الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب]
(1)
ذكرِ الأخبارِ التي تُبيِّنُ قولَ النبيّ صلى الله عليه وسلم
(2)
عقب تسليمه من التَّشَهَّد، وإعلامِه مَنْ خَلْفَة انْقِضَاءَ صلاتِه مِمَّن يَخْفَى عليه فراغه من الصلاة بالتكبير، وقَدْرِ قُعودِه بعد التسليم في مكانه
(1)
من (ل) و (م).
(2)
(ك 1/ 446).
2103 -
حدثنا أبو علي الزَّعْفَرَانِيُّ
(1)
، قال: ثنا مروانُ بن معاوية [الفزاري]
(2)
، عن عاصم الأحول
(3)
، عن عبد الله بن
⦗ص: 6⦘
الحارث
(4)
، عن عائشةَ قالتْ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
(5)
يَقْعُدُ بعد التسليم
إلا قَدْرَ ما يقول: "اللهمَّ أنتَ السلامُ ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام".
(1)
هو الحسن بن محمد بن الصبّاح البغدادي.
(2)
من (ل) و (م).
(3)
هو: عاصم بن سليمان أبو عبد الله البصري. (بعد سنة 140 هـ). ع. وثقه الثوري، وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد -وزاد: من الحفاظ للحديث- ويحيى بن معين وعلي ابن المديني، وأبو زرعة وغيرهم. وقال الدوري عن يحيى بن معين:"كان يحيى بن سعيد يُضَعّف عاصمًا الأحول". وقال الحافظ: "ثقة من الرابعة، لم يتكلم فيه إلا القطان، فكأنه بسبب دخوله في الولاية".
سؤالات ابن الجنيد (586)، (ص 413)، تاريخ الدارمي (572)(ص 161)، سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة لابن المديني (194 - (ص 145)، ضعفاء العقيلي (3/ 336)، الجرح والتعديل (6/ 343 - 344)، الكامل لابن عدي (5/ 235 - 236)، تهذيب الكمال (13/ 485 - 491)، التقريب (ص 285).
و"عاصم" هو الذي يلتقى المصنفُ عنده بالإمام مسلم هنا، رواه مسلم عن: =
⦗ص: 6⦘
= أبي بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، قالا: حدثنا أبو معاوية، وابن نمير: حدثنا أبو خالد (يعني الأحمر).
كلاهما عن عاصم، به، بنحوه.
كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته (1/ 414) برقم (592).
(4)
هو الأنصاري البصري، أبو الوليد، نسيب ابن سيرين. "ثقة، من الثالثة" ع. تهذيب الكمال (14/ 400 - 401)، التقريب (ص 299).
(5)
(لا) سقطت من (م).
2104 -
حدثنا الصغاني وأبو أمية قالا: ثنا رَوْحُ بن عُبَادة، قال: ثنا شعبة
(1)
، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم قال:"اللهم أنتَ السلامُ ومنكَ السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عبد الوارث بن عبد الصمد، عن أبيه، عن شعبة، عن عاصم، وخالد الحذاء -كلاهما عن عبد الله بن الحارث، به، بمثله.
(1/ 414) برقم (592).
2105 -
حدثنا محمدُ بن إسحاق السِّجْزِيُّ
(1)
، قال: ثنا الفِرْيَابِيُّ،
⦗ص: 7⦘
قال: ثنا سفيانُ
(2)
، عن عاصم بن سليمان
(3)
، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشةَ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول -بعد ما يُسَلِّمُ-:"اللهم أنتَ السلامُ ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام"
(4)
.
(1)
يُعْرَفُ بابن سَبّويَه، سكن مكة.
(2)
هو الثوري.
(3)
هنا موضع الالتقاء، وراجع ما سبقه.
(4)
وأخرجه أحمد في المسند (6/ 62) من طريق وكيع، عن الثوري، به.
2106 -
حدثنا عيسى بن أحمد البَلْخِيُّ
(1)
، قال: ثنا بِشْرُ بن بكر
(2)
، قال: أخبرني الأوزاعي
(3)
، قال: حدثني أبو عَمَّار شَدَّاد
(4)
قال: حدثني أبو أسماء الرَّحبي
(5)
، قال: حدثني ثوبان -مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال:
⦗ص: 8⦘
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصرف
(6)
من صلاته استغفر ثلاثَ
⦗ص: 9⦘
مَرَّات، ثم يقول: "اللهم أنتَ السلامُ، ومنكَ السلام، تباركت يا
(7)
ذا الجلال والإكرام".
(1)
هو: عيسى بن أحمد بن عيسى العسقلاني، نزيل عسقلان إلخ.
و"البلخي": -بفتح الباء الموحدة، وسكون اللام، وفي آخرها الخاء المعجمة- نسبة إلى "بلخ" بلدة من بلاد خراسان. . . الأنساب (1/ 388).
و"بلخ" مدينة معروفة في شمال أفغانستان.
(2)
هو التنيسي، أبو عبد الله البجلي، دمشقي الأصل. "ثقة"(205 هـ). (خ د س ق).
تهذيب الكمال (4/ 95 - 97)، التقريب (ص 122).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن داود بن رشيد، عن الوليد، عن الأوزاعي، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران (1/ 414) برقم (591).
(4)
هو: شداد بن عبد الله القرشي الدمشقي. "ثقة يرسل، من الرابعة". (بخ م 4). تهذيب الكمال (12/ 399 - 401)، جامع التحصيل (ص 195)، التقريب (ص 264).
(5)
واسمه: عمرو بن مرثد، الدمشقي، [ويقال: اسمه: عبد الله]. "ثقة من الثالثة، مات في خلافة عبد الملك". (بخ م 4). انظر: كنى الإمام مسلم (195)، (/ 88)، الأسامي والكنى للحاكم (327)، (1/ 387 - 388)، تهذيب الكمال (22/ 223 - 224)، =
⦗ص: 8⦘
= التقريب (ص 426).
و"الرَّحَبي": -بفتح الراء والحاء المهملتين- نسبة إلى "بني رحبة" -بطن من حِمْيَر، وهو: رحبة بن زرعة. . . الأنساب (3/ 49 - 50)، اللباب (2/ 19).
(6)
كذا في جميع النسخ بلفظ: "إذا أراد. . .".
وأخرجه ابن خزيمة (737)، (1/ 363) من طريق بشر بن بكر، به، بمثله.
وقد وافق بشرًا في هذه الجملة -عن الأوزاعي- كل من:
1 -
عيسى بن يونس عند أبي داود (1513)، (2/ 176).
2 -
ابن المبارك عند الترمذي (300)، (2/ 97 - 98)، وأحمد (5/ 279).
3 -
أبي المغيرة -عبد القدوس بن الحجاج- عند أحمد في المسند (5/ 275)، والدارمي (1322)، (1/ 331).
4 -
الوليد بن مزيد، عند البيهقي في الكبرى (2/ 183).
5 -
عمر بن عبد الواحد -وهو ضعيف- عند ابن حبان (5/ 344).
6 -
الوليد بن مسلم نفسه -فيما رواه عنه دُحيم (عبد الرحمن بن إبراهيم) - عند ابن حبان (5/ 344).
7 -
عمرو بن أبي سلمة، عند ابن خزيمة (737 - 1/ 363).
8 -
ويؤيده -صراحة- ما رواه عمرو بن هاشم البيروتي عن الأوزاعي، به، بلفظ:"كان إذا أراد أن يسلم من الصلاة استغفر ثلاثًا. . . ." رواه ابن خزيمة في صحيحة (738)، (1/ 363 - 364) وقال:"إن كان عمرو بن هاشم أو محمد بن ميمون [وهو الراوي عن عمرو بن هاشم] لم يغلط في هذه اللفظة -أعني قوله: قبل السلام- فإن هذا الباب يُرَدّ إلى الدعاء قبل السلام".
قلت: ومتابعة المذكورين له في هذا المعنى عن الأوزاعي يُقَلِّلُ احتمال هذا الغلط. =
⦗ص: 9⦘
= بينما لفظ مسلم هكذا: (إذا انصرف من الصلاة)، وأخرجه ابن ماجه (928)، (1/ 300) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، والنسائي (3/ 68) عن محمد بن خالد، كلاهما عن الوليد بن مسلم، به، بمثل لفظ مسلم.
ووافق الوليد في هذا اللفظ عبد الحميد بن حبيب عن الأوزاعي عند ابن ماجه (928)، (1/ 300).
(7)
في صحيح مسلم بدون أداة النداء "يا"، وهي موجودة في جميع المصادر المذكورة عند قوله:(إذا أراد أن ينصرف) في هذا الحديث.
2107 -
حدثنا إسحاقُ
(1)
الدبري، قال: قرأنا على عبد الرزاق
(2)
، عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار، عن أبي معبد
(3)
، أنَّ ابنَ عباس أخبره، "أن رفع الصوت بالتكبير حين ينصرفُ الناسُ من المكتوبة كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وقال ابنُ عباس: "كنتُ أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعتُه"
(4)
.
(1)
(إسحاق) يرد في (ل) و (م)، وهو: إسحاق بن إبراهيم الدبري.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن إسحاق بن منصور، عن عبد الرزاق، به، بنحوه.
كتاب المساجد، باب الذكر بعد الصلاة (1/ 410) برقم (583/ 122).
(3)
هو: نافذ -بفاء ومعجمة- مولى ابن عباس المكي.
(4)
والحديث في مصنف عبد الرزاق (2/ 245)(3225)، ورواه البخاري (841) في "الأذان" باب: الذكر بعد الصلاة، عن إسحاق بن نصر، عن عبد الرزاق، به.
(2/ 378، مع الفتح).
2108 -
حدثنا محمدُ بن إسحاق
(1)
، ثنا أحمدُ بن أبي الطيب
(2)
ثنا حجاج، عن ابن جريج
(3)
، -وهذا الحديث لفظ حجاج عن ابن عباس، كلُّه
(4)
؛ وأما
(5)
عبد الرزاق فإنه ذكر ابن عباس في آخره-،
⦗ص: 11⦘
قال: "كنت أعلم إذا
(6)
انصرفوا بذلك إذا سمعتُه".
(1)
هو الصغاني.
(2)
هو البغدادي أبو سليمان المعروف بالمروزي، وأبو الطيب اسمه: سليمان. (خ ت)، مات في حدود سنة 230 هـ. قال أبو زرعة:"كتبنا عنه، وكان حافظًا". وسأله ابن أبي حاتم بقوله: "هو صدوق؟ " قال: "على هذا الوضع". وقال أبو حاتم: "أدركته ولم أكتب عنه". وقال: "ضعيف الحديث". ووثقه أبو عوانة. وذكر الحافظ في "التهذيب"(1/ 39) أن ابن حبان ذكره في الثقات، ولم أجده في المطبوع من "الثقات". وقال الذهبي:"وُثّق، وضعفه أبو حاتم وحده". وقال الحافظ: "صدوق له أغلاط، ضعفه بسببها أبو حاتم، وماله في البخاري سوى حديث واحد متابعة".
انظر: التاريخ الكبير (2/ 3 - 4)، الجرح والتعديل (2/ 52)، أسامي من روى عنهم محمد بن إسماعيل البخاري (18)، (ص 81)، التعديل والتجريح لأبي الوليد (1/ 335)، تاريخ بغداد (4/ 173 - 174)، ضعفاء ابن الجوزي (183)، (1/ 71)، الكاشف (1/ 196)، الميزان (1/ 102)، المغني في الضعفاء (302)، (1/ 40)، ديوان الضعفاء (44)، (ص 5) -أربعتها للإمام الذهبي-، هدي الساري (ص 405 - 406)، تهذيب التهذيب (1/ 39)، التقريب (ص 80).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن حاتم، عن محمد بن بكر، أخبرنا ابن جريج، به، مقرونًا بعبد الرزاق. وانظر (ح / 2107).
(4)
يشير بذلك -والله أعلم- أن اللفظ الذي ساقه سابقًا هو نفسه لفظ حجاج، ولكن ليس في حديث حجاج ما ذكره عبد الرزاق في آخر الحديث من الكلام الذي أعاده. أي اللفظ السابق كله لحجاج سوى ما أعاده "كنت أعلم. . .".
(5)
في (م): "وأخبرنا" وهو خطأ.
(6)
(ك 1/ 447).
2109 -
حدثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا يحيى بن موسى
(2)
، عن عبد الرزاق
(3)
، عن ابن جريج -بإسناده مثله- عن ابن عباس، كلُّه كما قال حجاج.
(1)
هو الإمام السجستاني صاحب السنن، والحديث في سننه (1003)، (1/ 609) في "الصلاة" باب: التكبير بعد الصلاة.
(2)
هو البلخي، لقبه "ختّ" -بفتح المعجمة، وتشديد المثناة- وقيل هو: لقب أبيه، أصله من الكوفة. "ثقة"(240 هـ). (خ د ت س). تهذيب الكمال (32/ 6 - 9)، ذات النقاب في الألقاب (152)، (ص 27)، التقريب (ص 597)، نزهة الألباب (902)، (1/ 233).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
2110 -
حدثنا أبو أُمَيَّةَ، قال: ثنا سُرَيْج
(1)
بن النعمان، قال: ثنا سفيان بني عيينة
(2)
، ح
وحدثنا أبو داود
(3)
، قال:
⦗ص: 12⦘
ثنا أحمدُ بن عبدة
(4)
، قال: أبنا سفيان
(5)
، عن عمرو، عن أبي معبد، عن ابن عباس قال: "كان يُعْلَمُ انقضاءُ صلاةِ النبيّ
(6)
صلى الله عليه وسلم بالتكبير"
(7)
.
(1)
تصحف (سريج) في (س) إلى (شريح).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن ابن أبي عمر، عن ابن عيينة، به، بلفظ:"ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالتكبير".
كتاب المساجد، باب: الذكر بعد الصلاة (1/ 410) برقم (583/ 121) وفيه ذكر لإنكار أبي معبد تحديثه لهذا الحديث، وسيأتي عند المصنف في الحديث الآتي.
(3)
هو السجستاني، والحديث في سننه (1002)، (1/ 609) كتاب الصلاة: باب: =
⦗ص: 12⦘
= التكبير بعد الصلاة، كذا اللفظ.
(4)
ابن موسى الضبي أبو عبد الله البصري. "ثقة". (245 هـ)(م 4).
تهذيب الكمال (1/ 397 - 399)، التقريب (ص 82).
(5)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن ابن أبي عمر، عن ابن عيينة، به، بلفظ "ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالتكبير".
كتاب المساجد باب الذكر بعد الصلاة (1/ 410) برقم (583/ 121).
(6)
في (ل) و (م): (رسول الله صلى الله عليه وسلم).
(7)
وأخرجه البخاري (842) في "الأذان" باب: الذكر بعد الصلاة، عن ابن المديني، عن ابن عيينة، به، بلفظ:"كنت أعرف انقضاء صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالتكبير".
(2/ 378، مع الفتح).
2111 -
حدثنا الربيع بن سليمان
(1)
، قال: أبنا الشافعيُّ، قال: أبنا سفيان
(2)
، عن عمرو بن دينار، عن أبي مَعْبد، عن ابن عباس قال: "كنتُ أعرفُ انقضاءَ صلاة رسول الله
(3)
صلى الله عليه وسلم بالتكبير". قال عمرو: فذكرته لأبي معبد بعدُ
(4)
، فقال:"لم أُحَدِّثْكُمْ"
(5)
.
⦗ص: 13⦘
قال عمرو: وقد حَدَّثَنِيْه.
قال عمرو: وكان أصدق موالي ابن عباس.
قال الشافعي: "كأنه قد
(6)
نَسِيَه بعد ما حدَّثَهُم إياه"
(7)
.
(1)
(ابن سليمان) لم يرد في (ل) و (م) وهو المرادي.
(2)
هو ابن عيينة كما في "المعرفة"(3889)، (3/ 105) وهو ملتقى المصنف مع الإمام مسلم.
(3)
في (ل) و (م): (النبي صلى الله عليه وسلم).
(4)
وفي (م): "ثم ذكرته لأبي معبد فقال. . ." وفي (ل)"ثم" بدل الفاء في (فقال).
(5)
في (م): "ألم أحدثكم"، وهو خطأ، لأن معبدًا يريد أن ينفي تحديْثَه إياهم.
(6)
كلمة (قد) ليست في (ل) و (م) وكذلك في (المعرفة) و (الأم).
(7)
أخرجه البيهقي في "المعرفة"(3/ 105)(3889، 3890، 3891)، وهو في "الأم"(1/ 150).
2112 -
حدثنا الربيعُ، قال: أبنا الشافعيُّ، قال: أخبرنا سفيان
(1)
، عن عبد الملك
(2)
، عن وَرَّاد
(3)
-كاتب المغيرة- يقول: كتب معاوية إلى المغيرة: "اكْتُبْ إليّ بما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر صلاته
(4)
؟ " فكتب إليه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد
(5)
" -إلى قوله: "ذا الجد"
(6)
.
(1)
وهو ابن عيينة، وهو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه مسلم عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن عبدة بن أبي لبابة وعبد الملك بن عمير، به. كتاب المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وبيان صفته، (1/ 415) برقم (593/ 138).
(2)
هو: ابن عُمَير بن سُوَاد الكوفي.
(3)
(الورّاد) بتشديد الراء، هو: الثقفي، أبو سعيد (أو أبو الورد) الكوفي. "ثقة من الثالثة". تهذيب الكمال (30/ 431 - 432)، التقريب (ص 580).
(4)
هذا التحديد لا يوجد في صحيح مسلم، وزيادته من فوائد الاستخراج.
(5)
في (ل) و (م) زيادة: (وهو على كل شيء قدير).
(6)
وأخرجه البخاري (844) في "الأذان": باب الذكر بعد الصلاة (2/ 378 - 379، مع الفتح)، عن محمد بن يوسف، عن سفيان (وهو الثوري كما في "الفتح" =
⦗ص: 14⦘
= 2/ 386)؛ و (7292) في "الاعتصام" باب ما يكره من كثرة السؤال. . . (13/ 278 - 279، مع الفتح)، عن موسى (ابن إسماعيل) عن أبي عوانة؛ و (6473) في "الرقاق" باب ما يكره من قيل وقال (11/ 312، مع الفتح)، عن علي بن مسلم، عن هشيم، ثلاثتهم عن عبد الملك بن عمير، به، بألفاظ متقاربة.
وأخرجه أيضًا من طرق أخرى ستأتي الإشارة إلى بعضها عند المناسبة.
2113 -
[حدثنا ابنُ المُنادي
(1)
، نا وهبُ بن جرير، نا شعبة، عن منصور
(2)
، عن المسيّب بن رافع، عن وَرَّاد -كاتبِ المغيرة بن شعبة- أنّ المغيرة كتب إلى معاوية: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيْتَ، ولا معطي لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجد منك الجدُّ"]
(3)
(4)
.
(1)
هو: أبو جعفر، محمد بن أبي داود: عبد الله البغدادي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن منصور، به،
بنحوه. كتاب المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته (1/ 414 - 415) برقم (593).
(3)
ما بين المعقوفتين كله لا يوجد في الأصل و (ط، س) والمطبوع، أثبته من (ل) و (م)، وهو مستدرك في هامش (ط).
(4)
وأخرجه البخاري (6329) في "الدعوات" باب الدعاء بعد الصلاة (11/ 136 - 137، مع الفتح)، عن قتيبة بن سعيد، عن جرير، عن منصور، به، بنحوه.
وقال: "وقال شعبة، عن منصور: قال: سمعت المسيب".
2114 -
حدثنا عبد الرحمن بن بشر، قال: ثنا مالك بن سُعَيْر
(1)
، قال: ثنا الأعمش
(2)
، عن عبد الملك بن عُمَير والمسيّبِ بن رافع، عن ورّاد قال: أملى عليَّ المغيرةُ بن شعبةَ كتابًا إلى معاويةَ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قضى صلاته قال:"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيتَ، ولا معطي لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ"
(3)
.
(1)
"سُعير" -بالتصغير- آخره راء -هو: ابن الخِمْس -بكسر المعجمة، وسكون الميم، بعدها مهملة- التميمي، أبو محمد، ويقال: أبو الأحوص الكوفي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب وأحمد بن سِنَان، قالوا: ثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن المسيب بن رافع -فقط- به.
الكتاب والباب المذكوران (1/ 415) برقم (593/ 137).
(3)
حديث عبد الرحمن بن بشر كله ليس في (ل) و (م).
2115 -
حدثنا عليُّ بن حرْب الطائي، قال: ثنا أبو معاوية
(1)
، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن ورّاد -مولى المغيرة- عن المغيرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلَّم
(2)
في صلاته يقول: "لا إله إلا الله. . .". فذكر بمثله
(3)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، وأخرجه أبو داود (1505)، (2/ 172 - 173) عن مسدد، عن أبي معاوية، به، وفيه:"كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة: أي شيء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سلم من الصلاة؟. . . قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. . .".
(2)
في الأصل و (ط): "يسلم" بدون لفظة "إذا" والمثبت من (ل) و (م). ولفظ أبي داود المشار إليه سابقًا يؤيد المثبت.
(3)
في (ل) و (م): (مثله).
2116 -
حدثنا محمدُ بن أبي
(1)
المثنى الموصلي
(2)
وأبو أمية، قالا: ثنا رَوْح
(3)
، عن ابن جريج
(4)
، قال: أخبرني عَبْدَةُ
(5)
، أن ورّادًا أخبره، أن المغيرة كتب إلى معاوية. فذكر
(6)
الحديث
(7)
.
(1)
(ك 1/ 448).
(2)
هو محمد بن أحمد بن أبي المثنى الموصلي، شيخ الموصل ومحدثها في وقته. خال أبي يعلى الموصلي ونسيبه، كان أحمد بن حنبل وابن معين يكرمانه. وذكره ابن حبان في الثقات. توفي سنة (277).
انظر: الثقات (9/ 143)، السير (13/ 139)، تاريخ الإسلام (6/ 539).
(3)
هو ابن عبادة.
(4)
هنا يلتقي المصنف مع الإمام مسلم، رواه مسلم عن محمد بن حاتم، عن محمد بن بكر، عن ابن جريج، به. الكتاب والباب المذكوران (1/ 415) برقم (593):(137).
(5)
هو ابن أبي لبابة الأسدي مولاهم ويقال: مولى قريش، أبو القاسم البزاز الكوفي، نزيل دمشق. "ثقة من الرابعة"(خ م ل ت س ق). تهذيب الكمال (18/ 541 - 545)، التقريب (ص 369).
(6)
في (ل) و (م): "فذكر حديثه فيه".
(7)
وأخرجه البخاري (6615) في "القدر"، باب: لا مانع لما أعطى الله (11/ 521، مع الفتح)، عن محمد بن سِنَان، عن فليح، و (تعليقًا) عن ابن جريج، كلاهما عن عبدة، به.
2117 -
حدثنا أبو أمية، قال: ثنا
(1)
عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا شيبان
(2)
، ح
⦗ص: 17⦘
وحدثنا الدَّقِيْقِيُّ
(3)
وعمَّار، قالا: ثنا يزيد قال: أبنا مِسْعَرٌ، ح
وحدثنا أبو عُبَيْدَة
(4)
وأبو أمية، قالا: ثنا أبو نُعيم، قال: ثنا مسعر
(5)
، ح
وحدثنا محمد بن ثواب
(6)
والحسنُ بن عفان، قالا: ثنا أسباطُ بن محمد
(7)
، كلُّهم عن عبد الملك بن عُمير
(8)
، عن ورّاد -كاتب المغيرة بن شعبة
(9)
- قال: كتب المغيرة
(10)
إلى معاوية. فذكروا حديثَهم فيه.
(1)
من هنا إلى (ثنا يزيد) مكرر في (م).
(2)
هو: ابن عبد الرحمن النحوي.
(3)
هو محمد بن عبد الملك الواسطي، وعمار: هو ابن رجاء التغلبي، ويزيد هو: ابن هارون.
(4)
هو السَّرِي بن يحيى بن السري الكوفي.
(5)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 386)(908)، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، به.
(6)
"ثواب" -بفتح وتخفيف- ابن سعيد بن حصين الهبّاري -بتشديد الموحدة- الكوفي.
(260 هـ)(ق). قال ابن أبي حاتم: "كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق". الجرح (7/ 218)، تهذيب الكمال (24/ 561). وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 123). وذكر الحافظ في "التهذيب" (9/ 76) أن محمد بن مسلمة ضعفه في كتاب "الصلة". وقال الذهبي في "الكاشف" (2/ 161):"صدوق". وقال الحافظ في "التقريب"(ص 471): "صدوق، ضعفه محمد بن مسلمة بلا حجة".
(7)
ابن عبد الرحمن بن خالد القرشي مولاهم، أبو محمد.
وأخرج حديثَه هذا الطبرانيُّ أيضًا في معجمه الكبير (20/ 388)(916) من طريق أسد بن موسى عنه.
(8)
هنا موضع الالتقاء.
(9)
(ابن شعبة) ليست في (ل) و (م).
(10)
قوله: (كتب المغيرة) سقط من (م).
2118 -
حدثنا محمدُ بن إبراهيم الطرسوسي
(1)
، قال: ثنا رَوْح، ح
وحدثنا العباسُ بن محمد
(2)
، قال: ثنا عثمان بن عمر، ح
وحدثنا يونسُ بن حبيب قال: ثنا أبو داود
(3)
، كلُّهم قالوا: ثنا ابن عون
(4)
، قال: أنبأني أبو سعيد
(5)
-وقال بعضهم: عن أبي سعيد- قال: أنبأني ورّاد -كاتب
(6)
المغيرةِ بن شعبة- قال: كتَبَ معاويةُ إلى المغيرةِ بن شعبة: "أن اكتُبْ إليَّ بشيء حَفِظْتَه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: كان إذا صلى ففرغ
(7)
قال: "لا إله إلا الله- قال: وأظنُّه قال: وحْدَه
(8)
لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كل شيء قدير، اللهم
⦗ص: 19⦘
لا مانع لما أَعْطَيْتَ، ولا معطي لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجد منك الجدُّ"
(9)
.
قال أبو عوانة: يقال: إنَّ أبا
(10)
سعيد هذا اسمه: كَثِير، وهو رَضِيْعُ عائشةَ، وبعضُ هؤلاء قال: أبو سعيد الشامي
(11)
، ومعنى حديثهم واحد.
(1)
هو أبو أمية المعروف، وروح هذا هو: ابن عبادة.
(2)
هو الدوري، وعثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي.
(3)
هو الطيالسي، ولا يوجد هذا الحديث في مسنده المطبوع من رواية ابن حبيب.
(4)
هو: عبد الله بن عون بن أرطبان البصري.
وعنده يلتقي المصنف بالإمام مسلم، رواه مسلم عن حامد بن عمر البكراوي، عن بشر (ابن المفضل)، ح
ومحمد بن المثنى، عن أزهر، كلاهما عن ابن عون، به، ولم يسق متنه إحالةً على حديث منصور والأعمش. الكتاب والباب المذكوران (1/ 415) برقم (593/ 137/ د).
(5)
سيأتي تعريفه عقب هذا الحديث.
(6)
في (م): "الكاتب" وهو خطأ لكونه مضافًا.
(7)
في (ل) و (م): (وفرغ).
(8)
في (م): (واحد).
(9)
من فوائد الاستخراج:
ساق أبو عوانة متنه كاملًا، بينما اكتفى الإمام مسلم بإحالته على حديث منصور والأعمش.
(10)
في (ل) و (م): (إن اسم أبي سعيد كثير)، وما ورد في تهذيب الكمال من النقل عن المصنف بمثل المثبت.
(11)
وقال أبو أحمد الحاكم: اسمه: عمرو بن سعيد الثقفي. ورجح الدارقطني كون اسمه: "عبد ربه". العلل (7/ 124). وقال أبو مسعود الدمشقي: "لا يعرف اسمه". تحفة الأشراف (8/ 495).
وصنيع البخاري في تاريخه الكبير (6/ 80) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 42) وابن حبان في ثقاته (7/ 155) يقتضي ترجيح كون اسمه "عبد ربه" عندهم، حيث عَرَّفوه كذا الاسم، ورجحه النووي في شرحه لمسلم (5/ 91).
وقال الحافظ في "التقريب"(ص 644): ". . . مجهول لا يعرف اسمه، من السادسة".
بينما رجح كون اسمه "عبد ربه" في "النكت الظراف"(8/ 495) فقال بعد نقله: "وقال غيره: اسمه: "عبد ربه". قلت: هذا هو الذي ينبغي أن يكون أولى. . ." ثم ذكر بعض القرائن التي تُقَوّي هذا الرأي، ولعله يكون أقوى الأقوال.
ملاحظة: قول أبي عوانة هذا ذكره المزي في "التهذيب"(33/ 357) وكذلك فروعه.
ولم يتابع أبا عوانة في هذا أحد، بل يستفاد من صنيعهم الجزم بأن رضيع عائشة هو أبو سعيد الكوفي، ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري (7/ 206)، كنى الإمام مسلم =
⦗ص: 20⦘
= (1286)، (1/ 356)، الجرح والتعديل (7/ 155)، ثقات ابن حبان (5/ 330)، تهذيب الكمال (43/ 124 - 144) ورمز له ب (بخ د)، وقال الحافظ عنه:"مقبول من الثالثة". وانظر: المعلم بفوائد مسلم للمازري (1/ 283) ففيه مزيد إيضاح للمسألة.
[باب]
(1)
بيان قولِ النبيّ صلى الله عليه وسلم في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ من الثَّناءِ على الله تعالى
(2)
(1)
من (ل) و (م).
(2)
كلمة (تعالى) ليست في (ل) و (م).
2119 -
حدثنا أبو داود السِّجْزِيُّ
(1)
، قال: ثنا محمدُ بن سليمان
(2)
، قال: ثنا عَبْدَةُ بن سليمان
(3)
، عن هشام بن عروة،
⦗ص: 21⦘
عن أبي الزبير
(4)
قال: كان عبد الله بن الزبير يُهَلِّل في دبر كلِّ صلاةٍ، يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمدُ، وهو على كلّ شيءٍ قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمةُ وله الفضلُ، وله
(5)
الثناءُ الحسن، ولو كره المشركون". ثم يقول عبد الله بن الزبير: "كان
(6)
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُهِل
(7)
بها دُبُرَ كلِّ صلاة".
(1)
والحديث في سننه (1507)، (2/ 173) في "الصلاة" باب: ما يقول الرجل إذا سلم.
(2)
هو الأنباري -كما صرح به أبو داود في سننه- وهو: ابن أبي داود، كنيته أبو هارون (234 هـ)، (د). وثقه الخطيب، وأبو علي الجياني (وزاد: جليل)، ومسلمة. وقال الحافظ:"صدوق".
انظر: تاريخ الخطيب (5/ 292)، تسمية شيوخ أبي داود للجياني (90 - ق) من نسخة تركيا، و (ق / 3) من النسخة المغربية، المعجم المشتمل (836)، (ص 243)، تهذيب الكمال (25/ 314 - 315)، تهذيب التهذيب (9/ 180)، التقريب (ص 482).
(3)
هو الكلابي أبو محمد الكوفي، يقال: اسمه: عبد الرحمن. "ثقة ثبت"(187 هـ) وقيل: بعدها. ع. تهذيب الكمال (18/ 530 - 534)، التقريب (ص 369).
وعند عبدة هذا يلتقى المصنف بالإمام مسلم، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبدة، به، بنحوه، ولم يسق متنه كاملًا إحالةً على ما قبله. كتاب المساجد، =
⦗ص: 21⦘
= باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته (1/ 416) برقم (594/ 140).
(4)
هو المكي: محمد بن مسلم بن تدرس.
(5)
كلمة (وله) -هنا- ليست في (ل) و (م)، وفي صحيح مسلم مثل المثبت.
(6)
(ك 1/ 449).
(7)
في صحيح مسلم: (يهلل بهن)، وفي (ط) والمطبوع:(يهلل) وكلاهما بمعنى.
2120 -
حدثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا محمد بن عيسى
(2)
، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا سُرَيجُ بن يونس، قالا: ثنا إسماعيل بن إبراهيم
(3)
، عن الحجاج بن أبي عثمان
(4)
، عن أبي الزبير قال: سمعتُ
⦗ص: 22⦘
عبد الله بن الزبير وهو يخطُبُ على هذا المنبر، وهو يقول: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا سلَّم في الصلاة يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على شيء قدير، لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، لا نعبد إلا إياه، أهلُ النعمةِ والثناءِ الحَسَن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون". ولفظ الحديث لمحمد بن عيسى
(5)
.
(1)
هو السجستاني، والحديث في سننه (1506)، (2/ 173) في "الصلاة" باب ما يقول الرجل إذا سلم.
(2)
ابن نجيح البغدادي، أبو جعفر بن الطباع.
(3)
هو المعروف بابن علية، وعنده يلتقي المصنفُ بالإمام مسلم، رواه الأخير عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن ابن علية، به، بنحوه، ولم يسق المتن كاملًا، إحالة على حديث هشام السابق. كتاب المساجد، باب استحباب الذكر (1/ 416) برقم (594/ 140/ أ).
(4)
هو الصواف، أبو الصلت البصري.
(5)
في الأصل و (ط) و (س): (لفظ محمد بن عيسى)، والمثبت من (ل) و (م) وهو أوضح.
2121 -
حدثنا محمدُ بن عوف
(1)
، قال: ثنا آدم
(2)
، قال: ثنا أبو عمر الصنعاني
(3)
، عن موسى بن عُقْبَةَ
(4)
، أن أبا الزبير حدّثه، أنه سمع عبد الله بن الزبير وهو يقول في إثر الصلاة إذا سلم، بمثله، وقال في آخره:"وكان يَذْكُرُ ذلك عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. . ." مثل حديث هشام بن عروة الذي قبله
(5)
.
(1)
ابن سفيان الطائي، أبو جعفر الحمصي.
(2)
هو: ابن أبي إياس العسقلاني.
(3)
هو: حفص بن ميسرة العُقيلي -بالضم- نزيل عسقلان.
(4)
ابن أبي عياش الأسدي.
وعنده يلتقي المصنف بالإمام مسلم، رواه مسلم عن محمد بن سلمة المرادي، عن عبد الله بن وهب، عن يحيى بن عبد الله بن سالم، عن موسى بن عقبة، به، بمثله.
الكتاب والباب المذكوران (1/ 416) برقم (594/ 141).
(5)
سبق برقم (2119).
2122 -
حدثنا عباس الدُّوريُّ، ويزيدُ بن سِنَان
(1)
والدَّقِيْقِيُّ، قالوا: ثنا هارون بن إسماعيل
(2)
، ثنا عليُّ بن المبارك قال: ثنا يحيى بن أبي كثير
(3)
، عن أبي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر
(4)
، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شَرِّ المسيح الدجال"
(5)
.
(1)
ابن يزيد القزّاز البصري، والدقيقي: محمد بن عبد الملك الواسطي.
(2)
هو الخزاز البصري.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، عن هشام، عن يحيى، به. وليس فيه ذكر "دبر كل صلاة".
كتاب المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، (1/ 413) برقم (588/ 131).
(4)
في (م): (من عذاب القبر وعذاب النار) ومثله في صحيح مسلم والبخاري -بتقديم التعوذ من عذاب القبر-.
(5)
وأخرجه البخاري (1377) في "الجنائز": باب التعوذ من عذاب القبر (3/ 284، مع الفتح)، عن: مسلم بن إبراهيم، عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، به، بنحوه وليس فيه -أيضًا- ذكر "دبر كل صلاة".
من فوائد الاستخراج:
زيادة جملة "دبر كل صلاة" في المتن، وهي تحدد الوقت.
[باب]
(1)
التَّرغِيْبِ في التَّسْبِيْحِ والتحْميد والتكبير في دُبُر كلِّ صلاةٍ، وثَوَابُه
(1)
من (ل) و (م).
2123 -
حدثنا محمد بن علي بن داود
(1)
، قال: ثنا عبد الصمد بن النُّعْمَان
(2)
، قال: ثنا حمزةُ الزيَّات
(3)
، عن الحَكَمِ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عُجرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مُعَقِّبَات
(4)
لا يَخيْبُ قائلُهُنَّ، أو فاعلُهن: ثلاثٌ وثلاثون
(5)
تسبِيْحَة، وثلاثٌ
⦗ص: 25⦘
وثلاثون تَحْمِيْدَةً، وأربعٌ وثلاثون تكبيرةً، في دُبُرِ كلِّ صلاة".
رواه
(6)
أبو أحمد الزبيري
(7)
عن حمزة بمثله
(8)
.
(1)
هو البغدادي نزيل مصر، المعروف بابن أخت غزال.
(2)
أبو محمد البزار النسائي البغدادي.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن نصر بن علي الجهضمي، عن أبي أحمد الزبيري، عن حمزة الزيات، به، بمثله، إلا الاختلاف الذي سيشار إليه في مكانه.
كتاب المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وبيان صفته (1/ 418) برقم (596/ 145).
(4)
معقبات: أي تسبيحات تُفْعَل أعقاب الصلاة، وقيل: سميت "معقبات" لأنها عادت مرة بعد مرة، وقيل: أي: التي بعضهن في إثر بعض، وبعضهن يعقب بعضًا.
انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 139)، النهاية (3/ 267)، شرح النووي لمسلم (5/ 94، 95).
(5)
في النُّسَخ الخمسة: (ك، ل، م، ط، س)(وثلاثين) -بالنصب، هنا والموضعين التاليين في الحديث- والتصحيح من صحيح مسلم؛ فقد رواه من طريق حمزة الزيات (596/ 145)، كما سبق.
(6)
في (ل) و (م): (ورواه).
(7)
في (م): (الزهري)، وهو خطأ.
(8)
يشير إلى رواية الإمام مسلم المشار إليها عند موضع الالتقاء، وقوله "مثله" مما يؤكد صحة التصحيح السابق في كلمة (ثلاثين).
2124 -
حدثنا الأَحْمَسِيُّ
(1)
، وعليُّ بن حرْب، قالا: ثنا أسباطُ بن محمد
(2)
، قال: ثنا عمرو بن قيس
(3)
(4)
عن الحكم
(5)
، عن [عبد الرحمن]
(6)
بن أبي ليلى، عن كَعْبِ بن عُجرة
(7)
، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
⦗ص: 26⦘
"معقِّبَاتٌ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ لا يَخِيْبُ قائلُهن
(8)
أو فاعلُهن: يُسَبِّحُ الله ثلاثًا وثلاثين، ويحمده ثلاثًا وثلاثين، ويكبره أربعًا وثلاثين"
(9)
.
(1)
هو: محمد بن إسحاق بن سَمُرةَ الكوفي، وعلي بن حرْب هو: الطائي.
(2)
هنا يلتقي المصنف بالإمام مسلم، رواه مسلم عن محمد بن حاتم، عن أسباط بن محمد، به، ولم يسق متنه إحالة على حديث حمزة الزيات.
الكتاب والباب المذكوران (1/ 418) برقم (596/ 145/ أ).
(3)
هو: الملائي، كما صرح به مسلم، أبو عبد الله الكوفي.
و"الملائى": -بضم الميم وتخفيف اللام والمد. "ثقة متقن عابد"، (توفي سنة بضع و 140 هـ)(بخ م 4). تهذيب الكمال (22/ 200 - 203)، التقريب (ص 426).
وفي (ل) و (م): (عمرو بن أبي قيس) وهو خطأ.
(4)
(ك 1/ 450).
(5)
هو ابن عتيبة، أبو محمد الكندي الكوفي.
(6)
من (ل) و (م) وهو كذلك.
(7)
تصحفت كلمة (عجرة) في (م، س) إلى: (عُجْزَة).
(8)
في (ل) و (م): (وفاعلهن).
(9)
وأخرجه الترمذي في "الدعوات"(3412)(5/ 446)، والنسائي في "السهو"(3/ 75) كلاهما عن الأحمسي -شيخ المصنف- به، بنحوه، بدون قوله:(أو فاعلهن).
2125 -
حدثنا [أبو جعفر أحمد بن محمد]
(1)
، بن أبي رجاء [المصيصي] قال: حدثنا شعيب بن حرْب
(2)
، ح
وحدثنا ابنُ الجنيد
(3)
، قال: ثنا أبو أحمد الزُّبَيْرِيُّ
(4)
، قالا
(5)
: ثنا مالك بن مِغْول
(6)
، قال: حدثنا الحكم بن عُتَيْبَةَ
(7)
، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عُجْرة
(8)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مُعَقِّبَاتٌ
⦗ص: 27⦘
لا يَخِيْبُ قائلُهن أو فاعلهن: يسبِّحُ الله في دبر كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ
(9)
: ثلاث وثلاثين (تسبيحة، وثلاث وثلاثين)
(10)
تحميدة، وأربع وثلاثون تكبيرة".
كذا قال أبو أحمد الزبيري
(11)
: "صلاة مكتوبة".
(1)
من (ل) و (م).
(2)
هو المدائني، أبو صالح، نزيل مكة. "ثقة عابد"(197 هـ)(خ د س). تهذيب الكمال (12/ 511 - 516)، التقريب (ص 267).
(3)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد، أبو جعفر الدقاق.
(4)
في (م): (الزهري)، وهو خطأ.
(5)
في الأصل و (ط) و (س): "قال" -بالإفراد- والمثبت من (ل) و (م) وهو الأنسب.
(6)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن الحسن بن عيسى، عن ابن المبارك، به، بنحوه، إلا الاختلاف الذي سيشار إليه في مكانه. الكتاب والباب المذكوران (1/ 418) برقم (596).
(7)
تصحف (عتيبة) في (س) إلى: (عيينة).
(8)
تصحف (عجرة) في (ل) و (م) إلى: (عجزة).
(9)
كلمة (مكتوبة) ساقطة من (ل) و (م) ويؤكد صحة المثبت تصريح المصنف في آخر الحديث.
(10)
كذا في النسخ في الموضعين، وهذا لا يستقيم لغة، والصحيح أن يكون:"وثلاثون" -بالرفع- لأن الجملة مستأنفة.
وهكذا في صحيح مسلم، ولكن ليس فيه جملة:"يسبح الله في دبر كل صلاة".
ولم أصحح في المتن لاحتمال أن تكون "ثلاثًا وثلاثين" منصوبة لعمل "يسبح" فيها، ولكن هذا -مع بُعده- يعكر عليه ما ورد في آخره على الصواب "وأربع وثلاثون تكبيرة"، والله تعالى أعلم بالصواب.
(11)
في (م): (الزهري) وهو خطأ.
2126 -
حدنَنا عمرانُ بن بكَّار الحِمْصِيُّ
(1)
، ومحمد بن صالح
(2)
قالا: ثنا يحيى بن صالح
(3)
قال: قرئ على مالك وأنا أَسْمَعُ، عن أبي عُبَيْد
(4)
⦗ص: 28⦘
مولى سليمانَ بن عبد الملك
(5)
- عن عطاءِ بن يزيد
(6)
، عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "من سَبّح دُبُرَ كلِّ صلاة ثلاثًا
(7)
وثلاثين، وكَبَّر ثلاثًا وثلاثين، وحمد ثلاثًا وثلاثين، وختم المائة بـ"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيء قدير" غُفِرَتْ ذنوبُه ولو كنت مثل زَبَدِ البَحْر".
(1)
هو: عمران بن بكَّار بن راشد الكلاعي، أبو موسى البراد المؤذن.
(2)
هو الملقب بـ (كيلجة) البغدادي.
(3)
هو الوحاظي الحمصي.
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عبد الحميد بن بيان الواسطي، عن خالد بن عبد الله، عن سهيل، عن أبي عبيد المذحجي، به، بنحوه.
وفيه زيادة: "فتلك تسعة وتسعون"، بعد عَدِّ التسبيحات والتكبيرات والتحميدات. =
⦗ص: 28⦘
= الكتاب والباب المذكوران (1/ 418) برقم (597).
و"أبو عبيد" هذا هو المذحجي -صاحب سليمان بن عبد الملك، قيل: اسمه: عبد الملك، وقيل: حي، أو حيي، أو حوي. "ثقة، من الخامسة" مات بعد المائة.
(خت م د س). كنى الإمام مسلم (2423)، (2/ 593)، تهذيب الكمال (34/ 49 - 53)، التقريب (ص 656).
(5)
هو: سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، الخليفة، بويع له بالخلافة سنة 96 هـ وتوفي سنة 99 هـ. انظر: التاريخ الكبير (4/ 25)، الكامل في التاريخ (4/ 311)، وفيات الأعيان (2/ 420 - 427) سير أعلام النبلاء (5/ 111 - 113)، البداية والنهاية (5/ 184 - 192).
(6)
هو الليثي -كما صرح به مسلم- وهو مدني نزل الشام. "ثقة
…
" (105 أو 107 هـ)، تهذيب الكمال (20/ 123 - 125)، التقريب (ص 392).
(7)
في جميع النسخ: (ثلاث) -بالرفع في المواضع الثلاثة- وهو خطأ، لأنه مفعول به لـ (سَبَّح) -وكذلك كبر وحمد- والتصحيح من صحيح مسلم، ويؤكد ذلك قول المصنف في الحديث الآتي (2127) -بعد سرد إسناده-:"بمثله".
كما أن الحديث أخرجه النسائي في "الكبرى"- في (عمل اليوم والليلة)(9970)، (6/ 42) عن قتيبة بن سعيد، عن مالك، به، بمثل لفظ المصنف إلا الخطأ المشار إليه.
2127 -
حدثنا أبو أُمَيَّةَ، قال: ثنا سُريجُ بن النعمان وسليمانُ بن داود الزهراني
(1)
، قالا: ثنا فُليحُ بن سليمان
(2)
، عن سُهَيْلِ بن
⦗ص: 30⦘
أبي صالح
(3)
، عن أبي عُبَيْد، عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، بمثله.
(1)
هو العتكي، أبو الربيع البصري، نزيل بغداد. "ثقة"(234 ص)(خ م د س).
و"الزهراني": -بفتح الزاي، وسكون الهاء- نسبة إلى بني زهران، وزهران هو: ابن كعب بن الحارث بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، بطن من الأزد. انظر: إكمال ابن ماكولا (7/ 401)، الأنساب (3/ 180)، اللباب (2/ 82)، تهذيب الكمال (11/ 423 - 425)، توضيح المشتبه (9 م 194)، التقريب (ص 251).
(2)
ابن أبي المغيرة الخزاعي، أو الأسلمي، أبو يحيى المدني، ويقال: فليح لقب، واسمه: عبد الملك (168 هـ) ع. ضعفه ابن معين، وأبو داود، وأبو زرعة، والنسائي، وقال أبو حاتم:"ليس بالقوي". وذكره العقيلي، وابن شاهين، وابن الجوزي، والذهبي في جملة الضعفاء. وقال ابن عدي:"ولفليح أحاديث صالحة يرويها، يروي عن نافع، عن ابن عمر نسخة، ويروي عن هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة أحاديث، ويروي عن سائر الشيوخ من أهل المدينة مثل أبي النضر وغيره أحاديث مستقيمة وغرائب، وقد اعتمده البخاري في صحيحه وروى عنه الكثير، وقد روى عنه يزيد بن أبي أنيسة، وهو عندي لا بأس به". ووثقه الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين"، وفي التهذيب أنه قال:"وليس به بأس". وقال الساجي: "ومن أهل الصدق، وكان يهم". وذكره ابن حبان في الثقات" (7/ 324). وذكره الحافظ في "الهدي" وقال: "لم يعتمد عليه البخاري اعتماده على مالك وابن عيينة وأَضْرابِهما، وإنما أخرج له أحاديث أكثرها في المناقب، وبعضها في الرقاق". وقال في "التقريب" (ص 448):"صدوق كثير الخطأ".
تاريخ ابن معين -برواية الدوري- (2/ 367، 478)، الضعفاء لأبي زرعة [ضمن "أبو زرعة الرازي"](2/ 366)، تاريخ الدارمي (695)(ص 190)، الجرح والتعديل =
⦗ص: 30⦘
= (7/ 85)، ضعفاء العقيلي (3/ 466)، الضعفاء والمتركون للدارقطني (351)، (ص 282)، تاريخ أسماء الضعفاء لابن شاهين (511)، (ص 156)، الكامل (6/ 30)، الضعفاء لابن الجوزي (2731)، (3/ 10)، تهذيب الكمال (23/ 317 - 321)، ميزان الاعتدال (3/ 365)، المغني في الضعفاء (2/ 516)، ديوان الضعفاء (3397)، (ص 322)، تهذيب التهذيب (8/ 272 - 274)، هدي الساري (ص 457).
(3)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح / 2126).
و"سهيل" هذا هو ابن ذكوان (أبي صالح) السمان أبو يزيد المدني.
2128 -
حدثنا أبو العباس الغَزِّيُّ، قال: ثنا قبيصةُ، قال: ثنا سفيان
(1)
، عن منصور، عن الحكم بن عُتَيْبَةَ
(2)
، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عُجرة قال
(3)
: قال رسولُ الله: "معَقِّبَاتٌ لا يَخِيْبُ قائلُهُن أو فاعلُهن
(4)
: يُسَبِّح الله دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبة ثلاثًا
(5)
وثلاثين،
⦗ص: 31⦘
ويحمده ثلاثًا وثلاثين، ويكَبِّرُ أربعًا وثلاثين".
(1)
هو الثوري.
(2)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح / 2123، 2125).
(3)
(قال) الأولى ليست في (ل) و (م).
(4)
كلمة (أو فاعلهن) ساقطة من المطبوع.
(5)
في جميع النسخ: "ثلاث"، و "أربع" -بدون النصب في الأعداد الثلاثة- والتصحيح من مصنف عبد الرزاق حيث روى عن الثوري (2/ 235 - 236)(3193) كذا الإسناد، وكذلك الترمذي (3412)، (5/ 446) رواه من طريق عمرو بن قيس.
وسبق برقم (2124) وبعده.
2129 -
حدثنا فَضْلَكُ الرازيُّ
(1)
، قال: ثنا عاصم بن النضر
(2)
، قال: ثنا المعتمر
(3)
، ح
وحدثنا أبو زُرْعَةَ الدمشقيُّ
(4)
(5)
قال: ثنا سوّار بن عبد الله
(6)
قال: ثنا المعتمر
(7)
، كلاهما
(8)
قالا: ثنا عبيد الله -يعني: ابن عمر- عن سُمَيٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا
(9)
:
⦗ص: 32⦘
"ذهب أهل الدُّثور
(10)
بالدَّرجات العُلى والنعيم المُقِيْمِ: يُصَلُّون كما نُصَلِّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فُضُول أموالٍ يَحُجُّون ويعتمرون ويجاهدون ويتصدَّقون". فقال: "ألا أَدُلُّكُم على أمرٍ إذا أخذتُم به أدْرَكْتُم من سَبَقَكم ولم يُدْرِكْكُم أحدٌ بعدكم، كنتم خير من أنتم بين ظَهْرانيه
(11)
، إلا أحدٌ عَمِل بمثل عَمَلِكم: تُسَبِّحون، وتحمدون وتُكَبِّرُون خلف كلِّ صلاةٍ ثلاثًا
(12)
وثلاثين"
(13)
.
⦗ص: 33⦘
فاختلفنا
(14)
بيننا، فقال بعضنا نُسَبِّح ثلاثًا
(15)
وثلاثين، ونحمد ثلاثًا
(16)
وثلاثين، ونُكَبِّر أربعًا وثلاثين. قال: فرجعتُ إليه، فقال رسولُ الله
(17)
صلى الله عليه وسلم: "يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، حتى يكون منهن كلِّهن
(18)
ثلاث
⦗ص: 34⦘
وثلاثون
(19)
"
(20)
.
(1)
هو الفضل بن العباس المعروف بـ (فضلك الصائغ).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عاصم هذا، به، راجع ما بعده. و (عاصم بن النضر" هذا هو الأحول التيمي، أبو عمر البصري، وقيل: عاصم بن محمد بن النضر.
(3)
هو ابن سليمان التيمي أبو محمد البصري.
(4)
هو: عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله النصري.
(5)
(ك 1/ 451).
(6)
ابن سوار بن عبد الله بن قدامة التميمي العنبري، أبو عبد الله البصري، قاضي الرصافة وغيرها. "ثقة. . ."(245 هـ)، (د ت س). تهذيب الكمال (12/ 238 - 240)، التقريب (ص 259).
(7)
هنا موضع الالتقاء -بالنسبة لطريق الدمشقي- فقد رواه مسلم عن عاصم بن النضر، به، وسبق، والحديث الآتي برقم (2130) أقرب سياقًا إلى رواية مسلم. كتاب المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وصفته (1/ 416 - 417) برقم (595).
(8)
يعني: عاصمًا وسوار بن عبد الله الراويين عن المعتمر، وقصده التصريح بصيغة تحديثهما.
(9)
في "الأصل" و (ط، س): (فقال) والمثبت من (ل) و (م) وهو موافق لما في صحيح مسلم، والنسائي في "الكبرى"(6/ 43) حيث رواه عن محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر، به، بمثله.
(10)
الدثور مع "دثر" وهو المال الكثير، ويقع على الواحد والاثنين والجمع.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 439)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 330)، المعلم للمازري (1/ 284)، النهاية (2/ 100).
(11)
بفتح النون وسكون التحتانية، أي: وسطهم، وفيما بينهم. "زيدت فيه الألف والنون تأكيدًا كالنفساني للعيون. . . وكان معنى التثنية: أنَّ ظهرًا منهم قُدَّامه وآخره وراءه، فهو مكنوف من جانبيه، ثم كَثُر حتى استُعْمِل في الإقامة بين القوم وإن لم يكن مكنوفًا". تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 39)، المجموع المغيث (2/ 393)، النهاية (3/ 166)، فتح الباري (2/ 381) -أخذت منه الضبط فقط-.
(12)
في جميع النسخ: (ثلاث) -بدون النصب- والتصحيح من صحيح مسلم وصحيح البخاري (843) -سيأتي تخريجه-، كذلك النسائي في "الكبرى" في عمل اليوم والليلة (6/ 43) حيث روى عن محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر، به، وكذلك ابن خزيمة (749) بالطريق نفسه. وفي (م):(ثلاث وثلاثون) وهو خطأ أيضًا.
(13)
قال الحافظ في "الفتح"(2/ 382 - 383) عند قوله "ثلاثًا وثلاثين": "يحتمل أن يكون المجموع للجميع، فإذا وزّع كان لكل واحد إحدى عشرة، وهو الذي فهمه سُهَيْل بن أبي صالح كما رواه مسلم من طريق روح بن القاسم عنه، لكن لم يتابَع سهيل على ذلك، بل لم أر في شيء من طرق الحديث كلِّها التصريح بإحدى عشرة إلا في حديث =
⦗ص: 33⦘
= ابن عمر عند البزار، وإسناده ضعيف، والأظهر أن المجموع لكل فرد فرد. . .".
قلت: ويؤكد هذا قوله في آخر الحديث: "حتى يكون منهنَّ كلِّهن ثلاث وثلاثون"، وكذلك ما في الحديث الآتي (2130) من قوله:"حتى يبلغ جميعهن ثلاثة وثلاثين"، وهذا اللفظ موجود في صحيح مسلم أيضًا، ورواية سهيل بن أبي صالح -التي أشار إليها الحافظ- هي في "صحيح مسلم"(1/ 417) برقم (595/ 143).
(14)
ظاهره أن أبا هريرة رضي الله عنه هو القائل، وكذا قوله "فرجعت إليه"، وأن الذي رجع أبو هريرة إليه هو النبي صلى الله عليه وسلم ويؤكده زيادة:"فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" عند المصنف، وعلى هذا فالخلاف في ذلك وقع بين الصحابة رضي الله عنهم، وأما ما سيُذكر من مراجعة "سُمَيّ" في الرواية الآتية، هي عند مسلم في "الصحيح" أيضًا، فيحمل على أنه قصة مستقلة وقعت لسُمَيّ.
هذا، وقد نحى الحافظ في الفتح (2/ 383) منحى آخر، ويعكر عليه ما أشرت إليه من زيادة "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم". والله تعالى أعلم.
(15)
في (ل، م، ط): "ثلث" -بدون النصب- والمثبت من الأصل.
(16)
في جميع النسخ: "ثلاث، أربع" -بدون النصب- والتصحيح من صحيح البخاري (843).
(17)
هذه الزيادة ليست في رواية مسلم وهي مهمة، وتُحدِّدُ المرجَعَ هنا، ويتحدَّدُ به الذي راجع، والمختلفان، وسبقت الإشارة إلى هذا.
(18)
لفظة "كلهن" لا توجد في (م)، وتكررت فيها كلمة "منهن". =
⦗ص: 34⦘
= ولفظة "كلهن" مهمة تؤكد ما استظهره الحافظ من أن المجموع لكل فرد في "ثلاثًا وثلاثين". انظر ما سبق تحت قوله: "ثلاثًا وثلاثين".
(19)
في جميع النسخ: "وثلاثين" والتصحيح من صحيح البخاري (843).
(20)
وأخرجه البخاري (843) في "الأذان" باب: الذكر بعد الصلاة (2/ 378، مع الفتح)، عن محمد بن أبي بكر، عن المعتمر، به، بنحو سياق المصنف هنا.
وقد تكلم الحافظ على الحديث بالتفصيل وأشار إلى ما زاده مسلم في الرواية الآتية برقم (2130).
وأخرجه النسائي -أيضًا- في "الكبرى"(6/ 43)، عن محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر، به، ولم يذكر فيه المراجعة المذكورة، وابن خزيمة (749)، (1/ 368) بذكرها.
من فوائد الاستخراج:
زيادة قوله: "رسول الله صلى الله عليه وسلم" بعد قوله: "فقال"، وهذه الزيادة -كما سبق- تحدِّدُ المرجَعَ والمختلفين والمراجِعَ.
2130 -
حدثنا
(1)
الربيع بن سليمان، قال: ثنا شعيبُ بن الليث، قال: أبنا الليث بن سعد
(2)
، عن ابنِ عَجْلان
(3)
، عن سُمَيّ -مولى أبي بكر-
⦗ص: 35⦘
عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أنَّ فقراءَ المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا
(4)
: "ذهب أهل الدُّثُور والأموال
(5)
بالدرجات العُلى والنعيم المُقِيْمِ" قال
(6)
: "وما ذاك"؟ قالوا: "يصلون كما نصلي، يصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق! " قال: "أفلا أُعلِّمُكم شيئًا تُدْركِون به من سَبَقَكُم، وتَسْبِقُون به من بَعْدَكم، ولا يكون أحد أفضل منكم، إلا من صَنَع مثل ما صنعتم"؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "تسبحون
(7)
وتكبِّرون، وتحمَدون دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا
(8)
وثلاثين"، قال
(9)
سُمَيّ: فحدَّثْتُ بذلك بعضَ أهلي، فقال: وهِمْتَ إنما قال لك: تُسَبِّحُ ثلاثًا
(10)
وثلاثين، وتحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وتكبر الله ثلاثًا وثلاثين.
فرجعتُ إلى أبي صالح، فقلت ذلك له، فأخذ بيدي فقال:
⦗ص: 36⦘
يقول: الله أكبر
(11)
وسبحان الله والله أكبر، وسبحان الله والحمد لله، حتى يبلغ
(12)
من جميعهن
(13)
ثلاثة
(14)
وثلاثين.
ثم قال أبو صالح: فرجع فقراءُ المهاجرين إلى رسولِ الله فقالوا: يا رسول الله سمع إخوانُنَا أهل الأموال بما فعلنا، ففعلوا مثله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".
فقال
(15)
محمدُ بن عجلان
(16)
: فذكرتُ ذلك لرجاء بن حَيْوة
(17)
؛ فحدثني بمثلها
(18)
عن أبي صالح، وقال
(19)
: "صدق سميٌّ".
(1)
في هامش (ط) حديث أخرجه عن عباس الدوري عن أمية بن بسطام، به، وذكر متنه، ولكن أتمكن من قراءة جميعه للطمس، ولأن بعض السطور لم تصور من الطرف.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، به، بنحوه بتقديم ذكر رجوع الفقراء المهاجرين رضي الله عنهم على قصة تحديث سمي كذا الحديث بعضَ أهله. كتاب المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وصفته (1/ 416 - 417) برقم (595).
(3)
في (ل) و (م): (ابن العجلان).
(4)
في المطبوع: "قال" وهو خطأ.
(5)
لفظة "والأموال" لا توجد في صحيح مسلم.
(6)
في صحيح مسلم: "فقال".
(7)
في (م): (تسبحون، وتحمدون، وتكبرون).
(8)
في جميع النسخ: "ثلاث" -بدون النصب- والتصحيح من صحيح مسلم، وفيه زياد "مرة" بعد "ثلاثين".
(9)
من هنا إلى نهاية قوله "تسبح ثلاثًا وثلاثين" ساقط من (م).
(10)
في (م) في المواضع الثلاثة: (ثلاث)، بالرفع، وهو خطأ.
(11)
ك (1/ 452).
(12)
في (ط): (تبلغ) والمثبت أنسب مع قوله: (يقول) في البداية.
(13)
في المطبوع "من جميعهم" وهو خطأ.
(14)
في الأصل و (ط) و (س): "ثلاث" بدون النصب، وهو خطأ من وجهين: من جهة الإعراب، ومن جهة اللغة، والمثبت من (ل) و (م)، وهو موافق لما صحيح مسلم.
(15)
في صحيح مسلم بدون الفاء.
(16)
في (ل) و (م): (العجلان).
(17)
هو: الكندي أبو المقْدام، ريقال: أبو نصر الفلسطيني.
و"حيوة": بفتح المهملة، وسكون التحتانية، وفتح الواو. وهو "ثقة فقيه"(112 هـ)(خت م 4). تهذيب الكمال (9/ 151 - 157)، التقريب (ص 208).
(18)
في صحيح مسلم: (بمثله) وكلاهما صحيحان لغة، فالتأنيث على تقدير "الرواية"، والتذكير على تقدير "الحديث".
(19)
في (ل) و (م): (قال).
باب [بيان]
(1)
صفةِ انْصرافِ الإمام بعد انقضاء صلاته، وحظر انصراف المأموم قبله
(2)
(1)
" بيان" من (ل) و (م).
(2)
في (ل) و (م): "قبل الإمام".
2131 -
حدثنا عباس الدُّوْرِيُّ، قال: ثنا أبو يحيى الحِمَّاني
(1)
، قال: ثنا الأعمش، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا معاوية بن عمرو
(2)
، قال: ثنا زائدة
(3)
، كلاهما
(4)
قالا: ثنا الأعمش
(5)
، عن عمارة، عن الأسود، عن عبد الله قال:
⦗ص: 38⦘
"لا يجعلن
(6)
أحدكم للشيطان من نفسه جزءًا، لا يرى إلا أن حقًّا عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أكثر ما ينصرف عن شماله".
[
(7)
وهذا لفظ أبي يحيى عن الأعمش، ولفظ زائدة:"لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكْثَرَ ما ينصرفُ عن شماله"-]
(8)
.
(1)
في الأصل والمطبوع: "الحمامي" وهو خطأ، والمثبت من (ل، م، ط)، وهو: عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني الكوفي.
(2)
هو الأزدي، أبو عمرو البغدادي.
(3)
هو: ابن قدامة.
(4)
(كلاهما) مكرر في (س).
(5)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي معاوية وكيع -واللفظ لهما، وعن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير وعيسى بن يونس.
وعن علي بن خشرم، عن عيسى.
أربعتهم عن الأعمش، به، بنحوه.
كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جواز الانصراف من الصلاة عن اليمين والشمال (1/ 492) برقم (707).
(6)
في (م): (لا تجعلن) وهو خطأ.
(7)
من هنا إلى نهاية قوله "عن شماله" لا يوجد في الأصل و (ط، س) والمطبوع، أثبتُّه من (ل) و (م).
(8)
وأخرجه البخاري (852) في "الأذان": باب: الانفتال والانصراف عن اليمين والشمال، عن أبي الوليد، عن شعبة، عن الأعمش، بنحوه، بلفظ:"لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا ينصرفُ عن يساره". الصحيح له (2/ 393، مع الفتح).
2132 -
حدثنا السِّرِيِّ بن يحيى
(1)
، قال: ثنا قبيصة، ح
وحدثنا [أبو العبَّاس] الغَزِّيُّ
(2)
، قال: ثنا الفِرْيَابِيُّ، قالا: ثنا سفيان الثوري
(3)
، عن السّدّي
(4)
قال:
⦗ص: 39⦘
سمعتُ أنس بن [مالك]
(5)
يقول: "كان النبي صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه".
(1)
ابن السري الكوفي، أبو عبيدة ابن أخي هناد بن السري.
(2)
من (ل) و (م) وهو عبد الله بن محمد بن عمرو الأزدي الشامي.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرْب، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين، باب جواز الانصراف من الصلاة عن اليمين والشمال (1/ 492) برقم (708/ 61).
(4)
هو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي -بضم المهملة، وتشديد الدال- =
⦗ص: 39⦘
= أبو محمد الكوفي. (127 هـ)، (م 4) [مسلم متابعة]. قال أبو حاتم:"لا يحتج به".
وقال الذهبي: "حسن الحديث"، وقال في "من تكلم فيه وهو موثق":"وثقه بعضهم. . .". وقال الحافظ: "صدوق يهم، ورمي بالتشيع،. . . . ". تهذيب الكمال (3/ 132 - 138)، الكاشف (1/ 247)، من تكلم فيه وهو موثق (36)، (ص 69)، التقريب (ص 108).
(5)
في الأصل و (ط، س): "أنس" -بدون ذكر والده، وبدون علامة النصب!! والمثبت من (ل) و (م).
2133 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
، قال: ثنا حجاج بن المنهال، قال: ثنا أبو عوانة
(2)
، عن إسماعيل السُّدِّي، قال: سألتُ أنس بن مالك:
⦗ص: 40⦘
كيف أنصرفُ؟ عن يميني أو عن يساري إذا صَلَّيْتُ؟ قال: "أما أنا فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرفُ عن يمينه".
(1)
هو الإمام الذهلي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن قتيبة بن سعيد، عن أبي عوانة، به، بلفظ "أما أنا فأكثر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه".
كتاب صلاة المسافرين، باب جواز الانصراف من الصلاة عن اليمين والشمال (1/ 492) برقم (708).
وهناك إشكال يرد على لفظ مسلم أشار إليه النووي في شرحه (5/ 220)، والحافظ في الفتح (2/ 394)، فراجعه إن شئت.
وأما لفظ البخاري (852) ولفظ أبي عوانة هنا فلا تعارض بينه وبين حديث ابن مسعود السابق (2131).
وقد روى الحديث النسائي في "المجتبى"(3/ 81)، عن قتيبة، به، بمثل سياق مسلم، ورواه أحمد في المسند (3/ 281) عن عفان، عن أبي عوانة بمثل لفظ المصنف.
2134 -
حدثنا ابن أبي رجاء
(1)
، قال: ثنا وكيع
(2)
، ح
وحدثنا ابن الجنيد
(3)
، قال: ثنا أبو أحمد الزُّبَيْرِيُّ، ح
وحدثنا أبو عُبَيْدَة
(4)
، قال: حدثنا أبو نُعَيْم، كلهم
(5)
عن مسعر
(6)
، عن ثابت بن عُبَيْدٍ
(7)
، عن ابن البراء
(8)
، عن البراء، قال:
⦗ص: 41⦘
"كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم نكون عن يمينه
(9)
، فَيُقْبِلُ علينا بوجهه، فسمعته يقول:"رب قني عذابَكَ يوم تَبْعَثُ عبادك".
معنى حديثهم واحد.
(1)
هو: أحمد بن محمد بن عبيد الله الثغري الطرسوسي.
(2)
هنا موضع الالتقاء بالنسبة لهذا الطريق، وانظر التفصيل عند مسعر.
(3)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، وأبو أحمد هو: محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي. وفي (م): "الزهري" وهو خطأ.
(4)
هو: السَّرِيُّ بن يحيى الكوفي.
(5)
(كلهم) ليست في (م).
(6)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن:
أبي كريب، عن ابن أبي زائدة، -وساق لفظه-.
وعن أبي كريب وزهير بن حرْب عن وكيع.
كلاهما عن مسعر، كذا الإسناد، بنحوه. وذكر أن وكيعًا يذكر:"يقبل علينا بوجهه".
الكتاب السابق، باب استحباب يمين الإمام (1/ 492 - 493) برقم (709).
(7)
هو الأنصاري -مولى زيد بن ثابت- الكوفي. "ثقة، من الثالثة"(بخ م 4).
تهذيب الكمال (4/ 362 - 363)، التقريب (ص 132).
(8)
هو: عبيد بن البراء بن عازب الأنصاري الحارثي الكوفِي. "ثقة، من الرابعة"، (م د س ق). تهذيب الكمال (19/ 188 - 190)، التقريب (ص 376).
(9)
كذا في النسخ: (نكون عن يمينه) ولفظ مسلم: "أحببنا أن نكون عن يمينه"، وهو أوضح.
2135 -
حدثنا الصغاني وأبو بكر بن شاذان
(1)
، قالا: ثنا معاوية بن عمرو، ح
وحدثنا الصغاني -أيضًا- وأبو أُمَيَّةَ، قالا: ثنا يحيى بن أبي بُكَير
(2)
، قالا: ثنا زائدة
(3)
قال: ثنا المختار بن فُلْفُل
(4)
، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده! لو رأيتم ما رأيتُ لبكيتم
⦗ص: 42⦘
كثيرًا، ولضَحِكْتُم قليلًا". قالوا: وما رأيتَ يا رسول الله؟ قال: "رأيتُ الجنة والنار"، وحَضَّهم على الصلاة، ونهاهم أن يسبقوه إذا كان يَؤُمُّهم بالركوع والسجود، وأن ينصرفوا قبل انصرافه من الصلاة، وقال لهم:"إني أراكم من أمامي ومن خَلْفي"
(5)
.
(1)
هو: محمد بن شاذان بن يزيد الجوهري البغدادي.
و"معاوية بن عمرو" هو: الأزدي، و "يحيى بن أبي بكير" هو: الكرماني، و"زائدة" هو: ابن قدامة.
(2)
في (م): (ابن أبي كثير) وهو تصحيف.
(3)
(ك 1/ 453).
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن:
أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن حرْب -واللفظ لأبي بكر- عن علي بن مسهر؛ وعن قتيبة بن سعيد، عن جرير؛ وعن ابن نمير وإسحاق بن إبراهيم، عن ابن فُضَيْل، كلهم عن المختار بن فلفل، به، بنحوه. كتاب الصلاة، باب تحريم سبق الإمام بركوع أو سجود ونحوهما، (1/ 320) برقم (426/ 112، 113).
(5)
وقد تقدم الحديث عند المصنف برقم (1821) بهذا الإسناد إلا أنه لم يذكر فيه ابن شاذان -مختصرًا-.
وأخرجه النسائي (3/ 83) عن علي بن حجر، به، بمثل سياق مسلم.
باب [بيان]
(1)
كراهيةِ الصلاةِ في الموضع الذي يَنَامُ فيه، فلا يستيقظُ حتى يفوتَه وقتُ الصلاة
(2)
(1)
(بيان) من (ل) و (م).
(2)
استنباط لطيف لم أجده لغيره، وقد قال الشافعي وغيره: إن انتقال النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا المكان كان لحضور الشيطان فيه، وهذا قريب مما استنبطه المصنف، وأما أبو حنيفة فيرى أن تأخيرهم كان لأجل أن الوقت كان وقتَ نهي.
انظر: شرح مشكل الآثار (10/ 154 - 158).
2136 -
حدثنا حمدانُ بن الجُنَيد
(1)
، قال: ثنا الوليد بن القاسم
(2)
، قال: ثنا يزيد بن كَيْسان
(3)
، قال: ثنا أبو حازم
(4)
، عن أبي هريرة قال: "عَرَّسْنا
(5)
مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم نَسْتَيْقِظْ حتى طلعتِ الشمس فقال
⦗ص: 44⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليأخذْ كلُّ رجل برأس بعيره، فإن هذا مَنْزِلٌ
(6)
فيه الشيطان". قال: ففعلنا، فدعا بالماء، فتوضأ، ثم ركع ركعتين، وأقيمت الصلاة، فصلى صلاة الغداة".
(1)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق.
(2)
ابن الوليد الهمداني، الكوفي.
(3)
هو اليشكري، أبو إسماعيل، أو أبو مُنين -مصغر- الكوفي.
وعنده يلتقي المصنف بالإمام مسلم، رواه مسلم عن: محمد بن حاتم ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن يزيد بن كيسان، به، بنحوه.
وسياقه أقرب إلى الحديث الآتي برقم (2137). كتاب المساجد، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها. (1/ 471) برقم (680/ 310).
(4)
هو الأشجعي الكوفي، اسمه: سليمان. "ثقة" مات على رأس سنة 100 هـ. ع.
تهذيب الكمال (11/ 259 - 260)، التقريب (ص 246).
(5)
عرّسنا: بتشديد الراء، من التعريس، وهو: نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة، يقال منه: عرَّس يعرِّس تعريسًا، والمعرَّس: موضع التعريس. =
⦗ص: 44⦘
= انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 112، 189، 194، 531)، المجموع المغيث (2/ 421)، النهاية (3/ 206)، شرح النووي لمسلم (5/ 182).
(6)
في (ل) و (م): (منهل)، وفي صحيح مسلم وسنن النسائي (1/ 298) -حيث رواه من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن يزيد بن كيسان، به، مثل المثبت، وهو الصحيح.
2137 -
حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور
(1)
، قال: ثنا يحيى بن سعيد
(2)
، ح
وحدثنا أبو أمية، قال: ثنا أحمد بن حنبل
(3)
، قال: ثنا يحيى بن سعيد، قال: ثنا يزيد بن كيسان -بإسناده- قال: "عَرَّسْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نَسْتَيْقِظْ حتى طلعت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأخذ
(4)
كُلُّ رجل برأس راحلته؛ فإن هذا مَنْزِلٌ حضرَنا فيه الشيطان". قال: ففعلنا، ثم دعا بالماء فتوضأ، ثم سجد سَجْدَتَيْن، ثم أُقِيْمَتِ الصلاة، فصلى الغداةَ".
(1)
هو الحارثي البصري، ثم البغدادي، أبو سعيد المعروف بـ (قربزان).
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
والحديث في مسنده (2/ 428 - 429)، بمثله، سوى أحرفٍ يسيرة.
(4)
كذا في النسخ، وفي المسند لأحمد:(ليأخذْ).
باب إيجابِ قضاءِ صلاةِ
(1)
المكتوبةِ إذا نسيها المسلم أو نام عنها، في الساعة التي ذكرها
(2)
أو يستيقظ من غير مدافعة
(3)
، وبيانِ الخبرِ المُبِيْحِ لمدافَعَتِها، والدليل على استعمال الواجب فيها أن يصليها من غير مدافعةٍ في أيِّ وقتٍ كان
(1)
كذا في النسخ، والأظهر كونها:(الصلاة) -مُحَلّاةً بالألف- لأنها موصوفة بالمُعَرّف.
(2)
في (ل) و (م): (ويذكرها).
(3)
أي: من غير تأخرها ودفعها إلى وقت متأخر.
2138 -
حدثنا محمد بن عوف، قال: ثنا طَلْقُ بن غَنَّامٍ
(1)
، ح
وحدثنا عمار بن رَجَاء
(2)
، قال: ثنا حَبّان
(3)
، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا أبو نُعيم
(4)
، وأبو الوليد، ومسلم، ح
وحدثنا جعفر
(5)
الصايغ
(6)
، قال: ثنا عفان، قالوا: ثنا همَّامُ بن يحيى
(7)
، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نسي صلاة
⦗ص: 46⦘
فَلْيُصَلِّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك"
(8)
.
(1)
ابن طلق بن معاوية النخعي، أبو محمد الكوفِي. و "غنام": -بمعجمة، ونون مشددة.
(2)
هو: التغلبي، ولم يرد (ابن رجاء) في (ل) و (م).
(3)
بفتح المهملة، ابن هلال البصري. وتصحف (حبان) في (م) إلى (حيان) بالياء.
(4)
أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو الوليد: هو الطيالسي، ومسلم هو: ابن إبراهيم الأزدي الفراهيدي.
(5)
(ك 1/ 454).
(6)
هو: ابن محمد بن شكر الصائغ البغدادي.
(7)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن هداب بن خالد، عن همام، به، بمثله، وزاد: =
⦗ص: 46⦘
= قال قتادة: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)} . كتاب المساجد، باب قضاء الصلاة، واستحباب تعجيل قضائها (1/ 477) برقم (684).
(8)
وأخرجه البخاري (597) في "مواقيت الصلاة": باب من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها، ولا يعيد إلا تلك الصلاة (2/ 84، مع الفتح)، عن أبي نعيم وموسى بن إسماعيل وحبان (تعليقًا)، ثلاثتهم عن همام، به، بنحوه.
2139 -
حدثنا أبو الأَزْهَر
(1)
، قال: حدثنا أبو قُتَيْبَة
(2)
.
قال: ثنا المُثَنَّى القصير
(3)
، ح
وحدثنا يونس بن حبيب [الأصبهانيِ]
(4)
، قال: ثنا بكرُ بن بكَّار
(5)
قال: ثنا شعبة، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا سعيد بن عامر
(6)
، عن سعيد
(7)
، ح
⦗ص: 47⦘
وحدثنا الصغاني، وأبو أُميَّةَ، قالا: ثنا سُرَيْجُ بن النُّعْمان، ح
وحدثنا محمد بن عوف الحِمْصِيُّ، قال: أبنا الهَيْثَمُ بن جمَيْل
(8)
، قالا: ثنا أبو عوانة
(9)
، كلهم عن قتادة
(10)
، عن أنس، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من نسي صلاة
(11)
فَلْيُصَلِّها إذا ذكرها".
قال المثنى: زاد: "من نام عن صلاة فَلْيُصَلِّ إذا استَيْقَظَ".
(1)
هو: أحمد بن الأزهر بن منيع النيسابوري.
(2)
هو: سلم بن قتبية الشَّعِيري -بفتح المعجمة- أبو قتيبة الخراساني، نزيل البصرة.
"صدوق"(200 هـ). أو بعدها. (خ 4). تهذيب الكمال (11/ 232 - 235)، التقريب (ص 246).
(3)
هو: المثنى بن سعيد الضُّبَعي -بضم المعجمة، وفتح الموحدة-، أبو سعيد البصري القسام القصير. "ثقة. . . من السادسة". ع. تهذيب الكمال (27/ 200 - 203)، التقريب (ص 519).
(4)
من (ل) و (م) وهو كذلك.
(5)
هو القيسي أبو عمرو البصري.
(6)
هو الضبعي، وشيخه سعيد هو: ابن أبي عروبة.
(7)
في (ل) و (م): (عن شعبة) وهو تصحيف، وقد أخرجه أيضًا الدارمي في سننه =
⦗ص: 47⦘
= (1209)، (1/ 297) عن سعيد بن عامر، عن سعيد بن أبي عروبة، به، بنحوه.
(8)
هو البغدادي، أبو سهل، نزيل أنطاكية.
(9)
هنا موضع الالتقاء بالنسبة لهذه الطريق، وراجع ما سيأتي.
(10)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم -في جميع الطرف- رواه مسلم عن: يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد، جميعًا، عن أبي عوانة، به، وأحاله على حديث همام السابق، وقال: "ولم يذكر: (لا كفارة لها إلا ذلك).
كتاب المساجد، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها، (1/ 477) برقم (684/ 314/ أ).
(11)
في (س): (صلاته).
2140 -
حدثنا أبو داود السِّجْزِيِّ
(1)
، ثنا أحمد بن صالح
(2)
، أبنا ابن وهب
(3)
، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن
⦗ص: 48⦘
أبي هريرة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
(4)
قفل
(5)
من غزوة خيبر
(6)
، فسار ليلته حتى إذا أدركه
(7)
الكَرَى عَرَّسَ وقال لبلال
(8)
: "اكلأْ لَنَا
(9)
الليل". قال: فغلبت بلالًا
(10)
عيناه، وهو مُسْتَنِدٌ
(11)
إلى راحلته، فلم يستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ولا بلال، ولا أحدٌ من أصحابه حتى ضَرَبَتْهم الشمس، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أَوَّلَهم استيقاظًا، ففزع
(12)
رسول الله صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 49⦘
فقال: "يا بلال" قال
(13)
: "قد
(14)
أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك -بأبي أنت وأمي
(15)
- يا رسول الله"، فاقْتَادُوا
(16)
رواحلهم شيئًا، ثم توضأ النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بلالًا فأقام بهم الصلاة، فصلى بهم الصبح، فلما قضى الصلاة قال: "من نَسِيَ صلاةً فَلْيُصَلِّهَا إذا ذكرها
(17)
، فإن الله تعالى قال: أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي
(18)
.
قال يونس: وكان ابن شهاب يقرأها كذلك.
⦗ص: 50⦘
قال أحمد بن صالح
(19)
: الكرى: النُّعَاسُ.
(1)
هو السجستاني، والحديث في سننه (435)، (1/ 302) في "الصلاة"، باب فيمن نام عن الصلاة أو نسيها.
(2)
هو المصري الإمام، أبو جعفر ابن الطبري. "ثقة حافظ
…
" (248 هـ)(خ د).
تهذيب الكمال (1/ 340 - 354)، التقريب (ص 80).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن حرملة بن يحيى التجيبي، عن ابن وهب، به، =
⦗ص: 48⦘
= بنحوه، بأطول -قليلًا- مما عند المصنف. الكتاب والباب المذكوران (1/ 471) برقم (680).
(4)
تحرفت كلمة (حين) في (م) إلى: (حتى).
(5)
أي: رجع، والقفول: الرجوع.
تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 204، 383)، شرح مسلم للنووي (5/ 181) وانظر: النهاية (4/ 92).
(6)
تحرفت كلمة (خيبر) في (س) إلى: (حنين).
(7)
في (ل، م، س): (أدركنا) ومثله في سنن أبي داود.
(8)
لام الجر في (لبلال) ليست في (س).
(9)
الكلاءة: الحفظ والحراسة، يقال: كلأته، أكلؤه كلاءة، فأنا كالئ.
انظر: المجموع المغيث (3/ 67)، النهاية (4/ 194)، شرح النووي لمسلم (5/ 182).
(10)
في (س): (فغلبت بلال) وهو خطأ.
(11)
في (ل) و (م): (مستسنه) وهو خطأ.
(12)
أي: قام وانتبه، يقال: فزعت الرجل من نومه ففزع، أي: نبهته فانتبه.
معالم السنن للخطابي (1/ 136)، شرح النووي (5/ 182).
(13)
لفظة "قال" لا توجد في (م).
(14)
(قد) ساقطة من (ط).
(15)
كلمة (أمي) تحرفت في (م) إلى: (أمك)، كما أن جملة (يا رسول الله) ليست فيها.
(16)
أي: جَرُّوْها، وقاد البعير واقتادة بمعنى واحد، ومعناه هنا: ساقوا رواحلهم شيئًا- أي: يسيرًا من الزمان، أو اقتيادًا قليلًا من المكان، فذهبوا بها من ثمة مسافة قليلة.
انظر: النهاية (4/ 119)، عون المعبود (2/ 74).
(17)
في (م): (ذكر) -بدون الضمير-.
(18)
كذا في جميع النسخ (م، ل، ك، ط، س) ومسلم.
وفي جميع نسخ أبي داود المطبوعة التي اطلعتُ عليها -إلا نسخة "معالم السنن"(1/ 136)، "للذّكرَى" -بالألف واللام، وفتح الراء، بعدها ألف مقصورة، ووزنها "فِعْلَى"- وهو الأرجح، لأنَّ في صحيح مسلم بعد هذا:"قال يونس: وكان ابن شهاب يقرؤها "للذكرى"، وكذلك عند ابن ماجه (697)(1/ 228).
وما يأتي من قوله: "وكان ابن شهاب يقرؤها كذلك" يُؤكد صحة ما في نسخ أبي داود. وراجع عون المعبود (2/ 74، 75). والآية من سورة (طه): 14.
(19)
في (س): (قال ابن صالح)، وفيها:(الكر) -بدون الألف- وهو خطأ.
2141 -
حدثنا أبو داود السِّجْزِي
(1)
، وأبو أُمَيَّةَ، قالا: ثنا أبو سَلَمَة المِنْقَري
(2)
، ثنا أبان بن يزيد، ثنا مَعْمَرٌ، عن الزهري
(3)
، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: "عَرَّس بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرْجَعَه من
(4)
خيبر. . ." وذكر
(5)
الحديث، وقال في هذا الخبر: قال [رسول الله صلى الله عليه وسلم]
(6)
: "ارْتَفِعوا
(7)
عن هذا المكان الذي أصابتكم فيه
(8)
الغفلةُ".
⦗ص: 51⦘
قال
(9)
: "فأمَرَ بلالًا فأذَّن وأقام وصلى".
قال أبو داود: لم يقل "الأذان" إلا الأوزاعي وأبان عن
(10)
معمر، والباقون كلُّهم ذكروا الإقامة
(11)
(12)
.
(1)
هو السجستاني، والحديث في سننه (436)، (1/ 303) في "الصلاة" باب: في من نام عن الصلاة أو نسيها.
(2)
هو: موسى بن إسماعيل التبوذكي -بفتح المثناة، وضم الموحدة، وسكون الواو، وفتح المعجمة- أبو سلمة المنقري، مشهور بكنيته وباسمه. "ثقة ثبت"، (223 هـ) ع.
و"المنقري": -بكسر الميم، وسكون النون، وفتح القاف- نسبة إلى بني مِنْقَر بن عُبَيْدٍ
…
بطن من تميم من القحطانية. الأنساب (5/ 396)، اللباب (3/ 264)، تهذيب الكمال (29/ 21 - 27)، نهاية الأرب (ص 380)، التقريب (ص 549).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
في (م): (عن).
(5)
(ك 1/ 455).
(6)
ما بين المعقوفتين من (ل) و (م) وهو موجود في سنن أبي داود.
(7)
في سنن أبي داود بلفظ "تحولوا".
(8)
في صلب الأصل و (ط): (منه) والتصويب في الحاشية، وهو كذلك (فيه) في البقية.
(9)
في (م): (فإن قام بلالًا) وهو خطأ واضح.
(10)
كلمة (عن) تحرفت في (س) إلى (و).
(11)
هامش الأصل: "بلغ في الثاني عشر على الشيخ الحسن الصقلي بقراءة الفقيه المتقن شهاب الدين أحمد بن فرج اللخمي، وسمع جماعة منهم: العبد محمد بن أحمد بن عثمان، وأخوه وبني أخيه -كذا- ووالدهم وصهره".
(12)
أما رواية أبان فقد ساقها المؤلف، وأما رواية الأوزاعي فرواه أبو داود عن مؤمل، عن الوليد، عن الأوزاعي، به، وهو في رواية اللؤلؤي. انظر: تحفة الأشراف (10/ 64).
والمشار إليهم بالباقين هم:
1 -
يونس بن يزيد عن الزهري (وتقدمت روايته برقم (2140).
2 -
معمر، في رواية عبد الرزاق عنه، في مصنفه (2237)، (1/ 587)، رواه عن الزهري، عن ابن المسيّب، مرسلًا. [قال ابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 386): "وعبد الرزاق أثبت في معمر من أبان العطار].
3 -
مالك، عن الزهري، عن ابن المسيب (مرسلًا)، رواه في الموطأ [(1/ 13 - 14) -رواية يحيى- و (29)، (1/ 13)، من رواية أبي مصعب، و (14)، (ص 48)، من رواية الحدثاني].
4 -
سفيان بن عيينة عن الزهري، عن ابن المسيب (مرسلًا كذلك) أشار إلى حديثه أبو داود في سننه (1/ 304) وابن عبد البر في التمهيد (6/ 386).
5 -
ابن إسحاق (موصولًا) رواه ابن عبد البر في التمهيد (6/ 386 - 387). =
⦗ص: 52⦘
= وقد استروح ابن عبد البر إلى ترجيح قول من ذكر الأذان في ذلك في التمهيد، (6/ 388)، وقال:"والحجةُ في قول من ذكر" ..
وله شاهد من حديث عمران بن حصين -سيأتي برقم (2142) ومن حديث أبي قتادة- سيأتي برقم (383) -، وهو عند البخاري برقم (595)، (2/ 79 - 80، مع الفتح)، بلفظ أصرح في هذا، وهو:"يا بلال قم فأذِّنْ بالناس بالصلاة" أورده في "مواقيت الصلاة" باب: "الأذان بعد ذهاب الوقت".
وقد اختلفت مذاهبُ العلماء في الأذان والإقامة للصلوات الفائتة، راجع للوقوف عليها: التمهيد (5/ 234 - 238)، معالم السنن (1/ 137 - 138)، الاستذكار (1/ 318 - 321).
باب [بيانِ]
(1)
رَفْعِ الإثم عن النائم والناسي لصلاته، وأنَّه ليس فيها تفريطٌ، وأن التفريط فيمن يَتْرُكُ أداء فَرْضِه حتى يدخل وقتُ صلاةٍ أخرى
(2)
، وإيجابِ إعادَتِها على مَنْ نام عنها من الغد لوقتها بعدما يقضيها عند استيقاظه، وبيانِ الخبرِ الدّالِّ على إباحة ترد إعادتها من الغد، وأنه يكفيه أداؤُها عنه انتباهه من نومه، والدليل على كراهية الصلاةِ المكتوبةِ إذا بَزَغَتِ الشمسُ حتى ترتفع، وبيانِ الخبرِ المعارضِ، المُبِيْحِ لأداءِ صلاةِ المكتوبةِ التي نام عنها أو نسيها في ذلك الوقت، والدليلِ على إباحةِ قضاء صلاةِ التطوُّع قَبْل المكتوبة إذا فات وقتُها، وإجازة
(3)
النافلة وهو يَذْكر صلاةً فائتةً، وأداؤ
(4)
ها مع الفريضة الفائتة كما كان يُصَلِّيْها في وقتها
(1)
(بيان) من (ل) و (م).
(2)
في (ل) و (م): (حتى يدخل -وفي (م): تدخل- وقت الصلاة الأخرى).
(3)
في (ل) و (م) زيادة (الصلاة) وفي (م): الفاضلة) بدل: (النافلة).
(4)
كذا في الأصل و (س) -مرفوعًا- والأنسب أن تكون (أدائها) لكونها معطوفة على جملة "رفع الإثم
…
" وما بعدها من الجمل المجرورة لإضافة كلمة "بيان" إليها. [وفي (ل) و (م) بدون علامة الرفع والجر].
2142 -
ذكر أحمدُ بن سعيد
(1)
قال: ثنا
⦗ص: 54⦘
عبيد الله (1) بن عبد المجيد، قال ثنا: سَلْم بن زَرِير
(2)
قال: سمعت أبا رجاء العطاردي
(3)
، عن عمرانَ بن حُصَيْن قال: "كنت مع نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم في مَسِيْرٍ
(4)
له،.
⦗ص: 55⦘
فأَدْلَجْنا
(5)
لَيْلَتَنَا، حتى إذا كان في وجه الصبح عَرَّسْنَا، فغلَبَتْنا أَعْيُنُنَا، حتى بَزَغَتِ
(6)
الشمسُ فكان
(7)
أوَّلَ من استيقظ
(8)
منا أبو بكر [رضي الله عنه]،
(9)
، وكنَّا لا نوقظ نبي الله صلى الله عليه وسلم مِنْ منامه إذا نام حتى يَسْتَيْقِظَ، ثم استيقظ عمر، فقام عند نبي الله صلى الله عليه وسلم فجعل يُكَبِّرُ ويرفع صوته
(10)
حتى استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه ورأى الشمسَ قد بَزَغَتْ قال
(11)
:
⦗ص: 56⦘
"ارتحلوا" فسار بنا حتى إذا ابْيَضَّتِ الشمسُ نزل فصلى بنا الغداة، فاعتزل رجل
(12)
من القوم يصل معنا، فلما انصرف قال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يا فلان ما
(13)
منعك أن تصلي معنا؟ "، قال: يا نبي الله أصابتني جنابة؛ فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فَتَيَمَّمَ بالصعيد، فصلى، ثم عجَّلني في رَكْبٍ بين يديه نطلب الماء. . .". وذكر الحديث
(14)
.
حدثنا أبو الأحوص -صاحبنا-: إسماعيل بن إبراهيم
(15)
، قال: ثنا أبو الوليد
(16)
، ح
وفيما
(17)
كتب إليّ محمدُ بن أيوب بن يحيى بن ضُرَيْسٍ
(18)
بخطه، قال: ثنا أبو الوليد، قال: ثنا سَلْم بن زَرِير
(19)
، قال: سمعتُ أبا رجاء قال: ثنا
⦗ص: 57⦘
عمران بن حصين
(20)
، "أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أدْلَجُوا لَيْلَتَهم حتى إذا كان في وجه الصبح عرّسوا، فغلبَتْهم أعْيُنُهم، حتى ارتفعت الشمس، وكان أَوَّلَ من استيقظ من منامه أبو بكر، وكان لا يوقَظ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من منامه، حتى استيقظ عمر [رضي الله عنه]
(21)
، فقعد عند رأسه، فجعل يكبر ويرفع صوته، حتى استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فلما استيقظ فرأى الشمس قد بزغت، قال:"ارتحلوا، فسار بنا حتى ابيضت الشمس، نزل فصلَّى بنا الغداة، فاعتزل رجل من القوم لم يُصَلِّ معنا، فلما انصرف قال: "يا فلان، ما منعك أن تصلي معنا؟ " قال: يا رسول الله أصابتني جنابة، فأمره أن يتيمم بالصعيد، قال: ثم صلى، قال: وعجلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في رَكْبٍ بين يديه، أطلب الماء، وقد عطشنا عطشًا شديدًا، فبينا نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلةٍ رجلَيْها بين مزادتين
(22)
، فقيل لها: أين الماء؟ فقالت: إيْهِيْه إيهيه
(23)
، لا ماء!،
⦗ص: 58⦘
قلنا: كم بين أهلك وبين الماء؟ قالت: مسيرة يوم وليلة، قلنا: انطلقي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: وما النبي؟ فلم نُمَلِّكْهَا
(24)
من أمرها شيئًا حتى استقبلنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحدَّثَتْه بمثل الذي حدّثَتْنا، غير أنها حدثته أنها مُؤْتِمةٌ
(25)
، فأمر
(26)
بمزادتيها فمج في العَزْلَاوَيْن
(27)
العُلْيَاوَيْن
(28)
، فشربنا ونحن عِطاش أربعين
(29)
رجلًا، ومَلأْنا كلَّ قِرْبَة معنا
⦗ص: 59⦘
وإداوة
(30)
، ثم غسَّلنا صاحبنا
(31)
؛ غير أنا لم
(32)
نسق بعيرًا منها، وهي تكاد تَنْضَرِج إلى
(33)
الماء. ثم قال: هاتوا ما عندكم، فجمع لها من الكِسَر
(34)
والتمر حتى صرّ لها صُرَّة
(35)
، فقال: اذهبي فأطعِمِيْ هذا
⦗ص: 60⦘
عيالَكِ، واعلَمِي أنا لم نرزأْ
(36)
من مائك شيئًا. قال: فلما أتت أهلَها قالت: لقد لقيت أسْحَرَ الناسِ، أو هو نبيُّ كما زعموا، فهدى الله ذلك الصِّرْمَ
(37)
بتلك المرأةِ، فأسلَمَتْ وأسلَموا
(38)
.
قال أبو عوانة: "إنها مؤتمة" يعني: لها صبيان أيتام.
(1)
ابن صخر الدارمي أبو جعفر السرخسي، وهو من شيوخ أبي عوانة المعروفين [انظر: =
⦗ص: 54⦘
= تهذيب الكمال (1/ 316)، السير (14/ 418)]، ومع ذلك علق عنه هنا، فلعل روايته هذه لم تقع له عنه فعلَّق عنه، وروى عنه مسلم هذا الحديث في "المساجد"، باب قضاء الصلاة الفائتة. . . (1/ 474) برقم (682).
في الأصل و (ط، س): (عبد الله) مكبرًا، وهو خطأ، والمثبت من (ل) و (م)، وهو الحنفي، أبو الأعلى البصري.
(2)
هو العطاردي، أبو يونس البصري.
(3)
هو: عمران بن ملحان -بكسر الميم وسكون اللام، بعدها مهملة- ويقال ابن تيم، أبو رجاء العطاردي مشهور بكنيته، وقيل غير ذلك في اسم أبيه، مخضرم. "ثقة، معمر"، (105 هـ) وله (120) سنة. ع. تهذيب الكمال (22/ 356 - 360)، التقريب (ص 430).
(4)
اختُلف في تعيين هذا السفر، بناءً على اختلاف الروايات في تعيينه، -ذكرها الحافظ في الفتح (1/ 534) - وقد رجح ابن عبد البر في التمهيد (5/ 204 - 205) بأن القصة واحدة، وقعت مرجعه صلى الله عليه وسلم من خيبر -كما سبق عند المصنف برقم (2140) -، وحاول الجمع بين الروايات وغالبه مقبول، وقد تردد الحافظ في ذلك فلم يجزم بشيء، إلا أنه مال إلى التعدد، كما أنه لم يرجح -فيما إذا قيل بالتعدد- رواية على أخرى.
ورجح النووي أنها وقعت مرتين، وهو الذي رجحه عياض. (شرحه لمسلم (5/ 181 - 193).
وهناك مغايرات عديدة بين القصتين من الصعب الجمع بينها، أشار إلى بعضها =
⦗ص: 55⦘
= الحافظ، وحاول الجمع بينها الإمام ابن عبد البر في "التمهيد" فراجعه إن شئت.
والقول بالوحدة لا يخلو من تكلف في جمعها، وسأشير إليها عند المناسبة، والظاهر أنهما قصتان، والله تعالى أعلم.
(5)
أدْلجنا: بإسكان الدال، وهو سير الليل كله. وأما "ادَّلجنا" -بفتح الدال المشددة- فمعناه: سرنا آخر الليل. . . ومصدر الأول (إدْلاج) بإسكان الدال، والثاني:(ادّلاج) بكسر الدال المشددة. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 80، 531)، المجموع المغيث (1/ 669)، النهاية (2/ 129)، شرح النووي لمسلم (5/ 190).
(6)
أي: طلعت الشمس، والبزوغ الطلوع. النهاية (1/ 125)، شرح النووي لمسلم (5/ 190).
(7)
في (ل) و (م): (وكان).
(8)
هذا من أوجه المغايرة بين قصة أبي هريرة السابقة برقم (2140)، وبين هذه القصة، فأول من استيقظ هناك هو النبي صلى الله عليه وسلم بينما هنا هو أبو بكر رضي الله عنه وقصة أبي قتادة الآتية برقم (2144) توافق رواية عمران.
(9)
من (ل) و (م).
(10)
في صحيح مسلم هنا زيادة: "بالتكبير".
(11)
في (ل) و (م): (فقال) والمثبت أنسب، وهو موافق لما في صحيح مسلم.
(12)
قال الحافظ في الفتح (1/ 537): "لم أقف على تسميته".
(13)
(ك 1/ 456).
(14)
رواه -كما سبق- الإمام مسلم بطوله، عن أحمد بن سعيد الدارمي، به، برقم (682).
(15)
ابن الوليد الإسفراييني.
(16)
هو الطيالسي.
(17)
في (م): "ومما".
(18)
أبو عبد الله البجلي الرازي.
و"ضريس": بضم المعجمة، وفتح المهملة، وسكون التحتانية.
(19)
هنا موضع الالتقاء، راجع ما سبق من المعلَّق عن أحمد بن سعيد.
وتصحَّف (سلم) في المطبوع إلى (مسلم).
(20)
في (ل) و (م): (ابن الحصين).
(21)
من (ل) و (م).
(22)
السادلة: المرسلة المُدْنِيَة. والمزادة: الظرف الذي يُحْمَل فيه الماء كالراوية والقربة والسطيحة، والجمع: المزاود، والميم زائدة. انظر: النهاية (4/ 324)، شرح النووي (5/ 190 - 191)، إكمال إكمال المعلم للأبيّ (2/ 629).
(23)
وفي صحيح مسلم: "أيهاه أيهاه"، وفي البخاري (3571) -نسخة الحافظ ابن حجر (6/ 675، مع الفتح) - بلفظ: (إيه)، وضبطه بكسر الهمزة، وسكون التحتانية، وهو =
⦗ص: 58⦘
= بمعنى "هيهات" ومعناه: البعد من المطلوب، واليأس منه، كما قالت بعد:"لا ماء" أي: ليس لكم ماء، لا حاضر ولا قريب.
وفي هذه اللفظة لغات كثيرة ذكرها النووي في "تهذيب الأسماء". انظر: النهاية (5/ 29)، شرح النووي (5/ 191)، تهذيب الأسماء واللغات (3/ 188).
(24)
في (م): (يملكها) وهو خطأ.
(25)
مؤتمة: بضم الميم وكسر التاء، أي: ذات أيتام، وفي مسلم زيادة:"لها صبيان أيتام"، وكذا فسره أبو عوانة في آخر الحديث.
(26)
في صحيح مسلم هنا: "فأمر براوِيتَيْها فأنيخت، فمجَّ
…
".
(27)
(المجُّ): زرق الماء بالفم، و (العزلاء) -بالمد- هو الشعب الأسفل للمزادة الذي يفرغ منه الماء، ويطلق أيضًا على فمها الأعلى كما في هذه الرواية، وتثنيتها: عزلاوان، والجمع: العزالي -بكسر اللام-. انظر: المنتخب من غريب كلام العرب (2/ 453 - باب الأسقية-)، المعلم بفوائد مسلم (1/ 295)، النهاية (3/ 231 - عزل)، (4/ 297 - مجج). شرح النووي (5/ 191)، إكمال المعلم للأبي (2/ 629).
(28)
سقط من (م) كلمتا: (العلياوين، فشربنا).
(29)
هكذا في النسخ، ولا يستقيم لغة، والصحيح "أربعون"، وفي صحيح مسلم:"ونحن أربعون رجلًا عطاش"، كلمة "أربعين" ساقطة من (س).
(30)
الإداوة -بالكسر-: إناء صغير من جلد، يُتَّخَذُ للماء كالسَّطيحة ونحوها، وجمعها أداوي. النهاية (1/ 32 - 33).
(31)
أي: الجنب، و"غسّلنا" بتشديد السين، أي: أعطيناه ما يغتسل به.
شرح النووي (5/ 191)، شرح الأبي والسنوسي (2/ 630).
وتحرفت كلمة: (منها) في (م) إلى: (منَّا)!! من قوله: "لم نسْق بعيرًا منها".
(32)
(ك 1/ 457).
(33)
كذا في النسخ، وفي صحيح مسلم (من) بدل (إلى) وهو الصحيح، لأن الوصف هنا للمزادتين -كما صح ذلك في مسلم- ومعناه: تنشق، و "تنضرج": بفتح التاء، وإسكان النون، وفتح الضاد المعجمة، وبالجيم. ومعناه هنا: تنشق لكثرة امتلائها، وتضاغط ما بها. والانضراج: الانشقاق. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 61 - 62)، شرح النووي لمسلم (5/ 192).
قلت: وعلى صحة لفظة (إلى) يكون الوصف للإبل، وأنها كادت تنشق من شدة شوقها إلى الماء، ولعلهم لم يسقوها حكمة تقتضي ذلك. والله تعالى أعلم.
(34)
"الكِسَر": -بكسر الكاف، وفتح السين المهملة -جمع كِسرة -بكسر الكاف-، وهي القطعة من الشيء المكسور. القاموس المحيط (ص 604).
(35)
أي: شدّ ما جمعه لها في صُرَّة، وهي ما يجمع فيه الشيء ويُشَدُّ، والصرُّ هو: الشَّدُّ، وكل شيء جمعته فقد صررته.
انظر: غريب الخطابي (2/ 196)، المجموع المغيث (2/ 266)، النهاية (3/ 22)، المعجم الوسيط (1/ 512). =
⦗ص: 60⦘
= وفي البخاري (344) بلفظ: "فجعلوها في ثوب، وحملوها على بعيرها".
(36)
في الأصل و (ط) والمطبوع: "لم نرز" بدون الهمزة، وفي (س) كتبت الهمزة فوق الزاي، والمثبت من (ل) و (م)، وهو الصحيح، وهو كذلك في صحيح مسلم، وفي البخاري بلفظ:"ما رزئنا".
و" لم نرزأ": بنون مفتوحة، ثم راء ساكنة، ثم زاي، ثم همزة، أي: لم ننقص من مائك شيئًا. انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (1/ 392)، النهاية (2/ 218)، شرح النووي لمسلم (5/ 192).
(37)
الصِّرم: -بكسر الصاد- قال أبو عبيد: "يعني: الفرقة من الناس ليسوا بالكثير، وجمعه أصرام". وقال غيره: "الطائفة من القوم ينزلون بإبلهم ناحيةً من الماء، ويقال: هم أهل صرم وصرمة". غريب أبي عبيد (1/ 149)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 61)، المجموع المغيث (2/ 267)، النهاية (3/ 26).
(38)
وأخرجه البخاري في المناقب (3571) باب: علامات النبوة في الإسلام- (6/ 671، مع الفتح)، عن أبي الوليد، عن سلم بن زرير.
وفي الطهارة (344) باب: الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه من الماء (1/ 533 - 534، مع الفتح)، عن مسدد، عن يحيى بن سعيد، عن عوف -كلاهما عن أبي رجاء، به، بنحوه.
2143 -
حدثني عيسى بن أحمد
(1)
البلخي، قال: ثنا النَّضْرُ بن شُمَيْل
(2)
، قال: ثنا عوف
(3)
، ح
وحدثنا أبو أمية، قال: ثنا عبد الله بن حمُران
(4)
، قال: ثنا عوف، عن أبي رجاء العطاردي، عن عمران بن حُصَيْن، قال: "كنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، وإنا أسْرَيْنَا
(5)
ليلة حتى إذا كنا في آخر الليلة قُبَيْلَ الصبح وقعنا تلك الوقعة، ولا وقعة أحلى عند المسافر منها، فما أيقَظَنَا إلا حَرُّ الشمس، وكان
(6)
أَوّلَ من استيقظ فلان
(7)
، ثم فلان، ثم فلان.
⦗ص: 62⦘
قال: ويسميهم
(8)
أبو رجاء، ونَسِيَهُم عوفٌ
(9)
- قال: ثم عمر بن الخطاب [رضي الله عنه]
(10)
الرابعَ، قال: وكان
(11)
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام لم نوقظه
(12)
حتى يكون هو المستيقظ؛ لأنّا
(13)
لا ندري ما يحدُثُ
(14)
له في نومه
(15)
. فلما استيقظ عمر ورأى ما أصابَ الناسَ -وكان رجلًا جليدًا
(16)
-
⦗ص: 63⦘
قال: فكبر ورفع صوته بالتكبير. قال: فما زال يكبّر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ لصوته رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلمّا استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوا إليه الذي أصابهم
(17)
، فقال
(18)
: "لا ضير
(19)
، أو
(20)
لا يضير، ارتحلوا"، فارتحل
(21)
، فسار غير بعيد، ثم نزل فدعا بوَضوء، فتوضأ، ونودي
(22)
بالصلاة، فصلى بالناس". ثم ذكر الحديث بنحوه، و
(23)
قال في آخره: "فكان المسلمون -بَعْدُ- يُغِيْرُونَ
(24)
على مَن حولها من المشركين ولا يصيبون الصِّرْمَ الذي هي فيه. قال: فقالت يومًا لقومها: "ما أدري
(25)
!
⦗ص: 64⦘
إن
(26)
هؤلاء القوم على عَمْدٍ
(27)
يَدَعُوْنكم، هل لكم في الإسلام؟ [قال]
(28)
: فطاوعوها، فجاؤوا جميعًا، فدخلوا في الإسلام".
(1)
ابن عيسى بن وردان العسقلاني، وفي (ل) و (م)(عيسى بن أحمد بن محمد) وهو خطأ، راجع ترجمته.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: أخبرنا النضر بن شميل، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران (1/ 476) برقم (682/ 312/ أ).
(3)
هو: ابن أبي جميلة -بفتح الجيم- الأعرابي العبدي البصري. "ثقة، رمي بالقدر وبالتشيع". (6 أو 147 هـ). ع. تهذيب الكمال (22/ 437 - 441)، التقريب (ص 433).
(4)
أبو عبد الرحمن البصري، و "حمران" بضم المهملة.
(5)
سريت وأسريت: بمعنى واحد، إذا سار ليلًا، وبالألف لغة الحجاز. الصحاح للجوهري (6/ 376 - سرا)، غريب ما في الصحيحين (ص 89).
(6)
في (ل) و (م): (فكان)، وفي صحيح البخاري (344) مثل المثبت.
(7)
في (ط) فقط (فلانًا) -بالنصب- في المواضع الثلاثة، وما هنا أصح؛ لأنه اسم (كان)، و (أول) خبر (كان). راجع الفتح (1/ 535).
(8)
في (ل) و (م): (يسميهم) -بدون الواو-، ومثله في صحيح البخاري (344).
(9)
تقدم في (ح / 2142) تسمية الأول، وأنه أبو بكر رضي الله عنه، قال الحافظ في "الفتح" (1/ 535):" ويشبه -والله أعلم- أن يكون الثاني عمران -راوي القصة- لأن ظاهر سياقه أنه شاهدَ ذلك، ولا يمكنه مشاهدته إلا بعد استيقاظه، ويشبه أن يكون الثالث من شارك عمران في رواية هذه القصة المعيَّنَة، ففي الطبراني من رواية عمرو بن أمية قال ذو مخبر: "فما أيقظني إلا حر الشمس، فجئت أدنى القوم فأيقظته
…
".
قلت: رواية الطبراني المشار إليها في "معجمه الأوسط"(5/ 335 - 336) برقم (4659) وهي من رواية يزيد بن صليح الرحبي، وليس فيها ذكر لعمرو بن أمية.
وانظر مجمع البحرين (586).
(10)
من (ل) و (م).
(11)
في (ل) و (م): (فكان)، وفي صحيح البخاري (344) مثل المثبت.
(12)
في (ل) و (م): (لم يوقظ) وكلاهما صحيح، وما في البخاري يوافق (ل) و (م).
(13)
كلمة (لأنا) ساقطة من (ط، س)، وفي الأصل، مستدركة في الحاشية.
(14)
" يحدث" -بضم الدال- أي: من الوحي، كانوا يخافون من إيقاظه قطعَ الوحي، فلا يوقظونه لاحتمال ذلك. الفتح (1/ 535).
(15)
في (م) -فقط- هنا ما هكذا رسْمُه: (موصغه)؟!.
(16)
الجليد: هو القوي في جسمه أو في نفسه، وجرأته وإقدامه. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 89)، النهاية (1/ 284)، شرح النووي (5/ 192).
(17)
أي: من نومهم عن صلاة الصبح حتى خرج وقتها. الفتح (1/ 535).
(18)
كلمة (فقال) ليست في (م).
(19)
أي: لا ضرر عليكم في هذا النوم وتأخير الصلاة به، و "الضير"، و"الضر"، و"الضرر" بمعنى.
والشك هنا من عوف، صرح بذلك البيهقي في روايته، وجزم به الحافظ. شرح النووي (5/ 192)، سنن البيهقي الكبرى (1/ 218)، فتح الباري (1/ 535).
(20)
في (م): (و) بدل (أو)، وفي صحيح البخاري مثل المثبت.
(21)
في (م): (فرحل)، وما في صحيح البخاري يوافق المثبت.
(22)
يستدل به على الأذان للفوائت، والحديث شاهد لحديث أبي هريرة السابق برقم (2141) وسبق بيان اختلاف الرواة في ذكر الأذان وعدمه هناك.
(23)
الواو ليست في (س).
(24)
بضم الياء، من "أغار" أي: دفع الخيل في الحرب. القاموس المحيط (ص 582)، الفتح (1/ 540). وفي (ل) و (م):(يغرون)، وهو خطأ.
(25)
"ما" نافية، و"إن" في (إن هؤلاء) بالكسر، و (يدَعونكم) بفتح الدال. =
⦗ص: 64⦘
= والمعنى: لا أعلم حالكم في تخلفكم عن الإسلام، مع أنهم يتركونكم ولا يغيرون عليكم عمدًا لا غفلةً ولا نسيانًا، بل مراعاةً لما سبق بيني وبينهم، وهذه الغاية في مراعاة الصحبة اليسرة.
وهناك أقوال أخرى في "ما" و "إن" راجع "الفتح"(1/ 540).
(26)
في المطبوع: (بأن) وهو خطأ.
(27)
في صلب الأصل و (ط، س): (على عهد) وفي حاشيتهما: (صوابه: "عمد")، وهو كذلك في (ل) و (م) والبخاري.
(28)
لفظة (قال) مستدركة من (ل) و (م).
2144 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا أبو
(1)
النضر هاشم بن القاسم، ويحيى بن أبي بكير
(2)
، قالا: ثنا سليمان بن المغيرة
(3)
، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح
(4)
، عن أبي قتادة، قال: "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العَشِيّة
⦗ص: 65⦘
فقال: "إنكم تسيرون عشِيَّتَكم هذه وليلتكم، وتأتون
(5)
الماء -إن شاء الله- غدًا". قال: فانطلق الناس لا يلوي
(6)
بعضهم على بعض، فإني
(7)
لأَسِيْر إلى جنب رسول الله
(8)
صلى الله عليه وسلم
(9)
حتى ابْهَارَّ
(10)
الليلُ نعس
(11)
رسول الله صلى الله عليه وسلم فمال على راحلته، فَدَعَمْتُه
(12)
حتى
(13)
أَسْنَدْتُه -من غير أن أُوْقِظَه-؛ فاعتدل على راحلته، ثم سِرْنا حتى إذا تَهَوُّر
(14)
الليل، فنعس
(15)
، فمال
⦗ص: 66⦘
على راحلته مَيْلَةً أخرى؛ فدعَمْتُه -من غير أن أوقظه-؟ فاعتدل على راحلته، ثم سرنا حتى إذا كان من آخر السحر مال ميلة -هي أشد من الميلتين الأوليين- حتى كاد أن ينجفل
(16)
؛ فدَعَمْتُه؟ فرفع رأسه فقال: "من هذا"؟ قلتُ: أبو قتادة، فقال:"متى كان هذا مَسِيْرُكَ مني"؟ قلت: ما زال هذا مسيري منك منذ الليلة، فقال:"حفظك الله بما حفظت به نَبِيَّه"، ثم قال:"أترانا نخفى على الناس، هل ترى من أحد؟ " -كأنه يريد أن يُعَرِّسَ
(17)
- قال: قلت: هذا راكب
(18)
ثم، قلت: هذا راكب- فاجتمعنا، فكنا
(19)
سبعةَ رَكْب
(20)
؛ فمال النبي صلى الله عليه وسلم عن الطريق، فوضع رأسه، قال
(21)
: "احفظوا علينا صلاتنا"، فكان أَوَّلَ من استيقظ هو بالشمس في ظهره؛ فقمنا فزعين، فقال:"اركبوا"، فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس نزل، فدعا بميضأَة
(22)
كانت معي، وفيها ماء؛
⦗ص: 67⦘
فتوضأ وُضوءًا دون وُضوئه
(23)
، وبَقِيَ فيها شيء من ماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا قتادة، احفظ
(24)
ميضأَتك هذه، فإنه سيكون لها نبأ". ثم نودي
(25)
بالصلاة، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل
(26)
الفجر، ثم صلى الفجر كما كان يصلي كلَّ يوم، ثم قال:"ارْكَبُوا" فركِبْنَا، فجعل بعضنا يَهْمِسُ
(27)
إلى بعض؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما هذا الذي تهمِسُون دوني"
(28)
؟ قال: قلنا: يا رسول الله تفريطنا
(29)
في صلاتنا، فقال: "ما لكم
(30)
فيَّ أُسْوة؟! إنه ليس في النوم تفريط، ولكن التفريط على من لا يصلي الصلاة حتى يجيء وقت صلاة أخرى. فمن فعل ذلك فَلْيُصلِّ حين ينتبه لها، فإذا
⦗ص: 68⦘
كان الغد
(31)
فليصلها عند وقتها، ثم قال:"ما ترون الناس صنعوا"؟ ثم قال: "أصبح الناس فقدوا نبيهم"! قال: فقال أبو بكر وعمر [رضي الله عنهما]
(32)
: رسول الله صلى الله عليه وسلم
(33)
بعدكم، لم يكن لِيُخَلِّفَكُم. وقال الناس نبي الله [صلى الله عليه وسلم]
(34)
بين أيديكم. قال: "إن يطيعوا
(35)
أبا بكر وعمر يرشدوا"
(36)
. قال: فانتهينا إلى الناس حين حَمِيَ كلُّ شيء، أو قال: حين تعالى النهار
(37)
، وهم يقولون: يا رسول الله هَلَكْنا عطشا
(38)
، فقال:
⦗ص: 69⦘
"لا هُلْكَ
(39)
عليكم اليوم"، فنزل فقال: "أطلِقوا لي غُمَرِي
(40)
"، -يعني "الغُمرُ": القعب الصغير
(41)
- ودعا بالميضأة، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصبُّ وأسقيهم، فلما رأى الناس ما فيها تكابُّوا
(42)
، فقال: "أحسنوا الملأ
(43)
، وكلكم
(44)
سَيَرْوَى". قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصبُّ وأَسْقِيْهم، حتى ما بقي غيري وغيره. قال: فصبَّ وقال: "اشرَب" قلت: يا رسول الله، لا أشرَبُ
⦗ص: 70⦘
حتى تشرب
(45)
، فقال رسول الله
(46)
صلى الله عليه وسلم: "إن ساقي القوم آخرهم"
(47)
. قال: فشربت وشرب النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فأتى النبي
(48)
صلى الله عليه وسلم الماء [جامين
(49)
رِوَاءً"]
(50)
.
فقال عبد الله بن رباح: "إني لفي مَسْجِدِكم
(51)
هذا الجامع أُحَدِّثُ هذا الحديث؛ إذ قال لي
(52)
عمران بن حصين: "انظر أيها الفتى كيف
⦗ص: 71⦘
تحدث؛ فإني أحد الركب تلك الليلة". قال: قلت: أبا نُجَيْد
(53)
فأنتم أعلمُ. قال: ممن أنت؟ قلت: من الأنصار، قال: فأنتم أعلم بحديثكم، حدِّثِ القوم
(54)
، قال: فحدثت القوم، فقال عمران: "شَهِدْنا تلك اليلة وما شعرت أنّ
(55)
أحدًا
(56)
حفظه كما حفظْتُه
(57)
".
فيه دليل على أن الترغيب
(58)
للمسافر يعدل
(59)
عن الطريق [إذا أراد
⦗ص: 72⦘
أن]
(60)
يَحُطَّ رحله أو ينام، وكراهية التعريس على الطريق، وأن ساقي القوم آخرهم شُرْبًا
(61)
.
(1)
(ك 1/ 458).
(2)
تصحف (بكير) في (م) إلى: (بكر).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن شيبان بن فروخ: حدثنا سليمان (يعني ابن المغيرة)، به، بنحوه. الكتاب والباب السابقان (1/ 472 - 473) برقم (681).
و"سليمان بن المغيرة" هذا هو القيسي مولاهم البصري، أبو سعيد. "ثقة ثقة
…
، أخرج له البخاري مقرونًا وتعليقًا" (165 هـ) ع. تهذيب الكمال (12/ 69 - 73)، التقريب (ص 254).
(4)
هو الأنصاري، أبو خالد المدني، سكن البصرة. "ثقة من الثالثة، قتلته الأزارقة"(م 4). تهذيب الكمال (14/ 487 - 488)، التقريب (ص 302).
(5)
في (ل) و (م): (فتأتون)، والمثبت يوافق ما في صحيح مسلم.
(6)
أي: لا يلتفت ولا يعطف عليه، وألوى برأسه ولواه: إذا أماله من جانب إلى جانب.
النهاية (4/ 279)، وانظر: شرح النووي (5/ 184).
(7)
كذا في النسخ.
(8)
في (ل) و (م): (النبي صلى الله عليه وسلم).
(9)
من هنا إلى قوله: (وسلم) ساقط من (م).
(10)
هو بالباء الموحدة، وتشديد الراء، أي: انتصف، وبهرة كل شيء: وسطه. غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 58)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 112)، النهاية (1/ 165)، شرح النووي (5/ 184).
(11)
-بفتح العين- مقدمة النوم. شرح النووي (5/ 184)، وانظر: النهاية (5/ 81).
(12)
أي: أقمت ميله من النوم، وصرت تحته كالدعامة للبناء فوقها. شرح النووي (5/ 184 - 185)، وانظر: النهاية (2/ 120).
(13)
في (ل): (يعني: أسندتُه)، وجملة:(حتى أسندته) ساقطة من (م).
(14)
أي: ذهب أكثره، مأخوذ من: تهور البناء، وهو انهدامه. يقال: تهور الليل وتوهر. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 58)، المعلم للمازري (1/ 295)، النهاية (5/ 281).
(15)
كذا في النسخ (بالفاء).
(16)
ينجفل: مطاوع (جفله) إذا طرحه وألقاه، أي: ينقلب عنها ويسقط.
انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 112)، المعلم بفوائد مسلم (1/ 295)، النهاية (1/ 279).
(17)
من التعريس، وهو النزول في السفر من آخر الليل، وقد تقدم.
انظر: غريب الحميدي (ص 112).
(18)
من هنا إلى نهاية قوله: (هذا راكب) ساقط من (ل) و (م).
(19)
في (م): (وكنا).
(20)
هو جمع راكب، كصاحب وصحب. شرح النووي (5/ 185).
(21)
في (ل) و (م): (ثم قال) وهو كذلك في صحيح مسلم.
(22)
الميضأَة: -بكسر الميم، وبهمزة بعد الضاد- وهي الإناء الذي يتوضأ به كالركوة، وكذلك =
⦗ص: 67⦘
= المطهرة. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 112)، شرح النووي (5/ 180).
(23)
أي: وضوءًا خفيفًا مع أنه أسْبَغَ الأعضاء.
شرح النووي (5/ 185)، شرح الأبي (2/ 625).
(24)
في (ل) و (م) هنا زيادة "علينا" وكذلك في صحيح مسلم.
(25)
كذا في النسخ، وفي صحيح مسلم:"ثم أذن بلال بالصلاة" وهذا الحديث من أدلة القائلين بالأذان للصلوات الفائتة، وراجع (ح / 2141).
(26)
جملة "قبل الفجر" لا توجد في صحيح مسلم، وزيادتها من فوائد الاستخراج.
(27)
بفتح التحتانية، وكسر الميم، و "الهمس" هو الكلام الخفي، أو هو: إخفاء الصوت.
انظر: (المنتخب) لكراع النمل (1/ 234 - باب الكلام)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 112)، شرح النووي (5/ 186).
(28)
(ك 1/ 459).
(29)
التفريط التقصير في العمل. انظر: النهاية (3/ 435).
(30)
في صحيح مسلم بزيادة همزة الاستفهام.
(31)
في (ل، م، س): (من الغد) وما في صحيح مسلم يوافق المثبت.
(32)
من (ل) و (م).
(33)
جملة: (رسول الله صلى الله عليه وسلم) ليست في صلب (ل)، ويوجد رمز لِلَّحَقِ، ولكن الطرف الذي يمكن أن تكون الجملة مستدركة فيه لم يصوَّر.
(34)
ما بين المعقوفتين من (ل)، وفي (م):(عليه وسلم) فقط.
(35)
في (ل) و (م): (تطيعوا) -بالخطاب- وهذا غير مناسب مع (يرشدوا)، وفي صحيح مسلم مثل المثبت.
(36)
يعني: إنه صلى الله عليه وسلم لما صلى بهم الصبح بعد ارتفاع الشمس، وقد سبقهم الناس، وانقطع النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهؤلاء الطائفة اليسيرة عنهم، قال: ما تظنون الناس يقولون فينا؟ فسكت القوم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أما أبو بكر وعمر فيقولان للناس: إن النبي صلى الله عليه وسلم وراءكم ولا تطيب نفسه أن يُخَلِّفكم وراءه، فينبغي لكم أن تنتظروه حتى يَلْحَقَكُم، وقال باقي الناس: إنه سبقكم فالحقوه، فإن أطاعوا أبا بكر وعمر رشدوا؛ فإنهما على الصواب.
انظر: شرح النووي (5/ 188)، مكمل إكمال الإكمال للسنوسي (2/ 626).
(37)
من هنا إلى قوله: (فنزل فقال) ساقط من (م).
(38)
كذا، وفي صحيح مسلم:(عطشنا) وكلاهما له وجه.
(39)
لا هلك: هو بضم الهاء بمعنى الهلاك. شرح النووي (5/ 188)، مكمل إكمال الإكمال (2/ 626).
(40)
أي: ائتوني به. النهاية (3/ 385 - غمر-).
(41)
وانظر: فقة اللغة للثعالبي (ص 235 - ترتيب الأقداح)، المخصص (11/ 82 - باب الآنية)، المعلم (1/ 295)، النهاية (3/ 385 - غمر-).
وهو بضم أوله، وفتح ثانيه، ولم يرد في مسلم تفسير "الغمر" وأظنه إدراجًا من أحد الرواة، وإخراجه من فوائد الاستخراج.
و"القعب" هو القدح الغليظ الجافي. اللسان (1/ 683)، القاموس المحيط (ص 162).
(42)
في صحيح مسلم زيادة "عليها"، و (تكابوا عليها) أي: ازدحموا، وهي تفاعلوا من الكُبَّة -بالضم- وهي الجماعة من الناس وغيرهم. النهاية (4/ 138 - كبب-)، وانظر: المجموع المغيث (3/ 6).
(43)
بهامش الأصل: "الملأ -بفتح الميم واللام، وبالهمزة-: الخلق، وقال ابن سيدة في "المحكم" وهي صفة غالبة للقوم ذوي الشعرة". و"الملأ" هو الخلق -كما نقلت من الهامش- أي: أحسنوا خلقكم. انظر: غريب ابن الجوزي (2/ 370)، النهاية (4/ 351)، المعلم (1/ 295).
(44)
في (ل) و (م): (فكلكم).
(45)
في (م): (يشرب) وهو خطأ.
(46)
في (ل) و (م): (النبي صلى الله عليه وسلم).
(47)
في صحيح مسلم زيادة: (شُرْبا).
(48)
وفي صحيح مسلم: (فأتى الناس الماء جامِّين رواءً)، وهو الصحيح، ولعل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بدل "الناس" يكون من جراء سبق قلم من أحد رواة الأصل، ويكون النساخ مشوا على ذلك.
وذِكْرُه صلى الله عليه وسلم لا يصح مع ذكر جملة: "جامين رواء" وهي موجودة في صحيح مسلم وكذلك في نسختي (ل) و (م)، ولا توجد في الأصل و (ط، س).
(49)
أي: مستريحين نشطين قد رووا من الماء، و"الجمام": ذهاب الأعياء، والإجمام: ترفيه النفس مدة حتى يذهب عنها التعب. انظر: النهاية (1/ 301)، شرح الأبي والسنوسي (2/ 627).
(50)
ما بين المعقوفتين من (ل) و (م) وسيتكرر الحديث عند المصنف برقم (2403) ببعض متنه.
(51)
يريد جامع البصرة، وسليمان بن المغيرة وشيخه (ثابت) بصريان، كما أن عبد الله بن رباح وعمران بن حصين نزلا البصرة، وتوفيا هناك. راجع مصادر ترجمتهما [تقدم عبد الله رباح في هذا الحديث، وستأتي الاشارة إلى مصار ترجمة عمران بن حصين رضي الله عنه قريبا].
(52)
(لي) ليست في (م).
(53)
في (ل) و (م): (يا أبا نجيد)، وأبو نجيد -بنون مضمومة، مصغرًا- كنية عمران بن حصين. انظر: كنى الإمام مسلم (3449)، (2/ 854)، الاستيعاب (1992)، (3/ 284)، إكمال ابن ماكولا (1/ 188)، تهذيب الكمال (22/ 320)، الإصابة (4/ 584).
(54)
في (ل) و (م) زيادة (به)، وليست في صحيح مسلم.
(55)
كلمة (أن) ليست في (م).
(56)
في (م) هنا زيادة: (من الناس).
(57)
تصريح عمران بن حصين بأنه "أحد الركب تلك الليلة" وأنه شهد تلك الليلة، من الأدلة على أن قصة عمران وأبي قتادة واحدة.
قال الحافظ في "الفتح"(1/ 534 - 535) بعد أن عدَّدَ بعض وجوه المغايرات في القصتين: "وفي القصتين غير ذلك من وجوه المغايرات، ومع ذلك فالجمع بينهما ممكن لا سيما ما وقع عند مسلم وغيره أن عبد الله بن رباح
…
" -وذكر هذه القصة-، ثم قال: "فهذا يدل على اتحادهما، لكن لِمُدَّعِي التعدُّدِ أن يقول: يحتمل أن يكون عمران حضر القصتين، فحدث بإحداهما، وصدَّق عبد الله بن رباح لما حدّث عن أبي قتادة بالأخرى". وفيه من التكلف ما لا يخفى.
(58)
في (ل) و (م): "في الترغيب".
(59)
كذا، والأحسن أن يُقال:(أن يعدل).
(60)
جملة "إذا أراد أن" لا توجد في الأصل و (ط) وهي مستدركة في هامش الأصل والمثبت من (ل، م)، وبها يستقيم المعنى.
(61)
(ك 1/ 460).
2145 -
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، قال: حدثني سعيد بن عامر الضُّبَعي
(1)
، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نسي صلاةً فليصَلِّها إذا ذكرها"
(2)
.
(1)
في (م): (الضبيعي) -خطأ-.
(2)
الحديث تقدم برقم (2139) كذا الطريق والمتن، فراجع هناك لمعرفة موطن الالتقاء، وطريق مسلم.
2146 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا عبيد الله بن عمر
(1)
القواريري، قال: ثنا يزيد بن زُرَيْع، قال: ثنا حجاج الأحول
(2)
، عن قتادة
(3)
، عن أنس، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يرقد عن الصلاة، أو يغفل عنها، قال:"كفارتها أن يصليها إذا ذكرها".
(1)
في (ل) و (م) زيادة: (يعني).
(2)
سيأتي في (ح / 2147).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن نصر بن علي الجهضمي، عن أبيه، عن المثنى، عن قتادة، به، بلفظ: "إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها، فإن الله يقول:{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} . الكتاب والباب السابقان (1/ 477) برقم (684/ 316). وله طرق أخرى تقدمت برقم (2138).
2147 -
حدثنا أبو العباس القاضي الِبرْتِيُّ
(1)
، وأبو المثنى
(2)
، قالا: ثنا محمد بن المنهال
(3)
، قال: ثنا يزيدُ بن زُرَيْع، قال: ثنا حجاج بن الحجاج
(4)
الأحول الباهلي
(5)
، بمثله.
قال يزيد: ثنا سعيد بن أبي عروبة كذا الحديث قال: ثنا حجاج الأحول كذا الحديث، عن قتادة
(6)
، عن أنس بن مالك، من قبل أن ألقى
(7)
الحجاج.
قال البرتي: وثنا محمد بن المنهال، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد بن أبي عروبة -كذا الحديث- عن حجاج قبل ذاك، ثم سمعته منه بعد ذلك
(8)
، ومات
(9)
في الطاعون
(10)
.
(1)
هو: أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر البرتي.
(2)
هو: معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري، سكن بغداد.
(3)
هو: الضرير، أبو عبد الله التميمي.
(4)
في (ل) و (م): (الحجاج بن الحجاج).
(5)
البصري "ثقة، من السادسة"(خ م د س ق). تهذيب الكمال (5/ 431 - 434)، التقريب (ص 152). و"الباهلي" نسبة إلى "باهلة" وهي: باهلة بن أعْصُر. الأنساب (1/ 275)، اللباب (1/ 116)، نهاية الأرب (ص 161).
(6)
هنا موضع الالتقاء.
(7)
في (م): (لقي).
(8)
صرح بذلك -كما هنا- في رواية عفان، عن يزيد أيضًا في المسند لأحمد (3/ 267) وفي (ل) و (م):(ذاك).
(9)
في (م): (أو مات) - خطأ.
(10)
وكان هذا الطاعون بالبصرة سنة 131 هـ، بدأ في رجب منها، وخف في شوال.
انظر: طبقات ابن سعد (3193)، (7/ 187)، المشاهير لابن حبان (1183)، =
⦗ص: 74⦘
= (ص 180) تهذيب الكمال (5/ 432)، بذل الماعون في فضل الطاعون (ص 363).
باب ثوابِ الصلواتِ السُّنَنِ التي تصَلَّى مع الصلوات المكتوبات، وهي ركعتان قبل الفجر
(1)
، وأربع
(2)
قبل الظهر، وركعتان
(3)
بعدها، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء، وثوابِ الركعتين لا يُحَدِّثُ مُصَلِّيْهَما نفسه فيهما بشيء
(4)
(1)
في (ل) و (م): (قبل صلاة الفجر).
(2)
في جميع النسخ: (أربعًا)، والتصحيح مني.
(3)
في الأصل و (ط، ل، م): (وركعتين) والمثبت من (س) وهو الصحيح.
(4)
في (ل) و (م): (مصليهما فيهما نفسه بشيء) وكلاهما صحيح.
2148 -
حدثنا أبو قِلابة
(1)
، قال: ثنا حبان بن هلال -في آخرين-، قال: ثنا شعبة
(2)
، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا هاشم بن القاسم، قال: ثنا شعبة، عن النعمان بن سالم
(3)
قال: سمعت ابن أوس الثقفي
(4)
يحدث عن عَنْبَسةَ بن
⦗ص: 75⦘
أبي سفيان
(5)
، عن أم حبيبة -زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مسلم يصلي كلَّ يوم ثنتي عشرةَ ركعةً تطوعًا غير الفريضة
(6)
، إلا بني له بيت
(7)
في الجنة، أو بنى الله له بيتًا في الجنة".
زاد أبو النضر: قالت أمُّ حبيبة: فما بَرِحْتُ أصلِّيْهِنَّ بعد. وقال عمرو مثله، وقال النعمان مثله
(8)
.
(1)
هو: عبد الملك بن محمد الرقاشي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين، باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن، وبيان عددهن، (1/ 503) برقم (528/ 103).
(3)
هو الطائفي. "ثقة، من الرابعة". (م 4). تهذيب الكمال (29/ 448 - 449)، التقريب (ص 564).
(4)
هو: عمرو بن أوس بن أبي أوس الثقفي الطائفي. ع. =
⦗ص: 75⦘
= تابعي كبير، سئل أبو هريرة عن شيء، فقال للسائل: -وهو من ثقيف-: "تسألني وفيكم عمرو بن أوس". وذكره بعضُهم في الصحابة، ووَهَّمهم الحافظُ.
انظر: الجرح والتعديل (6/ 220)، تهذيب الكمال (21/ 547 - 549)، الإصابة (5/ 221)، تهذيب التهذيب (8/ 6 - 7)، التقريب (ص 418).
(5)
ابن حرب بن أمية القرشي الأموي، أخو معاوية رضي الله عنه يكنى أبا الوليد، وقيل غير ذلك.
(6)
في (ل) و (م): (غير فريضة).
(7)
في (ل، م، س): (بيتًا)، وعلى هذا يكون (بنى) مبنيًا للمعلوم، وما في مسلم (728/ 103) وأحمد (6/ 327 - عن غندر، به،) يؤيد المثبت.
(8)
ورواه الدارمي (1410)، (1/ 357) عن أبي النضر، بمثله.
وافق أبا النضر في هذه الزيادة:
1 -
محمد بن جعفر (غندر) عند مسلم (728/ 103)، وعند أحمد في المسند (6/ 327).
2 -
بهز بن أسد -كذلك عند أحمد في المسند (6/ 327) -قرنه بغندر-.
3 -
أبو داود الطيالسي في مسنده (1591)، (ص 222).
وزاد الأخيران: "قال عنبسة: ما تركتهن بعد".
وتابعهم عن النعمان بن سالم: داود بن أبي هند -فيما رواه عنه سليمان بن حبان- عند مسلم (728) وقد زاد ذكر عنبسة أيضًا كما سبق عند بهز وأبي داود.
2149 -
حدثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا محمد بن عيسى
(2)
، قال: ثنا ابن علَيَّةَ، عن داود بن
(3)
أبي هند
(4)
، قال: حدثني النعمان بن سالم
(5)
، عن عمرو بن أوس، عن عنبسة، عن أمِّ حَبِيْبَةَ قالتْ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة بني له بيت
(6)
في الجنة".
(1)
هو السجستاني، والحديث في سننه (1250)(2/ 42) في "الصلاة"، باب تفريع أبواب التطوع وركعات السنة، وزاد لفظة:(بهن).
(2)
هو ابن الطباع.
(3)
(ك 1/ 461).
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبي خالد (سليمان بن حيان)، وعن أبي غسان المِسْمعمي، عن بشر بن المفضل، كلاهما عن داود بن أبي هند، به، بنحوه.
زاد ابن حيان خبر النعمان، ومن فوقه جميعًا عن عدم تركهم لها، كما زاد بشر لفظة "تطوعًا". الكتاب والباب السابقان، برقم (828/ 101، 102)(1/ 502 - 503).
(5)
(ابن سالم) لم يرد في (س).
(6)
في (ل) و (م): "بيتًا" -بالنصب-، وما في صحيح مسلم يوافق المثبت.
2150 -
حدثنا الزعفراني
(1)
والصغاني، وإبراهيم الحربي، قالوا: ثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: أبنا إبراهيم بن سعد
(2)
، قال: أبنا ابن
⦗ص: 77⦘
شهاب، عن عطاء بن يزيد
(3)
، عن حمُران -مولى عثمان- أنه رأى عثمان [رضي الله عنه]
(4)
دعا بإناء، فأفرغ على كفيه ثلاث مرات، فغسلهما، ثم أدخل يمينه في الإناء، فمضْمَض واستنشق
(5)
، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ويديه إلى المرفقين ثلاث مرات، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين يحدِّثْ نفسه فيهما بشيء، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه"
(6)
(7)
.
(1)
هو الحسن بن محمد بن الصبّاح البغدادي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن زهير بن حرْب عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، به، بمثله، إلا أن فيه:"استنثر" بدل "استنشق"، وليس فيه لفظتا "إلى الكعبين" و "شيء". كتاب الطهارة، باب صفة الوضوء وكماله، (1/ 205) برقم (226/ 4).
(3)
هو الليثي.
(4)
من (ل) و (م).
(5)
كذا في البخاري، وفي صحيح مسلم "واستنثر" بدل "واستنشق" والاستنشاق هو: إيصال الماء إلى داخل الأنف، وجذبه بالنَّفَس إلى أقصاه، والاستنثار هو: إخراج الماء من الأنف بعد الاستنشاق. انظر: غريب ابن قتيبة (1/ 11)، غريب ابن الجوزي (2/ 409)، النهاية (5/ 59)، شرخ النووي (3/ 105).
(6)
بهامش الأصل: "بلغت قراءةً، كتبه الحصيني عفا الله عنه".
(7)
وأخرجه البخاري في "الوضوء"(159) باب: الوضوء ثلاثًا- (1/ 311 - 312، مع الفتح)، عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن إبراهيم بن سعد، به، بمثل رواية المصنف، إلا أنه ليس فيه لفظة:"بشيء" في آخره.
باب الصلوات السُّنَن
(1)
التي كان
(2)
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالنهار يُدَاوم عليها
(1)
في صلب الأصل: (الخمس) وصُوِّب في الهامش، وفي المطبوع على ما في الصلب.
(2)
في الأصل و (ط)"كان يصلي" والمثبت من (ل) و (م).
2151 -
حدثنا أبو داود السِّجْزِيُّ
(1)
، قال: ثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: ثنا هشيم
(2)
، قال: ثنا خالد
(3)
، عن عبد الله بن شقيق، قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من التطوع فقالت: "كان يصلي قبل الظهر أربعًا في بيته، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي بالناس المغرب، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين
(4)
، وكان يصلي بهم العشاء، ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوِتْرُ، وكان
⦗ص: 79⦘
يصلي ليلًا طويلًا قائمًا وليلًا طويلًا جالسًا، فإذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم، وإذا قرأ وهو قاعد ركع وسجد وهو قاعد، وكان إذا طلع الفجْرُ صلى ركعتين، ثم
(5)
يخرج فيصلي بالناس صلاة الفجر".
(1)
والحديث في سننه (1251)، (2/ 43)، في "الصلاة"، باب تفريع أبواب التطوع وركعات السنة.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن هشيم، به، بنحوه.
كتاب صلاة المسافرين، باب جواز النافلة قائمًا وقاعدًا، وفعل بعض الركعة قائمًا وبعضها قاعدًا، (1/ 504) برقم (730).
(3)
هو الحذاء.
(4)
من قوله "وكان يصلي بالناس المغرب" إلى هنا ساقط من (ل) و (م)، والجملة موجودة في صحيح مسلم.
(5)
هذه الجملة لا توجد في صحيح مسلم، وزيادتها من فوائد الاستخراج.
2152 -
حدثنا أبو عبيد الله حماد بن الحسن الورَّاق
(1)
، قال: ثنا حماد بن مسعدة، عن عبيد الله بن عمر
(2)
، عن نافع، عن ابن عمر قال: "صَلَّيْتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الظهر ركعتين، وبعدها
(3)
ركعتين، وبعد المغرب ركعتين، وبعد العشاء ركعتين، وبعد الجمعة ركعتين، فأما المغرب والعشاء والجمعة ففي
(4)
بيته"
(5)
.
(1)
هو النهشلي البصري.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن:
زهير بن حرْب، وعبيد الله بن سعيد، قالا: حدثنا يحيى (ابن سعيد)، وأبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، كلاهما عن عبيد الله، به، بنحوه، وفيه "سجدتين" بدل "ركعتين" في جميع المواضع.
الكتاب السابق، باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن، وبيان عددهن، (1/ 504) برقم (729).
(3)
(ك 1/ 462).
(4)
في صحيح مسلم: "فصليت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيته".
(5)
وأخرجه البخاري (1172) في "التهجد" باب التطوع بعد المكتوبة، (3/ 60، مع الفتح)، عن مسدد، عن القطان، عن عبيد الله، به، بنحوه.
2153 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا معاوية بن عمرو
(1)
، قال: ثنا زائدة، عن عبيد الله بن عمر
(2)
، بنحوه.
(1)
هو الأزدي، أبو عمرو البغدادي.
(2)
(بن عمر) لم يرد في (ل) و (م)، وفيهما بعده:(بحديثه فيه)، وعبيد الله بن عمر هذا هو موضع الالتقاء.
2154 -
حدثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(1)
، ح
وحدثنا أبو قلابة، قال: ثنا بشر بن عمر، ح
و
(2)
حدثنا محمد بن عيسى العَطَّار
(3)
، قال: ثنا يزيد بن هارون، قالوا: ثنا شعبة
(4)
، عن
⦗ص: 81⦘
أبي إسحاق
(5)
، عن
(6)
الأسود ومسروق يشهدانِ على عائشةَ قالت: "ما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ بعد العصر إلا صلى ركعتين"
(7)
.
(1)
هو الطيالسي، ولم أجد هذه الرواية في مسنده المطبوع.
(2)
من هنا إلى نهاية قوله: (عن أبي إسحاق) ساقط من (م).
(3)
هو: محمد بن عيسى بن أبي موسى العطار الأبرص، أبو جعفر الأفواهي -بالواو- كما ضبطه ابن ماكولا والسمعاني. وفي (اللباب):(الأفراهي) -بالراء- العطار الأبرش البغدادي. ترجم له الخطيب في تاريخه (2/ 397) ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقال: توفي سنة 268 هـ. وذكره ابن حبان في الثقات" (9/ 139)، وقال إنه من أهل واسط. ووثقه الدارقطني. سؤالات الحاكم عنه (162)، (ص 133)، وفيه "الأفراهي". وانظر: الإكمال لابن ماكولا (6/ 391)، الأنساب (1/ 199 - الأفواهي)، اللباب (1/ 80 - الأفراهي).
و"العطار": نسبة إلى بيع "العطر" والطيب. الأنساب (4/ 207)، اللباب (2/ 345).
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي المثنى وابن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين، باب معرفة الركعتين اللتين كان يصليهما النبي صلى الله عليه وسلم بعد العصر، (1/ 572 - 573)، برقم (835/ 301).
(5)
هو السبيعي.
(6)
في (ل) و (م): (سمعت الأسود)، وفي صحيح مسلم مثل المثبت.
(7)
وأخرجه البخاري (593) في "مواقيت الصلاة" باب ما يصلي بعد العصر من الفوائت ونحوها، (2/ 77)، مع الفتح)، عن محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة، به، بنحو سياق المصنف.
وتبويب البخاري السابق يوحي إخراج النافلة المحضة التي لا سبب لها. وراجع الفتح (2/ 77) للوقوف على الجمع بين فعله صلى الله عليه وسلم هذا ونهيه عن الصلاة بعد العصر، وسبب مداومته صلى الله عليه وسلم على هاتين الركعتين، وفي حديث أم سلمة عند مسلم (534) وكذلك حديث عائشة عنده (835) بيان لذلك أيضًا.
2155 -
حدثنا الصغانيُّ، قال: ثنا داود بن رُشَيْد
(1)
، قال: ثنا عباد بن العوام
(2)
، قال: ثنا سليمان
(3)
، عن عبد الرحمن بن الأسود
(4)
، عن
⦗ص: 82⦘
أبيه، عن عائشةَ قالت: "صلاتان يتركهما النبي صلى الله عليه وسلم: ركعتين
(5)
قبل الفجر، وركعتين بعد العصر"
(6)
.
(1)
هو الهاشمي مولاهم الخوارزمي، نزيل بغداد. و "رشيد" بالتصغير. وهو "ثقة"(239 هـ)(خ م د س ق). تهذيب الكمال (8/ 388 - 392)، التقريب (ص 198).
(2)
ابن عمر الكلابي مولاهم أبو سهل الواسطي. "ثقة"(185 هـ أو بعدها). ع.
تهذيب الكمال (14/ 140 - 144)، التقريب (ص 290).
(3)
في (ل) و (م) زيادة (التيمي) وهذا محتمل؛ لأن التيمي في طبقة شيوخ عبَّاد، إلا أنَّ التيميَّ لم يُذْكَرْ في شيوخ عباد [تهذيب الكمال (14/ 141)] ولا في تلاميذ عبد الرحمن بن الأسود [تهذيب الكمال 16/ 531] كما أن عبادًا لم يُذْكر في تلاميذ التيمي [تهذيب المزي 12/ 7] بينما ذُكِرَ الأعمشُ في تلاميذ عبد الرحمن بن الأسود (16/ 531).
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، =
⦗ص: 82⦘
= وعن علي بن حجر -واللفظ له -كلاهما عن علي بن مُسهر، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عبد الرحمن بن الأسود، به، بنحوه، وزاد:"في بيتي قط، سرًّا ولا علانية". كتاب صلاة المسافرين، باب معرفة الركعتين اللتين كان يصليهما النبي صلى الله عليه وسلم بعد العصر، (1/ 572)، برقم (835/ 300).
(5)
كذا في النسخ، وهو كذلك في صحيح مسلم، وموقعهما:"النصب" بتقدير "أعني"، ولفظ البخاري:"ركعتان لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعهما، سرًّا ولا علانية: ركعتان .... ركعتان .... ".
(6)
وأخرجه البخاري (592) في "مواقيت الصلاة": باب ما يصلي بعد العصر من الفوائت ونحوها- (2/ 77، مع الفتح)، عن موسى بن إسماعيل، عن عبد الواحد، عن الشيباني، به، بنحوه.
2156 -
ز- حدثنا الزعفراني
(1)
، قال: ثنا عَبِيدة بن حُمَيْد
(2)
قال:
⦗ص: 83⦘
حدثني عبد العزيز بن رُفَيع
(3)
، قال: رأيت عبد الله بن الزبير يطوف بعد العصر
(4)
، ويصلي ركعتين.
قال عبد العزيز: و
(5)
رأيت عبد الله بن الزبير يصلي ركعتين بعد العصر، ويخبر أن عائشة حدَّثَتْه "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم
⦗ص: 84⦘
يدخُلْ بيتها إلا صلاهما"
(6)
.
(1)
هو الحسن بن محمد البغدادي.
(2)
و"عبيدة" -بفتح أوله- هو الكوفي، أبو عبد الرحمن المعروف بالحذاء، التيمي، أو الليثي، أو الضبي. وثقه أحمد، وابن معين (في رواية ابن أبي مريم عنه)، وقال في رواية الدارمي:"ما به المسكين بأس، ليس له بخت"[والبخت: فارسي معرب معناه "الحظ"]. وقال ابن المديني: "ما رأيت أصح حديثًا من عبيدة الحذاء ولا أصَحَّ رجالًا"، وضعفه مرة. وقال يعقوب بن شيبة:"لم يكن من الحفاظ المتقنين .. ". وقال الساجي: "ليس بالقوي في الحديث، وهو من أهل الصدق. . .". ووثقه الدارقطني، وقال:"من الحفاظ" ووثقه غيره. ورمز له الذهبي بـ (صح)، وقال في "السير": =
⦗ص: 83⦘
= "العلامة الإمام الحافظ. . "، وقال الحافظ:"صدوق، نحوي، ربما أخطأ". أخرج له البخاري والأربعة، توفي سنة 190 هـ.
قلت: تليين يعقوب والساجي له مدفوع بتوثيق الأئمة -ومنهم ابن معين المتشدد- وهم بغداديون وأعرف الناس به، وأما تضعيف ابن المديني فمدفوع بتصحيحه حديثه ورجاله، وليس كلام البقية جرح مفَسَّر يُقعِده عن الثقة، وهو كما قال يحيى بن معين وأشار إليه أحمد:"ليس في ميدان الرواية حظ"، والله أعلم.
وانظر تعليق محقق تاريخ الدارمي.
انظر: العلل ومعرفة الرجال -رواية عبد الله- (1/ 89)، تاريخ الدارمي (542)، (ص 155)، الجرح والتعديل (6/ 92 - 93)، تاريخ بغداد (11/ 120 - 123)، إكمال ابن ماكولا (6/ 47، 51)، تهذيب الكمال (19/ 257 - 262)، الميزان (3/ 25)، السير (8/ 508 - 510)، هدي الساري (ص 444)، التقريب (ص 379).
(3)
هو الأسدي، أبو عبد الله المكي، نزيل الكوفة. و "رفيع" -مصغر-. "ثقة" (130 هـ) ويقال: بعدها. ع. تهذيب الكمال (18/ 134 - 136)، التقريب (ص 357).
(4)
سيأتي التعليق على قوله: "بعد العصر" بعد تخريج الحديث -إن شاء الله تعالى-.
(5)
الواو من (ورأيت) ليست في (ل).
(6)
هذا الحديث من زوائد أبي عوانة على مسلم، وقد أخرجه البخاري عن الزعفراني -بالإسناد والمتن نفسيهما- في "الحج"(1630، 1631)(3/ 571) باب: الطواف بعد الصبح والعصر، إلا أن فيه:"بعد الفجر" بدل "بعد العصر" في المرة الأولى، ويبدو أنه هو الراجح لأن العصر ذكره عبد العزيز بعد ذلك.
قال الحافظ في "الفتح"(3/ 572): "وكأن عبد الله بن الزبير استنبط جواز الصلاة بعد الصبح من جواز الصلاة بعد العصر، فكان يفعل ذلك بناءً على اعتقاده أن ذلك على عمومه".
وأخرج أحمد في المسند (6/ 183 - 184) عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، والنسائي في "المجتبى"(1/ 282) عن لاحق، به، قصة ابن الزبير مع معاوية رضي الله عنهما.
2157 -
حدثنا محمدُ بن عبد الحكم
(1)
، قال: أبنا أنس بن عياض الليثي
(2)
، عن هشام بن عروة
(3)
، عن أبيه، عن عائشة قالت: "ما ترك
⦗ص: 85⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد العصر عندي حتى توفاه الله"
(4)
.
(1)
هو: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري.
(2)
أبو ضمرة المدني. و "الليثي": -بفتح اللام وتشديدها، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين- نسبة إلى ليث بن كنانة حليف بني زهرة.
انظر: الأنساب (5/ 151)، مؤتلف ابن القيسراني (ص 124)، اللباب (3/ 137).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن: زهير بن حرْب، حدثنا جرير؛ وابن نمير، حدثنا أبي.
جميعًا عن هشام بن عروة، به، بنحوه بلفظ:"عندي قط"، بدل:"حتى توفاه الله".
كتاب صلاة المسافرين، باب معرفة الركعتين اللتين كان يصليهما النبي صلى الله عليه وسلم بعد العصر، (1/ 572) برقم (835/ 299).
(4)
وأخرجه البخاري (591) في "مواقيت الصلاة" باب: ما يصلي بعد العصر من الفوائت ونحوها- (2/ 77، مع الفتح)، عن مسدد، عن يحيى القطان، عن هشام، به، بنحو سياق مسلم.
2158 -
حدثنا أبو عُمَر الإمام
(1)
، قال: ثنا مخلد بن يزيد، قال: ثنا ابن جريج
(2)
، عن عطاء
(3)
، عن عبيد بن عُمَير
(4)
، عن عائشة قالت:"ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشدَّ معاهدةً منه على الركعتين أمام الصبح".
(1)
هو: عبد الحميد بن محمد الحراني -إمام مسجدها-، وشيخه مخلد أيضًا حراني.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن زهير بن حرْب، عن يحيى بن سعيد، وعن أبي بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، كلاهما عن حفص بن غياث، عن ابن جريج، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي سنة الفجر
…
(1/ 501) برقم (724/ 94، 95).
(3)
هو ابن أبي رباح المكي.
(4)
ابن قتادة الليثي، أبو عاصم المكي. مجمع على ثقته. توفي قبل ابن عمر رضي الله عنهما. ع. تهذيب الكمال (19/ 223 - 225)، التقريب (ص 377).
وفي (م): (عبد الله بن عمير) وهو تصحيف.
2159 -
حدثني عباس الدوري، قال: ثنا أبو عاصم
(1)
، عن ابن جريج -بإسناه-: "لم يكن على شيء أشدَّ معاهدةً منه على ركعتي
⦗ص: 86⦘
الصبح أو
(2)
الفجر من النوافل"
(3)
.
(1)
هو النبيل: الضحاك بن مخلد الشيباني.
(2)
(أو) ليست في (م).
(3)
وأخرجه البخاري (1163) في "التهجد" باب تعاهد ركعتي الفجر، ومن سماهما تطوعًا، (3/ 55، مع الفتح)، عن: بيان بن عمرو، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، به، بنحوه.
باب إيجابِ الصلاةِ بين كلِّ أذان وإقامة، والدليل على أنَّها على الإباحة، وإباحة صلاة النافلةِ قَبْل صلاة المغرب
2160 -
حدثنا الصغاني
(1)
قال: أبنا رَوح بن عبادة
(2)
، قال: ثنا كَهْمَس
(3)
، عن عبد الله بن بُرَيدة
(4)
، عن عبد الله بن مغفل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة لمن شاء"
(5)
.
(1)
(ك 1/ 463).
(2)
من هنا إلى قوله (عبد الله) قبل (ابن مغفل) ساقط من (م).
(3)
هو ابن الحسن التميمي، أبو الحسن البصري. "ثقة"(149 هـ). ع. تهذيب الكمال (24/ 232 - 234)، التقريب (ص 462).
و"كهمس" هو الملتقى -هنا- بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن أبي بكر بن أبي شيبة: حدثنا أبو أسامة وكيع، عن كهمس، به، بنحوه، وفيه "قال: في الثالثة: لمن شاء"). كتاب صلاة المسافرين باب بين كل أذانين صلاة، (1/ 573) برقم (838).
وفي (ل) و (م) هنا: (حدثنا كهمس والجريري) بإضافة الجريري، وليس في سائر النسخ، وهو محتمل الطبقة. وقد رجعت لكتاب إتحاف المهرة للحافظ ابن حجر للترجيح بين هذه النسخ ج 4/ 66/ ب (نسخة مراد مُلّا بخط السخاوي) فوجدت الحديث، لكن لم يشر الحافظ إلى أبي عوانة، وهو مما يستدرك عليه.
(4)
ابن الحُصَيب الأسلمي، أبو سهل المروزي -قاضيها-.
(5)
وأخرجه البخاري (627) في "الأذان" باب بين كل أذانين صلاة لمن يشاء، =
⦗ص: 88⦘
= (2/ 130، مع الفتح)، عن عبد الله بن يزيد، عن كهمس بن الحسن، به، بمثل سياق مسلم.
2161 -
حدثنا يزيد بن سِنَان
(1)
، قال: ثنا يزيد بن هارون قال: أبنا كَهْمَس
(2)
والجُرَيْري، عن عبد الله بن بُرَيدة
(3)
، عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة لمن شاء"
(4)
.
(1)
ابن يزيد القزّاز البصري، نزيل مصر.
(2)
هنا موضع الالتقاء مع مسلم، أما طريق كهمس فراجع في (ح / 2160)، وأما طريق الجريري فقد رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الأعلى، عن الجريري، به، وفيه:"في الرابعة: لمن شاء".
الكتاب والباب المذكوران (1/ 573) برقم (838/ 304/ أ).
والجُرَيْري هو: سعيد بن أبي إياس البصري، وقد اختلط قبل موته بثلاث سنوات، ويزيد بن هارون ممن سمع منه بعد الاختلاط كما أنه ممن أخرج له مسلم روايته عن الجريري، ولا يضر هنا، لأنه متابَعٌ بمن سمع منه قبل الاختلاط، وهم: عبد الأعلى عند مسلم -كما سبق- وخالد بن عبد الله الطحان عند البخاري (624).
وراجع فيما يختص بالجريري: التقييد والإيضاح (ص 447 - 448)، الكواكب النيرات (ص 178 - 187)، نهاية الاغتباط (ص 127 - 131).
وقد تصحف (الجريري) في (م) إلى: (الجرير) -بدون الياء-.
(3)
تصحف (بريدة) في (م) إلى (يزيدة).
(4)
وأخرجه البخاري (624) في "الأذان" باب: كم بين الأذان والإقامة؟ ومن ينتظر الإقامة؟ عن إسحاق (ابن شاهين) الواسطي، عن خالد (ابن عبد الله الطحان) عن =
⦗ص: 89⦘
= الجُرَيْري، به، بنحوه. الصحيح له (2/ 126، مع الفتح).
2162 -
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، قال: ثنا سعيد بن سليمان
(1)
، قال: ثنا منصور بن أبي الأسود
(2)
، قال: ثنا مختار
(3)
، عن أنس بن مالك؛ قال: "كنا نصلي الركعتين قبل المغرب في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا لأنس: رآكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: رآنا فلم يأمر [نا]
(4)
ولم ينهنا"
(5)
.
(1)
هو الضبي، أبو عثمان الواسطي.
(2)
الليثي الكوفي، واسم أبي الأسود فيما قيل: حازم.
(3)
هو ابن فلفل، وعنده يلتقي المصنف بالإمام مسلم، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب، جميعًا: عن محمد بن فضيل، عن مختار بن فلفل، به، بنحو سياق الحديث الآتي برقم (2163). كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتين قبل صلاة المغرب، (1/ 573) برقم (836).
(4)
لفظة (نا) لا توجد في الأصل و (ط) والمطبوع، أثبتها من (ل، م، س)، وهي موجودة في سنن أبي داود.
(5)
ورواه هكذا مختصرًا أبو داود في "الصلاة" باب الصلاة قبل المغرب عن محمد بن عبد الرحيم البزار، عن سعيد بن سليمان الضبي، به.
انظر: سننه (2/ 59) برقم (1282).
ورواه الطبراني في الأوسط (507)(1/ 309) عن أحمد بن القاسم، عن سعيد بن سليمان (وتصحف فيه إلى "سعد")، به، بدون قصة مراجعة أنس. وقال:"لم يرو هذا الحديث عن المختار إلا منصور، تفرد به سعيد بن سليمان".
ولعله يقصد هذه الرواية المختصرة، وإلا فقد روى الحديث بقصة السؤال محمد بن =
⦗ص: 90⦘
= فضيل عن المختار. والله أعلم.
2163 -
حدثنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل الأَحْمَسِيُّ
(1)
، قال: ثنا محمد بن فُضَيل
(2)
، عن المختار بن فُلْفُل، قال: سألت أنس بن مالك عن الصلاة
(3)
بعد العصر فقال: "كان عمر [رضي الله عنه]
(4)
يضرب على الركعتين
(5)
بعد العصر، وكنا نصلي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد غروب الشمس قبل صلاة المغرب"، قال: قلت: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاهما؟ فقال: "قد كان يرانا نصليهما فلم يأمرنا ولم ينهنا".
(1)
الكوفي.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
في مسلم: "عن التطوع بعد العصر".
(4)
من (ل) و (م).
(5)
في صحيح مسلم: "على صلاة بعد العصر" بالتنكير.
2164 -
حدثنا البِرْتِيُّ القاضي
(1)
، قال: ثنا أبو معمر
(2)
، قال: ثنا عبد الوارث
(3)
، عن عبد العزيز بن صُهَيْب، عن أنس بن مالك قال: "كان إذا أراد
(4)
المؤذن بصلاة المغرب ابتدروا السَّواري، فركعوا الركعتين،
⦗ص: 91⦘
فيجيء الغَرِيْبُ فيحسب أن الصلاة قد صُلِّيَتْ من كثرة من يصليها".
(1)
هو: أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي.
(2)
هو: عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج التميمي.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن شيبان بن فروخ، عن عبد الوارث، به، بنحوه.
الكتاب والباب السابقان (1/ 573) برقم (837).
(4)
كذا في جميع النسخ، وفي (س) فوقها علامة (صح) لتأكيد صحة ما ورد في النسخ. =
⦗ص: 91⦘
= وعند مسلم (837/ 303) والبغوي في شرح السنة (895)، (3/ 472) من طريق شيبان بن فروخ.
وعند الدارقطني في سننه (1/ 267) من طريق هشيم [وفيه (1/ 268) من طريق إسماعيل بن إبراهيم].
ثلاثتهم عن عبد العزيز بن صهيب، به، بلفظ: ". . . فإذا أذّن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السواري
…
"، وليس ببعيد أن تكون (أراد) -عند المصنف- مُحَرّفة من (أذن) والله تعالى أعلم
[باب]
(1)
بيان ثواب صلاة الضُّحى، والدليل على أنها ركعتان
(2)
فما فوقها، وإيجابها، وبيان الخبر المعارض لإباحتها
(3)
، المبيح لتركها
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في جميع النسخ (ركعتين) والتصحيح من عندي.
(3)
كذا في جميع النسخ، ولا زال الشك يساورني في صحتها، لأن السياق يقتضي أن يكون اللفظ:(لوجوبها) فإن ما ذكره المصنف قبله هو الوجوب، وقد استدل له بحديث أبي هريرة رضي الله عنه الآتي برقم (2166 - 2167)، كما أنه أردفه بحديث عائشة رضي الله عنها (2168) للدلالة على إباحة تركها، والله تعالى أعلم.
2165 -
حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الزعفراني، قال: ثنا عفان بن مسلم، ح
وحدثنا أبو أمية الطَّرَسوسي، قال: ثنا [أبو النعمان]
(1)
عارم،
⦗ص: 93⦘
قالا
(2)
: ثنا مهديُّ بن ميمون
(3)
، قال: ثنا واصِلٌ -مولى أبي عُيَيْنَة
(4)
- عن يحيى بن عُقَيْل
(5)
، عن يحيى بن يَعْمَر
(6)
، عن أبي الأسود الدِّيْلي
(7)
، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(8)
: "يُصبحُ على
(9)
كلّ سُلَامي
(10)
من
⦗ص: 94⦘
أحدكم صدقةٌ، فكل تَسْبِيْحَةٍ صدقةٌ، وكل تَهْليلةٍ صدقة، وتكبير صدقة، وتحميدة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، ويُجزئ أحدكم من ذلك كله ركعتان يركعهما [من]
(11)
الضحى".
(1)
من (ل) و (م) وهو: محمد بن الفَضْل السدوسي، أبو النعمان البصري، لقبه عارم. ثقة ثبت، وثقه كثيرون. ع. (3 أو 224 هـ). وقد اختلط في آخر عمره، واختُلِفَ في مدة اختلاطه على قولين:
أ - أحدهما لأبي حاتم: وخلاصة قوله أنه اختلط قبل أربع سنوات من وفاته.
ب- ثانيهما لأبي داود، وعلى قوله تكون المدة ثمان سنوات.
وقد حدَّد الأئمة مَنْ سمع منه قبل الاختلاط أو بعده، وليس أبو أمية ممن ذكروا بشيء من ذلك، ولا يضره ذلك هنا، لمتابعة عفان له عن شيخه.
انظر: الجرح والتعديل (8/ 58 - 59)، المجروحين لابن حبان (2/ 294 - 295)، مقدمة ابن الصلاح مع شرحه التقييد والإيضاح (ص 461 - 462)، تهذيب الكمال (26/ 287 - 292)، ميزان الاعتدال (4/ 7 - 9)، الاغتباط ونهايته (ص 335 - =
⦗ص: 93⦘
= 339)، الكواكب النيرات (ص 382 - 393).
(2)
في الأصل و (ط): (قال)، والمثبت من (ل) و (م) وهو الأنسب.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، عن مهدي بن ميمون، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة الضحى
…
(1/ 498 - 499) برقم (720).
(4)
عُيَيْنَة: بتحتانية مصغر. إكمال ابن ماكولا (6/ 124، 126)، توضيح المشتبه (6/ 171، 173).
(5)
هو البصري، نزيل مرو، و"عقيل" بالتصغير. وهو "صدوق من الثالثة"(بخ م د س ق).
تهذيب الكمال (31/ 473 - 474)، توضيح المشتبه (6/ 305)، التقريب (ص 594).
(6)
هو أيضًا بصري، نزيل مرو وقاضيها، و "يعمر": بفتح التحتانية والميم، بينهما مهملة.
"ثقة، فصيح، وكان يرسل، من الثالثة، مات قبل المائة، وقيل: بعدها". ع. المراسيل للإمام أبي داود (ص 146) باب: في المهر، إكمال ابن ماكولا (7/ 332 - 333)، تهذيب الكمال (32/ 53 - 55)، التقريب (ص 598).
(7)
البصري، اسمه: ظالم بن عمرو بن سفيان، وقيل غير ذلك.
(8)
(ك 1/ 464).
(9)
كلمة (على) ساقطة من (م).
(10)
"سلامى": -بضم السين، وتخفيف اللام- أصله عظام الأصابع وسائر الكف، ثم استعمل في جميع عظام البدن ومفاصله، وقال أبو عبيد: كلُّ عَظْمٍ مُجَوَّفٍ مما صَغُر من العظام، وقيل غير ذلك. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 393 - 394)، =
⦗ص: 94⦘
= غريب ابن الجوزي (1/ 494)، النهاية (2/ 396)، شرح النووي (5/ 233).
(11)
كلمة (من) أثبتت من (ل) و (م)، وهو كذلك في صحيح مسلم وسنن أبي داود (1285)، (2/ 60 - 61)، (5243)، (5/ 406 - 407) حيث رواه الأخير من طريق حماد بن زيد وعباد بن عباد (واللفظ له) -كلاهما عن واصل، به.
2166 -
حدثنا أبو قلابة، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ح
وحدثنا يونس بن حبيب وعمار، قالا: ثنا أبو داود
(1)
، قالا: ثنا شعبة
(2)
، عن عباس الجُرَيْرِي
(3)
، عن أبي عثمان النَّهْدِي
(4)
، عن أبي هريرة
⦗ص: 95⦘
قال: "أوصاني خليلي بثلاث لا أدَعُهُنَّ: الوِتْرِ قبل النوم، وركعتي الضحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر".
قال أبو داود: وصلاة الضحى
(5)
والوتر أوَّلَ
(6)
الليل
(7)
.
(1)
هو الطيالسي والحديث في مسنده (2392)، (ص 315)، بنحوه.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، به، ولم يسق متنه إحالة على ما قبله من حديث أبي التياح الآتي عند المصنف. كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة الضحى. . . (1/ 499) برقم (721/ 85/ أ).
(3)
هو عباس بن فروخ -بفتح الفاء، وتشديد الراء، وآخره معجمة- الجُرَيْري، أبو محمد البصري. "ثقة"(مات قبل 120 هـ) ع. تهذيب الكمال (14/ 238 - 239)، التقريب (ص 293).
(4)
هو: عبد الرحمن بن مُلّ -بلام ثقيلة، والميمُ مثلثةٌ- الكوفي، سكن البصرة. "مشهور =
⦗ص: 95⦘
= بكنيته، مخضرم، من كبار الثانية، ثقة ثبت عابد". (95 هـ) وقيل بعدها. ع.
و"النهدي": -بفتح النون، وسكون الهاء، وفي آخرها الدال المهملة- نسبة إلى بني نهد، وهو نهد بن زيد. الأنساب (5/ 541)، اللباب (3/ 336)، تهذيب الكمال (17/ 424 - 430)، التقريب (ص 351).
(5)
في (ل) و (م) هنا: (قال).
(6)
وفي مسنده المطبوع بلفظ: "والوتر قبل النوم، وصلاة الضحى".
(7)
وأخرجه البخاري (1178) في "التهجد" باب صلاة الضحى في الحضر (3/ 68، مع الفتح)، عن مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، به، بنحوه.
2167 -
حدثنا الدارميُّ
(1)
، قال: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: ثنا شعبة، عن أبي التَّيَّاح
(2)
، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة قال:
⦗ص: 96⦘
"أوصاني خليلي [صلى الله عليه وسلم]
(3)
بصيام
(4)
ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام"
(5)
.
(1)
هو: أحمد بن سعيد الدارمي.
(2)
هو: يزيد بن حميد الضبَعي -بضم المعجمة، وفتح الموحدة- أبو التَيّاح -بمثناة، ثم تحتانية ثقيلة، وآخره مهملة- البصري، مشهور بكنيته. "ثقة ثبت"، (128 هـ) ع.
إكمال ابن ماكولا (7/ 254 - التياح)(5/ 231 - الضبعي)، تهذيب الكمال (32/ 109 - 112)، التقريب (ص 600).
وعنده يلتقي المصنف بالإمام مسلم، يرويه مسلم عن شيبان بن فروخ، عن عبد الوارث، عن أبي التياح، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران (1/ 499) برقم (721).
(3)
من (ل) و (م).
(4)
في (ل) و (م): (صيام) والمثبت أنسب، يؤيده ما في صحيح مسلم.
(5)
وأخرجه البخاري (1981) في "الصيام" باب صيام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة (4/ 266، مع الفتح)، عن أبي معمر، عن عبد الوارث، عن أبي التياح، به، بنحوه.
2168 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابن وهب، أن مالكًا
(1)
حدثه، ح
وحدثنا يوسف بن مسلم، قال: ثنا إسحاق بن عيسى
(2)
، قال: أبنا مالك، ح
وحدثنا الدبري، عن عبد الرزاق
(3)
، عن معمر، ح
وحدثنا أبو عمر الإمام، قال: ثنا مخلد بن يزيد، قال: ثنا ابن جريج، كلهم عن الزهري
(4)
، عن عروة، عن عائشة قالت: "ما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 97⦘
سُبْحَة الضحى
(5)
قط، وإني لأُسبِّحُها وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيَدَع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل
(6)
به الناس فيُفرَض
(7)
عليهم"
(8)
(9)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، وراجع التفصيل عند ذكر شيخه "الزهري".
وفي (ل) و (م): (مالك) -بدون النصب-. والحديث في موطأ مالك -رواية يحيى- (1/ 152 - 153) بمثله، إلا أن فيه: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
".
(2)
هو: ابن الطباع البغدادي.
(3)
وهو في مصنفه (4867)، (3/ 78).
(4)
هنا يلتقي المصنف بالإمام مسلم في جميع الطرق، يرويه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن =
⦗ص: 97⦘
= مالك، عن ابن شهاب، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران (1/ 497) برقم (718).
(5)
سبحة الضحى: أي: صلاة الضحى.
(6)
كذا في (س)، وفي مسلم والموطأ، والبخاري (1128)، ومسند أحمد (6/ 178) وأبي داود (1293)(2/ 64) والنسائي في الكبرى (480)(1/ 180) حيث رواه الجميع من طريق مالك.
وفي الأصل و (ل) و (م): (بها)، وليس بصحيح لكون المرجع هو (العمل).
(7)
كذا في (م)، وأما الأصل و (ل) فلم أتبين مكان النقطتين فيهما، وفي المطبوع، و (س):(فتفرض)، وهو لا يتلائم مع ما قبله [انظر التعليق السابق]، وهو في جميع المصادر المذكورة قبل قليل مثلَ المثبت.
(8)
وأخرجه البخاري (1128)، (3/ 13 - 14) باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل والنوافل من غير إيجاب، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، به، بمثله، إلا أن جملة: "ما سبّح
…
" مؤخرة فيه عن جملة: "وإن كان. . . ليدع".
وأخرجه أيضًا -مختصرًا- (1177) في "التهجد" باب من لم يصل الضحى، ورآه واسعًا، (3/ 67، مع الفتح)، عن آدم، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، به، بنحوه.
(9)
في (ح / 2169، 2170، 2171) الآتية عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- لما سئلتْ: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ قالت: "نعم، أربع ركعات، ويزيد ما شاء الله".
وسيأتي في (ح / 2172) أنها سئلت: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ =
⦗ص: 98⦘
= قالت: "لا، إلا أن يجيء من مغيبه".
ففي حديث الباب [ح / 2168] نفيٌ منها مطلقًا، وفي (ح / 2169) الإثبات مطلقًا، وفي الحديث الأخير (2172) تقييد النفي بغير المجيء من مغيبه.
وقد سلك العلماء في هذه الأحاديث طرقًا مختلفة تتلخص في مسلكين:
الأول: مسلك الترجيح:
ذهب جماعة إلى ترجيح ما اتفق الشيخان عليه (وهو حديث الباب)، دون ما انفرد به مسلم، وقالوا: إن نفيها يدل على أنها لم تره صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى في بيتها، وهذا لا يدل على عدم وقوعه، لأن غيرها قد شهده وعَلِمه، فَيُقَدَّمُ قوله على قولها.
وهذا اختيار الأئمة: ابن خزيمة، وابن عبد البر، وغيرهم -رحمهم الله تعالى-.
المسلك الثاني: مسلك الجمع، وقد أتى على وجوه منها:
1 -
المراد من نفيها مطلقًا هو نفي مداومته صلى الله عليه وسلم عليها وقولها: "وإني لأسبحها" معناه:
أداوم عليها. وهذا رأي البيهقي -رحمه الله تعالى-.
2 -
قولها: "ما سبحها" معناه: ما رأيته يصليها، والجمع بينه وبين إثباتها المطلق أنها أخبرت في الإنكار عن مشاهدتها، وفي الإثبات عن غيرها. وهذا ما ارتضاه القاضي عياض والنووي وغيرهما -رحمة الله عليهم-.
3 -
إن نفيها مُنْصَبٌّ على ما ليس له سبب، وأما إثباتها فيرجع إلى فعله صلى الله عليه وسلم لهذه الصلاة بسبب، كقدومه من سفر، وفتحه ونحوه.
وهذا ما ارتضاه الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- وطرّده في جميع أحاديث الباب.
وهناك أقوال أخرى ذكرها الحافظ في "الفتح"، وراجع صحيح ابن حبان [الإحسان] و (الأوسط) لابن المنذر).
والذي أميل إليه هو القول الأول، فليس ببعيد أن يخفى عليها رضي الله عنها =
⦗ص: 99⦘
= صلاته صلى الله عليه وسلم في الضحى مطلقًا، أو في غير وقت مجيئه من مغيبه [كما صرح به ابن المنذر]. والله تعالى أعلم بالصواب.
انظر: صحيح ابن خزيمة (2/ 231 - 232)، الأوسط لابن المنذر (5/ 238)، صحيح ابن حبان [الإحسان](6/ 270 - 271)، السنن الكبرى (3/ 49)، معرفة السنن والآثار (4/ 95 - 96)[كلاهما للبيهقي]، التمهيد (8/ 135)، الاستذكار (6/ 144 - 145)[كلاهما لابن عبد البر]، شرح مسلم للنووي (5/ 228 - 230)، زاد المعاد (1/ 341 - 360)، "إكمال" الأُبِّي، مع "مُكَمل" السنوسي، (3/ 40 - 41)، فتح الباري (3/ 68).
[باب]
(1)
بيانِ إثباتِ صلاة الضحى من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنها ركعتان، وأربع
(2)
، فما فوقها، وبيان الخبر المُبَيِّنِ أن
(3)
النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يُدَاومُ عليها
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في (ل) و (م): (وأربعا) وهو خطأ، وفي (م):(ها) بدل: (فما)، وهو خطأ أيضًا.
(3)
في (ل) و (م): (أنه عليه السلام.
2169 -
حدثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا شعبة
(2)
، عن يزيد -أبي الأزهر- هو
(3)
الضُّبَعي القسَّام الرِّشْك
(4)
-، عن معاذة
⦗ص: 101⦘
العدوية
(5)
، قالت: سألت عائشة: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ قالت: "نعم، أربع ركعات، ويزيد ما شاء الله"
(6)
.
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (1571)(ص 220).
(2)
هنا موضع الالتقاء مع مسلم، رواه عن محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، به. وأحال متنه على حديث عبد الوارث قبله.
الكتاب والباب المذكوران (1/ 497) برقم (719/ 78/ أ).
(3)
في (س): (وهو) وهو أنسب، كلمة (هو) ليست في (ل) و (م).
(4)
هو: يزيد بن أبي يزيد البصري، يعرف بالرشك.
و"الضُّبَعي": -بضم الضاد المعحمة، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها العين المهملة- نسبة إلى ضبيعة بن قيس بن ثعلبة. . . نزل أكثرهم البصرة.
و"القسام": -بفتح القاف والسين المهملة المشددة-: نسبة إلى قِسْمة الأشياء، وأهل البصرة يقولون للقسام:"الرشك".
و"الرِّشك" -بكسر الراء، وسكون الشين المعجمة، وفي آخرها الكاف- وهو بمعنى =
⦗ص: 101⦘
= "القسام" الذي يقسم الدور. الإكمال لابن ماكولا (5/ 231 - الضبعي)(1/ 279 - القسام)، الأنساب (4/ 8 - الضبعي)، (4/ 496 - القسام)، (3/ 67 - الرشك)، اللباب (2/ 260 - الضبعي)، (3/ 35 - القسام)، (2/ 27 - الرشك)، تهذيب الكمال (32/ 280 - 283)، التقريب (ص 606).
(5)
هي: معاذة بنت عبد الله العدوية، أم الصهباء البصرية. "ثقة من الثالثة" ع. تهذيب الكمال (35/ 308 - 309)، التقريب (ص 753).
و"العدوية" نسبة إلى (عدي) وهم كُثُرٌ. ولم أجد تصريحًا لأحد في موقعها منهم.
وانظر: الأنساب (4/ 167 - 169)، اللباب (2/ 328 - 330).
(6)
(ك 1/ 465).
2170 -
حدثنا أبو قلابة، قال: ثنا بِشْرُ بن عمر، ح
[وحدثنا الصغاني، نا أبو النضر، قالا: أبنا شعبة، عن يزيد الرِّشْك، بمثله]
(1)
.
(1)
ما بين المعقوفتين كله لا يوجد في الأصل و (ط، س)، وأثبته من (ل) و (م).
2171 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أبنا همام
(1)
، ح
وحدثنا البَوْسي
(2)
والدَّبَرِيّ، عن
⦗ص: 102⦘
عبد الرزاق
(3)
، عن معمر، ح
وحدثنا أبو قلابة، قال: ثنا محمد بن عبد الرحمن العلاف
(4)
، قال: ثنا محمد بن سواء
(5)
، قال: حدثنا سعيدٌ
(6)
، كلُّهم عن قتادة
(7)
، عن معاذة
⦗ص: 103⦘
العدوية، عن عائشة، "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى
(8)
، ويزيد ما شاء الله".
(1)
هو: ابن يحيى العوذي.
(2)
"البوسي": -بفتح الباء الموحدة، والواو الساكنة، ثم السين المهملة في آخرها- نسبة =
⦗ص: 102⦘
= إلى "بوس" وهي قرية بصنعاء اليمن، يقال لها:"بيت بَوْس".
وهو: الحسن بن عبد الأعلى بن إبراهيم بن عبيد الله الأبناوي اليمني الصنعاني، أبو محمد. يروي عن عبد الرزاق وغيره. قال الذهبي:"وما علمت به بأسًا". انظر: الأنساب (1/ 413)، معجم البلدان (1/ 602)، تكملة الإكمال (1/ 430)(713)، اللباب (1/ 183)، السير (13/ 351)، المشتبه (1/ 100) -كلاهما للذهبي-، توضيح المشتبه (1/ 649)، تبصير المنتبه (1/ 180)، بلغة القاصي والداني (249)، (ص 133).
(3)
والحديث في مصنفه (4853)(3/ 74) وفيه: "عبد الرزاق ومعمر"، بالواو، وهذا خطأ.
(4)
هو من أهل البصرة، ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 98)، وقال:"يروي عن محمد بن سواء وأبي عاصم، حدثنا عنه الحسن بن سفيان".
و"العلاف": -بفتح العين المهملة، وتشديد اللام- هذه النسبة لمن يبيع علف الدواب، أو يجمعه. انظر: الأنساب (4/ 261)، اللباب (2/ 366).
(5)
هو السدوسي العنبري، أبو الخطاب البصري المكفوف. "صدوق، رمي بالقدر"(بضع و 180 سنة هـ). (خ م خد ت س ق). تهذيب الكمال (25/ 328 - 331)، التقريب (ص 482).
(6)
هو ابن أبي عروبة، وعنده يلتقي المصنف بمسلم، راجع التفصيل عند ذكر قتادة.
(7)
هنا يلتقي المصنف -في جميع طرقه- مع الإمام مسلم، يرويه مسلم عن: يحيى بن حبيب الحارثي: حدثنا خالد بن الحارث، عن سعيد، =
⦗ص: 103⦘
= وعن إسحاق بن إبراهيم وابن بشار، عن معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، كلاهما عن قتادة، به، بنحوه، بزيادة:"أربعًا". الكتاب والباب المذكوران (1/ 497) برقم (719/ 79).
(8)
كذا في النسخ، وفي مسلم زيادة "أربعًا"، وهو الأوفق بسياق الحديث.
2172 -
حدثنا الدقيقي
(1)
، قال: ثنا يزيد بن هارون
(2)
، ح
وحدثنا الحسن بن عفان، قال: ثنا أبو أسامة، قالا
(3)
: ثنا الجُرَيْرِيُّ
(4)
، عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضحى؟ قالت: "لا، إلّا أن يجيء من مَغيبه".
⦗ص: 104⦘
روى وكيع عن كهمس عن عبد الله بن شقيق
(5)
.
(1)
هو: محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي.
(2)
يزيد بن هارون، وأبو أسامة هو حماد بن أسامة. ممن أخرج لهم مسلم روايتَهم عن الجريري، علمًا بأن يزيد سمع منه بعد اختلاطه، وأما أبو أسامة فلم يذكروه فيمن عُرِفَ سماعه، لا قبل الاختلاط ولا بعده.
راجع: التقييد والإيضاح (ص 447 - 448)، الكواكب النيرات (ص 183 - 187)، نهاية الاغتباط (ص 130 - 131).
(3)
(قالا) ليست في (ل) و (م).
(4)
هو: سعيد بن إياس، وعنده يلتقي المصنف بمسلم، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن يزيد ابن زريع، عن الجريري، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران (1/ 496)، برقم (717).
(5)
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (7786)، (2/ 175) وأحمد في المسند (6/ 204)، والترمذي في "شمائله"(285) -ومن طريقه البغوي في شرح السنة (1003)، (4/ 137)، عن ابن أبي عمر، وابن خزيمة في "صحيحه"(1230)، (2/ 231 - 232) عن سلمة بن جنادة، وكذلك ابن حبان [الإحسان (2526)، (6/ 268)] من طريق عثمان بن أبي شيبة.
خمستهم [ابنا أبي شيبة، وابن أبي عمر، وأحمد، وسلمة] عن وكيع، به، بنحوه.
2173 -
حدثنا يوسف بن مُسَلَّم
(1)
، قال: ثنا حجاج بن محمد، ح
وحدثنا السُّلَمِيُّ
(2)
، قال: ثنا عبد الرزاق
(3)
، ح
وحدثنا يزيد بن سِنَان، وإبراهيم بن مَرْزُوق، وسليمان بن سيف، قالوا: ثنا أبو عاصم
(4)
، قالوا: ثنا ابن جريج، قال: أخبرني ابن شهاب أنّ عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب
(5)
حَدَّثه عن أبيه عبد الله بن كعب
(6)
،
⦗ص: 105⦘
وعن عمه عبيد الله بن كعب
(7)
، عن كعب بن مالك "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدم من سفر إلا نهارًا في الضحى، فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم جلس فيه"
(8)
.
(1)
هو: يوسف بن سعيد بن مسلم -بتشديد اللام- المصيصي، وشيخه "حجاج" هو المصيصي أيضًا.
(2)
هو: أحمد بن يوسف الأزدي.
(3)
هنا يلتقي المصنف بمسلم، والحديث في مصنفه (4864)، (3/ 77 - 78).
(4)
هنا يلتقي المصنف بمسلم، رواه مسلم عن محمد بن المثنى، عن أبي عاصم، به، بمثله.
كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب الركعتين في المسجد لمن قدم من سفر أول قدومه، (1/ 496) برقم (716).
(5)
هو الأنصاري، أبو الخطاب المدني. "ثقة عالم، من الثالثة"، (مات في خلافة هشام)(خ م د س). تهذيب الكمال (17/ 238 - 239)، التقريب (ص 344).
(6)
الأنصاري. "ثقة، ويقال: له رؤية"، (97 أو 98 هـ). (خ م د س ق). تهذيب الكمال =
⦗ص: 105⦘
= (15/ 473 - 475)، التقريب (ص 319).
(7)
هو الأنصاري، "ثقة من الثالثة"(خ م د س). تهذيب الكمال (19/ 143 - 146)، التقريب (ص 374).
(8)
وأخرجه البخاري (3088) في "الجهاد" باب: الصلاة إذا قدم من سفر، (6/ 224، مع الفتح)، عن أبي عاصم، عن ابن جريج، به، بمثله.
[باب]
(1)
ذكرِ الأخبارِ التي رُوِيَتْ عن أمِّ هانئ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في صلاة الضحى، وبيان وقْتِها، وأنَّها لم تره صلّاها إلا مرةً واحدة، وأنه صلاها ثماني ركعاتٍ، وصفتُها، وأنَّ القيام والركوع والسجودَ فيها متقارب
(2)
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في (ل) و (م): (متقاربة) ويصح باعتبار الجمع.
2174 -
حدثنا يوسف بن مُسلَّم
(1)
، قال: ثنا حجاج، قال: حدثني شعبة، ح
وحدثنا
(2)
يزيدُ بن عبد الصمد، قال: ثنا آدم، ح
وحدثنا أبو قِلابة، قال: ثنا بِشْرُ بن عمر -في آخرين- قالوا: ثنا شعبة
(3)
، عن عمرو بن مرة، عن ابنِ أبي ليلى قال: "ما أخبرني أحدٌ أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى غير أم هانيء، فإنها حَدَّثتْ أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم فتح مكة، فاغتسل
(4)
، وصلّى
(5)
⦗ص: 107⦘
ثمان
(6)
كعات، ما رأيتُه صلى صلاةً قط أخفَّ منها، غيرَ أنه يتمُّ الركوعَ والسجودَ"
(7)
.
(1)
هو المصيصي، وشيخه: حجاج هو: ابن محمد المصيصي.
(2)
في (ل) و (م): (وحدثني).
(3)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، به.
كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة الضحى
…
(1/ 497) برقم (336).
(4)
"فاغتسل" لا توجد في مسلم، وهي موجودة في البخاري.
(5)
في (م): (فصلى).
(6)
هكذا في جميع النسخ، بإسقاط (ياء)"ثمان"، وفي صحيح مسلم والبخاري (1176) بإثبات الياء منها، وهو الصحيح لغة، لأن (ياء) ثماني تثبت عند الإضافة، كما ثبتت ياء (القاضي)، وإنما تسقط مع التنوين فقط عند الرفع والجر.
انظر: الصحاح للجوهري (5/ 2088)، المخصص لابن سيده (5/ 98) -باب العدد-، القاموس المحيط (ص 529 - الثمن).
(7)
وأخرجه البخاري (1176) في "التهجد" باب صلاة الضحى في السفر، عن آدم، عن شعبة، به، بمثل سياق المصنف. انظر: صحيحه (3/ 62، مع الفتح).
2175 -
حدثنا أبو حاتم الرازي
(1)
، ومحمدُ بن إسماعيل
(2)
قالا: حدثنا
(3)
معلّى بن أسد
(4)
، قال: ثنا وهيبُ
(5)
بن خالد، عن جعفر بن محمد
(6)
، عن أبيه
(7)
، عن
⦗ص: 108⦘
أبي مُرَّةَ
(8)
-مولى عَقِيلٍ- عن أم هانئ، "أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلى في بيتها عام الفتح ثمان
(9)
ركعات في ثوب قد خالف بين
(10)
طرفيه".
(1)
هو الإمام محمد بن إدريس الرازي.
(2)
هو الترمذي، أبو إسماعيل.
(3)
(ك 1/ 466).
(4)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن: حجاج بن الشاعر، عن معلى بن أسد، به، بمثله، إلا أن فيه:"في ثوب واحد". الكتاب والباب المذكوران (1/ 498) برقم (336/ 83).
(5)
تصحف (وهيب) في (س) إلى: (وهب).
(6)
هو المعروف بالصادق.
(7)
هو محمد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو جعفر الباقر. "ثقة، فاضل، من =
⦗ص: 108⦘
= الرابعة". (بضع و 110 هـ) ع. تهذيب الكمال (26/ 136 - 142)، التقريب (ص 497).
(8)
هو: يزيد، مولى عقيل بن أبي طالب، ويقال: مولى أخته أم هانئ. "مدني، مشهور بكنيته، ثقة، من الثالثة" ع. تهذيب الكمال (32/ 290 - 291)، التقريب (ص 606).
وسيأتي في (ح / 2176) بأنه مولى أم هانئ، وراجع التعليق هناك.
(9)
كذا في النسخ ومثله في (المعجم الكبير) للطبراني -من طريق معلى نفسه- (24/ 421)(1024)، وفي صحيح مسلم "ثماني" -بالياء- وهو الصحيح.
(10)
كلمة (بين) ليست في (س).
2176 -
حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابنُ وهب، أن مالك بن أنس
(1)
حدثه، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن أبي النضر
(2)
-مولى عمر بن عبيد الله- أنّ أبا مرة -مولى أم هانئ بنت
(3)
⦗ص: 109⦘
أبي طالب
(4)
- أخبره، أنه سمع أمَّ هانئ بنتَ أبي طالب تقول: "ذهبتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم
(5)
فوجدتُه يغتسل
(6)
، وفاطمةُ [رضي الله عنها]
(7)
تستُرُه بثوب، قالتْ: فسلَّمْتُ، قال: من هذه؟ قلتُ: أنا أم هانئ بنت أبي طالب، قال: مرحبًا بأمِّ هانئ، فلما فرغ من غُسْله قام فصلى ثمان
(8)
ركعات مُلْتَحِفًا
(9)
في ثوب واحد، ثم انصرفَ، فقلتُ: يا رسولَ الله، زعم ابنُ أمّي
(10)
أنه قاتلٌ رجلًا أَجَرْتُه -فلانَ بن هُبَيْرَة
(11)
- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أجَرْنا من أجرتِ يا أمَّ هانئ. فقالت أمُّ هانيء: وذلك ضحى"
(12)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك، به، بنحوه.
الكتاب والباب المذكوران (1/ 498) برقم (336/ 82).
ولم يرد في (ل) و (م): (ابن أنس)، وفيهما:(مالك) -بدون علامة النصب-، وهذا خطأ في حالة عدم الإضافة.
(2)
اسمه: سالم بن أبي أمية.
(3)
في (ل) و (م): (ابنت) -بالتاء المطولة- وما هنا أصح إملاءً، وهو موافق لما في الموطأ.
(4)
تقدم في (ح / 2175) أنه مولى عقيل، وعُرِفَ هنا بأنه مولى أم هانيء، قال الواقدي:"إنما هو مولى أم هانيء بنت أبي طالب، ولكنه كان يلزم عقيلا فنسب إلى ولايته"، طبقات ابن سعد (5/ 134) وبذلك جزم الحافظ في الفتح (1/ 560).
(5)
في صحيح مسلم زيادة: "عام الفتح" وهو كذلك في الموطأ.
(6)
في (م): "يستغل"، وهو خطأ فاحش.
(7)
من (ل) و (م)، وفي (م):(رضي الله عنه)!!
(8)
كذا في النسخ -بدون الياء-، وفي صحيح مسلم والموطأ بالياء.
(9)
يقال: الْتَحَفَ بالثوب: أي: تغطَّى به، وتستَّر.
تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 387، 486).
(10)
هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه -كما صُرح بذلك في رواية مسلم.
(11)
اختُلِفَ في تعيينه، وقد فصَّل فيه الحافظُ في "الفتح"(1/ 560 - 561)، وتعرض لتعيينه أيضًا النووي في شرحه لمسلم (5/ 232) فراجعهما، ولا داعي لنقل ما قيل فيه هنا.
(12)
وأخرجه البخاري في "الغسل"(280)، باب التستر في الغسل عند الناس، =
⦗ص: 110⦘
= (1/ 461، مع الفتح).
وفي "الأدب"(6158) باب ما جاء في "زعموا"(10/ 566 - 567، مع الفتح)، عن عبد الله بن مسلمة (القعنبي).
وفي "الصلاة"(357) باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفًا به، (1/ 559 - 560، مع الفتح)، عن إسماعيل بن أبي أويس.
وفي "الجزية والموادعة"(3171) باب أمان النساء وجوارهن، (6/ 315، مع الفتح)، عن عبد الله بن يوسف، ثلاثتهم عن مالك، به، بنحوه. وهو في "الغسل" مختصر.
وهو في موطأ مالك -رواية يحيى- (1/ 152).
2177 -
أخبرنا محمدُ بن يحيى
(1)
، قال: ثنا الربيعُ بن رَوْح
(2)
، ثنا
(3)
محمد بن حرب
(4)
، عن الزُّبيدي
(5)
، عن الزهري
(6)
، قال: أخبرني عبد الله بن
⦗ص: 111⦘
عبد الله بن الحارث بن نوفل
(7)
، "أن أباه عبد الله
(8)
كان يسبِّحُ سُبْحَةَ الضحى لا يَذَرُها، قال عبد الله: قال لي أبي: أما والله
(9)
يا بُنَيَّ
(10)
لقد
(11)
سألتُ عنها -فأكثرث المسألة أصحابَ- رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجَه
(12)
: هل رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم سبَّحها قط؟ فما أخبرني أحدٌ أنه سبَّحها قط غير أن أمّ هانئ [بنت أبي طالب]
(13)
أخبرتني أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أتى بعدَ ما ارْتَفَعَ النهارُ يوم الفتح، فأمَرَ
(14)
بثوب فسُتِرَ عليه، فاغتسَلَ ثم قام فركع ثمان
(15)
ركعات -لا أدري: أقيامُه فيها أطولُ أم ركوعُه أم
⦗ص: 112⦘
سجودُه؟ - كل ذلك متقاربٌ، فلم أره سبَّحها قبلُ ولا بعدُ".
رواه حرملة
(16)
، عن ابنِ وهب، عن يونس، عن الزهري
(17)
، بطوله
(18)
(1)
هو الإمام الذهلي.
(2)
هو اللاحوني الحمصي.
(3)
في (ل) و (م): (عن) بدل (ثنا).
(4)
هو الخولاني الحمصي، الأبرش -بالمعجمة-.
(5)
هو: محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي، أبو الهذيل الحمصي، القاضي. "ثقة ثبت، من كبار أصحاب الزهري"(6 أو 7 أو 149 هـ). (خ م د س ق).
و"الزُّبَيدي": -بضم الزاي، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، بعدها ياء معجمة بنقطتين من تحتها، وفي آخرها دال مهملة- نسبة إلى "زبيد"، وهي قبيلة قديمة من "مذجح"، أصلهم من اليمن
…
واسم "زبيد" هذا: منبه بن صعب بن سعد العشيرة
…
ويعرف بزبيد الأكبر. الأنساب (3/ 130)، اللباب (2/ 60)، تهذيب الكمال (26/ 586 - 591)، نهاية الأرب (ص 248)، التقريب (ص 511).
(6)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، وسيشير المصنف إلى طريق مسلم.
(7)
هو الهاشمي، أبو يحيى المدني. "ثقة"(99 ص)(خ م د س).
تهذيب الكمال (15/ 173 - 176)، التقريب (ص 309).
(8)
أبو محمد المدني، أمير البصرة، له رؤية، ولأبيه وجده صحبة. مجمع على ثقته. (79 ويقال 84 هـ). ع. الاستيعاب (1518)، (3/ 21 - 22)، أسد الغابة (2882)، (3/ 208 - 209)، تهذيب الكمال (14/ 396 - 399)، الإصابة (6184)، (5/ 8 - 9)، التقريب (ص 299).
(9)
في (م): (أمام الله)!!
(10)
في (ل) و (م): (أيْ بُنَيَّ).
(11)
من هنا إلى بداية (ح / 2186) ساقط من (ط).
(12)
في (م): (وزواجه)!!.
(13)
من (ل) و (م).
(14)
في (م): (قام)!.
(15)
كذا في النسخ، وفي صحيح مسلم:(ثماني)، راجع التعليق في (ح / 2174).
(16)
وصله مسلم هذا الطريق- في الكتاب والباب المذكورين في (ح / 2174)، (1/ 498) برقم (336/ 81) بنحوه.
ورواه ابن حبان (1187)، (3/ 459)، (2538)، (6/ 279) عن الحسن بن قتيبة، والبيهقي في "الكبرى"(3/ 49) من طريق الحسن بن سفيان، كلاهما عن حرملة، به، بنحوه.
وسياق المصنف أطول من سياق مسلم، وخاصة في بداية الحديث، وهذا من فوائد الاستخراج.
(17)
في (ل) و (م): (ابن شهاب) بدل: (الزهري)، وكلاهما واحد.
(18)
وأخرجه أيضًا النسائي في "الكبرى"(1/ 181) عن الذهلي، به، مختصرًا.
باب الترغيبِ في الصلاةِ بالهاجرة
(1)
، وعند قُرْبِ الزوال، والدليلِ على أنها أفضلُ من صلاة الضحى
(2)
(1)
الهاجرة: اشتداد الحر نصف النهار. النهاية (5/ 246).
(2)
(ك 1/ 467).
2178 -
حدثنا أبو أمية، قال: ثنا سليمانُ بن حرْب، وأبو النعمان
(1)
، قالا: ثنا حمادُ بن زيد، عن أيوب
(2)
، عن القاسم الشيباني
(3)
،
⦗ص: 114⦘
"أنّ زيدَ بن أَرْقَم رأى قومًا جلوسًا إلى قاص
(4)
، فلما طلعتِ الشمسُ قاموا يصلُّون، فقال: لو رأينا
(5)
هؤلاء ونحن في المسجد الأول
(6)
ما صلّوا الآن
(7)
، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: صلاةُ الأوَّابِيْن
(8)
إذا رَمَضَتِ الفِصَال
(9)
".
⦗ص: 115⦘
رواه عبد الرحمن بن مهدي وكيع عن هشام عن القاسم [الشَّيْباني]
(10)
.
(1)
هو: محمد بن الفَضْل -عارم- السدوسي.
(2)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن زهير بن حرْب، وابن نمير، قالا: حدثنا إسماعيل (وهو ابن علية)، عن أيوب، به، بنحوه.
ملاحظة: في "تحفة الأشراف"(3/ 201) و "تهذيب الكمال"(23/ 401): "أبو بكر بن أبي شيبة" بدل "زهير"، بينما صرح البيهقي في "الكبرى"(3/ 49)، والبغوي في شرح السنة (4/ 145) بأن مسلمًا رواه عن زهير، وهو هكذا في النسخ المطبوعة، ولعل الوهم من المزي، أو كان هكذا في نسخته، والله تعالى أعلم.
كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الأوابين حين ترمض الفصال، (1/ 515 - 516) برقم (748).
(3)
هو القاسم بن عوف الشيباني الكوفي. "صدوق يغرب، من الثالثة". (م س ق)[ليس له عند مسلم إلا هذا الحديث]. تهذيب الكمال (23/ 399 - 401)، التقريب (ص 451). و"الشيباني" -بفتح الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، والباء الموحدة بعدها، وفي آخرها النون- هذه النسبة إلى "شيبان" وهي قبيلة معروفة في بكر بن وائل. الأنساب (3/ 482)، اللباب (2/ 219).
(4)
هو: من يروي للناس أخبار الماضين، ويسرد عليهم القصص.
المجموع المغيث (2/ 716 - قصص).
(5)
هكذا في جميع النسخ المتوفرة (ك، م، ل، س)"رأينا" وأنا أشك في صحته لأن المعنى لا يستقيم بذلك، ويحتمل أن يكون (رآنا)، ويكون "هؤلاء" فاعل، ومعناه: لو رآنا هؤلاء ونحن في المسجد الأول (وهو قباء) لم يصلوا الآن، وكأنه يشير إلى توجيه النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الحديث، والذي كان في مسجد قباء
…
، كما في الحديث اللاحق.
وقد أخرجه الطيالسي (687) عن هشام، ومن طريقه البيهقي في "الكبرى"(3/ 49)، وأحمد (4/ 367)، من طريق أيوب، بنحو ما عند المصنف، ولكن ليس عندهم هذه الجملة.
(6)
هو مسجد قباء -كما سيأتي في الحديث الآتي-.
(7)
في المطبوع: (للآن) وهو خطأ.
(8)
الأواب هو الكثير الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة، وقيل: هو المطيع، وقيل: المسبح.
تفسير الحميدي (ص 124)، النهاية (1/ 79)، شرح النووي (6/ 30).
(9)
أي: تحترق الرمضاء -وهو الرمل- بِحَرِّ الشمس، فتبرك الفصالُ -وهي الصغار من أولاد الإبل، جمع "فصيل"- من شدة حر الرمل وإحراقها أخفافَها. أي: صلاة الضحى عند ارتفاع النهار وشدة الحر. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 124)، النهاية (2/ 79)، (1/ 264)، شرح النووي (6/ 30).
(10)
أما رواية وكيع فأخرجها أحمد في المسند (4/ 366)، والبغوي في "شرح السنة"(4/ 145)، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما (أحمد وابن أبي شيبة)، عن وكيع، بهذا الإسناد مرفوعًا.
وأخرجها الطبراني في "الكبير"(5113)، (5/ 207) من طريق يحيى الحماني، عن وكيع، موقوفًا على زيد بن أرقم رضي الله عنه.
وأما رواية ابن مهدي فلم أقف عليها.
وما بين المعقوفتين من (ل) و (م).
2179 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء
(1)
، عن سعيد، عن قتادة، عن القاسم الشيباني
(2)
، عن زيد بن أَرْقَم قال: "دخل نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم مسجد قباء بعد ما أشْرَقَتِ الشمسُ، فرآهم يصلون، فقال:
⦗ص: 116⦘
إنّ صلاةَ الأوَّابِيْن كانوا يصلونها إذا رَمَضَتِ الفِصَالُ. يقول: إذا سَخَنَتْ"
(3)
.
(1)
هو الخفاف، وسعيد هو: ابن أبي عروبة، وعبد الوهاب ممن سمع من ابن أبي عروبة قبل الاختلاط -على الراجح-.
وهناك روايات تقول بسماعه منه قبل الاختلاط، وفي المدتين كذلك، -راجع: شرح العلل لابن رجب (2/ 744 - 747) - ولكنها مرجوحة، انظر كلام أبي داود في ذلك في سؤالات الآجري (262)(ص 223).
وقد أخرج مسلم روايته عن ابن أبي عروبة في صحيحه.
انظر: تهذيب الكمال (18/ 511 - 513)، التقييد والإيضاح (ص 449 - 500)،
الكواكب النيرات (ص 196 - 202)، نهاية الاغتباط (ص 145 - 147).
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
بهامش الأصل: "بلغ علي بن محمد بن المهراني قراءة على سيدنا قاضي القضاة -أيده الله- في المجلس الخامس عشر، ولله الحمد والمنة-".
باب [بيانِ]
(1)
فضلِ الصلاةِ بين صلاةِ الفجرِ وبين صلاةِ الظهر على سائر صلواتِ النوافل التي تُصلَّى بالنهار في غير هذا الوقت، والدليل على أنها تَعْدِلُ بصلاة الليل
(1)
(بيان) من (ل) و (م).
2180 -
حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب
(1)
، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن السائبِ بن يزيد بن أخت نَمِر، وعبيد الله بن عبد الله
(2)
أخبراه، أنَّ عبد الرحمن بن عبدٍ القاريَّ
(3)
قال: سمعتُ عمرَ بن الخطاب [رضي الله عنه]
(4)
يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(5)
: "من نام
⦗ص: 118⦘
عن حِزْبه
(6)
أو عن شيء منه فيقرأَه ما بين الفجر وصلاة الظهر كُتبَ كأنما قرأه من الليل".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن هارون بن معروف وأبي الطاهر وحرملة، جميعًا عن ابن وهب، به، بنحوه. الكتاب السابق، باب جامع صلاة الليل، ومن نام عنه أو مرض، (1/ 515) برقم (747).
(2)
ابن عتبة بن مسعود الهذلي.
(3)
"عبد" -بغير إضافة- و"القاري" -بتشديد الياء، يقال: له رؤية، ويقال: إنه تابعي. (88 هـ) ع. وهو من ولد القارة بن الديش
…
و"القاري" نسبة إليه.
انظر: الاستيعاب (1440)، (2/ 381 - 382)، الأنساب (4/ 425)، أسد الغابة (3349)، (3/ 466)، اللباب (3/ 6 - 7)، تهذيب الكمال (17/ 263 - 265)، الإصابة (6239)، (5/ 34 - 35)، التقريب (ص 345).
(4)
مِنْ (ل) و (م).
(5)
في الأصل و (س) والمطبوع: بعد كلمة "وسلم": "يقول" ولم أثبته لخطئه، وهذا لا يوجد في (ل) و (م).
(6)
الحزب ما يجعله على نفسه من قراءة، أو صلاة، كالورد، والحزب: النوبة في ورود الماء. انظر: شرح السنة (4/ 114)، النهاية (1/ 376).
2181 -
حدثنا أبو يوسف الفارسي
(1)
، قال: ثنا أحمدُ بن شَبِيْب
(2)
قال: حدثني أبي
(3)
، عن يونس
(4)
، بإسناده مثله
(5)
.
(1)
هو يعقوب بن سفيان الفسوي.
و"الفارسي": -بفتح الفاء، بعدها الألف، والراء المكسورة، وفي آخرها السين المهملة- هذا الاسم لعدة من المدن الكبيرة
…
أصلها ودار مملكتها شيراز
…
ويطلق على جُلّها الآن "إيران". المسالك والممالك للإصطخري (ص 67)، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم (ص 430)، الأنساب (4/ 332)، وانظر: معجم البلدان (4/ 256)، المنجد (ص 100)[الخاص بالأعلام].
والحديث في "المعرفة والتاريخ" له (2/ 475) عن أبي صالح، عن الليث، عن يونس، به، بنحوه.
(2)
هو الحبطي -بفتح المهملة والموحدة- أبو عبد الله البصري.
(3)
هو: شبيب بن سعيد التميمي الحبطي البصري، أبو سعيد.
(4)
هنا موضع الالتقاء.
(5)
هذا الحديث كله ساقط عن (م).
2182 -
حدنَنا محمد بن عُزَيْزٍ الأَيْلِيُّ
(1)
قال: ثنا سَلَامةُ
(2)
، عن
⦗ص: 119⦘
عُقَيْل
(3)
، عن ابن شهاب
(4)
، عن السائب بن يزيد وعبيد الله بن عبد الله أخبراه، أنَّ عبد الرحمن بن عبدٍ القاريَّ قال: سمعتُ عمر [رضي الله عنه]
(5)
، فذكر مثله
(6)
.
(1)
أبو عبد الله، مولى بني أمية، ابنُ عم عقيلِ بن خالد، وسلامةَ بن روح.
و"عزيز" بالعين المهملة، وزايين، مصغرًا.
و"الأيلي" نسبة إلى أيلة، وهي بلدة على ساحل بحر القلزم.
(2)
هو: ابن روح بن خالد بن عقيل بن خالد القرشي الأموي، أبو خَرْبَقْ -وقيل: =
⦗ص: 119⦘
= أبو روح- الأيلي.
(3)
هو ابن خالد الأيلي.
(4)
هنا موضع الالتقاء.
(5)
من (ل) و (م).
(6)
في (م): (مثله).
[باب]
(1)
بيانِ إيجاب ركعتين يصلِّيْهما الرجلُ في المسجد إذا أراد الجلوس فيه، والدليلِ على أنه
(2)
ليستا على المارّ فيه، وإيجابِهما فيه على القادم من السفر
(1)
من (ل) و (م).
(2)
كذا في النسخ، والضمير البارز المتصل في (أنه) هو المعروف عند النحاة بضمير (الشأن). راجع: معجم القواعد العربية (ص 278 - 279).
2183 -
حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابنُ وهب، أن مالكًا
(1)
حدثه، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا منصور بن
(2)
سلمة
(3)
، قال: ثنا مالك
(4)
، عن عامر بن عبد الله بن الزبير
(5)
، عن عمرو بن سليم الزُّرَقي، عن أبي قتادة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أحدكم المسجدَ فليركع ركعتين قبل أن يجلس"
(6)
.
(1)
مالك هو موضع الالتقاء، رواه مسلم عن: القعنبي وقتيبةَ بن سعيد ويحيى بن يحيى- ثلاثتهم عن مالك، به، بمثله. كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب تحية المسجد بركعتين
…
(1/ 495) برقم (714).
(2)
(ك 1/ 468).
(3)
هو الخزاعي، البغدادي، وفي (م):(أبو منصور)، وهو خطأ، وكنيته:(أبو سلمة).
(4)
(ك 1/ 468).
(5)
تصحف (الزبير) في (م) إلى: (الزنير) -بالنون-.
(6)
وأخرجه البخاري (444) في "الصلاة" باب: إذا دخل المسحد فليركع ركعتين =
⦗ص: 121⦘
= (1/ 640، مع الفتح)، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، به، بمثله.
وهو في الموطأ -رواية يحيى الليثي- (1/ 162)، باب انتظار الصلاة والمشي إليها.
2184 -
حدثنا أحمدُ بن الأزهر
(1)
، قال: ثنا مكي
(2)
، قال: ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هندٍ
(3)
، عن عامر بن عبد الله [بن الزبير]
(4)
، عن عمرو بن سليم الزُّرَقي -وكان ذا هيئة- أنه سمع أبا قتادة، بنحوه
(5)
.
(1)
ابن منيع، أبو الأزهر النيسابوري.
(2)
هو: ابن إبراهيم بن بشير التميمي البلخي، أبو السكن. "ثقة ثبت"(215 هـ) ع.
تهذيب الكمال (28/ 476 - 482)، التقريب (ص 545).
(3)
هو الفزاري مولاهم أبو بكر المدني. "صدوق ربما وهم"(بضع و 140 هـ) ع.
تهذيب الكمال (15/ 37 - 41)، التقريب (ص 306).
(4)
من (ل) و (م) وهو كذلك، وهو موضع الالتقاء.
(5)
وأخرجه البخاري (1167) في "التهجد": باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى، (3/ 58، مع الفتح)، عن المكي -شيخ شيخ المصنف-، به، بمثله.
2185 -
حدثنا محمدُ بن شاذان الجَوْهَرِيُّ
(1)
، قال: ثنا معاويةُ بن عمرو
(2)
، قال: ثنا زائدة
(3)
، قال: ثنا عمرو بن يحيى، قال: ثنا محمدُ بن يحيى بن حبان، ح
⦗ص: 122⦘
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا يحيى بن أبي بكير ومعاويةُ بن عمرو، قالا: حدثنا زائدةُ، عن عمرو بن يحيى المازنيِّ، عن عمرو بن سليم بن خَلْدَة الأنصاري، عن أبي قتادة -صاحبِ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دخلتُ المسجدَ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ بين ظهراني
(4)
الناس فجلستُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما منعكَ أن تركَعَ ركعتين قبل أن تجلس؟ قلتُ: يا رسولَ الله رأيتُكَ جالسًا والناس جلوس، قال: فإذا دخل أحدُكم المسجدَ فلا يَجْلِسْ حتى يركَعَ ركعتين".
(1)
ابن يزيد، أبو بكر البغدادي. و"الجوهري": -بفتح الجيم والهاء، وبينهما الواو السكنة، وفي آخرها الراء- نسبة إلى بيع الجوهر. الأنساب (2/ 125)، اللباب (1/ 313).
(2)
هو الأزدي، أبو عمرو البغدادي، وفي (م):(معاية) وهو تصحيف.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن حسين بن علي، عن زائدة، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران (1/ 495) برقم (714/ 70).
(4)
في الأصل و (س) والمطبوع: (ظهرى) والمثبت من (ل) و (م) وهو الصحيح، وهو كذلك في صحيح مسلم.
2186 -
حدثنا بَكَّارُ بن قتيبة
(1)
، قال: ثنا يعقوب
(2)
بن إسحاق
(3)
، ح
وحدثنا أبو داود الحراني، قال: ثنا أبو علي الحنفي
(4)
، ح
وحدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(5)
، قالوا: حدثنا
⦗ص: 123⦘
شعبة
(6)
، عن محارِبِ بن دثارٍ، قال: سمعتُ جابرَ بن عبد الله قال: "كُنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في سفر
(7)
، فلما قَدِمْنا المدينةَ أمرني أن أدخلَ المسجدَ، فأصلّي ركعتين"
(8)
.
⦗ص: 124⦘
وقال بعضُهم: "قال: اذهبْ إلى المسجدِ فصلِّ ركعتين".
(1)
ابن أسد بن عبيد الله بن بشر بن الصحابيّ أبي بكرة -بفتح الباء-، الثقفي، البكراوي، البصري، القاضي.
(2)
هنا ينتهي السقط في (ط)، وقد بدأ من (ح / 2177).
(3)
هو الحضرمي مولاهم أبو محمد المقريء، النحوي. "صدوق"(205 هـ). (م د تم س ق). تهذيب الكمال (32/ 314 - 317)، التقريب (ص 607).
(4)
هو عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، أبو علي البصري.
(5)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (1727)(ص 239).
(6)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، به، بنحوه، وفيه قصة شراء البعير.
كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتين في المسجد لمن قدم من سفر أول قدومه، (1/ 496) برقم (715/ 82).
(7)
في الحديث اللاحق بلفظ "في غزاة" قال الحافظ في "الفتح"(4/ 375): "ويقال إن الغزوة التي كان فيها هي غزوة ذات الرقاع".
(8)
وأخرجه البخاري في "الهبة"(2604) باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة
…
(5/ 266، مع الفتح)، عن محمد بن بشار، عن غندر.
وفي "الجهاد والسير"(3087) باب الصلاة إذا قدم من سفر، (6/ 223، مع الفتح)، عن سليمان بن حرْب؛ وفيه (3089) باب الطعام عند القدوم (6/ 224، مع الفتح)، عن محمد (وهو ابن سلام)، عن وكيع؛ وفيه (3090) في نفس الباب، عن أبي الوليد؛ أربعتهم عن شعبة.
وفي "الصلاة"(443) باب الصلاة إذا قدم من سفر، (1/ 639، مع الفتح).
وفي "الاستقراض"(2394) باب حسن القضاء، (5/ 72، مع الفتح)، عن خلاد بن يحيى.
وفي "الهبة"(2603) باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة .. (5/ 266، مع الفتح)، عن ثابت بن محمد، كلاهما (خلاد وثابت) عن مسعر، كلاهما (شعبة ومسعر) عن محارب بن دثار، به، بنحوه، بألفاظ مختلفة. وفي حديث مسعر أنه أتاه في المسجد.
2187 -
حدثنا عليُّ بن عثمان
(1)
، قال: ثنا بكرُ بن خلف
(2)
قال: ثنا عبد الوهاب
(3)
، ثنا عبيد الله
(4)
، عن وهبِ بن كَيْسان
(5)
، عن جابر قال: "خرجتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في غزاة
…
". وذكر الحديث.
⦗ص: 125⦘
قال: "فقَدِمْنَا، قال: وجئتُ المسجدَ، فقال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: الآن حين
(6)
قدمت"؟ قلتُ: نعم، قال: فَدَعْ جَمَلكَ وادْخُلْ فصلِّ ركعتين"
(7)
.
(1)
ابن محمد بن سعيد النفيلي -بنون وفاء، مصغر- الحراني. (272 هـ)(س). وثقه النسائي، وقال في موضع آخر:"صالح لا بأس به". وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه مسلمة. وقال الذهبي:"صدوق"، وقال الحافظ:"لا بأس به". انظر: الثقات لابن حبان (8/ 476)، المعجم المشتمل (641)(ص 194)، تهذيب الكمال (21/ 67 - 69)، الكاشف (2/ 44)، تهذيب التهذيب (7/ 318)، التقريب (ص 403).
(2)
هو البصري -ختن المقريء- أبو بشر. "صدوق"(بعد سنة 240 هـ)(خت د ق).
تهذيب الكمال (4/ 205 - 208)، التقريب (ص 126).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن المثنى: حدثنا عبد الوهاب (يعني: الثقفي)، به، بنحوه، بأطول مما عند المصنف. الكتاب والباب المذكوران (1/ 496)، برقم (715/ 73).
و"عبد الوهاب" هذا هو: ابن عبد المجيد بن الصلت الثقفي، أبو محمد البصري. ع.
(194 هـ). "ثقة تغير قبل موته بثلاث سنين، ولكن لم يضر تغيُّرُه حديثَه، فإنه ما حدَّث بحديث في زمن التغير، ولم يُخَرِّجْ لبكر بن خلف عنه أحدٌ من الشيخين.
(4)
هو ابن عمر بن حفص العمري.
(5)
هو القرشي مولاهم أبو نعيم المدني، المعلّم. "ثقة"(127 هـ) ع. تهذيب الكمال (31/ 137 - 139)، التقريب (ص 585).
(6)
كذا في النسخ، وهو موافق لما في صحيح مسلم، وصحيح ابن حبان (7143)، (16/ 92 - 93)؛ حيث رواه من طريق محمد بن بشار، عن عبد الوهاب، به. وعند البخاري بدون لفظة "ين"، والحين هو الوقت، ولعل معناه: الآن وقت قدومك؟
انظر: غريب الخطابي (3/ 42)، النهاية (1/ 470)، اللسان (13/ 135 - حين).
(7)
وأخرجه البخاري في "البيوع"(2097) باب شراء الدواب والحمير، (4/ 375، مع الفتح)، عن محمد بن بشار، عن عبد الوهاب، به، بنحوه، مطولًا.
[باب]
(1)
بيانِ فضلِ الركعتين قبلَ صلاةِ الفجْرِ
(1)
من (ل) و (م).
2188 -
حدثنا هارونُ بن داود
(1)
البَزِيْعي، قال: ثنا أبو أسامة
(2)
، قال: حدثني سعيدُ بن أبي عروبة، عن قتادة
(3)
(4)
عن زُرَارةَ بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشةَ قالتْ: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ركعتا
(5)
الفجر خيرٌ من
⦗ص: 127⦘
الدنيا وما فيها".
(1)
ابن الفضل بن بزيع البزيعي، من أهل البصرة، سكن الثغر. أورده ابن حبان في "الثقات" (9/ 241) وقال:"يروي عن أبي عاصم، والبصريين. حدثنا عنه عمر بن سعيد بن سِنَان". و"البزيعي" -بفتح الموحدة، وكسر الزاي، وسكون المثناة تحت- نسبة إلى جده المذكور. الأنساب (1/ 344 - 345)، اللباب (1/ 149)، توضيح المشتبه (1/ 490).
وتصحف (البزيعي) في (م) إلى: (الزبعي).
(2)
هو: حماد بن أسامة الكوفي، ولم أجد نصًّا في تحديد سماعه من سعيد هل هو قبل الاختلاط أو بعده؟ إلا أن في "شرح العلل" لابن رجب (2/ 747):"وزعم أبو أسامة أنه كتب عن سعيد بالكوفة". وهذا يعني أنه أخذ عنه قبل الاختلاط.
وانظر تعليق محقق "الكواكب"(ص 208) علمًا بأن أبا أسامة ممن أخرج له مسلم عن ابن أبي عروبة. انظر: التقييد والإيضاح (451)، فتح المغيث (3/ 282)، تدريب الراوي (2/ 374)، الكواكب (ص 201)، نهاية الاغتباط (ص 147).
(3)
(ك 1/ 469).
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن حبيب، عن معتمر، عن أبيه، عن قتادة، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي سنة الفجر
…
، (1/ 502) برقم (725/ 97).
(5)
في الأصل و (ط، س): "ركعتي الفجر"، وهو خطأ نحويًّا، والمثبت من (ل، م)، وهو الصحيح.
2189 -
[حدثنا الصغاني، نا عبد الوهاب قال: وسئل سعيدٌ
(1)
عما يُذْكَرُ في ركعتي الفجر من الفضل]
(2)
قال: وأُخْبِرْنا
(3)
عن قتادة، عن زُرَارة بن أوفى، عن سعدِ بن هشام، عن عائشةَ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"هما أحبُّ إليّ من جميع الدنيا".
(1)
هنا موضع الالتقاء.
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل و (ط، س)، وهو مستدرك في حاشية (ط)، والمثبت من (ل، م).
(3)
في الأصل و (ط، س): (وأُخْبِرْنا)، وهو مضبوط في الأصل بكسر الباء، كما أنه مشكَّل في (ط) بضم أوله وسكون الخاء، وكسر الباء، وإسكان الراء-، وفي (ل) و (م):(فأخبرنا) وكلاهما متجه، ولكن ما في (ل) و (م) أولى وأوفق بالسياق.
2190 -
حدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا أبو عوانة
(2)
، عن قتادة، عن زرارَةَ بن أوفى، عن سعدِ بن هشام، عن عائشةَ، أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال في ركعتي الفجر:"هما أحبُّ إليّ من حمر النعم"
(3)
(4)
.
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (1498)، (ص 209، 210).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن عبيد العنبري: حدثنا أبو عوانة، به، بلفظ:"ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها". الكتاب والباب السابقان (1/ 501) برقم (725).
(3)
وأخرجه البيهقي بهذا اللفظ من طريق يونس بن حبيب، به، وأخرجه أحمد في المسند (6/ 149 - 150)، بنحوه.
(4)
في الأصل و (ط، س) -في الصلب-: "آخر الجزء الثامن من أصل سماع شيخنا أبي المظفر السمعاني رحمه الله".
[باب]
(1)
بيانِ الوقتِ الذي يُصَلِّي فيه الركعتين قبل صلاة الفجر، والدليلِ على أنه يصلي إذا إذا انفجَرَ الفجْرُ إلى أن تقام
(2)
الصلاةُ، وأنهما خفيفتان، ولا صلاةَ بعه الفجر
(3)
إلا هاتان
(4)
الركعتان إلى أن تقام الصلاةُ
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في (م): (يقام الصلاة).
(3)
في (ل) و (م): (وأنه ليس يصلي بعد انفجار الفجر إلا
…
) وهذا أوضح.
(4)
كذا.
2191 -
حدثنا الدبرِيُّ، قال: ثنا عبد الرزاق
(1)
، قال: أبنا مَعْمَرٌ، عن الزهري
(2)
، عن سالم، عن أبيه، قال: أخبرتني حفصةُ، "أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين".
رواه
(3)
ابن عيينة عن الزهري
(4)
.
(1)
والحديث في مصنفه (4771)، (3/ 56).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن عباد: حدثنا سفيان (وهو ابن عيينة) عن الزهري، به، بلفظ:"إذا أضاء له الفحر صلى ركعتين"، بدون لفظة "خفيفتين"، وزيادتها من فوائد الاستخراج. كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي سنة الفجر
…
(1/ 500) برقم (723/ 89).
(3)
هذه الجملة لا توجد في (ل) و (م).
(4)
يشير إلى رواية مسلم المشار إليها عند موضع الالتقاء.
2192 -
أخبرنا يونس، قال: أبنا ابن وهب أن مالكًا
(1)
[حدثه]، ح
وحدثنا أبو الجماهر الحمصي
(2)
، قال: ثنا يحيى بن صالح، قال: ثنا مالك، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا إسحاق بن عيسى
(3)
، قال: ثنا مالك، قالوا -كلهم-: عن نافع، عن ابن عمر، أنَّ حفصة -أمَّ المؤمنين- أخبرته، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سكت المؤذن من الأذان لصلاة الصبح وندا
(4)
الصبح صلى ركعتين خفيفتين
⦗ص: 130⦘
قبل أن تقام الصلاة"
(5)
.
(1)
في (ل) و (م) بعده: "حدثه".
و"مالك" هو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه عن يحيى بن يحيى عنه، به، بلفظ:"وبدا الصبح". الكتاب والباب السابقان، (1/ 500) برقم (723).
(2)
هو: محمد بن عبد الرحمن، وشيخه "يحيى" هو الوحاظي.
(3)
هو البغدادي، ابن الطباع.
(4)
كذا في جميع النسخ -بالنون، بدون الهمزة-، وفي صحيح مسلم والبخاري (618) والموطأ -رواية الحدثاني- (103)، (ص 98)، كذلك نسخة (التمهيد)(15/ 309)، وكذا عند أحمد في المسند (6/ 284) -عن ابن مهدي- والنسائي في (المجتبى)(3/ 255) و (الكبرى)(1454)، (1/ 455) -من طريق ابن القاسم- كلهم عن مالك، بلفظ:(بدا) بالباء الموحدة.
قال الحافظ في "الفتح"(2/ 121): "وقوله: "وبدا الصبح" بغير همز، أي: ظهر، وأغرب الكرماني فصحح أنه بالنون المكسورة، والهمزة بعد المد، وكأنه ظن أنه =
⦗ص: 130⦘
= معطوف على قوله: "للصبح"، فيكون التقدير: واعتكف لنداء الصبح، وليس كذلك فإن الحديث في جميع النسخ من الموطأ والبخاري ومسلم وغيرها بالباء الموحدة المفتوحة، وبعد الدال ألف مقصورة، والواو فيه واو الحال لا واو العطف
…
".
قلت: كذا قال الحافط، والذي في شرح الكرماني هو:"بدا الصبح" أي: ظهر، وفي بعضها (ندا) بالنون، وهو الأصح" وليس فيه أنه ضبطه بالهمزة والمد.
انظر: صحيح البخاري بشرح الكرماني (5/ 18 - 19).
هذا، ولم ترد هذه الجملة -على الوجهين- في رواية يحيى (1/ 127)، وأما رواية الشيباني فلفظة:"بدأ" -بالموحدة والهمزة- (244)، (ص 92) و (1/ 638) - مع "التعليق الممجد"، ومثله في سنن الدارمي (1466)، (1/ 358)، من رواية خالد بن مخلد، عن مالك، به. وأما لفظ رواية أبي مصعب (317) (1/ 124):"وأراد". والذي يظهر لي أن الصحيح ما في صحيح مسلم وغيره، وغير بعيد منه في الصحة -معنى- (بدأ) ويتلوه ما عند المصنف. على أنني لم أجد له محملًا لغويًّا سائغًا، والذي يفهم من كلام الكرماني أنه بمعنى: ظهر، وأما الوجه الأخير فلا وجه فيه للصحة. والله تعالى أعلم.
(5)
وأخرجه البخاري في "الأذان"(618) باب الأذان بعد الفجر، (2/ 120، مع الفتح)، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، به، بنحوه بلفظ: "كان إذا اعتكف المؤذن للصبح
…
".
2193 -
حدثنا حماد بن الحسن أبو عبيد الله، قال: ثنا حماد بن مسعدة، عن عبيد الله
(1)
، عن نافع، عن ابن عمر، أخبره: أنّ حفصة
⦗ص: 131⦘
حدثته، "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة"
(2)
.
(1)
هو ابن عمر العمري، وهو الملتقى بين المصنف ومسلم، رواه الأخير عن زهير بن =
⦗ص: 131⦘
= حرْب، وعبيد الله بن سعيد، قالا: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، به، وأحاله مسلم متنه على حديث مالك. الكتاب والباب السابقان (1/ 500) برقم (723 /
…
).
(2)
وأخرجه البخاري في: التهجد" (1173) باب التطوع بعد المكتوبة، (3/ 60 - 61، مع الفتح)، عن مسدد، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، به، بنحوه وزاد: "وكانت ساعة لا أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها".
2194 -
حدثنا عبد السلام بن أبي فروة النصيبي
(1)
، قال: ثنا أبو أسامة، قال: ثنا عبيد الله بن عمر
(2)
، بإسناده، مثله.
(1)
هو: عبد السلام بن عبيد بن أبي فروة النصيي. اتهمه ابن حبان وغيره بسرقة الحديث، وتقدمت ترجمته.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
2195 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا سليمان بن حرْب، قال: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب
(1)
، عن نافع، عن ابن عمر، قال: حدثتني حفصة، "أنه كان -يعني: النبي صلى الله عليه وسلم
(2)
- إذا أذّن المؤذّن وطلع الفجر
⦗ص: 132⦘
صلّى
(3)
ركعتين".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن زهير بن حرْب: حدثنا إسماعيل، عن أيوب، به، وأحاله على حديث مالك السابق برقم (2193). الكتاب والباب السابقان (1/ 500) برقم (723 /
…
).
وسياق المصنف متْنَ حديث أيوب، وكذلك عبيدِ الله (ح / 2194) -بينما لم يسقهما مسلم- من فوائد الاستخراج على مسلم.
(2)
(ك 1/ 470).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أحمد بن عبد الله بن الحكم، عن محمد بن جعفر (غندر)، به، بمثله. الكتاب والباب السابقان (1/ 500) برقم (723/ 88).
2196 -
حدثنا محمدُ بن إسحاق الصغانيُّ، قال: ثنا يحيى بن معين، قال: ثنا غندر
(1)
، عن شعبةَ، عن زيد بن محمد، قال: سمعتُ نافعًا يُحَدِّثُ عن ابن عمر، عن حفصة أنها قالتْ:"كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجْرُ لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أحمد بن عبد الله بن الحكم، عن محمد بن جعفر (غندر)، به، بمثله.
الكتاب والباب السابقان (1/ 500) برقم (723/ 88).
2197 -
حدثنا يونس بن حبيب، قثنا
(1)
أبو داود
(2)
، قثنا شعبة
(3)
، عن محمد بن عبد الرحمن
(4)
، قال: سمعتُ عَمْرَةَ
(5)
تُحَدِّثُ عن عائشةَ،
⦗ص: 133⦘
قالتْ: "كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجْرُ صلى ركعتين".
قال شعبة: أكبر علمي أنه قال: يُخَفِّفُفُما، أو تخفيفهما
(6)
، قالتْ عائشةُ:"فأقول: يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب"؟
(7)
.
(1)
أي: (قال: حدثنا)، وفي (ل):(نا) وفي (م): (أخبرنا)، وفي (ط):(قال: ثنا).
(2)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (1581)، (ص 221).
(3)
هنا يلتقي المصنف بالإمام مسلم، رواه مسلم عن عبيد الله بن معاذ: حدثنا أبي، حدثنا شعبة، به، بدون ذكر شك شعبة.
كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي الفجر (1/ 501) برقم (724/ 93).
(4)
ابن سعد بن زرارة الأنصاري. "ثقة"(124 هـ) ع. تهذيب الكمال (25/ 609 - 611)، التقريب (ص 492).
(5)
هي: بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية، المدنية.
(6)
كذا في النسخ، وفي مسند الطيالسي:(شك شعبة في تخفيفهما) وهذا أوضح.
(7)
وأخرجه البخاري في "التهجد"(1165)، باب ما يقرأ في ركعتي الفجر، (3/ 55 - 56، مع الفتح)، عن محمد بن بشار، عن غندر، عن شعبة.
وعن أحمد بن يونس، عن زهير، عن يحيى بن سعيد (وهو الأنصاري). كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن، به، بنحوه، بدون ذكر شك شعبة.
2198 -
حدثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا يزيد بن هارون، ح
وحدثنا أبو أمية، قال: ثنا جعفر بن عون، قالا: أبنا يحيى بن سعيد
(2)
، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عَمْرَةَ، عن عائشة، قالتْ: "كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّفُ الركعتين اللتين قبلَ صلاةِ الصبح حتى إني لأقول: هل قرأ فيهما بأمِّ القرآن؟ أو بفاتحة الكتاب
(3)
؟ ". [معنى حديثهم واحد]
(4)
.
(1)
هو: سليمان بن سيف الحراني.
(2)
هو الأنصاري، وهو الملتقى هنا، رواه مسلم عن محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب، عن يحيى بن سعيد، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران (1/ 501) برقم (724/ 92).
(3)
وأخرجه البخاري (1165).
(4)
ما بين المعقوفتين لا يوجد في الأصل، و (ط، س)، وأثبته من (ل) و (م).
2199 -
حدثنا أحمد بن محمد بن أبي رجاء، قال: ثنا وكيع
(1)
، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشةَ قالتْ: "كان رسول الله
(2)
صلى الله عليه وسلم يُخَفِّفُ ركعتي الفجر".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عمرو الناقد، عن وكيع، به، وأحاله على حديث عبدة قبله. الكتاب والباب السابقان (1/ 500 - 501) برقم (724 /
…
).
(2)
في (ل) و (م): (كان النبي صلى الله عليه وسلم).
2200 -
حدثنا الحسنُ بن عفان
(1)
، قال: ثنا محاضِرٌ، قال: ثنا هشام بن عروة
(2)
، عن أبيه، عن عائشةَ، "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقضي صلاته بالليل، فإذا أذن بالفجر صلى ركعتين خفيفتين".
(1)
هو الحسن بن علي بن عفان العامري- وشيخه "محاضر" هو ابن المورع الكوفيان.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن:
عمرو الناقد: حدثنا عبدة بن سليمان (واللفظ له).
وعلي بن حجر: حدثنا علي بن مسهر، ح
وأبي كريب: حدثنا أبو أسامة، ح
وأبي بكر وأبي كريب وابن نمير، عن عبد الله بن نمير، ح
وعمرو الناقد: حدثنا وكيع، كلهم عن هشام، به، بنحوه. الكتاب والباب السابقان (1/ 500 - 501) برقم (724).
2201 -
حدثنا عيسى بن أحمد
(1)
، قال: حدثنا بشرُ بن بكر، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير
(2)
، قال: حدثني أبو سَلَمَةَ، قال: حدثتني
⦗ص: 135⦘
عائشةُ، "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الفجر"
(3)
.
(1)
ابن عيسى بن أحمد العسقلاني البلخي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن المثنى: حدثنا ابن أبي عدي، عن =
⦗ص: 135⦘
= هشام، به، بنحوه، بدون لفظة "خفيفتين"، وزيادتها من فوائد الاستخراج. الكتاب والباب السابقان (1/ 501) برقم (724/ 91).
(3)
وأخرجه البخاري في "الأذان"(619) باب الأذان بعد الفجر، (2/ 120، مع الفتح)، عن أبي نعيم، عن شيبان، عن يحيى، به، بمثل سياق المصنف بلفظ "الصبح".
2202 -
حدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا هشام
(2)
، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلَمَةَ، عن عائشةَ، "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم-كان يصلي ركعتين بين النداء والإقامة من صلاة الفجر".
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (1483)(ص 208) مطولًا بنحوه.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
2203 -
حدثنا [الحسنُ بن أحمد بن]
(1)
محمد بن بكَّار بن بلال
⦗ص: 136⦘
الدمشقي، قال: ثنا محمدُ بن المبارك
(2)
، قال: ثنا معاويةُ بن سلّام، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير
(3)
، بإسناده، مثله.
(1)
زيادة صحيحة ليست في جميع النسخ؛ إذ إنَّ محمدَ بن بكَّار توفي سنة 216 هـ كما في ترجمته [تاريخ أبي زرعة الدمشقي (ص 373 - 374)، تهذيب الكمال (24/ 525)] فأبو عوانة المولود بعد سنة 230 هـ لا يمكن أن يدركه، والصحيح: الحسن بن أحمد بن محمد بن بكَّار بن بلال الدمشقي، وهو حفيد محمد بن بكَّار.
وقد روى عنه أبو عوانة غير حديث منها (ح / 2290، 2315، 2361) هذا الإسناد سواء، يروي الحسن هذا في الأحاديث الثلاثة عن محمد بن المبارك المذكور هنا، وقد ذكره ابن عساكر في شيوخ الحسن، و (الحسن بن أحمد) هذا قد ترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 21 - 22) ونقل عن أبي عوانة -المصنف- أنه قال فيه:"قدري، ثقة في الحديث" توفي سنة 275 هـ. وقد رجعتُ لكتاب إتحاف =
⦗ص: 136⦘
= المهرة للحافظ ابن حجر ج 6/ 168/ ب (نسخة مراد مُلّا بخط السخاوي) -لتوثيق هذه المعلومة- فوجدتُ الحافظ يذكر الحديث من رواية الإمام أحمد فقط، دون أن يشير لرواية أبي عوانة هذه، وهي مما يستدرك عليه. وحكم أبي عوانة المتقدّم هو عند الحديث (6935)، وذكره الحافظ في إتحاف المهرة (14/ 300، 17760)
(2)
هو الصوري، نزيل دمشق القلانسي القرشي. "ثقة"(215 هـ) ع. تهذيب الكمال (26/ 352 - 355)، التقريب (ص 504).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
باب [بيان]
(1)
إباحة الاضطجاع بعد ركعتي الفجر، والحديث بعدهما قبل صلاة المكتوبة
(2)
، وقراءة
(3)
فيهما التي كان يصليهما في بيته، وأن التطوع في البيت، وركعتا
(4)
الفجر في البيت أفضل منه في المسجد
(1)
(بيان) من (ل) و (م).
(2)
(ك 1/ 471).
(3)
كذا في النسخ، ولعله:"وقراءته فيهما" أي: قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فيهما.
والجملة لا تخلو من ركاكة، ومعناها: وقراءته صلى الله عليه وسلم في الركعتين اللتين كان يصليهما في بيته، وفي (ح / 2212، 2213) الآتيين بيان لهذا، أو تكون العبارة (والقراءة).
(4)
جملة "وركعتي الفجر في البيت" لا توجد في (ل) و (م)، وعلى وجودها فهي من باب ذكر الخاص بعد العام تنويها بذكره.
2204 -
حدثنا أبو أمية
(1)
، قال: ثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان بن عيينة
(2)
، عن أبي النضر
(3)
، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فإذا أراد أن يوتر فإن كنت مستيقظة حدثني، وإلا
⦗ص: 138⦘
اضطجع"
(4)
.
(1)
من (ل) و (م) وهو كذلك.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، ونصر بن علي، وابن أبي عمر، جميعًا عن ابن عيينة، به، بلفظ: "كان النبي وإذا صلى ركعتي الفجر فإن كنت مستيقظة
…
". الكتاب والباب السابقان (1/ 511) برقم (743).
(3)
هو: سالم بن أبي أمية المدني.
(4)
أي: قبل أن يوتر، حتى يفصل بين التهجد والوتر بالاضطجاع، ويحتمل أن يكون معناه: اضطجع بعد الوتر، وعلى كلٍّ فأبو نعيم قد خالف بقية أصحاب ابن عيينة، وانظر ما بعده.
2205 -
حدثنا
(1)
بشر بن موسى
(2)
، قال: ثنا الحميديُّ، قال: ثنا سفيان
(3)
، قال: ثنا أبو النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي
(4)
الفجر؛ فإن كنتُ مستيقظةً حَدَّثني، وإلا
⦗ص: 139⦘
اضطجع، حتى يقومَ إلى الصلاة"
(5)
.
(1)
موضع هذا الحديث والذي بعده في الأصل و (ط) بعد (ح / 2211)، وفي (ل) و (م) هنا، وهو المناسب نظرًا للوِحْدة الموضوعية ومنهجِ المؤلف في سياق الطرق، فلذلك مشيت على ترتيب (ل) و (م) هنا.
(2)
ابن صالح بن شيخ بن عميرة البغدادي.
(3)
هو ابن عيينة، وهو الملتقى.
(4)
سبق في الحديث المتقدم (2204) أن اضطجاعه صلى الله عليه وسلم كان قبل الوتر أو بعده، على ما سبق بيانه، وهنا أنه كان بعد ركعتي الفجر، وظاهره يخالف ما سبق، وكلاهما لابن عيينة.
وقد وافق الحميدي عن سفيان في هذا كل من: ابن المديني عند البخاري (1162)، وبشر بن الحكم -عنده أيضًا- (1161) وأبي بكر بن أبي شيبة، ونصر بن علي، وابن أبي عمر، ثلاثتهم عند مسلم (743)، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي عند ابن خزيمة (1122).
ستتهم عن ابن عيينة، به، بذكر الاضطجاع بعد ركعتي الفجر، وهو الراجح عن ابن عيينة.
كما أنه هو الراجح عن أبي النضر أيضًا، فقد تابعه في ذلك ابن أبي عتاب، وسيأتي حديثه عند المصنف برقم (2207، 2208). =
⦗ص: 139⦘
= كما أن أبا سلمة متابعٌ في ذلك، تابعه عروة، وسيأتي حديثه بالأرقام (2210، 2211، 2352، 2353)، وهذا هو المعروف من فعله صلى الله عليه وسلم.
وقد روى عنه ابن عباس رضي الله عنهما الاضطجاع بعد الوتر، ولم يذكر بعد ركعتي الفجر، وسيأتي الكلام عليه في (ح / 2334) بإذن الله تعالى.
(5)
الحديث في مسند الحميدي (175)، (1/ 93)، بمثله.
وأخرجه البخاري في "التهجد"(1161) باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطحع، (3/ 53، مع الفتح)، عن بشر بن الحكم.
و (1162) فيه، باب الحديث بعد ركعتي الفحر، (3/ 54، مع الفتح)، عن علي بن عبد الله (ابن المديني)، كلاهما عن ابن عيينة، به، بنحوه. وفي حديث ابن المديني:"قلت لسفيان: فإن بعضهم يرويه "ركعتي الفجر"، قال سفيان: "هو ذاك".
2206 -
قال
(1)
: وثنا الحميدي، قال: ثنا سفيان
(2)
قال: ثنا زيادُ بن سعد
(3)
، عن ابن أبي عتاب
(4)
، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن
⦗ص: 140⦘
النبي صلى الله عليه وسلم مثله
(5)
.
(1)
القائل هو: بشر بن موسى شيخ المصنف في (ح / 2205).
(2)
هو ابن عيينة، وهو الملتقى هنا، رواه مسلم عن ابن أبي عمر، عنه، به، وأحاله على ما قبله كما هو هنا. الكتاب والباب السابقان (1/ 511) برقم (743 /
…
).
(3)
هو الخراساني، نزيل مكة ثم اليمن.
(4)
هو: زيد بن أبي عتاب -بمثناة، وآخره موحدة- ويقال: زيد أبو عتاب الشامي، مولى معاوية أو أختِه أم حبيبة -رضي الله تعالى عنهما- "ثقة، من الثالثة". (بخ د س ق)[هكذا عند المزي، وفروع تهذيبه، لم يرمزوا لمسلم، ولعله للاختلاف الحاصل في تسميته، والأولى أنه يرقم له أيضًا ما دام أن الراجح هو أنه زيد]. تهذيب الكمال =
⦗ص: 140⦘
= (10/ 85 - 89)، تهذيب التهذيب (3/ 360 - 361)، التقريب (ص 224).
(5)
وهو في مسند الحميدي (176)، (1/ 93).
2207 -
حدثنا
(1)
أبو داود الحراني
(2)
، قال: ثنا عليُّ بن المديني، قال: ثنا سفيان
(3)
، قال: حدثني زيادُ بن سعد، عن ابن أبي عتاب، عن أبي سلَمَةَ، عن عائشة، قالت:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الركعتين؛ فإن كنتُ مستيقظةً حدّثني، وإلا وضع جَنْبَه".
(1)
في (ل): (وحدثنا).
(2)
هو: سليمان بن سيف الطائي مولاهم.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
2208 -
حدثنا عبيد الكِشْوَرِيُّ
(1)
قال: ثنا محمد بن عمار
(2)
[*]
⦗ص: 141⦘
السمسار، قال: ثنا ابنُ عيينة
(3)
، عن زياد بن سعد، عن ابن أبي عتاب، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الركعتين
(4)
، فإن كنتُ مستيقظة حدثني، وإلا وضع جنبه".
(1)
هو: عبد الله بن محمد [ويقال: عبيد الله بن محمد] الكشوري، أبو محمد الصنعاني.
قال الخليلي: "هو عالم حافظ، له مصنفات"(288 هـ) وقال غيره (284 هـ). ونعته الذهبي بـ (المحدث، العالم المصنف).
وأما (الكشوري) فضبطه الحموي بالكسر، ثم سكون، وفتح الواو، وأما السمعاني -وتبعه ابن الأثير- فقال: بفتح الكاف، وقيل: بالكسر. وهذه النسبة إلى "كشور" وهي قرية من قرى صنعاء اليمن. انظر: الأنساب (5/ 77)، معجم البلدان (4/ 526)، اللباب (3/ 100)، السير (13/ 349 - 350)، بلغة القاصي والداني (382)، (ص 200)[ولم أجده في (الإرشاد) للخليلي].
(2)
في صلب الأصل و (ط)"عمر" وفي هامش الأصل: "عمار- صح"، وهو كذلك في النسخ الأخرى، ولم أقف له على ترجمة.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
الظاهر أنهما ركعتا الفجر، كذلك في (ح / 2207) السابق، وبذلك يكون ابن أبي عتاب قد تابع أبا النضر -سالم بن أبي أمية المدني- في أن الاضطجاعَ كان بعد ركعتي الفجر، وفيه تقوية لجانب ابن عيينة ومالك فيما ذكرًا عن أبي النضر من الاضطجاع عقب ركعتي الفجر. وراجع التفصيل في (ح / 2205).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: قال محققو الكتاب: في صلب الأصل و (ط)"عمر" وفي هامش الأصل: "عمار- صح"، وهو كذلك في النسخ الأخرى، ولم أقف له على ترجمة ا. هـ قلت: ما في صلب الأصل و (ط) هو الصواب، وهو أبو عبد الله محمد بن عمر السمسار الصنعاني، أحد رواة مصنف عبد الرزاق، وانظر ترجمته في فتح الباب لابن منذه (ص 512)(4730)، لسان الميزان (5/ 326)(1072)، ووقعت تسميته في سنن الدارقطني (3064) وبغية الطلب لابن العديم (2/ 223) كالتالي: محمد بن عمر بن أبي مسلم، وقال ابن القطان في بيان الوهم (3/ 516): ومحمد بن عمر بن أبي مسلم، مجهول الحال، وكذلك عبيد بن محمد. وهو على الصواب في مطبوعة دار المعرفة (2/ 19)(2157)، وفات الحافظ ابن حجر عزوه لأبي عوانة في الإتحاف (22893)، ولم يستدركه محققو الكتاب.
2209 -
حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: ثنا أبو زيد عبد الرحمن بن أبي الغَمْر
(1)
عن عبد الرحمن بن القاسم
(2)
، قال: ثنا مالك، عن
⦗ص: 142⦘
أبي النضر
(3)
، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة، ثم يضطجع على شِقِّه الأيمن
(4)
، فإن كنتُ يَقْظانَةً حدّثني حتى يأتيه المؤذنُ فيُؤْذِنه بالصلاة، وذلك بعد طلوع الفجر".
(1)
بغين معجمة مفتوحة، هو المهري، بفتح الميم وسكون الهاء، نسبة إلى قبيلة- واسم أبي الغمر: عمر بن عبد العزيز. وفي "إكمال" الأمير: (عمرو بن عبد الرحمن) وهو من أهل مصر، توفي سنة 234 هـ.
ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 380). وأورده كل من: ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، والحافظ في "تبصيره" و "تهذيبه" -تبعًا للكمال- والأمير في (إكماله) ولم يوردوا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقد نُعِتَ بالفقه. وانظر في ضبط نسبته: الجرح والتعديل (5/ 274 - 275)، إكمال الأمير (7/ 125)، تبصير الحافظ (3/ 971)، تهذيب التهذيب (6/ 225)، الأنساب (5/ 417)، اللباب (3/ 275).
(2)
ابن خالد بن جنادة العتقي -بضم المهملة، وفتح المثناة، بعدها قاف- أبو عبد الله المصري، الفقيه، صاحب مالك. "ثقة"(191 هـ)(خ مد س).
الأنساب (4/ 151)، تهذيب الكمال (17/ 344 - 347)، التقريب (ص 348).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
ولفظ الحديث عند أبي داود- فيما رواه بشر بن عمر، عن مالك، به: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى صلاته من آخر الليل نظر، فإن كنت مستيقظة حدثني، وإن كنت نائمة أيقظني، وصلى الركعتين، ثم اضطجع حتى يأتيه المؤذن
…
".
ولفظ الحديث عند المصنف أقرب إلى سياق من ذكر الاضطجاع بعد الوتر، وعند أبي داود إلى سياق من ذكره بعد ركعتي الفجر، وهذا واضح من صنيع أبي داود في ترجمة الباب.
وليس من البعيد أن يكون حديث أبي داود مُفَسِّرًا لأجمال لفظ المصنف، وهذا ظاهر من صنيع المؤلف في الترجمة حيث أورد هذا الحديث كذا اللفظ تحت هذه الترجمة.
والله تعالى أعلم بالصواب. ولم أقف على الحديث في الموطأ.
2210 -
حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب
(1)
،
⦗ص: 143⦘
قال: أخبرني يونسٌ
(2)
وابنُ أبي ذئب، وعمرو بن الحارث، أن ابن شهاب أخبرهم، عن عروة [بن الزبير]
(3)
، عن عائشةَ- زوج النبي صلى الله عليه وسلم-قالتْ: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سكت المؤذِّنُ وتَبَيَّنَ له الفجْرُ قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتي المؤذِّنُ للإقامة، فيخْرُجَ
(4)
معهم".
وبعضُهم يزيد على بعض.
(1)
وهنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث ويونس، كلاهما عن ابن شهاب، به، بنحوه. وساق لفظ حديث عمرو بن الحارث كاملًا، فأحال عليه حديث يونس الأيلي، مع بيان فروق المتن، ولم يذكر حديث ابن أبي ذئب.
وليس فيه حديث ابن أبي ذئب. كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم في الليل
…
(1/ 508) برقم (736/ 122).
وأما حديث ابن أبي ذئب فأخرجه أبو داود (1336) عن نصر بن عاصم، عن الوليد بن مسلم و (1337) عن سليمان بن أبي داود، عن ابن وهب، به، بنحوه. =
⦗ص: 143⦘
= وراجع تحفة الأشراف (12/ 84).
(2)
يونس: هو ابر يزيد الأيلي. وابن أبي ذئب هو: محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي. وعمرو بن الحارث هو: المصري، أبو أيوب.
(3)
مِنْ (ل) و (م)، وهو كذلك.
(4)
جملة: "فيخرج معهم" ليست في صحيح مسلم.
2211 -
وحدثنا
(1)
الحسنُ بن مُكْرَمَ
(2)
، قال: ثنا عثمان بن عمر
(3)
، قال: أبنا يونس
(4)
، عن الزهري، بنحوه
(5)
.
(1)
هذا الحديث والذي بعده موضعهما في الأصل و (ط) قبل (ح / 2205)، وقد مشيتُ على ترتيب (ل، م) هنا، وانظر التعليق على حديث / 2205)، ومما يؤيد ذلك أن المصنف أعاد هذا الحديث برقم (2355) وذكره بعد (ح/ 2210) هناك أيضًا، حيث كرره برقم (2354).
(2)
ابن حسان البغدادي، أبو علي البزار.
(3)
ابن فارس العبدي.
(4)
هنا موضع الالتقاء.
(5)
في (ل): (بإسناده نحوه).
2212 -
حدثنا أبو أمية، قال: ثنا أبو نُعيم، ح
(1)
وحدثنا أبو داود السِّجْزِيُّ
(2)
، قال: ثنا أحمد بن يونس
(3)
، قالا: ثنا زهير، قال: قال عثمانُ بن حكيم
(4)
، قال: أخبرني سعيدُ بن يَسار
(5)
، عن عبد الله بن عباس، "أن كثيرًا ممّا كان يقرأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ركعتي الفجر:{آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا}
(6)
، هذه الآيةُ في الركعةِ
⦗ص: 145⦘
الأولى، والركعة الآخرة:{آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} "
(7)
.
(1)
(ك 1/ 472).
(2)
هو السجستاني، والحديث في سننه (1259) في "الصلاة" باب: في تخفيفهما (أي: ركعتي الفجر)(2/ 46).
(3)
هو: أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي، وزهير هو: ابن معاوية.
(4)
ابن عباد الأنصاري المدني، ثم الكوفي. وهو الملتقى -هنا- بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن قتيبة بن سعيد: حدثنا الفزاري (يعني: مروان بن معاوية).
وعن علي بن خشرم: أخبرنا عيسى بن يونس.
وعن أبي بكر بن أبي شيبة: حدثنا أبو خالد الأحمر.
ثلاثتهم عن عثمان بن حكيم، به، بنحوه، إلا أن في حديث أبي خالد: "والتي في آل عمران: {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} .
كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي سنة الفجر
…
وبيان ما يستحب أن يقرأ فيهما، (1/ 502) برقم (727/ 99، 100).
(5)
أبو الحباب -بضم المهملة- المدني. "ثقة، متقن"(117 هـ وقيل: قبلها بسنة) ع.
الإكمال لابن ماكولا (2/ 140، 142)، تهذيب الكمال (11/ 120 - 122)، التقريب (ص 243).
(6)
الآية (136) من سورة (البقرة).
(7)
الآية (52) من سورة (آل عمران).
2213 -
حدثنا الصغاني وأبو داود السجزي
(1)
، قالا: ثنا يحيى بن معين، قال: ثنا مروانُ بن معاوية
(2)
، قال: ثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، "أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر:{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}
(3)
و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}
(4)
.
(1)
والحديث في سننه في "الصلاة"(1256) باب في تخفيفهما -أي: ركعتي الفجر- (2/ 45).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن عباد، وابن أبي عمر، قالا: حدثنا مروان بن معاوية، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران (1/ 502) برقم (726).
(3)
سورة "الكافرون"1.
(4)
سوة (الإخلاص): 1. والمراد السورتان المذكورتان.
2214 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا عبد الأعلى بن حماد
(1)
، قال: ثناوهيب
(2)
، ح
⦗ص: 146⦘
وأخبرني أبو عبيد الله الوَرّاق
(3)
، قال: ثنا حبان بن هلال، قال: ثنا وُهَيْب، ح
وحدثنا محمدُ بن إسماعيل
(4)
، قال: ثنا عفان، قال: ثنا وُهَيْبٌ، عن موسى بن عقبة، عن أبي النضر
(5)
، عن بُسْرِ بن سعيد
(6)
، عن زيد بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة"
(7)
.
(1)
ابن نصر الباهلي مولاهم البصري، أبو يحيى، المعروف بـ (النَّرْسي) -بفتح النون وسكون الراء-.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن حاتم: حدثنا بهز، حدثنا وهيب، به، ولم يسق متنه كاملًا، إحالةً على ما قبله من حديث عبد الله بن سعيد من طريق محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر عنه، به، مطولًا، بنحوه.
كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة النافلة في بيته، وجوازها في المسجد (1/ 540) برقم (781 - 214).
(3)
هو: حماد بن الحسن بن عبنسة النهشلي البصري.
(4)
هو المكي، الصائغ الكبير، أبو جعفر البغدادي- نزيل مكة ..
(5)
هو سالم بن أبي أمية المدني.
(6)
هو المدني، مولى ابن الحضرمي. "ثقة جليل"(100 هـ) ع.
تهذيب الكمال (4/ 72 - 75)، التقريب (ص 122).
(7)
وأخرجه البخاري في "الأذان"(731) باب: صلاة الليل (2/ 251، مع الفتح)، عن عبد الأعلى بن حماد؛ وفي "الاعتصام بالكتاب والسنة"(7290) باب ما يكره من كثرة السؤال ومن تكلف ما لا يعنيه (13/ 278، مع الفتح)، عن إسحاق (ابن منصور) عن عفان، كلاهما عن وهيب، عن موسى بن عقبة؛ وفي "الأدب"، (6113) باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله تعالى، (10/ 534، مع الفتح)، عن محمد بن زياد: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا عبد الله بن سعيد، كلاهما عن سالم أبي النضر، به، مطوَّلًا، وسياق الأولين -وخاصة عبد الأعلى- بمثل سياق المصنف.
2215 -
حدثنا يعقوبُ بن سفيان
(1)
، والصغانيُّ، قالا: ثنا مكي بن إبراهيم
(2)
، قال: ثنا عبد الله بن سعيد، عن أبي النضر
(3)
، عن
⦗ص: 147⦘
بُسْرِ بن سعيد
(4)
، عن زيد بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، وأطول منه
(5)
.
(1)
هو الفارسي، أبو يوسف الفسوي الحافظ.
(2)
ابن بشير البلخي، أبو السكن.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا =
⦗ص: 147⦘
= عبد الله بن سعيد، به، بنحو حديث وهيب. الكتاب والباب السابقان (1/ 539 - 540)، برقم (781).
(4)
تصحف (بسر) في (م) إلى: (بشر).
(5)
وأخرجه البخاري في "الأدب"(6113)، باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله تعالى، (10/ 534) عن المكي (تعليقًا بالجزم)، به، مقرونًا بمحمد بن زياد.
2216 -
ز- حدثنا أبو الأزهر
(1)
، قال: ثنا المقرئ
(2)
، قال: ثنا سعيدُ بن أبي أيوب
(3)
، قال: حدثني أبو الأسود
(4)
، عن عروةَ، عن عائشة "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شِقّه الأيمن"
(5)
.
(1)
هو: أحمد بن الأزهر بن منيع النيسابوري.
(2)
هو: عبد الله بن يزيد المكي، أبو عبد الرحمن المقرئ.
(3)
هو الخزاعي مولاهم المصري، أبو يحيى بن مقلاص -بكسر الميم-. "ثقة ثبت"(161 هـ) ع. تهذيب الكمال (10/ 342 - 345)، التقريب (ص 233).
(4)
هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي، أبو الأسود المدني، يتيم عروة. "ثقة"(سنة بضع و 130 هـ) ع. تهذيب الكمال (25/ 645 - 648)، التقريب (ص 493).
(5)
هذا الحديث من الزوائد، ولم يخرجه مسلم، وقد أخرجه البخاري في "التهجد"(1160) باب الضجعة على الشق الأيمن بعد ركعتي الفجر (3/ 52، مع الفتح)، عن المقرئ -شيخ شيخ المصنف- هنا، به، بمثله.
[باب]
(1)
بيانِ إباحةِ القنوت في صلاة الفجر إذا أراد أن يدعو لأحد، أو يدعو على أحد بَعْد ما يرفع رأسَه من الرُّكوعِ، ويقول: سمع الله في حمِدَه ربَّنا ولك الحمدُ، ثم يدعو شيئًا يسيرًا، والدليلِ على أنه لا يزيدُ فيه على الدعاء الذي يدعو لمن أراد أو
(2)
يدعو عليه، ويسجد، وعلى أنَّ تركَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ذلك
(3)
في قنوته
(4)
لعنُ أَحْيَاءٍ
(5)
من العرب، وبيان الخبر المُبِيْحِ له
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في (ط): (أن يدعو).
(3)
في (ط): (من ذلك)، وهو خطأ.
(4)
(ك 1/ 473).
(5)
جمع (حي) وهو الواحد من أحياء العرب. و (الحي): البطن من بطون العرب. انظر: جمهرة اللغة لابن دريد (1/ 65 - ح ي ي)، اللسان (14/ 215 - حيا)، القاموس المحيط (ص 1649 - الحي).
وربما استعمل في أعم من ذلك، انظر: نهاية الأرب (ص 22).
2217 -
حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابنُ وَهْب
(1)
،
⦗ص: 149⦘
قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن [سعيد]
(2)
بن المسيِّب أخبره وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أنهما سمعا أبا هريرة يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من الغداة
(3)
ويكبر، ويرفع رأسه من الركوع، ويقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم يقول -وهو قائم-: اللهم أَنْجِ الوليدَ بن الوليد
(4)
، وسلَمَةَ بن هشام
(5)
وعياش بن أبي ربيعة
(6)
، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشْدُدْ
⦗ص: 150⦘
وطأتَكَ
(7)
على مضر
(8)
، واجعلْها
(9)
عليهم كسني يوسف
(10)
، اللهم العَنْ لِحْيَان
(11)
، ورِعْلا
(12)
، وذكوان
(13)
،
⦗ص: 151⦘
وعُصَيَّةَ
(14)
-عَصَتِ الله ورسولَه-. ثم بلغنا
(15)
أنه ترك لما أنزل الله عليه: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}
(16)
" الآية.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي الطاهر، وحرملة بن يحيى، قالا: أخبرنا ابن وهب، به، بمثله، سوى لفظة سيردُ بيانها في محلها.
كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة، إذا نزل بالمسلمين نازلة (1/ 466 - 467) برقم (675).
(2)
من (ل) و (م).
(3)
في صحيح مسلم: "من القراءة".
(4)
ابن المغيرة القرشي المخزومي، أخو خالد بن الوليد رضي الله عنهما وكان ممن شهد بدرًا مع المشركين، وأُسِرَ وفَدَى نفسه، ثم أسلم، فحُبس بمكة، ثم تواعد هو وسلمة وعياش المذكورون معه، وهربوا من المشركين، فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بمخرجهم فدعا لهم. ومات الوليد لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: الثقات (3/ 430)، الاستيعاب (2753)، (4/ 118)، أسد الغابة (5479)، (5/ 423)، الإصابة ت (9172)، (6/ 484)، الفتح (8/ 74).
(5)
ابن المغيرة القرشي المخزومي، وهو ابن عم الذي قبله، وهو أخو أبي جهل، وكان من السابقين إلى الإسلام، واستشهد في خلافة أبي بكر بالشام سنة 14 هـ رضي الله عنه. انظر: الاستيعاب (1037)، (2/ 203)، أسد الغابة (2190)، (2/ 531)، الإصابة ت (3415)، (3/ 130).
(6)
ابن المغيرة القرشي المخزومي، أبو ربيعة، اسمه: عمرو بن المغيرة. وعياش هو ابن عم الوليد بن الوليد المذكور، كان من السابقين أيضًا، وهاجر الهجرتين، ثم خدعه أبو جهل فرجع إلى مكة فحبسه، ثم فرّ مع رفيقيه المذكورين، مات سنة 15 هـ بالشام في =
⦗ص: 150⦘
= خلافة عمر رضي الله عنهما وقيل: قبل ذلك. الاستيعاب (2032)، (3/ 301)، أسد الغابة (4145)، (4/ 308)، الإصابة (6138)، (4/ 623 - 624).
(7)
الوطأة: هي البأس، أي: خذهم أخذًا شديدًا. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 287)، النهاية (5/ 200)، شرح النووي (5/ 177).
(8)
قبيلة مشهورة من العدنانية، وهم: بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهي التي نسب إليها قريش. انظر: جمهرة النسب لابن الكلبي (ص 4)، نسب قريش للزبيري (5، 6)، جمهرة ابن حزم (ص 10)، الأنساب (5/ 318) نهاية الأرب (ص 377)، معجم قبائل الحجاز (ص 494 - 495).
(9)
في (م): (واجعلهما) وهو خطأ.
(10)
المراد بـ (سني يوسف) هي إلى ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه، في قصة يوسف، على نبينا وعليه الصلاة والسلام-:{ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ} أي: سبع سنين فيها قحط وجدب. انظر: المجموع المغيث (2/ 141 - سنة)، النهاية (2/ 414 - سنة).
(11)
(لحيان) -بكسر اللام [وقيل: بفتحها] وسكون المهملة- هو: ابن هذيل بن مدركة بن إلياس ابن مضر. انظر: جمهرة ابن الكلبي (ص 188)، الجمهرة لابن حزم (ص 11، 196 - 197، 466)، معجم قبائل الحجاز (ص 453 - 454).
(12)
و (رعل) -بكسر الراء، وسكون المهملة- بطن من بني سُليم، ينسبون إلى رِعْل بن عوف بن مالك بن امرئ القيس بن بُهْئَة بن سليم.
جمهرة ابن حزم (ص 262)، نهاية الأرب (ص 244)، سبائك الذهب (ص 131).
(13)
(ذكوان) بطن من بني سُليم أيضًا من العدنانية، ينسبون إلى "ذكوان بن ثعلبة بن بُهْثة بن سليم. الجمهرة لابن حزم (ص 263)، نهاية الأرب (ص 237)، سبائك =
⦗ص: 151⦘
= الذهب (ص 127).
(14)
بنو عُصَيَّة بطن من بني سُليم -أيضًا- من العدنانية، ينسبون إلى: عُصَيّة بن خفاف بن ندبة بن بُهْثة بن سليم. مختلف القبائل ومؤتلفها لأبي جعفر محمد بن حبيب (ص 8)، جمهرة ابن حزم (ص 261)، نهاية الأرب (ص 329)، سبائك الذهب (ص 131)، معجم قبائل الحجاز (ص 331 - 332).
(15)
وفي رواية البخاري (4560) بلفظ: (حتى أنزل الله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} الآية.
وقد استشكل الحافظ هذا، بأن قصة رعل وذكوان كانت بَعْدَ أحد، ونزول {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} كان في قصة أحد، فكيف يتأخر السبب عن النزول؟ وقال:"ثم ظهر لي علة الخبر -يقصد رواية البخاري-، وأن قوله "حتى أنزل الله" منقطع من رواية الزهري عمن بلغه، بَيَّنَ ذلك مسلم في رواية يونس المذكورة، فقال هنا: قال -يعني: الزهري-: (ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت
…
)، وهذا البلاغ لا يصح لما ذكرته". وراجع للتفصيل: فتح الباري (8/ 75)(7/ 424).
وكلامه المذكور متجه، والله تعالى أعلم.
(16)
سورة "آل عمران ": 128.
2218 -
حدثنا عباس الدُّورِيُّ، قال: ثنا نُوحُ بن يزيد المؤدّب
(1)
، قال: ثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب
(2)
، أن سعيد بن المسيب، وأبا
⦗ص: 152⦘
سلَمَة أخبراه، أن أبا هريرة أخبرهما، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: "كان إذا أراد أن يدعو لأحد [أو]
(3)
يدعو على أحد قنت قبل
(4)
الركوع، -وربما قال: إذا قال "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد"-: "اللهم أنج" إلى قوله: "كسني يوسف"
(5)
.
(1)
هو: نوح بن يزيد بن سيار البغدادي، أبو محمد المؤدب. "ثقة، من العاشرة"(د).
تهذيب الكمال (30/ 63 - 64)، التقريب (ص 567).
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
(أو) ليست في الأصل و (ط، س)، أثبتها من (ل) و (م)، وهي موجودة في صحيح البخاري أيضًا (4560) من رواية إبراهيم بن سعد نفسه.
(4)
وفي البخاري (4560) من رواية موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم نفسه، بلفظ:"بعد الركوع"، وأورده المزي في "التحفة"(10/ 7) بلفظ "قبل" كما هو عند المصنف، والصحيح هو ما عند البخاري، ويؤيده قوله:(وربما قال: إذا قال: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد)، وهو كذلك في (ح / 2217) السابق، و (ح / 2220) اللاحق، ويشهد له -صراحةً- حديث أنس الآتي (2224).
(5)
وأخرجه البخاري في "التفسير"(4560) باب: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} ، (8/ 74، الفتح)، عن موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، به، بنحوه.
2219 -
حدثنا عباسٌ الدُّوْرِيُّ، قال: ثنا شبابةُ بن سوار، قال: ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري
(1)
، بنحوه.
(1)
هنا موضع الالتقاء.
2220 -
حدثنا يعقوبُ بن سفيان وأبو أمية، قالا: ثنا أبو اليمان
(1)
، قال: ثنا
(2)
شعيبٌ،
⦗ص: 153⦘
عن الزهري
(3)
، قال: أخبرني سعيدٌ وأبو سلَمَةَ أنَّ أبا هريرة كان يُحَدِّثُ: "أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة -حين يقول "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد" ثم يقول -وهو قائم، قبل أن يسجد-: "اللهم أَنْجِ الوليد بن الوليد -إلى قوله: "سنينا
(4)
كسني يوسف"- ثم يقول: "الله أكبر"، وضاحيةُ
(5)
مُضَرَ يومئذ مخالفون لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1)
هو الحكم بن نافع البهراني.
(2)
كذا في الأصل و (ط، ل، س)، وفي (م):"أخبرنا"، وهو الأنسب لما يقال أن غالب =
⦗ص: 153⦘
= رواية أبي اليمان عن شعيب بالإجازة، على أن أبا اليمان قال للإمام أحمد -لما سأله: كيف سمعت الكتب من شعيب؟ - قال: "قرأت عليه بعضه، وبعضه قرأه علي، وبعضه أجاز لي، وبعضه مناولة"، فقال في كله: أخبرنا شعيب.
هذا، ومن الصعوبة الاعتماد على النسخة المصريه (م) في تحديد صيغ التحديث؛ لكثرة التصحيف والسقط بها، إضافة إلى أنها على العكس -غالبًا- فيما يختص بهذه الصيغة بالخصوص، فكلما ورد (حدثنا) أو رَمْزُه في النسخ الأخرى، كان في هذه النسخة:(أخبرنا) أو رمْزُه.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
كلمة (سنينا) ليست في (م).
(5)
أي: أهل البادية منهم، وجمع الضاحية: ضواحٍ. النهاية (3/ 78 - ضحا).
كل ما برز وظهر فقد ضَحَى.
غريب ابن الجوزي (2/ 7) وانظر: غريب الخطابي (1/ 336).
2221 -
حدثنا ابن الجنيد
(1)
وعباس، والصغاني، قالوا: ثنا شاذان
(2)
،
⦗ص: 154⦘
قال: ثنا شعبةُ، عن قتادة، عن أنس بن مالك
(3)
: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شهرًا يَلْعَنُ رِعْلًا وذكوانَ، وعُصَيَّةَ- عصت الله ورسوله"
(4)
.
(1)
هو: محمد بن أحمد بن الجنيد، أبو جعفر الدقاق، وعباس: هو الدوري.
(2)
هو: الأسود بن عامر الشامي، نزيل بغداد، يكنى أبا عبد الرحمن، ويلقب "شاذان".
"ثقة"(أول سنة 208 هـ) ع. كشف النقاب (858)، (ص 106)، تهذيب الكمال =
⦗ص: 154⦘
= (3/ 226 - 228)، نزهة الألباب (1614)، (1/ 389)، التقريب (ص 111).
وهو الملتقى -هنا- بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن عمرو الناقد، عنه، به، بنحوه، بلفظ:"عصوا الله ورسوله".
كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة
…
(1/ 469) برقم (677/ 303).
(3)
(ابن مالك) لم يرد في (ل) و (م).
(4)
(ك 1/ 474).
2222 -
حدثنا يونس بن جيب
(1)
، وعمار [بنُ رجاء
(2)
]، قالا: ثنا أبو داود
(3)
، عن شعبة
(4)
، بمثله إلا أن عمارًا قال في حديثه:"على رِعْلٍ وذكوان، ولحيان".
وكذا رواه الدستوائي، عن قتادة، "ولحيان" فيه
(5)
.
(1)
ابن عبد القاهر الأصبهاني.
(2)
من (ل) و (م).
(3)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده برقم (1989)(ص 267).
(4)
هنا موضع الالتقاء.
(5)
يريد المصنف -والله أعلم- أن هشامًا رواه عن قتادة، وذكر فيه "لحيان" كما ذكره شعبة.
هذا، وقد أخرجه البخاري في "المغازي"(4089) باب غزوة الرجيع
…
(7/ 445، مع الفتح)، من طريق مسلم بن إبراهيم، ومسلم (677/ 304). في الكتاب والباب المذكورين من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي (2/ 203) باب "اللعن في =
⦗ص: 155⦘
= القنوت"، عن أبي داود، وباب "ترك القنوت" (2/ 203 - 204) عن معاذ بن هشام، وأحمد في المسند (3/ 180) عن وكيع، وفي (3/ 217) عن أبي قطن، وفي (3/ 261)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 245) من طريق أبي نعيم، وابن ماجه (1243) في "الصلاة" باب ما جاء في القنوت في صلاة الفجر، (1/ 394) عن يزيد بن زريع، وابن حبان في صحيحه (1982، 1985) "الإحسان" (5/ 320، 323) من طريق يحيى بن سعيد القطان.
تسعتهم عن هشام الدستوائي، به، بألفاظ متقاربة، ولفظ مسلم:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرًا، يدعو على أحياء من العرب، ثم تركه"، وعند البخاري وغيره "بعد الركوع".
وليس في حديث هشام -على ما رواه عنه التسعة المذكورون- ذكر لأي حي بعينه، لا لـ (لِحْيان) ولا لغيره، فلعل هناك طرقا أخرى أشار إليها المصنف، وإلا ففي كلامه ما فيه. والله تعالى أعلم بالصواب.
2223 -
حدثنا ابن الجنيد وعباس الدُّوْرِيُّ، قالا: ثنا شاذان
(1)
، قال: ثنا شعبة، عن موسى بن أنس
(2)
، عن أنس بن مالك
(3)
"أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرًا يدعو على رِعْل وذكوان عصوا الله ورسوله".
(1)
في (ل) و (م): (الأسود بن عامر) وهذا اسم شاذان -كما سبق-، وهو موضع الالتقاء.
(2)
ابن مالك الأنصاري، قاضي البصرة. "ثقة من الرابعة" ع. تهذيب الكمال (29/ 31 - 30)، التقريب (ص 549).
(3)
جملة (عن أنس بن مالك) ليست في (م).
2224 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا أبو النعمان
(1)
، قال: ثنا
⦗ص: 156⦘
حمادُ بن زيد، عن أيوب
(2)
، عن محمد بن سيرين، قال: كنا عند أنسِ بن مالك، فقيل
(3)
: "هل قنت رسولُ الله
(4)
صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح"؟ قال: نعم، قال: قلت: سَلْه قبل الركوع أو بعد الركوع؟ قال: "بعد الركوع"
(5)
(6)
.
(1)
هو: محمد بن الفَضْل السدوسي الملقب بعارم، وكان قد اختلط بأخرة، ولم يُذكر عن سماع الصغاني عنه شيءٌ، هل كان قبل الاختلاط أو بعده؟ ولا يضره ذلك هنا؛ لمتابعة مسدَّدٍ له عن حماد عند البخاري -كما سيأتي في التخريج- وسليمان بن =
⦗ص: 156⦘
= حرْب عند أبي داود (1444)(2/ 143) وقتيبةَ بن سعيد عند النسائي (2/ 200).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عمرو الناقد وزهير بن حرْب، قالا: حدثنا إسماعيل، عن أيوب، به، بنحوه مختصرًا. الكتاب والباب السابقان (1/ 468) برقم (677/ 298).
(3)
في رواية إسماعيل عند مسلم بلفظ: "قلت لأنس"، فعُرفَ بذلك أنه أبهم نفسه.
ولكن يعكر على هذا قوله "قلت: سله"، ولعله أمر غَيْرَه بالسؤال، ونسبه إلى نفسه تارة لأنه الآمر، وإلى غيره تارة لأنه المباشر، والله تعالى أعلم.
(4)
في (ل) و (م): (النبي صلى الله عليه وسلم).
(5)
عند مسلم بعده "يسيرًا".
(6)
وأخرجه البخاري في "الوتر"(1001) باب القنوت قبل الركوع وبعده (2/ 568، مع الفتح)، عن مسدد، عن حماد بن زيد، به، بنحو سياق مسلم إلا أنه أبهم السائل.
2225 -
حدثنا أبو أُمَيَّةَ، قال: ثنا عاصم بن علي
(1)
، قال: ثنا إسماعيل بن جعفر
(2)
، حدثني محمدُ بن عمرو
(3)
، عن خالد بن عبد الله بن
⦗ص: 157⦘
حَرْملة
(4)
، عن الحارث بن خُفَاف
(5)
، أنه قال: قال خُفَافُ بن إيماء بن رحَضة
(6)
: ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رفع رأسه، فقال: "غِفَارٌ
(7)
غفر الله لها، وأسْلَمُ
(8)
سالمها اللهُ، وعُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ ورسولَه. اللهم العن بني
⦗ص: 158⦘
لِحْيَانَ، والعَنْ رِعْلًا وذكوان، ثم وقع ساجدًا.
قال خُفاف: فجُعِلَتْ لعنة الكفرة من أجل ذلك.
(1)
هو الواسطي أبو الحسن التيمي مولاهم.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران (1/ 470) برقم (679/ 308).
(3)
هو: ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني.
(4)
المدلجي: -بضم الميم وكسر اللام- حجازي، اختلف في صحبته ولا تصح.
انظر: الأنساب (5/ 232)، أسد الغابة (1374)، (2/ 130)، تهذيب الكمال (8/ 96 - 97)، الإصابة (2179)، (2/ 206)، التقريب (ص 188).
(5)
ابن إيماء الغفاري. مختلف في صحبته، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. ومال الحافظ إلى صحبته في "الإصابة"، وجزم به المزي. الثقات لابن حبان (4/ 129)، تهذيب الكمال (5/ 226 - 227)، الإصابة (1406)، (1/ 667)، التقريب (ص 146).
(6)
في (ل) و (م): (خفاف بن إيماء، يعني: ابن رحضة). و"خفاف"، بضم أوله، وفائين، الأولى خفيفة. و"إيماء" -بكسر الهمزة، و "رحضَة" بالحاء المهملة، والضاد المعجمة، هكذا في جميع المصادر الآتية إلّا "الإصابة"، فقد ضبط فيه بفتح الراء ثم معجمة "رَخصة"(م). وهو مشهور، له ولأبيه صحبة، توفي في خلافة عمر رضي الله عنه.
الاستيعاب (671)، (2/ 32)، أسد الغابة (1462)، (2/ 177)، تهذيب الكمال (8/ 271 - 272)، الإصابة (2277)، (2/ 282)، التقريب (ص 194).
(7)
بطن من كنانة، من العدنانية، وهم: بنو غِفار [بكسر الغين وتخفيف الفاء] بن مُلَيْل [بميم ولامين، مصغرًا] بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وقد قاتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوم حنين، وكانت منازلهم في (وادي الصفراء) بين مكة والمدينة.
انظر: "نسب معد واليمن الكبير"(2/ 456)، جمهرة ابن حزم (ص 185 - 186)، معجم قبائل العرب (3/ 890) معجم قبائل الحجاز (ص 384 - 385).
(8)
بطن من خزاعة، وهم: أسْلم بن أفصح [بفتح الهمزة وسكون الفاء] بن حارثة بن عمرو بن عامر. من قراهم: (وبْرة) وهي قرية ذات نخيل من أعراض المدينة. =
⦗ص: 158⦘
= انظر: جمهرة أنساب العرب (ص 240) نهاية الأرب (ص 49)[وتصحف (أفصح) فيه إلى (قصى)]، معجم قبائل العرب (1/ 26)، معجم قبائل الحجاز (ص 19).
2226 -
حدثنا صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث
(1)
، قال: ثنا ابن أبي مريم
(2)
، قال: أبنا سليمان، قال: ثنا ابن حرملة
(3)
، عن حنظلة بن علي الأسْلَمِيّ
(4)
، أن خُفَافَ بن إيماء أخبره -وكانتْ له صحبة-: "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في صلاة من الصلوات، فلما رفع رأسه من
⦗ص: 159⦘
الركوع قال: اللهم الْعَنْ لِحْيَانَ، ورِعْلًا، وذكوان، وعُصَيَّة عَصَتِ الله ورسولَه، وغِفَار غفر الله لها، وأسْلَم سالمها الله".
(1)
هو المصري.
(2)
هو سعيد بن الحكم الجمحي المصري، وسليمان هو: ابن بلال المدني.
(3)
هو: عبد الرحمن بن حَرْملة بن عمرو بن سَنَّة -بفتح المهملة، وتشديد النون- الأسلمي، أبو حرملة المدني. "صدوق ربما أخطأ"(145 هـ)(م 4).
تهذيب الكمال (17/ 58 - 61)، توضيح المشتبه (5/ 285)، التقريب (ص 339).
وعبد الرحمن هذا هو الملتقى -هنا- بين المصنف والإمام مسلم، رواه مسلم عن يحيى بن أيوب: حدثنا إسماعيل، به، ولم يسق متنه إحالةً على حديث الحارث بن خفاف قبله. الكتاب والباب المذكوران (1/ 470) برقم (679/ 308 /
…
).
وفي (س): (ثنا حرملة) -بدون (ابن) - وهو خطأ.
(4)
ابن الأسقع المدني. "ثقة، من الثالثة"(بخ م د س ق). تهذيب الكمال (7/ 451 - 452)، التقريب (ص 184).
و"الأسلمي" نسبة إلى بني أسلم بن أقصى بن حارثة بن عمرو وهما أخوان: خزاعة وأسلم. الأنساب (1/ 151)، اللباب (1/ 58).
2227 -
حدثنا أحمدُ بن علي الخرَّاز
(1)
، قال: ثنا مروانُ
(2)
، عن الليث بن سعد
(3)
، عن
⦗ص: 160⦘
عمرانَ بن أبي أنس
(4)
، عن حنظلةَ بن علي، عن
(5)
خُفاف بن إيماء الغفاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة: "اللهُمَّ الْعَنْ بني لِحْيَانَ، ورِعْلًا، وذكوان، و
(6)
عُصَيَّة عَصَتِ الله ورسولَه، غِفَارُ غفر الله لها، وأسلم سالمها الله".
(1)
هو: أحمد بن علي بن يوسف المُرِّي الخرَّاز الدمشقي، أبو بكر، ترجم له ابنُ عساكر في (تاريخ دمشق)(5/ 80 - 81)، وابن ماكولا في (الإكمال)(2/ 186)، والذهبي في (السير)(13/ 419) و (المشتبه)[ص 160 - 161)] ولم يوردوا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولا معلومات أخرى غير شيوخه [ومنهم مروان المذكور هنا] وتلاميذه.
أما (الخراز) فبخاء معجمة، بعدها راء، وآخره زاي- هكذا في (ل) و (م) كذا ضبطه ابن ماكولا وغيره، وهو الصحيح، وفي الأصل و (س) و (إتحاف المهرة) (4/ 442) والمطبوع:(الخزاز) -بزائين معجمتين- وهو تصحيف، على أن هناك سَمِيًّا للمترجَم، وهو:(أحمد بن علي الخزاز -بزائين-) وهو بغدادي، عصريُّ المترجم، قال الحافظ:"ولقرب عصرهما يشتدَّ اشتباهُهُمَا". انظر: المشتبه للذهبي (ص 160 - 161)، توضيح المشتبه (2/ 345 - 346)، تبصير المنتبه (1/ 331).
و (الخراز) نسبة إلى خرز الأشياء من الجلود كالقِرَب والسِّطاعِ والسيورِ وغيرها.
انظر: الأنساب (1/ 335)، اللباب (1/ 429).
(2)
هو ابن محمد بن حسان الأسدي، الدمشقي، الطاطري -بمهملتين مفتوحتين-.
"ثقة"(210 هـ)(م 4). الأنساب (4/ 28)، تهذيب الكمال (27/ 398 - 403)، التقريب (ص 526).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح المصري، قال: حدثنا ابنُ وهب، عن الليث، به، بنحوه بلفظ:"عصوا الله ورسوله". =
⦗ص: 160⦘
= كتاب المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة (1/ 470) برقم (679).
(4)
هو القرشي، العامري، المدني، نزيل الإسكندرية.
(5)
كلمة (عن) تحرفت في (م) إلى: (بن).
(6)
حرف الواو ليس في (ل) و (م)، والمثبت يوافق ما في صحيح مسلم، وهو الأظهر.
[باب]
(1)
ذكرِ الخبرِ الذي
(2)
يُبَيِّنُ أنَّ القنوتَ بعد ما يرفع رأسه من آخر الركعة من صلاة الفَجْرِ والدليلِ على أنه ليس فيه تكبيرٌ إذا أراد أن يَقْنُتْ
(1)
من (ل) و (م).
(2)
(ك 1/ 475).
2228 -
حَدَّثنا أبو إسماعيل الترمذي
(1)
، قال: ثنا الحُمَيْديُّ
(2)
، قال: ثنا ابن عُيَيْنة
(3)
، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة قال: لما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة الآخرة من صلاة الصبح قال: "اللهُمَّ أنج الوليد بن الوليد، وسلَمَةَ بن هشام، وعَيَّاش بن أبي ربيعة، والمستضعَفِين بمكة، اللهُمَّ اشْدُدْ وطأتَكَ على مضر، واجعلها عليهم سنينًا كسني يوسف"
(4)
.
(1)
هو محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي. و"الترمذي" نسبة إلى مدينة قديمة على طرف نهر بلخ.
(2)
جملة (قال: ثنا الحميدي) ليست في (س).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد، قالا: حدثنا ابن عيينة، به، ولم يسق متنه إحالة إلى ما قبله من حديث يونس.
وسياق المصنف للمتن كاملًا من فوائد الاستخراج. كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة
…
(1/ 467) برقم (675/ 294 /
…
).
(4)
والحديث في مسند الحميدي (939)، (2/ 419)، وأخرجه البخاري في "الأدب" =
⦗ص: 162⦘
= (6200) باب تسمية "الوليد"، (10/ 596، مع الفتح)، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، حدثنا ابن عيينة، به، بمثله، بزيادة "من المؤمنين" في وصف المستضعفين، وعندهما "مشين" بالفتح لا بالنصب.
2229 -
حدثنا محمد بن إسحاق بن الصبّاح الصنعاني، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أبنا معمر، عن الزهري
(1)
، عن أبي سلَمَةَ، عن أبي هريرة، قال: لما رفَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسَه
(2)
من الركعة الآخرة من صلاة الفجر قال: "اللهم ربنا لك الحمد، اللهم أنج الوليد". فذكر
(3)
بطوله
(4)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم، (675/ 294)، من طريق يونس، به، عن ابن المسيب وأبي سلمة معًا بنحوه. وراجع الحديث الآتي.
(2)
في (ط) هنا زيادة: (من الركوع).
(3)
في (ل) و (م) بعده (الحديث بطوله).
(4)
وأخرجه ابن المنذر في (الأوسط)(2724)، (5/ 211) عن محمد بن إسحاق بن الصبّاح، به، بمثله، سوى حروف يسيرة.
2230 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى
(1)
، قال: ثنا ابن وهب، قال: حدثني يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب أخبره وأبو سلمة، أنهما سمعا أبا هريرة يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يفرغ من صلاة الفجر
(2)
، ويُكَبِّرُ ويرفع رأسه من الركوع يقول: "سمع الله لمن حمده،
⦗ص: 163⦘
ربنا ولك الحمد" ثم يقول -وهو قائم-: "اللهم أَنْجِ الوليدَ بن الوليد
…
".
الحديث
(3)
، إلى قوله:{فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}
(4)
.
(1)
سبق هذا الحديث برقم (2217) بسنده ومتنه، فراجعه هناك فيما يتعلق بموضع الالتقاء وغيره.
(2)
في (م): (من صلاته الفجر يكبر)، بدون الواو قبل (يكبر)، وبزيادة الهاء في (صلاته).
(3)
في (ل) و (م): (وذكر الحديث).
(4)
نهاية آية (128) من سورة "آل عمران".
باب السُّنَّةِ في القنوت والدعاء فيه للمسلمين إذا غلب العدوُّ عليهم [أو خافوهم]
(1)
، وترد القنوت إذا سَلِمُوا ورجعوا إلى أهاليهم
(1)
لفظة "أو خافوهم" لا توجد في الأصل و (ط، س)، واستدركتها من (ل) و (م)، ومعناها:(أو خاف المسلمون غلبة عدوهم)، ويؤيد إثبات هذه الجملة وجود معناها في ترجمة الباب الآتي. "باب بيان إباحة القنوت على الأعداء الذين يصيبون بعض المسلمين بالقتل .... ".
2231 -
حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون الإسكندراني
(1)
، وأحمد بن محمد بن عثمان، وعلي بن سهل الرَّمْلي
(2)
، قالوا: ثنا الوليد بن مسلم
(3)
، قال: ثنا أبو عمرو الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في صلاة العشاء
(4)
شهرًا
⦗ص: 165⦘
يقول في قنوته: "اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج سَلَمَةَ بن هشام، اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشْدُدْ وطأَتَكَ على مضر
(5)
اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف". قال أبو هريرة: فأصبح ذات يوم ولم يَدْعُ لهم؛ فذكرت ذلك له؛ فقال: "أما تراهم قد قَدِمُوا".
قال ابن ميمون: "نَجِّ نَجِّ" -مرتين، في كل مكان
(6)
-.
(1)
هو السكري، بغدادي الأصل، سكن الإسكندرية.
و"أحمد بن محمد" هو الثقفي الدمشقي.
(2)
ابن قادم الرملي، نسائي الأصل. "صدوق"(261 هـ). (د سي). تهذيب الكمال (20/ 454 - 456)، التقريب (ص 402).
و"الرملي" -بفتح الراء، وسكون الميم- نسبة إلى "رملة" بلدةٍ من بلاد فلسطين، شمال شرقي القدس، كانت قصبة فلسطين.
أحسن التقاسيم (ص 164 - 165)، المسالك والممالك (ص 43)، الأنساب (3/ 91)، المنجد (في الأعلام)(ص 310).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن مهران الرازي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران (1/ 467) برقم (675/ 295).
(4)
في صحيح مسلم: "قنت بعد الركعة في صلاة شهرًا" بتنكير "الصلاة".
(5)
(ك 1/ 476).
(6)
أما "نَجِّ "-بالتشديد- فقد وافقه محمد بن مهران عند مسلم في الجميع سوى الوليد وعبد الرحمن بن إبراهيم عند أبي داود (1442)، (2/ 142)، وأما التكرار فلم أجد من وافقه، وقد أخرج الحديث الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 242) عن ابن ميمون نفسه، به، ولم يسق متنه إحالةً على ما قبله، وابن خزيمة عن الرملي به بلفظ "أَنْجِ"(621)، (1/ 314).
من فوائد الاستخراج:
1 -
تصريح يحيى بن أبي كثير -وقد وُصِفَ بالتدليس- بالسماع عند المصنف، بينما عند مسلم بالعنعنة.
2 -
بيان الصلاة التي قنت فيها بأنها العشاء، بينما لم يرد ذلك عند مسلم.
2232 -
حدثنا عيسى بن أحمد البلخي
(1)
، قال: ثنا بِشْرُ بن بكر
(2)
، قال: ثنا الأوزاعي
(3)
، قال: حدثني يحيى -بإسناده-: "قنت شهرًا
⦗ص: 166⦘
يقول في قنوته"، إلى قوله: "كسني يوسف".
(1)
العسقلاني- نزيل عسقلان إلخ.
(2)
هو التنيسي، أبو عبد الله البجلي.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
2233 -
حدثنا أبو داود الحراني
(1)
، قال: ثنا أبو علي الحنفي، ح
وحدثنا أبو أمية، قال: ثنا عبد الله بن بكر
(2)
السَّهْمِي، قالا: ثنا هشام بن أبي عبد الله
(3)
، عن
(4)
يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: "سمع الله لمن حمده" -من الركعة الآخرة من صلاة العشاء الآخرة- قنت"
(5)
.
(1)
هو سليمان بن سيف الطائي مولاهم، وأبو علي الحنفي هو: عبيد الله بن عبد المجيد البصري.
(2)
ابن حبيب السهمي الباهلي، أبو وهب البصري، نزيل بغداد. "ثقة، امتنع عن القضاء"، (208 هـ) ع. تهذيب الكمال (14/ 340 - 344)، التقريب (ص 297).
و"السهمي" -بفتح السين المهملة، وسكون الهاء- نسبة إلى "سَهْم"، وهو سهمان، والمترجم من سَهْم باهلةَ. الأنساب (3/ 343)، اللباب (2/ 159).
(3)
هو الدستوائي، وهو الملتقى -هنا- بين المصنف والإمام مسلم، رواه مسلم عن محمد بن المثنى: حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، به، بأطول مما عند المصنف.
كتاب المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة
…
(1/ 468) برقم (676).
(4)
تحرفت (عن) في (م) إلى (بن).
(5)
وأخرجه البخاري في "الأذان"(797) تحت "باب" -بدون عنوان- (2/ 331) مختصرًا؛ وفي "الدعوات"(6393) باب الدعاء على المشركين
…
(11/ 197، مع الفتح)، مطولًا؛ عن معاذ بن فضالة: حدثنا هشام بن أبي عبد الله، به.
وسيرد هذا الحديث عند المصنف برقم (2241) من حديث الحراني وبرقم (2244) من حديث أبي أمية.
[باب]
(1)
بيانِ إباحةِ القنوتِ على الأعداء الذين يُصِيْبُون بعضَ المسلمين بالقتل، وإن لم يكن
(2)
منهم غلبة ولا خوف على المسلمين في وقت القنوت، والدليلِ على أنَّ قنوتَ النبي صلى الله عليه وسلم كان بالمدينة وقَنَتَ بعد الركوع
(1)
من (ل) و (م).
(2)
كذا في (م، ط)، وأما الأصل و (ل، س) فخالٍ من النقطتين، والأفضل أن يكون (تكن)؛ لأن الغالب هو مراعاة اللفظ الأول في المعطوفات، وهو (غلبة) هنا.
2234 -
حدثنا أحمد بن عبد الجبار
(1)
، قال: ثنا ابن فُضَيْل
(2)
، عن عاصم الأحول، عن أنس قال: "قَنَتَ النبي صلى الله عليه وسلم شهرًا بعد الركوع حين قُتِل القراءُ
(3)
، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حَزِنَ
⦗ص: 168⦘
حُزْنًا قط أشدَّ منه"
(4)
.
(1)
هو العطاردي، أبو عمر الكوفي، وتصحف (عبد الجبار) في (م) إلى (عبد الحيان).
(2)
هو: محمد بن فضيل بن غزوان الكوفي.
وعنده يلتقى المصنف بالإمام مسلم، رواه عن أبي كريب: حدثنا حفص وابن فضيل، به، ولم يسق متنه إحالةً على ما قبله من حديث ابن عيينة.
كتاب المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة (1/ 469) برقم (677/ 302/ 000).
(3)
وذلك بمكان يسمى "بئر معونة" -كما سيأتي في الحديث-، وهذه الوقعة تعْرَفُ بسرية القراء، وكانت مع بني رعل وذكوان المذكورِيْن، وكانت في السنة الرابعة من الهجرة، في شهر صفر، بعد أربعة أشهر من غزوة "أحد".
وراجع تفاصيل وقعتها في: صحيح البخاري (7/ 445 - 449) الأحاديث: =
⦗ص: 168⦘
= (4088 - 4092): كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة
…
، السيرة النبوية لابن هشام (3/ 103)، الدرر في اختصار المغازي والسير (ص 178 - 182)، زاد المعاد (3/ 246 - 250)، البداية والنهاية (4/ 73 - 76)، وغيرها من كتب السيرة والتاريخ.
(4)
وأخرجه البخاري في "الجنائز"(1300) باب من جلس عند المصيبة يُعرف فيه الحزن، (3/ 199، مع الفتح)، عن عمرو بن علي الفلاس، حدثنا محمد بن فضيل، به، بنحوه.
2235 -
حدثنا العباس
(1)
والصغاني، قالا: ثنا قبيصَةُ، قال: ثنا سفيان
(2)
، عن عاصم، عن أنس قال:"إنما قَنَتَ النبي صلى الله عليه وسلم بعد الركعة شهرًا".
(1)
هو الدوري، والصغاني: محمد بن إسحاق.
(2)
لعله ابن عيينة، وهو وإن لم يذكره المزي في شيوخ قبيصة ولا قبيصةَ في تلاميذ ابن عيينة، إلا أنه في طبقة شيوخ قبيصة، وليس بعيدًا روايتُه عنه، وإلا فهو من الملازمين للثوري والمكثرين عنه، ولم أجد هذا الحديث من رواية الثوري في المصادر التي اطلعت عليها.
فعلى فرض كونه ابن عيينة يكون هو الملتقى هنا، رواه مسلم عن ابن أبي عمر: حدثنا سفيان، به، مطوَّلًا. الكتاب والباب السابقان (1/ 469) برقم (677/ 302).
2236 -
حدثنا محمد بن يحيى
(1)
والدَّبَرِيُّ، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن عاصم
(2)
، عن أنس قال: "ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 169⦘
وجد
(3)
على شيء قط ما وجد على أصحاب بِئْرِ مَعُوْنَة
(4)
-سرية المنذر بن عمرو
(5)
- قَنَتَ شهرًا يدعو على الذين أصابوهم في قنوت صلاة الغداة، يدعو على رِعْلٍ وذكوان وعُصيَّة ولحيان -وهم بنو سُلَيْم
(6)
-".
(1)
هو الذهلي، والدبري هو: إسحاق بن إبراهيم الصنعاني.
(2)
هنا موضع الالتقاء، ورواه مسلم أيضًا عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية، =
⦗ص: 169⦘
= وعن ابن أبي عمر: حدثنا مروان، كلاهما عن عاصم، به، بنحوه، وقال: يزيد بعضهم على بعض. الكتاب والباب السابقان (1/ 469) برقم (677/ 301، 302).
(3)
أي: حزن. مشارق الأنوار (2/ 280)، النهاية (5/ 155).
(4)
قال ابن إسحاق: بئر معونة بين أرض بني عامر وحرة بني سليم، وقال: كلا البلدين منها قريب، إلا أنها إلى حرة بني سليم أقرب، وقيل: هي في أرض بني سليم وأرض بني كلاب، وقال الحافظ في "الفتح" (7/ 438 - 439):"موضع في بلاد هُذَيْل بين مكة وعسفان"، وقال محمد شرّاب: "مكان في ديار نجد، وقيل: بالقرب من جبل (أُبْلى). السيرة لابن هشام (3/ 104)، معجم ما استعجم (4/ 1245 - 1246)، معجم البلدان (1/ 358 - 359)، المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص 43).
(5)
ابن خنيس الأنصاري الخزرجي الساعدي، وهو عقبى بدري، وشهد أحدًا، وقتل يوم بئر معونة، وكان أمير رسول الله صلى الله عليه وسلم على تلك السرية، كما جزم به ابن حبان في "الثقات"(3/ 386).
وانظر: الاستيعاب (2523)، (4/ 12 - 13)، أسد الغابة (5114)، (5/ 258)، الإصابة (8242)، (6/ 171).
(6)
تقدم التعريف بهم في (ح / 2217) وأما (بنو سُلَيْم): فقبيلة عظيمة من قيس عيلان، وهم: بنو سُلَيم بن منصور بن عكرمة بن حفص بن قيس. نهاية الأرب (ص 271).
2237 -
حدثنا عباس الدوري
(1)
، قال: ثنا الحسن بن الربيع
(2)
، قال: ثنا أبو الأحوص
(3)
، عن عاصم
(4)
، عن أنس، قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية يقال
(5)
لهم "القراء"، فأصيبوا". ثم ذكر الحديث، مثله
(6)
.
(1)
(الدوري) ليست في (ل) و (م).
(2)
هو البجلي: أبو علي الكوفي، البُوراني -بضم الموحدة- "ثقة"(220 أو 221 هـ). ع. تهذيب الكمال (6/ 147 - 151)، التقريب (ص 161).
(3)
هو: سلّام بن سليم الكوفي.
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم من طريق عن عاصم، به.
(5)
(ك 1/ 477).
(6)
وأخرجه البخاري في "الدعوات"(6394) باب الدعاء على المشركين
…
(11/ 197، مع الفتح)، عن الحسن بن الربيع، به، بمثله، مطولًا.
وقد أخرجه البخاري من طرق أخرى أيضًا، راجع "تحفة الأشراف"(1/ 246)، (ح / 931).
2238 -
حدثنا أبو إسماعيل
(1)
، قال: ثنا القَعْنَبيُّ، عن مالك
(2)
، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا مُصْعَبُ بن عبد الله
(3)
، قال: ثنا مالك،
⦗ص: 171⦘
عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
(4)
، عن أنس قال: "دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين قَتَلُوا أصحاب بئر معونة ثلاثين غداة، يدعو على رِعل وذكوان
(5)
، وعُصيَّة عَصَتِ الله ورسوله".
زاد القعنبي -قال-: وقال أنس: وأنزل الله في الذين قتلوا ببئر معونة قرآنًا ثم نُسخ بعدُ: "بَلِّغوا قومنا إنا قد
(6)
لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه"
(7)
.
(1)
هو الترمذي: محمد بن إسماعيل، نزيل بغداد. و"القعنبي" هو: عبد الله بن مسلمة بن قعنب.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، به، بنحو سياق القعنبي. الكتاب والباب السابقان (1/ 468) برقم (677).
(3)
ابن مصعب الأسدي، أبو عبد الله الزبيري المدني، نزيل بغداد. وثقه ابن معين وغيره، وقال الحافظ:"صدوق، عالم بالنسب"(236 هـ). (س ق). =
⦗ص: 171⦘
= تاريخ بغداد (13/ 114)، تهذيب الكمال (34/ 28 - 39)، الكاشف (2/ 268)، التقريب (ص 533).
(4)
هو الأنصاري المدني، أبو يحيى. "ثقة حجة
…
"، (132 هـ) وقيل: بعدها. ع.
تهذيب الكمال (2/ 444 - 446)، التقريب (ص 101).
(5)
زاد مسلم هنا "ولحيان"، وكذلك البخاري في رواية يحيى بن بكير عن مالك، وسيأتي تخريجه، إن شاء الله تعالى.
(6)
كلمة (قد) ليست في (ل) و (م) وهي موجودة في البخاري والموطأ، وانظر ما بعده.
(7)
وأخرجه البخاري في "الجهاد والسير"(2814) باب فضل قول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا
…
}، (6/ 37 - 38، مع الفتح)، عن إسماعيل بن عبد الله.
وفي "المغازي"(4095) باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان
…
، (7/ 450، مع الفتح)، عن يحيى ابن بكير.
كلاهما عن مالك، به، بنحوه، وفيه ما زاده القعنبي.
والحديث -بهذه الزيادة أيضًا- عند مالك في موطئه (1964)، (2/ 112) -رواية =
⦗ص: 172⦘
= أبي مصعب-، و (793)، (ص 530) من رواية الحدثاني، و (910)، (ص 322) من رواية الشيباني. ولم يرد هذا الحديث في رواية يحيى بن يحيى الليثي.
2239 -
حدثنا الدقيقي
(1)
، قال: ثنا يزيد بن هارون قال: ثنا سليمان التيمي
(2)
، عن أبي مِجْلَزٍ
(3)
، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في الفجر شهرًا، يدعو على رِعْل وذكوان، وقال:"عُصَيَّة عصوا الله ورسوله"
(4)
.
(1)
هو: محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي.
(2)
في (ل) و (م): (التيمي) فقط، وسليمان موضع الالتقاء هنا، رواه مسلم عن عبيد الله بن معاذ العنبري، وأبي كريب، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الأعلى (واللفظ لابن معاذ): حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، به، بنحوه.
الكتاب والباب المذكوران (1/ 468) برقم (677/ 299).
(3)
بكسر الميم، وسكون الجيم، وفتح اللام، وهو: لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري. "ثقة"(106 وقيل 109 هـ) وقيل: قبل ذلك. ع. تهذيب الكمال (31/ 176 - 180)، التقريب (ص 586).
وقد تصحف (أبو مجلز) في (م) إلى (أبي جابر).
(4)
وأخرجه البخاري في "الوتر"(1003) باب القنوت قبل الركوع وبعده، (2/ 568، مع الفتح)، عن أحمد بن يونس، قال: حدثنا زائدة.
وفي "المغازي"(4094) باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة
…
(7/ 450، مع الفتح)، عن محمد -وهو ابن مقاتل- عن عبد الله (وهو ابن المبارك)، كلاهما عن سليمان التيمي، به، بنحوه.
2240 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا عفان بن مسلم، ويونس بن
⦗ص: 173⦘
محمد قالا: ثنا حمادُ بن سلمة
(1)
، قال: ثنا أنس بن سيرين
(2)
، عن أنس بن مالك، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شهرًا بعد الركوع".
(1)
هنا موضع التقاء المصنف مع الإمام مسلم، رواه الأخير عن محمد بن حاتم: حدثنا بهز بن أسد، حدثنا حماد بن سلمة، به، بمثله، وزاد:"في صلاة الفجر، يدعو على بني عصية". الكتاب والباب المذكوران (1/ 469) برقم (677/ 300).
(2)
هو الأنصاري، أبو موسى -وقيل: أبو حمزة، وقيل: أبو عبد الله- البصري، أخو محمد بن سيرين. "ثقة"(118 وقيل 120 هـ) ع. تهذيب الكمال (3/ 346 - 349)، التقريب (ص 115).
[باب]
(1)
إباحةِ القنوتِ في صلاة الظُّهْرِ في الركعة الآخرة، يدعو للمؤمنين، ويَلْعَنُ الكافرين
(2)
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في (ل) و (م): (الكفار) وهما بمعنى واحد.
2241 -
حدثنا أبو داود الحَرَّاني
(1)
، قال: ثنا أبو علي الحَنَفِيُّ، قال: ثنا هشام الدستوائي
(2)
، ح
وحدثنا البِرتيُّ [القاضي]
(3)
، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا شيبانُ
(4)
، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قال:"سمع الله لمن حمده" قبل أن يسجد -قال هشام: من
(5)
الركعة الآخرة من العشاء الآخرة وقالا جميعًا: -[قال]
(6)
: "اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج الوليد بن الوليد،
⦗ص: 175⦘
اللهم أنج سلَمَةَ بن هشام، اللهم أنج المستضعَفِيْن من المؤمنين، اللهم اشْدُدْ وطأَتَكَ على مضر، اللهم اجعلها سنينا كسني يوسف"
(7)
.
معنى حديثهما واحد، رواه عثمان بن عمر، عن علي بن المبارك
(8)
.
(1)
هو سليمان بن سيف الطائي مولاهم، وأبو علي الحنفي هو: عبيد الله بن عبد المجيد البصري.
(2)
تقدم حديث هشام هذا عند المصنف برقم (2233) مختصرًا، فراجعه هناك.
(3)
من (ل) و (م) وهو: أحمد بن محمد البغدادي.
(4)
ابن عبد الرحمن النحوي.
وهو الملتقى هنا بين المصنف والإمام مسلم، رواه مسلم عن زهير بن حرْب: حدثنا حسين بن محمد: حدثنا شيبان، به، بنحوه.
الكتاب والباب المذكوران (1/ 467 - 468) برقم (675/ 295/
…
).
(5)
كلمة (من) تحرفت في (م) إلى (ابن).
(6)
(قال) من (ل) و (م).
(7)
تقدم تخريج حديث هشام في (ح / 2233).
وأما حديث شيبان فقد أخرجه البخاري -أيضًا- في "التفسير"(4598) باب: {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)} ، (8/ 113، مع الفتح)، عن أبي نعيم، به، بنحوه بلفظ:"نجّ" بالتشديد.
ملاحظة: لم تظهر لي مناسبةُ الحديث المذكور لترجمة الباب، ويمكن أن يقال: لما كان غالب الأحاديث قد وردت بالقنوت بعد الركوع في صلاة الفجر، وورد في هذا الحديث القنوت في صلاة العشاء أيضًا، دلَّ ذلك على عدم اختصاص الفجر بالقنوت، وبالتالي على جوازه في جميع الصلوات -ومنها الظهر- حسب الحاجة، ويشهد له حديث ابن عباس "قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا متتابعا في الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، وصلاة الصبح
…
يدعو على أحياء من بني سليم
…
" رواه أحمد (2746)، (1/ 301 - 302)، وأبو داود (1443)، (2/ 143)، وابن خزيمة (618)، (1/ 313)، وغيرهم، واللفظ لأبي داود، وصحح الشيخ أحمد شاكر إسناده في تعليقه على المسند (4/ 263). وانظر: زاد المعاد (1/ 273). والله تعالى أعلم بالصواب.
(8)
لم أقف على روايته.
باب إباحةِ القنوتِ في المغرب والعشاء في الركعة الآخرة
2242 -
حدثنا عباس بن محمد الدوري، قال: ثنا شبابة بن سوَّار، قال: ثنا شعبة
(1)
(2)
عن عمرو بن مُرَّة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب "أن النبي صلى الله عليه وسلم قَنَتَ في الصبح والمغرب".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، به، بمثله، بلفظ:"كان يقنت".
كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة، (1/ 470) برقم (678).
(2)
(ك 1/ 478).
2243 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان
(1)
وشعبة، عن عمرو بن مُرَّة -بإسناده- "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قنت في صلاة الصبح "
(2)
.
⦗ص: 177⦘
ورواه ابن نمير
(3)
عن سفيان فقال: "في الصبح والمغرب".
ورواه عبد الرحمن
(4)
عن سفيان وشعبة بمثل حديث شبابة
(5)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن ابن نمير (وهو محمد بن عبد الله بن نمير)، عن أبيه، عن سفيان -وهو الثوري-، به، بلفظ:"في الفجر والمغرب".
الكتاب والباب المذكوران (1/ 470) برقم (678/ 306).
وأما طريق شعبة فسبق بيان طريق مسلم فيه في (ح / 2242).
(2)
ورواه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 242) عن فهد، عن أبي نعيم، به، بلفظ:"كان يقنت في الصبح والمغرب".
والراجح -والله تعالى أعلم- ما عند المصنف لوجوه منها:
1 -
اهتمام المصنف بهذه الزيادة، وهذا يجعله يتأكد أكثر. =
⦗ص: 177⦘
= 2 - إمامة الصغاني، فهو أوثق من فهد بن سليمان هذا.
(3)
وهو عبد الله بن نمير، والحديث عند مسلم، ورواه عبد الرزاق، عن الثوري، به، بذكر المغرب -أيضًا-. المصنف (3/ 113) برقم (4975).
(4)
هو ابن مهدي الإمام، وشيخه (سفيان) هو الثوري.
(5)
أخرجه النسائي في "المجتبى"(2/ 202) باب القنوت في صلاة المغرب، عن عبيد الله بن سعيد، عن ابن مهدي، به، وكذلك أحمد في المسند (4/ 299) وابن حبان (1980)، (5/ 318).
وأخرجه أحمد في المسند (4/ 300) عن وكيع، به، بدون ذكر المغرب.
2244 -
حدثنا أبو أُمَيَّةَ، قال: ثنا عبد الله بن بكر، قال: ثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال: "سمع الله لمن حمده" من الركعة الآخرة من صلاة العشاء الآخرة قنت فقال: "اللهُمَّ أنج الوليد بن الوليد". ثم ذكر الحديث إلى قوله: "سنينا كسني يوسف"
(1)
.
(1)
تقدم الحديث عند المصنف برقم (2233)، فراجعه للوقوف على موضع الالتقاء وتخريجه.
باب الترغيبِ في قيام الليل والدعاء فيه، والدليلِ على أن أفضل الصلواتِ صلاةُ الليل، وأن أجوب الدعاء بعد ثلث الليل. وأنَّ الساعة التي يُسْتَجَابُ فيها دعاء كلِّ مسلم لا يوقَفُ على وقتها من الليل
2245 -
حدثنا يونسُ بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا شعبة
(2)
، قال: ثنا أبو إسحاق، قال: سمعت الأغَرَّ
(3)
يقول: أشهد على أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، أبي شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إن الله عز وجل يُمْهِلُ حتى يمضي ثلث الليل، ثم يهبط فيقول: "هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من مستغفر من ذنب؟ " فقال له رجلٌ: حتى يطلع الفجر؟ قال: نعم".
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (ص 295 - 296) برقم (2232).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، به، ولم يسق متنه إحالة على ما قبله من حديث منصور، وسيأتي عند المصنف برقم (2247).
وأبو إسحاق هو: السبيعي: عمرو بن عبد الله الهمداني.
كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل، والإجابة فيه، (1/ 523) برقم (758/ 172/
…
).
(3)
هو: أبو مسلم -كما صرح به عند مسلم، وفي (ح / 2247) الآتي- المدني، نزيل الكوفة.
"ثقة من الثالثة"(بخ م 4). تهذيب الكمال (3/ 317 - 318)، التقريب (ص 114).
2246 -
حدثنا عمار بن رَجَاء، وعباس بن محمد، قالا: ثنا محاضر
(1)
، قال: ثنا الأعمش، عن أبي إسحاق
(2)
، عن الأغَرِّ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه.
(1)
هو ابن المورِّع -بتشديد الراء المكسورة- الكوفي.
(2)
هو السبيعي، وهو موطن الالتقاء مع الإمام مسلم.
2247 -
حدثنا أبو البَخْتَري بن شاكر
(1)
، قال: ثنا حُسَيْن بن علي الجُعْفي
(2)
، قال: ثنا فُضَيْل
(3)
، عن أبي إسحاق
(4)
، عن الأغَرّ أبي مسلم،
⦗ص: 180⦘
عن أبي هريرة وأبي سعيد، ح
وحدثنا أبو عمر الإمام بحران
(5)
، قال: ثنا عبد الجبار بن محمد
(6)
الخَطَّابي، قال: ثنا جَرِير، عن منصور
(7)
، ح
وحدثنا أبو أُمَيَّة الطرسوسي
(8)
، قال: ثنا محمد بن الصبّاح البزار
(9)
[*]
، قال: ثنا أبو حفص الأبَّار -عمر بن عبد الله
(10)
-، عن منصور، كلُّهم قالوا:
⦗ص: 181⦘
ثنا أبو إسحاق، قال: حدثني الأغَرّ أبو مسلم، قال: "أشهد على أبي سعيد، وأبي هريرة، يشهدان له
(11)
على رسول الله صلى الله عليه وسلم
(12)
أنه قال: "إذا ذهب ثلث الليل الأوسط
(13)
هبط الرب تعالى
(14)
إلى السماء الدنيا
⦗ص: 182⦘
فيقول: "هل من داع؟ هل من سائل؟ هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ "
حتى يطلع الفجر
(15)
ثم يصعد".
وهذا لفظ فُضَيْلٍ
(16)
وأبي حفص.
وأما
(17)
حديث جرير، فقال
(18)
: "حتى إذا ذهب ثلث الليل، بمثله حتى ينفجر
(19)
الفجر".
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري البغدادي.
(2)
(الجعفي) لم يرد في (ل) و (م).
(3)
كذا في جميع النسخ المتوفرة [فضيل عن أبي إسحاق] وعلى هذا فـ (فضيل) هو: ابن مرزوق الأغرّ الرقاشي، الكوفي، أبو عبد الرحمن.
ولكن يظهر أن فيه سقطا، وأن الصحيح: فضيل، عن منصور، عن أبي إسحاق.
وعلى هذا فـ (فضيل) هو: ابن عياض العابد المشهور، ويدل على هذا أمورٌ:
1 -
أن الإمام النسائي أخرجه هكذا في "عمل اليوم والليلة" برقم (485)، (ص 153)
عن إبراهيم بن يعقوب، حدثنا حسين بن علي، عن فضيل، عن منصور، به، بنحوه.
2 -
صنيع المؤلف:
أ- حيث ساقه مع جرير وأبي حفص اللذين يرويان عن منصور.
ب- أسلوبه في تمييز الألفاظ، فكأنه يميز ألفاظ الرواة عن منصور.
3 -
وهو هكذا [كما أَسْتَصْوِبُه] في (إتحاف المهرة)(5/ 168 - 169). والله تعالى أعلم بالصواب.
(4)
هنا موضع الالتقاء، وانظر التفصيل بعد سياق طريق منصور.
(5)
مدينة قديمة في بلاد ما بين النهرين (العراق).
وأبو عمر هو: عبد الحميد بن محمد بن المستام الحراني.
كلمة (بحران) لم ترد في (ل) و (م)، وهي موجودة في (الإتحاف)(5/ 169) أيضًا.
(6)
ابن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب العدوي، الخطابي، ذكره ابن حبان في "الثقات" توفي سنة 238 هـ.
و"الخطابي" نسبة إلى زيد بن الخطاب رضي الله عنه. الثقات لابن حبان (8/ 418)، الأنساب (2/ 380)، تكملة الإكمال لابن نقطة (2122)، (2/ 511)، اللباب (1/ 451)، الإكمال للحسيني (500)، (1/ 499 - 500)، ذيل الكاشف (853)، (ص 169)، تعجيل المنفعة (605)، (1/ 781 - 782).
(7)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عثمان وأبي بكر (ابني أبي شيبة) -واللفظ لهما- وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، كلهم، عن جرير، عن منصور، به، بنحوه، وليس فيه شهادة الأغر على شيخيه، وشهادتهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم. الكتاب والباب المذكوران (1/ 523)، برقم (758/ 172).
(8)
(الطرسوسي) ليس في (ل) و (م).
(9)
هو الدولابي، أبو جعفر البغدادي. "ثقة، حافظ
…
"، (227 هـ) ع. تهذيب الكمال (25/ 388 - 392)، التقريب (ص 484).
(10)
كذا في النسخ المتوفرة، وهو خطأ، والصحيح أنه: عمر بن عبد الرحمن بن قيس =
⦗ص: 181⦘
= الأبار، وهو كوفي نزل بغداد. وهو "صدوق، وكان يحفظ، وقد عمي، من صغار الثامنة"، (عخ د س ق).
انظر: الكنى والأسماء للإمام مسلم (634)، (1/ 204)، الأسامي والكنى للحاكم (1280)، (3/ 228 - 229)، تاريخ بغداد (11/ 191 - 192)، تهذيب الكمال (21/ 426 - 429)، التقريب (ص 415)، وانظر تعليق محقق (الإتحاف)(5/ 169).
و"الأبار": -بفتح الألف، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة- نسبة إلى عمل "الإبَر" وهي جمع الإبرة التي يخاط بها الثياب. الأنساب (1/ 69)، اللباب (1/ 23).
(11)
في (ل) و (م): "به"، وهي مطموسة في (ط).
(12)
ك (1/ 479).
(13)
وعند مسلم: "ثلث الليل الأول"، وكذلك عنده من حديث سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة (758/ 169).
وعنده من حديث ابن مرجانة عن أبي هريرة (758/ 171) بلفظ: "لشطر الليل، أو لثلث الليل الآخر".
قال ابن حبان في التوفيق بين هذه الأحاديث: "ويحتمل أن يكون نزوله في بعض الليالي حتى يبقى ثلث الليل الآخر، وفي بعضها حتى يذهب ثلث الليل الأول
…
".
الإحسان (3/ 202).
(14)
كلمة (تعالى) لم ترد في (ل) و (م).
(15)
كلمة (الفجر) ليست في (ط)، وهي مستدركة في الهامش في الأصل.
(16)
في (ل) و (م): (لفظ حديث).
(17)
في (ل) و (م): (فأما).
(18)
كلمة (فقال) ليست في (ل) و (م)، وعدم وجوده أنسب، وعلى وجوده يقال:(وأما حديث جرير فقال فيه)، كذلك.
(19)
أي: يظهر، و"انْفَجَرَ" مطاوع "فجر".
انظر: اللسان (5/ 45)، المعجم الوسيط (2/ 674).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة: (البزار)، وصوابه: البزاز، كما في الأصل الخطي بكوبريللو (2/ ق 66/ ب)، وقد صوبه المحقق في عدة مواضع من الكتاب (1413، 2800، 10107)، وانظر:(4953).
2248 -
حدثنا إسحاق بن باجويه الترمذي
(1)
بترمذ قال: ثنا
⦗ص: 183⦘
خالد بن مخلد القَطَواني، قال: ثنا سليمان بن بلال، عن سُهَيْلِ بن أبي صالح
(2)
، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يَنْزِل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل، فيقول: "أنا الملك، أنا الملك
(3)
-مرتين- من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ من يسألني فأعطيه؟) حتى ينفجر الفجر".
(1)
هو: إسحاق بن إبراهيم بن جبلة بن باحويه الترمذي، ذكره ابن حبان في (الثقات)(8/ 122)، في ثقات تبع الأتباع، وفيه:(ماجويه) -بالميم-. وذكره السمعاني في (الأنساب)(1/ 459 - الترمذي) وفيه: (باجويه -بالجيم المعجمة-)، وابن الجوزي في "كشف النقاب"(140 - (ص 35)، وفيه:(حبلة) -بالمهملة-، والحافظ في (نزهة الألباب)(299)، (1/ 107):(جميلة)، وذكر محققه أن في بعض نسخ الكتاب:(حبلة) وفي بعضها: (جهيلة).
ولم أجد تأييدًا لأحد في كتب الضبط؛ إلا أنني أميل إلى صحة (جبلة) لاتفاق ابن حبان والسمعاني عليها. =
⦗ص: 183⦘
= وأما (باحويه) فعند الأكثر هكذا، واتفاق النسخ عليه يكاد يدفعنا إلى القطع بصحته.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب (وهو ابن عبد الرحمن القاري) عن سهيل بن أبي صالح، به، بنحوه، وفيه:"ثلث الليل الأول".
الكتاب والباب المذكوران (1/ 522)، برقم (758/ 169).
(3)
جملة (أنا الملك) الثانية ليست في (ط).
2249 -
حدثنا [أبو العباس]
(1)
الغَزِّيُّ، قال: ثنا الفِرْيَابِيُّ، قال: ثنا سفيان، عن [سليمان] الأعمش
(2)
، ح
وحدثنا عليُّ بن حرْب، والحسن بن عفان، قالا: ثنا حسين الجعفي، عن فُضَيْلِ بن عياض، عن الأعمش، عن أبي سفيان
(3)
، عن جابر قال:
⦗ص: 184⦘
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: في الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله خير
(4)
الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك في كل ليلة".
وقال الفريابي: "أو آتاه إياه، وهي في كل ليلة".
(1)
من (ل) و (م). وهو كذلك، واسمه: عبد الله بن محمد الأزدي، والفريابي معروف.
(2)
في (ل) و (م): (سليمان الأعمش)، وهو موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير عن الأعمش، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: في الليل ساعةٌ مستجاب فيها الدعاء، (1/ 521) برقم (757).
(3)
الواسطي، طلحة بن نافع، أبو سفيان الإسكاف، نزيل مكة.
(4)
في (م): (لخير).
2250 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة
(1)
، قال: ثنا ابن إدريس
(2)
وجرير، عن الأعمش، بإسناده نحوه.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عثمان هذا عن جرير فقط، به.
(2)
هو: عبد الله بن إدريس الأوْدي الكوفي.
2251 -
حدثنا موسى بن سفيان أبو عمران الأهوازي
(1)
، قال: ثنا عبد الله بن الجهم الرازي، قال: حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن مُطَرِّف
(2)
، عن
⦗ص: 185⦘
الأعمش
(3)
، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في الليل ساعة لا يسأل الله فيها عبد مسلم خيرًا إلا أعطاه إياه، وذلك في
(4)
كل ليلة".
رواه سلمة
(5)
عن الحسن بن أعين
(6)
، عن مَعْقل
(7)
، عن أبي الزبير، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه
(8)
(9)
.
(1)
هو الجنديسابوري -بضم الجيم، وسكون النون، وفتح الدال، وفي (م):(ابن الأهوازي) وهو خطأ.
و"الأهوازي" -بفتح الألف وسكون الهاء- نسبة إلى "الأهواز" وهي من بلاد خوزستان، وهي الآن منطقة في غرب إيران على الخليج تسمى (عربستان)، وأما "جنديسابور" فبلدة من بلاد كور الأهواز، وهي على ثمانية فراسخ شمال غرب مدينة تُستر.
أحسن التقاسيم (ص 406 - الأهواز) و (408 - جنديسابور)، المسالك والممالك (ص 62، 65)، الأنساب (ص 231)، 94، معجم البلدان (1/ 338 - 339)، (2/ 198)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 268، 273)، المنجد (في الأعلام)(ص 84 - 85).
(2)
هو ابن طريف الكوفي، أبو بكر، أو أبو عبد الرحمن. "ثقة فاضل"(141 هـ) أو بعد =
⦗ص: 185⦘
= ذلك. ع. تهذيب الكمال (28/ 62 - 67)، التقريب (ص 534).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
لفظة (في) ليست في (ل) و (م)، ومثله في صحيح مسلم، وكلاهما صحيح معنى.
(5)
هو: ابن شبيب المسمعي -بكسر الميم- النيسابوري، نزيل مكة. "ثقة، من كبار الحادية عشرة"(بضع وسنة 240 هـ). تهذيب الكمال (11/ 284 - 287)، التقريب (ص 247).
(6)
هو: الحسن بن محمد بن أعين الحراني، أبو علي.
(7)
هو ابن عبيد الله الجزري.
(8)
كلمة (بنحوه) ليست في (م).
(9)
رواه الإمام مسلم في الكتاب والباب المذكورين (1/ 521) برقم (757/ 167).
باب فضلِ صلاةِ نِصْفِ اللّيْلِ على سائره إلى أن يبقى سُدُسُه
2252 -
أخبرنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أبنا سفيان بن عيينة
(1)
، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحَبُّ الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل
(2)
ويقوم ثُلُثَه، وينام سُدُسَه"
(3)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرْب، عن ابن عيينة، به، بمثله، مطولًا. كتاب الصيام، باب النهي عن صوم الدهر
…
وبيان تفضيل صوم يوم وإفطار يوم، (2/ 816) برقم (1159/ 189).
(2)
(ك 1/ 480).
(3)
وأخرجه البخاري في "التهجد"(1131) باب من نام عند السحر (3/ 20، مع الفتح)، عن علي بن عبد الله، وفي "أحاديث الأنبياء"(3420)، باب أحب الصلاة إلى الله صلاة داود
…
(6/ 525، مع الفتح)، عن قتيبة بن سعيد، كلاهما عن ابن عيينة، به، بنحوه، ولفظ قتيبة أقرب إلى سياق يونُس.
2253 -
حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي
(1)
، قال: ثنا حسين الجعفي
(2)
، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن محمد بن المنتشر
(3)
،
⦗ص: 187⦘
عن حميد بن عبد الرحمن [الحِمْيَري]
(4)
، عن أبي هريرة قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيُّ الصلاة أفضل بعد صلاة المكتوبة؟ " قال: "الصلاة في جوف الليل".
(1)
هو الكوفي.
(2)
هو: حسين بن علي الجعفي، وهو الملتقى -هنا- بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن أبي بكر بن أبي شيبة: حدثنا حسين بن علي، به، ولم يسق متنه إحالة على حديث جرير قبله. كتاب الصيام، باب فضل صوم المحرم، (2/ 821) برقم (1163/ 203/
…
).
(3)
ابن الأجدع الهمْداني -بالسكون- الكوفي. "ثقة، من الرابعة" ع. تهذيب الكمال =
⦗ص: 187⦘
= (26/ 496 - 497)، التقريب (ص 508).
(4)
من (ل) و (م) وهو كذلك، وهو من البصرة. "ثقة فقيه، من الثالثة" ع. تهذيب الكمال (7/ 381 - 383)، التقريب (ص 182).
باب [بيان]
(1)
فضل صلاة آخر الليل على أوَّلِه
(1)
(بيان) من (ل) و (م).
2254 -
حدثنا علي بن حرْب، قال: ثنا أبو معاوية
(1)
ويعلى، قالا: ثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من خشي منكم أن لا يقوم من آخر الليل
(2)
فليوتر من أول الليل، ثم لِيَرْقُدْ، ومن طَمِعَ منكم أن يقوم من آخر الليل فليوتر من آخر اليل، وذلك أفضل".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة: حدثنا حفص وأبو معاوية، عن الأعمش، به، بنحوه، وفيه:"فإن صلاة آخر الليل مشهودة".
أما يعلى فهو: ابن عبيد، ولم يورد مسلم حديثه.
والحديث أخرجه في كتاب صلاة المسافرين، باب من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، (1/ 520) برقم (755).
(2)
من هنا إلى نهاية كلمة (من آخر الليل) ساقط من (م).
2255 -
حدثنا عباس [بن محمد]
(1)
، قال: ثنا محاضرٌ، قال: ثنا الأعمش
(2)
، بمثله "من آخر الليل؛ فإن قراءةَ آخِرِ الليل محضورة
(3)
، وذلك أفضل".
(1)
من (ل) و (م).
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
أي: تحضرها الملائكة، كما في حديث حفص عند مسلم:"مشهودة".
انظر: مشارق الأنوار (1/ 207).
2256 -
حدثنا أبو أحمد شعيب بن عمرو
(1)
بعسكر مكرم
(2)
، قال: حدثنا سَلَمَةُ بن شَبِيْب
(3)
، قال: ثنا الحسن بن أَعْيَنْ، قال: ثنا مَعْقَلُ بن عبيد الله، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أيكم خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر، ثم لِيَرْقُدْ، ومن وَثِقَ بقيام من الليل فليوتر من آخره، فإن قراءة آخر الليل محضورة، وذلك أفضل".
(1)
هكذا جاء في المخطوط، وورد في مواضع أخرى عند المصنّف -كما في ح (4146، 6684، 9256، 10082) -: "أبو أحمدَ شعيب بن عمران -بن موسى بن عيسى- العسكريّ، بعسكر مُكْرَم"، وجميع رواياته عن سلمة بن شبيب بهذا الإسناد الفرد.
(2)
"عسكر مُكْرَم": -بضم الميم، وسكون الكاف، وفتح الراء- بلد مشهور من نواحي خوزستان.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عن سلمة هذا، به، بمثله.
كتاب صلاة المسافرين، باب من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، (1/ 520)، برقم (755/ 163).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: انظر: إتحاف المهرة (3635).
[باب]
(1)
بيانِ الدليل على إيجاب القيام بالليل، وبيان الخبرِ المُبَيِّنِ على أن القيام بالليل غير واجب
(2)
، وأن الآيتين من آخر سورة البقرة تجزئُ من القراءة بالليل
(1)
من (ل) و (م) وليس فيهما: (بيان).
(2)
في (ل) و (م): (ليس بواجب).
2257 -
حدثنا محمد بن مسلم
(1)
بن وارة أبو عبد الله الرازي، قال: ثنا عمرو بن أبي سلمة أبو حفص
(2)
، عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن عمر بن الحكم
(3)
، قال: أخبرني أبو سلَمَةَ بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَكُن مثل فلان
(4)
كان يقوم الليلَ
⦗ص: 191⦘
فتَرَكَ قيام الليل"
(5)
.
(1)
ابن عثمان بن عبد الله المعروف بـ (ابن وارة) -بفتح الراء المخففة-. "ثقة حافظ"(270 هـ) وقيل: قبلها. (س). تهذيب الكمال (26/ 444 - 452)، التقريب (ص 507).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أحمد بن يوسف الأزدي: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، به، بمثله، إلا أن فيه "بمثل فلان" -بزيادة الباء-. كتاب الصيام، باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به .... ، (2/ 814) برقم (1159/ 185).
و"عمرو بن أبي سلمة" هذا هو التّنِّيْسِيُّ، أبو حفص الدمشقي، صاحب الأوزاعي.
(3)
ابن ثوبان المدني. "صدوق"، (117 هـ). (خت م دس ق). تهذيب الكمال (21/ 307 - 309)، التقريب (ص 411).
(4)
قال الحافظ في "الفتح"(3/ 46): "لم أقف على تسميته في شيء من الطرق، وكأن إبهام مثل هذا لقصد الستر عليه
…
".
(5)
وأخرجه البخاري في "التهجد"(1152) باب ما يكره من تَرْكِ قيام الليل لمن كان يقومه، (3/ 45، مع الفتح)، عن عباس بن الحسن، قال: حدثنا مُبَشِّرٌ (وهو ابن إسماعيل)، وعن مقاتل أبي الحسن قال: أخبرنا عبد الله (وهو ابن المبارك) -كلاهما عن الأوزاعي: حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة، به، بدون واسطة عمر بن الحكم.
ثم أشار إلى طريق عمرو بن أبي سلمة أيضًا، إشارة منه إلى أنه من المزيد في متصل الأسانيد، وراجع التفصيل في الفتح (3/ 46).
2258 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أبنا بِشْرُ بن بكر، عن الأوزاعي
(1)
، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، قال: حدثني أبو سلَمَةَ بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله
(2)
لا تكُنْ مثل فلان، كان يقوم الليل، فترك قيام الليل".
(1)
هنا موضع الالتقاء.
(2)
(ك 1/ 481).
2259 -
حدثنا أبو داود الحراني، قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: ثنا أبي، عن صالح
(1)
، عن ابن شهاب
(2)
قال: أخبرني علي بن
⦗ص: 192⦘
الحسين، أن أباه حسينَ بن علي أخبره أن عليَّ بن أبي طالب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه
(3)
هو وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"ألا تصلون؟ " فقلت: "يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله؛ فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا". فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلتُ
(4)
ذلك، ولم يرجع
(5)
إلي شيئًا، ثم سمعتُه وهو يضرب فخذه، ويقول:{وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)}
(6)
(7)
.
(1)
هو ابن كيسان المدني.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، عن عقيل، عن الزهري، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى =
⦗ص: 192⦘
= أصبح، (1/ 537 - 538) برقم (775).
(3)
"طرقه" من طرق يطرق طُروقًا، و "الطُّروق" -بضم الطاء-: إتيان المنازل بالليل خاصة، و "طرق": إذا أتى ليلًا.
تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 208)، وانظر: مشارق الأنوار (1/ 319).
(4)
في (ل) و (م): (قلت له ذلك).
(5)
بفتح أوله: أي: لم يجبني.
(6)
من الآية (54) من سورة (الكهف).
(7)
وأخرجه البخاري في "التفسير"(4724) باب {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)} ، (8/ 260، مع الفتح)، عن علي بن عبد الله: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، به، بنحوه، مختصرًا.
2260 -
حدثنا أبو أمية، ثنا الوليد بن صالح
(1)
، وحَنِيْفَةُ بن
⦗ص: 193⦘
مَرْزُوق
(2)
-شيخ ثقة، ببغداد- قالا: ثنا الليث
(3)
، عن عقيل، عن ابن شهاب -بإسناده مثله- "وهو مدبر يضرب فخذه، ويقول: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)} "
(4)
.
(1)
هو النخاس -بنون ومعجمة، ثم مهملة- الضبي، أبو محمد الجزري، نزيل بغداد.
"ثقة من صغار التاسعة"(خ م). الأنساب (5/ 470)، تهذيب الكمال (31/ 28 - 30)، التقريب (ص 582).
(2)
أبو الحسن، سكن بغداد، ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 217)، وقال:"يروي عن شريك، روى عنه أهل العراق". وأورده الخطيب في تاريخه (8/ 283) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقد وثّقه المصنّف هنا.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن قتيبة، عن الليث، به.
(4)
من الآية (54) من سورة "الكهف".
2261 -
حدثنا أبو الجَماهِر الحِمصي
(1)
والصغاني، وأبو أمية، قالوا: ثنا أبو اليمان، قال: ابنا شعيب، عن الزهري -بإسناده
(2)
- إلا أنه قال: "وهو مولي
(3)
، يضرب فخذه"
(4)
.
(1)
هو: محمد بن عبد الرحمن الحمصي. و"الحمصي" نسبة إلى "حمص" بلدةٍ معروفةٍ من بلاد الشام، تقع في سورية بين دمشق وحلب، قال المقدسي عنها: ليس بالشام بلدة أكبر منها. أحسن التقاسيم (ص 156)، المسالك والممالك (ص 46)، الأنساب (2/ 263)، معجم البلدان (2/ 347)، المنجد (في الأعلام)(ص 259 - 260).
والنسبة (الحمصي) لم ترد في (ل) و (م) هنا.
(2)
في (ل) و (م) هنا زيادة: (مثله).
(3)
كذا في النسخ، وفي صحيح البخاري -من رواية أبي اليمان- بلفظ: (موَلٍّ -بإسقاط الياء- وهو الأصح لغةً، لأن الياء لا تثبت رفعًا وجرًا مع التنوين.
(4)
وأخرجه البخاري في "التهجد"(1127)، باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل
…
=
⦗ص: 194⦘
= (3/ 13، مع الفتح).
وفي "الاعتصام"(7347) باب {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)
…
} (13/ 326، مع الفتح).
وفي "التوحيد"(7465) باب في المشيئة والإرادة، (13/ 454، مع الفتح)، عن أبي اليمان، عن شعيب، به.
ساق في "التهجد" بمثل لفظ المصنف، لأنه ساقها على لفظ أبي اليمان.
أما في "الاعتصام" فرواية أبي اليمان مقرونة برواية إسحاق بن راشد [محمد بن سلام عن عتاب بن بشير، عن إسحاق] وساقها على لفظ إسحاق.
وأما في "التوحيد" فمقرونة برواية ابن أبي عتيق [إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه عبد الحميد، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق]، وساقها على لفظ ابن أبي عتيق.
2262 -
حدثنا هلالُ بن العلاء
(1)
، قال: ثنا سعيد بن عبد الملك [بن واقد]
(2)
، قال: ثنا
⦗ص: 195⦘
محمد بن سلمة
(3)
عن أبي عبد الرحيم
(4)
، عن زيد بن أبي أُنَيْسة
(5)
، عن الزهري
(6)
، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السحر، وأنا وفاطمة نائمان، فقال "ألا تقومان تصليان"؟ فقلتُ مُجيبًا له:"إنما أنفُسُنا بيد الله إذا شاء أن يبعثها بعثها"، قال: فرجع ولم يُجِبْ إليَّ بكلام، فسمعتُه حين ولَّى -وضرب بيده على فخذه- وهو يقول:{وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)}
(7)
.
(1)
ابن هلال الباهلي مولاهم أبو عمر الرقي.
(2)
من (ل) و (م) وهو كذلك. وهو من حران.
ذكره ابن حبان في "الثقات". وقال أبو حاتم: "يتكلمون فيه، يقال: إنه أخذ كتبًا لمحمد بن سلمة فحدث بها، ورأيت فيما حدث أكاذيب كذب". وقال الدارقطني: "ضعيف لا يحتج به". وذكره الذهبي في "الميزان" وذكر كلام أبي حاتم السابق، ثم ساق حديثًا حكم عليه بالوضع، وحمَّل المترجَمَ وضْعَه. وذكره في "المغني في الضعفاء" واكتفى بذكر قول أبي حاتم:"يتكلمون فيه" فقط.
أما الحافظ فمال إلى كون الوليد بن مسلم (شيخ المترجم في الحديث الذي ذكره =
⦗ص: 195⦘
= الذهبي، والذي يروي عن الفزاري) سمعه من إنسان ضعيف، ودلَّسه على الفزاري".
والقلب إلى كلامه أميل.
فهو كما قال الدارقطني -وهو معتدل-: "ضعيف لا يحتج به"، وخاصة إذا روى عن محمد بن سلمة (شيخه في هذا الحديث).
الجرح والتعديل (4/ 45)، الثقات لابن حبان (8/ 267)، ضعفاء ابن الجوزي (1420)، (1/ 323)، المغني في الضعفاء (2428)، (1/ 263)، الديوان (1632)، (ص 161)، لسان الميزان (3/ 279 - 280)، الكشف الحثيث (310)، (ص 125).
(3)
ابن عبد الله الباهلي مولاهم الحراني.
(4)
هو خالد بن أبي يزيد بن سماك بن رستم الأموي مولاهم الحراني "ثقة"، (144 هـ)(بخ م د س). تهذيب الكمال (8/ 217 - 218)، التقريب (ص 192).
(5)
هو الجزري، أبو أسامة، أصله من الكوفة، ثم سكن "الرها".
(6)
هنا موضع الالتقاء.
(7)
الآية (54) من سورة "الكهف".
2263 -
حدثنا ابن الفَرَجِي
(1)
قال: حدثني إبراهيم بن المنذر
(2)
، قال: ثنا عمرُ بن عثمان التيمي
(3)
،
⦗ص: 197⦘
عن أبيه
(4)
، ح
وحدثنا أبو أمية، قال: ثنا يحيى بن صالح الوُحَاظي، قال: ثنا
⦗ص: 198⦘
إسحاق بن يحيى
(5)
، قالا: ثنا الزهري
(6)
، بإسناده نحوه.
(1)
هو: محمد بن يعقوب بن الفرج، أبو جعفر الصوفي، المعروف بابن الفرجي، من أهل سُرَّ من رأى. ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 387 - 388)، والسمعاني في "الأنساب"(4/ 360) -ومصدرهما أبو سعيد ابن الأعرابي- وابن ماكولا في "إكماله"(7/ 67)، وابن الأثير في "لبابه"(2/ 418) ولم يوردوا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وجاء في الأنساب: "وكان له موضع من العلم والفقه ومعرفة الحديث، لزم عليّ بن المديني فأكثر عنه، وكان يحفظ الحديث .... صحب الصوفية
…
".
و"الفرجي" -بفتح الفاء والراء- نسبة إلى "الفرج" وهو اسم رجل.
(2)
ابن عبد الله بن المنذر الأسدي الحِزامي. (236 هـ)(خ ت س ق).
وثقه ابن معين، وابن وضّاح والدارقطني، وقال أبو حاتم:"صدوق"، وقال النسائي:"ليس به بأس"، وتكلم فيه أحمد من أجل كونه دخل إلى ابن أبي دؤاد وتخليطه فيه، في القرآن. وقال الساجي:"عنده مناكير". وتعقبه الخطيب بقوله: "أما المناكير فقلَّ ما يوجد في حديثه إلا أن يكون عن المجهولين، ومن ليس بمشهور عند المحدثين، ومع هذا فإن يحيى بن معين وغيره من الحفاظ كانوا يرضونه ويوثقونه". وقال الحافظان: الذهبي وابن حجر: "صدوق"، زاد ابن حجر:"تكلم فيه أحمد لأجل القرآن". وهو كذلك أو فوقه، والجرح راجع إلى ما أشار إليه الحافظ من تخليطه في القرآن.
الجرح والتعديل (2/ 139)، تاريخ بغداد (6/ 179 - 181)، تهذيب الكمال (2/ 207 - 211)، الكاشف (1/ 225)، هدي الساري (ص 408)، تهذيب التهذيب (1/ 145)، التقريب (ص 94).
(3)
ابن عمر بن موسى التيمي، المدني، أبو حفص، (166 هـ) بالمدينة، (ر ق). =
⦗ص: 197⦘
= سئل ابن معين عنه وعن أبيه فقال: "لا أعرفهما". وقال ابن أبي حاتم -بعد أن ساق قول ابن معين السابق-: "يعني: أنه مجهول". ووافقه ابن عدي في كونهما مجهولين.
لكن ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "مستقيم الحديث". وأثنى عليه الزبير بن بكَّار ثناءً بالغًا. وقال الذهبي: "ثقة". وقال الحافظ: "صدوق"، وهو كما قال الحافظ. أخبار القضاة لوكيع (2/ 134)، تاريخ الدارمي عن ابن معين (29، 597)(ص 47، 166)، الجرح (6/ 124)، "الثقات" لابن حبان (8/ 441)، الكامل لابن عدي (5/ 68)، تهذيب الكمال (21/ 460 - 461)، الكاشف (2/ 66)، تهذيب التهذيب (7/ 424)، التقريب (ص 415).
(4)
هو عثمان بن عمر بن موسى التيمي، المدني قاضيها، (خت د ق). تقدم قول ابن معين فيه وفي ابنه أنه لا يعرفهما، وكذلك موافقة ابن عدي له. وتعقبهما الحافظ بقوله:"وقول عثمان الدارمي عن يحيى بن معين: "لا أعرفه" وقول ابن عدي: "هو كما قال" عجيب، وقد عرفه غيرهما حق المعرفة كما سيأتي في ترجمة عمر بن عثمان".
قلت: وكما سبق في ترجمة ابنه لم ينقل الحافظ في ترجمتهما لأحد من النقاد ما تتحقق به المعرفة عند يحيى إلا ذكر ابن حبان لهما في "الثقات".
وقال أبو محمد بن يربوع الأشبيلي: "وأما الدارقطني فذكره في "العلل" كثيرًا
…
ورأيته قد رجَّحَ كلامه في بعض المواضع، وهو على أصل البخاري محتمل". وقال الحافظ:"مقبول، من السادسة، مات في خلافة المنصور".
"الثقات" لابن حبان (7/ 200)، تهذيب الكمال (19/ 464 - 467)، تهذيب التهذيب (7/ 131)، التقريب (ص 386).
(5)
ابن علقمة الكلبي الحمصي، يعرف بالعَوْصِيّ -بفتح العين المهملة- (خت).
ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 49). وقال الدارقطني: "أحاديثه صالحة، ومحمد [أي الإمام البخاري] يَسْتَشْهِدُ به، ولا يعتَدُّه في الأصول". سؤالات الحكم (280)، (ص 185). وذكره البخاري في "الكبير"(1/ 406)، وابن أبي حاتم في "الجرح"(2/ 237)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره الذهلي في الطبقة الثانية من أصحاب الزهري، وقال:"مجهول".
وجميع المصادر على أنه لم يرو عنه إلا الوحاظي، ولم يرو هو إلا عن الزهري. وروى أبو عوانة عن ابن عوف قوله:"يقال: إن إسحاق بن يحيى قتل أباه". وقال الحافظ: "صدوق
…
من الثامنة". تهذيب الكمال (2/ 492 - 493)، ميزان الاعتدال (1/ 204)، التقريب (ص 103).
(6)
هنا موضع الالتقاء.
2264 -
قرأت على أبي عبيد الله حماد بن الحسن
(1)
، قال: ثنا حبان بن هلال، قال: ثنا وُهَيب بن خالد
(2)
، قال: ثنا موسى
(3)
، قال: سمعتُ أبا النضر يُحَدِّث، ح
⦗ص: 199⦘
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: ثنا وُهَيب بن خالد، قال: ثنا موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر يحدِّث
(4)
عن بسر بن
(5)
سعيد، عن زيد بن ثابت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حُجْرة من حصير في المسجد في رمضان، فصلى فيه لياليَ، فصلى بصلاته ناس من أصحابه، فلما علم بهم جعل يقعد، خرج
(6)
إليهم، فقال "قد عرفتُ الذي رأيتُ من صنيعكم
(7)
، فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة".
هذا لفظ الصغاني.
وقال حبان في حديثه: "اتخذ حجرة في المسجد من حصير، فصلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لياليَ حتى اجتمع الناس إليه، فَقَدُوا
(8)
صلاته
⦗ص: 200⦘
ليلة، فظنوا أنه قد نام، فجعل بعضهم يَتَنَحْنَحُ ليخرج إليهم، فقال: "ما زال بكم الذي رأيتُ من صنيعكم حتى خَشيتُ أن يُكْتَب
(9)
عليكم، ولو كُتِبَ عليكم ما قُمْتُم به، فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة"
(10)
.
(1)
ابن عنبسة الوراق البصري.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن حاتم: حدثنا بهز: حدثنا وهيب، به، ولم يسق متنه كاملًا إحالة على حديث عبد الله بن سعيد قبله، وسيأتي عند المصنف برقم (2265). كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة النافلة في بيته، وجوازها في المسجد، (1/ 540) برقم (781/ 214).
(3)
هو ابن عقبة الأسدي، وأبو النضر هو: سالم بن أبي أمية المدني.
(4)
كلمة (يحدث) ليست في (ل) و (م).
(5)
(ك 1/ 482).
(6)
في الأصل و (س): (فلم يخرج)، وهذا خطأ قطعًا، يدل عليه السياق، ولفظ حبان الآتي، و (ح / 2265) الآتي، ولفظ عبد الأعلى بن حماد عند البخاري (731):(فخرج إليهم). والمثبت من (ل) و (م) وهو أقرب إلى الصحة، وتوجد في نسخة (ل) ضبة عند هده الكلمة لورودها هكذا، لأن الأصح أن يقال بالفاء.
(7)
أي: تَجَمُّعهم في المسجد، كونُهم رفعوا أصواتهم، وسبحوا به ليخرج إليهم، وحصب بعضهم الباب لظنهم أنه نائم، وتَنَحْنُحهم، كما في الروايات. انظر: الفتح (2/ 252).
(8)
كذا في النسخ، وفي البخاري (7290) من حديث عفان عن وهيب بلفظ "ثم فقدوا صوته ليلة
…
".
(9)
استُشْكِلَتْ هذه الخشية من وجوه ذكرها العلماء وأجابوا عنها.
راجع الفتح (3/ 17) ففيه تفصيل ذلك.
(10)
وأخرجه البخاري في "الأذان"(731) باب صلاة الليل، (2/ 251، مع الفتح)، عن عبد الأعلى بن حماد، شيخِ الصغاني هنا.
وفي "الاعتصام"(7290) باب ما يكره من كثرة السؤال
…
(13/ 278، مع الفتح)، عن إسحاق بن منصور، عن عفان، كلاهما عن وهيب، به.
لفظُ عبد الأعلى قريب من لفظ الصغاني، ولفظ عفان قريب من لفظ حَبّان.
2265 -
حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي
(1)
، والصغاني، قالا: ثنا مكي
(2)
، قال: ثنا عبد الله بن سعيد
(3)
، عن أبي النضر، عن بُسْرِ بن سعيد، عن زيد بن ثابت أنه قال: "احتجَرَ
(4)
رسول الله صلى الله عليه وسلم حُجْرَةً فكان رسول الله
⦗ص: 201⦘
صلى الله عليه وسلم يخرج من الليل فيصلي فيها؛ فرآه رجال يصلي؛ فصلوا معه بصلاته، وكانوا يأتونه كل ليلة، حتى إذا كان ليلة من الليالي لم يخرجْ إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فَتَنَحْنَحُوا، ورفعوا أصواتهم، وحَصَبُوا
(5)
بابَه؛ فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبًا؛ فقال لهم: "أيها الناس، ما زال بكم صنيعكم حتى ظننتُ أن
(6)
سَيُكْتَب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فإن خير صلاة المرء في بيته إلّا الصلاة المكتوبة"
(7)
.
(1)
(الفارسي) ليست في (ل) و (م).
(2)
هو ابن إبراهيم البلخي.
(3)
هو ابن أبي هند الفزاري مولاهم المدني. وهو الملتقى -هنا- بين المصنف والإمام مسلم، رواه مسلم عن محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن سعيد، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران (1/ 539) برقم (781).
(4)
أي: اتخذ حجرة. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 105)، المشارق (1/ 181).
(5)
أي: رموه بالحصباء، ويقال: تحاصب القوم: تراموا بالحصباء.
تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 106)، وانظر: المشارق (1/ 205).
(6)
وفي مسلم والبخاري: "أنه سيكتب عليكم"، وفي (ل):"ستكتب".
(7)
وأخرجه البخاري في "الأدب"(6113) باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله تعالى، (10/ 534، مع الفتح)، عن المكي (تعليقًا).
وعن محمد بن زياد: حدثنا محمد بن جعفر.
كلاهما عن عبد الله بن سعيد، به، بنحوه، واللفظ لابن جعفر.
2266 -
حدثنا يونس بن حبيب وعمار بن رَجَاء، قالا: ثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا شعبة
(2)
، عن الأعمش، ومنصور، عن إبراهيم
(3)
، عن
⦗ص: 202⦘
عبد الرحمن بن يزيد
(4)
، عن أبي مسعود
(5)
، قال
(6)
: بلغني عنه حديث فلَقِيْتُه وهو يطوف بالبيت، فسألته؛ فحدثني أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ الآيتين
(7)
من سورة البقرة في ليلة كفتاه"
(8)
.
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (614)، (ص 86).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور وحده، به، ولم يسق متنه إحالة على حديث زهير قبله. [وراجع للوقوف على بقية طرق حديث منصور عند مسلم (ح / 2267)، ولحديث الأعمش (ح / 2268)]. كتاب صلاة المسافرين، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة
…
(1/ 555) برقم (807/ 000).
(3)
هو ابن يزيد النخعي.
(4)
ابن قيس النخعي، أبو بكر الكوفي. "ثقة"(83 هـ) ع. تهذيب الكمال (18/ 12 - 14)، التقريب (ص 353).
(5)
هو: عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري، أبو مسعود البدري -مشهور بكنيته-.
(6)
القائل هو: عبد الرحمن، والضمير في "عنه" راجع إلى أبي مسعود، ولفظ زهير عن منصور عند مسلم: "عن عبد الرحمن قال: لقيت أبا مسعود عند البيت، فقلت: حديث بلغني عنك في الآيتين
…
".
(7)
أي: من آخر سورة البقرة، كما سيأتي.
(8)
قيل: معناه: كفتاه من قيام الليل، وقيل: من الشيطان، وقيل: من الآفات، ويحتمل الجميع. راجع: شرح النووي لمسلم (6/ 91 - 92)، شرح الأبي والسنوسي (3/ 153).
وترجمة المصنف لهذا الباب تدل على ترجيحه للمعنى الأول.
2267 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن شيبان
(1)
(2)
قالا: ثنا ابن عيينة
[*]
، ح
وحدثنا
(3)
ابن عفان
(4)
، قال: ..........................
⦗ص: 203⦘
ثنا أبو داود
(5)
، ح
وحدثنا الغزيُّ
(6)
، قال: ثنا الفِرْيَابِي، قالا: ثنا سفيان الثوري، جميعًا عن منصور
(7)
، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي مسعود، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الآيتان
(8)
الآخرتان
(9)
من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه".
(1)
ابن الوليد بن حيان القيسي الفزاري، أبو عبد المؤمن الرملي.
(2)
من هنا إلى نهاية قوله: "الفريابي" ساقط من (ل)، أما نسخة (م) ففيها تخليط واضح سندًا ومتنًا إلى جانب السقط، وذلك إلى آخر هذا الباب -ولم أُحَبِّذْ إثقال الحاشية بتفصيل ذلك.
(3)
(ك 1/ 483).
(4)
هو: الحسن بن علي بن عفان العامري.
(5)
هو الطيالسي، ولم أقف على الحديث في مسنده المطبوع [**].
(6)
هو: أبو العباس، عبد الله بن محمد الفلسطيني. و"الفريابي" هو محمد بن يوسف.
(7)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أحمد بن يونس، حدثنا زهير، وعن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير.
كلاهما عن منصور، به، وساقه على سياق زهير بنحو لفظ الحديث السابق.
وحديث جرير مقرون بحديث شعبة السابق. الكتاب والباب المذكوران (1/ 554 - 555) برقم (807).
(8)
من هنا إلى بداية قوله: "الآيتان" في الحديث الآتي ساقط من (ل).
ومتن (ح / 2268) مركب على طريق الثوري هذا -على حذف فيه سبق التنبيه إليه- وأما (م) فسبقت الإشارة إلى أن فيها تخليطًا كثيرًا.
(9)
في الأصل و (ط): "الآيتين الآخرتين" -بالنصب- والتصحيح من صحيح مسلم، وليس فيه "الآخرتان"[***].
_________
[*] قال أحمد بسيوني: صوابه: الثوري، كما سيأتي في حاشيتنا على الحديث التالي.
[**] قال أحمد بسيوني: صوابه: الحفري، وليس الطيالسي، كما سيأتي.
[***] قال أحمد بسيوني: انظر التصحيح التالي، والصواب أنها: الآيتان من آخر
…
، كما سيأتي.
2268 -
حدثنا علي بن حرْب، قال: ثنا أبو معاوية
(1)
، وحدثنا عباس بن محمد [الدوريُّ]
(2)
، قثنا
(3)
أبو يحيى
⦗ص: 204⦘
الحِمَّاني
(4)
، قالا: ثنا الأعمش
(5)
، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي مسعود، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الآيتان من آخر سورة البقرة، مَنْ قرأهما في ليلة كفتاه"
(6)
[*]
.
(1)
هو الضرير: محمد بن حازم، وهو الملتقى هنا، والتفصيل عند الأعمش.
(2)
من (ل) و (م).
(3)
وفي (ط): (قال: ثنا) وكلاهما بمعنى.
(4)
هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن الكوفي.
و"الحماني" -بكسر الحاء المهملة، وفتح الميم المشددة- نسبة إلى "بني حمان" وهي قبيلة نزلت الكوفة. الأنساب (2/ 257).
(5)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا حفص وأبو معاوية، عن الأعمش، به، وأحال متنه على حديث ابن مسهر عن الأعمش -قبله-. الكتاب والباب المذكوران (1/ 555) برقم (808/ 000 مكرر).
(6)
هامش الأصل: "بلغت قراءة على الكمال".
_________
[*] قال أحمد بسيوني: صواب هذا الحديث والذي قبله كالتالي: (حدثنا يونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن شيبان [قالا: ثنا سفيان الثوري. ح
وحدثنا ابن عفان، قال: ثنا أبو داود. ح
وحدثنا الغزيُّ، قال: ثنا الفِرْيَابِي]، قالا: ثنا سفيان الثوري، جميعًا عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ الآيتين الآخرتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه.
حدثنا علي بن حرب، ثنا أبو معاوية.
وحدثنا عباس بن محمد، ثنا أبو يحيى الحماني، قالا: ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي مسعود قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه".
كما في نسخة كوبريللو (ل) وما بين المعقوفين زيادة من نسختي خدابخش (ك) وطاشقند (ط)، وسقطت "ابن" من "ابن عفان" في نسخة طاشقند. ورسم عفان في نسخة خدابخش وطاشقند محتمل، وتصحف ابن عفان إلى ابن سفيان في مخطوطتي إتحاف المهرة، فقال ابن حجر: الحسن بن سفيان، وصوابه ابن عفان، وهو الحسن بن علي بن عفان، كما ذكر المحقق، إلا أنه وهم فقال: إن أبا داود شيخ ابن عفان هو الطيالسي، وهو خطأ، وصوابه: أبو داود الحفري، عمر بن أبى زيد (سعد) بن عبيد.
وسقط من نسخة دار الكتب المصرية (م) موضعان، الموضع الأول:[عبد الأعلى، وأحمد بن شيبان قالا: ثنا سفيان الثوري، جميعًا عن منصور، عن إبراهيم، عن]، وفيها: حدثنا يونس بن عبد الرحمن!
…
هكذا، والموضع الثاني:[الآيتان الآخرتان] كما أشار المحقق. وذكر المحقق أن "الدوري" من (ل) و (م)، وليس بصواب كما يظهر في الصور، إنما ذكرها ابن حجر في إتحاف المهرة (11/ 258).
باب الدليلِ على كراهية النوم للمُطِيْقِ للقيام بالليل إلى أن يُصْبِحَ
(1)
، وبيان بَوْلِ الشيطان في أذن من ابْتُلِيَ بذلك
(1)
في (ل) و (م) إلى: (الصبح).
2269 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، قالا: ثنا ابن وهب، أن مالكًا
(1)
حدثه، عن أبي الزناد
(2)
، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعقد
(3)
الشيطان على قافية
(4)
رأس أحدكم
⦗ص: 206⦘
إذا هو نام ثلاث عُقَدٍ، يَضرب مكان كل عُقْدَةٍ: "عليك ليل طويل
(5)
؛ فارقد"؛ فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإن صلى انْحَلُّتْ عُقْدَةٌ، وأصبح نشيطًا طيِّبَ النفس، وإلا أصبح خبيث
(6)
النفس كسلان"
(7)
.
(1)
الحديث في موطئه (1/ 176) -رواية يحيى- بمثله.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عمرو الناقد وزهير بن حرْب -عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، به، بنحوه.
كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح، (1/ 538) برقم (776).
(3)
قال النووي: "اختلف العلماء في هذه العقد، فقيل: هو عقد حقيقي بمعنى عقد السحر للإنسان ومنعه من القيام، قال الله تعالى:{وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ في الْعُقَدِ} ، فعلى هذا هو قول يقوله، يُؤَثِّرُ في تثبيط النائم كتأثير السحر.
وقيل: يحتمل أن يكون فعلًا يفعله كفعل النفاثات في العقد، ويُحَدِّثُه بأنَّ عليك ليلًا طويلًا فتأخَرْ عن القيام
…
".
شرح النووي لمسلم (6/ 65)، وراجع التمهيد (19/ 45)، مشارق الأنوار (2/ 99) شرح الأبي والسنوسي (3/ 115)، فتح الباري (3/ 31 - 42).
(4)
قافية الرأس: القفا، وقفا كل شيء وقافيته: آخرته، وقيل لآخر حَرْفٍ من بيت الشعر "قافية" لأنه خلف البيت كله". انظر: غريب أبي عبيد (1/ 456)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 349)، مشارق الأنوار (2/ 192).
(5)
وفي صحيح مسلم: "عليك ليلًا طويلًا" بالنصب، والنصب على الإغراء، ومن رفعه فعلى الابتداء والخبر، أي: باق عليك، أو بإضمار فعل، أي: بقي.
شرح النووي (6/ 65)، إكمال إكمال المعلم (3/ 115)، الفتح (3/ 31).
ولفظة "فارقد" لا توجد في صحيح مسلم.
(6)
أي لما عليه من عقد الشيطان وآثار تثبيطه واستيلائه، وليس في هذا الحديث مخالفة لقوله صلى الله عليه وسلم:"لا يقل أحدكم خبثت نفسي" فإن ذلك نهي للإنسان أن يقول هذا اللفظ عن نفسه، وهذا إخبار عن صفة غيره. انظر: التمهيد (19/ 47)، شرح النووي (6/ 67)، إكمال الأبي (3/ 117)، الفتح (3/ 33).
(7)
وأخرجه البخاري في "التهجد"(1142) باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصلّ بالليل، (3/ 30، مع الفتح)، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، به، بمثله.
وفي "بدء الخالق "(3269) باب صفة إبليس وجنوده، (6/ 386) عن إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب، به، بنحوه.
2270 -
حدنَنا عباسٌ
(1)
، قال: ثنا عمر بن حفص، قال: ثنا أبي، قال: ثنا الأعمش، قال: حدثني أبو صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
(1)
في (ل): (العباس).
2271 -
حدثنا أبو إسماعيل الترمذي
(1)
، قال: ثنا الحُمَيْديُّ
(2)
، قال: ثنا سفيان
(3)
، قال: ثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد، يضرب عليك مكان كل عقدة: "ليلًا طويلًا فنم"؛ فإن تعار
(4)
من الليل فذكر الله انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ توضأ انْحَلَّتِ عُقْدَةٌ، فإن صلى انْحَلَّتِ العُقَدُ كلها، وأصبح طيب النفس نشيطًا، وإلا أصبح خَبِيْثَ النفس كسلان".
(1)
هو: محمد بن إسماعيل السلمي، ونسبة (الترمذي) لم ترد في (ل) و (م).
(2)
والحديث في مسنده (960)، (2/ 426) بمثله.
(3)
هو ابن عيينة، وعنده يلتقي المصنف بالإمام مسلم، رواه عن عمرو الناقد وزهير بن حرْب، عن ابن عيينة، به، بنحوه. راجع (ح / 2269).
(4)
تعارّ -مشدد الراء- أي: استيقظ، ولا يكون إلا يقظةً مع كلام، وقيل: هو تمطَّى وأنَّ، وقيل غير ذلك. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 239)، المشارق (2/ 72)، غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 79)، النهاية (3/ 204).
2272 -
حدثنا علي بن حرْب، قال: ثنا القاسم بن يزيد الجرْميُّ
(1)
، ثنا سفيان الثوري، عن سلمة بن كُهَيْل
(2)
، عن أبي الأحوص
(3)
،
⦗ص: 208⦘
عن عبد الله
(4)
، قال: سُئِلَ
(5)
(6)
عن رجل نام حتى أصبح؟ قال: "بال الشيطان في أذنه"، أو قال:"أذنيه"
(7)
.
(1)
أبو يزيد الموصلي.
(2)
هو الحضرمي، أبو يحيى الكوفي. "ثقة من الرابعة". ع. تهذيب الكمال (11/ 313 - 317)، التقريب (ص 248).
(3)
هو: عوف بن مالك بن نضلة.
(4)
هو ابن مسعود، وعنده يلتقي المصنف بالإمام مسلم، رواه مسلم عن عثمان بن أبي شيبة وإسحاق، عن جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله بلفظ: "ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل
…
" بنحوه.
كتاب صلاة المسافرين، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح، (1/ 576) برقم (774).
(5)
وعند ابن حبان (2562)، (2/ 302) - حيث رواه من طريق علي بن حرْب، به: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل
…
" وفيه بيان المسؤول.
(6)
(ك 1/ 484).
(7)
وأخرجه البخاري في "التهجد"(1144) باب إذا نام ولم يصل بال الشيطان في أذنه، (3/ 34، مع الفتح)، عن مسدد، قال: حدثنا أبو الأحوص (وهو سلام بن سليم)، وفي "بدء الخلق"(3270) باب صفة إبليس وجنوده (6/ 386) عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، كلاهما عن منصور، بإسناد مسلم، بنحوه.
[باب]
(1)
بيانِ إيجاب النَّوْم والاضطجاع إذا نَعَسَ المصلي في صلاته، أو
(2)
اسْتَعْجَمَ القرآن على لسانه، والدليل على حَظْرِ الصلاة حتى يَعْقِلَ صلاته وقراءته
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في الأصل و (ط، س): (إذا) والمثبت من (ل) و (م)، وهو الأنسب.
2273 -
حدثنا ابن أبي رجاء
(1)
، قال: حدثنا وكيع، قال: ثنا هشام بن عروة
(2)
، عن أبيه، عن عائشة، ح
وحدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: ثنا أنس بن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نَعَسَ
(3)
أحدكم في صلاته فليَرْقُدْ حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم
(4)
لعله يذهب فيستغفر، فيَسُبُّ نفسه".
(1)
هو: أحمد بن محمد بن عبيد الله الطرسوسي، وفي (ل) و (م) زيادة:(المصيصي)، وهو كذلك.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه: عبد الله بن نمير، وعن أبي كريب: حدثنا أبو أسامة، وعن قتيبة بن سعيد (واللفظ له)، عن مالك، جميعًا عن هشام بن عروة، به، بنحوه.
كتاب صلاة المسافرين، باب أمر من نعس في صلاته أو استعجم عليه القرآن أو الذكر بأن يرقد أو يقعد حتى يذهب عنه ذلك، (1/ 542) برقم (786).
(3)
النعاس: الوسن، وأول النوم. النهاية (5/ 81).
(4)
في صحيح مسلم زيادة: "إذا صلى وهو ناعس".
2274 -
حدثنا إسحاق
(1)
الدبري، قال: ثنا عبد الرزاق
(2)
، عن الثوري، ح
وحدثنا أبو أمية، قال: ثنا معاوية، قال: ثنا زائدة، ح
وحدثنا الترمذي، قال: ثنا القعنبي، عن مالك، كلهم عن هشام بن عروة
(3)
، بإسناده نحوه
(4)
.
(1)
(إسحاق) لم ترد في (ل) و (م).
(2)
وهو في مصنفه (4222)، (2/ 500).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
وأخرجه البخاري في "الوضوء"(212) باب الوضوء من النوم، (1/ 375، مع الفتح)، عن عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، به، بنحو سياق مسلم.
والحديث في موطأ مالك -رواية يحيى- (1/ 118).
2275 -
حدثنا عمار بن رَجَاء، قال: ثنا الحميدي
(1)
، قال: ثنا سفيان، عن هشام بن عُرْوَة
(2)
، ح
وحدثنا إبراهيم بن مسعود المقدسي
(3)
، قال: ثنا عبد الله بن نمير
(4)
،
⦗ص: 211⦘
عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه
(5)
، بحديثهما فيه
(6)
.
(1)
والحديث في مسنده (185)، (1/ 96).
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
هو: إبراهيم بن مسعود بن عبد الحميد، أبو محمد القرشي، الهمذاني. ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 86). ترجم له ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل)(2/ 140)، وقال:"صدوق". وذكره الذهبي في "السير"(2/ 529). ولم يذكروا له سنةَ وفاة.
(4)
هنا موضع الالتقاء.
(5)
كلمة (بنحوه) ليست في (ل) و (م).
(6)
في الأصل و (ط، س) هنا (ح) علامة التحويل وكذلك الواو قبل "حدثنا" من الحديث اللاحق، ولا محل لهما هنا ولا توجد في (ل) فلم أثبتْها.
2276 -
حدثنا حمدان السُّلمِيُّ
(1)
والدَّبَريُّ، عن عبد الرزاق
(2)
، عن معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما ثنا
(3)
أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث
(4)
منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدُكم من الليل، فاستَعْجَم
(5)
القرآن على لسانه؛ فلم يَدْر ما يقول، فلْيَضْطَجع"
(6)
.
(1)
هو: أحمد بن يوسف الأزدي.
(2)
والحديث في مصنفه (4221)، (2/ 499 - 500) بمثله بزيادة "فلينصرف" قبل "فليضطجع". وهو الملتقى هنا بين المصنف والإمام مسلم، رواه عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران (1/ 543) برقم (787).
(3)
كذا في الأصل، وفي (ل) و (م) بفك الرمز:(حدثنا).
(4)
في (م): (أحاديثًا) وهو خطأ.
(5)
أي: استغلق ولم ينطلق به لسانه لغلبة النعاس. انظر: غريب أبي عبيد (1/ 170)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 369)، المشارق (2/ 68، 69)، شرح صحيح مسلم للنووي (6/ 75).
(6)
أخرجه البغوي في شرح السنة (4/ 58)، من طريق المصنف، وهو في صحيفة همام المطبوعة (117)، (ص 40، 572) بمثله.
[باب]
(1)
بيانِ حظرِ الصلاةِ عنه الكَسَلِ والفُتُور، والحَمْلِ على النفس فيما فوق طاقتها، حتى يكون
(2)
نشيطًا مُطِيْقًا لها
(1)
من (ل) و (م).
(2)
كذا في الأصل، والضمير في "يكون" راجع إلى الرجل، أو المصلي، وفي (لها) إلى الصلاة، وهذا مناسب. وفي (ل) و (م):(تكون)، وهذا جائز بإرجاع الضمير إلى (النفس)، ولكن لا يستقيم مع ما بعده:(نشيطًا، مطيقًا).
2277 -
حدثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا مُسْلِمٌ
(2)
، قال: ثنا عبد الوارث
(3)
، عن عبد العزيز بن صُهَيْب
(4)
، عن أنس بن مالك قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، فرأى حَبْلًا مَمْدُودًا بين ساريتين، فقال:"ما هذا"؟ قالوا: لزينب
(5)
، تصلي،
…
⦗ص: 213⦘
فإذا كَسِلَتْ
(6)
أو فَتَرَت أَمْسَكَتْ به، فقال: "حُلُّوه
(7)
، لِيُصَلِّ
(8)
أحدكم نشاطه
(9)
، فإذا كَسِلَ أو فَتَرَ قَعَد"
(10)
.
(1)
لعله: الحراني، سليمان بن سيف المتقدم في (ح / 1787)، واحتمال كونه السجستاني ضعيف، وكلاهما يرويان عن مسلم هذا.
(2)
هو: ابن إبراهيم الأزدي.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن شيبان بن فروخ: حدثنا عبد الوارث، به، وأحال متنه على حديث ابن علية قبله، وهو بنحو سياق المصنف.
كتاب صلاة المسافرين، باب أمر من نعس في صلاته أو استعجم عليه القرآن أو الذكر بأن يرقد أو يقعد حتى يذهب عنه ذلك، (1/ 542) برقم (784/ 000).
(4)
هو البُنَاني البصري. "ثقة
…
"، (130 هـ) ع. تهذيب الكمال (18/ 147 - 149)، التقريب (ص 357).
(5)
جزم الخطيب بأنها ابنة جحش، وتبعه كثيرون. انظر: الأسماء المبهمة في الأنباء =
⦗ص: 213⦘
= المحكمة (197)، (ص 410)، المستفاد من مبهمات المتن والإسناد (102 - (1/ 343 - 345)، الفتح (3/ 44).
(6)
كسلت: -بكسر السين- أي: فترت، والفتور: الضعف والانكسار. انظر: المشارق (1/ 347)، النهاية (3/ 408)، شرح النووي (6/ 73).
(7)
في (ط) بالخاء المعجمة، وهو تحريف.
(8)
في الأصل و (ل): (ليصلي) -بإثبات الياء- وهو خطأ لكون الفعل مجزومًا بلام الأمر، والمثبت من (م) وهو الصحيح، وهذا موافق لما في صحيح مسلم والبخاري (1150).
(9)
أي: مدة نشاطه، ويجوز أن يراد به الصلاة التي نشط لها. انظر: مكمل إكمال الإكمال (3/ 122)، الفتح (3/ 44).
(10)
وأخرجه البخاري في "التهجد"(1150) باب ما يكره في التشديد في العبادة (3/ 43، مع الفتح)، عن أبي معمر: حدثنا عبد الوارث، به، بنحوه.
2278 -
حدثنا يزيد بن سِنَان
(1)
، وقُرْبُزَانُ، قالا: ثنا يحيى بن سعيد القطان
(2)
(3)
، قال: ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، قال: حدثَتْني عائشة، أنّ
(4)
النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها.
⦗ص: 214⦘
وعندها
(5)
امرأة، فقال:"من هذه"؟ قالت: فلانة
(6)
، لا تنام الليل -تذكر من صلاتها- قالت: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَهْ
(7)
، ما عليكم ما لا تطيقوا، فوالله، لا يَمَلُّ الله حتى تَمَلُّوا
(8)
، وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه"
(9)
.
(1)
هو القزّاز البصري، نزيل مصر. و"قربزان" هو عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي.
(2)
(ك 1/ 485).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن زهير بن حرْب، عنه، به، ورواه عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب: قالا: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، به، (واللفظ للقطان). كتاب صلاة المسافرين، الباب السابق (1/ 542) برقم (785/ 221).
(4)
(فقال) ليست في (م).
(5)
كلمة (وعندها) ليست في (ل) و (م).
(6)
في (ح / 2279) الآتي أنها من بني أسد، وجزم الحافظ بأنها هي:"الحولاء بنت تويت" التي ورد ذكرها في (ح / 2280) الآتي، وأجاب عن الاستشكالات الواردة في هذا.
والأمر لا يخلو من بعض التكلف. انظر: الفتح (1/ 125).
(7)
كلمة "مه" اسم مبْنِيُّ على السكون بمعنى: اسكت.
انظر: غريب ابن الجوزي (2/ 379)، النهاية (4/ 377).
(8)
تعدَّدَتْ أقوالُ شراح هذا الحديث في شرح هذه الجملة؛ منها: أن الله تعالى لا يقطع عنكم فضلَه حتى تملوا سؤاله وعبادته، فسمى فعل الله مللًا على طريق الإزدواج في الكلام كقوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا
…
}، وهذا باب واسع في العربية، كثير في القرآن. انظر غريب الحميدي (ص 511 - 512، 543)، المشارق (1/ 380)، النهاية (4/ 360).
(9)
وأخرجه البخاري في "الإيمان"(43) باب أحب الدين إلى الله أدومه (1/ 124، مع الفتح)، عن محمد بن المثنى، عن القطان، به، بلفظ: "مه، عليكم بما تطيقون
…
".
2279 -
حدثنا أبو الأزهر
(1)
، قال: ثنا عبد الله بن نمير، ح
وحدثنا محمد بن عبد الحكم، قال: ثنا أبو ضمرة
(2)
، قالا: ثنا
⦗ص: 215⦘
هشام بن عروة
(3)
، عن أبيه، عن عائشة، قالت: "كان عندها امرأة من بني أسد
(4)
، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم عليها، فقال:"من هذه"؟ فقالت: هذه فلانة لا تنام الليل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم
(5)
بما تطيقون من العمل، فوالله، لا يَمَل الله حتى تَمَلُّوا" قالت: وكان أحب العمل إليه الذي يداوِم عليه صاحبه". زاد ابن نمير: "وإن قلَّ".
(1)
هو: أحمد بن الأزهر بن منيع النيسابوري.
(2)
هو: أنس بن عياض بن ضمرة.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
هذا اسم عدة من القبائل، وهذه المرأة -كما جزم به الحافظ- من بني أسد حيّ من قريش من العدنانية، وهم: بنو أسد بن قصي بن كلاب.
وفي صحيح مسلم: (785): (أن الحولاء بن بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزي .. ). انظر: نسب قريش للزبيري (ص 205، 228)، نهاية الأرب (ص 48)، الفتح (1/ 125).
(5)
(عليكم) ليست في (م).
2280 -
حدثنا إبراهيم بن مَرْزُوق
(1)
، والحسن بن مكرم، قالا: ثنا عثمان بن عمر، قال: ثنا يونس بن يزيد، ح
وحدثنا محمد بن حَيُّوية
(2)
، قال: ثنا أبو اليمان، قال: ثنا
(3)
شعيب، قالا: ثنا الزهري
(4)
، عن عروة، عن عائشة، أنها أخبرَتْه، أنّ الحولاءَ بنت
⦗ص: 216⦘
تُوَيْت
(5)
مرَّت بها
(6)
، وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فقلتُ: هذه "الحولاء بنت تُوَيْت" ويزعمون أنها لا تنام الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تنام الليل؟! خذوا من العمل ما تُطِيْقُونَ، فوالله، لا يَسْأَمُ الله حتى تسأموا
(7)
".
(1)
ابن دينار البصري -نزيل مصر، وقرينه (الحسن بن مكرم) هو ابن حَسَّان البغدادي.
(2)
هو: محمد بن يحيى بن موسى الإسفراييني.
(3)
كذا في جميع النسخ المتوفرة.
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن حرملة بن يحيى ومحمد بن سلمة المرادي، قالا: =
⦗ص: 216⦘
= حدثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، به، بنحوه.
كتاب صلاة المسافرين، باب أمر من نعس في صلاته أو استعجم عليه القرآن أو الذكر بأن يرقد أو يقعد حتى يذهب عنه ذلك (1/ 542) برقم (785).
(5)
وعند مسلم: "أن الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزي" وهي من قريش، من بني أسد -كما مضى- من رهط خديجة أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها-. و "تويت"، بمثناتين مصعر. الثقات (3/ 100)، التمهيد (1/ 191)، الإصابة (8/ 93 - 94).
(6)
في الأصل "بهما" والمثبت من بقية النسخ.
(7)
هذا نظير قوله صلى الله عليه وسلم "لا يمل الله حتى تملوا"، وقد تقدم في (ح / 2278) بعض ما قيل في شرحه، وأحسن ما وقفت في ذلك قول ابن عبد البر فيه حيث قال: "معناه عند أهل العلم: إنَّ الله لا يمل من الثواب والعطاء على العمل حتى تملوا أنتم، ولا يسأم من إفضاله عليكم إلا بسآمتكم عن العمل له، وأنتم متى تكلفتم من العبادة ما لا تطيقون لَحِقَكم الملَلُ، وأدرككم الضعفُ والسآمةُ، وانقطع عملُكم، فانقطع عنكم الثواب لانقطاع العمل
…
". التمهيد (1/ 194).
[باب
(1)
] ذكرِ الخبر المبَيِّن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل إلى الصلاة، وقراءته الآيات من آخر سورة "آل عمران"، وبيان إباحة النظر، ورفع الرأس إلى السماء. والدليل على أن التَّفكُّرَ
(2)
فيها من السُّنَّةِ، وأنه
(3)
إذا انصرف من العشاء صلى ركعتين في بيته ثم نام
(1)
(باب) من (ل) و (م).
(2)
في (ل): "على أنه والتفكر فيها" وما أثبتُّه أنسب.
(3)
في (ل) و (م): "وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا
…
" وهذا أنسب.
2281 -
حدثنا عبد الرحمن بن بشر، ثنا سفيان بن عيينة
(1)
، عن سليمان بن أبي مسلم الأحول
(2)
، عن طاؤس، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تهجد من الليل قال: "اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات الأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك
⦗ص: 218⦘
الحق، ولقاؤك
(3)
حقٌّ، والجنة حقٌّ، والنار حقٌّ، والبعث حق، ومحمد حق، والساعة حق. اللهم بك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، [
(4)
وإليك أنَبْتُ وبك خاصمت، وإليك حاكمت]
(5)
. اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخّرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر، لا إله إلا أنت، ولا إله غيرك"
(6)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عمرو الناقد، وابن نمير، وابن أبي عمر، قالوا: حدثنا سفيان، به، وأحال متنه على حديث أبي الزبير قبله -وهو عند المصنف برقم (525) - وقال:"وأما حديث ابن عيينة ففيه بعض زيادة، ويخالف مالكًا وابن جريج في أحرف". كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (1/ 534) برقم (769 /
…
).
(2)
قيل: اسم أبيه: عبد الله، "ثقة ثقة، من الخامسة" ع. تهذيب الكمال (12/ 62 - 63)، التقريب (ص 254).
(3)
(ك 1/ 486).
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ط) وفي الأصل، مستدرك على الحاشية، وأثبته من (ل) و (م)، وهو موجود في رواية ابن عيينة في البخاري أيضًا.
(5)
تكررت جملة "وعليك توكلت" هنا أيضًا في (ل) و (م) وهذا خطأ.
(6)
ورواه البخاري في "التهجد"(1120) باب التهجد بالليل، (3/ 5، مع الفتح)، عن علي بن عبد الله، وفي "الدعوات"(6317) باب الدعاء إذا انتبه من الليل، (11/ 120، مع الفتح)، عن عبد الله بن محمد.
كلاهما عن ابن عيينة، به، بنحوه.
2282 -
حدثنا ابن أبي مَسَرَّة
(1)
، قال: ثنا الحميدي
(2)
، قال: ثنا سفيان
(3)
، قال: سمعت سليمان الأحول يقول
(4)
: سمعت طاؤسًا يقول: سمعت ابن عباس يقول: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال:
⦗ص: 219⦘
اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض"
(5)
، بمثله.
(1)
هو: عبد الله بن أحمد بن زكريا المكي، وفي (م):"ميسرة" -بالياء- وهو تصحيف.
(2)
والحديث في مسنده (495)، (1/ 231).
(3)
هو ابن عيينة، وهو الملتقى هنا.
(4)
في (ل) و (م): "قال" وهو هكذا في مسند الحميدي.
(5)
في (ل) و (م) لا توجد "والأرض"، وفيهما:"فذكر مثله".
2283 -
حدثنا السَّرِيُّ بن يحيى بن أخي هناد
(1)
، وعباس الدُّوْرِي، وأبو أُمَيَّةَ، قالوا: ثنا قبيصة [بن عقبة]
(2)
، عن سفيان [الثوري]
(3)
، عن ابن جريج
(4)
، عن سليمان الأحول، عن طاؤس، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو من الليل: "اللهم لك الحمد، أنت رب السماوات والأرض وما فيهن
(5)
، لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض وما فيهن، قولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق. اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفر لي ما قدمتُ وأخرت، وأسررت وأعلنت، أنت إلهي، لا إله إلا أنت"
(6)
.
(1)
هو الكوفي ابن أخي هناد بن السري، و "ابن أخى هناد" لا يوجد في (ل) و (م).
(2)
من (ل) و (م).
(3)
الثوري" من (ل) و (م) وهو كذلك.
(4)
هنا موضع الإلتقاء، رواه مسلم عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق عنه به.
(5)
من هنا إلى قوله "وما فيهن" ساقط من المطبوع.
(6)
وأخرجه البخاري (7385) في "التوحيد" باب قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} (13/ 383) عن قبيصة.
و (7442) فيه، باب قول الله تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} (13/ 432)، عن ثابت ابن محمد، =
⦗ص: 220⦘
= كلاهما عن الثوري، به، بنحوه.
2284 -
حدثنا الدَّبَرِيُّ، عن عبد الرزاق
(1)
، عن ابن جريج، عن سليمان الأحول -بإسناده مثله- وقال:"قَيِّمُ السماوات والأرض"
(2)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن رافع قال: حدثنا عبد الرزاق، به، ولم يسق متنه وأحاله على حديث مالك قبله وقال:"وأما حديث ابن جريج فاتفق لفظه مع حديث مالك لم يختلفا إلا في حرفين؛ قال ابن جريج مكان "قيام": "قيم" وقال: "وما أسررت". الكتاب والباب المذكوران، (1/ 534) برقم (769/
…
).
(2)
وأخرجه البخاري (7499) في "التوحيد" باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} (13/ 473) عن محمود، عن عبد الرزاق، به، بنحوه.
2285 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابن وهب، أن مالكًا
(1)
حدثه، ح
وحدثنا أبو أمية، قال: ثنا رَوْح
(2)
، عن مالك
(3)
، عن أبي الزبير المكي، عن طاؤس اليماني، عن عبد الله بن عباس، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى صلاته
(4)
من جوف الليل يقول: "اللهم لك الحمد، أنت نور
⦗ص: 221⦘
السماوات والأرض، ولك الحمد، أنت قَيَّام
(5)
السماوات والأرض، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك حقٌّ، [ولقائك الحقُّ]
(6)
، والجنة حق، والنار حق، والساعة حقٌّ. اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت
(7)
، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وأخرت، وأسررت وأعلنت، أنت إلهي، لا إله إلا أنت".
في حديث ابن جريج: "أنت قيّم السماوات والأرض".
(1)
في الأصل و (ل) و (م): "مالك" -بدون النصب- والتصحيح من (ط) فقط، والحديث في موطئه -رواية يحيى- (1/ 215).
(2)
هو ابن عُبَادة.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، به، بنحوه.
الكتاب والباب المذكوران، (1/ 532 - 533)، برقم (769).
(4)
في (ل) و (م): "صلاة" -بالتنكير- والمثبت أصح، وفي "الموطأ":"إلى الصلاة".
(5)
قَيّام: -بتشديد الياء- بمعنى "قيّم"، وهو القائم بالأمر. انظر: المشارق (2/ 194)، شرح النووي (6/ 54).
(6)
ما بين المعقوفتين من (ل) و (م) وهو كذلك في صحيح مسلم، والموطأ:(1/ 215) -رواية يحيى- و (1/ 246) -رواية أبي مصعب-، و (ص 173)، من رواية سويد الحدثاني.
(7)
(ك 1/ 487).
2286 -
حدثنا أبو أمية، قال: ثنا منصور بن سُقَيْر
(1)
، ح
⦗ص: 222⦘
وحدثنا يزيد بن سِنَان، عن شَيْبَان الأُبُلِّي
(2)
، عن مهدي بن ميمون، قال: ثنا عمران القَصِيْر
(3)
، عن قيس بن سعد، عن طاؤس،
⦗ص: 223⦘
عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام كبر، ثم قال: "اللهم لك الحمد، أنت
(4)
قَيَّام السماوات والأرض ومن فيهن، وأنت نور السماوات والأرض وما فيهن، ولك الحمد رب السماوات والأرض ومن فيهن، وأنت حق، ووعدك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق. اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، أنت ربنا وإليك المصير. رب
(5)
اغفر لي ما أسررت وما أعلنت، وما قدمت وما أخرت، إلهي لا إله إلا أنت".
(1)
هو: منصور بن صقير، ويقال: بالسين أيضًا- أبو النضر البغدادي. قال علي بن مَعْبد: "رأيت أحمد بن حنبل يكتب عنه الحديث". وقال أبو حاتم: "كان جنديا، ليس بقوي، وفي حديثه اضطراب". وقال ابن حبان: "لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". وذكره العقيلي، وابن الجوزي، والذهبي من جملة الضعفاء، وضعفه الحافظ.
أخرج له ابن ماجه، وهو: من صغار التاسعة. ضعفاء العقيلي (4/ 192 - 193)، الجرح والتعديل (8/ 172)، المجروحون لابن حبان (3/ 39 - 40) تاريخ الخطيب =
⦗ص: 222⦘
= (13/ 79 - 80)، ضعفاء ابن الجوزي (3416)، (3/ 139)، تهذيب الكمال (28/ 533 - 538)، من تُكُلِّمَ فيه وهو موثق (ص 179)، المغني في الضعفاء (2/ 678)(6432)، التقريب (ص 547) ووقع في المطبوع "منصور بن سفيان"، وهو تصحيف فاحش.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه عنه، به، ولم يسق متنه، وقال:"واللفظ قريب من ألفاظهم"، أي: مالك وابن جريج وسفيان. الكتاب والباب المذكوران (1/ 534) برقم (769/. .. مكرر).
و"شيبان" هذا هو ابن فروخ أبي شيبة الحبطي -بمهملة وموحدة مفتوحتين- الأبلي، أبو محمد. (6 أو 235 هـ). (م د س). وثقه: أحمد، ومسلمة بن قاسم، والذهبي، ورمز له بـ (صح). وقال أبو زرعة وأبو داود:"صدوق" زاد أبو زرعة: "يهم كثيرًا".
وقال أبو حاتم: "كان يرى القدر، واضطر الناس إليه بأخرة".
وقال ابن عدي عن عبدان: "كان عنده خمسون ألف حديث
…
". وقال الحافظ: "صدوق يهم، رمي بالقدر" وذكر قول أبي حاتم السابق. أبو زرعة الرازي (2/ 511)، الجرح (4/ 357)، الأنساب (2/ 169)، تهذيب الكمال (12/ 598 - 601)، ميزان الاعتدال (2/ 285)، تهذيب التهذيب (4/ 328)، التقريب (ص 269).
و"الأبلي": -بضم الهمزة والموحدة وتشديد اللام- نسبة إلى "الأبلة" وهي بلدة قديمة على أربعة فراسخ من البصرة، وهي أقدم منها، إلى الشمال الغربي منها.
انظر: الأنساب (1/ 75)، معجم البلدان (1/ 99)، اللباب (1/ 25 - 26)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 65).
(3)
هو ابن مسلم المنقري -بكسر الميم وسكون النون- أبو بكر القصير، البصري. =
⦗ص: 223⦘
= "صدوق ربما وهم
…
من السادسة" (خ م د ت س). الأنساب (5/ 396)، تهذيب الكمال (22/ 351 - 353)، التقريب (ص 430)، مقدمة الفتح (ص 455).
(4)
كلمة "أنت" لا توجد في (ل) و (م).
(5)
في (ل) و (م): "ربنا"، وهو خطأ.
2287 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، أن مالكًا
(1)
حدثه عن مَخْرَمَةَ بن سليمان، عن كريب -مولى ابن عباس- أن ابن عباس أخبره أنه بات ليلة عند ميمونة -أم المؤمنين- (وهي خالته) قال: "فاضطجعت في عَرْضِ الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو
(2)
وأهله في طولها؛ فنام رسول الله
(3)
صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل، أو بعده
⦗ص: 224⦘
بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس، فمسح النوم
(4)
عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة "آل عمران"
…
". وذكر الحديث
(5)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح / 1783)، حيث رواه المصنف هناك بنفس الطريق ببعض متنه.
(2)
لفظة "هو" لا توجد في (ل) و (م) وكذلك في صحيح مسلم والموطأ.
(3)
من هنا إلى وسط إسناد (ح / 2298) سقط من (ط).
(4)
أي: أثر النوم. شرح النووي (6/ 46) إكمال الأبي (3/ 97).
(5)
وأخرجه البخاري (183)"في الوضوء" باب قراءة القرآن بعد الحدث وغيره (1/ 344 - 345) عن إسماعيل بن أبي أويس؛ وفي "الوتر"(992) باب ما جاء في الوتر (2/ 554) عن القعنبي؛ وفِي "العمل في الصلاة"(1198) باب استعانة اليد في الصلاة إذا كان من أمر الصلاة (3/ 86) عن عبد الله بن يوسف؛ وفي "التفسير (4572) باب {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ} (8/ 85)، عن قتيبة؛ وفيه (4570) باب {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (8/ 84)، عن علي بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن مهدي؛ وفيه (4571) باب {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ
…
} (8/ 84)، عن علي بن عبد الله، عن معن بن عيسى، ستتهم عن مالك، به، بمثله، إلا سياق ابن مهدي فبنحوه. والحديث في موطأ مالك -رواية يحيى- (1/ 121)، (1/ 116 - 117) من رواية أبي مصعب.
2288 -
حدثنا إبراهيم بن أبي داود الأَسَدِيُّ
(1)
، قال: ثنا يحيى بن صالح الوحاظي، قال: ثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني شريك بن أبي نمر
(2)
، عن صيب، أنه أخبره، أنه سمع ابن عباس يقول: "بتُّ ليلةً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف من العشاء الآخرة انصرفت معه، فلما دخل البيت ركع ركعتين خفيفتين، ركوعهما مثل سجودهما، وسجودهما
⦗ص: 225⦘
مثل قيامهما، وذلك في الشتاء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجرة، وأنا في البيت، فقلت: والله
(3)
لأَرْمُقَنَّ
(4)
الليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنظرن كيف صلاته؟ قال: فاضطجع مكانه في مُصَلّاه حتى سمعت غَطِيْطَه
(5)
، قال: ثم تعارّ
(6)
من الليل
(7)
، فقام فنظر في أفق السماء وفكَّر، ثم قرأ الخمس
(8)
الآيات من سورة آل عمران"
(9)
.
(1)
الكوفي الأصل، الصوري المولد، البرلسي الدار.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن الصغاني، أخبرنا ابن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر: أخبرني شريك بن أبي نمر، به، بنحوه- ولم يسق متنه كاملًا. كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (1/ 530) برقم (763/ 190).
(3)
(ك 1/ 488).
(4)
أي: لأتابعن النظر والمراعات لها. المشارق (1/ 291).
(5)
"الغطيط" صوت يخرجه النائم مع نَفَسه، وقيل: ترديد النَّفَس إذا لم يجد مساغًا.
المجموع المغيث (2/ 567)، وانظر: المشارق (2/ 133)، النهاية (3/ 372).
(6)
أي: استيقظ، ولا يكون إلا يقظة مع كلام، وقيل غير ذلك.
(7)
كلمة "من الليل" لا توجد في (ل) و (م).
(8)
تقدم في (ح / 2287) بأنه صلى الله عليه وسلم قرأ العشر الآيات الخواتم من "آل عمران" وما هنا يخالفه، ولعل (ح / 2287) يكون أرجح لقوته، وقد أخرجه البخاري في عدة مواضع -كما سبق- ويؤيده -أيضًا- (ح / 2346) الآتي عند المصنف -من رواية علي بن عبد الله، عن أبيه-، وفيه تحديدٌ لبداية هذه الآيات.
وقد استعرض الإمام الطحاوي هذا الإشكال في (شرح مشكل الآثار)(13/ 309 - 311)، ورجح ما جاء في هذا الحديث من ذكر الخمس؛ لأن ما بعدها من الآيات [195 - 200] ليس فيها من معاني التماس الدعاء والتفكُّر المقصودَيْن من قراءة هذه الآيات. علمًا بأنه صرّح بكون بداية هذه الخمس قوله تعالى: {إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
…
} والله سبحانه وتعالى أعلم.
(9)
سيتكرر الحديث بسنده وبعض متنه برقم (2332)، وراجعه لمعرفة مكانه في صحيح =
⦗ص: 226⦘
= البخاري. وأخرجه الطحاويُّ في (شرح مشكل الآثار) عن إبراهيم بن أبي داود -شيخ المصنف- (13/ 309)، (5289)، به، بمثله.
2289 -
حدثنا
(1)
أحمد بن محمد بن عثمان الثقفي، قال: ثنا الوليد بن مسلم، قال: ثنا الأوزاعي
(2)
، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة، قال: حدثني ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: كنت أبيت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته
(3)
بوضوئه وبحاجته، فكان يقوم من الليل؛ فيقول:"سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده، سبحان رب العالمين" -ثلاثًا- الهويّ
(4)
(5)
.
(1)
تقدم الحديث عند المصنف برقم (1902) بهذا السند والمتن، إلا أن ذكر التسبيح فيه مرتان وكذلك ذكر التحميد، وقد قَرَنَ الثقفي هناك بمحمد بن عبد الله السُّكَرِيِّ.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن الحكم بن موسى أبي صالح، حدثنا هقل بن زياد، قال: سمعت الأوزاعي، به، وليس فيه ذكر التسبيح والتحميد. كتاب الصلاة، باب فضل السجود والحث عليه، (1/ 353) برقم (489).
(3)
كذا في الأصل وهو موافق لما في صحيح مسلم، وفي (ل) و (م):"فآتيه" وهو موافق لما في سنن أبي داود (1320)، (2/ 78) من رواية الهقل، به، وهو الأوفق بالسياق، وقد مضى الحديث عند المصنف برقم (1902) من طريق الثقفي، وفيه:"آتيه" بدون الفاء.
(4)
الهويَّ: -بفتح الهاء وضمها، وكسر الواو وشد الياء- الحين الطويل من الزمان، وقيل: هو مختص بالليل. انظر: المشارق (2/ 274)، المجموع المغيث (3/ 518)، النهاية (5/ 285).
(5)
من فوائد الاستخراج:
زيادة جملة التسبيح كلها في المتن، وهذه لا توجد في صحيح مسلم.
2290 -
حدثنا
(1)
يعقوب بن سفيان الفارسي وأبو حاتم الرازي وإبراهيم بن الحسين، قالوا: ثنا أبو تَوْبَةَ، ح
وحدثنا الحسن بن أحمد بن محمد بن بكَّار [الدمشقي]
(2)
، قال: ثنا محمد بن المبارك بن
(3)
يعلى الصُّوري
(4)
، قالا: ثنا معاوية بن سَلَّام، عن يحيى بن أبي كثير
(5)
، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن رَبِيْعَة بن كعب أخبر
(6)
أنه قال: "بِتُّ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أسمعه يقول من الليل: "سبحان الله رب العالمين -الهويّ- ثم يقول: سبحان ربي وبحمده". نحو ذلك.
(1)
تقدم هذا الحديث عند المصنف برقم (1903) عن هؤلاء الثلاثة، عن أبي توبة، به، ولم يسق المصنفُ هناك متنه كاملًا، وراجعه للوقوف على التراجم.
(2)
"الدمشقي" من (ل) و (م) وهو العاملي، ترجم له ابن عسكر في "تاريخ دمشق" (13/ 21 - 22) ونقل عن أبي عوانة -المصنف- أنه قال فيه:"قدري، ثقة في الحديث"(275 هـ).
(3)
في الأصل والمطبوع: "محمد بن المبارك -يعني: الصوري-" والمثبت من (ل، م).
(4)
"الصُّورِيُّ": نسبة إلى "صور" وهي بلدة كبيرة من بلاد ساحل الشام، وهي معدودة في أعمال الأردن، وتقع في جنوب لبنان. انظر: الأنساب (3/ 564)، معجم البلدان (3/ 492)، اللباب (2/ 250)، المنجد (في الأعلام)(ص 427).
(5)
هنا موضع الالتقاء.
(6)
في (ل) و (م): "أخبره" وهو الأنسب.
2291 -
حدثنا محمد بن عوف
(1)
، قال: ثنا أحمد بن خالد
⦗ص: 228⦘
[الوهبي]
(2)
، قال: ثنا شيبان، قال: ثنا يحيى
(3)
، قال: أخبرني أبو سلمة، أن ربيعة بن كعب أخبره، أنه كان يبيت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فذكر مثله.
(1)
هو الحمصي، أبو جعفر، الطائي.
(2)
في (ل) و (م) زيادة "الوهبي" وهو الحمصي، أبو سعيد الكندي، "صدوق"(214 هـ) ع. و"الوهبي" نسبة إلى وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين، بطن من كندة. تهذيب الكمال (1/ 299 - 301) اللباب لابن الأثير (3/ 281)، التقريب (ص 79).
(3)
هو أبن أبي كثير، وهو الملتقى.
2292 -
حدثنا إبراهيم بن مَرْزُوق البصري
(1)
، قال: ثنا هارون بن إسماعيل، قال: أبنا عليُّ بن المبارك، ح
وحدثنا يونس بن حبيب وعمَّار بن رَجَاء، قالا: حدثنا أبو داود
(2)
، قال: ثنا هشام، كلاهما عن يحيى، بإسناده، نحوه.
(1)
نسبة "البصري" لا توجد في (ل) و (م)، وهو الأموي، نزيل مصر.
(2)
هو الطيالسي، وهشام: هو الدستوائي، و (يحيى) هو ابن أبي كثير، والحديث في مسند الطيالسي (1172)(ص 161) بنحو حديث معاوية بن سلام (530).
باب
(1)
إيجابِ ركعتين خفيفتين للقائم بالليل للصلاة إذا أراد أن يفتتح الصلاة
(1)
في (ل) و (م) زيادة "بيان".
2293 -
حدثنا موسى بن سهلٍ
(1)
الرَّمْليُّ، قال: ثنا آدم بن أبي إياس، قال: ثنا سليمان بن حيان
(2)
، عن هشام بن حسَّان
(3)
، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجَّدُ
(4)
صلى ركعتين خفيفتين".
(1)
ابن قادم، أبو عمران الرملي، نسائي الأصل. "ثقة"(262 هـ)، (د سي). تهذيب الكمال (29/ 75 - 77)، التقريب (ص 551).
و"الرملي": -بفتح الراء، وسكون الميم- نسبة إلى بلدة من بلاد فلسطين.
(2)
هو الأزدي، أبو خالد الأحمر الكوفي.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، به، بلفظ:"إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين".
كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، (1/ 532) برقم (768).
(4)
كذا في النسخ، وفي (شرح السنة)(908)، (4/ 17) -حيث روى الحديث من طريق المصنف- بلفظ:"للتهجُّد".
2294 -
حدثنا موسى [بن سهل]
(1)
، ثنا آدم، ثنا
(2)
سليمان [ن
⦗ص: 230⦘
حَيَّان]
(3)
، عن ابن عون
(4)
عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
(1)
من (ل) و (م) وهو الرملي.
(2)
(ك 1/ 489).
(3)
من (ل) و (م) وهو الأزدي.
(4)
هو عبد الله بن عون، الإمام المعروف.
2295 -
حدثنا عمار بن رَجَاء، قال: ثنا حُسَيْن الجُعْفِيُّ، قال: ثنا زائدة، ح
وحدثنا أبو أمية، قال: ثنا معاوية بن عمرو، قال: ثنا زائدة، عن هشام
(1)
عن محمد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قام أحدكم من الليل فليفْتَتِحْ صلاته بركعتين خفيفتين".
(1)
هو ابن حسان، وهو الملتقى بين المصنّف والإمام مسلم.
2296 -
حدثنا يحيى بن عياش
(1)
-في دار القُطْن
(2)
- قال: ثنا أبو زيد الهروِيّ
(3)
، قال: ثنا أبو حُرَّة
(4)
، عن الحسن، عن سعد بن
⦗ص: 231⦘
هشام، عن عائشة، قال
(5)
: سألتها عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت: "كان النبي
(6)
صلى الله عليه وسلم إذا صلى العشاء الآخرة صلَّى ركعتين يَتَجَوَّزُ فيهما".
(1)
هو البغدادي، أبو زكريا القطان.
(2)
محلة كانت ببغداد من نهر طابق بالجانب الغربي، بين الكرخ ونهر عيسى بن علي، ينسب إليها الإمام الدارقطني. انظر: معجم البلدان (2/ 482).
(3)
هو: سعيد بن الربيع العامري الحَرَشي -بفتح المهملة والراء بعدها معجمة- أبو زيد الهروي البصري. "ثقة"(211 هـ) وهو أقدم شيخ للبخاري وفاةً، (خ م ت س).
و"الهروي" نسبة إلى "هراة" وهي إحدى بلاد خراسان، لا زالت تعرف بهذا الاسم، تقع في أقصى غرب شمال أفغانستان، وأما أبو زيد فقد قيل له "هروي" لأنه كان يبيع الثياب "الهروية". انظر: الأنساب (5/ 637)، اللباب (3/ 386)، تهذيب الكمال (10/ 428 - 430)، التقريب (ص 235).
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، وأبي بكر بن أبي شيبة، جميعًا عن =
⦗ص: 231⦘
= هشيم، عن أبي حرة، به، بمثل حديث هشيم الآتي برقم (2297). كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (1/ 532) برقم (767).
و"أبو حرة" هو: واصل بن عبد الرحمن البصري.
(5)
لفظة (قال) لا توجد في (ل) و (م)، والضمير فيه يرجع إلى سعد بن هشام.
(6)
في (ل) و (م): "كان إذا صلى
…
" بدون ذكر "النبي صلى الله عليه وسلم".
2297 -
حدثنا الصغاني قال: ثنا سُرَيْجُ بن يونس، قال: ثنا هُشَيْم
(1)
، قال: ثنا أبو حُرَّة، قال: ثنا الحسن، عن سعد بن هشام، عن عائشة، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل فتح
(2)
صلاته بركعتين خفيفتين".
(1)
هنا موضع الالتقاء.
(2)
كذا في النسخ المتوفرة (ك، ل، م)، وفي صحيح مسلم:"افتتح".
باب ذكرِ الخبرِ المبَيِّنِ قولَ النبي صلى الله عليه وسلم افتتح صلاته بالليل
(1)
قبل القراءة
(1)
في (م): "من الليل".
2298 -
حدثنا أحمد بن يوسف السُّلَمِي، قال: ثنا النَّضْرُ بن محمد
(1)
، قال: ثنا عكرمة بن عمار
(2)
، قال
(3)
: ثنا يحيى بن أبي كثير، قال: ثنا أبو سَلَمَةَ، قال
(4)
: سألت عائشة بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتح الصلاة من الليل؟ فقالت
(5)
: كان يقول: "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطِرَ السماوات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، أنت تَحْكُمُ بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدِني لما اختُلف فيه من الحق بأمرك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
(1)
ابن موسى الجُرشي -بالجيم المضمومة- أبو محمد اليمامي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن المثنى، ومحمد بن حاتم، وعبد بن حميد، وأبي معن الرقاشي، قالوا: حدثنا عمر بن يونس، حدثنا عكرمة بن عمار، به، بنحوه.
كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، (1/ 534) برقم (770).
و"عكرمة بن عمار" هو العجلي، أبو عمار اليمامي- أصله من البصرة.
(3)
هنا ينتهي السقط الموجود في (ط) والذي بدأ من وسط (ح / 2287).
(4)
في (م): قالت، وهو خطأ.
(5)
في الأصل (قال) وهو خطأ، والمثبت من (ل) و (م).
2299 -
حدثنا الصغاني وأبو أمية، قالا: ثنا عاصم بن علي، قال: ثنا عكرمة بن عمار -بإسناده مثله- إلا أنه قال: "إهدني لما اختُلفَ فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
[باب]
(1)
بيانِ وقتِ قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، وأنه كان ينام عند السَّحرِ، ويأتي أهلَه في ذلك الوقت بعه فراغه
(2)
من الصلاة
(1)
" باب" من (ل) و (م).
(2)
في (ل) و (م): "بعد ما يفرغ".
2300 -
حدثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق
(2)
، قال: سمعت الأسود بن يزيد يقول: سألت عائشة عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه
(3)
وسلم- بالليل، فقالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام أوَّلَ الليل، ثم يقوم؛ فإذا كان عند السحر أوتر، ثم أتى فراشه، فإن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته؛ فإذا سمع الأذان وثب؛ فإن كان جنبًا أفاض عليه من الماء، وإلا توضأ، ثم خرج إلى الصلاة"
(4)
.
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (1386)(ص 198) بنحوه.
(2)
هو السبيعي: عمرو بن عبد الله، وهو موضع الالتقاء هنا، رواه مسلم عن أحمد بن يونس، حدثنا زهير؛ وحدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا أبو خيثمة، كلاهما عن أبي إسحاق، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل، وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم في الليل
…
(1/ 510)، برقم (739).
(3)
(ك 1/ 490).
(4)
وأخرجه البخاري (1146) في "التهجد" باب: من نام أول الليل وأحيى آخره (3/ 39، مع الفتح)، عن أبي الوليد وسليمان (ابن حرب) كلاهما عن شعبة، به، مختصرًا.
2301 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا رَوْح بن عُبادة، قال: ثنا شعبة، عن الأَشْعَثِ بن سليم
(1)
، أنه
(2)
سمع أباه
(3)
يحدث عن مسروق، قال:"سألت عائشة: أي العمل كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: الدائم".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن هناد بن السَّري، حدثنا أبو الأحوص، عن أشعث، به، بذكر السؤال عن العمل وصلاته صلى الله عليه وسلم الليل والجواب عنهما.
كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم في الليل
…
، (1/ 511) برقم (741).
و"أشعث" هذا هو الأشعث بن أبي الشعثاء -واسمه: سُلَيْم- المحاربي، الكوفي.
"ثقة"(125 هـ) ع. تهذيب الكمال (3/ 271 - 372)، التقريب (ص 113).
(2)
من هنا إلى بداية قوله" عن أبيه" في (ح / 2302) ساقط عن (م) فقط.
(3)
هو: سُليم بن أسود بن حنظلة، أبو الشعثاء المحاربي الكوفي، "ثقة باتفاق"، مات في زمن الحجاج، ورجح بعضهم أنه توفي سنة (83 هـ)، "ع". تهذيب الكمال (11/ 340 - 342)، التقريب (ص 249).
2302 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا أبو النضر
(1)
، قال أبنا شعبة، عن الأشعث بن سليم
(2)
، عن أبيه، عن مسروق، قال: سألت عائشة عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل؟ فقالت: "كان إذا سمع الصَّارِخ
(3)
قام فصلى"
(4)
.
⦗ص: 235⦘
رواه يحيى القَطَّان، عن الثوري، عن الأشعث
(5)
.
(1)
هو: هاشم بن القاسم البغدادي.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
يعني: الديك، لأنه كثير الصياح في الليل.
انظر: غريب الحميدي (ص 512)، غريب ابن الجوزي (1/ 584)، النهاية (3/ 21).
(4)
وأخرجه البخاري (1132) في "التهجد" باب من نام عند السحر، (3/ 21، مع الفتح)؛ وفي "الرقاق"(6461) باب القصد والمداومة على العمل، (11/ 300) - عن عبدان، =
⦗ص: 235⦘
= قال: أخبرني أبي، عن شعبة، به، بذكر كلا السؤالين الواردين في (ح / 540، 541)؛ وفيه (1132) عن محمد بن سلام، عن أبي الأحوص، عن الأشعث، به، ببعضه.
(5)
وصله الإمام أحمد في المسند (6/ 203)(25143) عن القطان، به، بنحوه.
2303 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابن وهب، أن مالكًا
(1)
حدثه، عن مَخْرَمَةَ بن سليمان، عن كريب، أن ابن عباس أخبره "أنه بات ليلة عند ميمونة -أم المؤمنين، وهي خالته- فنام
(2)
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليلُ أو قبله بقليل أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى شَنٍّ
(3)
معَلَّقةٍ فتوضأ منها، فأحسن وضوءَه، ثم قام يصلي"
(4)
.
(1)
في الأصل "مالك" والتصحيح من (ل) و (م)، و "مالك" موضع الالتقاء، وراجع (ح / 1783) حيث إن المصنف رواه هناك بنفس السند ببعض متنه.
(2)
في (ل) و (م): "فقام" وهو خطأ بدليل السياق، وخاصة قوله:"استيقظ".
(3)
"الشن" هو الجلد الخلق البالي. والمراد هنا: القربة الخلِقة، ولهذا أنَّثَه. انظر: غريب أبي عبيد (2/ 193)، غريب الحميدي (ص 566، 166)، المجموع المغيث (2/ 224).
(4)
وأخرجه البخاري في الوضوء، باب قراءة القرآن بعد الحدث وغيره ح:(183).
2304 -
حدثنا أحمد بن محمد بن أبي رجاء
(1)
، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا سفيان
(2)
ومسعر
(3)
، ح
⦗ص: 236⦘
وحدثنا أبو أمية، قال: ثنا عبد الله بن موسى، قال: ثنا مِسْعَرٌ، ح
وحدثنا ابن أبي غرزة
(4)
، قال: ثنا جعفر بن عون، عن مِسْعَرٍ، ح
وحدثنا ابن الجنَيْد، قال: ثنا الحُمَيْدي
(5)
، قال: ثنا سفيان
(6)
، عن مسعر، عن سعد بن إبراهيم
(7)
، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة أنها قالت: "ما أَلْفَى
(8)
النبيَّ صلى الله عليه وسلم عندي السَّحرُ
(9)
الآخر قط إلا نائمًا"
(10)
.
(1)
هو الثغري الطرسوسي.
(2)
هو الثوري.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي كريب، أخبرنا ابن بِشْر، عن مسعر، به، بلفظ: =
⦗ص: 236⦘
= "السحر الأعلى". الكتاب والباب المذكوران في (ح/ 2301)، (1/ 511) برقم (742).
(4)
هو: أحمد بن حازم بن محمد الغفاري الكوفي.
(5)
والحديث في مسنده (189)، (1/ 98) بمثله بتقديم "قط" على "عندي".
(6)
هو ابن عيينة.
(7)
ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري، "ثقة فاضل عابد" (125 هـ) وقيل: بعدها. ع. تهذيب الكمال (10/ 240 - 246)، التقريب (ص 230).
(8)
أي: ما وجده. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 544)، النهاية (4/ 262).
(9)
"السحر" مرفوع بأنه فاعل "ألفى". انظر: فتح الباري (3/ 23).
(10)
وأخرجه البخاري (1133) في "التهجد" باب: من نام عند السحر، (3/ 21، مع الفتح)، عن موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، به، بنحوه.
من فوائد الاستخراج:
زيادة لفظة "الآخر" وهي تفسير لقوله "الأعلى" عند مسلم.
2305 -
حدثنا ابن أبي رجاء
(1)
، قال: ثنا وكيع
(2)
، قال: ثنا
⦗ص: 237⦘
سفيان
(3)
، عن أبي حَصِيْن
(4)
، عن يحيى بن وثَّاب
(5)
، عن مسروق، عن عائشة قالت:"من كل اللَّيْل قَدْ أوتَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: مِن أوَّلِه وأوْسَطه وآخره، فانتهى وتره إلى السَّحَرِ".
(1)
هو: أحمد بن محمد الثغري.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرْب، قالا: =
⦗ص: 237⦘
= حدثنا وكيع، به، بنحوه.
الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2301)، (1/ 512) برقم (745/ 137).
(3)
هو الثوري.
(4)
هو: عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي، الكوفي، أبو حَصين -بفتح المهملة- "ثقة ثبت سنيٌّ
…
".
(127 هـ) ويقال بعدها. ع. تهذيب الكمال (19/ 401 - 408)، توضيح المشتبه (3/ 264 - 265)، التقريب (ص 384).
(5)
هو الأسدي مولاهم الكوفي المقرئ، "ثقة عابد"، (103 هـ)، (خ م ت س ق).
تهذيب الكمال (32/ 26 - 29)، التقريب (ص 598).
[باب]
(1)
[بيان] إباحةِ أداء الوتر في أيَّةِ ساعةٍ كانت من الليل، وأن النبي صلى الله عليه وسلم ربما كان
(2)
يوتر أول الليل، وإباحةِ الجهرِ بالقراءة في الصلاة بالليل وإخْفَائِه
(1)
" باب" مستدرك من (ل) و (م).
(2)
(ك 1/ 491).
روى ابن عيينة عن أبي يَعْفُور
(1)
، عن مُسْلِم بن صُبَيْح، عن مسروق،
قال
(2)
: سألت عائشة: أيَّ
(3)
الليل كان يوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: "من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى وتره إلى السحر"
(4)
.
وروى
(5)
عليُّ بن حُجْرٍ
(6)
، عن حسان
(7)
-قاضي
⦗ص: 239⦘
كِرْمان
(8)
-عن سعيد بن مسروق
(9)
، عن أبي الضحى
(10)
، عن مسروق، عن عائشة، قالت: "
(11)
كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى وتره إلى السَّحَرِ"
(12)
.
(1)
واسمه: وقْدان، وقيل: واقد، وفي (م)"يعقوب" وهو تصحيف.
(2)
"قال" لا توجد في (ل) و (م).
(3)
منصوب بنزع الخافض، وتقديره: من أيّ الليل، أو: في أيّ الليل.
(4)
وصله مسلم عن يحيى بن يحيى، أخبرنا سفيان بن عيينة، به، بنحوه (بدون ذكر السؤال) الصحيح (1/ 512) برقم (745).
وأخرجه البخاري (996) في "الوتر" باب ساعات الوتر، (2/ 564، مع الفتح)، عن عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش، قال: حدثني مسلم، به، بنحو سياق مسلم.
(5)
في (ل) و (م): "رواه".
(6)
في (م): (جرب) بدل "حجر"، وهو تصحيف.
(7)
هو: حسان بن إبراهيم بن عبد الله الكِرْماني، أبو هشام العَنَزِي -بفتح النون بعدها =
⦗ص: 239⦘
= زاي- قاضي كِرْمان. "صدوق يخطئ"(186 هـ)(خ م د). تهذيب الكمال (6/ 8 - 12)، التقريب (ص 157).
(8)
"كِرْمان" ولاية مشهورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان. وهو إقليم قديم في إيران يقع جنوب غربي صحراء لوط. انظر: معجم البلدان (4/ 515)، المنجد (في الأعلام)(ص 587)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 337).
(9)
هو الثوري، والد سفيان.
(10)
هو مسلم بن صُبَيْح المذكور في الطريق السابقة.
(11)
في صلب متن (ط) رُكّب متنُ الحديث الآتي (2306) على هذا السند، وصُحح في الهامش.
(12)
وصله مسلم عن علي بن حجر نفسه، به، بنحوه. (1/ 512)، برقم (745/ 138).
2306 -
حدثنا الحسن بن عَفَّان
(1)
، قال: ثنا ابن نُمَيْر، عن الأعمش
(2)
، عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة، قالت:"من كل الليل كان يوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم انتهى وتره إلى السحر".
(1)
هو: الحسن بن علي بن عفان العامري، وشيخه "ابن نمير" هو: عبد الله.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، به -وقرنه بـ (يعفور) بنحوه.
كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي في الليل
…
(1/ 512)، برقم (745).
2307 -
حدثنا محمد بن إسحاق
(1)
البكَّائي، قال: ثنا قبيصة، قال: ثنا سفيان
(2)
، ح
وحدثنا أبو عمر الإمام، قال: ثنا مَخْلَدُ بن يزيد، قال:
ثنا سفيان، عن الأعمش
(3)
، عن أبي الضُّحى، عن مسروق، عن عائشة، قالت:"من كل الليل قد أوتر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: من أوله وَآخره، وأوسطه، فانتهى وترُه إلى السَّحَر".
واللفظ لمحمد بن إسحاق.
(1)
ابن عون [ويقال: ابن خَلَف] البكَّائي العامري، أبو بكر الكوفي.
و"البكائي" -بفتح الباء المنقوطة بواحدة، وتشديد الكاف- نسبة إلى "بني البكاء"، وهم من بني عامر بن صعصعة. انظر: الأنساب (1/ 382)، اللباب (1/ 168)، نهاية الأرب (ص 301).
(2)
هو الثوري.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
2308 -
حدثنا بَحْرُ بن نَصْر
(1)
، قال: ثنا ابن وهب
(2)
، قال:
⦗ص: 241⦘
أخبرني معاوية بن صالح
(3)
، أن عبد الله بن أبي قيس
(4)
حدثه، أنه سأل عائشة [زوج النبي صلى الله عليه وسلم]
(5)
: كَيْفَ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر؟ آخر اللَّيْلِ، أو أوَّله؟ قالت: "كلَّ ذلك قدكان يفعل، كان رُبَّما أوتر من أول الليل، وربما أوتر من آخره. فقلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة. قلت: كيف كانت قراءته من الليل: أكان
(6)
يجهر أم يُسِرّ؟ قالت: "كُلَّ ذلك كان يفعل، ربما جهر وربما سَرّ. قلت: الحمد الذي جعل في الأمر سعة".
(1)
هو: الخولاني، والحديث تقدم عند المصضف في "الطهارة" باب بيان إيجاب الوضوء على الجنب إذا أراد أن ينام أو يأكل برقم (857).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا ابن وهب، به، وأحاله على حديث الليث قبله. كتاب الحيض، باب جواز نوم الجنب، واستحباب الوضوء له، وغسل الفرج إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يجامع (1/ 249)، برقم (307/
…
).
(3)
هو الحضرمي، قاضي الأندلس.
(4)
ويقال: ابن قيس، ويقال: ابن أبي موسى، أبو الأسود النصري -بالنون- الحمصي، "ثقة مخضرم، من الثانية"(بخ م 4). تهذيب الكمال (15/ 460 - 461)، التقريب (ص 318).
(5)
من (ل) و (م).
(6)
همزة الاستفهام لا توجد في "ط".
2309 -
حدثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا قتيبة
(2)
، قال: ثنا الليث، عن معاوية، بنحوه.
(1)
هو السجستاني، والحديث في سننه، (1437)، (2/ 139 - 140)، عن قتيبة، به.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عنه، به. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2308)، (1/ 249) برقم (307).
باب إيجاب الوترِ، وأنه يجب على المصلِّي بالليل أن يجعل آخر صلاته وتْرًا، والدليل على أنه ليس بِحَتْمٍ، وأنَّ وقت الوتر بالليل، فإذا فات الوتر بالليل وصلى [صلاة]
(1)
الفجرِ، لم يَقْضِه بالنهار
(1)
" صلاة" من (ل) و (م).
2310 -
حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق
(1)
، عن مَعْمَرٍ
(2)
، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي نَضْرَة
(3)
، عن أبي سعيد الخدري
(4)
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "أوتروا قبل أن تُصْبِحوا".
(1)
وهو في مصنفه (4589)، (3/ 8).
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
هو: المنذر بن مالك بن قُطَعة.
(4)
(ك 1/ 492).
2311 -
حدثنا جعفر بن محمد بن فرقد
(1)
الرَّقّي
(2)
، قال: ثنا
⦗ص: 243⦘
عبد الله بن معاوية الزَّيْتُوني
(3)
، قال: ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى
(4)
، قال: ثنا معمر، بإسناده، مثله.
(1)
في (م): "وقد" وهو خطأ.
(2)
هو: جعفر بن محمد بن الحجاج بن فرقد القطان الرقّي. ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 162). وقال ابن أبي حاتم: "سمع منه أبي بالرقة، كتب إليّ". وقال الذهبي: "وثق". الجرح (2/ 488)، السير (14/ 108).
و"الرقي": -بفتح الراء وفي آخرها القاف المشددة- هذه النسبة إلى "الرقة" وهي بلدة في الشمال الشرقي من سورية على طرف الفرات (وسط الجزيرة الفراتية).
انظر: الأنساب (3/ 84)، معجم البلدان (3/ 67)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 132)، المنجد (في الأعلام)(ص 309)، موسوعة المدن العربية والإسلامية (ص 61).
(3)
"مولى هشام بن عبد الملك، كنيته أبو محمد، يروي عنه هشيم وأهل العراق، روى عنه أهل الشام، مات بالزيتونة في جمادى الآخرة مشة 226 هـ". الثقات لابن حبان (8/ 351).
وفي (م)"عبيد الله"، وهو تصحيف.
و"الزيتوني" نسبة إلى "الزيتونة"، موضع كان ينزله هشام بن عبد الملك في بادية الشام، فلما عمّر "الرُّصافة" انتقل إليها. انظر: الثقات (8/ 351) -حيث ذكر أنه مات بها-، معجم البلدان (3/ 183).
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، به، بمثله.
كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل، (1/ 519)، برقم (754).
2312 -
حدثنا أبو أمية، قال: ثنا عبيد الله بن موسى
(1)
وأبو نعيم، قالا: ثنا شَيْبَان
(2)
، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد الخدري، أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوتر؛ فقال:"أوتروا قبل الصبح".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن إسحاق بن منصور، أخبرني عبيد الله، عن شيبان، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران في (ح/2311)، (1/ 520) برقم (754/ 161).
(2)
هو: ابن عبد الرحمن النحوي.
2313 -
حدثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(1)
، ح
⦗ص: 244⦘
وحدثنا الصغاني قال: ثنا موسى بن إسماعيل
(2)
، قالا: ثنا أبان، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير
(3)
، عن أبي نَضْرَة، عن أبي سعيد الخدري، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الوتر، فقال:"أوتروا قبل الفجر".
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (2163)، (ص 287) بدون ذكر السؤال.
(2)
هو المنقري.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
2314 -
حدثنا
(1)
يعقوب بن سفيان، قال: ثنا عمرو بن عاصم
(2)
، ح
وحدثنا عليُّ بن الحسن الهلالي
(3)
، قال: ثنا المقرئ
(4)
، قالا: ثنا همام
(5)
، عن يحيى بن أبي كثير
(6)
، عن أبي نَضْرَةَ، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الوتر قبل الفجر".
(1)
في (ل) و (م) قُدِّم (ح / 2315) على هذا الحديث.
(2)
هو الكِلابي القَيْسي، أبو عثمان البصري.
(3)
هو: علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي.
(4)
هو: عبد الله بن يزيد المكي، أبو عبد الرحمن المقرئ.
(5)
هو ابن يحيى العَوْذي.
(6)
هنا موضع الالتقاء.
2315 -
حدثنا أحمد بن علي بن يوسف المرِّي
(1)
، والحسن بن
⦗ص: 245⦘
أحمد بن محمد بن بكَّار [بن بلال]
(2)
، قالا: ثنا محمد بن المبارك
(3)
، قال: ثنا معاوية بن سلّام، عن يحيى
(4)
، قال: أخبرني أبو نَضْرَةَ، أنه سمع أبا سعيد: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوتر، فقال:"أوتروا قبل الصبح".
(1)
هو: الخرَّاز -بخاء معجمة بعدها راء وآخره زاي- الدمشقي أبو بكر.
وفي الأصل و (ل) و"إتحاف المهرة"(5/ 415): "المزني" والمثبت من (م) وهو الصحيح كما في مصادر ترجمته، وهي نسبة إلى "بني مرة" وهي جماعة بطون من قبائل شتى.
الأنساب (5/ 268)، اللباب (3/ 201)، توضيح المشتبه (9/ 129 - 130).
(2)
هو الدمشقي العاملي، أبو علي، (275 هـ).
و"ابن بلال" مستدرك من (ل) و (م).
(3)
هو: الصوري.
(4)
هنا موضع الالتقاء.
2316 -
حدثنا الدبريُّ، عن عبد الرزاق
(1)
، عن معمر، عن الأعمش
(2)
، عن تميم بن سَلَمة
(3)
، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فإذا انصرف قال لي:"قومي فأوتري".
(1)
والحديث في مصنفه (4614)، (3/ 13) بمثله.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن زهير بن حرْب، حدثنا جرير، عن الأعمش، به، بمثله، بزيادة قوله "يا عائشة". كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم في الليل
…
(1/ 511)، برقم (744).
(3)
هو: السُّلَمي الكوفي، "ثقة"، (100 هـ)(خت م د س ق). تهذيب الكمال (4/ 330 - 331)، التقريب (ص 130).
2317 -
حدثنا ابن أبي رجاء
(1)
، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن الأعمش
(2)
، عن تميم بن سَلَمَةَ، عن عروة، عن عائشة، قالت:
⦗ص: 246⦘
"أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَوْتَرْتُ".
(1)
هو: أحمد بن محمد بن عبيد الله الطرسوسي.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
2318 -
حدثنا أبو الحسن الميموني
(1)
وعمار
(2)
، قالا: ثنا محمد بن عُبَيْدٍ
(3)
، قال: ثنا عبيد الله بن عمر
(4)
، عن نافع، عن ابن عمر، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا"
(5)
.
(1)
هو: عبد الملك بن عبد الحميد الجزري.
(2)
هو ابن رجاء، أبو ياسر التّغلبي.
(3)
هو الطَّنافسي الكوفي، وفي (م):"محمد بن عبيد الله بن عمر، عن نافع" وهو خطأ واضح.
(4)
هو العمري، وهو موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة؛ وعن محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي؛ وعن زهير بن حرْب وابن المثنى، قالا: حدثنا يحيى، كلهم عن عبيد الله، به، بمثله. كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل، (1/ 517 - 518)، برقم (751/ 151).
(5)
وأخرجه البخاري (998) في "الوتر" باب: ليجعل آخر صلاته وترًا، (2/ 566، مع الفتح)، عن مسدد، قال: حدثنا يحيى؛ وفي "الصلاة"(472) باب الحلق والجلوس في المسجد، (1/ 669، مع الفتح) عن مسدد، حدثنا بشر بن المفضل، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، به، الأول بمثله، والثاني بنحوه.
2319 -
حدثنا
(1)
موسى بن إسحاق الضَّرِيْر
(2)
القوّاس
(3)
، قال:
⦗ص: 247⦘
ثنا حفص بن غِياث، قال: ثنا عبيد الله بن عمر
(4)
، بإسناده مثله.
(1)
في (ل) و (م) هذا الحديث بعد (ح / 2320) الآتي.
(2)
في (م): "الصرمي" وهو خطأ، على أنني لم أجد من وصفه بالضرير غير أبي عوانة.
(3)
هو الكوفي، الكندي.
و"القواس" -بتشديد الواو- نسبة إلى عمل "القسي" وبيعها. الأنساب (4/ 557)، =
⦗ص: 247⦘
= اللباب (2/ 62).
(4)
هنا موضع الالتقاء.
2320 -
حدثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا يحيى
(2)
، قال: ثنا عبيد الله بن عمر
(3)
، بمثله.
(1)
هو الإمام السجستاني، والحديث في سننه (1438)، (2/ 140) في "الصلاة" باب في وقت الوتر.
(2)
هو: القطان، وهو الملتقى هنا.
(3)
"ابن عمر" لا يوجد في (ل) و (م).
2321 -
(1)
حدثنا الصغاني، قال: ثنا أبو النَّضْرِ
(2)
، قال: أنبأ اللَّيْثُ
(3)
، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ صلَّى مِنَ الليل فلْيَجْعَلْ آخر صلاته وترًا"
(4)
.
(1)
في (ل) و (م) هنا زيادة "و".
(2)
هو: هاشم بن القاسم.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن قتيبة بن سعيد وابنِ رُمْح كلاهما عن الليث، به، بنحوه، بزيادة "فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بذلك". الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2318)(1/ 517) برقم (751).
(4)
(ك 1/ 493).
2322 -
حدثنا ابن شاذان الجَوْهَرِيُّ
(1)
، قال: ثنا المعلى، عن
⦗ص: 248⦘
الليث
(2)
، بمثله.
(1)
هو: محمد بن شاذان بن يزيد. و "الجوهري" لا توجد في (ل) و (م).
(2)
هنا موضع الإلتقاء.
2323 -
وحدثنا الصغاني ومحمد بن عيسى
(1)
الأبرص
(2)
العطَّار، قالا: أبنا حجاج بن محمد
(3)
، قال: قال ابن جريج: أخبرني سليمان بن موسى
(4)
، قال: حدثني
⦗ص: 249⦘
نافع
(5)
، عن ابن عمر، كان يقول: "من صلى من الليل فَلْيَجْعَلْ آخر صلاله وترًا؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بذلك، فإذا
(6)
كان الفجر فقد ذهب صلاة الليل والوتر؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَوْتِرُوا قبل الفجر"
(7)
.
(1)
ابن أبي موسى الأفواهي.
(2)
كذا في الأصل -بالصاد المهملة- ولا توجد "كلمة الأبرص" في (ل) و (م)، وفي مصادر ترجمته السابقة:"الأبرش" -بالشين المعجمة-، ولم أجد ما يؤيد أحد الوجهين، ولكن اتفاق المصادر السابقة على وجه واحد يعطيه قوة.
(3)
هنا موضع الالتقاء، لكن الإسناد عند مسلم بدون واسطة "سليمان بن موسى" بين ابن جريج ونافع، كما أن مسلمًا روى من الحديث المقطعَ الأولَ فقط. كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل مثنى مثنى
…
(1/ 518) برقم (571/ 152).
(4)
هو الأموي مولاهم الدمشقي، الأشدق، أبو أيوب، فقيه أهل الشام. (119 هـ)، (مق 4). أثنى عليه الزهري بالحفظ، وسعيد بن عبد العزيز بالعلم وابن عيينة وأبو مسهر وغيرهم. ووثقه دُحيم، وابن سعد، وابن معين، وأبو داود، والدارقطني. وقال أبو حاتم:"محله الصدق، وفي حديثه بعض الاضطراب، ولا أعلم أحدًا من أصحاب مكحول أفقه منه ولا أثبت منه". وقال ابن عدي: "وهو فقيه راوٍ، حدث عنه الثقات من الناس، وهو أحد علماء أهل الشام، وقد روى أحاديث ينفرد بها لا يرويها غيره، وهو عندي ثبت صدوق". وقال البخاري في تاريخه الكبير: "عنده مناكير". وروى الترمذي عنه أنه قال: "منكر الحديث، أنا لا أروي عنه شيئًا، روى سليمان بن موسى أحاديث عامتها مناكير". وقال النسائي: "أحد الفقهاء، وليس =
⦗ص: 249⦘
= بالقوي في الحديث". وذكره أبو زرعة الرازي والعقيلي في "ضعفائهما". وقال الذهبي: "كان سليمان فقيه أهل الشام في وقته قبل الأوزاعي، وهذه الغرائب التي تستنكر له يجوز أن يكون حفظها". وذكره في "المغني" وقال:"وثق"، وفي "من تكلم فيه وهو موثق" وقال:"صدوق". وقال الحافظ: "صدوق فقيه، وفي حديثه بعض لين
…
".
وهو كما قال، وجرح جارحيه ليس شديدًا، وتجويْزُ الذهبيّ أن يكون قد حفظ هذه الغرائب إلى تُسْتَنْكر له وَجِيْهٌ نظرًا إلى أقوال الأئمة الآخرين، والله أعلم.
انظر: طبقات ابن سعد (7/ 318)، تاريخ الدوري (2/ 236)، تاريخ الدارمي (26، 360)(ص 46، 117)، التاريخ الكبير (4/ 38)، التاريخ الأوسط [المطبوع باسم "الصغير" خطأ](1/ 340)، الضعفاء الصغير (146)(ص 109، 110) -ثلاثتها للبخاري- أبو زرعة الرازي (2/ 622)، ضعفاء النسائي (252)(ص 186)، الجرح (4/ 141 - 142)، ضعفاء العقيلي (2/ 140)(632)، الكامل (3/ 270)، تاريخ دمشق (22/ 367 - 388)، تهذيب الكمال (12/ 92 - 98)، المغني في الضعفاء (1/ 284)، من تكلم فيه وهو موثق [المطبوع باسم "معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد" خطأ](122)(ص 104)، الميزان (2/ 226)، التقريب (ص 255).
(5)
هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه مسلم عن حجاج، به، بدون واسطة "سليمان"، كما سبق.
(6)
من هنا إلى آخر الحديث زائد على مسلم.
(7)
سبقت الإشارة إلى أن قوله: "فإذا كان الفحر" إلى آخر الحديث زائد على صحيح =
⦗ص: 250⦘
= مسلم، وقد أخرجه بهذه الزيادة كلّ من:
ابن الجارود (274)، (1/ 240 - غوث المكدود) عن محمد بن يحيى -وهو الذهلي- كما في "الإتحاف"(9/ 94).
والبيهقي (2/ 478) من طريق أحمد بن الوليد اللحَّام، ومحمد بن الفرج الأزرق، والحاكم في "المستدرك"(1/ 302) من طريق الأزرق المذكورن.
وابن المنذر في (الأوسط)(ح / 2671)، (5/ 189) عن محمد بن إسماعيل.
أربعتهم عن حجاج الأعور، به.
ورواه أحمد في "المسند"(6372)، (2/ 150 - 151)، وابن خزيمة (1091)، (2/ 148) من طريق عبد الرزاق ومحمد بن بكر البرساني [ويبدو أن السياق للأخير عند كليهما] كلاهما عن ابن جريج، به، بنحوه.
والحديث حسن، وذلك لأجل سليمان المذكور ففيه كلام ينزله عن مرتبة الصحيح.
وقال الحاكم: "إسناده صحيح" ووافقه الذهبي، وقال الشيخ الألباني:"وهو كما قالا"، [الإرواء 2/ 154] وذكره الحافظ في "الفتح"(2/ 557) محتجا به، وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (9/ 184).
وأخرجه عبد الرزاق (4613)، (3/ 13) ومن طريقه الترمذي (469)، (2/ 332)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 267)، وابن حزم في "المحلى "(305)، (2/ 144) وابن المنذر في (الأوسط)(5/ 190) -عن ابن جريج، به- عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا طلع الفجر فقد ذهب كل صلاة الليل والوتر، فأوتروا قبل طلوع الفجر".
قال الترمذي: "وسليمان بن موسى قد تفرد به على هذا اللفظ". وساق البخاري هذه الرواية على هذا السياق مساق الروايات المنكرة من أحاديث سليمان [علل الترمذي الكبير (464) (ص 257)]. =
⦗ص: 251⦘
= وفي كلام الترمذي السابق إشارة إلى تليينه لهذه الزيادة، قال الشيخ أحمد شاكر: "
…
يحتمل أن يكون سليمان بن موسى وهِم، فأدْخَل الموقوف من كلام ابن عمر في المرفوع، ويحتمل أن يكون حفظ وأن ابن عمر كان يذكره مرة هكذا ومرة هكذا".
قلتُ: ويضاف إلى كلام الشيخ أنه يحتمل أن يكون الوهم من عبد الرزاق، فإن غيره من الرواة عن ابن جريج [وهم: حجاج بن محمد- وهو من أثبت الناس عن ابن جريج (شرح علل الترمذي (2/ 682) وقال الخُشك: (266 هـ): "حجاج بن محمد نائمًا أوثق من عبد الرزاق يقظان"(تهذيب الكمال (5/ 455 - 456)، ومحمد بن بكر البُرساني].
وهما قد فصلا الموقوف من المرفوع في الرواية، ولا إشكال فيها كما سبق، وهذا الوهم إنما هو في رواية عبد الرزاق فقط.
وقلبي إلى الوجه الأخير أميل.
على أن النووي قد صحح هذه الرواية أيضًا في "الخلاصة" كما في "نصب الراية"(2/ 113).
فوائد:
1) ذكر الحافظ في "الفتح"(2/ 557) أن رواية سليمان هذه رواها أبو داود والنسائي، وصححه أبو عوانة وغيره
…
ورواية سليمان لم يروها أبو داود ولا النسائي.
والله أعلم بالصواب.
2) سيتكرر الحديث عند المصنف برقم (2380) من طريق العطار بهذا الإسناد - بدون ذكر هذه الزيادة، وبرقم (2381) عن الصغاني هذا الإسناد بدون واسطة سليمان بن موسى.
3) مع ما سبق من تصريح الحافظ بتصحيح أبي عوانة للحديث، فقد فاته الإشارة إلى تخريح أبي عوانة للحديث في "الإتحاف"(9/ 94).
2324 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال أنبأ ابن وهب، أن مالكًا
(1)
حدثه عن عمّه -أبي سهيل بن مالك
(2)
- عن أبيه
(3)
، أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول: "جاء رجل
(4)
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أخبِرْني ماذا فرض الله عليَّ من الصلاة
(5)
؟ قال:
…
⦗ص: 253⦘
الصَّلوات
(6)
الخمس، إلا أن تطوع"
(7)
.
(1)
مالك هو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، ورواه الأخير عن قتيبة، عن مالك، به، مطوَّلا، بلفظ: "جاء رجل
…
من أهل نجد ثائر الرأس، نسمع دوي صوته .. فإذا هو يسأل عن الإسلام
…
". كتاب الإيمان، باب بيان الصلاة التي هي أحد أركان الإسلام، (1/ 40 - 41)، برقم (11).
(2)
هو: نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي التيمي المدني، "ثقة"، مات بعد سنة 140 هـ. ع. تهذيب الكمال (29/ 290 - 291)، التقريب (ص 559).
(3)
هو: مالك بن أبي عامر الأصبحي "ثقة"(74 هـ). تهذيب الكمال (27/ 148 - 150)، التقريب (ص 517).
(4)
في (م)"رسول" بدل "رجل" وهو خطأ.
(5)
انفرد المصنف كذا السياق عن مالك -على ما اطلعتُ- وقد رواه عن مالك عدة، أخرجه كثيرون عن مالك ولكن بنحو سياق مسلم، [انظر: تخريج حديث مالك في "المسند"(3/ 13 - 14) بتحقيق الشيخ شعيب الأرنؤوط وغيره]، وهو كذلك في "الموطأ" -رواية يحيى- (1/ 175). وهو حديث طويل، سئل النبي صلى الله عليه وسلم فيه -أولًا- عن الإسلام، وأما السؤال عن الصلاة -بخصوصها- أولًا فلم يَرِدْ في حديث مالك، بل هو في سياق حديث إسماعيل بن جعفر، أخرجه البخاري (1891)(4/ 123، مع الفتح)، في "الصوم" الباب الأول منه، وغيره [راجع "المسند" (1413)]-الطبعة المذكورة- في الهامش -كما أن المصنف أخرج هذا الحديث في كتاب الإيمان، باب =
⦗ص: 253⦘
= بيان صفة الإسلام وشرائعه وعدد الصلوات المفروضة برقم (12) عن مالك وإسماعيل ابن جعفر، به، وبيَّن سياق مالك أولًا، -بنحو سياق مسلم- ثم ساق لفظ ابن جعفر بمثل لفظ هذا الحديث، ويمكن أن يكون المصنف قد خلط هنا لأنه قد بيَّن ذلك سابقًا، ومع ذلك فتصرف المصنف هنا غريب، والله تعالى أعلم.
(6)
في الأصل و (ط)"الصلاة الخمس"، والمثبت من (ل) و (م)، وهو كذلك في البخاري (1891) -رواية إسماعيل بن جعفر-.
(7)
وأخرجه البخاري (46) في "الإيمان" باب الزكاة من الإسلام، (1/ 130 - 131، مع الفتح)، و (2678) في "الشهادات" باب: كيف يُستحلف؟
…
(5/ 339، مع الفتح).
عن إسماعيل بن عبد الله، عن مالك، به، بنحو سياق مسلم، وهو في "الموطأ" -رواية يحيى- (1/ 175).
2325 -
(1)
حدثنا عباس بن محمد والصغاني، قالا: ثنا الأسود بن عامر
(2)
، قال: أنبا شعبة
(3)
، عن قتادة، عن زُرَارَةَ بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة، قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام من الليل، أو مرض
⦗ص: 254⦘
صلى بالنهار ثنتي
(4)
عشرة ركعةً، قالتْ: وما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى أصبح، ولا صام شهرًا متتابعًا إلا رمضانَ"
(5)
.
(1)
في (ل): (وحدثنا).
(2)
هو المعروف بشاذان.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن علي بن خَشْرَم، أخبرنا عيسى (وهو ابن يونس)، عن شعبة، به، بنحوه، وزاد في أوله:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا عمل عملًا أثبته".
كتاب صلاة المسافرين، باب جامع صلاة الليل، ومن نام عنه أو مرض، (1/ 515) برقم (746/ 141).
(4)
"ثنتي" ساقطة من (م).
(5)
سيتكرر الحديث عند المصنف برقم (2348، و 2349) بطوله.
باب [بيان]
(1)
صفةِ قيامِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، ووضوئه، وصلاته، واضطجاعه بعد صلاته، ودعائه إذا فرغ من صلاته، وأنّه صلى ثلاث عشرة ركعة، أوتر منها بركعة
(1)
من (ل) و (م).
2326 -
حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل بن يوسف الترمذي، قال: ثنا أبو حُذَيْفة
(1)
، قال: ثنا سفيان بن سعيد
(2)
، عن سَلَمَة بن كُهَيْل، عن كُرَيْب -مولى ابن عباس- عن ابن عباس، قال: "بِتُّ عند خالتي ميمونة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فأتى حاجته، ثم غسل يديه ووجهه
(3)
، ثم مال إلى القِرْبَةِ
(4)
فأطلق شِنَاقَها
(5)
، ثم توضأ وضوءًا بين الوضوءين
(6)
، لم
⦗ص: 256⦘
يُكْثِر وقد أبلغ، ثم قام يصلي، فقمت فَتَمَطَّيْتُ
(7)
كراهية أن يَرَى أني كنتُ أرقَبُه
(8)
، فقمتُ فتوضأتُ، فقام يصلي، فقمتُ عن يَساره، فأخذ برأسي فحَوّلني عن يمينه، -أو قال: فأخذ بأذني
(9)
- حتى أدارني فكنت عن يمينه، فتَتَامَّتْ صلاةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة، ثم نام النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتوضأ -وكان إذا نام نفخ- فأتاه بلال فآذنه بالصلاة، فقام يصلي
(10)
ولم يتوضأ، وكان يقول في دعائه: اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي لساني
(11)
نورًا، وفي بصري نورًا، وعن يميني نورًا، وعن شمالي نورًا، ومن تحتي نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن بين يدي نورًا، ومن خلفي نورًا،
⦗ص: 257⦘
وأعظم
(12)
لي نورًا". قال كريب: وستةٌ
(13)
عندي مكتوبات في التابوت
(14)
(15)
: "ومُخّي، وعَصَبي، وشَعْري، وبشري، وعِظامي"
(16)
.
ورواه عبد الرحمن بن مهدي
(17)
عن سفيان، قال:"أخذ بأذني فأدارني عن يمينه"، وذكر بطوله، وقال في آخره:"فلقيت رجلًا من ولد العباس فحدثني بهن، وذكر: "عصبي، ولحمي، ودمي، وشعري،
⦗ص: 258⦘
وبشري"، وذكر خصلتين.
يقال
(18)
: "التابوت" فيه كُتُبُ علي بن عبد الله بن عباس
(19)
.
(1)
هو: موسى بن مسعود النَّهْدي -بفتح النون وسكون الهاء- البصري.
(2)
هو الثوري، وهو موضع الإلتقاء، رواه مسلم عن عبد الله بن هاشم، حدثنا عبد الرحمن (وهو ابن مهدي)، حدثنا سفيان، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، (1/ 525 - 526)، برقم (763).
(3)
هنا عند مسلم والبخاري: "ثم نام، ثم قام".
(4)
بكسر القاف، وهي: الوطب (وعاء) من اللبن، وقد تكون للماء. المحكم لابن سيدة، اللسان (1/ 668).
(5)
"الشناق" -بكسر الشين المعجمة- الخيط والسير الذي تعلّق به القربة على الوتد.
وقيل: خيط يشد به فم القربة. ورجحه أبو عبيد، ويرجحه ما ورد في تفسيرها في رواية الطيالسي (2706) عن شعبة بقوله "يعني رباطها". غريب أبي عبيد (1/ 86)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 155)، النهاية (2/ 506).
(6)
فسره بقوله: "لم يكثر وقد أبلغ" كما في حديث (2338) الآتي عند المصنف بلفظ =
⦗ص: 256⦘
= "وضوءا خفيفًا". وراجع إكمال إكمال المعلم (3/ 94).
(7)
أي: تمدّدتُ كالقائم من النوم. انظر: غريب الحميدي (ص 60)، النهاية (4/ 340).
(8)
في صحيح مسلم "أنتبه له" وكلاهما بمعنى.
(9)
هكذا في رواية ابن المديني عن ابن مهدي عند البخاري (6316) وأحمد عنه في المسند (1/ 343)(3194) وكذلك في رواية عبد الرزاق (3862، 4707).
وفي رواية عبد الله بن هاشم عن ابن مهدي عند مسلم (763) بلفظ: "بيدي"، وفي رواية مالك عند المصنف (24) و (571) والبخاري (992) بلفظ:"فوضع يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني يفلتها".
(10)
(ك 1/ 494).
(11)
"وفي لساني نورا" يُذْكَرْ في رواية ابن مهدي عند البخاري (6316) ولا عند مسلم (763) وأحمد (3194)، وقد تابع أبا حذيفة في ذكره القطان- على ما روى عنه عبد الرزاق، (3862، 4707).
(12)
هكذا عند أحمد (3194) وعبد الرزاق (عن يحيى عن الثوري)(4707)، وفي مسلم "وعَظِّمْ"، وراجع "الفتح"(11/ 121).
(13)
وعند البخاري "وسبع في التابوت" ونحوه عند مسلم، وسبب اختلاف العدد بين رواية أبي حذيفة وابن مهدي ما سبقت الإشارة إلى أن "اللسان" لم تذكر في رواية ابن مهدي فيكون العدد سبعًا، بينما ذكرت في رواية أبي حذيفة فيكون ستًّا، وقد تابع القطانُ أبا حذيفة في الموضعين.
(14)
اختلف في المراد "بالتابوت" على أقوال سردها الحافظ في "الفتح"(11/ 121) منها: ما اختاره ابن الجوزي أن المراد به "الصندوق"، أي: ستة مكتوبة عنده في الصندوق لم يحفظها في ذلك الوقت. وأيده الحافظ استنادا إلى رواية أبي عوانة هذه.
ويبدو أنه هو الراجح -والله تعالى أعلم-، وسيأتي اختيار المصنف في نهاية الحديث.
وهذا اللفظ عند المصنف من أهم فوائد الاستخراج.
(15)
عند مسلم هنا زيادة سيُنَبّه عليها المصنف بعد نهاية الحديث.
(16)
زاد القطان -على ما في مصنف عبد الرزاق (4707) -: "ودمي"، وبذلك تكتمل الستة.
(17)
وصله مسلم [راجع موضع الالتقاء] والبخاري (6316) في "الدعوات" باب الدعاء إذا انتبه من الليل (11/ 119 - 120)، عن ابن المديني عنه، به، وكذلك أحمد عنه (1/ 343)، و "سفيان" هو الثوري.
(18)
في (ل) و (م)"يقال" واضح، وفي (ط) وصلب الأصل "فقال" وهو خطأ، وتوجد علامة "الخرجة" عليها في الأصل يبدو أنه مصحح في الهامش، وكل ما كتب في الهامش مطموس.
(19)
هو الهاشمي، أبو محمد (118 هـ). (بخ م 4). تهذيب الكمال (21/ 35 - 40)، التقريب (ص 403).
2327 -
حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق
(1)
، عن الثوري
(2)
، عن سلمة، بمثل حديث أبي حذيفة، إلى قوله: "فآذنه بالصلاة، فقام فصلى ولم
(3)
يتوضأ".
(1)
والحديث في مصنفه (3862)، (2/ 403 - 404)، و (4707)(3/ 36 - 37).
(2)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح/ 2326).
(3)
في (م) وهو "يتوضأ"، وهو خطأ.
2328 -
حدثنا يوسف بن مُسَلَّم
(1)
وأبو حُمَيْد
(2)
، قالا: ثنا حجاج بن محمد، قال: حدثني شعبة
(3)
، عن سلمة بن كُهَيْل، عن كُرَيْب،
⦗ص: 259⦘
عن ابن عباس، قال: "بت في بيت خالتي ميمونة، فتَعَيَّنْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال: فتَرَقَّبْتُ، أو: فَتَفَقَّدْتُ
(4)
كيف يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
(5)
فنام، ثم قام، ثم غسل وجهه وكفيه، ثم نام، ثم قام فَعَمَدَ إلى القِرْبة فأطلق شِنَاقَها، ثم صبَّ في الجَفْنَة
(6)
، أو القَصْعَة، فأكبَّ على
(7)
يده، ثم توضأ وضوءًا حسنًا بين الوضوءين، ثم قام، فصلى، فجئتُ فقمت عن يساره، فأخذني فأقامني عن يمينه، فتكاملت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة، ثم نام حتى نفخ -وكنا نعرفه إذا نام بنفخه-، ثم خرج إلى الصلاة، فصلى، وجعل يقول في صلاته أو سجوده: اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، [في بصري نورًا
(8)
]، وعن
⦗ص: 260⦘
يميني نورًا، وعن يساري
(9)
نورًا، وأمامي نورًا، [وخلفي نورًا]
(10)
، ومن تحتي نورًا، ومن فوقي نورًا، واجعلني نورًا".
قال شعبة
(11)
: أو قال: "واجعل لي نورًا". قال
(12)
شعبة: وحدثني عمرو بن دينار
(13)
، عن كُرَيْب، عن ابن عباس، أنه
(14)
قال: "نام مُضْطَجِعًا".
ذكر محمد بن رَجَاء
(15)
عن النضر بن شُمَيْل، قال: ثنا شعبة، قال: ثنا سلمة بن كُهَيْل، عن بُكَيْر
(16)
(17)
عن كريب، عن ابن عباس -قال سلمة:
⦗ص: 261⦘
فَلَقِيْتُ كُرَيْبًا فقال: قال ابن عباس: "كنت عند خالتي ميمونة؛ فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
" ثم ذكر مثل حديث غُنْدَر وحجاج، وقال: "واجعلني نورًا" -ولم يشك- ذكره بعض أصحابنا.
يقولون: هو بكير بن عبد الله بن الأشج، ولا يشبه أن يكون هذا "بكيرًا" الضخم الكوفي
(18)
، وبكير هذا يحدث عنه أشعث بن سوار
(19)
⦗ص: 262⦘
ويقال له: أشعث
(20)
الأفرق، ويقال: النجار
(21)
-.
(1)
هو: يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي.
(2)
هو: عبد الله بن محمد بن تميم المصّيصي.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن بشار، حدثنا محمد (وهو ابن جعفر)، حدثنا شعبة، به. الكتاب والباب المذكوران في (ح/2326)، (1/ 528 - 529) برقم (763/ 187).
(4)
وعند مسلم: "فبقيت" وكذلك عند ابن خزيمة، من رواية ابن عدي عن شعبة (127)، وعند أحمد (1/ 284)(2567) من رواية غندر عنه، والطيالسي (2706) أيضًا عنه بلفظ:"فرقبت"، وكلها بمعنى.
(5)
في (ل) و (م)"فتفقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي".
(6)
الجفنة هي القَصْعَةُ الكبيرة، والجمع جِفَان، وجِفَن. اللسان (13/ 89).
(7)
"على" لا توجد في (ل) و (م) وهذا قريب مما في مسند أحمد (2567) -رواية غندر-: "وأكب يده عليها". وعند مسلم "فأكبه بيده عليها" ومعاني هذه الوجوه واضحة، فالإكباب راجع إلى ما في القصعة -على ما في المثبت- وإلى اليد -على ما في (ل) و (م) ومسند أحمد، -وإلى "الشناق" -على ما في صحيح مسلم-. والله تعالى أعلم.
(8)
ما بين المعقوفتين مستدرك من (ل) و (م)، وهكذا في صحيح مسلم ومسند أحمد (2567)، ومسند الطيالسي (2706).
(9)
هكذا في مسند أحمد والطيالسي، وفي صحيح مسلم:"وعن شمالي نورًا" والجميع بمعنى.
(10)
ما بين المعقوفتين مستدرك من (ل) و (م).
(11)
"قال شعبة" لا توجد في (ل) و (م) هنا.
(12)
من هنا إلى له: "مضطجعًا" لا يوجد في مسلم والطيالسي، وهو موجود في رواية غندر عند أحمد (2567)، ويُعد هذا من فوائد الاستخراج.
(13)
في (ل) و (م) هنا زيادة "به" ولا حاجة إليها هنا.
(14)
"أنه قال: نام مضطجعا" لا توجد في (ل) و (م).
(15)
هو: السندي، أبو عبد الله النيسابوري، وهو من إسفرايين، سمع النضر بن شميل ومكي بن إبراهيم، روى عنه ابنه محمد، وابن خزيمة، وغيرهما. قال أبو عبد الله محمد بن يعقوب (المعروف بابن الأخرم (344 هـ):"رجاء بن السندي، وابنه أبو عبد الله، وابنه أبو بكر ثلاثتهم ثقات أثبات". انظر: تاريخ بغداد (5/ 276 - 277)، الأنساب (3/ 320)، توضيح المشتبه (5/ 187).
(16)
سيأتي رأي المصنف في تعيينه.
(17)
(ك 1/ 459).
(18)
ورد ذلك مصرَّحًا به عند مسلم (763/ 184) بعد نهاية حديث هارون بن سعيد الأيلي، وفيه:"قال عمرو [وهو ابن الحارث]: فحدثتُ به بكير بن الأشج، فقال: حدثني كريب بذلك".
وممن صرح بما ذهب إليه المصنف: البزار، وعبد الغني المقدسي، والحافظ في "الفتح"(2/ 225) عند حديث (698).
بينما وهَّم المزيُّ عبد الغني حينما ذكر سلمة بن كهيل في الرُّواة عن الأشج، وصرح أنه هو "الضخم" الكوفي [تهذيب الكمال (4/ 246)] وتابعه في ذلك الحافظ في تهذيبه وتقريبه فلم يُعلِّق بشيء على صنيع المزي، وهذا مؤدى صنيع الذهبي في "الكاشف"(2/ 275).
علمًا بأن صنيعه في "تاريخ الإسلام"(5/ 48) يدل على أن الأشج والضخم رجل واحد.
وبكير الطويل غير مترجم في "رجال صحيح مسلم" لابن منجويه مما يدل على كون "بكير" عنده هو الأشج.
وراجع ترجمة الضخم في: تاريخ البخاري الكبير (2/ 113 - 114)، الجرح (2/ 404) ثقات ابن حبان (6/ 106). وانظر تفصيل المسألة في تعليق نفيس للدكتور بشار على "تهذيب الكمال"(4/ 246 - 247)، حيث بحث المسألة بإسهاب، وفاته تصريح الحافظ في الفتح، كما سبق.
(19)
هو الكندي الأثرم، صاحب التوابيت، وثقه ابن معين -في رواية الدوري عنه-، وضعفه =
⦗ص: 262⦘
= -في أخرى للدوري عنه-، وضعفه أحمد، وأبو زرعة، والنسائي، وابن حبان، والدارقطني، وتابعهم الحافظ. (بخ م- متابعة- ت س ق)، (136 هـ). انظر: العلل ومعرفة الرجال - رواية عبد الله- (1/ 198)، (2/ 149)، تاريخ الدوري (2/ 40)، ضعفاء النسائي (58)(ص 155)، السنن المجتبى له (8/ 69)، كتاب قطع السارق، باب ما يكون حرزا وما لا يكون، الجرح (2/ 271 - 272)، المجروحين لابن حبان (1/ 171)، الكامل لابن عدي (1/ 371 - 374)، ضعفاء الدارقطني (115)(ص 154)، ضعفاء ابن الجوزي (436)(1/ 125)، تهذيب الكمال (3/ 264 - 270)، المغني في الضعفاء (1/ 91)، ديوان الضعفاء (472)(ص 39)، التقريب (ص 113).
(20)
في الأصل: "الأشعث" والمثبت من (ل) و (م) وهو الأنسب، ولم أجد توجيهًا لوصفه بـ (الأفرق).
(21)
(النجار) -بفتح النون والجيم المشددة- نسبة إلى نجارة الأخشاب وعملها.
الأنساب (5/ 458)، اللباب (2/ 297).
2329 -
حدثنا الصغاني وأبو أمية، قالا: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة
(1)
، ح
وحدثنا ابن مُلَاعِبٍ
(2)
، قال: ثنا ابن الأصبهاني، قالا
(3)
: ثنا
⦗ص: 263⦘
أبو الأَحْوَص
(4)
، عن سعيد بن مسروق، عن سَلَمَةَ بن كُهَيْل، عن أبي رِشْدِيْن: كُرَيْبٍ -مولى ابن عباس-، عن
(5)
ابن عباس، قال: بِتُّ عند خالتي ميمونة -واقتصَّ الحديث- ولم يذكر "غَسْل الوجه والكفين"، غير أنه قال: "ثم أتى القِرْبَة فحلَّ شِنَاقَها، ثم
(6)
توضأ وضوءًا بين الوضوءين، ثم* أتى فراشه؛ فنام، ثم قام قَوْمةً أُخْرى فأتى (القِرْبَة فحلَّ شِنَاقَها، ثم
(7)
توضأ وضوءًا هو الوضوء"*
(8)
، وقال في آخره)
(9)
: "وأَعْظِمْ لي نورًا"، ولم يذكر "واجعلني نورًا".
(1)
هو: الإمام عبد الله بن محمد بن إبراهيم. وهو موضع الإلتقاء في هذه الطريق، انظر ما بعده. ولم أجد الحديث في مصنفه المطبوع.
(2)
هو: أحمد بن مُلاعب بن حيان البغدادي، وشيخه: ابن الأصْبَهاني هو: محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي، وأبو الأحوص هو: سلّام بن سليم الكوفي.
(3)
في (ط) والمطبوع: "قال" بالإفراد وهو خطأ.
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وهنَّاد بن السَّرِي، قالا: حدثنا أبو الأحوص، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2326)، (1/ 529) برقم (763/ 188).
(5)
"عن ابن عباس" ساقط من المطبوع.
(6)
في (ل) و (م): "فتوضأ".
(7)
في (ل) و (م): "فتوضأ".
(8)
ما بين النجمين ساقط من (ط). وهو مستدرك في هامشها.
(9)
ما بين القوسين لا يوجد في (م) فقط.
2330 -
وروى أبو الطاهر
(1)
عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن سَلْمان الحَجْري
(2)
، عن عُقَيْل بن خالد، أنّ سلمة بن كهيل حدثه، أنّ
⦗ص: 264⦘
كريبًا حدثه، أنّ ابن عباس بات ليلة عند النبي صلى الله عليه وسلم *وذكر الحديث، وقال فيه: "ودعا رسول الله* صلى الله عليه وسلم
(3)
لَيْلَتَه
(4)
بتسع عشرة كلمة، -قال سَلَمَةُ: حدثنيها كريب، فحفظتُ منها ثِنْتَي عَشَرة، ونسيْتُ ما بقي- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعل لي في قلبي نُوْرًا، وفي لساني نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي بصري نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن تحتي
⦗ص: 265⦘
نورًا، وعن شمالي نورًا
(5)
، وعن يميني نورًا، وبين
(6)
يدي نورًا، ومن خلفي نورًا، واجعل لي
(7)
في نفسي نورًا، وأعْظِمْ لي نُورًا"
(8)
.
(1)
هو: أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السَّرح، أبو الطاهر، المصري "ثقة"(250 هـ)(م دس ق). تهذيب الكمال (1/ 415 - 417)، التقريب (ص 83).
(2)
الرُّعَيْني المصري، (م -هذا الحديث فقط- مد س). قال أبو سعيد بن يونس: "يروي =
⦗ص: 264⦘
= عن عُقيل غرائب انفرد بها، وكان ثقة". وقال البخاري:"فيه نظر". وقال أبو حاتم: "مضطرب الحديث
…
ما رأيت في حديثه منكرًا، وهو صالح الحديث، أدخله البخاري في كتاب "الضعفاء"، يحوّل من هناك". وذكره أبو زرعة الرازي في "الضعفاء". وقال النسائي:"ليس بالقوي". وذكره العقيلي، وابن الجوزي، والذهبي في "الضعفاء". وقال الحافظ:"لا بأس به، من السابعة". التاريخ الكبير (5/ 294)، التاريخ الصغير (2/ 97)، الضعفاء الصغير (209)(ص 143) -ثلاثتها للبخاري- أبو زرعة الرازي (2/ 632)، ضعفاء النسائي (362)(ص 206)، ضعفاء العقيلي (2/ 333)، الجرح (5/ 241 - 242)، إكمال ابن ماكولا (3/ 84)، ضعفاء ابن الجوزي (1872)، (2/ 95)، ديوان الضعفاء (2448)، (ص 242)، تهذيب الكمال (17/ 148 - 150)، التقريب (ص 341).
و"الحَجْري": -بفتح أوله، وسكون الجيم- نسبة إلى ثلاث قبائل اسم كل واحدة:"جر"، والمترجم من "حَجْر رُعَيْن". انظر: الإكمال لابن ماكولا (3/ 83 - 84)، الأنساب (2/ 178)، اللباب (1/ 343)، توضيح المشتبه (3/ 133).
(3)
ما بين النجمين مكرر في المطبوع.
(4)
في (م): "ليله" -بدون التاء-، وفي صحيح مسلم: "ليلتئذ تسع
…
".
(5)
جملة "وعن شمالي نورًا" مؤخرة عن "وعن يميني نورًا" في مسلم.
(6)
في صحيح مسلم: "ومن بين يدي".
(7)
"لي" لا توجد في صحيح مسلم.
(8)
وصله الإمام مسلم عن أبي الطاهر المذكور، به -وقد ذكرت الفروق في أماكنها. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2326)، (1/ 529)، برقم (763/ 189).
2331 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا أبو النضر
(1)
ح
وحدثنا أبو أمية، قال: ثنا أبو زيد سعيد بن الربيع
(2)
، قالا: ثنا شعبة
(3)
، عن أبي جَمْرَة
(4)
، قال: سمعت ابن عباس يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ثلاث عشرة ركعة من الليل"
(5)
.
(1)
هو: هاشم بن القاسم.
(2)
هو: الهروي البصري.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وابن المثنى، وابن بشار، كلهم عن غندر، عنه، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2326)، (1/ 531)، برقم (764).
(4)
هو: نصر بن عمران بن عصام الضُّبَعي -بضم المعجمة، وفتح الموحدة بعدها مهملة- البصري، نزيل خراسان، "ثقة ثبت"(128 هـ) ع. الإكمال (5/ 231)، تهذيب الكمال (29/ 362 - 365)، التقريب (ص 561).
(5)
وأخرجه البخاري (1138) في "التهجد" باب: كيف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وكم كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل؟ (3/ 25) -فتح- عن مسدد، عن يحيى، عن شعبة، به، بلفظ: =
⦗ص: 266⦘
= "كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة- يعني: بالليل".
2332 -
حدثنا إبراهيم بن سليمان الأسدي، قال: ثنا يحيى بن صالح، قال: ثنا سليمان بن بلال
(1)
قال: حدثني شريك بن أبي نمر
(2)
، أن كريبًا أخبره أنه سمع ابن عباس يقول: "بت ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فاضطجع مكانه، ثم تعارَّ
(3)
، ثم أخذ سواكًا، فاسْتَنَّ، ثم خرج فقضى حاجته، ثم رجع إلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فصب على يده
(4)
، ثم توضأ، ولم يوقظ أحدًا، ثم قام فصلى ركعتين، ركوعُهما مثل سجودهما، وسجودُهما مثل قِيامهما، قال: فأراه صلى مثل ما رقد. قال: ثم اضطجع مكانه، فَرَقَد حتى سمعت غَطِيْطَه، ثم صنع ذلك خمس مرات، فصلى عشر
(5)
ركعات، ثم أوتر بواحدة، وأتاه بلال فآذَنَه
⦗ص: 267⦘
بالصبح فصلى ركعتي الفجر، ثم خرج إلى الصبح"
(6)
.
(1)
(ك 1/ 496).
(2)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح / 2288)، حيث سبق الحديث بسنده ومتنه بأطول مما هنا.
(3)
راجع (ح / 2288) لتفسيره ولكلمة "غطيطه" الآتية.
(4)
في (ل) و (م): "يديه".
(5)
تقدم حديث الثوري (2326) وشعبة (2328) عن سلمة، وسيأتي حديث مالك (2334) وحديث عبد ربه بن سعيد عند البخاري (700) ومسلم (763/ 184) كلاهما [مالك وعبد ربه] عن مخرمة، كلاهما [سلمة ومخرمة] عن كريب.
وهؤلاء متفقون على الثلاث عشرة ركعة، ولفظ الثوري: "فتتامّت
…
ثلاث عشرة ركعة"، ولفظ شعبة: "فتكاملت" وتابع كريبًا في ذلك أبو جمرة عن ابن عباس (600) ويشهد له حديث زيد بن خالد الجهني (2340). [وحديث عبد ربه عند =
⦗ص: 267⦘
= المصنف (2335) بالشك].
وخالفهم شَرِيكٌ هذا عن كريب، وكذلك الضحاك بن عثمان (2334) وسعيد بن أبي هلال (2339) كلاهما [الضحاك وسعيد] عن مخرمة، عن كريب، به.
وأشار الحافظ في "الفتح"(2/ 561) إلى هذا الاختلاف، وقال:"وروايتهم -أي: سلمة ومن معه- مقدمة على روايته -أي: شريك- لما معهم من الزيادة، ولكونهم أحفظ منه". فراجعه للتفصيل، وراجع (ح / 2335) للوقوف على الراجح في الاختلاف على مخرمة، وراجع (ح / 2353) للوقوف على الجمع بين جميع الروايات - بما فيها رواية عائشة -رضي الله تعالى عنها-.
(6)
وأخرجه البخاري (4569) في "التفسير" باب {إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (8/ 83، مع الفتح)، وبرقم (6215) في "الأدب" باب رفع البصر إلى السماء
…
(10/ 611)، وبرقم (7452) في "التوحيد" باب ما جاء في تخليق السماوات والأرض
…
(13/ 448)، عن سعيد بن أبي مريم، به، بنحوه؛ وهو في "الأدب" باختصار.
2333 -
حدثنا أبو بكر بن إسحاق
(1)
، قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرني محمد بن جعفر، قال: حدثني شريك بن أبي نمر، عن كريب، عن ابن عباس، أنه قال:"رَقَدْتُ في بيت ميمونة ليلة كان النبي صلى الله عليه وسلم عندها، لأنظر كيف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل، قال: فتحدث النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة، ثم رقد". -وذكر الحديث- ثم قام فتوضأ واستنّ.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم بهذا الإسناد، بمثله. وأبو بكر هو: الصغاني، وابن أبي مريم هو: سعيد بن الحكم، ومحمد بن جعفر هو: ابن أبي كثير.
2334 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، أن مالكًا
(1)
حدثه عن مَخْرمة بن سليمان، عن كريب -مولى ابن عباس- أن ابن عباس أخبره "أنه بات ليلة عند ميمونة -أم المؤمنين، وهي خالته- قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر -يعني: الآيات الخواتيم من سورة "آل عمران"-، ثم قام إلى شَنٍّ معلَّقة، فتوضأ منها، فأحسن وضوءَه، ثم قام يصلي"
(2)
.
قال عبد الله بن عباس: "فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه؛ فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى ففتلها
(3)
، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر بواحدة، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن
(4)
، فقام فصلى ركعتين خفيفتين،
…
⦗ص: 269⦘
ثم خرج
(5)
فصلى الصبح".
رواه
(6)
الضحاك بن عثمان عن مخرمة، وقال فيه: "بت عند خالتي ميمونة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقمتُ إلى جانبه الأيسر، فأخذ بيدي فجعلني من شقه الأيمن، فجعلت إذا أَغْفَيْتُ
(7)
يأخذ بشَحْمَةِ
(8)
أذني، فصلى إحدى
(9)
عشرة ركعة، ثم احتبى
(10)
حتى إني لأسمع نفَسَه راقدًا؛ فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين".
⦗ص: 270⦘
ورواه
(11)
عياض بن عبد الله
(12)
، عن مخرمة، وقال فيه: "ثم عَمَدَ إلى شَجْبٍ
(13)
من ماء، فتسوك وتوضأ، وأصبغ الوضوء، ولم يُهْرِق الماءَ إلا قليلًا، حتى
(14)
حَرَّكَني فقمنا"
(15)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح / 1783) حيث أورده المصنف بهذا الإسناد ببعض متنه، وكذلك برقم (527، 543).
(2)
في (ل) و (م): "فصلى".
(3)
"ففتلها" لا توجد في (م) فقط.
(4)
تقدم حديث عائشة رضي الله عنها (2205) وما بعده، وفيه أن اضطجاعه صلى الله عليه وسلم كان بعد ركعتي الفجر، وظاهر هذا الحديث يخالفه، إلا أن الحافظ -رحمه الله تعالى- =
⦗ص: 269⦘
= لم يَرَ بين الحديثين تعارضًا، "لأن المراد به [أي: بالاضطجاع] نومه صلى الله عليه وسلم بين صلاة الليل وصلاة الفجر، وغايته أنه في تلك الليلة لم يضطجع بين ركعتي الفجر وصلاة الصبح، فيستفاد منه عدم الوجوب أيضًا
…
" الفتح (3/ 54).
(5)
(ك 1/ 497).
(6)
تقدم في (ح / 1783) فراجعه لمعرفة من وصله.
(7)
أي: نمت، و"الغفوة": النوم الخفيف. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 256)، النهاية (3/ 376).
(8)
شحمة الأذن: ما لأن من أسفلها عند معلَّق القُرط. المجموع المغيث (2/ 179)، النهاية (2/ 449).
(9)
تقدم التعليق على العدد في (ح / 2332)، وفي الأصل و (ط):"أحد" والمثبت من (ل) و (م) وصحيح مسلم.
(10)
احتبى الرجل: إذا جمع ظهره وساقيه بثوب. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 197)، المجموع المغيث (1/ 396)، النهاية (1/ 335).
والمعنى هنا: أنه احتبى أولًا، ثم اضطجع كما سبق في الروايات الماضية. شرح النووي (6/ 48)، مكمّل السَّنوسي (3/ 99).
(11)
حرف "الواو" لا يوجد في (ل).
(12)
هو الفهري المدني، نزيل مصر.
(13)
"الشجْب" -بالسكون-: السقاء الذي قد أخلق وبَلى وصار شنًّا، وسقاء شاجب: أي: يابس، وهو من الشجب: الهلاك. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 473)، النهاية (2/ 444).
(14)
في (ل) و (م): "ثم" بدل "حتى"، وفي (ط) في الصلب "حتى"، وكُتِب فوقه "ثم"، وَوُضعتْ فوقه علامة "ص" للإشارة إلى صحتها، وفِي صحيح مسلم:"ثم حركني فقمت" وهذا أنسب مما عند المصنف بلفظ: "فقمنا".
(15)
وصله مسلم عن محمد بن سلمة المرادي، حدثنا ابن وهب، عن عياض، به، بنحوه.
الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2326)، (1/ 527) برقم (763/ 183).
2335 -
حدثنا مُسْلِم بن الحجاج
(1)
، قال: ثنا هارون بن سعيد الأَيْلِيُّ
(2)
، قال: أبنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن
⦗ص: 271⦘
سعيد، عن مخرمة ابن سليمان، عن كُرَيْبٍ -مولى ابن عباس- عن ابن عباس قال
(3)
: "بت ليلة عند خالتي ميمونة بنت الحارث، فقلت لها: إذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأيقظيني؟ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت إلى جنبه الأيسر؛ فأخذ بيدي فجعلني من شقه الأيمن، فكنت إذا أَغْفَيْتُ يأخذ بشَحمةِ أذني. قال: فصلى إحدى عشرة
(4)
ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة،
⦗ص: 272⦘
ثم احتبى، حتى أني لأسمع نَفَسه راقدًا؛ فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين"
(5)
.
(1)
هو الإمام مسلم صاحب الصحيح، والحديث في صحيحه (1/ 527)، برقم (763/ 184) في الكتاب والباب المذكورين في (ح / 2326) بنحوه، وسياق المصنف أطول، وفيه اختلاف في عدد الركعات سيأتي الكلام عليه.
و"ابن الحجاج" لَمْ يَرِدْ في (ل) و (م).
(2)
أبو جعفر، نزيل مصر، "ثقة فاضل"(253 هـ)(م د س ق).
و"الأيلي" -بفتح الهمزة، وسكون التحتانية- نسبة إلى "أيلة" مدينة قديمة على =
⦗ص: 271⦘
= ساحل بحر القلزم. انظر: إكمال ابن ماكولا (1/ 126، 130)، الأنساب (1/ 237)، تهذيب الكمال (30/ 90 - 92)، توضيح المشتبه (1/ 131)، التقريب (ص 568).
(3)
في (م): "قالت" -خطأ-.
(4)
وعند الإمام مسلم (شيخ المصنف)(763/ 183) وكذلك عند البخاري (698) بالجزم بـ (13) ركعة فقط، وما ورد من الشك هنا عند المصنف عن "عبد رَبّه" مرجوح لموافقة ما في صحيح مسلم رواية البخاري، فالراجح أنه لا خلاف على (عبد ربه) في عدد الركعات.
نعم، الاختلاف على مخرمة في ذلك على وجهين:
أ- فروى مالك (ح / 2334) وعبد ربه (على الراجح) عنه بالجزم بـ (13) ركعة مع الوتر.
ب- وروى الضحاك بن عثمان (2334) وسعيد بن أبي هلال (ح / 2339) عنه بالجزم بـ (11) ركعة مع الوتر.
ورواية الأولَيْن مقدمة على الأخيرين لكونهما أحفظ وأثبت، ولأن حديثيْهما مما اتفق عليه الشيخان -كما سبق في مظانها- وأما رواية الأَخيرَين فمن أفراد مسلم، والله تعالى أعلم بالصواب، وراجع التعليق على (ح / 2332).
(5)
ورواه البخاري.
2336 -
حدثنا أبو علي بن شكر السَّمَرْقَنْدِيُّ
(1)
قال: ثنا حَرْمَلَةُ
(2)
،
⦗ص: 273⦘
قال: ثنا ابن وهب
(3)
، قال: حدثني عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن مخرمة بن سليمان، عن كُرَيْبٍ، عن ابن عباس أنه
(4)
قال: "بِتُّ عند ميمونة ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندها تلك الليلة، فقام فتوضأ، وقام يصلي، فقمت عن يساره، فأخذني فجعلني عن يمينه
…
". وذكر الحديث.
قال عمرو
(5)
: فحدثت بها بُكَيْرًا
(6)
فقال: هكذا حدثني به كريب عن ابن عباس.
(1)
هو: الحسين بن عبد الله بن شكر، أبو علي السَّمرقندي، ورّاق داود الظاهري، (ت / 282 هـ) وقيل:(283 هـ).
و"السَّمَرْقَنْدي" -بفتح أوله وثانيه- نسبة إلى مدينة "سمرقند"، قصبة "الصُّغد"، وهي الآن مدينة معروفة في جمهورية "أوزبكستان" جنوب مدينة "طاشقند" الأوزبَكِيَّة، وشمال مدينة "دوشنبة" الطاجيْكية، وكانت أولى مدن "ما وراء النهر" قاطبة من حيث الرقعة وعدد السكان. انظر: معجم البلدان (3/ 279)، اللباب (2/ 137)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 506 - 509)، (تركستان)(ص 170 - 187)، المنجد (في الأعلام)(ص 365) إضافة إلى خريطة تلك المنطقة.
(2)
هو: ابن يحيى بن حَرْملة بن عمران، أبو حفص، التُّجيبي، صاحب الشافعي، (243 أو 244 هـ) (م س ق). ضعفه عبد الله بن محمد الفرهاذاني (ويقال: الفرهياني) (نيّف و 300 هـ. وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه، ولا يحتج به". ووصفه بكونه أروى الناس عن ابن وهب: ابن معين، أحمد بن صالح، محمد بن موسى الحضرمي، وأبو سعيد بن يونس، وابن عدي، والمزي. وقال ابن عدي: "وقد تبَحرّتُ حديث حرملة، وفتشته الكثير فلم أجد في حديثه ما يجب أن يُضَعَّف من أجله، ورجل يتوارى ابن وهب عندهم، ويكون عنده حديثه كله فليس ببعيد أن يُغْرب على غيره من أصحاب ابن وهب
…
". وقال الذهبي: "صدوق من أوعية العلم، وقال أبو حاتم: لا يحتج به".
وقال الحافظ: "صدوق". وهو كذلك وخاصة في ابن وهب فقد كان من المختصين به.
انظر: تاريخ الدوري (2/ 105)، الجرح (3/ 274)، الكامل (2/ 458 - 461)، =
⦗ص: 273⦘
= تهذيب الكمال (5/ 548 - 552)، الكاشف (1/ 317)، التقريب (ص 156).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
"أنه" لا توجد في (ل) و (م).
(5)
هو ابن الحارث.
(6)
هو الأشج.
2337 -
حدثنا علي بن حرْب، قال: ثنا سفيان بن عيينة
(1)
، عن عمرو بن دينار، عن كُريب -مولى ابن عباس- عن ابن عباس، قال: "بِتُّ عند خالتي ميمونة فقام النبي
(2)
صلى الله عليه وسلم من الليل".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن ابن أبي عمر، ومحمد بن حاتم، عن ابن عيينة، به، بنحو سياق (ح / 2338) الآتي. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2328)(1/ 528) برقم (763/ 186).
(2)
في (ل) و (م): "رسول الله صلى الله عليه وسلم".
2338 -
حدثنا ابن أبي مَسَرَّة
(1)
، قال: ثنا الحُمَيْدِيُّ
(2)
، قال:
⦗ص: 274⦘
ثنا سفيان
(3)
، عن عمرو، عن كريب، عن ابن عباس قال: "بت عند خالتي ميمونة، فقام النبي من الليل، فتوضأ من شَنّ معلَّق، فتوضأ
(4)
وضوءًا خفيفًا، -فجعل يصفه ويُقَلِّلُه- فقمت فصنعت مثل الذي صنع، ثم جئت فقمت عن يساره، فأخْلَفَنِي، فجعلني عن يمينه، فصلى، ثم اضطجع، فنام، ثم نَفَخَ، ثم أتاه بلال، فآذنه بالصلاة، ثم خرج فصلى ولم يتوضأ".
قال
(5)
سفيان: وحدثناه ابن جُرَيْج، عن عطاء
(6)
، عن ابن عباس، بمثله إلى قوله:"فأخلفنى فجعلني عن يمينه، فصلى". فقال له عمرو بن دينار
(7)
: "هِيْه
(8)
زدنا يا أبا محمد
(9)
"، فقال عطاء: ما "هيه"؟!
(10)
،
⦗ص: 275⦘
هكذا سمعت. قال عَمْرو:
(11)
أخبرني كريب عن ابن عباس، أنه قال:"ثم اضطجع فنام، ثم نفخ، ثم أتاه بلال فناداه بالصلاة، ولم يتوضأ".
(1)
هو: عبد الله بن أحمد المكي.
(2)
والحديث في مسنده (472)، (1/ 223).
(3)
هو: ابن عيينة، وهو موضع الالتقاء، راجع (ح / 2337).
(4)
(ك 1/ 498).
(5)
بالإسناد السابق، وهو هكذا في "مسند الحميدي"(472) وسيأتي طريق ابن جريج برقم (2342).
(6)
هو ابن أبي رباح.
(7)
زاد هنا في مسند الحميد قوله: "وكان في المجلس".
(8)
"هيه" كلمة يريد بها المخاطب استزادةَ المخاطب من الشيء الذي بدأ فيه. غريب الحميدي (ص 461)، المجموع المغيث (3/ 523).
(9)
هذه كنية عطاء بن أبي رباح.
(10)
لعله أنكر عليه الاستزادة، لكونه قد حَدَّثَ بكامل الحديث عنده، و"ما" هنا استفهامية.
(11)
في (ل) و (م): "وأخبرني" بزيادة الواو هنا، وما في مسند الحميدي موافق للمثبت.
2339 -
حدثنا أبو داود السجستاني
(1)
، قال: ثنا عبد الملك بن شعيب، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي
(2)
هلال، عن مخرمة بن سليمان، أن كريبًا
(3)
-مولى ابن عباس- أخبره، قال: سألت ابن عباس: كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل؟ قال: "بِتُّ عند ميمونة ليلة، فنام النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا ذهب ثلث الليل أو نصف الليل استيقظ، فقام إلى شَنّ فيه ماء، فتوضأ فتوضأت معه، ثم قام فقمت إلى جنبه على يساره، فجعلني عن يمينه، ثم وضع يده على رأسي كأنه يمسُّ أذني يوقظني، فصلى ركعتين خفيفتين، قلت: قرأ فيهما بأم القرآن في كل ركعة
(4)
؟ ثم سلّم، ثم صلّى حتى صلّى
⦗ص: 276⦘
إحدى
(5)
عشرة ركعة بالوتر، ثم نام، فأتاه بلال، فقال: الصلاة يا رسول الله، فقام فركع ركعتين، ثم صلى بالناس
(6)
"
(7)
.
(1)
سبق الحديث عند المصنف برقم (1784) حيث ساق سنده هناك، فراجعه فيما يتعلق بالرجال وموضع الالتقاء وغيره، والحديث في سنن أبي داود (1364)، (2/ 98 - 99).
(2)
لفظة "أبي" ساقطة من (م).
(3)
في جميع النسخ: "كريب" بدون النصب، والتصحيح من سنن أبي داود.
(4)
يشير إلى تخفيفه صلى الله عليه وسلم وقد سبقت في "باب: إيجاب ركعتين خفيفتين للقائم بالليل للصلاة إذا أراد أن يفتتح الصلاة" أحاديثُ كلها تدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يفتتح صلاته بالليل جمعتين يتجوز فيهما.
(5)
راجع التعليق على (ح / 2335).
(6)
في (ل) و (م): "للناس" وهكذا في سنن أبي داود.
(7)
رواه البخاري في كتاب التوحيد، باب ما جاء في تخليق السموات والأرض برقم (7452).
2340 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابن وهب، أنّ مالكًا
(1)
أخبره، ح
وحدثنا أبو إسماعيل
(2)
وأبو داود
(3)
جميعًا عن القَعْنَبي، عن مالك
(4)
، عن عبد الله بن أبي بكر
(5)
، عن أبيه، أن عبد الله بن قيس بن مَخْرَمَة أخبره عن زيد بن خالد الجهني، أنه قال: "لأَرْمُقَنَّ
(6)
صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة، قال: فتوسَّدْتُ عتَبَتَه
(7)
أو فُسْطَاطَه، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 277⦘
ركعتين
(8)
خفيفتين، ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين، طويلتين
(9)
، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين
(10)
دون اللتين قبلهما، ثم صلى
(11)
ركعتين
(12)
دون اللتين قبلهما، ثم أوتر، فذلك ثلاث
(13)
عشرة ركعة".
(1)
في الأصل و (ل) و (م) بدون النصب، والتصحيح من (ط)، والحديث في الموطأ -رواية يحيى- (1/ 122).
(2)
هو: الترمذي، محمد بن إسماعيل.
(3)
هو: السجستاني، والحديث في سننه (1366)، (2/ 99).
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن قتيبة بن سعيد عنه، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران في (ح/ 2326)، (1/ 531 - 532)، برقم (765).
(5)
هو: عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري.
(6)
الرموق هو: النظر الطويل. المجموع المغيث (1/ 804).
(7)
أي: جعلته تحت رأسي، و"الوسادة" المخدة، يقال: توسَّد الشيء، أي: جعله تحت رأسه.
و"عتبته" أي: عتبة بابه، و"العتبة": أُسْكُفَّة الباب (وهي خشبة الباب التي يوطأ عليها). =
⦗ص: 277⦘
= و"الفسطاط ": بيت من شعر، وقيل: ضرب من الأبنية كالأخبية. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 564 - الفسطاط)، المجموع المغيث (3/ 411): مادة "وسد"، (2/ 399) مادة "عتب"، والنهاية كذلك (5/ 182)، (3/ 175)، و "اللسان" مادة "فسط":(7/ 371).
(8)
لا يوجد في رواية "يحيى" للموطأ ذكر لهاتين الركعتين، وهما ثابتتان عن مالك، راجع "التمهيد"(17/ 288).
(9)
هكذا ثلاث مرات، وعند الطحاوي في "المعاني"(1/ 290) -بهذا الإسناد- بزيادة "ثلاث مرات".
(10)
في (ط) زيادة "وهما" هنا أيضًا، كذلك في صحيح مسلم والموطأ -رواية "يحيى-، وأما سنن أبي داود والموطأ -رواية أبي مصعب- (297)، (1/ 117 - 118) فيوافقان المثبت، إلا أنّ المصدر الأخير ليس فيه "وهما" حتى في المرة الأولى.
(11)
(ك 1/ 499).
(12)
في (ط) هنا أيضًا زيادة "وهما" كما سبق.
(13)
في (ل) و (م)"ثلاثة" وهو خطأ نحويًّا، وما في مسلم والموطأ وأبي داود يوافق المثبت.
2341 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا عبد الله بن يوسف، قال: ثنا مالك
(1)
، بنحوه.
(1)
هنا موضع الالتقاء.
2342 -
حدثنا ابن أبي مَسَرَّة، قال: ثنا الحميدي، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا ابن جريج، ح
وحدثنا الدبري، عن عبد الرزاق
(1)
، عن ابن جريج
(2)
، قال: أخبرني عطاء، عن ابن عباس، قال:"بتُّ ليلة عند خالتي ميمونة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي تطوعًا من الليل، قال: فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى القربة فتوضأ، ثم قام فصلى، فقمت لما رأيته صنع ذلك، فتوضأت من القِرْبَة، ثم قُمْتُ إلى شقه الأيسر، فأخذ بيدي من وراء ظهره، فعدَّلني كذلك من وراء ظهره إلى الشق الأيمن".
قلت: أفي التطوع كان ذلك؟ قال: نعم.
وهذا لفظ حديث عبد الرزاق.
وأما حديث ابن عيينة فقد مضى في الباب الأول
(3)
.
(1)
والحديث في مصنفه (3861)، (2/ 403).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن حاتم، حدثنا محمد بن بكر، أخبرنا ابن جريج، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2626)، (1/ 531) برقم (763/ 192).
(3)
تقدم برقم (2338) من طريق ابن أبي مسرة، به -في هذا الباب نفسِه، ولم أفهم قولَه:"في الباب الأول"، ولعله: في أول الباب، وهذا صحيح.
2343 -
حدثنا إبراهيم بن مَرْزُوق والدَّقِيْقِي، قالا: ثنا وهب بن جرير
(1)
،
⦗ص: 279⦘
قال: ثنا أبي
(2)
، قال: سمعت قيس بن سعد
(3)
يحدث عن طاؤس
(4)
، عن ابن عباس قال: "بعثني العباس إلى رسول الله -صلى الله عليه [وسلم- وهو]
(5)
في بيت ميمونة، فبتُّ معه تلك الليلة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل. قال: فتوضأت
(6)
، ثم قمت عن شماله، فتناولني من خلف ظهره، فجعلني عن يمينه".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن هارون بن عبد الله، ومحمد بن رافع، قالا: حدثنا وهب ابن جرير، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2326)، (1/ 531)، برقم (763/ 193).
(2)
هو: جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله الأزدي.
(3)
هو: المكي.
(4)
هكذا في جميع النسخ، وفي صحيح مسلم "عن عطاء" كذلك في تحفة الأشراف (5/ 19). وقد تردَّد الحافظ في "إتحاف المهرة"، فذكره أولا في باب "طاؤس عن ابن عباس"(7835)، (7/ 290)، ثم ذكره في "عطاء عن ابن عباس"(8086)، (7/ 412).
ولم أجد من أخرجه عن طاؤس عن ابن عباس غير المصنف، والذي يترجح عندي ما عند مسلم، ويحتمل أن يكون الحديث على الوجهين، ومما يؤيده أن قيس بن سعد هذا يروي عن عطاء بن أبي رباح، وطاووس بن كيسان، انظر: تهذيب الكمال (24/ 48).
(5)
ما بين المعقوفتين ساقط عن الأصل و (ط) واستدركته من (ل) و (م).
(6)
لا يوجد في صحيح مسلم ذكرٌ للوضوء، وزيادته من فوائد الاستخراج.
2344 -
حدثنا يوسف بن مُسَلَّم، قال: ثنا الهَيْثَمُ بن جمَيْل، قال: ثنا جَرِير بن حازم
(1)
، بإسناده، نحوه.
(1)
هنا موضع الالتقاء.
2345 -
حدثنا سعدان بن يزيد
(1)
، قال: ثنا إسحاق بن يوسف
(2)
،
⦗ص: 280⦘
قال: ثنا عبد الملك
(3)
، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، "أنه أتى خالته ميمونة، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل إلى سِقَاية
(4)
؛ فتوضأ، ثم قام، فصلى. قال: وقمت فتوضأت، ثم قمت عن يساره، فأدارني من خلفه حتى جعلني عن يمينه".
(1)
هو: البغدادي البزاز، أبو محمد، نزيل (سُرّ من رأى).
(2)
هو: المعروف بـ "الأزرق".
(3)
هو موضع الالتقاء، رواه مسلم عن ابن نمير، حدثنا أبي، عنه، به، ولم يسق متنه إحالة على حديث ابن جريج وقيس بن سعد. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2326)، (1/ 531) برقم (763/ 193/
…
).
و"عبد الملك" هو ابن أبي سليمان: ميسرة العَرْزَمي -بفتح المهملة وسكون الراء، وبالزاي المفتوحة.
(4)
السقاية: إناء يُشرب فيه. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 122)، النهاية (2/ 382).
[باب]
(1)
ذكر الخبرِ المُبَيِّن أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بتسع، وبسبع، وبخمس، وأنه صلى ثمان ركعات لم يَقْعُدْ إلا في آخرها في صلاة الليل، ثم صلى ركعة، وأنه صلى خمس ركعات لم يجلس إلا في آخرها
(1)
من (ل) و (م).
2346 -
حدثنا أحمد بن عبد الجبار
(1)
، قال: ثنا ابن فضيل
(2)
، ح
وحدثنا عمار
(3)
، قال: ثنا حُسين الجُعْفِي، عن زائدة، كلاهما عن حُصَيْن بن
(4)
عبد الرحمن
(5)
، عن حَبِيْب بن أبي ثابت
(6)
، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس
(7)
، عن أبيه، عن عبد الله بن عباس، أنّه
⦗ص: 282⦘
رَقَدَ
(8)
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه استيقظ، فتسوّك ثم توضأ وهو يقول:{إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
(9)
حتى ختم السورة، ثم قام فصلى ركعتين فأطال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاثَ مراتٍ ستَ
(10)
ركعاتٍ، كل ذلك يَسْتَاك ثم يتوضأ، ثم يقرأ هؤلاء الآيات، ثم أوتر ثلاث
(11)
ركعات، ثم أتاه
(12)
المؤذن فخرج إلى الصلاة وهو يقول: "اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي لساني نورًا، واجعل من خلفي نورًا، ومن أمامي نورًا، واجعل من فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، اللهم أعطني نورًا".
(1)
هو العطاردي.
(2)
هنا موضع الإلتقاء، وانظر ما بعده.
و"ابن فضيل" هو: محمد بن فضيل بن غزوان.
(3)
عمار هو ابن رجاء، وحسين هو ابن علي بن الوليد، وزائدة هو ابن قدامة.
(4)
(ك 1/ 500).
(5)
في (ط): "ابن عبد الجبار" وهو تصحيف.
و"حصين" هو موضع الالتقاء، رواه مسلم عن واصل بن عبد الأعلى، حدثنا محمد بن فضيل، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، (1/ 530)، برقم (763/ 191). و"حُصَيْن بن عبد الرحمن" هو السُّلَمِيُّ الكوفي.
(6)
هو الأسدي مولاهم أبو يحيى الكوفي، واسم أبي ثابت: قيس، ويقال: هند.
(7)
هو الهاشمي، "ثقة"، (4 أو 125 هـ)(م، 4). تهذيب الكمال (26/ 153 - 156)، التقريب (ص 497).
(8)
في (م): "رقده" -بالهاء- وهو خطأ.
(9)
سورة "آل عمران": 190.
(10)
كذا في مسلم، وعند أبي داود (1353)، (2/ 94) -رواية هشيم وابن فضيل- بلفظ:"بست ركعات".
(11)
في صحيح مسلم: "بثلاث ركعات" وكذلك عند أبي داود.
(12)
في صحيح مسلم: "فآذنه المؤذن".
2347 -
حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزَة الدمشقي
(1)
، قال:
⦗ص: 283⦘
حدثني أبي
(2)
، عن أبيه
(3)
، قال: حدثني داود بن عيسى
⦗ص: 284⦘
الكوفي
(4)
، عن منصور بن المعتمر قال: حدثني علي بن عبد الله بن عباس
(5)
، قال: حدثني أبي، "أن أباه بعثه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة، قال: فوجدته جالسًا في المسجد، فلم أستطع أن أكلمه، قال
(6)
: فلما صلى المغرب، قام فركع حتى أذن المؤذن لصلاة العشاء
…
". وذكر الحديث بطوله.
(1)
أبو عبد الله الحضرمي، البَتَلْهي، نسبة إلى "بيت لهيا" قريةٍ بغُوطَةِ دمشق، (289 هـ).
قال أبو عبد الله الحاكم: "فيه نظر، وحدث عنه أبو الجهم المَشْغَرائي ببواطيل"[ذكر بعضها ابن عساكر]. ونقل الحاكم عن أبي الجهم قوله في المترجم: "قد كان كبر، فكان يُلقن ما ليس من حديثه فيتلقن". وقال المصنف: "سألني أبو حاتم ما كتبت بالشام قدمتي الثالثة، فأخبرته بكتابتي مائة حديث لأحمد ابن محمد بن =
⦗ص: 283⦘
= يحيى بن حمزة، كلها عن أبيه [كلها غرائب] فساءه ذلك، وقال: سمعت أن أحمد [وفي تاريخ دمشق: أبا أحمد، وهو خطأ] يقول: لم أسمع من أبي شيئًا، فقلت: لا يقول حدثني أبي، إنما يقول: عن أبيه، إجازة".
قلت: والذي هنا أن أحمد صرح بالتحديث عن أبيه. وقال الذهبي: "له مناكير".
فالرجل ضعيف، وقد صرّح بالتحديث عن أبيه هنا، مما يزيد إشكالًا على ضوء رأي أبي حاتم والمصنف، وروايته عن أبيه يزيد الحديث ضعفا، وسيأتي كلام ابن حبان في ترجمة أبيه، وقد ساق الحافظ في الفتح (2/ 560) طرفًا من هذه الرواية.
ولا أظن الصحةَ تحالف ما زاده الحضرمي هنا من بعث العباس إياه قبل المغرب
…
إلى آخر القصة التي تفرد بها.
انظر: تاريخ دمشق (5/ 466 - 468)، الأسامي والكنى للحاكم (مخطوط)(16/ 286)[وليس فيه ذكر ما نسب إليه سابقًا]، معجم البلدان (1/ 619)، الميزان (1/ 151)، السير (13/ 454)، المغني (452)، (1/ 58)، ديوان الضعفاء (100)، (ص 9)، لسان الميزان (443 - 444).
(2)
هو: محمد بن يحيى بن حمزة بن واقد، قاضي دمشق، وليها في خلافة المأمون وبعض خلافة المعتصم. وذكره ابن حبان في "ثقاته" (9/ 74) وقال:"ثقة في نفسه، يتقى حديثه ما روى عنه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأخوه عبيد، فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيء". وقال الصَّفَدي في "الوافي بالوفيات"(5/ 183): "روى عن أبيه وجادة". وأورده ابن عساكر في تاريخ دمشق [مختصره لابن منظور 23/ 334]، والذهبي في "تاريخ الإسلام"[حوادث ووفيات 231 - 240] ولم يوردوا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكروا أنه توفي سنة 231 إلا الصفدي فقال إنه توفي مكانة 232 هـ.
(3)
هو: يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي، أبو عبد الرحمن القاضي، "ثقة، رمي بالقدر"(183 هـ) على الصحيح، ع. تاريخ دمشق (18/ 58 - 63)"مخطوط"، تهذيب =
⦗ص: 284⦘
= الكمال (31/ 278 - 283)، التقريب (ص 589).
(4)
هو: النخعي -مولى النخع- ذكره البخاري في تاريخه الكبير (3/ 242)، وابن أبي حاتم في "الجرح"(3/ 419) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(17/ 180 - 182)، مختصر ابن منظور (8/ 153) ولم يوردوا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 287) -في ثقات أتباع التابعين- وقال:"وكان متقنًا عزيز الحديث". وفي "الجرح" أنه من أقران قيس بن الربيع. وقد توفي في بضع وسنة 160 هـ من السابعة.
(5)
هنا موضع الالتقاء، وليس في صحيح مسلم ما ذكره من قصة بعث العباس إياه قبل المغرب.
(6)
"قال": لا توجد في (ل) و (م).
2348 -
حدثنا الدَّبَري، عن عبد الرزاق
(1)
، عن معمر، عن قتادة، عن زُرَارَةَ بن أوفى
(2)
، "أن سعد بن هشام كان جارًا له، فأخبره أنه طلق
⦗ص: 285⦘
امرأته، ثم ارتحل
(3)
إلى المدينة؛ ليبيع عَقارًا
(4)
له بها ومالًا؛ فيجعله في السلاح والكُراع
(5)
، ثم
(6)
يجاهد الرُّوم، حتى يموت. فلقيه رهْطٌ
(7)
من قومه فنهوه عن ذلك، وأخبروه أن رهطًا منهم ستة أرادوا ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاهم عن ذلك، وقال لهم: أ
(8)
ليس لكم فيَّ أسوةٌ؟ ".
فلما حدثوه بذلك راجع امرأته، فلما قدم علينا أخبرنا أنه أتى ابن عباس فسأله عن الوتر، فقال
(9)
ابن عباس: "ألا أُنَبِّئُك -أو ألا أَدُلُّك- على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: من؟ قال: "عائشة
(10)
،
⦗ص: 286⦘
ائتها
(11)
فسلها عن ذلك، ثم ارجع إليَّ فأخبرني بردّها عليك". قال
(12)
: فأتيت على
(13)
حكيم
(14)
بن أفلح، فاستلْحقْتُه
(15)
إليها، فقال: "ما أنا بقارِبها، إني نهيتها أن تقول بين الشيعتين
(16)
شيئًا، فأبت إلا مُضِيًّا
(17)
؛ فأقسمتُ عليه، فجاء معي، فسلمنا
(18)
، فدخل عليها، فعرفَتْه، فقالت:"أحكيم"؟ قال: نعم، قالت:"من ذا معك"؟ قال: سعد بن هشام، قالت:"ومن هشام"؟ قال: ابن عامر. قالت:
(19)
نِعمَ
⦗ص: 287⦘
الرجل، كان فيمن أصيب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد، قال: فقلت: يا أم المؤمنين
(20)
، أنبئيني عن خُلُقِ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: أما تقرأ القرآن؟ قلتُ: بلى، قالت: فإن خلُقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن. قال: فهَممْتُ أن أقوم
(21)
، فبدا لي
(22)
؟ فقلت لها: انبئيني عن قراءة
(23)
رسول الله صلى الله عليه وسلم[قالت]
(24)
: أما تقرأ هذه السورة {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}
(25)
؟ قلت: بلى، قالت: فإن الله افترض القيام في أول هذه السورة، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه حولًا حتى انتَفَخَتْ أقدامُهم، وأمسَكَ الله خاتمتها اثنى
(26)
عشر شهرًا، ثم أنزل الله التخفيفَ في آخر السورة، فصار قيام الليل تطوعًا بعد فريضة
(27)
.
⦗ص: 288⦘
فهممتُ أن أقوم، فبدا لي فسألتها فقلت: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كنا نُعِدُّ له سواكَه وطهورَه، من الليل، فيبعثه الله ما شاء
(28)
أن يبعثه، فيتسوَّك ويتوضأ، ثم يصلي تسعَ ركعات لا يقعد فيها إلا عند الثامنة، فيقعد، فيحمد الله، ويذكره، ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلم
(29)
تسليمًا يسمعنا، ثم يصلي التاسعة، فيقعد فيحمد الله ويذكره، ويدعوه، ثم يسلم تسليمًا يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو قاعد بعد ما يسلم، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني. فلما أسَنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم، أوتر بسبع
(30)
، ويصلي
(31)
ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم، فتلك تسعٌ يا بني. [وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
(32)
إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها]
(33)
. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غلبه عن قيام
⦗ص: 289⦘
الليل نوم أو وجع صلى من النهار اثنتي
(34)
عشرة ركعة. ولا أعْلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآنَ في ليلةٍ، ولا قام ليلة حتى أصبح، ولا صام
(35)
شهرًا كاملًا غير شهر رمضان.
فأتيت ابن عباس فأنبأته بحديثها، فقال
(36)
: صدقَتْ، أما إني لو كنت أدخل عليها لشافَهْتُها به
(37)
مُشافَهَة"
(38)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح / 2102) حيث ساق سنده هناك، والحديث في مصنفه (4714)، (3/ 39 - 41).
(2)
في الأصل و (ط): "زرارة بن أبي أوفى "- بزيادة "أبي" وهذا خطأ، والمثبت من (ل).
(3)
لعل ارتحاله كان من البصرة، لأن زرارة -جاره- بصري، ولأنه ابنُ عَمّ أنس بن مالك الذي كان قد نزل البصرة، كما أن الرواة المعروفين عن سعد أكثرهم من البصرة، مما يؤكد نزوله إياها، والله تعالى أعلم.
(4)
العقار: الضَّيْعة والنخل والأرض ونحو ذلك. انظر: غريب ابن الجوزي (2/ 114)، النهاية (3/ 274).
(5)
الكُراع: اسم يجمع أنواع الخيل. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 44)[وانظر الفهرس]، المجموع المغيث (3/ 32)، النهاية (4/ 165).
(6)
عند عبد الرزاق: "لمن يجاهد الروم" وهذا يخالف السياق، وفي (الأوسط) لابن المنذر (5/ 176) -[حيث رواه عن الدبري عن عبد الرزاق، به-]- مثل المثبت هنا.
(7)
الرهط: عشيرة الرجل وأهله، والرهط من الرجال: ما دون العشرة، وقيل: إلى الأربعين.
النهاية (2/ 283)، وانظر: غريب الحميدي (ص 160، 302).
(8)
كذا في مصنف عبد الرزاق ومسلم، والأوسط، ولا توجد الهمزة في (ط، ل، م).
(9)
في (ل) زيادة "له"، وما في مصنف عبد الرزاق و (الأوسط) كالمثبت.
(10)
(ك 1/ 501).
(11)
(ائتها) ساقط من (ط)، وعند عبد الرزاق ومسلم، و (الأوسط):"فأتها".
(12)
في عبد الرزاق و (الأوسط): "قال سعد بن هشام".
(13)
"على" لا توجد في المصنف والأوسط، وعند مسلم كما هنا.
(14)
في (ط): "حكم" -بدون الياء- وهو تصحيف، و "حكيم بن أفلح" هذا هو المدني، وهو "مقبول، من الثالثة"(بخ ق).
تهذيب الكمال (7/ 161)، التقريب (ص 176).
(15)
وعند أبي داود (1342)، (2/ 87) -رواية همام- بلفظ: "فاستتبعت حكيم بن أفلح
…
"، وكلاهما بمعنى.
(16)
الشيعتان: الفرقتان، والمراد تلك الحروب التي جرت (بين شيعة علي وأصحاب الجمل). انظر: شرح النووي (6/ 26).
(17)
المضي: مصدر "مضى يمضي" وهو الذهاب. الصحاح (6/ 2493 - 2494)، معجم مقاييس اللغة (5/ 331).
(18)
وعند عبد الرزاق و (الأوسط) زيادة "عليها"، وكذلك عند النسائي -رواية عبد الرزاق (3/ 241).
(19)
وعند مسلم: "فترحَّمَتْ عليه وقالتْ خيرًا".
(20)
في (م): "يا أمير المؤمنين! "
(21)
وعند مسلم هنا زيادة: "ولا أسأل أحدًا عن شيء حتى أموت".
(22)
وعند (ل) و (م): "فبداني" -بالنون- وهو مصحف.
(23)
وفي مصنف عبد الرزاق ومسلم بلفظ: "عن قيام" وهو الأنسب، وعند أبي داود بلفظ:"حدثيني عن قيام الليل".
(24)
"قالت": لا توجد في الأصل و (ط)، أثبتها من (ل) و (م)، وعند عبد الرزاق ومسلم:"فقالت".
(25)
سورة "المزمل": 1.
(26)
في النسخ "اثنا عشر"، والمثبت من صحيح مسلم، ومصتف عبد الرزاق، وسنن أبي داود، وهو الصواب لكونها منصوبة على الظرفية. أسماء العدد المميّزة بالزمان أو المكان مثل:"سرت عشرين يومًا عشرين فرسخًا" تكون منصوبة على الظرفية.
(27)
ولفظ عبد الرزاق: "بعد إذ كان فريضة".
(28)
في الأصل و (ط): "فيبعثه الله ما شاء الله أن يبعثه"، والمثبت من (ل) و (م).
(29)
ولفظ عبد الرزاق في مصنفه: "ولا يسلم حتى يصلي التاسعة"، وفي (الأوسط) مثل المثبت بدون قولها:"تسليمًا يسمعنا"، ولا أستبعد احتمالَ زيادة جملة (تسليمًا يُسْمعنا) هنا جَرّاء سَبْقِ نظر إلى السطر الثاني، ولا تناسب هذه الجملة هنا بوجه من الوجوه.
(30)
وعند مسلم بعده: "وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأول".
(31)
كذا في النسخ، وفي المصنَّف و (الأوسط):"صلى ركعتين"، وهو الأصح.
(32)
(ك 1/ 502).
(33)
ما بين المعقوفتين لا يوجد في الأصل و (ط)، استدركته من (ل) و (م) وهو موجود في صحيح مسلم والمصنَّف وأبي داود.
(34)
كذا في المصنف أيضًا، وفي (ل) و (م):"ثنتي" ومثله في مسلم، و (الأوسط) لابن المنذر (5/ 159)[حيث أخرج الحديث -مختصرًا- من طريق الدبري، به-]، وفي "ط":"اثنا عشر" وهو خطأ.
(35)
وفي المصنف: "ولا قام" وما هنا أصح، وفي (الأوسط)(5/ 161) أيضًا مثل المثبت.
(36)
في (م) بدون الفاء.
(37)
في جميع النسخ: "بها"، والمثبت من المصنف وصحيح مسلم وأبي داود، وهو الصحيح لكون الضمير يرجع إلى "حديثها" المذكور يُستبقى ما ورد في النسخ، فلعله يصح على تأويل "رواية".
(38)
وعند المصنَّف زيادة: "قال حكيم بن أفلح: أما أني لو علمت أنك ما تدخل عليها ما أنبأتك بحديثها".
2349 -
حدثنا الحسن بن علي بن عفان، قال: ثنا محمد بن بشر
(1)
، قال: ثنا سعيد بن أبي عروبة، قال: ثنا قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، قال: "انطلقت إلى [عبد الله] بن عباس
(2)
فسألته
⦗ص: 290⦘
عن الوتر فقال: "ألا أَدُلُّك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: من؟ قال: "عائشة، ائتها فسَلْها، ثم أَعْلِمْني ما تردُّ عليك"، قال: فانطلقتُ إليها، فأتَيْتُ على حكيم بن أَفْلَح، فاستلْحقتُه، فانطلقنا إلى عائشة، فاستأذنَّا، فدخلنا، فقالت: "من
(3)
هذا"؟ فقال: حكيم بن أفلح، فقالت: "من هذا معك"؟ قال: سعدُ بن هشام، قالت: "من هشام"؟ قلت: ابن عامر، قالتْ: نعم المرء كان عامر
(4)
، أُصيب يوم أحد". قلت: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:"ألستَ تقرأ القرآن"؟ قلت: بلى، قالت:"فإن خلُقَ نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن".
قال: فهَمَمْتُ أن أقوم، فبدا لي، فقلت: فقيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم المؤمنين؟ قالت: "ألست تقرأ {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)}
(5)
؟ قلت: بلى، قالت: "فإن الله افترض القيام في أول هذه السورة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولًا، حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها اثنى
(6)
عشر شهرًا في السماء، ثم أنزل الله التخفيف في آخر
⦗ص: 291⦘
هذه السورة، فصار قيامُ الليل تطوعًا بعد فريضة".
قال: فهمَمْتُ أن أقوم، فبدا لي وترُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا أمَّ المؤمنين، أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: "كنا نُعِد لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكَه وطهورَه؛ فيبعثُه الله فيما شاء أن يبعثه من الليل، فيتسوكُ ويتوضأُ، ثم يصلي تسع ركعات
(7)
لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة، فيدعو ربه ويصلي على نَبيّه، ثم يَنْهَضُ ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة، فيقعد، ثم يحمد ربه، ويصلي على نبيه -صلى الله عليه
(8)
- ويدعو، ثم يسلم تسليمًا يُسمِعُنا، ثم يصلي ركعتين بعد ما يسلم، وهو قاعد، فتلك إحدى عشرة ركعة
(9)
يا بُنَيَّ.
فلما أسنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم وأخذه اللحْمُ أوتر بسبع وصلى ركعتين بعد ما يُسلم يا بني. وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاةً أحبَّ أن يداوم عليها. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غلبه
(10)
قيام الليل صلى من النهار اثنتي عشرة ركعةً. ولا أعلم نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآنَ كلَّه في ليلةٍ حتى الصباح، ولا صام قط شهرًا كاملًا غير رمضان".
⦗ص: 292⦘
فأتيت ابنَ عباس فأخبرته بحديثها، فقال:"صدقت".
وكان أول
(11)
أمره أنه طلق امرأته، ثم ارتحل إلى المدينة ليبيع عقارًا له بها، ويجعله في السّلاح والكُراع، ثم يجاهد الرومَ حتى يموت، فلقي رهطًا من قومه، فذكر لهم ذلك فأخبروه أن رهطًا منهم ستة أرادوا ذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاهم عن ذلك.
(1)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح 2101) حيث سبق الحديث هناك بسنده وبعض متنه، كما أن الحديث سبق برقم (2325) من طريق شعبة، عن قتادة، ببعض متنه.
(2)
(عبد الله) من (ل) و (م).
(3)
في المطبوع "عن" وهو تصحيف.
(4)
في الأصل و (ط): (عامرًا) بالنصب وهو خطأ؛ لأن (كان) هنا زائدة لا عمل لها لوقوعها بين متلازمين، والمثبت من (ل) و (م).
(5)
سورة "المزمل": 1.
(6)
في النسخ: "اثنا عشر"، وراجع التعليق على هذه الجملة في (ح / 2348).
(7)
(ك 1/ 503).
(8)
هكذا بدون "وسلم" في الأصل و (ط) وجملة الصلاة كلها لا توجد في (ل) و (م).
(9)
"ركعة" ساقطة من (م).
(10)
كذا في النسخ، وهذا لا يستقيم، والصحيح ما سبق في الحديث الماضي (2348) بلفظ: "إذا غلبه عن قيام الليل نوم أو وجعٌ صلى من النهار
…
".
(11)
في (م): "وكان أول لامرأته طلق امرأته" وهو خطأ.
2350 -
حدثنا ابن أبي رجاء
(1)
، قال: ثنا وكيع
(2)
، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: "كان النبي
(3)
صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، خمس يوتر بهن لا يجلس إلا في آخرهن"
(4)
.
(1)
هو: أحمد بن محمد الثغري.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي كريب، عن وكيع، مقرونًا بأبي أسامة، به، وأحاله على حديث ابن نمير قبله. كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل، وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم في الليل
…
(1/ 509) برقم (737 /
…
).
(3)
في (ل) و (م): "رسول الله صلى الله عليه وسلم".
(4)
وأخرجه البخاري (1164) في "التهجد" باب: ما يقرأ في ركعتي الفجر، (3/ 55، مع الفتح)، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن هشام، به، دون المقطع الأخير بنحوه.
2351 -
حدثنا محمد بن عبد الوهاب
(1)
، قال: ثنا جعفر بن عون، قال: أبنا هشام
(2)
، عن أبيه، عن عائشة، "أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت صلاته من
⦗ص: 293⦘
الليل ثلاث عشرة ركعة، يوتر بخمس، ولا يسلم في شيء من الخمس حتى يجلس في الآخرة ويسلم".
(1)
ابن حبيب العبدي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم -إضافة إلى الطريق السابق- عن أبي بكر بن =
⦗ص: 293⦘
= أبي شيبة، وأبي كريب، ومحمد بن عبد الله بن نمير، عن عبد الله بن نمير، وعن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبدة بن سليمان، كلاهما عن هشام، به، والسياق للأول. الموضع السابق [ح / 2350].
2352 -
حدثنا الرَّبِيْع [بن سليمان]
(1)
، قال: أنبا الشافعي، أنبا عبد المجيد
(2)
، عن ابن جريج، عن هشام
(3)
، عن أبيه، عن عائشة، "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بخمس ركعات لا يجلس ولا يسلم إلا في الآخرة منهن"
(4)
(5)
.
(1)
من (ل) و (م) وهو المرادي.
(2)
هو: ابن عبد العزيز بن أبي روّاد، الأزدي، أبو عبد الحميد المكي، مروزي الأصل.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
أخرجه البيهقي في "المعرفة"(4/ 64 - 65) وسننه الكبرى (3/ 27) عن الربيع نفسه، به.
(5)
بهامش الأصل: "بلغ علَى علي بن محمد الميداني قراءةً على سيدنا قاضي القضاة -أيده الله تعالى- في المجلس السادس عشر، ولله الحمد والمنة".
[باب]
(1)
بيانِ الأخبارِ التي تُعارض أخبار عائشة [رضي الله عنها]
(2)
المتقدِّمَة في الوتر مِنْ روايتها، وأنه صلى الله عليه وسلم كان يُسَلِّم في كل ركعتين، ثم
(3)
يوتر بركعة
(1)
من (ل) و (م).
(2)
من (ل) و (م).
(3)
في (ل) و (م): "ويوتر" بالواو.
2353 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى
(1)
، قال: أبنا ابن وهب، أن مالكًا
(2)
حدثه، ح
وحدثنا أبو إسماعيل، ثنا
(3)
القعنبي، عن مالك
(4)
، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان يصلي من الليل إحدى عشرة
(5)
ركعة، يوتر منها بواحدة، فإذا فرغ منها اضطجع على شقه
⦗ص: 295⦘
الأيمن حتى يأتيه المؤذن، فيصلي ركعتين خفيفتين"
(6)
.
(1)
(ك 1/ 504).
(2)
التصحيح من (ط) وبقية النسخ بدون النصب.
(3)
في (ل) و (م): "عن".
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك، به، بمثله. كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم في الليل
…
(1/ 508) برقم (736).
(5)
وأما رواية من قال عنها: أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي (13) ركعة فَبِضَمِّ ركعتي الفجر فيها، وأصرح ما ورد في ذلك (ح / 2357) الآتي عن القاسم عنها.
فلا منافاة بين من ذكر عنها (13) ركعة وبين من ذكر عنها (11) ركعة، وهذا جار فيما ورد عن غيرها أيضًا في عدد ركعات صلاته بالليل، كما سبق في (ح / 2332) و (ح / 2335). =
⦗ص: 295⦘
= وأما ما رواه مالك في الموطأ (1/ 121) وعنه البخاري في صحيحه (1164)(3/ 55) باب ما يقرأ في ركعتي الفجر، عن هشام، به، بلفظ:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ثلاثة عشرة ركعة، ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين" فيحتمل أن تكون أضافت إلى صلاة الليل سنة العشاء لكونه كان يصليها في بيته كما في (ح / 2364) الآتي، أو ما كان يفتتح به صلاة الليل من ركعتين خفيفتين، ورجح الحافظ الاحتمال الثاني- راجع للوقوف على التفصيل: فتح الباري (3/ 26)(2/ 561 - 562)، و "التمهيد"(21/ 69).
(6)
الحديث في موطأ مالك -رواية يحيى- (1/ 120)، بدون ذكر المؤذن وركعتي الفجر.
وأخرجه البخاري (994) في "الوتر" باب ما جاء في الوتر، (2/ 555) -فتح- عن أبي اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عنه، به، بنحو سياق المصنف.
2354 -
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابن وهب
(1)
، قال: أخبرني يونس، وابن أبي ذئب، وعمرو بن الحارث، أن ابن شهاب أخبرهم، عن عروة بن الزبير، عن عائشة [زوج النبي صلى الله عليه وسلم]
(2)
، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة، يُسَلِّمُ في كل ركعتين
(3)
، ويوتر بواحدة، ويسجد
⦗ص: 296⦘
سجدتين قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه؛ فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر أو
(4)
تبين له الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شِقَّه الأيمن، حتى يأتيه المؤذن للإقامة، فيخرج معهم".
وبعضهم يزيد على بعض.
(1)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح / 2209) حيث سبق هناك بسنده وبعض متنه.
(2)
من (ل) و (م) واتفقت جميع النسخ على وجود هذه الجملة في (ح / 2209) مما يدل على صحة ما في (ل) و (م).
(3)
لا شك أنه قد صح عنه صلى الله عليه وسلم الفصل والوصل في صلاة الليل، وقد اختلف السلف فيهما أيهما أفضل؟ =
⦗ص: 296⦘
= والأكثرون على أن الفصل -كما ورد في هذا الحديث- أفضل، لكونه صلى الله عليه وسلم أجاب به السائل، كما سيأتي في الأحاديث (2373 - 2376)، ولكون أحاديث الفصل أثبت وأكثر طرقًا. راجع للتفصيل: معرفة السنن والآثار (4/ 66 - 67)، التمهيد (8/ 125)، (21/ 70 - 72)، (13/ 249)، فتح الباري (2/ 556 - 557).
(4)
هكذا في الأصل، وفي (ل) و (م)"وتبين" بدل "أو"، وهو هكذا في صحيح مسلم -وقد سبق- وسنن أبي داود (1337)، (2/ 85) والنسائي (2/ 30) حيث روياه من طريق ابن وهب، به، بمثله.
2355 -
حدثنا الحسن بن مُكْرم، قال: ثنا عثمان بن عمر، عن يونس بن يزيد
(1)
، عن الزهري، بمثله
(2)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح / 2211)، حيث أخرجه المصنف هناك بهذا الإسناد.
(2)
في (ل) و (م): "بإسناده مثله".
2356 -
حدثنا عيسى بن أحمد وأبو عبيد الله [ابن أخي ابن وهب]
(1)
، قالا: ثنا ابن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب
(2)
، عن
⦗ص: 297⦘
عِرَاك بن مالك
(3)
، أن عروة بن الزبير حدثه عن عائشة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ثلاث عشرة ركعة من الليل".
(1)
من (ل) و (م).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، عنه، به -بزيادة =
⦗ص: 297⦘
= "بركعتي الفجر" في آخر الحديث. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2353)، (1/ 509) برقم (737/ 124).
(3)
هو الغِفَاري، الكناني، المدني، "ثقة فاضل"(بعد سنة 100 هـ) ع.
و"عراك" بكسر العين المهملة. تهذيب الكمال (19/ 545 - 547)، توضيح المشتبه (6/ 420)، تقريب التهذيب (ص 388).
2357 -
حدثنا ابن أبي الحُنَيْن
(1)
، قال: ثنا عبيد الله بن
(2)
موسى، قال: أبنا حنظلة
(3)
، عن القاسم بن محمد، قال: سمعت عائشة تقول: "كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل ثلاث عشرة ركعة، منها الوتر، وركعتا
(4)
الفجر"
(5)
.
(1)
هو: محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين الكوفي.
(2)
بعده سقط في (ط) إلى قوله: "سليمان بن موسى" من (ح / 2380): (ص 974)، ولكنه مستدرك في الأوراق الملحقة بالنسخة بخط مغاير.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، به، بنحوه.
الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2353)، (1/ 510)، برقم (738/ 128).
و"حنظلة" هو: ابن أبي سفيان بن عبد الرحمن الجُمَحي المكي، "ثقة حجة"، (151 هـ)، ع. تهذيب الكمال (7/ 443 - 447)، التقريب (ص 183).
(4)
في الأصل: "ركعتي الفجر" وهو خطأ لغة، والمثبت من (ل) و (م).
(5)
وأخرجه البخاري (1140) في "التهجد" باب كيف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم؟ (3/ 26، مع الفتح)، عن عبيد الله بن موسى، به، بمثله.
2358 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى
(1)
، قال: أبنا ابن وهب، أن مالكًا
(2)
حدثه عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُرِي، عن أبي سلَمَة بن عبد الرحمن، أنه سأل عائشة: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تسأل عن حُسْنِهِنّ وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حُسْنِهِنَّ وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا". قالت عائشة: "فقلت
(3)
: يا رسول الله، أتنام قبل أن
(4)
توتر؟ فقال: "يا عائشة، إن عينايَ تنامان ولا ينام قلبي"
(5)
.
(1)
"عبد الأعلى" لم يرد في (ل) و (م).
(2)
في جميع النسخ "مالك" -بدون النصب-، والتصحيح من عندي، وعنده يلتقي المصنف بالإمام مسلم، رواه الأخير عن يحيى بن يحيى عن مالك، به. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2353)، (1/ 509)، برقم (738).
(3)
(ك 1/ 505).
(4)
قال الحافظ ابن عبد البر: "
…
ففيه تقديم وتأخير، لأنه [أي: النوم] في هذا الحديث بعد ذكر الوتر، ومعناه: أنه كان ينام قبل أن يصلي الثلاث التي ذكرت، وهذا يدل على أنه كان يقوم ثم ينام، ثم يقوم ثم ينام، ثم يقوم فيوتر
…
".
ثم ذكر أن المراد بالأربعة هنا عدد الركعات التي كان يصليها النبي صلى الله عليه وسلم في قومة واحدة، وليس معنى ذلك أن الأربعة كانت بغير تسليم بينها. وكلامه وجيه بديع.
انظر: التمهيد (21/ 72 - 73).
(5)
والحديث في موطأ مالك -رواية يحيى- (1/ 120). =
⦗ص: 299⦘
= وأخرجه البخاري (1147) في "التهجد" باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل في رمضان وغيره، (3/ 40، مع الفتح) عن عبد الله بن يوسف، وبرقم (2013) في "صلاة التراويح"، باب فضل من قام رمضان، (4/ 295، مع الفتح) عن إسماعيل (بن أبي أويس).
وبرقم (3569) في "المناقب" باب: كان النبي صلى الله عليه وسلم تنام عينه ولا ينام قلبه، (3/ 670، مع الفتح) عن القعنبي، ثلاثتهم عن مالك، به، بمثله.
[باب]
(1)
بيانِ الإباحةِ للمصلي بالليل إذا أَوْتَرَ أن يصلي بعد الوتر ركعتين سوى الركعتين قبل الفجر من رواية عائشة، وبيان الخبر المعارض له من أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل آخر صلاته وترًا، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي تطوعًا قبل الصلاة وبعدها في بيته
(1)
من (ل) و (م).
2359 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أبنا هشام الدستوائي، ح
وحدثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا هشام
(2)
(3)
، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال: سألت عائشة عن صلاة
⦗ص: 300⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، فقالت: "كان يصلي ثلاث عشرة ركعة، يصلي ثمان ركعات، ثم يوتر بركعة؛ فإذا سلم كبّر، فصلى ركعتين
(4)
جالسًا، ثم يصلي ركعتين بين الأذان والإقامة من الفجر".
(1)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (1483)(ص 208) بنحوه.
(2)
هو الدستوائي، وعنده يلتقي المصنف بالإمام مسلم، رواه الأخير عن محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي، به، بنحو سياق (ح / 2360) الآتي. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2352)، (1/ 509)، برقم (738/ 126).
(3)
في (ل) و (م) هنا "قإلا" ولا محل له.
(4)
قال النووي -رحمه الله تعالى- ما معناه: هذا الحديث أخذ بظاهره الأوزاعيُّ وأحمدُ -فيما حكاه القاضي [أي: عياض] عنهما- فأباحا ركعتين بعد الوتر جالسًا، وأنكره مالك لمعارضته ما كَثُرَ من أحاديث جَعْلِ الوتر آخرَ صلاة الليل [قلت: كما في (ح / 615، 620)] والصواب: أن هاتين الركعتين فعلهما صلى الله عليه وسلم بعد الوتر جالسًا لبيان جواز الصلاة بعد الوتر، وبيانِ جواز النفل جالسًا، ولم يواظب على ذلك، ولا تغترَّ بقول أم المؤمنين في الحديث: "كان يصلي
…
" فإنَّ "كان" ليست على الدوام بدليل قولها: "كنت أطيِّبُه لحله وإحرامه" مع أنها لم تحج معه إلا واحدة فلا معارضة.
قلتُ: وهذا الجمع أولى من ردِّ هذه الرواية الصحيحة -كما قال النووي- وراجع كلامَه كاملًا فإنه نفيس، كما أن هذا أولى من دعوى كون هاتين الركعتين من خصائصه صلى الله عليه وسلم -كما نحا إلى ذلك الشوكانيُّ في (النيل) (3/ 44). انظر: شرح النووي لمسلم (6/ 21 - 22)، وراجع: معرفةَ السنن والآثار (4/ 75 - 76)، شرح الأبي (3/ 67 - 68)، إسعاف أهل العصر بما ورد في أحكام الوتر (ص 72 - 74).
وللإمام ابنِ القيم -رحمه الله تعالى- رأيٌ آخر في الجمع، انظره في (زاد المعاد):(1/ 332 - 333) -إن شئتَ-.
2360 -
حدثنا عباس بن محمد
(1)
، وإبراهيم بن مَرْزُوق، قالا: ثنا هارون بن إسماعيل، قال: ثنا عليُّ بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير
(2)
،
⦗ص: 301⦘
قال: أخبرني أبو سلَمَةَ بن عبد الرحمن، قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت: "كان يصلي
(3)
ثلاث عشرة ركعة، يصلي ثمان ركعات قائمًا، ثم يوتر، ثم يصلي ركعتين -وهو جالس- فإذا أراد أن يركع قام فركع، واثنتين بين الندائين".
(1)
هو: الدوري، وإبراهيم بن مَرْزُوق هو البصري.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
في (ل) و (م) زيادة "من الليل".
2361 -
حدثنا جعفر القَلَانِسِي
(1)
، قال: ثنا آدم
(2)
، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا الحسن بن موسى، قالا: ثنا شيبان
(3)
، عن يحيى، قال: سمعت أبا سلمة -بإسناده مثله- "تسع ركعات قائمًا يوتر فيهن
(4)
ويصلي سجدتين جالسًا، فإذا أراد أن يسجد قام فركع. ويصنع ذلك بعد الوتر، ثم يصلي ركعتين إذا سمع نداء الصبح".
(1)
هو: جعفر بن محمد بن حماد، أبو الفضل الرملي القلانسي.
و"القلانسي" -بكسر النون- نسبة إلى "القلانس" جمع قلنسوة، وعملها.
الأنساب (4/ 571)، اللباب (2/ 67).
(2)
هو: ابن أبي إياس، والحسن بن موسى هو الأشيب.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن زهير بن حرْب، حدثنا حسين بن محمد- عنه به، وأحال متنه على حديث هشام قبله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2353)، (1/ 509)، برقم (738/ 126/
…
).
(4)
كذا في النسخ، وفي صحيح مسلم:"منهنَّ".
2362 -
حدثنا الحسن بن أحمد بن محمد بن بكَّار بن بلال
⦗ص: 302⦘
الدمشقي، قال: ثنا محمد بن المبارك الصُّوري، قثنا
(1)
معاوية بن سلّام
(2)
، عن يحيى، قال: أخبرني أبو سلمة -بإسناد
(3)
مثله-: "ويصنع ذلك بعد الوتر؛ فإذا سمع نداء الصبح قام فركع ركعتين".
(1)
أي: قال: حدثنا، وفي (م):"حدثنا"، وفي (ل):"نا".
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن بشر الحريري -عنه- به، مقرونًا بشيبان.
(3)
"بإسناده" ساقط من (ل) و (م).
2363 -
حدثنا الصغاني، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة
(1)
، قال: ثنا يحيى بن آدم، قال: ثنا عمار بن رُزَيق
(2)
، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل حتى يكون آخر
(3)
صلاته الوتر".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عنه وأبي كريب، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2353)، (1/ 510)، برقم (740).
(2)
هو الضبي، أو التميمي، أبو الأحوص الكوفي، و"رُزَيق" بتقديم الراء.
(3)
ك (1/ 506).
2364 -
حدثنا أبو داود السجزي
(1)
، قال: ثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: ثنا هُشَيْم
(2)
، قال: ثنا خالد
(3)
، عن عبد الله بن شقيق، قال:
⦗ص: 303⦘
سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من التطوع، فقالت: "كان يصلي قبل الظهر أربعًا في بيتي، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي بالناس المغرب، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي بهم العشاء ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي من الليل تسع ركعات فيهن
(4)
الوتر، وكان يصلي ليلًا طويلًا *قائمًا، وليلا طويلًا*
(5)
جالسًا، فإذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم، وإذا قرأ وهو قاعد، ركع وسجد وهو قاعد، وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين، ثم يخرج فيصلي بالناس صلاة الفجر".
(1)
في (ل) و (م): "السجستاني"، والحديث في سننه (1251)، (2/ 43) بمثله.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عنه، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جواز النافلة قائمًا وقاعدًا، وفعل بعض الركعة قائمًا وبعضها قاعدًا، (1/ 504)، برقم (730).
(3)
هو: الحذاء.
(4)
في (ل) و (م): "منهن"، وما في سنن أبي داود وصحيح مسلم موافق للمثبت.
(5)
ما بين النجمين ساقط من (م).
باب [ذكرِ]
(1)
الخبر المبَيِّنِ أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أمر المصلي باللّيل أن يصلي مَثْنى مَثْنى، ويسلم في كل ركعتين، ويوتر بواحدة، ويجعلها آخر صلاته من غير معارض
(2)
له، ومبادرة
(3)
الصبح بالوتر
(1)
" ذكر" من (ل) و "م".
(2)
تحرفت في (م) إلى "عارض".
(3)
في (ل) و (م): "وإيجاب مبادرة
…
".
2365 -
حدّثنا يزيد بن سِنَان، قال: ثنا يعقوب بن إسحاق الحَضْرَمِي، قال: ثنا شعبة
(1)
، عن عُقْبة بن حُرَيث
(2)
، عن ابن عمر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة اللّيل مَثْنى مَثْنى، فإذا رأيت أن الصُّبح يُدرك [كَ]
(3)
أوتر بركعة". قال
(4)
: قلت: ما "مثنى مثنى"؟ قال: "تَفْصِل بين كلّ ركعتين".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمّد بن المثنى، عن غندر عنه، به -وسيأتي لفظه بعد (ح / 2368). كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة اللّيل مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر اللّيل، (1/ 519)، برقم (749/ 159).
(2)
هو التغلبي، الكوفي، "ثقة من الرّابعة"، (م، س). تهذيب الكمال (20/ 194 - 195)، التقريب (ص 394).
(3)
في الأصل: "يدرك" -بدون كاف الخطاب- والمثبت من (ل) و (م) وهو كذلك في صحيح مسلم.
(4)
لعلّه عقبة بن حريث، وهذا تتوافق هذه الروايات التي أوردها المصنِّف مع رواية غندر عند مسلم وسيشير المصنِّف إلى لفظه بعد (ح / 2368)، فراجعه.
2366 -
حدّثنا عمار بن رَجَاء
(1)
، قال: ثنا أبو داود
(2)
، عن شعبة
(3)
، بمثله، إلى قوله:"فأوتر بركعة".
(1)
"ابن رجاء" لم يرد في (ل) و (م).
(2)
هو: الطيالسي، ولم أجد الحديث في مسنده.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
2367 -
حدّثنا أبو داود الحراني، قال: ثنا وهب بن جرير وسعيد بن عامر، قالا: ثنا شعبة
(1)
-بإسناده-: "فإذا خِفْتَ أن تُدْرِكَ
(2)
الصُّبح فأوتر بركعة".
(1)
هنا موضع الالتقاء.
(2)
تحرفت في (م) إلى: "تدري".
2368 -
حدّثنا عيسى بن أحمد
(1)
، قال: ثنا شاذان
(2)
، عن شعبة
(3)
، بمثله.
رواه غندر فقال: قيل
(4)
لابن عمر: ما مثنى مثنى؟ قال: "السّلام في كلّ ركعتين"
(5)
.
(1)
هو العسقلاني.
(2)
واسمه: الأسود بن عامر.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
لعلّه عقبة بن حريث.
(5)
وصله مسلم عن ابن المثنى، عنه، راجع (ح / 2365)، ولفظه عند مسلم:"أن تسلم في كلّ ركعة".
2369 -
حدّثنا عبد الرّحمن بن بشر، قال: ثنا سفيان بن عيينة
(1)
، عن الزّهريّ، عن سالم، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة اللّيل مثنى مثنى، فإذا خفت الصُّبح فأوتر بواحدة".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب -جميعا عن ابن عيينة، به- بزيادة "أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة اللّيل".
الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2365)، (1/ 516) برقم (749/ 146).
2370 -
حدّثنا السُّلَمِي
(1)
، قال: ثنا عبد الرزّاق
(2)
، عن معمر، عن الزّهريّ
(3)
، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم
(4)
بمثله.
(1)
هو: أحمد بن يوسف الأزدي.
(2)
والحديث في مصنفه (4678، 4681)، (3/ 29).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
(ك 1/ 507).
2371 -
حدّثنا أبو أميَّة، قال: ثنا أبو اليمان، قال: أبنا شعيب، عن الزّهريّ
(1)
، بمثله
(2)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء.
(2)
وأخرجه البخاريّ (1137) في "التهجد" باب: كيف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
…
باللّيل، (3/ 25، مع الفتح) عن أبي اليمان، به.
2372 -
حدّثنا ابن عوف
(1)
، قال: ثنا الفِرْيَابِي، قال: ثنا الأوزاعي، عن الزّهريّ
(2)
-بمثله-: "فإذا خَشِيتَ الصُّبح فأوتر بواحدة".
(1)
هو: محمّد بن عوف الحمصي.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
2373 -
حدّثنا أبو عبيد الله
(1)
، قال: ثنا عمي، ح
وحدثنا أبو أمية، قال: ثنا علي بن الحسن النسائي
(2)
، قال: ثنا ابن وهب
(3)
، قال: ثنا عمرو بن الحارث، ح
وحدثنا أبو الحسين الواسطي علي بن إبراهيم
(4)
، قال: حدّثنا يعقوب بن محمّد
(5)
، ح
وحدثنا زكريا بن يحيى زكويه الحُلواني
(6)
، قال: ثنا أحمد بن
⦗ص: 308⦘
صالح، قالا
(7)
: ثنا ابن وهب
(8)
، عن عمرو بن الحارث، عن الزّهريّ، عن حميد بن عبد الرّحمن
(9)
وسالم، عن ابن عمر، قال: قام رجل؛ فقال: يا
⦗ص: 309⦘
رسول الله، كيف صلاة اللّيل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صلاة اللّيل مثنى مثنى، فإذا خفت الصُّبح فأوتر بواحدة"
(10)
.
(1)
هو ابن أخي ابن وهب، واسمه: أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب، وعمه هو: عبد الله بن وهب الإمام، وفي المطبوع:"عبيد الله" -بدون أداة الكنية- وهو خطأ.
(2)
لم أقف على ترجمته، وقد ترجم ابنُ حبّان في "المجروحين"(2/ 114)، والذهبي في "الميزان"(3/ 120)، والحافظ في لسان الميزان (4/ 5816) لمن أسْمَوْه: بـ "علي بن الحسن النسوي" ولم يذكروا سنة وفاته، وذكروا من الرواة عنه: محمّد بن يحيى الذهلي (258 هـ)، ومن شيوخه:"مبشر بن إسماعيل"(200 هـ)، فهو في طبقة المذكور هنا، ولكن لم أتأكد من اتحادهما.
و"النسوي" المشار إليه ضعفه ابن حبّان، وانظر: ديوان الضعفاء (2914)، (ص 282).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن حرملة بن يحيى عنه، به، بمثله.
الكتاب والباب المذكوران في (ح / ص 2365)، (1/ 516 - 517) برقم (749/ 147).
(4)
ابن عبد المجيد الواسطي، الشيباني اليَشْكريُّ. سكن بغداد، "صدوق"، قيل: إن البخاريّ روى عنه. راجع: تهذيب الكمال (20/ 315 - 317)، التقريب (ص 398).
وفي (م): "أبو الحسن" وهو تصحيف.
(5)
ابن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف الزّهريُّ المدني نزيل بغداد.
(6)
لعلّه: زكريا بن يحيى بن أسد المروزي، يُعرف بـ "كرويه"، سكن بغداد (270 هـ). =
⦗ص: 308⦘
= ذكره ابن حبّان في "الثقات" وقال الدارقطني: "لا بأس به"، وقال الذهبي:"صدوق". أما "الحلواني" فلم أجد من نسبه هذه النسبة غير المصنِّف، وجميع المصادر نسبته إلى "مرو" كما أن المصنِّف نسبه كذلك إلى "مرو" [انظر: المسند (2/ 105) من المطبوع]، ولكن لم يذكر نسبته إلى "حلوان" هناك ولم يذكر لقبه كذلك.
و"الحلواني" -بضم الحاء المهملة، وسكون اللام- نسبة إلى بلدة "حلوان" وهي في عدة مواضع المعروف منها: هي الّتي في العراق ممّا يلي الجبال.
أما "زكويه" فهكذا في النسخ، والعجيب أن الحافظ لم يذكر أبا عوانة فيمن أخرج هذه الرِّواية في "الإتحاف"(8/ 309)(380)، وظني أنه مصحف من "زكرويه"، وهو بسكون الكاف، وفتح الراء.
انظر: ثقات ابن حبّان (8/ 255)، سؤالات الحاكم للدارقطني (101)، (ص 117)، تاريخ بغداد (8/ 460 - 461)، معجم البكري (2/ 463)، الأنساب (2/ 247)، معجم البلدان (2/ 334)، كشف النقاب (719)، اللباب (1/ 380)، ذات النقاب في الألقاب (218)، (ص 33)، السير (12/ 347 - 348)، الميزان (2/ 80)، لسان الميزان (3495)، (3/ 149)، نزهة الألباب لابن حجر (1385)، (1/ 344) بلدان الخلافة الشرقية (ص 226).
(7)
أي: يعقوب وأحمد.
(8)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن حرملة بن يحيى، عنه، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2365)، (1/ 516 - 517) برقم (749/ 147).
(9)
ابن عوف الزّهريُّ المدني، "ثقة"، (105 هـ)، ع. تهذيب الكمال (7/ 378 - 381)، التقريب (ص 182).
(10)
بهامش الأصل: بلغت المعارضة، بلغ في الثّالث عشر قراءة على الشّيخ حسن الصقلي -نفع الله به- بقراءة الفقيه المتقن شهاب الدين أحمد بن فرج اللخمي، وسمع جماعة منهم العبد الفقير محمّد بن أحمد بن عثمان، وأخوه، وابني أخته، ووالده، وصهره".
2374 -
حدّثنا ابن الجنيد الدقاق
(1)
، قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: ثنا ابن أخي الزّهريُّ
(2)
، عن عمه
(3)
، قال: أخبرني حُميد بن عبد الرّحمن بن عوف، أن عبد الله بن عمر أخبره، "أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة اللّيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
". بمثله.
(1)
"الدقاق" لم يردّ في (ل) و (م)، وابن الجنيد هو: محمّد بن أحمد بن الجنيد.
(2)
هو: محمّد بن عبد الله بن مسلم بن عبَيد الله بن عبد الله بن شهاب الزّهريُّ.
(3)
هو الزّهريُّ، وهو الملتقى هنا.
2375 -
حدّثنا يزيد بن سِنَان، قال: ثنا محبوب بن الحسن
(1)
، قال: ثنا خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق
(2)
، عن ابن عمر،
⦗ص: 310⦘
أن رجلًا
(3)
سأل النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن صلاة اللّيل -وأنا بينه وبين السائل- فقال: "صلاة اللّيل مثنى مثنى، فإذا خَشِيْتَ الصُّبح فاسْجُدْ سَجْدَةً، وسجدتين قبل صلاة الصُّبح".
(1)
هو: محمّد بن الحسن بن هلال القرشي، أبو جعفر، ويقال: أبو الحسن، البصري، مولى قريش، ولقبه "محبوب" وهو به أشهر، (خ - متابعة حديثا واحدًا - ت).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن:
أبي الربيع الزهراني، حدّثنا حماد، حدّثنا أيوب وبديل؛ وعن أبي كامل، حدّثنا حماد، حدّثنا أيوب وابن بديل، وعمران بن حُدَيْر؛ وعن محمّد بن عبيد الغُبَرِي، حدّثنا حماد، حدّثنا أيوب والزبير بن الخِرّيْت، (أربعتهم) عن ابن شقيق، به، بنحوه، بأطول ممّا عند المصنِّف، وفيه قصة في سياق الزهراني فقط. الكتاب والباب المذكوران في =
⦗ص: 310⦘
= (ح / 2365)، (1/ 517) برقم (749/ 148).
(3)
قال الحافظ في الفتح (2/ 555): "لم أقف على اسمه
…
".
2376 -
حدّثنا محمّد بن إسماعيل الأَحْمَسِيُّ
(1)
، قال: ثنا محمّد بن فُضَيْل، عن عاصم الأَحْوَلِ، عن عبد الله بن شقيق
(2)
، عن عبد الله بن عمر، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الوتر وأنا بينهما، فقال:"صلاة اللّيل مَثْنى مَثْنى، فإذا كان من آخر اللّيل فَأوتِرْ بركعة ثمّ صل ركعتين قبل الفجر".
قال عاصم: وقال لَاحِقُ بن حُميد مثل هذا الحديث، إِلَّا أنه قال:"بَادِرُوا الصُّبحَ بركعة"
(3)
.
(1)
في (ل) و (م): "حدّثنا الأحمسي: محمّد بن إسماعيل".
(2)
هنا موضع الالتقاء.
ولم أجد من تابع محمّد بن فضيل في رواية هذا الحديث عن عاصم بهذا الإسناد، والمعروف عن عاصم بهذا الإسناد هو الحديث الآتي (2377).
(3)
سيأتي برقم (2382).
2377 -
حدّثنا الصغاني، قال: ثنا سُرَيْج بن يونس
(1)
، قال: ثنا
⦗ص: 311⦘
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة
(2)
، عن عاصم الأحْوَلِ، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بادروا الصبح بالوتر".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عنه -مقرونا هارون بن معروف وأبي كريب، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2365)، (1/ 517)، برقم (750).
(2)
هو: الهمداني -بسكون الميم-، أبو سعيد الكوفي، "ثقة متقن"، (3 أو 184 هـ) ع.
تهذيب الكمال (31/ 305 - 312)، التقريب (ص 590).
2378 -
حدّثنا محمد بن علي بن داود
(1)
، قال: حدّثنا أحمد بن حنبل
(2)
، ح
(3)
.
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا سَبَلان
(4)
، قالا: ثنا يحيى بن زَكَرِيَّا بن أبي زائدة، قال: ثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع
(5)
، عن ابن عمر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بادروا الصُّبحَ بالوتر"
(6)
.
(1)
هو البغداد -نزيل مصر- المعروف بابن أخت غزال.
(2)
والحديث في مسنده (4952)(2/ 37 - 38)، (9/ 16، 19)، طبعة مؤسسة الرسالة.
(3)
(ك 1/ 507).
(4)
هو: إبراهيم بن زياد البغدادي، أبو إسحاق المعروف بـ "سبلان" -بفتح المهملة والموحدة-. "ثقة"، (228 هـ)، (م د س). الإكمال لابن ماكولا (4/ 250) تهذيب الكمال (2/ 85 - 87)، ذات النقاب في الألقاب (232)، (ص 34)، توضيح المشتبه (5/ 43)، التقريب (ص 89)، نزهة الألباب (1457)، (1/ 360).
(5)
هنا موضع الالتقاء.
(6)
وأخرجه أبو داود (1436) باب في وقت الوتر (2/ 139) عن هارون بن معروف؛ والترمذي (467) باب ما جاء في مبادرة الصُّبح بالوتر (2/ 331 - 332) عن أحمد بن منيع، كلاهما عن أبي زائدة، به، بمثله، وقال التّرمذيّ:"هذا حديث حسن صحيح".
2379 -
حدّثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي
(1)
، قال: ثنا أبو أُسَامة
(2)
، عن الوليد بن كثير، قال حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عمر، أن ابن عمر حدثهم أن رجلًا نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فقال: يا رسول الله، كيف أوتر في صلاة اللّيل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلّى فلْيُصَلّ مَثْنى مَثْنى، فإن أَحَسَّ
(3)
أن يُصْبح سَجَدَ سَجْدَةً فأوتر
(4)
له ما صلّى"
(5)
.
(1)
أبو جعفر الكوفي، وشيخه أبو أسامة هو: حماد بن أسامة.
(2)
في (م): "أبو سلمة" وهو تصحيف، و "أبو أسامة" موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي كريب، وهارون بن عبد الله، كلاهما عنه، به، بمثله. كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة اللّيل مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر اللّيل (1/ 518) برقم (749).
(3)
هكذا في الأصل وصحيح مسلم، وفي (ل) و (م):"فإذا خشى" وهكذا في صحيح البخاريّ (472) من رواية بشر بن الفَضْل عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به.
(4)
هكذا في النسخ، وعند مسلم والبخاري:"فأوترت"، وهو الأشبه لكون المرجع هي "سجدة" على أن ما هنا يصح بإرجاع الضمير إلى المصلّى - والله تعالى أعلم.
(5)
وأخرجه البخاريّ (473) في "الصّلاة" باب الحِلَق والجلوس في المسجد (1/ 669، مع الفتح)، عن الوليد بن كثير، به - تعليقًا، ولم يسق متنه، وانظر: تغليق التعليق (2/ 243).
2380 -
حدّثنا محمد بن عيسى العطَّار، قال: ثنا حَجّاجُ بن محمّد
(1)
، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، قال، حدثني نافع، أن ابن عمر كان يقول: "لِيَجْعَلْ أحدُكم آخر صلاته وترًا، كان رسول الله
⦗ص: 313⦘
صلى الله عليه وسلم يأمرهم بذلك".
(1)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح / 2323) فإن المصنِّف أخرجه هناك بهذا الإسناد بأطول ممّا هنا.
2381 -
حدّثنا الصغاني، قال: ثنا حجاج
(1)
، عن ابن جريج، قال: أخبرني نافع، أن ابن عمر كان يقول:"من صلّى من اللّيل فَلْيَجْعَلْ آخر صلاته وترًا قبل الصُّبْحِ، كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرهم".
(1)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح / 2323).
[باب
(1)
] ذكرِ الخبر المبَيِّنِ أن الوتر ركعةٌ من آخر اللّيل وأنها تُوْتَر ما صلى المصلي قبلها من الصلاة
(1)
من (ل) و (م).
2382 -
حدّثنا يوسف بن مسلم، قال: ثنا حجاج بن محمّد
(1)
، قال: ثنا شعبة، ح
وحدثنا محمد بن حَيُّوية
(2)
، قال: ثنا أبو معمر
(3)
، قال: ثنا
(4)
عبد الوارث
(5)
كلاهما عن أبي التَّيَّاحِ
(6)
، عن أبي مِجْلَزٍ
(7)
، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الوتر ركعة من آخر اللّيل".
(1)
"ابن محمّد" لم يرد في (ل) و (م)، وهو المصيصي.
(2)
هو الإسفراييني: محمّد بن يحيى بن موسى.
(3)
هو: عبد الله بن عمرو المقعَد.
(4)
"قال: ثنا" ساقط من (م).
(5)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن شيبان بن فروخ، عنه، به بمثله. كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة اللّيل مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر اللّيل، (1/ 518) برقم (752).
(6)
هو: يزيد بن حُميد الضُّبَعي.
(7)
هو: لاحق بن حُميد السدوسي.
2383 -
(1)
حدّثنا أبو قِلابة
(2)
، ثنا علي بن عبد الله
(3)
، قال: ثنا
⦗ص: 315⦘
يحيى بن سعيد، ثنا شعبة
(4)
، عن قتادة، عن أبي مِجْلَز، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الوتر ركعة من آخر اللّيل".
(1)
في (ل) و (م)"وحدّثنا"، والمثبت أنسب لكون الإسناد مستقلًّا.
(2)
عبد الملك بن محمّد الرقاشي.
(3)
هو: ابن المديني، ويحيى هو القطان.
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمّد بن المثنى وابن بشار، عن محمّد بن جعفر، عنه، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2382)، (1/ 518) برقم (752/ 154).
2384 -
حدّثنا أبو جعفر الدارِمي
(1)
، قال: ثنا حَبَّان
(2)
، ح
وحدثنا وَحْشِي
(3)
، قال: ثنا مُؤَمَّلٌ
(4)
، ح
وحدثنا يونس بن حبيب وأبو أمية، قالا: ثنا أبو داود
(5)
، قالوا
(6)
-كلهم-: حدّثنا همام
(7)
، عن قتادة، عن أبي مِجْلَزٍ
(8)
، قال: سألت ابن عمر
⦗ص: 316⦘
عن الوتر، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الوتر ركعة من آخر اللّيل".
قال
(9)
: وسألت ابن عبّاس فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الوتر ركعة من آخر اللّيل".
(1)
هو: أحمد بن سعيد السرخسي.
(2)
"حبّان" -بفتح أوله- هو الهلالي.
(3)
هو: محمّد بن محمّد بن مُصْعَب الصُّوري، لقبه "وحشي" -بمهملة ساكنة ثمّ معجمة- "صدوق"(بعد سنة 260 هـ)(د س). كشف النقاب (1516)، تهذيب الكمال (26/ 380 - 381)، ذات النقاب (553)، (ص 62)، التقريب (ص 505)، نزهة الألباب (2873)، (2/ 229).
(4)
هو: إسماعيل القرشي العدوي مولاهم أبو عبد الرّحمن البصري، نزيل مكّة.
(5)
هو: الطيالسي، والحديث في مسنده (2764)(ص 361) ولكن عن ابن عبّاس فقط.
(6)
في (ل) و (م): "كلهم قالوا" والكل بمعنى.
(7)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن زهير بن حرْب، حدّثنا عبد الصمد، عنه، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2382)(1/ 518) برقم (753).
(8)
في (م): "مجاز" وهو تصحيف.
(9)
من هنا إلى آخر الحديث ساقط من (م، ط).
2385 -
حدّثنا عبّاس الدُّوري، قال: ثنا
(1)
شبابةُ، ح
وحدثنا أبو قِلَابة
(2)
، قال: ثنا بِشْرٌ
(3)
قالا: ثنا
⦗ص: 317⦘
شعبة
(4)
، عن أنس بن سيرين، قال: سألت ابن عمر: ما كان يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم في الركعتين اللتين قبل الصُّبح؟ فقال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي باللّيل ركعتين ركعتين، ويوتر بركعة من آخر اللّيل، ثمّ يقوم
(5)
كأنَّ
(6)
الأذان أو الإقامة في أذُنَيه"
(7)
(8)
.
(1)
(ك 1/ 509).
(2)
هو: عبد الملك بن محمّد الرقاشي.
(3)
هكذا في (ل) و (م) وفي الأصل و (ط) زيادة "ابن محمّد" ولم يذكر الحافظ في "الإتحاف"(8/ 270 - 271) أبا عوانة ممّن أخرج هذا الحديث، والذي يبدو لي أن ما ورد في الأصل و (ط) من ذكرٍ لوالد "بشر" وتحديده بمحمد خطأ، -ولذلك لم أُثبتْه- ولعلّ الصواب:"بشر بن عمر" وهو الزهراني الأزدي، أبو محمّد البصري.
ومما يؤيد هذا الاحتمال:
1 -
أن أبا قلابة من تلاميذ بشر بن عمر المذكور، وشعبة من شيوخه [تهذيب الكمال 4/ 138 - 139] وأمّا الآخر فلم يذكر بشيء من ذلك [انظر: تهذيب الكمال 4/ 145] على أنه في طبقة شيوخ أبي قلابة.
2 -
أن بشر بن عمر بصري كما أن أبا قلابة وشعبة بصريان، بينما الآخر مروزي، ولم يذكر في تلاميذه ولا في شيوخه أحد من البصرة.
3 -
روى المصنفُ عن أبي قلابة، عن بشر بن عمر، عن شعبة كثيرًا، منها ما سبق في (ح / 232).
و"بشر بن محمّد" هو السَّختياني، أبو محمّد المَروزي، "صدوق رمي بالإرجاء" =
⦗ص: 317⦘
= (224 هـ)(خ). تهذيب الكمال (4/ 145 - 146)، التقريب (ص 124).
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمّد بن المثنى وابن بشار قالا: حدّثنا محمّد بن جعفر عنه، به، وأحال متنه على حديث حماد قبله، وهو أطول ممّا عند المصنِّف، وفيه قصة. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2382)، (1/ 519)، برقم (749/ 158).
(5)
أي: للركعتين قبل الصُّبح المسؤول عنهما، ولفظ مسلم:"ويصلّي ركعتين قبل الغداة كأن الأذان بأذنيه".
(6)
في (ل) و (م) بزيادة الواو "وكأن".
(7)
المراد بالأذان هنا الإقامة فـ "أو" هنا للتنويع، وليس عند مسلم والبخاري ذكر الإقامة -كما هنا- وقد تابع بشرًا في ذكر الإقامة يزيد بن زريع عند الإمام أحمد في مسنده (4860) (2/ 31). والمعنى:"أنه كان يُسْرع بركعتي الفجر إسْرَاع من يسمعُ إقامةَ الصّلاة خَشْيَة فُوَاتِ أول الوقت، ومقتضى ذلك تخفيف القراءة فيهما، فيحصل به الجواب عن سؤال أنس بن سيرين عن قدر القراءة فيهما".
وفي حديث حماد عند البخاريّ (995): قال حماد: أي بسرعة. فتح الباري (2/ 565) وانظر: مشارق الأنوار (1/ 25)، شرح النووي (6/ 33 - 34).
(8)
وأخرجه البخاريّ (995) في "الوتر" باب ساعات الوتر، (2/ 564) -فتح- عن أبي النعمان، عن حماد بن زيد، عن أنس بن سيرين، به، بنحو سياق مسلم، بدون القصة.
2386 -
حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابن وهب، أن
⦗ص: 318⦘
مالكًا
(1)
حدثه، عن نافع وعبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن سائلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة اللّيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة اللّيل مَثْنَى مَثْنَى، فإذا خشي أحدكم الصُّبح صلّى ركعة واحدة، توتر
(2)
له ما قد صلّى"
(3)
.
(1)
في الأصل و (ل) و (م): "مالك" بدون النصب، والمثبت من (ط) و "مالك" هو الملتقى في هذا الحديث، أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى، عنه، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2382)، (1/ 516) برقم (749).
(2)
في الأصل والمطبوع: "يوتر" بالياء -والمثبت من (ل) و (م) وهو كذلك في الموطَّأ، ومسلم والبخاري، وأبي داود (1326)، رواه عن القعنبي، به، والنسائي (3/ 233)، عن ابن القاسم، عنه، به.
(3)
وهو في الموطَّأ -رواية يحيى- (1/ 123)، و (298)، (1/ 118 - 119)، من رواية أبي مُصْعَب، و (100)، (ص 95) من رواية الحدثاني.
وأخرجه البخاريّ (990) في "الوتر" باب ما جاء في الوتر، (2/ 554، مع الفتح) عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، به، بنحوه.
باب [بيان]
(1)
فرض صلاة المسافر، والدليل على أنَّ مَنْ وقع عليه اسم "المقيم" صلى أربعًا
(1)
من (ل) و (م).
2387 -
حدّثنا الدَّقِيْقِي
(1)
، قال: ثنا يزيد بن هارون، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا عفان بن مُسْلِمٍ، قالا: أبنا أبو عوانة
(2)
، قال: ثنا بُكَيْر بن الأَخْنَس
(3)
، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال:"فرض الله الصّلاة على لسان نبيكم: في الحضر أربعًا، وفي السَّفر ركعتين، وفي الخوف ركعة"
(4)
.
(1)
هو: محمّد بن عبد الملك الواسطي.
(2)
هو الوضاح اليشكري، وهو الملتقى هنا، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وأبي الربيع، وقتيبة بن سعيد -جميعا عن أبي عوانة، به، بمثله. كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها (1/ 479) برقم (687).
(3)
هو السدوسي، ويقال: الليثي، كوفي، "ثقة من الرّابعة"، (ر م د س ق). تهذيب الكمال (4/ 235 - 236)، التقريب (ص 127).
(4)
فائدة: قال المزي في "التحفة"(5/ 214) -بعد سرد طرق هذا الحديث-: "قال أبو عوانة الإسفرائيني: حكى [يعني] بعضُ أصحابنا قال: قال علي بن حرْب: سمعت سُوَيْد بن عمرو قال: قلت لأبي عوانة: سمعت من بكير بن الأخنس غير حديث ابن عبّاس: "فرض الله الصّلاة؟ " قال: لا".
2388 -
حدّثنا الأحْمَسي
(1)
، قال: ثنا المُحَارِبي
(2)
، عن أيُّوب بن
⦗ص: 320⦘
عائذ
(3)
الطائي
(4)
، عن بُكَيْر بن الأخنس
(5)
، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:"إن الله فرض الصّلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم في الحضر أربعًا وفي السَّفر ركعتين، وفي الخوف ركعة".
(1)
هو: محمّد بن إسماعيل الكوفي.
(2)
هو: عبد الرّحمن بن محمّد بن زياد المحاربي، أبو محمّد الكوفي.
(3)
في (ل) و (م): "جابر" بدل "عايذ"، وقد صُوّب في (ل) فوق السَّطر، كتب فوقه (ص) -علامة الصِّحَّة-.
(4)
هو: أيوب بن عايذ -بتحتانية ومعجمة- ابن مُدلج الطائي البُحتري -بضم الموحدة وسكون المهملة وضم المثناة- الكوفي.
(5)
هنا موضع الالتقاء.
[باب]
(1)
بيانِ صلاةِ النّبيّ
(2)
صلى الله عليه وسلم في السفر، وتركه صلوات السنن الّتي كان يصليها في الحَضَرِ
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في (ل) و (م): "الرسول صلى الله عليه وسلم".
2389 -
حدثنا أبو سعيد
(1)
البصري وعبد الرّحمن بن بشر، قالا: ثنا يحيى بن سعيد القطان، عن عيسى بن حفص
(2)
، قال: حدثني أبي، قال: كنت مع ابن عمر في سفر، فصلّى الظهر والعصر ركعتين، ثمّ انصرف إلى طُنْفُسة
(3)
له، فرأى قومًا يُسبِّحون بعدها -يعني: يصلون- فقال: "ما يصنع هؤلاء؟ " قلت: يُسبِّحون -أي: يتطوعون
(4)
- قال: "لو كنت مصلّيًّا قبلها أو بعدها لأتممتها، صحبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى قُبِضَ،
⦗ص: 322⦘
فكان لا يزيد على ركعتين، وأبا بكر حتّى قُبِضَ، فكان لا يزيد على ركعتين، وعمر وعثمان كذلك" [رضي الله عنهم أجمعين-]
(5)
(6)
.
(1)
لعلّه: عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور الحارثي البصري: "كربزان".
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن القعنبي، عنه، به، بنحوه بأطول ممّا هنا، بنحو سياق (ح / 2389). الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2387)، (1/ 479 - 480) برقم (689).
و"عيسى بن حفص" هو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي، أبو زياد المدني، لقبه "رباح" -بموحدة- "ثقة"، (571 هـ)، (خ م د س ق). تهذيب الكمال (22/ 592 - 595)، التقريب (ص 438).
(3)
الطنفسة: -بكسر الطاء والفاء، وبضمهما، وبكسر الطاء وفتح الفاء- البساط الّذي له خمل رقيق. وقيل: بساط صغير. انظر: المشارق (1/ 320)، النهاية (3/ 140).
(4)
هذا التفسير لم يردّ في الأصل المستخرج عليه، وهو من فوائد الاستخراج.
(5)
ما بين المعقوفتين من (ل) و (م) فقط.
(6)
وأخرجه البخاريّ (1102) في "تقصير الصّلاة" باب من لم يتطوع في السَّفر دبر الصّلاة وقبلها (2/ 672، مع الفتح) عن مسدَّد، عن يحيى القطان، به، بنحوه مختصرًا.
2390 -
حدّثنا ابن أبي رجاء
(1)
، قال: ثنا وكيع، عن عيسى بن حفص
(2)
بن عاصم
(3)
، عن أبيه، قال: خرجنا مع ابن عمر في سفر، فصلّينا الظهر، فرأى بعض ولده يتطوع، فقال ابن عمر: "صَلَّيْتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان في السَّفر، فما صلوا
(4)
قبلها ولا بعدها، ولو كنتُ متطوعًا لأتممتُ".
(1)
هو: أحمد بن محمّد بن عبيد الله الطرسوسي.
(2)
(ك 1/ 510).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
في الأصل و (ط): "صلّى" والمثبت من (ل) و (م) وهو كذلك في مسند أحمد (4761)(2/ 24) حيث روى عن وكيع، به، بمثله.
2391 -
حدّثنا يزيد بن سِنَان، قال: ثنا صفوان بن عيسى
(1)
،
⦗ص: 323⦘
قال: أخبرني عيسى بن حفص بن عاصم
(2)
، عن أبيه قال:"خرجنا مع ابن عمر إلى مكّة".
وحدثنا أبو داود السجستاني
(3)
، قال: ثنا القعنبي
(4)
، قال: ثنا عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب، عن أبيه قال: "صَحِبْتُ ابن عمر [رضي الله عنه]
(5)
إلى مكّة
(6)
فصلَّى بنا الظهر ركعتين، فلما انصرف أتى راحلته، ثمّ
(7)
أقبل ورأى ناسًا قيامًا، فقال:"ما يصنع هؤلاء"؟ قلت: يسبِّحُون، قال: "يا ابن أخي لو كنتُ مسبحًا لأتممتُ صلاتي، يا ابن أخي، إنِّي صحبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في السَّفر، فلم يزد على ركعتين حتّى مات
(8)
، [ثم صحبتُ من بعده أبا بكر، فلم يزد على ركعتين حتّى قبضه الله]
(9)
، ثمّ صحبت عمر من بعده فلم يزد على ركعتين حتّى
⦗ص: 324⦘
مات، ثمّ صحبت عثمان من بعده فلم يزد على ركعتين حتّى مات". وقال ابن عمر: وقد قال الله
(10)
: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
(11)
.
قال يزيد بدل "قبضه الله": "مات"، وقال القعنبي:"قبضه الله"، وهذا لفظ أبي داود.
(1)
هو الزّهريُّ، أبو محمّد البصري، القسَّام، "ثقة"، (200 هـ) وقيل: قبلها بقليل أو بعدها، (خت م 4). تهذيب الكمال (13/ 208 - 210)، التقريب (ص 277).
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
والحديث في سننه (1223)، (2/ 20) باب التطوع في السَّفر.
(4)
هنا موضع الالتقاء.
(5)
من (ل) و (م).
(6)
في (ل) و (م) هنا زيادة "قال" وهو كذلك في سنن أبي داود.
(7)
في (ل) و (م): "فرأى أناسًا يصلون قيامًا" وليس فيهما "ثمّ أقبل"، وما في سنن أبي داود كالمثبت.
(8)
هكذا في الأصل و (ط)، وهذا لفظ يزيد كما سيأتي، وفي (ل) و (م):"قبضه الله" بدل "مات" وهو الصّحيح لتصريح المصنِّف في الأخير أن هذا لفظ أبي داود.
(9)
ما بين المعقوفتين مستدرك من (ل) و (م) وهو موجود في سنن أبي داود وصحيح مسلم.
(10)
"وقد قال الله" لم يرد في (ل) و (م).
(11)
سورة "الأحزاب": 21.
2392 -
حدّثنا أبو جعفر الدارمي
(1)
، عن جعفر بن عون، قال: أبنا عيسى بن حفص بن عاصم
(2)
، عن أبيه، قال: "كُنّا مع ابن عمر في سفر، فصلَّى بنا ركعتين، ثمّ انصرف إلى حَشيّة
(3)
رَحْلِه فاتكأ عليها، فرأى قومًا وراءه قيامًا
(4)
فقال: "ما يصنع هؤلاء"؟ قلت
(5)
: يسبحون، فقال: "لو كنتُ مسبحًا لأتممتُ صلاتي، يا ابن أخي، صحبت
⦗ص: 325⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى قبضه الله فلم يزد على ركعتين ركعتين، ثمّ صحبت أبا بكر حتّى قبضه الله فلم يزد على ركعتين ركعتين، ثمّ صحبت عمر فلم يزد على ركعتين ركعتين، ثمّ صحبت عثمان، فلم يزد على ركعتين ركعتين، ثم قال:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
(6)
.
قال أبو عوانة
(7)
: يقولون: عيسى بن حفص هو عم عبيد الله بن عمر
(8)
.
(1)
هو: أحمد بن سعيد السرخسي.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
هكذا في النسخ -بمهملة فمعجمة وتحتانية مشددة- وفي "شرح السنة"(1032)، (4/ 184)، حيث أخرج البغوي هذا الحديث من طريق أبي عوانة -بلفظ "خشبة". و"الحشيَّة" -بمهملة- واحدة "الحشايا" ومعناه: الفراش، وعلى هذا يكون بنحو سياق (ح / 2389) الّذي ورد فيه لفظ "طنفسة". و"الخشبة" معروفة، فالمعنى يستقيم على الوجهين. انظر: النهاية (1/ 393)[مادة "حشا"].
(4)
في جميع النسخ "قيام" -بدون النصب- والتصحيح من "شرح السنة"(1032).
(5)
في (ل) و (م): "فقلت"، والمثبت أشبه، وهو موافق لما في "شرح السنة".
(6)
سورة "الأحزاب": 21.
(7)
جملة "قال أبو عوانة" لم ترد في (ل) و (م).
(8)
أي: ابن حفص بن عاصم العمري، وهو كذلك.
2393 -
حدثنا حمدان بن الجنيد
(1)
، قال: ثنا هاشم بن القاسم، قال: ثنا عاصم بن محمّد
(2)
، عن
(3)
عمر بن محمّد
(4)
، قال: ثنا حفص بن عاصم بن عمر
(5)
قال: "قلت لعبد الله بن عمر: يا عَمّ، إنِّي رأيتك في
⦗ص: 326⦘
السَّفر لا تصلّي قبل الصّلاة ولا بعدها؟ قال: "يا ابن أخي، صَحِبْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، وصحبته كذا
(6)
، لم أره يصلّي قبل الصّلاة ولا بعدها، ويقول الله:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} "
(7)
(8)
.
(1)
هو: محمّد بن أحمد الدقاق.
(2)
ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب العمري، المدني، وهو أخو شيخه هنا "عمر بن محمّد".
(3)
في (م) تصحفت "ابن" إلى "عن".
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا يزيد (يعني: ابن زريع)، عنه، به، بنحوه وفيه قصة مرضه وعيادة ابن عمر له. الكتاب والباب المذكوران في (ح/2387)، (1/ 480) برقم (9/ 689). و "عمر بن محمّد" هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب المدني، نزيل عَسْقلان.
(5)
(ك 1/ 511).
(6)
أي: في السَّفر، ولفظ مسلم: "صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السَّفر
…
".
(7)
سورة "الأحزاب": 21.
(8)
وأخرجه البخاريّ (1101) في "تقصير الصّلاة" باب: من لم يتطوع في السَّفر دبر الصّلاة وقبلها، (2/ 672، مع الفتح) عن يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب، قال: حدثني عمر بن محمّد، به، بنحوه مختصرًا.
2394 -
حدثنا أبو أمية
(1)
، قال: ثنا أحمد بن يونس، وعاصم بن علي، قالا: ثنا عاصم بن محمّد
(2)
، عن أخيه عمر بن محمّد، ح
وحدثنا جعفر بن محمّد الأنطاكي الخفاف
(3)
، قال: ثنا الهيثم بن جميل، قال: ثنا عاصم بن محمّد، عن أخيه عمر بن محمّد، قال: دخلنا
⦗ص: 327⦘
على حفص بن عاصم نعوده في شكوى، قال: فحدثنا قال: دخل عليَّ عمّي عبد الله بن عمر، قال: فوجدني قد كسرت لي
(4)
نمرقة
(5)
-يعني: الوسادة- قال: وبَسَطْتُ عليها خُمْرةً
(6)
، قال: فأنا أسجد عليها، قال: فقال لي
(7)
: "يا ابن أخي، لا تصنع هذا، تَنَاوَل الأرض بوجهك، فإن لم تقدِرْ على ذلك فأومِئْ برأسك إيماءً، قال: قلت: يا عم، رأيتُك في السَّفر لا تصلّي قبل الصّلاة ولا بعدها، قال: "يا ابن أخي، صَحبْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، وصَحِبْتُه كذا، فلم أره يصلّي قبل الصّلاة ولا بعدها، وقد قال الله:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}
(8)
.
(1)
هو الطرسوسي: محمّد بن إبراهيم، و "أحمد بن يونس" هو: أحمد بن عبد الله بن يونس، و "عاصم بن علي" هو: ابن عاصم بن صهيب الواسطي.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
الأنطاكي -بفتح الألف، وسكون النون- نسبة إلى بلدة "أنطاكية" تقع على نهر "العاصي" شمال غرب "سورية" من الشّام.
و"الخفاف" -بفتح الخاء وتشديد الفاء، وبعد الألف فاء أخرى- هذه النسبة إلى عمل "الخِفاف" الّتي تُلبس. الأنساب (1/ 220 - الأنطاكي)، (2/ 386 - الخفاف)، اللباب (1/ 90، 454)، المنجد (في الأعلام)(ص 80) إضافة إلى الخريطة.
(4)
في (م): "لم" -بالميم- وهو محرَّف.
(5)
النمرقة -بضم النون والراء، وبكسرهما-، وجمعها "نمارق" وهي -كما ورد في المتن-: الوسادة. انظر: مشارق الأنوار (2/ 13)، المجموع المغيث (3/ 353)، النهاية (5/ 118).
(6)
الخمرة -بالضم وسكون الميم- كالسجَّادة الصغيره، تُعمل من سَعْف النخل، وتُرمَّل بالخيوط، وهي صغيرة على قدر ما يسجد عليه المصلّي أو فُوَيْق ذلك، فإن عظُم حتّى يكفي الرَّجل لجسده كله في صلاة أو مضجع أو أكثر من ذلك فحينئذ حصير. غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 167)، وانظر: المشارق (1/ 240)، غريب الحميدي (ص 563)، (وانظر الفهرس).
(7)
"لي" لا توجد في (ل) و (م).
(8)
سورة الأحزاب: 21.
2395 -
حدّثنا عبّاس الدُّوْرِي، قال: ثنا شبابة
(1)
، ح
وحدثنا أبو داود الحراني، قال: ثنا أبو عتاب، ح
وحدثنا يونس بن حبيب
(2)
، قال: ثنا أبو داود
(3)
، ح
وحدثنا عمار بن رَجَاء، قال: ثنا أبو داود، قالوا
(4)
: ثنا شعبة
(5)
، عن خُبَيْب بن عبد الرّحمن
(6)
، قال
(7)
: سمعت حفص بن عاصم يحدث عن ابن عمر قال: "صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين، ومع
(8)
أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين، ومع عثمان ركعتين سِنِينَ
(9)
من خلافته، ثمّ
⦗ص: 329⦘
أن عثمان أتمهما
(10)
بعده".
هذا لفظُ شبابةَ وأبي داود
(11)
، ومعنى حديثهم واحد، وبعضهم
(12)
لم يقل "بمنى".
ورواه
(13)
خالدُ بن الحارث وعبد الصمد عن شعبة، فقالا:"سافرنا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم فكان يصلّي صلاة السَّفر".
ورواه
(14)
معاذ بن معاذ
(15)
فقال: "بمنى" كما قالوا -هؤلاء-.
(1)
هو ابن سوار، وأبو داود الحراني هو: سليمان بن سيف، وأبو عتاب هو: سهل بن حماد الدلال.
(2)
في (ل) و (م): "حدّثنا يونس بن حبيب وعمار، قالا: ثنا أبو داود
…
".
(3)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (1947)(ص 263) بنحوه، وقد تصحف فيه "خبيب" إلى "حبيب" بالمهملة.
(4)
في الأصل و (ط): "قال" -بالإفراد- والمثبت من (ل) و (م) وهو الأنسب.
(5)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عبيد الله بن معاذ، حدّثنا أبي، حدّثنا شعبة، به،
بنحوه، وفيه "ثماني سنين أو ست سنين" وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.
كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب قصر الصّلاة بمنى برقم (694/ 18).
(6)
ابن حبيب بن كِساف الأنصاري، أبو الحارث المدني، "ثقة"(132 هـ) ع. تهذيب الكمال (8/ 227 - 228)، التقريب (ص 192).
(7)
"قال" لم يرد في (ل) و (م).
(8)
كذا في النسخ، والمعنى: وصلّينا مع أبي بكر ركعتين
…
".
(9)
في الأصل و (ط): "ستين"، والمثبت من (ل) و (م). =
⦗ص: 329⦘
= ولفظ مسلم (من رواية معاذ بن معاذ): "ثماني سنين، أو قال: ست سنين"، ويقاربه لفظ عبد الرّحمن بن زياد عن شعبة في "شرح معاني الآثار" (1/ 417):"ست سنين أو ثمان". وجزم يزيد بن هارون [مسند أحمد (4858) 2/ 31] ومحمد بن جعفر غندر [مسند أحمد (5041) 2/ 44 - 45] بست سنين فقط، ولعلّه هو الراجح؛ لأن الجميع ذكره، وجزم به بعضهم -وفيهم غندر، وهو الحكم في حديث شعبة-.
وتبين من هذا أن ما في الأصل و (ط)"ستين" خطأ يخالف الجميع، والصّحيح ما في (ل) و (م)"سِنِينَ" وليس فيه مخالفة لسياق الآخرين المذكورين.
(10)
في (م): "أتمها" بعد، وتوافقها (ل) في "بعد".
(11)
أنها ما في مسند الطيالسي من رواية يونس فليس فيه ذكر لعدد السنوات أصلًا.
(12)
جملة "وبعضهم لم يقل "بمنى" لم ترد في (ل) و (م).
والغالب أنه يريد أبا عتاب، لأنه صرح سابقًا بأن السياق المذكور لأبي داود وشبابة.
(13)
وصله مسلم، رواه عن يحيى بن حبيب، حدّثنا خالد (يعني: ابن الحارث)؛ وعن محمّد بن المثنى، قال: حدثني عبد الصمد، كلاهما عن شعبة، به، بنحوه.
(14)
وصله مسلم، راجع الملتقى في هذا الحديث، وفي (ل) و (م) تقدمت هذه الجملة على قوله: "ورواه خالد بن الحارث
…
".
(15)
في (ل) و (م) هنا: "مثله" ولم يرد فيهما: "فقال: بمنى كما قالوا - هولاء".
2396 -
(1)
حدّثنا أبو الأزهر
(2)
، قال: ثنا أبو أسامة
(3)
، عن عبيد الله بن عمر
(4)
، عن نافع، عن ابن عمر، قال: "صلّى رسول الله - صلّى الله
(5)
عليه وسلم - بمنى ركعتين، وأبو بكر ركعتين، وعمر ركعتين، وعثمان صدرًا من خلافته ركعتين، ثمّ إن عثمان صلّى أربعًا، فكان ابن عمر إذا صلّى معهم صلّى أربعًا، وإذا صلّى وحده صلّى ركعتين".
رواه
(6)
يحيى القطان وعقبة [بن خالد]
(7)
عن
⦗ص: 331⦘
عبيد الله بن عمر
(8)
.
(1)
في (ل) و (م): "وحدثنا" وما هنا أنسب.
(2)
هو: أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي، وأبو أسامة هو: حماد بن أسامة.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عنه، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين، باب قصر الصّلاة بمنى، (1/ 482)، برقم (694/ 17).
(4)
"ابن عمر" لم يرد في (ل) و (م)، وعبيد الله بن عمر هو العمري.
(5)
(ك / 512).
(6)
وصله مسلم، رواه عن ابن المثنى وعبيد الله بن سعيد، قالا: حدّثنا يحيى (وهو القطان)؛ وعن ابن نمير، حدّثنا: عقبة بن خالد، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، به، بنحوه، ولم يسق متنهما. الكتاب والباب المذكوران في (1/ 482) برقم (694/ 17
…
).
كما أن البخاريّ أخرج طريق القطان، رواه عن مسدد، عن القطان، به، بنحوه.
كتاب تقصير الصّلاة، باب الصّلاة بمنى، (2/ 655، مع الفتح) برقم (1082).
(7)
من (ل) و (م)، وهو: عقبة بن خالد بن عقبة السَّكوني، أبو مسعود الكوفي، المجدَّد، "صدوق صاحب حديث"، (188 هـ) ع. تهذيب الكمال (20/ 195 - 197)، =
⦗ص: 331⦘
= التقريب (ص 394).
(8)
"ابن عمر" لم يرد في (ل) و (م).
2397 -
حدّثنا أبو عبيد الله
(1)
، قال: ثنا عمِّي، ح
وحدثنا أبو أمية، قال: ثنا علي بن الحسن النسائي، قال: ثنا ابن وهب
(2)
، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن الزّهريّ، عن سالم، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنه صلّى صلاة المسافر بمنى وغيره ركعتين، وأبو بكر وعمر وعثمان ركعتين".
زاد أبو عبيد الله: "صدرًا من خلافته، ثمّ أتمها أربعًا
(3)
".
(1)
هو ابن أخي ابن وهب، واسمه: أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب، وعمه هو: عبد الله بن وهب الإمام.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن حرملة بن يحيى، حدّثنا ابن وهب، به -بمثل سياق أبي عبد الله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2396)، (1/ 482) برقم (694).
(3)
وسياق مسلم مثله.
2398 -
حدّثنا السُّلَمِي
(1)
، قال: ثنا عبد الرزّاق
(2)
، قال: أبنا معمر، ح
⦗ص: 332⦘
وحدثني محمّد بن عوف
(3)
، قال: ثنا الفِرْيابي، قال: ثنا الأوزاعي، ح
وأخبرني عبّاس بن الوليد، عن أبيه
(4)
، قال: ثنا الأوزاعي
(5)
(6)
عن الزّهريُّ، عن سالم، عن أبيه، قال:"صلّى النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلاة المسافر بمنى ركعتين". -وذكر بمثله- وهذا لفظ الأوزاعي
(7)
.
وأمّا معمر فقال: "صَلَّيْتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين". ثمّ ذكر مثله.
قال
(8)
معمر: قال الزّهريُّ: "فبلغني
(9)
أن عثمان إنّما صلّى بمنى
⦗ص: 333⦘
أربعًا لأنه أَزْمَعَ
(10)
أن يقيم بعد الحجِّ
(11)
"
(12)
.
(1)
هو: أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي.
(2)
والحديث في مصنفه (4/ 268)، (2/ 516) بمثله و "عبد الرزّاق" موطن الالتقاء، رواه مسلم عن إسحاق (بن إبراهيم) وعبد بن حميد، عنه، به.
الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2396)، (1/ 483) برقم (694 /
…
).
(3)
هو ابن سفيان الطائي، والفريابي: محمّد بن يوسف.
(4)
هو: الوليد بن مَزْيد العذري. وليس هو الوليد بن مسلم كما جزم به محققو المسند لأحمد -طبعة مؤسسة الرسالة- (8/ 130) ومحقق مسند أبي يعلى "حسين"(9/ 326)، وقد تبين لي بالاستقراء، أنه كلما يروي عبّاس بن الوليد عن أبيه فهو الوليد بن مزيد.
نعم، هو الوليد بن مسلم عند أبي يعلى (5438) وقد صرح بالتحديث عن الأوزاعي.
(5)
هنا موضع الالتقاء بالنسبة لطريق الفريابي والوليد، رواه مسلم عن زهير بن حرْب، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، به، وتقدم طريق معمر. صحيح الإمام مسلم (694 /
…
) وراجع طريق معمر السابق.
(6)
في (ل) و (م) هنا: "كلاهما قالا: عن الزّهريّ"، وهو مناسب.
(7)
وأخرجه البخاريّ (1082) في "تقصير الصّلاة"، باب الصّلاة بمنى، (2/ 655) -فتح- من طريق نافع؛ وبرقم (1655) في "الحجِّ" باب: الصّلاة بمنى، (3/ 595) -فتح- من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عمر، كلاهما عن ابن عمر مرفوعًا، بنحوه.
(8)
في (ل) و (م): "فقال" وما هنا أولى.
(9)
في (ل) و (م): "بلغني" -بدون الفاء- وما في مصنف عبد الرزّاق موافق للمثبت.
(10)
يقال: أزمع الأمر -وعليه- أي: أجمع عليه، أو ثبَّت. انظر: جمهرة اللُّغة لابن درير (3/ 8 - زعم)، القاموس (ص 937)، اللسان (8/ 143 - 144).
(11)
ذكر الحافظ في "الفتح"(2/ 665) -في معرض استعراض الوجوه الّتي يمكن أن يفسَّر بها إتمام عثمان رضي الله عنه بمنى، وذكر هناك هذه الرِّواية وقال: "فهو مرسل، وفيه نظر، لأن الإقامة بمكة على المهاجرين حرام
…
وصح عن عثمان أنه كان لا يودع النِّساء إِلَّا على ظهر راحلته
…
".
ورجّح الحافظ أن سبب إتمامه "أنه كان يرى القصر مختصًّا بمن كان شاخصًا سائرًا، وأمّا من أقام في مكان أثناء سفره فله حكم المقيم، فيتم" وذكر رواية تعزّز موقفه هذا، وهو وجيه.
(12)
من فوائد الاستخراج:
1 -
روى أبو عوانة من طريق الفريابي والوليد بن مزيد عن الأوزاعي وكلاهما أقوى من الوليد بن مسلم -الراوي عن الأوزاعي عند الإمام مسلم-.
2 -
عنعن الوليد بن مسلم عند مسلم عن الأوزاعي، وهو كثير التدليس، بينما صرح الوليد بن مزيد والفريابي عن الأوزاعي عند المصنِّف مع أنهما لم يوصفا بالتدليس.
2399 -
حدّثنا أبو قِلابة
(1)
، قال: أبنا بِشْر بن عمر، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا سليمان بن حرْب، قالا: ثنا شعبة
(2)
، عن
⦗ص: 334⦘
قتادة، قال: سمعت موسى بن سلمة، قال:"سألت ابن عباس، قال: فقلت له: إنِّي مقيم ههنا -يعني: بمكة- فكيف أصلّي؟ قال: ركعتين، سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم".
(1)
هو: عبد الملك بن محمّد الرقاشي، وبشر بن عمر هو: الزهراني.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمّد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدّثنا محمّد بن جعفر، عنه، به، بنحوه. وفيه:"إذا لم أصَلِّ مع الإمام" من قول السائل.
كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها، (1/ 479)، برقم (688).
2400 -
حدثني صالح بن محمّد الرازي
(1)
، قال: ثنا سريج بن يونس، قال: ثنا محمّد بن عبد الرّحمن الطّفاوي
(2)
، عن أيوب السَّخْتِيَاني
(3)
، عن
⦗ص: 335⦘
قتادة
(4)
، بإسناده، مثل معناه.
(1)
هو: صالح بن محمّد بن عبد الله بن عبد الرّحمن الرازي، أبو الفضل، سكن بغداد.
(2)
أبو المنذر البصري، (187 هـ)(خ د ت س). وثقه ابن المديني، وتبعه الذهبي، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال:"وكان يغلو في التشيع". وقال أبو حاتم: "ليس به بأس، صدوق صالح، إِلَّا أنه يهم أحيانًا". وبنحوه قال أبو زرعة -على ما نقله عنه ابنُ أبي حاتم في العلل-. وقال ابن معين وأبو داود: "لا بأس به" وكذلك ابن عدي. وسئل الدارقطني عنه فقال: "قد احتج به البخاريّ". وقال أبو زرعة مرّة: "منكر الحديث" وضعفه أبو حاتم مرّة. وقال الحافظ: "صدوق يهم"، وهو كما قال، وأمّا قول أبي زرعة "منكر الحديث" فيتعارض مع أقوال غيره ومنهم المتشددون كأبي حاتم، وإضافة إلى تعارض قوله هذا بما نُقل عنه نفسه في "علل ابن أبي حاتم" كما سبق.
انظر: تاريخ الدوري (2/ 527)، الجرح (7/ 324) الكامل (6195)، ثقات ابن حبّان (7/ 442)، سؤالات الحاكم (471)(ص 270)، تاريخ بغداد (2/ 308 - 309)، تهذيب الكمال (25/ 652 - 655)، الميزان (2/ 618) تهذيب التهذيب (9/ 275)، التقريب (ص 493). و"الطفاوي" -بضم الطاء المهملة، وفتح الفاء- نسبة إلى "طُفاوة بنت جرم بن ريان أم ثعلبة وعامر ومعاوية من زوجها أعصر بن سعد بن قيس عيلان".
انظر: الأنساب (4/ 68)، اللباب (2/ 283)، الأعلام (3/ 227).
(3)
السَّختياني -بفتح السين المهملة، وسكون الخاء المعجمة، وكسر التاء المثناة من =
⦗ص: 335⦘
= فوقها -نسبة إلى عمل "السختيان" وبيعها، وهي الجلود الضأنية ليست بأدم.
انظر: الأنساب (3/ 232)، اللباب (2/ 108).
(4)
هنا موضع الالتقاء.
2401 -
حدّثنا أبو علي الزَّعْفَراني
(1)
، قال: ثنا عَبِيدة بن حُمَيْد، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا شجاع بن الوليد، قالا: ثنا الأعمش
(2)
، عن إبراهيم
(3)
، عن عبد الرّحمن بن يزيد
(4)
، قال: قال عبد الله بن مسعود: "صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين -يعني: بمنى أو بمكة- ومع أبي بكر
(5)
ركعتين، ومع عمر ركعتين، حتّى تَفَرَّقَتْ بكم الطرق أو السُّبُلُ فليت حظي من
(6)
ذلك ركعتان
(7)
متقبلتان".
⦗ص: 336⦘
هذا
(8)
لفظ عبيدة، وحديث شجاع قال:"صَلَّيْتُ مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين". وذكر مثله
(9)
.
ورواه
(10)
أبو معاوية فقال: "صلّى بمنى"، ولم يقل: "صلّى
(11)
بنا".
(1)
هو: الحسن بن محمّد بن الصبّاح البغدادي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا عبد الواحد عنه، به، بنحوه، وفيه قصة، وليس فيه قوله:"حتّى تفرقت بكم الطرق -أو السبل-" وزيادته من فوائد الاستخراج. كتاب صلاة المسافرين، باب قصر الصّلاة بمنى، (1/ 483)، برقم (695).
(3)
هو النخعي: إبراهيم بن يزيد بن قيس، كما صرح بذلك الحافظ في "الفتح"(2/ 657).
(4)
هو النخعي.
(5)
"بكر" ساقط من (م).
(6)
كلمة "من" هنا للبدلية، مثل قوله تعالى:{أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ} .
فتح الباري (2/ 657).
(7)
(ك 2/ 513).
(8)
في (ل) و (م): "وهذا".
(9)
وسياق مسلم موافق للفظ شجاع، وكذلك البخاريّ.
وأخرجه البخاريّ (1084) في "قصر الصّلاة" باب: الصّلاة بمنى، (2/ 656، مع الفتح) عن قتيبة، بإسناده، و (1657) في "الحجِّ" باب: الصّلاة بمنى، (3/ 595، مع الفتح)، عن قبيصة بن عقبة، عن الثّوريّ، عن الأعمش، به، وسياقه أقرب إلى سياق المصنِّف إِلَّا أنه ليس فيه ذكر مكّة ولا منى.
(10)
أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب، كلاهما عنه، به، ولم يسق لفظه محيلًا متنه على حديث عبد الواحد قبله. الكتاب والباب المذكوران، (1/ 483) برقم (695/
…
). وأخرجه أبو داود (1960) في باب الصّلاة بمنى من كتاب "الحجِّ" مقرونًا بحفص بن غياث، وليس فيه تصريح بذكر منى.
(11)
في (ل) و (م): "ولم يقل: بنا".
[باب]
(1)
ذكرِ الخَبرِ المبَيّنِ أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلى في السفر وفي الأمن والسعة ركعتين، وأنَّه صلى ركعتي التطَوُّع قبل الفجر
(1)
من (ل) و (م).
2402 -
حدّثنا يوسف بن مسَلَّم
(1)
، قال: ثنا حَجَّاج
(2)
، [ح
(3)
] وثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(4)
، ح
وحدثنا أبو قِلابة
(5)
، قال: ثنا بِشْر بن عمر، قالوا: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق
(6)
، قال: سمعت حارثةَ بن وهب الخزاعي
(7)
يقول: "صلّى بنا
⦗ص: 338⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثَرَ ما كُنَّا وآمَنَه بمنى ركعتين"
(8)
.
يقولون
(9)
: حارثة بن وهب أخو ابن عمر
(10)
لأمه.
(1)
في المطبوع "سلم" وهو خطأ، و "يوسف" هو المصيصي.
(2)
هو ابن محمّد الأعور المصيصي.
(3)
علامة التحويل مستدركة من (ل).
(4)
هو الطيالسي، والحديث في مسنده (1240)(ص 174).
(5)
هو: عبد الملك بن محمّد الرقاشي.
(6)
هو: عمرو بن عبد الله السبيعي، وهو الملتقى هنا، رواه مسلم عن يحيى ابن يحيى، وقتيبة، عن أبي الأحوص؛ وعن أحمد بن عبد الله بن يونس، حدّثنا زهير، كلاهما عن أبي إسحاق، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2401)، (1/ 483 - 484)، برقم (696/ 20 - 21).
(7)
صحابي نزل الكوفة، وكان عمر صلى الله عليه وسلم زوجَ أمِّه، فهو -كما قال المصنِّف في آخر الحديث- أخو عبيد الله بن عمر بن الخطّاب لأمه. ع.
و"الحزاعي" -بضم الخاء، وفتح الزاي- نسبة إلى "خزاعة" واسمه: كعب بن عمرو بن ربيعة -قبيلة من الأزد-. انظر: الاستيعاب (460)، (1/ 370)، أسد الغابة =
⦗ص: 338⦘
= (1005)، (1/ 657)، تهذيب الكمال (5/ 318)، الإصابة (1538)(1/ 708)، الأنساب (2/ 358)، اللباب (1/ 439).
(8)
وأخرجه البخاريّ (1083) في: تقصير الصّلاة" باب: الصّلاة بمنىً، (2/ 655، مع الفتح) عن أبي الوليد؛ و (1656) في "الحجِّ" الباب نفسه، (3/ 595، مع الفتح) عن آدم، كلاهما عن شعبة، به.
(9)
ممّن قاله الإمام مسلم في صحيحه (1/ 484) بعد (ح/ 696/ 21)، وراجع المصادر السابقة في ترجمته.
(10)
في الأصل و (م، ل): "ابن عمير" وهو مصحف، والمثبت من (ط) وهو الصّحيح كما في المصادر السابقة، و "ابن عمر" هو: عبيد الله بن عمر -كما سبق -.
2403 -
حدّثنا الصغاني، قال: ثنا عفان، قال: نَنا شعبة
(1)
، قال: حدثني أبو إسحاق، بمثله
(2)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء.
(2)
في الأصل و (ط) هنا "ح" -علامة التحويل-، ولا توجد في (ل) وهو الأنسب، ولم أثبتها.
2404 -
حدّثنا [أبو العباس] الغَزِّي
(1)
، قال: ثنا الفِرْيَابِي، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق
(2)
، عن حارثة بن وهب الخزاعي قال: "صَلَّيْتُ مع
⦗ص: 339⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى
(3)
ركعتين في حجة الوداع أكثَرَ ما كان النَّاس وآمَنَه".
(1)
في (ل) و (م): أبو العباس الغزي، وهو عبد الله بن محمّد الأزدي.
والفريابي هو: محمّد بن يوسف، وسفيان هو الثّوريّ.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
سقط لفظ "بمنى" من (م) فقط.
2405 -
حدّثنا الصغاني، قال: ثنا يحيى بن أبي بُكَيْر وأبو النضر
(1)
، قالا: ثنا سليمان بن المغيرة
(2)
، ح
وثنا جعفر بن محمّد
(3)
، قال: ثنا عاصم بن علي
(4)
، قال: ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة، قال -في حديث
(5)
طويل-: "مال عن الطريق
(6)
فوضع رأسه، فكان أوَّلَ من استيقظ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والشمسُ في ظهره، ثمّ قال:"ارْكَبُوا"؛ فركِبْنَا، فَسِرْنا حتّى إذا ارتفعت الشمسُ فتوضأ، ثمّ أذَّن بلالٌ بالصلاة، فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الفجر، ثمّ صلّى الفجر كما كان يصلّي كلَّ يوم".
(1)
هو: هاشم بن القاسم.
(2)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح / 2144) حيث ساقه المصنِّف من طريق الصغاني، وبه - بكامل هذه القصة.
(3)
هو: الصائغ البغدادي.
(4)
ابن عاصم الواسطي.
(5)
في (ل) و (م): "في حديثه الطويل" وقد سبق برقم (2144).
(6)
في (ل) و (م) هنا: "يعني: النبي صلى الله عليه وسلم".
[باب]
(1)
بيانِ إباحةِ الوتر في السَّفر على الراحلة حيثما تَوَجَّهَتْ به
(2)
، وأنَّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يصلي النافلة على البعير في السفر، يُومئُ إيماءً
(3)
السُّجُود أخفَضَ من الركوع
(1)
من (ل) و (م).
(2)
"به" لا توجد في (ل) و (م).
(3)
كلمة "إيماء" مضافة إلى "السجود"، ويحتمل أن تكون "السجود أخفض من الركوع" جملة مستقلة، و "إيماءً" -بالتنوين- مفعول مطلق للفعل "يُومِئ" وكلاهما واردان.
2406 -
حدّثنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابنُ وهب
(1)
، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلّي على الراحلة قِبَلَ أي وجهٍ تَوَجَّه ويوتر عليها، غير أنه لا يصلّى عليها المكتوبة"
(2)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن حرملة بن يحيى، أخبرنا ابن وهب، به، بنحوه.
كتاب صلاة المسافرين، باب جواز صلاة النافلة على الدابة في السَّفر حيث توجهت، (1/ 487) برقم (700/ 39).
(2)
أخرجه البخاريّ (1098) في "تقصير الصّلاة" بابُ: ينزل للمكتوبة، (2/ 669، مع الفتح) تعليقًا بقوله: وقال اللَّيث، به، بنحوه.
2407 -
(1)
حدّثنا أبو زُرْعة
(2)
(3)
الرازي، قال: ثنا عبد الرّحمن بن
⦗ص: 341⦘
إبراهيم الدمشقي
(4)
، قال: ثنا عبد الله بن وهب
(5)
، قال: أبنا يونس، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي بالليل على راحلته في السَّفر شرقًا وغربًا، يومِئُ إيماءً، ويوتر عليها، وكان لا يصلّي عليها المكتوبة".
(1)
في (ل) و (م) وقع هذا الحديث بعد (ح / 2408) وما هنا أنسب.
(2)
هو: الإمام عبيد الله بن عبد الكريم.
(3)
(ك 1/ 514).
(4)
هو المعروف بـ (دحيم).
(5)
هنا موضع الالتقاء.
2408 -
حدّثنا أبو حَصِين
(1)
محمّد بن الحسين الذارع [الكوفي]
(2)
، قال: ثنا عبد الرّحمن بن يونس
(3)
السَّرَّاج، قال: ثنا عبد الله بن الحارث
(4)
،
⦗ص: 342⦘
قال: أبنا يونس بن يزيد
(5)
، عن الزّهريّ، عن سالم، عن أبيه، "أن النَّبي صلى الله عليه وسلم أوتر على راحلته".
(1)
"حَصين" -بفتح الحاء وكسر الصاد-، وهو: محمّد بن الحسين بن حبيب الوادعي القاضي الكوفي. (296 هـ). وثقه الدارقطني، وإبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق.
وقال الخطيب: "كان فهمًا، صنف المسند". وقال الذهبي: "المحدث، الحافظ، الإمام، القاضي
…
".
و"الذارع" -بفتح الذال المشددة المنقوطة - نسبة إلى الذرع للثياب والأرض. انظر: الأسامي والكنى (1774)(4/ 96)، تاريخ الخطيب (2/ 229)، المنتظم (6/ 88)، الوافي بالوفيات (2/ 372)، الأنساب (3/ 5)، اللباب (1/ 528)، السير (13/ 569).
(2)
من (ل) و (م) وهو كذلك كما سبق.
(3)
ابن محمّد الرقي، أبو محمّد السراج. "لا بأس به"(246 هـ) أو بعدها. تهذيب الكمال (18/ 25 - 27) -ذكر فيه تمييزًا-، التقريب (ص 353).
و"السرَّاج" -بفتح السين وتشديد الراء- نسبة إلى "عمل السَّرْج" وهو الّذي يوضع على الفرس. الأنساب (3/ 241)، اللباب (2/ 111)، توضيح المشتبه (5/ 70).
(4)
ابن عبد الملك المخزومي، أبو محمّد المكي، "ثقة، من الثامنة"، (م 4). تهذيب الكمال =
⦗ص: 342⦘
= (14/ 394 - 395)، التقريب (ص 299).
(5)
هنا موضع الالتقاء، و "يونس" ساقط من المطبوع.
2409 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابن وهب، أن مالكًا
(1)
حدثه عن أبي بكر
(2)
بن عمر بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب، عن سعيد بن يَسار
(3)
أنه قال: كنتُ أَسيْرُ مع عبد الله بن عمر -بطريق مكّة- قال سعيد بن يَسار
(4)
: فلما خشيتُ الصُّبح نزلت فأوترت، ثمّ أدركته، فقال لي عبد الله بن عمر:"أين كنت"؟ فقلت له: خشيتُ الفجرَ، فنزلتُ، فأوترتُ، قال
(5)
ابن عمر:
⦗ص: 343⦘
"أليس لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوةٌ حسنةٌ"؟ فقلت: بلى
(6)
والله، قال:"فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير"
(7)
.
(1)
في الأصل و (ل) و (م) بدون النصب، والتصحيح من (ط) فقط، و "مالك" هو موضع الالتقاء هنا، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى عنه، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2406)، (1/ 487)، برقم (700/ 36).
(2)
القرشي العدوي المدني، "ثقة، من كبار السابعة"، روى له الجماعة سوى أبي داود هذا الحديث فقط، ولا يُعرف إِلَّا بالكنية. تهذيب الكمال (33/ 126 - 129)، التقريب (ص 624).
(3)
هو أبو الحُباب.
(4)
"بن يسار" لم يرد في (ل) و (م).
(5)
في (ل) و (م): "فقال" وهو موافق لما في "الموطَّأ" -رواية يحيى-، وصحيح مسلم والبخاري.
(6)
في (م): "بل" وهو مصحف.
(7)
الحديث في موطَّأ مالك -رواية يحيى- (1/ 124)، وأخرجه البخاريّ (999) في "الوتر" باب الوتر على الدابة، (2/ 566، مع الفتح) عن إسماعيل (ابن أبي أويس)، عن مالك، به، بمثله.
2410 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك
(1)
ويحيى بن عبد الله بن سالم
(2)
، عن عمرو بن يحيى
(3)
، عن سعيد بن يَسار -أبي الحُبَاب
(4)
-، عن ابن عمر، أنه
(5)
قال: "رأيتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم يصلّي على حمار وهو متوجِّهٌ إلى خيبر".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك -وحده- به بنحوه بلفظ "موجِّه". الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2406)، (1/ 487)، برقم (700/ 35).
(2)
المدني.
(3)
هو ابن عُمارة المازني.
(4)
بضم الحاء - إكمال ابن ماكولا (2/ 140، 142).
(5)
"أنه" لا يوجد في (ل) و (م).
2411 -
حدّثنا أبو المثنى
(1)
، قال: ثنا القعنبي، قال: ثنا عبد العزيز بن محمّد
(2)
، ح
⦗ص: 344⦘
وحدثنا إبراهيم بن الوليد الجَشَّاش
(3)
، قال: ثنا مُسْلِم بن إبراهيم
(4)
، قال: ثنا وُهَيْب، كلاهما عن عمرو بن يحيى
(5)
، بإسناده مثله.
(1)
هو: معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ، أبو المثنى العَنْبَري.
(2)
هو الدراوردي.
(3)
ابن أيوب، أبو إسحاق. و "الجشَّاش" -بفتح الجيم، والشين المعجمة المشددة، وبعد الألف معجمة أخرى- لم أجد من عرَّف هذه النسبة.
(4)
هو: الأزدي الفراهيدي.
(5)
هنا موضع الالتقاء.
2412 -
أخبرنا يونس [بن عبد الأعلى]
(1)
، قال: أبنا ابن وهب، أن مالكًا
(2)
حَدَّثه عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أنه قال: "كان رسول
(3)
الله صلى الله عليه وسلم يصلّي على راحلته في السَّفر حيث ما توجَّهتْ به".
قال عبد الله بن دينار: كان ابن عمر يفعل ذلك
(4)
.
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في الأصول بدون النصب، والمثبت من بقية النسخ، و "مالك" موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، به، بمثله بدون قوله:"في السَّفر". الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2406)، (1/ 487) برقم (700/ 37).
(3)
في (ل) و (م): "كان النبي صلى الله عليه وسلم" وفي الموطَّأ وصحيح مسلم كالمثبت.
(4)
الحديث في موطَّأ مالك -رواية يحيى- (1/ 151).
من فوائد الاستخراج:
زيادة قوله "في السَّفر" في المتن، وهو موجود في الموطَّأ أيضًا.
2413 -
حدّثنا يزيد بن سِنَان [البصري]
(1)
، قال: ثنا حماد بن
⦗ص: 345⦘
مَسْعَدة، عن عبيد الله بن عمر
(2)
، عن نافع، عن ابن عمر، "أنَّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يصلّي على راحلته تطوعًا حيث ما
(3)
تَوجَّهَتْ به".
(1)
من (ل) و (م) وهو بصري نزل مصر.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمّد بن عبد الله بن نمير، حدّثنا أبي، حدّثنا عبيد الله، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2406)، (1/ 486) برقم (700).
(3)
"ما" لا توجد في (ل) وهي موجودة في صحيح مسلم.
2414 -
حدّثنا أبو أُمَيَّة الطرسوسي
(1)
، قال: ثنا أبو بكر
(2)
بن أبي شيبة
(3)
، قال: ثنا أبو خالد الأحمر
(4)
، عن عبيد الله بن عمر
(5)
، عن نافع، عن ابن عمر "أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان * يصلّي على راحلته حيثما توجَّهَتْ به".
(1)
"الطرسوسي" لم يرد في (ل) و (م) وهو محمّد بن إبراهيم الطرسوسي.
(2)
(ك 1/ 515).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عنه، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2406)، (1/ 486) برقم (700/ 32).
(4)
هو: سليمان بن حيان الأزدي.
(5)
"ابن عمر" لم يرد في (ل) و (م).
2415 -
حدّثنا الصغاني، قال: ثنا معاوية بن عمرو، قال: حدّثنا زائدة عن عبيد الله
(1)
-بإسناده-: "كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم *
(2)
يومئ أينما توجه على راحلته، وكان ابن عمر يفعل ذلك".
⦗ص: 346⦘
رواه ابن نمير مثل ما روى أبو خالد الأحمر
(3)
(4)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء.
(2)
ما بين النجمين مكرر في (م).
(3)
"الأحمر" لم يرد في (ل) و (م).
(4)
أخرجه مسلم راجع (ح /700/ 31)، (1/ 486)، وأخرجه -أيضًا- أحمد في المسند (6287)(2/ 142) عنه، به.
2416 -
حدّثنا أبو سعيد البصري
(1)
، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان
(2)
، قال: ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، قال: ثنا سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عمر قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي وهو مُقْبِلٌ من مكّة إلى المدينة على راحلته حيث ما توجَّهَتْ به". قال: وفيه نزلت هذه الآية {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}
(3)
".
(1)
هو: عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور الحارثي المعروف بـ (قربزان).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عبيد الله بن عمر القواريري عنه، به، بنحوه.
الكتاب والباب المذكوران في (ح/ 2406)، (1/ 486) برقم:(700/ 33).
(3)
سورة "البقرة": 115.
2417 -
أخبرني العباس بن الوليد
(1)
، قال: أخبرني أبي، قال: ثنا عمر بن محمّد
(2)
، عن نافع
(3)
، عن ابن عمر، "أنه كان يصلّي على راحلته حيث توجهت به في السَّفر، ويخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصنع ذلك"
(4)
.
(1)
ابن مَزْيَد العذري، وأبوه هو: الوليد بن مزْيَد.
(2)
ابن زيد بن عبد الله بن عمر.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
وأخرجه البخاريّ (1095) في "تقصر الصّلاة" باب صلاة التطوع على الدواب =
⦗ص: 347⦘
= وحيثما توجهت به (2/ 668) من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، به، بنحوه.
2418 -
حدّثنا [عليُّ بن عثمان]
(1)
النُّفَيْلي، قال: ثنا بَكْرُ بن خَلَف، قال: ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ح
وحدثنا حَمْدانُ بن علي
(2)
، قال: ثنا عيَّاشُ بن الوليد
(3)
، قال: ثنا عبد الأعلى، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا يحيى بن مَعِيْنٍ، قال: ثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزّهريّ
(4)
، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه "أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي على راحلته حيث توجهت به"
(5)
.
(1)
ما بين المعقوفتين لم يرد في الأصل، استدركته من (ل) و (م).
و"علي بن عثمان" بن محمّد النَّفْيلي، و"النَّفْيلي"، بضم النون.
(2)
هو: محمّد بن علي بن عبد الله البغدادي، أبو جعفر الورَّاق.
(3)
هو الرَّقام، أبو الوليد البصري.
و"عياش" -بياء معجمة باثنتين من تحتها، آخره شين معجمة-. "ثقة"(226 هـ)، (خ د س). الإكمال لابن ماكولا (6/ 64)، تهذيب الكمال (22/ 562 - 564)، التقريب (ص 437)، توضيح المشتبه (6/ 83، 87).
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عمرو بن سوَّار وحرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2406)، (1/ 488)، برقم (701).
(5)
وأخرجه البخاريّ (1093) في "تقصير الصّلاة" باب صلاة التطوع على الدواب
…
(2/ 667، مع الفتح) عن ابن المديني، عن عبد الأعلى، به؛ و (1097) فيه، باب: =
⦗ص: 348⦘
= ينزل للمكتوبة، (2/ 669، مع الفتح) عن يحيى بن بُكير، عن اللَّيث، عن عُقَيْل، عن ابن شهاب، به، بنحوه.
2419 -
حدّثنا ابنُ مُهِلّ
(1)
، قال: ثنا عبد الرزّاق
(2)
، قال: أبنا معمر، عن الزّهريّ
(3)
-بإسناده- قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلى النوافل على بعيره حيث توجَّهتْ به".
(1)
هو: محمّد بن عبد الأعلى بن المهِلّ الصنعاني. وما في نسخة "إتحاف المهرة"(6/ 391): "ابن مهدي" وترجيح محقِّقِه ذلك فخطأ ظاهر؛ لأن المصنفَ لم يدرك ابنَ مهدي ولا أكثر تلاميذه، فكيف يروي عنه؟! علمًا بأن ابنَ مهدي قد توفي قبل ولادة المصنِّف بأكثر من 30 سنة.
(2)
والحديث في مصنفه (4517)(2/ 575) بنحوه.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
2420 -
حدّثنا أبو بكر بن إسحاق الصغاني، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا همام
(1)
، عن أنس بن سيرين، قال: تلقَّيْنَا أنس بن مالكٍ حيث قدم
(2)
الشامَ،
⦗ص: 349⦘
فلقيناه
(3)
بعَيْنِ التَّمر
(4)
وهو يصلّي على راحلته لغير القبلة، فقلنا له: إنَّكَ تصلّي إلى غير القبلة، فقال:"لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ما فعلتُ"
(5)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمّد بن حاتم، حدّثنا عفان بن مسلم، حدّثنا همام، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2406)، (1/ 488)، برقم (702).
(2)
ولفظ البخاريّ -من رواية همام نفسه- (1100): "حين قدم من الشّام".
قال النووي تعليقًا على رواية مسلم -وهي بمثل رواية المصنِّف-: "هكذا هو في جميع نسخ مسلم، وكذا نقله القاضي عياض عن جميع الروايات لصحيح مسلم، قال: وقيل: إنّه وهم، وصوابه: قدم من الشّام، كما جاء في صحيح البخاريّ؛ لأنهم خرجوا من البصرة للقائه حين قدم من الشّام. =
⦗ص: 349⦘
= قلت [القائل هو النووي]: ورواية مسلم صحيحة، ومعناها: تلقيناه في رجوعه حين قدم الشّام، وإنّما حذف ذكر رجوعه للعلّم به، والله أعلم". وراجع الفتح (2/ 671).
قلت: ورواية -يزيد بن هارون فيما رواه عنه أحمد في مسنده (3/ 204) بنحو سياق البخاريّ.
(3)
كذا في الأصل و (ل) و (م) وصحيح البخاريّ ومسند أحمد، وفي (ط):"فتلقيناه" وكذلك في صحيح مسلم، والكل بمعنى.
(4)
بلدة قريبة من "الأنبار" غربي الكوفة، فتحها المسلمون في آخر خلافة أبي بكر على يد خالد بن الوليد -رضي الله تعالى عنهما- سنة 12 هـ. انظر: معجم البلدان (4/ 199).
(5)
وأخرجه البخاريّ -كما سبق- في "تقصير الصّلاة"(1100)، باب صلاة التطوع على الحمار، (2/ 671، مع الفتح) عن أحمد بن سعيد، عن حبَّان، عن همام، به، بنحوه.
2421 -
حدّثنا أبو عمر الإمام
(1)
-إمام مسجد حَرَّان
(2)
(3)
- قال: ثنا مَخْلَد بن يزيد، قال: ثنا سفيان
(4)
، عن أبي الزبير
(5)
، عن جابر،
⦗ص: 350⦘
قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حاجة، فجئتُ وهو يصلّي على راحلته نحو الشرق، وهو يُومِئ إيماءً، السُّجودُ أخفَض من الركوع، فسلَّمتُ عليه، فلم يردَّ، فلما انصرف قال: "إنِّي كنتُ أصلّي، فما فعلتَ في حاجة كذا وكذا؟ ".
(1)
"الإمام" لم يرد في (ل) و (م) وهو مستدرك على الحاشية في (ل).
و"أبو عمر الإمام" هو: عبد الحميد بن محمّد بن المُستَام.
(2)
مدينة قديمة في بلاد ما بين النهرين (العراق).
(3)
(ك 1/ 516).
(4)
هو الثّوريّ.
(5)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح / 1763، 1764) حيث تقدّم الحديث هناك من =
⦗ص: 350⦘
= طريق وكيع والفريابي عن الثّوريّ.
2422 -
حدّثنا أبو داود السجستاني
(1)
، قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا وكيع
(2)
، عن سفيان -بإسناده مثله- إلى قوله:"السجود أخفض من الركوع".
(1)
والحديث في سننه (1227)، (2/ 22).
(2)
هنا موضع الالتقاء.
[باب]
(1)
بيانِ التَّوقيْتِ في قصر الصلاة إذا خرج المسافر من بلده، والسفر الذي يجوز القَصْرُ (2) فيه، وإباحة القصر
(2)
للمسافر إذا أقام ببلده
(3)
عشرًا
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في (ل) و (م): "التقصير".
(3)
في الأصل و (ط، س، ل) والمطبوع: "ببلده" والمثبت من (م) وهو الصّحيح؛ لأن المقيم ببلده لا يكون مسافرًا.
2423 -
حدّثنا عمار بن رَجَاء، قال: ثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا شعبة
(2)
، عن يحيى بن يزيد الهُنَائي
(3)
، قال: سألت أنَسَ بن مالكٍ عن قصر الصّلاة؟ قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال
(4)
⦗ص: 352⦘
أو ثلاثة فراسخ
(5)
-شعبةُ الشَّاكُّ- صلّى ركعتين". وكذا رواه غندر
(6)
.
(1)
هو: الطيالسي، ولم أعثر على الحديث في مسنده المطبوع من رواية يونس بن حبيب في مسند أنس رضي الله عنه.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشار، كلاهما عن غندر، عنه، به، بمثله. كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها، (1/ 481)، برقم (691).
(3)
أبو نصر [ويقال: أبو يزيد] البصري. "مقبول، من الخامسة"، (م د)[هذا الحديث فقط]. و "الهنُائي" -بضم الهاء، وفتح النون- نسبة إلى "هناءة بن مالك بن فهم".
انظر: تهذيب الكمال (32/ 43 - 44)، الأنساب (5/ 652)، اللباب (3/ 393)، التقريب (ص 598).
(4)
اختلفوا في تحديد مسافة "الميل" والأكثر على أنه يقدَّر بأربعة آلاف ذراع، والذراع: =
⦗ص: 352⦘
= أربع وعشرون إصْبعًا، والإصبع: ست حبَّات شعير مصفوفة بطون بعضها إلى بعض.
وهو الميل الهاشمي، وهو برِّي وبحري، فالبرِّي يقدّر الآن بما يُساوي (1609) من الأمتار، والبحري بما يساوي (1852) من الأمتار. انظر: معجم البلدان (1/ 53)، مَشَارق الأنوار (1/ 391 - 392)، القاموس المحيط (ص 1369)، المعجم الوسيط (2/ 894).
(5)
جمع "فَرْسخ" ولا خلاف في أنه يقدَّر بثلاثة أميال، وقد اختُلف فيه بناءً على الاختلاف في تحديد الميل، والأكثر على ما أسلفتُ في تقدير الميل. انظر: معجم البلدان (1/ 53)، المشارق (2/ 153).
(6)
رواه مسلم (691) -كما سبق-، وأحمد (3/ 129)، وأبو داود (1201)(2/ 8) بمثله.
2424 -
حدّثنا أبو داود الحراني
(1)
، قال: ثنا أبو عتَّاب، ح
وحدثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(2)
، ح
وحدثنا الصغاني، قال: أبنا أبو النَّضْر
(3)
، قالوا: ثنا شعبة
(4)
، عن يزيد بن حُمَيْر
(5)
، قال:
⦗ص: 353⦘
سمعت حَبِيبَ بن عُبَيْدٍ
(6)
يحدث عن جُبَيْر بن نُفَيْر
(7)
الحضْرَمِي، عن ابن السِّمْط
(8)
، أنه سمع عمر بن الخطّاب يقول:"صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة ركعتين".
⦗ص: 354⦘
هذا لفظ أبي داود.
وقال أبو النضر عن ابن السِّمْطِ -يعني: شُرَحْبِيلَ
(9)
-: "أنه خرج مع عُمَرَ بن الخطاب إلى ذي الحُلَيْفة فصلّى ركعتين، فسأله عن ذلك، فقال: إنّما أصنَعُ كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع"
(10)
.
وقال أبو عتاب في حديثه: "خرجتُ مع شُرَحْبِيل بن السِّمْطِ إلى قرية على رأس سبعة
(11)
أو ثمانية عشر ميلًا من حمص
(12)
يقال له
(13)
: "دومين"
(14)
فصلّى ركعتين، فقلت له؟ فقال: رأيت عمر"، ثمّ ذكر مثله.
(1)
هو: سليمان بن سيف، و "أبو عتَّاب": سهل بن حماد الدلال.
(2)
هو: الطيالسي، والحديث في مسنده (ص 8).
(3)
هو: هاشم بن القاسم البغدادي.
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن زهير بن حرْب، ومحمد بن بشار، جميعًا عن ابن مهدي؛ وعن محمّد بن المثنى، عن غندر، كلاهما عن شعبة، واللفظ للأول، ولفظ أبي عتاب الآتي أقرب إلى لفظه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2423)، (1/ 481) برقم (692/ 13، 14).
(5)
هو الرَّحَبي - بمهملة مفتوحة ثمّ موحدة- أبو عمر الحمصي، و "خُمير" بخاء معجمة =
⦗ص: 353⦘
= مضمومة، بعدها ميم مفتوحة خفيفة. وهو "صدوق، من الخامسة"، (بخ م 4).
تهذيب الكمال (32/ 116 - 119)، إكمال ابن ماكولا (3/ 519 - 522)، الأنساب (3/ 49 - 50)، التقريب (ص 600).
(6)
هو الرَّجبَيُّ، أبو حفص الحمصي، "ثقة، من الثّالثة"(بخ م 4). تهذيب الكمال (5/ 385 - 386)، التقريب (ص 151).
(7)
ابن مالك بن عامر الحمصي، "ثقة فاضل"، من الثّانية، مخضرم، ولأبيه صُحبة.
و"جُبير" و "نفير" -بنون وفاء- مصغران.
و (الحضرمي): -بفتح الحاء المهملة، وسكون الضاد المنقوطة- نسبة إلى (حضرموت) وهي من بلاد اليمن -من أقصاها- في شرقي عدن، بقرب البحر، وحولها رمال كثيرة تعرف بـ (الأحقاف). انظر: المؤتلف والمختلف للدارقطني (1/ 463 - 467 - جبير)، الأنساب (2/ 230)، معجم البلدان (2/ 311)، اللباب (1/ 370)، تهذيب الكمال (4/ 509 - 512)، توضيح المشتبه (2/ 180 - جبير)، (9/ 112 - نفير)، التقريب (ص 138).
(8)
بكسر السين المهملة، وسكون الميم.
وهو: شُرَحْبيل بن السمط الكندي، الشامي، جزم بعضُهم بأن له وفادة، ثمّ شهد القادسية، وفتح حمص، وعمل عليها لمعاوية رضي الله عنه ومات سنة 40 هـ أو بعدها. (م 4).
انظر: أسد الغابة (2411)، الاستيعاب (1173) تهذيب الكمال (12/ 418 - 421)، الإصابة (3889)(3/ 366)، التقريب (ص 265).
(9)
كذا في النسخ [بدون النصب]، ولعلّه جاز على نيّة الإضافة.
(10)
وبنحوه سياق النضر بن شُميل عن شعبة فيما رواه النسائي في سننه (3/ 118) كتاب تقصير الصّلاة في السَّفر.
(11)
في المطبوع و (ل) و (م) هنا: "سبعة عشر" والمثبت أنسب.
(12)
بلدة معروفة من بلاد الشّام، تقع في سورية بين دمشق وحلب. انظر: معجم البلدان (2/ 347)، المنجد (في الأعلام)(ص 259 - 260).
(13)
كذا في النسخ، وهو خطأ، والصّحيح "لها" لأن المرجع "قرية".
(14)
بفتح الدال، وسكون الواو بعدها، وكسر الميم، وقيل: بضم الدال، وكسر الميم، وقيل: بضم الدال، وفتح الميم. انظر: مشارق الأنوار (1/ 265)، معجم البلدان (2/ 556).
2425 -
حدّثنا أبو قِلابة
(1)
، قال: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث،
⦗ص: 355⦘
قال: ثنا شعبة
(2)
، عن يحيى بن أبي إسحاق
(3)
، عن أنس [بن مالك]
(4)
، قال: سافرنا مع
(5)
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين مكّة والمدينة، فكان يصلّي ركعتين ركعتين حتّى رجعنا، فقلت لأنس: كم أقمتم؟ قال: "أقمنا عشرًا"
(6)
.
(1)
هو: عبد الملك بن محمّد الرقاشي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عبيد الله بن معاذ، حدّثنا أبي، حدّثنا شعبة، به، وأحال متنه على حديث هشيم قبله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2423)، (1/ 481)، برقم:(693 / ب).
(3)
هو: الحضرمي مولاهم البصري النحوي.
(4)
من (ل) و (م).
(5)
(ك 1/ 517).
(6)
وأخرجه البخاريّ (1081) في "تقصير الصّلاة" باب ما جاء في التقصير، كم يقيم حتّى يُقصر؟ (2/ 653، مع الفتح)، عن أبي معمر، عن عبد الوارث؛ و (4297) في "المغازي" باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح (7/ 615، مع الفتح) عن أبي نعيم وقبيصة، عن الثّوريّ، كلاهما عن يحيى بن أبي إسحاق، به، وحديث الثّوريّ مختصر.
2426 -
حدّثنا عمار بن رَجَاء، قال: ثنا أبو داود
(1)
، قال: ثنا شعبة
(2)
، بإسناده، مثله.
(1)
هو الطيالسي، ولم أعثر على الحديث في مسند أنس من مسنده المطبوع برواية يونس بن حبيب.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
2427 -
(1)
حدّثنا أبو المثنى
(2)
، قال: ثنا محمّد بن المنهال، قال: ثنا
⦗ص: 356⦘
يزيد بن زُرَيْع، قال: ثنا يحيى بن أبي إسحاق
(3)
، عن أنس بن مالك، قال:"خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكّة فصلّى ركعتين ركعتين حتّى رجعنا". قلت: هل أقام بمكة؟ قال: "نعم، عشرًا".
(1)
في (ل) و (م) هذا الحديث بعد (ح / 2428).
(2)
هو: معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم -إضافة إلى طريق شعبة السابقة- عن يحيى بن يحيى التميمي، عن هشيم، وعن أبي غريب، عن ابن علية، كلاهما عن يحيى، به، واللفظ لهشيم. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2423)، (1/ 481)، برقم:(693).
2428 -
حدّثنا محمّد بن اللَّيث القزاز
(1)
المروزي، قال: ثنا علي بن الحكم
(2)
، قال: ثنا أبو عوانة
(3)
، عن يحيى بن أبي إسحاق، بمثل حديثه.
(1)
في (م): "الغزاز" وهو تصحيف.
(2)
هو: ابن ظبيان الأنصاري، أبو الحسن المروزي المؤذن. "ثقة يُغرب"، (226 هـ وقيل: 220 هـ) (خ س). تهذيب الكمال (20/ 412 - 413)، التقريب (ص 400).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن قتيبة، حدّثنا أبو عوانة، به، وأحال متنه على حديث هشيم قبله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2423)، (1/ 481)، برقم (693 /
…
).
2429 -
حدّثنا ابن أبي رجاء
(1)
، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا سفيان
(2)
، عن محمّد بن المنكدر
(3)
، وإبراهيم بن ميسرة، عن أنس بن مالك
⦗ص: 357⦘
قال: "صلّيت مع النَّبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعًا، وبذي الحليفة ركعتين"
(4)
.
(1)
هو: أحمد بن محمّد بن عبيد الله الطرسوسي.
(2)
هو: الثّوريّ.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن سعيد بن منصور، عن ابن عيينة، عنهما، به، بنحوه بذكر الصّلاة بأنها الظهر. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2423)، (1/ 480) برقم (690/ 11). =
⦗ص: 357⦘
= و"إبراهيم بن ميسرة" هو الطائفي، نزيل مكّة، "ثبت حافظ". (132 هـ) ع. تهذيب الكمال (2/ 221 - 223)، التقريب (ص 94).
(4)
وأخرجه البخاريّ (1089) في "تقصير الصّلاة" باب: يَقْصُرُ إذا خرج من موضعه (2/ 663، مع الفتح) عن أبي نعيم، عن الثّوريّ، به، بنحوه.
2430 -
حدثنا الدبريُّ
(1)
، أبنا عبد الرزّاق
(2)
، عن الثّوريّ، عن إبراهيم بن ميسرة ومحمد بن المنكدر، عن أنس بن مالك
(3)
، بمثله.
(1)
هو: إسحاق بن إبراهيم الصنعاني.
(2)
والحديث في مصنفه (4316)(2/ 529).
(3)
"ابن مالك" لا يوجد في (ل) و (م).
2431 -
حدّثنا سعدانُ بن نصر
(1)
وشعيب بن عمرو
(2)
، قالا: ثنا سفيان بن عيينة
(3)
، عن ابن المنكدر، سمع أنس بن مالك يقول:"صلّيت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعًا، وبذي الحليفة ركعتين".
(1)
ابن منصور، الثقفي، أبو عثمان البغدادي البزار.
(2)
هو: الدمشقي الضبعي.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
2432 -
حدثنا أبو علي الزَّعْفَراني
(1)
، ثنا عبد الوهّاب الثَّقَفي، عن أيوب
(2)
، عن
⦗ص: 358⦘
أبي قلابة
(3)
، عن أنس بن مالك "أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى الظهر بالمدينة أربعًا، أربعًا، وصلّى العصر بذي الحليفة ركعتين، قال: وبات بها"
(4)
.
(1)
هو: الحسن بن محمّد بن الصبّاح البغدادي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن خَلَف بن هشام وأبى الربيع الزهراني وقتيبة بن =
⦗ص: 358⦘
= سعيد، جميعًا عن حماد بن زيد؛ وعن زهير بن حرْب، ويعقوب بن إبراهيم، كلاهما عن إسماعيل (وهو ابن عليَّة)، كلاهما عن أيوب، به، بنحوه، بدون قوله:"وبات بها". الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2423)، (1/ 480)، برقم (690).
(3)
هو: عبد الله بن زيد الجرمي.
(4)
وأخرجه البخاريّ في "الحجِّ"(1547) باب من بات بذي الحليفة حتّى أصبح، (3/ 476، مع الفتح) عن قتيبة بن سعيد، عن عبد الوهّاب؛ وفيه (1551) باب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال (3/ 481) عن موسى بن إسماعيل؛ و (1712) باب من نحر هديه بيده (3/ 646)، وكذلك (1714) باب نحر البدن قائمة (3/ 647 - 648)، عن سهل بن بكَّار، كلاهما [موسى بن إسماعيل وسهل] عن وهيب بن خالد؛ و (1715) فيه، (3/ 468) عن مسدد، عن إسماعيل بن علية؛ و (1548) فيه، باب رفع الصوت بالإهلال، (3/ 477)، و (2951) في "الجهاد" باب الخروج بعد الظهر (6/ 133) عن سليمان بن حرْب، عن حماد بن زيد؛ أربعتهم عن أيوب، به، بنحوه، مختصرًا ومطولًا، وبعضهم يزيد على بعض.
2433 -
حدّثنا الدَّبَري، عن عبد الرزّاق
(1)
، عن الثّوريّ، قال: أبنا معمر، عن أيوب
(2)
، بمثله:"ركعتين، وكان خرج مسافرًا".
(1)
وهو في مصنفه (4315)(2/ 529) بمثله.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
[باب]
(1)
بيانِ إباحةِ الصلاة في الرِّحَال في السَّفر إذا قال المؤذن في أذانه: "صلُّوا في رِحَالِكُم"، والدّليل على أنه يجب حضورُ الجماعة إذا لم يُنَادِ به المؤذِّنُ، وايجابِ الأذانِ في السفر للصلوات
(1)
من (ل) و (م).
2434 -
حدّثنا أبو الحسن الميْموني
(1)
وعمار بن رجاء، قالا: ثنا محمّد بن عُبَيْدٍ، قال: ثنا عبيد الله
(2)
، عن نافع، عن ابن عمر "أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذنَ في السَّفر إذا كانت ليلةٌ باردةٌ
(3)
أو ذاتُ مطرٍ، أو ذاتُ ريح يقول:"ألَّا صلُّوا في الرِّحالِ".
(1)
هو: عبد الملك بن عبد الحميد الرقي، و "عمار بن رَجَاء" هو التغلبي الإسترآباذي، و"محمّد ابن عبيد" هو الطنافسي، و "عبيد الله" هو ابن عمر بن حفص العمري.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمّد بن عبد الله بن نمير، حدّثنا أبي، حدّثنا عبيد الله، به، بنحوه مطولًا. كتاب صلاة المسافرين، باب الصّلاة في الرحال في المطر، (1/ 484)، برقم (23/ 697).
(3)
(ك 1/ 518).
2435 -
حدّثنا أبو الزِّنْبَاع
(1)
، قال: ثنا يوسفُ بن عدي
(2)
، قال:
⦗ص: 360⦘
ثنا عبد الرحيم بن سليمانَ
(3)
، عن عبيد الله
(4)
، بمثله.
(1)
هو: رَوْح بن الفَرَج القطان المصري "ثقة" ذُكر في التقريب وأصوله تمييزًا.
و"الزنباع" كسر الزاي، وسكون النون، بعدها موحدة. إكمال ابن ماكولا (6/ 394 - 395)، تهذيب الكمال (9/ 250 - 251)، المقتني في سرد الكنى (1/ 250)، التقريب (ص 211).
(2)
ابن زُريق -بتقديم المعجمة المضمومة- ابن إسماعيل، ويقال: يوسف بن عدي بن الصلت، =
⦗ص: 360⦘
= التيمي مولاهم الكوفي، نزيل مصر. "ثقة"، (232 هـ) وقيل غير ذلك، (خ س). تهذيب الكمال (32/ 438 - 443)، التقريب (ص 611). ووقع فيه "رزق" وهو تصحيف.
(3)
هو الرازي، أبو علي الكناني، [ويقال: الطائي]، الأشل، سكن الكوفة. "ثقة له تصانيف"، (187 هـ)، ع. وفي "تهذيب الكمال" وفروعه:"المروزي" والمصادر القديمة متفقة على كونه رازيًّا، منها: تاريخ البخاريّ الكبير (6/ 102)، ثقات العجلي (998)(ص 302)، الجرح والتعديل (1/ 226)، (5/ 339)، ثقات ابن حبّان (8/ 412)، وانظر: تهذيب الكمال (18/ 36 - 39)، التقريب (ص 354).
(4)
هنا موضع الالتقاء.
2436 -
حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابن وهب، أن مالكًا
(1)
حدثه عن نافع، أن
(2)
ابن عمر أذن بالصلاة في ليلة ذات ريح
(3)
وبرد، فقال:"ألَّا صلُّوا في الرحال"، ثمّ قال:"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة ذات مطر -يعني يقول: - "ألَّا صلُّوا في الرحال"
(4)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح/ 2434)، (1/ 484) برقم (697).
(2)
في (م): "عن" بدل "أن" وهو تصحيف.
(3)
في (ل) و (م): "ذات برد وريح"، وهو كذلك في الموطَّأ وصحيح مسلم والبخاري.
(4)
والحديث في موطَّأ مالك (1/ 73) -رواية يحيى-، وأخرجه البخاريّ (666) في "الأذان" باب الرُّخصة في المطر والعلّة أن يصلّي في رحله، (2/ 184، مع الفتح)، =
⦗ص: 361⦘
= عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، به، بمثل رواية المصنِّف.
وقد سبق الحديث بهذا السند والمتن عند المصنِّف في باب بيان العذر والعلل، ح (1345).
2437 -
حدّثنا الحسن بن عمر الميموني
(1)
، قال: ثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد الحرَّاني
(2)
، ح
وحدثنا العباس الدُّورِي
(3)
، قال: ثنا أبو نعيم، ح
وحدثنا الصغاني، قال: أبنا يحيى بن أبي بُكَيْر، قالوا: ثنا زهير
(4)
، عن أبي الزبير، عن جابر، قال:"خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فمطرنا، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "من شاء منكم فلْيصلِّ في رَحْله".
(1)
هو الحسن بن عمر بن عبد الحميد، لم أظفر بترجمته.
(2)
هو: الأسدي مولاهم أبو يحيى.
(3)
هو: عبّاس بن محمّد الدوري.
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى وأحمد بن يونس، كلاهما عن زهير، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2434)، (1/ 484 - 485) برقم (698). و "زهير" هو ابن معاوية الكوفي.
2438 -
حدّثنا
(1)
الغَزِّيّ
(2)
، قال: ثنا الفِرْيابي، قال: ثنا سفيان
(3)
،
⦗ص: 362⦘
عن خالد الحذَّاء
(4)
، عن أبي قِلابَة، عن مالكِ بن الحُوَيْرِث، قال: أتى رجلان
(5)
النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يريدان السَّفَرَ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"إذا أنتما خرجتما فأذّنا، ثمّ أَقِيما، ولِيؤُمَّكما أَكْبَرُكما"
(6)
.
(1)
وقع هذا الحديث بعد (ح / 2439) في (ل) و (م) وهو أنسب نظرًا لمنهج المؤلِّف في سياق الأحاديث الدالة على موضوع واحد متصلةً.
(2)
هو: أبو العباس عبد الله بن محمّد الأزدي. و"الفريابي": محمّد بن يوسف.
(3)
هو: الثّوريّ كما صرح به في "تحفة الأشراف"(8/ 336) و "الفتح"(2/ 132).
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الوهّاب الثقفي -واللفظ له-؛ وعن أبي سعيد الأشج حدّثنا حفص (يعني: ابن غياث) -كلاهما عن خالد، به، بنحوه. كتاب المساجد ومواضع الصّلاة، باب من أحق بالإمامة؟، (1/ 466)، برقم (674/ 293).
(5)
هما: مالك بن الحويرث -راوي الحديث- ورفيقه، وأفاد الحافظ أنه لم يقف في شيء من طرق الحديث على تسمية رفيقه. انظر: فتح الباري (2/ 132).
(6)
وأخرجه البخاريّ (630) في "الأذان" باب الأذان للمسافرين
…
(2/ 131، مع الفتح) عن الفريابي، به، بمثله.
2439 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابن وهب، قال: أخبرني عمر بن محمّد، عن نافع
(1)
، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه كان يَأْمُرُ مُنَادِيه فَيُنَادي بالصَّلاةِ، ثمّ يُنَادِيْ في إِثْرِهَا أن صَلُّوا في رِحَالِكُمْ". وذكر الحديث.
(1)
هنا موضع الالتقاء.
[باب]
(1)
بيانِ إباحةِ الجمع بين الصلاتين في السَّفر، والدليلِ على أنَّ الجمعَ بينهما عنه الضَّرورة، وأنَّه يُؤَخِّر المغربَ إلى العِشاءِ فيصلي بعد الشَّفق، ولا يُقّدِّمُ العشاءَ فيصلي مع المغربِ
(1)
من (ل) و (م).
2440 -
حدّثنا السُّلَمِيُّ
(1)
، قال: ثنا عبد الرزّاق
(2)
، قال: أبنا معمر، عن الزّهريّ
(3)
، عن سالم، عن ابن عمر، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عَجَّل في السَّيْر جمع بَيْنَ المغربِ والعشاءِ".
رواه ابن عيينة، عن الزّهريّ، عن سالم
(4)
.
(1)
هو: أحمد بن يوسف النيسابوري.
(2)
والحديث في مصنفه (4391)، (2/ 544) بمثله، إِلَّا أن فيه:"أعجل" بدل "عجَّل".
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وأبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، كلهم عن ابن عيينة، وعن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن يونس، كلاهما عن الزهري، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين، باب جواز الجمع بين الصلاتين في السَّفر، (1/ 488 - 489)، برقم (703/ 44، 45).
(4)
أخرجه به مسلم -كما سبق- وعبد الرزّاق في مصنفه (4393)، والحميدي في مسنده (616)، وأحمد في مسنده (2/ 8) والبخارى (1106) في "تقصير الصّلاة" باب الجمع في السَّفر بين المغرب والعشاء (2/ 675، مع الفتح) عن ابن المديني، عنه، وغيرهم، انظر (ح/4542)(8/ 143) من المسند لأحمد - طبع مؤسسة الرسالة.
2441 -
حدّثنا أبو داود السِّجْزيُّ
(1)
، قال: ثنا سليمان بن داود العَتَكيُّ
(2)
، قال: ثنا حمَّاد
(3)
، قال: ثنا أيوب، عن نافع
(4)
، "أنَّ ابنَ عمر استُصرِخَ
(5)
على صفيَّةَ
(6)
وهو بمكة
(7)
، فسار حتّى
⦗ص: 365⦘
غربتِ
(8)
الشّمسُ، وبَدَتِ النجومُ، وقال: "إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عجِل
(9)
به أمرٌ في السَّفَر جمع بين هاتين الصلاتين". فسَار حتّى غاب الشَّفَقُ
(10)
، فَنَزَل فجمع بينهما
(11)
(12)
.
(1)
هو: السجستاني، والحديث في سننه (1207)، (2/ 11 - 12) بمثله.
(2)
هو الزهراني، أبو الربيع. و "العتكي" -بفتح أوله والمثناة فوق، وكسر الكاف- نسبة إلى "عتيك بن النضر بن الأزد" وهو بطن من الأزد. انظر: إكمال ابن ماكولا (6/ 419)، الأنساب (4/ 153)، اللباب (2/ 322)، توضيح المشتبه (6/ 181).
(3)
هو ابن زيد.
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمّد بن المثنى، حدّثنا يحيى عن عبيد الله، عنه، به، بنحوه بدون قصة صفية. الكتاب والباب المذكوران في (ح /2440)، (1/ 488) برقم:(703/ 43).
(5)
يقال: استصرخ الإنسان وبه أي: أتاه الصارخ، وهو المصوّت يُعْلِمه بأمر حادث يستعين به عليه، أو ينعي له ميتًا، والاستصراخ: الاستغاثة. انظر: النهاية (3/ 21).
وعند البخاريّ (1805) و (3000) من طريق أسلم العدوي عن ابن عمر بلفظ: "فبلغه عن صفية بنت أبي عبيد شدة وجع
…
".
(6)
هي صفية بنت أبي عبيد الثقفي، زوجة عبد الله بن عمر، أخت المختار بن أبي عبيد الثقفي، قيل: لها إدراك، وأنكره بعضهم، وهو الراجح. (خت م د س ق). انظر: الاستيعاب (3443)، (4/ 428)، أسد الغابة (7068)، (7/ 172)، تهذيب الكمال (35 - 212/ 213)، الإصابة (11425)(8/ 218 - 219)، التقريب (ص 749).
(7)
وفي (ح / 2444) الآتي بلفظ: "أقبلنا مع ابن عمر من مكّة
…
". وعند البخاريّ (1805، 3000) عن أسلم العدوي قال: "كنت مع عبد الله بن عمر -رضي الله =
⦗ص: 365⦘
= عنهما- بطريق مكّة
…
".
فتبين أن ابن عمر كان قد اتجه من مكّة إلى المدينة، وكان ذلك بعد حجة وداعه في إمارة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم جميعًا- انظر: الإصابة (8/ 219).
(8)
(ك 1/ 519).
(9)
"عجل" بكسر الجيم كسمع، و "به" للتعدية. حاشية السندي على النسائي (1/ 287).
(10)
الشفق: الحمرة الّتي تبقى في السَّماء بعد مغيب الشّمس، وهي بقية شعاعها، وهذا قول أهل اللُّغة وفقهاء الحجاز.
وقال فقهاء العراق: هو البياض الّذي يبقى بعد الحمرة، وحكى عن مالك القولان، والأول أشهر.
وقيل: هو من الأضداد، ولكن الاختلاف في تحديد ما تتعلّق العبادة به.
انظر: المشارق (2/ 257)، النهاية (2/ 487).
(11)
وقد أخرجه بهذه القصة: التّرمذيّ (555)(2/ 441) في باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين، عن هناد، عن عبدة، عن عبيد الله، عن نافع، به، بنحوه. وقال:"حديث حسن صحيح".
وأخرجه البخاريّ (1805) و (3000) من طريق أسلم العدوي، عن نافع، بنحوه.
(12)
من فوائد الاستخراج:
زيادة القصة في أول الحديث.
2442 -
حدّثنا أبو الحسن الميموني
(1)
وعمار بن رَجَاء، قالا: ثنا محمد بن عُبَيْدٍ، عن عبيد الله بن عمر
(2)
، عن نافع، عن ابن عمر "أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا جدَّ
(3)
به السيْرُ جمع بين المغرب والعشاء".
رواه يحيى القطان، عن عبيد الله فقال:"جمع بعد الشفق"
(4)
.
(1)
هو: عبد الملك بن عبد الحميد.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
أي: انكمش وأسرع وجدَّ في الأمر، وقيل: نهض إليه مجدًّا، وكله متقارب. المشارق (1/ 141)، وانظر: النهاية (1/ 244).
(4)
أخرجه، به الإمام مسلم -كما سبق-، وأخرجه أحمد في مسنده (5163)، (2/ 54)، (9/ 153) -طبعة مؤسسة الرسالة-.
2443 -
أخبرني العباس بن الوليد العُذْرِيُّ
(1)
، قال: أخبرني أبي، قال: ثنا عمر بن محمّد، قال: حدثني نافع
(2)
، عن ابن عمر "أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا جدَّ به السير جمع بين المغرب والعشَاء".
(1)
ابن مَزْيَد البيروتي.
و"العُذْرِيُّ" -بضم العين وسكون الذال المعجمة، تليها راء- نسبة إلى بي عذرة بن سعد هذيم بطنٍ من قضاعة من القحطانية. انظر: الأنساب (4/ 171 - 172)، اللباب (2/ 331)، توضيح المشتبه (6/ 208)، نهاية الأرب (ص 326).
(2)
هنا موضع الالتقاء.
2444 -
حدّثنا الدقيقي
(1)
، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أبنا
⦗ص: 367⦘
يحيى بن سعيد
(2)
، عن نافع
(3)
، قال: "أقبلنا مع ابن عمر من مكّة، فغابت الشّمس ونحن نسير معه، ومعه سعد بن عاصم
(4)
"، وذكر الحديث
(5)
.
(1)
هو: محمّد بن عبد الملك بن مروان الواسطي.
(2)
هو: الأنصاري.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
كذا في النسخ، ولم أعثر لسعد هذا على ترجمة، كما أنه لم تذكر المصادر المعنية أن لعاصم ابنًا بهذا الاسم.
وفي مسند أحمد (5478)(2/ 77) من طريق يزيد بن هارون نفسه بهذا الإسناد بلفظ: "ومعه حفص بن عاصم بن عمر"، ولعلّه هو الصّحيح، وحفص هذا هو -كما ذكر في المسند- ابن عاصم ابن عمر بن الخطّاب العمري -من رجال التهذيب. انظر: تهذيب الكمال (7/ 17 - 18)، التقريب (ص 172).
(5)
رواه أحمد في مسنده (2/ 77)، (9/ 343) -طبعة الرسالة- بطوله.
2445 -
حدّثنا أبو أيوب البَهْرَاِنيُّ
(1)
، قال: ثنا يزيد بن عبد ربه
(2)
، قال: ثنا محمّد بن حرْب
(3)
، قال: ثنا الزُّبيدي
(4)
، عن الزّهريّ
(5)
، عن سالم،
⦗ص: 368⦘
"أن ابن عمر جمع بين المغرب والعشاء في سفر، وأذَّن في كلّ واحد منهما بالإقامة، ولا يُسَبِّحُ بينهما، ثمّ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عَجِلَهُ السيْرُ يؤخِّرُ المغرب حتّى يجمع
(6)
بينها وبين العشاء".
رواه يونس عن الزّهريّ، عن سالم
(7)
.
(1)
هو: سليمان بن عبد الحميد الحمصي.
(2)
هو الزُّبَيْديُّ -بالضم- أبو الفضل الحمصي، المؤذن، يقال له:"الجُرْجُسي" -بجيمين مضمومتين، بينهما راء ساكنة، ثمّ مهملة- "ثقة"، (224 هـ)، (م د س ق). انظر: الأنساب (2/ 43)، تهذيب الكمال (32/ 182 - 185)، التقريب (ص 603).
(3)
هو الخولاني الأبرش - بالمعحمة.
(4)
هو محمّد بن الوليد الحمصي.
(5)
هنا موضع الالتقاء، وليس في حديث مسلم ذكر الأذان، وعدم التسبيح، وزيادته من فوائد الاستخراج.
(6)
في (م): "جمع" والمثبت أنسب.
(7)
أخرجه مسلم (703/ 45)، (1/ 489) عن حرملة بن يحيى، أخبرنا ابن وهب، عن يونس، به، بنحوه.
[باب]
(1)
بيانِ وجْهِ الجمع بين الظهر والعصر، وأنه يُؤَخِّرُ الظهر حتّى يدخل وقت العصر ثمّ يصلّي
(2)
بينهما، ولا يُعَجِّلُ العصر فيصلي مع الظهر، وأن ذلك في السفر عند الضرورة
(1)
من (ل) و (م).
(2)
كذا في الأصل و (ط)، وفي (ل) و (م):"ثمّ تصلا جمع بينهما" وليس بشيء.
2446 -
حدّثنا يونس بن عبد الأعلى وأبو عبيد الله
(1)
، قالا: ثنا ابن وهب
(2)
، قال: أخبرني جابر بن إسماعيل
(3)
، عن عُقَيْل بن خالد، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم
(4)
، "أنه كان إذا عجِل به السير
(5)
يؤخر الظهر إلى أوَّلِ وقت العصر،
⦗ص: 370⦘
فَيَجْمَعُ بينهما، ويؤخر المغرب حتّى يجمع
(6)
بينها وبين العشاء حين يغيب الشفق".
(1)
هو: ابن أخي ابن وهب: أحمد بن عبد الرّحمن المصري.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي الطّاهر وعمرو بن سوَّاد، قالا: أخبرنا ابن وهب، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين، باب جواز الجمع بين الصلاتين في السَّفر (1/ 489) برقم (704/ 48).
(3)
هو: الحضرمي، أبو عبَّاد المصري، روى عن عقيل وحُيَيّ بن عبد الله المعافري، وعنه ابن وهب فقط. ذكره ابن حبّان في "الثقات". وقال الحافظ:"مقبول، من الثامنة"(بخ م د س ق). انظر: تاريخ البخاريّ الكبير (1/ 203)، الجرح (2/ 501)، ثقات ابن حبّان (8/ 163)، تهذيب الكمال (4/ 434)، التقريب (ص 136).
(4)
كذا في النسخ، ولعلّه يشير إلى الأحاديث السابقة في الباب السابق.
(5)
في (ل) و (م) هنا زيادة: "يومًا"، ولا يوجد في صحيح مسلم وغيره ممّن أخرج الحديث عن عقيل من طريق جابر، منهم أبو داود (1219) والنسائي (1/ 287).
(6)
في الأصل و (س): (بينهما) والمثبت من (ل) و (م) وهو الصواب، وكذلك -هو- في صحيح مسلم، وأبي داود (1219)، والنسائي (1/ 187).
2447 -
حدّثنا عيسى بن أحمد البلخي
(1)
(2)
قال: ثنا شبابة بن سوار
(3)
، قال: ثنا اللَّيث بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن أنس [بن مالك]
(4)
، قال: "كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يجمع بين الصلاتين في السَّفر أخّر الظهر حتّى يدخل
(5)
أولُ وقت العصر، ثمّ يجمع بينهما".
(1)
هو العسقلاني، أبو يحيى.
و"البلخي" نسبة إلى "بلخ" مدينة كبيرة معروفة في أفغانستان.
و"عسقلان" هذه قرية من قرى بلخ، وليست هي "عسقلان" الشّام. انظر: الأنساب (1/ 388)، اللباب (1/ 172)، معجم البلدان (4/ 138 - عسقلان).
(2)
(ك 1/ 520).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عمرو الناقد، عنه، به، بمثله. كتاب صلاة المسافرين، باب جواز الجمع بين الصلاتين في السَّفر (1/ 489) برقم (704/ 47).
(4)
من (ل) و (م).
(5)
تحرف في (م) إلى "يدخلا".
[باب]
(1)
ذكرِ الخبرِ المبَيِّنِ أنّ النَّبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ارتحل في
(2)
السفر قبل دخول وقت الظهر أخرها حتّى يصلّيها مع العصر في وقت العصر، وإذا ارتحل بعه دُخولِ وقت الظهر صلى الظهر وحدها ولم يقدِّم العصرَ فيجمع بينهما
(1)
من (ل) و (م).
(2)
في الأصل و (ط): "من" بدل "في"، والمثبت من (ل) و (م) وهو الأوفق.
2448 -
حدّثنا يعقوب بن سفيان أبو يوسف الفارسي، قال: ثنا يزيد بن مَوْهَب
(1)
، وأبو زيد بن أبي الغَمْر
(2)
، ح
وحدثنا أبو أمية، قال: ثنا يحيى بن غيلان
(3)
، ح
وحدثنا أبو داود
⦗ص: 372⦘
السجزي
(4)
، قال: ثنا قتيبة
(5)
وابن مَوْهَب -المعنى
(6)
- قالوا: ثنا المفضل بن فضالة
(7)
، عن
(8)
عُقَيْل، عن ابن شهاب، عن أنس
(9)
، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ارتَحَلَ قبل أن تَزِيْغَ الشّمس أَخَّر الظهر إلى وقت العصر، ثمّ نزل فجمع بينهما، كان زاغت الشّمس قبل أن يَرْتَحِلَ صلّى الظهر ثمّ ركب"
(10)
.
(1)
هو: يزيد بن خالد بن يزيد بن موهَب -بفتح الهاء- الرملي، أبو خالد، "ثقة عابد"، (232 هـ) أو بعدها. (د س ق). تهذيب الكمال (32/ 114 - 116)، التقريب (ص 600).
(2)
هو: عبد الرّحمن بن أبي الغَمْر [واسم أبي العمر: عمر] المصري الفقيه، ذكره صاحب الكمال ولم يذكر من أخرج له، فلم يترجم له المزي لذلك. وذكره ابن حبّان في الثقات" (8/ 380). ولم يُذكر يجرح ولا تعديل في المصادر الّتي ترجمت له، وهي: الجرح (5/ 274 - 275)، إكمال ابن ماكولا (7/ 25)، تهذيب الكمال (6/ 225). توفي سنة 234 هـ.
(3)
ابن عبد الله بن أسماء الخزاعي الأسلمي البغدادي، أبو الفضل، "ثقة"(220 هـ) على الصّحيح، (م ت س). تهذيب الكمال (31/ 491 - 493)، التقريب (ص 595).
(4)
هو: السجستاني، والحديث في سننه (1218)، (2/ 17 - 18) بمثله.
(5)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عنه، به، بمثله. كتاب صلاة المسافرين، باب جواز الجمع بين الصلاتين في السَّفر، (1/ 489)، برقم (704).
(6)
أي: معنى أحاديث الجميع واحد، وهذه الكلمة:(المعنى) لا توجد في (ل) و (م)، وفي سنن أبي داود كما هنا.
(7)
ابن عبيد بن ثمامة القِتْباني -بكسر القاف، وسكون المثناة، بعدها موحدة- المصري، أبو معاوية القاضي "ثقة فاضل
…
" (181 هـ). تهذيب الكمال (28/ 415 - 419)، التقريب (ص 544)، توضيح المشتبه (7/ 44 - قتبان).
(8)
(عن) تصحفت في طبعة (الدعَّاس) من سنن أبي داود إلى (ابن) فصار: (ثنا المفضل بن عقيل) وهو على الوجه في الطبعات الأخرى منها طبعة محي الدين عبد الحميد، (2/ 7).
(9)
في (ل) و (م) هنا: "عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان
…
" وفي سنن أبي داود كالمثبت، وهو أنسب.
(10)
وأخرجه البخاريّ (1111) في "تقصير الصّلاة" باب: يؤخر الظهر إلى العصر إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس (2/ 678، مع الفتح)، عن حسان الواسطي، و (1112) فيه، باب: إذا ارتحل بعد ما زاغت الشمس صلّى الظهر ثمّ ركب (2/ 679)، عن قتيبة، كلاهما عن الفضل، به، بمثله.
[باب]
(1)
ذكرِ خبرِ ابن عبَّاسٍ ومعاذٍ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم[ورضي عنهم]
(2)
، في جمعه بين الصلاتين في السفر
(1)
من (ل) و (م).
(2)
من (ل) و (م).
2449 -
حدّثنا يزيد بن سِنَان، قال: ثنا عبد الرّحمن بن مهدي، ح
وحدثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(1)
، قالا: ثنا قُرَّةُ بن خالد
(2)
، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس، "أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء. قال: قلت: ما أراد بذلك؟ قال: "أراد بذلك
(3)
أن لا تُحْرَج أمته"
(4)
. و [هذا]
(5)
لفظ أبي داود.
وأمّا عبد الرّحمن
(6)
فقال: "إن النّبيّ صلى الله عليه وسلم خرج في سفرة سافرها، وذلك في غزوة تبوك، فجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء.
⦗ص: 374⦘
قال: قلت: ما حمله على ذلك؟ قال: "أراد أن لا تُحْرَجَ أُمَّتُه".
(1)
هو: الطيالسي، والحديث في مسنده (2629)(ص 342).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن حبيب الحارثي، حدّثنا خالد (يعني: ابن الحارث)، عنه، به، بنحو سياق ابن مهدي. كتاب صلاة المسافرين، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر، (1/ 490) برقم (705/ 51).
و"قرة بن خالد" هو السدوسي البصري، "ثقة ضابط"، (155 هـ)، ع. تهذيب الكمال (23/ 577 - 581)، التقريب (ص 455).
(3)
"بذلك" لا توجد في (ل) و (م)، وكذلك في المطبوع من مسند الطيالسي.
(4)
أي: توقع في الحرج. انظر: النهاية (1/ 362).
(5)
"هذا" مستدرك من (ل) و (م).
(6)
أي: ابن مهدي المذكور.
2450 -
حدّثنا يزيد بن سِنَان، قال: ثنا عبد الرّحمن بن مهدي وأبو عامر العقدي
(1)
، قالا: ثنا قُرَّةُ بن خالد
(2)
، بإسناده
(3)
مثله.
(1)
هو: عبد الملك بن عمرو القيسي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن حبيب، حدّثنا خالد بن الحارث، عنه، عن أبي الزبير، عن عامر بن واثلة أبي الطفيل، عن معاذ بن جبل بنحو حديث ابن عبّاس -على سياق أبي داود، بذكر غزوة تبوك. الكتاب والباب المذكوران في (ح/ 2449)، (1/ 490)، برقم (706/ 53).
(3)
كان الأنسب للمصنف أن يسرد الإسناد كاملًا، لأنه وإن اتحد إلى أبي الزبير فشيخ أبي الزبير مختلف هنا، وهو أبو الطفيل، ولولا تصريحُ المصنفِ في ترجمة الباب لصعُبَ الاهتداءُ إلى حديث معاذ هنا. وقد أخرجه أحمد (5/ 229) من طريق ابن مهدي، به، بمثل حديث ابن عبّاس على سياق الطيالسي.
2451 -
حدّثنا الربيع بن سليمان
(1)
، قال: ثنا يحيى بن سلّام
(2)
، ح
وحدثنا يونس بن حبيب قال: ثنا أبو داود، قالا:
(3)
ثنا قُرَّة
(4)
، بإسناده، إلى قوله:"المغرب والعشاء"
(5)
.
(1)
هو: المرادي المصري.
(2)
ابن أبي ثعلبة، أبو زكريا البصري، نزيل المغرب بإفريقية.
(3)
(ك 1/ 521).
(4)
هنا موضع الالتقاء، راجع (ح / 2450) وهذا حديث معاذ أيضًا.
(5)
والحديث في مسند الطيالسي المطبوع (569)(ص 77) بمثل حديث ابن عبّاس.
[باب]
(1)
ذكرِ خبرِ ابن عبَّاس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في جمعه بين الصلوات في الحضر وأنه أخَّرَ المغرب، وبيانِ الخبرِ المعارضِ له، الموجب لأداء صلاة الفريضة في وقتها، والنهي عن تأخيرها
(1)
من (ل) و (م).
2452 -
حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، أن مالكًا
(1)
حدثه، ح
وحدثنا الصغاني، قال: أبنا عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس، أنه قال:"صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهْرَ والعصْرَ جميعًا، والمغرب والعشاء جميعًا، في غير خوف ولا سفر"
(2)
.
زاد ابن وهب: قال مالك: "أُرى ذلك في مطر"
(3)
.
(1)
مالك موضع الالتقاء هنا. رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عنه، به، بمثله، بدون توجيه مالك بكونه في المطر. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2449)، (1/ 489) برقم (705).
(2)
الحديث في موطَّأ مالك -رواية يحيى- (1/ 144) بزيادة ما زاده ابن وهب.
(3)
هذا التّأويل ضعيف بالرواية الآتية (2454): "من غير خوف ولا مطر".
2453 -
حدّثنا أبو العباس الغزي
(1)
ومحمد بن إسحاق السجزي
(2)
،
⦗ص: 376⦘
قالا: ثنا الفريابي، ح
وحدثنا أبو قلابة
(3)
، قال: ثنا أبو نعيم، قالا: ثنا سفيان
(4)
، عن أبي الزبير
(5)
، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس، "أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر في غير خوف ولا سفر". فقلت: لِمَ فعل ذلك؟ قال: "كي لا تُحْرَجَ أُمَّتُه".
(1)
هو: عبد الله بن محمّد بن عمرو الفلسطيني.
(2)
هو: محمّد بن إسحاق بن سبُّوية، البيكندي.
(3)
هو: عبد الملك بن محمّد الرقاشي.
(4)
هو: الثّوريّ كما في مصنف عبد الرزّاق (2/ 555)، (4435).
(5)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أحمد بن يونس وعون بن سلّام، جميعًا عن زهير، عن أبي الزبير، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2449)، (1/ 490)، برقم:(705/ 50) وراجع (ح / 2420).
2454 -
حدّثنا الصغاني، قال: ثنا أبو كُرَيْب
(1)
، قال: ثنا عثَّام
(2)
، عن الأعمش
(3)
، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن
⦗ص: 377⦘
عبّاس قال: "جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة
(4)
، في غير خوف ولا مطر". فقيل له: لِمَ فعل ذلك؟ قال: "كي
(5)
لا تُحْرَجَ أُمَتُه".
رواه علي بن حرْب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، بمثله: فقيل
(6)
لابن عبّاس: ما أراد إلى ذلك؟ قال: "أراد أن لا تُحْرَجَ
(7)
أُمَّتُه"
(8)
.
(1)
هو: محمّد بن العلاء، بن كريب الهمْداني الكوفي، مشهور بكنيته، "ثقة حافظ"(247 هـ) ع. تهذيب الكمال (26/ 243 - 248)، التقريب (ص 500).
(2)
ابن علي بن هُجَير -بجيم مصغرًا- العامري، الكلابي، أبو علي الكوفي "صدوق"(194 أو 195 هـ)، (خ 4). تهذيب الكمال (19/ 335 - 337)، التقريب (ص 382).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي غريب، قالا: ثنا أبو معاوية؛ وعن أبي كريب وأبي سعيد الأشج (واللفظ لأبي كريب) قالا: ثنا وكيع، كلاهما عن الأعمش، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2449)، (1/ 490 - 491) برقم (705/ 54).
(4)
"والمغرب والعشاء" ساقط من صلب (ل) ومستدرك في هامشها، و "بالمدينة" ساقط فيها ولم يُستدرك.
(5)
"كي" لا توجد في (ل) و (م)، وهي موجودة في رواية وكيع في مسلم.
(6)
في (ل) و (م): "قيل" وهو موافق لما في صحيح مسلم وأحمد وغيرهما.
(7)
في (م): "يحرج" -بالياء- وهو كذلك في جميع مصادر التخريج الآتية.
(8)
رواية أبي معاوية معروفة، أخرجها مسلم، كما سبق، وأخرجها عنه أحمد في مسنده (1/ 223)، وأبو داود (1211)، عن عثمان بن أبي شيبة، والترمذي (187) عن هناد، كلاهما، عن أبي معاوية، بنحو ما ذكره المصنِّف، ولم أقف على رواية علي بن حرْب عن أبي معاوية.
2455 -
حدّثنا الصغاني، قال: ثنا أبو النضر، حدّثنا شعبة، ح
وحدثنا يزيد بن عبد الصمد، قال: ثنا آدم بن أبي إياس، قال: ثنا شعبة، عن عمرو بن دينار
(1)
، قال:
⦗ص: 378⦘
سمعت جابر بن زيد
(2)
، قال: سمعتُ ابنَ عبّاس يقول: "صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانيا جميعًا وسبعًا جميعا".
(3)
زاد أبو النضر قال: "كأنه في الحضر"
(4)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا سفيان بن عيينة، وعن أبي الربيع الزهراني، حدّثنا حماد بن زيد، كلاهما عن عمرو بن دينار، به، بنحوه.
وفي حديث ابن عيينة قال: "قلت: يا أبا الشعثاء، أظنه أخّر الظهر وعجّل العصرَ، =
⦗ص: 378⦘
= وأخّر المغرب وعجّل العشاء، قال: وأنا أظن ذاك". الكتاب والباب المذكوران في (ح/ 2449)، (1/ 491)، برقم:(705/ 55، 56).
(2)
هو أبو الشعثاء الأزدي، ثمّ الجوفي -بفتح الجيم، وسكون الواو- البصري، مشهور بكنيته "ثقة فقيه" (93 هـ) ويقال:(103 هـ) ع. تهذيب الكمال (4/ 434)، التقريب (ص 136).
(3)
في (ل) و (م) هنا زيادة: "قال ابن جريج"، وهذا خطأ، لأن ابن جريج في طبقة كبار شيوخ أبي النضر، فكيف ينعكس الأمر؟ إضافة إلى أن ابن جريج لم يرد في الإسناد.
(4)
وأخرجه البخاريّ (562) في "مواقيت الصّلاة" باب وقت المغرب (2/ 49، مع الفتح) عن آدم، به، بنحوه.
2456 -
حدّثنا الصغاني، قال: ثنا عبد الوهّاب بن عطاء، عن ابن جُرَيْجٍ، عن عمرو بن دينار
(1)
، عن أبي الشعثاء
(2)
، عن ابن عبّاس، قال: "صلّيت وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانيًا
(3)
جميعًا، وسبعًا جميعًا".
قال ابن جُرَيْجٍ: أظنه
(4)
أخَّر هذه
⦗ص: 379⦘
وقدّم هذه
(5)
(6)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء.
(2)
هو: جابر بن زيد السابق.
(3)
(ك 1/ 522).
(4)
في (ل) و (م): "وأظنه".
(5)
وأخرجه البخاريّ (543) في "مواقيت الصّلاة" باب تأخير الظهر إلى العصر (2/ 29، مع الفتح) عن أبي النعمان، عن حماد بن زيد.
و (1174) في "التهجد" باب من لم يتطوع بعد المكتوبة، (3/ 62)، عن ابن المديني، عن ابن عيينة.
كلاهما عن عمرو بن دينار، به، بنحوه، وفي حديث ابن عيينة بنحو ما ورد عند مسلم في حديثه من سؤاله أبا الشعثاء وجوابه.
(6)
أي: إن الجمع كان صوريًّا، وقد سبق أن أبا الشعثاء والراوي عنه عمرو بن دينار ارتضيا هذا التوجيه، وقد استبعده النووي في شرحه (5/ 218)، على أن الحافظ مال إليه ورجحه، راجع الفتح (2/ 30)، ومن قبله الحافظ ابن عبد البرّ في "التمهيد"(12/ 216 - 220).
ولعلّ الراجح -والله أعلم- ما ذكره النووي من أن جماعة من الأئمة ذهبوا إلى جواز الجمع في الحضر للحاجة لمن لا يتخذه عادة، ويؤيده ظاهر قول ابن عبّاس "أراد أن لا يحرج أمته" فلم يعلِّلْه بمرض ولا غيره. وقد رجح ذلك الشّيخ أحمد شاكر وقواه في تعليقه على سنن التّرمذيّ (1/ 357 - 359) والله تعالى أعلم بالصواب.
2457 -
حدّثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(1)
، ح
وحدثنا أبو أمية
(2)
، قال: ثنا سليمان بن حرْب والقوارِيْرِيُّ، قالوا: ثنا حماد
(3)
بن
⦗ص: 380⦘
زيد
(4)
، عن الزبير
(5)
بن خِرِّيْت، قال: ثنا عبد الله بن شقيق، قال:"خطبنا ابن عبّاس بالبصرة بعد العصر، فلم يزل يخطب حتّى غربت الشّمس وبدت النجوم، فجعل النَّاس يقولون: "الصّلاة! الصّلاة"! قال: فجاء رجل من بني تميم
(6)
فقال ابن عبّاس: "أتعلِّمُني السنَّةَ لا أمَّ لك"!! ثمّ قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء".
زاد أبو داود: قال عبد الله بن شقيق: فحاك
(7)
في صدري من ذلك شيء؛ فأتيت أبا هريرة؛ فسألته؛ فصدق مقالته.
⦗ص: 381⦘
رواه وكيع، عن عمران بن حُدَيْر
(8)
، عن
(9)
عبد الله بن شقيق العُقَيْلي
(10)
، قال: قال رجل لابن عبّاس: [رضي الله عنهما
(11)
]
(12)
(13)
.
(1)
هو: الطيالسي، والحديث في مسنده (2720)(ص 355).
(2)
هو: محمّد بن إبراهيم، وسليمان بن حرْب هو الواشحي البصري، والقواريري هو: عبيد الله ابن عمر بن ميسرة.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي الربيع الزهراني، حدّثنا حماد، به، بنحوه. =
⦗ص: 380⦘
= الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2449)، (1/ 491) برقم (705/ 57).
(4)
"زيد" تصحفت في (م) إلي "يزيد".
(5)
"الزبير" تصحفت في (م) إلى "الزهير".
و"الزبير بن الخريت" هو البصري "ثقة، من الخامسة"(خ م د ت ق).
و"الخريت": بكسر المعجمة، وتشديد الراء المكسورة، بعدها تحتانية ساكنة. تهذيب الكمال (9/ 301 - 303)، توضيح المشتبه (3/ 193 - الخرِّيت)، التقريب (ص 214).
(6)
وفي صحيح مسلم: "فجاءه رجل من بني تميم لا يفتُر ولا ينثني
…
" وعند الإمام أحمد في مسنده (1/ 251): "وفي القوم رجل من بني تميم، فجعل يقول: الصّلاة، الصّلاة، قال: فغضبَ
…
".
(7)
حاك: -بالحاء والكاف- أي: وقع في نفسي نوعُ شَكٍّ وتعجُّبٍ واستبعاد. شرح النووي لمسلم (5/ 219) وانظر: المشارق (1/ 217).
وفي (م)"جال" بدل "حاك" وهو خطأ.
(8)
هو: السدوسي أبو عُبيدة -بالضم- البصري، "ثقة ثقة"(149 هـ) و "حُدير" بمهملات، مصغر. تهذيب الكمال (22/ 314 - 317)، التقريب (ص 429).
(9)
"عن" تصحفت في (م) إلى "بن".
(10)
بضم العين، وفتح القاف، وسكون الياء التحتانية -نسبة إلى (عُقيل) بن كعب بن عامر بن ربيعة
…
الأنساب (4/ 218)، اللباب (2/ 350)، توضيح المشتبه (6/ 311).
(11)
جملة الترضي مستدركة من (ل) و (م).
(12)
رواه مسلم عن أبي عمر، حدّثنا وكيع، به، بمثله مطولًا.
وأخرجه أحمد في مسنده (3293)(1/ 351) عن يزيد ومعاذ، عن عمران بن حُدير، به، بنحوه.
(13)
في الأصل و (ط) هنا "ح" -علامة التحويل-، وهذا خطأ فلا محل لها هنا، ولا توجد في (ل) وهو الصّحيح.
2458 -
حدّثنا بكار
(1)
بن قتيبة
(2)
، قال: ثنا وهب بن جرير، ح
وحدثنا يوسف بن مُسَلَّم
(3)
، قال: ثنا حجاج، ح
* وحدثنا يزيد بن سِنَان، قال: ثنا وهب بن جَرِير، ح *
(4)
وحدثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(5)
، قالوا: ثنا شعبة
(6)
،
⦗ص: 382⦘
قال: أخبرني أبو عمران الجَوْني
(7)
، قال: سمعت عبد الله بن الصامت
(8)
يحدث عن أبي ذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "
(9)
سيكون أمراء يُؤَخّرون الصّلاة عن مواقيتها، ألَّا صلوا
(10)
الصّلاة لوقتها، ثمّ ائتهم؛ فإن كانوا قد صلوا كنت أَحْرَزْتَ صلاتك، وإلا صلّيت معهم وكانت لك نافلة".
وهذا لفظ حديث أبي داود.
(1)
هو: الثقفي البكراوي البصري، أبو بكرة.
(2)
في (ل) و (م) هنا: "ويزيد بن سِنَان"، وطريق "يزيد" مستقلة عند الأصل و (ط).
(3)
هو: يوسف بن سعيد بن مسلم، و "حجاج" هو: ابن محمّد، المصيصيان.
(4)
ما بين النجمين لا يوجد في (ل) و (م) اكتفاءً بما ذُكر.
(5)
هو: الطيالسي، والحديث في مسنده (449)(ص 60) بمثله إِلَّا ما سيُبَيَّن لاحقًا.
(6)
في (م): "أبو شعبة! ". =
⦗ص: 382⦘
= و"شعبة" موضع الالتقاء هنا، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبد الله بن إدريس، عن شعبة، به، بنحوه. كتاب المساجد ومواضع الصّلاة، باب كراهية تأخير الصّلاة عن وقتها المختار، وما يفعله المأموم إذا أخرها الإمام، (1/ 448)، برقم (648/ 240).
(7)
هو: عبد الملك بن حبيب الأزدي، أو الكندي، مشهور بكنيته، "ثقة" (128 هـ) وقيل: بعدها. تهذيب الكمال (18/ 297 - 299)، التقريب (ص 362).
و"الجوني" -بفتح الجيم، وسكون الواو- نسبة إلى "جَون" بطن من الأزد، وهو: الجون بن عوف ابن خزيمة بن مالك بن الأزد. وقيل: بطن من كندة. الأنساب (2/ 125)، اللباب (1/ 312)، توضيح المشتبه (2/ 540)، نهاية الأرب (ص 54).
(8)
هو: الغفاري البصري.
(9)
في (ل) و (م): "إنّه ستكون"، وفي مسند الطيالسي:"إنّه سيكون".
(10)
كذا في النسخ، وفي المطبوع من مسند الطيالسي:"ألَّا فصل الصّلاة"، وهو الأنسب نظرًا لقوله:"ائتهم" موحدًا وكذلك ما بعده مِنْ أدوات الخطاب للواحد.
2459 -
حدّثنا إسحاق بن سيَّار
(1)
، قال: ثنا عبيد الله بن
⦗ص: 383⦘
موسى
(2)
، عن أبي قدامة
(3)
، عن أبي عمران الجَوْني
(4)
، بإسناده مثله.
(1)
ابن محمّد، أبو يعقوب النصيبي، (273 هـ).
و"سيَّار" بسين مهملة، ثمّ ياء مشددة، وآخره راء.
(2)
هو: العبسي الكوفي.
(3)
هو: الحارث بن عبيد الأيادي -بكسر الهمزة، بعدها تحتانية- البصري.
(4)
هنا موضع الالتقاء.
2460 -
حدثنا يزيد بن سِنَان، قال: ثنا حَبَّان بن هلال، قال: ثنا جعفر بن سليمان
(1)
، قال: ثنا أبو عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أبا ذر، أمراء يكونون بعدي، يصلُّون الصّلاة لغير وَقْتِها
(2)
، فصل الصّلاة لوقتها، فإن صلّيت لوقتها كانت لك نافلة، وإلا كنت قد أَحْرَزْتَ صلاتك".
(1)
هو الضُبَعي -بضم المعجمة، وفتح الموحدة- أبو سليمان البصري.
و"جعفر" موضع الالتقاء هنا، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عنه، به، بنحوه.
الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2458)، (1/ 448)، برقم (648/ 239).
(2)
"لغير وقتها" ساقط من (ل) و (م) ولا يستقيم المعنى بدونه.
2461 -
حدثنا [أبو العباس] الغزي
(1)
، قال: ثنا الفريابي، قال: ثنا سفيان، عن أيوب
(2)
، ح
⦗ص: 384⦘
وحدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل
(3)
(4)
قال: ثنا أبي
(5)
، قال: ثنا غُنْدَر، عن شعبة، عن أيوب
(6)
، ح
وحدثنا أبو أمية
(7)
، قال: ثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا وُهَيْبٌ،
(8)
عن أيوب، عن أبي العالية
(9)
.
قال
(10)
: و
(11)
حدّثنا محمّد بن سابق
(12)
، قال:
⦗ص: 385⦘
ثنا المبارك بن فَضَالة
(13)
، عن أبي نَعَامَة
(14)
-جميعًا
(15)
- عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه.
رواه عبد الرزّاق، عن معمر، عن أبي عمران الجوني
(16)
.
ورواه حماد بن سَلَمَةَ، عن أبي نَعَامَة
(17)
السَّعْدِي
(18)
، عن عبد الله بن الصامت
(19)
.
(1)
في (ل) و (م): "أبو العباس الغزي" وهو عبد الله بن محمّد الفلَسْطِيني، و "الفريابي" هو: محمّد بن واقد، و "سفيان" هو الثّوريّ.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن زهر بن حرْب، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عنه، به، بنحوه، وفيه قصة. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2458)، (1/ 449) برقم (648/ 242).
(3)
"ابن حنبل" لم يرد في (ل) و (م)، وعبد الله هو: ابن الإمام أحمد.
(4)
(ك 1/ 523).
(5)
هو الإمام أحمد، والحديث في مسنده (5/ 168) بهذا الإسناد بنحوه.
(6)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن زهير بن حرْب، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عنه، به، بنحوه، وفيه قصة. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2458)، (1/ 449) برقم (648/ 242).
(7)
هو: محمّد بن إبراهيم، و "أحمد بن إسحاق" هو الحضرمي، و"وهيب" هو ابن خالد.
(8)
من هنا إلى قوله: "جميعًا" ساقط من (م).
(9)
هو البراء -بالتشديد- البصري، اسمه: زياد، وقيل غير ذلك، "ثقة"(90 هـ)، (خ م س). كنى الإمام مسلم (2541)(1/ 621)، تهذيب الكمال (34/ 11 - 12)، التقريب (ص 653).
(10)
الضمير يرجع إلى أبي أمية، وهو تلميذ محمّد بن سابق كما سيأتي.
(11)
في المطبوع "دثنا" -بالدال- وهو مصحَّف.
(12)
في الأصل و (ط) والمطبوع: "محمّد بن إسحاق" وهو خطأ، والمثبت من (ل) وهو الصّحيح، لأنه لم يُذكر لأبي أمية شيخٌ ولا للمبارك بن فضالة تلميذٌ يسمَّى "محمّد بن إسحاق"، بينما ذُكر محمّد بن سابق في شيوخ أبي أمية. انظر: تهذيب =
⦗ص: 385⦘
= الكمال (24/ 328)، التقريب (ص 25/ 235).
(13)
أبو فَضَالة البصري، "صدوق يدلِّس ويُسوِّي"(166 هـ) عدَّه الحافظ في المرتبة الثّالثة من المدلسين، (خت د ت ق). و "فضالة" بفتح الفاء وتخفيف المعجمة. تهذيب الكمال (27/ 180 - 190)، التقريب (ص 519)، تعريف أهل التقديس (ص 147).
(14)
هو: السعدي، اسمه: عبد ربه، وقيل: عمرو، "ثقة، من السّادسة"(م د ت س). كنى الإمام مسلم (3429)(2/ 848)، تهذيب الكمال (34/ 349)، التقريب (ص 679).
(15)
أي: أبو العالية وأبو نَعَامة.
(16)
وهو في مصنف عبد الرزّاق (3782)(2/ 381) بنحوه.
(17)
في (ل) و (م): "عن أبي العالية السعدي" وهو مصحَّف.
(18)
بفتح السين، وسكون العين، نسبة إلى "سعد" وهو عدة قبائل ذكرها السمعاني في "الأنساب"(3/ 255 - 257) وابن الأثير في "اللباب"(2/ 117 - 119) والقلقشندي في "نهاية الأرب"(ص 261 - 268) وغيرهم، ولم يتحدد لي قبيلة المترجم بالضبط.
(19)
لم أجد هذه الرِّواية [حماد بن سلمة عن أبي نعامة] وقد أخرج مسلم في صحيحه (648/ 238) وأبو داود في سننه (431)، (1/ 299)، وأبو نعيم في (المستخرج):(1437)، (2/ 242)، كلهم من طريق حماد بن زيد، عن أبي نعامة، به.
ومع أن النسخ متفقة على ذكر (ابن سلمة) إِلَّا أنني لا أستبعد احتمالَ كونه قد =
⦗ص: 386⦘
= تصحّف من (ابن زيد)؛ لأن من منهج المصنِّف أنه -غالبًا- يستخدم هذه الطريقة للإشارة إلى ما أخرجه مسلم والذي لم يقعْ له، وبما أن المصنِّف لم يستخرِج على رواية حماد بن زيد الّتي رواها مسلم فيحتمل أن تكون الإشارة هنا إلى روايته، والله تعالى أعلم بالصواب.
2462 -
حدّثنا مُسْلِمٌ
(1)
، قال: ثنا عاصم بن النضر، قال: ثنا خالِدُ بن الحارث
(2)
، قال: ثنا شعبة، عن أبي نَعَامَةَ، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: قال
(3)
-يعني
(4)
النبي صلى الله عليه وسلم: "كيف بك؟ أو كيف أنت إذا بقيت في قوم يُؤَخّرُوْنَ الصّلاة عن وقتها؟ فصلّ الصّلاة لوقتها، ثمّ إن أُقِيْمَتْ الصلاةُ
(5)
فصلّ معهم، فإنها زيادة خير".
(1)
هو الإمام مسلم، صاحب الصّحيح، رواه بهذا الإسناد في الكتاب والباب المذكورين في (ح / 2458)، (1/ 449) برقم (648/ 243).
(2)
ابن عبيد بن سليم الهُجَيْمِي، أبو عثمان البصري، "ثقة ثبت"(186 هـ) ع. تهذيب الكمال (8/ 35 - 38)، التقريب (ص 187).
(3)
"قال" الثّانية لا توجد في (ط) وهي موجودة في صحيح مسلم و "شرح السنة"(392)(2/ 240) حيث روى الحديث من طريق المصنِّف.
(4)
جملة: "يعني: النبي صلى الله عليه وسلم " لا توجد في صحيح مسلم، وفي "شرح السنة" مثل المثبت.
(5)
"الصّلاة" ساقط من (ل) و (م) وهو موجود في صحيح مسلم و "شرح السنة".
2463 -
حدّثنا مسلم بن الحجاج
(1)
، قال: ثنا
(2)
أبو غسَّان
⦗ص: 387⦘
المِسْمَعِيُّ
(3)
، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن مَطَر
(4)
، عن أبي العالية البراء، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:"صلوا الصّلاة لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم نافلة".
اختصرته، يعني: أمراء يؤخرون الصلاة
(5)
.
(1)
والحديث في صحيحه (648/ 244)(1/ 449)، في الكتاب والباب المذكورين في (ح/ 2458).
(2)
في (ل) و (م) وكذلك في صحيح مسلم: "حدثني".
(3)
هو: مالك بن عبد الواحد البصري، "ثقة"(230 هـ)(م د).
و"المِسْمَعِيُّ" -بكسر الميم الأولى، وسكون السين، وفتح الميم الثّانية- هذه النسبة إلى "المسَامِعَة" وهي محلة بالبصرة نزلها المسمعيُّون فنُسِبَتْ إليهم. انظر: الأنساب (5/ 297)، اللباب (3/ 212)، تهذيب الكمال (27/ 150 - 151)، التقريب (ص 517).
(4)
ابن طهمان الورَّاق، أبو رجاء السلمي مولاهم الخراساني، سكن البصرة و "مطر" بفتحتين.
(5)
والحديث في صحيح مسلم مطولًا.
[باب]
(1)
بيانِ فرضِ
(2)
صلاةِ الخوفِ، وأنها ركعة
(1)
من (ل) و (م).
(2)
كلمة "فرض" ساقطة من (م) فقط.
2464 -
حدّثنا الأَحْمَسِيُّ
(1)
، قال: ثنا المُحَاربي، عن أيوبَ بن عائذٍ الطائيِّ
(2)
، عن بُكَيْر بن الأخْنَس، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، ح
وحدثنا أبو داود السجزي
(3)
، قال: ثنا مسدّدٌ
(4)
وسعيدُ بن منصور، قالا: ثنا أبو عَوانَةَ
(5)
، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال:"فرض الله الصّلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم في الحضر أربعًا، وفي السَّفر ركعتين، وفي الخوف ركعة".
(1)
هو: محمّد بن إسماعيل بن سَمُرةَ الكوفي، و "المحارِبي": عبد الرّحمن بن محمّد.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، جميعًا عن القاسم بن مالك، عن أيوب، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين وفيها، باب صلاة المسافرين وقصرها، (1/ 489) برقم (687/ 6).
(3)
هو: الإمام السجستاني، والحديث في سننه (1247)(2/ 40) بمثله.
(4)
هو: ابن مسرهد البصري.
و"سعيد بن منصور" هو ابن شعبة، أبو عثمان الخراساني، نزيل مكّة.
(5)
هو: الوضاح اليشكري، وهو الملتقى هنا لكلا الطريقين، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وأبي الربيع، وقتيبة بن سعيد، كلهم عن أبي عوانة، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران، (1/ 479)، برقم (687).
[باب]
(1)
بيانِ ذكرِ خبر ابن عمر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم[ورضي عنهما]
(2)
في صلاة الخوف، والدَّليلِ على أنها ركعتان، وعلى الإباحة للمأموم إذا صلى مع الإمام ركعةً، والعدو خلفهم أن ينصرفُوا إلى أصحابهم الذين هم في وجه العدوِّ، فَيَقِفُوا في مكانهم، وينصرف من لم يصلّ؛ فيصلي مع الإمام ركعة، ثمّ يقضي
(3)
كلّ فرقة منهم لأنفسها ركعة
(1)
في (ل) و (م): "باب ذكر" بدون لفظ "بيان".
(2)
من (ل) و (م).
(3)
في (ط): "تقضي".
2465 -
حدّثنا أحمد بن يوسف السُّلَمِي
(1)
قال: ثنا عبد الرزّاق
(2)
، [ح]
(3)
وثنا الدبري، عن عبد الرزّاق
(4)
، قال: أبنا معمر، عن الزّهريّ، عن سالم، عن ابن عمر، قال: "صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بإحدى الطائفتين ركعة، والطائفة الأخرى مواجه
(5)
العدو، ثمّ انصرفوا وقاموا
⦗ص: 390⦘
في مقام أصحابهم مُقْبِلِيْنَ على العدو، وجاء
(6)
أولئك فصلّى بهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم ركعة، ثمّ سلم النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ قضى هؤلاء ركعة، وهؤلاء ركعة"
(7)
.
(1)
(ك 1/ 524).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مُسْلِمٌ عن عبد بن حُمَيد، عن عبد الرزاق، به، بمثله. كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الخوف (1/ 574) برقم (839).
(3)
علامة التحويل مستدركة من (ل)، والسياق يقتضيها.
(4)
والحديث في مصنفه (4241)(2/ 506 - 507) بمثله.
(5)
كذا في النسخ، وفي مصنف عبد الرزّاق وصحيح مسلم، وكذلك البخاريّ: "مواجهة =
⦗ص: 390⦘
= العدو"، وهو أنسب.
(6)
في الأصل: "وجاؤوا" بصيغة الجمع، والمثبت من (ل) و (م) وهو كذلك في مصنف عبد الرزاق وصحيح مسلم.
(7)
وأخرجه البخاريّ (4133) في "المغازي" باب غزوة ذات الرّقاع (7/ 487) عن مسدّد، عن يزيد بن زريع، عن معمر، به، بمثله.
2466 -
حدّثنا يوسف بن مسلَّم
(1)
، قال: ثنا حجاج، ح
وحدثنا الدبري، عن عبد الرزاق
(2)
، عن ابن جُرَيْج، عن ابن شهاب
(3)
، عن سالم، عن ابن عمر، أنه كان يحدث عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوف، ويقول:"صليتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وذكر نحوه.
(1)
هو: يوسف بن سعيد بن مسلَّم، وحجاج هو الأعور المصيصيان.
(2)
والحديث في مصنفه (4242)(2/ 507) بنحوه.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي الربيع الزهراني، حدّثنا فليح، عن الزّهريّ، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2465)، (1/ 574) برقم (839 /
…
".
2467 -
حدّثنا الصغاني، قال: أبنا قَبِيْصَةُ، قال: ثنا سفيان
(1)
، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: "صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف في بعض أيامه؛ فقامت طائفة منهم معه، وطائفة منهم فيما بينه وبين العدو، فصلّى بهم ركعة، ثمّ ذهب هؤلاء إلى مصاف
⦗ص: 391⦘
هؤلاء، وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، فصلّى بهم ركعة، ثمّ سلم عليهم ثمّ قضت الطائفتان ركعة ركعة". قال: وقال ابن عمر: "فإذا كان خوف أكثر من ذلك صلّى راكبًا و
(2)
قائمًا يُومِئ إيماءً"
(3)
.
(1)
هو: الثّوريّ، وابن عيينة لم يُذكر في شيوخ قبيصة، ولا الأخير في تلاميذ الثّاني.
(2)
كذا في النسخ، وفي صحيح مسلم:"أو قائمًا" ولفظ البخاريّ أقرب إلى لفظ المصنِّف، والمعنى واحد.
(3)
وأخرجه البخاريّ (943) في "الخوف" باب صلاة الخوف رجالًا وركبانًا، (2/ 500، مع الفتح) عن سعيد بن يحيى بن سعيد القرشي، عن أبيه، عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة، به، مختصرًا بذكر قول ابن عمر الأخير فقط.
[باب]
(1)
ذِكرِ خبرِ جابرٍ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم[ورضي عنه]
(2)
في صلاة الخوف، وهي ركعتان، وصفتها: أن العدوَّ إذا كانوا بين المسلمين وبين القبلة يصفّون خلف الإمام بأجمعهم، ويدخلون
(3)
معه
(4)
في صلاته
(5)
، ويركعون
(6)
معه؛ فإذا رفع رأسه وسجد، سجد من يليه معه، ويَثْبُتُ الآخرونِ قيامًا يَحْرُسُونهم، حتّى إذا رفعوا رؤوسهم وقفوا حتّى يسجد منْ خلفهم سجْدَتَيْن، ثمّ تَقَدَّموا فقاموا في مقامهم، ثمّ انصرف مَنْ خَلْفهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى مكان هؤلاء
(1)
من (ل) و (م).
(2)
من (ل) و (م).
(3)
في الأصل "ويدخلوا" -بالجزم- والمثبت من (ل) و (م) وهو الصّحيح.
(4)
في الأصل: "معهم"، والمثبت من (ل) و (م)، وهو الصّحيح لأن الضمير يعود إلى (الإمام).
(5)
في الأصل: "في صلاة" -بالتنكير- والمثبت من (ل) و (م) وهو الأنسب.
(6)
في الأصل: "ويركعوا" -بالجزم- والمثبت من (ل) و (م) وهو الصّحيح.
2468 -
حدّثنا عمار بن رَجَاء، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أبنا عبد الملك بن أبي سليمان
(1)
، عن عطاء
(2)
، عن جابر، قال: "صلّى
⦗ص: 393⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا صلاة الخوف، فَصَفَفْنَا خلفه صَفَّيْنِ، والعدو
(3)
بيننا وبين القبلة، فكبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم وكبرنا جميعًا، ثمّ ركع وركعنا جميعًا، ثمّ رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعًا، ثمّ انحدر
(4)
بالسُّجُودِ، والصف الّذي يليه، وقام الصف المؤخر في نحر العدو، فلما قضى النّبيّ صلى الله عليه وسلم السجود وقام الصف الّذي يليه، انْحَدَرَ الصف المؤخر بالسجود، وقاموا، ثمّ تقدّم الصف المؤخر، وتأخر الصف المقدم، ثمّ ركع النّبيّ صلى الله عليه وسلم وركعنا جميعًا، ثمّ رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعًا، ثمّ انحدر
(5)
بالسُّجُودِ والصف الّذي يليه الذين
(6)
كانوا مؤخرًا في الركعة الأولى، وقام الصف المؤخر في نُحور العدو، فلما قضى النّبيّ صلى الله عليه وسلم السجود والصف الّذي يليه، انْحَدَرَ الصف المؤخَّر بالسُّجُودِ فسجدوا، ثمّ سلّم النّبيّ صلى الله عليه وسلم وسلّمنا جميعًا".
⦗ص: 394⦘
قال جابر: كما يصنع حَرَسُكُمْ
(7)
هؤلاء بأُمرائِهم.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمّد بن عبد الله بن نمير، حدثني أبي، حدّثنا عبد الملك ابن أبي سليمان، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2465)، (1/ 574) برقم (840).
(2)
هو: ابن أبي رباح.
(3)
(ك 1/ 525).
(4)
من الحدور، وهو ضد الصعود. انظر: النهاية (1/ 353).
(5)
في (م): "انحدرنا" والمثبت أنسب.
(6)
هكذا في جميع النسخ: "الذين كانوا مؤخرًا" وفي "شرح السنة "(1097)(4/ 291)، حيث روى البغوي هذا الحديث من طريق المصنِّف -وكذلك في صحيح مسلم "الّذي كان مؤخرًا" وهو الصّحيح، وما هنا لا يتناسب مع وحدة ما قبله:"الصف" وما بعده: "مؤخرًا".
على أن الصف يُؤَوَّل بمن فيه فيصح وصفه بالجمع، وسيأتي ذلك في (ح / 2470).
(7)
في الأصل: "حَرَسيّكم" -بالإفراد- والمثبت من (ل) و (م) و "شرح السنة" وكذلك في صحيح مسلم وهو الأنسب نظرًا لكون "هؤلاء" جمعًا.
2469 -
حدّثنا
(1)
عبد الرّحمن بن محمد بن منصور البصري
(2)
، قال: ثنا يحيى بن سعيد
(3)
، قال: حدّثنا عبد الملك بن أبي سليمان، قال: ثنا عطاء، عن جابر بن عبد الله، قال:"انْكَسَفَتِ الشّمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك اليوم الّذي مات فيه إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النَّاس: إنّما انكسفت لموت إبراهيم، فقام النّبيّ صلى الله عليه وسلم فصلّى بالناس ستَّ ركعات في أربع سجدات". وساق الحديث
(4)
.
(1)
هكذا في النسخ، وليس هذا موضع هذا الحديث، إذ أنه يتعلّق بالكسوف، ولا أدري لماذا جيء بالحديث هنا، وقد رواه المصنِّف في "الكسوف" عن أبي داود السجستاني، عن أحمد بن حنبل، عن القطان، به، برقم (2497).
(2)
هو: الحارثي المعروف بـ (قربزان).
(3)
هو: القطان.
(4)
وسيأتي الحديث -كما سبق- برقم (2497) من طريق أحمد بن حنبل، به، مطوَّلا.
2470 -
حدّثنا أحمد بن محمّد الِبرتِيُّ القاضي
(1)
، قال: ثنا أبو معمر، قال: ثنا عبد الوارث، قال: ثنا أيوب، عن أبي الزبير
(2)
، عن
⦗ص: 395⦘
جابر قال: "صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الخوف. قال: ركع بهم جميعًا، وسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد الصف الذين
(3)
يلونه، والآخرون قيامٌ. حتّى إذا قام هؤلاء سجد أولئك لأنفسهم سجدتين، ثمّ تخلَّلُوهم حتّى تقدموا، فقاموا
(4)
مقامهم، وتأخر أولئك وقاموا مقام هؤلاء. قال: فركع بهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم جميعًا، ثمّ سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد الصف الذين يلونه، وهؤلاء قيام
(5)
. قال: فلما رفعوا رؤوسهم سجد هؤلاء لأنفسهم سَجْدَتَيْنِ. قال: فكلُّهم ركعوا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم وسجدت كلُّ طائفة لأنفسها سجدتين".
(1)
هو البغدادي، أبو العباس. و "أبو معمر" هو: عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المِنْقَرِي. وعبد الوارث، هو ابن سعيد، وأيوب هو: السختياني.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أحمد بن عبد الله بن يونس، حدّثنا زهير، حدّثنا =
⦗ص: 395⦘
= أبو الزبير، به، بنحوه بذكر قصة الغزو كما في الحديث الآتي. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2463)، (1/ 575) برقم:(840/ 308).
(3)
كذا في النسخ، ويصح بأن المراد بـ (الصف): الذين فيه، وهو كذلك في صحيح ابن حبّان (7/ 126)(2874) -رواية عبد الوارث نفسه- وراجع ما قدّمته في (ح / 2468).
(4)
في الأصل: "فقام" والمثبت من (ل) و (م) وهو الصّحيح.
(5)
(ك 1/ 526).
2471 -
حدّثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني
(1)
، قال: أبنا عبد الرزّاق، ح
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد
(2)
، قال: قرأنا على عبد الرزّاق
(3)
،
⦗ص: 396⦘
عن سفيان [الثوري]
(4)
، عن أبي الزبير
(5)
، عن جابر قال: "غَزَوْنَا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قومًا من جُهَيْنَةَ
(6)
، فقاتلوا قتالًا شديدًا، فلما صلّينا الظّهرَ قال المشركون: لو مِلْنَا عليهم مَيْلَةً". فذكر مثله.
(1)
هو الحسن بن يحيى بن الجعد العبدي، أبو علي بن أبي الربيع الجرجاني، نزيل بغداد.
(2)
هو: المعروف بالدَّبَرِي.
(3)
الحديث في مصنفه (4238)(2/ 505، 506)، وأحال متنه على حديث =
⦗ص: 396⦘
= أبي عياش الزرقي قبله.
(4)
من (ل) و (م) وانظر مصنف عبد الرزاق (4238).
(5)
هنا موضع الالتقاء.
(6)
(جُهَيْنة) -بضم الجيم، وفتح الهاء، وسكون الياء المثناة تحت-، حيٌّ عظيم من قضاعة من القحطانية، وهم: بنو جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة. كانت منازلهم بين (ينبع) والمدينة إلى وادي (الصفراء) جنوبًا، و (العيص) و (ديار بلي) شمالًا. انظر:(نسب معدّ واليمن الكبير)(2/ 723)، جمهرة أنساب العرب لابن حزم (ص 440 - 444)، نهاية الأرب (ص 204)، معجم قبائل العرب (1/ 216 - 217)، معجم قبائل الحجاز (ص 95).
2472 -
حدّثنا الصغاني، قال: ثنا أحمد بن يونس
(1)
، قال: ثنا زهير
(2)
، قال: ثنا أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: "غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قومًا من جهينة، فقاتلوا قتالًا شديدًا، فلما صلّينا الظهر قال المشركون: لو مِلْنَا عليهم مَيْلَةً لاقْتَطَعْنَاهُمْ
(3)
، فأخبر بذلك جبريلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم. قال: فذكر ذلك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وقالوا: إنّه
⦗ص: 397⦘
ستَأْتِيْهِمْ
(4)
صلاة هي أحب إليهم من الأولاد؛ فلما حَضَرَتِ الصّلاة
(5)
صَفَفْنَا صَفَّيْن والمشركون بيننا وبين القبلة. قال: فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكَبَّرْنا، وركع فركعنا، ثمّ سجد وسجد معه الصف
(6)
. فلما قاموا سجد الصف الثّاني، ثمّ تأخر الصف الأوّل، وتقدم الصف الثّاني فقاموا مقام الأوّل، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كبرنا، وركع فركعنا، ثمّ سجد وسجد معه الصف الأوّل، وقام الثّاني. فلما سجد الصف الثّاني ثمّ جلسوا جميعا، سلّم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم".
قال أبو الزبير: ثمّ خصَّ
(7)
جابر أن قال: "كما يصلي أُمَراؤُكم هؤلاء". وحديث
(8)
زهير أتم
(9)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء.
(2)
هو: ابن معاوية.
(3)
أي: لأصبناهم منفردين، واستأصلناهم، واقتطع الشيء: إذا أخذه وانفرد به. انظر: النهاية (4/ 82).
(4)
في الأصل "سيأتيهم"، والمثبت من (ل) و (م) وهو الأنسب.
(5)
في صحيح مسلم بلفظ: "العصر" وهي المراد بالصلاة هنا أيضًا.
(6)
وفي صحيح مسلم زيادة "الأوّل".
(7)
في (ل) و (م): "قصَّ".
(8)
في (ل) و (م) هذه الجملة: "وحديث زهير أتم" بعد الحديث الآتي، وهو أنسب.
(9)
من فوائد الاستخراج:
صرَّح أبو الزبير -وهو المدلّسُ المعروف- بالسماع عن جابر عند المصنِّف، وقد عنْعَنَ عند مسلم عن جابر.
2473 -
حدّثنا أبو داود الحَرَّانِي
(1)
، قال: ثنا أبو علي الحَنَفَيُّ،
⦗ص: 398⦘
قال: ثنا هشام الدستوائي، عن أبي الزبير، عن جابر، بنحوه
(2)
.
(1)
هو: سليمان بن سيف الطائي، وأبو علي الحنفي هو: عبيد الله بن عبد المجيد البصري.
(2)
أخرجه البخاريّ (4130) تعليقًا: وقال معاذ: حدّثنا هشام، به، ولم يسق متنه كاملًا. (7/ 486، مع الفتح).
2474 -
حدّثنا
(1)
أبو داود الحراني، قال: ثنا أبو عَتَّاب سهل بن حماد، قال: حدّثنا عزرة بن ثابت
(2)
، قال: حدثني أبو الزبير
(3)
، عن جابر [بن عبد الله]
(4)
، قال: "صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الخوف، وصفهم صفين، فركع بهم جميعًا، ثمّ سجد فسجد معه
(5)
الصفُّ الأوّل، فلما قاموا سجد الآخرون، فلما رفعوا رؤوسهم سجد الصفُّ الآخر، ثمّ سلم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليهم جميعًا".
(1)
هذا الحديث بعد (ح / 2475) عند (ل) و (م) وهو هنا أنسب.
(2)
ابن أبي زيد بن أخطب الأنصاري البصري، "ثقة من السابعة". (خ م قد ت س ق).
و"عزرة" -بفتح أوله، وسكون الزاي، تليها راء مفتوحة، ثمّ هاء. انظر: إكمال ابن ماكولا (6/ 200 - 201)، تهذيب الكمال (20/ 49 - 51)، توضيح المشتبه (6/ 256)، التقريب (ص 390).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
من (ل) و (م).
(5)
(ك 1/ 527).
2475 -
حدّثنا الأَحْمَسِيُّ
(1)
وابنُ عفان، قالا: ثنا يحيى بن فَصِيل
(2)
،
⦗ص: 399⦘
عن الحسن بن صالح
(3)
، عن سُليمان أبي إسحاق الشَّيْبَاني
(4)
، عن يزيد الفقير
(5)
، عن جابر بن عبد الله -في صلاة الخوف- قال: "قام النّبيّ صلى الله عليه وسلم وصفَّ صفًّا خلفه، وصفًّا مَصَافِّي
(6)
العدو، فصلّى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 400⦘
ركعةً، ثمّ تأخر الصفُّ الذين صلوا خلفه وصافوا العدو، وجاء الصف الذين كانوا مصافي العدو، فصلّى بهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم ركعة، ثمّ سلم؛ فكانت للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ركعتان، ولكل صف منهم ركعة ركعة"
(7)
.
(1)
الأحمسي هو: محمّد بن إسماعيل بن حَمُرةَ، و "ابن عفان": الحسن بن علي بن عفان العامري.
(2)
هو الغنوي الكوفي، أورده ابن أبي حاتم في "الجرح"(9/ 181) ولم ينقل فيه جرحًا ولا تعديلًا، =
⦗ص: 399⦘
= ولم يذكر من شيوخه وتلاميذه إِلَّا ما ورد هنا في السند، وكذلك بقية المصادر الآتية.
وقد كُتبَ: (فَصِيل) في الأصل -بالضاد المعجمة-، والمثبت من (ل) وهو الصّحيح، وقد ضبطه بالمهملة كلٌّ مِنْ: الدارقطني في "مؤتلفه"(4/ 1817) وابن ماكولا في "إكماله"(7/ 52)، والذهبي في "المشتبه"(2/ 509) وابن ناصر الدين في "توضيحه"(7/ 110) والحافظ في "تبصيره"(3/ 1081) والزبيدي في "تاج العروس"(8/ 61 - مادة "فصل").
وضبطه كذلك العسكري أيضًا في "تصحيفات المحدثين"(3/ 1054) ولكنه انفرد بضبط أوله بالقاف بدل الفاء.
وعليه، فما في "الجرح" وتهذيب الكمال (6/ 180، 158) وهنا في الأصل -بالضاد المعجمة- تصحيف، وقد اتفق الجميع على أن أوله مفتوح.
(3)
ابن صالح بن حي الهمداني -بسكون الميم- الثّوريّ، "ثقة فقيه عابد رمي بالتشيع"(169 هـ)، (بخ م 4). تهذيب الكمال (6/ 177 - 191)، التقريب (ص 161).
(4)
هو: سليمان بن أبي سليمان.
(5)
هو: يزيد بن صُهَيْب الفَقِير، أبو عثمان الكوفي، "ثقة، من الرّابعة"، (خ م د س ق)، وقيل له:"الفَقِير" لأنه كان يشكو فَقَار ظهره. تهذيب الكمال (32/ 163 - 165)، التقريب (ص 602).
(6)
أي: مقابلهم، و "المصَافّ" -بالفتح وتشديد الفاء- جمع مصفّ، وهو موضع الحرب الّذي يكون فيه الصفوف، ولفظ النسائي (3/ 175):"وطائفة مواجِهَةَ العدو". انظر: النهاية (3/ 37 - 38).
(7)
الحديث من زوائد المصنِّفِ على صحيح الإمام مسلم؛ لأن الوصفَ الواردَ هنا لصلاة الخوف مغايرٌ تمامًا لما ورد في أحاديث جابر رضي الله عنه المتقدمةِ [ح / 2468، 2470 - 2474].
ومن أوجه المغايرة:
أوَّلًا: إن حديث جابر المتقدم بالأرقام المذكورة -والذي رواه مسلم أيضًا- يفيد بأن كلتا الطائفتين ائتمَّتْ بالنبي صلى الله عليه وسلم في وقت واحد إِلَّا في حالة السجود، فينتظرُ الصفُّ المؤَخَّرُ فيه حتّى يرفع الصفُّ الأولُ رأسَه من السجود، ثمّ يسجد، بينما في هذا الحديث [ح / 2475] صلّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بكل طائفة على حدة.
ثانيًا: في حديث جابر رضي الله عنه المتقدمِ كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان، ولكلٍّ من الطائفتين ركعتان كذلك، بينما في هذا الحديث كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان، ولكل طائفة ركعةٌ واحدةٌ فقط.
فهذا الحديث مغاير لأحاديث جابر السابقة ولم يخرجه مسلم أصلًا.
وقد أخرجه: ابنُ أبي شيبة في (مصنَّفه): (8276)، (2/ 216) [ومن طريقه ابنُ حبّان:(2869)، (7/ 120)]، وأحمدُ (3/ 298)، وابن خزيمة (1347)، (2/ 294 - 295)، والطّبريّ في (تفسيره):(10345)، (4/ 249)، كلُّهم من طريق محمّد بن جعفر (غندر) عن شعبة، عن الحكم، عن يزيد الفقير، به، بنحوه.
وأخرجه النسائي (3/ 174) في (صلاة الخوف)، وابن خزيمة (1347، 1348)، =
⦗ص: 401⦘
= (2/ 294 - 295) من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة (8281)، (2/ 217) -مختصرًا -، وابن خزيمة (1348)، (2/ 295) من طريق مسعر بن كدام، عن يزيد، به.
وأخرجه الطيالسي (1789)، (ص 247)، وابن أبي شيبة (8281)، (2/ 217) -مختصرًا -، والنسائي (3/ 175)، وابن خزيمة (1364)، (2/ 304 - 305)، والطحاوي في (المعاني):(1/ 310)، والبيهقي (3/ 263)، كلُّهم من طرق، عن عبد الرّحمن بن عبد الله المسعودي، عن يزيد الفقير، به.
ولفظُ ابن أبي شيبة وغيْرِه: "فقام صف بين يديه، وصف خلفه"، وفيه زيادة توضيح وبيان بأن العدوَّ كان بين المسلمين وبين القبلة.
والحديث بإسناد المصنفِ صحيح لولا (يحيى بن فَصِيْل) هذا، لكنه متابَعٌ متابعة قاصرة هنا، وطريق أحمد وابن أبي شيبة وابن خزيمة وابن حبّان على شرط الشيخين، فهو صحيح لغيره.
ومن شواهد هذا الحديث:
1 -
حديث ابن عبّاس رضي الله عنه: أخرجه ابن أبي شيبة (8281)، (2/ 215)، وأحمد (1/ 232) -[برقم / 2063]، والنسائي (6/ 169)، وابن خزيمة (1344)، (2/ 293 - 294)، وابن حبّان (2871)، (7/ 122)، وغيرُهم من طرق، عن الثّوريّ، عن أبي بكر ابن أبي الجهم، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبّاس مرفوعًا، وهو صحيح على شرط مسلم.
2 -
حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه: أخرجه عبد الرزاق (4250) وابن أبي شيبة (8272)، (2/ 215)، والنسائي (3/ 168)، وغيرُهم من طرق، عن الثّوريّ، عن الرّكين بن الرَّبيع، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت مرفوعًا، وإسناده حسن.
[باب]
(1)
ذكرِ خبرِ سَهْلِ بن أبي حثمة
(2)
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف، وهي: ركعتان، وصفتها
(3)
: أن طائفةً من المسلمين يُكبِّرون مع الإمام، وطائفةٌ تحرسُهم، وجوهُهُم إلى العدوّ، فإذا صلَّتِ الطائفةُ مع الإمام ركعةً ثبتَ الإمامُ قائمًا، وصَلَّتْ لأنفُسها ركعةً، وانصرفَتْ إلى مكان من يحْرُسُهم، وينصرف
(4)
هؤلاء؛ فيقفون مع الإمام، فيركع
(5)
ويَثْبُتُ جالسًا حتّى يُصلُّوا ركعةً، ثمّ يُسلّم بهم
(1)
من (ل) و (م).
(2)
هو: سهل بن أبي حثمة بن ساعدة بن عامر الأنصاري الخزرجي، المدني، صحابي صغير، مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين، وعلى هذا فتكون روايته لقصة صلاة الخوف مرسلة، وانظر (ح / 2480)، وتوفي في أول خلافة معاوية رضي الله عنهما و (حيثمة) بمفتوحة وسكون مثلثة ع. انظر: الاستيعاب (1087)(2/ 221)، أسد الغابة (2286)، (2/ 570)، تهذيب الكمال (12/ 177 - 179)، الإصابة (2526)(3/ 163)، الفتح (7/ 490)، تهذيب التهذيب (4/ 218)، المغني للفتني (ص 71).
(3)
في (م): "وحديثهما" وهو خطأ.
(4)
كذا في (ط)، وفي النسخ:(وينصرفوا) -بالجمع- وهو خطأ، -إِلَّا على لغة (أكلوني البراغيث) - والصّحيح:"وينصرف" -بالوحدة-.
(5)
في (ل): "فيركع بهم ركعة" وفي (م): "فركع بهم ركعة"، وما في (ل) أنسب.
2476 -
حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور البصري
(1)
، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: ثنا يحيى بن سعيد
(2)
، ح
وحدثنا أبو داود السِّجْزِي
(3)
، قال: ثنا القعنبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمّد
(4)
، عن صَالح بن خَوّات الأنصاري
(5)
، أن سَهلَ بن أبي حثمة الأنصاري حدَّثه، أنَّ صلاةَ الخوف: أن يقومَ الإمامُ وطائفةٌ من أصحابه، وطائفةٌ مواجهة العدوِّ، فيركعُ الإمامُ ركعةً، ويسجُد بالذين معه، ثمّ يقومُ، فإذا استوى قائمًا ثبت قائمًا، وأتمُّوا لأنفُسِهِم الركعَةَ الثّانية
(6)
، ثمّ سلَّموا وانصرفوا والإمامُ قائمٌ، فكانوا
⦗ص: 404⦘
وُجاه
(7)
العدوِّ، ثمّ يُقْبلُ الآخرون الذين لم يصلُّوا فيكبرون
(8)
وراء الإمام [فيرْكع بهم
(9)
]، ويسجُدُ بهم، ثمّ يسلِّم
(10)
، فيقومون فيركَعُون لأنفسِهِم الثّانية، ثمّ يُسلّمون"
(11)
(12)
. معنى حديثهما واحد
(13)
.
(1)
هو: المعروف بـ (قربزان).
(2)
هو: الأنصاري.
(3)
في (ل) و (م): "السجستاني"، وهو كذلك، والحديث في سننه (1239)(2/ 31 - 32).
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عبيد الله بن معاذ العنبري، حدّثنا أبي، حدّثنا شعبة، عن عبد الرّحمن بن القاسم (بن محمّد)، عن أبيه، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2465)، (1/ 575)، برقم (841).
(5)
ابن جُبَيْر بن النعمان الأنصاري، المدني، "ثقة، من الرّابعة".
و"خوات" بفتح المعجمة، وتشديد الواو، وآخره مثناة. تهذيب الكمال (13/ 35 - 36)، توضيح المشتبه (2/ 499)، التقريب (ص 271).
(6)
في سنن أبي داود: "الباقية"، و "الركعة" مزيدة فيه في الموضع الأخير أيضًا، وكذلك في الموطأ -رواية يحيى-.
(7)
أي: مقابلهم وإزاؤهم، وتكسر الواو وتضم. انظر: المشارق (2/ 280)، النهاية (5/ 159).
(8)
في جميع النسخ: "فيكبروا" -بالجزم- وهو خطأ لانتفاء الجازم، والتصحيح من سنن أبي داود (1239) وموطَّأ مالك (1/ 184) وقد ساق المصنِّف هنا لأبي داود السابق.
(9)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وقد أثبته من (ل) و (م)، وهو موجود في سنن أبي داود أيضًا.
(10)
في الأصل و (ط) هنا زيادة: "بهم" بخلاف (ل) و (م) وسنن أبي داود والموطَّأ، وهذه الزيادة خطأ، لأنهم لا يسلمون قبل الإتمام.
(11)
هذا يخالف ما سيأتي من أن الإمام ينتظر انتهاء الطائفة الثّانية من قضاء ركعتها الثّانية، ثمّ يسلم بالجميع، وانظر (ح / 2477).
(12)
(ك 1/ 528).
(13)
وأخرجه البخاريّ (4131) في "المغازي" باب غزوة ذات الرّقاع
…
(7/ 486) عن مسدد، عن القطان، به، بنحو سياق مسلم -رحمهما الله تعالى-.
والحديث في موطأ مالك -رواية يحيى - (1/ 183)، بمثله.
2477 -
حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن سالم [المكي]
(1)
، وعمّار بن رَجَاء، قالا: ثنا رَوْح بن عُبَادة، قال: ثنا شعبة
(2)
، قال: ثنا عبد الرّحمن بن
⦗ص: 405⦘
القاسم، عن أبيه، عن صالح بن خَوّات، عن سَهْل بن أبي حثمة، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، بمثل حديث يحيى بن سعيد في صلاةِ الخوف، قال: "يقوم طائفةٌ بين يَدَيِ الإمام، وطائفة
(3)
خَلفه، فيصلّي بالذين خلفه ركعةً وسجدتين، ثمّ يَقْعُد مكانه، ثمّ يُصلوا
(4)
ركعةً وسَجدتَين، ثمّ يَتَحَوَّلون إلى مكان
(5)
أصحابهم، ثمّ يتحَوَّل أصحابهم إلى مَكَان هؤلاء، فَيصلّي بهم ركعةً وسَجْدَتَين، ثمّ يَقْعُد مكانَه حتّى يصلُّوا ركعةً وسجدتين ثمّ يُسَلِّم"
(6)
(7)
.
(1)
من (ل) و (م) وهو كذلك.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
(3)
في (ط): "والطائفة" وهو خطأ.
(4)
كذا في النسخ، وهو خطأ؛ لانتفاء الجازم، والصّحيح:(يصلون)، وعند ابن الجارود (236) وابن حبّان (2885) بلفظ:"حتّى يقضوا ركعة وسجدتين".
(5)
في (ل) و (م): "مقام" وكذلك في المنتقى لابن الجارود، حيث روى الحديث عن إسماعيل المكي، من طريق يحيى الأنصاري، به -ثمّ ساق المتن بمثل ما هنا، ثمّ رواه عن المكي، به، وقال:"بمثله". (236/ 237)(1/ 212) -مع الغوث-، وعند ابن حبّان (2885)(7/ 140) وابن خزيمة (1358) - من حديث روح، به، بمثل المثبت.
(6)
أخرجه البخاريّ (4131) في "المغازي"، باب غزوة الرّقاع (7/ 486)، عن مسدد، عن القطان، عن شعبة، به، وأحال متنه على حديث يحيى الأنصاري، بقوله:"بمثله".
(7)
تقدّم في حديث يحيى بن سعيد الأنصاري أن الإمام يسلم قبل أن تقضى الطائفةُ الثَّانِيَةُ الركعةَ، وهنا أنه ينتظرهم ويسلّم بهم، وكلا الحديثين متفق على صحتهما -كما بُين ذلك- ولكن رواية يحيى الأنصاري موقوفة، على أن الإمام ابن عبد البرّ قال:"ومثله لا يقال من جهة الرأي، وهذه -رواية شعبة- وإن كانت مرسلة إِلَّا أنها من مراسيل الصحابي -سهل- وهي كالمرفوع".
وبناءً على هذا الاختلاف بين الحديثين المذكورين اختلف الأئمة الذين أخذوا بحديث سهل في كيفية صلاة الخوف. =
⦗ص: 406⦘
= وبالأول أخذ الإمام مالك -وسيأتي مزيد تفصيل في رأيه في (ح / 2480) إن شاء الله تعالى- وبالثّاني أخذ الشّافعيّ، ومال إليه أحمد، ومن حجج مالك في هذا الاختيار القياس على سائر الصلوات في أن الإمام ليس له أن ينتظر أحدًا سبقه بشيء، وأن السنة المجتمع عليها أن يقضى المأمومون ما سبقوا به بعد سلام الإمام.
وذهب ابن حزم إلى أنه لا سلَفَ للإمام مالك في ذلك إِلَّا سهل بن أبي حثمة.
ودعم الشّافعي رأيه بظاهر القرآن الكريم أوَّلًا.
وثانيًا: أن الرِّواية عن سهل متعارضة، فقوله الّذي يوافق روايته ورواية غيره أولى (وقصده بذلك حديث يزيد بن رومان المرفوع ح / 719).
انظر: معرفة السنن والآثار (5/ 16 - 18)، التمهيد (15/ 261 - 265)، (23/ 165 - 166)، المحلى (5/ 38 - 39)، (طبعة شاكر)، بداية المجتهد (4/ 11 - 12) -مع الهداية-، المغني (2/ 261 - 262) -مع الشرح الكبير-، الإنصاف للمرداوي (2/ 350 - 351).
2478 -
حدّثنا محمّد بن اللَّيث [المروزي]
(1)
، قال: حدثني عَبْدان
(2)
، قال: أخبرني أبي
(3)
، عن شعبة
(4)
، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن
⦗ص: 407⦘
صَالح، عن سَهْل بن أبي حَثْمَة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في صلاة الخوف:"يَصُفّ صفين خلف الإمام، فيصلّي بالصف الذين يلونَه ركعةً وسَجْدتين، ثمّ يقوم هؤلاء مقام هؤلاء، وهؤلاء مقام هؤلاء، فيصلّي بالصف الذين يلونه ركعةً وسجدتين، ثمّ يقعد، ويصلّي الصف الآخر ركعةً وسجدتين، ثمّ يسلم بهم جميعًا".
(1)
من (ل) و (م) وهو كذلك.
(2)
هو: عبد الله بن عثمان بن جَبَلة -بفتح الجيم والموحدة- ابن أبي روَّاد -بفتح الراء وتشديد الواو- العَتَكي -بفتح المهملة والمثناة-، أبو عبد الرّحمن المروزي الملقّب "عبدان". "ثقة حافظ"(221 هـ)، (خ م د ت س). تهذيب الكمال (15/ 276 - 279)، توضيح المشتبه (2/ 191 - جبلة)، (4/ 235 - رواد)، (6/ 181 - العتكي)، التقريب (ص 313).
(3)
هو: عثمان بن جَبَلة المروزي، "ثقة"، مات على رأس المائتين، (خ م س). تهذيب الكمال (19/ 344 - 346)، التقريب (ص 382).
(4)
هنا موضع الالتقاء.
2479 -
حدّثنا أبو داود السجستاني
(1)
، قال: ثنا عبيد الله بن معاذ
(2)
، قال: ثنا أبي
(3)
، قال: ثنا شعبة، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبي حثمة:"أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى بأصْحابه في خَوْفٍ، فجعلهم خلفه صَفَّيْنِ، فصلّى بالذين يلونه ركعةً، ثمّ قام فلم يزل قائمًا حتّى صلّى الذين خلفه ركعة، ثمّ تقدموا وتأخر الذين كانوا قدَّامَهم، فصلّى بهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم ركعة، ثمّ قعد حتّى صلّى الذين تخلًفوا ركعةً ثمّ سلّم".
(1)
والحديث في سننه (1237)(2/ 30).
(2)
هنا موضع الالتقاء. و"عبيد الله بن معاذ" هو ابن مُعاذ بن نصر بن حسَّان العَنْبري، أبو عمرو البصري، "ثقة حافظ"(237 هـ)(خ م د س). تهذيب الكمال (19/ 158 - 160)، التقريب (ص 374).
(3)
هو: مُعاذ بن معاذ بن نصر العنبري، أبو المثنى البصري القاضي، "ثقة متقن"(196 هـ)، ع. تهذيب الكمال (28/ 132 - 137)، التقريب (ص 536).
2480 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قال: أبنا ابن وهب، أن
⦗ص: 408⦘
مالكًا
(1)
حدثه ح
وحدثنا أبو داود الحراني، قال: ثنا القعنبي، عن مالك، عن يزيد بن رومان
(2)
، عن صالح بن خوات، عمن
(3)
صلّى مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم ذاتِ الرقاعِ
(4)
صلاة الخوف: "أن طائفةً صفتْ معه، وطائفة وُجاه العدو،
⦗ص: 409⦘
فصلّى بالذين معه ركعة، ثمّ ثبت قائمًا، وأتمّوا لأنفسهم، ثمّ انصرفوا وصفوا وُجاه العدوِّ، وجاءت
(5)
الطائفةُ الأُخرى فصلَّى بهم الركعةَ الّتي بقيتْ من صلاته، ثمّ ثبتَ جالسًا، وأتموا لأنفسهم، ثمّ سلّم بهم"
(6)
.
زاد القعنبي: قال مالك: "وحديث يزيد بن رومان أحبُّ ما سمعت إِليَّ"
(7)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2465)، (1/ 575 - 576) برقم (842).
(2)
هو: المدني، أبو رَوْح، مولى آل الزبير، "ثقة"، (130 هـ)، ع. تهذيب الكمال (32/ 122 - 123)، التقريب (ص 601).
(3)
قيل: اسم هذا المبهم سهل بن أبي حثمة، لأن القاسم بن محمد روى هذا الحديث عن صالح، عن سهل، كما سبق في الأحاديث (2476 - 2477) وهذا ظاهر من صنيع أبي حاتم في علل ابنه (1/ 128)(352)، ولكن رجح الحافظ في (الفتح)(7/ 487) أنه أبوه (خوات بن جُبَيْر) وجزم بذلك النووي في (تهذيب الأسماء واللغات)(1/ 178، 2/ 315). وراجع "الفتح" للوقوف على الأدلة التي تقوي مذهبه في ذلك.
(4)
هي غزوة معروفة، كانت في أوائل سنة 7 هـ على الراجح، خرج النبي صلى الله عليه وسلم فيها مستهدفًا غطفان، فسار حتى وصل (نخلًا) -وهو الوادي الذي تقع فيه بلدة (الحناكية) شرق المدينة على مسافة مائة كيل، فلقى بها جمعًا من غطفان، فتقاربوا ولكن لم يحصل قتال، ثم عادوا إلى المدينة، وسميت بذلك لأنهم لفُّوا في أرجلهم الخِرق بعد أن تنقّبت خِفافهم، وكان لكل ستةٍ بعيرٌ يتعاقبون على ركوبه، وقيل: غير ذلك.
راجع: صحيح البخاري (7/ 481)، السيرة لابن هشام (3/ 119)، زاد المعاد (3/ 250 - 254)، فتح الباري (7/ 481 - 488)، المعالم الأثيرة (ص 287).
(5)
(ك 1/ 529).
(6)
الحديث في موطَّأ مالك -رواية يحيى- (1/ 183)، بدون ما زاده القعنبي، وأخرجه البخاريّ (4129) في "المغازي" باب غزوة ذات الرّقاع
…
(7/ 486)، عن قتيبة، عن مالك، به، بمثله.
(7)
وقد ثبت رجوع مالك عن هذا الرأي، قال ابن القاسم:"العمل عند مالك في صلاة الخوف على حديث القاسم بن محمّد عن صالح بن خوَّات، قال: وقد كان مالك يقول بحديث يزيد بن رومان، ثمّ رجع إلى هذا". التمهيد (15/ 262)، (23/ 32).
[باب]
(1)
بيانِ صلاةِ الخوفِ من العدو قَبْلَ اجتماعهم ووقوفهم للمسلمين، وصفتها: أن الإمام يصلي بطائفة ركعتين، والطائفة الأخرى تحرسهم، ثم تنصرفُ الّتي صلت فتقفُ مكانهم، وتنصرف الطائفة الّتي بإزاء العدوّ إلى الإمام، فيصلّي بهم ركعتين، فيكون للإمام أربعٌ
(2)
، و
لهم ركعتان (3) ركعتان
(3)
(1)
(ل) و (م).
(2)
في النسخ: "أربعًا" -بالنصب- والتصحيح من عندي.
(3)
في النسخ: "ركعتين ركعتين" والتصحيح من عندي.
2481 -
حدّثنا الصغاني، قال: ثنا عفَّانُ بن مُسلم
(1)
، قال: ثنا أبانٌ العطَّار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلَمَةَ، عن جابر بن عبد الله، قال: "أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى إذا كنا بذات
(2)
الرّقاع. فكنا إذا أتيْنا على
⦗ص: 411⦘
شجرة ظليلة
(3)
تركناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فجاء رجل
(4)
من المشركين وسيف نبي الله
(5)
صلى الله عليه وسلم معلق بشجرة، فأخذ سيف نبي الله صلى الله عليه وسلم فاخْتَرطَه
(6)
، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم:"تخافني"؟ قال: "لا". قال: "فمن يمنعك مني"؟ قال: "الله يمنعني منك". قال: فتهدده أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فَغَمَد
(7)
السَّيْفَ وعلقه، قال: فنودي بالصلاة، قال: فصلّى بطائفة ركعتين، ثمّ تأخروا، فصلّى بالطائفة الأخرى ركعتين. قال: فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات، وللقوم ركعتان
(8)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عفان، به. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2465)، (1/ 576) برقم:(843).
(2)
قيل: اسم شجرة في موضع الغزوة، سميت الغزوة بها، وقيل: ذات الرّقاع جبل فيه سواد وبياض وحمرة، فكأنها رقاعٌ في الجبل.
ورجح الحموي أنه موضعٌ، وموقعها محصور بين (نخل) -وادي الحنكية- وبين (الشُّقرة) في مسافة خمسة وعشرين كيلًا طولًا، فالأول (نخل) يبعد عن المدينة (100) كيل، والثّاني يبعد عنها (75) كيلًا. انظر: معجم البلدان (3/ 64)، المعالم الأثيرة (ص 128).
(3)
أي: ذات ظل. شرح النووي (6/ 129)، مكمل الإكمال (3/ 197).
(4)
أخرج البخاريّ تعليقًا عن مسدد عن، أبي عوانة، عن أبي بشر، قال: اسم الرَّجل: "غورث ابن الحارث"، وأخرجه أحمد مُسْنَدًا متصلًا في مسنده (3/ 364 - 365) وسعيد بن منصور في سننه (2/ 199)، والخطيب في الأسماء المبهمة (ص 247)، وابن بشكوال في (الغوامض)(1/ 417) وغيرهم، (و"غورث" على وزن "جعفر"، وقيل: بضم أوله. راجع صحيح البخاريّ (7/ 491 - 493، مع الفتح).
(5)
في (ل) و (م): "رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وعند البغوي في شرح السنة (4/ 287)، حيث رواه من طريق المصنِّف كالمثبت.
(6)
أي: سَلَّه، وهو افتعل من "الخرط". المشارق (1/ 232)، النهاية (2/ 23).
(7)
وفي صحيح مسلم "فأغمد"، وكلاهما بمعنى، و "غمد" السيف: غلافه الّذي يصونه ويستره. انظر: المشارق (2/ 135)، النهاية (3/ 383).
(8)
وأخرجه البخاريّ (4136) تعليقًا عن أبان، به، بنحوه. الصّحيح (7/ 491) باب غزوة ذات الرّقاع من كتاب المغازي.
2482 -
حدّثنا حدّثنا حمدان بن علي الورَّاق
(1)
، قال: ثنا يحيى بن بِشْر الحريري
(2)
، قال: ثنا مُعَاويةُ بن سَلَّام
(3)
، قال: أخبرني يحيى [يعني: ابنَ أبي كثير]
(4)
، قال: أخبرني أبو سلمة، أن جابر بن عبد الله أخبره أنه صلّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإحدى الطائفتين ركعتين، ثمّ صلّى بالطائفة الأخرى ركعتين، فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات، وصلَّى كلُّ
(5)
طائفة ركعتين".
(1)
هو: محمّد بن علي بن عبد الله، أبو جعفر البغدادي.
(2)
ابن كثير الحريري -بفتح المهملة- الكوفي أبو زكريا الأسدي، "صدوق"(227 هـ)، (م).
و"الحريري" نسبة إلى "الحرير"، وهو نوع من الثِّياب، وفي الأصل "الجريري" -بالمعجمة- وهو تصحيف، والمثبت من (ل) و (م). تهذيب الكمال (31/ 242 - 244)، الأنساب (2/ 208)، اللباب (1/ 360)، التقريب (ص 588).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عبد الله بن عبد الرّحمن الدارمي، أخبرنا يحيى (يعني: ابنَ حسَّان) حدّثنا معاوية، به، بمثله إِلَّا ما سيأتي بيانه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2465)، (1/ 576) برقم (843/ 312).
(4)
من (ل) و (م) وهو كذلك.
(5)
كذا في النسخ، وفي صحيح مسلم، وصحيح ابن خزيمة (1352)، (2/ 297) - حيث رواه أيضًا من طريق يحيى بن حسَّان، به، بلفظ:(وصلّى بكل طائفة ركعتين).
[باب]
(1)
بيان وجوبِ صلاةِ الكسوف
(1)
من (ل) و (م).
2483 -
حدّثنا محمّد بن إسحاق البكائي
(1)
وعليُّ بن
(2)
حرب، قالا: ثنا يعلى بن عُبَيْدٍ، ح
وحدثنا الدقيقي
(3)
، قال: ثنا يزيد بن هارون، ح
وحدثنا أبو الْبَخْتَرِي
(4)
، قال: ثنا أبو أُسَامة
(5)
، قالوا: ثنا إسماعيل بن أبي خالد
(6)
، عن قيس بن أبي حازم
(7)
،
⦗ص: 414⦘
عن أبي مسعود
(8)
، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الشّمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد من الناس، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموهما فقوموا فصلوا"
(9)
. قال البَكَّائي: "ليس يَنْكَسِفَان"
(10)
.
و
(11)
قال فيه سفيان و
(12)
وكيع، عن إسماعيل: "يوم مات إبراهيم ابن النّبيّ
(13)
"
(14)
.
(1)
هو: العامري أبو بكر الكوفي، و "علي بن حرْب" هو الطائي، أبو الحسن الموصلي.
(2)
(ك 1/ 530).
(3)
هو: محمّد بن عبد الملك الواسطي.
(4)
هو: عبد الله بن محمّد بن شاكر العنبري البغدادي، و"أبو أسامة" هو: حماد بن أسامة الكوفي.
(5)
هنا موضع الالتقاء في هذه الطريق، وانظر ما بعده.
(6)
هنا ملتقى جميع الطرق، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، أخبرنا هشيم؛ وعن عبيد الله بن معاذ العنبري ويحيى بن حبيب، قالا: ثنا معتمر؛ وعن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا وكيع وأبو أسامة، وابن نمير؛ وعن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير وكيع، وعن ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان (وهو ابن عيينة) ومروان، ثمانيتهم عن إسماعيل بن أبي خالد، به، بنحوه. كتاب الكسوف، باب ذكر النِّداء بصلاة الكسوف "الصّلاة جامعة"، (2/ 628) برقم (911/ 21، 22، 23).
(7)
هو البجلي، أبو عبد الله، الكوفي، "ثقة"، مخضرم، ويقال: له رؤية، مات بعد سنة 90 هـ أو قبلها. ع. انظر: أسد الغابة (4337)، تهذيب الكمال (24/ 10 - =
⦗ص: 414⦘
= 16)، الإصابة 7310) (5/ 399 - 401)، التقريب (ص 456).
(8)
واسمه: عقبة بن عمرو.
(9)
وأخرجه البخاريّ (1041) في "الكسوف" باب الصّلاة في كسوف الشّمس (2/ 611، مع الفتح) عن شهاب بن عباد، قال: حدّثنا إبراهيم بن حُميد -وبرقم (1057) فيه، باب: لا تنكسف الشّمس لموت أحد ولا لحياته، (2/ 633) عن مسدد؛ و (3204) في "بدء الخلق" باب صفة الشّمس والقمر، (6/ 343)، عن محمّد بن المثنى، كلاهما [مسدد ومحمد بن المثنى] عن يحيى القطان، كلاهما [إبراهيم بن حميد والقطان] عن إسماعيل بن أبي خالد، به، بنحوه.
(10)
وبمثله قال معتمر في صحيح مسلم (911/ 22).
(11)
الواو في "وقال" لا توجد في (ل) و (م).
(12)
في الأصل "بن" بدل الواو، ففيه: سفيان بن وكيع، وهو محرف، والمثبت من (ل) و (م) وهو الصّحيح.
(13)
في (ل) و (م) هنا زيادة: "صلّى الله عليهما".
(14)
أخرجه مسلم (911/ 23)، كما سبق.
2484 -
حدّثنا عمار بن رَجَاء
(1)
، قال: ثنا الحسين الجُعْفي، قال:
⦗ص: 415⦘
ثنا زائدة، قال: ثنا إسماعيل
(2)
، بمثله.
(1)
أبو ياسر التَّغْلِبيِ. والحسين هو ابن علي بن الوليد الجعفي. و "زائدة" هو ابن قدامة.
(2)
هنا موضع الالتقاء.
2485 -
حدّثنا أبو عبيد الله
(1)
ابن أخي ابن وهب، قال: ثنا عمي
(2)
، ح
وحدثنا صالح بن عبد الرّحمن
(3)
-هو
(4)
ابن عمرو بن الحارث- قال: ثنا حجاج الأَزْرَقُ
(5)
قال: أبنا ابن وهب
(6)
، عن عمرو بن الحارث، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، أنه كان يُخْبِرُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"إن الشّمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آية من آيات الله، فإذا رأيتموهما فصلوا"
(7)
(8)
.
(1)
هو: أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب بن مسلم القرشي.
(2)
هو: عبد الله بن وهب الإمام. وهو الملتقى هنا، رواه مسلم عن هارون بن سعيد الأيلي، عن ابن وهب، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2483)، (2/ 630) برقم (914).
(3)
هو: المصري.
(4)
"هو" ليست في (ل) و (م).
(5)
هو: ابن إبراهيم، أبو محمّد البغدادي.
(6)
في (ل) و (م) هنا: "جميعًا"، ولا يصح، لأن الراوي واحد، وهو ابن وهب.
(7)
في الأصل هنا -في الصُّلب-: "آخر الجزء التّاسع من أصل سماع شيخنا أبي المظفر السمعاني رحمه الله".
(8)
وأخرجه البخاريّ (1042) في "الكسوف" باب الصّلاة في كسوف الشّمس (2/ 611، مع الفتح) عن أصبغ؛ و (3201) في "بدء الخلق" باب صفة الشمس =
⦗ص: 416⦘
= والقمر، (6/ 343) عن يحيى بن سليمان، كلاهما عن ابن وهب، به، بمثله، إِلَّا أن الأوّل قال:"آيتان" بدل "آية".
[باب]
(1)
ذكرِ وجوبِ ذكر الله واستغفاره عند الكسوف، والدّليل على أنه نذير وتحذير للعباد لينتهوا من المعاصي، ويخافوا نقمة الله، وبيان المبادرة إلى المسجد، والاجتماع فيه للصلاة، والنداء بها، وطول القنوت فيها والركوع والسجود
(1)
من (ل) و (م) وفيها: "باب بيان وجوب ذكر الله".
2486 -
حدّثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي
(1)
وعبد الله بن محمّد بن شاكر، قالا: ثنا أبو أسامة
(2)
، قال: ثنا بُرَيْدٌ
(3)
، عن أبي بُرْدَة
(4)
، عن أبي موسى
(5)
، قال: "خسفت الشّمس زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فزعًا
⦗ص: 417⦘
يخشى أن تكون السّاعة حتّى أتى المسجد، فقام يصلّي بأطول قيام وركوع وسجود، ما رأيته يفعله في صلاة قط، ثمّ قال: "إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله يرسلها يخوّف بها عباده، فإذا رأيتم منها شيئًا فافْزَعُوا
(6)
إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره"
(7)
.
(1)
أبو جعفر الكوفي، وعبد الله بن محمّد هو العنبري البغدادي، وأبو أسامة هو: حماد بن أسامة.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي عامر الأشعري عبد الله بن بَرّاد ومحمد بن العلاء، قالا: حدّثنا أبو أسامة، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2483)، (1/ 628) برقم (912).
(3)
ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري الكوفي.
(4)
ابن أبي موسى الأشعري.
(5)
هو: الأشعري، صحابي معروف، اسمه: عبد الله بن قيس بن سليم، (50 هـ) وقيل: بعدها. ع. تهذيب الكمال (15/ 446 - 453)، الإصابة (4916)(4/ 181 - 183).
(6)
أي: بادروا إليها، والجأوا إليها، واستغيثوا بها على دفع الأمر الحادث. انظر: مشارق الأنوار (2/ 156)، النهاية (3/ 444).
(7)
وأخرجه البخاريّ (1059) في "الكسوف" باب الذكر في الكسوف، (2/ 634، مع الفتح) عن محمّد بن العلاء، به، بمثله.
2487 -
حدّثنا وَحْشِيُّ:
(1)
محمد
(2)
بن محمّد الصُّوريُّ بمكة، ويوسفُ بن مُسَلَّم، قالا: ثنا محمّد بن المبارك، ح
وحدثنا أبو عُتْبَةَ الحِجَازِيُّ
(3)
، قال: ثنا محمّد بن حمير، ح
وحدثنا محمّد بن إدريس
(4)
، قال: ثنا يحيى بن صالح الوُحَاظِي، قالوا: ثنا معاويةُ بن سَلَّامٍ
(5)
، عن يحيى بن أبي كثير، قال: أخبرني أبو سلمة بن
⦗ص: 418⦘
عبد الرّحمن، أن عبد الله بن عمرو
(6)
قال: "كسفَتِ الشَّمْسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنُودي: (أن الصّلاة جامعةٌ) فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين في سجدةٍ، ثمّ تجلّى عن الشَّمسِ". قال: وقالت عائشةُ: "ما سجدتُ سجودًا قط ولا ركوعًا قط كان أطول منه"
(7)
.
(1)
في (ل) و (م): "وحشي بن محمّد" وكلاهما صحيح، فاسمه: محمّد بن محمّد، و"وحشي" لقب له.
(2)
(ك 1/ 531).
(3)
هو: أحمد بن الفرج بن سليمان الكندي، ومحمد بن حمير هو: السَّلِيحي.
(4)
هو الإمام أبو حاتم الرازي.
(5)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عبد الله بن عبد الرّحمن الدارمي، أخبرنا يحيى بن =
⦗ص: 418⦘
= حسَّان، حدّثنا معاوية بن سلّام، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح/ 2483)، (2/ 627، 628) برقم (910).
(6)
تصحفت في (م) إلى "عُمر".
(7)
وأخرجه البخاريّ (1045) في "الكسوف" باب النِّداء بـ (الصلاةُ جامعةٌ) في الكسوف، (2/ 619، مع الفتح) عن إسحاق، عن الوحاظي، به، بنحوه، مختصرًا.
2488 -
حدّثنا عبّاس الدُّوْري، قال: ثنا يحيى بن أبي بُكَيْر، ح
وحَدَّثَنا جَعْفَر القَلانسيُّ
(1)
، قال: ثنا آدم بن أبي إياس، قالا: ثنا شيبان
(2)
، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو قال:"كسفت الشّمس على عهد رسول الله فنودي أن الصّلاة جامعةٌ، فركعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين في سجدة، ثمّ قام فركع ركعتين في سجدةٍ، ثمّ تجلى الشّمس".
قالت عائشة: "ما سجدتُ سجودًا ولا ركوعًا قطُّ كان أطول منه"
(3)
.
(1)
هو: جعفر بن محمّد بن حماد.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمّد بن رافع، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا أبو معاوية (وهو: شيبان النحوي)، به، بنحوه مقرونًا بحديث معاوية السابق (2487).
(3)
وأخرجه البخاريّ (1051) في "الكسوف" باب طولِ السجود في الكسُوفِ =
⦗ص: 419⦘
= (2/ 626، مع الفتح) عن أبي نعيم، حدّثنا شيبان، به، بنحو سياق مسلم.
2489 -
حدّثنا يحيى بن عياش القطان
(1)
، قال: ثنا أبو زيد الهَرَوِي
(2)
، قال: ثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير
(3)
، بنحوه
(4)
.
(1)
هو: البغدادي. و "القطان" ليست في (ل) و (م).
(2)
هو: سعيد بن الربيع، و (الهرَويُّ) نسبة إلى مدينة (هِراة) الواقعة في الشمال الغربي من أفغانستان، وصفها ياقوت سنة (607 هـ) بقوله: "مدينة عظيمة مشهورة، من أمهات مدن خراسان، لم أرَ بـ (خراسان) عند كوني بها في سنة (607 هـ) مدينة أجل ولا أعظم ولا أفخم ولا أحسن ولا أكثر أهلًا منها
…
" دمَّرها المغول سنة (618 هـ)، وقد انتعشت بعد الكارثة، بحيث وصفها ابنُ بطوطة سنة (733 هـ) بكونها: "أكبر العامرة بـ (خراسان)، ولا زالت على ذلك حتّى اليوم. انظر: الأنساب (5/ 637)، معجم البلدان (5/ 456)، رحلة ابن بطوطة (ص 396)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 449).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
في (ل) و (م): "بإسناده نحوه ".
2490 -
حدّثنا يوسف بن مسلَّم وأبو بكر محمد بن أحمد بن رِزْقَان
(1)
المِصِّيْصِيَّان، قالا: ثنا حجاج، عن ابن جريج
(2)
، قال: أخبرني
⦗ص: 420⦘
منصور بن عبد الرّحمن
(3)
، عن أمّه صَفِيَّةَ بنت شَيْبة
(4)
، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: "فَزِعَ
(5)
النَّبي صلى الله عليه وسلم يوم كسفت الشّمس، فأخذ دِرْعًا
(6)
حتّى أُدرك بردائه، وقام بالناس قيامًا طويلًا، يقوم ثمّ يركع، فلو جاء إنسان بعد ما ركع النَّبي صلى الله عليه وسلم لم يكن علم
(7)
أنه ركع ما
⦗ص: 421⦘
حدّث نفسه أنه ركع، من طول القيام. قالت: فجعلت أنظر إلى المرأة الّتي هي أكبر مني، والمرأة الّتي هي أسقم مني قائمة
(8)
، فأقول: أنا أحقُّ أن أصبِرَ على طول القيام منك".
رواه وهيب عن منصور
(9)
.
(1)
لم يُذكر بجرح ولا تعديل، ولم أقف على سنة وفاته، وذُكر من شيوخه -غير حجاج- علي ابن عاصم، ومن تلاميذه الحسن بن حبيب، وأبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله الدمشقيان.
و"رِزْقان" -بتقديم الراء وكسرها، بعدها زاي ساكنة. وفي نسخ المستخرج:"زُرْقان" -بتقديم الزاي، وقد شكلت بالضمة- وهذا تصحيف. انظر: الإكمال (4/ 184)، توضيح المشتبه (4/ 290)، التبصير (2/ 641).
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن حبيب الحارثي، حدّثنا خالد بن =
⦗ص: 420⦘
= الحارث؛ وعن سعيد بن يحيى الأموي، حدثني أبي، كلاهما عن ابن جريج.
وعن أحمد بن سعيد الدارمي، حدّثنا حبَّان، حدّثنا وُهيب، كلاهما (ابن جريج ووهيب) عن منصور بن عبد الرّحمن، به، بنحوه، ولم يسق لـ (يحيى) الأموي متنه محيلًا على حديث خالد قبله. كتاب الكسوف، باب ما عُرِضَ على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف من أمر الجنَّة والنار، (2/ 625) بالأرقام:(906/ 14 - 16).
(3)
ابن طلحة بن الحارث العبدري، الحجبي، المكي.
(4)
ابن عثمان بن أبي طلحة العبدرية.
(5)
يحتمل أن يكون معناه: الفزع الّذي هو الخوف، كما في الرِّواية الأخرى "يخشى أن تكون السّاعة"[ح / 2486]، ويحتمل أن يكون معناه: الفزع الّذي هو المبادرة إلى الشيء. شرح النووي (6/ 212)، إكمال الأبي -مع مكمل السنوسي- (3/ 303).
(6)
درع المرأة: قميصها.
والمعنى: أنه لشدة سرعته، واهتمامه بذلك، أراد أن يأخذ رداءَه فأخذ درعَ بعضِ أهل البيت سهوًا، ولم يعلم ذلك لاشتغال قلْبِه بأمر الكسوف، فلما علم أهل البيت أنه ترك رداءَه لحق به إنسانٌ.
شرح النووي (6/ 212)، وانظر: المشارق (1/ 256)، إكمال الأبي -مع مكمل السنوسي- (3/ 303).
(7)
في (م): "علموا" وهو خطأ.
(8)
منصوب على كونه حالًا من المرأة المذكورة، ويحتمل رفعه على تقدير حذف المبتدأ "وهي قائمةٌ".
(9)
وصله مسلم عن أحمد بن سعيد الدارمي، حدّثنا حَبَّان، حدّثنا وهيب، به، بنحوه.
(906/ 16)، وانظر موضع الالتقاء.
2491 -
حدّثنا أبو الأزهر
(1)
، قال: ثنا عبد الله
(2)
بن نمير
(3)
، عن هشام بن عروة، عن فاطمةَ بنت المنْذِر
(4)
، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: "كسفت الشّمس على
(5)
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلتُ على عائشة وهي تصلّي، فقلت: ما شأن النَّاس يصلون؟ فأشارت برأسها إلى السَّماء،
⦗ص: 422⦘
فقلت: "آية"؟ فقالت: "نعم"، فأطال رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام جدًّا حتّى تجلَّاني الغَشْيُ
(6)
، فأخذت قِرُبَةً من ماء إلى جنبي، فجعلت أصب منها على رأسي. قالت: فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشّمس، فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس
(7)
، فحمد الله وأثنى عليه، وقال:"أما بعد ما من شيء تُوعدونه لم أكن رأيته إِلَّا قد رأيته في مقامي هذا حتّى الجنَّة والنار، وإنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبًا أو مثل فتنة المسيح الدجال -لا أدري أيَّ ذلك قالت أسماء-، يؤتى أحدكم فيقال له: "ما علمك بهذا الرَّجل؟ فأمّا الموقن أو المؤمن -لا أدري أي ذلك قالت أسماء
(8)
- فيقول: هو محمّد رسول الله، جاءنا بالبَيِّنَاتِ والهدى، فأَجَبْنَا واتَّبَعْنَا -ثلاث مرات- فيقال له: قد كنا نعلم أن كُنْتَ
(9)
لتؤمن به، فَنَمْ صالحًا، وأمّا المنافق والمرتابُ -لا أدري أي ذلك قالت أسماء- فيقول: لا أدري، سمعت الناسَ قالوا شيئا فقلتُ".
(1)
هو: أحمد بن الأزهر بن منيع النيسابوري.
(2)
(ك 1/ 532).
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمّد بن العلاء الهمداني، حدّثنا ابن نمير، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2490)(2/ 624) برقم (905).
(4)
ابن الزبير بن العوام، زوجة هشام بن عروة، "ثقة، من الثّالثة" ع. تهذيب الكمال (35/ 265 - 266)، التقريب (ص 752).
(5)
في (ل) و (م): "في عهد"، وفي "شرح السنة"(1138)(4/ 367) مثل المثبت، وقد رواه من طريق المصنِّف.
(6)
بفتح العين وكسر الشين، وتشديد الياء، وقيل: بسكون الشين، وتخفيف الياء، وهما بمعنى الغشاوة، وهو معروف يحصل بطول القيام في الحر وغيره. انظر: مشارق الأنوار (2/ 139)، شرح النووي (6/ 210).
(7)
"النَّاس" ساقط من (ل) و (م).
(8)
هنا في الأصل و (ل): "يؤتى أحدكم" وفي (م) الكلمة الأولى فقط، وهو مضروب في (ل) و (م) دون الأصل، وهو خطأ ناتج من سبق النظر.
(9)
ولفظ مسلم: "إنك لتؤمن به".
2492 -
حدّثنا عبد الله بن محمّد بن شاكر، قال: ثنا أبو أسامة
(1)
، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت:"دخلت على عائشة والناس يصلون، فقلت لها: "ما شأن الناس".
واقتص الحديث نحو حديث ابن نمير، عن هشام، وقال فيه:"وأثنى على الله بما هو أهله". وفيه: "أما بعد" أيضًا
(2)
.
(1)
هو: حماد بن أسامة الكوفي، وهو الملتقى هنا، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي غريب، قالا: حدّثنا أبو أسامة، به، مختصرًا كما هنا. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2491)، (2/ 624) برقم:(12/ 905).
(2)
وأخرجه البخاريّ (922) في "الجمعة" باب من قال في الخطبة بعد الثّناء: أما بعدُ، (2/ 468) -فتح- تعليقًا عن محمود بن غيلان، عن أبي أسامة، به، بنحوه.
2493 -
وأبنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابن وهب، عن مالك، عن هشام
(1)
، عن فاطمة، بنحوه
(2)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء.
(2)
وأخرجه البخاريّ في الطّهارة (184) باب من لم يتوضأ إِلَّا من الغَشْي المثقل، (1/ 346، مع الفتح) عن إسماعيل بن أبي أويس؛ وفي "الكسوف"(1053) باب صلاة النِّساء مع الرجال في الكسوف، (2/ 631، مع الفتح) عن عبد الله بن يوسف؛ وفي "الإعتصام"(7287) باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
(13/ 264) عن القعنبي، ثلاثتهم عن مالك، به، بألفاظ متقاربة. وهو في الموطَّأ -رواية يحيى- (1/ 188) بطوله.
2494 -
حدّثنا يوسف بن مسلَّم، قال: ثنا حجاج، عن ابن
⦗ص: 424⦘
جريج
(1)
، عن عطاء
(2)
، قال: سمعت عبيد بن عمير يقول: أخبرني من أُصدِّقُ -حسبتُ
(3)
عائشة- أنها قالت: "كسفت الشّمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام بالناس قياما شديدًا، يقوم بالناس، ثمّ يركع، ثمّ يقوم ثمّ يركع
(4)
، ثمّ يقوم فيركع، فركع ركعتين، في كلّ ركعة ثلاث ركعات، فركع الثّالثة
(5)
وسجد فلم ينصرف حتّى تجلَّت الشّمسُ، حتّى أن رجالًا
(6)
يومئذ لَيُغْشَى عليهم، حتّى
(7)
أن سِجَالًا
(8)
لتُصَبُّ عليهم ممّا قام بهم. ويقول إذا ركع: "الله أكبر"، وإذا رفع قال:"سمع الله لمن حمده" ثمّ قام فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: "إن الشّمس والقمر
⦗ص: 425⦘
لا تَنْكَسِفَان
(9)
لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله؛ فإذا رأيتموهما كسفتا فافزعوا إلى ذكر الله حتّى تَنْجَلِيَا".
رواه عبد الرزّاق عن ابن جريج
(10)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا محمّد بن بكر، أخبرنا ابن جريج، به، بنحوه. كتاب الكسوف، باب الكسوف (2/ 620) برقم (901).
(2)
هو ابن أبي رباح، و "عبيد بن عُمير" هو الليثي.
(3)
القائل "حسبت" هو عطاء الراوي عن عبيد، ولفظ مسلم:"حسبتُه يريد عائشة".
(4)
(ك 1/ 533).
(5)
تحرف في الأصل والمطبوع إلى "الثّانية"، وهو ظاهر الخطأ، والمثبت من (ل) و (م).
وهو كالمثبت في سنن أبي داود (1177) والنسائي (3/ 130) حيث روياه من طريق ابن علية، عن ابن جريج، به، بنحوه.
(6)
في (م): "رجلًا" و "عليه" والمثبت أصح، وفي سنن أبي داود والنسائي مثل المثبت.
(7)
في (م): "حتّى أن يصب عليه"، وهو خطأ.
(8)
السجل: الدلو الملأى ماءً، ويجمع على سِجال. انظر: غريب أبي عبيد (1/ 467)، المشارق (2/ 207)، النهاية (2/ 344).
(9)
في (م): "لا ينكسفان".
(10)
وهو في مصنفه (4926)(3/ 99).
2495 -
(1)
حدّثنا أبو داود السجستاني
(2)
، قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا إسماعيل بن علية، عن ابن جريج
(3)
-بإسناده، نحوه- "ولكنهما آيتان من آيات الله يخوّف بهما عباده، فإذا كسفتا فافزعوا إلى الصّلاة".
(1)
في (ل) و (م): "وحدثنا"، وما هنا أنسب.
(2)
وهو في سننه (1177)(1/ 695 - 696) في "الصّلاة"، باب صلاة الكسوف.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
[باب]
(1)
ذكرِ الخبرِ المبَيِّن أنَّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلى في الكسوف ستَّ ركعاتٍ في أربع سجدات في ركعتين
(1)
من (ل) و (م).
2496 -
حدّثنا يزيد بن سِنَان البصري، قال: ثنا معاذ بن هشام الدستوائي
(1)
، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، "أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صلّى ست ركعات وأربع سجدات -يعني: في الكسوف-".
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي غَسَّان المِسْمَعِي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدّثنا معاذ، به، بمثله (بدون قوله: يعني في الكسوف). الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2494)، (2/ 621)، برقم (901/ 7).
و"معاذ" هو ابن هشام بن أبي عبد الله الدَّسْتوَائي، البصري، وقد سكن اليمن.
و"الدستوائي" لم يرد في (ل) و (م).
2497 -
حدّثنا أبو داود السجستاني
(1)
، قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا يحيى بن سعيد
(2)
، عن عبد الملك بن أبي سليمان
(3)
، عن عطاء بن
⦗ص: 427⦘
أبي رباح، عن جابر بن عبد الله قال: "كسفت الشّمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك اليوم الّذي مات فيه إبراهيم ابن رسول الله، فقال النَّاس: إنّما كسفت لموت إبراهيم، فقام النّبيّ صلى الله عليه وسلم فصلّى بالناس ست ركعات في أربع سجدات، كبر، ثمّ قرأ فأطال القراءة، ثمّ ركع نحوًا ممّا قام، ثمّ رفع رأسه فقرأ دون القراءة الأولى، ثمّ ركع نحوًا ممّا قام، ثمّ رفع رأسه، فقرأ *
(4)
الثّالثة دون القراءة الثّانية، ثمّ ركع نحوًا ممّا قام، ثمّ رفع رأسه فانحدر للسجود فسجد في
(5)
السجدتين، ثمّ قام فصلّى
(6)
ثلاث ركعات قبل
(7)
أن يسجد ليس
(8)
فيها ركعة إِلَّا الّتي قبلها أطول من الّتي بعدها، إِلَّا أن ركوعه نحوًا
(9)
⦗ص: 428⦘
من قيامه
(10)
. وقال: ثمّ تأخَّرَ في صلاته، فتأخَّرَتِ الصفوف معه
(11)
، ثمّ تقدّم فقام في مقامه، وتقدمت الصفوف، فقضى الصّلاة وقد طلعت الشّمس، فقال: "يا أيها الناس، إن الشّمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت بشر، فإذا رأيتم ذلك فصلوا حتّى ينجلي. إنّه ليس شيءٌ توعدونه إِلَّا قد رأيته في صلاتي هذه، لقد جيء بالنار
(12)
، فذاك حين رأيتموني تأخرت -مخافة أن يصيبني لَفْحُهَا
(13)
-، حتّى
(14)
قلت:
⦗ص: 429⦘
"أي رب! وأنا فيهم"؟ قال: "وأنت فيهم"! وحتى رَأَيْتُ صاحب المِحْجَنِ
(15)
يَجُرُّ قُصْبَه
(16)
في النّار، وكان يَسْرِق
(17)
الحاج بِمِحْجَنِهِ، فإن فُطِنَ له قال: إنّه تعلَّق بِمِحْجَنِي، وإن غُفِلَ عنه ذهب
(18)
به. حتّى رأيتُ صاحبة الهِرَّة التي ربطتْها فلم تُطْعِمها، ولم تدعها تأكل من خشاش
(19)
الأرض، حتّى ماتت جوعًا. و
(20)
حتّى جيء بالجنة، فذاك حين رأيتموني تَقَدَّمْتُ حتّى قُمْتُ في مقامي، ولقد مَدَدْتُ يدي وأنا أريد أن أتناول من تمرها لتنظروا إليه، ثمّ بدا لي أن لا أفعل".
(1)
والحديث في سننه (1178) في "الصّلاة" باب من قال: أربع ركعات.
(2)
هو القطان.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، كلاهما عن عبد الله بن نمير، حدّثنا عبد الملك، به، بنحوه. كتاب الكسوف، باب ما عُرِضَ على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف من أمر الجنَّة والنار، (2/ 623 - 624)، برقم (904/ 10).
(4)
ما بين النجمين ساقط من (م) فقط.
(5)
كذا في النسخ، وإقحام "في" هنا لا معنى له، ولفظ أبي داود -شيخ المصنِّف-، وأحمد (3/ 318) -شيخ أبي داود-:"فسجد سجدتين"، وكذلك عند ابن خزيمة (1386) و (الأوسط)(ح / 2901)، (5/ 300)، حيث روياه من طريق القطان، وابن حبّان (2844)(7/ 87)، رواه من طريق ابن خزيمة، وكذلك في صحيح مسلم.
(6)
وعند أبي داود وأحمد ومسلم: "فركع" وهو أوضح.
(7)
(ك 1/ 534).
(8)
في (م): "وليس"، وعند أبي داود وأحمد ومسلم كالمثبت -بدون الواو-.
(9)
هكذا -بالنصب- في النسخ، وهو كذلك في سنن أبي داود، وابن خزيمة (1386) وابن حبّان (2844)، و (الأوسط).
وفي مسند أحمد المطبوع: "نحو" -بدون النصب-، وهو الصّحيح لوقوعه خبرًا لـ =
⦗ص: 428⦘
= (أَنَّ)، إِلَّا أن يُقَدَّر حذف "كان" مع اسمها، وهذا جائز في العربيّة كما في "أوضح المسالك"(1/ 260)، طبعة محيي الدين.
(10)
هكذا في النسخ "من قيامه"، وكذلك في سنن أبي داود، ومسند أحمد، وابن خزيمة، وابن حبّان، و (الأوسط).
وفي صحيح مسلم: "نحوًا من سُجُوده" ولعلّ ما عند المصنِّف والمذكورين هو الصواب، ويؤيّده ما ورد من إطالة الركوع في هذه الصّلاة، كما سبق في هذا الحديث:"ثمّ ركع نحوًا ممّا قام"، ولما سبق في (ح / 2487) من قول عائشة -رضي الله تعالى عنها- (ما سجدت سجودا قط، ولا ركوعا قط كان أطول منه).
وهذا من فوائد الاستخراج، والله تعالى أعلم.
(11)
في صحيح مسلم هنا زيادة: "حتّى انتهينا إلى النِّساء".
(12)
في (م): "بالنهار! ".
(13)
لَفْحُ النّار: حرُّها ووهجها. النهاية (4/ 260)، وانظر: المشارق (1/ 361)، شرح النووي (6/ 209).
(14)
من هنا إلى قوله: "وأنت فيهم" زيادة على صحيح مسلم.
(15)
المِحْجَنُ -بكسر الميم-: هي العصى المعوجَّةُ الرّأس. غريب أبي عبيد (2/ 7، 340)، المجموع المغيث (1/ 407)، المشارق (1/ 182).
(16)
القُصْبُ -بضم القاف، وسكون الصاد-: ما كان أسفل البطن من المِعَاء، وقيل: الأمعاء كلها. المجموع المغيث (2/ 712)، وانظر: المشارق (2/ 187)، النهاية (4/ 67).
(17)
في (ل) و (م): "يسُوق" -بالواو- وفي مسند أحمد (3/ 318) وصحيح مسلم كالمثبت، وهو الأصح.
(18)
أي: إن انتبه إليه أرى من نفسه أن ذلك تعلَّق بمحجنه من غير قصد. مكمل إكمال الإكمال (3/ 301).
(19)
الخشاش -بفتح الخاء-: الهوام ودواب الأرض وما أشبهها. غريب أبي عبيد القاسم (1/ 405)، وانظر: المشارق (1/ 247)، النهاية (2/ 33).
(20)
الواو ساقطة من (م).
2498 -
حدّثنا أبو أمية، قال: ثنا عمرو بن عثمان
(1)
، قال: ثنا
⦗ص: 430⦘
موسى بن أعين
(2)
، عن عبد الملك بن أبي سليمان
(3)
، بإسناده نحوه.
(1)
ابن سيَّار الكِلابي مولاهم.
(2)
هو الجزري مولى قريش، أبو سعيد "ثقة عابد"(5 أو 177 هـ)، (خ م د س ق).
تهذيب الكمال (29/ 27 - 29)، التقريب (ص 549).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
[باب]
(1)
ذكرِ الخبرِ المبيِّن أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلى في الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات في ركعتين، وأنه أطال القيام بين الركوع والسجود، وقرأ في قيامه بين الركوعين
(2)
بسورة، وأنه خطب بعد الصلاة، ووعظ الناس
(1)
من (ل) و (م).
(2)
تصحفت في (م) إلى "الركعتين".
2499 -
حدّثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود
(1)
، ح
وحدثنا يزيد بن سِنَان، قال: ثنا وهب بن جرير، قالا: ثنا هشام الدسْتُوَائيُّ
(2)
، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: "كسفت الشّمس على عهد رسول الله
(3)
صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحَرِّ؛ فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه فأطال القيام حتّى جعلوا يَخِرُّوْنَ، قال: ثمّ ركع فأطال، ثمّ رفع فأطال، [ثم ركع فأطال]
(4)
، ثمّ رفع فأطال
(5)
، ثمّ سجد
⦗ص: 432⦘
سجدتين، ثمّ قام فصنع مثل ذلك، فكانت
(6)
أربع ركعاتٍ وأربع سجداتٍ، وجعل يتقَدَّمُ يتقَدَّمُ ويتَأَخَّرُ يتأَخَّرُ
(7)
في صلاته. ثمّ أقبل على أصحابه فقال: إنّه عرضتْ علي الجنَّة والنار، فَقُرِّبَ
(8)
مني الجنَّة حتّى لو تناولت منها قِطْفًا
(9)
ما قصرت يدي عنه أو قال: نِلْتُه -شكّ هشام-. وعرضت علي النّار فجعلت أتأَخَّرُ
(10)
رَهْبَةَ أن تغشاكم. ورأيت امرأة
⦗ص: 433⦘
حِمْيَرِيَّة
(11)
سوداء طويلة تعذب في هرة ربطتها، فلم تُطعمها ولم تسقها، ولم تَدَعْهَا تأكل من خَشَاشِ الأرض. ورأيت فيها أبا ثمامة [وقال وهب: أبا أمامة] عمرو بن مالك
(12)
يجر قصبه في النّار. وإنهم كانوا يقولون: إن الشّمس والقمر لا
(13)
ينكسفان -وقال وهب: يخسفان- إِلَّا لموت عظيم، وأنهما آيتان من آيات الله يريكموها الله؛ فإذا انكسفتا
(14)
فصلوا حتّى تنجلي".
(1)
هو: الطيالسي، والحديث في مسنده (1754)(ص 241 - 242).
(2)
هنا موضع الالتقاء رواه مسلم عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدّثنا إسماعيل بن علية (واللفظ له)؛ وعن أبي غسان المِسْمَعي، حدّثنا عبد الملك بن الصبّاح، كلاهما عن هشام، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2497)(2/ 622)، برقم (904).
(3)
في (ل) فقط: "النبي صلى الله عليه وسلم".
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، استدركتُه من (ل) و (م) وهو كذلك في مسند الطيالسي وصحيح مسلم.
(5)
ظاهره أنه طَوَّلَ الاعتدالَ الّذي يليه السجودُ، وقد رجح النووي كونها شاذة مخالفة =
⦗ص: 432⦘
= فلا تُعمل بها، أو المراد زيادة الطمأنينة في الاعتدال، لا إطالته نحو الركوع. شرح النووي (6/ 206 - 207).
وتعقبه الحافظ في الفتح (2/ 627) بما رواه أحمد (2/ 198)، والنسائي (3/ 149) وابن خزيمة (1389)، (1392)، (1393)، (2/ 321 - 323) من طرق عن عطاء بن السائب عن أبيه، عن عمرو بن العاص مرفوعًا، ولفظ ابن خزيمة: "ثمّ ركع فأطال الركوع حتّى قيل: لا يرفع، ثمّ رفع رأسه فأطال القيام حتّى قيل: لا يسجد
…
"، وهذا تعقيب وارد، والحديث صحيح. وراجع: المسند (11/ 87) -طبعة شاكر-، صحيح سنن النسائي (1/ 323)، الفتح (2/ 627).
(6)
(ك 1/ 535).
(7)
هكذا في الأصل -بتكرار الكلمتين- وكذلك في مسند الطيالسي، وفي:(ل) و (م) بدون تكرار، وهذه الجملة من الزيادات على مسلم.
(8)
كذا في النسخ، وفي مسند الطيالسي:"فقربت".
(9)
القِطْف -بكسر القاف-: العنقود من العنب، وهو اسم لكلِّ ما يُقطفُ، كالذِّبْح والطِّحْن.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 184)، غريب ابن الجوزي (2/ 254)، النهاية (4/ 84).
(10)
في (م): "قال وهب: رهبةَ
…
"، وظني أن قوله: "قال وهب "مقحمة في غير محلها، علمًا بأن المثبت هو لفظ الطيالسي في مسنده أيضًا.
(11)
حِمْيَر -بكسر الحاء، وسكون الميم- قبيلة من بني سبأ من القحطانية، وهم: بنو حمير بن سبأ. نهاية الأرب (ص 222).
(12)
وسيأتي في (ح / 2503) تسميته بـ (عمرو بن لحي)، قال القرطبي في شرح مسلم (2/ 555): اسم لحي: مالك، و (لحي) لقب له، وسماه في الآخر: عمرو بن مالك
…
وفي الآخر عمرو بن عامر الخزاعي، و (لحى) هو: ابن قمعة بن إلياس بن مُضَر، و (عمرو) هذا أول من غَيَّرَ دينَ إسماعيل عليه الصلاة والسلام ونَصَبَ الأوثان، وبحر البحيرة وأخواتها المذكورات في الآية. وتراجع الأحاديث الواردة في ذلك في تفسير ابن جرير (5/ 87 - 88). وانظر: إكمال الأبي (3/ 296)، الفتح (6/ 633 - 635).
(13)
"لا" ساقطة من (م) ففيها: "ينكسفان" بدونها.
(14)
وفي مسند الطيالسي: "فإذا انكسفا" و "ينجلي" بالتذكير في الموضعين.
2500 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، أن مالكًا
(1)
حدثه، ح
⦗ص: 434⦘
وحدثنا أبو إسماعيل التّرمذيّ
(2)
، قال: ثنا القعنبي، عن مالك
(3)
، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت:"خسفت الشّمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، فقام فأطال القيام، ثمّ ركع فأطال الركوع، ثمّ قام فأطال القيام -وهو دون القيام الأوّل-، ثمّ ركع فأطال الركوع -وهو دون الركوع الأوّل-، ثمّ رفع، فسجد، ثمّ فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، ثمّ انصرف وقد تجلت الشّمس؛ فخطب النَّاس، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: "إن الشّمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا". ثمّ قال:"يا أمة محمّد، والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده، أو تزني أمته. يا أمة محمّد، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرًا".
(1)
الحديث في موطَّأ مالك -رواية يحيى- (1/ 186).
(2)
هو: محمّد بن إسماعيل السلمي.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن قتيبة بن سعيد، عن مالك، وعن أبي بكر بن أبي شيبة (واللفظ له) قال: حدّثنا عبد الله بن نمير، كلاهما عن هشام، به، بنحوه.
كتاب الكسوف، باب صلاة الكسوف، (2/ 618) برقم (901).
2501 -
حدّثنا مهدي بن الحارث
(1)
، قال: ثنا علي بن إسحاق
(2)
، قال: أبنا ابنُ المبارك، عن هشام بن عروة
(3)
-بإسناده-: "أن النبي صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 435⦘
قال" -فذكر نحوه وقال: - "هل بلّغت".
(1)
لم أقف له على ترجمة.
(2)
هو السلمي مولاهم المروزي، أصله من ترمِذْ، "ثقة"(213 هـ)(ت). تهذيب الكمال (20/ 318 - 319)، التقريب (ص 398).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
2502 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب
(1)
، قال: أخبرني يونس بن يزيد
(2)
، عن
(3)
ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت: "خسفت الشّمسُ في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فقام فكبر
(4)
وصف الناس وراءه، فاقترأ
(5)
رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة، ثمّ كبر، فركع ركوعا طويلًا، ثمّ رفع رأسه فقال:"سمع الله لمن حمده، رَبَّنَا ولك الحمد". ثمّ قام فاقترأ
(6)
قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى، ثمّ كبر فركع ركوعا طويلا هو أدنى من الركوع الأوّل، ثمّ رفع رأسه فقال:"سمع الله لمن حمده، رَبَّنَا ولك الحمد". ثمّ سجد، ثمّ فعل في الركعة الآخرة مثل ذلك.
⦗ص: 436⦘
فاستكمل أربع ركعات وأربع سجدات، وانجلت الشّمس قبل أن ينصرف، ثمّ قام فخطب النَّاس، فأثنى على الله بما هو أهله، ثمّ قال:"إن الشّمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فافزعوا إلى الصّلاة".
وهكذا رواه ابن بُكَيْر
(7)
عن اللَّيث، عن عُقَيْل، عن ابن شهاب
(8)
.
و
(9)
رواه اللَّيث عن يونس، عن ابن شهاب، أطول منه
(10)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن حرملة بن يحيى، وأبي الطّاهر، ومحمد بن سلمة المرادي، ثلاثتهم عن ابن وهب، به، بمثله، إِلَّا في أحرف يسيرة، وسياق حرملة والمرادي أطول ممّا عند المصنِّف. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2500)، (2/ 619)، برقم (901/ 3).
(2)
"ابن يزيد" لم يرد في (ل) و (م).
(3)
(ك 1/ 536).
(4)
في (ل) و (م): "وكبر" كذلك في صحيح مسلم، وفي "شرح السنة"(1143)(4/ 375) -حيث رواه من طريق المصنِّف- مثل المثبت.
(5)
في (م): "فأوتر" وهو محرف.
(6)
تصحفت في (م) إلي "فاقرأ".
(7)
هو: يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر المخزومي مولاهم البصري، وقد يُنْسَبُ إلى جده.
(8)
أخرجه البخاريّ في "الكسوف"(1046) باب خطبة الإمام في الكسوف (12/ 620، مع الفتح)، وفي" بدء الخلق"(3203) باب صفة الشّمس والقمر، (6/ 343، مع الفتح)، عن يحيى بن بكير هذا، به، بنحوه، ورواية يحيى بن بُكير في الكسوف مقرونة برواية يونس، وفي بدء الخلق مفردة.
(9)
الواو في "ورواه" ساقطة من (ل) و (م).
(10)
رواية يونس أخرجها البخاريّ في "العمل في الصّلاة"(1212) باب: إذا انفلتت الدابة في الصّلاة، (3/ 98، مع الفتح)، عن محمّد بن مقاتل، عن ابن المبارك؛ وفي "الكسوف"(1046)، عَنْ أحمد بن صالح، عن عَنْبَسَة (مقرونًا برواية يحيى بن بكير السابقة)، كلاهما عن يونس، به، بنحوه، إضافةً إلى ما وردت عند مسلم من الطرق، ولكن لم أعثر على رواية اللَّيث عنه.
2503 -
وكذلك حدّثنا محمّد بن حَيُّوية
(1)
، قال: ثنا نُعَيْم بن حماد
(2)
،
⦗ص: 437⦘
قال: ثنا ابن المبارك، عن يونس بن يزيد
(3)
، عن
(4)
الزّهريُّ -بإسناده بحديثه في هذا- وزاد: "فإذا رأيتموها فصلوا حتّى يُفْرَج عنكم. لقد رأيت في مقامي هذا كل شيء وُعدتم
(5)
، حتّى لقد رأيتني أريد أن آخذ قِطْفًا من الجنَّة حين رأيتموني جعلت أتقدم. ولقد رأيت جهنم يَحْطِمُ
(6)
بعضها بعضا حيث رأيتموني تأخرت. ولقد رأيت فيها عمرو بن لُحَيّ
(7)
، وهو الّذي سيَّبَ السَّوَائِبَ
(8)
".
(1)
هو: محمّد بن يحيى بن موسى الإسفراييني.
(2)
ابن معاوية بن الحارث الحزاعي، أبو عبد الله المروزي، نزيل مصر.
(3)
هنا موضع الالتقاء.
(4)
في (ل) فقط: (عن ابن شهاب).
(5)
في الأصل: "أعدتم" والمثبت من (ل) و (م) وهو كذلك في صحيح مسلم.
(6)
في (ل) و (م): "تحطم" وفي صحيح البخاريّ (1212) ومسلم مثل المثبت، وهو الصّحيح، ومعني "يحطم بعضها بعضًا": يأكل بعضها بعضًا، وبذلك سميت "الحُطَمة" لأنها تحطم كلّ شيء. المشارق (1/ 192)، إكمال الأبي -مع مكمل السنوسي- (3/ 296).
(7)
"لحي" لقب "مالك" واسمه: عمرو بن مالك.
(8)
اختُلف في تفسير "السائبة" الواردة هنا، وفي سورة المائدة (103)، ومما جاء في ذلك: أن الناقة إذا تابعت بين عشر إناث ليس فيهن ذكر، سُيِّبَتْ، فلم يُركبْ ظَهْرُها، ولم يُجزّ دبرها، ولم يَشْرِب لبنَهَا إِلَّا ضيفٌ، و "السائبة" لغة المسيَّبة المخلَّاة. انظر: تفسير ابن جرير (5/ 89)، المشارق (2/ 232)، شرح مسلم للقرطبي (2/ 555).
2504 -
حدّثنا محمّد بن يحيى
(1)
، قال: أبنا عبد الرزّاق
(2)
، قال:
⦗ص: 438⦘
ثنا معمر، عن الزّهريّ
(3)
، عن عروة، عن عائشة، قالت:"خسفت الشّمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى بالناس، فأطال القراءة، ثمّ ركع فأطال الركوع، ثمّ رفع رأسه فأطال القراءة -وهو دون قراءته الأولى-". وذكر حديثه فيه.
(1)
هو: الذهلي.
(2)
والحديث في مصنفه (4922)، (3/ 96).
(3)
هنا موضع الالتقاء.
2505 -
حدّثنا إسماعيل القاضي
(1)
، قال: ثنا القعنبي
(2)
قال: ثنا سليمان
(3)
، عن يحيى بن سعيد
(4)
عن عَمْرَةَ
(5)
، أنّ يهودية أتت عائشة تسألها، فقالت:"أعاذك الله من عذاب القبر" فقالت عائشة: فقلت
(6)
لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "يعذب النَّاس في قبورهم"؟ قالت
(7)
عمرة: فقالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عائذًا
(8)
بالله". ثمّ ركب
⦗ص: 439⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة مركبًا
(9)
، فخسفت الشّمس، فقالت عائشة: فخرجت في نسوة بين ظَهْريِ
(10)
الحُجَرِ في المسجد، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مَرْكَبِه حتّى انتهى إلى مصلاه الّذي كان يصلّي فيه، فقام، وقام الناس وراءه. قالت عائشة: فقام قيامًا طويلًا، ثمّ ركع، فركع ركوعا طويلا، ثمّ رفع، فقام قيامًا طويلًا -وهو دون القيام الأوّل-، ثمّ ركع، فركع ركوعا طويلًا -وهو دون ذلك الركوع-، ثمّ رفع وقد تجلت الشّمس؛ فقال:"إنِّي قد رأيتكم تُفْتَنُون في القبور كفتنة الدجال". قالت عمرة: فسمعت عائشة تقول: "فكنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يتعوذ من عذاب القبر، وعذاب النَّار"
(11)
.
(1)
هو: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل الأزدي.
(2)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عنه، به، بمثله، إِلَّا في حروف يسيرة. كتاب الكسوف، باب ذكر عذاب القبر في صلاة الكسوف، (2/ 621 - 622)، برقم (903).
(3)
هو: ابن بلال المدني، ويحيى بن سعيد هو الأنصاري.
(4)
(ك 1/ 537).
(5)
بنت عبد الرّحمن الأنصارية.
(6)
في (م): "يا رسول
…
" وعند مسلم: "يا رسول الله
…
".
(7)
في (ل) و (م): "فقالت" وفي صحيح مسلم مثل المثبت.
(8)
منصوبٌ على الحال المؤكدة النائبة مناب المصدر، والعامل فيه محذوف، كأنه قال: أعوذ بالله عائذًا. فتح الباري (2/ 625).
(9)
أفاد الحافظ أن هذا المركب كان بسبب موت ابنه إبراهيم -كما تقدّم في الأحاديث في الباب الأوّل. انظر: الفتح (2/ 633).
(10)
أي: بينها. انظر: المشارق (1/ 331)، شرح النووي (6/ 205).
(11)
أخرجه البخاريّ.
2506 -
حدّثنا إسماعيل القاضي، قال: ثنا علي بن المديني، قال: ثنا سفيان
(1)
، عن يحيى بن سعيد، عن عَمْرَةَ قالت: قالت عائشة أم المؤمنين [رضي الله عنها]
(2)
: "ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم مركبًا، فقام في مَرْكَبِه،
⦗ص: 440⦘
وخسفت الشّمس، قالت: فخرجت أنا ونسوة، فكنا بين الحجر، فلم نَلْبثْ أن جاء في مصلاه، فقام بنا قيامًا طويلًا -بطوله-، ثمّ ركع ركوعا طويلًا -بطوله-". وذكر الحديث بطوله
(3)
.
(1)
هو ابن عيينة، وهو مَوْضِع الالتقاء، رواه مسلم عن ابن أبي عمر، عن ابن عيينة، به، بدون سياق متنه، وقال:"بمثل حديث سليمان بن بلال" الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2505)، (2/ 622) برقم (903/ 8/
…
).
(2)
ما بين المعقوفتين من (ل) و (م).
(3)
من فوائد الاستخراج:
1 -
ساق بعض متنه، ولم يسق الإمام مسلم من متنه شيئًا.
2 -
روى عن ابن عيينة من طريق ابن المديني، وهو أقوى فيه من ابن أبي عمر الّذي روى مسلم عن ابن عيينة من طريقه.
2507 -
حدّثنا عمر بن شَبَّةَ
(1)
، قال: ثنا عبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفي
(2)
، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أخبرتني عمرة، "أن يهودية أتت عائشة تَسْتَطْعِمُ، فقالت: أعاذك الله من عذاب القبر، فأتت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله أيعذب النَّاس في القبور؟ قال: "عائذا بالله". قالت
(3)
: ثمّ ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة مركبا، فخسفت الشّمس، فخرجت في نسوة بين ظهراني الحجر في المسجد فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مركبه؛ فقصد إلى مصلاه الّذي كان
(4)
فيه،
⦗ص: 441⦘
فقام، وقام النَّاس وراءه. قالت: فقام قيامًا طويلًا
(5)
ثمّ ركع ركوعا طويلا، ثمّ رفع رأسه فقام قيامًا طويلًا، ثمّ ركع ركوعا طويلًا، ثم رفع رأسه، فسجد سجودا طويلًا، -و
(6)
ذكر الحديث- ثمّ قام فقال: "إنِّي رأيتكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال".
وقالت: "كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ في صلاته من عذاب النّار ومن عذاب القبر"
(7)
.
(1)
ابن عَبيدة بن زيد النُّميري -بالنون، مصغرًا- أبو زيد بن أبي معاذ البصري، نزيل بغداد.
و"شبة" بفتح المعجمة، وتشديد الموحدة. "صدوق، له تصانيف"، (262 هـ)(ق).
(2)
تهذيب الكمال (21/ 386 - 390)، توضيح المشتبه (5/ 285)، التقريب (ص 413).
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمّد بن المثنى، عنه، به -انظر حديث ابن عيينة السابق، وحديث عبد الوهّاب مقرون بحديثه.
(3)
"قالت" سقطت من (م).
(4)
كذا في النسخ، وخبر كان محذوف للعلم به، وهو (يصلّي).
(5)
(ك 1/ 538).
(6)
في (ل) و (م): "فذكر".
(7)
من فوائد الاستخراج: ساق المصنِّف متنه كاملًا، بينما اكتفى الإمام مسلم بالإسناد.
2508 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن يحيى بن سعيد
(1)
، عن عمرة، عن عائشة، "أن يهودية جاءت تسألها فقالت لها:"أعاذك الله من عذاب القبر". فسألت عائشةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "أيعذب النَّاس في قبورهم"؟ فقال: "عائذا بالله من ذلك". ثمّ ركب النّبيّ صلى الله عليه وسلم ذات غداة مركبا، فخسفت الشّمس فرجع ضحى، فمر بين ظهراني الحجر، ثمّ قام فصلّى، وقام النَّاس وراءه، فقام قياما طويلا، ثمّ ركع ركوعا طويلًا، ثمّ رفع فقام قيامًا طويلًا -وهو دون القيام الأوّل-، ثمّ ركع ركوعا طويلًا -وهو دون الركوع الأوّل- ثمّ رفع فسجد، ثمّ قام قياما طويلًا -وهو دون القيام الأوّل- ثمّ ركع
⦗ص: 442⦘
ركوعا طويلًا -وهو دون الركوع الأوّل- ثمّ رفع فقام قيامًا طويلًا -وهو دون القيام الأوّل- ثمّ ركع ركوعا طويلًا -وهو دون الركوع الأوّل-، ثمّ رفع فسجد، ثمّ انصرف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول، ثمّ أمرهم أن يَتَعَوّذُوا من عذاب القبر"
(2)
.
(1)
هو: الأنصاري، وهو موضع الالتقاء.
(2)
وأخرجه البخاريّ (1055، 1056) في "الكسوف" باب صلاة الكسوف في المسْجِد (2/ 632 - 633، مع الفتح) عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، به، بنحوه. وهو في موطَّأ مالك -رواية يحيى- (1/ 187 - 188).
2509 -
حدّثنا التّرمذيّ
(1)
، قال: ثنا القعنبي، عن مالك، بإسناده، مثله
(2)
.
(1)
هو: أبو إسماعيل، محمّد بن إسماعيل بن يوسف.
(2)
وأخرجه البخاريّ (1049، 1050) في "الكسوف" باب التعوّذ من عذاب القبر في الكسوف (2/ 625، مع الفتح) عن القعنبي، به.
[باب]
(1)
بيان الجَهْرِ بالقراءةِ في صلاة الكسوف، وقدر القيام والقراءة فيها، وأنها ركعتان، فيهما أربع ركعات وأربع سجدات، يقول في رفع الرأس من الركوع في كلّ مرّة:"سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد"
(1)
من (ل) و (م).
2510 -
أخبرنا العباس بن الوليد بن مَزْيَد العذري، قال: حدثني أبي، قال: حدثني الأوزاعي
(1)
، قال: حدثني الزّهريُّ، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة -زوج النبي صلى الله عليه وسلم[ورضي عنها]
(2)
- أخبرته: "أن الشّمس خسفت
(3)
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فقام، فكبر، وصف النَّاس وراءه، وافتتح القرآن، فقرأ قراءة طويلة، فجهر فيها -وهو قائم- ثمّ كبر فركع ركوعًا طويلًا، ثمّ رفع رأسه فقال:"سمع الله لمن حمده، رَبَّنَا ولك الحمد" ثمّ قام قبل أن يسجد، فافتتح القراءة وهو قائم، فقرأ قراءة طويلة -هي أدنى من القراءة الأولى-، ثمّ كبر فركع ركوعًا طويلًا -هو أدنى من الركوع الأوّل-، ثمّ رفع رأسه
⦗ص: 444⦘
فقال: "سمع الله لمن حمده، رَبَّنَا ولك الحمد"، ثمّ سجد سجدتين، ثمّ قام، ففعل مثل ذلك في الركعة -يعني: الثّانية- فاستكمل أربع ركعات وأربع سجدات، وانجلت الشّمس، فسلم، ثمّ قام فأثنى على الله بما هو أهله، ثمّ قال: "إنَّ الشّمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته؛ فإذا رأيتموها
(4)
فافزعوا إلى الصّلاة"
(5)
.
(1)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، به، مختصرًا، بنحوه. كتاب الكسوف، باب صلاة الكسوف، (2/ 62 - ) برقم (900/ 4).
(2)
من (ل) و (م).
(3)
(ك 1/ 539).
(4)
في (ل) فقط: "رأيتموهما"، وكلاهما صحيحان روايةً ومعنى، أنها الرِّواية فكما سبق في (2502، 2503). وأمّا المعنى فالتثنية واضحة، وعلى الإفراد: أي: "إذا رأيتم كسوف كلّ منهما، لاستحالة وقوع ذلك فيهما معًا في حالة واحدة عادة، وإن كان جائزًا في القدرة الإلهية". راجع الفتح (2/ 614).
(5)
من فوائد الاستخراج:
1 -
روى المصنِّف من طريق الوليد بن مزْيَد، وهو ثقة لا يدلَّس، ومع ذلك فقد صرَّح بالتحديث عن الأوزاعي.
2 -
وروى مسلم من طريق الوليد بن مسلم، وهو ثقة، لكنه كثير التدليس، ومع ذلك لم يصرح بالتحديث عن الأوزاعي، بل رواه بصيغة "قال".
2511 -
حدّثنا عبد الكريم بن الهَيْثَم
(1)
الدَّيْرعَاقولي
(2)
، قال: ثنا
⦗ص: 445⦘
يزيد بن عبد ربه، قال: ثنا محمد بن حرْب
(3)
، عن الزَّبَيْدي
(4)
، عن الزّهريّ، قال: كان كثير بن عبّاس يحدث: "أن عبد الله بن عبّاس كان يحدث عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كسفت الشّمس"، مثل حديث عروة عن عائشة
(5)
.
(1)
هو: عبد الكريم بن الهيثم بن زياد بن عمران، أبو يحيى القطان، الديرعاقولي، ثمّ البغدادي. و"الديرعاقولي" -بفتح الدال المهملة، وسكون الياء- نسبةً إلى (دَيْر العاقول)، وهي مدينة كبيرة قديمة في العراق جنوب شرقي بغداد، على عشرة فراسخ أو خمسة عشر فراسخًا منها. ويُنسب إليها بـ (الدَّيْرِيّ) -بفتح أوله وسكون ثانيه- أيضًا.
(2)
وفي (م): "الديري" وهو أيضًا صحيح كما سبق.
(3)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن حاجب بن الوليد، عنه، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2510)(2/ 620) برقم (902 /
…
).
و"محمّد بن حرْب" هو الخولاني الأبرش.
(4)
هو: محمّد بن الوليد.
(5)
وأخرجه البخاريّ معلقًا بعد (ح / 1046) في "الكسوف"(2/ 620)، عَلَّقَه عن كثير، به، بنحوه.
2512 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، أن مالكًا
(1)
، حدثه، ح
وحدثنا محمّد بن
(2)
حَيُّوْيَةْ *و [أبو إسماعيل] التّرمذيّ
(3)
، قالا: ثنا القعنبي، عن مالك
(4)
، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يَسارْ *
(5)
، عن
⦗ص: 446⦘
ابن عبّاس، أنه قال: "خسفت الشّمس فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فقام قيامًا طويلًا نحوًا
(6)
من سورة "البقرة". ثمّ ركع ركوعا طويلا، ثمّ رفع، فقام قياما طويلا -وهو دون القيام الأوّل-، ثمّ ركع ركوعا طويلا -وهو دون الركوع الأوّل-[ثم سجد]
(7)
، ثمّ قام قياما طويلا -وهو دون القيام الأوّل- ثمّ ركع ركوعا طويلا -وهو دون الركوع الأوّل- ثمّ رفع، فقام قياما طويلا -وهو دون القيام الأوّل-، ثمّ ركع ركوعا طويلا -وهو دون الركوع الأوّل-، ثمّ سجد، ثمّ انصرف وقد تجلت الشّمس، فقال: "إن
(8)
الشّمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله. قالوا يا رسول الله، رأيناك تناولت
(9)
شيئا في مقامك، ثمّ رأيناك كَعْكَعْتَ
(10)
؟ قال: "إنِّي رأيت الجنَّة فتناولت عُنْقُودًا، ولو أصبتُه لأكلتم
(11)
منه
⦗ص: 447⦘
ما بقيت الدنيا. ورأيت
(12)
النّار فلم أَرَ منظرًا كاليوم قط أفظَعَ
(13)
. ورأيت أكثر أهلها النِّساء. قالوا: لم يا رسول الله؟ قال: "بكفرهن"، قِيْلَ:" [أيَكْفُرْنَ] بالله"
(14)
؟ قال: "لا، يَكْفُرْن العَشِيْرَ، ويَكْفُرْنَ الإحسانَ، لو أحسنْتَ إلى إحداهن الدهر كله، ثمّ رأَتْ منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرًا قط"
(15)
.
(1)
في النسخ: "مالك" -بدون النصب- والتصحيح من عندي.
(2)
هو: محمّد بن يحيى بن موسى الإسفراييني.
(3)
في (ل): "وأبو إسماعيل التّرمذيّ" وهو كذلك.
(4)
هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمّد بن رافع، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أخبرنا مالك، به، وأحال متنه على حديث حفص بن ميسرة قبله. كتاب الكسوف، باب ما عُرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف من أمر الجنَّة والنَّار، (2/ 627) برقم (907 /
…
).
(5)
ما بين النجمين ساقط من (م).
(6)
في النسخ "نحو"، والتصحيح من موطَّأ مالك، وصحيح البخاريّ (1052)، حيث رواه عن القعنبي، به.
(7)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، استدركته من (ل) و (م) وهو كذلك في الموطَّأ والبخاري.
(8)
(ك 1/ 540).
(9)
في (م): "تناورا" وهو خطأ.
(10)
أي: أحجمت، وتأخرت إلى وراء. انظر: المشارق (1/ 344)، غريب ابن الجوزي (2/ 292)، النهاية (4/ 180).
(11)
في (ل): (لأكلت).
(12)
في (ل): (وأُريت).
(13)
أي: أعظم، وأشد، وأهيَب، وأفظع ممّا سواه من المناظر الفظيعة. مشارق الأنوار (2/ 157)، وانظر: النهاية (3/ 459).
(14)
في الأصل: "قال: بالله؟ " والمثبت من (ل) و (م) وهو كذلك في الموطَّأ -رواية يحيى- والبخاري (في رواية القعنبي).
(15)
وأخرجه البخاريّ: في "الإيمان"(29)(1/ 104، مع الفتح)، وفي "الصّلاة"(431)، (1/ 629)، وفي "الكسوف" (1052):(2/ 627 - 628)، عن القعنبي؛ وفي "الأذان" (848):(2/ 271)، و "بدء الخلق"(3202)، (6/ 343) عن إسماعيل بن أويس؛ وفي "النِّكاح" (5197):(9/ 209)، عن عبد الله بن يوسف، ثلاثتهم عن مالك، به، بألفاظ متقاربة.
وقد ساق الحديث للقعنبي في "الكسوف" ولعبد الله بن يوسف كاملًا، أنها البقية فقد اختصره حسب تراجم الأبواب (ولم أذكرها لمخافة الطول).
والحديث في موطَّأ مالك -رواية يحيى- (1/ 186 - 187) بمثله.
والله تعالى أعلم بالصواب.