الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب]
(1)
بيان حَظرِ الكلامِ في الصَّلاةِ بعد إِباحتِه فيها، والدَّليلِ على أنَّ مَنْ تكلَّم فيها على الخطأِ، و
(2)
في الموضعِ الذي يظنُّ أنه جائزٌ له، كانَتْ صلاتُه جائزةً، وإباحةِ ردِّ السلامِ إشارةً بيده
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في (ل) و (م): "أو" بدل الواو.
1760 -
حدثنا محمَّدُ بن إسحاقَ
(1)
الصَّغَانيُّ
(2)
، قال: ثنا
⦗ص: 6⦘
يعلى
(3)
بن عُبَيْدٍ
(4)
، قال: ثنا إسْماعيلُ بن أبي خالدٍ
(5)
، عن الحارثِ بن شُبَيْل
(6)
، عن أبي عَمْرو
(7)
الشَّيْبانيِّ
(8)
، عن زيدِ بن أَرْقَم، قال: "كُنَّا نتكلَّم
⦗ص: 7⦘
في الصَّلاةِ، يُكَلِّمُ أحدُنَا صاحِبَه فيما بَيْنَه وبَيْنَه، حتَّى نزلَتْ هذه الآية {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)}
(9)
، فأُمِرْنا بالسُّكُوتِ"
(10)
.
و
(11)
رواه هُشَيم
(12)
عن إسماعِيْلَ، وقال فيه:"فأمِرْنا بالسُّكوتِ ونُهِيْنَا عنِ الكلام"
(13)
.
(1)
هو: محمد بن إسحاق بن جعفر -ويقال: محمد بن إسحاق بن محمد- أَبو بكر الصاغاني، نزيل بغداد، خراساني الأصل. "ثقة ثبت"(270 هـ)، (م 4).
تهذيب الكمال (24/ 396 - 399)، التقريب (ص 467).
(2)
الصغاني -بفتح المهملة والمعجمة- نسبة إلى بلادٍ مجتمعةٍ وراء نهر جَيْحون -المعروف بـ (آمو)، وهو الحدُّ الفاصلُ بين أفغانستان وبعضِ الجمهورياتِ الإسْلامية- السُّوفيتيَّة سابقًا-، يقال لها "جغانيان" وتعرَّب فيقال لها (الصغانيان)، وهي كورةٌ عظيمةٌ واسعة، تقع الآن في جمهورية (أوزبكستان)، وكانت قصبتها تحمل اسمها، تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة (ترمذ) على أربع وعشرين فرسخًا، وقد اختفى اسمها تمامًا من الخريطة بحلول القرن الثامن الهجري وربما كانت تشغل الموضع الذي تشغله مدينة (ده نو) الحديثة في الجنوب الغربي من جمهورية (أوزبكستان) والنسبة إليها بـ (الصغاني) و (الصاغاني) أيضًا.
انظر: الأنساب (3/ 542)، معجم البلدان (3/ 464)، اللباب (2/ 242)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 483)، (تركستان)(ص 155 - 156)، المسلمون في الاتحاد السوفيتي (1/ 235)، دائرة المعارف الإسلامية (14/ 213).
(3)
(ك 1/ 377).
(4)
ابن أبي أميَّة الكوفي، أَبو يوسف الطَّنافِسِي (209 هـ) على الأرجح، وهو "ثقةٌ إلا في الثَّوري"، ع.
تهذيب الكمال (32/ 391)، الكاشف (2/ 397)، التقريب (ص 609).
(5)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن هُشَيْم، به، بنحوه.
صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريمِ الكلام في الصلاةِ، ونسخِ ما كان من إباحته، (1/ 383) برقم (539).
و"إسماعيل بن أبي خالد" هذا هو البجلي، الأَحْمَسيُّ مولاهم، أَبو عبد الله الكوفي (146 هـ)، "ثقة ثبت". ع.
تهذيب الكمال (3/ 69 - 76)، التقريب (ص 107).
(6)
ابن عوف بن أبي حَبِيْبَة الأَحْمَسِيّ البَجَلي، أَبو الطُّفيل الكوفي، ويقال: ابن شِبْل أيضًا، وهو "ثقة، من الخامسة"، (خ م د ت س). تهذيب الكمال (5/ 237 - 239)، التقريب (ص 146).
(7)
هو: سعد بن إياس الكوفي، أدرك زمنَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ولم يره. "ع".
الاستيعاب (924)، (2/ 150)، أسد الغابة (1969)، (2/ 421)، تهذيب الكمال (10/ 258)، الإصابة (3684)، (3/ 209).
(8)
بفتح الشين المعجمة، نسبة إلى قبيلة معروفة في بكر بن وائل، وهو شَيْبان بن ذُهْل بن ثَعْلَبة بن عكابة.
المؤتلف والمختَلف لابن القيسراني (ص 86)، الأنساب (3/ 482)، اللباب (2/ 219).
(9)
سورة "البقرة": 238.
(10)
وأخرجه البخاري (1200) في "العمل في الصلاة" باب ما يُنْهَى من الكَلام في الصَّلاة، (3/ 88، مع الفتح)، عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى -و (4534) في "التفسير" باب {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)} ، (8/ 46، مع الفتح)، عن مسدد، حدثنا يحيى، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد به، بنحوه.
من فوائد الاستخراج:
1 -
أخرج أَبو عوانة عن شيخه "محمد بن إسحاق الصغاني"، وفيه تكثير للطرق.
2 -
روى عن يعلى بن عُبَيْدٍ، وهو لم يوصَفْ بالتدليس، ومع ذلك فقد صَرَّحَ بالسَّماعِ عن إسماعيلَ، بينما روى مسلم من طريق هشيم -وهو موصوفٌ بكثرة التدليس- وقد عَنْعَنَ.
3 -
التقى أَبو عوانة مع مسلم في "إسماعيل بن أبي خالد" وهذا "بدل".
(11)
في (ل) و (م): "رواه" - بدون الواو.
(12)
ابن بشير بن القاسم بن دينار السُّلَمِي، أَبو معاوية بن أبي خازم الواسطي.
(13)
أسنده الإمام مسلم -كما سبق- في الصحيح (1/ 383) برقم (539).
1761 -
حدثنا [محمد بن إسحاق]
(1)
الصَّغاني وأبو داود
(2)
⦗ص: 8⦘
السِّجْزِيُّ
(3)
، قالا: ثنا محمدُ بن عبد الله بن نمير
(4)
، ح
وحدثنا أَبو أُميَّةَ
(5)
، قال:
⦗ص: 9⦘
ثنا زكريّا بن عَدِيٍّ
(6)
، قالا: ثنا محمد بن فُضَيْل
(7)
، عن الأَعْمشِ
(8)
، عن إبراهيم
(9)
عن عَلْقمةَ
(10)
، عن عبد الله
(11)
، قال: "كُنَّا نُسَلِّمُ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 10⦘
وهو
(12)
في الصَّلاةِ، فَيَرُدُّ علَيْنَا، فلمَّا رجَعْنَا من عِندِ النجاشيِّ
(13)
سلَّمْنا عليه فلم يَرُدَّ علَيْنا، وقال: إن في الصَّلاةِ لَشُغْلا
(14)
"
(15)
.
(1)
من (ل) و (م) وقد تقدم في (ح 1760).
(2)
هو الإمام سُلَيْمان بن الأَشْعَث بن شدَّاد [وقيل: ابن بِشْر بن شدَّاد، وقيل: ابن =
⦗ص: 8⦘
= إسحاق بن بشير بن شدَّاد] ابن عمرو بن عامر السِّجِسْتَاني، صاحب السُّنَن، "ثقة حافظ، من كِبَار العلماء"(275 هـ)، (ت س).
تهذيب الكمال (11/ 355 - 367)، التقريب (ص 250).
والحديث في سننه (923)، (1/ 567) باب ردّ السَّلام في الصلاة.
(3)
السجزي -بكسر السين المهملة، وسكون المعجمة- نسبة إلى "سِجِسْتان"، وهي ناحيةٌ كبيرة وولاية واسعة في "خراسان"، عاصمتها مدينة (زرنج) مركز ولاية (نيمروز) في أقصى الجنوب الغربي من أفغانستان [ولا زالت مدينة (زرنج) تحتفظ باسمها وبموقعها بالرغم مما حلّ بها من الخراب على يد تيمور]، وتشكِّلُ المناطقُ الواقعةُ في الجنوب الغربي من أفغانستان [وهي: قندهار، وهيلمند، ونيمروز] 60 % من (سجستان)، بينما تشكل المناطق الواقعة في شرق إيران 40 % منها.
انظر: الأنساب (3/ 225)، معجم البلدان (3/ 214)، اللباب (2/ 104 - 105)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 372 - 373)، (أفغانستان من الفتح الإسلامي إلى الغزو الروسي)(ص 490 - 493).
(4)
الهمذاني الخارفي، أَبو عبد الرحمن الكوفي، "ثقة حافظ، فاضل"(234 هـ)"ع".
تهذيب الكمال (25/ 566 - 570)، التقريب (ص 490).
و"ابن نمير" موضع الالتقاء هنا، رواه مسلم عنه مقرونًا بأبي بكر ابن أبي شيبة، وزهير بن حرْب، وأبي سعيد الأشج (وألفاظهم متقاربة) قالوا: حدثنا ابنُ فُضَيْل، به، بنحوه، وفيه: "فقلنا: يا رسولَ الله! كنَّا نُسَلِّم عليكَ في الصلاة فتردّ علينا
…
"، كتاب المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة
…
(1/ 382) برقم (538).
(5)
هو: محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم الْخُزاعِيُّ، أَبو أميَّة الثَّغْرِيّ، الطَّرَسوسِي، بغدادي الأصل، سكن طَرَسُوْس.
(6)
ابن زُريق التَّيْمِي مولاهم، أَبو يحيى الكوفي، نَزِيْلُ بغداد، (11 أو 212 هـ)(خ م مد ت س ق). "ثقة جليل يحفظ"، لم يَجْرَحْه إلَّا "أَبو نُعَيْم" فقد قال:"ما له وللحديث، ذاك بالتوراة أعلم"، ولكن قال ابن معين لما نُقِل له كلام أبي نعيم السابق:"لا بأس به، وكان أبوه يهوديًّا فأسلم"، وقال الذهبي:"وقد نال منه أَبو نعيم الكوفي بلا حجة".
انظر: سؤالات ابن الجنيد (197)(ص 322)، تاريخ الخطيب (8/ 455)، تهذيب الكمال (9/ 364 - 368)، السير (10/ 444)، التقريب (ص 216).
(7)
ابن غزوان بن جرير الضَّبيّ مولاهم أَبو عبد الرحمن الكوفي.
(8)
هو الإمام سليمان بن مِهْران الأَسَدِيُّ، أَبو محمد الكوفي، (147 أو 148 هـ)، ع.
وهو معروف بالتدليس، ولكنه ممن احتمل الأئمة تدليسه وإن لم يصرِّحْ بالسَّماعِ، وخرَّجوا له في الصحيح، وعدَّه الحافظ في المرتبة الثانية منهم.
تاريخ بغداد (9/ 3 - 13)، تهذيب الكمال (12/ 76 - 91)، جامع التحصيل (ص 113)، قصيدة المقدسي (ص 37)، التبيين (ص 31)، تعريف أهل التقديس (ص 118). التدليس في الحديث (ص 301 - 305).
(9)
هو: ابن يزيد بن قيس بن الأَسْود النَّخَعِيُّ، أَبو عمران الكوفي الفقيه.
"ثقة، إلا أنه يرسل كثيرًا"(96 هـ)"ع". كتاب المراسيل لابن أبي حاتم (ص 17 - 18)، تهذيب الكمال (2/ 233 - 240)، التقريب (ص 95).
(10)
هو ابن قيس بن عبد الله النخعي، أَبو شِبْل الكوفي، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وتوفي بعد سنة 60 هـ وقيل بعد سنة 70 هـ، وهو "ثقة ثبت، فقيه عابد" ع.
تهذيب الكمال (20/ 300 - 308)، التقريب (ص 397).
(11)
هو ابن مسعود رضي الله عنه.
(12)
كلمة (وهو) ساقطة من (م).
(13)
واسمه: أصْحمة بن أبحر، ملك الحبشة، و (النجاشي) لقب له، أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يهاجر إليه، وقصته معروفة، وتوفي في حياته صلى الله عليه وسلم.
انظر: أسد الغابة (188)(1/ 252)، السير (1/ 428 - 443)، الإصابة (473)(1/ 347).
(14)
في (ل) و (م): (شغلا) بدون اللام، وهو هكذا في مسلم والبخاري، وفي سنن أَبي داود كالمثبت.
(15)
وأخرجه البخاري، في "العمل في الصلاة"(1199) باب ما ينهى من الكلام في الصلاة (3/ 87، مع الفتح)، عن ابن نمير.
وفيه (1216)، باب: لا يَرُدُّ السلام في الصلاة، (3/ 104، مع الفتح)، عن عبد الله بن أبي شيبة، كلاهما عن ابن فضيل، به، الأول بمثله، والثاني بنحوه.
من فوائد الاستخراج:
1 -
روى أَبو عوانة الحديث عن شيوخه: محمد بن إسحاق الصغاني، وأبي داوود، وأبي أمية، وفي هذا تكثير للطرق.
2 -
التقى معه في شيخه (ابن نمير) وهذا "موافقة".
1762 -
حدثنا
(1)
القاضي إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس أَبو إسحاق
(2)
، قال: حدثنا إسحاق بن منصور
⦗ص: 11⦘
السَّلُولي
(3)
، عن هُريم
(4)
بن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة،
⦗ص: 12⦘
عن عبد الله بن مسعود، قال:"كنّا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة فيردُّ علينا، فلما قدمنا من عند النجاشي سلَّمْنا عليه، فلم يَرُدَّ، فقيل له، فقال: إنّ في الصلاة شغلا"
(5)
.
رواه [محمد
(6)
عن يحيى
(7)
بن حماد، قال:
⦗ص: 13⦘
نا
(8)
] أَبو عوانة
(9)
، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة.
(1)
هذا الحديث كله -من هنا إلى قوله "شغلا"- لا يوجد في (ل) و (م).
(2)
هو الإمام المحدث، قاضي الكوفة، الزهري الكوفي. =
⦗ص: 11⦘
= وثقه الدارقطني، وقال مرة:"صدوق".
وقال الخطيب: "وكان ثقة، خيرًا، فاضلًا، ديِّنًا، صالحًا". (277 هـ).
ثقات ابن حبان (8/ 88)، سؤالات الحكم للدارقطني (51)، (ص 102)، تاريخ بغداد (6/ 25 - 26)، السير (13/ 198 - 199).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن ابن نمير، عن إسحاق بن منصور، به، وأحال متنه على حديث ابن فُضَيْل السابق بقوله:(نحوه).
الكتاب والباب المذكوران، في (ح / 1761)(1/ 383) (358 /
…
)
و"إسحاق بن منصور" هذا هو السَّلُولي مولاهم -أَبو عبد الرحمن الكوفي (204 هـ وقيل: بعدها) ع.
قال ابن معين: "ليس به بأس". وقال العجلي: "كوفي ثقة، كان فيه تشيُّعٌ، وقد كتبت عنه". وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الحافظ: "صدوق، تُكُلِّمَ فيه للتشيع".
و"السلولي" -بفتح السين المهملة، وضم اللام الأولى- نسبة إلى "بني سلول" وهي قبيلة نزلت الكوفة وصارت محلة معروفة بها لنزولهم إياها.
انظر: تاريخ الدارمي (138)(ص 70)، ثقات العجلي (71)(ص 62)، ثقات ابن حبان (8/ 112)، التعديل والتجريح لأبي الوليد (1/ 378)، الأنساب (3/ 282)، وانظر: اللباب (2/ 131)، تهذيب الكمال (2/ 478 - 480)، التقريب (ص 103).
(4)
في الأصل و (س): هزيم -بالزاي المعجمة، - وهذا تصحيف، والتصحيح من النسخ الأخرى ومصادِرِ ترجمته، وصحيح مسلم.
وهو البجلي، أَبو محمد الكوفي. ع. وثقه: ابن سعد، وابن معين، وأبو حاتم، والعجلي.
وقال عثمان بن أبي شيبة: "ثقة صدوق، ثبت". وقال الدارقطني: "صدوق". وقال البزار: "صالح الحديث، ليس بالقوي". وقال الحافظ: "صدوق، من كبار التاسعة". =
⦗ص: 12⦘
= وهو كذلك أو فوقه، وقول البزار مدفوع بتوثيق الأئمة ومنهم ابنُ معين وأبو حاتم المتشدّدان. انظر: طبقات ابن سعد (2672)(6/ 357)، تاريخ الدارمي (852)(ص 224)، ثقات العجلي (1724)(ص 456)، الجرح والتعديل (9/ 117)، سؤالات الحاكم (509)(ص 282)، ثقات ابن شاهين (1473)(ص 345)، تهذيب الكمال (30/ 168 - 169)، تهذيب التهذيب (11/ 30)، التقريب (ص 571).
(5)
وأخرجه البخاري في "العمل في الصلاة"(1199/ ب) باب ما ينهى من الكلام في الصلاة، (3/ 88، مع الفتح)، عن ابن نُمير، عن إسحاق بن منصور، به، ولم يسق متنه إحالةً على حديث ابن فضيل بقوله:"نحوه".
من فوائد الاستخراج:
1 -
روى أَبو عوانة عن شيخه إبراهيم بن إسحاق، وفي هذا تكثير للطرق.
2 -
التقى مع مسلم في شيخ شيخه، وهذا "بدل".
3 -
ساق متن طريق السّلولي، ولم يسقه مسلم إحالة على حديث ابن فضيل، وفي صنيع المصنف تمييز للمتن المحال به على المتن المحال عليه.
(6)
هو البخاري: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، أَبو عبد الله الجعفي، صاحب الصحيح (256 هـ)(ت س).
أخرجه في "مناقب الأنصار"(3875) باب: هجرة الحبشة، (7/ 227) -عن يحيى المذكور، به، وفيه:"فقلت لإبراهيم: كيف تصنع أنت؟ قال: أردُّ في نفسي".
(7)
في (م): (ص) بدل (بن) هنا، وهو تصحيف. =
⦗ص: 13⦘
= ويحيى بن حماد هذا هو الشَّيبانيُّ مولاهم البصري، خَتَنُ أبي عوانة. "ثقة، عابد"(215 هـ)(خ م خد ت س ق). تهذيب الكمال (31/ 276 - 278)، التقريب (ص 589).
(8)
ما بين المعقوفتين لا يوجد في الأصل و (ط، س)، وأثبتُّه من (ل) و (م).
(9)
هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري، أَبو عوانة الواسطي البزار.
1763 -
حدثنا عليّ بن حرْب
(1)
، قال: ثنا وكيع، عن سفيان الثوري
(2)
، عن أبي الزبير
(3)
، عن جابر، قال: "بعثني النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة،
⦗ص: 14⦘
فجئتُ وهو يصلي على راحلته قِبَلَ المشرق، فسلّمتُ عليه، فلم يردَّ عليَّ"
(4)
.
(1)
ابن محمد بن حرْب بن حيان الطائي، أَبو الحسن الموصلي، (265 هـ)(س).
وثقه الدارقطني، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم:"كتبت عنه مع أبي، وسئل أبي عنه فقال: "صدوق". وقال النسائي: "صالح". وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال أَبو زكريا الأزدي [صاحب تاريخ الموصل]: "رحل مع أبيه، فسمع، وصَنَّفَ حَدِيْثَه، وأخرج المسند .... ". وقال الحافظ:"صدوق فاضل".
الجرح والتعديل (6/ 183)، تاريخ الخطيب (11/ 419)، تهذيب الكمال (20/ 361 - 365)، التقريب (ص 399).
(2)
بفتح الثاء المنقوطة بثلاث -هذه النسبة إلى بطن من همدان، وبطن من تميم، وسفيان من "ثور" تميم. انظر: الأنساب (1/ 517)، اللباب (1/ 244).
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح، كلاهما عن الليث، به، بنحوه.
كتاب المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة، ونسخ ما كان من إباحته، (1/ 383) برقم (540).
و"أَبو الزبير": محمد بن مسلم بن تدرُس القرشي الأسدي، المكي، مولى حكيم بن =
⦗ص: 14⦘
= حزام، (128 هـ) ع. وهو "صدوق، إلا أنه يدلس" وجعله الحافظ في الطبقة الثالثة منهم. انظر: تهذيب الكمال (26/ 402 - 411)، جامع التحصيل (ص 110)، تعريف أهل التقديس (ص 151 - 152)، التقريب (ص 506)، التدليس في الحديث (ص 339 - 341).
(4)
وسيتكرر الحديث برقم (2422) من طريق عثمان بن أبي شيبة عن وكيع، به، ببعض متنه.
1764 -
حدثنا أَبو العباس الغَزِّي
(1)
، قال: ثنا الفِرْيَابي
(2)
، قال: ثنا
⦗ص: 15⦘
سفيان
(3)
، عن أبي الزبير
(4)
، عن جابر، قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة، فلما رجعت إليه فسلمت عليه، فلم يرد عليَّ
(5)
، فلما انصرف قال:"كنت أصلّي، ما صنعتَ في حاجة كذا وكذا"
(6)
(7)
.
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي الشامي الفلسطيني.
(2)
هو: محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضَّبِيّ مولاهم أَبو عبد الله، سكن "قيسارية" من ساحل الشام (212 هـ) ع. "ثقة فاضل، يقال: أخطأ في شيء من حديث سفيان، وهو مقدَّم فيه مع ذلك على عبد الرزاق". قلتُ: وقد أخرج له البخاري وغيره عن سفيان كثيرا، انظر: التعديل والتجريح لأبي الوليد (2/ 685 - 686).
قال ابن عدي: "له عن الثوري أفرادات، وله حديث كثير عن الثوري
…
".
وتعقبه الذهبي في قوله: "أفرادات" بقوله: "لأنه لازمه مدة، فلا ينكر له أن ينفرد عن ذاك البحر".
و"الفِرْيابي" -بكسر الفاء وسكون الراء- نسبة إلى "فرياب" بليدة من نواحي "بلخ" وهي مركز إحدى الولايات في شمالي غرب أفغانستان، جنوب جمهورية "تركمانستان".
وينسب إليها بـ: (الفريابي)، و (الفاريابي)، و (الفيريابي) -أيضًا- بإثبات الياء.
انظر: الكامل (6/ 2237)، الأنساب (4/ 386)، معجم البلدان (4/ 294)، =
⦗ص: 15⦘
= تهذيب الكمال (27/ 52 - 59)، الميزان (4/ 71)، التقريب (ص 515).
(3)
هو الثوري.
(4)
هنا موضع الالتقاء.
(5)
من بداية الحديث إلى هنا لا يوجد في (م).
(6)
سيأتي الحديث برقم (2421) عن مخلد بن يزيد عن الثوري ببعض متنه.
(7)
من فوائد الاستخراج -في الحديثين: 4 و 5 - :
1 -
روى أَبو عوانة الحديث من طريق شيخه: علي بن حرْب -في الطريق الأولى- و "أبي العباس الغزي" في الطريق الثانية.
2 -
التقى مع الإمام مسلم في التابعي "أبي الزبير" وهذا: "موافقة عالية".
1765 -
حدثنا الحارث بن أَبي أسامة
(1)
، قال: ثنا يونس بن محمد
(2)
، قال: ثنا الليثُ بن سعد
(3)
، عن أبي الزبير، عن جابر، "أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 16⦘
بعثني لحاجة، ثم أدركتُه، فسلّمْتُ عليه، فأشار إليَّ. قال: فلما فرغ دعاني فقال: "إنك سلّمْتَ عليَّ
(4)
آنفًا وأنا أُصلِّي"، وهو متوجّهٌ حينئذٍ
(5)
قِبَل المشرق"
(6)
.
(1)
هو: الحارث بن محمد بن أبي أسامة [واسم أبي أسامة: داهر]، أَبو محمد التميمي مولاهم، الخصيب البغدادي.
(2)
ابن مسلم البغدادي، أَبو محمد المؤدِّب، والد إبراهيم بن يونس المعروف بـ (حري)، "ثقة ثبت"(7 أو 208 هـ) ع. تهذيب الكمال (32/ 540 - 543)، التقريب (ص 614).
(3)
هنا موضع الالتقاء. و"الليث بن سعد" هو ابن عبد الرحمن الفَهْمِي.
تنبيه:
هناك رواية استند بعض الأئمة عليها في تفضيل رواية الليث عن أبي الزبير، وهي: =
⦗ص: 16⦘
= روى العقيلي في (الضعفاء)(4/ 133)، ومن طريقه ابن حزم في (المحلى)(7/ 396) و (10/ 99)، وابن عدي في (الكامل) (6/ 124) من طريق سعيد بن أبي مريم (24 هـ) قال: حدثنا الليث بن سعد، قال:"قدِمتُ مكةَ فجئتُ أبا الزبير، فدفع إليّ كتابين، فانقلبتُ بهما، ثم قلتُ في نفسي: لو عاودتُه فسألتُه: هل سمع هذا كلَّه من جابر؟ فقال: منه ما سمعتُ، ومنه ما حُدِّثت عنه، فقلتُ له: أَعْلِمْ لي على ما سمعتَ؛ فأَعْلَمَ لي على هذا الذي عندي". قال أَبو محمد بن حزم: "فلا أقْبَل من حديثه إلا ما فيه: "سمعت جابرًا"، وأما رواية الليث عنه فأحتجُّ بها مطلقًا؛ لأنه ما حمل عنه إلا ما سمعه من جابر". وقال الذهبي في (السير)(5/ 383)، بعد نقله كلامَ ابن حزم المذكور:"وعمدةُ ابن حزم حكايةُ الليثِ، ثم هي دالَّةٌ على أن الذي عنده إنما هو مناولة، فالله أعلم! أَسمَع ذلك منه أم لا؟ ". وقال العلائي: "ولهذا توقف جماعة من الأئمة عن الاحتجاج بما لم يروه الليث عن أبي الزبير، عن جابر، وفي صحيح مسلم عدة أحاديث مما قال فيه أَبو الزبير: "عن جابر"، وليست من طريق الليث، وكأن مسلمًا رحمه الله اطلع على أنها مما رواه الليث عنه، وإن لم يروها من طريقه، والله أعلم". [جامع التحصيل (ص 110)]. وانظر كتاب: (دراسات علمية في صحيح مسلم) للأثري (ص 59 - 64) وما بعده.
(4)
كلمة "علي" لا توجد في (ل) و (م).
(5)
(ك 1/ 378).
(6)
من فوائد الاستخراج:
1 -
روى أَبو عوانة من طريق شيخه: "الحارث بن أبي أسامة". =
⦗ص: 17⦘
= 2 - التقى مع مسلم في "الليث" -شيخ شيخه- وهذا "بدل".
3 -
علا أَبو عوانة علوًّا معنويًّا حينما روى عن "يونس بن محمد المؤدب"(7 أو 208 هـ) عن الليث.
بينما الراويان عن الليث في طريق الإمام مسلم هما:
أ- قتيبة بن سعيد (240 هـ).
ب- محمد بن رمح بن المهاجر (242 هـ).
وقد تأخرا عن "يونس بن محمد" وفاةً بأكثر من (30) سنة.
1766 -
حدثنا الصغاني
(1)
، قال: ثنا خالد بن خِدَاشٍ
(2)
، قال:
⦗ص: 18⦘
ثنا حمّاد بن زيد
(3)
، عن كَثِيرِ
(4)
بن شِنْظِيرٍ،
⦗ص: 19⦘
عن عطاء
(5)
، عن جابر [بن عبد الله]
(6)
، قال: "كنتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سفر
(7)
، فبعثني في حاجةٍ، فجئتُ فسلّمتُ عليه، فلم يَرُدَّ عَلَيَّ، ثم قال:"إني كنتُ في الصلاةِ"، وكان على غير القبلةِ"
(8)
.
(1)
في (ل) و (م): "الصاغاني"، وقد سبق التعريف به في (ح / 1760) وأنه يجوز في هذه النسبة "الصغاني" و "الصاغاني".
(2)
ابن عجلان الأزدي المهلَّبي مولاهم أَبو الهيثم البصري، سكن بغداد. (223 هـ)، (بخ م كد س). و"خداش" بكسر الخاء المعجمة. وثقه محمدُ بن سعد، ويعقوبُ بن شيبةَ، زاد الأخير: صدوقًا. وقال ابن معين -فيما رواه عنه عبد الخالق بن منصور- وأبو حاتم وصالح بن محمد البغدادي: "صدوق".
وضعَّفه ابن المدينى، وقال الساجي:"فيه ضعْف، قال يحيى بن معين: قد كتبت عنه، ينفرد عن حماد بن زيد بأحاديث". ونقل الخطيب بعضَ الأقوال التي تدلُّ على أنهم كانوا لا يرضونه لتفرُّدِهِ عن حماد بن زيد بأحاديث، وذكر بعض الأحاديث من هذا القبيل أيضًا، ثم دافع عن خالد، وتعقب الساجيَّ بقوله:"لم يورِد الساجيُّ في تضعيفه حجة سوى الحكاية عن يحيى بن معين أنه تفرد برواية أحاديثَ، ومثل ذلك موجودٌ في حديث مالك، والثوري، وشعبة، وغيرهم من الأئمة، ومع هذا فإن يحيى بن معين وجماعةً غيره قد وصفوا خالدًا بالصدق، وغيرُ واحد من الأئمة قد احتج بحديثه". وقال الذهبي في "السير": "أبلغ ما نقموا عليه أنه ينفرد عن حماد بن =
⦗ص: 18⦘
= زيد، وهذا لا يدل على لِيْنه؛ فإنه لازَمَه مدة".
قلت: وفي "الجرح والتعديل (3/ 327) و (تاريخ الخطيب (8/ 305) روايتان تدل على كثرة لزومه لحماد بن زيد. وقال في "الكاشف": "ضعَّفه عليٌّ، وقال أَبو حاتم: صدوق". وقال الحافظ: "صدوق يخطيء". وفي قوله توسُّطٌ مقبول.
انظر: طبقات ابن سعد (7/ 249)، الجرح والتعديل (3/ 327)، تاريخ الخطيب (8/ 304 - 307)، تهذيب الكمال (8/ 45 - 49)، السير (10/ 489)، الكاشف (1/ 363)، توضيح المشتبه (3/ 162)، التقريب (ص 187).
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن أبي كامل الجَحْدَرِي، عن حماد، به، بنحوه. كتاب المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة
…
(1/ 384)، برقم (540/ 38).
و"حماد بن زيد" هو: ابن درهم الأزدي، أَبو إسماعيل البصري، إمام مشهور (79 هـ) ع.
انظر: تاريخ البخاري الكبير (3/ 25)، تقدمة الجرح والتعديل (ص 176 - 184)، مشاهير علماء الأمصار (1244)(ص 188)، تهذيب الكمال (7/ 239 - 252).
(4)
في (ل) و (م): "يعني: ابن شِنْظِير"، وهو المازني [ويقال: الأزدي]، أَبو قُرَّةَ البصري، (خ م د ت ق). وثقه ابن سعد. وقال أحمد وابن معين [فيما رواه عنه إسحاق بن منصور]: صالح، زاد الأول:"قد روى عنه الناس واحتملوه"، وقال مرة:"صالح الحديث". وقال ابن معين -في رواية الدوري-: "ليس بشيء". وقال الفلاس: "كان يحيى بن سعيد لا يُحدّث عنه
…
وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه". وضعفه النسائي، وقال: "ليس بالقوي". وقال ابن حبان: "كان كثيرَ الخطأ على قلّةِ روايته، ممَّن يروي عن المشاهير أشياء مناكير، حتى خرج بها عن حدّ الاحتجاج إلا فيما وافق الثقات". وقال ابن عدي: "أرجو أن تكون أحاديثه مستقيمة، وليس في حديثه شيء =
⦗ص: 19⦘
= من المنكر". وقال الذهبي: "قال أَبو زرعة: ليّن، وقال أحمد وغيره: صالح الحديث".
وقال الحافظ في "الهدي": "احتج به الجماعة سوى النسائي، وجميع ما له عندهم ثلاثة أحاديث -وذكرها-". وقال: "صدوق يخطئ، من السادسة". انظر: طبقات ابن سعد (7/ 180)، العلل ومعرفة الرجال (1/ 162، 400)، تاريخ الدوري (2/ 493)، ضعفاء النسائي (508)، ضعفاء العقيلي (4/ 6)، الجرح (7/ 153)، الكامل (6/ 2091)، المجروحين لابن حبان (2/ 233)، تهذيب المزي (24/ 122 - 124)، الكاشف (2/ 144)، هدي الساري (ص 458)، التقريب (ص 459).
(5)
هو: ابن أبي رباح -واسمه: أسلم- القرشي، الفِهْرِيُّ، أَبو محمد المكي، "ثقة فقيه فاضل، لكنه كثير الإرسال، قيل: إنه تغير بأخرة، ولم يكثر ذلك منه". (114 هـ) على المشهور، ع. تهذيب الكمال (20/ 69 - 86)، جامع التحصيل (ص 237)، التقريب (ص 391)، ولم يذكره أحد ممن صنَّف في المختلطين لأن تغيرَّه لم يكثُرْ حتى يصلَ إلى حدّ الاختلاط.
(6)
من (ل) و (م) وهو صحابي معروف.
(7)
ورد بيانه في (ح / 1768) الآتي بأنهم كانوا منطلقين إلى بني المصطلق.
(8)
أخرجه البخاري في "العمل في الصلاة"(1217)، باب: لا يردُّ السلامَ في الصلاة، (3/ 104، مع الفتح)، عن أَبي معمر: حدثنا عبد الوارث، حدثنا كثيرٌ، به، بنحوه.
فوائد الاستخراج:
1 -
روى أَبو عوانة الحديث عن شيخه "الصغاني". =
⦗ص: 20⦘
2 -
التقى مع مسلم في شيخ شيخه "حماد بن زيد"، وهذا "بدل".
3 -
علا أَبو عوانة علوًّا معنويًّا حينما روى من طريق "خالد ابن خِداش"(223 هـ) بينما روى مسلم من طريق أبي كامل الجحدري [فضيل بن حسين](237 هـ)، والأخير تأخر وفاته عن الأول (14) سنة.
1767 -
حدثنا أحمد بن مسعود المَقْدِسي
(1)
، قال: ثنا محمد بن عيسى
(2)
، عن عبد الوارثِ
(3)
، عن كثير بن
(4)
شِنْظِير
(5)
، بإسناده نحوه:
⦗ص: 21⦘
"إلى غير القبلة على راحلته"
(6)
.
(1)
أَبو عبد الله الخياط. وصفه الذهبي بـ "المحدّث الإمام". لقيه الطبراني ببيت المقدس سنة 274 هـ، ووصفه الشيخ حمّاد الأنصاري بـ "صدوق"، واستفاد هذا الحكم من إخراج أبي عوانة له في هذا المستخرج.
والمقدِسي: -بفتح الميم، وسكون القاف، وكسر الدال- نسبةٌ إلى بيت المقدس.
انظر: المعجم الصغير، للطبراني، (1/ 10)، تاريخ دمشق ابن عسكر، (6/ 10 - 11)، الأنساب (5/ 363)، اللباب، (3/ 246)، تهذيب ابن بدران، (2/ 92)، السير، (13/ 244)، بلغة القاصي والداني، (1/ 83 - 84).
(2)
ابن نجيح البغدادي، أَبو جعفر بن الطباع.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن حاتم، عن معلى بن منصور، عن عبد الوارث، به، وقال:"بمعنى حديث حماد". كتاب المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة
…
(1/ 384) برقم (540/ 38 /
…
).
و"عبد الوارث" هو: ابن سعيد بن ذكوان العنبري مولاهم، أبو عبيدة التنُّوري البصري.
"ثقة ثبت رمي بالقدر ولم يثبت عنه"(180 هـ) ع. تهذيب الكمال (18/ 478 - 484)، التقريب (ص 367).
(4)
في (ل) و (م): "يعني: ابن شنظير".
(5)
في (ل) بعده: "عن [عطاء، عن] جابر بن عبد الله قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في =
⦗ص: 21⦘
= سفر، فبعثني في حاجة، [فجئتُ فسلمتُ عليه، فلم يرُد عليَّ، ثم قال: "إني كنتُ في الصلاة"]. وفي (م) أيضًا هذه الزيادة إلا ما بين المعقوفتين، وما في الأصل أنسب مع قوله "بإسناده
…
" وهذا الزائد مكرر لحديث (8) تمامًا.
(6)
من فوائد الاستخراج:
1 -
روى أَبو عوانة من طريق شيخه "أحمد بن مسعود المقدسي".
2 -
التقى مع مسلم في "عبد الوارث" وهذا "بدل".
1768 -
حدثنا أَبو داود السِّجْزِيُّ
(1)
، قال: ثنا عبد الله بن محمد
(2)
النُّفَيْلي
(3)
، قال: ثنا زُهَيْر بن معاوية
(4)
، قال: أخبرني أَبو الزُّبير، عن جابر، قال: "أَرسلَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو مُنْطَلِقٌ إلى بني المصطلِق
(5)
، فأتيتُه
⦗ص: 22⦘
وهو يصلِّي على بَعِيْره، فكلَّمْتُه، فقال لي بيده هكذا، ثم كلَّمْتُه فقال لي بيده هكذا، وأنا أسْمَعُه يقرأ ويُؤْمِئُ
(6)
برأسه، فلما فرغ قال: ما فعلتَ في الذي أرسلتُكَ؟ فإنه لم يمنَعْني أن أُكَلِّمَكَ إلا أني كنتُ أصَلِّي"
(7)
.
(1)
هو السِّجِسْتَاني، والحديث في سننه (926)، باب "ردِّ السلامِ في الصلاة"(1/ 568).
(2)
ابن علي بن نُفَيْل، أَبو جعفر النُّفَيْلي الحرّاني.
(3)
بضم النون وفتح الفاء وسكون التحتانية -هذه النسبة إلى جد أبيه: "نُفَيْل بن زَرَّاع". الأنساب (5/ 516)، اللباب (3/ 320)، توضيح المشتبه (9/ 246 - 247).
(4)
ابن حُدَيج، أَبو خيثمة الجعفي الكوفي، وهو الملتقى، فقد رواه مسلم عن أحمد بن يونس، عن زهير، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران، (1/ 383)، برقم (540/ 37).
(5)
"المصطلق" بضم الميم وسكون الصاد وفتح الطاء المهملتين، وكسر اللام -وبنو المصطلق هم بطن من خزاعة من الأزد، والراجح أنها قحطانية، و "المصطلق" لقب، واسمه: جُذَيمة بن سعد ابن عمرو بن ربيعة بن حارثة. =
⦗ص: 22⦘
= وكانوا يسكنون قُدَيدًا وعسفان، ومسِيرُ النبي صلى الله عليه وسلم إليهم كان في شعبان من السنة الخامسة للهجرة -على الراجح- وبَاغتَهُم في "المريسيع" - ماءٍ لهم بناحية قديد وهو جزع من وادي (حَوْرة) أحد روافد (ستارة)، بعيدٌ عن الساحل في الداخل بما يقرب من (80) كيلًا من سيف البحر. انظر: كتاب المناسك للحربي (ص 458 - 460، 463)، نهاية الأرب (ص 76)، فتح الباري (7/ 495 - 496)، مرويات غزوة بني المصطلق (ص 9 - 58)، معجم قبائل الحجاز (ص 493 - 494)، المجتمع المدني في عهد النبوة (الجهاد ضد المشركين)(ص 93)، المعالم الأثيرة في السيرة النبوية (ص 251).
(6)
أي: يشير، و "الإيماء": الإشارة بالأعضاء كالرأس والعين.
انظر: المجموع المغيث (1/ 111)، النهاية (1/ 81 - أومأ).
(7)
فوائد الاستخراج:
1 -
روى أَبو عوانة الحديث من طريق شيخه "أبي داود".
2 -
الراوي عن "زهير" عند مسلم هو: أحمد بن يونس، بينما عند أَبي عوانة هو: عبد الله بن محمد النفيلي، وقد فهمتُ من كلام الإمام أحمد الآتي ترجيح "النفيلي" على "أحمد بن يونس" في "زهير":
قال أَبو داود: قلت لأحمد: أيهما أثبت في زهير: أحمد بن يونس، أو (النفيلي)؟ قال:"أحمد بن يونس رجل صالح، والنفيلي صاحب حديث". انظر: سؤالات الآجري (2/ 262)، (1789). والنص في (سؤالات أبي داود لأحمد)(ص 274)، (318) ببعض الاختلاف.
1769 -
حدثنا محمد
(1)
بن عبد الله بن ميمون السُّكَّرِي
(2)
، الاِسْكَنْدَراني
(3)
، وأحمد بن محمد بن عثمان الثَّقَفِي
(4)
، قالا: ثنا الوليد بن مسلم، قال: ثنا أَبو عمرو الأوزاعي
(5)
، ح
⦗ص: 24⦘
وحدثنا عَمَّارُ بن رَجَاء
(6)
، قال: ثنا عبد الصَّمَد
(7)
، قال: ثنا أبان
(8)
، قالا جميعًا: عن يحيى بن أبي كثير
(9)
عن هِلال بن أبي مَيْمُونةَ
(10)
،
⦗ص: 25⦘
عن عطاء بن يَسار
(11)
، عن معاوية بن الحكم السُّلَمِي
(12)
، قال
(13)
: "قلتُ: يا رسولَ الله، إنا كنّا حديثَ عهْدٍ بجاهلية، فجاءنا الله بالإسلام، وإنَّ رجالًا منّا يَتَطيَّرون
(14)
؟ قال: "ذلك شيءٌ يجدونه في صدورهم"
(15)
قلنا:
⦗ص: 26⦘
ورجالًا منّا يأتون الكَهَنَةَ؟
(16)
، قال:"فلا تأتوهم"، قلت: ورجالًا منَّا يَخُطُّون
(17)
، قال:"قد كان نبيٌّ من الأنبياء يخُطُّ، فمَنْ وافَقَ خطَّه فذاك"
(18)
، قال: وبَيْنَا أنا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في صلاة، إذ عَطَسَ رجلٌ من
⦗ص: 27⦘
القوم، فقلتُ: يرحمكَ الله، قال
(19)
: فحَدَّقنِي
(20)
القوم بأبصارهم، قال: فقلتُ: واثُكْلَ
(21)
أمِّيَاه!
(22)
ما لكم تنظرون إلي؟! قال: فضرب
(23)
القوم بأيْدِيْهِمْ على أفْخاذِهِم، فلَمَّا رأيتُهم يُسَكِّتُونِي
(24)
! لكني سكتُّ فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته دعاني، فَبِأَبِي وأمِّي هو،
⦗ص: 28⦘
ما رأيت مُعلِّمًا
(25)
قبله ولا بعده أحْسَنَ تعليمًا منه، والله ما ضربني ولا كهَرني
(26)
، ولا سبَّني، ولكن قال لي:"إنّ صلَاتنا هذه لا يصلُحُ فيها شيء من كلامِ الناس، وإنما هي التسبيحُ والتكبيرُ وتلاوةُ القرآن". قال: واطَّلَعْتُ غُنَيْمَةً لي ترعاها جاريةٌ لي قِبَل أُحُدٍ
(27)
والجَوُّانِيَّة
(28)
، فوجدتُ الذئبَ قد ذهب منها بشاةٍ، وأنا رجل من بني آدمَ، آسفُ كما يأسفون، وأغْضَبُ كما يَغْضبون، فصَكَكْتُها
(29)
صكَّةً، فأخبَرْتُ بذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فعظَّم ذلك عليَّ، قلت
(30)
: يا رسول الله، لو أعلم أنَّها مؤمنةٌ لأعتَقْتُها، قال:"ائتني بها" فجئتُ
(31)
بها، فقال لها: "أين
⦗ص: 29⦘
الله؟ " قالت: في السماء، قال: "فمن أنا؟ " قالت: أنت رسول الله، قال: "إنها مؤمنة فأَعتِقْها"، فأعتقتُها"
(32)
(33)
.
(1)
أَبو بكر السّكَّرِي، بغدادي الأصل، سكن الإسْكَنْدريّة فنُسب إليها.
(2)
السُّكَّري -بضم السين المهملة وفتح الكاف المشددة، وفي آخرها الراء- نسبة إلى بيع "السُّكَّر" وعمله وشرائه
…
مؤتلف ابن القيسراني (ص 79)، الأنساب (3/ 266)، اللباب (2/ 123).
(3)
الإسكندراني -بكسر الألف، وسكون السين المهملة، وفتح الكاف، وسكون النون، وفتح الدال والراء المهملتين، نسبة إلى "الإسكندرية" وهي مدينة مشهورة في مصر، والمترجَم سكنها فنُسب إليها، وإلا فهو بغدادي الأصل.
انظر: الأنساب (3/ 266)، تهذيب الكمال (25/ 564).
(4)
هو المعروف بابن الغمطريق، أَبو عمرو الدمشقي.
(5)
هو عبد الرحمن بن عمرو بن أَبي عمرو الأوزاعي، إمام مشهور.
و"الأوزاعي": -بفتح الألف وسكون الواو- هذه النسبة إلى "الأوزاع" وهي قرية على باب دمشق من جهة باب الفراديس، وهو في الأصل اسم قبيلة من اليمن، سميت القرية باسمهم لسكناهم بها
…
وقيل غير ذلك. انظر: تقدمة الجرح والتعديل (ص 184 - 219)، مشاهير علماء الأمصار (1425)(ص 211)، الأنساب (1/ 227)، معجم البلدان (1/ 333)، اللباب (1/ 92 - 93)، السير (7/ 107 - 134).
و"الأوزاعي" هذا هو ملتقى المصنِّف مع الإمام مسلم في هذا الطريق، رواه مسلم عن إسحاق ابن إبراهيم، عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، به، ولم يسق متنه.
الكتاب والباب المذكوران، (1/ 382) برقم (537 /
…
).
(6)
(ابن رجاء) لم يذكر في (ل) و (م)، وهو أَبو ياسر التغلبي الإستراباذي، صاحب "المسند الكبير".
(7)
هو ابن عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التميمي العَنْبَري مولاهم التنُّوري، أَبو سَهْل البصري، (207 هـ) ع. وثقه ابن سعد، وابن نُمَيْر، والعجلي، والحاكم، وابن قانع، وزاد الأخير:"يخطئ". وقال ابن المديني: "ثبت في شعبة". وقال أَبو حاتم: "صدوق صالح الحديث". تهذيب الكمال (18/ 102). وفي "الجرح"(6/ 51): "سألت أبي عنه فقال: شيخ مجهول"، وعلق عليه محققه الشيخ المعلمي:"لعله هنا سقط، فإن عبد الصمد بن عبد الوارث مشهور معروف". وكلامه وجيه، فلو قيل هذا في المترجم لنُقِل عنه ولم يَنْقُل عنه ذلك معتبرٌ، بل المنقول عنه خلافه، كما سبق. وقال الذهبي:"حجة". وقال الحافظ: "صدوق ثبت في شعبة" وهو ثقة. انظر: طبقات ابن سعد (7/ 219)، ثقات العجلي (1003)، (ص 303)، تهذيب الكمال (18/ 99 - 102)، الكاشف (1/ 653)، تهذيب التهذيب (6/ 292)، التقريب (ص 356).
(8)
هو ابن يزيد العطَّار، أَبو يزيد البصري.
(9)
هنا ملتقى جميع الطرق، رواه مسلم عن أبي جعفر محمد بن الصبّاح، وأبي بكر بن أبي شيبة (وتقاربا في لفظ الحديث) قالا: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حجّاج الصوّاف، عن يحيى بن أبي كثير، به، بنحوه. كتاب المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة، ونسخ ما كان من إباحته، (1/ 381 - 382)، برقم (537).
و"يحيى بن أَبي كثير" هو الطائي مولاهم أَبو نصر اليمامي.
(10)
هو: هلال بن علي بن أسامة، ويقال: هلال بن أبي ميمونة، وهلال بن أبي هلال القرشي العامري المدني، مولى بني عامر ابن لؤى. "ثقة"(سنة بضع عشرة ومائة هـ)، =
⦗ص: 25⦘
= ع. تهذيب الكمال (30/ 343 - 345)، التقريب (ص 576).
(11)
هو الهلالي، أَبو محمد المدني القاضُّ، مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم "ثقة فاضل، صاحب مواعظ وعبادة"، (94 هـ)، ع. تهذيب الكمال (20/ 125 - 127)، التقريب (ص 392).
(12)
السُّلَمِي -بضم السين المهملة وفتح اللام- نسبة إلى "سُلَيْم" وهي قبيلة من العرب مشهورة يقال لها: "سليم بن منصور
…
" تفرقت في البلاد
…
الأنساب (3/ 278)، اللباب (2/ 128 - 129).
(13)
كلمة (قال) لا توجد في (ل) و (م).
(14)
الطيرة -بكسر الطاء، وفتح الياء- على وزن:"العِنَبَة"[ومنهم من سكّن الياء، والمشهور الأول]، مصدر "تطيَّر طيرة"، و "التطير" التشاؤم، وأصْله: الشيء المكروه من قول أو فعل أو مرئي، وكانوا يتطيرون بالسونح والبوارح، فيُنَفِّرون الظباءَ والطيورَ، فإن أخذتْ ذات اليمين تبركوا به ومضَوا في سفرهم وحوائجهم، وإن أخذتْ ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها. فكانت تصدُّهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم، فنفَى الشرعُ ذلك، وأبطله، وأخبر أنه ليس له تأثير بنفع ولا ضُرٍّ.
وأصل اشتقاقها من "الطير" إذ كان أكثر تطيُّرِهِم وعمَلِهِم به.
شرح النووي (1/ 218 - 219). وانظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 306)، المشارق (1/ 324)، النهاية في غريب الحديث (3/ 152)، شرح الأبِّي (7/ 421).
(15)
وفي الحديث رقم (1770) الآتي زيادة "فلا يضرهم" وعند مسلم "فلا يصُدَّنَّهم" وفي رواية "فلا يصُدَّنكم". =
⦗ص: 26⦘
= ومعناه: "أن الطيرة شيء تجدونه في نفوسكم ضرورة، ولا عَتَب عليكم في ذلك فإنه غيرُ مكتَسَبٍ لكم فلا تكليف به، ولكن لا تمتنعوا بسببه من التصرف في أموركم، فهذا هو الذي تقدِرون عليه، وهو مكتسب لكم فيقع به التكليف.
فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن العمل بالطِّيَرَة والامتناع من تصرُّفاتهم بسببها
…
والطيرة محمولة على العمل بها، لا على ما يوجد في النفس من غير عمل على مقتضاه". شرح النووي (5/ 22 - 23).
(16)
جمع "كاهن" وهو: الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان، ويدَّعى معرفة الأسرار. والفرق بينه وبين "العرَّاف" أن الثاني يتعاطى معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما، والحديث يشمل الكل. انظر: المجموع المغيث (3/ 95)، النهاية (4/ 214)، شرح النووي (5/ 22).
(17)
قال القاضي عياض: قال ابن عباس: "الخطُّ علمٌ تركه الناس، وصورته أن يأتي ذو الحاجة إلى "الحازي [وهو الذي يَحْرِز الأشياء ويقدّرها بظنه، ويقال للمنجم: حازي، لأنه ينظر في النجوم وأحكامها بظنه] ومع الحازي غلام معه "مِيْلٌ" فيخط الأستاذ في أرض رَخْوة خطوطًا معجِّلًا لئلا يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحوها على مهل خطين خطين، فإن بقي خطان فهو علامة النَجاح، وإن بقي واحدة فهو علامة الخيبة، والعرب تسميه "الأسحم" وهو مشؤوم عندهم".
وانظر: شرح الأبي (2/ 436)، غريب الخطابي (1/ 647).
(18)
قال النووي: "اختلف العلماء في معناه، فالصحيح أن معناه: من وافق خطَّه فهو =
⦗ص: 27⦘
= مباح له، ولكن لا طريق لنا إلى العلم اليقيني بالموافقة، فلا يباح، والمقصود أنه حرام، لأنه لا يباح إلا بيقين الموافقة، وليس لنا يقين بها".
وراجع لمزيد الإيضاح: شرح النووي (5/ 23)، شرح الأبي (2/ 436 - 437).
(19)
(ق (ل) لا توجد في (ل) و (م).
(20)
في (م)"فحذفني"، ومعنى "حدقني": رموني بـ "حدقهم" جمع "حَدَقة" وهي: العين، والتحديق: شدة النظر. المجموع المغيث (1/ 413)، النهاية (1/ 354).
(21)
"الثكل" -بضم الثاء وإسكان الكاف، وبفتحهما جميعا، لغتان كالبُخْل و "البَخَل" هو: فقدان المرأة ولَدَها، وامرأة "ثَكْلى"، و"ثاكِلٌ"، وثَكِلَتْهُ أمه -بكسر الكاف- وأثكله الله تعالى أمه. انظر: المشارق (1/ 129)، المجموع المغيث (1/ 269)، شرح النووي (5/ 20).
(22)
"أمياه" -بكسر الميم- والياء بعدها ياء الإضافة، فتحت وأُشْبِعَتْ بألف على إحدى اللغات و "الهاء" هاء السكت. شرح السنوسي لمسلم (2/ 433).
(23)
فعلوا هذا ليسكِّتوه، وهذا محمول على أنه كان قبل أن يُشرع التسبيحُ لمن نابه شيء في صلاته. شرح النووي (5/ 20) وانظر: شرح الأبي (2/ 433).
(24)
جواب "لما" محذوف، وبه يتم المعنى، أي: فلما رأيت القوم يصمتونني غضبتُ ولكني سكتُّ، ولم أعمل بمقتضى الغضب. شرح السنوسي لمسلم (2/ 434).
ملاحظة: في نسخة "الأبي" يوجد لفظ "غضبت" في المتن، ويظهر أنه خطأ.
(25)
(ك 1/ 379).
(26)
"الكهر": الانتهار، وقد كهره يكهره: إذا زبره واستقبله بوجه عبوس.
انظر: غريب أبي عبيد (1/ 76)، المشارق (1/ 348)، النهاية (4/ 212).
(27)
جبل معروف شمالي المدينة.
(28)
الجوانية -بفتح وتشديد ثانيه، وكسر النون، وياء مشددة-: موضع في شمالي المدينة، وأما قول القاضي عياض أنها من عمل "الفرع" فليس بمقبول؛ لأن "الفرع" بين مكة والمدينة، بعيد من المدينة، و "أحد" في شام المدينة، وقد قال في الحديث:"قبل أحد والجوانية" فكيف يكون عند الفرع. شرح النووي (5/ 23، 24)، وانظر: معجم البلدان (2/ 203)، المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص 93).
(29)
أي: لطمتها. مشارق الأنوار (2/ 44)، شرح النووي (5/ 24).
(30)
في (م): "فقلت".
(31)
في (ل) و (م): "فجئته بها".
(32)
في الأصل "فأعتقَها" والمثبت من (ل، م، ط) وهو الأنسب بالسياق.
(33)
فوائد الاستخراج:
1 -
روى أَبو عوانة هذا الحديث من طريق شيوخه:
أ- محمد بن عبد الله السكري.
ب- أحمد بن محمد الثقفي.
ج- عمار بن رَجَاء.
2 -
التقى مع الإمام مسلم في الطريق الأولى في "الأوزاعي"، مع المساواة؛ وفي الطريق الثانية في "يحيى بن أبي كثير"، مع المساواة، وهذا "بدل".
3 -
ساق الإمام مسلم طريق الأوزاعي ولم يسق متنه، بينما ذكر أَبو عوانة متن الطريق أيضًا، وفيه تميز للمتن المحال به على المتن المحال عليه.
1770 -
حدثنا أَبو داود السِّجْزِيُّ
(1)
، قال: ثنا مسدَّدٌ
(2)
، قال: ثنا يحيى
(3)
، [ح]
(4)
⦗ص: 30⦘
قال
(5)
: وثنا عثمانُ بن أبي شيبة
(6)
، قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم
(7)
-المعنى واحد- عن الحجاج الصواف
(8)
، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يَسار، عن معاوية بن الحكم السلمي، قال: "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطس رجل من القوم، فقلت: يرحَمُك الله، فرماني
(9)
القومُ بأبْصارهم، فقلتُ: واثُكْلَ أمِّياه! ما شأنكم تنظرون إليَّ؟! قال: فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فعرفتُ أنهم يصمِّتوني.
قال عثمان
(10)
: فلما رأيتُهم يسكّتوني! لكني سكتُّ، فلمّا صلَّى
⦗ص: 31⦘
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأبي وأمي، ما ضربني، ولا كهرني
(11)
ولا سبَّني.
ثم قال: "إنّ هذه الصلاة لا يَحِلُّ فيها شيءٌ من كلام الناس هذا، إنما هو التسبيحُ والتكبيرُ وقراءةُ القرآن"، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلتُ: يا رسول الله، إنَّا قومٌ حديثُ عهدٍ بجاهليةٍ، وقد جاءنا الله بالإسلامِ، ومنا رجال يأتون الكَهَنة! قال: "لا تأتهم
(12)
، قال: قلتُ: ومِنَّا رجالٌ يتطيَّرون؟ قال: "شيءٌ يجدون في صدورهم فلا يضرهم"
(13)
. ومنا رجال يخطُّونَ؟ قال: "كان نبيٌّ من الأنبياء يَخُطُّ، فمن وافق خطَّه فذاك"، قلتُ: جاريةٌ كانت ترعى غُنَيْماتٍ قِبَلَ أُحُدٍ والجَوَّانِيَّة، إذ اطَّلَعْتُ عليْها إطلاعةً فإذا الذئبُ قد ذهب بشاة منها
(14)
، وأنا من بني آدم، آسَفُ كما يأسفون، لكني صَكَكْتُها صكَّةً، فعظَّم ذلك عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: أفلا أعتِقُها؟ فقال
(15)
: "ائتني بها" قال:
⦗ص: 32⦘
فجئت بها فقال: "أين الله؟ " قالتْ: في السماء، قال:"من أنا؟ " قالت: أنت رسولُ الله، قال:"أعتِقْها فإنها مؤمنة"
(16)
.
(1)
هو السجستاني، والحديث في سننه في "الصلاة"(930)، باب: تشميت العاطس في الصلاة (1/ 570 - 573).
(2)
ابن مُسَرْهَد بن مُسَرْبل الأسدي البصري، أَبو الحسن. "ثقة حافظ"، (228 ص)(خ د ت س). تهذيب الكمال (27/ 443 - 448)، التقريب (ص 528).
(3)
هو ابن سعيد القطان البصري، إمام معروف. انظر: تقدمة (الجرح والتعديل)(ص 232 - 251)، المشاهير (1278)(ص 192)، تهذيب الكمال (31/ 329 - 343).
(4)
علامة التحويل (ح) لا توجد في الأصل، وأثبتها من (ل، ط) وهي موجودة في سنن أبي داوود (1/ 570) ووجودها هنا مناسب.
(5)
القائل هو: أَبو داود السجزي، انظر: السنن (1/ 570).
(6)
هو: عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العَبْسِيُّ، أَبو الحسن الكوفي.
(7)
هنا موضع الالتقاء بالنسبة لهذه الطريق. راجع (ح /1769). وسياق مسلم أقرب إلى هذا الحديث منه إلى (ح /1769).
و"إسماعيل بن إبراهيم" هو البصري، أَبو بشر الأسدي مولاهم المعروف بابن عُلَيّةَ، وهو "ثقة حافظ"(193 هـ) ع. تهذيب الكمال (3/ 23 - 33)، التقريب (ص 105).
(8)
هنا موضع الالتقاء -بالنسبة لطريق القطان. و "الحجاج" هو: ابن أبي عثمان: مَيْسَرة، أو سالم الصوَّاف، أَبو الصَّلْت الكِنْدي مولاهم- البصري. "ثقة حافظ"(143 هـ) ع. تهذيب الكمال (5/ 443 - 444)، التقريب (ص 153).
و"الصوَّاف" -بفتح الصاد المهملة، وتشديد الواو، وفي آخرها الفاء- نسبةً إلى بيع الصُّوف والأشياء المتخذة من الصوف". الأنساب (13/ 561)، اللباب (2/ 249).
(9)
أي: أسْرعوا الالتفاتَ إليَّ. شرح الأبي (2/ 433).
(10)
هو: ابن أبي شيبة، أحد شيوخ أبي داود في السند.
(11)
في (م) كرهني.
(12)
نهاهم عن إتيان الكهان لأنهم يتكلمون في مغيباتٍ قد يُصادف بعضها الإصابة؛ فيُخاف الفتنة على الإنسان بسبب ذلك؛ لأنم يلبّسون على الناس كثيرًا من أمر الشرائع. شرح النووي (5/ 22).
(13)
كذا في جميع النسخ، وفي صحيح مسلم بزيادة:"قال: قلت" قبل "ومنا رجال يخطون"، وفي سنن أبي داود كلمة "قلت" فقط.
(14)
(ك 1/ 380).
(15)
في (ل) و (م): "قال".
(16)
من فوائد الاستخراج:
1 -
روى المصنف هذا الحديث عن شيخه: أبي داوود السجستاني.
2 -
أ- التقى مع الإمام مسلم -في طريق القطان- في "الحجاج" وهذا "بدل".
ب- وفي طريق ابن أبي شيبة التقى به في "إسماعيل بن إبراهيم" وهذا "موافقة".
[باب]
(1)
بيانِ صفة العملِ الذي يجوز للمصلِّي أن يعملَهَ في صلاته مما ليس منها، ودفعِ من يريه به سوءًا عن نفسه، ولعن الشيطان فيها إذا تعرَّض له بتخويف، والدليلِ على إباحة دفع الحيّة والعقرب عن نفسه بقتلٍ أو ضربٍ، وإباحةِ التعوّذ في الصلاة
(1)
" باب" من (ل) و (م).
1771 -
حدثنا عليُّ بن سهلٍ البزَّاز
(1)
، قال: ثنا شبابة بن سوَّار
(2)
، قال: ثنا: شعبة، عن محمد بن زياد
(3)
، قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: "صلّى
⦗ص: 34⦘
النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاةً، فقال: "إن الشيطان عَرَض لي
(4)
نفسَه على أن يقْطَعَ عليَّ الصلاةَ، فأمكَنَني الله منه، فأخذتُه، فلقد أردتُ أن أُوْثِقَه إلى ساريةٍ حتّى تُصْبِحُوا
(5)
فتنظرون إليه، فذكرتُ قولَ سليمانَ بن داوود [عليهما السلام
(6)
]: {هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي
(7)
إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}
(8)
، فردَّه الله خائبًا"
(9)
.
(1)
أَبو الحسن البغدادي، المعروف بالعفَّاني، نسائي الأصل، اشتهر بالعفَّاني لملازمته عفانَ بن مسلم الصّفَّار.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر أبي شيبة، حدثنا شبابة، به، ولم يسق متنه إحالة على حديث النضر بن شميل عن شعبة- قبله.
كتاب المساجد، باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة، والتعوذ منه، وجواز العمل القليل في الصلاة (1/ 384 - 385)، برقم (541/
…
).
و"شبابة بن سوار" هو المدائني، أصله من خراسان، مولى بني فزارة، "ثقة حافظ رُمي بالإرجاء"(4 أو 5 أو 206 هـ)، ع. تهذيب الكمال (12/ 343 - 349)، التقريب (ص 263).
(3)
هو القُرَشي الجُمَحِي، أَبو الحارث المدني، مولى عثمان بن مظعون، سكن البصرة، "ثقة ثبت، ربما أرسل، من الثالثة" ع.
ولم يذكره العلائي -ولا من قبله- فيمن يحكم على روايتهم بالإرسال.
تهذيب الكمال (25/ 217 - 219)، التقريب (ص 479).
(4)
وهكذا في البخاري (1210) وفي (ل) و (م)(عليَّ) بدل (لي).
(5)
في الأصل: "تصبحون" وهو خطأ لغةً، وفي مسلم "حتى تصبحوا تنظرون"، وعند البخاري -من رواية شبابة- "حتى تصبحوا فتنظرون إليه"، والمثبت من (ل) و (م).
(6)
جملة التسليم لا توجد في الأصل، أثبتها من (ل) و (م).
(7)
في (م): (من قبلي) وهو خطأ.
(8)
سورة (ص): 35.
(9)
وأخرجه البخاري في "العمل في الصلاة"(1210) باب: ما يجوز من العمل في الصلاة، (3/ 97، مع الفتح)، وكذلك في "بدء الخلق" (3284) باب: صفة إبليس وجنوده، (6/ 388) عن محمود (بن غيلان)، حدثنا شبابة، حدثنا شعبة، به، بنحوه.
من فوائد الاستخراج:
1 -
روى أَبو عوانة عن شيخه: "علي بن سهل البزار".
2 -
التقى مع مسلم في شيخ شيخه "شبابة" وهذا "موافقة".
3 -
تمييز المتن المحال به على المتن المحال عليه.
1772 -
حدثنا أَبو الأزهر
(1)
، قال: ثنا
⦗ص: 35⦘
رَوْح
(2)
، قال: ثنا شعبة
(3)
، بإسناده مثلَه، وقال: "فردَّه
(4)
الله خاسئًا"
(5)
.
(1)
هو: أحمد بن الأزهر بن مَنِيْع العبدي النيسابوري، (س ق). "صدوق كان يحفظ، ثم كبُر فصار كتابُه أثبت من حفظه
…
"، (263 هـ). تهذيب الكمال (1/ 255 - 261)، =
⦗ص: 35⦘
= التقريب (ص 77).
(2)
هو ابن عُبادة بن العلاء القيسي، أَبو محمد البصري. "ثقة فاضل له تصانيف"(205 هـ أو 207 هـ)، ع. تهذيب الكمال (9/ 238 - 245)، التقريب (ص 211).
(3)
هنا موضع الالتقاء، ورواه مسلم أيضًا عن إسحاق بن إبراهيم، وإسحاق بن منصور، قالا: أخبرنا النضر بن شُمَيْل، أخبرنا شعبة، به، بنحو حديث غندر الآتي برقم (1773). الكتاب والباب المذكوران في (ح / 1771)، (1/ 384) برقم (541).
(4)
في المطبوع "فرد" بدون الهاء وهو خطأ.
(5)
وأخرجه البخاري في "التفسير"(4808)(8/ 408).
1773 -
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، قال: ثنا خلف
(1)
، قال: ثنا غُنْدر
(2)
، قال: ثنا شعبة -بإسناده- قال: "إنَّ عِفْرِيتًا
(3)
من الجِنّ تفلّت
(4)
عليَّ البارحةَ ليقطع عليَّ الصلاة، فأمكَنَني الله منه، فذعتُّه
(5)
⦗ص: 36⦘
وأردت أن
(6)
أربطه". وذكر الحديث بمثله إلى قوله: {لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}
(7)
.
(1)
هو: ابن سالم المخرِّمي -بتشديد الراء- أَبو محمد المهلَّبي مولاهم السِّنْدي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، به، وقرنه بشبابة ابن سوار.
و (غُنْدَر) هو: محمد بن جعفر الهذلي البصري المعروف بغُنْدر، "ثقة صحيح الكتاب
…
" (3 أو 194 هـ)، ع. تهذيب الكمال (25/ 5 - 9)، التقريب (ص 472).
(3)
"العِفْرِيتُ" هو: القوي النافذ مع خُبْث ودهاء. مشارق الأنوار (2/ 97).
(4)
التفلُّت والإفلات والانفلات: التخلُّص والتملُّص من الشيء فلتةً وفجاءة من غير تمكُّث. ومعناه هنا: تعرَّض لي فلتةً فجاءة لِيَغْلِبني في صلاتي. المجموع المغيث (2/ 634) وانظر: النهاية (3/ 467).
(5)
وفي (ل): (فدعته) بالدال المهملة، وقد أخرجه الإمام أحمد في المسند (2/ 298) عن =
⦗ص: 36⦘
= غندر نفسه، وفيه "فدعته" أيضًا بالمهملة، وقال الشيخ أحمد شاكر:"قوله "فدعته" هكذا ثبت في أصُول "المسند"، و "جامع المسانيد" بالدال المهملة، وفي (ك - وهي النسخة الكتانية المغربية للمسند- علامة الأهمال فوق الدال
…
" المسند بتحقيقه (15/ 120) وهو هكذا -بالمهملة- في رواية ابن أبي شيبة عند مسلم (1/ 385)، ولكن ورد في المطبوع من "أطراف المسند (8/ 26) برقم (10181) وكذلك في طبعة مؤسسة الرسالة (13/ 349) بالمعجمة، وقال محققو هذه الطبعة:"وهذه الأخيرة [أي المهملة] وقعت في بعض النسخ الخطية المتأخرة"(13/ 350) ولم يتيسر لي الوقوف على المخطوط.
وقد ورد تفسير اللفظ -على الوجهين- في رواية ابن شميل عند البخاري (1210) وفيه -بعد سياق الحديث: "ثم قال النضر بن شميل، فذعتُّه -بالذال- أي: خنقتُه، و "فدعته" من قول الله {يَوْمَ يُدَعُّونَ} أي يدفعون
…
".
انظر: صحيح البخاري -مع الفتح- (3/ 97)، المشارق (1/ 259).
(6)
كلمة (أن) لا توجد في (ل).
(7)
وأخرجه البخاري في "الصلاة"(461) باب الأسير أو الغريم يربط في المسجد (1/ 660 - 661)، وفي "التفسير"(4808) باب {هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} ، (8/ 408)، عن إسحاق بن إبراهيم، حدثنا روح ومحمد بن جعفر، به.
وفي "أحاديث الأنبياء"(3423) باب قول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ
…
} (6/ 527، مع الفتح)، عن محمد بن بشار، عن غندر، به، بنحوه، وليس عنده "فدعته" لا مهملةً ولا معجمةً. =
⦗ص: 37⦘
= من فوائد الاستخراج:
1 -
روى أَبو عوانة عن شيخه الصغاني.
2 -
التقى مع مسلم في شيخ شيخه "غندر" وهذا موافقة (مع النزول بدرجة).
3 -
ساق أكثر متن هذه الطريق، بينما اكتفى مسلم بسياق الإسناد وبيان الفرق الآتي.
4 -
قال الإمام مسلم بعد سياقه لطريق غندر وشبابة: "وليس في حديث ابن جَعْفر قوله: "فذعتُّه
…
" وقد أخرج أَبو عوانة عن غُنْدَرٍ (محمد بن جعفر) من طريق خلف عنه، وزاد فيه جملة "فذعتُّه".
1774 -
حدثنا بَحْرُ بن نَصْرٍ [الخولاني]
(1)
، قال: ثنا ابنُ وهب
(2)
، قال حدثني معاويةُ بن صالح
(3)
عن رَبِيْعةَ بن يزيد
(4)
، عن أبي إدريس
⦗ص: 38⦘
الخَوْلانِيِّ
(5)
، عن أبي الدَّرْداء
(6)
، قال:"قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي، سمِعْناه يقول: "أعوذ بالله منك"، ثم قال: "أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ الله" -ثلاثًا- ثم بسط
(7)
يده، كأنه يتناول شيئًا فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله، قد سمعناك تقول
(8)
في الصلاة، ولم نسمَعْك تقول قبل ذلك؟ ورأيناك بَسَطْتَ يديك؟ قال:"إن عدوَّ الله إبليسَ جاء بِشِهَابٍ من نارٍ يجعله في وجهي، فقلت: "أعوذ بالله منك" فلم يستأْخِرْ
(9)
، [ثم قلتها فلم يستأخِرْ
(10)
] ثم قلت ذلك
⦗ص: 39⦘
فلم يَسْتَأخِرْ /
(11)
، [قلت: ألعنك بلعنة الله التامَّة، ثم قلتها، فلم يستأخر]، فأردت أن آخذه؛ لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثوقًا
(12)
يَلْعَبُ به ولدان أهل المدينة"
(13)
.
(1)
من (ل) و (م)، وهو: بحر بن نصر بن سابق الخَوْلاني، أَبو عبد الله المصري، مولى بني سعد مِنْ خَوْلان، "ثقة"(267 هـ)، كن. تهذيب الكمال (4/ 16 - 20)، التقريب (ص 120).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن سلمة المرادي، حدثنا عبد الله بن وهب، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح /1771)، (1/ 385) برقم (542).
و"ابن وهب" هو: عبد الله بن وهب المصري (197 هـ)، إمام معروف. "ع".
انظر: الجرح (5/ 189 - 190)، ثقات ابن حبان (8/ 346)، تهذيب الكمال (16/ 277 - 287)، السير (9/ 223 - 234).
(3)
معاوية بن صالح بن حُدير بن سعيد الحضرمي، أَبو عمرو وأبو عبد الرحمن الحِمْصِي، قاضي الأندلس.
(4)
هو الدمشقي، أَبو شُعَيْب الإيادي القَصِير، "ثقة عابد"، (ت 1 /أو 123 هـ)، ع. =
⦗ص: 38⦘
= تهذيب الكمال (9/ 148 - 150)، التقريب (ص 208).
(5)
هو: عائذ الله بن عبد الله، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، ومات سنة 80 هـ، ع.
تهذيب الكمال (14/ 88 - 92)، التقريب (ص 289).
و"الخولاني " -بفتح الخاء المعجمة، وسكون الواو- نسبة إلى قبيلة "خولان" نزل أكثرها الشام. الأنساب (2/ 419)، اللباب (1/ 472).
(6)
هو الصحابي الجليل: عُوَيْمِرُ بن مالك [وقيل: ابن عامر وقيل غير ذلك] الأنصاري الخَزْرَجِيُّ رضي الله عنه وأرضاه-، مشهور بكنيته، مات في أواخر خلافة عثمان، وقيل: عاش بعد ذلك. "ع". انظر: كنى الإمام مسلم (1075)، الاستيعاب (2029)(3/ 298)، أسد الغابة (4142)(4/ 306)، الإصابة (6132)(4/ 621 - 622).
(7)
في (ل) و (م)"يعني: يده" بزيادة "يعني"، ولفظ مسلم كالمثبت.
(8)
في صحيح مسلم "تقول في الصلاة شيئًا لم نسمعك تقوله قبل ذلك".
(9)
في (م): "فلم يستأخرها"، وهذا خطأ.
(10)
ما بين المعقوفتين -في كلا الموضعين- لا يوجد في الأصل و (ط، س)، استدركته من =
⦗ص: 39⦘
= (ل) و (م)، ويشهد لصحة المثبَت -في كلا الموضعين- ما في صحيح مسلم، حيث إنّ فيه:"فقلت: أعوذ بالله منك فلم يستأخر، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامَّة فلم يستأخر، ثلاث مرات".
(11)
(ك 1/ 381).
(12)
في (م): "موثومًا"، وهو محرف.
(13)
فوائد الاستخراج:
1 -
روى أَبو عوانة عن شيخه "بحر بن نصر الخولاني".
2 -
التقى مع مسلم في شيخ شيخه "ابن وهب" -مع المساواة- وهذا "موافقة".
3 -
زيادة لفظة "يصلي" بعد قوله: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1775 -
روى أَبو عوانة
(1)
عن زيد بن جُبَيْر
(2)
، عن ابن عمر قال: حدثتني إحدى
(3)
نسوةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم "أنه كان صلى الله عليه وسلم يأمر بقتل
⦗ص: 40⦘
الكلب العَقُور
(4)
، والفأرة، والعقْربِ
⦗ص: 42⦘
والحديا
(5)
، والغراب، والحية، قال: وفي الصلاة أيضًا، يعني: المحرم"
(6)
.
(1)
هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري.
(2)
ابن حَرْمَلْ الطائي، "ثقة" من الرابعة"، ع.
تهذيب الكمال (10/ 32 - 34)، التقريب (ص 222).
(3)
هي أم المؤمنين حَفْصَة بنت عمر بن الخطاب -أخت ابن عمر رضي الله عنه لأجمعين.
وقد جاء التصريح باسمها في طريق سالم عن أبيه، رواه البخاري في "جزاء الصيد"(1828) باب ما يقتل المحرم من الدواب (4/ 42، مع الفتح)، ومسلم في "الحج" باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم (2/ 858) برقم =
⦗ص: 40⦘
= (1200)، والنسائي أيضًا في "الحج"(5/ 210) كلهم من طريق ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب عن سالم، به.
وقد ساق البخاري طريق أبي عوانة هذه، ثم ساق الرواية المُفَسِّرةَ للمُبْهَمَةِ في هذه الطريق، واستنبط الحافظ في الفتح (4/ 43) من هذا التصرف أن فيه إشارة منه إلى تفسير المبهمة فيه بأنها المسماة في الرواية الأخرى.
(4)
الكلب معروف، و "العقور" من "عقر" من باب: ضرب: جرحه، وعقر البعير بالسيف عقرًا: ضرب قوائمه به.
لسان العرب (4/ 592)، مختار الصحاح (ص 445).
واختلف العلماء في المراد به هنا، وهل لوصفه بكونه "عقورًا" مفهوم أم لا؟ على قولين معروفين:
الأول: قول الجمهور: إن المراد به هنا كل ما عقر الناس وعدا عليهم، وأخافهم، مثل الأسد والنمر، والفهد، والذئب، قال به -في الجملة-: مالك في الموطأ (1/ 357)، والشافعي في "الأم"(8/ 169)، وأبو عبيد في "غريبه"(2/ 168 - 169)، وأبو إسحاق الحربي -أيضًا- في غريبه (3/ 999)، والخطابي في "أعلام الحديث"(2/ 934)، و "معالم السنن"(2/ 184)، والأزهري في تهذيب اللغة (6/ 218)، والقاضي عياض في "المشارق"(2/ 100)، وابن الجوزي في "غريبه"(2/ 114) وغيرهم.
واحتج أَبو عبيد للجمهور بما يلي:
1 -
قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم سلِّط عليه كلبًا من كلابك" -قاله في عُتَيبَةَ بن أبي لهب- فقتله الأسد. [أخرجه الحكم في المستدرك (2/ 588) وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، وحسَّنه الحافظ في "الفتح" (4/ 48). [ووقع في (المستدرك): =
⦗ص: 41⦘
= لهب بن أبي لهب، والصحيح ما قدمتُه، انظر: تصحيفات المحدثين (ص 186)، تهذيب الكمال (1/ 242).
2 -
قال تعالى: {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ} [المائدة: 4] فهذا اسم مشتقٌّ من "الكلب"، ثم دخل فيه صيد الفهد والصقر والبازي، فصارت كلها داخلة في هذا الاسم، لهذا قيل لكل جارح أو عاقر من السباع:"كلب عقور". [غريب الحديث له (2/ 168 - 169)].
والقول الثاني: وذهب أَبو حنيفة وأصحابه إلى أن المراد به هنا "الكلب" خاصة، ولا يلتحق به هنا سوى الذئب خاصة، وليس على غيره إلا أن يعدو عليك فيكون بمنزلة الكلب العقور [كتاب الحجة (2/ 243) و "الأصل" (2/ 445) كلاهما للشيباني، وأحكام القرآن للجصاص (2/ 468)، و "المبسوط" (4/ 90)].
وخالفهم الطحاوي في إلحاقه الذئبَ) (شرح معاني الآثار 2/ 165).
ومما احتج به الطحاوي للحنفية: أن العلماء اتفقوا على تحريم البازي والصقر، وهما من سباع الطير، فدل ذلك على اختصاص التحريم بالغراب والحدأة. شرح المعاني (2/ 167).
وقال الحافظ في "الفتح"(4/ 48): "وتُعقِّبَ بردّ الاتفاق، فإن مخالفيهم أجازوا قتل كل ما عدا وافترس، فيدخل فيه الصقر وغيره".
ودليلهم في إلحاق الذئب -خاصة- بالكلب العقور هو أثر ابن عمر رضي الله عنهما حيث قال: "يقتل المحرم الذئب".
كما أنهم استدلوا بأثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه في جواز قتل السباع إذا ابتدأت -حيث إنه قتل ضبعًا وأمر بكبش، فذُبح، وقال:"أنا ابتدأْتُ بها".
قال الإمام محمد: "ولذلك نقول: ما ابتدأْتَه من السباع ولم يعدُ عليك فعليك فيه =
⦗ص: 42⦘
= الفداء، وما ابتدأك فقتلتَه فلا شيء عليك فيه، وهذا قياس قول عمر رضي الله عنه الذي رُوي عنه. وانظر تخريج الأثرين وقوله في "الحجة"(2/ 243).
والراجح: ما ذهب إليه الجمهور، ومما اضطربت فيه مواقف الحنفية في هذه المسألة: أنهم ردوا أثر أبي هريرة الصحيح [صححه ابن حزم في المحلى (7/ 241) وحسن إسناده الحافظ في "الفتح" (4/ 48)] في أن الكلب العقور هو الأسد، بينما تَشَبَّثُوا بأثر ابن عمر في ذلك، كما أنهم لم يَسْتَجِيْزوا القياس على الخَمْس إلا إذا ابتدأتْ اعتمادًا على أثر عمر بن الخطاب المذكور؟
وقد فصل الحافظُ في مدى صحة حصرها على الخمس، وذكر رواياتٍ صحيحةً تُثْبِتُ الزيادة على الخمس في "الفتح"(4/ 44) فليراجَع، كما أن ابن حزم ناقشهُمْ في بعض المسائل في "المحلى"(7/ 240 - 241). رحم الله الجميع.
(5)
"الحديا" لغة في "الحدأة" وسيأتي الكلام عليه في الحديث الآتي.
(6)
أخرجه موصولًا كل من: البخاري في "جزاء الصيد"، (1827) باب ما يقتل المحرم من الدواب (4/ 42، مع الفتح)، عن مسدد- ومسلم في "الحج"(1200/ 75) باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم (2/ 858) عن شيبان بن فروخ، كلاهما، عن أبي عوانة، به. ولم يسق البخاري متنه كاملًا.
وراجع تعليق الحافظ على رواية مسلم هذه في "الفتح"(4/ 43) إن شئت.
1776 -
حدثنا الصغاني
(1)
، قال: أنبأنا أحمدُ بن يونس
(2)
، قال:
⦗ص: 43⦘
ثنا زهير، قال: ثنا زيد بن جُبَيْر، أنّ رجلًا
(3)
سأل ابنَ عمر: ما يقتل المحرمُ من الدواب؟ فقال: أخبرتني إحدى نسوةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنَّه أمَرَ أو
(4)
أمِرَ أن يقتل الفأرة، والعقربَ، والحِدْأَة
(5)
، والكلبَ العقورَ، والغرابَ".
(1)
في (ل) و (م): الصاغاني.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أحمد هذا، به، مثله. =
⦗ص: 43⦘
= كتاب الحج باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم، (2/ 858) برقم (1200/ 74).
و"أحمد" هو: أحمد بن عبد الله بن يونس بن عبد الله التميمي اليربوعي الكوفي، "ثقة حافظ"(227 هـ) ع. تهذيب الكمال (1/ 375 - 378)، التقريب (ص 81).
(3)
لم أقف على اسمه في الكتب المصنفة في المبهمات، قال سبط ابن العجمي:"لا أعرفه". تنبيه المعلم بمبهمات صحيح مسلم (473)، (ص 213).
(4)
لفظة (أو) ساقطة من (م).
(5)
وفي الرواية السابقة (1775): "الحديا"، و "الحدأة" بكسر الحاء وبالهمزة، اسم للذكر والأنثى من ذلك، وجمعها "حدأ" بالهمز والقصر، وأَما "الحديا" فجاء هنا مقصورا، وقيل: هي لغة حجازية، وهو طائر معروف من الجوارح ينقض على الجُرذان والدواجن والأطعمة وغيرها، يقال: هو أخطف من "الحدأة".
انظر: شرح الأبي -عن القاضي عياض- (4/ 191)، المشارق (1/ 184 - 185)، اللسان (1/ 54)، المعجم الوسيط (1/ 159).
[باب]
(1)
بيان ذكرِ حمل النبي صلى الله عليه وسلم أمامةَ بنت زينب في الصلاة على العاتق، وإجازة الصلاة [خلفها
(2)
]، ومعها، [وعليها ثيابها
(3)
]، وفَتْلِه
(4)
أذُنَ
(5)
ابنِ عباس [فيها (2)]، وتحويْلِه من موضع إلى موضع
(1)
لفظة "باب" لا توجد في الأصل، أثبتها من (ل) و (م)، وليست فيهما لفظة "بيان".
(2)
ما بين المعقوفتين كله لا يوجد في الأصل، أثبته من (ل) و (م).
(3)
غير واضح في المصور، والسياق يعين وجودها [أعني كلمة "ثيابها"].
(4)
في (ل) و (م) بعده "النبي صلى الله عليه وسلم" وهذا خطأ، فكون الفاعل مضمرًا أنسب، وفي الأصل "فتلته" وهذا خطأ، والمثبت من (ل) و (م).
(5)
في (م): "أذر" -خطأ-.
1777 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى
(1)
، قال: أنبأنا ابن وهب، أنّ مالكًا
(2)
حدثه، عن عامر بن عبد الله بن الزبير
(3)
، عن عمرو بن سليم
⦗ص: 45⦘
الزُّرَقي
(4)
، عن أبي قتادة
(5)
، "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلِّي وهو حاملٌ أمامَةَ بنتَ
(6)
بنت رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهي لأبي العاص، فإذا سَجَد وضَعَها، وإذا قام حملها"
(7)
.
(1)
ابن ميسرة الصدفِي، أَبو موسى المصري. "ثقة"(264 هـ)، (م س ق). تهذيب الكمال (32/ 513 - 516)، التقريب (ص 613).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن القعنبيِّ، وقتيبةَ بن سعيد، ويحيى بن يحيى، ثلاثتهم عن مالك، به، بنحوه. كتاب المساجد، باب جواز حمل الصبيان في الصلاة، (1/ 385) برقم (543).
(3)
الأسدي، أَبو الحارث المدني، "ثقة عابد" (121 هـ) ع. وفي (م):"ابن إدريس" بدل "ابن الزبير" وهو تصحيف. تهذيب الكمال (14/ 57 - 60)، التقريب (ص 288).
(4)
ابن خلدة الأنصاري الزرقي "ثقة من كبار التابعين"(104 هـ) ع.
و"الزرقي" بضم الزاي وفتح الراء، وفي آخرها القاف -هذه النسبة إلى بني زريق، وهم بطن من الأنصار، يقال لهم "بنو زُرَيْق بن عبد حارثة ابن مالك
…
". الأنساب (3/ 147)، اللباب (2/ 65)، تهذيب الكمال (22/ 55 - 57)، التقريب (ص 422).
(5)
الأنصاري، واسمه: الحارث، ويقال: عمرو أو النعمان بن رِبْعِيّ -بكسر الراء- ابن بُلْدُمة -بضم الموحدة والمهملة بينهما ساكنة- السَّلَمى -بفتحتين- المدني، صحابي جليل، توفي سنة 54 على الأصح. "ع". انظر: كنى الإمام مسلم (2803)(2/ 696)، الاستيعاب (3161)، (4/ 294)، أسد الغابة (6173)، (6/ 244)، الإصابة (10411)(7/ 272).
(6)
في (ل) و (م)"ابنت" وبدون تكرار، وما في الأصل أصح، وفي مسلم والبخاري:"بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم" وكذلك في الموطأ.
(7)
وأخرجه البخاري في "الصلاة"(516) باب "إذا حمل جاريةً صغيرةً على عنقه في الصلاة"(1/ 703، مع الفتح)، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، به، بنحوه، والحديث في موطأ مالك -رواية يحيى - (1/ 170).
1778 -
حدثنا أَبو الجَمَاهر
(1)
، قال: ثنا يحيى بن صالح
(2)
، ح وحدثنا الصغاني، قال:
⦗ص: 46⦘
ثنا أَبو سَلَمة
(3)
، كلاهما، عن مالك
(4)
، بمثله.
(1)
هو: محمد بن عبد الرحمن، أَبو الجماهر الحمصي.
(2)
هو: الوُحاظي، أَبو زكريا، ويقال: أَبو صالح، الشامي، الدمشقي.
(3)
هو: منصور بن سلَمَة بن عبد العزيز، أَبو سلمة الخزاعي البغدادي، "ثقة ثبت حافظ"(210 هـ) على الصحيح، (خ م ق س). تهذيب الكمال (28/ 530 - 533)، التقريب (ص 547).
(4)
هنا موضع الالتقاء.
1779 -
حدثنا إدريس بن بكر، قال: ثنا
(1)
الحُمَيْدِيُّ
(2)
، قال: ثنا سفيان
(3)
، ثنا ابنُ عَجْلان
(4)
وعثمان بن أبي سليمان
(5)
، أنهما سمعا عامر بن عبد الله بن الزبير يحدث عن عمرو بن سليم الزُّرَقي، عن أبي قتادة
⦗ص: 47⦘
الأنصاري، قال: "رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمُّ الناس وأمامةُ بنت أبي العاص -وهي بنت
(6)
زينبَ بنت النبي صلى الله عليه وسلم على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع رأسه من السجود أعادها"
(7)
.
(1)
وفي (م) بدون ذكر "قال: ثنا" وهذا خطأ.
(2)
هو: عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي الأسدي المكي أَبو بكر، "ثقة حافظ فقيه، أجل أصحاب ابن عيينة"(219 هـ)، وقيل: بعدها. (خ م د ت س ف ق).
و"الحُمَيْدِيُّ" نسبة إلى "حُمَيْد بن زهير بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي".
انظر: الأنساب (2/ 268)، زيادات أبي موسى الأصفهاني على مؤتلف ابن القيسراني (ص 170)، اللباب (1/ 392)، تهذيب الكمال (14/ 512 - 515)، التقريب (ص 245).
(3)
هو: ابن عيينة، والحميدي لا يروى عن الثوري، وابن عيينة ملتقى المصنف مع الإمام مسلم هنا، رواه الأخير عن محمد بن أبي عمر، عن ابن عيينة، به، بنحوه.
الكتاب والباب المذكوران في (ح / 1777)، (1/ 385 - 386) برقم (543/ 42).
(4)
هو: محمد بن عجلان المدني (148 هـ)(خت م 4).
(5)
هو: ابن جُبَيْر بن مُطْعِم القرشي النوفلي، المكي، قاضيها. "ثقة، من السادسة"(خت م د تم س ق). تهذيب الكمال (19/ 384 - 385)، التقريب (ص 384).
(6)
كذا في الأصل، وهو موافق لما في صحيح مسلم، وفي (ل) و (م):"ابنة" وهو كذلك في مسند الحميدي المطبوع (1/ 203)، وكلاهما سائغان.
(7)
والحديث في مسند الحميدي (شيخ شيخ المصنف)(422)، (1/ 203).
ومن فوائد الاستخراج:
الراوي عن ابن عيينة عند الإمام مسلم هو: محمد بن أبي عمر، وهو:"صدوق"، وعند المصنف هو:"الحميدي" الذي قال فيه أَبو حاتم: "أثبت الناس في ابن عيينةَ الحميديُّ، وهو رئيس أصحاب ابن عيينة" وقال: "ثقة إمام". [الجرح والتعديل (5/ 57)].
1780 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا أَبو عاصم
(1)
، عن ابن عَجْلان، عن المَقْبُرِي
(2)
، عن عمرو بن سليم، عن أبي قتادة، "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلّي وأمامةُ بنتُ
(3)
أبي العاص على عاتقه، وإذا ركع وضعها، وإذا قام
⦗ص: 48⦘
رفعها".
رواه نصرُ بن علي
(4)
، عن أبي بكر الحَنَفي
(5)
، عن عبد الحميد بن جعفر
(6)
، عن سعيد المقبري، بنحوه
(7)
.
(1)
هو الضحاك بن مخلد بن الضحاك الشيباني، أَبو عاصم النبيل البصري، "ثقة ثبت"(212 هـ) أو بعدها، ع. تهذيب الكمال (13/ 281 - 289)، التقريب (ص 280).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن:
أ- قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث.
ب- وحدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أَبو بكر الحنفي، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، كلاهما (ليث وعبد الحميد) عن المقبرى، به، وفيه:"بينا نحن في المسجد جلوس خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم" وليس فيه "أنه أم الناس في الصلاة".
الكتاب والباب المذكوران في (ح / 1778)، (1/ 386) برقم (543/ 43/
…
).
(3)
في (ل) و (م): "ابنة".
(4)
ابن نصر بن علي الجهضمي "ثقة ثبت"(250 هـ) أو بعدها، ع. تهذيب الكمال (29/ 355 - 361)، التقريب (ص 561).
(5)
هو: عبد الكبير بن عبد المجيد بن عبيد الله البصري. "ثقة"(204 هـ)، ع.
و"الحنفي" -بفتح الحاء المهملة، والنون- نسبة إلى بني حنيفة، وهم قوم أكثرهم نزلوا اليمامة. الأنساب (2/ 280)، اللباب (1/ 396 - 397)، تهذيب الكمال (18/ 243 - 246)، توضيح المشتبه (3/ 350)، التقريب (ص 360).
و"أَبو بكر الحنفي" موضع الالتقاء بين المصنف والإمام مسلم.
(6)
ابن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري.
(7)
وصله مسلم -كما سبق- عن محمد بن المثنى، عن الحنفي، به، (1/ 386)، ولم أجد من وصله من طريق نصر بن علي.
1781 -
حدثنا أَبو داود السِّجْزِيُّ
(1)
(2)
قال: ثنا قتيبة
(3)
(4)
، قال:
⦗ص: 49⦘
ثنا الليث، عن سعيد المقبري، عن عمرو بن سليم، بنحوه
(5)
.
(1)
هو السجستاني الإمام، والحديث في سننه في "الصلاة"(918) باب "العمل في الصلاة"(1/ 564).
(2)
في (ل) و (م) بعده: "نا محمد بن وهب" وفي (ل) زيادة: "نا ابن وهب" قبل قتيبة، وكلاهما خطأ واضح.
(3)
هنا موضع الالتقاء. و "قتيبة" هو ابن سعيد بن جميل الثقفي، أَبو رجاء البغلاني، "ثقة ثبت"(240 هـ)، ع. تهذيب الكمال (23/ 523 - 537)، التقريب (ص 454).
(4)
(ك 1/ 382).
(5)
وأخرجه البخاري في "الأدب"(5996) باب "رحمة الولد وتقبيله ومعانقته"(10/ 440) عن أبي الوليد الطيالسي، حدثنا الليث، به، بنحوه.
1782 -
حدثنا أَبو داوود السجزي
(1)
، قال: ثنا محمد بن وهب
(2)
، قال: ثنا ابن وهب
(3)
، عن مخرمة
(4)
، عن أبيه
(5)
، عن عمرو بن سليم، قال: سمعتُ أبا قتادة يقول: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي للناس، وأمامةُ على عنقه، فإذا سجد وضعها".
(1)
والحديث في سننه في "الصلاة"(919) باب "العمل في الصلاة"(1/ 565) عن محمد بن سلمة المرادي، عن ابن وهب، به. وانظر: التعليق الآتي.
(2)
كذا في النسخ، وهو خطأ، بل هو: محمد بن سلمة المرادي كما هو في سنن أبي داود (919)(1/ 565) حيث روى هذا الحديث. و"محمد بن سلمة المرادي" هو الجملي -بفتح الجيم والميم- أَبو الحارث المصري، "ثقة ثبت"(248 هـ)، (م د س ق). تهذيب الكمال (25/ 287 - 288)، توضيح المشتبه (2/ 433)، التقريب (ص 481).
(3)
هنا ملتقى المصنف مع الإمام مسلم، رواه مسلم عن أبي الطاهر، وهارون بن سعيد الأيلي، كلاهما عن ابن وهب، به، بمثله.
الكتاب والباب المذكوران في (ح / 1780)، (1/ 386) برقم (543/ 43).
(4)
هو: ابن بُكَير بن عبد الله بن الأشج، أَبو المِسْوَر المدني.
(5)
هو: بكير بن عبد الله الأشج المدني، نزيل مصر، "ثقة"(120 هـ) ع. تهذيب الكمال (4/ 242 - 246)، التقريب (ص 128).
1783 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، أنَّ
⦗ص: 50⦘
مالكًا
(1)
حدثه، عن مَخْرَمة بن سليمان
(2)
، عن كُرَيْب
(3)
-مولى ابن عباس- أنَّ ابن عباس أخبره، "أنه بات ليلةً عند ميمونة -أم المؤمنين رضي الله عنها
(4)
- فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فقمتُ إلى جنبه، فوضع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى لِيَفْتِلَها"
(5)
.
و
(6)
رواه
(7)
الضحّاك بن عثمان
(8)
،
⦗ص: 51⦘
عن مخرمة
(9)
.
وابنُ وهب، عن عمرو
(10)
، عن عبد ربه بن سعيد
(11)
، بحديثهما فيه
(12)
.
(1)
هنا يلتقي المصنف مع الإمام مسلم، رواه عن يحيى بن يحيى، عن مالك، به، مطولًا.
كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب "الدعاء في صلاة الليل وقيامه"(1/ 526) برقم (763/ 182).
والحديث قد أعاده المصنف بنفس السند برقم (2287، 2303)، ببعض متنه، وبرقم (2334) بنفس الطريق أيضًا مطولًا بنحو حديث مسلم.
(2)
هو: الأَسَدِي الوالبي -بكسر اللام-، المدني، "ثقة"، (130 هـ) ع. تهذيب الكمال (27/ 328 - 330)، التقريب (ص 523).
(3)
هو: كريب بن أَبي مسلم الهاشمي مولاهم، المدني، أَبو رِشدين، "ثقة"، (98 هـ)، ع.
تهذيب الكمال (24/ 172 - 174)، التقريب (ص 461).
(4)
في (ل) و (م): عنهم، وهو صحيح باعتبار إشراك ابنِ عباس ووالدِه أيضًا في الدعاء.
(5)
وأخرجه البخاري، راجع (ح / 2287) للوقوف على التخريج حيث رواه المصنف هناك بهذا السند.
(6)
حرف الواو لا يوجد في (ل) و (م).
(7)
من المحتمل أن يكون المصنف يروي عن الضحاك بالإسناد السابق: [يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن الضحاك] فإن ابن وهب من تلاميذ الضحاك، وعلى هذا فيكون موصولًا. والله تعالى أعلم.
(8)
ابن عبد الله الأسدي الحزامي -بكسر أوله وبالزاي- أَبو عثمان المدني.
(9)
أي بالسند السابق، وكرره المصنف بهذه الصيغة [ورواه] بعد (ح / 2336) وساق متنه هناك، وقد وصله مسلم في "صلاة المسافرين وقصرها"، باب: الدعاء في صلاة الليل وقيامه (1/ 527) برقم (763/ 185) عن محمد بن رافع: حدثنا ابن أبي فُديك، أخبرنا الضحاك، به، بنحوه.
(10)
هو: ابن الحارث بن يعقوب الأنصاري، أَبو أمية المصري، مدني الأصل "ثقة فقيه حافظ"(قبل سنة 150 هـ) ع. تهذيب الكمال (21/ 570 - 578)، التقريب (ص 419).
(11)
ابن قيس الأنصاري، أخو يحيى، المدني، "ثقة" (139 هـ وقيل: بعد ذلك)، ع.
تهذيب الكمال (16/ 476 - 478)، التقريب (ص 335).
(12)
وصله المصنف برقم (2336) في أبواب الوتر عن الإمام مسلم، عن هارون بن سعيد الأيلي، عن ابن وهب، به.
والحديث عند مسلم في: (صلاة المسافرين -باب الدعاء في صلاة الليل
…
) (1/ 527) برقم (763/ 184) عن هارون الأيلي، به.
وأخرجه البخاري في "الأذان"(698) باب: إذا قام الرجل عن يسار الإمام فحوله الإمامُ إلى يمينه لم تفسُد صلاتهما، (2/ 224، مع الفتح)، عن أحمد -وهو ابن صالح- عن ابن وهب، به، بنحوه.
1784 -
حدثنا أَبو داوود
(1)
، قال: ثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث
(2)
، قال: أخبرني
⦗ص: 52⦘
أبي
(3)
، عن جدي
(4)
، عن خالد بن يزيد
(5)
، عن سعيد بن أبي هلال
(6)
، عن عن مخرمة بن سليمان
(7)
، وذكر الحديث.
(1)
هو: السجستاني كما صرح به في ح (2339) حيث كرر هذا الحديث هناك بنفس الطريق، وساق متنه، والحديث في سنن أبي داود (1364)، (2/ 98 - 99).
(2)
هو: الفهمي مولاهم المصرى، أَبو عبد الله "ثقة"(248 هـ)، (م د س). =
⦗ص: 52⦘
= تهذيب الكمال (18/ 329 - 331)، التقريب (ص 363).
(3)
هو: شعيب بن الليث بن سعد المصري "ثقة نبيل فقيه"، (199 هـ)، (د س).
تهذيب الكمال (12/ 532 - 533)، التقريب (ص 267).
(4)
هو الليث بن سعد الإمام.
(5)
هو: الْجُمَحِيُّ، ويقال: السَّكْسَكِيُّ، أَبو عبد الرحيم المصري، "ثقة فقيه"(139 هـ)، ع. تهذيب الكمال (8/ 208 - 210)، التقريب (ص 191).
(6)
هو الليثي مولاهم، أَبو العلاء المصري، قيل: مدني الأصل، وقال ابن يونس: بل نشأ بها.
(7)
هنا موضع الالتقاء.
[باب]
(1)
بيان الإباحة للإمام إذا صلَّى على مكان أرفع من مكان المأموم، وإجازةِ النزول
(2)
عنها والصعود إليها، والدليل على إباحة تأخُّر المصلي عن الصف إلى ورائه والتقدم فيها إلى صفٍّ أمامه
(1)
(باب) من (ل) و (م).
(2)
في (ل) و (م): "منها عن مكانه والصعود إليها" وما في الأصل أنسب.
1785 -
حدثنا بِشْر بن موسى
(1)
، قال: ثنا الحُمَيْدِيُّ
(2)
، قال: ثنا سفيان
(3)
، قال: ثنا أَبو حازم
(4)
، قال: "سألوا سهل
(5)
بن سعد: من أيّ شيء المنبر
(6)
؟ قال: ما بقي في الناس أعلم مني، من أَثْل
(7)
الغابة
(8)
،
⦗ص: 54⦘
عمله فلان
(9)
- مولى فلانة
(10)
- لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين عُمل ووُضع، فاستقبل القبلةَ وكبر، وقام الناسُ خلفه، فقرأ وركع، وركع الناس خلفه، ثم رفع، فرجع القهقرى
(11)
، فسجد على الأرض، ثم عاد إلى المنبر، ثم قرأ، ثم ركع، ثم رفع رأسه، ثم رجع القهقرى حتى سجد بالأرض، فهذا شأنه"
(12)
.
(1)
ابن صالح بن شيخ بن عميرة، أَبو علي الأسدي البغدادي.
(2)
والحديث في مسنده (926)، (2/ 413) بنحوه.
(3)
هو ابن عيينة، وهو ملتقى المصنف بالإمام مسلم، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرْب، وابن أبي عمر قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة، به، وأحال متنه على حديث ابن أبي حازم قبله. كتاب المساجد، باب جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة، (1/ 387) برقم (544/ 45).
(4)
هو: سلمة بن دينار الأعرج الأفزر التمار المدني. "ثقة، عابد" مات في حدود 140 أو 144 هـ، ع. تهذيب الكمال (11/ 272 - 279)، التقريب (ص 247).
(5)
من هنا إلى قوله "فلان" ساقط من (م).
(6)
في مسلم بلفظ: "من أي شيء منبر النبي صلى الله عليه وسلم".
(7)
الأثل: شجر شبيه بالطرفاء، إلا أنه أعظم منه، تُصْنَع منه الأقداحُ. المجموع المغيث (1/ 30).
(8)
الغابة: أرض على تسعة أميال من المدينة على طريق الشام، كانت إبل النبي صلى الله عليه وسلم =
⦗ص: 54⦘
= مقيمة بها للرعي، وبها وقعت قصة العرنيين الذين أغاروا على سَرْحِه وتُعدّ (الخُلَيْل) -اليوم- من الغابة. انظر: المجموع المغيث (1/ 30)، معجم البلدان (4/ 206).
المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص 207).
(9)
رجّح الحافظ -استنادًا إلى رواية ساقها هناك- أنّ اسمه "ميمون"، وذكر الحافظ في تحديد الله ثمانية أقوال أخرى، وناقشها وبيّن ما فيها. انظر:(2/ 462 - 463)، (1/ 580) من الفتح، وانظر: الأسماء المبهمة (145)(ص 293).
(10)
قال الحافظ -رحمه الله تعالى-: "وأما المرأة فلا يعرف اسمها، لكنها أنصارية" ثم تعرض لبعض الاحتمالات في تعيين اسمها وردّها. انظر: فتح الباري (1/ 580).
(11)
يقال: "رجع القهقرى": إذا رجع وراءه ووجهه إليك. غريب الخطابي (1/ 653).
(12)
وأخرجه البخاري في "الصلاة"(377) باب الصلاة في السطوح والمنبر والخشب، (1/ 579، مع الفتح)، عن ابن المديني قال: حدثنا سفيان، به، وفيه:"قال أَبو عبد الله: قال علي بن عبد الله: سألني أحمد بن حنبل رحمه الله قال: فإنما أردت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أعلى من الناس، فلا بأس أن يكون الإمام أعلى من الناس بهذا الحديث، قال: فقلتُ: إن سفيان بن عيينة كان يُسأل عن هذا كثيرًا فلم تسمعه منه؟ قال: لا". وراجع "الفتح"(1/ 581) في شرح ما يُحتاج إليه.
وأبو عبد الله هو البخاري. =
⦗ص: 55⦘
= من فوائد الاستخراج:
1 -
روى أَبو عوانة عن شيخه "بشر بن موسى".
2 -
روى الحديث من طريق الحميدي وهو أثبت الناس في ابن عيينة -كما سبق في ح (1780).
3 -
ساق أَبو عوانة متن الحديث -بهذا الطريق- بينما اكتفى الإمام مسلم بسياق الإسناد فقط، وقال:"نحو حديث ابن أبي حازم" وهو عبد العزيز بن أبي حازم الذي أخرج مسلم حديثه عن أبيه في أول الباب -كما سبق-، وفيه تمييز للمتن المحال به على المتن المحال عليه.
1786 -
حدثنا أَبو داود السِّجْزِيُّ
(1)
(2)
، قال: ثنا قتيبة [بن سعيد]
(3)
، قال: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاريّ
(4)
، قال: حدثني أَبو حازم، "أن نفرًا جاؤوا إلى سهل بن سعد -وقد تماروا
(5)
في المنبر من أي عود هو؟ -
⦗ص: 56⦘
فسألوه عن ذلك، فقال: والله إني لأَعْرِفُ مِمَّ
(6)
هو، ولقد رأيتُه أولَّ يوم وُضع، وأول يوم جلس عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، أرسل
(7)
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فلانة -امرأةٍ قد سمّاها سهلٌ- أنْ مُرِيْ غلامكِ النجَّار أن يعمل لي أعوادًا أَجْلِسُ عليهنَّ إذا كلَّمتُ الناسَ، [فأمرتْه]
(8)
فعملها من طرفاء الغابة
(9)
، ثم جاء بها، فأرسلتْه
(10)
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بها، فوُضعتْ ها هنا، فرأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى عليها، فكبر
⦗ص: 57⦘
عليها، ثم ركع وهو عليها، ثم نزل القهقرى فسجد في أصل المنبر، ثم عاد، فلما فرغ أقبل على الناس فقال: أيها الناس إنما صنعتُ هذا لتأتموا، وتعلموا صلاتي"
(11)
.
(1)
والحديث في سننه في "الصلاة"(1080) باب "اتخاذ المنبر"(1/ 651).
(2)
(ك 1/ 383).
(3)
ما بين المعقوفتين من (ل) و (م). و"قتيبة" موضع الالتقاء مع مسلم، رواه عن قتيبة، به، وأحاله على ما قبله. (1/ 387) برقم (544/ 45).
(4)
ابن محمد بن عبد الله بن عبد القاريّ المدني، سكن الإسكندرية. "ثقة"(181 هـ)، (خ م د ت س). تهذيب الكمال (32/ 348)، التقريب (ص 608).
و"القاري": بتشديد ياء النسبة غير مهموزة، نسبة إلى بني قارة، وهم بطن معروف من العرب. الأنساب (4/ 425)، اللباب (3/ 6 - 7).
(5)
أي: اختلفوا وتنازعوا. شرح النووي (5/ 34). وهو من "المماراة"، وهي: المجادلة على مذهب الشك والريبة. انظر: النهاية (4/ 422).
(6)
كذا في (ل) و (م)، وفي الأصل "ممَّهْ"، والمثبت أوضح، وفي سنن أبي داود -شيخِ المصنف هنا-:"ممّا هو" وكذلك في البخاري.
(7)
هكذا رواه سهل بن سعد، وظاهره يتعارض مع ما رواه البخاري (449) (1/ 647) عن جابر:"أن امرأةً قالت: يا رسولَ الله، ألا أجعلُ لك شيئًا تقعد عليه؟ فإن لي غلامًا نجارًا، قال: "إن شئتِ" فعملت المنبر".
والجمع بينهما -على ما ارتضاه النوويُّ رحمه الله تعالى-: "أن المرأة عرضت هذا أولًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعث إليها النبيُّ صلى الله عليه وسلم يطلب تنجيزَ ذلك". شرح النووي لمسلم (5/ 34) وراجع جمع الحافظ في "الفتح"(1/ 647 - 648) والكلُّ متقارب ..
(8)
ما بين المعقوفتين من (ل) و (م)، وهو موجود في سنن أبي داود، والبخاري.
(9)
تقدم في رواية سفيان (ح /1785) أنه من "أثل الغابة"، قال الحافظ في "الفتح" (2/ 464) بعد الإشارة إلى هذا الاختلاف:"ولا مغايرة بينهما، فإن "الأثل" هو "الطرفاء"، وقيل: يشبه الطرفاء، وهو أعظم منه". وتقدم تفسير "الأثل" عن الحافظ أبي موسى في حديث سفيان. وجزم النووي بأنهما واحد. شرح النووي (5/ 35).
(10)
في (ل) و (م)"فأرسلتْ" بدون الضمير، ويوافقه ما في البخاري، والمثبت موافقٌ لما في سنن أبي داود.
(11)
وأخرجه البخاري، في "الجمعة"(917)، باب الخطبة على المنبر، (2/ 461) عن قتيبة، به، بنحوه.
1787 -
حدثنا أَبو داود الحَرّاني
(1)
، قال: ثنا محمد بن خالد بن عَثْمة
(2)
، قال: ثنا محمد بن جعفر بن أبي كَثِيْر
(3)
، عن أبي حازم
(4)
، عن
⦗ص: 58⦘
سهل بن سعد، بحديثه فيه، ومعناه.
(1)
هو: سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطائى مولاهم الحافظ، "ثقة حافظ"(272 هـ)(س). تهذيب الكمال (11/ 450)، التقريب (ص 252).
و"الحراني" -بفتح المهملة، والراء المشددة- نسبة إلى "حران"، وهي مدينة قديمة في الجزيرة. انظر: الأنساب (3/ 195)، اللباب (1/ 353)، توضيح المشتبه (2/ 329).
(2)
هو: الحنفي البصري. و "عَثْمة" -بمثلثة ساكنة قبلها فتحة- أمُّه، (4).
قال أحمد -فيما رواه عنه ابنه عبد الله-: "ما أرى به بأسًا"، وقال أَبو زرعة:"لا بأس به"، وقال أَبو حاتم:"صالح الحديث". وذكره ابن حبان في الثقات (9/ 67) وقال: "ربما أخطأ" وقال مرة فيه (9/ 55): "يُغرب". وقال الذهبي: "صدوق". وقال الحافظ: "صدوق يخطئ، من العاشر". وهو كذلك. انظر: العلل ومعرفة الرجال (2/ 241)، الجرح (7/ 242)، الإكمال لابن ماكولا (6/ 142)، تهذيب الكمال (25/ 143)، الكاشف (2/ 167)، توضيح المشتبه (6/ 388)، التقريب (ص 476).
(3)
هو الأنصاري مولاهم المدني، "ثقة، من السابعة" ع.
تهذيب الكمال (24/ 583)، التقريب (ص 471).
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد كلاهما عن =
⦗ص: 58⦘
= عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، به. وراجع:(ح / 1785، 1786).
الكتاب والباب المذكوران في (ح / 1785)، (1/ 386)، برقم (544)
[باب]
(1)
بيانِ صفة طول القيام في صلاة الظهر في الركعة الأولى والثانية، وأنّ القراءةَ في كل ركعة منها بفاتحة الكتاب و
(2)
سورة، وتخفيف القيام في الركعتين الأُخْرَيَيْن، وأنّ القراءةَ في كل ركعة منهما
(3)
بفاتحة الكتاب وحدها، وما يعارضه من الخبر
الدّالِّ على إجازة القراءة في كل ركعة منها بفاتحة الكتاب وشيء معها من القرآن، وأنّ طولَ القيام في الركعة الأولى والثانية على الإباحة، وأنّ القراءةَ في صلاة العصر على النصف مِمّا ذُكِرَ في صلاة الظهر، وإباحة الجهر بالقراءة في بعضها في صلاة النهار
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في (ل) و (م): "مع سورة" ومعناهما واحد.
(3)
في (ل) و (م): "منها" والمثبت أنسب.
1788 -
حدثنا يعقوب بن سفيان
(1)
، قال: ثنا عبد الله بن يوسف
(2)
، قال: ثنا سعيد بن عبد العزيز
(3)
،
⦗ص: 60⦘
عن عَطيَّةَ بن قيس
(4)
، عن قَزَعَةَ
(5)
، قال: "انطَلَقْتُ إلى أبي سعيد الخُدْرِي
(6)
في رجال من أهل العراق
(7)
، فقلتُ: أمّا أنا فلا أسألك إلا
⦗ص: 61⦘
عن فرائض الله
(8)
، قال: إنه لا خَيْرَ لك في أن تعلم كُنْه
(9)
ذلك، ثم قال: إلا ما أوتيتم
(10)
؛ فإنَّ الصلاةَ
(11)
كانت تُقام لرسول الله -صلى الله
(12)
عليه وسلَّم- فينطلِقُ أحدُنا إلى حاجته في البقيع فيتوضأ، ثم يرجع، وإنَّه لفي الركعة الأولى من الظهر"
(13)
.
(1)
هو الفارسي، أَبو يوسف الفسوي "ثقة حافظ"(277 هـ)(ت س). تهذيب الكمال (32/ 324)، التقريب (ص 608).
(2)
هو "التنّيسي" -بمثناة ونون ثقيلة، بعدها تحتانية- أَبو محمد الكَلَاعي -بفتح الكاف- أصله من دمشق، "ثقة متقن، من أثبتِ الناس في الموطأ"(218 هـ)، (خ د ت س). الأنساب (1/ 487 - التنيسي)، (5/ 118 - الكلاعي)، تهذيب الكمال (16/ 333)، التقريب (ص 330).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن داوود بن رُشَيْد، حدثنا الوليد (يعني: ابن =
⦗ص: 60⦘
= مسلم)، عن سعيد، به، بنحوه، بذكر المقطع الأخير فقط.
كتاب الصلاة، برقم (454)، باب القراءة في الظهر والعصر (1/ 335).
و"سعيد بن عبد العزيز" هو التّنوخي الدمشقي، "ثقة إمام
…
لكنه اختلط في آخر عمره"، ولم أقف على نصٍّ لأحدٍ من الأئمة يُحَدّدُ مَنْ سمع منه قبل اختلاطه أو بعد ذلك، ولعلّ ذلك يرجع إلى قِصَرِ مدّة تَغيُّره، أو تضاؤل التغيّر. (167 هـ)، وقيل: بعدها، (بخ م 4). انظر: تاريخ الدوري (2/ 203)، الأنساب (1/ 484)، تهذيب الكمال (10/ 539 - 545)، الاغتباط (مع نهايته)(ص 136)، التقريب (ص 238)، الكواكب النيرات (ص 213 - 220).
(4)
هو الكِلابي، وقيل بالعين المهملة بدل الموحدة، أَبو يحيى الشامي، "ثقة مقرئ"(121 هـ)، (خت م 4). تهذيب الكمال (20/ 153)، التقريب (ص 393).
(5)
هو ابن يحيى، ويقال ابن الأسود، أَبو الغادية البصري، "ثقة من الثالثة" ع.
و"قزعَة" بفتح القاف والزاي. تهذيب الكمال (23/ 597)، توضيح المشتبه (7/ 215)، التقريب (ص 455).
(6)
اسمه: سعد بن مالك بن سِنَان الأنصاري، صحابي معروف، توفي سنة أو 4 أو 65 هـ) بالمدينة، ع.
و"الخدري" -بضم الخاء المعجمة، وسكون الدال المهملة- هذه النسبة إلى "خُدْرَة" واسمه: الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج ابن حارثة، قبيلة من الأنصار.
انظر: كنى الإمام مسلم (1270)(1/ 353)، الاستيعاب (959)، (2/ 167)، الإكمال (3/ 128)، الأنساب (2/ 331)، نهاية الأرب (ص 227)، توضيح المشتبه (3/ 405، 409)، الإصابة (3204)(3/ 65 - 67).
(7)
لم أقف على أسمائهم في سائر الطرق.
(8)
في رواية ربيعة عند مسلم (454/ 162) بلفظ "قلت: إني لا أسألك عما يسألك هؤلاء عنه، قلت: أسألك عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1/ 335).
وعند ابن ماجه (825)، (1/ 270) نحو الجملة الأخيرة فقط.
وعند مسلم في "الصوم"(1120)، (2/ 789) بنفس السند السابق، بعد الجملة الأولى: "سألته عن الصوم في السفر
…
" ونحو ذلك عند أبي داود في السنن (2406)، (2/ 795). ويبدو أنه سأله أولًا عن الصلاة ثم عن الصيام، والله تعالى أعلم.
(9)
وعند مسلم -في رواية ربيعة- (454/ 162) -بعد السؤال عن الصلاة-: "فقال: مالك في ذلك من خير" وكذلك عند ابن ماجه. وتفسيره: "إنك لا تستطيع الإتيان بمثلها لطولها وكمال خشوعها، وإن تكلَّفتَ ذلك شقَّ عليك ولم تُحَصِّلْه فتكون قد عملتَ السنة وتركتها". شرح النووي لمسلم (4/ 176).
(10)
في الأصل: "أتيتم" بدون الواو، والمثبت من (ل) و (م)، وهذه الزيادة [إلا ما أوتيتم] لا توجد -حسب اطلاعي- إلا عند أبي عوانة، ولعلّ المراد منها: إلا ما علمتم، أو تكون "أتيتمْ" -بالبناء للمعلوم- كما في الأصل، بمعنى: إلا ما قَدَرْتم عليه وأطَقْتموه.
والله تعالى أعلم.
(11)
في رواية مسلم: "لقد كانت صلاة الظهر تقام"، بتعيين الصلاة من البداية.
(12)
(ك 1/ 384).
(13)
من فوائد الاستخراج:
1 -
العلو المعنوي؛ حيث روى عن سعيد بن عبد العزيز من طريق عبد الله بن =
⦗ص: 62⦘
= يوسف، وهو أقوى من الوليد بن مسلم الراوي عن سعيد في طريق مسلم.
2 -
زيادة بعض الجمل في الحديث، وهي كثيرة لم يذكرها مسلم في طريق عطية.
1789 -
حدثنا يزيدُ بن عبد الصَّمد
(1)
، قال: ثنا محمد بن بكَّار
(2)
، قال: أبنا سعيد، ح
قال
(3)
: وحدثنا دُحَيْم
(4)
، قال ثنا الوليد، قال: ثنا سعيد بن عبد العزيز، بمثله.
(1)
هو يزيد بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الله الدمشقي أَبو القاسم القرشي مولاهم، (277 هـ)(د س). وثقه النسائي، والدارقطنى، وابنُ يونس. وقال ابن أبي حاتم:"صدوق ثقة". وقال الذهبي: "ثقة حافظ". وقال الحافظ: "صدوق".
والقلب إلى قول الذهبي أميل بناءً على الأقوال السابقة.
الجرح (9/ 289)، المعجم المشتمل (1173)، تاريخ دمشق (18/ 187 ق)، تهذيب الكمال (32/ 234 - 237)، الكاشف (2/ 389)، التقريب (ص 604).
(2)
ابن بلال العاملي، أَبو عبد الله الدمشقي القاضي. "صدوق"(216 هـ) على الراجح، (د ت س). تهذيب الكمال (24/ 523 - 525)، التقريب (ص 469).
(3)
القائل هو يزيد بن عبد الصمد -شيخ المصنف- راجع: إتحاف المهرة (5/ 395).
(4)
هو: عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو العثماني مولاهم الدمشقي، أَبو سعيد، و "دحيم" -بمهملتين مصغرًا- لقبه. "ثقة حافظ متقن"(245 هـ)، (خ د س ق).
تهذيب الكمال (16/ 495 - 501)، ذات النقاب في الألقاب (163)(ص 28)، التقريب (ص 335).
1790 -
حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: ثنا عبد الله بن صالح
(1)
،
⦗ص: 63⦘
قال: حدثني معاوية بن صالح
(2)
، عن ربيعة
(3)
، قال: ثنا قزعة، قال: "سمعتُ أبا سعيد الخُدري -وهو مَكْثورٌ
(4)
عليه، وهو يفتي الناسَ- فانتظرتُ خلوَته، فلما خلا سألتُه عن صيام رمضان في السفر، فقال: خَرَجْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان -عام الفتح-، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصوم ونصوم، حتى بلغ منزلًا من المنازل؛ فقال: إنكم قد دَنَوْتُم من عدُوّكم، والفِطْرُ أقوى لكم، فأصبَحْنا ومنَّا الصائمُ ومنَّا المفطر
…
". وذكر الحديث
(5)
.
(1)
ابن محمد بن مسلم الجهني، أَبو صالح المصري، كاتب الليث.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم في "الصوم" باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل (2/ 789) برقم (1120).
وفي "الصلاة" باب القراءة في الظهر والعصر (1/ 335)، برقم (454/ 62) عن محمد بن حاتم، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، به.
ذكر في الصوم سؤاله عن الصيام في السفر، وفي "الصلاة" عن الصلاة.
(3)
هو ابن يزيد الدمشقي.
(4)
أي: عنده ناس كثيرون للاستفادة منه. شرح مسلم للنووي (4/ 176).
ولفظ أبي داود من طريق ابن وهب عن معاوية، به:"وهم مكبُّون عليه".
(5)
ذكره الإمام مسلم بتمامه في "الصيام"(1120)، (2/ 789).
1791 -
حدثنا ابن أبي العَنْبَسِ
(1)
، قال: ثنا إسحاق بن منصور، قال: ثنا داوود الطائي
(2)
،
⦗ص: 64⦘
عن عبد الملك بن عُمَيْر
(3)
، ح
وحدثنا محمد بن عبد الرحمن [بن]
(4)
أخي حُسَيْن الجُعْفي
(5)
، وعمار
(6)
، قالا: ثنا حسين الجعفي
(7)
، عن زائدة
(8)
، عن عبد الملك بن عمير
(9)
، عن جابر بن سَمُرَة، قال: "جعل الناسُ يشكون -أهلُ
⦗ص: 65⦘
الكوفة
(10)
- سعدًا إلى عمر؛ فقالوا: لا يُحْسِنُ يصلي، فقال: عهدي
(11)
به وهو يُحْسِنُ الصلاة، قال: فدعاه، فأخبره بما قيل له، فقال: أمَّا صلاةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فإني أصلِّي بهم، لا أخْرِم
(12)
عنها شيئًا، أقوم
(13)
بها في صلاتي العشاء، فأَرْكُدُ
(14)
في الأُولَيَيْن، وأحذِفُ في الأُخْرَيَيْن، فقال
⦗ص: 66⦘
عمر: ذاك الظنُّ بك"
(15)
.
(1)
هو القاضي إبراهيم بن إسحاق.
(2)
هو ابن نُصير، أَبو سليمان الطائي الكوفي، "ثقة فقيه زاهد"، (160 وقيل: 165 هـ)، =
⦗ص: 64⦘
= (س) تهذيب الكمال (8/ 455 - 461)، التقريب (ص 200).
و"الطائي" نسبة إلى "طيئ" والله: جُلْهُمة بن أدَدْ بن زيد. قيل: خرج من طيء ثلاثة لا نظير لهم: حاتم في جُوده، وداود في فقهه وزهده، وأبو تمام في شعره.
الأنساب (4/ 35 - 36)، وانظر: اللباب (2/ 271)، نهاية الأرب (ص 297).
(3)
هنا موضع الالتقاء، راجع التفصيل عند ذكره في الطريق الآتية.
و"عبد الملك بن عمير" هو ابن سُوَيْد اللَّخْمي -حليف بني عدي- الكوفي.
(4)
من (ل، د)، راجع مصادر ترجمته.
(5)
هو محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي بن الوليد الجعفي، أَبو بكر الكوفي.
(6)
هو ابن رجاء، أَبو ياسر التغلبي الإستراباذي. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم:"كتب إلينا وإلى أبي وأبي زرعة، وكان صدوقا". وقال أَبو سعيد الإدريسي (445 هـ) -مصنف تاريخ سمرقند واسترآباذ-: "كان شيخًا فاضلًا ديّنًا، كثير العبادة والزهد، ثقة في الحديث"، (267 هـ) على الصحيح. الجرح (6/ 395)، الثقات لابن حبان (8/ 519)، طبقات الحنابلة (1/ 247)، السير (13/ 35)، تذكرة الحفاظ (2/ 561 - 562).
(7)
هو: الحسين بن علي بن الوليد الجعفي الكوفي المقريء.
(8)
هو ابن قدامة الثقفي، أبو الصَّلْت الكوفي، "ثقة ثبت صاحب سنة". (160 هـ) وقيل: بعدها، ع. تهذيب الكمال (9/ 273 - 277)، التقريب (ص 213).
(9)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن هشيم، وقتيبة بن سعيد، =
⦗ص: 65⦘
= وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير.
كلاهما عن عبد الملك بن عمير، به، بنحوه. والسياق لهشيم.
الكتاب والباب المذكوران في (ح / 1788)، (1/ 334 - 335)، برقم (453).
(10)
هكذا في النسخ، والجملة عند مسلم -من رواية هشيم- بلفظ:"أن أهل الكوفة شكوا سعدًا إلى عمر بن الخطاب"، وفي المسند لأحمد (1/ 176) -من رواية الثوري عن عبد الملك- بلفظ:"شكا أهلُ الكوفة سعدًا إلى عمر"، وأشار الحافظ في "الفتح" (2/ 277) إلى رواية أبي عوانة هذه بلفظ:"جعل ناسٌ من أهل الكوفة" فلعل التخليط في النسخ المتوفرة لدينا فقط.
و"سعد" هو ابن أبي وقاصٍ مالك بن وهب الزهري، أَبو إسحاق، أحد العشرة، (55 هـ)، ع. الاستيعاب (968)، (2/ 171 - 174)، أسد الغابة (2038)، (2/ 452 - 457)، السير (1/ 92 - 124)، الإصابة (3202)، (3/ 61 - 65).
(11)
هذا القول من زيادات المصنف على مسلم.
(12)
"أخرم " -بفتح الهمزة وكسر الراء-، أي: لا أحذف، ولا أنقص. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 60)، إكمال إكمال المعلم (ومكمل إكمال الإكمال" 2/ 349).
(13)
جملة "أقوم بها في صلاتي العشاء" من الزيادات على صحيح مسلم.
(14)
بفتح الهمزة وضم الكاف، أي: أسكن وأطيل القيام، من:"ركَدَتِ الريحُ" إذا سكنت. انظر: المصادر السابقة، و "المجموع المغيث"(1/ 796 - 797).
(15)
وأخرجه البخاري في "الأذان "(755)، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم
…
(2/ 276، مع الفتح)، عن موسى بن إسماعيل -.
وفيه (258)، (2/ 277) عن أبي النعمان -كلاهما عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، به، بنحوه. وسياق موسى أطول، وفيه قصة.
1792 -
حدثنا ابن أبي رجاء
(1)
، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا شعبة
(2)
، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا هاشم بن القاسم
(3)
، وقال: أبنا شعبة، عن أبي عون الثقفي
(4)
، قال: سمعت جابرَ بن سَمُرةَ، قال: قال
⦗ص: 67⦘
عمر بن الخطاب لسعد بن مالك: "قد شكَوْك في كلّ شيء حتّى في الصلاة"، -يعني: أهلَ الكوفة- فقال: أما أنا فأَمُدُّ في الأولَيَيْن، وأحذِف في الأُخْرَيَيْن، وما آلو ما اقتديت من صلاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: ذاك الظن بك"
(5)
.
(1)
هو: أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء الثغري، أَبو جعفر النجّار الطَّرَسوسي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن المثنى، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شعبة، به، بمثله.
الكتاب والباب المذكوران في (/1788)، (1/ 335)، (برقم (453/ 159).
(3)
ابن مسلم الليثي مولاهم البغدادي، أَبو النضر، مشهور بكنيته، ولقبه قيصر، "ثقة ثبت"(207 هـ)، ع. تهذيب الكمال (30/ 130 - 136)، التقريب (ص 570).
(4)
هو: محمد بن عبيد الله بن سعيد الكوفي الأعور، "ثقة، من الرابعة"، (خ م د ت س)[ليس له في البخاري إلا هذا الحديث]. تهذيب الكمال (26/ 38 - 40)، التقريب (ص 494).
و"الثقفي" نسبة إلى ثقيف، وهي قبيلة معروفة نزلت أكثرها الطائف وانتشرت منها في البلاد. الأنساب (1/ 508 - 509)، اللباب (1/ 240)، وانظر: نهاية الأرب (ص 186).
(5)
وأخرجه البخاري في "الأذان"(770)، باب: يطول في الأوليين، ويحذف في الأخريين، (2/ 293 - 294، مع الفتح) عن سليمان بن حرْب، قال: حدثنا شعبة، به.
1793 -
حدثنا يونس بن حبيب
(1)
، قال: ثنا أَبو داوود
(2)
، قال: ثنا شعبة
(3)
عن أبي عون، بمثله
(4)
وقال: "ذاك الظنّ بك، أو ظنّي بك"
(5)
.
(1)
هو الأصبهاني، أَبو بشر العجلي، مولاهم. قال ابن أبي حاتم:"كتبت عنه، وهو ثقة". وحدث عن أحمد بن عمرو بن أبي عاصم أن ابن الفرات أمره بالكتابة عن يونس بن حبيب. وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 290 - 291). وقال أَبو الشيخ -صاحب طبقات المحدثين بأصبهان-: "وكان من المعروفين بالسِّتْر والصَّلاح
…
وكان عظيم القدر خطيرًا". -وقال الذهبي: "المحدث الحجة
…
" الجرح (9/ 237 - 238)، طبقات المحدثين بأصبهان (613)، السير (12/ 596 - 597).
(2)
هو: سليمان بن داوود بن الجارود، أَبو داوود الطيالسي البصري، "ثقة حافظ، غلط في أحاديث، صاحب المسند"، (204 هـ) على الأرجح، (خت م 4).
تهذيب الكمال (11/ 401 - 408)، التقريب (ص 250).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
(ل 1/ 385).
(5)
والحديث في مسند الطيالسي (217)(ص 30).
1794 -
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
(1)
، قال: حدثني أبي
(2)
، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان
(3)
، قال: ثنا محمد بن بشر
(4)
، قال: ثنا مِسْعر
(5)
، عن عبد الملك بن عمير وأبي عون، عن جابر بن سَمُرةَ، قال: "شكى أهلُ الكوفة سعدًا إلى عمر
…
". وذكر بنحوه
(6)
.
(1)
هو الإمام ابن الإمام، أَبو عبد الرحمن الشيباني.
(2)
هو الإمام أحمد بن حنبل. ولم أجد الحديث -من طريق القطان- في مسند أحمد المطبوع، على أنه رواه في (المسند):(1/ 175، 176، 179، 180) من طرق أخرى عن عبد الملك، به. وانظر:(أطراف المسند): (2562)، (2/ 439).
ولم يُشر الحافظ إلى رواية أبي عوانة هذه في (الإتحاف): (5078)، (5/ 139 - 140).
(3)
(القطان) لم يرد في (ل).
و"القَطَّان" نسبة إلى بيع القطن. الأنساب (4/ 519)، اللباب (3/ 44).
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي كريب، عن ابن بشر، عن مسعر، به، وأحال متنه على ما قبله، وقال: وزاد: "قال تعلِّمُنِي الأعرابُ بالصلاة؟ ".
الكتاب والباب المذكوران في (ح / 1788)، (1/ 335)، برقم (453/ 160).
و"محمد بن بشر" هو العَبْدي، أَبو عبد الله الكوفي، "ثقة حافظ"(203 هـ)، ع.
تهذيب الكمال (24/ 520 - 523)، التقريب (ص 469).
(5)
هو ابن كِدام -بكسر أوله وتخفيف ثانيه- ابن ظهير الهلالي، أَبو سلَمة الكوفي، "ثقة ثبت فاضل"(3 أو 155 هـ)، ع. تهذيب الكمال (27/ 461 - 468)، التقريب (ص 528).
(6)
في (ل): "وذكر حديثه فيه".
1795 -
حدثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أَبو داوود
(1)
، قال: ثنا شعبة
(2)
، عن سِماك بن حرْب، قال: سمعت جابر بن سَمُرةَ يقول: "كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأُ في الظهر والعصر بـ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}، ويقرأ في الصبح أطول من ذلك".
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (763)(ص 104).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن المثنى، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شعبة، به، بنحوه. كتاب "الصلاة" باب القراءة في الصبح، (1/ 337)، برقم (459).
1796 -
حدثنا الصغاني، قال: أنبأنا يزيد بن هارون
(1)
، قال: أنبأنا أبانُ بن يزيد
(2)
وهمَّامُ بن يحيى
(3)
، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة
(4)
، عن أبيه، "أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الرَّكعتين الأُوْلَيَيْن في الظُّهْر والعَصْر بفاتحة الكتاب وسورتين
(5)
، ويُسْمِعُنا الآية أَحْيَانًا، وفي
⦗ص: 70⦘
الركعتين الأُخْرَيَيْن بفاتحة الكتاب"
(6)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أَبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، به.
كتاب "الصلاة" باب القراءة في الظهر والعصر، (1/ 333) برقم (451/ 155).
و"يزيد بن هارون" هو السلمي مولاهم أَبو خالد الواسطي، "ثقة متقن عابد"، (206 ص)، ع. تهذيب الكمال (32/ 261 - 270)، التقريب (ص 606).
(2)
هو العطار البصري.
(3)
ابن دينار العَوْذي.
(4)
هو الأنصاري المدني، "ثقة"، (95 هـ)، ع. تهذيب الكمال 15/ 440 - 442) التقريب (ص 318).
(5)
في رواية ابن أَبي شيبة المذكورة عند مسلم بلفظ "وسورة" ولا منافاة، فتفسير "وسورتين": أي: في كل ركعة سورة. [الفتح 2/ 285] كما في رواية هشام الدستوائي =
⦗ص: 70⦘
= عن يحيى بن أبي كثير عند البخاري [رقم الحديث 763]، بلفظ "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورةٍ سورة".
(6)
وأخرجه البخاري في صحيحه (776) باب "يقرأ في الأخريين بفاتحة الكتاب" بنحوه (2/ 304) - الفتح.
1797 -
حدثنا أَبو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسي، قال: ثنا أَبو نُعَيْم
(1)
وعبيد الله بن موسى
(2)
، قالا: ثنا شَيْبَانُ
(3)
، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا حَسَن بن موسى الأَشْيَب
(4)
، قال: ثنا شَيْبَان عن يحيى بن أبي كثير
(5)
، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأُوْلَيَيْن بفاتحة الكتاب وسورتين، قال: يطوّل في الأُولى، ويقصّر في الثانية، ويُسْمِعُنا
⦗ص: 71⦘
الآيةَ أحيانًا، وكان يقرأ في العصر بفاتحة الكتاب وسورتين، قال: يطوّل في الأولى من صلاة الصبح ويقصّر في الثانية"
(6)
.
(1)
هو الفضل بن دكين الكوفي المُلائي.
(2)
ابن باذام العَبْسِيُّ الكوفي، أَبو محمَّد.
(3)
هو: ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي، أَبو معاوية البصري، نزيل الكوفة، "ثقة، صاحب كتاب، يقال: إنه منسوب إلى "نَحْوة" بطنٍ من الأزْد لا إلى "علم النحو"، (164 هـ)، ع.
الأنساب (5/ 468)، تهذيب الكمال (12/ 592 - 596)، التقريب (ص 269).
(4)
هو البغدادي، أَبو علي، قاضي الموصل وغيرها، "ثقة"، (9 أو 210 هـ)، ع.
تهذيب الكمال (6/ 328 - 333)، التقريب (ص 164).
(5)
هنا يلتقى المصنف مع الإمام مسلم كما سبق في (ح /1797).
(6)
وأخرجه البخاري في "الأذان"(759) باب "القراءة في الظهر"(2/ 284 - 285، مع الفتح) عن أبي نعيم، عن شيبان، به، بنحوه.
1798 -
حدثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(1)
، ح
وحدثنا أَبو أُميَّةَ
(2)
، قال: ثنا أَبو نُعَيم، قالا: ثنا هِشَامٌ، عن يحيى بن أبي كثير
(3)
، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأُوْلَيَيْن من الظهر والعصر، يُسْمِعُنا الآيةَ، ويُطِيْلُ في الركعة الأولى ويُقَصِّر في الثانية، ويقرأ في الركعتين من المغرب"
(4)
.
(1)
هو الطيالسي، وهذه الرواية في مسنده (1/ 509 رقم 626 ط بتحقيق محمد التركي).
(2)
هو الطرسوسي: محمد بن إبراهيم، و "أَبو نعيم" هو الفضل بن دُكين، تقدما.
(3)
هنا يلتقي المصنف مع الإمام مسلم، كما سبق في (ح / 1796).
(4)
أخرج البخاري في الصحيح برقم (779) باب "يطول في الركعة الأولى"(2/ 305، مع الفتح) من طريق أبي نعيم عن هشام، به، مقتصرًا على ما يدل على ترجمة الباب دون القراءة -كما أنه أخرج برقم (762)، من طريق المكي بن إبراهيم عن هشام به أيضًا. (2/ 287) في باب "القراءة في العصر" دون بيان التطويل وضده.
1799 -
حدثنا محمد بن مَيْمُون الإسكَنْدَرَانيُّ
(1)
وعليُّ بن سهلٍ
(2)
، قالا: حدثنا أَبو الوليد
[*]
قال: ثنا الأَوْزَاعي، عن يحيى
(3)
، قال: حدثني
⦗ص: 72⦘
عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه "أنَّ النبي -صلى الله
(4)
عليه وسلم- كان يقرأ بـ "أُمِّ القرآن" وسورتين في الركعتين الأُوْلَيَيْن: الظهر و
(5)
العَصْر، ويُسْمِعُنا الآية أحيانًا، وكان يُطَوِّل في الركعة
(6)
من صلاة الظهر".
(1)
هو: محمد بن عبد الله بن ميمون السكري، أَبو بكر الإسْكَنْدراني.
(2)
هو: البزار، أَبو الحسن البغدادي. [**]
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
(ك 1/ 386).
(5)
الواو في "والعصر" ساقطة من (م).
(6)
كذا في النسخ، وعند البخاري (778) من رواية الأوزاعي:"وكان يطيل في الركعة الأولى".
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا ي المطبوعة: (أبو الوليد)، وصوابه: الوليد، وهو الوليد بن مسلم، وهو ثابت كذلك على الصواب في النسخ الخطية (كوبريللو: 2/ ق 7/ ب، خدابخش: 1/ ق 183/ ب) وغيرها، وكذا في مطبوعة دار المعرفة (1/ 474)(1757) وإتحاف المهرة (4042).
[**] قال أحمد بسيوني: لعل صوابه على القول بالتفريق بين البزاز والرملي أنه هنا علي بن سهل بن قادم، أبو الحسن الرملي، أخو موسى بن سهل؛ فهو الذي يروي عن الوليد بن مسلم، وظاهر صنيع أبي عوانة أنه لا يفرق بين البزاز والرملي، ولعل الأصوب أنهما واحد، وانظر حاشيتنا تحت الحديث رقم (870)، ونسبته البزار بزاي واحدة خطأ، انظر حاشيتنا تحت حديث (8181).
1800 -
حدثنا إبراهيم بن مَرْزُوق
(1)
والصغاني، قالا: ثنا أَبو عاصم
(2)
عن الأوزاعيِّ، بنحوه
(3)
.
(1)
ابن دينار الأموي البصري، نزيل مصر.
(2)
هو: الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني، أَبو عاصم النبيل، البصري.
(3)
وأخرجه البخاري في صحيحه برقم (778) في باب "وإذا أسمعَ الإمامُ الآيةَ"(2/ 305، مع الفتح) عن شيخه محمد بن يوسف عن الأوزاعي، به، بنحوه.
1801 -
حدثنا الصغاني، قال: أنبأنا عمرو بن عون
(1)
، ح
وحدثنا أحمد بن مسعود المقْدِسيُّ
(2)
، قال: ثنا محمد بن عيسى، ح
وحدثنا محمد بن شاذان
(3)
، قال: ثنا معَلَّى
(4)
، قالوا:
⦗ص: 73⦘
ثنا هُشيم
(5)
، عن منصور -يعني ابْنَ زاذان
(6)
- عن الوليد أبي بِشْرٍ
(7)
، عن أبي الصِّدِّيق
(8)
، عن أبي سعيد
(9)
، قال: "كنا نَحْزِرُ
(10)
قيامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر، فحَزَرْنا قيامَه في الركعتين الأُوْلَيَيْن من الظهر قَدْرَ قراءةِ ثلاثين آيةً:"ألم التنزيل" وحزرنا قيامَه في الركعتين الأُخْرَيَيْن من الظهر على قَدْرِ النِّصْفِ من ذلك، وحَزَرْنا قيامَه في الركعتين الأُوْلَيَيْن من العَصْر قَدْرَ قيامه في الأُخْرَيَيْن من الظهر، وحَزَرْنا قيامَه في الركعتين الأُخْرَيَيْن من العصر على النِّصْفِ من ذلك" -معنى حديثهم واحد-.
(1)
ابن أوس الواسطي، أَبو عثمان البزار البصري، "ثقة ثبت، من العاشرة"(225 هـ) ع. تهذيب الكمال (22/ 177 - 181)، التقريب (ص 425).
(2)
هو الإمام أَبو عبد الله المقدسي الخياط. و "محمد بن عيسى" هو: ابن نجيح البغدادي، أَبو جعفر الطباع.
(3)
ابن يزيد، أَبو بكر الجَوْهَرِي البغدادي.
(4)
هو ابن منصور الرازي، أَبو يعلى، نزيل بغداد.
(5)
"هشيم" موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه من طريق كل مِنْ: يحيى بن يحيى، وأبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما، عن هشيم، به، بنحوه برقم (452)"باب القراءة في صلاة الظهر والعصر"(1/ 334).
(6)
هو الواسطي، أَبو المغيرة الثقفي، "ثقة ثبت عابد"، (129 هـ) على الصحيح.
تهذيب الكمال (28/ 523 - 526)، التقريب (ص 546).
(7)
هو الوليد بن مسلم بن شهاب العَنْبَرِيُّ، أَبو بِشْر البصري.
(8)
هو: بكر بن عمرو -وقيل: ابن قيس-، أَبو الصديق الناجي البصري، "ثقة" من الثالثة، (108 ص) ع. تهذيب الكمال (4/ 223 - 224)، التقريب (ص 127).
(9)
هو الخدري: سعد بن مالك الصحابي الجليل.
(10)
هو بضم الزاي كسرها من "الحزر" وهو: التقدير والخرص، و "كنا نحزر" أي: نقدر.
مشارق الأنوار (1/ 191)، لسان العرب (4/ 185)، والمراد هنا: كنا نُخَمِّنُ طولَ قيامه في الصلاتين.
1802 -
حدثنا أَبو بكر بن إسحاق
(1)
وأبو أُمَيَّةَ
(2)
وابن شاذان
(3)
، قالوا: ثنا معلَّى بن منصور، قال: ثنا أَبو عوانة
(4)
، عن منصور بن زاذان، عن الوليد أبي البِشْر، عن أبي الصّدّيقِ الناجيِّ، عن أبي سعيد الخدري قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين قَدْرَ
(5)
ثلاثين آية، وفي الركعتين الأُخْرَيَيْن قَدْر قراءةِ خمسة عشر آيةً
(6)
، وفي العصر في الركعتين الأُوْلَيَيْن قَدْر قراءة خمس عشرة آيةً، وفي الركعتين الأُخْرَيَيْن قَدْرَ نصفِ ذلك".
(1)
هو: محمد بن إسحاق بن جعفر، أَبو بكر الصغاني.
(2)
هو: محمد بن إبراهيم بن سالم الخزاعي الثغري الطرسوسي.
(3)
هو: محمد بن شاذان الجوهري، أَبو بكر البغدادي.
(4)
هو: الوضاح اليشكري الواسطي -مشهور بكنيته، وهو موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه من طريق شيبان بن فرُّوخ، عن أبي عوانة، به.
كتاب الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر، (1/ 334) برقم (452/ 157).
(5)
في (ل) و (م) بعده: قراءة.
(6)
لا توجد كلمة (آية) في (ل) و (م). والمثبت خطأٌ نحويًّا، واللفظُ عند صحيح مسلم "قدر خمس عشرة آية"(1/ 334).
[باب]
(1)
بيان ذكر الأخبار التي تبين
(2)
القراءة في صلاة المغرب
(1)
" باب" مستدرك من (ل) و (م) ولا توجد فيهما كلمة "بيان".
(2)
في المطبوع: "تتبين" وهو خطأ.
1803 -
حدثنا عليُّ بن حرْب، قال: ثنا سفيان بن عُيَيْنَةَ
(1)
، عن الزهري
(2)
، عن عبيد الله بن عبد الله
(3)
، عن ابن عباس عن أم الفضل
(4)
بنت
(5)
الحارث، "أنّها سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ في المغرب بـ"المرسلات".
(1)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن أبي بكر بن أَبي شيبة وابن أبي عمر، كلاهما عن ابن عيينة، به. ولم يسق متنه محيلًا على طريق مالك -قبله- برقم (462)، كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح (1/ 338) برقم (462 /
…
).
(2)
الإمام محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي الزهري، أَبو بكر "الفقيه الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه"(125 هـ) ع.
تهذيب الكمال (26/ 419 - 443)، التقريب (ص 506).
(3)
ابن عتبة بن مسعود الهذلي، أَبو عبد الله المدني، "ثقة فقيه ثبت"، توفي سنة 94 هـ وقيل غير ذلك. تهذيب الكمال (19/ 73 - 77)، التقريب (ص 372). [ورد التصريح بأنه "ابن عتبة" في طريق مالك عن الزهري عند البخاري برقم (763)].
(4)
هي: لبابة بنت الحارث بن حَزْن الهلالية، أم الفضل، زوج العباس بن عبد المطلب، وأخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن حبان: ماتت قبل العباس في خلافة عثمان رضي الله عنه. الثقات لابن حبّان (3/ 361)، الاستيعاب (3514)، (4/ 461)، أسد الغابة (7252)، (7/ 246)، تهذيب الكمال (35/ 297 - 298)، التقريب (ص 753).
(5)
في (ل) و (م): "ابنت".
1804 -
حدثنا إبراهيم بن مَرْزُوق، *
(1)
قال:
⦗ص: 76⦘
ثنا عثمان بن عمر
(2)
، قال: أبنا يونس
(3)
، عن الزهري، بإسناده، مثله
(4)
.
(1)
من هنا، إلى قوله: في الإسناد التالي: "عبد الرزاق، قال: " ساقط من (م).
(2)
ابن فارس العبدي البصري، أصله من بخارى، "ثقة
…
" (209 هـ) "ع".
تهذيب الكمال (19/ 461 - 464)، التقريب (ص 385).
(3)
هو ابن يزيد بن أبي النجار الأيلي، أَبو يزيد، مولى آل أبي سفيان، "ثقة، إلا أن في روايته عن الزهري وهمًا قليلًا، وفي غير الزهري خطأ" ورجح الحافظ في "الفتح"(12/ 105) تقديمه على ابن عيينة -أيضًا- في الزهري، ونقل ما يؤيد ذلك.
(159 هـ) على الصحيح، وقيل: 160 هـ. ع. تهذيب الكمال (32/ 551 - 558)، التقريب (ص 614).
و"يونس" هو موضع الالتقاء مع مسلم، فقد ساق الإسناد -فقط- من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن يونس، به. (1/ 338) الكتاب والباب المذكوران في (ح / 1803) برقم (462 /
…
).
(4)
في الأصل هنا (ح) -علامة التحويل-، وبعده واو العطف:"وحدثنا"، وليستا في (ل)، وهو الأصح، ولم أثبتهما لذلك.
1805 -
حدثنا السُّلَمِيُّ
(1)
، قال: ثنا عبد الرزاق
(2)
، قال *: أبنا
⦗ص: 77⦘
معمر
(3)
، عن
(4)
الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن أمِّه أمّ
(5)
الفضل قالت: "إنَّ آخر ما سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: قرأ في المغرب بسورة المرسلات".
(1)
هو: أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي، أَبو الحسن النيسابوري، المعروف بـ "حمدان"، "حافظ ثقة"، (264 هـ 9)(م د س ق). تهذيب الكمال (1/ 522 - 525)، التقريب (ص 86). و "السُّلَمِيُّ" -بضم السين المهملة، وفتح اللام- نسبة إلى "سُلَيْم"، وهي قبيلة من العرب مشهورة يقال لها: سُلَيْم بن منصور بن عكرمة
…
بن مُضَر" الأنساب (3/ 278)، اللباب (2/ 128).
(2)
هو: ابن همَّام بن نافع الحِمْيَري مولاهم، أَبو بكر الصنعاني، "ثقة حافظ مصنف شهير، عمي في آخر عمره، فتغيَّر، وكان يتشيع"، (211 هـ) ع. ذكره ابن الصلاح فيمن تغير بأخرة، واكتفى بذكر الدبري فيمن سمع منه بعد الاختلاط، وقد فصل في تحديد الآخذين عنه بعد الاختلاط العراقي في "تقييده"، فليراجع. انظر: علوم =
⦗ص: 77⦘
= الحديث لابن الصلاح -مع شرحه للعراقي- (ص 459 - 461)، تهذيب الكمال (18/ 52 - 62)، الاغتباط -مع نهايته- (ص 212 - 220)، التقريب (ص 354).
وهو موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه من طريق شيخيه: إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق، به، (1/ 338)، برقم (462 /
…
)، ولم يسق متنه محيلًا على حديث مالك قبله.
(3)
ابن راشد الأزدي مولاهم أَبو عروة البصري، نزيل اليمن، "ثقة ثبت فاضل، إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئًا، وكذا فيما حدث به في البصرة"(154 هـ) ع. تهذيب الكمال (28/ 303 - 311)، التقريب (ص 541).
(4)
(ك 1/ 387).
(5)
في (م): "عن" وهو تحريف.
1806 -
أخبرنا يونسُ بن عبد الأعْلى، قال: أبنا ابنُ وهْب، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا عبد الله بن يوسف
(1)
، كلاهما عن مالك
(2)
عن ابن شهاب، بإسناده، بمعناه
(3)
(4)
.
⦗ص: 78⦘
ورواه صالح بن كَيْسان، وقال:"حتى قبضه الله"
(5)
.
(1)
هو التنيسي.
(2)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن شيخه يحيى بن يحيى عن مالك، به. (1/ 338)، برقم (362) الكتاب والباب المذكوران في (ح / 1803).
(3)
في (ل) و (م): "بمثل معناه".
(4)
وأخرجه البخاري في "الأذان"(763) في باب "القراءة في المغرب" عن عبد الله بن =
⦗ص: 78⦘
= يوسف عن مالك، به. (2/ 287، مع الفتح)، والحديث في موطأ مالك، رواية يحيى، (1/ 78).
(5)
وصله الإمام مسلم، فرواه عن عمرو الناقد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان عن الزهري، به، كما أنه أشار إلى ما زاده صالح "ثم ما صلى بعد حتى قبضه الله عز وجل"(1/ 338) برقم (462 /
…
).
1807 -
حدثنا علي بن حرْب، قال: ثنا [سفيان] بن عيَيْنَة
(1)
عن الزهري، عن محمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم
(2)
، عن أبيه
(3)
، قال:"سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بـ "الطور"".
(1)
من (ل) و (م)، وسفيان موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه من طريق أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرْب، كلاهما عن ابن عيينة، به. (1/ 339) برقم (463 /
…
). في الكتاب والباب المذكورين في (ح /1803).
(2)
ابن عدي بن نوفل النوفلي، "ثقة عارف بالنسب، من الثالثة"، (على رأس المائة هـ).
ع. تهذيب الكمال (23/ 573 - 575)، التقريب (ص 471).
(3)
هو جبير بن مُطْعِم بن عَدِي بن نُفَيْل بن عبد مناف القُرَشي، النَّوْفلي، "صحابي عارف بالأنساب"(8 أو 59 هـ)، ع. الاستيعاب (315)، (1/ 303)، أسد الغابة (698)، (1/ 515)، تهذيب الكمال (4/ 506 - 509)، الإصابة (1094)(1/ 570 - 571)، التقريب (ص 138).
1808 -
حدثنا يزيد بن سِنَان
(1)
، قال: ثنا يحيى القطَّان ثنا
⦗ص: 79⦘
مالك
(2)
، ح
وحدثنا يونس بن عبد الأعلى
(3)
، قال: أبنا ابن وهب، أنّ مالكًا
(4)
حدثَّه عن الزهري
(5)
، عن محمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن أبيه، قال:"سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بـ "الطور" في المغرب".
(1)
ابن يزيد القزاز البصري، أَبو خالد، نزيل، مصر، "ثقة"(264 هـ). (س).
تهذيب الكمال (32/ 152 - 155)، التقريب (ص 601).
(2)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه من طريق يحيى بن يحيى، عن مالك، به، نحوه. (1/ 338) - برقم (463). "باب القراءة في الصبح" من كتاب "الصلاة".
(3)
"ابن عبد الأعلى" لم يرد في (ل) و (م).
(4)
في النسخ: "مالك"، بدون النصب، وهو رسم متَّبَعٌ في المخطوطات القديمة، كما نبّه عليه الشيخ أحمد شاكر.
والحديث في موطئه -رواية يحيى- (1/ 78).
(5)
في (ل) و (م): "عن ابن شهاب".
1809 -
حدثنا أَبو داود الحرّانيُّ
(1)
، قال: ثنا عثمان بن عمر، قال: أبنا يونس، ح
وحدثنا يوسفُ بن مُسَلَّم
(2)
، قال: ثنا حجاج
(3)
، قال: ثنا الليث،
⦗ص: 80⦘
عن عُقَيْل
(4)
، كلاهما عن ابن شهاب
(5)
، عن محمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن أبيه، *
(6)
"أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بـ "الطور"".
(1)
هو: سليمان بن سيف.
(2)
هو يوسف بن سعيد بن مسلَّم المصيصي، "ثقة حافظ". و "مُسَلَّم" -بفتح السين، واللام المضعفة- (271 هـ) وقيل: قبل ذلك. (س).
انظر: تهذيب الكمال (32/ 430)، إكمال ابن ماكولا (7/ 88)، توضيح المشتبه (8/ 148)، التقريب (ص 611).
(3)
هو ابن محمد المِصِّيْصي الأعور، أَبو محمد، ترمذي الأصل، نزل بغداد ثم المصيصة.
(4)
عُقيل -بالضم- ابن خالد بن عَقِيل -بالفتح- الأيلي أَبو خالد الأموي مولاهم "ثقة ثبت"، سكن المدينة ثم الشام ثم مصر، (144 هـ) على الصحيح. ع. تهذيب الكمال (20/ 242 - 245)، توضيح المشتبه (6/ 305)، التقريب (ص 396).
(5)
هنا موضع الإلتقاء.
(6)
من هنا، إلى قوله في الحديث التالي:"جبير بن مطعم، عن أبيه" ساقط من (م).
1810 -
حدثنا محمد بن إسحاق بن الصبّاح [الصنعاني]
(1)
والسُّلَمِيُّ
(2)
، قالا: ثنا عبد الرزاق
(3)
، عن معمرٍ، عن الزهري، عن محمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن أبيه * -وكان في فداء الأسارى يَوْم بدرٍ- قال:"سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بـ "الطور""
(4)
.
(1)
(الصنعاني) من (ل) و (م) ولم أقف له على ترجمة، وقد روى عنه ابن المنذر في (الأوسط)، وابن الأعرابي في (معجمه):(719 - 733)، (1/ 376) وغيرهم، وأفاد محقق (المعجم) عبد المحسن الحسيني أنه لم يقف له على ترجمة، وكذلك الذين سبقوه في تحقيق ذلك (المعجم)، (1/ 376).
(2)
هو أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي، أبو الحسن النيسابوري، المعروف بحمدان.
(3)
هنا موضع الإلتقاء مع مسلم، فقد رواه عن شيخيه إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد كلاهما عن عبد الرزاق، به.، (1/ 339) برقم (463 /
…
)، والحديث في مصنف عبد الرزاق (2692)(2/ 108)، وفيه:"عن جبير بن معطم عن أبيه"، وهو خطأ، والصحيح ما عند المصنف:"عن محمد بن جبير بن مُطْعِم"، لأن الراوي هو: جبير بن مُطْعِم، وهو الذي قدم المدينة في فداء الأسارى.
(4)
وأخرجه البخاري في "الجهاد والسير"(3050)، باب فداء المشركين، (6/ 194، مع =
⦗ص: 81⦘
= الفتح) عن محمود- وبرقم (4023) في "المغازي"(7/ 375، مع الفتح) عن إسحاق بن منصور -كلاهما عن عبد الرزاق، به، زاد الأخير:"وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي".
[باب]
(1)
ذكرِ الأخبار التي تبيّنُ القراءةَ في صلاةِ العشاء
(1)
" باب" مستدرك من (ل) و (م).
1811 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا أنس بن عياض
(1)
، ح
وحدثنا عمَّار بن رَجَاء، قال: تنا يزيد بن هارون، جميعًا عن يحيى بن سعيد
(2)
، عن عَدِيِّ بن ثابت
(3)
، عن البراء بن عَازب، قال:"صَلَّيْتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العِشاءَ، فقرأ بـ "التين والزَيْتُون""
(4)
.
(1)
ابن ضَمْرَة، أَبو عبد الرحمن، اللّيْثي، أَبو ضَمْرَة المدني، "ثقة"، (ت 200 هـ) ع.
تهذيب الكمال (3/ 349 - 353)، تقريب التهذيب ص (115).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن قتيبة، عن الليث، عن يحيى، به، بمثله. كتاب الصلاة، باب القراءة في العشاء (1/ 339)، برقم (464/ 176).
ويحيى بن سعيد هو: ابن قيس الأنصاري، المدني، أَبو سعيد القاضي، "ثقة ثبت"، (144 هـ) أو بعدها ع. تهذيب الكمال (31/ 346 - 359)، التقريب التهذيب (ص 591).
(3)
هو الأنصاري الكوفي.
(4)
سورة "التين": 1.
1812 -
حدثنا أَبو عمر الإمامُ
(1)
قال:
⦗ص: 82⦘
ثنا مَخْلَد
(2)
، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا أَبو نُعَيْم
(3)
، قالا: ثنا مِسْعَر
(4)
، عن عَديِّ بن ثابت، قال: سمعت البراء بن عازب يقول: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأُ في العشاء: "و
(5)
التين والزيتون"
(6)
، فما سمعتُ أحسَنَ صوتًا منه"
(7)
.
(1)
هو: عبد الحميد بن محمد بن المستام -بضم الميم وسكون المهملة بعدها مثناة- =
⦗ص: 82⦘
= أبو عمر الحراني، إمام مسجدها. (س) (266 هـ). قال النسائي:"ثقة".
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: "كتب عنه بعض أصحابنا، ولم يُقْضَ لي السماع منه". وقال الذهبي: "ثقة". وكذا الحافظ. انظر: المعجم المشتمل (523)(ص 165)، الجرح والتعديل (6/ 18)، تهذيب الكمال (16/ 457 - 458)، "الكاشف"(1/ 618)، التقريب (ص 334).
(2)
هو ابن يزيد القرشي، الحراني.
(3)
هو الفضل بن دُكَيْن الكوفي المُلائي.
(4)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن شيخه: محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه عن مسعر، به، بنحوه، كتاب الصلاة، باب القراءة في العشاء، (1/ 339)، برقم (464/ 177).
(5)
في: (ل) و (م): "بالتين والزيتون" وهو موافق لما في صحيح مسلم.
(6)
سورة "التين": 1.
(7)
وأخرجه البخاري في "الصلاة" برقم (769)(2/ 293، مع الفتح)، باب القراءة في العشاء، عن خلاد بن يحيى.
وفي "التوحيد" برقم (7546)(13/ 527) -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "الماهر بالقرآن مع الكرام البررة" و "زيّنوا القرآن بأصواتكم". عن أبي نعيم؛ كلاهما عن مسعر، به، بنحوه.
1813 -
حدثنا عليُّ بن حرْب، قال: ثنا أَبو عامر
(1)
، ح
وحدثنا يوسف بن مُسَلَّم
(2)
، قال: ثنا حجّاج
(3)
لم
(4)
، [ح]
(5)
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا أَبو النضر
(6)
.
كلُّهم عنْ شعبةَ
(7)
، عن عَدِيّ بن ثابتٍ، قال: سمعتُ البراءَ بن عازبٍ يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فصلَّى العشاءَ، فقرأ في إحدى الركعتين بـ "التين والزيتون""
(8)
.
(1)
هو: عبد الملك بن عمرو القَيْسِيّ العَقَدِي -بفتح المهملة والقاف.
(2)
هو: يوسف بن سعيد بن مسلَّم المصيصي.
(3)
هو: حجاج بن محمد المصيصي، أَبو محمد الأعور.
(4)
(ك 1/ 388).
(5)
علامة التحويل "ح " من (ل) ووجودها أنسب.
(6)
هو: هاشم بن القاسم بن مسلم اللَّيْثِيُّ مولاهم البغدادي - مشهور بكنيته.
(7)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن شيخه: عبد الله بن معاذ العَنْبَرِيِّ، عن أبيه، عن شعبة به. (1/ 339) -برقم (464) - باب "القراءة في العشاء".
(8)
ورواه البخاري في "الصلاة"(767)، باب الجهر في العشاء- (2/ 292) عن أبي الوليد عن شعبة به بمثله.
[باب
(1)
] ذكرِ الخبرِ الذي فيه النهيُ عن طول القنوتِ
(2)
في صلاة العشاء، وبيانِ السورة التي تقرأ فيها، وإباحةِ إعادة الصلاةِ في الجماعةِ -إذا كان صلاها في الجماعة- مرةً أخرى، والدليلِ على إباحةِ المصلي فرضه خلف الإماء المتطوع
(3)
بصلاته، وإجازةِ صلاة المخالِفَ نِيَّتُه لِنِيَّة الإمام، وأنَّ المأموم يُؤدِّي فرضَ نفسه بنفسه، وإجازةٍ انصرافه من صلاته التي يصلِّيْها مع الإمام، ثم يصلي بَقِيَّتها وحْدَه، وبيانِ الخبر المعارِضِ لانُصراف المأموم قبل انصراف الإمام
(1)
" باب" مستدرك من (ل) و (م).
(2)
أي: القيام. المجموع المغيث (2/ 754)، غريب الحديث لابن قتيبة (1/ 17)، النهاية (4/ 111).
(3)
في الأصل وصلب (س) والمطبوع: "المقطوع"، والمثبت من (ل) و (م) وهامش (س).
1814 -
حدثنا أَبو داود السِّجِسْتَاني، قال: ثنا مسدَّدٌ، قال: ثنا سفيان
(1)
، عن عمرو بن دينار
(2)
، سمع جابرًا يقول: "إنّ معاذ بن جبل
⦗ص: 85⦘
كان يصلّي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع فيؤمّ قومه"
(3)
.
(1)
هو ابن عيينة، لأن مسدَّدًا لا يروي عن الثوري، وهنا موضع الالتقاء مع مسلم، رواه مسلم عن شيخه محمد بن عباد عن سفيان، به، (1/ 339) برقم (465)"باب القراءة في العشاء" وسياق مسلم أتم، وفيه ذكر الشكوى وغيرها.
(2)
هو المكي، أَبو محمد الأثرم الجُمَحِيُّ مولاهم "ثقة ثبت"(126 هـ) ع.
تهذيب الكمال (22/ 5 - 13)، التقريب (ص 421).
(3)
والحديث في سنن أبي داود برقم (600)(1/ 401) باب: إمامةِ مَنْ يصلّي بقومٍ وقد صلَّى تلك الصلاةَ".
1815 -
حدثنا بِشْرُ بن موسى، قال: حدثنا الحُمَيْدي
(1)
، قال: ثنا سفيان
(2)
، قال: ثنا عمرو بن دينار وأبو الزبير
(3)
، أنهما سمعا جابر بن
⦗ص: 86⦘
عبد الله يقول: "كان معاذ يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاءَ، ثم يرجع إلى
(4)
بني سَلِمَة
(5)
فيصلِّيْها بهم، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَخَّرَ العشاءَ ذاتَ ليلةٍ، فصلاها معاذ معه، ثم رجع فأَمَّ قومه، فافتتح سورةَ البقرة؛ فتنحّى رجلٌ من خَلْفِه فصلّى وحده
(6)
؛ فلما انصرف قالوا له: نافقتَ يا فلان، قال: ما نافقتُ، ولكني آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأُخبره، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إنك أَخَّرْتَ العشاءَ البارحة، وإن معاذًا صلاها معك، ثم
⦗ص: 87⦘
رجع فأمَّنا، فافتتح سورة "البقرة"، فتنحَّيْتُ فصليتُ وحدي، وإنما نحن أهل نواضحَ
(7)
، نعمل بأَيْدينا؟ فالتفتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاذ فقال: "أفتانٌ أنتَ يا معاذ
(8)
؟، أفتان أنتَ؟ اقرأ سورة كذا وكذا -قال: عمرو: وعدَّدَ سورًا.
قال سفيان: قال أَبو الزبير: قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرأ" {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ
(9)
الْأَعْلَى}، و {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} ، و {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} ، و {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ، و {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ، ونحوها.
فقلت لعَمْرو: فإنَّ أبا الزبير يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرأ {سبّح}
(10)
، و {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} ، و {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} ، و {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ، و {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ، فقال عمرو: هي هذه أو نحو هذه
(11)
.
(1)
هو عبد الله بن الزبير، والحديث في مسنده (1246)(2/ 523).
(2)
هو ابن عيينة، والحميدي لا يروي عن الثوري، وهو موضع الالتقاء -بالنسبة لطريق عمرو- رواه مسلم عن محمد بن عباد، حدثنا سفيان، به، بنحوه، كتاب الصلاة، باب القراءة في العشاء، (1/ 339، برقم (465).
(3)
في (ل) و (م): "وأبو الزبيركم شاء الله" ومثله في سنن البيهقي الكبرى (3/ 112) حيث رواه من طريق بشر بن موسى، به، كذلك في (الأوسط) لابن المنذر (4/ 200) حيث رواه عن محمد بن إسماعيل وعبد الله بن أحمد، وفي (4/ 218) عن محمد بن إسماعيل فقط، كلاهما عن الحميدي، به، والذي في مسند الحميدي: "ثنا سفيان، قال: ثنا عمروكم -إن شاء الله- قال: سمعت
…
"، وهو كذلك في نسختي الظاهرية للمسند -حسب ما أفادني الشيخ / عليزئي- الذي حقق مسند الحميدي قريبًا، ولا يزال قيد الطبع- مكاتبةً.
ومعنى "عمروكم": أي: "عمرو "المعروف لديكم، وهو ابن دينار، والجملة -بهذا- واضحة، وفي (ل) و (م) إشكال من جهتين:
1 -
ذكر "كم
…
" بعد ذكر أبي الزبير، ولا تجوز إضافة المحلّى بالألف واللام إلي غيره.
2 -
حذف كلمة "وإن" في "إن شاء الله".
وعند أبي الزبير يلتقى المصنفُ بالإمام مسلم، رواه عن قتيبةَ بن سعيد وابن رُمْحٍ، كلاهما عن الليث، عنه، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران، (1/ 340) برقم =
⦗ص: 86⦘
= (465/ 179).
(4)
في (ل) و (م) هنا زيادة: "قومه" كذلك في (الكبرى) للبيهقي، وفي مسند الحميدي:"ثم يرجع فيصليها بقومه" ومثله في الأوسط.
(5)
هم بطن من الخزرج، من القحطانية، وهم: بنو سَلِمَة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جُشم بن الخزرج.
و"سَلِمة": بكسر اللام، وليس في العرب "سلِمة" بكسر اللام سواهم.
انظر: جمهرة ابن حزم (ص 358)، إكمال ابن ماكولا (4/ 334)، مشارق الأنوار (2/ 234)، نهاية الأرب (ص 270).
(6)
هذا ظاهر في أن الرجل قطع القدوة فقط، ولم يخرج من الصلاة، بل استمر فيها منفردًا ولفظ مسلم: "فانحرف رجل فسلم، ثم صلى وحده
…
" وهو ظاهر في أنه قطع الصلاة، وقد ذكر البيهقي -على ما نقل عنه الحافظ في (الفتح) (2/ 228) - أن محمد بن عباد -شيخ مسلم- تفرد عن ابن عيينة بقوله: "ثم سلم" وأن الحفاظ من أصحاب ابن عيينة، وكذا من أصحاب شيخه عمرو بن دينار، وكذا من أصحاب جابر، لم يذكروا السلام.
قلت: وترجمة الباب الذي عقده المصنف موافق لِلَّفظ الوارد هنا.
(7)
النواضح: جمع ناضحة، والمذكر منه "ناضح".
والنواضح: الإبل التي يُسْتَقَى عليها من الآبار. انظر: غريب الحديث للهروي (1/ 70)، (3/ 257)، مشارق الأنوار (2/ 16)، النهاية (5/ 68).
(8)
(الفتان) من أبنية المبالغة في "الفتنة"، ومعناه: تصرف الناس عن الدين، وتحملهم على الضلال. انظر: شرح السنة (3/ 73)، النهاية (3/ 410).
(9)
(ك 1/ 389).
(10)
في (ل) و (م): اقرأ "سبح" -بدون الباء، وفي مسند الحميدي مثل المُثْبَتِ.
(11)
من فوائد الاستخراج:
1 -
تصريح أبي الزبير بالسماع عن جابر في طريق المصنف دون مسلم، وأبو الزبير معروف بالتدليس. =
⦗ص: 88⦘
= 2 - تصريح عمرو بن دينار بالسماع عن جابر، وابن دينار -وإن لم يكن معروفًا بالتدليس- إلا أنه وُسم به. [راجع:(تعريف أهل التقديس)(ص 88 - 89) ذكره في الطبقة الأولى، (التدليس في الحديث)(ص 219)]. وقد عدّ الحافظ تصريْحَه بالسَّماع عن جابر فائدةً تستحقُّ التنويه بها، وذلك في الفتح (2/ 226)(ح / 701).
3 -
روى المصنف عن سفيان بن عيينة عن الحميدي، وهو مقدَّم فيه على محمد بن عبّادٍ - تلميذ سفيان عند الإمام مسلم.
4 -
جاء لفظ المصنف سليمًا من الإشكال الوارد على لفظ الإمام مسلم، والذي يوهمُ كون الرجل قطع الصلاة. وقد سبق تفصيل في موضعه.
1816 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا سُرَيْجُ بن يونس
(1)
، ح
وحدثنا أَبو أُمَيَّة
(2)
، قال: ثنا سُرَيْجُ بن النُّعْمَان
(3)
، قالا: ثنا هُشَيْم (4)، هُشَيْم
(4)
، قال: أبنا منصور
(5)
، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله، "أنَّ معاذًا كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء الآخرة، ثم يَنْصرف إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة"
(6)
.
(1)
ابن إبراهيم البغدادي، أَبو الحارث / مرُّوذيُّ الأصل، "ثقة عابد"، (235 هـ). (خ م س). تهذيب الكمال (10/ 221 - 225)، التقريب (ص 229).
(2)
هو الطرسوسي: محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم الخزاعي.
(3)
ابن مروان الجوهري، أَبو الحسن البغدادي، أصله من خراسان.
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن هُشَيْمٍ، به، بنحوه، كتاب الصلاة، باب القراءة في العشاء، (1/ 340) برقم (456/ 180).
(5)
هو ابن زاذان.
(6)
من فوائد الاستخراج:
⦗ص: 89⦘
= التصريح بالسَّماع لهشيم عن منصور في رواية أبي عوانة، بينما في رواية مسلم بالعنعنة وهُشيم كثير التدليس والإرسال.
1817 -
حدثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(1)
، عن شعبة ح
وحدثنا البِرْتيُّ
(2)
، قال: ثنا أَبو مَعْمَر
(3)
، قال: ثنا عبد الوارث
(4)
، قال: أيوب
(5)
، ح
وحدثنا أَبو أُمَيَّة وابن أبي داود الأَسَدِيُّ
(6)
، قالا: ثنا سليمان بن
⦗ص: 90⦘
حرْب
(7)
، قال: ثنا حماد بن زيد
(8)
، عن أيُّوب
(9)
؛ كلهم عن عمرو بن دينار، عن جابر، "أنّ معاذًا كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه فيؤمُّهُمْ"
(10)
.
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (1694)(ص 236).
(2)
هو الإمام أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر، البِرْتي، أَبو العباس، البغدادي، الحنفي العابد القاضي. و "البِرْتي" -بكسر الباء المنقوطة بواحدة، وسكون الراء، وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين- نسبة إلى "برت" وهي: مدينة بنواحي "بغداد".
إكمال ابن ماكولا (1/ 410)، الأنساب (1/ 308)، معجم البلدان (1/ 442)، اللباب (1/ 133).
(3)
عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج التميمي، أَبو معمر المُقْعَد المنقري -بكسر الميم، وسكون النون، وفتح القاف- واسم أبي الحجاج: ميسرة، "ثقة ثبت، رمي بالقدر"، (224 هـ) ع. تهذيب الكمال (15/ 353 - 357)، التقريب (ص 315).
(4)
هو ابن سعيد بن ذكوان البصري.
(5)
هو ابن أبي تميمية: كَيْسان السَّخْتِيَاني -أَبو بكر البصري، "ثقة ثبت حجة، من كبار الفقهاء العُبّاد"، (131 هـ). الأنساب (3/ 232)، تهذيب الكمال (3/ 457 - 463)، التقريب (ص 117).
(6)
هو: الإمام إبراهيم بن أبي داود: سليمان بن داود الأسدي، الكوفي الأصل، الصُّوري المولد، البَرَلُّسي الدار -بفتح الباء والراء وضم اللام المشددة- كذا ضبطها الحمويُّ =
⦗ص: 90⦘
= وابن نقطة وغيرهما، - وضبطها السمعانيُّ بالضمات، وتبعه ابن الأثير.
و"البرلس" بليدة من سواحل مصر (في "دلتا" النيل). انظر: الأنساب (1/ 328)، اللباب (1/ 142)، معجم البلدان (1/ 478).
و"الأسَدِيُّ" -بفتح الألف والسين المهملة وبعده الدال المهملة-، هذه النسبة إلى "أسد" وهو اسم عدّةٍ من القبائل، منها: أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مُضَر، كما في الأنساب (1/ 138)، واللباب (1/ 52)، ونهاية الأرب (ص 47)، والمترجم من أسد خزيمة (الأنساب 1/ 328).
(7)
هو الأَزْدِيُّ الواشِحِيُّ -بمعجمة ثم مهملة- البصري، قاضي مكة، "ثقة إمام حافظ"(224 هـ) ع. تهذيب الكمال (11/ 384 - 393)، التقريب (ص 250).
(8)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم في هذا الطريق، انظر ما بعده.
(9)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم -بالنسبة لطريقي: شعبة وعبد الوارث، فقد رواه مسلم عن قتيبة بن سعيد وأبي الربيع الزهراني، عن حماد بن زيد، عن أيوب به.
كتاب الصلاة، باب القراءة في العشاء (1/ 340) برقم (465/ 181).
(10)
وأخرجه البخاري في "الآذان"(700)، باب إذا طوّل الإمام، وكان للرجل حاجة فخرج فصلّى (2/ 226) عن مسلم بن إبراهيم، وبرقم (701)، فيه عن محمد بن بشار، عن غندر -كلاهما عن شعبة، به، الأول مختصر بنحوه.
1818 -
حدثنا أَبو عُثمان أحمد بن محمد بن أبي
(1)
بكر المقَدَّمِي
(2)
،
⦗ص: 91⦘
قال: ثنا سليمان
(3)
ومسدَّد وأبي
(4)
، قالوا: ثنا حماد بن زيد
(5)
، عن أيوب، عن عمرو بن دينار، عن جابر، "أن معاذًا كان يصلّي مع النبي صلى الله عليه وسلم لم يأتي أصحابه فيؤُمُّهُم"
(6)
.
(1)
"أبي" ساقطة من (م).
(2)
هو: الثقفي مولاهم البصري. سكن بغداد. قال ابن أبي حاتم: "سمعتُ منه بمكة، =
⦗ص: 91⦘
= وهو صدوق" (264 هـ). الجرح والتعديل (2/ 73)، تاريخ بغداد (4/ 398)، الأنساب (5/ 365).
و"المقدَّمي": -بضم الميم، وفتح القاف، وتشديد الدال المهملة المفتوحة، وفي آخرها الميم- هذه النسبة إلى الجد، وهو جد أبي عثمان الرابع حيث إنه: أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء ابن مقدَّم المقدمي.
انظر: الأنساب (5/ 364 - 365)، اللباب (3/ 247)، وانظر في ضبطه: تكملة ابن نقطة (5/ 597).
(3)
هو ابن حرب المتقدم.
(4)
هو والد أبي عثمان المقدمي -شيخ المصنف-: محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدَّم المقدمي، أَبو عبد الله الثقفي مولاهم البصري، وهو "ثقة"(234 هـ)، (خ م س). تهذيب الكمال (24/ 534 - 537)، التقريب (ص 470).
(5)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، وفي (ل) و (م): بدون زيادة: "ابن زيد".
(6)
وأخرجه البخاري في "الأذان"(711)، باب: إذا صلى، ثم أمّ قومًا، (2/ 238) -فتح- عن سليمان بن حرْب وأبي النعمان، حدثنا حماد بن زيد، به، بنحوه.
1819 -
حدثنا الحارث بن أبي أسامةَ، قال: ثنا يونس بن محمد، قال: ثنا الليث
(1)
، عن أبي الزُّبير، عن جابر، قال: "صلى معاذٌ بأصحابه العَتَمةَ فطَوَّل عليهم، وانصرف رجل منَّا فصلى، فأُخْبِر معاذٌ عنه، فقال:
⦗ص: 92⦘
"إنه منافق، فلمَّا بلغ ذلك الرجلَ، دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما قال له معاذ، فقال [له]
(2)
النبي صلى الله عليه وسلم: "أتُرِيْدُ أن تكون فَتَّانًا يا مُعَاذ؟ إذا أمّمت الناس فاقرأ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)}
(3)
(4)
، و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)}
(5)
، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)}
(6)
و {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} "
(7)
(8)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء.
(2)
"له" مستدركة من (ل) و (م) وهي كذلك في صحيح مسلم، وإثباتها أنسب.
(3)
في (ل) و (م): بـ {الشمس} وكذلك في صحيح مسلم.
(4)
سورة (الشمس): 1.
(5)
سورة (الأعلى): 1.
(6)
سورة (العلق): 1.
(7)
سورة (الليل): 1. والمراد بالآيات المذكورة السور بكاملها.
(8)
من فوائد الاستخراج:
علا أَبو عوانة علوًّا معنويًّا، حيث روى عن الليث من طريق يونس بن محمد بن مسلم البغدادي (207 أو 208 هـ)، بينما الراويان عن الليث في طريق الإمام مسلم بها:
أ- قتيبة بن سعيد (240 هـ).
ب- محمد بن رمح بن مهاجر (242 هـ).
وقد تأخرا عن "يونس بن محمد" المذكور وفاةً بأكثر من (30) سنة.
1820 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا أَبو النَّضْر
(1)
، ح
وحدثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(2)
، قالا: ثنا شعبة، عن
⦗ص: 93⦘
مُحَارِبٍ
(3)
، قال
(4)
: سمعت جابرًا
(5)
قال: "أقبلَ رجلٌ بناضِحَيْن
(6)
وقد جَنَحَ
(7)
اللَّيْل، فوافق معاذًا
(8)
يصلّي المغرب"
(9)
.
⦗ص: 94⦘
وذكر حَدِيْثَه في هذا
(10)
.
(1)
هو: هاشم بن القاسم البغدادي.
(2)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (1728)(ص 239).
(3)
هو ابن دثار.
(4)
"قال" ساقطة من (م).
(5)
في النسخ: "جابر" بدون النصب، وهو مصحح في المطبوع، وجابر هو الملتقى. انظر الأحاديث السابقة.
(6)
تقدم تفسير "الناضح" في (ح / 1814).
(7)
أي: أقبل بظلمته. [الفتح 2/ 235] و"جُنح الليل" -بكسر الجيم وضمها-: قطعة منه نحو النصف، كأن الليل مال بها -يعني: إذا أقبلت الظلمة". "المجموع المغيث" (1/ 362)، مشارق الأنوار (1/ 155).
(8)
في الأصل: "معاذ" -بدون النصب-، والمثبت من (ل) و (م). وهو كذلك في صحيح البخاري.
(9)
معظم الروايات -كما سبقت- على أنّ الصلاة هي العشاء، وما ورد في هذه الرواية والتي بعدها تخالف تلك الروايات في تعيين هذه الصلاة، علمًا بأنه وقع في رواية للطحاوي أيضًا مثل رواية أبي عوانة [شرح معاني الآثار (1/ 213) -باب القراءة في صلاة المغرب] كذلك لعبد الرزاق من رواية أبي الزبير [كما قاله الحافظ في الفتح (2/ 227) ولم أطلع عليها].
قال الحافظ بعدما أشار إلى رواية أبي عوانة هذه ورواية الطحاوي وعبد الرزاق: "فإنْ حمُل على تعدُّدِ القصة كما سيأتي، أو على أن المراد بالمغرب العشاء مجازًا -تمَّ [أي: تم الوفاق بين الروايتين]، وإلا فما في الصحيح أصح" الفتح (2/ 227).
قلتُ: ولعل الوجه الأخير هو المتعين، والله أعلم بالصواب.
(10)
وأخرجه البخاري في "الأذان" -باب "من شكا إمامه إذا طوّل" برقم (705)(2/ 234) عن شيخه آدم بن أبي إياس عن شعبة به بطوله- وليس في روايته تعيين الصلاة بالمغرب. وقال البخاري عقب الرواية: "تابعه سعيد بن مسروق ومِسْعَرٌ والشيباني".
1821 -
حدثنا الصغاني
(1)
، وعلي بن عبد العزيز
(2)
، قالا: ثنا داود بن عمرو
(3)
، ح
وحدثنا فَضْلَكُ
(4)
، قال: ثنا سَهْلُ بن عثمان
(5)
، ح
وحدثنا ابنُ مُلاعبُ
(6)
، قال:
⦗ص: 95⦘
ثنا ابن الأصْبَهاني
(7)
؛ قالوا: ثنا أَبو الأحوص
(8)
، عن سعيد بن مَسْرُوق
(9)
، عن مُحَارِب بن دِثَار
(10)
، عن جابر، "أن معاذًا
(11)
أمّ قَوْمَه
(12)
في صلاة المغرب، فمرّ به غلامٌ من الأنصار
…
". وذكر حديثه في هذا
(13)
.
(1)
(ك 1/ 390).
(2)
ابن المرزبان بن سابور البغوي، نزيل مكة.
(3)
ابن زهير بن عمرو بن جميل الضبي، أَبو سليمان، البغدادي. "ثقة"(ت 228 هـ).
وهو من كبار شيوخ مسلم. (م س). تهذيب الكمال (8/ 425 - 431)، التقريب (ص 199).
(4)
هو: الإمام فضل بن العباس الرازي أَبو بكر، المعروف بـ (فضلك الصائغ).
(5)
ابن فارس الكِنْدي، أَبو مسعود العَسْكَري، نزيل الري.
(6)
هو الإمام أحمد بن مُلاعب بن حيان، أَبو الفضل، المخرّمي، البغدادي.
قال ابن عقدة: "سمعت أحمد بن ملاعب يقول: "ما أُحَدِّثُ إلا ما أحفَظُه مثلَ حفظي للقرآن، ورأيته يفصل بين الفاء والواو في الحديث". قال عبد الله بن أحمد وابنُ خِراش والحسين بن محمد بن حاتم:"ثقة" وزاد الأخيران: "متقن".
وقال موسى بن هارون: "من الثقات". ووثقه الدارقطني وأحمد بن كامل القاضي =
⦗ص: 95⦘
= وابن المنادي. ولد سنة 191 هـ، وتوفي سنة 275 هـ. تاريخ بغداد (5/ 168 - 170)، السير (13/ 42 - 43)، طبقات الحفاظ (2/ 595).
(7)
هو محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي، أَبو جعفر بن الأصبهاني يلقب "حمدان"، "ثقة ثبت"، (220 هـ). تهذيب الكمال (25/ 272 - 274)، التقريب. (ص 480).
(8)
هو: سلَّام بن سليم الحَنَفِي مولاهم، أَبو الأَحْوَص، الكوفي، "ثقة، متقنٌ، صاحبُ حديث"(179 هـ). تهذيب الكمال (12/ 282 - 285)، التقريب. (ص 261).
(9)
هو الثوري والد سفيان الثوري. "ثقة"(126 هـ) وقيل: بعدها. ع. تهذيب الكمال (11/ 60 - 61)، التقريب (ص 241).
(10)
ابن كُردوس السَّدُوسي، الكوفي القاضي.
(11)
في الأصل بدون علامة النصب [الألف]، والمثبت من (ل) و (م) وهو هكذا في تغليق التعليق (2/ 294).
(12)
في (ل) و (م): "قومًا" وفي "تغليق التعليق "كما هنا.
(13)
أشار البخاري إلى رواية سعيد بقوله: "وتابعه -أي: شعبة- سعيدُ بن مسروق
…
" بعد حديث رقم (705) من رواية شعبة، وأشار الحافظ في "الفتح" (2/ 235) إلى أن أبا عوانة وصلها، وأخرجها في "تغليق التعليق" (2/ 294) بسنده من طريق المصنف.
1822 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا معاويةُ بن عمرو
(1)
، ويحيى بن
⦗ص: 96⦘
أبي بُكَيْرٍ
(2)
، ح
وحدثنا أَبو أُمَيَّةَ، قال: ثنا يحيى بن أبي بُكَيْرٍ، قالا
(3)
: عن زائدة، عن المخْتَار بن فُلْفُلٍ
(4)
، عن أنس [بن مالك]
(5)
، "أن النبي صلى الله عليه وسلم حَضَّهم
(6)
على الصلاة، ونهاهم أنْ يَسْبَقوه إذا كان يَؤُمُّهُمْ بالركوع والسُّجُود، وأن يَنْصَرِفوا قَبْل انصرافه من الصلاة"
(7)
.
(1)
ابن المهلب بن عمرو الأزدي، المعنى -فتح الميم وسكون المهملة وكسر النون- أَبو عمرو البغدادي، ويعرف بابن الكرماني. "ثقة"، (128 - 214 هـ) على =
⦗ص: 96⦘
= الصحيح. ع.
الأنساب (5/ 347)، تهذيب الكمال (28/ 207 - 210)، التقريب (ص 538).
(2)
واسم أبي بكير: "نَسْر" أَبو زكريا الكرماني، كوفي الأصل، نزل بغداد. "ثقة"، (8 أو 209 هـ). ع. تهذيب الكمال (31/ 245 - 248)، التقريب (ص 588).
(3)
"قالا" ساقطة من (م).
(4)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه في "الصلاة" -باب "تحريم سَبْقِ الإمام بركوع أو سجود ونحوهما" عن أبي بكر بن أبي شيبة وعليّ بن حُجْرٍ، كلاهما عن عليِّ بن مُسْهِر، عن المختار، به. الصحيح (1/ 320) برقم (426) وكذلك عن قتيبة بن سعيد عن جرير، وعن ابن نمير وإسحاق بن إبراهيم عن ابن فضيل جميعا عن المختار، به. الصحيح (1/ 320) برقم (426/ 113).
و"المختار بن فُلْفُل" -بفائين مضمومتين، ولامين الأولى ساكنة- هو: القرشي المخزومي.
(5)
من (ل) و (م).
(6)
في سنن الدارمي (1291)(1/ 321)، حيث رواه عن أبي الوليد الطيالسي، عن زائدة، به، بلفظ "حثهم"، وكلاهما بمعنى.
(7)
وأخرجه المصنف في باب "حظر مبادرة المأموم إمامه بالركوع والسجود، ورفع الرأس =
⦗ص: 97⦘
= من الركوع والسجود، والتشديد فيه
…
ح (1748)، عن الصغاني، به؛ وعن أَبي أمية عن معاوية بن عمرو -فقط- به، بأطول مما هنا.
وكذلك ح (1749)، عن الصائغ، عن عفان وأبي سلمة، قالا: ثنا عبد الواحد بن زياد، عن المختار، به، بمثله.
[باب (1)] بيانِ الأخبارِ التي تُبَيّن القراءة في [صلاة (1)] الصبح، والدليلِ على [إباحة]
(1)
قراءةِ بعض السورة فيها، وقراءة سورةٍ في ركعتين
(1)
ما بين المعقوفتين من (ل) و (م).
1823 -
حدثنا ابن أبي رَجاء
(1)
، قال: ثنا وكيع
(2)
، قال: ثنا مِسْعَرٌ، عن الوليد بن سَرِيْع
(3)
، عن عمرو بن حُرَيْثٍ
(4)
، قال:"سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الصبح: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} "
(5)
.
(1)
هو: أحمد بن محمد بن عبيد الله الثغري.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عنه، به، بنحوه، كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح، (1/ 336) برقم (456).
(3)
هو الكوفي، مولى آل عمرو بن حريث المخزومي.
- ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 491). قال الذهبي في "الكاشف"(2/ 351): "ثقة". وقال الحافظ في "التقريب"(ص 582): "صدوق من الرابعة"(م س). تهذيب الكمال (31/ 14 - 15). و "سَرِيْع" -بفتح المهملة- على وزن بطيء.
(4)
ابن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، صحابي صغير، (85 هـ) ع. تهذيب الكمال (21/ 580 - 582)، التقريب (ص 420).
(5)
سورة التكوير: 17.
1824 -
حدثنا الحسن بن عَفَّان
(1)
، قال: ثنا محمد بن عُبَيْدٍ
(2)
ح
وحدثنا ابن الجنيد
(3)
، قال: ثنا أَبو أحمد الزُّبَيْرِيُّ
(4)
، ح
وحدثنا عباس الدُّوْرِيُّ
(5)
، قال: ثنا يَعْلى
(6)
، ح
⦗ص: 99⦘
وحدثنا أَبو عمر الإمامُ
(7)
، قال: ثنا مَخْلَد
(8)
؛ كلَّهم عن مِسْعَرٍ
(9)
، بإسناده، مثله.
(1)
هو: الحسن بن علي بن عَفَّان العامري، أَبو محمد الكوفي، (270 هـ)، (ق).
قال ابن أبي حاتم: "كتبنا عنه وهو صدوق" الجرح والتعديل (3/ 22). وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 181). ووثقه الدارقطني ومسلمة بن قاسم. تهذيب التهذيب (2/ 261). وقال الحافظ: "صدوق". تهذيب الكمال (6/ 257)، التقريب (ص 162).
(2)
ابن أبي أمية الطَّنافِسِي الكوفي، الأَحْدَبُ، "ثقة يحفظ". (204 هـ). تهذيب الكمال (26/ 54 - 59)، التقريب (ص 495).
(3)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد، أَبو جعفر الدَّقَّاق.
(4)
هو: محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن الدرهم الأسدي الكوفي.
(5)
هو: عباس بن محمد بن حاتم الدوري، أَبو الفضل البغدادي، "ثقة حافظ"، (271 هـ)4. تهذيب الكمال (14/ 245 - 249)، التقريب (ص 294).
و"الدُّورِي" لم يرد في (م) فقط، وهو -بضم الدال، وسكون الواو- نسبة إلى "دور" محلة ببغداد، من أعلى البلد. انظر: مؤتلف ابن القيسراني (ص 64، 65)، الأنساب (2/ 503 - 505)، اللباب (1/ 512)، توضيح المشتبه (4/ 54).
(6)
لعله: يعلى بن عباد الكلابي البغدادي، ترجم له الخطيب في تاريخه، ولم يذكر له سنة وفاة ولا ولادة، لكنه في طبقة شيوخ الدوري، وقد ضعفه الدارقطني.
انظر: تاريخ بغداد (14/ 354 - 355)، ميزان الاعتدال (4/ 457).
وأما ابن الحارث المحاربي الكوفي الذي ذُكر في تلاميذ مسعر في تهذيب الكمال (32/ 381) فتوفي سنة (168 هـ) بينما ولد عباس الدوري سنة 185 هـ كما في تاريخ بغداد (12/ 145) أبي: بعد وفاة يعلى بن الحارث بسبع عشرة سنة، فلا يمكن أن يدركه.
(7)
هو: عبد الحميد بن محمد المُستام الحراني، إمام مسجدها.
(8)
ابن يزيد القرشي الحراني.
(9)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم.
1825 -
حدثنا سليمان بن سَيْف [الحراني]
(1)
، وعبد الملك بن محمد الرَّقَاشيُّ
(2)
، قالا: ثنا سعيد بن عامر
(3)
، قال: ثنا شعبة، عن مِسْعَرٍ
(4)
، عن الوليد بن سَرِيْع، عن عمرو بن حُرَيْثٍ، "أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصبح:{وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} "
(5)
.
(1)
من (ل) و (م) وقد تقدم في (ح / 1787).
(2)
أَبو قلابة البصري، يكنى أبا محمد، وأبو قلابة لقب.
(3)
هو الضُّبَعيُّ -بضم المعجمة، وفتح الموحدة-، أَبو محمد البصري.
(4)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم- كما تقدم في (ح / 1823).
(5)
سورة "التكوير": 17.
1826 -
حدثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى الهِلَالي
(1)
، قال: ثنا
⦗ص: 100⦘
يحيى بن حماد
(2)
، ح
وحدثنا إبراهيم بن أبي داود الأَسَدِيُّ قال: ثنا الرَّبيْعُ بن يحيى
(3)
⦗ص: 101⦘
كلاهما قالا: ثنا شعبة، عن مِسْعَرٍ، قال: سمعتُ الوليد بن سَرِيْعٍ
(4)
يقول: سمعتُ عمرَو بن حُرَيْثٍ -قال ربيع في حديثه: وكان مولى له- قالا جميعا: يُحَدّث "أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15)} زاد الهلاليُّ في حديثه: {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)}
(5)
.
(1)
هو "الدرابجرْديُّ" -بفتح الموحدة كسر الجيم وسكون الراء- أَبو الحسن، و "درابِجِرْد" محلة متصلة بالصحراء في أعلى نيسابور- "ثقة"(267 هـ)، (د).
و"الهلالي" -بكسر الهاء- نسبة إلى بني هلال، وهي قبيلة كبيرة نزلت الكوفة، وهي: هلال بن عامر بن صَعْصَعة
…
انظر: الأنساب (5/ 657 - الهلالي)، (2/ 466 - الدرابجردي)، مؤتلف ابن القيسرني (ص 62)، اللباب (3/ 396)، (1/ 495) تهذيب الكمال (20/ 374 - 377)، =
⦗ص: 100⦘
= التقريب (ص 399).
(2)
هو الشيباني.
(3)
ابن مِقْسَم المرئي -بفتح الميم والراء المهملة، والألف المهموزة-، أَبو الفضل البصري الأشناني -بضم الألف، وسكون الشين، آخره نون- (224 هـ)، (خ د).
قال أَبو حاتم: "ثقة ثبت". وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 240) وقال: "يخطئ". وقال الدارقطني -فيما رواه الحكم-: "ليس بالقوي، يروي عن الثوري عن ابن المنكدر عن جابر الجمعَ بين الصلاتين، هذا يسقط مائة ألف حديث". وحَمَلَ الذهبيُّ هذا على المبالغة. وقال البرقاني عن الدارقطني: "ضعيف ليس بالقوي، يخطئ كثيرًا". وقال ابن قانع: "ضعيف". وقال الذهبي: "صدوق فيه بعضُ اللين". وقال الحافظ: "صدوق له أوهام".
وذكره الحافظ في مقدمة الفتح (ص 422) وقال: "ما أخرج عنه البخاري إلا من حديثه عن زائدة فقط".
ولعل ما أطلق عليه الحافظان: الذهبي (في الميزان)، وابن حجر أدنى ما يمكن إطلاقه عليه، ويحتمل احتمالا كبيرًا أن تكون درجتُه أعلى من هذا؛ لحكم أبي حاتم -مع تعنته كما قال الذهبي- عليه بأنه (ثقة ثبت)، ومن الضروري أن يكون قد نَخَلَ حدِيْثَه وعرفه قبل أن يُطْلِقَ عليه هذا الحكم، وهو أقدر على ذلك لكون المتَرْجَم شيخه، كما أنَّ الحديثَ المذكور لم يَخْفَ عليه، فقد حكم عليه بأنه خطأ، وحمّل الربيع الخطأ (علل ابنه 1/ 116) وقد قال الذهبي في "السير": "الإمام الحافظ الحجة
…
". الجرح والتعديل (3/ 271)، الثقات لابن حبان (8/ 240)، سؤالات الحاكم للدارقطني (319)(ص 206، 207)، الأنساب (5/ 250 - المرئي)، =
⦗ص: 101⦘
= (1/ 170 - الأشناني)، تهذيب الكمال (9/ 106 - 108)، السير (10/ 452)، ميزان الاعتدال (2/ 43)، تهذيب التهذيب (3/ 218 - 219)، التقريب (ص 207).
(4)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن شيخه مُحْرِز بن عَوْنِ بن أَبي عَوْن، عن خَلَف بن خليفةَ الأَشْجَعِيِّ أبي أحمد، عن الوليد، به، بلفظ "صليّتُ خَلْفَ النبي صلى الله عليه وسلم الفجرَ فسمعتُه يقول:
…
" وزاد: "وكان لا يحْنِي رجلٌ مِنَّا ظَهْرَه حتى يَسْتَتِمَّ ساجدًا".
الصحيح -كتاب الصلاة -باب "متابعة الإمام والعمل بعده"(1/ 346) برقم (475).
(5)
سورة "التكوير" الآيتان: 15، 16.
1827 -
حدثنا أَبو أُمَيَّةَ
(1)
، قال: ثنا أَبو الوليد
(2)
، قال: ثنا شعبة
(3)
، عن زِيَادِ بن عِلَاقَةَ
(4)
، قال: سمعتُ قُطْبةَ بن
⦗ص: 102⦘
مالك
(5)
(6)
"أنه صلّى مع النبي صلى الله عليه وسلم قال: فسمعتُه يقرأُ في إحدى الركعتين في الصبح: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ}
(7)
.
قال شعبة: وسألته مرة أخرى، فقال: سمعته يقرأ بـ {ق} "
(8)
.
(1)
هو الطرسوسيُّ: محمد بن إبراهيم بن مُسْلِم الخُزَاعِي الثغري.
(2)
هو الطيالسي: هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم البصري، "ثقة ثبت"، (227 هـ) ع. تهذيب الكمال (30/ 226 - 232)، التقريب (ص 573).
(3)
هنا التقى المصنف مع الإمام مسلم، فقد رواه مسلم عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر (غندر) عن شعبة، به. باب "القراءة في الصبح" برقم (457/ 167)، (1/ 337).
(4)
بكسر العين في: "علاقة"، الثَّعْلَبِيُّ أَبو مالك الكوفي، "ثقة"، زعم الأزديُّ فقط -وهو مُتَكلَّمٌ فيه- أنه كان منحرفًا عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم (135 هـ) ع. تهذيب الكمال =
⦗ص: 102⦘
= (9/ 498 - 500)، تهذيب التهذيب (3/ 327 - 328)، التقريب (ص 220).
(5)
الثعلبي، صحابي سكن الكوفة. (عخ م ت س ق). الاستيعاب (2143)، (3/ 344)، أسد الغابة (4312)، (4/ 388)، تهذيب الكمال (23/ 608 - 609)، الإصابة (7137)(5/ 340).
(6)
(ك 1/ 392).
(7)
سورة "ق" الآية: 10.
(8)
وأخرجه النسائي في "المجتبى" في "الصلاة" باب "القراءة في الصبح بـ "قاف" عن خالد، عن شعبة مثله، وفيه: "قال شعبة: فلقيته في السوق في الزحام فقال: "ق".
السنن (2/ 157).
من فوائد الاستخراج:
تعيين الشاك في المتن، وأنه زياد بن علاقة، على أن المراد بكلا اللفظين واحد، وهو أنه سمعه يقرأ بسورة "ق".
1828 -
حدثنا ابن أبي رَجَاء، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا مِسْعَرٌ، وسفيان
(1)
، عن زياد بن عِلاقة
(2)
، عن عَمِّه: قُطْبَةَ بن مالك، قال:
⦗ص: 103⦘
"سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر بـ "قاف"
(3)
، وسمعته يقرأ:{وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} "
(4)
.
(1)
هو الثوري كما صرح به المزي في "التحفة"(8/ 283).
(2)
هنا موضع الالتقاء مع مسلم، رواه من طرق عدة سبقت الإشارة إلى بعضها في (ح / 1827) وستأتي الإشارة إلى أخرى في (ح /1830) إن شاء الله تعالى. الصحيح (1/ 336 - 337).
(3)
سورة "ق" الآية: 1.
(4)
سورة "ق" الآية: 10.
وأخرجه الترمذي أيضًا عن هناد، عن وكيع، عنهما، به، وزاد:"في الركعة الأولى".
الجامع له، "أبواب الصلاة" باب "ما جاء في القراءة في صلاة الصبح"(2/ 108، 109)، برقم (306).
1829 -
حدثنا عليّ بن حرْب
(1)
، قال: ثنا يَعْلَى
(2)
، ح
وحدثنا أَبو عمر
(3)
، قال: حدثنا مَخْلَد
(4)
، كلاهما عن مِسْعَرٍ، عن زِياد بن عِلاقة
(5)
، عن قُطْبَةَ بن مالك، قال:"سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10)} "
(6)
.
(1)
هو الطائي، أَبو الحسن الموصلي.
(2)
هو يعلى بن عمران البجلي، أَبو أيّوب، من ولد جَرِير بن عبد الله البَجَلي -فيما ذُكر- كما في "تاريخ دمشق"، (37/ 361)، وانظر "أسد الغابة"، (1/ 1084، هانئ المخزومي)، "تهذيب الكمال"، (20/ 362)، لم أظفر بترجمته.
(3)
هو: عبد الحميد بن محمد بن المستام -أَبو عمر الحراني- إمام مسجدها.
وفي المطبوع "عمرو" وهو خطأ.
(4)
هو ابن يزيد القرشي الحراني.
(5)
هنا موضع الالتقاء -كما تقدم في (ح /1827).
(6)
سورة "ق"، الآية:10.
1830 -
حدثنا عباس بن
(1)
محمد الدُّوْرِي والصغاني، قالا: ثنا يحيى بن أبي بُكَيْرٍ، قال: ثنا زائدةُ
(2)
، عن سِمَاكِ بن حرْب، عن جابر بن سَمُرةَ، "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)}، فكانت صلاته بعض تخفيف، أو بعد تخفيف"
(3)
.
(1)
"ابن محمد" لم يرد في (ل) و (م).
(2)
هو ابن قدامة، وهنا موضع الالتقاء مع مسلم، فقد رواه عن أَبي بكر بن أبي شيبة، عن حسين بن علي، عن زائدة، به. الصحيح، باب "القراءة في الصبح"، (1/ 337) برقم (458).
(3)
عند مسلم بلفظ "وكان صلاته بعدُ تخفيفًا" وعند أحمد في المسند (5/ 103) من طريق ابن مهدي عن زائدة أيضًا بنفس اللفظ بتذكير "كان"، ولكنه عند أحمد نفسه في المسند (5/ 91) برقم (20334) كذلك في (5/ 105) برقم (20498)، كذلك عند ابن خزيمة برقم (526)، وابن حبان (1816) بلفظ:"وكانت" بالتأنيث.
وعند الطبراني (1929)، في الكبير (2/ 224) بلفظ:"وكانت صلاته بعد تخفيف" وهذا قريب من لفظ المصنف، ولم أجد في الروايات "بعض تخفيف" كما رواه المصنف.
1831 -
حدثنا أَبو إبراهيم الزُّهْرِي
(1)
، قال: ثنا عمرو بن خالد
(2)
، [ح]
(3)
⦗ص: 105⦘
وحدثنا هلالُ بن العلاء
(4)
، قال: ثنا حُسَيْنُ بن عَيَّاش
(5)
، قالا: ثنا زُهَيْر
(6)
، عن سِمَاك، قال:"سألتُ جابر بن سَمُرةَ عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "كان يُخَفِّفُ، ولا يُصلّي صلاةَ هؤلاء".
قال: وأنبأني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان يقرأ في الفجر بـ {ق وَالْقُرْآنِ
(7)
} ونحوها".
(1)
هو أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري البغدادي.
(2)
ابن فرُّوخ بن سعيد، أَبو الحسن التميمي، ويقال: الخزاعي الجزري، الحراني، نزيل مصر، "ثقة"(229)، (خ ق). تهذيب الكمال (21/ 601 - 603)، التقريب (ص 420).
(3)
"ح" -علامة التحويل- من (ل) فقط، ووجودها أنسب.
(4)
ابن هلال بن عمر الباهلي مولاهم، أَبو عمر الرقي، "صدوق"، (280 هـ)، (س).
تهذيب الكمال (30/ 346)، الكاشف (2/ 342)، التقريب (ص 576).
(5)
ابن حازم السُّلمي مولاهم، أَبو بكر الباجُدَّائي.
(6)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن رافع، كلاهما عن يحيى بن آدم عن زهير به مثله.
الصحيح (1/ 337) باب "القراءة في الصبح" برقم (458/ 169).
(7)
كلمة "والقرآن" لم تَرِدْ في (ل) و (م).
1832 -
حدثنا أَبو عمرَ الإمامُ
(1)
، قال: ثنا مَخْلَدُ بن يزيد، قال: ثنا سفيان الثوري
(2)
، عن خالد الحذَّاء، عن أبي المِنْهَال
(3)
، عن أبي بَرْزَةَ
⦗ص: 106⦘
الأَسْلَمِيِّ
(4)
، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر ما بين الستين إلى مائة الآية
(5)
(6)
.
(1)
هو: عبد الحميد بن محمد بن المستام الحرّاني، و"مخلد" هو ابن يزيد الحرّاني.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي كريب، حدثنا وكيع، عن سفيان، به، بنحوه.
كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح، (1/ 338) برقم (461 /. . .).
(3)
هو: سيَّار بن سلامة الرِّياحي البصري. "ثقة"(129 هـ) ع. تهذيب الكمال (12/ 308 - 309)، التقريب (ص 261)، المقتنى (2/ 99).
(4)
هو الصحابي المشهور: نَضْلَة بن عُبَيْدٍ، مشهور بكنيته.
(5)
كذا في النسخ، ولفظ صحيح مسلم:"إلى المائة آية" وعند أحمد (4/ 423) -من رواية وكيع أيضًا- بلفظ: "إلى المائة" فقط. وأمّا لفظ المصنف ففيه إشكال.
(6)
من فوائد الاستخراج: التصريح بأنَّ "سفيان" هو الثوري.
1833 -
حدثنا الدَّقِيْقِيُّ
(1)
وعمّارُ بن رَجَاء
(2)
، قالا: ثنا يزيد بن هارون
(3)
، قال: ثنا سليمان التَّيْمِيُّ
(4)
، عن سَيَّار، أبي المنهال، عن أبي بَرْزَةَ الأسْلَمِيّ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان يقرأ في صلاة الغَدَاةِ من
(5)
الستين
⦗ص: 107⦘
إلى المائة".
(1)
هو: محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي، أَبو جعفر الدقيقي. "صدوق"(266 هـ)، (د ق). تهذيب الكمال (26/ 24 - 26)، التقريب (ص 494).
و"الدقيقي": -بفتح الدال المهملة، والياء الساكنة- نسبة إلى الدقيق وبيعه وطحنه.
الأنساب (2/ 485)، اللباب (1/ 505).
(2)
أَبو ياسر التغلبي، و "ابن رجاء" لم يرد في (ل) و (م).
(3)
هنا موضع الالتقاء، فقد رواه مسلم في "الصحيح" باب "القراءة في الصبح"(1/ 338) برقم (461) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، به.
(4)
هو: سليمان بن طَرْخان التيمي، أَبو المعتمر البصري. "ثقة عابد"(143 هـ) ع.
تهذيب الكمال (12/ 5 - 12)، التقريب (ص 252).
و"التيمي" نسبة إلى بني تيم، ولكن المترجَمَ لم يكن منهم، وإنما نزل فيهم فنسب إليهم.
مؤتلف ابن القيسراني (ص 42)، الأنساب (1/ 499 - 500)، اللباب (2/ 233).
(5)
لفظة "من" سقطت من المطبوع.
1834 -
حدثنا أَبو حُميد المِصِّيْصِيُّ
(1)
وهِلَال بن العلاء
(2)
وأبو جعفر المُخَرِّميُّ
(3)
، قالوا: ثنا حَجَّاج
(4)
، عن ابن جُرَيْج
(5)
، قال: سمعتُ محمد بن عَبَّاد بن جعفر
(6)
يقول:
⦗ص: 108⦘
أخبرني أبو سلَمَة بن سفيان
(7)
، عن
(8)
عبد الله بن عمرو
(9)
،
⦗ص: 109⦘
وعبد الله بن
(10)
المُسَيَّبِ
(11)
العابديِّ، عن عبد الله بن السائب
(12)
، قال:"صلَّى بنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمكة الصبح؛ فاستفتحَ سورةَ "المؤمنين" حتى إذا انتهى إلى ذكر "موسى" و"هارون"، أو ذكر "عيسى" -شك
(13)
محمدُ بن عباد، أو اختلفوا عليه- أخذتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سَعْلَةٌ
(14)
، فركع وابن السائب حاضِر ذلك"
(15)
.
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن تميم، أَبو حميد المصيصي، "ثقة"(س). تهذيب الكمال (16/ 52 - 53)، التقريب (ص 321).
و"المصيصي" نسبة إلى بلدة كبيرة على ساحل الشام يقال لها: "المصيصة". مؤتلف ابن القيسراني (ص 133)، الأنساب (5/ 315)، اللباب (3/ 221) ..
(2)
الباهلي مولاهم أَبو عمرو الرّقي.
(3)
هو: محمد بن عبد الله بن المبارك المخرّمي -بمعجمة وتثقيل- البغدادي، "ثقة حافظ"، (بعد 254 هـ)، (خ د س). تهذيب الكمال (25/ 534 - 538)، التقريب (ص 490).
و"المخَرمي" -بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، وتشديد الراء المكسورة- هذه النسبة إلى "المخرِّم" وهي محلةٌ ببغداد مشهورة، وقيل لها "المخرِّم" لأن بعضَ ولد يزيد بن المخرِّم نزلها فَسُمِّيَتْ به. إكمال ابن ماكولا (7/ 239)، الأنساب (5/ 223)، اللباب (3/ 178)، توضيح المشتبه (8/ 80).
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن هارون بن عبد الله، عن حجاج بن محمد (الأعور)، به، بنحوه مقرونًا بطريق محمد بن رافع عن عبد الرزاق، عنه، به، وزاد:"وفي حديث عبد الرزاق: فحذف، فركع"، وفي حديثه:"وعبد الله بن عمرو"، ولم يقل: ابن العاص. كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح، (1/ 336)، برقم (455).
(5)
هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي.
(6)
ابن رفاعة بن أمية المخزومي، المكي، "ثقة". ع. تهذيب الكمال (25/ 433 - 435)، التقريب (ص 486).
(7)
هو: عبد الله بن سفيان القرشي المخزومي -مشهور بكنيته، "ثقة"، (م د س ق).
تهذيب الكمال (15/ 44 - 48)، التقريب (ص 306).
(8)
هكذا في النسخ: (ك)، و (م)، و (ل)، و (س)، وكذلك في المطبوع (2/ 161)، وهو خطأ، والصحيح (و) بدل (عن) لأن "عبد الله بن عمرو هذا وكذلك "عبد الله بن المسيّب" كلاهما قرينان لأبي سلمة، يروي ثلاثتهم عن عبد الله بن السائب.
وانظر: صحيح مسلم (1/ 336) -برقم (455)، وسنن أبي داود (1/ 426) - برقم (649)، سنن النسائي (2/ 176)، عن أبي سلمة فقط. [*]
(9)
وفي (ل) و (م) زيادة (ابن العاص) كما هو في رواية مسلم (1/ 336) -برقم (455) وهذا خطأ، وهو "وهم من بعض أصحاب ابن جريج"، والصواب ما رواه عبد الرزاق في مصنفه (2/ 112) - برقم (2707) حيث قال: "عبد الله بن عمرو بن عبد القاريّ).
فالخلاصة: أنّ عبد الله بن عمرو هذا ليس هو ابن العاص الصحابي، بل عبد الله بن عمرو الحجازي. وراجع للتفصيل: شرح النووي لصحيح مسلم (4/ 177)، تهذيب الكمال (15/ 45 - 47)، الفتح (2/ 299)[*].
وأما الحجازي فذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(5/ 154) وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 117) وعدَّاه من أهل الحجاز. وقال ابن سعد فيه: "كان قليلَ الحديث"[الطبقات (6/ 31)]، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 49)، وقال:"يروي عن أبي هريرة، روى عنه يحيى بن جعدة" -قلت: لعل هذا غير المترجم، لأنه لم يذكر من الرواة عن أبي هريرة في غير "الثقات" المذكور، وهكذا الحال في الراوي عنه: يحيى بن جعدة. وذكره الذهبي في المغني (1/ الترجمة: 3287) والميزان (2/ 468) وزاد "المخزومي"، وقال: "ما أعلم من روى عنه سوى محمد بن عباد بن جعفر، =
⦗ص: 109⦘
= صدوق إن شاء الله". وقال الحافظ في "التقريب": "مقبول من الرابعة". (ص 315)، (م د). تهذيب الكمال (15/ 363).
(10)
(ك 1/ 393).
(11)
ابن أبي السائب: صيفي بن عابد -بموحدة- ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم، العابدي، المخزومي، "صدوق، من كبار الثالثة، ووهم من ذكره في الصحابة". (سنة بضع وستين هـ)(م د). تهذيب الكمال (16/ 143)، التقريب (ص 323).
و"العابدي": نسبة إلى "عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم " السابق. الأنساب (4/ 107)، اللباب (2/ 301).
(12)
ابن أبي السائب بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي، المكي. له ولأبيه صحبة، وكان قارئ أهل مكة، مات سنة بضع وستين (خد م ع).
الاستيعاب (1561)، أسد الغابة (2966)، تهذيب الكمال (14/ 553 - 554)، الإصابة (4716)(4/ 89)، التقريب (ص 305).
(13)
في (ل) و (م): "محمد بن عباد شك".
(14)
"سعلة" -بفتح أوله- مشارق الأنوار (2/ 225) من "السعال" ويجوز الضم. وهو صوتٌ يكون من وجع الحلق واليبوسة فيه. الفتح (2/ 300) عون المعبود (2/ 248).
(15)
والحديث أخرجه أَبو داود في السنن (1/ 426)، برقم (649) باب "الصلاة في =
⦗ص: 110⦘
= النعل" من طريق عبد الرزاق وأبي عاصم.
وكذلك النسائي في السنن: (2/ 176)، عن أبي سلمة فقط.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" -عن الثلاثة- (2/ 112)، برقم (2707)، باب "القراءة في صلاة الصبح".
وأخرجه أحمد عنهم في المسند (3/ 411) عن ححاج، وعبد الرزاق، وروح، وهوذة بن خليفة، كلهم عن ابن جريج، به، وزاد حجاجٌ وروح في روايتهما:"عبد الله بن عمرو بن العاص" قال الحافظ في "أطراف المسند"(3/ 25): وهو خطأ. وقد سبق التفصيل في ذلك.
(16)
"باب" من (ل) و (م).
(17)
"قراءة" من (ل) و (م).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: انظر: إتحاف المهرة (7161).
[باب
(1)
] بيان إباحة [قراءة]
(2)
سورتين وثلاثةٍ في ركعة، والترغيبِ في قراءة سورة في كل ركعة
(1)
"باب" من (ل) و (م).
(2)
"قراءة" من (ل) و (م).
1835 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا شُجاعُ بن الوليد بن قيس
(1)
، قال: حدثني سُلَيْمان بن مِهْران
(2)
، عن شقِيْقَ بن سَلَمَة
(3)
، قال: "جاء رجلٌ يقال له نَهِيْكَ بن سِنَان
(4)
إلى عبد الله بن مسعود فقال: "يا أبا عبد الرحمن، أ"ياءً
(5)
" وجدْتَها أم "ألفًا" {مِنْ مَاءٍ غَيْرِ
⦗ص: 112⦘
آسِنٍ}
(6)
؟ فقال له عبد الله: "أو كلَّ القرآن قد أَحْصَيْتَ إلا هذه؟ " قال: فقال: "إني لأقرأ المفصَّل
(7)
في ركعة"، فقال عبد الله: "أ
(8)
هَذًّا
⦗ص: 113⦘
كهَذّ
(9)
الشِّعْر"؟! إنَّ رِجالًا يقرؤون القرآن لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهم
(10)
"
(11)
، ثم قال عبد الله: "إنِّي لأَعْلَمُ النظائِرَ
(12)
التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهن
(13)
، سورتين في ركعة، ثم قام عبد الله وأَخَذَ بِيَدِ
(14)
عَلْقَمَةَ، فخرج
⦗ص: 114⦘
إلينا، فقلنا: أَخْبَرَكَ بالنظائر؟ قال: "نعم: العشرون الأُوَلَ من المفَصَّلِ، منها سورة من آل {حم}
(15)
: (الدخان) نظيرتُها: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1)} .
رواه أَبو معاوية
(16)
فقال: منها: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} ، و "النَّجْم"، و"الدخان"،
⦗ص: 115⦘
و {الرَّحْمَنُ} "
(17)
.
(1)
هو السَّكوني أَبو بَدْر الكوفي.
(2)
هو الأعمش، وهنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، ففد رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة، وابن نمير كلاهما: عن وكيع عن الأعمش به [الصحيح (1/ 563)] باب "ترتيل القرآن واجتناب الهذّ" -وهو الإفراط في السرعة- وإباحة سورتين فأكثر"، برقم (822).
(3)
هو الأسدي أَبو وائل الكوفي.
(4)
هو البجلي الكوفي.
ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 480) وقال: "يروى عن ابن مسعود، وروى عنه: أَبو وائل". وترجم له الحافظ في "تعجيل المنفعة"(2/ 315) والحسيني في الإكمال (2/ 172)، (929) والعراقي في (ذيله) على الكاشف (ص 288)، (1598) - واكتفوا بالإشارة إلى ذكر ابن حبان له في "الثقات".
و"نهيك" بفتح أولها، وسكون المثناة تحت، تليها كاف. توضيح المشتبه (9/ 130).
(5)
هذه القراءة ليست من السبعة، ولا من العشرة. =
⦗ص: 112⦘
= انظر: إعراب القراءات السبع وعللها (2/ 323)، غاية الاختصار في القراءات العشر لأئمة الأنصار (2/ 660)، النشر لابن الجوزي (2/ 374)، تقريب المعاني في شرح حرز الأماني في القراءات السبع (ص 405)، البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة (ص 295) فإن ابن كثير قرأ:"أَسِن" بفتح الهمزة من غير مدّ، مع كسر السين، وأما "ياسن" -بالياء- فإنه لم يذكرها ابن خالويه في "شواذ القراءات"، وذكرها أَبو حيان في البحر (8/ 79) فقال: وقرئ: "غير ياسن" بالياء، قال أَبو علي: وذكر على تخفيف الهمز".
(6)
سورة (محمد): 15. وفي صحيح مسلم (1/ 563) بلفظ: "كيف تقرأ هذا الحرف: ألفًا تجده أو ياءً {مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} أو {مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ}؟ وعند ابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 269 - 270): كيف تجد هذا الحرف: {مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} أو {ياسِنٍ}؟
وهذا أوضح مما عند المصنف هنا، ومثل المصنف عند أحمد في "المسند"(1/ 380).
(7)
"المفصل": ما يلي المثاني من قِصَار السُّوَرِ، سمي "مفصلًا" لكثرة الفصول التي بين السور بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، وقيل: لقلة المنسوخ فيه. وآخره: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} .
وفي أوله اثنا عشر قولًا، على ما ذكره الزركشي في "البرهان"، ورحج أنَّ أوَّلَه:{ق} ، ودلَّل لذلك. [البرهان في علوم القرآن (1/ 245 - 248)، وسردها السيوطي في "الإتقان" (1/ 180) - ط: دار التراث القاهرة- بغير ترجيح، ورجحه الحافظ في الفتح (2/ 302).
(8)
همزة الاستفهام سقطت من المطبوع (1/ 162)، وهي موجودة في النسخ الثلاثة (م، ش، ل).
(9)
أي: أتهذّ القرآن هَذًّا فتُسْرِعُ فيه كما تُسْرِعُ في قراءة الشعر؟
و"الهذّ" -بفتح الهاء وتشديد الذال-: شدَّةُ الإسراع والإفراطُ في العَجَلةِ".
انظر: النهاية (5/ 255)، شرح النووي لصحيح مسلم (6/ 105)، الفتح (2/ 302).
(10)
"التراقي": جمع "ترقوة" وهو عظم يَصِلُ بين ثُغرة النَّحْرِ والعاتق من الجانبين، ووَزْنُه "فَعْلُوَة" -بالفتح-. انظر: المجموع المغيث (1/ 227)، النهاية (1/ 187).
ومعناه: إن رجالًا يقرؤون القوآنَ ولا حظَّ لهم من ذلك إلا مرورُه على اللسان، فلا يجاوز تراقيهم ليصل قلوبهم، وليس ذلك هو المطلوب، بل المطلوب تعلُّقُّه وتدبُّره بوقوعه القلب. شرح النووي لمسلم (6/ 105).
(11)
في صحيح مسلم (1/ 563) هنا زيادة: "ولكن إذا وقع في القلب فرَسَخ فيه، نفع، إنّ أفضل الصلاة الركوعُ والسجود"، وكذلك عند ابن خزيمة في صحيحه (1/ 270) بلفظ "أَخْيَر" بدل "أَفْضَل" وعند أحمد في المسند (1/ 380) الجملة الأولى فقط.
(12)
"النظائر" أي: "السور المتماثلة في المعاني كالموعظة أو الحكمة أو القصص لا المتماثلة في عدد الآيات". الفتح (2/ 303).
(13)
في صحيح مسلم (822): "يقرن بينهن".
(14)
وفي صحيح مسلم (822): "ثم قام عبد الله فدخل علقمة في إثْره، ثم خرج فقال: قد أخبرني بها" -هذا في رواية وكيع، وليس فيها- كذلك - ذكر العشرين المذكورة عند المصنف.
(15)
قد سبق وأن نقلنا ترجيح القول بأن أول "المفصل" هو سورة: {ق} وبهذا لا تكون سورة: (الدخان) منه؛ فعدُّها -هنا- من المفصل مُشْكِلٌ، وأما رواية واصل الآتية برقم (1837) فقد فُصل فيها "الدخان" من المفصَّل فلا إشكال فيها، ولكن فيها إشكال من ناحية أخرى سيأتي استعراضه وإزالته في مكانه، إن شاء الله تعالى.
وأما الإشكال الوارد على هذه الرواية فقد أجاب عنه الحافظ في الفتح (2/ 303) بأن في قوله "عشرين سورة من المفصل" -كما في رواية شعبة عند البخاري (775) - تَجَوُّزًا، وقال في موضع آخر من الفتح (8/ 708):"وإطلاق "المفصَّل" على الجميع تغليبًا وإلّا "فالدخان " ليست من "المفصل" على المرجح، لكن يحتمل أن يكون تأليف ابن مسعود على خلاف تأليف غيره".
قلت: يشير إلى ما ورد من قول عكرمة في بعض الروايات -كرواية مسلم (822/ 276) - من طريق أبي معاوية -والتي أشار إليها المصنف- وكذلك رواية أبي حمزة عند البخاري (4996) وغيرها- وهو: "في تأليف عبد الله".
فالإشكال يَرِدُ على التأليف الموجود، والاحتمال ظاهرٌ أن يكون تأليفُ عبد الله يختلف بعض الشيء عن هذا التأليف، ومن القرائن على ظهور هذا الاحتمال تقييد الراوي "المفصل" بتأليف عبد الله، فلعله لاختلافٍ في الموردِ.
وقد ذكر النووي التوجيهَ الأولَ، وهو أن المراد في رواية "عشرين": أن "معظم العشرين من المفصل". [شرحه (6/ 107)].
(16)
أخرجه مسلم من طريق أبي كريب عنه عن الأعمش به، وفيها: "فجاء علقمة ليدخل عليه، فقلنا له: سلْه عن النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في =
⦗ص: 115⦘
= الركعة
…
". وفيها زيادة "في تأليف عبد الله"، كما سبقت الإشارة إليها.
الصحيح (1/ 564) كتاب صلاة المسافرين، باب "ترتيل القراءة
…
" برقم (822/ 276) وكذلك أحمد في المسند (1/ 380) برقم (3596) نحوه.
(17)
وأخرجه البخاري في "فضائل القرآن" -باب "تأليف القرآن"(4996)(8/ 655، مع الفتح)، عن عبدان، عن أَبي حمزة، عن الأعمش، به.
وفيه زيادة "على تأليف ابن مسعود، آخرهن الحواميم: "حم الدخان" و "عم يتساءلون".
من فوائد الاستخراج:
1 -
الزيادة في المتن حيث إن رواية وكيع عند مسلم لم يأت فيها ذكر العشرين من المفصل أصلًا -كما سبقت الإشارة إلى ذلك- وأما رواية أَبي معاوية عند مسلم فلم يأت فيها ذكر بعض السور التي ورد ذكرها في رواية المصنف هنا مثل "الدخان" وغيرها.
2 -
روايةُ مسلم ذكرت شقيق بن سلمة بكنيته، ورواية أبي عوانة صرحت باسمه.
1836 -
حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أَبو داود
(1)
، قال: ثنا شعبة، عن الأعمش
(2)
، قال: سمعتُ أبا وائل يقول: قال لي عبد الله: "إني لأَعْرِفُ السُّوَرَ النظائرَ التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقْرِن بَيْنَهُنَّ"، فأمرْنا علقمة فسأله، فقال: "عشرون سورةً من المفصَّل، كان رسول الله
⦗ص: 116⦘
صلى الله عليه وسلم يقرِنُ بين كلِّ سورتين"
(3)
.
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده برقم (259)(ص 34)، وأخرجه الترمذي أيضًا (602)(2/ 498) عن الطيالسي، به، بنحوه.
(2)
هنا موضع الالتقاء -كما تقدم في (ح / 1835).
(3)
وقد روى ابن خزيمة في صحيحه (538)(1/ 269 - 270) من طريق أبي خالد الأحمر عن الأعمش، وفيها سَرْدُ هذه السور العشرين. وكذلك أخرجه أبو داود (1396)، (2/ 117) من طريق أبي إسحاق عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود، وفيها -أيضًا- سردُ السور المذكورة، على أنَّ بينهما اختلافًا يسيرًا في الترتيب. راجع الفتح (2/ 303).
1837 -
حدثنا أَبو أُمَيَّةَ
(1)
، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، وعاصمُ بن علي
(2)
، قالا: ثنا مَهْدِي بن مَيْمُون
(3)
، قال: ثنا واصلُ الأحدَبُ
(4)
، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: "إني لأَحْفَظُ القرائِنَ
⦗ص: 117⦘
التي
(5)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأهن: ثمان
(6)
عشرةَ سورةً من "المفصل" وسورتين
(7)
من آل {حم} "
(8)
.
⦗ص: 118⦘
رواه شيبان عن واصل
(9)
.
(1)
هو الطَّرَسوسي: محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي.
(2)
ابن عاصم بن صُهَيْب الواسطي أَبو الحسن التيمي- مولاهم.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن شَيْبَان بن فرُّوخ، حدثنا مهدي بن ميمون، به، بنحوه، وفيه قصة لم يُورِدْها المصنف.
كتاب صلاة المسافرين، باب ترتيب القراءة واجتناب الهذّ
…
"، (1/ 564)، برقم (822/ 278).
و"مهدي بن ميمون" هو: الأزدي المِعْوَلي -بفتح الميم وسكون المهملة وفتح الواو- على ما ضبطه السمعاني في "الأنساب" وتبعه ابن ناصر الدين وغيره، وضبطه ابن نقطة وابن الأثير وغيرهما بكسر الميم، أَبو يحيى البصري، "ثقة"(172 هـ) ع.
الأنساب (5/ 348)، تكملة الإكمال (5/ 588)، اللباب (3/ 238)، تهذيب الكمال (28/ 592 - 595)، توضيح المشتبه (8/ 230 - 231)، تبصير المنتبه (4/ 1378)، التقريب (ص 548).
(4)
هو: واصل بن حَيَّان الأحدبُ الأسدي الكوفي، بَيَّاع السَّابَري. "ثقة ثبت"، =
⦗ص: 117⦘
= (120 هـ) ع. تهذيب الكمال (30/ 400 - 401)، التقريب (ص 579).
و"الأَحْدَبُ ": -بفتح الألف وسكون الحاء، وفتح الدال- من "الحدب"، وهو الانحناء والنتوء، ولم أجد تصريحًا لأحدٍ في وجه وصْفِه بالأحدب. وانظر: الأنساب (1/ 87)، اللباب (1/ 30).
(5)
وفي (ل) و (م): "اللاتي"، وفي صحيح مسلم مثل المُثْبَت.
(6)
كذا في النسخ الثلاثة (ك، م، ل) وفي صحيح مسلم (1/ 564): "ثمانية عشر من المفصل" وعند البخاري (5043) -رواية مهدي-: "ثماني عشرة سورة من المفصل"، وكذلك عند أحمد في المسند (1/ 421).
قال النووي في رواية مسلم: "هكذا هو في الأصول المشهورة -ثمانية عشر-، وفي نادر منها "ثمان عشرة" والأول صحيح أيضًا على تقدير "ثمانية عشرة نظيرًا". شرحه لمسلم (6/ 107).
(7)
قوله هنا "وسورتين من "آل حم" مُشْكِل "لأن الروايات لم تختلف على أنه ليس في العشرين من الحواميم غير "الدخان" -كما يقول الحافظ في الفتح (2/ 303) - ودَفَعَ الإشكالَ بتوجيهين:
أحدهما: أن يُحْمَلَ على التغليب.
وثانيهما: أن فيه حذفًا، كأنه قال: وسورتين: إحداهما من آل {حم} . الفتح (2/ 303).
(8)
وأخرجه البخاري في "فضائل القرآن"(8/ 706، مع الفتح)، برقم (5043) باب "الترتيل في القراءة، وقوله تعالى:{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} وقوله تعالى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ =
⦗ص: 118⦘
= عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} وما يكره أن يُهَذَّ كهذ الشعر"، عن أبي النعمان، عن مهدي بن ميمون، به، بنحوه، دون القصة التي أوردها مسلم.
(9)
وصله الإمام مسلم (822/ 278) في صحيحه كما سبق.
1838 -
حدثنا يوسف بن مُسَلَّم
(1)
وعبَّاس
(2)
الدُّوْرِيُّ، قالا: ثنا حَجَّاج
(3)
، قال: سمعتُ شعبة
(4)
غيْرَ مَرّة -بالبصرة وببغداد- يحدِّثُ عن عمرو بن مُرَّة
(5)
، أنه سمع أبا وائل يُحدِّثُ، أن رجلًا جاء إلى عبد الله بن مسعود؛ فقال: "إنّي أقرأ
(6)
المفصَّلَ الليلةَ في ركعة"، فقال عبد الله: "أهَذًّا كهذّ الشعر؟ "، ثم قال عبد الله: "لقد
⦗ص: 119⦘
عرفتُ النظائِرَ التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقْرِنُ بينهُنَّ"؟ فذكر عشرين سورةً من المفصَّلِ، سورتين سورتين في كل ركعة"
(7)
.
(1)
هو: يوسف بن سعيد بن مسلّم المصيصي.
(2)
(ك 1/ 394).
(3)
هو: ابن محمد المصيصي الأعور، أَبو محمد.
(4)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن شيخيه: محمد بن المثنى وابن بشار، كلاهما عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به، بنحوه.
الصحيح (1/ 565) - برقم (822/ 279 /
…
).
(5)
ابن عبد الله بن طارق الجَمَلي -بفتح الجيم والميم- المرادي، أَبو عبد الله الكوفي الأعمى. "ثقة عابد، كان لا يُدَلِّس، ورُمِيَ بالإرْجاء"، (118 هـ) - وقيل: قبلها.
الأنساب (2/ 87)، تهذيب الكمال (22/ 232 - 237)، التقريب (ص 426).
(6)
هكذا -بصيغة المضارع- في النسخ الثلاثة [ش، م، ل]، وعند مسلم (1/ 565) والبخاري (775) والنسائي (2/ 175) -كلهم من رواية شعبة- بلفظ "قرأت" وهو الأوفق بالروايات الأخرى والسياق.
(7)
وأخرجه البخاري في "الأذان" باب: "الجمع بين السورتين في ركعة، والقراءة بالخواتيم، وبسورة قبل سورة، وبأول سورة"(2/ 298 / 299 - مع الفتح) برقم (775)، عن آدم.
والنسائي في "الافتتاح" باب: "قراءة سورتين في ركعة"(2/ 175) عن إسماعيل بن مسعود عن خالد.
كلاهما عن شعبة، به، مثله، إلا لفظة "قرأت" المشار إليها سابقا.
1839 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا يحيى بن أبي بُكَيْر، قال: أخبرنا شعبة
(1)
، قال
(2)
: عمرو بن مُرّة أخبرني
(3)
، قال
(4)
: سمعتُ أبا وائل يُحَدِّثُ عن عبد الله، أنَّ رجلًا أتاه فقال:"إنّي قرأتُ البارحةَ "المفصَّل" في ركعة"، فقال:"أهذًّا كهذّ الشعر؟ إنما فُصِّل لتُفَصِّلوه، لقد عرفتُ النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقْرِنُ بينهُنَّ"، فذكر عشرين سورة من أوّل المفصل، سورتين، سورتين في كل ركعة"
(5)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، انظر:(ح / 1838).
(2)
أي: شعبة.
(3)
كذا في النسخ الثلاثة [ك، م، ل] وفاعل "أخبرني" هو: عمرو بن مرة شيخ شعبة، وفيه تقديم الفاعل على الفعل، فيكون "عمرو بن مرة" مبتدأ، و "أخبرني" خبر له.
(4)
أى: عمرو بن مرة.
(5)
من فوائد الاستخراج:
الزيادة في المتن، وهو قوله:"وإنما فصِّل لتفصلوه" وفيه بيان وجه تسميتها بالمفصل.
1840 -
حدثنا إبراهيم بن مَرْزُوق، قال: ثنا وهبُ بن جَرِير
(1)
، قال: ثنا شعبة
(2)
، بإسناده، نحوه.
(1)
ابن حازم بن زيد، أَبو عبد الله الأزدي البصري. "ثقة"(206 هـ) ع. تهذيب الكمال (31/ 121 - 125)، التقريب (ص 585).
(2)
هنا موضع الالتقاء، انظر:(ح / 1838).
1841 -
حدثنا الحسن بن عَفَّان [العامري]
(1)
، قال: ثنا عبد الله بن نمير
(2)
، عن الأعمش، عن سعد بن عُبَيْدَة
(3)
، عن المُسْتَوْرِد بن الأَحْنَفِ
(4)
، عن صِلَةَ بن زُفَر
(5)
، عن حُذَيْفَةَ، قال:"صلَّيْتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلةً فافتتح "البقرة"، فقلتُ: يركعُ عند المائة، فمضى، فقلتُ: يركع عند المائتين، فمضى
(6)
، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، ثم افتتح
⦗ص: 121⦘
"النساء" فقرأها، ثم افتتح "آل عمران" فقرأها بقراءة
(7)
مترسِّلًا
(8)
، فإذا مرّ بآية فيها تسبيحٌ سبَّحَ، وإذا مرَّ بسؤالٍ سأل، وإذا مرّ بتعوُّذ تعوَّذ
(9)
، ثم ركع
(10)
".
(1)
من (ل) و (م) وقد تقدم في (ح / 1824).
(2)
هو الهمداني أَبو هشام الكوفي.
(3)
هو السلمي، أَبو حمزة، الكوفي، "ثقة، من الثالثة، مات في ولاية عمر بن هبيرة على العراق" ع. تهذيب الكمال (10/ 290 - 291)، التقريب (ص 232).
(4)
الكوفي، "ثقة، من الثانية"(م ع). تهذيب الكمال (27/ 437 - 439)، التقريب (ص 527).
(5)
صِلَة -بكسر أوله وفتح اللام الخفيفة- ابن زُفر -بضم الزاي، وفتح الفاء- العَبْسي -بالموحدة- أَبو العلاء (أو أَبو بكر) الكوفي. "تابعي كبير، من الثانية، ثقة جليل، مات في حدود السَّبْعين"ع. تهذيب الكمال (13/ 233 - 235)، التقريب (ص 278).
(6)
في صحيح مسلم (1/ 536) بلفظ "يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء
…
". =
⦗ص: 121⦘
= ومثله عند أحمد في المسند (5/ 397) برقم (22858) من رواية عبد الله بن نمير عن الأعمش، به. وراجع في تأويله وشرحه: شرح النووي لصحيح مسلم (6/ 61).
وأما رواية المصنف ولفظه فواضح لا إشكال فيه، ومثله عند النسائي في المجتبى (3/ 225 - 226) من رواية عبد الله بن نمير نفسِه.
(7)
كذا في النسخ الثلاثة المتوفرة [ش، م، ل].
وفي صحيح مسلم (1/ 537) وكذلك في النسائي في "المجتبى"(3/ 226) -رواية عبد الله بن نمير- بلفظ "يقرأ"، وهو الأولى بالسياق.
ويمكن تفسيرها عند المصنف بتقدير صفة للقراءة كالتأنيّ فيقال: بقراءةٍ مُتَأَنِّيَةٍ، و "مترسلًا" حال دال على صفة القراءة، والله تعالى أعلم.
(8)
أي: متأنيا، وهو بمعنى "الترتيل". المجموع المغيث (1/ 760)، النهاية (2/ 223).
(9)
في المطبوع بعده (مترسلا) وهو ظاهر الخطأ.
(10)
قد اقتصر المصنف هنا على موضع الشاهد، وأخرجه بالطريق نفسِه برقم (1859) و (1932) وساق هناك بعض متنه الموافقَ لترجمة ذينك البابين، ولم يسُقْ ما ساقه هنا.
[باب
(1)
] بيان صفةِ الرُّكوع في الصلاة، وتَسْوِية الظَّهْرِ فيه، وصفةِ وَضْع اليدين على الرُّكْبَتَيْنِ فيه، وإباحةِ التَّطْبِيْقِ فيه، وبيانِ الخبر المعارض للتطبِيْقِ المبَيِّبنِ أنه منسوخ، والدليلِ على أن الجماعة إذا كانوا ثلاثةً لا يَتَقَدَّمُهُم إمامُهم، ويقوم وسطهم، فإذا كانوا أربعةً تقدمهم إمامُهم
(1)
" باب" مستدرك من (ل) و (م).
1842 -
حدثنا الحارثي
(1)
[بالكوفة
(2)
] قال: ثنا أَبو أسامة
(3)
، عن حسين المعَلِّم
(4)
، عن بُدَيْل بن
⦗ص: 123⦘
مَيْسرة
(5)
، عن أبي الجوزاء
(6)
، عن عائشة، قالت: "كان رسول الله صلى الله
(7)
عليه وسلم- إذا ركع لم يُشخِصْ
(8)
رأسَه ولم يُصوِّبْه
(9)
، ولكن بين ذلك، وكان إذا رفع رأسَه من الركوع لم يَسْجُدْ حتّى يَسْتَوِيَ قائما"
(10)
.
(1)
هو: أَبو جعفر أحمد بن عبد الحميد بن خالد الحارثي الكوفي.
(2)
ما بين المعقوفتين من (ل).
(3)
هو حمّاد بن أسامة القرشي مولاهم، الكوفي، مشهور بكنيته. "ثقة ثبت، ربما دلَّس، وكان بأخرة يحدِّثُ من كتب غيره"(201 هـ)، ع.
قال ابن سعد: "كان ثقة مأمونًا كثيرَ الحديث، يُدَلِّس، ويُبَيِّن تدليسه".
وعدَّه الحافظ في المرتبة الثانية من المدلسين، وقد صرَّح في هذا الحديث بالتحديث في (ح /1933)، وراجع ما بعده.
انظر: طبقات ابن سعد (6/ 365)، تهذيب الكمال (7/ 217 - 224)، التقريب (ص 177)، تعريف أهل التقديس (ص 107 - 109)، التدليس في الحديث (ص 260).
(4)
هو: الحسين بن ذكوان المعلِّم المُكْتِب -بضم الميم وسكون الكاف وكسر التاء المنقوطة باثنتين، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة- العوْذي -بفتح المهملة وسكون الواو وبعدها معجمة- البصري. "ثقة ربما وهم"(145 هـ). ع. الأنساب (5/ 372)، تهذيب الكمال (6/ 372 - 375)، مقدمة الفتح (417)، التقريب (ص 166). =
⦗ص: 123⦘
= و"حسين" موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن كل من:
أ- محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبي خالد (يعني الأحمر).
ب- إسحاق بن إبراهيم (واللفظ له)، عن عيسى بن يونس.
كلاهما عن حسين المعلم، به، بنحوه مطولًا. [الصحيح (1/ 357 - 358)، كتاب "الصلاة" باب "ما يجمع صفة الصلاة، وما يفتتح به، ويختتم به، وصفة الركوع والاعتدال منه، والسجود والاعتدال منه، والتشهد بعد كل ركعتين من الرباعية، وصفة الجلوس بين السجدتين، وفي التشهد الأول"، برقم (498).].
(5)
بُديل -مصغر- ابن مَيْسَرة العقيلي -بضم العين- البصري. "ثقة"(125 أو 130 هـ). (م 4). إكمال ابن ماكولا (1/ 219)، تهذيب الكمال (4/ 31 - 33)، التقريب (ص 120).
(6)
هو: أوس بن عبد الله الرَّبَعي -بفتح الموحدة- البصري. "يرسل كثيرًا، ثقة"(83 هـ) ع. كتاب المراسيل لابن أبي حاتم (20)(ص 24)، تهذيب الكمال (3/ 392 - 393)، جامع التحصيل (ص 147)، التقريب (ص 116).
(7)
(ك 1/ 395).
(8)
أى: لم يرفعه، وأصل "الشخوض" الرفع. مشارق الأنوار (2/ 245).
(9)
"لم يصوبه": -هو بضم الياء وفتح الصاد المهملة، وكسر الواو المشددة- أي: لم يُنَكِّسْه، ولم يخفضه خفضا بليغًا. المجموع المغيث (2/ 298)، شرح مسلم للنووي (4/ 113).
(10)
وأخرجه المصنف برقم (1933) بالطريق نفسِه، وساق هناك من متنه ما يستدل به =
⦗ص: 124⦘
= لترجمة الباب، وقد صَرَّح أَبو أسامة بالتحديث هناك. وكذلك برقم (2046).
1843 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا إسماعيل بن الخَلِيل
(1)
، قال: ثنا عليُّ بن مُسْهِرٍ
(2)
، قال: ثنا الأعمش، عن إبراهيم
(3)
، عن عَلْقَمَةَ والأسْودِ
(4)
، أنَّهما دخلا على عبد الله
(5)
في داره، فقال: "أصلوا
(6)
هؤلاء
(7)
⦗ص: 125⦘
خلفكم؟ .. " وذكر الحديث.
(1)
هو الخزاز -بمعجمات- أَبو عبد الله الكوفي. "ثقة"(225 هـ). (خ م مد).
الأنساب (2/ 356 - 357)، تكملة ابن نقطة (2/ 418)، تهذيب الكمال (3/ 83 - 85)، التقريب (ص 107).
(2)
علي بن مُسْهِر -بضم الميم وسكون المهملة كسر الهاء- القرشي الكوفي، قاضي الموصل.
و"علي بن مسهر" موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن مِنْجَابِ بن الحارث التميمي، عن ابن مسهر -مقرونا برواية جرير ومفضل- عن الأعمش به، ولم يسق متنه، بل أحاله على رواية أبي معاوية، عن الأعمش برقم (534).
الصحيح (1/ 379) كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب:"الندب إلى وضع الأيدي على الركب في الركوع، ونسخ التطبيق" - برقم (534/ 27).
(3)
هو ابن يزيد بن قيس، وعلقمة: ابن قيس بن عبد الله- النَّخَعِيَّان.
(4)
ابن يزيد بن قيس النخعي، أَبو عمرو [أو أَبو عبد الرحمن] النخعي، أخو عبد الرحمن بن يزيد، وابن أخي علقمة بن قيس -وكان أسن من علقمة- ووالد عبد الرحمن بن الأسود، وخال إبراهيم النخعي. "مخضرم، ثقة، مكثر، فقيه"، (74 أو 75 هـ) ع. تهذيب الكمال (3/ 233 - 235)، التقريب (ص 111).
(5)
هو ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه وأرضاه-.
(6)
في (ل): "أصلَّى" وهو الأوفق بالروايات الأخرى -كما في (ح / 1845) الآتي- وهو الأقوى لغة.
(7)
يعني: الأمير والتابعين له، وفيه إشارة إلى إنكار تأخيرهم الصلاة. =
⦗ص: 125⦘
= شرح مسلم للنووي (5/ 15).
1844 -
حدثنا ابن أبي الحُنَيْن
(1)
، قال: ثنا عمر بن حَفْص
(2)
، قال: ثنا أبي
(3)
، قال: ثنا الأعمش
(4)
، قال: حدثني إبراهيم
(5)
، عن الأسود
(6)
، قال: دخلتُ أنا وعلقمةُ
(7)
على عبد الله، فقال: "أصلّى هؤلاء خَلْفَكم؟ قلنا: لا، قال: فصلوا، فصلى بنا فلم يَأمُرْنا بأذانٍ ولا إقامةٍ
(8)
، قال: فَقُمْنَا خَلْفَه وقدَّمناه
(9)
، فقام أحدُنا عن يمينه والآخر عن
⦗ص: 126⦘
شماله، فلما ركع
(10)
وضعَ يَدَيْه بين رِجْلَيْه، وحَنَى، قال: فضرب يَدَيَّ عن رُكْبَتيّ، وقال:"هكذا" -وأشار بيده- فلمّا صلّى قال: "إنّه سيكون بعدنا أمراءُ يُؤَخِّرُون الصلاةَ، فصَلوا الصلوات لوقتها، واجعلوها معهم سُبْحَةً
(11)
". ثم قال: "إذا كنتم ثلاثةً فصلوا جميعًا، وإذا كنتُم أكثر فقدِّموا أحدَكم، فإذا ركع أحدكم فليقُلْ هكذا -وطبَّق
(12)
يديْه-
⦗ص: 127⦘
ثم ليفترش
(13)
ذراعيه فَخِذَيْه، فكأنِّي أنظرُ إلى اختلافِ أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم "
(14)
.
(1)
هو: أَبو جعفر محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين الحُنَيْني الكوفي الخزاز.
(2)
ابن غياث -بكسر المعجمة، وآخره مثلثة- ابن طلق -بفتح الطاء وسكون اللام- الكوفي. "ثقة ربما وهم"(222 هـ)، (خ م د ت س). تهذيب الكمال (21/ 304 - 306)، توضيح المشتبه (6/ 145)، التقريب (ص 411).
(3)
هو: حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي، أَبو عمر الكوفي القاضي.
(4)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن محمد بن العلاء الهمداني (أبي كُرَيْب) عن أبي معاوية، عن الأعمش، به، نحوه [كتاب المساجد، باب الندب إلى وضع الأيدي على الركب في الركوع ونسخ التطبيق" (1/ 378) - برقم (534).
(5)
هو ابن يزيد النخعي.
(6)
هو ابن يزيد بن قيس النخعي.
(7)
ابن قيس النخعي.
(8)
راجع شرح النووي لمسلم (5/ 15 - 16) للوقوف على التفصيل في هذه المسألة، وكذلك المسائل الآتية التي يخالف فيها ابنُ مسعود رضي الله عنه الجمهورَ أو الجميعَ.
(9)
هكذا في الأصل و (ل، ط، س) وكذلك في (الاعتبار) للحازمي (ص 171) حيث =
⦗ص: 126⦘
= رواه من طريق المصنف -أما (م) ففيها سقط "هنا"-، ولفظ مسلم:"قال: وذهبنا لنقوم خلفه، فأخذ بأيدينا، فجعل أحدنا عن يمينه، والآخر عن شماله".
وسيأتي عند المصنف برقم (1846) بنحوه، وهذا واضح في أن ابن مسعود قدمّهما -لما أرادا التأخر عنه- فتوسَّط بينهما، وما هنا من زيادة الضمير البارز في "فقدمناه" خطأ، ربما يكون من النساخ، ويؤيده ما رواه الطحاوي في "المعاني" (1/ 229) من طريق عمر بن حفص نفسه بلفظ:"فقدَّمنا".
(10)
في صحيح مسلم: "قال: فلما ركع، وضعنا أيدينا على رُكبِنَا، قال: فضرب أيدينا وطبَّق بين كفيه، ثم أدخلهما بين فخذيه".
(11)
"السبحة" -بضم السين وإسكان الباء- هي النافلة، وهي من "التسبيح" كالسُّخرة من التسخير، وإنما خصت النافلة بالسبحة وإن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح؛ لأن التسبيحات في الفرائض نوافل، فقيل لصلاة النافلة سبحة لأنها نافلة كالتسبيحات والأذكار في أنها غير واجبة".
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 198)، التمهيد (8/ 134)، غريب الحديث لابن الجوزي (1/ 453)، النهاية (2/ 331)، شرح النووي (5/ 16).
(12)
"هو أن يترك كفًّا على كف ثم يجعلهما بين ركبتيه إذا ركع". وقد مر تفسيره في الرواية =
⦗ص: 127⦘
= نفسها. وانظر: غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 28) وانظر: النهاية (3/ 114).
(13)
في صحيح مسلم: "فليفرش ذراعيه على فخذيه".
(14)
من فوائد الاستخراج:
1 -
صرح الأعمش بالسماع عن إبراهيم، وعند مسلم بالعنعنة.
2 -
روى أَبو عوانة عن الأعمش من طريق حفص بن غياث:
أ- وقد قدمه يحيى بن سعيد القطان على جميع تلاميذ الأعمش، ووافقه ابن المديني [انظر: تاريخ بغداد (8/ 197)].
ب- قال الحافظ في مقدمة "الفتح"(ص 418): "اعتمد البخاري على حفص هذا في حديث الأعمش، لأنه كان يميز بين ما صرح فيه الأعمش بالسماع وبين ما دلسه. نبه على ذلك أَبو الفضل بن طاهر، وهو كما قال".
1845 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا الحسن بن موسى
(1)
، قال: ثنا زهير
(2)
، قال: ثنا سليمان
(3)
عن إبراهيم، قال: دخل علقمةُ والأَسْوَدُ على عبد الله، قال
(4)
: فقال: "أصلى هؤلاء من ورائكم؟ " قانا: لا، قال:
⦗ص: 128⦘
"قوموا فصلوا"، قال: فلم يأمرنا بأذان ولا إقامة
(5)
، فذهبنا نَتَأَخَّرُ، فأخذ بِأَيْدِيْنَا فأَقَامَنَا معه، فلمَّا ركع وضع الأسودُ يديه على رُكبتيه، قال: فنظر عبد الله فأبصره، قال: فضرب يديه، فنظر الأسود؛ فإذا يدا
(6)
عبد الله بين ركبتيه، وقد خالف بين أصابعه، فلما قضى الصلاة قال:"إذا كنتم ثلاثةً فصلُّوا جميعًا، وإذا كنتم أكثرَ من ذلك فليؤمُّكم أحدُكم، وإذا ركعتَ فأفرِشْ ذراعيكَ فخذَيْكَ فلَكَأَنِّي انظر إلى اختلاف أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكع".
روى عليُّ بن حرْب
(7)
(8)
عن أبي معاوية
(9)
، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود وعلقمة، قالا
(10)
: أتينا عبد الله بن مسعود في داره، فقال: "أصلى هؤلاء خلفكم
…
" فذكر الحديث
(11)
.
⦗ص: 129⦘
روى
(12)
عيسى بن يونس
(13)
عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله
(14)
: "وطبَّق بين كفيه"
(15)
.
(1)
في الأصل و (ط، س)(ابن مسلم) وكذلك في المطبوع (2/ 165) وهذا تصحيف، فليس في شيوخ الصغاني ولا في تلاميذ زهير بن معاوية أحدٌ بهذا الاسم، والمثبت من (ل).
وهو: الحسن بن موسى الأشيب، أَبو علىي البغدادي، قاضيى الموصل وغيرها.
(2)
هو ابن معاوية بن حديج أَبو خيثمة الجعفي الكوفي.
(3)
هو الأعمش، وهو الملتقى.
(4)
"قال" ساقطة من (ل).
(5)
في المطبوع هنا "بإقامة" وهو خطأ.
(6)
في الأصل و (ط) والمطبوع: "يدي" وهو خطأ، والمثبت من (ل).
(7)
(ك 1/ 396).
(8)
ابن محمد بن حرْب بن حيَّان الطائي، أَبو الحسين الموصلي شيخ المصنف، وهو ممن أكثر عنهم أَبو عوانة في هذا الكتاب، وتعليقه هنا عنه يدل على أن هذا الحديث لم يقع له من جهة ابن حرب، كثيرًا ما يلجأ المصنفُ إلى هذه الطريقة إذا لم يقع له الحديث، وقد أشار السخاوي إلى هذا النوع من التصرف الصادر من المستخرجين.
انظر: فتح المغيث (1/ 44).
(9)
هو: محمد بن خازم -بمعجمتين- الضرير الكوفي، عمي وهو صغير.
(10)
في الأصل و (ط)(ق (ل) والمثبت من (ل) و (م) وهو الأصح.
(11)
رواية أبي معاوية أخرجها مسلم برقم (534)(1/ 378 - 379)، كما سبقت الإحالة إليه. =
⦗ص: 129⦘
= وأخرجه أحمد (3588)(1/ 378) وأبو داود (868) عن محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو يعلى (5203) عن أبي خيثمة، ثلاثتهم عنه، به، بذكر الجملة الأخيرة فقط.
(12)
في (ل): "وروى".
(13)
ابن أبي إسحاق السبيعي -بفتح المهملة وكسر الموحدة- أخو إسرائيل.
(14)
في (ل) هنا زيادة (نحوه).
(15)
لم أجد من خرج ووصل رواية عيسى.
1846 -
حدثنا أَبو أُمَيَّةَ [الطرسوسي]
(1)
، قال: ثنا عبيد الله بن موسى
(2)
، قال: ثنا إسرائيل
(3)
عن منصور
(4)
، عن إبراهيم، عن علقمة
⦗ص: 130⦘
والأسود، أنَّهما دخلا على عبد الله، فقال: "أصلّى من خلفكم
(5)
؟ " فقام بينهما، فجعل أحدَهما عن يمينه والآخر عن شماله، ثم ركعنا، فوضعنا أيدينا على رُكَبِنا، ثم طبّق بيديه، وجعلهما بين فخذيه؛ فلما صلى قال: "هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم".
(1)
من (ل) و (م) وهو محمد بن إبراهيم.
(2)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به، بنحوه، وفيه اختلاف سيأتي بيانه. كتاب المساجد، باب: الندب إلى وضع الأيدي على الركب. . . (1/ 379 - 380) برقم (534/ 28).
(3)
ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني، أَبو يوسف الكوفي، "ثقة تُكُلِّمَ فيه بلا حجة" (160 هـ وقيل: بعدها) ع. تهذيب الكمال (2/ 515 - 523)، التقريب (ص 104).
(4)
هو ابن المعتمر بن عبد الله السلمي أَبو عتاب -بمثناة ثقيلة ثم موحدة- الكوفي، "ثقة ثبت، وكان لا يدلِّس، من طبقة الأعمش"، (132 هـ) ع. الإكمال لابن ماكولا (6/ 128)، تهذيب الكمال (28/ 546 - 555)، التقريب (ص 547).
(5)
في صحيح مسلم بعده: "قالا: نعم"، وهذا مخالف لما سبق في (ح / 1845، 1846)، قال الأبي:"قوله في الآخر: "أصلى من خلفكم؟ قالا: نعم" وفي الأول قالوا: "لا"، فيحتمل أنهما موطنان. إكمال إكمال المعلم (2/ 431).
1847 -
حدثنا عثمان بن خُرَّزَاذ
(1)
[الأَنْطاكِي]
(2)
، قال: ثنا عمرو النَّاقِدُ
(3)
، عن إسحاق الأزْرَق
(4)
.
⦗ص: 131⦘
* قال أَبو عوانة: وسمعت أبا القاسم الخُتَّلي
(5)
قال: سمعت عمرو الناقد، عن إسحاق الأزرق *
(6)
، عن ابن عون
(7)
،
⦗ص: 132⦘
عن ابن سيرين
(8)
: "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ركع فطبق"
(9)
.
قال ابن عون: " [فسمعت نافعًا
(10)
يحدث عن ابن عمر: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم إنّما فعله مرة
(11)
] "
(12)
.
⦗ص: 133⦘
وهذا حديث الأزرق، وهو غريب
(13)
.
(1)
هو: عثمان بن عبد الله بن محمد بن خُرَّزَاذ -بضم المعجمة، وتشديد الراء، بعدها زاي- نزيل أنطاكية، أصله من طبرستان. "ثقة" (281 هـ). وقيل: في أول (282 هـ). (س). تهذيب الكمال (19/ 417 - 422)، التقريب (ص 385).
(2)
ما بين المعقوفتين من (ل) و (م)، و "الأنطاكي" نسبة إلى بلدة (أنطاكية) في الشام.
(3)
هو: عمرو بن محمد بن بكير الناقد، أَبو عثمان البغدادي، نزيل الرقة، "ثقة حافظ، وهم في حديث"(232 هـ)(خ م د س).
و"الناقد" -بكسر القاف، وآخره الدال المهملة- قال السمعاني: "هذه اللفظة لجماعة من نقاد الحديث وحفاظه، لُقِّبوا به لنقدهم ومعرفتهم، وجماعة من الصَّيَارِفة، حدَّثوا فنُسبُوا إلى ذلك العمل
…
". ولم يتحدّد لي وجه اكتساب المترجَم لهذا اللقب.
انظر: إكمال ابن ماكولا (7/ 252)، الأنساب (5/ 448)، اللباب (3/ 291)، تهذيب الكمال (22/ 213 - 218)، التقريب (ص 426).
(4)
هو: إسحاق بن يوسف بن مرداس المخزومي الواسطي المعروف بـ "الأَزْرَق"، ولم =
⦗ص: 131⦘
= أجد قولا لأحد في سبب وصفه به. "ثقة"(195 هـ). ع. الأنساب (1/ 121)، تهذيب الكمال (2/ 496 - 500)، التقريب (ص 104).
(5)
هو: إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن خازم بن سُنَين -بضم السين- الختلي، نزيل بغداد (283 هـ). قال الحكم عن الدارقطني:"ليس بالقوي". وقال مرة: "ضعيف".
وقال الذهبي في "السير"(13/ 342): "الإمام المحدث مصنف كتاب "الديباج"
…
".
وقال: "وفي كتابه "الديباج" أشياء منكرة". وقال الحافظ في "اللسان"(1/ 530): "وقال الخطيب: "كان ثقة"، ولم يعرفه ابن القطان، وزعم أنه مجهول" ثم ذكر الحافظ حديثا من مناكيره.
وقد ترجم الخطيب لهذا الراوي في تاريخه (6/ 381)، وليس فيه ما عزا إليه الحافظُ، ولعله يكون في مصدر آخر، أو أنه سقط من التاريخ المطبوع.
وانظر: سؤالات الحكم (58)(ص 104)، تاريخ بغداد (6/ 381)، إكمال ابن ماكولا (4/ 377)، اللباب (1/ 421)، المؤتلف والمختلف للدارقطني (3/ 1260)، ميزان الاعتدال (1/ 181)، السير (13/ 343)، توضيح المشتبه (2/ 201).
و"الختلي" -بضم الخاء والتاء المشددة- نسبة إلى (خُتّل) وهي كورة واسعة كثيرة المدن تقع إلى الشرق من (صغانيان) في بلاد (ما وراء النهر) وهي المقاطعة الواقعة بين نَهْرَيْ (ينج) و (وخش) جنوب جمهورية طاجكستان، على المجرى الأعلى لنهر جيحون (آمودريا)، ومن مدنها الكبيرة: هلبك [وكانت قصبتها] و (منك) في موضع (بلجوان) الحالية. الأنساب (2/ 322)، معجم البلدان (2/ 396)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 481)، تركستان (ص 151).
(6)
ما بَيْنَ النجمين ساقط من (م)، وهو مستدرك في هامش (ل).
(7)
هو: عبد الله بن عون بن أرْطَبان، أَبو عون البصري، "ثقة ثبت فاضل، من أقران =
⦗ص: 132⦘
= أيوب في العلم والعمل والسنن". (150 هـ). تهذيب الكمال (15/ 394 - 401)، التقريب (ص 317).
(8)
هو: محمد بن سيرين الأنصاري، أَبو بكر بن أبي عمرة البصري، "ثقة ثبت عابد، كبير القدر، كان لا يرى الرواية بالمعنى"(110 هـ).
تهذيب الكمال (25/ 344 - 354)، التقريب (ص 483).
(9)
الحديث مرسل، ولم أجد من خرجه غير أبي عوانة، والإسناد إلى ابن سيرين قوي، رجاله كلهم ثقات -غير أبي القاسم الختّلي- فقد ضعفه الدارقطني، وهو هنا متابعٌ لعثمان بن خُرَّزَاذ، وهو ثقة. والإسناد قوي ولو لم يُتابَع عثمان.
وهذا المرسل يتقوى بحديث ابن عمر الآتي.
(10)
في (ل) و (م): "نافع" -بدون النصب، والتصحيح من "الاعتبار" للحازمي (ص 171) حيث رواه من طريق المصنف.
و"نافع" هو مولى ابن عمر، أَبو عبد الله المدني، "ثقة ثبت، فقيه مشهور"(117 هـ أو بعد ذلك). ع. تهذيب الكمال (29/ 298 - 306)، التقريب (ص 559).
(11)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل و (ط، س)، استدركته من (ل) و (م).
(12)
وأخرجه الحازمي في "الاعتبار"(ص 171) من طريق المصنف عن عثمان -به، وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 152) برقم (1396)، عن شيخه علان بن المغيرة، عن عمرو الناقد- بهذا الإسناد- بلفظ:"إنما فعله النبي صلى الله عليه وسلم -مرة- يعني: التطبيق".
و"علان" المذكور في طريق ابن المنذر هو: علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المخزومي مولاهم أَبو الحسن المصري، لقبه علان، وهو "صدوق، من الحادية عشرة" =
⦗ص: 133⦘
= (272 هـ). تهذيب الكمال (21/ 51 - 53)، التقريب (ص 403).
قال الحافظ في الفتح (2/ 320) -وكذلك العيني في (العمدة)(6/ 66) - مشيرَيْن إلى هذا الحديث: "وقد روى ابن المنذر عن ابن عمر بإسناد قوي قال: "إنما فعله النبي صلى الله عليه وسلم -مرة- يعني: التطبيق".
فإسناد الحديث قوي -مع غرابته- وانظر ما بعده.
(13)
يعني به انفراد الأزرق بالحديث -كما سبق-، وتبع المصنفَ في هذا الحكم الحازميُّ في الاعتبار (ص 171)، فقال -بعد ما أخرجه من طريق المصنف-:"هذا حديث غريب، يُعَدُّ في أفراد عمرو الناقد عن إسحاق".
1848 -
حدثنا علي بن حرْب
(1)
، قال: ثنا سفيان
(2)
، عن أبي يَعْفور
(3)
،
⦗ص: 134⦘
عن مُصْعَب بن سعد
(4)
، قال:"صَلَّيْتُ إلى جَنْبِ أبي، فَطبَّقْتُ، فنهاني، وقال: قد كنا نفعله فنُهِيْنَا عنه"
(5)
.
(1)
هو الطائي.
(2)
هو ابن عيينة، لأن الطائىَّ لم يُدْرِك الثوري.
(3)
هو: -بفتح التحتانية وبالفاء وآخره راء- العَبْدِي، وهو الأكبر كما جزم به المزي في تهذيبه (30/ 459، 460) واسمه: وقدان، كوفي، مشهور بكنيته، ويقال: اسمه: واقد، وهو "ثقة، من الرابعة"(120 هـ). ع.
وذكر النووي في شرح مسلم (5/ 17 - 18) أنه الأصغر، واسمه: عبد الرحمن بن عبيد بن نِسطاس.
ولكنه تُعُقِّبَ، ومن الأدلّة على أنه الأكبر أنه صرَّح الدارميُّ في روايته -سنن الدارمي (1/ 317) برقم (1278) - من طريق إسرائيل عن أبي يعفور بأنه "العبدي".
والعبدي هو الأكبر بلا نزاع. انظر: تهذيب الكمال (30/ 459 - 461)، توضيح المشتبه (9/ 238 - 239)، فتح الباري (2/ 319)، التقريب (ص 581).
و"أَبو يعفور": موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن ابن أَبي عمر، عن سفيان =
⦗ص: 134⦘
= مقرونًا برواية أبي الأحوص -عن أبي يعفور به، ولم يسق متنه، بل أحاله على رواية أبي عوانة- الوضاح اليشكري -عن أبي يعفور- برقم (535).
الصحيح (1/ 380) كتاب المساجد، باب "الندب إلى وضع الأيدي على الركب في الركوع ونسخ التطبيق" برقم (535 /
…
).
(4)
ابن أبي وقاص الزهري، أَبو زُرارة المدني، ثقة، أرسل عن عكرمة بن أبي جهل وغيره (103 هـ) ع. المراسيل لابن أبي حاتم (362)، (ص 162)، تهذيب الكمال (28/ 24 - 26)، التقريب (ص 533).
(5)
وأخرجه البخاري (790) في "الأذان" باب: وضع الأكف على الركب في الركوع (2/ 319، مع الفتح)، عن أبي الوليد، عن شعبة، عن أبي يعفور، به، بنحوه.
من فوائد الاستخراج:
ساق أَبو عوانة متن رواية سفيان بن عيينة، بينما الإمام مسلم لم يسق متنه، وفيه تمييز المتن المحال به على المتن المحال عليه.
1849 -
حدثنا محمد بن عبد الرحمن الجُعْفي
(1)
والحسن بن علي
(2)
، قالا: ثنا أَبو أسامة
(3)
، عن إسماعيلَ بن أبي خالد
(4)
، عن الزُّبَيْر بن
⦗ص: 135⦘
عَدِيٍّ
(5)
، عن مُصْعَبِ بن سعد، قال:"صلَّيْتُ، فلما ركعْتُ جعلتُ يديّ بين فَخِذَيُّ، فضرب أبي يديَّ فقال: إنَّا كنُّا نفعل هذا فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نرفَعَ إلى الرُّكَب". هذا لفظُ الجُعْفِيِّ.
وأما الحسن فقال: "إنا كنَّا نفعله فنُهِيْنَا عنه
(6)
، ثمّ أُمِرْنا أن نرفع إلى الرُّكَبِ".
(1)
هو الكوفي، أَبو بكر، نزيل دمشق.
(2)
ابن عفان العامري الكوفي.
(3)
هو: حماد بن أسامة، القرشي مولاهم الكوفي.
(4)
هو الأحمسي مولاهم البجلي. وهو موضع الالتقاء، رواه مسلم عن:
أ- أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع.
ب- والحكم بن موسى، عن عيسى بن يونس- =
⦗ص: 135⦘
= كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، به، بنحوه.
الكتاب والباب المذكوران في (ح / 1848)، (1/ 380)، برقم (535/ 30 - 31).
(5)
هو الهمداني، اليامي -بالتحتانية- أَبو عبد الله الكوفي -ولي قضاء "الري"، "ثقة"، (131 هـ). ع. تهذيب الكمال (9/ 315 - 317)، التقريب (ص 214).
(6)
في الأصل و (ط) هنا زيادة: "ثم أمرنا فنهينا عنه" وهذا خطأ مخالف لجميع الروايات الواردة في الباب، والمثبت من (ل) و (م) وهو الصحيح.
[باب
(1)
] بيان الخبر المبيّنِ قولَ
(2)
النبي صلى الله عليه وسلم في رُكوعه
(1)
" باب" من (ل) و (م).
(2)
في (ل)"قراءة" بدل "قول".
1850 -
حدثنا يزيد بن سِنَان
(1)
، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القَطَّان، [ح
(2)
]
وحدثنا أَبو الأزْهَر
(3)
والصغاني، قالا: ثنا سعيدُ بن عامر
(4)
، ح
وحدثنا عباس الدُّوْرِيُّ، قال: ثنا محمد بن بشر العَبْدِيُّ
(5)
،
⦗ص: 137⦘
قالوا: ثنا سعيد بن أبي عَرُوبة
(6)
، عن قتادة
(7)
، عن مُطَرِّف
(8)
، عن عائشة، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: سبُّوحٌ قدُّوس ربُّ الملائكةِ والروحِ". هذا لفظ يحيى
(9)
.
وأمَّا محمد بن بِشْرٍ فقال: "عن مطرف، عن
(10)
(11)
عائشة، أنبأته "أنّ
⦗ص: 138⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: "سُبُّوح قدُّوسٌ ربُّ الملائكةِ والروحِ"
(12)
.
(1)
ابن يزيد القزاز البصري، أَبو خالد، نزيل مصر.
(2)
"ح" -علامة التحويل- من (ل) ووجودها أنسب.
(3)
هو: أحمد بن الأزهر بن منيع، أَبو الأزهر العبدي النيسابوري.
(4)
هو الضُّبَعي -بضم المعجمة وفتح الموحدة- أَبو محمد البصري.
ولم أجد نصًّا لأحد في سماعه عن سعيد بن أبي عروبة: هل هو قبل الاختلاط أو بعده؟ إلا أنه من الرواة الذين أخرج لهم مسلم عن سعيد بن أبي عروبة [انظر: الكواكب النيرات (ص 201)، نهاية الاغتباط (ص 147)، وإخراج مسلم له عنه يُغَلِّبُ على الظَّنِّ سماعه -بل يؤكده- قبل الاختلاط. والله أعلم.
(5)
أَبو عبد الله الكوفي. وهو الملتقى هنا، انظر ما بعده.
و"العَبْدِي" -بفتح العين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الدال المهملة- هذه النسبة إلى "عبد القيس" في ربيعة بن نزار، والمنتسب إليه مخير بين أن يقول: عبدي، أو عبقسي. الأنساب (4/ 135)، اللباب (2/ 314)، توضيح المشتبه (6/ 112 - 113).
(6)
واسم أبي عروبة: مهران، اليشكري مولاهم أَبو النضر البصري.
وعند ابن أبي عروبة يلتقي المصنف بالإمام مسلم -في جميع طرقه-، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن بشر العبدي، به، بمثل لفظ العبدي. كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، (1/ 353) برقم (487).
(7)
هو ابن دِعامة بن قتادة السَّدُوسي، أَبو الخطاب البصري.
(8)
هو: ابن عبد الله بن الشخّير -بكسر الشين المعجمة، وتشديد المعجمة المكسورة بعدها تحتانية ساكنة، ثم راء- العامري الحرشي -بمهملتين مفتوحتين، ثم معجمة- أَبو عبد الله البصري، "ثقة عابد فاضل"(95 هـ) ع. الإكمال لابن ماكولا (5/ 47)، الأنساب (2/ 202)، تهذيب الكمال (28/ 67 - 70)، التقريب (ص 534).
(9)
أي: القطان، وروايته عند أحمد في المسند (6/ 193) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 234) بذكر الركوع والسجود.
وأما سعيد بن عامر فقد أخرج البيهقي -السنن الكبرى (2/ 87) - روايته من طريق أبي الأزهر، به، بذكر الركوع والسجود أيضًا، وفي (2/ 109) من طريق الحسن بن مكرم عن سعيد، به، بنحوه.
(10)
في (ل) و (م): "أن" بدل "عن" وهو أنسب، وهو موافق لما في صحيح مسلم.
(11)
(ك 1/ 397).
(12)
من فوائد الاستخراج:
أخرج أَبو عوانة طريقي:
1 -
يحيى بن سعيد القطان.
2 -
وسعيد بن عامر.
والأول ممن اتفق البخاري ومسلم في إخراج حديثه عن ابن أبي عروبة، وممن اتُّفِقَ على أنه سمع منه قبل الاختلاط. الكواكب (ص 196 - 199) ونهاية الاغتباط (ص 145، 147)، والثاني ممن أَخْرج لهم مسلم عن ابن أبي عروبة -كما سبق- وفي هذا تكثير للطرق من ناحية، وتقوية للحديث بانتقاء الذين سمعوا منه قبل الاختلاط من ناحية أخرى.
1851 -
حدثنا أَبو أُمَيَّةَ، قال: ثنا رَوح
(1)
، عن سعيد، بمثله.
قال سعيد: وسمعت قتادة وهو يقول -وأنا إلى جنبه- في صلاة العصر
(2)
.
(1)
هو: ابن عبادة بن العلاء القيسي، أَبو محمد البصري.
وهو ممن سمع من سعيد بن أَبي عروبة قبل الاختلاط. انظر: شرح علل الترمذي لابن رجب (2/ 744).
وممن اتفق الشيخان على إخراج حديثه عن سعيد بن أَبي عروبة. انظر: الكواكب النيرات (ص 197)، نهاية الاغتباط (ص 147).
(2)
هذا التفصيل في وقت السماع -مع ما سبق عن سماع رَوْح عن سعيد بن عامر يُعدَّان من فوائد الاستخراج.
1852 -
حدثنا أَبو داود الحراني
(1)
، قال: ثنا أَبو عَتَّاب
(2)
، قال:
⦗ص: 139⦘
ثنا سعيد بن أبي عَرُوبة وهشام
(3)
وهمَّام
(4)
، عن قتادة
(5)
، عن مُطرفٍ، عن عائشة، قالت:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: سبوحٌ قدُّوسٌ رب الملائكة والروح"
(6)
.
(1)
هو: سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم.
(2)
هو: سهل بن حماد الدلَّال، البصري، ولم أطلع على أي نصّ يفيد سماعه عن سعيد، =
⦗ص: 139⦘
= هل هو قبل الاختلاط أو بعده، ولم يخرّج الشيخان ولا أحدهما حديْثَه عن سعيد.
(3)
هو ابن أبي عبد الله: سنبر -بمهملة ثم نون ثم موحدة وزن "جعفر"- أَبو بكر البصري الدَّسْتُوائي -بفتح الدال وسكون السين المهملتين، وفتح المثناة، ثم مد. "ثقة ثبت، وقد رُمِيَ بالقدر"(154 هـ). ع.
إكمال ابن ماكولا (4/ 378)"سنبر"، الأنساب (2/ 476)"الدستوائي"، تهذيب الكمال (30/ 215 - 223) التقريب (ص 573).
وهشام الدستوائي هو موضع الالتقاء- انظر ما بعده.
(4)
ابن يحيى بن دينار العَوْذي البصري.
(5)
هنا يلتقي المصنف -في طريق همام- بالإمام مسلم، رواه مسلم عن محمد بن المثنى، حدثنا أَبو داود (وهو الطيالسي) عن شعبة وهشام، كلاهما عن قتادة، به، ولم يسق متنه. كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود (1/ 353) برقم (487/ 224).
(6)
من فوائد الاستخراج:
ساق أَبو عوانة متن هذا الطريق -طريق همام وهشام، بينما لم يسقِ الإمام مسلم متنه، وفيه تمييزٌ للمتن المحال به على المتن المحال عليه. وسيأتي الحديث عند المصنف برقم (1933) بالسند والمتن نفسيهما.
1853 -
(حدثنا أَبو أُمَيَّة، قال: ثنا أَبو الوليد
(1)
، عن شعبة،
⦗ص: 140⦘
بإسناده، قال:"كان يقول في سجوده" ولم يَذْكُرِ الركّوعَ)
(2)
(3)
.
(1)
هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي البصري.
(2)
ما بين القوسين ساقط من (ل) فقط.
(3)
انفرد أَبو الوليد هشام بن عبد الملك في هذه الرواية عن شعبة بذكر السجود دون الركوع؛ وأصحاب شعبة -غيره- ما بين ذاكرٍ للركوع والسجود، ومقتصرٍ على الركوع، وأما الاقتصار على السجود ففي رواية أبي الوليد فقط -على ما علمتُ- وتفصيل ذلك كما يلي:
أ- ذكر أصحاب شعبة الذين ذكروا الركوع والسجود معًا:
1 -
محمد بن جعفر غندر -وهو الحكم في حديث شعبة-: عند أحمد في المسند (6/ 148).
2 -
سليمان بن حرْب في رواية المصنف برقم (93) وبين شعبة وقتادة واسطة في هذا الطريق.
3 -
أَبو داود الطيالسي: عند مسلم برقم (487/ 224) حيث إن مسلمًا ساق إسناده بعد رواية محمد بن بشر مباشرة -وفيها ذكر الأمرين- ولم يسق متنه إلا أنه قال: "بهذا الحديث" ولم يشر إلى اختلاف في اللفظ.
4 -
يحيى بن سعيد القطان.
5 -
ابن أبي عدي [محمد بن إبراهيم].
كلاهما -أي: يحيى القطان وابن أبي عدي- عند النسائي في المجتبى (2/ 224) والكبرى (4/ 410).
ب- الذين اقتصروا على الركوع فقط:
1 -
بهز بن أسد: عند أحمد في المسند (6/ 94) و (6/ 176).
2 -
خالد بن الحارث: عند النسائي في المجتبى (2/ 190)، وابن خزيمة في "صحيحه"(1/ 306) برقم (606). =
⦗ص: 141⦘
= 3 - سليمان بن حرْب: في رواية عبد الملك الدقيقي عنه عند الدارقطني (1/ 343 - 344)، بخلاف رواية المصنف الآتية برقم (1853).
4 -
عفان (ابن مسلم): عند أحمد في المسند (6/ 115).
نعم، هذه الرواية موافقة -فقط- لرواية القطان السابقة برقم (1850) عند المصنف، وهذه زيادة من الثقة، ولا تنافي من لم يذكر هذه الزيادة، وهي مقبولة على مذهب المحدثين.
1854 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا سليمانُ بن حرْب
(1)
، قال: ثنا شعبة، قال: حدثني هشامٌ الدَّسْتُوائِيُّ
(2)
، عن قتادة، عن مُطَرِّفٍ، عن
⦗ص: 142⦘
عائشة، أنّه قال
(3)
: -تَعْنِي
(4)
: النبي صلى الله عليه وسلم في سُجُوده وَركوعه.
(1)
هو الأزدي البصري.
(2)
جميع أصحاب شعبة المذكورين في نهاية (ح / 1853) -غير سليمان هذا عند المصنف، وكذلك عفان وسليمان بن حرْب هذا عند أحمد (6/ 115) - يروون عن شعبة عن قتادة، وهو -في رواية بعضهم- يُصَرِّحُ بالسَّماع عن قتادة أو العرض عليه -كرواية مسلم (487/ 224) ورواية خالد عند النسائي (2/ 190) وابن خزيمة (606).
وانفرد سليمان هذا من بينهم فروى عن شعبة عن هشام عن قتادة، وقد صرح سليمان هذا -فيما رواه عنه محمد بن عبد الملك الدقيقي عند الدراقطني (1/ 344) - أن شعبة يرويه على الوجهين.
و"الدَّسْتُوائيُّ": -بفتح الدال وسكون السين المهملتين، وضم التاء- ثالث الحروف -وفتح الواو، وفي آخره الألف، ثم الياء آخر الحروف- هذه النسبة إلى بلدة من بلاد الأهواز يقال لها:"دستوا" جنوب قزوين، وإلى ثياب جلبت منها.
وقد نُسِبَ المترجمُ إلى "دستوا" لأنه كان يبيع الثياب التي تُجْلَبُ منها.
الأنساب (2/ 476)، اللباب (1/ 501)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 255).
(3)
هكذا في الأصل و (ط) وفي (ل) و (م): عن عائشة، أنه -تعنى النبي صلى الله عليه وسلم قال في سجوده وركوعه.
(4)
في الأصل و (ط): "يعني" -بالتذكير-، والمثبت من (ل) و (م) وهو الأنسب.
1855 -
حدثنا حنبل بن إسحاق
(1)
بن حَنْبَل
(2)
، قال: حدثنا أَبو غَسَّان
(3)
، قال: ثنا عبد العزيز بن أبي سَلَمَة
(4)
، قال: حدثني عَمِّي
⦗ص: 143⦘
الماجِشُون
(5)
، عن عبد الرحمن الأَعْرَجِ
(6)
، عن عبيد الله بن أبي رافع
(7)
، عن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أنه كان إذا ركع قال: اللهمَّ لكَ ركعْتُ. . ."
(8)
. وذكر الحديث
(9)
.
(1)
ابن هلال بن أسد الشيباني، ابن عم الإمام أحمد وتلميذه.
(2)
انفردت نسخة الأصل بزيادة "ابن حنبل" وهو كذلك.
(3)
هو: مالك بن إسماعيل النَّهْدي -بفتح النون، وسكون الهاء- الكوفي -سِبْطُ حماد بن أبي سليمان- "ثقة متقن، صحيح الكتاب، عابد"(217 هـ) ع. الأنساب (5/ 541 - 542)، تهذيب الكمال (27/ 86 - 91)، التقريب (ص 516).
(4)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن:
أ- زهير بن حرْب، عن عبد الرحمن بن مهدي-
ب- وإسحاق بن إبراهيم، عن أبي النضر-
كلاهما عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة به، ولم يسق متنه كاملا، ولم يذكر فيه الجملة المسوقة عند المصنف. الصحيح (1/ 536) كتاب "صلاة المسافرين وقصرها"، باب "الدعاء في صلاة الليل وقيامه" برقم (771/ 202).
و"عبد العزيز بن أبي سلمة" هو: عبد العزيز بن عبد الله بن أَبي سلمة الماجِشون، المدني، نزيل بغداد، مولى آل الهُدَير، والدُ عبد الملك بن الماجِشُون، وابنُ عمّ يوسف بن يعقوب. "ثقة فقيه مصنف"(164 هـ) ع. تهذيب الكمال (18/ 152 - 157)، التقريب (ص 357).
(5)
هو: يعقوب بن أبي سلمة الماجشون التيمي مولاهم، أَبو يوسف المدني.
(6)
ابن هرمز الأعرج، أَبو داود المدني، مولى ربيعة بن الحارث. "ثقة ثبت عالم"(117 هـ) ع. تهذيب الكمال (17/ 467 - 471)، التقريب (ص 352).
و"الأعرج": وصف بالعرج. الأنساب (1/ 188 - 189)، اللباب (1/ 74 - 75).
(7)
هو المدني، مولى النبي صلى الله عليه وسلم كان كاتب عليّ رضي الله عنه.
(8)
بهامش (ط): وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري، وعظامي، وعصبي، وإذا
…
[لعله: رفع]-يعني: رأسه من
…
[لعله الركوع]
…
وذكر الحديث".
(9)
وهو حديث طويل ساق منه المؤلف الجملة المطابقة لترجمة الباب، والحديث أخرجه مسلم مطولًا في الكتاب والباب المذكورين، برقم (771)(1/ 534 - 536)، كان رواية يوسف الماجشون عن عمّه يعقوب الماجشون بالإسناد المذكور، وأخرجه غيره أيضًا، وسيأتي عند المصنف برقم (1929).
1856 -
(1)
حدثنا يونس بن حبيب
(2)
، قال: حدثنا أَبو داود
(3)
، ح وحدثنا أَبو أُمَيَّةَ
(4)
،
⦗ص: 144⦘
قال: ثنا رَوْحٌ
(5)
، قالا: ثنا عبد العزيز بن أبي سَلَمة
(6)
، حدثنا الماجِشُون
(7)
، عن عبد الرحمن الأَعْرَج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي [رضي الله عنه]
(8)
، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال: اللهُمَّ لكَ ركعتُ
…
"
(9)
. وذكر الحديث.
(1)
في (ل) و (م): (وحدثنا).
(2)
ابن عبد القاهر الأصبهاني، أَبو بِشْر العِجْلي مولاهم.
(3)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده برقم (152) مطولًا، وروى الترمذي (266) عنه -من طريق محمود بن غيلان- بذكر دعاء ما بعد رفعِ الرأس من الركوع فقط.
وراجع (ح / 1929) للوقوف على خطأ في المطبوع من مسند الطيالسي.
(4)
محمد بن إبراهيم الطرسوسي.
(5)
هو ابن عبادة القَيْسي، أَبو محمد البصري.
(6)
هنا موضع الالتقاء.
(7)
هو يعقوب بن أبي سلمة الماجشون المذكور في الحديث السابق.
(8)
من (ل) و (م).
(9)
بهامش (ط): "وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري، وعظامي"، وإذا رفع رأسه من الركوع قال: "سمع الله
…
".
1857 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا سُرَيْجُ بن النُّعْمَان
(1)
، قال: ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة
(2)
، عن عَمِّه الماجِشمُون وعبد الله بن الفَضْل
(3)
، عن الأَعْرَجِ، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي، بنحوه
(4)
.
(1)
ابن مروان الجوهري.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
ابن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي المدني. "ثقة من الرابعة" ع.
تهذيب الكمال (15/ 432 - 435)، التقريب (ص 317).
(4)
في (ل) و (م): "بإسناده مثله".
1858 -
حدثنا عيسى بن أحمد
(1)
، قال: أبنا النَّضْرُ بن شُمَيْل
(2)
،
⦗ص: 145⦘
قال: أبنا محمد بن عمرو
(3)
، عن إبراهيم بن
(4)
عبد الله بن حُنيْن
(5)
، عن أبيه
(6)
قال: سمعتُ عليَّ بن أبي طالب [رضي الله عنه]
(7)
في رَحْبة
(8)
الكوفة يقول:
⦗ص: 146⦘
"نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أقول نهاكم عن لُبْسِ القَسِّيِّ
(9)
، والمعَصْفَر
(10)
، وعن تَخَتُّم الذَّهَبِ، وأن أقرأ وأنا راكعٌ"
(11)
.
(1)
ابن عيسى بن وردان العسقلاني، من "عسقلان بلخ" -بفتح الموحدة، وسكون اللام، بعدها معجمة- أَبو يحيى البلخي.
(2)
هو المازني، أَبو الحسن النحوي البصري، نزيل مرو.
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن يحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حُجْرٍ، قالوا: ثنا إسماعيل (يعنون ابنَ جعفر) عن محمد بن عمرو، به، بنحوه، بالنهي عن القراءة في الركوع فقط، ومحمد بن عمرو مقرون بكل من:
أ- نافع، ب- يزيد بن أبي حبيب، ج- الضحاك بن عثمان، د- ابن عجلان، هـ - أسامة بن زيد، و- محمد بن إسحاق. كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، برقم (480/ 213).
و"محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي، المدني. "صدوق له أوهام" (145 هـ) على الصحيح. [روى له البخاري مقرونا بغيره، ومسلم في المتابعات، واحتج به الباقون]. تهذيب الكمال (26/ 212 - 218) التقريب (ص 499).
(4)
تصحفت في (م) إلى "عن".
(5)
هو الهاشمي مولاهم المدني، أَبو إسحاق. "ثقة من الثالثة، مات بعد المائة". ع.
تهذيب الكمال (2/ 124 - 125)، التقريب (ص 90).
(6)
عبد الله بن حُنيْن الهاشمي مولاهم المدني. "ثقة، من الثالثة، مات في أول خلافة يزيد بن عبد الملك، في أوائل المائة الثانية" ع. تهذيب الكمال (14/ 439 - 440)، التقريب (ص 301).
(7)
في (ل) و (م): "رضي الله" وفي (م) زيادة" عنه".
(8)
رحبة المكان -بفتح الحاء وإسكانها-: ساحته ومتَّسعه، ورحبة المسجد والدار -بالتحريك-: ساحتها ومتسعها. اللسان (1/ 414)، القاموس المحيط (ص 114).
و"رحبة الكوفة": محلة بالكوفة. [القاموس المحيط (ص 114).]
ولعلها هي ما ذكره ياقوت في "معجمه"(3/ 38) باسم "رحبة حُنَيْس"، وقال: =
⦗ص: 146⦘
= "محلة بالكوفة، تنسب إلى خُنَيْس بن سعد
…
".
(9)
القَسِيُّ: -بفتح القاف، وتشديد السين، بعدها ياء نسبية- وذكر أَبو عبيد في "غريب الحديث" أن أهل الحديث يقولونه بكسر القاف، وأهل مصر يفتحونها، وهي نسبة إلى بلد يقال لها "القس"، رأيتها ولم يعرفها الأصمعي. -غريب الحديث له (1/ 137 - 138) - بتصرف. وانظر: مشارق الأنوار (2/ 193).
وقد ورد تفسيره في رواية مسلم من طريق عاصم بن كليب عن أبي بردة عن علي رضي الله عنه في "اللباس" باب: "النهي عن التختم في الوسطى والتي تليها" برقم (2096)(3/ 1659) ولفظه: "قال -أي: علي-: فأما "القسي" فثياب مُضَلَّعَةٌ يؤتى بها من مصر والشام فيها شبه كذا". وتفسير الجملة الأخيرة قد ور في رواية البخاري المعلَّقة عن عاصم، عن أبي بردة، مال: قلت لعلي: ما القسية؟ قال .... وفيها أمثال الأترج". الصحيح (10/ 305، مع الفتح)، كتاب اللباس. باب لبس القسيِّ.
ومعنى "مضلعة": فيها خطوط عريضة كالأضلاع، وقيل: ما نسج بعضه وترك بعضه.
ومعنى "وفيها أمثال الأترج": أى: أن الأضلاع التي فيها غليظة معوجة. الفتح (10/ 35).
(10)
هو الثوب المصبوغ بـ "العصفر". شرح مسلم للنووي (14/ 54).
و"العُصْفُر" نباتٌ صيفي من الفصيلة المركبة أنبوبِيَّةُ الزهر، يستعمل زهره تابلًا، ويستخرج منه صبغ أحمر يصبغ به الحرير ونحوه. المعجم الوسيط (2/ 605).
(11)
سيتكرر الحديث من طريق محمد بن عمرو المذكور في السند برقم (1872) و (1877).
1859 -
حدثنا الحسن بن عَفَّان
(1)
، قال: ثنا ابن نُمَيْر
(2)
، قال: ثنا
⦗ص: 147⦘
الأعمش، عن سعد بن عُبَيْدةَ
(3)
، عن المُستَوْرد بن الأَحْنَف
(4)
عن صِلَةَ بن زُفَر
(5)
، عن حُذَيْفَة قال:"صلَّيْتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فافتتح "البقرة"، فقرأ
(6)
…
، -وذكر الحديث- وقال فيه:"ثم ركع، فجعل يقول: "سبحان ربي العظيم"، فكان ركوعُه نحوًا من قيامه، ثم رفع رأسه فقال: "سمع الله لمن حمده" ثم قام طويلًا قريبَ
(7)
مما ركع
(8)
"
(9)
.
(1)
هو: الحسن بن علي بن عفان العامري الكوفي.
(2)
هو: عبد الله بن نمير الهمداني، أَبو هشام الكوفي. و "ابن نمير" هو موضع الالتقاء مع =
⦗ص: 147⦘
= الإمام مسلم، وسبق بطوله في (ح / 1841) فراجعه.
(3)
هو السُّلَمِيُّ، أَبو حمزة الكوفِي.
(4)
(ك 1/ 398).
(5)
العبسي الكوفي.
(6)
"فقرأ" لم يرد في (ل) و (م).
(7)
كذا في النسخ المتوفرة [الهندية، والتركية، والمصرية، والطاشقندية]، وعند الإمام مسلم في الصحيح (1/ 537) وكذلك أحمد في المسند (5/ 397) (22858) -من طريق ابن نمير نفسه- بهذا السند بلفظ:"قريبًا مما ركع"، وهو الصحيح لوقوعه صفة لـ (طويلًا)، وعند النسائي (3/ 226) -من طريق ابن نمير نفسه- بلفظ:"فكان قيامه قريبا من ركوعه".
(8)
في (م): "مما يركع" والمثبت أحرى بالصواب.
(9)
تقدم الحديث عند المصنف برقم (1840)، ولكن لم يسق هناك ما يتعلق بالركوع والقيام منه.
1860 -
حدثنا العُطارِدِي
(1)
قال:
⦗ص: 149⦘
ثنا ابن فُضَيْلٍ
(2)
، عن الأعمش
(3)
، عن سَعْد بن عُبَيْدَة، عن
(4)
صِلَةَ بن
⦗ص: 150⦘
زُفر، عن حُذَيْفَةَ قال:"صليْتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم فافتتح "البقرة" فقلتُ: يريد المائة، فجاوز، فقلتُ يريد أن يقرأَها في ركعتين، فجاوز، فقلتُ: يختِمُها، فختمَها، ثم افتتح "النساء"، ثم افتتح "آل عمران"، فقرأها، ولا يمرُّ على تسبيح ولا تكبير ولا استغفار إلا وقف. قال: ثم ركع فجعل يقول: "سبحان ربي العظيم" نحوًا من قيامه، ثم رفع رأْسَه فقام ساعةً، ثم سجد فجعل يقول: "سبحان ربي الأعلى"، فجعل في السجود نحو ركوعه
(5)
، ثم صنع في الأخرى مثل ذلك".
(1)
هو: أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عُطَارِد العطاردي، أَبو عمر الكوفي.
قال أَبو حاتم الرازي: "ليس بقوي". وقال ابنه: "كتبت عنه وأمسكت عن التحديث =
⦗ص: 148⦘
= عنه لما تكلم الناس فيه". [الجرح والتعديل (2/ 62]. وقال محمد بن عبد الله الحضرمي (مطين): "كان يكذب". وقال الحكم (أَبو عبد الله): "ليس بالقوي عندهم، تركه أَبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد -يعني: ابن عقدة-". وقال ابن عدي في الكامل (1/ 191): "رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه". وقال: "ولا يعرف له حديث منكر، وإنما ضعفوه أنه لم يلق من يحدث عنهم". (الكامل) له (1/ 191) وقال أَبو عبيدة السِّري بن يحيى ابن أخي هناد:"ثقة". [تاريخ بغداد (4/ 264)].
قلت: خلاصة ما جُرِحَ به المترجمُ هو ما أشار إليه ابن عدي في كلامه السابق، وقد دافع عنه الخطيب في تاريخه (4/ 264 - 265) بعد سرد الأقوال السابقة وغيرها، وردَّ على مطين في نسبته الكذب إلى العطاردي بأدلة قوية، وانتهى إلى أن الجرح فيه متوجّه إلى أنه لم يسمع ممن حدث عنهم بل حدث من كتب والده.
وأطال نفَسَه في إثبات سماعه ممن حدث عنهم، وأنه بريء من هذه التهمة.
ودافع عنه الحافظ الذهبي أيضًا، وأول كلام الحضرميِّ (مطين) واستروح إلى إمكانية لقائه بالذين يحدث عنهم. [السير (13/ 55 - 57)].
فالرجل ليس ممن يكذب، على أن الضعفَ ليس بمدفوع عنه للأقوال السابقة.
وهو كما قال الدارقطني: "لا باس به، قد أثنى عليه أَبو كريب، واختلف فيه شيوخنا، ولم يكن من أصحاب الحديث". سؤالات حمزة بن يوسف السهمي (163)، (ص 157)، وانظر: سؤالات الحاكم (ص 86، 87، 289)، تهذيب الكمال (1/ 378 - 383).
وقال الحافظ: "ضعيف، وسماعه للسيرة صحيح، من العاشرة، لم يثبت أن أبا داود أخرج له"(272 هـ). التقريب (ص 81).
⦗ص: 149⦘
= و"العُطاردي" -بضم العين وفتح الطاء وكسر الراء والدال المهملات- نسبة إلى "عطارد" وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. الأنساب (4/ 208)، اللباب (2/ 345).
(2)
هو: محمد بن فضيل بن غزوان الضبي مولاهم، أَبو عبد الرحمن الكوفي-.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
الأكثرون من أصحاب الأعمش يروون عن سعد، عن المستورد، عن صلة، وهم:
1 -
عبد الله بن نمير: عند المصنف برقم (1841) و (1859)، ومسلم (772)، والنسائي (3/ 225 - 226)، (2/ 176).
2 -
أَبو معاوية (محمد بن خازم): عند مسلم (772) وأحمد (5/ 384)(22750) وابن ماجه (1351) والنسائي (2/ 190).
3 -
جرير (ابن حازم): عند مسلم (772)، (773).
4 -
شعبة: عند أحمد (5/ 382)، (5/ 394)، (5/ 398)، وأبي داود (871)(1/ 543)، والترمذي (262 (2/ 48) والدارمي (1280)(1/ 318) وابن حبان (2604) و (2605)(6/ 338 - 340) وغيرهم.
5 -
طلحة بن يزيد: عند النسائي (2/ 177) مقرونا بحذيفة، وعند الترمذي بلفظ: قال (أي: الأعمش): سمعتُ سعدَ بن عُبَيْدَة يحدّث عن المستورد عن صلة.
وقد خالف ابنُ فضيل جميع هؤلاء، فأسقط الواسطة بين سعد وصلة، وقد تابعه على ذلك الثوري عند عبد الرزاق في مصنفه (2875)(2/ 155) وعنه أحمد في المسند (5/ 389)(22800) مختصرا. ولكن الأعمش في طريق عبد الرزاق يروي عن صلة مباشرة وهو عن حذيفة، وأحسب أن هذا خطأ من الناسخ والصحيح إثبات سعد بن عُبَيْدَة كما في المسند. =
⦗ص: 150⦘
= ولم أطلع على أن سعدا يروي عن صلة في (تهذيب الكمال)
…
إلا أن صلة في طبقة شيوخ سعد -وعلى مصطلح الحافظ في "التقريب": سعد من الثالثة، وصلة من الثانية، كما أن المستورد أيضًا من الثانية، وثلاثتهم تابعيون، وليس ببعيد أن يروي سعد عن صلة مباشرة، وعلى هذا تكون رواية الأكثرين من قبيل المزيد في متصل الأسانيد.
وإلا ففي طريق المصنف انقطاع، ويحتمل أن يكون "المستورد" قد سقط من الناسخ، وصنيع الحافظ في "الإتحاف"(4/ 224) يؤيده، إذ ساق هناك إسناد ابن فضيل مساق إسناد ابن نمير (ح / 1859)، ولم يشر إلى ما سبق من التفصيل. والله تعالى أعلم.
(5)
في الأصل (نحو في ركوعه) ولفظة (في) مطموسة في الأصل، وهي ظاهرة في (ط).
1861 -
حدثنا عبد الله بن محمد أَبو حُمَيْد المِصِّيْصِيُّ، قال: ثنا حَجَّاج
(1)
، عن ابن جريج
(2)
، قال: سمعتُ. . . . . . . . . . . . . ..
⦗ص: 151⦘
ابنَ
(3)
أبي مُليْكة يحدِّثُ عن عائشةَ قالت: "فَقَدْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ليلةً،
⦗ص: 152⦘
فظننتُ أنه قد ذهب إلى بعض نسائه، فتجسَّسْتُ
(4)
ثم رجعتُ فإذا هو ساجدٌ أو راكعٌ يقول: "سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت" قالت: فقلتُ: بأبي [أنت] وأمّي، إنّي لفي شأن، وإنّك لفي شأن"
(5)
.
(1)
هو: ابن محمد الأعور المصيصي.
(2)
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي.
وعبد الملك هو موضع الالتقاء هنا، رواه مسلم عن: =
⦗ص: 151⦘
= 1 - الحسن بن علي الحلواني.
2 -
ومحمد بن رافع -كلاهما عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، به، نحوه بأطول مما عند المصنف [الصحيح (1/ 351 - 352) -كتاب "الصلاة"، باب ما يقال في الركوع والسجود- برقم (485)].
(3)
كذا في النسخ الأربعة، وعند الإمام مسلم في الموضع السابق والنسائي (2/ 223) من طريق حجاج الأعور نفسه أن ابن جريج يروي عن عطاء، عن ابن أبي مليكة، والحديث عند عبد الرزاق في "مصنفه" -شيخ شيخي الإمام مسلم في صحيحه- بأطول مما عند المصنف والإمامِ مسلم، (2/ 160)(2898) وفيه تصريح من عطاء بسماعه عن ابن أبي مليكة.
قال الدارقطني في العلل (5/ 88 / أ) -مخطوط- لما سئل عن هذا الحديث: "يرويه ابن جريج، واختلف عنه:
1) فرواه محمد بن بكر البرساني ومكي بن إبراهيم، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة.
2) وخالفهم حجاج وعبد الرزاق: روياه عن ابن جريج عن عطاء، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، عن عائشة، وكذلك قال أَبو الأشعث عن البرساني".
والذي يستخلص من قول الدارقطني: أن حجاجا ذكر عطاءا، ولم يُختلف على حجاج، فيرِدُ احتمال الأمرين، فيكون طريق المصنف مرجوحا، إلا أن يقال بالاختلاف على حجاج أيضًا، وأنَّ عبد الله المصيصي يوافق مكيا والبرساني، إلا أنه لا يخلو من علة، والله أعلم بالصواب.
ولا شك أن ابنَ جريج كثير الرواية عن ابن أبي مليكة، فيحتمل أن يكون قد سمعه منه مباشرة، بعد ما حدثه عنه عطاء. =
⦗ص: 152⦘
= و "ابن أبي مليكة" هو: عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة -بالتصغير-، يقال: اسم أبي مليكة: زهير، التميمي المدني، أدرك ثلاثين من الصحابة، "ثقة فقيه"(117 ـ). ع. تهذيب الكمال (15/ 256 - 259)، التقريب (ص 312).
(4)
كذا في الأربعة (ط، ش، م، ل)، وفي صحيح مسلم بالحاء المهملة، ومعنى "التجسس": البحث عن باطن أمور الناس، وأكثر ما يقال في الشر، وقيل: معناه -وكذلك "التحسس" بالحاء المهملة- واحد في تطلب معرفة الأخبار. غريب الخطابي (1/ 83، 84)، مشارق الأنوار (1/ 160)، النهاية (1/ 272).
(5)
"إني لفي شأن" تعني من أمر الغيرة، و "إنك لفي شأن" تعني: من نَبْذِ مُتْعة الدنيا والإقبال على الله عز وجل. إكمال إكمال المعلم للأبي (2/ 376).
1862 -
حدنَنا الحسن بن عَفَّان [العامري]
(1)
، قال: ثنا أَبو أسَامة
(2)
، عن عبيد الله بن عمر
(3)
، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان
(4)
، عن عبد الرحمن
⦗ص: 153⦘
الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة قالت: "فقدتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذات ليلةٍ، فلمستُ
(5)
المسجدَ، فإذا هو ساجد
(6)
، وقدماه منصوبتان، وهو يقول: أعوذ برضاكَ من سَخَطِكَ، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك
(7)
منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسِك"
(8)
.
(1)
من (ل) و (م). وهو: الحسن بن علي بن عفان العامري.
(2)
هو: حماد بن أسامة القرشي مولاهم. وهنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة بنحوه [الصحيح (1/ 352)، كتاب "الصلاة"، باب: "ما يقال في الركوع والسجود" برقم (486).].
(3)
ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العُمري المدني، أَبو عثمان. "ثقة ثبت
…
". (بضع و 140 هـ). ع. تهذيب الكمال (19/ 123 - 130)، التقريب (ص 373).
(4)
"حبان" -بفتح المهملة وتشديد الموحدة- ابن منقذ الأنصاري المدني. "ثقة فقيه" =
⦗ص: 153⦘
= (121 هـ). ع. تهذيب الكمال (26/ 605 - 607)، توضيح المشتبه (2/ 163)، التقريب (ص 512).
(5)
"فلمست" ساقطة من (ل)، وفي (م):"فذهبت"، وفي (ح/1930) كلها متفقةٌ على المُثْبَتِ، وراجع التعليق هناك.
(6)
في (م) زيادة: "أو راكع"، وهو خطأ بدليل ما بعده:"وقدماه منصوبتان"، وهو في سنن أبي داود (879)(1/ 547) والنسائي (2/ 210) -كلاهما من طريق عبدة بن سليمان، عن عبيد الله، به، أيضًا بالجزم بالسجود فقط.
وسيتكرر الحديث عند المصنف برقم (1930) بنفس الطريق والمتن، وليس هناك هذا الاختلاف.
(7)
"بك" ساقط من (م) هنا، وفي (ح / 1930) كالنسخ الأخرى.
(8)
سيأتي الحديث -كما سبقت الإشارة- برقم (1930) أيضًا بنفس الطريق والمتن، وقد صرح أَبو أسامة بالتحديث هناك.
باب إيجابِ تعظيم الربِّ عز وجل في الركوع، والاجتهاد في الدعاء في السجود، وحظر القراءةِ في الركوع والسجود
1863 -
حدثنا ابنُ أبي مَسَرَّة
(1)
، قال: ثنا الحميديُّ
(2)
، قال: ثنا سفيان
(3)
، قال: حدثني سُلَيْمانُ بن سُحَيْم
(4)
-مولى آل
(5)
عبَّاس- قال:
⦗ص: 155⦘
أخبرني إبراهيمُ بن عبد الله بن مَعْبد
(6)
، عن أبيه
(7)
، عن ابن عباس قال: "كشف رسولُ
(8)
الله صلى الله عليه وسلم
(9)
السِّتارة
(10)
، والناس خلف أبي بكر [رضي الله عنه]
(11)
صفوف، فقال
(12)
: "أيها الناس إنه لم يَبْقَ من مُبَشِّرَات
⦗ص: 156⦘
النبوة إلا الرؤيا الصالحة
(13)
، يراها المسلمُ، أو تُرى له، ألا إنّي نُهِيتُ أن أقرأ راكعًا أو ساجدًا، فأمّا الركوعُ فعظِّموا فيه الربَّ
(14)
، وأمّا السجود فاجتهدوا في الدعاء، فَقَمِنٌ
(15)
أن يُّستجابَ لكم".
قال الحميدي: قال سفيان: (أفادنيه زياد بن سعد
(16)
قبل أن أسمعه)، فقلتُ: أُقْرِئهُ منك السلام؟ فقال: نعم، فأَقْرأتهُ السلامَ، وسألته عنه
(17)
.
(1)
هو: عبد الله بن أحمد بن أبي مسرَّة، أَبو يحيى المكي.
(2)
هو: عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي الأسدي المكي.
(3)
هو: ابن عيينة، وهنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن كل من:
1 -
سعيد بن منصور 2 - وأبي بكر بن أبي شيبة 3 - وزهير بن حرْب ثلاثتهم عن ابن عيينة به نحوه. كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، برقم (479)، (1/ 348).
(4)
أَبو أيوب المدني، (م، د، س، ق) مولى لبني كعب بن خزاعة، وقيل: مولى آل حنين (وحنين مولى العباس بن عبد المطلب، كان غلام النبي صلى الله عليه وسلم فوهبه للعباس، فأعتقه)، مات في خلافة المنصور، عده الحافظ من "الثالثة". وقد فرق ابن حبان بين مولى خزاعة ومولى آل حنين، فذكر الأول في التابعين من ثقاته (4/ 310)، والثاني في أتباع التابعين (6/ 383)، وردَّه الحافظ في "التهذيب"(4/ 169).
وسليمان هذا قد وثقه النسائي، وابن سعد، وأحمد بن صالح. وقال أحمد:"ليس به بأس". انظر: طبقات ابن سعد (ص 331) -الجزء الذي حققه زياد منصور-، طبقات خليفة (ص 265)، التاريخ الكبير للبخاري (4/ 17)، الجرح (4/ 119)، ثقات ابن شاهين (ص 148)، الأسامي والكنى (1/ 286)، الجمع لابن القيسراني (1/ 184)، تهذيب الكمال (11/ 433 - 435)، التقريب (ص 251).
(5)
هكذا في الأصل و (ط، س) والمطبوع، والسنن الكبرى للبيهقي (2/ 88) -حيث =
⦗ص: 155⦘
= روى الحديث من طريق بشر بن موسى، عن الحميدي، به.
وفي (ل) و (م) كذلك في مسند الحميدي المطبوع (489)(1/ 228): "مولى ابن عباس" والأول أدق، لأن حنينًا مولى العباس وقد أعتقه، والمصادر القديمة المتقدمة مطبقة على هذا: إلا ما ورد في تهذيب الكمال وفروعه من نسبة ولاء حنين إلى ابن عباس.
والأمر في ذلك سهل، وبما أن حنينًا كان مولاهم نُسب ولاء سليمان إلى آل عباس.
(6)
ابن عباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني. "صدوق من الثالثة"(م د س ق).
تهذيب الكمال (2/ 130)، التقريب (ص 91).
(7)
عبد الله بن مَعبد بن العباس العباسي المدني. "ثقة قليل الحديث، من الثالثة". [م د ن ق حديثًا واحدًا فقط، وهو هذا الحديث]. تهذيب الكمال (16/ 165 - 167)، التقريب (ص 324).
(8)
هكذا في الأصل و (ط، س) ومسند الحميدي المطبوع والكبرى للبيهقي (2/ 88)، وفي (ل) و (م):"النبي صلى الله عليه وسلم".
(9)
(ك 1/ 399).
(10)
"الستارة": -بكسر السين-، وهي: الستر الذي يكون على باب البيت والدار.
شرح مسلم للنووي (4/ 197).
(11)
من (ل) و (م) ولم يرد -كما في الأصل- في مسند الحميدي المطبوع والكبرى للبيهقي.
(12)
قال الأبيُّ: "الأظهر أنه قال بعد إحرامهم". [شرحه لمسلم (2/ 369).] وتابعه السنوسي في شرحه (2/ 269).
(13)
يريد: لانقطاعها بموته صلى الله عليه وسلم ويعني بـ "الصالحة": "الملائمة" لا: الصادقة؛ لأن الصادقة قد تكون مؤلمة، وذلك لقوله:"من المبشرات" لأن التبشير إنما يكون بالمحبوب. شرح الأبي (2/ 370)، والسنوسي (2/ 370).
(14)
أي: سبحوه ونزهوه ومجدوه. [شرح النووي لمسلم (4/ 197).]
(15)
أي: جدير خليق. وفيه ثلاث لغات: بفتح الميم وكسرها، فمن فتح فهو عنده مصدر لا يثنى ولا يجمع، ومن كسر فهو وصف يثنى ويجمع، واللغة الثالثة:"قمين" بزيادة الياء وفتح القاف وكسر الميم. غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 197)، مشارق الأنوار (2/ 185، 186)، النهاية (4/ 111)، شرح النووي (4/ 197).
(16)
ابن عبد الرحمن، الخراساني، نزيل مكة، ثم اليمن. "ثقة ثبت". تهذيب الكمال (9/ 474 - 476)، التقريب (ص 219).
(17)
الحديث في مسند الحميدي (489)، (1/ 228). وفيه:"قال سفيان: أخبرنيه زياد بن سعد قبل أن أسمعه، فقلت له: أقرأ سُلَيْمَ منك السلام؟ فقال: نعم، فلما قدمت المدينة أقريته [كذا] منه السلام، وسألته عنه" .. (1/ 229).
و"سليم" هنا مرخم من "سليمان"، والصواب في "أقرأ":"أقريء" كما هنا، وهذا ما استظهره محقق "مسند الحميدي" فراجعه.
1864 -
حدثنا الربيع بن سليمان
(1)
، قال:
⦗ص: 157⦘
ثنا الشافعي
(2)
، قال: أبنا سفيان، ح
وحدثنا أَبو أمية، قال: ثنا أَبو نعيم
(3)
وسُريج
(4)
، ح
وحدثنا إسحاق الدبري
(5)
، عن عبد الرزاق
(6)
؛ كلهم عن ابن عيينة، بإسناده، مثله، إلا أنه قال:"قمن أن يستجاب لكم"
(7)
.
(1)
ابن عبد الجبار المرادي، أَبو محمد المصري المؤذن، صاحب الشافعي. "ثقة" =
⦗ص: 157⦘
= (270 هـ). "4". تهذيب الكمال (9/ 87 - 89)، التقريب (ص 206).
(2)
هو: الإمام محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع المطلبي، أَبو عبد الله المكي، نزيل مصر -رأس الطبقة التاسعة. (204 هـ)"خت 4". تهذيب الكمال (24/ 355 - 381)، التقريب (ص 467).
والحديث في مسنده [مسند الشافعي](169)(ص 232 - 233) من طريق المزني عنه بلفظ: "فقمن أن يستجاب لكم".
(3)
هو: الفضل بن دكين الكوفي.
(4)
هو ابن النُّعْمان بن مروان الجوهري.
وتحرف في المطبوع من المستخرج (2/ 170) إلى "شريح" وهو خطأ، ومشى عليه الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريجه للحديث نفسه في الإحسان (5/ 223).
(5)
وفي (ل) و (م): "الدبري" فقط.
(6)
والحديث في "المصنف" له (2839)(2/ 145 - 146) بلفظ: "فقمن أن يستجاب لكم".
(7)
لعله يريد أن لفظهم "قمن" -بدون الفاء-، وقد أشرت سابقًا أن اللفظ في "مسند الشافعي" -برواية المزني- وكذلك في المصنف لعبد الرزاق بالفاء مثل لفظ الآخرين.
[تخريج الحديث في الإحسان (5/ 222)].
1865 -
حدثنا الصغاني [أبو بكر بن إسحاق]
(1)
قال: حدثنا ابنُ
⦗ص: 158⦘
أبي مريم
(2)
، قال: ثنا عبد العزيز بن محمد
(3)
، قال: ثنا سليمانُ بن سحيم
(4)
، عن إبراهيم بن عبد الله بن مَعْبد، عن ابيه، عن ابن عباس، "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع السِّتْرَ- وأبو بكر [رضي الله عنه]
(5)
يَؤُمُّ الناس-، فقال: اللهم هل بلَّغتُ؟ اللهم هل بلَّغت؟ أيها الناس، إنه لم يَبْقَ بعدي
(6)
من مبشِّرات النبوة
…
" -فذكر مثله-: "فإنه قَمِنٌ أن يُستَجابَ لكم"
(7)
.
(1)
من (ل) و (م).
(2)
هو: سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجمحي مولاهم، أَبو محمد المصري.
(3)
ابن عبيد الدراوردي، أَبو محمد المدني.
(4)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن شيخه: يحيى بن أيوب، عن إسماعيل بن جعفر، عن سليمان به نحوه. كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، برقم (479/ 208)، (1/ 348)، وفيه:"ورأسه معصوب، في مرضه الذي مات فيه".
(5)
من (ل) و (م).
(6)
كلمة (بعدي) زائدة على صحيح مسلم.
(7)
من فوائد الاستخراج:
زيادة: "وأبو بكر يؤم الناس" وكلمة "بعدي" في سياق المصنف.
1866 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى
(1)
، قال: أبنا ابن وهب
(2)
،
⦗ص: 159⦘
قال: أخبرني يونس
(3)
ح
وحدثنا السُّلَمِي
(4)
وابنُ مُهِلّ [الصنعاني]
(5)
، قالا: ثنا عبد الرزاق
(6)
، عن معمر، كلاهما عن ابن شهاب
(7)
، قال: حدثني إبراهيم بن عبد الله بن حُنيْن، أن أباه حدثه أنه سمع علي بن أبي طالب [رضي الله عنه]
(8)
قال: "نهاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ أقرأَ راكعًا و
(9)
ساجدًا ".
(1)
ابن ميسرة الصَّدَفي، أَبو موسى البصري. ولم يرد في (ل) و (م):"ابن عبد الأعلى".
(2)
هو الإمام عبد الله بن وهب القرشي مولاهم، أَبو محمد المصري.
وهنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم -في طريق يونس فقط- فقد رواه عن: أبي الطاهر وحرملة -كلاهما عن ابن وهب به نحوه. (1/ 348) برقم (480).
(3)
هو ابن يزيد الأيلي، أَبو يزيد.
(4)
هو: أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي، أَبو الحسن النيسابوري، المعروف بحمدان.
(5)
من (ل) و (م) وهو محمد بن عبد الله بن مهِلّ بن المثنى الصنعاني.
و"مُهِلّ": بضم الميم كسر الهاء، وتشديد اللام.
(6)
والحديث في مصنفه (2832)(2/ 144).
(7)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم -في طريق معمر- رواه عن: أبي الطاهر وحرملة -كلاهما عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، به، نحوه. (480).
(8)
من (ل) و (م).
(9)
كذا في النسخ الأربعة (ك، ط، م، ل)، وعند مسلم بلفظ:"أو ساجدًا" بالشك، أو التنويع، وفي "اللباس" عند مسلم:(3/ 1648) برقم (2078/ 30) بدون ذكر السجود.
1867 -
حدثنا سليمانُ بن سيف
(1)
، ثنا أبو علي الحنفي
(2)
،
⦗ص: 160⦘
وعثمان بن عمر
(3)
ح
وحدثنا إبراهيم بن مَرْزُوق
(4)
، قال: ثنا أَبو عامر
(5)
قالوا: ثنا داود بن قيس
(6)
، عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنيْن، عن أبيه، عن ابنِ عباس، عن
⦗ص: 161⦘
علي بن أبي طالب [رضي الله عنه]
(7)
قال: "نهاني حِبِّي
(8)
صلى الله عليه وسلم عن ثلاث
(9)
-لا أقول نهى الناس-: نهاني عن تَخَتُّمِ الذهبِ، وعن لبس القَسيّ، وعن المعصفر
(10)
المفدمة
(11)
، ولا أقرأ ساجدًا ولا راكعًا".
وقال أَبو عامر: "وأن أقرأ راكعًا و
(12)
ساجدًا"
(13)
.
(1)
ابن يحيى بن درهم الطائي مولاهم.
(2)
هو: عبيد الله بن عبد المجيد البصري، (209 ص) ع.
قال ابن معين وأبو حاتم: "ليس به بأس" زاد أَبو حاتم: "صالح". ووثقه العجلي، والدارقطني، وذكره ابن حبان في ثقاته. وذكره العقيلي في ضعفائه، وأورد له حديثًا =
⦗ص: 160⦘
= تفرد به، قال الحافظ:"وليس بمنكر"، كما نقل عن ابن معين قوله فيه:"ليس بشيء"(وراجع كلام محقق تاريخ الدارمي في هذه الرواية). ووثقه الذهبي، وقال الحافظ في "الهدي":"من نبلاء المحدثين"، وقال في "التقريب":"صدوق، لم يثبت أنّ يحيى بن معين ضعفه". تاريخ الدارمي (644)(ص 178)، ثقات العجلي (1062)(ص 318)، الجرح (5/ 324)، ضعفاء العقيلي (1105)(3/ 123)، ثقات ابن حبان (8/ 404)، سؤالات البرقاني (319)(ص 47)، تهذيب الكمال (19/ 104 - 107)، تهذيب التهذيب (7/ 34)، هدي الساري (ص 444)، التقريب (ص 373).
و"الحنفي": -بفتح الحاء المهملة، والنون، وفي آخرها الفاء-، نسبة إلى بني حنيفة، وهم قوم أكثرهم نزلوا اليمامة. الأنساب (2/ 280)، اللباب (1/ 396 - 397).
(3)
ابن فارس العبدي البصري.
(4)
ابن دينار الأموي البصري، نزيل مصر.
(5)
هو: عبد الملك بن عمرو القيسي، أَبو عامر العقدي.
وهو موضع الالتقاء، مع مسلم، رواه عن: زهير بن حرْب وإسحاق، قالا: أخبرنا أَبو عامر العقدي به نحوه. كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، (1/ 349) برقم (480/ 212).
(6)
هو الفراء الدباغ، أَبو سليمان القرشي مولاهم المدني. "ثقة فاضل، من الخامسة"(في خلافة أبي جعفر). (خت م 4). تهذيب الكمال (8/ 439 - 442)، التقريب (ص 199).
وداود بن قيس موضع الالتقاء مع مسلم -في طريق الحنفي وعثمان- انظر ما قبله.
(7)
من (ل) و (م).
(8)
"الحب" -بالكسر-: المحبوب. النهاية (1/ 326، 327).
(9)
من هنا إلى قوله "المفدمة" لا يوجد في رواية مسلم.
(10)
القسيّ والمعصفر تقدم تفسيرهما في (ح / 1858).
(11)
وفي (ط) و (م): المقدمة -بالقاف- وهو تصحيف.
و"المفدم" هو الثوب المشبع حمرة، كأنه الذي لا يقدر على الزيادة عليه لتناهي حمرته، فهو كالممتنع من قبول الصِّبغ.
النهاية لابن الأثير (3/ 421)، وانظر: غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 181).
(12)
كذا في النسخ الأربعة (ك، ط، م، ل) بالواو فقط، وفي صحيح مسلم في هذه الرواية "أو".
(13)
من فوائد الاستخراج:
الزيادة في المتن، وقد أشرت إليها في مواضعها.
1868 -
حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي
(1)
، قال: ثنا أَبو أسامة
(2)
،
⦗ص: 162⦘
عن الوليد بن كثير
(3)
، قال: حدثني إبراهيم بن عبد الله بن حُنيْن، [عن أبيه]
(4)
، أنه سمع علي بن أبي طالب [رضي الله عنه]
(5)
يقول: "نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن وأنا راكع
(6)
أو ساجد".
(1)
أَبو جعفر الكوفي.
(2)
هو: حماد بن أسامة القرشي مولاهم، الكوفي.
وهو موضع الالتقاء مع مسلم، رواه عن محمد بن العلاء، عن أبي أسامة به مثله.
(1/ 348، 349) برقم (480/ 210) في الكتاب والباب المذكورين في (ح/ 1867).
(3)
هو القرشي المخزومي مولاهم، أَبو محمد المدني، سكن الكوفة.
(4)
في الأصل بدون ذكر أبيه، وهذا خطأ، والمثبت من (ل) و (م)، ونسخة (ط) مثل الأصل، إلا أنه قد استُدرك فيها في الهامش، والمطبوع (2/ 172) مثل الأصل.
(5)
من (ل) و (م).
(6)
(ك 1/ 400).
1869 -
حدثنا عبد الرحمن بن بشر
(1)
، قال: ثنا يحيى بن سعيد
(2)
، قال: ثنا ابنُ عجلان
(3)
، قال: ثنا إبراهيمُ بن عبد الله بن حُنَيْن، عن أبيه، عن ابنِ عباس، عن علي بن أبي طالب [رضي الله عنه]
(4)
، قال: "نهاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن خَاتَم الذهب، وأن أقرأ وأنا راكعٌ -ولم يذكر السجودَ- ونهاني
⦗ص: 163⦘
عن المعصْفَرِ، ونهاني عن لُبْسِ القَسيّ"
(5)
.
(1)
ابن الحكم العبدي، أَبو محمد النيسابوري. "ثقة" (260 هـ) وقيل: بعدها. (خ م د ق). تهذيب الكمال (16/ 545 - 548)، التقريب (ص 337).
(2)
هو القطان، وهو موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن المقدّمي، عن القطان، به، ولم يسق متنه [ساق طريقه مقرونا بطريق كل من: نافع، ويزيد بن أبي حبيب، والضحاك، وأسامة ابن زيد، ومحمد بن عمرو، ومحمد بن إسحاق (1/ 349)، برقم (480/ 213) في الكتاب والباب المذكورين في (ح / 1867)].
(3)
هو: محمد بن عجلان المدني.
(4)
من (ل) و (م).
(5)
من فوائد الاستخراج:
ساق أَبو عوانة متن هذه الطريق، بينما الإمام مسلم اكتفى بطرف منه.
1870 -
حدثنا الربيع
(1)
، قال: ثنا ابنُ وهب
(2)
، عن أسامة بن زيد
(3)
، عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنَيْن، عن أبيه، عن على [رضي الله عنه]
(4)
، أنه سمعه يقول: "نهاني النبي صلى الله عليه وسلم عن تَخَتُّم الذهب، وعن لُبْس المعصفرة
(5)
، والقَسِيِّ، والميَاثِر
(6)
، وعن قراءة القرآن وأنا راكع".
⦗ص: 164⦘
قال أسامة: "فدخلت على عبد الله بن حُنَيْن -وهو في بيته يومئذ شيخٌ كبير، وعليه مِلْحَفَةٌ
(7)
معصفَرة كثيرة العُصْفُر- فسألتُه عن هذا الحديثِ، فقال عبد الله: سمعتُ عليًّا [رضي الله عنه]
(8)
يقول: "نهانى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم-ولا أقولُ: نهاكم- عن تختُّم الذهبِ، ولباس المعَصْفَرِ
…
". وذكر الحديث، ولم يذكر السجود
(9)
.
(1)
ابن سليمان بن عبد الجبار المرادي، أَبو محمد المصري المؤذن.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن هارون بن سعيد الأيلي، عن ابن وهب، به.
مقرونًا بالجماعة المذكورين في طريق القطان السابقة، (ح / 1869).
(3)
هو الليثي مولاهم، أَبو زيد المدني.
(4)
من (ل) و (م).
(5)
في (ل) و (م) بدون التاء.
(6)
ورد تفسيره في رواية مسلم من طريق عاصم بن كليب، عن أبي بردة، عن علي رضي الله عنه، في اللباس" (3/ 1659) برقم (2096) قال:"وأما المياثر فشيء كانت تجعله النساء لبعولتهن على الرَّحل"، كالقطائف الأُرجُوان"، وأورده البخاري معلقًا عن عاصم بنحوه في: باب لبس القسي (10/ 305، مع الفتح)، وفيه: "مثل القطائف يصفونها" وانظر شرحه في الفتح (10/ 306).
ونقل الحافظ في الفتح (10/ 306) عن الطبري بأنه قال: "هو وطاء يوضع على سرج الفرس أو رحل البعير، كانت النساء تصنعه لأزواجهن من الأرجوان الأحمر ومن =
⦗ص: 164⦘
= الديباج، وكانت مراكب العجم". وقال أَبو عبيد:"المياثر الحمر، كانت من مراكب العجم من حرير أو ديباج". [غريب الحديث له: (1/ 139)].
والأرجوان المذكور في تفسير الميثرة هو: صبغ أحمر شديد الحمرة.
وقال عياض: "وهو الصوف الأحمر". مشارق الأنوار (1/ 26) وقيل غير ذلك، انظر: شرح النووي على مسلم (14/ 42).
(7)
اللحاف والملحف والملحفة: اللباس فوق سائر اللباس من دثار البرد ونحوه.
اللسان (9/ 314)، المعجم الوسيط (2/ 818).
(8)
من (ل) و (م).
(9)
من فوائد الاستخراج:
1 -
ساق المصنف متن هذه الطريق، بينما لم يسقه الإمام مسلم كاملًا.
2 -
زيادة القصة -قصة دخوله على عبد الله- ويُستفاد من هذه القصة التأكد من الشيئين اللذين اختُلف فيهما في هذه الرواية، وهما: عدم ذكر ابن عباس، وعدم ذكر السجود، وراجع التفصيل بعد (ح / 1879).
1871 -
حدثنا أحمد بن الفرج الحمصي
(1)
، قال: ثنا ابن
⦗ص: 165⦘
أبي فُدَيْكٍ
(2)
، قال: ثنا الضَحَّاكُ بن عثمان
(3)
، عن إبراهيمَ بن عبد الله بن حُنَيْنٍ، عن أبيه، عن ابن عباسٍ، عن علي [رضي الله عنه]
(4)
، أنه
(5)
قال: "نهاني النبيُّ صلى الله عليه وسلم-ولا أقول: نهاكم- عن تختُّم الذهب، وعن لُبْسِ القَسِيِّ، وعن لُبْس المفَدّم من المعَصْفَرِ، وعن القراءة راكعًا".
(1)
ابن سليمان الكندي، أَبو عتبة، الحجازي، المؤذن لجامع حمص.
(2)
هو: محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك، [واسمه: دينار]، الديلى، أَبو إسماعيل المدني، مولى بني الديل.
(3)
ابن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي الحِزامي، أَبو عثمان المدني.
(4)
من (ل) و (م).
(5)
"أنه" ساقطة من (ل) و (م).
1872 -
حدثنا محمدُ بن كثير
(1)
، قال: ثنا سعيدُ بن حفص الحراني
(2)
، قال: ثنا يونُس بن راشد الحراني
(3)
،
⦗ص: 166⦘
عن محمدِ بن عمرو
(4)
، عن إبراهيمَ بن عبد الله بن حُنَيْن، عن أبيه، أنه سمع عليًّا [رضي الله عنه]
(5)
برحْبَة الكوفة يقول: "نهاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم-ولا أقول: نهاكم- عن تختُّمِ الذهب، وأَنْ أقرأَ وأنا راكعٌ، وعن لُبْسِ القَسِيّ، وعن المعَصْفَرِ المفدَّم"
(6)
.
(1)
هو: محمد بن يحيى بن محمد بن كثير الحراني، الكلي، لقبه: لؤلؤ، أَبو عبد الله.
(2)
ابن عمرو بن نُفَيل -بالنون والفاء مصغر- النفيلي، أَبو عمرو الحراني "صدوق، تغير في آخر عمره"(237 هـ)(س). لم يذكره صاحب "الاغتباط"، ولا "الكواكب" ولا "نهاية الاغتباط"، وقد ورد اسمه في ملحق أعده محقق "الكواكب"(ص 466)، وذكر فيه قول أبي عروبة الحراني (الحسين بن محمد بن أبي معشر) (318 هـ):"كان قد كبر، ولزم البيت، وتغير في آخر عمره". تهذيب التهذيب (4/ 16). ولم يتعرض لتحديد الآخذين عنه قبل تغيّره أو بعده، ولعل ذلك لعدم وصول أمره إلى حد الاختلاط، أو لعدم تمدُّد عمره كثيرًا بعد التغيّر المشار إليه، والله تعالى أعلم. تهذيب الكمال (10/ 390 - 391)، التقريب (ص 234).
و"الحراني" نسبة إلى "حران" بلدة من الجزيرة. الأنساب (2/ 195)، معجم البلدان (2/ 271).
(3)
هو الجزري أَبو إسحاق، قاضي حران، (د). =
⦗ص: 166⦘
= قال أَبو زرعة: "لا بأس به". وقال أَبو حاتم: "كان أثبت من عتاب بن بشير، يكتب حديثه". وذكره ابن حبان في الثقات". وقال البخاري: "يقال: كان مرجئًا". وقال النسائي: "كان داعية". وقال الذهبي في "الكاشف": "صدوق". وقال الحافظ: "صدوق، رمي بالإرجاء، من الثامنة".
وقول الحافظ أقرب إلى تلخيص الأقوال فيه.
انظر: تاريخ البخاري الكبير (8/ 412)، الجرح (9/ 239)، ثقات ابن حبان (9/ 289)، تهذيب الكمال (32/ 507 - 508)، الكاشف (2/ 403)، تهذيب التهذيب (11/ 386)، التقريب (ص 613).
(4)
ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني، تقدم في (ح / 1858)؛ حيث إن المصنف أخرج هذا الحديث هناك من طريق النضر بن شميل، عنه.
وهنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن كل من:
1 -
يحيى بن أيوب. 2 - قتيبة. 3 - وابن حُجْر.
ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو بن علقمة، به، مقرونًا برواية الجماعة المذكورين في (ح / 1869). صحيح مسلم مع شرح النووي، (1/ 349)، برقم (480/ 213).
(5)
من (ل) و (م).
(6)
سبق وأن أخرج المصنف هذا الحديث من طريق النضر بن شميل، عن محمد بن عمرو بن علقمة هذا، برقم (1858) ويروي عن المذكور هناك: النضر بن شميل =
⦗ص: 167⦘
= -كما سبقت الإشارة إلى ذلك، ولم يرد في طريق النضر وصف "المعصفر" بـ "المُفَدَّم"، وسيأتي الحديث برقم (1877).
1873 -
حدثنا محمدُ بن كثير، قال: ثنا عبد العزيز بن يحيى
(1)
، عن محمد بن سلمة
(2)
، عن محمد بن إسحاق
(3)
، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن علي [رضي الله عنه]
(4)
، بنحوه.
(1)
ابن يوسف البكّائي، أَبو الأصبغ الحرّاني (235 هـ)(د س).
وثقه أَبو داود. وقال أَبو حاتم: "صدوق". وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن عدي: "لا بأس برواياته". وقال الذهبي في "الكاشف ": "ثقة". وقال الحافظ: "صدوق ربما وهم".
ولعل الأحسن أن يقتصر على "صدوق" فقط، على قول أبي حاتم مع تشدده.
انظر: الجرح والتعديل (5/ 400)، ثقات ابن حبان (8/ 397)، الكامل (5/ 292)، تهذيب الكمال (18/ 215 - 218)، الكاشف (1/ 659)، التقريب (ص 359).
(2)
ابن عبد الله الباهلي مولاهم، الحراني. "ثقة"(191 هـ) على الصحيح. (ر م 4).
تهذيب الكمال (25/ 289 - 291)، التقريب (ص 481).
(3)
ابن يسار، أَبو بكر المطَّلبي مولاهم المدني.
(4)
من (ل) و (م).
1874 -
حدثنا محمد بن كثير الحراني، قال ثنا النفيلي
(1)
، قال: ثنا حاتم بن إسماعيل
(2)
، قال:
⦗ص: 168⦘
ثنا جعفر بن محمد
(3)
، عن محمد بن المنكدر
(4)
، عن ابن حنين
(5)
، عن علي [رضي الله عنه]
(6)
، قال: "نهاني النبيُّ صلى الله عليه وسلم-ولا أقول: نهاكم- عن تختّم الذهب، وأن
(7)
أقرأ وأنا راكع، وعن لُبْس القَسِيّ، وعن المعصفر المفدّم
…
"، مثله، ولم يذكر السّجود.
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحراني.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن قتيبة، عن حاتم، به، ولم يسق متنه، واكتفى بالإشارة إلى أنه لم يذكر السجود. الكتاب والباب السابقان (1/ 349) بعد رقم =
⦗ص: 168⦘
= (480/ 213) مباشرة.
(3)
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أَبو عبد الله المعروف بـ (الصادق)، "صدوق، فقيه، إمام"(148 هـ)(بخ م 4). تهذيب الكمال (5/ 74 - 97)، التقريب (ص 141).
(4)
ابن عبد الله بن الهُدير -بالتصغير- التيمي، المدني. "ثقة فاضل"، (130 هـ) أو بعدها. ع. تهذيب الكمال (26/ 503 - 509) التقريب (ص 508).
(5)
هو: عبد الله بن حُنيْن الهاشمي، والد إبراهيم.
(6)
في (ل) و (م): "رضي الله" زادت (م)"عنه".
(7)
في الأصل و (ط) و (ل): "وأنا"، والمثبت من (م)، وهو الصحيح.
1875 -
حدثنا الرَّبيعُ
(1)
بن سليمان
(2)
، قال: ثنا شعيب بن الليث
(3)
، قال: ثنا اللّيث
(4)
، ح
⦗ص: 169⦘
وحدثنا عبّاس
(5)
، قال: ثنا يونس بن محمد
(6)
، قال: ثنا اللّيث، عن يزيد بن أبي حبيب
(7)
، أنّ إبراهيم بن عبد الله بن حُنيْن [حدثه]
(8)
، أنّ أباه حدّثه، [أنه] سمع من عليّ [رضي الله عنه] يقول: "نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن خاتَمِ الذَّهبِ، ولَبوس
(9)
القَسِيّ، والمعَصْفَر
(10)
، وقراءةِ القرآن وأنا راكعٌ"، ولم يذكر السُّجودَ.
(1)
(ك 1/ 401).
(2)
هو المرادي.
(3)
ابن سعد الفهمي مولاهم، أَبو عبد الملك المصري.
(4)
الليث بن سعد هو موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عيسى بن حماد المصري، عنه، به، ولم يسق متنه، ساق طريقه مع الجماعة المذكورين في (ح / 1869).
(5)
هو ابن محمد بن حاتم الدوري، أَبو الفضل البغدادي.
(6)
ابن مسلم البغدادي، أَبو محمد المؤدب.
(7)
هو المصري، أَبو رجاء، واسم أبيه: سويد. "ثقة فقيه، وكان يرسل"(128 هـ) ع.
انظر: المراسيل لأبي داود (ص 130)، المراسيل لابن أبي حاتم (ص 186)، تهذيب الكمال (32/ 102 - 106)، جامع التحصيل (ص 301)، التقريب (ص 600).
(8)
لفظة (حدثه) و (أنه) وجملة الترضي ليست في الأصل و (ط)، وأثبتها من:(ل) و (م).
(9)
اللبوس: الثياب والسلاح. اللسان (6/ 203).
(10)
في (م) قلادة "المفدم" ولا أراه إلا مقحمًا، ولا يصح في حديث يزيد، فقد أخرجه النسائي في "الصلاة" (2/ 189) باب: النهي عن القراءة في الركوع، وفي "اللباس" (8/ 191) باب: النهي عن لبس خاتم الذهب، وفيه (8/ 204) باب: ذكر النهي عن لبس المعصفر، عن عيسى بن حماد، عن الليث، به، وليس فيه ذكر المفدم.
1876 -
حدثنا أَبو أميَّةَ، قال: ثنا وهب بن جرير [أَبو العباس]
(1)
، عن شعبة
(2)
، عن
⦗ص: 170⦘
أبي بكر بن حفص
(3)
، عن عبد الله بن حُنَيْن، عن ابنِ عبّاس، قال:"نُهِيْتُ عن الثوب الأحمر، وخاتم الذهب، وأن أقرأ وأنا راكعٌ".
كذا
(4)
رواه غندر عن شعبة
(5)
.
(1)
من (ل) و (م).
(2)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن عمرو بن علي، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به، بنحوه بذكر النهي عن القراءة في الركوع فقط، دون ذكر الثوب =
⦗ص: 170⦘
= والخاتم، وبعدم ذكر علي رضي الله عنه أصلًا في الإسناد. صحيح مسلم:(1/ 350) برقم (481) كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود.
(3)
هو: عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أَبي وقاص الزهري، أَبو بكر المدني، مشهور بكنيته. "ثقة، من الخامسة" ع. تهذيب الكمال (14/ 423 - 424)، التقريب (ص 300).
(4)
في (ل) و (م)"وكذا" وهذا التأكيد من المصنف يَرْمي إلى دفع توهُّم انفراد وهب بن جرير عن شعبة، به، بعدم ذكر علي رضي الله عنه في الإسناد.
(5)
وصله مسلم -كما سبق عند موضع الالتقاء- ووصله أيضًا النسائي في "اللباس"، باب النهي عن لبس خاتم الذهب، (8/ 191)، عن محمد بن الوليد؛ والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 300) عن بيان، عن النضر، كلاهما، عن شعبة، به، بنحوه.
وقفة:
رجح الإمام الدارقطني في (تتبُّعه)(ص 285) وقبله الإمامُ البخاريُّ في التاريخ الكبير (1/ 300) عدم صحة ذكر ابن عباس هنا، وأن الحديث لعلي رضي الله عنهما ويبدو أنه هو الراجح، وأن الإمام مسلمًا لم يَسُقْ هذا الحديث إلا لبيان علته، وسيأتي لهذا الكلام مزيد شرح بعد (ح / 1880)، وانظر:(بين الإمامين مسلم والدارقطني)(ص 153 - 154). وستأتي رواية مالك برقم (1882)، وهي في الموطأ (1/ 80).
1877 -
حدثنا محمدُ بن كثير الحراني، قال: ثنا سعيدُ بن حفص الحراني، قال: ثنا يوسفُ
[*]
بن راشد الحَرَّاني، عن محمدِ بن عمرو، عن
⦗ص: 171⦘
إبراهيم بن عبد الله بن حُنَيْن، عن أبيه، أنه سمع عليًّا [رضي الله عنه]
(1)
برحبة الكوفة يقول: "نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم-ولا أقول: نهاكم- عن تختم الذهب، وأن
(2)
أقرأ وأنا راكع، وعن لبس القسي، وعن المعصفر المفدّم"
(3)
.
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في الأصل و (ل) و (م): "وأنا أقرأ"، والمثبت من (ط)، وهو الصحيح.
(3)
تقدم الحديث بسنده ومتنه برقم (1872)، وهو مكرر له ولما سيأتي برقم (1880) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا بالمطبوعة: (يوسف)، وهو خطأ، ولم أجده في شيء من نسخ الكتاب الخطية، وصوابه:(يونس)، وهو على الصواب في طبعة دار المعرفة، وكذا في نسخة كوبريللو: 2/ ق 17/ أ، وخدابخش: ق 400، وطشقند: ق 264، وهو أبو إسحاق يونس بن راشد الجزري الحراني، قاضي حران، انظر: التاريخ الكبير للبخاري: 8/ 415، تهذيب الكمال: 32/ 507.
1878 -
حدثنا محمدُ بن كثير الحراني، ثنا عبد العزيز بن يحيى
(1)
، قال: حدثني محمدُ بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنيْن، عن أبيه، عن علي، بنحوه
(2)
(3)
.
(1)
في (م) بعده: "بمثله" وبعده إلى آخر كلمة: "بمثله" بنهاية (ح / 1879) ساقط من تلك النسخة.
(2)
الحديث مكرر لما سبق برقم (1873).
(3)
في الأصل -فقط- هنا (ح) -علامة التحويل- وليست في (ل، ط). ولكون الأنسب عدمَ وجودها لم أُثبتها.
1879 -
حدثنا أَبو داود الحراني، قال: ثنا عبد العزيز [بن يحيى]
(1)
، بمثله.
(1)
من (ل) فقط، وهو كذلك.
1880 -
حدثنا عمَّارُ بن رَجَاء
(1)
، قال: ثنا يزيدُ بن هارون
(2)
،
⦗ص: 172⦘
قال: أبنا محمد
(3)
، عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنيْن، عن أبيه، أنه سمع عليًّا -برحبة الكوفة- يقول:"نهاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم-ولا أقول: نهاكم- عن لبس القَسِيِّ، والمعَصْفَر، وعن التختُّمِ بالذهب، وعن قراءةِ القرآنِ وأنا راكع"
(4)
.
رواه يزيدُ بن أبي حبيب
(5)
، والضحاكُ بن عثمان
(6)
، وأسامةُ بن زيد
(7)
، ومحمد بن عمرو
(8)
، ومحمدُ بن إسحاق
(9)
، كلُّ هؤلاء عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنيْن، عن أبيه، عن عليى؛ إلا الضحاك وابنَ عجلان
(10)
؛ فإنهما زادا "عن ابن عباس
(11)
" عن عليّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا:
⦗ص: 173⦘
"نهاني عن قراءة القرآن وأنا راكع"، ولم يذكروا في روايتهم النهي عنها في السجود
(12)
.
⦗ص: 174⦘
كما ذكر الزهريُّ
(13)
، وزيدُ بن أسلم
(14)
والوليدُ بن كثير
(15)
، وداودُ بن قيس
(16)
(17)
.
(1)
أَبو ياسر التغلبي الإستراباذي.
(2)
ابن زاذان، أَبو خالد الواسطي.
(3)
هو: ابن عمرو بن علقمة الليثي المدني.
(4)
سبق وأن أخرج المصنف حديث محمد بن عمرو:
أ- برقم (1858) من طريق النضر بن شميل، عن محمد بن عمرو.
ب- برقم (1872) من طريق يونس بن راشد الحراني، عن محمد بن عمرو.
ج- برقم (1877) من طريق يونس بن راشد الحراني، عن محمد بن عمرو أيضًا.
وانظر تخريجه في (ح /1872).
(5)
تقدم حديثه عند المصنف برقم (1875).
(6)
تقدم حديثه عند المصنف برقم (1871).
(7)
تقدم حديثه عند المصنف برقم (1870) ولم يرد في (ل) و (م): "ابن زيد".
(8)
تقدم حديثه عند المصنف بالأرقام: (1858، 1872، 1877، 1880).
(9)
تقدم حديثه عند المصنف برقم (1873، 1878).
(10)
تقدم حديثه عند المصنف برقم (1869).
(11)
وكذلك داود بن قيس، كما سبق في (ح / 1866). =
⦗ص: 173⦘
= وتابعهم عن إبراهيم رجل رابع وهو: عبد الحكيم بن عبد الله بن أَبي فروة كما في (العلل) للدارقطني (3/ 79) وهو (صُوَيْلِح) كما قاله الذهبي، وقال الدارقطني:"مُقِلٌّ، يُعْتبَر به". انظر: ضعفاء العقيلي (3/ 103)، سؤالات البرقاني (311)، ثقات ابن حبان (7/ 138)، الميزان (2/ 537)، لسان الميزان (4/ 226).
هذا، والجمهور من أصحاب إبراهيم ممن ذكرهم المصنف مع يزيد بن أبي حبيب، وكذلك: نافع والزهري وزيد بن أسلم، والوليد بن كثير، على عدم ذكر ابن عباس رضي الله عنه في السند، وقد ساق المصنف أحاديثهم، خلا زيد بن أسلم، فسيأتي حديثُه برقم (1882) ونافع، وحديثُه برقم (1880).
وتابعهم عن إبراهيم جماعةٌ آخرون، وهم:
1 -
إسحاق بن أبي بكر.
2 -
الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب.
3 -
شريك بن أبي نمر.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (1/ 299 - 300)، العلل (3/ 78 - 80)، الإلزامات والتتبع (ص 284)، كلاهما للدارقطني.
(12)
وتابعهم عن عبد الله بن حُنيْن كلٌّ من:
1 -
سعيد بن أبي سعيد المقبري [تاريخ بغداد 7/ 25].
2 -
خالد بن معدان [النسائي في "اللباس" (8/ 192)].
3 -
محمد بن المنكدر [عند المصنف برقم (1875) ورواه مسلم (1/ 349).
كما أن نافعًا وافقهم في عدم ذكر السجود، وروايته عند المصنف برقم (1882) وأخرج البخاري روايته -بتوسُّع- في (تاريخه الكبير)(1/ 299).
(13)
تقدم حديثه عند المصنف برقم (1866).
(14)
(ك 1/ 402). وزيد بن أسلم سيأتي حديثه عند المصنف برقم (1884).
(15)
تقدم حديثه عند المصنف برقم (1868).
(16)
تقدم حديثه عند المصنف برقم (1867).
(17)
لم يتابعهم عن عبد الله على ذكر السجود أحدٌ فيما اطلعت، وقد تابعهم عن ابن عباس: عبد الله بن الحارث بن نوفل، أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على مسند أبيه (829، 939)(1/ 105، 107)، وانظر: علل الدارقطني (3/ 78).
وقفة: يُلاحَظُ أن المصنف قد أولى الاختلافَ الواردَ في حديث علي رضي الله عنه اهتمامًا بالغًا -تبعًا للإمام مسلم- والاختلاف في هذا الحديث وارد في السند والمتن، وإليك خلاصةً عنه، مع بيان الراجح في كلتا النقطتين:
أولًا: الاختلاف في السند:
وتمثَّل في ذكر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أو عدَمِه بين عبد الله بن حُنيْن وعلي بن أَبي طالب رضي الله عنه.
فالأكثرون على عدم ذكره، وأن عبد الله بن حُنيْن يرويه عن علي رضي الله عنه مباشرة وهم: نافع، والزهري، وزيد بن أسلم، والوليد بن كثير، ويزيد بن أبي حبيب، وأسامة بن زيد، ومحمد بن عمرو، ومحمد بن إسحاق.
وكذلك: إسحاق بن أبي بكر، والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، وشريك بن أبي نمر.
وتابعهم عن عبد الله بن حُنيْن كلٌّ من: سعيد بن أبي سعيد المقبري [تاريخ بغداد 7/ 25] وخالد بن معدان [النسائي في "اللباس" 8/ 192]، محمد بن المنكدر [عند مسلم (1/ 349) والمصنف (113)، موسى بن عبيْدَة الربذي [الترغيب والترهيب للأصفهاني (مخطوط) 196 /أ] ويحيى بن أبي كثير [التاريخ الكبير للبخاري 1/ 199]. =
⦗ص: 175⦘
= كما تابعهم عن علي رضي الله عنه كلٌّ من: عبيدة السلماني [النسائي 2/ 187] والحارث بن عبد الله الأعور الكوفي [مصنف عبد الرزاق (2835) 2/ 144]، ومحمد بن حنفية [المصدر السابق (2834) 2/ 144]، والنعمان بن سعد [رواه عبد الله بن أحمد في زياداته على أبيه (1330، 1337)، (1/ 155)]، وأبو يعلى (416، 420)، (1/ 331، 333)، والبزار، كشف الأستار (539)، (1/ 262) وهو ضعيف، انظر: مجمع الزوائد (2/ 127)].
وخالفهم جماعةٌ فزادوا (ابنَ عباس) بين عبد الله بن حُنيْن وعلي بن أبي طالب، وهم: محمد بن عجلان، الضحاك بن عثمان، داود بن قيس، عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة، وتابعهم عن ابن عباس: عبد الله بن الحارث [المسند للإمام أحمد 1/ 105).
الترجيح:
وقد سلك النقاد مسلكين: الأول: الجمع، والثاني: الترجيح.
أ- وممن اختار المسلك الأول:
1 -
يحيى بن سعيد القطان. 2 - ابن عبد البر.
قال الأخيرُ منهما -بعد سياقِه لرواية ابن عجلان ومن معه-: "هكذا قال ابن عجلان، وداود بن قيس، والضحاك بن عثمان في هذا الحديث: عن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن عباس، عن علي، فزادوا ذكر ابن عباس.
وفي حديث ابن شهاب وغيره: أن عبد الله بن حُنيْن سمعه من علي.
وقد يجوز أن يسمعه من ابن عباس عن علي، ثم يسمعه من علي.
ويجوز أن يسمعه منهما معًا.
وقد ذكر علي بن المديني عن يحيى بن سعيد أنه كان يذهب إلى أن عبد الله بن حُنيْن سمعه من ابن عباس، ومن علي، ويقول: كان مجلسهما واحدًا وتحفظاه جميعًا".
3 -
واختار هذا المسلكَ -كذلك- النووي قائلًا: "
…
وهذا اختلاف لا يؤثر في صحة الحديث، فقد يكون عبد الله بن حُنيْن سمعه من ابن عباس عن علي، ثم سمعه =
⦗ص: 176⦘
= من علي نفسه. . ." [شرحه لصحيح مسلم 4/ 200].
ب- واختار أكثر الأئمة مسلكَ الترجيح، فرجحوا رواية الزهري، ونافع، ومن معهم الذين أسقطوا ابن عباس من السند وهم:
1 -
الإمام البخاري في (تاريخه الكبير)، (1/ 300)؛ فقد قال -بعد استعراضه للاختلاف المذكور-:"ولم يصح فيه (ابنُ عباس)، وما روى مالك عن نافع أصح" يشير بذلك إلى رواية الجمهور.
2 -
الإمام أَبو حاتم؛ فقد سأله ابنُه عن هذا الاختلاف فقال: " (لم يقُل هؤلاء الذين رووا عن أبيه: (سمعتُ عليًّا) إلا بعضُهم*، وهؤلاء الثلاثة مستورون، والزيادة مقبولة من ثقة، وابن عجلان ثقة، والضحاك بن عثمان ليس بالقوي، وأسامة لم يَرْض حتى روى عن إبراهيم، ثم روى عن عبد الله بن حنين نفسه، وأسامة ليس بالقوي".
ثم قال ابنُ أبي حاتم: "وقال أبي مرة أخرى: الزهري أحفظ".
3 -
الدارقطني، فقد أورد رواية ابن عجلان، وداود بن قيس، والضحاك في كتابه (التتبّع)(137)(ص 284)، ثم قال: "وقد خالفهم جماعة أحفظ منهم، وأعلى إسنادًا، وأكثر عددًا، منهم: نافع، والزهري
…
"، وقال في (العلل) -بعد ذكره لرواية ابن عجلان ومن معه-: "وخالفهم جماعة أكثر منهم عددًا
…
" فذكرهم.
والمقطع الأول من كلام الإمام أبي حاتم يُرجّح جانب من زاد ابن عباس، ولكنه تراجع في قوله الأخير، فقدَّم الزهري وحده على ابن عجلان ومن شاركه، لأن الزهري أحفظ. وانظر:(بين الإمامين: مسلم والدارقطني (ص 150 - 151)، كلام محقق (الإلزامات والتتبع)(ص 285).
*قلتُ: قد وقع التصريح بسماع عبد الله بن حُنيْن عن علي رضي الله عنه لأكثرهم، وهم: الزهري [ح / 1865] والوليد بن كثير [ح / 107] وأسامة بن زيد [ح / 109]، [وفيه قصة دخوله على عبد الله بن حُنيْن]، ومحمد بن عمرو بن علقمة [ح / 111]، =
⦗ص: 177⦘
= ويزيد بن أبي حبيب [ح / 114].
4 -
وقد استظهر شيخنا ربيع بن هادي المدخلي في كتابه (بين الإمامين)(ص 151)، ومحقق كتاب (الإلزامات والتتبع)(ص 285) أن صنيع الإمام مسلم يدل على ترجيحه لجانب الزهري ومن معه، وأنه لم يشقْ رواية ابن عجلان ومن معه إلا لبيان علتها.
5 -
واختاره شيخنا: ربيع بن هادي المدخلي في كتابه (بين الإمامين مسلم والدارقطني)(ص 150 - 151).
والراجح: هو رواية الزهري ومن معه ممن لم يذكر ابن عباس في هذا الحديث، لأنهم -كما قال الإمام الدارقطني-:"أحفظ، وأعلى إسنادًا، وأكثر عددًا"، فزيادة ابن عباس بين عبد الله بن حُنيْن وعلى تعتبر من (المزيد من متصل الأسانيد).
ولكني لا أستَبْعد ما استظهره ابنُ عبد البر ومن معه من الجمع، وخاصة على ضوء كلام القطان السابق.
ثانيًا: الاختلاف في المتن:
وتمثَّل في ذكر النهي عن قراءة القرآن في السجود أو عدمِه، والاقتصار على ذكر النهى عن القراءة في الركوع فقط:
أ- فقد اقتصر على الركوع كلٌّ من: نافع، ويزيد بن أبي حبيب، والضحاك بن عثمان، وأسامة ابن زيد، ومحمد بن عمرو، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن عجلان.
وتابعهم عن عبد الله بن حُنيْن في ذلك: سعيدُ بن أبي سعيد المقبري، وخالد بن معدان، ومحمد بن المنكدر.
كما تابعهم عن علي رضي الله عنه: محمد بن الحنفية، وعبيدة السلماني.
ب- بينما خالفهم كل من: الزهري، وزيد بن أسلم، والوليد بن كثير، وداود بن قيس. =
⦗ص: 178⦘
= وتابعهم عن ابن عباس: عبد الله بن الحارث، والنعمان بن سعد [وحديثاهما ضعيفان]، فزادوا ذكر النهي عن قراءة القرآن في السجود أيضًا.
الترجيح:
والذي يترجح لديَّ هو جانب الإمام الزهري، لما يلي:
1 -
لاتفاق أكثر الثقات على هذه الزيادة، كالزهري، وزيد بن أسلم، وداود بن قيس، أما الذين اقتصروا على الركوع فقط فكلُّهم متكلَّم فيهم إلا الإمامين: نافع ويزيد بن أبي حبيب*.
2 -
ولو افترضنا التساويَ في الحفظ والثقة فذِكْرُ السجود زيادةٌ من الثقة [بل الثقات] وليس فيها مخالفةُ معارضةٍ لما اقتصر عليه الآخرون، فتُقْبل.
وللحديث -بذكر الركوع والسجود- شاهدٌ صحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنه سبق عند المصنف برقم (1862).
* هذا ما يتعلق بالاختلاف على إبراهيم بن عبد الله بن حُنيْن خاصة، أما إذا اعتبرنا المتابعات عمن فوق إبراهيم فالأكثر من الثقات على عدم ذكر السجود، إلا أن جانب الزهري ومن معه يَظَلُّ مرجَّحًا لكون ما زادوه زيادة من الثقات لا تخالف ما ذكره الآخرون.
قال الدارقطني: "ثقة". وقال أَبو حفص بن شاهين: "كان من نبلاء أصحاب أحمد".
وقال: أحمد ابن المنادي: "مشهودٌ له بالصلاح والفضل". وقال: الخطيب: "كان فاضلًا حافظًا، ثقة، عارفًا". تاريخ بغداد (3/ 61 - 62)، تاريخ جرجان للسهمي (651)(ص 391)، السير (13/ 49 - 50)، تذكرة الحفاظ (2/ 590 - 591).
1881 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا إسحاق بن عيسى
(1)
، عن
⦗ص: 179⦘
مالك
(2)
، عن نافع، ح
وحدثنا حمدانُ بن علي
(3)
قال: ثنا مُعَلّى
(4)
، عن وُهَيْبٍ
(5)
، عن أيوب
(6)
، عن نافع
(7)
، عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنيْن، عن أبيه، عن علي [رضي الله عنه]
(8)
، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(9)
قال: "وعن قراءةِ القرآنِ في الركوع"، ولم يذكر السجود.
(1)
ابن نجيح البغدادي، أَبو يعقوب، ابن الطباع. "صدوق" (214 هـ وقيل: بعدها بسنة) (م ت س ق). تهذيب الكمال (2/ 462 - 464)، التقريب (ص 102).
(2)
والحديث في موطئه (1/ 80)، رواية يحيى.
و"مالك" موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عنه، به، مقرونًا بالجماعة المذكورين في (ح/ 1869)(1/ 349) برقم (480/ 213).
(3)
هو: محمد بن علي بن عبد الله بن مهران البغدادي، أَبو جعفر الورَّاق، المعروف بحمدان.
(4)
هو ابن أسد العَمِّي -بفتح المهملة وتشديد الميم- أَبو الهيثم البصري-. (218 هـ)(خ م قد ت س ق). "ثقة ثبت، قال أَبو حاتم: ما أعلم أني أخذت عليه خطأً في حديثٍ غير حديثٍ واحد". الجرح (8/ 335)، تهذيب الكمال (28/ 282 - 284)، التقريب (ص 540).
(5)
هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم، أَبو بكر البصري.
(6)
هو السختياني.
(7)
هنا موضع الالتقاء -في طريق حمدان- انظر ما قبله.
(8)
من (ل) و (م).
(9)
في (ل) و (م): "قال" -بدون الواو-.
1882 -
حدثنا أَبو داود الحراني، قال: ثنا أَبو ربيعة
(1)
، قال: ثنا
⦗ص: 180⦘
وهيب، بمثله:"وعن القراءة وأنا راكع".
(1)
هو: زيد بن عوف، ولقبه: فهد بن عوف، أَبو ربيعة القُطَعِيُّ. قال الفلاس، ومسلم، =
⦗ص: 180⦘
= وتابعهما الذهبي: "متروك". وقال البخاري: "تركه على وغيره"، وقال:"رماه علي".
كتب عنه أَبو حاتم، وقال:"يعرف وينكر، وقال: كان علي بن المديني يتكلم فيه".
وذكره أَبو زرعة في الضعفاء، واتهمه بسرقة حديثين. وضعفه ابن حبان وغيره. وقال الذهبي -أيضًا-:"واهٍ". التاريخ الكبير للبخاري (3/ 404)، التاريخ الأوسط (المطبوع باسم "الصغير" خطأً)(2/ 314 - 315)، الكنى والأسماء للإمام مسلم (1143)(1/ 321)، أَبو زرعة الرازي (2/ 454 - 456)، الجرح (3/ 170 - 171)، المجروحين (1/ 311)، الكامل لابن عدي (3/ 210 - 211)، ضعفاء الدارقطني (233)(ص 216)، الميزان (2/ 105)، ديوان الضعفاء للذهبي (1526)(ص 151)، لسان الميزان (3588)(3/ 198 - 199).
1883 -
حدثنا إسماعيلُ القاضي
(1)
قال: ثنا عيسى بن مينا
(2)
،
⦗ص: 181⦘
قال: ثنا محمدُ بن جعفر بن أبي كثير
(3)
، عن زيد بن أسلم
(4)
، عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنَيْن، عن أبيه، عن علي [رضي الله عنه]
(5)
، أنه قال:"نهاني النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن تَخَتُّمِ الذهب، وعن لُبْس القَسِيّ، وعن المعَصْفَر المفدم، وعن القراءةِ في الركوعِ والسجودِ، -ولا أقول: نهاكم أيها الناس-".
(1)
هو: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن محدث البصرة: حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري المكي، قاضي بغداد. قال أَبو بكر الخطيب: "وكان إسماعيل فاضلًا عالمًا، متقنًا فقيهًا على مذهب مالك بن أنس، شرح مذهبه ولخصه، واحتج له، وصنف المسند وكتبًا عدة في علوم القرآن
…
واستوطن بغداد قديمًا، وولي القضاء بها، فلم يزل يتقلده إلى حين وفاته". تاريخ بغداد (6/ 284). وقال ابن أبي حاتم:"كتب إلينا ببعض حديثه، وهو ثقة صدوق". الجرح والتعديل (2/ 158). وقال الذهبي في "السير (13/ 339): "الإمام العلامة، الحافظ، شيخ الإسلام
…
". (282 هـ).
ترجم له الخطيب في تاريخه (6/ 284 - 290) والذهبي في "السير" بالتفصيل.
(2)
أَبو موسى، مولى بني زريق، يقال: كان ربيب نافع، فلقّبه بقالون لجودة قراءته.
(220 هـ). ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 290)، والذهبي في =
⦗ص: 181⦘
= "السير"(10/ 326 - 327) وغيرهما، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وهو مقرئ مشهور يُعرف بـ (قالون). وانظر: غاية النهاية لابن الجوزي (1/ 615 - 616).
(3)
هو الأنصاري مولاهم، المدني. وهنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن أبي بكر بن إسحاق، عن أبي مريم، عن محمد ابن جعفر، به، نحوه، بذكر النهي عن القراءة في الركوع والسجود فقط. كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود (1/ 349) برقم (480/ 211).
(4)
هو العدوي مولى عمر، أَبو عبد الله وأبو أسامة، المدني. "ثقة عالم، وكان يرسل"، (136 هـ) ع. المراسيل لأبي داود (ص 129)، [وانظر: الفهرس (ص 232)]، المراسيل لابن أبي حاتم (ص 59)، تهذيب الكمال (10/ 12 - 18)، التقريب (ص 222).
(5)
من (ل) و (م).
[باب]
(1)
بيان ما يقولُ المصلّي إذا رفع رأسه من الرُّكوع، ومقدارِ وقُوفِه، وثباتِ المأمومين قيامًا حتى يسجدَ الإمامُ، ثم يسجدون، وبيانِ طولِ الجلوسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ
(1)
من (ل) و (م).
1884 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا سليمانُ بن حرْب
(1)
، قال: ثنا حماد بن زيد
(2)
، عن ثابت
(3)
، قال: قال لي أنسُ بن مالك
(4)
: "إني لا آلو
(5)
أن أصلي بكم كما رأيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يصلي".
قال ثابت: "فكان أنس يصنع شيئًا لا أراكم تَصْنَعُونه
(6)
، كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقولَ القائلُ: لقد نسي، وكان إذا رفع رأسَه بين السجدتين قعد حتى يقول القائل:
⦗ص: 183⦘
"لقد نسي"
(7)
.
(1)
هو الأزدي الواشحي البصري.
(2)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن خلف بن هشام عن حماد، به، بنحوه.
كتاب الصلاة، باب اعتدال أركان الصلاة وتخفيفها في تمام (1/ 344) برقم (472).
(3)
ابن أسلم البناني -بضم الموحدة ونونين- أَبو محمد البصري. "ثقة عابد"(بضع وعشرين ومائة هـ) ع. تهذيب الكمال (3/ 342 - 349)، التقريب (ص 132).
(4)
"ابن مالك" لم يرد في (ل) و (م).
(5)
أي: لا أترك -بمدّ الهمزة- وقيل: لا أقصر. مشارق الأنوار (1/ 31).
(6)
فيه إشعار بأنهم كانوا يُخِلّون بتطويل الاعتدال. الفتح (2/ 336).
(7)
وأخرجه البخاري (821) في "الأذان" باب: المكث بين السجدتين.
1885 -
حدثنا يعقوبُ بن سفيان
(1)
، قال: ثنا عبد الله بن يوسف
(2)
، قال: ثنا سعيد
(3)
، ح
وحدثنا يزيدُ بن عبد الصمد
(4)
، قال: ثنا أَبو مُسْهِرٍ
(5)
، ح
وحدثنا العباس بن الوليد
(6)
قال: حدثني أبي
(7)
، قال
(8)
: أبنا سعيدُ بن عبد العزيز
(9)
، عن عطية بن قيس، عن قَزَعَةَ، عن أبي سعيد
⦗ص: 184⦘
الخدري، "أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قال:"سمع الله لمن حمده" قال: "ربنا ولكَ الحمدُ ملءَ السماوات وملءَ الأرض، وملءَ ما شئتَ من شيءٍ بعدُ، أهلُ الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد -كلُّنا لك عبد- لا مانع لما أعطيتَ"، وقال أحدهما
(10)
: "لا نازع لما أعطيتَ، ولا معطي لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجد منك الجدُّ".
وقال يعقوب: "لا مانع"
(11)
.
(1)
ابن جوان الفارسي الفسوي الحافظ، ولم أعثُر على الحديث في (المعرفة والتاريخ).
(2)
هو "التّنيّسي"، أَبو محمد الكلاعي، أصله من دمشق.
(3)
هو ابن عبد العزيز التنوخي الدمشقي الإمام.
(4)
هو: يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي ..
(5)
هو: عبد الأعلى بن مُسْهِرٍ الغسَّاني الدمشقي. "ثقة فاضل"(218 هـ) ع.
تهذيب الكمال (16/ 369 - 379)، التقريب (ص 332).
(6)
ابن مَزْيَد -بفتح الميم وسكون الزاي، وفتح المثناة التحتانية- العُذري -بضم المهملة وسكون المعجمة- البيروتي. "صدوق عابد"(269 هـ)(د س).
اللباب (2/ 331 العذري)، تهذيب الكمال (14/ 255 - 259)، توضيح المشتبه (8/ 119 مزيد)، التقريب (ص 294).
(7)
هو: الوليد بن مزيد العُذري، أَبو العباس البيروتي.
(8)
في (ل) و (م): "قالا"، وهو أنسب.
(9)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن مروان بن محمد الدمشقي، عن سعيد به نحوه. كتاب الصلاة، باب: ما يقول إذا رفع =
⦗ص: 184⦘
= رأسه من الركوع، (1/ 347) برقم (477).
(10)
(ك 1/ 403).
(11)
من فوائد الاستخراج:
روى أَبو عوانة الحديث من ثلاث طرق، عن سعيد، وُصِفَ اثنان من الرواة عن سعيد بما يوجب المزيَّةَ على مروان، إما في سعيد خاصةً، وإما عمومًا، وهما:
1 -
عبد الله بن يوسف، قال أَبو حاتم:"هو أتقن من مروان الطاطري، وهو ثقة".
[الجرح والتعديل (5/ 205)].
2 -
أَبو مسهر: فقد قال هو عن نفسه: "جالستُ سعيدَ بن عبد العزيز ثنتي عشرة سنة، وما كان أحد من أصحابه أحفظ لحديثه مني، غير أني نسيت" تهذيب الكمال (16/ 374).
وقال له سعيد نفسه: "ما شَبَّهْتُكَ في الحفظ إلا بجدك أبي ذرامة؛ ما كان يسمع شيئًا إلا حفظه". المصدر السابق.
ولا شك أنه أتقن من مروان، وأوثق في سعيد خاصة منه أيضًا. والله تعالى أعلم.
1886 -
حدثنا عباس الدُّوْرِيُّ، وأبو داود الحراني، قالا: ثنا
⦗ص: 185⦘
سعيدُ بن عامر
(1)
، ح
وحدثنا الصغاني وسعيدُ بن مسعود
(2)
، قالا: ثنا رَوْحُ بن عُبادة
(3)
، قالا: ثنا هشام بن حسّان
(4)
، عن قيس بن سعد
(5)
، عن عطاءٍ
(6)
، عن ابن عباسٍ، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسَه من الركوع قال: "اللهمَّ ربَّنا ولك الحمد ملءَ السماء
(7)
، وملءَ الأرض، وملءَ ما شئتَ من شيء بعدُ".
(1)
هو الضُّبعي، أَبو محمد البصري.
(2)
ابن عبد الرحمن المروزي، أَبو عثمان.
(3)
ابن العلاء القيسي، أَبو محمد البصري.
(4)
الأزدي القُردوسي -بالقاف وضم الدال- أَبو عبد الله البصري.
وهشام موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن هشيم، به، بنحوه. (1/ 347) برقم (478) باب: ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع.
(5)
هو المكي. "ثقة"(بضع و 110 هـ). (ختم د س ق). تهذيب الكمال (24/ 47 - 50)، التقريب (ص 457).
(6)
هو ابن أبي رباح المكي.
(7)
كذا في الأصل و (ط) و (ل)، وهو كذلك عند أحمد في مسنده (3498)(1/ 370) رواه عن رَوْح، به، وفي (م):"السماوات" وهو كذلك في مسلم والنسائي (2/ 198) حيث رواه عن أبي داود الحراني، به، ويبدو أن المصنف ساق المتن على لفظ رَوْح.
1887 -
حدثنا إبراهيم بن مَرْزُوق
(1)
، قال: ثنا عثمانُ بن عمر
(2)
،
⦗ص: 186⦘
قال: ثنا هشام بن حسان، بمثله.
(1)
ابن دينار الأموي البصري، نزيل مصر.
(2)
ابن فارس العبدي البصري.
1888 -
حدثنا أحمدُ بن مسعود المقدسي
(1)
، ثنا محمد بن عيسى، أبنا هشيم
(2)
، أبنا هشام بن حسّان
(3)
-بإسناده مثله- وزاد فيه: "أهلَ الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيتَ، ولا معطي لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجد
(4)
منك الجدُّ".
(1)
أَبو عبد الله الخياط، وشيخه "محمد بن عيسى" هو: ابن نجيح البغدادي، أَبو جعفر بن الطباع.
(2)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن هشيم، به.
باب: ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع (1/ 347)، برقم (478).
(3)
"ابن حسان" لم يرد في (ل) و (م).
(4)
"الجد" -بفتح الجيم- هو الغنى والحظ في الرزق والعظمة والسلطان، أي: لا ينفع ذا الحظ في الدنيا بالمال والولد والعظمة والسلطان منك حظُّه، أي: لا يُنجيه منك حظُّه، وإنما ينفعه وينجيه العمل الصالح.
و"من" هنا بمعنى البدل، كقول الشاعر:
فليت لنا من ماء زمزم شربة
…
مبرَّدة باتت على الطّهيان
غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 156)، أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري للخطابي (1/ 551 - 552)، تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي (ص 126)، شرح النووي لمسلم (5/ 196)، فتح الباري (2/ 386).
1889 -
حدثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(1)
، ح
وحدثنا يوسف بن مسلَّم
(2)
، قال: ثنا حجاج بن محمد، قالا: ثنا
⦗ص: 187⦘
شعبة
(3)
، عن عبيد أَبي الحسن
(4)
، قال: سمعتُ عبد الله بن أبي أوفى، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء: "اللهم لكَ الحمدُ مِلءَ السماوات وملءَ الأرض، وملءَ ما شئتَ من شيءٍ بعدُ".
زاد حجاج في حديثه: قال شعبة: وحدثني أَبو عِصْمةَ
(5)
، عن
⦗ص: 188⦘
سليمان الأعمش، عن عبد الله بن أبي أوفى، "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يدعو به"
(6)
.
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (824)(ص 110).
(2)
هو: يوسف بن سعيد بن مسَلَّم المصيصي، وشيخه حجاج بن محمد هو الأعور المصيصي.
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، به، مثله، إلا أن فيه زيادة "ربنا" بعد "اللهم". كتاب الصلاة، باب: ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، (1/ 346) برقم (486/ 203).
(4)
هو: عبيد بن الحسن المزني، أو الثعلبي، أَبو الحسن الكوفي. "ثقة، من الخامسة" وسيأتي تسميته من أبي عوانة في نهاية (ح / 1890).
روى له مسلم وابن ماجه هذا الحديث فقط، وأبو داود هذا الحديث وحديثًا آخر.
وهذا جميع ما له عند أصحاب الكتب الستة. تهذيب الكمال (19/ 195 - 197)، التقريب (ص 376).
(5)
هو: نوح بن أبي مريم، [واسمه: مابَنَّة، وقل غير ذلك] القرشي، قاضي مرو، ويُعرف بـ (نوح الجامع) لجمعه العلوم، (173 هـ)(ت فق).
قال مسلم وأبو حاتم، والدارقطني:"متروك الحديث". وقال البخاري: "منكر الحديث"، وقال:"ذاهب الحديث جدًّا". ورماه ابن المبارك والحكم بالوضع. وقال ابن حبان: "نوح الجامع جمع كل شيء إلا الصدق". انظر: التاريخ الكبير (7/ 396)، الأوسط (2/ 165)، -كلاهما للبخاري-، الكنى للإمام مسلم (2613)(1/ 643)، كتاب المجروحين لابن حبان (3/ 408)، الكامل لابن عدي (7/ 40 - 44)، المدخل إلى الصحيح للحكم (208)، تهذيب الكمال (30/ 56 - 61)، ديوان الضعفاء (ص 414)، الكشف الحثيث (ص 260).
(6)
من فوائد الاستخراج: سياق ما أورده حجاجٌ من الزيادة عن شعبة.
1890 -
حدثنا عمارُ بن رَجَاء، قال: ثنا محمدُ بن عُبَيْدٍ
(1)
، ح
وحدثنا الحسنُ بن عفان، قال: ثنا ابنُ نمير
(2)
، قالا جميعًا: عن الأعمش
(3)
، عن عبيد بن الحسن، عن ابن أبي أوفى قال:"كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسَه من الركوع قال: "سمع الله لمن حمده" ثم قال: اللهُمَّ ربَّنا لكَ الحمدُ ملءَ السماوات
(4)
وملءَ الأرض، وملءَ ما شئتَ من شيءٍ بعدُ".
قال أَبو عوانة: "يقولون: هو عبيد بن الحسن، وهو أَبو الحسن".
(1)
ابن أبي أمية الطنافسي الكوفي الأحدب.
(2)
هو: عبد الله بن نمير الهمداني، أَبو هشام الكوفي.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا أَبو معاوية وكيع، عن الأعمش، به، بنحوه. كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، (1/ 346) برقم (476).
(4)
في الأصل و (ط)، و (ل):"السماء" والمثبت من (م)، وهو كذلك في صحيح مسلم وأبي داود (846)(1/ 528)، وابن ماجه (878)(1/ 284)، ومسند أحمد (4/ 353)، كلهم من رواية الأعمش.
1891 -
حدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(1)
، قال
(2)
: ثنا
⦗ص: 189⦘
شعبة
(3)
، سمعتُ مَجْزَأَةَ بن زاهرٍ
(4)
وهو يقول: سمعتُ ابنَ أبي أوفى يَذْكر
(5)
هذا الدعاء وزاد فيه: "اللهم طَهِّرْني بالثلج والبرَد والماء الباردِ، اللهم نَقِّنِي من الذنوب والخطايا كما يُنَقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنس
(6)
".
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (824)(ص 110).
(2)
في (ط) بعده: "قال شعبة: سمعت" وهو كذلك في مسند الطيالسي.
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن محمد بن المثنى، وابن بشار كلاهما عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به، نحوه كاملًا. باب: ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع (1/ 346 - 347) برقم (476/ 204).
(4)
مجزأة: -بفتح أوله، وسكون الجيم، وفتح الزاي، بعدها همزة مفتوحة- ابن زاهر بن الأسود السلمي الكوفي. "ثقة، من الرابعة"(خ م س)[روى له مسلم هذا الحديث فقط]. تهذيب الكمال (27/ 241 - 243)، التقريب (ص 520).
(5)
في الأصل و (ط): "فذكر" والمثبت من (ل) و (م) وهو كذلك في مسند الطيالسي.
(6)
الدنس: الوسخ، وقد تدنّس الثوب: اتَّسخ. النهاية (2/ 137).
وعند مسلم (1/ 347) -في نفس الرواية- بلفظ "الوسخ".
1892 -
حدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(1)
، ح
وحدثنا
(2)
أَبو أمية، قال: ثنا وهبُ بن جرير، قالا: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق
(3)
، قال: سمعتُ عبد الله بن يزيد
(4)
الأنصاري يخطب وهو
⦗ص: 190⦘
يقول: حدثني البراءُ بن عازب -وكان غيرَ كَذوب- "أنهم كانوا إذا صلَّوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعوا رؤوسَهم من الركوع، لم يسجُدْ أحدٌ منهم حتى يروا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ساجدًا، ثم يسجدو [ن
(5)
] "
(6)
.
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (718)(ص 98).
(2)
(ك 1/ 404).
(3)
هو: عمرو بن عبد الله بن عبيد -ويقال: علي، ويقال: ابن أبي شعيرة- الهمداني، أَبو إسحاق السَّبِيعي -بفتح المهملة وكسر الموحدة-. ويلاحظ هنا أن شعبة روى عنه وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط. انظر: شرح علل الترمذي (2/ 709)، هدي الساري (ص 431).
(4)
ابن زيد بن حصين الأنصاري الخطمي -بفتح المعجمة، وسكون المهملة-، صحاي =
⦗ص: 190⦘
= صغير، شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن سبع عشرة سنة، وشهد الجملَ وصفين والنهروان مع علي بن أبي طالب، ولي الكوفة لابن الزبير رضي الله عنهم جميعًا- ع. انظر: الاستيعاب (1703)(3/ 123)، أسد الغابة (3251)(3/ 413)، تهذيب الكمال (16/ 301 - 303)، التقريب (ص 329)، الإصابة (5048)(4/ 227).
(5)
في الأصل و (ل) و (م): "يسجدوا" -بدون النون-، وهذا خطأ، واستدركت (النون) من مسند الطيالسي (718) حيث ساق له المصنف لفظه.
(6)
وأخرجه البخاري (747) في "الأذان" باب: رفع البصر إلى الإمام في الصلاة، (2/ 271، مع الفتح) عن حجاج (ابن منهال)، عن شعبة.
وفيه (811)، باب السجود على سبعة أعظمٍ (2/ 345) -فتح- عن آدم، عن إسرائيل؛ كلاهما عن أبي إسحاق، به، بنحوه.
1893 -
حدثنا محمد بن علي ابن أختِ غزال
(1)
، قال: ثنا غسَّانُ بن الربيع
(2)
، قال: ثنا حمّاد
(3)
،
⦗ص: 191⦘
عن شعبة بنحوه
(4)
.
(1)
هو: محمد بن علي بن داود بن عبد الله البغدادي، أَبو بكر، نزيل مصر.
(2)
ابن منصور، أَبو محمد الغساني الأزدي، من أهل الموصل.
(3)
هو ابن سلمة بن دينار البصري، أَبو سَلَمة. "ثقة عابد، أثبت الناس في ثابت، وتغَيَّر حفظُه بأَخَرة، (167 هـ). (خت م 4). تهذيب الكمال (7/ 253 - 269)، التقريب (ص 178). =
⦗ص: 191⦘
= ولم يذكره "ابن الكيال" في "الكواكب"، ومن قبله صاحب "الاغتباط"، بينما استدركه صاحب "نهاية الاغتباط" على سبط بن العجمي (ص 96 - 97)، ومحقق "الكواكب" على ابن الكيال (ص 460).
ولم يذكرا نصًّا يدل على اختلاطه، وإنما أوردا كلامًا للبيهقي يدل على تغيُّرِ حفظه بأخرة، وهو:"أحد أئمة المسلمين، إلا أنه لما كبُر ساء حفظُه، ولذا تركه البخاري، وأما مسلم فاجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع منه قبل تغيره، وما سوى حديثه عن ثابت لا يبلغ اثنى عشر حديثًا أخرجها في الشواهد". تهذيب التهذيب (3/ 13) والمصدران المذكوران.
قلت: ومؤدّى كلام البيهقي أن الأمر لم يصل به إلى الاختلاط المصطلح عليه، حتى يمَيَّزَ مَنْ حدَّث عنه بعده، ولعل إغفال صاحب "الاغتباط"، و "الكواكب" ذكْرَه في
كتابيهما نتج من هذا. والله أعلم بالصواب.
(4)
كذا في (ل)، وفي الأصل و (س) هنا:(ح) -علامة التحويل-، ولكون عدمها هو الأنسب لم أثبتها.
1894 -
حدثنا إبراهيمُ بن أبي داود الأَسَدِيُّ
(1)
، قال: ثنا عبد الغفار بن داود
(2)
، قال: ثنا حماد، عن شعبة، بنحوه.
(1)
هو الكوفي أصلًا، الصوري مولدًا، البُرلسي دارًا.
(2)
ابن مهران، أَبو صالح الحراني، نزيل مصر. "ثقة فقيه"(224 هـ) على الصحيح، (خ د س ق). تهذيب الكمال (18/ 225 - 228)، التقريب (ص 360).
1895 -
حدثنا السُّلَمِي
(1)
، قال: ثنا عبد الصمد بن حسَّان
(2)
، ح
⦗ص: 192⦘
وحدثنا الصغاني وأبو أمية، قالا: ثنا أَبو نُعَيْم
(3)
، كلاهما عن سفيان
(4)
، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن يزيد، قال: حدثني البراء -وهو غير كذوب- قال: "كنا إذا صلَّيْنا خلف النبيِّ صلى الله عليه وسلم لم يَحْنِ
(5)
أحدٌ منا ظهرَه حتى يضع النبيُّ صلى الله عليه وسلم جَبْهَتَه"، قال عبد الصمد: "على الأرض
(6)
"، وقال فيه عبد الرحمن
(7)
: "حتى يسجد النبيُّ صلى الله عليه وسلم فنسجد".
(1)
هو: أحمد بن يوسف بن خالد الأزي، أَبو الحسن النيسابوري المعروف بحمدان.
(2)
أَبو يحيى المروزي، قاضي هراة.
(3)
هو الفضل بن دكين.
(4)
هو الثوري كما صرح به الحافظ في "الفتح"(2/ 212).
و"سفيان" هو موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن أبي بكر ابن خلاد الباهلي، عن يحيى (ابن سعيد)، عن سفيان، به، نحوه. كتاب الصلاة: باب متابعة الإمام والعمل بعدَه، (1/ 345) برقم (474/ 198).
(5)
أي: لم يَثْنه ولم يُمِلْه للركوع، يقال: حنا يَحْني، ويحنو.
مشارق الأنوار (1/ 203)، النهاية (1/ 453).
(6)
وأخرجه البخاري في "الأذان"، باب: متى يسجد من خلف الإمام؟ برقم (690)، عن مسدد، عن يحيى بن سعيد -وكذلك عن أبي نعيم-، كلاهما عن سفيان، به، نحوه. الصحيح (2/ 212، مع الفتح).
وأخرج رواية وكيع أحمدُ في المسند (4/ 304)(18235).
(7)
هو ابن مهدي، وأخرج روايته المشار إليها باللفظ المذكور: أحمد في المسند (3/ 300) برقم (18182)، والترمذي في "الصلاة"، باب: ما جاء في كراهية أن يبادَرَ الإمامُ بالركوع والسجود (2/ 70) برقم (281) وقال: "حديث حسن صحيح".
1896 -
حدثنا محمدُ بن صالح كِيْلَجَة
(1)
، قال: ثنا أَبو صالح
⦗ص: 193⦘
الفراء
(2)
، ح
وحدثنا أَبو داود السجزي
(3)
، قال: ثنا الربيعُ بن نافع
(4)
، قالا: ثنا أَبو إسحاق الفزاري
(5)
، عن أبي إسحاق الشيباني
(6)
، عن محاربِ بن
⦗ص: 194⦘
دِثار
(7)
، عن عبد الله بن يزيد، قال: ثنا البراءُ بن عازب -وكان غَيْرَ كَذُوب- قال: "كنا إذا صلَّيْنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم فرفع رأسَه من الركوع لم يَحْنِ أحدٌ منا ظهرَه حتى يضع النبيُّ صلى الله عليه وسلم جبهتَه ساجدًا".
هذا لفظ كِيْلَجَة، ولفظ غيره: "لم نزل
(8)
قائمًا
(9)
حتى نراه قد وضع وجهه
(10)
على الأرض، ثم نَتْبَعه".
(1)
محمد بن صالح بن عبد الرحمن البغدادي، أَبو بكر الأنماطي، لقبه: كِيْلَجة -بتحتانية ساكنة وجيم- "ثقة حافظ لم يثبت أن النسائي أخرج له"، (271 هـ) على =
⦗ص: 193⦘
= الصحيح. تهذيب الكمال (25/ 379 - 381)، ذات النقاب في الألقاب (453)(ص 53)، التقريب (ص 484)، كشف النقاب (1284).
(2)
هو: محبوب بن موسى الأنطاكي. "صدوق، لم يصح أن البخاري أخرج له".
(231 هـ)، (د س). تهذيب الكمال (27/ 265 - 267)، التقريب (ص 521).
و"الفراء": -بفتح الفاء، وتشديد الراء المفتوحة- نسبة إلى خياطة "الفرو" وبيعه.
الأنساب (4/ 351)، اللباب (2/ 413).
(3)
والحديث في سننه (622) في "الصلاة"، باب ما يُؤمَرُ به المأمومُ من اتباع الإمام، (1/ 412).
(4)
أَبو توبة الحَلَبي، نزيل طرسُوس. "ثقة حجة عابد"(241 هـ). (خ م د س ق).
تهذيب الكمال (9/ 103 - 106)، التقريب (ص 207).
(5)
هو الإمام إبراهيم بن محمود بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حُذيفة الفزاري. "ثقة حافظ له تصانيف"، (185 هـ) وقيل: بعدها. ع. تهذيب الكمال (2/ 167 - 170) التقريب (ص 92).
و"الفزاري" -بفتح الفاء والزاي، والراء في آخرها بعد الألف- هذه النسبة إلى "فزارة" وهي قبيلة كان منها جماعة من العلماء والأئمة. الأنساب (4/ 380)، اللباب (2/ 429)، توضيح المشتبه (7/ 54).
و"أَبو إسحاق" هذا هو الملتقى هنا، رواه مسلم عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي، عن الفزاري، به، بنحوه قريبًا من لفظ السجزي. كتاب الصلاة: باب متابعة الإمام والعمل بعده، (1/ 345) برقم (474/ 199).
(6)
هو: سليمان بن أبي سليمان الكوفي. "ثقة من الخامسة، مات في حدود 140 هـ".
تهذيب الكمال (11/ 444 - 448)، التقريب (ص 252).
(7)
هو السدوسي الكوفِي، القاضي.
(8)
في (م): "ولم يزل
…
يراه قد وضع" -بصيغة الغائب-، وهو مناسبٌ مع قوله:
"قائمًا" بعده.
(9)
كذا في النسخ، وهذا مستقيم على ما في نسخة (م) -كما سبق-، ولكنه لا يستقيم مع قوله:"لم نزل" -بالجمع -كما أنه لا يناسب ما بعده.
وفي سنن أبي داود بلفظ: "قيامًا" وهو الأصح.
(10)
في (ل) و (م): "جبهته في
…
" وهذا موافق لما في صحيح مسلم وأبي داود في ذكر الجَبْهة.
1897 -
حدثنا محمدُ بن علي بن داود ابن أخت غزال، قال: ثنا مُحْرِزُ بن عونٍ
(1)
، قال: ثنا خَلَفُ بن خليفة
(2)
، عن الوليد بن
⦗ص: 195⦘
سريع
(3)
-مولى عمرو بن حُرَيْث-* عن عمرو بن حريث*
(4)
، قال: "صلَّيْتُ خلفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الفجرَ، فسمِعْتُه يقرأ {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)}
(5)
، ولا يَحْني رجلٌ منّا ظهرَه حتى نراه
(6)
ساجدًا"
(7)
.
(1)
في (م)"محمد بن عون"، وهو تصحيف، فلا يوجد في تلاميذ خلف أحد بهذا الاسم. و "مُحْرِز": -بضم أوله، وسكون الحاء المهملة، وكسر الحاء- وهو الهلالي، أَبو الفضل البغدادي. "صدوق"(231 هـ)(م). تهذيب الكمال (27/ 279 - 282)، توضيح المشتبه (8/ 74)، التقريب (ص 522).
و"محرز" هذا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن محرز، به، بنحوه. باب: متابعة الإمام والعمل بعده، (1/ 346) برقم (475).
(2)
ابن صاعد الأشجعي مولاهم، أَبو أحمد الكوفي، نزل واسط، ثم بغداد، "صدوق، =
⦗ص: 195⦘
= اختلط في الآخر، وادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي، فأنكر عليه ذلك ابنُ عيينة وأحمدُ". وذكر أحمدُ وابنُ سعد وغيرهما أنه تغير قبل موته واختلط، فمن كتب عنه قديمًا فسماعه صحيح. وذكر الحافظ ابن حجر أن هشيمًا ووكيعًا ممن سمعا منه قديمًا، كما أن الحسن بن عون آخر من روى عنه. والراجح أنه مات سنة 181 هـ.
(م، 4). انظر: طبقات ابن سعد (7/ 227)، العلل للإمام أحمد -برواية عبد الله- (2/ 297 - 298)، تاريخ ابن معين -برواية الدوري- (2/ 149)، الكامل لابن عدي (3/ 62 - 65)، تاريخ بغداد (8/ 318 - 320)، تهذيب الكمال (8/ 284 - 289)، تهذيب التهذيب (3/ 130)، الاغتباط (ص 114)، الكواكب النيرات (ص 155 - 161)، التقريب (ص 194).
(3)
هو الكوفي، وشيخه "عمرو بن حريث" هو: ابن عمرو بن عثمان المخزومي القرشي.
(4)
ما بين النجمين ساقط من المطبوع.
(5)
سورة "التكوير": 15، 16.
(6)
في (ل): "يراه"- بالياء- وكلاهما مستقيم معنى.
(7)
حديث الوليد بن سريع تقدم عند المصنف برقم (1826). بدون الجملة الأَخِيْرة.
1898 -
أخبرنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابنُ وهب، أن مالكًا
(1)
حدَّثَه، عن
⦗ص: 196⦘
سُمَيٍّ
(2)
، عن أبي
(3)
صالح
(4)
، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الإمامُ: سمع الله لمن
(5)
حمده فقولوا: اللهمُّ ربَّنا لكَ الحمْدُ، فإنه من وافق قولُه قولَ الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه"
(6)
.
قال مالك: يقول الرجل: "اللهم ربنا لك الحمد"
(7)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه في كتاب الصلاة، باب "التسميع والتَّحميد والتأمين" عن يحيى بن يحيى، عن مالك، به، مثله. (1/ 306) برقم (409). وفي جميع النسخ:"مالك" -بدون النصب-، والتصحيح من عندي.
(2)
هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام. "ثقة"(130 هـ) مقتولًا بـ (قُدَيْد). تهذيب الكمال (12/ 141 - 145)، التقريب (ص 256).
(3)
في (م): "عن صالح" -بدون أداة الكنية "أَبي"، وهو خطأ.
(4)
هو: ذكوان، أَبو صالح السّمَّان الزَّيَّات المدني، كان يَجْلِبُ الزَّيْتَ إلى الكوفة. "ثقة ثبت"(101 هـ) ع. تهذيب الكمال (8/ 513 - 517)، التقريب (ص 203).
(5)
(ك 1/ 405).
(6)
الحديث في موطأ مالك -رواية يحيى - (1/ 88) باب: ما جاء في التأمين خلف الإمام، بدون قول مالك الذي زاده ابنُ وهب عند المصنف.
وقد رواه من طريق مالك أيضًا البخاريُّ في "الأذان"(795)(2/ 329، مع الفتح)، باب: ما يقول الإمام ومن خلفه إذا رفع رأسه من الركوع، عن عبد الله بن يوسف؛ وفي "بدء الخلق"(3228)(6/ 360، مع الفتح)، عن إسماعيل (وهو ابن أبي أويس)، كلاهما عن مالك، به، بدون ذكر قول مالك المذكور.
(7)
من فوائد الاستخراج:
1 -
أن يحيى -شيخ الإمام مسلم- يرويه قراءة على مالك، وأما الراوي عن مالك عند المصنف فيرويه عنه بصيغة "حدثه" والأخيرة أقوى عند الأكثر -وهذا في جميع ما يرويه مسلم عن مالك- من طريق يحيى.
2 -
زيادة قول مالك في تفسير الحديث.
[باب]
(1)
بيان ثواب السجود والترغيبِ في كَثْرَةِ السجود
(1)
من (ل) و (م).
1899 -
حدثني أَبو جعفر محمدُ بن إسرائيل بن يعقوب الجوهري، قال: ثنا رجاء بن السِّنْدِيِّ
(1)
، قال: ثنا ابنُ وهب
(2)
، قال: ثنا عمرو بن الحارث
(3)
، عن عُمَارَةَ بن غَزِيَّةَ
(4)
، عن سُمَيٍّ -مولى أبي بكر- عن أبي صالح [السَّمّان]
(5)
، عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن أقربَ ما يكون العبد من رَبِّه وهو ساجدٌ، فأَكْثِرُوا الدعاء".
(1)
هو: النيسابوري، أَبو محمد الإسفراييني. "صدوق"(221 هـ) ولم يثبت أن البخاري روى له في صحيحه. [وقد ذكر ذلك صاحب الكمال]. تهذيب الكمال (9/ 163 - 164)، التقريب (ص 208).
(2)
هو: عبد الله الإمام المعروف.
وهنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن هارون بن معروف، وعمرو بن سوَّار، كلاهما عن ابن وهبٍ، به، بنحوه. باب: ما يقال في الركوع والسجود (1/ 350) برقم (482).
(3)
هو: المصري الأنصاري مولاهم.
(4)
"غَزِية" -بفتح المعجمة، وكسر الزاي بعدها تحتانية ثقيلة- ابن الحارث الأنصاري المازني المدني. و "عمارة" -بضم أوله- "لا بأس به، وروايته عن أنس مرسلة"(140 هـ). (خت م 4). الإكمال لابن ماكولا (7/ 15)، تهذيب الكمال (21/ 258 - 261)، توضيح المشتبه (6/ 425)، التقريب (ص 409).
(5)
من (ل) و (م).
1900 -
حدثنا صالح [بنُ عبد الرحمن]
(1)
بن عمرو بن الحارث
(2)
، ومحمدُ بن أبي خالد الصَّومعي
(3)
، قالا: ثنا أصبغُ بن الفَرَج
(4)
ح
وحدثنا أَبو أمية، قال: أبنا خالدُ بن خِدَاشٍ
(5)
، قالا
(6)
: ثنا ابنُ وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عُمَارَةَ بن غَزِيَّةَ، عن سمُيٍّ -مولى أبي بكر- سمعَ أبا صالح ذكوان، عن أبي هريرة، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إن أقربَ ما يكون عبدٌ
(7)
من ربه وهو ساجدٌ، فأكثروا من الدعاء".
(1)
من (ل) و (م) وهو صحيح كما في "الجرح"(4/ 408).
(2)
هو المصري.
(3)
أَبو بكر الطبري.
(4)
ابن سعيد الأموي مولاهم، الفقيه المصري، أَبو عبد الله، كان ورَّاقًا لابن وهب. قال أَبو حاتم:"كان أجل أصحاب ابن وهب". وقال الحافظ: "ثقة، مات مستترًا أيام المحنة سنة 225 هـ"(خ د ت س). و"الفَرَج" بفتح الفاء. الجرح والتعديل (2/ 321)، إكمال ابن ماكولا (7/ 43)، تهذيب الكمال (4/ 303 - 307)، التقريب (ص 113).
(5)
هو المهلَّبي مولاهم أَبو الهيثم البصري.
(6)
في (م): (قال) -بالإفراد- وهو خطأ.
(7)
في الأصل و (ط) -والمطبوع: "عبدًا" وهو خطأ، والمثبت من (ل) و (م).
1901 -
أخبرني العباسُ بن الوليد
(1)
، قال: حدثني أبي، قال: ثنا الأوزاعي
(2)
، قال: حدثني الوليد بن هشام
(3)
،
⦗ص: 199⦘
عن مَعْدَانَ بن طلحة
(4)
، قال: "قلتُ لثوبانَ -مولى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: دُلَّني على عَمَلٍ ينفعني الله به
(5)
"، قال: فسكتَ، ثم قلتُ: "دُلَّني على عمل ينفعني اللَّه عز وجل
(6)
به
(7)
، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد يسجُدُ للهِ سَجْدَةً إلا رفعه الله بها درجةً، وحطَّ عنه بها خطيئةً".
قال معدانُ: ثم لقيتُ أبا الدرداء
(8)
؛ فحدّثني مثل ذلك
(9)
.
(1)
ابن يزيد العُذري البيروتي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن زهير بن حرْب، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، به، بنحوه، بأطول مما عند المصنف. كتاب الصلاة، باب فَضْل السجود والحثّ عليه، (1/ 353) برقم (488).
(3)
ابن معاوية بن هشام بن عقبة بن أبي معيط -بالتصغير- الأموي، أَبو يعيش المعيطي. =
⦗ص: 199⦘
= "ثقة، من السادسة"(م 4). تهذيب الكمال (31/ 102 - 104)، التقريب (ص 584).
(4)
ويقال: ابن أبي طلحة - اليَعْمَرِيّ -بفتح التحتانية والميم، بينهما مهملة- الشامي.
"ثقة من الثانية"(م 4). الأنساب (5/ 699)، تهذيب الكمال (28/ 256 - 257)، التقريب (ص 539).
(5)
في صحيح مسلم بلفظ: "أخْبرِني بعمل أعمَلُهُ يُدْخِلُني الله به الجنَّةَ -أو قال: قلت: بأحب الأعمال إلى الله- فسكت، ثم سألتُه، فسكت، ثم سألته الثالثة، فقال: سألتُ عن ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: عليك بكثرة السجود لله
…
".
(6)
"عز وجل" لم ترد في (ل) و (م).
(7)
"به" ساقط من (ط).
(8)
اسمه: عُوَيْمِر بن زيد بن قيس الأنصاري، مختلف في اسم أبيه، وأما هو فمشهور بكنيته، وقيل: اسمه: عامر، و "عويمر" لقب.
وهو صحابي جليل، مات في أواخر خلافة عثمان، وقيل: عاش بعد ذلك. ع. انظر: الاستيعاب (2029)(3/ 298 - 300)، أسد الغابة (4142)(4/ 306 - 307)، تهذيب الكمال (22/ 469 - 475)، الإصابة (6132)، (4/ 621 - 622).
(9)
من فوائد الاستخراج: أخرج أَبو عوانة -رحمه الله تعالى- عن الأوزاعي -من طريق الوليد بن مَزْيَد، بينما روى الإمام مسلم عن الأوزاعي- من طريق الوليد بن مسلم، =
⦗ص: 200⦘
= وقد قال الإمام النسائي: "الوليد بن مَزْيَد أحبُّ إلينا في الأوزاعي من الوليد بن مسلم، ولا يخطئ ولا يدلس". وقال الأوزاعي نفسه: "ما عُرِضَتْ -فيما حُمِلَ عني أصح من كتب الوليد بن مَزْيَد. وذكر بعضهم أنه أثبت أصحاب الأوزاعي. تهذيب الكمال (7/ 83 - 84).
1902 -
حدثنا محمدُ بن عبد الله بن ميمون السُّكَّري -بالإسكندرية
(1)
- وأحمدُ بن محمد بن عثمان الثقفي -بدمشق-، قالا: ثنا الوليدُ بن مسلم، قال: ثنا أَبو عمرو
(2)
، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أَبو سلمة
(3)
، عن ربيعة بن كعب الأسلمي
(4)
، قال: كنتُ أبيت مع النبيِّ
⦗ص: 201⦘
صلى الله عليه وسلم آتيه بوَضوئه
(5)
، وبحاجته، فكان يقوم من الليل فيقول:"سبحان ربي وبحمده سبحان ربي وبحمده" -الهويَّ
(6)
-. ثم يقول: "سبحانَ ربِّ العالمين، سبحان رب العالمين" -الهويَّ
(7)
-.
(1)
مدينة معروفة في مصر على شاطئ البحر المتوسط، لا زالت معروفة بهذا الاسم.
انظر: معجم البلدان (1/ 217).
(2)
هو الأوزاعي، وهو موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن الحكم بن موسى أبي صالح، عن هقْل بن زياد، عن الأوزاعي، به، بنحوه بذكر السؤال الوارد في (ح / 143) وبدون ذكر التسبيح والتحميد. كتاب الصلاة، باب فضل السجود والحث عليه (1/ 353) برقم (489).
(3)
هو: أَبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، المدني، قيل: الله: عبد الله، وقيل: إسماعيل. "ثقة مكثر"(94 أو 104 هـ) ع. تهذيب الكمال (33/ 370 - 376)، التقريب (ص 645).
(4)
في النسخ الأربعة: (ش، ط، ل، م): "السُّلَمي" وهو خطأ، والتصحيح من هذا الكتاب نفسه، حيث رواه المصنف برقم (2289) بسنده ومتنه، وكذلك من (ح / 1904).
و"الأسلمي" -بفتح الألف، وسكون السين المهملة، وفتح اللام وكسر الميم- هذه النسبة إلى "أسلم بن قصي بن حارثة بن عمرو" وهما أخوان: خزاعة وأسلم.
الأنساب (1/ 151)، اللباب (1/ 58).
(5)
الوضوء -بفتح الواو-: اسم للماء الذي يتوضأ به، وبضم الواو: التوضؤ والفعل نفسه، مثل: السَّحور -مفتوحة السين-: اسم لما يُتَسحَّرُ به، والسُّحور: أكل السحر. انظر: غريب الخطابي (3/ 130)، غريب الحميدي (ص 419)، مشارق الأنوار (2/ 289)، النهاية (5/ 195).
(6)
الهوى: -بفتح الهاء وضمها، وكسر الواو، وشد الياء- هو الحين الطويل من الزمان، وقيل: هو الوقت الطويل من الليل. المجموع المغيث (3/ 518)، مشارق الأنوار (2/ 274).
(7)
وسيأتي عند المصنف من رواية الثقفي فقط، به، بمثله، (ح / 2289) إلا أنه ذكر التحميد هناك ثلاثا، والتسبيح كذلك.
من فوائد الاستخراج:
الزيادة في الألفاظ، فإنه لم يرد ذكر التسبيح والتحميد في رواية مسلم.
1903 -
حدثنا إبراهيمُ بن دِيْزِيل
(1)
، وأبو حاتم
(2)
، ويعقوب بن سفيان
(3)
، قالوا: ثنا
(4)
أَبو تَوْبَةَ
(5)
، قال: حدثني معاوية بن سلَّام
(6)
، عن
⦗ص: 202⦘
يحيى بن أبي كثير *
(7)
، بإسناده، مثله، إلى قوله:"سبحان ربي وبحمده"، نحو ذلك
(8)
.
(1)
هو: الإمام إبراهيم بن الحسين بن علي، الهمذاني، الكسائي، أَبو إسحاق.
(2)
هو الإمام محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي، أَبو حاتم الرازي، الإمام المعروف. (277 هـ)(د س فق). الجرح والتعديل (7/ 204)، تهذيب الكمال (24/ 381 - 391).
(3)
هو الفسوي الحافظ.
(4)
(ك 1/ 406).
(5)
هو: الربيع بن نافع الحلبي.
(6)
معاوية بن سلّام -بالتشديد- ابن أبي سلَّام، أَبو سلَّام الدمشقي، وكان يسكن =
⦗ص: 202⦘
= حمص. "ثقة، مات في حدود سنة 170 هـ" ع. تهذيب الكمال (28/ 184 - 186)، التقريب (ص 538).
(7)
من هنا إلى قوله "حدثني أَبو سلمة" من (ح / 1904) ساقط من (ط) واستُدْرِك فيها في الهامش.
(8)
وسيأتي عند المصنف برقم (2290) بهذا السند والمتن، وفيه ذكر التسبيح والتحميد مرة مرة فقط.
1904 -
أخبرني العباسُ بن الوليد
(1)
، قال: أخبرني أبي، قال: ثنا الأوزاعي
(2)
، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أَبو سلمة *، قال: حدثني ربيعة بن كَعْبٍ الأسلمي -بمثل حديث الوليد بن مسلم-، وزاد: قال
(3)
لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "هل لك من
(4)
حاجة". قال: قلت: يا رسولَ الله
(5)
، "مرافقتُك في الجنة"، قال: "أ
(6)
وغير ذلك"؟ قال: قلت: "يا رسولَ الله هي حاجتي"، قال
(7)
: "فأَعِنّي على نفسك بكثرة السجود".
(1)
هو ابن مَزْيَد العُذري البيروتى. ولم يَرِدْ في (ل) و (م): "ابنُ الوليد".
(2)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم. راجع (ح / 1902).
(3)
في (ل) و (م) هنا زيادة "قال" -مكرر-.
(4)
"من" لا يوجد في (ل) و (م).
(5)
في (ط) بعد هذا: "قال: قلت: يا رسول الله، هي حاجتي" وهو خطأ.
(6)
همزة الاستفهام لا توجد في غير الأصل.
(7)
في الأصل بعده: "قال: قلتُ: يا رسول الله، مرافقتك في الجنة" وهو مضروب، =
⦗ص: 203⦘
= فلذلك لم أُثْبِتْه، إضافةً إلى بَتْر هذا الكلام بدون قوله "أو غير ذلك" في البداية.
أما في (ل) و (م) ففيهما الجملة السابقة نفسُها بإضافة قوله: "أو غير ذلك". في بدايته، وهذا وإن كان صحيحًا مبْنى إلا أنه لا يصح روايةً، فجميع من روى هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير -وهو مدار الحديث- لم يُكَرِّروا هذه الجملة، مما يدل على عدم صحة ما ورد دط (ل) و (م)، والصحيح ما أثبتُّ.
وراجع "تحفة الأشراف"(3603)(3/ 168)، و "إتحاف المهرة"(4578)(4/ 505 - 506) في تخريجه والإطلاع على طرقه.
باب [بيان]
(1)
صفةِ السجود وإيجابِه على سبعة أعْظُمٍ، وحظر كفِّ الشَّعْر والثوب
(1)
من (ل) و (م).
1905 -
حدثنا عباس الدوريُّ، قال: ثنا شَبَابَةُ
(1)
ح
وحدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(2)
، قالا: ثنا شعبةُ
(3)
، عن عمرو
(4)
، عن طاوس
(5)
، عن ابنِ عباس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "أُمِرْتُ،
⦗ص: 204⦘
أو أُمِرَ نبيُّكم صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة أعظم، وأُمر أن لا يَكُفّ
(6)
شعرًا ولا ثوبًا". هذا لفظ أبي داود.
وأما
(7)
شبابة فقال: "أُمر نبيُّكم صلى الله عليه وسلم
(8)
أن يسجد على سبعة، وأُمر أن لا يكف شعرًا ولا ثوبًا".
* ثم قال: وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أُمرتُ بالسجود على سبعة أعظم، ولا نَكُفَّ ثوبًا ولا شعرًا" *
(9)
(10)
.
(1)
ابن سوَّار المدائني.
(2)
هو الطيالسي البصري، والحديث في مسنده (2603)(ص 340).
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به، بنحوه. كتاب الصلاة، باب أعضاء السُّجود، والنهي عن كَفِّ الشَّعْرِ والثوبِ، وعفص الرأس في الصلاة (1/ 354) برقم (490/ 228).
(4)
هو ابن دينار المكي، أَبو محمد الأثرم الجُمَحي مولاهم.
(5)
هو ابن كيسان اليماني، أَبو عبد الرحمن الحِميري مولاهم، الفارسي، يقال: اسمه: =
⦗ص: 204⦘
= ذكوان، و "طاؤس" لقب. "ثقة فقيه فاضل
…
" (106 هـ) وقيل: بعد ذلك. ع.
انظر: تهذيب الكمال (13/ 357 - 374)، ذات النقاب (334)، (ص 43)، التقريب (ص 281)، نزهة الألباب (1829).
(6)
يعني: في الصلاة، ويحتمل أن يكون "الكف" بمعنى "المنع"، أي: لا أمنعها من الاسْتِرْسَال حال السجود وليقعا على الأرض.
ويحتمل أن يكون بمعنى "الجمع" أي: لا يجمعهما ويضمهما، فيسجد عليهما.
المجموع المغيث (3/ 64، 65). وجزم القاضي عياض في "المشارق" بالاحتمال الثاني (ص 346) وتبعه النووي في "شرحه لمسلم"(4/ 208، 209)، والحافظ في "الفتح"(2/ 345).
(7)
في (ل) و (م): "وقال شبابة".
(8)
جملة: "صلى الله عليه وسلم" لا توجد في (ل) و (م).
(9)
ما بين النجمين ساقط من (ل) و (م).
(10)
وأخرجه البخاري في "الأذان "(810) باب: السجود على سبعة أعظم، (2/ 345، مع الفتح)، عن مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، به، بنحوه، وغَيْرُه من أصحاب السنن والمسانيد، [راجع "المسند" لأحمد (4/ 149) - طبعة مؤسسة الرسالة].
1906 -
حدثنا محمد بن عوفٍ الحمصيُّ
(1)
، قال: ثنا الفريابي
(2)
، قال: ثنا سفيان
(3)
، عن عمرو بن دينار
(4)
، عن طاؤس، عن ابن عباس، قال: "أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن نسجد
(5)
على سبع، ولا نَكُفَّ شعرًا ولا ثوبًا"
(6)
.
(1)
ابن سفيان، الطائي، أَبو جعفر الحمصي. "ثقة حافظ"، (2 أو 273 هـ)(د عس).
تهذيب الكمال (26/ 236 - 240)، التقريب (ص 500).
(2)
هو الإمام محمد بن يوسف بن واقد الضبي مولاهم الفريابي.
(3)
هو الثوري، ورد التصريح به في المعجم الكبير للطبراني (10855)(11/ 7).
(4)
هنا موضع الالتقاء.
(5)
في (ل) و (م): "أن يسجد
…
ولا يكف" وهو الأنسب.
(6)
وأخرجه البخاري في "الأذان "(809)، باب: السجود على سبعة أعظم، عن قبيصة (بن عقبة)، به، بنحوه.
1907 -
حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: ثنا [سفيان]
(1)
بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس، قال:"أُمِرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يسجُدَ على سبعة أعظُم، ونُهي أن يكف شعرَه وثوبَه".
(1)
ما بين المعقوفتين من (ل) و (م)، وسفيان موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن عمرو الناقد، عن ابن عيينة، به، بنحوه بلفظ:"أن يكفت". كتاب الصلاة، باب: أعضاء السجود والنهي عن كف الشعر والثوب، وعفص الرأس في الصلاة، (1/ 354)، برقم (490/ 229).
1908 -
حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى، وبَحْرُ بن نَصْرٍ
(1)
، عن ابن
⦗ص: 206⦘
وهب
(2)
، قال: أخبرني ابنُ جُرَيْج
(3)
، عن عبد الله بن طاوس
(4)
، عن أبيه
(5)
، عن عبد الله
(6)
بن عباس، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُمِرْت أن أسجدَ على سبعٍ -لا أَكُفُّ الشعرَ ولا الثيابَ
(7)
-: الجبهةِ والأنفِ
(8)
، واليدين،
⦗ص: 207⦘
والركبتين، والقدمين".
(1)
ابن سابق الخولاني، أَبو عبد الله المصري.
(2)
هو عبد الله بن وهب الإمام، وهو موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه في الكتاب والباب المذكورين عن أبي الطاهر، عن عبد الله بن وهب، به، مثله، بلفظ "ولا أكفت". (1/ 355) برقم (490/ 231).
(3)
هو عبد الملك بن عبد العزيز المكي.
(4)
ابن كيسان اليماني أَبو محمد. "ثقة فاضل عابد"(132 هـ) ع. تهذيب الكمال (15/ 130 - 132)، التقريب (ص 308).
(5)
في (م) بدون ذكر "أبيه" وهو خطأ.
(6)
"عبد الله" لم يرد في (ل) و (م).
(7)
جملة "لا أكف الشعر ولا الثياب" معترضة بين المجمَل وهو قوله: "سبع" والمفسِّر، وهو قوله: "الجبهة
…
". انظر: الفتح (2/ 345).
(8)
استُشْكِل عدُّ "الأنف" في هذا الحديث، لأنَّ بِعَدِّه يصير عددُ الأعضاء ثمانية، بينما الواردُ المنصوصُ في أول الحديث أنها سبعة.
فذهب الأكثرون إلى أن "الجبهة" و "الأنف" في حكم عضو واحد، ويؤيد هذا ما ورد في النسائي (2/ 210) من رواية سفيان عن ابن طاوس، به، بلفظ "قال سفيان: قال لنا ابن طاوس: ووضع يديه على جبهته وأمَرَّها على أنفه، قال: هذا واحد".
وكذلك ما ورد فيه في رواية وهيب عن ابن طاؤس، به، (2/ 209) بلفظ: "على الجبهة وأشار بيده على الأنف
…
"، وستأتي هذه الرواية برقم (1910) عند المصنف -أيضًا- كما ستأتي الإشارة.
وهي مخرجة عند البخاري بلفظ "
…
الجبهة وأشار بيده إلى أنفه" فكأن هذه الإشارة =
⦗ص: 207⦘
= منه تنبيهٌ على أن الجبهة والأنف عظمٌ واحدٌ، وانظر للتفصيل: فتح الباري (2/ 346)، شرح النووي (4/ 208).
1909 -
حدثنا إسحاقُ الطَّحَّان
(1)
، قال: ثنا أبو
(2)
صالح
(3)
قال: حدثني الليث، قال: حدثني ابنُ وهب، عن ابن جُرَيْج، بمثله.
(1)
لعله: إسحاق بن سيَّار بن محمد بن مسلم، أَبو يعقوب النَّصِيْبِيُّ (273 هـ).
قال محمد بن حمدون في بعض أماليه: حدثنا إسحاق بن سيار إمام الأئمة
…
".
وقال ابنُ أبي حاتم: "كان إسماعيل القاضي يقول: "ما بقي في زماننا أحدٌ تجب الرحلةُ إليه غيرَ إسحاق بن سيار، وأبي حاتم الرازي ويعقوب الفسوي". وقال ابن أبي حاتم:"صدوق ثقة". وقال الذهبي: "الإمام، الحافظ، الثبت
…
". انظر: الجرح (2/ 223)، ثقات ابن حبان (8/ 121)، الإكمال لابن ماكولا (4/ 429)، الأنساب (5/ 496)، تاريخ دمشق (8/ 221 - 223)، السير (13/ 194 - 196).
والذي يُرَجِّح تحديد "إسحاق الطحان" بالمذكور هو أن المصنف روى عن إسحاق الطحان هذا حديثًا برقم (321) وهو يروي -هناك- عن محمد بن يوسف التنِّيسي، ولم يُذكر في تلاميذ التنِّيْسي أحدٌ يسمى "وإسحاقَ" إلا ابن سيار المذكور، راجع تهذيب الكمال (16/ 334).
و"الطحَّان" -بفتح الطاء- هو صاحب الرَّحى، والذي يطحن الحبَّ.
انظر: الأنساب (4/ 15)، اللباب (2/ 275).
(2)
(ك 1/ 407).
(3)
هو عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني، أَبو صالح المصري.
1910 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا أحمد بن إسحاق
(1)
ح
⦗ص: 208⦘
وحدثنا حمدانُ بن علي
(2)
، قال: ثنا مُعَلّى بن أسد، قالا: ثنا وُهَيْب
(3)
، قال: ثنا عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "أُمِرَتُ أن أسجد على سبعة أعظم: الجبهةِ
(4)
-وأشار بيده إلى أنفه- واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين، ولا نَكف الثيابَ ولا الشعرَ
(5)
"
(6)
.
(1)
ابن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، أَبو إسحاق البصري.
(2)
هو: محمد بن علي بن عبد الله، أَبو جعفر الورَّاق.
وشيخه "معلى ابن أسد" هو العَمّي، أَبو الهيثم البصري.
(3)
هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم، أَبو بكر البصري.
وهو ملتقى إسناد المصنف مع الإمام مسلم، رواه الأَخِيْرُ عن محمد بن حاتم، عن بهز بن أسد -أخي معلي بن أسد- عن وهيب، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران، (1/ 354) برقم (490/ 230).
(4)
"الجبهة" ساقطة من (ل).
(5)
وأخرج حديث وهيب -أيضًا- الإمام أحمد في المسند (1/ 292) -عن عفان-، والبخاري في "الأذان"(812)، (2/ 347، مع الفتح)، باب: السجود على الأنف، عن معلى بن أسد، كلاهما عن وهيب، به، بنحوه.
(6)
كتب في صلب الأصل و (ط) بعده ما يلي: "آخر الجزء السابع من أصل سماع أبي المظفر السمعاني رضي الله عنه".
[باب]
(1)
بيان إيجاب الاعتدال في السجود. ووضعِ اليدين، ورفعِ المرفقين
(2)
، وحظرِ بَسْطِ الذراعين فيه كبسط الكلب ذِراعَيْه
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في (ل) هنا زيادة "فيه".
1911 -
حدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(1)
، قال: ثنا عبيد الله بن إياد بن لَقِيط
(2)
، قال: حدثني
⦗ص: 210⦘
أبي
(3)
، عن البراء، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سجدتَ فضَعْ يديك، وارفَعْ مِرْفَقَيْكَ".
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (748)(ص 101)، بمثله.
(2)
هو السدوسي، أَبو السَّلِيل -بفتح المهملة، وكسر اللام- الكوفي، وكان عَرِيفَ قومه.
(169 هـ)(بخ م د ش س). وثقه: ابنُ معين، وأبو نعيم الفضل بن دُكين، والنسائي [وقال مرة: ليس به بأس]، والعجلي، وذكره ابنُ حبّان، وابن شاهين في (ثقاتَيْهما).
وقال الآجري عن أبي داود عن ابن نجدة، عن يحيى بن حسان: كان ابن المبارك يُعجب بعبيد الله بن إياد بن لقيط. وقال البزار: "ليس بالقوي".
ولا شك أن البزار انفرد بتضعيفه وخالف الأكثرين الذين وثقوه، ولم يبين سبب ضعفه، فيؤخذ بالمعدِّلين، ولا سيما أن ثلاثة منهم ممن عرفوا بالتشدد، وهم: ابن معين، والنسائي، وكذلك أَبو نعيم، فقد قال فيه علي بن المديني:"عفان وأبو نعيم لا أقبل قولهما في الرجال، لا يَدَعُون أحدًا إلا وقعوا فيه". قال الذهبي: "يعني أنه لا يختار قولهما في الجرح لتشديدهما، فأما إذا وثقا أحدًا فناهيك به" السير (10/ 250).
وقد توارد الحافظان: الذهبي، وابن حجر على الحكم عليه بـ "صدوق" وزاد الأخير:"لينه البزار وحده". تاريخ ابن معين برواية الدوري (2/ 381)، والدارمي (512)(ص 149)، وابن محرز (1/ 396) برقم (409)، ثقات العجلي (1050) =
⦗ص: 210⦘
= (ص 315)، سؤالات الآجري (198 - 199) برقم (217)، الجرح والتعديل (5/ 307)، ثقات ابن حبان (7/ 142)، ثقات ابن شاهين (902)(ص 238)، تهذيب الكمال (19/ 11)، الكاشف (1/ 678)، توضيح المشتبه (5/ 148)، تهذيب التهذيب (7/ 5)، التقريب (ص 369).
و"عبيد الله بن إياد" موضع الالتقاء هنا، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن عبيد الله بن إياد، به، بنحوه بلفظ "فضع كفيك". كتاب الصلاة، باب: الاعتدال في السجود، ووضع الكفين على الأرض، ورفع المرفقين عن الجنبين، ورفع البطن عن الفخذين في السجود (1/ 356) برقم (494).
(3)
هو: إياد بن لقيط السدوسي. "ثقة من الرابعة"(بخ م د ت س). تهذيب الكمال (3/ 398 - 399)، التقريب (ص 116).
1912 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا أَبو النضر
(1)
، قال: أبنا شعبة
(2)
، عن
(3)
قتادة، قال: سمعتُ أنسَ بن مالك يقول: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم:
⦗ص: 211⦘
"اعتدلوا في السجود، ولا يَبْسُطْ أحَدُكم ذراعَيْه بِسَاط
(4)
الكلب"
(5)
.
(1)
هو: هاشم بن القاسم بن مسلم الليثيي مولاهم البغدادي، مشهور بكنيته ..
(2)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن أَبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن شعبة، به، بلفظ "انْبِساطَ الكلب". وله طريقان آخران إلى شعبة سأسوقهما في الحديث الآتي (ح / 1913) إن شاء الله تعالى. الكتاب والباب المذكوران، (1/ 355) برقم (493).
(3)
يوجد سقط في (الطاشقندية) من هنا إلى قوله "فسلم، فلم يسترح" من (ح /2023).
(4)
في (ل): "انبساط الكلب" وهو موافق لما في صحيح مسلم.
(5)
من فوائد الاستخراج:
صرح قتادة -وهو مدلس معروف- في طريق المصنف بالسماع عن أنس، بينما في طريق مسلم بالعنعنة.
وقتادة في المرتبة الثالثة من المدلسين الذين لا يحتج بحديثهم إلا ما صرحوا بالسماع.
1913 -
وحدثنا
(1)
يونس بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(2)
، قال: ثنا شعبة
(3)
، بإسناده، "ولا يَبْسُطَنَّ أحدُكم ذراعيه انْبِسَاط
(4)
الكلب"
(5)
.
(1)
هذا الحديث -كله- ساقط من (م).
(2)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (1977)(ص 266).
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه -إضافة إلى الطريق المذكورة في (ح / 1912)، عن: محمد بن المثنى وابن بشار، كلاهما عن محمد بن جعفر، وكذلك عن يحيى بن حبيب، عن خالد (ابن الحارث).
كلاهما عن شعبة، به، ولم يسق متنه، بل أحاله على طريق وكيع، وأشار إلى لفظ ابن جعفر وهو: "ولا يتبسَّط أحدكم ذراعيه
…
". الباب المذكور (1/ 356) برقم (493 /
…
).
(4)
قال النووي في شرح قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب": هذان اللفظان صحيحان، وتقديره: ولا يبسط ذراعيه فيبسط انبساط الكلب، وكذا اللفظ الآخر: ولا يتبسط ذراعيه فينبسط انبساط الكلب، ومنه قوله تعالى:{وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17)} ، وقوله:{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا. . .} ، ومعنى "يتبسط" -بالتاء المثناة فوق- أي: يتخذهما بساطًا". شرح النووي (4/ 210).
(5)
وأخرجه البخاري في "الأذان"(822) باب: لا يفترش ذراعيه في السجود (2/ 351، =
⦗ص: 212⦘
= مع الفتح)، عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة.
1914 -
حدثنا الربيع بن سليمان
(1)
وابنُ أبي مَسَرَّةَ
(2)
، قالا: ثنا الحميديُّ
(3)
، قال: ثنا سفيان
(4)
، قال: ثنا أَبو سليمان عبدُ
(5)
الله بن عبد الله بن أخي يزيد بن الأصم -الأكبر منهما
(6)
-، عن عمّه يزيد بن الأصم
(7)
، عن ميمونة، قالتْ: "كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا سجد
⦗ص: 213⦘
يُجَافِي
(8)
حتى لو أنّ بَهْمَةً
(9)
أرادت أن تمُرّ تحت
(10)
يديه مرَّت".
(1)
هو المرادي، أَبو محمد المصري.
(2)
هو: عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث المكي.
(3)
هو الإمام عبد الله بن الزبير، والحديث في مسنده (314)، (1/ 150)، بنحوه.
(4)
هو ابن عيينة، وقد أسلفت أن الحميدي لا يروي عن الثورى.
(5)
في الأصل "عبيد الله" كذلك في المطبوع (2/ 184) وهو خطأ، فإن "عبيد الله" -بالتصغير- هو المعروف بالأصغر، وترجمته في تهذيب الكمال (19/ 65) -وهو بالسند المذكور نفسِه بنصه في سند الحميدي- كما سبق.
وأما "الأكبر" فهو: "عبد الله"، كما في مصادر ترجمته الآتية، كما أنه هو الذي يكنى بأبي سليمان. والمثبت من (ل) و (م).
والجدير بالذكر أن ابن عيينة يروي عن كليهما، وكلاهما يرويان عن عمهما يزيد بن الأصم.
(6)
هو العامري، أَبو عبيد الله بن عبد الله، كنيته أَبو سليمان كما في المتن، ويقال: أَبو العنبس البكائي. "صدوق، من الرابعة"(م). تاريخ البخاري الكبير (5/ 127، 128)، الجرح والتعديل (6/ 91)، تهذيب الكمال (15/ 164)، الكاشف (1/ 565) وقال:"ثقة"، تقريب التهذيب ص:(309).
(7)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن يحيى بن يحيى، وابن أبي عمر، جميعًا عن =
⦗ص: 213⦘
= سفيان، عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم عن عمه يزيد بنحوه. كتاب الصلاة، باب: ما يجمع صفة الصلاة وما يفتتح به ويختتم به
…
(1/ 357) برقم (496).
و"يزيد بن الأصم" هو البكائي -بفتح الموحدة والتشديد- أَبو عوف، كوفي نزل الرقة، وهو ابن أخت ميمونة أم المؤمنين، يقال: له رؤية، ولا يثبت. [واسم الأصم: عمرو بن عبيد بن معاوية]. "ثقة"(103 هـ)[بخ م 4]. تهذيب الكمال (32/ 83 - 86)، التقريب (ص 599).
(8)
وعند أبي داود في سننه (898)(1/ 554) من رواية عبيد الله بإسناد الإمام مسلم بلفظ: "جافى بين يديه" وسيأتي عند المصنف برقم (1916) ومعناه: باعدهما، ويجافي: يباعد بين يديه. مشارق الأنوار (1/ 159)، غريب ابن الجوزي (1/ 162).
(9)
"البهمة" واحدة "البُهم" وهي: أولاد الغنم من الذكور والإناث، وجمع "البهم": بِهام -بكسر الباء -. مشارق الأنوار (1، 102).
وقال الجوهري: "البهمة من أولاد الضأن خاصة، فيطلق على الذكر والأنثى، والسخال أولاد المعزى. الصحاح (5/ 1875).
(10)
في صلب متن الأصل: (بين يديه) ولكنه استدرك في الهامش، كتب:(تحت يديه) وهذا موافق للنسخ الأخرى.
1915 -
حدثنا الدبري
(1)
، عن عبد الرزاق، قال: وأخبرني ابن عيينة
(2)
، عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم
(3)
، عن يزيد بن الأصم، عن
⦗ص: 214⦘
ميمونة
(4)
، بنحوه
(5)
.
(1)
هو: إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني - راوية عبد الرزاق.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
هو العامري، أخو عبد الله بن عبد الله المذكور، ولم يرد في (ل) و (م) ذكر "الأصم" =
⦗ص: 214⦘
= في السند.
(4)
في (ل) و (م) بعده: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين يديه حتى لو أن بَهْمَةً أرادت أن تمر تحت يديه مرَّت". وما في الأصل أنسب مع قوله: "نحوه".
(5)
الحديث في مصنف عبد الرزاق بالطريق المذكورة بلفظ: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد تجافى حتى لو أن بهمة أرادت أن تمر تحت يديه مرت". (2/ 170) برقم (2925).
1916 -
حدثنا أَبو داود السِّجْزِيُّ
(1)
، قال: ثنا قتيبةُ، قال: ثنا سفيان
(2)
، عن عبيد الله بن عبد الله، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة [بنت الحارث]
(3)
: "أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين يديه
…
" الحديث
(4)
.
(1)
هو الإمام المعروف، صاحب السنن، والحديث في سننه (898)(1/ 554) بهذا الإسناد والمتن.
(2)
هو ابن عيينة.
(3)
من (ل) و (م).
(4)
في (ل) و (م): (بنحوه) بدل: (الحديث).
1917 -
حدثنا عبد الله بن يعقوب بن فاذ أَبو محمد
(1)
المؤدب
(2)
⦗ص: 215⦘
[ببغداد]
(3)
- قال: ثنا عَبَّادُ بن موسى
(4)
، قال: ثنا مروان بن معاوية
(5)
، عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة قالت: "كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد خَوَّى
(6)
بيديه -يعني: جَنَّحَ
(7)
(8)
- حتى يُرى وضْحُ
(9)
إبطيه من ورائه، وإذا جلس اطمأنَّ
⦗ص: 216⦘
على فخذه اليسرى".
(1)
في (م) هنا: (ابن) وهو خطأ.
(2)
لم أقف على ترجمته، وقد ورد اسمه ضمن تلاميذ عباد بن موسى في "تهذيب الكمال" (14/ 161). وفي (م):(المؤذن) بدل: (المؤدب) وهو تصحيف، انظر: تهذيب الكمال. =
⦗ص: 215⦘
= و "المؤدب" -بضم الميم وفتح الواو، وكسر الدال المشددة- اسمٌ لمن يعلِّم الصبيانَ والناسَ الأدبَ واللغةَ. الأنساب (5/ 403)، اللباب (3/ 267).
(3)
من (ل) و (م).
(4)
هو الخُتَّلي -بضم المعجمة، وتشديد المثناة المفتوحة- أَبو محمد، نزيل بغداد. "ثقة"(230 هـ) على الصحيح، (خ م د س). تهذيب الكمال (14/ 161 - 164)، التقريب (ص 291).
(5)
ابن الحارث بن أسماء الفزارى، أَبو عبد الله الكوفي، نزيل مكة ودمشق.
و"مروان بن معاوية" موضع الالتقاء -هنا- مع الإمام مسلم، رواه الأخير عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، عن مروان بن معاوية، به، بنحوه.
الكتاب والباب المذكوران (1/ 357)، برقم (497).
(6)
يعني: باعد مرفقيه وعَضُدَيْه عن جَنْبَيْه، وهو بمعنى: فرّج وجَنَّح. شرح مسلم للنووي (4/ 211)، وانظر: غريب أبي عبيد (2/ 305)، المشارق (1/ 248).
(7)
بتشديد النون، أي: رفع عضديه عن إبطيه، وذراعيه عن الأرض، وفرّج ما بين يديه.
والتَّجَنُّح في الصلاة: هو الوصف المذكور، وإذا فعله المصلي واعتمد على كَفَّيْه يصيران له مثل جناحي الطائر. المشارق (1/ 156)، النهاية (1/ 305)، شرح النووي لمسلم (4/ 211).
(8)
(ك 1/ 408).
(9)
أي: البياض الذي تحتهما، وذلك للمبالغة في رفعهما وتجافيهما عن الجنبين، =
⦗ص: 216⦘
= والوضح: البياض من كل شيء. المشارق (2/ 289 - 290)، النهاية (5/ 195).
وسيأتي في الحديث رقم (1920) بلفظ "حتى يرى بياض إبطيه" وهما بمعنى واحد، وقد جاء تفسيره عن وكيع -أحد الرواة عن جعفر بن برقان- عند مسلم بلفظ:"بياضهما"(1/ 357).
1918 -
حدثنا علي بن حرْب [الطائي]
(1)
، قال: ثنا هارون بن عمران
(2)
، ح
وحدثنا ابن أبي رجاء
(3)
، قال: ثنا وكيع، ح
وحدثنا أَبو عمر الإمام
(4)
، قال: ثنا الحسين بن عيَّاش
(5)
، قالوا: ثنا جعفر بن بُرْقَان
(6)
، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة، قالتْ: "كان النبيُّ
⦗ص: 217⦘
صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى يديه حتى يُرى من خلفه وَضْحُ إبطيه"
(7)
.
(1)
من (ل) و (م).
(2)
هو الموصلي الأنصاري.
أورده ابن أَبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 93) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكر أنه يروي عن جعفر بن برقان، ويروي عنه: علي بن حرْب الموصلي. وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 238).
(3)
هو: أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء الثغري، أَبو جعفر الطرسوسي.
(4)
هو: عبد الحميد بن محمد بن المُستام، أَبو عمر الحراني، إمام مسجدها.
(5)
هو: السُّلمي مولاهم، أَبو بكر البَاجُدَّائي.
(6)
هو الكلابي، أَبو عبد الله الرَّقِّي.
وعند "جعفر بن برقان" يلتقي المصنف -في جميع طرقه- بالإمام مسلم، فرواه عن كل من: أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد -واللفظ له- وزهير بن حرْب، =
⦗ص: 217⦘
= وإسحاق بن إبراهيم -جميعًا- عن وكيع، عن جعفر، به، نحوه، وزاد: قال وكيع: يعني بياضهما. الكتاب والباب المذكوران (1/ 357) برقم (497/ 239).
(7)
حديث جعفر أخرجه أيضًا الإمام أحمد في المسند (6/ 335) من طريق وكيع، وسيتكرر الحديث عند المصنف برقم (2047) بنفس المتن عن علي بن إشْكابٍ، عن محمد بن ربيعة، عن جعفر بن برقان، به، بمثله.
1919 -
حدثنا الحسين بن إسحاق
(1)
التُّسْتَري، قال: ثنا عمرو بن سوَّاد
(2)
، قال: ثنا ابنُ وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن جعفر بن
⦗ص: 218⦘
ربيعة
(3)
، عن الأعرج، عن عبد الله ابن بُحَيْنَةَ
(4)
، قال: "كان رسولُ الله
(5)
صلى الله عليه وسلم إذا سجد يُجَنِّحُ في سجوده حتى يُرى وَضْحُ إبطيه".
(1)
ابن إبراهيم التّسْتَرِي الدقيقي (290 هـ).
قال الذهبي: "وكان من الحفَّاظ الرحَّالة".
انظر: طبقات الحنابلة (1/ 142)، تاريخ ابن عساكر (14/ 39 - 41)، تكملة الإكمال لابن نقطة (2/ 599)، السير (14/ 57)، بلغة القاصي (274)، (ص 147).
و"التُّسْتَرِيُّ": -بالتاء المضمومة المنقوطة من فوق بنقطتين، وسكون السين المهملة، وفتح التاء المعجمة أيضًا بنقطتين من فوق، والراء المهملة- هذه النسبة إلى "تُسْتَر" بلدة من كور الأهواز، من بلاد خوزستان، يقول لها الناس "شوشتر".
و"خوزستان" -الآن- إقليم في جنوب إيران يتصل بالخليج، قاعدته "الأهواز".
انظر: معجم ما استُعْجِم للبكري (1/ 312)، (3/ 767)، الأنساب (1/ 465)، معجم البلدان (2/ 34)، اللباب (1/ 216)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 269 - 270)، المنجد (في الأعلام)(ص 375).
(2)
"سوَّاد" -بتشديد الواو- ابن الأسود بن عمرو العامري، أَبو محمد البصري. "ثقة" =
⦗ص: 218⦘
= (245 هـ)(م د س ق). تهذيب الكمال (22/ 57 - 59)، التقريب (ص 422).
و"عمرو بن سَوّاد" موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عنه [عن عمرو]، به، بمثله.
الكتاب والباب المذكوران (1/ 356) برقم (495/ 236).
(3)
ابن شرحبيل بن حسنة الكندي، أَبو شرحبيل المصري.
(4)
هو: عبد الله بن مالك بن القِشْب -بكسر القاف وسكون المعجمة، بعدها موحدة- الأزدي، أَبو محمد، يُعرف بـ (ابن بُحينة)، صحابي معروف.
(5)
في (ل): "النبي صلى الله عليه وسلم".
1920 -
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
(1)
، قال: ثنا إسحاق بن بكر بن مُضَر
(2)
، عن أبيه
(3)
، عن جعفر بن ربيعة، عن ابن هُرْمُزٍ
(4)
الأَعْرَجِ، عن عبد الله بن بُحَيْنَةَ "أنَّ رسولَ الله
(5)
صلى الله عليه وسلم[كان
(6)
] إذا
⦗ص: 219⦘
سجد يُفرِّج يديه حتى يُرى بياضُ إبطيه"
(7)
.
(1)
ابن أعيَن المصري الفقيه. "ثقة".
(2)
ابن محمد المصري، أَبو يعقوب. "صدوق فقيه"(218 هـ)(م س). تهذيب الكمال (2/ 413 - 414)، التقريب (ص 100).
(3)
هو بكر بن مُضَر بن محمد بن حكيم المصري، أَبو محمد، أو عبد الملك.
و"بكر بن مُضَر" موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن قتيبة بن سعيد، عن بكر بن مُضَر، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران (1/ 356) برقم (495).
(4)
"ابن هرمز" لم يردْ في (ل) و (م).
(5)
في (ل): "النبي صلى الله عليه وسلم".
(6)
"كان" ساقطة من الأصل، استدركتُها من (ل، م، س).
(7)
وأخرجه الإمام البخاري (390) في "الصلاة" باب: يُبْدِي ضَبْعيه، ويجافي في السجود (1/ 591، مع الفتح)، وفي "الأذان" (807) باب: يُبدي ضبعيه، ويجافي في السجود (2/ 343، مع الفتح)، عن يحيى بن بكير.
وفي "المناقب"(3564) باب: صفة النبي صلى الله عليه وسلم (6/ 655، مع الفتح)، عن قتيبة بن سعيد.
كلاهما عن بكر بن مُضَر، به، بنحوه.
1921 -
حدثنا محمد بن إسماعيل
(1)
المكي، ومعاويةُ بن صالح الدمشقي
(2)
، وعثمانُ بن خُرَّزَاذ
(3)
، قالوا: ثنا عَفَّانُ
(4)
، قال: ثنا همَّام
(5)
،
⦗ص: 220⦘
قال: ثنا محمد بن جُحَادَةَ
(6)
، قال: حدثني عبد الجبار بن وائل
(7)
، عن علقمة بن وائل
(8)
⦗ص: 223⦘
ومولى لهم
(9)
، أنهما حدّثاه عن أبيه وائل بن حُجْرٍ، "أنه
(10)
رأى النبي صلى الله عليه وسلم يسجد
(11)
بين كفيه".
(1)
ابن سالم الصائغ الكبير، أَبو جعفر البغدادي، نزيل مكة. "صدوق"(276 هـ)(د).
تهذيب الكمال (24/ 475 - 477)، التقريب (ص 468).
(2)
ابن أبي عبيد الله الأشعري، أَبو عبيد الله الدمشقي.
(3)
هو: عثمان بن عبد الله بن محمد بن خُرَّزَاذ الأنطاكي.
(4)
هو: ابن مسلم بن عبد الله الباهلي، أَبو عثمان الصفار البصري. "ثقة ثبت، قال ابن المديني: كان إذا شك في حرف من الحديث تركه، وربما وهم، وقال ابن معين: أنكرناه في صفر سنة 219 هـ ومات بعدها بيسير" ع. تاريخ بغداد (12/ 273 - 277)، تهذيب الكمال (20/ 160 - 176)، التقريب (ص 393).
و"عفان" موضع الالتقاء، رواه الإمام مسلم عن زهير بن حرْب، عن عفان، به، بنحوه مطولًا. كتاب الصلاة، باب وضع يده اليمنى على اليسرى بعد تكبيرة الإحرام تحت صدره فوق سرته، ووضعهما في السجود على الأرض حذو منكبيه. (1/ 301) برقم (401).
ورواية المصنف مختصرة، اقتضب فيها موضع الشاهد.
(5)
هو: ابن يحيى بن دينار العَوْذي البصري.
(6)
"جُحادة" -بضم الجيم، وتخفيف المهملة-. "ثقة"(131 هـ). ع. تهذيب الكمال (24/ 575 - 578)، التقريب (ص 471).
(7)
ابن حُجْر -بضم المهملة، وسكون الجيم-، أخو علقمة بن وائل.
(8)
ابن حُجْر الكندي الكوفي. وثقه ابن سعد [طبقاته (6/ 311)]. والعجلي [ثقاته (ص 341)].
وقد تُكُلِّم في سماعه عن أبيه:
1 -
حيث نقل الحافظ في "التهذيب"(7/ 247) عن ابن معين أنه قال: "علقمة بن وائل عن أبيه مرسل". وذهب إلى ذلك:
2 -
الذهبي في "الميزان"(3/ 108) حيث قال: "صدوق إلا أن يحيى بن معين يقول فيه: روايته عن أبيه مرسلة".
3 -
الحافظ في "التقريب"(ص 397) حيث قال: "صدوق إلا أنه لم يسمع من أبيه".
4 -
وقال الترمذي: "سألت محمدًا عن علقمة بن وائل: هل سمع من أبيه؟ فقال: إنه ولد بعد موت أبيه بستة أشهر". علله الكبير [بترتيب القاضي](ص 201)(ح /356).
5 -
العلائي، حيث اكتفى بذكر رأي ابن معين فقط. [جامع التحصيل (ص 240)].
وذهب آخرون إلى أنه سمع من أبيه، وهم:
1 -
الترمذي، فقد قال في (جامعه) (4/ 46) بعد حديث (1454): "وعلقمة بن وائل بن حجر سمع من أبيه، وهو أكبر من عبد الجبار بن وائل، وعبد الجبار لم =
⦗ص: 221⦘
= يسمع من أبيه".
2 -
ابن حبان، فقد قال:"علقمة سمع أباه، وعبد الجبار لم يره مات أبوه وأمه حامل به". [الثقات (5/ 209)].
3 -
ومال إلى ذلك ابن القيسراني [كتاب الجمع بين رجال الصحيحين (1/ 390)].
والراجح في هذه القضية -والله تعالى أعلم- هو الرأي الأخير القائل بسماع علقمة من أبيه.
أ- أما ما رواه الترمذي عن البخاري -رحمهما الله تعالى- من (أن علقمة ولد بعد موت أبيه بستة أشهر)، فأنا أشكُّ في صحة الرواية، وأرجِّحُ كونَ كلامِ البخاري هذا في (عبد الجبار بن وائل) وليس في (علقمة) مستندًا إلى القرائن الآتية:
أولًا: صرّح البخاريُّ -رحمه الله تعالى- نفسه في (تاريخه الكبير)(7/ 141) بأن علقمة "سمع أباه"، كما أنه صرَّح في ترجمة عبد الجبار في (تاريخه)(6/ 106) بأنه "ولد بعد أبيه بستة أشهر".
ثانيًا: روى الترمذيُّ نفسُه في (جامعه)(4/ 45) بعد (ح / 1453) عن البخاري نحو هذا الكلام في عبد الجبار، وليس في علقمة.
ثالثًا: تصريح الترمذي بكون الذي لم يسمع من أبيه هو عبد الجبار.
رابعًا: إضافةً إلى ضعف الرأي القائل بعدم إدراك علقمة أباه، لأن هذا [عدم الإدراك لأبيه] غيْرُ مسلَّم في أخيه الأصغر منه:(عبد الجبار بن وائل بن حجر)، فقد روى أَبو داود في (الصلاة)، باب: رفع اليدين (1/ 464)، (ح / 723) بسنده إلى عبد الجبار بن وائل، قال: "كنث غلامًا لا أعقِل صلاة أبي، قال: فحدّثني وائل بن علقمة [كذا، والصحيح: علقمة بن وائل] عن أبيه: وائل بن حجر
…
" [والحديث قد صححه الألباني في (صحيح سنن أبي داود) (1/ 139)] كما أنه في صحيح =
⦗ص: 222⦘
= مسلم بدون هذا القول (ح / 401/ 54).
قال المزي في ترجمة (عبد الجبار بن وائل) -بعد أن ذكر عن ابن معين أنَّ أباه مات وهو حَمْل-: "وهذا القول ضعيفٌ جدًّا، فإنه قد صحّ عنه أنه قال: (كنتُ غلامًا
…
) ولو مات أبوه وهو حَمْلٌ لم يقلْ هذا القول". تهذيب الكمال (16/ 395).
وقال الحافظ في (التهذيب)(6/ 95) في ترجمته -بعدما أورد كلام المزيِّ السابق-: "نصَّ أَبو بكر البزار على أنّ القائل: "كنت غلامًا
…
" هو علقمة بن وائل لا أخوه عبد الجبار
…
".
وهذا انتصارٌ من الحافظ لقول ابن معين، ولكن ردَّه المباركفوريُّ بقوله:"قول أبي بكر البزار هذا ضعيفٌ جدًّا، فإنه لو كان قائلَ "كنت غلامًا
…
" هو علقمة، لم يقل:(فحدّثني علقمة بن وائل). تحفة الأحوذي (5/ 14).
فهذا نصٌّ صريحٌ في أنَّ عبد الجبار قد أدرك والده، فمن باب أولى أن يُدْركه علقمةُ، لأنه أكبر منه كما صرَّح بذلك الترمذيُّ في (جامعه)(4/ 46)، وحيث قال هنا: "فحدّثني علقمة
…
".
ثم قوله: "فحدَّثني علقمةُ" يدلُّ على أنَّ علقمةَ كان في تلك الفترة مناهزًا لسنّ الرواية والتحمُّل، فلا يبعُد أن يكون قد سمع من والده.
لذا، فمن المستبعد أن يتبنَّى الإمامُ البخاري هذا الرأي.
ب- وأما جزمُ الحافظ [في التقريب] برأي ابن معين فمعارَضٌ بقوله في (بلوغ المرام)(ص 95)، (ح / 316) في (صفة الصلاة) -بعد ذكْرِ حديثٍ من طريق علقمة عن أبيه-:"رواه أَبو داود بإسناد صحيح"، وهذا الحكم منه يدل على أنّ علقمةَ سمع من أبيه.
[والحديث المذكور رواه أَبو داود في باب "السلام" (1/ 607)، (997)]. =
⦗ص: 223⦘
= والظاهر -كما صَرّح به المباركفوريُّ في (التحفة)(5/ 15) -: "أن الحافظَ كان قائلًا -أولًا- بعدم سماعه علقمة من أبيه، ثم تحقّق عنده سماعُه منه، فرجع من قوله الأول".
ج- ويؤيد ما رجحناه ما يلي:
1 -
ما أخرجه مسلم في (صحيحه)(3/ 1307) في (القسامة والمحاربين)(ح / 1680/ 32) من طريق سماك بن حرْب، "أنّ علقمةَ بن وائل حدّثه، انّ أباه حدّثه
…
".
2 -
ما أخرجه النسائي (2/ 194) والبخاري في (جزء رفع اليدين)(28)، (ص 44) من طريق علقمة، قال:"حدثني أبي".
فهذه نصوصٌ صحيحة صريحة تدلُّ على أن علقمةَ بن وائل قد سمع من أبيه، وتخريج مسلم له في الصحيح عن أبيه يشير إلى أنه يذهب إلى صحة سماع علقمة من أبيه.
وانظر: تحفة الأحوذي (5/ 14 - 15)، عون المعبود (2/ 291)، جلاء العينين بتخريج روايات البخاري في جزء رفع اليدين (ص 45)، كلام محقق (علل الترمذي الكبير): حمزة ديب مصطفى (1/ 542).
(9)
لم أقف على اسمه.
(10)
في (ل): "أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد".
(11)
في (ل) و (م): "سجد".
[باب]
(1)
بيان قولِ المصلي في سجوده، وبيانِ انتصاب القدمين في السجود
(1)
من (ل) و (م).
1922 -
حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى
(1)
، قال: أبنا ابنُ وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب
(2)
، عن عُمَارة بن غَزِيَّةَ
(3)
، عن سُمَيّ
(4)
-مولى أبي بكر-، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: "اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه دِقَّه
(5)
وجِلَّه، وأولَه وآخره، وسرَّه وعلانِيَتَه".
(1)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن يونس نفسه -مقرونًا بأبي الطاهر، عن ابن وهب، به، بمثله، غير أنه قال:"وعلانيته وسره"- بتقديم ما هو مؤخر عند المصنف.
كتاب الصلاة، باب: ما يقال في الركوع والسحود، (1/ 350)، برقم (483).
(2)
هو الغافقي، أَبو العباس المصري.
(3)
"غزيَّة" -بفتح المعجمة وكسر الزاي- ابن الحارث الأنصاري.
(4)
مولى أَبي بكر بن عبد الرحمن.
(5)
أي: دقيقه وجليله، صغيره كبيره. المشارق (1/ 261).
1923 -
حدثنا أَبو البَخْتَري عبد الله بن محمد بن شاكر العَنْبَري
(1)
، قال: ثنا يحيى بن آدم
(2)
قال:
⦗ص: 225⦘
ثنا مُفَضَّل
(3)
، عن الأعمش، عن مسلِم بن صُبَيْح
(4)
، عن مسروق
(5)
، عن عائشة قالت: "ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم منذ نزل عليه {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)}
(6)
يصلي صلاةً إلا دعا فيها
(7)
، قال فيها:"سبحانك ربي وبحمدك، اللهم اغفر لي"
(8)
.
(1)
البغدادي المقرئ.
(2)
ابن سليمان الكوفي، أَبو زكريا، مولى بني أمية. "ثقة حافظ فاضل"(203 هـ) ع.
تهذيب الكمال (31/ 188 - 192)، التقريب (ص 587). =
⦗ص: 225⦘
= و"يحيى بن آدم" موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن محمد بن رافع، عن يحيى بن آدم، به، مثله. كتاب "الصلاة" باب: ما يقال في الركوع والسجود (1/ 351) برقم (484/ 219).
(3)
هو ابن مُهَلْهَل السَّعدي، أَبو عبد الرحمن الكوفي. "ثقة ثبت نبيل عابد"(167 هـ)(م س ق). تهذيب الكمال (28/ 422 - 425)، التقريب (ص 544).
(4)
"صبيح" -بالتصغير- الهمداني أَبو الضحى الكوفي، العطار، مشهور بكنيته. "ثقة فاضل"(100 هـ) ع. الإكمال لابن ماكولا (5/ 166، 170)، تهذيب الكمال (27/ 520 - 522)، توضيح المشتبه (5/ 410)، التقريب (ص 530).
(5)
ابن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي، أَبو عائشة الكوفي. "ثقة فقيه عابد، مخضرم"(62 ويقال: 63 هـ) ع. تهذيب الكمال (27/ 451 - 457)، التقريب (ص 528).
(6)
سورة "النصر": 1.
(7)
كذا في النسخ المتوفرة [ش، ل، م، س] وفي صحيح مسلم بالسند نفسِه بلفظ "أو قال فيها" بزيادة "أو".
(8)
وأخرجه البخاري في "التفسير"(4967)، (8/ 605، مع الفتح)، عن الحسن بن الربيع، عن أبي الأحوص، عن الأعمش، به، نحوه.
1924 -
حدثنا الحسن بن عفان
(1)
، قال: ثنا ابن نُمَيْر
(2)
، عن
⦗ص: 226⦘
الأعمش
(3)
، عن مسلِمٍ
(4)
، عن مسروق، عن عائشة قالتْ: "لما نزلت هذه
(5)
السورةُ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)}
(6)
ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلّى صلاةً إلا قال: "سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي".
(1)
هو الحسن بن علي بن عفان العامري الكوفي.
(2)
هو: عبد الله بن نمير الهمداني، أَبو هشام الكوفي.
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه من طريق المفضَّل بن مهلهل -كما سبق في (ح / 1923) -، وعن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب، كلاهما عن أبي معاوية، عن الأعمش، به، بنحو حديث الشعبيّ الآتي برقم (1927) عند المصنف. الكتاب والباب المذكوران (1/ 351) برقم (484/ 218).
(4)
هو ابن صبيح المارّ.
(5)
(ك 1/ 409).
(6)
سورة "النصر": 1.
1925 -
حدثنا ابنُ أبي رَجاء
(1)
، قال: ثنا وكيع، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا محمد بن كُنَاسَة
(2)
، وقَبِيصَةُ
(3)
، قالوا: ثنا سفيان
(4)
، عن منصور
(5)
،
⦗ص: 227⦘
عن أبي الضُّحى
(6)
، عن مسروق، عن عائشة، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يُكْثِر أن يقولَ في سجوده وركوعه:"سبحانك اللهُمَّ وبحمدكَ، اللهم اغفر لي"، يتأول
(7)
القرآنَ
(8)
.
(1)
هو: أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء الثغري.
(2)
هو: محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الأسدي، أَبو يحيى، المعروف بابن كناسة -بضم الكاف وتخفيف النون، وبمهملة- وهو لقب أبيه أو جده. ثقة (207 هـ)(س). تهذيب الكمال (25/ 492 - 497)، التقريب (ص 488).
(3)
هو: ابن عقبة بن محمد بن سفيان السُّوَائي، أَبو عامر الكوفي.
(4)
هو الثوري.
(5)
هو: ابن المعتمر بن عبد الله السلمي، أَبو عتاب الكوفي. =
⦗ص: 227⦘
= و"منصور" هذا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن زهير بن حرْب وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما، عن جرير عن منصورٍ، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران (1/ 350) برقم (484).
(6)
هو: مسلم بن صُبَيْح الهمداني.
(7)
معناه: يعمل ما أُمِرَ به في قول الله عز وجل: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} . انظر: النهاية (1/ 81)، شرح النووي لمسلم (4/ 201).
(8)
وأخرجه البخاري أيضًا (817) في "الصلاة" باب: التسبيح والدعاء في السجود (2/ 349، مع الفتح)، عن: مسدد، عن يحيى، عن سفيان، به، بمثل سياق مسلم.
1926 -
حدثنا ابنُ المنادي
(1)
، قال: ثنا وَهْبُ بن جَرِير
(2)
، ح
وحدثنا أَبو أُمَيَّة
(3)
، قال: ثنا رَوْح
(4)
، كلاهما عن شعبة، عن منصور
(5)
، عن أبي الضُّحى، عن مسروق، عن عائشة قالتْ: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُكْثِر أن يقول في رُكوعِه وسجوده: "سبحانكَ وبحمدك
⦗ص: 228⦘
اللهُمَّ اغْفِرْ لي"
(6)
.
(1)
هو: محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي، أَبو جعفر بن أبي داود ابن المنادي.
(2)
ابن حازم الأزدي، أَبو عبد الله البصري.
(3)
هو: محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.
(4)
هو: ابن عبادة البصري.
(5)
هو ابن المعتمر، وهو ملتقى المصنف بالإمام مسلم، راجع التعليق على (ح / 1925).
(6)
وأخرجه البخاري -أيضًا- (794) في "الأذان" باب: الدعاء في الركوع (2/ 328، مع الفتح)، عن حفص بن عمر، و (4293) في "المغازي"(7/ 613، مع الفتح)، عن محمد بن بشار عن غندر، كلاهما عن شعبة، به، بنحوه.
ملاحظة:
سقط ذكر "غندر" في طبعة "دار الريان للتراث"، وهو موجود في غيرها، منها: طبعة "دار الكتب العلمية"(5/ 112).
1927 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء
(1)
، قال: ثنا داود
(2)
، عن الشعبي
(3)
-أحسبه
(4)
عن مسروق، شَكَّ داود
(5)
- عن عائشة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُكْثِر في آخر أمره
(6)
من قول "سبحان الله وبحمده، وأستغفر الله وأتوب إليه"، قالت
(7)
: فقلتُ:
⦗ص: 229⦘
يا رسولَ الله، رأيتكَ تُكْثِر من هذا ما لم تكن تُكْثِر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ربي خَبَّرني أني سأَرى علامةً في أُمَّتي، فإذا رأَيْتُها أَكْثَرْتُ أن أُسَبِّحَ بحمده وأستغفره؛ إنه كان توابًا، وقد رأيتُها، وتلا:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)}
(8)
السورةَ كلها.
رواه عبد الأعلى، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، بلا شك
(9)
.
(1)
هو الخفاف، أَبو نصر العجلي مولاهم، البصري، سكن بغداد، (4 وقيل: 206 هـ).
(2)
هو ابن أبي هند القشيري مولاهم أَبو بكر أو أَبو محمد البصري.
(3)
هو: الإمام عامر بن شراحيل، أَبو عمرو. "ثقة مشهور، فقيه، فاضل، من الثالثة
…
". (بعد سنة 110 هـ). ع. تهذيب الكمال (14/ 28 - 40)، التقريب (ص 287).
(4)
"أحسبه" ساقطة من (م).
(5)
رواية عبد الأعلى، عن داود -عند الإمام مسلم- بدون هذا الشك، وسيشير المصنفُ إليها بعد نهاية الحديث.
(6)
جملة: "في آخر أمره" زائدة على صحيح مسلم.
(7)
في الأصل: "قال"، وكذلك في المطبوع، وهو خطأ، والمثبت من:(ل) و (م).
(8)
سورة "النصر": 1.
(9)
وصله الإمام مسلم، انظر موطن اللقاء. وأخرج رواية داود بن أبي هند هذه الإمام أحمد في المسند، ففيه (6/ 35) عن محمد بن أبي عدي -وكذلك عن ربعي بن إبراهيم. و (6/ 184) عن علي بن عاصم.
ثلاثتهم عن داود بن أَبي هند به بلا شك.
من فوائد الاستخراج:
زيادة لفظة "في آخر أمره" في الحديث، كما سبقت الإشارة، فإنها تحدد الزمن وتساعد على استيعاب فقه الحديث.
1928 -
حدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(1)
، ح
وحدثنا أَبو أُمَيَّةَ
(2)
، قال: ثنا رَوْح
(3)
، قالا: ثنا عبد العزيز بن
⦗ص: 230⦘
أبي سَلَمَة
(4)
، قال: حدثني عَمِّي الماجشون
(5)
، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي [رضي الله عنه]
(6)
قال: "كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد قال: "اللهم لك سجدتُ وبك آمنتُ، ولك أَسْلَمْتُ، سجد وجهي للذي خلقه، وصوّره فأحسن صورته، وشقّ سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين"
(7)
.
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (152)(ص 22) مطولًا، وأخرجه الترمذي (266) عن محمد بن غيلان، عنه بذكر دعاء ما بعد رفع الرأس من الركوع فقط.
(2)
هو محمد بن إبراهيم الطرسوسي ..
(3)
هو ابن عُبَادَةَ بن العلاء بن حَسَّان القيْسِي، أَبو محمد البصري.
(4)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن:
أ- زهير بن حرْب، عن عبد الرحمن بن مهدي.
ب- وإسحاق بن إبراهيم، عن أبي النضر.
كلاهما عن عبد العزيز بن أبي سلمة، به، ولم يسق مثنه كاملًا، بل أحاله على رواية يوسف الماجشون (771)، واكتفى بالإشارة إلى الاختلاف في بعض الألفاظ، ولم يسق من رواية عبد العزي -مما ساقه المصنف- إلا جملة "وصوره فأحسن صوره".
الصحيح (1/ 536)، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: الدعاء في صلاة الليل وقيامه" برقم (771/ 202).
و"عبد العزيز بن أَبي سلمة" هو: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سَلَمَة الماجشون المدني، نزيل بغداد.
(5)
هو: يعقوب بن أبي سلمة الماجشون المدني.
ووقع في مسند الطيالسي "حدثني عمي الماجشون عبد الله بن أبي سلمة"، فقوله:"عبد الله" خطأ ظاهر من الناسخ أو المصحح، صوابه "يعقوب"؛ لأن "عبد الله" والد عبد العزيز، وأما عمه فيعقوب" نبَّه على هذا العلامةُ أحمد شاكر في حديث (266) المشار إليه في الترمذي، ونقلت عنه بنصه.
(6)
من (ل) و (م).
(7)
تقدم تخريج المصنف لهذا الحديث برقم (1854) و (1855) في باب: صفة الركوع =
⦗ص: 231⦘
= في الصلاة
…
وساق هناك من هذا الحديث الجملة المتضمنة لترجمة ذلك الباب كما أنه لم يسق من هذا الحديث هناك كاملًا، بل اكتفى بسياق ما يُستدل به على ما ترجم له.
1929 -
حدثنا يوسفُ بن مسَلَّم
(1)
، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني موسى بن عقبة
(2)
، عن عبد الله بن الفَضْل
(3)
، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله
(4)
بن أبي رافع، عن علي [رضي الله عنه]
(5)
، قال:"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا سجد في الصلاة المكتوبة" فذكر حديثه بنحوه.
(1)
هو: يوسف بن سعيد بن مُسَلَّم المصيصي-، وشيخه "حجاج" هو ابن محمد الأعور المصيصي.
(2)
ابن أَبي عياش -بتحتانية ومعجمة- الأسدي، مولى آل الزبير، "ثقة فقيه إمام في المغازي
…
" (141 هـ) وقيل: بعد ذلك، ع. تهذيب الكمال (29/ 115 - 122)، التقريب (ص 552).
(3)
ابن العباس بن ربيعة الهاشمي المدني.
(4)
(ك 1/ 410).
(5)
من (ل) و (م).
1930 -
حدثنا
(1)
الحسنُ بن علي [بن عفان]
(2)
العامري، قال:
⦗ص: 232⦘
ثنا أَبو أسامة، قال: ثنا عبيد الله بن عمر، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن [عبد الرحمن]
(3)
الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة، قالت: فقدْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فَلَمَسْتُ
(4)
المسجدَ، فإذا هو ساجدٌ، قَدَماه منصوبتان، وهو يقول:"أعوذ بِرِضاكَ من سَخَطِكَ، وأعوذ بمعافاتكَ من عقوبتكَ، وأعوذ بكَ منكَ، لا أُحْصي ثناءً عليك، أنت كما أَثْنَيْتَ على نفسك".
(1)
تقدم الحديث عند المصنف برقم (1862)، بالطريق والمتن نفسيهما فيراجع هناك لمعرفة رواته، وموضع الالتقاء، وسياق طريق مسلم، علمًا بأن أبا أسامة، وهو مدلِّسٌ -كما بُين في ترجمته هناك- روى هناك عَنْعَنَةً، وأما في هذا الحديث فقد صرح بالتحديث، كما هو عند مسلم.
(2)
وهو كذلك- تقدم في (ح / 1824)، وفي (م) بعده (ابن) وهو خطأ.
(3)
من (ل) و (م) وتقدم في (ح / 1854).
(4)
كذا في النسخ، وفي هامش الأصل:"فالتمستُ" وكلاهما بمعنى.
1931 -
حدثنا
(1)
أَبو داود الحراني، قال: ثنا أَبو عَتَّاب، قال: ثنا سعيدُ ابن أبي عَرُوبَةَ، وهشام، وهمام، عن قتادة، عن مُطَرّف، عن عائشة قالتْ: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ربُّ الملائكة والروح".
(1)
تقدم الحديث عند المصنف برقم (1852) بالسند والمتن نفسيهما، فيراجع هناك لمعرفة رواته، وموضع الالتقاء، وفائدة الاستخراج.
1932 -
حدثنا
(1)
الحسنُ بن عفان، قال: ثنا ابنُ نُمير، عن الأعمش، عن سعد بن عُبَيْدَة، عن المُسْتَوْرِد بن الأَحْنَفِ، عن صِلَةَ بن زُفَر، عن حذيفة، أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ركع، فجعل في ركوعه يقول:"سبحان ربي العظيم"، وفي سجوده "سبحانَ ربي الأعلى". مختصر.
(1)
تقدم الحديث عند المصنف برقم (1859) بالطريق نفسِه، ولم يسق هناك الجملة المسوقة هنا، وكذلك برقم (1840)، ويراجع هناك لمعرفة: رواته في كلا الموضعين، وموضع الالتقاء مع الإمام مسلم في ح (1841).
[باب]
(1)
بيان إيجابِ الاستواء في القعود والثبات بين السَّجْدَتَيْن والنهي من عَقِبِ الشيطانِ، وإباحةِ الإقْعَاء قال القدمين في الصَّلاة بين السجدتين
(1)
من (ل) و (م).
1933 -
حدثنا أَبو الحسن المَيْمُوني
(1)
والصغانيُّ، قالا: ثنا يزيدُ بن هارون
(2)
، ح
وحدثنا الحارثي
(3)
، قال: ثنا أَبو أسامة، قالا: ثنا حسين المُعَلِّم، عن بُدَيْل بن مَيْسَرَة، عن أبي الجَوْزَاءِ، عن عائشة، قالتْ: "كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتى يستوي جالسًا، وكان ينهى
⦗ص: 234⦘
عن عَقِبِ
(4)
الشيطان، وينهى أن يفترش
(5)
الرجلُ ذراعيه افتراشَ السبع"
(6)
.
(1)
هو: عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الجزري ثم الرقي.
"ثقة فاضل، لازم أحمد أكثر من عشرين سنة"(274 هـ). (س).
و"الميموني" نسبة إلى أحد أجداده "ميمون بن مهران". الأنساب (5/ 438)، اللباب (3/ 284)، تهذيب الكمال (18/ 334 - 335)، التقريب (ص 363).
(2)
ابن زاذان الواسطي.
(3)
تقدمت هذه الطريق -طريق الحارثي- عند المصنف برقم (1842)، وذكر هناك من متن هذا الحديث ما يوافق الترجمةَ هناك، كما أنه تصرف فيه هنا حسب الترجمة، ويراجع هناك للوقوف على:
تراجم الرواة.
موضع الالتقاء مع الإمام مسلم.
سياق طريق الإمام مسلم إلى موضع الالتقاء.
(4)
و "عقب" الشيطان: -بفتح العين، وكسر القاف-، قال النووي في شرحه لمسلم (4/ 214) بعد ضبطه كما سبق: هذا هو الصحيح المشهور فيه. وحكى القاضي عياض في "المشارق"(2/ 99) عن الطبري بضم العين والقاف. وهذا ضعيف.
وفي صحيح مسلم -من رواية عيسى بن يونس عن حسين المعلم- بلفظ "وكان ينهى عن عقبة الشيطان" وقد فسَّره أَبو عبيدة والخطابي وغيرهما بـ (الإقعاء) المنهي عنه، وسيأتي تفسيره في الحديث اللاحق. انظر: معالم السنن (1/ 208)، شرح السنة (3/ 155)، شرح النووي (4/ 214)، مكمل السنوسي (2/ 388).
وعليه، فليس المراد به ما فسره أَبو عبيد في "غريبه" (1/ 266 - 267) وتبعه الآخرون -انظر: غريب ابن الجوزي (2/ 111 - عقب)، النهاية (3/ 268 - عقب) - مِنْ أنه:"أن يضع الرجل إِلْيَتَيْه على عقبيه في الصلاة بين السجدتين"، لأنّ الراجح أن هذا هو تفسير (الإقعاء) الذي سيرِدُ في حديث ابن عباس الآتي.
(5)
هو: أن يبسُط ذراعيه في السجود، ولا يرفعهما عن الأرض، كما يبسُط الكلب والذئب ذراعيهما. والافتراش: افتعال من "الفرش" و "الفراش". النهاية (3/ 429 - 430).
(6)
"السبع" -بضم الباء وفتحها وسكونها-: كلُّ ما له نابٌ، ويَعْدو على الناس والدواب فيفترسها. فقه اللغة للثعالبي (ص 22) وانظر: اللسان (8/ 147)، القاموس المحيط (ص 938).
1934 -
حدثنا أَبو الأَزْهَر
(1)
، قال: ثنا عبد الرزاق
(2)
، قال: أبنا
⦗ص: 235⦘
ابنُ جُرَيْج، قال: أخبرني أَبو الزبير
(3)
، أنه سمع طاوسًا
(4)
يقول: "قلتُ لابن العباس
(5)
: الإقعاء
(6)
على القدمين؟ قال: "هي السنة" فقلنا: "إنا لنراه جَفَاءً بالرجل
(7)
"؟ قال ابنُ عباس:
⦗ص: 236⦘
"بل هي سنةُ نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم "
(8)
(9)
.
(1)
هو: أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي النيسابوري.
(2)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن: =
⦗ص: 235⦘
= أ- إسحاق بن إبراهيم، عن محمد بن بكر.
ب- وحسن الحلواني، عن عبد الرزاق.
كلاهما عن ابن جريج، به، بنحوه. كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: جواز الإقعاء على العقبين، (1/ 380 - 381) برقم (536).
(3)
هو: محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم المكي.
(4)
في النسخ "طاوس" -بدون النصب-، والتصحيح من صحيح مسلم.
(5)
كذا في الأصل، وفي (ل) و (م): لابن عباس.
(6)
قال النووي: "الإقعاء نوعان: أحدهما: أن يُلْصِق إلْيَتَيْه بالأرض، وينصب ساقيه، ويضع يديه على الأرض، كإقعاء الكلب، هكذا فسَّره أَبو عبيدة معمر بن المثنى، وصاحبه أَبو عبيد القاسم بن سلام وآخرون من أهل اللغة، وهذا النوع هو المكروه الذي ورد فيه النهي.
والنوع الثاني: أن يجعل إلْيتيه على عقبيه بين السجدتين -وهذا هو مراد ابن عباس بقوله: (سنة نبيكم)
…
شرحه لمسلم (5/ 19).
وانظر: غريب أبي عبيد (1/ 129 - 130)، غريب الحديث لابن قتيبة (1/ 23) - وتحرف فيه إلى (الإقعاط)، "إكمال" الأبي و "مكمل" السنوسي (2/ 432 - 433)، تعليق الشيخ أحمد شاكر على الترمذي (2/ 74 - 76)، وكلامه فيه يزيد كلام النووي وضوحًا، إرواء الغليل (2/ 22 - 23)، صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم-كلاهما للشيخ الألباني، وصنيع المصنف في ترجمة الباب يؤيد ما تقدم عن النووي وغيره.
(7)
قال النووي: "ضبطناه -بفتح الراء، وضم الجيم-، أي: بالإنسان، وكذا نقله القاضي =
⦗ص: 236⦘
= عياض عن جميع رواة مسلم، قال: -أي: عياض-: وضبطه أَبو عمر بن عبد البر بكسر الراء وإسكان الجيم، قال أَبو عمر: ومن ضم الجيم فقد غلط، وردَّ الجمهور على ابن عبد البر، وقالوا: الصواب الضم، وهو الذي يليق به إضافة الجفاء إليه.
شرح مسلم له (5/ 19)، كلام عياض في المشارق (1/ 283) وراجع: عارضة الأحوذي (2/ 79 - 80).
(8)
وأخرجه أحمد في المسند (1/ 313) عن: محمد بن بكر، وعبد الرزاق، كلاهما عن ابن جريج، نحو سياق مسلم.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي (283) في باب: ما جاء في الرخصة في الإقعاء. (2/ 73) وقال: "حسن صحيح".
(9)
(ك 1/ 411).
1935 -
حدثنا الدبريُّ، عن عبد الرزاق، بمثله
(1)
.
(1)
الحديث في مصنف عبد الرزاق (3035)، (2/ 192).
1936 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا يحيى بن مَعِيْن
(1)
، قال: ثنا حجاجٌ، عن ابن جُرَيْج، بنحوه
(2)
.
(1)
ابن عَوْن الغطفاني مولاهم أَبو زكريا البغدادي. "ثقة حافظ مشهور، إمام الجرح والتعديل"(233 هـ) بالمدينة النبوية، ع. تهذيب الكمال (31/ 543 - 568)، التقريب (ص 597).
(2)
أخرجه أَبو داود عن شيخه يحيى بن معين، به، بنحوه في باب: الإقعاء بين السجدتين (1/ 527 - 528). برقم (845).
[باب]
(1)
بيان الرخصةِ في تسويةِ الحصى والتراب لموضع السجود في الصلاة مرة واحدة، والدليل على أنه مكروه إلا عند الاضطرار إليه
(1)
من (ل) و (م).
1937 -
حدثنا يزيدُ بن سِنَان
(1)
، قال: ثنا حمادُ بن مسعدة
(2)
، قال: ثنا هشام الدَّسْتُوائي
(3)
، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن، عن مُعَيْقِيبٍ
(4)
، أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال في تسوية الحصى
⦗ص: 238⦘
"واحدةً أو دَعْ"
(5)
.
(1)
ابن يزيد القزّاز البصري، أَبو خالد، نزيل مصر.
(2)
هو التميمي، أَبو سعيد البصري.
(3)
هو: هشام بن عبد الله: سَنْبر، أَبو بكر البصري.
و"الدستوائي": -بفتح الدال، وسكون السين المهملتين، وضم التاء -ثالث الحروف- وفتح الواو، وفي آخره الألف، ثم الياء آخر الحروف- هذه النسبة إلى بلدة من بلاد الأهواز، يقال لها:"دستوا" وإلى ثياب جلبت منها. والمترجم كان يبيع الثياب التي تجلب منها فنسب إليها. الأنساب (2/ 476)، اللباب (1/ 501).
و"هشام" موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه من عدة طرق -ستأتي بعضها عند المصنف أيضًا- عن هشام، منها: عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن هشام، به، نحوه. كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب كراهية مسح الحصى وتسوية التراب في الصلاة، (1/ 387) برقم (546).
(4)
"معيقيب": -بقاف وآخره موحدة، مصغر- ابن أَبي فاطمة الدوسي، حليف بني عبد شمس، من السابقين الأولين، هاجر الهجرتين، وشهد المشاهد -منها غزوة بدر كما سيذكره المصنف- مات في خلافة عثمان أو علي رضي الله تعالى عنهم أجمعين. ع. الاستيعاب (2588)، (4/ 41)، أسد الغابة (5058)، (5/ 231)، =
⦗ص: 238⦘
= تهذيب الكمال (28/ 344 - 347)، الإصابة (8182)، (6/ 153).
وله في الكتب الستة حديثان فقط، حديث الباب وحديث آخر.
(5)
معناه: لا تفعل، فإن فعلت فافعل واحدة، لا تزد. شرح النووي (5/ 37).
1938 -
حدثنا ابنُ أبي رجاء
(1)
، قال: ثنا وكيع
(2)
، ح
وحدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(3)
، قالا: ثنا هشام
(4)
، عن يحيى -بإسناده-: ذكر النبيُّ صلى الله عليه وسلم المسحَ في المسجد -يعني: الحصى- قال: "إن كنتَ لا بدَّ فاعلا فواحدةً".
(1)
هو: أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء الثغري.
(2)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح / 1937).
(3)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (1187)(ص 164).
(4)
هو الملتقى بالنسبة لرواية أبي داود، وراجع التفصيل في (ح / 1937).
1939 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا مسلِم
(1)
، قال: ثنا هشام، و
(2)
قال: "وأنت تصلي، فإن كنت فاعلا فواحدةً" تسوية الحصى.
(1)
هو: ابنُ إبراهيم الأزدي، الفراهيدي، أَبو عمرو البصري. "ثقة مأمون مكثر، عمى بأخرة،
…
وهو أكبر شيخ لأبي داود"، (222 هـ). "ع". تهذيب الكمال (27/ 487 - 492)، التقريب (ص 529).
(2)
في الأصل: "قال" بدون (الواو)، والمثبت من (ل) و (م). وهو الأنسب، لأن المصنف ساقه لبيان هذه الجملة (وأنت تصلي) ولم يكمل الإسناد اكتفاءً بالمذكور، ووجود حرف (الواو) يشير إلى المحذوف -كما هنا- لأن ما قبله من متن الحديث لم =
⦗ص: 239⦘
= يورده المصنف. وهو عند أبي داود (946)، (1/ 581) باب: في مسح الحصى في الصلاة، عن مسلم بن إبراهيم نفسه بلفظ:"لا تمسح وأنت تصلي .... ".
1940 -
حدثنا محمدُ بن عبد الله بن ميمون
(1)
، وأحمدُ بن محمد الثقفي، قالا: ثنا الوليدُ بن مسلم، قال: ثنا الأوزاعيُّ، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير
(2)
، قال: حدثني أَبو سَلَمَة، قال: حدثني مُعَيْقِيْبٌ، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال -في الرجل يمسح الترابَ حيث يسجد- قال:"إن كنتَ فاعلًا فمَرًة واحدةً".
هذا لفظ الثقفيِّ، ولفظ ابنِ ميمون: "قلتُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم مسح التراب
(3)
في الصلاة- فقال: "إن كنتَ لا بد فاعلًا فمرَّةً واحدةً".
(1)
هو السكري الإسكندراني.
(2)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح/1937).
(3)
في (ل) و (م): "الحصى".
1941 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا يحيى بن أبي بكير
(1)
، ح
وحدثنا أَبو أُمَيَّةَ، قال: ثنا أَبو نُعَيْم، قالا: ثنا شَيْبَان
(2)
، عن يحيى، عن أبي سلمة قال: حدثني مُعَيْقِيْبٌ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال- في الرجل يمسح
⦗ص: 240⦘
الترابَ حيث يسجد- قال: "إن كنتَ فاعلًا فمَرَّةً
(3)
"
(4)
.
قال أَبو عوانة: "مُعَيْقِيْبُ بن أبي فاطمة حَلِيْفُ بني عبد شمسٍ بدريٌّ".
(1)
هو: الكرماني، واسم أبي بُكَيْر: نَسْر.
(2)
هو ابن عبد الرحمن النحوي، أَبو معاوية البصري.
وهو موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن الحسن بن موسى، عن شيبان، به، نحوه. الكتاب والباب المذكوران (1/ 388)، برقم (546/ 49).
(3)
وعند مسلم بلفظ: "فواحدة"، وقد مرت رواية الأوزاعي عند المصنف برقم (180) بلفظ:"فمرة واحدة".
(4)
رواية أبي نعيم أخرجها البخاري أيضًا في "العمل في الصلاة"(1207) باب مسح الحصى في الصلاة، (3/ 95، مع الفتح)، مثل سياق مسلم.
[باب]
(1)
بيان إيجاب سَجْدَتي السَّهو على الملبَّس عليه صلاتُه
(2)
، فلم يَدْرِ كَمْ صلى، والدليلِ على إجازتها وهو قاعدٌ في التشهد من غير أنْ يَقُومَ لها، وعلى إجازةِ صلاته دون رجوعه إلى يقينه وبنائه عليه، وبيانِ الخبرِ المعارضِ له الدّالِّ قال أنها غير جائزة إذا لم يرجع إلى اليقين، وبيانِ إيجاب طرْح الشاكِّ شَكَّه في صلاته، والرجوع
(3)
فيها إلى يقينه، وسجوده سَجْدتي السهو قبل أن يسلّم، والدليلِ قال أن الشاكَّ في صلاته إذا رجع إلى يقينه يقينه سجد سجدتي السهو قبل السلام
(1)
(باب) من (ل) و (م).
(2)
في (ل) و (م): "صلاته عليه".
(3)
(ك 1/ 412).
1942 -
أخبرنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابنُ وهب، ح
وحدثني أَبو إسماعيل
(1)
، عن
⦗ص: 242⦘
القعنبيِّ
(2)
، كلاهما عن مالك
(3)
، عن ابنِ شهاب، عن أبي سَلَمَة
(4)
، عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قام أحدُكم يصلي، جاء الشيطانُ فَلَبَّس
(5)
عليه صلاتَه، فلا يدري
(6)
كَمْ صلّى، فإذا وجد أحدكم ذلك
⦗ص: 243⦘
فليسجُدْ سَجْدَتَيْن وهو جالسٌ"
(7)
.
(1)
هو: محمد بن إسماعيل بن يوسف السُّلَمي، أَبو إسماعيل الترمذي، نزيل بغداد.
(280 هـ)(ت س). وثقه النسائي، وأبو بكر الخلال، والدارقطني -وزاد:"صدوق"، والحكم- وزاد:"مأمون" -، ومسلمةُ، وأبو الفضل بن إسحاق بن محمود. وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الخطيب:"وكان فهمًا متقنًا، مشهورًا بمذهب السنة".
وتكلم فيه أَبو حاتم الرازي. وقال ابن أبي حاتم: "سمعتُ منه بمكة، وتكلموا فيه".
ولكنَّ جرحَ الأَخِيْرَيْن -وإن كان مبهمًا- إلا أنه لم يؤخَذْ به. سأل الحاكمُ الدارقطنيَّ عنه، فقال الدارقطني:"ثقة صدوق"، قلتُ -أي: الحاكم-: بلغني أن أبا حاتم الرازي تكلم =
⦗ص: 242⦘
= فيه، فقال:"هو ثقة". وقال الذهبي بعد ذكره كلام أبي حاتم المذكور: "قلتُ: انْبَرَم الحال على توثيقه وإمامته". وقال الحافظ: "ثقة حافظ لم يتضح كلام أبي حاتم فيه". الجرح والتعديل (7/ 191)، الثقات لابن حبان (9/ 122)، سؤالات الحاكم للدارقطني (ص 289)(526)، تاريخ بغداد (2/ 44)، السير (13/ 242)، التقريب (ص 468).
(2)
هو: عبد الله بن مسلمة بن قَعْنَب القعنبي، الحارثي، أَبو عبد الرحمن البصري، أصله من المدينة وسكنها مدة. "ثقة عابد، كان ابن معين وابنُ المديني لا يُقَدِّمان عليه في الموطأ أحدًا". (221 هـ) بمكة، (خ م د ت س).
و"القعنبي": -بفتح القاف وسكون العين المهملة وفتح النون- نسبة إلى جَدِّه قَعْنَب.
الثقات لابن حبان (8/ 353)، الأنساب (4/ 531)، اللباب (3/ 50)، تهذيب الكمال (16/ 136 - 143)، تهذيب التهذيب (6/ 29)، التقريب (ص 323).
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن يحيى بن يحيى، عن مالك، به، نحوه. كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: السهو في الصلاة، والسجود له (1/ 398) برقم (389).
(4)
هو ابن عبد الرحمن، ورد التصريح به في رواية مسلم.
(5)
قال القاضي عياض في "المشارق"(1/ 354) في قوله "فلبس عليه": "بباء مفتوحة مخففة، وقد ضبطه بعضهم بتشديدها، والفتح أفصح، قال الله تعالى: {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} [سورة "الأنعام": 9]، أي: خلط عليه أمر صلاته، وشبَّهها عليه". وانظر: شرح النووي لمسلم (5/ 57).
وقد ضبطه ناسخ الأصل بالتشديد، ولعل ذلك اجتهادًا منه.
(6)
في (م): "فلم يدر" وهو خطأ.
(7)
وأخرجه البخاري (1232) في "السهو" باب: السهو في الفرض والتطوع (3/ 125) عن عبد الله بن يوسف.
وأبو داود (1030) في "الصلاة" باب: من قال: يتم على أكبر ظنه، (1/ 624) عن القعنبي، كلاهما عن مالك، به، بنحوه.
وهو في الموطأ -رواية يحيى - (1/ 100) باب العمل في السهو.
من فوائد الاستخراج:
روى المصنف عن مالك من طريق القعنبي، بينما الإمام مسلم من طريق يحيى بن يحيى، وقد سبق أن ابن معين وابن المديني كانا لا يقدِّمان على القعنبي أحدًا في الموطأ، ولم أجد نصًّا لأحد يوجب تقديم يحيى في الموطأ خاصة.
1943 -
حدثنا أَبو داود الحَرَّانيُّ
(1)
، والعباسُ بن محمد
(2)
، قالا: ثنا يعقوبُ بن إبراهيمَ بن سعد
(3)
، قال: ثنا أبي، عن صالح
(4)
، عن ابنِ شهابِ
(5)
، أن أبا سَلَمَة بن عبد الرحمن أخبره، أن أبا هريرة أخبره، أنَّ
⦗ص: 244⦘
رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي أحدَكم الشيطانُ
(6)
فيُلَبِّسُ عليه صلاتَه حتى لا يدري كم صلى، فإذا وجد ذلك أحدُكم فليسجُدْ سَجْدَتَين، وهو جالس".
(1)
هو: سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطائي مولاهم.
(2)
هو الدوري، أَبو الفضل البغدادي.
(3)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أَبو يوسف المدني، نزيل بغداد. "ثقة فاضل) (208 هـ). ع. تهذيب الكمال (32/ 308 - 311)، التقريب (ص 607).
(4)
هو ابن كيسان المدني، أَبو محمد، أو أَبو الحارث. "ثقة ثبت فقيه"(بعد سنة 140 هـ). ع. تهذيب الكمال (13/ 79 - 84)، التقريب (ص 273).
(5)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه -كما سبق- عن: يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب، به، نحوه. راجع (ح / 1942).
(6)
في (ل) و (م): "يأتي الشيطانُ أحدَكم".
1944 -
حدثنا أَبو أمية
(1)
، قال أبنا أَبو اليمان
(2)
قال: أبنا شعيب
(3)
، والحسنُ بن موسى
(4)
، نا
(5)
الليثُ
(6)
، وأبو عاصم
(7)
، عن ابنِ أبي ذِئْبٍ
(8)
، كلهم عن ابنِ شهاب
(9)
، بمثله.
⦗ص: 245⦘
ورواه ابنُ عيينة عن الزهري، بنحوه
(10)
.
(1)
هو الطرسوسي، محمد بن إبراهيم بن مسلم الثغري.
وله ثلاثة شيوخ في هذه الطريق وهم:
1 -
أَبو اليمان. 2 - الحسن بن موسى. 3 - أَبو عاصم.
فأبو أمية له -في هذا الحديث- إلى الزهري ثلاثة طرق.
(2)
هو: الحكم بن نافع البهراني -بفتح الموحدة- أَبو اليمان الحمصي.
(3)
هو: ابن أبي حمزة الأموي مولاهم، واسم أبيه: دينار، أَبو بشر الحمصي.
(4)
هو الأشيب، أَبو علي البغدادي.
(5)
في الأصل: "قالا: ثنا" وهو خطأ، والمثبت من (ل)، وفي (م):"أخبرنا".
(6)
هنا موضع الالتقاء، راجع التفصيل عند ملتقى جميع الطرق:"ابن شهاب".
(7)
هو النبيل: الضحاك بن مخلد الشيباني البصري.
(8)
هو: محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أَبي ذئب القرشي العامري، أَبو الحارث المدني. "ثقة فقيه فاضل"(158 هـ) وقيل سنة 159 هـ. ع. تهذيب الكمال (25/ 630 - 644)، التقريب (ص 493).
(9)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم -بالنسبة لطريقي شعيب وابن أبي ذئب- رواه =
⦗ص: 245⦘
= مسلم عن قتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح -كلاهما عن الليث، عن الزهري، به، نحوه، ولم يسق المتن. كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: السهو في الصلاة والسجود له، (1/ 398) برقم (389/ 82 /
…
).
(10)
وصله الإمام مسلم، رواه عن عمرو الناقد، وزهير بن حرْب، قالا: حدثنا سفيان (وهو ابن عيينة)، به، بنحوه. (1/ 398) برقم (389/ 82 /
…
).
1945 -
حدثنا أحمدُ بن عصام
(1)
، قال: ثنا أَبو عامر العَقَديُّ
(2)
، قال: ثنا هشام الدَّسْتُوائي
(3)
، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نودِيَ بالصلاة
(4)
أدبر الشيطانُ وله ضُرَاطٌ، حتى لا يسمع الأذان، فإذا قُضِيَ الأذانُ أَقْبَلَ، فإذا ثُوِّبَ
(5)
⦗ص: 246⦘
بها أدْبَر، فإذا قُضِيَ التثويبُ أقبل حتى
(6)
يخطر
(7)
بين المرء ونفسه؛ يقول: اذْكُرْ كذا
(8)
-لِمَا لم يكن يَذْكُرُ- حتى يَظَلَّ الرجلُ لا يدري
(9)
كم صلى. فإذا لم يَدْرِ
(10)
كَمْ صلّى -ثلاثًا أم أربعًا- فليسجُدْ سَجْدَتي السهو
(11)
وهو جالسٌ"
(12)
.
(1)
ابن عبد المجيد بن كثير بن أبي عمرة الأنصاري، أَبو يحيى الأصبهاني.
(2)
هو: عبد الملك بن عمرو القيسي.
و"العقدي": -بفتح العين المهملة، وفتح القاف، وفي آخرها الدال المهملة- هذه النسبة إلى بطن من بُجَيْلَةَ، وقيل: من قَيْس. انظر: الأنساب (4/ 214)، اللباب (2/ 348).
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن محمد بن المثنى، عن معاذ بن هشام، عن أبيه هشام، به، نحوه. الكتاب والباب المذكوران، (1/ 398)، برقم (389/ 83).
(4)
في صحيح مسلم: "بالأذان"، ولفظ البخاري يوافق المصنف.
(5)
من "التثويب" والمراد هنا الإقامة، وأصله: من "ثاب" إذا رجع، و "الإقامة" فيها رجوعٌ وعودٌ للنداء والدعاء إلى الصلاة. انظر: غريب الخطابي (1/ 715)، المشارق (1/ 135)، شرح النووي لمسلم (4/ 92).
(6)
لفظة "حتى" لا توجد عند مسلم، وهي موجودة في رواية البخاري.
(7)
"يخطر": قال القاضي عياض في "المشارق"(1/ 234): "بكسر الطاء كذا ضبطناه عن متقنيهم، وسمعناه من أكثرهم: "يخطُر" -بالضم- والكسر هو الوجه عند بعضهم في هذا، يعني: يوسوس، ومنه: رُمْحٌ خَطَّار، أي: ذو اهتزاز، و: الفَحْل يخطِر بذنَبِه -بكسر الطاء- أي: يحركه ويضرب به فخذيه.
وأما على الضم: فمن السلوك والمرور، أي: حتى يدنو ويَمُرَّ بين المرء ونفسه، ويحول بينه وبين ذكر ما هو فيه بمروره وقربه من وسواسه، وشغله عن صلاته". وانظر: شرح النووي لمسلم (4/ 92).
(8)
في صحيح مسلم هذه الجملة "اذكر كذا" مكررة مرتين، ولفظ البخاري "اذكر كذا وكذا".
(9)
في مسلم والبخاري بلفظ: "وإن يدري"، وكلاهما بمعنى.
(10)
في مسلم والبخاري بلفظ: "فإذا لم يدر أحدكم" -بزيادة "أحدكم".
(11)
كلمة "السهو" لا توجد عند مسلم والبخاري، وهي وصف للسجدتين.
(12)
وأخرجه البخاري في "السهو" باب: إذا لم يدر كم صلى: ثلالًا أو أربعًا -سجد سجدتين وهو جالس، (3/ 124، مع الفتح)، برقم (1231).
من فوائد الاستخراج:
زيادة لفظة "السهو" في قوله: "فليسجد سجدتي السهو" وهذه اللفظة تزيد إيضاحا لنوعية هاتين السجدتين.
1946 -
حدثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(1)
، ح
وحدثنا ابن أبي عبد الله المُقْرِيء
(2)
، قال: ثنا
عبد الوهاب
(3)
، قالا: ثنا هشام الدستوائي، بمثله، والمعنى واحد.
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (2345)(ص 308)، ولفظه: "أدبر الشيطان له ضريط
…
".
(2)
هو عبد الله بن أبي عبد الله [واسمه: محمد] بن إسماعيل بن لاحق البزاز أَبو محمد المقريء.
(3)
هو: ابن عطاء الخفاف.
1947 -
حدثنا عباسُ الدُّوْرِيُّ، قال: ثنا خالدُ بن مَخْلَد
(1)
القَطَواني
(2)
، ح
وحدثنا الصغاني
(3)
قال: ثنا موسى بن داود
(4)
، قالا: ثنا سليمانُ بن بلال
(5)
، عن زيد بن أسلم
(6)
، عن عطاء بن يَسار
(7)
، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا شكَّ أحدُكم في صلاته، فلم يدرِ
⦗ص: 248⦘
كم صلّى -ثلاثًا
(8)
أو أربعًا- فليَطْرَحِ الشكَّ، ولْيَبْنِ على ما يستيقنُ، ثم
(9)
ليسجُدْ سَجْدَتَيْن، وهو جالسٌ
(10)
، فإن كان صلى خمسًا شفع
(11)
بها صلاتَه، وإن كان [صلى]
(12)
أربعًا كانتا ترغيمًا للشيطان"
(13)
.
(1)
يوجد هنا سقطٌ في (م) يعادِلُ حوالي ثلاث لوحات، يبدأ من هنا إلى قوله: "بأن ذا الشماليين قتل يوم بدر، وأن أبا هريرة لم يدركه
…
" بعد (ح/202).
(2)
أَبو الهيثم البجلي مولاهم الكوفي، (213 هـ). (خ م كد ت س).
(3)
(ك 1/ 413).
(4)
هو الضبي أَبو عبد الله الطرسوسي الخلقاني، كوفي الأصل، سكن بغداد، ثم ولي قضاء طرسوس، ومات بها.
(5)
هو التيمي مولاهم أَبو محمد وأبو أيوب المدني.
(6)
هو العدوي المدني.
(7)
هو الهلالي، أَبو محمد المدني.
(8)
في المطبوع (2/ 192): "ثلثة" وهو خطأ.
(9)
في صحيح مسلم: بدون اللام في "ليسجد".
(10)
في صحيح مسلم: "ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم" وليس فيه "وهو جالس".
(11)
في صحيح مسلم: "شفعن له صلاته".
(12)
في الأصل: بدون لفظة: "صلى"، والمثبت من (ل) وهو موافق لصحيح مسلم، ولفظه: "وإن كان صلى إتماما لأربع
…
".
(13)
أي: إغاظة له وإذلالًا، مأخوذ من "الرغام" وهو: التراب، ومنه: أرغم الله أنفه، والمعنى: أن الشيطان لَبَّس عليه صلَاته، وتعرّض لإفسادها ونَقْصها، فجعل الله تعالى للمصلي طريقًا إلى جَبْر صلاته، وتدارك ما لبَّس عليه، وإرغام الشيطان، ورده خاسئا مبعدًا عن مراده
…
". شرح النووي لصحيح مسلم (5/ 60 - 61)، وانظر: غريب أبي عبيد (2/ 359)، النهاية (2/ 238 - 239).
1948 -
حدثنا محمد بن عوف الحمصي، قال: ثنا عثمانُ بن سعيد
(1)
، قال: ثنا أَبو غسَّان
(2)
، عن زيد بن أسلم
(3)
، بإسناده، [مثله]
(4)
،
⦗ص: 249⦘
إلا أنَّ سليمانَ زاد في حديثه، قال:"سجد سَجْدَتَيْن وهو جالسٌ قبل أن يُسَلِّم"
(5)
.
(1)
ابن كثير بن دينار القرشي مولاهم أَبو عمرو الحمصي. "ثقة عابد"(209 هـ)(د س ق). تهذيب الكمال (19/ 377 - 379)، التقريب (ص 383).
(2)
هو: محمد بن مطرف بن داود الليثي، أَبو غسان المدني، نزيل عسقلان. "ثقة". (بعد سنة 160 هـ) ع. تهذيب الكمال (26/ 470 - 473)، التقريب (ص 507).
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم.
(4)
من (ل).
(5)
سبقت رواية سليمان برقم (1947) ولم يذكر المصنف في روايته -هناك- جملة "قبل أن يسلم"، وسبق التنبيه هناك على أن هذه الجملة مذكورة في رواية سليمان عند مسلم.
وقد روى أَبو داود هذا الحديث (1024)، (1/ 621)، عن محمد بن العلاء: حدثنا أَبو خالد، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، به، ببعض الزيادات في السند، ثم قال: رواه هشام بن سعد [ستأتي روايته عند المصنف برقم (1950)] ومحمد بن مطرف، عن زيد، عن عطاء بن يَسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديث أبي خالد أشبع: السنن (1/ 622).
قلت: حديث محمد بن مطرف هو هذا الحديث، رواه أيضًا أحمد في المسند (3/ 87) من طريق علي ابن عياش عنه به.
1949 -
حدثنا الصغاني وأبو أمية، قالا: ثنا موسى بن داود، قال: ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة
(1)
، عن زيد بن أسلم -بإسناده- مثل حديث أبي غسَّان وسليمان بن بلال، غير تلك الكلمة التي بُيِّنَتْ:"قبل أن يسلم" فقط.
(1)
هو: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.
1950 -
حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابنُ وهب، عن هشام بن سعد
(1)
، عن زيد بن أسلم
(2)
، بمثل حديث سليمان بن بلال
⦗ص: 250⦘
بتمامه، وذكر الكلمةَ:"ليسجد سجدتين وهو جالس قبل السلام"
(3)
.
(1)
هو المدني، أَبو عباد، ويقال: أَبو سعيد القرشي -يقال له: يتيم زيد بن أسلم.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدثني عمّي =
⦗ص: 250⦘
= عبد الله، حدثني داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، به، بنحوه، بذكر السجدتين قبل السلام -كما قال سليمان بن بلال. الكتاب والباب المذكوران (1/ 400) برقم (571 /
…
).
(3)
من فوائد الاستخراج:
أخرج المصنف هذا الحديث عن زيد بن أسلم من طريق هشام بن سعد عنه، وقد وصفه أَبو داود بأنه أثبت الناس في زيد بن أسلم، بينما الراوي عن زيد عند مسلم وهو (داود بن قيس) لم يوصف بشيء من هذا.
باب الإباحةِ لناسي التشهدِ في الركعتين الأُوْلَيَيْنِ من الظهر وغيرِه -ونهض- أن يمضي في صلاته ولا يقعد، وأن يسجد سَجْدَتَيْن يكبِّرُ في كل سَجْدَةٍ منهما قبل التسليم، ثم يسلم
1951 -
حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابنُ وَهْب، قال: حدثني مالك
(1)
والليث
(2)
، وعمرو بن الحارث
(3)
، ويونسُ بن يزيد، أنَّ ابنَ شهاب أخبرهم، عن عبد الرحمن الأعرج، أنَّ عبد الله ابن بُحَيْنَةَ
(4)
حدثه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قام في اثنتين من الظهر فلم يجلس
(5)
؛ فلما قضى صلاته سجد سجدتين، يكبر في كل سجدة وهو جالس قبل أن يسلم، وسجد
(6)
الناسُ معه مكانَ ما نسي من الجلوس"
(7)
.
⦗ص: 252⦘
رواه ابنُ عُيَيْنَةَ عن الزهري، بنحوه وقال:"فلما كان في آخر صلاته سجد سَجْدَتَيْن قبل أن يُسَلِّمَ"
(8)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك، به، بنحوه. كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب السهو في الصلاة والسجود له، (1/ 399) برقم (570/ 85).
(2)
هنا موضع الالتقاء -بالنسبة لطريق الليث- رواه مسلم عن قتيبة بن سعيد، وابن رمح، كلاهما عن الليث، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران، (1/ 399) برقم (570/ 86).
(3)
ابن يعقوب المصري.
(4)
هو: عبد الله بن مالك بن القشب الأزدي.
(5)
وفي صحيح مسلم: "قام في صلاة الظهر وعليه جلوس".
(6)
في (ل): "وسجدهما الناس" وهذا موافق لما في صحيح مسلم، وتكرر قوله "وسجد" في المطبوع (2/ 194)، وهو خطأ.
(7)
حديث الزهري أخرجه أيضًا: البخاري: =
⦗ص: 252⦘
= في "الأذان"(829) باب: من لم ير التشهد الأول واجبًا. . . (2/ 361، مع الفتح)، عن أبي اليمان، قال: أخبرنا شعيب.
وفي "السهو" باب: ما جاء في السهو إذا قام من ركعتي الفريضة (1224)، (3/ 111، مع الفتح)، عن عبد الله بن يوسف عن مالك.
وفيه، باب: من يكبر في سجدتي السهو (1230)، (3/ 119).
وفي "الأيمان والنذور"، باب: إذا حنث ناسيا في الأيمان، عن آدم بن أبي إياس، عن ابن أبي ذئب.
أربعتهم عن الزهري به بألفاظ متقاربة.
وأخرجه النسائي في "السهو"(3/ 34)، باب: التكبير في سجدتي السهو، عن أحمد بن عمرو بن السرح، عن ابن وهب بنفس طريق المصنف بمثله، إلا أنه لم يذكر مالكًا فقط.
من فوائد الاستخراج:
روى مسلم الحديث عن الزهري من طريق الليث فقط، وهو على إمامته قال فيه يعقوب بن شيبة:"الليث بن سعد ثقة، وهو دونهم في الزهري -يعني: دون مالك، ومعمر، وسفيان بن عيينة، وفي حديثه عن الزهري بعض الاضطراب". تهذيب الكمال (4/ 264).
وأما المصنف فقد روى عنه مقرونًا بمن هو أقوى منه في الزهري، وهم: مالك، ويونس، وعمرو بن الحارث [حيث لم يتكلم أحد في روايتهم عن الزهري].
(8)
أخرجه ابن ماجه (1206) في "وإقامة الصلاة" باب: ما جاء فيمن قام من اثنتين ساهيًا، (1/ 381) عن: عثمان وأبي بكر -ابني أبي شيبة-، وهشام بن عمار، قالوا: =
⦗ص: 253⦘
= ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، به:"فلما كان قبل أن يسلم سجد سجدتين".
1952 -
حدثنا ابن مُهِلّ
(1)
ومحمد بن الصبّاح
(2)
، قالا: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، ح
وحدثنا الصغاني وأبو أُمَيَّةَ، قالا: ثنا أَبو اليمان، قال: أبنا شعيب، كلاهما عن
(3)
الزهري، بحديثهما فيه
(4)
.
(1)
هو: محمد بن عبد الله بن المهِلّ بن المثنى الصنعاني.
(2)
لم أقف على ترجمته، وفي (م) بعده:(الصَّنْعَانيَّيْن) -كذا-.
(3)
(ك 1/ 414).
(4)
أخرجه البخاري عن أبي اليمان، به، وانظر (ح / 1951).
1953 -
حدثنا ابنُ عبد الحكم
(1)
ويزيدُ بن سِنَان
(2)
، عن إسحاق بن بكر بن مُضَر
(3)
، عن أبيه، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج
(4)
، بحديثه فيه
(5)
.
(1)
هو: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري -تقدم في (ح / 1920). وقد صرح المصنف باسمه هناك.
(2)
ابن يزيد القزّاز البصري، أَبو خالد، نزيل مصر.
(3)
هو المصري ..
(4)
في (ل): (عن ابن هرمز) وكلاهما صحيح، فاسم الراوى: عبد الرحمن بن هرمز، ويلقب بالأعرج.
(5)
أخرجه البخاري (830)(2/ 362، مع الفتح)، في "الأذان" باب: التشهد الأول، عن قتيبة بن سعيد، عن بكر، عن جعفر، به.
1954 -
حدثنا عبد الرحمن بن بشر
(1)
، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان، [ح]
(2)
وحدثنا يزيدُ بن سِنَان، قال: ثنا عمر بن عمران السَّدُوْسِي
(3)
، قالا: ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري
(4)
، عن الأعرج، عن عبد الله ابن بُحَيْنَةَ، أنّه
⦗ص: 255⦘
صلّى مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الظهر. فذكره
(5)
(6)
.
(1)
ابن الحكم العبدي، أَبو محمد النيسابوري.
(2)
علامة التحويل [ح] من (ل) فقط، والسياق يقتضيها.
(3)
أَبو حفص، من آل المنذر.
أورده البخاري في تاريخه الكبير (6/ 182)، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلًا. وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح" (6/ 126) وقال عن أبيه:"أنه مجهول". وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 181). وقال الذهبي في "الميزان"(3/ 125): "مجهول". ونقل عن الأزدي أنه قال: "منكر الحديث". وانظر: الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2488)(2/ 214)، المغني في الضعفاء (4518)(2/ 471)، ديوان الضعفاء (3085)(ص 295)، لسان الميزان (5/ 216 - 217). و "السدوسي": -بضم الدال المهملة، والواو بين السينين المهملتين، -هذه النسبة إلى "سدُوس" -بضم السين الأولى، قال ابن حبيب: كل سدوس في العرب فهو مفتوح إلا سُدوس ابن أصمع .... الأنساب (3/ 238)، اللباب (2/ 109). ولم تتحدد لي قبيلة المترجم في السدوسيين.
(4)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن أبي الربيع الزهراني، حدثنا حماد، حدثنا يحيى بن سعيد، به، بلفظ:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الشفع الذي يريد أن يجلس في صلاته، فمضى في صلاته، فلما كان في آخر الصلاة سجد قبل أن يُسلم، ثم سلم".
الكتاب والباب المذكوران (1/ 399) برقم (570/ 87).
و"يحيى بن سعيد" هذا هو المدني، أَبو سعيد القاضي.
و"الأنصاري" نسبة إلى "الأنصار". الأنساب (1/ 219)، اللباب (1/ 89).
(5)
كلمة "فذكره" ساقطة من (ل).
(6)
وأخرجه البخاري (1225)(3/ 111) في "السهو"، باب: ما جاء في السهو إذا قام من ركعتي الفريضة، عن عبد الله بن يونس، أخبرنا مالك، عن يحيى بن سعيد، به، بنحوه.
1955 -
حدثنا عمارُ بن رَجَاء
(1)
، قال: ثنا يزيد
(2)
، قال: ثنا يحيى
(3)
، عن الأعرج
(4)
، أخبره عن ابن بُحَيْنَة، "أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قام في اثنين من الظهر أو العصر، فلم يَسْتَرِحْ، فلما اعتدل قائما لم يرجِعْ
(5)
حتى فرغ من صلاته، ثم سجد سَجْدَتَيْن وهو جالس، فلما فرغ انتظرناه أن يُسَلِّمَ، فسجد بنا قبل التسليم، ثم سلَّم".
[هذا] لفظ [حديث]
(6)
يزيد
(7)
.
(1)
هو أَبو ياسر التغلبي الإستراباذي. و "ابن رجاء" لم يرد في (ل).
(2)
هو: ابن هارون بن زاذان الواسطي.
(3)
هو ابن سعيد الأنصاري، وهو ملتقى المصنف مع الإمام مسلم، راجع (ح / 1954).
(4)
في (ل): "عبد الرحمن بن هرمز" وهو كذلك.
(5)
في الأصل والمطبوع (2/ 194): "لم يركع" والمثبت من (ل) وهو الصحيح.
(6)
ما بين المعقوفتين في الموضعين من (ل).
(7)
وسيورد المصنف هذا الحديث بالطريق نفسِه برقم (2023) بنحوه، وتصريح المصنف هنا بكون ما ساقه هو لفظ يزيد -مع أنه لم يسُقْه إلا من طريقه وحده- تأكيد منه لصحة ما ورد فيه، وربما يكون المصنف قد لجأ إلى هذا التأكيد لما في سياقه بعض الاختلاف عن لفظ مسلم وراجع (ح / 2023).
[باب]
(1)
بيان الإباحةِ للمُسَلِّمِ في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر ناسيًا أن يبني على صلاته، وإِن ولَّى ظهره إلى القبلة، أو خرج من المسجد، أو تكلم. وسجد سَجْدَتَي السهو بعد فراغه من صلاته، أو بعد أن يسلم. وكذلك الإمام والمأمومون إذا تكلَّموا في أمر الصلاة، والدليلِ على أنَّ الإمام إذا كان ذلك منه، فذكره واحدٌ من المأمومين، أنَّ عليه أن يسأل غيرَه، فإن صدَّقوه استعمل قولَهم، وعلى أنّ سجدتي السهو بعد السلام إذا استيقن بزيادة في صلاته
(1)
من (ل).
1956 -
حدثنا أَبو إسماعيل
(1)
، قال: ثنا الحميديُّ
(2)
، قال: ثنا سفيانُ
(3)
، قال: ثنا أيوب
(4)
، عن محمد
(5)
، عن أبي هريرة، قال: "صلى بنا
⦗ص: 257⦘
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم "، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا زهير
(6)
، قال: ثنا ابنُ عيينة، عن أيوب، عن محمد، قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: "صلى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العَشِيِّ
(7)
: إما الظهرَ وإما العصرَ، وأكْثَرُ علمي
(8)
أنها العصرُ، فسلَّمَ في ركعتين، ثم أتى جِذْعًا
(9)
في المسجد
(10)
فأسند ظهره إليه.
قال: وفي القوم أَبو بكر وعمر [رضي الله عنهما]
(11)
، فهاباه
(12)
أنّ
⦗ص: 258⦘
يُكَلِّماه، وخرج سرعانُ الناس
(13)
، فقال ذو اليدين
(14)
: "يا رسولَ الله، أَقُصِرَتِ الصلاةُ أم نَسِيْتَ؟
(15)
" قال: "ما يقولُ ذو اليدين؟ " فقالوا: "صدق ذو اليدين"،
(16)
(17)
فقام، فصلى ركعتين، ثم سلم، ثم كَبَّرَ فسجد، ثم كبر فرفع، ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول
(18)
، ثم كبر فرفع".
قال ابنُ سيرين: "وأُخْبِرْتُ عن عمران بن حصين: "ثم
(19)
سلَّم".
واللفظُ للصغاني، ومعنى حديثهما واحد
(20)
.
(1)
هو: محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي الترمذي.
(2)
الحديث في مسنده (983)(2/ 433) نحو سياق المصنف.
(3)
هو ابن عيينة، وهو الملتقى مع الإمام مسلم في هذه الطريق (طريق الحميدي) فقد رواه مسلم عن: عمرو الناقد، وزهير بن حرْب، جميعا عن ابن عيينة، به، بنحوه.
كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب السهو في الصلاة والسجود له، (1/ 403) برقم (573).
(4)
هو ابن أبي تميمة السختياني، وقع التصريح به في رواية البخاري (1228).
(5)
هو: ابن سيرين، كما في (ح / 1957) الآتي.
(6)
هو ابن حرب بن شداد، أَبو خيثمة النسائي، نزيل بغداد.
(7)
العشي: ما بعد زوال الشمس إلى غروبها، وقيل غير ذلك.
المشارق (2/ 103)، النهاية (3/ 242)، لسان العرب (15/ 60).
(8)
في (ل): "وأكبر ظني
…
"، وفي مسند الحميدي: "وأكثر ظني"، وفي "الكبرى" للبيهقي (2/ 354) من رواية بشر بن موسى عن الحميدي عن ابن عيينة، به، وكذلك فيه (2/ 353) من رواية يزيد بن إبراهيم، عن ابن سيرين بلفظ: "وأكبر ظني" -كما في النسخة التركية- وجملة "وأكثر علمي أنها العصر" لا توجد في صحيح مسلم، وسيأتي الكلام في تحديدها في (ح / 1959).
(9)
"جذعا": -بكسر الجيم، وسكون الذال- واحد جذوع النخلة، وقيل: هو ساق النخلة. المشارق (1/ 143)، اللسان (8/ 45).
(10)
في صحيح مسلم بلفظ: "ثم أتى جذعا في قبلة المسجد، فاستند إليها مغضبًا".
(11)
من (ل).
(12)
في صحيح مسلم بلفظ: "فهابا أن يتكلما"، وعند الحميدي:"فهابا أن يكلماه".
ورواية ابن عون عن ابن سيرين في المسند لأحمد (2/ 234) والنسائي (3/ 21) بمثل لفظ المصنف، والمعنى: أنهما غلب عليهما احترامُه وتعظيمُه على الاعتراض عليه، =
⦗ص: 258⦘
= وأما ذو اليدين فغلب عليه حِرْصُه على تعلّم العلم. الفتح (2/ 120)، وانظر: النهاية (5/ 285 - 286).
(13)
في صحيح مسلم بعده: "قصرت الصلاة"، وعند الحميدي:"يقولون: قصرت الصلاة".
(14)
سيأتي كلام المصنف في تحديد اسمه بعد (ح / 1962).
(15)
في صحيح مسلم: "فنظر النبي صلى الله عليه وسلم يمينًا وشمالًا، فقال:
…
".
(16)
في صحيح مسلم: "صدق، لم تُصَلِّ إلا ركعتين، فصلى ركعتين
…
".
(17)
(ك 1/ 415).
(18)
جملة: "مثل سجوده أو أطول" لا توجد في صحيح مسلم.
(19)
في (ل): "أنه سلم".
(20)
من فوائد الاستخراج:
1 -
زيادة بعض الألفاظ، وقد سبقت الإشارة إليها في مواضعها، وهي:
جملة "وأكثر علمي أنها العصر".
قوله: "مثل سجوده أو أطول"، بعد قوله:"فسجد". =
⦗ص: 259⦘
= 2 - جاء لفظ المصنف موافقًا لقواعد العربية في قوله: "فأسند ظهره إليه" -بتذكير الضمير العائد إلى "الجذع"- ومعلوم أن "الجذع" مذكر.
وأما لفظ مسلم: "فاستند إليها" -بتأنيث الضمير- وظاهره مخالف للعربية، ولذلك أُوِّلَ بأنه أَنَّثَه على إرادة "الخشبة" وراجع شرح النووي (5/ 68).
3 -
التصريح بأن قائل قوله: "وأخبرت عن عمران بن حصين
…
" هو ابن سيرين، بينما رواية مسلم لم تصرح بذلك. وهو هكذا- مصرحًا به، عند الحميدي.
1957 -
حدثنا البرْتيُّ
(1)
، قال: ثنا أَبو عمر
(2)
، قال: ثنا يزيد بن إبراهيم
(3)
، قال: ثنا محمدُ بن سيرين
(4)
، قال: قال أَبو هريرة: "صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العَشِيّ". وذكر الحديث
(5)
.
(1)
البرتي: -بكسر الباء- هو: أحمد بن محمد بن عيسى، أَبو العباس البغدادي.
(2)
هو: حفص بن عمر بن الحارث بن سَخْبَرَة -بفتح المهملة، وسكون الخاء المعجمة، وفتح الموحدة- الأزدي النَّمَرِي -بفتح النون والميم- أَبو عمر الحَوْضي -وهو بها أشهر- "ثقة ثبت
…
". (225 هـ)(ح د س). وعند البخاري (1229) تصريح باسمه. الأنساب (5/ 524)، تهذيب الكمال (7/ 26 - 29)، توضيح المشتبه (5/ 66 - 67)، تبصير المنتبه (2/ 677)، التقريب (ص 172).
(3)
هو التُّستري نزيل البصرة، أَبو سعيد.
(4)
هنا موضع الالتقاء.
(5)
أخرجه البخاري في: "السهو"(1229) باب: من يكبر في سجدتي السهو (3/ 119، مع الفتح)، و "الأدب" (6051) باب: ما يجوز من ذكر الناس نحو قولهم "الطويل" و "القصير"
…
(10/ 483، مع الفتح)، عن حفص بن عمر، به.
1958 -
أخبرنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابنُ وهب ح
⦗ص: 260⦘
وحدثنا محمدُ بن حَيُّويه
(1)
، قال: ثنا مُطَرّف
(2)
، جميعا قالا: ثنا مالك، عن أيوب
(3)
، ح
وحدثنا أَبو داود
(4)
، قال: حدثنا محمدُ بن عُبَيْدٍ
(5)
، قال: ثنا حماد
(6)
، عن أيوب، بحديثهما فيه
(7)
.
(1)
"حيُّويه" -بفتح أوله، وضم المثناة تحت المشددة، وسكون الواو، وفتح المثناة تحت، تليها هاء- وهو: محمد بن يحيى بن موسى الإسفراييني. يلقب: حيُّوية، وقيل: إنها لقب لأبيه، وصنيع المصنف يقتضيه، ورجح ذلك الذهبي في "التذكرة".
(2)
هو ابن عبد الله بن مطرّف بن سليمان بن يَسار اليساري الهلالي، أَبو مصعب المدني.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أَبي الربيع الزهراني، عن حماد، به، وقال: بمعنى حديث سفيان. الكتاب والباب المذكوران (1/ 403) برقم (573/ 98).
(4)
هو السجستاني، صاحب السنن، والحديث بهذا الإسناد في سننه (1/ 612) برقم (1008) في باب: السهو في السجدتين.
(5)
ابن حِسَاب -بكسر الحاء، وتخفيف السين المهملتين- الغُبَرِي -بضم المعجمة، وتخفيف الموحدة المفتوحة- البصري. "ثقة"(238 هـ). (م د س). تهذيب الكمال (26/ 60 - 62)، توضيح المشتبه (3/ 226)، التقريب (ص 495).
(6)
هنا موضع الالتقاء، وراجع ما سبق.
(7)
حديث مالك أخرجه البخاري في:
"الأذان"(714) باب: هل يأخذ الإمامُ إذا شكَّ بقول الناس- (2/ 240، مع الفتح)، عن القعنبي.
وفي "السهو"(1228) باب: من لم يتشهد في سجدتي السهو
…
(3/ 118، مع =
⦗ص: 261⦘
= الفتح)، عن عبد الله بن يوسف.
وفي "أخبار الآحاد"(7250)، باب: ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض. . . (13/ 245) عن إسماعيل (ابن أبي أويس)، ثلاثتهم عن مالك، به، بألفاظ متقاربة.
وهو في موطأ مالك -رواية يحيى - (1/ 93) باب ما يفعل من سلَّم من ركعتين ساهيًا.
1959 -
أخبرنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابنُ وهب، أن مالكا
(1)
حدثه، عن داود بن الحصين
(2)
،
⦗ص: 262⦘
عن أبي سفيان
(3)
⦗ص: 263⦘
مولى ابنِ أبي أحمد
(4)
- قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: "صلّى لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم العصرَ
(5)
، فسلَّم في ركعتين،
⦗ص: 264⦘
فقال
(6)
ذو اليدين: "أقُصِرَتِ الصلاةُ يا رسولَ الله أم نَسِيْتَ"؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "كلُّ ذلك لم يكن
(7)
" فقال: قد كان بعضُ ذلك يا رسولَ الله"، فأقبل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الناس؛ فقال:"صدق ذو اليدين"؟ قالوا
(8)
: "نعم"، فأتمَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما بَقِيَ عليه من الصلاة، ثم سَجَدَ سَجْدَتَيْن وهو جالسٌ بعد التَّسْلِيْمِ"
(9)
.
(1)
في "الأصل": "أن مالك " -بدون النصب- والمثبت من (ل).
و"مالك" هو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن قتيبة بن سعيد، عن مالك، به، بنحوه. كتاب المساجد، باب: السهو في الصلاة والسجود له، (1/ 404) برقم (573/ 99).
(2)
هو القرشي مولاهم أَبو سليمان المدني. (135 هـ)، "ع". وثقه: ابنُ معين، وابن إسحاق، وابن سعد، وأحمد بن صالح، والعجلي.
وقال سفيان بن عيينة: "كنا نتقي حديث داود بن الحصين". وقال ابن المدينى: "ما روى عن عكرمة فمنكر الحديث". وقال أَبو زرعة: "ليّن". وقال أَبو حاتم: "ليس بالقوي، ولولا أن مالكًا روى عنه لتُرك حديثه". وقال أَبو داود: "أحاديثه عن عكرمة مناكير، وأحاديثه عن شيوخه مستقيمة". وقال النسائي: "ليس به بأس". وقال الساجي: "منكر الحديث، متّهم برأي الخوارج". وقال ابن عدي: "صالح الحديث إذا روى عنه ثقة". وقال: "له حديث صالح، إذا روى عنه ثقة فهو صحيح الرواية، إلا أن يروي عنه ضعيف فيكون البلاء منهم لا منه .... ". وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "وكان يذهب مذهب الشُّراة، كل من ترك حديثه على الإطلاق وهم، لأنه لم =
⦗ص: 262⦘
= يكن بداعية إلى مذهبه
…
". وقال الذهبي:
أ- في "الديوان": "ثقة قدري، ليّنه أَبو زرعة".
ب- في كتابه "من تكلم فيه وهو موثق": "ثقة مشهور له غرائب تستنكر". ووثقه الحافظ ابن القيم مطلقًا. [تهذيب مختصر سنن أبي داود (3/ 154]. وقال الحافظ في "الهدي" بعد ما ساق الأقوال فيه: "روى له البخاري حديثًا واحدًا من رواية مالك عنه، عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد، عن أبي هريرة، في العرايا، وله شواهد". وقال في "التقريب": "ثقة إلا في عكرمة، ورمي برأي الخوارج".
وقد ذكره صاحب "الثقات الذين ضُعّفُوا في بعض شيوخهم"(ص 154 - 159) وبحث فيه بحثًا مستفيضا، وخلُص إلى القول بتوثيقه مطلقًا -عن عكرمة أو غيره- إذا روى عنه ثقة، وهذا نفس قول ابن عدي في (كامله) كما سبق.
والنفس إلى قول الحافظ أميل لموافقته لجلّ الأقوال المتقدمة عن الأئمة. والله تعالى أعلم. انظر: طبقات ابن سعد (5/ 414)، تاريخ ابن معين -برواية الدوري (2/ 152)، ثقات العجلي (392)(ص 147)، الجرح والتعديل (3/ 409)، الثقات لابن حبان (6/ 284)، الكامل (3/ 92 - 93)، تهذيب الكمال (8/ 380 - 381)، ديوان الضعفاء للذهبي (1311)(ص 124)، من تُكُلِّم فيه وهو موثَّق (124)(ص 105)، هدي الساري (ص 421)، التقريب (ص 298).
(3)
قال الدارقطني: "اسمه: وهب". وقيل: اسمه قُرْمان -بضم القاف-. وقال ابن عبد البر: "ولا يصح له اسم غير كنيته".
وثقه ابن سعد، والدارقطني، وابن حبان -حيث ذكره في الثقات- والذهبي، وابن حجر، وزاد الأخير:"من الثالثة". ع. انظر: طبقات ابن سعد (5/ 235)، الثقات لابن حبان (5/ 561)، سؤالات البرقاني (ص 76)، (588)، الاستغناء في معرفة =
⦗ص: 263⦘
= المشهورين من حملة العلم بالكنى لابن عبد البر (1098)(2/ 912) و (2425)(3/ 1565 - 1566)، تهذيب الكمال (33/ 364)، الكاشف (2/ 430)، تهذيب التهذيب (12/ 124 - 125)، التقريب (ص 645).
(4)
اسمه: عبد الله، ولم يكن ولاء أبي سفيان لعبد الله هذا، إنما قيل له: مولاه؛ لكثرة ملازمته له. الثقات (5/ 561)، تهذيب الكمال (33/ 364).
(5)
كذا في هذه الطريق عن أبي سفيان، عن أبي هريرة بلفظ "العصر" بغير الشك.
وعند البخاري (715) عن أبي الوليد، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة بلفظ:"الظهر" بغير الشك.
كذلك عند المصنف برقم (1962) عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به، بلفظ:"الظهر"، بدون الشك.
وقد مرّ عند المصنف برقم (1956) بلفظ: "إحدى صلاتي العشي، إما الظهر، وإما العصر، وأكثر علمي أنها العصر"، من رواية ابن سيرين.
وفي البخاري (482)، في "المساجد" باب: تشبيك الأصابع في المسجد وغيره، من طريق النضر ابن شميل، عن ابن عون، عن ابن سيرين، به، بلفظ: وإحدى صلاتي العشي"، قال ابن سيرين: "سماها أَبو هريرة، ولكن نسيت أنا".
وفي النسائي، من طريق يزيد بن زريع عن ابن عون، به، بلفظ:"إحدى صلاتي العشي، قال: قال أَبو هريرة: ولكني نسيت". السنن (3/ 20).
قال الحافظ في الفتح (3/ 117) بعد استعراضه لبعض هذه الروايات، والإشارة إلى الاختلاف المذكور:"والظاهر أن الاختلاف فيه من الرواة، وأبْعَدَ من قال: يحمل على أن القصة وقعت مرتين". =
⦗ص: 264⦘
= ثم أشار إلى رواية النسائي المذكورة، وقال: "فالظاهر أن أبا هريرة رواه كثيرًا على الشك، وكان ربما غلب على ظنه أنها الظهر فجزم بها، وتارة غلب على ظنه أنها العصر فجزم بها، وطرأ الشك في تعيينها أيضًا على ابن سيرين، وكان السبب في ذلك الاهتمام بما في القصة من الأحكام الشرعية.
ولم يختلف الرواة في حديث عمران في قصة الخرباق أنها العصر، فإن قلنا: إنهما قصة واحدة فيترجح رواية من عَيَّنَ العصر في حديث أبي هريرة".
وترجيح الحافظ الأخير تؤيده رواية المصنف هذه، فإنها من غير طريق ابن سيرين، وهي في مسلم. والله تعالى أعلم بالصواب.
(6)
في صحيح مسلم: "فقام ذو اليدين، فقال:
…
".
(7)
أي: لم يكن لا ذاك ولا ذا في ظني، بل ظني أني أكملتُ الصلاة أربعًا. [شرح النووي (5/ 69)]. وسيأتي عند المصنف برقم (1962) بلفظ:"لم تُقْصر، ولم أنْسَ".
(8)
في صحيح مسلم: "أصدق ذو اليدين؟ فقالوا" بزيادة همزة الاستفهام في الأولى، والفاء في الثانية، ورواية النسائي موافقة لما في صحيح مسلم، وكذلك رواية يونس -شيخ المصنف- بهذا الإسناد عند ابن خزيمة (1037).
وهو في موطأ مالك -رواية الليثي- (1/ 93) كما ساق مسلم.
(9)
وأخرجه النسائي في "السهو" باب: ما يفعل من سلم من ركعتين ناسيًا وتكلم، =
⦗ص: 265⦘
= (3/ 23) عن قتيبة بنفس طريق الإمام مسلم مثله، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1037)، (2/ 119)، أيضًا عن يونس بن عبد الأعلى، به، مثل رواية مسلم، ورواه الطحاوي في "المعاني"(1/ 445) عن شيخ المصنّف نفسه، ولم يسق متنه.
1960 -
حدثنا يزيدُ بن سِنَان وأبو إسماعيل، قالا: ثنا القعنبي، عن مالك، بمثله.
أخبرنا يونسُ بن عبد الأعلى
(1)
، قال: قال ابنُ وَهْبٍ: قال مالك: "كلُّ سهوٍ كان نقصانًا من الصلاة فإن سجودَه قَبْلَ التَّسْلِيْم، وكلُّ سهوٍ كان زيادةً في الصلاة فإن سجودَه بعد التسليم"
(2)
.
(1)
"ابن عبد الأعلى" لم يرد في (ل).
(2)
وهو في الموطأ -رواية يحيى - (1/ 95) - باب ما يفعل من سلّم من ركعتين ساهيًا، وبمثله في رواية أبي مصعب (474)(1/ 183) باب التسليم في الصلاة من السهو، و (ص 135) من رواية الحدثاني، بنحوه.
وما حكاه المصنف عن مالك هو قول أبي ثور أيضًا، وهو أحد الأقوال في المسألة.
القول الثاني: إن سجود السهو كلَّه بعد السلام.
رُوِيَ ذلك عن سعد بن أَبي وقاص، وابنِ مسعود، وأنس، وابن عباس وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم، والحسن البصري، وإبراهيم النخعي من التابعين، وبه قال الثوري وأبو حنيفة رحم الله الجميع.
ومن حجتهم:
1 -
حديث ابن مسعود- الآتي برقم (1968، 1971، 1976).
2 -
حديث عمران بن حصين الآتي برقم (1964، 1965، 1967).
3 -
حديث أبي هريرة الآتي برقم (1962، 1966). =
⦗ص: 266⦘
= القول الثالث: سجودُ السهو كلُّه قبل السلام.
ورُوِيَ هذا عن أبي هريرة رضي الله عنه، وبه قال مكحول، والزهري، ورُوِيَ عن ابن المسيب، ويحيى الأنصاري، وربيعة، والأوزاعي، والليث بن سعد، وبه قال الشافعي -رحمهم الله تعالى-.
ومن حجتهم:
1 -
حديث ابن بُحينة (تقدم بالأرقام: 1951 - 1955).
2 -
حديث أبي سعيد الخدري [تقدم برقم 1948، 1950].
القول الرابع: كل سهوٍ سجد له النبيُّ صلى الله عليه وسلم قبل السلام أو بعده فمحله حيث سجد النبي صلى الله عليه وسلم:
أ- فإذا نهض من ثنتين سجدهما قبل السلام، ولا تشهد فيهما -على حديث ابن بُحينة.
ب- وإذا شكَّ فرجع إلى اليقين سجدهما قبل التسليم -على حديث أبي سعيد الخدري.
ج- وإذا سلم من ثنتين أو من ثلاث سجدهما بعد التسليم -على حديث أبي هريرة وعمران بن حصين.
د- وإذا شك فكان ممن يرجع إلى التحرّي سجدهما بعد التسليم -على حديث ابن مسعود.
وما سوى المواضع التي ورد السهو فيها عنه صلى الله عليه وسلم فالسجود قبل السلام؛ لأنه يتم ما نقص من صلاته.
وهذا مذهب أبي أيوب سليمان بن داود، وزهير بن أبي خيثمة، وبه قال الإمام أحمد -رحمة الله على الجميع-.
وقال الأخير: "ولولا ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم لأتيت السجود كله قبل السلام؛ لأنه من =
⦗ص: 267⦘
= شأن الصلاة أن يقضيها قبل السلام.
هذه هي الأقوال المشهورة في المسألة، والذي نراه راجحًا -والعلم عند الله تعالى- هو ما ذهب إليه الإمام أحمد؛ قال ابن المنذر -بعد حكايته للأقوال السابقة-: "وأصح هذه المذاهب أحمد بن حنبل [كذا، ولعله: مذهب أحمد] أنه قال بالأخبار كلها في مواضعها، وقد كان اللازم لمن مذهبُه استعمالُ الأخبارِ كلِّها، إذا وجد إلى استعمالها سبيلًا أن يقول مثل ما قال أحمد
…
"، وهو يُعَرّص بالشافعية- أصحاب مذهبه.
تنبيه: صرَّح الإمام ابن عبد البر وغيره بأن هذا الخلاف إنما هو في الأولوية، وأن كل من قال بأنه بعد السلام فسجد قبل السلام أو بالعكس فلا شيء عليه.
وانظر للتفصيل في هذه المسألة: جامع الترمذي (2/ 237 - 238)، كتاب الآثار (1/ 455 - 462)، كتاب الأصل (1/ 212 - 213)[كلاهما لمحمد بن الحسن]، موطأ الإمام مالك -برواية محمد بن الحسن- (1/ 456)، الأم (1/ 154)، (7/ 204)، الأوسط لابن المنذر (3/ 307 - 313)، شرح معاني الآثار (1/ 438 - 443)، خلافيات البيهقي (2/ 190 - 192 - مختصره)، الاستذكار (4/ 355 - 363)، التمهيد (5/ 29 - 35)، الكافي في فقه أهل المدينة المالكي (1/ 229)، نظم الفرائد لما تضمنه حديث ذي اليدين من الفوائد (ص 297 - 344)، والحقيقة أن هذا الكتاب موسوعة فريدة أوْفَتْ حديثَ ذي اليدين حقَّهُ روايةً ودرايةً، منها هذه المسألة، وطريقةُ عرضه للمسائل، ومناقشة الآراء، وسلوك الطرق المعتبرة في الترجيح، كل ما يحتاجه الطالب في هذا المضمار
…
يعتبر أنموذجًا مثاليا يُحتذى به ويستفاد منه، وانظر: شرح الزركشي على مختصر الخرقي (2/ 19).
1961 -
حدثنا عباس الدُّوْرِيُّ، وأبو داود الحراني
(1)
، قالا: ثنا
⦗ص: 268⦘
هارونُ بن إسماعيل
(2)
، قال: ثنا عليُّ بن المبارك
(3)
، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أَبو سلمة، قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: "إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين في صلاة الظهر
(4)
ثم سلم، فأتاه رجلٌ من بني سُلَيْم
(5)
فقال: "يا رسول الله، أقُصِرَت الصلاة أم نسيت"؟ قال: "لم تُقْصر ولم أنْسَ"، قال:"يا رسول الله، إنما صليت ركعتين"، قال:"أحق ما يقول ذو اليدين"
(6)
؟ قالوا: "نعم"، فقام، فصلى بهم ركعتين أُخراوين
(7)
، ثم سجد سجدتين وهو جالس".
(1)
هو: سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطائي -مولاهم.
(2)
هو: الخزاز -بمعجمات- أَبو الحسن البصري. "ثقة"(206 هـ)، (خ م ت س ق).
إكمال ابن ماكولا (2/ 182 - 183)، تهذيب الكمال (30/ 77 - 79)، التقريب (ص 568). و"هارون بن إسماعيل" موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن حجاج بن الشاعر، عن هارون بن إسماعيل، به، ولم يسق متنه. الكتاب والباب المذكوران (1/ 404) برقم (573/ 99 /
…
).
(3)
هو "الهنُائي": بضم الهاء، وتخفيف النون، ممدود.
(4)
تقدم الكلام في تعيين هذه الصلاة في (ح / 1959).
(5)
قبيلة عظيمة من قيس عيلان، والنسبة إليهم "سلمي"، وهم: بنو سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس. وانظر: جمهرة النسب للكلبي (ص 395)، و: جمهرة أنساب العرب لابن حزم (ص 261)، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب (ص 271).
(6)
(ك 1/ 416).
(7)
كذا في الأصل وغيرها. وفي المسند لأحمد (2/ 423) من حديث شيبان بلفظ: "آخرتين"، وفي التمهيد (1/ 357) من رواية محمد بن سابق الآتي بلفظ:"آخريين" بدون الألف.
1962 -
حدثنا يزيد بن سِنَان، قال: ثنا حَبَّانُ
(1)
، قال: ثنا أبان
(2)
، عن يحيى، بحديثه فيه
(3)
(4)
.
رواه محمد بن سابق
(5)
عن شيبان
(6)
، عن يحيى، نحوه
(7)
.
قال أَبو عوانة: قال بعضُ الناس
(8)
: ذو اليدين وذو الشمالين واحد،
⦗ص: 270⦘
ويَحْتَجُّون بحديثٍ رواه الزهريُّ فقال فيه: "فقام ذو الشمالين، فقال: أقصرَت الصلاة يا رسولَ الله؟ "
(9)
، ويَطْعَنون في هذا الحديث
⦗ص: 271⦘
بأن ذا
(10)
الشمالين قُتِل يومَ بدر، وأن أبا هريرةَ لم يُدْرِكْه؛ لأنه أسلم قبل وفاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين، أو أربع.
وليس كما يقولون، وذلك أن (ذا
(11)
اليدين) ليس هو: (ذا
(12)
الشمالين)؛ لأن ذا
(13)
اليدين رجل قد سمّاه بعضهم: (الخرباق)
(14)
، عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم ومات بذي خُشُبٍ
(15)
⦗ص: 272⦘
على عهد عمر
(16)
.
وذو الشمالين
(17)
هو: ابنُ عبد عمرو
(18)
حليفٌ لبني زُهْرة
(19)
وقد صحّ في هذه الأحاديث أنه
(20)
صلَّى مع النبي صلى الله عليه وسلم تلك الصلاة
(21)
.
⦗ص: 273⦘
والطَّاعِنُ في هذا الحديث
(22)
يحتجُّ -أيضًا- بأن الكلامَ منسوخٌ في الصَّلاة، وأنَّه يُعِيْدُ الصَّلاةَ إذا كان ذلك منه مثل ما كان من النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه
(23)
. وليس كما يقول؛ إذ
(24)
حَظْرُ الكلام في الصَّلاة إذا تَعَمَّدَ. وقد كان مباحًا فَنُسِخَ بمكة. وما ذُكُرَ من حديث ذي اليدين
(25)
كان
⦗ص: 274⦘
بالمدينة، فلا يَنْسَخُ الأوَّلُ الآخِرَ
(26)
.
والذي يجبُ: اتِّباعُ الحديثين كلاهما
(27)
، في العَمدِ على إعادة الصلاة
(28)
؛ إذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ مما أَحْدَثَ اللهُ: أن لا يَتَكلَّموا في الصلاة"
(29)
. وقال: "إن هذه الصلاة لا يصلُحُ فيها شيءٌ من
⦗ص: 276⦘
كلامَ الناس"
(30)
.
فإذا
(31)
تكلم في صلاته عمدًا ولم يَعْلَمْ أنَّه لا يجوز، أو أَخْطأ المتكَلِّمُ
(32)
بعد ما يَسْتَيْقِنَ أنه قد أَتَمَّ الصلاةَ، ولم يُتِمَّهَا، من إمامٍ أو مأمومٍ، أو المأموم إذا ذكّر الإمامَ بكلامه أو إجابة
(33)
الإمام على ما أجابوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، أنه مباحٌ له أن يَبْنِيَ على صلاته، ولا يكونُ عليه إعادةٌ؛ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا نَسِيْتُ فذَكِّروني"
(34)
.
(1)
هو: ابن هلال، أَبو حبيب البصري.
(2)
هو ابن يزيد العطار البصري.
(3)
توجد هنا (ح) -علامة التحويل- في الأصل، ولا توجد في (ل) ولكون عدم وجودها هو الأنسب لم أُثبتْها.
(4)
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1038)(2/ 119) من طريق مسلم بن إبراهيم، ولم يسق متنه.
(5)
هو التميمي مولاهم أَبو جعفر -ويقال: أَبو سعيد- البزاز الكوفي.
(6)
هو: ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النمري.
وهو موضع الالتقاء مع مسلم، رواه عن إسحاق بن منصور، عن عبيد الله بن موسى، عن شيبان، به، بلفظ: "بينا أنا أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم
…
" (1/ 404) برقم (573 /
…
).
(7)
وأخرجه البيهقي في "الكبرى"(2/ 357) من طريق محمد بن يعقوب، عن جعفر بن محمد المذكور، عن محمد بن سابق، به، بنحوه.
والحافظُ ابنُ عبد البر في "التمهيد"(1/ 357) من طريق قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا جعفر بن محمد الصائغ، عن محمد بن سابق، به، بلفظ: "بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الظهر
…
" وفيه "فصلى بهم ركعتين أخريين".
(8)
وهم الحنفية، انظر: كتاب الحجة على أهل المدينة لمحمد بن الحسن (1/ 257)، شرح معاني الآثار (1/ 448) وما بعده، المبسوط للسرخسي (1/ 171).
(9)
وأخرجه النسائي في "السهو" باب: ما يفعل من سلم في ركعتين ناسيًا وتكلم - (3/ 24) عن هارون بن موسى الفزاري، عن أبي ضمرة، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، بلفظ: "فقال له ذو الشمالين
…
".
وأخرجه الدارمي (1468)(1/ 374) من طريق الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي بكر بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله، كلهم عن أبي هريرة نحوه.
وأخرجه أَبو داود (1013)(1/ 616) والنسائي (3/ 25) من طريق صالح -وهو ابن كيسان- عن ابن شهاب، أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة أخبره أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
وفيه "قال ابن شهاب: وأخبرني بهذا الخبر سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: وأخبرني أَبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو بكر بن الحارث بن هشام، وعبيد الله بن عبد الله".
وأخرجه مالك عن ابن شهاب عن الجماعة إلا الأخيرين (1/ 94 - 95).
وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (2/ 296)، ومن طريقه النسائي (3/ 25)، وابن حبان (2685) والبيهقي (2/ 341) عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن أبي هريرة -نحوه-، وفيه: "فقال له ذو الشمالين بن عبد عمرو -وكان حليفًا لبني زهرة-
…
".
وفيه: "قال الزهري: "وكان ذلك قبل بدر، ثم استحكمت الأمور بعد".
وقد تكلم على خطأ الزهري في هذه الرواية عددٌ من الأئمة، وأحسن ما وقفتُ عليه هو كلام الإمام ابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 362 - 369). ومن كلامه فيه =
⦗ص: 271⦘
= (1/ 364 - 365): "وأما قول الزهري في هذا الحديث أنه ذو الشمالين، فلم يتابَعْ عليه، وحمله الزهريُّ على أنه المقتول يوم بدر، وقد اضطُرِبَ على الزهري في حديث ذي اليدين اضطرابًا أوجب عند أهل العلم بالنقل تركه من روايته خاصة
…
" ثم بيّن أوجهَ الاضطراب. وقال: "لا أعلم أحدًا من أهل العلم والحديث المنصفين فيه عوّل على حديث ابن شهاب في قصة ذي اليدين لاضطرابه فيه، وأنه لم يتم له إسنادًا ولا متنًا، وإن كان إمامًا عظيمًا في هذا الشأن
…
". (1/ 366).
وانظر: الاستذكار (4/ 311)، نظم الفرائد للعلائي (ص 69 - 75).
(10)
في (ل) و (م): "بأن ذو الشمالين"، وهو خطأ إعرابًا.
(11)
في (ل) و (م): "ذو اليدين" -بالرفع- وهو ظاهر الخطأ.
(12)
في النسخ: (ذو) وهو خطأ لأن (ذا الشمالين) خبر (ليس).
(13)
في (ل) و (م): "بأن ذو الشمالين" وهو خطأ إعرابًا، وهنا ينتهي السقط الموجود في (م)، والذي بدأ من بداية (ح / 1947).
(14)
كما سيأتي في الحديث ذي الرقم (1963).
(15)
ذو خشب من الأودية الواقعة شمال المدينة على مسيرة ليلة منها، عند ملتقى السيول مع سيل إضم أسفل مجتمع أودية المدينة، "وربما يكون موضعه على مسافة (35) كيلًا من المدينة على ضفة وادي (الحمض) الشرقية". انظر: مناسك الحربي =
⦗ص: 272⦘
= (ص 651)، معجم البلدان (2/ 426)، المغانم المطابة في معالم طابة (ص 129)، وفاء الوفاء للسمهودي (2/ 299)، المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص 108).
(16)
انظر: الأسماء المبهمة للخطيب (38)، (ص 65) الاستيعاب (725)، (2/ 56 - 57)، أسد الغابة (1560)، (2/ 224)، نظم الفرائد (ص 61)، المستفاد من مبهمات المتن والإسناد (85)، (1/ 304)، الإصابة (2487)، (2/ 350)، نزهة الألباب (1251)، (1/ 313).
(17)
في المطبوع (2/ 197): "ذو الشمال" -خطأ-.
(18)
اسمه: عمير بن عبد عمرو بن نضلة بن عمرو بن غبشان بن مالك بن أفصى الخزاعي.
ويقال: اسمه: عمرو، ويقال: عبد عمرو. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرًا واستشهد بها. انظر: السيرة لابن هشام (2/ 251)، الاستيعاب (717)، (2/ 52)، الغوامض والمبهمات لابن بشكوال (316)، (2/ 832)، كشف النقاب (614)، (ص 80)، أسد الغابة (1546)، (2/ 217)، المستفاد (84)، (1/ 301)، نزهة الألباب (1185)، (1/ 296)، الإصابة (2464)، (2/ 345).
(19)
هم: بنو زهرة بن كلاب، من قريش، من العدنانية، وهم: بنو زهرة بن كلاب بن مرة.
ومنهم: سعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف -كلاهما من العشرة المعروفين.
وانظر: جمهرة النسب للكلبي (ص 75)، نسب قريش (ص 14، 257)، جمهرة أنساب العرب لابن حزم (ص 128)، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب (ص 275).
(20)
أي: ذو اليدين.
(21)
حيث ذُكر فيها بأنه قام وسأل النبي صلى الله عليه وسلم -كما أنه صح في هذه الأحاديث أن أبا هريرة =
⦗ص: 273⦘
= -الذي أسلم سنة 7 هـ - كان حاضرًا وشاهدًا في تلك الصلاة.
وقد سبق في (ح / 1956) عند المصنف بلفظ: "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم". وعند مسلم برقم (573/ 100) بلفظ: "بينا أنا أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم
…
"، رواية شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة.
وعند البيهقي في "الكبرى"(2/ 357) وابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 357) بلفظ: "بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ". وراجع "صحيح ابن خزيمة"(2/ 118 - 119) و "الإحسان"(6/ 404 - 405)، و "التمهيد"(1/ 356 - 360)، و "نظم الفرائد"(ص 61 - 64)، وقد أشبع الأخيران القولَ في إيضاح هذه النقطة -كغيرها- في المصدرين المذكورين، وسردا الأحاديثَ التي تفيد -صراحةً أو ظهورًا- حضور أبي هريرة رضي الله عنه تلك الصلاة، ودعَّماه بأدلة أخرى (1/ 360 - 362).
كما أن الإمام ابن خزيمة -قد تكلم في هذا الموضوع بإسهاب، انظر: صحيحه، (2/ 118 - 124).
(22)
من بعد قوله "في هذه الأحاديث" إلى هنا ساقط من (م).
(23)
انظر: كتاب الحجة على أهل المدينة لمحمد بن الحسن (1/ 245 - 257)، شرح معاني الآثار للطحاوي (1/ 446 - 450) وقد أطال نَفَسه في التدليل على ذلك.
(24)
في الأصل و (ط) والمطبوع (2/ 198): "وإذا" والمثبت من (ل)، وهو الصواب.
(25)
في (ل) و (م): "ذو اليدين" وهو خطأ نحويًّا.
(26)
وانظر: صحيح ابن خزيمة (2/ 118 - 124)، فإنه قد أطال الكلام في ذلك، والإحسان (6/ 17 - 21)، التمهيد (1/ 353 - 356)، إلا أن الأخير سلّم للحنفية بأن نسخه كان بالمدينة، ولكن أجاب من وجوه أُخَر، وقد بحث العلائي في مسألة النسخ، هل كان بمكة أو بالمدينة؟ بحثًا مستفيضًا، وأثبت أن التصريح به من النبي صلى الله عليه وسلم كان بالمدينة، ولكن قبل قصة ذي اليدين. [انظر: "نظم الفرائد (ص 248 - 256)] ورجح ذلك -أيضًا- الحافظ في (الفتح)(3/ 89 - 90)،
وكلامهما وجيه نفيس، وإليه أميل. والله تعالى أعلم بالصواب.
ولا يفوتَنَّكَ الرجوعُ إلى مناقشة هادئةٍ أجراها الإمامُ الشافعيُّ مع أحد المخالفين في هذه المسألة [الأم (1/ 148)].
(27)
الأولى إعرابًا "كليهما"؛ فإنه تأكيد لما قبله.
(28)
أي: فالأمر في العمد على إعادة الصلاة.
(29)
هذا طرفٌ من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أخرجه:
عبد الرزاق في مصنفه (3594)، (2/ 335 - 336)، والطيالسي (245)(ص 33)، والحميدي (94)، (1/ 52)، وأحمد (1/ 377، 435، 463)، وأبو داود (924)، (1/ 587 - 568)، والنسائي (3/ 19)، والطحاوي (1/ 455)، -في شرح المعاني-، وابن حبان (2243)، (2244)، (6/ 15 - 17)، والطبراني في "الكبير"(10120 - 10123)، (10/ 109 - 110)، والبيهقي (2/ 248، 356). =
⦗ص: 275⦘
= كلهم من طرق عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن ابن مسعود بهذا الحديث بألفاظ متقاربة، وأقربهم إلى لفظ المصنف هو البيهقي، ولفظه (2/ 356):"وإن مما أحدث الله أن لا تكلموا في الصلاة" -بدون الياء في "يتكلموا"-.
وعلقه البخاري جزما في صحيحه عن ابن مسعود (13/ 505).
وأصل هذه القصة في الصحيحين من رواية علقمة، عن ابن مسعود، لكن قال فيها:"إن في الصلاة شغلا" وقد تقدمت عند المصنف برقم (1762، 1763).
ولم يحكم الحافظُ على زيادة أبي وائل هذه -"إن مما أحدث الله
…
" بشيء في الفتح (3/ 88)، (13/ 507، 508) - مع أنه خرجه في الموضع الأخير، كذلك في (تغليق التعليق)(5/ 361 - 362)، ولعل الحكم عنده بتحسينه أو بتصحيحه لتعليق البخاري إياه جزمًا، وصَنِيْعُ المصنف ينبئ عن احتجاجه به.
وصحح إسنادَه الشيخُ أحمد شاكر في تعليقه على المسند للإمام أحمد (5/ 200) برقم (3575).
إلا أن الإمام ابنَ عبد البر قد حكم على عاصم في هذه الزيادة بالوهم فقال فيه أنه "قد وهم ولم يحفظ، ولم يقل ذلك غير عاصم بن أبي النجود، وهو عندهم سيء الحفظ، كثير الخطأ في الأحاديث، والصحيح في حديث ابن مسعود أنه لم يكن إلا بالمدينة، وبالمدينة نهى عن الكلام في الصلاة
…
". التمهيد (1/ 353) وانظر: الاستذكار (4/ 330 - 332).
وحسَّن إسنادَه الشيخُ الألباني في تعليقه على المشكاة (1/ 313)(989)، وقال في "صحيح الجامع) (1892)، (1/ 384): "صحيح "، وفي "صحيح أبي داود" (817)، (1/ 174) و "صحيح سنن النسائي" (1163)، (1/ 263): "حسن صحيح". =
⦗ص: 276⦘
= وحسَّن إسناده الشيخُ شعيب الأرناؤوط في "الإحسان"(6/ 16).
(30)
طرف من حديث طويل تقدم عند المصنف برقم (1769)، (1770).
(31)
في (ل) و (م): (إذا)، والمثبت أنسب.
(32)
كذا في الأصل، و (س)، وفي (ل) و (م): "ولم يعلم أنه لا يجوز في الخطأ، أو المتكلم بعد ما
…
" ولا يخفى خطوه وعدم استقامته.
ملاحظة: في صلب الأصل مثل (ل) و (م) وهو مضروب ثم صُحّح في الهامش.
(33)
في (ل) و (م): (أو إجابته).
(34)
سيأتي الحديث عند المصنف برقم (1968).
باب [بيان]
(1)
التسليم بعد سجدتي السهو، والبناء على صلاته
(2)
بعه دخوله منزلَه، ورجوعه إلى مصلاه إذا كان ناسيًا
(1)
لفظة "بيان" مستدركة من (ل) و (م).
(2)
(ك 1/ 417).
1963 -
حدثنا أَبو داود السِّجْزِيُّ
(1)
، قال: نا مسدَّد، قال: ثنا يزيدُ بن زُرَيْع
(2)
ومَسْلَمَةُ بن محمد
(3)
، قالا: ثنا خالدُ الحذَّاء
(4)
، قال: ثنا
⦗ص: 278⦘
أَبو قِلَابَةَ
(5)
، عن أبي المُهَلَّبِ
(6)
، عن عمران بن حصين، قال: "سلَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث ركعاتٍ
(7)
من العصر
(8)
، ثم دخل" -قال غَيْرُ
⦗ص: 279⦘
مسلمةَ
(9)
: الحُجْرَةَ-. فقام إليه رجلٌ يقال له: "الخرباق"
(10)
- وكان
⦗ص: 280⦘
طويلَ
(11)
اليدين- وقال: "أقُصِرَتِ الصلاةُ يا رسولَ الله"؟ فخرج مُغْضِبًا يَجُرّ رداءَهُ
(12)
، فقال:"أصدق"؟، قالوا:"نعم" فصلى تلك
(13)
الركعةَ، ثم سَلَّم، ثم سجد سَجْدَتَيْها، ثم سَلَّم".
(1)
وفي (ل) و (م) السجستاني، والحديث في سننه (1/ 618) برقم (1018).
(2)
هو البصري أَبو معاوية -بتقديم الزاي في "زريع"، مصغر-. "ثقة ثبت"(182 هـ).
ع. تهذيب الكمال (32/ 124 - 130)، التقريب (ص 601).
(3)
هو الثقفي البصري- (د).
قال ابن معين -فيما رواه عنه الدوري-: "ليس حديثه بشيء". وقال الآجري: "سألتُ أبا داود عنه، قلتُ: قال يحيى: "ليس بشيء؟ " قال: حدثنا عنه مسدد، وأحاديثه مستقيمة"، قلت: حدث عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:"إياكم والزنج، فإنهم خَلْقٌ مشوّه؟ " فقال: من حدّث بهذا فأتهمه". وقال أَبو حاتم: "ليس بمشهور، شيخ يكتب حديثه". وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الذهبي في "الكاشف":"ضُغِّف". وقال الحافظ في "التقريب": "لين الحديث، من التاسعة". تاريخ ابن معين -رواية الدوري- (2/ 565)، الجرح (8/ 268)، الثقات لابن حبان (9/ 180)، تهذيب الكمال (27/ 574)، الميزان (4/ 112)، الكاشف (2/ 264)، التقريب (ص 531).
(4)
هو: خالد بن مهران، أَبو المنازل البصري.
وهو الملتقى مع الإمام مسلم، فقد رواه عن: أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرْب، =
⦗ص: 278⦘
= كلاهما عن ابن علية، عن خالد، به، نحوه. كتاب المساجد، باب السهو في الصلاة والسجود له، (1/ 404 - 405) برقم (574).
(5)
هو: عبد الله بن زيد بن عمرو، أو عامر، الجرْمي البصري. "ثقة فاضل كثير الإرسال". (104 هـ وقيل: بعدها). ع. قال العجلي: "وكان يحمل على عليّ، ولم يرو عنه شيئا قط". وذكره العلائي في "جامع التحصيل"(ص 112) في المدلسين.
يقول الذهبي في "الميزان": "يدلس عمن لحقهم وعمّن لم يلحقهم، وكان له صحف يحدث منها ويدلس". وتابعه الحلبي، فذكره في "التبيين"(ص 65)، والحافظ، فذكره في "تعريف أهل التقديس"(ص 39) في المرتبة الأولى منهم، ولكن وصفه بالتدليس باعتبار كون "التدليس" شاملا لرواية الراوي عمّن لم يدركه أو يعاصره.
ولعل إطلاق التدليس لم يمش عليه إلا الذهبي، راجع التفصيل في "التدليس في الحديث". ثقات العجلي (813)، (ص 257)، المراسيل لابن أبي حاتم (169)(ص 95)، تهذيب الكمال (14/ 542 - 548)، ميزان الاعتدال (2/ 425 - 426)، جامع التحصيل (ص 211)، التدليس في الحديث (ص 206 - 207).
(6)
هو الجرمي البصري، عم أبي قلابة المذكور. اسمه: عمرو، وقيل: عبد الرحمن بن معاوية، وقيل: معاوية بن عمرو، وقيل: عبد الرحمن بن عمرو، وقيل: النضر بن عمرو. "ثقة، من الثانية"، (بخ م 4). تهذيب الكمال (34/ 329 - 330)، التقريب (ص 676).
(7)
كذا في النسخ، وفي المطبوع:"ركعة".
(8)
في صحيح مسلم بلفظ: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العصر، فسلّم في ثلاث ركعاتٍ، ثم دخل منزله
…
".
(9)
كذا في جميع النسخ، والمراد هو: يزيد بن زريع وغيره من تلاميذ خالد، وتؤيده روايةُ النسائي في "المجتبى"(3/ 26) باب ذكر الاختلاف على أبي هريرة في السجدتين، عن أبي الأشعث [أحمد بن المقدام]، عن يزيد بن زريع، به، بنحوه، بلفظ:"فدخل منزله".
وعند مسلم في صحيحه (574/ 102)، وابن ماجه (1215)، وابن خزيمة (1054) من طرق عن عبد الوهاب الثقفي، عن خالد، به، بلفظ:"فدخل الحُجْرَةَ".
وعند مسلم (574) من طريق ابن علية، عن خالد، به، بلفظ:"دخل منزله".
وفي هذا تظهر فائدة عدول المصنف عن قوله: "قال يزيد" إلى قوله: "غير مسلمة"؛ حيث إن الأخير يشمل يزيد وغيره، وهذا مقصود، على ما يظهر.
هذا، وفي نسخ سنن أبي داود -شيخ المصنف في الحديث المذكور- المطبوعة -الآتي ذكرها- بلفظ:"قال عن مسلمة: الحُجَر"، وعلى هذا ينعكس المعنى، ونسخ السنن مطبقة على هذا، انظر -مثلا: طبعة فؤاد عبد الباقي (1018)، (1/ 618)، طبعة محيي الدين عبد الحميد (1/ 267)، طبعة الشيخ الساعاتي (دار الكتاب الإسلامي)(1/ 161)، طبعة عون المعبود: الحَجَريَّة (1/ 389)، دار الكتب العلمية (2/ 226)، نسخة بذل المجهود (5/ 383 - 384)، نسخة السبكي (6/ 143).
وشَرَحَ صاحبُ "بذل المجهود" الجملةَ المذكورة بقوله: "يعني: زاد مسلمةُ بعد قوله: "ثم دخل" لفظ "الحُجَر" ولم يذكره مسددٌ عن شيخه يزيد بن زريع"، وبنحوه قال محمود السبكي في "المنهل"(6/ 143).
ويؤيد ما في نسخ أبي داود ما رواه البيهقي من طريق يوسف بن يعقوب، ثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، به، ولم يزد على قوله:"ثم دخل".
وهذا يدل على أن مسددًا لم يرو هذه اللفظة عن خالد.
(10)
الخرباق هو: الملقب بذي اليدين من بني سليم كما ذكر في حديث أبي هريرة [برقم =
⦗ص: 280⦘
= 1962]. إكمال إكمال المعلم للأبي (2/ 496).
(11)
عند مسلم بلفظ: "وكان في يديه طول".
وفي حديث (574/ 102) من صحيح مسلم بلفظ: "فقام رجل بسيط اليدين".
(12)
في صحيح مسلم بعده زيادة: "حتى انتهى إلى الناس".
(13)
في صحيح مسلم بلفظ: "فصلى ركعة
…
ثم سحد سجدتين
…
" وفيه (574/ 102) بلفظ: "ثم سجد سحدتي السهو
…
".
1964 -
حدثنا إبراهيم بن مَرْزُوق، وأبو أُمَيَّةَ، والصغانيُّ، قالوا: ثنا سليمانُ بن حرْب
(1)
، قال: ثنا حمادُ بن زيد، عن خالد الحذاء، بحديثه فيه
(2)
.
(1)
هو الأزدي الواشحي البصري.
(2)
حديث حماد أخرجه النسائي في "المجتبى" في "السهو" باب: السلام بعد سجدتي السهو، عن يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد، به، نحوه. (3/ 66).
1965 -
حدثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(1)
، ثنا شعبة،
⦗ص: 281⦘
عن خالد الحذاء
(2)
، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين، قال: "صلى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم[الظهرَ أو العصرَ ثلاث ركعات، ثم سَلَّمَ]
(3)
، فقال رجلٌ من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم يقال له:"الخرباق" أو "الخرباق": "أقُصرت الصلاة "؟ فسأل النبيُّ صلى الله عليه وسلم فإذا هو كما قال
(4)
، فصلى ركعة، ثم سلم، ثم سجد سجدتين، ثم سلم"
(5)
.
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (847)، (ص 114) وفيه:
1 -
"
…
حدثنا شعبة، عن خالد الخزاعي"، ولم أجد في كتب التراجم نسبته إلى خزاعة، والذي فيها أنه مولى لقريش، وقيل: مولى بني مجاشع. انظر: تهذيب الكمال (8/ 177). ولعل هذا من أخطاء الطبع.
2 -
وفيه أيضًا: "يقال له: ابن الخرباق" والاحتمال قوي أن يكون هذا من قبيل الذي قبله. =
⦗ص: 281⦘
= 3 - كما أنه ليس فيه الشك الوارد هنا في "الخرباق".
(2)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه -بالإضافة إلى من ذكر في (ح / 1964) - عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، به، وسياقه قريب من سياق (ح / 1964).
(3)
ما بين المعقوفتين كله ساقط من الأصل و (س) والمطبوع (2/ 199)، وأثبته من (ل) و (م)، وهو موجود في مسند الطيالسي المشار إليه.
(4)
في (ل) و (م) هنا زيادة "قال" -مكرر- وهو مناسب، وضمير "قال" الثانية يرجع إلى الراوي.
(5)
حديث شعبة أخرجه -أيضًا- أحمد في المسند (4/ 440، 441)، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به، نحوه، بدون الشك الوارد في حديث أبي داود الطيالسي عند المصنف.
1966 -
حدثني الأخطل بن الحكم الدمشقي
(1)
، قال: ثنا بقية
(2)
، ح
⦗ص: 282⦘
وحدثنا ابن عوف الحمصي
(3)
، عن الربيع بن رَوْح
(4)
، قال: ثنا بقية، قال: ثنا شعبة، عن خالد الحذاء، وابن عون
(5)
، عن ابنِ سيرين
(6)
، عن أبي هريرة، "أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سجد في وهمٍ بعد التسليم"
(7)
.
(1)
أَبو القاسم القرشي، (264 هـ). ترجم له ابن عسكر في "تاريخ دمشق"(2/ 305 / أ- ب)، والذهبي في "السير"(13/ 45 - 46)، ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
(2)
هو ابن الوليد بن صائد بن كعب الكَلاعي.
(3)
هو: محمد بن عوف بن سفيان الطائي، أَبو جعفر الحمصي.
(4)
هو اللاحوني -بمهملة- الحمصي، أَبو روْح. "ثقة، من التاسعة"، (د س). تهذيب الكمال (9/ 76 - 78)، التقريب (ص 206).
(5)
هو: عبد الله بن عون البصري.
(6)
هنا موضع الالتقاء.
(7)
وأخرجه النسائي في "المجتبى" في "السهو" باب ذكر الاختلاف على أبي هريرة في السجدتين" عن عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، عن بقية، قال: حدثنا شعبة، عن ابن عون وخالد، به، مثله (3/ 26).
وأخرجه البخاري في "الصلاة"(482)، باب: تشبيك الأصابع في المسجد وغيره، من حديث ابن عون، عن ابن سيرين فقط مطولًا. (2/ 674، مع الفتح).
وأخرجه الذهبي في "السير"(13/ 46)، من طريق المصنف بمثله في ترجمة أخطل بن الحكم.
1967 -
حدثنا محمدُ بن يحيى
(1)
ومحمد بن إدريس الرازيُّ
(2)
، قالا:
⦗ص: 283⦘
ثنا محمدُ بن عبد الله الأنصاريُّ
(3)
قال: ثنا أشعثُ
(4)
، عن محمدِ بن سيرين
(5)
، عن خالد الحذاء، عن أبي قِلَابَةَ، عن أبي المهلَّب، عن عمرانَ بن حُصَيْن، "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلّى بهم، فسها؛ فسجد سَجْدَتَيْن، ثم تَشَهَّدَ، ثم سَلَّمَ
(6)
".
(1)
ابن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلي النيسابوري. "ثقة حافظ جليل"(258 هـ) على الصحيح. (خ 4). تهذيب الكمال (26/ 617 - 631)، التقريب (ص 512).
(2)
أَبو حاتم الحنظلي الحافظ. و "الرازي": -بفتح الراء، والزاي المكسورة بعد الألف- هذه النسبة إلى "الري"، وكانت بلدة كبيرة من بلاد الديلم بين قومس والجبال، تقع =
⦗ص: 283⦘
= جنوب شرقي طهران، لم يبق لها أثر بعد نزول كارثة المغول عليها سنة 617 هـ.
وألحقوا "الزاي" في النسبة تخفيفًا
…
الأنساب (3/ 23)، معجم البلدان (3/ 132 - 137)، اللباب (2/ 6)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 249 - 252)، المنجد (في الأعلام)(ص 315).
(3)
ابن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصارى البصري القاضي.
(4)
هو: ابن عبد الملك الحُمْراني -بضم المهملة- بصري يكنى أبا هانيء. "ثقة فقيه"، (142 هـ وقيل 146 هـ). (خت 4). الأنساب (2/ 260)، تهذيب الكمال (3/ 277 - 286)، التقريب (ص 113).
(5)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، راجع (ح / 1964)، و (ح / 1965)، وليس هناك ذكر للتشهد الوارد هنا.
(6)
وأخرجه كل من:
1 -
أبي داود في "الصلاة"، باب: سجدتي السهو فيهما تشهد وتسليم (1/ 630 - 631)، برقم (1039).
2 -
والترمذي أيضًا فيه، باب: ما جاء في التشهد في سجدتي السهو (2/ 240 - 241) برقم (3095).
3 -
والنسائي كذلك فيه، باب ذكر الاختلاف على أَبي هريرة في السجدتين (3/ 26)، =
⦗ص: 284⦘
= ثلاثتهم عن محمد بن يحيى الذهلي، عن الأنصاري، به، مثله، وقال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب"[وفي نسخة زيادة: صحيح].
4 -
وأخرجه البغوي كذلك من طريق الذهلي (3/ 297) برقم (761) -شرح السنة، (5 - 7) وأخرجه الحكم في المستدرك (1/ 323) والبيهقي في "الكبرى"(2/ 354)، وابن المنذر في "الأوسط"(1712)، (3/ 316 - 317) جميعًا عن أبي حاتم الرازي، به، نحوه.
8 -
وابن حبان (2670)، (6/ 392) من طريق سعيد بن محمد بن ثواب عن الأنصاري، به. ولفظ البغوي:"صلى بهم، فسها في صلاته، فسجد سجدتي السهو، ثم تشهد، ثم سلم"، وقريب منه لفظُ ابنِ حبان، ثم الحاكم والبيهقي، وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، إنما اتفقا على حديث خالد بن الحذاء، عن أَبي قلابة، وليس فيه ذكر التشهد لسجدتي السهو".
وقد حكم غيرُ واحد على هذه الزيادة بالشذوذ، ووهّموا (الأشعث) لمخالفته غيرَه من الحفاظ عن ابن سيرين في حديث عمران، حيث لم يذكروا فيه التشهدَ.
وقد أخرج البخاري (1228) عن سلمة بن علقمة أنه قال: قلت لمحمد (يعني ابن سيرين) في سجدتي السهو تشهد؟ قال: ليس في حديث أبي هريرة" (3/ 118، مع الفتح).
وقال الحافظ في الفتح (3/ 119): "وروى السراج من طريق سلمة بن علقمة أيضًا هذه القصة: "قلت لابن سيرين: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد شيئًا"، وتقدم عند المصنف برقم (1956): قال ابن سيرين: "وأُخْبِرْتُ عن عمران بن حصين: "ثم سلم".
كما أن المحفوظ عن خالد الحذاء بهذا الإسناد في حديث عمران ليس فيه ذكر التشهد كما ساق المصنف بعض طرقه بالأرقام: (1964، 1965، 1966).
قال البيهقي: "وقد رواه شعبة ووهيب وابن علية والثقفي وهشيم وحمادُ بن زيد =
⦗ص: 285⦘
= ويزيدُ بن زُرَيْع وغَيْرُهم عن خالد الحذاء، لم يذكر أحدٌ منهم ما ذكر الأشعث عن محمد عنه".
وقال: وذلك يدل على خطأ الأشعث فيما روا". الكبرى (2/ 355).
وممن رجح عدم ثبوته:
1 -
ابن المنذر في "الأوسط"(3/ 317) حيث قال: "ولا أحسب يثبت"، يعني: التشهد.
2 -
ابنُ عبد البر في "التمهيد"(10/ 209)، حيث قال:"وأما التشهد في سجدتي السهو فلا أحفظه من وجه صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم".
3 -
وأشار البغوي في "شرح السنة"(3/ 289) إلى شذوذه.
قال الحافظ في الفتح (3/ 119) بعد الإشارة إلى بعض ما سبق: "لكن قد ورد في التشهد في سجود السهو عن ابن مسعود عند أبي داود [برقم (1028) وكذلك أحمد (1/ 428 - 429)] والنسائي، وعن المغيرة عند البيهقي [2/ 355] وفي إسنادهما ضعفٌ، فقد يقال: إن الأحاديث الثلاثة في التشهد باجتماعها ترتقى إلى درجة الحسن، قال العلائي: "وليس ذلك ببعيد، وقد صحّ ذلك عن ابن مسعود من قوله، أخرجه ابنُ أبي شيبة" انتهى قول الحافظ.
قال ابن المنذر في حديث ابن مسعود والمغيرة رضي الله عنهما المذكورين إنهما (غير ثابتين" -الأوسط (3/ 317) -، وضعفهما البيهقي في "الكبرى"(2/ 355 - 356).
والقول بارتقاء الأحاديث الثلاثة إلى درجة الحسن يبدو ضعيفًا، لمخالفة الأشعث لغيره من الحفاظ، وضَعْفِ الشاهدَيْن. والله تعالى أعلم.
وقد جزم الشيخ الألباني -حفظه الله تعالى- بضعفه وشذوذه، في "الإرواء"(2/ 128 - 129).
[باب]
(1)
بيانِ إيجاب سَجْدَتي السهو على الشاك في صلاتِه، وأن الإمام إذا نَسِيَ مِنْ صلاتِه يجبُ قال المأموم أن يُذَكِّرَه، وأن الشاك في صلاته إذا لم يَرْجِعْ إلى اليقين في الزيادة، والنقصان، فتوخى الصوابَ
(2)
سجد سَجْدَتي السهو بعد الصلاة، ثم سَلَّمَ
(1)
من (ل) و (م).
(2)
(ك 1/ 418).
1968 -
حدثنا أَبو داود السِّجْزِيُّ
(1)
، قال: ثنا عثمانُ بن أبي شيبة
(2)
، قال: ثنا جرير
(3)
، عن منصور
(4)
، عن إبراهيمَ، عن علقمةَ، قال: قال عبد الله: "صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال إبراهيم: فلا أدري!
(5)
⦗ص: 287⦘
زاد أو نقص
(6)
- فلما سَلَّمَ قيل:
(7)
يا رسولَ الله أَحَدَثَ في الصلاة شيءٌ؟ قال: "وما ذاك"؟ قالوا: "صَلَّيْتَ كذا وكذا" قال: فَثَنَى
(8)
رِجْلَيْه، واستَقْبَلَ القبلةَ، فسجد سَجْدَتَيْن، ثم سَلَّم، فلما انْفَتَل
(9)
أقبل عليهم بوجهه فقال: "إنه لو حَدَثَ في الصلاة شيءٌ أنبأتُكُمْ، ولكن
⦗ص: 288⦘
إنما أنا
(10)
بشرٌ أنسى كما تَنْسَوْنَ، فإذا نَسِيْتُ فَذَكّرُوني، وإذا شَكَّ أحدكم في صلاته، فليتحَرَّ
(11)
الصوابَ، فَلْيُتِمَّ عليه، ثم لِيُسَلِّمْ
(12)
، ثم لِيَسْجُدْ سَجْدَتَين"
(13)
.
(1)
في (ل) و (م): "السجستاني" والحديث في سننه (1020)، (1/ 620) مثله إلا فروقا طفيفة لم أشر إليها. مثل (أو) بدل (أم) وغيرها.
(2)
هو: عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي.
وهو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن عثمان هذا -مقرونا بأخيه أبي بكر، وإسحاق بن إبراهيم- جميعًا عن جرير، به، نحوه.
كتاب المساجد، باب: السهو في الصلاة والسجود له (1/ 400)، برقم (572).
(3)
هو ابن عبد الحميد بن قُرط -بضم القاف، وسكون الراء، بعدها طاء مهملة- الضبي الكوفي، نزيل الري، وقاضيها. "ثقة، صحيح الكتاب
…
".
الإكمال لابن ماكولا (7/ 86)، تهذيب الكمال (4/ 540 - 551)، التقريب (ص 139)، مقدمة الفتح (ص 414).
(4)
هو ابن المعتمر، وشيخه "إبراهيم" هو: ابن يزيد النخعي.
(5)
كلمة "فلا أدري" لا توجد في صحيح مسلم، وهي موجودة في سنن أبي داود (1020).
(6)
أي: شك إبراهيم في سبب سجود السهو المذكور، هل كان لأجل الزيادة أو النقصان. لكن عند البخاري في صحيحه (404) من رواية الحكم عن إبراهيم بإسناده هذا بلفظ:"صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر خمسًا"، وكذلك في ح:(1226) و (7249) عنده.
قال الحافظ في الفتح (1/ 601) بعد الإشارة إلى رواية الحكم: "وهو يقتضي الجزم بالزيادة، فلعله شكَّ لما حدَّث منصورًا، وتَيَقَّن لما حدَّث الحكم، وقد تابع الحكَمَ على ذلك حمادُ بن أبي سلمة، وطلحة بن مصرّف، وغيرهما".
قلت: وقد تابع الحكم في الجزم بالخمسة متابعة قاصرة أيضًا:
1 -
إبراهيم بن سويد -سيأتي حديثه بالأرقام: من 1978 إلى 1983 - تابعه عن علقمة.
2 -
الأسود بن يزيد، سيأتي حديثه عند المصنف برقم (1984) تابعه عن ابن مسعود رضي الله عنه.
(7)
في صحيح مسلم وسنن أبي داود هنا: "له".
(8)
أي: عطفها. انظر: المجموع المغيث (1/ 279)، النهاية (1/ 226).
(9)
في (م): "فلما أقبل أقبل" وهو خطأ. وجملة "فلما انفتل" لا توجد في صحيح مسلم، وهي موجودة في سنن أبي داود. ومعنى "انفتل": مال. انظر: مشارق الأنوار (2/ 145).
(10)
لفظة "أنا" ساقطة من (م) فقط.
(11)
التحري: القصد والاجتهاد في الطلب، والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول.
النهاية (1/ 376).
قال الإمام ابن خزيمة في صحيحه (2/ 114): "والتحري هو أن يكون قلب المصلي إلى أحد العددين أميل، والبناء على الأقل مسألة غير مسألة التحري".
وانظر: صحيح ابن حبان (6/ 391 - 392) فإنه زاده وضوحًا، وكذلك "شرح معاني الآتار"(1/ 433 - 434)، والأوسط لابن المنذر (3/ 285).
(12)
كلمة "ثم ليسلم" لا توجد في صحيح مسلم، وهي موجودة عند البخاري وأبي داود.
(13)
وأخرجه البخاري في "الصلاة"(401) باب: التوجّه نحو القبلة حيث كان - 01/ 600، مع الفتح)، عن عثمان، عن جرير،
وفي "الأيمان والنذور"(6671) باب: إذا حنث ناسيًا في الأيمان (11/ 558)، عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد العزيز بن عبد الصمد، كلاهما عن منصور، به، بنحوه.
من فوائد الاستخراج:
زيادة بعض الألفاظ في المتن، وقد أشير إليها في مواضعها، وهي:
جملة: "فلما انفتل"، وجملة:"ثم ليسلم". وغيرها.
[باب]
(1)
بيانِ الدليل على إجازَةِ صلاةِ الشاك فيها إذا
(2)
كان أكْثَرُ وَهْمِه أنه الصواب وإن لم يرجِعْ إلى يَقِيْنِه، إذا سجد سَجْدَتي السهو، وصفةِ سجوده، وأنه يَسجدُهما بعد ما يُسَلِّمُ
(1)
" باب" من (ل) و (م).
(2)
في (م): (وإن كان).
1969 -
حدثنا علي بن إشْكابٍ
(1)
، وأبو داود الحراني، والحسن بن علي بن
(2)
عفان، قالوا: ثنا محمدُ بن عُبَيْدٍ
(3)
، ح
وحدثنا ابنُ أبي رجاء المِصِّيْصِيُّ
(4)
، قال: ثنا وكيع
(5)
، قالا: ثنا مِسْعَرٌ،
⦗ص: 290⦘
عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بَشَرٌ أنسى كما تَنْسَوْن، فأيُّكُم شَكَّ في صلاته فَلْيَنْظُرْ أَحْرى
(6)
ذلك للصواب، فَلْيُتِمَّ عليه، ثم ليسجُدْ سَجْدَتين".
وهذا لفظ محمد بن عُبَيْدٍ
(7)
.
وقال
(8)
وكيع: "فليَتَحَرَّ الصواب، ثم لِيَسْجُد سَجْدَتين"
(9)
.
(1)
هو: علي بن الحسين بن إبراهيم بن الحرّ العامري، ابن إشكاب -بكسر الهمزة، وسكون المعجمة، وآخره موحدة، - وهو لقب أبيه. "صدوق"(261 هـ)(د ق).
تهذيب الكمال (20/ 379 - 381)، ذات النقاب (40)، (ص 18)، التقريب (ص 400)، نزهة الألباب (137)، (1/ 78).
(2)
"ابن علي" لم يرد في (ل) و (م)، والمثبت أتم، وانظره في ح (1824).
(3)
هو الطنافسي.
(4)
أحمد بن محمد بن عبيد الله الثغري.
(5)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن أبي كريب، عن ابن بشر، وعن محمد بن حاتم، عن وكيع، كلاهما عن مسعر به. ولم يسُقْ متنه.
كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب السهو في الصلاة والسجود له (1/ 400) رقم (572/ 90).
(6)
أي: أجوده، وأحقه، وأقربه إليه.
انظر: المجموع المغيث (1/ 437)، المشارق (1/ 189)، النهاية (1/ 375).
(7)
رواية محمد بن عبيد أخرجها -أيضًا- أحمد في المسند (1/ 455) عن عفان عنه به.
(8)
في (ل) و (م): "وفي حديث وكيع".
(9)
وأخرج حديث وكيع النسائيُّ (3/ 28) عن محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمّي، وابن ماجه (1212)، (1/ 382 - 383)، عن علي بن محمد، كلاهما عن وكيع به.
وزاد الأخير: "قال الطنافسي: هذا الأصل، ولا يقدر أحد يرده".
1970 -
حدثنا يحيى بن عياش البغدادي
(1)
قال: ثنا وهب بن
(2)
جَرِير، قال: ثنا شعبة
(3)
، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزاد أو نقص -شَكَّ
(4)
علقمةُ أو
⦗ص: 291⦘
إبراهيم- فسلَّم ثم أقبل علينا بوجهه فقال: "إنه لو حدث في الصلاة شيءٌ لحدَّثْتُكُمْ، ولكن إنما أنا بشر أنْسى كما تَنْسَوْن، فإذا نَسِيْتُ فذكِّروني، فإذا شكَّ أحدُكم فليتحَرَّ أقربَ ذلك إلى الصواب، فَلْيَبْنِ عليه، وليسجُدْ سجدتين وهو جالس
(5)
"
(6)
.
(1)
ابن عيسى، أَبو زكريا القطان.
(2)
ابن حازم الأزدي البصري.
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه في الكتاب والباب المذكورين (1/ 401) برقم (572/ 90/ ج) -عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به، وساق من متنه قوله:"فليتحر أقرب ذلك إلى الصواب".
(4)
في (م): "فشك" والمثبت أصح.
(5)
وأخرجه ابن ماجه (1211)، (1/ 382) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر؛ والنسائي (3/ 29) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث؛ كلاهما، عن شعبة، به.
(6)
من فوائد الاستخراج:
ساق المصنف من حديث شعبة كاملًا، بينما اقتصر الإمام مسلم على موضع الشاهد فقط، وفي صنيع المصنف تمييز للمتن المحال به على المتن المحال عليه. [وهذا مشترك بين الأحاديث (1969 - 1972) وستأتي الإشارة].
1971 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي
(1)
، [ح]
(2)
(3)
وحدثنا يونس
(4)
، قال: أبنا يحيى بن حَسَّان
(5)
، قالا: ثنا وُهَيْبٌ، قال:
⦗ص: 292⦘
ثنا منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: "صلَّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاةً فزاد فيها أو نقص -قال: وأكثَرُ ظني أنه قال: نقص
(6)
- فلما سلَّم قال الناسُ: يا رسول الله، أَحَدَثَ في الصلاة شيءٌ؟ قال:"وما أُحْدِثَ فيها شيء، ولو حَدَثَ فيها شيءٌ لأخْبَرْتُكم"، ثم قال: "وما ذاك
(7)
"؟، فأُخْبِرَ بصنيعه
(8)
، فثنَى رِجْلَيْه، وسجَدَ سَجْدَتين، ثم سلُّم، وقال: "إنما أنا
(9)
بَشَرٌ أنسى كما تنسون، فإذا نَسِيْتُ فذَكِّرُوني، وإذا أحدُكم صلى صلاةً فلم يَدْرِ: أزاد أو نقص، فَلْيَنْظُرْ أحرى ذلك للصواب
(10)
، فَلْيُتِمَّه، وليسجُدْ سَجْدَتَيْن، ثم ليُسَلِّم".
(1)
أَبو إسحاق البصري.
(2)
علامة التحويل "ح" من (ل)، ووجودها أنسب.
(3)
(ك 1/ 419).
(4)
هو: ابن عبد الأعلى الصدفي، أَبو موسى المصري.
(5)
هو التنيسي -بكسر المثناة والنون الثقيلة، وسكون التحتانية، ثم مهملة- أصله من البصرةء "ثقة
…
" (208 هـ). (خ م د ت س). الأنساب (1/ 487)، تهذيب الكمال (31/ 266 - 269)، التقريب (ص 589). =
⦗ص: 292⦘
= ويحيى بن حسان: موضع الالتقاء، رواه الإمام مسلم عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن يحيى بن حسّان، به، ولم يسُق من متنه إلا جملة "فلينظُرْ أحرى ذلك للصواب". الكتاب والباب المذكوران (1/ 401) برقم (572/ 90/
…
).
(6)
تقدم الكلام في هذه النقطة، وأنه زاد بأن صلى خمسا لا أنه نقص راجع ح (1968).
(7)
في المطبوع: "وذاك" وهو خطأ.
(8)
في الأصل و "س": "بصنيعته" والمثبت من (ل) و (م) وهو أنسب.
(9)
"أنا" ساقطة من (م).
(10)
في (ل) و (م): "إلى الصواب" وهو موافق لما في "شرح المعاني"(1/ 434) للطحاوي، حيث روى الحديث عن يحيى بن حسان، عن وهيب، به، مختصرًا، وفي صحيح مسلم مثل المثبت، وكلاهما بمعنى.
1972 -
حدثنا أَبو العباس الغَزِّيُّ
(1)
، قال: ثنا الفريابي، قال: ثنا سفيان
(2)
، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سهى الرجلُ في الصلاة فلم يَدْرِ أزاد أو نقص، فَلْيَتَوَخَّ
(3)
، ثم ليسجد سَجْدَتَي سهوه".
ورواه غيرُ الفريابي
(4)
، قال
(5)
: "فليتحر الصواب"، عن سفيان
(6)
.
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي الشامي.
وشيخه "الفريابي" هو: محمد بن يوسف الضبي مولاهم.
(2)
هو الثوري، والفريابي وإن كان يروي عن ابن عيينة أيضًا ولكنه قليل:"فإذا أطلق "سفيان" فإنما يريد به "الثوريَّ "، وإذا روى عن ابن عيينة بيَّنه". [الفتح (2/ 132)]، وأما "عبيد بن سعيد الأموي" -الراوي عن سفيان عند الإمام مسلم- فلا يروي عن ابن عيينة.
و"سفيان" هو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، فقد رواه الأخير عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبيد بن سعيد الأموي المذكور، عن سفيان، به، بلفظ:"فليتحر الصواب". الكتاب والباب المذكوران (1/ 401)، برقم (572/ 90 / ب).
(3)
في (ل) و (م): "فليتوخا" وما هنا صحيح، يقال: توخيت الشيء أتوخاه توخيا إذا قصدت إليه وتعمدت فعله، وتحريت فيه. انظر: غريب الخطابي (2/ 529)، المشارق (2/ 282)، النهاية (5/ 165).
(4)
سبقت الإشارة إلى أن هذا لفظ "عبيد بن سعيد الأموي" عن سفيان كما في صحيح مسلم، وأخرجه أيضًا ابن حبان (2659)، (6/ 383) في صحيحه بهذا اللفظ.
(5)
في (ل): "فقال" وهو الأنسب.
(6)
من فوائد الاستخراج:
ساق المصنف متونها كاملة، بينما اكتفى الإمام مسلم بسياق مواضع الشاهد منها، وفي صنيع المصنف تمييز للمتن المحال به على المتن المحال عليه.
1973 -
حدثنا أَبو أُمَيَّةَ، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: ثنا إسرائيل، عن منصور، بإسناده، بنحو حديث وهيب، "فلينظر
(1)
أحرى ذلك للصواب، فَلْيُتِمَّ عليه، وليسجُدْ سَجْدَتين، وهو جالس".
(1)
في (م): "فلينظر ذلك أحرى للصواب" -بتقديم "ذلك"- وهو خطأ.
1974 -
حدثنا موسى بن سفيان
(1)
، قال: حدثنا عبد الله بن الجهم
(2)
، عن عمرو بن أبي قيس
(3)
، عن منصور،
⦗ص: 295⦘
بإسناده
(4)
، مثله، وذكر حديثَه فيه.
(1)
ابن زياد الجُنْدَ يْسَابوري -بضم الجيم، وسكون النون، وفتح الدال المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين- السُّكَّري، أَبو عمران الأهوازي.
ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 163) وقال: "يروي عن عيسى بن جعفر -قاضي الري-، حدثنا عنه إبراهيم بن محمد الدستوائي وغيره من شيوخنا". وذكره الذهبي في "المقتنى"(1/ 438) وقال: "سمع عبد الله بن الجهم الرازي". وانظر في نسبته ونسبه: الأنساب (2/ 94)، اللباب (1/ 296)، تهذيب الكمال (14/ 389).
(2)
هو الرازي، أَبو عبد الرحمن. (د). قال أَبو زرعة:"رأيته ولم أكتب عنه، وكان صدوقا".
وقال أَبو حاتم: "رأيته ولم أكتب عنه
…
وكان يتشيع". وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال الذهبي في "الكاشف": "صدوق". وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق فيه تشيع، من العاشرة". الجرح والتعديل (5/ 27)، الثقات لابن حبان (8/ 344)، تهذيب الكمال (14/ 390)، الميزان (2/ 404)، الكاشف (1/ 543)، التقريب (ص 299).
(3)
هو: الرازي الأزرق، كوفي نزل الري.
قال عبد الصمد بن عبد العزيز المقرئ: "دخل الرازيون على الثوري فسألوه الحديث، فقال: "أليس عندكم الأزرق؟ "". ووثقه ابن معين. وقال الآجري عن أبي داود: "في حديثه خطأ". وقال في موضع آخر: "لا بأس به". وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال الذهبي في "الميزان"، والحافظ في "التقريب":"صدوق له أوهام". =
⦗ص: 295⦘
= استشهد به البخاري، وروى له الأربعة. تاريخ ابن معين -برواية الدوري- (2/ 451)، تاريخ ابن الجنيد (210)، (ص 162، 325)، الجرح والتعديل (6/ 255)، الثقات لابن حبان (7/ 220)، تهذيب الكمال (22/ 205)، الميزان (3/ 285)، التقريب (ص 426).
(4)
في (ل) و (م) هنا: "ومعناه- ذكر حديثه فيه".
1975 -
حدثنا أَبو أمية، قال: ثنا زكريا بن عدي
(1)
، قال: ثنا فُضَيْلُ بن عياض
(2)
، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال:"صلَّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديثَ- وقال فيه: "فليتحَرَّ الذي يرى أنه الصوابُ"
(3)
.
وقال غندر، عن شعبة:"فليتحَرَّ أقربَ ذلك إلى الصواب"
(4)
.
(1)
ابن الصلت التميمي مولاهم، أَبو يحيى الكوفي.
(2)
ابن مسعود التميمي، أَبو علي، الزاهد المشهور، أصله من خراسان، وسكن مكة، "ثقة عابد إمام"، (187 هـ) وقيل قبلها، (خ م د ت س). تهذيب الكمال (23/ 281 - 300)، التقريب (ص 448).
و"فضيل" هو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن يحيى بن يحيى عن فضيل، به، مثله. الكتاب والباب المذكوران (1/ 401) بعد رقم (572/ 90 / د).
(3)
وأخرج حديث فضيل -أيضًا- النسائيُّ (3/ 28 - 29) عن الحسن بن إسماعيل بن سليمان المجالدي عنه، به، مثله كاملًا.
(4)
أخرجه الإمام مسلم برقم (572/ 90 / ج) عن محمد بن المثنى، عن غندر به، مختصرًا، وأخرجه ابن ماجه (1211)، (1/ 382) في باب: ما جاء فيمن شك في =
⦗ص: 296⦘
= صلاته فتحرى الصواب، عن محمد بن بشار، عن غندر، عن شعبة، به، مطولًا باللفظ الذي أورده المصنف.
1976 -
حدثنا بشر بن موسى
(1)
، قال: ثنا الحميديُّ
(2)
، قال: ثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال:"صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاة فلا أدري أزاد أم نقص -شَكَّ منصور-، فلمّا سلّم قيل له: "يا رسولَ الله، هل حَدَث في الصلاة شيء؟ " قال:"وما ذاك"؟ قالوا: "صلَّيْتَ كذا وكذا"، فثنى رجلَيْه فسجد سَجْدَتين، ثم سلَّم، ثم أقبل عليهم، فقال: "إنه لو حدث في الصلاة شيءٌ لأخبرتُكم، ولكن إنما أنا بشرٌ، أنسى كما تنسون
(3)
، فإذا نَسيتُ فذكِّروني، وإذا شَكَّ أحدكم في الصلاة فليتحَرَّ الصوابَ، فَلْيُتِمَّ عليه، فإذا سلَّم فيسجد
(4)
سجدتين"
(5)
.
(1)
ابن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي أَبو علي البغدادي.
(2)
هو: عبد الله بن الزبير الحميدي، ولم أجده في مسنده المطبوع، والموجود فيه (96)، (1/ 53) حديث سفيان عن منصور مختصرًا، ثم قال:"قال سفيان: وكان طويلا فهذا الذي حفظت منه".
(3)
(ك 1/ 420).
(4)
كذا في النسخ -بإثبات الفاء في "فيسجد"-، ولفظ المصنف في (ح / 1968) السابق:"ثم ليسلم، ثم ليسجد سجدتين".
(5)
تقدم الحديث عند المصنف برقم (1968) عن أبي داود، عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد، فليراجع هناك للتعرف على الملتقى.
[باب]
(1)
بيان الدليلِ على إيجاب قضاءِ سَجْدَتي السهو إذا نسيهما الساهي في صلاته، وإن انْصَرَفَ منهما، أو تكَلَّم، عاد فسجدهما
(1)
" باب" من (ل) و (م)، وكلمة "بيان" لا توجد في (ل) و (م).
1977 -
حدثنا حمدانُ بن الجُنَيْد
(1)
، قال: ثنا الحميديُّ، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا زكريا بن عدي، كلاهما عن أبي معاوية
(2)
، قال: ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سجد سَجْدَتي السهو بعد الكلام
(3)
.
(1)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد، أَبو جعفر الدقاق.
(2)
هو: محمد بن خازم، أَبو معاوية الضرير، وهو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه مسلم عن:
1 -
أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب، عن أبي سفيان.
2 -
وعن ابن نمير، عن حفص وأبي معاوية، عن الأعمش به بلفظ:"بعد السلام والكلام". كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب السهو في الصلاة والسجود له، (1/ 402)، برقم (572/ 95).
(3)
وأخرجه الترمذي (393)، (2/ 239)، في "الصلاة"، باب: ما جاء في سجدتي السهو بعد السلام والكلام، عن هناد، ومحمد بن غيلان -كلاهما عن أبي معاوية، والنسائي (3/ 66) في باب: سجدتي السهو بعد السلام والكلام، عن محمد بن آدم، عن حفص، كلاهما عن الأعمش، به.
ولم يذكر الترمذي "السلام" ولفظ النسائي: "
…
سلم، ثم تكلم، ثم سجد سجدتي السهو".
1978 -
حدثنا أَبو العباس عبد الله بن محمد بن الجراح الأزدي
(1)
، قال: ثنا الفريابي، قال: ثنا سفيان
(2)
، عن الحسن بن عبيد الله
(3)
، عن إبراهيم
(4)
، عن علقمة، أنه صلَّى خمسًا
(5)
فقال إبراهيم: إنكَ صليتَ خمسًا، قال:"وتقول ذلك يا أعور"؟ فقال: نعم، فثنى رجلَيْه، فسجد سَجْدَتين وهو جالس، ثم حَدَّث عن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه فعل هكذا
(6)
.
(1)
هو الغزي، عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي الشامي الفلسطيني، أَبو العباس.
(2)
هو الثوري. [لم يذكر المزي رواية ابن عيينة عن الحسن المذكور في الكتب الستة].
(3)
ابن عروة النخعي، أَبو عروة الكوفي.
(4)
هو: ابن سويد النخعي الأعْور الكوفي. "ثقة، .... "(م 4). تهذيب الكمال (2/ 104)، التقريب (ص 90).
ووقع التصريح به في (ح / 1979، 1981، 1983)، الآتية عند المصنف، وكذلك في صحيح مسلم، و "التحفة"(7/ 94).
(5)
قد تقدم الكلام في الجزم بالزيادة.
(6)
في (ل) و (م): "أنه هكذا فعل".
1979 -
حدثنا الغَزِّيُّ
(1)
، قال: ثنا قبيصة
(2)
، عن سفيان
(3)
، عن
⦗ص: 299⦘
الحسن بن عبيد الله
(4)
، عن إبراهيم [بن سُوَيْد]
(5)
، عن علقمة، عن ابن مسعود، "أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى خمسًا ثم سجد سَجْدَتي السهو وهو جالس".
(1)
هو: أَبو العباس عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي.
(2)
هو: ابن عقبة بن محمد بن سفيان السُّوائي الكوفي.
(3)
هو الثوري، لأن ابن عيينة لم يُذْكَرْ في شيوخ قَبيصة ولا الأخير في تلاميذه، بخلاف الثوري، فإن قبيصة معروف بصحبته، وانظر (ح / 1980) الآتي.
(4)
هنا موضع الالتقاء. و "ابن عبيد الله" لم يرد في (ل) و (م).
(5)
من (ل) و (م) وهو كذلك.
1980 -
حدثنا الدبريُّ
(1)
، عن عبد الرزاق
(2)
، عن الثوري، عن الحسن بن عبيد الله
(3)
، عن إبراهيم، عن علقمةَ، أنه صلى خمسا، فقيل له:"يا أبا شِبْل، صَلَّيْت خمسًا". وذكر
(4)
الحديث
(5)
.
(1)
هو: إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني.
(2)
هو الصنعاني، والحديث في "مصنفه"(2/ 302) برقم (3455).
(3)
هنا موضع الالتقاء، وراجع (ح/1978).
(4)
في (ل) و (م): "وذكر حديثه فيه".
(5)
وأخرجه النسائي (3/ 33) عن سويد بن نصر، عن عبد الله (ابن المبارك) عن سفيان، بنحوه.
1981 -
حدثنا الصغاني، ومحمد بن الجنيد الدَّقَّاق
(1)
، قالا: ثنا معاوية بن عمرو
(2)
[ح
(3)
]
وحدثنا أَبو عبيد الله
(4)
، قال:
⦗ص: 300⦘
ثنا أَبو داود
(5)
، قالا: ثنا زائدة، عن الحسن بن عبيد الله
(6)
، عن إبراهيم بن سويد، قال: "صلى علقمةُ بنا الظهرَ خمسًا، فلما انصرف قالوا له: صلَّيْتَ خمسًا فقال
(7)
: ما فعلتُ، ثم قال لي: أكذاك يا أعور؟ فقلتُ: نعم، فانفتل
(8)
، فسجد سَجْدتين، ثم ذكر عن
(9)
عبد الله، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى خمسًا، قال: فرآهم يتوشْوَشُون
(10)
، فقال:"ما لكم"؟ فقالوا: أزيد من الصلاة؟ فقال: "وما ذاك"، قالوا: صليتَ خمسا، قال:"لا، ولكن سَهَوْتُ"، فانْفَتَل، فسجد سَجْدَتين، ثم سلَّم". واللفظ للصاغاني.
(1)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد، أَبو جعفر الدقاق.
(2)
ابن المهلّب بن عمرو الأزدي.
(3)
علامة التحويل [ح] من (ل) والسياق يقتضيها.
(4)
هو: حماد بن الحسن بن عنبسة الورّاق النهشلي أَبو عبيد الله البصري، نزيل سامرّاء.
"ثقة،
…
" (266 هـ)(م). تهذيب الكمال (7/ 231 - 232)، التقريب (ص 178). =
⦗ص: 300⦘
= و "عبيد الله" تصحَّف في (م) إلى "عبد الله".
(5)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (271)(ص 36) عن زائدة، عن منصور، عن إبراهيم، به، بدون ذكر قصة علقمة.
(6)
هنا موضع الالتقاء.
(7)
في (م): "قال" والمثبت أنسب.
(8)
في (ل) و (م): "وانفتل" وما هنا أنسب.
(9)
كلمة (عن) ساقطة من (ل) و (م) ولا يستقيم الكلام بدونها.
(10)
الوشوشة: همس القوم بعضهم لبعض بكلام خفي مع حركة واضطراب. مشارق الأنوار (2/ 296، 297)، وانظر: النهاية (5/ 190).
1982 -
حدثنا الصغانيُّ، قال: أبنا أَبو خَيْثَمَةَ
(1)
، قال: ثنا
⦗ص: 301⦘
عبد الله بن إدريس
(2)
، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، قال:"صلَّى بنا علقمةُ، فصلى خمسا"، ثم ذكر نحوه عن عبد الله، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلّى بهم خمسًا، فقيل له في ذلك، فسجد سَجْدَتَيْن، وقال:"إنّما أنا بشرٌ أنسى كما تنسون"
(3)
.
(1)
هو: زهير بن حرْب بن شداد النسائي.
(2)
ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي -بسكون الواو- أَبو محمد الكوفي. "ثقة فقيه عابد"(192 هـ)(ع). الأنساب (1/ 226)، تهذيب الكمال (14/ 293 - 300)، التقريب (ص 295).
و"عبد الله بن إدريس" هو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن ابن نمير، عن عبد الله بن إدريس، به، مقرونا بجرير.
(1/ 401) برقم (572/ 92).
(3)
وأخرجه أحمد في المسند (1/ 448) عن ابن إدريس، به، بنحوه.
1983 -
حدثنا بشرُ بن موسى، قال: ثنا الحميديُّ
(1)
، قال: ثنا جرير.
وحدثنا أَبو داود
(2)
، قال: ثنا يوسف بن موسى
(3)
، قال: ثنا جرير، عن الحسن بن عبيد الله
(4)
، عن إبراهيم بن سويد، عن علقمة، قال: قال
⦗ص: 302⦘
عبد الله: "صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسًا، فلما انفتل تَوَشْوَشَ القومُ بينهم، فقال: "ما شأنكم"؟ قالوا: يا رسولَ الله، هل زيد في الصلاة؟ قال: "لا"، قالوا: فإنك قد صَلَّيْت خمسًا، فانفتل، فسجد سجدتين، ثم سلَّم، ثم قال: "إنما أنا بشر، أنسى كما تنسون".
وهذا لفظ أبي داود.
(1)
راجع التعليق على (ح / 1976).
(2)
هو السجستاني، والحديث في سننه (1022) باب: إذا صلى خمسًا، بمثل لفظ المصنف.
(3)
ابن راشد القطان أَبو يعقوب الكوفي، نزيل الريّ ثم بغداد. "صدوق"(253 هـ)، (خ د ت عس ق). تهذيب الكمال (32/ 465 - 467)، التقريب (ص 612).
(4)
هنا موضع الالتقاء.
باب [بيان]
(1)
إيجاب سَجْدَتي السَّهوِ على الساهي في صلاته، وعلى من زاد فيها أو نَقَصَ، وإجازةِ الصلاة إذا صلَّى الظُّهْر أو العصر خمسا، أو زاد في صلاته على ما يجب، والدليلِ على أنَّ المصلِّي إذا رجَعَ إلى اليقين بأنه
(2)
زاد في صلاته ركعةً، سَجَدَ سَجْدَتي السَّهْوِ بعد ما يُسَلِّم
(3)
، وكانتْ صلاتُه تامَّةً
(1)
" بيان" من (ل) و (م).
(2)
في (ل) و (م): "أنه" بدون الباء.
(3)
في (ل) و (م): "سَلَّم".
1984 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا عاصمُ بن علي
(1)
، قال: ثنا أَبو بكر النَهْشَلي
(2)
،
⦗ص: 305⦘
عن عبد الرحمن بن الأسود
(3)
، عن أبيه
(4)
، عن عبد الله قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم خمسًا، فلما انصرف
(5)
قيل له
(6)
: يا رسولَ الله، أَزِيْد في الصلاة؟ قال:"لا"، قالوا: بلى، صلَّيْتَ خمسًا، قال لهم
(7)
: "إنما أنا بَشَرٌ مثلكم
(8)
، أذكر كما تذكرون
(9)
، وأنسى كما تَنْسَوْن"، ثم سَجَدَ سَجْدَتي السَّهْوِ
(10)
.
(1)
ابن عاصم بن صُهَيْب الواسطيُّ، أَبو الحسن التيمي مولاهم.
(2)
هو الكوفي، قيل: اسمه عبد الله بن قطاف، -بكسر القاف وتخفيف الطاء- وقيل: وهب، وقيل: معاوية، قال الذهبي في "الميزان" (4/ 496):"في اسمه أقوال، ولا يكاد يعرف إلا بكنيته"(166 هـ)(م ت س ق).
(أ) وثقه: عبد الرحمن بن مهدي، وابنُ معين، وأحمد، وأبو داود، [وزاد:"كوفي مرجئٌ"، وقال:"ثبت في الحديث إلا أنه مرجئ". ووثقه -أيضًا- العجلي، وقال: "وكان يرى الإرجاء، لين القول
…
"، كذلك يعقوب بن سفيان الفسوي، والدارقطني، وابن شاهين، والذهبي في "الكاشف". وقال أَبو حاتم: "شيخ صالح يكتب حديثه، وهو أحب إليّ من أبي بكر الهذلي".
(ب) - وقال ابن سعد: "وكان مرجئا، وكان عابدا ناسكا، وكانت له أحاديث، =
⦗ص: 304⦘
= ومنهم من يستضعفه". وقال ابن حبان: "وكان شيخا صالحا فاضلا، غلب عليه التقشف حتى صار يهم ولا يعلم، ويخطئ ولا يفهم، فبطل الاحتجاج به
…
". وقال فيه: "وأبو بكر النهشلي وإن كان فاضلا فهو ممن كثر خطؤه، فبطل الاحتجاج به إذا انفرد، وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات لم يجرح في فعله ذلك".
(ج) - وقال الذهبي في (الميزان): "وهو حسن الحديث، صدوق". وقال الحافظ في التقريب: "صدوق رمي بالإرجاء".
وهو كما قال، وجرح جارحيه يسير، على أنه يمكن أن يُحمل على إرجائه، أو وهم يسير.
وأما ما نص به ابن حبان فمدفوع بأقوال من تقدم، ومنهم ابن معين، والله أعلم.
و"النهشلي" -بفتح النون، وسكون الهاء، وفتح الشين المعجمة، وفي آخرها اللام- هذه النسبة إلى بني نهشل. الأنساب (5/ 546). وفي "اللباب": هذه النسبة إلى نهشل بن دارم بن مالك ابن حنظلة
…
بطن كبير من تميم (3/ 338).
طبقات ابن سعد (6/ 355)، تاريخ ابن معين -رواية الدوري- (2/ 697)، العلل للإمام لأحمد -رواية عبد الله- (2/ 157)، تاريخ ابن معين -رواية الدارمي- (942) ص 241)، ثقات العجلي (1916)(ص 493)، المعرفة والتاريخ (3/ 180)، سؤالات الآجري (234)(ص 208)، الجرح والتعديل (9/ 344)، المجروحين (3/ 145)، ثقات ابن شاهين (657)(ص 194)، السنن للدارقطني (2/ 180)، تهذيب الكمال (33/ 157)، الكاشف (2/ 414)، الميزان (4/ 496)، حاشية السبط العجمي على "الكاشف"(2/ 414)، التقريب (ص 625).
و"أَبو بكر النهشلي" هو الملتقى هنا، رواه مسلم في الكتاب والباب المذكورين في (ح / 1878)(1/ 402) برقم (572/ 93) عن عون بن سلام الكوفي عنه، به.
(3)
ابن يزيد بن قيس النخعي. "ثقة"(99 هـ). ع.
تهذيب الكمال (16/ 530 - 533)، التقريب (ص 336).
(4)
هو: الأسود بن يزيد بن قيس النخعي.
(5)
لفظة "فلما انصرف" لا توجد في صحيح مسلم.
(6)
في صحيح مسلم بلفظ: "فقلنا".
(7)
كلمة "لهم" ليست في (ل) و (م).
(8)
"مثلكم" ساقطة من (م).
(9)
في (م)"أنسى كما تنسون، وأذكر كما تذكرون" بتقديم، وتأخير، وما هنا موافق لما في صحيح مسلم.
(10)
وأخرجه أحمد في المسند (1/ 420) عن يحيى بن آدم.
والنسائي في "السهو" باب: ما يفعل من صلى خمسا (3/ 33) عن سويد بن نصر، عن عبد الله (ابن المبارك)، كلاهما عن أبي بكر النهشلي، به، بنحوه.
1985 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا زكريا بن عدي
(1)
، قال: ثنا حفص
(2)
، عن
⦗ص: 306⦘
الأعمش
(3)
، عن إبراهيم، عن علقمةَ، عن عبد الله، قال: صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاةً، فإما زاد وإما نقص، فلما قضى الصلاةَ، قلت: أوَهِمتَ؟ إما زدتَ وإما نقصتَ، فقال:"إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فمن وجد من ذلك شيئًا فليسجد سجدتين". ثم أقبل على القبلة، فسجد سجدتين، ثم سلم
(4)
.
(1)
ابن الصلت التيمي مولاهم أَبو يحيى الكوفي.
(2)
هو: ابن غياث النخعي، أَبو عمر الكوفي القاضي -تقدم في (ح / 1842). وهو =
⦗ص: 306⦘
= الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، فقد رواه الأخير عن:
ابن نمير، عن حفص -مقرونا بأبي معاوية، به، مختصرًا، وقد سبق عند المصنف برقم (1977)، وانظر الصحيح (1/ 402)، برقم (572):(95).
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم -في السياق المذكور- فقد رواه مسلم عن منجاب بن الحارث التميمي، عن ابن مسهر، عن الأعمش به نحوه. (1/ 402) برقم (572):(94).
وفيه: "ثم تحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد سجدتين".
(4)
رواه أَبو داود (1021)، (1/ 620) في "الصلاة"، باب: إذا صلى خمسا، عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه-.
وابن ماجه (1203)، (1/ 380) في "إقامة الصلاة"، باب: السهو في الصلاة، عن عبد الله بن عامر بن زرارة، عن علي بن مُسهِر -كلاهما عن الأعمش، به، بمثل سياق مسلم.
1986 -
حدثنا حمدانُ بن الجنيد [الدقَّاق]
(1)
، والصغاني، قالا: ثنا معاوية بن عمرو
(2)
، قال:
⦗ص: 307⦘
ثنا زائدةُ
(3)
، قال: ثنا الأعمشُ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن
(4)
عبد الله، قال: صلَّينا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فإما زاد أو
(5)
نقص، -قال إبراهيم: وأيم الله
(6)
ما جاء ذاك إلا من قبلي- قال: فقلنا: يا رسولَ الله، أَحَدَثَ في الصلاة شيء؟ قال:"لا"، فقلنا له الذي صنع، فقال:"إذا زاد الرجلُ أو نَقَصَ فَلْيَسْجُدْ سجدتين". قال: ثم سجد سجدتين"
(7)
.
(1)
من (ل) و (م) وهو كذلك- تقدم في (ح/ 31).
(2)
ابن المهلب الأزدي.
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن القاسم بن زكريا، عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، به، مثله، (1/ 403) برقم (572/ 96). الكتاب والباب السابقان.
(4)
(ك 1/ 420).
(5)
في (ل) و (م): "وإما" بدل "أو".
(6)
"أيم الله" من ألفاظ القسم، كقولك: لعمر الله، وعهد الله، وفيها لغات كثيرة، وتُفتح همزتها، وتكسر، وهمزتها وصل، وقد تقطع، وأهل الكوفة من النحاة يزعمون أنها جمع يمين، وغيرهم يقول: هي اسمٌ موضوع للقسم. النهاية (1/ 86)، وانظر: مشارق الأنوار (1/ 56).
(7)
وأخرجه أحمد في المسند (1/ 424) عن ابن نمير، عن الأعمش به.
باب الدليلِ قال إيجابِ السُّجُودِ على مَنْ قرأ السجدة، وإثباتِ السجدات في السُّور
1987 -
حدثنا عليُّ بن حرْب
(1)
، قال: ثنا أَبو معاوية
(2)
ح
وحدثنا الأحمسيُّ
(3)
، قال: ثنا يعلى
(4)
، [ح]
(5)
وحدثنا عليُّ بن حرْب -[أيضا]- ثنا يعلى ومحمد الأحدب
(6)
-ابْنَا
(7)
عبيد-، ح
⦗ص: 309⦘
وحدثنا أَبو داود
(8)
، ثنا يعلى
(9)
ومحاضر
(10)
، ح
وحدثنا ابنُ أبي رجاء
(11)
، قال: ثنا وكيع
(12)
، كلهم عن الأعمش
(13)
، عن أَبي صالح
(14)
، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قرأ ابنُ آدم السجدةَ فسجد، اعتزل الشيطانُ يبكي يقول: يا ويله
(15)
أُمِرَ ابنُ آدم
⦗ص: 310⦘
بالسجود فسجد فله الجنةُ، وأُمرتُ بالسجود فأبيتُ فلي النار". قال يعلى:"فعصيتُ"
(16)
.
(1)
هو الطائي، أَبو الحسن الموصلي.
(2)
هو: محمد بن خازم الضرير الكوفي.
(3)
هو: محمد بن إسماعيل بن سَمُرةَ الأحمَسي، أَبو جعفر السراج الكوفي. "ثقة" (ت 260 هـ) وقيل: قبلها، (ت س ق). تهذيب الكمال (24/ 477 - 479)، التقريب (ص 468).
و"الأحمسي": -بفتح الألف، وسكون الحاء المهملة، وفتح الميم، وفي آخرها السين المهملة- هذه النسبة إلى "أحمس" وهي طائفة من بجيلة، نزلوا الكوفة. انظر: الإكمال لابن ماكولا (1/ 136)، الأنساب (1/ 91)، (زيادات أبي موسى المديني على مؤتلف ابن القيسراني)(ص 155)، اللباب (1/ 32).
(4)
هو: ابن عبيد بن أَبي أمية الكوفي، أَبو يوسف الطنافسي.
(5)
علامة التحويل [ح] كلمة "أيضًا" التالية لا توجدان في الأصل، أثبتُّ الأولى من (ل)، والثانية منها ومن (م) والسياق يقتضيهما.
(6)
هو: محمد بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي الكوفي.
(7)
كلمة "اِبْنَا" تثنية "الابن" فـ (يعلى) و (محمد) كلاهما ابنا "عبيد بن أبي أمية =
⦗ص: 309⦘
= الطنافسي"، وقد تحرف في المطبوع من مسند أحمد (2/ 443) إلى": "أنبأنا عبيد" ولعل ذلك من خطأ الناسخ في فكّ الرمز ظنا منه أنه [أي: ابنا] رمز على "أنبانا".
(8)
هو الحراني: سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم.
(9)
هو يعلى بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي.
(10)
هو ابن المُوَرِّع الهمداني، أَبو المورع الكوفي (206 هـ).
(11)
هو "أحمد بن محمد بن عبيد الله الثغري".
(12)
وكيع وأبو معاوية المذكوران موضعا الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه الأخير عن: أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب -كلاهما عن أبي معاوية.
وعن زهير بن حرْب، عن وكيع -كلاهما عن الأعمش به بمثله. كتاب الإيمان، باب: بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة. (1/ 87)، برقم (81).
(13)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام بالنسبة لطرق كل من: يعلى والأحدب ومحاضر. انظر ما قبله.
(14)
هو: ذكوان، أَبو صالح السمان الزيات المدني.
(15)
قال النووي: "هو من آداب الكلام، وهو أنه إذا عرض في الحكاية عن الغير ما فيه سوء، واقتضت الحكايةُ رجوعَ الضمير إلى المتكلم، حذف الحاكي الضمير عن نفسه تصاونًا عن صورة إضافة السوء إلى نفسه". شرح مسلم (2/ 71)، وفي صحيح مسلم:"وفي رواية أَبي كريب: "يا ويلي".
(16)
وأخرجه ابن ماجه (1052)، (1/ 334) عن أبي بكر أبي شيبة، عن أبي معاوية به مثله.
وأخرجه أحمد في المسند (2/ 443) من طريق: يعلى بن عُبَيْدٍ، ومحمد بن عبيد [وتحرف فيه إلى:"محمد، أنبأنا عبيد"، وسبقت الإشارة إلى ذلك] ووكيع، ثلاثتهم، عن الأعمش به مثله، بلفظ:"فعَصَيْتُ".
1988 -
حدثنا الزَّعْفَرَاني
(1)
، قال: ثنا أَبو معاوية
(2)
وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إذا قرأ ابنُ آدم السجدةَ اعتزل الشيطانُ، يبكي ويقول: يا ويله أُمِرَ ابنُ آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمِرْتُ بالسجود فلم أسجُدْ فلي النارُ".
(1)
هو: الحسن بن محمد بن الصبّاح الزعفراني، أَبو يعلى البغدادي، صاحب الشافعي.
"ثقة"(260 هـ) أو قبلها بسنة، (خ 4). تهذيب الكمال (6/ 310 - 313)، التقريب (ص 163).
و"الزعفراني" نسبة إلى "الزعفرانية"، وهي قرية من قرى سواد بغداد تحت كلوذا، وليس إلى بيع الزعفران. الأنساب (2/ 153)، معجم البلدان (3/ 159)، اللباب (2/ 69).
قال الدكتور بشار عواد في التعليق على "تهذيب الكمال"(6/ 312) في "الزعفرانية": ما زالت هذه القرية معروفة بهذا الاسم إلى يومنا هذا
…
".
(2)
هنا موضع الالتقاء.
1989 -
حدثنا الصغاني، قال: حدثنا إسماعيلُ بن الخليل
(1)
، قال: ثنا علي بن مُسْهِرٍ، قال: ثنا عبيد الله
(2)
، عن نافع، عن ابن عمر، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ ونحن عنده؛ فيسجدُ ونسجُدُ معه فَنَزْدَحِمُ حتى ما يجدُ بعضُنا لجبهته موضعًا -في غير صلاة-"
(3)
.
(1)
هو الخزّاز: -بمعجمات- أَبو عبد الله الكوفي.
(2)
هو: عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري.
وهو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن: أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن بشر، عن عبيد الله، به، نحوه. كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب سجود التلاوة، (1/ 405) برقم (575/ 104).
(3)
وأخرجه البخاري في "سجود القرآن"، باب: ازدحام الناس إذا قرأ الإمامُ السجدةَ (2/ 648، مع الفتح)، برقم (1076) عن بشر بن آدم، عن علي بن مسهر، به، نحوه.
1990 -
حدثنا أَبو أُمَيَّةَ، قال: حدثنا القَوَارِيرِي
(1)
، قال: ثنا يحيى بن سعيد
(2)
، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال:"كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأُ علينا السورةَ فيها السجدةُ، فيسجدُ ونسجدُ حتى ما يجد أحدُنا موضعًا لجبهته"
(3)
.
(1)
هو: عبيد الله بن عمر بن مَيْسرة القواريري، أَبو سعيد البصري، نزيل بغداد.
(2)
هو: القطان. وهو موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن: زهير بن حرْب، وعبيد الله بن سعيد، ومحمد ابن المثنى، كلهم عن يحيى القطان، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران (1/ 405) برقم (575).
(3)
أخرجه البخاري في "سجود القرآن"، باب: من لم يجد موضعًا للسجود من الزحام =
⦗ص: 312⦘
= (1079)، (2/ 651 - 652، مع الفتح)، عن صدقة، عن يحيى، به، مثله.
1991 -
حدثنا أَبو داود السِّجْزِيُّ
(1)
، قال: ثنا أحمدُ بن حنبل
(2)
، قال: ثنا يحيى بن سعيد
(3)
، عن عبيد الله، بمثله، وزاد فيه:"ونسجد معه"، فذكر مثله.
(1)
هو السجستاني، والحديث في سننه بهذا الطريق برقم (1412)، (2/ 125) في باب: في الرجل يسمع السَّجْدةَ وهو راكب أو في غير الصلاة.
(2)
هو الإمام، والحديث في (مسنده)(2/ 17)، [8/ 295 برقم (4669) من طبعة مؤسسة الرسالة] بهذه الزيادة المشار إليها.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
باب [بيان]
(1)
إثباتِ السَّجْدَةِ في سورة "النجم"، والدليلِ على أنَّ القارئَ إذا قرأ فسجد سجد مَنْ معه
(2)
، وأنَّ مَنْ يَسْمَعُها لا يجبُ عليه السجودُ حتى يسجدَ القارئ
(1)
" بيان" من (ل) و (م).
(2)
(ك 1/ 423).
1992 -
حدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(1)
، وحدثنا أَبو قلابة
(2)
، قال: ثنا بشرُ بن عمر
(3)
، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا أَبو الوليد
(4)
، قالوا: ثنا شعبة
(5)
، عن أبي إسحاق
(6)
، قال: سمعت الأسودَ بن يزيد
(7)
يُحَدِّثُ عن
⦗ص: 314⦘
عبد الله
(8)
، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأ "النجْمَ" بمكة
(9)
، وسجد بها، وسجد من كان معه غير شيخٍ كبير
(10)
، أخذ كفًّا من حصىً أو ترابٍ، فرفعه إلى جبهته، وقال:"يكفيني هذا".
زاد أَبو داود: قال عبد الله: "فلقد رأيتُه قُتِلَ كافرًا يوم بدر".
رواه غندر
(11)
هكذا، ولم يَذْكُرْ يومَ بدر
(12)
.
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (283)، (ص 37) بمثله إلا أنَّه لم يذكر في وصف الشيخ أنه "كبير"، وقال:"وسجد فيها" بدل "بها".
(2)
هو: عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي البصري.
(3)
ابن الحكم الزهراني -بفتح الزاي- الأزدي، أَبو محمد البصري. "ثقة"(7 وقيل 209 هـ)، ع. تهذيب الكمال (4/ 138 - 140)، التقريب (ص 123).
(4)
هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي.
(5)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن:
محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، به،
بمثله، إلا ما أشرت إليه في رواية الطيالسي -أبي داود- وما ستأتي الإشارة إليه.
الكتاب والباب المذكوران (1/ 405) برقم (576).
(6)
هو السبيعي: عمرو بن عبد الله بن عبيد الهمداني.
(7)
ابن قيس النخعي.
(8)
هو ابن مسعود رضي الله عنه.
(9)
كلمة "بمكة" لا توجد في صحيح مسلم.
(10)
كلمة "كبير" لا توجد في (ل) و (م) وصحيح مسلم، وقد وقع تعيينُه في رواية إسرائيل، عن أبي إسحاق عند البخاري (4863) بأنه "أمية بن خلف" وانظر تخريج الحديث الآتي.
(11)
يشير إلى رواية مسلم المشار إليها عند موضع الالتقاء.
(12)
ورواه البخاري في: "سجود القرآن"(1070)، (2/ 643، مع الفتح)، باب: سجدة "النجم"، عن حفص بن عمر (الحوصي).
وفيه (1067)، (2/ 641، مع الفتح)، باب: ما جاء في سجود القرآن وسنتها، عن محمد بن بشار، عن غندر.
وفي "مناقب الأنصار"(3858)، (7/ 202، مع الفتح)، باب: ما لقي النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه من المشركين بمكة، عن سليمان بن حرْب.
وفي "المغازي"(3972)، (7/ 348، مع الفتح)، باب: قتل أبي جهل- عن عبدان بن عثمان، عن أبيه عثمان، أربعتهم عن شعبة.
وفي "التفسير"(4863)، (8/ 480، مع الفتح)، باب:{فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} ، عن نصر بن علي، عن أبي أحمد -يعني: الزبيري، عن إسرائيل، =
⦗ص: 315⦘
= كلاهما عن أبي إسحاق، به، بنحوه.
وفي الموضع الأخير زيادة: "فرأيته بعد ذلك قُتِلَ كافرًا، وهو أمية بن خلف".
1993 -
حدثني أبي
(1)
، قال: ثنا علي بن حُجْرٍ
(2)
، قال: ثنا إسماعيل بن جعفر
(3)
، قال: ثنا يزيد بن خُصَيْفَة
(4)
، عن يزيد بن عبد الله بن
⦗ص: 316⦘
قُسَيْطٍ
(5)
،
⦗ص: 317⦘
عن عطاء
(6)
، أنه سأل زيدَ بن ثابت عن القراءة مع الإمام، قال: لا قراءةَ مع الإمام في شيء، وزعم أنه قرأ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم:{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)}
(7)
فلم يسجد
(8)
.
(1)
هو: إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النيسابوري.
(2)
ابن إياس السعدي المروزي، نزيل بغداد، ثم مرو. و "حجر": بضم المهملة، وسكون الجيم. "ثقة حافظ"(244 هـ)(خ م ت س). تهذيب الكمال (20/ 355 - 361)، التقريب (ص 399).
وهو الملتقى -هنا- بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن: علي بن حجر، مقرونا بـ: يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، كلهم عن إسماعيل بن جعفر، به، كثير. كتاب المساجد، باب سجود التلاوة (1/ 406) برقم (577).
(3)
ابن أبي كثير الأنصاري، الزُّرقي، أَبو إسحاق القارئ. "ثقة ثبت"(180 هـ) ع.
تهذيب الكمال (3/ 56 - 60)، التقريب (ص 106).
(4)
هو: يزيد بن عبد الله بن خُصَيْفَة -بمعجمة، ثم مهملة- ابن عبد الله بن يزيد الكندي المدني، وقد ينسب لجده "ع".
وثقه: ابن معين. وزاد في رواية أحمد بن سعد بن أَبي مريم: "حجة". وابن سعد، وزاد:"أنه كان: عابدا، ناسكا، كثير الحديث، ثبتا". وأحمد -في رواية الأثرم عنه-، وأبو حاتم، والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه ابن عبد البر، وزاد أنه "مأمون". وروى الآجري عن أبي داود، قال أحمد:"منكر الحديث".
قال الحافظ في "الهدي" بعد حكاية كلمة الإمام أحمد المذكورة: "قلت: هذه اللفظة يطلقها أحمد على من يُغْرِبُ على أقرانه بالحديث، عرف ذلك بالاستقراء من حاله، وقد احتج بابن خصيفة مالك والأئمة كلهم". =
⦗ص: 316⦘
= وقد تقدم قول الأثرم عن أحمد، ويزاد عليه أن الإمام أحمد قال فيه -فيما رواه ابنه عبد الله- (2/ 35):"ما أعلم إلا خيرا"، فعلم من ذلك قصد الإمام أحمد من هذا الإطلاق. وقال الحافظ في "التقريب":"ثقة، من الخامسة". وهو كما قال.
طبقات ابن سعد (القسم المتمم (ص 274)، العلل للإمام أحمد -برواية ابنه عبد الله، (2/ 35)، رواية ابن طهمان عن ابن معين (347)(ص 108)، الجرح والتعديل (9/ 274)، الثقات لابن حبان (7/ 616)، التمهيد (23/ 25)، تهذيب الكمال (32/ 173)، هدي الساري (ص 476)، التقريب (ص 602).
(5)
ابن أسامة بن عمير الليثي، أَبو عبد الله المدني الأعرج. (122 هـ)، ع.
(أ) - وثقه ابن معين -في رواية ابن طهمان-، وقال في رواية أخرى:"صالح ليس به بأس"، وفي رواية أخرى:"صالح" فقط. ووثقه محمد بن إسحاق، وابن سعد. والنسائي. وذكره ابن حبان في الثقات" وقال:"ربما أخطأ". وقال ابن عدي: "مشهور عندهم بالروايات
…
وقد روى عنه مالك غير حديث، وهو صالح الروايات". ووثقه ابن عبد البر في "التمهيد"، و "الاستذكار".
(ب) - وروى عبد الرزاق في مصنفه (17345)، (9/ 313) وعنه ابن أبي حاتم في "الجرح"، والبيهقي في "الكبرى"، وابن عبد البر كذلك في "التمهيد" أن الإمام مالك امتنع عن التحديث بحديث يرويه المترجم، وقال في المترجم أنه:"ليس هناك" وفي "التمهيد" بلفظ "ليس عندنا بذاك". وقال أَبو حاتم: "ليس بقوي".
ويحتمل أن يكون مستند أبي حاتم في تليينه إياه هو قولُ مالك، كما استظهر ذلك الحافظُ في "الهدي".
وأما قول مالك فقد رجَّح الطحاويُّ وابنُ عبد البر أنه في رجل آخر" راجع كلامهما في "الاستذكار" و "الجوهر النقي"، ولم يُقْبَلْ هذا من ابن عبد البر. =
⦗ص: 317⦘
= والذي يترجح لي أن يحمل كلام مالك على المترجم في الحديث المذكور في السياق فقط، وذلك بدليل احتجاجه به في مواضع أخرى من الموطأ، كما ذكر ذلك ابنُ عبد البر وكما ذكرها محقق "تهذيب الكمال" في (32/ 179). والله أعلم.
وقال الحافظ: "ثقة". وهو كما قال، وذكر في "الهدي"(ص 476) أنَّ له حديثًا واحدًا فقط في البخاري، وهو حديث الباب.
مصنف عبد الرزاق (17345)، (9/ 313)، طبقات ابن سعد (5/ 396)(1152)، تاريخ ابن معين -رواية الدارمي (889)(ص 230)، رواية ابن طهمان عن ابن معين (346)(ص 108)، الجرح والتعديل (9/ 274)، الثقات لابن حبان (5/ 543)، الكامل (7/ 258 - 259)، السنن الكبرى (8/ 83)، التمهيد (23/ 74 - 75)، الاستذكار (25/ 128 - 129)، تهذيب الكمال (32/ 179)، الجوهر النقي (8/ 84) تهذيب التهذيب (11/ 300)، هدي الساري (ص 476)، التقريب (ص 602).
(6)
هو: ابن يسار الهلالي، أَبو محمد المدني. ووقع التصريح به في الحديث الآتي برقم (1994).
(7)
سورة "النجم": 1. والمراد بها هنا السورة المذكورة لا الآية بخصوصها كما في الحديث الآتي.
(8)
وأخرجه البخاري (1072) في "سجود القرآن"، باب: من قرأ السجدة ولم يسجد، عن سليمان بن داود أَبي الربيع، عن إسماعيل بن جعفر، به، مختصرًا. الصحيح (2/ 645، مع الفتح).
1994 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا عبيد الله بن موسى
(1)
، قال: ثنا ابن أبي ذئب
(2)
، عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيْطٍ
(3)
، عن عطاء بن يَسار، عن زيد بن ثابت، قال:"قرأتُ عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم "النجْمَ" فلم يسجد فيها"
(4)
.
(1)
ابن باذام العبسي الكوفي.
(2)
هو: محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب المدني.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
وأخرجه البخاري (1073) في "سجود القرآن" باب: من قرأ السجدة ولم يسجد (2/ 645، مع الفتح)، عن آدم بن أبي إياس، [ووقع في طبعة دار الريان من الفتح:"عن أبي إياس" وهذا خطأ] عن ابن أبي ذئب به بلفظ: "قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم".
[باب]
(1)
بيان إثباتِ السَّجْدَة في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
(1)
من (ل) و (م).
1995 -
حدثنا محمدُ بن يحيى
(1)
، ومحمدُ بن عبد الملك الواسطيُّ
(2)
، قالا: ثنا يزيدُ بن هارون
(3)
، قال: ثنا سليمانُ التَّيْمِيُّ
(4)
، عن بكرِ بن عبد الله المُزَنيِّ
(5)
، عن أبي رافع
(6)
، قال: "صلّيت مع أبي هريرة
⦗ص: 320⦘
العَتَمَة
(7)
، فقرأ:{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} فسجد فيها، فلما انصرف
(8)
قلت: "ما هذا؟ "
(9)
قال: صَلَّيْتُ مع أبي القاسم -صلى الله عليه
(10)
- فسجد بها
(11)
، فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه".
قال محمد بن يحيى: "فسجد بها"، وقال الدقيقي:"فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه"
(12)
.
(1)
هو الذهلي النيسابوري.
(2)
أَبو جعفر الدقيقي.
(3)
ابن زاذان السلمي الواسطي.
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عبيد الله بن معاذ، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا المعتمر، عن أبيه، به، نحوه. كتاب المساجد، باب سجود التلاوة (1/ 407)، برقم (578/ 110).
(5)
أَبو عبد الله البصري. "ثقة ثبت جليل"(106 هـ) ع. تهذيب الكمال (4/ 216 - 218)، التقريب (ص 127).
و"المزني" -بضم الميم وفتح الزاي، وفي آخرها النون- هذه النسبة إلى "مزينة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مُضَر.
كما أن "مزينة" محلة بالبصرة، ولعل جماعة من هذه القبيلة نزلت تلك المحلة، فنسبت إليهم. الأنساب (5/ 277، 279)، وانظر: اللباب (3/ 205).
(6)
هو: نفيع الصائغ المدني، نزيل البصرة، مشهور بكنيته. "ثقة ثبت، من الثانية" ع.
تهذيب الكمال (30/ 14 - 16)، التقريب (ص 565).
(7)
أصل العتمة: ظلمة الليل، ويقال: عتم الليل: إذا أظلم، وقد أعتم الناس: إذا دخلوا في ظلمة الليل. وكانت الأعراب يسمون صلاة العشاء صلاة العتمة، تسمية بالوقت.
انظر: غريب الحديث للخطابي (2/ 286)، النهاية (3/ 180).
(8)
كلمة "فلما انصرف" لا توجد في رواية مسلم.
(9)
في صحيح مسلم: "ما هذه السجدة؟ ".
(10)
هكذا في الأصل، و (س)، بدون قوله "وسلم"، وجملة الصلاة كله لم ترد في (ل) و (م).
(11)
في (ل) و (م): "فيها".
(12)
أخرجه البخاري (766) في الأذان، باب: الجهر في العشاء، (2/ 292، مع الفتح)، عن أبي النعمان.
وبرقم (1078) في "سجود القرآن" باب من قرأ السجدة في الصلاة فسجد بها (2/ 651، مع الفتح)، عن مسدد، كلاهما عن المعتمر بن سليمان.
وبرقم (768) في "الأذان" باب: القراءة في العشاء بالسجدة، (2/ 293، مع الفتح)، عن مسدد، عن يزيد بن زريع.
كلاهما عن سليمان التيمي، به، نحوه.
1996 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، قال: ثنا يعلى بن عُبَيْدٍ
(2)
،
⦗ص: 321⦘
ومحمد بن يوسف
(3)
، ح
وحدثنا ابنُ أبي رجاء، قال: ثنا وكيع، قالوا: ثنا سفيان
(4)
، عن أيوب بن موسى
(5)
، عن عطاء بن ميناء
(6)
، عن أبي هريرة، قال: "سجدنا مع رسولِ الله
(7)
في: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}
(8)
(9)
(10)
.
(1)
هو الذهلي -كما سبق في الحديث السابق-.
(2)
هو الطنافسي، أَبو يوسف الكوفي، تقدم في (ح / 1987). وهو -كما سبق هناك- =
⦗ص: 321⦘
= ليس بذاك في الثوري.
(3)
هو: الفريابي.
(4)
هو الثوريُّ، صرح بذلك المزي في تحفة الأشراف (10/ 269) وتهذيب الكمال (20/ 121).
(5)
ابن عمرو بن سعيد بن العاص، أَبو موسى المكي الأموي.
و"أيوب" هذا هو موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن: أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، كلاهما عن ابن عيينة، عن أيوب بن موسى، به، بمثله.
كتاب المساجد، باب: سجود التلاوة (1/ 406)، برقم (578/ 108).
(6)
هو المدني أو البصري، أَبو معاذ، و "مِيْناء": -بكسر الميم، وسكون التحتانية، ثم نون". "صدوق، من الثالثة" ع. تهذيب الكمال (20/ 119 - 121)، التقريب (ص 392). وفي (م) زيادة: "ابن يسار" بعد "عطاء" وهو خطأ، ولكنه كُتب فيها على الوجه في (ح/ 1998).
(7)
(ك 1/ 424).
(8)
سورة "الانشقاق": 1.
(9)
سورة "العلق": 1. والمراد بها السورة بكاملها.
(10)
وأخرجه النسائي في "المجتبى"(2/ 162) في كتاب "الافتتاح" باب: السجود في =
⦗ص: 322⦘
= {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} ، عن إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع، عن الثوري، به، بمثله.
وكذلك ابن خزيمة (554) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وكيع، عن الثوري، به.
1997 -
حدثنا فضلك [الرازي]
(1)
، قال: ثنا عبد الأعلى النَّرْسي
(2)
، وقتيبةُ وعثمانُ بن أبي شيبة، قالوا: ثنا [سفيانُ] بن عيينة
(3)
، عن أيوب [بن موسى]
(4)
، بمثله
(5)
.
(1)
من (ل) و (م). وهو: الفضل بن العباس الرازي، أَبو بكر المعروف بـ "فضلك" الصائغ.
(2)
هو: عبد الأعلى بن حماد بن نصر الباهلي مولاهم البصري، أَبو يحيى، المعروف بالنرسي (236 أو 2370 هـ)(خ م د س).
و"النرسي": بفتح النون، وسكون الراء، وكسر السين المهملة، قيل له (النرسي) لأن جده اسمه "نصر"، والنبط إذا أرادوا أن يقولوا "نصر" قالوا:"نرس"، فبقي عليه، ونسب ولده إليه. الأنساب (5/ 480)، اللباب (3/ 306).
(3)
هنا موضع الالتقاء، وما بين المعقوفتين من (ل) و (م).
(4)
من (ل) و (م) وهو كذلك.
(5)
وأخرجه الترمذي (573)، (2/ 462 - 463)، عن قتيبة بن سعيد، به.
1998 -
حدثنا شعيبُ بن عمرو
(1)
، قال: حدثنا [سفيان] بن عيينة
(2)
، عن أيوب بن موسى، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة قال:"سجدنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} و {اقْرَأْ بِاسْمِ} ".
(1)
هو الضبعي.
(2)
في (ل) و (م)"سفيان بن عيينة"، وهو موطن الالتقاء.
1999 -
حدثنا يوسف بن مسَلَّم
(1)
، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني أيوب بن موسى
(2)
، بإسناده، مثله
(3)
.
(1)
هو: يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي. وشيخه "حجاج" هو: ابن محمد الأعور.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (5887)، (3/ 340 - 341) عن الثوري، وابن جريج، عن أيوب، به، نحوه.
وابن خزيمة من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج فقط، به، (1/ 278 - 279)، برقم (555).
2000 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابنُ وهب، أن مالكا
(1)
حدَّثَه، عن عبد الله بن يزيد
(2)
-مولى الأسود بن سفيان
(3)
-، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، "أن
(4)
قرأ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} فسجد فيها، فلما انصرف أخبرهم أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها"
(5)
.
(1)
"مالك" هو موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك، به، بنحوه.
الكتاب والباب المذكوران (1/ 406) برقم (578).
(2)
هو المخزومي المدني المقرئ الأعور. "ثقة"(148 هـ) ع. تهذيب الكمال (16/ 318 - 319)، التقريب (ص 330).
(3)
هو الأسود بن سفيان بن عبد الأسد القرشي المخزومي، وأبو سلمة بن عبد الأسد عمه. انظر: الاستيعاب (1/ 90)، أسد الغابة (1/ 104)، الإصابة (162).
(4)
"أنه" لا توجد في (ل) و (م).
(5)
الحديث في موطأ مالك -برواية يحيى الليثي- (1/ 205) باب: ما جاء في سجود القرآن.
وأخرجه النسائي (2/ 161) في "الافتتاح"، باب: السجود في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} ، عن قتيبة عن مالك، به.
2001 -
حدثنا أَبو إسماعيل
(1)
، ثنا القعنبي، عن مالك، بمثله.
(1)
هو: محمد بن إسماعيل بن يوسف السُّلمي الترمذي. وشيخه "القعنبي": عبد الله بن مسلمة بن قعنب البصري.
2002 -
حدثنا الربيعُ بن سليمان
(1)
، وصالحُ بن عبد الرحمن
(2)
، قالا: ثنا حجاج بن إبراهيم
(3)
قال: ثنا ابن وهب
(4)
، عن عمرو بن الحارث
(5)
، عن عبيد الله بن أبي جعفر
(6)
، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:
⦗ص: 325⦘
"سجدتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}
(7)
و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)}
(8)
سجدتين".
(1)
هو المرادي، أَبو محمد المصري.
(2)
ابن عمرو بن الحارث المصري.
(3)
هو الأزرق، أَبو محمد [أو أَبو إبراهيم] البغدادي، نزيل طرسوس ومصر. "ثقة فاضل، من العاشرة". (د س). تهذيب الكمال (5/ 418 - 420)، التقريب (ص 152).
(4)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، به، ولم يسق متنه، بل أحاله على حديث صفوان بن سليم الآتي برقم (2007) عند المصنف.
(5)
هو الأنصاري مولاهم المصري، أَبو أيوب، وابن وهب السابق راويتُه.
(6)
هو المصري، أَبو بكر الفقيه، (132 وقيل 134 وقيل 135 وقيل 136 هـ)، ع.
وثقه: ابن سعد. وأبو حاتم. والنسائي. وغيرهم. وقال أحمد: "كان يتفقه، ليس بهذا بأس". ونقل الذهبي عن الإمام أحمد قوله فيه: "ليس بقوي". ونقل سبط ابن العجمي عن بعض أشياخه بأنه قال: "منكر الأحاديث
…
". وقال الحافظ: "ثقة، وقيل عن أحمد: إنه لينه وكان فقيهًا عابدًا
…
".
ولا شك أن الرجل ثقة، وأما المنقول عن الإمام أحمد -فعلى فرض صحته- يخالف قوله الآخر المروي عنه، كما أنه قد وثقه اثنان من المتشددين، وأخرج له الجماعة.
طبقات ابن سعد (7/ 356)، العلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/ 32)، الجرح والتعديل (5/ 331)، تهذيب الكمال (19/ 19)، الميزان (3/ 4)، حاشية السبط بن العجمي =
⦗ص: 325⦘
= على الكاشف (1/ 679)، التقريب (ص 370).
(7)
سورة "الانشقاق ": 1. وهي هنا اسمٌ للسورة، والسجدة فيها بعد الآية (21).
(8)
سورة "العلق": 1. وفي (ل) و (م) زيادة: {الَّذِي خَلَقَ (1)}. ويعني بها السورة، والسجدة في آخر آية منها.
2003 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، قال: ثنا وهبُ بن جَرِير، ح
وحدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(2)
، قالا: ثنا شعبة
(3)
، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة "أنه سجد {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} فقلت
(4)
: "أتسجد فيها؟ " فقال: "رأيت خليلي صلى الله عليه وسلم يسجد
(5)
، ولا أزال أسجد فيها حتى ألقاه"، قلت: النبيَّ صلى الله عليه وسلم؟ " قال: النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
هو الذهلي النيسابوري.
(2)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (2444)(ص 321)، بدون ذكر مراجعة أبي رافع لأبي هريرة رضي الله عنه.
(3)
شعبة موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن محمد بن المثنى، وابن بشار، كلاهما عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به، بنحوه.
كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب سجود التلاوة (1/ 407) برقم (578/ 111).
(4)
في (ل) و (م) هنا زيادة: "له" وما هنا موافق لصحيح مسلم.
(5)
في (ل) و (م): "سجد".
2004 -
حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عبد الصمد
(1)
، عن شعبة، عن مروان الأصفر
(2)
، عن أبي رافع -بإسناده مثله-:"فأنا أسجد حتى ألقاه"
(3)
.
(1)
هو: ابن عبد الوارث بن سعيد البصري.
(2)
في (ل) و (م): "مروان -يعني: الأصفر-"، بزيادة "يعني". وهو أَبو خليفة البصري، قيل: اسم أبيه: خاقان، وقيل: سالم. "ثقة، من الرابعة
…
"، (خ م د ت). تهذيب الكمال (27/ 410 - 412)، التقريب (ص 526).
وفي المطبوع: "الأصغر" وهو تصحيف، انظر تعليق محقق الكاشف (1/ 254).
(3)
رواه أحمد في المسند (2/ 456) عن غندر -والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 357) من طريق رَوْح، كلاهما عن شعبة، عن مروان الأصفر، به. ولفظ الأول:"ولا أزال أسجد حتى ألقاه". ولفظ الثاني: "فلن أدع ذلك حتى ألقاه".
2005 -
حدثنا أَبو الأزهر
(1)
، قال: ثنا بدل بن المُحَبَّر
(2)
، قال: ثنا شعبة، عن مروان، وعطاء بن أبي ميمونة، سمعا أبا رافع، بمثله:"حتى ألقاه"
(3)
.
(1)
هو: أحمد بن الأزهر بن منيع النيسابوري.
(2)
ابن المنبه التميمي، ثم اليربوعي، أَبو المنير البصري، واسطي الأصل.
(3)
وأخرجه أحمد في المسند (2/ 466) عن عبد الرحمن (ابن مهدي) عن شعبة، عن مروان الأصفر [وتحرف في المطبوع من المسند إلى "الأصغر"] وعطاء بن أبي ميمونة، به، باللفظ الذي أورده المصنف.
2006 -
حدثنا أحمدُ بن محمد بن عثمان الثقفي
(1)
، ومحمدُ بن
⦗ص: 327⦘
[عبد الرحمن]
[*]
بن ميمون
(2)
، قالا: ثنا الوليدُ بن مسلم، قال: ثنا أَبو عمرو
(3)
ح
وحدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(4)
، قال: ثنا هشام
(5)
، ح
وحدثنا عباس الدوريُّ، قال: ثنا هارونُ بن إسماعيل
(6)
، قال: ثنا بن المبارك
(7)
، ح
(8)
⦗ص: 328⦘
(9)
وحدثنا أَبو صالح
(10)
وَرَّاقُ أبي نعيم، قال: ثنا أَبو نعيم، قال: ثنا شيبان
(11)
، كلهم عن يحيى بن أبي كثير
(12)
، عن أبي سلمة، قال: رأيتُ
⦗ص: 329⦘
أبا هريرة يسجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} فقلت: أراك سجدت فيها يا أبا هريرة، فقال:"لو لم أر النبيَّ صلى الله عليه وسلم سجد فيها لم أسجد"
(13)
.
(1)
هو المعروف بابن القمطري، أَبو عمرو الدمشقي.
(2)
هو السكري الإسكندراني.
(3)
هو: الأوزاعي، وهو الملتقى في هذا الطريق. رواه مسلم عن إبراهيم بن موسى، عن عيسى، عن الأوزاعي، به، (1/ 406) برقم (785/ 801/
…
).
(4)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده برقم (2340) (ص 307) بزيادة:{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2)} .
(5)
هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وهو الملتقى هنا، رواه مسلم عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، عن هشام، به، (1/ 406) برقم (785/ 801/
…
).
(6)
هو: الخزاز، أَبو الحسن البصري.
(7)
هو الهنُائي.
(8)
(ك 1/ 424). ومن هنا حصل خلط واختلال في الأصل المخطوط، وتداخلٌ في الأسانيد والمتون، وتفصيله ما يلي:
عد نهاية لوحة (424) يبدأ كلام من أول لوحة (439) ويستمر إلى نهاية لوحة (440).
وبعد نهاية لوحة (440) يبدأ كلام من أول لوحة (427) ويستمر إلى نهاية لوحة (438).
وبعد نهاية لوحة (438) يبدأ كلام من أول لوحة (425) ويستمر إلى نهاية لوحة (426).
وبعد نهاية لوحة (426) يبدأ كلام لوحة (441) ويستمر إلى آخر المجلد مستقيمًا. =
⦗ص: 328⦘
= وهذا الاختلال موجود في المطبوع من (2/ 210) إلى (2/ 234)، والنسخ الأخرى ليس فيها هذا التخليط [بما فيها السندية المنقولة عن الأصل].
والذي يبدو أن هذا الاختلال ناتج من تخليط مصور الأصل للأوراق، كما أنه يظهر من ذلك أن مصححي المطبوع اعتمدوا على صورة الأصل، ولم يقارنوه بالأصل.
ومما يقوي هذا الاحتمال:
أ- عدم وجود هذا الاختلال في النسخة (السندية) المنقولة من الأصل.
ب- عدم وجود هذا الخلط في النسخة الطاشقندية، وهي توافقها في غالب الأوصاف.
ج- عدم وجود هذا الخلط من أوساط اللوحات، بل كل هذا من بدايات اللوحات ونهاياتها. والله أعلم بالصواب.
(9)
بداية (ك 1/ 439).
(10)
هو الهيثم بن خالد بن يزيد أَبو صالح الكوفيّ ورّاق أبي نعيم الفضل بن دُكَين، (ت سنة 278 هـ). ثقة، من الحادية عشرة، تمييز. التقريب، (ص 577).
(11)
هو ابن عبد الرحمن النحوي، أَبو معاوية البصري، نزيل الكوفة.
(12)
هنا يلتقي أَبو عوانة مع الإمام مسلم -رحمهما الله تعالى- في جميع الطرق، وقد سبق التفصيل في طريقي: الأوزاعي وهشام.
فالإمام مسلم رواه عن الأوزاعي وهشام -كما سبق- من يحيى بن أبي كثير، به، ولم يسق متنه، بل أحاله على حديث عبد الله بن يزيد -مولى الأسود بن سفيان-، وقد مرّ عند المصنف برقم (1980). الصحيح لمسلم (1/ 406) كتاب المساجد، باب سجود التلاوة برقم (578/ 107/
…
).
(13)
من فوائد الاستخراج:
تمييز المتن المحال به على المتن المحال عليه، حيث ساق أَبو عوانة متن الحديث، بينما اكتفى الإمام مسلم بإحالته على حديث عبد الله بن يزيد، وفيه زيادة بيان لمراجعة أَبي سلمة لأبي هريرة رضي الله عنه.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: ما بين المعقوفين خطأ طباعي، وصوابه:(عبد الله)، وهو ثابت كذلك على الصواب في النسخ الخطية (كوبريللو: 1/ ق 32/ ب) وغيرها، وقد ترجم له محققو الكتاب على الصواب، لكنهم لم ينتبهوا! وسقط هذا الإسناد من مطبوعة دار المعرفة (1/ 543)(2031)، وهذا الحديث مما فات الحافظ في إتحاف المهرة، ولم يستدركه محققو الكتاب.
2007 -
حدثنا عباس الدوري، والحارثُ بن أبي أسامة
(1)
، قالا: ثنا يونسُ بن محمد
(2)
، ح
وحدثنا ابنُ الجُنَيْد الدَّقَّاق
(3)
، قال: ثنا يحيى بن إسحاق
(4)
، قالا: ثنا اللَّيْثُ بن سعد
(5)
، عن يزيدَ بن أبي حَبِيْب
(6)
، عن صفوانَ بن سليم
(7)
، عن
⦗ص: 330⦘
[عبد الرحمن] الأعرج
(8)
، عن أبي هريرة، أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} .
(1)
هو الحارث بن محمد بن أبي أسامة البغدادي.
(2)
ابن مسلم البغدادي، أَبو محمد المؤدب.
(3)
هو: محمد بن الجنيد، أَبو جعفر الدقاق.
(4)
هو: السَّيْلَحِينيُّ: -بفتح السين المهملة، وسكون الياء، وفتح اللام، وكسر المهملة، ثم تحتانية ساكنة، ثم نون- البجلي، أَبو زكريا أو أَبو بكر، نزيل بغداد. "صدوق"(210 هـ)(م 4). الأنساب (3/ 362)، تهذيب الكمال (31/ 195 - 198)، التقريب (ص 587).
(5)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن محمد بن رمح، عن الليث، به.
الكتاب والباب المذكوران (1/ 406) برقم (578/ 109).
(6)
هو المصري أَبو رجاء.
(7)
هو المدني، أَبو عبد الله الزهري مولاهم. "ثقة، مفت، عابد، رمي بالقدر"(132 هـ) =
⦗ص: 330⦘
= ع. تهذيب الكمال (13/ 184 - 191)، التقريب (ص 276).
(8)
في (ل) و (م) زيادة: "عبد الرحمن" وهو: عبد الرحمن بن سعد الأعرج، أَبو حميد المدني، المقعَد، مولى بني مخزوم. وثقه النسائي، من الثالثة، (م).
وليس هو الأعرج المعروف، فقد صرح مسلم بأنه مولى بني مخزوم، وللمزي كلام قيم مفصل في ذلك فراجعه في تهذيبه. تهذيب الكمال (17/ 139 - 142)، التقريب (ص 341).
[باب]
(1)
بيان حظر التصفيق في الصَّلاة للرِّجال، وإباحَتِه للنساء، وإباحةِ التَّسْبِيْحِ فيها للمأموم والمصلي وحده إذا نابته في صلاته نائبةٌ يريه بها أن يُعْلِمَ غيره، وإباحة الالتفات للإمام وغيرِه ليَقِفَ عليها
(2)
فَيَعْمَلَ فيها
(3)
ما يجب عليه، وإباحةِ انصرافه قَهْقرى إذا صلَّى بعض الصلاة، إذا علم بدخول من هو أحق بالإمامة منه، والدليلِ على إباحةِ تقدُّمِ المأموم إذا انصرف الإمام وإن لم يقدِّمْه فيصلي، وإباحةِ تخلُّلِ الصفوفِ للداخل بعد دخول الناس في الصلاة، حتى ينتهي إلى مكانه الذي يجب أن يقدَّم
(4)
فيه
(1)
من (ل) و (م)
(2)
أى: على النائبة التي نابته.
(3)
أي في النائبة.
(4)
في (ل) و (م)"يقوم" وهو أنسب.
2008 -
حدثنا عليُّ بن حرْب [الطائي]
(1)
، وسعدانُ بن نَصْر
(2)
، وشعيبُ بن عمرو الدمشقي
(3)
، قالوا: ثنا سفيانُ بن عيينة، عن أبي حازم
(4)
،
⦗ص: 332⦘
عن سهل بن سعد الساعدي، قال: "وقع بين الأوس والخزرج كلامٌ
(5)
، حتى تناول بعضُهم بعضًا
(6)
، فأُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فأخبر، فأتاهم فاحتبس
⦗ص: 333⦘
عندهم؛ فأَذَّن بلالٌ وأقام، وتقدم أَبو بكر [رضي الله عنه]
(7)
يؤمُّ الناسَ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم من مجيئه ذلك؟ فتخلل الناسَ
(8)
حتى انتهى إلى الصف الذي يلي أبا بكر، فالتفت أَبو بكر؛ فإذا هو برسولِ الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن اثبُتْ مكانك، فرفع أَبو بكر رأسه إلى السماء، ونكص القهقري
(9)
، وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس، فلما قضى الصلاةَ
(10)
قال: "يا أبا بكر ما منعك أن تَثْبُتَ مكانك؟ " قال: "ما كان الله لِيَرى ابنَ أبي قُحافة بين يدي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم".
زاد عليٌّ
(11)
: بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التصفيق للنساء، من نابه
(12)
شيءٌ من
(13)
صلاته فليقل سبحان الله".
⦗ص: 334⦘
وقال سعدان -بإسناده-: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما لكم حين نابكم شيءٌ من صلاتكم صَفَّقْتم؟! إنما هذا للنساء. من نابه
(14)
شيء من صلاته فليقل: سبحان الله"
(15)
.
(1)
من (ل) و (م)، وهو كذلك، وهو أَبو الحسن الموصلي.
(2)
ابن منصور، أَبو عثمان، الثقفي البغدادي، البزّار.
(3)
هو الضبعي أَبو محمد.
(4)
هو: سلمة بن دينار، وهو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه مسلم من طريق =
⦗ص: 332⦘
= أبي حازم، به، وسيأتي ذكر طرقه إليه في الروايات الآتية -إن شاء الله تعالى- بالأرقام (2011، 2009).
(5)
سيأتي في الحديث الآتي برقم (2009) وما بعده أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذهب ليصلح بين بني عمرو بن عوف، وفي الحديث رقم (2011) أنه كان قتال بين بني عمرو بن عوف، وهم بطن من الأوس، كانوا يسكنون قباء [انظر جمهرة أنساب العرب (ص 332)].
والحديث له طرق عدة ومخرج في مصادر كثيرة منها الصحيحان [انظر تخريج محقق "الإحسان" فيه (6/ 36) وكذلك المسند الجامع (7/ 262)].
ولم أجد عند أحد ما يوافق لفظ المصنف، فما في الصحيحين أصح، -والله أعلم- فالكلام وقع بين رجال هم من بطن من الأوس، وليس بين الأوس والخزرج.
و"الأوس" بطن من مزيقيا من القحطانية، وهم بنو الأوس بن حارثة بن تغلب بن مزيقيا، وهم أحد قبيلتي الأنصار، وهو [الأوس] أخو الخزرج الآتي ذكره.
انظر: جمهرة أنساب العرب (ص 332)، نهاية الأرب (ص 95).
و"الخزرج" بطن من مزيقيا من الأزد غلب عليهم اسم أبيهم، فقيل لهم: الخزرج الأكبر بن حارثة ابن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن مزيقيا.
وهم إحدى قبيلتي الأنصار.
انظر: جمهرة أنساب العرب (ص 339)، نهاية الأرب (ص 60).
(6)
وفي مسند الحميدي (927) والنسائي (8/ 243)، كلاهما من طريق ابن عيينة، به، بلفظ:"حتى تراموا بالحجارة".
وسيأتي عند المصنف في الحديث رقم (2011) بلفظ: "كان قتالٌ في بني عمرو بن عوف". =
⦗ص: 333⦘
= وعند البخاري في "الصلح"(2693) بلفظ: "أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأُخبِر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك
…
".
(7)
من (ل) و (م).
(8)
ولفظ البخاري (1218): "وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي في الصفوف يشقها شقا
…
".
(9)
النكوص: الرجوع إلى الوراء. النهاية (5/ 116).
و"القهقرى": المشي إلى الخلف من غير أن يُعيد وجهه إلى جهة مشيه. المصدر السابق (4/ 129).
(10)
(ك 1/ 440).
(11)
أي: علي بن حرْب الطائي -شيخ المصنف-.
(12)
أى: نزل به واعتراه، كلمة "نابه" تصحفت في (م) إلى "يأته". مشارق الأنوار (2/ 31).
(13)
هكذا في النسخ المتوفرة [ك م ل س] بلفظ "من" وكذلك فيما زاده المصنف عن =
⦗ص: 334⦘
= سعدان في نهاية هذا الحديث. وعند المصنف برقم (2009)، وكذلك عند مسلم (421/ 102) من طريق مالك والبخاري (1218) والنسائي (8/ 243) والحميدي (927)(2/ 413) وعنه الطبراني في الكبير (5914)، وأحمد في مسنده (5/ 330)، والطحاوي في (شرح المشكل)، (5/ 8)، (1754)، -وغيرهم- كلهم من طريق ابن عيينة نفسه، وغيرهم بلفظ:"في" ولم أر من وافق المصنف في هذه اللفظة.
(14)
تصحفت كلمة "نابه" في (م) إلى "يأته".
(15)
من فوائد الاستخراج:
التصريح باسم المؤذن، وأنه بلال، ولم يرد ذلك في رواية مسلم، وانظر:(التمهيد)(21/ 101)، و (الاستذكار)(6/ 234).
2009 -
أخبرنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابنُ وهب، أن مالكا حدثه، ح
وحدثنا أَبو إسماعيل
(1)
، قال: ثنا القعنبيُّ
(2)
، عن مالك
(3)
، عن أبي حازم،
⦗ص: 335⦘
عن سهل بن سعد "أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف
(4)
لِيُصْلِحَ بينهم" -وذكر الحديث بطوله- فقال أَبو بكر: "ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم " - "ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيح؟
(5)
من نابه شيءٌ
(6)
في صلاته فليسبِّحْ؛ فإنه إذا سبَّحَ التُفِتَ إليه، فإنما التصفيح للنساء"
(7)
.
(1)
هو محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي الترمذي، نزيل بغداد.
(2)
هو: عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي البصري.
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن يحيى بن يحيى، عن مالك، به، نحوه، الصحيح له، كتاب الصلاة، باب: تقديم الجماعة من يصلي بهم إذا تأخر الإمام، ولم يخافوا مفسدةً بالتقديم. (1/ 316، 317) برقم (421/ 102).
(4)
بطن من الأوس، كانوا يسكنون منطقة قباء. انظر: جمهرة أنساب العرب (ص 332)، نهاية الأرب (ص 336).
(5)
فسَّره الراوي -وهو سهل- بالتصفيق، وذلك في رواية عبد العزيز، عن أبي حازم، عنه عند البخاري (1218)(2/ 105، مع الفتح).
(6)
من هنا إلى قوله: "فضاق كُمَّا جبته" من (ح / 2020) لم أتمكن من مقابلته مع نسخة كوبرلي (ل) لوجود سقط لوحة كاملة هنا في هذه النسخة.
(7)
ورواه البخاري (284) في "الأذان"، باب: من دخل ليؤم الناس فجاء الإمام الأول فتأخر الأول أو لم يتأخر جازت صلاته (2/ 196، مع الفتح)، من طريق عبد الله بن يوسف، وأبو داوود (940) في "الصلاة" -أيضًا- عن القعنبي، كلاهما عن مالك به نحوه.
2010 -
حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى
(1)
، قال: ثنا سفيان
(2)
، عن أبي حازم
(3)
، عن سهل بن سعد، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال
(4)
: "من نابه شيء في
⦗ص: 336⦘
صلاته، فليقل:(سبحان الله) إنما التصفيق للنساء، والتسبيح للرجال".
(1)
"ابن عبد الأعلى" لم يرد في (م) فقط.
(2)
هو ابن عيينة، فإن يونسَ هذا لم يدرك الثوريَّ حيث إنه ولد سنة 170 هـ بعد وفاة الثوري.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
"قال" لم يرد في (م).
2011 -
حدثنا أَبو إبراهيم الزهري
(1)
قال: ثنا إسحاق بن هشام التّمَّار
(2)
، قال: ثنا حماد بن زيد، عن عبيد الله بن عمر
(3)
، قال: حدثني أَبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: كان قتال في بني عمرو بن عوف، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر، ثم أتاهم يُصْلِحُ
(4)
بينهم -وذكر الحديث- وقال للقوم: "إذا نابكم من
(5)
صلاتكم شيء فليُسَبِّح الرجالُ، وليصفق
(6)
النساء"
(7)
.
(1)
هو: أحمد بن سعد بن الإمام إبراهيم بن سعد العوفي البغدادي. وفي (م)"إبراهيم" بدون أداة الكنية "أَبو" وهو خطأ.
(2)
هو أَبو يعقوب إسحاق بن هشام التمّار الخراساني. روى عنه جمع من الحفاظ، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل. انظر الأنساب، للسمعاني، (4/ 529).
(3)
تصحف "عبيد الله" في (م) إلى "عبد الله". وهو العمري، أَبو عثمان المدني، وهو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن محمد بن عبد الله بن بزيع، عن عبد الأعلى، عنه، به، مختصرًا على بعض مقاطع الحديث. الكتاب والباب المذكوران (1/ 317) برقم (421/ 104).
(4)
تحرفت كلمة "يصلح" في (م) إلى "يصلي".
(5)
وفي المسند لأحمد (5/ 332) من رواية أحمد، عن عفّان، عن حماد، بهذا الطريق، والدارمي (1338)(1/ 338) أيضًا بلفظ "في" وراجع التعليق على (ح / 2008).
(6)
كذا في النسخ، وفي المطبوع:"يصفق" بدون لام الأمر.
(7)
وأخرجه أيضًا البخاري في "الأحكام"(7190) باب: الإمام يأتي قوما فيصلح بينهم (13/ 194، مع الفتح)، عن أَبي النعمان، عن حماد. =
⦗ص: 337⦘
= ولكن حمادا عنده يروي عن أبي حازم بدون واسطة.
وفي المسند لأحمد (5/ 332)، حدثنا يونس بن محمد، ثنا عن حماد، حدثني عبيد الله بن عمر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال حماد: ثم لقيت أبا حازم فحدثني به فلم أنكر مما حدثني شيئًا.
فهو يرويه عن الاثنين.
2012 -
حدثنا الحسنُ بن الليث الرازي
(1)
، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن بَزِيع
(2)
، قال: ثنا عبد الأعلى
(3)
، قال: ثنا عبيد الله بن عمر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: "انطلق االنبيُّ يُصْلِحُ بين
(4)
بني عمرو بن عوف" -وزاد: - "فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فخرق الصفوفَ، حتى قام في الصف المقدم"-. وفيه:"أن أبا بكر رجع القهقرى"
(5)
.
(1)
هو: الحسن بن أحمد بن الليث الرازي. قال ابن أبي حاتم: "كتبت عنه، وهو ثقة".
الجرح والتعديل (3/ 2) ولم أجده في غيره.
(2)
هو البصري، و "بزيع" -بفتح الموحدة وكسر الزاي. "ثقة"، (247 هـ). (م ت س).
تهذيب الكمال (25/ 453 - 456)، توضيح المشتبه (1/ 490)، التقريب (ص 486).
ومحمد هذا هو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه مسلم عنه، به، نحوه مختصرًا.
الكتاب والباب المذكوران (1/ 317) برقم (421): (104).
(3)
هو: عبد الأعلى البصري السامي -بالمهملة- أَبو محمد. "ثقة"(189 هـ) ع.
تهذيب الكمال (16/ 359 - 363)، التقريب (ص 331).
(4)
في (م): "يصلي في بني عمرو بن عوف" وهو خطأ.
(5)
أخرجه النسائي في "السهو": (3/ 34) بنفس طريق الإمام مسلم.
2013 -
حدثنا الدَّبَرِيُّ، قال: أبنا عبد الرزاق
(1)
، قال: أبنا معمر،
⦗ص: 338⦘
عن أبي حازم، بمثله، بطوله.
(1)
والحديث في مصنفه (2/ 457) برقم (4072).
2014 -
حدثنا أَبو أمية
(1)
، قال: ثنا
(2)
(3)
أحمدُ بن إسحاق
(4)
، قال: ثنا وُهَيْبٌ
(5)
، وأبو نعيم
(6)
، عن إبراهيم بن طهمان
(7)
، كلاهما
(8)
عن أبي حازم، بحديثهما فيه.
(1)
هو الطرسوسي: محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي.
(2)
هنا نهاية (ل /440) ومن "أحمد" بداية (ل 427) في الأصل، وهذا من مظاهر الاختلال المشار إليه عند (ح / 2006).
(3)
(ك 1/ 427).
(4)
هو الحضرمي، أَبو إسحاق البصري.
(5)
هو: ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أَبو بكر البصري.
(6)
هو: الفضل بن دكين الكوفي.
(7)
هو: الخراساني، أَبو سعيد.
(8)
أي: وهيب وإبراهيم بن طهمان.
فـ "أَبو أمية" يروي هذا الحديث عن أبي حازم من طريقين هما:
أ- أحمد بن إسحاق، عن وهيب، عنه.
ب- أَبو نعيم، عن إبراهيم بن طهمان، عنه، به.
وقد ذُكر أَبو نعيم من شيوخ أبي أمية، راجع تهذيب الكمال (24/ 330).
2015 -
حدثنا ابنُ الجُنَيْد
(1)
، قال: ثنا حُجَيْنُ بن المثنى
(2)
، قال:
⦗ص: 339⦘
ثنا عبد الحميد بن سليمان
(3)
، بحديثه فيه.
(1)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد، أَبو جعفر الدقاق.
(2)
هو اليمامي، أَبو عمر، سكن بغداد، وولي قضاء خراسان. "ثقة"، مات ببغداد سنة 205 هـ وقيل بعد ذلك. (خ م د ت س)، و (حجين) بتقديم الحاء المهملة على =
⦗ص: 339⦘
= المعجمة. تهذيب الكمال (5/ 483 - 485)، التقريب (ص 154).
(3)
هو: الخزاعي، أَبو عمر المدني الضرير، نزيل بغداد (أخو فليح بن سليمان)(ت ق).
ضعفه ابن معين، وابن المديني، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، والنسائي، والدارقطني وغيرهم. (ت ق).
انظر: التاريخ لابن معين -رواية الدوري- (2/ 342)، سؤالات ابن الجنيد (818)(ص 473)، سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة لعلي بن المديني (137)(ص 117)، أَبو زرعة الرازي (2/ 421)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (397)(ص 211)، سؤالات الآجري (2/ 303)، (1126)، الجرح والتعديل (6/ 14)، الضعفاء والمتروكين للدارقطني (351)(ص 282)، تهذيب الكمال (16/ 434 - 437)، ديوان الضعفاء (2397)، التقريب (ص 333) وقال:"من الثامنة".
2016 -
حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى، وسعدانُ بن نصر، وشعيبُ بن عمرو
(1)
، قالوا: ثنا سفيانُ بن عيينة
(2)
، عن الزهري، عن أبي سلَمَةَ، عن أبي هريرة قال
(3)
: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "التسبيحُ للرجال، والتصفيق للنساء"
(4)
- قال
⦗ص: 340⦘
بعضهم
(5)
: - "في الصلاة"
(6)
.
رواه ابن وهب، عن يونس بن يزيد
(7)
، عن ابن شهاب، عن سعيد، وأبي سلمة
(8)
.
(1)
في (م)"عمر" -بدون الواو- وهو خطأ.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرْب، ثلاثتهم عنه، به، مقرونا برواية يونس، عن ابن شهاب -الآتية ذكرها- كتاب الصلاة، باب تسبيح الرجل، وتصفيق المرأة إذا نابهما شيء في الصلاة (1/ 318) برقم (422).
(3)
كلمة "قال" الأولى ليست في (م).
(4)
في (م): "والتصفيق للرجال" وخطؤه ظاهر، وأخرجه البخاري (1203) في "العمل =
⦗ص: 340⦘
= في الصلاة"، باب: التصفيق للنساء (3/ 93، مع الفتح)، عن ابن المديني، عن ابن عيينة، به.
(5)
لم يعيّن المصنف الذي زاد لفظة: "في الصلاة"، وأخرجه النسائي (3/ 11) في "السهو" باب: التصفيق في الصلاة عن قتيبة، ومحمد بن المثنى، وقال:"زاد ابن المثنى: "في الصلاة".
(6)
من فوائد الاستخراج: زيادة لفظ "في الصلاة" في رواية سفيان.
(7)
"ابن يزيد" لم يرد في (م).
(8)
أخرجه بهذه الطريق الإمام مسلم مقرونا برواية يونس بن عبد الأعلى ومن معه، انظر (ح / 2016). وفي (م) هنا زيادة:"عن أبي هريرة" وهذا مناسب.
2017 -
حدثنا عليُّ بن حرْب، قال: ثنا أَبو معاوية
(1)
، ويعلى
(2)
، عن الأعمش، عن أبي صالح
(3)
، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"التسبيحُ للرجال، والتصفيق للنساء"
(4)
.
(1)
هو: الضرير: محمد بن خازم الكوفي، وهو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن أبي كريب، عن أبي معاوية، به. مقرونا بفضيل بن عياض، وعيسى بن يونس. الكتاب والباب المذكوران (1/ 319) برقم (422/ 107).
(2)
هو ابن عبيد الكوفي، أَبو يوسف الطنافسي.
(3)
هو: السمان: ذكوان المدني.
(4)
وأخرج الإمام أحمد رواية يعلى في مسنده (2/ 261)(14/ 277) في طبعة أحمد =
⦗ص: 341⦘
= شاكر، بمثله.
2018 -
حدثنا أَبو زُرْعَة الدمشقيُّ
(1)
، قال: ثنا أَبو صالح
(2)
، قال: حدثني اللَّيْثُ، قال: أخبرني يونس
(3)
، عن الزهري، عن سعيد
(4)
، وأبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "التصفيق للنساء، والتسبيح للرجال".
(1)
هو: عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النصري، أَبو زرعة الدمشقي. "ثقة حافظ، مصنف"(281 هـ)(د). تهذيب الكمال (17/ 301 - 304)، التقريب (ص 347).
(2)
هو: عبد الله بن صالح بن محمد الجهني المصرى -كاتب الليث بن سعد الذي بعده.
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه -كما أشار المصنف سابقًا- عن هارون بن معروف، وحرملة بن يحيى، كلاهما عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد، به، مقرونا برواية سفيان بن عيينة عن الزهري، عن أبي سلمة فقط بنحوه بتقديم التسبيح.
الكتاب والباب المذكوران (1/ 318) برقم (422).
(4)
هو: ابن المسيب، كما جاء مصرحًا به في رواية مسلم.
2019 -
حدثنا السُّلَمِيُّ
(1)
، قال: ثنا عبد الرزاق
(2)
، قال: أبنا معمر، عن همام بن منبه
(3)
، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله،
⦗ص: 342⦘
وزاد
(4)
: "في الصلاة".
(1)
هو: أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي.
(2)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران (1/ 319) برقم (422/ 107/
…
)، والحديث في (مصنفه)(4069)، (2/ 456).
(3)
ابن كامل الصنعاني، أَبو عتبة، أخو "وهب". "ثقة"(132 هـ) ع. تهذيب الكمال (30/ 298 - 300)، التقريب (ص 574). =
⦗ص: 342⦘
= والحديث في (صحيفته) المطبوعة (92)، (ص 412) بلفظ (التسبيح للقوم) وكذلك عند أحمد في (مسنده)(2/ 317) -[13/ 522 برقم (8204) من طبعة مؤسسة الرسالة]، ولكنه في (المصنف) لعبد الرزاق (4069) بلفظ:(للرجال) بدل: (للقوم).
(4)
(427).
باب [بيان]
(1)
إجازة صلاة من يأتَمُّ
(2)
بمن
(3)
لا ينوي أن يكون هو إمامَه، والدليلِ على أنَّ من أدرك مع الإمام بعض صلاته أنه أولُ صلاته، وإباحةِ ترك المؤذِّنِ انتظارَ الإمام إدا دخل وقتُ الصلاة
(1)
" بيان" من (م).
(2)
في (م)"أتم".
(3)
في المطبوع "بمن أن" -خطأ-.
2020 -
حدثنا أَبو حميدٍ عبد الله بن محمد -مولى بني هاشم
(1)
- قال: ثنا
(2)
حجاجُ بن محمد، عن ابن جريج
(3)
، قال: أخبرني ابنُ شهاب عن حديث عبّاد بن زياد
(4)
،
⦗ص: 344⦘
أنَّ عروةَ بن المغيرة بن شعبة
(5)
أخبره، أنَّ المغيرةَ بن شعبة أخبره أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوةَ تبوك، قال المغيرة: فَتَبَرَّزَ
(6)
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قِبَل الغائط
(7)
؛ فحملتُ معي
(8)
إداوةً
(9)
قبل صلاة الفجر، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إليَّ أخذتُ أهريق على يديه من الإداوة، فغسل يديه ثلاث مرات، وغسل وجهه، ثم ذهب يحسر
(10)
جُبَّته عن ذراعيه، فضاق كُمَّا
⦗ص: 345⦘
جُبَّته، فأدخل يديه في الجبة حتى أخرج يديه من أسفل
(11)
الجبة، وغسل ذراعيه إلى المرفقين، ثم توضأ ومسح
(12)
على خُفَّيْه، ثم أقبل وأقبلتُ معه، فلحقنا الناسَ قد قدّموا عبد الرحمن بن عوف يصلي بهم، فأدرك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم[إحدى الركعتين، فصلى مع الناس الركعة الأخرى
(13)
]؛ فلما سلَّم عبد الرحمن قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يُتِمُّ صلاته، فأفزع ذلك المسلمين؛ فأكثروا التسبيح، فلما قضى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاته أقبل عليهم، ثم قال:"أحسنتم" أو "أصبتم"، يُغَبِّطُهُمْ
(14)
أن صلَّوا الصلاة لوقتها".
(1)
هو المصيصيُّ، و (بنو هاشم) بطن معروف من قريش من العدنانية، وهم: بنو هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب
…
انظر: نسب قريش للزبيري (ص 14، 13، 12)، نهاية الأرب (ص 386، 33).
(2)
في (م)"سمعت" بدل "ثنا".
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن محمد بن رافع، وحسن الحلواني، جميعا عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، به، بمثله.
كتاب الصلاة باب: تقدم الجماعة من يصلي بهم إذا تأخر الإمامُ ولم يخافوا مفسدةً بالتقديم (1/ 317 - 318) برقم (274)[بعد رقم (421/ 104)].
(4)
ابن أبي سفيان، وهو أخو عبيد الله بن زياد، يكنى: أبا حرب (100 هـ)(م د س).
قال ابن المديني: "مجهول، لم يرو عنه غير الزهري"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي:"ثقة"، وقال الحافظ:"وثقه ابن حبان". =
⦗ص: 344⦘
= الثقات لابن حبان (7/ 158)، تاريخ دمشق (26/ 234)، تهذيب الكمال (14/ 120)، الكاشف (1/ 530)، التقريب (ص 290).
(5)
أَبو يعفور الثقفي، الكوفي، و "يعفور" -على وزن يعقوب- بالفاء، وآخره راء. "ثقة، من الثالثة، مات بعد التسعين". ع. الإكمال لابن ماكولا (7/ 336)، تهذيب الكمال (20/ 37 - 39)، توضيح المشتبه (9/ 238)، التقريب (ص 390).
(6)
أي: خرج إلى البراز للحاجة، و "البَراز": الفضاء الواسع. المجموع المغيث (1/ 148)، النهاية (1/ 118).
وفي (م): "فيرز"، وهو تحريف.
(7)
الغائط: المطمئن المنخفض من الأرض، ومنه قيل لموضع قضاء الحاجة: الغائط؛ لأن العادة أن الحاجة تُقضى في المنخفض من الأرض حيث هو أستر له. انظر: المجموع المغيث (2/ 586)، النهاية (3/ 395).
(8)
في (م): "معه" موافقا لما في صحيح مسلم.
(9)
الإداوة: -بالكسر-: إناء صغير من جلد يتخذ للماء كالسَّطيحة ونحوها، وجمعها أداوى. النهاية (1/ 33)، وانظر: مشارق الأنوار (1/ 24).
(10)
أي: يخرج ذراعيه عن كميه، ولفظ صحيح مسلم:"ثم ذهب يُخرج جبته عن ذراعيه".
المجموع المغيث (1/ 445). و "الكُمّ": رُدْن القميص. النهاية (4/ 200).
(11)
(ك 1/ 428).
(12)
كلمة "ومسح" لا توجد في (ل) و (م) وكذلك في صحيح مسلم.
(13)
ما بين المعقوفتين كله ساقط من الأصل و (س)، والاستدراك من (ل) و (م)، وهو موجود في صحيح مسلم.
(14)
قال ابن الأثير بعد ضبطه بالتشديد: "هكذا روي بالتشديد، أي: يحملهم على الغبط، ويجعل هذا الفعل عندهم مما يُغْبط عليه، وإن روي بالتخفيف فيكون قد غبطهم لتقدمهم وسبقهم للصلاة". [وهو مشكول هكذا -مشدَّدًا- في النسخة السندية.] النهاية (3/ 340).
2021 -
حدثنا أَبو داود الحراني، والدقيقيُّ
(1)
، قالا: ثنا يعقوبُ بن إبراهيم بن سعد
(2)
، قال: ثنا أبي، عن صالح
(3)
، عن ابن شهاب
(4)
، قال:
⦗ص: 346⦘
حدثني عباد بن زياد، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه: المغيرة بن شعبة، أنّه قال: -فذكر مثله إلا أنه زاد: - "قال: فصلى مع الناس الركعةَ الآخرةَ بصلاة عبد الرحمن"
(5)
.
(1)
هو: محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي.
(2)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
(3)
هو: ابن كيسان المدني.
(4)
هنا موضع الالتقاء.
(5)
من فوائد الاستخراج:
زيادة الجملة الأخيرة في المتن: "فصلى مع الناس
…
".
2022 -
حدثنا عبد الرحمن بن بشر
(1)
، والدبري
(2)
، قالا: أبنا
عبد الرزاق
(3)
، قال: أبنا ابنُ جريج، قال: أخبرني ابنُ شهاب، عن عباد بن زياد، بإسناده، مثله.
قال ابن جريج: قال ابن شهاب: فحدثني إسماعيلُ بن محمد بن سعد
(4)
، عن حمزة بن المغيرة
(5)
، بمثل حديث عباد بن زياد، وزاد: قال المغيرة: فأرَدْتُ تأخيرَ عبد الرحمن، فقال النبيُّ -صلى الله عليه [وسلم]
(6)
-: "دعه".
(1)
ابن الحكم العبدي، أَبو محمد النيسابوري.
(2)
هو: إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني، أَبو يعقوب.
(3)
هنا موضع الالتقاء، والحديث في مصنف عبد الرزاق (1/ 191 - 192) برقم (748).
(4)
ابن أبي وقاص الزهري، المدني، أَبو محمد. "ثقة حجة"(134 هـ)(خ م د ت س).
تهذيب الكمال (3/ 189 - 193)، التقريب (ص 109).
(5)
ابن شعبة الثقفي. "ثقة من الثالثة"، (م س ق). تهذيب الكمال (7/ 339 - 340)، التقريب (ص 180).
(6)
"وسلم" من (ل، م، س).
باب الدليلِ على أنَّ المصَلِّيَ إذا رفع رأسَه من السجود من الركعة الأولى والثالثة نهض، ولا يَثْبُتُ قاعدا قبل القيام
(1)
(1)
استدلال المصنف على ما ورد في الترجمة بحديث الباب لطيف يرتكز على شيئين:
الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان ناسيًا للتشهد، إلا أنه لم يكن ناسيًا لجلسة الاستراحة، وقيامه بدونها يدل على عدم مشروعيتها.
الثاني: زيادة لفظة "فلم يسترح" عند المصنف.
ومع صحة وجه الاستدلال من ظاهر الحديث، قد لا يوافَق المصنفُ على ما ذهب إليه؛ لاحتمال أن يكون المراد من قوله (فلم يسترح) هو تركه للجلوس للتشهد، كما أن استدلال المصنف على جميع ما ذكره لا يتم إلا مع حمل قوله (في الثنتين) على أنه قام في الأولى والثالثة، وليس الأمر كذلك، بل المراد أنه صلى الله عليه وسلم قام في الثانية من ركعاته، وليس في كلتيهما، بدليل ما ورد في حديث ابن بحينة نفسه عند مسلم (570/ 87) بلفظ:"قام في الشفع الذي يريد أن يجلس في صلاته"، والله تعالى أعلم بالصواب.
2023 -
حدثنا عمار
(1)
، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا يحيى
(2)
، عن عبد الرحمن بن هُزمُزٍ، أخبره عن ابن بُحَيْنَة، "أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قام في الثنتين
⦗ص: 348⦘
من الظهر أو العصر
(3)
، فلم يسترح، فلما اعتدل قائما لم يرجع حتى فرغ من صلاته، ثم سجد سجدتي السهو، وهو جالس قبل أن يسلم، ثم سلم"
(4)
.
(1)
هو ابن رجاء، وهو ومن فوقه من رجال الإسناد تقدموا في (ح/1955)، حيث إن المصنف روى هذا الحديث هناك أيضًا.
(2)
هو ابن سعيد الأنصاري، وهو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن أبي الربيع الزهراني، عن حماد، عن يحيى بن سعيد، به، بنحوه.
كتاب المساجد، باب السهو في الصلاة والسجود له، (1/ 399) برقم (570/ 87).
(3)
هنا زيادة "فسلم" في النسخ، ولا يستقيم معنى، وهذا اللفظ لا يوجد في (ح / 1955) حيث رواه المصنف بهذا الطريق، ولا أراه إلا مقحمًا من النساخ أو مكررا لـ (فلم) خطأ، فلذلك لم أُثْبِتْه.
وعند قوله: (فسلم فلم يسترح) ينتهي السقط الموجود في (ط) الذي بدأ من (ح / 1912). والله تعالى أعلم.
(4)
من فوائد الاستخراج:
زيادة لفظة تفيد حكمًا جديدًا، وهي قوله "فلم يَسْترح".
باب [بيان]
(1)
الإباحةِ للمصلي إدا افتتح الصلاةَ قائمًا أن يركع قاعدًا، وإذا افتتح قاعدًا أن يركع قائمًا، وبيانِ الخبرِ المعارضِ له الدالِّ قال حظر الركوع قائما إذا افتتح قاعدًا، والركوع قاعدًا إذا افتتح قائما
(1)
" بيان" من (ل) و (م).
2024 -
حدثنا الدقيقيُّ
(1)
، قال: ثنا يزيدُ بن هارون، قال: حدثنا حميد الطويل
(2)
، عن محبد الله بن شقيق
(3)
(4)
قال قلت لعائشةَ: "أكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدا؟ قالتْ: كان يصلي من الليل طويلًا قائمًا، ويصلي من الليل طويلًا قاعدًا، فإذا قرأ قائمًا ركع قائمًا، وإذا قرأ قاعدًا ركع قاعدًا".
(1)
هو: محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي.
(2)
هو: ابن أبي حميد الطويل، أَبو عبيدة البصري.
(3)
هو العقيلي -بضم العين- البصري.
(4)
(ك 1/ 429).
2025 -
حدثنا أَبو عبيد
[*]
الورَّاق
(1)
، قال: ثنا حجاجٌ -يعني: ابن
⦗ص: 350⦘
منهال
(2)
، عن يزيد [بن إبراهيم]
(3)
، ح
وحدثنا محمدُ بن حَيُّوية
(4)
، قال: أبنا الهيثمُ بن عبيد الله أَبو محمد الكوفي
(5)
، ثنا يزيد بن إبراهيم، قال: حدثني [محمد]
(6)
بن سيرين، عن عبد الله بن شقيق العُقيلي، عن عائشة قالت:"كان النبّيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ الصلاةَ قائمًا وقاعدًا، فإذا صلى قائمًا ركع قائمًا، وإذا صلّى قاعدًا ركع قاعدًا"
(7)
.
(1)
هو: حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق النهشلي البصري. [ليس لحجاج بن منهال ذكر في شيوخه، ولا له في تلاميذ حجاج. انظر: تهذيب الكمال (7/ 231) -ترجمة الوراق- و (5/ 458) -ترجة حجاج-، ولكن ححاجًا هذا في طبقة شيوخ الوراق، فلا يُسْتَبْعَدُ أخذ الوراق عنه]. =
⦗ص: 350⦘
= و "الوراق": -بفتح الواو، وتشديد الراء، وفي آخرها القاف- اسمٌ لمن يكتب المصاحف، كتب الحديث وغيرها، وقد يقال لمن يبيع الورق -هو الكاغذ- ببغداد الوراق أيضًا. الأنساب (5/ 584)، اللباب (3/ 357).
(2)
هو الأنماطي، أَبو محمد السّلمي مولاهم البصري. "ثقة فاضل"(16 أو 217 هـ) ع.
تهذيب الكمال (5/ 457 - 459)، التقريب (ص 153).
(3)
من (ل) و (م) وهو كذلك، -تقدم في (ح / 1953).
(4)
هو: محمد بن يحيى بن موسى الإسفراييني.
(5)
هو القرشي. أورده ابن سعد في "الطبقات (6/ 374) برقم (2791) ولم يذكر فيه شيئا.
ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 85) عن أبيه أنه قال فيه: "صدوق".
(6)
في (ل) و (م): "عن محمد بن سيرين" وهو كذلك. و "محمد بن سيرين" هو الملتقى هنا بين المصنف والإمام مسلم، رواه مسلم عن أبي معاوية، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين به نحوه. كتاب صلاة المسافرين، باب: جواز النافلة قائمًا وقاعدًا، وفِعْلُ بعض الركعةِ قائمًا، وبعضِها قاعدًا، (1/ 505) برقم (730/ 110).
(7)
من فوائد الاستخراج:
1 -
روى المصنف من طريق يزيد، عن ابن سيرين، والإمام مسلم عن هشام، وقد قدّم بعضُهم يزيد على هشام بن حسان في ابن سيرين، وهو أَبو الوليد الطيالسي =
⦗ص: 351⦘
= [انظر: تاريخ ابن معين -رواية الدارمي (849) (ص 224)] بينما كان موقف ابن معين التسوية بينهما في ابن سيرين، [المصدر السابق (848) (ص 224)].
2 -
روى هشام عن محمد بن سيرين هذا الحديث بالعنعنة، وهو مدلس، وصفه بذلك عدة، وعدّه الحافظ في المرتبة الثالثة منهم [انظر: تعريف أهل التقديس (ص 157 - 158)، التدليس في الحديث (ص 357 - 358).
وأما يزيد بن إبراهيم -راوي الحديث عن ابن سيرين عند المصنف- فقد صرح بالسماع، مع أنه لم يوصف بالتدليس.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة: (أبو عبيد)، وصوابه:(أبو عبيد الله)، وهو على الصواب في نسخة نسخة كوبريللو (2/ ق 35/ أ)، وكذلك في ط. دار المعرفة (1982)، والحديث في إتحاف المهرة (21806)، ولم ينسبه الحافظ لأبي عوانة واستدركه محققو الكتاب، وسيتكرر الخطأ نفسه في الحديث (9691).
2026 -
حدثنا الدبَرِيُّ، عن عبد الرزاق
(1)
، عن هشام بن حسان
(2)
، عن محمد
(3)
بن سيرين، عن عبد الله بن شقيق -بإسناده- بحديثه فيه.
(1)
والحديث في مصنفه برقم (4098)(2/ 465).
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
لفظة "محمد" لا توجد في (ل) و (م).
2027 -
حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، أن مالكًا
(1)
حدثه، عن هشام بن عروة
(2)
، عن أبيه، عن عائشة، أنهّا أخبرتْه
⦗ص: 352⦘
"أنها لم تَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي صلاةَ الليل قاعدًا حتى أسَنَّ، فكان يقرأ قاعدًا حتى إذا أراد أن يركع قام فقرأ نحوًا من ثلاثين أو أربعين آية، ثم ركع"
(3)
.
(1)
في الأصل و (ل) و (م): "مالك" -بدون النصب- والتصحيح من (ط).
(2)
هو: هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي. "ثقة فقيه، ربما دلس"(145 أو 146 هـ) ع. تهذيب الكمال (30/ 232 - 241)، التقريب (ص 573). [وذكره الحافظ في المرتبة الأولى من المدلسين -تعريف أهل التقديس (ص 94 - 96)، التدليس في الحديث (ص 240 - 242)].
و"هشام" المذكور هو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن: =
⦗ص: 352⦘
= أبي الربيع الزهراني، عن حماد بن زيد.
وعن حسن بن الربيع، عن مهدي بن ميمون.
وعن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع.
وعن أبي كريب، عن أبيه نمير.
جميعا، عن هشام بن عروة.
وعن زهير بن حرْب (واللفظ له)، عن يحيى بن سعيد -أيضًا- عن هشام بن عروة، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران (1/ 505) برقم (731).
(3)
أخرجه البخاري (1118) في "تقصير الصلاة" باب: إذا صلى قاعدًا ثم صح، أو وجد خِفَّة، تمم ما بقي، (2/ 686، مع الفتح)، عن: عبد الله بن يوسف، عن مالك، به، بمثل رواية المصنف.
و (1148) في "التهجد" باب: قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل في رمضان وغيره (3/ 40، مع الفتح)، عن محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد -هو القطان- عن هشام، به، بنحوه.
2028 -
حدثنا عباس
(1)
، قال: ثنا محمدُ بن بشر
(2)
، قال: ثنا هشامُ بن عروة
(3)
، عن أبيه، عن عائشةَ، قالتْ: "كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لا يقرأ في شيء من صلاة الليل قاعدًا، فلما كَبُرَ، ودخل في السن،
⦗ص: 353⦘
فإذا بقي عليه ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأ ثم سجد".
(1)
هو ابن محمد الدوري، أَبو الفضل البغدادي.
(2)
هو: العبدي، أَبو عبد الله الكوفي.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
2029 -
حدثنا يونس
(1)
، قال: ثنا أنسُ بن عياض
(2)
، عن هشام بن عروة
(3)
، عن أبيه، عن عائشةَ، قالتْ:"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم لا يصلي شيئا من صلاتهِ وهو جالسٌ؛ فلما دخل في السن جعل يجلس حتى إذا بقي من السورة أربعون أو ثلاثون آية قام فقرأها، ثم سجد".
(1)
هو ابن عبد الأعلى الصدفي.
(2)
ابن ضَمْرة -أو عبد الرحمن- الليثي المدني.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
2030 -
حدثنا محمدُ بن عبد الوهاب
(1)
، قال: ثنا جعفرُ بن عون
(2)
، قال: ثنا هشام بن عروة
(3)
، عن أبيه، عن عائشةَ قالتْ: "ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في شيء من الصلاة في ليل وهو قاعد، حتى دخل في السن، قالت: كان يقرأ السورة حتى بقي
(4)
منها ثلاثون آية أو أربعون آيةً قام فأتمها، ثم سجد"
(5)
.
(1)
ابن حبيب بن مهران العبدي، أَبو أحمد الفراء النيسابوري. "ثقة عارف،
…
"، (272 هـ)(س). تهذيب الكمال (26/ 29 - 33)، التقريب (ص 494).
(2)
ابن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي. "صدوق،. . ."، (6 وقيل 207 هـ) ع.
تهذيب الكمال (5/ 70 - 73)، التقريب (ص 141).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
كذا في النسخ المتوفرة (ك م، ل، ط، س) ولعل العبارة: "حتى إذا بقي" كما سبق في (ح / 2029)، كما هي في صحيح مسلم.
(5)
(ك 1/ 430).
2031 -
حدثنا أَبو داود الحراني، قال: ثنا محاضر
(1)
ح
وحدثنا قُرْبُزان
(2)
، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان
(3)
، قالا: ثنا هشام بن عروة -بإسناده مثله- قام فقرأها ثم ركَعَ. فذكر مثل حديث مالك، عن هشام.
(1)
هو: ابن المورّع الكوفي.
(2)
هو: عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، البصري، ثم البغدادي، أَبو سعيد.
ولقبه "كُرْبُزان"، وهو بالقاف في النسخ المتوفرة، وما في المصادر الأخرى التي استقيتُ منها ترجمتَه فبالكاف.
كتب بهامش "السير"(13/ 138) ما نصه: "كُتب في الجانب الأيسر من الأصل ما نصه: "بكاف مشوبة بقاف".
قلت: ولعل هذا هو المسوّغ للاختلاف.
وضبطه الذهبي في "السير" بضم الكاف، ثم راء ساكنة، ثم موحدة مضمومة، ثم الزاي".
وقد ضُبِط -خطأً -بفتح الباء في المطبوع من "مشتبه" الذهبي، و "تبصير المنتبه"، وغيرها من المصادر، كما أنه تصحف إلى "كريزان" -بالياء في المطبوع من تاريخ بغداد و "ميزان الاعتدال" و "تاريخ الإسلام".
(3)
هنا موضع الالتقاء.
و"القطان": نسبة إلى: بيع القطن. الأنساب (4/ 519)، اللباب (3/ 44).
2032 -
أخبرنا يونسُ بن عبد الأعلى
(1)
، قال أبنا ابنُ وهب، أن مالكًا
(2)
حدثه، عن عبد الله بن يزيد -مولى الأسود بن سفيان- وأبي
⦗ص: 355⦘
النضر
(3)
-مولى عمر بن عبيد الله
(4)
- عن أبي سلَمَة
(5)
، عن عائشةَ، "أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي فيقرأ وهو جالس، فإذا بقي من قراءته قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين آية قام، فقرأها
(6)
وهو قائم، ثم ركع، ثم سجد، ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك"
(7)
.
(1)
لفظة "عبد الأعلى" لم ترد في (ل) و (م).
(2)
في الأصل و (ل) و (م): "مالك" -بدون النصب-، والمثبت من (ط). =
⦗ص: 355⦘
= و"مالك" هو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران (1/ 505) برقم (731/ 112).
(3)
هو: سالم بن أبي أمية المدني. "ثقة، ثبت، وكان يرسل"(129 هـ). ع.
انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (126)(ص 71)، تهذيب الكمال (10/ 127 - 130)، جامع التحصيل (ص 180)، التقريب (ص 226).
(4)
ابن معمر بن عثمان التيمي القرشي، سيد بني تيم في عصره، من كبار القادة الشجعان الأجواد؛ كان مع مصعب بن الزبير أيام ولايته في العراق، ثم مع عبد الملك بن مروان. ولد سنة 22 هـ وتوفي سنة 82 هـ. انظر: نسب قريش (ص 189)، التاريخ الكبير للبخاري (6/ 175)، الجرح (6/ 120)، وفيات ابن زبر (ص 84)، السير (4/ 172).
(5)
هو: ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني.
(6)
في صحيح مسلم: "فقرأ" -بدون الضمير- ورواية البخاري موافقة للفظ المصنف.
(7)
وأخرجه البخاري (1119) في "تقصير الصلاة" باب: إذا صلى قاعدا ثم صح، أو وجد خفة، تمم ما بقي، (2/ 686، مع الفتح)، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، به، بمثله، وزاد:"فإذا قضى صلاته نظر، فإن كنت يقظى تحدث معي، وإن كنت نائمة اضطجع".
من فوائد الاستخراج:
تحديد عبد الله بن يزيد بأنه مولى الأسود بن سفيان، وأبي النضر بأنه مولى فلان.
2033 -
حدثني أبي
(1)
، قال: ثنا علي
(2)
، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر
(3)
، قال: ثنا محمد بن عمرو
(4)
، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث
(5)
، عن علقمة بن وقاص
(6)
، أنه سأل عائشةَ، كيف كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلي الركعتين وهو جالس؟ قالتْ:"كان يقرأُ وهو جالس؛ فإذا أراد أن يركع قام فركع"
(7)
.
⦗ص: 357⦘
روى أَبو بكر بن أبي شيبة
(8)
، قال: ثنا إسماعيل بن علية
(9)
، عن الوليد بن أبي هشام
(10)
، عن أبي بكر بن محمد
(11)
، عن عروة، عن عائشة، قالت:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو قاعد، فإذا أراد أن يركع قام قدر ما يقرأ إنْسَانٌ أربعين آية"
(12)
.
(1)
لم أقف له على ترجمة.
(2)
هو: ابن حُجر بن إياس السعدي.
(3)
ابن أبي كثير الأنصاري، أَبو إسحاق القارئ.
في (ل) و (م): "حدثنا إسماعيل -يعني "ابن جعفر".
(4)
ابن حلحلة -بمهملتين بينهما لام ساكنة- الديلي -بكسر الدال، وسكون التحتانية- المدني. "ثقة، من السادسة"، (خ م د س). تهذيب الكمال (26/ 204 - 206)، التقريب (ص 499).
و"محمد" المذكور هذا هو موضع الالتقاء هنا، فقد رواه الإمام مسلم عن ابن نمير، عن محمد بن بشر، عنه، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران (1/ 506) برقم (731/ 114).
(5)
هو التيمي، أَبو عبد الله المدني. "ثقة له أفراد"(120 هـ). على الصحيح. ع. تهذيب الكمال (24/ 301 - 305)، التقريب (ص 465).
(6)
هو: الليثي، المدني و "وقاص" بتشديد القاف. "ثقة ثبت، من الثانية"، مات في خلافة عبد الملك. ع. تهذيب الكمال (20/ 313 - 314)، التقريب (ص 397).
(7)
وأخرجه أحمد في المسند (6/ 237) من طريق يزيد، عن محمد بن عمرو، به، بمثله.
(8)
هو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة: إبراهيم بن عثمان الواسطي الأصل، الكوفي. "ثقة حافظ صاحب تصانيف"(235 هـ)(خ م د س ق). تهذيب الكمال (16/ 34 - 42)، التقريب (ص 320).
(9)
هو: إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي مولاهم.
(10)
واسم أبي هشام: "زياد"، المدني. "صدوق، من السادسة"، (م 4). ليس له في مسلم إلا هذا الحديث. تهذيب الكمال (31/ 105 - 107)، التقريب (ص 584).
(11)
ابن عمرو بن حازم الأنصاري النجاري -بالنون والجيم- المدني، القاضي.
(12)
لم أجد الحديث في مصنف ابن أبي شيبة المطبوع.
وأخرجه الإمام مسلم (731/ 113)، (1/ 505 - 506)، في كتاب صلاة المسافرين، باب جواز النافلة قائمًا وقاعدًا
…
، وابن ماجه (1226) والبيهقي (2/ 491)، ثلاثتهم من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، به، بمثله.
وأخرجه النسائي (3/ 220) وأبو يعلى (4885)، وابن خزيمة (1244) من طرق، عن ابن علية، به.
[باب]
(1)
ذكرِ الأخبارِ التي تُبَيِّنُ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي قاعدًا حتى كان في آخر حياته كان يصلي في
(2)
تطوعه قاعدًا
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في (م)"من" والمثبت أنسب.
2034 -
حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابنُ وهب، أن مالكا
(1)
أخبره، عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد
(2)
، عن المطلب بن أبي وَداعة السَّهمي
(3)
، عن حفصةَ -زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنها قالتْ: "ما رأيتُ
⦗ص: 359⦘
رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلى في سبحته قاعدًا قط حتى كان قبل وفاته بعام؛ فكان يصلي في سبحته قاعدا، ويقرأ بالسورة فَيُرَتِّلُها حتى تكون أطولَ من أطولَ منها"
(4)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك، به، بمثله، بدون لفظة "قط" وبلفظ:"وكان يقرأ بالسورة". الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2025)(1/ 507)، برقم (733)، والحديث في موطأ مالك -رواية يحيى - (1/ 137).
و"مالك" بدون النصب في الأصل و (ل) و (م)، والتصحيح من (ط).
(2)
ابن سعيد بن ثمامة الكندي، وقيل غير ذلك في نسبه، ويعرف بابن أخت النمر، صحابي صغير، له أحاديث قليلة، وحُجَّ به في حجة الوداع، وهو ابن سبع سنين، (91 هـ) وقيل: قبل ذلك. ع. الاستيعاب (896)، أسد الغابة (1910)، تهذيب الكمال (10/ 193 - 196)، الإصابة (3751)، (3/ 226).
(3)
واسم أبي وداعة: الحارث بن صُبيرة -بمهملة ثم موحدة- ابن سُعيد -بالتصغير- السهمى، أَبو عبد الله، صحابي أسلم يوم الفتح، ونزل المدينة، ومات بها. (م 4).
الاستيعاب (2443)، أسد الغابة (4953)، تهذيب الكمال (28/ 86 - 87)، الإصابة (8046)، (6/ 104).
و"السَّهْمي": -بفتح السين المهملة، وسكون الهاء، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى "سهم"، وهم كثير منهم سهمُ "جُمَح". وسهمُ "باهلة". الأنساب (3/ 343)، الباب =
⦗ص: 359⦘
= (2/ 158 - 159).
(4)
ورواه الترمذي (373)(2/ 211)، عن الأنصاري، عن معن -والنسائي (3/ 223) عن قتيبة، كلاهما عن مالك، به، بمثله.
2035 -
حدثنا أحمدُ بن يوسف السُّلَمي
(1)
، قال: حدثنا عبد الرزاق
(2)
، عن معمر، عن ابن شهاب، ح
وحدثنا أَبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب
(3)
، قال: ثنا عَمِّي
(4)
، قال:
(5)
أبنا
⦗ص: 360⦘
يونس
(6)
، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، عن المطلب بن أبي وداعة السهمي
(7)
أن حفصةَ- زوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالتْ: "لم أَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قاعدًا حتى كان قبل موته بعام أو اثنين، فكان يصلي في سُبْحَته جالسا، ويُرَتِّل السورةَ، حتى تكون في قراءته أطول من أطول منها"
(8)
.
(1)
أَبو الحسن النيسابوري المعروف بحمدان.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق، به، ولم يسق متنه إحالة على ما قبله إلا لفظ:"بعام واحد أو اثنين".
كتاب صلاة المسافرين، باب جواز النافلة قائمًا وقاعدًا، وفعل بعض الركعة قائمًا وبعضها قاعدًا، (1/ 507) برقم (733 /
…
).
(3)
هو: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم القرشي، أَبو عبد الله المصري.
(4)
هو: الإمام عبد الله بن وهب المصري.
وهو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن أبي الطاهر وحرملة، عن ابن وهب، به، ولم يسق متنه كاملا، إحالة على ما قبله، وراجع طريق معمر السابقة في نفس الحديث.
(5)
(ك 1/ 431).
(6)
هو: ابن يزيد الأيلى.
(7)
"السهمي" لم ترد في (م).
(8)
من فوائد الاستخراج:
ساق المصنف متنه كاملًا، بينما اكتفى الإمام مسلم بلفظ "بعام واحد أو اثنين".
2036 -
حدثنا سليمانُ بن عبد الحميد البَهْرَانِيُّ
(1)
، قال: ثنا خَطَّابُ بن عثمان الفَوْزِي
(2)
، قال: ثنا محمد بن حمير
(3)
، قال: حدثني إبراهيمُ بن أبي عَبْلة
(4)
قال: حدثني محمدُ بن مسلم
⦗ص: 361⦘
الزهريُّ، بإسناده، مثله
(5)
.
(1)
ابن رافع، ويقال: ابن سليمان الحكمي، أَبو أيوب الحمصي.
(2)
هو الطائي، أَبو عمر الحمصي.
و"الفوزي": -بفتح الفاء، وفي آخرها الزاي- قال السمعاني:"هذه النسبة إلى "فوز"، وظني أنها قرية من قرى حمص -بلدة بالشام-.
الأنساب (4/ 407)، اللباب (2/ 446)، وانظر: توضيح المشتبه (7/ 126).
وفي "معجم البلدان"(4/ 317): أنها: "من قرى حمص".
(3)
ابن أنيس السَّليحي -بفتح أوله، ومهملتين- الحمصي.
(4)
"عَبْلة" -بكسر الموحدة- واسم أَبي عبلة: شمر -بكسر المعجمة- ابن اليقظان الشامي، أَبو إسماعيل. "ثقة"(152 هـ)(خ م د س ق). تهذيب الكمال (2/ 140 - 145)، توضيح المشتبه (6/ 124)، التقريب (ص 92).
(5)
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2/ 201)(340) عن سلمة بن أحمد الفوزي، عن خطاب بن عثمان، به، نحوه.
2037 -
حدثنا أَبو يوسف يعقوب بن سفيان
(1)
، قال: ثنا أَبو اليمان، قال: أبنا شعيب، عن الزهري، بإسناده، مثله.
(1)
هو الفسوي الفارسي الحافظ.
2038 -
حدثنا أَبو علي الزعفراني
(1)
، والصاغاني، ويوسف بن مسَلَّم، قالوا: ثنا حجاج بن محمد
(2)
، قال: قال ابن جريج
(3)
: أخبرني عثمانُ بن أبي سليمان
(4)
، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره، أنَّ عائشةَ أخبرته: "أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يَمُتْ حتى كان كثيرا
(5)
من صلاته وهو جالس".
(1)
هو الحسن بن محمد بن الصبّاح الزعفراني، أَبو علي البغدادي.
(2)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن محمد بن حاتم، وهارون بن عبد الله قالا: حدثنا حجاج بن محمد، به، بمثله، إلا أن فيه "إن كثيرٌ" بالرفع، وهو الأصح. الكتاب والباب المذكوران (1/ 506) برقم (732/ 116).
(3)
هنا في الأصل و (ط) و (س) زيادة "قال" ولا تستقيم، فلذلك لم أثبتها، وفي (ل) و (م): "قال: ابن جريج أخبرني، قال: أخبرني عثمان
…
".
(4)
في الأصل و (ط) و (س): "ابن أبي سفيان" وهو تصحيف، وصحح في حاشية (س).
وهو: عثمان بن أبي سليمان بن جُبَيْر بن مُطْعِم القرشي النوفلي المكي.
(5)
كذا في النسخ الأربعة (ك، ط، م، ل) وهو خطأ -لعله من الناسخ-، وفي النسائي =
⦗ص: 362⦘
= (3/ 222) من رواية الحسن بن محمد الزعفراني نفسه بلفظ "يصلي كثيرًا"، وهو الصحيح.
وعند مسلم بلفظ: "حتى كان كثيرٌ من صلاته وهو جالس" -بالرفع- وهو صحيح أيضًا.
2039 -
حدثنا أَبو جعفر الدارمي
(1)
، قال: ثنا أَبو عاصم، قال
(2)
: ابنُ جريج
(3)
أخبرني، قال: أخبرني عثمان بن أبي سليمان -بإسناده- قالت: "كان
(4)
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لما كَبُرَ كثُرَ لحمه كان أكثر صلاته جالسا".
(1)
هو: أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، أَبو جعفر السرخسي. "ثقة حافظ"(253 هـ)(، (خ م د ت ق). تهذيب الكمال (1/ 314 - 317)، التقريب (ص 79).
و"الدارمي -بفتح الدال المهملة، وكسر الراء-: هذه النسبة إلى بني دارم، وهو: دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم. الأنساب (2/ 440)، اللباب (1/ 484).
(2)
في الأصل و (ط) و (س) هنا زيادة "قال" وهو خطأ، "وابن جريج" بعده مرفوع على الفاعلية للفعل "أخبرني" المتأخر عنه، والمثبت من (ل) و (م).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
كذا في النسخ بتكرار "كان" هنا وبعد كلمة "لحمه"، ولا إشكال فيه.
2040 -
حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي
(1)
، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أبنا الجُرَيْرِيُّ
(2)
، عن عبد الله بن شقيق، قال: قلتُ لعائشةَ:
⦗ص: 363⦘
"هل كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدا؟ قالتْ
(3)
: "نعم، حين حَطمه السنُّ". أو قالتْ: "حتى حطمه السن"
(4)
.
رواه زيدُ بن الحباب
(5)
، عن الضحاك بن
(6)
عثمان، قال: حدثني عبد الله بن عروة
(7)
، عن أبيه
(8)
، عن عائشةَ، قالتْ: "لما بَدَّن
(9)
⦗ص: 364⦘
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وثَقُلَ كان أكثر صلاته جالسًا"
(10)
.
(1)
أَبو جعفر الدقيقي. و "الواسطي" نسبة إلى واسط العراق. الأنساب (5/ 561)، اللباب (3/ 347).
(2)
هو: سعيد بن إياس الجريري، أَبو مسعود البصري.
(3)
في الأصل و (ط): "قالت: قلت: نعم" بزيادة "قلت"- وهذا خطأ، والمثبت من (ل) و (م).
(4)
هكذا في الأصل و (ط) بلفظ: "السنن"، وفي (ل) و (م) في الموضع الثاني:"أو قالت: حين حطمه البأس"، وفي صحيح مسلم، والنسائي (3/ 223) - من رواية يزيد بن زريع، عن الجريري، وعند أحمد في المسند (6/ 218) بلفظ:"بعد ما حطمه الناس".
ومعناه: كناية عن كبره فيهم، ويقال: حطم فلانًا أهلُه إذا كبر فيهم، كأنهم ربما حملوه من أثقالهم فصيّروه شيخا محطومًا. تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي (ص 525)، مشارق الأنوار (1/ 192 - 193).
(5)
زيد بن الحباب -بضم المهملة، وموحدتين- أَبو الحسين العُكلي -بضم المهملة، وسكون الكاف- أصله من خراسان.
(6)
تصحفت "ابن" في (ط) إلى "عن".
(7)
ابن الزبير بن العوام، أَبو بكر الأسدي. "ثقة ثبت، فاضل، بقي إلى أواخر دولة بني أمية، وكان مولده سنة 45 هـ". (خ م ت س ق). تهذيب الكمال (15/ 296 - 305)، التقريب (ص 314).
(8)
هو: عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي، أَبو عبد الله المدني. "ثقة فقيه مشهور"، (94 هـ) على الصحيح. ع. تهذيب الكمال (20/ 11 - 24)، التقريب (ص 389).
(9)
لفظة "بدن" ضُبطت على وجهين: =
⦗ص: 364⦘
= أ -بضم الدال مخففة "بدُن"[وهكذا ضُبط في الأصل و (ط)] ومعناه: عظم بدنه، وكثر لحمه.
ب -بفتح الدال مشددة "بَدَّن". ومعناه: أسنَّ، أو: ثقل من السن. وأنكر أَبو عبيد القاسم وغَيْرُه المعنى الأول بحجة أن هذا ليس صفته صلى الله عليه وسلم (يعني: عظم بدنه كثرة لحمه). وردَّ ذلك القاضي عياض لصحّة رواية: "لما كبر وكثر لحمه" - وقد مرت عند المصنف برقم (279).
فالوجهان صحيحان. غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 96)، مشارق الأنوار (1/ 80)، شرح النووي لمسلم (6/ 13).
(10)
رواه الإمام مسلم عن محمد بن حاتم، وحسن الحلواني، كلاهما عن زيد بن الحباب، والإمام أحمد في ": المسند" (6/ 257) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، كلاهما (زيد وإسماعيل) عن الضحاك بن عثمان به. واللفظ لمسلم. الكتاب والباب المذكوران (1/ 506) برقم (732/ 117).
[باب]
(1)
بيانِ فضلِ صلاة القائم على صلاة القاعد، والدليلِ على أنَّ الصلاةَ المكتوبةَ لا يجوز أن تُصَلّى
(2)
قاعدًا
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في الأصل و (ط) و (س): "يصلي"، والمثبت من (ل) و (م) وهو أنسب، على أن كلا اللفظين له وَجْهُ صِحَّة.
2041 -
حدثنا أَبو العباس الغَزِّيُّ
(1)
، قال: ثنا الفِرْيَابِيُّ، قال: ثنا سفيان
(2)
، عن منصور
(3)
، عن هلال بن يِساف
(4)
، عن أبي يحيى
(5)
، عن عبد الله بن عمرو، قال: "أتيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يصلي جالسا، فقلتُ:
⦗ص: 366⦘
حُدِّثتُ
(6)
يا رسول الله أنكَ قلتَ: "صلاةُ الرجل قاعدًا على النصف من صلاته قائما؟ " قال: أجل، ولكني لستُ كأحد منكم"
(7)
.
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي الشامي.
والفريابي هو: محمد بن يوسف.
(2)
هو الثوري، وهو الملتقى بين المصنف ومسلم في إحدى الطرق عند مسلم، رواه عن ابن المثنى، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، به، (1/ 508) برقم (735): (
…
) وراجع التعليق الآتي.
(3)
هو ابن المعتمر، وهو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، فقد رواه مسلم عن زهير بن حرْب، عن جرير، عن منصور، به، بنحوه، وسياقه أطول من سياق المصنف.
الكتاب والباب المذكوران (1/ 507) برقم (735).
(4)
"يساف": -بكسر التحتانية، ثم مهملة، ثم فاء- ويقال: ابن إساف، الأشجعي مولاهم الكوفي. "ثقة من الثالثة"(خت م 4). مشارق الأنوار (2/ 306)، تهذيب الكمال (30/ 353 - 355)، التقريب (ص 576).
(5)
هو: مِصْدَع: -بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح ثالثه- أَبو يحيى الأعرج المعرقب.
(6)
(ك 1/ 432).
(7)
ورواه النسائي (3/ 223) باب: فضل صلاة القائم على صلاة القاعد- عن عبد الله بن سعيد، عن يحيى، عن سفيان.
وأبو داود (950)، (1/ 583) باب: في صلاة القاعد، عن محمد بن قدامة بن أعين، عن جرير.
كلاهما عن منصور، به.
وسياق الأول أقرب إلى سياق المصنف، وسياق الثاني إلى سياق مسلم.
2042 -
حدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أَبو داود
(1)
، قال: ثنا شعبة
(2)
، عن منصور، قال: سمعتُ هلالَ بن يساف يُحَدِّثُ عن أبي يحيى الأعرج، عن عبيد الله بن عمرو، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"صلاةُ القاعد على النصف من صلاة القائم".
قال أَبو عوانة رضي الله عنه
(3)
: اسم أبي
(4)
يحيى:
⦗ص: 367⦘
"مِصْدَع"، يقال
(5)
(6)
.
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (2289)(ص 302).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، جميعًا عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به، مقرونا بسفيان، ولم يسق متنه إحالة على ما قبله. الكتاب والباب المذكوران (1/ 508) برقم (735/
…
).
(3)
جملة الترضي لم ترد في (ل) و (م).
(4)
في (م) هنا "عن" وهو خطأ.
(5)
لفظة "يقال" لم ترد في (ل) و (م)، وهذا الذي قاله أَبو عوانة جزم به الأئمةُ منهم: ابن سعد [طبقاته (1565)، (6/ 27)]، والإمامان: البخاري [تاريخه الكبير (8/ 65)]، ومسلم [الكنى له (4644) (2/ 899)] وراجع مصادر ترجمته السابقة.
(6)
هنا على هامش الأصل: "بلغ علي بن محمد بن الميداني قراءةً على سيدنا -أيده الله- في المجلس الرابع عشر، ولله الحمد والمنة". وراجع المقدمة في دراسة السماعات والبلاغات.
باب [بيانِ]
(1)
صفةِ الجلوسِ في الصلاة، والدليلِ على أنَّ القعودَ في الركعتين الأُوْلَيَيْن
(2)
والأُخْرَيَيْن واحد
(3)
، ويطمئِنُّ على فخذه اليُسْرى، ويجعل قدَمَه اليسرى بين فخذه وساقه، ويفرش قدمه اليُمْنى، وأنَّ في كل ركعتين
(4)
التَّشَهُّد، والخبر المعارضَ لفرش القدم اليمنى
(1)
" بيان" من (ل) و (م).
(2)
في (م)"الأولتين والأخرتين".
(3)
في الأصل و (ط) و (س): "واحدة" -بالتأنيث-، والمثبت من (ل) و (م).
(4)
في (م): "وأن في كل ركعة من التشهد" - وهذا ظاهر الخطأ.
2043 -
حدثنا محمدُ بن أحمد بن الجنيد، قال: ثنا العلاء بن عبد الجبار
(1)
، قال: ثنا عبد الواحد بن زياد
(2)
، قال: ثنا عثمانُ بن حكيم
(3)
، عن
⦗ص: 369⦘
عامر بن عبد الله بن الزبير
(4)
، عن أبيه قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى تحت فخذه وساقِه، وفرش قدمه اليمنى"
(5)
.
(1)
هو الأنصاري مولاهم العطار البصري، نزيل مكة. "ثقة"(212 هـ). (خ ت س ق).
تهذيب الكمال (22/ 517 - 520)، التقريب (ص 435).
(2)
هو العبدي مولاهم البصري.
و"عبد الواحد" هو الملتقى بين المصنف ومسلم، رواه مسلم عن محمد بن معمر بن ربعي القيسي، عن أبي هشام المخزومي، عن عبد الواحد، به، بأطول مما عند المصنف.
كتاب المساجد، باب صفة الجلوس في الصلاة، كيفية وضع اليدين على الفخذين (1/ 408) برقم (579).
(3)
ابن عباد بن خُنَيْف -بالمهلمة والنون، مصغر- الأنصاري الأوسي، أَبو سهل، =
⦗ص: 369⦘
= المدني، ثم الكوفي. "ثقة، من الخامسة، مات قبل الأربعين". (خت م 4). الإكمال لابن ماكولا (2/ 559)، تهذيب الكمال (19/ 355 - 358)، التقريب (ص 383).
(4)
هو الأسدي المدني، وجده الصحابي المعروف من العشرة.
(5)
قال الإمام النووي: "قوله: "وفرش قدمه اليمنى" مشكل؛ لأن السنة في القدم اليمنى أن تكون منصوبة باتفاق العلماء، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة على ذلك في صحيح البخاري وغيره
…
" ثم نقل عن القاضي عياض أن معنى فرشها: أنه لم ينصبها على أطراف أصابعه في هذه المرة، ولا فتح أصابعها كما كان يفعل في غالب الأحوال. ثم قال: وهذا التأويل
…
الذي ذكره هو المختار، ويكون فعل هذا لبيان الجواز، وأن موضع أطراف الأصابع على الأرض وإن كان مستحبًا يجوز تركه .... انظر: شرحه لمسلم (5/ 80) وانظر: (إكمال) الأبي- مع (مكمل) السنوسي (2/ 502).
2044 -
حدثنا جعفر بن محمد
(1)
، قال: ثنا عَفّان، قال: حدثنا
⦗ص: 370⦘
عبد الواحد بن زياد
(2)
، قال: ثنا عثمانُ بن حكيم، قال: ثنا عامرُ بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال
(3)
: "كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى تحت فخذه وساقه، وفرش قَدَمه اليُمْنى، وَوَضَع يده اليُسْرى على رُكْبَتِه اليسرى، ووضع يده اليُمْنى على فخذه اليمنى، وأشار بأصبعه". وأرانا عبد الواحد، وأشار بالسبابة
(4)
.
(1)
هناك اثنان بهذا الاسم:
أحدهما: جعفر بن محمد بن شكر، أَبو محمد البغدادي المعروف بـ "الصائغ".
والثاني: جعفر بن محمد بن أبي عثمان، أَبو الفضل الطيالسي البغدادي، كلاهما يرويان عن عفان بن مسلم الصفار
كما أن كليهما من شيوخ المصنف، روى عنهما في صحيحه هذا، والجزم بأحدهما لا يخلو من التحكُّم ولكن غالب الظن أنه هو "الصائغ" المذكور بدليل تصريح المصنف به -بما يميزه عن الطيالسي- في مواضع أخرى والتى يروي فيها عن عفان، منها =
⦗ص: 370⦘
= (1/ 2)، (2/ 82)، (2/ 252)، (5/ 256)، (5/ 426)، (5/ 474)، حسب المطبوع، بينما لم أجد رواية الطيالسي عن عفان في هذا الكتاب حسب الاستقراء البدائي. وذُكِر الصائغ في "تهذيب الكمال" وفروعه تمييزا، وهو:"ثقة عارف بالحديث"(279 هـ).
انظر: تاريخ بغداد (7/ 185 - 187)، تهذيب الكمال (5/ 103 - 105)، السير (13/ 197)، (14/ 107)، وفيه:"ثقة متقن شهير"، تهذيب التهذيب (2/ 87)، التقريب (ص 141).
والطيالسي المذكور مترجم في السير (13/ 346) وغيره.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم بمثله إلا لفظة "تحت فخذه" ففيه:"بين فخذه"، ولم يذكر فيه:"وأرانا عبد الواحد وأشار بالسبابة".
(3)
لفظة "قال" مكررة هنا -خطأً- في (م).
(4)
وأخرجه أَبو داود (988) في "الصلاة" باب: الإشارة في التشهد "عن محمد بن عبد الرحيم البزار، عن عفان به بمثله تمامًا، وسيتكرر عند المصنف برقم (2057).
2045 -
حدثنا محمد [بن عبد الملك]
(1)
الدقيقي، قال: ثنا يزيد
(2)
،
⦗ص: 371⦘
قال: ثنا يحيى بن سعيد
(3)
، عن القاسم بن محمد
(4)
، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر
(5)
، أنَّ عبد الله بن عمر كان يقول:"من سنة الصلاة أن يُضْجِعَ اليُسْرى، وينصب اليمنى" -يعني: إذا جلس
(6)
-.
(1)
"ابن عبد الملك" من (ل) و (م). وليس فيهما (الدقيقي).
(2)
هو ابن هارون الواسطي.
(3)
هو الأنصاري المدني.
(4)
ابن أبي بكر الصديق التيمي.
(5)
ابن الخطاب العدوي المدني، أَبو بكر، شقيق سالم. "ثقة"(106 هـ) ع. تهذيب الكمال (19/ 77 - 79)، التقريب (ص 372).
(6)
هذا الأثر لم يخرجه مسلم، وأخرجه:
أَبو داود (959) في "الصلاة" باب: كيف الجلوس في التشهد، عن ابن معاذ، عن عبد الوهاب؛ و (960) عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير.
والدارقطني (1/ 349) من طريق محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب.
والنسائي (2/ 235) في "التطبيق" باب: كيف الجلوس للتشهد الأول، عن قتيبة بن سعيد، عن الليث.
ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن عبد الله، أنه سمع عبد الله بن عمر يقول:"من سنة الصلاة أن تضجع رجلك اليسرى، وتنصب اليمنى". وعند الدارقطني بدون لفظة "رجلك".
وأخرجه مالك في الموطأ (1/ 90) وعنه أَبو داود (961) عن يحيى بن سعيد بنحوه.
وأخرجه مالك في الموطأ (1/ 89 - 90) وعنه البخاري: (827) في "الأذان" باب: سنة الجلوس في التشهد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عبد الله بن عبد الله بلفظ:"إنما سنة الصلاة أن تنصب رجلك اليمنى وتثني رجلك اليسرى" وفيه قصة.
فالأثر صحيح لا شك فيه. =
⦗ص: 372⦘
= تنبيه: يروي القاسم بن محمد هذا الأثَرَ في جميع مصادر التخريج المتقدمة وغيرها عن: عبد الله بن عبد الله بن عمر، وأما المصنف فعنده "عبيد الله بن عبد الله" حسب النسخ المتوفرة، وهي (م، ل، ك، ط، س)، وهو كذلك في الأوسط لابن المنذر، (3/ 203).
2046 -
حدثنا الحارثيُّ
(1)
، قال: ثنا أَبو أسامة، عن حسين المعلم، عن بُدَيْل بن مَيْسَرة، عن أبي الجوْزاء، عن عائشةَ قالتْ:"كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول في كل ركعتين: "التحية"، وكان يُفْرِشُ رجْلَه اليُسْرى
(2)
رجله الْيُمْنَى".
رواه
(3)
عن إسحاق بن
(4)
إبراهيم، عن مروان بن معاوية، عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم، أنه أخبره عن ميمونة، قالت: "كان النبيُّ
(5)
صلى الله عليه وسلم إذا سجد خَوّى بيديه -يعني: جَنَّحَ- حتى
⦗ص: 373⦘
يُرى وَضْحُ إبطيه من ورائه، وإذا قعد اطمأَنَّ على فخذه اليُسْرى"
(6)
.
رواه مسلم، عن إسحاق
(7)
.
(1)
هو: أَبو جعفر أحمد بن عبد الحميد الكوفي -تقدم في (ح / 1842). وكذلك بقية رجال الإسناد، حيث إن المصنف روى هذا الحديث هناك، وساق منه الْجُمَلَ الموافقةَ لترجمة الباب هناك، ولم يسقه كاملًا.
(2)
كذا في النسخ المتوفرة (ك، م، ل، ط، س) وفي صحيح مسلم (1/ 357 - 358) برقم (498) وأبي داود (783)، (1/ 494 - 495)، وأحمد في المسند (6/ 31، 194)، كلهم من رواية حسين المعلم نفسه، بلفظ:"وينصب رجله اليمنى".
ولعل لفظة "وينصب" سقطت من الناسخ.
(3)
أي: الإمام مسلم، وسيأتي التصريح به في آخر الحديث.
(4)
(ك 1/ 433).
(5)
في (ل) و (م)"رسول الله صلى الله عليه وسلم".
(6)
سبق الحديث عند المصنف برقم (1917) بهذا المتن، رواه عن: عبد الله بن يعقوب بن فاذ، عن عباد بن موسى، عن مروان، به.
(7)
في "الصلاة" باب: "ما يجمع صفة الصلاة
…
" (1/ 357) برقم (497).
وإسحاق: هو ابن إبراهيم الحنظلي، أَبو محمد بن راهويه المروزي. "ثقة حافظ مجتهد
…
" (238 هـ)(خ م د ت س). تهذيب الكمال (2/ 373 - 388)، التقريب (ص 99).
2047 -
حدثنا عليُّ بن إشْكابٍ
(1)
قال: ثنا محمد بن ربيعة
(2)
، قال
(3)
: ثنا جعفر بن بُرْقَان، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونةَ قالتْ: "كان النبيُّ
(4)
صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى يديه عن جَنْبَيْه، حتى يُرى من خلفه بياضُ إبطيه"
(5)
.
(1)
هو: علي بن الحسين بن إبراهيم العامري.
(2)
هو الكلابي الرؤاسي، أبو عبد الله الكوفي، ابن عم وكيع بن الجراح.
(3)
في (ل) و (م): "عن جعفر".
(4)
في (م) فقط: "رسول الله صلى الله عليه وسلم".
(5)
سبق الحديث عند المصنف بهذا المتن برقم (1918) رواه هناك من طريق كلٍّ من: هارون بن عمران وكيع والحسين بن عياش -كلهم عن جعفر بن برقان، به، مثله.
باب [بيان]
(1)
صفةِ وَضْعِ اليدين على الرُّكبَتَيْن في التشهد، وعَقْدِ الأصابع والإشارةِ في
(2)
السبابة، والدليلِ على أنَّ وضعَ اليدين على الفَخِذيْن والركبتين جائز
(1)
" بيان" من (ل) و (م).
(2)
كذا في جميع النسخ، والأولى أن يقال:"بالسبابة".
2048 -
أخبرنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أبنا بن وَهْب، أن مالكًا
(1)
حَدَّثه، عن مسلم بن أبي مريم
(2)
، عن علي المُعَاوِي
(3)
، أنه قال: رآني عبد الله بن عمر وأنا أعْبَثُ بالحصى، فلما انصرفتُ
(4)
نهاني،
⦗ص: 375⦘
وقال: "اصْنَعْ كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع". قال: قلتُ: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟ فقال: "كان إذا جلس في الصلاة وضع كَفَّه اليُمْنَى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه كلها، وأشار بإصْبعه التي تلي
(5)
الإبهامَ، ووضع كَفَّه اليُسْرى على فخذه اليسرى"
(6)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك، به، مثله.
كتاب المساجد، باب: صفة الجلوس في الصلاة، كيفية وضع اليدين على الفخذين (1/ 408) برقم (580/ 116)، والحديث في "الموطأ" -رواية يحيى- (1/ 88).
(2)
واسم أبي مريم: يسار، المدني، مولى الأنصار. "ثقة، من الرابعة"(خ م د س ق).
تهذيب الكمال (27/ 541 - 543)، التقريب (ص 530).
(3)
هو: علي بن عبد الرحمن المعاوي، الأنصاري، المدني. "ثقة، من الرابعة"(م، د، س).
تهذيب الكمال (21/ 53 - 55)، التقريب (ص 403).
و"المُعَاوِيُّ": -بضم الميم، وفتح العين المهملة- هذه النسبة إلى "معاوية"، والمترجم ينسب إلى بني معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف -بطن من الأوس-.
انظر: مؤتلف ابن القَيْسراني (ص 133)، الأنساب (5/ 335)، اللباب (3/ 230).
(4)
في (ط) فقط: "انصرف" وهو موافق لما في "الموطأ" -رواية أبي مصعب- (494)، (1/ 191)، وكذلك رواية الحدثاني (159)، (ص 141)، وفي صحيح مسلم، =
⦗ص: 375⦘
= والمثبت موافق لما في رواية يحيى من الموطأ (1/ 88).
(5)
وهي السبابة كما سيأتي التصريح بذلك في الحديث اللاحق.
(6)
وأخرجه النسائي (3/ 36 - 37) في "السهو" باب: قبض الأصابع من اليد اليمنى دون السبابة، عن قتيبة بن سعيد، عن مالك، به، بمثله.
2049 -
حدثنا الصغاني، قال: أبنا عبد الله بن يوسف، قال: أبنا مالك بن أنس، عن مسلم بن أبي مريم، عن علي بن عبد الرحمن المُعَاوِي، أنه قال: رآني عبد الله بن عمر، ح
وحدثنا الصغاني، قال: أبنا سعيد بن سليمان
(1)
، قال: ثنا وُهَيْبٌ
(2)
، عن مسلم بن أبي مريم
(3)
، عن علي بن عبد الرحمن أنَّ رجلًا
(4)
صلّى إلى
⦗ص: 376⦘
جَنْبِ ابنِ عمر، فجعل يَعْبَثُ
(5)
بالحصى، فقال له ابنُ عمر:"لا تَعْبَثْ بالحصى، ولكن اصنع كما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يصنع -فوضع يَدَه اليُمْنى على ركبته اليمنى، ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، وأشار بإصبعه السبابة-".
(1)
هو الضبي، أَبو عثمان الواسطي، نزيل بغداد، البزاز، لقبه "سعدُويَة". "ثقة حافظ، من كبار العاشرة"(225 هـ) ع. تهذيب الكمال (10/ 483 - 488)، التقريب (ص 237).
(2)
هو: ابن خالد البصري.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
هو الراوي "علي" نفسه كما في رواية مالك السابقة واللاحقة، وكذلك حديث ابن =
⦗ص: 376⦘
= عيينة الآتي برقم (2052).
(5)
في (ل) و (م): "يلعب" وكلاهما بمعنى.
2050 -
حدثنا أَبو داود السِّجْزِيُّ
(1)
، قال: ثنا القَعْنَبِيُّ، عن مالك، عن مسلم [بن أبي مريم]
(2)
، عن علي بن عبد الرحمن [المعاويِّ]
(3)
، قال:"رآني عبد الله بن عمر"، بمثله
(4)
.
(1)
في (ل) و (م): "السجستاني". والحديث في سننه (987)، (1/ 602) في "الصلاة"، باب: الإشارة في التشهد، بهذا الإسناد، بمثل سياق المصنف.
(2)
من (ل) و (م) وهو كذلك.
(3)
من (ل) و (م) وهو كذلك.
(4)
في (ل) و (م): "فذكر مثله".
2051 -
حدثني أبي [رحمه الله]
(1)
قال: ثنا علي
(2)
، قال: ثنا إسماعيل
(3)
(4)
، قال: ثنا مسلم بن أبي مريم، [عن علي بن عبد الرحمن
⦗ص: 377⦘
المعاوي بإسناده نحوه
(5)
.
(1)
جملة الدعاء مستدركة من (ل) و (م).
(2)
هو: ابن حُجر السعدي المروزي.
(3)
هو: ابن جعفر الأنصاري.
(4)
(ك 1/ 434).
(5)
أخرجه النسائي (2/ 236 - 237)، في "التطبيق " باب: موضع البصر في التشهد، عن علي بن حجر، به، بنحو سياق المصنف السابق، وسيتكرر عند المصنف برقم (2059)، وسيورد هناك قطعة من حديثه.
2052 -
حدثنا إسماعيل القاضي
(1)
، نا علي -يعني: ابنَ المديني
(2)
- نا سفيان بن عيينة
(3)
، قال: حدثني مسلم بن أبي مريم]
(4)
، قال: سمعت عليَّ بن عبد الرحمن المعاوي قال: "صَلَّيْتُ إلى جَنْبِ ابنِ عمر، فَقَلَّبْتُ الحصى، فقال لي ابن عمر: "لا تُقَلِّب الحصى" -قال فيه سفيان مرة أخرى: - "فإنَّ تقليبَ الحصى من الشيطان، وافعل كما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يفعل".
قال: فقلت: يا أبا عبد الرحمن، كيف رأيته يفعل؟ قال:"هكذا"، ووضع سفيان كَفَّه اليُمْنى على فخذه اليمنى، ورفع إصبعه السَّبَّابَةَ يُشِيْرُ
⦗ص: 378⦘
بها
(5)
، ووضع يَدَه اليسرى على فخذه اليسرى، وبَسَط أصابعَه، ولم يُشِرْ منها بشيء".
قال سفيان: فحدثنا يحيى بن سعيد
(6)
سنة أربع وعشرين
(7)
، أنَّ مسلمَ بن أبي مريم حَدَّثه، فَلَقِيْتُ مسلمًا
(8)
فحَدَّثني أنه سمع عليَّ بن عبد الرحمن المعاويَّ، ثم قال سفيان: من أين لأهل الكوفة مثل هذا
(9)
؟
(1)
هو: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي مولاهم.
(2)
هو الإمام المعروف: علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم أَبو الحسن بن المديني البصري.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة، به، ولم يسق متنه إحالة على حديث مالك السابق. الكتاب والباب المذكوران (1/ 409)، برقم (580/ 116/
…
).
(4)
ما بين المعقوفتين كله لا يوجد في الأصل والمطبوع، واستُدْرِكَ في (ط) في الحاشية، والمثبت من (ل) و (م).
(5)
في (ل) و (م): "ليشير بها".
(6)
أي: الأنصاري المدني.
(7)
أي: ومائة، فيكون عمر سفيان حينئذ (17) سنة إذ أنه ولد سنة 107 هـ.
(8)
في النسخ الأربعة "مسلم" -بدون علامة النصب- والتصحيح من عندي.
(9)
لم أفهم قصده، ولعله قاله ابتهاجا بالحديث من ناحيتين:
1 -
السند كلهم حجازيون وخاصة مدنيون.
2 -
حصله بعلو حيث إنه أخذه عن يحيى بن سعيد الأنصاري أولًا ثم التقى بشيخه مسلم بن أبي مريم نفسه.
من فوائد الاستخراج:
1 -
إيراد المتن كاملًا، ولم يسق مسلم متنه.
2 -
هذا التفصيل في سماعه عن يحيى ثم عن مسلم.
3 -
فرح ابن عيينة بالحديث (إن كنت قد فهمت قصده).
2053 -
حدثنا أَبو داود الحراني، قال: ثنا أَبو عَتاب، ح
وحدثنا ابن المُنَادي
(1)
، قال: ثنا وَهْبُ بن جَرِير، كلاهما قالا: ثنا
⦗ص: 379⦘
شعبة، قال: حدثني مسلم بن أبي مريم
(2)
بهذا الحديث ومعناه بحديثهما فيه، وقالا عن شعبة: عبد الرحمن بن علي، وهو غلط، قاله أَبو عوانة
(3)
.
(1)
هو: محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي، أَبو جعفر.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
من فوائد الاستخراج:
بيان الغلط في طريق شعبة.
2054 -
حدثنا أَبو جعفر بن المنادي، قال: ثنا يونس بن محمد
(1)
، ح
وحدثنا حمدان بن علي
(2)
، قال: ثنا عفان، ح
وحدنَنا أَبو بكر الرازي
(3)
، قال: ثنا حجاجُ بن المنهال، قالوا: ثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: "أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد في التشهد وضع يَدَه اليُسْرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليُمْنى على ركبته اليمنى، وعقد ثلاثًا وخمسين
(4)
، وأشار بالسبابة". وقال
⦗ص: 380⦘
بعضهم
(5)
: "ورفع السبابة".
(1)
هو المؤدب، أَبو محمد البغدادي.
وهو الملتقى -هنا- بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن عبد بن حميد، عن يونس بن محمد، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران (1/ 408) برقم (580/ 115).
(2)
هو: محمد بن علي بن عبد الله البغدادي، أَبو جعفر الوراق.
(3)
هو: الفضل بن العباس الرازي، المعروف بـ "فضلك الصائغ".
(4)
وصورتها: أن يجعل الإبهام معترضة تحت المسبحة. انظر: تلخيص الحبير (1/ 263)، وانظر: زاد المعاد (1/ 255 - 256).
(5)
لعله حجاج بن المنهال، ولم أقف على روايته عند غير المصنف، وأما عفان فقد أخرج حديثه الإمام أحمد في مسنده (6153)، (2/ 131) بلفظ:"ودعا" بدل "وأشار بالسبابة".
وأخرجه البيهقي في "الكبرى"(2/ 130) من طريق عفان، وقرنه بعلي بن عثمان اللاحقي، بلفظ "ويدعو".
2055 -
حدثنا أَبو داود الحراني، قال: ثنا أَبو الوليد
(1)
، عن حماد بن سلمة -بإسناده مثله-:"ويعقد ثلاثا وخمسين، وأشار بسبابته".
(1)
هو هشام بن عبد الملك الطيالسي البصري.
2056 -
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني
(1)
، قال: أبنا عبد الرزاق
(2)
، ح
وحدثنا الصغاني، قال: أبنا أحمد بن حنبل
(3)
، قال: ثنا عبد الرزاق،
⦗ص: 381⦘
قال: أبنا معمر، عن عبيد الله
(4)
، عن نافع، عن ابنِ عمر، "أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه، ورفع أصبعه اليمنى التي تلي الإبهامَ، فدعا بها
(5)
، ويَدُه
(6)
اليُسْرى على ركبته، باسِطَها عليها"
(7)
.
(1)
هو: الدبري أَبو يعقوب.
و"الصنعاني" نسبة إلى "صنعاء" بلدة باليمن معروفة. انظر: الأنساب (3/ 556)، اللباب (2/ 248).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن رافع وعبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران (1/ 408) برقم (580).
والحديث في مصنف عبد الرزاق (3238)، (2/ 248).
(3)
والحديث في مسنده (2/ 147)، برقم (6348)، (10/ 418) -طبعة مؤسسة الرسالة، بمثله.
(4)
هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري.
(5)
في المطبوع بعد هذه الكلمة: "يلقهما". كتب في هامش المطبوع: "من هامش الأصل، ولفظه: يلقهما، وصوابه: يُلْقِمُهَا
…
".
قلت: موضع هذه الكلمة "يُلْقِمُهَا" في النسخ المتوفرة -بما فيها الهندية التي اعتُمد عليها في إخراج المطبوع، في ترجمة الباب الآتي، وليس هنا.
(6)
ك (1/ 435).
(7)
في الأصل و (س): "عليه" والمثبت من (ل) و (م) و (الأوسط) لابن المنذر (ح / 1534)، (3/ 21)، حيث رواه عن الدبري، به، ومصنف عبد الرزاق (3238)، ومستخرج أبي نعيم (1285)، (2/ 180)، واه من طريق عدّة -ومنهم الدبريُّ- عن عبد الرزاق، به، وهو موافق لما في مسند أحمد (2/ 147)، وصحيح مسلم، وهو الصحيح لرجوع الضمير إلى "الرُّكبة".
وأخرجه الترمذي (294)، (2/ 88)، والنسائي (3/ 37)، وابن ماجه (913)، (1/ 295)، وابن خزيمة (717)، (1/ 355)، كلهم من طريق عبد الرزاق، به، بلفظ "عليها" إلا الأول والأخير فبلفظ:"عليه"، وعلق الشيخ أحمد شاكر عليه بقوله:"كذا [يعني: "عليه"] في أكثر الأصول، وفي "ع": "عليها"، وهو أظهر
…
".
[باب]
(1)
بيان التَّحامُلِ بيده اليُسرى على فَخِذِه اليُسْرى في التشهد، وأخْذِ الرُّكْبَةِ اليُسْرى باليد
(2)
اليسرى يُلْقِمُها
(3)
، وَوَضْعِ يَدِه اليُمْنى على فخذه اليُمْنى، واليسرى على رُكْبَتِه [اليسرى]
(4)
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في المطبوع: "بيد" وهو خطأ.
(3)
أي: يُدْخل ركبتيه في راحة كفه اليسرى. انظر: مشارق الأنوار (1/ 362)، مجمع بحار الأنوار (4/ 500).
(4)
" اليُسرى" من (ل) و (م) أثبتُّها لاقتضاء السياق لها.
2057 -
حدثنا جعفر بن محمد، قال: ثنا عَفَّانُ، قال: ثنا عبد الواحد بن زياد، قال: ثنا عثمان بن حكيم، قال: ثنا عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قعد في الصلاة وضع يده اليُمْنى على فخذه اليمنى، ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى". وأرانا
(1)
عبد الواحد، وأشار بالسبابة
(2)
.
(1)
في (ط)"فأرانا".
(2)
تقدم الحديث عند المصنف برقم (2044) بالسند نفسِه بأطول مما هنا.
2058 -
حدثنا يوسف بن مُسَلّم
(1)
، قال: ثنا حجاج، عن ابن
⦗ص: 383⦘
جُرَيْج، عن عمرو بن دينار، قال: أخبرني عامر بن عبد الله بن الزبير
(2)
، عن أبيه قال: "رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يدعو بالتشهد هكذا: يتحامل يده
(3)
اليسرى على فخذه اليسرى"
(4)
.
(1)
هو: يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي.
وشيخه "حجاج" هو: ابن محمد المصيصي الأعور.
(2)
هنا موضع الالتقاء، وليس في الحديث المذكور ذكر للتحامل المذكور هنا.
(3)
كذا في النسخ، وفي (ح / 2061) الآتي بلفظ:"بيده" وهو الأظهر، وهو الموافق لما في سنن أبي داود (989) والنسائي (3/ 37)، كما سيأتي.
(4)
سيتكرر الحديث عند المصنف برقم (2061)، وسيُخرَّج هناك، إن شاء الله تعالى.
[باب]
(1)
بيانِ الإشارةِ بالسبابة إلى القبلة، ورَمْيِ
(2)
البصر إليها، وتَرْكِ تَحْرِيْكها في الإشارة
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في المطبوع: "رومى" وهو خطأ.
2059 -
حدثني أبي
(1)
رحمه الله، قال: ثنا علي [بن حُجْر]
(2)
، قال: ثنا إسماعيل بن جعفر، عن مسلم بن أبي مريم، عن علي بن عبد الرحمن المُعَاوِيِّ، عن ابن عمر -في حديث ذكره- "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد في الصلاة أشار بإصبعه إلى القبلة، ورَمَى ببصره إليها".
(1)
سبق وأن ساق المصنف هذه الطريق برقم (2051) ولم يورد متنه إحالة على ما قبله فيراجع هناك فيما يتعلق بالسند.
(2)
من (ل) و (م) وهو كذلك. تقدم في (ح/ 1993).
2060 -
حدثنا أَبو داود السِّجْزِيُّ
(1)
، قال: ثنا محمد بن بَشّار، قال: ثنا يحيى القطان، قال: ثنا ابن عَجْلان
(2)
، عن عامر بن عبد الله بن
⦗ص: 385⦘
الزبير، عن أبيه، "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تَشَهَّدَ وضع يَدَه اليُسْرى على فخذه اليسرى، ويده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بأصبَعه السبابة، لا يُجَاوِزُ بَصَرُه إشارَتَه"
(3)
.
(1)
والحديث في سننه برقم (990)، كتاب الصلاة، باب: الإشارة في التشهد (1/ 604)، ولم يسق من متنه إلا لفظة:"لا يجاوز بصره إشارته".
وقال: "وحديث حجاج أتم" يشير إلى الحديث الآتي برقم (2061) عند المصنف.
(2)
هنا موضع الالتقاء، فقد رواه مسلم عن:
أ- قتيبة، عن الليث.
ب- وعن أبي بكر بن أبي شيبة (واللفظ له)، عن أبي خالد الأحمر.
كلاهما عن ابن عجلان، به، بنحوه، وليس فيه:"لا يجاوز بصره إشارته". =
⦗ص: 385⦘
= كتاب المساجد، باب صفة الجلوس في الصلاة. . . (1/ 408)، برقم (579/ 113).
(3)
من فوائد الاستخراج:
زيادة جملة "لا يجاوز بصره إشارته" في المتن، وهذه الجملة تفيد حكما مستقلًا -عند من استدل بها- وهو عدم تحريكها.
2061 -
حدثنا هلال بن العلاء
(1)
، ويوسف بن مُسَلّم، قالا: ثنا حجاج، قال: ثنا ابن جُرَيْج، أخبرني زياد
(2)
، عن محمد بن عجلان
(3)
، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير، أنّه
(4)
ذكر: "أن النبيُّ صلى الله عليه وسلم كان يشير بأصبعه إذا دعا، و
(5)
لا يحَرِّكُهَا".
قال ابن جريج: "وزاد عمرو
(6)
قال: أخبرني عامر بن عبد الله بن الزبير
(7)
، عن أبيه، "أنه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يدعو كذلك
(8)
، ويتحامل بيده
⦗ص: 386⦘
اليُسْرى على رِجْلِه اليسرى
…
".
(1)
ابن هلال الباهلي مولاهم أبو عمر الرقي.
(2)
هو: ابن سعد بن عبد الرحمن الخراساني، نزيل مكة، ثم اليمن.
(3)
هنا موضع الالتقاء، وليس في صحيح مسلم ذكر لعدم التحريك ولا للتحامل.
(4)
"أنه" لم يرد في (ل) و (م).
(5)
الواو ساقطة من (ل) و (م)، وفي سنن أبي داود والنسائي مثل المثبت.
(6)
هو: ابن دينار، ومر حديثه برقم (2058) بنحوه.
(7)
"ابن الزبير" لم يرد في (ل) و (م).
(8)
في (ل) و (م) هنا زيادة: "وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم"، وهذه الزيادة لا توجد في الكتابين =
⦗ص: 386⦘
= الآتي ذِكْرُها.
وأخرجه أبو داود (989)، (1/ 603 - 604) في "الصلاة" باب: الإشارة في التشهد، عن إبراهيم بن الحسن المصيصي
والنسائي (3/ 37) في "السهو"، باب: بسط اليسرى على الركبة، عن أيوب بن محمد الوزان، كلاهما عن حجاج بن محمد، به، ولفظ النسائي بمثل لفظ المصنف، والثاني بنحوه.
من فوائد الاستخراج:
زيادة بعض الجمل في المتن، وهي:
عدم تحريك السبابة بالإشارة.
التحامل بيده اليسرى
باب [بيانِ]
(1)
إيجابِ قراءةِ التَّشَهُّد عند القَعْدَة وافتتاحه بالتحيات والدليل على أنه ليس فيه "بسم الله"
(1)
" بيان" من (ل) و (م).
2062 -
حدثنا سليمانُ بن سَيْف الحَرّانِي وعَبَّاسُ بن محمد
(1)
الدوري، وسعيد بن مسعود
(2)
، قالوا: ثنا سعيد بن عامر الضُبَعِيُّ
(3)
، عن سعيد بن أبي عَرُوْبَة
(4)
، عن قتادة، عن يونس بن جُبَيْر
(5)
، عن
(6)
حِطَّان بن عبد الله الرقاشي
(7)
، قال: "صلى أبو موسى إحدى
⦗ص: 388⦘
صلاتي العشاء
(8)
. . ." -وذكر الحديث بطوله
(9)
وقال فيه: - "إذا كان عند القعدة، فَلْيَكُنْ
(10)
أولَ قولِ أحدكم: "التَّحِيَّاتُ الطَّيَّبَاتُ الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمةُ الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه".
(1)
"ابن محمد" لم يرد في (ل) و (م).
(2)
هو المروزي أبو عثمان.
(3)
الضبعي: -بضم الضاد المعجمة، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخره العين المهملة- هذه النسبة إلى "ضبيعة" بن قيس بن ثعلبة
…
نزل أكثرهم البصرة، وكانت بها محلة تنسب إليهم. الأنساب (4/ 8)، معجم البلدان (3/ 514)، اللباب (2/ 260).
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، به، مقرونًا بهشام وسليمان التيمي، ولم يسق متنه إحالة على ما قبله من رواية أبي عوانة، ولفظه مثل لفظ المصنف إلا قوله:"فليكن من أول قول أحدكم "بزيادة "من". كتاب الصلاة، باب: التشهد في الصلاة، (1/ 304) برقم (404/ 63).
وسبق الكلام في رواية الضبعي عن سعيد بن أبي عروبة في (ح / 1850).
(5)
هو الباهلي أبو غَلَّاب البصري. "ثقة، من الثالثة، مات بعد التسعين. . ." ع. تهذيب الكمال (32/ 498 - 500)، التقريب (ص 613).
(6)
"عن" مكررة -خطأ- في (م).
(7)
هو البصري، "ثقة، من الثانية، مات في ولاية بشر على العراق بعد السبعين". =
⦗ص: 388⦘
= تهذيب الكمال (6/ 561 - 562)، التقريب (ص 171).
(8)
في (ل) و (م): "العشي".
وفي صحيح مسلم من رواية أبي عوانة عن قتادة بلفظ: "صليتُ مع أبي موسى الأشعري صلاة" -بالتنكير-.
(9)
كلمة "بطوله" لم ترد في (ل) و (م)، وكلاهما بمعنى.
(10)
في (م): "فيكن" وهو خطأ.
2063 -
حدثنا الصايغ
(1)
بمكة، قال: ثنا عليُّ بن عبد الله
(2)
، قال: ثنا جرير
(3)
، عن سليمان التيمي
(4)
، عن قتادة، عن أبي غَلَّابٍ
⦗ص: 389⦘
يونس بن جُبَيْر
(5)
، عن حطَّان بن عبد الله أن أبا موسى قال:"خطبنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَعَلَّمَنَا سُنَّتَنَا، وبَيّنَ لنا صلاتَنَا" -وذكر الحديث [بطوله]
(6)
، وقال فيه:"وليكن من أول قول أحدكم التشهد".
(1)
هو: محمد بن إسماعيل بن سالم الصايغ الكبير، أبو جعفر البغدادي نزيل مكة.
و"الصايغ": -بكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها- نسبة إلى عمل "الصياغة"، وهو صوغ الذهب. الأنساب (3/ 515)، اللباب (2/ 232).
(2)
هو: ابن المديني الإمام.
(3)
هو ابن عبد الحميد، وهو الملتقى -هنا- بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن سليمان، به، ولم يسق متنه إحالة على حديث أبي عوانة عن قتادة السابق عنده. الكتاب والباب المذكوران (1/ 304) برقم (404/ 63).
(4)
التيمي: هذه النسبة إلى قبائل اسمها تيم، والمترجم كان ينزل في بني تيم، فنسب إليهم =
⦗ص: 389⦘
= -على الراجح- وليس منهم. انظر: الأنساب (1/ 498 - 499)، تهذيب الكمال (12/ 5).
(5)
تقدم في الحديث السابق، و"غَلَّاب" -بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وآخره موحدة.
وقد ضبط -خطأ- في (س) بضم أوله. انظر: إكمال ابن ماكولا (7/ 23)، المشتبه للذهبي (ص 489)، توضيحه (6/ 444).
(6)
"بطوله" من (ل) و (م).
2064 -
حدثنا الصغاني، والحارثُ بن أبي أسامة
(1)
، قالا: ثنا يونس بن محمد
(2)
، قال: ثنا الليث بن سعد
(3)
، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جُبَيْر
(4)
وطاوس، عن ابن عباس، أنه قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كما يُعَلِّمُنَا القرآن، فكان يقول: "التحياتُ المباركاتُ، الصلوات الطَّيِّبَاتُ لله، السلام عليك أيها النبي ورحمةُ الله وبركاته،
⦗ص: 390⦘
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله"
(5)
.
(1)
أبو محمد التميمي مولاهم البغدادي.
(2)
هو المؤدب، أبو محمد البغدادي.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن: قتيبة بن سعيد، وروح بن المهاجر -كلاهما عن الليث، به، بمثله إلا أنَّ فيه:"كما يعلمنا السورة من القرآن"- بزيادة لفظة "السورة".
كتاب الصلاة، باب التشهد (1/ 302 - 303) برقم (403).
(4)
هو الأسدي مولاهم الكوفي. "ثقة ثبت فقيه،. . . قتل بين يدي الحجاج سنة 95 هـ". ع. تهذيب الكمال (10/ 358 - 376)، التقريب (ص 234).
(5)
كذا في الأصل، وصحيح مسلم، ومسند أحمد (2665)، (1/ 292)، حيث رواه الأخير عن يونس بن محمد وقرنه بـ (حُجَين)، بلفظ المصنف، وكذلك عند أبي داود (974)(1/ 596)، والترمذي (290)، (2/ 83)، والنسائي في الكبرى (762)، (1/ 253)، ثلاثتهم عن قتيبة، عن الليث، به، وأخرجه غير واحد من طريق الليث، به، بهذا اللفظ [انظر تخريجه في مسند أحمد (2665)، (4/ 407) طبعة مؤسسة الرسالة. و"الإحسان" (1952، 1953)].
هذا، وقد وقع عند النسائي في "المجتبى"(2/ 242 - 243) من طريق قتيبة نفسه "عبده ورسوله"، وفي النفس منه شيء.
2065 -
حدثنا ابن أبي مَسَرَّة
(1)
، قال: حدثنا المُقْرِئُ
(2)
، قال: ثنا الليث
(3)
، قال: حدثني أبو الزبير، عن طاوس، وسعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس، قال: "كان النبي
(4)
صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ. . ."، فذكر مثله.
(1)
هو: عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث المكي، أبو يحيى.
(2)
هو: عبد الله بن يزيد بن عبد الرحمن المكي، أبو عبد الرحمن المقرئ، أصله من البصرة أو الأهواز. "ثقة فاضل"(213 هـ) ع. تهذيب الكمال (16/ 320 - 325)، التقريب (ص 330).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
في (م): "رسول الله صلى الله عليه وسلم".
2066 -
أخبرنا محمدُ بن عبد الله بن عبد الحكم
(1)
، قال: حدثني
⦗ص: 391⦘
أبي
(2)
وشعيب بن الليث، عن الليث
(3)
، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جُبَيْر وطاوس، بمثله.
وسمعتُ محمدَ بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: سمعتُ الشافعيَّ [رحمة الله عليه]
(4)
يقول: "هذا أجود حديثٍ رُوِيَ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم
(5)
في التشهد".
(1)
ابن أعين المصري، ولم يرد في (ل) و (م):"ابن عبد الله".
(2)
هو: عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري الفقيه المالكي. (214 ص)(س).
وثقه: أبو زرعة، والعجلي، [ولم أجد هذا في ثقاته مع أنه ترجم له برقم (842)، (ص 266)]. والخليلي: "ثقة مشهور"، وقال:"ثقة كبير متفق عليه". وابنُ عبد البر.
وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال أبو حاتم: "صدوق". وقال الساجي: "كذبه يحيى بن معين". وذكر محمد بن قاسم قصة حضور ابن معين مجلس عبد الله، ومراجعته إياه ثم قوله للناس: يكذب -أي: ابن عبد الحكم-. وقال الذهبي: (لم يثبت قول ابن معين: إنه كذاب".
قلت: وإن ثبت يحمل على الخطأ في الحديث، أو الكذب في الحديث الذي راجعه فيه ابن معين فقط، وهذا رأي ابن معين، وهو مخالفٌ فيه. وأقل أحواله أنه "صدوق"؛ قال الحافظ:"صدوق، أنكر عليه ابن معين شيئًا" الجرح والتعديل (5/ 106)، الثقات لابن حبان (8/ 347)، الإرشاد (101)، (1/ 263)، و (1/ 426)، الانتقاء (ص 53)، ترتيب المدارك (2/ 523 - 528)، السير (10/ 221)، تهذيب التهذيب (5/ 253)، التقريب (ص 310).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
من (ل) و (م).
(5)
(ك 1/ 437).
2067 -
حدثنا مهديُّ بن الحارث
(1)
، قال: ثنا ابن أبي شَيْبَة
(2)
، قال: حدثني يحيى
(3)
بن آدم، قال: ثنا عبد الرحمن بن حميد
(4)
، قال: حدثني أبو الزبير، عن طاوس، عن ابن عباس قال:"كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا التشهدَ، كما يُعَلِّمُنَا السورةَ من القرَآن "
(5)
.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
هو: أبو بكر عبد الله بن محمد.
وهو الملتقى هنا بين المصنف والإمام مسلم، رواه مسلم عنه، عن يحيى بن آدم -به بمثله. الكتاب والباب المذكوران (1/ 303) برقم (403/ 61).
(3)
"يحيى" لم يرد في (م).
(4)
ابن عبد الرحمن الرؤاسي، الكوفي. "ثقة، من السابعة". (م د س). تهذيب الكمال (17/ 72 - 76)، التقريب (ص 339).
(5)
الحديث في مصنف ابن أبي شيبة (3002)، (1/ 262) باب: من كان يُعَلِّمُ التشهدَ ويأمر بتعليمه، ومن طريقه البيهقي (2/ 377) في "الكبرى".
وأخرجه أحمد -أيضًا- في المسند (1/ 315) عن يحيى بن آدم، به، بمثله.
2068 -
حدثنا حمدانُ بن علي
(1)
، والصغاني، وأبو أُمَيَّة، وإدريسُ بن بكر، قالوا: ثنا أبو نعيم
(2)
، قال: حدثنا سيفُ بن
⦗ص: 393⦘
أبي سليمان
(3)
، قال: حدثني مجاهد
(4)
، قال: ثنا عبد الله بن سَخْبَرَة أبو معمر
(5)
، قال: سمعتُ عبد الله بن مسعود
(6)
قال: "علَّمني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم التشهدَ -كفّي بين كَفَّيْه -كما يُعَلِّمُني السورةَ من القرآن: "التحياتُ لله، والصلواتُ والطيباتُ، السلام عليك أيها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه" -وهو بين ظَهْرانَيْنَا- فلما قُبِض قلنا:"السلام على النبي"
(7)
.
⦗ص: 394⦘
قال بعضهم: "سيفُ بن سليمان"
(8)
-غير أبي نعيم-.
(1)
هو: محمد بن علي بن عبد الله البغدادي، أبو جعفر الوراق.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي نعيم، به، إلى قوله:"كما يعلمني السورة من القرآن" ثم قال: "واقتص التشهد بمثل ما اقتصوا".
الكتاب والباب المذكوران (1/ 302) برقم (402/ 59).
(3)
في صحيح مسلم: "سيف بن سليمان".
ويقال: ابن أبي سليمان -كما عند المصنف- وهو المخزومي مولاهم أبو سليمان المكي. "ثقة ثبت، رمي بالقدر، سكن البصرة أخيرًا، ومات بعد سنة 150 هـ). (خ م د س ق). تهذيب الكمال (12/ 320 - 323)، التقريب (ص 262).
(4)
هو: ابن جبر -بفتح الجيم، وسكون الموحدة- أبو الحجاج المخزومي مولاهم المكي.
"ثقة إمام في التفسير وفي العلم"(1 أو 2 أو 3 أو 104 هـ). ع. تهذيب الكمال (27/ 228 - 235)، توضيح المشتبه (3/ 479)، التقريب (ص 520).
(5)
سخبرة: -بفتح المهملة، وسكون المعجمة، وفتح الموحدة- الأزدي، أبو معمر الكوفي. و"سخبرة" تصحف في (م) إلى "سخيرة" -بالياء-.
(6)
"ابن مسعود" لم يرد في (ط).
(7)
وأخرجه البخاري في "الاستئذان (6265)، باب: الأخذ باليد- (11/ 58، مع الفتح)، عن أبي نعيم، به، بنحوه.
فائدة: ادَّعَى الإمامُ الطحاويُّ في (شرح مشكل الآثار)(9/ 409 - 413) أن هذه الزيادة: [وهو بين ظهرانينا، فلما قبض
…
] من مجاهد -الراوي عن أبي معمر-، =
⦗ص: 394⦘
= وأطال الكلام في ذلك، وفيه نظر، وراجع في ذلك: الفتح (2/ 366)، و (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ الألباني (ص 18 - 25، 161 - 162)، [وفيه بحثٌ مستفيض في القضية].
(8)
في الأصل و (ط) و (س): "سليمان بن سيف"، ولعله خطأ، والصحيح ما أثبته، وهو من (ل، م).
ومراد المصنف أن بعضهم -غير أبي نعيم- قالوا: هذا، أما أبو نعيم فزاد:"أبي" فقال: "سيف بن أبي سليمان" كما في السند، وكأن المصنف يُعَرِّضُ بالإمام مسلم في روايته عن أبي نعيم بدون:"أبي"، وهو كما رواه مسلم عند شيخه أبي بكر بن أبي شيبة في مصنفه (1/ 260) برقم (2986)، وكذلك عند البيهقي (2/ 138) من طريق أحمد بن حازم بن أبي غرزة والطحاوي في (شرح المشكل)(3797)، (9/ 409 - 410) عن الحسين بن الحكم الكوفي، كلهم عن أبي نعيم.
ورواه أبو يعلى في مسنده (5347)، (9/ 236) عن زهير بن حرْب، وأبو نعيم في (المستخرج)(894)، (2/ 26) عن [زهير] وإسماعيل بن عبد الله، كلاهما عن أبي نعيم، به، بمثله، موافقًا للمصنف.
ورواه البخاري (6265)، كما سبق، وأحمد في المسند (3935)، بترقيم أحمد شاكر، (1/ 414)، والنسائي في "التطبيق" باب: كيف التشهد الأول (2/ 237) عن إسحاق بن إبراهيم.
ثلاثتهم عن أبي نعيم، به، بمثله، مقتصرين على ذكر "سيف" فقط، بدون ذكر أبيه.
والأمر سهل، لأنه قيل فيه هذا وذاك. والله تعالى أعلم بالصواب.
باب [بيان]
(1)
إيجابِ اختيارِ الدعاء بعد الفراغ من التشهد، وحكمِ
(2)
السلام على عبَادِ الله، وايجاب السلام على نَفْسِه وعلى الصالحين، والدليلِ على أنَّ "السَّلام" اسمٌ من أسماء الله
(1)
" بيان" من (ل) و (م).
(2)
في (ل) و (م): "وحظر" بدل "حكم"، وهو خطأ يخالف الأحاديث القادمة المبوَّب عليها.
2069 -
حدثنا ابنُ أبي رجاء، قال: ثنا وكيع، ح
وحدثنا الصغاني، وأبو أُمَيَّةَ، قالا: ثنا يعلى
(1)
، قالا: ثنا الأعمش
(2)
، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال:"كنَّا إذا صلَّيْنا خلف النبيِّ صلى الله عليه وسلم قلنا: "السَّلامُ على الله قِبَلَ
(3)
عِبَاده، والسلام على جبريل، والسلام على ميكائيل، والسلام على فلان وفلان". فلمّا سمعها
(4)
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الله هو السَّلامُ، فإذا جلس أحَدُكم في الصلاة فَلْيَقُلْ:
⦗ص: 396⦘
"التحياتُ لله، والصلواتُ والطيباتُ، السلام عليك أيها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاته، السلام عَلَيْنَا وعلى عباد الله الصالحين"؛ فإنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبد
(5)
في السماء والأرض، "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، ثم يَتَخَيَّرُ". هذا لفظ وكيع
(6)
.
وأما يعلى قال بنحوه ومعناه وقال: "ثم يتخير ما شاء" -يعني: "من الدعاء"
(7)
-.
(1)
هو: ابن عبيد الطنافسي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن أبي معاوية، عن الأعمش، وأحال على حديث منصور حيث ساق متنه كاملًا بنحو حديث الأعمش عن أبي وائل. كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة (1/ 302) برقم (402/ 58).
(3)
من هنا إلى نهاية قوله: "فلما سمعها
…
" لا يوجد في حديث جرير عن منصور عند مسلم.
(4)
في (ل) و (م): "فلما سمعنا" -خطأ-.
(5)
في رواية جرير عن منصور عند مسلم زيادة لفظة: "صالح" وصفًا للعبد، وكذلك في رواية زائدة عن منصور الآتية عند المصنف برقم (2072).
(6)
(ك 1/ 438).
(7)
وأخرجه البخاري (831) في "الأذان"، باب: التشهد في الآخرة (2/ 363) عن أبي نعيم، و (835)، باب: ما يتخير من الدعاء بعد التشهد، وليس بواجب، (2/ 373)، عن مسدد، عن يحيى (ابن سعيد).
وفي "الاستئذان"(6230)، باب: السلام اسم من أسماء الله تعالى- (11/ 15، مع الفتح)، عن عمر بن حفص، عن أبيه.
ثلاثتهم عن الأعمش، به، بألفاظ متقاربة أقربها إلى سياق المصنف روايةُ حفص الأخيرة.
وأخرجه الدارمي في "الصلاة"(1314)، (1/ 328) عن يعلى بن عبيد بنحوه.
2070 -
حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي
(1)
قال: ثنا حسينُ الجعفي
(2)
، قال: ثنا زائدة، عن سليمان، عن شقيق، عن عبد الله، قال:
⦗ص: 397⦘
"كُنَّا إذا قَعَدْنَا في الصلاة قلنا: السلام علينا من رَبِّنَا، السلام على جبريل وميكائيل
…
". وذكر الحديث بنحوه وقال في آخره: "ثم ليتخَيَّرْ من الكلام ما شاء".
(1)
هو أبو جعفر الكوفي.
(2)
هو: حسين بن علي بن الوليد الجعفي، وهو موضع الالتقاء هنا، فقد رواه مسلم عن =
⦗ص: 397⦘
= عبد بن حميد، عن حسين المذكور، به، بلفظ:"ثم ليتخير بعد من المسألة ما شاء "أو ما أحب". الكتاب والباب المذكوران (1/ 302) برقم (402/ 57).
2071 -
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
(1)
، قال: ثنا محمد بن جعفر
(2)
، عن شعبة، عن منصور، عن شقيق، عن عبد الله قال: "كُنَّا إذا صلينا خلف رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
…
". وذكر الحديث وقال في آخره: "فإنَّكُم إذا قلتم: "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" سَلَّمْتُمْ على كل عبد في السماء والأرض".
ولم يذكر شعبةُ "ثم ليتخيَّرْ من المسألة ما شاء".
(1)
والحديث في مسنده (1/ 439)(ص 4173) برقم (4177) -طبعة أحمد شاكر-، (7/ 237 - 238) -طبعة الرسالة- بنحو سياق المصنف بدون ذكر التشهد.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن المثنى وابن بشار، كلاهما عن محمد بن جعفر، به، وأحال متنه على حديث جرير عن منصور. الكتاب والباب المذكوران، (1/ 302) برقم (402/ 56).
2072 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا معاوية بن عمرو
(1)
، قال: ثنا زائدة
(2)
، عن منصور، عن شقيق، عن عبد الله، قال: "كُّنَّا إذا صلَّيْنا خلف
⦗ص: 398⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الرجلُ مِنَّا إذا قعد في صلاةٍ
(3)
: "السلام على الله، السلام على فلان"؛ فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم: إن الله هو السلام، فإذا قعد أحدُكم في صلاته فليقل:"التحيات لله" -إلى قوله: "وعلى عباد الله الصالحين"؛ فإنها تُصِيْبُ كُلَّ عبد في السماوات والأرض صالح لله. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه". ثم لِيَتَخَيَّرْ
(4)
بعدُ من المسألة ما شاء".
(1)
هو الأزدي، أبو عمرو البغدادي.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
هكذا في الأصل و (ط)، وفي (ل، م، س): "صلاته".
(4)
في (ل): "يتخير"، بدون اللام.
2073 -
حدثنا الغزِّيُّ
(1)
، قال: ثنا أبو نعيم
(2)
، عن الأعمش، والفِرْيابِيُّ
(3)
عن سفيان
(4)
، عن الأعمش، ح
⦗ص: 399⦘
أخبرنا أبو عبيد الله حماد بن الحسن
(5)
، قال: ثنا بَدَلُ بن المُحَبَّرِ، قال: ثنا شعبة، قال: حدثني سليمان
(6)
، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا سُرَيْجُ بن يونس
(7)
، قال: ثنا هشيم، قال: ثنا حصين
(8)
، والمغيرة
(9)
والأعمش
(10)
، ح
وحدثنا أبو أُمَيَّةَ، قال: ثنا أحمدُ بن يونس
(11)
، قال: ثنا زهير، عن مغيرة
(12)
، ح
⦗ص: 400⦘
وحدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(13)
، قال: ثنا هشامٌ، عن حماد
(14)
، ح
وحدثنا ابنُ عوف
(15)
، قال: ثنا آدم
(16)
، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا أبو النضر، قالا: ثنا شعبة، عن حماد
(17)
، ح
⦗ص: 401⦘
وحدثنا سعيدُ بن مسعود المروزي
(18)
، قال: أبنا النضر بن شُمَيْل
(19)
(20)
، قال: ثنا شعبةُ، قال: ابنا أبو هاشم
(21)
وحَصِيْن
(22)
، ح
وحدثنا أبو عبيد الله، قال: ثنا بَدَلٌ، قال: ثنا
(23)
شعبة، ثنا الحكم، وحماد، وأبو هاشم، بمثله، في التشهد
(24)
، ح
وحدثنا عباس الدُّوْرِيُّ، قال: ثنا أبو يحيى
(25)
، قال: ثنا الأعمش، ح وحدثنا نصرُ بن مَرْزُق
(26)
، قال:
⦗ص: 402⦘
ثنا الخَصِيْبُ بن ناصِحٍ
(27)
، قال: ثنا وُهَيْبٌ، كُلُّهم عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديثهم في التشهد.
(1)
هو: أبو العباس عبد الله بن محمد بن عمرو الأزدي الفلسطيني.
(2)
أخرجه البخاري في "الأذان"(831)، كما سبق في (ح / 2069).
(3)
عطف على أبي نعيم، فل (لغزيّ) هنا شيخان: أبو نعيم، والفريابي.
(4)
سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن ماجه في "الصلاة"(899) باب: ما جاء في التشهد (1/ 291) عن محمد بن معمر، عن قبيصة.
والدارقطني (1/ 351)، والطبراني (10/ 44) برقم (9901) من طريق ابن المبارك، كلاهما عن الثوري، به.
قرن قبيصةُ بالأعمش كُلًّا من: منصور، وحصين.
وقرن ابنُ المبارك به كلًّا من: والد الثوري، ومنصور، وحماد، والمغيرة.
(5)
ابن عَنْبَسَة الوراق النَّهْشَلي البصري، نزيل سامرآء.
(6)
وأخرجه أحمد في المسند (1/ 440) عن غندر، عن شعبة، به، مقرونًا بمنصور، وحماد، والمغيرة، وأبي هاشم، بنحوه.
(7)
ابن إبراهيم البغدادي، أبو الحارث.
(8)
هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي، أبو الهذيل الكوفي.
(9)
هو: ابن مقسم -بكسر الميم- الضبي مولاهم أبو هشام الكوفي الأعمى.
(10)
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (1/ 260) عن هشيم، به.
وعنه ابن حبان في صحيحه (1948)، (5/ 274 - 276).
وأخرجه البخاري (1202) في "العمل في الصلاة" باب: من سمَّى قومًا، أو سلّم في الصلاة على غيره مواجهة وهو لا يعلم، عن عمرو بن عيسى، عن عبد العزيز بن عبد الصمد، عن حصين بن عبد الرحمن، به، بنحوه.
(11)
هو: أحمد بن عبد الله بن يونس الإمام.
(12)
أخرجه البخاري في "التوحيد"(7381)، باب: قول الله تعالى: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ} (13/ 378، مع الفتح)، عن أحمد بن يونس المذكور، به، بنحوه.
وكذلك الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 263) عن حسين بن نصر، =
⦗ص: 400⦘
= والطبراني في الكبير (10/ 45) عن علي بن عبد العزيز.
كلاهما عن أحمد بن يونس، به، بنحوه.
(13)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (ص 33) برقم (249).
ورواه النسائي (2/ 240) من طريق خالد عن هشام، به.
ورواه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 262) عن أبي بكرة، عن أبي داود ووهب، وأبي عامر، كلهم عن هشام، به.
(14)
هو: ابن أبي سليمان: مسلم الأشعري مولاهم أبو إسماعيل الكوفي.
(15)
هو: محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي.
(16)
هو: ابن أبي إياس، واسمه: عبد الرحمن بن محمد العسقلاني، أصله خراساني، يكنى أبا الحسن، نشأ ببغداد. "ثقة عابد"(221 ص)(خ خد ت س ق). تهذيب الكمال (2/ 301 - 307)، التقريب (ص 86).
(17)
وأخرجه أحمد في المسند (1/ 464) عن محمد بن جعفر.
والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 262) من طريق عبد الرحمن بن زياد، كلاهما عن شعبة، به.
وأبو النضر هو: هاشم بن القاسم البغدادي.
(18)
ابن عبد الرحمن. ذكره ابن حبان في الثقات" (8/ 271)، وقال الذهبي: "المحدث المسند
…
أحد الثقات". توفي سنة 271 هـ. سير أعلام النبلاء (12/ 504 - 505).
و"المروزي ": -بفتح الميم والواو- نسبة إلى "مرو الشاهجان". المسالك والممالك (ص 147)، الأنساب (5/ 265)، اللباب (3/ 199).
(19)
هو المازني، أبو الحسن النحوي البصري. و"ابن شميل" لم يرد في (ل) و (م).
(20)
(425).
(21)
هو الرماني -بضم الراء، وتشديد الميم- الواسطي، اسمه: يحيى بن دينار، وقيل: ابن الأسود، وقيل: ابن نافع. "ثقة"(122، وقيل سنة 145 هـ) ع.
الأنساب (3/ 89)، تهذيب الكمال (34/ 362 - 363)، التقريب (ص 680).
(22)
وأخرجه أحمد عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن الأعمش، ومنصور، وحماد، والمغيرة، وأبي هاشم، به. المسند (1/ 440)، وعنه الطبراني في "الكبير"(10/ 45)، وأخرجه النسائي (2/ 241) مثل أحمد.
(23)
في (ل) و (م): "قال: سمعت. . .".
(24)
وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 45) كذا الإسناد عن الحكم وحصين فقط.
(25)
هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمّاني أبو يحيى الكوفي، لقبه:"بَشْمِين".
(26)
أبو الفتح المصري.
(27)
هو الحارثي البصري، نزيل مصر. قال أبو زرعة:"ما به بأس، إن شاء الله". وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"ربما أخطأ". ووثقه أحمد بن سعد بن الحكم. وقال الحافظ: "صدوق يخطئ"(8 وقيل: 207 هـ). روى له النسائي في "اليوم والليلة" حديثًا واحدًا. الجرح والتعديل (3/ 397)، الثقات لابن حبان (8/ 232)، تهذيب الكمال (8/ 255 - 256) إكمال مغلطائي (1/ الورقة 328 - على ما نقل عنه بشار في حاشيته على تهذيب الكمال (8/ 256) - التقريب (ص 193).
2074 -
حدثنا الحسنُ بن عَفَّان، قال: ثنا عبيد الله
(1)
، قال: أبنا حريث
(2)
، عن واصل
⦗ص: 403⦘
الأَحْدَب
(3)
، ح
وحدثنا أبو أُمَيَّةَ، قال: ثنا سعيد بن سليمان
(4)
، قال: ثنا شَرِيكٌ
(5)
،
⦗ص: 404⦘
عن جامع بن أبي راشد
(6)
(7)
.
وحدثنا إسحاقُ الدَّبَرِيُّ، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن حماد، ومنصور، وحصين، والأعمش، وأبي هاشم- كلُّهم عن أبي وائل.
وسفيان
(8)
، عن أبي إسحاق
(9)
، عن الأسود، وأبي الأحوص
(10)
، عن عبد الله
(11)
، ح
⦗ص: 405⦘
(12)
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا هاشمُ بن القاسم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحْوَص، وأبي عبيدة
(13)
، عن عبد الله
(14)
، ح
وحدثني فَضْلَكَ [الرازيُّ]
(15)
، قال: حدثنا قتيبة، قال: ثنا عَبْثَرٌ، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله
(16)
، كلُّهُمْ ذكروا تَشَهُّدَ عبد الله
(17)
.
(1)
هو: ابن موسى بن باذام العبسي الكوفي.
(2)
تصحف "حريث" في (ل) و (م) إلى "الحارث".
وهو: ابن أبي مطر -واسمه: عمرو- الفزاري أبو عمرو الحناط الكوفي. (خت ت ق).
ضعفه كل من: -يحيى بن معين، وعمرو بن علي الفلّاس، وأبي حاتم، والنسائي [وقال في موضع: متروك الحديث] وابن شاهين. وقال البخاري: "فيه نظر". وقال في الضعفاء: "ليس عندهم بالقوي". وقال ابن حبان: "وكان ممن يخطئ، لم يَغْلِبْ خطؤُه على صوابه فيُخْرِجُه عن حدّ العدالة، ولكنه إذا انفرد بالشيء لا يُحْتَجُّ به".
وقال الذهبي: "متروك الحديث"، وقال الحافظ:"ضعيف، من السادسة".
انظر: رواية ابن طهمان عن ابن معين (111)(ص 55)، تاريخ البخاري الكبير (3/ 71)، الضعفاء (90)، ضعفاء النسائي (220)(ص 165)، الجرح والتعديل (3/ 264)، المجروحين لابن حبان (1/ 260)، الكامل في الضعفاء (2/ 200)، =
⦗ص: 403⦘
= تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين لابن شاهين (158)(ص 80)، تهذيب الكمال (5/ 562 - 565)، الكاشف (1/ 318)، المغني في الضعفاء (1357)(1/ 154)، ديوان الضعفاء (869)(ص 76)، التقريب (ص 156)، الفلاس منهجه وأقواله في الرواة (ص 79 - 80).
(3)
ورواه الطبراني في "الكبير"(9906)، (10/ 45) عن عبدان بن أحمد، عن محمد بن علي بن عفان، عن عبيد الله، به.
(4)
هو الضبي، أبو عثمان الواسطي، نزيل بغداد.
(5)
هو: ابن عبد الله النخعي، الكوفي، القاضي بواسط، ثم الكوفة، أبو عبد الله. قال ابن حبان في "المشاهير" (1353):"وكان من الفقهاء والمذكورين، من العلماء الذين واظبوا على العلم، ووقَّفوا أنفسهم عليه، وكان يَهِمُ في الأحايين إذا حَدَّثَ من غير كتابه". وقال في "الثقات"(6/ 444): "
…
وكان في آخر عمره يخطئ فيما يروي، تغير عليه حفظه، فسماع المتقدمين عنه الذين سمعوا منه بواسط ليس فيه تخليط، مثل يزيد بن هارون، وإسحاق الأزرق، وسماع المتأخرين عنه بالكوفة فيه أوهام كثيرة".
وقال الحافظ في التقريب (ص 266): "صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلًا فاضلًا عابدًا، شديدًا على أهل البدع"، مات سنة 7 أو 178 هـ. (خت م -في المتابعات- 4). تهذيب الكمال (12/ 462 - 475).
ولم يذكره أصحاب كتب الاختلاط إلا السبط في "الاغتباط"(ص 170). وذكر قول ابن حبان المذكور.
ولعل الراوي عن شريك -هنا- وهو سعيد بن سليمان- يكون ممن سمع عنه في واسط، لأنه واسطي، ويكون -على قول ابن حبان- ممن سمع منه قبل الاختلاط، على أن هذا الاحتمال ضعيف، لأنه كان نزيل بغداد.
(6)
هو: الكاهلي، الصيرفي، الكوفي. "ثقة، فاضل، من الخامسة"، ع. تهذيب الكمال (4/ 485 - 486)، التقريب (ص 137).
(7)
وأخرجه أحمد في المسند (1/ 394) عن يحيى بن آدم، عن شريك، به،
وأخرجه أبو داود في "الصلاة"(969) باب: التشهد (1/ 592) من طريق إسحاق الأزرق، عن شريك، عن جامع بن شداد، عن أبي وائل، به، وزاد في السياق للمتن.
(8)
هو الثوري، ويروي عنه هنا عبد الرزاق، وعنه الدبري -كما سبق-.
(9)
هو: عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود هو: ابن يزيد النخعي.
(10)
هو: عوف بن مالك بن نضْلة -بفتح النون، وسكون المعجمة- الجُشمي -بضم الجيم، وفتح المعجمة- الكوفي، مشهور بكنيته. "ثقة، من الثالثة" قتل في ولاية الحجاج على العراق. (بخ م 4). تهذيب الكمال (22/ 445 - 446)، التقريب (ص 433).
(11)
وهو في مصنف عبد الرزاق (3061)(2/ 199). عن الثوري، عن الستة المذكورين بهذين الإسنادين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9888)(10/ 41) بإسناد المصنف.
وأخرجه أحمد في المسند (1/ 423)، وابن ماجه (899) في "إقامة الصلاة" باب: ما جاء في التشهد، وابن حبان (1950)(5/ 279)، عن محمد بن عبد الرحمن الدغولي، كلاهما (ابن ماجه والدغولي) عن محمد بن يحيى الذهلي؛ والبيهقي في =
⦗ص: 405⦘
= "الكبرى"(2/ 277) من طريق أحمد بن منصور، ثلاثتهم (أحمد، والذهلي، وأحمد بن منصور) عن عبد الرزاق؛ وابن حبان (1956)(5/ 285 - 286) من طريق إبراهيم بن خالد الصنعاني، كلاهما عن الثوري، به.
وليس في إسناد ابن حبان الأول ذكرٌ لحماد وحصين.
(12)
من هنا إلى قوله: "عن أبي الأحوص" في السطر التالي ساقط من (س).
(13)
هو: ابن عبد الله بن مسعود، مشهور بكنيته، والأشهر أنه لا اسم له غيرها، ويقال: اسمه: عامر، كوفي. "ثقة، من كبار الثالثة، والراجح أنه لا يصح سماعه من أبيه، مات بعد سنة 80 هـ". ع. تهذيب الكمال (14/ 61 - 63)، التقريب (ص 656).
(14)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(9915)(10/ 49) عن علي بن عبد العزيز، عن عبد الله بن رَجَاء، عن إسرائيل، به.
(15)
من (ل) و (م) وهو كذلك.
(16)
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9913)، (10/ 47 - 48)، وله إلى عبثر طريقان:
1 -
طريق قتيبة، يروي عنه موسى بن هارون.
2 -
طريق سعيد بن عمرو الأشعثي، يروي عنه محمد بن عبد الله الحضرمي.
(17)
في (ل) و (م) زيادة (وحديثهم فيه).
باب [بيانِ]
(1)
إيجابِ الصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم بعد السلام عليه
(2)
، وعلى عباد الله الصالحين في التَّشَهُّدِ، وثوابه
(1)
من (ل) و (م).
(2)
كلمة "عليه" ساقطة من (ل) و (م).
2075 -
أخبرنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابنُ وهب، أن مالكًا
(1)
حدَّثَه عن نُعيم بن عبد الله المُجْمر
(2)
، أنَّ محمدَ بن عبد الله بن زيد الأنصاري
(3)
-وعبد الله بن زيد هو الذي أُرِيَ النداء بالصلاة
(4)
- أخبره
⦗ص: 407⦘
عن أبي مسعود الأنصاري
(5)
، أنه قال: أتانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في مسجد
(6)
⦗ص: 408⦘
سعد بن عبادة
(7)
، فقال له بشير بن سعد
(8)
: "أمرنا الله أن نُصَلِّيَ عليكَ، فكيف نصلي عَلَيْكَ؟ قال: "فسكت النبي صلى الله عليه وسلم حتى تَمَنَّيْنَا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
(9)
، كما صلَّيْتَ على آل إبراهيم
(10)
، وبارك على محمد
⦗ص: 409⦘
وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، والسلام كما قد عُلِّمْتُمْ".
(1)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن يحيى بن يحيى التميمي، قال: قرأت على مالك، به، بمثله، بزيادة لفظة:"يا رسول الله" بعد قوله: "أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك". الصحيح، كتاب الصلاة، باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد (1/ 305) برقم (405).
(2)
هو المدني، مولى آل عمر، يعرف بـ "المجمر" -بضم الميم الأولى، وكسر الثانية، بينهما جيم ساكنة- وكذا أبوه. "ثقة، من الثالثة". ع.
وقيل له "المجمر" لأنه كان يأخذ المجمر قُدَّامَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا خرج للصلاة في شهر رمضان. وقال ابن ماكولا: "كان يُجَمِّر المسجد". الإكمال لابن ماكولا (7/ 175 - 176)، الأنساب (5/ 203)، تهذيب الكمال (29/ 487 - 489)، توضيح المشتبه (8/ 89)، التقريب (ص 565).
(3)
المدني. "ثقة من الثالثة". (عخ م 4). تهذيب الكمال (25/ 482 - 484)، التقريب (ص 488).
(4)
يشير إلى خبره المعروف في ذلك، رواه أحمد في المسند (4/ 42، 43)، وأبو داود (499) في الصلاة، باب: كيف الأذان، وابن ماجه (706) في الأذان، باب بدء =
⦗ص: 407⦘
= الأذان، وابن حبان (1679)، (4/ 572 - 573) وغيرهم من طرق عن محمد بن عبد الله بن زيد المذكور عن أبيه.
وكانت رؤياه تلك في السنة الأولى من الهجرة بعد ما بنى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مسجده.
السيرة لابن هشام (2/ 111 - 112)، تهذيب الكمال (14/ 541).
(5)
اسمه: عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري البدري، مات قبل الأربعين، وقيل بعدها.
ع. [في تهذيب الكمال (عقبة بن ثعلبة بن عمرو)، وهذا خطأ قطعًا كما في مصادره ترجمته]. انظر: الثقات لابن حبان (3/ 279)، الاستيعاب (1846)(3/ 184)، أسد الغابة (3717)، تهذيب الكمال (20/ 210 - 218)، التقريب (ص 395)، الإصابة (5622)، (4/ 432).
(6)
كذا في النسخ، وفي الموطأ -رواية يحيى- (1/ 165 - 166) و (505)(1/ 195 - 196) -من رواية أبي مصعب- و (163)(ص 144) -من رواية الحدثاني- و (شرح مشكل الآثار)(2229)، (6/ 6)، حيث رواه عن يونس بن عبد الأعلى، به، بلفظ:"في مجلس".
وهو كذلك في صحيح مسلم، ورواه أحمد (4/ 118) عن عثمان بن عمر، وفي (5/ 273) عن إسحاق -والشافعي في "مسنده"(1/ 90 - 91)، وعبد الرزاق (3108)، والدارمي (1317)، (1/ 329 - 330) عن عبيد الله بن عبد المجيد- وأبو داود (980)، (1/ 600) عن القعنبي- والترمذي (3220)، (5/ 335) - من طريق معن، والنسائي (3/ 45) في "المجتبى"، و (1208)، (1/ 381) من "الكبرى" من طريق ابن القاسم، وابن حبان (1958)، (1965) من طريق أحمد ابن أبي بكر، والطبراني في (الكبير)(17/ 264) عن إسماعيل بن أبي أويس، عشرتهم عن مالك، به، بهذا اللفظ:"مجلس".
(7)
ابن دُلَيْم بن حارثة الأنصاري الخزرجي، سيد الخزرج، صحابي معروف (4).
انظر: الاستيعاب (949)، (2/ 161)، أسد الغابة (2012)، (2/ 441 - 443)، تهذيب الكمال (10/ 277 - 281)، الإصابة (3180)، (3/ 55 - 56).
(8)
في رواية الدارمي (1317) عند ذكر بشير هذا: "وهو أبو النعمان بن بشير" فهو: "بشير بن سعد بن ثعلبة بن خَلّاس -بفتح الخاء المعجمة، وتشديد اللام، على ما ضبطه الدارقطني، وتبعه غيره- الأنصاري، صحابي جليل، استشهد بعين التمر سنة 12 هـ (س). انظر: المؤتلف والمختلف للدارقطني (2/ 864 - 865)، معرفة الصحابة لأبي نعيم (293)، (3/ 96 - 100)، الاستيعاب (194)، (1/ 252 - 253)، إكمال ابن ماكولا (3/ 169 - 170)، أسد الغابة (459)، المشتبه للذهبي (1/ 196)، الإصابة (694)، (1/ 442).
(9)
(ك 1/ 426).
(10)
كذا في الأصل و (ط) و (س) و (شرح مشكل الآثار)(2229)، وهو موافق لما في الموطأ -رواية أبي مصعب، ونسخة الظاهرية لرواية الحدثاني -كما أفاده المحقق، وسنن النسائي "المجتبى"(3/ 45)، وصحيح ابن حبان (1958).
وفي (ل) و (م) بدون لفظة "آل" وهو موافق لما في رواية يحيى الليثي من الموطأ، ونسخة إسطنبول من رواية الحدثاني، وجميع المصادر الباقية المذكورة عند جملة:"في مسجد سعد بن عبادة".
2076 -
حدثنا يوسفُ بن مُسَلَّم قال: ثنا حجاج بن محمد، قال: حدثني شعبة، ح
وحدثني عباس الدوري
(1)
، قال: ثنا شبابةُ، ح
وحدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(2)
، ح
وحدثنا يزيدُ بن عبد الصمد
(3)
، قال: ثنا آدم
(4)
، كلُّهم عن شعبة
(5)
، عن الحكم
(6)
، قال:
⦗ص: 410⦘
سمعت ابن أبي ليلى
(7)
يُحَدِّثُ عن كَعْبِ بن عُجْرة، أنه قال: ألا أهدي إليك
(8)
هدية؟ خرج علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسولَ الله
(9)
، قد عَرَفْنا كيف نُسَلِّمُ عليك، فكيف نصلي
(10)
؟ فقال
(11)
: "قولوا: اللهُمَّ صَلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما
(12)
[صَلَّيْتَ على إبراهيم
(13)
إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد
(14)
وعلى آل محمد، كما] باركت على إبراهيم وعلى
(15)
آل إبراهيم إنك حميد مجيد"
(16)
حَدِيْثُهم واحد.
(1)
"الدوري" لم يرد في (ل) و (م).
(2)
هو الطيالسي، ولا يوجد الحديث في مسنده المطبوع في مسند أبي مسعود (ص 85)، وأما بشير بن سعد فلا مسند له عنده أصلًا.
(3)
هو: يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي.
(4)
هو: ابن أبي إياس العسقلاني.
(5)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، به، بنحوه.
كتاب الصلاة، باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد (1/ 305) برقم (406).
(6)
هو: ابن عُتَيْبة -بالمثناة، ثم الموحدة، مصغرًا- أبو محمد الكندي الكوفي. "ثقة، ثبت، فقيه، إلا أنه ربما دلس"(113 هـ) ع، ذكره الحافظ في المرتبة الثانية من مراتب المدلسين. انظر: تهذيب الكمال (7/ 114 - 120)، جامع التحصيل (ص 106)، قصيدة المقدسي (ص 107)، التبيين للحلبي (ص 23)، التقريب (ص 170)، تعريف أهل التقديس (ص 107)، التدليس في الحديث (ص 257 - 258).
(7)
هو: عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، المدني، ثم الكوفي.
(8)
في (ط): "لك" ومثله في صحيح مسلم والبخاري (6357) وأحمد (4/ 241) كلهم من طريق شعبة، به.
(9)
جملة النداء لا توجد في صحيح مسلم.
(10)
في صحيح مسلم هنا زيادة لفظة "عليك".
(11)
في (ل) و (م): "قال" ومثله في صحيح البخاري ومسلم وأحمد.
(12)
من هنا إلى قوله: "كما باركت" لا يوجد في الأصل و (ط)، والمثبت من (ل، م، س) وهو مستدرك في الأصل في الهامش بخط مغاير لخط الناسخ.
(13)
كذا في النسخ، وفي صحيح مسلم:"كما صليت على آل إبراهيم"، ورواية البخاري -عن آدم نفسه- موافقة مع سياق مسلم، وكذلك سياق أحمد.
(14)
سقطت كلمة "على محمد" من (س).
(15)
وفي (ل) و (م): "وآل إبراهيم" بدون لفظة "على"، أما سياق صحيح مسلم والبخاري وأحمد ففيه:"كما باركت على آل إبراهيم إنك. . ." بدون تكرار إبراهيم.
(16)
وأخرجه البخاري (6357) في "الدعوات"، باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عن آدم، به، بمثل سياق مسلم إلا في زيادة جملة النداء عند السؤال.
2077 -
حدثنا أبو عمرو بن حازم الغِفَاريُّ
(1)
قال: ثنا علي بن قادم
(2)
قال: ثنا مِسْعَر
(3)
، عن الحكم، بإسناده، مثله.
وليس في حديث مسعر: "ألا أهدي لك هدية"
(4)
؟
(1)
هو: أحمد بن حازم بن محمد بن يونس بن قيس بن أبي غرزة (بتقديم الراء المهملة على المعجمة) الكوفي. و"الغفاري": بكسر الغين المعجمة، وفتح الفاء، وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى "غفار"، وهو: غفار بن مُلَيل بن ضمرة. . . الأنساب (4/ 304)، اللباب (2/ 387).
(2)
هو الخزاعي، أبو الحسن الكوفي.
(3)
هو: ابن كِدام، وهو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن زهير بن حرْب وأبي كريب، قالا: حدثنا وكيع، عن شعبة ومسعر، به، وقال:"وليس في حديث مسعر: "ألا أهدي لك هدية". الكتاب والباب المذكوران (1/ 305) برقم (406/ 67).
(4)
وأخرجه البخاري (4797) في "التفسير"، باب:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)} (8/ 392، مع الفتح)، عن: سعيد بن يحيى، عن أبيه، عن مسعر، عن الحكم، به.
2078 -
حدثنا حمدونُ بن عَبّاد
(1)
قال: ثنا أبو بَدْرٍ
(2)
، قال: ثنا سليمانُ بن مِهْران
(3)
، ح
⦗ص: 412⦘
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا قبيصةُ
(4)
، قال: ثنا سفيان
(5)
، عن الأعمش
(6)
ح
وحدثنا ابنُ الجُنَيد
(7)
، قال: ثنا أبو أحمد الزُّبَيْرِيُّ
(8)
، قال: ثنا مالك بن مِغْوَل
(9)
، كلاهما عن الحكم، بإسناده، وحديثهما فيه.
(1)
هو البغدادي، أبو جعفر البزاز، المعروف بالفَرْغاني.
(2)
هو: شجاع بن الوليد بن قيس السكوني الكوفي.
(3)
هنا موضع الالتقاء، وانظر ما بعده.
(4)
هو: ابن عقبة السوائي.
(5)
هو الثوري.
(6)
هنا موضع الالتقاء، وانظر ما بعده.
(7)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد، أبو جعفر الدقاق.
(8)
هو: محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي الكوفي. وفي (م): "الزهري" وهو خطأ.
(9)
هو الكوفي، أبو عبد الله، و"مغول" بكسر أوله، وسكون المعجمة، وفتح الواو. "ثقة ثبت"(159 هـ) على الصحيح. ع. تهذيب الكمال (27/ 158 - 162)، التقريب (ص 518).
و"مالك" هو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن:
محمد بن بكَّار، حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن الأعمش، وعن مسعر، وعن مالك بن مغول، كلهم عن الحكم، به، بمثله، إلا أنه قال:"وبارك على محمد" ولم يقل: "اللهم". الكتاب والباب المذكوران (1/ 306)، برقم (406/ 68).
2079 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا قبَيْصَةُ، عن سفيان
(1)
، عن إبراهيمَ بن مهاجر
(2)
، عن مجاهد
(3)
وعن يزيد بن أبي زياد
(4)
، كلاهما عن
⦗ص: 414⦘
ابنِ أبي ليلى
(5)
، ح
وحدثنا عليُّ بن حرْب [الطائيُّ]
(6)
، قال: ثنا محمدُ بن فُضَيْل، قال:
⦗ص: 415⦘
ثنا يزيدُ بن أبي زياد، ويعلى
(7)
، عن الأجْلَح
(8)
، عن الحكم
(9)
كلاهما
(10)
⦗ص: 416⦘
عن ابنِ أبي ليلى
(11)
، ح
وحدثنا محمد بن علي بن داود
(12)
، قال: ثنا عبد الصمد بن النعمان
(13)
، عن حمزة الزيات
(14)
، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى
(15)
، كلّهم عن كَعْبِ بن عُجْرَة، قال أَكْثَرُهم: "لما نزلَتْ هذه الآيةُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
⦗ص: 417⦘
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)}
(16)
جاء رجلٌ
(17)
إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، هذا السلام عليكَ، فكيف الصلاة عليك؟ ". وذكر الحديث.
(1)
هو الثوري، فابن عيينة لا يروي عن إبراهيم الآتي.
(2)
ابن جابر البجلي، أبو إسحاق الكوفي.
(3)
هو: ابن جبر المكي.
(4)
القرشي الهاشمي مولاهم، أبو عبد الله الكوفي، (136 هـ)، (خت م -مقرونًا- 4). =
⦗ص: 413⦘
= وثقه: يعقوب بن سفيان الفسوي. وابن شاهين، وقال:"ثقة، لا يعجبني قول من تكلم فيه". واعتبره الإمام مسلم ممن يشمله اسم الستر والصدق. وقال ابن سعد: "وكان ثقة في نفسه، إلا أنه اختلط في آخر عمره، فجاء بالعجائب". وقال أبو داود: "ثبت لا أعلم أحدًا ترك حديثه، وغيره أحب إلي منه". وقال العجلي: "جائز الحديث، وكان بأخرة يلقن". وقال ابن عدي: "من شيعة أهل الكوفة، ومع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
وجرحه بالتضعيف أو ما دونه جماعة منهم:
ابن معين (ضعيف الحديث).
وأحمد: (حديثه ليس بذاك).
وأبو زرعة: (لين، يكتب حديثه، ولا يحتج به).
وأبو حاتم الرازي: (ليس بالقوي).
والجوزجاني: (سمعتهم يضعفون حديثه).
والنسائي: (ليس بالقوي)، (لا يحتج بحديثه).
وابن حبان: (وكان يزيد صدوقًا، إلا أنه لما كَبُرَ ساء حفظُه وتغَيَّر، فكان يتلقن ما لقِّنَ، فوقع المناكير في حديثه من تلقين غيره إياه وإجابَتِه فيما ليس من حديثه لسوء حفظه، فسماع من سمع منه قبل دخول الكوفة في أول عمره سماع صحيح، وسماع من سمع منه في آخر قدومه الكوفة بعد تغير حفظه وتَلَقُّنه ما يُلَقَّنُ سماع ليس بشيء".
والدارقطني (ضعيف، لا يحتج به).
وقال الذهبي في "الكاشف": "شيعي عالم فهم، صدوق، رديء الحفظ، لم يترك"، وذكره في "المغني في الضعفاء"، و"ديوان الضعفاء". =
⦗ص: 414⦘
= وقال الحافظ: "ضعيف، كبر فتغير، وصار يتلقن، وكان شيعيًّا".
خلاصة الأقوال:
كان من الشيعة؛ بعضهم يُمَشُّونه في أول أمره، وتكاد تجتمع الأقوال على أنه اختلط، وصار يتلقن، وساء حفظه.
نجد في كلام ابن حبان تفصيلًا أكثر، ولكن لم أتعرف على من سمع منه قبل التغير أو بعده حتى ينظر في أمرهم.
غالبهم على ضعفه، على أن جرحهم له ليس شديدًا، فهو كما قال أبو داود:"لم يترك حديثه". وكلام الحافظ فيه يكاد يكون خلاصة لجميع الأقوال.
ويزيد هنا متابَع قاصرةً وتامةً، فلا يضر ضعفه هنا.
انظر: طبقات ابن سعد (6/ 330)، العلل ومعرفة الرجال -رواية عبد الله- (2/ 33)، مقدمة الإمام مسلم لصحيحه (1/ 5)، أحوال الرجال للجوزجاني (135)، (ص 92)، سؤالات ابن الجنيد (883)، (ص 488)، ثقات العجلي (1843)، (ص 479)، المعرفة والتاريخ (3/ 81)، تاريخ الدارمي (250، 878)(ص 94، 229)، الضعفاء للنسائي (651)، (ص 252)، السنن الكبرى للنسائي (2/ 235)، سؤالات الآجري (3/ 158)، الجرح (9/ 265)، المجروحين لابن حبان (3/ 100)، سنن الدارقطني (4/ 244)، الثقات لابن شاهين (ص 349)، الكامل لابن عدي (7/ 275 - 276)، الكاشف (2/ 382)، المغني في الضعفاء (7101)(2/ 749)، ديوان الضعفاء (4722)، (ص 441)، التقريب (ص 601).
(5)
هو: عبد الرحمن الأنصاري، وهو موضع الالتقاء هنا، انظر التفصيل في نهاية السند.
(6)
من (ل) و (م) وهو كذلك.
(7)
أي: من طريق علي بن حرْب، فـ (عليُّ بن حرْب) له شيخان هنا: محمد بن فضيل ويعلى، وهو: ابن عبيد الطنافسي.
(8)
هو: ابن عبد الله بن حُجيّة -بالمهملة والجيم، مصغر- يكنى أبا حجية، الكندي، يقال: اسمه يحيى. (145 هـ)(بخ 4).
وثقه ابن معين -في روايتي: الدوري، والدارمي، وقال إسحاق عنه:"صالح"-، والعجلي، وقال الفلاس:"مستقيم الحديث، صدوق". وقال يحيى بن سعيد القطان: "في نفسي منه شيء". وقال أبو حاتم: "ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به".
وضعفه: ابنُ سعد (وكان ضعيفًا جدًّا)، والجوزجاني وقال:(مُفْتَرٍ) والنسائي، وابنُ حبان. وقال ابن عدي -بعد ما أورد له بعض ما ينكر عليه-: "له أحاديث صالحة غير ما ذكرته
…
ولم أجد له شيئًا منكرًا مجاوز الحد، لا إسنادًا ولا متنًا، وهو أرجو أنه لا بأس به، إلا أنه يُعد في شيعة الكوفة، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق".
وذكره الذهبي في كتابه "من تكلم فيه وهو موثق"(ص 58) وقال: "شيعي، مشهور، صدوق"، وفي "المغني في الضعفاء" و "ديوان الضعفاء". وقال الحافظ:"صدوق شيعي"، وهو كما قال. انظر: طبقات ابن سعد (2553)، (6/ 336)، تاريخ ابن معين -رواية الدوري- (2/ 19)، أحوال الرجال (32)، (ص 52)، ثقات العجلي (48)، (ص 57)، تاريخ الدارمي (ص 77) برقم (178)، السنن الكبرى للنسائي (2/ 275)، الجرح (2/ 347)، المجروحين لابن حبان (1/ 175)، الكامل لابن عدي (1/ 429)، تهذيب الكمال (2/ 275 - 280)، من تكلم فيه وهو موثق (ص 58)، المغني في الضعفاء (229)، (1/ 32)، ديوان الضعفاء (287)، (ص 22)، ميزان الاعتدال (1/ 79)، التقريب (ص 96).
(9)
هو: ابن عتيبة، وهو موضع الالتقاء هنا، انظر ما بعده.
(10)
وهما: يزيد بن أبي زياد والحكم بن عتيبة.
(11)
هنا موضع الالتقاء في جميع الطرق، رواه مسلم عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار (واللفظ لابن المثنى) عن غندر، عن شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، به، وليس فيه قصة الآية. كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد، (1/ 305) برقم (406).
(12)
هو البغدادي، نزيل مصر، المعروف بابن أخت غزال.
(13)
أبو محمد البغدادي النسائي، يقال إن أصله كوفي، سكن بغداد. (216 هـ). وثقه ابن معين، والعجلي، وابن شاهين، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال أبو حاتم:"صالح الحديث، صدوق". وقال النسائي والدارقطني: "ليس بالقوي". انظر: تاريخ الدارمي (2/ 364)، ثقات العجلي (1005)(ص 303)، الجرح (6/ 52)، ثقات ابن حبان (8/ 415)، ثقات ابن شاهين (934)، (ص 242)، تاريخ بغداد (11/ 39 - 40)، السير (9/ 518)، ميزان الاعتدال (2/ 621)، لسان الميزان (4/ 374).
(14)
حمزة هو: ابن حبيب القارئ، أبو عمارة الكوفي، التيمي مولاهم. وثقه ابن معين، وقال الذهبي:"وحديثه لا ينحط عن رتبة الحسن". وقال الحافظ: "صدوق، زاهد، ربما وهم". (6 أو 158 هـ). (م 4). تاريخ ابن معين -برواية الدوري- (2/ 134)، الجرح والتعديل (3/ 210)، تهذيب الكمال (7/ 314 - 323)، السير (7/ 90)، التقريب (ص 179).
(15)
هنا موضع الالتقاء -كما سبق-. وانظر تخريجه كاملًا في "الفتح"(11/ 158 - 159).
(16)
سورة "الأحزاب": (56).
(17)
راجع "الفتح"(11/ 158) في تحديد هذا السائل، وقد أطال فيه بحيث يصعبُ اختصارهُ هنا.
2080 -
أخبرنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابنُ وهب، ح
وحدثنا عليُّ بن حرْب [الطائي]
(1)
، قال: ثنا عبد الملك بن عبد العزيز
(2)
الماجشون
(3)
، كلاهما
⦗ص: 418⦘
أنَّ مالكَ بن أنس
(4)
حَدَّثهما عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
(5)
، عن أبيه، عن عمرو بن سليم
(6)
قال: أخبرني أبو حميد السَّاعدي
(7)
، أنهم قالوا: يا رسولَ الله، كيف نُصَلِّي عليك؟ قال
⦗ص: 419⦘
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "قولوا: "اللهُمَّ صل على محمد وعلى أزواجه وذُرِّيَّتِه، كما صَلَّيْتَ على آل
(8)
إبراهيم، وباركْ على محمد وأزواجه
(9)
وذريته، كما باركتَ على آل إبراهيم إنك حميد مجيد"
(10)
.
(1)
من (ل) و (م) وهو كذلك.
(2)
(ك 1/ 426).
(3)
هو التيمي مولاهم المدني المالكي، تلميذ الإمام مالك، أبو مروان (213 هـ)(كد س ق). مفتي أهل المدينة في زمانه، فقيه مشهور.
أما الحديث فمد غمزه فيه غير واحد، ومن أقوالهم فيه:
1 -
قال الأثرم: "قلت لأحمد: إن عبد الملك بن الماجشون يقول: في سند "أو كذا" قال: "مَنْ عبد الملك؟! من أهل العلم؟! مَنْ يأخذ مِنْ عبد الملك؟ ".
2 -
قال الآجري عن أبي داود: "كان عبد الملك لا يعقل الحديث" وعلق الذهبي على كلامه بقوله: "يعني: لم يكن من فرسانه، وإلا فهو ثقة في نفسه".
3 -
قال ابن البرقي: "دعاني رجلٌ إلى أن أمضي إليه، فجئناه فإذا هو لا يدري الحديث أيش هو".
4 -
وضعفه الساجي، وقال: "ضعيف الحديث، صاحب رأي، وقد حدث عن مالك =
⦗ص: 418⦘
= بمناكير". وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 389). وقال الذهبي في "الكاشف": "رأس في الفقه، قليل الحديث، صدوق". وقال الحافظ:"صدوق له أغلاط في الحديث".
فهو كما سبق: فقيه، قليل الحديث، صدوق. طبقات ابن سعد (1476)، (5/ 506)، الجرح والتعديل (5/ 358)، تهذيب الكمال (8/ 3581 - 362) السير (10 - / 359 - 360)، الكاشف (1/ 667)، تهذيب التهذيب (6/ 361 - 362)، التقريب (ص 364).
(4)
"ابن أنس" لم يرد في (ل) و (م)، ومالك موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا روح، وعبد الله بن نافع، ح
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم (واللفظ له) قال: أخبرنا روح، عن ماللث بن أنس، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران (1/ 306) برقم (407).
(5)
هو الأنصاري المدني القاضي. "ثقة"(135 هـ) ع. تهذيب الكمال (14/ 349 - 352)، التقريب (ص 297).
(6)
هو الزرقي الأنصاري.
(7)
صحابي مشهور، اسمه: المنذر بن سعد بن المنذر، أو: ابن مالك، وقيل: اسمه عبد الرحمن، وقيل: عمرو، شهد أحدًا وما بعدها، وعاش إلى أول خلافة يزيد سنة 60 هـ. الكنى والأسماء للإمام مسلم (904)، (1/ 264)، الاستيعاب (2951)، (4/ 199)، أسد الغابة (5829)، (6/ 75 - 76)، تهذيب الكمال (33/ 264 - 265)، الإصابة (9798)، (7/ 80 - 81).
(8)
كلمة "آل" ساقطة من (م).
(9)
في (ل) و (م): "وعلى أزواجه" بزيادة "على" وهذا موافق لما في صحيح مسلم، أما البخاري فبدون "على" في الموضعين.
(10)
وأخرجه البخاري (3369) في "أحاديث الأنبياء" عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، به، بمثله، إلا ما أشير إليه قبل قليل. الصحيح له (6/ 469، مع الفتح).
2081 -
حدثنا محمدُ بن يحيى
(1)
، قال: ثنا ابنُ أبي مريم
(2)
، قال: ثنا محمدُ بن جعفر
(3)
، [ح]
(4)
.
[قال محمد]
(5)
: وحدثنا يحيى بن صالح، قال: ثنا سليمانُ بن بلال
(6)
، قالا: ثنا العلاءُ بن عبد الرحمن بن يعقوب
(7)
، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
⦗ص: 420⦘
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلّى عليّ واحدةً صلَّى الله عليه عشرة".
(1)
هو الذهلي.
(2)
هو: سعيد بن الحكم بن محمد الجمحي بالولاء، المصري.
(3)
ابن أبي كثير الأنصاري مولاهم المدني.
(4)
علامة التحويل (ح) من (ل)، والسياق يقتضيها.
(5)
ما بين المعقوفتين من (ل) و (م)، ووجوده أنسب، وبه يستقيم السياق؛ لأن قائل "حدثنا" هنا هو: الذهلي، والمصنف لم يدرك الوحاظيَّ. [ولم يُشر الحافظ ابنُ حجر إلى رواية أبي عوانة هذه في (الاتحاف) (5/ 215/ ب) -نسخة الحافظ السخاوي-].
و"يحيى" هذا هو الوُحاظي الحمصي.
(6)
هو التيمي مولاهم أبو محمد المدني.
(7)
هو الحرقي -بضم المهملة، وفتح الراء، بعدها قاف- أبو شبل المدني. =
⦗ص: 420⦘
= و"علاء" هو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم -رحمهما الله تعالى-، رواه الأخير عن يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حُجْر، قالوا: حدثنا إسماعيل (وهو ابن جعفر) عن العلاء، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران (1/ 306) برقم (408)
[باب]
(1)
بيانِ الدعاء الذي يدعو به المصلّي بعد فَراغِه من التَّشَهُّدِ قبل السلام، وإيجاب التّعوُّذِ من أربعة أشياء في التشهد الآخر
(1)
من (ل) و (م).
2082 -
حدثنا بحرُ بن نصر
(1)
، قال: ثنا يحيى بن حسّان
(2)
، قال: ثنا يوسفُ بن يعقوب الماجشون
(3)
، عن أبيه
(4)
، عن الأعرج، عن عبيد
(5)
الله بن أبي رافع
(6)
، عن علي بن أبي طالب [رضي الله عنه]
(7)
، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: "اللهُمَّ
⦗ص: 422⦘
اغفر لي ما قَدَّمْتُ وما أَخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ [وما أسرفت]
(8)
وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت".
(1)
هو الخولاني، أبو عبد الله المصري.
(2)
هو التنيسي.
(3)
أبو سلمة المدني. "ثقة من الثامنة"(185 هـ) وقيل: قبل ذلك. (خ م ت س ق).
تهذيب الكمال (32/ 479 - 482)، التقريب (ص 612).
و"يوسف" هذا هو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن: محمد بن أبي بكر المقدمي: حدثنا يوسف الماجشون، به، بمثله، بأطول مما عند المصنف، وهو حديث طويل أورد المصنف منه موضعَ الاستشهاد. كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (1/ 534 - 536) برقم (771).
(4)
هو: يعقوب بن أبي سلمة الماجشون التيمي مولاهم.
(5)
تصحف "عبيد الله" في (م) إلى "عبد الله".
(6)
هو المدني، كان كاتب علي رضي الله عنه. وأبوه (أبو رافع) كان مولى النبي صلى الله عليه وسلم. "ثقة، من الثالثة". تهذيب الكمال (19/ 34 - 35)، التقريب (ص 370).
(7)
في (ل) و (م) زيادة: "رضي الله"، زاد في (م):"عنه".
(8)
"وما أسرفت" من (ل) و (م) وهو موجود في صحيح مسلم، وكذلك عند ابن خزيمة في صحيحه (723)، (1/ 358) - وعنه ابن حبان في صحيحه (1966)، (5/ 297) حيث رواه ابن خزيمة عن بحر بن نصر- شيخ المصنف، به، بمثله.
2083 -
حدثنا عباس الدُّوْرِيّ، قال: ثنا يعقوبُ بن إبراهيم بن سعد
(1)
، قال: ثنا أبي، عن صالح
(2)
، عن ابنِ شهاب قال: أخبرني عروةُ بن الزبير، أنَّ
(3)
عائشة قالتْ: "سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال"
(4)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عمرو الناقد، وزهير بن حرْب، قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، به، بمثله. كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، (1/ 411) برقم (587).
(2)
هو: ابن كيسان المدني.
(3)
في (م): "عن" بدل "أن".
(4)
وأخرجه البخاري (7129) في "الفتن" باب: ذكر الدجال، (13/ 97، مع الفتح)، عن: عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، به، بمثله.
و"الفتنة": الابتلاء والاختبار. تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي (ص 172).
2084 -
أخبرنا العباسُ بن الوليد
(1)
، قال: أخبرني أبي، قال: ثنا
⦗ص: 423⦘
الأوزاعي
(2)
، قال: حدثني حَسَّانُ بن عطية
(3)
قال: حدثني محمدُ بن أبي عائشة
(4)
، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا فرغ أحَدُكم من التشهد
(5)
فليتعَوَّذْ بالله من أربع: من عذاب جهنم، و
(6)
عذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، وشر المسيح الدجال"
(7)
.
(1)
ابن مزيد العذري البيروتي، وكذلك أبوه.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن نصر بن علي الجهضمي وابن نمير وأبي كريب وزهير بن حرْب، جميعًا، عن وكيع، وزهير بن حرْب، حدثنا الوليد بن مسلم؛ والحكم بن موسى: حدثنا هقل بن زياد، وعلي بن خشرم: أخبرنا عيسى (يعني: ابن يونس)، أربعتهم عن الأوزاعي، به، بألفاظ مختلفة، أقربها إلى سياق المصنف لفظُ الوليد بن مسلم. كتاب المساجد، باب: ما يستعاذ منه في الصلاة (1/ 412) برقم (588/ 128، 130).
(3)
هو المحاربي مولاهم أبو بكر الدمشقي. "ثقة فقيه عابد، من الرابعة، مات بعد العشرين ومائة" ع. تهذيب الكمال (6/ 34 - 40)، التقريب (ص 158).
(4)
قيل: اسم أبيه: عبد الرحمن، حجازي. "ليس به بأس، من الرابعة". (ر م د س ق).
تهذيب الكمال (25/ 430 - 432)، التقريب (ص 486).
(5)
وعند مسلم في طريق الوليد بن مسلم بزيادة "الآخر" بعد التشهد، وذكر مسلم أن لفظة "الآخر" لم يُذْكَرْ في طريق هِقْلٍ ويونس.
(6)
لفظة "من" ذكرت في المواطن الأربعة عند مسلم.
(7)
في (م): "وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات"، وبقية النسخ- بما فيها (ل) متفقة على المثبت، وهو كذلك في صحيح مسلم.
و"المحيا": الحياة، وموضع الحياة، وزمان الحياة، وكذلك الممات.
وفتنة الممات: قيل: فتنة القبر، وقيل: الفتنة عند الاحتضار. المجموع المغيث =
⦗ص: 424⦘
= (1/ 539)، شرح النووي (5/ 85).
2085 -
أخبرني العباسُ بن
(1)
الوليد، قال: حدثني أبي، قال: ثنا الأوزاعي
(2)
، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "تَعَوَّذوا بالله من عذاب النار، وعذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال".
(1)
(ك 1/ 442).
(2)
هنا موضع الالتقاء، وراجع ما قبله. [ساق الإمام مسلم بنحوه على سياق وكيع].
2086 -
حدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا هشام
(2)
، ح
وحدثنا أبو أمية، قال: ثنا الحسنُ بن موسى الأَشْيَبْ، وعبيد الله بن موسى
(3)
، قالا: ثنا شيبان
(4)
، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير
(5)
، عن
⦗ص: 425⦘
أبي سلمة، عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك
…
". فذكر مثله
(6)
.
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (2349) (ص 308) بلفظ:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من عذاب القبر وعذاب النار، وفتنة المحيا والممات، وشر المسيح الدجال".
(2)
هو: ابن أبي عبد الله الدستوائي، وهو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي، عن هشام، به، نحوه. الكتاب والباب المذكوران (1/ 413) برقم (588/ 131).
(3)
ابن باذام العبسي.
(4)
هو: ابن عبد الرحمن النحوي.
(5)
هنا يلتقي المصنف بالإمام مسلم بالنسبة لطريق شيبان، وانظر التفصيل في طريق هشام.
(6)
وأخرجه البخاري (1377) في "الجنائر" باب التعوذ من عذاب القبر (3/ 284، مع الفتح)، عن: مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام، به.
2087 -
حدثنا عباس الدّوْرِيُّ، قال: ثنا هارون بن إسماعيل
(1)
، قال: ثنا عليُّ بن المبارك، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير
(2)
، عن أبي سلمة، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دُبر كل صلاة: "اللهُمَّ إني أعوذ بك
…
". فذكر مثله.
[لم يخرج مسلم حديثَ على
(3)
الذي فيه: "دُبُرَ كُلِّ صلاة"، وذكر وكيع هذا عن الأوزاعي
(4)
على ما ذكر
⦗ص: 426⦘
علي بن المبارك]
(5)
(6)
.
(1)
هو الخزاز -بمعجمات- أبو الحسن البصري.
وشيخه (علي بن المبارك) هو الهنائي -بضم الهاء.
(2)
هنا يلتقي المصنف بالإمام مسلم -بالنسبة لطريق شيبان-، وانظر التفصيل في طريق هشام.
(3)
أي: ابن المبارك.
(4)
تقدمت الإشارة إلى حديث وكيع المخرج عند مسلم (588)، (128)، ولفظه: "إذا تشهد أحدكم فليتعذ بالله من أريع
…
".
وأخرجه أيضًا ابن خزيمة (721)، (1/ 356 - 357) والبيهقي (2/ 154) بمثل هذا اللفظ.
وليس في ذلك ذكر لما أشار إليه المصنفُ صراحةً، بل لفظ وكيع المذكور ينافي لفظ =
⦗ص: 426⦘
= علي بن المبارك "دبر كل صلاة"؛ إذ التشهُّدُ في الصلاة، إلا إذا أريد به آخرُ الصلاة.
وهذا اللفظ مذكور في الطرق الأخرى أيضًا عن الأوزاعي، وبلفظٍ أقربَ إلى مراد المؤلف كحديث (588/ 130) عند مسلم عن كل من: الوليد بن مسلم وهقل بن زياد، وعيسى بن يونس عن الأوزاعي.
فلم أُدْرِكْ إلى الآن وجْهَ تخصيص المؤلف هذا الطريق بالذكر، ولعله يكون باللفظ الذي أشار إليه المؤلف في مصادر أخرى. والله تعالى أعلم.
(5)
ما بين المعقوفتين ساقط عن الأصل و (ط، س)، أثبته من (ل) و (م).
(6)
من فوائد الاستخراج:
زيادة لفظ: "دبر كل صلاة"، كما أشار إلى ذلك المصنف.
2088 -
حدثنا إبراهيمُ بن مَرْزُوق [البصري]
(1)
، قال: ثنا عثمانُ بن عمر
(2)
، ح
وحدثنا أبو عبيد الله
(3)
، عن عَمِّه
(4)
، كلاهما عن يونس، عن ابن
⦗ص: 427⦘
شهاب، عن عروةَ، عن عائشةَ، أنها قالتْ: "دخل عليّ رسولُ الله وعندي امرأةٌ من اليهود، وهي تقول: هل شعرتِ أنكم تُفْتَنُونَ في القبور؟
…
". وذكر الحديث.
قالتْ عائشةُ: "ثم سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ -بَعْدُ
(5)
- من عذاب القبر".
(1)
مِنْ (ل) و (م) زيادة وهو كذلك.
(2)
ابن فارس العبدي البصري.
(3)
هو: ابن أخي ابن وهب، واسمه: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب.
(4)
هو: عبد الله بن وهب المصري الإمام المعروف، وهو الملتقى -هنا- بين المصنف والإمام مسلم، رواه مسلم عن هارون بن سعد وحرملة بن يحيى، عن ابن وهب، به، بمثله، إلا أن فيه:"فسمعت" بدل "ثم سمعت" وهو عند مسلم بأطول مما عند المصنف. كتاب المساجد، باب استحباب التعوذ من عذاب القبر (1/ 410 - 411) برقم (584).
(5)
كذا في الأصل و (ط، س)، وفي (ل) و (م):(بعدُ يستعيذ)، وهو موافق لما في صحيح مسلم.
2089 -
حدثنا محمدُ بن إسحاق الصغاني
(1)
، وأبو أُمَيَّةَ الطرسوسي، قالا: أبنا أبو اليمان، قال: أبنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عروةُ بن الزبير، أنَّ عائشة [زوج النبي صلى الله عليه وسلم]
(2)
أخبرتْه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: "اللهُمَّ إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم
(3)
والمغرم". قالتْ: فقال له قائلٌ: ما أَكْثَرَ ما
⦗ص: 428⦘
تَسْتَعِيْذُ من المَغْرم يا رسولَ الله؟ فقال: "إنَّ الرجلَ إذا غَرِمَ حَدَّث فكذب، ووَعَدَ فأَخْلَف"
(4)
.
هذا لفظُ الصغاني، وهو أتمهما حديثًا
(5)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه مسلم عن أبي بكر بن إسحاق (وهو الصغاني، شيخ المؤلف) كما صرح به المزي في "التحفة"(12/ 44)، به، بمثله، إلا أنّ فيه "أن عائشة -زوج النبي صلى الله عليه وسلم- أخبرته". كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يُسْتعاذ منه في الصلاة، (1/ 412) برقم (589).
(2)
من (ل) و (م).
(3)
المأثم: الأمر الذي يأثم به الإنسان، أو هو الإثم نفسه.
و"المغرم" مصدر وُضِعَ موضع الاسم، ويريد به مغرم الذنوب والمعاصي، وقيل: المغرم =
⦗ص: 428⦘
= كالغرم، وهو الدين. انظر: المجموع المغيث (2/ 556)، النهاية (1/ 24)، شرح النووي (5/ 87)، فتح الباري (2/ 371).
(4)
وأخرجه البخاري (832) في "الأذان": باب الدعاء قبل السلام (2/ 369، مع الفتح)، و (2397) في "الاستقراض" باب: من استعاذ من الدين (5/ 74، مع الفتح)، عن أبي اليمان، به، بمثله، وسياقه في "الصلاة" أتم.
وأيضًا (2397) عن إسماعيل (ابن أويس)، عن أخيه (أبي بكر عبد الحميد) عن سليمان (ابن بلال) عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، به.
(5)
هنا ينتهي المجلد الأول في نسخة دار الكتب المصرية، كتب بعد هذا:"آخر المجلد الأول من كتاب مختصر أبي عوانة من تجزئة خمسة أجزاء -ويتلوه إن شاء الله في الثانية باب "التسليمتين عند الفراغ من التشهد". والحمد لله وحده، وصلواته على محمد نبيه وآله وصحبه. وافق الفراغ من كتابته أول شهر رجب المبارك من سنة ست وتسعين وخمسمائة، بدار الحديث بمدينة دمشق عمرها الله". وبعده سماعات.
[باب]
(1)
بيانِ التسْلِيمتين عند الفراغ من
(2)
التشهد
(1)
هنا بداية المجلد الثاني في نسخة دار الكتب المصرية، كتب قبل الباب ما يلي: "أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن الأستاذ أبو (كذا) القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري رحمه الله قراءة عليه بن يسابور في سنة
…
وثلاثين وخمسمائة، قال: أخبرنا أبي الأستاذ الإمام أبو القاسم رحمه الله، قال: أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمد الأزهري الإسفراييني، قال: أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الإسفراييني رحمه الله قراءة علينا قال: باب
…
)، وراجع قسم الدراسة في دراسة أسانيد النسخ.
و"باب" من هذه النسخة و (ل).
(2)
(ك 1/ 443).
2090 -
حدثنا حمدانُ بن الجنيد
(1)
والصغانيُّ وعباس الدُّوْرِيُّ، قالوا: ثنا سليمانُ بن داود الهاشمي
(2)
، قال: ثنا إبراهيمُ بن سعد
(3)
، عن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة
(4)
، عن إسماعيلَ بن محمد بن
⦗ص: 430⦘
سعد بن أبي وقاص
(5)
، قال: اجتمعتُ أنا والزهريُّ فتذاكرنا تسليمةً واحدةً، فقال الزهريُّ: تسليمةٌ واحدةٌ، فقلت: أنا
(6)
ابنُ أبي إسحاق
(7)
أُحَدِّثُ
(8)
بها عليكَ: حدثني عامرُ بن سعد بن أبي وقاص
(9)
، عن أبيه، "أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُسَلِّمُ عن يمينه وعن يساره"
(10)
.
(1)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد، أبو جعفر الدقاق.
(2)
هو: سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، أبو أيوب البغدادي الهاشمي. "ثقة جليل
…
". (219 هـ) وقيل بعدها. تهذيب الكمال (11/ 410 - 413)، التقريب (ص 251).
(3)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
(4)
أبو محمد المدني، المخرمي -بسكون المعجمة، وفتح الراء الخفيفة.
وعبد الله بن جعفر هذا هو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن إسحاق بن إبراهيم: أخبرنا أبو عامر العقدي: حدثنا عبد الله بن جعفر، به، بنحوه =
⦗ص: 430⦘
= بدون قصة المذاكرة. كتاب المساجد، باب: السلام للتحليل من الصلاة عند فراغها، وكيفيته (1/ 409) برقم (582).
(5)
الزهري، المدني، أبو محمد.
(6)
لعل معناه: أخبرنا.
(7)
ابن أبي إسحاق هو: عامر بن سعيد الآتي ذكره، وأبو إسحاق هو: سعد بن أبي وقاص الزهري، أحد العشرة، وهو راوي الحديث.
انظر: الكنى والأسماء للإمام مسلم (1)، (1/ 33)، الاستيعاب (968)، (2/ 171)، تهذيب الكمال (10/ 309 - 314)، الإصابة (968)، (2/ 171).
(8)
في (ط، م، ل): (أخذت) وهو الأنسب، والمعنى: أن الحديث الذي سأحدِّثُ به يخالفك، ويمكن أن تؤخَذَ به، وأما الضمير "بها" فيرجع إلى الرواية إلى أشار إليها، وأنَّثَ الضمير على تقدير المرجع روايةً وليس حديثًا.
(9)
الزهري المدني. "ثقة"(104 هـ) ع. تهذيب الكمال (14/ 21 - 23)، التقريب (ص 287).
(10)
ورواه النسائي (3/ 61) والدارمي (319)، (1/ 330) أيضًا عن عبد الله بن جعفر، وابنُ ماجه (915) من حديث مصعب بن ثابت، كلاهما عن إسماعيل، وليس عندهما ذكرٌ لقصة الزهري.
وأخرجه ابنُ خزيمة (727، 1712)، (1/ 359)، (3/ 105) من طريق عتبة بن =
⦗ص: 431⦘
= عبد الله اليحمدي، وابنُ حبان (1992)، (5/ 331 - 332) -مختصرًا- من طريق حبان بن موسى، والبيهقي في "الكبرى"(2/ 178)، والمزي في "تهذيبه"(3/ 192) من طريق نعيم بن حماد، ثلاثتهم عن ابن المبارك، عن مصعب، عن ثابت، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، به.
وفيه -بعد سياق من الحديث [واللفظ لابن خزيمة (727) -]: "فقال الزهري: لم نسمع هذا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال إسماعيل: أكلَّ حديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم سمعتَ؟! قال: لا، قال: والثلثين؟ قال: لا، قال: فالنصف؟ قال: لا. قال: فهذا في النصف الذي لم تسمع". وضعف الشيخُ الألباني هذا الإسنادَ في "الإرواء"(2/ 87).
2091 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا منصورُ بن سَلَمة
(1)
، قال: ثنا عبد الله بن جعفر
(2)
، عن إسماعيلَ بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص، "أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُسَلِّمُ عن يمينه حتى نَرى أو يُرى
(3)
بياض خَدِّه، وعن يساره حتى نرى أو يُرى بياض فخَدّه".
(1)
هو الخزاعي، البغدادي.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
في الأصل و (س)(أو يرى) بدون التمييز بالنّقط، والمثبت من (ل) و (م)، وفي (ط) عكس المثبت. ولفظ مسلم:(أرى)، بدون تكرار.
2092 -
حدثنا السُّلَمِيُّ
(1)
، قال: ثنا خالدُ بن مخلد
(2)
، قال: ثنا عبد الله بن جعفر
(3)
-بإسناده
(4)
- "كان النبي صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عن يمينه حتى يُرى
⦗ص: 432⦘
بياضُ خَدِّه، ثم يُسَلِّمُ عن يساره حتى يُرى بياضُ خَدِّه"
(5)
.
(1)
هو أحمد بن يوسف الأزدي.
(2)
هو القطواني أبو الهيثم الكوفي.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
في (ل) و (م) هنا زيادة: (قال).
(5)
وأخرج طريقَ خالد الدارمي في سننه (1/ 330)(1319) بمثله.
2093 -
حدثني أبي [رحمه الله]
(1)
، قال: ثنا أبو مروان
(2)
، قال: ثنا عبد العزيز بن محمد
(3)
، عن عمرو بن يحيى المازني
(4)
، عن محمد بن يحيى بن حبّان
(5)
، عن عمّه واسع بن حبّان
(6)
، قال: قلت لعبد الله بن زيد: أَخْبِرْني عن صلاة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كيف كانتْ؟ فذكر التكبير كُلَّما وضعَ رأسَه، وكُلَّما رفعه، وذكر:"السَّلام عليكم ورحمةُ الله" عن يمينه، "السلام عليكم" عن يساره
(7)
.
(1)
من (ل) و (م).
(2)
هو: محمد بن عثمان بن خالد الأموي العثماني، المدني، نزيل مكة.
(3)
هو الدراوردي، أبو محمد المدني.
(4)
ابن عمارة بن أبي حسن المدني.
و"المازني": -بكسر الزاي- نسبة إلى مازن، وهم قبائل وبطون، والمترجم من "مازن" الأنصار. انظر: مؤتلف ابن القيسراني (ص 125)، الأنساب (5/ 165)، اللباب (3/ 145).
(5)
ابن منقذ الأنصاري المدني.
(6)
حبان": -بفتح المهملة، ثم موحدة ثقيلة- ابن منقذ بن عمرو الأنصاري المازني المدني. صحابي ابن صحابي، وقيل: بل ثقة من الثانية. ع. أسد الغابة (5435)، (5/ 401 - 402)، تهذيب الكمال (30/ 396 - 397)، الإصابة (6/ 464)، (9113)، التقريب (ص 579).
(7)
هذا الحديث من زوائد أبي عوانة على صحيح الإمام مسلم، وأخرجه: =
⦗ص: 433⦘
= أحمد في المسند (2/ 72)(5402) عن أبي سلمة (وهو منصور بن سلمة الخزاعي)، والنسائي في "المجتبى "(3/ 63) و "الكبرى"(1244)، (1/ 393)، كتاب السهو، باب كيف السلام على الشمال، عن قتيبة (ابن سعيد).
كلاهما عن الدراوردي، عن عمرو بن يحيى، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، قال: قلت لابن عمر: أخبرني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كانت
…
بمثله.
وأخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 145) وعنه البيهقي في "المعرفة"(3/ 95) عن الدراوردي، به، مختصرًا، وفيه عن واسع: قال مرة: عن ابن عمر، ومرة عن عبد الله بن يزيد.
وأخرجه أحمد في المسند (2/ 152)(6397).
وأبو يعلى (5764)، (10/ 142) عن زهير.
وابن خزيمة (576)، (1/ 289) عن: أحمد بن منيع، والحسن بن محمد والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 268) عن علي بن شيبة.
خمستهم عن روح بن عبادة.
ورواه الشافعي في "الأم"(1/ 145)، وعنه البيهقي في "المعرفة"(3/ 94) عن مسلم بن خالد، وعبد المجيد بن أبي روّاد.
والنسائي في "المجتبى": كتاب السهو، باب: كيف السلام على اليمين (3/ 62)، وفي "الكبرى" كتاب صفة الصلاة، باب: كيف السلام على اليمين (1243)(1/ 393)، وكذلك ابن خزيمة (576)، (1/ 289) والبيهقي في "الكبرى"(2/ 178)، ثلاثتهم عن حجاج بن محمد.
أربعتهم [روح ومسلم وعبد المجيد وحجاج] عن ابن جريج، وقد صرح ابن جريج عند =
⦗ص: 434⦘
= الجميع -ما عدا الشافعي- بالتحديث فانتفت شبهة التدليس.
ورواه الطبراني في "الكبير"(13313)، (12/ 268) عن محمد بن محمد الواسطي، عن وهيب بن بقية، عن خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما (ابن جريج وخالد) عن عمرو بن يحيى، به، بذكر ابن عمر وحده بنحوه جميعهم -ما عدا الشافعي فإنه رواه مختصرًا- بزيادة لفظة:"ورحمة الله" عن يساره أيضًا.
فالخلاصة: اختُلف على عمرو بن يحيى، ثم الدراوردي:
1 -
فمنهم من جزم بذكر عبد الله بن عمر؛ وهم:
أ- ابن جريج، وخالد بن عبد الواسطي، عن عمرو بن يحيى.
ب- قتيبة بن سعيد، ومنصور بن سلمة، عن الدراوردي.
2 -
ومنهم من جزم بذكر عبد الله بن زيد، وهو: أبو مروان، عن الدراوردي فقط.
3 -
ومنهم من نقل التردد فيه عن عمرو بن يحيى؛ وهو: الشافعي.
وأما الاختلاف في ذكر ابن عمر أو ابن زيد فيبدو أن الراجح فيه هو قول من ذكر ابن عمر وذلك للوجوه الآتية:
1 -
الذين ذكروا ابنَ عمر من أصحاب عمرو بن يحيى هم: اثنان بينما يخالفهما واحد.
2 -
كما أنهما أقوى منه بحيث إنه يصار إلى قول أحدهما إذا خالفه الدراورديُّ فكيف بهما جميعًا.
فـ (خالد) ممن أخرج له البخاري عن عمرو بن يحيى، وهو "تقة ثبت"، وابن جريج "ثقة فقيه فاضل، وكان يدلس ويرسل"، وقد أَمِنَّا تدليْسَه هنا لتصريحه بالسماع فقولهما أولى بالترجيح.
وهذا على أن ذكر (ابن زيد) هو الراجح في طريق الدراوردي، وليس هكذا بل =
⦗ص: 435⦘
= الراجح في طريقه هو أيضًا ذكر ابن عمر للآتي:
3 -
تَفَرَّدَ أبو مروان بذكر (ابن زيد) جزمًا، وتابعه الشافعي بذكره مقرونًا بابن عمر شكًّا.
بينما خالفهما قتيبةُ وأبو سَلَمَةُ (منصور بن سلمة) فذكرا ابنَ عمر جزمًا، فقولهما أولى لقوتهما، وجزمهما، وأما أبو مروان فلا يساويهما لأنه موصوف بوجود النكارة في حديثه، وأما الشافعي فلم يجزم في ذلك.
هذا، ويمكن القول بثبوت الوجهين عن الدراوردي.
أقوال العلماء في الحديث:
1 -
نقل المزي في "الأطراف"(6/ 257) عن النسائي قوله: "هذا حديث منكر، والدراوردي ليس بالقوي". [ولا يوجد هذا الكلام في نسخ سنن النسائي (المجتبى) و"الكبرى" المطبوعتين].
2 -
قال ابن خزيمة عقب تخريجه له في صحيحه (1/ 289): "اختلف أصحابُ عمرو بن يحيى في هذا الإسناد، فقال: إنه سأل عبد الله بن زيد بن عاصم، وخرجته في كتابي "الكبير".
3 -
وقال البيهقي في "الكبرى"(2/ 178): "أقام إسناده ححاجُ بن محمد وجماعة، وقصر به بعضُهم عن ابن جريج، واختلف فيه عبد العزيز بن محمد الدراورديُّ على عمرو بن يحيى، ومن أقامه حجةٌ، فلا يضره خلافُ من خالفه".
4 -
وقال ابن عبد البر في "التمهيد"(16/ 189): "وأما حديث ابن عمر في التسليمتين فحديث حسن من حديث محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، عن ابن عمر". وهو ترجيحٌ لما صرتُ إلى ترجيحه.
وقد صحَّح إسنادَ الحديث -بذكر ابن عمر- كلٌّ من: =
⦗ص: 436⦘
= 1 - الشيخ أحمد شاكر في [المسند (7/ 211)، رواية الدراوردي) و (9/ 196) -رواية ابن جريج-].
2 -
الشيخ الألباني، فقال عن رواية ابن جريج:"صحيح الإسناد"، وعن رواية الدراوردي:"حسن صحيح". صحيح سنن النسائي (1/ 284 - 285).
3 -
كما صحح إسناده الشيخُ شعيب الأرنؤوط، انظر: المسند برقم (6397)، (5402).
فالحديث بذكر (ابن زيد) إلى الضعف أقرب منه إلى القوة. والله تعالى أعلم بالصواب.
2094 -
أخبرنا عبد الرحمن بن بشر
(1)
، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان
(2)
، عن شعبة، عن الحكم
(3)
، عن
(4)
مجاهد، عن أبي معمر
(5)
، قال: كان بمكة أميرٌ، فكان يُسَلِّمُ تسليمتين فقال عبد الله بن مسعود
(6)
:
⦗ص: 437⦘
"أنَّى عَلِقها
(7)
! كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم تسليمتين"
(8)
.
(1)
هو العبدي أبو محمد النيسابوري.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن الإمام أحمد، عن القطان، به، بنحوه -بدون جملة:"كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يسلم تسليمتين". كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: السلام للتحليل من الصلاة عند فراغها، كيفيته، (1/ 409) برقم (581/ 118).
(3)
هو: ابن عتيبة، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
(4)
تصحفت كلمة "عن" في (ل) و (م) إلى (و) وهذا خطأ، راجع صحيح مسلم، ومسند أحمد (1/ 144).
(5)
هو: عبد الله بن سَخْبَرَة الأزدي.
(6)
(ابن مسعود) لم يرد في (ل) و (م).
(7)
علقها: -بفتح العين، كسر اللام- من عَلِقَ الرجُلُ بالشيء، وعَلِق الصيدُ بالحِبالة، أي: من أين حصل هذه السنة وظَفر بها. شرح النووي (5/ 82 - 83)، إكمال إكمال المعلم للأبي (2/ 505).
(8)
وأخرجه أحمد في المسند (1/ 444)(4239)، عن يحيى -بهذا الإسناد- ولم يذكر رَفْعَه للنبي صلى الله عليه وسلم إلا إشارةً في السند بقوله:"رفعه مرة" أي: شعبة، وراجع تخريجه هناك، طبعة "الرسالة"(7/ 274).
2095 -
حدثنا محمدُ بن صالح
(1)
، ثنا محمدُ بن المنهال
(2)
، قال: ثنا
(3)
يزيد بن زُرَيْع، عن شعبة
(4)
-بمثل هذا الإسناد- "وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك"
(5)
.
(1)
ابن عبد الرحمن الملقب بـ"كِيْلَجة" البغدادي.
(2)
هو: الضرير، أبو عبد الله، أو أبو جعفر البصري، التميمي. "ثقة حافظ"، (231 هـ). (خ م د س). وهذا أثبت أصحابُ يزيد بن زريع على ما ذكره أبو يعلى الموصلي. تهذيب الكمال (26/ 509 - 513)، التعديل والتجريح للباجي (2/ 646)، التقريب (ص 508).
(3)
في (ل) و (م): "عن" بدل "ثنا".
(4)
هنا موضع الالتقاء.
(5)
(ك 1/ 444).
[باب]
(1)
بيانِ الدليلِ على أنَّ التَّسْلِيمةَ الواحدةَ غيرُ كافية في جماعة من تسليم التَّشَهُّد حتى يُسَلِّم تسليمتين، والدليلِ على إباحة تسليمة
(2)
الواحدة للمصلي وحده
(1)
من (ل) و (م)، وليست فيهما كلمة "بيان".
(2)
كذا في النسخ، والأصحُّ أن يقال: التسليمة الواحدة، ليصح وصفها بالمعرَّف:"الواحدة" أو يقال: تسليمة واحدة- بتنكير "واحدة".
2096 -
حدثنا [أبو جعفر] أحمدُ [بن محمد]
(1)
بن أبي رجاء المصيصي، قال: ثنا وكيع
(2)
، قال: ثنا مسعر، عن عبيد الله بن القِبْطِيَّة
(3)
، عن جابر بن سَمُرةَ قال: "كنُّا إذا صَلَّيْنَا خَلْفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أشار أحدُنا إلى أخيه بيده عن يمينه وعن شماله؛ فلما صلّى
(4)
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ما بال أحدِكم يفعل هذا، كأنها أذنابُ خيل شُمُسٍ،
(5)
، إنما يكفي
⦗ص: 439⦘
أحَدَكم -أو لا يكفي أحدكم؟ -أن يقول هكذا"- ووضع يمينه على فخذه وأشار بأصبعه، "ثم سَلَّمَ على أخيه من عن
(6)
يمينه ومن عن شماله".
(1)
من (ل) و (م)، وهو الثغري الطرسوسي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، به، وعن أبي كريب (واللفظ له) قال: أخبرنا ابن أبي زائدة، كلاهما (وكيع وابنُ أبي زائدة) عن مسعر، به، بنحوه. كتاب الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة، والنهي عن الإشارة باليد ورفعها عند السلام
…
(1/ 322) برقم (431).
(3)
هو الكوفي. "ثقة، من الرابعة"(ي -البخاري في رفع اليدين- م د س). تهذيب الكمال (19/ 142 - 144)، التقريب (ص 374).
(4)
جملة "فلما صلى
…
" لا توجد في مسلم.
(5)
"شمس": بضم المعجمة والميم، جمع شموس، وهو النَّفور من الدواب التي لا تستقر =
⦗ص: 439⦘
= لشغبها وحدتها. المجموع المغيث (2/ 220)، النهاية (2/ 501).
(6)
في مسلم: "ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله".
2097 -
حدثنا أبو العباس الغَزِّيُّ
(1)
وأبو عبيدة
(2)
قالا: ثنا أبو نعيم، ح
وحدثنا أبو عبيدة
(3)
قال: ثنا يعلى
(4)
، ح
وحدثنا الدَّقِيْقِيِّ
(5)
، قال: ثنا يزيدُ بن هارون، ح
وحدثنا ابنُ أبي غرزة
(6)
، قال:
⦗ص: 440⦘
ثنا جعفر بن عون
(7)
، كلُّهم عن مِسْعَرٍ
(8)
، عن عبيد الله بن قِبْطِيَّة، عن جابر بن سَمُرةَ، قال: كنّا إذا صَلَّيْنَا خلف النبي صلى الله عليه وسلم يقول أحدُنا: "السلام عليكم، السلام عليكم" بأيدينا يمينًا وشمالًا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"ما بالُ أقوام أراهم يَرْمون بأيديهم كأنها أذنابُ الخيل الشُّمْس لا يسكن أحدكم في الصلاة، ويشير بأصبعه على فخذه؟ ". ثم قال: "لِيُسَلِّمْ
(9)
أحدكم على أخيه عن يمينه وعن شماله".
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن عمرو الأزدي الفلسطيني.
(2)
هو: السري بن يحيى بن السري، ابن أخي هناد بن السري الكوفي.
(3)
كذا في النسخ، وفي "إتحاف المهرة" (3/ 93):"أبو غسان"، واستظهر محقِّقُه أن يكون "أبا عبيدة" وهو الظاهر، لأن أبا غسان -وهو: مالك بن إسماعيل بن درهم- وإن كان ممن يروي عن يعلى بن الحارث إلا أنه توفي سنة 219 هـ (تهذيب الكمال (27/ 90، 91)، فلم يدركه أبو عوانة.
(4)
لعله: ابنُ عبيد، وقد صرَّح به أبو أمية الراوي عنه عند الطحاوي في "شرح المعاني"، (1/ 268)، بنفس السند.
(5)
هو: محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي.
(6)
هو: أبو عمرو، أحمد بن حازم بن محمد بن يونس الغفاري الكوفي، وتصحف "غرزة -بتقديم الراء- في (س) إلى (غزرة) -بتقديم الزاي-، راجع (ح / 2077) في ضبطه أيضًا.
(7)
ابن جعفر بن عمرو المخزومي.
(8)
هنا موضع الالتقاء.
(9)
في (ل): "يسلم"، بدون لام الأمر.
2098 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا أبو نعيم، ويعلى
(1)
، قالا
(2)
: ثنا مِسْعَر
(3)
، عن عبيد الله بن القِبْطِيَّة، عن جابر بن سَمُرةَ، قال: كنا نقول خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم سَلَّمْنَا: "السلام عليكم، السلام عليكم"، يشير أحَدُنا يده
(4)
عن يمينه، وعن شماله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بال الذين يرمون بأيديهم في الصلاة كأنها أذناب الخيل الشُّمُس، إنما
(5)
⦗ص: 441⦘
يكفي أحدَكم أن يضع يده على فخذه، ثم يُسَلِّم على يمينه، وعلى يساره".
(1)
هو: أبن عبيد الطنافسي.
(2)
في (م)(قال) -بالإفراد- والمثبت أصح.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
كذا في النسخ (يده) -بدون الباء-، والأولى أن يكون (بيده) كما في (ح / 2096).
(5)
في (ل) و (م): (أما يكفي)، وهو كذلك في "شرح المعاني" للطحاوي (1/ 269) حيث رواه من طريق يعلى بن عبيد -مقرونًا بأبي أحمد محمدِ بن عبد الله بن الزبير- عن مسعر، به.
2099 -
حدثنا عمارُ بن رَجَاء
(1)
، قال: ثنا عبيد الله بن موسى
(2)
، عن إسماعيل، عن الفُرات القزاز
(3)
(4)
عن عبيد الله
(5)
، عن جابر بن سَمُرةَ، قال: صلَّيْتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم فكُنَّا
(6)
إذا سلَّمْنَا قلنا بأيدينا "السلام عليكم، السلام عليكم" فنظر إلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما شأنكم تشيرون بأيديكم كأنها أذنابُ خَيْل شُمُسٍ! إذا سَلَّمَ أحدُكم فَلْيَلْتَفِتْ إلى صاحبه، ولا يومئ
(7)
بيده".
(1)
أبو ياسر التغلبي، ولم يرد (ابن رجاء) في (ل) و (م).
(2)
ابن باذام العبسي الكوفي، وهو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه مسلم عن القاسم بن زكريا: حدثنا عبيد الله بن موسى، به، بمثله. كتاب الصلاة: باب الأمر بالسكون في الصلاة
…
(1/ 322، 323) برقم (431): (121).
(3)
هو: فرات بن أبي عبد الرحمن القزاز التميمي، أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله البصري، سكن الكوفة. "ثقة، من الخامسة" ع. تهذيب الكمال (23/ 150 - 152)، التقريب (ص 444). و"القزاز": -بفتح القاف، والزاى المشددة، وفي آخرها زاي أخرى- نسبة إلى بيع "القَزّ" وعمله. الأنساب (4/ 491)، اللباب (3/ 33).
(4)
(ك 1/ 445).
(5)
هو ابن القبطية السابق.
(6)
في (ل) و (م): "كنا" والمثبت أنسب.
(7)
كذا في (ل) و (م) وصحيح مسلم، وفي "الأصل" و (ط، س): "يوم".
2100 -
حدثنا أبو زرعة الرازيُّ
(1)
، قال: ثنا محمدُ بن سعيد بن سابق
(2)
، قال: ثنا عمرو بن أبي قيس
(3)
، عن فُرات القَزَّاز
(4)
، عن عبد الله بن أبي عمار
(5)
، عن جابر بن سَمُرةَ، قال:"دخلتُ أنا وأبي على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا، فلما سَلَّم أومأ الناسُ بأيْدِيهم يمينًا وشمالًا، فأبصرهم، فقال: "ما شأنكم تُقلبون بأيديكم كأنها أذنابُ الخيل الشُّمُس، إذا سَلَّم أحدُكم فَلْيُسَلِّمْ على من على يمينه، وعلى من على يساره
(6)
. فلما صلَّوا معه أيضًا لم يفعلوا ذلك"
(7)
.
(1)
هو الإمام عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ الرازي.
(2)
هو الرازي، نزيل قزوين. "ثقة"، قال الخليلي: مات سنة 216 هـ. (د س). الإرشاد للخليلي (478)، (2/ 698). تهذيب الكمال (25/ 270 - 272)، التقريب (ص 480).
(3)
هو الرازي، الأزرق.
(4)
هنا يلتقي المصنف مع الإمام مسلم. وتصحف (القزاز) في (س) إلى (قرات).
(5)
كذا في الأصل و (ل، م، س)، وفي (ط):"عبد الله بن أبي عباد" كل هذا خطأ، والصواب ما في "إتحاف المهرة" (3/ 93) (3/ 76):"عبيد الله بن أبي عباد".
وهو عبيد الله بن القبطية المتقدم ذكره في الحديث السابق. انظر: موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 230 - 231)، وعليه فَلْيُصَحَّحْ ما في تهذيب التهذيب (7/ 40) من أن الخطيب سماه "عبد الرحمن بن أبي عباد" إلى "عبيد الله بن أبي عباد"، وهو مذكور على الصواب في طريق حديث "يكون بعدي اثنا عشر خليفة" انظر: المستخرج للمصنِّف (4/ 397)، من المطبوع. وعلى الصواب الذي ذكرتُه في "تحفة الأشراف"(2/ 163).
(6)
في (م) فقط: "وعلى من يساره".
(7)
هذه الجملة لا توجد في صحيح مسلم، وزيادتها من فوائد الاستخراج.
2101 -
حدثنا الحسنُ بن علي بن عفان [العامريُّ]
(1)
، قال: ثنا محمد بن بشر
(2)
، قال: ثنا سعيد
(3)
، عن
(4)
قتادة، عن زُرارةَ بن أوفى
(5)
، عن سعد بن هشام
(6)
، قال: انطلقتُ إلى عبد الله بن عباس، فسألته عن "الوتر" فقال: "ألا أدلك على أعلم أهل الأرض؟
…
"، وذكر الحديث.
قال سعدُ بن هشام: قلتُ لعائشةَ: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن وتْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالتْ: "كُنَّا نُعِدُّ له سواكَه وطَهوره من الليل؛ فَيَبْعَثُه الله فيما شاء أن يَبْعثه من الليل، فَيَتَسَوَّكُ ويتوضأُ، ثم يصلي
⦗ص: 444⦘
تسع ركعات، لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة، فيدعو ربَّه، ويصلي على نبيه، ثم ينهضُ ولا يُسَلِّمُ، ثم يصلي التاسعة، ثم يُسَلِّمُ تسليمةً يُسْمِعُنَا، أو تسليمًا
(7)
يُسْمِعُنَا".
(1)
من (ل) و (م) وهو كذلك.
(2)
هو العبدي، أبو عبد الله الكوفي، وهو الملتقى -هنا- بين المصنف والإمام مسلم، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عنه، به، ولم يسق متنه كاملًا، بل أحاله على حديث محمد بن أبي عدي حيث ساق القصَّة هناك بتمامها، وهو حديث طويل، وفيه موضع استشهاد المصنف بنحوه. كتاب صلاة المسافرين، باب: جامع صلاة الليل، ومن نام عنه أو مرض، برقم (746)، (1/ 512 - 514).
(3)
هو: ابنُ أبي عروبة -كما صرح به مسلم-.
(4)
في (ل): (نا) بدل (عن)، وفي (م):(أخبرنا).
(5)
هو العامري الحرشي -بمهملة وراء مفتوحتين، ثم معجمة- أبو حاجب البصري، قاضيها. "ثقة عابد". مات فجاة في الصلاة سنة 93 هـ ع. و "زرارة": -بضم أوله. انظر: تهذيب الكمال (9/ 339 - 341)، التقريب (ص 215).
وفي الأصل و (س): (زرارة بن أبي أوفى) وهو خطأ، والمثبت من بقية النسخ.
(6)
ابن عامر الأنصاري، المدني. "ثقة، من الثالثة، استشهد بأرض الهند" ع.
تهذيب الكمال (10/ 307 - 309)، التقريب (ص 232).
(7)
في النسخ: "أو تسليم" بدون النصب، والمثبت من صحيح مسلم، والمصنَّف لعبد الرزاق، وهو الأنسب، وهو كذلك عند المصنِّفِ أيضًا في (ح / 2349) حيث ساقه هناك بطوله، كذا الإسناد.
2102 -
حدثنا الدَّبَرِيُّ، عن عبد الرزاق
(1)
، عن مَعْمَرٍ، عن قتادة -بإسناده
(2)
- واقتصَّ
(3)
الحديث بمعنى حديث سعيد
(4)
.
وروى هشام الدستوائيُّ عن قتادة قال
(5)
: "ثم يُسَلِّمُ تسليمةً واحدةً يُسْمِعُنَا"
(6)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن: إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع، كلاهما عن عبد الرزاق، به، ولم يسقه كاملًا إحالةً على حديث سعيد السابق.
الكتاب والباب المذكوران (1/ 514 - 515) برقم (746).
(2)
"بإسناده" ليست في (ل) و (م).
(3)
في (س): (واقتصر) وهو خطأ.
(4)
الحديث في مصنف عبد الرزاق (3/ 39 - 41)(4714) بطوله.
(5)
(قال) ليست في (ل) و (م).
(6)
أخرجه مسلم عن محمد بن المثنى، عن معاذ بن هشام، عن أبيه هشام، به، وأحاله على حديث سعيد الطويل. الكتاب والباب المذكوران (1/ 514) برقم (746).