الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
12523 -
حدثنا موسى بن هارون أبو عيسى الطوسى المحتسبي ببغداد، حدثنا الحسين بن محمد المروروذي، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن
(1)
، عن قتادة
(2)
، قال: قال أنس بن مالك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ العبد إذا وُضع فى قبرِه وتولَّى عنه أصحابُه، إنَّه ليسمعُ قَرْعَ نِعالهم
(3)
، قال: يأتيه مَلَكان فيُقعدانه، فيقولان له: ما كنتَ تقول فى هذا الرجل؟ قال: فأمّا المؤمن فيقول: أشهد أنَّه عبد الله ورسوله، قال: فيُقال له: انظر إلى مقعدِك من النَّار، قد أبدلك الله به مقعدَك من الجنَّةِ، فقال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: فيراهما جميعًا".
قال قتادة: "وذُكر لنا أنَّه يُفسح له فى قبره سبعون ذراعًا، ويُملأ عليه خَضِرًا إلى يوم يُبعثون"
(4)
.
(1)
شيبان بن عبد الرحمن النحوي أبو معاوية البصري.
(2)
قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي البصري.
(3)
أي: خفقها وضربها بالأرض. والقرع فى الأصل: الضرب. انظر: مشارق الأنوار (2/ 180)، النهاية (4/ 44).
(4)
أخرجه مسلم فى صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه 4/ 2200/ حديث رقم 70) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، به.
12524 -
حدثنا أبو غسَّان مالك بن يحيى الهَمْداني الدّميري، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء
(1)
، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن
⦗ص: 6⦘
أنس بن مالك، أنّ نبيَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ العبد إذا وُضع فى قبرِه وتولَّى عنه أصحابه، إنَّه يسمع صوتَ نِعالهم، فيأتيه مَلكان، فيقولان له: ما كنتَ تقول فى هذا الرجل؟ -يعني: محمدًا- قال: فأما المؤمن فيقول: أشهد أنَّه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك فى النار، قد أبدلك الله مقعدًا فى الجنَّةِ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيراهما جميعًا"
(2)
.
(1)
عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبو نصر العجلي مولاهم.
(2)
أخرجه مسلم فى صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه 4/ 2201/ حديث رقم 72) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، به.
وأخرجه البخاري مطولا فى صحيحه (كتاب الجنائز، باب الميت يسمع خفق النعال 2/ 90/ حديث رقم 1338) من طريق عبد الأعلى وزيد بن زريع، عن سعيد، به.
من فوائد الاستخراج:
- تعيين سعيد، وأنه ابن أبي عروبة، بينما جاء عند مسلم مهملا.
- ذكر لفظ سعيد بن أبي عروبة بتمامه، بينما مسلم اكتفى بذكر طرف منه، وأحال بباقيه على لفظ حديث شيبان.
12525 -
حدثنا ابن أبي الدنيا
(1)
، حدثنا أزهر بن مروان الرَّقَاشِي
(2)
، حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد
(3)
، عن
⦗ص: 7⦘
قتادة، أنَّ أنس بن مالك حدّثهم، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ العبد إذا وُضع فى قبرِه وتولَّى عنه أصحابه، قال: إنَّه ليسمع قرع نِعالهم، فيأتيه مَلَكان، فيقعدانه فينتهرانه، فيقولان: ما كنت تعبد؟ "، فذكر الحديث
(4)
.
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا البغدادي.
(2)
أزهر بن مروان الرقاشي -بتخفيف القاف، وشين معجمة- النواء -بنون وواو مثقلَّة- لقبه: فُريخ -بالخاء المعجمة مصغرا-. قال مسلمة الأندلسي: ثقة. وقال الحافظ ابن حجر: صدوق. انظر: (تهذيب التهذيب 1/ 205، التقريب/123، ترجمة 312، تبصير المنتبه 3/ 1077).
(3)
هو: سعيد بن أبي عروبة مهران اليشكري مولاهم البصري.
(4)
أخرجه مسلم فى صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه 4/ 2201/ حديث رقم 71) من طريق سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه البخاري فى صحيحه (كتاب الجنائز، باب الميت يسمع خفق النعال 2/ 90/ حديث رقم 1338) من طريق من طريق عبد الأعلى، عن سعيد، به.
وأخرجه أيضًا فى صحيحه (كتاب الجنائز، باب ما جاء فى عذاب القبر 2/ 98، حديث رقم 1374) من طريق عبد الأعلى، عن سعيد، به.
من فوائد الاستخراج: تصريح قتادة بالسماع من أنس.
12526 -
حدثنا فهد بن سليمان النَحَّاس
[*]
، وهِلال بن العلاء
(1)
، قالا: حدثنا محمد بن عبد الله الرَّقَاشي، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وُضع الميتُ فى قبره وتولَّى عنه أصحابُه، قال: حتى إنَّه ليسمع خَفْقَ نِعالهم، إذا ولَّوا مدبرين"، فذكر مثله سواء
(2)
.
(1)
هلال بن العلاء بن هلال الباهلي أبو عمر الرقي.
(2)
أخرجه مسلم فى صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه 4/ 2201/ حديث رقم 71) من طريق يزيد بن زريع، به.
وأخرجه البخاري مطولا فى صحيحه (كتاب الجنائز، باب الميت يسمع خفق النعال 2/ 90/ حديث رقم 1338) عن خليفة، عن يزيد بن زريع، به.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة والنسخة الجزائرية [6/ ق 85/ أ]: (النحاس)، وصوابه:(النخَّاس)، وقد ورد على الصواب في المواضع التالية (344 هامش، 5272، 13003 هامش)، وعلى الخطأ في المواضع التالية (5143 هامش، 12416 هامش)، وانظر: الأنساب للسمعاني (13/ 55)، تاريخ الإسلام للذهبي (6/ 588)، توضيح المشتبه لابن ناصر الدين (9/ 41)، وتبصير المنتبه لابن حجر (4/ 1433)، وتصحف في طبعات بعض المصادر كذلك، ومنها: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/ 89)، ونقل ابن قطلو بغا في الثقات (7/ 534) عنه على الصواب. والحديث في إتحاف المهرة (1650) ونسخة السخاوي منه (1/ ق 107/ ب)، وسقط ذكر فهد بن سليمان من الأسانيد التي ذكرها الحافظ.
12527 -
حدثنا أبو إبراهيم الزهري
(1)
، قال: حدثنا محمد بن المِنهال
(2)
، حدثنا يزيد بن زريع إلى قوله:"نعالهم إذا انصرفوا"
(3)
.
(1)
هو: أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد العوفي.
(2)
محمد بن المنهال الضرير البصري.
(3)
تقدم تخريجه فى الحديث السابق.
12528 -
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أَبِي، حدثنا محمد بن جعفر
(1)
، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لولا أنْ لا تدافنوا لَدعوتُ الله عز وجل أنْ يُسمعَكم من عذابِ القبرِ"
(2)
.
(1)
محمد بن جعفر الهذلي البصري المعروف بـ غندر.
(2)
أخرجه أحمد فى مسنده (20/ 198، ح 12808).
وأخرجه مسلم فى صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه 4/ 2200/ حديث رقم 68) من طريق محمد بن جعفر، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر نسب أنس، وأنه ابن مالك رضي الله عنه.
12529 -
حدثنا عباس الدوري
(1)
، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا غُندر
(2)
، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لولا أن لا تدافنوا لَدعوتُ الله أن يُسمعَكم عذابَ القبرِ"
(3)
.
(1)
هو: عباس بن محمد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي.
(2)
هو: محمد بن جعفر الهذلي البصري.
(3)
تقدم تخريجه فى الحديث السابق.
12530 -
حدثنا يونس بن حبيب
(1)
، وعمار بن رجاء
(2)
قالا: حدثنا أبو داود
(3)
، حدثنا شعبة، حدثني عون بن أبي جُحيفة
(4)
، عن أبيه، عن البراء بن عازب، عن أبي أيوب قال:"خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عند صلاة المغرب، فسمع صوتًا فقال: اليهودُ تُعذَّبُ فى قبورها"
(5)
.
(1)
يونس بن حبيب بن عبد القاهر العجلي الأصبهاني.
(2)
عمار بن رجاء التغلبي أبو ياسر الأسترباذي.
(3)
أبو داود هو: سليمان بن داود الطيالسي.
(4)
عون بن وهب بن عبد الله السوائي، ووهب كنيته أبو جحيفة.
(5)
أخرجه مسلم فى صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه 4/ 2200/ حديث رقم 69) من طريق شعبة، به.
وأخرجه البخاري فى صحيحه (كتاب الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر 2/ 99 / حديث رقم 1375) عن محمد بن المثنى، عن يحيى، عن شعبة، به.
من فوائد الاستخراج:
- ذكر نسب البراء، وأنه ابن عازب رضي الله عنه.
- رواية أبي عوانة الحديث من طريق أبي داود، قال أبو مسعود بن الفرات:"ما رأيتُ أحدًا أكبر فى شعبة من أبي داود". انظر: شرح علل الترمذي (2/ 515).
12531 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا أبو الوليد
(1)
، قال: حدثنا شعبة، بمثله
(2)
.
(1)
هو: هشام بن عبد الملك الباهلي الطيالسي.
(2)
تقدم تخريجه فى الحديث السابق.
12532 -
حدثنا قُرْبُزَان
(1)
، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن
⦗ص: 10⦘
شعبة، قال: حدثني عون بن أبي جُحيفة، عن أبيه، عن البراء بن عازب، عن أبي أيوب قال:"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما غربت الشمس، فسمع صوتا، فقال: اليهود تُعذَّب فى قبورها"
(2)
.
(1)
هو: عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، المعروف بقربزان أو كربزان.
(2)
أخرجه مسلم فى صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه 4/ 2200/ حديث رقم 69) من طريق يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه البخاري فى صحيحه (كتاب الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر 2/ 99/ حديث رقم 1375) عن محمد بن المثنى، عن يحيى، به.
من فوائد الاستخراج:
- ذكر نسب البراء، وأنه ابن عازب رضي الله عنه.
- تعيين يحيى بن سعيد، وأنه القطان.
بابُ صفةِ سؤالِ الميت فى قبره، وبيان عذاب القبرِ؛ وأنَّ روح المؤمنِ والكافرِ يصُعد بها إلا السماء ثم تُردّ.
12533 -
حدثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب القاضي البصري، وأبو أسامة الكلبي
(1)
، وجعفر بن محمد الخفَّاف الأنطاكي، والصغَّاني
(2)
قالوا: حدثنا أبو الوليد
(3)
، حدثنا شعبة، عن علقمة بن مَرْثد
(4)
، عن سعد بن عُبيدة
(5)
، عن البراء بن عازب، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم فى القبر إذا سئل؛ فيشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذلك قول الله عز وجل:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}
(6)
"
(7)
.
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي.
(2)
هو: محمد بن إسحاق بن جعفر أبو بكر البغدادي.
(3)
هو: هشام بن عبد الملك الباهلي الطيالسي.
(4)
علقمة بن مرثد الحضرمي الكوفي.
(5)
سعد بن عبيدة السلمي أبو حمزة الكوفي.
(6)
سورة إبراهيم، الآية:27.
(7)
أخرجه مسلم فى صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه 4/ 2201/ حديث رقم 73) من طريق شعبة، به.
وأخرجه البخاري فى صحيحه (كتاب الجنائز، باب ما جاء فى عذاب القبر 2/ 98/ حديث رقم 1369) عن حفص بن عمر، عن شعبة، به.
وأخرجه أيضا فى صحيحه (كتاب تفسير القرآن، باب {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا =
⦗ص: 12⦘
=بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} 2/ 98/ حديث رقم 4699) عن أبي الوليد، عن شعبة، به.
من فوائد الاستخراج:
- التصريح بذكر المسلم وأن جوابه الشهادة، وأما فى رواية مسلم فلم يصرح بذكر المسلم ولا بالشهادة، بل جوابه بقوله: ربي الله ونبي محمد.
- كون رواية أبي عوانة من طريق أبي الوليد، وقد قال يحيى بن معين:"لم أر فى أصحاب شعبة أحسن حديثا من أبي الوليد". انظر: شرح العلل (2/ 514).
12534 -
حدثنا يزيد بن سنان
(1)
، قال: حدثنا وهب بن جرير
(2)
، قال: حدثنا شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عُبيدة، عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم فى قوله:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} قال: "إذا سُئل المؤمنُ فى قبره، فقال: ربِّي الله"
(3)
.
(1)
يزيد بن سنان بن يزيد بن الذيال القزاز أبو خالد البصري.
(2)
وهب بن جرير بن حازم أبو عبد الله الأزدي البصري.
(3)
تقدم تخريجه فى الحديث السابق.
من فوائد الاستخراج: التصريح بأن هذا هو جواب المؤمن إذا سئل فى قبره.
12535 -
حدثنا أبو قلابة
(1)
، وإبراهيم بن مرزوق
(2)
، قالا: حدثنا عبد الصمد
(3)
، قال: حدثنا شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عُبيدة، عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم فى قوله:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
⦗ص: 13⦘
"إذا سُئل المؤمنُ فى قبره، فيعلم أنَّ الله ربّه"
(4)
.
(1)
هو: عبد الملك بن محمد عبد الله الرقاشي البصري.
(2)
إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصرى.
(3)
هو: عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد العنبري.
(4)
تقدم تخريج فى الحديث رقم 12533).
من فوائد الاستخراج: التعبير بلفظ: (فيعلم أنَّ الله ربّه)، ورواية مسلم:(فيقول: ربي الله).
12536 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدثنا أبو عامر العقدي
(1)
، حدثنا سفيان
(2)
، عن أبيه، عن خيثمة، عن البراء بن عازب:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} قال: "نزل فى عذاب القبر"
(3)
.
(1)
هو: عبد الملك بن عمرو القيسي البصري أبو عامر العقدي.
(2)
هو: سفيان بن سعيد الثوري.
(3)
أخرجه مسلم فى صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه 4/ 2202/ حديث رقم 74) من طريق سفيان، به.
12537 -
حدثنا إسماعيل القاضي
(1)
، حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا بُديل بن ميسرة
(2)
، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة، قال: "إذا خرجت روح المؤمن تلقاه ملكان يُصعدانها إلى السماء، قال: فيقول أهل السماء: روحٌ طيِّبَةٌ جاءت من قِبَل الأرض، صلى الله عليكِ وعلى جسدٍ كنتِ تعمرينه، - قال: وذكر المسك- فيُنطلق
⦗ص: 14⦘
به إلى ربه عز وجل، فيقول: ردّوه إلى آخر الأجلين. قال: وإذا خرجت روح الكافر؛ صعدوا به إلى السماء، فيقول أهل السماء: روحٌ خبيثةٌ - أو قال: روحُ خبيثٍ -جاءت من قبل الأرض- فذكروا النَّتْنَ -قال: فيُصعد به إلى ربه عز وجل، قال: فيقول: ردّوه إلى آخر الأجلين. فلما ذكر رسول الله النتن رَدّ على أنفه رَيْطَةً
(3)
كانت عليه"
(4)
.
(1)
هو: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي.
(2)
بديل بن ميسرة العقيلي البصري.
وبديل: بباء مضمومة، وداله مفتوحة مصغرا. الإكمال (1/ 219).
(3)
الريطة -بفتح الراء وإسكان الياء-: كل ملاءة ليست بلفقين. وقيل: كل ثوب رقيق لين. والجمع ريط ورياط. وكان سبب ردها على الأنف بسبب ما ذكر من نتن ريح روح الكافر. انظر: النهاية (2/ 289)، شرح النووي على مسلم (17/ 205).
(4)
أخرجه مسلم فى صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه 4/ 2202/ حديث رقم 75) من طريق حماد بن زيد، به.
من فوائد الاستخراج: تقييد المهمل بديل، وأنه ابن ميسرة.
بابُ ذكر الخبر المبين أنّ الأموات يسمعون إذا نودوا ولا يستطيعون أن يُجيبوا.
12538 -
حدثنا الصغاني
(1)
، حدثنا أبو النَّضْر
(2)
، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت
(3)
، عن أنس، قال:"كنّا مع عمر بن الخطاب بين مكة والمدينة، فتراءينا الهلال، وكنتُ رجلا حديدَ البصر، فرأيتُه وليس أحدٌ من الناس يزعم أنَّه رأى غيري، قال: فكنت أقول لعمر، أما تراه؟ فجعل ينظر فلا يراه، قال: يقول عمر: سأراه وأنا مستلقٍ على فراشي، ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر، فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُرينا مصارعَ أهلِ بدر بالأمس، يقول: هذا مصرع فلان -إن شاء الله- غدا، وهذا مصرع فلان إن شاء الله، قال عمر: فوالذي بعثه بالحق، ما أخطؤوا تلك الحدود؛ يُصرَعون عليها، ثم جلوا فى بئر، بعضهم على بعض، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم، فقال: يا فلان بن فلان، يا فلان بن فلان، أَفوَجدتم ما وعد الله ورسوله حقا؟ فإني وجدتُ ما وعدنى الله حقا. قال عمر: يا رسول الله، كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها؟ قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا عليَّ شيئا"
(4)
.
(1)
هو: محمد بن إسحاق بن جعفر أبو بكر البغدادي.
(2)
بفتح النون، وسكون الضاد المعجمة. انظر: الإكمال (7/ 341، 349).
وهو: هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي أبو النضر البغدادي.
(3)
ثابت بن أسلم البناني البصري.
(4)
أخرجه مسلم فى صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد=
⦗ص: 16⦘
= الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه 4/ 2202/ حديث رقم 76) من طريق سليمان بن المغيرة، به.
12539 -
حدثنا المثنى بن بحير، حدثنا أبو سلمة
(1)
، حدثنا سليمان
(2)
، بمثله
(3)
.
(1)
هو: موسى بن إسماعيل التبوذكي المنقري.
(2)
هو: سليمان بن المغيرة القيسي البصري.
(3)
تقدم تخريجه فى الحديث السابق.
12540 -
حدثنا المثنى، حدثنا مسدد
(1)
، حدثنا يزيد بن زُريع، حدثنا سليمان بن المغيرة
(2)
، بإسناده مثله مختصر
(3)
.
(1)
مسدد بن مسرهد بن مسربل أبو الحسن البصري.
(2)
سليمان بن المغيرة القيسي البصري.
(3)
تقدم تخريجه فى الحديث رقم (12538).
12541 -
حدثنا الربيع بن سليمان
(1)
، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك: "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر بعد ثلاث، وقد جَيَّفوا
(2)
، فقال: فنادى: يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، يا شيبة بن ربيعة، يا عتبة بن ربيعة، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا، قال: فسمع عمر صوته، فجاء فقال:
⦗ص: 17⦘
يا رسول الله، تدعو بعد ثلاث وقد جَيَّفوا
(3)
؟ فقال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون أنْ يجيبوا، قال: فأمرهم فأُخِذ بأرجلهم، فجُرُّوا، فأُلقوا فى القَليب
(4)
"
(5)
.
(1)
الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي المصري.
(2)
قال القاضى عياض: "كذا ضبطناه بفتح الجيم، أي: أنتنوا من الجيفة". انظر: مشارق الأنوار (1/ 167).
(3)
قال القاضى عياض: "كذا ضبطناه بفتح الجيم، أي: أنتنوا من الجيفة". "مشارق الأنوار"(1/ 167).
(4)
القليب: البئر التي لم تطو، ويذكر ويؤنث. انظر: النهاية (4/ 98).
(5)
أخرجه مسلم فى صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه 4/ 2203/ حديث رقم 77) من طريق حماد بن سلمة، به.
12542 -
حدثنا جعفر بن محمد الصائغ، حدثنا عفان
(1)
، حدثنا حماد
(2)
، أخبرنا ثابت
(3)
، عن أنس "أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى أهلِ بدرٍ ثلاثةَ أيامٍ حتى جَيَّفوا، ثم أتاهم، فقام عليهم فقال: يا أمية بن خلف، يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، يا أبا جهل بن هشام، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدنى ربي حقا، قال: فسمع عمر صوته، فقال: يا رسول الله، تناديهم بعد ثلاث، وهل يسمعون؟ قال الله عز وجل:{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}
(4)
قال: والذي نفسي بيده،
⦗ص: 18⦘
ما أنتم بأسمع منهم، ولكنهم لا يستطيعون أنْ يجيبوا"
(5)
.
(1)
عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي الصفار.
(2)
حماد بن سلمة بن دينار.
(3)
ثابت بن أسلم البناني البصري.
(4)
النمل: الآية 80.
(5)
تقدم تخريجه فى الحديث السابق.
من فوائد الاستخراج: ذكر استدلال عمر بالآية: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} ، حيث لم يذكرها مسلم فى روايته.
12543 -
حدثنا الصغاني
(1)
، حدثنا رَوْح بن عُبادة
(2)
، حدثنا سعيد بن أبي عروبة
(3)
، عن قتادة
(4)
، قال: ذكر أنس بن مالك، عن أبي طلحة، "أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش، فقُذفوا فى طَوِيٍّ
(5)
من أطواءِ بدر خبيثٍ مُخْبِث
(6)
، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعَرْصةِ
(7)
ثلاث ليال، فلما كان ببدر اليومَ الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها، ثم سار ومعه أصحابه، فقالوا: ما نراه ينطلق إلا لبعض حاجته، حتى قام على شفة الرَّكِّي
(8)
، فجعل ينادي بأسمائهم وأسماء آبائهم: يا فلانَ بن فلانٍ، ويا فلانَ بن فلانٍ، أَيَسُرُّكم أنكم
⦗ص: 19⦘
أطعتم الله ورسوله؟ فإنَّا قد وجدنا ما وعَدَنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعدكم ربُّكم حقًّا؟ فقال عمر: يا رسول الله، ما تكلم من أجساد لا أرواحَ فيها! فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: والذي نفسُ محمدٍ بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم".
قال قتادة: "أحياهم الله حتى سمعوا قولَه تصغيرًا ونقمةً وحسرةً وندامةً"
(9)
.
(1)
هو: محمد بن إسحاق بن جعفر الصغاني أبو بكر البغدادي.
(2)
روح بن عبادة بن العلاء أبو محمد القيسي البصري.
(3)
سعيد بن أبي عروبة مهران اليشكري مولاهم البصري.
(4)
قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري.
(5)
الطوي بفتح الطاء، كسر الواو، وآخره مشدد، هي: البئر المطوية بالحجارة، وجمعها أطواء. انظر: مشارق الأنوار (323/ 1).
(6)
أي: فاسد مفسد لما يقع فيه. انظر: النهاية (6/ 2).
(7)
العرصة: كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء. انظر: القاموس المحيط (ص 623).
(8)
الركي بفتح الراء كسر الكاف وتشديد الياء بعدها هي البير. انظر: مشارق الأنوار (1/ 290).
(9)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه 4/ 2204/ حديث رقم 78) من طريق روح بن عبادة.
وأخرجه البخاري فى صحيحه (كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل 5/ 76/ حديث رقم 3976).
من فوائد الاستخراج: إيراد لفظ حديث قتادة، حيث إن مسلما قد أحال به على معنى حديث ثابت.
12544 -
ز- حدثنا العباس بن محمد
(1)
، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(2)
، حدثنا أبي
(3)
، عن صالح
(4)
، عن نافع
(5)
، أنَّ عبد الله أخبره قال: "اطّلع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل القَليبِ ببدر، ثم ناداهم، قال: يا أهل القَليبِ، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ قال
⦗ص: 20⦘
أناس من أصحابه: أتنادي أناسًا أمواتًا؟ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما أنتم بأسمع لما قلت منهم"
(6)
.
(1)
عباس بن محمد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي.
(2)
يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري أبو يوسف المدني.
(3)
هو: إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري المدني.
(4)
هو: صالح بن كيسان المدني.
(5)
نافع مولى ابن عمر أبو عبد الله المدني.
(6)
أخرجه البخاري فى صحيحه (كتاب الجنائز، باب ما جاء فى عذاب القبر 2/ 98/ حديث رقم 1370) من طريق علي بن عبد الله، عن يعقوب بن إبراهيم، به.
وأخرجه فى (كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل 5/ 76 / حديث رقم 3980) من طريق عثمان، عن عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن ابن عمر، به.
بابُ إثبات الحساب يوم القيامة، وأنَّ من يُحاسب يُعذب، وأنَّ الموتى يبعثون على ما يموتون عليه من عمل: الحسن والسيء.
12545 -
حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، حدثنا أبو عاصم
(1)
، عن ابن جُريج
(2)
، وعثمان بن الأسود
(3)
، ومحمد بن سليمان
(4)
، وصالح بن رستم
(5)
، ح.
وحدثنا أبو داود الحراني
(6)
، وسعيد بن مسعود
(7)
، قالا: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جُريج، وعثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة
(8)
، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نُوقش الحساب عُذِّب، قالت: فقلت: يا رسول الله، فأين قول الله عز وجل:{فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}
(9)
؟ قال: ذاكَ العرْض"
(10)
.
(1)
هو: الضحاك بن مخلد بن الضحاك الشيباني النبيل.
(2)
هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
(3)
عثمان بن الأسود بن موسى المكي، مولى بني جمح. قال يحيى القطان: كان عثمان ثبتا ثقة. وقال أحمد وابن معين: ثقة. وقال ابن حجر: ثقة ثبت. انظر: الجرح والتعديل 6/ 144، التقريب / 660، ترجمة 4451).
(4)
هو: محمد بن سليمان بن مسموك كما جاء فى الرواة عن ابن أبي مليكة، ولم أقف له على ترجمة.
(5)
صالح بن رستم المزني مولاهم الخزاز البصري.
(6)
هو: سليمان بن سيف بن يحيى الطائي الحراني.
(7)
سعيد بن مسعود بن عبد الرحمن المروزي.
(8)
عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.
(9)
الانشقاق: 8.
(10)
أخرجه مسلم فى صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب إثبات الحساب (4/ 2204/ حديث رقم 80/ 2) من طريق عثمان بن الأسود. =
⦗ص: 22⦘
=وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب تفسير القرآن، باب {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} (6/ 167/حديث رقم 4939) عن عمرو بن علي، عن يحيى، عن عثمان بن الأسود، به. وأخرجه البخاري أيضًا في صحيحه (كتاب الرقاق، باب من نوقش الحساب عذب (8/ 111/حديث رقم 6536) عن عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن الأسود، به.
من فوائد الاستخراج:
- ذكر لفظ رواية عثمان بن الأسود، بينما مسلم ذكر طرفا منه وأحال بباقيه على لفظ رواية أبي يونس القشيري.
- ذكر من تابع عثمان بن الأسود في روايته عن ابن أبي مليكة، وهم: ابن جريج، ومحمد بن سليمان، وصالح بن رستم.
- التعبير بـ (عذب)، حيث إنَّه عند مسلم (من نوقش الحسابَ هلك).
12546 -
حَدَّثَنَا الصغاني
(1)
، حَدَّثَنَا عبيد اللّه بن موسى
(2)
، حَدَّثَنَا عثمان بن الأسود، بمثله
(3)
.
(1)
هو: محمد بن إسحاق بن جعفر الصغاني أبو بكر البغدادي.
(2)
عبيد الله بن موسى بن أبي المختار العبسي مولاهم.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12547 -
حَدَّثَنَا إسماعيل القاضي
(1)
، قال: حَدَّثَنَا سليمان بن حرب
(2)
، ح
وحدثنا أبو الجماهر
(3)
، حَدَّثَنَا أبو روح
(4)
، قالا: حَدَّثَنَا حماد بن زيد،
⦗ص: 23⦘
عن أيوب
(5)
، عن ابن أبي مليكة
(6)
، عن عائشة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حوسب عُذِّب، فقالت عائشة: يا رسول الله، فأين قول الله عز وجل:{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}
(7)
؟ قال: ذلك العرض، ولكنه من نوقش الحسابَ عُذِّب"
(8)
.
(1)
هو: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي.
(2)
سليمان بن حرب الأزدي الواشحي قاضي مكة.
(3)
أبو الجماهر هو: محمد بن عبد الرحمن الحمصي الحضرمي.
(4)
أبو روح هو: الربيع بن روح اللاحوني الحمصي.
(5)
أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني البصري.
(6)
هو: عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.
(7)
سورة الانشقاق: (7 - 8).
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب إثبات الحساب (4/ 2204/ حديث رقم 2/ 79) من طريق حماد بن زيد، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب تفسير القرآن، باب {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} (6/ 167/ 4939) عن عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن الأسود، به.
من فوائد الاستخراج: دكر لفظ رواية حماد بن زيد، بينما مسلم أحال به على رواية إسماعيل بن علية.
12548 -
حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان
(1)
، حَدَّثَنَا عمرو بن عاصم
(2)
، حَدَّثَنَا هَمَّام
(3)
، عن أيوب
(4)
، عن عبد الله بن أبي مليكة
(5)
، عن عائشة، أنَّها
⦗ص: 24⦘
سعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من حوسب عُذِّب، فقالت - كأنّها تخاصمه - يقول الله عز وجل: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}، فقال: إنما ذاكِ العرْضُ، مَن نوقش الحسابَ عُذِّب، قالها ثلاثَ مراتٍ"
(6)
.
(1)
يعقوب بن سفيان الفارسي الفسوي أبو يوسف القاضي.
(2)
عمرو بن عاصم بن عبيد الله الكلابي القيسي، أبو عثمان البصري. قال يحيى بن معين: صالح. وقال مرة: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو داود: لا أنشط لحديثه. وقال ابن حجر: صدوق في حفظه شيء. انظر: (تهذيب الكمال 22/ 89، التقريب / 738 ترجمة 5055).
(3)
هو: همام بن يحيى بن دينار العوذي أبو عبد الله البصري.
(4)
هو: أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني البصري.
(5)
هو: عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب إثبات الحساب (4/ 2204/ حديث رقم 79) من طريق أيوب، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب تفسير القرآن، باب {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} 6/ 167/ 4939) من طريق عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة، به.
من فوائد الاستخراج: زيادة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال ذلك ثلاث مرات، حيث إن مسلما لم يذكر عدد المرات.
12549 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن سيّار، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الأنصاري، حَدَّثَنَا أبو يونس القشيري
(1)
، عن ابن أبي مليكة
(2)
، عن القاسم
(3)
، عن عائشة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"ليس أحدٌ يحاسب يوم القيامة إلا هلك، قالت: قلت: يا رسول الله، أليس قال: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}؟ فقال: ذلكِ العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا هلك"
(4)
(1)
هو: حاتم بن أبي صَغيرة.
وأبو صغيرة - بفتح أوله كسر الغين المعجمة، وسكون المثناة تحت وفتح الراء تليها هاء - اسمه: مسلم. انظر: توضيح المشتبه (5/ 428)، والتقريب (ص 144).
(2)
هو: عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.
(3)
القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي القرشي.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب إثبات الحساب (4/ 2204/حديث رقم 80) من طريق أبي يونس القشيري، به.=
⦗ص: 25⦘
=وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب تفسير القرآن، باب {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} (6/ 167/ 4939) طريق عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة، به.
من فوائد الاستخراج: زيادة (يوم القيامة)، حيث لم ترد عند مسلم.
12550 -
حَدَّثَنَا أبو الحسن الميموني
(1)
، ومحمد بن إسماعيل الصائغ المكي، قالا: حَدَّثَنَا عبد الله بن بكر السهمى، حَدَّثَنَا حاتم بن أبي صَغيرة، عن عبد الله بن أبي مُليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس أحدٌ يحاسب يوم القيامة إلا هلك، قالت: قلتُ: يا رسول الله: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} قال: إنما ذلكِ العرض، وليس أحدٌ يناقش الحسابَ يومَ القيامة إلا هلك"
(2)
.
ذكر محمد بن عبيد الله - المعروف بابن المنادي -: حَدَّثَنَا رَوْح بن عُبادة، حَدَّثَنَا حاتم بن أبي صغيرة، عن عبد الله بن أبي مليكة، قال: حدثني القاسم بن محمد، قال: - حدثتني عائشة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، بمثله
(3)
.
(1)
هو: عبد الملك بن عبد الحميد الجزري الرقي.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
من فوائد الاستخراج:
- زيادة (يوم القيامة)، حيث لم ترد عند مسلم.
- ورود أبي يونس القشيري باسمه: حاتم بن أبي صَغيرة.
- تقييد ابن أبي مُليكة، وأنه عبد الله.
(3)
لم أقف على من وصله من طريق ابن المنادي.
ووصله البخاري في صحيحه (كتاب الرقاق، باب من نوقش الحساب عذب (8/ 11 حديث رقم 6537) عن إسحاق بن منصور، عن روح بن عبادة، به.
12551 -
حَدَّثَنَا أحمد بن بشر المَرْثَدي، حَدَّثَنَا خالد بن خِداش، حَدَّثَنَا مهدي بن ميمون، حَدَّثَنَا واصل
(1)
، عن أبي الزبير
(2)
، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول: "لا يموتنَّ أحدكم إلَّا وهو يحسن الظن بالله"
(3)
.
(1)
واصل بن حيان الأحدب الأسدي الكوفي بياع السابري.
(2)
هو: محمد بن مسلم بن تدرس المكى مولى حكيم بن حزم.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت 4/ 2206/حديث رقم 82) من طريق مهدي بن ميمون، به.
12552 -
حدثني جعفر بن محمد الفريابي، حَدَّثَنَا شيبان بن فروخ، حَدَّثَنَا مهدي بن ميمون، حَدَّثَنَا واصل الأحدب، عن أبي الزبير، عن جابر قال: سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام: "لا يموتنَّ أحدكم إلَّا وهو يحسن الظن به"
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
من فوائد الاستخراج: تعيين واصل، وأنه الأحدب.
12553 -
حَدَّثَنَا أبو يوسف الفارسي
(1)
، والكُرْبزاني
(2)
، قالا:
⦗ص: 27⦘
حَدَّثَنَا أبو عاصم
(3)
، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا يموتنَّ أحدُكم إلَّا وهو يحسن الظنَّ بالله"
(4)
.
(1)
هو: يعقوب بن سفيان الفسوي.
(2)
كُرْبزان، بضم الكاف، وسكون الراء، وفتح الموحدة، هكذا ضبطه الذهبي في المشتبه والسير (13/ 138)، والحافظ ابن حجر في تبصير المنتبه (3/ 1215). وقال في اللباب: بضم الباء الموحدة. قال المعلق على سير أعلام النبلاء: وقد ضُبط خطأ بالقلم بفتح الباء، في المطبوع من "مشتبه" الذهبي وتبصير ابن حجر. ويرد بالقاف في مواضع من هذا الكتاب، وجاء في الأصل:"الكزبراني".
وهو: عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي المعروف بقربزان أو كربزان.
(3)
هو: الضحاك بن مخلد بن الضحاك الشيباني، أبو عاصم النبيل.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12549).
12554 -
حَدَّثَنَا يوسف بن مسلم، قال: حَدَّثَنَا حجاج
(1)
، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنَّه سمع جابرا يقول: سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يموتَنَّ أحدُكم إلَّا وهو بالله حَسَن الظنِّ"
(2)
.
(1)
حجاخ بن محمد المصيصي الأعور.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12549).
من فوائد الاستخراج: تصريح أبي الزبير بالسماع من جابر.
12555 -
حَدَّثَنَا عباس
(1)
، وأبو أُمية
(2)
، قالا: حَدَّثَنَا رَوْح
(3)
، عن ابن جريج، بمثله
(4)
.
(1)
عباس بن محمد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي.
(2)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي أبو أمية الطرسوسي.
(3)
روح بن عبادة بن العلاء أبو محمد القيسي البصري.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12551).
12556 -
حَدَّثَنَا على بن حرب، قال: حَدَّثَنَا أبو معاوية
(1)
، ويعلى
(2)
، قالا: حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبي سفيان
(3)
، عن جابر بن عبد الله قال: سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاث يقول:
⦗ص: 28⦘
"لا يموتَنَّ أحدُكم إلَّا وهو يحسنُ بالله الظنَّ"
(4)
.
(1)
هو: محمد بن خازم أبو معاوية الضرير الكوفي.
(2)
هو: يعلى بن عبيد بن أبي أمية أبو يوسف الطنافسي.
(3)
هو: طلحة بن نافع الواسطى أبو سفيان الإسكاف.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت 4/ 2205/حديث رقم 81)، من طريق أبي معاوية، به.
من فوائد الاستخراج:
- ذكر لفظ رواية أبي معاوية، بينما مسلم أحال به على رواية يحيى بن زكريا.
- ذكر متابعة يعلى لأبي معاوية في روايته عن الأعمش.
12557 -
حَدَّثَنَا أبو قلابة
(1)
، قال: حَدَّثَنَا يحيى بن حماد، قال: حَدَّثَنَا أبو عوانة
(2)
، قال: حَدَّثَنَا الأعمش، بمثله
(3)
.
(1)
هو: عبد الملك بن محمد عبد الله الرقاشي البصري.
(2)
هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12558 -
حَدَّثَنَا ابن أبي الحُنين
(1)
، قال: حَدَّثَنَا عمر بن حفص بن غِياث، قال: حَدَّثَنَا أبي، قال: حَدَّثَنَا الأَعمش، قال: سمعت أبا سفيان يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "يُبعث أحدكم على ما مات عليه"
(2)
.
(1)
هو: محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت 4/ 2206/حديث رقم 83) من طريق الأعمش، به.
من فوائد الاستخراج:
- تصريح الأعمش بالسماع من أبي سفيان.
- تصريح أبي سفيان بالسماع من جابر.
- ذكر نسب جابر رضي الله عنه، وأنه ابن عبد الله.
12559 -
حَدَّثَنَا محمد بن عوف، قال: حَدَّثَنَا عبيد الله بن موسى
(1)
، قال: حَدَّثَنَا شيبان
(2)
، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "كلُّ عبد يُبعث على ما مات عليه"
(3)
.
(1)
عبيد اللَّه بن موسى بن أبي المختار العبسي مولاهم.
(2)
شيبان بن عبد الرحمن النحوي أبو معاوية البصري.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12560 -
حَدَّثَنَا إدريس بن بكر
(1)
، قال: حَدَّثَنَا أبو نعيم
(2)
، حَدَّثَنَا سفيان
(3)
، عن الأعمش - بإسناده -:"يُبْعث كل عبد على ما مات عليه"
(4)
.
(1)
لم أقف له على ترجمة.
(2)
هو: الفضل بن دكين بن حماد الكوفي.
(3)
هو: سفيان بن سعيد بن مسروق الثورى.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت 4/ 2206/ حديث رقم 2/ 83) من طريق سفيان، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر لفظ سفيان، بينما مسلم أحال به على لفظ جرير.
12561 -
حدّثنا أَسيد بن عاصم
(1)
، قال: حَدَّثَنَا حسين بن
⦗ص: 30⦘
حفص
(2)
، قال: حَدَّثَنَا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُبعث كلُّ عبد على ما ماتَ عليه"
(3)
.
(1)
أَسيد بن عاصم أبو الحسين الأصبهاني. قال ابن أبي حاتم: "سمعنا منه، وهو ثقة رضا". وأسيد بفتح الهمزة، كسر السين على وزن كريم. قال الحافظ ابن حجر: كثير - أي: بالفتح -، ولا سيما في الأصبهانيين. وهذا الراوي منهم.
ويرد بالتصغير على وزن زبير. انظر: الجرح والتعديل (2/ 318)، تبصير المنتبه (1/ 15).
(2)
حسين بن حفص بن الفضل أبو محمد الهمداني.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12558).
من فوائد الاستخراج:
- تعين سفيان، وأنه الثوري.
- ذكر لفظ رواية الثوري، بينما مسلم أحال به على لفظ رواية جرير.
- ذكر نسب جابر رضي الله عنه، وأنه ابن عبد الله.
12562 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن فهد البصري، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الرَّقاشي
(1)
، قال: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، فيل: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر، أنَّه سمع ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنَّ الله إذا أنزل بقومٍ عذابًا أصابَ العذابُ مَن كان فيهم، ثم بُعثوا على أعمالِهم"
(2)
.
(1)
في الأصل: (محمد بن عبيد الله الرَّقاشي)، والتصويب من مصادر الترجمة ومواضع وروده الأخرى في "مستخرج أبي عوانة".
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت 4/ 2206/ حديث رقم 84) من طريق يونس، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب إذا أنزل الله بقوم عذابا / 9/ 56 حديث رقم 7108) عن عبد الله بن عثمان، عن عبد الله، به.
من فوائد الاستخراج:
- تعيين يونس، وأنه ابن يزيد.
- تصريح حمزة بن عبد الله بن عمر بالسماع من ابن عمر، حيث إنَّه عند مسلم مثل الرواية الآتية.
12563 -
حَدَّثَنَا أبو الحسن الميموني
(1)
، وأحمد بن يوسف السُّلمي، قالا: حَدَّثَنَا أحمد بن شَبيب بن سعيد، حَدَّثَنَا أبي
(2)
، عن يونس، عن ابن شهاب، أخبرني حمزة بن عبد اللَّه بن عمر، أنَّ عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذابُ من كان فيهم، ثم بُعثوا على أعمالِهم"
(3)
.
(1)
هو: عبد الملك بن عبد الحميد الجزري الرقي.
(2)
شبيب بن سعيد التميمى الحبطي البصري.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
أبواب في الفتن
من ذلك: فتنة يأجوج ومأجوج، وإثبات كونهم
(1)
.
(1)
أي: إثبات وجودهم. انظر القاموس المحيط (ص 1585).
12564 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن أيوب المخرمي، وشعيب بن عمرو الدمشقي، قالا: حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة
(1)
، عن حبيبة
(2)
، عن أمها أم حبيبة نوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، عن زينب بنت جحش زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، قالت: "استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من نومه محمارٌّ وجهُه، وهو يقول: لا إله إلَّا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب - قاله ثلاث مرات - فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا
(3)
، قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟
⦗ص: 33⦘
قال: نعم، إذا كثر الخبث"
(4)
.
(1)
زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومية ربيبة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. انظر: (الإصابة 159/ التقريب 1356، ترجمة 8595).
(2)
حبيبة بنت عبيد الله بن جحش الأسدية، أمها أم حبيبة بنت أبي سفيان، لها صحبة وهاجرت مع أبويها إلى الحبشة، ويقال: إنها ولدت بأرض الحبشة. انظر: (الاستيعاب 4/ 1809، التقريب 1349، ترجمة 8558).
(3)
هكذا جاء في رواية ابن عيينة، عن الزهري بدون التحديد، وجاء في رواية سليمان بن كثير - رقم (12566) -، ووهيب عن الزهري "وعقد تسعين"، وفي رواية صالح بن كيسان - رقم (12568) - ويونس:"وحلق بإسبعيه الإبهام والتي تليها"، وفي رواية عن ابن عيينة عن مسلم - رقم:(2880) -، "وعقد سفيان بيده عشرة". قال النووي: "فأما رواية سفيان ويونس فمتفقتان في المعنى وأما رواية أبي هريرة فمخالفة لهما لأن عقد التسعين أضيق من العشرة قال القاضي لعل حديث أبي هريرة متقدم فزاد قدر الفتح بعد هذا القدر قال أو يكون المراد التقريب بالتمثيل لا حقيقة =
⦗ص: 33⦘
= التحديد". ينظر: شرح النووي على مسلم (3/ 18).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب اقتراب الفق وفتح ردم يأجوج ومأجوج 4/ 2207/حديث رقم 1/ 2) من طريق سفيان، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب قول النَّبيّ صلى الله عليه وسلم "ويل للعرب من شر قد اقترب" 9/ 48، حديث رقم 7059) من طريق مالك بن إسماعيل، عن ابن عيينة، به.
وليس في إسناده أيضَّاَ ذكر (حبيبة).
من فوائد الاستخراج:
- زيادة قوله: (قاله ثلاث مرات) - أي: "ويل للعرب
…
) (- حيث إنها ليست عند مسلم.
-زيادة قوله: "محمارُّ وجهُه"، حيث خلى منها رواية مسلم.
12565 -
حَدَّثَنَا الربيع بن سليمان، وابن أبي مَسَرَّة
(1)
، قالا: حَدَّثَنَا عبد الله بن الزبير الحُميدي، قال: سمعت سفيان بن عيينة، حَدَّثَنَا الزهري، عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أبى سلمة
(2)
، عن حبيبة بنت أم حبيبة
(3)
، عن أمها أم حبيبة، عن زينهب بنت جحش قالت: "استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من نومه وهو مُحْمرٌّ وجهه، وهو يقول: لا إله إلَّا الله - ثلاث مرات - ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق حلقة، قلت: يا رسولَ الله، أنهلك
⦗ص: 34⦘
وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخَبثُ"
(4)
.
زاد ابن أبي مسرة: "قال الحميدي، قال سفيان: أحفظ في هذا الحديث أربع نسوةً من الزهري، قد رأين النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ثنتين من أزواجه: أم حبيبة، وزينب بنت جحش، وثنتين ربيبتيه: زينب بنت أم سلمة، وحبيبة بنت أم حبيبة، أبوها عبيد الله بن جحش، مات بأرض الحبشة".
رواه مسلم عن عمرو الناقد
(5)
، عن سفيان، ولم يذكر حبيبة
(6)
.
(1)
ابن أبي مسرة: عبد الله بن أحمد بن زكريا.
(2)
زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومية ربيبة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
(3)
حبيبة بنت عبيد الله بن جحش الأسدية.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
وأخرجه الحميدي في مسنده (1/ 147/ حديث رقم 308).
(5)
عمرو بن محمد بن بكير الناقد.
(6)
هذه الطريق أخرجها مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج 4/ 2207 / حديث رقم 1).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب قول النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: "ويل للعرب من شر قد اقترب" 9/ 48 حديث رقم 7059).
وليس في إسناديهما أيضًا محر (حبيبة).
من فوائد الاستخراج:
-زيادة قوله: (قاله ثلاث مرات) أي: "ويل للعرب
…
" حيث إنها ليست عند مسلم.
12566 -
حَدَّثَنَا البِرْتِي
(1)
أبو العباس القاضي
(2)
، وسعيد بن مسعود، وأبو داود الحراني
(3)
، قالوا: حَدَّثَنَا محمد بن كثير
(4)
أخبرنا
⦗ص: 35⦘
سليمان بن كثير
(5)
- قال البِرِتِي: يعني أخاه - عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أنَّ زينب بنت أبي سلمة، أخبرته عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، أخبرتها أنَّ زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فَزِعًا، فحْمَرًا وجهُه، وهو يقول: لا إله إلَّا الله، ويلٌ للعربِ، من شرِّ قد اقترب، قالوا: وما ذاك يا رسولَ الله؟ قال: فُتح من رَدْمِ يَأْجُوجَ ومَأْجوجَ مثلُ هذه - وعقد تسعين
(6)
-، قالوا: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثُر الخَبثُ"
(7)
.
(1)
البرتي: - بكسر الباء الموحدة، وسكون الراء، وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين -، هذه النسبة إلى: بِرْت وهى مدينة بنواحي بغداد. الأنساب (2/ 127).
(2)
هو: أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر.
(3)
هو: سليمان بن سيف بن يحيي الطائي الحراني.
(4)
محمد بن كثير العبدي البصري.
(5)
سليمان بن كثير العبدي البصري.
(6)
عقد التسعين: أن يجعل طرف السبابة اليمنى في أصلها ويضمها ضما محكما بحيث تنطوي عقدتاها حتَّى تصير مثل الحية المطوقة. انظر: فتح الباري (13/ 108).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج 4/ 2208/ حديث رقم 2) من طريق ابن شهاب، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب أحاديث الأنبياء، باب قصة يأجوج، ومأجو 4/ 138/ حديث لرقم 3346).
من فوائد الاستخراج:
- بيان أنّ قوله: (وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها) الوارد عند مسلم يسمى عقد التسعين.
- من طريق عقيل، عن ابن شهاب، به
12567 -
حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الرحمن الوهبي، قال: حَدَّثَنَا عمى
(1)
، قال: حدثني يونس
(2)
، عن الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أنَّ زينب بنت
⦗ص: 36⦘
أبي سلمة، أخبرته أنّ أم حبيبة بنت أبي سفيان، أخبرتها أنَّ زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: خرج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يومًا" وذكر الحديث
(3)
.
(1)
هو: عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري الفقيه.
(2)
هو: يونس بن يزيد الأيلي.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج 4/ 2208/ حديث رقم 2) من طريق ابن وهب، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب أحاديث الأنبياء، باب قصة يأجوج، ومأجوج 4/ 138/حديث رقم 3346) من طريق عقيل، عن ابن شهاب، به.
وأخرجه أيضًا في صحيحه (كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"ويل للعرب من شر قد اقترب" 9/ 48 حديث رقم 7059) من طريق ابن عيينة، عن الزهري، به.
12568 -
حَدَّثَنَا أبو داود الحراني
(1)
، قال: حَدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(2)
، قال: حَدَّثَنَا أبي، عن صالح
(3)
، عن ابن شهاب، قال: حدثى عروة بن الزبير، أنَّ زينب بنت أبي سلمة أخبرته، عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن زينب بنت جحش، "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزِعًا يقول: لا إله إلَّا الله، ويلٌ للعرب، من شرِّ قد اقترب، فتح اليوم من رَدْمِ يأجوج ومأجوج مثلُ هذه - وحلَّق بإصبعَيْه الإبهام والتي تليها - قالت زينب بنت جحش: قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث"
(4)
.
⦗ص: 37⦘
رواه الليث
(5)
، عن عقيل
(6)
، عن الزهري
(7)
.
(1)
هو: سليمان بن سيف بن يحيي الطائي الحراني.
(2)
يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري أبو يوسف المدني.
(3)
هو: صالح بن كيسان المدني.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12566). =
⦗ص: 37⦘
= من فوائد الاستخراج: ذكر لفظ رواية صالح، بينما مسلم أحال به على لفظ -يونس.
(5)
الليث بن سعد بن عبد الرحمن، أبو الحارث الفهمي المصري.
(6)
عُقيل بن خالد بن عَقيل، أبو خالد الأموي مولاهم، الأيلي.
(7)
وصله مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج 4/ 2208/ حديث رقم 2) من طريق عبد الملك بن شعيب بن الليث، عن أبيه، عن الليث، به.
ووصله البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء، باب قصة يأجوج، ومأجوج 4/ 138/ حديث رقم 3346) من طريق يحيى بن بكير، عن الليث، به.
12569 -
حدّثنا الزَّعْفَرَاني
(1)
، قال: حَدَّثَنَا سعيد بن سليمان
(2)
، قال: حَدَّثَنَا الليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم حبيبة قالت:"خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محمرٌّ وجهه"، وذكر الحديث
(3)
.
(1)
الزعفراني - بفتح الزاي، وسكون العين المهملة، وفتح الفاء والراء - هو: الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي أبو علي.
والزعفراني: نسبة إلى الزعفرانية، وهي قرية من قرى سواد بغداد تحت كلوذا، وليس إلى بيع الزعفراني. انظر: الأنساب (2/ 153)، معجم البلدان (3/ 159)، اللباب (2/ 69).
قال الدكتور بشار عواد في التعليق على "تهذيب الكمال"(6/ 312) في (الزعفرانية):"ما زالت هذه القرية معروفة بهذا الاسم إلى يومنا هذا".
(2)
سعيد بن سليمان الضبي الواسطي البزاز المعروف بسعدويه.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12566).
12570 -
حَدَّثَنَا الدَّنْدَاني
(1)
، قال: حَدَّثَنَا أبو اليمان
(2)
، قال: أخبرنا شعيب
(3)
، عن الزهري، أنّ زينب بنت أبي سلمة حدثته، أنَّ أم حبيبة بنت أبي سفيان حدثتها، عن زينب بنت جحش "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول: لا إله إلَّا الله، ويل للعرب، من شر قد اقترب"
(4)
مثل حديث صالح بن كيسان.
وفي إسنادَيْهما شيءٌ لم يجوِّداه
(5)
.
⦗ص: 39⦘
إلى هنا لم يخرِّجاه.
(1)
الدنداني: - بمهملتين مفتوحتين، ونونين الأولى ساكنة -، هو: موسى بن سعيد أبو بكر الطرطوسي. الأنساب للسمعانِي (5/ 346)، اللباب لابن الأثير (1/ 510).
(2)
أبو اليمان هو: الحكم بن نافع البهراني الحمصي.
(3)
هو: شعيب بن أب حمزة دينار الأموي أبو بشر الحمصى.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12566).
(5)
قال الدارقطني: "يرويه الزهري، واختلف عنه؛
فرواه ابن عيينة، عن الزهري، واختلف عن ابن عيينة؛
فرواه الحميدي، وإبراهيم بن بشار، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وابن مصفى، والحسن بن الصباح، وعبد الجبار بن العلاء، وأبو عبد الله المخزومي، ويحيى بن السري، وأبو يحيى القطان، وسعدان بن نصر، وعبد الله بن أيوب، وأبن أخى الأصمعى، ومحمد بن أبي عون، ونصر بن علي، عن ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن زينب بنت أم سلمة، عن حبيبة بنت أم حبيبة، عن أمها أم حبيبة، عن زينب بنت جحش، ذكروا فيه أربع نسوة.
ورواه مسدد، وسعيد بن منصور، وأبو بكر بن أبي شيبة، وجاعة بن أحمد، عن ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن زينب، عن أم حبيبة، وأسقطوا من الإسناد حبيبة، وأظن إن ابن عيينة كان ربما أسقطها، وربما ذكرها.=
⦗ص: 39⦘
=ورواه صالح بن كيسان، وعقيل بن خالد، والنعمان بن راشد، وشعيب بن أبي حمزة، ومحمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن عروة، عن زينب، عن أم حبيبة، عن زينب بنت جحش، ذكروا فيه ثلاث نسوة، ولم يذكروا حبيبة، ولم يذكرها في الإسناد عمر بن عيينة، في الرواية عنه، والمحفوظ عنه: قول من لم يذكرها، وقال الجراح بن منهال: عن الزهري، عن عروة، عن زينب بنت جحش، قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
، فذكره.
وقيل: عن سعدان بن نصر، عن ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة، عن أمها أم حبيبة زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لم يذكروا فيه زينب بنت جحش". العلل (15/ 382).
12571 -
حَدَّثَنَا الدوري
(1)
، وأبو أمية
(2)
، قالا: حَدَّثَنَا أحمد بن إسحاق
(3)
، قال: حَدَّثَنَا وهيب
(4)
، حَدَّثَنَا عبد الله بن طاوس، عن أبيه
(5)
، عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وعقد تسعين"
(6)
.
(1)
هو: عباس بن محمد بن حاتم أبو الفضل البغدادي.
(2)
هو: محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي الطرسوسى.
(3)
أحمد بن إسحاق بن زيد بن عبد الله الحضرمي البصري.
(4)
وهيب بن خالد بن عجلان الباهلى مولاهم البصري.
(5)
هو: طاووس بن كيسان الحميري الفارسي.
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج 4/ 2208/ حديث رقم 3) من طريق أحمد بن إسحاق، به.
12572 -
حَدَّثَنَا أبو علي الزعفراني
(1)
، وعمرو بن مرزوق
[*]
،
⦗ص: 40⦘
ومحمد بن إسماعيل المكي، قالوا: حَدَّثَنَا عفان
(2)
، قال: حَدَّثَنَا وهيب، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"فُتح اليوم من ردمِ يأجوج ومأجوج مثلُ هذا" وعقد وهيبٌ تسعين
(3)
.
(1)
هو: الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي.
(2)
عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلى الصفار.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة والنسخة الجزائرية [6/ ق 89/ أ]: (عمرو بن مرزوق)، ولعل صوابه:(إبراهيم بن مرزوق) كما في إتحاف المهرة (18959)، وليس من شيوخ أبي عوانة من اسمه (عمرو بن مرزوق)، وإنما هو من شيوخ شيوخه (أبو عثمان عمرو بن مرزوق الباهلي البصري)، ويروي عنه أبو علي الزعفراني المذكور في هذا الإسناد، كما في (6021، 12001، 12572)، وأما إبراهيم بن مرزوق هذا فهو أبو إسحاق ابن دينار الأموي البصري ثم المصري، وهو في طبقة من روى عن عمرو بن مرزوق، وقد أكثر أبو عوانة الرواية عنه مفردا أو مقرونا مع غيره، وروايته عن عفان بن مسلم في عدة مواضع من الكتاب (479، 495، 1114، 4613، 9094، 10494، 10801، 10894، 11153).
باب بيان إثبات الخسف
(1)
بهذه الأمة، والدليل على أنَّ من التجأ إلى بيت الله أعاذه الله مما يحدث.
(1)
خسف المكان، يخسف، خسوفا: ذهب في الأرض. انظر: تاج الروس (23/ 199).
12573 -
حَدَّثَنَا أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن أبي داود المعروف بابن المنادي
(1)
، والعباس بن محمد
(2)
، قالا: حَدَّثَنَا يونس بن محمد
(3)
، قال: حَدَّثَنَا القاسم بن الفضل الحُدَّاني
(4)
، عن محمد بن زياد
(5)
، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة قالت: "عَبثَ
(6)
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فى منامه، فقلنا: يا رسول الله، صنعت شيئًا فى منامك لم تكن تفعله. قال: العجب العجب! إنَّ ناسا من أمتىَ يَؤمُّون
(7)
البيت لرجل من قريش قد ل! بالبيت - وقال عباس: قد عاذ بالبيت - حتَّى إذاكانوا بالبيداء خسف بهم، فقلنا: يا رسول الله، إنَّ الطريقَ قد يجمعُ الناسَ،
⦗ص: 42⦘
قال: نعم، فيهم المستبصر
(8)
والمجبورُ
(9)
وابن السبيل
(10)
، يهلكون مهلكًا واحدًا، ويَصْدُرون مصادرَ شتَّى
(11)
، يبعثهم الله على نياتهم"
(12)
.
قال عباس في حديثه: "إن عائشة قالت: عبث" فذكر مثلَه.
(1)
هو: محمد بن عبيد الله بن نريد البغدادي أبو جعفر ابن المنادي.
(2)
عباس بن محمد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي.
(3)
يونس بن محمد بن مسلم البغدادي أبو محمد المودب.
(4)
القاسم بن الفضل بن معدان الحدائي - بضم الدال المهملة والتشديد - أبو المغيرة البصري. ثقة رمي بالإرجاء، كما في التقريب (ص 79 ترجمة 5482).
(5)
محمد بن زياد الجمحي أبو الحارث المدني.
(6)
عبِث - بكسر الباء -: أي: قيل: معناه اضطرب بجسمه، وقيل: حرك أطرافه كمن يأخذ شيئًا أو يدفعه. انظر: النهاية (3/ 169)، شرح النووي على مسلم (18/ 6).
(7)
أي: ليقصدنَّ. انظر: النهاية (1/ 69).
(8)
أي: المستبين للشئ؛ يعني: أنهم كانوا على بصيرة من ضلالتهم. انظر: النهاية (1/ 132)، فتح الباري (4/ 340).
(9)
أي: المكره. انظر: فتح الباري (4/ 340).
(10)
أي: سالك الطريق معهم وليس منهم. انظر: المصدر نفسه. (4/ 340).
(11)
أي: يقع الهلاك في الدنيا على جميعهم، ويصدرون يوم القيامة مصادر شتى؛ أي: يبعثون مختلفين على قدر نياتهم، فيجازون بحسبها. انظر: شرح مسلم للنووي (18/ 7).
(12)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت (4/ 2210/ حديث رقم 8) من طريق يونس بن محمد، به.
وأخرجه بنحوه البخاري في صحيحه (كتاب الحج، باب هدم الكعبة (3/ 65، حديث رقم 2118) من طريق نافع بن جبير بن مطعم، عن عائشة، به.
12574 -
وحدثنا أبو حاتم الرازي
(1)
، قال: حدثنا سُريج بن يونس، قال: حدثنا عباد بن عباد، عن القاسم بن الفضل، عن محمد بن زياد، قال: سمعت ابن الزبير يخطب قال: حدثتني عائشة، بمثله إلى قوله:"خسف بهم"
(2)
.
(1)
هو: محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12575 -
حدثنا ابن أبي مَسَرَّة
(1)
، وعمار
(2)
، قالا: حدثنا
⦗ص: 43⦘
الحُميدي
(3)
، قال: حدثنا سفيان
(4)
، قال: حدثني أمية بن صفوان الجمحي
(5)
، أنَّه سمع عبد الله بن صفوان
(6)
يقول: أخبرتني حفصة أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لَيَؤُمَّنَّ هذا البيتَ جيشٌ يغزونه، حتى إذا كان ببيداء من الأرض
(7)
، خُسف بأوسطهم، وينادي
(8)
أولهم آخرهم، فلا يفلت منهم إلا الشريد
(9)
الذي يخبر عنهم"، فقال رجل لجدي
(10)
: أشهد أنك لم تكذب على حفصة، وأنها لم تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
(11)
.
⦗ص: 44⦘
قال سفيان: "وكان عمر بن قيس
(12)
يحدث عن أمية، كنت لا أجترئ أنْ أسأله عنه، كان يجالس خالد بن محمد الزهيري
(13)
، وعبد الله بن شيبة
(14)
، وكانوا من كبراء قريش يومئذ، وكانوا يتجالسون في سوق الليل
(15)
، وهو يومئذ على باب المسجد، فاستعانني أمية أنظر له خالد بن أمية، فلما استعانني اجترأت عليه، سألته عنه، فحدثني"
(16)
.
(1)
هو: عبد الله بن أحمد بن زكريا.
(2)
عمار بن رجاء، أبو ياسر التغلبي الاستراباذي.
(3)
عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشى.
(4)
سفيان بن عيينة.
(5)
أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي المكي. مقبول كما في التقريب (153، ترجمة 556).
(6)
عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي أبو صفوان المكي. ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولأبيه صحبة مشهورة. انظر:(الإصابة 5/ 12، التقريب 516، ترجمة 3394).
(7)
البيداء: الأرض التي لا عمران فيه. انظر: غريب الصحيحين (ص 561)، النهاية (ص 1771). وبيداء المدينة. هي: الشرف الذي قدام ذي الحليفة بطريق مكة. قاله البكري. معجم ما استعجم (1/ 291)، وشرح النووي على مسلم (18/ 5).
وموضعها الآن في الجهة الجنوبية من مسجد ذي الحليفة، وفيها مباني ومنشآت. انظر: المعالم الأثيرة لمحمد شراب (ص 67).
(8)
جا في الأصل: (وينادا)، والصواب ما أثبته، وقد جاء كذلك في صحيح مسلم.
(9)
قال القرطبيّ: الشريد: "هو الطريد عن أهله، ويعني به هنا المنفرد عن ذلك الجيش الذي يُخسف به ". المفهم (6/ 226).
(10)
هو: عبد الله بن صفوان كما في رواية الحميدي في مسنده.
(11)
أخرجه الحميدي في مسنده (1/ 137/ حديث 286).
وأخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الخسف بالجيش=
⦗ص: 44⦘
= الذي يؤم البيت (4/ 2209/ حديث رقم 6) من طريق سفيان بن عيينة، به.
من فوائد الاستخراج:
- تصريح سفيان بالسماع من أمية بن صفوان، بينما هو عند مسلم بالعنعنة.
- ذكر نسبة أمية بن صفوان، وأنه الجمحي.
(12)
عمر بن قيس المكي المعروف بسندل.
(13)
لم أقف له على ترجمة.
(14)
الظاهر أنه عبد الله بن شيبة بن عثمان القرشي خادم الكعبة أخو صفية بنت شيبة من عباد أهل مكة وزهاد التابعين. (مشاهير علماء الأمصار/ 136، رقم (607، وتاريخ دمشق/ 29/ 171، رقم (3346).
(15)
هي بمكة، عند جبل أبي قبيس. انظر: أخبار مكة للأزرقي (2/ 265)، المعالم الأثيرة (ص 283).
(16)
قول سفيان أخرجه الحميدي عقب الحديث كما هو عند أبي عوانة.
12576 -
حدثنا مهدي بن الحارث، قال: أخبرنا سعيد بن منصور
(1)
، قال: حدثنا سفيان
(2)
، عن أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان، سمع جده يقول: سمعت حفصة، فذكر مثله. فقال رجلٌ: أشهد على جده أنَّه لم يكذبْ على حفصة، وأشهد على حفصة أنها
⦗ص: 45⦘
لم تكذبْ على رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
.
(1)
هو: صاحب السنن.
(2)
هو: سفيان بن عيينة.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
من فوائد الاستخراج: ذكر نسب أمية بن صفوان، وأنه ابن عبد الله بن صفوان.
12577 -
حدثنا أبو داود الحراني
(1)
، والسُّلمي
(2)
، وموسى بن سعيد الدَّنْدَانيّ، قال: حدثنا أبو جعفر النُّفَيْلي
(3)
، قال: حدثنا زهير بن معاوية، قال: حدثنا عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد الله بن القبطية
(4)
، قال: انطلقت أنا والحارث بن أبي ربيعة
(5)
، وعبد الله بن صفوان حتى دخلنا على أم سلمة، فقلنا: يا أم سلمة، ألا تحدثينا عن الخسف الذي يخسف بالقوم؟ فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يعوذ عائذ بالبيت، فيبعث إليه بعث، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم، فقلت: يا رسول الله، وكيف بمن كان كارها؟ قال: يخسف به معهم، ولكن يبعث يوم القيامة على ما كان في نفسه". فقال عبد العزيز: فقلتُ لأبي جعفر: إنها إنما قالت: ببيداء من الأرض. قال أبو جعفر: هي والله ببيداء المدينة
(6)
.
(1)
هو: سليمان بن سيف بن يحيى الطائي الحراني.
(2)
هو: أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي النيسابوري السُّلمي.
(3)
النفيلي -بنون وفاء مصغر-، هو: عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل أبو جعفر الحراني. انظر: الأنساب (5/ 566).
(4)
عبيد الله بن القبطية الكوفي.
(5)
الحارث بن أبي ربيعة الحجازي.
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الخسف بالجيش الذي=
⦗ص: 46⦘
= يؤم البيت (4/ 2208/ حديث رقم 5) من طريق زهير، به.
من فوائد الاستخراج:
- تقييد المهمل، وهو رهير بأنه ابن معاوية.
- ذكر لفظ رواية زهير، بينما مسلم أحال به على لفظ رواية جرير.
12578 -
حدثنا حمدان بن علي
(1)
، قال: حدثنا زهير بن معاوية، بإسناده، مثله
(2)
.
(1)
هو: محمد بن علي بن عبد الله بن مهران الوراق يلقب بـ حمدان.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12579 -
حدثنا ابن المنادي
(1)
، قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا أبو خيثمة
(2)
، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن القبطية، قال:" دخلت أنا والحارث بن أبي ربيعة، ورجل على أم سلمة، فقال لها الحارث: يا أم المؤمنين، حدثينا بحديث الجيش. فذكر نحوه إلى قوله: يبعث على ما في نفسه، أو على ما كان في نفسه"
(3)
.
(1)
هو: محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي أبو جعفر.
(2)
هو: زهير بن معاوية.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت (4/ 2209/ حديث رقم 5) من طريق زهير، به.
من فوائد الاستخراج:
- ذكر كنية زهير بن معاوية: أبو خيثمة.
- ذكر لفظ رواية زهير، بينما مسلم أحال به على رواية جرير.
12580 -
حدثنا أحمد بن مسعود المقدسي، قال: حدثنا الهيثم بن
⦗ص: 47⦘
جمل، قال: حدثنا جرير
(1)
، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد الله بن القبطية، قال: دخلت أنا والحارث بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان على أم سلمة، فسألاها عن الجيش الذي يخسف به، وكان ذلك في أيام ابن الزبير، فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"يعوذ عائذ بالبيت، فيبعث إليه بعثاً، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خُسف بهم، فقلت: يا رسولَ الله، فكيف بمن كان كارهًا؟ قال: يُخسف به معهم، ولكن يبعث يوم القيامة على نيتِه".
قال أبو جعفر: هي بيداء المدينة
(2)
.
(1)
هو: جرير بن حازم بن زيد الأزدي العتكي البصري.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت (4/ 2208/ حديث رقم 4) من طريق جرير، به.
12581 -
حدثنا العباس بن محمد
(1)
، وأبو أمية
(2)
، قالا: حدثنا منصور بن سقير
(3)
، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن أبي زيد عبد الملك العامري
(4)
، عن يوسف بن ماهك -رجل من أهل مكة- قال: أخبرني عبد الله بن صفوان، قال: حدثتنا أم المؤمنين أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه سيعوذ بهذا البيت -يعني الكعبة- قوم ليست لهم منعة ولا عدد، يبعث إليهم جيش من الشام، حتى إذا كانوا ببيداء
⦗ص: 48⦘
من الأرض فيخسف بهم"
(5)
.
قال يوسف: وأهل الشام يومئذ يسيرون إلى مكة.
قال أبو أمية فيه: يجهزون إلى مكة. فقال عبد الله بن صفوان: أمَا إنَّه ليس هذا الجيش.
قال عبد الملك العامري: وحدثني عبد الرحمن بن سابط
(6)
، عن الحارث بن أبي ربيعة، عن أم المؤمنين، بمثل حديث يوسف بن ماهك، ولم يذكر فيه الجيش الذي ذكره عبد الله بن صفوان.
ذكر أبو أمية في حديثه أمَّ المؤمنين عائشة، ولكن مسلم لم يسمِّ فيه عائشة، فضربت أنا على ذكر عائشة ولم أسمعِّها.
من هنا لم يخرجه مسلم، أخرجه غيره.
(1)
عباس بن محمد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي.
(2)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي أبو أمية الطرسوسي.
(3)
منصور بن سقير، ويقال: منصور بن صقير، أبو النضر البغدادي.
(4)
عبد الملك بن ميسرة الواسطي الكوفي.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت (4/ 2210/ حديث رقم 7) من طريق عبيد الله بن عمرو، به.
من فوائد الاستخراج:
- ذكر كنية عبد الملك العامري: أبو زيد.
- بيان أن يوسف بن ماهك من أهل مكة.
(6)
عبد الرحمن بن سابط، ويقال: ابن عبد الله بن سابط، وهو الصحيح، ويقال: ابن عبد الله بن عبد الرحمن الجمحى المكي.
وثقه يحيى بن معين، وأبو زرعة، والعجلي، ويعقوب بن سفيان، والنسائى، والدارقطني. وقال ابن معين: يرسل. وقال ابن حجر: ثقة كثير الإرسال. انظر: (تهذيب الكمال 17/ 125، التقريب 579، ترجمة 3867، جامع التحصيل ص 222).
12582 -
حدثنا أبو علي الزعفراني
(1)
، وعيسى بن جعفر الوراق، قالا: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، قال: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة
(2)
، عن المهاجر بن القبطية
(3)
أنَّه سمع أمَّ سلمة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليُخسفَنَّ بقومٍ يغزون هذا البيتَ، ببيداء من الأرض، فقال رجلٌ من القوم: يا رسولَ الله، وإن كان فيهم الكاره؟ قال: يُبعث كلُّ رجلٍ منهم على نيته"
(4)
.
(1)
الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني.
(2)
هو: حاتم بن مسلم أبو يونس القشيري.
(3)
الظاهر أنه: عبيد الله بن القبطية المتقدم ذكره في حديث رقم (12576) وما قبله.
قال الدارقطني: "قال بعض أهل العلم: عبيد الله ابن القبطية، يلقب بالمهاجر، والله أعلم". العلل الواردة في الأحاديث النبوية (15/ 230).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت (4/ 2208، حديث رقم 4) من طريق عبيد الله بن القبطية، به.
وهذا الحديث قد عدَّه أبو عوانة زائدا على مسلم، وتابعه على ذلك الحافظ ابن حجر، حيث أورده في إتحاف المهرة (18/ 166، ح 23501)، وعزاه لأبي عوانة والإمام أحمد، ولم يتبين لي وجه عدِّه زائدا على مسلم.
12583 -
ز- حدثنا حمدون بن عمارة، ومحمد بن الخليل المخرمي، قالا: حدثنا محمد بن الصباح
(1)
، ح.
وحدثنا أبو أمية، قال: حدثنا سعيد بن سليمان
(2)
، ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا إسماعيل بن زكريا
(3)
، عن محمد بن سُوقة
(4)
، عن
⦗ص: 50⦘
نافع بن جُبير بن مطعم، قال: حدثتني عائشة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يغزو جيشٌ إلى الكعبةِ، فإذا كانوا ببيداءَ من الأرضِ خُسف بأولِّهم وآخرهم"، وذكر الحديث
(5)
.
(1)
محمد بن الصباح الدولابي المزني أبو جعفر البغدادي البزاز.
(2)
سعيد بن سليمان الضبي الواسطي البزاز المعروف بسعدويه.
(3)
إسماعيل بن زكريا بن مرة الخلقاني الأسدي.
(4)
أبو بكر الكوفي العابد.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب البيوع، باب ما ذكر في الأسواق 3/ 65، حديث رقم 2118) عن محمد بن الصباح، به.
12584 -
ز- حدثنا عبد الله بن أيوب المخرمي، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: عن محمد بن سوقة، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أم سلمة، قالت:"يا رسول الله، فلعل فيهم المستكره قال: إنهم يبعثون يوم القيامة على نياتهم"
(1)
.
⦗ص: 51⦘
إلى هنا لم يخرجه.
(1)
أخرجه الترمذي في سننه (كتاب الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 4/ 469، ح 2171)، وابن ماجه في سننه (كتاب الفتن، باب جيش البيداء 2/ 1351، ح 4065)، وأحمد في مسنده (44/ 77، حديث رقم 26475)، والفاكهي في أخبار مكة (1/ 362، حديث رقم 758)، وأبو يعلى في مسنده (12/ 357، حديث رقم: 6926) من طرق عن سفيان بن عيينة، به.
وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا عبد الله بن أيوب المخرمي، قال أبو حاتم:" صدوق". الجرح والتعديل (5/ 11).
وعبد الله بن أيوب المخرمي قد تابعه في هذه الرواية غير واحد، منهم الإمام أحمد.
قال الترمذي: "حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عن نافع بن جبير، عن عائشة، أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وحديث عائشة الذي أشار إليه الترمذي أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب البيوع، باب ما ذكر في الأسواق 3/ 65، ح 2118).
قال الحافظ في الفتح (4/ 340): "ويحتمل أن يكون نافع بن جبيرسمعه منهما؛ فإن روايته عن عائشة أتم من روايته عن أم سلمة ".
12585 -
ز- حدثنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا إسحاق بن محمد البرقى
(1)
[*]
، قال: حدثنا عباد بن عباد المهلبي، قال: حدثني شعبة بن الحجاج، عن أبي يونس الباهلي
(2)
، عن مهاجر المكي
(3)
، عن أم سلمة قالت:"عَبِث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه فاستيقظ، فقال: العجب العجب لقوم يؤمّون هذا البيت لرجل من قريش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم، قالت: فقلت: يا رسول الله، يكون فيهم المار وذو الحاجة والمجبر، قال: فقال: يهلكون مهلكا واحدا، ويبعثهم الله على نياتهم"
(4)
(1)
لم أقف على ترجمته [*].
(2)
هو: حاتم بن أبي صغيرة.
(3)
هو: مهاجر بن القبطية المكي.
(4)
أخرجه أحمد في مسنده (44/ 297/ حديث رقم 26702) - ومن طريقه الخطيب في الموضح (2/ 256) - عن وكيع، عن شعبة، به.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (23/ 321/ حديث 734) من طريق أبي خليفة، عن أبي الوليد، عن زهير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن المهاجر بن القبطية، به.
وأخرجه في المعجم الكبير (23/ 409/ حديث 985) من طريق عبيد بن غنام، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، به.
وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (3/ 184/ حديث 1716) من طريق عمران، عن أبي يونس القشيري، عن عبيد الله بن القبطية، عن أم سلمة، به.
وإسناد المصنف رجاله ثقات إلا إسحاق بن محمد البرقي فلم أقف له على ترجمة، وقد تابعه الإمام وكيع وغيره كما في مصادر التخريج.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة: (البرقي)، وصوابه:(البوقي)، كما في النسخة الجزائرية [6/ ق 91/ أ]، وقد تصحفت كذلك في إتحاف المهرة (23501) وكذا في نسخة السخاوي منه (6/ ق 207/ ب) إلى (الرقي)، و (الرقي) هي نسبة هلال بن العلاء الراوي عن إسحاق، انظر: تاريخ الرقة لأبي علي القشيري (ص 180)، والبوقي هذا لعل الصواب في اسمه إسحاق بن عبد الله، أبو يعقوب الجزري، فهو الذي يروي عنه هلال بن العلاء، وقال ابن منده: روى عنه هلال بن العلاء ومحمد بن الخضر مناكير، وانظر: الإكمال لابن ماكولا (1/ 484)، الأنساب المتفقة لابن القيسراني (ص 160)، الأماكن للحازمي (ص 116)، معجم البلدان لياقوت (1/ 510)، اللباب لابن الأثير (1/ 188)، بغية الطلب لابن العديم (3/ 609)، توضيح المشتبه لابن ناصر الدين (1/ 465).
باب تكوين الفتن في هذه الأمة وكثرتها، وأن من يشرف لها يقع فيها، وأنّ من وجد ملجأ التجأ إليه منها.
12586 -
حدثنا الصغاني
(1)
، حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، ح.
وحدثنا على بن حرب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد، "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَشْرَف
(2)
على أُطُمٍ
(3)
من آطام المدينة، فقال: هل تَرَوْن ما أرى؟ إني لأرى الفتنَ خلال بيوتكم كمواقعِ القَطْرِ"
(4)
.
(1)
هو: محمد بن إسحاق بن جعفر الصغاني.
(2)
يقال: أشرفت على الشيء إذا طلعت عليه من فوقه. انظر: تهذيب اللغة (1/ 235).
(3)
الأطم بالضم: بناء مرتفع، وجمعه آطام. انظر: النهاية (1/ 54).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب نزول الفتن كمواقع القطر 4/ 2211/ حديث رقم 9) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل المدينة، باب آطام المدينة 3/ 21/ حديث رقم 1878) عن علي بن عبد الله، عن سفيان، به.
وأخرجه أيضا في صحيحه (كتاب المظالم والغصب، باب الغرفة والعلية المشرفة وغير المشرفة، في السطوح وغيرها (3/ 133، حديث رقم 2467) عن عبد الله بن محمد، عن ابن عيينة، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر نسب أسامة، وأنه ابن زيد.
12587 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، ومحمد بن إسحاق بن الصبَّاح الصنعاني، قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن
⦗ص: 53⦘
أسامة بن زيد، قال:"أَشْرَفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على أُطُمٍ من آطامِ المدينةِ، فقال: هل تَرَوْن ما أرى؟ قالوا: لا، قال: فإني أرى الفتنَ تقع خلالَ بيوتكم كقطعِ المطرِ"
(2)
.
(1)
محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي النيسابوري.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب نزول الفتن كمواقع القطر 4/ 2211 / حديث وقم 9/ 2) من طريق عبد الرزاق، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ويل للعرب من شر قد اقترب" 9/ 48/ حديث رقم 7060) عن محمود، عن عبد الرزاق، به.
من فوائد الاستخراج:
- ذكر لفظ معمر، بينما مسلم أحال به على لفظ سفيان بن عيينة.
- ذكر نسب أسامة وأنه ابن زيد.
12588 -
حدثنا محمد بن النعمان بن بشير المقدسي، قال: حدثنا عبد العزيز الأُويسي
(1)
، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد
(2)
، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستكون فتنةٌ
(3)
، القاعدُ فيها خير من القائمِ، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، من تَشَرَّفَ لها استشرفتْه
(4)
، ومن وَجد منها
⦗ص: 54⦘
ملجأً أو معاذًا فليَعُذْ به"
(5)
.
(1)
عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى العامرى أبو القاسم الأويسي المدني.
(2)
إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري المدني.
(3)
في صحيح مسلم: (فتن).
(4)
أي: من انتصب لها انتصبت له وتلته وصرعته وقتلته. وقيل: هو من المخاطرة والتغرير والإشفاء على الهلاك أي: من خاطر بنفسه فيها أهلكته. انظر: مشارق الأنوار=
⦗ص: 54⦘
= (2/ 249)، النهاية (2/ 462).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب نزول الفتن كمواقع القطر 4/ 2211/ حديث رقم 10) من طريق إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام 4/ 98/ حديث رقم 3601) عن عبد العزيز الأويسى، عن إبراهيم، به.
من فوائد الاستخراج:
- تعيين صالح، وأنه ابن كيسان.
- ذكر اسم ابن المسيب: سعيد.
12589 -
حدثنا أبو داود الحراني
(1)
، وعباس الدوري
(2)
، قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(3)
، قال: حدثنا أبي، عن صالح
(4)
، عن ابن شهاب، قال: حدثني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أنَّ أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستكون فتنٌ، القاعدٌ فيها خيرٌ من القائم، والقائئم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعى، من تشَرَّفَ لها تَسْتَشرفْه، ومن وجد منها ملجأً فليَعُذْ به"
(5)
.
(1)
هو: سليمان بن سيف بن يحيى الطائي الحراني.
(2)
هو: عباس بن محمد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي.
(3)
يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري أبو يوسف المدني.
(4)
هو: صالح بن كيسان المدني.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب نزول الفتن كمواقع القطر 4/ 2211/ حديث رقم 10) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام=
⦗ص: 55⦘
= 4/ 98/ حديث رقم 3601) عن عبد العزيز الأويسي، عن إبراهيم، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر اسم ابن المسيب: سعيد.
12590 -
رواه محمد بن يحيى
(1)
، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح
(2)
، عن الزهري، قال: حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود، عن نوفل
(3)
، مثل حديث أبي هريرة، إلا أنَّ أبا بكر يزيد: "مِن الصلاةِ صلاةٌ، من فاتته؛ فكأنما وُتِر أهلُه
(4)
ومالُه"
(5)
.
(1)
محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي النيسابوي.
(2)
صالح بن كيسان المدني.
(3)
نوفل بن معاوية بن عروة بن صخر أبو معاوية الديلي. صحابي من مسلمة الفتح.
(4)
أي نقص. يقال: وترته، إذا نقصته. فكأنك جعلته وترا بعد أن كان كثيرا. انظر: النهاية (5/ 148).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب نزول الفتن كمواقع القطر 4/ 2211/ حديث رقم 11) من طريق يعقوب، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام 4/ 99/ حديث رقم 3602) عن عبد العزيز الأويسي، عن إبراهيم، به.
من فوائد الاستخراج:
- تقييد المهمل: يعقوب، وأنه ابن إبراهيم.
- ذكر نسب أبي بكر بن عبد الرحمن، وأنه ابن الحارث.
12591 -
حدثنا أبو علي الزعفراني
(1)
، قال: حدثنا أبو عباد
(2)
، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة
(3)
، عن أبي هريرة قال:
⦗ص: 56⦘
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ستكون فتنٌ، النائمُ فيها خيرٌ من اليقظان، والقاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، من اسْتَشْرَف لها اسْتشرفَتْه، ومن وجد منها ملجأ أو معاذا فلْيغذْ به"
(4)
.
(1)
الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني.
(2)
أبو عباد هو: يحيى بن عباد الضبعي.
(3)
أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب نزول الفتن كمواقع القطر 4/ 2212/ حديث رقم 12) من طريق إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم (9/ 51/ حديث رقم 7081) عن محمد بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سعد، به.
12592 -
حدثنا أحمد بن يحيى الحُلْواني، قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة
(1)
، قال: حدثنا إبراهيم، بمثله
(2)
.
(1)
إبراهيم بن حمزة بن محمد الزبيري المدني.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12593 -
حدثنا الصغاني، وابن الجنيد الدقاق
(1)
، والميموني
(2)
، قالوا
(3)
: حدثنا رَوْح بن عُبادة، قال: حدثنا عثمان الشَّحَّام
(4)
، قال: حدثنا مسلم بن أبي بكرة
(5)
، عن أبي بكرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنها ستكون فتن،
⦗ص: 57⦘
ثم تكون فتنة، ألا! فالماشي فيها خير من الساعي، ألا! والقاعد فيها خير من القائم فيها، ألا! والمضطجع فيها خير من القاعد، ألا! فإذا نزلت، فمن كانت له غنَمٌ فليلحق بغنمه، ألا! ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، ألا! ومن كانت له إبل فليلحق بإبله، فقال رجل من القوم: يا نبى الله، جعلني الله فداءك، أرأيت من ليست له غنم ولا أرض ولا إبل، كيف يصنع؟ قال: فليأخذ سيفه، ثم ليعمد به إلى صخرة، ثم ليدفعه على حده، ثم لينج إن استطاع النجاة، اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ إذ قال رجل: جعلني الله فداك، أرأيت إن أخذ بيدي مكرها حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين، أو إحدى
(6)
الفئتين -عثمان شك- فيحذفني رجل بسيفه فيقتلني، ماذا يكون من شأني؟ قال: يبوأ بإثمه وإثمك، فيكون من أصحاب النار"
(7)
.
(1)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد.
(2)
هو: عبد الملك بن عبد الحميد الرقي.
(3)
في الأصل: (قالا).
(4)
عثمان الشحام العدوي أبو سلمة البصري، يقال: اسم أبيه: ميمون، أو عبد الله. قال أحمد بن حنبل: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا. وقال ابن حجر: لا بأس به. انظر: (الجرح والتعديل 6/ 173، تهذيب التهذيب 7/ 161، التقريب ص 670، ترجمة 4531).
(5)
مسلم بن أبي بكرة بن الحارث الثقفي البصري. قال العجلي: بصري تابعي ثقة. وقال ابن حجر: صدوق. (التقريب/ 937، ترجمة 6617).
(6)
في الأصل: (أحد)، والتصويب من صحيح مسلم.
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب نزول الفتن كمواقع القطر 4/ 2212/ حديث رقم 13) من طريق عثمان الشحام، به.
12594 -
حدثنا أبو أمية
(1)
، قال: حدثنا ابن أبي شيبة
(2)
، قال: حدثنا وكيع، عن عثمان الشَّحَّام، بمثله إلى قوله:"فلْيَنجُ، إن استطاع النَّجاةَ"
(3)
.
(1)
هو: محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي الطرسوسي.
(2)
هو: عبد الله بن محمد بن إبراهيم العبسي أبو بكر بن أبي شيبة.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب نزول الفتن كمواقع=
⦗ص: 58⦘
= القطر 4/ 2212/ حديث رقم 13/ 2) من طريق وكيع، به.
12595 -
حدثنا ابن الجنيد
(1)
، قال: حدثنا الأسود بن عامر، ح.
وحدثنا مهدي
(2)
، قال: حدثنا أبو سلمة
(3)
، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عثمان الشحام، عن مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تكون فتنة" فذكر نحوه
(4)
.
(1)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد.
(2)
مهدي بن الحارث بن مرداس العرعري العصار.
(3)
هو: موسى بن إسماعيل التبوذكى المنقري.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
باب حظر قتال المسلمين في الفتنة، وأنّ القاتل والمقتول في النار.
12596 -
حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الحُنين، قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك
(1)
، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب
(2)
ويونس
(3)
، عن الحسن
(4)
، عن الأحنف بن قيس
(5)
، قال: ذهبتُ لأنصرَ هذا الرجلَ
(6)
، فتلقاني أبو بَكْرة، فقال: أين تريد؟ فقلت: أنصرُ هذا الرجلَ، قال: ارجع، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا التقى المسلمان بسَيْفَيْهما، فالقاتلُ والمقتولُ في النّارِ، قلتُ: يا رسولَ الله، هذا القاتلُ، فما بالُ المقتولُ؟ قال: إنَّه كان حريصًا على قتلِ صاحبِه"
(7)
.
(1)
عبد الرحمن بن المبارك بن عبد الله العيشي.
(2)
أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني البصري.
(3)
يونس بن يزيد الأيلي.
(4)
الحسن بن أبي الحسن البصري.
(5)
الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين، أبو بحر التميمي السعدي، احمه: الضحاك، وقيل: صخر. مخضرم. قيل: مات سنة سبع وستين، وقيل: اثنتين وسبعين. ثقة، كما في (التقريب 1 236، ترجمة 288).
(6)
يعنى: علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما في الروايات الآتية.
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما 4/ 2214، حديث رقم 14) من طريق حماد بن زيد، به.
وأخرجه البخارى في صحيحه (كتاب الإيمان، باب {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9]، حديث رقم 31) عن عبد الرحمن بن المبارك، به. =
⦗ص: 60⦘
=وأخرجه أيضا في -كتاب الديات، باب قول الله تعالى:{وَمَنْ أَحْيَاهَا} [المائدة: 132](9/ 4، ح 6875، وح 6875) عن عبد الرحمن بن المبارك، به.
من فوائد الاستخراج: ورود (قلتُ: يا رسولَ الله، هذا القاتلُ) بدون شك، بينما هو عند مسلم:(فقلتُ -أو قيل- يا رسولَ الله) بالشك.
12597 -
حدثنا إسحاق بن سيار، قال: حدثنا خالد بن خِداش، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا التقى المسلمان بسَيْفَيْهما، فالقاتلُ والمقتولُ في النَّارِ"
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12598 -
حدثنا الصغاني، حدثنا المعلى بن منصور، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، قال: خرجت وأنا أريد أنْ آتي -قال حماد: أحسبه عليا- قال: فلقيني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ فأخبرته، قلت: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني: عليًّا- قال: ارجع، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا التقى المسلمان بسَيْفَيْهما، فقَتَل أحدُهما صاحبَه فهما في النَّار، قيل: يا رسولَ الله، هذا القاتلُ، فما بالُ المقتول؟ قال: إنه أراد قتلَ صاحبِه"
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12596).
12599 -
حدثنا إسماعيل القاضى
(1)
، قال: حدثنا محمد بن أبي
⦗ص: 61⦘
بكر
(2)
، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، قال: "أخذتُ سِلاحي وأنا أريد أنْ أنصرَ ابنَ عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
، فلقيني أبو بكرة"، فذكر مثله
(4)
.
(1)
هو: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي.
(2)
محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي.
(3)
يعى: عليا كما في فتح الباري (1/ 86)، وتكملة فتح الملهم (12/ 215).
(4)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12592).
12600 -
حدثنا العباس بن السندي أبو الحارث الأنطاكي
(1)
، قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، قال:"ذهبتُ لأنصرَ هذا الرجلَ"، وذكر الحديث
(2)
.
(1)
هو: عباس بن عبد الله بن عباس بن السندي الأسدي أبو الحارث الأنطاكى.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12594).
12601 -
حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حماد
(1)
، عن أيوب ويونس والمعلى بن زياد
(2)
، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تواجه المسلمان
(3)
بسَيْفهما، فقتل أحدُهما صاحبَه، فهما في النار"
(4)
.
(1)
حماد بن زيد بن درهم.
(2)
معلى بن زياد القردوسي -بقاف- أبو الحسن البصري. صدوق، قليل الحديث زاهد. اختلف قول ابن معين فيه. انظر: التقريب (961، ترجمة 6804).
(3)
معنى تواجها: ضرب كل واحد وجه صاحبه أي ذاته. انظر: شرح النووي على مسلم (11/ 18).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إذا تواجه المسلمان=
⦗ص: 62⦘
= بسيفيهما 4/ 2214، حديث رقم 15) من طريق حماد، به.
وانظر تخريج أول حديث في هذا الباب.
12602 -
حدثنا محمد بن مُهِلّ
(1)
ومحمد بن إسحاق بن الصباح وابن الخراساني أبو العباس الفضل بن أحمد بن إسماعيل الخراساني، قالوا: حدثنا عبد الرزاق من كتابه، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:"إذا تواجه المسلمان بسَيْفهما، فقتل أحدُهما صاحبَه، فالقاتلُ والمقتولُ في النارِ، قالوا: يا رسولَ الله، هذا القاتلُ فما بال المقتولِ؟ قال: إنَّه كان يريد قتلَ صاحبِه"
(2)
.
(1)
هو: محمد بن عبد الله بن مهل الصنعاني.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما 4/ 2214، حديث رقم 15/ 2) من طريق عبد الرزاق، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه معلقا عن معمر (كتاب الفتن، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما 9/ 51، بعد حديث رقم 7083) من طريق الحسن، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر لفظ رواية عبد الرزاق، بينما مسلم أحال به على لفظ رواية أبي كامل، عن حماد.
12603 -
حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود
(1)
، قال: حدثنا شعبة، عن منصور
(2)
، عن رِبْعي بن حِراش، عن أبي بكرة،
⦗ص: 63⦘
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أشار الرجلُ إلى أخيه بسلاحٍ، فهما على جُرُفِ
(3)
جهنَّمَ، فإذا قتله وقعَا فيه جميعًا"
(4)
.
(1)
أبو داود هو: سليمان بن داود الطيالسي.
(2)
هو: منصور بن المعتمر بن عبد الله السلمي أبو عتاب الكوفي.
(3)
بالجيم، وضم الراء، وسكونها. وبحاء مهملة وسكون الراء جانب أو طرف. فيض القدير (1/ 281).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما 4/ 2214، حديث رقم 16) من طريق شعبة، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه معلقا عن غندر (كتاب الفتن، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما 9/ 51، بعد حديث رقم 7083).
ونص الإمام البخاري بأن سفيان لم يرفعه عن منصور.
وانظر كلام ابن حجر حول هذا الحديث في فتح الباري (13/ 37).
باب اقتتال الفئتين العظيمتين من المسلمين، وكثرة القتل بينهما، والدليل على أنَّ القتل يكثر بين يدي الساعة.
12604 -
حدثنا السُّلمي
(1)
، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن هَمَّام بن منبِّه، عن أبي هريرة قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ الساعةُ حتى تقتتلَ فئتان عظيمتان، يكون بينهما مقتلةٌ عظيمةٌ، ودعواهما واحدةٌ"
(2)
.
(1)
هو: أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي السلمي أبو الحسن النيسابوري.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما 4/ 2214، حديث رقم 17) من طريق عبد الرزاق، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام 4/ 200/ حديث رقم (3608 وحديث رقم 3609) عن عبد الله بن محمد، عن عبد الرزاق.
وأخرجه أيضا في صحيحه (كتاب الفتن، باب خروج النار (9/ 59، حديث رقم 7121) من طريق أبي الزناد، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، به.
وأخرجه أيضا في صحيحه (كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان، دعوتهما واحدة" 9/ 17/ حديث رقم 6935) من طريق أبي الزناد، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، به.
12605 -
حدثنا أبو إبراهيم الزُّهري
(1)
، قال: حدثنا مؤمَّل بن الفضل، قال: حدثنا محمد بن حرب الأبْرَش، حدثنا محمد بن الوليد الزُّبيدي، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة،
⦗ص: 65⦘
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ الساعةُ حتى تقتتلَ فئتان، ودعواهما واحدةٌ"
(2)
.
(1)
هو: أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد.
(2)
لم يخرج مسلم طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، وإنما أخرجه من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة كما تقدم في الحديث السابق.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام 4/ 200/ حديث رقم 3608) من طريق الزهري، به، وتخريج المصنف لهذا الطريق من فوائد الاستخراج.
12606 -
حدثنا علي بن عبد العزيز
(1)
، قال: حدثنا مُعلَّى بن أسد
(2)
، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار، ح.
وحدثني أبو الحسن
(3)
، قال: حدثنا قُتيبة
(4)
، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن
(5)
، قالا: حدثنا سُهيل
(6)
، عن أبيه
(7)
، عن أبي هريرة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تقوم الساعةُ حتى يكثرَ الهَرْجُ، قالوا: وما الهرجُ يا رسولَ الله؟ قال: القتلُ القتلُ"
(8)
.
⦗ص: 66⦘
وأما عبد العزيز قال: (القتل) مرة واحدة.
(1)
علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور أبو الحسن البغوي.
(2)
معلى بن أسد العمي أبو الهيثم البصري.
(3)
هو: مسدد بن قطن بن إبراهيم النيسابوري.
(4)
قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف الثقفي أبو رجاء البغلاني.
(5)
يعقوب بن عبد الرحمن القاري المدني.
(6)
سهيل بن أبي صالح ذكوان السمان أبو يزيد المدني.
(7)
هو: ذكوان السمان الزيات أبو سهيل وأبو صالح.
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما 4/ 2215، حديث رقم 18) من طريق قُتيبة، به.
12607 -
حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل
(1)
، قال: كنت جالسًا مع عبد الله وأبي موسى فقالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بين يدي الساعة أيام يرفع فيها العلم، ويترك فيها العمل، وينزل فيها الجهل، ويكثر فيها الهرج، قال: فقلنا: يا رسول الله، وما الهرج؟ قال: القتل القتل مرتين"
(2)
.
(1)
شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي.
(2)
تقدم عند المصنف (20/ 312، حديث رقم 1171) وما بعده، إلا أنه لم يخرجه من طريق أبي معاوية، وإنما من طريق عبيد الله بن موسى وزائدة.
وقد علق طريق أبي معاوية في (20/ 315)، وأخرجها هنا مسندة.
من فوائد الاستخراج: كون أبي عوانة أخرج الحديث من طريق أبي معاوية، وقد قال يعقوب بن شيبة:"سفيان الثوري وأبو معاوية مقدمان في الأعمش على جميع من روى عن الأعمش". انظر: شرح العلل (2/ 530).
12608 -
روى نصر بن علي، عن عبد الأعلى
(1)
، عن معمر عن الزهري، عن سعيد
(2)
، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يتقارب الزمان"، وذكر الحديث
(3)
.
(1)
عبد الأعلى بن عبد الأعلى أبو محمد البصري السامي.
(2)
هو سعيد بن المسيب.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب العلم، باب رقع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان 4/ 2507، حديث رقم 12) من طريق عبد الأعلى، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب ظهور الفتن 9/ 48/ حديث رقم 7061) من طريق يونس، عن الزهري، به.=
⦗ص: 67⦘
= وقد تقدم موصولا عند المصنف بأسانيده (20/ 317، حديث رقم 11720 وما بعده) عن الزهري، عن ابن المسيب، به.
باب الدليل على أنَّ هذه الأمة تُهلك ويفنى بعضُها بعضًا، وأنَّه لا يُسلط عليها عدوٌّ من غيرها، ولا يُهلكها الغرقُ.
12609 -
حدثنا يزيد بن سِنان وعبد الرحمن بن محمد بن منصور قُرْبزَان، قالا: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي
(1)
، عن قتادة، عن أبي قلابة
(2)
، عن أبي أسماء الرَّحَبي
(3)
، عن ثوبان، أنَّ في الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الله زَوَى
(4)
إنَّ الله زوى لي الأرض، حتى رأيتُ مشارقَها ومغاربَها، وأعطاني الكنزَيْن
(5)
الأحمرَ والأبيض، وإنّ مُلكَ أمتى سيبلغ ما زُوِيَ لى منها؛ وإني سألت ربِّي أنْ لا يهلكهم بسَنَةٍ
(6)
، وأن لا يُسَلِّطَ عليهم عدوًّا من
⦗ص: 68⦘
غيرهم فيهلكهم، ولا يلبسهم شِيَعًا
(7)
أو يُذيق بعضَهم بأْسَ بعض، فقال: يا محمد، إني إذا قضيتُ قضاءً فلا مردَّ له؛ إني أعطيتُك لأمَّتِك أنْ لا يُهلكوا بسَنَةٍ، وأن لا يُسلَّط عليهم عدوًّا من غيرهم فيستبيحَهم
(8)
ولو اجتمع عليهم من بين أقطارِها، حتى يكون بعضُهم يهلك بعضًا، وبعضُهم يفني بعضًا، وبعضُهم يَسبي بعضًا، وإنه سترجع قبائلُ من أمتي إلى الشركِ وعبادةِ الأوثان، وإن مِن أخوفِ ما أخاف على أمتي الأئمةَ المُضِلِّين، وإنه إذا وُضع السيفُ فيهم لم يرفعْ عنهم إلى يوم القيامة، وإنه سيخرج في أمتي كذُّابون دجَّالون قريبٌ من ثلاثين، وإني خاتمُ النبيين، لا نبيَّ بعدي، ولا تزال طائفةٌ من أمتي على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله"
(9)
.
(1)
هشام بن أبي عبد الله سنبر أبو بكر البصري الدستوائي.
(2)
هو: عبد الله بن زيد بن عمرو أو عامر الجرمي، أبو قلابة البصري.
(3)
هو: عمرو بن مرثد أبو أسماء الرجي الدمشقي.
(4)
أي: جمع وقبض. انظر: مشارق الأنوار (1/ 313)، النهاية (2/ 320).
(5)
قال القاضي عياض: "يريد كنوز كسرى من الذهب والفضة. وقيل: أراد العرب والعجم، جمعهم الله على دينه. ويظهر لي أنه أراد بالأبيض: كنوز كسرى، وفتح بلاده؛ لأن الغالب على بلاد العراق وبلاد فارس الدراهمُ والفضةُ، وبالأحمر: كنوز قيصر بالشام ومصر وفتح بلاده إذ الغالب على أموالهم الذهب". انظر: مشارق الأنوار (1/ 200).
(6)
السَّنَةُ: القحط. أي: لا أهلكهم بقحط يعمهم، بل إن وقع قحط فيكون في ناحية يسيرة بالنسبة إلى باقى بلاد الإسلام. انظر: النهاية (3/ 302)، شرح النووي على مسلم (14/ 18).
(7)
الشيع: الفِرَق، أي: لا يجعلهم فِرَقا مختلفين. انظر: النهاية (2/ 520).
(8)
يستأصلهم ويهلكهم جميعهم. انظر: النهاية (1/ 172)، شرح النووي على مسلم (13/ 18).
(9)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض 4/ 2215، حديث رقم 2/ 19) من طريق معاذ بن هشام، به.
من فوائد الاستخراج:
- تعيين أبي أسماء، وأنه الرحبي.
- ذكر لفظ رواية قتادة كاملا، بينما اقتصر الإمام مسلم على ذكر طرف منه، وأحال بباقيها على لفظ رواية أيوب، عن أبي قلابة.
12610 -
حدثنا الصغاني
(1)
، قال: حدثنا زهير بن حرب،
⦗ص: 69⦘
وحدثنا إسماعيل القاضي
(2)
، قال: حدثنا محمد بن المثنى، قالا: حدثنا معاذ بن هشام، بمثله
(3)
.
(1)
هو: محمد بن إسحاق بن جعفر الصغاني أبو بكر البغدادي.
(2)
هو: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي القاضي.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12611 -
حدثنا إسماعيل
(1)
، ويوسف
(2)
القاضيان، قالا: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب
(3)
، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله زَوَى لي الأرض فرأيت مشارقَها ومغاربَها، وإن مُلكَ أمتي سيبلغ ما زُوِي لي منها؛ وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتى أنْ لا يهلكهم بسَنَةٍ بِعامةٍ، ولا يُسلِّط عليهم عدوًّا من غيرهم سوى أنفسِهم فيستبيحَ بَيْضَتَهمَ
(4)
، وإن ربي قال: يا محمد، إني إذا قضيتُ قضاءً فإنه لا يُردُّ؛ وإني لا أهلكهم بسَنَةِ بِعامةٍ، ولا أسلطُ عليهم عدوًّا من سوى أنفسِهم يستبيح بيضتَهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارِها
⦗ص: 70⦘
-أو قال: من بأقطارها- حتى يكون بعضُهم يسبي بعضًا، أو يكون بعضُهم يهلك بعضًا، وإنما أخاف على أمتي الأئمةَ المُضِلِّين، وإذا وُضع السيفُ في أمتي لم يرفعْ عنهم إلى يومِ القيامة، ولا تقوم الساعةُ حتى تَلحقَ قبائلُ من أمتي بالمشركين، حتى تعبد قبائل من أمتي الأوثانَ، وإنه سيكونُ في أمتي كذَّابون ثلاثون، كلهم يزعم أنَّه نبيٌّ، وأنا خاتمُ النبيين لا نبيَّ بعدي، ولا تزال طائفةٌ من أمتى على الحق ظاهرين لا يَضرُّهم من خالفهم -أو قال: من خذلهم- حتى يأتي أمرُ الله"
(5)
.
(1)
هو: إسماعيل القاضي الذي تقدم في الحديث السابق.
(2)
هو: يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي القاضي.
(3)
هو: أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني البصري.
(4)
أي: مجتمعهم وموضع سلطانهم، ومستقر دعوتهم. وبيضة الدار: وسطها ومعظمها. أراد عدوا يستأصلهم ويهلكهم جميعهم. قيل: أراد: إذا أهلك أصل البيضة كان هلاك كل ما فيها من طُعم أو فرخ، وإذا لم يهلك أصل البيضة ربما سلم بعض فراخها. وقيل: أراد بالبيضة الخوذة، فكأنه شبه مكان اجتماعهم والتئامهم ببيضة الحديد. انظر: النهاية (1/ 172).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض 4/ 2215، حديث رقم 19) من طريق حماد بن زيد، به.
وأخرج الزيادة التى بعد قوله: "
…
حتى يكون بعضُهم يسبي بعضًا" والزيادات التى في الحديث التالي أبو داود في سننه (كتاب الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها 4/ 157/ حديث رقم 4254)، والترمذي في سننه (كتاب الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في الأئمة المضلين 4/ 504/ حديث رقم 2229)، وأحمد في مسنده (37/ 77/ حديث رقم 22393) و (37/ 78/ حديث رقم 22394) و (78/ 37 /حديث رقم 22395) و (37/ 117/ حديث رقم 22452)، والدارمى في سننه، باب في كراهية أخذ الرأي 1/ 291/ حديث رقم 215) وفي (كتاب الرقاق، باب في الأئمة المضلين 3/ 1811/ حديث رقم 2794)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 332 / حديث رقم 456)، وابن حبان في صحيحه (16/ 220/ حديث رقم 7238)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (2/ 289)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 193/حديث رقم 1166)، كلهم من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، به مرفوعًا. =
⦗ص: 71⦘
= وقال أبو عيسى: "وهذا حديث حسن صحيح".
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 430): "رواه أحمد ورجاله ثقات".
وأخرجه الروياني في مسنده (1/ 410/ حديث رقم 629)، وابن حبان في صحيحه (15/ 109/ حديث رقم 6714) من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي قلابة، به مرفوعًا.
من فوائد الاستخراج: انتهى لفظ رواية مسلم عند قوله: "
…
حتى يكون بعضُهم يسبي بعضًا"، وما جاء في رواية المصنف بعد ذلك فهي من فوائد الاستخراج، وإسنادها صحيح. وسليمان بن حرب أوثق الرواة عن حماد بن زيد وأكثرهم ملازمة له. وقال ابن حجر: "اختص بحماد بن زيد". الفتح (13/ 285)، وراجع: الجرح (4/ رقم الترجمة 481)، تاريخ بغداد (9/ 35).
12612 -
ز- حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، حدثنا سليمان بن حرب، بإسناده نحوه:"وإنما أخاف على أمتي الأئمةَ المضلِّين"، مختصر
(2)
.
(1)
محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلي النبيسابوري.
(2)
أخرج هذه الزياة وغيرها من الزيادات في الحديث السابق أبو داود في سننه -كتاب الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها (4/ 157/ حديث رقم 4254)، والترمذي في سننه - كتاب الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في الأئمة المضلين (4/ 504/ حديث رقم 2229)، وأحمد في مسنده (37/ 77/ حديث رقم 22393) و (37/ 178 حديث رقم 22394) و (37/ 78/ حديث رقم 22395) و (37/ 117/ حديث رقم 22452)، والدارمي في سننه، باب في كراهية أخذ الرأي (/ 1/ 291 حديث رقم 215) وفي -كتاب الرقاق، باب في الأئمة المضلين (3/ 1811/ حديث رقم 2794)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني=
⦗ص: 72⦘
= (1/ 332/ حديث رقم 456)، وابن حبان في صحيحه (16/ 220/ حديث رقم 7238)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (2/ 289)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 193/ حديث رقم 1166) كلهم من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، به مرفوعًا.
وقال أبو عيسى: "وهذا حديث حسن صحيح".
وقال الهيثمى في مجمع الزوائد (5/ 430): "رواه أحمد ورجاله ثقات".
وأخرجه الروياني في مسنده (1/ 410 / حديث رقم 629)، وابن حبان في صحيحه (15/ 109/ حديث رقم 6714) من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي قلابة، به مرفوعًا.
12613 -
حدثنا أبو قلابة
(1)
، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا بن زيد، عن أيوب بإسناده، مثله، بطوله
(2)
.
(1)
هو: عبد الملك بن محمد عبد الله الرقاشى البصري.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث (12611).
12614 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب بإسناده، مثله نحوه، مختصر
(2)
.
(1)
هو: سليمان بن داود الطيالسي.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12609).
12615 -
حدثنا الدُّوري
(1)
، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا عثمان بن حَكيم، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: "أقبلنا
⦗ص: 73⦘
مع النبىِّ صلى الله عليه وسلم حتى موَرْنا بمسجدِ بني مُعاوية
(2)
، فدخل فصلى ركعتين وصَلَّيْنا معه، فناجى ربَّه عز وجل طويلا ثم قال: سألتُ ربي عز وجل ثلاثا: سألئه ألا يُهلك أمتي بالغرقِ فأعطانيها، وسألته ألا يهلك أمتي بالسَّنَةِ فأعطانيها، وسألته ألا يجعلَ بأسَهم بينهم فمنعنيها"
(3)
.
(1)
عباس بن محمد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي.
(2)
مسجد بني معاوية هو: المعروف اليوم بمسجد الإجابة. يقع شمال البقيع غير بعيد. انظر: وفاء الوفاء (1/ 155)، المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص 253).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض (4/ 2216، حديث رقم 20) من طريق عثمان بن حكيم، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر نسب عامر بن سعد، وأنه: ابن أبي وقاص.
12616 -
حدثنا يوسف القاضي
(1)
، حدثنا محمد بن أبي بكر
(2)
، حدثنا عمر بن علي
(3)
، حدثنا عثمان بن حَكيم، بمثله
(4)
.
(1)
هو: يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي القاضي.
(2)
محمد بن أبي بكر بن على بن عطاء بن مقدم المقدمي.
(3)
عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12617 -
حدثنا محمد بن محمد بن رجاء، حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، حدثنا أبي
(1)
، حدثنا عثمان، أخبرني عامر بن سعد، عن أبيه، "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العَاليةِ، حتى إذا مرَّ بمسجد بني معاوية دخل، فركع كعتين، وصلَّيْنا معه، ودعا ربَّه طويلًا، ثم
⦗ص: 74⦘
انصرف إلينا فقال: سألتُ ربي عز وجل ثلاثا: أنْ لا يُهلك أمتي بالسَّنَةِ فأعطانيها، وسألته أنْ لا يُهلك أمتي بالغرقِ فأعطانيها، وسألته أنْ لا يجعل بأسَهم بينهم فمنعنيها"
(2)
.
(1)
عبد الله بن نمير الهمداني أبو هشام الكوفي.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض (4/ 2216، حديث رقم 20) من طريق عبد الله بن نمير، به.
باب بيان الأخبار المبينة أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أخبر أصحابه بما يكون بينه وبين الساعة من الفتن والدليل على أنْ أحفظهم لها حذيفة.
12618 -
حدثنا العباس بن محمد الدُّوري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي
(1)
، عن صالح
(2)
، عن ابن شهاب، قال: قال أبو إدريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله
(3)
قال
(4)
: سمعت حذيفة يقول: "والله إني لأعلمُ الناسِ بكلِّ فتنةٍ هي كائنةٌ فيما بيني وبين الساعةِ، وما ذاك، أنْ يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنى من ذاك شيئًا أَسرَّه إليّ، لم يكن حَدَّث غيري، ولكنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدِّث مجلسًا أنا فيه عن الفتن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يَعُدُّ الفتنَ، منها: ثلاثٌ لا يَذَرْنَ شيئًا، ومنهنَّ كرياحِ الصَّيفِ، منها صغارٌ ومنها كبارٌ".
قال حذيفة: فذهب أولئك الرَّهْطُ كلُّهم غيري
(5)
.
⦗ص: 76⦘
رواه ابن وهب
(6)
، عن يونس، عن الزهري، به.
(1)
إبرإهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري المدني.
(2)
صالح بن كيسان المدني.
(3)
الخولاني -بفتح الخاء المعجمة، وسكون الواو، وفي آخرها النون-؛ نسبة إلى قبيلة خولان، نزل أكثرها في الشام. انظر:(الأنساب 2/ 419، التقريب/ 479، ترجمة 3115).
(4)
هكذا في الأصل، ولعل (قال) هذه زيادة من الناسخ.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة (4/ 2216، حديث رقم 22) من طريق ابن شهاب، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر اسم أبي إدريس الخولاني: عائذ بن عبد الله.
(6)
وصله مسلم في صحيحه في الموضع السابق (4/ 2216، حديث رقم 22) عن حرملة بن يحيى التجيبي، عنه، به.
12619 -
حدثنا أبو أمية
(1)
، حدثنا إسماعيل بن الخليل، حدثنا علي بن مُسْهِر، عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة، قال:"قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامًا ما ترك شيئًا هو كائنٌ في مقامِه ذلك إلى أن تقومَ الساعةُ إلا حدَّثنا به، حَفِظَه من حفظه، ونَسِيَه من نَسِيَه، قد عرف ذاك أصحابي هؤلاء، فوالله إني لأرى الشيءَ منه قد نسيتُه، فأعرفُه كما يعرفُ الرجلُ وجهَ الرجلِ غابَ عنه، ثم رآه فعرفه"
(2)
.
(1)
هو: محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي الطرسوسي.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة (4/ 2216، حديث رقم 23) من طريق الأعمش، به.
12620 -
حدثنا إسحاق بن سيار، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا شيبان
(1)
، عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة، قال:"قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامًا، فما ترك شيئًا يكون في مقامه ذلك إلى قيامِ الساعةِ إلا حدَّثنا به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، قد علموا أصحابي هؤلاء أنَّه يكونُ منه الشيءُ قد نسيتُه، فأراه؛ أذكره كما يعرفُ الرجل وجهَ الرجلِ غابَ عنه"
(2)
.
⦗ص: 77⦘
رواه جرير
(3)
(4)
، عن الأعمش. ووكيع
(5)
، عن سفيان
(6)
، عن الأعمش.
(1)
شيبان بن عبد الرحمن النحوي أبو معاوية البصري.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
(3)
جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي الكوفي.
(4)
وصله مسلم في صحيحه في الموضع السابق (4/ 2216، حديث رقم 23) عن عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم، عنه، به.
(5)
وصله مسلم في صحيحه في الموضع السابق (4/ 2216، حديث رقم 2/ 23) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عنه، به.
(6)
سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري.
12621 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد
(2)
، عن حذيفة أنَّه قال:"قام فينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فأخبرَنا ما هو كائنٌ إلى أن تقومَ الساعةِ، إلا أنّي لم أسألْه ما يُخرج أهلَ المدينةِ من المدينةِ"
(3)
.
(1)
هو: سليمان بن داود الطيالسي.
(2)
عبد الله بن يزيد بن زيد الأنصاري.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة (4/ 2217، حديث رقم 24) من طريق شعبة، به.
12622 -
حدثنا يزيد بن سِنان، وإبراهيم بن مرزوق، ويعقوب بن سفيان الفارسي، وإسحاق بن سيّار، قالوا: حدثنا أبو عاصم
(1)
، أخبرنا عَزْرَة بن ثابت، قال: أخبرنا عِلْباء بن أَحمْر اليَشْكُري
(2)
، قال: حدثني أبو زيد الأنصاري
(3)
،
⦗ص: 78⦘
قال: "صلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الصبح -وقال بعضُهم: الفجر- ثم صَعِد المنبرَ فخطَبَنا حتى حانتِ الظهرُ، ثم نزل فصلَّى، ثم صَعِد المنبرَ، فخطبنا إلى العصر -وقال بعضُهم: ثم حانت العصر- فنزل فصلَّى، ثم صعد المنبرَ فخطبنا حتى غَرَبَت الشمسُ، فأخبرَنا بما كان وما هو كائنٌ إلى يومَ القيامة، فأعلمُنا أحفظُنا"
(4)
. حديثهم واحد.
(1)
هو: الضحاك بن مخلد بن الضحاك الشيباني النبيل.
(2)
علباء -بكسر أوله، وسكون اللام، بعدها موحدة ومد- ابن أحمر -آخره راء- اليشكري -بفتح التحتانية، وسكون المعجمة- بصري. صدوق من القراء، كما في التقريب (ص 688، ترجمة 4674)، وانظر: الكمال (1/ 18).
(3)
هو: عمرو بن أخطب بن رفاعة، أبو زيد الأنصاري الأعرج.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة (4/ 2217، حديث رقم 25) من طريق أبى عاصم، به.
12623 -
حدثنا الصغاني
(1)
وأبو أمية، قالا: حدثنا يعلى بن عُبيد، حدثنا الأعمش، عن أبي وائل
(2)
، عن حذيفة قال: "كنا عند عمر فقال أيُّكم يحفظ حديثَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قال: قلتُ: أنا، قال: إنك لجريءٌ، قال: قلتُ: ذكر فتنةَ الرجلِ في أهلِه وولدِه وجارِه، يكفرُّها الصيامُ والصلاةُ والصدقةُ والأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر، فقال: ليس عن هذا أعني، إنما أعنى التي تموج موجَ البحر
(3)
، قلتُ يا أميرَ المؤمنين، ليس يَندَاكَ
(4)
من تلك شيءٌ، إنما بينك وبينها بابًا مغلقًا
(5)
، قال:
⦗ص: 79⦘
أرأيتَ الباب يُفتح أو يُكسر؟ قلتُ: بل يُكسر، قال: إذا لا يُغلق، قال: فقلتُ لحذيفة: أكان عمرُ يعلم مَن البابُ؟ قال: نعم، كما تعلم أنَّ غدا دونه ليلة، وذلك أني حدثته حديثًا ليس بالأغاليطِ
(6)
، قال: فهِبْنا أن نسأل حذيفةَ من الباب؟ فقلنا لمسروق، فسأله، فقال: عمر"
(7)
.
(1)
هو: محمد بن إسحاق بن جعفر الصغاني أبو بكر البغدادي.
(2)
شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي.
(3)
ماج الناس؛ أي: اختلطوا بعضهم في بعض مقبلين ومدبرين، والفتنة تموج موج البحر؛ أي: تضطرب وتذهب وتجيء وتقدم.
مشارق الأنوار (1/ 390).
(4)
أي: يصيبك. انظر: لسان العرب، مادة: ندي.
(5)
منصوبا، ويُوَجّه على أن (ما) زائدة.
(6)
جمع أغلوطة، وهي التي يغالط بها، فمعناه: حدثته حديثا صدقا محققا، ليس هو من صحف الكتابيين، ولا من اجتهاد ذي رأي، بل من حديث النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: شرح النووي على مسلم (2/ 175).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر (4/ 2217، حديث رقم 26) من طريق الأعمش، به.
من فوائد الاستخراج: تعيين شقيق بذكره بكنيته، وأنه أبو وائل، حيث إنّ مسلما ذكره باسمه مهملا.
12624 -
حدثنا مسرور بن نوح، حدثنا أبو بكر
(1)
، حدثنا وكيع، عن سفيان
(2)
، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال:"قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فينا مقامًا فأخبرَنا بما هو كائنٌ، حَفظَه من حَفِظَه، ونسِيَه من نسيَه"
(3)
.
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن إبرإهيم العبسي أبو بكر بن أبى شيبة.
(2)
سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في الفتنة التى تموج كموج البحر (4/ 2218، حديث رقم 27) من طريق الأعمش، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الصوم، باب الصوم كفارة (3/ 25، حديث رقم 1895) من طريق جامع، عن أبي وائل، به.
12625 -
حدثنا الحسن بن عفان
(1)
، حدثنا ابن نُمير
(2)
، حدثنا الأعمش، عن شقيق
(3)
، عن حذيفة، قال: "كنَّا جلوسًا عند عمر، فقال: مَن يحفظ حديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة كما قال؟ قال حذيفةُ: قلتُ: أنا، فقال: إنك لجريء، فكيف إذًا قال؟ قلتُ: قال: فتنةُ الرجلِ في أهلِه وماله وولدِه وجارِه، يكفرُّها الصلاةُ والصدقة والأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر، فقال: ليس هذا أريد، إنما أريد التي تموج كموج البحر، فقلتُ: ليس عليك منها بأسٌ، إنَّ بينك وبينها بابًا مغلقًا، فقال عمر: أيُكسر البابُ أم يفتح؟ فقال: بل يُكسر، فقال عمر: إذَا كُسر لم يغلق أبدًا، قال: فهِبْنا أن نسألَه فقلنا لمسروق، فسأله مَن البابُ؟ فقال: عمر. هل كان يعلم من الباب؟
(4)
قال: نعم، والله، كما تعلم أنَّ دون غدٍ الليلة، وذلك أنَّ حذيفةَ حدّثَنا حديثا ليس بالأغاليط"
(5)
.
(1)
الحسن بن علي بن عفان العامري الكوفي.
(2)
هو: عبد الله بن نمير.
(3)
شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي.
(4)
هذا سؤال ثانٍ من مسروق لحذيفة كما يستفاد من الحديث السابق برقم (12623).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر (4/ 2218، حديث رقم 26) من طريق الأعمش، به.
12626 -
ز- حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا أبي
(1)
، حدثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد
(2)
، عن خالد بن أبي
⦗ص: 81⦘
عمران
(3)
، عن سليمان الأعمش، عن أبي وائل، حدثه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه قال يومًا:"أيكم يحفظ قولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في الفتن؟ فقال حذيفة: إني أحفظ كما قاله، قال: هاتِ، قال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فتنةُ الرجل في نفسِه، وأهلِه، وجيرانِه، يكفرُّها الصلاةُ، والصيامُ، والزكاة، والأمرُ بالمعروف، والنهىُ عن المنكر، فقال عمرُ: ليس عن هذا سألتك، إنما سألتك عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنةِ تموج كموج البحر، فقال حذيفةُ: إنَّ دونك ودونها بابًا مغلقًا. قال عمرُ: أيفتحُ ذلك البابُ أو يُكسر؟ قال: يُكسر. قال: فذلك أحرى أنْ لا يُسَدَّ أبدًا"
(4)
.
لم نكتبه عن غيره.
⦗ص: 82⦘
رواه ابن عيينة
(5)
، عن جامع بن أبي راشد
(6)
، والأعمش، عن أبي وائل
(7)
.
(1)
هو: عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري أبو محمد الفقيه.
(2)
يحيى بن سعيد الأنصاري.
(3)
خالد بن أبي عمران التجيبي أبو عمر، قاضي إفريفية. فقيه صدوق، كما في التقريب (289، ترجمة 1662).
(4)
هكذا هو في رواية أبي صالح، عن الليث به، عند ابن الأعرابي في معجمه (2/ 564/ ح 1074)، وعن ابن عبد الحكم، عن الليث به، عند الإسماعيلي في معجمه (1/ 349).
بينما جعله الحافظ أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 689 / 1858) من روايته عن أحمد بن إبراهيم الكندي، عن سعيد بن عجب، عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، به، عن أبي وائل، عن حذيفة. وأحال متنه على رواية بقية أصحاب الأعمش، عنه.
قال أبو نعيم: "ورواه عن أبي وائل: عاصم ابن بهدلة، وجامع بن أبي راشد في جماعة، ولم يذكروا حذيفة".
(5)
هو: سفيان بن عيينة الهلالي.
(6)
جامع بن أبي راشد القاهري الكوفي.
(7)
وصله مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر (4/ 2218، حديث رقم 27) عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن جامع بن أبي راشد، والأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: (قال عمر: من يحدثنا عن الفتنة؟
…
".
وأحال بلفظه على رواية وكيع وجرير وعيسى بن يونس وأبي معاوية.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الصوم، باب الصوم كفارة (3/ 25، ح 1895) عن علي بن عبد الله، عن سفيان، به.
من فوائد الاستخراج:
- تعيين سفيان، وأنه ابن عيينة.
- ذكر لفظ رواية سفيان.
12627 -
ز- حدثنا الدقيقي
(1)
، حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم
(2)
، عن سيار
(3)
، عن أبي وائل، عن عمر، أنَّه قال: "أيُّكم سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قال حذيفةُ: أنا يا أمير المؤمنين، قال: هات، إنك لجريءٌ، قال حذيفة: سمعت رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: فتنة الرجلِ في أهلِه، ومالِه، وجارِه، يكفِّرُ ذلك الصومُ، والصلاة، والصدقةُ، وقولُ المعروف. قال عمر: ليس هذا أريد، ولكن أريد قوله في التي تموج كموج البحر، قال حذيفةُ: لا تَخَفْها يا أمير المؤمنين، فإن بينك
⦗ص: 83⦘
وبينها بابًا مغلقًا. قال عمرُ: كيف بالبابُ؛ يُكسر أم يفتحُ؟ قال: بل يُكسر فلا يُغلق حتى تقومَ الساعة"
(4)
.
رواه معاذ بن معاذ، عن ابن عون
(5)
، عن محمد
(6)
قال: قال جندب
(7)
: جئت يوم الجَرْعة
(8)
، فإذا رجلٌ جالسٌ، فقلتُ: لَيُهْراق اليومَ ها هنا دماءٌ، فقال ذاك الرجلُ: كلا واللّه، قلتُ: بلى والله، وذكر الحديث
(9)
.
(1)
هو: محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي أبو جعفر.
(2)
هشيم بن بشير بن القاسم السلمي الواسطي.
(3)
سيار بن أبي سيار وردان أبو الحكم العنزي الواسطي.
(4)
أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (1/ 325، ح 408) من طريق شعبة، عن الأعمش، وحماد بن سلمة، عن عاصم، كلاهما عن أبي وائل، قال: قال عمر: من يحدثنا عن الفتنة؟ فقال حذيفة: فذكره.
وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (2/ 215، ح 1774) من طريق عيسى بن الضحاك الكندي، عن الأعمش، عن شفيق بن سلمة، عن مسروق، عن عمر بن الخطاب، به.
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن عيسى إلا علي بن أبي بكر".
(5)
هو: عبد الله بن عون بن أرطبان البصري.
(6)
محمد بن سيرين.
(7)
جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي.
(8)
الجرعة -بفتح، وبفتح الراء وإسكانها، والفتح أشهر وأجود-: وهي موضع بقرب الكوفة على طريق الحيرة. ويوم الجرعة: يوم خرج فيه أهل الكوفة يتلقون واليا ولاه عليهم عثمان، فردوه وسألوا عثمان أن يولي عليهم أبا موسى الأشعري فولاه. انظر: المنهاج شرح صحيح مسلم (18/ 18).
(9)
وصله مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر (4/ 2219، حديث رقم 28) عن محمد بن المثنى ومحمد بن حاتم، عن معاذ بن معاذ، به.
12628 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا عمرو بن خالد، حدثنا زهير
(1)
، عن سهيل، عن أبيه
(2)
، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يَحْسِرُ
(3)
الفراتُ
(4)
عن جبلٍ من ذهبٍ، فيقتتلُ الناسُ عليه، فيقتل من كل مائة تسعةٌ وتسعون".
وقال
(5)
: يا بني، فإياك أن تكون ممن يقاتل عليه
(6)
.
(1)
زهير بن معاوية بن حديج الجعفي الكوفي.
(2)
ذكوان السمان الزيات أبو سهيل وأبو صالح.
(3)
أي: يكشف. نظر: النهاية (1/ 383).
(4)
بالضم ثم التخفيف، وآخره تاء مثناة من فوق، نهر بالعراق، والفرات في أصل كلام العرب: أعذب المياه. انظر: معجم البلدان (4/ 241).
(5)
القائل هو والد سهيل كما هو واضح كما في صحيح مسلم.
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب 4/ 2219، حديث رقم 29) من طريق سهيل، به.
12629 -
حدثني مسدد
(1)
، حدثنا قتيبة
(2)
، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن
(3)
، عن سُهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعةُ حتى يحسرَ الفراتُ عن جبلٍ من ذهبٍ، يقتتل الناسُ عليه، فيُقتل من كل مائة تسعةٌ وتسعون، ويقول كلُّ رجلٍ منهم: لعَلِّي
⦗ص: 85⦘
أكون أنا الذي أنجو"
(4)
.
(1)
مسدد بن قطن بن إبراهيم النبيسابوري أبو الحسن.
(2)
قتيبة بن سعيد بن جميل الثقفي البغلاني.
(3)
يعقوب بن عبد الرحمن القاري المدني.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب 4/ 2219، حديث رقم 29) من طريق قتيبة، به.
12630 -
حدثنا يزيد بن سِنان، حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق، حدثنا جرير
(1)
، عن سهيل، بإسناده إلى قوله:"تسعة وتسعون"
(2)
.
وقال لي
(3)
أبو صالح: "إذا سمعتَ ذاك فلا تأتِ"
(4)
".
(1)
جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي الكوفي.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
(3)
القائل هو: سهيل بن أبي صالح كما في رواية مسلم.
(4)
في الأصل: (فلا تأتي) بثبوت الياء، وحذفها يقتضيه الإعراب.
12631 -
حدثنا إدريس بن بكر، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن سهيل، بمثله
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12628).
12632 -
حدثنا الزعفراني
(1)
، حدثنا على بن الجعد، حدثنا زهير
(2)
، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يحسر الفراتُ -أو لا تقوم الساعة حتى يحسرَ الفراتُ-عن جبلٍ من ذهب، فيقتتل الناسُ، فيُقتل من كلِّ مائةٍ تسعةٌ وتسعون". فقال لي: يا بنيَّ، إن أدركتَه فلا تكن ممن يقاتل عليه
(3)
.
(1)
هو: الحسن بن محمد بن الصباح.
(2)
زهير بن معاوية.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12628).
12633 -
حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا الحسين بن عَيّاش
(1)
، حدثنا زهير، بإسناده، مثله
(2)
.
ورواه أمية بن بسطام، عن يزيد بن زُريع، عن روح
(3)
، عن سهيل، بمثله
(4)
.
(1)
الحسين بن عياش -بتحتانية، ومعجمة-ابن حازم السلمي مولاهم أبو بكر البَاجُدَّائي -بموحدة، وجيم مضمومة، ودال ثقيلة، وبعد الألف همزة- ثقة، كما في التقريب (ترجمة 1339).
(2)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12628).
(3)
روح بن القاسم التميمي العنبري البصري.
(4)
وصله مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب 4/ 2219، حديث رقم 29) عن أمية بن بسطام، به.
12634 -
حدثنا مسلم بن الحجاج، وعبد المؤمن بن أحمد يجُندَيْسَابُور
(1)
في قدمتي الثانية، قالا: حدثنا سهل بن عثمان أبو مسعود، حدثنا عقبة بن خالد السّكوني، عن عبيد الله بن عمر
(2)
، عن خُبَيب بن عبد الرحمن
(3)
، عن حفص بن عاصم
(4)
، عن أبي هريرة قال:
⦗ص: 87⦘
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "يوشك الفراتُ يحسر عن كننر من ذهب، فمن حضر فلا يأخذْ منه شيئًا"
(5)
.
(1)
جنديسابور -بضم الجيم، وسكون النون، وفتح الدال المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفتح السين المهملة، بعدها الألف والباء المنقوطة بنقطة، بعدها واو وراء مهملة-: بلدة من بلاد كور الأهواز، وهي خوزستان. انظر: الأنساب (2/ 94)، معحم البلدان (2/ 170).
(2)
عبيد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر العدوي العمري.
(3)
خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب الأنصاري المدني.
(4)
حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري. ثقة. كما في التقريب (ترجمة 1407).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب 4/ 2219، حديث رقم 30).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب خروج النار (9/ 58، حديث رقم 7119) عن عبد اللّه بن سعيد الكندي، عن عقبة بن خالد، به.
12635 -
حدثنا مسلم بن الحجاج، وعبد المؤمن بن أحمد، قالا: حدثنا سهل بن عثمان، حدثنا عقبة بن خالد، عن عبيد اللّه بن عمر، عن أبي الزناد
(1)
، عن الأعرج
(2)
، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك الفراتُ أن يحسرَ عن جبلٍ من ذهبٍ، فمن حضره فلا يأخذْ منه شيئًا"
(3)
.
(1)
هو: عبد الله بن ذكوان القرشي.
(2)
هو: عبد الرحمن بن هرمز أبو داود المدني.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب 4/ 2220، حديث رقم 31).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب خروج النار (9 لم 58، حديث رقم 7119) عن عبد الله بن سعيد الكندي، عن عقبة بن خالد، به.
12636 -
حدثنا يزيد بن سِنان، حدثنا الصلت بن مسعود، ح.
وحدثنا الصغاني، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا خالد بن الحارث
(1)
،
⦗ص: 88⦘
حدثنا عبد الحميد بن جعفر، أخبرني أبي
(2)
، عن سليمان بن يسار، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، قال:"كنت واقفًا مع أبى بن كعبٍ فقال إني لأرى الناسَ مختلفة أعناقُهم في طلب الدنيا، قلت: أجَل، قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يوشك الفرات أن يحسر عن جبلٍ من ذهبٍ، فإذا سمع الناسُ بذلك سَارُوا إليه، فيقول من عنده: لئن تركنا الناسَ يأخذون منه ليذهبُنّ به كلِّه، قال: فيقتتل الناسُ عليه، فيقتلُ من كل مائة تسعةٌ وتسعون"
(3)
.
(1)
خالد بن الحارث بن عبيد أبو عثمان الهجيمي البصري.
(2)
جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري الأوسي المدني.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب 4/ 2220، حديث رقم 32) من طريق خالد بن الحارث، به.
12637 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا عبد الله بن حمُران
(1)
، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن سليمان بن يَسَار، عن عبد الله بن الحارث بن نَوْفل، قال: قال الحارث بن نوفل: "وقفتُ أنا وأبيُّ بن كعبِ فى ظلِّ حَسَّان
(2)
، فقال: إنِّى لأرى الناسَ مختلفة أعناقُهم"، الحديث
(3)
.
⦗ص: 89⦘
زاد عبد الله بن حمران في حديثِه على خالد بن الحارث، قال:"قال الحارث بن نوفل".
(1)
عبد الله بن حمران أبو عبد الرحمن البصري.
(2)
في صحيح مسلم: (في ظل أجم حسان). وأجم -بضم الهمزة، والجيم-، الأجم: الحصن، وجمعه آجام. انظر: إكمال المعلم (8/ 434)، مشارق الأنوار (1/ 20).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب 4/ 2220، حديث رقم 32) من طريق عبد الحميد بن جعفر، به.
12638 -
حدثنا أبو علي الزعفراني، حدثنا علي بن الجعد، حدثنا زهير
(1)
، عن سُهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أيي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "منَعتِ العراقُ درهمَها وقَفِيزَها
(2)
، ومنعتِ الشامُ مُدَّها
(3)
ودينارَها، ومنعتْ مصرُ إرْدَبَّها
(4)
ودينارَها، وعُدتُم من حيث بدأتُم، قال: شهد على ذلك لحمُ أبي هريرة ودمُه"
(5)
.
(1)
زهير بن معاوية بن حديج، أبو خيثمة الجعفي الكوفي.
(2)
القفيز: مكيال يتواضع الناس عليه، وهو عند أهل العراق ثمانية مكاكيك. والمكوك: طاس يشرب به، -وفي "المحكم": طاس يشرب فيه- أعلاه ضيق، ووسطه واسع. وهو: مكيال معروف لأهل العراق، ويجمع أيضا على مككي، وهو صاع ونصف. انظر: النهاية (4/ 90)، لسان العرب (10/ 491).
(3)
في صحيح مسلم: (مُدْيها). والمدي: مكيال أهل الشام. انظر: النهاية (1/ 104).
(4)
الإرْدَبَّ -بالكسر، وفتح الثالث، مع تشديد الموحدة-: مكيال لأهل مصر، يسمع أربعة وعشرين صاعا. النهاية (1/ 37)، تاج العروس (3/ 356).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب 4/ 2220، حديث رقم 33) من طريق زهير، به.
12639 -
حدثنا الصَّوْمعي
(1)
، حدثنا أحمد بن يونس
(2)
، حدثنا زهير، بإسناده، مثله
(3)
.
(1)
الصومعي هو: محمد بن أبي خالد الطبري.
(2)
هو: أحمد بن عبد الله بن يونس بن عبد الله اليربوعي الكوفي.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12640 -
حدثنا الحسن بن عفان
(1)
، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا زهير، ح.
وحدثنا ابن المنادي
(2)
، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا زهير، بإسناده، مثله إلى قوله: "حيث بدأتم، أو عُدتم من حيث بدأتم، شهد على ذلك لحمُ أبي هريرة ودمُه
(3)
")
(4)
.
(1)
هو: الحسن بن علي بن عفان.
(2)
هو: محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي أبو جعفر.
(3)
هو: محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي أبو جعفر.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب 4/ 2220، حديث رقم 33) من طريق يحيى بن آدم، به.
12641 -
وحدثنا ابنُ سافِري
(1)
، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، بنحوه
(2)
.
(1)
هو: أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12642 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني أخي
(2)
، حدثنا سليمان بن بلال، حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعةُ حتى
⦗ص: 91⦘
ينزلَ الرومُ بالأَعْماق
(3)
، فيخرج إليهم جيشٌ من المدينةِ، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافُّوا قالت الرومُ: خلُّوا بيننا وبين الذين سَبَوْا منَّا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا، والله لا نخلِّى بينكم وبين إخوانِنا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلثٌ لا يتوب الله عليهم أبدًا، ويُقتَلُ ثلثُهم أفضل الشهداءِ عند الله، ويفتتح ثلثٌ لا يُفْتَنون، فيبلغون قُسْطَنطِينِية
(4)
فيفتحونها، فبينما هم يقتسمون الغنائمَ، قد علَّقوا سيوفَهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إنّ المسيحَ قد خَلَفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطلٌ، فإذا جاؤوا الشامَ خرج، فبينما هم يُعِدُّون للقتال، ويسوُّون الصفوفَ، إذ أقيمت الصلاةُ؛ صلاة الصبح، فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام فأَمَّهم، فإذا رآه عدوُّ الله؛ ذابَ كما يذوب الملحُ في الماء، فلو تركه لانْذاب حتى يَهلكَ، ولكن يقتله بيدِه، فيريهم دمَه في حَربتِه"
(5)
.
(1)
محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي النيسابوري.
(2)
هو: عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي أبو بكر بن أبي أويس. مشهور بكنيته كأبيه. ثقة، كما التقريب (ص 565، ترجمة 3767).
(3)
الأعماق -بفتح الهمزة، وبالعين المهملة-: موضع بالشام بقرب حلب. انظر: معجم البلدان (1/ 222)، المنهاج شرح صحيح مسلم (18/ 21)، مراصد الاطلاع (1/ 96).
(4)
قسطنطينية -بضم القاف، والسين الساكنة، والنون الساكنة بين الطاءين المهملتين، بعدها الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها النون -اسمها: اصطنبول، وهي دار ملك الروم، بينها وبين بلاد المسلمين البحر المالح. انظر: الأنساب (10/ 419)، معجم البلدان (4/ 347).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في فتح قسطنطينية، وخروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم (4/ 2221، حديث رقم 34) من طريق سليمان بن بلال، به. =
⦗ص: 92⦘
= من فوائد الاستخراج: تعيين الصلاة، وأنها صلاة الصبح.
12643 -
حدثنا القُردواني
(1)
، قال: حدثني أبي، حدثنا الوليد بن عمرو بن ساج، عن سهيل، بمثله
(2)
.
وقال فيه: "تدعى نصرهم". وقال فيه: "بالأعماق أو بدابِق"
(3)
.
رواه معلى بن منصور، عن سليمان
(4)
.
(1)
هو: محمد بن عبيد الله بن يزيد الحراني.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في فتح قسطنطينية، وخروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم (4/ 2221، حديث رقم 34) من طريق سهيل، به.
(3)
دابق -بكسر الباء، وقد روي بفتحها، وآخره قاف-: قرية قرب حلَب، من أعمال عزاز، بينها وبين حلب أربعة فراسخ. انظر: معجم البلدان (2/ 416)، المنهاج شرح صحيح مسلم (18/ 21).
(4)
وصله مسلم في صحيحه في الموضع السابق (4/ 2221، حديث رقم 34) عن زهير بن حرب، عن معلى بن منصور، به.
12644 -
حدثنا إسحاق بن سيار، حدثنا آدم بن أبي إياس، عن الليث بن سعد، عن موسى بن عُلَيٍّ، عن أبيه
(1)
، عن المستورد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تقوم الساعةُ وأكثرُ الناسِ الرومُ، فقال عمرو بن العاص: أما لئن قلتَ ذلك؛ إنهم لأسرعُ الناسِ كرَّةً بعد فَرَّةٍ، وأنهم لأمنعُ الناس من ظلمِ الملوكِ"
(2)
.
(1)
علي بن رباح بن قصير اللخمي.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب تقوم الساعة والروم (4/ 2222، حديث رقم 35) من طريق الليث بن سعد، به.
12645 -
حدثني عبد الصمد بن عبد الوهاب الحمصي العبسي -ولقبه: صُمَيد- حدثنا علي بن عيَّاش، حدثنا الليث بن سعد، حدثني موسى بن عُلَيٍّ، عن أبيه، عن المستورد الفهري، أنَّه قال لعمرو بن العاص:"تقوم الساعةُ والرومُ أكثرُ الناسِ، فقال له عمرو: انظر ما تقول قال: أقول لك ما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمرو: لئن قلت ذاك، إنَّ فيهم لخصالا أربعةً: إنهم لأحلمُ الناسِ عند فتنة، وأسرعُهم إفاقةً عند مصيبةٍ، وأسرعُ كرَّةً بعد فَرَّةٍ، وإنهم لخيرُ الناسِ لِمسكينٍ وفقيرٍ وضعيفٍ، والرابعة: حسنةٌ جميلةٌ، وإنهم أمنعُ الناسِ من ظلمِ الملوكِ"
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
من فوائد الاستخراج: ذكر نسبة المستورد، وأنه فهري.
12646 -
حدثنا يزيد بن سِنان، حدثنا أبو صالح
(1)
، قال: حدثني الليث، عن موسى، بنحوه
(2)
.
(1)
هو: أبو صالح عبد الله بن صالح بن محمد الجهني المصري كاتب الليث.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12644).
12647 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا زهير بن حرب، حدثنا ابن عُلية
(1)
، عن أيوب
(2)
، عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة
⦗ص: 94⦘
العدوي
(3)
، عن يُسير بن جابر
(4)
، قال: "هاجت ريحٌ حمراءُ بالكوفةِ، فجاء رجلٌ ليس له هِجِّيرَى
(5)
إلا: يا عبد الله بن مسعود، جاءت الساعة! قال: فقعد -وكان متكئًا- فقال: إنَّ الساعةَ لا تقوم حتى لا يُقسم ميراثٌ، ولا يُفْرَحُ بغنيمةٍ، ثم قال بيدَيْه ونَحَّاهما نحوَ الشامِ، فقال: عددٌ
(6)
يَجمعون لأهل الشام، ويجمع لهم أهلُ الإسلام، قال: قلت: الروم تعني؟ قال: نعم"، وذكر الحديث
(7)
.
(1)
هو: إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي.
(2)
أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني البصري.
(3)
أبو قتادة العدوي البصري، اسمه: تميم بن نُذَير -بضم النون، وفتح الذال- وقيل: ابن زبير، وقيل: اسمه نذير بن قنفذ. ثقة، كما في التقريب (ص 1192، ترجمة 8312). وانظر: (الإكمال 7/ 258).
(4)
يسير -بالتصغير- ابن عمرو أو ابن جابر الكوفي، وقيل: أصله أسير، فسهلت الهمزة. مختلف في نسبته، قيل: كندي، وقيل: غير ذلك. وله رؤية. كما في التقريب (607، ترجمة 7808).
(5)
الهجير والهجيرى: الدأب والعادة والديدن. انظر: النهاية (5/ 246).
(6)
هكذا صورتها في الأصل، وفي صحيح مسلم (عدو).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال (4/ 2223، حديث رقم 37) من طريق ابن علية، به.
من فوائد الاستخراج:
- بيان الذين يجمع لهم أعداء الإسلام، وأنهم أهل الشام، بينما في رواية مسلم (لأهل الإسلام) دون تخصيص.
- تعيين إسماعيل بن إبراهيم، وأنه ابن عُلية.
12648 -
حدثنا عمار
(1)
، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي
(2)
، قال: سمعت حميد بن هلال، يحدث عن أبي قتادة، عن يسير بن جابر، قال:"هاجت ريح حمراء"، وذكر الحديث
(3)
.
(1)
عمار بن رجاء التغلبي أبو ياسر الأسترباذي.
(2)
جرير بن حازم أبو عبد الله الأزدي البصري.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12649 -
حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة، عن يسير بن جابر قال: "كنا عند عبد الله بن مسعود فهبَّت ريحٌ حمراءُ، فجاء رجلٌ ليس له هِجِّيرٌ إلا أن يقول: يا عبد الله بن مسعود، جاءت الساعةُ! قال: وكان متكئًا فجلس، فقال: إنَّ الساعةَ لا تقوم حتى لا يقسمَ ميراثٌ، ولا يفرح بغنيمةٍ، ثم قال: عدوٌّ للمسلمين -قال: وضرب بيدِه نحوَ الشام- قال: قلتُ: الرومَ تعنى؟ قال: نعم، عدوٌّ للمسلمين يجمع لهم المسلمون، قال: قال عند ذلكم العدل
(1)
رِدَّةٌ شديدةٌ، قال: قيلتقون فيقتتلون، قال: فيشترط شُرْطَةً
(2)
للموت،
⦗ص: 96⦘
لا ترجع إلا وهي غالبة، فيحجز بينهم الليل، ويفيء
(3)
هؤلاء وهؤلاء، كلٌّ غيرُ غالبٍ، وتفنى الشرطةُ، فإذا كان يوم الثاني تشرط شرطة للموت، لا ترجع إلا وهي غالبةٌ، قال: فيحجز بينهم الليلُ، ويفيء هؤلاء وهؤلاء، وكل غيرُ غالبٍ، قال: وتفنى الشرطة، قال: وذكر يوم الثالث مثل ذلك، فإذا كان يوم الرابع نَهَد
(4)
المسلمون، فيفتح لهم، فيفقد بنو الأب الذين كانوا يَتَعادُّون
(5)
إلى مائةٍ فلا يوجد منهم إلا رجلٌ واحدٌ. فأي ميراثٍ يُقسم؟ وأي غنيمةٍ تُفرح؟ قال: فبينما هم كذلك، إذْ أتاهم أمرٌ أكبر من ذلك، إذ أتاهم الصَّريخُ: إنَّ الدجالَ قد خلف فى ذراريهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيبعثون عشرةَ فوارسَ طليعةً
(6)
، إني لأعرف أسماءَهم، وأسماءَ آبائهم، وألوانَ خُيولهم، هم خيرُ عصابةٍ على وجه الأرض، أو من خير عصابةٍ على وجه الأرض"
(7)
.
(1)
كلمة (العدل) غير واضحة في الأصل، وفي صحيح مسلم:(وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة).
(2)
الشرطة -بضم الشين، وسكون الراء-: أول طائفة من الجيش تشهد الوقعة. انظر: مشارق الأنوار (2/ 247)، النهاية (2/ 460).
(3)
أي: يرجع. انظر: النهاية (3/ 482).
(4)
أي ينهض. ونهد القوم لعدوهم، إذا صمدوا له وشرعوا في قتاله. انظر: النهاية (5/ 134).
(5)
أي: يَعُدُّ بعضهم بعضا. انظر: النهاية (3/ 189).
(6)
أي: متقدمة تتطلع على أمر العدو وتشرف على أخباره. انظر: مشارق الأنوار (1/ 319).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال (4/ 2223، حديث رقم 37) من طريق حميد بن هلال، به.
12650 -
حدثنا يونس بن حبيب
(1)
، حدثنا أبو داود
(2)
، حدثنا سليمان بن المغيرة، ومهدي بن ميمون، وابن فضالة
(3)
، كلهم عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة العدوي، عن أُسير بن جابر، قال: "كنَّا عند عبد الله بن مسعود إذ هبَّت ريحٌ حمراءُ، فأقبل رجلٌ ما له هِجِّيرٌ إلا قوله: يا عبد الله، جاءت الساعة! يا عبد الله، جاءت الساعة! قال: فاستوى جالسًا يُعرف في وجهه الغضبُ، وكان متكئًا على سريرٍ له، فقال: إنَّ الساعةَ لا تقوم حتى لا يُقسم ميراثٌ ولا يفرح بغنيمةٍ، ثم قال: عدوٌّ للمسلمين يجمع لهم، وأومأ بيده، قلتُ لأبي قتادة: الشام تعني؟ قال: نعم، قال: ويكون عند ذلك القتالِ رِدّةٌ شديدةٌ، قال: ويستمدُّ
(4)
المسلمون بعضُهم بعضًا، قال: فيلتقون فيقتتلون قتالًا شديدًا، ثم تشرط شرطة
(5)
للموت لا ترجع إلا غالبةً، فيقتتلون حتى يَحجزَ بينهم الليلُ، ويفيء هؤلاء وهؤلاء وكلٌّ غيرُ غالب، وتفنى الشرطةُ، فإذا كان يوم الثاني،
⦗ص: 98⦘
شرط شرطةً للموت، فيلتقون فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليلُ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء كلٌّ غير غالب، وتَفنى الشرطةُ، فإذا كان يوم الثالث، يشرط شرطة للموت، فيلتقون فيقتتلون حتى يَحجز بينهم الليلُ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء وكل غير غالب، وتفنى الشرطة، فإذا كان يوم الرابع، نَهَدَ إليهم بقيةُ المسلمين، فيفتح الله عليهم، فينظر بنو الأب الذين كانوا يتعادّون على مائة لم يبق منهم رجلٌ، فأي ميراثٍ يقسم؟ وبأي غنيمةٍ يُفرح؟ فبينما هم كذلك إذْ سمعوا أمرا أكثر منه؛ الدّجالُ قد خَلَفهم على ذراريهم وأهاليهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيبعث أميرُهم طليعةً، عشرةَ فوارسَ، إني لأعلم أسماءَهم، وأسماءَ آبائهم، وألوانَ خُيولِهم، هم يومئذ خير فوارس في الأرض، أو من خير فوارس الأرض"
(6)
.
(1)
يونس بن حبيب بن عبد القاهر العجلي الأصبهاني.
(2)
هو: سليمان بن داود الطيالسي.
(3)
مبارك بن فضالة أبو فضالة البصري.
(4)
طلب المدد، والمدد: ما يمد به الشيء؛ أي: يزاد ويكثر، ومنه: أمد الجيش بمدد إذا أرسل إليه زيادة. انظر: المغرب في ترتيب المعرب (ص: 438).
(5)
أي: طائفة من الجيش تقدم للقتال. انظر: شرح صحيح مسلم (18/ 24).
(6)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12651 -
حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا عبد الله بن جعفر
(1)
، عن عبيد الله بن عمرو
(2)
، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: سألت نافع بن عتبة بن أبي وقاص، فقلت: "هل سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الدَّجالَ؟ قال: أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وعنده أناسٌ قد
⦗ص: 99⦘
أتَوْه من قبل المغربِ ليُسلموا، عليهم ثيابُ الصوفِ، فقلت: لو أتيتُ فحُلْتُ بينهم وبينه، ولم آمنهم عليه، فأتيتُ ولم آمنهم عليه، فسمعتُه يقول: تغزون جزيرةَ العربِ
(3)
فيفتح الله عليكم، ثم تغزون فارسَ فيفتح الله عليكم، ثم تغزون الرومَ فيفتح الله عليكم، ثم تغزون الدّجالَ فيفتحه الله عليكم"
(4)
.
(1)
عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي.
(2)
عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد الأسدي الرقي.
(3)
قال الأصمعي: "جزيرة العرب: ما بين أقصى عدن أبين إلى ريف العراق طولا، ومن جدة وما والاها إلى أطراف الشام عرضا". انظر: فتح الباري لابن حجر (6/ 171).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال (4/ 2225، حديث رقم 38) من طريق عبد الملك بن عمير، به.
من فوائد الاستخراج:
- ذكر نسب نافع بن عتبة، وأنه ابن أبي وقاص، بينما هو عند مسلم (نافع بن عتبة).
- بيان أن التحديث من نافع بن عتبة حصل بعد سؤال جابر بن سمرة إياه، بينما هو عند مسلم:"عن نافع بن عتبة، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم "، فذكره.
- بيان أن هؤلاء القوم من أهل المغرب جاؤوا ليسلموا، وليس عند مسلم (ليسلموا).
12652 -
حدثنا محمد بن عبد الوهاب
(1)
، وجعفر الصائغ
(2)
، قالا: حدثنا معاوية بن عمرو
(3)
، حدثنا زائدة
(4)
، عن عبد الملك، عن جابر بن سمرة، عن نافع بن عتبة بن أبي وقاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
⦗ص: 100⦘
"تقاتلون جزيرةَ العربِ فيفتح الله، ثم تقاتلون فارس فيفتح الله، ثم تقاتلون الرومَ فيفتح الله، ثم تقاتلون الدّجالَ فيفتحه الله"[قال جابر: فلا يخرج الدجال حتى يفتح الروم]
(5)
(6)
.
(1)
محمد بن عبد الوهاب بن أبي تمام أبو قرصافة العسقلاني.
(2)
جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ أبو محمد البغدادي.
(3)
معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو الأزدي.
(4)
زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي.
(5)
ما بين المعقوفتين جاء في حاشية الأصل استدراكا لتتمة المتن.
(6)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
من فوائد الاستخراج: قول جابر بن سمرة: "فلا يخرج الدّجالُ حتى يُفتحَ لكم الرومُ"، بينما هو في رواية مسلم من قول نافع بن عتبة:"قال: يا جابر، لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم".
12653 -
حدثنا عباس الدوري
(1)
، حدثنا حسين الجعفي
(2)
، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن نافع بن عتبة بن أبي وقاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تقاتلون جزيرةَ العربِ فيفتح لكم، ثم تقاتلون فارسَ فيفتح لكم، ثم تقاتلون الرومَ فيفتح لكم، ثم تقاتلون الدّجالَ فيفتح لكم".
قال عبد الملك: "وكان جابر بن سمرة يقول: لا يخرج الدّجالُ حتى يُفتحَ لكم الرومُ"
(3)
.
(1)
عباس بن محمد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي.
(2)
حسين بن علي بن الوليد الجعفي مولاهم الكوفي.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12651).
من فوائد الاستخراج: يقول جابر بن سمرة: "لا يخرج الدّجالُ حتى يُفتحَ لكم الرومُ"، بينما هو عند مسلم من قول نافع، فأقره جابر بعدم الإنكار.
12654 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ بمكة، قال: حدثنا الحُميدي
(1)
، حدثنا سفيان بن عيينة، عن فرات القزَّاز
(2)
، عن أبي الطُّفيل
(3)
، عن أبي سَريحة
(4)
حذيفة بن أَسيد الغفاري، قال: "أشرف علينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم من عُلِّيَةٍ
(5)
له ونحن نذكر الساعةَ، فقال: ما تذكرون؟ قالوا: نذكر الساعةَ، قال: إنها لن تكون حتى يكونَ قبلها عشرةٌ: الدجالُ، والدابةُ، وطلوعُ الشمس من مغربِها، ونزولُ عيسى ابن مريم عليه السلام، ويأجوجُ ومأجوجُ، وثلاثةُ خسوفٍ: خسفٌ بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسفٌ بجزيرة العرب، وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن، أو من قَعْرِ عدن
(6)
تسوق الناسَ إلى محشرِهم"
(7)
.
(1)
عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشى، والحديث في مسنده (2/ 364، ح 827).
(2)
فرات بن أبي عبد الرحمن القزاز الكوفي.
(3)
عامر بن واثلة أبو الطفيل.
(4)
سريجة -بمهملتين على وزن عجيبة- مشهور بكنيته. انظر: الإصابة (2/ 494).
(5)
العِلِّيَة والعُلِّيَة: الغرفة. والجمع: العلالي: انظر: لسان العرب (15/ 86).
(6)
قال القاضي عياض: "قعر عدن -وفي الرواية الأخرى: قعرة عدن- أي: أقصى أرضها. وفي الأوقات والشمس لم تخرج من قعر حجرتها أي: من داخلها وأرضها". انظر: مشارق الأنوار (2/ 191).
وعَدَن -بالتحريك، وآخره نون- مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن. معجم البلدان (4/ 89).
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في الآيات التي تكون قبل الساعة (4/ 2225، حديث رقم 39) من طريق سفيان بن عيينة، به.
12655 -
حدثنا الصائغ
(1)
بمكة، وأبو قلابة
(2)
، قالا: حدثنا مسلم
(3)
، حدثنا شعبة، عن فرات، عن أبي الطُّفيل، عن أبي سَرِيحة الغفاري، قال:"أشرف علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من غرفةٍ، فقال: ما تذكرون وما تقولون؟ قلنا: الساعةَ، قال: أما إنها لن تقومَ حتى تروا عشرَ آياتٍ: خسفٌ بالمشرق، وخسفٌ بالمغرب، وخسفٌ بجزيرة العرب، وخروجُ يأجوج ومأجوج، والدّجالُ، والدخانُ، ودابةُ الأرض، ونزول عيسى ابن مريم، وطلوعُ الشمس من مغربها، ونارٌ تخرج من قعرِ عدن، تَقيلُ معهم حيث قالوا، وتروح معهم إذا راحوا، حتى تُلقيَهم في البحرِ"
(4)
.
(1)
هو: محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ الكبير أبو جعفر البغدادي.
(2)
هو: عبد الملك بن محمد عبد الله الرقاشي البصري.
(3)
هو: مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في الآيات التي تكون قبل الساعة (4/ 2226، حديث رقم 40 وحديث رقم 41) من طريق شعبة، به.
من فوائد الاستخراج: بيان أن في لفظ فرات القزاز -عند المصنف-: "تقيل معهم حيث قالوا، وتروح معهم إذا راحوا، حتى تلقيهم في البحر" بدون شك، بينما هو عند مسلم على الشك، حيث قال شعبة:"وأحسبه قال: تنزل معهم إذا نزلوا، وتقيل معهم حيث قالوا".
12656 -
حدثنا أبو الأزهر
(1)
، حدثنا بَدَل بن المُحَبَّر، حدثنا
⦗ص: 103⦘
شعبة، حدثنا فرات -هو ابن سليمان- قال: سمعت أبا الطفيل، يحدث عن أبي سَريحة قال: "كنّا نتحدث وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في غرفةٍ، فأشرفَ علينا، فقال: ما تتحدثون؟ فقلنا نتذاكر أمرَ الساعة، فقال: عشرُ آياتٍ قبل قيامِ الساعة، لن تقومَ الساعةُ -أو لن تزولَ- حتى يكونَ خسفٌ بالمشرق، وخسفٌ بالمغرب، وخسفٌ بجزيرة العرب، وطلوعُ الشمسِ من مغربها، ويأجوجُ ومأجوج، والدابةُ، والدخانُ، والدجالُ، ونارٌ تخرج من قعرِ عدن تُرَحِّلُ الناسَ، تَقيلُ معهم إذا قالوا، وتروح معهم إذا راحوا، قالوا
(2)
: وريحٌ تَطرحُهم في البحرِ، قال: أو نزول عيسى ابن مريم".
قال شعبة: أخبرني هاتين؛ إما الريح وإما عيسى ابن مريم عليه السلام.
قال بدلٌ: سمعت شعبة يقول: حدثني عبد العزيز بن رفيع، سمع أبا الطفيل عامر بن واثلة عن أبي سريحة، ولم يذكر النبيَّ صلى الله عليه وسلم، بمثله
(3)
.
رواه غندر
(4)
، عن شعبة، عن فرات
(5)
.
(1)
هو: أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي.
(2)
لعل كلمة (قالوا) زيدت من الناسخ سهوًا.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
من فوائد الاستخراج:
- التصريح بسماع شعبة من فرات.
- ذكر نسب فرات، وأنه ابن سليمان.
(4)
هو: محمد بن جعفر الهذلي البصري.
(5)
وصله مسلم في صحيحه في الموضع السابق (4/ 2226، حديث رقم 40 وحديث =
⦗ص: 104⦘
= رقم 41) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، به.
12657 -
حدثنا ابن أبي رجاء
(1)
، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان
(2)
، عن فرات القزاز، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد أيي سريحة، قال: "اطّلع إلينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم من غرفةٍ، ونحن نتذاكر الساعةَ، [فقال:]
(3)
لا تقومُ حتى تكونَ عشرُ آياتٍ قبلها: طلوعُ الشمس من مغربها، وخروجُ عيسى ابنِ مريم، وخروجُ الدابةِ على الناس، وخسفٌ بالمشرق، وخسفٌ بالمغرب، وخسفٌ في جزيرة العرب، ونارٌ تخرج من قعرِ عدنِ أَبْيَن
(4)
تسوق الناس إلى المحشر"
(5)
.
(1)
هو: أحمد بن محمد بن عبيد الله الثغري.
(2)
سفيان بن سعيد بن مسروق الثوي.
(3)
زيادة ليست في الأصل يقتضيها السياق، وهى مثبتة في الرواية السابقة وصحيح مسلم.
(4)
أَبْيَن -يفتح أوله ويكسر، بوزن أحمر- ويقال: يَبْين. وذكره سيبويه في الأمثلة بكسر الهمزة، ولا يعرف أهلُ اليمن غيرَ الفتح. وحكى أبو حاتم، قال: سألنا أبا عبيدة كيف تقول: عدن أَبْين أو إِبْيَن؟ فقال: أبين وإبين جميعا، وهو مخلاف باليمن، منه عدن، يقال: إنَّه سمي بأبين بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبإ. انظر: معجم البلدان (1/ 86).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في الآيات التي تكون قبل الساعة (4/ 2226، حديث رقم 39) و (4/ 2226، حديث رقم 40 وحديث رقم 41) من طريق فرات، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر اسم أبي الطفيل: عامر بن واثلة.
12658 -
حدثنا أبو موسى عيسى بن بَشير الرازي، حدثنا محمد بن سعيد بن سابق، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن فُرات، عن أبي الطُّفيل، عن
⦗ص: 105⦘
حذيفة بن أَسيد، قال:"كنَّا في ظلِّ حائطٍ نتحدث، فاطّلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما كنتم تذكرون؟ قالوا: كنا نذكر الساعةَ"، وذكر الحديث
(1)
.
سمعت عباسًا
(2)
يقول: "سمعت يحيى بن معين يقول: عمرو بن أبي قيس كوفي ثقة، نزل الرَّيَّ"
(3)
.
(1)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
(2)
عباس بن محمد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي.
(3)
تاريخ الدوري (2/ 451).
12659 -
حدثنا محمد بن شاذان الجَوْهري، حدثنا زكريا بن عَدِي، عن سلَّام
(1)
، ح.
وحدثنا إدريس بن بكر، حدثنا مسدد
(2)
، حدثنا أبو الأحوص
(3)
، حدثنا فرات القزاز، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أَسيد، قال:"كُنَّا نتحدثُ في ظلِّ غرفةٍ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وذكرنا الساعةَ، فارتفعتْ أصواتُنا، فأشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وذكر الحديث
(4)
.
(1)
هو: سلام بن سليم الحنفي الكوفي.
(2)
مسدد بن مسرهد بن مسربل أبو الحسن البصري.
(3)
سلَّام بن سُليم الحنفي الكوفي.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12660 -
ز- حدثنا إبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن الجنيد الدَّقاق، وأبو بكر الرازي
(1)
، وعباس الدوري
(2)
، قالوا: حدثنا
⦗ص: 106⦘
أبو عاصم
(3)
، عن معروف بن خَرَّبُوذ
(4)
، حدثنا أبو الطفيل، عن حذيفة بن أَسيد، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعةُ حتى تخرجَ نارٌ من رَكُوبة
(5)
، تُضئ أعناقَ الإبل
(6)
".
قال بعضُهم: "ببُصرى
(7)
". وقال بعضهم: "ببُصرى أو بالشام"
(8)
.
(1)
هو: محمد بن زياد بن معروف.
(2)
عباس بن محمد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي.
(3)
هو: الضحاك بن مخلد بن الضحاك الشيباني النبيل.
(4)
معروف بن خَرَّبُوذ -بفتح المعجمة، وتشديد الراء وبسكونها، ثم موحدة مضمومة، وواو ساكنة، وذال معجمة -المكي، مولى آل عثمان. صدوق ربما وهم، وكان أخباريا علامة. التقريب (959، ترجمة 6791).
(5)
رَكوبة -بفتح أوله، وضم ثانيه، وبعد الواو باء موحدة- وهى: ثنية بين مكة والمدينة صعبة، سلكها النبيّ صلى الله عليه وسلم عند مهاجرته إلى المدينة، وتعرف اليوم بـ "ريع الغائر". انظر: معجم البلدان (3/ 64)، المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص 129).
(6)
أي: تظهرها لشدة نورها. انظر: مشارق الأنوار (2/ 62).
(7)
بُصرى -بضم الباء، وسكون الصاد، وفتح الراء مقصور- من أعمال دمشق، وهى قصبة كورة حوران، مشهورة عند العرب قديما وحديثا. وهي معروفة اليوم في أراضي الجمهورية العربية السورية، وبها آثار. انظر: معجم البلدان (1/ 441)، مشارق الأنوار (1/ 116)، المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص 49).
(8)
لم أقف عليه من حديث حذيفة بن أسيد عند غير أبي عوانة، وله وحده عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (4/ 215، رقم 4145)، والمتقي الهندي في كنز العمال (14/ 348، رقم 38894).
ورجال إسناده -غير معروف بن خرَّبوذ- ثقات، فصدوق ربما وهم كما قال الحافظ ابن حجر.
12661 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، حدثنا ابن أبي أويس
(2)
، قال: حدثني أخي
(3)
، عن سليمان
(4)
، عن محمد بن أبي عَتيق
(5)
، وموسى بن عُقبة
(6)
، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تقوم الساعة حتى تخرجَ نارٌ بأرض الحجاز، تُضيء أعناقَ الإبل ببُصرى"
(7)
.
(1)
محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي النيسابوري.
(2)
هو: إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله الأصبحي.
(3)
عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن أويس، أبو بكر بن أبي أويس الأصبحي.
(4)
سليمان بن بلال التيمي.
(5)
هو: محمد بن عبد الله بن أبي عتيق التيمي.
(6)
موسى بن عقبة بن أبي عياش القرشي الأسدي.
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز (4/ 2227، حديث رقم 42) من طريق ابن شهاب، به.
12662 -
حدثنا طاهر بن عمرو بن الربيع بن طارق، حدثنا أبي، حدثني الليث
(1)
، قال: حدثني عُقيل بن خالد، عن ابن شهاب، قال: قال سعيد بن المسيب، أخبرني أبو هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تقوم الساعة حتى تخرجَ نارٌ بأرض الحجاز، تُضيء أعناقَ الإبل ببُصرى"
(2)
.
(1)
الليث بن سعد أبو الحارث الفهمي المصري.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12663 -
[روى]
(1)
الأسود بن عامر، عن زهير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تبلغُ المساكنُ إهَاب
(2)
".
قال زهير: فقلت لسهيل: كم ذلك من المدينة؟ قال: كذا وكذا مِيلا
(3)
.
(1)
في الأصل: (رواه)، والمثبت من إتحاف المهرة (14/ 575)، والحديث لا علاقة له بالسابق، بل هو في صحيح مسلم في باب نجديد يأقىِ مباشرة بعد الحديث السابق.
(2)
إهاب -بالكسر-: موضع قرب المدينة. ورواها بعضهم بلفظ: (يهاب) بكسر الياء. وبعض الرواة قال: (نهاب) بالنون. انظر: معجم البلدان (1/ 283)، المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص 33).
(3)
وصله مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في سكنى المدينة وعمارتها قبل الساعة (4/ 2228، حديث رقم 43) عن عمرو الناقد، عن الأسود بن عامر، به.
12664 -
حدثنا أبو علي الزعفراني
(1)
، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن
(2)
، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليست السَّنَة أن لا تُمطروا، ولكنّ السَّنةَ أن تُمطروا ثم تُمطروا، ثم لا تُنبت الأرضُ شيئًا"
(3)
.
(1)
هو: الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي.
(2)
يعقوب بن عبد الرحمن القاري المدني.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في سكنى المدينة وعمارتها قبل الساعة (4/ 2228، حديث رقم 44) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، به.
12665 -
حدثنا الصغاني، والحارث بن أبي أسامة، قالا: حدثنا
⦗ص: 109⦘
أبو النضر
(1)
، قال: حدثنا الليث
(2)
، قال: حدثني نافع، ح.
وحدثنا محمد بن على بن ميمون العطار، حدثنا علي بن عيّاش، حدثنا الليث، حدثنى نافع، عن ابن عمر، أنَّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول -وهو مستقبل المشرق-: "ألا إنَّ الفتنةَ هاهنا، ألا إنَّ الفتنةَ هاهنا، من حيث يطلع قرنُ الشيطان
(3)
"
(4)
.
(1)
هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي.
(2)
ليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي.
(3)
قرني الشيطان: أي: ناحيتي رأسه وجانبيه. وقيل: القرن: القوة: أي حين تطلع يتحرك الشيطان ويتسلط، فيكون كالمعين لها. وقيل: بين قرنيه: أي أمتيه الأولين والآخرين. انظر: انظر: النهاية (4/ 52)، مشارق الأنوار (2/ 179).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان 4/ 2228، حديث رقم 45) من طريق الليث، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الفتنة من قبل المشرق" 9/ 53، حديث رقم 7093) عن قتيبة بن سعيد، عن ليث، به.
12666 -
حدثني أبو بكر بن صدقة
(1)
، حدثنا محمد بن عبد الله بن بَزيع، حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، حدثنا عبيد الله بن عمر
(2)
، ح.
وحدثنا الدنداني
(3)
، حدثنا مسدد
(4)
، ح.
⦗ص: 110⦘
وحدثنا أبو سعد ابن أبي نصر الهروي المخضوب
(5)
ببغداد، حدثنا أبو بكر بن خلاد
(6)
، حدثنا يحيى بن سعيد
(7)
، عن عبيد الله بن عمر، قال: حدثني نافع، عن ابن عمر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عند باب عائشة، فقال:"ألا إنّ الفتنةَ ها هنا، من قِبَلِ المشرق، من حيث يطلع قرنُ الشيطانِ"، قالها مرتين أو ثلاثًا
(8)
.
(1)
هو: أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة أبو بكر البغدادي.
(2)
عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر العدوي العمري.
(3)
هو: موسى بن سعيد أبو بكر الطرطوسي.
(4)
مسدد بن مسرهد بن مسربل أبو الحسن البصري.
(5)
هو: يحيى بن منصور بن الحسن السلمي.
(6)
هو: محمد بن خلاد بن كثير الباهلي.
(7)
يحيى بن سعيد القطان.
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان (4/ 2229، حديث رقم 46) من طريق يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الفتنة من قبل المشرق" (9/ 53، حديث رقم 7093) من طريق ليث، عن نافع، به.
12667 -
وأخبرني العباس بن الوليد بن مَزْيد، قال: أخبرني أبي
(1)
، قال: سمعت عمر بن محمد
(2)
، قال: حدثني سالم ونافع، عن ابن عمر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ألا إنَّ الفتنةَ ها هنا نحوَ المشرقِ، ألا إنَّ الفتنةَ ها هنا، من حيث يطلعُ قرنُ الشيطانِ"
(3)
.
⦗ص: 111⦘
رواه ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه
(4)
.
(1)
هو: الوليد بن مزيد العذري أبو العباس البيروتي.
(2)
عمر بن محمد بن زيد العمري.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان (4/ 2229، حديث رقم 47) من طريق سالم، به. =
⦗ص: 111⦘
= وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب (4/ 181، حديث رقم 3511).
من فوائد الاستخراج: قرن أبو عوانة مع سالمٍ نافعا، بينما هو عند مسلم من طريق سالم فقط.
(4)
وصله مسلم في الموضع السابق (4/ 2229، حديث رقم 47) عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، به.
12668 -
حدثنا أبو عثمان أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدّمي، قال: حدثني أبي
(1)
، قال: حدثني أبو عُبيدة الرِّفاعي إسماعيل بن سِنان
(2)
، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني سالم، عن ابن عمر، قال:"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: رأسُ الكفر من ها هنا، من حيث يطلعُ قرنُ الشيطان"
(3)
.
(1)
محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي.
(2)
إسماعيل بن سنان أبو عُبيدة العصفري البصري. قال أبو حاتم: "ما بحديثه بأس".
ودكره ابن حبان في الثقات. انظر: الجرح والتعديل (2/ 176، ترجمة 592)، الثقات (6/ 39، ترجمة 6624).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان (4/ 2229، حديث رقم 48) من طريق عكرمة بن عمار، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الفتنة من قبل المشرق" (9/ 53، حديث رقم 7092) من طريق الزهري، عن سالم، به.
من فوائد الاستخراج: تصريح عكرمة بن عمار بالسماع من سالم.
12669 -
حدثنا أبو عمر الإمام عبد الحميد بن محمد بن
⦗ص: 112⦘
المُسْتام، حدثنا مخلد بن يزيد، حدثنا حنظلة بن أبي سفيان، قال: سمعت سالما يقول: سمعت ابنَ عمر يقول: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول، وهو يشير نحوَ العراق:"ها إنَّ الفتنةَ ها هنا، ها إنّ الفتنةَ ها هنا، من حيث يطلعُ قرنُ الشيطان"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان (4/ 2229، حديث رقم 49) من طريق حنظلة، به.
من فوائد الاستخراج: تعيين حنظلة، وأنه ابن أبي سفيان.
12670 -
حدثنا الصغاني، حدثنا عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن مُشكدانة
(1)
، حدثنا محمد بن فضيل
(2)
، عن أبيه
(3)
، قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يقول: يا أهلْ العراقَ، ما أسألَكُم عن الصغيرة، اركبَكم للكبيرة! سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الفتنةَ تجيءُ من ها هنا -وأَوْمأ بِيَدِه نحوَ المشرقِ- من حيث يطلعُ قرنا الشيطانِ. وأنتم بعضُكم يضربُ رقابَ بعضٍ، وإنما قَتل موسى الذي قَتل من آل فرعون خطأً، فقال الله عز وجل له:{وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا}
(4)
"
(5)
.
(1)
مشكدانة -بضم الميم والكاف، بينهما معجمة ساكنة، وبعد الألف نون، وهو: وعاء المسك بالفارسية. انظر: تقريب التهذيب (ص 315).
(2)
محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي الكوفي.
(3)
فضيل بن غزوان بن جرير الضبي مولاهم.
(4)
سورة طه: الآية 40.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان (4/ 2229، حديث رقم 49) من طريق عبد الله بن عمر بن أبان وواصل بن عبد الأعلى والوكيعي، عن ابن فضيل، به. =
⦗ص: 113⦘
= من فوائد الاستخراج:
- ذكر كنية عبد الله بن عمر: أبو عبد الرحمن.
- ذكر لقب عبد الله بن عمر: مشكدانة.
- ذكر اسم ابن فضيل، وأنه محمد.
12671 -
حدثنا محمد بن إسحاق بن شبويه السِّجزي
(1)
بمكة، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعةُ حتى تضطربَ ألَيَاتُ نساء دَوْس
(2)
حول ذي الخَلَصَةِ - وكانتْ صنمًا
(3)
" تعبدها دوسٌ في الجاهلية بِتَبَالَة -
(4)
"
(5)
.
(1)
السّجزي -بكسر السين المهملة، وسكون الجيم، وفي آخرها الزاي؛ نسبة إلى سجستان. انظر: الأنساب (7/ 80).
(2)
أي: أعجازهن. ودوس قبيلة من قحطان، سكنوا إحدى السروات المطلة على تهامة والحيرة والعراق، ومن قراهم "ثروق"، قدم وفدهم على رسول الله بخيبر، وأبو هريرة منهم. انظر: النهاية (1/ 64)، المعالم الأثيرة (ص 117).
(3)
في الأصل: (صنم)، والإعراب يقتضي ما أثبتناه، والمثبت هو الذي في صحيح مسلم.
(4)
تَبَالَة بفتح أوّله وباللام، على وزن فعالة: بقرب الطائف، على طريق اليمن من مكة، وهي لبني مازن. انظر: معجم ما استعجم من اسماء البلاد والمواضع (1/ 301).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة (4/ 2230، حديث رقم 51) من طريق عبد الرزاق، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب تغيير الزمان حتى تعبد الأوثان (9/ 58، حديث رقم 7116) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، به. =
⦗ص: 114⦘
= من فوائد الاستخراج: تعيين ابن المسيب، وأنه سعيد.
12672 -
حدثنا أبو يوسف الفارسي
(1)
، وأبو مسلم الكَجِّي
(2)
، قالا: حدثنا أبو عاصم
(3)
، عن عبد الحميد بن جعفر
(4)
، عن سويد بن العلاء -وإنما هو الأسود بن العلاء
(5)
-، عن أبي سلمة
(6)
، عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يذهب الليلُ والنهارُ حتى تُعبد اللاتُ والعُزّى، فقلتُ: يا رسول الله، ما كنتُ أظن أن يكون ذلك بعد ما أنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ} إلى قوله: {وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}
(7)
. قال: أما إنَّه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يَبعث الله ريحًا طيبةً، فتقبض كلَّ من كان فى قلبه مثقالُ حبَّةٍ من خردلٍ من خير، فيبقى من لا خيرَ فيه، ويرجع الناسُ إلى دينِ آبائهم"
(8)
.
(1)
هو: يعقوب بن سفيان الفسوي.
(2)
إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري الكجي -بفتح الكاف، والجيم المشددة-. انظر: الأنساب (11/ 50).
(3)
هو: الضحاك بن مخلد بن الضحاك النبيل الشيباني.
(4)
عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله الأنصاري.
(5)
الأسود بن العلاء بن جارية -بالجيم- الثقفي، ويقال له: سويد. ثقة. انظر: (التقريب/ 146، ترجمة 505).
(6)
أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
(7)
سورة الصف، الآية 9.
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة (4/ 2230، حديث رقم 52) من طريق عبد الحميد بن جعفر، به. =
⦗ص: 115⦘
= من فوائد الاستخراج: ورود الأسود بن العلاء باسم سويد بن العلاء، وقد جاء في ترجمته أنه يقال له ذلك. انظر: التاريخ الكبير للبخاري (1/ 447)، تهذيب التهذيب (4/ 278).
12673 -
حدثنا محمد بن حَيُّويه
(1)
، حدثنا مُطرِّف
(2)
، والقعنبي
(3)
، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تقوم الساعةُ حتى يَمرَّ الرجلُ بقبرِ الرجلِ، فيقول: يا ليتني مكانَه"
(4)
.
(1)
مححد بن يحيى بن موسى الإسفراييني الملقب بحيويه.
(2)
مطرف بن عبد الله بن مطرف اليساري أبو مصعب المدني.
(3)
عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي.
(4)
أخرجه الإمام مالك في الموطأ (1/ 330، حديث رقم 647)
وأخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2231، حديث رقم 53) من طريق مالك، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور (9/ 58، حديث رقم 7115) عن إسماعيل، عن مالك، به.
12674 -
حدثنا أبو علي الزعفراني
(1)
، حدثنا شبابة
(2)
، ح.
وحدثنا ابن المنادي
(3)
، حدثنا علي بن حفص المدائني
(4)
، قالا: حدثنا ورقاء
(5)
، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
⦗ص: 116⦘
"لا تقوم الساعةُ حتى يَمُرَّ الرجلُ بقبرِ الرجل، فيقول: يا ليتني كنت مكانَه"
(6)
.
قال شبابة: "يا ليتني مكانَه".
رواه ابن فضيل
(7)
، عن أبي إسماعيل
(8)
، عن أبي حازم
(9)
، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسى بيده، لا تذهب الدنيا حتى يمرَّ الرجلُ على القبر، فيتمرَّغُ عليه، يقول: يا ليتني كنت مكانَ هذا القبرِ"
(10)
.
(1)
هو: الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي.
(2)
شبابة بن سوار الفزاري المدائني.
(3)
هو: محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي أبو جعفر ابن المنادي.
(4)
علي بن حفص المدائني، نزيل بغداد. صدوق، كما في التقريب (ترجمة 4719).
(5)
ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري.
(6)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
(7)
محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي الكوفي.
(8)
هو: بشير بن سليمان أبو إسماعيل الكندي.
(9)
هو: سلمان الأشجعي الكوفي.
(10)
وصله مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2231، حديث رقم 54) عن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح ومحمد بن يزيد الرفاعي، عن ابن فضيل، به.
12675 -
حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الوكيعي، حدثنا أبي
(1)
، قال: حدثنا ابن فضيل، عن بشير أبي إسماعيل، ح.
وحدثنا الصغاني، حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي، حدثنا ابن فُضيل، عن بَشير أبي إسماعيل، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يأتيَ على الناس
⦗ص: 117⦘
يومٌ لا يَدري القاتلُ فيم قتل، ولا المقتولُ فيم قُتل، فقيل: وكيف يكون ذلك؟ قال: في الهَرْج
(2)
القاتلُ والمقتولُ في النَّار"
(3)
.
(1)
أحمد بن عمر بن حفص أبو جعفر الكندي الوكيعي.
(2)
أي: قتال واختلاط، وقد هرج الناس يهرجون هرجا، إذا اختلطوا. انظر: النهاية (5/ 257).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2231، حديث رقم 56) من طريق محمد بن فضيل، به.
من فوائد الاستخراج: تعيين أبي إسماعيل، وأنه: بشير.
12676 -
حدثنا أبو يحيى الناقد
(1)
ببغداد، وأبو الأحوص
(2)
صاحبُنا، قالا: حدثنا صالح بن عبد الله، حدثنا محمد بن فُضيل، بإسناده، مثله
(3)
.
(1)
هو: زكريا بن يحيى بن عبد الملك.
(2)
هو: إسماعيل بن إبراهيم بن الوليد الإسفراييني.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12677 -
حدثنا ابن الجُنيد الدَّقّاق
(1)
، حدثنا الوليد بن القاسم بن الوليد الهمْداني، حدثنا يزيد بن كَيْسان، حدثنا أبو حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تقيء الأرضُ فأمثالَ الأساطينِ
(2)
من الذهبِ والفضةِ، قال: فيقوم السارقُ، فيقول: لهذا قُطعتُ، قال: ويقول القاطع الرحم: لهذا قطعتُ رحمي، قال: ويقول القاتلُ: لهذا قتلتُ،
⦗ص: 118⦘
قال: فلا يلتفتون إليه"
(3)
.
(1)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد.
(2)
أسطوانة أفعوالة، تقول: هذه أساطين مسطنة، ويقال: جمل أسطوان، إذا كان مرتفعا. انظر: مقاييس اللغة (3/ 71).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الزكاة، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها (2/ 701، حديث رقم 62) من طريق أبي حازم، به.
12678 -
حدثنا عمار بن رجاء، وأبو إسماعيل الترمذي
(1)
، قالا: حدثنا الحُميدي
(2)
، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا زياد بن سعد الخراساني، عن الزهري، عن سعيد
(3)
، سمع أبا هريرة يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يُخَرِّبُ الكعبةَ ذو السُّوَيقتين
(4)
من الحبشةِ"
(5)
.
(1)
هو: محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي.
(2)
عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي، وهو في مسنده (2/ 485، ح 1146).
(3)
سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي.
(4)
السويقة: تصغير الساق، وهى مؤنثة، فلذلك ظهرت التاء في تصغيرها. وإنما صغر الساق؛ لأنَّ الغالب على سوق الحبشة الدقة والحموشة. انظر: النهاية (2/ 423).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2232، حديث رقم 57) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الحج، باب قول الله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} [المائدة: 97] (2/ 148، حديث رقم 1591) عن علي بن عبد الله، عن سفيان، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر نسبة زياد بن سعد، وأنه الخراساني.
12679 -
حدثنا عبيد بن شريك
(1)
، حدثنا يحيى بن بكير
(2)
،
⦗ص: 119⦘
قال: حدثني الليث بن سعد، عن يونس
(3)
، عن الزهري، عن ابن المسيب
(4)
، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُخرِّبُ الكعبةَ ذو السويقتين من الحبشةِ"
(5)
.
(1)
هو: عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار.
(2)
هو: يحيى بن عبد الله بن بكير.
(3)
يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي أبو يزيد.
(4)
سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2232، حديث رقم 58) من طريق يونس، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الحج، باب هدم الكعبة (2/ 149، حديث رقم 1596) عن يحيى بن بكير، عن الليث، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر نسبة ابن شهاب، وأنه الزهري.
12680 -
حدثنا الربيع بن سليمان
(1)
، حدثنا ابن وهب
(2)
، حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني ثور بن زيد الدِّيلي، عن أبي الغَيث
(3)
، عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ذو السويقتين من الحبشةِ يُخرِّب بيتَ الله"
(4)
.
(1)
الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي المصري.
(2)
عبد الله بن وهب.
(3)
هو: سالم مولى عبد الله بن مطيع المدني.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2232، حديث رقم 59) من طريق ثور بن زيد، به. =
⦗ص: 120⦘
= من فوائد الاستخراج: ذكر نسبة ثور بن زيد، وأنه الديلي.
12681 -
قال أبو هريرة
(1)
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعةُ حتى يخرجَ رجلٌ من قحطان، يسوق الناسَ بعصاه"
(2)
.
(1)
أي: بالإسناد السابق.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2232، حديث رقم 59) من طريق ثور بن زيد، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب تغيير الزمان حتى تعبد الأوثان (9/ 58، حديث رقم 7117) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن سليمان، به.
12682 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا نُعيم بن حماد، ح.
وحدثنا أبو علي الزعفراني
(1)
، حدثنا أبو رجاء البلخي
(2)
، قالا: حدثنا عبد العزيز الدراوردي
(3)
، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ذو السويقتين من الحبشةِ يُخرِّب بيتَ الله"
(4)
.
(1)
هو: الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي.
(2)
هو: قتيبة بن سعيد بن جميل الثقفي البغلاني.
(3)
عبد العزيز بن محمد الدراوردي المدني.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2232، حديث رقم 59) من طريق عبد العزيز بن محمد، به.
من فوائد الاستخراج: تعيين عبد العزيز، وأنه الدراوردي.
12683 -
حدثنا أبو الجماهر
(1)
، حدثنا يحيى بن صالح
(2)
، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تقوم الساعةُ حتى يخرجَ رجلٌ من قحطان، يَسُوق الناسَ بعصاه"
(3)
.
(1)
هو: محمد بن عبد الرحمن الحمصي الحضرمي.
(2)
يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2232، حديث رقم 59) من طريق ثور بن زيد، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب تغيير الزمان حتى تعبد الأوثان (9/ 58، حديث رقم 7117) من طريق سليمان، عن سليمان، عن تور، به.
12684 -
حدثنا ابن ابنة معاوية بن عمرو
(1)
، حدثنا خالد بن خِداش، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن ثور، عن أبي الغَيث، عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ذو السويقتين من الحبشةِ يُخرِّب بيتَ الله"
(2)
.
(1)
هو: محمد بن أحمد بن النضر أبو بكر.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12685 -
وقال رسول الله
(1)
صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعةُ حتى يخرجَ رجلٌ من قحطان، يسوق الناسَ بعصاه".
(1)
أي: بالإسناد السابق، وقد تقدم تخريجه.
12686 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، حدثنا إسحاق بن إبراهيم
(2)
، قال: قلت لأبي أسامة
(3)
: أحدَّثَكم عبد الحميد بن جعفر
(4)
قال: حدثني عمر بن الحكم
(5)
، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لن تذهبَ الليالي والأيامُ، حتى يملكَ الناسَ رجلٌ من الموالى يقال له: جَهْجَاه؟ "، فأقرّ به، وقال: نعم
(6)
.
(1)
محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي النيسابوري.
(2)
إسحاق بن إبراهيم بن راهويه الحنظلي.
(3)
حماد بن أسامة بن زيد القرشي الكوفي.
(4)
عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله الأنصاري.
(5)
عمر بن الحكم بن رافع بن سنان المدني الأنصاري، حليف الأوس. ثقة، كما في التقريب (ص 716، ترجمة 4883).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2232، حديث رقم 61) من طريق عبد الحميد بن جعفر، به.
من فوائد الاستخراج: بيان أن جهجاه هذا من الموالي.
12687 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري، حدثنا أبو بكر الحنفي
(1)
، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني عمر بن الحكم، قال: سمعت أبا هريرة يقول: عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تذهبُ الأيَّام والليالي حتى يملكَ رجلٌ يقال له: الجَهْجَاه"
(2)
.
(1)
هو: عبد الكبير بن عبد المجيد البصري.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2232، حديث رقم 61) من طريق عبد الكبير بن عبد المجيد أبي بكر الحنفي، به.=
⦗ص: 123⦘
= من فوائد الاستخراج: تصريح عمر بن الحكم بالسماع من أبي هريرة، بينما هو عند مسلم بصيغة العنعنة.
12688 -
حدثنا أبو عبيد الله حماد بن الحسن
(1)
بِسُرَّمُرَّى
(2)
، حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني عمر بن الحكم الأنصاري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يذهبُ الليلُ والنهارُ حتى يملكَ رجلٌ من الموالى يقال له: جَهْجَاهْ"
(3)
.
(1)
حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق.
(2)
اسم لسامراء: مدينة كانت بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة. انظر: الأنساب (7/ 28)، معجم البلدان (3/ 173).
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
من فوائد الاستخراج: ذكر نسبة عمر بن الحكم، وأنه أنصاري.
12689 -
حدثنا أبو علي الزعفراني
(1)
ببغداد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا
(2)
أقوامًا نعالُهم الشَّعرُ
(3)
"
(4)
.
(1)
هو: الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي.
(2)
في الأصل: (تقاتلون)، والإعراب يقتضي ما أثبتناه.
(3)
معناه: ينتعلون الشعر. انظر: شرح النووي على مسلم (18/ 37).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء 4/ 2233، حديث رقم 62) من طريق سفيان، به.
⦗ص: 124⦘
= أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد والسير، باب قتال الذين ينتعلون الشعر 4/ 43، ح 2929) عن علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، به.
وأخرجه في صحيحه (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام 4/ 196، ح 3587) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، به.
وأخرجه أيضا في صحيحه (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام 4/ 196، ح 3590) من طريق همام، عن أبي هريرة، به.
من فوائد الاستخراج:
- تعيين سفيان، وأنه ابن عيينة.
- تعيين سعيد، وأنه ابن المسيب.
12690 -
وحدثنا أبو علي الزعفراني، حدثنا عبد الجبار
(1)
، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا أقوامًا صغارَ الأعين، كأنَّ وجوهَهم المَجَانُّ
(2)
الفطرَقةُ
(3)
"
(4)
.
(1)
عبد الجبار بن العلاء العطار البصري.
(2)
المجان: جمع المجن والمجنة، بكسرهما، وهو: الترس. انظر: تاج العروس (34/ 367).
(3)
المطرقة، كمكرمة، وتروى: المطرقة بالتشديد كمعظمَّة للتكثير، والأول أشهر، وهى التي يطرق بعضها على بعض، كالنعل المطرقة المخصوفة. ويقال: أطرقت بالجلد والعصب، أي: ألبست، أراد أنهم عراض الوجوه غلاظها. انظر: النهاية (3/ 122)، تاج العروس (26/ 79).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2233، حديث رقم 62) من طريق سفيان، به.
⦗ص: 125⦘
= من فوائد الاستخراج:
- تعيين سفيان، وأنه ابن عيينة.
- تعيين سعيد، وأنه ابن المسيب.
- زيادة (صغارَ الأعين) في حديث سعيد بن المسيب، حيث إنها في حديث الأعرج عند مسلم.
12691 -
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا أبو زُرعة وهب الله بن راشد، عن يونس بن يزيد، قال الزهري: وقال سعيد بن المسيب: قال أبو هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تقومُ الساعه حتى تقاتلَكم أمةٌ ينتعلون الشَّعر، وجوهُهم مثلَ المَجَانِّ المُطْرَقة"
(1)
، وهى الأترسة
(2)
.
(1)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2233، حديث رقم 63) من طريق يونس، به.
من فوائد الاستخراج: تعيين يونس، وأنه ابن يزيد.
(2)
هذا تفسير للمجان المطرقة.
12692 -
حدثنا أبو داود الحراني
(1)
، حدثنا علي بن المديني، حدثنا سفيان
(2)
، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة روايةً:"تقاتلون"، فذكر مثله
(3)
.
(1)
هو: سليمان بن سيف بن يحيى الطائي الحراني.
(2)
سفيان بن عيينة الهلالي.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12688).
12693 -
حدثنا أبو علي الحسن
(1)
بن محمد بن الصباح الزعفراني، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا
(2)
أقوامًا صغارَ الأعين، ذلْفُ
(3)
الأنفِ، كأن وجوهَهم المجانُّ المطرقةُ، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا
(4)
قومًا نعالُهم الشَّعرُ"
(5)
.
(1)
في الأصل: (الحسين)، وهو خطأ.
(2)
في الأصل: (تقاتلون)، والإعراب يقتضي ما أثبتناه كما تقدم.
(3)
الذُّلف -بضم الذال، وسكون اللام-: جمع أذلف على وزن أحمر وحُمْر، والذَّلَفُ -بالتحريك-: قصر الأنف وانبطاحه. وقيل: ارتفاع طرفه مع صغر أرنبته. والذُّلْف -بسكون اللام-مع أذلف كأحمر وحمر. النهاية (2/ 165).
(4)
في الأصل: (تقاتلون)، والإعراب يقتضي ما أثبتناه كما تقدم.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2233، حديث رقم 64) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام 4/ 196، حديث رقم 3587) عن أبي اليمان، عن شعيب، عن أبو الزناد، به.
12694 -
حدثنا عباس الدوري
(1)
، حدثنا شبابة
(2)
، قال: حدثنا ورقاء
(3)
، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله
(4)
.
(1)
عباس بن محمد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي.
(2)
شبابة بن سوار.
(3)
ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12695 -
حدثنا بحر بن نصر
(1)
، حدثنا ابن وهب
(2)
، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن
(3)
، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تقوم الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون التركَ؛ قومًا وجوهُهم كالمجانِّ المُطرقةِ، يلبَسون الشَّعرَ، ويمشون في الشَّعرِ"
(4)
.
(1)
بحر بن نصر بن سابق الخولاني أبو عبد الله المصري.
(2)
عبد الله بن وهب.
(3)
يعقوب بن عبد الرحمن القاري المدني.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2233، حديث رقم 65) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، به.
12696 -
حدثنا بحر بن نصر، حدثنا علي بن معبد
(1)
، حدثنا أبو الأحوص
(2)
، عن بيان
(3)
، عن قيس، عن أبي هريرة قال:"صحبتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنواتٍ ما كنت أعقل من فيهن. قال: تقاتلون بين يَدَيِ الساعةِ قوما نعالهُم الشَّعرُ، صغارَ الأَعْيُنِ"
(4)
.
(1)
علي بن معبد بن شداد أبو الحسن العبدي الرقي.
(2)
هو: سلام بن سليم الحنفى.
(3)
بيان بن بشر الأحمسي أبو بشر الكوفي.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2234، حديث رقم 66) من طريق قيس بن أبى حازم، به.
⦗ص: 128⦘
= من فوائد الاستخراج: زيادة قول أبي هريرة: "صحبتُ رسولَ الله، قال: حدثنا ثلاث سنواتٍ ما كنت أعقل من فيهن"، حيث إنها ليست في الإمام مسلم.
12697 -
حدثنا أبو على الزعفراني
(1)
، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تقاتلون بين يَدَيِ الساعة قوما ينتعلون الشّعر، كأنّ وجوهَهم المجانُّ المطرقةُ، حُمْرُ الوجوهِ، صغارُ الأعينِ"
(2)
.
(1)
هو: الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي أبو علي الزعفراني.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2234، حديث رقم 66) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام 4/ 196، حديث رقم 3591) من طريق سفيان، عن إسماعيل، به.
12698 -
حدثنا أبو البختري
(1)
، حدثنا أبو أسامة
(2)
، حدثنا إسماعيل، بمثله.
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن شكر العنبري.
(2)
هو: حماد بن أسامة بن زيد القرشي مولاهم.
12699 -
حدثنا عبد الرحمن بن منصور البصري
(1)
، قال: حدثنا يحيى بن سعيد
(2)
، قال: حدثنا إسماعيل، بمثله
(3)
.
(1)
عبد الرحمن بن محمد بن منصور، الملقب بكربزان.
(2)
يحيى بن سعيد القطان.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12700 -
[روى]
(1)
ابن علية
(2)
، وعبد الوهاب
(3)
، عن الجرَيْري
(4)
، عن أبي نَضرة
(5)
، قال: "كنّا عند جابر بن عبد الله فقال: يوشك أهلُ العراق أن لا يُجبى إليهم قفيزٌ ولا درهمٌ، قلنا: من أين ذلك؟ قال: من قبل العجمِ، يمنعون ذلك، ثم قال: يوشك أهل الشام أن لا يُجبى إليهم دينارٌ ولا مدٌّ، قلنا: من أين ذلك؟ قال: من قبل الرومَ، ثم سكت هُنَيَّةً
(6)
، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في آخرِ أمتى خليفةٌ يَحْثِي المالَ حَثْيَةً
(7)
، لا يَعاه عَدَدًا". قلتُ لأبي نَضرة
⦗ص: 130⦘
وأبي العلاء
(8)
: أتَرَيان أنَّه عمر بن عبد العزيز؟ قالا: لا
(9)
.
(1)
في الأصل: (رواه)، والمثبت من إتحاف المهرة (3/ 576، رقم 3782)، وهو الصواب؛ لأن الحديث ليس له علاقة بالسابق.
(2)
هو: إسمااىل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي.
(3)
عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبو نصر العجلي مولاهم.
(4)
سعيد بن إياس الجريري.
(5)
هو: المنذر بن مالك بن قطعة العبدي العوقي البصري.
(6)
أي: قليلا من الزمان، وهو تصغير هنة. ويقال: هنيهة، أيضا. النهاية (5/ 279).
(7)
قال النووي: "وفي رواية: (يحثو المال حثيا). قال أهل اللغة: يقال: حثيت أحثي حثيا، وحثوت أحثو حثوا، لغتان. وقد جاءت اللغتان في هذا الحديث. وجاء مصدر الثانية على فعل الأولى، وهو جائز من باب قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: 17]. وأنبت هو: الحفن باليدين. وهذا الحثو الذي يفعله هذا الخليفة يكون لكثرة الأموال والغنائم والفتوحات مع سخاء نفسه". المنهاج شرح صحيح مسلم (18/ 39). وانظر: لسان العرب (2/ 776).
(8)
هو: يزيد بن عبد الله بن الشخير العامري، أبو العلاء البصري.
(9)
وصله مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأصراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2234، حديث رقم 67) عن زهير بن حرب وعلي بن حُجر، عن إسماعيل بن إبراهيم، به.
12701 -
روى بشر بن المفضَّل، عن سعيد بن يزيد
(1)
، عن أبي نَضرة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خلفائِكم خليفة يحثو المالَ حثيًا، لا يعُدُّه عددًا)
(2)
.
(1)
سعيد بن يزيد بن مسلمة الأزدي.
(2)
وصله مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2235، حديث رقم 68) عن نصر بن علي الجهضمي، عن بشر بن المفضل، به.
12702 -
حدثنا أبو جعفر الدارمي
(1)
، حدثنا حَبَّان بن هلال، حدثنا وهيب
(2)
، ح.
وحدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا عفان
(3)
، حدثنا وهيب، حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخرِ الزمانِ خليفةٌ يقسم المالَ، لا يعدُّه عدًّا"
(4)
.
⦗ص: 131⦘
وقال أحدهما: عددا.
(1)
هو: أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي.
(2)
وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم البصري.
(3)
عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي الصفار.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2235، حديث رقم 69) من طريق داود، به.=
⦗ص: 131⦘
= من فوائد الاستخراج: تعيين داود، وأنه ابن أبي هند.
12703 -
حدثنا عمران بن بكَّار
(1)
، قال: حدثنا الربيع بن رَوْح
(2)
، حدثنا محمد بن حَرْب
(3)
، عن داود
(4)
، عن أبي نَضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يكون في آخر الزمانِ خليفةٌ يَقسم المالَ، لا يعدُّه عدًّا"
(5)
.
هذه نسخةٌ لا نكتبها في الدنيا إلا عنه.
(1)
عمران بن بكار بن راشد الحمصي الماذن.
(2)
الربيع بن روح اللاحوني الحمصي.
(3)
محمد بن حرب الخولاني الحمصى الأبرش.
(4)
داود بن أبي هند.
(5)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12704 -
حدثنا القاسم بن المغيرة الجوهري، حدثنا غَسَّان بن الفضل
[*]
الغَلابي، حدثنا خالد بن الحارث
(1)
، عن شعبة، عن أبي مسلمة
(2)
[**]
قال: سمعت أبا نَضرة
[***]
، عن أبي سعيد الخدري، قال: حدثني من هو خيرٌ مني -قال: نراه عنى أبا قتادة- "أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لعمارٍ يومَ الخندق
(3)
- وهو يمسح رأسَه
⦗ص: 132⦘
ويقول-: يا بُؤْس ابنِ سُمَيّة
(4)
، تقتلك الفئةُ الباغيةُ
(5)
"
(6)
.
(1)
خالد بن الحارث بن عبيد أبو عثمان الهجيمي البصري.
(2)
هو: سعيد بن يزيد بن مسلمة الأزدي.
(3)
أي: غزوة الخندق وتسمى الأحزاب.
(4)
هو: عمار بن ياسر، كما في أول الحديث.
(5)
الفئة: الطائفة والفرقة. قال العلماء: هذا الحديث حجة ظاهرة أن عليا رضي الله عنه كان محقا مصيبا، والطائفة الأخرى بغاة، لكنهم مجتهدون، فلا إثم عليهم. انظر: شرح النووي على مسلم (18/ 40).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2236، حديث رقم 71) من طريق خالد بن الحارث، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر لفظ حديث خالد بن الحارث، بينما مسلم أحال به على لفظ حديث محمد بن جعفر.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة النسخة الجزائرية [6/ ق 103/ أ]: (غسان بن الفضل)، وصوابه:(غسان بن المفضل)، كما في إتحاف المهرة (4021) وكذا في نسخة ابن شاهين منه (3/ ق 12/ ب)، وليس هذا الموضع في نسخة السخاوي من الإتحاف؛ إذ اعترى المجلد الثاني من نسخة السخاوي ما اعتراه، مما أثر سلبا على تحقيق هذا الجزء من الإتحاف، والله المستعان.
[**] قال أحمد بسيوني: تصحف في الإتحاف إلى (أبي سلمة)، والصواب المثبت هنا.
[***] قال أحمد بسيوني: تصحف في الإتحاف إلى (بَصْرَة)، والصواب المثبت هنا.
12705 -
حدثنا سعيد بن مسعود السلمي المروزي، وأبو جعفر الدارمي
(1)
[*]
، قالا: حدثنا النَّضر بن شُميل قال: حدثنا شعبة، عن أبي مَسْلمة، عن أبي نَضرة، عن أبي سعيد قال: أخبرني من هو خيرٌ مني أبو قتادة، "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار - ومسح الترابَ عن رأسِه- بُؤْسًا لك ابن سُميّة، تقتلكَ الفئة الباغيةُ"
(2)
.
(1)
هو: أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2236، حديث رقم 71) من طريق النضر بن شميل، به.
من فوائد الاستخراج
- ذكر لفظ حديث النضر بن شميل، بينما مسلم أحال به على لفظ محمد بن جعفر. =
⦗ص: 133⦘
= تصريح النضر بن الشميل بالتحديث، بينما هو في مسلم بالعنعنة.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: تصحف في الإتحاف (4021) وكذا في نسخة ابن شاهين منه (3/ ق 12/ ب) إلى (الكاملي)، والصواب المثبت هنا، ومكان (أبو جعفر) فراغ في نسخة ابن شاهين.
12706 -
حدثنا أبو المثنى العنبري
(1)
، قال: حدثني أبي
(2)
، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا شعبة، أنّ أبا مسلمة أخبرهم قال: سمعت أبا نَضرة يحدث عن أبي سعيد أنَّه قال: حدثني من هو خير في -قال: أراه يعني: أبا قتادة- "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال يومَ الخندق -وجعل يمسح رأسَه- يا بُؤْس ابن سُمية، تقتلكَ الفئةُ الباغيةُ"
(3)
.
(1)
هو: معاذ بن المثنى بن معاذ.
(2)
المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري البصري.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12704).
من فوائد الاستخراج: تصريح خالد بن الحارث بالتحديث، بينما هو في مسلم بالعنعنة.
12707 -
حدثنا إبراهيم الصفار الرقي
(1)
، حدثنا هُريم بن عبد الأعلى
(2)
، حدثنا خالد بن الحارث، عن شعبة، عن أبي مسلمة، عن أبي نَضرة، عن أبي سعيد قال: حدثني من هو خير مني -يعني: أبا قتادة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَيْسَ
(3)
-أو ويحَ- ابن سُمية تقتلُه الفئةُ
(4)
الباغيةُ"
(5)
.
(1)
إبراهيم بن محمد الصفار الرقي.
(2)
هريم بن عبد الأعلى بن الفرات الأسدي، أبو حمزة البصري. ثقة، كما في التقريب (ص 1020، ترجمة 7280).
(3)
كلمة تقال لمن يرحم ورفق به، مثل ويح، وحكمها حكمها. انظر: النهاية (5/ 235).
(4)
وضع فوقها (صـ)، وجاء تصويبها في الحاشية "بيد باغية".
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2236، حديث رقم 71) من طريق خالد بن الحارث، به.
⦗ص: 134⦘
= من فوائد الاستخراج: ذكر لفظ حديث خالد بن الحارث، بينما مسلم أحال به على لفظ حديث محمد بن جعفر.
12708 -
حدثنا أبو داود الحراني
(1)
في "الفوائد"، وإبراهيم بن مرزوق البصري، قالا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا شعبة، قال: سمعت خالدا
(2)
يحدث عن سعيد بن أبي الحسن
(3)
، عن أُمِّه
(4)
، عن أم سلمة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار:"تقتلكَ الفئةُ الباغيةُ"
(5)
.
وكذا رواه غُندر عنه
(6)
.
وروي عن عبد الصمد جمعهما: عن سعيد
(7)
والحسن
(8)
، عن أُمِّهما، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
(9)
.
(1)
هو: سليمان بن سيف بن يحيى الطائي الحراني.
(2)
خالد بن الحارث بن عبيد أبو عثمان الهجيمى البصري.
(3)
سعيد بن أبي الحسن البصري، أخو الحسن. ثقة، كما في التقريب (ص 375، ترجمة 2284).
(4)
أم الحسن البصري، اسمها: خيرة، مولاة أم سلمة. مقبولة، كما في التقريب (ص 1352، ترجمة 8578).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2236، حديث رقم 72) من طريق شعبة، به.
(6)
وصله مسلم في صحيحه في الموضع السابق (4/ 2236، حديث رقم 72) عن محمد بن عمرو بن جبلة، وعقبة بن مكرم العمي، وأبي بكر بن نافع، عن غندر، به.
(7)
هو: سعيد بن أبي الحسن كما في إسناد الإمام مسلم، وهو أخو الحسن البصري، كما في تقريب التهذيب (ص 234).
(8)
في الأصل: (عن الحسن)، والتصويب من إتحاف المهرة وقول المصنف (جمعهما)، وهو كذلك في صحيح مسلم.
(9)
وصله مسلم في صحيحه في الموضع السابق (4/ 2236، حديث رقم 2/ 72) عن إسحاق بن منصور، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، به.
12709 -
وحدثنا يزيد بن سِنان، وأبو عبيد الله الورَّاق
(1)
، قالا: حدثنا أزهر السمَّان
(2)
، حدثنا ابن عون
(3)
، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة "أنها رأت النبىَّ صلى الله عليه وسلم ينقل اللَّبِن يومَ الخندقِ، يمسحُ الغبارَ عن صدرِه وهو يقول:
اللهمَّ إنَّ الخيرَ خيرُ الآخرة
…
فاغفرْ للأنصارِ
(4)
والمُهاجرة
ثم جاء عمارٌ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ويحَ ابنِ سُمية، تقتلكَ الفئةُ الباغيةُ"
(5)
.
(1)
هو: حماد بن الحسن بن عنبسة النهشلي.
(2)
أزهر بن سعد السمان الباهلي.
(3)
عبد الله بن عون بن أرطبان المزني أبو عون البصري.
(4)
في الأصل: (الأنصار).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2236، حديث رقم 73) من طريق ابن عون، به.
من فوائد الاستخراج: زيادة أن أم سلمة "رأت النبي صلى الله عليه وسلم ينقل اللبن يوم الخندق يمسح الغبار عن صدره وهو يقول:
اللهم إن الخير خير الآخرة
…
فاغفر للأنصار والمهاجرة
ثم جاء عمار فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
…
" حيث إنَّه ليس في مسلم، وهي زيادة صحيحة؛ رجال الإسناد كلهم ثقات.
12710 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا أزهر السمان أبو بكر، عن ابن عون
(1)
، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
⦗ص: 136⦘
يقول
(2)
: "تقتل عمارًا الفئةُ الباغية"
(3)
.
(1)
هو: عبد الله بن عون بن أرطبان المزني أبو عون البصري.
(2)
هكذا في الأصل، ولعله سبق قلم من الناسخ، أو شك من أحد الرواة.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12711 -
حدثنا أبو الأزهر
(1)
، حدثنا رَوْح بن عُبادة
(2)
، عن ابن عون، بإسناده:"أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى عمارا يومَ الخندق، وهو ينقل حجارةً، فقال: ويحَك يا بن سُميّةَ، تقتلكَ الفئةُ الباغيةُ"
(3)
.
(1)
هو: أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي.
(2)
روح بن عبادة بن العلاء أبو محمد القيسي البصري.
(3)
تقدم تخريه في الحديث رقم (12709).
12712 -
حدثنا أبو حاتم الرازي
(1)
، قال: حدثنا الأنصاري
(2)
، حدثنا ابن عون، بإسناده، مثله
(3)
.
(1)
محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلى.
(2)
محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12710).
12713 -
حدثنا حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد، حدثنا سليمان بن داود
(1)
، حدثنا حماد بن زيد، عن ابن عون، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ويحكَ يابنَ سُمية، تقتلكَ الفئةُ الباغيةُ"
(2)
.
⦗ص: 137⦘
قال ابن عون: فحدثت به محمدَ بن سيرين، فقال: عن من؟ فقلت: عن أمه، فقال: إنها كانت تلج على أم سلمة.
من هنا لم يخرجاه:
(1)
سليمان بن داود العتكى أبو الربيع الزهراني البصري.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث رقم (12710).
12714 -
ز- حدثنا أبو علي الزعفراني
(1)
، قال: حدثنا إسحاق الأزرق
(2)
، حدثنا عوف
(3)
، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تقتل عمارًا الفئة الباغيةُ ". قال عوف: ولا أحسبه إلا قال: "وقاتلُه في النار"
(4)
.
(1)
هو: الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي.
(2)
إسحاق بن يوسف بن مرداس القرشي المخزومي الأزرق.
(3)
عوف بن أبي جميلة الأعرابي العبدي البصري.
(4)
الحديث دون قول عوف: "ولا أحسبه إلا قال: وقاتلُه فى النار" من طريق الحسن في صحيح مسلم كما تقدم برقم (12709).
وأخرج هذه الزيادة ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 251) عن إسحاق الأزرق، به.
ورجال إسنادها كلهم ثقات، إلا ما يخشى من تدليس الحسن البصري؛ فقد عنعنه ولم يصرح بالتحديث. وكذلك لم يجزم عوف بسماعها من الحسن.
12715 -
ز- حدثنا عباس بن السِّندي الأنطاكي، حدثنا محمد بن الصلت أبو يعلى، حدثنا عبد العزيز بن محمد
(1)
، عن العلاء بن عبد الرحمن
(2)
، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار: "تقتلكَ
⦗ص: 138⦘
الفئةُ الباغيةُ"
(3)
.
(1)
عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي.
(2)
العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي.
(3)
أخرجه الترمذي في سننه (5/ 669، حديث رقم 3800)، وابن المقرئ في معجمه (ص 77، ح 150)، وأبو الفضل الزهري في حديثه (ص 619، حديث رقم 673) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر، عن عبد العزيز بن محمد، به.
وقال الترمذي: "وهذا حديث حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن".
وقال: "وفي الباب: عن أم سلمة وعبد الله بن عمرو وأبي اليسر وحذيفة ".
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (11/ 403، حديث رقم 6524) من طريق أحمد بن المقدام، عن عبد الله بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
12716 -
ز- حدثنا أخو
(1)
خطَّاب محمد بن بشر
(2)
، حدثنا الفضل بن سُخَيت
(3)
، حدثنا أحمد بن محمد الباهلي
(4)
، حدثنا يحيى بن عيسى
(5)
، حدثنا الأعمش، حدثنا زيد بن وهب
(6)
، أنَّ عمارًا قال لعثمان حملت قريشًا على رقاب الناس عدوا، فعدوا عليَّ فضربوني، فغضب عثمانُ
⦗ص: 139⦘
ثم قال: "ما لي ولقريشٍ عَدَوْا على رجلٍ من أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم ضربوه، سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول لعمار تقتلكَ الفئةُ الباغية، وقاتلُه في النَّار"
(7)
.
(1)
في الأصل: (أبو)، والتصويب من إتحاف المهرة (11/ 38) ومصادر الترجمة.
(2)
محمد بن بشر بن مطر أبو بكر الوراق أخو خطاب.
(3)
هو: الفضل بن السكين بن سُخَيْت -بضم أوله، وفتح الخاء المعجمة، تليها مثناة تحت ساكنة، ثم مثناة فوق-، أبو العباس السِّنْدي. قال ابن معين: لعن الله من يكتب عنه. وقال الذهبي: كذاب. وقال العلائي: هو أحد الضعفاء المتروكين. انظر: ميزان الاعتدال (3/ 351)، جامع التحصيل (ص 252)، لسان الميزان (6/ 340)، توضيح المشتبه (5/ 66).
(4)
لم أقف له على ترجمة.
(5)
يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن الرملي التميمي النهشلي.
(6)
زيد بن وهب الجهني أبو سليمان الكوفي.
(7)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 421) من طريق أبي عوانة، به.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (4/ 172) من طريق الفضل بن سُخيت السندي، عن أحمد بن محمد الرملي، به.
وأخرجه دون القصة أبو يعلى في معجمه (ص 232، ح 283) من طريق فضل بن سكين بن سخيت السندي، عن أحمد بن محمد الرملي، به.
وعزاه الذهبي في سير أعلام النبلاء (1/ 420) لأبي عوانة وأبي يعلى من حديث أحمد بن محمد الباهلي.
وفي إسناده الفضل بن سُخيت؛ كذبه ابن معين والذهبي كما تقدم.
12717 -
ز- حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد القاضي، قال: حدثني محمد بن المتوكل العسقلاني، حدثنا عبد الرزاق، وعبد الوهاب
(1)
ابْنَا همام، عن المعتمر بن سليمان، عن القاسم بن الفضل
(2)
، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن محمد بن الحنفية
(3)
، عن أبيه، عن عثمان بن عفان، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
⦗ص: 140⦘
"تقتل عمارًا الفئةُ الباغيةُ"
(4)
.
⦗ص: 141⦘
قال ابن أبي السري
(5)
: وذكر فيه حديثا طويلا.
(1)
عبد الوهاب بن همام بن نافع، مولى حمير اليماني، أخو عبد الرزاق. قال أبو حاتم: كان يغلو في التشيع. وقال الأزدي: يتكلمون فيه. انظر: التاريخ الكبير (6/ 97)، الجرح والتعديل (6/ 70)، المغني في الضعفاء (2/ 413).
(2)
القاسم بن الفضل بن معدان الحُدَّائي، أبو المغيرة البصري.
(3)
عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب العلوي، أبو هاشم ابن الحنفية. ثقة، كما في التقريب (ص 543، ترجمة 3593).
(4)
أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (1/ 312، حديث رقم 516) من طريق أحمد بن بديل القاضي، عن يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عثمان بن عفان، به.
وفي إسناده أحمد بن بديل القاضى. قال النسائي: "لا بأس به". وقال ابن عدي: "حدث عن حفص بن غياث وغيره أحاديث أنكرت عليه، وهو ممن يكتب حديثه على ضعفه ". وقال الدارقطني: "فيه لين". وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق له أوهام ". انظر: ميزان الاعتدال (1/ 85)، تقريب التهذيب (ص 77).
وفيه يحيى بن عيسى الرملي صدوق يخطئ كما في تقريب التهذيب (ص 595).
وفيه أيضا عنعنة الأعمش وهو مدلس كما تقدم مرارا.
وأخرجه ابن المقرئ في معجمه (ص 368، حديث رقم 1219) من طريق أبي إسحاق، عن عمرو بن غالب، عن عثمان بن عفان، به.
وفي إسناده عمرو بن غالب، وهو الهمداني الكوفي، مقبول كما في تقريب التهذيب (ص 425).
والراوي عنه أبو إسحاق هو السبيعي؛ ثقة مكثر عابد، اختلط بأخرة كما في تقريب التهذيب تقريب التهذيب (ص 423).
لكن الحديث متواتر كما نص عليه غير واحد.
قال الحافظ: "روى حديث: تقتل عمارًا الفئة الباغية جماعةٌ من الصحابة، منهم: قتادة بن النعمان كما تقدم، وأم سلمة -عند مسلم-، وأبو هريرة -عند الترمذي-، وعبد الله بن عمرو بن العاص -عند الخسائي-، وعثمان بن عفان، وحذيفة، وأبو أيوب، وأبو رافع، وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليَسَر، وعمار نفسُه، كلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة، =
⦗ص: 141⦘
= وفيه عن جماعة آخرين يطول عددُهم. وفي هذا الحديث عَلَمٌ من أعلامِ النبوة، وفضيلة ظاهرة لعلي ولعمار، وردٌّ على النواصب، أنَّ عليًا لم يكن مصيبًا في حروبه ". فتح الباري (1/ 543).
(5)
هو: محمد بن المتوكل العسقلاني.
12718 -
ز- وحدثنا أبو الأحوص القاضي
(1)
، قال: حدثنا ضرار بن صرد، حدثنا علي بن هاشم
(2)
، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع
(3)
، عن أبيه
(4)
، عن جده أبي رافع، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار: "تقتلكَ الفئةُ الباغيةُ"
(5)
.
(1)
هو: محمد بن الهيثم بن حماد بن واقد الثقفي البغدادي.
(2)
على بن هاشم بن البريد.
(3)
محمد بن عبيد الله -بالتصغير- ابن أبي رافع الهاشمي مولاهم الكوفي. ضعيف. انظر: التقريب (874، ترجمة 6106).
(4)
عبيد الله بن أبي رافع المدني كاتب علي -رضي الله عن -.
(5)
أخرجه حنبل بن إسحاق في جزء ابن سماك (ص 90، حديث رقم 52)، والطبراني في المعجم الكبير (1/ 320، حديث رقم 954) من طريق ضرار بن صرد، به.
وهذا إسناد ضعيف؛ فيه ضرار بن صرد.
قال الهيثمي: "رواه الطبراني، وفيه ضرار بن صرد، وهو ضعيفٌ". مجمع الزوائد (9/ 486).
وأخرجه أبو يعلى في معجمه (ص 162، حديث رقم 181) من طريق سليمان بن داود المنقري أبي أيوب الشاذكوني، عن علي بن هاشم بن البريد، به.
⦗ص: 142⦘
= وسليمان ابن داود، أبو أيوب المنقري، متروك كما في تقريب التهذيب (ص 728).
12719 -
ز - حدثنا أبو الأحوص القاضي، حدثنا أبو غَسَّان
(1)
، حدثنا يحيى بن سلمة بن كُهيل
(2)
، عن أبيه، عن أبي بكر بن حفص
(3)
، عن رجل، عن أبي اليَسر
(4)
، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تقتل عمارًا الفئةُ الباغيةُ"
(5)
.
(1)
هو: مالك بن إسماعيل النهدي الكوفي.
(2)
يحيى بن سلمة بن كُهيل -بالتصغير- الحضرمي، أبو جعفر الكوفي متروك، كما في التقريب (ص 1056، ترجمة 7561).
(3)
أبو بكر بن حفص هو: عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص.
(4)
هو: كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو الأنصاري السلمي.
(5)
أخرجه الشاشي في مسنده (3/ 408، حديث رقم 1532)، والطبراني في المعجم الكبير (19/ 170، حديث رقم 382) من طريق مالك بن إسماعيل، به.
وفيه يحيى بن سلمة بن كهيل، وهو متروكٌ.
12720 -
ز- حدثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا عبيد الله بن عمر بن حفص
[*]
القرشي، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي التيَّاح
(1)
، عن عبد الله بن أبي الهُذيل
(2)
، عن عمار بن ياسر، قال: قال
⦗ص: 143⦘
النبي صلى الله عليه وسلم: "تقتلكَ الفئةُ الباغيةُ
(3)
"
(4)
.
(1)
يزيد بن حميد الضبعي البصري أبو التياح.
(2)
عبد الله بن أبي الهُذيل، وهو: الكوفي أبو المغيرة. ثقة، كما في التقريب (ص 554، ترجمة 3679).
ووقع في الأصل: (عبيد الله -بالتصغير- ابن أبي الهذيل)، والتصويب من مصادر التخريج والترجمة.
(3)
جاء في الأصل: آخر الجزء الرابع والأربعين من أصل سماع أبي المظفر السمعاني صلى الله عليه وسلم.
(4)
أخرجه الطيالسي في مسنده (2/ 39، ح 684)، ومسدد -كما في المطالب العالية (18/ 152) -والحارث في مسنده - كما في بغية الباحث (2/ 924) - وأبو يعلى في مسنده (7/ 195، حديث رقم 4181)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 361) من طرق عن أبي التياح، به.
وعندهم جميعا سوى أبي نعيم: (أنّ عمار بن ياسر) بدلا من (عن عمار بن ياسر).
ورجال الإسناد كلهم ثقات.
وقال أبو نعيم: "ورواه الأجلح، وأبو سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل".
وأخرجه البزار في مسنده (4/ 256، حديث رقم 1428) من طريق شريك، عن الأجلح، عن عبد الله بن أبي الهذيل، به.
قال البزار: "وهذا الحديث قد رواه أبو التياح، عن عبد الله بن أبي الهذيل، ولم يقل عن عمار".
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 361) من طريق شريك، عن الأجلح، وأبي سنان، عن عبد الله، به.
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (7/ 291، حديث رقم 7526) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمار، به.
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، إلا يزيد بن أبي زياد، تفرد به أبو مريم".
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة النسخة الجزائرية [6/ ق 104/ أ]: (عبيد الله بن عمر بن حفص)، وصوابه:(عبيد الله بن محمد بن حفص)، كما في إتحاف المهرة (14969) وكذا في نسخة السخاوي منه (4/ ق 180/ ب)، والحديث أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 419) من طريق أبي عوانة، وفيه: عبيد الله بن محمد بن حفص، وزاد في ط. المجمع من تاريخ دمشق (52/ 169): الدوسي، وهي كذلك في نسخة الظاهرية من تاريخ دمشق (12/ ق 635 - ترقيم دار البشير)، ولم أقف على هذا الموضع في النسخ الأخرى من تاريخ دمشق، وهو وهم، ولعل صوابه: القرشي كما في هذا الموضع، والحديث رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في البغية (1018) والمطالب العالية (4412)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (4/ 361)، وهو أبو عبد الرحمن عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى القرشي التيمي البصرى، المعروف بالعيشى والعائشى وابن عائشة؛ نسبة إلى عائشة بنت طلحة، إذ هو من ذريتها، وقد جاء في الكتاب على الصواب من روايته عن حماد بن سلمة (812، 4614، 7293، 7382، 7386، 8735، 10459، 11201).
12721 -
حدثنا مشرف بن سعيد الواسطي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(1)
، أخبرنا شعبة، عن أبي التياح يزيد بن حمُيد الضبعي،
⦗ص: 144⦘
قال: سمعت أبا زُرعة بن عمرو بن جرير، يحدث عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يهلك أمتي هذا الحيُّ من قريش، قيل: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: لو أنَّ الناسَ اعتزلوهم"
(2)
.
(1)
يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري المدني.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2236، حديث رقم 74) من طريق شعبة، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام 4/ 199، ح 3604) من طريق أبي أسامة، عن شعبة، به.
وأخرجه أيضا في صحيحه (كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء" 9/ 47، ح 7058) من طريق عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد، عن جده، عن أبي هريرة، به.
من فوائد الاستخراج
- ذكر اسم أبي التياح ونسبته، وأنه: يزيد بن حميد الضبعي
- تعيين أبي زرعة، وأنه ابن عمرو بن جرير.
12722 -
حدثنا عمار بن رجاء، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا شعبة، عن أبي التيَّاح، قال: سمعت أبا زُرعة، يحدث عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "هلاكُ أمتي على يديْ أُغيلمةٍ
(2)
من قريش، فقيل:
⦗ص: 145⦘
يا رسول الله، فما تأمونا؟ قال: وددتُ أنّ الناس اعتزلوهم"
(3)
.
(1)
هو: سليمان بن داود الطيالسي.
(2)
أغيلمة: تصغير أغلمة، جمع غلام في القياس، ولم يرد في جمعه أغلمة، وإنما قالوا: غلمة، ومثله أصيبية تصغير صبية، ويريد بالأغيلمة الصبيان، ولذلك صغرهم. انظر: النهاية (3/ 382).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2236، حديث رقم 2/ 74) من طريق أبي داود، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر لفظ حديث أبي داود، بينما مسلم أحال به على حديث أبي التياح.
12723 -
حدثنا أبو علي الزعفراني
(1)
، قال: حدثنا عبد الجبار
(2)
، حدثنا سفيان
(3)
، عن الزهري، ح.
وحدثنا أبو إسماعيل
(4)
، حدثنا الحُميدي
(5)
، حدثنا سفيان، حدثنا الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا هلك كسرى فلا كسرى
(6)
بعده، وإذا هلك قيصرُ
(7)
فلا قيصرَ بعده، والذي نفس محمد بيده، لتُنفقنَّ كنوزهما في سبيلِ الله"
(8)
.
(1)
أبو علي الزعفراني هو: الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي.
(2)
عبد الجبار بن العلاء العطار البصري.
(3)
سفيان بن عيينة الهلالي.
(4)
أبو إسماعيل الترمذي محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي.
(5)
الحميدي هو: عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي، وهو في مسنده (2/ 467، حديث رقم 1094).
(6)
لقب مَن مَلَك فارس. انظر: شرح النووي على مسلم (7/ 23).
(7)
لقب مَن مَلَك فارس. انظر: شرح النووي على مسلم (7/ 23).
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2236، حديث رقم 75) من طريق سفيان، به. =
⦗ص: 146⦘
= وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد والسير، باب الحرب خدعة 4/ 63، ح 3027) عن عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، به.
وأخرجه أيضا في صحيحه (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام 4/ 203، ح 3618) من طريق ابن المسيب، عن أبي هريرة، به.
من فوائد الاستخراج: تصريح سفيان بالتحديث، بينما هو عند مسلم بالعنعنة.
12724 -
حدثنا سليمان بن سيف
(1)
، حدثنا علي بن المديني، حدثنا سفيان
(2)
، قال الزهري: حدثنا، وذكر الحديث
(3)
.
قال سفيان: "حفظته منه كما إنَّك ها هنا جالسٌ، قال: قلتُ: كسرى؟ وإذا هلك قيصر. قال سفيان: فقلت: من يخلص هذا؟ ".
(1)
سليمان بن سيف هو: أبو داود الحراني.
(2)
سفيان بن عيينة الهلالي.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
من فوائد الاستخراج
- رواية ابن المديني عن ابن عيينة.
- الزيادة في آخره من قول سفيان.
12725 -
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، قال: قرأنا على عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يذهب كسرى فلا يكون كسرى بعده، ويذهب قيصرُ فلا يكون قيصر بعده، والذي نفسي بيده، لتنفقن كنوزهما في سبيل الله"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2236، حديث رقم 75/ 2) من طريق عبد الرزاق، به. =
⦗ص: 147⦘
= وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام 4/ 203، ح 3618) من طريق يونس، عن ابن شهاب، به.
وأخرجه أيضا في صحيحه (كتاب الجهاد والسير، باب الحرب خدعة 4/ 63، ح 3027) من طريق همام، عن أبي هريرة، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر لفظ معمر، بينما مسلم أحال به على لفظ سفيان.
12726 -
حدثنا السُّلمي
(1)
، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هَلَكَ كسرى ثُمَّ لا يكون كسرى بعده، وقيصرُ ليَهْلِكَنَّ ثم لا يكون قيصرُ بعده، ولتقسمن كنوزهما في سبيل الله"
(2)
.
(1)
هو: أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي النيسابوري.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2237، حديث رقم 76) من طريق عبد الرزاق، به.
12727 -
حدثنا محمد بن يحيى بن كثير بن درهم الحراني، حدثنا محمد بن موسى بن أعين، حدثنا إبراهيم بن يزيد بن مردانبه
(1)
، عن رقبة بن مسقلة، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ح.
وحدثنا أبو داود الحراني
(2)
، حدثنا أبو الوليد
(3)
، حدثنا أبو عوانة
(4)
، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا هلك
⦗ص: 148⦘
كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصرُ فلا قيصرَ بعده، والذي نفسي بيده لتُنفقنَّ كنوزهما في سبيل الله"
(5)
.
(1)
إبراهيم بن يزيد بن مردانبه -بنون، ثم موحدة- المخزومي مولاهم. صدوق، كما في التقريب (ص 118، ترجمة 271).
(2)
هو: سليمان بن سيف بن يحيى الطائي.
(3)
هو: هشام بن عبد الملك الطيالسى البصري.
(4)
هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2237، حديث رقم 77) من طريق عبد الملك بن عمير، به.
وأخرجه البخاري صحيحه -كتاب فرض الخمس، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"أحلت لكم الغنائم"(4/ 85، حديث رقم 3121)
من فوائد الاستخراج: ذكر لفظ حديث جابر بن سمرة، بينما مسلم ذكر طرفا منه، وأحال بباقيه على لفظ حديث أبي هريرة.
12728 -
حدثني أبو سعيد عبيد بن كثير
(1)
، حدثنا محمد بن الجنيد الكوفي، حدثنا إبراهيم بن يزيد بن مردانبه، عن رقبة، بمثله
(2)
.
(1)
عبيد بن كثير بن عبد الواحد بن كثير بن العباس التمار العامري، أبو سعيد الكوفي. قال الأزدي والدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: حدَّث بنسخة مقلوبة أُدخلت عليه، فحدث بها ولم يرجع حيث بُين له، فاستحق ترك الاحتجاج به. انظر: المجروحين (2/ 167، ترجمة 806)، سؤالات الحكم للدارقطني (ص 131، ترجمة 151)، ميزان الاعتدال (3/ 22، ترجمة 5438).
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12729 -
حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا أبو الوليد، حدثنا أبو عَوانة
(2)
، عن سِماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لتَفْتَحنَّ عصابةٌ من المسلمين -أو المؤمنين- كنزَ
⦗ص: 149⦘
آلِ كسرى الذي فى الأبيضِ
(3)
"
(4)
.
(1)
هو: الحراني.
(2)
هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري.
(3)
أي: الذي في قصره الأبيض أو قصوره ودوره البيض. انظر: المنهاج شرح صحيح مسلم (18/ 43).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2237، حديث رقم 78) من طريق أبي عوانة، به.
12730 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا الحسن بن محمد بن أعين، حدثنا زهير
(1)
، حدثنا سماك، حدثني جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليَفتحنَّ رهطٌ من المسلمين كنزَ آلِ كسوى الذي في الأبيضِ، قال: فكنت أنا فيهم، فأصابني ألفُ درهمٍ"
(2)
.
(1)
زهير بن معاوية بن حديج الجعفي الكوفي.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2237، حديث رقم 78) من طريق سماك، به.
من فوائد الاستخراج: بيان أنّ جابر بن سمرة من هؤلاء القوم وأنه أصابه ألف درهم.
12731 -
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا غُندر، حدثنا شعبة، عن سماك قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لتَفتحنَّ كنوزَ كسرى الأبيضَ -قال شعبة: أو قال: الذي في الأبيضِ- عصابةٌ من المسلمين"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2237، حديث رقم 78) /2) من طريق غندر، به. =
⦗ص: 150⦘
= من فوائد الاستخراج:
- ذكر محمد بن جعفر بلقبه: غندر.
- ذكر لفظ حديث شعبة عن سماك، بينما مسلم أحال به على لفظ حديث أبي عوانة.
12732 -
حدثنا أبو الجماهر الحمصي
(1)
، حدثنا يحيى بن صالح
(2)
، حدثنا عبد العزيز بن محمد، ح.
وحدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن النَّضر الأزدي بن ابنة معاوية بن عمرو، حدثنا خالد بن خِداش، قال: حدثني عبد العزيز بن محمد، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث
(3)
، عن أبي هريرة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"سمعتم بمدينةٍ جانبٌ منها في البَرِّ وجانبٌ منها في البحرِ؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: لا تقومُ الساعةُ حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق، فإذا جاؤوها نزلوا، فلا يقاتلون بسلاحٍ ولا يرمون بسهمٍ، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيسقط أحدُ جانبَيْها - قال ثور: لا أعلمه إلا قال: الذي في البحرِ - ثم يقولوا: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيسقط جانبُها الآخر، ثم يقولوا -الثالثة-: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلوها فيغنموا، فبينما هم يقتسمون إذ جاءهم الصريخُ، فقال: إنَّ الدّجالَ قد خرج، فيتركون كلَّ شيءٍ ويرجعوا"
(4)
. حديثُهما واحدٌ.
(1)
هو: محمد بن عبد الرحمن الحمصي الحضرمي.
(2)
يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي.
(3)
سالم مولى عبد الله بن مطيع أبو الغيث المدني.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2238، حديث رقم 78) من طريق عبد العزيز بن محمد، به. =
⦗ص: 151⦘
= من فوائد الاستخراج: تعيين ثور، وأنه ابن زيد.
12733 -
ز- حدثنا أبو قلابة
(1)
، حدثنا بشر بن عمر
(2)
، حدثنا سليمان بن بلال، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لأعلم مدينةً جانبٌ منها على البحرِ وجانب منها على البرِّ، فيأتيها المسلمون، فيقولون: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يسقط الذي إلى البحرِ، ثم يقولون: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فيسقط [الذي]
(3)
إلى البرِّ، ثم يقولون: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فيفتحها المسلمون"
(4)
.
كذا وقع إليَّ، وأخاف أن يكون سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، مثل ذاك الحديث، وأن يكون هذا غلط؛ لأنّ بشر بن عمر رواه عن سليمان بن بلال، عن ثور، مثله
(5)
.
(1)
هو: عبد الملك بن محمد عبد الله الرقاشي البصري.
(2)
بشر بن عمر بن الحكم الزهراني الأزدي البصري.
(3)
ما بين المعقوفتين ليس فس الأصل، وهي زيادة يقتضيها السياق، وهي ثابتة في صحيح مسلم.
(4)
لم أقف عليه من هذا الطريق عند غير أبي عوانة، وله وحده عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (14/ 594).
وقد أشار أبو عوانة عقب إخراج الحديث إلى احتمال وقوع الخطأ فيه، وأن يكون الصواب أنه من طريق سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد السابقة.
(5)
وصله مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء 4/ 2238، ح 2920) عن محمد بن مرزوق، عن بشر بن عمر الزهراني، عن سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد به. =
⦗ص: 152⦘
= وقد خالف محمد بن مرزوق -شيخ مسلم- أبا قلابة -شيخ أبي عوانة- في الرواية عن بشر بن عمر.
ووجه المخالفة: أن المحفوظ في هذا الحديث هو روايته من طريق ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، كما في رواية محمد بن مرزوق، عن بشر بن عمر، عن سليمان بن حرب، عن ثور بن يزيد، به.
أما رواية أبي قلابة -عبد الملك بن محمد الرقاشي البصري، وهو صدوق يخطئ، تغير حفظه لما سكن بغداد كما في تقريب التهذيب (ص 365، ترجمة 4210) - فهي منكرة؛ لمخالفتها لرواية محمد بن مرزوق، وهو صدوق له أوهام كما في تقريب التهذيب (ص 505، ترجمة 6271).
وهذا ما أشار إليه أبو عوانة من التعليل.
فطريق سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة غير محفوظ.
والمحفوظ طريق ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة.
هذا وقد توبع محمد بن مرزوق؛ فقد الحكم في المستدرك (4/ 523، حديث رقم 8469) من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب، عن الربيع بن سليمان، عن عبد الله بن وهب، عن سليمان بن بلال، عن ثور بن يزيد، به.
12734 -
حدثنا عمر بن شبَّة، حدثنا عبد الوهاب الثقفي
(1)
، حدثنا عبيد الله بن عمر
(2)
، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لتقاتلُنَّ اليهودَ ولتقتُلنَّهم حتى يختبئَ اليهوديُّ وراءَ الحجرِ، ويقول
(3)
:
⦗ص: 153⦘
يا مسلم، هذا يهودي"
(4)
.
(1)
عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي.
(2)
عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر العدوي العمري.
(3)
أي: الحجر كما صرح به في الروايات الآتية.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2238، حديث رقم 79) من طريق عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد والسير، باب قتال اليهود 4/ 42، حديث رقم 2925) عن إسحاق بن محمد الفروي، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، به.
من فوائد الاستخراج: تعيين عبيد الله، وأنه ابن عمر.
12735 -
حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور، حدثنا يحيى القطان
(1)
، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لتقاتلنّ اليهودَ حتى إنَّ الحجرَ ليقول: يا مسلم، هذا يهودي ورائي، تعال فاقتلْه"
(2)
.
(1)
يحيى بن سعيد القطان.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2238، حديث رقم 79) من طريق يحيى، به.
من فوائد الاستخراج:
- ذكر نسب عبيد الله، وأنه ابن عمر.
- تعيين يحيى، وأنه القطان.
- ذكر لفظ حديث يحيى، بينما مسلم ذكر طرفا منه، وأحال بباقيه على لفظ محمد بن بشر.
12736 -
حدثنا عمار بن رجاء، حدثنا محمد بن بشر العبدي، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لقاتلن اليهودَ،
⦗ص: 154⦘
فلتقتلنهم، حتى يقول الحجرُ: يا مسلم، هذا يهودي، فتعال، فاقتلْه"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2238، حديث رقم 79) من طريق محمد بن بشر، به.
من فوائد الاستخراج:
- ذكر نسبة محمد بن بشر، وأنه العبدي.
- تعيين عبيد الله، وأنه ابن عمر.
12737 -
حدثنا أبو بكر الجعفي بن أَخي حسين بن علي الجعفي، حدثنا أبو أسامة
(1)
، عن عمر بن حمزة
(2)
، قال: سمعت سالما يقول: أخبرنا عبد الله بن عمر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"تقاتلون اليهودَ حتى يقولَ الحجرُ يا مسلم، هذا يهودي ورائي، فاقتله"
(3)
.
(1)
هو: حماد بن أسامة بن زيد القرشي مولاهم.
(2)
عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر العمري.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2238، حديث رقم 80) من طريق أبي أسامة، به.
12738 -
حدثنا الصغاني
(1)
، حدثنا أبو هشام
(2)
، وهارون
(3)
، قالا: حدثنا أبو أسامة، مثله
(4)
.
(1)
هو: محمد بن إسحاق بن جعفر أبو بكر البغدادي.
(2)
هو: محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة العجلي.
(3)
هارون بن داود بن الفضل بن بزيع البزيعي.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12739 -
حدثنا محمد بن إسحاق بن شبويه السِّجزي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، ح.
وحدثنا محمد بن عبد الحكم
(1)
، حدثنا أبو زُرعة وهب الله بن راشد، عن يونس
(2)
، كلاهما عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تقاتلكم اليهودُ، فتُسلَّطون عليهم، حتى يقول الحجرُ: يا مسلم، هذا يهودي ورائي، فاقتلْه"
(3)
.
(1)
هو: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.
(2)
يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي أبو يزيد.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2239، حديث رقم 81) من طريق يونس، به.
وأخرجه البخاري صحيحه - كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام 4/ 197، حديث رقم 3593) من طريق شعيب، عن الزهري، به.
12740 -
حدثنا الصومعي
(1)
، حدثنا إسحاق بن بكر بن مضر، قال: حدثنى أبي
(2)
، عن عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن سالم، أنَّ عبد الله بن عمر، أخبره أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال، مثله
(3)
.
(1)
هو: محمد بن أبي خالد الطبري.
(2)
هو: بكر بن مضر بن محمد المصري.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12741 -
حدثنا أبو علي الحصن بن محمد الزعفراني، حدثنا
⦗ص: 156⦘
أبو رجاء البلخي
(1)
، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن
(2)
، ح.
وحدثنا الصومعي، حدثنا حسان بن عبد الله
(3)
بمصر، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم [المسلمون]
(4)
، حتى يختبئَ اليهودي من وراء الحجرِ أو الشجرِ، فيقول الحجرُ أو الشجرُ: يا مسلم، أو يا عبد الله، هذا يهودي خلفي، تعال فاقتلْه، إلا الغرقدَ، فإنه من شجرِ اليهود"
(5)
.
(1)
هو: قتيبة بن سعيد بن جميل الثقفى البغلاني.
(2)
يعقوب بن عبد الرحمن القاري المدني.
(3)
حسان بن عبد الله بن سهل الكندي، أبو علي الواسطي، نزيل مصر. صدوق يخطئ، كما في التقريب (ص 233، ترجمة 1202).
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وهى زيادة يقتضيها السياق، وهي ثابتة في صحيح مسلم.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2239، حديث رقم 82) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، به.
من فوائد الاستخراج: تعيين سهيل، وأنه ابن أبي صالح.
12742 -
حدثنا الصومعي، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، عن سهيل، بمثله إلا قوله:"فاقتلْه، إلا الغرقد"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2239، حديث رقم 82) من طريق سهيل، به.
12743 -
حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا شبابة
(1)
، حدثنا ورقاء
(2)
، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا
(3)
اليهود، وحتى يختبئَ اليهودي وراء الحجرِ، فيقول الحجر: يا مسلم، هذا يهودي ورائي، فتعال فاقتلْه"
(4)
.
(1)
شبابة بن سوار الفزاري المدائني.
(2)
ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري.
(3)
في الأصل (تقاتلون)، والتصويب يقتضيه الإعراب.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2239، حديث رقم 82) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (4/ 42، حديث رقم 2926) من طريق أبي زرعة، عن أبي هريرة، به.
12744 -
حدثنا أبو داود الحراني
(1)
، حدثنا الحسن بن محمد بن أعين، حدثنا زهير
(2)
، حدثنا سماك
(3)
، قال: سمعت جابرًا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ بين يديِ الساعةِ كذابين، قلت: أنت سمعتَه؟ قال: أنا سمعتُه"
(4)
.
(1)
هو: سليمان بن سيف بن يحيى الطائي الحراني.
(2)
زهير بن معاوية بن حديج الجعفي الكوفي.
(3)
سماك بن حرب الذهلي الكوفي.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2239، حديث رقم 83) من طريق سماك، به. =
⦗ص: 158⦘
= من فوائد الاستخراج: تصريح سماك بالسماع من جابر.
12745 -
حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا سعيد بن عامر
(2)
، عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ بين يديِ الساعةِ كذابين". فقال أخي في هذا الحديث: "فاحذروهم"
(3)
.
رواه غندر، بنحوه
(4)
.
(1)
هو: سليمان بن سيف بن يحيى الطائي الحراني.
(2)
سعيد بن عامر الضبعي البصري.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2239، حديث رقم 83) من طريق شعبة، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر لفظ حديث شعبة، بينما مسلم أحال به على لفظ حديث أبي عوانة وأبي الأحوص.
(4)
وصله مسلم في صحيحه في الموضع السابق (4/ 2239، حديث رقم 2/ 83) عن ابن المثنى وابن بشار، عن محمد بن جعفر (غندر)، به.
12746 -
حدثنا أبو علي الزعفراني، حدثنا شبابة
(1)
، ح.
وحدثنا أبو جعفر بن المنادي
(2)
، حدثنا علي بن حفص
(3)
، قالا: حدثنا ورقاء
(4)
، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يُبعثَ دجالون كذابون،
⦗ص: 159⦘
قريبٌ من ثلاثين، كلهم يزعم أنَّه رسولُ الله"
(5)
.
(1)
شبابة بن سوار الفزاري المدائني.
(2)
هو: محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي.
(3)
علي بن حفص المدائني، نزيل بغداد.
(4)
ورقاء بن عمر اليشكري.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم السماعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2239، حديث رقم 84) من طريق أبي الزناد، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب خروج النار (9/ 59، حديث رقم 7121) من طريق شعيب، حدثنا أبو الزناد، به.
12747 -
حدثنا أيوب بن إسحاق
(1)
، قال: حدثنا خالد بن مخلد، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تقوم الساعة حتى يُبعثَ دجالون كذابون، قريبٌ من ثلاثين، كلهم يزعم أنَّه رسولُ الله"
(2)
.
(1)
أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2239، حديث رقم 84) من طريق مالك، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب خروج النار (9/ 59، حديث رقم 7121) من طريق شعيب، عن أبي الزناد، به.
12748 -
حدثنا أبو إسماعيل
(1)
، حدثنا الفروي
(2)
، ح.
وحدثنا الميموني
(3)
، والجشَّاش
(4)
، قالا: حدثنا الزَّنبَري
(5)
، حدثنا
⦗ص: 160⦘
مالك، بمثله
(6)
، ح.
وحدثنا السُّلمي
(7)
، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تقوم الساعة حتى يُبعثَ دجالون كذابون، قريبٌ من ثلاثين، كلُّهم يزعم أنَّه رسول الله"
(8)
.
(1)
هو: محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، أبو إسماعيل الترمذي.
(2)
هو: إسحاق بن محمد بن إسماعيل المدني.
(3)
هو: عبد الملك بن عبد الحميد الجزري الرقي.
(4)
هو: إبراهيم بن الوليد بن أيوب أبو إسحاق.
(5)
هو: سعيد بن داود بن سعيد بن أبي زنبر المدني.
(6)
أي: بمثل ما تقدم من الإسناد إلى أبي هريرة رضي الله عنه.
(7)
هو: أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي النيسابوري.
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2239، حديث رقم 84/ 2) من طريق عبد الرزاق، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام 4/ 200، حديث رقم 3609) من طريق عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر لفظ حديث عبد الرزاق، بينما مسلم أحال به على لفظ حديث أبي الزناد.
12749 -
حدثنا ابن المنادي
(1)
، حدثنا يونس بن محمد
(2)
، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه
(3)
، عن سليمان الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود قال: "بينما نحن مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم نمشي، إذ مرَّ على صبيان وهم يلعبون، وفيهم ابن صَيَّاد
(4)
، فلما رأوا
⦗ص: 161⦘
رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فرُّوا، وقعد ابنُ صياد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: تربت يداكَ، أتشهد أني رسول الله، قال: فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال عمر: يا نبيَّ الله، دَعْنى فلْأضربْ عنقَه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن يكن الذي تخاف، فلم تستطعْه؛ يعني: قتلَه"
(5)
.
رواه جرير
(6)
، وأبو معاوية
(7)
، عن الأعمش.
(1)
هو: محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي أبو جعفر.
(2)
يونس بن محمد بن مسلم البغدادي أبو محمد المؤدب.
(3)
سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر البصري.
(4)
اسمه: عبد الله، ويقال فيه: ابن صائد وابن الصائد، وكان أبوه من اليهود، ولد في زمن =
⦗ص: 161⦘
= النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أعور مختون مسرور. انظر: كشف المشكل (1/ 334).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2240، حديث رقم 85) من طريق الأعمش، به.
من فوائد الاستخراج:
- ذكر اسم الأعمش، وأنه سليمان.
- ذكر اسم أبي وائل، وأنه شقيق بن سلمة.
- تعيين عبد الله، وأنه ابن مسعود.
(6)
جرير بن عبد الحميد الضبي.
والحديث وصله مسلم في الموضع السابق (4/ 2240، حديث رقم 85) عن عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه، عن جرير، به.
(7)
هو: محمد بن خازم الضرير الكوفي.
والحديث وصله مسلم في الموضع السابق (4/ 2240، حديث رقم 86) عن محمد بن عبد الله بن نمير، وإسحاق بن إبراهيم، وأبي كريب، عن أبي معاوية، به.
12750 -
حدثنا أبو غَسَّان مالك بن يحيى الهمْداني، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدثنا الجُريري
(1)
، عن أبي نَضْرة
(2)
، عن أبي سعيد، قال:
⦗ص: 162⦘
"لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنَ صائد في بعض طرقِ المدينةِ، وهو غلامٌ يهوديٌّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فقال ابنُ صائد: أتشهد أني رسولُ الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آمنت بالله، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما ترى؟ قال: أرى عرشًا على الماء، فقال رسولُ الله: ترى عرش إبليسَ على الماءِ، ثم قال: ما ترى؟ قال: أرى صادقَيْن وكاذبا، أو كاذبين وصادقا، فقال رسول الله: لُبِس
(3)
عليه، فدعوه"
(4)
.
(1)
سعيد بن إياس الجريري.
(2)
هو: المنذر بن مالك بن قطعة العبدي العوقي البصري.
(3)
بباء مفتوحة مخففة، وقد ضبطه بعضهم بتشديدها، والفتح أفصح. أي: خلط وعمي أمره عليه. انظر: مشارق الأنوار (1/ 354).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2241، حديث رقم 87) من طريق الجُريري، به.
من فوائد الاستخراج: في رواية أبي عوانة (آمنت بالله، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر بزيادة: (رسله، واليوم الآخر)، بينما هو عند مسلم:(آمنت بالله، وملائكته، وكتبه).
12751 -
حدثنا الدقيقي
(1)
، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الجُريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، "أنَّ رسول الله لقي ابنَ صائد في بعضِ طرقِ المدينةِ، وهو غلامٌ يهوديٌّ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابنَ صيَّاد، أتشهد أني رسول الله، فقال له ابنُ صائد: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آمنت بالله، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما ترى؟ قال: أرى عرشًا على الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
⦗ص: 163⦘
ترى عرشَ إبليس على البحرِ، ثم قال: ما ترى؟ قال: أرى صادقَيْن وكاذبا، أو كاذبَيْن وصادقا، فقال رسول الله: لُبِس عليه، فدَعُوه"
(2)
.
(1)
هو: محمد بن عبد الملك الواسطي.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2241، حديث رقم 87) من طريق الجُريري، به.
من فوائد الاستخراج: تعيين أبي سعيد، وأنه الخدري.
12752 -
حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا سليمان التيمي
(1)
، حدثنا أبو نضرة، عن جابر بن عبد الله قال:"لقي نبي الله صلى الله عليه وسلم ابن صائد، ومعه أبو بكر وعمر - أو قال: ورجلان - فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فقال ابن صائد: أتشهد أنت أنى رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آمنت بالله ورسله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما ترى؟ قال: أرى عرشا على الماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ترى عرش إبليس على البحر، ثم قال له: ما ترى؟ قال: أرى صادقين وكاذبا، أو كاذبَيْن وصادقا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لُبِس عليه، فدعوه"
(2)
.
(1)
سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر البصري.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2241، حديث رقم 88) من طريق سليمان التيمي، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر لفظ حديث سليمان التيمي، بينما مسلم أحال به على لفظ حديث الجُريري.
12753 -
حدثنا إسحاق بن سيار النصيبي، قال: سمعت
⦗ص: 164⦘
الأنصاريَّ
(1)
يحدث عن سليمان التيمي، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: "جلس إليّ ابنُ صائد، فقال هذا الناس يقولون لي ما يقولون، ألستُ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ألم تسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه
(2)
عقيمٌ لا يولد له؟ إنَّه يهودي؟ وقد أسلمتُ، وقد ولد لي، وقال: ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل مكة، وقد حججتُ، وهذا أنا معك في المدينة. وقال: ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّه مشرك يهودي، وأنا قد أسلمت؟ فما زال حتى يشككني، ثم قال: أما والله، إنى لأعلم من هو، ومن أبوه، ومن أمه، ومن أي قرية هو"
(3)
.
رواه عبد الأعلى
(4)
، عن داود
(5)
، عن أبي نَضْرة، به
(6)
.
(1)
هو: محمد بن عبد الله بن زياد، أبو سلمة البصري، مشهور بكنيته، ومنهم من سماه: محمد بن عمر بن عبد الله. كذبوه. انظر: التقريب (ص 861، ترجمة 6019).
(2)
أي: الدجال.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2241، حديث رقم 90) من طريق سليمان التيمي، به.
وفي إسناد أبي عوانة: الأنصاري، وقد كذبوه.
من فوائد الاستخراج: زيادة قوله: "ألستُ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ "، حيث إنها لم ترد عند مسلم، ولم أقف على من خرَّجها غير أبي عوانة، وفي طريقه الأنصاري.
(4)
عبد الأعلى بن عبد الأعلى أبو محمد البصري السامي.
(5)
داود بن أبي هند دينار بن عذافر.
(6)
وصله مسلم في الموضع السابق (4/ 2241، حديث رقم 89) عن عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن المثنى، عن عبد الأعلى، به.
12754 -
حدثنا أبو غسان الدّميري
(1)
، حدثنا عبد الوهاب
(2)
، قال: حدثنا الجُريري
(3)
، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري أنَّه قال: "صحبني ابنُ صائد - حاجًا أو معتمرًا؛ إما حاجًا وإما معتمرًا
(4)
- قال: فانطلق [الناس]
(5)
، وبقيتُ أنا وهو، فكرهتُه لما سمعت فيه، قال: فنزلتُ فى ظلِّ شجرةٍ، فأراد أن ينزلَ معي، فكرهتُه وقلت له: الحرُّ شديدٌ، ولو نزلت في ظل هاتيك الشجرةِ، قال: فذهب فنزل، قال: فأخذ قدحَه، فأتى راعي غنمٍ فاستحلبه لبنًا فأتاني به، فقال: اشربْ يا أبا سعيد، فكرهتُ أن أشرب من يده، فقلت: الحرُّ شديدٌ، وهذا يومٌ اللبنُ فيه كريهٌ، فقال: يا أبا سعيد، لقد هممتُ أن أجعلَ فى عنقي حبلاً، فأعلِّقه فى شجرةٍ، فأخنق نفسي مما يقول لي الناسُ، ألستم - معاشرَ الأنصار - أعلم الناسِ بحديثِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ من خفي عليه حديثُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يخفى عليكم، ألم يقل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إنَّه لا يدخل مكة ولا المدينةَ؟ وقد كنت بالمدينةِ وأنا أريد مكة، ألم يقل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إنَّه أعور ولست بأعورَ؟ ألم يقل
⦗ص: 166⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّه لا يُولد له وقد ولد لي؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّه كافرٌ وقد أسلمتُ؟ فما زال يقول حتى كدتُ أن أكذب عنه - أو أن أعذره - ثم قال: أما والله، - على ذلك - إني لأعلم من هو، وأين هو، وأيّ يوم خلق، وأين هو في الأرض، قال: فقلت: تبًّا لك سائرَ اليوم"
(6)
.
رواه
(7)
بشر بن المفضل، وأبو أسامة، عن الجُريري، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال لابن صائد: "ما تربةُ الجنةِ؟ قال درمكةٌ
(8)
بيضاء، مسك، يا أبا القاسم، قال: صدقتَ"
(9)
.
⦗ص: 167⦘
قيل: رواه مسلم عن عبيد الله بن معاذ
(10)
، وعن رجل، عن عبيد الله
(11)
.
(1)
هو: مالك بن يحيى بن مالك بن كثير الهمداني.
(2)
عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.
(3)
الجُريري هو: سعيد بن إياس، أبو مسعود البصري.
(4)
هكذا في الأصل.
(5)
سقطت من الأصل، وهى زيادة من صحيح مسلم يقتضيها السياق.
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2242، حديث رقم 91) من طريق الجُريري، به.
(7)
هذا الحديث علقه المصنف هنا، ولعله تتمة لخبر أبي سعيد مع ابن صياد وروايته لخبره.
وهذا التعليق وصله الإمام مسلم في صحيحه (4/ 2243، حديث رقم 93) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، به.
وأخرجه أيضا برقم (92) من طريق نصر بن علي، عن بشر بن مفضل، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، به.
وأبو مسلمة هو: سعيد بن يزيد.
والجريري هو: سعيد بن إياس أبو مسعود.
(8)
الدرمك: التراب الدقيق. انظر: النهاية (2/ 114)، لسان العرب (2/ 1368).
(9)
وصله مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2243، حديث رقم 93) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، به. =
⦗ص: 167⦘
= من فوائد الاستخراج: زيادة (قال: صدقت)، وهي ليست عند مسلم في حديث أبي أسامة، وهي موجودة في حديث بشر بن المفضل المتقدمة.
(10)
عبيد الله بن معاذ بن معاذ بن نصر العنبري.
(11)
لم أقف على هذين الطريقين في صحيح مسلم.
12755 -
حدثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا أَبِي: معاذُ بن معاذ، حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم
(1)
، عن محمد بن المنكدر، قال:"رأيتُ جابر بن عبد الله كان يحلف بالله أنَّ ابنَ صائد هو الدجالُ، فقلت: أتحلف بالله؟ فقال: إني سمعت عمر بن الخطاب يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يُنكره النبي صلى الله عليه وسلم "
(2)
.
(1)
سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2243، حديث رقم 94) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه وسلم حجة، لا من غير الرسول (9/ 109، حديث رقم 7355).
من فوائد الاستخراج: تعيين معاذ، وأنه ابن معاذ، حيث ورد عند مسلم بأبي.
12756 -
حدثنا أبو داود السجستاني بالبصرة، حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ، حدثنا أبي، بإسناده، مثله
(1)
.
(1)
انظر: تخريج الحديث السابق.
12757 -
ز - أخبرني العباس بن الوليد بن مَزيْد العذري، أخبرني
⦗ص: 168⦘
أبي، قال: حدثنا عمر بن محمد
(1)
، حدثني أَبِي: محمد بن زيد
(2)
، عن عبد الله بن عمر، قال: "كُنَّا نتحدث بحَجَّة الوداع - ولا ندري أنَّه الوداعُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان حجة الوداع؛ حمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر المسيحَ الدجال، فجلَّاه
(3)
بما شاء الله، ثم قال: ما بعث الله من نبي إلا وقد أنذر أمتَه، لقد أنذره نوحٌ أمته، والأنبياءُ من بعده، ثم قال: ألا ما خفي عليكم من شأنه، فلا يَخْفَيَن عليكم أنَّ ربكم ليس بأعورَ، ثم قال: ألا ما خفي عليهم من شأنه، فلا يخفى عليكم أنَّ ربكم ليس بأعور، ثم قال: ألا فما خفي عليكم من شأنه، فلا يخفى عليكم أنَّ ربكم ليس بأعور، ألا إنَّه أعور العينِ اليمنى، كأن عينه عنبةٌ طافيةٌ
(4)
، ألا إنَّ الله عز وجل حرم عليكم أموالَكم ودماءكَم كحرمةِ يومِكم هذا، في شهركِم هذا، فى بلدِكم هذا، ألا هل بلغتُ؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد، ألا هل بلغتُ؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهدْ، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهدْ،
⦗ص: 169⦘
ثم قال: ويلَكم -أو قال: ويحَكم- انظروا
(5)
أن لا ترجعوا بعدي كفارًا
(6)
يضرب بعضُكم رقابَ بعض"
(7)
.
(1)
عمر بن محمد بن زيد العمري.
(2)
محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ القرشي.
(3)
أي: بينه وأظهره. انظر: مشارق الأنوار (1/ 150).
(4)
كأن عينه عنبة طافية بياء غير مهموزة أي: بارزة، وهي الحبة التي قد خرجت عن حد نبتة أخواتها، فظهرت من بينها وارتفعت. وقيل: أراد به الحبة الطافية على وجه الماء، شبه عينة بها. ولبعضهم بالهمز أي: ذهب ضوؤها. انظر: النهاية (3/ 130)، فتح الباري (13/ 97).
(5)
انظرني: أي اصغ إلي؛ ومنه قوله عز وجل: {وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا} [البقرة: 104]. لسان العرب (5/ 218)، تاج العروس (14/ 248).
(6)
قال الحافظ ابن حجر: "جملة ما فيه من الأقوال ثمانية: أحدها قول الخوارج: إنَّه على ظاهره، ثانيها: هو في المستحلين. ثالثها: المعنى كفارا بحرمة الدماء وحرمة المسلمين وحقوق الدين، رابعها: تفعلون فعل الكفار في قتل بعضهم بعضا، خامسها: لابسين السلاح، يقال: كفر درعه إذا لبس فوقها ثوبا، سادسها: كفارا بنعمة الله، سابعها: المراد الزجر عن الفعل وليس ظاهره مرادا، ثامنها: يكفر بعضكم بعضا كأن يقول أحد الفريقين للآخر يا كافر فيكفر أحدهما". فتح الباري لابن حجر (12/ 194).
(7)
أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المغازي، باب حجة الوداع (5/ 176، حديث رقم 4402) من طريق عمر بن محمد.
والحديث لم يَعْزُه الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 651، رقم 12511)، والحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (8/ 661، رقم 10185) إلا للإمام أحمد في مسنده.
12758 -
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد، عن يونس بن يزيد، مال الزهري، عن سالم بن عبد الله، أخبره أنّ عبد الله بن عمر، أخبره "أنّ عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهطٍ قِبَل ابنِ صيَّاد، حتى وجده يلعب مع الصبيان، عند أُطُمِ ابن مَغَالة
(1)
، وقد قارب ابن صياد يومئذ
⦗ص: 170⦘
الحلمَ، فلم يشعر حتى ضرب النبيُّ صلى الله عليه وسلم ظهرَه بيده، ثم قال: أتشهد أني رسول الله؟ فنظر إليه ابنُ صياد، فقال: أشهد أنك رسول الأُمِّيِين، ثم قال ابنُ صياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فرَضَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال آمنت بالله ورسوله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد: ما ترى؟ قال بين صادقٍ وكاذبٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلط عليك الأمر، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني قد خبَّأت لك خبيئًا، فقال ابن صياد: هو الدُّخُّ
(2)
،
⦗ص: 171⦘
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اخْسَ
(3)
، فلن تَعْدُوَ قدرَك، فقال عمر: يا رسول الله: ائذن لي أضرب عنقَه، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: إن يكن هو فلن تستطيع عليه، وإن لم يكن هو، فلا خير لك في قتله"
(4)
.
رواه مسلم: [عن]
(5)
حرملة
(6)
، عن ابن وهب، عن يونس
(7)
، بنحوه.
(1)
كذا في الأصل ووضع (صـ) فوق (بن)، وجاء في صحيح مسلم (بني مغالة)، وبنو مغالة - بالغين معجمة -: من قرى الأنصار بالمدينة. قال الزبير بن بكّار: كلّ ما كان من =
⦗ص: 170⦘
= المدينة عن يمينك إذا وقفت مستقبل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو بنو مغالة، والجهة الأخرى فهو جديلة، وهم بنو معاوية. انظر: مراصد الاطلاع (1/ 226).
(2)
قال النووي: "هو بضم الدال وتشديد الخاء، وهي لغة في الدخان كما قدمناه. وحكى صاحب نهاية الغريب فيه فتح الدال وضمها والمشهور في كتب اللغة والحديث ضمها فقط، والجمهور على أن المراد بالدخ هنا الدخان، وأنها لغة فيه. وخالفهم الخطابي فقال: لا معنى للدخان هنا؛ لأنه ليس ما يخبأ في كف أوكم كما قال، بل الدخ بيت موجود بين النخيل والبساتين. قال: إلا أن يكون معنى خبأت أضمرت لك اسم الدخان فيجوز، والصحيح المشهور أنه صلى الله عليه وسلم أضمر له آية الدخان، وهى قوله تعالى:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} قال القاضي: قال الداودي: وقيل: كانت سورة الدخان مكتوبة في يده صلى الله عليه وسلم، وقيل: كتب الآية في يده. قال القاضي: وأصح الأقوال أنه لم يهتد من الآية التي أضمر النبي صلى الله عليه وسلم إلا لهذا اللفظ الناقص على عادة الكهان إذا ألقى الشيطان إليهم بقدر ما يخطف قبل أن يدركه الشهاب، ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: اخسأ فلن تعدو قدرك؛ أي: القدر الذي يدرك الكهان من الاهتداء إلى بعض الشيء وما لا يبين من تحقيقه ولا يصل به إلى =
⦗ص: 171⦘
= بيان وتحقيق أمور الغيب، ومعنى اخسأ اقعد فلن تعدو قدرك والله أعلم". شرح النووي على مسلم (18/ 48).
(3)
قال ابن التين: "معناه: اسكت صاغرا مطرودا، وثبتت الهمزة في آخر اخسأ في رواية، وحذفت في أخرى بلفظ: اخس، وهو تخفيف". انظر: شرح النووي على مسلم (18/ 48)، فتح الباري (10/ 561).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2244، حديث رقم 95) من طريق يونس بن يزيد، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات، هل يصلى عليه، وهل يعرض على الصبي الإسلام (2/ 93، حديث رقم 1354) عن عبدان، عن عبد الله، عن يونس، به.
من فوائد الاستخراج:
- ذكر نسب يونس، وأنه ابن يزيد.
- ذكر نسبة ابن شهاب، وأنه الزهري.
(5)
زيادة يقتضيها السياق.
(6)
حرملة بن يحيى بن حرملة التجيبي المصري.
(7)
من هذه الطريق وصله مسلم في الموضع السابق (4/ 2244، حديث رقم 95).
12759 -
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثني أبو زُرعة -يعني: وهب الله بن راشد- عن يونس، عن الزهري، قال سالم: سمعت ابن عمر يقول: "انطلق بعد ذلك
(1)
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبيُّ بن كعب إلى النخل، وهو يُخَبِّئُ من ابن صياد شيئًا قبل أن يراه، وابن صياد مضطجعٌ على فراشه في قطيفة
(2)
له فيها زمزمة
(3)
، فرأتْ أمُ ابن صياد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتَّقِي بجذوعِ النخل، فقالت لابن صياد: أيْ صاف - وهو اسمه - هذا محمد، فثار ابن صياد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو تركتْه لبين. قال سالم: فقال عبد الله: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدَّجالَ، فقال: إني لأُنذركُموه، وما من نبيٍّ إلا وقد أنذر قومَه، لقد أنذره نوحٌ قومه، ولكن سأقول لكم فيه قولا، لم يقله نبىٌّ لقومه:
⦗ص: 173⦘
تعلمون أنَّة أعور، وإن الله ليس بأعور"
(4)
.
(1)
أي: يعد انطلاقه مع عمر في رهط قبل ابن صياد. انظر: عمدة القاري (8/ 174).
(2)
هي كساء له خمل. انظر: النهاية (4/ 84).
(3)
في الصحيحين أربع روايات لهذه الكلمة كما قال القاضي عياض، وهي كما يلي:(زمزمة) بمعجمتين، و (رمرمة) بمهملتين، و (رمزة) بتقديم الراء، و (زمرة) بتقديم الزاي.
ومعنى هذه الكلمات كلها متقارب؛ والتي بزائين معجمتين: تحريك الشفتين بالكلام قاله الخطابي. وقال غيره: هو كلام العلوج وهم صموت بصوت يدار من الخياشم والحلق، لا يتحرك فيه اللسان والشفتان، وأما رمزة - بتقديم الراء -: فصوت خفي بتحريك الشفتين بكلام لا يفهم. وأما الزمرة -بتقديم الزاي-: فمن داخل الفم". انظر: مشارق الأنوار (1/ 292).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2244، حديث رقم 95) من طريق يونس، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات، هل يصلى عليه، وهل يعرض على الصبي الإسلام (2/ 93، حديث رقم 1355) من طريق يونس، به.
12760 -
حدثنا يعقوب بن سفيان
(1)
، وأبو أمية
(2)
، قالا: حدثنا أبو اليمان
(3)
، أخبرنا شعيب
(4)
، عن الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد الله، أنّ عبد الله بن عمر، أخبره، "أنَّ عمر بن الخطاب انطلق مع النبي صلى الله عليه وسلم في رهطٍ من أصحابه، قِبَل ابن صياد، حتى وجده يلعب مع الغلمانِ، عند أُطمِ ابن مغالة، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحُلُمَ، فلم يشعر حتى ضربَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ظهرَه بيده، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فنظر إليه ابن صيَّاد، فقال: أشهد أنك رسولُ الأمِّيين، ثم قال ابنُ صياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فرَضَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: آمنت بالله ورسوله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد: ماذا ترى؟ فقال ابن صياد: ما بين صادقٍ وكاذبٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلط عليك الأمر، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني قد خبَّأتُ لك خبيئًا، فقال ابنُ صياد: هو
⦗ص: 174⦘
الدُّخ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اخس، فلن تعدوَ قدرَك، فقال عمر: يا رسول الله، إئذن لي أضرب عنقَه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن يكن هو فلن تسلَّط عليه، وإن لم يكن هو فلا خيرَ لك في قتله"
(5)
.
قال سالم
(6)
: "فسمعت عبد الله بن عمر يقول: انطلق بعد ذلك النبيُّ صلى الله عليه وسلم، هو وأبيُّ بن كعب الأنصاري يؤُمَّان النخل، وهو يَخْتِل
(7)
أن يسمع من ابن صياد شيئًا قبل أن يراه، وابن صياد مضطجعٌ على فراشه في قطيفةٍ له فيها زمزمةٌ، فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوع النخل، فقالت لابن صياد: أيْ صاف - وهو اسمه - هذا محمدٌ، فثار ابنُ صياد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو تركتَه لبين"
(8)
.
⦗ص: 175⦘
قال سالم
(9)
: "قال عبد الله بن عمر: ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، فأثنى على الله بما هو أهلُه، ثم ذكر الدجال، فقال: إني لأُنذركُموه، وما من نبيٍّ إلا قد أنذره قومَه، لقد أنذره نوحٌ قومه، ولكن سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبيٌّ لقومه: تعلمون أنَّه أعور، وإن الله عز وجل ليس بأعور"
(10)
.
(1)
يعقوب بن سفيان الفارسي الفسوي أبو يوسف القاضي
(2)
هو: محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي الطرسوسي.
(3)
هو: الحكم بن نافع البهراني الحمصي.
(4)
شعيب بن أبي حمزة: دينار الأموي أبو بشر الحمصي.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2245، حديث رقم 95) من طريق ابن شهاب، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات، هل يصلى عليه؟ وهل يعرض على الصبي الإسلام؟ (2/ 93، حديث رقم 1354) من طريق يونس، عن الزهري، به.
(6)
أي: بالإسناد السابق.
(7)
أي: يداوره ويطلبه من حيث لا يشعر. النهاية (2/ 10).
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2245، حديث رقم 95) في طريق ابن شهاب، به. =
⦗ص: 175⦘
= وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات، هل يصلى عليه؟ وهل يعرض على الصبي الإسلام؟ (2/ 93، حديث رقم 1355) من طريق يونس، عن ابن شهاب، به.
(9)
أي: بالإسناد السابق.
(10)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2245، حديث رقم 95) من طريق ابن شهاب، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد والسير، باب كيف يعرض الإسلام على الصبي؟ (4/ 71، حديث رقم 3057) من طريق معمر، عن الزهري، به.
12761 -
حدثنا أبو داود الحراني
(1)
، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثني أبي
(2)
، عن صالح
(3)
، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سالم بن عبد الله، أنّ عبد الله بن عمر قال: "انطلق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومعه رهطٌ من أصحابه، فيهم عمر بن الخطاب، حتى وجد ابنَ صائد، غلامًا قد ناهزه
⦗ص: 176⦘
الحلمَ، يلعب مع الغلمان عند أُطمِ بنى مَغَالة، فلم يشعر ابنُ صياد حتى ضرب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ظهرَه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال ابن صياد: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال: آمنت بالله ورسله، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا ترى؟ قال: أرى صادقًا وكاذبًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلط عليك الأمر، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد خبَّأت لك خبيئًا، فقال ابن صياد: هو الدُّخ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخس، فلن تعدوَ قدرَك. قال عمر: يا رسول الله، ائذن لى فيه أضربُ عنقَه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنْ يكن فلن تسلَّط عليه، وإن لم يكن فلا خير لك في قتلِه"
(4)
.
(1)
هو: سليمان بن سيف بن يحيى الطائي الحراني.
(2)
هو: إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري المدني.
(3)
صالح بن كيسان المدني.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2245، حديث رقم 96) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، به.
من فوائد الاستخراج:
- ذكر الزهري بشهرته: ابن شهاب.
- ذكر لفظ حديث صالح، بينما مسلم أحال به على لفظ رواية يونس.
12762 -
حدثنا البهراني
(1)
، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا يحيى بن حمزة
(2)
، عن الزبيدي
(3)
، - قال: ونظرت في كتابِ عبد الله بن
⦗ص: 177⦘
سالم
(4)
-، عن الزُّبيدي، قال: أخبرني محمد بن مسلم
(5)
، عن سالم بن عبد الله، أنَّه سمع عبد الله بن عمر يقول:"انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيُّ بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صيَّاد"، وذكر الحديث
(6)
.
(1)
هو: سليمان بن عبد الحميد الحراني الحمصي.
(2)
يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي أبو عبد الرحمن الدمشقى.
(3)
هو: محمد بن الوليد بن عامر الحمصي.
(4)
عبد الله بن سالم الأشعري أبو يوسف الحمصي الوحاظي.
(5)
محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري.
(6)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
من فوائد الاستخراج:
- ذكر اسم الزهري: محمد بن مسلم.
12763 -
حدثنا السُّلمي
(1)
، والدَّبَري
(2)
، عن عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، "أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مرّ بابن صياد - وهو صبيٌّ - في نفر من أصحابه، فيهم عمر بن الخطاب، وهو يلعب مع الغلمان عند أُطُمِ بني مَغَالة، وهو غلامٌ، فلم يشعر حتى ضرب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيده على ظهرِه، ثم قال: أتشهد أني رسول الله؟ فنظر إليه ابن صياد، فقال: أشهد أنك رسول الأُمّيين، ثم قال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: آمنت بالله ورسله، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يأتيك؟ قال ابن الصياد: يأتيني صادقٌ وكاذبٌ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خلط عليك الأمر، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد خبَّأت لك خبيئةً - خبَّأ له {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} -، قال ابن صياد: وهو الدُّخ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخس، فلن تعدوَ قدرَك. فقال عمر: يا رسول الله، ائذن
⦗ص: 178⦘
لى فأضربُ عنقَه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يكن هو فلن تسلَّط عليه وإن لم يكن هو فلا خيرَ لك في قتله"
(3)
. هذا لفظ الدَّبَري.
(1)
هو: أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي النيسابوري.
(2)
هو: إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2246، حديث رقم 97) من طريق عبد الرزاق، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب القدر، باب {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24] (8/ 126، حديث رقم 6618).
من فوائد الاستخراج:
- ذكر الزهري بشهرته: ابن شهاب.
- ذكر لفظ حديث معمر، بينما مسلم أحال به على لفظ يونس وصالح.
12764 -
حدثنا السُّلمي، عن عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم وغيره، قال: قال ابن عمر: "انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب"، وذكر الحديث إلى قوله:"لو تركتْه لبَيَّن"
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه في الحديث السابق، إلا أنه في مسلم عن سالم وحده.
من فوائد الاستخراج: عند أبي عونه: (عن سالم وغيره)، بينما عند مسلم (عن سالم) فقط.
12765 -
حدثنا السُّلمي، والدَّبَري، عن عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الناس، وأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال، فقال: إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه، فقد أنذر نوح قومه، ولكن سأقول لكم قولا لم يقله نبي لقومه: أن تعلموا
(1)
أنَّه أعور،
⦗ص: 179⦘
وإن الله عز وجل ليس بأعور".
قال الزهري: فأخبرني عمر بن ثابت الأنصاري، أنَّه أخذه عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ للناس، وهو يحذِّرُهم عن فتنتِه أنَّه لن يرى أحدٌ منكم ربَّه عز وجل حتى يموتَ، وإنه مكتوب بين عينيه: كافرٌ، يقرأه من كره عملَه"
(2)
.
رواه رَوْح بن عُبادة، عن هشام
(3)
، عن أيوب
(4)
، عن نافع، عن ابن عمر
(5)
.
(1)
في الأصل: (تعلمون)، والتصويب يقتضيه الأعراب.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2246، حديث رقم 95/ 3) من طريق ابن شهاب، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد والسير، باب كيف يعرض الإسلام على الصبى (4/ 71، حديث رقم 3057).
(3)
هشام بن حسان الأزدي القردوسي أبو عبد الله البصري.
(4)
أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني البصري.
(5)
هذا الطريق أخرجه مسلم للحديث القادم برقم (98) من طريق روح بن عبادة، عن هشام، به. فيخشى أن يكون هناك تقديم على الحديث.
12766 -
حدثنا كردوس
(1)
، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي
(2)
، قال: سمعت أيوب، يحدث عن نافع، عن ابن عمر قال: "كان بيني وبين ابنِ صائد شيءٌ، فكلمتُه
(3)
، فانتفخ حتى ملأ السِّكَّةَ
(4)
، فقالت لي
⦗ص: 180⦘
حفصة: لا تُغضبْه، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدَّجالَ يخرج من غضبة يَغضبُها"
(5)
.
(1)
هو: خلف بن محمد بن عيسى الواسطي.
(2)
جرير بن حازم بن زيد الأزدي العتكي البصري.
(3)
سيأتي بيان ما هو الكلام الذي وقع بينهما في الروايات الآتية.
(4)
أي: الطريق كما سيأتي في الحديث رقم (12767)، وأصل السكة: الطريقة المصطفة من النخل، ومنها قيل للأزقة سكك لاصطفاك الدور فيها. انظر: النهاية (2/ 384)، تكملة فتح الملهم (12/ 280).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2246، حديث رقم 98) من طريق أيوب، به.
12767 -
حدثنا خلف بن محمد كردوس الواسطي، وعلي بن إبراهيم أبو الحسين الواسطي، قالا: حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال: سمعت أيوب، يحدث عن نافع، عن ابن عمر قال:"كان بيني وبين ابن صائد شيءٌ، فكلمتُه بشيء، فغضب، فانتفخ حتى ملأ السِّكَّةَ، فقالت لي حفصةُ: لا تغضبه، فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: الدَّجَّال يخرج من غضبةٍ يغضبُها"
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12768 -
حدثنا الصغاني
(1)
، حدثنا الأسود بن عامر، حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، وعبيد الله بن عمر
(2)
، عن نافع، عن ابن عمر، "أنه رأى ابن صائد في سكةٍ من سككِ المدينةِ، قال: فسَبَّه، ووقع فيه، قال: فانتفخ حتى سدَّ الطريقَ، قال: وضربه بعصًا معه حتى كسرَها عليه، قال: فقالت له حفصة: ما لكَ وله؟ ما يولعُك به
(3)
؟ ألم تسمعْ
⦗ص: 181⦘
رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الدجال يخرج من غضبة يغضبُها؟ "
(4)
.
(1)
هو: محمد بن إسحاق بن جعفر أبو بكر البغدادي.
(2)
عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر العدوي العمري.
(3)
أي: ما يغريك به؟ انظر: النهاية (5/ 226).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد (4/ 2246، حديث رقم 98) من طريق أيوب، به.
12769 -
حدثنا ابن أبي سعد
(1)
، حدثنا سرُيج بن النعمان، حدثنا حماد
(2)
، عن أيوب
(3)
، وعبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، "أنه رأى ابن صائد"، فذكر مثله
(4)
.
(1)
لم يتبين لي من هو.
(2)
حماد بن سلمة بن دينار البصري.
(3)
أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني البصري.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12770 -
حدثنا يحيى بن محمد بن البَخْتري الحِنَّائي
(1)
ببغداد، حدثنا عبد الأعلى بن حماد
(2)
، حدثنا معتمر بن سليمان، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجالَ بين ظهرانيِ الناسِ، فقال: إنَّ الله عز وجل ليس بأعور، ألا إنَّ المسيحَ
⦗ص: 182⦘
الدجالَ أعورُ العينِ اليُمنى، كأنَّ عينَه عنبةٌ طافيةٌ"
(3)
.
(1)
يحيى بن محمد بن البختري - بالباء المنقوطة من تحتها بنقطة، والخاء المنقوطة السكنة، وبعدها التاء المفتوحة المنقوطة من فوقها بنقطتين، بعدها راء مهملة - أبو زكريا الحنائي. بكسر الحاء المهملة، وفتح النون المشددة، وفي آخرها الياء؛ نسبة إلى بيع الحناء -. قال الخطيب: كان ثقة. انظر: تاريخ بغداد (16/ 338، ترجمة 7483)، الأنساب (2/ 108) و (4/ 275).
(2)
عبد الأعلى بن حماد بن نصر الباهلي أبو يحيى البصري النرسي.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 42247 حديث رقم 100) من طريق عبيد الله، به.
من فوائد الاستخراج: تعيين عبيد الله، وأنه ابن عمر.
12771 -
حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا أبي
(1)
، عن عبيد الله
(2)
، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الدَّجَّال: كأنَّ عينَه عنبةٌ طافيةٌ"
(3)
.
(1)
العلاء بن هلال بن عمر الباهلي الرقي.
(2)
عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد الأسدي الرقي.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2248، حديث رقم 1000/ 2) من طريق أيوب، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر لفظ حديث أيوب، بينما مسلم أحال به على حديث أبي أسامة، ومحمد بن بشر.
12772 -
حدثنا أبو أمية
(1)
، حدثنا عبد الله بن جعفر
(2)
، وعمرو بن عثمان
(3)
، قالا: حدثنا عبيد الله بن عمرو
(4)
، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ الدَّجالَ أعورُ عينِ اليمنى، كأنها عنبةٌ طافيةٌ"
(5)
.
(1)
أبو أمية هو: محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي الطرسوسي.
(2)
عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي.
(3)
عمرو بن عثمان بن سيار الكلابي الرقي أبو عمر.
(4)
عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد الأسدي الرقى.
(5)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12773 -
حدثنا الزعفراني
(1)
، حدثنا أبو عباد
(2)
، حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، وعبيد الله
(3)
، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله
(4)
.
(1)
هو: الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي أبو على.
(2)
أبو عباد هو: يحيى بن عباد الضبعي.
(3)
عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر العدوي العمري.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث (12771).
12774 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا سليمان بن حرب، وعارم
(1)
، ح.
وحدثنا إسماعيل القاضى
(2)
، حدثنا سليمان بن حرب، وعارم، قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال:"ذكر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الدجالَ، فقال: أعور عين اليمنى، كأنها عنبة طافية"
(3)
. لم يذكر سليمانُ "اليُمْنى".
(1)
عارم هو: محمد بن الفضل السدوسي البصري.
(2)
هو: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن بلد بن درهم الأزدي.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2248، حديث رقم 100/ 2) من طريق حماد بن زيد، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر لفظ حديث حماد بن زيد، عن أيوب، بينما مسلم أحال به على حديث أبي أسامة ومحمد بن بشر.
12775 -
حدثنا يوسف بن مسلَّم
(1)
، حدثنا حجاج بن محمد
(2)
،
⦗ص: 184⦘
حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من نبي إلا حذَّر أمّتَه الأعورَ الدّجالَ، ألا إنَّه أعور، وإنّ ربَّكم ليس بأعور، مكتوبٌ بين عينَيْه كافرٌ"
(3)
.
(1)
هو: يوسف بن سعيد بن مسلَّم المصيصي.
(2)
حجاج بن محمد المصيصى الأعور.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2248، حديث رقم 101) من طريق شعبة، به.
12776 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهراني الناس-: "إنّ الدجالَ أعورُ عينِ اليُمنى، كأنَّها عنبةٌ طافيةٌ"
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2248، حديث رقم 100/ 2) من طريق موسى بن عقبة، به.
من فوائد الاستخراج: ذكر لفظ حديث موسى بن عقبة، بينما مسلم أحال به على حديث عبيد الله.
12777 -
حدثنا الصغاني
(1)
، حدثنا أبو الوليد
(2)
، حدثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنس بن مالك، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"ما بعث الله من نبي إلا أنذر أمتَه الأعورَ الكذَّابَ، ألا إنَّه أعور، وإنَّ ربَّكم عز وجل ليس بأعورَ، وإنَّ بين عينَيْه مكتوبٌ: كافرٌ"
(3)
.
⦗ص: 185⦘
رواه غُندر، عن شعبة، فقال:"ك ف ر"
(4)
.
ورواه معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة:"ك ف ر"
(5)
.
(1)
هو: محمد بن إسحاق بن جعفر أبو بكر البغدادي.
(2)
هو: هشام بن عبد الملك الباهلي الطيالسي.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث (12775).
(4)
وصله مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2248، حديث رقم 101) عن محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، عن محمد بن جعفر (غندر)، به.
(5)
وصله مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2248، حديث رقم 102) عن ابن المثنى، وابن بشار، عن معاذ بن هشام، به.
12778 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن حفص العسقلاني بالرَّمْلة
(1)
، حدثنا آدم بن أبي إياس،
وحدثنا عيسى بن جعفر الوراق أبو موسى، حدثنا الحسن الأشيب
(2)
، ح.
وحدثنا الصغاني، حدثنا حسن الأشيب،
حدثنا شيبان
(3)
، عن قتادة، قال: حدثنا أنس بن مالك، أنَّ نبيَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:"مكتوبٌ بين عَيْنَيِ الدَّجالِ: ك ف ر، أيْ: كافرٌ، يقرؤه كل مؤمنٍ أميٍّ وكاتبٍ"
(4)
.
(1)
الرّملة: مدينة عظيمة بفلسطين، وكانت قصبتها. انظر: معجم البلدان (3/ 69)، المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص 130).
(2)
هو: الحسن بن موسى الأشيب البغدادي.
(3)
شيبان بن عبد الرحمن النحوي أبو معاوية البصري.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2248، حديث رقم 102) من طريق قتادة، به.
⦗ص: 186⦘
من فوائد الاستخراج: زيادة: (يقرؤه كل مؤمن أميّ وكاتب) في حديث قتادة.
12779 -
حدثنا ابن الجنيد
(1)
، حدثنا رَوْح بن عُبادة، حدثنا سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"مكتوبٌ بين عينَيْه: ك ف ر، أي: كافرٌ، يقرؤه كلُّ مؤمنٍ أميّ أو كاتبٍ"
(2)
.
(1)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد.
(2)
تقدم تخريجه وفوائد الاستخراج في الحديث السابق.
12780 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا أبي
(2)
، عن شعيب بن الحَبْحَاب
(3)
، عن أنس بن مالك، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدَّجَّال ممسوحُ العينِ
(4)
، مكتوبٌ بين عينيه: كافرٌ، يتهجاها
(5)
، يقرؤه كل مسلم: ك ف ر"
(6)
.
(1)
محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي.
(2)
عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان العنبري مولاهم البصري.
(3)
شعيب بن الحبْحَاب الأزدي مولاهم، أبو صالح البصري. ثقة، كما في التقريب (ترجمة 2796).
(4)
أي: مطموس العين، وهذه صفة حبة العنب إذا سال ماؤها. انظر: شرح النووي على مسلم (2/ 235).
(5)
هَجَّى الحروف: عدَّدَها. انظر: المغرب في ترتيب المعرب (2/ 379).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2248، حديث رقم 103) من طريق عبد الوارث، به.
12781 -
حدثنا الصائغ
(1)
بمكة، حدثنا عفان
(2)
، حدثنا
⦗ص: 187⦘
عبد الوارث، بمثله، إلا أنَّ عفان قال:"يقرؤه كلُّ مؤمنٍ وكلُّ أميٍّ"
(3)
.
رواه أبو معاوية
(4)
، عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدَّجالُ أعور عين اليسرى
(5)
، معه جنَّةٌ ونارٌ، فنارُه جنّةٌ، وجنتُه نار"
(6)
.
(1)
هو: جعفر بن محمد بن شاكر أبو محمد البغدادي.
(2)
عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلى الصفار.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2248، حديث رقم 103) من طريق عفان، به.
من فوائد الاستخراج: زيادة: "وكل أمي"، بينما هو في مسلم بلفظ:"يقرؤه كل مسلم".
(4)
هو: محمد بن خازم الضرير الكوفي.
(5)
جاء في حديث حذيفة رضي الله عنه أن العور لعينه اليسرى، وتقدم في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنها لعينه اليمنى، فذهب بعضهم إلى ترجيح حديث ابن، وذهب بعضهم إلى الجمع -وهو مسلك القاضي عياض رحمه الله أن كل واحدة من عيني الدجال معيية عوراء؛ فإحداهما معيية بذهاب ضوئها حتى ذهب إدركها، والأخرى بنتوئها. انظر: تكملة كمح الملهم (12/ 283).
(6)
وصله مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2248، حديث رقم 104) عن محمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن العلاء، وإسحاق بن إبراهيم، عن أبي معاوية، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرئيل 4/ 168، ح 3450) و (كتاب الفتن، باب ذكر الدجال 9/ 60، ح 7130) من طريق ربعي بن حراش، عن حذيفة، به.
12782 -
حدثنا الدقيقي
(1)
، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا أبو مالك الأشجعى
(2)
، حدثنا ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، قال
⦗ص: 188⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأنَا أعلمُ بما مع الدَجالِ من الدّجالِ، معه نَهْران يجريَان: أحدُهما رأيَ العَيْن ماءٌ أبيضُ، والآخر رأيَ العين نارٌ تأجّج، فإذا أدركه أحدٌ منكم فليأتِ النهر الذي يراه نارا، فليُغمضْ عينَيْه، ثم لْيُطأطئْ رأسَه، فليشربْ، فإنه ماءٌ باردٌ، وإنَّ الدجالَ ممسوح العينِ، يعرفه كلُّ مؤمنٍ من عينِ اليسرى، عليها ظَفَرةٌ
(3)
غليظةٌ، وأنه مكتوبٌ بين عينيه كافرٌ، يقرؤه كلُّ مؤمنٍ كاتبٍ وغير كاتبٍ"
(4)
.
(1)
هو: محمد بن عبد الملك الواسطي.
(2)
هو: سعد بن طارق.
(3)
الظَفَرة -بفتح الظاء والفاء-: لحمة تنبت عند المآقي، وقد تمتد إلى السواد فتغشيه. انظر: النهاية (3/ 158).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2249، حديث رقم 105) من طريق يزيد بن هارون، به.
من فوائد الاستخراج:
- تصريح يزيد بن هارون بالسماع من أبي مالك الأشجعي.
- تصريح أبي مالك الأشجعي بالسماع من ربعي.
- تعيين حذيفة، وأنه ابن اليمان.
- زيادة: "يعرفه كلُّ مؤمنٍ من عينِ اليسرى".
12783 -
حدثنا عمار بن رجاء، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، قال: سمعت ربعي بن حراش، قال: قال حذيفة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- أو ذكروا الدجال- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن معه ماءً ونارًا، فماؤه نارٌ، ونارُه ماء، فلا تهلِكنَّ".
⦗ص: 189⦘
قال أبو مسعود
(2)
: وأنا قد سمعته
(3)
.
(1)
هو: سليمان بن داود الطيالسي.
(2)
هو عقبة بن عمرو الأنصري رضي الله عنه. وهذا الحديث من مسنده أيضا، وجاء في رواية الإمام مسلم في صحيحه برقم (107). قال ربعي: انطلقت معه -أي مع أبي مسعود- إلى حذيفة
…
ثم ذكر الحديث.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2249، حديث رقم 106) من طريق شعبة، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب ذكر الدجال (60/ 9، حديث رقم 7130) من طريق شعبة، به.
من فوائد الاستخراج: تصريح عبد الملك بن عمير بالسماع من ربعي.
12784 -
حدثنا أبو قلابة
(1)
، حدثنا فهد بن حيّان، حدثنا شَعبة، بمثله
(2)
.
(1)
هو: عبد الملك بن محمد عبد الله الرقاشي البصري.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12785 -
حدثنا أبو البَخْتري
(1)
، حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل
(2)
، ح.
وحدثنا يوسف القاضي
(3)
، حدثنا محمد بن أبي بكر
(4)
، حدثنا معتمر، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لأنَا أعلم بما مع
⦗ص: 190⦘
الدجال منه، معه نهران: نار تجري، وماء بارد، فمن أدركه منكم فلا يهلكنَّ به، وليغمضْ عينَيْه، وليقعْ في الذي يرى أنها نار، فإنها نهرُ ماءٍ باردٍ"
(5)
.
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن شكر العنبري.
(2)
المفضل بن مهلهل السعدي أبو عبد الرحمن الكوفي.
(3)
يوسف القاضي هو: يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد.
(4)
محمد بن أبي بكر بن على بن عطاء بن مقدم.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2249، حديث رقم 105) من طريق ربعي، به.
12786 -
حدثنا الدنداني
(1)
، حدثنا مسدد
(2)
، حدثنا معتمر، قال: سمعت منصورا، بمثله
(3)
.
(1)
هو: موسى بن سعيد الطرطوسي.
(2)
مسدد بن مسرهد.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12787 -
وحدثنا يوسف القاضي، حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا أبو عوانة
(1)
، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، قال: قال أبو مسعود لحذيفة: ألا تحدثنا بما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول؟ قال: سمعته يقول: "مع الدَّجالِ إذا خرج ماءٌ ونارٌ، فأما الذي يرى الناسُ أنها نارٌ؛ فماءٌ باردٌ، وأما الذي يرى الناسُ أنَّه ماءٌ؛ فنار تُحرِق، فمن أدرك ذلك منكم، فليقع في الذي يراها نارًا؛ فإنها ماءٌ باردٌ. وأما الذي يرى الناسُ أنَّه ماءٌ، فنارٌ تحرق، فمن أدرك ذلك منكم، فليقع في الذي يراها نارا؛ فإنها ماء عذبٌ باردٌ"
(2)
.
(1)
هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2250، حديث رقم 107) من طريق ربعي، به.
⦗ص: 191⦘
=وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (4/ 168، حديث رقم 3450) عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، به.
12788 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، وأبو الأزهر
(1)
، قالا: حدثنا وهب بن جرير
(2)
، حدثنا أبي، قال: سمعت عبد الملك بن عمير، بإسناده، مثله
(3)
.
(1)
هو: أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي.
(2)
وهب بن جرير بن حازم أبو عبد الله الأزدي البصري.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2250، حديث رقم 107) من طريق عبد الملك بن عمير، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (4/ 168، حديث رقم 3450) من طريق أبى عوانة، عن عبد الملك، به.
12789 -
وحدثنا محمد بن شاذان، قال: حدثنا ذكريا بن عدي، حدثنا جرير
(1)
، عن مغيرة
(2)
، بإسناده مثله:"فمن أدرك ذلك منكم، فليقعْ فى النار التي يراها نارًا". قال أبو مسعود: وأنا قد سمعتُه
(3)
.
(1)
جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي الكوفي.
(2)
المغيرة بن مقسم الضبي مولاهم الكوفي الفقيه الأعمى.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2250، حديث رقم 108) من طريق جرير، عن المغيرة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربي، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الفتن، باب ذكر الدجال (60/ 9، حديث رقم 7130) من طريق شعبة، عن عبد الملك، عن ربعي، به.
12790 -
حدثنا محمد بن محمد بن رجاء، حدثنا عثمان بن أبي
⦗ص: 192⦘
شيبة، حدثنا جرير، عن مغيرة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش، قال: قال حذيفة: "لأنَا بما مع الدَّجالِ أعلم منه، إنَّ معه نهرًا من نار، ونهرًا من ماء، فالذي ترون أنَّه نارٌ ماءٌ، والذي ترون أنَّه ماءٌ نارٌ، فمن أدرك ذلك منكم، فأراد الماء فليشربْ من الذي يرى أنَّه نارٌ، فإنّه سيجده ماءً". قال أبو مسعود: هكذا سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2250، حديث رقم 108) من طريق جرير، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرإئيل (4/ 168، حديث رقم 3450) من طريق عبد الملك، عن ربعي بن حراش، به.
12791 -
حدثنا أبو شيبة
(1)
، ومحمد بن كثير الحراني، قالا: حدثنا شعيب بن حفص
[*]
، ح.
وحدثنا عباس الدوري، حدثنا حسين المَرُّوذِي
(2)
، قالا: حدثنا شيبان
(3)
، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة
(4)
، سمعت أبا هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأحدثنَّكم عن الدّجالِ حديثًا ما حدثه نبيٌّ قومَه؛ إنَّه أعور، وإنه يجيء معه بمثل الجنةِ والنارِ، فالتي يقول: إنها الجنةُ هو النارُ، والتي يقول: إنها النارُ
⦗ص: 193⦘
فهو الجنةُ، وإني أنذرْتُكم به كما أنذر نوحٌ به قومَه"
(5)
.
(1)
هو: إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة.
(2)
حسين بن محمد بن بهرام أبو أحمد التميمي المروروذي.
(3)
شيبان بن عبد الرحمن النحوي أبو معاوية البصري.
(4)
أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (4/ 2250، حديث رقم 109) من طريق حسين بن محمد، به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [نوح: 1]- إلى آخر السورة (4/ 134، حديث رقم 3338) عن أبي نعيم، عن شيبان، به.
من فوائد الاستخراج:
- ذكر نسبة حسين بن محمد، وأنه المروذي.
- ذكر نسب يحيى، وأنه ابن أبي كثير.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة: (شعيب بن حفص)، وصوابه:(سعيد بن حفص)، كما في النسخة الجزائرية [6/ ق 112/ أ](ووضع على السين علامة الإهمال، فظنوها إعجاما!)، وإتحاف المهرة (20650)، وقد جاء على الصواب من رواية محمد بن يحيى بن محمد بن كثير الحراني (المعروف بـ: محمد بن كثير لؤلؤ)، عنه في عدة مواضع من الكتاب (1872، 1877، 4516، 11124)، وهو أبو عمرو سعيد بن حفص النفيلي الحراني.
12792 -
حدثنا الغزي
(1)
، حدثنا عبيد الله بن موسى
(2)
، حدثنا شيبان، بإسناده:"لأحدثنَّكم عن الدجالِ حديثًا ما حدَّث به نبيٌّ قومَه؛ إنَّه أعور"، ثم ذكر مثلَه
(3)
.
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن الجراح.
(2)
عبيد الله بن موسى بن أبي المختار العبسي مولاهم.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
32
عمادة البحث العلمي
رقم الإصدار: (000)
المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم
لأبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرانييني (ت 316 هـ)
تحقيق
عبد الله بن محمد بن سعود آل مساعد
الجزء الثانى والعشرون
الطبعة الأولى
1438 هـ / 2016 م
12793 -
حدثنا عيسى بن أحمد البلخي والربيع بن سليمان قالا: حدثنا بشر بن بكر، قال حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الدمشقي
(1)
، عن يحيى بن جابر الحمصي، قال: حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، حدثني أبي أنَّه سمع النواس بن سمعان الكلابي يقول: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع
(2)
، حتى ظنناه فى طائفة النخل
(3)
، فلما رُحنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف ذلك فينا، قال:"ما شأنكم؟ " قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال الغداة خفضت في أمره ورفعت، حتى ظننّاه في ول ئفة النخل. قال: "غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤ حجيجُ نفسه، والله خليفتي على كل مسلم. إنَّه شاب قطط
(4)
، عينه قائمة كأنه شبهه
⦗ص: 198⦘
بعبد العزى بن قطن
(5)
، فمن رآه منكم؛ فليقرأ فواتح سورة الكهف"، ثم قال: "أراه يخرج من خلةٍ
(6)
ما بين الشام والعراق، فعاث
(7)
يمينا، وعاث شمالا، يا عباد الله اثبتوا". قلنا يا رسول الله: فما لبثه في الأرض؟ قال: "أربعين يوما، يومٌ كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم". قلنا يا رسول الله؟ ذلك اليوم الذي كسَنَة تكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: "لا، اقدروا له قدره"، قلنا: يا رسول الله فما إسراعه في الأرض، قال "كالغيث استدبرته الريح"، قال: "فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، ويأمر
⦗ص: 199⦘
الأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم
(8)
أطول ما كانت ذرًّا
(9)
، وأسبغه
(10)
ضروعا، وأمده خواصرا
(11)
، ثم يأتى القوم؛ فيدعوهم، فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فتتبعه أموالهم، فيصبحون ممحلين
(12)
ما بأيديهم شيء.
يمر بالخربة، فيقول لها: أخرجي كنوزك، فينطلق تتبعه كنوزها كيعاسيب
(13)
النحل، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابًا، فيضربه بالسيف،
⦗ص: 200⦘
فيقطعه جزلتين
(14)
رمية الغرض
(15)
، ثم يدعوه، فيقبل متهلل وجهه، يضحك، فبينا هو كذلك، إذ بعث الله المسيح ابن مريم عليه السلام، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق
(16)
في مهروذتين
(17)
، واضعا
⦗ص: 201⦘
كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفع تحدر منه جمان
(18)
كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ينتهي
(19)
حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه عند باب لدّ
(20)
، فيقتله، ثم يأتي نبي الله عيسى عليه السلام قوما قد عصمهم الله منه، فيمسح على وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم فى الجنة، فبيناهم كذلك، إذ أوحي إلى عيسى عليه السلام أني قد أخرجت عبادًا لي لا يدَانِ
(21)
لأحد بقتالهم، فحَرِّز عبادي إلى الطور
(22)
.
ويبعث الله يأجوج ومأجوج
(23)
، وهم من كل حدب ينسلون
(24)
،
⦗ص: 202⦘
فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية
(25)
، فيشربوا ما فيها، فيمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبي الله - صلى الله عليه - وأصحابه، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خير من مئة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبى الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله عز وجل، فيرسل عليهم النغف
(26)
في رقابهم، فيصبحون فَرْسَى
(27)
كموت نفس واحدة، ويهبط نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه، فلا يجدون موضع شبر إلا وقد ملأه زهمتهم
(28)
ونتنهم ودمائهم، ويرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله عز وجل، فيرسل عليهم طيرًا كأعناق البخت
(29)
، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله مطرا لا يكن فيه مدر
(30)
ولاوبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة
(31)
، ثم يقول للأرض: ائتى ثمرك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة
(32)
من الرمانة، ويستظلون
⦗ص: 203⦘
بقحفها
(33)
، ويبارك في الرسل
(34)
، حتى إنَّ اللقحة
(35)
من الإبل لتكفى الفئام من الناس، واللقحة من البقر تكفي القبيلة، واللقحة من الغنم تكفي الفخذ
(36)
، فبيناهم كذلك؛ إذ بعث الله عز وجل ريحا طيبة، تأخذ تحت آباطهم، فتقبض روح كل مسلم، ويبقى شر الناس، يتهارجون
(37)
كما يتهارج الحمر، عليهم تقوم الساعة"
(38)
.
(1)
موضع الالتقاء هو عبد الرحمن بن يزيد.
(2)
اختلف في قوله: "فخفض فيه ورفع" على قولين:
الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الكلام في شأنه فتارة يرفع صوته ليسمع من بعد، وتارة يخفض ليستريح من تعب الجهر.
الثاني: أن قوله: "خفض فيه" أي حقر من شأنه. وقوله: "ورفع" أي تعظيم فتنته، وأنه ليس بين يدي الساعة أحد أعظم فتنة من الدجال.
انظر: المفهم (7/ 276)، إكمال المعلم (8/ 482)، شرح صحيح مسلم للنووي (18/ 86)، تكملة فتح الملهم (6/ 287).
(3)
أي ناحيته وجانبه. (انظر: دليل الفالحين 4/ 633).
(4)
قطط -بفتح القاف والطاء- أي: شديد جعودة الشعر مباعد للجعودة. (شرح صحيح مسلم=
⦗ص: 198⦘
=للنووي 18/ 87).
(5)
قال الإمام الطيبي رحمه الله: قيل إنَّه كان يهوديا، ولعل الظاهر أنه مشرك لأن العزى اسم صنم. يؤيده ما جاء في بعض الحواشي: هو رجل من خزاعة هلك في الجاهلية. ا هـ (شرح الطيبي على مشكاة المصابيح. 10/ 111).
وروى البخاري في صحيحه (أحاديث الأنبياء رقم 3441) بسنده عن الزهري، قال: رجل من خزاعة هلك في الجاهلية. وانظر: فتح الباري (6/ 563).
وقال الحافظ ابن حجر: والمحفوظ أنه عبد العزى بن قطن، وأنه هلك في الجاهلية، كما قال الزهري ا هـ. (الفتح 13/ 108).
(6)
بفتح الخاء المعجمة واللام وتنوين الهاء: أي الطريق. انظر: النهاية (2/ 73)، شرح صحيح مسلم للنووي (18/ 87 - 88)، المفهم 7/ 279)، تكملة فتح الملهم (6/ 291).
(7)
العيث: الفساد أو أشد الفساد والأسرع فيه. انظر: المفهم 7/ 279)، شرح صحيح مسلم للنووي (18/ 88).
(8)
السارحة: هي الماشية. انظر: المفهم (7/ 281)، شرح صحيح مسلم للنووي (18/ 89)، شرح الطيبي على المشكاة (10/ 113).
(9)
الذرى بضم الذال المعجمة -الأعالي والأسنمة- انظر: المصادر السابقة.
(10)
أي أتمه واعظمه لكثرة لبنها. (انظر: تهذيب اللغة 1/ 297)، مشارق الأنوار 2/ 205).
(11)
جمع خاصرة. ومدها كناية عن الإمتلاء من الشبع. انظر: المفهم (281/ 7)، شرح صحيح مسلم للنووي (18/ 89)، شرح الطيبي على المشكاة (10/ 113).
(12)
أي أصابهم المحل، وهو إنقطاع المطر ويبس الأرض من الكلاء، وهو القحط والشدة. انظر: المفهم (7/ 281)، شرح الطيبي على المشكاة (10/ 113)، مشارق الأنوار (1/ 374).
تنبيه: وجاء في الأصل "مملخلين" وهو خطأ والصواب ما أثبته كما في صحيح مسلم.
(13)
أي جماعتها واليعسوب: هو أمير النحل الذي إذا طار تبعته جماعته.
قال الإمام القرطبي: ووجه التشبيه أن يعاسيب النحل يتبع كل واحد منهم طائفة من النحل، فتراها جاعات في تفرقة، فالكنوز تتبع الدجال كذلك ا هـ. المفهم (7/ 282)، وانظر: إكمال المعلم (8/ 484)، شرح صحيح مسلم (18/ 89)، مشارق الأنوار (2/ 305).
(14)
أي قطعتين. انظر المصادر السابقة.
(15)
الغرض: هو الهدف الذي يرمى فيه. (انظر: مختار الصحاح ص 482).
واختلف في قوله: "رمية الغرض " على قولين:
الأول: أنه يفرق جسمه في قطعتين بينهما مسافة بقدر رمية الغرض.
الثاني: أن المراد كرمية الغرض في السرعة والإصابة.
انظر: إكمال المعلم (8/ 484)، المفهم 7/ 282)، شرح صحيح مسلم (18/ 90)، تكملة فتح الملهم (6/ 302).
(16)
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "هذا هو الأشهر في موضع نزوله، أنه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق، وقد رأيت في بعض الكتب أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق فلعل هذا هو المحفوظ، وتكون الرواية: فينزل على المنارة البيضاء الشرقية جامع دمشق فتصرف الراوي في التعبير بحسب ما فهم، وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية سوى التي إلى شرق الجامع الأموي، وهذا هو الأنسب والأليق، لأنه ينزل وقد أقيمت الصلاة فيقول له: يا إمام المسلمين: يا روح الله، تقدم، فيقول: تقدم أنت فإنها أقيمت لك، .... وقد جدد بناء هذه المنارة في زماننا سنة إحدى وأربعين وسبعمائة من حجارة بيض، .... ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة". (النهاية في الفتن والملاحم ص 98).
(17)
هكذا بالذال المعجمة وروي بالدال المهملة -وهو أكثر-، والمعنى: أي لابس ثوبين مصبوغين بالصفرة، وكأنه الذي صبغ بالهردي. انظر: المفهم (7/ 282 - 283)، التذكرة للقرطبي 3/ 1312)، شرح صحيح مسلم (8/ 90)، إكمال المعلم=
⦗ص: 201⦘
= (8/ 485)، شرح الطيبي على المشكاة (10/ 114).
(18)
الجمان: هي ما استدار من اللؤلؤ والدر، ويستعاد لكل ما استدار من الحلي.
(انظر: المفهم 7/ 284)، التذكرة للقرطبي (3/ 1313).
(19)
جاء في صحيح مسلم "ونفسه ينتهي".
(20)
بضم اللام وتشديد الدال: وهي بلدة قريبة من بيت المقدس. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 91).
(21)
مثنى يد، والمعنى لا قدرة ولا طاقة. (المصدر السابق).
(22)
أي ارتحل بهم إلى جبل يحرزون - (يحفظون) فيه أنفسهم- والطور: الجبل بالسريانية. انظر: المفهم (7/ 285)، التذكرة (3/ 1313)، شرح صحيح مسلم للنووي (18/ 91).
(23)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: يأجوج ومأجوج قبيلتان من ولد يافث بن نوح. (فتح الباري 6/ 444)، وانظر: تفسير ابن كثير (5/ 192)، المفهم (7/ 207).
(24)
الحدب: أي النشز، وقوله:(ينسلون): أي يمشون مسرعين. (ناظر: المفهم (7/ 285)، شرح صحيح مسلم للنووي (18/ 92).
(25)
البحيرة تصغير البحر. وهي (بحيرة طبرية) من أعمال الأردن في طرف الغور وفي طرف الجبل، وجبل الطور مطل عليها. انظر:(تكملة فتح الملهم 6/ 305).
(26)
النغف: دود يكون في أنوف الإبل والغنم. انظر: (المفهم 7/ 285، شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 92).
(27)
أي قتلى. (انظر: المصادر السابقة).
(28)
أي دسمهم ورائحتهم الكريهة. (انظر: المصادر السابقة).
(29)
الأنثى من الجمال بختية، والذكر بختي، وهي جمال طوال الأعناق. انظر:(النهاية 1/ 101).
(30)
المدر هو الطين الصلب. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 92).
(31)
هى الأرض الملساء التي لا شيء فيها. انظر: (المفهم 7/ 286).
(32)
الجماعة. (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 92).
(33)
أي قشرها. (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 92).
(34)
أي اللبن. (المصدر السابق).
(35)
أي ذات اللبن - وهي قريبة العهد بالولادة - (المصدر السابق).
(36)
بإسكان الخاء وهم الجماعة من الأقارب - دون القبيلة وفوق البطن - (المصدر السابق).
(37)
أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير، ولا يكترثون لذلك، وقيل: بمعنى يتقاتلون، وهذا اختيار ابن حجر. انظر:(شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 93)، فتح الباري 13/ 19).
(38)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن، باب ذكر الدجال وصفته 4/ 2250 رقم 110)، من طريق الوليد بن مسلم، قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به.
فوائد الاستخراج:
- متابعة بشر بن بكر في روايته للوليد بن مسلم - عند الإمام مسلم -، والوليد بن مسلم ثقة، يدلس تدليس التسوية، (التقريب ص 584). وقد عنعن في بعض طبقات الإسناد، وجاءت متابعة بشر بن بكر في رواية المصنف، لتثبت صحة رواية الإمام مسلم، وسلامتها من الإعلال.
- جاء عند مسلم (عينه طافئه) وجاء تفسير ذلك في رواية المصنف - (قائمه) - أي بارزة. قال الإمام القرطبي رحمه الله: طفا يطفو: إذا علا فهي طافية، أي قائمة جاحظة =
⦗ص: 204⦘
= كما جاء في بعض ألفاظ الحديث. اهـ (المفهم 7/ 277)، وانظر: شرح الطيبي على المشكاة (10/ 108)، مرقاة المفاتيح (9/ 372)، تكملة فتح الملهم (6/ 283).
12794 -
حدثني العباس بن الوليد بن مزيد العذري، أخبرني أبي، قال سمعت ابن جابر
(1)
، قال حدثني يحيى بن جابر الطائي الحمصي، قال حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، قال حدثني أبي، أنَّه سمع النواس بن سمعان الكلابي، يقول: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال غداة فخفض فيه ورفع، حتى ظننا أنَّه في طائفة النخل، فلما رُحنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف ذلك فينا، فقال:"ما شأنكم"؟ فقلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال الغداة، فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل. قال: "غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج وأنا لست فيكم، فأمرؤ حجيجُ نفسه، والله تعالى خليفتي على كل مسلم.
إنه شاب قطط، عينه قائمة كأنه شبه بعبد العزى بن قطن، فمن رآه منكم، فليقرأ فواتح سورة أصحاب الكهف، ثم قال: أراه يخرج من خلةٍ ما بين الشام والعراق، فعاث يمينا، وعاث شمالا، يا عباد الله اثبتوا".
قلنا يا رسول الله: وما لبثه فى الناس؟ قال: "أربعين يوما، يومٌ كسنة، ويوم كشهر، ويوم كالجمعة، وسائر أيامه كأيامكم". قلنا: يا رسول الله! فما إسراعه فى الأرض؟ قال: "كالغيث استدبرته الريح،
⦗ص: 205⦘
قال: فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، ويأمر الأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرًّا، وأسبغه ضروعا وأمده خواصرًا، ثم يأتي القوم، فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم تتبعه أموالهم فيصبحون ممحلين ليس في أيديهم شيء.
ثم يمر بالخربة، فيقول لها: أخرجي كنوزك، فينطلق وتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابًا، فيضربه بالسيف، فيقطعه جزلتين رَمْية الغرض، ثم يدعو
(2)
، فيقبل يتهلل وجهه، يضحك، فبينا هم كذلك، بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهروذتين، على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، لا يحل
(3)
للكافر
(4)
أن يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حتى ينتهى طرفه، ويطلبه حتى يدركه عند باب لدّ، فيقتله الله، ثم يأتي نبي الله عيسى عليه السلام قوما قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبيناهم كذلك، أوحى الله إليه يا عيسى! إني قد أخرجت عبادًا لي لا يدَانِ لأحد بقتالهم، فأحرز عبادي إلى الطور
⦗ص: 206⦘
فيبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فتمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها ثم ينزل آخرهم فيقول: لقد كان في هذه ماء مرة، ويحاصر نبى الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حتى يكون رأس الثور يومئذ خير لأحدهم من مئة دينار لأحايهم اليوم، فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه، فيرسل الله عليهم النغف فى رقابهم، فيصبحون -يعني- فَرْسَى موت نفس واحدة، فيهبط نبى الله عيسى عليه السلام وأصحابه، فلا يجدون موضعًا إلا قد ملأه زهمتهم ونتنهم ودماهم
(5)
، فيرغب نبي الله صلى الله عليه وأصحابه إلى الله عز وجل، فيرسل عليهم طيوا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث ما شاء الله، ثم يرسل الله مطرا لايكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة، ثم قال للأرض: ائتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرِّسل، حتى إن اللقحة لتكفي الفئام من الناس، واللقحة في البقر تكفى القبيلة، واللقحة من الغنم تكفي الفخذ، فبيناهم كذلك؛ إذ بعث الله ريحا طيبة، أخذت تحت آباطهم، فيقبض روح كل مسلم، ويبقى سائر الناس، يتهارجون كما تتهارج الحمير، فعليهم تقوم الساعة".
(6)
(1)
هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الدمشقي - وهو موضع الالتقاء -.
(2)
في صحيح مسلم "يدعوه".
(3)
بكسر الحاء: أي لا يمكن ولا يقع. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 90).
(4)
كذا في الأصل، وفي صحيح مسلم (لكافر).
(5)
كذا في الأصل: "دماهم"، وجاء في الرواية السابقة "دماهم" وليست هذه اللفظة في رواية مسلم.
(6)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
⦗ص: 207⦘
= فوائد الاستخراج:
- المتابعة لرواية الوليد بن مسلم - في صحيح مسلم - و جاءت الرواية هنا عند المصنف من رواية الوليد بن مزيد - (وروايته مسلسلة بالتصريح بالسماع في جميع الطبقات) - قال ابن حجر: ثقة ثبت، قال النسائي: كان لا يخطئ ولا يدلس. اهـ. (التقريب صـ 583).
- جاء في صحيح مسلم "فواتح سورة الكهف"، وجاء في رواية المصنف "فواتح سورة أصحاب الكهف".
12795 -
حدثنا بحر بن نصر الخولاني، حدثنا أيوب بن سويد، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
(1)
، قال: حدثني يحيى بن جابر، قال: حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، فذكر الحديث
(2)
.
(1)
الدمشقي - وهو موضع الالتقاء -.
(2)
تقدم تخريجه (برقم 12793).
12796 -
حدثنا سليمان بن سيف الحراني، حدثنا مؤمل بن الفضل، حدثنا الوليد بن مسلم
(1)
، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بهذا
(2)
.
(1)
أبو العباس الدمشقي - وهو موضع الالتقاء -.
(2)
تقدم تخريجه برقم (12793).
12797 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
وسليمان بن سيف
(2)
، قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(3)
، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب،
⦗ص: 208⦘
قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أنَّ أبا سعيد الخدري قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما يحدثنا، قال: "يأتى وهو محرّم عليه أن يدخل نقاب
(4)
المدينة، فينتهي إلى بعض السباخ
(5)
التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو هو من خير الناس، فيقول له: أشهد أْنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثك، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته، هل تشكون في الأمر؟ قال: فيقولون: لا، فيقتله، ثم يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن، فيريد الدجال أن يقتله، فلا يسلط عليه". - حديثهما واحد -
(6)
.
(1)
الذهلي.
(2)
الحراني.
(3)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. انظر: (التقريب صـ 607) وهو موضع الالتقاء.
(4)
جمع نقب: وهو الطريق بين جبلين. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 81/ 95).
(5)
جمع سبخة بفتحتين: وهى الأرض الرملة التي لا تنبت لملوحتها. انظر: (فتح الباري 13/ 109).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه (الفتن: باب لا يدخل الدجال المدينة 13/ 109 رقم 7132 (الفتح) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري به.
ومسلم في صحيحه (الفتن: باب صفة الدجال وتحريم المدينة عليه 4/ 2256 رقم 112)، قال حدثنا (عمرو الناقد، والحسن الحلواني، وعبد بن حميد) كلهم عن يعقوب به.
12798 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، بإسناده مثله
(2)
.
(1)
الذهلي.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق. وموضع الالتقاء، هو الإمام الزهري.
12799 -
حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج وابن أبي حاتم الأسواني
(1)
، قالا: حدثنا يحيى بن بكير، حدثني الليث بن سعد، قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب
(2)
، أنَّه قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله ح وحدثنا الصغاني، حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب
(3)
عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أنَّ أبا سعيد الخدري قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال، فكان فيما يحدثنا به:"أنَّه، يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فيأتي بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه رجل وهو خير الناس، أو من خيار الناس، فيقول: أشهد أنك أنت الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا، ثم أحييته، هل تشكون في الأمر؟ قال: فيقولون: لا، فيقتله، ثم يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة منى اليوم، قال: فيريد الدجال أن يقتله، فلا يسلط عليه"
(4)
.
⦗ص: 210⦘
رواه عبدان
(5)
، عن أبي حمزة
(6)
، عن قيس بن وهب، عن أنهما الوداك
(7)
، عن أبي سعيد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين، فيلقى المسالح
(8)
، مسالح الدجال، فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول أعمد إلى هذا الذي خرج". وذكر الحديث
(9)
.
(1)
هو أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب الأسواني المصري.
(2)
الزهري، وهو موضع الالتقاء في الإسناد الأول.
(3)
ابن أبي حمزة، وهو موضع الالتقاء في الإسناد الثاني.
(4)
تقدم تخريجه (برقم 12797).
فوائد الاستخراج:
- رواية عقيل- عند المصنف - متابعة لرواية صالح بن كيسان عند الإمام مسلم في صحيحه.
- ساق الإمام مسلم رحمه الله إسناد رواية شعيب - ولم يسق لفظها -. وساقها المصنف تامة.
(5)
هو عبد الله بن عثمان بن جبلة: وروايته موصولة في صحيح مسلم (الفتن: رقم 113)، قال الإمام مسلم رحمه الله: حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاذ، حدثنا عبد الله بن عثمان، عن أبي حمزة به.
(6)
هو محمد بن ميمون أبو حمزة السكري.
(7)
بفتح الواو وتشديد الدال وآخره كاف: وهو جبرين بن نوف البكالي. (التقريب ص 682).
(8)
أي قوم معهم سلاح يرقبون فيها كالخفراء، سموا بذلك لحملهم السلاح. انظر:(شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 96).
(9)
هكذا أورده المصنف معلقا، ووصله الإمام مسلم في صحيحه بسنده كما تقدم، وساق متنه بتمامه.
12800 -
حدثنا أبو البختري
(1)
، حدثنا أبو أسامة
(2)
، حدثنا إسماعيل
(3)
، عن قيس
(4)
، عن المغيرة بن شعبة، قال: مما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد عن الدجال أكثر مما سألته، قال: فقال لي يوما: "ما ينصبك
(5)
⦗ص: 211⦘
منه إنَّه لا يضرك"، قال: قلت: يا رسول الله أخبرت أنَّ معه الطعام والأنهار؟ فقال: "هو أهون على الله من ذاك"
(6)
.
(1)
هو عبد الله بن محمد بن شكر العنبري.
(2)
هو حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي - وهو موضع الالتقاء.
(3)
ابن أبي خالد.
(4)
ابن أبي حازم، كما في إسناد الإمام مسلم في صحيحه.
(5)
بضم الياء. أي ما يتعبك من أمره. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 98).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه (الفتن: باب ذكر الدجال 13/ 96 رقم 7122 الفتح) من طريق يحيى القطان، عن إسماعيل بن أبى خالد به.
ومسلم في صحيحه (الفتن: باب: في الدجال وهو أهون على الله عز وجل 4/ 2257 رقم 115) من طريق محمد بن رافع، عن أبي أسامة به.
فائدة الاستخراج: ساق الإمام مسلم إسناد رواية أبي أسامة ولم يسق لفظها وساق المصنف لفظ روايته.
12801 -
حدثنا علي بن حرب، وسليمان بن سيف، قالا: حدثنا محمد بن عبيد
(1)
، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد
(2)
، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة قال: ما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدٌ عن الدجال أكثر مما سألته عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما يُنْصِبُكَ منه، ليس عليك منه بأس"، قلت: زعموا أنَّ معه أنهار من طعام، قال:"هو أهون على الله من ذلك"
(3)
.
(1)
الطنافسي.
(2)
موضع الالتقاء هو إسماعيل بن أبي خالد.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج:
- ساق الإمام مسلم طرق عديده عن إسماعيل بن أبي خالد، وزاد المصنف لهؤلاء الرواة "محمد بن عبيد" وهذا يدل على سعة اطلاع المصنف.
- جاء في هذه الرواية قوله: "أنهار من طعام" وهي تفسر ما جاء في رواية مسلم في صحيحه "الطعام والأنهار".
12802 -
حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، وأبو داود الحراني، قالا: حدثنا يزيد بن هارون
(1)
، عن إسماعيل بن أبي خالد
(2)
، عن قيس بن أنهما حازم، عن المغيرة بن شعبة، قال: ما سأل أحد رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر مما سألته، فقال:"أي بني ما يُنصِبك من ذلك، إنَّه لن يضرك"، قلت يا رسول الله: إنَّهم يقولون: إنَّ معه جبال الخبز، وأنهار الماء، قال:"هو أهون على الله من ذلك"
(3)
.
(1)
الواسطي - وهو موضع الالتقاء -.
(2)
موضع الالتقاء هو إسماعيل بن أبي خالد.
(3)
تقدم تخريجه (برقم 12800).
فائدة الاستخراج: ساق الإمام مسلم إسناد رواية يزيد بن هارون، ولم يسق لفظها، وساق المصنف المتن بتمامه.
12803 -
حدثنا جعفر
(1)
بن الهذيل ابن ابنة أبي أسامة، ومطين
(2)
، قالا: حدثنا جمهور بن منصور أو أبو منصور الكوفي
(3)
، حدثنا إسماعيل بن
⦗ص: 213⦘
مجالد
(4)
، عن بيان
(5)
، عن قيس
(6)
، عن المغيرة بن شعبة، قال: ما سأل أحد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال ما سألته، قال:"وما تصنع به، ليس بضارك" قلت: ولا نقتل ابن صياد؟ قال: "وما تصنع بقتله؟ إن كان هو الدجال، فليس تخلص إلى قتله، وإن كان ليس هو الدجال فما تصنع به"
(7)
.
(1)
ابن محمد بن الهذيل الكوفي.
(2)
هو محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي.
(3)
هو القرشي، ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 167). وذكره المزي (3/ 185) في الرواة عن إسماعيل بن مجالد.
وقال مطين سألت ابن نمير عن جمهور؟ فقال: اكتب عنه (الضعفاء للعقيلى في ترجمة وهب بن حكيم (4/ 323).
(4)
إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني أبو عمرو الكوفي: وثقه ابن معين، وقال الإمام أحمد والبخاري والذهبي: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. انظر: التاريخ عن ابن معين رواية الدوري (2/ 37)، تاريخ بغداد (6/ 246)، الثقات، تهذيب الكمال (3/ 184)، الكاشف (1/ 249)، (التقريب صـ 109).
(5)
ابن بشر الأحمسي أبو بشر الكوفي. انظر: (التقريب صـ 129).
(6)
ابن أبي حازم - وهو موضع الالتقاء -.
(7)
تقدم تخريجه (برقم 12800).
فائدة الاستخراج: هذه الرواية التي ساقها المصنف فيها زيادة على ما رواه الثقات عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم وهي قوله: "ولا نقتل ابن صياد
…
" إلى آخره - وفي إسناد هذه الرواية نظر - ولم أقف على متابع لهذه الرواية من هذا الطريق - عن قيس، عن المغيرة - والله أعلم.
وقد تقدم ذكر حديث ابن عمر في الصحيحين - وفيه ذكر خبر ابن صياد وفيه قال عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم "ائذن لي أضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يكن هو فلن تستطيع عليه، وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله" - وقد تقدم تخريجه (برقم 12758).
12804 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا أبو حيان
(1)
، التيمى، عن أبي زرعة
(2)
، قال: جلس ثلاثة نفر إلى مروان
(3)
،
⦗ص: 214⦘
فسمعوه يقول: إنَّ أول الآيات خروجا الدجال، فانصرفوا من عنده، فجلسوا إلى عبد الله بن عمرو، فقال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة
(4)
على الناس ضحى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريبا"
(5)
.
رواه أبو أحمد الزبيري
(6)
، وابن نمير
(7)
، عن
(8)
أبي حيان.
(1)
هو يحيى بن سعيد بن حيان التميمي - وهو موضع الالتقاء -.
(2)
ابن عمرو بن جرير البجلي - قيل اسمه هرم، وقيل غير ذلك -. انظر:(التقريب صـ 641).
(3)
ابن الحكم الأموي.
(4)
قال أهل التفسير: - وهو أولى الأقوال كما قال أبو العباس القرطبي في المفهم: أنها خلق عظيم، وقيل: هي الجساسة - التي ستأتي في حديث تميم الداري.
وجاء في بيان صفتها ومن أين تخرج أقوالا كثيرة لا يمكن التعويل عليها لعدم ورود نص صحيح في ذلك. انظر: المفهم (7/ 240)، التذكرة لأبي عبد الله القرطبي (3/ 1334)، النهاية لابن كثير (صـ 107).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض
…
4/ 2260 رقم 118) من طريق محمد بن بشر، عن أبي حيان به.
(6)
هو محمد بن عبد الله بن الزبير. وروايته وصلها الإمام مسلم في صحيحه (الفتن/ برقم 118 مكرر) قال حدثنا نصر بن علي الجهضمى، حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان، عن أبي حيان به.
(7)
هو عبد الله بن نمير الكوفي. وروايته وصلها الإمام مسلم في صحيحه (الفتن برقم 118 مكرر) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا أبو حيان به.
(8)
كذا قال المصنف رحمه الله وظاهره أن زاوية أبي أحمد الزبيري وابن نمير عن أبي حيان مباشرة، وليس كذلك بل بينهما واسطة كما تقدم في التخريج.
12805 -
حدثنا محمد بن زياد بن معروف الرازي أبو بكر، ويعقوب بن إسحاق القلوسي، وعثمان بن خرزاذ، وابن أبي الحنين، قالوا: حدثنا عبد الله بن عمرو بن الجراح
(1)
[*]
أبو معمر المنقري، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، حدثنا الحصين بن ذكوان المعلم، حدثنا عبد الله بن بريدة، حدثني عامر بن شراحيل الشعبي - شعب همدان - أنه سأل فاطمة بنت قيس - أخت الضحاك بن قيس - وكانت من المهاجرات الأول، قال: حدثينى حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو لا تسنديه إلى أحد غيره، فقالت: إن شئت لأفعلن، قال لها: أجل، حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: نكحت حفص بن المغيرة
(2)
، وهو من خيار شباب قريش يومئذ، فأصيب فى أول الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أن تأيمت
(3)
خطبني عبد الرحمن بن عوف في نفر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وخطبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاه أسامة بن زيد، وكنت قد حُدِّثت، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"من أحبني فليحب أسامة"،
⦗ص: 216⦘
فلما كلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: أمري بيدك، فأنكحني من شئت، قال:"انتقلي إلى أم شريك"
(4)
، وأم شريك امرأة غنية من الأنصار، عظيمة النفقة في سبيل الله، ينزل عليها الضيفان، فقلت: سأفعل، فقال:"لا تفعلى، إنَّ أم شريك امرأة كثيرة الضيفان، وإني أكره أن يسقط عنك خمارك أو ينكشف الثوب عن ساقيك، فيرى القوم منكِ بعض ما تكرهين، ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبد الله بن عمرو ابن أم مكتوم" - وهو رجل من بني فهر - فهر قريش، وهو من البطن الذي هي منه، فانتقلت إليه، فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي، منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينادي: الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد، فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنت في صف النساء الذي يلي ظهور القوم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، جلس على المنبر، وهو يضحك، فقال:"ليلزم كل إنسان مصلاه"، قال ثم قال:"هل تدرون لم جمعتكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "إي والله! ما جمعتكم لرهبة ولا لرغبة، ولكن جمعتكم، لأنّ تميمًا
(5)
الداري كان رجلا نصرانيا، فجاء، فبايع وأسلم، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم
⦗ص: 217⦘
عن مسيح الدجال، حدثني أنَّه ركب فى سفينة بحرية، مع ثلاثين رجلا من لخم
(6)
وجذام
(7)
، فلعب بهم الموج شهرا فى البحر، ثم أرفئوا
(8)
إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس، فجلس في أقرب
(9)
السفينة، فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب - كثير الشعر
(10)
-، لا يدرون ما قُبُله من دبره، من كثرة الشعر، قالوا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة
(11)
، قالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها الناس انطلقوا إلى هذا الرجل فى الدير
(12)
، فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال: في سمت لنا رجلا؛ فرقنا، أن تكون شيطانة، قال: فانطلقنا سراعا، حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط
⦗ص: 218⦘
خلقا، وأشده وثاقا
(13)
، مجموعة يديه إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: ويلك من أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري، فأخبرونى ما أنتم؟ قالوا: نحن ناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية، فصادفنا البحر حين اغتلم
(14)
، فلعب بنا الموج شهرا، ثم أرفينا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا إلى قربها، فدخلنا الجزيرة، فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر، ما ندرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة، قال: قلنا: وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالآشواق، فأقبلنا إليك سراعا، وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة، فقال: أخبروني عن نخل بيسان
(15)
، قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها، هل تثمر؟ قلنا له: نعم، قال: أما إنها توشك أن لا تثمر، قال: أخبرونى عن بحيرة الطبرية، قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قلنا
⦗ص: 219⦘
نعم، هي كثيرة الماء، قال: أخبرونى عن عين زغر
(16)
، قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فى العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا: نعم، هى كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها، قال: أخبروني عن النبي الآمي ما فعل؟ قلنا: قد خرج من مكة ونزل يثرب، قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم، قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنَّه ظهر على من يليه من العرب، وأطاعوه، قال لهم؟ أقد كان ذلك؟ قلنا: نعم، قال: أما إنَّ ذاك خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني، إنى أنا المسيح، وإنه يوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير فى الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها فى أربعين ليلة غير مكة وطيبة، هما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلنى ملَك بيده السيف صلتا
(17)
، يصدني عنها، وإن كان على نقب
(18)
منها ملائكة يحرسونها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعن بمخصرته في المنبر: "هذه
⦗ص: 220⦘
طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة" -يعني المدينة- "ألا هل كنت حدثتكم بذلك؟ " فقال الناس: نعم، "فإنه أعجبني حديث تميم، أنَّه وافق الذي كنت حدثتكم به، وعن المدينة ومكة، ألا إنَّه في نحو الشام، أو نحو اليمن
(19)
، لا، بل من قبل المشرق ما هو
(20)
" وأومأ بيده قبل المشرق، قالت: قد حفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو معمر
(21)
: سألت عبد الوارث، عن عين زغر، ونخل بيسان أين هما؟ فقال: هذا كله من قبل الشام، وسألته عن الأهلب ما هو؟ فقال: هو كثير الشعر. وسألته عن قوله: "فركبنا في أقربها" ما أقربُها؟ قال: هو القارب: قارِب السفينة، وسألته عن قوله:"مما هو من قبل المشرق" قلت له: فلعل هو مثل قول عبد الله بن عمرو في حديث الأعماق
(22)
، ما أنا نسيتها.
⦗ص: 221⦘
وإنما يريد أنا نسيتها، وقوله "ما هو من قبل المشرق" وإنما هو يريد من قبل المشرق؟ فقال: لا أدري.
قال بعضهم: أبو معمر
(23)
المقعد، وقال بعضهم: التنوري صاحب عبد الوارث
(24)
.
(1)
كذا جاء نسبته في "الأصل": "بن الجراح" ولم ترد في الإتحاف (18/ 39)، والذي جاء ترجمته فى تاريخ بغداد (10/ 240)، وتهذيب الكمال (15/ 353) بن ابي الحجاج: اسمه ميسرة.
(2)
وقيل: هو أبو عمرو بن حفص بن المغيرة بن مخزوم القرشي، أبو حفص بن عمرو، اختلف في اسمه، فقيل: أحمد، وقيل: اسمه كنيته. كان قد خرج مع علي إلى اليمن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات هناك، وقيل: بل رجع حتى شهد فتوح الشام. انظر: الإصابة (2/ 98، 7/ 287).
(3)
أي غير ذات زوج. (انظر: تكملة فتح الملهم (6/ 318).
(4)
قيل هي بنت أنس بن رافع بن أمرئ القيس بن زيد بن الأنصارية، وقيل هى بنت خالد بن خنيس ابن الخزرج بن ساعدة. انظر:(الإصابة 8/ 236).
(5)
هو تميم بن أوس أبو رقية الداري كان راهب فلسطين أسلم سنة تسع سكن بيت المقدس بعد قتل عثمان رضي الله عنه قيل مات سنة أربعين. انظر: الإصابة (1/ 267)، التقريب (صـ 13).
(6)
بفتح اللام وسكون الخاء وهي قبيلة معروفة. انظر: تكملة فتح الملهم (6/ 320).
(7)
بضم الجيم وهي قبيلة معروفة. انظر: تكملة فتح الملهم (6/ 320).
(8)
المرفأ: هو البناء الذي توقف عليه السقف. انظر: تكملة فتح الملهم (6/ 320).
(9)
جمع قارب وهي سفينة صغيرة تكون مع الكبيرة كالجنبية، وقيل أقرب السفينة أخرياتها وما قرب منها للنزول. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (81/ 107)، تكملة فتح الملهم (6/ 320).
(10)
هذا التفسير لقوله: "أهلب". انظر: تكملة فتح الملهم (6/ 321).
(11)
بفتح الجيم وتشديد السين اسم لدابة، قيل: أنها دابة الأرض، سميت بذلك لتجسسها الأخبار للدجال. انظر: النهاية (1/ 272)، تكملة فتح الملهم (6/ 321).
(12)
أصل الدير: صومعة رهبان النصارى، والمراد به هنا: القصر. انظر: تكملة فتح الملهم (6/ 321)، مختار الصحاح (صـ 315).
(13)
أي مقيدا بالسلاسل تقييدًا شديدًا. انظر: النهاية (5/ 151)، تكملة فتح الملهم (6/ 321).
(14)
أي هاج وجاوز حده المعتاد. (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 108).
(15)
بفتح الباء الموحدة وسكون الياء - مدينة بالأردن بين حوران وفلسطين، وقد هدمها اليهود وأقاموا مكانها مستعمرة سنة 1949 م باسم بيت شعن أو بيت شأن -.
قال الحموي: توصف بكثرة النخل، وقد رأيتها مرارًا فلم أر فيها غير نخلتين حائلتين وهو من علامات خروج الدجال، وهناك موضع آخر اسمه بيسان وهو باليمامة، والله أعلم. انظر: مراصد الاطلاع (1/ 241)، المعالم الأثيرة (صـ 68)، تكملة فتح الملهم (6/ 322).
(16)
هي بلدة بالشام بينها وبين بيت المقدس ثلاثة أيام، وهي من ناحية الحجاز، قيل: سميت بذلك لأن بنت لوط عليه السلام "زعر" نزلت بها فسميت باسمها، وقيل: أنها تقع الآن في غور الصافي على شاطئ البحر الميت الجنوبي الشرقي بالقرب من مصب وادي الحسا، المعروف الآن باسم "الشيخ عيسى" ولم يلحق أهلها خراب أو تدمير لأنهم لم يكونوا يعملون الفاحشة. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (18/ 108)، مراصد الاطلاع (2/ 667)، تكملة فتح الملهم (6/ 322)، المعالم الأثير (صـ 135).
(17)
أي مجردًا من الغمد. انظر: النهاية (3/ 45)، تكملة فتح الملهم (6/ 323).
(18)
وهو الطريق بين الجبلين. انظر: النهاية (5/ 102).
(19)
كذا في الأصل، وجاء في صحيح مسلم "بحر الشام أو بحر اليمن".
(20)
لفظة (ما) زائدة صلة الكلام وليست بنافية، والمراد إثبات أنه في جهة المشرق. انظر: تكملة فتح الملهم (6/ 324).
(21)
هو عبد الله بن عمرو المقعد، - وهو الراوي عن عبد الوارث بن سعيد لهذا الحديث.
(22)
لم يتبين لي هذا، وحديث الأعماق: جاء من حديث أبي هريرة (في صحيح مسلم الفتن 34) مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق
…
".
قال الإمام النووي رحمه الله: الأعماق ودابق موضعان بالشام بقرب حلب. أ. هـ.
انظر: شرح صحيح مسلم (18/ 29)، مراصد الاطلاع (1/ 96).
وأما حديث عبد الله بن عمرو فهو في الآيات، وقد تقدم قريبًا برقم (12804)، فأخشى =
⦗ص: 221⦘
= أن يكون قوله: (الأعماق) فيها تصحيف صوابه "الآيات" والله أعلم.
(23)
هو عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج التميمي أبو معمر المقعد المنقري، قال ابن معين: أبو معمر صاحب عبد الوارث.
انظر: تاريخ بغداد (10/ 25)، تهذيب الكمال (15/ 353)، التقريب (ص 315).
(24)
لعل العبارة: صاحب عبد الوارث التنوري: لأن (التنوري) لقب لعبد الوارث بن سعيد، كما في ترجمة عبد الوارث في (تهذيب الكمال 18/ 478)، الميزان (3/ 391).
الحديث أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب قصة الجساسة 4/ 2261 رقم 119) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه (عبد الوارث بن سعيد) به.
فائدة الاستخراج: رواية أبي معمر المنقري عن عبد الوارث وهو من الثقات الأتبات. انظر: التقريب (صـ 315). وهو صاحب عبد الوارث واختص به، -وكذلك ما جاء من سؤاله لعبد الوارث في آخر الحديث من تفسير الغريب- وليس هذا في رواية مسلم.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة والنسخة الجزائرية [6/ ق 115/ ب]: (عبد الله بن عمرو بن الجراح)، ولعل صوابه كما أشار محققو الكتاب:(عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج)، والحديث في إتحاف المهرة (23331)، واقتصر على الكنية واللقب (أبو معمر المنقري)، وقد ورد على الصواب في الحديث الذي رواه الطبراني في الكبير (24/ 383، 388)(949، 958) عن حفص بن عمر بن الصباح الرقي، عنه، وأخرجه كذلك من طريق أبي معمر المنقري مثل: ابن منده في الإيمان (1058)، والبيهقي في البعث والنشور (190) وقوام السنة في دلائل النبوة (52) دون ذكر اسمه كاملا، وقد تصحف اسمه في الإيمان لابن منده إلى (عبد الله بن عمر وأبو معمر)، وصوابه:(عبد الله بن عمرو، أبو معمر)، وهو معروف بالرواية عن عبد الوارث بن سعيد، كما عند أبي داود في سننه (293، 379، 1742، 2027، 2509، 2678، 2917، 4004) وغيره، وانظر ترجمته: تهذيب الكمال (15/ 353).
12806 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا سهل بن حماد ح وحدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، قالا: حدثنا قرة بن خالد
(1)
، عن سيار أبي الحكم، عن عامر الشعبى، قال: دخلنا على فاطمة بنت قيس فأتحفتنا
(2)
رطبا، وسقتنا سويق
(3)
سلت
(4)
، فسألتها عن المطلقة
⦗ص: 222⦘
ثلاثا أين تعتد؟ فقالت: أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد طلقنى بعلي
(5)
، أن أعتد في أهلي، وأن أتحول، قالت: فنودي يومئذ الصلاة جامعة، فانطلقت فيمن انطلق من النساء، فكنت في الصف المقدم من النساء مما يلي صف المؤخر من الرجال، قالت: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بني عم لتميم الداري ركبوا في البحر وإن سفينتهم قذفتهم إلى جزيرة من جزائر البحر، فرأوا هنالك دابة"، وذكر الحديث بطوله.
قال: وكأني أنظر إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وأهوى بمخصرته إلى الأرض، وقال:"هذه طيْبَة" -يعني المدينة -
(6)
.
(1)
السدوسي - وهو موضع الالتقاء -.
(2)
أي ضيفتنا. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 110).
(3)
قمح أو شعير يقلى ثم يطحن. (المطلع صـ 139).
(4)
بضم السين يشبه الحنطة ويشبه الشعير - كذا قال النووي - ورجح ابن الأثير وغيره: =
⦗ص: 222⦘
= أنه نوع من الشعير. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 110)، النهاية (2/ 382)، مختار الصحاح (ص 308)، القاموس (ص 197).
(5)
أي زوجها. انظر: مختار الصحاح (صـ 58).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب قصة الجساسة 4/ 2264 رقم 120) من طريق خالد بن الحارث الهجيمى، عن قرة به.
فائدة الاستخراج: أن لفظ رواية قرة بن خالد الذي ساقه المصنف - وإن كان مختصرا - ففيه زيادة على اللفظ المختصر الذي ساقه الإمام مسلم رحمه الله.
12807 -
حدثنا يزيد بن سنان، وكردوس الواسطى، قالا: حدثنا وهب بن جرير
(1)
، حدثنا أبى، قال: سمعت غيلان بن جرير، يحدث عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، قالت: قدم تميم الداري على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه ركب البحر، فتاهت بهم سفينتهم، فصاروا إلى جزيرة، قال:
⦗ص: 223⦘
فخرجنا نلتمس، فإذا إنسان، أو قال: رجل يجر شعره، فقلنا: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة، قلنا: أخبرنا، فقال: ما أنا بمخبركم ولا مستخبركم، ولكن عليكم بهذه الجزيرة، فدخلناها فإذا رجل مقيد، فقال لنا: ما أنتم؟ قلنا: نحن ناس من العرب، قال: فما فعل هذا النبي الذي بعث فيكم؟ قال: قد آمن به الناس وصدقوه، قال: ذاك خير لهم.
قال: أخبرونى عن عين زغر، فأخبرناه عنها، فوثب وثبة كاد أن يخرج وراء الحائط. قال: ما فعل نخل بيسان، هل أطعم بعد؟ قلنا: صالحة، قال: فوثب وثبة، ثم قال: أما إنَّه لو قد أذن لي في الخروج وطئت البلاد كلهما غيو طيبة، قالت: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحدثهم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذه طيبة، وذاك الدجال"
(2)
.
(1)
ابن جازم، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب قصة الجساسة 4/ 2265 رقم 121).
فوائد الاستخراج:
- المتابعة التامة.
- ساق الإمام مسلم رواية وهب بن جرير مختصرا، وقال الإمام مسلم في أثناء روايته - واقتص الحديث - وساقها المصنف تامة، وبين أن الموضع الذي حذف من رواية مسلم، هو ذكر الجسماسة وقدومهم إلى الرجل المقيد - الدجال -.
12808 -
حدثنا عثمان بن خرزاذ، حدثنا أبو سلمة المنقري
(1)
، حدثنا جرير بن حازم
(2)
، قال: سمعت غيلان بن جرير يحدث عن الشمعي، عن فاطمة
⦗ص: 224⦘
بنت قيس، قالت: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم تميم الداري، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه ركب البحر وأناس معه، فبينا هم كذلك إذ كسر بهم. وذكر الحديث
(3)
.
(1)
هو موسى بن إسماعيل التبوذكي، مشهور بكنيته واسمه. كما في (التقريب صـ 549).
(2)
الأزدي أبو النضر البصري - وهو موضع الالتقاء -.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فوائد الاستخراج:
- متابعة أبي سلمة، وهو ثقة ثبت. كما في (التقريب ص 549)(وروايته عند المصنف) لرواية وهب بن جرير (في صحيح مسلم).
- جاء في رواية المصنف: أن السفينة كسرت بهم، وجاء في رواية مسلم أن السفينة تاهت بهم.
12809 -
حدثنا البِرْتِي
(1)
، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا جرير بن حازم
(2)
، حدثنا غيلان، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس: أنَّ تميم الداري أخبر النبيّ صلى الله عليه وسلم أنَّه ركب البحر وأناس معه، فبينا هم كذلك إذ كسر بهم، فوقعوا فى جزيرة من جزائر البحر، قال: فخرجنا نطلب الماء، وإذا بدابة قد سقط شعرها على الأرض، فقلنا لها: ما أنت: قالت: أنا الجساسة، ما أنا بمخبركم ولا مستخبركم. وذكر الحديث.
وقال فيه: بلغت البلاد كلها غير بيت المقدس ومسجد الحرام وطيبة، ألا وهذه طيبة
(3)
.
(1)
هو أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر.
(2)
موضع الالتقاء هو جرير بن حازم.
(3)
تقدم تخريجه (12807).
فائدة الاستخراج: في هذه الرواية جاءت زيادة "بيت المقدس ومسجد الحرام" وليست =
⦗ص: 225⦘
= في رواية جرير بن حازم عن أبيه في صحيح مسلم. وهذه الزيادة - ذكر بيت المقدس - لم تأت بها الروايات عن جرير بن حازم، وكذلك سائر الروايات عن فاطمة بنت قيس.
والمحفوظ في الروايات الصحيحة في حديث الشعبي، عن فاطمة أن الدجال محرم عليه مكة والمدينة، ولم يأت دكر عدم دخول الدجال "بيت المقدس" إلا في حديث سمرة مرفوعا - أخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 16) وغيره - بإسناد ضعيف - وكذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - أخرجه الطبراني في المعجم الكبير - في القسم المفقود - ساق إسناده ابن كثير في النهاية (صـ 76)، وهو في (مجمع الزوائد 7/ 350)، وهو حديث ضعيف. وكذلك جاء في حديث رجل من الصحابة (أخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 364) وغيره بلفظ "ومسجد الأقصى" ورجاله ثقات. قاله ابن حجر:(الفتح 13/ 112). [انظر تفصيل الكلام على هذه الأحاديث: فضائل المدينة للدكتور صالح الرفاعى (رقم 57، 59، 68)، وفضائل مكة للدكتور محمد الغبان رقم 124، 145، 149].
12810 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب المعروف بابن أبي حاتم الآسواني بمصر، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير
(1)
، حدثني المغيرة الحزامى
(2)
، عن أبي الزناد، عن الشعبي، عن فاطمة بنمت قيس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قعد على المنبر، فقال: "أيها الناس حدثنى تميم الداري أنّ أناسا من قومه كانو في البحر في سفينة لهم، فانكسرت
⦗ص: 226⦘
بهم، فركب بعضهم على لوح من ألواح السفينة، فخرجوا إلى جزيرة في البحر، فإذا هم بامرأة شعثة سوداء لها شعر منكر، فقالوا: ما أنت؟ قالت لهم: أنا الجساسة، قالت: أتعجبون مني؟ قالوا: نعم، قالت: فادخلوا القعر، فدخلوه، فإذا هم بشيخ مربوط بسلاسل، فسألهم من هم؟ فأخبروه، فقال لهم، ما فعلت عين زغر، وما فعلت البحيرة، ونخلات بيسان، قال: والذي يحلف به، لا تبقى أرض إلا وأنا أطأها بقدمي هذا، إلا طابا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه طيبة"
(3)
.
من هنا لم يخرجاه
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء هو يحيى بن بكير.
(2)
كذا جا في إتحاف المهرة (18/ 468)، ومصادر ترجمته انظر: تهذيب الكمال (28/ 388).
وهو المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام. كما في (التقريب صـ 543)، وجاء في الأصل "الخزامي".
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب قصة الجساسة 4/ 2265 رقم 122) من طريق أبي بكر بن إسحاق، عن يحيى بن بكير به.
فائدة الاستخراج: ساق الإمام مسلم في صحيحه لفظ رواية يحيى بن بكير - مختصرة - وساقها المصنف بتمامها.
(4)
سيذكر المصنف رحمه الله الروايات والطرق الكثيرة لحديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها والشواهد له، وهذا يدل على سعة إطلاع المصنف على الطرق ومخارج الروايات.
12811 -
ز - حدثنا أبو حميد العوهي
(1)
، حدثنا حيوة بن شريح
(2)
، حدثنا ضمرة بن ربيعة
(3)
، عن السيباني
(4)
يحيى بن أبي عمرو، عن
⦗ص: 227⦘
عمرو بن عبد الله الحضرمي
(5)
، عن أبي أمامة، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر خطبته ما يحدثنا عن الدجال ويحذرناه، وكان من قوله:"يا أيها الناس إنَّه لم تكن فتنة على وجه الأرض فأعظم من فتنة الدجال". وساق الحديث بطوله
(6)
.
(1)
هو أحمد بن محمد الأزدي الحمصي العوهي.
(2)
ابن صفوان التجيبى المصري.
(3)
الفلسطيني.
(4)
بفتح المهملة، وسكون التحتانية بعدها موحدة، أبو زرعة الحمصي. ثقة. (التقريب صـ 595).
(5)
وثقه الفسوي، والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر: المعرفة التاريخ (2/ 437)، معرفة الثقات للعجلي (2/ 179)، الثقات لابن حبان (5/ 179).
(6)
الحديث بطوله: ساقه ابن ماجه في السنن، والطبراني في الأحاديث الطوال، وابن أبي عاصم في السنة، وغيرهم.
والحديث أخرجه أبو داود في السنن (برقم 4322)، - ولم يسق لفظه -. وكذلك ابن ماجه في السنن (برقم 4077) ووقع في السنن سقط (اسم التابعي: عمرو بن عبد الله، وهذا السقط قديم أشار إليه المزي في تحفة الأشراف (4/ 175)، وابن كثير في النهاية (صـ 66)، وابن حجر في النكت الظراف (4/ 175).
وكذلك أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم 391 - 429)، وابن خزيمة (التوحيد رقم 270)، والطبراني (المعجم الكبير 8/ 171، الأحاديث الطوال: 25/ 295)، والحاكم في المستدرك (4/ 536) كلهم من طرق عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عمرو بن عبد الله الحضرمى، عن أبي أمامة به، وهذا الإسناد رجاله ثقات.
وتكلم فيه الإمام ابن كثير رحمه الله، فقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ولبعضه شواهد من أحاديث أخر، ثم ساق له الشواهد. (تفسير القرآن العظيم 2/ 413 سورة النساء آية 159).
وبنحوه قال الألباني رحمه الله: إسناده ضعيف، رجاله كلهم ثقات غير عمرو بن عبد الله الحضرمى، لم يوثقه غير ابن حبان. ثم قال: ولي رسالة في تخريج هذا الحديث وتحقيق الكلام على فقراته التي وجدت لأكثرها شواهد تقويه. (ظلال السنة في تخريج السنة ص 173)، =
⦗ص: 228⦘
= وساق الألباني رحمه الله ما صح من الحديث وما يشهد له في صحيح الجامع (رقم 7875)، كذا قال رحمه الله وقد تقدم توثيق الفسوي والعجلي لعمرو بن عبد الله الحضرمي.
12812 -
ز - حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا عبد الله بن جعفر
(1)
، حدثنا عيسى بن يونس
(2)
، عن عمران بن سليمان
(3)
، عن الشعبي، قال: حدثتنا فاطمة بنت قيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر حديث الجساسة بطوله وقال "هذه المدينة طابة"
(4)
.
(1)
ابن غيلان الرقي.
(2)
بن أبي إسحاق السبيعى.
(3)
المرادي، من أهل الكوفة. وجاءت نسبته في صحيح ابن حبان: القمي - وفي معجم الطبراني: القيسي - كره ابن حبان في الثقات (7/ 241)، وكره البخاري (التاريخ الكبير 6/ 426)، وابن أبي حاتم (الجرح والتعديل 6/ 299)، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
(4)
الحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه (15/ 195 رقم 6788 الإحسان) - وساق لفظه بطوله - والطبراني (المعجم الكبير 24/ 391 رقم 959)، والبغوي (شرح السنة 15/ 65 رقم 4268) كلهم من طريق عبد الله بن جعفر، عن عيسى بن يونس، عن عمران بن سليمان، عن الشعبي به.
وهذا الإسناد فيه عمران بن سليمان، لم أقف له على توثيق معتبر.
والحديث أخرجه مسلم من طرق، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس بنحوه.
12813 -
ز - حدثنا ابن الجنيد
(1)
، حدثنا الحميدي
(2)
، حدثنا سفيان
(3)
، حدثنا مجالد
(4)
، عن الشعبي: قدمت فاطمة بنت قيس على
⦗ص: 229⦘
أخيها الضحاك بن قيس
(5)
، وكان قد استعمل علينا، فأتيناها نسألها، فقالت: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث -.
وقال فيه: قال الشعبي: فلقيت المحرر بن أبي هريرة
(6)
، فحدثني عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وزاد فيه:"من نحو المشرق، وما هو من نحو المشرق، وما هو"، قال الشعبي: ثم لقيت القاسم بن محمد، فحدثني عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
(7)
.
(1)
هو محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق.
(2)
هو عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي - والحديث في مسنده - كما سيأتي.
(3)
ابن عيينة.
(4)
ابن سعيد بن عمير الهمداني.
(5)
ابن خالد بن وهب الفهيري. قال البخاري: له صحبة. (انظر: الإصابة 3/ 478، 479).
(6)
الدوسي، قال ابن سعد:"كان قليل الحديث" وتوفي بالمدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز، دكره ابن حبان في الثقات (5/ 46)، قال ابن حجر: مقبول. (التقريب ص 521)، وذكره البخاري، وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. (انظر: التاريخ الكبير 8/ 22)، الجرح والتعديل (8/ 408)، ومما يقوي من حال المحرر بن أبي هريرة: أن الراوي عنه الشعبي، وقد قال ابن معين: إذا حدث الشعبى عن رجل فسماه فهو ثقة يحتج بحديثه اهـ. انظر: الجرح والتعديل (6/ 323).
(7)
هذا الحديث أخرجه الحميدي في مسنده (5/ 177 رقم 364)، وأحمد في المسند (6/ 373)، وابن أبي شيبة في المصنف (17/ 312 رقم 33091، 21/ 228 رقم 38675).
وأخرجه أبو داود في السنن (الملاحم: باب خبر الجساسة 4/ 501 رقم 4327)، وابن ماجه في السنن (الفتن: باب طلوع الشمس من مغربها 2/ 1354 رقم 4074)، والطبراني في المعجم الكبير (24/ 393 رقم 961)، كلهم من طرق عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي به.
وإسناد هذه الرواية ضعيف بسبب مجالد، والحديث جاء من طرق عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس - وقد تقدمت رواياتهم -. =
⦗ص: 230⦘
= وأما حديث الشعبي عن المحرر بن أبي هريرة، والشعبى، عن القاسم، عن أبيه، عن عائشة به: فأخرجه أحمد في المسند (6/ 73)، والحميدي في مسنده (رقم 364)، والطبراني في المعجم الكبير (24/ 393 رقم 961)، والبزار في مسنده (رقم 3383 كشف الأستار)، كلهم من طرق عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي به.
وإسناده ضعيف بسبب مجالد.
وقد جاءت متابعة لمحرر بن أبي هريرة، عن أبيه: تابعه أخوه بلال بن أبي هريرة - عند المصنف كما سيأتي برقم (12826) - فرواه عن أبيه - وفي إسناده ضعف - وكذلك تابعه نافع مولى حمنة بنت شجاع. كما عند المصنف برقم (12824). وفي إسنادها ضعف، وهذه الطرق قد تتقوى ببعضها، والله أعلم.
12814 -
ز - حدثنا علي بن حرب، حدثنا أسباط بن محمد
(1)
، حدثنا أبو إسحاق الشيباني
(2)
، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، قالت: بينما الناس بالمدينة آمنون ليس بهم فزع، إذ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر، ثم مشى حتى صعد المنبر، ففزع الناس، فلما رأى ذلك في وجوههم، قال:"أيها الناس إني لم أخرج لأمر أفزعكم، ولكنه أتاني أمر ففرحت به، فأحببت أن أخبركم بفرح نبيكم صلى الله عليه وسلم، إنَّ تميم الداري أخبرني أنَّ قوما من بني عمه ركبوا سفينة فى البحر، فانتهت بهم إلى جزيرة". وذكر الحديث في الدجال
(3)
.
(1)
ابن عبد الرحمن القرشي، مولاهم الكوفي.
(2)
سليمان بن أبي سليمان فيروز الكوفي.
(3)
الإسناد رجاله ثقات. والحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 392 رقم 960)، من طريق سليمان الشيباني عن الشعبي به. والطحاوي (في جزء: التسوية =
⦗ص: 231⦘
= بين حدثنا وأخبرنا رقم (5)، وابن منده في الإيمان (3/ 930 رقم 960)، والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 417).
والحديث جاء من طرق عن الشعبي، عن فاطمة في صحيح مسلم وغيره -كما تقدم.
12815 -
ز - حدثنا أبو الأحوص القاضي
(1)
، حدثنا المثنى بن بحير ح وحدثنا الصغاني
(2)
، حدثنا خلف بن هشام
(3)
، قالا: حدثنا أبو شهاب
(4)
، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، قالت: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر. وذكر الحديث
(5)
.
(1)
هو محمد بن الهيثم بن حماد بن واقد -قاضي عكبرا -.
(2)
هو محمد بن إسحاق بن جعفر.
(3)
البزار المقري البغدادي.
(4)
الحناط وهو عبد ربه بن نافع الكناني.
(5)
إسناد المصنف فيه أبو شهاب الحناط - فيه ضعف يسير، وقال ابن حجر صدوق يهم - وفيه أيضا مجالد بن سعيد وهو ضعيف.
والحديث أخرجه أبو داود في السنن (رقم 2374)، وابن ماجه في السنن (4074)، والطبراني (المعجم الكبير 24/ 393 رقم 961)، من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد بن سعيد به.
والحديث جاء من طرق أخرى عن مجالد أيضا، وقد تقدم برقم (12813).
والحديث جاء من طرق عن الشعبي، عن فاطمة به. في صحيح مسلم وغيره كما تقدم.
12816 -
ز - حدثنا ابن الجنيد، حدثنا الأسود بن عامر، أخبرنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي ح
⦗ص: 232⦘
وحدثنا أبو داود الحراني، حدثنا عبد الله بن واقد
(1)
، عن حماد بن سلمة، و
(2)
عبد العزيز بن حصين
(3)
، وسابق
(4)
، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم مسرورًا
(5)
حتى صعد المنبر. وذكر حديث تميم الداري في الدجال
(6)
.
(1)
أبو قتادة الحراني.
(2)
هكذا جاء على الصواب في إتحاف المهرة (18/ 47) وجاء في الأصل (عن) وهو خطأ.
(3)
ابن الترجمان، أبو سهيل ضعفه ابن معين، وأبو حاتم ومسلم، وغيرهم. قال الإمام البخاري: ليس بالقوي عندهم. انظر: الجرح والتعديل (5/ 380)، الميزان (3/ 341).
(4)
ابن عبد الله البربري (كما جاء التصريح به في رواية تمام في فوائده برقم 1730). ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 433).
(5)
هكذا جاء في الأصل، وجاء عند أحمد في المسند، وابن حبان في صحيحه، وكذلك عند المصنف - كما في الحديث الآتي وغيرهم:"مسرعا"،.
(6)
إسناد المصنف صحيح - من طريق حماد بن سلمة، عن داود به -.
والحديث أخرجه من طريق حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند به: الإمام أحمد في مسنده (6/ 374)، والنسائي في السنن الكبرى (4/ 249 رقم 4244)، وابن حبان في صحيحه (15/ 98 رقم 6789)، والطبراني (المعجم الكبير 24/ 397 رقم 964)، وساق الجميع لفظ رواية حماد بن سلمة - بتمامها -.
وأما رواية عبد العزيز بن حصين. فإسنادها ضعيف، ولم أقف عل من أخرج روايته من هذا الوجه.
وأما رواية سابق بن عبد الله، فإسنادها ضعيف جدا، وقد أخرج روايته تمام في فوائده (5/ 150 رقم 1730 الروض البسام ترتيب فوائد تمام).
والحديث صح من طريق حماد بن سلمة عن داود به، كما تقدم، وكذلك جاء من طرق، =
⦗ص: 233⦘
= عن الشعبي، عن فاطمة، كما تقدم.
12817 -
ز - حدثنا أبو عمرو عثمان بن عمر الضبي
(1)
بالبصرة، حدثنا أبو عمر الحوضي
(2)
، حدثنا حماد بن سلمة أنّ داود بن أبي هند، أخبرهم عن عامر الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جاء يوما مسرعا حتى، صعد المنبر. وذكر حديث الدجال
(3)
.
(1)
قال عنه الحاكم: ثقة مشهور، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 445)، وقال: كتب عنه أصحابنا. (انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (وفيات 281 هـ - 290 هـ صـ 223 - 224).
(2)
هو حفص بن عمر بن الحارث البصري.
(3)
إسناد رواية المصنف ثقات.
والحديث أخرجه الإمام الطبراني (المعجم الكبير 24/ 397 رقم 964)، قال: حدثنا عثمان بن عمر الضبي - وهو شيخ المصنف - به.
والحديث جاء من طرق أخرى عن حماد بن سلمة كما تقدم في الرواية السابقة.
12818 -
ز - حدثني جعفر بن محمد بن فرقد الرقي، حدثنا أيوب بن محمد الوزان، حدثنا الوليد بن الوليد القلانسي
(1)
، قال حدثني سعيد بن بشمير، عن قتادة، عن الشعبي وإبراهيم بن عامر
(2)
، عن الشعبي، عن فاطمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث تميم الداري في الدجال
(3)
.
(1)
الدمشقي، قال الذهبي: الوليد بن الوليد الدمشقي، عن سعيد بن بشير، قال الدارقطنى وغيره: منكر الحديث اهـ. (ميزان الأعتدال 6/ 23).
(2)
ابن مسعود بن أمية الجمحي. قال ابن حجر: ثقة. كما في (التقريب صـ 90) وانظر أيضا: تهذيب الكمال (2/ 115).
(3)
إسناد المصنف ضعيف. والحديث أخرجه الطبراني (المعجم الكبير 24/ 399 =
⦗ص: 234⦘
= رقم: 967)، من طريق أيوب بن محمد، عن الوليد بن الوليد، عن سعيد بن بشير، عن قتادة وإبراهيم بن عامر، عن الشعبي به.
وساق الإمام الطبراني - لفظ الرواية تاما -.
وأخرجه الترمذي في جامعه (الفتن: باب 66، 4/ 452 رقم 2253) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.
وقال الإمام الترمذي رحمه الله: حديث حسن صحيح غريب من حديث قتادة، عن الشعبي، وقد رواه غير واحد، عن الشعبي، عن فاطمة. اهـ.
وأما رواية سعيد بن بشير، عن إبراهيم بن عامر، فقد أخرجها الطبراني في المواضع السابق مقرونة برواية قتادة.
12819 -
ز - حدثنا الحسن
(1)
ومحمد
(2)
ابنا عفان قالا: حدثنا الحسن بن عطية
(3)
، قال حدثني يحيى بن سلمة بن كهيل
(4)
، عن أبيه، عن الشعبى، عن فاطمة بنت قيس، قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بعد الظهر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:"إنَّ تميمًا الداري أخبرني أنَّ ناسا من أصحابي ركبوا سفينة"، وذكر حديث الجساسة
(5)
.
(1)
هو الحسن بن علي بن عفان العامري أبو محمد الكوفي.
(2)
هو محمد بن علي بن عفان العامري: محره ابن حبان في الثقات (9/ 141)، وقال: أخو الحسين (كذا في المطبوع، وصوابه الحسن) من أهل الكوفة. اهـ.
(3)
ابن نجيح القرشي.
(4)
الحضرمي أبو جعفر الكوفي: ضعفه الأئمة كابن معين، وقال أبو حاتم: منكر الحديث ليس بالقوي، وقال النسائي وابن حجر: متروك، وقال البخاري وابن حبان وغيرهما: روى عن أبيه مناكير. انظر: المجروحين (3/ 113)، الجرح (9/ 154)، تهذيب الكمال (31/ 361)، الميزان (6/ 55)، (التقريب ص 591).
(5)
إسناد المصنف ضعيف جدا. والحديث أخرجه الطبراني المعجم الكبير (24/ 402 =
⦗ص: 235⦘
= رقم 972) من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن الشعبي.
والحديث صحيح من طرق، عن الشعبي، عن فاطمة به -كما تقدم -.
12820 -
ز - حدثني أبو إبراهيم
(1)
الزهري، حدثنا عمرو بن خالد
(2)
، حدثنا ابن لهيعة
(3)
، عن عياض بن عبد الله الفهري، عن أبي الزناد
(4)
، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، قالت: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، فخطب، ثم قال:"حدثني أبو رقية تميم الداري"، وذكر حديث الجساسة والدجال
(5)
.
(1)
هو أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد الزهري العوفي.
(2)
ابن فروخ بن سعد التميمي أبو الحسن الحراني.
(3)
هو عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي.
(4)
هو عبد الله بن دكوان، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(5)
إسناد للصنف ضعيف، بسبب ابن لهيعة - وهو ضعيف كما تقدم - وقد تقدم الحديث في صحيح مسلم من طريق المغيرة الحزامى عن أبي الزناد به. (انظر: حديث رقم 12810).
ولابن لهيعة لهذا الحديث إسناد آخر (أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 401 رقم 969)، من طريق كامل بن طلحة الجحدري، حدثنا ابن لهيعة، حدثني عمارة بن غزية، عن عامر الشعبي، عن فاطمة بنت قيس به.
12821 -
ز - حدثنا أبو حاتم
(1)
الرازي، حدثنا أبو الأصبغ
(2)
الحراني، حدثنا عيسى بن يونس، عن عمرو بن منصور المشرقى
(3)
، عن
⦗ص: 236⦘
الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، قالت: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال، فقال:"هو يجيئكم من هاهنا"، وأشار بيده قبل المشرق
(4)
.
(1)
هو محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلى.
(2)
هو عبد العزيز بن يحيى بن يوسف البكائي الحراني.
(3)
بكسر الميم - كما قاله ابن الأثير في اللباب (3/ 216) - الكوفي. ضعفه أبو حاتم، =
⦗ص: 236⦘
= ووثقه ابن معين، وقال ابن حجر: صدوق يهم.
انظر: الجرح (6/ 264)، تهذيب الكمال (22/ 247)، (التقريب ص 427).
(4)
إسناد المصنف فيه ضعف يسير.
ولم أقف على من أخرجه من طريق عمرو بن منصور المشرقي، عن الشعبي.
وقد جاء ما يشهد لذلك من حديث أبي هريرة. انظر: (حديث رقم 12813).
12822 -
ز - حدثني أبو عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم، حدثنا سيف بن مسكين، حدثنا أبو الأشهب
(1)
، عن عامر الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، قالت: سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة، وذكره بطوله
(2)
.
(1)
هو جعفر بن حيان العطاردي. انظر: تهذيب الكمال (5/ 22).
(2)
إسناد المصنف ضعيف جدا. فيه سيف بن مسكين، وهو ضعيف جدًا.
والحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 386 رقم 957) قال حدثنا عبد الوارث بن إبراهيم به. وساق لفظ روايته بتمامها.
12823 -
ز - حدثنا عباس الدوري، حدثنا أبو أحمد الربيري
(1)
، حدثنا بشير بن مهاجر، حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه
(2)
قال: كنا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم جلوسا فجاء جل يقال له: تميم الداري، فقال: يا رسول الله إني كنت في ثلاثين من لخم وجذام، فبينا نحن نسير في سفينة. ودكر الحديث
(3)
.
(1)
هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي.
(2)
هو بريدة بن الحُصيب الأسلمي رضي الله عنه.
(3)
هذا الحديث تفرد بإخراجه المصنف من هذا الوجه (انظر: إتحاف المهرة 2/ 577 رقم 2297)، وقد ذكره الدارقطني في العلل (15/ 375). =
⦗ص: 237⦘
= قال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث بشير بن المهاجر، عن ابن بريدة، عن أبيه في قصة الجساسة: ما علته؟ فقالا: له عورة، قلت: ما هي؟ قالا: روى عبد الوارث، عن حسين بن ذكوان المعلم، عن ابن بريدة، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قالا: فأفسد هذا الحديثُ حديثَ بشير. (العلل 6/ 524 رقم 2721).
فتبين من هذا نكارة رواية بشير بن المهاجر
[قال الإمام أحمد: -عند ما سئل عن بشير بن المهاجر- منكر الحديث يأتي بالعحب] اهـ.
وجمهور العلماء، كأحمد وأبي حاتم وغيرهما على تضعيفه وقال ابن عدي: روى مالا يتابع عليه، وهو ممن يكتب حديثه، إن كان فيه بعض الضعف. اهـ. وساق له ابن عدي بعض منكيره. انظر: الجرح (2/ 378)، الكامل (4/ 452)، تهذيب الكمال (3/ 176)، الميزان (1/ 329 - 330).
* والحديث رواه حسين بن ذكوان المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، وروايته تقدم تخريجها - في صحيح مسلم، وعند المصنف (برقم 12801) وكذلك أخرجها أبو داود في السنن (رقم 4326) مطولا، والنسائي في السنن الكبرى (رقم 5311) - مختصرا بغير ذكر خبر الجساسة - كلهم من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن حسين المعلم به.
ورواه كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن فاطمة بنت قيس به.
أخرج روايته ابن حبان في صحيحه (15/ 193 - 194 رقم 6787 الإحسان)، وفي إسناده ضعف يسير.
ولعل المحفوظ من هذا الاختلاف هو رواية حسين المعلم - وهو من كبار الأئمة الثقات، واحتج به الأئمة - ومن تكلم فيه بسبب الإضطراب فهو من الرواة عنه كما =
⦗ص: 238⦘
= قال ابن حجر. [انظر: تهذيب الكمال (6/ 372)، سير أعلام النبلاء (6/ 346)، هدي الساري (صـ 417).
والحديث محفوظ من طريق الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، ويفهم هذا من كلام البخاري كما في العلل الكبير للترمذي (2/ 828 تزليب العلل).
وكذلك ما جاء في طرق الحديث كما استوفاها المصنف كما تقدم، وكذلك الإمام الطبراني في المعجم الكبير (24/ 378 - 404).
12824 -
ز - حدثنا حمدان بن علي
(1)
وأبو بكر الرازي
(2)
قالا: حدثنا أبو نعيم
(3)
، حدثنا أبو عاصم الثقفي - قال أبو عوانة: وهو محمد بن أبي أيوب
(4)
- عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو حديث عبد الوارث
(5)
- ولم يذكر أنها نكحت حفص بن المغيرة
(6)
.
(1)
الوراق.
(2)
هو محمد بن زياد بن معروف.
(3)
هو الفضل بن دكين.
(4)
وجاء في إتحاف المهرة (18/ 47) لما ذكر إسناد المصنف قال أبو نعيم: وهو محمد بن أبي أيوب الثقفي. أ. هـ.
قال ابن حجر: كان بعضهم يقول: محمد بن أيوب. فيخطئ (التقريب ص 469) وهو محمد بن أبي أيوب أبو عاصم الثقفي، وثقه أحمد وابن معين والفسوي، وقال الذهبي: وثقوه، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال ابن حجر: صدوق.
انظر: الجرح (7/ 198)، المعرفة والتاريخ (2/ 687)، تهذيب الكمال (24/ 509)، الكاشف (2/ 159)، التقريب (صـ 469).
(5)
تقدمت رواية عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن الشبي (برقم 12805).
(6)
إسناد المصنف رجاله ثقات. =
⦗ص: 239⦘
= والحديث أخرجه الإمام أحمد (6/ 412)، والطبراني (المعجم الكبير 24/ 38 رقم 956)، وأبو عمرو الداني (الفتن وغوائلها 3/ 1164) كلهم من طريق أبي عاصم الثقفي به.
والحديث جاء من طرق عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس به. عند مسلم وغيره كما تقدم.
12825 -
ز - حدثنا عثمان بن خرزاذ، حدثنا منجاب بن الحارث، قال حدثنا حصين بن عمر الأحمسي
(1)
، عن مخارق
(2)
، عن طارق
(3)
، عن فاطمة بنت قيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث الدجال
(4)
.
(1)
الكوفي: ضعفه الأئمة كأحمد وابن معين والنسائي وغيرهم. وقال أبو حاتم وابن حجر: متروك، وقال البخاري وأبو زرعة والساجي: منكر الحديث.
انظر: الجرح (3/ 194)، تاريخ بغداد (8/ 263)، تهذيب الكمال (6/ 526)، التقريب (صـ 170).
(2)
ابن خليفة - أو ابن عبد الله - بن جابر الأحمسي أبو سفيان الكوفي، ثقة.
انظر: تهذيب الكمال (27/ 314)، التقريب (صـ 523).
(3)
ابن شهاب الأحمسى.
(4)
إسناد المصنف ضعيف جدا.
والحديث لم أقف على تخريجه من طريق طارق بن شهاب، عن فاطمة بنت قيس.
والحديث أخرجه مسلم وغيره -كما تقدم - من طريق الشعبي، عن فاطمة بنت قيس به.
12826 -
ز - حدثنا أبو فروة
(1)
، حدثنا أبي، عن أبيه، عن زيد بن أبي أنيسة
(2)
، عن مجالد، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس عن أبيها، قالت: قال أبي: لأهجّر اليوم إلى المسجد، فهجّر فإذا
⦗ص: 240⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى وقام؛ فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:"إن تميم الداري قال: حدثني أنَّ بنى عم له قدموا عليه من الشام ركبوا سفينة لهم في البحر". وذكر قصة الدجال، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هي طيبة هي طيبة، يعنى المدينة"
(3)
.
(1)
هو يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي.
(2)
الجزري.
(3)
إسناد المصنف ضعيف، بسبب مجالد بن سعيد.
والحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 393 - 394 رقم 961)، من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن مجالد به.
والحديث جاء من طرق، عن مجالد. (انظر: حديث رقم 12813، 12815).
والحديث أخرجه مسلم وغيره -كما تقدم - من طرق، عن الشعبي، عن فاطمة به.
12827 -
ز - حدثنا يزيد بن المبارك
(1)
حدثنا سلمة بن الفضل
(2)
، قال حدنَنا أبو جعفر الرازي
(3)
، عن مجالد، عن الشعبى،
⦗ص: 241⦘
عن فاطمة بنت قيس، قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة، فجلس على المنبر، وذكر الحديث بطوله
(4)
.
(1)
أبو خالد الفسوي الفارسى كما في (تهذيب الكمال 11/ 206) في الرواة عن سلمة).
قال الإمام ابن حبان رحمه الله: "كان راويًا لسلمة بن الفضل، مستقيم الحديث" ا. هـ. (الثقات 9/ 277)، وهذا من أرفع درجات التوثيق - كما أشار إلى ذلك المعلمى رحمه الله. (انظر: التنكيل 1/ 437 - 438).
(2)
الأبرش قاضى الري: اختلف فيه: وثقه ابن معين وابن سعد، وتكلم فيه البخاري وقال: عنده مناكير، وقال ابن حبان: يخطئ ويخالف، وقال أبو حاتم: محله الصدق، في حديثه إنكار، يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ. انظر: الجرح (4/ 168)، تهذيب الكمال (11/ 305)، التقريب (ص 248).
(3)
هو عيسى بن أبي عيسى - عبد الله بن ماهان.
(4)
إسناد المصنف ضعيف.
والحديث له طرق أخرى، عن مجالد - كما تقدم -.
والحديث أخرجه مسلم وغيره - كما تقدم - من طرق، عن الشعبي به.
12828 -
ز - حدثنا عثمان بن خرزاذ، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا سعد بن زياد أبو عاصم
(1)
، حدثني نافع
(2)
مولاي
(3)
- قال أبو عمرو
(4)
: وحمنة بنت شجاع - عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم استوى
⦗ص: 242⦘
على المنبر، قال:"حدثني تميم الداري، فرأى تميما في ناحية المسجد، فقال: قم يا تميم فحدث الناس بما حدثتني"، فقال: كنما في جزيرة في البحر، فإذا نحن بدابة. وذكر حديث الجساسة
(5)
.
(1)
مولى سليمان بن علي. قال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالمتين. انظر: الجرح (4/ 83)، الميزان (2/ 310).
(2)
هو نافع مولى حمنة بنت شجاع. ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقالا: روى عنه سعد أبو عاصم. ومحره ابن حبان في الثقات. انظر: التاريخ الكبير (8/ 83)، الجرح (8/ 453 - 454)، الثقات (5/ 470).
(3)
جاء في الأصل: "نافع مولاى"، وكذا جاء في إسناد أبي يعلى: حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا أبو عاصم سعد بن زياد، حدثني نافع مولاى، عن أبي هريرة به. - وساق لفظه بتمامه -. كما في (النهاية لإبن كثير صـ 59. حيث ساق الإسناد والمتن).
(4)
هكذا في الأصل: "أبو عمرو" وهي كنية عثمان بن خرزاذ (شيخ المصنف).
وجاء الإسناد في إتحاف المهرة (6/ 318): ثنا سعد بن زياد أبو عاصم، حدثى مولاي نافع أبو عمرو، وحمنة بنت شجاع، عن أبي هريرة اهـ.
وعلى هذا فيكون قوله: "أبو عمرو" كنية لنافع.
وجحطء في ترجمة سعد بن زياد (في الجرح والتعديل 4/ 83) روى عن نافع مولى حمنة.
فالذي يظهر لي -والله أعلم- أن الإسناد وقع فيه زيادة (الواو) في قوله: "وحمنة" =
⦗ص: 242⦘
= والصواب: أن سعدا روى، عن نافع مولى حمنة بنت شجاع، عن أبي هريرة.
وبناءً على ذلك فما وقع في الإسناد (مولاي) خطأ صوابه: مولى، فيكون الإسناد: نافع مولى حمنة بنت شجاع، وأما ما جاء في ظاهر الإسناد في الأصل من المستخرج وإتحاف المهرة (نافع وحمنة) فهذا لم يأت في إسناد أبي يعلى -المتقدم- ومخرج الرواية واحد، ولم أقف على ترجمة حمنة بنت شجاع ولا روايتها عن أبي هريرة. والله أعلم.
(5)
إسناد المصنف ضعيف، وقد أعله ابن كثير في النهاية (ص 59)، وقال: حديث غريب جدا.
والحديث أخرجه أبو يعلى في مسنده (وساق إسناده ابن كثير في النهاية (ص 59) قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي به. ولم أقف عليه في المطبوع من مسند أبي يعلى ومجمع الزوائد فلعله في المسند الكبير لأبي يعلى.
والحديث جاء من وجه آخر من طريق المحرر بن أبي هريرة، عن أبيه (أبو هريرة رضي الله عنه، وقد تقدم (الحديث برقم 12813) من طريق مجالد، عن الشعبي، عن المحرر بن أبي هريرة.
12829 -
ز- حدثنا ابن عبد الحكم
(1)
، حدثنا ابن أبي فديك
(2)
، عن ابن أبي ذئب
(3)
، عن ابن شهاب
(4)
، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن فاطمة بنت قيس، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أخّر ليلة صلاة العشاء الآخرة، ثم خرج
⦗ص: 243⦘
فقال: "إنما حبسني حديث كان يحدثنيه تميم عن رجل كان في جزيرة من جزائر البحر، فإذا بامرأة تجر شعرها، فقال: ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة، أتعجب منى؟ قال نعم، قالت
(5)
: فاذهب إلى ذلك القصر، قال: فذهبت إليه فإذا فيه رجل يجر شعره مسلسلا في الأغلال بعروة بين السماء والأرض، فقال: ما أنت؟ فقال: أنا الدجال، قال: فخرج النبي الأمي؟ قال: نعم.
قال: أطاعوه أم عصوه؟ قال: لا، بل أطاعوه، قال: ذلك خير لهم، وهل غارت المياه؟
(6)
.
(1)
هو محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري.
(2)
هو محمد بن إسماعيل بن مسلم: قال ابن معين: كان أروى الناس عن ابن أبي ذئب وهو ثقة. "التاريخ عن ابن معين رواية الدوري 2/ 505).
(3)
هو محمد عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث.
(4)
هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
(5)
كذا في رواية ابن أبي ذئب: (قالت) عند ابن أبي عاصم في كتابه: (الآحاد والمثاني 5/ 6 رقم 3180) من طرق عن ابن أبي ذئب، وجاء في الأصل "قال" وضبب عليها الناسخ، والصواب ما أثبت.
(6)
إسناد المصنف: إسناد صحيح.
والحديث أخرجه أبو داود في السنن (رقم 4325)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 3181)، والطبراني في المعجم الكبير (24/ 371 رقم 922)، كلهم من طريق ابن أبي ذئب، عن الزهري به.
وخالف الزهري: الوليد بن عبد الله بن جميع فرواه عن أبي سلمة، عن جابر به. (أخرج هذه الرواية أبو داود في السنن (4328).
وهذه الرواية معلولة من وجهين: الأول: في إسنادها الوليد بن عبد الله بن جميع، وهو لا بأس به. كما قال أحمد وأبو زرعة وغيرهما. إلا أنه ينفرد بما ينكر عليه. قال ابن حبان رحمه الله:"كان ممن ينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات فلما فحش ذلك منه بطل الاحتجاج به". انظر: تهذيب الكمال (35/ 31)، المجروحين=
⦗ص: 244⦘
= (3/ 78)، وقال ابن حجر: صدوق يهم. (التقريب ص 582).
الثاني: المخالفة. حيث خالف الإمام الزهري في روايته.
ولهذا رجح الإمام الدارقطني رواية الزهري، فقال: وقول الزهري أشبه بالصواب. (انظر: العلل للدارقطني 13/ 396 رقم 3290).
واختلف على الزهري، فرواه ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن فاطمة بنت قيس به.
ورواه عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، عن الزهري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن فاطمة بنت قيس به. (أشار إلى روايته الدراقطني في العلل 5/ 376).
وإسنادها ضعيف: عبد الرحمن بن يزيد ضعيف جدا. قاله ابن رجب. (شرح العلل لابن رجب 2/ 823)، وانظر: تهذيب التهذيب (6/ 295).
وقد خالف من هو أوثق منه وهو ابن أبي ذئب، وقد ذكر الدارقطني هذا الاختلاف، ثم قال: حديث أبي سلمة أصح. (العلل للدارقطني 15/ 376 رقم 4083).
12830 -
ز- حدثنا محمد بن مسلم بن وارة، حدثنا محمد بن سعيد بن سابق، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن مطرف
(1)
، عن الشعبي، عن بلال ابن أبي هريرة
(2)
، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج الدجال من هاهنا أو من هاهنا ثلاثا، بل يخرج من هاهنا يعنى المشرق"
(3)
.
(1)
ابن عبد الله بن الشخير.
(2)
لم يرو عنه غير الشعبي، وذكره ابن حبان في الثقات (4/ 65).
(3)
إسناد المصنف فيه ضعف.
والحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه (15/ 202 رقم 7692) من طريق محمد بن مسلم بن وارة به.
وقد جاءت متابعة لهذا الأسناد: من طريق مجالد بن سعيد، عن الشبي، عن=
⦗ص: 245⦘
= المحرر بن أبي هريرة، عن أبيه. وقد تقدمت (برقم 12813).
12831 -
ز- حدثنا عباس الدوري، حدثنا محمد بن الصلت
(1)
، حدثنا عثمان بن زيد الهمداني
(2)
، عن جده
(3)
، عن فاطمة بنت قيس، عن تميم الداري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"المدينة طيبة طيبة، وليس شعب من شعابها إلا عليه ملك شاهر سيفه لا يدخلها، الدجال أبدا".
(4)
(1)
ابن الحجاج الأسدي مولاهم أبو جعفر الكوفي.
(2)
ذكره الإمام المزي (تهذيب الكمال 26/ 397) -في شيوخ محمد بن الصلت- وقال: ويقال عمر بن يزيد الهمداني. ولم أقف على ترجمته.
(3)
لم أقف على اسمه وترجمته.
(4)
إسناد المصنف فيه من لم أقف عليه.
وقد تفرد به المصنف من هذا الوجه (انظر إتحاف المهرة 3/ 10).
وأصل الحديث في صحيح مسلم من حديث فاطمة بنت قيس مرفوعًا -كما تقدم-.
12832 -
أخبرني العباس بن الوليد بن مزيد، قال حدثني أبي
(1)
، حدثنا الأوزاعي
(2)
، قال حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، قال حدثني أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة، ليس من نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافين تحرسها، فينزل بالسبخة
(3)
فترجف المدينة ثلاث رجفات يخرج إليه منهاكل كافر ومنافق"
(4)
(1)
الوليد بن مزيد.
(2)
موضع الالتقاء هو الإمام الأوزاعي.
(3)
هي الأرض الى تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر. (النهاية 33312).
(4)
الحديث أخرجه البخاري في صحيحه (فضائل المدينة: باب لا يدخل=
⦗ص: 246⦘
=الدجال المدينة (4/ 114) رقم [1881].
وأخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب قصة الجساسة 4/ 2265 رقم [123]، كلاهما من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به.
فائدة الاستخراج: ذكر متابعة الوليد بن مزيد في روايته عن الأوزاعي، للوليد بن مسلم -وهو يدلس تدليس التسوية-.
وفي صحيح مسلم، وقد رواه (حدثنى أبو عمرو الأوزاعي عن إسحاق به) وأتي بالعنعنة بين شيخه وشيخ شيخه، ولم يصرح بينهما بالسحاع- وجاء التصريح بالسماع بينهما في رواية البخاري -فرواية المصنف من وجه آخر تقوية لهذا الإسناد أيضاً، والله أعلم.
قال الإمام النسائي رحمه الله: الوليد بن مزيد أحب إلينا في الأوزاعي من الوليد بن مسلم، لا يخطئ ولا يدلس. ا. هـ (شرح العلل لابن رجب 2/ 731).
12833 -
حدثنا عباس -هو الدوري-، حدثنا عبيد الله
(1)
، حدثنا شيبان
(2)
، عن يحيى
(3)
، عن إسحاق
(4)
بنحوه
(5)
.
(1)
ابن موسى بن أبي المختار -واسمه باذام- انظر: تهذيب الكمال (19/ 164).
(2)
ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي. انظر: تهذيب الكمال (12/ 592).
(3)
ابن أبي كثير الطائي. انظر: تهذيب الكمال (31/ 504).
(4)
ابن عبد الله بن أبي طلحة، وهو موضع الالتقاء.
(5)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12834 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا معاذ بن هاني
(1)
، حدثنا حماد بن سلمة
(2)
، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدجال يطأ الأرض كلها إلا مكة والمدينة، يأتي المدينة
⦗ص: 247⦘
فيجد لكل نقب من نقابها صفوف الملائكة، فيأتى سبخة الجرف
(3)
، فيضرب رواقه
(4)
، ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات، يخرج إليه كل منافق ومنافقة"
(5)
(1)
القيسي البصري -أبو هاني، ثقة- كما في (التقريب ص 536).
(2)
موضع الالتقاء هو حماد بن سلمة.
(3)
بضم الجيم وسكون الراء، وهو موضع شمال غرب المدينة -وهو حي من أحيائها فيه زراعة وسكان-. (انظر: المعالم الأثيرة لمحمد شراب ص 89).
(4)
أي فسطاطه وقبته وموضع جلوسه. انظر: (النهاية 2/ 278).
(5)
الحديث أخرجه مسلم (الفتن باب قصة الجساسة 4/ 2266 برقم 123 مكرر) من طريق يونس بن محمد عن إسحاق بن عبد الله به.
فائدة الاستخراج: ساق الإمام مسلم رحمه الله رواية حماد بن سلمة ولم يسق لفظها بتمامه؛ وساقها المصنف بتمامها.
12835 -
أخبرني العباس بن الوليد العذري، قال حدثني أبي
(1)
، حدثنا الأوزاعى
(2)
، قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: حدثني أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتبع الدجال سبعون ألفا من يهود أصبهان عليهم الطيالسه
(3)
".
(4)
(1)
هو الوليد بن مزيد العذري -بضم المهملة وسكون المعجمة-. (التقريب ص 583).
(2)
موضع الالتقاء هو الإمام الأوزاعي.
(3)
الطيالسة: جمع طيلسان: وهو ضرب من الأكسية أسود اللون، من لباس العجم وهو مما يلبس على الرأس أو الكتف أو يحيط بالبدن خالي عن التفصيل والخياطة. (انظر: القاموس 7141)، لسان العرب (8/ 183)، المعجم الوسيط (1/ 562)، غذاء الألباب شرح منظومة الآداب (2/ 201).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب في بقية من أحاديث الدجال 4/ 2266 رقم=
⦗ص: 248⦘
= [124] من طريق يحيى بن حمزة عن الأوزاعي به.
فائدة الاستخراج:
- إسناد المصنف جاء بصيغة التحديث في جميع طبقات الإسناد.
- رواية الوليد بن مريد عن الأوزاعى -قوية- قال النسائى عنه -في رواية الوليد عن الأوزاعى-: لا يخطئ ولا يدلس
…
(شرح العلل لابن رجب 2/ 731).
12836 -
وحدثني الصغاني، حدثنا عبد الله بن يوسف
(1)
، حدثنا يحيى بن حمزة
(2)
، قال: أخبرنا الأوزاعى بإسناده مثله.
(3)
(1)
التنيسي.
(2)
ابن حمزة بن واقد الحضرمي وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12837 -
حدثنا يوسف بن مسلم
(1)
، وعباس
(2)
، والصغاني، وإبراهيم
[*]
بن أبي الحارث
(3)
، والصائغ محمد بن إسماعيل، قالوا: حدثنا الحجاج بن محمد
(4)
، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنَّه سمع جابر بن عبد الله يقول: أخبرتني أم شَريك
(5)
، أنهما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
⦗ص: 249⦘
"ليفرن الناس من الدجال"، قالت أم شريك: فقلت يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال: "هم قليل".
(6)
(1)
هو يوسف بن سعيد بن مسلم.
(2)
هو الدوري.
(3)
لم أقف عليه.
(4)
المصيصي وهو موضع الالتقاء.
(5)
قال ابن حجر: لم تنسب أم شريك في رواية مسلم، (النكت الظراف 13/ 87). وساق الحافظ ابن حجر -حديثها هذا- في إتحاف المهرة (18/ 271)، وعرف بها فقال: مسند أم شريك، إحدى نساء بني عامر بن لؤي العامرية ويقال الدوسية، يقال اسمها:=
⦗ص: 249⦘
= غزية ويقال غزيله. (إتحاف المهرة 18/ 270)، وانظر كذلك: التقريب (ص 757).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب في بقية من أحاديث الدجال 2266/ 4 رقم 125) من طريق هارون بن عبد الله عن حجاج بن محمد به.
فائدة الاستخراج: الموافقة.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في النسخة الجزائرية (6/ ق 120/ ب)، ولعل الصواب: أحمد بن أبي الحارث، وهو أحمد بن محمد بن يوسف بن أبي الحارث، وانظر الأحاديث التالية (2946، 3177، 4194، 4196، 4684، 8047، 9205، 12837).
12838 -
حدثنا ابن الجنيد، حدثنا أبو عاصم
(1)
، عن ابن جريج بإسناده مثله.
(2)
(1)
هو الضحاك بن مخلد وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب في بقية أحاديث الدجال 4/ 2266 رقم 125 مكرر) من طريق محمد بن بشار وعبد بن حميد كلاهما عن أبي عاصم به.
12839 -
حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن الحربي، حدثنا محمد بن مخلد الحضرمى
(1)
، وأحمد بن إسحاق الحضرمي
(2)
جميعا، قالا: حدثنا عبد العزيز بن المختار، حدثنا أيوب، عن حميد بن هلال، عن رهط منهم أبو الدهماء
(3)
، وأبو قتادة
(4)
، قالا: كنا نمر على هشام بن عامر
(5)
نأتي
⦗ص: 250⦘
عمران بن حصين، فقال ذات يوم: إنكم لتجاوزوني إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولا أعلم بحديثه منى، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال ".
(6)
(1)
محره ابن حبان في الثقات (9/ 77) وذكره البخاري ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، وقال أبو حاتم: لا أعرفه. (انظر: التاريخ الكبير 1/ 241، الجرح والتعديل 8/ 93).
(2)
موضع الالتقاء هو أحمد بن إسحاق الحضرمي.
(3)
هو قِرفه -بكسر أوله وسكون الراء بعدها فاء- ابن بُهيس العدوى (التقريب ص 454).
(4)
اسمه تميم بن نُذير -بنون مصغر- العدوي كما في (التقريب ص 666).
(5)
ابن أمية الأنصاري، صحابي كما في (التقريب ص 573).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب في بقية من أحاديث الدجال 4/ 2266 رقم 126) من طريق زهير بن حرب عن أحمد بن إسحاق الحضرمي به.
فائدة الاستخراج: جاء لفظ المصنف "أمر" وجاء في صحيح مسلم "خلق ".
12840 -
حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا سليمان بن أيوب، حدثنا حمادبن زيد، عن أيوب
(1)
، عن حميد بن هلال، عن بعض العدويين، قال: قال لنا هشام بن عامر، "إنكم لتجاوني"، وذكر الحديث
(2)
.
(1)
السختياني وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب في بقية أحاديث الدجال 4/ 2267 برقم 127) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقى عن أيوب به.
فائدة الاستخراج: متابعة حماد بن زيد -وهو من الطبقة الأولى في أصحاب أيوب، ومن أوثق الرواة عنه (انظر شرح العلل 2/ 699) - لرواية عبيد الله بن عمرو عند مسلم في صحيحه.
12841 -
حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا أبي
(1)
، حدثنا عبيد الله ابن عمرو
(2)
، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن ثلاثة رهط من قومه منهم أبو قتادة
⦗ص: 251⦘
قالوا: كنا نمر على هشام بن عامر إلى عمران بن حصين، فقال ذات يوم: إنكم لتجاوزوني إلى رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كانوا بأحضر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أعلم بحديثه منى، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر اعبر من الدجال ".
(3)
(1)
هو العلاء بن هلال الباهلي.
(2)
ابن أبي الوليد الأسدي الرقي وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12842 -
ز- حدثنا إسحاق بن سيار قال: سمعت الأنصاري
(1)
، يحدث عن هشام
(2)
، دال حدثنا حميد بن هلال، عن أبى الدهماء، عن عمران بن حصين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سمع بالدجال فلينأ عنه، فإن الرجل ليأتيه، فيحسب أنَّه مسلم فيتبعه، ما يبعث به من الشبهات
(3)
".
(4)
(1)
هو محمد بن عبد الله الأنصاري.
(2)
ابن حسان، كما جاء التصريح به في رواية الإمام أحمد في المسند (431/ 4)، والحكم في المستدرك (4/ 531).
(3)
هي ما يلتبس فيه الحق بالباطل. (انظر: لسان العرب 504/ 13، تعليق محمد بن قاسم على شرح كشف الشبهات للشيخ محمد بن إبراهيم ص 23).
(4)
الحديث من زيادات المصنف ورجال إسناده ثقات.
وقد أخرجه أبو داود في السنن (الملاحم: باب خروج الدجال 4/ 495، رقم 4319)، وأحمد في المسند (4/ 431)، والحاكم في المستدرك (4/ 531)، كلهم من طرق عن هشام بن حسان به.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: وهذا إسناد جيد، وأبو الدهماء اسمه قرفة بن بهيس العدوي ثقة ا. هـ (النهاية ص 83).
12843 -
حدثنا الصغاني، حدثنا عفان
(1)
، حدثنا حماد بن زيد
(2)
، وجعفر بن سليمان قالا: حدثنا المعلى بن زياد، عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"العبادة في الهرج
(3)
كهجرة إليّ ".
(4)
(1)
ابن مسلم الصفار.
(2)
موضع الالتقاء هو حماد بن زيد.
(3)
قال الأمام النووي رحمه الله: المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس ا. هـ (شرح صحيح مسلم 18/ 117).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب فضل العبادة في الهرج 4/ 2268 رقم 130) من طريق يحيى بن يحيى عن حماد بن زيد به.
فائدة الاستخراج:- متابعة جعفر بن سليمان لحماد بن زيد في الرواية عن المعلى ابن زياد.
12844 -
وحدثنا الصغافي -أيضا-، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد
(1)
، بإسناده مثله.
(2)
(1)
موضع الالتقاء هو حماد بن زيد.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12845 -
حدثنا أبو على الزعفراني
(1)
، حدثنا سعيد بن سليمان
(2)
، حدثنا إسماعيل بن جعفر
(3)
ح:
وحدثنا الصغاني، حدثنا أبو سلمة الخزاعي
(4)
، حدثنا سليمان بن
⦗ص: 253⦘
بلال، كلاهما، عن العلاء
(5)
، عن أبيه، عن أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا بالأعمال ستا
(6)
: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدخان، والدابة، وخاصة أحدكم
(7)
، وأمر العامة
(8)
".
(9)
(1)
هو الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني.
(2)
الواسطي البزاز -المعروف بـ سعدويه- (تهذيب الكمال 10/ 483).
(3)
ابن أبي محتير الأنصاري - تهذيب الكمال (3/ 56) - وهو موضع الالتقاء في الإسناد الأول.
(4)
هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز.
(5)
ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي، وهو موضع الالتقاء في الإسناد الثاني.
(6)
أي أسرعوا في تكميل الأعمال الصالحة وسابقوا فيها قبل أن تظهر هذه العلامات الستة. (تكملة فتح الملهم 6/ 328).
(7)
أي الموت. (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 116، تكحلة فتح الملهم 6/ 328).
(8)
أي القيامة. (انظر المصادرين السابقين)، وسيأتي تفسير قتادة بهذا (انظر حديث رقم (12847).
(9)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب في بقية من أحاديث الدجال 4/ 2267 رقم 128)، من طريق يحيى وقتيبة وابن حجر كلهم عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء به.
فائدة الاستخراج:
- جاء لفظ المصنف بـ (الواو) في قوله: "والدجال والدخان ....
"، وجاء في رواية مسلم لي (أو): "أو الدخان أو الدجال .... . "
- متابعة سليمان بن بلال لإسماعيل بن جعفر في الرواية عن العلاء.
12846 -
حدثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأبو قلابة قالا: حدثنا أمية بن بسطام
(1)
، حدثنا يزيد بن زريع، أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن زياد بن رباح
[*]
، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدخان، ودابة الأرض، وخويصة أحدكم، وأمر العامة".
(2)
⦗ص: 254⦘
هذا لفظ أبي قلابة، وقال الدورقي: الدجال، والدخان، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة، وخويصة أحدكم.
(1)
العيشي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب في بقية من أحاديث الدجال 4/ 2267 =
⦗ص: 254⦘
= رقم 129) قال: حدثنا أمية بن بسطام العيشي به.
فوائد الاستخراج:
- المتابعة تامة من المصنف للإمام مسلم في روايته لهذا الحديث.
- ذكر الاختلاف في تقديم بعض هذه العلامات على بعض.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة: (زياد بن رباح)، وصوابه:(زياد بن رياح) كما في إتحاف المهرة (18380)، والياء في (رياح) مهملة في النسخة الجزائرية [6/ ق 121/ أ]، والحديث عند مسلم على الصواب (2947/ 129)! وهو كذلك عند أحمد في مسنده (8303، 9278) وابن حبان في صحيحه (6790 - إحسان) والطبراني في الأوسط (8137)، وقد نبهنا على تصحيف اسمه في تعليقنا على سنن النسائي على المكتبة الشاملة (4114)، ويقال على التمريض: ابن رباح كما أشار القاضي عياض في المشارق (1/ 305، 306): كل من ذكر فيها رباح بفتح الراء والباء بواحدة، وكذلك ابن رباح وابن أبي رباح ويزيد بن رباح وليس فيها خلافه، إلا زياد بن رياح أبو قيس عن أبي هريرة في أشراط الساعة ومفارقة الجماعة، كذا قيدناه عن جميعهم في مسلم بياء باثنتين تحتها، وكذا قاله عبد الغني وابن الجارود، ويقال فيه بباء بواحدة كالأول وحكى البخاري فيه الوجهين. وانظر: إكمال المعلم (6/ 162، 267)، وقد تابع القاضي عياضَ جماعةٌ، منهم: ابن قرقول في المطالع (3/ 211)، وابن الصلاح في المقدمة (ص 604)، والنووي في شرحه على مسلم (1/ 40)، (12/ 238)، (18/ 87)، إلا أنه قال: وقاله الجماهير بالمثناة لا غير. وانظر الإرشاد (2/ 717) والتقريب (ص 108)، والجعبري في رسوم التحديث (ص 181)، والمزي في تهذيب الكمال (9/ 462) والذهبي في المشتبه والتذهيب (3/ 315)، وقد علق ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه (4/ 116، 117) على قول الذهبي في المشتبه أن البخاري حكى الوجه بالموحدة بقوله: لم يذكره البخاري في التاريخ إلا بالمثناة تحت.
وقد تعقب هذا القول كذلك العراقيُّ في التقييد والإيضاح (ص 396)، فقال: قول المصنف [أي: ابن الصلاح رحمه الله] أن البخاري حكى فيه الوجهين فيه نظر؛ فإن البخاري لم يخرج له في صحيحه شيئا، وإنما ذكره في التاريخ الكبير، وحكى الاختلاف فيه من وروده بالاسم أو الكنية، والاختلاف في اسم أبيه، ولم يتعرض للخلاف في كونه بالموحدة أو المثناة من تحت، وهذه عبارته في التاريخ الكبير: زياد بن رياح أبو قيس روى عنه الحسن، قال أيوب ومهدي بن ميمون: عن عيلان بن جرير عن زياد بن رياح، وقال ابن المبارك: أنا جرير بن حازم عن عيلان عن أبى قيس بن رياح القيسى، وقال محمد بن يوسف: عن سفيان عن يونس بن عبيد عن عيلان عن زياد بن مطر عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في العصبية. هكذا هو في نسخ التاريخ: ابن رياح بالمثناة في الموضعين، وإنما أراد بالاختلاف ما ذكرته لا ضبط الحروف، ولكن المصنف تبع في ذلك صاحب المشارق فإنه حكى عن البخاري فيه الوجهين وحكى عن ابن الجارود أنه ضبطه بالموحدة والله أعلم.
قلت: والصواب في الحكاية عن ابن الجارود المثناة لا الموحدة، كما مر في عبارة المشارق وإكمال المعلم، وقد تبع العراقي في النسبة لابن الجارود جماعة منهم: السيوطي في التدريب (2/ 809).
وقد ذكره بالياء جماعة كما تقدم، وصحح ضبطه بالياء جماعة كثيرة كذلك منهم: الدارقطني في المؤتلف والمختلف (2/ 1038، 1039)، وعبد الغني بن سعيد في المؤتلف والمختلف (1/ 363)، والهروي في المشتبه (ص 131)، والخطيب في المتفق والمفترق (2/ 993، 994)، وابن ماكولا في الإكمال (4/ 16)، وعبد الغني المقدسي في الكمال (5/ 53)، والخويي في نظمه أقصى الأمل، وبدر الدين ابن جماعة في المنهل الروي (ص 124)، والتبريزي في الكافي (ص 773)، وابن حجر في التقريب (2074).
تنبيه: في مسند أحمد طبعة المكنز حديث (8419) أثبتوها: زياد بن رياح، وفي حديث (9401) أثبتوها: زياد بن رباح؛ بناء على أن الموضع الثاني كل النسخ (وأكثرها نسخ ليست بالعتيقة) ذكرته بالموحدة إلا واحدة ذكرته مهملا، وقد طالعت هذه النسخ في الموضعين، والأولى أن يضطردوا على الأصل بالياء، بناء على هذه النسخة، والله أعلم.
12847 -
حدثنا أبو علي الزعفراني، ومحمد بن إسماعيل الصائغ قالا: حدثنا عفان
(1)
، حدثنا همام
(2)
، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن زياد بن رباح
[*]
، عن أبي هريرة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدخان، ودابة الأرض، وخويصة أحدكم، وأمر العامة".
وكان قتادة يقول: إذا قال: وأمر العامة، قال: أي: أمر الساعة
(3)
.
(1)
ابن مسلم الصفار.
(2)
ابن يحيى العوذي، وهو موضع الالتقاء.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب في بقية من أحاديث الدجال 4/ 2267) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن همام به.
فائدة الاستخراج: تفسير قتادة لقوله "وأمر العامة" وهذا مما تفرد به عفان في روايته عن همام.
وقد أخرج الإمام أحمد هذا الحديث في المسند (2/ 324) قال حدثنا: عبد الصمد وعفان قالا: حدثنا همام -وذكره-.
ثم قال الإمام أحمد: قال عفان في حديثه: وكان قتادة إذا قال: "و أمر العامة" قال: أمر الساعة.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: انظر تعليقنا على الحديث السابق.
12848 -
حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا عمرو بن عاصم
(1)
، قال همام
(2)
: حدثنا قتادة، عن الحسن، عن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله- إلى قوله:"وأمر العامة"-
(3)
(1)
ابن عبيد الله الكلابي القيسي.
(2)
ابن يحيى، وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12849 -
حدثنا الصغاني، حدثنا أبو زيد الهروي
(1)
، ومسلم بن إبراهيم
(2)
، قالا: حدثنا شعبة
(3)
، عن علي بن الأقمر، عن أبي الأحوص
(4)
، عن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس"
(5)
رواه ابن مهدي عن شعبة
(6)
(1)
هو سعيد بن الربيع الحرشي العامري.
(2)
الأزدي الفراهيدي.
(3)
ابن الحجاج وهو موضع الالتقاء.
(4)
هو عوف بن مالك الجشمي.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب قرب الساعة 4/ 2268 رقم 131) من طريق زهير بن حرب عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة به.
(6)
أخرج هذه الرواية موصولة الإمام مسلم في صحيحه -كما تقدم- وأحمد في مسنده (1/ 435)، وابن حبان في صحيحه (15/ 264 رقم 6850)(الإحسان)، والبغوي في شرح السنة (15/ 90 رقم 4286)، كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن مهدي به.
12850 -
حدثنا شعيب بن عمرو، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي حازم
(1)
، حمعه من سهل يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بعثت أنا والساعة كهذه من هذه
(2)
"
(3)
(1)
سلمة بن دينار، وهو موضع الالتقاء.
(2)
وجاء حديث أنس رضي الله عنه -كما سيأتي- بلفظ "بعثت أنا والساعة هكذا" وقرن شعبة أصبعيه المسبحة والوسطى -يحكيه- (صحيح مسلم: الفتن رقم 134).
واختلف الشراح -شراح الصحيحين وغيرهما- في بيان معنى هذا الحديث.
ومن أقوى ما قيل في ذلك: ما قاله الإمام القرطبي رحمه الله: حاصله تقريب أمر الساعة التي هى القيامة، وسرعة مجيئها. وهذا كما قال سبحانه "فقد جاء أشراطها" قال الحسن: أول أشراطها محمد صلى الله عليه وسلم. ا. هـ (المفهم 7/ 305).
ثم تعرض الحافظ ابن حجر رحمه الله لأقوال العلماء في تحديد ما بقي من عُمر الدنيا استنباطًا من هذا الحديث ثم قال رحمه الله: والصواب الإعراض عن ذلك. ا. هـ (الفتح 11/ 357 - 358).
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه (الرقاق: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين" 11/ 355 رقم 6503) من طريق أبي غسان عن أبي حازم به.
ومسلم في صحيحه (الفتن: باب قرب الساعة 4/ 2268 رقم 132) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن وعبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم به.
فائدة الاستخراج: أن لفظ الرواية في صحيح مسلم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يشير بأصبعيه التي تلي الإبهام والوسطى وهو يقول: "بعثت أنا والساعة هكذا"، وجاء تفسير هذه الإشارة في لواية المصنف "كهذه من هذه".
وكذلك هذا الحديث يعتبر من الرباعيات للمصنف رحمه الله.
12851 -
حدثنا الصغاني، حدثنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم
(1)
، عن أبيه، عن سهل بن سعد أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بعثت أنا والساعة كهاتين، وأشار بأصبعه".
(2)
(1)
موضع الالتقاء، هو عبد العزيز بن أبي حازم.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: ساق الإمام مسلم لفظ رواية يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، ولم يسق لفظ رواية عبد العزيز -وقد ساقها المصنف هنا-.
12852 -
حدثنا أبو هريرة
(1)
[*]
، حدثنا جنادة بن محمد
(2)
، حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم بإسناده مثله، وأشار بإصبعه السبابة والوسطى.
(3)
(1)
هكذا في الأصل، وجاء في إتحاف المهرة (6/ 127):(أبو هبيرة). ولم أقف عليه [*].
(2)
أبو يحيى المري الدمشقى، قال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات.
انظر: الجرح والتعديل (2/ 516)، الثقات (8/ 165).
(3)
تقدم تخريجه برقم (12846).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة والنسخة الجزائرية [6/ ق 121/ ب]: (أبو هريرة)، وصوابه:(أبو هبيرة) كما في إتحاف المهرة (6247)، وأبو هبيرة هو محمد بن الوليد بن هبيرة الهاشمي الدمشقي، وقد تقدم عند المصنف (6962)، وأبو هبيرة يروي عن جنادة بن محمد، انظر: الأسامي والكنى للحاكم (5/ 136)، تاريخ دمشق لابن عساكر (11/ 300)، تهذيب الكمال (26/ 597، 598)، ومن مشايخ أبي عوانة من كنيته أبو هبيرة كذلك، وهو علي بن عمرو بن الحارث بن سهل الأنصاري البغدادي، انظر:(850، 2701، 10246).
12853 -
حدثني مسدد،
(1)
حدثنا قتيبة
(2)
، حدثنا يعقوب
(3)
، عن أبي حازم، أنَّه سمع سهلا يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول بإصبعه التي تلي الإبهام والوسطى، وهو يقول:"بعثت أنا والساعة هكذا".
(4)
(1)
ابن قطن بن إبراهيم النيسابوري.
(2)
ابن سعيد، وهو موضع الالتقاء.
(3)
ابن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القارئ - بتشديد التهتانية- كما في (التقريب ص 608).
(4)
تقدم تخريجه برقم (12846).
12854 -
حدثنا عيسى بن أبي حرب الصفار، وعلي بن سهل، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، قالوا: حدثنا يحيى بن أبي بكير، وحدثنا الصغاني، حدثنا يحيى بن أبي بكير، قالا:
(1)
حدثنا شعبة،
(2)
عن قتادة، وأبي التياح
(3)
، وحمزة الضبي
(4)
، أنهم سمعوا أنسًا يقول: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بعثت أنا والساعة كهاتين"، -وأشار شعبة بإصبعيه السبابة والوسطى-
(5)
قال:
⦗ص: 259⦘
فكان قتادة يقول: كفضل إحديهما على الأخرى.
(6)
رواه خالد بن الحارث، عن شعبة، عن قتادة، وأبي التياح
(7)
.
(1)
كذا في الأصل. وهذا يوهم أن هناك راويين عن شعبة، والصواب أنه واحد (يحيى بن أبي بكير) ولذلك جعل الحافظ ابن حجر: الصغاني مضمومًا لشيوخ المصنف الثلاثة في أول الإسناد. (إتحاف المهرة 2/ 210 رقم 1569).
(2)
ابن الحجاج، وهو موضع الالتقاء.
(3)
هو يزيد بن حميد الضبعي البصري.
(4)
هذا هو الصواب كما في إتحاف المهرة (2/ 210، 1/ 603)، وكذلك جاء في إسناد الإمام مسلم في صحيحه (الفتن رقم 134 مكرر).
وهو حمزة بن عمرو الضبي انظر: (تهذيب الكمال 7/ 336).
[وجاء في الأصل (الضبعى) وهو خطأ].
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه (الرقاق: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين 11/ 35 رقم 6504) من طريق وهب بن جرير عن شعبة عن قتادة وأبي التياح عن أنس.
ومسلم في صحيحه (الفتن: باب قرب الساعة 4/ 2269 رقم 133 - 134) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، عن قتادة، وأبي التياح، عن أنس به.
وعن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن قتادة، وأبي التياح، عن أنس به.
وعن ابن أبي عدي عن شعبة عن حمزة الضبي وأبي التياح عن أنس به.
فائدة الاستخراج: ساق الإمام مسلم إسناد رواية حمزة الضبي، ولم يسق لفظها وقال: -بمثل حديثهم- وساق المصنف لفظها مجموعًا مع لفظ قتادة وأبي التياح.
(6)
جاء في رواية محمد بن جعفر عن شعبة قال "وسمعت قتادة يقول في قصصه: كفضل إحداهما على الأخرى؛ فلا أدري أكره عن أنس أو قاله قتادة"(صحيح مسلم: الفتن رقم 133).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ولم أرها في شيء من الطرق عن أنس وقد أخرجه مسلم من طريق معبد بن هلال، والطبري من طريق إسماعيل بن عبيد الله كلاهما، عن أنس، وليس فيه، نعم وجدت هذه الزيادة مرفوعة في حديث أبي جبيرة بن الضحاك عند الطبري ا. هـ.
انظر: هذه الرواية مسندة في تاريخ الطبري (1/ 15 ط دار المعارف) قال حدثني أحمد بن محمد بن حبيب قال حدثنا أبو نصر حدثنا المسعودي عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن أبي جبيرة به مرفوعًا.
وفي إسناد هذه الرواية ضعف -المسعودي (عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة) وقد اختلط- (انظر: الكواكب النيرات ص 282).
(7)
أخرج هذه الرواية موصولة الإمام مسلم في صحيحه -كما تقدم-.
12855 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا أبو زيد الهروي، حدثنا شعبة،
(1)
عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بعثت أنا والساعة هكذا" -وأشار بإصبعيه- فوصف ذلك شعبة، فضم السبابة والوسطى.
(2)
(1)
ابن الحجاج، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب قرب الساعة 4/ 2269 رقم 134) من طريق خالد بن الحارث عن شعبة به.
وتقدم تخريج البخاري لهذا الحديث. ضمن تخريج الحديث السابق.
12856 -
حدثنا أبو قلابة، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة،
(1)
عن أبي التياح، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى".
(2)
(1)
ابن الحجاج، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب قرب الساعة 4/ 2269 رقم 134 مكرر) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي التياح عن أنس به.
وتقدم تخريج البخاري لهذا الحديث - انظر تخريج حديث رقم 12854.
فائدة الاستخراج: سياق لفظ رواية أبي التياح -منفردة- عن أنس، بينما جاءت عند مسلم في صحيحه مقرونة برواية قتادة.
وقد ساق إسنادها مسلم ولم يسق لفظها.
12857 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة
(1)
، عن قتادة وأبي التياح، سمعا أنس بن مالك، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بعثت أنا والساعة كهاتين".
وزاد قتادة: كفضل إحديهما على الأخرى.
(2)
(1)
ابن الحجاج، وهو موضوع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه (برقم 12854).
12858 -
حدثنا أبو حاتم الرازي، قال حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا معتمر
(1)
، عن أبيه، عن معبد
(2)
، عن أنس بن مالك، قال النبي: صلى الله عليه وسلم "بعثت أنا والساعة كهاتين، وجمع بين إصبعيه"
(3)
(1)
ابن سليمان التيمي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
ابن هلال العنزي.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب قرب الساعة 4/ 2269 رقم 135) من طريق أبي غسان المسمعي عن معتمر به.
⦗ص: 261⦘
=وقد أخرجه البخاري من طرق عن أنس - كما تقدم برقم 12854.
12859 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا عارم، حدثنا المعتمر،
(1)
قال: قال أبي: حدثنا معبد، عن أنس حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"بعثت والساعة كهاتين، وقال بأصبعيه هكذا، السبابة والوسطى".
(2)
(1)
ابن سليمان وهو موضع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12860 -
روى أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان الأعراب إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الطاعة، متى الساعة؟ فينظر إلى أحدثهم سناً، فقال:"إن يعش هذا لم يدركه الهرم، قامت عليكم ساعتكم".
(1)
(1)
هذا التعليق وصله الإمام مسلم في صحيحه (الفتن: باب قرب الساعة 4/ 2269 رقم 136) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب عن أبي أسامة به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (الرقاق: باب سكرات الموت 369/ 11 رقم 6511) من طريق صدقه بن الفضل عن عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة به.
ملحوظة: لم يسند المصنف رحمه الله حديث عائشة رضي الله عنها فضاق عليه فعلقه من طريق الإمام مسلم رحمه الله.
12861 -
حدثنا جعفر الصائغ، حدثنا عفان، حدثنا حماد
(1)
، أخبرنا ثابت، عن أنس أنَّ رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم متى تقوم الساعة؟ وعنده
⦗ص: 262⦘
غلام من الأنصار يقال له: محمد، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:"إن يعش هذا فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة"
(2)
(1)
ابن سلمة وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب قرب الساعة 4/ 2269 رقم 137) من طريق يونس بن محمد عن حماد بن سلمة به.
فائدة الاستخراج: رواية عفان عن حماد وهو من أوثق الناس في حماد بن سلمة. (انظر شرح العلل 2/ 707).
12862 -
حدثنا أبو داود الحراني، ومحمد بن حيويه، وإسماعيل القاضي، قالوا: حدثنا سليمان بن حرب
(1)
، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا معبد بن هلال العنزي، عن أنس بن مالك: أنَّ رجلا سأل النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: متى الساعة؟ قال: فسكت عنه هنية، ثم نظر إلى غلام بين يديه من أزد شنوءة،
(2)
فقال: "إنْ يعمر هذا الغلام لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة" قال: قال أنس: ذاك الغلام من أقراني يومئذ.
(3)
(1)
موضع الالتقاء هو سليمان بن حرب.
(2)
بفتح الشين، اسم قبيلة. انظر:(تكملة فتح الملهم 6/ 332).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب قرب الساعة 4/ 2270 رقم 138) من طريق حجاج الشاعر عن سليمان بن حرب به.
فائدة الاستخراج: المساواة مع الإمام مسلم والمتابعة من طرق عن سليمان بن حرب.
12863 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا أبو الوليد
(1)
، حدثنا همام
(2)
، حدثنا قتادة، قال: قال لى أنس: ومر غلام للمغيرة بن شعبة
⦗ص: 263⦘
وكان من أقراني، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"إن يؤخر هذا فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة".
(3)
(1)
هو الطيالسي.
(2)
ابن يحيى وهو موضع الالتقاء.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب قرب الساعة 4/ 2270 رقم 139) من طريق عفان بن مسلم عن همام به.
12864 -
روى سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة يبلغ به
(1)
: قال: "تقوم الساعة والرجل يحلب اللقحة، فما رفع الإناء إلى فيه، حتى تقوم" الحديث.
(2)
(1)
هذا من صيغ الرفع. (انظر: تدريب الراوي 1/ 213) وقد جاء الرفع صريحاً في الحديث الثاني وجاءت الصيغة في صحيح مسلم: عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال.
(2)
هذا الحديث وصله الإمام مسلم في صحيحه (الفتن: باب قرب الساعة 4/ 2270 رقم 140) قال: حدثنا زهير بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة به.
وسياتي -في الحديث التالي- إسناد المصنف لهذا الحديث من طريق الحميدي عن ابن عيينة.
وقد أخرجه البخاري في صحيحه (الرقاق: باب
…
11/ 360 رقم 6506) من طريق شعيب، والإمام أحمد في المسند (2/ 369) من طريق ورقاء بن عمر اليشكري كلاهما عن أبي الزناد به.
12865 -
حدثنا الترمذي
(1)
حدثنا الحميدي
(2)
حدثنا سفيان
(3)
، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال:
⦗ص: 264⦘
قال النبي صلى الله عليه وسلم "تقوم الساعة والرجل يحلب الناقة، وتقوم الساعة والرجل يلوط
(4)
حوضه"
(5)
(1)
هو محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي.
(2)
عبد اللّه بن الزبير بن عيسى القرشي (والحديث في مسنده برقم 1103، 1179).
(3)
ابن عيينة وهو موضع الالتقاء.
(4)
أي يطينه ويصلحه (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 122)، (التذكرة للقرطبي 1/ 452).
(5)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: رواية الحميدي -وهو من أجل أصحاب ابن عيينة- قال الحاكم: كان البخاري إذا وجد الحديث عند الحميدي لا يعدوه إلى غيره ا. هـ (انظر التقريب ص 303).
12866 -
حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو معاوية
(1)
، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
(2)
، قال: ما بين النفختين
(3)
⦗ص: 265⦘
أربعون، قالوا: أربعون عاما يا أبا هريرة؟ قال: أبيت،
(4)
قالوا: أربعون شهرا؟ قال: أبيت. قال: أربعون يوماً حسبت؟ قال: أبيت. ثم ينزل الله عز وجل من السماء ماءً، فينبُتُون كما ينبت البقل، وإنه ليس من الإنسان شيء إلا يبلى ما خلا عظم واحد، وهو: عَجْب الذنب
(5)
،
⦗ص: 266⦘
وفيه يركب الخلق يوم القيامة.
(6)
(1)
محمد بن خازم وهو موضع الالتقاء.
(2)
هكذا في الأصل -موقوفا- وكذلك يفهم من صنيع المصنف في الحديث الآتي بقوله: "بإسناده مثله مرفوع" فإن ظاهره أن الإسناد والذي قبله موقوف.
وأكثر الرواة عن أبي معاوية رووه مرفوعا، وفيهم أبو كريب، وروايته عند مسلم في صحيحه (الفتن رقم 141) وأبو بكر بن أبي شيبة (عند المصنف برقم 12866).
وكذلك جاء مرفوعاً من طريق حفص بن غياث عن الأعمش به. "أخرج روايته البخاري في صحيحه التفسير: باب قوله تعالى "ونفخ في الصور .... " 8/ 414 رقم 4814)، فتبين من هذا شذوذ رواية الوقف، وهناك احتمال بإنه سقط ذكر: النبي صلى الله عليه وسلم من الأسناد في الأصل.
ومما يقوي هذا ظاهر صنيع الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (14/ 585) فإنه جعل جميع الأسانيد في سياق واحد، ولم يشر إلى أنه موقوف -والله أعلم-.
(3)
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: في تفسير قوله تعالى "ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله" سورة النمل (آية 87).
يخبر تعالى عن هول يوم نفخة الفزع في الصور، وهو كما جاء في الحديث "قرن ينفخ فيه"[أخرجه الإمام أحمد (المسند 2/ 192]- ثم قال رحمه الله ثم بعد ذلك=
⦗ص: 265⦘
= نفخة الصعق وهو الموت ثم بعد ذلك نفخة القيام لرب العالمين وهو النشور من القبور. ا. هـ (تفسير القرآن العظيم لابن كثير 6/ 225 - 226).
وقد أطال الإمام السفارييني رحمه الله في بيان ذلك وما ورد فيه. (انظر لوامع الأنوار البهية 2/ 161 - 166).
(4)
قال القرطبي فيه تأويلان:
الأول: أي امتنعت من بيان ذلك وتفسيره - وعلى هذا كان عنده علم من ذلك وسمعه من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أي أبيت أن أسال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وعلى هذا لم يكن عنده علم من ذلك-.
والأول أظهر والله أعلم لأنه ليس من البينات والهدى الذي أمر بتبليغه، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: حفظت وعاءين من علم الساعة، فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته لقطع منى هذا البلعوم. (التذكرة 1/ 452 - 453).
واختار الحافظ ابن حجر: الثاني، وأن أبا هريرة لم يكن عنده في ذلك توقيف (الفتح 8/ 414).
(5)
قال ابن حجر: العجب: بفتح المهملة وسكون الجيم بعدها موحدة، ويقال (عجم) بالميم أيضًا عوض الباء، وهو عظم لطيف في أصل الصلب، وهو رأس العصعص، وهو مكان رأس الذنب من ذوات الأربع.
وفي حديث أبي سعيد الخدري (عند ابن أبي الدنيا وأبي داود والحاكم) مرفوعًا "إنه مثل حبة الخردل". الفتح (8/ 415).
وهذا الحديث الذي أشار إليه الحافظ ابن حجر هو حديث أبى سعيد مرفوعًا بلفظ "يأكل التراب كل شيءٍ من الإنسان إلا عجب ذنبه" قيل: ومثل ما هو يا =
⦗ص: 266⦘
= رسول اللّه؟ قال: "مثل حبة خردل منه تنبتون" أخرجه الإمام أحمد (المسند 3/ 28) والحكم (المستدرك 4/ 609) كلاهما عن طريق دراج أبو السمح عن أبي الهيثم سليمان ابن عمر عن أبي سعيد به -وإسناده ضعيف بسبب رواية دراج عن أبي الهيثم -قال ابن حجر: دراج
…
صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف (التقريب ص 201).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه (التفسير: باب قوله تعالى "ونفخ في الصور
…
" 8/ 441 رقم 4814) من طريق حفص بن غياث عن الأعمش به.
ومسلم في صحيحه (الفتن: باب ما بين النفختين 4/ 2270 رقم 141) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء عن أبي معاوية به.
12867 -
حدثنا البِرْتي القاضي
(1)
، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية
(2)
، حدثنا الأعمش، بإسناده مثله مرفوع.
(3)
(1)
هو أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر.
(2)
هو محمد بن خازم، وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12868 -
حدثنا أبو علي الزعفراني
(1)
، حدثنا شبابة
(2)
، حدثنا ورقاء
(3)
، ح:
وحدثنا الدقيقي
(4)
، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا ورقاء، عن أبي الزناد
(5)
، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل ابن آدم
⦗ص: 267⦘
يأكله التراب إلا عجب الذنَب منه خلق وفيه يركب".
(6)
(1)
هو الحسن بن محمد بن الصباح.
(2)
ابن سوار الفزاري.
(3)
ابن عمر اليشكري.
(4)
هو محمد بن عبد الملك الواسطي.
(5)
هو عبد الله بن ذكوان وهو موضع الالتقاء.
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب ما بين النفختين 4/ 2271 رقم 142) من طريق المغيرة الحزامي عن أبي الزناد به.
وتقدم تخريج البخاري للحديث من طريق أبي صالح عن أبي هريرة به. (انظر حديث رقم 12866).
12869 -
حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب
(1)
، قال: حدثنا مالك
(2)
، [و]
(3)
ابن أبي الزناد
(4)
، عن أبي الزناد
(5)
، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب".
(6)
(1)
هو عبد الله بن وهب.
(2)
ابن أنس -إمام دار الهجرة-.
(3)
ما بين المعقوفتين زيادة من إتحاف المهرة (15/ 239)، وجاء في الأصل: إسقاط (الواو)، فصار:(مالك بن أبي الزناد). وهو خطأ، ولا يعرف في الرواة عن أبي الزناد (مالك بن أبي الزناد) انظر تهذيب الكمال (14/ 478)، وعبد الرحمن بن أبي الزناد من شيوخ عبد الله بن وهب - كما تهذيب الكمال (16/ 279).
(4)
هو عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان.
(5)
هو عبد الله بن ذكوان وهو موضع الالتقاء.
(6)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: رواية مالك عن أبي الزناد. -وحسبك بمالك-.
12870 -
حدثنا السلمي، حدثنا عبد الرزاق
(1)
، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة قال: وقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إن في الإنسان عظْما لا تأكله الأرض أبدا، فيه يركب يوم القيامة، قالوا: أي عظم هو يا رسول اللّه؟ قال: عجب الذنب".
(2)
(1)
ابن همام الصنعاني، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الفتن: باب ما بين النفختين 4/ 2271 رقم 143) من طريق محمد بن رافع عن عبد الرزاق به.
وتقدم تخريج البخاري له من طريق أبى صالح عن أبي هريرة (انظر حديث رقم 12866).
12871 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، والصغاني قالا: حدثنا سعيد بن أبي مريم
(2)
، حدثنا محمد بن جعفر
(3)
، أخبرني العلاء بن عبد الرحمن
(4)
، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر".
(5)
(1)
هو الذهلي.
(2)
هو سعيد بن الحكم أبي مريم الجمحي.
(3)
ابن أبي كثير الأنصاري الزرقي.
(4)
الحرقى، وهو موضع الالتقاء.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد والرقائق: 4/ 2272 رقم 1)، من طريق الدراوردي عن العلاء به.
فائدة الاستخراج: متابعة محمد بن جعفر للدراوردي في الرواية عن العلاء.
ملحوظة: لم يذكر المصنف (أبو عوانة رحمه الله -في النسخة المخطوطة بين أيدينا- كتاب الزهد وإنما جعل أحاديثه مضمومة لما قبله من أحاديث الفتن. والحافظ ابن حجر في إحالاته في إتحاف المهرة في بعض المواضع يحيل إلى كتاب الرقاق وتارة يحيل إلى كتاب الفتن: انظر: على سبيل المثال: حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه (في صحيح مسلم الزهد والرقاق رقم 3) سيأتي عند المصنف برقم (12878) وعزاه ابن حجر (عه/ الفتن) انظر إتحاف المهرة (6/ 689) وحديث جابر (في صحيح مسلم الزهد والرقاق رقم 2) وسياتي عند المصنف برقم (12875) وعزاه ابن حجر (عه / الفتن) انظر إتحاف المهرة (3/ 334).
وأما حديث أبي هريرة برقم: (12871) وهو في صحيح مسلم (الزهد والرقاق 1) عزاه ابن حجر (عه/ الرقاق في آخر الكتاب) انظر إتحاف المهرة =
⦗ص: 270⦘
= (15/ 279) كذلك حديث أبي هريرة (برقم 12886) وهو في صحيح مسلم (الرقاق رقم 4) عزاه ابن حجر (عه/ الرقاق) انظر إتحاف المهرة (15/ 312).
12872 -
وحدثنا الصغاني، حدثنا معلى بن منصور، حدثنا سليمان بن بلال، عن العلاء
(1)
بمثله.
(2)
(1)
ابن عبد الرحمن الحرقي، وهو موضوع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12873 -
حدثني محمد بن النعمان
(1)
ببيت المقدس، وأبو يونس الجمحي
(2)
، والعثماني
(3)
، قالوا: حدثنا ابن أبي أويس
(4)
، حدثنا مالك، عن العلاء بمثله.
(5)
(1)
ابن بشير المقدسي أبو عبد الله النيسابوري.
(2)
هو محمد بن أحمد بن يزيد القرشي الجمحي.
(3)
عمرو بن محمد العثماني.
(4)
إسماعيل بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن أويس.
(5)
تقدم تخريجه (برقم 12871).
12874 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا أمية بن بسطام، حدثنا يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم مثله.
(1)
(1)
رواية روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن به. انظر: (إتحاف المهرة 15/ 279) وتقدم تخريج الحديث (برقم 12867).
12875 -
روى القعنبي
(1)
، عن سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مر بالسوق، فمر يجدي
(2)
أسك
(3)
ميت، فأخذ بأذنه، ثم قال:"أيكم يحب أنَّ هذه له بدرهم" الحديث.
(4)
(1)
هو عبد الله بن مسلمه ومن طريقه أخرج الإمام مسلم هذا الحديث في صحيحه (الزهد والرقاق 4/ 2272 رقم 2) وكذلك أبو داود (السنن: الطهارة باب ترك الوضوء من مس الميتة 1/ 130 رقم 186).
وسيذكر المصنف طرقه الموصولة لهذا الحديث فيما يأتي، والحديث أخرجه أحمد في المسند (3/ 365) من طريق وهيب بن خالد عن جعفر بن محمد به والبخاري في الأدب المفرد (برقم 962) من طريق الدراوردي عن جعفر به.
(2)
هو ولد المعز. انظر: (مختار الصحاح ص 96).
(3)
أي صغير الأذنين انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 125).
(4)
تقدم تخريجه عند التعليق في بداية الحديث.
فائدة التخريج: تسمية جعفر في الإسناد وقد جاء مهملا في صحيح مسلم.
12876 -
حدثنا أبو يحيى الناقد
(1)
، حدثنا عثمان بن عبد الوهاب الثقفي
(2)
، حدثنا أبي
(3)
، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج يريد العالية، فمر بجَدْيٍ ميت أسَكَّ، فأخذ بأذنه، وقال:"من يشتري هذا بدرهم"، قال: قلنا: ما أحد يسره أنَّه له
⦗ص: 272⦘
بدرهم، ولو كان حيا ما يسوي درهم، لأن الأسك عيب. فقال:"والله للدنيا أهون على الله من هذه عليكم".
(4)
(1)
هو زكريا بن يحيى بن عبد الملك البغدادي.
(2)
هو عثمان بن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي: ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 453) وكذبه ابن معين كما في كتاب معرفة الرجال لابن محرز جـ 1/ 66) وانظر: أخبار أصبهان لأبي نعيم (1/ 359).
(3)
هو عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي وهو موضع الالتقاء.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد والرقاق 4/ 2272 رقم 2 مكرر) من طريق محمد بن عروة عن عبد الوهاب به.
فائدة الاستخراج: ساق الإمام مسلم رحمه الله إسناد رواية عبد الوهاب وقال بمثل رواية سليمان بن بلال -غير أنه قال- "فلو كان حيًا كان هذا السكك به عيبًا" وساق المصنف لفظ الرواية تامًا. وهو بنحو ما ذكره الإمام مسلم رحمه الله، وهذا مما يدل على أن عثمان حفظ من أبيه هذا الحديث ولم يخطئ فيه.
12877 -
حدثنا ابن أبي الدُّميك
(1)
، حدثنا عفان، حدثنا وهيب، ح، وحدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا عفان، حدثنا وهيب، قالا: حدثنا جعفر بن محمد
(2)
، عن أبيه، عن جابر أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أتى العالية، فمر بجدي أسك ميت، فتناوله فرفعه، فقال:"أيكم يحب أنَّ هذا له"، قالوا: ما نحب أنَّه لنا بشيء وما نصنع به؟ قال: "تحبون أنَّه لكم، [قالوا]
(3)
فوالله لو كان حيا لكان عيبا فيه إنَّه أسك، فكيف وهو ميت؟ قال: فوالله للدنيا أهون على اللّه من هذا عليكم".
(4)
(1)
هو محمد بن طاهر بن خالد.
(2)
ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -المعروف بالصادق- وهو موضع الالتقاء.
(3)
هذه الزيادة ساقطة من "الأصل" -ومثبتة في صحيح مسلم- وبها يستقيم السياق.
(4)
تقدم تخريجه برقم (12875).
12878 -
حدثنا ابن الجنيد، حدثنا أبو زيد الهروي، وشاذان
(1)
قالا: حدثنا شعبة
(2)
، عن قتادة، عن مطرف
(3)
، عن أبيه، ح،
وحدثنا يوسف بن مسلم، قال: حدثنا حجاج
(4)
، حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة، قال: سمعت مطرف، عن أبيه، قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ "ألهاكم التكاثر" قال: " يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت".
(5)
قال شاذان:
(6)
إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال حين أنزلت {أَلهَكُمُ التَكَاثُرُ} قال: "يقول" بمثله.
(7)
(1)
الأسود بن عامر.
(2)
ابن الحجاج وهو موضع الالتقاء في كلا الإسنادين.
(3)
ابن عبد اللّه بن الشخير.
(4)
ابن محمد المصيصي.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2273 رقم 3 مكرر) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة به.
فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ رواية شعبة بتمامها، وساق الإمام مسلم الأسناد وأحال إلى لفظ رواية همام عن قتادة.
(6)
هذا التعليق موصول بالإسناد الذي قبله.
(7)
تقدم تخريجه في الحاشية رقم (6).
فائدة هذا التعليق: قوله "حين أنزلت" وهذا مشعر بأن الحديث وقع حين أنزلت السورة، وبقية الرواة رووه عن شعبة به بلفظ "وهو يقرأ"، كما في رواية حجاج عند المصنف -وقد تقدمت- ورواية محمد بن جعفر (غندر) عند أحمد (في المسند 4/ 24)، ومسلم (كما تقدم) ووهب بن جرير (وروايته عند الترمذي في جامعه برقم 2342) وابن المبارك (كما في الزهد لابن المبارك برقم 458) وغيرهم.
12879 -
حدثنا ابن الجنيد، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا همام
(1)
، عن قتادة، عن مطرف، عن أبيه، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} قال: "يقول ابن آدم مالي مالي، قال وهل لك يا بن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت".
(2)
(1)
ابن يحيى وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2273 رقم 3) من طريق هداب بن خالد، عن همام به.
12880 -
حدثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى
(1)
إملاء، حدثنا عبد اللّه بن يريد المقرئ، حدثنا همام
(2)
، عن قتادة، عن مطرف، عن أبيه، أنَّه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم قال: فسمتعه يقرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} وذكر بمثله.
(3)
(1)
هو الدرابجردي أبو الحسن الهلالي.
(2)
ابن يحيى هو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12881 -
حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا علي بن المديني، حدثنا ابن أبي عدي
(1)
، عن سعيد
(2)
، عن قتادة
(3)
، عن مطرف، عن أبيه، بنحوه.
(4)
(1)
هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي.
(2)
ابن أبي عروبة.
(3)
ابن دعامة السدوسي وهو موضع الالتقاء.
(4)
تقدم تخريجه (برقم 12879).
12882 -
حدثنا ابن أبي رجاء، حدثنا وكيع، عن همام
(1)
، عن قتادة، عن مطرف، عن أبيه، أنَّ رجلا انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ {أَلْهَاكُمُ
⦗ص: 275⦘
التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} وهو يقول: مالي مالي، فقال:"مالك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت، أو لبست فأبليت، أو أكلت فأفنيت".
(2)
(1)
ابن يحيى وهو موضع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه برقم (12879).
فائدة الاستخراج: في لفظ رواية المصنف من هذا الوجه: "أن رجلاً" هو الذي انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ.
وسائر الروايات لهذا الحديث -كما تقدم- أن الذي وقع له ذلك هو عبد الله بن الشخير الصحابي راوي الحديث، فلعله أبهم نفسه في هذه الرواية والله أعلم.
12883 -
حدثنا ابن الجنيد، حدثنا مسلم، حدثنا أبان، عن فتادة
(1)
، عن مطرف، عن أبيه، قال: دُفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه السورة {أَلْهَاكُمُ} بمثله.
(2)
(1)
ابن دعامة السدوسي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه برقم (12879).
12884 -
حدثنا ابن الجنيد، حدثنا الأسود بن عامر، حدثنا أبو هلال
(1)
، عن قتادة
(2)
، عن مطرف، عن أبيه، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} وهو يقول: "يقول ابن آدم مالى مالي، هل لك يا بن آدم إلا ما أكلت فأفنيت، أو أعطيت فأمضيت، أو لبست فأبليت"
(3)
.
(1)
هو محمد بن سليم الراسي.
(2)
ابن دعامة السدوسي وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه (برقم 12879).
فائدة الاستخراج: جاءت رواية المصنف هنا بلفظ "أعطيت" بدل "تصدقت" وستأتي عند المصنف في الحديث التالي بالشك "أعطيت أو تصدقت".
12885 -
حدثنا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي، حدثنا عاصم بن النضر، حدثنا معتمر
(1)
، حدثنا أبي، عن قتادة
(2)
، عن مطرف، عن أبيه، قال: دفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو يقرأ {أَلهِاكُمُ التَّكَاثُرُ} قال: "يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك يابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو أعطيت فأمضيت. أو قال: تصدقت فأمضيت".
(3)
(1)
ابن سليمان بن بلال التيمى.
(2)
ابن دعامة السدوسى، وهو موضع الالتقاء.
(3)
انظر تخريج الحديث السابق.
12886 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني حفص بن ميسرة
(1)
، ح،
وحدثنا عبد الله بن عمرو
(2)
بن أبي سعد، حدثنا الهيثم بن خارجة،
وحدثنا الصغاني، حدثنا الهيثم بن خارجة أبو أحمد
(3)
،
⦗ص: 277⦘
حدثنا حفص بن ميسرة عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يقول العبد مالي مالي، وماله من ماله إلا ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فأفنى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس"
(4)
(1)
موضع الالتقاء في الإسنادين هو حفص بن ميسرة.
(2)
لم أقف على ترجمته.
تنبيه: جاء الإسناد في إتحاف المهرة (15/ 312): يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب عن عبد الله بن عمرو، والصغاني فرقهما عن الهيثم بن خارجة، كلاهما عن حفص
…
[فقوله (عن عبد الله بن عمرو
…
) خطأ صوابه (و)].
وكلام ابن حجر في قوله (فرقهما) يفهم منه أن عبد الله بن عمرو، والصغاني كلاهما شيخ أبي عوانة. وليس عبد اللّه شيخ لابن وهب. وجاء الإسناد في الأصل على الصواب في المستخرج.
(3)
أبو أحمد: كنية الهيثم. كما في التقريب (ص 577).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2273 رقم 4) من طريق سويد بن سعيد عن حفص بن ميسرة به.
فائدة الاستخراج: متابعة ابن وهب والهيثم بن خارجة لسويد بن سعيد في الرواية عن حفص بن ميسرة.
12887 -
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا يحيى بن صاع، حدثنا سليمان بن بلال، عن العلاء، ح.
وحدثنا محمد بن يحيى والصغاني قالا: حدثنا ابن أبي مريم
(1)
، حدثنا محمد بن جعفر، حدثني العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يقول العبد مالي مالى، إنما له من ماله ثلاثة: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فأمضى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس". وقال محمد بن يحيى: فأفناه.
(2)
(1)
هو سعيد بن أبي مريم الجمحي وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2273) رقم 4 مكرر) من طريق أبي بكر بن إسحاق عن سعيد بن أبي مريم به.
فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ رواية سعيد بن أبي مريم عن محمد بن جعفر بتمامها وساق الإمام مسلم الإسناد دون المتن.
12888 -
حدثنا عباس، حدثنا أمية، حدثنا يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن العلاء
(1)
، بإسناده مثله. إلا أنَّه لم يقل "ثلاثة"، وقال:"أعطى فأمضى"
(2)
(1)
ابن عبد الرحمن الحرقي وهو موضع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: بيان الاختلاف في بعض ألفاظ الحديث من الرواة عن العلاء.
12889 -
حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان بن عيينة،
(1)
حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنَّه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتبع الميت إلى قبره ثلاثة: أهله، وماله، وعمله، فيرجع اثنان
(2)
ويبقى واحد، ثم يرجع أهله وماله، ويبقى عمله
(3)
".
(4)
(1)
موضع الالتقاء هو سفيان بن عيينة.
(2)
والمراد من يتبع جنازته من أهله ورفقته ودوابه على ما جرت به عادة العرب. ا. هـ (الفتح 11/ 373).
(3)
قال الحافظ ابن حجر: ومعنى بقاء عمله أنه يدخل معه القبر -ثم بين رحمه الله أن دخول العمل في قبره على الحقيقة. (الفتح 11/ 373).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه (الرقاق باب سكرات الموت 11/ 369 رقم 6514) من طريق الحميدي عن سفيان بن عيينة.
ومسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2273 رقم 5) من طريق يحيى بن يحيى وزهير بن حرب كلاهما عن سفيان بن عيينة به.
⦗ص: 279⦘
= فائدة الاستخراج:
- بيان نسبة (عبد الله بن أبي بكر) في إسناد المصنف.
- تعيين الوضع الذي تتبع فيه الميت هذه الثلاثة (إلى قبره) -كما في رواية المصنف-.
12890 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب
(1)
، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عروة، أنَّ المسور بن مخرمة، أخبره أنَّ عمرو بن عوف -وهو حليف بني عامر بن لؤي، وكان شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
أخبره أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين، يأتى بجزيتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين، وأمّر عليهم العلاء بن الحضرمي
(3)
، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافق صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال:"أظنكم قد سمعتم أنَّ أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟ " قالوا: أجل يا رسول الله قال: " فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما من الفقر أخشى عليكم، وإني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتُهْلِككم كما أهلكَتْهم".
(4)
(1)
هو عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء.
(2)
انظر التقريب (425).
(3)
واسم أبيه عبد الله بن عماد، وكان حليف بنى أمية صحابي جليل عمل على البحرين للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر مات سنة أربع عشرة وقيل بعد ذلك (التقريب ص 434).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه (الرقاق: باب ما يحدر من زهرة الدنيا 11/ 247 رقم 6425) من طريق موسى بن عقبة، عن الزهري به =
⦗ص: 280⦘
= ومسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2273 رقم 6) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب به.
12891 -
حدثنا أبو داود الحراني، والدقيقي، قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(1)
، حدثنا أبي، عن صالح
(2)
، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أنَّ المسور بن مخرمة أخبره، أنَّ عمرو بن عوف -وهو حليف بني عامر بن لؤي، وكان شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين، فأتى بجزيتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح أهل البحرين، وأمّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافقت صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، قال:"أظنكم قد سمعتم أنَّ أبا عبيدة قد جاء، وجاء بشيء" قالوا: أجل يا رسول الله! قال: "فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم".
(3)
(1)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وهو موضع الالتقاء.
(2)
ابن كيسان.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2274 رقم 6 مكرر) قال الإمام مسلم رحمه الله =
⦗ص: 281⦘
=حدثنا الحسن بن على وعبد بن حميد جميعًا عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح. ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب كلاهما عن الزهري، بإسناد يونس ومثل حديثه، غير أن في حديث صالح "وتلهيكم كما ألهتهم".
وتقدم تخريج البخاري للحديث -كما في تخريج الحديث السابق-.
فائدة الاستخراج: لم يسق الإمام مسلم لفظ رواية يعقوب بن إبراهيم، وساقها المصنف بتمامها.
ملحوظة: قول الإمام مسلم في حديث صالح "وتلهيكم كما ألهتهم" وجاء لفظ المصنف بنحو لفظ يونس "تهلككم كما أهلكتهم ".
وقد أخرج الحديث الإمام أحمد في المسند (4/ 137)، قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم به، والنسائي في السنن الكبرى (رقم 8714 ط الرسالة رقم 8767 ط دار الكتب العلمية)، قال حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا عمي (يعقوب بن إبراهيم) به.
كلاهما (رواية الإمام أحمد والنسائي) جاءت بلفظ رواية مسلم "وتلهيكم كما ألهتهم" والله أعلم.
12892 -
حدثنا عمران بن بكار، حدثنا أبو اليمان
(1)
، أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن عروة، أنَّ المسور بن مخرمة أخبره، أنَّ عمرو بن عوف أخبره، قال عمران: وحدثنا أبو التقي
(2)
، حدثنا
⦗ص: 282⦘
أبو سالم
(3)
، عن الزبيدي
(4)
، عن الزهري
(5)
، عن عروة بن الزبير، أنَّ المسور بن مخرمة أخبره، أنَّ عمرو بن عوف الأنصاري، - وهو حليف بني عامر بن لؤي، كان شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم -أخبره: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين، يأتي بجزيتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين، وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بن الجراح بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر، انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، وقال:"أظنكم قد سمعتم أنَّ أبا عبيدة قد جاء، وجاء بشيء" قالوا: أجل يا رسول الله! قال: "فأبشروا وأملوا ما يسركم، والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن
⦗ص: 283⦘
أخشى أن تبسط الدنيا عليكم، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوهاكما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم".
(6)
(1)
هو الحكم بن نافع، وهو موضع الالتقاء في الإسناد الأول.
(2)
هو هشام بن عبد الملك بن عمران اليزني أبو تقي الحمصي.
قال أبو حاتم: كان متقنًا في الحديث، ووثقه النسائي والذهبي، وقال أبو داود: =
⦗ص: 282⦘
= شيخ ضعيف. وقال ابن ححر: صدوق ربما وهم.
انظر: الجرح (9/ 66)، تهذيب الكمال (30/ 223)، الكاشف (2/ 337)، التقريب (ص 573).
(3)
لم أقف عليه. ولم يأت ذكره في تهذيب الكمال في شيوخ أبي التقي أو الرواة عن الزبيدي. والله أعلم.
(4)
هو محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي أبو الهذيل الحمصي (انظر تهذيب الكمال 26/ 586).
(5)
موضع الالتقاء هو الإمام الزهري.
(6)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: في الإسناد الأول ساق مسلم إسناد رواية أبي اليمان ولم يسق لفظها وساقه المصنف بتمامه.
وأما الإسناد الثاني: ففيه متابعة الزبيدي لشعيب وغيره من الرواة عن الزهري لهذا الحديث.
12893 -
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، أخبرني أبي، عن موسى بن عقبة، قال: ابن شهاب
(1)
، حدثني عن عروة بن الزبير، أنَّ المسور بن مخرمة أخبره، أنَّ عمرو بن عوف -حليفا كان لبني عامر بن لؤي، كان شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم أخبره، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة -يعني إلى البحرين-، قأتى بجزيتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين. وذكر الحديث.
(2)
(1)
الزهري وهو موضع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه برقم (12891).
12894 -
حدثنا أبو عبيد الله
(1)
، حدثنا عمي
(2)
، حدثنا عمرو بن الحارث، أنَّ بكر بن سوادة حدثه، أنَّ يزيد بن رباح حدثه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"إذا فتحت عليكم فارس والروم، أي قوم أنتم؟ " قال عبد الرحمن بن عوف: نقول
⦗ص: 284⦘
كما أمرنا الله عز وجل
(3)
، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو غير ذلك، تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون، أو نحو ذلك، ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض
(4)
".
(5)
(1)
هو أحمد بن عبد الرحمن بن وهب.
(2)
هو عبد الله بن وهب، وهو موضع الإلتقاء.
(3)
معناه نحمده ونشكره. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 128).
(4)
أي يجعلون بعضهم أمراء على بعض. انظر: (المصدر السابق).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2274 رقم 7) من طريق عمرو بن سواد عن ابن وهب به.
12895 -
حدثنا زكريا بن يحيى بن أسد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد
(1)
، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يبلغ به
(2)
النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والجسم، فلينظر إلى من هو دونه في المال والجسم".
(3)
(1)
هو عبد الله بن ذكوان وهو موضع الإلتقاء.
(2)
هذه من صيغ الرفع. (انظر: تدريب الراوي 1/ 213).
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه (الرقاق: باب لينظر إلى من هو أسفل منه 11/ 329 رقم 6490) من طريق مالك عن أبي الزناد به.
ومسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2275 رقم 8) من طريق قتيبة بن سعيد ويحيى بن يحيى كلاهما عن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد به.
فائدة الاستخراج: جاء لفظ المصنف "الجسم"، وجاء عند مسلم "الخلق ".
12896 -
حدثنا أبو بكر الرازي، حدثنا خالد بن مخلد القطواني، حدثني مغيرة بن عبد الرحمن
(1)
، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة
⦗ص: 285⦘
أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه فى المال، فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه"
(2)
(1)
الحزامي وهو موضع الإلتقاء.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: جاء في رواية المصنف الاقتصار على "المال" وفي صحيح مسلم ذكر "المال والخلق ".
12897 -
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا عبد الله بن داود الخريبي، عن الأعمش
(1)
، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تنظروا إلى من هو فوقكم، وانظروا إلى من هو أسفل منكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا
(2)
نعمة الله عليكم ".
(3)
(1)
هو سليمان بن مهران وهو موضع الإلتقاء.
(2)
أي تحتقروا. (انظر تكملة فتح الملهم 6/ 345).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2375 رقم 9) من طريق أبي معاوية و وكيع وجرير كلهم عن الأعمش به.
فائدة الاستخراج: موافقة لفظ رواية للصنف -من طريق عبد الله بن داود- للفظ رواية أبي معاوية عن الأعمش -كما دكر ذلك الإمام مسلم- بزيادة "عليكم" في آخر الحديث.
12898 -
حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو معاوية
(1)
، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم:"انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم".
(2)
(1)
هو محمد بن خازم الضرير، وهو موضع الإلتقاء.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.=
⦗ص: 286⦘
= فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ رواية أبي معاوية تامة، وساقها الإمام مسلم مقرونة بغيره مع بيان ما زاده أبو معاوية.
12899 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا أبو يحيى الحماني
(1)
، عن الأعمش
(2)
، بنحوه.
(3)
(1)
هو عبد الحميد بن عبد الرحمن.
(2)
موضع الإلتقاء هو الأعمش.
(3)
انظر تخريج الحديث (رقم 12897).
12900 -
حدثنا إسحاق بن سيار، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا همام
(1)
، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة، أنَّ أبا هريرة حدثه، أنَّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ ثلاثة في بني إسرائيل أبرص
(2)
وأقرع وأعمى، فأواد الله عز وجل أنْ يبتليهم،
(3)
فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن، قد قَذَرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه قذره وأعطي لون حسن وجلد حسن، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل، أو قال: البقر -شكّ! إسحاق بن عبد الله-
⦗ص: 287⦘
إلا أنَّ الأبرص والأقرع قال أحدهما: الإبل وقال الآخر:- البقر قال: فأعطي ناقة عُشَراء
(4)
وقال: فبارك الله عز وجل لك فيها.
قال: فأتى الأقرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شَعْر حسن، ويذهب عني هذا الذي قد قذرني الناس، قال: فمسحه، فذهب عنه، قال: وأعطي شعر حسن، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، فأعطى بقرة حامل، وقال: بارك الله لك فيها.
قال: فأتى الأعمى، فقال: أي شئ أحب إليك؟ قال: يرد الله إلي بصري، فأبصر به الناس، قال: فمسحه فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، قال: فأعطي شاة، قال: فأنتج هذان، وولد هذا، قال: فكان لهذا واد من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم، ثم أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين، قد انقطعت بى الحال
(5)
في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن والمال، بعيرا أتَبَلَّغ
(6)
عليه في سفري، فقال: إنّ الحقوق كثيرة، فقال: كأنى أعرفك، ألم تكن أبرصا يقذرك الناس؟ فقيرا
⦗ص: 288⦘
فاعطاك الله؟ فقال: لقد ورثت هذا المال كابرا عن كابر،
(7)
قال: إن كنت كاذبا، فصيرك الله إلى ما كنت.
قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد على هذا، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت.
قال: ثم أتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين وابن السبيل، انقطعت بي الحال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله، ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك، شاة أتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري، فخذ ما شئت، فوالله لا أجهدك
(8)
اليوم شيئا أخذته لله عز وجل، فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضى الله عنك وسخط على صاحبيك ".
(9)
(1)
ابن يحيى العوذي، وهو موضع الإلتقاء.
(2)
البرص: بياض يقع في ظاهر الجسد لعلة. (المعجم الوسيط 1/ 49).
(3)
أي يختبرهم. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 130).
(4)
الحامل القريبة الولادة انظر: (المصدر السابق).
(5)
كذا في الأصل، في صحيح مسلم "انقطعت بي الحبال" -بالحاء المهمله- أي الأسباب أو الطرق. انظر:(المصدر السابق).
(6)
أي أكتفى به من (البلغه) بمعنى الكفاية. انظر: (تكملة فتح الملهم 6/ 346).
(7)
أي ورثته عن أبائي الذين ورثوه عن أجدادي الذين ورثوه من آبائهم. (انظر المصدرين السابقين).
(8)
أي لا أشق عليك في رد شيء تطلبه مني أو تأخذه
…
(انظر شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 122 فتح الباري 6/ 581).
(9)
أخرجه البخاري في صحيحه (الأنبياء باب حديث أبرص وأعمى وأقرع 6/ 578 رقم 3464) من طريق أحمد بن إسحاق عن عمرو بن عاصم به.
ومسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2275 رقم 10) من طريق شيبان عن همام به.
فائدة الاستخراج: رواية المصنف من طريق عمرو بن عاصم -ومن هذا الوجه أخرجه البخاري- متابعة لرواية شيبان عن همام.
12901 -
حدثنا ابن أبي ميسرة
(1)
، وإبراهيم بن الوليد الجشاش، قالا: حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا على بن ثابت، عن بكير بن مسمار
(2)
، عن عامر بن سعد، عن سعد، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الله عز وجل يحب العبد الخفي
(3)
، التقي
(4)
، الغني
(5)
".
(6)
رواه أبو بكر الحنفى
(7)
، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد،
⦗ص: 290⦘
قال: كان سعد في إبله، فجاء ابنه عمر، فلما رآه سعد، قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فنزل، فقال له: أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم فذكر بمثله.
(1)
هو عبد الله بن أحمد بن زكريا بن أبي ميسرة.
(2)
القرشي الزهري وهو موضع الإلتقاء.
(3)
هو المنقطع للعبادة والمشتغل بأمور نفسه. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 123 تكملة فتح الملهم 6/ 348).
(4)
من يتقي الله. (تكملة فتح الملهم 6/ 348).
(5)
قيل المراد به غنى النفس وهو المناسب للمقام لأنه يستغنى عن الملك والإمارة، وقيل غنى المال وهو مناسب لكونه مشغولاً بالإبل والغنم. انظر المصادر السابقة.
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2277 رقم 11) قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعباس بن عبد العظيم -قال عباس حدثنا، وقال إسحاق أخبرنا- أبو بكر الحنفى حدثنا بكير بن مسمار به.
(7)
هذا التعليق وصله الإمام مسلم كما تقدم.
وكذلك الإمام أحمد في المسند (1/ 168) قال حدثنا أبو بكر الحنفى به.
وأخرجه البغوي في شرح السنة (15/ 21 رقم 4228) من طريق أحمد بن منيب عن أبي بكر الحنفى به.
فائدة الاستخراج:
- رواية المصنف اقتصر فيها على الحديث المرفوع، وفي رواية أبي بكر الحنفي -عند مسلم وغيره- ذكر سبب إيراد سعد رضي الله عنه للحديث.
- رواية المصنف فيها تقديم: (الخفي)، ورواية مسلم: تأخير (الخفي).
12902 -
حدثنا الصغاني، حدثنا محمد بن عمر الواقدي، حدثنا بكير بن مسمار،
(1)
عن عامر بن سعد، سمعه يخبر عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الله عز وجل يحب العبد التقي الغني الخفي"
(2)
.
(1)
موضع الإلتقاء هو بكير بن مسمار.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12903 -
ز- حدثنا عيسى بن أحمد
(1)
، حدثنا ابن وهب
(2)
، حدثني أسامة
(3)
، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة
(4)
، أنَّ سعد بن أبي وقاص، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ خير الذكر الخفي، وخير الرزق أو العيش ما يكفي".
(5)
(1)
ابن عيسى البلخي.
(2)
هو عبد الله بن وهب -ومن طريقه أخرجه ابن حبان كما سيأتي-.
(3)
ابن زيد -كما جاء مصرحًا به في المسند لإمام أحمد (1/ 172، 180).
(4)
ويقال ابن لبيبة، ضعفه مالك والدارقطني وابن حجر.
انظر: الجرح والتعديل (1/ 24)، تهذيب الكمال (25/ 620)، تهذيب التهذيب (9/ 301)، التقريب (ص 493).
(5)
هذا الحديث من زيادات المصنف وإسناده ضعيف لأمرين: الأول: ضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، الثاني: الإنقطاع: فإن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة لم يدرك =
⦗ص: 291⦘
= سعد بن أبي وقاص -كما قال أبو حاتم- (انظر المراسيل لابن أبي حاتم ص 148).
والحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 172، 180)، و وكيع في الزهد (رقم 118)، وابن حبان (3/ 91 رقم 809 الإحسان)، والدورقي (مسند سعد بن أبي وقاص (رقم 74) من طرق عن اسامة بن زيد به.
12904 -
حدثنا محمد بن إسحاق البكائي، وعمار، وعلي بن حرب، والصغاني، وأبو أمية، قالوا: حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا إسماعيل
(1)
، عن قيس،
(2)
عن سعد بن أبي وقاص قال: إني لأول رجل رمى بسهم في سبيل الله، ولقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا السمرة
(3)
، حتى إنَّ أحدنا ليضع كما تضع الشاة ماله خلط، ثم أصبحت بنو أسد
(4)
يعيروني على الدين
(5)
، لقد خبت إذًا وضل عملي.
(6)
(1)
ابن أبي خالد - كما في إسناد الترمذي في جامعه (رقم 2366) - وهو موضع الالتقاء.
(2)
ابن أبي حازم.
(3)
نوع من شجر البادية. شرح صحيح مسلم للنووي (18/ 134).
تنبيه: وقع في المطبوع من إتحاف المهرة (5/ 152): "إلا التمر"، وعزاه لأبي عوانة وابن حبان وأحمد وهو خطأ. والصواب ما جاء في الأصل من المستخرج وكذلك في صحيح ابن حبان (15/ 449)، ومسند أحمد (1/ 181)، وهو أيضًا في صحيح مسلم كلهم بلفظ "السمر".
(4)
أي ابن خزيمة بن مدركة وكانوا ممن شكاه لعمر - في القصة المشهورة- (انظر القصة في صحيح البخاري رقم 755 وانظر: الفتح 7/ 106).
(5)
أي يعيرون على الصلاة أني لا أحسنها (انظر المصدر السابق).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه (فضائل الصحابة: باب مناقب سعد بن أبي وقاص 7/ 104 رقم 3728) من طريق خالد بن عبد الله عن إسماعيل به. =
⦗ص: 292⦘
= ومسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2277 رقم 12)، من طريق معتمر بن سليمان، وعبد الله بن نمير، وابن بشر، كلهم عن إسماعيل به.
فائدة الاستخراج: جاء لفظ الرواية في صحيح مسلم "ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الدين "، قال ابن حجر أي تؤدبني، والمعنى تعلمني الصلاة أو تعيرني بأني لا أحسنها ا. هـ (الفتح 7/ 106) فلفظ المصنف "يعيروني" تفسير لقوله:"تعزرني ".
12905 -
حدثنا أبو البختري، حدثنا أبو أسامة، حدثنا إسماعيل
(1)
، بنحوه.
(2)
(1)
ابن أبي خالد وهو موضع الإلتقاء.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12906 -
وحدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا وكيع
(1)
، حدثنا إسماعيل بنحوه.
(2)
(1)
ابن الجراح وهو موضع الإلتقاء.
(2)
تقدم تخريجه (برقم 12104).
12907 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا سليمان بن المغيرة
(1)
، حدثنا حميد بن هلال، عن خالد بن عمير العدوي، قال: شهدت خطبة عتبة بن غزوان
(2)
: فحمد الله وأثنى
⦗ص: 293⦘
عليه، ثم قال: أما بعد: أيها الناس فإن الدنيا قد أدبرت بصرم
(3)
وولت حذاء
(4)
ولم يبق منها إلا صبابة
(5)
كصبابة الإناء يتصابّها صاحبها، وأنتم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، فإنه قد ذكرك: أنَّ الحجر يلقى من شفير
(6)
جهنم فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعرا، ووالله لتُمْلأن، أفعجبتم؟
ولقد ذكر لنا أنَّ ما بين مصراعين
(7)
من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ
(8)
من الزحام، ولقد رأيتني
⦗ص: 294⦘
سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا
(9)
، فالتقطت بردة، فشققتها بيني وبين سعد بن مالك
(10)
، فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسى عظيما وعند الله صغيرا، وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت
(11)
، حتى يكون آخر عاقبتها ملكا، وستبلون أو ستجربون الأمراء بعدنا.
(12)
(1)
موضع الالتقاء هو سليمان بن المغيرة.
(2)
بفتح المعجمة وسكون الزاي ابن جابر بن وهب المازني حليف بني عبد شهس، من السابقين الأولين وهاجر إلى الحبشة، وشهد بدرًا، وولاه عمر في الفتوح فاختط البصرة (الإصابة 4/ 438) -[الخطة هى الأرض التي يختطها الرجل لنفسه وهو أن يعلم عليها علامة بالخط =
⦗ص: 293⦘
= ليعلم أنه قد احتازها ليبنيها دارًا (مختار الصحاح ص 181)]-.
قال الذهبي رحمه الله: هو الذي اختط البصرة وأنشأها، وكانت قبل لم يبن بها دارًا، وقيل كانت البصرة تسمى أرض الهند، فأول ما نزلها عتبة، وكان في ثمان مئة، وسميت البصرة بحجارة سود كانت هناك (البصرة: هي الأرض الغليظة وحجارة رخوة فيها بياض، القاموس ص 448) فلما كثروا بنوا سبع دساكر من لبن - (الدسكرة: هي القرية، أو البناء كالقصر حوله بيوت، (القاموس صـ 501) - ا. هـ (سير أعلام النبلاء 1/ 305)، وانظر تاريخ بغداد (1/ 155)، تهذيب الكمال (19/ 317)، التقريب (ص 381).
(3)
االصرم -بالضم- الانقطاع والذهاب. (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 135).
(4)
أي مسرعة الانقطاع (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 135).
(5)
بضم الصاد وهو البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء. (المصدر السابق).
(6)
أي جانبها وحرفها انظر: (النهاية 2/ 485).
(7)
المصرعان من الأبواب: بابان منصوبان ينضمان جميعًا مدخلهما في الوسط منها انظر: (القاموس صـ 952).
(8)
أي ممتلئ. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 135).
(9)
أي صار فيها قروح وجراح من خشونة الورق، الذي نأكله وحرارته (المصدر السابق).
(10)
هو سعد بن أبي وقاص. انظر: (المصدر السابق).
(11)
أي تحولت من حال إلى حال يعني أمر الأمة وتغاير أحولها. انظر: (النهاية 5/ 47).
(12)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2278 رقم 14) من طريق شيبان بن فروخ عن سليمان بن المغيرة به.
12908 -
حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا سليمان بن حرب، قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم
(1)
، عن أيوب، عن حميد بن هلال
(2)
، عن رجل -قال أيوب: أراه خالد بن عمير- ثم ذكر مثله.
(3)
(1)
ابن علية.
(2)
موضع الالتقاء هو حميد بن هلال.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: متابعة أيوب لسليمان بن المغيرة في الرواية عن حميد بن هلال.
12909 -
حدثنا عباس الدوري، والصائغ، قالا: حدثنا روح بن عبادة، حدثنا سليمان بن المغيرة، وقرة بن خالد
(1)
، قالا: حدثنا حميد بن
⦗ص: 295⦘
هلال، عن خالد بن عمير العدوي، قال: خطبنا عتبة بن غزوان في هذا المسجد فحمد الله، وأثنى عليه. ثم قال: أما بعد. الحديث بمثله.
(2)
(1)
موضع الالتقاء هو سليمان بن المغيرة وقرة بن خالد.
(2)
تقدم تخريجه (رقم 12907) من طريق سليمان بن المغيرة، وأخرجه مسلم (الزهد 4/ 2279 برقم 15) من طريق وكيع عن قرة بن خالد به.
12910 -
حدثنا أبو إبراهيم الزهري
(1)
، قال: قرأت بخط عمي يعقوب بن إبراهيم بن سعد: عتبة بن غزوان من بني مازن بن منصور وهو أول من بصر
(2)
البصرة، وكانت له صحبة. ومات سنة ست عشرة.
(3)
(1)
هذا الأثر بإسناده ومتنه نقله (ابن حجر في إتحاف المهرة 10/ 682) وأبو إبراهيم هو أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد الزهري.
(2)
أي قطعها، انظر:(النهاية 1/ 131).
(3)
اختلف في سنة وفاته: فقيل سبع عشرة، وقيل سنة عشرين، وقيل قبل ذلك، (انظر تاريخ بغداد 1/ 156، الإصابة 4/ 439).
12911 -
حدثنا يزيد بن سنان، حدثنا أبو عامر العقدي
(1)
، حدثنا قرة بن خالد
(2)
، عن حميد بن هلال، حدثنا خالد بن عمير، قال: خطبنا عتبة بن غزوان فقال: أيها الناس ألا إنَّ الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، ألا وإنكم ستحولون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما
⦗ص: 296⦘
وعند الله صغيرا، وإنكم لتبلون الأمراء بعدي -قال قال حميد: فبلونا والله به عمرًا- وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت حتى تكون ملكا، وخبرته.
ولقد أرانى سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا، فوجدت بردة فشققتها بنصفين فأعطيت سعد بن مالك نصفها، ولبست نصفها، فليس أحد من أولئك السبعة هو اليوم حي، إلا أمير مصر من الأمصار، فيا للعجب! الحجر يلقى من رأس جهنم فيهوي فيه سبعين خريفا -أو قال: عاما- حتى يتقار في أسفلها، والذي نفسي بيده: لتملأن: أفعجبتم، فإن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة لمسيرة أربعين سنة، وليأتين عليها يوم وليس منها باب إلا وهو كظيظ.
(3)
(1)
هو عبد الملك بن عمرو.
(2)
موضع الالتقاء هو قرة بن خالد.
(3)
تقدم تخريجه (برقم 12909).
فائدة الاستخراج: ساق الإمام مسلم إسناد رواية قرة بن خالد وبعض لفظه -وساقه المصنف بتمامه-.
12912 -
حدثنا الصائغ بمكة، وعباس الدوري قالا: حدثنا روح، حدثنا سليمان بن المغيرة، وقرة بن خالد، قالا: حدثنا حميد بن هلال، عن خالد بن عمير، قال: خطبنا عتبة بن غزوان في هذا المسجد. فذكر الحديث.
(1)
(1)
هو مكرر لرقم (12909).
12913 -
حدثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد أبو بكر بأصبهان، حدثنا أزهر بن جميل
(1)
، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، حدثنا أيوب السختياني، عن حميد بن هلال
(2)
، عن خالد بن عمير العدوي أنَّ عتبة بن غزوان وكان أميرا على البصرة وكان بدريا خطب
…
فذكر الحديث.
(3)
(1)
ابن جناح الهاشمي مولاهم البصري، قال النسائي: لا بأس به، وكره ابن حبان في الثقات. (الثقات 8/ 132، تهذيب الكمال 2/ 320).
(2)
موضع الالتقاء هو حميد بن هلال.
(3)
تقدم تخريجه برقم (12907).
12914 -
حدثنا يزيد بن سنان، حدثنا أبو عاصم
(1)
، حدثنا أبو نعامة عمرو بن عيسى العدوي
(2)
، حدثنا خالد بن عمير
(3)
، وشويس بن حياش
(4)
العدويان، قالا: قال عتبة بن غزوان: قال عمر بن
⦗ص: 298⦘
الخطاب: انطلقوا فإذا أتيتم أقصى أرض العرب وأدنى أرض العجم فانزلوها، ولا تأتوا على أهل إبل إلا أخذتم منها رجلا، حتى إذا كنا بالمربد ولا مربد يومئذ وجدوا ذاك الكذان يعني الحجارة البيض
(5)
، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذه البصرة. قال: قال: انزلوا على اسم الله، البصرة، قال: فأقبلوا يجدون (الدو أو الدرا)
(6)
-شك من أبي عاصم- والغرب نابتا حتى إذا كانوا عند الجسر، وجدوا القصب والحلفاء
(7)
نابتا، قال هاهنا أمرتم فجعل عتبة بن غزوان يرجل
(8)
فقال: إني شهدت القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا زالت الشمس، قال: وجاء صاحب الفرات في أربعة آلاف أسوار، قال: فلما رآهم قال: ما هم إلا من أرى، قالوا: لا والله ما هم إلا من ترى، قال: احملوا فقتلوا أجمعين غير صاحب الفرات، قال: فرفع لعتبة منبر، فقال: إنَّ الدنيا قد انصرمت، ولم يبق منه إلا صبابة كصبابة الإناء، ألا وأنتم منتقلون منها إلى دار القرار -أو قرار- فلقد ذكر لي أنَّ صخرة لو هوت
(9)
في
⦗ص: 299⦘
جهنم منذ سبعين خريفا، ألا ولتملأنه، أفعجبتم! فلقد ذكر لي أنَّ ما بين مصواعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما، ألا وليأتين عليها يوما وهو كظيظ، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا ثم التقطت بردة فشققتها، فقسمتها بينى وبين سعد بن مالك، ما من أولئك السبعة إلا على مصر من الأمصار، ألا وإنكم ستجربون الناس بعدنا.
(10)
(1)
هو الضحاك بن مخلد.
(2)
هو عمرو بن عيسى بن سويد بن هبيرة.
(3)
موضع الالتقاء هو خالد بن عمير.
(4)
هذا هو الصواب: كما في إتحاف المهرة (10/ 683) وهذا هو المثبت في ترجمته (تهذيب الكمال 12/ 589) وقال المزي: حياش بالحاء المهملة المفتوحة والياء المثناة من تحت المشددة، كذا قيده الأمير أبو نصر بن مكولا، وقيده غيره بالجيم. (وانظر الإكمال لابن مكولا 4/ 108، التقريب صـ 269).
وجاء في الأصل - من المستخرج- شويش بن عياش، وجاء في المعجم الكبير للطبراني -المطبوع- (17/ 119 رقم 283) ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال 8/ 146 - 147 شويس ين كيسان -والصواب ما أثبته- والله أعلم. =
⦗ص: 298⦘
= وشويس من حياش: كره ابن حبان في الثقات (4/ 370)، وقال ابن حجر:"مقبول"(التقريب صىـ 269).
(5)
انظر أيضا: النهاية (4/ 160).
(6)
كذا في الأصل ولم يتبين لي.
(7)
الغرب والقصب والحلفاء: أنواع من الشجرة أو النيات (انظر القاموس 153، 160، 1036).
(8)
الارتجال: ابتداء الخطبة أو الشعر من غير تهيئة قبل ذلك (انظر مختار الصحاح صـ 236).
(9)
أي هبطت. انظر: (النهاية 5/ 284).
(10)
تقدم تخريج قوله "إن الدنيا قد انصرمت إلى آخره" برقم (12907).
والقصة الواردة في أول هذا الأثر: لم أقف عليها عند غير المصنف رحمه الله.
وقد أخرجه ابن ماجه (السنن رقم 4156)، وأحمد في المسند (5/ 61)، من طريق وكيع، عن قرة بن خالد، عن أبى نعامة العدوي، عن خالد بن عمير، عن عتبة به.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 119 رقم 283)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (8/ 146 - 147)، من طريق يزيد بن هارون، عن أبي نعامة، عن خالد بن عمير، وشويس بن حياش، عن عتبة بن غزوان به.
وليس في جميع هذه المصادر ذكر هذه القصة، والله أعلم.
فائدة الاستخراج: ذكر القصة في أول الخطبة.
12915 -
حدثنا يزيد بن سنان، وسختويه بن مازيار
(1)
، قالا: حدثنا صفوان بن عيسى، حدثنا أبو نعامة، حدثنا خالد بن عمير وشويس، قالا: بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عتبة بن غزوان -أخا بني مازن- فقال: انطلق. وذكر الحديث.
(2)
(1)
أبو علي مولى بني هاشم النيسابوري.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12916 -
حدثنا بكار بن قتيبة البكراوي، حدثنا الحكم بن مروان الكوفي أبو محمد
(1)
، حدثنا عمرو بن ثابت
(2)
، عن يونس بن خباب
(3)
، قال: سمعت أبا الخليل
(4)
، وهو يحدث مجاهد
(5)
، حدثنا مطرف بن عبد الله بن الشخير، قال: إنَّ أول أمير خطب علينا بالبصرة، عتبة بن غزوان السلمي، وكان أول من مَصَّرها، وكان بدريا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم
⦗ص: 301⦘
قال: إنَّ الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء ولم يبق منه إلا صبابة كصبابة الإناء، وإنكم منتقلون من هذه الدار فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، وقد بلغنى أنَّ الحجر يرمى به من شفير جهنم فما بلغ قعرها أربعين عاما، أفعجبتم، إنَّ ما بين مصراعين من مصاريع الجنة أربعين عاما، وأيم الله ليأتين عليها يوما وهو كظيظ، ولقد رأيتني مع النبي صلى الله عليه وسلم سابع سبعة وقد سلتت
(6)
أفواهنا من أكل الشجر، ولقد رأيتنا وسعدا اشتقتا
(7)
بردة، فشققناها نصفين فلبست نصفها ولبس سعد نصفها، وما منا اليوم إلا أمير على مصر من هذه الأمصار، ولقد بلغني أنَّه لم تكن نبوة إلا نسخت ملكا، وأنا أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما، وفي أعين الناس حقيرا، وستجربون الآمراء بعدي.
(8)
(1)
قال أبو حاتم: لا بأس به، وقال ابن معين: ليس به بأس.
وذكره ابن حبان في الثقات. انظر: تاريخ بغداد (8/ 225)، الجرح (3/ 129) الثقات (8/ 194).
(2)
ابن أبي المقدام الكوفي: ضعفه الأئمة، كابن معين، وأبي حاتم، وأبي زرعة وغيرهم. وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم. انظر: الجرح (6/ 223)، تهذيب الكمال (21/ 553)، التقريب (ص 419)"ضعيف رمي بالرفض".
(3)
الأسيدي مولاهم الكوفي: ضعفه الأئمة كابن معين، وأبو حاتم، والنسائي وغيرهم، وقال الإمام البخاري: منكر الحديث. (انظر: الجرح (9/ 238)، تهذيب الكمال (32/ 503).
(4)
هو صالح بن أبي مريم الضبعي مولاهم، أبو خليل البصري.
وثقه ابن معين، والنسائي، وأبو داود، والذهبي.
قال ابن حجر: "وأغرب ابن عبد البر فقال: لا يحتج به".
انظر: الجرح (4/ 415)، تهذيب الكمال (13/ 90)، الكاشف (1/ 498)، تهذيب التهذيب (4/ 402)، التقريب (صـ 272).
(5)
ابن جبر المكي.
(6)
أي تفطعت. (انظر: النهاية 2/ 38).
(7)
هكذا في الأصل ووضع عليها ضبة، ولعل الصواب "اشتققنا".
(8)
تقدم تخريجه برقم (12914).
12917 -
حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا الحميدي
(1)
، حدثنا سفيان
(2)
، حدثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: "هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة، ليست في سحابة؟ " قالوا: لا، قال: "فهل
⦗ص: 302⦘
تضارون في رؤية القمر ليلة البدر، ليس فى سحابة؟ " قالوا: لا، قال: "والذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم، إلا كما تضارون في رؤية أحدهما
(3)
، قال: فيلقى العبد، فيقول: أي فل
(4)
ألم أكرمك، وأسودك
(5)
، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس
(6)
وتربع
(7)
؟ فيقول: بلى يا رب، فيقول: "فظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا، فيقول: فإني أنساك كما نسيتني، ثم يلقى في النار
(8)
، فيقول: أي فل، ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأُسخّر لك الخيل
⦗ص: 303⦘
والإبل، وأذرك ترأس وتربع، فيقول: بلى يا رب فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا، فيقول: فإني أنساك كما نسيتني، ثم يلقى الثالث، فيقول: آمنت بك، وبكتابك، وبرسولك، وصليت، وصمت، وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع، قال: فيقول: فها هنا إذا -مرتين- قال: ثم يقول: ألا
(9)
نبعث شاهدنا عليك؟ ويفكر فى نفسه من ذا الذي يشهد علي، فيختم على فيه، ويقال لفخذه: انطقي، فتنطق فخذه ولحمه وعظمه بعمله ما كان، وذلك ليُعْذر من نفسه، وذلك المنافق وذلك الذي يسخط الله عليه.
ثم ينادي مناد: ألا لتتبع كل أمة ما كانت تعبد من دون الله، فيتبع الشيطان والصليب أولياؤهم إلى جهنم، قال: وبقينا أيها المؤمنون ثلاثا، قال: فيأتينا ربنا وهو ربنا وهو يثبتنا، فيقول: على ما هؤلاء؟ فيقولون: نحن عباد اللّه المؤمنون آمنا باللّه لا نشرك به شيئا، وهذا مقامنا حتى يأتينا ربنا، وهو ربنا وهو يثبتنا، قال: ثم ينطلق حتى يأتي الجسر وعليه كلاليب
(10)
من نار تَخْطِف الناس، فعند ذلك حلت الشفاعة، أي: اللهم سلم اللهم سلم، فإذا جاوزوا الجسر فكل من أنفق زوجا مما ملكت يمينه من المال في سبيل اللّه فكل خزنة الجنة تدعوه تقول: يا عبد اللّه يا مسلم يا عبد اللّه يا مسلم هذا خير، فتعال".
⦗ص: 304⦘
فقال أبو بكر: يا رسول الله إنَّ هذا العبد لا توأ
(11)
عليه، يدع بابا ويلج من آخر فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده ثم قال:"والذي نفس محمد بيده إني لأرجوا أن تكون منهم"
(12)
(1)
هو أبو بكر عبد الله بن الزبير -والحديث في مسنده- (2/ 496 رقم 1178).
(2)
ابن عيينة وهو موضع الالتقاء.
(3)
وبهذا استدل أهل السنة والجماعة على إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة. وهذا محل إجماع عند أهل السنة والجماعة، نقل الإجماع: الإمام أحمد (الرد على الزنادقة والجهمية ص 86)، والدارمى (نقض الدارمي على المريسي 2/ 722)، وابن تيمية (الفتاوى 6/ 512، 510) وغيرهم.
(4)
بضم الفاء وإسكان اللام ومعناه: أي فلان. انظر: "شرح صحيح مسلم 18/ 137، تكملة فتح الملهم 6/ 351).
أي أجعلك سيدًا على غيرك.
(5)
انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 137).
(6)
أي أجعلك رئيس القوم كبيرهم. انظر: (شرح صحيح مسلم 18/ 137).
(7)
جاء تفسير ذلك من طريق آخر عن ابن عيينة فقال: كان الرجل إذا رأس القوم كان له المرباع (أخرجه ابن خزيمة في التوحيد 1/ 374).
والمرباع هو ربع ما يؤخذ من الغنيمة، وكان ملوك الجاهلية يأخذونه لأنفسهم: أي تأخذ منهم المرباع. والمعنى: أجعلك رئيسًا مطاعًا، شرح صحيح مسلم للنووي (18/ 137).
(8)
جاء في صحيح مسلم، ومسند الحميدي (ثم يلقى الثاني).
(9)
(ألا) هكذا في الأصل، ومسند الحميدي، وجاء في صحيح مسلم (الآن).
(10)
جمع كلوب (بتشديد اللام)، وهي حديدة معوجة الرأس. انظر:(النهاية 4/ 195).
(11)
أي لا هلاك عليه. (انظر النهاية 1/ 201).
(12)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2279 رقم 16) من طريق محمد بن أبي عمر عن سفيان به.
فائدة الاستخراج: زيادة في متن الحديث -جاءت من طريق المصنف- من قوله "ثم ينادي منادٍ .... إلى آخره.
وهذه الزيادة إسنادها صحيح، والحميدي من أوثق أصحاب ابن عيينة، (انظر التقريب صـ 303)، وقد أخرج هذه الزيادة في مسنده (2/ 496 رقم 1178)، وكذلك أخرجها ابن خزيمة (التوحيد 1/ 373 رقم 221) من طريق عبد الله بن محمد الزهري، عن سفيان به.
12918 -
حدثنا عمار بن رجاء، قال حدثنا علي بن المديني، حدثنا سفيان
(1)
، حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله هل نوى ربنا يوم القيامة. -وذكر الحديث بطوله
(2)
- ثم
⦗ص: 305⦘
قال سفيان: تدري أي شيء أخرج هذه الكلمة من سهيل؟ قلت: لا، قال: كان الأعمش ذكر منه هذه الكلمة، فكل من أنفق زوجا مما يملك من المال، فقال: هذا حديث طويل، ثم ساقه لنا.
قال سفيان ورده علينا سهيل مرتين فحفظته في مرتين، قلت لسفيان: فإن روح بن القاسم كان يطوله، قال سفيان: حفظته وروح جميعا أعاده علينا مرتين، قال سفيان: ولم أر رجلا دخل في السن أحسن حفظا من روح. قال على: وسمعته من سفيان مرارا
(3)
.
(1)
ابن عيينة، وهو موضع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: زيادة قول سفيان بن عيينة في آخر الحديث، مما يدل على حفظه وإتقانه لهذا الحديث.
ومتابعة روح بن القاسم لسفيان بن عيينة لهذا الحديث، عن سهيل بن أبي صالح به.
ورواية روح بن القاسم، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة به.
أخرجها أيضًا ابن خزيمة في التوحيد (1/ 369 قم 220) من طريق =
⦗ص: 305⦘
= عبد الجبار بن العلاء قال، حدثنا سفيان قال سمعته وروح بن القاسم منه-يعني من سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبي هريرة-
وكذلك ابن خزيمة في التوحيد (1/ 374) أيضًا: من طريق محمد منصور الجواز عن سفيان به.
وقول سفيان: ولم أر رجلًا دخل في السن أحسن حفظا من روح.
ذكره ابن شاهين في الثقات (86 رقم 362)، من طريق ابن المديني.
وذكره المزي (تهذيب الكمال 9/ 253)، من طريق أبي الفتح نصر بن المغيرة، عن سفيان بن عيينة بنحوه.
(3)
تقدم تخريج قول سفيان بن عيينة في الحاشية السابقة.
12919 -
ز- حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أبو هاني
(1)
الخولاني ح
وحدثنا سلمة بن جميل
(2)
، ومحمد بن الجنيد، قالا: حدثنا المقري
(3)
،
⦗ص: 306⦘
حدثنا حيوة
(4)
، عن أبي هاني، عن أبي علي الجنبي
(5)
، عن فضالة بن عبيد أنَّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"أفلح من هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع به".
(6)
(1)
هو حميد بن هاني الخولاني -كما جاء في إسناد الحاكم- (المستدرك 1/ 35).
(2)
لم أقف عليه.
(3)
هو عبد الله بن -زيد المقرئ- كما جاء التصريح به في إسناد الحكم المستدرك (1/ 34).
(4)
ابن شريح -كما في إسناد الحاكم في المستدرك (1/ 35).
(5)
هو عمرو بن مالك الجنبي.
(6)
هذا الحديث من زيادة المصنف رحمه الله -وإسناده صحيح- والحديث أخرجه الترمذي في جامعه (الزهد: باب ما جاء في الكفاف 4/ 497 رقم 2349)، وأحمد (في المسند 6/ 19)، وابن حبان في صحيحه (رقم 705) -الإحسان-، والحاكم في المستدرك (1/ 34 - 35، 4/ 122)، كلهم من طريق أبي هاني الخولاني به.
وبعضهم ذكره بلفظ "طوبى" بدل "أفلح".
وقال الترمذي: حسن صحيح. اهـ. وصححه أيضًا الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 10 رقم 1506).
وقال الإمام الحاكم رحمه الله: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، وبلغني أنه خرجه بإسناد آخر ا. هـ.
وأراد رحمه الله بذلك: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا بلفظ "قد أفلح من أسلم ورزق كفافًا وقنعه الله بما آتاه"[صحيح مسلم: كتاب الزكاة رقم 125].
12920 -
حدثنا أبو العباس هارون بن العباس بن عيسى بن عبد اللّه بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس الهاشمي، حدثنا أبو بكر بن أبي النضر
(1)
، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا عبيد اللّه
(2)
⦗ص: 307⦘
الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن عبيد
(3)
المكتب، عن فضيل، عن الشعبي، عن أنس بن مالك، قال: ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فقال:"لا تسألوني لم ضحكت؟ " قال قلنا: الله ورسوله أعلم، قال:"من مخاطبة العبد ربه، قال: يقول: يا رب ألم تجرني من الظلم؟ قال: فيقول: بلى، قال: فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدًا مني، قال: فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا، وبالكرام الكاتبين شهودا، قال: فيختم على فيه، فقال لأركانه: انطقى، قال: فتنطق بأعماله، قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام، قال فيقول: بعدًا لَكُنَّ وسحقا، فعنكن كنت أناضل"
(4)
(1)
هو أبو بكر بن النشر بن هاشم أبي النشر بن القاسم -وهو موضع الالتقاء- وهو شيخ مسلم في هذا الحديث.
(2)
ابن عبيد الرحمن الأشجعي.
(3)
ابن مهران الكوفي المكتب (بضم الميم).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2280 رقم 17) قال حدثنا أبو بكر بن النشر به.
فائدة الاستخراج: المتابعة التامة لرواية الإمام مسلم.
12921 -
ز- حدثنا عباس الدوري، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجمع اللّه الناس يوم القيامة في صعيد واحد
…
" وذكر الحديث بطوله
(1)
.
(2)
(1)
وقد ساقه بطوله الإمام الترمذي في جامعه، وأحمد في مسنده، كلاهما من طريق قتيبة بإسناد المصنف.
(2)
هذا الحديث من زيادات المصنف.
وإسناده حسن: بسبب عبد العزيز الدراوردي فإن خلاصة القول فيه أنه حسن الحديث، [انظر هدي الساري ص 441، السلسلة الصحيحة (5/ 253).
والحديث أخرجه الترمذي في جامعه (صفة الجنة: باب خلود أهل الجنة 4/ 596 =
⦗ص: 308⦘
= رقم 2557)، وأحمد في المسند (2/ 368 - 369)، كلاهما من طريق قتيبة بن سعيد به. وأخرجه أيضًا: ابن خزيمة في التوحيد (1/ 427 رقم 251)، من طريق سعيد بن أبي مريم، عن عبد العزيز الدراوردي به.
قال الإمام الترمذي رحمه الله: هذا حديث حسن صحيح ا. هـ.
12922 -
حدثنا علي بن حرب، حدثنا محمد بن فضيل
(1)
، عن أبيه، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعل رزق آل محمد
(2)
قوتا".
(3)
(1)
ابن غزوان الضبى مولاهم، أبو عبد الرحمن الكوفي، وهو موضع الالتقاء.
(2)
اختلف في (آل النبي صلى الله عليه وسلم) على أقوال عديدة والمراد به في هذا الحديث: النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ومنهم أزواجه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
انظر: لسان العرب (11/ 29)، الجامع لأحكام القرآن (14/ 183)، جلاء الأفهام (ص 227 - 261 ط عالم الفوائد)، تكملة فتح الملهم (6/ 355).
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه (الرقاق: باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه 11/ 287 رقم 6460) من طريق عبد الله بن محمد، عن فضيل به.
ومسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2281 رقم 18) من طريق زهير بن حرب، عن فضيل به.
12923 -
حدثنا مسلم بن الحجاج
(1)
، حدثنا أبو خيثمة
(2)
، حدثنا محمد بن فضيل بمثله
(3)
.
(1)
صاحب الصحيح وهو موضع الإلتقاء.
(2)
هو زهير بن حرب.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: رواية المصنف للحديث من طريق الإمام مسلم وهي متابعة تامة.
12924 -
حدثنا الحسن بن عفان، والحارثي، قالا: حدثنا أبو أسامة
(1)
، حدثنا الأعمش، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعل رزق آل محمد كفافا
(2)
".
(3)
(1)
هو حماد بن أسامة وهو موضع الالتقاء.
(2)
أي بقدر ما يكفي لدفع الجوع وغيره. انظر: (تكملة فتح الملهم 6/ 353).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2281 رقم 19 مكرر) من طريق أبي سعيد الأشج، عن أبي أسامة قال سمعت الأعمش ذكر عن عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد.
وتقدم تخريج البخاري للحديث (انظر حديث رقم 12914).
فائدة الاستخراج: سياق المصنف للفظ رواية حماد بن أسامة بتمامه إسنادًا ومتنًا بينما ساق الإمام مسلم بعض إسنادها دون إتمامها.
12925 -
حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا عبد الواحد بن غياث، حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش
(1)
، بنحوه.
(2)
(1)
هو سليمان بن مهران وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2281 رقم 19)، من طريق وكيع، عن الأعمش به.
وتقدم تخريج البخاري للحديث (انظر: حديث رقم 12914).
12926 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا محاضر
(1)
، حدثنا الأعمش
(2)
، عن ابن أخي ابن شبرمة
(3)
، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا".
(4)
(1)
ابن المورع الكوفي.
(2)
موضع الإلتقاء هو الأعمش.
(3)
هو عمارة بن القعقاع -كما قال ابن حجر- (إتحاف المهرة 16/ 41 رقم 20342).
(4)
تقدم تخرج في الحديث السابق.
12927 -
حدثنا الصغاني، وأبو أمية، قالا: حدثنا معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن منصور
(1)
، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت:"ما شبع آل محمد منذ قدموا المدينة ثلاث ليال تباعا من خبز برِّ حتى توفي".
(2)
(1)
ابن المعتمر وهو موضع الإلتقاء.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه (الرقاق: باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم 11/ 287 رقم 6454) من طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور به.
ومسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2281 رقم 20) من طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور به.
فائدة الاستخراج:
- جاء لفظ المصنف "منذ قدموا المدينة"، وهذا يقتضى أن (آل محمد) يشمل النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ومنهم أزواجه. وأما رواية جرير -في الصحيحين- فهي بلفظ "منذ قدم المدينة" وقد فسر الحافظ ابن حجر (الفتح 11/ 297) الآل هنا بأنه النبي صلى الله عليه وسلم.
- جاء تفسير "طعام بر" -في صحيح مسلم- بأنه "خبز بر"كما في رواية المصنف.
12928 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة
(1)
، عن أبي إسحاق، قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد يحدث عن الأسود، عن عائشة قالت:"ما شبع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض".
(2)
(1)
ابن الحجاج وهو موضع الإلتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: 4/ 2282 رقم 22) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة به.
فائدة الاستخراج: جاء في رواية مسلم "ما شبع آل محمد" وجاء تفسير ذلك في رواية المصنف أن المراد بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. =
⦗ص: 311⦘
= ملحوظة: عزى الحافظ ابن حجر رحمه الله هذه الرواية للصحيحين فقال في الفتح (11/ 297)"أخرجاه" ا. هـ
وبحثت في صحيح البخاري في مظانه فلم أجده، وكذلك لم يعزُ المزي الرواية للبخاري في تحفة الإشراف (11/ 377).
12929 -
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي
(1)
، عن وكيع
(2)
، عن مسعر، عن هلال بن حميد الوزان، عن عروة، عن عائشة قالت:"ما شبع آل محمد من خبز إلا وأحدهما تمر".
(3)
(1)
هو أحمد بن حنبل.
(2)
ابن الجراح وهو موضع الإلتقاء.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2282 رقم 25) من طريق أبي كريب عن وكيع به.
فائدة الاستخراج: متابعة الإمام أحمد لأبي كريب -شيخ الإمام مسلم- في الرواية عن وكيع.
12930 -
حدثنا أخو خطاب
(1)
، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا إسحاق الأزرق
(2)
، حدثنا مسعر
(3)
بنحوه.
(4)
(1)
هو محمد بن بشر بن مطر الوراق.
(2)
هو إسحاق بن يوسف بن مرداس القرشي.
(3)
ابن كدام وهو موضع الإلتقاء.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: متابعة إسحاق الأزرق لوكيع في الرواية عن مسعر.
12931 -
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا أنس بن عياض، عن هشام بن عروة
(1)
، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت:
⦗ص: 312⦘
فذكر
(2)
آل محمد يمر بنا الهلال والهلال، والهلال، ما يوقد بنار لطعام إلا أنَّه التمر والماء. إلا أنَّه حولنا أهل دور من الأنصار، فيبعث أهل دار بغزيرة
(3)
شاتهم إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فكان للنبي صلى الله عليه وسلم من ذاك اللبن.
(4)
(1)
هو عروة بن الزبير وهو موضع الإلتقاء.
(2)
هكذا في الأصل، وفي صحيح مسلم "إن كنا ".
(3)
الغزيرة والخزيرة: قيل: هى ما يتخذ من الدقيق على هيئة العصيدة لكنه أرق منها، وقيل مرق يصفى من بلالة النخالة ثم يطبخ، وقيل غير ذلك انظر:(الفتح 9/ 454).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه (الرقاق: باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه 11/ 287 رقم 6459) من طريق يزيد بن رومان عن عروة به.
ومسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2283 رقم 28) من طريق زيد بن رومان عن عروة به.
فائدة الاستخراج:
- متابعة هشام بن غروة ليزيد بن رومان -في الرواية عن عروة-.
- جاء لفظ رواية مسلم في صحيحه "منائح" وهي تكون من الشاة أو الناقة (انظر: المصباح ص 475). وجاء بيان ذلك في رواية المصنف أنها "شاة".
12932 -
حدثنا الدارمى، حدثنا النضر بن إسماعيل
[*]
، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه
(1)
، عن عائشة قالت:"كان يمضي على أهل بيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم شهرا ما يوقد فيه نار، وكان له جيران من الأنصار يرسلون إليه بخزيرتهم أو غزيرتهم".
(2)
(1)
هو عروة بن الزبير وهو موضع الإلتقاء.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: جمع المصنف -فيما تقدم وفيما سيأتي- ألفاظ رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها في بيان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وزهده.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة والنسخة الجزائرية [6/ ق 130/ أ]: (النضر بن إسماعيل)، وصوابه:(النضر بن شميل) كما في إتحاف المهرة (22321)، والدارمي أبو جعفر أحمد بن سعيد بن صخر يروي عن النضر بن شميل، كما في المواضع التالية (752، 4586، 6485، 7389، 8384، 8473، 9481، 10400، 11060، 12705)، والنضر بن شميل هو الذي يروي عن هشام بن عروة، كما في المواضع التالية (9620، 10704، 10716)، وأصل هذا الحديث عند البخاري في صحيحه (6456) من طريق النضر بن شميل، به: كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدم وحشوه من ليف، وهو كذلك عند عبد بن حميد في مسنده (1506 - منتخب) والبيهقي في الكبرى (13317)، وانظر الحديث التالي (12933).
.
12933 -
حدثنا الصائغ بمكة، حدثنا عفان، حدثنا حماد، حدثنا هشام بن عروة،
(1)
عن أبيه، عن عائشة قالت: (لقد كانت يأتي عليه الشهر يعفى النبيّ صلى الله عليه وسلم ما نستوقد بنار، إن هو إلا التمر والماء، وكان ضجاع
(2)
النبي صلى الله عليه وسلم أدم حشوه ليف"
(3)
(1)
موضع الالتقاء هو هشام بن عروة بن الزبير.
(2)
بكسر الضاد المعجمة بعدها جيم، ما يرقد عليه انظر:(فتح الباري 11/ 298).
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه (الرقاق: باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم -11/ 287 رقم 6456 - من طريق النضر بن شميل عن هشام، رقم 6458 - من طريق يحيى القطان عن هشام).
ومسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2282 رقم 26) من طريق عبدة بن سليمان ويحيى بن يمان عن هشام به.
فائدة الاستخراج: ساق المصنف رواية هشام بن عروة تامة، وقد اقتصر الإمام مسلم رحمه الله على الجملة الأولى من الحديث، وقد فرقه البخاري في موضعين كما تقدم.
12934 -
ز- حدثنا محمد بن محرز، وابن عفان، والحارثي، قالوا: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت لي:"يا ابن أختي: إن كان يُبْكَى على ما هو أقل فقدا من الرطب".
(1)
(1)
الحديث بهذا اللفظ تفرد بإخراجه المصنف، (انظر: إتحاف المهرة 17/ 327) -والله أعلم- واسناده صحيح.
12935 -
حدثنا الحسن بن عفان، حدثنا أبو أسامة
(1)
، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: "لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 314⦘
وما شيء يأكله ذو كبد غير شطر
(2)
شعير في رفِّ
(3)
لي، فأكلت منه حتى طال علي".
(4)
(1)
هو حماد بن أسامة وهو موضع الإلتقاء.
(2)
الشطر هنا: البعض. انظر: (الفتح 11/ 258).
(3)
الرف شبه الطاق في الحائط. انظر: (فتح الباري 11، 285، تكملة فتح الملهم 6/ 355).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه (الرقاق، باب فضل الفقر 11/ 278 رقم 6451)، من طريق عبد الله بن أبي شيبة عن أبي أسامة به.
ومسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2282 رقم 27)، من طريق أبي كريب، عن أبي أسامة به.
12936 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا روح، حدثنا هشام
(1)
عن هشام بن عروة
(2)
، عن أبيه، عن عائشة قالت:"والله لقد كان يأتي على آل محمد شهرا ما يختبز فيه، قال فقلت: يا أم المؤمنين فما كان يأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان لنا جيران من الأنصار -جزاهم الله خيرا- كان لهم شيء من اللبن، يهدون منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم".
(3)
(1)
هو ابن حسان كما في (إتحاف المهرة 17/ 321 رقم 22321).
(2)
موضع الإلتقاء هو هشام بن عروة بن الزبير.
(3)
تقدم تخريجه برقم (12929).
فائدة الاستخراج: زيادة الشطر الثاني في الحديث من قوله "فما كان يأكل رسول الله .... " واقتصرت الرواية في صحيح مسلم على الشطر الأول، وفي هذه الزيادة قوله:"جيران من الأنصار جزاهم الله خيرًا".
ولم ترد في سائر الطرق عن عائشة، ولم يشر إليها الحافظ ابن حجر في الفتح=
⦗ص: 315⦘
= (11/ 299)، وإنما عزى هذه الزيادة لحديث أبي هريرة.
12937 -
حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا يعقوب بن أبي عباد، حدثنا عبد العزيز
(1)
، حدثنا أبو حازم
(2)
، عن يزيد بن رومان، ح.
وحدثنا علي بن داود، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم
(3)
، حدثنا أبو حازم، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، "أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثم الهلال -ثلاثة أهلة
(4)
فى شهرين- وما يوقد في بيت من أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم منه نار، قال: قلت: يا خالة فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان
(5)
: التمر والماء، إلا أنَّه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار، وكانت لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها، فيسقيناه".
(6)
.
(1)
ابن أبي حازم كما في إتحاف المهرة (17/ 394 رقم 22474).
(2)
هو سلمة بن حازم، وهو موضع الإلتقاء في الإسناد الأول.
(3)
موضع الإلتقاء في الإسناد الثاني، هو عبد العزيز بن أبي حازم.
(4)
المراد بالهلال الثالث: هلال الشهر الثالث وهو يرى عند إنقضاء الشهرين وبرؤيته يدخل أول الشهر الثالث. انظر: (الفتح 11/ 219).
(5)
قال الصغاني: الأسودان يطلق على التمر والماء، والسواد للتمر دون الماء، فنعتا بنعت واحد تغليبًا، وإذا اقترن الشيئان سميا باسم أشهرها. انظر:(الفتح 11/ 299).
(6)
تقدم تخريجه برقم (12927).
12938 -
حدثنا أبو داود الحراني، وأبو أمية قالا: حدثنا جعفر بن عون، عن هشام بن سعد، عن أبي حازم
(1)
، عن يزيد بن رومان، عن عروة قال: قالت عائشة: "يا ابن أختي والله إن كنت لأنظر إلى الهلال -ثم ذكر مثله- فيُمْذقها
(2)
لنا فيسقيناه"
(3)
.
(1)
هو سلمة بن دينار وهو موضع الإلتقاء.
(2)
المذيق: اللبن الممزوج بالماء. انظر: (القاموس -مادة مزق- ص 1191).
(3)
تقدم تخريجه برقم (12927).
فائدة الاستخراج: توضيح لسفي النبي صلى الله عليه وسلم اللبن لأهله- "فيمذقها لنا فيسقيناه".
12939 -
حدثنا السلمي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد بمثله.
(1)
(1)
تقدم تخريجه برقم (12927) وموضع الإلتقاء هو أبو حازم سلمة بن دينار.
12940 -
حدثنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل، حدثنا حسين بن حفص، حدثنا هشام بن سعد مثله بطوله، فيُمذقناها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم
(1)
.
(1)
تقدم تخريجه برقم (12927) وموضع الإلتقاء هو أبو حازم سلمة بن دينار.
12941 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب
(1)
، قال: وأخبرني أبو صخر
(2)
، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عروة، عن عائشة قالت:"لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما شبع من خبز وزيت فى يوم واحد مرتين".
(3)
(1)
هو عبد الله بن وهب وهو موضع الالتقاء.
(2)
هو حميد بن زياد المدني.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2283 رقم 29) من طريق أبي الطاهر أحمد بن=
⦗ص: 317⦘
= عمرو بن السرح عن ابن وهب به.
فائدة الاستخراج: جاء في إسناد صحيح مسلم (ابن قسيط) وجاءت تسميته في إسناد المصنف.
12942 -
حدثنا الدارمى، حدثنا حَبان بن هلال، حدثنا وهيب، عن منصور بن صفية
(1)
، عن أمه، عن عائشة قالت:"توفي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حين شبعنا من الأسودين التمر والماء"
(2)
(1)
هو منصور بن عبد الرحمن بن طلحة بن الحارث، الحجبي، المالكي، وهو ابن صفية بنت شيبة، (التقريب ص 547) وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه (الأطعمة: باب من أكل حتى شبع 9/ 438 رقم 5383) من طريق وهيب عن منصور به.
ومسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2283 رقم 30) من طريق داود العطار، عن منصور به.
فائدة الاستخراج: جاء في رواية المصنف "حين شبعنا" وفي رواية مسلم "حين شبع الناس".
12943 -
حدثنا نصر بن مرزوق، حدثنا الخصيب بن ناصح
(1)
، حدثنا وهيب بمثله.
(2)
(1)
الحارثي البصري.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق -وموضع الإلتقاء هو منصور بن عبد الرحمن-.
12944 -
حدثنا أبو الأحوص صاحبنا، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا وهيب، عن منصور بن صفية
(1)
، عن أمه، عن عائشة، بمثله.
(2)
(1)
موضع الالتقاء هو منصور بن صفية.
(2)
تقدم تخريجه (رقم 12927).
12945 -
حدثنا الغزي، حدثنا الفريابي، حدثنا سفيان
(1)
، عن منصوربن صفية، عن أمه، عن عائشة قالت:"توفي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وما شبعنا من الأسودين".
(2)
وكذا رواه الأشجعي
(3)
، وأبو أحمد الزبيري
(4)
، عن سفيان.
ورواه عبد الرحمن
(5)
، عن سفيان، فقال:"وقد شبعناه".
(1)
الثوري وهو موضع الإلتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2284 رقم 31) من طريق ابن مهدي عن سفيان، وكذلك أخرجه أحمد في المسند (6/ 215) من طريق ابن مهدي أيضًا.
(3)
هو عبد الله بن عبيد الرحمن الأشجي: وروايته أخرجها مسلم في صحيحه (الزهد رقم 31 مكرر).
(4)
هو محمد بن عبد اللّه بن الزبير: وروايته أخرجها مسلم في صحيحه (الزهد رقم 31 مكرر).
(5)
ابن مهدي وتقدم تخريج روايته.
ملحوظة: ساق المصنف اختلاف الألفاظ على الثوري "شبعنا" من طريق الفريابي عند المصنف، وابن مهدي عند مسلم وأحمد وعبد الرزاق -كما سيأتى في الحديث التالي- ورواه الأشجعي، والزبيري، عن الثوري بلفظ "وما شبعنا".
والأقوى من حيث الترجيح: رواية "شبعنا" لأنها من طريق الأحفظ والأوثق عن الثوري. (انظر: شرح العلل لابن رجب 2/ 722).
12946 -
حدثنا السلمي، أخبرنا عبد الرزاق، عن سفيان
(1)
، عن منصور بن صفية، عن أمه، عن عائشة قالت:"توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شبعنا من الأسودين التمر والماء".
(2)
(1)
الثوري وهو موضع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه برقم (12941)، وقد أخرجه الإمام أحمد في المسند (6/ 128) من طريق عبد الرزاق به.
12947 -
حدثنا يزيد بن سنان، وبكار القاضي قالا: حدثنا صفوان بن عيسى
(1)
، حدثنا ابن عجلان
(2)
، عن القعقاع بن حكيم
(3)
، عن القاسم
(4)
، عن عائشة
(5)
، قالت:"إن كان ليأتي على آل محمد صلى الله عليه وسلم الشهر والنصف الشهر لا يوقد فى جميع بيوته نار لمصباح ولا غيره، قلت لها: فما كان يعيشكم، قالت: التمر والماء"
(6)
.
(1)
الزهري البصري القسام.
(2)
هو محمد بن عجلان القرشي.
(3)
الكناني المدني.
(4)
ابن محمد بن أبي بكر الصديق.
(5)
موضع الالتقاء في الصحابية -أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
(6)
تقدم تخريجه (برقم 12927) من طريق عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها.
وأخرجه الحكم في المستدرك (4/ 105) من طريق بكار بن قتيبة عن صفوان بن عيسى به.
12948 -
حدثنا أبو جعفر بن الجنيد، حدثنا الوليد بن القاسم، حدثنا يزيد بن كيسان
(1)
، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: رأيته يقول بيده: "والذي نفس أبي هريرة بيده ما أشبع النبي صلى الله عليه وسلم أهله ثلاثة أيام تباعا من خبز حنطة، حتى فارق الدنيا".
(2)
(1)
اليشكري أبو منين (بنونين مصغر) -أو أبو إسماعيل- الكوفي كما في (التقريب ص 604) وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه (الأطعمة: باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون 9/ 460 رقم 5414) من طريق سعيد المقري عن أبي هريرة بنحوه.
ومسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2284 رقم 32) من طريق ابن أبي عمرو ابن=
⦗ص: 320⦘
= عباد كلاهما عن مروان بن معاوية الفزاري عن يزيد بن كيسان به.
12949 -
حدثنا محمد بن حيويه، حدثنا مؤمل بن الفضل، حدثنا مروان بن معاوية
(1)
، عن يزيد بن كيسان بإسناده مثله.
(2)
(1)
الفزاري وهو موضع الإلتقاء.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12950 -
حدثنا عباس الدوري، وعمار بن رجاء قالا: حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا أبو مُنين يزيد بن كيسان
(1)
، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال:"ما أشبع نبي اللّه صلى الله عليه وسلم أهله ثلاثة أيام تباعا من خبز حنطة".
(2)
(1)
موضع الإلتقاء هو يزيد بن كيسان.
(2)
تقدم تخريجه (رقم 12944).
فائدة الاستخراج: بيان كنية يزيد بن كيسان (أبو منين).
12951 -
حدثنا السلمى، حدثنا أبو نعيم، حدثنا زهير
(1)
، حدثنا سماك، قال: سمعت النعمان بن بشير يقول على هذا المنبر: "ما كان النبي صلى الله عليه وسلم -أو نبيكم- يشبع من الدقل
(2)
، وما ترضون دون ألوان التمر والزبد".
(3)
(1)
ابن معاوية وهو موضع الإلتقاء.
(2)
بفتح الدال والقاف وهو التمر الرديء. (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 147).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2284 رقم 35)، من طريق يحيى بن آدم، عن زهير به.
فائدة الاستخراج: ساق الإمام مسلم رحمه الله إسناد رواية زهير، ثم أحال على رواية أبي الأحوص، عن سماك، ثم قال: نحوه. وزاد في حديث زهير "وما ترضون دون ألوان التمر والزبد" وساق المصنف روايته تامة.
12952 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا شاذان، عن زهير
(1)
، عن سماك بن حرب بمثله.
(2)
(1)
ابن معاوية وهو موضع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12953 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا أبو نعيم، والنقيلي، عن زهير، ح
وحدثنا الصغاني، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا زهير
(1)
، عن سماك بن حرب، قال: سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر: "احمدوا ربكم، فربما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتلوى ما يشبع من الدقل، وأنتم لا ترضون دون ألوان التمر والزبد".
(2)
(1)
ابن معاوية، وهو موضع الإلتقاء في كلا الإسنادين.
(2)
تقدم تخريجه (رقم 12947).
فائدة الاستخراج: زيادة في متن الحديث قوله "يتلوى" وكذلك قول النعمان رضي الله عنه "احمدوا ربكم".
12954 -
حدثنا السلمي، حدثنا أبو نعيم
(1)
، و عبيد الله بن موسى قالا: حدثنا إسرائيل، ح
وحدثنا الصغاني، حدثنا خلف بن الوليد، أخبرنا إسرائيل
(2)
، عن سماك، سمعت النعمان بن بشير، وهو على المنبر يقول: "احمدوا الله فربّما
⦗ص: 322⦘
أتى على وسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم يظل يتلوى ما يشبع من الدقل"
(3)
.
(1)
هو الفضل بن دكين الكوفي.
أبو نعيم الهلائي كما في (التقريب صـ 446) وهو موضع الإلتقاء في الإسناد الأول.
(2)
ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهو موضع الإلتقاء في الإسناد الثاني.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2284 رقم 35) من طريق إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الملائي حدثنا إسرائيل به.
فائدة الاستخراج: تسمية (الملائي) في إسناد مسلم في صحيحه.
ساق المصنف لفظ رواية أبي نعيم تامة، وساق مسلم إسنادها، وأحال على لفظ رواية أبي الأحوص عن سماك.
12955 -
وحدثنا أبو أمية، حدثنا أبو نعيم،
(1)
وعبيد الله
(2)
، عن إسرائيل بإسناده مثله، "فربما مضى على رسول الله صلى الله عليه وسلم".
(3)
(1)
الفضل بن دكين وهو موضع الإلتقاء.
(2)
ابن موسى بن باذام العبسي.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: بيان اختلاف بعض الألفاظ في الحديث من الرواة عن أبي نعيم، وعبيد الله بن موسى.
12956 -
حدثنا السلمي، حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة
(1)
، عن سماك
(2)
قال: سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجد ملء بطنه من الدقل".
(3)
(1)
الوضاح اليشكري: وقد أخرجه من طريقه أيضًا: ابن حبان في صحيحه (14/ 252 رقم 6341) من طريق محمد بن أبي بكر، عن أبي عوانة به.
(2)
ابن حرب وهو موضع الإلتقاء.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2284 رقم 34) - من طريق أبي الأحوص عن سماك به. ومن طريق أبي الأحوص أخرجه ابن حبان في صحيحه (14/ 252 رقم 6340) -.
12957 -
حدثنا عمار بن رجاء، حدثنا أبو عامر العقدي
(1)
، حدثنا شعبة
(2)
، عن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان بن بشير يخطب قال: قال عمر وذكر ما أصاب الناس من الدنيا، فقال:"لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتوي ما يجد من الدقل ما يملأ بطنه".
(3)
(1)
هو عبد الملك بن عمرو القيس. ومن طريقه أيضًا أخرجه ابن حبان (14/ 253 رقم 6342).
(2)
ابن الحجاج وهو موضع الالتقاء.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 2285/ 4 رقم 36) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة به.
فائدة الاستخراج: جاء لفظ المصنف "ما يملأ بطنه" وجاء لفظ رواية مسلم "ما يملأ به بطنه".
12958 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة
(1)
، عن سماك بن حرب، قال سمعت النعمان بن بشير، يقول:"سمعت عمر بن الخطاب، فذكر ما فتح الله عز وجل على الناس، فقال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتوي يومه من الجوع ما يجد من الدقل ما يملأ بطنه".
(2)
كذا رواه شعبة وقال: عن عمر.
(3)
(1)
ابن الحجاج وهو موضع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
(3)
أشار المصنف رحمه الله بهذا إلى الاختلاف الوارد على سماك بن حرب فروي عنه=
⦗ص: 324⦘
= الحديث على وجهين:
الأول: بغير واسطة -عن النعمان رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه على هذا الوجه: زهير بن حرب وإسرائيل وأبو عوانة، وأبو الأحوص- وتقدم تخريج روايتهم.
الوجه الثاني: بذكر الواسطة: أن سماك بن حرب سمعه من النعمان والنعمان سمعه من عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم -وراه على هذا الوجه شعبة كما في هذا الحديث- وقد روى الإمام مسلم كلا الوجهين.
ولعل هذا الاختلاف من سماك رحمه الله وقد جاء في ترجمته أنه تغير حفظه بآخره وممن سمع منه قديما كشعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم. (انظر: تهذيب الكمال 12/ 120).
ولهذا فأقوى الوجهين والعلم عند الله رواية شعبة -بذكر الواسطة- وهذا الذي رجحه الإمام أبو حاتم كما في العلل رقم [1811]، والبزار فى مسنده رقم [237].
12959 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب
(1)
، قال: وحدثني أبو هانئ
(2)
، أنَّه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي
(3)
، يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص، وسأله جل، فقال ألسنا من فقواء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: لك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم، قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم، قال: فأنت من الأغنياء، قال: إنَّ لي خادما قال: فأنت من الملوك. قال أبو عبد الرحمن: جاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو،
⦗ص: 325⦘
وأنا عنده، فقالوا: يا أبا محمد إنا والله ما نقدر على شئ، لا على نفقة ولا على دابة ولا متاع، فقال لهم: ما شئتم، إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر الله لكم، وإنْ شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا"، قالوا: فإنا نصبر لا نسأل شيئا.
(4)
(1)
هو عبد الله بن وهب وهو موضع الالتقاء.
(2)
هو حميد بن هاني الخولاني.
(3)
هو عبد الله بن يزيد المعافري المصري.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2285 رقم 37) من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو عن ابن وهب به.
12960 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا أبو عاصم النبيل
(1)
، ح
وحدثنا الصغاني، أخبرنا الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن محمود بن لبيد، قال: لما أراد عثمان أن يهدم المسجد، ثم يبنيه، فكره الناس ذلك، وأحبوا أن يدعه على هيئته، فقال عثمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة".
(2)
-لفظ عباس-
(1)
موضع الالتقاء في الإسنادين هو الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه (الصلاة: باب من بنى مسجدًا 1/ 648 رقم 450) من طريق عبيد الله الخولاني، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه به.
ومسلم في صحيحه (الزهد: باب فضل بناء المساجد 4/ 2287 رقم 44) من طريق زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، كلاهما عن الضحاك به. =
⦗ص: 326⦘
= فائدة الاستخراج: جاء في رواية مسلم "بنى الله له مثله في الجنة"، وجاء لفظ المصنف "بنى الله له بيتًا في الجنة".
12961 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود
(1)
، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة
(2)
، حدثنا وهب بن كيسان، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما رجل بفلاة، إذ سمع رعدًا في سحاب فسمع فيه كلامًا اسق حديقة
(3)
فلان باسمه، فجاء ذلك السحاب إلى حرة، فأفرغ ما فيه من الماء، ثم جاء إلى باب شرج
(4)
فانتهى إلى شرجة، فاستوعبت الماء، ومشى الرجل مع السحابة، حتى انتهى إلى رجل قائم في حديقته يسقيها، قال: يا عبد الله ما اسمك؟ قال: ولم؟ أنا فلان، قال: ما تصنع في حديقتك هذه؟ قال: ولم تسأل؟ قال: إني سمعت في سحاب هذا ماؤه، اسق حديقة فلان، باسمك، فما تصنع فيها إذا صرمتها؟
(5)
قال: أما إذ قلت
⦗ص: 327⦘
ذلك، فإنّي أجعلها على ثلاثة أثلاث، أجعل ثلثًا لي ولأهلي، وأرد ثلثا فيها، وأجعل ثلثا في المساكين والسائلين وابن السبيل"
(6)
.
(1)
هو الطيالسي وهو موضع الالتقاء.
(2)
هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.
(3)
الحديقة: القطعة من النخيل ويطلق على الأرض ذات الشجر. (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 155).
(4)
بفتح الشين المعجمة وإسكان الراء وجمعها شراج -بكسر الشين- وهي مسائل الماء في الحرار. انظر: (شرح مسلم للنووي 18/ 155).
(5)
أي قطعتها. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 155).
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب الصدقة في المسكين 4/ 2288 رقم 45 مكرر) من طريق أحمد بن عبدة الضبي عن أبي داود به.
فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ رواية أبي داود الطيالسي تامة. وساق الإمام مسلم بعضها، وأحال إلى رواية يزيد بن هارون، عن عبد العزيز بن أبي سلمة.
12962 -
حدثنا أبو زرعة الرازي، حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا عبد العزيز بن الماجشون
(1)
، عن وهب بن كيسان، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو عبد العزيز بن الماجشون.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: جاء في إسناد الإمام مسلم (عبد العزيز بن أبي سلمة) وجاءت نسبته في إسناد المصنف (ابن الماجشون).
12963 -
حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا عمرو
(1)
، بمثله
(2)
.
(1)
ابن مرزوق الباهلي.
(2)
تقدم تخريجه برقم (12961).
12964 -
حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا شعبة، عن العلاء
(1)
، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "قال الله عز وجل: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملا فأشرك
⦗ص: 328⦘
فيه غيري، فأنا منه بريء، وهو للذي أشرك". أو قال:"هو للذي أشرك". -قال أبو عبد الله: الشك من أبي عامر- وأنا منه بريء.
(2)
(1)
ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب من أشرك في عمله غير الله 4/ 2289 رقم 46)، من طريق روح بن القاسم، عن العلاء به.
فائدة الاستخراج:
- متابعة شعبة لروح بن القاسم في الرواية عن العلاء.
- جاء في لفظ المصنف "وأنا منه بريء" وهي زيادة لم ترد في لفظ مسلم.
12965 -
حدثنا الصغاني، حدثنا عمر بن حفص بن غياث
(1)
، حدثني أبي، عن إسماعيل بن سميع، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سمَّع
(2)
سمَّع الله به، ومن رآءى
(3)
رآءى الله به"
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء هو عمر بن حفص -وهو شيخ الإمام مسلم في الحديث-.
(2)
أي عمل عملًا أو قال قولًا ليسمعه الناس. (انظر: النهاية (2/ 402)، شرح صحيح مسلم للنووي (18/ 157).
(3)
أي عمل عملًا ليراه الناس. (انظر: المصادر السابقة).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب من أشرك في عمله غير الله 4/ 2289 رقم 47).
فائدة الاستخراج: متابعة شيخ المصنف للإمام مسلم في الرواية عن عمر بن حفص.
12966 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان
(1)
، حدثنا سلمة بن كهيل، قال: سمعت جندبا. ح،
⦗ص: 329⦘
وحدثنا الغزي، حدثنا الفريابي، حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- ولم أسمع أحدا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من يُرائي يرائي الله به، ومن يُسمّع يُسمّع الله به"
(2)
.
(1)
الثوري وهو موضع الالتقاء في كلا الإسنادين.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب من أشرك في عمله غير الله 4/ 2290 رقم 48) من طرق عن الثوري به.
12967 -
حدثنا عبد الرحمن بن بشر، حدثنا سفيان بن عيينة
(1)
، عن الوليد بن حرب، قال: سمعت سلمة بن كهيل، قال: سمعت جندبا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من يسمع يسمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به".
(2)
(1)
موضع الالتقاء هو سفيان بن عيينة.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب من أشرك في عمله غير الله 4/ 2290 رقم 48 مكرر).
فوائد الاستخراج:
- تسمية سفيان في إسناد المصنف.
- ساق المصنف لفظ رواية سفيان بن عيينة، بينما اقتصر الإمام مسلم على ذكر الإسناد فقط.
12968 -
حدثنا محمد بن عبد الحكم، حدثنا وهب الله بن راشد، [حدثنا حيوة، عن يزيد بن الهاد
(1)
]
(2)
، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن
⦗ص: 330⦘
طلحة، عن أبي هريرة، أنَّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"إن العبد ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق إلى المغرب".
(3)
(1)
هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، وهو موضع الالتقاء.
(2)
ما بين المعكوفتين غير واضحة في الأصل، والتصويب من إتحاف المهرة (5/ 446 رقم 19669).
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه (الرقاق: باب حفظ اللسان 314/ 11 رقم 6477) من طريق ابن أبي حازم عن يزيد بن الهاد به.
ومسلم في صحيحه (الزهد: باب التكلم بالكلمة يهوي بها في النار 4/ 2290 رقم 49) من طريق بكر بن مضر عن ابن الهاد به.
فائدة الاستخراج: تسمية ابن الهاد في إسناد المصنف (يزيد).
12969 -
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا أبي وشعيب بن الليث، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد
(1)
، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ح
وحدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو صالح
(2)
، حدثني الليث، حدثني يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة أنَّه سمع رسول اللِّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها
(3)
يزلّ بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب"
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء في كلا الإسنادين هو يزيد بن الهاد.
(2)
هو عبد الله بن صالح كاتب الليث.
(3)
أي لا يتدبرها ويفكر في قبحها، ولا يخاف ما يترتب عليها. (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 158).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب التكلم بالكلمة يهوي بها في النار 4/ 2290 رقم 50) من طريق الدراوردي عن ابن الهاد به.
وتقدم تخريج البخاري (انظر: حديث رقم 12964). =
⦗ص: 331⦘
= فائدة الاستخراج: متابعة الليث بن سعد في الرواية عن ابن الهاد بهذا اللفظ.
12970 -
حدثنا أبو أمية
(1)
والصغاني
(2)
، قالا: حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا الأعمش
(3)
، عن شقيق
(4)
، قال قيل لأسامة ألا تكلم عثمان: قال: إنكم ترون أنّي لا أكلمه إلا سمعتم، أنّي لأكلمه فيما بيني وبينه، ما دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أوَّل من افتتحه، والله لا أقول لرجل خير الناس، وإن كان عليَّ أميرا إنَّك خير الناس بعدما
(5)
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، قالوا: وما سمعته يقول؟ قال: سمعته يقول: "يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق
(6)
أقتابه
(7)
، فيدور به في النار، كما يدور الحمار برحاه، فيطيف به أهل النار، فيقولون: يا فلان مالك ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف
⦗ص: 332⦘
وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه"
(8)
.
(1)
هو: محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعى الطرسوسي.
(2)
هو: محمد بن إسحاق بن جَعْفَر -أبو بكر البَغدادي، خراساني الأصل.
(3)
هو: سليمان مهران، وهو موضع الالتقاء.
(4)
ابن سلمة الأسدي، أبو وائل الكوفي.
(5)
كذا جاء على الصواب في حاشية الأصل وهو كذلك في صحيح مسلم "بعد ما" وفي لفظ البخاري "بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
[تنبيه: جاء في الأصل "بعدك" وضبب على الكاف وجاء تصويبه في الحاشية].
(6)
الاندلاق: خروج الشيء من مكانه. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 160).
(7)
هي الأمعاء، وقيل هي الحوايا والأمعاء. (انظر المصدر السابق).
(8)
أخرجه البخاري في صحيحه (بدء الخلق: باب صفة النار 6/ 381 رقم 3267) من طريق سفيان، عن الأعمش به.
ومسلم في صحيحه (الزهد: باب التكلم بالكلمة يهوي بها في النار 4/ 2290 رقم 51) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش به.
فائدة الاستخراج: متابعة يعلى بن عبيد لأبي معاوية في الرواية عن الأعمش.
12971 -
حدثنا علي بن حرب، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن دينار
(1)
، عن ابن عمر أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تدخلوا على هؤلاء القوم إلا أنْ تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، فإنّي أخشى أن يصيبكم مثل الذي أصابهم -يعني ثمود
(2)
-".
(3)
(1)
موضع الالتقاء، هو عبد الله بن دينار.
(2)
أي قوم ثمود.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه "الغازي: باب نزول النبيّ صلى الله عليه وسلم الحجر 7/ 731 رقم 4420 من طريق مالك عن عبد الله بن دينار به، ورقم 4419 من طريق معمر عن الزهري عن سالم به).
ومسلم في صحيحه (الزهد: باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا 4/ 2285 رقم 38) من طريق يحيى بن أيوب، وقتيبة، وعلي بن حجر، كلهم عن إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار به.
فائدة الاستخراج: بيان المعذبين -أنهم قوم ثمود- وجاء في صحيح مسلم في أول الحديث أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لأصحاب الحجر
…
أي في شأنهم انظر: (شرح صحيح مسلم 18/ 147). والمراد بالحجر: منازل ثمود. انظر: (فتح الباري 7/ 731).
12972 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا أبو نعيم، حدثنا الحسن بن صالح
(1)
، عن عبد الله بن دينار
(2)
، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين نزلوا الحجر: "لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلَّا [أن تكونوا باكين]
(3)
، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، أن يصيبكم مثل ما أصابهم"
(4)
.
(1)
هذا هو الصواب كما جاء الإسناد في إتحاف المهرة (13/ 512)، والحسن بن صالح من الرواة عن عبد الله بن دينار (كما في تهذيب الكمال 14/ 472).
وجاء في الأصل: الحسن بن علي.
(2)
موضع الالتقاء هو عبد الله بن دينار.
(3)
غير واضحة في الأصل، والتصويب من صحيح مسلم، وبه يستقيم السياق.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12973 -
حدثني أبي، حدثنا علي بن حجر
(1)
، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار بمثله
(2)
.
(1)
ابن إياس السعدي، وهو موضع الالتقاء -وهو شيخ مسلم في هذا الحديث-.
(2)
تقدم تخريجه (رقم 12971).
12974 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب
(1)
، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، وهو يذكر الحجر -مساكن ثمود- قال سالم بن عبد الله: إنّ عبد الله بن عمر، قال: مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا
⦗ص: 334⦘
أنفسهم، إلا أن تكونوا باكين حذرا، أن يصيبكم مثل ما أصابهم" ثم زجر
(2)
، فأسرع حتى خلفها
(3)
.
(4)
(1)
هو عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أي زجر ناقته، فحذف ذكر الناقة للعلم به، ومعناه: ساقها سوقًا كثيرًا. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 148).
(3)
بتشديد اللام، أي جاوز المساكن. انظر:(المصدر السابق).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب لا تدخلوا مسكن الذين ظلموا أنفسهم 4/ 2286 رقم 39) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب به.
وتقدم تخريج البخاري لهذا الحديث (انظر: حديث رقم 12971).
12975 -
حدثنا الصغاني، حدثنا الحكم بن موسى
(1)
، حدثنا شعيب بن إسحاق، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، أنَّ ابن عمر، أخبره، أنَّ الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر -أرض ثمود- فاستقوا من آبارهم، وعجنوا به العجين "فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا ما استقوا، ويعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة"
(2)
.
(1)
ابن أبي زهير البغدادي أبو صالح القنطري وهو موضع الالتقاء -وهو شيخ مسلم في هذا الحديث-.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه (أحاديث الأنبياء: باب قول الله تعالى {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} 6/ 436 رقم 3379) من طريق أنس بن عياض، عن عبيد الله بن عمر به.
ومسلم في صحيحه (الزهد: باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم 4/ 2286 رقم 40). =
⦗ص: 335⦘
= فائدة الاستخراج: المتابعة التامة لهذا الحديث من طريق شيخ الإمام مسلم في صحيحه.
12976 -
ز- حدثنا يونس
(1)
، والربيع
(2)
، وعيسى بن أحمد
(3)
، قالوا: حدثنا ابن وهب، عن مالك
(4)
، عن صفوان بن سليم، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الساعي
(5)
على الأرملة
(6)
والمسكين كالذي يجاهد فى سبيل الله، أو كالذي يقوم الليل، ويصوم النهار"
(7)
.
(1)
ابن عبد الأعلى.
(2)
ابن سليمان.
(3)
البلخي.
(4)
ابن أنس.
(5)
المراد الكاسب لهما العامل لمؤنتهما. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 150) وانظر: فتح الباري (9/ 410).
(6)
من لا زوج لها سواء كانت تزوجت أم لا، وقيل: هي التى فارقت زوجها. (انظر: المصادر السابقة).
(7)
الحديث من زيادات المصنف وهو مرسل إسناده صحيح.
وقد أخرجه البخاري في صحيحه (الأدب: باب الساعي على الأرملة 10/ 451 رقم 6006) من طريق إسماعيل بن عبد الله، عن مالك به، والترمذي في جامعه (البر والصلة 4/ 305 رقم 1969) من طريق معن، عن مالك به.
قال الحافظ ابن حجر: وأخرجه الإسماعيلي من طريق عبد الرحمن بن القاسم، وأبو نعيم من طريق عبد الله بن يوسف كلاهما عن مالك. انظر:(فتح الباري 9/ 409).
والحديث جاء موصولا من حديث أبي هريرة -كما سيأتي-.
12977 -
حدثنا النفيلي، حدثنا ابن مسهر
(1)
، حدثنا مالك بمثله
(2)
. ح
⦗ص: 336⦘
وحدثنا يونس
(3)
، والربيع
(4)
، وعيسى بن أحمد
(5)
، قالوا: حدثنا ابن وهب أنَّ مالكا
(6)
أخبره، عن ثور بن زيد الديلي، عن أبي الغيث
(7)
مولى ابن مطيع، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله
(8)
.
(1)
هو عبد الأعلى بن مسهر.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
(3)
ابن عبد الأعلى.
(4)
ابن سليمان.
(5)
البلخي.
(6)
ابن أنس، وهو موضع الالتقاء.
(7)
هو سالم أبو الغيث المدني مولى ابن مطيع كما في (التقريب صـ 227).
(8)
أخرجه البخاري في صحيحه (النفقات: باب فضل النفقة على الأهل 9/ 407 رقم 5353) من طريق يحيى بن قزعة عن مالك به.
ومسلم في صحيحه (الزهد: باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين 4/ 2286 رقم 41) من طريق القعنبي عن مالك.
فائدة الاستخراج: نسبة (أبي الغيث) في إسناد المصنف.
12978 -
حدثنا النفيلي
(1)
، أخبرنا أبو مسهر
(2)
، حدثنا مالك
(3)
بمثله
(4)
.
(1)
عبد الله بن محمد بن علي بن نُفَيل النفيلي الحرَّاني.
(2)
هو عبد الأعلى بن مسهر -المتقدم في الإسناد السابق- انظر: (التقريب صـ 405).
(3)
ابن أنس، وهو موضع الالتقاء.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12979 -
وحدثنا الربيع بن سليمان، وعيسى بن أحمد، قالا: حدثنا ابن وهب، أخبرنا مالك
(1)
، عن ثور بن زيد الديلي، قال: سمعت أبا الغيث
⦗ص: 337⦘
يحدث عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كافل اليتيم
(2)
له أو لغيره، أنا وهو كهاتين في الجنة" وأشار مالك بالسبابة والوسطى
(3)
.
(1)
ابن أنس وهو موضع الالتقاء.
(2)
أي القيم بأموره من النفقة والكسوة والتأديب وغير ذلك. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 151).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم 4/ 2287 رقم 42) من طريق إسحاق بن عيسى، عن مالك به.
12980 -
حدثنا أبو الجماهر
(1)
الحمصي، حدثنا يحيى بن صالح، أخبرنا الدراوردي
(2)
، عن ثور بن زيد
(3)
، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالذي يقوم الليل، ويصوم النهار"
(4)
.
(1)
هو محمد بن عبد الرحمن الحضرمي.
(2)
هو عبد العزيز بن محمد.
(3)
الديلي المدني، وهو موضع الالتقاء.
(4)
تقدم تخريجه برقم (12977).
فائدة الاستخراج: متابعة الدراوردي في روايته للإمام مالك.
12981 -
حدثنا عيسى بن أحمد، حدثنا ابن وهب
(1)
، ح،
وحدثنا أبو عبيد الله
(2)
، حدثنا عمي، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله، حدثه أنَّ عاصم بن عمر بن قتادة حدثه، أنَّه سمع
⦗ص: 338⦘
عبيد الله الخولاني، يذكر أنَّه سمع عثمان بن عفان عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إنكم قد أكثرتم، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من بنى مسجدا" -قال بكير:- حسبت أنَّه قال: "يبتغى به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة"
(3)
.
(1)
هو عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء في كلا الإسنادين.
(2)
أحمد بن عبد الرحمن بن وهب -ابن أخي ابن وهب-.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه (الصلاة: باب من بنى مسجدًا 1/ 648 رقم 450) من طريق يحيى بن سليمان، عن ابن وهب به.
ومسلم في صحيحه (الزهد: باب فضل بناء المساجد 4/ 2287 رقم 43) من طريق هارون بن سعيد، وأحمد بن عيسى كلاهما، عن ابن وهب به.
فائدة الاستخراج: متابعة عيسى بن أحمد وأبو عبيد الله لأحمد بن عيسى (شيخ الإمام مسلم) في هذا الحديث في لفظه "بنى الله له مثله في الجنة".
12982 -
حدثنا محمد بن حيويه، والصغاني، قالا: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي، حدثنا ابن وهب
(1)
، بإسناده مثله "بيتا في الجنة"
(2)
.
(1)
هو عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: متابعة يحيى بن سليمان الجعفي لهارون بن سعيد الايلي (شيخ الإمام مسلم في هذا الحديث) في لفظه "بيتا في الجنة".
12983 -
حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا عباس بن طالب، حدثنا الليث
(1)
، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين"
(2)
.
(1)
ابن سعد، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه (الأدب: باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين 10/ 546 رقم 6133). =
⦗ص: 339⦘
= ومسلم في صحيحه (الزهد: باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين 2295/ 4 رقم 63) كلاهما من طريق قتيبة بن سعيد، عن الليث به.
12984 -
حدثنا يونس، أخبرنا ابن وهب
(1)
، وأيوب بن سويد قالا: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين"
(2)
.
(1)
هو عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين 2295/ 4 رقم 63 مكرر) من طريق أبي الطاهر، وحرملة، كلاهما عن ابن وهب به.
وتقدم تخريج البخاري للحديث من طريق الليث (انظر تخريج الحديث السابق).
فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ رواية ابن وهب، وساق الإمام مسلم الإسناد، وأحال إلى لفظ رواية الليث.
12985 -
حدثنا الدنداني، حدثنا أحمد بن شبيب، حدثنا أبي
(1)
، حدثنا يونس
(2)
، قال محمد
(3)
، وأخبرني سعيد بن المسيب، أنَّ أبا هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين"
(4)
.
(1)
هو شبيب بن سعيد التميمى الحبطي.
(2)
ابن يزيد الأيلي، وهو موضع الالتقاء.
(3)
هو الزهري.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ رواية يونس -من طريق شبيب بن سعيد- وساف الإمام مسلم الإسناد، وأحال على لفظ رواية الليث.
12986 -
حدثني أبو بكر محمد بن محمد بن رجاء، حدثني أبو عبد الله أحمد بن حنبل، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(1)
، حدثنا ابن أخي بن شهاب
(2)
، عن عمه، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو يعقوب بن سعد.
(2)
هو محمد بن عبد الله بن مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين 4/ 2295 رقم 63 مكرر) من طريق زهير بن حرب، ومحمد بن حاتم، كلاهما عن يعقوب به.
وتقدم تخريج البخاري للحديث (انظر تخريج حديث رقم 12983).
فائدة الاستخراج: ساق المصنف لفظ رواية يعقوب بن سعد، واقتصر مسلم على الإسناد، وأحال على لفظ رواية الليث، عن عقيل، عن الزهري.
12987 -
حدثنا ابن الجنيد، قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة
(1)
، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن، إنَّ أمر المؤمن كله له خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، وكان خيرا، وإن أصابته ضراء، صبر وكان خيرا"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو سليمان بن المغيرة.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب المؤمن أمره كله خير 4/ 2295 رقم 64) من طريق هداب بن خالد، وشيبان بن فروخ كلاهما عن سليمان به.
12988 -
حدثنا الصغاني، حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت
(1)
بنحوه.
(2)
(1)
البناني، وهو موضع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: متابعة حماد بن سلمة لسليمان بن المغيرة في الرواية عن ثابت.
وحماد بن سلمة من أوثق الرواة عن ثابت.
قال ابن معين رحمه الله: حماد بن سلمة أعلم الناس بثابت، ومن خالف حماد بن سلمة في ثابت فالقول قوله حماد.
ثم قال ابن رجب رحمه الله:-وحكى مسلم في كتاب التمييز إجماع أهل المعرفة على أن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت. (انظر: شرح العلل 2/ 690).
12989 -
حدثنا الصغاني، حدثنا هاشم بن القاسم
(1)
ح،
وحدثنا أبو أمية، حدثنا علي بن الجعد، ح
وحدثنا أبو قلابة، حدثنا عفان، وعلي بن الجعد، قالوا: حدثنا شعبة
(2)
، عن خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أنَّ رجلا مدح رجلا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ويحك قطعت عنق صاحبك
(3)
، -مرارا- ثم قال:"إن كان أحدكم مادحا أخاه لا محالة، فليقل: أحسب فلانا، ولا أذكي على الله أحدًا أو حسبته، إن كان يرى أنَّه كذاك"
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء في الإسناد الأول هو هاشم بن القاسم.
(2)
موضع الالتقاء في الإسناد الثاني والثالث هو شعبة.
(3)
أي أهلكتموه. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 171/ 18).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه (الأدب: باب ما يكره من التمادح 10/ 491 رقم=
⦗ص: 342⦘
= 6061) من طريق آدم عن شعبة به -بنحو لفظ المصنف-.
ومسلم في صحيحه (الزهد: باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط 4/ 2296 رقم 66) من طريق محمد بن جعفر (غندر)، عن شعبة به، وفيه زيادة: فقال رجل: يا رسول الله ما من رجل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل منه في كذا وكذا.
فائدة الاستخراج:
- أن أكثر الرواة عن شعبة -كما ساق رواياتهم المصنف- وكذلك رواية آدم بن أبى إياس عند البخاري -ليس فيها هذه الزيادة-.
- ساق المصنف رواية هاشم بن القاسم عن شعبة، بينما اقتصر الإمام مسلم على الإسناد وأحال إلى لفظ رواية يزيد بن زريع عن شعبة، ثم قال: وليس في حديثه "فقال رجل
…
".
12990 -
حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة
(1)
، عن خالد الحذاء، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة، يحدث عن أبيه، قال: ذكر رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأثنوا عليه خيرا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل: "ويحك قطعت عنق صاحبك"، -قالها ثلاثا- ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن كان أحدكم مادحا أخاه لا محالة، فليقل: أحسب فلانا -إن كان يعلم ذلك منه- ولا أزكي على الله أحدا"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو شعبة.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
12991 -
حدثنا علي بن حرب، حدثنا زيد بن أبي الزرقا، عن سفيان
(1)
، عن خالد الحذاء
(2)
، عن ابن أبي بكرة، عن أبيه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 343⦘
قال: "إذا كان أحدكم مادحا أخاه لا محالة، فليقل: أحسبه، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدا كذا وكذا"
(3)
.
(1)
هو الثوري.
(2)
موضع الالتقاء هو خالد الحذاء.
(3)
تقدم تخريحه (برقم 12985).
12992 -
حدثنا محمد بن حيويه، حدثنا يحيى بن يحيى
(1)
، حدثنا يزيد بن زريع، عن خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: مدح رجل رجلا، عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"ويحك قطعت عنق صاحبك مرارا، إذا كان أحدكم مادحا صاحبه لا محالة، فليقل: أحسب فلانا، واللّه حسيبه، ولا أزكي على الله أحدا، حسبه إن كان يعلم ذاك، كذا وكذا"
(2)
.
(1)
النيسابوري -وهو شيخ مسلم في الحديث-، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب النهي عن المدح إذاكان فيه إفراط 4/ 2296 رقم 65) قال حدثنا يحيى بن يحيى به.
فائدة الاستخراج: المتابعة التامة لرواية الإمام مسلم.
12993 -
حدثني أبو الأحوص إسماعيل بن إبراهيم، وبشر بن موسى، قالا: حدثنا محمد بن الصباح الدولابي
(1)
، حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال:
⦗ص: 344⦘
سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يثني على رجل
(2)
ويطريه
(3)
في المدح، فقال:"لقد أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل"
(4)
(1)
موضع الالتقاء هو محمد بن الصباح -وهو شيخ مسلم في هذا الحديث-.
(2)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:- "لم أقف على اسمهما صريحاً، ولكن أخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد من حديث محجن بن الأدرع الأسلمي قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي -فذكر حديثًا قال فيه:- فدخل المسجد فإذا رجل يصلي فقال لي: من هذا؟ وفي أخرى له: "هذا فلان وهو من أحسن أهل المدينة صلاة، أو من أكثر أهل المدينة" والذي أثنى عليه محجن يشبه أن يكون هو عبد الله ذو النجادين المزني، فقد ذكرت في ترجمته في الصحابة ما يقرب ذلك".
انظر: (فتح الباري 10/ 491) وانظر: المسند للإمام أحمد (4/ 338).
(3)
الإطراء هو المبالغة في المدح. انظر: (فتح الباري 10/ 491).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه (الأدب: باب ما يكره من التمادح 10/ 411 رقم 6060).
ومسلم في صحيحه (الزهد: باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط 4/ 2297 رقم 67) كلاهما من طريق محمد بن الصباح به.
فائدة الاستخراج: المتابعة التامة لرواية الإمام مسلم لهذا الحديث.
12994 -
حدثنا الصغاني، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
(1)
، عن سفيان
(2)
عن حبيب بن أبي ثابت، عن مجاهد
(3)
عن أبي معمر
(4)
عن المقداد، قال:"أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن نحثي في وجوه المداحين التراب"
(5)
.
(1)
موضع الالتقاء هو عبد الرحمن بن مهدي.
(2)
الثوري.
(3)
ابن جبر المكي.
(4)
هو عبد الله بن سخبرة الأزدي.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط 4/ 2297 =
⦗ص: 345⦘
= رقم 68) من طريق ابن أبي شيبة، وابن المثنى، عن ابن مهدي به.
فائدة الاستخراج: تسمية عبد الرحمن (ابن مهدي)، وحبيب (ابن أبي ثابت) في إسناد المصنف.
12995 -
حدثنا ابن المنادي، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة
(1)
عن منصور، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث: أنَّ رجلا جعل يمدح رجلا، أو عاملا عند عثمان، فدخل المقداد، فجعل يحثي في وجهه، فقال له عثمان: ما شأنك؟ قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو شعبة.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط 4/ 2297 رقم 69) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة به.
12996 -
حدثنا أبو عوف
(1)
، حدثنا الفريابي، قال: حدثنا سفيان
(2)
، عن منصور، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، عن المقداد بن الأسود، قال:"أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن نحثي فى وجوه المداحين التراب"
(3)
.
(1)
هو عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية البغدادي أبو عوف البزوري وقد تقدم (ح 7186).
ملحوظة: جاء في إتحاف المهرة (3/ 460 رقم 17004)"ابن عوف" فإن كان صواباً: فهو محمد بن عوف الطائي -وهو من شيوخ المصنف، وأيضا من الرواة عن محمد بن يوسف الفريابي كما في (تهذيب الكمال 27/ 55).
(2)
الثوري، وهو موضع الالتقاء.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط 4/ 2297 رقم 69 مكرر) من طريق ابن مهدي عن الثوري به. =
⦗ص: 346⦘
= فائدة الاستخراج:
- تسمية الصحابي المقداد (ابن الأسود) في إسناد المصنف.
- ساق المصنف لفظ رواية الثوري عن منصور، بينما ساق الإمام مسلم إسنادها، وأحال على لفظ رواية شعبة.
- جاء لفظ المصنف لرواية الثوري بصريح الأمر (أمرنا) وجاء لفظ رواية شعبة "فاحثوا في وجوههم".
- جاءت رواية الفريابي عن الثوري -عند المصنف- بالاقتصار على المرفوع دون القصة.
12997 -
حدثنا حمدان بن الجنيد، حدثنا أبو عاصم
(1)
، عن سفيان
(2)
، عن منصور، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، عن المقداد، أنَّ رجلا جعل يمدح عثمان في وجهه، فحثا المقداد في وجهه التراب، قال: فجعل عثمان يتقيه بيده، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "احثوا في وجوه المدّاحين التراب"
(3)
.
(1)
هو الضحاك بن مخلد.
(2)
الثوري، وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: متابعة أبي عاصم لرواية ابن مهدي وقد ساق الإمام أحمد في المسند 6/ 5) لفظ رواية ابن مهدي - في الرواية عن شعبة- وفيها ذكر القصة.
12998 -
حدثنا ابن أبي رجاء، حدثنا شعيب بن حرب، ح، وحدثنا عثمان بن خرزاذ، حدثنا عفان، قالا: حدثنا صخر بن جويرية
(1)
، عن نافع، أنَّ عبد الله بن عمر، حدثه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
⦗ص: 347⦘
"أراني في المنام أني أتسوك بسواك، فجذبني رجلان، أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي: كبر، فدفعته إلى الأكبر"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء، هو صخر بن جويرية.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه (الوضوء: باب دفع السواك إلى الأكبر 1/ 425 رقم 246) من طريق عفان، عن صخر به.
ومسلم في صحيحه (الزهد: باب مناولة الأكبر 4/ 2298 رقم 70) من طريق علي بن نصر الجهضمي، عن صخر به.
وهو مكرر لما أخرجه مسلم أيضاً في (الرؤيا: باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم 4/ 1779 رقم 19).
12999 -
حدثنا أبو داود السجزي، حدثنا هدبة
(1)
. حدثنا همام
(2)
، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تكتبوا عني شيئا، فمن كتب عنى شيئا سوى القرآن فليمحه"
(3)
.
قال أبو داود: وهو منكر، أخطأ فيه همام، هو من قول أبي سعيد
(4)
.
(1)
ويقال: هداب -ابن خالد بن الأسود القيسي، وهو موضع الالتقاء- وهو شيخ مسلم في هذا الحديث-.
(2)
ابن يحيى العوذي.
(3)
انظر: التعليق الآتي على ح (13001).
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم 4/ 2298 رقم 72) قال حدثنا هداب بن خالد به.
فائدة الاستخراج: الإشارة إلى تعليل رفع الحديث -كما سيأتي-.
(4)
نقل هذا القول عن المصنف الإمام المزي (تحفة الأشراف 3/ 408) وهذا الحديث اختلف في رفعه ووقفه: فرواه همام عن زيد بن أسلم به (مرفوعًا). =
⦗ص: 348⦘
= [جاء هذا من طرق عديدة عن همام: من طريق هدبة (كما تقدم)، ومن طريق أبي الوليد (عند المصنف كما سيأتي) وإسماعيل بن علية عند أحمد في المسند (3/ 12)، وشعيب بن حرب (عند المصنف كما سيأتي وأحمد في المسند 3/ 12)، ويزيد بن هارون (عند أحمد في المسند 3/ 21)، وعفان بن مسلم (عند المصنف كما سيأتي، وأحمد في المسند 3/ 56، والنسائي في السنن الكبرى رقم 5817) وغيرهم].
وساق الإمام الخطيب البغدادي، طرقًا عديدة عن همام به مرفوعًا، (تقييد العلم صـ 29 - 32).
ثم قال الخطيب البغدادي رحمه الله: تفرد همام برواية هذا الحديث، عن زيد بن أسلم، هكذا مرفوعًا -ثم قال- ويقال إن المحفوظ رواية هذا الحديث من قوله غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ا. هـ (تقييد العلم ص 31 - 32).
وقد توبع همام على رواية الرفع: تابعه:
1 -
سفيان الثوري: أخرج روايته الخطيب في تقييد العلم (ص 32) وابن عدي في الكامل (51/ 1771) وإسناده ضعيف.
2 -
خارجة بن مصعب: أخرج روايته ابن عدي في الكامل (3/ 926)، وإسناده ضعيف.
3 -
سفيان بن عيينة: أخرج روايته الترمذي في جامعه (رقم 2665) وإسناده ضعيف.
ورواه عن أبي سعيد موقوفًا: أبو نضرة (أخرج روايته ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 272 - 273)، وأبي المتوكل الناجى (عند أبي داود في السنن برقم 3648)، كلاهما عن أبي سعيد موقوفًا -بمعناه-.
ورجح أبو داود -كما تقدم- وكذلك البخاري وغيره الوقف كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 251).
13000 -
حدثنا الصومعي
(1)
، حدثنا أبو الوليد
(2)
، حدثنا همام
(3)
، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تكتبوا عني شيئا، ومن كتب عني شيئا سوى القرآن فليمحه، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي -قال همام: أحسبه قال: متعمدا- فليتبوأ مقعده من النار"
(4)
.
(1)
هو: محمد بن أبي خالد أبو بكر الطبري.
(2)
هشام بن عبد الملك الطيالسى.
(3)
ابن يحيى العوذي، وهو موضع الالتقاء.
(4)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
13001 -
حدثنا حميد
(1)
[*]
، حدثنا موسى بن أيوب، حدثنا شعيب بن حرب، حدثنا همام
(2)
، بإسناده إلى قوله:"فليمحه"
(3)
.
(1)
حميد بن عياش الرملي، المكتب، أبو الحسن.
(2)
ابن يحيى العوذي، وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه (برقم 12999).
ملحوظة: جاء قوله "فليمحه" هنا على الصواب، وكذلك في الحديث الآتي، وكذلك في صحيح مسلم، وجاء في الحديثين السابقين "فليمحاه" وهو خطأ، لما يدل عليه قوله رحمه الله هنا إلى قوله:"فليمحه".
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في النسخة الخطية الجزائرية (6/ ق 135/ أ) وإتحاف المهرة (5483)، ولعله: أبو حميد وهو العَوْهِي الأزدي الحمصي، وهو غير أبي حميد المصيصي، وانظر حاشية حديث (2892) بتعليقنا، ولم يذكر في مشايخ أبي عوانة من اسمه حميد إلا حميد بن عياش كما في (4056، 7057، 7523، 9097، 9103، 10539، 10579)، وليس ممن يروي عن موسى بن أيوب، وقد ترجم محققو المسند لحميد في الموضع به (حميد بن عياش الرملي المكتب، أبو الحسن)، وأبو حميد العوهي يروي عن موسى بن أيوب كما في (10163)، وأبو عوانة يروي عن أبي حميد العوهي في الأحاديث التالية (223، 879، 2642، 4375، 4512، 4896، 5162، 5801، 6297، 6965، 7480، 8026، 9029، 9272، 9456، 10128، 10163، 10188، 10189، 10499، 11226، 11456، 12517، 12811)، والعوهي ضبطه محققو المسند بفتح العين المهملة والواو نسبة إلى "العَوَه" في أكثر من موضع (223 والهامش، 2642 والهامش، 9029 هامش، 9272 والهامش، 9456، 12517 والهامش) وهو خطأ، وجعلوه بسكون الواو في مواضع (6297، 7480، 8026، 10188، 11226 هامش)، وهو الصواب، كما نص على ذلك السمعاني في الأنساب (9/ 409) فقال: بفتح العين المهملة وسكون الواو وكسر الهاء، هذه النسبة إلى العوه
…
والمشهور بهذه النسبة أبو حميد أحمد بن محمد بن سيار الحمصي العوهى. وانظر: توضيح المشتبه لابن ناصر الدين (6/ 393).
13002 -
حدثنا الصغاني، حدثنا عفان، حدثنا همام
(1)
، حدثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تكتبوا عنى شيئا غير القرآن، فمن كتب عنى شيئا غير القرآن
⦗ص: 350⦘
فليمحه"، وقال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، وحدثوا عني، ولا تكذبوا عليّ، ومن كذب عليّ" -قال همام: أحسبه قال: متعمدا- "فليتبوأ مقعده من النار"
(2)
.
(1)
ابن يحيى، وهو موضع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه برقم (12999).
13003 -
حدثنا فهد بن سليمان
(1)
، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن مبشر
(2)
، عن ابن شهاب
(3)
، عن سالم بن عبد الله، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم أو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل أمتي معافى، ومبتلى، إلا المجاهرين، ومن الإجهار
(4)
أَنْ
⦗ص: 351⦘
يعمل الرجل بالليل، فيستره الله عليه، ثم يصبح فيحدث به الناس"
(5)
.
(1)
الدلال النخاس البزار -تقدم-[تنبيه: وقع في إتحاف المهرة (14/ 643) محمد بن سليمان وهو خطأ].
(2)
لعله ابن إسماعيل الحلبي -وقد تقدم-، ولم أستطع الجزم به، لأني لم أقف عليه في الرواة عن الزهري، ولا في شيوخ أبي بكر بن عياش.
(3)
الزهري، وهو موضع الالتقاء.
(4)
بالهمزة في أوله -وهكذا أيضًا جاء هذا اللفظ في جميع نسخ صحيح مسلم-، ووقع في بعضها:"جهار" بدون الهمز، ووقع في رواية البخاري:"من المجاهرة"، كل واحد من هذه الألفاظ صحيح، لأنه أجهر وجهر وجاهر بمعنى واحد.
وجاء في رواية زهير -شيخ مسلم- "وإن من الهجار" وهو من الهُجر بضم الهاء بمعنى الفحش والخنا.
وجاء في بعض روايات البخاري "وإن من المجانة"، وأنكرها ابن بطال وزعم أنه تصحيف، وتعقبه ابن حجر: بأن هذا اللفظ تفيد معنىً زائدًا، وهو أن الذي يجاهر بالمعصية يكون من جملة المجان، والمجانة مذمومة شرعًا.=
⦗ص: 351⦘
= (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 161، فتح الباري 10/ 502، تكملة فتح الملهم 6/ 379).
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه (الأدب: باب ستر المؤمن على نفسه 10/ 501 رقم 6069)، ومسلم في صحيحه (الزهد: باب النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه 4/ 2291 رقم 52)، كلاهما من طريق ابن أخي ابن شهاب، عن ابن شهاب به.
13004 -
حدثنا الأحمسي، حدثنا أبو أسامة، حدثني عبد الله بن المبارك، عن معمر
(1)
، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان
(2)
من مارج
(3)
من نار، وخلق آدم مما وُصف لكم"
(4)
.
(1)
ابن راشد، وهو موضع الالتقاء.
(2)
أي الجن. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 167).
(3)
اللهب المختلط بسواد النار. انظر: (المصدر السابق).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب في أحاديث متفرقة 4/ 2294 رقم 60) من طريق عبد الرزاق، عن معمر به.
13005 -
حدثنا أبو جعفر بن الجنيد الدقاق، والعوقي
(1)
[*]
، قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(2)
، عن ابن أخي ابن شهاب، عن عمه،
⦗ص: 352⦘
قال: قال سالم بن عبد الله: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل أمتي معافى، إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا، ثم يصبح وهو يستره ربه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، فيبيت يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه"
(3)
.
(1)
هو محمد بن سنان -وقد تقدم- وجاء في إتحاف المهرة (14/ 643): العوفي -بالفاء- وهو خطأ [*].
(2)
موضع الالتقاء، هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
(3)
تقدم تخريجه برقم (13003).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة والنسخة الجزائرية [6/ ق 135/ أ]: (والعوقي)، وصوابه:(والعوفي) كما في إتحاف المهرة (18395)، وما جزم به محققو الكتاب خطأ ظاهر، والعوفي هو أبو جعفر محمد بن سعد بن الحسن البغدادي، والحديث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (17599) والسنن الصغير (2728) وشعب الإيمان (9225) وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 30) من طريق محمد بن سعد العوفي، به، بنحوه. ومحمد بن سنان العوقي الذي أشار إليه محققو الكتاب ليس من شيوخ أبي عوانة، وإنما روى عنه بواسطة (عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ) كما في الحديث التالي (8481)، وأبو عوانة يروي عن اثنين آخرين اسمهما: محمد بن سنان، الأول: ابن سرح التنوخي الحمصي القاضي، والثاني: ابن يزيد بن الذيال الأموي البصري القزاز، والله المستعان وحده.
13006 -
حدثنا محمد بن العباس الكابلي
(1)
، والمعمري
(2)
، قالا: حدثنا عبد العزيز الأويسي
(3)
، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن أخي ابن شهاب
(4)
بإسناده مثله
(5)
.
(1)
لم أقف عليه.
(2)
هو الحسن بن على بن شبيب؛ وجاء في إتحاف المهرة (14/ 643) العمري وهو خطأ.
(3)
هو عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس. (تهذيب الكمال 18/ 160).
(4)
هو محمد بن عبد الله بن مسلم، وهو موضع الالتقاء.
(5)
تقدم تخريجه برقم (13003).
فائده الاستخراج: موافقة إبراهيم بن سعد الزهري لإبنه يعقوب في الرواية عن ابن أخي الزهري.
13007 -
حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا سليمان التيمي
(1)
، عن أنس قال: عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمت
(2)
-أو قال: سمت- أحدهما
⦗ص: 353⦘
ولم يشمت الآخر، فقيل يا رسول الله عطس عندك رجلان فشمت أحدهما ولم تشمت الآخر، فقال:"إن هذا حمد الله، وإن هذا لم يحمد الله"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو سليمان التيمي.
(2)
بالشين المعجمة، ويقال: بالسين المهملة (سمت): قال أبو عبيد التشميت بالمعجمة أعلى أكثر. =
⦗ص: 353⦘
= قال ابن العربي:- تكلم أهل اللغة على اشتقاق اللفظين، ولم يبينوا المعنى وهو بديع، وذلك إن العاطس ينحل كل عضو في رأسه وما يتصل به من العنق ونحوه، فكأنه إذا قيل له رحمك الله، كان معناه أعطاه الله رحمة يرجع بها بذلك العضو إلى حالة قبل العطاس، ويقيم على حاله من غير تغيير، فإن كان التسميت بالمهملة فمعناه رجع كل عضو إلى سمته الذي كان عليه، وإن كان بالمعجمة فمعناه: صان الله شوامته: أي قوائمه التي بها قوام بدنه عن خروجها عن الاعتدال ا. هـ.
انظر: عارضة الأحوذي (10/ 206 - 207)، فتح الباري (10/ 617).
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه (الأدب: باب الحمد للعاطس 10/ 615 رقم 6221) من طريق الثوري، عن سليمان التيمي به.
ومسلم في صحيحه (الزهد: باب تشميت العاطس 4/ 2292 رقم 53) من طريق حفص بن غياث، عن سليمان به.
13008 -
حدثنا علي بن سهل البزاز، حدثنا أبو النضر، حدثنا شعبة، عن سليمان التيمي
(1)
، سمعت أنس بن مالك، يقول:"عطس رجلان عند النبيّ صلى الله عليه وسلم "، وذكر نحوه
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو سليمان التيمي.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
13009 -
حدثنا علي بن سهل، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا مالك بن مغول، عن سليمان التيمي
(1)
عن أنس بن مالك، قال: عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم رجلان، فشمت -وربما قال: فسمت- على أحدهما ولم يشمت الآخر، فقالوا: يا رسول الله سمت على هذا ولم تشمت على هذا، فقال:"إن هذا حمد الله، وإن هذا لم يحمد الله"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء هو سليمان التيمى.
(2)
تقدم تخريجه (رقم 13007).
13010 -
حدثنا يزيد بن سنان، حدثنا أبو عاصم
(1)
، عن عكرمة ابن عمار
(2)
، عن إياس بن سلمة، عن أبيه
(3)
، أنَّ رجلًا عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمته، ثم عطس فقال:"صاحبكم مزكوم"
(4)
.
(1)
الضحاك بن مخلد.
(2)
موضع الالتقاء، هو عكرمة بن عمار.
(3)
هو سلمة بن الأكوع -كما جاء التصريح به في صحيح مسلم-.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب تشميت العاطس 4/ 2292 رقم 55) من طريق وكيع، وهاشم بن القاسم كلاهما، عن عكرمة بن عمار به.
13011 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا أبو الوليد
(1)
، حدثنا عكرمة بن عمار
(2)
، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا فعطس رجل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "يرحمك الله" ثم عطس أخرى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"الرجل مزكوم"
(3)
.
(1)
الطيالسى.
(2)
موضع الالتقاء، هو عكرمة بن عمار.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق. =
⦗ص: 355⦘
= تنبيه:- ساق المصنف رحمه الله الروايات لحديث سلمة رضي الله عنه، التي تدل على أن النبيّ صلى الله عليه وسلم شمت العاطس في الأولى ثم قال له في الثانية "مزكوم"، قال الحافظ ابن حجر معناه -وكذلك جاءت الرواية في صحيح مسلم، ومستخرج أبي نعيم، وأبي عوانة، والنسائي، وابن ماجه، والدارمى، وأحمد، وابن أبي شيبة، وابن السني، وأبي نعيم في عمل اليوم والليلة، وابن حبان في صحيحه، والبيهقى في الشعب، كلهم من رواية عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، وليس عند أحد منهم إعادة "يرحمك الله" في الحديث، ثم ساق الحافظ ابن حجر بعض الروايات أنه شمته في الثانية ثم قال: وهذا اختلاف شديد في لفظ الحديث لكن الأكثر على ترك التشميت بعد الأولى. أ. هـ. (فتح الباري 10/ 620).
13012 -
حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرني العلاء
(1)
، ح
(1)
ابن عبد الرحمن الحُرقي، وهو موضع الالتقاء في الإسنادين.
13013 -
وحدثنا الزعفراني، حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التثاؤبُ
(1)
مِنَ الشيطان، فأيكم ما تثاوب فليكظم
(2)
ما استطاع"
(3)
.
(1)
التثاوُب:-مهموز- وتثائب: إذا أصابه كسل وفترة، ثم استعير للفعل المخصوص الذي يفتح فيه المرء فمه لإدخال الهواء أو إخراجه.
(انظر: القاموس ص 79)، شرح صحيح مسلم للنووي (18/ 164)، تكملة فتح الملهم (6/ 382).
(2)
الكظم: هو الإمساك، (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 166)، وجاء في حديث أبي سعيد (في صحيح مسلم كتاب الزهد رقم 57)"فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل".
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه (الأدب: باب ما يستحب من العطاس ويكره من التثاؤب 10/ 622 رقم 6223) من طريق سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. =
⦗ص: 356⦘
= ومسلم في صحيحه (الزهد: باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب 4/ 2292 رقم 56) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء به.
13014 -
حدثنا أبو أمية، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا سفيان
(1)
، عن سهيل بن أبي صالح، عن ابن
(2)
أبي سعيد الخدري، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تثاوب أحدكم فليضع يده على فيه، فإن الشيطان يدخل فمه"
(3)
.
(1)
الثوري، وهو موضع الالتقاء.
(2)
جاءت تسميته في رواية عبد العزيز الدراوردي (في صحيح مسلم- الزهد: رقم 58): عبد الرحمن بن أبي سعيد.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب 4/ 2293 رقم 59) من طريق وكيع، عن سفيان به.
فوائد الاستخراج:
- جاء لفظ رواية المصنف على وجه الإطلاق، وجاءت رواية مسلم بتقييد ذلك في الصلاة.
- زيادة "فمه" في آخر الحديث، وليست في رواية مسلم.
13015 -
وحدثنا هلال
(1)
، حدثنا حسين بن عياش، حدثنا زهير، ح؛ وحدثنا ابن المنادي، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا أبو خيثمة زهير، حدثنا سهيل
(2)
، عن ابن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تثاوب أحدكم، فليمسك يده على
⦗ص: 357⦘
فيه، فإن الشيطان يدخل"
(3)
. ووضع سهيل يده اليمنى على فيه.
(1)
ابن العلاء.
(2)
ابن أبي صالح وهو موضع الالتقاء.
(3)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: تفسير الراوي للحديث -في بيان صفة وضع اليد على الفم- وهي اليد اليمنى.
وانظر في بيان ذلك: فتح الباري (10/ 628) غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للسفاريني (1/ 452).
13016 -
حدثنا الغزي، وأبو أمية، قالا: حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان
(1)
، عن خالد الحذاء
(2)
، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أمة من بنى إسرائيل فقدت، فلا يدرى ما صنعت، فأخشى أن تكون الفأر"، زاد أبو أمية:"وذاك أنها إذا وجدت ألبان الغنم تشربه وإذا وجدت ألبان الإبل لم تشربه"، فقال أبو هريرة: فحدثت به كعبا، فقال: آنت سمعته من محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثا؟ قلت: نعم
(3)
.
(1)
الثوري.
(2)
موضع الالتقاء هو خالد الحذاء.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه (بدء الخلق: باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شغف الجبال 6/ 403 رقم 3305) من طريق وهيب، عن خالد به.
ومسلم في صحيحه (الزهد: باب في الفأر وأنه مسخ 4/ 2294 رقم 61) من طريق عبد الوهاب، عن خالد به.
فائدة الاستخراج: تسمية خالد في الإسناد (الحذاء) في إسناد المصنف.
13017 -
حدثنا الصغاني، حدثنا عبد الله بن بكر السهمى، حدثنا هشام بن حسان
(1)
، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: إنَّ الفأر مما مسخ، وآية ذلك أنَّه يوضع له لبن اللقاح، فلا يصيب منه، ويوضع له لبن الغنم، فيصيب منه، قال له كعب: أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفنزلت علي التوراة؟
(2)
رواه أبو أسامة عن هشام بمثله
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء هو هشام بن حسان.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب في الفأر وأنه مسخ 4/ 2294 رقم 62) قال حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو أسامة، عن هشام به.
وتقدم تخريج البخاري للحديث (انظر تخريج حديث رقم 13016).
(3)
هذا التعليق جاء موصولاً في صحيح مسلم -كما تقدم-.
13018 -
حدثنا يزيد بن سنان، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة
(1)
، ح
وحدثنا أبو قلابة، حدثنا هدبة بن خالد
(2)
، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كان فيمن كان قبلكم ملك، وله ساحر
(3)
، فلما
⦗ص: 359⦘
كبر الساحر قال للملك إنى قد كبرت سني ودنا أجلى، فادفع إلي غلاماً أعلمه السحر، فدفع إليه غلاما فعلمه، فكان بين الساحر وبين الملك راهب
(4)
، فأتى الغلام على الراهب، فسمع كلامه فأعجبه، نحوه وكلامه، فكان إذا أتى الساحر جلس عند الراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، وقال له: ما حبسك؟ وكان إذا أتى أهله جلس عند الراهب، ضربه أهله، وقالوا: ما حبسك؟ فشكى ذلك إلى الراهب، فقال: إذا أراد الساحر أن يضربك فقل: حبسنى أهلي، وإذا أراد أهلك أن يضربوك فقل: حبسني الساحر، فبينما هو كذلك إذ أتى ذات يوم على دابة عظيمة فظيعة
(5)
، قد حبست الناس، فلا يستطيعون أن يجوزوا، فقال: اليوم أعلم الساحر أحبّ إلى الله عز وجل أم الراهب، فأخذ حجرا، فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك وأرضى لك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة، حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها، ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: أي بنى أنت اليوم أفضل مني، وإنك ستبتلى، فإن
⦗ص: 360⦘
ابتليت فلا تدل علي، قال: وكان الغلام يبرئ الأكمه
(6)
والأبرص، وسائر الأدوية، وكان للملك جليس، فعمي فسمع به، فأتى الغلام وأتاه بهدايا، فقال: اشفنى ولك ما هاهنا أجمع، فقال: إني لا أشفي أحدا، ما يشفي إلا الله، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن فدعا الله عز وجل فشفاه، فأتى الملك فجلس إليه نحوًا مما كان يجلس، فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي، قال: أنا، قال: لا، ولكن ربي وربك الله، قال: وإنَّ لك ربا غيري؟، فأخذه بالعذاب فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام، فأتي بالغلام، فأخذه بالعذاب، حتى دل على الراهب، فأتي به، فقال الملك للراهب: ارجع عن دينك، فأبى، فوضع المنشار
(7)
في مفرق رأسه حتى وقع شقاه إلى الأرض، ثم قال للأعمى: ارجع عن دينك، فأبى، ففعل به مثل ذلك، فقال للغلام: ارجع عن دينك، فأبى، فبعث به مع نفر إلى جبل، فقال: إذا بلغتم إلى ذروته
(8)
، فإن وجع عن دينه، وإلا فدهدهوه
(9)
منه، فلما بلغ ذروته قال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم فدُهْدِهوا
⦗ص: 361⦘
أجمعون، وجاء الغلام يتملس
(10)
حتى دخل على الملك، فقال له: ما فعل أصحابك؟ قال: فقال: كفانيهم الله عز وجل، فبعث به مع نفر في قرقور
(11)
، فقال: لججوا
(12)
به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فغرقوه، فلججوا في البحر، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانقلبت بهم السفينة فغرقوا أجمعون، وجاء الغلام يتملس حتى دخل على الملك، فقال: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله عز وجل، ثم قال: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، فإن فعلت ما أقول لك قتلتني، وإلا فإنك لن تستطيع قتلي، قال: أجمع الناس في صعيد
(13)
واحد، ثم اصلبني، ثم خذ سهما من كنانتى، فقل: باسم الله رب الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني، ففعل ذلك، ووضع السهم في كبد قوسه
(14)
، ثم قال: باسم الله، رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه
(15)
، فوضع الغلام يده على موضع السهم،
⦗ص: 362⦘
ومات الغلام، فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، -ثلاثا - فقيل للملك: أرأيت ما كنت تحذر، فقد نزل بك، قد آمن الناس كلهم، فأمر بأفواه السكك
(16)
، فخدت فيه الخدود
(17)
، وأضرمت
(18)
فيه النيران، وقال: من رجع عن دينه فدعوه وإلا فأقحموه
(19)
فيها، فجعلوا يتقادعون
(20)
فيها، فجاءت امرأة بابن لها رضيع فكأنها تقاعست
(21)
عن الدخول في النار، فقال: يا أمه اصبري فإنك على الحق فاقتحمت
(22)
". -هذا لفظ يزيد بن سنان-.
(1)
موضع الالتقاء في الإسناد الأول: هو حماد بن سلمة.
(2)
موضع الالتقاء في الإسناد الثاني، هو هدبة (ويقال: هداب) بن خالد.
(3)
الساحر: هو الذي يتعاطى السحر، والسحر تعريفه كما قال ابن قدامة رحمه الده: هو عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه -أو يعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشر له وله حقيقة، فمنه ما يقتل ومنه ما يمرض وما يأخذ الرجل عن =
⦗ص: 359⦘
= امرأته فيمنعه وطأها، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه، وما يبغض أحدهما الآخر أو يحبب بين الاثنين. المغنى (9/ 34) وانظر:(المطبع ص 358).
(4)
الراهب: الذي يعتزل للعبادة، ويترك ملاذ الدنيا، ويزهد فيها، ويعتزل أهلها. (انظر: النهاية 2/ 280، مختار الصحاح صـ 259).
(5)
الفظيع: الشديد الشنيع الذي جاوز المقدار. انظر: (النهاية 3/ 459، مختار الصحاح صـ 507).
(6)
الذي يولد أعمى. انظر: (مختار الصحاح ص 579).
(7)
هي آلة يقطع بها الخشب. انظر: (تكملة فتح الملهم 6/ 397).
(8)
أي أعلاه. انظر: (مختار الصحاح ص 222).
(9)
أي دحرجوه. (كما في القاموس صـ 1608)، وجاء بيان ذلك في رواية مسلم: فاطرحوه.
(10)
الملس: الخفة والإسراع، وقد أملس في سيره إذا أسرع. انظر:(النهاية ص 4/ 356)، (وانظر: القاموس ص 742).
(11)
القرقور: سفينة صغيرة. انظر: (تكملة فتح الملهم 6/ 397).
(12)
لجة البحر: أي معظمه، انظر:(النهاية 4/ 233، القاموس ص 260)، وجاء في صحيح مسلم "فتوسطوا به البحر".
(13)
المراد بالصعيد هنا الأرض البارزة. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 179).
(14)
أي مقبضها عند الرمي. (المصدر).
(15)
الصدغ: هو ما بين العين والأذن. انظر: (مختار الصحاح ص 359).
(16)
أي الطرق. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 180).
(17)
الأخدود: هو الشق العظيم في الأرض. انظر: (المصدر السابق).
(18)
أي أشعلت. انظر: (مختار الصحاح ص 380).
(19)
أي اطرحوه كرهًا. انظر: (شرح صحيح مسلم 18/ 180).
(20)
التقادع: التهافت والتتابع في الشئ. انظر: (مختار الصحاح ص 534).
(21)
أي توقفت ولزمت موضعها، وكرهت الدخول في النار. (شرح مسلم للنووي 18/ 180).
(22)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب قصة أصحاب الأخدود 4/ 2299 رقم 73) قال حدثنا هداب بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة به.
فائدة الاستخراج: المتابعة التامة لرواية الإمام مسلم.
13019 -
حدثنا يزيد بن سنان، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت
(1)
، عن ابن أبي ليلى، عن صهيب بنحوه. قال:
⦗ص: 363⦘
فوجد الغلام في عهد عمر، وهو واضع يده على صدغه، فكتب عمر: أن اغسلوه كفنوه وواروه، فكانوا يمدون يده فإذا تركوها عادت
(2)
.
(1)
البناني وهو موضع الالتقاء.
(2)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج:
- متابعة سليمان بن المغيرة لحماد بن سلمة في الرواية عن ثابت.
- الزيادة الموقوفة في آخر الحديث، وإسنادها صحيح، وقد أخرج هذه الزيادة عبد الرزاق في المصنف (5/ 420 - 423)، - ومن طريقه الترمذي في جامعه (التفسير: من سورة البروج 5/ 407 - 409 رقم 3340) - من طريق معمر، عن ثابت به.
وكذلك جاءت هذه الزيادة -بنحوها- عند ابن إسحاق في السيرة (سيرة ابن هشام 1/ 36) قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم به.
13020 -
حدثنا أبو أمية، والحارث بن أسامة قالا: حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا حاتم بن إسماعيل
(1)
، حدثنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: حدثنا جابر بن عبد الله، قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بواط
(2)
، وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني، فكان الناضح
(3)
منا يعتقبه
(4)
⦗ص: 364⦘
الخمسة والستة والسبعة، فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له، فأناخه فركبه، ثم بعثه فتلدن
(5)
عليه بعض التلدن، فقال: شأ
(6)
لعنك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من هذا اللاعن بعيره؟ " قال: أنا، يا رسول الله قال:"انزل عنه، لا تصحبنا بملعون، ولا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، ولا تدعوا على خدمكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم" قال جابر: فسرنا حتى إذاكانت عشيشية
(7)
وفى دنونا من ماء من مياه العرب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رجل يتقدمنا فيمدر
(8)
لنا الحوض، ويشرب ويسقيناه؟ "، قال جابر: فقلت: هذا رجل يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رجل مع جابر"، فقام إليه جبار بن صخر، قال: فأتينا الحوض، فنزعنا منه سجلا
(9)
أو سجلين، ثم مدرناه، فانزعناه
(10)
حتى أفهقناه
(11)
، -يعني
⦗ص: 365⦘
فاض -فكان أول طالع طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"أتأذنان؟ " قلنا: نعم، يا رسول الله فأشرع فيه ناقته فشربت، ثم شنق
(12)
لها فشجت
(13)
وبالت، ثم عدل بها فأناخها، ثم جاء إلى الحو فتوضأ منه، فقمت إلى متوضئه، فتوضأت منه، وذهب جبار بن صخر يقضى حاجته، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، وكان علي بردة، فذهبت لأخالفها بين طرفيها فلم تبلغ، أو كانت لها ذباذب
(14)
فنكستها
(15)
، فخالفت بين طرفيها، وتواقصت
(16)
عليها، ثم جئت حتى قمت على يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذني بيده فأدارني
(17)
حتى أقامني على يمينه، وجاء جبار بن صخر، فقام على يساره، فدفعنا بيده جميعا حتى جعلنا من ورائه، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقني
(18)
ولا أشعر، ففطنت له فأشار إلى -يعني أن شدها على حقويك- فلما فرغ، قال:"يا جابر" قلت: لبيك،
⦗ص: 366⦘
يا رسول الله قال: "إذا كان بك سعة فخالف بين طرفيها، وإذا كان بك ضيقا فشد على حقويك
(19)
".
قال جابر: فسرنا معه، وكان قوت كل رجل منا تمرة، يأخذها فيلوكها، ثم يصرها في ثوبه، فأقسم لو أخطئها رجل يوما
(20)
، فانطلقنا ننعشه
(21)
، فشهدنا أنَّه لم يعطها، فأعطيها فقام فأخذها، قال: وجعلنا نختبط
(22)
بعصينا ونأكل حتى قرحت أشداقنا
(23)
، وشكى الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع، فقال:"عسى الله أن يطعمكم".
فسرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديا أفيح
(24)
، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقضي حاجته، وأتبعته بإداوة من ماء، فلم ير في الوادي شيئًا يستتر به فإذا في شاطئ الوادي
(25)
شجرتان، فانطلق إلى إحديهما فأخذ بغصن من أغصانها، فقال:"إنقادي علي بإذن الله"
⦗ص: 367⦘
فانقادت معه كالبعيو المخشوش
(26)
الذي يصانع قائده، حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال:"انقادي علي بإذن الله"، فانقادت معه كذلك، حتى إذا كان بالمنصف
(27)
مما بينهما، الأم
(28)
بينهما، قال:"التئما التئما علي بإذن الله"، قال: فالتأمتا عليه، قال جابر: وخرجت أحضر
(29)
مخافة أن يحس رسول الله صلى الله عليه وسلم بقربي منه، فانبعثت، فجلست أحدث نفسي، فحانت مني لفتة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا، وإذا الشجرتان قد افترقتا وقامت كل واحدة منهما على ساق، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف وقفة، وقال برأسه هكذا -يعني أصغى يمينا وشمالا- ثم أقبل فقال:"يا جابر" قلت: لبيك يا رسول الله، قال:"هل رأيت مقامي؟ " قلت: نعم، قال:"فانطلق إلى الشجرتين، فاقطع من كل واحدة منهما غصنًا، فأقبل بهما حتى إذا قمت مقامى، فأرسل غصنًا عن يمينك، وغصنا عن يسارك" قال جابر: فقمت فأخذت حجرًا، فكسرته وحسرته، فاندلق لي، ثم أتيت الشجرتين، فقطعت من
⦗ص: 368⦘
كل واحدة منهما غصنا، فأقبلت أجرهما، فلما قمت مقامه أرسلت غصنا عن يميني وغصنا عن يساري، ثم لحقته، فقال:"أو فعلت"، فقلت: قد فعلت يا رسول الله، فمم ذلك؟ قال: "إني مررت بقبرين يعذبان، فأحببت بشفاعتي أن يرفه
(30)
عنهما ما دام الغصنين رطبين". قال جابر: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا جابر، ناد بالوضوء"، فناديت ألا وضوء، ألا وضوء -ثلاثا- فما وجدت في الركب من قطرة، فقلت: يا رسول الله ما وجدت في الركب من قطرة، وكان رجل من الأنصار له أشجاب
(31)
يتبرَّد فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم الماء، على حمارة
(32)
من جريد -يعني: سبايك
(33)
- قال: "انظر: هل في أشجابه من شيء؟ "، فذهبت فلم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء -يعنى فم الراوية- شجب منها، فلو أني أفرغه لشربه يابسه، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال:"اذهب فأتني به"، فأتيت به، فجعل
⦗ص: 369⦘
يغمزه، ويقول: شيئًا لم أفهمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا جابر ناد بالجفنة"، فناديت، فقلت: يا جفنة الركب
(34)
، فأتيت بها تحمل، فوضعتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"يا جابر، هاك وصب علي، وقل بسم الله"، وقال هكذا وفرق بين إبهاميه وبين السبابتين، وفرج أصابعه، ووضع يده في الجفنة، فصببت عليه، وقلت: بسم الله، فرأيت الماء يفور من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفارت الجفنة، ودارت فامتلأت، قال:"يا جابر ناد من كانت له حاجة بماء"، فجاء الناس بأسقيتهم فاستقوا وارتووا فلم يبق أحد له حاجة بماء، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجفنة وهي ملأن
(35)
، وشكى الناس إليه الجوع؟ فقال:"عسى الله أن يطعمكم"، فأتينا سيف البحر
(36)
، فسرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتينا سيف البحر -يعني الشط-، فزخر
(37)
البحر زخرة، فألقى دابة يقال لها العنبر، فأرينا
(38)
على شقها النار، فاشتوينا
⦗ص: 370⦘
وأطبخنا، وأكلنا وشبعنا، قال جابر: فدخلت أنا وفلان وفلان، حتى عد خمسة، في حجاج عينها
(39)
ما يرانا أحد، حتى خرجنا، ثم أخذنا ضلعا من أضلاعها فقوسناه، ثم دعونا بأعظم رجل في الركب، وأعظم جمل في الركب، وأطول رجل في الرحل، فدخل تحته ما يُطأطئ رأسه
(40)
.
(1)
المديني أبو إسماعيل الحارثي مولاهم، وهو موضع الالتقاء.
(2)
بواط -بالضم- وهو جبل من جبال جهينة بناحية رضوى (ينبع)، (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 186، المعالم الأثيرة في السنة والسيرة ص 54).
(3)
الناضح: هو البعير الذي يستقى عليه. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 186).
(4)
العقية -بضم العين- كوب هذا نوبه وهذا نوبه. انظر: (المصدر السابق).
(5)
أي تككأ وتوقف. انظر: (المصدر السابق).
(6)
هي كلمة زجر للبعير. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 187).
(7)
هكذا على التصغير مخففة الياء الأخيرة، ساكنة الأولى، وكان أصلها عشية، فأبدلوا من إحدى الياءين شيئا. انظر:(شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 187).
(8)
أي يطينه ويصلحه. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 188).
(9)
بفتح السين وإسكان الجيم: الدلو المملؤة. انظر: (المصدر السابق).
(10)
أي أخذناه وجبذناه. انظر: (المصدر السابق).
(11)
أي ملأناه. انظر: (المصدر السابق).
(12)
أي كفها بزمامها، قال ابن دريد: هو أن تجذب زمامها حتى تقارب رأسها قادمة الرحل. (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 88 1، تكملة فتح الملهم 7/ 406).
(13)
شج البعير: إذا فرج بين رجليه للبول. انظر: (المصدرين السابقين).
(14)
أي أهداب وأطراف. انظر: (المصدرين السابقين).
(15)
أي قلبتها. انظر: (تكملة فتح الملهم 6/ 407).
(16)
أي أمسكت الرداء بعنقي لئلا يسقط الرداء. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 189، تكملة فتح الملهم 6/ 407).
(17)
كذا في صحيح مسلم وهو الصواب، وجاء في الأصل "فاداراني".
(18)
أي ينظر إلى نظرًا متتابعًا. انظر: (المصدرين السابقين).
(19)
الحقو: هو معقد الإزار. انظر: (المصدرين السابقين).
(20)
معنى أقسم: أي أحلف، وأخطئها: أي فاتته. انظر: (المصدرين السابقين).
(21)
أي نرفعه ونقيمه من شدة الضعيف. انظر: (المصدرين السابقين).
(22)
أي: نضرب الشجر ليتحات ورقه فنأكله. انظر: (المصدرين السابقين).
(23)
أي: تجرحت من خشونة الورق وحرارته. انظر: (المصدرين السابقين).
(24)
أي واسعًا. انظر: (المصدرين السابقين).
(25)
أي جانبه. انظر: (المصدرين السابقين).
(26)
بالخاء والشين المعجمتين: وهو الذي يجعل في أنفه خِشَاش (بكسر الخاء) وهو عود يجعل في أنف البعير إذاكان صعبًا، ويشد فيه حبل ليذل ويقاد، وقد يتمانع لصعوبته، فإذا اشتد عليه وآلمه انقاد شيئًا. انظر:(المصدرين السابقين).
(27)
بفتح الميم والصاد: وهو نصف المسافة. انظر: (المصدرين السابقين).
(28)
أي جمع بينهما. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 408).
(29)
أي أعدو وأسعى سعيًا شديدًا. انظر: (المصدرين السابق).
(30)
أي يخفف. انظر: (المصدر السابق).
(31)
جمع شجب -بإسكان الجيم- وهو السقاء الذي أخلق وبلي وصار شنًا يابسًا. انظر: (شرح صحيح مسلم 18/ 194، وتكملة فتح الملهم 6/ 510).
(32)
-بكسر الحاء وتخفيف الميم والراء- وهي أعواد تعلق عليها أسقية الماء. انظر: (شرح صحيح مسلم 18/ 194).
(33)
كذا في الأصل ولم يتبين لي فيها شيء ولم تأت في رواية الحديث في صحيح مسلم، وكذلك لم تأت في صحيح ابن حبان (14/ 457، رقم 6524)، وفي القاموس (صـ 1216): سبكه أي أذاعه وأفرغه.
(34)
أي: يا صاحب جفنة الركب، فحذف المضاف للعلم بأنه المراد. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (18/ 194).
(35)
جاء في مسلم وصحيح ابن حبان (ملأى).
(36)
سيف: بكسر السين وإسكان المثناة تحت -وسيف البحر: أي ساحله. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (18/ 195). وجاء تفسيره من الراوي -يعني الشط-.
(37)
أي علا موجه. انظر: (المصدر السابق).
(38)
أي أوقدنا. انظر: (المصدر السابق).
(39)
هو عظمها المستدير بها. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 196).
(40)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب حديث جابر الطويل 4/ 2301 رقم 74)، من طريق هارون بن معروف، ومحمد بن عباد كلاهما، عن حاتم به.
فائدة الاستخراج:
- تفسير "عزلاء" في لفظ الحديث. وكذلك: سيف البحر.
- جاءت الروايات في صحيح مسلم "فحالت" باللام بمعنى الحال، وجاءت عند المصنف "حانت" من الحين وهو الوقت، قال النووي: وهما بمعنى واحد. انظر: (شرح صحيح مسلم 18/ 192).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة: (والحارث بن أسامة)، ولعله خطأ طباعي، وصوابه:(والحارث بن أبي أسامة) كما في النسخة الجزائرية [6/ ق 137/ أ] وإتحاف المهرة (2843)، وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1470) من طريق الحارث بن أبي أسامة، به.
13021 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا هارون بن معروف
(1)
، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار، قبل أن يهلكوا، فكان أول من لقينا أبو اليسر
(2)
، ومضينا حتى أتينا جابر بن عبد الله، وهو يصلي في ثوب
⦗ص: 371⦘
واحد مشتملا به، قال فتخطيت القوم حتى جلست بينه وبين القوم، فقلت: يرحمك الله أتصلي في ثوب واحد وهذا رداؤك إلى جنبك؟ فقال بيده في صدره هكذا، وفرق بين أصابعه وقوسها أردت أن يدخل علي الأحمق
(3)
مثلك، فيراني كيف أصنع، فيصنع مثله، أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا هذا، وفى يده عرجون
(4)
ابن طاب
(5)
، فرأى فى قبلة المسجد نخاعة فحكها بالعرجون، ثم أقبل علينا فقال:"أيكم يحب أن يعرض الله عز وجل عنه؟ " قلنا: لا أينا
(6)
يا رسول الله، قال: "فإن أحدكم إذا قام يصلي، فإن الله عز وجل قبل وجهه
(7)
، فلا يبصقن
⦗ص: 372⦘
قبل وجهه، ولا عن يمينه، وليبصق عن يساره، تحت رجله اليسرى، فإن عجلت به بادِرَةٌ
(8)
، فليقل هكذا بثوبه بعضه على بعض أروني عنبرًا
(9)
"، فقام فتى من الأنصار يشتد
(10)
إلى أهله، فجاء بخلوق
(11)
في راحته، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله على رأس العرجون، ثم لطخ به على أثر النخامة، قال جابر: فمن هناك جعلتم الخلوق في مساجدكم.
قال جابر: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بواط، وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني، وكان الناضح يعتقبه الخمسة والستة والسبعة، فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له، فأناخه
⦗ص: 373⦘
فركبه، ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن، فقال: شَأْ لعنك الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من هذا اللاعن بعيره؟ " قال: أنا يا رسول الله، قال:"انزل عنه، فلا يصحبنا ملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا على أولادكم، ولا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاءً، فيعطي فيستجيب لكم".
ثم سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان عُشَيْشِيَّة، ودنونا من مياه العرب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من رجل يتقدمنا فيمدر لنا الحوض، فيشرب ويسقينا؟ "، قال: فقمت، فقلت: هذا رجل يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أي رجل مع جابر"، فقام جبار بن صخر، فانطلقنا إلى البئر، فنزعنا في الحوض سجلا أو سجلين، ثم مدرناه، ثم نزعنا فيه حتى أفهقناه، فكان أول طالع طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"أتأذنان؟ " فقلنا: نعم، فأشرع ناقته فشربت، ثم شنق لها فشجت، وبالت، قال: ثم عدل بها فأناخها، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحوض فتوضأ منه، ثم قمت فتوضأت من متوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذهب جبار بن صخر يقضي حاجته، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، وكانت علىّ بردة، ذهبت أن أخالف بين طرفيها فلم تبلغ، أو كانت لها ذباذب فنكستها، ثم خالفت بين طرفيها، ثم تواقصته عليها، فجئت حتى قمت عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ بيدي
⦗ص: 374⦘
حتى أقامني عن يمينه. وذكر الحديث
(12)
.
أخرجه مسلم عن هارون بن معروف بتمامه
(13)
.
(1)
المروزي، أبو علي الخزاز الضرير -وهو شيخ مسلم في هذا الحديث-، وهو موضع الالتقاء.
(2)
بفتح الياء المثناء تحت: واسمه كعب بن عمرو، شهد العقبة وبدرًا، وهو ابن عشرين=
⦗ص: 371⦘
= سنة -وهو آخر من توفي من أهل بدر رضي الله عنهم توفي بالمدينة سنة خمس وخمسين. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 181).
(3)
المراد بالأحمق هنا: الجاهل، وحقيقة الأحمق: من يعمل ما يضره مع علمه بقبحه. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 184).
(4)
الغصن. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 185/ 18).
(5)
نوع من التمر. انظر: (المصدر السابق).
(6)
أي لا يحب ذلك أحد منا. انظر: (تكملة فتح الملهم 6/ 404).
(7)
استدل هذه الجملة على إثبات القرب لله تعالى، وهي صفة ثابتة لله عز وجل بالإجماع. [نقله ابن تيمية (الفتاوى 6/ 13، 7) ابن القيم (مختصر الصواعق المرسلة 2/ 460)].
وهذا القرب الذي وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، لا ينافي علو الله تعالى، بل هو سبحانه وتعالى قريب في علوه، عالٍ في قربه. {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} .
وجاء حديث أنس (في صحيح البخاري الصلاة: رقم 405): "إذا قام أحدكم=
⦗ص: 372⦘
= يصلي فإنما يناجي ربه أو إن ربه بينه وبين القبلة" قال الإمام ابن رجب رحمه الله: "يدل على قرب الله من المصلي في حال صلاته وقد تكاثرت النصوص بذلك، قال تعالى {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم "اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء"" -ثم ساق النصوص في تقرير هذا المعنى- (فتح الباري لابن رجب 3/ 109 - 118) وانظر أيضًا: شرح صحيح البخاري للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (2/ 285).
(8)
أي غلبته بصقة أو نخامة بدرت منه. انظر: (تكملة فتح الملهم 6/ 404).
(9)
كذا في الأصل، والعنبر نوع من الطيب. انظر:(النهاية 3/ 306، مختار الصحاح ص 456)، وجاء في صحيح مسلم "عبيرًا" بفتح العين كسر الموحدة: هو الزعفران وحده، وقيل أخلاط من الطيب، تجمع بالزعفران. انظر:(شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 186).
(10)
أي يسعى ويعدو عدوًا شديدًا. انظر: (المصدر السابق).
(11)
بفتح الخاء وهو طيب من أنواع نحتلفة يجمع بالزعفران -وهو العبير على القول الآخر-. انظر: (المصدر السابق).
(12)
الحديث بتمامه تقدم برقم (13020).
(13)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر 4/ 2301 رقم 74) قال حدثنا هارون بن معروف، ومحمد بن عباد -وتقاربا في لفظ الحديث، والسياق لهارون -قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل به.
فائدة الاستخراج: المتابعة التامة لرواية مسلم لهذا الحديث.
13022 -
حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا حسن بن أعين
(1)
، ح،
وحدثنا هلال بن العلاء، حدثنا حسين بن عياش، قالا: حدثنا زهير
(2)
، حدثنا أبو إسحاق
(3)
، قال: سمعت البراء بن عازب، يقول: جاء أبو بكر رضي الله عنه إلى أبي
(4)
في منزله، فاشترى منه رحلا
(5)
، فقال لعازب: ابعث معي ابنك يحمله إلى منزلي، فقال لي أبى: احمله، فحملته، وخرج أبي معه ينتقد
(6)
ثمنه، فقال له أبي: يا أبا بكر حدثني كيف صنعتم ليلة سَرَيتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، أسرينا ليلتنا كلها،
⦗ص: 375⦘
حتى قام قائم الظهيرة
(7)
، وخلا الطريق فلا يمر فيه أحد، حتى رفعت
(8)
لنا صخرة طويلة لها ظل، لم تأت عليه الشمس بعد، فنزلنا عندها، فأتيت الصخرة فسويت بيدي مكانا، ننام فيه في ظلها، ثم بسطت عليه فروة
(9)
، ثم قلت: نم يا رسول الله وأنا أنفض ما حولك
(10)
، فنام وخرجت أنفض ما حوله، فإذا أنا براعي غنم مقبل بغنمه إلى الصخرة، يريد منها الذي أردنا، فلقيته فقلت: لمن أنت يا غلام؟ قال: لرجل من أهل المدينة
(11)
، قلت: هل في غنمك لبن؟ قال: نعم، قال: فتحلب لي؟ قال: نعم، فأخذنا شاة، فقلت له: انفض الضرع من الشعر والتراب والقذى -قال: فرأيت البراء يضرني بيده على
⦗ص: 376⦘
الأخرى -ينفض فحلبه في قعب
(12)
معه كثبة
(13)
من لبن، قال: ومعى إداوة أرتوي
(14)
فيها للنبي صلى الله عليه وسلم، ليشرب منها وليتوضأ، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكرهت أن أوقظه من نومه، فوافقته حين استيقظ، قال فصببت على اللبن من الماء حتى برد أسفله، فقلت: يا رسول الله اشرب من هذا اللبن، فشرب حتى رضيت، ثم قال:"ألم يأن للرحيل؟ " قلت: بلى، قال: فارتحلناه بعدما زالت الشمس، قال: واتبعنا سراقة بن مالك، ونحن في جلد
(15)
من الأرض، فقلت: يا رسول الله أُتينا، فقال:"لا تحزن إنَّ الله معنا" فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتطمت فرسه إلى بطنها
(16)
، فقال: إني قد علمت أنكما [قد دعوتما عليَّ، فادعوا لي]
(17)
، فوالله لكما أني أرد عنكما
⦗ص: 377⦘
الطلب، فدعا الله عز وجل، [فنجى، فرجع لا يلقى أحدا إلا قال:]
(18)
قد كفيتكم هاهنا، فلم يلق أحدا إلا رده، قال: ووفى لنا
(19)
.
(1)
هو الحسن بن محمد بن أعين الحراني، وهو موضع الالتقاء في الإسناد الأول.
(2)
ابن معاوية، وهو موضغ الإلتقاء في الإسناد الثاني.
(3)
السبيعى.
(4)
هو عازب بن الحارث والد البراء. انظر: (تكملة فتح الملهم 6/ 413).
(5)
بفتح الراء وسكون الحاء: وهو للناقة كالسرج للفرس. انظر: (المصدر السابق).
(6)
أي يستوفيه. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 197).
(7)
أي نصف النهار، وهو حال استواء الشمس، سمى قائما: لأنه الظل لا يظهر فكأنه واقف قائم. انظر: (المصدر السابق).
(8)
أي ظهرت. انظر: (المصدر السابق).
(9)
هي ملبوس يصنع من وبر، أو صوف يلبس كالجبة. انظر:(تكملة فتح الملهم 6/ 414)، (فتح الباري 7/ 301).
(10)
أي افتش لئلا يكون هناك عدو. انظر: (شرح صحيح مسلم 198/ 18).
(11)
هي هنا بمعناها اللغوي، والمراد هنا مكة، لأن المدينة كانت تسمى يثرب، والعادة أن الرعاة لا يبعدون هذه المسافة البعيدة -ووقع في رواية إسرائيل عن أبي إسحاق - (عند البخاري- رقم 3653). في مناقب أبي بكر: فقال: لرجل من قريش. (انظر: المصدرين السابقين).
(12)
قدح من خشب معروف. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 198).
(13)
بضم الكاف وإسكان المثلثة -وهي قدر الحلبة- أي القدر الذي يخرج من ضرع الدابة في حلبة واحدة. (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 198/ 18)، (تكملة فتح الملهم 6/ 415).
(14)
أي الإداوة: الإناء الذي يجمع فيه الماء، وقوله (ارتوي): أي أستقي. (انظر: المصدرين السابقين).
(15)
بفتح الجيم واللام: أي الأرض الصلبة، وإنما ذكر لبيان أن مثل هذه الأرض لا تسوخ فيها قوائم الدابة عادة، ولكنه كان معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم (انظر: المصدرين السابقين).
(16)
أي غاصت قوائمها في تلك الأرض، وارتطم في الطين: وقع فيه فتخبط. (انظر: المصدرين السابقين).
(17)
ما بين المعقوفتين مستدرك من صحيح مسلم بسبب الخرم في الأصل في هذا الموضع.
(18)
ما بين المعقوفتين مستدرك من صحيح مسلم بسبب الخرم في الأصل في هذا الموضع.
(19)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب في حديث الهجرة، ويقال له حديث الرحل 4/ 2309 رقم 75) قال حدثنا: سلمة بن شبيب، حدثنا الحسن بن أعين به.
13023 -
حدثنا [يزيد بن سنان]
(1)
وعباس الدوري، قالا: حدثنا عثمان بن عمر
(2)
، ح
وحدثنا عيسى بن أحمد البلخي، حدثنا النضر بن شميل
(3)
، كلاهما عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: اشترى أبو بكر من أبي رحلًا بثلاثة عشر درهما -وساق الحديث بمعنى حديث زهير، عن أبي إسحاق، وقال في حديثه من رواية عثمان بن عمر- فلما دنا دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فساخ فرسه في الأرض إلى بطنه، ووثب عنه، وقال: يا محمد قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن يخلصني مما أنا فيه، ولك علي لأعمين على من ورائي، وهذه كنانتي، فخذ سهما منها، فإنك ستمر على إبلي وغلماني بمكان كذا وكذا، فخذ منها حاجتك، قال:"لا حاجة لي فى إبلك" فقدمنا المدينة ليلا، فتنازعوا أيهم ينزل
⦗ص: 378⦘
عليه، فقال:"أَنْزِل على بني النجار، أخوال عبد المطلب، أُكْرِمهم بذلك" فصعد الرجال والنساء فوق البيوت، وتفرق الغلمان والخدم في الطريق، ينادون: جاء محمد وسول الله صلى الله عليه وسلم.
(4)
(1)
ما بين المعقوفتين مستدرك من إتحاف المهرة (8/ 215 رقم الحديث 9240) بسبب الخرم في الأصل.
(2)
ابن فارس العبدي، وهو موضع الالتقاء في الإسناد الأول.
(3)
موضع الالتقاء في الإسناد الثاني هو النضر بن شميل.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب في حديث الهجرة. 4/ 231 رقم 75 مكرر) من طريق زهير بن حرب، عن عثمان بن عمر به، ومن طريق إسحاق بن إبراهيم، عن النضر بن شميل به.
13024 -
ز- حدثنا أبو العباس الغزي بغزة، حدثنا أبو غسان
(1)
، حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق
(2)
، عن أبيه
(3)
، عن أبي إسحاق
(4)
، قال: سمعت البراء يقول: اشترى أبو بكر من عازب رحلا، فحملته معه فدخلت إلى أهله، فإذا عائشة مضطجعة، قد أصابتها حمى، فقبل خدها، وقال: كيف أنت يا بنية
(5)
.
(1)
الكوفي، وهو مالك بن إسماعيل النهدي.
(2)
هو إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بالقوة، وقال أبو حاتم حسن الحديث يكتب حديثه، وقال ابن حجر: صدوق يهم. (انظر: تهذيب الكمال 2/ 250، الجرح 2/ 148، التقريب ص 95).
وذكر الحافظ ابن حجر: كلام العلماء فيه، في هدي الساري (ص 408)، وكأنه يميل إلى أن تضعيفه ليس بالشديد، وقد احتج به الشيخان في أحاديث يسيرة.
(3)
يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي "ثقة". كما في (التقريب ص 610).
(4)
هو السبيعى.
(5)
هذا الحديث من الزيادات، وقد تفرد بهذه الزيادة إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي=
⦗ص: 379⦘
= إسحاق، وقد أخرج الحديث - (قصة الهجرة) - مع هذه الزيادة: البخاري في صحيحه (مناقب الأنصار باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة 7/ 300 رقم 3917) من طريق شريح بن مسلمة، عن إبراهيم بن يوسف به، ورواه أبو داود في السنن رقم (5222) من طريق عبد الله بن سالم، عن إبراهيم بن يوسف به -بذكر قصة عائشة- دون ذكر خبر الهجرة.
ملحوظة: حديث أبي بكر في الهجرة في صحيح مسلم ضمن أحاديث كتاب الزهد، وأما أبو عوانة -كما في النسخة التي بين أيدينا- فلم يبوب على الأحاديث السابقة بشيء، وإنما جعلها مضمومة لما قبلها منْ أحاديث الفتن، بينما نجد الحافظ ابن حجر: يعزو الأحاديث المتقدمة لأبي عوانة على أبواب الرقاق، والتفسير، وحديث الهجرة هذا عزاه ابن حجر لأبي عوانة في التفسير. (انظر: إتحاف المهرة 8/ 215).
فلعل المستخرج لأبي عوانة له عدة نسخ منها، ما هو عليه أسماء الكتب والأبواب التفصيلية، وبعضها ليس منه شئ. والله أعلم، وانظر التعليق على حديث رقم:(12871).
13025 -
حدثنا السلمي
(1)
، حدثنا عبد الرزاق
(2)
، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال هذا ما حدثنا أبو هريرة: وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة
(3)
، يُغفر لكم خطاياكم، فبدلوا: فدخلوا الباب يزحفون على استاههم
(4)
، وقالوا: حبة في شعرة"
(5)
.
(6)
(1)
هو أحمد بن يوسف ابن خالد أبو الحسن السلمي النيسابوري -ويلقب بحمدان-.
(2)
ابن همام الصنعاني، وهو موضع الالتقاء.
(3)
أي حط عنا ذنوبنا -وهو بمعنى الاستغفار- (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 201، تكملة فتح الملهم 6/ 420).
(4)
جمع أست -وهي الدبر- (انظر: المصدرين السابقين).
(5)
أي بدلًا من أن يقولوا (حطة) قالوا: مطلوبنا حبة حنطة في شعرة، وذلك استهزاءً منهم وعنادًا. (انظر: تكملة فتح الملهم 6/ 421، تفسير ابن كثير 1/ 140).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه (أحاديث الأنبياء: باب (28) 6/ 502 رقم 3403) من طريق إسحاق بن نصر، عن عبد الرزاق.
ومسلم في صحيحه (التفسير 4/ 2312 رقم 1) من طريق محمد بن رافع، عن عبد الرزاق به.
13026 -
حدثنا أبو داود الحراني، وعباس الدوري، قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
(1)
، حدثنا أبي، عن صالح
(2)
، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أنس بن مالك، قال: إنَّ الله عز [وجل تابع الوحى على]
(3)
⦗ص: 381⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته
(4)
، حتى توفي، وأكثر ما كان [الوحي يوم توفي
(5)
]
(6)
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(7)
(1)
موضع الالتقاء هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
(2)
ابن كيسان -كما في إسناد البخاري-.
(3)
ما بين المعقوفتين مستدرك من صحيح مسلم، بسبب خرم وقع في الأصل.
(4)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: أي أكثر انزاله قرب وفاته صلى الله عليه وسلم، والسر في ذلك أن الوفود بعد فتح مكة كثروا، وكثر سؤالهم عن الأحكام، فكثر النزول بسبب ذلك ا. هـ انظر:(الفتح 8/ 623).
(5)
المراد بذلك الزمان الذي توفي فيه، وليس المراد خصوص اليوم الذي توفي فيه. انظر:(تكملة فتح الملهم 6/ 421).
(6)
ما بين المعقوفتين مستدرك من صحيح مسلم، بسبب خرم وقع في الأصل.
(7)
أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل القرآن: باب كيف نزل الوحي 618/ 8 رقم 4982) من طريق عمرو بن محمد، عن يعقوب به.
ومسلم في صحيحه (التفسير: 4/ 2312 رقم 2) من طريق عمرو بن محمد بن بكير، والحسن بن علي، وعبد بن حميد كلهم، عن يعقوب به.
13027 -
حدثنا الغزي، حدثنا الفريابي، حدثنا سفيان
(1)
، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، أنَّ ناسا من اليهود، قالوا لعمر بن الخطاب
(2)
: لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم فينا عيدا،
⦗ص: 382⦘
فقال: أيّة آية؟ قالوا: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} فقال عمر: إنى لأعلم أي مكان أنزلت، وأي يوم أنزلت، نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة.
(3)
(1)
هو الثوري، وهو موضع الالتقاء.
(2)
جاء في رواية البخاري -من طريق أبي العميس عن قيس بن مسلم- (أن رجلًا من اليهود قال لعمر).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: هذا الرجل هو كعب الأحبار، كما في مسند مسدد، وتفسير الطبري، والمعجم الأوسط للطبراني، وجاء في رواية البخاري في التفسير (قالت اليهود): فيحمل على أنهم كانوا حين سؤال كعب عن ذلك جماعة وتكلم كعب على لسانهم ا. هـ (الفتح 1/ 130).
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه (التفسير المائدة: باب {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} 8/ 119 رقم 4606).
ومسلم في صحيحه (التفسير 4/ 2312/ 3) كلاهما من طريق ابن مهدي عن الثوري به.
فائدة الاستخراج: ذكر الآية - في رواية الفريابي عن الثوري - عند المصنف.
13028 -
حدثنا العطاردي أحمد بن عبد الجبار، حدثنا عبد الله بن إدريس
(1)
، ح
وحدثني أبو النضر محمد بن الحسن
(2)
بمصر، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا عبد الله بن إدريس، حدثنا أبي إدريس بن يزيد الأودي، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: قال يهودي لعمر: لو علينا معشر يهود، نزلت هذه الآية:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} تعلم ذلك اليوم الذي أنزلت فيه، لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال عمر: قد علمت اليوم الذي أنزلت فيه، والساعة، وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت، ليلة جمع
(3)
، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة.
(4)
(1)
ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، وهو موضع الالتقاء في كلا الإسنادين.
(2)
لم أقف عليه.
(3)
أي ليلة مزدلفة. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي 18/ 202).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (التفسير 4/ 2313 رقم 4) من طريق أبي بكر بن أبي =
⦗ص: 383⦘
= شيبة، وأبي كريب، عن عبد الله بن إدريس به.
وتقدم تخريج البخاري للحديث (انظر تخريج الحديث السابق).
فائدة الاستخراج: جاء في رواية المصنف "قال يهودي" وفي رواية مسلم "قال اليهود" وانظر التعليق على الحديث السابق.
13029 -
حدثنا محمد بن عبد الوهاب
(1)
، وأبو داود، والصغاني، قالوا حدثنا جعفر بن عون
(2)
، أخبرنا أبو عميس
(3)
، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر، فقال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤنها، لو علينا معشر اليهود نزلت، اتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال: وأي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ} قال: فقال عمر: إني لأعلم المكان الذي أنزلت فيه، واليوم الذي أنزلت فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنزلت بعرفات في يوم جمعة.
(4)
(1)
أبو عبد الله بن أبي حاتم الأسواني.
(2)
ابن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي، وهو موضع الالتقاء.
(3)
هو عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود.
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه (الإيمان: باب زيادة الإيمان ونقصانه 1/ 129 رقم 45) من طريق الحسن بن الصباح، عن جعفر بن عون به.
ومسلم في صحيحه (التفسير 4/ 2313 رقم 5) من طريق عبد بن حميد، عن جعفر بن عون به.
13030 -
حدثنا الصغاني، حدثنا أبو الجواب
(1)
، حدثنا عمار بن رزيق
(2)
، عن قيس
(3)
[ ....... .]
(4)
الجمعة.
(5)
(1)
هو الأحوص بن جواب الضبي.
(2)
الضبي أبو الأحوص الكوفي.
(3)
ابن مسلم، وهو موضع الالتقاء، وتتمة الإسناد: عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب به، - وقد تقدم -.
(4)
ما بين المعقوفتين خرم في الأصل يقدر بثلاث كلمات.
تنبيه: وهذا الحديث (حديث طارق بن شهاب عن عمر ذكره ابن حجر في إتحاف المهرة (12/ 203 رقم 15414) وعزاه لأحمد وابن حبان فقط ولم يعزه إلى أبي عوانة.
انظر: المسند للإمام أحمد (1/ 28، 39)، السنن الكبرى للبيهقي (5/ 118)، صحيح ابن حبان (1/ 205)، الشريعة للآجري (صـ 105).
(5)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
13031 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب
(1)
، [عن يونس، عن ابن شهاب]
(2)
قال: أخبرني عروة أنَّه سأل عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن قول الله عز وجل: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا
(3)
فِي الْيَتَامَى
(4)
⦗ص: 385⦘
فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ
(5)
}
(6)
سواهن، قال عروة: قالت عائشة: ثم إنَّ الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية فيهن، فأنزل الله عز وجل:{يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ} إلى قوله: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}
(7)
ماله
(8)
، قالت: فالذي ذكر الله عز وجل، أنَّه يتلى عليكم فى الكتاب، الآية الأولى التي فيها: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا
⦗ص: 386⦘
طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} قالت عائشة: وقول الله عز وجل في الآية الأخرى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} رغبة أحدكم عن يتيمته التي تكون في حجره
(9)
، حين تكون قليلة المال والجمال، فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء، إلا بالقسط، من أجل رغبتهم عنهن.
(10)
(1)
هو عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء.
(2)
ما بين المعقوفتين خرم والتصويب من إتحاف المهرة (17/ 226 رقم 22159)، وكذلك في سنن الدارقطني من طريق يونس بن عبد الأعلى كما سيأتي، وهو كذلك في صحيح مسلم بهذا الإسناد.
(3)
أي تعدلوا. انظر: (فتح الباري 8/ 87).
(4)
اليتيم من مات أبوه. انظر: (فتح الباري 8/ 88).
(5)
سورة النساء آية (3).
(6)
هكذا جاء السياق في الأصل، وأخشى أن يكون فيه سقط.
ومما يدل على وجود السقط: ما جاء في رواية الدارقطني في السنن (4/ 395 رقم 3668 ط الرسالة)"قال حدثنا أبو بكر النيسابوري، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عروة: أنه سأل عائشة عن قول الله تعالى {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} قالت يابن أختى هي اليتيمة، تكون في حجر وليها، فتشاركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها، فيعطيها مثل ما يعطي غيره، فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن، ويبلغوا بهن أعلى سنتهن من الصداق، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء" وهذا اللفظ هو أيضاً ما جاء في رواية مسلم من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح وحرملة بن يحيي كلاهما عن ابن وهب به. وجاء عندهما زيادة "سواهن" بعد قوله وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النسائى سواهن، وهى التى جاءت في سياق المصنف - أبي عوانة رحمه الله في المستخرج، ثم وافق مسلم في بقية لفظ الحديث. والله أعلم.
(7)
سورة النساء (آية 127).
(8)
كذا في الأصل وليست في صحيح مسلم ولا في السنن الدارقطني.
(9)
أي الذي يلي مالها. انظر: (فتح الباري 8/ 88).
(10)
أخرجه البخاري في صحيحه (النكاح: باب الترغيب في النكاح 9/ 6 رقم 5064) من طريق حسان بن إبراهيم عن يونس به.
ومسلم في صحيحه (التفسير 4/ 2313 رقم 6) من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، وحرملة التجيبي، عن ابن وهب به.
13032 -
حدثنا محمد بن عمرو بن نافع المصري العدل، حدثنا سعيد بن كثير بن عفير، حدثنا يحيى بن أيوب، عن عقيل
(1)
، عن ابن شهاب
(2)
، أنَّ عروة بن الزبير سأل عائشة عن قول الله عز وجل {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} الآية؟ قالت عائشة: هي اليتيمة تكون فى حجر وليها تشاركه في ماله أو يعجبه مالها وجمالها فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط لها في صداقها أو يعطيها مثل ما يعطيها غيره فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا أعلى سنَّتهن بالصداق، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواها
(3)
. قالت عائشة: إنَّ الناس استفتوا رسول الله
⦗ص: 387⦘
صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية فيهن، فأنزل الله عز وجل:{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ} إلى قوله: {تَنْكِحُوهُنَّ} قال عروة: قالت عائشة: والذي ذكر الله عز وجل، فيهن {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ} الآية الأولى التي قال [الله عز وجل فيها: {وَإِنْ خِفْتُمْ]
(4)
أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [قالت عائشة]
(5)
: وقول الله عز وجل في الآية الأخرى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} [رغبة أحدكم]،
(6)
عن اليتيمة على قلة المال أو قلة الجمال.
وقالت عائشة: فنهوا أن ينكحوا من رغبة في ماله وجماله فى يتامى النساء، إلا بالقسط، من أجل رغبتهم عنهن إذكن قليلات المال والجمال.
(7)
(1)
ابن خالد الأيلي.
(2)
الزهري، وهو موضع الالتقاء.
(3)
أي بأي مهر توافقوا عليه. انظر: (فتح الباري 8/ 88).
(4)
ما بين المعقوفتين خرم في الأصل، والاستدراك من صحيح مسلم.
(5)
ما بين المعقوفتين خرم في الأصل، والاستدراك من صحيح مسلم.
(6)
ما بين المعقوفتين خرم وكلمة غير مقرؤة في الأصل، والاستدراك من صحيح مسلم.
(7)
تقدم تخريجه في الحديث السابق.
فائدة الاستخراج: متابعة عقيل ليونس بن يزيد في الرواية عن الزهري.
13033 -
حدثنا علي بن المديني
(1)
، حدثنا سويد
(2)
، حدثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة
(3)
، عن أبيه، عن عائشة، في قوله عز وجل:{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} قالت: "أنزلت في الرجل تكون له اليتيمة وهو وليها ووارثها، ولها مال وليس لها أحد يخاصمه
⦗ص: 388⦘
دونها، فلا ينكحها لمالها، فيَضُرّ بِهَا، ويسيء صحبتها، فقال الله عز وجل:{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} يقول: ما أحللت لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، ودع اليتيمه، ولاتُضرَّ بها"
(4)
.
(1)
الأصبهاني.
(2)
ابن سعيد -كما صرح به ابن حجر (إتحاف المهرة 17/ 337) - وهو الحدثاني.
(3)
ابن الزبير، وهو موضع الالتقاء.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه (التفسير 4/ 2314 رقم 7) من طريق أبي أسامة، عن هشام به.
13034 -
حدثنا علي بن المديني، حدثنا سويد، حدثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة
(1)
، عن أبيه، عن عائشة، في قوله عز وجل:{يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} الآية، قال: هذه اليتيمة تكون عند الرجل وهو وليها، ولعلها أن تكون قد شركته في ماله، فيرغب أن يتزوجها، ويكره أن ينكحها رجلا فيشركه في ماله فيعضلها
(2)
.
(3)
(1)
موضع الالتقاء هو هشام بن عروة بن الزبير.
(2)
العضل: هو منع المرأة من التزوج. (انظر: نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن ص 153)، المطلع ص 320.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه (التفسير: باب تفسير قوله تعالى {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ} النِّسَاءِ} 8/ 114 رقم 4600).
ومسلم في صحيحه (التفسير 4/ 2315 رقم 9) كلاهما من طريق أبي أسامة، عن هشام بن عروة به.
13035 -
حدثنا عباس الدوري، حدثنا محمد بن كناسة
(1)
، حدثنا هشام بن عروة
(2)
، عن أبيه، عن عائشة فى قول الله عز وجل {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ}
(3)
يعني يأكل من مال اليتيم إذا كان يقوم على ماله
(4)
.
(1)
هو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الأسدي، أبو يحيى بن كناسة (ضم الكاف وتخفيف النون وبمهملة). (التقريب ص 488).
(2)
موضع الالتقاء هو هشام بن عروة بن الزبير.
(3)
سورة النساء آية (6).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه (التفسير: باب قوله تعالى {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} 8/ 89 رقم 4575) من طريق ابن نمير، عن هشام بن عروة به.
ومسلم في صحيحه (التفسير 4/ 2315 رقم 10) من طريق عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة به.
فائدة الاستخراج: رواية المصنف تدل على أن هذا القول من تفسير عائشة ورواية الإمام مسلم في صحيحه تدل على أنها بيان لسبب النزول.
13036 -
حدثنا أبو الأزهر
(1)
، حدثنا ابن نمير
(2)
، حدثنا هشام بن عروة
(3)
، عن أبيه، عن عائشة في قوله:{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا}
(4)
.
(1)
أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي.
(2)
هو عبد الله بن نمير، أبو هشام الكوفي.
(3)
موضع الالتقاء هو هشام بن عروة.
(4)
سورة النساء (آية 128).
ملحوظة: انتهى المجلد السادس من نسخة (ك) - من المستخرج - وهو الموجود =
⦗ص: 390⦘
= بين أيدينا وهذا الحديث تمامه: "قالت: أنزلت في المرأة تكون عند الرجل فتطول صحبتها فيريد طلاقها، فتقول: لا تطلقني، وأمسكني، وأنت في حل مني فنزلت هذه الآية"(صحيح مسلم: التفسير 4/ 2316 رقم: (3021/ 13) من طريق عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (التفسير: تفسير قول الله تعالى {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا} 8/ 114 رقم (1601) من طريق عبد الله بن المبارك، عن هشام بن عروة به.
هذا آخر ما جاء في النسخة التي بين أيدينا من المستخرج - والحمد لله -، وبقي فيما يقابله من الأحاديث في صحيح مسلم من حديث رقم (3022) إلى حديث رقم (3033 ط: محمد فؤاد عبد الباقي)، ولم تصل إلينا.
والله الموفق.
* * *