصْبَع، والأرضِين على إِصْبَع، والشجر والثَّرى على إِصْبَع، والخلائق على إِصْبَع. ثمَّ يقول: أنا الملك، أنا الملك. قال: فرأيتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ضحِك حتَّى بدت نَواجِذه، ثم قال: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ
⦗ص: 363⦘
حَقَّ قَدْرِهِ}
(3)
.
المشهور من حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة. وأمّا عَبيدة، فعن منصور
(4)
.
ورواه جرير، عن منصور والأعمش جميعا، عن إبراهيم، عن علقمة، ومنصور، عن إبراهيم، عن عَبيدة
(5)
.
(1)
هو محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين.
(2)
موضع الالتقاء هو عمر بن حفص.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة 4/ 2148 رقم (2) قال حدثنا عمر بن حفص به.
وتقدم تخريج البخاري لهذا الحديث بهذا الإسناد (انظر حديث 12200).
فائدة الإستخراج:- أطال المصنف بذكر الأسانيد لهذا الحديث من طريق منصور وجرير والأعمش. ثم بين ما هو الصواب منها كما سيأتي.
(4)
تقدم في التعليق على رواية يحيى القطان عن الثوري عن الأعمش. انظر: (حديث رقم 12204).
ترجيح الإمام ابن خزيمة لطريق الأعمش أنه عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود.
وهذا هو اختيار المصنف (أبي عوانة) رحمه الله.
وأما ذكر عبيدة: فالصواب أنه من طريق منصور كما ذهب إليه المصنف رحمه الله، وهو أيضًا إختيار ابن خريمة رحمه الله (التوحيد 1/ 183).
(5)
بين المصنف رحمه الله أن جرير بن عبد الحميد روى الحديث من طريقين:
الأول: عن الأعمش عن إبراهيم وبين أنه: بذكر علقمة، والثاني: عن منصور عن إبراهيم وبين أنه بذكر عبيدة.
وهذا مما يقوي التفصيل المتقدم. وكلا الإسنادين صحيح كما قال ابن خريمة. (التوحيد 1/ 183).
12212 -
حدَّثنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ
(1)
، قال: أخبرني يونسُ بن يزيد، عن ابن شِهاب، عن سعيد بن
⦗ص: 364⦘
المسيب، عن أبي هريرة، أَنَّه كان يقول: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "يقبضُ الله الأرض يوم القيامة. ويَطوِي السماء بيمينه، ثمَّ يقول: أَنا الملك. فأين ملوك الأرض؟ "
(2)
.
(1)
هو عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه (التوحيد: باب قول الله تعالى: {مَلِكِ النَّاسِ} 13/ 379 رقم 7382) قال حدثنا أحمد بن صالح عن ابن وهب به.
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة 4/ 2148 رقم 23) قال حدثنا حرملة عن ابن وهب به.
12213 -
حدَّثنا محمد بن عوف، قال: حدَّثنا بِشر بن شُعيب، قال: حدَّثني اُبي
(1)
، عن الزهري
(2)
، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، بمثله
(3)
.
(1)
هو شعيب بن أبي حمزة.
(2)
موضع الالتقاء هو الزهري.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
تنبيه: اختلف الرواة عن بشر بن شعيب في إسناده:
فرواه محمد بن عوف -هنا- عن بشر عن أبيه عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به.
وخالفه محمد بن خالد (كما سيأتي برقم 12214) وأحمد بن حنبل (كما سيأتي برقم 12215) فرووه عن بشر عن أبيه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
وهذا هو المحفوظ وقد تابعه على هذا الوجه أبو اليمان الحكم بن نافع وهو من ثقات أصحاب شعيب بن أبي حمزة أخرج روايته البخاري (رقم 7413) معلقاً ووصلها الدارمي وابن خزيمة في التوحيد (انظر الفتح 13/ 379) =
⦗ص: 365⦘
= وقد أشار الحافظ ابن حجر رحمه الله إلى تفرد يونس في الرواية عن الزهري بذكر ابن المسيب، وأن الجماعة رووه عن الزهري عن أبي سلمة (الفتح 13/ 379) والله أعلم.
12214 -
وحدَّثنا محمد بن خالد بن خَلِي، قال: حدَّثنا بشر بن شعيب، عن اُبيه، قال: حدَّثنا الزهري، عن أبي سلمة
(1)
، عن أبي هريرة
(2)
، بمثله:"أنا الله، الملك. أين ملوك الأرض؟ "
(3)
.
(1)
ابن عبد الرحمن بن عوف.
(2)
موضع الالتقاء، خو الصحابي الجليل: أبو هريرة الدوسي.
(3)
أخرجه البخاري -معلقاً- (التوحيد: باب قول الله تعالى: {مَلِكِ النَّاسِ} 13/ 379 تحت رقم 7382).
قال الإمام البخاري رحمه الله: وقال شعيب والزبيري وابن مسافر وإسحاق بن يحيى عن الزهري عن أبي سلمة. ا. هـ.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: مراده أنه اختلف على ابن شهاب في شيخه فقال يونس: هو سعيد بن المسيب، وقال الباقون أبو سلمة، كل منهما يرويه عن أبي هريرة. -ثم بين الحافظ ابن حجر- من وصل هذه الروايات مسندة. (الفتح 13/ 379).
ثم قال ابن حجر: ونقل ابن خزيمة عن محمد بن يحيى الذهلي أن الطريقين محفوظين. ا. هـ ثم قال ابن حجر: وصنيع البخاري يقتضي ذلك، وإن كان الذي تقتضيه القواعد ترجيح رواية شعيب لكثرة من تابعه، لكن يونس كان من خواص الزهري الملازمين له ا. هـ (الفتح 13/ 380).
وتقدم تخريج الإمام مسلم وكذلك البخاري للحديث من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب (انظر رقم 12212).
12215 -
حدَّثنا عباس الدوري، قال: حدَّثنا أحمد بن حنبل،
⦗ص: 366⦘
قال: حدَّثنا بشر بن شعيب، عن أبيه، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، بمثله
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه في الحديث السابق وموضع الالتقاء في الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه.
12216 -
حدَّثنا أبو الأحوص القاضي، قال: حدَّثنا ابن عُفير
(1)
، قال: حدَّثني الليث، عن ابن مُسافر
(2)
، عن ابن شِهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فذكر مثله إلى:"أنا الملك، أنا الملك"
(3)
.
(1)
هو سعيد بن عفير، ومن طريقه أخرج البخاري هذا الحديث في صحيحه برقم (4812).
(2)
هو عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي.
(3)
تقدم تخريجه برقم (12214) وموضع الالتقاء هو الصحابي: أبو هريرة رضي الله عنه.
فائدة الاستخراج: أن الرواية عن أبي سلمة عن أبي هريرة جاءت بلفظ "أنا الله أنا الملك" وبلفظ "أنا الملك أنا الملك".
12217 -
حدَّثنا أبو بكر الجُعفي
(1)
بدمشق كوفيٌ حافظٌ، قال: حدَّثنا أبو أسامة
(2)
، عن عمر بن حمزة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطوي الله السماوات يوم القيامة بيمينه، وكلتا يديه يمين. فيقول: أنا الملك. أين الجبّارون؟ أين المتكبِّرون؟ "
(3)
.
(1)
هو محمد بن عبد الرحمن بن الحسن الجعفي الكوفي.
(2)
هو حماد بن أسامة وهو موضع الالتقاء.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة: 2/ 2148 رقم 24) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن عمر بن حمزة به. =
⦗ص: 367⦘
= وعلقه البخاري في صحيحه (التوحيد رقم 7413) ورواه موصلاً من طريق نافع عن ابن عمر -كما سيأتي-.
تنبيه: جاءت تتمة لفظ رواية أبي أسامة -في صحيح مسلم-: "ثم يطوى الأرضين بشماله ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون، أين المتكبرون".
فمن العلماء من أثبت هذه اللفظة، -وقالوا بما دلت عليه- ومن هؤلاء الائمة: الإمام الدارمي (الرد على بشر المريسي ص 155)، وأبو يعلى الفراء (أبطال التأويلات ص 176)، والشيخ عبد الله الغنيمان (شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان 1/ 311).
وذهب طائفة من الأئمة إلى شذوذ هذه اللفظة، وأن الصواب في لفظ الحديث "كلتا يديه يمين" ومن هؤلاء: الإمام ابن خزيمة (التوحيد 1/ 150) وكذلك البيهقي (الأسماء والصفات 2/ 139 - 140)، وانظر فتح الباري (13/ 408).
ولعل المصنف ممن يرى ضعفها فلذلك لم يذكرها وجاءت متابعات لحديث سالم عن ابن عمر وليس فيها هذه اللفظة. انظر: المصادر المتقدمة. والله أعلم.
12218 -
حدَّثنا الصغانيُّ، حدَّثنا حسين بن الأسود
(1)
، قال: حدَّثنا أبو أُسامة
(2)
، بمثله
(3)
.
(1)
هو حسين بن علي بن الأسود.
(2)
هو حماد بن أسامة، وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12219 -
حدَّثنا الحسين بن إسحاق التَّستُريُّ، قال: حدَّثنا العلاءُ بن عمرو الحَنَفِيُّ
(1)
، قال: حدَّثنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه،
⦗ص: 368⦘
عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقبضُ الله على الأرض يوم القيامة، والسماوات مطويّات بيمينه. ثمَّ يهزُّهنَّ، ثم يقول: أنا الملك"
(2)
.
(1)
أبو محمد الكوفي: سئل عنه أبو حاتم فقال: ما رأينا إلا خيراً ا. هـ.
وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما خالف، وذكره في المجروحين وقال: لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال الذهبي: متروك وساق له جملة من المناكير والموضوعات. =
⦗ص: 368⦘
= انظر: الجرح (6/ 359) الثقات (8/ 504) الميزان (4/ 23) لسان الميزان (5/ 185).
(2)
الحديث أخرجه البخاري في صحيحه (التوحيد: باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} 13/ 404 رقم 7412) من طريق عبيد الله عن نافع به، ومن طريق مالك عن نافع معلقاً.
ووصله اللالكائي (أصول اعتقاد أهل السنة 3/ 417 رقم 701) وغيره (انظر فتح الباري 13/ 407).
ملحوظة: جاء في لفظ المصنف "ثم يهزّهن" وقد تفرد بها من هذا الوجه.
وإسنادها ضعيف بسبب العلاء بن عمرو الحنفي، وقد جاءت هذه اللفظة في حديث ابن مسعود المتقدم برقم (12207) وكذلك جاءت في صحيح مسلم (صفة القيامة رقم 19) من حديث ابن مسعود أيضا.
12220 -
حدَّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، قال: حدَّثنا يعقوب بن محمد الزهري، قال: حدَّثنا عبد العزيز بن أبي حَازم
(1)
، قال: حدثني أبي، عن عبيد الله بن مِقسم، عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، وهو يقول:"يأخذ الجبّار سماواته بيمينه، وأرضيه بيديه. وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض بيديه جميعا، ويبسطها، ويقول: أنا الملك، أنا الجبار. أين الجبّارون؟ أين المتكبِّرون؟ "
(2)
.
(1)
هو عبد العزيز بن أبي حازم (سلمة بن دينار) وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة 4/ 2149 رقم 26) قال حدثنا سعيد بن =
⦗ص: 369⦘
= منصور عن عبد العزيز به.
فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ رواية عبد العزيز بن أبي حازم تامة.
12221 -
حدَّثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدَّثنا القَعْنَبي، قال: حدَّثنا عبد العزيز بن أبي حَازم
(1)
، قال: حدَّثني أبي، عن عبيد الله بن مِقسم، عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر. فذكر مثله
(2)
.
رواه عن القَعنَي غيره
(3)
، فقال: عبيد بن عمير، عن ابن عمر. وهو خطأ.
(1)
موضع الالتقاء هو عبد العزيز بن أبي حازم (سلمة بن دينار).
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
(3)
أي رواه غير إبراهيم بن مرزوق عن القعني فأخطأ في إسناده فقال "عبيد بن عمير عن ابن عمر" وهو خطأ، -كما قال المصنف رحمه الله والصواب عبيد الله بن مقسم كما رواه إبراهيم عن القعني، وكذلك رواه يعقوب بن محمد الزهري (عند المصنف 12220" وسعيد بن منصور (عند مسلم في صحيح، صفة القيامة، رقم 26) كلاهما عن عبد العزير بن أبي حازم عن أبيه عن عبيد الله بن مقسم.
12222 -
حدَّثنا أبو محمد الشافعي
(1)
، قال: حدَّثنا عمِّي
(2)
، قال: حدَّثنا ابن أبي حازم
(3)
، عن أبيه، عن عبيد الله بن مِقسم، عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يأخذ الجبَّار سماواته وأرضيه بيديه، فجعل يقبضهما ويبسطهما، ثمَّ يقول: أنا الجبَّار، أنا
⦗ص: 370⦘
الملك. أين الجبّارون؟ أين المتكبِّرون؟ ". قال: ويتميّل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه، وعن يساره، حتَّى نظرت إلى المِنْبَر يتحرّك من أسفلِ شيءٍ منه، حتّى إنِّي لأقول: أسَاقِطٌ هو برسول الله؟
(4)
.
(1)
هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن العباس بن عثمان بن شافع.
(2)
هو إبراهيم بن محمد بن العباس المطلبي الشافعي.
(3)
هو عبد العزيز بن أبي حازم (سلمة بن دينار) وهو موضع الالتقاء.
(4)
تقدم تخريجه (رقم 12217) وذكر فائدة الاستخراج.
12223 -
حدَّثنا الكابُليُّ
(1)
، حدَّثنا سعيد بن منصور
(2)
، حدَّثنا عبد العزيز بن أبي حَازم، بتمامه مثله
(3)
.
(1)
سماه المصنف بعد حديثين محمد بن العباس بن الحسن أبو عبد الله الكابلي، وقد تقدمت ترجمته برقم (10722) وله ترجمة في تاريخ بغداد (3/ 111).
(2)
موضع الالتقاء هو سعيد بن منصور -وهو شيخ الإمام مسلم في هذا الحديث-.
(3)
تقدم تخريجه (رقم 12220).
12224 -
حدَّثنا موسى بن هارون، حدَّثنا محمد بن الصبَّاح، حدَّثنا عبد العزيز بن أبي حَازم
(1)
، حدّثني أبي، عن عبيد الله بن مِقسم، عن عبد الده بن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، يقول:"يأخذ الجبَّار سماواته وأرضه بيده. وقبض بيده فجعل يقبضها ويبسطها". فذكر مثله
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو عبد العزيز بن أبي حازم.
(2)
تقدم تخريجه (رقم 12220).
12225 -
حدَّثنا جعفر الصائغ، حدَّثنا سعيد بن سليمان
(1)
،
⦗ص: 371⦘
حدَّثنا عبد العزيز بن أبي حَازم
(2)
، حدَّثني أبي، عن عبيد الله بن مِقسم، عن ابن عمر، قال: رأيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم على المِنبر، وهو يقول:"يأخذ الجبَّار سماواته وأرضه بيديه. ثمَّ يقول: أنا الملك". فذكر مثله
(3)
.
(1)
الضبي -المعروف بسعدويه- وهو من شيوخ جعفر الصائغ. (انظر: تهذيب الكمال 10/ 485).
(2)
موضع الالتقاء هو عبد العزيز بن أبي حازم.
(3)
تقدم تخريجه (رقم 12220).
12226 -
حدَّثنا محمد بن العباس أبوعبد الله الكَابليُّ، حدَّثنا سعيد بن منصور
(1)
، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، قال: حدّثني ابو حَازم، عن عبيد الله بن مِقسم، أنَّه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"يأخذ الله سماواته وأرضيه بيديه. ويقول: أنا الله، ويقبض أصابعه، ويبسطها، أنا الرحمن، أنا الملك". حتَّى نظرت إلى المنبر يتحرَّك من أسفلِ شيءٍ فيه، حتَّى إنِّي لأقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو سعيد بن منصور، وهو شيخ مسلم في هذا الحديث.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة 4/ 2148 رقم 25، قال حدثنا سعيد بن منصور به.
12227 -
حدَّثنا موسى بن هارون، حدَّثنا قُتيبة
(1)
، قال: حدَّثنا يعقوب، إلاّ أنَّه قال: عبد الله بن عمرو. قال موسى: هو خطأ
(2)
.
(1)
ابن سعيد.
(2)
الفائدة من إيراد هذا الإسناد ما وقع فيه من خطأ في تسمية الصحابي: فجاء فيه: عبد الله بن عمرو، وسائر الروايات "عبد الله بن عمر بن الخطاب" ولذلك قال موسى (شيخ المصنف) بأنه خطأ - وهو كما قال رحمه الله.
12228 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، حدَّثنا ابن وهب، عن
⦗ص: 372⦘
هشام بن سعد، عن عبيد الله بن مِقسم
(1)
، عن عبد الله بن عمر، أنَّه قال: رأيتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم على المنبر، يقول:"يأخذُ الجبَّاط". فذكر نحوه
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو عبيد الله بن مقسم.
(2)
تقدم تخريجه: رقم (12220).
فائدة الاستخراج: متابعة هشام بن سعد لأبي حازم في الرواية عن عبيد الله بن مقسم.
12229 -
حدَّث سعد بن عبد الحكم
(1)
من كتاب أبيه
(2)
، قال: حدَّثنا أبي [عن]
(3)
يعقوب
(4)
، عن أبي حَازم، عن عبيد الله بن مِقسم، أنَّه نظر إلى عبد الله بن عمر، كيف صنع حين أخذ يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأخذ الله سماواته وأرضيه بيديه"
(5)
. ثمّ ذكر الحديث.
(1)
هو سعد بن عبد الله بن عبد الحكم -وهو من شيوخ المصنف- (انظر حديث 746).
(2)
هذه الرواية وجادة.
(3)
ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل، ومثبت في إتحاف المهرة (8/ 576).
(4)
ابن عبد الرحمن وهو موضع الالتقاء.
(5)
تقدم تخريجه (رقم 12226).
فائدة الاستخراج لهذا الحديث وما تقدم ذكر المتابعات والألفاظ لحديث ابن عمر.
12230 -
حدَّثنا أبو علي الزعفرانيُّ، ويوسفُ بن مسلم، ومحمدُ بن إسماعيل الصائغ، والعباسُ بن محمد
(1)
، والصغانيُّ، قالوا: حدَّثنا حجاجُ بن محمد
(2)
، قال: قال ابن جُريج: أخبرني إسماعيل بن أُميَّة، عن أيُّوب بن خالد، عن عبد الله بن رَافع، عن أبي هريرة، أنّه قال: أخذ
⦗ص: 373⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدِي، فقال: "خلق الله التُّربة يوم السبت، وخلق الجبال فيها يوم الأحد، وخلق الشجر فيها يوم الاثنين، وخلق المكروه فيها يوم الثلاثاء، وخلق النُّور يوم الأربعاء، وبثَّ فيها الدَّواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر
(3)
يوم الجمعة آخر الخلق، في آخر ساعة فيما بين العصر إلى الليل".
وقال الزعفرانيُّ: عن عبد الله بن رَافع مولى أمِّ سلمة. وقال: "من ساعات الجمعة".
وقال عباس: "في يوم الجمعة آخر الحلق، في آخر ساعة"
(4)
.
(1)
هو الدوري.
(2)
المصيصي وهو موضع الالتقاء.
(3)
جاء في الأصل إثبات حرف (الواو) والصواب حذفه (كما جاء ذلك في رواية أحمد في المسند (2/ 327) حدثنا حجاج به). وبه يستقيم اللفظ.
وجاء اللفظ في سنن النسائي: وخلق آدم يوم الجمعة بعد العصر آخر الخلق (السنن الكبرى رقم 10943).
وفي لفظ مسلم: بعد العصر من يوم الجمعة في الخلق.
وبهذا يتبين خطأ إثبات الواو. والله أعلم.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة: باب ابتداء الخلق 4/ 2149 رقم 27) قال حدثنا سريج بن يونس وهارون بن عبد الله قالا حدثنا حجاج به.
12231 -
حدَّثنا الصائغُ بمكة، حدَّثنا رَوح بن عُبادة، وحجاج
(1)
، قالا: حدَّثنا ابن جُريج، بإسناده مثله
(2)
.
(1)
ابن محمد وهو موضع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
⦗ص: 374⦘
= فائدة الاستخراج: متابعة روح بن عبادة لحجاج بن محمد في رواية هذا الحديث.
12232 -
أخبرنا أبو حامد محمد بن الفرَج الهمدانيُّ
(1)
، قديمٌ صاحبُ حديثٍ، ويعقوبُ بن سفيان، قالا: حدَّثنا سعيد بن منصور، حدَّثنا عبد العزيز بن أبي حَازم، عن أبيه
(2)
، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تُحشرون يوم القيامة على أرضٍ بيضاءَ عَفْراءَ
(3)
، كقُرْصَةِ النَّقيِّ
(4)
، ليس فيها عَلَمٌ
(5)
لأَحَدٍ"
(6)
.
(1)
لم أقف عليه، وقد عرفه المصنف بقوله:"قديم صاحب حديث" وهو متابع في إسناد هذا الحديث.
(2)
هو سلمة بن دينار وهو موضع الالتقاء.
(3)
بالعين المهملة والمد، بياض يضرب إلى الحمرة. (انظر شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 195، فتح الباري 11/ 383 - 382، تكملة فتح الملهم 12/ 92).
(4)
القرصة: -بضم القاف- الرغيف، وهو الخبز الرقيق يعمل من الدقيق النقي من الغش والنخال. (انظر المصادر السابقة).
(5)
أي ليس فيها علامة سكن ولا بناء. (انظر المصادر السابقة).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه (الرقاق: باب يقبض الله الأرض 11/ 379 رقم 6521).
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفه القيامة: باب في البعث والنشور 4/ 2150 رقم 28): كلاهما من طريق محمد بن جعفر عن أبي حازم به.
12233 -
حدَّثنا الكابليُّ، حدَّثنا سعيد بن منصور، بمثله:"يُحشرُ النَّاسُ يومَ القيامة على أرضٍ بيضاءَ عفراءَ، كقُرْصَةٍ نقِي ليسَ فيها عَلَمٌ لأَحَدٍ"
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه في الحديث السابق. =
⦗ص: 375⦘
= فائدة الاستخراج: أن لفظ الكابلي (شيخ المصنف) يوافق لفظ مسلم "يحشر الناس" واللفظ المتقدم "تحشرون".
12234 -
حدَّثنا الصغانيُّ محمد بن إسحاق، حدثنا عبد الوهَّاب بن عطاء
(1)
، حدَّثنا داود بن أبي هند
(2)
، عن عامر الشَّعبِيّ، عن مَسْروقٍ، عن عائشة، أنَّها قالت يا رسول الله أرأيتَ قوله {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}
(3)
أين النَّاسُ يومئذٍ؟ قال: "على الصِّرَاطِ"
(4)
.
(1)
الخفاف أبو نصر العجلي.
(2)
موضع الالتقاء هو داود بن أبي هند.
(3)
سورة إبراهيم (آية 48).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة: باب في البعث والنشور 4/ 2150 رقم 29) من طريق علي بن مسهر عن داود به.
فائدة الاستخراج: تسمية داود والشعبي في إسناد المصنف.
12235 -
حدَّثنا يعقوبُ بن سفيان، حدَّثنا الحُميديُّ، حدَّثنا سفيانُ
(1)
عن داودِ بن أبي هِندٍ
(2)
، بإسناده: قلت يا رسول الله: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} فأين النَّاسُ يومئِذٍ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "على الصِّراطِ يا بنتَ الصِدِّيقِ"
(3)
.
(1)
ابن عيينة.
(2)
موضع الالتقاء هو داود بن أبي هند.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
⦗ص: 376⦘
= فائدة الاستخراج: زيادة لفظة "يا بنت الصديق" في آخر الحديث. وإسنادها صحيح.
12236 -
حدَّثنا يعقوبُ بن سفيان الفارسي، وأبو الزِّنْباعِ رَوحُ بن الفرَج، قالا: حدَّثنا يحيى بن بُكير، حدَّثني اللَّيثُ بن سعد
(1)
، قال: حدَّثني خالد بن يزيد، عن سعيدِ بن أبي هِلالٍ، عن زيدِ بن أَسلمَ، عن عطاءِ بن يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "تكونُ الأَرضُ يوم القِيامةِ خُبزةً واحدةً. تكَفَّأَها
(2)
الجبَّارُ بيدِه. كما يكفَؤُ أحدكُم خُبزتَه في السُّفرَة
(3)
. نُزُلًا
(4)
لًاهلِ الجَنَّةِ". قال: فأَتى رجلٌ من اليَهُودِ فقال: باركَ الرَّحمن عليك يا أبا القاسِم، ألا أُخبِرك بنُزُل أهلِ الجَنَّةِ يوم القيامة؟ قال: "بَلى". قال: تكون الأرضُ خُبْزَةً واحدة - (كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم). قال: فنَظَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا ثمّ ضحِكَ حتّى بدت نَواجِذُه. قال: ألا أُخبِرك بإِدامِهم؟ قال: "بَلى". قال: إِدامُهُم بَالامٌ
(5)
والنُّونُ
(6)
. قالوا: وما
⦗ص: 377⦘
هذا؟ قال: نونٌ وثورٌ. يأكُلُ من زائدَةِ كَبِدِها
(7)
سبعونَ أَلفًا
(8)
.
(1)
موضع الالتقاء هو الليث بن سعد.
(2)
أي يميلها، من كفأت الإناء إذا قلبته. (انظر: فتح الباري 11/ 380).
(3)
بضم السين -المهملة- وهو الطعام الذي يتخذ للمسافر -كذا رواه بعضهم كما قال ابن حجر- وجاء لفظ رواية الصحيحين (خبزته في السفر) بفتح السين: وهو خبز الملة الذي يصنعه المسافر، فإنها تدحى كما تدحى الرقاقة وإنما تقلب على الأيدي حتى تستوي. (انظر: النهاية 2/ 373، فتح الباري 11/ 380).
(4)
بضم النون: ما يقدم للضيف. (فتح الباري 11/ 380).
(5)
لفظة عبرانية معناها: الثور، ولذا جاء تفسيرها بذلك في تمام الحديث. (شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 198).
(6)
هو الحوت. (المصدر السابق، فتح الباري 11/ 382).
(7)
هي القطعة المنفردة المتعلقة في الكبد وهي أطيبها. (انظر: المصدر السابقين).
(8)
أخرجه البخاري في صحيحه (الرقاق: باب يقبض الله الأرض 11/ 379 رقم 6520) قال حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث به.
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة: باب نزل أهل الجنة 4/ 1251 رقم 30) من طريق شعيب بن الليث عن أبيه به.
فوائد الاستخراج:
1 -
تسمية الليث في الإسناد.
2 -
متابعة يحيى بن بكير لشعيب بن الليث عند مسلم في صحيحه.
12237 -
حدَّثنا يعقوبُ بن سُفيان أيضا، حدَّثنا أبو صالح
(1)
، حدَّثنا اللَّيثُ
(2)
، بإسنادِه مثله
(3)
.
(1)
هو عبد الله بن صالح كاتب الليث.
(2)
موضع الالتقاء هو الليث بن سعد.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12238 -
حدَّثنا أبو داود الحرَّانيُّ، وأبو داود السِجْزِيُّ، والصغانيُّ، وجعفرُ بن محمد الأَنْطَاكيُّ، قالوا: حدثنا مسلمُ بن إبراهيم
(1)
، حدَّثنا قُرَّةُ بن خالد
(2)
، حدَّثنا محمدُ بن سِيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
⦗ص: 378⦘
"لو آمنَ بي عشَرةٌ من اليهود
(3)
، ما بقِيَ على ظهرِها يهوديٌ إِلاّ أسلَمَ"
(4)
.
زاد السجْزِيُّ: "وهو الذين سمّاهمُ الله عز وجل في سورة المائِدة"
(5)
.
(1)
الأزدي الفراهيدي.
(2)
موضع الالتقاء هو قرة بن خالد.
(3)
المراد بذلك عشرة مختصة أو في زمن خاص، وإلا فقد آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرة -وعدّهم الحافظ ابن حجر- (انظر: فتح الباري 7/ 322).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه (المناقب: باب إتيان اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم -7/ 321 رقم 3941) قال حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا قرة به.
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة: باب: نزل أهل الجنة 4/ 2151 رقم 31) من طريق خالد بن الحارث حدثنا قرة به.
فائدة الاستخراج: تسمية محمد بن سيرين في إسناد المصنف وجاء في إسناد مسلم مهملاً.
(5)
هذه الزيادة: تفرد بها أبو داود السجزي من بين الرواة عن مسلم بن إبراهيم، ولم يذكرها الجماعة -الرواة عن مسلم بن إبراهيم- كالصغاني وأبو داود الحراني وجعفر بن محمد، وكذلك لم يذكرها الإمام البخاري وقد روى هذا الحديث عن مسلم بن إبراهيم كما تقدم. وجاءت هذه الزيادة عند أبي سعيد عبد الملك بن محمد النيسابوري (معجم المصنفات الواردة في فتح الباري صـ 255) في كتابه:(شرف المصطفى): قال كعب: "هم الذين سماهم الله في سورة المائدة" -كذا قال ابن حجر (الفتح 7/ 322) - ولم أقف على إسنادها، وأخرج ابن أبي حاتم ويحيى بن سلام في تفسيريهما: عن ابن سيرين عن أبي هريرة -الحديث- وفي آخره: قال كعب: اثنا عشر، وتصديق ذلك في المائدة:"وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً" فسكت أبو هريرة، قال ابن سيرين: أبو هريرة عندنا أولى من كعب. (انظر: فتح الباري 7/ 323، الدر المنثور 5/ 230 ط: التركي).
قلت: والذي يظهر ضعف هذه الزيادة لتفرد أبي داود بها، ولم أقف عليها في كتابه السنن، وإن قيل بثبوتها فهي محتملة من كلام كعب أو مرفوعة. والله أعلم.
12239 -
حدَّثنا الصغانيُّ، حدَّثنا إسماعيلُ بن الخليلِ
(1)
، حدَّثنا عليُ بن مُسْهِر، أخبرنا الأَعمشُ
(2)
، عن إبراهيم، عن علقَمة، عن عبد الله، قال: إِني لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَرْثٍ
(3)
بالمدينة، وهو مُتوكِئٌ على عَسِيبٍ
(4)
. فمرَّ بنا ناسٌ من اليهود، فقالوا: سلوهُ عن الرُّوح؟ فقال بعضُهم: لا تسألوه، فيستقبِلكم بما تَكرهونَ. فأَتاهُ نفرٌ منهم فقالوا: يا أبا القاسِم! ما تقولُ في الرُّوحِ؟ فسكتَ. فقامَ فوضعَ يده على جَبهَتِه. فعلِمتُ أَنَّه يُنزَل عليه فقُمتُ مكاني
(5)
. فأُنزِلَ عليه: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}
(6)
(7)
.
(1)
الخزاز الكوفي.
(2)
هو سليمان بن مهران، وهو موضع الالتقاء.
(3)
أي موضع الزرع. (شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 199).
(4)
العسيب: جريدة النخل. (شرح صحيح مسلم للنووي 7/ 199).
(5)
جاء في الأصل "صلاتي" وكتب تحتها: (مكاني). وهو الموافق للفظ رواية مسلم.
(6)
سورة الإسراء (آية 85).
(7)
أخرجه البخاري في صحيحه (التفسير: باب قول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} 8/ 253 رقم 4721).
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة: باب سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح 4/ 2152 رقم 32):
كلاهما من طريق عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن الأعمش به.
12240 -
حدَّثنا محمدُ بن الجُنيد الدَّقاقُ، حدَّثنا إسحاقُ بن إسماعيل
(1)
، ح.
⦗ص: 380⦘
وحدَّثنا الصغانيُّ، حدَّثنا ابن نمير
(2)
، قالا: حدَّثنا كيعُ
(3)
، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ، عن علقَمةَ، عن عبد الله، قال: كنت أمشي مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في حَرْثٍ بالمدينة، فمرَّ بقومِ من اليهودِ، فقال بعضُهم لبعضٍ: سلوهُ عن الرُّوحِ؟ فقال بعضُهم: لا تسألوه. قالوا: يا محمد! ما الرُّوحُ؟ قال: فقامَ وهو مُتَّكِئٌ على عَسِيبٍ، وأنا خلفه، فظَننَّا أنَّه يُوحَى إِليهِ. فقال:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}
(4)
. فقال بعضُهم لبعضٍ: قُلنا لكم، لا تسألوه
(5)
.
(1)
الطالقاني.
(2)
هو أبو خيثمة زهير بن حرب -كما في الرواة عن وكيع- (تهذيب الكمال 30/ 468).
(3)
ابن الجراح وهو موضع الالتقاء.
(4)
سورة الإسراء (آية 85).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة: باب سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح 4/ 2152 رقم 33) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد بن الأشج قالا حدثنا وكيع به.
وتقدم تخريج البخاري للحديث. (انظر الحديث السابق).
فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ رواية وكيع تامة.
12241 -
حدَّثنا ابنُ شَبَابان
(1)
، حدَّثنا عثمانُ بن أبي شيبة، حدَّثنا جريرُ
(2)
، وكيعُ
(3)
، عن الأَعمشِ، بإِسنادِه نحوه
(4)
.
(1)
هو أحمد بن محمد بن موسى بن داود العطار.
(2)
ابن عبد الحميد.
(3)
موضع الالتقاء هو كيع.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12242 -
حدَّثنا يعقوبُ بن سفيان، وابنُ أبي الحنين
(1)
، قالا: حدَّثنا عمرُ بن حفص بن غِياث
(2)
، قال: حدَّثني أبي، حدَّثنا الأعمشُ، حدَّثني إبراهيمُ، عن علقَمة، عن عبد الله، قال: بينما أَنا أمشي مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في حَرْثٍ، وهو مُتَّكِئٌ على عَسِيْبٍ، إذ مرَّ بنفرٍ من اليهودِ. فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الرُّوح؟ وقال بعضهم: ما رَابَكم إليه، لعلَّه يستقبلكم بشيءٍ تكرهُونه. فقال: سلوه؟ فقامَ إليه بعضُهم فسأله قال: فَأَسْكَتَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. فعَلِمتُ أنَّه يوحَى إليه، فقُمتُ مكاني. فلمّا نزَل عليه الوحيُ قال:"قل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} "
(3)
(4)
.
(1)
هو محمد بن يحيى بن محمد بن كثير -لقبه لؤلؤ- وهو من شيوخ المصنف ومن الرواة عن عمر بن حفص. (انظر: تهذيب الكمال 27/ 908).
(2)
موضع الالتقاء هو عمر بن حفص.
(3)
سورة الإسراء (آية 85).
(4)
تقدم تخريجه (رقم 12239).
12243 -
حدَّثنا محمدُ بن إسماعيل الصائغُ، حدَّثنا عفَّانُ
(1)
، حدَّثنا عبد الواحد بن زياد، حدَّثنا الأعمشُ
(2)
، عن إبراهيمَ، عن علقمة، عن عبد الله، قال: بينما أَنا أمشي مع رسول الله في بعضِ حَرْثِ المدينة، وهو يتوكأ على عَسيبٍ معه، فمرَرنا على نفرٍ من اليهودِ. فقال بعضهم لبعض:
⦗ص: 382⦘
سلوهُ عن الرُّوحِ فقال بعضهم: لا تسألوه عن شيءٍ، أنْ يُجيبَ فيه بشيءٍ تكرهونه. فقال بعضُهم: لنسألنَّه. فقام إليه، فقال: يا أبا القاسم ما الرُّوحُ؟ فسكَتَ عنه. فعلمتُ أنه يُوحَى إليه. فلمَّا تَجَلَّى عنه، قال:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} ".
قال عفّانُ: وقرأه الأعمشُ: {وما أُوتوا}
(3)
.
(1)
ابن مسلم الصفار.
(2)
هو سليمان بن مهران، وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه برقم (12240).
فائدة الاستخراج: متابعة عبد الواحد بن زياد (عند المصنف) لعيسى بن يونس (عند مسلم) في قراءة الأعمش للآية (وما أوتوا):
ونسبت هذه القراءة للأعمش وابن مسعود فقط.
وتوجيه هذه القراءة: أن المخاطب هم السائلون فقط أو اليهود بجملتهم.
وأما على قراءة الجمهور: فالمخاطب هم العالم كله.
انظر: البحر المحيط (6/ 76)، اللباب في تفسير الكتاب (12/ 380)، تفسير القرطبي (10/ 324)، زاد المسير (5/ 82).
12244 -
حدَّثنا الصغانيُّ، وابنُ شَبَابان
(1)
، قالا: حدَّثنا عثمانُ بن أبي شيبة، حدَّثنا ابن إِدريس
(2)
، عن الأعمشِ، عن عبد الله بن مُرَّة، عن مسرُوق، عن عبد الله بن مسعود، قال: بينما أَنا أمضي مع النَّبِىّ في نخلٍ، وهو متوكِّئٌ على عَسِيْبٍ. فمرَّ بقومٍ من اليهودِ، فسأله عن الرُّوحِ. فوقفَ ساكِتًا. فظننتُ أَنَّه يُوحَى إليه. قال: "فتلا:
⦗ص: 383⦘
(3)
.
(1)
هو أحمد بن محمد بن موسى بن داود العطار.
(2)
هو عبد الله بن إدريس، وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه (رقم 12240).
فائدة الاستخراج: قراءة الأعمش للآية "وما أوتيتم ".
12245 -
حدَّثنا الحسنُ بن عفَّان، حدَّثنا ابنُ نُمير
(1)
، عن الأعمشِ، عن مسلمٍ
(2)
، عن مسروق، عن خَبَّابٍ
(3)
، قال: كان ليَ على العاصِ بن وائِلٍ
(4)
حقٌّ. فأَتَيتُه أَتقاضَاهُ. فقال: لا أُعطيك حتَّى تكفرَ بمحمَّدٍ. فقلتُ: لا. واللهِ لا أكفُرُ بمحمَّدٍ حتَّى تموتَ ثمَّ تُبعَثَ. قال: فضحِكَ، ثمَّ قال: إنَّه سيكونُ لي ثَمَّ مالٌ وولدٌ، فأُعطِيكَ حقَّكَ. فأَنزَل الله عز وجل:{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ} الآية
(5)
.
(6)
(1)
هو عبد الله بن نمير ابن هشام الكوفي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
ابن صبيح أبو الضحى الكوفي.
(3)
خباب -بموحدتين الأولى مثقلة- ابن الأرت -بفتحتين وتاء مشددة- التميمي. انظر: (التقريب 192، تكملة فتح الملهم 12/ 98).
(4)
هو والد عمرو بن العاص، وكان له قدر في الجاهلية ولم يوفق للإسلام وكان من حكام قريش. (فتح الباري 8/ 283).
(5)
سورة مريم (آية 77).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه (التفسير: باب قول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا} 8/ 283 رقم 4732) من طريق سفيان بن عيينة عن الأعمش به.
وأخرج مسلم في صحيحه (صفة القيامة 4/ 2153 رقم 36) قال حدثنا ابن نمير حدثنا أبي به -ولم يسق لفظه- وأحال إلى لفظ رواية وكيع عن الأعمش (صفة القيامة رقم 35).
فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ رواية ابن نمير تامة.
12246 -
حدَّثنا الصغانيُّ، حدَّثنا يعلى بن عُبيدٍ، قال: حدَّثنا الأعمشُ
(1)
، عن مسلم، عن مسْروق، عن خَبَّاب، قال: كُنتُ رجلًا قَيْنًا
(2)
، وكان لي على العاصِ بن وائِلٍ دينٌ
(3)
. فأَتيتُهُ أَطلُبُه؟ فقال: لا واللهِ لا أُعطيكَ حتَّى تَكفُرَ بمحمَدٍ. قال: فقلتُ: أما واللهِ لا أكفُرُ بمحمَّدٍ حتَّى تموتَ ثمَّ تُبعَثَ. قال: فإنِّي إذا مُتُّ ثُمَّ بُعِثتُ، كان لي ثَمَّ مالٌ وولدٌ، فتأتيني، فأُعطِيك. فأَنزَل الله عز وجل:{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ} الآية
(4)
.
(5)
(1)
هو سليمان بن مهران وهو موضع الالتقاء.
(2)
بفتح القاف وسكون التحتانية بعدها نون وهو الحداد. (فتح الباري 8/ 283).
(3)
جاء في رواية الثوري عن الأعمش: "فعملت للعاص بن وائل السهيمي سيفًا" أخرجه البخاري رقم 4733) فتبين من هذه الرواية أنه أجرة سيف عمله له. (انظر: فتح الباري 8/ 283).
(4)
سورة مريم (آية 77).
(5)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12247 -
حدَّثنا أبو جعفر بن الجُنيد، حدَّثنا إسحاقُ بن إسماعيل، حدَّثنا أبو مُعاويةَ
(1)
، وجريرُ
(2)
، عن الأعمشِ، عن مسلم بن صُبيح، عن مسْروق، عن خَبَّابِ بن الأَرَت، قال: كنتُ قيْنًا في الجاهلية، فعملتُ للعاصِ بن وائِلٍ عملًا، فأتيتُه أتقاضَاهُ. فقال لي: لا أَقضِيكَ
⦗ص: 385⦘
حتَّى تكفُرَ بمحمَّدٍ. فقلت: لن أكفُرَ به، حتَّى تموتَ ثمَّ تُبعَثَ. قال: وإِنِيّ لميِّتٌ ثم مبعوثٌ؟ قلت: نعم. قال: فإنَّه سيكونُ لي ثَمَّة مالٌ وولدٌ، فأقضِيكَ. قال: فأَنزَل الله عز وجل: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} إلى قوله: {وَيَأْتِينَا فَرْدًا}
(3)
.
(4)
(1)
هو محمد بن خازم، وهو موضع الالتقاء.
(2)
ابن عبد الحميد، وهو موضع الالتقاء.
(3)
سورة مريم (آية 77 - 80).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة 4/ 2153 رقم 36) قال حدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية به، وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير به -ولم يسق ألفاظهم.
وتقدم تخريج البخاري للحديث. (انظر: حديث رقم 12245).
فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ رواية أبي معاوية وجرير تامة.
12248 -
حدَّثنا محمدُ بن عبد الملك الواسطىُّ، ويحيى بن محمد البختري
(1)
، قالا: حدَّثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ العَنْبَريُّ
(2)
، حدَّثنا أبي، حدَّثنا شعبةُ، عن عبد الحميد الزِياديِّ
(3)
، سمع أنسَ بن
⦗ص: 386⦘
مالكٍ يقولُ: سمعتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "قال لي أبو جَهْلٍ: اللهمَّ إنْ كان هذا هو الحقَّ من عِندكَ، فأمطِر علينا حِجَارَةً من السَّماءِ، أو ائتنا بعذابٍ أليم". فنَزَلت: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} إلى آخر الآية
(4)
.
(5)
(1)
بفتح الباء الموحدة ثم الخاء المعجمة كذا في تاريخ بغداد. وجاء في المطبوع من إتحاف المهرة (2/ 100) ابن البحيري (بالحاء المهملة، ثم ياء) وأظنه خطأ.
وجاءت في الأصل بغير نقط.
وشيخ المصنف: هو أبو زكريا الحنائي -بكسر المهملة وفتح النون المشددة مع المد نسبة إلى بيع الحناء- قال الخطيب البغدادي: وكان ثقة ولم يطعن عليه في الحديث. ا. هـ
انظر: تاريخ بغداد (14/ 229)، الإكمال لابن ماكولا (1/ 461)، توضيح المشتبه (2/ 153، 1/ 360).
(2)
موضع الالتقاء هو عبيد الله بن معاذ -وهو شيخ مسلم في هذا الحديث-.
(3)
هو عبد الحميد بن دينار: ونسب للزيادي لأنه من ولد زياد الذي يقال له ابن =
⦗ص: 386⦘
= أبي سفيان. انظر: التقريب (صـ 333)، فتح الباري (8/ 159).
(4)
سورة الأنفال (آية 23 - 24).
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه (التفسير: باب قول الله تعالى {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ
…
} 8/ 158 رقم 4648).
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة: باب في قوله تعالى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ
…
} 4/ 2154) كلاهما من طريق عبيد الله بن معاذ به.
12249 -
حدَّثنا أبو إبراهيم الزُّهريُّ
(1)
، حدَّثنا هارونُ بن معروف، حدَّثنا معتمرُ بن سليمان
(2)
، قال: قال أبي: حدَّثنا نُعيم بن أبي هندٍ
(3)
، ح.
وحدَّثني أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحيم دَنُوقا بغداديٌّ، وأحمد بن مُلاعِب، قالا: حدَّثنا زكريا بن عدي، حدَّثنا المعتمرُ بن سليمان، عن أبيه، عن نُعيم بن أبي هندٍ، عن أبي حَازم
(4)
، عن أبي هريرة، قال: قال أبو جَهْل
⦗ص: 387⦘
هل يُعَفِّرُ
(5)
محمَّدٌ بين أظهُركم؟ قالوا: نعم. قال: لئِن رأيتُه يفعلُ ذلك لأطأَنَّ على رقبتِه. فقيل له: هو ذاكَ يُصَلِّي. قال: فانْطَلق يطأُ على رقَبَتِه. فما فجِأَهُم منه إلاَّ يتَّقِي بيدَيْه، وينْكُصُ على عَقِبَيْهِ. قال: فأتوهُ فقالوا: مالكَ يا أبا الحَكَم؟ قال: إنَّ بينِي وبينَه لخندَقًا من نارٍ، وهَولًا وأَجنِحةً.
هذا لفظ ابن دنُوقا وابن مُلاعب، عن زكريا واحدٌ، قال:"لأفعلنّ به ولأفعلنّ". إلى قوله: "وأجنِحة".
زاد هارونُ بن معروف: قال المعتمر: قال أبي: لا أدري هذا من حديث أبي هريرة أم لا؟:
(6)
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13)} يعني: أبا جهلٍ. {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)} يعني: الملائكة. {كَلَّا لَا تُطِعْهُ}
(7)
ثمَّ أمره بما أمره من السُّجُودِ
(8)
.
(1)
هو أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد الزهري.
(2)
التيمي وهو موضع الالتقاء في كلا الإسنادين.
(3)
واسم أبي هند: النعمان بن أشيم الأشجعي. انظر: (تهذيب الكمال 29/ 498).
(4)
هو سلمان أبو حازم الأشجعي الكوفي.
(5)
أي يسجد ويلصق وجهه بالعفر (بفتحتين) وهو التراب. (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 204، تكملة فتح الملهم 12/ 101).
(6)
جاء في صحيح مسلم قبل ذكر الآية: فأنزل الله عز وجل.
(7)
سورة العلق (آية 6 - 19).
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة: باب قول الله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى} 4/ 2154 رقم 38) قال حدثنا عبيد الله بن معاذ ومحمد بن عبد الأعلى كلاهما حدثنا المعتمر بن سليمان به.
12250 -
حدَّثنا محمدُ بن الجُنيد الدّقاقُ، وأبو أميَّة، قالا: حدَّثنا مُعاويةُ بن عَمرو، حدَّثنا زائدةُ، عن منصورٍ
(1)
، عن مسلم، حدثنا مسْروقٍ،
⦗ص: 388⦘
قال: كنَّا عند عبد الله، فدخل علينا رجلٌ، وعبد الله مضطجِعٌ بين القومَ، فقال: جئتُكَ من عِندِ المسجد، وعِندَ أبوابِ كِنْدة
(2)
قاصٌّ
(3)
يقُصُّ، وهو يقولُ: تجيءُ آيةُ الدُّخانِ فتأخُذُ بأنفاسِ الكفَّارِ، ويأخُذُ المؤمنَ منه كالزُّكامِ. فقال عبد الله، وجلس وهو غضبان: يأيُّها النَّاس اتَّقُوا الله. من علِمَ منكم شيئًا، فليقُلْ بما يعلمُ، ومن لم يعلمْ، فليقل: الله أعلمُ. فإنّه
(4)
أَعلمُ لأحدِكم أن يقول لما لا يعلمُ: الله اُعلمُ. فإنَّ الله عز وجل قال لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}
(5)
". وإنَّ آيةَ الدُّخان قد مَضَتْ. وإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا رأى إِدبَارَ النَّاس
(6)
عنه
(7)
قال: "سبعٌ كسبعِ يوسف ". قال: فأَخَذتِ النَّاسَ سَنَةٌ
(8)
حصَّتْ
(9)
كلَّ شيءٍ. حتَّى يأكُلُون الجلودَ والميتَةَ.
قال زائدة في حديثه: قال: فجاء أبو سُفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمَّد! إنَّكَ جِئتَ تأمُرُ بطاعةِ الله، وصِلَة الأرحام، وإنِّ قومكَ
⦗ص: 389⦘
قد هلكوا؛ فادعُ الله عز وجل لهم. ثمَّ قرأ عبد الله هذه الآية: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11)} إلى قوله: {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}
(10)
. قال عبد الله: أفيُكشَفُ عذاب الآخِرة إذا جاء؟ وآيةُ الدُّخانِ قد مَضَتْ. {يَوْمَ نَبْطِشُ}
(11)
البَطْشَةُ
(12)
واللّزام
(13)
، كان يومَ بدرٍ، وقد مضت آية الروم
(14)
.
(1)
ابن المعتمر كما في (فتح الباري 8/ 437) وهو موضع الالتقاء.
(2)
باب من أبواب الكوفة. (شرح صحيح مسلم للنووي 17/ 206، تكملة فتح الملهم 12/ 102).
(3)
أي واعظ انظر: (تكملة فتح الملهم 12/ 102).
(4)
كتب في الأصل: (الله عز وجل قال). وضرب عليها.
(5)
سورة ص (آية 86).
(6)
يعني قريشًا (انظر: فتح الباري 2/ 573، تكملة فتح الملهم 12/ 103).
(7)
أي عن الإسلام. (انظر: المصدرين السابقين).
(8)
أي قحطًا. (انظر: المصدرين السابقين).
(9)
أي استأصلت. (المصدرين السبابقين).
(10)
سورة الدخان (آية 10 - 15).
(11)
سورة الدخان (آية 16).
(12)
البطش هو الأخذ القوي الشديد: واختلف في المراد بالآية: فذهب ابن مسعود رضي الله عنه أنه يوم بدر -كما في هذا الحديث- وذهب ابن عباس -كما روى ابن جرير بسند صحيح- أنه يوم القيامة. (انظر: تفسير ابن كثير 7/ 237، تفسير القرطبي 16/ 134، مختار الصحاح صـ 56).
(13)
أي ما جاء في قوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} (سورة الفرقان آية 77) قال الإمام ابن كثير رحمه الله أي تكذيبكم لزامًا لكم: أي مقتضيًا لهلاككم وعذابكم ودماركم في الدنيا والآخرة، ويدخل في ذلك يوم بدر كما فسره بذلك ابن مسعود وأبي بن كعب ومجاهد والضحاك
…
وغيرهم.
وقال الحسن: يعني يوم القيامة: ولا منافاة بينهما. أ. هـ (تفسير ابن كثير 6/ 143، وانظر: تكملة فتح الملهم 12/ 106).
وقال النووي: أي يكون عذابهم لازمًا، قالوا: وهو ما جرى عليهم يوم بدر من القتل والأسر وهي البطشة الكبرى. (شرح صحيح مسلم 17/ 208).
(14)
هذا هو المثبت في روايات الصحيحين وغيرهما، وجاء في الأصل "اللزوم" وهو خطأ بلا شك. =
⦗ص: 390⦘
= والمراد بالروم: آية الروم في قوله تعالى: "غلبت الروم" سورة الروم (آية 2 - 3) ولا شك أن هذه الآية وقعت أيام بدر حين انهزم أهل فارس وغلب عليهم أهل الروم.
وروى البخاري في صحيحه (رقم 4825) ومسلم (صفة القيامة رقم 41) من طريق كيع عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال: "خمس قد مضين اللزام، والروم، والبطشة، والقمر، والدخان ".
والحديت أخرجه البخاري في صحيحه (التفسير: باب سورة الروم 8/ 370 رقم 4774) من طريق الثوري عن منصور به.
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة: باب: الدخان 4/ 2155 رقم 39) من طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور به.
فائدة الاستخراج: تسمية "أبي الضحى" في إسناد المصنف "مسلم" وهو ابن صبيح بالتصغير وهو بكنيته أشهر. (انظر الفتح 8/ 216).
12251 -
حدَّثنا أبو أُميَّة أيضا، حدَّثنا محمدُ بن سَابق
(1)
، حدَّثنا إبراهيمُ بن طِهمان، عن منصور
(2)
، بمعناه
(3)
.
(1)
التميمي البزاز.
(2)
ابن المعتمر وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12252 -
حدَّثنا الصغانيُّ، وابن أُخت اُبي كُريب
(1)
، وأبو أُميَّة، قالوا: حدثنا جعفرُ بن عون، عن الأعمش
(2)
، عن مسلم بن صُبيح، عن مسروق، قال: كان رجلٌ في المسجِدِ، قال: فقال: فيما يقول: {يَوْمَ
⦗ص: 391⦘
تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}
(3)
". قال: الدُّخانُ يكونُ يومَ القيامة، يأخُذُ بأسماعِ المنافقين، وأبصارهم، ويأخُذُ المؤمنَ منه كهيئة الزُّكام. فقُمنا فدخلنا على عبد الله في بيته. فأخبرناه بما قال. وكان متَّكئًا فاستوى قاعِدًا. قال: ثمَّ قال: أيُّها النَّاسُ! من علِمَ منكم بعلمٍ، فليقُل به. ومن لم يعلَم، فليقل: الله أعلمُ. فإنَّ العالِمَ إذا سُئِل عمَّا لا يَعلم قال: الله أعلمُ. وقد قال لنبيِّه: صلى الله عليه وسلم {قُلْ مَا
(4)
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}
(5)
. وسأخبِركم عن الدُّخانِ. إنَّ قُريشًا لمَّا استَعْصَتْ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبطأوا عن الإسلام، قال:"اللهم أعنِّي عليهم بسبعٍ كسَبعِ يوسف". قال: فأتتهُم سَنَةٌ فحَصَّت كلَّ شَيءٍ. حتى أكلوا الميتة والجيف، قال: حتى إنّ أحدهم كان يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع، فدعوا، ثم قرأ هذه الآية:{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}
(6)
فكشف ذلك عنهم، ثم قال عبد الله: أرأيتم لو كان هذا يوم القيامة أكان يكشف عنهم؟ قال
(7)
: فعادوا فكفروا، قال: فأخّروا إلى يوم بدر، فقال:{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا} هذا
⦗ص: 392⦘
يوم بدر {إِنَّا مُنْتَقِمُونَ}
(8)
.
(1)
لم أقف عليه.
(2)
هو سليمان بن مهران وهو موضع الالتقاء.
(3)
سورة الدخان (آية 10).
(4)
في الأصل في هذا الموضع: (لا)!.
(5)
سورة ص (آية 86).
(6)
سورة الدخان (آية 15).
(7)
في الأصل: "قالت".
(8)
أخرجه البخاري في صحيحه (التفسير: باب قول الله تعالى: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ} 8/ 435 رقم 4822) من طريق كيع عن الأعمش به.
وأخرجه مسلم في صحيحه (صفة القيامة: باب الدخان 4/ 2157) من طرق عن الأعمش به.
فائدة الاستخراج: ما جاء في لفظ رواية المصنف من زيادة -من طريق الأعمش عن أبي الضحى- وهي قوله: وقد قال لنبيه: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ} وسأخبركم عن الدخان وهي في رواية البخاري -وهي في رواية منصور عن أبي الضحى- التي تقدمت عند المصنف (برقم 12250).
12253 -
حدثنا الصغاني
(1)
، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية
(2)
وكيع، عن الأعمش، عن أبي الضّحى
(3)
، عن مسروق نحوه.
إلا أنه قال: قالوا النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ فقال: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ}
(4)
.
(1)
محمد بن إسحاق بن جعفر الصَّغاني.
(2)
محمد بن خازم الضرير.
(3)
مسلم بن صُبَيح الهَمْدَاني مولاهم.
(4)
سورة الدخان، الآية:(12).
والحديث أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب الدخان: (4/ 2155) ح 2798/ 40) من طريق أبي معاوية، ووكيع، وجرير، ثلاثتهم عن الأعمش به نحوه.
12254 -
حدثنا الحسن بن عفان
(1)
، حدثنا ابن نمير
(2)
، حدثنا الأعمش بمثله
(3)
.
(1)
الحسن بن علي بن عَفَّان العامري.
(2)
عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق وأخرجه الإمام أحمد في المسند (4/ 144)، ح (4104) والشاشي في مسنده (1/ 396) رقم (398) من طريق ابن نمير به.
12255 -
حدثنا ابن الجنيد
(1)
، حدثنا معاوية
(2)
، حدثنا زائدة
(3)
، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله، قال: "خمس قد مضين:
⦗ص: 394⦘
الدُّخان واللِّزَام والروم، والبطْشة والقمر"
(4)
.
(1)
محمد بن أحمد بن الجنيد الدقَّاق.
(2)
معاوية بن عمرو بن المهلّب الأزدي.
(3)
هو: ابن قدامة الثقفي.
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح ح (2798/ 41) من طريق جرير ووكيع عن الأعمش به، وقد تقدم. انظر: ح (12253).
وزائدة من أوثق الناس في الأعمش بعد الثوري كما قال الإمام أحمد: "كان زائدة من أصح الناس حديثا عن الأعمش، ما خلا الثوري"، ورواية مسلم عن الأعمش من طريق جرير وكيع، وقد قال أحمد:"جرير لم يكن بالضابط. عن الأعمش"، وتكلم في رواية وكيع عن الأعمش بأنه سمع منه وهو صغير. فرواية المصنِّف فيها متابعة لما رواه جرير وكيع، وهذا من فوائد الاستخراج.
انظر: شرح علل الترمذي (2/ 533)، المنتخب من علل الخلال (1/ 323)، (234).
12256 -
حدثنا ابن عفان، حدثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله، قال:"خمس قد مضين"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم من طريق وكيع وجرير وأبي معاوية عن الأعمش، وقد تقدم انظر: ح (12253).
12257 -
حدثنا ابن أبي الشَّوارب
(1)
، حدثنا إبراهيم بن بشار
(2)
، حدثنا سفيان
(3)
، حدثنا مُطَرِّف والأعمش وفِطْر، عن مسلم بن صُبِيح بمثله
(4)
.
(1)
علي بن محمد بن عبد الملك، أبو الحسن الأموي البصري.
(2)
الرمادي أبو إسحاق البصري.
(3)
لعله ابن عيينة؛ لأن إبراهيم بن بشّار مشهور بالرواية عن ابن عيينة، ولازمه كثيرا.
قال ابن حبان: "كان متقنا ضابطا صحب ابن عيينة سنين كثيرة وسمع أحاديثه مرارا" ا هـ. الثقات لابن حبان (8/ 72).
(4)
والحديث أخرجه مسلم كما تقدم تخريجه برقم (14253) من طريق الأعمش، عن مسلم به.
12258 -
حدثنا زيد بن إسماعيل الصائغ
(1)
، حدثنا زيد بن
⦗ص: 395⦘
الحُبَاب
(2)
، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن عَزْرَة
(3)
، عن الحسن العُرِني
(4)
، عن يحيى بن الجزار، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب، في قول الله عز وجل:{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ}
(5)
، قال:"مصائب الدنيا، وذكر الدخان والروم والبطشة، -فقال-: قد مضى هذا وهذا وهذا"
(6)
.
(1)
زيد بن إسماعيل بن سيار بن مهدي الصائغ.
(2)
ابن الرَّيَّان -أو ابن رومان- التميمي الكوفي.
(3)
عزرة بن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي، الكوفى الأعور، "شيخ لقتادة ثقة من السادسة" انظر: تقريب التهذيب (ص: 676) رقم (4576).
(4)
الحصن بن عبد الله العرنى البجلى الكوفى.
(5)
سورة السجدة، الآية:(21).
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين وأحكامهم - باب الدخان: (4/ 2157 - 2158) ح 2799/ 42) من طريق غندر، عن شعبة به. وفيه:"مصائب الدنيا، والروم، والبطشة، أو الدخان" -شعبة الشاك في البطشه أو الدخان-.
وذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين في أفراد مسلم. انظر: الجمع بين الصحيحين (1/ 252)، (653).
فائدة الاستخراج: جاءت رواية مسلم في صحيحه بالشك، وجاءت رواية المصنف بالجزم من غير شك.
12259 -
وحدثنا أبو قلابة، حدثنا أبو زيد الهروي
(1)
، حدثنا شعبة بإسناده إلى قوله:"مصائب الدنيا"
(2)
.
(1)
سعيد بن الربيع الحَرَشي العامري البصري.
(2)
الحديث أخرجه مسلم كما في الحديث السابق من طريق غندر، عن شعبة به.
12260 -
حدثنا سعدان
(1)
بن نصر بن منصور أبو عثمان، وشعيب بن عمرو
(2)
، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح
(3)
، عن مجاهد، عن أبي معمر
(4)
، قال: قال عبد الله بن مسعود: "انشق القمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم شقتين
(5)
"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اشهدوا"
(6)
.
(1)
في الأصل: "سفيان" وهو خطأ، وليس في شيوخ أبي عوانة من اسمه سفيان بن نصر. والتصويب من إتحاف المهرة (10/ 287) رقم (12775).
(2)
ابن نصر، ويقال: ابن عمرو بن سهل، أبو محمد الضبعي.
(3)
عبد الله بن أبي نَجيح يسار الثقفي مولاهم.
(4)
عبد الله بن سَخْبَرة الأزدي الكوفي.
(5)
شقتين -بكسر المعجمة- أي: نصفين. انظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري (17/ 10).
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين وأحكامهم -باب انشقاق القمر: (4/ 2158) ح 2800/ 43) من طريق عمرو الناقد، وزهير بن حرب، عن سفيان بن عيينة به.
وأخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب انشقاق القمر (5/ 39) ح (3869) من طريق الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن أبي معمر به.
وقوله: "اشهدو" أي اضبطوا هذا القدر بالمشاهدة. انظر: فتح الباري (7/ 231).
12261 -
حدثنا أبو البختري
(1)
، حدثنا أبو أسامة، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة انشق القمر فوقعت شقة وراء الجبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا اشهدوا {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}
(2)
.
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن شكر العَنْبَري كما جاء اسمه في الحديث رقم (1923).
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين وأحكامهم -باب انشقاق القمر: =
⦗ص: 397⦘
= (4/ 2158) ح 2800/ 44) من طريق أبي معاوية، وعمر بن حفص، وابن مسهر ثلاثتهم عن الأعمش به بلفظ:"بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنًى".
ورواه أبو أسامة -كما عند المصنف- عن الأعمش بلفظ: "بمكة"، وتابعه أبو حمزة محمد بن ميمون السكري المروزي، عن الأعمش أخرجه البخاري في صحيحه -مناقب الأنصار- باب انشقاق القمر (5/ 39) رقم (3869).
وكذلك رواه أبو الضحى، عن مسروق، عن عبد الله بلفظ:"انشق بمكة" أخرجه البخاري في صحيحه برقم (3869) معلقا عن أبي الضحى، وأسنده الطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/ 177)، (697) والبيهقي في الاعتقاد (صـ 269)، كلاهما من طريق مغيرة، عن أبي الضحى به.
وكذلك رواه محمد بن مسلم الطائفي، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله بلفظ:"بمكة". أخرجه البخاري في صحيحه برقم (3869) معلقا عن محمد بن مسلم الطائفي.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 472) من طريق عبد الرزاق، عن ابن عيينة، وابن أبي نجيح به. وقال صحيح على شرط الشيخين.
والجمع بين قول ابن مسعود تارة: "بمنى"، وتارة:"بمكة".
1 -
إما باعتبار التعدد إن ثبت.
2 -
وإما بالحمل على أنه كان بمنى، ومن قال: كان بمكة لا ينافيه لأن من كان بمنى كان بمكة من غير عكس، ويؤيده أن الرواية التي فيها بمنى، قال فيها:"ونحن بمنى" والرواية التي فيها بمكة لم يقل فيها "ونحن"، وإنما قال:"انشق القمر بمكة" يعني أن الانشقاق كان وهم بمكة قبل أن يهاجروا إلى المدينة. انظر: فتح الباري (7/ 232).
12262 -
حدثنا محمد بن علي بن داود
(1)
، حدثنا عمر بن
⦗ص: 398⦘
حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد الله بن مسعود، قال: بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى إذا انفلق
(2)
القمر، فصارت فِلقتين
(3)
، فكانت فلقة وراء الجبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اشهدوا"
(4)
.
(1)
محمد بن علي بن داود بن عبد الله البغدادي ويعرف بابن أخت غزال "كان ثقة =
⦗ص: 398⦘
= حسن الحديث" تذكرة الحفاظ 2/ 659.
(2)
في الأصل: "انطلق ".
(3)
بكسر الفاء، والفِلقة القطعة من الشيء المنشق. انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 158)، كشفى المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي (ص: 192).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب صفات المنافقين وأحكامهم- باب انشقاق القمر: (4/ 2158) ح 2800/ 44) عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه به. وفيه زيادة:"وفِلقة دونه "، وقد تقدم تخريج البخاري للحديث، انظر: ح (12261).
12263 -
حدثنا أبو المثنى
(1)
، حدثنا أبي
(2)
حدثني أبي
(3)
، حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد الله قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فِلْقَتَين، فستر الجبل فِلْقة، وكانت فِلْقة فوق الجبل، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"اللهم اشهد"
(4)
.
(1)
هو معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ بن نصر العنبري.
(2)
هو المثنى بن معاذ العنبري.
(3)
هو معاذ بن معاذ بن نصر العنبري.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب صفات المنافقين وأحكامهم- باب انشفاق القمر: (4/ 2158) ح 2800/ 45) عن عبيد الله بن معاذ، عن معاذ بن معاذ العنبري به. وتقدم تخريج البخاري للحديث، انظر: ح (11226).
12264 -
حدثني محمد بن محمد
(1)
، حدثنا بندار، عن أبي داود، عن شعبة؛
وحدثنا أبو أمية، حدثنا عمرو بن حكَّام
(2)
، حدثنا شعبة بإسناده مثله
(3)
.
وقال غندر: "فِلقةٌ من وراء الجبل، وفِرقةٌ على الجبل"، وقال: شك شعبة في "فِلْقتين أو فرقتين"
(4)
.
(1)
ابن رجاء بن السندي، أبو بكر، الإسفراييني، مصنف (الصحيح) المخرج على كتاب مسلم.
(2)
ابن أبي الوضاح الأزدي البصري، أبو عثمان، ضعفه النقاد.
(3)
أخرجه مسلم -كما تقدم- عن عببد الله بن معاذ، عن معاذ بن معاذ، عن شعبة به. ولفظه:"بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ".
وتقدم تخريج البخاري للحديث انظر ح (12261).
(4)
رواية غندر علقه المصنف هاهنا، ووصلها مسلم في صحيحه -كما تقدم- عن بشر بن خالد، عن غندر، عن شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنه.
ولم يذكر الشك.
ورواه الإمام أحمد في المسند (7/ 303)، ح (4270) عن غندر به، وقال:"فرقتين، أو فلقتين" شعبة الذي يشك.
ومن فوائد الاستخراج الزيادة التي عند المصنف وهو شك شعبة في لفظ الحديث، هل هو فرقتين، أو فلقتين.
12265 -
حدثنا أبو المثنى
(1)
، حدّثنا أبي
(2)
، حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
(3)
.
(1)
هو معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ بن نصر العنبري.
(2)
هو المثنى بن معاذ العنبري.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم - باب انشقاق القمر: (4/ 2159) ح 2801/ 45)، من طريق عبيد الله بن معاذ، عن معاذ بن معاذ به. =
⦗ص: 400⦘
= من فوائد الاستخراج هنا: تكثير الطرق عن معاذ بن معاذ العنبري.
12266 -
وحدثنا عباس الدوري، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، حدثنا الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر في قوله:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}
(1)
، قال:"قد كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فِلْقتين: فِلْقة من دون الجبل، وفِلْقة من خلف الجبل"
(2)
.
(1)
سورة القمر، الآية:(1).
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
وفي رواية المصنف من فوائد الاستخراج: بيان متن حديث رواية مجاهد، عن ابن عمر، فقد ساق مسلم إسنادها وأحال متن الحديث على متن رواية أبي معمر، عن ابن مسعود.
12267 -
حدثنا يوسف بن مسلّم، حدثنا حجاج
(1)
، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال:"انشق القمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرقتين"
(2)
.
(1)
الأعور المصيصي.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب انشقاق القمر، (4/ 2159) ح 2801/ 45) من طريق أبي داود، ومحمد بن جعفر، ويحيى بن سعيد ثلاثتهم، عن شعبة به.
وأخرجه البخاري في صحيحه، كتاب مناقب الأنصار، باب انشقاق القمر (5/ 39) ح (3868) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة بنحوه.
ومن فوائد الاستخراج تكثير الطرق عن شعبة.
12268 -
حدثنا عمار بن رجاء
(1)
، ويونس بن حبيب
(2)
، قالا:
⦗ص: 401⦘
حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: "انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم"
(3)
.
(1)
الأستراباذي.
(2)
ابن عبد القاهر الأصبهاني.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح -كما تقدم- من طريق أبي داود، ومحمد بن جعفر، ويحيى بن سعيد ثلاثتهم، عن شعبة به. وقال الإمام مسلم بعد ذلك: وفي حديث أبي داود،:"انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وتقدم تخريج البخاري للحديث، انظر الحديث السابق.
12269 -
حدثنا ابن المنادي
(1)
، حدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا شيبان، حدّتنا قتادة، عن أنس بن مالك:"أن أهلَ مكَّة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُرِيَهُم آيةً، فأراهم انشقاقَ القمرِ"
(2)
.
(1)
محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي، أبو جعفر بن المنادي.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب انشقاق القمر، (4/ 2159) ح 2802/ 46) من طريق زهير بن حرب، وعبد بن حميد كلاهما عن يونس بن محمد به مثله، وزاد:"مرتين". وتقدم تخريج البخاري للحديث انظر: (12267).
12270 -
حدثنا ابن الجنيد
(1)
، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء
(2)
، حدثنا سعيد بن أبي عروبة
(3)
، عن قتادة، عن أنس:"أنّ أهل مكة سألوا رسول الله أن يريهم آيةً، فأراهم انشقاق القمر مرتين"
(4)
.
(1)
محمَّد بن أحمد بن الجنيد أبو جعفر الدقّاق البغدادي.
(2)
الخفَّاف.
(3)
اسم ابن أبي عروبة: مِهران اليشكري مولاهم البصري، وسعيد هذا من أثبت الناس في قتادة.
ومن طريقه أخرج البخاري الحديث كما تقدم انظر ح (12267).
(4)
أخرجه مسلم - كما تقدم - من طريق شيبان، ومعمر، وشعبة، كلهم عن قتادة به. =
⦗ص: 402⦘
= وقد تقدم تخريج البخاري للحديث انظر ح (12267).
وفي رواية المصنف لهذا الحديث من طريق ابن أبي عروبة، عن قتادة علو معنوي له، حيث إنّ سعيد بن أبي عروبة أثبت الناس في قتادة كما قال ابن معين. انظر: سؤالات ابن الجنيد (ص: 349) رقم (313)، وشرح علل الترمذي (2/ 503).
12271 -
حدثنا هلال بن العلاء
(1)
، حدثنا محمد بن عبد الله الرّقاشي
(2)
، حدثنا يزيد بن زُريع
(3)
، حدثنا سعيد بن أبي عروبة بإسناده مثله
(4)
.
(1)
ابن هلال بن عمر الباهلي مولاهم.
(2)
محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك البصري.
(3)
-بتقديم الزاي على الراء مصغراً - أبو معاوية البصري.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12272 -
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
(1)
، حدثنا إسحاق بن بكر بن مضر، حدثني أبي، حدثنا جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مصعود، عن ابن عباس قال:"إنَّ القمرَ انشقَّ في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم"
(2)
.
(1)
ابن أعين المصري.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب انشقاق القمر، (4/ 2159) ح 48/ 2803) عن موسى بن قريش التميمي، عن إسحاق بن بكر بن مضر به مثله.
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب مناقب الأنصار (5/ 39) ح (3870) قال حدثنا عثمان بن صالح، حدثنا بكر بن مضر به. =
⦗ص: 403⦘
= وفيه من فوائد الاستخراج متابعة محمد بن عبد الله بن عبد الحكم - وهو ثقة - لرواية موسى بن قريش التميمي البخاري وهو مقبول كما قال ابن حجر في تقريب التهذيب (ع: 984)، رقم (7002).
12273 -
حدثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني
(1)
، حدثنا إدريس بن يحيى
(2)
، عن بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس قال:"انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم"
(3)
.
(1)
إبراهيم بن منقذ بن إبراهيم الخولاني مولاهم أبو إسحاق المصري.
(2)
الأموي مولاهم أبو عمرو المصري.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح، - كما تقدم - من طريق إسحاق بن بكر بن مضر، عن بكر بن مضر به مثله. وقد تقدم تخريج البخاري له في الحديث السابق.
12274 -
حدثنا عثمان بن خُرَّزَاذ
(1)
، حدثنا يحيى بن بكير
(2)
، حدثنا بكر بن مضر بإسناده مثله
(3)
.
(1)
عثمان بن عبد الله بن محمد بن خُرَّزاذ الأنطاكي.
(2)
يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي مولاهم المصري.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح - كما تقدم - من طريق إسحاق بن بكر بن مضر، عن بكر بن مضر به مثله.
وأخرجه البخاري في الصحيح، (كتاب التفسير، باب: اقتربت الساعة (6/ 142) ح (4866) عن يحيى بن بكير به مثله.
12275 -
حدثنا أبو بكر الجعفي
(1)
، وأبو البختري
(2)
، قالا حدثنا
⦗ص: 404⦘
أبو أسامة، حدثنا الأعمش، حدثني سعيد بن جبير، عن أبي عبد الرحمن السّلمي، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أَحَدَ أصْبَرَ على أذًى سمعه من الله عز وجل، يدعون لله ولدًا، ويجعلون له نداً، وهو في ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطِيْهم"
(3)
.
(1)
محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي الكوفي.
(2)
عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري البغدادي المقرئ.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب لا أحد أصبر على أذى من الله عز وجل (2160/ 4)(ح 2804/ 50) عن عبيد الله بن سعيد، عن أبي أسامة به نحوه.
وهو عند البخاري في الصحيح (كتاب الأدب باب الصبر في الأذى (25/ 8)، (6099) من طريق سفيان، عن الأعمش به نحوه.
وفيه من فوائد الاستخراج:
المساواة بين المصنِّف ومسلم، لتساوي عدد رجال إسناديهما.
وكذلك جاء في دواية المصنف ذكر الصحابي بكنيته، وهو مشهور بها، وجاء في صحيح مسلم باسمه.
12276 -
حدثنا أحمد بن يوسف السلمي
(1)
، حدثنا مسدد
(2)
، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن أبي عبد الرحمن السّلمي، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أحدٌ أصبرَ على أذًى سمعه من الله عز وجل؛ إنه يُشرك به، ويجعل له ولدا، وهو يعافيهم، ويدفع عنهم"
(3)
.
(1)
أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي، أبو الحسن السلمي النيسابوري.
(2)
ابن مسرهد بن مسربل الأسدي البصري.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح كما سبق، من طريق أبي أسامة وأبي معاوية به نحوه. =
⦗ص: 405⦘
= وقد تقدم تخريج البخاري له - أيضا - في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: أظهر المصنف لفظ رواية أبي معاوية، عن الأعمش، وجاءت روايته مقرونا بأبي أسامة عند مسلم في صحيحه.
12277 -
حدثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني
(1)
، ومحمد بن مهل الصنعاني
(2)
، قالا: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى الأشعري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما أحد أصبر على الأذى من الله يدعون له ولدا، وهو يعفو عنهم، ويدعون له صاحبة وشريكا، وهو يرزقهم ويدفع عنهم"
(3)
.
(1)
الحسن بن يحيى بن الجعد العبدي.
(2)
محمد بن عبد الله بن مهل بن المثنى الصنعاني.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح - كما تقدم - من طريق أبي أسامة وأبي معاوية، وكيع كلهم عن الأعمش به.
وفائدة الاستخراج: هنا ذكر نسب الصحابي: "أبي موسى" الأشعري.
وهو عند عبد الرزاق في المصنف (مصنف عبد الرزاق (11/ 175)، (20250) بهذا اللفظ.
رواية المصنف من طريق معمر، عن الأعمش، ومعمر يغلط في أحاديث الأعمش، كما قال الإمام أحمد (شرح علل الترمذي 2/ 720) ورواية مسلم من طريق أبي أسامة وأبي معاوية وكيع، وروايتهم عن الأعمش مقدمة على رواية معمر.
وفيه من فوائد الاستخرج كثرة الطرق عن الأعمش.
وتقدم تخريج البخاري للحديث، انظر: ح (12276).
12278 -
حدثنا الدنداني
(1)
، حدثنا عمر بن حفص بن
⦗ص: 406⦘
غياث
(2)
، حدثنا أبي
(3)
قال: حدثنا الأعمش قال سمعت سعيد بن جبير، يقول: قال أبو عبد الرحمن السلمي - ولم يسمه - قال عبد الله بن قيس أبو موسى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحد أصبر على أذًى سمعه منَ الله، يدعون له ولداً، وهو يرزقهم ويعافيهم"
(4)
.
(1)
موسى بن سعيد الطرسوسي، أبو بكر الدَّنداني.
(2)
عمر بن حفص بن غِياث بن طَلْق بن معاوية الكوفي.
(3)
حفص بن غِياث بن طَلْق بن معاوية الكوفي.
(4)
أخرجه مسلم كما تقدم من طريق الأعمش به نحوه، وتقدم تخريج البخاري للحديث، انظر: ح (12275).
ورواية المصنف من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، وقد اختلف في رواية حفص، عن الأعمش، فقد كان أحمد وغيره يتكلمون في حديثه، لأن حفظه كان فيه شيء وقدمه غيرهم: قال أبو داود: "كان عبد الرحمن بن مهدي لا يقدم بعد الكبار من أصحاب الأعمش غير حفص بن غياث". وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أوثق أصحاب الأعمش حفص بن غياث، - قال علي - فأنكرت ذلك، ثم قدمت الكوفة بآخرة فأخرج إلي عمر بن حفص كتاب أبيه، عن الأعمش فجعلت أترحم على يحيى، وقلت لعمر: سمعت يحيى يقول: حفص أوثق أصحاب الأعمش، ولم أعلم حتى رأيت كتابه" شرح علل الترمذي (2/ 534 - 535). فبناء على قول ابن المديني ففيه العلو المعنوي وهو من فوائد الاستخراج.
12279 -
حدثنا جعفر بن محمد بن فرقد الرقي
(1)
، قال حدثنا عبد الله بن عمر الخطابي
(2)
، حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي،
⦗ص: 407⦘
حدثنا قتادة، عن أنس أنه حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثنا أحمد بن هاشم أبو بكر الأنطاكي
(3)
، حدثني محمد بن عبد الرحمن بن سهم
(4)
، أخبرني معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي، حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك أنه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ الكافرَ إذا عمِلَ حسنةً أطْعَم بها طُعمة من الدُّنيا، وأما المؤمن فإنَّ الله عز وجل يدَّخِر له حسناتِه في الآخرة، ويُعْقِبُه رزقًا في الدّنيا على طاعته"
(5)
.
(1)
جعفر بن محمد بن الحجاج بن فرقد القطان الرقّي.
(2)
عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن الخطابي البصري.
(3)
أحمد بن هاشم بن الحكم بن مروان الأنطاكي.
(4)
محمد بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم الأنطاكي.
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"ربما أخطأ"، وقال الخطيب البغدادي:"كان ثقة" وقال ابن حجر: "ثقة".
انظر: الثقات لابن حبان (9/ 87)، (15331)، تاريخ بغداد، (3/ 538)، (1056)، التقريب:(ص: 869)، (6072).
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح كتاب صفات المنافقين، باب: جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة، وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا (2162/ 4) ح (2808/ 57) عن عاصم بن النضر التيميّ، عن معتمر به مثله غير أنه قال:"أُطعم بها" مكان: "يطعم بها".
ومن فوائد الاستخراج: تسمية معتمر في إسناد المصنف حيث جاء عند مسلم مهملا.
وهذا الحديث تفرد به الإمام مسلم عن الأئمة الستة انظر: (تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف (1/ 317) رقم (1210)، تكملة فتح الملهم (12/ 117).
12280 -
حدثنا أحمد بن سهل بن أيوب
(1)
، حدثنا عاصم بن
⦗ص: 408⦘
النضر
(2)
، حدثنا المعتمر بإسناده مثله
(3)
.
(1)
أبو الفضل الأهوازي.
(2)
أبو عمر البصري الأحول.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح -كما تقدم في الحديث السابق- عن عاصم بن النضر التيميّ، عن معتمر به مثله.
12281 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ
(1)
، وأبو داود الحراني
(2)
، قالا: حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا همام
(3)
، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله لا يظلم المؤمنَ حسنةً يثاب عليها، الرزق في الدنيا، ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيُطْعم بحسناته في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة، لم تكن له حسنة يُعْطَى بها خيرا"
(4)
.
رواه عبد الوهاب بن عطاء
(5)
، عن سعيد
(6)
، عن قتادة
(7)
.
(1)
محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ الكبير، أبو جعفر البغدادي.
(2)
سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطائي مولاهم.
(3)
ابن يحيى، كما في إسناد مسلم في صحيحه، برقم (56/ 2808).
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح ح (56/ 2808) من طريق يزيد بن هارون، عن همام به نحوه.
وفائدة الاستخراج: ما جاء في بيان ما يعطاه المؤمن في الدنيا "الرزق" كما في رواية المصنف.
(5)
الخفَّاف.
(6)
هو: ابن أبي عروبة اليشكري مولاهم.
(7)
وهذا الإسناد وصله الإمام مسلم في صحيحه، (كتاب صفات المنافقين، باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا (4/ 2162)، =
⦗ص: 409⦘
= (2808/ 57) عن محمد بن عبد الله الزُّزّي، عن عبد الوهاب بن عطاء به.
وأحال في لفظه على رواية سليمان التيمي، عن قتادة.
12282 -
حدثنا الربيع بن سليمان
(1)
، حدثنا أسد بن موسى
(2)
، حدثنا، حماد بن سلمة؛ ح،
وحدثنا أبو غسان مالك بن يحيى
(3)
، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة: عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بأَنْعَمِ أهلِ الدُّنيا من أهل النار يوم القيامة، فَيُصْبَغُ في النار صَبْغَةً
(4)
، ثم يقال: يا ابن آدم! هل رأيت خيرا قط؟ هل مرَّ بك نعيمٌ قط؟ فيقول: لا، والله يا ربِّ! ويُؤْتى بأشدِّ النّاس بُؤْسًا في الدّنيا من أهل الجنة، فيُصْبغ صَبْغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم! هل رأيت بؤسا قطّ؟ هل مرّ بك شدَّة قطّ؟ فيقول: لا، والله يا رب! ما مرّ بي بُؤْسٌ قطُّ، ولا رأيت شدَّةً قطُّ"
(5)
.
⦗ص: 410⦘
هذا لفظ يزيد بن هارون، وحديث أَسد بمعناه.
(1)
ابن عبد الجبار المرادي.
(2)
ابن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي المصري.
(3)
مالك بن يحيى بن مالك الهمداني الدَّميري الكوفي.
(4)
يعني: يغمس كما يغمس الثوب في الصبغ.
النهاية في غريب الحديث (ص 508) مادة: (صبغ).
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح كتاب صفات المنافقين، باب: صبغ أنعم أهل الدنيا في النار، وصبغ أشدهم بؤسا في الجنة، (4/ 2162)، (55/ 2807) عن عمرو الناقد، عن يزيد بن هارون به مثله. =
⦗ص: 410⦘
= وهذا الحديث مما تفرد به مسلم عن البخاري، ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين (2/ 492)، (2142).
12283 -
حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي
(1)
، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا شَيْبان، عن قتادة، عن أنس بن مالك أنَّ رجلا قال: يا رسول الله! كيف يحشر الكفر على وجهه يوم القيامة؟ قال: "أليس الذي أمشاه على رجليه في الدّنيا، قادر على أن يُمْشِيَه على وجهه يوم القيامة؟ ".
قال قتادة: بلى، وعِزَّة ربِّنا
(2)
.
(1)
محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح كتاب صفات المنافقين، باب: يحشر الكافر على وجهه، (4/ 2161)، (54/ 2806) عن زهير بن حرب، وعبد بن حميد كلاهما عن يونس بن محمد به مثله.
وقد ساق المصنف متابعة: أسد بن موسى ليزيد بن هارون، وهذا من فوائد الاستخراج.
والحديث متفق عليه رواه البخاري في الصحيح، كتاب التفسير، باب:{الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا} (6/ 1090)، (4760)، عن عبد الله بن محمد، عن يونس بن محمد به بلفظ:"يحشر الكافر على وجهه؟ ".
12284 -
حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله إملاء، حدثني أبي، حدّتنا إبراهيم بن طهمان، عن قتادة، حدّثنا أنس بن مالك أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقال للكافر يوم القيامة: أرأيت لو كان [لك]
(1)
ملء الأرض ذهبا أكنت
⦗ص: 411⦘
تَفْتَدِي به؟ فيقول: نعم، فيقال له: قد سُئِلْتَ أيسرُ من ذلك"
(2)
.
(1)
ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل، وهي مثبتة في صحيح مسلم وبها يستقيم السياق.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين، باب: طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهبا، (4/ 2160)، (2805/ 52 - 53) من طريق هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة كلاهما عن قتادة به نحوه.
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الرقاق، باب من نوقش الحساب عذب، (8/ 112)، (6538) عن علي بن المديني، عن معاذ بن هشام به نحوه.
12285 -
حدثنا مهدي بن الحارث
(1)
، حدثنا بندار، حدثنا معاذ بن هشام، قال حدثني أبي عن قتادة، قال حدثنا أنس بن مالك أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال بمثله
(2)
.
(1)
مهدي بن الحارث بن مرداس العرعري العصار الجرجاني.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح ح (52/ 2805) عن محمد بن بشار به بلفظ حديث إبراهيم بن طهمان المتقدم في الحديث السابق.
وتقدم تخريج البخاري للحديث كذلك، انظر الحديث السابق.
12286 -
حدثني أبي
(1)
، حدثنا
(2)
إسحاق بن إبراهيم
(3)
، حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، قال، حدثنا أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يقال للكافر" فذكر مثله
(4)
.
(1)
إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النيسابوري، الإسفراييني.
(2)
كذا في الأصل، وجاءت الصيغة عند مسلم:(قال إسحاق: أخبرنا).
(3)
ابن راهويه، الحنظلي.
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (52/ 2805) عن إسحاق بن إبراهيم به. وتقدم تخريج البخاري للحديث، انظر: ح (12284). =
⦗ص: 412⦘
= وفائدة الاستخراج: أن المصنف فصل بين رواية محمد بن بشار، إسحاق بن راهويه كل على حدة، بينما جمع بينهما مسلم في صحيحه في سياق واحد.
12287 -
حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدّثنا المثنى بن معاذ العنبري
(1)
، حدثني أبي معاذ بن معاذ، حدّثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يقول الله عز وجل لأهون أهل النار عذابا: لو كانت لك الدنيا وما فيها أكنت مفتديا بها؟ قال: نعم، فيقول: قد أردت منك أهون من ذلك، وأنت في صلب آدم: أن لا تشرك بي شيئا - أحسبه قال:- ولا أدخلك الأر فأبيت إلا الشرك"
(2)
.
(1)
المثنَّى بن معاذ بن معاذ العنْبَري.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه برقم (51/ 2805) عن عبيد الله بن معاذ العنبري، عن أبيه معاذ بن معاذ العنبري به نحوه.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الأنبياء برقم (3334)، وكتاب الرقاق (6538) وكتاب صفة الجنة (6557).
12288 -
حدثنا محمد بن محمد بن رجاء
(1)
، حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا شعبةُ، عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك بمثله، "وأنت في صلب آدم أن لا تشرك ولا أدخلك النار، فأبيت إلا الشرك"
(2)
.
(1)
محمد بن محمد بن رجاء بن السِّنْدي الإسفراييني.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (4/ 2160) ح (2805/ 51) عن عبيد الله بن معاذ العنبري، عن أبيه معاذ بىن معاذ العنبري به نحوه، وفيه:"وأحسبه قال"، وليس عند =
⦗ص: 413⦘
= المصنف هذا الشك.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب أحاديث الأنبياء، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته (4/ 133) ح (3334)(8/ 115) ح (6557) كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار من طريقي: خالد بن الحارث، وغندر، كلاهما عن شعبة به.
12289 -
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
(1)
، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي عمران، قال: سمعت أنس بن مالك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"يقول الله عز وجل لأهون أهل النار عذابا: لو أن لك ما على الأرض من شيء كنت تفتدي به؟ فيقول: نعم، فيقول: أردت منك ما هو أهون من هذا، وأنت في صلب آدم أن لا تشرك شيئا، فأبيت إلا أن تشرك بي"
(2)
.
(1)
هو أحمد بن حنبل.
والحديث في مسنده (19/ 323) ح (12312).
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح برقم (2805/ 51 مكرر) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر به نحوه.
وتقدم تخريج البخاري للحديث انظر: ح (12287).
وفائدة الاستخراج: ساق الإمام مسلم رواية محمد بن جعفر، ولم يسق لفظها بتمامه، وإنما أحال على لفظ معاذ، عن شعبة - المتقدم - إلا قوله:"ولا أدخلك النار" فإنه لم يذكره، وساق المصنف اللفظ بتمامه.
12290 -
حدثنا أبو أمية
(1)
قال حدّثنا عبيد الله القواريري
(2)
،
⦗ص: 414⦘
حدّثنا خالد بن الحارث
(3)
، عن شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك يرفعه:"أن الله يقول - أو قال - لأهون أهل النار عذابا: لو أن لك ما في الأرض -أو قال: الأرض - من شيء كنت تفتدي به؟ قال نعم، قال: فقد سألتك ما هو أهون من هذا في صلب آدم أن لا تشرك، فأبيت إلا الشرك"
(4)
.
(1)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.
(2)
عبيد الله بن عمر بن ميسرة، أبو سعيد البصري.
(3)
ابن عبيد الهجيمي البصري.
(4)
انظر تخريج الحديث رقم (12287).
وفيه من فوائد الاستخراج تكثير الطرق عن شعبة.
باب بيان الأخبار التي تبين مَثَل المنافق والكافر، ومَثَل المؤمن، والدليل على أن المؤمن يصيبه من الأمراض والآفات والهموم أكثر مما يصيب المنافق والكافر.
12291 -
حدثنا محمد بن إسحاق بن سبويه
(1)
السجزي بمكة، حدثنا عبد الرزاق ح؛
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم
(2)
قال: قرأنا على عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن كمثل الزرع لا يزال الريح تفيئه
(3)
، ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء، ومثل المنافق كمثل شجرة الأَرْز
(4)
لا تهتز حتى تستحصد"
(5)
.
⦗ص: 416⦘
رواه عبد الأعلى، عن معمر
(6)
.
(1)
سبويه: بفتح السين المهملة وضم الموحدة المشددة وسكون الواو وفتح المثناة تحت تليها هاء، ويقال: شبويه، بالشين المعجمة. انظر: توضيح المشتبه 5/ 289.
(2)
إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري الصنعاني راوية عبد الرزاق.
(3)
يعني: تحركها وتميلها يمينا وشمالا. انظر: (النهاية في غريب الحديث (صـ 722 مادة: (فيأ).
(4)
الأرز: قال الإمام النووي رحمه الله: الأزر: بفتح الهمزة، وراء سكنة، ثم زاي هذا هو المشهورت في ضبطها، وهو المعروف في الروايات كنب الغريب اهـ. شرح صحيح مسلم (17/ 222).
وقال أبو عبيد القاسم: الأرزة: بتسكين الراء، وهو شجر معروف بالشام وقد رأيته يقال له الأرز واحدتها أرزة وهو الذي يسمى بالعراق الصنوبر وإنما الصنوبر تمر الأرْزِ فسمى الشجر صنوبرا من أجل ثمره. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 118).
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب المؤمن كالزرع =
⦗ص: 416⦘
= ومثل الكافر كشجر الأرز (4/ 2163)، (58/ 2809 مكرر) عن محمد بن رافع، وعبد بن حميد كلاهما عن عبد الرزاق به.
وفيه من فوائد الاستخراج تمييز المتن المحال به على المتن المحال عليه، حيث ساق مسلم سنده وأحال متنه على لفظ حديث عبد الأعلى عن معمر. وقال: غير أن في حديث عبد الرزاق مكان قوله: (تميله)(تفيئه).
والحديث في صحيح البخاري، كتاب المرضى، باب كفارة المرضى (5644)، وكتاب التوحيد، باب قوله تعالى:{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ} (7466).
(6)
هذه الرواية التي علقها المصنف، وصلها مسلم في الصحيح -كما تقدم - عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الأعلى به.
12292 -
حدثنا أبو العباس الغزي
(1)
، حدثنا الفريابي محمد بن يوسف، حدثنا سفيان
(2)
، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثَلُ المؤمن كمثل الخَامَة
(3)
من
⦗ص: 417⦘
الزرع؛ تُفِيْئُها الرياح تَعْدِلها مرة، وتُضْجِعُها أخرى؛ حتى يأتيه أجلُه، ومثلُ الكافر مثل الأَرْزَة المُجْذِيَة
(4)
التي لا يصيبها شيء حتى يكون انجِعَافها
(5)
مرة واحدة"
(6)
.
رواه يحيى القطان، عن سفيان بهذا الإسناد سواء، قال: عن عبد الله بن كعب، وقال:"ومثل الكافر"
(7)
.
رواه بندار، حدثنا يحيى، حدثنا سفيان، عن سعد، عن ابن كعب، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
(8)
.
ورواه عبد الرحمن، عن سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه قال:"ومثل المنافق"
(9)
.
(1)
عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي.
(2)
وسفيان هو الثوري لأن الراوي عنه الفريابي وقد أهمل، قال الذهبي: أصحاب سفيان الثوري كبار قدماء، وأصحاب ابن عيينة صغار، لم يدكوا الثوري، وذلك أبين، فمتى رأيت القديم قد روى، فقال: حدثنا سفيان، وأبهم، فهو الثوري، وهم كوكيع، وابن مهدي، والفريابي، وأبي نعيم. فإن روى واحد منهم عن ابن عيينة بينه اهـ. سير أعلام النبلاء (سير أعلام النبلاء (7/ 466).
(3)
الغَضَّةُ الرطبة من النبات. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 177) غريب الحديث لابن الجوزي (1/ 259).
(4)
المُجْذِيَةُ: الثابتة في الأرض. انظر: غريب الحديث لابن سلام (1/ 117).
(5)
الانجعاف: الانقلاع. انظر: غريب الحديث لابن سلام (1/ 117).
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب المؤمن كالزرع ومثل الكافر كشجر الأرز)(4/ 2163)، (60/ 2810) من طريق بشر بن السري، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى القطان ثلاثتهم عن سفيان به نحوه.
(7)
وهذه الرواية علقها المصنف ووصلها البخاري في صحيحه كتاب الطب، باب في كفارة المرض (7/ 114) ح (5643) ومسلم -كما سبق في الحاشية السابقة- من طرق عن يحيى القطان به.
(8)
الحديث تقدم موصولا عند الشيخين في صحيحهما، وقد رواه مسلم في الصحيح برقم (62/ 2810) عن محمد بن بشار بندار، عن يحيى القطان به نحوه.
(9)
هذه الرواية التي علقها المصنف ووصلها مسلم في الصحيح -كما تقدم - عن زهير بن حرب، عن عبد الرحمن بن مهدي، وبشر بن السري، كلاهما عن سفيان به مثله.
والحديث تقدم تخريجه في الصحيحين -كما سبق- قريبا. =
⦗ص: 418⦘
= لم يسق المصنف لفظ حديث عبد الرحمن بن مهدي، وساقة مسلم في صحيحه.
12293 -
حدثنا علي بن إِشكاب
(1)
وأبو جعفر بن المنادي
(2)
، قالا: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق
(3)
، حدّثنا زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تُفيئها الرياح تَصْرعها مرة، وتَعْدِلها أخرى، ومثل الكافر مثل الأَرْزَة المُجْذِية، لا يُقِلُّ
(4)
أصلُها شيء حتى يكون انْجِعَافها مرة واحدة"
(5)
.
كذا رواه ابن نمير عن زكريا
(6)
.
(1)
علي بن الحسين بن إبراهيم بن الحر العامري.
(2)
محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي.
(3)
إسحاق بن يوسف بن مرداس المخزومي الواسطي.
(4)
بهذا اللفظ ورد أيضا عند البيهقي في شعب الإيمان (1232/ 12 ح (9322)، "لا يُقل": لعله من القِلّ، والقل -بالكسر- الرعدة، والنواة تنْبت مُنْفَرِدَة ضَعِيفَة، والمعنى: لا يرعدها ولا يضعفها شيء. انظر: المعجم الوسيط (2/ 756)، وهو بمعنى ما جاء في رواية مسلم:"لا يفيئها".
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح، (كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب المؤمن كالزرع ومثل الكافر كشجر الأرز (4/ 2163)، (59/ 2810) عبد الله بن نمير، ومحمد بن بشر، كلاهما عن زكريا بن أبي زائدة به مثله، وزاد:"وتعدلها أخرى حتى تهيج"، وقال:"لا يفيئها شيء".
(6)
هذا التعليق وصله مسلم في الصحيح - كما تقدم في الحاشية السابقة - عن أبي بكر ين أبي شيبة، عن عبد الله بن نمير، عن زكريا به. وهو عند أبن أبي شيبة في =
⦗ص: 419⦘
= المصنف برقم: (35553).
12294 -
حدثنا الميموني
(1)
، وأبو داود
(2)
وغيرهما قالوا: حدثنا محمد بن عبيد
(3)
، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مثل المنافق مثل الشاة العائرة
(4)
بين الغنمين تَعِير
(5)
إلى هذه مرة وإلى هذه مرة، لا تدري أيهما تتَّبع"
(6)
.
(1)
عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون، الميموني.
(2)
سليمان بن سيف الحراني.
(3)
ابن أبي أمية الطنافسي.
(4)
أي المترددة الحائرة لا تدري أيهما تتبع انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 187). وانظر: غريب الحديث للخطابي (1/ 480). النهاية في غريب الأثر (صـ 653).
(5)
قال النووي: أي تردد وتذهب. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 187).
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين، باب صفات المنافقين وأحكامهم (4/ 2146)، (17/ 2774) من طريق عبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وعبد الوهاب الثقفي ثلاثتهم عن عبيد الله به مثله، ولم يذكر لفظ:"لا تدري أيهما تتبع"، وهذه الزيادة صحيحة، وهي من فوائد الاستخراج.
وهذا الحديث ذكره الحميدي (2/ 222)، ح (1503) في أفراد مسلم.
12295 -
حدثني أبو الحسن مسدد بن قَطَن
(1)
، حدثنا قتيبة
(2)
، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر
⦗ص: 420⦘
عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير أنه قال: "تَعِيْرُ
(3)
في هذه وفي هذه مرة"
(4)
.
(1)
مسدد بن قَطَن - بفتحتين - بن إبراهيم النيسابوري المزَكّي. ينظر: التقريب صـ 802).
(2)
ابن سعيد، وهو شيخ مسلم في هذا الحديث.
(3)
هكذا في الأصل: "تعير" ولعل الصواب: "تَكِرُّ" كما عند مسلم، [وإلا لا فائدة لبيان الفرق بين روايتي عبيد الله وموسى بن عقبة، لأنّ عند المصنف في كلتا الروايتين: "تعير"].
قال الإمام النووي رحمه الله: "تكر" بكسر الكاف، أي تعطف على هذه، وعلى هذه وهو نحو "تعير".
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح صفات المنافقين (4/ 2146 رقم 17/ 2784 مكرر) عن قتيبة بن سعيد به وقال: "غير أنه قال: "تَكِرّ في هذه مرة وفي هذه مرة".
12296 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، حدّثنا أبو معاوية
(1)
عن محمد بن سُوقَة
(2)
، عن أبي جعفر
(3)
، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "مثل المنافق مثل الشاة بين الرَّبيضين
(4)
؛ إنْ جاءت إلى هذه نَطَحَتْها، وإن جاءت إلى هذه نَطَحَتْها"
(5)
.
(1)
محمد بن خازم الضرير.
(2)
محمد بن سوقة - بضم المهملة - الغَنَوي أبو بكر الكوفي العابد "ثقة مرضي من الخامسة" أخرج له أصحاب الكتب الستة. تقريب التهذيب (صـ: 852) رقم (5942).
(3)
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الباقر.
(4)
الرِّبيض: جَماعةُ الغَنَم فإِن كان الحرف: "الرَّبضَيْن" فإِنّه أراد به منزلة شاة بين مربضَي غَنَم وإن كان: "بين الربيضَيْن" فلا فرق بينه وبين الغَنَمين. انظر: غريب الحديث لابن قتيبة (1/ 278).
(5)
أخرجه مسلم -كما سبق- من طريق نافع عن ابن عمر به نحوه.
والحديث بهذا اللفظ أخرجه الإمام أحمد في المسند (9/ 382)، ح (5546) من طريق محمد بن سوقة به مثله.
⦗ص: 421⦘
= وفائدة الاستخراج: ذكر هذه المتابعة لرواية نافع، وهو من طريق أبي جعفر الباقر، عن ابن عمر.
12297 -
حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، أخبرنا ابن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، أخبرني عبد الله بن دينار، قال سمعت، ابن عمر يقول: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "إنَّ من الشَّجر شجرةً لا يَسْقط ورقُها، وإنما هي مثل المسلم، فحدِّثوني ما هي؟ " فوقع النّاسُ في شجر البَوادي، قال عبد الله: ووقع في نفسي أنَّها النَّخْلة، فاستحييت، ثمَّ قالوا حدِّثْنا ما هي؟ يا رسول الله! فقال:"هي النخلة" قال: فذكرت ذلك لعمر، فقال:"لَأَنْ تَكُون قلتَ: هي النخلة أحبّ إليَّ من كذا وكذا"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم، كتاب صفات المنافقين، باب مثل المؤمن مثل النخلة، (4/ 2164) ح (63/ 2811) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار به مثله.
وأخرجه البخاري في الصحيح، كتاب العلم، باب قوله المحدث حدثنا وأخبرنا، وباب طرح الإمام على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم (1/ 22) ح (61، 62) من طريقين عن عبد الله بن دينار به مثله ولم يذكر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
12298 -
حدثني أبي
(1)
، حدثنا عليُّ بن حُجْر
(2)
، حدّثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع عبد الله بن عمر بمثله
(3)
.
(1)
إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النيسابوري، الإسفراييني.
(2)
هو السعدي، والحديث في جزئه (صـ 148) ح (32).
(3)
أخرجه البخاري ومسلم - كما تقدم في الحديث السابق - عن علي بن حجر السعدي به مثله.
12299 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أنَّ مالكا حدثه؛ ح
وحدثنا عمرو بن عثمان العثماني
(1)
، ومحمد بن مهدي العطار
(2)
- بمصر - قالا: حدثنا مطرف، أخبرنا مالك؛ ح
وحدثنا علي بن عثمان النفيلي
(3)
، وأبو الأزهر
(4)
، قالا: حدثنا خالد بن مخلد
(5)
، حدثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"في الشّجر شجرة لا يسقط ورقها، وهي مثل الرّجل المسلم، حدثوني ما هي؟ " قال: فوقع الناس في شجر البادية، - قال ابن وهب: البوادي -، قال عبد الله: ووقع في نفسي أنَّها النخلة، فقال عبد الله: فاستحييت، فقالوا: يا رسول الله! أخبرنا ما هي؟ قال: "هي النخلة". فقال عبد الله: فحدَّثت ما في نفسي أبي، فقال عمر:"لَأَنْ تكون قلتها أحبّ إليَّ من كذا وكذا"
(6)
.
(1)
عمرو بن عثمان بن كُرب المكي الزاهد.
(2)
لم أقف على ترجمته.
(3)
على بن عثمان بن محمد بن سعيد النُّفيلي.
(4)
أحمد بن الأزهر بن منيع، العبدي، النيسابوري.
(5)
القطواني.
(6)
أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار به.
وأخرجه البخاري في صحيحه كتاب العلم، باب الحياء في العلم (1/ 38)، (131) عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك به.=
⦗ص: 423⦘
= وهو عند مالك في الموطأ رواية محمد بن الحسن الشيباني (صـ 338) ح (964).
وفيه متابعة مالك لإسماعيل بن جعفر وهو من فوائد الاستخراج.
12300 -
حدثنا عمار بن رجاء
(1)
، حدثنا أبو داود الحَفَرِي
(2)
، حدثنا سفيان
(3)
، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من الشجر شجرة ما يسقط ورقها، وإفا مثل الرجل المسلم
…
" فذكر مثله
(4)
.
(1)
الإستراباذي.
(2)
الحَفَرِي - بفتح الحاء والفاء، نسبة إلى محلة بالكوفة يقال لها الحفر - الأنساب للسمعاني (4/ 173).
وجاء في إتحاف المهرة (8/ 522 - 523 رقم 9893)(الحراني)، وهو خطأ، والصواب "أبو داود الحفري" كما في الأصل، وهو عمر بن سعد، وهو معروف بالرواية عن سفيان الثوري (انظر: تهذيب الكمال 21/ 360).
وأما أبو داود الحراني؛ فليست له رواية عن الثوري، ولا عن ابن عيينة (انظر: تهذيب الكمال (11/ 450) وطبقته متأخرة عن السفيانين، يروي عنهما من طريق علي بن المديني وغيره. انظر على سبيل المثال ح (12304). والله أعلم.
(3)
هو الثوري إن كان الراوي عنه هو: أبو داود الحفري، وإلا فالمسألة محل توقف، لا يمكن الجزم به، ويحتمل أن يكون هو ابن عيينة كما سيأتي في آخر الحديث عند المصنف برقم (12304) وسيأتي من طريق علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة، قال سفيان: وحدثوني عن عبد الله بن دينار "أن عمر قال له: لأن تكون قتلها أحب إليّ من كذا وكذا" فلم يسمعه سفيان من عبد الله بن دينار مباشرة.
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح - كما تقدم -.
12301 -
حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، وعباس بن محمد الدوري، قالا: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثني مجاهد، عن ابن عمر قال: بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أُتِيَ
⦗ص: 424⦘
بجُمَّارٍ
(1)
، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من الشجر شجرة، بركتها كالرجل المسلم، قال ابن عمر: فظننت أنَّها النّخلة من أجل الجُمَّار الذي أُتِيَ به، فأردت أن أقول هي النخلة؛ فنظرت في وجوه القوم؛ فكنت أحدثهم سنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هي النخلة"
(2)
.
(1)
جمع جُمَّارة، والجمارة قلب النخلة وشحمتها. انظر: النهاية في غريب الحديث (ص 163) مادة: (جمر).
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح، (كتاب صفات المنافقين، باب مثل المؤمن مثل النخلة (4/ 2164)، (2811/ 64) من طريق سيف بن سليمان المخزومي، عن مجاهد به ولم يسق متنه كاملا. وذكره المصنف، ففيه من فوائد الاستخراج بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.
والحديث عند البخاري في صحيحه (كتاب الأطعمة، باب أكل الجمار، (7/ 80)، (5444) عن حفص غياث به نحوه.
12302 -
حدثنا الصغاني
(1)
، حدثنا محمود بن غيلان
(2)
، حدّثنا أبو أسامة
(3)
قال: حدثنا الأعمش، حدثنا مجاهد، عن عبد الله بن عمر قال: كنتُ عاشِرَ عَشْرةٍ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتِيَ بجُمَّار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ من الشَّجر شجَرَةً بركتُها كالرّجل المسلم"، قال ابن عمر: فظننت أنَّها النّخلة من أجل الجمَّار الذي أتِيَ به، فأردتُّ أن أقول له هي النخلة، ثمّ نظرتُ في وجوه القوم، فكنتُ أحدثهم سِنًّا، فقال
⦗ص: 425⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هي النخلة"
(4)
.
(1)
محمد بن إسحاق أبو بكر الصَّغَاني.
(2)
أبو أحمد المروزي.
(3)
حماد بن أسامة الكوفي.
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب صفات المنافقين، باب مثل المؤمن مثل النخلة (4/ 2164)، (2811/ 64) من طريق أبي الخليل الضُّبعي، وابن أبي نجيح، وسيف بن سليمان ثلاثتهم، عن مجاهد به نحوه.
وأخرجه البخاري في الصحيح، كتاب العلم، باب الفهم في العلم، (1/ 25) ح (72) من طريق ابن أبي نجيح به نحوه.
وفيه زيادة: "كنت عاشرة عشرة" لم يذكرها مسلم، وهي من فوائد الاستخراج.
12303 -
حدثنا أبو داود
(1)
، قال: حدثنا أبو الوليد
(2)
، قال: حدثنا أبو عوانة
(3)
، عن أبي بشر
(4)
، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: كتت جالسا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو يأكل جُمَّار النخل، فقال:"إن من الشَّجر شجرة، هي كالرجل المؤمن، قال: فأردتُّ أن أقول هي النخلة، فنظرت في وجوه القوم، وإذا أنا أحدثهم سنًّا، فقال رسول الله: صلى الله عليه وسلم "هي: النخلة"
(5)
.
(1)
سليمان ب سيف الحراني.
(2)
هشام بن عبد الملك الطيالسي البصري.
(3)
الوضاح بن عبد الله اليشكري.
(4)
جعفر بن أبي وحشية واسمه إياس البصري.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح كما تقدم في الحديث السابق من طرق عن مجاهد.
وأخرجه البخاري في الصحيح كتاب البيوع، باب بيع الجمار وأكله، (3/ 78) و ح (2209). عن أبي الوليد بهذا الإسناد نحوه.
12304 -
حدثنا أبو داود الحرَّاني
(1)
، حدثنا عليُّ بن المديني، حدثنا
⦗ص: 426⦘
سفيان
(2)
، قال: قال ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: صحبت ابن عمر إلى المدينة فما سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحدا، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي بجُمَّارٍ، فقال:"إنَّ من الشَّجر شجَرةً مثلها مثل الوجل المسلم" - قال ابن عمر -، فأردت أن أقول هي النخلة، فنظرت، فإذا أنا أصغر القوم، فسكتُّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هي النخلة"
(3)
.
قال سفيان، وحدثوني عن عبد الله بن دينار أنَّ عمَرَ قال له:"لأنْ تَكُون قُلتَها أحبّ إليَّ من كذا وكذا"
(4)
.
(1)
سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم.
(2)
هو ابن عيينة.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (رقم 2811/ 64 مكرر) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر كلاهما، عن سفيان به ولم يسق المتن كاملا.
ومن فوائد الاستخراج: بيان المتن المحال عليه، حيث أورد الحديث مسلم من طريق سفيان وأحال متنه على ما قبله.
وقد تقدم تخريج البخاري. انظر الحديث السابق.
(4)
وصله الحميدي في مسنده (1/ 547) ح (694) عن سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: فقال لي عمر: "لأن تكون قلتها أحبّ إليَّ من كذا وكذا، أو قال: من حُمْرِ النَّعم".
وفي هذا الإسناد جاءت رواية سفيان عن ابن دينار بالعنعنة، وأيضا فيه بيان الواسطة بين عبد الله بن دينار وعمر.
12305 -
حدثنا محمد بن سنان البصري
(1)
، حدثنا أبو بكر
⦗ص: 427⦘
الحنفي
(2)
، حدثنا سيف
(3)
، قال: سمعت مجاهدا، يقول سمعت عبد الله بن عمر يقول: أُتيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بجُمَّار، فقال:"إن من الشَّجر شجرةً مثلها مثل المرء المسلم"، فأردت أن أقول: يا رسول الله إنَّ هذه الجمار، فنظرت فإذا أنا أصغر القوم، فسكتُّ، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"هي النخلة"
(4)
.
(1)
محمد بن سنان بن يزيد، أبو الحسن الْبَصْرِيُّ القزاز أخو يزيد بن سنان. وقد تقدمت ترجمته: برقم (10219) وهو: "ضعيف" كما في تقريب التهذيب (ص: 851)، (5936).
(2)
عبد الكبير بن عبد المجيد البصري.
(3)
هو: سيف بن سليمان، أو ابن أبي سليمان المخزومي. ثقة ثبت كما في التقريب 262) ت (2722).
(4)
أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق عبد الله بن نمير عن سيف به، ولم يسق متنه كاملا.
من فوائد الاستخراج: بيان المتن المحال عليه، حيث ذكر مسلم إسناد عبد الله بن نمير وأحال متنه على ما قبله.
12306 -
حدثنا نصر بن مرزوق المصري أبو الفتح، قال: حدثنا الخصيب بن ناصح
(1)
، حدثنا وهيب، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه: انبئوني عن شجرة تشبه الرجل المسلم لا يَتَحَاتّ
(2)
ورقها، توُتي أكلها كل حين بإذن ربها"، فوقع في قلبي أنها النخلة، فسكت القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هي النخلة"، فقلت لأبي: لقد كان وقع في قلبي أنها النخلة، قال فما منعك أن تكون قلته
⦗ص: 428⦘
لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأن تكون قلته أحبَّ إليَّ من كذا وكذا، فقلت: كنْتَ في القوم وأبو بكر ولم تَقُولا شيئًا، فكرهتُ أنْ أقول
(3)
.
رواه مسلم
(4)
، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، عن عبيد الله.
(1)
الحارثي البصري.
(2)
عند مسلم: "لا تتحاتّ".
ومعناه: لا يتناثر، ولا يتساقط ورقها. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 153).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صفات المنافقين، باب مثل المؤمن مثل النخلة، (4/ 2164) ح (2811/ 64 مكرر)، والبخاري في صحيحه (كتاب التفسير، باب قوله تعالى: {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ} (6/ 79)، (4698) كلاهما من طريق أبي أسامة، عن عبيد الله به نحوه.
ولم يذكرا: "كنْتَ في القوم وأبو بكر ولم تَقُولا شيئًا"، وهي زيادة زاده المصنف، وهي من فوائد الاستخراج، وأخرجها أيضا البزار في المسند (12/ 137)، (5714) من طريق وهيب به مثله.
ومن فوائد الاستخراج أيضا: إن لفظ رواية عبيد الله بن عمر "تؤتي أكلها كل حين" بدون إثبات "لا" وقد جاء الشك من إبراهيم بن سفيان (صاحب الإمام مسلم وراوية صحيحه) في إثباتها أولا؟
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صفات المنافقين، باب مثل المؤمن مثل النخلة، (4/ 2164) ح (2811/ 64 مكرر).
باب بيان الأخبار التى تبينِ وتدل أنَّ الشياطين تفتن الناس وتضلهم وتُحرِّش بينهم، وأنَّ مع كل إنسان شيطان يضله، ولا ينجو منه أحد بعمله إلا مغموصا أو يكون قرينه منهم مسلم.
12307 -
حدثنا علي بن حرب
(1)
حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الشَّيطان قد أَيِسَ أن يَعْبُدَه المصلُّون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم"
(2)
.
(1)
علي بن حرب بن محمد بن حرب بن حيَّان الطائي.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح، (كتاب صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان، وبعثه سراياه فتنة الناس، وأن مع كل إنسان قرينا: (4/ 2166) ح (2812/ 65 مكرر)، عن أنهما بكر بن أبي شيبة، وكيع كلاهما عن أبي معاوية به، ولم يذكر لفظ حديث أبي معاوية بل أحال على رواية جرير، والمصنف أتى بالإسناد والمتن وهو من فوائد الاستخراج.
والحديث تفرد به مسلم عن البخاري كما قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين (2/ 414)، ح (1728).
12308 -
حدثنا أبو داود الحراني
(1)
، حدثنا محاضر
(2)
، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الشيطان قد أيِسَ أن يَعبُدَه المصلُّون بأرض العرب، ولكن التحريش"
(3)
.
(1)
سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطائي.
(2)
ابن المُوَرعّ الكوفي.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان (4/ 2166) =
⦗ص: 430⦘
= رقم (2812/ 65). عن عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن الأعمش به مثله وقال:"جزيرة العرب"، وزاد:"بينهم".
12309 -
حدثنا عباس الدوري
(1)
، حدثنا أبو يحيى الحماني
(2)
، حدثنا الأعمش بإسناده نحوه
(3)
.
(1)
عباس بن محمد الدوري.
(2)
عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّانِي الكوفي.
(3)
انظر تخريج الحديث السابق.
12310 -
حدثنا أبو إسماعيل الترمذي
(1)
، حدثنا أبو نعيم
(2)
، قال: حدثنا سفيان
(3)
، عن أبي الزبير
(4)
، عن جابرٍ قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ إبليسَ قد أيِسَ أن يعبده المصلون، ولكن في التحريش بينهم"
(5)
.
(1)
محمد بن إسماعيل بن يوسف السُّلَمي الترمذي.
(2)
الفضل بن دكين.
(3)
هو الثوري، لأن الراوي عنه هو: أبو نعيم، قال ابن حجر:"أبو نعيم وإن كان روى عن سفيان بن عيينة، لكنه إذا روى عنه ينسبه وإذا روى عن الثوري ينسبه تارة ولا ينسبه أخرى، فإذا لم ينسب سفيان فهو الثوري؛ لأن الإطلاق ينصرف إلى من يكون المطلق أشد له ملازمة وأكثر عنه رواية، وأبو نعيم معروف بالرواية عن الثوري، قليل الرواية عن ابن عيينة" اهـ الأجوبة الوادرة على الأسئلة الوافدة لاحجر العسقلاني، ط دار الصحابة للتراث، الأولى عام 1412 هـ.
(4)
محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم المكي.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه كما سبق برقم (12308).
من طريق أبي سفيان، عن جابر، ولم يخرجه من طريق أبي الزبير عن جابر. =
⦗ص: 431⦘
= وفيه من فوائد الاستخراج كثرة الطرق عن جابر.
12311 -
حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي
(1)
، حدثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه مجلسًا أعظمهم فتنةً، يجيء أحدُهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، ثم يجيء الآخرُ فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، ثم يجيء الآخر فيقول: ما تركتُه حتى فرَّقْتُ بينه وبين أهله، فيقول: أنت أنت، فيُدْنِيْهِ منه"
(2)
.
(1)
أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عمير التميمي العطاردى، أبو عمر الكوفى. مختلف فيه.
قال أبو حاتم الرازي: "ليس بقوي"، وقال محمد بن عبد الله مطين:"كان يكذب"، وقال ابن حبان:"لم أر فِي حَدِيثه شَيْئا يجب أَن يعدل بِهِ عَن سَبِيل الْعُدُول إِلَى سنَن الْمَجْرُوحين"، وقال ابن عدي:"ولَا يعرف له حديث منكر رواه، وإنَّما ضعفوه لأنه لم يلق من يحدث عنهم" وقال الدارقطني: "لا بأس به وأثنى عليه أبو كريب" وقال الحاكم: "ليس بالقوي عندهم، تركه أبو الْعَبَّاس أَحْمَد بن محمَّد بن سَعِيد يعني ابْن عقدة". وقال ابن حجر: "ضعيف، وحماعه للسيرة صحيح".
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 62)، (99). الكامل في ضعفاء الرجال (1/ 314) الثقات لابن حبان (8/ 45). سؤالات حمزة للدارقطني (ص: 157)، (163). تهذيب الكمال في أسماء الرجال (1/ 379) تقريبا التهذيب (ص: 81)، (64).
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه، (كتاب صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان، (4/ 2166) ح (2812/ 67) عن أبي كريب، وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن أبي معاوية به نحوه.
وزاد: قال الأعمش: أراه قال: "فيلتزمه".
12312 -
حدثنا الغَزِّيُّ
(1)
، حدثنا الفِرْيَابيُّ
(2)
، حدثنا سفيان
(3)
ح؛ وحدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي
(4)
، حدثنا أبو نعيم
(5)
، حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ عرش إبليس على البحر، فيبعث سراياه فأعظمُهم عنده منزلةً، أعظمُهم فتْنَةً"
(6)
.
(1)
عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح.
(2)
محمد بن يوسف بن واقد الضبي.
(3)
هو الثوري.
(4)
محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، أبو إسماعيل الترمذي.
(5)
الفضل بن دكين.
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح، (كتاب صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان، وبعثه سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قرينا (4/ 2167) ح (2813/ 68) من طريق معقل، عن أبي الزبير به نحوه، ولم يذكر:"إن عرش إبليس على البحر" وجاء في رواية المصنف، وهو من فوائد الاستخراج.
وقد جاء تصريح أبي الزبير بالسماع من جابر عند أحمد في المسند (23/ 331)، ح (15119).
12313 -
حدثنا يوسف بن مسلم
(1)
، حدثنا حجاج
(2)
، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "عرش إبليس على البحر، ثم يبعث سراياه، فيفتنون النَّاس، فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة"
(3)
.
(1)
يوسف بن سعيد بن مُسَلَّم المِصِّيصي.
(2)
ابن محمد المصيصي الأعور، وهو: من أوثق الناس في ابن جريج.
(3)
انظر تخريج الحديث السابق.
12314 -
حدثنا أبو العبَّاس الغَزِّي
(1)
، حدثنا الفِريابي
(2)
، حدثنا سفيان
(3)
، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجنِّ، وقرينه من الملائكة" قالوا وإيَّاك يا رسول الله؟ قال: "وإيّاي، ولكنَّ الله أعانَنِي عليه، فأسْلُمَ
(4)
، فلا يأمرني إلا بخير"
(5)
.
(1)
عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي.
(2)
محمد بن يوسف الضبي مولاهم.
(3)
هو الثوري، كما جاء منسوبا عند أحمد في المسند (6/ 319)، (3779).
(4)
روي: "فأسْلَمَ" بالفتح على صيغة الماضي، بمعنى: انقاد لي، أو: صار مسلما على يدي، وبالرفع:"فأسلَمُ" على أنه مضارع سلمت، أي: أخلص من إغوائه ووسواسه، والأول: أظهر طباقا واتساقا بقوله: "فلا يأمرني إلا بخير". انظر: تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (1/ 82).
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان، بعثه سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قرينا (4/ 2167)، (2814/ 69) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان به نحوه.
وهذا الحديث مما تفرد به مسلم عن البخاري. انظر: الجمع بين الصحيحين (1/ 248)، ح (333).
وفيه من فوائد الاستخراج: تمييز المتن المحال به على المتن المحال عليه، حيث ساق مسلم إسناد سفيان، وأحال متنه على إسناد جرير.
12315 -
حدثنا أحمد بن مسعود المقدسي
(1)
، قال حدثنا
⦗ص: 434⦘
الهيتم بن جميل
(2)
، حدّثنا جرير، وزائدة، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا وقد وكِّل قرينه من الجن" قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلَّا أنَّ الله أعانني عليه؛ فأسلم فلا يأمرني إلا بخير"
(3)
.
(1)
أبو عبد الله الخياط.
(2)
أبو سهل البغدادي نزيل أنطاكية.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان (4/ 2167) رقم (2814/ 69) عن عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن جرير به نحوه.
12316 -
حدثنا هشام بن علي السيرافي
(1)
بالبصرة، قال حدّثنا عبد الله بن رجاء
(2)
، حدّثنا شيبان
(3)
، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّلَ به قرينه من الجنِّ، قالوا: وإيَّاك يا رسول الله! قال: وإيَّايَ، إلا أنَّ الله عز وجل أعانني عليه، فأسْلَم"
(4)
.
(1)
هشام بن علي بن هشام أبو علي.
(2)
ابن عمر ويقال: ابن المثنى الغداني، أبو عمر.
(3)
ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان (4/ 2167) رقم (2814/ 69) من طريق جرير، وسفيان الثوري، وعمار بن رزيق ثلاثتهم عن منصور به: نحوه.
12317 -
حدثنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدثني عمي
(1)
، حدثني أبو صخر
(2)
، عن ابن قُسَيْط
(3)
حدَّثه، أنَّ عروة بن
⦗ص: 435⦘
الزُّبير حدثه، أنَّ عائشة حدثته:"أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلًا، قال: فَغِرْتُ عليه، فجاء فرأى ما أصنَع، فقال: "ما لكِ؟ يا عائشةُ أغِرْتِ؟ " فقلت: وما لِي ألا يَغَارُ مثلي على مثلِكَ؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَقَدْ جاءَكِ شيطانُكِ" قالت: قلت يا رسول الله! أوَمعي شيطانٌ؟ قال: "نعم"، قلتُ: ومع كل إنسانٍ؟ قال: "نعم"، قلتُ: ومعكَ؟ يا رسول الله! قال: "نعم، ولكنَّ رَبّي أعانني عليه حتى أسَلَمُ"
(4)
.
(1)
عبد الله بن وهب المصري.
(2)
حُمَيد بن زياد المدني.
(3)
يزيد بن عبد الله بن قُسَيط - أوله قاف مضمومة وبعدها سين مهملة - الإكمال (7/ 260).
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح، (كتاب صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان، بعثه سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قرينًا (4/ 2168)، (2815/ 70)، عن هارون بن سعيد الأيلي، عن ابن وهب به مثله.
والحديث تفرد به مسلم عن البخاري كما في تحفة الأشراف (17366).
12318 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى
(1)
، أخبرنا ابن وهب، أخبرني الليث بن سعد ح؛
وحدثنا الخرَّاز الدمشقي أحمد بن علي المرّي
(2)
، حدّثنا مروان بن محمد الطاطري
(3)
، حدّثنا الليث بن سعد ح؛
وحدثني حبشي بن عمرو بن الربيع بن طارق
(4)
، حدّثنا أبي
(5)
، حدّثنا
⦗ص: 436⦘
الليث، عن بكير بن الأشج، عن بُسْر بن سعيد، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لن يُنْجِي أحدًا منكم عمَلُه"، فقال رجل: ولا إيَّاك يا رسول الله؟ قال: "ولا إيَّايَ إلا أن يتغمدني الله منه برحمة، ولكن سدِّدُوا"
(6)
.
(1)
الصَّدفي المصري.
(2)
أحمد بن علي بن يوسف المرِّي الخرَّاز الدمشقي، أبو بكر.
(3)
ابن حسّان الأسدي، أبو بكر الدمشقي.
(4)
الهلالي المصري.
(5)
عمرو بن الربيع بن طارق الهلالي كما جاء منسوبا في الحديث رقم (10522).
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح، (كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله، بل برحمة الله تعالى (4/ 2169)، ح (2816/ 71) من طريق قتيبة بن سعيد، عن ليث، به مثله إلا أنه قال:"منه برحمةٍ".
ومن فوائد الإستخراج: بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.
وأخرجه البخاري (كتاب المرضى، باب تمني المريض الموت (7/ 121) ح (5673) من طريق الزهري، عن أبي عبيد، عن أبي هريرة.
12319 -
حدثنا الربيع بن سليمان
(1)
، حدّثنا شعيب بن الليث
(2)
، حدّثنا الليث بمثله
(3)
.
قال شعيب كان أبي يقول: كان هذا قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}
(4)
(5)
.
(1)
ابن عبد الجبار المرادي، المصري المؤذن، صاحب الشافعي.
(2)
ابن سعد الفهمي مولاهم المصري، أبو عبد الملك.
(3)
انظر تخريج الحديث السابق، وساق المصنف، في هذا الحديث والذي قبله الطرق الكثيرة عن الليث بن سعد، وهذا من فوائد الاستخراج.
(4)
سورة الفتح، الآية:(1).
(5)
قول ليث بن سعد، لم يخرجه مسلم، وهذا من فوائد الاستخراج، وإسناد المصنف رجاله ثقات، وأخرجه -أيضًا- البيهقي في السنن الكبرى (3/ 570) معلقا عن ليث بصيغة التمريض.
12320 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى في كتاب الأهوال
(1)
، أنجرنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث
(2)
، والليث، عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا ينجي أحدا منكم عملُه" قال رجل: ولا إيَّاك يا رسول الله؟ قال: "ولا إيَّايَ، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل"
(3)
.
(1)
هذا الكتاب "الأهوال" من تصنيف عبد الله بن وهب المصري، ومما جاء في ذلك أنه رحمه الله كان يقرأ عليه كتاب الأهوال فقرئ عليه خبر فخر مغشيا عليه فحمل وأدخل الدار، فلم يزل مريضا حتى توفي. انظر: المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 617)، وانظر: الإنتقاء لابن عبد البر (صـ 49)، السير للذهبي (9/ 226).
(2)
ابن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله، بل برحمة الله تعالى (4/ 2169)، ح (2816/ 71 مكرر) عن يونس بن عبد الأعلى به مثله.
وتقدم تخريج البخاري للحديث.
من فوائد الاستخراج:
1 -
الموافقة، حيث وافق المصنف رحمه الله الإمام مسلم رحمه الله في الرواية عن يونس.
2 -
ساق الإمام مسلم رحمه الله إسناد الرواية عن عمرو بن الحارث، ثم قال: غير أنه قال: "برحمة منه وفضل" ولم يذكر: "ولكن سددوا". وساق المصنف المتن بتمامه.
باب الدليل علي أنَّ المجتهد في العبادة والعمل بطاعته لا يفي عمله وعبادته بخطاياه، وأن الله عز وجل يغفر له برحمته.
12321 -
حدثنا سعيد بن مسعود المروزي السلمي
(1)
، قال أخبرنا النضر بن شميل
(2)
، أخبرنا ابن عون
(3)
، عن محمد
(4)
، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس أحد منكم ينْجِيه عملُه" قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: "ولا أنا" ووضع يده على رأسه
(5)
قال: "ولا أنا إلا أنْ يتغمدني الله منه برحمة ومغفرة، ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بمغفرة ورحمة
(6)
.
(1)
ابن عبد الرحمن، أبو عثمان.
(2)
المازني أبو الحسن النحوي البصري.
(3)
هو: عبد الله بن عون بن أرطبان البصري.
(4)
ابن سيرين.
(5)
هكذا جاءت الرواية، مما يدل على أنه من قول الصحابي راو الحديث، وقد جاء في صحيح مسلم "وقال ابن عون بيده هكذا وأشار على رأسه" وبرواية المصنف يظهر أن هذا الفعل أصله من قول الصحابي رضي الله عنه.
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله، بل برحمة الله تعالى (4/ 2170) ح (2816/ 73) عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، عن ابن عون به نحوه.
والحديث أخرجه البخاري كما تقدم برقم (12315).
ومن فوائد الاستخراج: ما جاء في لفظ المصنف من تكرار لفظ: "ولا أنا إلا أن يتغمدني
…
" متتابعا. وأما في رواية مسلم ففرق بين اللفظين بقوله ثم قال: ابن عون =
⦗ص: 439⦘
= بيده هكذا، أشار على رأسه، ولا أنا إلا أن يتغمدني
…
" وسيأتي عند المصنف (برقم 12324) من قول سليمان بن حرب: ووضع حماد يده على رأسه".
وفائدة الاستخراج: جاء لفظ المصنف: "إلا أن يتغمدني ربي منه بمغفرة ورحمة" وجاء عند مسلم "إلا أن يتغمدني ربي برحمة" وكذلك زيادة قوله: "ولا ينجيه من النار" عند المصنف وليس عند مسلم رحمه الله.
وتقدم تخريج البخاري انظر ما تقدم برقم (12318).
12322 -
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي
(1)
، حدثنا مسدد، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما من أحد يُدْخِلُه عملُه الجنة، ولا يُنْجِيْه من النار"، قالوا: ولا أنت؟ يا رسول الله! قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني ربي منه بمغفرة ورحمة"
(2)
.
(1)
إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله (4/ 170) رقم (2816/ 72) عن قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد به مثله.
12323 -
وحدثنا إسماعيل القاضي
(1)
- أيضًا - حدّثنا سليمان بن حرب
(2)
، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد" فذكر معنى حديث مسدد، إلا أنه قال: قالها ثلاث مرات، قال: ووضع حماد يده على رأسه
(3)
.
(1)
إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري.
(2)
الأزدي، أبو أيوب البصري.
(3)
انظر تخريج الحديث السابق. =
⦗ص: 440⦘
= ومن فوائد الاستخراج تكرارها ثلاث مرات. وأن حماد وضع يده على رأسه عند قوله: "إلا أن يتغمدني الله برحمته".
12324 -
حدثنا عمار بن رجاء، حدّثنا وهب بن جرير
(1)
، حدّثنا أبي
(2)
قال: سمعت محمد بن سيرين، حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما منكم من أحد يُدْخلُه عملُه الجنَّة ولا يُنْجِيْه من النَّار إلا برحمة الله" قالوا: ولا أنت؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده يقبضها ويبسطها
(3)
.
(1)
ابن حازم، الأزدي البصري.
(2)
جرير بن حازم، الأزدي البصري.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح كما تقدم في ح (12321، 12322) من طريق ابن عون، وأيوب، كلاهما عن ابن سيرين به.
وهذا الوجه من رواية جرير بن حازم، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ لم يخرجه مسلم، وأخرجه أحمد في المسند (14/ 76) ح (8330) عن وهب بن جرير، عن أبيه به.
وفائدة الاستخراج: تسمية "محمد" في الإسناد: ابن سيرين.
12325 -
حدثنا محمد بن أحمد بن الجنيد، حدِّثنا الأسود بن عامر
(1)
ح؛
وحدثنا أحمد بن مسعود المقدسي
(2)
، حدّثنا الهيثم بن جميل
(3)
، قالا:
⦗ص: 441⦘
حدّثنا جرير بن حازم، قال: سمعت محمد بن سيرين، قال: أخبرني أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله
(4)
.
(1)
الشامي، أبو عبد الرحمن، لقبه: شاذان.
(2)
الإمام أبو عبد الله المقدسي الخياط.
(3)
أبو سهل البغدادي نزيل أنطاكية.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12326 -
حدثنا أبو داود الحراني
(1)
، حدّثنا مسلم
(2)
، حدّثنا جرير بإسناده:"إلا أن يتغمدني منه برحمة وفضل"
(3)
.
(1)
سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطائي - مولاهم.
(2)
ابن إبراهيم الأزدي الفراهيدي، أبو عمرو البصري.
(3)
تقدم تخريجه رقم (12324).
12327 -
حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي
(1)
، والصغاني
(2)
قالا: حدّثنا يونس بن محمد
(3)
، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي عبيد
(4)
، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لنْ يُدْخِل أحدَكم عملُه الجنَّةَ" قالوا: ولا أنت؟ يا رسول الله! قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة"
(5)
.
(1)
محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي، أبو جعفر، المعروف بابن المنادي.
(2)
محمد بن إسحاق أبو بكر الصَّغَاني.
(3)
ابن مسلم البغدادي المؤدب.
(4)
هو مولى عبد الرحمن بن عوف، وسيأتي الكلام عليه في الحديث الآتي.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى (4/ 2170) ح (2816/ 75) عن محمد بن حاتم، عن أبي عباد يحيى بن عباد، عن إبراهيم بن سعد به مثله إلا أنه قال:((بفضل ورحمة)).
والحديث متفق عليه من هذا الوجه، فقد أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب=
⦗ص: 442⦘
= المرضى، باب: تمني المريض الموت (7/ 121) ح (5673) من طريق أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري به نحوه.
12328 -
حدثنا الصغاني -أيضا- أخبرنا أبو اليمان
(1)
، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف، أنَّ أبا هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم فذكر مثله: "بفضل ورحمة"
(2)
.
أبو عبيد هذا اسمه: سعد، ويقال: مولى ابن أزهر
(3)
.
ورواه إسحاق بن شاهين
(4)
، عن خالد
(5)
، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه
(6)
.
(1)
الحكم بن نافع البَهْراني الحمصي، ومن طريقه أخرجه البخاري في الصحيح كما تقدم.
(2)
انظر تخريج الحديث السابق.
(3)
سعدبن عبيد أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر الزهري وهو ينتسب إلى عبد الرحمن بن عوف الآن أيضا لأنهما ابنا عم، سمع عمر وعثمان وعليا، سمع منه الزهري، وكان من أهل الفقه. وهو "ثقة من الثانية وقيل له إدراك" انظر: التاريخ الكبير (4/ 60) رقم (1960). تقريب التهذيب (852)(ص: 370) رقم (2248).
(4)
ابن الحارث الواسطي، من شيوخ الإمام البخاري.
(5)
ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي.
(6)
هذا التعليق الذي ساقه المصنف من رواية إسحاق بن شاهين لم أقف عليه من طريقه، والحديث موصول عند أحمد في المسند (14/ 212) ح:(8529) عن عفان، عن خالد بن عبد الله به بلفظ:"ما منكم من أحد ينجيه عمله" قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله منه برحمة" وإسناده صحيح، وهو أيضًا موصول فى صحيح =
⦗ص: 443⦘
= مسلم (صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله (4/ 2170) رقم (2816/ 74). من طريق جرير، عن سهيل بن أبي صالح به. وتقدم تخريج البخاري للحديث انظر ما تقدم برقم (12427).
12329 -
حدثنا الأحمسي
(1)
وعلي بن حرب
(2)
، وأبو داود
(3)
قالوا حدّثنا يعلى بن عبيد، قال: حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قاربوا وسددوا، فإنه لن ينجو أحدكم منكم بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسوله الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة وفضل"
(4)
.
(1)
محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، أبو جعفر السراج الكوفي.
(2)
ابن محمد بن علي الطائي.
(3)
الحراني.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى (4/ 2170) ح (2816/ 76) من طريق عبد الله بن نمير، وجرير، وأبي معاوية ثلاثتهم عن الأعمش به نحوه.
وتقدم تخريج البخاري للحديث كما تقدم برقم (12327).
12330 -
حدثنا الحسن بن عفان، حدّثنا عبد الله بن نمير، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قاربوا وسددوا واعلموا أنّه لن ينجو أحد منكم بعمله" قالوا يا رسول الله! ولا أنت؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتعمدني الله منه برحمة وفضل"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعلمه =
⦗ص: 444⦘
= بل برحمة الله تعالى (4/ 2170) ح (2816/ 76) من طريق عبد الله بن نمير، وجرير، وأبي معاوية ثلاثتهم عن الأعمش به نحوه.
وتقدم تخريج البخاري للحديث كما تقدم برقم (12327).
12331 -
حدثنا ابن عفان
(1)
، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان
(2)
، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
(3)
.
(1)
الحسن بن علي بن عفان العامري.
(2)
طلحة بن نافع القرشي مولاهم المكي.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين: باب لن يدخل أحد الجنه (4/ 2170) رقم (2817) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن عبد الله بن نمير به.
وحديث جابر تفرد به المصنف من بين سائر الأئمة الستة. انظر: تكملة فتح الملهم (12/ 130).
12332 -
حدثنا ابن أبي الحنين
(1)
، والمثنى بن بحير
(2)
، قالا حدّثنا عمر بن حفص بن غياث
(3)
، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش، حدّثنا أبو صالح، حدّثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قاربوا وسددوا؛ فإنَّه
⦗ص: 445⦘
ليس أحد منكم يدخل الجنة بعمله" قالوا ولا أنت؟ يا رسول الله! قال: "ولا أنا إلا أن يتعمدني الله برحمة منه وفضل"
(4)
.
(1)
محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحُنَين، أبو جعفر الحنفي الكوفي.
(2)
هو أبو رجاء المثنى بن بحير الإِسفَرايني، أخو محمد بن بَحير الإِسفَرايني. روى عن مسدد بن مسرهد، وأبي نعيم، وعياش بن أبي الوليد الرقام، وأبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط، وعمر بن حفص بن غياث، وروى عنه أبو عوانة وعمرَان بن مُوسَى بن مُحَمَّد أبو مُوسَى الأستوي.
إكمال الإكمال لابن نقطة (1/ 187)، (168)، تبصير المنتبه بتحرير المشتبه (1/ 62).
(3)
ابن طلق بن معاوية النخعي، أبو معاوية الكوفي.
(4)
تقدم تخريجه برقم (12329).
رواية المصنف من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، وحفص بن غياث من الطبقة الثانية من أصحاب الأعمش، وقال يحيى القطان:"أوثق اصحاب الأعمش حفص بن غياث"، بينما رواية مسلم من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبي معاوية، وعبد الله بن نمير، وهذا من العلو المعنوي، وهو من فوائد الاستخراج.
12333 -
حدثنا ابن أبي الحنين
(1)
، حدّثنا عمر بن حفص، حدّثنا أبي
(2)
حدّثنا الأعمش، حدّثنا أبو سفيان، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
(3)
.
(1)
محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحُنَين، أبو جعفر الحنفي الكوفي.
(2)
حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي، أبو معاوية الكوفي.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعلمه بل برحمة الله تعالى (4/ 2170) ح (2817) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، عن الأعمش به.
12334 -
حدثنا علي بن حرب
(1)
، قال: حدّثنا أبو معاوية
(2)
، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"قاربوا، وسددوا، وأبشروا، واعلموا أنه لن ينجو أحد بعمله" قالوا: ولا إياك؟ قال: "ولا إياي إلا أن يتعمدني الله برحمة منه وفضل"
(3)
.
(1)
الطائى الموصلي.
(2)
محمد بن خَازِم -بمعجمتين- الضرير الكوفي.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله =
⦗ص: 446⦘
= (4/ 2170/ رقم: 76 مكرر) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب كلاهما عن أبي معاوية به، ولم يسق لفظ حديث أبي معاوية، بل أحال على رواية عبد الله بن نمير، واستفيد من رواية المصنف بيان اللفظ المحال عليه، وهو من فوائد الاستخراج.
وتقدم تخريج البخاري للحديث كما تقدم برقم (12327).
12335 -
حدثنا علي
(1)
، حدّثنا يعلى
(2)
، حدّثنا الأعمش، بنحوه
(3)
. رواه شيبان، عن الأعمش، ولم يذكر:"وأبشروا"
(4)
.
رواه مسلم
(5)
عن سلمة بن شبيب، عن الحسن بن أعين، عن معقل، عن أبي الزبير، عن جابر بنحوه.
(1)
هو ابن حرب الطائي.
(2)
هو ابن عبيد الطنافسي.
(3)
أخرجه مسلم -كما تقدم في الحديث السابق-.
وأخرجه أحمد في المسند (16/ 266) ح (10425) - ومن طريقه ابن بشران في أماليه ح (1144) - عن يعلى، عن الأعمش به.
(4)
رواية شيبان هذه لم أقف عليها، والحديث موصول من طرق عديدة عن الأعمش كما تقدم في الأسانيد السابقة.
وفائدة الاستخراج، لهذه الأسانيد والطرق عن الأعمش، عن أبي صالح، وعن أبي سفيان، عن جابر، لبيان صحة الحديثين جميعا من طريق الأعمش رحمه الله.
(5)
في الصحيح (كتاب صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان، وبعثه سراياه لفتنة الناس (4/ 2167) ح (2813/ 68).
12336 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حدّثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني موسى بن عقبة، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: قال
⦗ص: 447⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سددوا، وقاربوا، وأبشرو فإنَّه لن يدخل أحدكم الجنة بعمله" قالوا: ولا أنت؟ قال: "ولا أنا إلا أنْ يتغمدني الله منه برحمة، واعملوا، فإنَّ أحبَّ الأعمال إلى الله أدومه وإنْ قَلَّ"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله، بل برحمة الله تعالى (4/ 2171)، ح (2818/ 78) من طريق عبد العزيز بن محمد، ووهيب كلاهما عن موسى بن عقبة به مثله إلا أنه قال:"لن يُدخِل الجنة أحدًا عملُه".
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل (8/ 98) ح (6464) من طريق سليمان بن بلال، عن موسى بن عقبة به نحوه.
12337 -
حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل العسقلاني الصائغ
(1)
، حدّثنا رواد بن الجراح
(2)
، حدّثنا ورقا
(3)
، عن موسى بن عقبة، قال: سمعت أبا سلمة يحدث عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سددوا وقاربوا، واعلموا أنّه لن يدخل أحدكم الجنة بعمله" قالوا: ولا أنت؟ يا رسول الله! قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة، واعلموا أنَّ أحبَّ الأعمال إلى الله عز وجل أدومه وإن قَلّ"
(4)
.
(1)
لعله: أحمد بن الفضل العسقلاني الصائغ، والمصنف ذكر نسبه كاملا في موضعين أولهما: في الحديث رقم (5217) والثاني هاهنا، وفي بقية المواضع نسبه إلى جده، فقال: محمد بن الفضل.
(2)
أبو عصام العسقلاني.
(3)
ابن عمر اليشكري، الكوفي.
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله 4/ 2117 رقم (2818/ 78 مكرر) من طريق عبد العزيز بن محمد؛ ووهيب، =
⦗ص: 448⦘
= وعبد العزيز بن المطّلب ثلاثتهم عن موسى بن عقبة به.
وفائدة الاستخراج: موافقة لفظ رواية المصنف من طريق ورقاء عن موسى بن عقبة، لرواية عبد العزيز بن المطلب عند مسلم حيث ذكر مسلم إسنادها ثم قال: ولم يذكر "وأبشروا".
والحديث تقدم تخريج البخاري له. في الحديث السابق.
12338 -
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(1)
، قال: حدثني عبد العزيز بن المطَّلِب، عن موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"سددوا، وقاربوا، واعلموا أنَّه لن يدخل أحدكم الجنة عمله، وإنَّ أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإنْ قلَّ"
(2)
.
(1)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله، بل برحمة الله تعالى (4/ 2171)، ح (2818/ 78 مكرر) عن حسن الحلواني، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد به ولم يسق لفظه.
والحديث عن الإمام أحمد في المسند (43/ 363) ح (26343) عن يعقوب به.
وتقدم تخريج البخاري للحديث (كما تقدم برقم 12336).
وفيه من فوائد الاستخراج: تمييز المتن المحال به على المتن المحال عليه، حيث ساق مسلم سنده وأحال متنه على ما قبله.
باب الدليل على أنَّ الاجتهاد في العبادة على المنعوم عليه، ما وجب
(1)
منه على غيره.
(1)
كذا في الأصل، ولعل الأقرب:"أوجب منه على غيره".
12339 -
حدثني طاهر بن الفضل البغدادي
(1)
بحلب، حدّثنا سفيان بن عيينة ح؛
وحدثنا علي بن حرب
(2)
، قال: حدثني أبي
(3)
، عن ابن عيينة ح؛
⦗ص: 450⦘
وحدثنا علي بن حرب، حدّثنا الأشيب
(4)
، قال: حدّثنا شيبان
(5)
، كلاهما عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى انتفخت
(6)
قدماه، فقيل له: أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورا"
(7)
.
وقال سفيان: "حتى تورمت قدماه"
(8)
.
(1)
طاهر بن الفضل بن سعيد البغدادي الحلبي.
قال ابن حبان: يضع على الثقات وضعا، ويقلب الأسانيد، يلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب. وقال الحاكم:"روى عن ابن عيينة وحجاج بن محمد وغيرهما أحاديث مناكير موضوعة" وقال أبو نعيم: "روى، عَنِ ابن عُيَينة وحجاج بن محمد مناكير لا شيء". وذكره ابن حبان في الثقات: وقال: "يخطئ ويخالف" فتعقبه الحافظ ابن حجر: "فهو هو فما لذكره في الثقات معنى".
انظر: المجروحين (1/ 491) رقم (514). المدخل إلى الصحيح (ص: 148) رقم (83)، لسان الميزان (4/ 348)، رقم (3984). الثقات لابن حبان (8/ 328)، (13706).
(2)
على بن حرب بن محمد بن على الطائي، أبو الحسن الموصلى.
(3)
حرب بن محمد بن على الطائى
ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يورد فيه جرحا ولا تعديلا. وقال الذهبي:
"كان متمولا كثير الأفضال على أهل الحديث". وذكره ابن قطلوبغا في كتابه: الثقات من لم يقع في الكتب الستة. مات سنة ست وعشرين ومائتين.
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 252)، (1127). تاريخ دمشق لابن عساكر (12/ 318)، تاريخ الإسلام (5/ 552). الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة =
⦗ص: 450⦘
= (3/ 325)، (2683).
(4)
الحسن بن موسى.
تنبيه: وقع في إتحاف المهرة (13/ 412)(16935): "أبو الأشعث، ثنا شيبان". وهو خطأ.
(5)
شيبان بن عبد الرحمن التميمى مولاهم النحوى.
(6)
وجاء في رواية -كما سيأتي- "حتى ورمت"، وفي رواية:"حتى تفطر" أي تشققت، ولا اختلاف بين هذه الروايات فإنه إذا حصل الورم والانتفاخ حصل التشقق. انظر: تكملة فتح الملهم (12/ 132)، شرح صحيح مسلم (17/ 237).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله، بل برحمة الله تعالى (4/ 2171)، ح (2818/ 80) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وابن نمير كلاهما عن سفيان به مثله.
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب التفسير باب: ليغفر الله ما تقدم من ذنبك (6/ 135) ح (4836) عن صدقة بن الفضل، عن ابن عيينة به نحوه.
(8)
عند البخاري من رواية سفيان: "تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ"، وعند مسلم من رواية سفيان:"وَرِمَتْ قَدَمَاهُ"، وجاءت رواية أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن زياد بن علاقة، عند مسلم في صحيحه رقم (2819/ 79) بلفظ:"انتفخت" وهي موافقة لرواية شيبان -عند المصنف- ولعل هذا من فوائد الاستخراج.
12340 -
حدثنا أبو عبيدة ابن أخي هناد
(1)
، وأبو أمية
(2)
، ومحمد بن حيويه
(3)
، قالوا حدثنا أبو نعيم
(4)
، قال حدثنا: مسعر
(5)
، عن زياد بن علاقة، قال: سمعت المغيرة بن شعة، قال: إن كان ليصلي -قال: محمد بن حيويه- يعني: النبي صلى الله عليه وسلم أو ليقوم حتى ترم قدماه-، فقيل له: لم تفعل ذلك، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا
(6)
".
(1)
السري بن يحيى بن السري التميمي الكوفي.
(2)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.
(3)
محمد بن يحيى بن موسى الإسفراييني.
(4)
الفضل بن دكين التيمي مولاهم الكوفي.
(5)
ابن كدام الهلالي.
(6)
أخرجه مسلم -كما تقدم- في الحديث السابق، وفي هذه الرواية موافقة مسعر للفظ سفيان "حتى ورمت"، وسيأتي في الحديث الآتي رواية وكيع وفيها الجميع بين مسعر وسفيان جميعا. ولعل هذا من فوائد الاستخراج.
ومن طريق أبي نعيم أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التهجد، باب قيام البني صلى الله عليه وسلم حتى ترم قدماه (2/ 50) ح (1130) ولفظه: "إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم ليصلي حتى ترم قدماه -أو ساقاه".
12341 -
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي
(1)
، قال حدثنا وكيع، قال حدثنا مسعر وسفيان، عن زيادة بن علاقة، عن
⦗ص: 452⦘
المغيرة بن شعبة، قال:[أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان]
(2)
يصلي، فذكر مثله
(3)
.
(1)
هو: أحمد بن حنبل، وهذه الرواية في مسنده (30/ 174) ح (18238).
(2)
ما بين المعكوفتين مثبت في لفظ رواية أحمد في المسند، وقد تقدم (كان) في الأصل وجاء السياق في الأصل:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي".
(3)
أخرجه البخاري ومسلم -كما تقدم-.
وهو عند الإمام أحمد في مسنده (30/ 174) ح (18238) بهذا الإسناد.
12342 -
حدثنا يونس بن حبيب
(1)
، حدّثنا أبو داود
(2)
، حدّثنا أبو عوانة
(3)
وشيبان
(4)
، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلّي حتى تَوَرَّمَت قدماه، فقيل يا رسول الله! تصنع هذا، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أفلا أكون عبدا شكورا"
(5)
.
(1)
ابن عبد القاهر، أبو بشر الأصبهاني.
(2)
سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي، والحديث عنده في مسنده (2/ 71) ح (728).
(3)
الوضّاح بن عبد الله اليشكري، ومن طريقه أخرجه مسلم في الصحيح (2819/ 79).
(4)
ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي.
(5)
تقدم تخريجه برقم (123339).
وأخرجه ابن المقرئ في معجمه (ص: 403) ح (1316) عن همام بن عبد الله بن همام الأصفهاني، عن يونس بن حبيب به.
تنبيه: جاء هنا لفظ شيبان، وأبي عوانة:"حتى تورمت" والأقوى أن لفظهما "انتفخت" كما تقدم تقريره في التعليق على ح (12339)، وساق المصنف لفظ رواية شيبان على حده ح (12339) ورواية أبي عوانة على حده انظر ح (12343). وتحمل هذه الرواية "تورمت" على الرواية عنها بالمعنى والله أعلم.
12343 -
حدثنا عمار بن رجاء
(1)
، حدّثنا حبان بن هلال
(2)
، حدّثنا أبو عوانة، عن زياد بن علاقة، قال: سمعت المغيرة بن شعبة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى انتفخت قدماه، قال: فقيل له: تَكَلَّفُ هذا، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك، وما تأخر؟ قال:"أفلا أكون عبدا شكورا"
(3)
.
(1)
الإستراباذي.
(2)
أبو حبيب البصري.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح -كما تقدم انظر: ح (12339) عن قتيبة بن سعيد، عن أبي عوانة به مثله: إلا أنه قال: "أَتَكَلَّفُ هَذَا؟ ".
وتقدم تخريج البخاري للحديث كما تقدم برقم (12339).
12344 -
حدثنا أبو عبيد الله
(1)
، حدّثنا عمي
(2)
، أخبرني أبو صخر
(3)
عن ابن قُسَيْطٍ، عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلى قام حتى تَفَطَّرَ
(4)
رجلاه، قالت عائشة: يا رسول الله! أتصنع هذا وقد غُفِرَ لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال:"يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا"
(5)
.
⦗ص: 454⦘
من هنا لم يخرجاه.
(1)
أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم المصري.
(2)
عبد الله بن وهب المصري.
(3)
حُمَيد بن زياد المدني وهو ابن أبي المُخَارِق صاحب العَبَاء.
(4)
تفطر رجلاه: أي: سالتا وأصل الْفطر الشق وَمِنْه فطر الصَّائِم لِأَنَّهُ يفتح فَاه. انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 200).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب صفات المنافقين، باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة (4/ 2172) ح (2820/ 81) عن هارون بن معروف، وهارون بن سعيد =
⦗ص: 454⦘
= الأيلي كلاهما عن ابن وهب به مثله.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التفسير، باب {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} (6/ 135) ح (4837) من طريق أبي الأسود، عن عروة به نحوه وقال:"حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ" وزاد: "فلما كثر لحمه صلى جالسا، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع".
12345 -
ز- حدثنا محمد بن عبد الحكم
(1)
، حدّثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد
(2)
، حدّثنا حَيْوَة
(3)
، حدّثنا أبو صخر
(4)
بنحوه
(5)
.
(1)
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري.
(2)
الحجري المصري، مؤذن فسطاط.
(3)
ابن شريح التجيبي المصري.
(4)
في الأصل: "أبو صخرة" والتصويب من كتب التراجم.
وهو: حُمَيد بن زياد المدني وهو ابن أبي المُخَارِق صاحب العَبَاء
(5)
أخرجه الطبراني في الصغير (صـ 128) ح (190) من طريق وهب الله بن راشد، حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا أبو صخر أن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان حدثه، أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم
…
فذكره.
وقال الطبراني: "لم يروه عن أبي صخر إلا حيوة تفرد به وهب الله بن راشد، ورواه يحيى بن أيوب وعبد الله بن وهب ونافع بن يزيد عن أبي صخر، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن عروة" اهـ.
والطبراني يشير إلى أن وهب الله بن راشد أخطأ في اسم ابن قسيط: فجعله "عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان" والصواب: يزيد بن عبد الله بن قُسَيْطٍ كما في رواية الآخرين. =
⦗ص: 455⦘
= ووهب الله بن راشد قال أبو حاتم: "محله الصدق"، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:"يخطئ" انظر: الجرح والتعديل (9/ 27)، الثقات لابن حبان (9/ 228).
وتقدم تخريج الحديث في الصحيحين من حديث عروة، عن عائشة، ومسلم من طريق أبي صخر به انظر ح (12344).
12346 -
ز- حدثنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي
(1)
، حدّثنا أبو حذيفة
(2)
، حدّثنا سفيان
(3)
، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تَرِم قدماه، فقيل له: تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال:"أفلا أكون عبدا شكورا"
(4)
.
(1)
أبو قلابة البصرى الضرير الحافظ.
(2)
موسى بن مسعود النهدي البصري.
(3)
هو: الثوري.
(4)
إسناد المصنف فيه عبد الملك الرقاشي أبو قلابة، وهو ضعيف ولكنه توبع، - كما سيأتي - وجاء الحديث من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وهذا إسناد صحيح، وأصل الحديث مخرج في الصحيحين من حديث المغيرة وعائشة كما تقدم.
وحديث أبي هريرة أخرجه تمام الرازي في فوائده (2/ 65) ح (1156) عن خيثمة بن سليمان، عن أبي قلابة به نحوه.
وأخرجه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 241) ح (226) عن محمد بن يحيى، عن أبي حذيفة به.
وأخرجه الترمذي في الشمائل (ص: 161)، (250)، وابن ماجه في السنن، كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في طول القيام (1/ 456) ح (1420)، والبزار في مسنده (16/ 113)، ح (9192) وكذلك المصنف كما في ح (12347) كلهم من طرق عن الأعمش به نحوه. =
⦗ص: 456⦘
= وقال البوصيري: "إسناد حديث أبي هريرة قوي. احتج مسلم بجميع رواته. ورواه أصحاب الكتب الستة سوى أبي داود من حديث المغيرة. والترمذي من حديث جابر" اهـ مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه (2/ 17) ح (507).
12347 -
ز- حدثنا أبو قلابة الرقاشي
(1)
، وأبو خالد عبد العزيز ابن معاوية بن عبد العزيز القرشي البصري
(2)
بالبصرة، قالا حدّثنا أبو زيد الهروي
(3)
، قال: حدّثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلى حتى تورمت قدماه، فقيل له: يا رسول الله! أتفعل هذا، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال:"أفلا أكون عبدا شكورا"
(4)
.
⦗ص: 457⦘
زاد أبو قلابة، قال أبو زيد: رأيت شعبة يصلي حتى تورمت قدماه.
(1)
عبد الملك بن محمد بن عبد الله.
(2)
الأمويُّ العتابىِ البصريُّ.
(3)
سعد بن الربيع العامري.
(4)
إسناد المصنف قوي، وقد أخرجه من هذا الطريق ابن الأعرابي في معجمه (1/ 88) ح (131) عن أبي قلابة الرقاشي، وعبد العزيز بن معاوية أبي خالد، عن أبي زيد الهروي به مثله، ولم يذكر:"قال أبو زيد: رأيت شعبة يصلى حتى تورمت قدماه".
وقال ابن حجر في ترجمة أبي قلابة: "وأنكر عليه بعض أصحاب الحديث حديثه عن أبي زيد الهروي، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى حتى تورمت قدماه"، وقال ابن الأعرابي قدم علينا عبد العزيز بن معاوية أبو خالد الأموي من الشام فحدثنا به عن أبي زيد كما حدث أبو قلابة" اهـ. تهذيب التهذيب (3/ 486) رقم (4922).
والحديث كما تقدم جاء من طرق عن الأعمش به، وهو صحيح انظر: =
⦗ص: 457⦘
= ح (12346). كما سبق.
12348 -
ز- حدثنا أسيد بن عاصم
(1)
، حدّثنا أبو سفيان صالح بن مهران
(2)
، عن النعمان بن عبد السلام
(3)
، عن سفيان الثوري، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى الضُّحى قطّ، ولقد كان يصلّىِ حتّى تَزْلَع
(4)
رجلاه
(5)
.
(1)
ابن عبد الله أبو الحسين الثقفي الأصبهاني. والحديث في جزء أخيه محمد بن عاصم الأصبهاني (صـ 139) رقم (51) عن أبي سفيان صالح بن مهران به مثله.
(2)
صالح بن مهران، أبو سفيان الشيباني، مولاهم الأصبهانيُّ كان يقال له: الحكيم.
قال عمرو بن علي الفلاس: "كان ثقة" وقال النسائي: "ثقة"، وقال الحافظ أبو نعيم:"كان من الورع بمحل"، وقال أبو عوانة الإسفراييني:"ثقة" وقال ابن حجر في التقريب: "ثقة زاهد".
انظر: المجتبى للنسائي: 3/ 219. حلية الأولياء: 10/ 391. مستخرج أبي عوانة (12/ 452) ح (5948) تهذيب التهذيب (2/ 534) رقم (3365). تقريب التهذيب (ص: 448)، (2890).
(3)
النعمان بن عبد السلام بن حبيب التيمي الأصبهاني.
(4)
زَلِعَ قدمه -بالكسر- ويزلَعُ زَلَعًا -بالتحريك- إذا تشقق. انظر: النهاية في غريب الحديث (صـ 400) مادة: زلع.
(5)
أخرجه النسائي في المجتبي، (كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل (3/ 219) ح (1645) عن عمرو بن علي الفلاس، عن صالح بن مهران به مختصرا، ولم يذكر قصة الضحى. =
⦗ص: 458⦘
= وأخرجه المزي في تهذيب الكمال 13/ 95) ترجمة (2840) بإسناده إلى أبي نعيم الحافظ من طريق أبي سفيان النعمان بن صالح، ومحمد بن المغيرة كلاهما عن النعمان به مثله تماما.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ح (7871) والإمام أحمد في المسند (15/ 471) ح (9758)، والنسائي في الكبرى (1/ 265) ح (479) عن وكيع، عن الثوري به مختصرا، بلفظ:"ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الضحى قط إلا مرة"، ولم يذكر:"ولقد كان يصلّي حتّى تَزْلَع رجلاه"، وإسناده صحيح، ولعل هذا هو الصحيح عن الثوري، أما زيادة:"ولقد كان يصلي" فهي ضعيفة لمخالفتها رواية وكيع وهو من ثقات أصحاب الثوري.
باب بيان الأخبار الدالة على ترك الاجتهاد في الذكر وفي الإسماع إلى المواعظ خوفا على الملالة والاستماع إليها في وقت نشاطه.
12349 -
حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن أبي الحنين الكوفي
[*]
، حدّثنا عمر بن حفص بن غياث النخعي، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش، قال: حدّثني شقيق، قال: كنا جلوسا ننتظر عبد الله
(1)
، إذ جاء يزيدُ بن معاوية
(2)
، فقلنا: ألا تجلس؟ فقال: لا، بل أدخل فأُخْرِجُ إليكم
⦗ص: 459⦘
صاحبَكم، فقال: "أما إنِّي أُخْبَرُ بِمَكانِكم، ولكنه إنَّما يمنعني من الخروج إليكم، إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتَخَوَّلُنا
(3)
بالموعظة في الأيام كراهية السَّآمَة
(4)
علينا"
(5)
.
(1)
هو: ابن مسعود.
(2)
يزيد بن معاوية النخعي الكوفي، العابد، وكان أصحاب ابن مسعود يعدونه من خيار أصحاب عبد الله، وكان يستأذن لأصحاب عبد الله على عبد الله لاختصاصه به. وقال الخطيب: لا أعلمه أسنده شيئا، قتل غازيا بفارس.
انظر: التاريخ الكبير (8/ 355)، رقم (3314)، تلخيص المتشابه في الرسم (1/ 508)، الثقات لابن حبان: 5/ 545، العلل لأحمد (3005).
(3)
قال ابن السكيت: معناه يصلحنا بها ويقوم علينا بها. ويقال: إن أصل الخائل الراعي ثم كثر ذلك في كلامهم حتى صار اسما لكل من ألزم خدمة وأكره عليها. والمعنى كان يراعي الأوقات في تذكيرنا ولا يفعل ذلك كل يوم لئلا نمل "انظر: غريب الحديث للخطابي (2/ 437)، فتح الباري فتح الباري لابن حجر (1/ 162).
(4)
السَّآمَة: الملل والضجر، يقال: سئِمَ يسأم، سأمًا وسآمة. النهاية في غريب الحديث (صـ 411) مادة (سئم).
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين، باب الاقتصاد في الموعظة (4/ 2172) ح (2821/ 82) من طريق أبي معاية ووكيع، عن الأعمش به نحوه.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الدعوات، باب الموعظة ساعة بعد ساعة (8/ 87) ح (6411) عن عمر بن حفص بن غياث به مثله.
رواية المصنف من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، قال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أوثق أصحاب الأعمش حفص بن غياث، -قال علي- فأنكرت ذلك، ثم قدمت الكوفة باَخرة فأخرج إلي عمر بن حفص كتاب أبيه، عن الأعمش فجعلت أترحم على يحيى، وقلت لعمر: سمعت يحيى يقول: حفص أوثق أصحاب الأعمش، ولم أعلم حتى رأيت كتابه" شرح علل الترمذي (2/ 534 - 535).
فبناء على قول ابن المديني ففيه العلو المعنوي وهو من فوائد الاستخراج.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة: (محمد بن الحسن بن أبي الحنين)، ولعله خطأ طباعي، وهو في النسخة الجزائرية [6/ ق 66/ أ]:(محمد بن الحسين بن أبي الحنين)، وهو الصواب، واشتهر بـ (ابن أبي الحنين)، وقد ورد على الصواب في عدة مواضع من الكتاب (1844 هامش، 2357 هامش، 2755 هامش، 3043 هامش، 3410، 3513 هامش، 4245 هامش، 4492 هامش، 5042 هامش، 5836 هامش، 6045، 6117، 6672 هامش، 7521، 9995 هامش، 10384، 10823 هامش، 12332 هامش، 12333 هامش، 12558 هامش، 12596).
والحديث في إتحاف المهرة (12641) إلا أنه تصحف فيه (محمد بن أبي الحنين) إلى (محمد بن أبي الخير)، والرسم محتمل في نسخة السخاوي من إتحاف المهرة (4/ ق 17/ أ)، إلا أن الصواب (محمد بن أبي الحنين) كما في أصل الكتاب كما تقدم.
12350 -
حدثنا أبو داود الحراني
(1)
، حدّثنا محاضر بن المورع
(2)
،
⦗ص: 460⦘
حدّثنا الأعمش، عن شقيق بن سلمة، قال: خرج إلينا عبد الله، فقال: إني أخبر بمكانكم فأترككم كراهية أن أُملَّكم، إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهية السَّاَمة علينا
(3)
.
(1)
سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم.
(2)
الهمْدانِي، أبو المُوَرِّع الكوفي.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح -كما تقدم- في الحديث السابق -من طريق أبي معاية، عن الأعمش به نحوه.
وقد أخرجه البخاري في صحيحه كما تقدم في الحديث السابق.
12351 -
حدّثنا عليّ بن حرب
(1)
، قال: حدّثنا عبد الله بن إدريس
(2)
، عن الأعمش، عن شقيق قال: كان عبد الله يقول: إني لأخبر بمكانكم فما يمنعني أن أخرج إليكم إلا كراهية أن أملكم إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخوّلنا بالموعظة في الأيام كراهية السَّآمَة علينا
(3)
.
قال علي
(4)
وحدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن [شقيق]
(5)
، قال: كنّا جلوسا على باب عبد الله ننتظره يأذن لنا، فجاء يزيد بن معاوية
⦗ص: 461⦘
النخعي، فدخل عليه قلنا: أعلمه بمكاننا، فدخل عليه، فأعلمه، فلم يلبث أن خرج علينا، قال: إني لأعلم بمكانكم، فأدعكم على عهد مخافة أن أملكم، إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخوَّلنا بالموعظة في الأيام مخافة السَّآمَة علينا
(6)
.
(1)
علي بن حرب بن محمد بن حرب بن حيَّان الطائي، أبو الحسن الموصلي.
(2)
ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزَّعافري الكوفي.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح -كما تقدم- عن أبي سعيد الأشج، عن عبد الله بن إدريس به.
وفيه من فوائد الاستخراج: تمييز المتن المحال به على المتن المحال عليه، حيث ساق مسلم سنده وأحال متنه على ما قبله.
(4)
ابن حرب الطائي، وقد صرح المصنف بسماعه منه في أول الإسناد.
(5)
في الأصل: "سفيان" والتصويب من إتحاف المهرة (10/ 233) ح (12641)، وكذلك سائر الأسانيد بهذا الحديث.
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح - كما تقدم في تخريج حديث (12349) - من طريق وكيع، وعبد الله بن نمير كلاهما عن أبي معاوية به نحوه.
وكذلك أخرجه البخاري في صحيحه كما تقدم انظر: ح (12349).
12352 -
حدثنا أبو أمية
(1)
، حدّثنا أبو داود الطيالسي
(2)
، حدّثنا شعبة، حدّثنا الأعمش، قال: سمعت أبا وائل
(3)
، يحدث عن عبد الله، قال "إني أخبر بمكانكم فما يمنعني أن أخرج إليكم إلا خشية أن أُمِلّكم إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالأيام بالموعظة خشية السَّآمَة علينا"
(4)
.
(1)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.
(2)
سليمان بن داود بن الجارود أبو داود الطيالسي البصري، والحديث في مسنده الطيالسي (1/ 206) ح (253) عن شعبة به مثله إلا أنه قال:"إني لأُخْبَرُ بِجَمَاعتكم".
(3)
هو شقيق بن سلمة.
(4)
تقدم تخريجه برقم (12349).
وأخرجه الشاشي في مسنده (2/ 82) ح (601) من طريق شعبة به.
12353 -
حدثنا الصغاني
(1)
، وأبو داود الحراني
(2)
، وأبو أمية قالوا:
⦗ص: 462⦘
[حدثنا أبو نعيم]
(3)
، حدّثنا سفيان
(4)
، عن الأعمش، عن أبي وائل عن عبد الله قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوّلنا بالموعظة بالأيام مخافة السَّآمَة علينا"
(5)
.
(1)
محمد بن إسحاق أبو بكر الصَّغَاني.
(2)
سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، واستدرك من إتحاف المهرة (10/ 233) رقم (12641).
(4)
هو: الثوري كما قال الحافظ في الفتح (1/ 214).
(5)
تقدم تخريجه برقم (12349) من طرق عن الأعمش به.
وهذا الوجه من رواية الثوري عن الأعمش لم يخرجه مسلم، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب العلم باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا (1/ 25) ح (68) عن محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري به.
12354 -
حدثنا العباس بن الفضل البصري الأسفاطي
(1)
، حدّثنا مِنْجَاب بن الحَارث، حدّثنا عليُّ بن مُسْهِر، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: كنا جلوسًا في المسجد ننتظر عبد الله؛ إذ أتى يزيدُ بن معاوية النخعيُّ فقلنا له ألا تجلس إلينا؟ فقال لا، بل أنطلق لَعَلِّي آتيكم بصاحبكم، وإلّا أتيتكم، فانطلق إليه ثمَّ أتانا؛ وهو آخذٌ بيده، فسلّم علينا عبد الله، ثم قال:"أما إني أُخْبَر بمجلسكم هذا، ولكنِّي أقعد عنكم كراهية أن أمِلَّكم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخوَّلُنا بالموعظة، مخافة السَّآمَة علينا"
(2)
.
⦗ص: 463⦘
قال الأعمش: وحدثني عمرو بن مرة، عن شقيق، عن عبد الله بمثله.
كذا قال علي بن مسهر، وهو غريب
(3)
.
(1)
ابن العباس بن يعقوب العبدي الأزرق، أبو عثمان.
قال ابن حجر: "ضعيف" التقريب "ت: 3203".
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح - كما سبق - عن مِنْجاب بن الحارث التميميّ، به ولم يذكر متن الحديث، وذكره المصنف، وهذا من فوائد الاستخراج في هذا الحديث.
وعند المصنف بيان المهمل: علي بن مسهر، حيث جاء عند مسلم (ابن مسهر) مهملا، والحديث أخرجه البخاري في صحيحه كما تقدم (انظر: 12349).
(3)
وصله مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين، باب الاقتصاد في الموعظة (4/ 2172)، ح (2821) قال: حدثنا منجاب بن الحارث التميمي؛ عن ابن مسهر به.
وكذلك أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 193) ح (10431) وفي الأوسط (6/ 88) ح (5881) من محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن المسروقي، ثنا منجاب بن الحارث، عن علي بن مسهر، عن الأعمش قال: وحدثني عمرو بن مرة، عن أبي وائل، عن عبد الله، مثله.
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الأعمش عن عمرو بن مرة، إلا علي بن مسهر، تفرد به منجاب بن الحارث" اهـ.
وقال الدارقطني: "تفرد به علي بن مسهر، عن الأعمش، عن عمرو، عن أبي وائل، ولم يروه عنه غير منجاب بن الحارث" اهـ أطراف الغرائب والأفراد (4/ 164).
قال ابن حجر: "قد يوهم هذا أن الأعمش دلسه أولًا عن شقيق، ثمَّ سمَّى الواسطة بينهما، وليس كذلك؛ بل سمعه من أبي وائل بلا واسطة، وسمعه عنه بواسطة، وأراد بذكر الرواية الثانية - وإن كانت نازلة - تأكيده؛ أو لينبه على عنايته بالرواية من حيث إنّه سمعه نازلا؛ فلم يقنع بذلك حتى سمعه عاليا، وكذا صرح الأعمش بالتحديث عند المصنف [البخاري] في الدعوات" اهـ فتح الباري (1/ 214).
وهذه الرواية التي أشار إليها ابن حجر، هي رواية حفص بن غياث، عن الأعمش، قال: حدثني شقيق به، وقد أخرجها المصنف كما تقدم تخريجه انظر: حديث رقم (12349).
12355 -
حدثنا الصغاني، حدّثنا أبو خيثمة
(1)
، حدّثنا جرير، عن
⦗ص: 464⦘
منصور عن أبي وائل، قال: كان عبد الله يذكّر الناس في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن لوددنا إنك ذكرتنا كل يوم؟ فقال: "ما يمنعني ذاكم إلا أنِّي أكره أن أملَّكم، وإنِيّ أتخولكم بالموعظة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوَّلُنا بالموعظة في الأيام مخافة السَّآمَة علينا"
(2)
.
(1)
زهير بن حرْب بن شداد النسائي.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين، باب الاقتصاد في الموعظة، (4/ 2173) ح (2821/ 83) عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير بن عبد الحميد به نحوه.
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب العلم، باب من جعل لأهل العلم أيّاما معلومة (1/ 25) ح (70) عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير بن عبد الحميد به.
من فوائد الاستخراج: ما جاء من زيادة في لفظ الحديث: "وإني أتخولكم بالموعظة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا".
أبواب في صفة الجنة ونعيمها وصفة أهلها وصفة النار وعذابها وصفة أهلها.
باب الدليل على أنّ الجنة لا تنال إلا بمجاهدة النفس وترك الشهوات.
12356 -
حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، حدّثنا آدم بن أبي إياس
(1)
، حدثنا حماد بن سلمة ح؛
وحدثنا يزيد بن الهيثم البادا
(2)
، حدّثنا أبو نصر التمار
(3)
، حدّثنا حماد عن ثابت، عن أنس ح؛
وحدثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل
(4)
، ويحيى بن الحسين
(5)
، قالا:
⦗ص: 466⦘
حدّثنا حجاج بن منهال
(6)
قالا حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم ح؛
وحدثني أبو رُوَيْقٍ عبد الرحمن بن خلف بن ابنة المبارك بن فضالة
(7)
- وهو أبو محمد البصري في بني طفاوة
(8)
- حدّثنا محمد بن كثير
(9)
، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، وحميد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حُفَّتِ الجنَّة بالمَكَاره، وحُفَّت النَّار بالشَّهَوَات"
(10)
.
لم يذكر أبو نصر التمار حميد.
(1)
آدم بن أبي إياس (عبد الرحمن) بن محمد الخراسانِي المروزي، أبو الحسن العسقلانِي.
(2)
يزيد بن الهيثم بن طهمان، أبو خالد الدقاق البغدادي يعرف بالبادا، قال الدارقطني:"ثقة"، وقال الخطيب البغدادي:"ثقة".
انظر: سؤالات الحاكم للدارقطني (ص: 159) ت (243). تاريخ بغداد (16/ 508) ت (7618).
(3)
عبد الملك بن عبد العزيز القُشَيري النسائي.
(4)
ابن هلاب الشيباني.
(5)
أبو زكريا الجوربذي الإسفراييني، روى عن حجاج بن منهال،، ومحمد بن كثير، وعمر بن حفص بن غياث، ومحمد بن عبد الله الرقاشي، وأبي حذيفة النهدي، وروى عنه يوسف بن يعقوب الصفار، ومحمد بن شريك، وأبو عوانة الإسفرايينيان توفي سنة 270 هـ، ذكره الحاكم النيسابوري في تاريخ نيسابور كما في تلخيصه تاريخ نيسابور (ص: 38) ت (681). ولم أجد فيه جرحا ولا تعديلا. =
⦗ص: 466⦘
= انظر: تهذيب الكمال (32/ 486)(ت: 7168).
(6)
الأنماطي، أبو محمد السلمي - مولاهم - البصري.
(7)
تقدمت ترجمته في الحديث رقم (2656).
(8)
طُفَاوة: بضم الطاء المهملة، وفتح الفاء، تليها ألف ثم واو مفتوحة، ثم هاء؛ نسبة إلى طفاوة بنت جرْم بن ربَّان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
انظر: جمهرة النسب (2/ 458)، توضيح المشتبه (6/ 45).
(9)
العبدي، البصري.
(10)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب صفة الجنة (4/ 2174) ح (2822) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، عن حماد بن سلمة به مثله.
والحديث تفرد به مسلم عن البخاري، ذكره الحميدي في أفراد مسلم.
انظر الجمع بين الصحيحين (2/ 649) ح (2143).
12357 -
حدثنا جعفر بن عبد الواحد
(1)
، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث
(2)
، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس بن مالك ح؛
⦗ص: 467⦘
وحدثنا علويه علي بن إسماعيل
(3)
- بثلاثة أبواب - حدّثنا أبو سلمة
(4)
، حدّثنا حماد،
وحدثنا جعفر الصائغ
(5)
، حدّثنا عفان
(6)
، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد، عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: بمثله.
(7)
(1)
ابن جعفر بق سليمان الهاشمي. ت/ 258 هـ.
(2)
ابن سعيد العنبري.
(3)
علي بن إسماعيل بن الحكم البغدادي، أبو الحسن البزَّاز.
(4)
موسى بن إسماعيل التبوذكي المنِقري.
(5)
جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، أبو محمد البغدادي.
(6)
ابن مسلم بن عبد الله الباهلي، أبو عثمان الصفار البصري.
(7)
أخرجه مسلم في الصحيح - كما تقدم في الحديث السابق -.
ومن فوائد الاستخراج هنا: تكثير الطرق، فقد ساقه مسلم من هذا الوجه فقط من طريق القعنبي، عن حماد بن سلمة، وساقه أبو عوانة من طرق عن حماد به.
12358 -
حدثنا هلال بن العلاء
(1)
، حدّثنا عبد الغفار بن داود
(2)
، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم بمثله
(3)
.
(1)
ابن هلال الباهلي مولاهم الرَّقي.
(2)
ابن مهران، أبو صالح الحراني.
(3)
تقدم تخريجه رقم (12356).
12359 -
حدثنا عمران بن بكار أبو موسى الحمصي البراد، حدّثنا علي بن عياش الحمصي، حدّثنا شعيب بن أبي حمزة
(1)
، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حُجِبَت الجنَّة بالمكاره، وحُجِبَت النَّار بالشَهَوَات"
(2)
.
(1)
الحمصي.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب صفة الجنة =
⦗ص: 468⦘
= (4/ 2174) ح (2823) من طريق ورقاء، عن أبي الزناد به ولم يذكر متن الحديث، وذكره المصنف، وهذا من فوائد الاستخراج في هذا الحديث.
باب ما أعدّ الله لعباده الصالحين والدليل على أنَّه لا تدرك صفته ولا علمه.
12360 -
حدَّثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال: حدّثنا الحميدي
(1)
، حدّثنا سفيان
(2)
، حدّثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله عز وجل: أعدَدْتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأتْ، ولا أذنٌ سمعت، ولا خَطَرَ على قلب بشرٍ، واقرأوا إنْ شئتم {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
(3)
(4)
.
(1)
عبد الله بن الزبير أبو بكر القرشي. والحديث في مسنده (2/ 275) ح (1167).
(2)
هو ابن عيينة.
(3)
سورة السجدة، الآية:17.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب صفة الجنة (4/ 2174) ح (2824/ 2) عن سعيد بن عمرو الأشجعي، وزهير بن حرب كلاهما، عن سفيان به نحوه.
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة صحيح البخاري (4/ 118) ح (3244) عن الحميدي به مثله.
وفيه من فوائد الاستخراج رواية المصنف للحديث من طريق الحميدي، عن ابن عيينة، حيث إنه حصل على العلو المعنوي، لأن الحميدي وصف بكونه أثبت الناس فى ابن عيينة كما قال أبو حاتم الرازي:"أثبت الناس في ابن عيينة الحميدي وهو رئيس أصحاب ابن عيينة" الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 57). =
⦗ص: 469⦘
= وفيه أيضا قوله: "واقرأوا إن شئتم"، وجاء في لفظ مسلم "مصداق ذلك في كتاب الله".
12361 -
حدثنا عيسى بن أحمد
(1)
، حدّثنا ابن وهب، حدّثنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال [الله تعالى]
(2)
: أعْدَدْتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت؛ ولا أذن سمعت؛ ولا خطر على قلب بشر، بَلْهَ
(3)
ما أَطْلَعَكُمُ الله عليه"
(4)
.
(1)
ابن وردان العسقلاني.
(2)
ما بين المعقوفتين مثبتة في لفظ الحديث في الطرق الأخرى صحيح مسلم وفي هذا المواضع ضبب الناسخ على "قال"؛ لأن المراد: "قال تعالى".
(3)
بله: بفتح الباء الموحدة، وإسكان اللام، ومعناها: دع مَا أطلعْتُم عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يسير سهل فِي جنب مَا ذخرته لَهُمْ، وَقِيلَ: كَيْفَ مَا أطْلعكُم عَلَيْهِ، وَقِيلَ: فضل مَا أطْلعكُم، يَعْنِي: مَا قُلْتُ قَلِيل من كثير لَمْ أذكر، وَمَا غيب عَنْكُم فضل مَا أطْلعكُم عَلَيْهِ، وقيل: كيف ما اطلعتم عليه. انظر: غريب الحديث للقاسم بن سلام (1/ 186)، شرح السنة للبغوي (15/ 209)، وشرح صحيح مسلم للنووي (17/ 164).
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب صفة الجنة، (4/ 2174) ح (2824/ 3) عن هارون بن سعيد الإيلي، عن ابن وهب به نحوه.
وتقدم تخريج البخاري للحديث. انظر الحديث رقم (12360).
12362 -
حدثنا الربيع بن سليمان
(1)
إملاء، حدّثنا ابن وهب أخبرني مالك وغيره
(2)
عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 470⦘
قال: "إنَّ الله عز وجل قال: أعددت لعبادي الصالحين" بمثله "ذكر
(3)
بَلْهَ ما اطلعكم الله عليه"
(4)
.
(1)
المرادي مولاهم المصري، صاحب الشافعي.
(2)
لم يتبين لي من هو، وهناك روايات كثيرة في صحيح البخاري ومسلم وسنن أبي داود يرد =
⦗ص: 470⦘
= فيها لابن وهب استعمال مثل هذا الأسلوب، ولا يمكن الجزم براوٍ معين في تلك الروايات وما ورد في ذلك ما رواه البخاري (7/ 125) ح (5697) بإسناده "عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو، وغيره: أن بكيرا، حدثه
…
". قال ابن حجر (10/ 151): "أما عمرو فهو بن الحارث وأما غيره فما عرفته ويغلب على ظني أنه بن لهيعة"
(3)
قال ابن قرقول: "في حديث هارون الأيلي "ذُخْرًا بله ما أطلعتهم عليه" كذا للكافة من رواة مسلم، ومعناه مدخرا لهم عندي أو ذخرا مني لهم، وعند الفارسي: "ذكرا" والأول) هو الصحيح" اهـ مطالع الأنوار على صحاح الآثار (3/ 93).
(4)
تقدم تخريجه رقم (12360).
وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (ص: 132) ح (162) عن أبي عبد الله الحاكم، عن أبي العباس الأصم، عن الربيع بن سليمان به مثله.
12363 -
حدثنا أبو عمر الإمام إمام مسجد حران
(1)
، وهلال بن العلاء
(2)
، قالا: حدّثنا حسين بن عياش
(3)
، حدّثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "في الجنة ما لا عين
⦗ص: 471⦘
رأت" إلى قوله: "على قلب بشر".
قال أبو هريرة: "إنْ شئتم فاقرأوا: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
(4)
"
(5)
.
(1)
عبد الحميد بن محمد بن المُستام - بضم الميم وسكون المهملة بعدها مثناة -. "ثقة" كما في التقريب: (ص: 566)(ت: 3774).
(2)
ابن هلال الباهلي مولاهم الرَّقي. "صدوق" كما في التقريب (ص: 1027) ت: (7346).
(3)
الحسين بن عيَّاش - بتحتانية ومعجمة - بن حازم السلمي مولاهم. "ثقة". كما في التقريب: (ص: 249)(ت: 1339).
وجاء في المطبوع من إتحاف المهرة (15/ 717): حسين بن عباس (بالسين المهملة) وهو خطأ.
(4)
سورة السجدة، الآية:17.
(5)
الحديث تقدم تخريجه (رقم 12360) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة به. وهذا الإسناد تفرد به المصنف من هذا الوجه (انظر: إتحاف المهرة 15/ 717 ح (20246)، وفائدة الاستخراج هنا التصريح بأن قوله: "فاقرأوا إنْ شئتم
…
" من قول أبي هريرة رضي الله عنه. ولم أقف عليه عند غيره، وهذا إسناد صحيح. جعفر بن برقان فما فوقه من رجال مسلم.
12364 -
حدثنا علي بن حرب
(1)
، والعطاردي
(2)
، قالا: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يقول الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ، واقرأوا إنْ شئتم:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}
(3)
" وكذلك كان يقرؤها أبو هريرة
(4)
.
⦗ص: 472⦘
"ومن بَلْهَ"
(5)
، قال: وكانت لغته.
قال أبو معاوية: يعني: "من قيله ما قد أَطْلَعَكُم عليه، واقرؤوا إنْ شئتم
…
" بملثه
(6)
.
(1)
الطائي الموصلي.
(2)
أحمد بن عبد الجبار بن محمد التميمي.
(3)
سورة السجدة، الآية:17.
(4)
أي "قرَّات" وهي قراءة ابن مسعود وأبي هريرة رضي الله عنهما، وهي جمع قرَّة، وحسن الجمع فيه لإضافته إلى جمع والإفراد، لأنه مصدر وهو اسم جنس.
انظر: الجامع الأحكام القرآن (17/ 34 - 35) ط الرسالة.
(5)
قال ابن حجر في الفتح: إذا تقدمت (مِنْ) عليها فقد قيل هي بِمَعْنَى (كَيْفَ) وَيُقَالُ: بمعنى (أَجَلْ) ويقال بمعنى (غَيْرَ) أو (سِوَى) وقيل بمعنى (فَضَلَ) لَكِنْ قَالَ الصَّغَانِيُّ: اتَّفَقَتْ نُسَخُ الصَّحِيحِ عَلَى "مِنْ بَلْهَ" والصواب إسقاط كلمة "مِنْ" وَتُعُقِّبَ بأنه لا يتعين إسقاطها إلا إذا فُسِّرَتْ بمعنى (دَع) وأما إذا فسرت بمعنى (مِنْ أَجْلِ) أَوْ (مِنْ غَيْرِ) أَوْ (سِوَى) فلا، وقد ثبت في عدة مصنفات خارج الصحيح بإثبات (مِنْ) وأخرجه سعيد بن منصور ومن طريقه بن مردويه من رواية أبي معاوية عن الأعمش كذلك، وقال ابن مالك: المعروف (بَلْهَ) اسم فعل بمعنى اترك ناصبا لما يليها بمقتضى المفعولية واستعماله مصدرا بمعنى الترك مضافا إلى ما يليه والفتحة في الأولى بنائية وفي الثانية إعرابية وهو مصدر مهمل الفعل ممنوع الصرف. اهـ. فتح الباري (8/ 516).
(6)
تقدم تخريجه برقم (12360).
فائدة الاستخراج: تفسير الراوي للحديث - في بيان معنى "بله" وبيان أنها من لغة أبي هريرة صلى الله عليه وسلم.
12365 -
حدثني السلمي
(1)
، حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنَّ الله عز وجل قال: أعدَدْتُ لعبادي الصالحين". إلى قوله: "على قلبِ بَشَر"
(2)
.
(1)
أحمد بن يوسف الأزدي النيسابوري.
(2)
أخرجه مسلم - كما سبق برقم (12360) - من طريقي الأعرج، وأبي صالح، كلاهما عن أبي هريرة صلى الله عليه وسلم به نحوه. =
⦗ص: 473⦘
= والحديث عند عبد الرزاق في المصنف (11/ 416) ح (20874) به مثله.
وقد تقدم تخريج البخاري للحديث انظر: ح (12360).
12366 -
حدثنا ابن عفان
(1)
، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت؛ ولا أذنٌ سمعت؛ ولا خطر على قلب بشر، ثم ذكر بَلْهَ ما أَطْلَعكم عليه، ثم قرأ:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}
(2)
(3)
.
(1)
الحسن بن علي بن عفان العامري.
(2)
سورة السجدة، الآية:(17).
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح، برقم (2824/ 4) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن عبد الله بن نمير به مثله إلّا أنه قال:"ذُخْرًا بَلْهَ".
وتقدم تخريج البخاري للحديث. انظر: 12360).
12367 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى
(1)
وابن أخي ابن وهب
(2)
قالا: حدّثنا ابن وهب، قال: وحدثني أبو صخر
(3)
أنَّ أبا حازم
(4)
حدّثه قال: سمعت سهل بن سعد الساعدي، يقول شَهِدْتُّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسًا وَصَف فيه الجنَّةَ حتى انتهى. ثم قال: في آخر حديثه: "فيها ما لا عين رأت،
⦗ص: 474⦘
ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر"، ثم اقترأ هذه الآية:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
(5)
(6)
(1)
ابن ميسرة الصدفي، أبو موسى المصري.
(2)
أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم.
(3)
حُمَيد بن زياد المدني.
(4)
سلمة بن دينار المدني الأعرج.
(5)
سورة السجدة، الآيات:(16 - 17).
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، (2825/ 5) عن هارون بن معروف، وهارون بن سعيد الإيلي، كلاهما، عن ابن، وهب به مثله.
باب بيان عظم شجر الجنة وصفة ظلها.
12368 -
حدثنا الدبري
(1)
، عن عبد الرزاق
(2)
، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه
(3)
، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"في الجنة شجرةٌ يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها"
(4)
.
(1)
إسحاق بن إبراهيم بن عباد، أبو يعقوب الدَّبَري.
(2)
الصنعاني، والحديث عنده في المصنف (11/ 417) ح (20877).
(3)
الحديث في صحيفة همام بن منبه (ص: 29) ح (5).
(4)
الحديث عند البخاري ومسلم من طرق عن أبي هريرة رضي الله عنه كما سيأتي -، ولم يخرجاه من هذا الوجه: أعني معمر، عن همام، عن أبي هريرة.
وقد رواه ابن حبان في صحيحه (16/ 428) ح (7412) من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، عن عبد الرزاق به.
12369 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني الليث ح؛
وحدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة
(1)
، حدّثنا المقرئ
(2)
، قال: حدَّثنا الليث؛
وحدثنا عباس الدوري، قال: حدَّثنا سعيد بن شرحبيل
(3)
، ومنصور بن سلمه
(4)
، قالا: حدّثنا الليث، عن سعيد بن ابي سعيد المقبري،
⦗ص: 476⦘
عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة"
(5)
.
(1)
عبد الله بن أحمد بن زكريا بن أبي مسرة المكي.
(2)
عبد الله بن يزيد القرشي مولاهم، أبو عبد الرحمن المقرئ المكي.
(3)
سعيد بن شرحبيل الكندى العفيفى الكوفى.
(4)
الخزاعي، البغدادي.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها (4/ 2175) ح (2826/ 6) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث به مثله.
والحديث رواه البخاري في الصحيح (كتاب التفسير، باب قوله: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}، (6/ 146) ح (4881)، عن علي بن عبد الله، عن سفيان، عن أبي الزناد به مثله وزاد:"واقرءوا إن شئتم: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} ".
12370 -
حدثنا العباس بن محمد - أيضا - حدّثنا الحسن الأشيب
(1)
ح؛
وحدثني أبو يحيى الخفاف
(2)
، حدّثنا يحيى بن يحيى
(3)
قالا: حدّثنا الليث بمثله
(4)
.
(1)
الحسن بن موسى، البغدادي، أبو علي الأشْيَب.
(2)
زكريا بن داود بن بَكْر النَّيْسَابُوري.
(3)
يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن التميمي، أبو زكريا، النَّيسابوري.
(4)
أخرجه مسلم - كما تقدم في الحديث السابق -.
ومن فوائد الاستخراج هنا: تكثير الطرق عن الليث، فقد ساقه مسلم من طريق قتيبه بن سعيد، عن الليث فقط، وساقه المصنف من طرق عنه.
12371 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب إن في الجنة شجرة =
⦗ص: 477⦘
= يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها (4/ 2175) ح (2826/ 7) عن قتيبة بن سعيد، عن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي به ولم يسق متنه، وإنما أحال على سابقه، وقال:"بمثله، وزاد: "لا يقطعها"". وذكره المصنف من طريق سعيد بن منصور عنه، وليس فيه قوله:"لا يقطعها" فتبين أن الزيادة "لا يقطعها" من طريق قتيبة بن سعيد، ففيه من فوائد الاستخراج بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.
12372 -
حدثنا أبو الحسن الميموني
(1)
، وإبراهيم بن الوليد الجشاش
(2)
قالا: حدّثنا سعيد بن داود
(3)
، حدّثنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها"
(4)
.
(1)
عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون الجزري الرقي.
(2)
الجشاش - بفتح الجيم، والشين المعجمة المشدودة، وبعد الألف معجمة أخرى [كذا في "توضيح المشتبه" (2/ 361)].
(3)
ابن سعيد بن أبي زنبر الزنبري المدني، وقال الحافظ ابن حجر:"صدوق، له مناكير عن مالك، ويقال اختلط عليه بعض حديثه، وكذبه عبد الله بن نافع في دعواه أنه سمع من لفظ مالك". التقريب (2298).
(4)
أخرجه مسلم - كما تقدم - من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد به.
ورواية المصنف من طريق سعيد بن داود، عن مالك، وقد تكلم في روايته عن مالك، قال ابن حبان:"يروي عن مالك أشياء مقلوبة، قلب عليه صحيفة ورقاء، عن أبي الزناد، فحدث بها كلها عن مالك، عن أبي الزناد، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة الاعتبار" اهـ وقال الدارقطني: يروي عن مالك نسخة عن أبي الزناد، أكثرها غرائب، لم يأت بها غيره.
انظر: المجروحين (1/ 409)(ت: 398). المؤتلف والمختلف للدارقطني (3/ 1141). =
⦗ص: 478⦘
= وهذا الإسناد مما تفرد به سعيد بن داود الزنبري، عن مالك ولم أجد من تابعه عليه.
وقد تقدم تخريج البخاري للحديث انظر: ح (12369).
باب في عطية الرب عز وجل أهل الجنة منتهى رضاهم، والزيادة لهم من فضله.
12373 -
حدثنا الربيع بن سليمان
(1)
، وعيسى بن أحمد البلخي
(2)
، قالا: حدّثنا ابن وهب، حدثني مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: "إنَّ الله عز وجل يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة! فيقولون: لبّيك ربنا وسعديك، والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربّ! وقد أعطتينا ما لم تُعْطِ أحدا من خلقك، فيقول: ألا أُعطيكم أفضَلَ من ذلك؟ فيقولون: يا ربّ! وأيّ شيء أفضل من ذلك؟ قال: أُحِلُّ عليكم رضواني؛ فلا أسخَطُ عليكم أبدا"
(3)
.
(1)
ابن عبد الجبار المُرادي.
(2)
ابن وردان العسقلانِي، أبو يحيى.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة ونعيمها، باب إحلال الرضوان على أهل الجنة، فلا يسخط عليهم أبدا (4/ 2176) ح (2829/ 9) عن هارون بن سعيد الأيلي، عن ابن وهب به وساق لفظه مثله.
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب التوحيد، باب: كلام الرب مع أهل الجنة، صحيح البخاري (9/ 151) ح (7518) عن يحيى بن سليمان المقرئ، عن ابن وهب به مثله وقال:"بعده أبدا".
12374 -
حدثنا يونس
(1)
، حدّثنا ابن بكير
(2)
، حدّثنا مالك بمثله
(3)
.
(1)
ابن عبد الأعلى ابن ميسرة الصدفي، أبو موسى المصري.
(2)
يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي مولاهم، أبو زكريا المصري.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12375 -
حدثني عباس الدوري، حدّثنا يحيى بن الصامت المدائني
(1)
، حدّثنا عبد الله بن المبارك
(2)
، عن مالك مثله، غير أنه لم يقل:"الخير في يديك" فقط
(3)
.
(1)
يحيى بن الصامت المدائني، روى عن أبي إسحاق الفزاري، وعبد الله بن المبارك. وروى عنه: عباس بن محمد الدوري، وموسى بن هارون الطوسي، ومحمد بن غالب التمتام، قال الخطيب البغدادي:"وكان ثقة" تاريخ بغداد (16/ 244)(ت: 7430).
(2)
الحديث في مسند ابن المبارك (ص: 69) ح (112).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب صفة الجنة، باب إحلال الرضوان على أهل الجنة (4/ 2176) ح (2829/ 9) عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم، عن عبد الله بن المبارك به مثله.
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الرقاق، باب: صفة الجنة و النار (8/ 114) ح (6549) عن معاذ بن أسد، عن عبد الله بن المبارك به نحوه.
وفيه من فوائد الاستخراج: تكثير الطرق عن مالك، فقد ساق مسلم من طريقين عن مالك، وساقه أبو عوانة من ثلاث طرق عنه.
باب الدليل على أنَّه يكون في أمة محمد صلى الله عليه وسلم
-
(1)
.
(1)
لعل المراد من هذه الترجمة، أن ما تقدم من الفضل والثواب يكون في أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
12376 -
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا خَلَص المؤمنون من النار، وأَمِنُوا؛ فما مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يَكون له عليه في الدنيا بأشد مجادلة من المؤمنين لربهم عز وجل في إخوانهم الذين أُدْخِلوا النَّار، يقولون: ربَّنا إخواننا كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويحجون معنا، فأَدْخَلْتَهم النار.
قال: فيقول: اذهبوا؛ فأخرجوا مَنْ عَرَفْتم منهم، فيأتوهم فيعرفونهم بصورهم؛ لا تأكل النارُ صوَرَهم، فمنهم من أخذته النارُ إلى أنصاف ساقيه، ومنهم من أخذته النار إلى كعبيه، فيُخْرِجُون، فيقولون ربَّنا قد أخرَجْنا من أمرتنا. قال: ثم يقول: أَخْرِجوا مَنْ كان في قلبه مثقال دينار من الإيمان، ثمَّ كان في قلبه وزن نصف دينار، حتى يقول: أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرَّة.
قال أبو سعيد: فمن لم يصدق بهذا القول، فليقرأ هذه الآية:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}
(1)
.
قال: فيقولون: ربَّنا قد أخرجنا من أمرتنا؛ فلم يبق في النار أحد فيه خير.
⦗ص: 481⦘
قال: ثم يقول الله عز وجل: شَفَعَتْ الملائكة، وشَفَعت الأنبياء، وشَفَعَت المؤمنون، وبقي أرحم الراحمين.
قال: فيَقْبِض قَبْضَةً من النار، -أو قال: قبضتين- ناسًا لم يعملوا لله خيرا قطّ، قد احترقوا حتى صاروا حمُمًا
(2)
، قال: فيؤتى بهم إلى ماءٍ يقال له: ماء الحياة، فيصبّ عليهم، فَيَنْبُتُون كما تَنْبُتُ الحبَّة في حمَيلْ السيل
(3)
.
قال: فيخرجون من أجسادهم مثل اللؤلؤ، في أعناقهم الخاتم عتقاء الله عز وجل.
قال: فيقال لهم: ادخلوا الجنة، فما تمنَّيْتم ورأيتم من شيء فهو لكم، قال: فيقولون: ربَّنا أعطتينا ما لم تُعْطِ أحدا من العالمين، قال: فيقول: فإن لكم عندي أفضل منه، قال: فيقولون: ربَّنا وما أفضل من ذلك؟ فيقول: رضائي عنكم، فلا أسخط عليكم أبدا"
(4)
.
(1)
سورة النساء، الآية:(40).
(2)
جمع: حُمَمَة، وهو الفحم. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 194).
(3)
الحميل ما حمله السيل من كل شيء كل محمول فهو حميل كما يقال للمقتول: قتيل. والمعنى ما يجيء به السيل من طين أو غُثَاء وغيره، فإذا اتفقت فيه حبة واستقرت على شط مجرى السيل فإنها تنبت في يوم وليلة، فشبه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليهم بعد إحراق النار لها. انظر: غريب الحديث للقاسم بن سلام (1/ 71)، النهاية في غريب الحديث (ص 233) مادة (حمل).
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، (1/ 167) ح (301/ 183) عن سويد بن سعيد، عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم به أطول منه. =
⦗ص: 482⦘
= وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التوحيد، باب كلام الرب جمع أهل الجنة رقم (7518).
وقد تقدم هذا الحديث عند المصنف برقم (518) من طريق جعفر بن عون، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم به نحوه.
باب بيان الدليل على أنَّه يكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم و [أ]
(1)
تباع الأنبياء من يبلغ منازل الأنبياء عليهم السلام.
(1)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل ويقتضيها السياق.
12377 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب ح، وحدثنا عيسى بن أحمد، والربيع بن سليمان، قالا: حدّثنا ابن وهب، أخبرني مالك بن أنس، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ أهلَ الجنَّة لَيَتَرَاءَوْنَ أهلَ الغُرَف من فوقهم كَمَا تَتَرَاءَوْنَ الْكَوكَبَ الدُّرِّيَّ
(1)
الْغَابِرَ
(2)
من الأفق من المشرق، أو المغرب لِتَفَاضُل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدَّقُوا المرسلين"
(3)
.
⦗ص: 483⦘
حديثهم واحد.
(1)
بضم الدال وتشديد الياء بلا همز، وقيل غير ذلك وهو الكوكب العظيم، سمي دريا لبياضه كالدر، وقيل: لإضاءته. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 246).
(2)
الغابر: البعيد، ويقال: الذاهب الماضي. انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 127).
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب: الجنة ونعيمها، باب: ترائي أهل الجنة أهل الغرف، كما يري الكوكب في السماء (4/ 2177) ح (2831/ 11) عن هارون بن سعيد=
⦗ص: 483⦘
= الأيلي، عن عبد الله بن وهب به مثله، وعن عبد الله بن جعفر عن معن عن مالك.
وأخرجه البخاري في صحيحه (بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة رقم (3256، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة رقم (6556).
12378 -
حدثنا الصغاني
(1)
، حدّثنا علي بن شعيب
(2)
، حدّثنا مَعْنٌ، حدّثنا مالك، عن صفوان بمثله
(3)
.
(1)
محمد بن إسحاق أبو بكر الصَّغَاني.
(2)
علي بن شعيب بن عدي بن همام السمسار البزاز. قال النسائي، وأبو بكر الخطيب:" ثقة"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال:"كان راويا لمعن بن عيسى". وقال ابن حجر: "ثقة". مات في شوال سنة ثلاث وخمسين ومئتين.
انظر: تاريخ بغداد: 11/ 436، والمعجم المشتمل:(ت: 635). الثقات: (8/ 475). تقريب التهذيب (ص: 697)(ت: 4745).
(3)
أخرجه مسلم -كما تقدم في الحديث السابق- عن عبد الله بن جعفر البرمكي، عن معن به مثل حديث ابن وهب.
وتقدم تخريج البخاري للحديث (كما تقدم في الحديث السابق).
12379 -
حدثنا يعقوب بن سفيان
(1)
، والكابلي
(2)
قالا: حدّثنا عبد العزيز الأويسي، حدّثنا مالك بمثله
(3)
.
(1)
الفارسي الفسوي.
(2)
احمه: محمد بن العباس كما جاء عند المصنف برقم (13000)، وهو: محمد بن العباس بن الحسن، أبو عبد الله المروزي. يعرف بالكابلي، وثقه الدارقطني. انظر ترجمته تحت الحديث رقم (6453).
(3)
أخرجه مسلم كما تقدم برقم (12377) من طريق ابن وهب، ومعن بن عيسى كلاهما=
⦗ص: 484⦘
= عن مالك به مثله.
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، (4/ 119) ح (3256) عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي به مثله، وقال:"في الأفق" بدل: "من ".
ولعل من فوائد الاستخراج تكثير الطرق في الرواية عن مالك.
12380 -
حدثنا عبيد بن شريك
(1)
، حدّثنا ابن أبي مريم
(2)
، حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم
(3)
، حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ أهلَ الجنَّة ليتراءون الغُرَف كما ترون
(4)
الكوكب في السماء ".
قال أبو حازم: فحدثت بهذا الحديث النعمان بن أبي عياش، فقال: سمعت أبا سعيد الخدري، ويزيد فيه: "كما ترون الكوكب الدّرّي الغابر في الأفق
(5)
الشرقي أو الغربي"
(6)
.
(1)
عُبيد بن عبد الواحد بن شَريك البزَّار، أبو محمد البغدادي.
(2)
سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم، الجمحي مولاهم المصري.
(3)
اسم أبي حازم: سلمة بن دينار المدني.
(4)
عندمسلم في صحيحه: "كما تراءون ".
(5)
في الأصل: "أفق" والتصويب من البعث والنشور للبيهقى (ص: 175) ح (249)، حيث رواه من طريق ابن أبي مريم، عن عبد العزيز بن أبي حازم بهذ الإسناد بلفظ:" الأفق الشرقي"، وهكذا جاء اللفظ في صحيح مسلم (كتاب الجنة وصفة نعيمها (4/ 2177 ح 2830/ 10).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه -كما تقدم- ح (2830/ 10) من طريق يعقوب بن=
⦗ص: 485⦘
= عبد الرحمن القاري، ووهيب كلاهما عن أبي حازم به نحوه.
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، (8/ 114) ح (6555) عن عبد الله بن مسلمة، عن عبد العزيز بن أبي حازم به نحوه.
12381 -
حدثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا أيوب بن سويد
(1)
، حدّثنا مالك، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أهل الجنة ليتراءون الغرف فوقهم"
(2)
. فذكر مثل حديث ابن وهب، عن مالك، عن صفوان، وليس فيه:"والذي نفسى بيده"
(3)
.
(1)
الرملي الحميري السيباني أبو مسعود.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف 4/ 2177 رقم 2830/ 10) من طريق من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، مرفوعا.
(3)
تقدم تخريج الحديث رقم (12377) من طريق ابن وهب، عن مالك، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.
وأما طريق المصنف: مالك، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فوهم من أيوب بن سويد، قال ابن أبي حاتم:"وسألت أبي، عن حديث رواه أيوب بن سويد، عن مالك، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم "أهل الجنة ليتراءون
…
" قال أبي: هذا خطأ؛ قد روي عن أبي حازم، عن سهل، حديث من غير حديث مالك، ليس هكذا لفظه.
وأما من حديث مالك: فإنما يرويه عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وسمعت أبا زرعة وذكر حديث أيوب بن سويد هذا، فقال: هذا وهم، وهم فيه أيوب أبن سويد؛ وإنما هو: مالك، عن صفوان بن سليم، عن، كطاء بن يسار، عن=
⦗ص: 486⦘
= أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم .... اهـ. علل الحديث (5/ 247) ح (1956).
وأيوب بن سويد، تقدمت ترجمته في الحديث رقم (1233)، وهو متكلم فيه، قال ابن معين:"ليس بشيء يسرق الأحاديث " وقال البخاري: "يتكلمون فيه" وقال معاوية بن صالح: "كان يدعي أحاديث الناس "، قال ابن حجر:"صدوق يخطئ"
انظر: تاريخ ابن معين (2/ 49)، التاريخ الكبير: 1/ 417. الكامل لابن عدي (1/ 359) (ت: 193) التقريب ص 116.
فطريق المصنف ضعيف، والحديث متفق عليه من غير هذا الطريق كما تقدم.
12382 -
حدثني مسدد بن قطن
(1)
، حدّثنا قتيبة، حدّثنا يعقوب بن عبد الرَّحمن القاريّ، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ أهلَ الجنَّة ليتراءون الغرفة في الجنَّة كما تراءون الكوكب في السماء"، قال فحدَّثت به النعمان بن أبي عياش، قال: سمعت أبا سعيد الخدريّ يقول: "كما تراءون الكوكب الدرّيّ في الأفق الشرقي، أو الغربي"
(2)
.
(1)
القُشَيري، النيسابوري المزكي.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة ونعيمها، باب: ترائي أهل الجنة أهل الغرف كما يرى الكوكب في السماء (4/ 2177) خ (2830/ 10) عن قتيبة بن سعيد، به نحوه.
12383 -
حدثنا الدنداني
(1)
، حدثنا القعنبي
(2)
، قال: حدثنا عبد العزيز، عن أبيه، عن سهل بن سعد، أنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: بمثله
(3)
.
(1)
موسى بن سعيد الطرسوسي، أبو بكر.
(2)
عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي، أبو عبد الرحمن المدني البصرى.
(3)
أخرجه مسلم -كما تقدم في الحديث السابق- من طرق عن أبي حازم به، ولم يخرجه=
⦗ص: 487⦘
= من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، (8/ 114) ح (6555) عن عبد الله بن مسلمة القعني به.
12384 -
حدثنا موسى بن يزيد الأَرْغِيَانِي
(1)
، حدّثنا مسلم بن إبراهيم
(2)
، حدّثنا وهيب بن خالد، قال: حدَّثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أهْلَ الجنة ليرون أهل الغرفة في الجنة كما ترون الكوكب الدرِّيَّ في السماء ".
قال أبو حازم، فحدَّثت بهذا الحديث النعمانَ بن أبي عياش، فحدّثني عن أبي سعيد الخدريّ، أنه قال:"الكوكب الدرّيّ الشرقي أو الغربي"
(3)
.
(1)
-بفتح الألف وسكون الراء كسر الغين المعجمة وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون-، هذه النسبة الى ارغيان وهى: كورة من نواحي نيسابور، قيل إنها تشتمل على إحدى وسبعين قرية.
وموسى بن يزيد هو: موسى بن يزيد بن عبد الرحمن أبو عمران الإسفنجي ثم النيسابوري، يروي عن أبي مسهر، وآدم بن أبي إياس، وشبابة بن سوار، وروى عنه: مكي بن عبدان، والمؤمل بن الحسن، وذكره أبو عبد الله الحاكم في تاريخ نيسابور، وقال كما في تاريخ دمشق:"كان من الزهاد" وتوفي سنة ثلاث وستين ومئتين.
انظر: الأنساب للسمعاني (1/ 167)، معجم البلدان (1/ 153)، تاريخ دمشق لابن عساكر (61/ 239) (ت: 7765).
(2)
الأزدي الفَرَاهيدي -مولاهم- أبو عمرو البصري.
(3)
أخرجه مسلم-كما تقدم- عن إسحاق بن إبراهيم، عن المخزومي، عن وهيب به، ولم يسق لفظ حديث وهيب، وإنما أحاله على ما قبله، وذكره المصنف، وهذا من=
⦗ص: 488⦘
= فوائد استخراجه.
وتقدم تخريج البخاري للحديث كما تقدم برقم (12380).
12385 -
حدثني مسدد بن قطن
(1)
، قال: حدَّثنا قتيبة، قال: حدَّثنا يعقوبُ بن عبد الرحمن، عن سهيلٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"من أشدّ أمَّتي لي حبّا أُنَاسٌ يكونون بعدي، يودُّ أحدُهم لو رآنِي بأهله، وماله"
(2)
.
(1)
القشيري المركي النيسابوري.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب الجنة ونعيمها، باب: فيمن يودّ رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بأهله وماله (4/ 2178) ح (2832/ 12) عن قتيبة بن سعيد به مثله، وقال:"ناسٌ" بدل: "أناس".
وهذا الحديث تفرد به الإمام مسلم بين الأئمة الستة. انظر: تكملة فتح الملهم (12/ 143).
12386 -
حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر
(1)
، حدّثنا محمد بن جهضم
(2)
، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ من أشدّ أمتي لي حبّا ناسا يكونون بعدي، يَوَدُّ أحدُهم لو رآني بأهله وماله"
(3)
.
(1)
أحمد بن الأزهر بن منيع، العبدي، النيسابوري.
(2)
ابن عبد الله الثقفي، أبو جعفر البصري، ويعرف بالخراساني.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
باب ذكر الخبر المبين أنَّ في الجنة سوقا يوم
(1)
الجمعة وريح الشمال، وأن أهلها يأتونها كل يوم جمعة.
(1)
في الأصل "ويوم الجمعة"، والأقوى حذف الواو ليستقيم السياق.
12387 -
حدثنا عبد الرحمن بن خلف بن الحصين الضبي بالبصرة، و هو ابن ابنة المبارك بن فضالة
(1)
، حدّثنا محمد بن كثير
(2)
، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة لسوقا فيها كثبان
(3)
مسك يأتونها"
(4)
.
(1)
يعرف بأبي رُوَيق.
(2)
ابن أبي عطاء الثقفي مولاهم، أبو يوسف الصنعاني نزيل المصيصية.
(3)
كُثْبَان: جَمْع كَثِيب. والكثِيب: الرَّمل المسْتَطِيل المُحْدَوْدِب. انظر: النهاية في غريب الحديث (ص 793) ما دة (كثب).
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في سوق الجنة وما ينالون فيها من النعيم والجمال 4/ 2178) ح (2833/ 13) عن أبي عثمان سعيد بن عبد الجبار البصري عن حماد بن سلمة به نحوه ولم يذكر: "فيها كثبان المسك ".
وإسناد المصنف حسن، وأخرج هذه اللفظة ابن حبان في صحيحه (16/ 444) ح (7425)، من طريق سعيد بن عبد الجبار، وهدبة بن خالد؛
وابن بشران في أماليه (ص: 211) ح (1363) من طريق حجاج بن منهال؛ ثلاثتهم عن حماد بن سلمة به مثله.
وأخرجها الدارمى في السنن كتاب الرقاق، باب في سوق الجنة، (3/ 1877) ح (2883) عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس به مثله.
والحديث صحيح بهذه اللفظة، وهي من الزيادات وفوائد الاستخرج.
12388 -
حدثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا أسد بن موسى
(1)
، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم-قال: "إن في الجنة لسُوقًا، يأتونها كلَّ يومَ جمعة، فتهب ريح الشمال
(2)
، فَتُحْثِي
(3)
أو تُسْفِي في وجوهِهِم وثيابهم، فيزدادون حسنًا، وجمالًا، فيرجعون إلى أهليهم، فيقولون لهم أهلوهم: لقد ازددتم حسنا وجمالا؟ فيقولون: وأنتم والله! لقد ازددتم حسنًا وجمالًا"
(4)
.
لم يقل ابن كثير
(5)
: "جمعة" فقط.
(1)
ابن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي المصري.
(2)
-بفتح الشين والميم- هي الريح الجوفية التي تأتي من دبر القبلة مقابلة الجنوب، وخص ريح الجنة بالشمال -والله أعلم- بأنها ريح المطر عند العرب، كانت تهب من الشام، وبها يأتي سحاب المطر، وكانت ترجى السحاب. الشامية مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 254)، إكمال المعلم بفوائد مسلم (8/ 364).
(3)
قال القاضي عياض: يعنى ما يثيره من مسك أرض الجنة وغير ذلك من نعيمها. إكمال المعلم بفوائد مسلم (8/ 364).
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
(5)
هو محمد بن كثير، وقد تقدمت روايته عند المصنف في الحديث السابق.
12389 -
حدثنا أبو قلابة
(1)
، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت، عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن لأهل الجنة سوقا يأتونها كل جمعة فيها كثبان المسك، فإذا أتوها هبَّتْ ريح،
⦗ص: 491⦘
-قال: حماد: أحسبة قال: شمالا- فتملأ بيوتهم وثيابهم ووجوههم مسكًا، فيأتون أهليهم فيقولون: قد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، قال: فيقول أهلوهم: وأنتم قد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالًا"
(2)
.
(1)
عبد الملك بن خمد الرَّقاشي البصري.
(2)
تقدم تخريجه برقم (12387).
وفيه من فوائد الاستخراج رواية المصنف للحديث من طريق عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، حيث إنه حصل على العلو المعنوي، لأنه قال يحيى بن سعيد القطان:"من أراد أن يكتب حديث حماد بن سلمة فعليه بعفان بن مسلم" العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله (3/ 33)(ت: 4042).
12390 -
حدثنا حنبل بن إسحاق
(1)
، حدّثنا حجّاج بن منهال، قال: حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن في الجنة لسوقا فيها كُثْبان من مسك فيأتيها المؤمنون يوم الجمعة؛ فيبعث الله ريح الشمال، فتُسْفِي ذلك المسك في وجوههم، فيرجعون إلى أهليهم، فيقولون: لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالًا، فيقولون: وأنتم قد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالًا"
(2)
.
(1)
ابن حنبل بن هلاب الشيباني.
(2)
تقدم تخريجه برقم (12387).
ومن طريق حجاج بن منهال أخرجه -أيضا- ابن بشران في أماليه (ص: 211) ح (1364).
12391 -
حدثنا يحيى بن الحسين
(1)
، حدّثنا حجاج بمثله
(2)
.
(1)
أبو زكريا الجوربذي الإسفراييني.
(2)
انظر الحديث الذي قبله.
⦗ص: 492⦘
= ومن فوائد الاستخراج هنا: تكثير الطرق، فقد ساقه مسلم من هذا الوجه فقط عن سعيد بن عبد الجبار، عن حماد بن سلمة، وساقه أبو عوانة من أربع طرق عن حماد بن سلمة كما سبق.
باب بيان صفة صور أهل الجنة وخلقهم وطولهم وأخلاقهم، وأنّهو يأكلون ويشربون، ولا يتغوطون ولا يبولون، وأنّ لكل واحد منهم زوجتان وصفتهما.
12392 -
حدثنا علي بن حرب
(1)
، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوَّل زُمرة تدْخل الجنَّة من أمَّتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشدِّ نَجْمٍ في السماء إضاءةً، ثمَّ بعد ذلك على منازل أهل الجنة، لا يَتَغَوَّطون، ولا يبولون، ولا يَمْتَخِطُون
(2)
، ولا يَبْزُقُون، أمشاطهم الذهب، وَمَجَامِرُهُمُ
(3)
الألُوَّةُ
(4)
، ورَشْحهم
(5)
المسك، وأَخْلَاقُهُم عَلَى خلقِ رَجُلٍ
⦗ص: 493⦘
وَاحِدٍ عَلَى طول أَبِيهِمْ سِتُّونَ ذِرَاعًا"
(6)
.
قال ابن أبي شيبة: عن أبي معاوية "على خُلُق". وقال أبو كريب: " على خَلْق رجل "
(7)
.
(1)
الموصلي الطائي.
(2)
ليس في أنفهم من المياه الزائدة والمواد الفاسدة ليحتاجوا إلى إخراجها. انظر: تحفة الأحوذي (7/ 205).
(3)
المَجَامِرُ: جمع مِجْمَرٍ ومُجْمَرٍ، فالمِجْمَرُ بكسر الميم، هو الذي يوضع فيه النار للبخور.
والمُجْمَرُ بالضم: الذي يُتَبَخَّر بِه، وأُعِدّ له الجَمْرُ، وهو المراد في هذا الحديث.
انظر: النهاية في غريب الحديث (ص 163) مادة: (جمر).
(4)
الألوه: قال أبو عبيد فيها لغتان: الأَلوّة والأُلوّة -بفتح الألف وضمها، ويقال: الألْوَة خفيف. وهو العود الذي يُتَبخَّرُ به، وأراها كلمة فارسية عُرّبت. انظر: غريب الحديث لأبي عبد (1/ 54).
(5)
رَشحهم: -بفتح الراء المهملة وإسكان الشين المعجمة وبالحاء المهملة- أي إن العرق الذي=
⦗ص: 493⦘
= يترشح منهم رائحته كرائحة المسك. انظر: طرح التثريب في شرح التقريب (8/ 269).
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة ونعيمها، باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر وصفاتهم وأزواجهم (4/ 2179) ح (2834/ 16) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب كلاهما عن أبي معاوية، به.
(7)
هذا التعليق وصله الإمام مسلم في صحيحه؛ -كما تقدم في الحاشية السابقة- عنهما، ثم ذكر اختلافهما في ضبطه، وأما المصنف فلعله وصله الحديث عنهما، فلم يخرج روايتهما واكتفى ببيان اختلافهما في ضبطه والله أعلم.
وقال أبو زرعة ابن العراقى: ذكر -يعنى: مسلم- عن شيخه أبي بكر بن أبي شيبة "على خُلُق رجل" أي بضم الخاء، واللام وعن شيخه أبي كريب "على خَلْق رجل" أي بفتح الخاء وإسكان اللام. طرح التثريب في شرح التقريب (8/ 267).
وقال النووي: قوله صلى الله عليه وسلم "أخلاقهم على خلق رجل واحد" قد ذكر مسلم فى الكتاب اختلاف ابن أبي شيبة وأبى كريب فى ضبطه، فإن ابن أبى شيبة يرويه بضم الحاء واللام وأبو كريب بفتح الحاء وإسكان اللام وكلاهما صحيح، وقد اختلف فيه رواة صحيح البخاري، ويرجح الضم بقوله في الحديث الآخر:"لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد"، وقد يرجح الفتح بقوله صلى الله عليه وسلم فى تمام الحديث:"على صورة أبيهم آدم" أو "على طوله" اهـ. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 172).
12393 -
حدثنا العطاردي
(1)
، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، بمثله:
⦗ص: 494⦘
"أخلاقهم على خلق رجل واحد، على طول أبيهم آدم ستون ذراعا"
(2)
.
(1)
أحمد بن عبد الجبار بن محمد التميمى العطاردي الكوفي.
(2)
تقدم تخريجه برقم (12392).
وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (ص: 239) ح (405) عن الحاكم أبي عبد الله الحافظ، وأبي سعيد بن أبي عمرو، عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي به.
وقال البيهقي بعد أن ذكر الاختلاف بين أبي كريب وأبي بكر بن أبي شيبة: " ولم يثبته شيخنا ".
12394 -
حدثنا أبو العباس البرتي
(1)
، حدّثنا مسدد، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوَّل زمرة تدخل الجنَّة من أمّتي وجوههم على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم كأشد نجم في السماء إضاءة، أمشاطهم من ذهب، ومجامرهم الألوة، ولا يبولون، ولا يتغوطون ولا يمتخطون، ولا يتفلون، صورتهم على صورة أبيهم ستون ذراعا"
(2)
.
(1)
أبو العباس، أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر، البرتي البغدادي.
(2)
تقدم تخريجه برقم (12392) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش به نحوه.
ومن فوائد الاستخراج رواية يحيى القطان، عن الأعمش، وهو من أوثق الرواة عن الأعمش. انظر شرح العلل (2/ 720).
12395 -
حدثنا إسماعيل القاضي
(1)
، حدّثنا سليمان بن حرب
(2)
، حدّثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد ح؛
⦗ص: 495⦘
وحدثنا الصغاني، حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا حماد بن زيد، عن أيوب، وهشام، عن محمد، عن أبي هريرة قال: كنا عند عمر فإما تفاخروا وإما تقاحموا
(3)
فقال: الرجال في الجنة أكثر من النساء، قال: فقلت أَوَ لَمْ يقل
(4)
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوّل زمرة تدخل الجنة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على أضوأ كوكب درّي في السماء، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يُرَى مُخَّ سوقهما من وراء الثياب"
(5)
.
⦗ص: 496⦘
زاد القاضي
(6)
: "الزمرة الثانية، على مثل أضوَإ"، وزاد:"وما في الجنة أَعْزَب"
(7)
.
وقال هشام
(8)
: "من وراء اللحم"
(9)
.
(1)
إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري.
(2)
ابن بَجيل الأزدي الواشحي، أبو أيوب البصري.
(3)
في جميع المصادر: "تفاخروا، أو تذاكروا" إلا عند أبي عوانة هاهنا بلفظ: "تقاحموا".
والتقاحم: الدخول في الشيء بغتة من غير روية. انظر: تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (1/ 126).
وعند عبد الرزاق في مصنّفه (11/ 417) ح (20879) جاء بلفظ: "تفاحموا".
وعلق عليه المحقق حبيب الرحمن الأعظمي: "كذا في (ص) فإن كان محفوظا، فالمعنى: حاول كل واحد منهم أن يفحم صاحبه ".
(4)
بمعنى ألم يقل، كما في لفظ المصنف برقم (12396)، وهذا استدلال من أبي هريرة رضي الله عنه، بالحديث على أن النساء في الجنة أكثر، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنّه ستكون في الجنة زوجتان لكل رجل. انظر: تكملة فتح الملهم (12/ 145).
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة ونعيمها، باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر وصفاتهم وأزواجهم (4/ 2179) ح (2834/ 14) من طريق إسماعيل بن عليّة، عن أيوب به نحوه وقال:"إما تفاخروا، وإمَّا تذاكروا ".
وأخرجه البخاري (كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة رقم (3246)، وكتاب الأنبياء، باب خلق آدم وذريته (3327).
فوائد الاستخراج:
1 -
بيان أن المذاكرة أو المفاخرة حصلت في مجلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولم يذكرها مسلم.
2 -
رواية المصنف من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، بينما رواية مسلم من طريق ابن=
⦗ص: 496⦘
= علية عن أيوب، وحماد بن زيد من أثبت الناس في أيوب. قال ابن معين:"ليس أحد أثبت في أيوب من حماد بن زيد. وإذا اختلف إسماعيل بن علية، وحماد بن زيد، في أيوب كان القول قول حماد" اهـ. انظر: شرح علل الترمذي (69912).
(6)
هو إسماعيل بن إسحاق، شيخ المصنف.
(7)
أخرجه الإمام أحمد في المسند (16/ 349) ح (10593) من طريق هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة بلفظ:"وَالزُّمْرَةُ الثَّانِيَةُ على أَضْوَإ كَوْكَبٍ". وقال: "مَا فِيهَا مِنْ أَعْزَبَ ".
(8)
ابن حسان القردوسي، وهو شيخ حماد بن زيد في هذا الحديث.
(9)
وهذاه الرواية أخرجها البزار في مسنده (البحر الزخار 17/ 305) ح (10056) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد، حدثنا هشام بن حسان به بلفظ:"من وراء اللحم" كما قال أبو عوانة رحمه الله.
وأخرجها الإمام أحمد في مسنده (16/ 349) ح (10593) عن يزيد بن زريع، عن هشام بن حسان به، وقال:"من وراء الحلل ".
12396 -
حدَّثنا الصغاني، حدّثنا عبد الله بن بكر
(1)
، عن هشام
(2)
، عن محمد، قال: كنا عند أبي هريرة فقال أبو هريرة: "ألم يقل
⦗ص: 497⦘
أبو القاسم" فذكر نحوه.
وقال: "والذي نفس محمد بيده ما فيها من أعزب"
(3)
.
(1)
كذا في إتحاف المهرة (15/ 560 رقم 19888)، وهو: ابن حبيب السهمي، الباهلى أبو وهب المجرى، وجاء في الأصل (عبيد الله بن بكر).
(2)
هو ابن حسان الأزدي، القردوسي.
(3)
الحديث تقدم تخريجه في الصحيحين كما تقدم برقم (12395) وأخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين به نحوه.
12397 -
حدثنا أبو إسماعيل الترمذي
(1)
، حدّثنا الحميدي، حدّثنا سفيان، حدّثنا أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، قال اختلف الرجال والنساء أيهم أكثر في الجنة، فأتوا أبا هريرة فسألوه، فقال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "أوَّل زمرة من أمتي يدخلون الجنة، على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أضوإ كوكب درِّيّ في السماء -وربما قال سفيان:- أو درّيّ، لكل رجل منهم زوجتان اثنتان يُرَى مُخَّ سوقهما من وراء اللحم، وما في الجنة أعزب"
(2)
.
(1)
محمد بن إسماعيل بن يوسف الترمذي.
(2)
تقدم تخريجه في الصحيحين كما تقدم برقم (12395) وقد أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق إسماعيل بن علية، عن أيوب به نحوه.
وهو عند الحميدي في مسنده (2/ 282) ح (1177) به مثله وقال: "عزب" بدل: "أعزب ".
من فوائد الاستخراج: إن هذه الرواية جاءت بالجزم، "فقال أبو هريرة: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم"، وجاء اللفظ في صحيح مسلم "فقال أبو هريرة: أو لم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ".
12398 -
حدثنا الدبري
(1)
، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب،
⦗ص: 498⦘
عن ابن سيرين، قال: تفاخروا أو تقاحموا يوما عند أبي هريرة فقالوا: الرجال أكثر في الجنة، أم النساء، فقال: أبو هريرة أو ليس قد قال أبو القاسم: "أوَّل زمرة يدخلون الجنة وجوههم مثل القمر
…
" وذكر الحديث
(2)
.
(1)
إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني، أبو يعقوب الدبري.
(2)
الحديث تقدم تخريجه في الصحيحين كما تقدم برقم (12395) من طريق ابن علية، عن أيوب به. ولم يخرجه من هذا الوجه من رواية عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب. فهو من الطرق التي زادها أبو عوانة على الإمام مسلم، وهو من فوائد الاستخراج.
وهو عند عبد الرزاق في المصنف (11/ 417) ح (20879) بهذا الإسناد. وقال: "تَفَاحَمُوا أو تَفَاخَرُوا يومًا عند أبي هريرة ".
12399 -
حدثنا السلمي
(1)
، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال هذا ما حدَّثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أوَّل زمرة تَلج الجنَّةَ صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، ولا يَبْصُقون فيه ولا يَمْتَخِطُون ولا يَتَغَوَّطُون فيها، آنيتهم وأمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامِرُهم الألُوّة
(2)
، ورَشْحُهُم
(3)
المِسْكُ، ولكل واحد منهم زوجتان، يُرى مُخُّ ساقَيْهِما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلافَ بينهم، ولا تَبَاغُضَ، قلوبهم على قلبِ واحدٍ، يسبِّحُون الله بكرةً وعشيًّا"
(4)
.
(1)
أحمد بن يوسف السلمي.
(2)
بفتح الهمزة وضم اللام أي: العود الهندي، انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 251).
(3)
أي: عرقهم، انظر: المصدر السابق.
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في صفات اجنة وأهلها=
⦗ص: 499⦘
= وتسبيحهم فيها بكرة وعشيا (4/ 2180) ح (2834/ 17) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق به مثله.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة (4/ 118) ح (3245) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر به مثله.
والحديث عند عبد الرزاق في المصنف (11/ 413) ح (20866) هذا الإسناد مثله.
وهو في صحيفة همام بن منبه (ع: 51) ح (85).
12400 -
حدثنا أحمد بن أبي رجاء
(1)
، حدّثنا حجاج
(2)
، حدّثنا ورقاء
(3)
، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوَّلُ زمرة تَدْخل الجنَّة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على آثارهم كأشدِّ كوكب درِّيّ في السماء إضاءةً، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا اختلاف بينهم، ولا تباغُضَ، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان، كل واحد منهما يُرى مُخُّ ساقهامن وراء اللحم من الحسن، فيسبِّحون الله بكرةً وعشيًّا، لا يَسْقَمُون فيها ولا يَمْتَخِطون، ولا يَبْصُقون، آنيتهم الذهب والفضّة، وأمشاطهم الذهبُ، ووقُوْدُ مَجَامِرهم الألوَّة، ورشحُهُم المِسْكُ"
(4)
.
(1)
أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رحاء المصيصي، أبو جعفر الثغري.
(2)
ابن محمد المِصِّيْصِي، أبو محمد الأعور.
(3)
ابن عمر اليشكري.
(4)
أخرجه مسلم -كما تقدم في الحديث السابق- من طريق همام، عن أبي هريرة، ولم يخرجه من هذا الوجه من رواية أبي الزناد، كما الأعرج، عن أبي هريرة، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، =
⦗ص: 500⦘
= صحيح البخاري (4/ 118) ح (3246)، من طريق شعيب، عن أبي الزناد به مثله.
12401 -
حدثنا علي بن حرب، حدّثنا محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أوِّلَ زُمْرة تدخل الجنَّة كضوء القمر ليلة البدر، ثمَّ الذين يلونهم على صورة أشد كوكب درِّيّ في السَّماء، وأهل الجنة لا يبُولون، ولا يَتَغَوَّطون، ولا يَمْتَخِطُون، أمشاطهم الذهب، ورَشْحُهم المِسْك، ومجامرُهم الألوّه، وأزواجهم الحورُ العين، أخلاقهم على خلق رجل واحد، على طول أبيهم ستون ذراعا"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة، وصفة نعيمها، باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر وصفاتهم وأزواجهم، (4/ 2179) ح (2834/ 15) من طريق عبد الواحد بن زياد، وجرير كلاهما، عن أبي زرعة به نحوه.
وتقدم تخريج البخاري للحديث، انظر الحديث السابق.
12402 -
حدثنا علي بن حرب، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهلُ الجنَّة يأكلون فيها، ويشربون ولا يتغوَّطُون، ولا يبولون، ولا يَمْتَخِطُون، ولا يَبْزقون، طعامهم جُشَاءٌ
(1)
، ورشحهم كرشح المسك"
(2)
.
(1)
جُشاء -بجيم وشين مُعْجمَة كـ غُرَاب- صَوت مَعَ ريح تخرج من الْفَم عِنْد الشِّبَع. التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 314).
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها (4/ 2180 رقم 2835/ 18 مكرر) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب، كلاهما عن أبي معاوية به، ولم يسق=
⦗ص: 501⦘
= لفظه، وأحال إلى رواية جرير عن الأعمش (برقم 18).
ومن فوائد الاستخراج في هذا الحديث بيان المتن المحال عليه، حيث أورد مسلم طريق أبي معاوية وأحال متنه على ما قبله.
وحديث جابر من أفراد مسلم. انظر: تكملة فتح الملهم (12/ 149).
12403 -
حدثنا أبو الأزهر
(1)
، حدّثنا أبو عامر العقدي
(2)
، حدّثنا سفيان الثوري ح؛
وحدثنا إسماعيل بن إسحاق
(3)
، حدّثنا محمد بن كثير
(4)
، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "أهلُ الجنَّة يأكلون ويشربون، ولا يبولون ولا يَتَغَوَّطُون، ولا يَبْزقون، ولا يَمْتَخِطُون، طعامهم جُشَاءٌ، ورشحهم كالمسك -أو قال كرشح المسك" قال ابن كثير: "ويُلْهَمُون الحمد، والتسبيح كَمَا يُلْهَمُونَ النَّفَسَ، طعامهم جُشَاءٌ، ورِيْحُهم كالمسك"
(5)
.
(1)
أحمد بن الأزهر بن مَنِيْع العبدي النيسابوري.
(2)
عبد الملك بن عمرو القيسي.
(3)
إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد القاضي البصري.
(4)
العبدي، البصري.
(5)
أخرجه مسلم -كما تقدم في الحديث السابق- من طريقي جرير، وأبي معاوية كلاهما عن الأعمش به نحوه.
وجاءت رواية مسلم من طريق جرير، وأبي معاوية، عن الاعمش، بينما رواية المصنف من طريق الثوري، عن الأعمش، والثوري من أعلم أصحاب الأعمش لحديثه، قال ابن معين:"لم يكن أحد أعلم بحديث الأعمش من سفيان الثوري" شرح علل=
⦗ص: 502⦘
= الترمذي (2/ 715) وهو من فوائد الاستخراج.
12404 -
حدثنا سعيد بن مسعود المروزي
(1)
، حدّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، حدّثنا إبراهيم بن سعد
(2)
، حدّثنا أَبِيْ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يَدْخل الجنَّة أقوامٌ أَفْئِدَتهُم مثل أفئِدَة الطير"
(3)
.
(1)
سعيد بن مسعود بن عبد الرحمن، أبو عثمان المروزي.
(2)
إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير (4/ 2183) ح (27/ 2840) عن حجاج بن الشاعر، عن أبي النضر الهاشم بن القاسم به مثله. وهذا الحديث تفرد به مسلم من بين أصحاب الكتب الستة. انظر: تكملة فتح الملهم (12/ 156).
12405 -
حدثنا عباس الدوري، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل الجنّة أقوام من أمتي أفئدتهم كأفئدة الطير
(1)
"
(2)
.
(1)
قال ابن الجوزي: "هؤلاء قوم رقت قلوبهم فاشتد خوفهم من الآخرة، وزاد على المقدار، فشبههم بالطير التي تفزع من كل شيء وتخافه". انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين (550/ 3).
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12406 -
حدثنا يزيد بن سنان
(1)
، وسعيد بن مسعود
(2)
قالا: حدّثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، عن جابر بن
⦗ص: 503⦘
عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهلُ الجنَّة لا يبولون، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، يأكلون ويشربون، ويُلْهَمُون الحمدَ والتسبيحَ؛ كما يُلْهمُون النَّفَسَ، يكون ذلك منهم رشحا؛ ريحُه أطيب من المسك"
(3)
.
(1)
ابن يزيد القزَّاز البصري.
(2)
سعيد بن مسعود بن عبد الرحمن، أبو عثمان المروزي.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، في صفات أهل الجنة وأهلها
…
(4/ 2181) ح (2835/ 19) عن الحسن بن علي الحلواني، وحجاج الشاعر، كلاهما عن أبي عاصم به نحوه. وفيه تصريح أبي الزبير بالسماع من جابر رضي الله عنه.
12407 -
حدثنا ابن الجنيد
(1)
، حدّثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّ أهل الجنة يأْكلون ويشربون، ولا يَتَغَوَّطُون، ولا يَمْتَخِطُون، يخرج ذلك منهم رشحًا، وريح كريح المسك"
(2)
.
(1)
محمد بن أحمد بن الجنيد.
(2)
انظر تخريج الحديث السابق.
باب بيان أنواع نعيم أهل الجنة وصفته.
12408 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، وحمدان بن يوسف السلمي
(2)
، ويحيى بن الحسين
(3)
قالوا: حدّثنا حجاج بن منهال، حدّثنا حماد بن سلمة ح؛
وحدثنا جعفر الصائغ
(4)
، حدّثنا سعيد بن عيسى [البلخي]
(5)
، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع
(6)
، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ يدخل الجنة يَنْعَمُ لَا يَبأسُ، لأ تَبْلَى ثِيَابُهُ؛ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ، في الجنة ما لا عينٌ رأت، ولا أُذُنٌ سَمِعَت؛ ولا خَطَرَ على قَلبِ بَشَرٍ"
(7)
.
(1)
الذهلي النيسابوري.
(2)
هو: أحمد بن يوسف السلمي، ولقبه حمدان.
(3)
أبو زكريا الجوربذي الإسفراييني.
(4)
جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، أبو محمد البغدادي.
(5)
في الأصل: "الملحي"، وذكر ابن حجر في الإتحاف ولم ينسبه (15/ 646)، والتصويب من تاريخ بغداد.
وهو: سعيد بن عيسى أبو عثمان المعروف بالبلخي جار محمد بن الصباح الدولابي. روى عن حماد بن سلمة، وروى عنه عباس الدوري، وأحمد بن علي الخزاز [*]، ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد ولم يورد فيه جرحا ولا تعديلا. انظر: تاريخ بغداد (10/ 122)، ت:(4618).
(6)
هو نفيع الصائغ أبو رافع المدني، انظر: التقريب (صـ 565)، إتحاف المهرة (15/ 639).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في دوام نعيم أهل الجنة، (4/ 2181 - 2182) ح (2836/ 21) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن=
⦗ص: 505⦘
= حماد بن سلمة به مثله.
وهذا الحديث تفرد به الإمام مسلم من بين أصحاب الكتب الستة. انظر: تكملة فتح الملهم (12/ 151).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: صوابه: (الخّرَّاز)، وتراجع المواضع التالية التي وردت على الصواب:(1667، 2227، 2315، 3402، 3611، 4668، 4805، 4839، 4857، 4858، 5031، 5646، 6632، 9181، 10732، 10995، 12318)، وكذا المواضع التي وردت على الخطأ:(5299، 5622، 5765 هامش، 10500، 10506، 12408 هامش)، وهو أبو بكر أحمد بن علي الخراز، وانظر: تلخيص المتشابه للخطيب (1/ 582) والإكمال لابن ماكولا (2/ 186) وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين (2/ 345).
12409 -
ذكر أبو عبد الله الطِّهْرَاني
(1)
، وحدثنا محمد بن على النجار الصنعاني
(2)
، قالا: حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا الثوري قال فحدثني أبو إسحاق، أنَّ الأغر حدّثه، عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يُنَادِي منادٍ إنَّ لكم أن تَصِحُّوا فلا تسقموا أبدا، ولكم أن تَحْيَوا فلا تموتوا أبدًا، وإنَّ لكم أن تَشِبُّوا فَلَا تَهْرَمُوا أَبَدًا، وإن لكم أنَّ تَنْعَمُوا فَلَا تَبْأَسُوا أَبَدًا"، وذَلِكَ قَوْلُ الله عز وجل {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
(3)
(4)
.
(1)
الطِّهْراني، بكسر المهملة وسكون الهاء، وفتح الراء، وفي آخرها النون، نسبة إلى طِهْران الرَّي عاصمة بلاد فارس.
وهو: محمد بن حماد الطهراني قال ابن حجر: "ثقة حافظ لم يصب من ضعفه". وهو من شيوخ المصنف روى عنه مباشرة كما في الحديث رقم (2568).
انظر: الأنساب (4/ 86)، تهذيب التهذيب (9/ 125)، تقريب التهذيب (ص: 838)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 252).
(2)
أبو عبد الله محمد بن علي بن سفيان النجار الصنعاني.
(3)
سورة الأعراف، الآية:(43).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في دوام نعيم أهل الجنة، (4/ 2182) ح (2837/ 22) عن إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد كلاهما، عن عبد الرزاق به مثله. =
⦗ص: 506⦘
= والحديث عند عبد بن حميد في مسنده -كما في المنتخب (ص: 293) ح (942) -بهذا الإسناد مثله.
12410 -
حدثنا الصغاني، ومحمد بن عبدوس بن كامل
(1)
قالا: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا حمزة الزيات
(2)
، حدّثنا أبو إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة وأبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ينادِيْ منادٍ -يعني إذا دخل أهل الجنة الجنة-" فذكر مثله بمعناه. إلى قوله: "لا تَبْأَسُوا أَبَدًا"، اللفظ للصغاني
(3)
.
(1)
محمد بن عبدوس بن كامل السَّرَّاج السُّلمي البغدادي، وعبدوس لقبٌ لأبيه، واسمه عبد الجبار.
(2)
حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات القارئ، أبو عمارة الكوفى التيمى مولاهم.
(3)
أخرجه مسلم -كما تقدم في الحديث السابق- من طريق الثوري، عن أبي إسحاق.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (9/ 14) ح (8258) عن يحيي بن آدم، عن حمزة الزيات به مثل حديث الثوري: وزاد: "قال: يَتَنَادَوْنَ بهذه الأَرْبَعَةِ".
وهو إسناد صحيح على شرط مسلم، لأن حمزة الزيات لم يخرج له البخاري.
12411 -
حدثنا أبو نوفل حنظلة بن عبد الوهاب
(1)
؛
وحدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي
(2)
قالا: حدَّثنا عبيد بن يعيش
(3)
، حدّثنا يحيي بن آدم
(4)
، عن حمزة الزيات، عن
⦗ص: 507⦘
أبي إسحاق، عن الأغر، عن أبي هريرة وأبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم:{وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ}
(5)
قال: نودوا أنْ صِحُّوا، فلا تَسْقَموا، وَانْعَمُوا فَلَا تَبْأَسُوا
(6)
، وشِبُّوا فلا تهرموا، واخلدوا فلا تموتوا"
(7)
.
(1)
لم أقف على ترجمته.
(2)
هو: مطيّن.
(3)
المحاملى، أبو محمد الكوفي العطار.
(4)
ابن سليمان الكوفي.
(5)
سورة الأعراف، الآية:(43).
(6)
ولا تبأسوا: أي لا يصيبكم بأس، وهو: الشدة فى الحال وتغيره، وهو البأس والبأساء والبؤس والبؤساء. إكمال المعلم بفوائد مسلم (8/ 368).
(7)
أخرجه مسلم -كما تقدم في تخريج الحديث رقم (12406) - من طريق الثوري، عن أبي إسحاق به.
وهذا الطريق والذي قبله من زيادات المصنف على مسلم وهو من فوائد الاستخراج.
وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (1/ 115) ح (87) من طريق محمد بن عبد الله مطيَّن به مثله.
باب بيان صفة خيمة المؤمن في الجنة وعظمها.
12412 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدّثنا مسلم بن إبراهيم
(1)
، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد
(2)
، حدّثنا أبو عمران الجوني
(3)
، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في الجنَّة خَيْمةٌ
(4)
من لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ؛ عرضُها ستون ميلًا، في كل زاويةٍ منها أهلٌ. ما يرون الآخرين، يطُوف عليهم المؤمنُ"
(5)
.
(1)
الأزدي الفراهيدي.
(2)
عبد العزيز بن عبد الصمد العمى، أبو عبد الصمد البصرى.
(3)
عمارة بن جوين، أبو هارون العبدى البصرى.
(4)
قال الإمام ابن القيم: "وهذه الخِيَم غير الغرف والقصور؛ بل هي خيام في البساتير وعلى شواطئ الأنهار". حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: 210).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في صفة خيام الجنة، وما للمؤمنين فيها من الأهلين (4/ 2182) ح (24/ 2838) عن أبي غسان المسمعي، عن أبي عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد به مثله.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التفسير، باب: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} (6/ 145) ح (4879) عن محمد بن المثنى، عن عبد العزيز بن عبد الصمد به نحوه.
وفيه من فوائد الاستخراج: تسمية عبد العزيز بن عبد الصمد، حيث جاء عند مسلم بكنيته.
12413 -
حدثنا يزيد بن سنان
(1)
، ويحيى بن الحسين أبو زكريا
(2)
⦗ص: 509⦘
قالا: حدّثنا محمد بن كثير، أخبرنا همام ح؛
وحدثنا أبو داود الحراني، حدّثنا عفان بن مسلم
(3)
، حدِّثنا همام، حدّثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، عن الني صلى الله عليه وسلم قال: "الخيمةُ درَّة مجوَّفَةٌ، طُولُهَا في السماء ستون ميلًا، في كل زاويةٍ منها للمؤمن أهلٌ
(4)
لا يراها الآخرون"
(5)
.
(1)
ابن يزيد بن الذَّيَّال القرشى الأموي، أبو خالد القزاز.
(2)
أبو زكريا الجوربذي الإسفراييني.
(3)
الصفَّار الباهلي، أبو عثمان البصري.
(4)
في الأصل: "أهلا"، والتصويب من صحيح مسلم.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في صفة قيام الجنة (4/ 2182 ح 25/ 2838) من طريق يزيد بن هارون، عن همام به.
جاء في رواية عبد العزيز بن عبد الصمد بلفظ: "عرضُها ستون ميلًا"، وفي رواية همام:"طولُهَا في السماء ستون ميلًا".
قال النووي: "ولا معارضة بينهما فعرضها في مساحة أرضها وطولها في السماء أي في العلو متساويان" شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 174).
باب بيان أسامي أنهار الجنة.
12414 -
حدثني محمد بن النعمان بن بشير
(1)
في قدمتي الثالثة بيت المقدس، قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي
(2)
، حدّثنا عبد العزيز بن محمد
(3)
، حدّثنا عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سَيْحانُ
(4)
وجَيْحَان
(5)
والفُرات والنِّيْلُ من أنهار الجنَّةِ"
(6)
.
(1)
أبو عبد الله المقدسي، النيسابوري.
(2)
عبد العزيز بن عبد الله بن يحيي بن عمرو بن أويس القرشي العامري المدني.
(3)
الدَّرَاوَردي، أبو محمد المدني.
(4)
سيحان: -بعد السين المفْتُوحةٌ ياء تَحْتَها نُقطَتان ثم حاء مُهْملة. الأماكن-، وهو نهر كبير بالثغر من نواحي المصيصة، وهو نهر أذنة بين أنطاكية والروم يمرّ بأذنة ثمّ ينفصل عنها نحو ستّة أميال فيصبّ في بحر الروم، وهو غير سيحون الذي بما وراء النهر ببلاد الهياطلة، في هذه البلاد سيحان وجيحان وهناك سيحون وجيحون، وذلك كلّه ذكر في الأخبار. انظر: كتاب اتفق لفظه وافترق مسماه لأبي بكر الحازمي (ص: 561)، انظر: معجم البلدان (3/ 293).
(5)
جَيْحَانُ:- بالفتح ثم السكون، والحاء مهملة، وألف، ونون-: نهر بالمصيصة بالثغر الشامي ومخرجه من بلاد الروم ويمرّ حتى يصبّ بمدينة تعرف بكفربيّا بإزاء المصيصة، وعليه عند المصيصة قنطرة من حجارة روميّة عجيبة قديمة عريضة، فيدخل منها إلى المصيصة وينفذ منها فيمتدّ أربعة أميال ثم يصب في بحر الشام. قال النووي: جيحون -بالواو- نهر وراء خراسان عند بلخ، واتفقوا على أنه غير جيحان. انظر: معجم البلدان (2/ 196) شرح النووي (17/ 175).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة ونعيمها، باب ما في الدنيا من أنهار الجنة=
⦗ص: 511⦘
= (4/ 2183) ح (2839/ 26) أبي أسامة، وعبد الله بن نمير، وعلي بن مسهر، ومحمد بن بشر كلهم عن عبيد الله به مثله.
وبهذا الحديث تفرد به مسلم عن البخاري كما ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين (3/ 268) ح (2597).
12415 -
حدثنا محمد بن محمد بن رجاء السندي، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة
(1)
، حدّثنا عبدة
(2)
، ومحمد بن بشر
(3)
وأبو أسامة
(4)
، عن عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة"
(5)
.
(1)
عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العَبْسِيُّ، أبو الحسن الكوفي.
(2)
الكلابي، أبو محمد الكوفي.
(3)
ابن الفرافصة العبدي، أبو عبد الله الكوفي.
(4)
حماد بن أسامة القرشي مولاهم، الكوفي.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه -كما تقدم في الحديث السابق- من طريق أبي أسامة. وعبد الله بن نمير، وعلي بن مسهر، ومحمد بن بشر كلهم عن عبيد الله به مثله.
أبواب في صفة جهنم وقعرها ونارها وصفة أهلها والتشديد فيها عليهم
باب بيان مبلغ الزمام الذي يزم بها جهنم، وصفة قعرها، وشدة حر نارها وصفتها.
12416 -
حدثنا محمد بن كثير الحراني، وعباس الدوري، وأبو حاتم الرازي، وأبو شيبة بن أبي شيبة
(1)
، وفهد بن سليمان
(2)
، وأبو أسامة عبد الله بن أسامة الحلبي
(3)
، ومحمد بن عبيد بن عتبة
(4)
، وابن هاشم الأنطاكي
(5)
، والجشاش
(6)
، ويحيى بن الحسين
(7)
قالوا: حدّثنا عمر بن
⦗ص: 513⦘
حفص بن غياث، قال: حدَّثنا أبي، عن العَلَا بن خالد الكاهليِّ، عن شقيقٍ، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يؤتى بجهنَّم يومئذ لها سبعون ألف زمام
(8)
؛ مع كل زمام سبعون ألف ملك يُجُرُّونها"
(9)
.
قال ابن كثير: "يؤتى يوم القيامة بجهنَّم لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها"
(10)
.
لا يرفعه غير حفص
(11)
.
(1)
إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، العبسي مولاهم، الكوفي.
(2)
فهد بن سليمان النحاس [*] المصري.
(3)
أبو أسامة عبد الله بن أسامة الحلبي، كذا سماه الخليلي، وقال:"صاحب غرائب روى عنه ابن صاعد وأقرانه وأبو نعيم الجرجاني وآخر من روى عنه الطبراني وهو ثقة".
وتعقبه الشيخ مقبل الوادعي: "كذا، والصواب: عبد الله بن أبي أسامة، واسم أبيه محمد، ترجمه الذهبي رحمه الله في "تاريخ الإسلام" وفيات (281 - 290) (ص 209) فقال: عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي أبو أسامة سمع أباه وحجاج بن أبي منيع وإسحاق بن الأخيل وعنه الطبراني ومحمد بن خليفة وأبو المنقور بن راشد وجماعة". ا هـ.
انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي (2/ 480)، رجال الحاكم في المستدرك (1/ 29).
(4)
محمد بن عبيد بن عتبة بن عبد الرحمن الكِنْدِيّ، أبو جعفر الكوفي.
(5)
هو: أبو بكر بن هاشم.
(6)
الجشاش -بفتح الجيم، والشين المعجمة المشددة، بعدها ألف ثم شين معجمة-، وهو إبراهيم بن الوليد بن أيوب، أبو إسحاق.
(7)
أبو زكريا الجوربذي الإسفراييني.
(8)
بكسر الزاي، وهو ما يشد به، والله أعلم بكيفيته (تكملة فتح الملهم 12/ 159).
(9)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها وما تأخذ من المعذبين (2184/ 4) ح (29/ 2842) عن عمر بن حفص بن غياث به مثله.
(10)
يعني: أنه زاد: "يوم القيامة".
(11)
هذا الحكم من أبي عوانة يدل على تفرد حفص بن غياث بالرفع، وحكم الدارقطني على هذه الرواية بالوهم؛ فقال في الإلزامات والتتبع (ص: 226) رقم (93): "رفعه وهم. رواه الثوري ومروان وغيرهما عن العلاء عن خالد موقوفًا" ا هـ.
وقد أجاب النووي في شرح مسلم (17/ 177) على هذا فقال: "وحفص ثقة، حافظ، إمام، فزيادته الرفع مقبولة، كما سبق نقله عن الأكثرين والمحققين" ا هـ.
وقال الشيخ مقبل الوادعي: "فالظاهر أن الراجح هو الوقف، ولكن له حكم الرفع" اهـ انظر تحقيقه لكتاب الإلزامات (صـ 227).
وهذا هو الأقوى، لأنَّ هذا الخبر لا يقال من قبيل الرأي والاجتهاد، فله حكم الرفع، كما هو مقرر في كتب المصطلح، انظر: معرفة علوم الحديث للحاكم (صـ 21 النوع السادس)، النكت لابن حجر (2/ 529) فتح المغيث (1/ 148).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: صوابه: (النخاس)، انظر حاشيتنا تحت حديث (12526).
12417 -
حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني
(1)
، حدّثنا مروان بن معاوية
(2)
، حدّثنا العلا بن خالد الأسدي، عن شقيقٍ قال: قال عبد الله في قوله عز وجل: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ}
(3)
، قال:"جِيْء بها تُقَاد بسبعين ألف زمام؛ مع كل زمامٍ سبعون ألف ملك يجرُّونها"
(4)
.
(1)
الحسن بن محمد بن الصباح أبو علي الزعفراني.
(2)
ابن الحارث بن أسماء الفزاري، أبو عبد الله الكوفي.
(3)
سورة الفجر، الآية:(23).
(4)
رواية مروان الموقوفة لم يخرجها مسلم في صحيحه، وأخرجها ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 48) ح (34117) - وعنه ابن أبي الدنيا في صفة النار (ص: 116) ح (174) - عن مروان بن معاوية الفزاري به مثله.
12418 -
حدثنا أبو العباس البرتي القاضي
(1)
، حدّثنا القعني
(2)
، حدّثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ناركُم هذه التي يُوقد بنو آدم، جزء من سبعين جزءا من حرِّ جهنم" قالوا: والله إنْ كانت لكافيةً يا رسول الله! قال: "فإنَّها فُضِّلَت عليها بتسعة وستين جزءًا، كلُّها مثلُ حرِّها"
(3)
.
(1)
أبو العباس، أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر، البرتي البغدادي.
(2)
عبد الله بن مسلمة بن قَعْنب المدني نزيل البصرة.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها وما تأخذ من المعذبين (4/ 2184) ح (30/ 2843) عن قتيبة بن سعيد، عن المغيرة بن عبد الرحمان الحزمي به مثله.
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب بدء الخلق، باب في صفة النا وأنها=
⦗ص: 515⦘
= مخلوقة، (4/ 121) ح (3265) عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك به نحوه.
وجاء في لفظ رواية مسلم "ابن آدم" وعند المصنف "بنو آدم" فلعله من الفوائد.
12419 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أنَّ مالكا أخبره ح؛
وحدثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا ابن وهب، أخبرني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"نار بني آدم التي يوقدون جزءا من سبعين جزءا من نار جهنم"، قالوا: والله يا رسول الله! إنْ كانت لكافية! قال: "فإنها فُضِّلَت عليه
(1)
بتسعة وستين جُزْءا"
(2)
.
(1)
كذا هنا، وفي الموطأ لمالك (2/ 593) برقم (2842):"عليها"، وعند البخاري:"عليهن" وجاء لفظ مسلم من رواية المغيرة بن عبد الرحمن بلفظ: "عليها".
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق، ولم يخرجه من هذا الوجه من رواية مالك به.
ومن فوائد الاستخراج: رواية مالك عن أبي الزناد، وهو من أوثق من روى عن أبي الزناد. انظر: تهذيب الكمال (14/ 477، (113/ 27).
12420 -
حدثنا محمد بن النعمان بن بشير المقدسي
(1)
، وإسماعيل القاضي
(2)
قالا: حدّثنا ابن أبي أويس، حدّثنا مالك بن أنس بمثله
(3)
.
(1)
أبو عبد الله النيسابوري.
(2)
إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي مولاهم البصري.
(3)
تقدم تخريجه برقم (12418).
12421 -
حدثنا السلمي
(1)
، قال: حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر ح،
⦗ص: 516⦘
وحدثنا الدبري
(2)
، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ نارَكم هذه؛ ما يوقد بنو آدم جزءٌ من سبعين جزءًا من حرِّ جهنَّم" قالوا: والله إنْ كانت لكافيةً يا رسول الله! قال: "فإنِّها فضِّلت عليها، بتسعة وستين جُزْءًا، كلهن مثلُ حرِّها"
(3)
.
(1)
أحمد بن يوسف الأزدي النيسابوري.
(2)
إسحاق بن إبراهيم بن عباد، أبو يعقوب الدَّبَري.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة، وصفة نعيمها، باب في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها وما تأخذ من المعذبين (4/ 2184) ح (30/ 2843) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق به ولم يذكر لفظ حديث معمر، بل أحال على مثل لفظ حديث أبي الزناد، فاستفيد من رواية المصنف بيان اللفظ المحال به، وهو من فوائد الاستخراج.
والحديث في صحيفة همام بن منبه (ص: 31)، وعند عبد الرزاق في المصنف (11/ 423) ح (20897). وتقدم تخريج البخاري للحديث، انظر ما تقدم رقم (12418).
12422 -
حدثنا محمد بن كثير الحراني، حدّثنا مُؤَمَّل بن الفضل
(1)
، حدّثنا مروان بن معاوية، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمعنا وَجْبَةً
(2)
فَزِعْنا لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ هذا حَجَرٌ رُمِيَ به في النَّار منذ سبعين خريفًا، هذا حين وقع في أسفلها، فسمعتم وَجْبَتَه"
(3)
.
(1)
الجزري، أبو سعيد. ومُؤَمَّل بوزن محمد بهمزة. كذا في التقريب ت (7029).
(2)
-بسكون الجيم- هي صوت الوَقْعَة والهدة وقيل معناه سُقُوطها من قوله: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 280).
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها وما تأخذ من المعذبين (4/ 2185) ح (31/ 2844) عن محمد ابن عباد، وابن=
⦗ص: 517⦘
= أبي عمر كلاهما، عن مروان به، ولم يسق لفظ حديث مروان، وأحال متنه على ما قبله.
وفيه من فوائد الاستخراج: بيان المهمل في إسناد الإمام مسلم (مروان)، حيث جاء التصريح به في رواية المصنف بأنه ابن معاوية.
والحديث من أفراد مسلم (تكملة فتح الملهم 12/ 159).
12423 -
حدثنا الصغاني، حدّثنا زكريا بن عدي
(1)
، حدّثنا مروان بن معاوية بإسناده:"حجرا" أو قال مروان: "صخرة كانت تهوي في النار منذ سبعين سنة، فهي حين وقع في أسفلها فسمعتم وجبتها"
(2)
.
(1)
ابن الصلت التيمي مولاهم.
(2)
أخرجه مسلم -كما تقدم- عن محمد بن عباد، وابن أبي عمر كلاهما عن مروان به.
وبهذا اللفظ أخرجه أبو علي اللحياني في جزءه (ص: 11) رقم (44) من طريق مروان بن معاوية به.
باب بيان صفة أخذ النار أهلها، والدليل على أنّها تبلغ منهم على قدر ذنوبهم.
12424 -
حدثنا الصغاني، وعلي بن سهل
(1)
، والميموني
(2)
، قالوا: حدّثنا روح بن عبادة
(3)
، حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن سمرة بن جندب، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "منهم من تأخذه النَّارُ إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النَّار إلى حقوه
(4)
، ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته"
(5)
(6)
.
(1)
هو أبو الحسن الرَّمْلي أخو موسى بن سهل الرملي. [*]
(2)
عبد الملك بن عبد الحميد الرَّقِّي، أبو الحسن الميموني.
(3)
أبو محمد القيسي البصري.
(4)
الحقو: فِي الأَصْل معقد الْإِزَار من الْوسط وَجمعه أَحَق وأحقاء وحقى ثمَّ يُقَال للإزار حقو لِأَنَّهُ يشد على الحقو. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي (ص: 472).
(5)
الترقوة: بفتح التاء وضم القاف، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق، انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 263).
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها وما تأخذ من المعذبين (4/ 2185) ح (33/ 2845) عن محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، كلاهما عن روح به ولم يسق لفظه، بل أحال على رواية عبد الوهاب بن عطاء. وساق المصنف لفظه.
وفيه من فوائد الاستخراج: تمييز المتن المحال به على المتن المحال عليه.
والحديث من أفراد مسلم. انظر: (تكملة فتح الملهم 12/ 160).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: لعل صوابه على القول بالتفريق بين البزاز والرملي أنه هنا علي بن سهل بن المغيرة البزاز العفاني؛ فهو الذي يروي عن روح بن عبادة، وظاهر صنيع أبي عوانة أنه لا يفرق بين البزاز والرملي، ولعل الأصوب أنهما واحد، وانظر حاشيتنا تحت الحديث رقم (870).
12425 -
حدثنا يحيى بن الحسين الجوربذي
(1)
، قال: حدّثنا محمد بن عبد الله الرقاشي
(2)
، قال: حدّثنا يزيد بن زريع، قال: حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى فخذيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته"
(3)
.
⦗ص: 520⦘
رواه عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، وقال فيه:"ومنهم من تأخذه إلى كعبيه"
(4)
.
ورواه يونس بن محمد، عن شيبان، عن قتادة، وزاد:"ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه"
(5)
.
(1)
نسبة إلى جوربذ -بسكون الواو والراء، وفتح الباء الموحدة، والذال معجمة- من قرى أسفرايين من أعمال نيسابور. معجم البلدان (2/ 180).
(2)
محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك البصري.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه -كما تقدم في الحديث السابق-.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 411) ح (854) والطبراني في الكبير (7/ 233) ح (6970) من طريق العباس بن الوليد النرسي؛
وابن خزيمة في التوحيد (2/ 768) عن بشر بن معاذ العقدي،
كلاهما عن يزيد بن زريع به مثله إلا أنه قال: "حُجْزَيهِ". وإسناد هذه الرواية رجاله ثقات، وهي الموافقة لرواية سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، كما في صحيح مسلم، بناء على ذلك فتعتبر رواية المصنف بهذا اللفظ "فخذيه" ضعيفة، وتفرد به يحيى بن الحسين الجوربذي، وهو من المجهولين، لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا.
وقد روي عن علي مرفوعا: "إن أصحاب الكبائر من موحدي الأمم كلها الذين ماتوا على كبائرهم غير نادمين ولا تائبين، من دخل منهم جهنم
…
" الحديث بطوله وفيه: "ومنهم من تأخذه النار إلى فخذيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه، على قدر ذنوبهم وأعمالهم". أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (2/ 458) وقال:"هذا حديث لا يصح، وفي جماعة مجاهيل". =
⦗ص: 520⦘
= وهذه اللفظة "فخذيه" ضعيفة، ولم يتابع عليها من وجه صحيح، وكأن الراوي رواه بالمعنى، لأن الفخذ قريب من الحجزة.
ومعنى: حجزته: أي مشد إزاره، وتجمع على حجز. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 344).
(4)
وصله مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها وما تأخذ من المعذبين (4/ 2185) ح (33/ 2845) عن عمر بن زرارة، عن عبد الوهاب بن عطاء به نحوه.
(5)
وصله مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها وما تأخذ من المعذبين (4/ 2185) ح (33/ 2845) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يونس بن محمد به نحوه.
وهو عند ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 172) ح (35319) بهذا الإسناد.
باب صفة أهل النار، وأهل الجنة، وإنَّ لكل واحدة منهما ملؤها.
12426 -
حدثنا السُّلَمي
(1)
، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَحَاجَّت الجنّةُ والنَّارُ، فقالت النّارُ: أُوْثِرْتُ بالمتكبّرين والمتجبِّرين، وقالت الجنة: ما لي لا يَدْخُلُني إلا ضعفاءُ الناس وسَقَطُهم
(2)
، قال الله عز وجل للجنة: إنَّما أنتِ رحمتي أرحم بكِ من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنَّما أنتِ عذابي أعذب بكِ من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما مِلْؤُها، فأمَّا النَّار فلا تَمْتَلئُ، حتى يضع الله فيها رجله، فتقول: قَط قط قط
(3)
، وهنالك تَمْتَلِئُ ويُزوَى بعضُها إلى بعضٍ، ولا يظلم الله من خلقه أحدًا، وأما الجنَّة فإنَّ الله عز وجل يُنْشِئُ لها خلقا"
(4)
.
(1)
أحمد بن يوسف الأزدي النيسابوري.
(2)
سقطهم: - بفتح السين والقاف - وسقط كل شيء رديه وما لا يعتد به منه. مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 68).
(3)
قط قط: قال ابن خزيمة: ولم أجد في التصنيف هذه اللفظة مقيدة لا بنصب القاف، ولا بخفضها. وضبطه القاضي عياض: بسكون الطاء كسرها وفتح القاف، وقال: وفي رواية "قطي قطي" وفي أخرى "قطني قطني" كله بمعنى حسبي وكفاني.
انظر: التوحيد لابن خزيمة (1/ 210)، مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 183).
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2186، 2187 ح (2846/ 36) عن محمد بن رافع، =
⦗ص: 522⦘
= عن عبد الرزاق به مثله وزاد: "وغِرَّتُّهم".
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب تفسير القرآن، باب قوله: {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} صحيح البخاري (6/ 138) ح (4850) عن عبد الله بن محمد، عن عبد الرزاق به مثله.
12427 -
حدثنا الدبري، حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، بإسناده مثله. وقال:"فإن الله عز وجل ينشئ لها ما شاء"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم - كما تقدم في الحديث السابق -.
وهو بهذا اللفظ عند عبد الرزاق في المصنف (11/ 422) ح (20893).
وفي صحيفة همام بن منبه (ص: 40) ح (51)، بلفظ:"وأما الجنة فإن الله عز وجل يُنْشِئُ لها خَلْقًا".
12428 -
حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق، قال: قال معمر: وأخبرني أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها 4/ 2186 وقم 2846/ 35 مكرر) من طريق أبي سفيان (محمد بن حميد)، عن معمر به.
وهو: عند عبد الرزاق في المصنف (11/ 423) ح (20894). وتقدم تخريج البخاري للحديث كما تقدم برقم (12426).
12429 -
وحدثنا إسماعيل القاضي
(1)
، حدّثنا محمد بن عبيد
(2)
، حدّثنا محمد بن ثور
(3)
، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين،
⦗ص: 523⦘
عن أبي هريرة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "احتجت الجنة والنار"، واقتصَّ الحديث بمثله
(4)
. وقال: "حتى يضع قدمه فيها فهنالك تمتلئ وتنزوي"
(5)
.
(1)
إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد البصري.
(2)
ابن أبي أمية الطنافسي الأحدب الكوفي.
(3)
هو: محمد بن ثور، أبو عبد الله الصنعاني.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
(5)
زيادة: "حتى يضع قدمه .... " إلى آخره، لم يذكرها مسلم، بل أحال متنه على رواية أبي الزناد، وهذا من فوائد الاستخراج.
12430 -
حدثنا أبو إسماعيل الترمذي
(1)
، حدّثنا الحميدي، حدثنا سفيان، قال: حدّثنا أبو الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احتجَّت النّار والجنّة، فقالت هذه: يَدْخُلُني الجبّارون والمتكبّرون، وقالت هذه: يَدْخُلُني الضعفاءُ والمساكين، فقال الله عز وجل: لهذه أنتِ عذابي؛ أعذب بكِ من أشاء، وقال لهذه: أنتِ رحمتي أرحم بكِ من أشاء".
قال سفيان: زادني فيه: "ولكل واحد منكما ملؤها"
(2)
.
رواه شبابة، عن ورقاء
(3)
.
(1)
محمد بن إسماعيل بن يوسف السُّلَمي الترمذي.
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2187) ح (34/ 2846) عن ابن أبي عمر، عن سفيان به مثله، ولم يذكر قول سفيان.
وتقدم تخريج البخاري للحديث كما تقدم برقم (12426).
وهو بتمامه عند الحميدي في مسنده (2/ 278) ح (1171).
ومن فوائد الاستخراج: رواية الحميدي، عن ابن عيينة، وهو من أوثق أصحابه وأثبتهم. انظر: الجرح والتعديل (5/ 57).
(3)
وصله مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، =
⦗ص: 524⦘
= والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2187) ح (2846/ 35) عن محمد بن رافع، عن شبابة، حدثني ورقاء عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تحاجت النار والجنة
…
" الحديث بطوله.
وتقدم تخريج البخاري للحديث كما تقدم برقم (12426).
12431 -
حدثنا الصغاني، حدّثنا عبد الله بن بكر
(1)
، عن هشام بن حسان
(2)
، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اختصمت الجنة والنار إلى ربهما، فقالت: الجنة يا رب ما لها! إنَّما يدخلها ضعفاءُ الناس، وسُقَّاطُهم؟ وقالت: النار يا رب! ما لها إنَّما يدخلها الجبارون والمتكبرون؟ قال للجنة أنت رحمتي أصيب بك من أشاء، وقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، ولكل واحد منكما ملؤها، فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحدا، وإنَّما ينشئ لها من شاء، وأمَّا النَّار فيلقون فيها، وتقول: هل من مزيد؟ - ثلاثا - حتى يضع فيها قدمه، فهنالك تمتلئ ويُزْوَى بعضُها إلى بعض، وتقول: قط قط قط"
(3)
.
(1)
ابن حبيب السهمي الباهلي، أبو وهب البصري.
(2)
أبو عبد الله القُرْدوسيّ البصري ثقة من الطبقة الأولى من أصحاب ابن سيرين. انظر: شرح العلل (2/ 688).
(3)
تقدم تخريجه برقم (12428)، وهذا الوجه من رواية هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ لم يخرجه مسلم.
وأخرجه إبراهيم بن طهمان في مشيخته (109)، والطبري في التفسير (26/ 170)، وابن خزيمة في التوحيد 1/ 207) وابن بطة في الإبانة الكبرى =
⦗ص: 525⦘
= (7/ 328) ح (254) من طرق عن هشام به نحوه.
ومن فوائد الاستخراج: ذكر رواية ابن سيرين تامة بلفظها، وقد ساق مسلم طرفه، ثم أحال على لفظ دواية أبي الزناد.
12432 -
حدثنا العباس -هو ابن محمد- الدوري
(1)
، حدّثنا محاضر
(2)
حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احتجَّت الجنَّة والنَّار، فقالت الجنَّةُ: فِيَّ ضَعَفَة الناس ومساكينهم، وقالت النار: فيّ الجبارون والمتكبرون، فقضى بينهما: أنَّك رحمتى أرحم بك من أشاء، وأنت عذابي أعذب بك من أشاء كلتاكما عليّ ملؤها"
(3)
.
(1)
هذا هو الصواب، وجاء في المحطوط "قدوري".
(2)
محاضر بن المورع الهمدانى اليامى.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2187) ح (2847) عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عن الأعمش به ولم يذكر لفظه كاملا. وسياق المصنف للفظ تاما، من فوائد الاستخراج.
وهذا الحديث من أفراد مسلم.
وأخرجه أبو جعفر ابن البختري في جزءه (ص: 129) ح (41) عن العباس الدوري به مثله.
12433 -
حدثنا محمد بن عوف الحمصي
(1)
، ومحمد بن عبد الوهاب العسقلاني أبو قِرْصَافَة
(2)
، وعلان بن المغيرة
(3)
قالوا: حدّثنا آدم بن أبي إياس،
⦗ص: 526⦘
حدّثنا شيبان، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تزال جهنَّمُ تقول: هل من مزيد، حتى يضَعَ ربُّ العزَّة فيها قَدَمَهُ، فتَقُول: قَط قَط، وعزَّتِك، وينزوي بعضها إلى بعض ولا يزال في الجنة فضلٌ حتى ينشئ الله خلقا فيسكنه فضول الجنة"
(4)
.
(1)
ابن سفيان الطائي، الحمصي.
(2)
تقدمت ترجمته في الحديث رقم (531).
(3)
علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المخزومي مولاهم، أبو الحسن الكوفي نزيل =
⦗ص: 526⦘
= مصر، وعلان لقبه.
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2187) ح (2848) عن عبد بن حميد، عن يونس بن محمد، عن شيبان به مثله إلا أنه قال:"ويُزْوَى بعضها إلى بعض".
وليس فيه قوله: "ولا يزال في الجنة
…
" إلى آخر الحديث، وهذا من فوائد الاستخراج وهذه الزيادة جاءت في رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به عند مسلم في صحيحه برقم (2848/ 38).
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (9/ 117) ح (7384) من طريق شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، وسليمان التيمي، ثلاثتهم، عن قتادة به نحوه وفيه:"فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ" كما عند المصنف.
12434 -
حدثنا ابن المنادي
(1)
، حدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا شيبان، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال قال نبي الله صلى الله عليه وسلم:"لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد، حتى يضع فيهارب العزة قدمه، فتقول: قط قط وعزتك ويُزْوَى بعضُها إلى بعضٍ"
(2)
.
⦗ص: 527⦘
رواه عبد الصمد عن أبان، عن قتادة بمعناه
(3)
.
(1)
محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي، أبو جعفر بن أبي داود ابن المنادي.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق، وقد أخرجه مسلم -كما سبق- عن عبد بن حميد، عن يونس بن محمد به مثله.
(3)
وصله مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2188) ح (2848) عن زهير بن حرب، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: بمعنى حديث شيبان.
ووصله - أيضا - أحمد في المسند (19/ 428) ح (12440)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 235) ح (534)، والطبري في تفسيره (26/) 171، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 218) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وتقدم تخريج البخاري للحديث كما تقدم برقم (12433).
12435 -
حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يَبْقَى من الجنَّة ما شاء الله أنْ يبقى، ثمَّ يُنْشِئ الله لها خلقا ما شاء"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجنة، وصفة نعيمها، (4/ 2188 ح (2838/ 39) عن زهير بن حرب، عن عفان، عن حماد به مثله غير أنه قال:"مما يشاء". وقد تقدم تخريج البخاري للحديث كما تقدم برقم (12433).
12436 -
حدثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا أسد بن موسى
(1)
، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: يدخل الله أهل الجنة الجنة، فيبقى منها ما شاء الله أن يبقى، فينشئ الله لها خلقا ما شاء"
(2)
.
(1)
ابن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي المصري.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12437 -
حدثنا إسماعيل القاضي
(1)
، حدّثنا حجاج، حدّثنا حماد بن سلمة مثله:"فينشئ اللهُ عز وجل لها خلقا مما شاء"
(2)
.
(1)
ابن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، الأزدي مولاهم البصري.
(2)
تقدم تخريجه برقم (124335).
وأخرجه عبد بن حميد كما في المنتخب (ص: 390) ح (1310) عن حجاج بن منهال به مثله.
في هذا الحديث من فوائد الاستخراج زيادة الطرق عن حماد بن سلمة، حيث زاد على المصنف ثلاث طرف: طريق سليمان بن حرب، وطريق أسد بن موسى، وطريق حجاج بن منهال.
باب بيان خلود أهل الجنة وأهل النار فيهما وأنَّهم لا يموتون، وأنَّ الموت يذبح بينهما ذبحا وصفته.
12438 -
حدثنا علي بن حرب
(1)
، والعطاردي
(2)
، قالا: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُجَاءُ بالموت يومَ القيامة كأنَّه كَبْشٌ أمْلَح
(3)
، فيوقَفُ بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة! هل تعرفون هذا؟ فَيَشْرَئِبُّوْنَ
(4)
، وينظرون ويقولون: هذا الموت، قال: ويقال: يا أهل النار! أتعرفون هذا؟ قال فيشرئبُّوْن، وينظرون، ويقولون: هذا الموت، قال: فيُؤْمَرُ به فيُذْبَحُ،
⦗ص: 530⦘
ويقال: يا أهل الجنة! خُلُودٌ فلا مَوْتَ، ويا أهل النار! خلودٌ فلا موتَ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}
(5)
"، وأشار بيده إلى السماء
(6)
(7)
.
(1)
علي بن حرب بن محمد بن حرب بن حيَّان الطائي، أبو الحسن الموصلي.
(2)
العطاردي - بضم العين، وفتح الطاء، كسر الراء والدال المهملات - نسبة إلى بعض أجداد المنتسب إليه. وهو: أحمد بن عبد الجبار بن محمد الكوفي، أبو عمر. الأنساب للسمعانِي (8/ 476).
(3)
الأملح: الذي فيه بياض وسواد ويكون البياض أكثر.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 206).
قال القرطي: "الحكمة في ذلك أن يجمع بين صفتي أهل الجنة والنار السواد والبياض". انظر: فتح الباري لابن حجر (8/ 428).
(4)
- بفتح أوله وسكون المعجمة وفتح الراء بعدها تحتانية مهموزة ثم موحدة ثقيلة - واشرأب: ارتفع وعلا، كل رافع رأسه مُشْرَئِبّ. يرفعون رؤسهم لينظروا إليه.
انظر: غريب الحديث للقاسم بن سلام (3/ 224) النهاية (2/ 455) فتح الباري لابن حجر (11/ 420).
(5)
سورة مريم، الآية:(39).
(6)
هكذا في الأصل، وجاء في صحيح مسلم:"وأشار بيده إلى الدنيا" وأشار بذدك إلى أن قوله: {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} متعلق بعملهم في الدنيا. (انظر: تكملة فتح الملهم 12/ 165)، ورقد روى الإمام النسائي، قال: أخبرنا زياد بن أيوب، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:{وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} قال: "في الدنيا". السنن الكبرى (10/ 185) رقم (11268)، وكذلك رواه برقم:(11269) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي معاوية به، وأخرجه - أيضا - برقم (11254) مطولا بذكر الحديث بتمامه كما في رواية المصنف، وفي آخره بعد الآية قال:"أهل الدنيا في غفلة".
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2188) ح (40/ 2849) عن أبي بكر بن أبي شيبة، و أبي كريب كلاهما عن أبي معاوية؛
وعن عثمان بن أبي شيبة، عن جريرة كلاهما عن الأعمش به نحوه ح (41/ 2849). ولم يذكر "وأشار بيده إلى الدنيا".
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب التفسير، باب {وأنذرهم يوم الحسرة} (6/ 93) ح (4730) عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن الأعمش به نحوه.
12439 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي حدّثنا يعلى بن عبيد
(1)
، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال
⦗ص: 531⦘
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، يجاء بالموت كأنه كبشٌ أملح، وينادِي مُنادٍ يا أهل الجنة! هل تعرفون هذا؟ فيشرئِبُّون وينظرون وكل قد رآه فيقولون: نعم هذا الموت، ثم ينادي يا أهل النار! هل تعرفون هذا؟ دميشرَئِبُّون، وينظرون، وكل قده رآه، فيقولون: نعم هذا الموت، ثم يؤمر به، فيذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة! خُلُودٌ فلا موت، ويا أهل النار! خُلُودٌ فلا موت فذلك
(2)
، قوله عز وجل:{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ}
(3)
" قال: أهل النار
(4)
.
(1)
ابن أبي أمية الطنافِسي الكوفي.
(2)
كذا في رواية مسلم (4/ 2189) ح (2849/ 41) من طريق جرير عن الأعمش به، وجاء في الأصل "في".
(3)
سورة مريم، الآية:(39).
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق ولم يذكر: "قال: أهل النار".
وأخرجه النسائي في السنن الكبرى (10/ 168) ح (11254) من طريق محمد بن خازم الضرير، عن الأعمش به وقال:"أهل الدنيا في غفلة" بدل أهل النار.
12440 -
حدثنا الصغاني، قال: حدثنا يعلى
(1)
بإسناده نحوه، فقال:"أهل الدنيا في غفلة"
(2)
.
(1)
ابن عبيد الطنافسي.
(2)
تقدم تخريجه برقم (12438).
والحديث بهذا اللفظ رواه هناد بن السري في الزهد (1/ 157) ح (213)، وعبد بن حميد كما في المنتخب (ص: 286) ح (914)، والبيهقى في شعب الإيمان (1/ 599) ح (382) من طريق يعلى بن عبيد بهذا الإسناد. =
⦗ص: 532⦘
= والحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين.
12441 -
حدثنا ابن عفان
(1)
، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أهلُ الجنَّة وأهل النَّار، يُجَاء بالموت، كأنه كبشٌ أملح؛ فينادي منادٍ يا أهلَ الجنة! هل تعرفون هذا؟ فيَشْرَئِبُّون؟ وينظرون كلهم قد رآه، فيقولون: نعم هذا الموت، ثم ينادي يا أهل النار! هل تعرفون هذا؟ فيشرئِبُّون، وينظرون، وكلهم قد رآه، فيقولون: نعم هذا الموت، ثم يؤخذ، فيذبح، ثم ينادي منادٍ يا أهل الجنة! خُلودٌ لا موت، ويا أهل النار! خُلودٌ ولا موت، ثم قرأ {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}
(2)
(3)
.
(1)
الحسن بن علي بن عفان العامري.
(2)
سورة مريم، الآية:(39).
(3)
تقدم تخريجه برقم (12438).
وفائدة الاستخراج: تكثير الطرق عن الأعمش لهذا الحديث، ووافق يعلى بن عبيد وابن نمير كلاهما عن الأعمش عند المصنف لفظ جرير، عن الأعمش، في عدم ذكر قوله:"وأشار بيده إلى الدنيا".
12442 -
حدثنا الدقيقي
(1)
إملاءً، وأبو داود الحرَّاني
(2)
، وسألته، والعباس بن محمد، قالوا: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم
(3)
، قال: حدّثنا أبي، عن
⦗ص: 533⦘
صالح
(4)
، قال: حدّثنا نافع، أنَّ عبد الله بن عمر قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يُدْخِل الله عز وجل أهلَ الجنةِ الجنَّةَ، ويُدْخِلُ أهلَ النَّار النَّارَ، ثم يقوم مؤذنٌ بينهم، فيقول: يا أهل الجنة! لا موت، ويا أهل النَّار! لا موت، كلٌّ خالدٌ فيما هو فيه"
(5)
.
(1)
محمد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الواسطي، أبو جعفر الدقيقي.
(2)
سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطائي مولاهم الحرانِي الحافظ.
(3)
ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
(4)
ابن كيسان. انظر: تهذيب الكمال (13/ 80).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، لاب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2189) ح (2850/ 42) عن زهير بن حرب، والحسن الحلواني، وعبد بن حيمد، ثلاثتهم، عن يعقوب بن إبراهيم به مثله.
وأخرجه البخاري في صحيحه، (كتاب الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب (8/ 113) ح (6544) عن علي بن عبد الله، عن يعقوب بن إبراهيم به نحوه.
وفيه من فوائد الاستخراج: بيان المهمل في عبد الله بن عمر، حيث جاء عند مسلم مهملا.
12443 -
حدثنا ابن أبي الدنيا
(1)
، ومحمد بن سعيد بن أبان المعروف بابن جابان بجند يسابور
(2)
، قالا: حدّثنا الحسن بن عيسى
(3)
ح؛ وحدثنا الصغاني، حدَّثنا أحمد بن جميل
(4)
قالا: حدّثنا عبد الله بن
⦗ص: 534⦘
المبارك، قال أخبرنا عمر بن محمد بن زيد
(5)
بن عمر بن الخطّاب قال: حدثني أبي، عن عبد الله بن عمر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا صار أهلُ الجنّة إلى الجنّة، وصار أهل النار إلى النار، يُجاء بالموت حتى يُجْعَل بين الجنة والنار، ثم يُذْبَح، ثم ينادي منادٍ يا أهل الجنة! لا موتَ، ويا أهل النار! لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحًا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حُزْنًا إلى حُزْنهِم"
(6)
.
(1)
عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان القرشي مولاهم.
(2)
جُنْدَيْسَابُور: بضم أوله وتسكين ثانيه، وفتح الدال، وياء ساكنة، وسين مهملة، وألف، وباء موحدة مضمومة، وواو ساكنة، وراء، مدينة بخوزستان.
انظر: معجم البلدان (2/ 198).
(3)
الحسن بن عيسى بن ماسرجس الماسرجسى، أبو على النيسابورى، مولى عبد الله بن المبارك. "ثقة" كما في تقريب التهذيب (ص: 163) (ت: 1275).
(4)
أبو يوسف المروزي، نزيل بغداد.
(5)
كذا في الأصل، نسب زيد إلى عمر بن الخطاب وفي صحيح مسلم:"عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب". وهذا هو الصحيح في نسبته كما في التاريخ الكبير للبخاري (6/ 190) ت: (2134).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2189) ح (2850/ 43) عن هارون بن سعيد الأيلي، وحرملة بن يحيى، كلاهما، عن ابن وهب، عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب به نحوه.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار (8/ 113) ح (6548) عن معاذ بن أسد، عن عبد الله بن المبارك به مثله.
وهو عند أحمد في مسنده (10/ 198) ح (5993)(10/ 218) ح (6022) عن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، وعلي بن إسحاق المروزي كلاهما عن ابن المبارك به.
12444 -
حدثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا أحمد بن جميل المروزي، عن عبد الله بن المبارك، بإسناده مثله
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12445 -
حدثنا الصغاني، حدّثنا محمد بن أسد
(1)
، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا عمر بن محمد، عن نافع، عن ابن عمر؛ ورأيته في كتاب الوليد، عن عمر بن محمد، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح، فيذبح بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة أبشروا بالخلود، ويقال يا أهل النار: أبشروا بالخلود، وقال فيزداد أهل الجنة سرورا".
الصحيح عمر بن محمد، عن أبيه، عن ابن عمر
(2)
.
(1)
محمد بن أسد أبو عبد الله الإسفرايني الحوشي، قال أبو حاتم الرازي:"صدوق" وقال الخطيب: "وكان ثقة" انظر: الجرح والتعديل (7/ 209)، تاريخ بغداد (2/ 428) ت:(411).
(2)
تقدم تخريجه.
والحديث رواه ابن أبي داود في البعث (ص: 52) ح (55) عن محمد بن وزير، قال: ثنا الوليد، قال: ثنا عمر بن محمد، عن نافع، عن ابن عمر به كما رواه محمد بن أسد.
ومحمد بن الوزير هو: الواسطي، قال أبو حاتم "صدوق ثقة". (الجرح والتعديل 8/ 115) (ت: 510).
وخالفهما ابنُ وهب - كما عند مسلم في صحيحه ح (2850/ 43) -، وعبد الله بن المبارك - كما عند البخاري في صحيحه (8/ 113) ح (6548) -، وعاصم بن محمد بن زيد العمري - كما عند أحمد في مسنده (10/ 218) ح (6023) - فرووه عن عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب به.
وكذلك ما في كتاب الوليد بن مسلم موافق لرواية الجماعة، ولذلك صحح =
⦗ص: 536⦘
= أبو عوانة رواية الجماعة. وهذا هو الأقرب. ولعل الذين رووه عن عمر بن محمد بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر دخل عليهم إسناد في إسناد، لأن هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه كما تقدم تخريجه برقم (12442) من طريق صالح بن كيسان، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما. فدخل عليهم إسناد حديث صالح بن كيسان، على إسناد حديث عمر بن محمد بن زيد. والله أعلم.
باب بيان صفة أهل النار وخلقهم
12446 -
حدثنا يحيى بن أبي يحيى الأعرج
(1)
، حدّثنا الحسين بن حريث
(2)
، حدّثنا الفضل بن موسى
(3)
، حدّثنا الفضيل بن غزوان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما بين مَنْكِبَى الكافر في النَّار مسيرةَ ثلاثةَ أيَّام للراكب المُسْرِعِ"
(4)
.
(1)
لم يتبين لي من هو؟ ولم أجد في الرواة عن الحسين بن حريث من اسمه يحيى بن أبي يحيى الأعرج.
(2)
الحسين بن حُرَيث بن الحسن الخُزَاعي المروزي.
(3)
السيناني، أبو عبد الله، المروزي، ت (192) هـ.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2189 - 2190) ح (2852/ 45) عن أبي كريب، وأحمد بن عمر الوكيعي، كلاهما عن محمد بن فضيل بن غزوان، عن أبيه عن أبي حازم، عن أبي هريرة يرفعه قال:"ما بين منكبي .... " الحديث بمثله.
وقال ابن حجر في الفتح (11/ 423)"وقد أخرج مسلم هذا الحديث من رواية محمد بن فضيل بن غزوان عن أبيه بسنده ولكن لم يرفعه، وهو عند الإسماعيلي من هذا الوجه وقال رفعه" ا هـ. كذا قال الحافظ، وفي صحيح مسلم (المطبوع بتحقيق محمد =
⦗ص: 537⦘
= فؤاد عبد الباقي): "يرفعه" كما عند الإسماعيلي. والله أعلم.
وجاءت رواية المصنف صريحة في الرفع، وهذا من فوائد الاستخراج.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار (صحيح البخاري (8/ 114) ح (6551) عن معاذ بن أسد، عن الفضل بن موسى به عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكر مثله إلا أنه لم يذكر لفظة: "في النار".
12447 -
رواه مسلم
(1)
عن سريج بن يونس، عن حميد بن عبد الرحمن، عن الحسن بن صالح، عن هارون بن سعد، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال
(2)
: "ضِرْس الكافر، أو نابُ الكافر، مثل أُحُدٍ، وغِلَظُ جلده مسيرةُ ثلاثٍ"
(3)
.
(1)
ابن الحجاج، النيسابوري، (صاحب الصحيح) وهذه الرواية في صحيحه كتاب الجنة وصفة نعيمها (رقم 2851/ 44).
(2)
هكذا ورد عند المصنف موقوفا على أبي هريرة رضي الله عنه.
والمثبت في صحيح مسلم الرفع، وقد رواه كذلك ابن حبان في صحيحه (16/ 532) ح (7487)، والطبراني في المعجم الأوسط (8/ 94) ح (8073) والبيهقي في البعث والنشور (ص: 314) ح (565) وفي شعب الإيمان (1/ 604) ح (388) كلهم من طرق عن حميد بن عبد الرحمن عن الحسن بن صالح، عن هارون بن سعد، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. هكذا مرفوعا. وهو الصواب في رواية أبي حازم، ولم يقع فيها إختلاف في الرفع، ولعله سقط من الناسخ:(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) والله أعلم
ولكن اختلف في رواية ابن المسيب، عن أبي هريرة في رفع الحديث ووقفه. انظر: العلل للدارقطني (9/ 177) ح (1700).
(3)
تقدم تخريجه في الحاشية السابقة.=
⦗ص: 538⦘
= قال ابن الجوزي: في كشف المشكل (3/ 575) "في تعظيم خلق أهل النار خمس فوائد: إحداهن: زيادة عذابهم، لأنه كلما عظم العضو كثر عذابه لاتساع محالّ الألم.
والثانية: لتشويه الخلقة.
والثالثة: ليزدحموا، فإن الإزدحام نوع عذاب، كما قال تعالى:{مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} .
والرابعة: ليستوحش بعضهم من بعضهم، فإن الأشخاص الهائلة المستبشعة عذاب أيضا.
والخامسة: أن يكون جميع أجزاء الكافر التي انفصلت منه في الدنيا حال كفره أعيدت إليه لتذوق جميع أجزائه العذاب" اهـ.
12448 -
وحدثنا أبو أمية
(1)
، حدّثنا عثمان بن عمر
(2)
، عن شعبة، عن معبد بن خالد، قال: سمعت حارثة بن وهب، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا أنبئُكمْ بأهلِ الجنة كلُّ ضعيفٍ مُتَضَعَّفٍ
(3)
، لو أقسم على الله لأبره"، وقال: "أهل النَّار كلُّ عُتُلٍّ
(4)
مُستَكَبِرٍ"
(5)
.
⦗ص: 539⦘
رواه غندر ومعاذ، عن شعبة
(6)
.
(1)
محمد بن إبراهيم الطرسوسي.
(2)
ابن فارس العبدي البصري.
(3)
متضعّف: ضبطوا بفتح العين، كسرها المشهور الفتح. أما بفتح العين: فمعناه: يستضعفه الناس، ويحتقرونه، ويتجبرون عليه لضعف حاله في الدنيا يقال: تضعفه واستضعفه.
أما رواية الكسر: فمعناها: متواضع متذلل خامل واضع من نفسه. وقال ابن الجوزي: "ويغلط من يقرؤها من المحدثين بالكسر". انظر: كشف المشكل (1/ 349) شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 184).
(4)
العتل عند العرب: الشديد. وقيل: هو الفظ الغليظ الشديد الخصومة الذي لا ينقاد لخير. انظر: كشف المشكل لابن الجوري (1/ 349).
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2190) ح (2853/ 46) عن عبيد الله بن معاذ العنبري، عن أبيه؛ =
⦗ص: 539⦘
= وبرقم (2853/ 46 مكرر) عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر غندر، كلاهما (معاذ العنبري، غندر) عن شعبه به نحوه.
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الأيمان والنذور، باب قول الله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} (8/ 134) ح (6657) عن محمد بن المثنى، عن غندر، عن شعبة به نحوه.
(6)
وصله مسلم في الصحيح عن عبيد الله بن معاذ العنبري، عن أبيه؛
وعن محمد بن المثنى عن غندر، كلاهما عن شعبة به. كما سبق في الحاشية السابقة في التخريج.
12449 -
حدثنا إبراهيم الصفار الرقي
(1)
، حدّثنا مخلد بن مالك
(2)
، حدّثنا مصعب بن ماهان
(3)
، عن سفيان الثوري، عن معبد ح؛
قال: وحدّثنا أبو داود الحراني، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سفيان، عن معبد بن خالد، قال: سمعت حارثة بن وهب الخزاعي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيفٍ، مُتَضَعَّفٍ، لو أقسم على الله لأبرَّه،
⦗ص: 540⦘
ألا أخبركم بأهل
(4)
النار، كلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ
(5)
مُستَكَبِرٍ"
(6)
.
(1)
هو: إبراهيم بن محمد بن الصفار الرقي، لم أقف على ترجمته.
(2)
مخلد بن مالك بن شيبان القرشى مولاهم، أبو محمد الحرانى السلمسينى. "لا بأس به" تقريب التهذيب (ص: 524) (ت: 6539).
(3)
مصعب ابن ماهان المروزي نزيل عسقلان "صدوق عابد كثير الخطأ" تقريب التهذيب (ص: 533) ح (6694).
(4)
في الأصل: "با اهل".
(5)
جواظ:- بتَشْديد الوَاو وَفتح الجِيم وَآخره ظاء مُعْجمَة - قيل: هُوَ الْقصير الْبَطن، وَقيل: الجموع المنوع، وَقيل: الْكثير اللَّحْم المختال فِي مشيته، وَقيل: الغليظ الرَّقَبَة والجسم، وَقيل: الْفَاجِر، وَقيل: الَّذِي لَا يَسْتَقِيم على أَمر وَاحِد يصانع هُنَا وَهنا.
انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار (1/ 165).
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2190) ح (2853/ 47) من طريق وكيع عن سفيان، عن معبد بن خالد به، إلا أنه قال فيه:"كل جواظ زنيم متكر".
ومن فوائد الاستخراج:
1 -
تسمية سفيان في إسناد المصنف (الثوري) وجاء مهملا في رواية مسلم.
2 -
جاء لفظ رواية مصعب، وأبي نعيم كلاهما عن الثوري، "كل عتل جواظ" وهي موافقة للفظ معاذ العنبري، عن شعبة، عن معبد بن خالد عند مسلم برقم (2853/ 46)، وجاء لفظ الثوري في رواية مسلم:"كل جواظ زنيم".
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب تفسير القرآن، باب: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} (6/ 159) ح (4918) عن أبي نعيم،
وفي (كتاب الأدب، باب الكبر، (8/ 20) ح (6071) عن محمد بن كثير؛ كلاهما (أنو نعيم وابن كثير) عن سفيان الثوري به نحوه.
12450 -
حدثنا إبراهيم الحربي
(1)
، حدّثنا أحمد بن جعفر
(2)
،
⦗ص: 541⦘
حدَّثنا سفيان بإسناده مثله
(3)
.
(1)
إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الحربي.
(2)
أحمد بن جعفر أبو عبد الرَّحْمَن الضرير الوكيعي، قال أبو نعيم:"ما رأيت ضريرا أخفظ من أحمد بن جعفر الوكيعي"، وقال أبو داود السجستاني:"يحفظ العلم على الوجه".=
⦗ص: 541⦘
= وقال الدارقطني: "ثقة" انظر: تاريخ بغداد (تاريخ بغداد (5/ 95)(ت: 1287).
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12451 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا ابن وهب، أخبرني حفص بن ميسرة، عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رب أشعث أغبر ذي طِمْرَيْن
(1)
مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره"
(2)
.
(1)
الطمر: الثوب الخلق. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 138).
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2191) ح (2854/ 48) عن سويد بن سعيد، عن حفص بن ميسرة به مثله ولم يذكر:"أغبر، ذي طمرين".
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (14/ 403) ح (6483) من طريق ابن وهب به مثله.
فائدة الاستخراج: متابعة ابن وهب (عند المصنف) لسويد بن سعيد (عند مسلم) في الرواية عن حفص بن ميسرة.
12452 -
حدثنا علي بن المديني، حدّثنا سويد
(1)
، حدّثنا حفص بمثله
(2)
.
(1)
هو: ابن سعيد الحدثاني، أبو محمد الأنباري.
(2)
أخرجه مسلم -كما تقدم في الحديث السابق- عن سويد بن سعيد به مثله.
12453 -
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
(1)
، أخبرنا أنس بن عياض
(2)
، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أخبره أنَّ عمد اللّه بن زمعة
(3)
أخبره أنَّه
⦗ص: 542⦘
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: فذكر الناقة، وذكر الذي عقرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} انبعث لها رجل عَارِمٌ عَزِيزٌ مَنِيعٌ
(4)
فِي رَهْطِهِ، مثل أبي زمعة
(5)
" ثم ذكر النساء، فقال: "إلى ما يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد، ولعله يضاجعها من آخر يومه"، ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة، فقال: "على ما يضحك أحدكم مما يفعل"
(6)
.
(1)
ابن أَعْيَن المصري، أبو عبد الله الفقيه.
(2)
هو أنس بن عياض بن ضَمْرة أبو ضمرة الليثي المدني.
(3)
هو: عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزي من رهط الزبير. صحابي=
⦗ص: 542⦘
= مشهور، وأمه قَرِيبَةُ أُخْتُ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وكان تحته زينبُ بِنْتُ أُمِّ سَلَمَةَ.
وليس هو: عبدلله بن زمعة بن قيس، -أخو سودة أم المؤمنين-، من بني عامر بن لؤي، بين ذلك الطحاوي في شرح مشكل الآثار (13/ 11) وانظر: فتح الباري لابن حجر (8/ 705).
(4)
قوله عزيز: أي قليل المثل.
قوله عارم: -بمهملتين- أي صعب على من يرومه كثير الشهامة والشر.
قوله منيع: عَزِيز مُمْتَنع على من أَرَادَهُ. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 223) مادة: (عرم). تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي (ص: 393) فتح الباري لابن حجر (8/ 705).
(5)
أي أن ذلك الرجل كان منيعا في رهطه، كما أن أبا زمعة منيع في رهطه، وأبو زمعة هو: الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى جدّ راوي هذا الحديث. كان الأسود أحد المستهزلين ومات على كفره بمكة وقتل ابنه زمعة يوم بدر كافرا. انظر: فتح الباري (706/ 8) تكملة فتح الملهم (12/ 169).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2191) ح (2854/ 49) من طريق ابن نمير، عن هشام بن عروة به نحوه.
والبخاري في صحيحه (كتاب التفسير، في تفسير سورة الشمس، صحيح=
⦗ص: 543⦘
= البخاري (6/ 169) ح (4942) عن وهيب بن خالد، عن هشام بن عروة به نحوه.
12454 -
حدثنا محمد بن عبد الوهاب
(1)
، حدّثنا جعفر بن عون
(2)
، أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة، قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فذكر النَّاقة:{إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا}
(3)
انبعث لها رجل عارم عزيز في رهطه مثل أبي زمعة"، ثم وعظهم في النساء، فقال: "ما بال أحدكم يَجْلِد أهله جَلْد العبد، ولعله أن يضاجِعُهَا من آخر يومه"، ثم وعظهم في الضحك من الضَّرْطَة، فقال: "يَضْحَك أحدكم مما يفعل؟ "
(4)
.
(1)
ابن حبيب العبدي الفراء النيسابوري.
(2)
ابن جعفر بن عمرو القرشي، المخزومي الكوفي.
(3)
سورة الشمس، الآية:(12).
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
باب بيان صفة عمرو بن لحي في النّار وارتكابه الذي به يعذب ما وصف له.
12455 -
روى إسحاق بن إبراهيم
(1)
، عن جرير
(2)
، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت عمرو بن لحُيّ
…
" الحديث
(3)
.
(1)
هو: إسحاق بن إبراهيم الحنظلي.
(2)
هو: ابن عبد الحميد الضبي، كما في تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف (9/ 395).
(3)
لم أجد رواية إسحاق بن راهويه، عن جرير.
وقد أخرج مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2191) ح (50/ 2856) عن زهير بن حرب، عن جرير به، بلفظ:"رأيت عوو بن لحي بن قمعة بن خِنْدِف أبا بني كعب، هؤلاء يجر قُصْبَه في النار".
ولعل المصنف رحمه الله لم يقع له الحديث مسندا من جهة ابن راهويه، عن جرير، فعلقه عنه، وهذه طريقة المخرجين، قال السخاوي في فتح المغيث (1/ 57):"وربما عز على الحافظ وجود بعض الأحاديث فيتركه أصلا، أو يعلقه عن بعض رواته، أو يورده من جهة مصنف الأصل" اهـ. والله أعلم.
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب، باب قصة خزاعة (4/ 184) رقم (3421) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة به.
12456 -
حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي، حدّثنا يونس بن محمد
(1)
، حدّثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد
(2)
،
⦗ص: 545⦘
عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي، يجر قُصْبَه
(3)
في النار كان أوّل من سيَّب السيوب
(4)
"
(5)
.
قال سعيد: والسائبة: التي كانت تُسيّب لا يحمل عليها شيء.
والبحيرة: التي يمنع دَرّها للطواغيت، فلا يحلبها أحد.
والوصيلة: الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل [بأنثى، ثم تُثنى بعد بأُنثى]
(6)
، يسمونها
(7)
للطواغيت، يدعونها الوصيلة أي: وصلت إحداهما بالأخرى.
⦗ص: 546⦘
والحام: فحل الإبل، يضربُ العشرة من الإبل، فإذا قضى ضرابه جَدَعُوُه
(8)
للطوغيت، فأعفوه من الحمل، فلم يحملوه شيئا وسموه الحام
(9)
.
(1)
ابن مسلم البغدادي، أبو محمد المؤدِّب.
(2)
يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، أبو عبد الله المدني.
(3)
الْقصب: وَاحِد الأقصاب وَهِي الأمعاء كلهَا وَقيل: وقيل: هو ما كان أسفل البطن من الأمعاء. انظر: الفائق في غريب الحديث (3/ 199). النهاية (4/ 67).
(4)
والسيوب: مَا سِيْبَ وخُلِّيَ فساب أي: ذهب وَمِنْه سمي الرجل السَّائِب.
كان الرجل إذا نذر لقدوم من سفر، أو برء من مرض، أو غير ذلك قال ناقتي سائبة، فلا تمنع من ماء ولا مرعى، ولا تحلب، ولا تركب. وأصله من تسييب الدواب، وهو إرسالها تذهب وتجيء كيف شاءت. انظر: غريب الحديث لابن قتيبة (2/ 176)، النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 431).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2191) ح (51/ 2856) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صاع، عن ابن شهاب به نحوه.
ذكر المصنف عن ابن المسيب معنى كلمتي: الوصيلة، والحام، ولم يذكرها مسلم رحمهما الله وهذا من فوائد الاستخراج.
(6)
ما بين المعكوفتين أثبت من صحيح البخاري (برقم 4623)، وجاء في الأصل "لتثني ثم تثني بعد ما تثني".
(7)
جاء في صحيح البخاري: "يسيّبونها".
(8)
يعني قطعوا إذنه، ومنه:"أنه خطب على ناقته الجدعاء" هي المقطوعة الأذن. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 247).
(9)
قول ابن المسيب في شرح الغريب أخرجه أيضا الإمام البخاري في صحيحه (6/ 55) ح (4623) قال: وقال لي أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب نحوه.
12457 -
حدثنا أبو أمية، أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: وقال أبو هريرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي، يجر قُصْبَه في النار، وكان أول من سيب السوائب"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم -كما تقدم قريبا- من طريق أبي صالح، وابن المسيب كلاهما عن أَبي هريرة به نحوه.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب، باب قصة خزاعة (184/ 4) ح (3521)، عن أبي اليمان به مثله. وزاد:"ابن لحي".
12458 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، حدّثنا أيوب بن سليمان
(1)
، قال: حدثني أبو بكر بن أبي أويس
(2)
عن سليمان بن بلال، قال: قال يحيى بن سعيد، وأخبرني، ابن شهاب، قال سمعت سعيد بن المسيب،
⦗ص: 547⦘
يقول: البحيرة: التي كانت تمنع ضرعها للطواغيت، فلا يحلبها أحد من الناس، والسائبة: التي كانو يسيبونها لآلهتهم، فلا يحمل عليها شيء.
قال: وقال أبو هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "رأيت عمرو بن لحي الخزاعي
(3)
يجر قصبه في النار، وكان أوَّل من سيب السوائب"
(4)
.
(1)
ابن بلال التيمي أبو يحيى المدني.
(2)
عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن أُويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحى. مشهور بكنيته.
(3)
هو: عمرو بن لُحَيّ -باللام والمهملة مصغر- ابن حارثة بن عمرو بن عامر بن ماء السماء، وفي رواية: عمرو بن عامر الخزاعي، قال الحافظ: وكأنه نسب إلى جده لأمه عمرو بن حارثة بن عمرو بن عامر. انظر فتح الباري: فتح الباري لابن حجر (6/ 549).
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق، وأما هذا الطريق من هذا الوجه من رواية يحيى بن سعيد، أخرجه البزار في مسنده (14/ 246) ح (7822) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه أبي بكر بن أبي أويس به مثله.
وقال: بعد أن ذكر حديثين بهذا الإسناد -وهذا أحدهما-: "وهذان الحديثان لا نعلم رواهما عَن يَحْيَى، عَن سَعِيد، عَن أبي هُرَيرة إلاَّ سُلَيْمان بن بلال، ولَا نعلمُ رواهما عَن سُليمان إلاَّ أبو بَكْر بن أبي أويس وهما معروفان من حديث أبي هُرَيرة يروى ذلك عَن أبي هُرَيرة من طرق".
وإسناد المصنف رجاله ثقات رجال البخاري، غير محمد بن إسماعيل الترمذي، وهو "ثقة حافظ" من رجال الترمذي والنسائي.
12459 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن النعمان بن بشير
(1)
ببيت المقدس، حدّثنا عبد العزيز الأويسي
(2)
، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، سمعت سعيد بن المسيب،
⦗ص: 548⦘
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قُصْبَه في النار -يعني أمعاءه- وكان أول من سيب السوائب"
(3)
.
(1)
النَّيْسَابُوري.
(2)
عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس القرشي العامري المدني.
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون 4/ 2191 رقم 2856/ 51) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه إبراهيم بن سعد به نحوه.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب تفسير القرآن، باب: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ} (6/ 54) ح (4623) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد به نحوه.
ومن فوائد الاستخراج هنا: تكثير الطرق، فقد ساقه مسلم من هذا الوجه فقط من طريق صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، وساقه أبو عوانة من أربع طرق عنه.
باب بيان العمل الذي يعمله أهل النار الذي به يحجبوا عن الجنة.
12460 -
حدثنا المهدي بن الحارث
(1)
، والعباس بن الفضل الأسفاطي
(2)
، قالا: حدّثنا أحمد بن يونس ح؛
قال: وحدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدّثنا أبو نعيم، قالا: حدّثنا زهير
(3)
، عن زياد بن خيثمة
(4)
، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النَّار لم أرهما بعد: قومٌ معهم سياطٌ؛ كأذناب البقر؛ يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، مائلاتٌ مميلاتٌ، على رؤوسهن كأسنمة البُخْتِ المائلة، لا يدخلون الجنة، ولا يجدون ريحها".
قال أحمد بن يونس: "ولا يجدن ريحها"
(5)
.
(1)
لعله: ابن مرداس العرعري، العصار الجرجاني.
(2)
الأسْفَاطِي بفتح الهمزة، وسكون السين المهملة، وفتح الفاء، وبعد الألف الساكنة طاء مهملة، نسبة إلى بيع الأسفاط وعملها. انظر: اللباب في تهذيب الأنساب (1/ 54).
(3)
زهير بن معاوية بن حُدَيج -بضم الحاء وفتح الدال- الجعفي الكوفي.
(4)
الجُعفي الكوفي.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2192) ح (2857/ 52) عن زهير بن حرب، عن جرير، عن سهيل بن أبي صالح به نحوه.
تفرد به مسلم عن البخاريَ كما ذكره الحميدي الجمع بين الصحيحين=
⦗ص: 550⦘
= (3/ 296) ح (2682).
12461 -
حدثنا هلال بن العلاء الرقي
(1)
، حدّثنا حسين بن عياش
(2)
، حدّثنا زهير بن معاوية، عن زياد بن خيثمة، عن سهيل بإسناده مثله
(3)
.
(1)
ابن هلال بن عمر الباهلي مولاهم، أبو عمر الرَّقِّي.
(2)
حسين بن عيَّاش -بتحتانية ومعجمة- بن حازم السلمي مولاهم.
(3)
أخرجه مسلم -كما تقدم في الحديث السابق- من طريق جرير، عن سهيل به.
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (6/ 80) ح (5854) من هذا الوجه من رواية زهير بن معاوية، عن زياد بن خيثمة، عن سهيل به.
12462 -
حدثنا سعيد بن مسعود
(1)
، حدّثنا معاوية بن عمرو
(2)
، حدّثنا زهير بن معاوية، عن العلاء بن المسيب، أنَّ سهيل بن أبي صالح حدثه، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الله إذا أحبَّ عبدا قال لجبريل"، وذكر الحديث
(3)
.
(1)
ابن عبد الرحمن المروزي، أبو عثمان.
(2)
ابن المهلّب أبو عمرو البغدادي.
(3)
لم يتبين لي وجه إيراد المصنف لهذا الحديث في هذا الباب، وقد أورده أيضًا (في كتاب البر والصلة، انظر: ح 11512)، من طريق سعيد بن مسعود وأبي جعفر أحمد بن محمد وأبي أمية كلهم عن معاوية به، وقد أورده مسلم في كتاب البر والصلة، باب إذا أحب الله عبدا حببه لعباده (4/ 2030) ح (12637/ 157)، عن زهير بن حرب، حدثنا جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة به نحوه.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التوحيد، باب كلام الرب مع جبريل، ونداء الله الملائكة (9/ 142) ح (7485) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن=
⦗ص: 551⦘
= دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به نحوه.
12463 -
حدثنا أحمد بن يحيى السابري
(1)
، حدّثنا بكير بن جعفر
(2)
، عن عمران بن عبيد
(3)
، عن سهيل، أو عن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"صنفان من أهل النار؛ لم أرهما: قوم بأيديهم سياطٌ كأذناب البقر، يضربون به الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من كذا وكذا"
(4)
.
(1)
أبو عبد الله الجرجاني.
(2)
الجرجاني السُّلمي، القاضي. قال الحافظ ابن حجر في اللسان:"منكر الحديث مشَّاه ابن عدي" لسان الميزان (2/ 61).
(3)
الضبي.
(4)
إسناد المصنف ضعيف، وقوله:"عن سهيل أو عبد الله بن دينار، عن أبيه"، خطأ، والصواب رواية الجماعة، "عن سهيل، عن أبيه"، وهذا هو المحفوظ، كما سيأتي، والحديث أخرجه مسلم -كما تقدم رقم (12460) - من طريق جرير، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وله طرق عن سهيل من رواية جمع من الثقات عنه بهذا الإسناد، ولا يعرف من رواية غيره، ولهذا لما أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (2/ 214) من طريق السابري شيخ أبي عوانة به، قال:"غير محفوظ عن سهيل أو عن عبد الله أخوه"، وإنما قال أخوه لأن سياق الإسناد لديه خالف سياق المؤلف، وعنده:"عن سهيل، عن أبيه، أو عبد الله، عن أبيه أبي صالح"، وقال: وقوله في هذا الإسناد: "عن عبد الله عن أبيه أبى صالح، إنما يريد عبد الله بن أبي صالح السمان، عن أبيه أبي صالح". =
⦗ص: 552⦘
=وأما إسناد المؤلف فأوجهه الحافظ ابن حجر بأن الضمير في أبيه راجع إلى سهيل في الموضعين، فقال: يعني والد سهيل [إتحاف المهرة 14/ 582/ 18268)، وعلى كل فليس له أصل عن غير سهيل. والله أعلم
12464 -
حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، وإدريس بن بكر
(1)
، قالا: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير
(2)
عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل الأرض لم أرهما بعد: قوم معهم أسياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخُلْن الجنة ولا يجدْن ريحها، وإنَّ ريحها لتوجد من كذا وكذا"
(3)
.
(1)
لم أقف عليه.
(2)
هو: ابن عبد الحميد الضبي، كما جاء منسوبا عند البيهقي السنن الكبرى للبيهقي (2/ 331).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2192) ح (2857/ 52) عن زهير بن حرب، عن جرير، عن سهيل بن أبي صالح به مثله.
12465 -
حدثنا عمار بن رجاء
(1)
، حدّثنا أبو عامر العقدي
(2)
، حدّثنا أفلح بن سعيد القبائي من أهل قباء، حدّثنا عبد الله بن رافع مولى أم سلمة قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنْ طالت بك مدة أوشك
(3)
أن ترى قوما يغدون في سخط الله، ويروحون في نقمته
⦗ص: 553⦘
في أيديهم مثل أذناب البقر"
(4)
.
(1)
التغلبي، أبو رجاء الأستراباذي.
(2)
عبد الملك بن عمرو القيسي البصري.
(3)
في صحيح مسلم (أوشكت).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2193) ح (2857/ 54) عن عبيد الله بن سعيد، وأبي بكر بن نافع، وعبد بن حميد، ثلاثتهم عن أبي عامر العقدي به مثله، وقال:"أوشكت"، وقال:"لعنته" بدل: "نقمته".
12466 -
حدثنا أبو أمية، قال حدّثنا الخضر بن محمد بن شجاع
(1)
، حدّثنا عيسى بن يونس
(2)
، عن أفلح بن سعيد، حدّثنا عبد الله بن رافع مولى أم سلمة قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن طالت بك مدة، فسترى قوما يغدون في سخط الله، ويروحون في نقمته، يحملون معهم سياط أمثال أذناب البقر"
(3)
.
(1)
الجزري، أبو مروان الحراني.
(2)
هو: ابن أبي إسحاق السبيعي.
(3)
أخرجه مسلم (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون 4/ 2193) ح (2857/ 53) عن ابن نمير، عن زيد بن حباب، عن أفلح بن سعيد به نحوه.
وجاء لفظ الرواية في صحيح مسلم: "يوشك إن طالت بك مدة أن ترى" وجاء اللفظ عند المصنف: "إن طالت بك مدة فسترى"، ولعل هذا من فوائد الاستخراج.
تنبيه: أخرج الإمام ابن حبان في المجروحين (1/ 199)(ت: 112) هذا الحديث عن ابن قتيبة، عن يزيد بن موهب الرملي، عن عيسى بن يونس عن أفلح بن سعيد به نحوه.
وقال: "هذا خبر باطل بهذا اللفظ، قد رواه سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم "اثنان من أمتي لم أرهما: رجال بأيديهم سياط مثل أذناب البقر، ونساء كاسيات عاريات" وقال: أفلح بن سعيد، يروي عن الثقات الموضوعات، وعن=
⦗ص: 554⦘
= الأثبات الملزقات لا يحلّ الاحتجاج به ولا الرواية عنه بحال" اهـ.
وتعقبه الذهبي في الميزان (1/ 274) ت (1023): "ابن حبان ربما قصَّب [في التهذيب: نصب] الثقة حتى كأنه لا يدري ما يخرج من رأسه" ثم قال: "بل حديث أفلح صحيح غريب، وهذا شاهد لمعناه".
وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب (1/ 368): "والحديث في صحيح مسلم من الوجهين، فمستند ابن حبان في تضعيفه مردود، وقد غفل مع ذلك، فذكره في الطبقة الرابعة من الثقات، وذهل ابن الجوزي فأورد الحديث من الوجهين فى الموضوعات، وهو من أقبح ما وقع له فيها، فإنه قلد فيه ابن حبان من غير تأمل" اهـ.
12467 -
حدثنا موسى بن إسحاق القواس
(1)
بالكوفة، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا أفلح بن سعيد الأنصاري، حدِّثنا عبد الله بن رافع، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك إنْ طالت بك مدة أن ترى قوما يغدون في غضب الله، ويروحون في معصيته، في أيديهم أمثال أذناب البقر"
(2)
.
(1)
ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وقال: "كتبت عنه، ومحله الصدق".
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 135).
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق، وقد أخرجه مسلم من طريق ابن نمير، عدق زيد بن حباب، عن أفلح بن سعيد به نحوه.
أبواب في صفة الجسر يوم القيامة والآخرة وفتنة القبور وبيان قلة الدنيا في الآخرة، وهوانها.
12468 -
حدثنا الحسن بن عفان، حدّثنا أبو أسامة
(1)
، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن المستورد بن شداد أخي بني فهر، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إِصْبَعه هذه في اليم، ثم يرفعها -وأشار أبو أسامة بالإبهام- ثم ينظر، بِم يرجع"، وأشار بها إسماعيل
(2)
.
(1)
حماد بن أسامة القرشي مولاهم، الكوفي.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة (4/ 2193) ح (2858/ 55) عن محمد بن رافع، عن أبي أسامة به نحوه.
وأخرجه -أيضا- من طريق عبد الله بن إدريس، وعبد الله بن نمير، ومحمد بن بشر، وموسى بن أعين، ويحيى بن سعيد، خمستهم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس به نحوه، وساق لفظ يحيى بن سعيد، وساق المصنف لفظ رواية أبي أسامة تاما.
12469 -
حدثنا عمار بن رجاء
(1)
، حدّثنا محمد بن عبيد
(2)
، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: أخبرني المستورد بن شداد أخو بني فهر، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما الدنيا في الآخرة إلا ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم، فلينظر، بِمَ يَرجع"
(3)
.
(1)
التغلبي، أبو رجاء الأستراباذي.
(2)
ابن أبي أمية الطنافسي الأحدب الكوفي.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه -كما تقدم في الحديث السابق- من طرق عن إسماعيل بن=
⦗ص: 556⦘
= أبي خالد به نحوه.
12470 -
حدثنا عباس الدوري، حدّثنا محمد بن بشر
(1)
ح؛
وحدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور
(2)
، حدّثنا يحيى بن سعيد القطان، قالا: حدّثنا إسماعيل، حدّثنا قيس، قال: حدّثنا المستورد، أخو بني فهر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع"
(3)
.
(1)
هو: العبدي، أبو عبد الله الكوفي.
(2)
أبو سعيد البصري، يلقب بكربزان.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه- كما تقدم في تخريج الحديث رقم (12468) -عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، عن محمد بن بشر؛
وعن محمد بن حاتم، عن يحيى بن سعيد، كلاهما، عن إسماعيل بن أبي خالد به نحوه.
12471 -
حدثنا ابن الجنيد الدقاق، قال: حدّثنا الوليد بن القاسم
(1)
، قال: حدّثنا إسماعيل، عن قيس، قال: سمعت المستورد، عن الني صلى الله عليه وسلم ح؛
وحدثنا الصغاني، حدّثنا عبيد الله بن موسى
(2)
، حدّثنا إسماعيل، عن قيس، عن المستورد، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم، فلينظر بم يرجع إليه"
(3)
.
(1)
الوليد بن القاسم بن الوليد الهَمْدَانِي، الخَبْذَعي الكوفي.
(2)
عبيد الله بن موسى بن أبي المختار (باذام) العبسي الكوفي.
(3)
أخرجه مسلم -كما تقدم في تخريج الحديث رقم (12468) - من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد به نحوه. وفي لفظ المصنف: "فلينظر بم يرجع إليه" ولعل هذا من فوائد الاستخراج.
12472 -
حدثنا أبو أمية، حدّثنا جعفر بن عون
(1)
، وعبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن أبي خالد بمثله
(2)
.
(1)
ابن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي.
(2)
أخرجه مسلم -كما تقدم في تخريج الحديث رقم (12468) - من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد به نحوه.
12473 -
حدثنا ابن الجنيد
(1)
، حدّثنا الحميدي
(2)
، حدّثنا سفيان
(3)
ح؛
قال وحدثنا موسى بن سفيان
(4)
بجنديسابور، حدّثنا عبد الصمد بن حسان
(5)
، حدّثنا سفيان الثوري، قالا: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، حدّثنا قيس بن أبي حازم، قال: سمعت مستوردا
(6)
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم يده في اليم، ثم ينظر ما يرجع إليه"
(7)
.
(1)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد أبو جعفر الدقاق.
(2)
عبد الله بن الزُّبير بن عيسى القُرشِي، والحديث في مسنده (2/ 105) ح (878) عن سفيان بهذا الإسناد بمثل لفظ أبي عوانة. وزاد في آخره:"وكان ابن أبي خالد، يقول فيه: "سمعت المستورد أخي بني فهر" يلحن فيه، فقلت أنا: أخا بني فهر".
(3)
هو: ابن عيينة.
(4)
ابن زياد الجُنْدَ يْسَابوري السُّكَّري، أبو عمران الأهوازي.
(5)
المروزي، ويقال: المروروذي، أبو يحيى.
(6)
في الأصل: "مستورد" بالرفع، والتصويب تقتضيه اللغة.
(7)
أخرجه مسلم -كما تقدم في تخريج الحديث رقم (12468) - من طرق عن إسماعيل ابن أبي خالد به نحوه. =
⦗ص: 558⦘
= زاد أبو عوانة على الإمام مسلم في طرق هذا الحديث طريق محمد بن عبيد، والوليد بن القاسم، وعبيد الله بن موسى، وسفيان بن عيينة، والثوري، وهذا من فوائد الاستخراج.
باب بيان الأخبار التى تُبيّن أنَّ الناس يحشرون يوم القيامة حفاة عراة.
12474 -
حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن المقرئ
(1)
ببغداد جار جعفر الصائغ، وسعيد بن مسعود المروزي
(2)
، قالا: حدّثنا روح بن عبادة
(3)
، حدّثنا حاتم بن أبي صغيرة، حدثني عبد الله بن أبي مليكة، قال: حدثني القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا
(4)
" فقلت: يا رسول الله! الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض، قال: "يا عائشة! الأمر أشد من أنْ يهمهم ذلك"
(5)
.
⦗ص: 559⦘
رواه عبد الرحمن بن بشر
(6)
، عن يحيى القطان، عن حاتم بن أبي صغيرة
(7)
.
(1)
في الأصل: محمد بن محمد، ولعله تكرار فهو: عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن لاحق البزاز، أبو محمد المقرئ، وجاء في الإتحاف (17/ 488 رقم 22671)، عبد الله بن محمد المقرئ.
(2)
سعيد بن مسعود بن عبد الرحمن المروزي، أبو عثمان.
(3)
ابن العلاء البصري.
(4)
غرلًا: جمع أغرل وَهُوَ الأقلف والأغلف الّذي لا يختن. تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي (ص: 159).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة (4/ 2194) ح (56/ 2859) من طريق أي خالد الأحمر، ويحيى بن سعيد القطان، كلاهما عن حاتم بن أبي صغيره به نحوه، ولم يسق لفظ حديث أبي خالد الأحمر وإنما أحال على لفظ حديث يحيى القطان، وهذا من فوائد الاستخراج.
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه (الرقاق باب الحشر ح (6527).
(6)
ابن الحكم العبدي، أبو محمد النيسابوري.
(7)
رواية عبد الرحمن بن بشر هذه لم أقف عليها، والحديث أخرجه مسلم -كما تقدم في التخريج- موصولا عن زهير بن حرب، عن يحيى بن سعيد القطان به.
وعبد الرحمن بن بشر العبدي شيخ المصنف يروي عنه مباشرة، ولعله لم يسمع هذا الحديث منه مباشرة، ولذلك علق عنه.
12475 -
حدثنا يونس بن حبيب
(1)
، حدّثنا أبو داود
(2)
، حدّثنا شعبة، قال: انطلقت أنا وسفيان الثوري، إلى المغيرة بن النعمان فأملاه على سفيان، وأنا معه، فلما قام انتسخته من سفيان، فحدثنا قال: سمعت سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة، فقال: "أيها الناس، إنكم محشورون إلى الله عز وجل حفاة عراة:{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}
(3)
، ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا وإنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: يا رب! أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ
⦗ص: 560⦘
الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} إلى قوله: {إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
(4)
قال: "فيقال لي: إنهم لن
(5)
يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم"
(6)
.
(1)
العجلي، مولاهم أبو بشر الأصبهانِي، جامع المسند عن أبي داود الطيالسي.
(2)
هو الطيالسي: والحديث عنده في مسنده (4/ 362) ح (2760) بهذا الإسناد مثله.
(3)
[الأنبياء: 104].
(4)
[المائدة:117].
(5)
كذا في الأصل، وجاء في صحيح مسلم، وكذلك في الحديث الآتي عند المصنف "لم".
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة (4/ 2194) ح (58/ 2860) من طريق: وكيع، معاذ بن معاذ العنبري، ومحمد بن جعفر، ثلاثتهم عن شعبة به نحوه.
وأخرجه البخاري في مواضع متعددة في صحيحه منها: (كتاب التفسير، باب {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} (6/ 55) ح (4625) عن أبي الوليد، عن شعبة به نحوه.
لم يذكر مسلم قصة رواية شعبة، وسماعه من المغيرة بن النعمان، وذكرها المصنف وهو من فوائد الاستخراج، وكذلك متابعة الثوري لشعبة، وروايته عنه.
12476 -
حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي
(1)
، حدّثنا أبو زيد الهروي
(2)
، حدّثنا شعبة، عن المغيرة بن النعمان، قال: سمعت سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قام فينا رسول الله بموعظة، فقال: "يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} ألا! وإن أول من يكسى إبراهيم، ألا وإنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي! فيقال: إنك لا
⦗ص: 561⦘
تدري مما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح:{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} إلى قوله: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
قال: فيقال لي: -أو فيقال-: إنَّ هؤلاء، لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم.
قال: أبو زيد: قال شعبة: أملاه علي وعلى سفيان، ثم إنَّ سفيان أملاه عليّ
(3)
.
(1)
أبو جعفر الدقيقي.
(2)
سعيد بن الربيع الحَرَشي العامري البصري.
(3)
أخرجه الشيخان -كما تقدم في الحديث السابق- من طرق عن شعبة به نحوه.
ومن فوائد الاستخراج رواية شعبة، عن سفيان الثوري، عن المغيرة، وقد سمعه أيضا من المغيرة كما تقدم.
12477 -
حدثنا سعدان بن يزيد، حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق حدّثنا سفيان الثوري ح؛
قال وحدّثنا ابن الجنيد الدقاق، حدّثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدّثنا، سفيان، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلًا {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} ألَا وإنَّ أوّل من يُكسى إبراهيمُ، ألَا وإنَّه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا
⦗ص: 562⦘
ربِّ أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح:{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} إلى قوله: {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه برقم (12475).
ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (139/ 4) ح (3349) عن محمد بن كثير، عن سفيان الثوري به نحوه.
12478 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ
(1)
، حدّثنا حسين بن حفص
(2)
، حدّثنا سفيان
(3)
، عن مغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنكم محضورون حفاة عراة غرلا: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا} وإنّ أوَّل الخلائق يُكْسَى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام"
(4)
.
(1)
محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ الكبير، أبو جعفر البغدادي.
(2)
حسين بن حفص بن الفضل الهَمْداني، القاضي.
(3)
هو: الثوري.
(4)
تقدم تخريجه برقم (12475) من طريق المغيرة بن النعمان نحوه.
ورواه عمر بن شبة، عن الحسين بن حفص، عن سفيان الثوري، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله رضي الله عنه به نحوه
أخرجه البزار (38915) ح (2023) عن عمر بن شبة به، وقال: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه، وأحسب أن عمر بن شبة أخطأ فيه لأنه لم يتابعه عليه أحد، وإنما عند الثوري هذا الكلام، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن=
⦗ص: 563⦘
= جبير، عن ابن عباس، وأحسب أن يكون دخل له متن حديث في إسناد حديث، وليس عن الثوري، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله حديثا مسندا" اهـ.
12479 -
حدَّثنا بكار بن أبي بكر
(1)
القاضي، حدّثنا إبراهيم بن بشار
(2)
، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّكم ملاقوا الله حفاة عراة مشاة غرلا"
(3)
.
(1)
هكذا في الأصل: "بكار بن أبي بكر" ولعل الصواب: "بكار أبي بكرة" بحذف كلمة: "ابن" لأن كنيته: "أبو بكرة" أو: "بكار بن أبي بكرة" نسبة إلى جده الأعلى: أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه، وساق ابن حجر الإسناد في الإتحاف (7/ 83 - 84 رقم: 7382)، وقال:"بكار" ولم ينسبه.
وهو: بكَّار بن قتيبة بن أسد بن عبيد الله بن بشر بن أبي بَكْرة الصَّحابِي، الثقفي، البَكراوي، البَصْري، أبو بَكْرة القاضي.
(2)
الرَّمَادي، أبو إسحاق البصري.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها (4/ 2194 ح (2860/ 57) -عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر أربعتهم عن سفيان بن عيينة به مثله، وزاد في أوله: سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب".
وأخرجه البخاري في صحيحه "كتاب الحشر، باب: كيف الحشر (109/ 8) ح (6524 - 6525) عن علي بن المديني، وقتيبة بن سعيد كلاهما عن ابن عيينة به نحوه.
وفيه من فوائد الاستخراج: بيان المهمل في قوله: "عمرو بن دينار" حيث جاء في مسلم مهملًا.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة والنسخة الجزائرية [6/ ق 79/ ب]: (بكار بن أبي بكر)، وصوابه:(بكار ابن أبي بكرة) منسوب إلى جده الأعلى، أبو بكرة رضي الله عنه، وهو الاحتمال الأولى، وقد أشار إليه محققو الكتاب، والله أعلم.
والحديث في إتحاف المهرة (7383).
12480 -
حدثنا أبو بكر بن أبي مسرة
(1)
، قال: حدَّثنا
⦗ص: 564⦘
الحميدي
(2)
، قال: حدَّثنا سفيان
(3)
، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم فذكر مثله
(4)
.
(1)
هكذا في الأصل: "أبو بكر بن أبي مسرة" ولعل الصواب: ابن أيي مسرة. كما في الإتحاف=
⦗ص: 564⦘
= (83/ 7) ح (7383). ولم أجد في شيوخ أبي عوانة من اسمه: أبو بكر بن أبي مسرة.
وابن أبي مسرة هو: عبد الله بن أحمد بن زكريا بن أبي مسرَّة المكي، أبو يحيى.
(2)
الحديث في مسنده (1/ 433) ح (489) بهذا الإسناد مثله.
(3)
هو: ابن عيينة.
(4)
أخرجه مسلم كما تقدم.
وفي رواية أبي عوانة لهذا الحديث من طريق الحميدي، عن ابن عيينة علو معنوي له، حيث إن الحميديّ كان أثبت الناس في ابن عيينة، ورئيس أصحابه كما قال أبو حاتم الرازي (الجرح والتعديل (5/ 57)(ت 264)، وهو من فوائد الاستخراج.
12481 -
حدثنا محمد بن عامر
(1)
، وأبو أمية
(2)
قالا: حدّثنا أحمد بن إسحاق
(3)
، حدّثنا وهيب، حدّثنا عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يُحْشَرُ الناس على ثلاثة
(4)
طرائق راغبين راهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتَهم النَّارُ؛ تَبِيْتُ معهم حيث باتوا، وتَقِيْلُ معهم حيث قالوا،
⦗ص: 565⦘
وتُصْبح معهم حيث أصبحوا، وتُمسي معهم حيث أمسَوْا"
(5)
.
(1)
أبو عمر الأنطاكي الرملي، ويقال المصيصي.
(2)
هو محمد بن إبراهيم الطرسوسي.
(3)
هو: أحمد بن إسحاق بن زيد بن عبد الله الحضرمي مولاهم، أبو إسحاق البصري.
(4)
في الصحيحين: "ثلاث طرائق". والطرائق جمع طريق، وهي تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ.
انظر: فتح الباري لابن حجر (11/ 379). والمراد بذلك ثلاث فرق. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 283).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة (4/ 2195) ح (2861/ 59) من طريقي: أحمد بن إسحاق، وبهز، كلاهما عن وهيب به مثله وقال:"راغبين وراهبين".
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الرقاق، باب كيف الحشر، (8/ 109) ح (6522) عن معلى بن أسد، عن وهيب به مثله.
ومن فوائد الاستخراج: كثرة الطرق في الرواية عن وهيب.
12482 -
حدثنا حمدان بن علي الوراق
(1)
، حدّثنا معلى بن أسد
(2)
ح؛
وحدثنا أبو داود الحراني، حدّثنا مسلم بن إبراهيم
(3)
قالا: حدّثنا وهيب، حدّثنا عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يحشر الناسُ على ثلاثة طرائق راغبين راهبين، واثنان على بعير وثلاثة على بعير
…
" فذكر مثله سواء
(4)
.
(1)
محمد بن علي بن عبد الله بن مِهْران البغدادي الورَّاق.
(2)
العَمِّي، أبو الهيثم البصري.
(3)
الأزدي الفراهيدي، أبو عمرو البصري.
(4)
تقدم تخريجه انظر الحديث الذي قبله.
باب صفة قيام الناس يوم القيامة لرب العالمين، وما يكون فيه من الشدة من العَرَق وغيره.
12483 -
حدثنا موسى بن النعمان
(1)
بمصر، حدّثنا دحيم
(2)
، حدّثنا شعيب بن إسحاق
(3)
، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
(4)
قال: يقوم الناس لرب العالمين يوم القيامة حتى يغيب أحدهم في رَشْحِه
(5)
إلى أنصاف أذنيه"
(6)
.
(1)
لعله أبو هارون المصري، يروي عن عبد الله بن السري الإنطاكي، ويروي عنه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (5/ 354) (ت: 1019) ولم أجد له ترجمة.
(2)
عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو الدمشقي، لقبه دحيم.
(3)
هو: شُعيب بن شعيب بن إسحاق أبو محمد الدِّمَشْقِي.
(4)
المطففين، الآية:(6).
(5)
الرشح: العرق؛ لأنه يرشح من البدن. انظر: غريب الحديث لإبراهيم الحربى (1/ 288).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة (4/ 2195) ح (60/ 2862) عن زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، كلهم عن عبيد الله بن عمر به نحوه.
وفيه من فوائد الاستخراج: بيان المهمل في عبيد الله، حيث صرح أبو عوانة بأنه ابن عمر.
12484 -
حدثنا مهدي بن الحارث
(1)
، حدّثنا مسدد، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
(2)
، قال: حتى يقوم أحدهم
⦗ص: 567⦘
في رشحه إلى أنصاف أذنيه"
(3)
.
(1)
هو: مهدي بن الحارث بن مرداس العرعري العصار الجرجاني.
(2)
المطففين، الآية:(6).
(3)
أخرجه مسلم -كما تقدم في تخريج الحديث السابق- عن زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، كلهم عن عبيد الله بن عمر به نحوه.
12485 -
حدثنا أبو حاتم الرازي
(1)
، ومحمد بن عبد الحكم القطري
(2)
بالرملة قالا: حدّثنا إبراهيم بن المنذر
(3)
، حدّثنا معن بن عيسى، قال: حدثني مالك ح؛
وحدثنا أحمد بن عبد الرحمن
(4)
، قال: حدّثنا عمي
(5)
، قال حدثني مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} "
(6)
، قال: حتى إنَّ أحدَهم ليغيب في رَشْحِه إلى أنصاف أذنيه"
(7)
.
(1)
محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي إمام الجرح والتعديل
(2)
القطري: ضبطه السمعاني بكسر القاف وسكون الطاء المهملة وفي آخرها الراء -نسبة إلى القِطْر، وضبطه ابن الأثير بفتح القاف وسكون الطاء المهملة وفي آخرها الراء نسبة إلى القَطْر. ذكره ابن مكولا في (الإكمال 7/ 148)، والذهبي في (تاريخ الإسلام حوادث 261 - 280) والسمعاني في (الأنساب 4/ 522) ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا.
(3)
ابن عبد الله بن المنذر الأسدي الحِزامي.
(4)
هو أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم المصري يلقب بـ "بَحْشَل"، ابن أخي عبد الله بن وهب، تُكلِّم فيه، وقد توبع -كما في الإسناد السابق-.
(5)
هو عبد الله بن وهب المصري.
(6)
المطففين، الآية:(6).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها (4/ 2195) ح (2862/ 60 مكرر) عن عبد الله بن جعفر بن يحيى، عن معن، عن، مالك به، ولم=
⦗ص: 568⦘
= يسق لفظ حديث مالك، وإنما أحال على لفظ حديث عبيد الله بن عمر، وقد ساقه المصنف من طريق معن، عن مالك تاما، وهذا من فوائد الاستخراج.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التفسير، باب {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (6/ 167) ح (4938) عن إبراهيم بن المنذر، عن معن، عن مالك به نحوه.
12486 -
وحدثنا النوفلي
(1)
، حدّثنا عبد العزيز بن يحيى
(2)
، حدّثنا مالك بمثله
(3)
.
(1)
هو: جعفر بن سليمان النوفلي المدني، ذكره المزي في تهذيب الكمال (18/ 218) (ت: 3481) في الرواة عن عبد العزيز بن يحيى المدني، ترجم له الذهبي في "تاريخه"(281 - 290 هـ). (5)، والسخاوي في "التحفة اللطيفة"(1/ 415)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
(2)
عبد العزيز بن يحيى المدني نزيل نيسابور، قال ابن حجر:"متروك كذبه إبراهيم بن المنذر". تقريب التهذيب (ص: 617)(ت: 4131).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه -كما في تخريج الحديث السابق- من طريق معن، عن مالك به.
12487 -
وحدثنا الميموني
(1)
، وأبو شعيب الدَّعاء البغدادي
(2)
، قالا: حدّثنا سعيد بن داود الزنبري
(3)
، حدّثنا مالك بمثله
(4)
.
(1)
عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الرَّقِّي، أبو الحسن الميموني.
(2)
هو: صالح بن عمران بن حرب، وقيل: صالح بن عمران بن عبد الله بخاري الأصل، قال الدارقطني:"لا بأس به" وقال بعضهم: "ولم يكن بذاك القوي" ذكره المزي ضمن الرواة عن سعيد بن داود الزنبري، انظر: طبقات الحنابلة (1/ 177) تاريخ بغداد (10/ 437) تهذيب الكمال للمزي (10/ 417)(ت: 2264).
(3)
سعيد بن داود بن سعيد بن أبي زنبر الزنبري.
(4)
أخرجه مسلم -كما سبق رقم (12485) -.
12488 -
حدثنا إبراهيم بن عبد الرحيم دنوقا
(1)
، حدّثنا زكريا بن عدي
(2)
ح؛
وحدثني بكر بن سهل الدمياطي
(3)
، حدّثنا عبد الله بن يوسف
(4)
، قالا حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم "في قوله عز وجل:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
(5)
قال: حتى يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه"
(6)
.
(1)
هو إبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا البغدادي أبو إسحاق.
(2)
ابن رُزيق التيمي، أبو يحيى الكوفي، نزيل بغداد.
(3)
بكر بن سهل بن إسماعيل بن نافع الهاشمي مولاهم، أبو محمد الدمياطي.
(4)
هو التنِّيسي أبو محمد المصري.
(5)
المطففين، الآية:(6).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها (4/ 2196) ح (60/ 2862 مكرر) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي خالد الأحمر، وعيسى بن يونس، كلاهما عن ابن عون به مثله، ولم يسق لفظه، وساقه المصنف تاما، وهذا من فوائد الاستخراج.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الرقاق، باب قول الله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (8/ 111) ح (6531) عن إسماعيل بن أبان، عن عيسى بن يونس به نحوه.
12489 -
حدثنا أبو أمية حدّثنا أبو شيخ الحراني
(1)
، والخضر بن محمد
(2)
قالا: حدّثنا عيسى بن يونس بمثله
(3)
.
(1)
هو عبد الله بن مروان، الحرّاني، سكن بغداد.
(2)
ابن شجاع الجزري، أبو مروان الحرّاني.
(3)
انظر تخريج الحديث الذي قبله.
12490 -
حدثنا أبو داود الحراني
(1)
، وعباس الدوري قالا: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثني أبي، عن صالح، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} يوم القيامة، حتى يغيب أحدهم إلى أنصاف أذنيه في رشحه"
(2)
.
(1)
سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطائي مولاهم الحرانِي الحافظ.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها (4/ 2196) ح (60/ 2862 مكرر) عن الحلواني، وعبد بن حميد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد به نحوه، ولم يسق لفظه، وساقه المصنف تاما، وهذا من فوائد الاستخراج، وقد تقدم تخريج البخاري للحديث انظر تخريج الحديث السابق.
12491 -
حدثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب القاضي، قال: حدّثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجي
(1)
، حدّثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} يوم القيامة في الرشح إلى أنصاف آذانهم"
(2)
.
(1)
أبو محمد البصري.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها (4/ 2166) ح (2862/ 60 مكرر) عن أبي نصر التمار، عن حماد بن سلمة، عن أيوب به نحوه، ولم يسق لفظه، وساقه المصنف تاما، وهذا من فوائد الاستخراج.
وكذلك من فوائد الاستخراج: إن الحديث ساقه المصنف من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، بينما ساقه مسلم من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، وحماد بن زيد أوثق من حماد بن سلمة، قال أبو زرعة:"حماد بن زيد أثبت من حماد بن سلمة بكثير، أصح حديثا وأتقن". اهـ وحماد أثبت الناس في أيوب، كما قال ابن معين. =
⦗ص: 571⦘
= انظر: شرح علل الترمذي (1/ 463) و (2/ 699).
وتقدم تخريج البخاري للحديث، انظر تخريج الحديث رقم (12488).
12492 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا عارم
(1)
، حدّثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
(2)
، حتى إنَّ الرشح ليبلغ أنصاف آذانهم"
(3)
.
(1)
محمد بن الفضل السدوسي، أبو النعمان البصري، و "عارم" لقبٌ له.
(2)
المطففين، الآية:(6).
(3)
انظر الحديث الذي قبله.
12493 -
حدثنا الصائغ
(1)
بمكة، حدّثنا عفان ح؛
وحدثنا عمر بن محمد العمري
(2)
بصنعاء، حدّثنا أبو الوليد
(3)
، قالا: حدّثنا صخر بن جويريه
(4)
، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
(5)
، يوم القيامة، حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه"
(6)
.
(1)
محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ الكبير -أبو جعفر البغدادي، نزيل مكة.
(2)
أبو حفص. وقد روى عنه المصنف عدة أحاديث، انظر الأحاديث:(5858)، (6972)، (7416)، (10645)، ولم أجد له ترجمة.
(3)
هو: هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم أبو الوليد الطيالسي.
(4)
البصري، أبو نافع.
(5)
المطففين، الآية:(6).
(6)
تقدم تخريجه برقم (12488) من طرق عن نافع به. =
⦗ص: 572⦘
= وهذا الطريق مما زاده المصنف على مسلم، وهذا من فوائد الاستخراج، وقد خرج هذا الطريق أحمد في المسند (10/ 83) ح (5823) عن عفان؛
وابن حبان في صحيحه (16/ 326) ح (7331) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما (عفان، أبو الوليد) عن صخر بن جويرية به.
وإسناد أحمد على شرط الشيخين.
12494 -
حدَّثنا ابن ناجيه
(1)
، حدّثنا سويد
(2)
، حدّثنا حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} يوم القيامة، قال: حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه"
(3)
.
في حديث صالح
(4)
وموسى: "إلى أنصاف أذنيه"
(5)
.
(1)
عبد الله بن محمد بن ناجية البربري.
(2)
سويد بن سعيد بن سهل الهروي، الحَدثاني.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها (4/ 2196) رقم (2862/ 60 مكرر) عن سويد بن سعيد به نحوه، ولم يسق لفظه، وساقه المصنف تاما، وهذا من فوائد الاستخراج.
وتقدم تخريج البخاري للحديث كما تقدم برقم (12488).
(4)
صالح بن كيسان المدنى الدوسى، وحديثه تقدم برقم (12490).
(5)
في صحيح مسلم: "إن في حديث موسى بن عقبة وصالح: "حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه "اهـ.
وهذا أنسب، لأن عند البقية:"يقوم أحدهم في رشحه" وعندهما: "حتى يغيب أحدهم في رشحه". وبهذا اللفظ عند المصنف برقم (12490) وأما قوله: "إلى=
⦗ص: 573⦘
= أنصاف أذنيه" عند الجميع بهذا اللفظ.
12495 -
حدثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا ابن وهب، قال: أخبرني سليمان بن بلال
(1)
، عن ثور بن زيد الديلي، عن أبي الغيث
(2)
، عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يَعْرَق النَّاسُ يوم القيامة حتى يَذْهَبَ عَرَقُهم في الأرض سبعين باعًا، ويُلْجِمُهم ويبلغ آذانهم"
(3)
.
(1)
التيمي مولاهم.
(2)
سالم المدني مولى ابن مطيع.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة (4/ 2196) ح (2863/ 61) عن قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز بن محمد، عن ثور به نحوه.
وأخرجه البخاري في صحيحه، (كتاب الرقاق، باب قول الله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (8/ 111) ح (6532) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن سليمان بن بلال به مثله إلا أنه قال:"ذراعا".
فوائد الاستخراج:
1 -
بيان المهمل في ثور، حيث صرح أبو عوانة بأنه: ابن زيد الديلي، وجاء في مسلم مهملا.
2 -
عند مسلم في صحيحه "إلى أفواه الناس أو آذانهم" بالشك، وجاء عند المصنف بالجزم دون الشك.
12496 -
حدثنا أبو أمية، حدّثنا يعقوب بن محمد الزهري
(1)
، حدّثنا عبد العزيز بن محمد، حدّثنا ثور بن زيد الديلي ح؛
⦗ص: 574⦘
وحدثنا أحمد بن عيسى الخشاب التِّنِّيسِي
(2)
، حدّثنا عمرو بن أبي سلمة
(3)
، عن عبد العزيز بن محمد، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن العرق يوم القيامة ليذهب في الأرض سبعين ذراعا، وإنه ليبلغ أفواه الناس، أو إلى آذانهم" شك ثور
(4)
.
(1)
المدني.
(2)
أَحْمَد بن عِيسَى بن زَيْد اللَخمي الخشاب التِّنّيسيّ.
(3)
عمرو بن أبي سلمة التنيسي، أبو حفص، الدمشقي، مولى بني هاشم.
(4)
أخرجه الشيخان -كما تقدم في الحديث السابق- من طريقين عن عبد العزيز بن محمد به ولفظ البخاري: "سبعين ذراعا" كما عند المصنف، وأما لفظ مسلم "سبعين باعا". وقال ابن حجر:"في رواية الإسماعيلي من طريق ابن وهب عن سليمان بن بلال "سبعين باعا" اهـ انظر: فتح الباري لابن حجر (11/ 394).
12497 -
وبإسناده أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل اللّه، أو كالذي يقوم الليل ويصوم النهار"
(1)
.
(1)
لعلِ إيراد هذا الحديث في هذا الباب من أجل إسناده. وأخرجه المصنف في كتاب الزهد والرقائق ح (12980) عن أبي الجماهر الحمصي، حدثنا يحيى بن صالح، أخبرنا الدراوردي به مثله.
وأخرجه مسلم (كتاب الزهد والرقائق، باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم صحيح مسلم (4/ 2286) ح (2982/ 41) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، عن مالك، عن ثور بن زيد به نحوه.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الأدب باب الساعي على المسكين (9/ 8) ح (6007) عن عبد الله بن مسلمة به نحوه.
12498 -
حدثنا أبو أمية، حدّثنا منصور بن سلمة
(1)
، وأبو الجماهر
(2)
، قالا: حدّثنا عبد العزيز بن محمد بإسناده: "الساعي
…
" بمثله
(3)
.
(1)
أبو سَلمة الخزاعي البَغْدَادِي.
(2)
محمد بن عثمان التنوخى، أبو عبد الرحمن الدمشقى الكفرسوسى، لقبه أبو الجماهر.
(3)
انظر الحديث الذي قبله. وسيأتي في الحديث: (12980) عن أب الجماهر الحمصي، عن يحيى بن صالح، عن الدراوردي به نحوه.
12499 -
وحدثنا أبو محمد الشافعي
(1)
، حدّثنا عمي
(2)
، حدّثنا عبد العزيز بن محمد بإسناده مثله:"أفواه الناس أو إلى آذانهم" -شك ثور- الحديثين جميعا مثلهما
(3)
.
(1)
هو: أحمد بن محمد بن عبد الله بن العباس ابن عبد الله بن عثمان بن شافع.
(2)
إبراهيم بن محمد بن العباس، المطلبي، أبو إسحاق، المكي، ابن عم الإمام الشافعي.
(3)
أخرجه مسلم -كما تقدم في تخريج الحديث (12495) - عن قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي به نحوه.
وتقدم تخريج البخاري للحديث انظر ح (12495).
12500 -
أخبرنا محمد بن عبد الحكم
(1)
، حدّثنا أبو مسهر
(2)
، حدّثنا يحيى بن حمزة
(3)
ح؛
وحدثنا السُّلَمي
(4)
، ويزيد بن سنان
(5)
قالا: حدّثنا نعيم بن
⦗ص: 576⦘
حماد
(6)
، حدّثنا يحيى بن حمزة ح؛
وحدثنا الصغاني
(7)
، حدّثنا الحكم بن موسى
(8)
، حدّثنا يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني سليم بن عامر، قال: حدثني المقداد بن الأسود، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تُدْنَىَ الشَّمسُ يوم القيامة من الخَلْقِ حتى تكون منهم كمقدار ميل".
قال: سليم بن عامر: فوالله ما أدري ما يعني بالميل؟ أَمسافة الأرض؟ أم الميل الذي تُكَحَّل به العين؟
قال: "فيكون الناس على قَدَر أعمالهم في العَرَق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حَقْوَيه، ومنهم من يُلْجِمُهم العَرَق"، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه
(9)
.
(1)
هو محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري.
(2)
عبد الأعلى بن مُسْهِرٍ الغسَّاني الدمشقي.
(3)
ابن واقد الحضرمي، أبو عبد الرحمن الدمشقي البتلهي القاضي.
(4)
أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي، أبو الحسن النيسابوري لقبه حمدان.
(5)
ابن يزيد بن الذَّيَّال القرشي الأموي، أبو خالد القزاز.
(6)
ابن معاوية الخزاعي المروزي، أبو عبد الله.
(7)
محمد بن إسحاق بن جعفر أبو بكر البغدادي.
(8)
ابن أبي زهير البغدادي.
(9)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في صفة يوم القيامة -أعاننا الله على أهوالها- (4/ 2196) ح (2864/ 62) عن أبي صالح الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة به مثله.
تفرد به مسلم عن البخاري كما في الجمع بين الصحيحين للحميدي (3/ 354) ح (2824).
12501 -
حدثنا عباس الدوري، حدّثنا عبد الله بن سنان الخراساني
(1)
-ثقة نزل البصرة-، قال حدّثنا عبد الله بن المبارك، حدّثنا
⦗ص: 577⦘
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني سليم بن عامر، قال: حدثني المقداد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد قيد
(2)
ميل أو اثنين
(3)
".
قال سليم: لا أدري أي الميلين يعني: مسافة الأرض أو الميل الذي تُكَحَّلُ به العينُ.
قال: "فَتَضربهُمُ الشَّمْسُ
(4)
، فيكونون في العرق كقدر أعمالهم: منهم من يأخذه إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه إلجاما". ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشير بيده إلى فيه: يُلْجِمه إلجَامًا"
(5)
.
(1)
الهروي، نزيل البصرة، وثقه أبو داود، وقال ابن حبان: مستقيم الحديث. انظر: الثقات=
⦗ص: 577⦘
= (8/ 342)، تاريخ بغداد (9/ 469).
(2)
جاء في الأصل "قدر"، وجاء في حاشية الأصل تصويبه "قيد"، وكذلك جاء في جامع الترمذي (4/ 531 رقم 2421) بلفظ "قيد".
(3)
هكذا رواه -أيضا- الترمذي في جامعه (4/ 531) ح (2421) بلفظ: "ميل أو اثنين".
(4)
وعند الترمذي: "فَتَصْهَرُهُمُ الشَّمْسُ" أي: تُذِيبُهُمْ من الصَّهْرِ وهو: الْإِذَابَةُ. انظر: تحفة الأحوذي (7/ 89).
(5)
أخرجه مسلم -كما تقدم في تخريج الحديث السابق- من طريق يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به نحوه.
وأخرجه الترمذي في السنن (4/ 614) ح (2421) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك به نحوه، وقال:"حديث حسن صحيح".
ومن فوائد الاستخراج: متابعة ابن المبارك (عند المصنف) ليحيى بن حمزة عند مسلم.
12502 -
حدثنا محمد بن سعيد بن أبان
(1)
بجنديسابور قال: حدّثنا الحسين بن عيسى
(2)
[*]
، أخبرنا ابن المبارك بمثله
(3)
.
(1)
الجنديسابوري المعروف: ابن جابان.
(2)
لم أقف على ترجمته.
(3)
تقدم تخريجه برقم (12500).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة والنسخة الجزائرية [6/ ق 81/ ب]: (الحسين بن عيسى)، وصوابه:(الحسن بن عيسى)، كما في إتحاف المهرة (17002)، والحديث على الصواب في حلية الأولياء أبي نعيم (8/ 183)، وهو أبو على الحسن بن عيسى بن ماسرجس الماسرجسى النيسابورى، مولى عبد الله بن المبارك، وقد ورد اسمه على الصواب في الموضع التالي من الكتاب:(12443).
باب بيان صفة أهل النار وأعمالهم التي بها يدخلونها.
12503 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داود
(1)
، حدّثنا هشام الدستوائي، عن قتادة، عن مطرِّف بن عبد الله بن الشخِّير، عن عياض بن حمار المجاشعي، أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: "ألَا إنَّ ربي -أو إنَّ ربّي عز وجل أمرني أن أعلِّمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، كلما
(2)
نحلت عبدي حلالا
(3)
، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنَّهم أتتهم الشياطين، فاجتالتهم
(4)
عن دينهم، وحَرَمتْ عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرَتْهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإنّ الله عَزَّوجَلَّ نظر إلى أهل الأرض؛ فَمَقَتَهُم
(5)
عَرَبَهَم وعَجَمَهم إلا بقايا من أهل
⦗ص: 580⦘
الكتاب، وقال: يا محمدُ إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء
(6)
تقرؤه نائما ويقظانًا" وإن الله أمرني أن أُحَرِّقَ قريشا، فقلت: إذا يَثْلَغُوا
(7)
رأسي فيدعونه خبزة، فقال: "استخرجهم كما أخرجوك، واغزُهم نُغْزِكَ
(8)
، وأنفق سيُنْفَق عليك، وابعث جيشا نبعث خمسة أمثاله، وقاتل بمن أطاعك مَنْ عصاك". وقال: "أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقتصد موَفَّق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل مسلم وقرب، وفقير عفيف متصدق، وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زَبَرَ له
(9)
الذين هم فيكم تبعا لا يبتغون
(10)
أهلا ولا مالا، والخائن الذي لا
⦗ص: 581⦘
يخفى له طمع، وإن دَقَّ إلا خانه
(11)
، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك" وذكر "البخلَ والكذبَ والشِّنْظِيْر
(12)
(13)
الفاحش"
(14)
.
قال أبو داود: فحدثنا همام، وقال: كنا عند قتادة فذكرنا
⦗ص: 582⦘
هذا الحديث، فقال يونس الهدادي
(15)
وما كان فينا أحفظ منه: إنَّ قتادة لم يسمع هذا الحديث من مطرف، قال: فعبنا ذلك عليه، قال: فاسألوه فهبناه، وجاء أعرابي، فقلنا للأعرابي: سل قتادة عن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم عن حديث عياض بن حمار أسمعه من مطرف؟ فقال الأعرابي: يا أبا الخطاب! أخبرني عن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يعني حديث عياض أسمعته من مطرف؟ فغضب، فقال: حدثنيه ثلاثة عنه، حدثنيه يزيد بن عبد الله بن الشخير، وحدثنيه العلاء بن زياد العدوي عنه، وذكر ثالثا لم يحفظ همام
(16)
.
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (2/ 404) ح (1175) بهذا الإسناد نحوه.
(2)
في صحيح مسلم (4/ 2197) ح (63/ 2865)"كل مال نحلته".
(3)
قال الإمام النووي رحمه الله: في الكلام حذف أي قال الله تعالى: كل مالٍ أعطيته عبدًا من عبادي؛ فهو له حلال، والمراد إنكار ما حرموا على أنفسهم من السائبة والوصيلة والحامي وغير ذلك، (شرح صحيح مسلم 17/ 287).
(4)
وَالِاجْتِيَالُ: هو السَّوْقُ، يقال: اجْتَلْتُ من الْإِبِلِ نَاقَةً بمعنى أخرجتها وَأَخَذْتُ في سَوْقِهَا. انظر: الدلائل في غريب الحديث للسرقسطي: (1/ 182).
(5)
المقت: أشد البغض. فالأظهر أنه أراد قبل بعثة النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ لأن العرب والعجم كانوا على الشرك، كما وقع المعظم أهل العرب أو بعبادة عيسى كما وقع للنصارى أو بعبادة عزير كما وقع لليهود.
انظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (8/ 394)، تكملة فتح الملهم (12/ 181).
(6)
قال القاضي عياض: "يحتمل أن يشير إلى أنه أودعه قلبه، وسهل عليه حفظه، وما فى القلوب لا يخشى عليه الذهاب بالغسل.
ويحتمل أن يريد الإشارة إلى حفظه وبقائه على مر الدهر، فكنى عن هذا بهذا اللفظ" اهـ انظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (8/ 395).
(7)
الثلغ: الشدخ وقال بعضهم هوَ فضخك الشَّيْء الرطب بالشَّيْء الْيَابِس حَتَّى ينشدخ والفضح والثلغ والشدخ شَيْء وَاحِد. والمعنى: "أَيْ: يَشْدَخُوهُ كَمَا تُشْدَخُ الْخْبْزَةُ".
انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم (ص: 499). شرح السنة للبغوي (14/ 408).
(8)
في مسند الطيالسي (2/ 404) ح (1175): "يُغْزَ بِكَ"، وفي صحيح مسلم:"نُغْزِكَ"، وقال النووي في شرحه (17/ 195):"بضم النون أي: نعينك"، وقال القاضي البيضاوي في تحفة الأبرار:(3/ 316):" "و"نغزك" من أغزيته: إذا جهزته للغزو، وهيأت له أسبابه" اهـ. وفي المعجم الكبير (17/ 360):"يُعِزِّك الله".
(9)
زبر: مكبَّر الزبير وَهُوَ فِي الصِّفَات الْقوي الشَّديد، وَيُقَالُ: أَسَدٌ زِبِرٌ. إِذَاْ كانَ شَدِيدًا، وهذا في أصل استعمال اللغة، وقال القاضي عياض:"لَا زبر لَهُ" أَي لَا عقل لَهُ وَقيل الَّذِي لَيْسَ عِنْده مَا يعْتَمد عَلَيْهِ وَقيل الَّذِي لَا مَال لَهُ. انظر: الفائق في غريب الحديث (2/ 250)، الدلائل في غريب الحديث (2/ 564). مشارق الأنوار على صحاح الآثار (1/ 309).
(10)
في صحيح مسلم: "لا يَتْبَعون" بالعين المهملة مخفف، ومشدد (يتَّبِعون) من الاتّباع.
ومعنى: لا يبتغون أي لا يطلبون. انظر: شرح النووي (17/ 196).
(11)
أي: لا يخفى عليه شيء ما يمكن أن يطمع فيه -وإن دق بحيث لا يكاد يدرك- إلا وهو يسعى في التفحص عنه والتطلع عليه، حتى يجده فيخونه، وهذا هو الإغراق في الوصف بالخيانة. انظر: تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة للقاضي البيضاوي (3/ 254).
(12)
هكذا جاء بالعطف هنا، فتكون المذكورات في الحديث ستة، أو يقال: إن "الشنظير" تفسير لقوله: "ورجل لا يصبح ولا يمسي".
وجاء بالشك "أو" في بعض نسخ صحيح مسلم، -وقال النووي، وهي المشهورة في نسخ بلادنا، ورواية الواو رجحها القاضي عياض وقال: هي رواية جميع شيوخنا. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 290) تكملة فتح الملهم (12/ 184).
(13)
الشنظير: السيء الخْلق. انظر: غريب الحديث لابن قتيبة (1/ 305)
(14)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في صفة يوم القيامة -أعاننا الله على أهوالها- (4/ 2197 - 2198) ح (2865/ 63) من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه له نحوه. =
(15)
هكذا جاءت نسبته في الأصل، وفي الإتحاف (12/ 634)، وانظر: تعليق المحقق على هذه النسبة حاشية (2)"الهدادي" بفتح الهاء والألف بين دالين المهملتين مخففتين، هذه النسبة إلى هداد وهو بطن من الأزد، قاله ابن ماكولا. انظر: الأنساب (13/ 387)، وفي مسند أحمد (30/ 284):" قال همام: قال بعض أصحاب قتادة، ولا أعلمه إلا قال يونس الإسكاف: قال لي: إن قتادة لم يسمع حديث عياض بن حمار، من مطرف" اهـ والإسكاف: يونس بن أبي الفرات القرشي مولاهم أبو الفرات البصري.
(16)
هذه القصة لم يذكرها مسلم في صحيحه، وفيها بيان سماع قتادة هذا الحديث من ثلاثة، عن مطرف، وجاء في إسناد مسلم في صحيحه "قال يحيى بن سعيد، قال شعبة، عن قتادة، قال سمعت مطرفا في هذا الحديث".
12504 -
حدثنا عمار بن رجاء
(1)
، قال: حدّثنا أبو داود
(2)
، قال حدّثنا هشام، عن قتادة، عن مطرف، عن عياض بن حمار أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 583⦘
قال: "أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقصد
(3)
متصدق موفَّق، ورجل رحيم رقيق القلب بقربى ومسلم، وفقير عفيف متصدق، وأهل النار خمسة" فذكر إلى قوله "والشنظير الفاحش"
(4)
.
(1)
التغلي، أبو ياسر الأسترالاذي
(2)
هو: الطيالسي والحديث في مسنده كما سبق.
(3)
كذا في الأصل والسنن الكبرى للبيهقي (10/ 87) من طريق يونس بن حبيب، عن أبي داود به. وقال الإمام البيهقي بعد روايته للحديث: أخرجه مسلم في الصحيح من حديث هشام وغيره عن قتادة، وقال:"ذو سلطان مقسط"(انظر صحيح مسلم برقم: 6825)، وجاء في مسند الطيالسي "مقتصد" وكذا في بعض نسخ السنن الكبرى للبيهقي كما في السنن المطبوع بتحقيق د/ التركي (20/ 242).
والمقصد: أي المعتدل الذي لا يميل إلى أحد طرفي التفريط والإفراط. انظر النهاية (4/ 67).
والمقتصد: أي الذي لا يسرف في الإنفاق ولا يقتر. انظر: النهاية (4/ 68).
(4)
انظر تخريج الحديث السابق.
12505 -
حدثنا أبو داود الحراني، قال: حدّثنا أبو عمر الحوضي
(1)
، قال: حدّثنا همام بن يحيى قال: حدّثنا قتادة، قال حدثني العلاء بن زياد، ويزيد أخو مطرف، ورجلان آخران نسي همام اسمهما أنَّ مطرف بن عبد الله حدثهم أنَّ عياض بن حمار حدثه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في خطبته: "إنَّ الله عز وجل أمرني أنْ أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، وانَّ
⦗ص: 584⦘
كل مال نحلته عبدي حلالا، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنما أتتهم الشياطين؛ فاجتالتهم عن دينهم؛ وحرمتْ عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرَتْهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإن الله عز وجل نظر إلى أهل الأرض فمقَتَهم كلهم: عجمهم وعربهم غير بقايا من أهل الكتاب، وقال لي: يا محمدُ إنما بعثتك لأبتليك، وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء؛ تقرأه يقظانا ونائما، وإن الله عز وجل أمرني أن أحرق قريشا، فقلت: يا رب إذًا يثلغوا رأسي، فيدعوه خبزة، فقال: استخرجهم كما خرجوك واغزهم فسنُغزِّك، وأنفق ينفق عليك، وابعث جيشا؛ نبعث خمسة أمثاله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك، قال: وأهل الجنة ثلاثة: إمام مقسط، مُصَدِّقٌ موفَّق
(2)
، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، ورجل فقير عفيف مُتَصَدِّق، قال: وأهل النار خمسة: رجل خائن لا يخفى له طمع، وإن دَقَّ إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، والفقير الذي لا زَبَرَ له الذين هم فيكم تبعا لا يبغون أهلا ولا مالا" قال: فقال رجل يا عبد الله! أمِنَ العرب هو أم من الموالي هو؟ قال: هو التابعة يكون للرجل، فيصيب من خدمه سِفَاحًا غيرَ نكاح، "والشنظير الفاحش"، قال: وذكر البخل والكذب.
⦗ص: 585⦘
لم يخرج مسلم حديث همام
(3)
.
(1)
هو حفص بن عمر بن الحارث بن خبرة الأزدي النمري، وهذا هو الصواب -كما في الأصل- ومن تلاميذه: أبو داود الحراني، ومن شيوخه همام بن يحيى (كما في تهذيب الكمال 7/ 27 - 28).
وجاء في إتحاف المهرة (12/ 633) أبو عمر الضرير، ولم يذكر في ترجمة أبي عمر الضرير روايته عن همام، أو أخذ أبي داود الحراني عنه. (انظر: تهذيب الكمال 7/ 45).
(2)
في مسند أحمد (30/ 284) ح (18340): "مُوقِنٌ".
(3)
أخرجه مسلم -كما تقدم في الحديث السابق- من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة به نحوه. ولم يخرجه من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، وأخرجه من هذا الوجه الإمام أحمد في المسند (30/ 283) ح (18340) وابن حبان في صحيحه (2/ 422) ح (653)، عن عفان، عن همام به نحوه، وسيأتي تخريج المصنف لرواية همام في الحديث الآتي.
وقوله في الحديث: "فقال رجل يا عبد الله أمِنَ العرب أم من الموالي هو؟ قال: هو التابعة يكون للرجل، فيصيب من خدمه سِفَاحًا غيرَ نكاح" زيادة على لفظ مسلم، وهو من فوائد الاستخراج.
12506 -
حدثنا ابن الجنيد الدقاق، حدّثنا عمرو بن عاصم، حدّثنا همام، حدّثنا قتادة قال: حدثني أربعة، عن مطرف بن عبد الله منهم يزيد بن عبد الله أخو مطرف، والعلاء بن زياد العدوي، ورجلين نسيهما همام، عن عياض بن حمار أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: في خطبته: "إن الله عز وجل أمرني أن أعلمكم ما جهلتم" وذكر الحديث بطوله
(1)
.
(1)
انظر: تخريج الحديث السابق.
12507 -
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي حدّثنا يحيى بن سعيد، قال: حدّثنا هشام الدستوائي، قال: حدّثنا قتادة، عن مطرف، عن عياض بن حمار أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم، فقال في خطبته" وذكر الحديث بطوله
(1)
.
⦗ص: 586⦘
قال يحيى بن سعيد: حدّثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت مطرفا
(2)
في هذا الحديث
(3)
.
(1)
أخرجه مسلم -كما تقدم برقم (12503) - من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه هشام الدستوائي به نحوه. =
⦗ص: 586⦘
= وأخرجه الإمام أحمد في المسند (29/ 32) ح (17484) عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد.
(2)
في الأصل: مطرف -بالرفع، والتصويب تقتضيه اللغة.
(3)
هكذا علقه المصنف، والإمام مسلم، ووصله أبو عوانة في الحديث الذي بعده -وليس فيه تصريح قتادة بالسماع من مطرف- والإمام أحمد في المسند (29/ 35) ح (17485)، وفيه تصريح قتادة بالسماع من مطرف.
وفي المسند: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا "سعيد"، بدل:"شعبة".
وفي نسخة من المسند: "شعبة" كما أفاد المحقق في الحاشية، وهو الصواب كما في إسناد أحمد في إتحاف المهرة (12/ 635) وهو يوافق بما عند المصنف. وكذلك أَخرجه الطبراني في الكبير (17/ 361) ح (994) عن عبد الله بن أحمد به. وقال:"شعبة" وهو أولى أن يثبت في المسند. -والله أعلم-.
12508 -
حدثني محمد بن إسحاق السراج
(1)
، حدّثنا عبد الرحمن بن بشر
(2)
، قال: حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن مطرف، عن عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أوحي إليّ" وذكر الحديث
(3)
.
(1)
هو: ابن إبراهيم بن مهران، أبو العباس الثقفي مولاهم، صاحب المسند الكبير.
(2)
العبدي، أبو محمد النيسابوري.
(3)
انظر: تخريج الحديث السابق ولم يخرج مسلم حديث شعبة، عن قتادة. وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 361) ح (994) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن قتادة، به نحوه. وهو في المسند كما تقدم (29/ 35).
12509 -
حدثنا أبو جعفر أحمد بن سعيد الدارمي
(1)
، قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد
(2)
، قال: حدَّثنا أبي الحسين
(3)
، عن مطر
(4)
، قال: حدثني قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عياض بن حمار أخي بني مجاشع أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم، فقال:"إنَّ الله عز وجل أوحى إلي أنْ تواضعوا حتى لا يَفْخَرَ أحدٌ على أحدٍ"
(5)
.
(1)
أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، أبو جعفر السَّرَخْسي.
(2)
على بن الحسين بن واقد القرشي، أبو الحسن، و يمال أبو الحسين، المروزي.
(3)
الحسين بن واقد المروزي، أبو عبد الله، مولى عبد الله بن عامر بن كريز، القرشي.
(4)
هو: بن طَهْمَان الورَّاق، أبو رجاء السلمي مولاهم، الخراسانِي.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب صفة يوم القيامة (4/ 2198) ح (2865/ 64) من طريق الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد به.
12510 -
حدثنيه عثمان بن خرزاذ
(1)
، حدّثنا الدارمي
(2)
بهذا الحديث وزاد: "ولا يَبْغِي أحدٌ على أحدٍ"
(3)
.
رواه مسلم عن أبي عمَّار، عن الفضل بن موسى، عن الحسين، عن مطر
(4)
.
(1)
عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ، أبو عمرو البصري الحافظ.
(2)
هو أبو جعفر أحمد بن سعيد الدارمي.
(3)
لعله سمع أبو عوانة أولا بالواسطة، ثم سمع من الدارمي مباشرة فرواه بالوجهين. والله
(4)
صحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في صفة يوم القيامة -أعاننا الله على أهوالها- (4/ 2197 - 2198) ح (2865/ 64).
12511 -
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني
(1)
، أخبرنا
⦗ص: 588⦘
عبد الرزاق
(2)
، أخبرنا معمر، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عياض بن حمار المجاشعي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله عز وجل أمرني أنْ أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، وإنّه قال: إنَّ كلَّ مال نحلته عبادي، فهو لهم حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء، كلهم، فأتتهم الشياطين؛ فاجتالتهم عن دينهم، وحرمتْ عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإنَّ الله عز وجل نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وإن الله أمرني أن أحرق قريشا، فقلت: يا رب! إنهم إذًا يثلغوا رأسي حتى يدعوه خبزة، فقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وقد أنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء، تقرأه في المنام واليقظة، فاغزهم نغزِّك، وانفق ينفق عليك، وابعث جيشا نُمْدِدْكَ بخمسة أمثالهم، وقاتل بمن أطاعك من عصاك، ثم قال: أهل الجنة ثلاثة: إمام مقسط، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، ورجل غني عفيف متصدق، وأهل النار خمسة الضعيف الذي لا زَبَرَ له الذين هم فيكم تَبَعًا لا يبتغون بذلك أهلا ولا مالا، ورجل إنْ أصبح أصبح يخادعك عن أهلك ومالك، ورجل لا يخفى له طمع، وإن دقَّ إلا ذهب به، والشنظير الفاحش"، قال: فذكر البخل والكذب
(3)
.
⦗ص: 589⦘
من هنا لم يخرجاه.
(1)
هو الدبري.
(2)
ابن همام الصنعاني والحديث في المصنف (11/ 120) ح (20088) بهذا الإسناد نحوه.
(3)
أخرجه مسلم (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في صفة يوم القيامة -أعاننا الله على=
⦗ص: 589⦘
= أهوالها- (4/ 2197 - 2198) ح (2865/ 63). من طريق هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة، ومطر الوراق، ثلاثتهم عن قتادة به نحوه.
ومن هذا الوجه من رواية معمر، عن قتادة لم يخرجه مسلم.
وأخرجه الطبراني الكبير (17/ 358) ح (987) عن الدبري به نحوه، وهو في المصنف لعبد الرزاق (11/ 120).
وأخرجه النسائي في الكبرى، (كتاب فضائل القرآن، باب قراءة القرآن على كل الأحوال (7/ 278) ح (8016) عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن معمر به نحوه.
12512 -
ز- حدثنا ابن الجنيد
(1)
، حدّثنا شبابة
(2)
، حدّثنا المغيرة بن مسلم
(3)
، عن مطر الوراق، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عياض بن حمار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله عز وجل أمرني أنْ أعلمكم ما جهلتم مما علمني ربي يومي هذا" وذكر الحديث
(4)
.
(1)
محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق البغدادي، أبو جعفر.
(2)
ابن سوّار أبو عمرو المدائني.
(3)
المغيرة بن مسلم القسملى، أبو سلمة السراج المدائنى. "صدوق" كما في تقريب التهذيب (ص: 966) (ت: 6850).
(4)
أخرجه المحاملي في أماليه (رواية ابن مهدي الفارسي ص: 152) ح (292) - ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (9/ 471) ح (4524) - عن زكريا بن يحيى المكفوف، عن شبابة بن سوار قال: حدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ عَنْ مَطَرٍ عَنْ مُطَرِّفِ بن الشِّخِّيرِ
…
به نحوه.
وقد أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق الحسين بن واقد، عن مطر الوراق عن قتادة، عن مطرف به. =
⦗ص: 590⦘
= تنبيه: هكذا في الأصل في إسناد المصنف لم يذكر قتادة بين مطر ومطرفت بن عبد الله، وكذلك جاء في إسناد المحاملي في أماليه، والخطيب في تاريخه.
وجاء إسناد المصنف في إتحاف المهرة (12/ 634)"المغيرة بن مسلم، عن مطر الوارق، عن قتادة، عن مطرف به" ولعل إثبات قتادة في الإسناد أقرب إلى الصواب، والله أعلم.
12513 -
ز- حدثنا ابن الجنيد، وعبيد بن شريك
(1)
قالا: حدثنا حدّثنا أحمد بن محمد بن أيوب
(2)
، حدّثنا إبراهيم بن سعد
(3)
، عن محمد بن إسحاق، عن ثور بن يزيد
(4)
، عن يحيى بن جابر
(5)
، عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي
(6)
- وكان عبد الرحمن من حملة العلم يطلبه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- أنَّ عبد الرحمن حدثه عن عياض بن حمار المجاشعي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم يوما: "ألا أحدثكم ما حدّثني الله في الكتاب إنَّ الله خلق آدم وبنيه حنفاء مسلمين"، وذكر الحديث
(7)
.
⦗ص: 591⦘
إلى هنالم يخرجاه.
(1)
عُبيد بن عبد الواحد بن شَريك البزَّار، أبو محمد البغدادي.
(2)
البغدادي أبو جعفر الورّاق المعروف بصاحب المغازي.
(3)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي.
(4)
ثور بن يزيد أبو خالد الحمصي ثقة ثبت كما في تقريب التهذيب (ص: 190)(ت: 861).
(5)
يحيى بن جابر بن حسان بن عمرو الطائي، أبو عمرو الحمصى القاضى
(6)
عبد الرحمن بن عائذ الأزدى الثمالى. "ثقة" كما في تقريب التهذيب (ص: 584)(ت: 3910).
(7)
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (18/ 73) من طريق عبيد بن عبد الواحد، عن أحمد بن محمد بن أيوب، به نحوه.
وأخرجه الطحاوي في شرج مشكل الآثار (10/ 7) ح (3878) عن هارون بن=
⦗ص: 591⦘
= أبي عيسى، عن محمد بن إسحاق، قال: وحدثني ثور بن يزيد، به.
وهارون بن أبى عيسى الشامي (كاتب محمد بن إسحاق) قال ابن حجر: مقبول كما في التقريب (ص: 1015)(ت: 7237).
وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 363) ح (997) زياد بن عبد الله البكائي؛ وابن عساكر في تاريخ دمشق تاريخ دمشق (34/ 451) من طريق سلمة بن الفضل، كلاهما (البكائي وسلمة بن الفضل) عن محمد بن إسحاق، به، وفي تاريخ دمشق: محمد بن إسحاق قال فحدثني ثور.
وإسناد المصنف حسن، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند الطحاوي، وابن عساكر كما سبق.
12514 -
حدثنا جعفر بن محمد الجنديسابوري
(1)
، حدّثنا عبد الله بن رُشَيْد
(2)
، حدّثنا أبو عبيدة مجاعة بن الزبير
(3)
، عن قتادة، عن مطرف عن عياض بن حمار قال:"خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال الخطبة، فقال: إني أمرت أن أعلمكم من دينكم ما تجهلون، وإنَّ الله عز وجل يقول: إني خلقت عبادي حنفاء" وذكر الحديث
(4)
.
(1)
لعله جعفر بن محمد بن موسى أبو محمد الأعرج النيسابوري، وهو ثقة، وثقه الدارقطني والخطيب وغيرهما. (انظر: تاريخ بغداد 7/ 203)، وتقدم عند المصنف برقم (4458)، قال حدثني جعفر النيسابوري، فلعله هو المراد هنا والله أعلم.
(2)
في إتحاف المهرة: "عبد الله بن أسيد" وهو خطأ ظاهر. وعبد الله بن رُشَيد هو: أبو عبد الرحمن الجنديسابوري.
(3)
مجاعة -بضم الميم وتشديد الجيم- بن البير العتكي الأزدي، انظر: المغنى في الضبط/ ص/ 2211.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه -كما تقدم في تخريج حديث رقم (12503) -من طرق عن قتادة به.=
⦗ص: 592⦘
= ومن هذا الوجه من رواية مجاعة بن الزبير، عن قتادة أخرجه الشجري في أماليه (1/ 171) ح (644) بإسناده إلى الطبراني، عن السري بن سهل، عن عبد الله بن رشيد به نحوه.
وفيه شيخ الطبراني: السري بن سهل الجنديسابوري: قال البيهقي: لا يحتجّ به (السنن الكبرى: 6/ 108).
وفي إسناد المصنف عبد الله بن رُشيد، وشيخه مجاعة بن الزبير كلاهما متكلم فيه أما عبد الله بن رُشيد: قال أبو عوانة "كان ثقة". قال ابن حبان: مستقيم الحديث، وقال البيهقي: لا يحتج به. انظر: مستخرج أبي عوانة ح (7484). والثقات (8/ 343)، ولسان الميزان (3/ 339).
وأما مجاعة بن الزبير: قال أحمد: "لم يكن به بأس في نفسه". وضعفه الدارقطني. وقال ابن عدي: هو ممن يحتمل ويكتب حديثه.
انظر: الجرح والتعديل (8/ 420)، والضعفاء الكبير (4/ 255)، والكامل (6/ 427)، والميزان (3/ 437) ولسان الميزان (5/ 24).
أبواب فى عذاب القبر وفتنته، وما يقاسي الميت في قبره.
باب صفة العرض على الميت في قبره، والدليل على أنه يعذب فيه حتى يبعث.
12515 -
حدثنا محمد بن حيويه، قال: حدثنا القعنبي، ومطرف، عن مالك ح؛
وحدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، حدّثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ أحدكم إذا مات عُرِضَ عليه مَقْعَده بالغداة والعشي، إنْ كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النَّار، فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب عرض مقعد الميت من الجنة والنار عليه (4/ 2199) ح (2866/ 65) عن يحيى بن يحيى، قال قرأت على مالك به مثله، وساق المصنف طرقا للحديث عن مالك، ولعل هذا من فوائد الاستخراج.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجنائز، باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي (2/ 99) ح (1379) عن إسماعيل، عن مالك به مثله.
12516 -
حدثنا أبو أميَّة، حدّثنا سليمان بن حرب، وعارم
(1)
قالا: حدّثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
⦗ص: 594⦘
"إنَّ أحدَكم إذا مات عُرض عليه مقعدُه بالغداة والعشي؛ إنْ كان من أهل الجنَّة فمن أهل الجنة؛ وإنْ كان من أهل النَّار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى تُبعث"
(2)
.
(1)
محمد بن الفضل السدوسي، أبو النعمان البصري، و "عارم" لقبٌ له.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه من طريق مالك، عن نافع به، كما تقدم في تخريج الحديث السابق. وهذا الوجه من رواية حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، لم يخرجه مسلم، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الرقاق، باب سكرات الموت، (8/ 107) ح (6515) عن أبي النعمان عارم به مثله.
12517 -
حدثنا السلمي
(1)
، حدّثنا أحمد بن يونس ح؛
وحدثنا أبو حميد العَوَهي
(2)
، حدّثنا عبيد بن جَنَّاد
(3)
، قالا حدّثنا الليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ أحدَكم إذا مات عُرض عليه مقعدُه بالغداة والعشي، إنْ كان من أهل الجنَّة، فمن أهل الجنة، وإنْ كان من أهل النَّار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك، حتى يبعثه الله يوم القيامة"
(4)
.
(1)
أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي، أبو الحسن النيسابوري لقبه حمدان.
(2)
العَوَهي: بفتح العين المهملة والواو، كسر الهاء، نسبة إلى "العَوَه" بطن من العرب.
وهو: أحمد بن محمد بن المغيرة بن سيَّار الحمصي. الأنساب للسمعاني (9/ 92)
(3)
جناد -بالجيم، والنون المشددة، وآخره دال مهملة-، وعبيد بن جناد مولى بني جعفر بن كلاب، حلي، توفي (231) هـ.
انظر: الإكمال (2/ 44)، تكملة الإكمال لابن نقطة (2/ 10).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه -كما تقدم- من طريق مالك عن نافع. انظر: ح (12515). =
⦗ص: 595⦘
= ولم يخرجه من هذا الوجه من رواية الليث بن سعد، عن نافع، وأخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة (4/ 117) ح (3240) عن أحمد بن يونس به نحوه، ولم يذكر:"حتى يبعثه الله يوم القيامة".
12518 -
حدثنا محمد بن مهل، قال: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا مات الرجل عُرض عليه مقعدُه بالغداة والعشي، إنْ كان من أهل الجنة فالجنة، وإنْ كان من أهل النار فالنار". قال: ثمّ يقال له: "هذا مقعدك الذي تُبْعَث إليه يوم القيامة"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب عرض مقعد الميت من الجنة والنار عليه (4/ 2199) ح (2866/ 66) عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق به مثله.
12519 -
حدثنا قربزان عبد الرحمن بن محمد بن منصور البصري، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدَّثنا عبيد الله بن عمر ح؛
وحدثنا أبو عبد الله السِّخْتياني
(1)
، حدّثنا ابن أبي شيبة، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
(1)
السَّخْتِيَانِي: نسبة إلى عمل السَّخْتيان وبيعها، وهي الجلود الضأنية ليست لأدم.
انظر: الأنساب (7/ 53).
وهو: إسحاق بن إبراهيم السختيانِي الجرجانِي، صرَّح المصنِّف باسمه في موضعين في المستخرج، أولهما في كتاب الأيمان، ح (6350) والثاني في كتاب المناقب، ح (10441).
وفي إتحاف المهرة لابن حجر (9/ 192) ح (10863): "أبو عبد الله السجستاني" وهو خطأ.
12520 -
حدثنا عباس الدوري، حدّثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا سفيان الثوري، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما من صباح إلا يُعْرض على أهل القبور مقاعدُهم من الجنة والنار"
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه برقم (12515) بلفظ مقارب، وفائدة الاستخراج: رواية المصنف لهذا الحديث، عن نافع، من طريق ثقات أصحابه المتقنين كمالك وأيوب وعبيد الله بن عمر.
والحديث أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 137) عن أحمد بن القاسم بن الريان، ثنا محمد بن يونس، ثنا عبيد الله بن موسى به بنحو لفظ المصنف. وقال أبو نعيم:"عزيز من حديث الثوري، حدث به عثمان بن أبي شيبة، عن عبيد الله، ورواه قبيصة، عن سفيان وزاد: "ما دامت الدنيا". وتفرد بهذه الزيادة. رواه أبو زرعة" اهـ
وشيخ أبي نعيم: أحمد بن القاسم بن الريان، ضعفه الدارقطني كما في ميزان الاعتدال (1/ 128). ومحمد بن يونس هو الكديمي "ضعيف" كما في تقريب التهذيب (ص: 912) (ت: 6419).
فتبين أن إسناد أبي نعيم ضعيف، ولكنه متابع بإسناد المصنف.
باب بيان سماع البهائم عذاب القبر، وأنَّ ابن آدم لا يسمعه.
12521 -
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي
(1)
، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى
(2)
، حدّثنا الجريري
(3)
، عن أبي نضرة
(4)
، عن أبي سعيد، عن زيد بن ثابت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أقبل علينا بوجهه؛ فقال:"تعوَّذوا بالله من عذاب النار"، قلنا: نعوذ بالله من عذاب النّار، قال:"تعوّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها، وما بطن"، قلنا: نعوذ من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قال:"تعوَّذوا بالله من فتنة الدّجّال"، قلنا: نعوذ بالله من فتنة الدّجّال
(5)
.
رواه مؤمل بن هشام
(6)
، عن ابن علية
(7)
، عن الجريري
(8)
.
(1)
إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري.
(2)
عبد الأعلى بن عبد الأعلى القرشي البصري السامي.
(3)
سعيد بن إياس الجريرى، أبو مسعود البصري.
(4)
المنذر بن مالك بن قطعة العبدى.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه (4/ 2199) ح (67/ 2867) من طريق يحيى بن أيوب، وأبي بكر بن أبي شيبة كلاهما، عن ابن عليّة، عن سعيد الجريري به نحوه.
(6)
مؤمل بن هشام اليشكري، أبو هشام البصري، ختن إسماعيل ابن علية.
(7)
إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي مولاهم أبو بشر البصري، المعروف بابن علية.
(8)
لم أقف على رواية مؤمل بن هشام، عن ابن علية. وقد تقدمت رواية ابن علية موصولة=
⦗ص: 598⦘
= -كما سبق قريبا-.
12522 -
حدثنا يحيى بن أبي طالب
(1)
، حدّثنا عبد الوهاب بن عطاء
(2)
، أخبرنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطًا لبني النجار
(3)
، فسمع صوتا ففزع، فقال:"من أصحاب هذه القبور؟ " قالوا: يا نبي الله: ناسٌ ماتوا في الجاهلية، قال:"تعوذوا بالله من عذاب القبر، وفتنة الدّجِّال" قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: "إن هذه الأمة تُبْتَلَى في قبورها وإنَّ المؤمنَ إذا وُضع في قبره، أتاه ملكٌ فسأله: ما كنتَ تعبد؟ فإن هداه الله قال: كنت أعبد الله، قال: فيقال له: ما كنتَ تقول في هذا الرجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله، فما يُسْأَل عن شيء غيرها. فينطلق به إلى بيت كان له في النار، فيقال: هذا بيتك كان في النار، ولكن الله عز وجل عصمك ورحمك، فأبدلك الله به بيتًا في الجنة، فيقول: دعوني حتى أذهب فأُبَشِّر أهلي،
⦗ص: 599⦘
فيقال له: اسكن.
وإنَّ الكافر إذا وُضِع في قبره أتاه ملكٌ يَنْتَهره؛ فيقول له: ماكنتَ تعبد؟ فيقول: لا أدري؛ فيقال له: لا دَرَيَتَ ولا تَلَيْتَ
(4)
؛ فيقول: ماذا كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: كنت أقول ما يقول النَّاس، فيضربه بمطراق من حديد بين أذنيه؛ فيصيح صيحة يسمعها الخلائقُ غيرَ الثقلين"
(5)
.
(1)
يحيى بن جعفر بن عبد الله بن الزِّبْرِقان، أبو بكر البغدادي.
(2)
الخفاف العجلي مولاهم، أبو نصر، تُكُلِّم فيه، ووصف بالتدليس، وقد صرَّح بالتحديث، وهو من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة. انظر: تهذيب التهذيب (6/ 452).
(3)
النجار هو: تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج. وبنو النّجّار بطون. وهم: بنو مالك بن النجار؛ وبنو عدي بن النجار؛ وبنو مازن بن النجار؛ وبنو دينار بن النجار. وسمي النجار، لأنه ضرب رجلًا اسمه العتر بقدوم فنجره. ومنهم: سلمى أم عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: جمهرة أنساب العرب لابن حزم (1/ 472)
(4)
وَلَا تليت: معناه لَا تَلَوت أَي لَا قَرَأت من تَلا يَتْلُو إِنَّما قيل تليت ليزدوج الْكَلَام كَمَا قَالُوا الغدايا والعشايا. أَي لم تدر وَلم تتل أَي لم تنْتَفع بدرايتك وتلاوتك كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} . انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (1/ 111)، ومشارق الأنوار على صحاح الآثار (1/ 121).
وقال الخطابي: "ولا تليت". هكذا يقول المحدثون. والصواب: "ولا ائْتَلَيْتَ"، تقديره: افتعلت، أي لا استطعت. من قولك: ما ألوت هذا الأمر وما استطعته. استطعتُهُ. إصلاح غلط المحدثين (ص: 69).
(5)
أخرجه مسلم (كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب عرض مقعد الميت من الجنة والنار عليه (4/ 2201) ح (2870/ 72) عن عمرو بن زرارة، عن عبد الوهاب بن عطاء به ولم يسق لفظ حديث سعيد بن أبي عروبة كاملا.
وأخرجه البخاري في صحيحه، (كتاب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر (2/ 98) ح (1374) عن عياش بن الوليد، عن عبد الأعلى، عن سعيد به مختصرا.
فيه من فوائد الاستخراج بيان بعض المتن المحال به على المتن المحال عليه، حيث ساق مسلم بعضه من طريق سعيد بن أبي عروبة، ثم أحال بقيته على ما أورده من حديث شيبان بن عبد الرحمن، وساقه المصنف تاما.