المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب ذكر الخبر المبيِّن أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم - مستخرج أبي عوانة - ط الجامعة الإسلامية - جـ ٧

[أبو عوانة]

فهرس الكتاب

‌باب ذكر الخبر المبيِّن أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى في الكسوف ثمان ركعات وأربع سجدات في ركعتين

ص: 5

2513 -

حدّثنا عبد الرّحمن بن بشر

(1)

، وعبد الرّحمن بن منصور

(2)

، قالا: حدّثنا يحيى بن سعيد

(3)

، عن سفيان

(4)

قال: حدثني حبيب بن أبي ثابت

(5)

، عن طاوس، عن ابن عبّاس، "أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى في كسوف، فقرأ ثم ركع، ثمّ قرأ ثم ركع، ثمّ قرأ ثم ركع، ثمّ قرأ ثم ركع

(6)

، ثمّ سجد، وفي الأخرى مثلها"

(7)

.

(1)

ابن الحكم العبدي، أبو محمّد النيسابوري.

(2)

عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور الحارثي، البغدادي، لقبه كُزْبُران بضم الكاف وسكون الزاي وضم الموحَّدة.

(3)

هو القطان كما في صحيح مسلم.

(4)

هو الثّوريّ كما سيأتي في ح (2515).

(5)

تأتي ترجمته في ح (2515).

(6)

قوله "ثمّ قرأ ثم ركع" ساقط من نسخة (م).

(7)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 627) كتاب الكسوف، باب: ذكر من قال إنّه ركع ثمان ركعات في أربع سجدات، ح 909 من طريق يحيى به، مثله.

وفي إسناد المصنِّف من فوائد الاستخراج ما يلي:

أ - التقى المصنِّف مع مسلم في: "يحيى"، وهذا "بدل".

ب - تساوى عددُ الرواة في الإسنادين، وهذه "مساواة".

جـ - بيان المهمل في قوله: "حبيب بن أبي ثابت" حيث جاء في مسلم مهملًا.

ص: 5

2514 -

حدّثنا أحمد بن عصام

(1)

، حدّثنا أبو أحمد الزبيري

(2)

، حدّثنا سفيان، عن حبيب -يعني: ابن أبي ثابت-، عن طاوس، عن ابن عبّاس عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه صلّى في الكسوف فقرأ ثم ركع، ثمّ قرأ ثم ركع، ثمّ قرأ ثمّ ركع، ثمّ قرأ ثم ركع، ثمّ سجد سجدتين، والأخرى مثلها"

(3)

.

(1)

ابن عبد المجيد الأنصاري مولاهم، أبو يحيى الأصبهاني.

(2)

في نسخة (م): الزّهريُّ، وهو تصحيف، وأبو أحمد الزبيري هو: محمّد بن عبد الله بن الزبير الأسلمي الكوفي، مات سنة 203 هـ.

(3)

أخرجه مسلم من طريق سفيان به نحوه، كما تقدّم في ح (2513).

وفيه من فوائد الاستخراج:

1 -

زيادة قوله "سجدتين".

2 -

التقى المصنِّف مع مسلم في سفيان وتساوى الإسنادان، وهذا بدل ومساواة.

ص: 6

2515 -

حدّثنا أبو شيبة إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة

(1)

وإسحاق بن سَيَّار

(2)

والصَّاغاني

(3)

، وأبو أمية

(4)

قالوا: حدّثنا ثابت بن محمّد العابد

(5)

، حدّثنا سُفيان الثّوريّ، عن حبيب بن أبي ثابت، عن

⦗ص: 7⦘

طاوس، عن ابن عباس، "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلى حين انكسفت الشمس ثمان ركعات في أربع سجدات، يقرأ في كل ركعة"

(6)

.

(1)

إبراهيم بن عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة العبسي الكوفي.

(2)

إسحاق بن سَيَّار بن محمّد، أبو يعقوب النَّصيبي (ت 273 هـ).

(3)

محمّد بن إسحاق بن جعفر.

(4)

محمّد بن إبراهيم بن مسلم الخُزاعي البغدادي الطَرَسُوسِي، بفتح الطاء والراء المهملتين والواو بين السينين المهملتين، الأولى مضمومة، والثّانية مكسورة.

انظر: الأنساب (4/ 60).

(5)

الكوفي، قال أبو حاتم:"صدوق"، وقال ابن عدي: "هو عندي ممّن لا يتعمد =

⦗ص: 7⦘

= الكذب، ولعله يخطئ". وقال الذهبي:"صدوق"، وقال الحافظ:"صدوق زاهد يخطئ في أحاديث"، توفي سنة 215 هـ.

انظر: الجرح والتعديل (2/ 457)، الكامل لابن عدي (2/ 523)، الكاشف (1/ 283)، التقريب (829).

(6)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 627 كتاب الكسوف، باب ذكر من قال إنه ركع ثمان ركعات في أربع سحدات، ح 908 - 909)، وأبو داود (السنن 1/ 669) كتاب الصلاة -باب من قال: أربع ركعات- ح (1183)، والنسائي (السنن 3/ 129) كتاب صلاة الكسوف -باب كيف صلاة الكسوف- ح (1467)، وأحمد (المسند: 1/ 225، 346)، والدارمي (السنن: 1/ 430) كتاب الصلاة -باب الصلاة عند الكسوف- ح 1526، وابن خزيمة (الصحيح: 2/ 317) كتاب الصلاة -باب ذكر عدد الركوع في كل ركعة من صلاة الكسوف- ح (1385)، والطبراني (المعجم الكبير 11/ 52) والبيهقي (السنن الكبرى 1/ 327) كتاب صلاة الخسوف -باب من أجاز أن يصلي في الخسوف كعتين في كل ركعة أربع ركوعات.

جميعهم من طريق الثوري، به.

وكذلك أخرجه الترمذي (السنن 2/ 446) كتاب الصلاة -باب ما جاء في صلاة الكسوف- ح 560، إلا أن في حديثه:"صلى في كسوف فقرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع، ثلاث مرات، ثم سجد سجدتين، والأخرى مثلها".

والحديث أعله النقاد بالعلل الآتية:

الأولى: تدليس حبيب بن أبي ثابت، قال ابن حبان في صحيحه عن خبره (7/ 98):"ليس بصحيح لأن حبيبًا لم يسمع من طاوس هذا الخبر". أهـ =

⦗ص: 8⦘

= وحبيب بن أبي ثابت قال عنه الحافظ في التقريب (1084): "ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس". وذكره الحافظ في المرتبة الثالثة من المدلسين كما في تعريف أهل التقديس (132)، ولم يصرح بالسماع في شيء من الطرق التي وقفت عليها.

وقد قال البيهقي: "وحبيب بن أبي ثابت وإن كان من الثقات فقد كان يدلس ولم أجده ذكر سماعه في هذا الحديث عن طاوس، ويحتمل أن يكون حمله عن غير موثوق به عن طاوس". السنن الكبرى (3/ 327).

وقد يحمل هذا الخبر على الاتصال لكونه في الصحيح، ولهذا قال ابن الملقن:"فلك أن تقول: حبيب هذا من الأثبات الأجلاء؛ فلعلَّ مسلمًا ثبت عنده سماعه من طاوس". البدر المنير (مخطوط: 4/ 211 / أ).

العلة الثانية: الاختلاف في سنده ومتنه.

قال البيهقي: "وقد روِّينا عن عطاء بن يسار، كثير بن عباس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلاها ركعتين، في كل ركعة كوعان

وقد روى سليمان الأحول، عن طاوس، عن ابن عباس من فعله أنه صلاها ست ركعات في أربع سجدات، فخالفه في الرفع والعدد جميعًا". السنن الكبرى (3/ 327).

وأشار إلى هذا الشافعي رحمه الله حيث أبان أن ما جاء عن ابن عباس في صلاة الكسوف بالزيادة غلط، وأن المحفوظ عنه ما وافق رواية عائشة وأبي موسى الأشعري إذ رويا أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها ركعتين، في كل ركعة ركوعان، كما في اختلاف الحديث (ص 191) باب الخلاف في صلاة كسوف الشمس والقمر.

وقال ابن عبد البر في التمهيد (3/ 306): "وحديث طاوس هذا مضطرب ضعيف، رواه وكيع عن الثوري، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن طاوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، ورواه غير الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس، ولم يذكر طاوسًا، ووقفه =

⦗ص: 9⦘

= ابن عيينة، عن سليمان الأحول، عن طاوس، عن ابن عباس فِعْلَه، ولم يرفعه.

وهذا الاضطراب يوجب طرحه، واختلف في متنه، فقوم يقولون: أربع ركعات، وقوم يقولون: ثلاث ركعات في ركعة، ولا يقوم بهذا الاختلاف حجَّة. أهـ

ومن الاختلاف على حبيب أيضًا قوله في آخر الحديث: "وعن عليّ مثل ذلك" كما في صحيح مسلم (2/ 627)، ومرة قال:"وعن عطاء مثل ذلك" كما عند النسائي (السنن 3/ 129). ورواية عطاء ذكرها البيهقي كما سبق، ولفظها مخالف لرواية حبيب، فقول حبيب عقب روايته:"وعن عطاء مثل ذلك" صريح في عدم ضبطه للحديث، كما قال الغماري في الهداية في تخريج أحاديث البداية (4/ 198).

العلة الثالثة: مخالفته للأكثر والأشهر في صفة صلاة الكسوف.

قال البيهقي رحمه الله -بعد أن أورد حديث جابر-: "من نظر في هذه القصة، وفي القصة التي رواها أبو الزبير عن جابر؛ علم أنها قصة واحدة، وأن الصلاة التي أخبر عنها إنما فعلها يوم توفي إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اتفقت رواية عروة بن الزبير، وعمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة، ورواية عطاء بن يسار، كثير بن عباس، عن ابن عباس، ورواية أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو، ورواية أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما صلاها ركعتين، في كل ركعة كوعين، وفي حكاية أكثرهم قوله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تنخسفان لموت أحد ولا لحياته" دلالة على أنه إنما صلاها يوم توفي ابنه فخطب وقال هذه المقالة ردًّا لقولهم: "إنما كسفت لموته". وفي إتفاق هؤلاء العدد مع فضل حفظهم دلالة على أنه لم يزد في كل ركعة على ركوعين .. اهـ. السنن الكبرى (3/ 326).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (17/ 18): "ومثل ما روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الكسوف ثلاث ركوعات، وأربع كوعات، انفرد بذلك عن البخاري، فإن هذا ضعَّفه حذاق أهل العلم وقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل الكسوف إلا مرة =

⦗ص: 10⦘

= واحدة يوم مات ابنه إبراهيم، وفي نفس هذه الأحاديث التي فيها الصلاة بثلاث ركوعات، وأربع كوعات إنه إنما صلى ذلك يوم مات إبراهيم.

ومعلوم أن إبراهيم لم يمت مرتين، ولا كان له إبراهيمان، وقد تواتر عنه أنه صلى الكسوف يومئذٍ ركوعين في كل ركعة، كما روى ذلك عنه عائشة، وابن عباس، وابن عمرو، وغيرهم، فلهذا لم يرو البخاري إلا هذه الأحاديث .. " اهـ.

وقد قال أبو عيسى الترمذي: "قال محمد -أي البخاري- أصح الروايات عندي في صلاة الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات". العلل الكبير للترمذي -ترتيب أبي طالب القاضي (1/ 299).

ولا يشكل على هذا ما رواه النسائي (السنن 3/ 135) من طريق عبدة ابن عبد الرحيم بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في كسوف في صفة زمزم أربع ركعات في أربع سجدات.

لأن لفظة "في صفة زمزم" تفرد النسائي بذكرها عن شيخه عبدة، وقد قال ابن كثير:"تفرد النسائي عن عبدة بقوله: "في صفة زمزم" وهو وهم بلا شك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصل الكسوف إلا مرة واحدة بالمدينة في المسجد، هذا هو الذي ذكره الشافعي، وأحمد والبخاري، والبيهقي، وابن عبد البر، وأما هذا الحديث بهذه الزيادة فيخشى أن يكون الوهم من عبدة بن عبد الرحيم هذا، فإنه مروزي نزل دمشق، ثم صار إلى مصر فاحتمل أن النسائي سمعه منه بمصر فدخل عليه الوهم لأنه لم يكن معه كتاب، وقد أخرجه البخاري ومسلم والنسائي أيضًا بطريق آخر من غير هذه الزيادة".

وعرض هذا على الحافظ جمال الدين المزي فاستحسنه، وقال:"قد أجاد وأحسن الانتقاد". زهر الرّبى على المجتبى (3/ 135).

وذهب قوم إلى تصحيح هذا الحديث وحمله على تعدد الوقائع، منهم إسحاق بن =

⦗ص: 11⦘

= راهويه، وابن خزيمة، والخطابي، واستحسنه أبو بكر بن محمد بن المنذر.

وقد قال البيهقي عقب ذكرهم: "والذي ذهب إليه الشافعي ثم محمد بن إسماعيل البخاري من ترجيح الأخبار أولى

". معرفة السنن والآثار (3/ 87).

وبهذا قال ابن عبد البر وابن تيمية كما أسلفت، وحكى استحبابه عن أكثر أهل العلم، وتبعه ابن قيم الجوزية وهو الراجح في الحكم على هذا الحديث والله أعلم.

انظر: التمهيد لابن عبد البر (3/ 305)، مجموع الفتاوى (24/ 259)، زاد المعاد (1/ 450 - 456).

وفي رواية المصنف من فوائد الاستخراج ما يلي:

1 -

بيان المهمل في "سفيان" حيث جاء هنا مصرحًا بأنه الثوري.

2 -

قوله: "يقرأ في كل ركعة" زيادة ليست في حديث مسلم.

3 -

فيها أيضًا ما تقدم من البدل والمساواة.

ص: 6

‌باب ذكر الخبر المبيِّن أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان رافعًا يديه قائمًا في كسوف الشمس إلى القبلة يسبِّح ويحمد ويهلل ويكبر ويدعو حتى حُسِرَ

(1)

عنها ثم صلى

(2)

ركعتين، وقرأ فيهما سورتين

(1)

حسر: أي كشف عنها. انظر: النهاية (1/ 383).

(2)

(م 2/ 60/ أ).

ص: 12

2516 -

حدثنا أبو داود الحرَّاني

(1)

، حدثنا عارم

(2)

، حدثنا وهيب

(3)

، حدثنا أبو مسعود الجُريري

(4)

، حدثنا حيَّان بن عمير

(5)

، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: "كنت يومًا أترامى

(6)

بأسهمي، وأنا بالمدينة، فانكسفت الشمس فجمعت أسهمي، فقلت: ما أحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف الشمس؟ فقمت خلف ظهره فجعل يكبّر ويسبِّح، ويدعو حتى حُسِر عنها فصلى ركعتين، وقرأ بسورتين"

(7)

.

(1)

سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم.

(2)

محمد بن الفضل السدوسي، أبو النعمان البصري، لقبه عارم.

(3)

ابن خالد بن عجلان الباهلي، مولاهم، أبو بكر البصري.

(4)

سعيد بن إياس الجُريري البصري.

(5)

الجريري. انظر: تهذيب الكمال (7/ 274).

(6)

في الأصل ونسخة (م): أترامي، والصواب المثبت.

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 629) كتاب الكسوف -باب ذكر النداء بصلاة =

⦗ص: 13⦘

= الكسوف- ح 913/ 26، 27 من طريق عبد الأعلى وبشر بن المفضل وسالم بن نوح، كلهم عن الجريري به، نحوه، وفي لفظ مسلم:"فنبذت أسهمي، وقلت لأنظرن إلى ما يحدث لرسول الله قوله صلى الله عليه وسلم".

وفي الحديث من فوائد الاستخراج:

1 -

التقى المصنف مع مسلم في الجريري، وهذه "مصافحة" وفائدته في علو الصفة، وذلك لأن مسلمًا روى الحديث من طريق بشر بن المفضل، عن الجريري، فرواه المصنف من طريق وهيب عنه، وبشر توفي سنة ست أو سبع وثمانين ومائة، فهو متأخر الوفاة عن وهيب المتوفّى سنة 165 هـ وقيل بعدها، وإن كان كلاهما سمعا من الجريري قبل اختلاطه.

انظر: تذكرة الحفاظ (1/ 235، 309)، تقريب (703)، الكواكب النيرات (ص 189).

2 -

قوله في آخر الحديث: "قمت خلاف ظهره" زيادة على لفظ مسلم رحمه الله تعالى.

ص: 12

2517 -

حدثنا أبو داود السجستاني

(1)

، حدثنا مسدد

(2)

، حدثنا بشر بن المفضل

(3)

، حدثنا الجُريري، عن حيَّان بن عمير، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: "بينما أنا أترمَّى بأسهمي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ انكسفت الشمس، فنبذتهنَّ، وقلت: لأنظرنَّ ما أُحْدِث لرسول الله صلى الله عليه وسلم-يعني في كسوف الشمس- اليوم، فانتهيت إليه وهو رافع يديه يسبِّح، ويحمِّد، ويهلل، ويقول، ويدعو حتى حُسِر عن

⦗ص: 14⦘

الشمس، فقرأ سورتين، وركع ركعتين"

(4)

.

(1)

انظر: سنن أبي داود (1/ 705)، كتاب الصلاة، باب من قال: يركع ركعتين.

(2)

ابن مسرهد بن مسربل الأسدي البصري.

(3)

ابن لاحق الرَّقاشي -بقاف ومعجمة- البصري.

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 629 ح 913) من طريق بشر به، مثله، ولفظة "يقول" ليست في رواية بشر عند مسلم وأبي داود.

ص: 13

2518 -

حدثني

(1)

المرْثَدِي

(2)

، حدثنا المثنى بن معاذ

(3)

، حدثنا بشر بن المفضل بإسناده مثله

(4)

.

(1)

في (م): "حدثنا".

(2)

المَرْثَدِي: بفتح الميم وبالثاء المعجمة بثلاث: أحمد بن بشر بن سعد، أبو علي البغدادي، أثنى عليه عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، ووثقه ابن المنادي، توفي سنة 286 هـ.

انظر: المؤتلف والمختلف للدارقطني (4/ 2189)، تاريخ بغداد (4/ 54)، الإكمال لابن ماكولا (7/ 313)، الأنساب (5/ 254)، وتوضيح المشتبه (8/ 101، 123).

(3)

المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري.

(4)

أخرجه مسلم من طريق بشر بن المفضل كما تقدم.

ص: 14

2519 -

حدثنا يوسف بن مُسَلَّم

(1)

، حدثنا داود بن معاذ

(2)

، عن عبد الأعلى

(3)

عن الجُرَيرِي، عن حَيَّان بن عُمَير، عن عبد الرحمن بن سمرة -وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كنت أرمي بأسهم لي في حياة

⦗ص: 15⦘

النبي صلى الله عليه وسلم إذ انكسفت الشمس فَنَبَذْتُها، فقلت: واللهِ لأنظرنَّ ما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم

(4)

في كسوف الشمس! قال: فأتيته وهو قائم في الصلاة رافع يديه، فجعل يُكبّر ويُسبِّح ويُهلِّل حتى حُسِر عنها، فلما حُسِر عنها قرأ بسورتين، وركع ركعتين"

(5)

.

(1)

يوسف بن سعيد بن مُسَلَّم، بضم الميم وفتح السين المهملة بعدها لامٌ مشدَّدة، المصّيصي.

(2)

داود بن معاذ العتكي، أبو سليمان، وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات.

انظر: الثقات لابن حبان (8/ 235)، تهذيب الكمال (8/ 451)، تهذيب التهذيب (3/ 202).

(3)

ابن عبد الأعلى البصري السامي -بالمهملة-.

(4)

من قوله: "إذ انكسفت" إلى " صلى الله عليه وسلم" ساقط من نسخة (م).

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 629، ح 913/ 26) من طريق عبد الأعلى به، ولفظه أتم.

ص: 14

‌باب بيان الأمر بالصدقة والعَتاقَة والدّعاء عند كسوف

(1)

الشمس، والصلاة من حين تكسف حتى ينكشف عنها

(1)

(م 2/ 61/ ب).

ص: 16

2520 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى

(1)

، حدثنا ابن وهب

(2)

، أنَّ مالكًا

(3)

حدثه عن هشام بن عروة

(4)

، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يُخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعو الله كبِّروا وتصدَّقوا"

(5)

.

(1)

ابن ميسرة -بفتح الميم وإسكان الياء المثناة التحتية وفتح السين المهملة- الصدفي.

(2)

عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم المصري.

(3)

في الأصل ونسخة (م): "أن مالك" والصّواب المثبت، وقد تكرّر هذا في عدّة مواضع، ضبّب النّاسخ في بعضها على "مالك" كما في حديث (2534) وما سيأتي من تلك المواضع لم أنبه عليه، وأثبته على الصّواب اكتفاءً بما قيّدته هنا.

والحديث في الموطأ (1/ 686) كتاب الكسوف -باب العمل في الصلاة، ولفظه أتم.

(4)

ابن الزبير بن العوام الأسدي.

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 618) كتاب الكسوف -باب صلاة الكسوف- ح 901، والبخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 615) كتاب الكسوف، باب الصدقة في الكسوف- ح 1044، كلاهما من طريق مالك به مطولًا.

وفيه من فوائد الاستخراج:

1 -

التقى المصنف مع مسلم في مالك بن أنس، وهذا بدل ومصافحة. =

⦗ص: 17⦘

= 2 - فيه بيان لفظ مالك حيث ساق مسلم الإسناد إليه، ولم يسق لفظه.

ص: 16

2521 -

حدثنا علي بن حرب المَوْصِلي

(1)

، حدثنا عثَّام بن علي

(2)

، حدثنا هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر

(3)

، عن أسماء قالت: "إن كنّا لنُؤمَر

(4)

بالعتق عند الخسوف"

(5)

.

(1)

الطائي.

(2)

عَثَّام -بفتح العين المهملة وتشديد الثاء المثلثة- ابن علي بن هُجَير -بجيم، مصغَّر-، العامري الكلابي. تقريب (4448).

(3)

ابن الزبير بن العوام، زوج هشام بن عروة. تقريب (8658).

(4)

في رواية يحيى بن الربيع، وموسى بن مسعود عند البخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 632، 5/ 178) كذلك رواية معاوية بن عمرو الآتية تصريحٌ بأن الآمر هو النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مما يقوي أن قول الصحابي:"كنا نؤمر بكذا" في حكم المرفوع.

انظر فتح الباري (5/ 179).

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 624) كتاب الكسوف -باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم من أمر الجنة والنار- ح 905/ 11، 12 من طريق هشام بن عروة، به. وجميع ألفاظ الحديث عند مسلم التي بهذا الإسناد ليس فيها هذا اللفظ، وهو في البخاري (الصحيح مع الفتح 5/ 179) كتاب العتق -باب ما يستحب من العتاقة في الكسوف والآيات- ح 2520 من طريق عثّام به، نحوه. ولفظ المصنف طرف من حديث أسماء رضي الله عنها التي روت قصة كسوف الشمس. وانظر: الفتح (2/ 632) حول ذلك.

وفي هذا الحديث من فوائد الاستخراج:

1 -

التقى المصنف مع مسلم في هشام، وهذا "بدل". =

⦗ص: 18⦘

= 2 - تساوى عدد رواة الإسنادين، فهذه "مساواة".

3 -

قولها رضي الله عنها: "إن كنا لنؤمر

" من زيادات المصنف.

4 -

بيان المهمل في "فاطمة" عند مسلم.

ص: 17

2522 -

حدثنا الصَّاغاني، حدثنا معاوية بن عمرو

(1)

، ح

وحدثنا أبو داود السجستاني

(2)

، حدثنا -يعني:

(3)

زهير بن حرب

(4)

- حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، عن هشام

(5)

، عن فاطمة

(6)

، عن أسماء

(7)

قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالعتاق في صلاة الكسوف"

(8)

.

(1)

ابن المُهَلَّب -بضم الميم وفتح الهاء وتشديد اللام- الأزدي المَعْني.

(2)

السنن (1/ 703) كتاب الصلاة، باب العتق في صلاة الكسوف ح 1192.

(3)

قوله: يعني ليس في إسناد أبي داود، ولا معنى له إلا باعتبار ذكر زهير بكنيته: أبو خيثمة.

(4)

أبو خيثمة النسائي.

(5)

هشام بن عروة.

(6)

فاطمة بنت المنذر.

(7)

في الأصل ونسخة (م): "أمها" وقد ضبِّب فوقها في الأصل، وصُوِّب في حاشيته "أسماء"، وذلك لأن أم فاطمة هي: حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وأسماء بنت أبي بكر الصديق جدة لأبوي: هشام، وفاطمة ابنة عمه، فالصواب المثبت والله تعالى أعلم. انظر: تهذيب الكمال (35/ 265).

(8)

أخرجه البخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 632) كتاب الكسوف، باب من أحب العتاقة في كسوف الشمس، ح 1054، وأيضًا أخرجه في (5/ 178) كتاب العتق، باب ما =

⦗ص: 19⦘

= يستحب من العتاقة في الكسوف والآيات، ح 2519 من طريق زائدة به، نحوه.

ص: 18

2523 -

حدثنا أبو علي الزَّعفراني

(1)

، حدثنا عبد الوهاب ابن عبد المجيد الثقفي، حدثنا أيوب

(2)

، عن أبي قِلابة

(3)

، عن النعمان بن بشير قال:"كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يصلي ركعتين ركعتين، ويسأل عنها حتى انجلت"

(4)

.

(1)

الحسن بن محمد بن الصَّبَّاح البغدادي، صاحب الشافعي.

(2)

أيوب بن أبي تميمة: كيسان السختياني، البصري.

(3)

عبد الله بن زيد الجَرْمي، بجيم ثم راء ساكنة، أبو قِلابة، بكسر القاف البصري.

(4)

هذا الحديث من زيادات المصنف، وقد أخرجه أبو داود (السنن 1/ 704) كتاب الصلاة، باب من قال يركع ركعتين، ح 1193، والنسائي (السنن 3/ 141، 143) كتاب الكسوف، باب كيف صلاة الكسوف، ح 1485، 1488، 1489، وابن ماجه (السنن 1/ 401) كتاب الكسوف، باب ما جاء في صلاة الكسوف ح 1262، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 330)، والحاكم في المستدرك (1/ 232)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 333) والمعرفة (3/ 78).

كلهم من طرق عن أبي قلابة، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، وبعضهم يزيد على بعض، وهذا الحديث مُعَلُّ الإسناد والمتن.

فأما الإسناد: فإنه من طريق أبي قلابة عن النعمان رضي الله عنه، وأبو قلابة لم يسمع من النعمان بن بشير، كما ذكر ذلك ابن أبي حاتم في مراسيله (96) حيث قال:"قال أبي: أبو قلابة عن النعمان بن بشير، قال يحيى بن معين: هو مرسل، قال أبي: قد أدرك أبو قلابة النعمان بن بشير، لا أعلمه سمع منه".

وبهذا أعل البيهقي هذا الحديث، واستدل على ذلك بما رواه الإمام أحمد في المسند =

⦗ص: 20⦘

= (4/ 267) عن أبي قلابة، حيث قال فيه:"عن رجل عن النعمان بن بشير".

وقد اختلف على أبي قلابة فيه من وجهٍ آخر، وهو ما رواه النسائي (السنن 3/ 144)، وأبو داود (السنن 1/ 701) من طريق قتادة وأيوب، عن أبي قلابة، عن قبيصة الهلالي.

فمرة جعله من مسند النعمان، وفي الأخرى جعله من مسند قبيصة.

وأما الاضطراب في المتن:

ففي رواية: "فكان يصلي ركعتين ركعتين، ويسأل عنها حتى انجلت" كما هي رواية المصنف وأبي داود.

وفي رواية للنسائي (1/ 141): "فإذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة".

وفي أخرى له أيضًا (1/ 330) وللحاكم: "فصلوا حتى ينجلي أو يحدث الله أمرًا".

وعند ابن ماجه وأحمد: "فلم يزل يصلي حتى انجلت".

وفي رواية للطحاوي (1/ 330): "فكان يركع ويسجد"، وفي رواية:"كان يصلي في كسوف الشمس كما تصلون ركعة وسجدتين"، وفي رواية له أيضًا:"فجعل يصلي ركعتين ويسلم ويسأل حتى انجلت".

وهذا اضطراب شديد أشار إليه البيهقي رحمه الله كما في المعرفة (3/ 78)، وهو مع ذلك مخالف للأكثر والأشهر في صفة صلاة الكسوف كما تقدم بيانه في الحديث رقم (2515) في العلة الثالثة.

ولذا ضعَّف الشيخ الألباني هذا الحديث وشواهده، كما في إرواء الغليل (3/ 130).

ص: 19

2524 -

حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا يحيى بن أبي بكير

(1)

، ح

⦗ص: 21⦘

وحدثنا إسحاق بن سَيَّار

(2)

، حدثنا معاوية بن عمرو، قالا: حدثنا زائدة، ح

وحدثنا علي بن حرب، حدثنا الأشيب

(3)

، حدثنا شيبان جميعًا، عن زياد بن عِلاقَة

(4)

قال: سمعت المغيرة بن شعبة قال: "انكسفت الشمس لموت

(5)

إبراهيم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا وصلُّوا حتى تنكشف"

(6)

.

⦗ص: 22⦘

وهذا لفظ حديث زائدة، ولفظ شيبان مثله، ولم يذكر حتى تنكشف

(7)

.

(1)

الكرماني نزيل بغداد.

(2)

ابن محمد، أبو يعقوب النصيبي.

(3)

الحسن بن موسى.

(4)

زياد بن عِلاقة الثعلبي الكوفي.

(5)

اللام ليست للتعليل، والمراد: عند موت إبراهيم.

انظر معاني اللام الجارّة في مغني اللبيب (ص 281).

(6)

أخرجه مسلم (2/ 630) ح 915/ 29 من طريق زائدة به، مثله، وفي إسناده مصعب ابن المقدام، ومصعب هذا تكلم فيه بعضهم حيث نقل الحافظ في تهذيب التهذيب (10/ 166) تضعيف الساجي لحديثه، وقول الإمام أحمد: كان رجلًا صالحًا، رأيت له كتابا فإذا هو كثير الخطأ، ئم نظرت في حديثه فإذا أحاديثه متقاربة عن الثوري، لذا قال فيه الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام. تقريب (6696)، ومتابعة يحيى بن أبي بكير، ومعاوية بن عمرو عند أبي عوانة، وأبي الوليد عند البخاري تقوي رواية مصعب السابقة، وهذا يؤكد أن الإمام مسلمًا إذا خرج عمّن تكلم فيه بنوع جرح إنما يخرج له على سبيل الانتقاء، فيروي عنه ما وافقه الثقات عليه، وكان من صحيح حديثه. =

⦗ص: 22⦘

= والحديث متفق عليه أخرجه البخاري من طريق شيبان (الصحيح مع الفتح 2/ 612) ح 1043، وأيضًا من طريق زائدة كلاهما عن زياد عنه به (الصحيح مع الفتح 10/ 594) ح 6199.

وفي الحديث من فوائد الاستخراج:

1 -

متابعة يحيى بن أبي بكير، ومعاوية بن عمرو لرواية مصعب بن المقدام.

2 -

التقى المصنف مع مسلم في الإسناد الأول في زائدة، وفي الآخر في زياد، وهذا فيه بدل ومساواة.

(7)

(م 2/ 61/ أ).

ص: 20

‌كتاب الاستسقاء

ص: 23

2525 -

حدثنا أبو داود الحَرَّاني

(1)

، حدثنا علي

(2)

، حدثنا سفيان

(3)

، حدثنا عبد الله بن أبي بكر

(4)

قال: سمعت عباد بن تميم

(5)

يحدث، عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الذي أُري النداء أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج

، ح

وحدثنا محمد بن شاذان الجوهري، حدثنا المعلى بن منصور

(6)

، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر قال: سمعت عباد بن تميم، عن عمّه

(7)

قال: "خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فاستسقى، فاستقبل القبلة، وقلب رداءه وصلى ركعتين"

(8)

.

(1)

سليمان بن سيف الطائيّ مولاهم.

(2)

هو ابن المديني. كما جاء في (الصحيح مع فتح الباري 2/ 578).

(3)

سفيان هو: ابن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي، كما سيأتي مصرحًا به.

(4)

ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري.

(5)

عباد بن تميم بن غَزِيَّة الأنصاري المازني، ثقة، وقد قيل إن له رؤية. تقريب (3124)، الإصابة (2/ 264).

(6)

الرازي.

(7)

عمه هو: عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، وهو ليس أخًا لأبي عباد، وإنما قيل له عمه لأنه كان زوج أمه، وقيل: كان تميم أخا عبد الله لأمه أمهما أم عمارة نسيبة.

انظر: التلخيص الحبير (2/ 101).

(8)

أخرجه مسلم (2/ 611) كتاب الاستسقاء- ح 894/ 2 من طريق ابن عيينة به، =

⦗ص: 24⦘

= مثله، وفي رواية سفيان عند مسلم أبهم اسم: عبد الله بن زيد، وهنا صرح به وهذا من فوائد الاستخراج.

وقوله في الإسناد: "الذي أري النداء" هو من كلام ابن عيينة كما نبه عليه الإمام البخاري رحمه الله حيث قال بعد إخراجه للحديث: "كان ابن عيينة يقول: هو صاحب الأذان"، ولكنه وهم؛ لأن هذا: عبد الله بن زيد بن عاصم المازني -مازن الأنصار-، وتبعه النسائي أيضًا في قوله هذا.

انظر: صحيح البخاري مع الفتح (2/ 578) كتاب الاستسقاء -باب تحويل الرداء في الاستسقاء- ح 1012، وسنن النسائي (3/ 155) كتاب الاستسقاء -باب خروج الإمام إلى المصلى للاستسقاء- ح 1505. وسيأتي عند المصنف التصريح بأنه المازني قريبًا، ووقع التصريح به عند مسلم ولكن من غير رواية ابن عيينة.

وعبد الله بن زيد بن عاصم وعبد الله بن زيد بن عبد ربه اتفقا في الاسم واسم الأب، والنسبة إلى الأنصاري، ثم إلى الخزرج، والصحبة والرواية، وافترقا في الجد والبطن الذي من الخزرج؛ لأن حفيد عاصم من مازن، وحفيد عبد ربه من بلحارث ابن الخزرج. انظر: فتح الباري (2/ 581).

ص: 23

‌باب بيان وقت تحويل الرداء، وأنّ الإمام إذا أراد أن يدعو يحوِّل ظهره إلى الناس، ويستقبل القبلة ويحوِّل رداءه ويدعو، ثم يصلي ركعتين، ويجهر فيهما

ص: 24

2526 -

حدثنا عمر بن شبَّة

(1)

، حدثنا عبد الوهاب بن

⦗ص: 25⦘

عبد المجيد

(2)

، قال: سمعت يحيى بن سعيد، قال: حدثني أبو بكر بن محمد، أن عباد بن تميم أخبره، ح

وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، وعلي بن حرب الطائي قالا: حدثنا أنس بن عياض

(3)

، عن يحيى بن سعيد قال: حدثني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أن عباد بن تميم أخبره، أن عبد الله بن زيد أخبره "أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى يستسقي، وأنه لما دعا -أو أراد

(4)

أن يدعو

(5)

- استقبل القبلة وحوَّل رداءه"

(6)

.

(1)

عمر بن شَبَّة النميري.

انظر: الإكمال (5/ 33)، والحديث في تاريخه (1/ 143).

(2)

ابن الصلت الثقفي، أبو محمد البصري.

(3)

ابن ضمرة الليثي المدني.

(4)

في (م): "وأراد". وهو كذلك عند مسلم وابن شبة.

(5)

قال الحافظ في الفتح (2/ 599): الشك من الراوي، ويحتمل أنه من يحيى بن سعيد، فقد رواه السراج من طريق يحيى، عن أيوب عنه بالشك أيضًا، ورواه مسلم من رواية سليمان بن بلال عنه فلم يشك، فكأنه كان يشك فيه تارة، ويجزم به أخرى.

(6)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 611) ح 894/ 3 من طريق يحيى به، مثله، والحديث متفق عليه رواه البخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 598) كتاب الاستسقاء، باب استقبال القبلة في الاستسقاء ح 1028 من طريق عبد الوهاب به، مثله.

وفي الإسناد بدل ومساواة حيث التقى المصنف مع مسلم في يحيى، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 24

2527 -

حدثنا أبو داود الحرَّاني، حدثنا يزيد بن هارون

(1)

، حدثنا

⦗ص: 26⦘

يحيى بن سعيد، حدثنا أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أن عباد بن تميم أخبره أنه سمع عبد الله بن زيد، "أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج

(2)

بالناس إلى المصلى"، ح

وحدثنا عمّار بن رجاء

(3)

، والصَّاغاني

(4)

قالا: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عباد بن تميم، عن عمّه "أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى يستسقي، فاستقبل القبلة، وحوَّل رداءه"

(5)

.

(1)

السلمي مولاهم، الواسطي.

(2)

(م 2/ 62 / ب).

(3)

الإسْتِراباذي -بكسر الألف وسكون السين المهملة وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفتح الراء والباء الموحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة-.

انظر: الأنساب: (1/ 130).

(4)

محمد بن إسحاق.

(5)

أخرجه مسلم كما تقدم من طريق يحيى به، نحوه. وقوله:"خرج بالناس" زيادة من فوائد الاستخراج.

ص: 25

2528 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، حدثني ابن أبي ذئب، ويونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال: حدثني عباد بن تميم المازني، أنه سمع عمه -وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا يستسقي، فَحَوَّل إلى الناس ظهره يدعو الله، واستقبل القبلة، وحوَّل رداءه، ثم صلى ركعتين".

⦗ص: 27⦘

قال ابن أبي ذئب في الحديث: قرأ فيهما -يريد الجهر-

(1)

.

(1)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 611) ح 894/ 4 من طريق ابن وهب عن يونس به، نحوه. وقول ابن أبي ذئب ليس في مسلم، فهو من زيادات المصنِّف وفوائد استخراجه.

والحديث متفق عليه رواه البخاري في مواضع منها في (2/ 597) باب كيف حول النبي صلى الله عليه وسلم ظهره إلى الناس- ح 1025 من طريق ابن أبي ذئب به، نحوه.

ص: 26

2529 -

حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو عامر العَقَدي

(1)

، والقاسم بن يزيد -يعني: الجَرْمي-

(2)

، عن ابن أبي ذئب، عن الزهريّ، عن عباد بن تميم، عن عمه عبد الله بن زيد، "أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يستسقي، فجعل الناس وراء ظهره، وصلَّى بهم ركعتين جهر فيهما بالقراءة"

(3)

.

(1)

عبد الملك بن عمرو القيسي، العقدي.

(2)

الجَرْمي -بفتح الجيم وسكون الراء- أبو يزيد الموصلي. انظر: الإكمال (3/ 103).

وكلمة "يعني" ساقط من نسخة (م).

(3)

أخرجه مسلم من طريق الزهري به، نحوه. كما تقدم، وليس عنده الجهر بالقراءة، وهذا من زيادات المصنف وفوائد استخراجه.

ص: 27

2530 -

حدثنا أبو داود الحرَّاني

(1)

، حدثنا أبو عاصم

(2)

، عن ابن أبي ذئب بإسناده:"أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يستسقي، فاستقبل القبلة وحوَّل رداءه، وصلى ركعتين يجهر فيهما بالقرآن"

(3)

.

(1)

سليمان بن سيف الطائي مولاهم.

(2)

الضحاك بن مخلد النبيل البصري.

(3)

تقدم تخريجه في الحديث الماضي.

ص: 27

2531 -

حدثنا السُّلَمِي

(1)

، حدثنا عبد الرزاق

(2)

، عن معمر

(3)

، عن الزهريّ عن عباد بن تميم، عن عمّه قال:"خرج النبي صلى الله عليه وسلم بالناس يستسقي، فصلى بهم ركعتين، جهر بالقراءة فيهما، وحوَّل رداءه، واستسقى، واستقبل القبلة"

(4)

.

(1)

أحمد بن يوسف الأزدي النيسابوري.

(2)

انظر: مصنفه (3/ 83).

(3)

معمر بن راشد الأزدي مولاهم البصري، نزيل اليمن، ثقة فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئًا، وكذا ما حدث به بالبصرة. تقريب (6809).

وروايته هنا عن الزهريّ وحديثه عنه مستقيم، وعبد الرزاق من المتقنين عنه، ففي روايته متابعة ليونس وابن أبي ذئب كما تقدم.

انظر: شرح علل الترمذي (2/ 706)، تهذيب التهذيب (10/ 244 - 245).

(4)

أخرجه مسلم من طريق الزهريّ كما تقدم في ح 2528.

ص: 28

2532 -

حدثنا محمد بن خالد بن خَلِيِّ

(1)

، حدثنا بشر بن شعيب

(2)

، عن أبيه، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمّه -وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخبره "أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج للناس يستسقي

(3)

لهم،

⦗ص: 29⦘

فقام فدعا الله قائمًا، ثم توجَّه قِبَلَ القبلة وحوَّل رداءه واستسقى"

(4)

.

(1)

خَلِيِّ بوزن عليِّ -بفتح الخاء المعجمة، وكسر اللام المخففة- الكلاعي، أبو الحسين الحمصي. انظر: الإكمال (2/ 113).

(2)

ابن أبي حمزة: دينار القرشيّ مولاهم، الحمصي.

(3)

(م 2/ 62/ أ).

(4)

تقدم تخريجه في الذي قبله، وقوله:"فدعا الله قائمًا" زيادة ليست عند مسلم في روايته من طريق الزهريّ، وهي عند البخاري وبَوَّب بها. انظر: الصحيح مع الفتح (2/ 595) ح 1023.

ص: 28

2533 -

ز- حدثنا إسماعيل القاضي

(1)

، حدثنا إبراهيم بن حمزة

(2)

، حدثنا عبد العزيز بن محمد

(3)

، عن عُمَارة بن غَزيَّة

(4)

، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد قال: "استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خميصة

(5)

سوداء، فأراد أن يأخذ بأسفلها فيجعله أعلاها، فلما ثقلت عليه قلبها على عاتقه"

(6)

.

(1)

ابن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، الأزدي مولاهم البصري.

(2)

ابن محمد الأسدي أبو إسحاق الزبيري.

(3)

الدَّراوردي، أبو محمد الجهني مولاهم المدني.

(4)

عُمارة بن غَزِيَّة -بفتح أوله، وكسر الزاي تليها مثناة من تحت مشددة مفتوحة- ابن الحارث الأنصاري المدني. انظر: تهذيب الكمال (21/ 258)، توضيح المشتبه (6/ 425).

(5)

الخميصة: ثوب خَزٍّ أو صوف مُعْلَم، وقيل: لا تسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة، وكانت لباس الناس قديمًا، وجمعها خمائص. النهاية (4/ 80).

وانظر: غريب الحديث للهروي (1/ 138).

(6)

هذا الحديث من زوائد المصنف، وقد أخرجه أبو داود (السنن 2/ 688) كتاب الصلاة -باب جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها- ح 1164، والنسائي به، نحوه (السنن 3/ 156) كتاب الاستسقاء -باب الحال التي يستحب للإمام أن

⦗ص: 30⦘

= يكون عليها إذا خرج - ح 1507، وأحمد في مسنده (4/ 41)، وابن خزيمة (الصحيح 2/ 335)، ومن طريقه ابن حبان (الصحيح مع الإحسان 7/ 188)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 324)، والحاكم في المستدرك (1/ 327)، والبيهقي في سننه الكبرى (3/ 351) كتاب الاستسقاء -باب كيفية تحويل الرداء.

كلهم من طرق عن عبد العزيز الدراوردي، عن عمارة بن غَزِيَّة عنه به.

وقال الحاكم: "قد اتفقا على إخراج حديث عباد بن تميم، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، وهو صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذهبي.

وقال ابن دقيق العيد في الإلمام: "على شرط الشيخين". التلخيص الحبير (2/ 107).

لكن الإسناد فيه الدراوردي وهو صدوق، وعمارة بن غزية قال فيه ابن حجر:"لا بأس به" فالإسناد حسن، وتحويل الرداء ثابت في الصحيحين كما تقدم، والله أعلم.

ص: 29

‌باب الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى ووجهه إلى النّاس، ثم حوّل وجهه إلى القبلة، ودعا بعدُ

ص: 30

2534 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى

(1)

، حدثنا ابن وهب

(2)

، أنَّ مالكًا

(3)

حدَّثه عن عبد الله بن أبي بكر، أنه سمع عباد بن تميم يقول: سمعت عبد الله بن زيد الأنصاري يقول: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فاستسقى، وحوَّل رداءه حين استقبل القبلة"

(4)

.

(1)

الصدفِي.

(2)

عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم.

(3)

انظر: الموطأ (1/ 190) كتاب الاستسقاء -باب العمل في الاستسقاء.

(4)

أخرجه مسلم. (الصحيح 2/ 611) كتاب الاستسقاء، صلاة الاستسقاء، ح 894/ 1 =

⦗ص: 31⦘

= من طريق مالك به، مثله.

ص: 30

‌باب صفة رفع اليدين في دعاء الاستسقاء

ص: 31

2535 -

حدثنا يونس بن حبيب

(1)

، حدثنا أبو داود

(2)

، حدثنا شعبة، عن ثابت

(3)

، قال: سمعت أنسًا يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدُّعاء حتى يُرى بياض إِبْطَيْه".

قال شعبة: فذكرت ذلك لعلي بن زيد

(4)

فقال: إنما ذاك في الاستسقاء، قلت: أسمعته من أنس؟ قال: سبحان الله!

(5)

.

(1)

ابن عبد القاهر، أبو بشر الأصبهاني.

(2)

سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي، والحديث في مسند أبي داود الطيالسي (ص 272، ح 2047).

(3)

ابن أسلم البناني.

(4)

علي بن زيد بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي، البصري، وهو المعروف بعلي بن زيد بن جدعان، ضعفه ابن معين وابن سعد والنسائي وغيرهم، توفي سنة 131 هـ، وقيل قبلها.

انظر: تاريخ ابن معين (2/ 417)، والطبقات (7/ 252)، تهذيب الكمال (20/ 434)، التقريب (4734).

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 612) كتاب الاستسقاء، باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء، ح 895/ 5 من طريق شعبة به، نحوه. وقول شعبة ليس في رواية الصحيح.

ص: 31

2536 -

حدثنا الصّاغاني، حدثنا أبو زيد الهروي

(1)

، حدثنا شعبة،

⦗ص: 32⦘

عن ثابت قال: سمعت أنس بن مالك قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يُرى بياض إِبْطَيْه"

(2)

.

(1)

سعيد بن الربيع العامري.

(2)

تقدم تخريجه في الذي قبله.

ص: 31

2537 -

حدثنا الصَّاغاني، حدثنا عبد

(1)

الوهاب بن عطاء

(2)

، عن سعيد بن أبي عروبة

(3)

، عن قتادة، عن أنس قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا عند الاستسقاء؛ فإنه كان يرفع يديه حتى يُرى بياض إِبْطَيْه"

(4)

.

(1)

(م 2/ 63/ ب).

(2)

الخفَّاف، بخاء معجمة وفاءين.

(3)

اليشكري مولاهم.

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 612) كتاب الاستسقاء، باب رفع اليدين في الدعاء، ح 895/ 7. والبخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 600) كتاب الاستسقاء، باب رفع الإمام يده في الاستسقاء، ح 1031، كلاهما من طريق سعيد به، مثله.

وفي الإسناد من فوائد ألاستخراج بيان المهمل في رواية مسلم، وهو سعيد بن أبي عروبة.

ص: 32

2538 -

حدثنا سهل بن بكر الجُنْدَيْسابوري

(1)

، حدثنا عبد الله بن

⦗ص: 33⦘

رُشَيد

(2)

، حدثنا أبو عبيدة -واسمه: مُجَّاعة-

(3)

، عن قتادة، عن أنس أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكر مثله.

(1)

أبو محمد القناد، والجُنْدَيْسَابُوري -بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفتح السين بعدها الألف والباء المنقوطة بنقطة بعدها واو وراء مهملة- هذه النسبة إلى بلدة من بلاد الأهواز، وهي بخوزستان، يقال لها: جنديسابور.

انظر: الأنساب (2/ 94)، ومعجم البلدان (2/ 198).

(2)

أبو عبد الرحمن الجُنْدَيسابوري.

(3)

مُجَّاعة -بتشديد الجيم- بن الزبير الأزدي البصري الجنديسابوري.

ص: 32

2539 -

حدثنا أبو أمية

(1)

، وأبو بكر الرازي

(2)

، قالا: حدثنا حجاج بن منهال

(3)

حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم استسقى فرفع يديه -هكذا- بطونهما إلى الأرض حتى رُئِي

(4)

بياض إِبْطَيْه".

وقال أبو بكر: "حتى رأيت بياض إِبْطَيْه"

(5)

.

(1)

محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.

(2)

الفضل بن عباس الصائغ، المعروف بِفَضْلَك.

(3)

الأنماطي، أبو محمد السلمي -مولاهم- البصري.

(4)

في نسخة (م): "يُري".

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 612) كتاب الاستسقاء، باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء، ح 896/ 6 من طريق حماد به، نحوه. وليس في روايته من طريقه عند مسلم ذكر الإبطين.

ص: 33

2540 -

حدثنا مهدي بن الحارث

(1)

، حدثنا موسى

(2)

، حدثنا

⦗ص: 34⦘

حماد بن سلمة بإسناده مثل حديث أبي أمية

(3)

.

(1)

لم أقف على ترجمته، وقد روى عنه أبو عوانة أيضا في ح 2549، ح 2839 ويحتمل أن يكون هو "مهدي بن الحارث بن مرداس العرعري العصار الجرجاني

" هكذا نسبه السهمي في ذكره علماء جرجان. انظر: تاريخ جرجان ص 476.

(2)

يحتمل أن يكون ابن إسماعيل المنقري مولاهم التبوذكي، أو موسى بن داود الضبي إذ =

⦗ص: 34⦘

= كلاهما قد رويا عن حماد بن سلمة، ولم يظهر في أيهما المراد، والأول ثقة، والثاني صدوق له أوهام كما قال ابن حجر في تقريبه (6943)، (6959).

(3)

أخرجه مسلم كما تقدم في ح 2540 من طريق حماد.

ص: 33

2541 -

حدثنا عباس الدوري

(1)

، حدثنا الأسود بن عامر

(2)

، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم استسقى، فدعا بظهور كفيه"

(3)

.

(1)

ابن محمد بن حاتم الدوري البغدادي الخوارزمي.

(2)

الشامي، أبو عبد الرحمن، لقبه: شاذان.

(3)

أخرجه مسلم كما تقدم في ح 2540 من طريق حماد بن سلمة.

ص: 34

‌باب بيان الدعاء الذي دعا به

(1)

النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء، وإباحة الاستسقاء في الخطبة، والدليل على أن الخطبة في الاستسقاء قبل الصلاة، وإباحة الدعاء لحبس المطر إذا كثر

(1)

في (م): "دعاه".

ص: 35

2542 -

حدثنا أبي رحمه الله، حدثنا علي بن حُجْر

(1)

، حدثنا إسماعيل

(2)

عن شريك -يعني: ابن أبي نمر-، أنه سمع أنس بن مالك، "أنَّ رجلًا دخل المسجد يومَ جمعةٍ من بابٍ كان نحوَ دار القضاء

(3)

، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب

(4)

، قال: فاستقبل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قائمًا، قال: يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله أن يغيثنا

" وذكر الحديث

(5)

.

(1)

علي بن حُجْر -بضم المهملة، وسكون الجيم- بن إياس السعدي.

(2)

ابن جعفر بن أبي كثير الأنصاري.

(3)

دار القضاء هي: دار كانت لعمر بن الخطاب، بيعت بعد وفاته في قضاء دينه، ثم صارت لمروان، وكان أميرًا بالمدينة. انظر: النهاية (4/ 78)، مجمع بحار الأنوار (4/ 290)، وشرح النووي على صحيح مسلم (6/ 191).

(4)

(م 2/ 63 / أ).

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 612) كتاب الاستسقاء -باب الدعاء في الاستسقاء- ح 897/ 8 من طريق علي بن حجر.

والبخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 589) كتاب الاستسقاء -باب الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة- ح 1014 من طريق قتيبة بن سعيد، كلاهما عن =

⦗ص: 36⦘

= إسماعيل به مطوّلًا، وهو في جزء علي عن إسماعيل (2/ 599) ح 387 وفي الحديث بيان اسم ابن حجر عند مسلم، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 35

2543 -

أخبرنا

(1)

يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب

(2)

، أنَّ مالكًا

(3)

حدَّثه، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس بن مالك أنَّه قال: "جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! هلكت المواشي، وتقطَّعت

(4)

السبل، فادع الله. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة. قال: فجاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! تهدَّمت البيوت، وتقطَّعت السبل، وهلكت المواشي. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم على رؤوس الجبال، والآكام

(5)

وبطون الأودية، ومنابت الشجر. فانجابت

(6)

⦗ص: 37⦘

عن المدينة انجياب الثوب"

(7)

.

(1)

في (م): "حدثنا".

(2)

عبد الله بن وهب بن مسلم القرشيّ مولاهم.

(3)

انظر: الموطأ (1/ 190) كتاب الاستسقاء -باب ما جاء في الاستسقاء.

(4)

في (م): "وانقطعت".

(5)

قال البغوي: "هي التل المرتفع من الأرض" وقال ابن الأثير "الإكام بالكسر جمع أكمة، وهي الرابية، وتجمع الإكمام على أكم، والأكم على آكام".

انظر: تهذيب اللغة (10/ 409)، شرح السنة (2/ 656)، النهاية (1/ 59).

(6)

قال ابن عبد البر: "انجياب الثوب: انقطاع الثوب -يعني الخَلِق- يقول: صارت السحابة قطعًا، وانكشفت عن المدينة كما ينكشف الثوب عن الشيء يكون عليه" وقال ابن الأثير: "انجاب السحاب، أي: ذهب وانكشف، وقيل: تقبَّض واجتمع، وهو =

⦗ص: 37⦘

= مطاوع جاب: إذا قطع وخَرَق" انظر: التمهيد (22/ 67)، منال الطالب (115).

(7)

أخرجه مسلم كما تقدم في ح 2542، من طريق شريك به، ولفظه أتم، وليس في لفظه:"فانجابت عن المدينة انجياب الثوب"، وهذه زيادة من فوائد الاستخراج.

ص: 36

2544 -

حدثني طاهر بن عمرو بن الربيع بن طارق المصري

(1)

، حدثنا أبي، أخبرني الليث بن سعد

(2)

، عن سعيد المقبري

(3)

، عن شريك بن عبد الله، عن أنس بن مالك أنَّه سمعه يقول: "بينا

(4)

نحن في المسجد يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فقام رجلٌ

(5)

فقال يا رسول الله! تقطَّعت السبل، وهلكت الأموال، وأجدبت البلاد، فادع

(6)

الله أن

⦗ص: 38⦘

يسقينا. قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده حذاء وجهه، وقال: اللهم اسقنا. قال أنس: فوالله ما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر حتى وسعنا مطر، وأمطرت ذلك اليوم حتى الجمعة الأخرى. قال: فقام رجلٌ -لا أدري هو الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: استسق لنا أم لا؟

(7)

- فقال: يا رسول الله! تقطَّعَت السبل، وهلكت الأموال من كثرة الماء، فادع الله أن يمسك عنَّا الماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم حوالينا ولا علينا، ولكن على رؤوس الجبال، ومنابت الشجر. قال: فوالله ما هو إلا أن تكلَّم

(8)

رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك تمزَّق السحاب حتى ما نرى منه شيئًا"

(9)

.

(1)

الهلالي، كنيته أبو الحسن، ويلقّب بحَبَشي -بفتحتين-، وقيده الدارقطني بضم الحاء المهملة وسكون الموحَّدة، وصحَّح الأول ابن ماكولا، ولم أظفر بجرح أو تعديل فيه.

انظر: المؤتلف والمختلف (2/ 949) الإكمال (2/ 385)، توضيح المشتبه (3/ 68)، نزهة الألباب (1/ 193)، تاج العروس (4/ 293).

(2)

ابن عبد الرحمن الفَهْمي المصري.

(3)

ابن أبي سعيد: كيسان، أبو سعد المدني.

(4)

"بينا" أصله "بين" وأشبعت الفتحة، وقد تبقى بلا إشباع، ويزاد فيها "ما" فتصير "بينما"، وهي ظرف زمان فيها معنى المفاجاة. فتح الباري (2/ 418).

(5)

رجح الحافظ ابن حجر أنه: خارجة بن محصن الفزاري، وانظر حول ذلك: فتح الباري (2/ 582، 586).

(6)

من قوله: "يا رسول الله" إلى قوله: "فادع" ساقط من (م).

(7)

الذي في صحيح مسلم (2/ 614) قال شريك: فسألت أنس بن مالك: أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدري.

(8)

(م 2/ 64 / ب).

(9)

أخرجه مسلم (2/ 614) من طريق شريك به، نحوه، وفي لفظ المصنف من فوائد الاستخراج:

قوله: "حذاء وجهه" من زيادات المصنف، وهي عند النسائي (السنن 3/ 159)، كتاب الاستسقاء، باب كيف يرفع، ح 1515 من رواية شريك، من طريق عيسى بن حماد عن الليث عنه به، وعيسى ثقة. تقريب (5291)، ومن زيادات المصنف أيضًا: قوله: "فوالله ما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ..... حتى الجمعة الأخرى"، وفي ذلك تفسير لقوله في الصحيح:"فوالله ما رأينا الشمس سبتًا". وفيه وفي قوله: "فوالله ما هو إلا أن تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم" بيان سرعة إجابة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم.

ص: 37

2545 -

ز- حدثنا عثمان بن خُرَّزاذ

(1)

، حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب

(2)

، حدثنا محمد بن فليح بن سليمان

(3)

، عن عبد الله بن حسين بن

(4)

عطاء بن يسار

(5)

، عن داود بن بكر

(6)

، عن شريك بن

⦗ص: 40⦘

عبد الله بن أبي نمر، عن أنس قال:"استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب، واستقبل القبلة، وحوَّل رداءه، وصلى ركعتين لم يزد في كل واحدة منهما على تكبيرة"

(7)

.

(1)

عثمان بن عبد الله بن محمد الأنطاكي.

(2)

المدني، نزيل مكة، وثقه ابن معين في رواية، وقال مرة:"ليس بثقة"، وكذا قال النسائي، وقال البخاري:"لم نر إلا خيرًا، هو في الأصل صدوق"، وذكره ابن حبان في ثقاته وقال:"ربما أخطأ في الشيء بعد الشيء"، وقال ابن حجر:"صدوق ربما وهم" توفي سنة 241 هـ.

انظر: الثقات (6/ 285)، التعديل والتجريح للباجي (3/ 1249)، تهذيب الكمال (32/ 321) تقريب (7815).

(3)

الأسلمي أو الخزاعي، المدني، ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم:"ما به بأس، ليس بذاك القوي"، ووثقه الدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر:"صدوق يهم".

انظر: الجرح التعديل (8/ 59)، الثقات لابن حبان (7/ 440)، تهذيب التهذيب (9/ 407) تقريب (6228).

(4)

في (م): "عن عطاء" والصّواب المثبت، كما في الأصل، وهو كذلك في مصادر ترجمة عبد الله بن حسين.

(5)

الهلالي المدني، ضعفه أبو زرعة، وقال البخاري:"فيه نظر"، وقال ابن حجر:"ضعيف" انظر: التاريخ الكبير (5/ 72)، الجرح والتعديل (5/ 35)، تقريب (3275).

(6)

ابن أبي الفرات الأشجعي مولاهم المدني.

(7)

هذا الحديث من الزوائد، وقد أخرجه الترمذي (ترتيب العلل الكبير 1/ 297)، والطبراني في معجمه الأوسط (9/ 51) كلاهما من طريق محمد بن فليح.

وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن الحسين إلا محمد بن فليح"، وعبد الله بن حسين ضعيف كما تقدم، وقد تفرد به.

وقد قال الترمذي بعد ذكر الحديث: "فسألت محمدًا -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: هذا خطأ، وعبد الله بن حسين منكر الحديث -أي لا تحل الرواية عنه-، روى مالك بن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى بقصته، وليس فيه هذا".

وقد تقدم ما أشار إليه البخاري رحمه الله برقم 2542 وما بعده، فالحديث ضعيف والله تعالى أعلم.

ص: 39

2546 -

أخبرنا العباس بن الوليد بن مَزْيَد

(1)

، حدثنا أبي

(2)

قال: سمعت الأوزاعي قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال:

⦗ص: 41⦘

حدثني أنس بن مالك قال: "أصابت الناسَ سنةٌ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب الناس في يوم جمعةٍ إذ قام أعرابي فقال: يا رسول الله! هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا. قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، وما نرى في السماء قزعةً، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار سحابٌ كأمثال الجبال، ثم لم ينزل عن المنبر حتى رأيت الماء ينحدر على لحيته، فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد ومن بعد الغد، والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الرجل الأعرابي، أو قام غيره، فقال: يا رسول الله! تهدَّم البناء، وغرق المال، فادع الله ك. فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا. قال: فما يشير بيديه إلى ناحية من السحاب إلا تمزَّقت، حتى صارت المدينة مثل الجَوْبَة

(3)

، وسال الوادي -وادي قناة

(4)

- شهرًا،

⦗ص: 42⦘

ولم يجيء رجلٌ من ناحية من النواحي إلا حدَّث بالجود عنه"

(5)

.

(1)

مَزْيَد، بزاي ساكنة، العُذْري -بضم المهملة، وسكون المعجمة- البيروتي، بفتح الموحدة وآخره مثناة، توفي سنة (270 هـ).

انظر: توضيح المشتبه (1/ 677، 6/ 208، 8/ 119).

(2)

قال النسائي: "أثبت أصحاب الأوزاعي عبد الله بن المبارك، قال: والوليد بن مزيد أحبّ إلينا من الوليد بن مسلم، لا يخطئ ولا يدلّس"، وقال أبو داود:"كان عالما بالأوزاعي"، توفّي سنة (270 هـ).

انظر: تهذيب الكمال (14/ 258)، شرح علل الترمذي (2/ 731، تقريب (745).

(3)

الجوبة: -بفتح الجيم وإسكان الواو والباء الموحدة- وهي الحفرة المستديرة الواسعة، كل منفتق بلا بناء: جوبة، أي صار الغيم والسحاب محيطًا بآفاق المدينة.

النهاية (1/ 310)، شرح النووي على صحيح مسلم (6/ 194).

(4)

وادي قناة: -بفتح القاف- واد بالمدينة، وهو أحد أوديتها الثلاثة، وهو وادٍ فحل يستسيل مناطق شاسعة من شرق الحجاز، تصل إلى مهد الذهب جنوبًا، وإلى أواسط حرة النار "حرة خيبر اليوم" شمالًا، وبينهما قرابة مائتي كيلًا، أما من الشرق فإنه يأخذ مياه الربذة ورحرحان والشُقران على قرابة "150 كيلٍ" من المدينة، وله روافد كبار، وكان إذا سال قد يقطع الطريق عن المدينة من جهة نجدٍ شهرًا أو نحوه.

انظر: معجم البلدان (4/ 455)، ومعجم المعالم الجغرافية (ص 257).

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 614) كتاب الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، ح 9/ 897، من طريق الأوزاعي به، نحوه، وسياق المصنف أتم.

والراوي عن الأوزاعي في صحيح مسلم هو الوليد بن مسلم الدمشقي (توفي سنة 194 أو 195 هـ) وهو كثير التدليس والتسوية، من المرتبة الرابعة -كما في التقريب (7456) وتعريف أهل التقديس (170) - وقد عنعنه عن شيخه، ووقع تصريحه عند البخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 479).

والوليد بن مزيد قد تابعه هنا، وهو متقدم الوفاة عن الوليد بن مسلم، وأثبت في الأوزاعي منه مع البراءة من التدليس والتسوية، وهذا علو صفة وعلوّ معنوي، وهو من فوائد الاستخراج. والله أعلم.

ص: 40

2547 -

حدثنا الصَّاغاني، أخبرنا أحمد بن جميل المروزي -ثقة-

(1)

، حدثنا

(2)

عبد الله بن المبارك، أخبرنا الأوزاعي بإسناده مثله

(3)

.

وقال: "حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته".

(1)

أبو يوسف نزيل بغداد، وثقه ابن معين، وقال فيه في سؤالات ابن الجنيد:"سمع من ابن المبارك وهو غلام، قال: كنت أسمع منه وأنا أرفع رأسي أنظر إلى العصافير".

ووثقه غير المصنف، عبد الله بن أحمد بن حنبل، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال فيه أبو حاتم:"صدوق"، وقال يعقوب بن شيبة:"صدوق، ولم يكن بالضابط".

انظر: سؤالات ابن الجنيد (350)، الجرح والتعديل (2/ 44)، تاريخ بغداد (4/ 7)، لسان الميزان (1/ 147).

(2)

(م 2/ 64 / أ).

(3)

أخرجه مسلم كما تقدم في ح 2546 من طريق الأوزاعي.

ص: 42

2548 -

حدثنا أبو إبراهيم الزهريّ

(1)

، حدثنا عباس بن الوليد النَّرْسِي

(2)

، ح

وحدثنا الصّاغاني، حدثنا عبد الأعلى بن حماد النَّرْسِي، قالا: حدثنا المعتمر بن سليمان، حدثنا عبيد الله -يعني: ابن عمر

(3)

- عن ثابت قال: حدثني أنس بن مالك قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقام إليه الناس، فصاحوا، وقالوا: يا نبي الله! قحط

(4)

⦗ص: 44⦘

المطر، واحمرَّ

(5)

الشجر، وهلكت البهائم، فادع الله أن يسقينا.

فقال: اللهم اسقنا، اللهم اسقنا. قال: وأيم الله ما نرى في السماء قزعة من سحاب، فأنشأت سحابة، فانتشرت، ثم إنها أَمطَرت، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى وانصرف. قال: فلم تزل تُمطِر إلى الجمعة الأخرى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، صاحوا إليه، فقالوا: يا رسول الله! تهدمت البيوت، وانقطعت السبل، فادع الله أن يحبسها عنَّا. قال: فتبسَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم حوالينا ولا علينا. قال: فتقشَّعت عن المدينة، فجعلت تمطر حواليها، ولا تمطر بالمدينة قطرة، فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل

(6)

"

(7)

.

وقال عبد الأعلى: وإنها لمثل الإكليل.

(1)

أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ.

(2)

ابن نَصْر النَّرْسي -بفتح النون، وسكون الراء، وكسر السين المهملة- أبو الفضل البصري، ونرس لقبٌ لجدّه نصر، لقبته النبط بذلك، لأنَّ ألسنتهم لم تكن تنطق به.

وثقه الدارقطني، وابن قانع، وابن معين في رواية، وقال مرة: رجل صدق، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، وكان علي بن المدينيّ يتكلم فيه. وقال الذهبي: صدوق تكلم فيه. ورمز له في الميزان: "صح"، ومرة قال: ثقة، وفي السير: الإمام الحجة، وقال فيه الحافظ ابن حجر: ثقة، توفي سنة (238 هـ).

انظر: الجرح والتعديل (6/ 214)، الثقات (8/ 510)، سؤالات الحاكم للدارقطني (259) تهذيب الكمال (14/ 259)، الكاشف (1/ 537)، من تكلم فيه وهو موثق (114)، السير (11/ 27)، الميزان (2/ 386)، تهذيب التهذيب (5/ 133)، توضيح المشتبه (9/ 58)، تقريب (3193).

(3)

ابن حفص العمري.

(4)

قحط المطر: يقال: قحِط المطر إذا احتبس وانقطع، وأقحط الناس إذا لم يمطروا، والقحط: الجدب؛ لأنه من أثره. النهاية (4/ 17).

(5)

احمرَّ الشجر: كناية عن يبس ورقه، وظهور عوده، وسنة حمراء أي: شديدة الجدب، لأن آفاق السماء تحمرُّ في سني الجدب والقحط. انظر: النهاية (1/ 438)، شرح النووي على صحيح مسلم (6/ 194).

(6)

الإكليل: العصابة التي تعمل على الرأس كالتاج، أي: صار السحاب حول المدينة كالإكليل حول الرأس. منال الطالب في شرح طوال الغرائب (115).

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 614) كتاب الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، ح 897/ 10 من طريق عبد الأعلى النرسي به، مختصرًا، وساقه المصنِّف تامًّا، وهذا من فوائد الاستخراج. وقال عبد الأعلى في روايته كما في صحيح مسلم (2/ 615):"فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل" وما ذكره المصنِّف عنه هو في رواية غيره.

ص: 43

2549 -

حدثنا أبو داود السجستاني

(1)

، ومهدي بن الحارث

(2)

قالا: حدثنا مسدَّد

(3)

، حدثنا حماد بن زيد

(4)

، ح

وحدثني أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد البغدادي بحمص، حدثنا إبراهيم بن محمد بن

(5)

عرعرة، حدثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب

(6)

، عن أنس، ويونس بن عبيد

(7)

، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: "أصاب أهلَ المدينة قحطٌ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا هو يخطب يوم

(8)

جمعة، إذ قام رجلٌ فقال: يا رسول الله! هلك الكراع

(9)

، وهلك الشاء

(10)

فادع الله أن يسقينا. فمدَّ

⦗ص: 46⦘

يديه

(11)

فدعا. قال أنس: كان السماء لمثل الزجاجة، فهاجت ريحٌ ثم أنشأت سحابًا، ثم اجتمع ثم أرسلت عزاليها

(12)

، فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا، فلم تزل تمطر إلى الجمعة الأخرى، فقام إليه ذلك الرجل أو غيره فقال: يا رسول الله! تهدَّمت البيوت، فادع الله أن يحبسه. فتبسَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: حوالينا ولا علينا. فنظرت إلى السحاب تَصَدَّع حول

(13)

المدينة كأنه إكليل"

(14)

.

(1)

انظر: سننه (1/ 694) كتاب الصلاة -باب رفع اليدين في الاستسقاء- ح 1174.

(2)

لم أقف على ترجمته وانظر ح (2540).

(3)

ابن مسرهد بن مسربل الأسدي البصري.

(4)

ابن درهم الأزدي.

(5)

في (م): "عن عرة" والصّواب المثبت، كما في الأصل.

(6)

البناني البصري. وشيخه هو أنس بن مالك رضي الله عنه.

(7)

الراوي عن يونس بن عبيد هو: حماد بن زيد. ويونس بن عبيد هو: ابن دينار العبدي، أبو عبيد البصري. انظر: تهذيب الكمال (32/ 517).

(8)

(م 2/ 65/ ب).

(9)

الكُراع: -بضم الكاف- الخيل المربوطة للغزو. انظر: المجموع المغيث (3/ 32)، لسان العرب (8/ 308)، مجمع بحار الأنوار (4/ 392).

(10)

الشاء جمع شاة، وأصل الشاة شاهة؛ لأن تصغيرها شويهة، والجمع شياه بالهاء في =

⦗ص: 46⦘

= العدد تقول: ثلاث شياه إلى العشرة، فإذا جاوزت فبالتاء، فإذا كثرت قيل شاء كثيرة.

انظر: عمدة القاريء. (5/ 328).

(11)

في (م): "يده".

(12)

عَزَالِيها: العزالي جمع عزلاء، وهو مَصَب الماء من الراوية والقربة، أي: فم المزادة، شبه اتساع المطر واندفاقه بالذي يخرج من فم المزادة. انظر: النهاية (3/ 231)، لسان العرب (8/ 442).

(13)

في (م): "حوال".

(14)

أخرجه مسلم كما تقدم (الصحيح 2/ 614) من طريق ثابت عن أنس، مختصرًا، وليس عنده رواية عبد العزيز بن صهيب؛ وهي عند البخاري. (الصحيح مع الفتح: 2/ 478) كتاب الجمعة، باب رفع اليدين في الخطبة ح (932) مختصرًا، وتامًّا في (6/ 608) كتاب المناقب، باب علامات النبوة ح (3582).

وقوله "فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم" من زوائد المصنف، إذ ليس في طرق مسلم من حديث أنس إثبات ذلك.

ص: 45

2550 -

حدثنا إبراهيم بن أبي داود الأسدي

(1)

، ومحمد بن إسماعيل

⦗ص: 47⦘

السُّلمي، قالا: حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال، قال: حدثني أبو بكر

(2)

، عن سليمان

(3)

قال: قال يحيى بن سعيد

(4)

: سمعت أنس بن مالك يقول: "أتى أعرابي من أهل البدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال: يا رسول الله! هلكت الماشية، هلك العيال، هلك الناس. فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يدعو الله، فرفع الناس أيديهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون، فما خرجنا من المسجد حتى مطرنا، فما زلنا نمطر حتى كانت الجمعة الأخرى، فأتى الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله لَثِقَ

(5)

المسافر، ومنع الطريق"

(6)

.

(1)

إبراهيم بن أبي داود -سليمان- بن داود.

(2)

عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي.

(3)

ابن بلال التيمي مولاهم.

(4)

الأنصاري المدني، أبو سعيد القاضي.

(5)

لَثِقَ: -بلام مثلثة- اللثق: البلل، يقال: لَثِق الطائر، إذا ابتلَّ ريشه، ويقال: الماء والطين لَثِقٌ أيضًا. انظر: أعلام الحديث (1/ 606)، النهاية (4/ 231).

(6)

حديث أنس رضي الله عنه أصله في الصحيحين كما سبق، وليس في طرق مسلم هذه الرواية وهي عند البخاري (الصحيح مع الفتح: 2/ 599) كتاب الاستسقاء، باب رفع الناس أيديهم مع الإمام ح (1029) معلّقة مجزومًا بها عن شيخه أيوب بن سليمان بإسناده إلى أنس صلى الله عليه وسلم قال: "أتى رجل أعرابي من أهل البدو

" فذكر مثل رواية المصنف.

وقد وصل هذا التعليق غير المصنف الإسماعيلى، وأبو نعيم، والبيهقي، كتاب الاستسقاء، باب رفع الناس أيديهم في الاستسقاء، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله.

وانظر: السنن الكبرى (3/ 357)، الفتح (2/ 600)، وتغليق التعليق (2/ 392)، =

⦗ص: 48⦘

= وعمدة القاري (6/ 35).

ص: 46

2551 -

حدثنا الصَّاغاني، حدثنا أبو النضر

(1)

، ح

والحارثي

(2)

حدثنا، قال: حدثنا أبو أسامة

(3)

قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة

(4)

، عن ثابت، عن أنس بن مالك بنحوه، وزاد: "فألَّف الله بين السحاب ومُلينا

(5)

، حتى رأيت الرجل الشديد لتهمُّه

(6)

نفسه أن

(7)

يأتي أهله"

(8)

.

(1)

هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي مولاهم، البغدادي.

(2)

أحمد بن عبد الحميد بن خالد الكوفي.

(3)

حماد بن أسامة الكوفي.

(4)

القيسي مولاهم.

(5)

في الصحيح: "ومكثنا"، قال النووي: هكذا ضبطناه: ومكثنا، وكذا هو في نسخ بلادنا، وحكى عن القاضي عياض أنه قد روي بأوجه أخرى، أحدها: ما في حديث المصنف، وقال: ولعل معناه: أوسعتنا مطرًا.

انظر: شرح صحيح مسلم- للنووي (6/ 195).

(6)

قال النووي (6/ 195): "ضبطناه بوجهين، فتح التاء مع ضم الهاء، وضم التاء مع كسر الهاء، يقال: همَّه الشيء، وأهمه أي اهتمَّ له".

ومعناه: أي ثقل عليه الرجوع بواسطة كثرة المطر حتى أوقعه في الهَمِّ. (حاشية السندي على سنن النسائي 3/ 166).

(7)

في (م): "إلى أن".

(8)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 615)، كتاب الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، ح 897/ 11 من طريق أبي أسامة به، مثله.

ص: 48

2552 -

حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني

(1)

، حدثنا ابن وهب قال: حدثني أسامة

(2)

، أن حفص بن عبيد الله بن أنس حدثه، أنه سمع أنس بن

(3)

مالك يقول: "جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! هلكت الماشية فادع الله أن يسقينا. قال أنس: فأنشأت سحابة

(4)

مثل رجل الطائر، وأنا أنظر إليها، ثم انتشرت في السماء، ثم أمطرت فما زلنا نمطر حتى جاء ذلك الأعرابي

(5)

في الجمعة الأخرى فقال: يا رسول الله! هلكت الماشية، وسقطت البيوت، فادع الله أن يكشفها عنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم حوالينا ولا علينا. فرأيت السحاب يتمزَّق كأنه المُلاء

(6)

حين تطوى"

(7)

.

(1)

ابن وردان العسقلاني.

(2)

ابن زيد الليثي، مولاهم.

(3)

(م 2/ 65/ أ).

(4)

في (م): "غمامة".

(5)

تقدم عن أنس رضي الله عنه-في ح 2544 - أنه لم يعينه ولم يعلمه، وجزم به هنا، فلعل أنسًا صلى الله عليه وسلم تذكره بعدما نسيه، أو نسيه بعد أن كان تذكره. انظر: فتح الباري (2/ 586).

(6)

المُلاء -بالضم والمد- جمع ملاءة، وهي الإزار والرَيَّطة، شبه تفرق الغيم، واجتماع بعضه إلى بعض في أطراف السماء بالإزار إذا جمعت أطرافه وطوي. النهاية (4/ 352).

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 615) كتاب الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، ح 897 من طريق ابن وهب، به، ولفظه أتم.

ص: 49

2553 -

حدثنا الحارثي، حدثنا أبو أسامة، ح

⦗ص: 50⦘

وحدثنا الصّاغاني، حدثنا أبو النّضر، قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: "إني لقائم عند المنبر يوم الجمعة، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، إذ قال بعض أهل المسجد: يا رسول الله! حُبِس المطر، هلكت المواشي، فادع الله أن يسقينا. فرفع يديه -فقال أنس: وما نرى في السماء سحابا- فألَّف الله بين السحاب ومُلينا، حتى رأيت الرجل الشديد تهمه نفسه أن يأتي أهله

(1)

، ثم مطرنا أسبوعًا، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبت الجمعة الثانية إذ قال أهل المسجد: يا رسول الله! تهدمت البيوت، واحتبست السُّفار، فادع الله أن يرفعها عنا. فدعا، قال: اللهم حوالينا ولا علينا، فتقوَّر

(2)

ما فوق رؤوسنا منها حتى كأنا في إكليل يُمْطَر ما حوالينا

(3)

ولا نُمْطَر"

(4)

.

(1)

في (م): "إلى أن يأتي أهله".

(2)

فتقوَّر: أي تقطَّع وتفرّق فرقًا مستديرة. النهاية (4/ 120).

(3)

في (م): "يمطر حوالينا".

(4)

تقدم هذا الحديث مختصرًا برقم (2551) وسبق الكلام عليه في موضعه.

ص: 49

2554 -

حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي

(1)

، حدثنا يونس بن محمد

(2)

حدثنا شيبان

(3)

، عن قتادة

(4)

، قال:

⦗ص: 51⦘

حدَّث أنس بن مالك: "أن رجلًا نادى نبي الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو يخطب الناس، فقال: يا نبي الله! قحط المطر. وذكر الحديث. وقال فيه: واطَّردت

(5)

طريق المدينة أنهارًا، فما أقلعت إلَّا ريَّت

(6)

، فمطرنا حتى الجمعة المقبلة

(7)

. وقال فيه: فرأينا السحاب يتصدَّع

(8)

عن المدينة يمينًا وشمالًا. قال: فإنها لتمطر حول المدينة"

(9)

.

(1)

محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي، أبو جعفر بن أبي داود بن المنادي.

(2)

ابن مسلم البغدادي المؤدب.

(3)

ابن عبد الرحمن التميميّ النحوي.

(4)

ابن دعامة السدوسي.

(5)

اطرد الشيء: تبع بعضه بعضًا وجرى، واطّرد الماء إذا تتابع سيلانه. والماء الطّرد: الذي تخوضه الدواب لأنها تطّرد فيه وتدفعه إذا تتابع. انظر: لسان العرب (3/ 268).

(6)

ريَّت: من روى من الماء يروي ريًّا، وسحابة روي: عظيمة القطر، شديدة الوقع، يريد بذلك تتابع السحب والمطر كما في رواية الحديث الأخرى، والله أعلم.

انظر: اللسان (13/ 345 - 350).

(7)

من قوله "وقال فيه" إلى قوله "المقبلة" لحق أثبت من حاشية الأصل، وليس في نسخة (م).

(8)

(م 2/ 66/ ب).

(9)

رواية قتادة عن أنس رضي الله عنه ليست عند مسلم، وقد أخرجها البخاري في صحيحه (الصحيح مع الفتح 2/ 590) كتاب الاستسقاء، باب الاستسقاء على المنبر، ح 1015، من طريق الوضّاح اليشكري، به مطوّلًا ولم يذكر فيه قوله:"واطَّردت طريق المدينة".

ص: 50

‌باب ذكر الخبر المبيِّن أن المطر رحمة، والترغيب في كشف الثوب عن رأسه وجسده عند المطر حتى يصيبه منه

ص: 52

2555 -

حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا خالد بن مخلد القَطَواني

(1)

، ح

وحدثنا محمد بن عبد الله بن عبد

(2)

الحكم

(3)

، وأبو أميَّة

(4)

قالا: حدثنا يحيى بن صالح الوُحَاظي

(5)

قالا: حدثنا سليمان بن بلال

(6)

قال: حدثنا جعفر بن محمد

(7)

، عن عطاء بن أبي رباح قال: سمعت عائشة تقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان البرد والربح والغيم عُرِف ذلك في وجهه، وأقبل وأدبر، فإذا مُطِرت سُرِّيَ عنه وذهب ذلك عنه، قالت: فسألته فقال: إني خشيت أن يكون عذابًا

(8)

سُلِّط على أمتي، ويقول

⦗ص: 53⦘

إذا رأى المطر: رحمة"

(9)

.

(1)

القطواني، بفتح القاف والطاء، أبو الهيثم البجلي مولاهم، الكوفي.

(2)

كلمة "عبد" ساقطة من نسخة (م).

(3)

ابن أعين المصري الفقيه.

(4)

محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.

(5)

أبو زكريا الحمصي، الوُحاظي: بضمّ الواو -وقيل: بكسرها- وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها الظاء المعجمة -نسبة إلى وحاظة بطن من حمير. الأنساب (5/ 576).

(6)

التيمي مولاهم المدني.

(7)

ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف بالصادق.

(8)

في الأصل، ونسخة (م) عذاب، والصواب المثبت كما في صحيح مسلم، لأنه خبر =

⦗ص: 53⦘

= (يكون) وهي هنا على بابها ناقصة.

(9)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 616)، كتاب الاستسقاء، باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم، والفرح بالمطر، ح 899 من طريق سليمان بن بلال به، مثله.

ص: 52

2556 -

حدثنا أبو إسماعيل الترمذي

(1)

، حدثنا عبد العزيز الأُويسي

(2)

، حدثنا سليمان بن بلال بإسناده مثله

(3)

.

(1)

محمد بن إسماعيل السلمي.

(2)

ابن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس، أبو القاسم المدني.

(3)

أخرجه مسلم كما تقدم.

ص: 53

2557 -

حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري، حدثنا حَبَّان بن هلال

(1)

، حدثنا جعفر بن سليمان

(2)

، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مطرت السماء خرج فحسر

(3)

ثوبه عنه حتى يصيبه المطر، فقيل: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهدٍ بربِّه"

(4)

.

(1)

حَبَّان: بفتح الحاء المهملة، والباء المعجمة بواحدة، أبو حبيب البصري.

ووقع في (م): "حيان" وهو تصحيف، والصواب ما في الأصل.

انظر: الإكمال لابن ماكولا (2/ 303).

(2)

الضُّبَعي البصري.

(3)

فحسر: أي كشف ثوبه. النهاية (1/ 383).

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 615) كتاب صلاة الاستسقاء، باب الدعاء في =

⦗ص: 54⦘

= الاستسقاء ح 897/ 13 من طريق جعفر بن سليمان به، نحوه.

ولفظ مسلم هو الآتي بعد هذا الحديث، وليس فيه "كان" الدالة على الاستمرار، وهذا من فوائد المستخرج.

ص: 53

2558 -

حدثنا الصَّاغاني

(1)

، حدثنا عَفَّان

(2)

، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا ثابت، حدثنا أنس بن مالك قال:"أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فحسر ثوبه عنه حتى أصابه. فقلنا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟! قال: إنه حديث عهدٍ بربِّه"

(3)

(4)

.

(1)

محمد بن إسحاق.

(2)

عَفَّان -بتشديد الفاء- بن مسلم الباهلي، الصفار البصري.

(3)

أخرجه مسلم كما تقدم.

(4)

(م 2/ 66/ أ).

ص: 54

‌باب بيان ما يخاف من الريح إذا هبّت، وإيجاب التعوُّذ من شرِّها، والسؤال من خيرها، والدليل على أنها من عند الله، ربما كانت رحمة وربما كانت نقمة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتغير لونه عند

(1)

هبوبها فإذا جاء المطر سُري عنه

(1)

كلمة: عند ساقطة من (م).

ص: 55

2559 -

حدثنا أبو عمر الإمام

(1)

، حدثنا مخلد بن يزيد

(2)

، حدثنا ابن جريج

(3)

، عن عطاء

(4)

، عن عائشة قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخَيلة

(5)

دخل وخرج، وأقبل وأدبر، وتغيَّر وجهه وتلوَّن، وإذا أَمْطَرت السماء سُرِّي عنه فعَرَّفَتْه عائشة بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما أدري لعله كما قال: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}

(6)

(7)

.

(1)

في (م): أبو عمران، والصواب أبو عمر كما في الأصل كتب التراجم، وكذا ذكره أبو عوانة في ح 1149، ح 1593، وأبو عمر هو: عبد الحميد بن محمد بن المُستام -بضم الميم وسكون المهملة-، الحراني إمام مسجدها.

(2)

القرشيّ الحراني.

(3)

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي.

(4)

ابن أبي رباح.

(5)

المَخيلة: موضع الخيل، وهو الظن، كالمَظِنَّة، وهي السحابة الخليقة بالمطر، والاختيال أن يخال فيها المطر. انظر: النهاية (2/ 93).

(6)

الأحقاف- الآية 24.

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 616) كتاب الاستسقاء، باب: التعوذ عند رؤية الريح =

⦗ص: 56⦘

= والغيم والفرح بالمطر، ح 899/ 15 من طريق ابن جريج، به، مطولًا.

ص: 55

2560 -

حدثنا يوسف بن مُسَلَّم

(1)

، حدثنا حجاج

(2)

، عن ابن جريج، عن عطاء قال: قالت عائشة: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مَخيلة تغيَّر وجهه، وتلوَّن، ودخل وخرج، وأقبل وأدبر، فإذا أمطرت السماء سُرِّي عنه، قالت: فذكرت ذلك له الذي رأيت- فقال: وما يدريه لعله كما قال قومٌ

(3)

: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} الآية"

(4)

.

(1)

يوسف بن سعيد بن مُسَلَّم المِصِّيصي.

(2)

ابن محمد المصيصي الأعور، أبو محمد، ترمذي الأصل، نزل بغداد ثم المصيصة، ثقة ثبت لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته، مات سنة 206 هـ.

وحجاج بن محمد من أوثق الناس في ابن جريج، ورواية مسلم عن ابن جريج من طريق ابن وهب، وقد قال ابن معين: عبد الله بن وهب ليس بذاك في ابن جريج، كان يستصغر. يعني أنه سمع منه وهو صغير .. فرواية المصنِّف فيها متابعة لما رواه ابن وهب، وهذا من فوائد الاستخراج.

وأما ما ذكر عن اختلاطه فلا أثر له هنا لمتابعة مخلد بن يزيد له في الحديث المتقدم، وقد حكي عن ابن معين أن ابن حجاج منع أن يدخل عليه أحد بعد الاختلاط.

انظر: تهذيب الكمال (5/ 451)، شرح علل الترمذي (2/ 682)، الكواكب النيرات (456)، تقريب (1135).

(3)

قوم عاد كما في رواية مسلم.

(4)

أخرجه مسلم كما تقدم.

ص: 56

2561 -

حدثنا ابن الجنيد

(1)

، وأبو أمية قالا: حدثنا أبو عاصم

(2)

، ح

وحدثنا الصَّاغاني

(3)

، حدثنا عثمان بن عمر

(4)

كلاهما عن ابن جريج بإسناده نحوه

(5)

.

رواه ابن وهب

(6)

وقال فيه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أُرْسِلَت به، وأعوذ بك من شرِّها وشرِّ ما فيها، وشرّ ما أرسِلَت به". ثم ذكر مثله

(7)

.

(1)

محمد بن أحمد بن الجنيد، الدقَّاق.

(2)

الضحاك بن مخلد.

(3)

محمد بن إسحاق.

(4)

ابن فارس العبدي، البصري.

(5)

أخرجه مسلم كما تقدم.

(6)

عبد الله بن وهب بن مسلم القرشيّ مولاهم المصري.

(7)

كذا رواه مسلم في صحيحه كما تقدم، وما ذكره المصنف عن ابن وهب أخرجه الترمذي في السنن (5/ 469) كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا هاجت الريح، من طريق محمد بن ربيعة الكلابي، والنسائي في عمل اليوم والليلة (522 ح 940، 941) من طريق عثمان بن عمر، كلاهما عن ابن جريج، به، مختصرًا بذكر الدعاء فقط، ودواه ابن وهب عنه وجمع الروايتين في حديث واحد كما نبه لذلك المصنِّف رحمه الله تعالى.

ص: 57

2562 -

أخبرنا

(1)

يونس بن عبد الأعلى

(2)

، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث

(3)

، أنَّ أبا النضر

(4)

حدَّثه، عن سليمان بن يسار

(5)

، عن عائشة أنها قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسْتَجْمِعًا

(6)

ضاحكًا حتى أرى منه لَهْوَاته

(7)

، قالت: وكان إذا رأى غيمًا أو ريحًا عرف ذلك في وجهه، فقلت: يا رسول الله إنَّ الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وإذا رأيته عرف في وجهك الكراهية! قالت: فقال: يا عائشة! ما يؤمِّنُني أن يكون فيه عذاب، قد عُذِّب قومٌ بالريح، وقد رأى قومٌ العذاب فقالوا:{قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} "

(8)

.

(1)

(م 2/ 67/ ب).

(2)

الصَّدفي المصري.

(3)

ابن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري.

(4)

سالم بن أبي أمية التيمي المدني.

(5)

الهلالي المدني، مولى ميمونة.

(6)

المستجمع: المجد في الشيء القاصد له. شرح مسلم- للنووي (6/ 197).

(7)

اللهوات: جمع لهاة، وهي اللحمات في سقف أقصى الفم. النهاية (4/ 284).

(8)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 616) كتاب الاستسقاء -باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم، والفرح بالمطر، ح 899/ 16 من طريق ابن وهب به، مثله.

ص: 58

2563 -

وحدثنا يوسف بن مُسَلَّم

(1)

، حدثنا حجَّاج، عن ابن

⦗ص: 59⦘

جريج قال: أخبرني زياد

(2)

، عن ابن شهاب

(3)

، أنه أخبره قال: أخبرني ثابت بن قيس

(4)

-أحد بني

(5)

زريق- أنَّ أبا هريرة قال: "أخذت الناسَ ريحٌ بطريق مكة وعمر بن الخطاب رضي الله عنه حاج، فاشتدَّت. فقال عمر لمن حوله: ما الريح؟ فلم يرجعوا إليه شيئًا، فبلغني الذي سأل عنه عمر من ذلك، فاستحثثت راحلتي حتى أدركته، فقلت: يا أمير المؤمنين أُخبرت أنك سألت عن الريح، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الريح من روح الله تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فلا تَسُبُّوها، وسلوا الله من خيرها، وعُوذوا بالله من شَرِّها"

(6)

.

(1)

يوسف بن سعيد بن مُسَلَّم المصيصي.

(2)

ابن سعد بن عبد الرحمن الخراساني.

(3)

محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري.

(4)

الزُّرقي، المدني.

(5)

في (م): "حدثني زريق"، والصواب المثبت كما في الأصل، وقد جاء مصرَّحًا به في المعرفة والتأريخ للفسوي، وبنو زريق بطن من الأنصار يقال لهم: بنو زريق بن عبد حارثة بن مالك. انظر: المعرفة والتأريخ للفسوي (1/ 382)، الأنساب (3/ 147).

(6)

سيأتي تخريجه في الذي بعده.

ص: 58

2564 -

ز- حدثنا علي بن سهل

(1)

، ومحمد بن إسماعيل بن سالم

(2)

، وعباس الدوري، وأبو أمية قالوا: حدثنا

(3)

رَوْح

(4)

،

⦗ص: 60⦘

أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني زياد، أن ابن شهاب أخبره بإسناده مثله

(5)

.

(1)

ابن قادم، الرّمْلي. [*]

(2)

الصائغ الكبير، أبو جعفر البغدادي.

(3)

في (م): "أخبرنا".

(4)

ابن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي، أبو محمد البصري.

(5)

هذا الحديث من زوائد المصنف، وقد أخرجه أبو داود (السنن: 5/ 328) كتاب الأدب -باب: ما يقول إذا هاجت الريح- ح 5097، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 31) كتاب الدعاء -باب: ما يدعى به للريح إذا هبت، ومن طريقه ابن ماجه (السنن: 2/ 128) كتاب الأدب -باب: النهي عن سب الريح- ح 3727، وأحمد في المسند (2/ 250، 267، 437)، والبخاري في الأدب المفرد (فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد: 2/ 353)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 382)، وابن حبان في صحيحه (3/ 287)، والحاكم في المستدرك (4/ 285) وقال:"صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وقال الذهبي:"صحيح". كلهم من طرق عن الزهريّ، عن ثابت بن قيس، عن أبي هريرة، وليس عند بعضهم قصة عمر رضي الله عنه.

وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ح 930، 929، 931) من طرق عن ثابت وعمرو بن سليم الزرقي، وسعيد بن المسيب ثلاثتهم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا.

وقد قال المنذري في مختصر سنن أبي داود (8/ 4): "المحفوظ فيه: ثابت بن قيس" فالحديث صحيح- والله تعالى أعلم.

_________

[*] قال أحمد بسيوني: لعل صوابه على القول بالتفريق بين البزاز والرملي أنه هنا علي بن سهل بن المغيرة البزاز العفاني؛ فهو الذي يروي عن روح بن عبادة، وظاهر صنيع أبي عوانة أنه لا يفرق بين البزاز والرملي، ولعل الأصوب أنهما واحد، وانظر حاشيتنا تحت الحديث رقم (870).

ص: 59

2565 -

حدثنا يوسف بن مُسَلَّم، وأبو حميد

(1)

قالا: حدثنا حَجَّاج بن محمد، قال: أخبرني شعبة

(2)

، عن الحكم

(3)

، عن مجاهد

(4)

، عن

⦗ص: 61⦘

ابن عباس عن النبي [صلى الله عليه]

(5)

وسلّم قال: "نُصرتُ بالصَّبا وأُهْلِكت

(6)

عاد بالدَّبُور

(7)

"

(8)

.

(1)

عبد الله بن محمد بن تميم، أبو حميد المصيصي.

(2)

ابن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم.

(3)

ابن عُتيبة، بالمثناة ثم الموحدة، مصغرًا، الكندي الكوفي.

(4)

ابن جبر، أبو الححاج المخزومي، مولاهم المكي.

(5)

ما بين القوسين ساقط من نسخة (م).

(6)

(م 2/ 67 / أ).

(7)

الدّبُور: بالفتح، ريح تهب من المغرب، والصَّبا تقابلها من ناحية المشرق، وتسمى الصَّبا: الإِيْر، والأَيْر وهي ريح حارة. انظر: لسان العرب (4/ 271)، وغريب الحديث للحربي (2/ 774) والنهاية (2/ 98).

(8)

أخرجه مسلم في الصحيح (2/ 617) كتاب صلاة الاستسقاء -باب: في ريح الصبا والدّبور ح (917)، والبخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 604) كتاب الاستسقاء - باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نُصِرْتُ بالصبا" ح 1035 كلاهما من طريق شعبة به، مثله.

ص: 60

2566 -

حدثنا عباس الدوري

(1)

، حدثنا شبابة

(2)

، ح

وحدثنا أبو أمية

(3)

، حدثنا محمد بن عرعرة

(4)

، وأبو النضر

(5)

، ح

وحدثنا الربيع بن سليمان

(6)

، حدثنا خالد بن عبد الرحمن

(7)

، ح

وحدثنا أبو قِلابة

(8)

، حدثنا

⦗ص: 62⦘

بشر بن عمر

(9)

، قالوا: حدثنا شعبة، عن الحكم بإسناده مثله

(10)

.

(1)

عباس بن محمد بن حاتم الدوري البغدادي.

(2)

ابن سَوَّار المدائني، مولى بني فزارة.

(3)

محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.

(4)

ابن البِرنْد -بكسر الموحدة والراء وسكون النون- السامي -بالمهملة- البصري.

(5)

هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي مولاهم البغدادي.

(6)

ابن عبد الجبار المرادي، المصري المؤذن، صاحب الشافعي.

(7)

الخُراساني، أبو الهيثم.

(8)

عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرَّقَاشي، أبو قلابة -بكسر القاف- البصري، =

⦗ص: 62⦘

= يكنى أبا محمد، وأبو قلابة لقب.

(9)

ابن الحكم الزهراني، الأزدي، البصري.

(10)

أخرجه مسلم من طريق شعبة كما تقدم.

ص: 61

‌زيادات في الاستسقاء ما لم يخرجه مسلم رحمه الله في كتابه

ص: 63

2567 -

ز- حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الأنصاري البلوي المديني

(1)

-ببدر، وبمكة- وسألته، قال: حدثني عُمَارة بن زيد بن عبد الله الأنصاري

(2)

المديني

(3)

، حدثنا إبراهيم بن سعد

(4)

، عن محمد بن إسحاق

(5)

، قال: حدثني الزهريّ

(6)

، عن عائشة بنت سعد

(7)

حدثته أنّ أباها حدثها "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل واديا دَهْسًا

(8)

لا ماء فيه،

⦗ص: 64⦘

وسبقه المشركون إلى القِلاب

(9)

، فنزلوا عليها، وأصاب العطش المسلمون

(10)

، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونَجَم النَّفاق

(11)

، فقال بعض المنافقين: لو كان نبيًّا كما يزعم لاستسقى لقومه كما استسقى موسى لقومه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"أَوَ قالوها! عسى ربكم أن يسقيكم". ثم بسط يديه، وقال: "اللهم جَلِّلنا

(12)

سحابًا كثيفًا، قصيفًا

(13)

، دَلوفًا

(14)

، خلوفًا

(15)

، ضحوكًا

(16)

، زِبْرِجًا

(17)

، تمطرنا منه،

⦗ص: 65⦘

رذاذًا

(18)

، قِطْقِطًا

(19)

، سَجْلًا

(20)

، بُعاقًا

(21)

، يا ذا الجلال والإكرام"، فما ردَّ يديه من دعائه حتى أظلَّتنا

(22)

السحابة التي وصف، تتلوَّن في كل صفة وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفات السحاب، ثم أمطرنا كالضُّروب التي سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأَنْعَم السيل الوادي، فشرب الناس من الوادي وارتووا"

(23)

.

(1)

ذكر الذهبي عن الدارقطني قوله فيه: "يضع الحديث"، ثم قال:"روى عنه أبو عوانة في الاستسقاء خبرا موضوعا". وقال الحافظ ابن حجر: "وهو صاحب رحلة الشافعي، طَوَّلهَا ونَمَّقها، وغالب ما أورده فيها مختلق". انظر: الميزان (3/ 205)، لسان الميزان (3/ 338).

(2)

من قوله: البلوي إلى الأنصاري ساقط من: (م).

(3)

لم أقف على ترجمته، وفي ذيل الميزان للعراقي (ص 312) في ترجمة أبي محمد البلوي الراوي عنه:"له عن عمارة بن زيد عن مالك حديث".

(4)

ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو إسحاق المدني. انظر: تهذيب الكمال (2/ 88).

(5)

ابن يسار المدني، المطلبي، مولاهم نزيل العراق.

(6)

محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري.

(7)

ابن أبي وقاص الزهرية، المدنية.

(8)

في (م): دهشًا، والصواب المثبت كما في الأصل، والدَّهس: ما سهل من الأرض ولم يبلغ أن يكون رملا. انظر: النهاية (2/ 145).

(9)

القلاب: جمع قليب، وهو البئر التي لم تطو. النهاية (4/ 98).

(10)

هكذا في الأصل ونسخة (م) ولعلّه من إجراء جمع المذكر السالم مجرى (عربون) في لزوم الواو والإعراب بالحركات.

(11)

نجم: ظهر، وخرج. النهاية (5/ 24).

(12)

المجلل: الذي يستر الأرض بالماء، والنبات الذي ينبت عنه، كأنه يكسوها به. كما يجلّل الفرس بجلاله. انظر: حلية الفقهاء (ص 91). منال الطالب (ص 110).

(13)

القصف: بالكسر الدفع الشديد، ورعد قاصف: شديد الصوت. النهاية (4/ 73).

(14)

الدليف: يقال عُقَاب دلوف أي سريعة، والدَّليف: المشي الرويد إذا مشى وقارب الخطى. انظر: اللسان (9/ 106).

(15)

الخَلْف: الاستقاء، وأخلفت القوم: حملت إليهم الماء العذب.

انظر: لسان العرب (9/ 88).

(16)

يسمى انجلاء السحاب عن البرق ضحكًا. النهاية (3/ 75).

(17)

الزِّبرج: السحاب الرقيق فيه حمرة، وقيل: الخفيف الذي تسفره الريح.

لسان العرب (2/ 285).

(18)

الرّذاذ: أقل ما يكون من المطر، وقيل: السّكن الدائم، الصغار القطر كأنه غبار، قال الأصمعي:"أخف المطر وأضعفه: الطّلَّ، ثم الرّذاذ؛ والرّذاذ فوق القِطْقِط".

انظر: النهاية (2/ 217)، لسان العرب (3/ 492).

(19)

القطقط: بالكسر، صغار المطر، وقيل غير ذلك. انظر: تاج العروس (5/ 209).

(20)

السجل: الصب، يقال: سجلت الماء سجلا إذا صببته صبًّا متصلا.

النهاية (2/ 344).

(21)

البُعاق: بالضم المطر الكثير الغزير الواسع. انظر: النهاية (1/ 141).

(22)

في (م): "أضللنا".

(23)

هذا الحديث ذكره ابن الملقن في البدر المنير (مخطوط: 4/ 220 / ب) ولم يعزه لغير أبي عوانة، وقال:"رواه أبو عوانة في صحيحه كذلك، قال: وهو مما لم يخرجه مسلم، أي وهو على شرطه" وعزاه الحافظ في التلخيص الحبير (2/ 106) إلى أبي عوانة أيضًا، وقال:"فيه ألفاظ غريبة كثيرة، وسنده واهي" اهـ.

وعلته عبد الله البلوي، وقد تقدم قول الذهبي فيه:"روى عنه أبو عوانة في الاستسقاء خبرا موضوعا". فإسناد المصنف واهٍ، والله تعالى أعلم.

ص: 63

2568 -

ز- أخبرني محمد بن حماد أبو عبد الله الطِّهْراني

(1)

بمكة،

⦗ص: 66⦘

حدثنا السِّندي سهل بن عبد الرحمن

(2)

، حدثنا

(3)

عبد الله بن عبد الله المديني -ويقال: إنه هو أبو أويس

(4)

-، عن ابن حرملة

(5)

، عن سعيد بن

⦗ص: 67⦘

المُسَيِّب

(6)

، عن أبي لُبَابة بن عبد

(7)

المنذر قال: "استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم اسقنا، فقال أبو لبابة: يا رسول الله! إن التمر في المرابد! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانًا فيسد ثَعْلَب مِرْبَده

(8)

بإزاره، قال: وما يرى في السماء سحاب، قال: فأمطرت، قال: فاجتمعوا إلى أبي لبابة

(9)

، فقالوا: إنها لن تقلع حتى تقوم عريانًا، فتسد ثَعْلَبَ مِرْبَدك بإزارك، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعل فاستهلت السماء"

(10)

.

(1)

في (م): "أبو عبيد الله" والمثبت ما في الأصل، وهو كذلك في مصادر ترجمته. =

⦗ص: 66⦘

= والطِّهْراني، بكسر المهملة وسكون الهاء، وفتح الراء، وفي آخرها النون، نسبة إلى طِهْران الرَّي عاصمة بلاد فارس. انظر: الأنساب (4/ 86)، تهذيب التهذيب (9/ 125)، التقريب (5829) بلدان الخلافة الشرقية ص 252.

(2)

ابن عبدويه الرازي، أبو الهيثم، قال فيه أبو حاتم:"شيخ". وقال السمعاني: "وكان من علماء أهل الحديث" انظر: الجرح والتعديل (1/ 201)، الأنساب (3/ 321).

(3)

(م 2/ 68/ ب).

(4)

أبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس المدني أخرج له مسلم متابعة والأربعة.

قال فيه ابن معين: "صدوق ليس بحجة"، وضعفه في رواية، وقال الإمام أحمد:"ليس به بأس" وقال أبو زرعة: "صالح صدوق، كأنه لين"، وقال أبو حاتم:"يكتب حديثه ولا يحتج به، وليس بالقوي"، وذكره ابن حبان في المجروحين وقال:"والذي أرى في أمره تنكب ما خالف الثقات من أخباره والاحتجاج بما وافق الأثبات منها"، وقال ابن عدي:"وفي أحاديثه ما يصح ويوافقه الثقات عليه، ومنها ما لا يوافقه عليه أحد، وهو ممن يكتب حديثه"، وقال الخليلي:"منهم من رضي حفظه، ومنهم من يضعفه وهو مقارب الأمر"، وقال فيه الحافظ:"صدوق يهم".

انظر: سؤلات أبي داود ص 224، تاريخ الدوري (2/ 317)، الجرح والتعديل (5/ 92)، المجروحين (2/ 24)، الكامل (4/ 1419)، الإرشاد (1/ 287)، تهذيب التهذيب (5/ 280).

(5)

عبد الرحمن بن حرملة بن عمرو بن سَنَّة -بفتح المهملة وتثقيل النون- الأسلمي، أبو حرملة المدني.

(6)

ابن حزن القرشي المخزومي المدني.

(7)

من قوله: المديني إلى ابن عبد ساقط من نسخة: (م).

وأبو لبابة بن عبد المنذر الأنصاري المدني، مختلف في اسمه، فقيل: بشير، وقيل: رفاعة رضي الله عنه انظر: الإصابة (4/ 168).

(8)

المِرْبَد: موضع يجفف فيه التمر، وثعلبه: ثقبه الذي يسيل منه ماء المطر.

انظر: النهاية (1/ 213).

(9)

من قوله: "قال" إلى "أبي لبابة" ساقط من (م).

(10)

أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (1/ 137) من طريق أبي علي الرملي، حدثنا محمد ابن حماد الطهراني به، ثم قال:"ولم يروه عن حرملة إلا عبد الله بن عبد الله، تفرد به سهل ابن عبدويه الرازي".

وعزاه الهيثمي له في مجمع الزوائد (2/ 215) وقال: "وفي إسناده من لا يعرف". فلعله أراد شيخ الطبراني.

والحديث تفرد به أبو أويس وقد تقدم الكلام فيه، ولم أر من تكلم على هذا الحديث سوى الحافظ ابن كثير حيث حسن إسناده كما في البداية والنهاية (6/ 95) وقال: =

⦗ص: 68⦘

= "لم يروه أحمد ولا أهل الكتب والله أعلم".

ص: 65

2569 -

ز- حدثني أبو الأحوص

(1)

قاضي عُكْبَرَا

(2)

، ومحمد بن يحيى النيسابوري

(3)

، قالا: حدثنا الحسن بن الربيع

(4)

، حدثنا ابن إدريس

(5)

، حدثنا حصين

(6)

، عن حبيب بن أبي ثابت

(7)

، عن ابن عباس قال: "جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله لقد جئتك من عند قوم ما يتزوّد لهم راعي، ولا يَخْطِر لهم فحل

(8)

، فصعد المنبر، فحمد الله، ثم قال:"اللهم اسقنا، غيثًا مُغِيثًا مَريعًا، مَريئًا، طَبقًا، غَدقًا، عاجلًا غير رائث"

(9)

. ثم نزل، فما يأتيه أحد من وجهٍ من الوجوه إلا

⦗ص: 69⦘

قال: قد أُحْيِينا"

(10)

.

(1)

محمد بن الهيثم بن حماد بن واقد الثقفي مولاهم، البغدادي، ثم العُكْبَري.

(2)

عُكْبَرا: بضم أوله، وفتح الباء الموحدة، وقد يقصر، بلدة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. معجم البلدان (4/ 160).

(3)

محمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي.

(4)

البجلي، أبو علي الكوفي، البُوراني. بضم الموحدة.

(5)

عبد الله بن إدريس الأَوْدي، بسكون الواو، الكوفي.

(6)

ابن عبد الرحمن السُّلمي، أبو الهذيل الكوفي.

(7)

ابن دينار الأسدي مولاهم.

(8)

قوله: (ولا يخطر لهم فحل) أي: ما يحرك ذنبه هزلًا لشدة القحط والجدب، يقال: خطر البعير بذنبه يخطر إذا رفعه وحطَّه، وإنما يفعل ذلك عند الشبع والسمن.

انظر: النهاية (2/ 46).

(9)

الغيث: المطر. المريع: بضم الميم وفتحها: المخصب الناجع في الماشية، يقال: مرع =

⦗ص: 69⦘

= المكان فهو مريع إذا كثر نبته. والمريء: مستعار من استمرار الطعام، وهو ذهاب ثقله وكظته عن المعدة، ويراد بذلك أنه محمود العاقبة. والطبق: الذي يطبق الأرض، أي يَعُمَّ وجهها. والغدق: الكثير الكبير القطر. والرائث: البطئ.

انظر: منال الطالب في شرح طوال الغرائب لابن الأثير (108، 109، 110) ولسان العرب (10/ 283)، وشرح سنن ابن ماجه للسندي (1/ 384).

(10)

أخرجه ابن ماجه (السنن: 1/ 404) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها -باب: ما جاء في الدعاء في الاستسقاء- ح 1270، والطبراني في المعجم الكبير (12/ 130) كلاهما من طريق ابن إدريس به.

وقال البوصيري في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه (1/ 418): "هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات"، وتعقبه الألباني بقوله:"أما إن رجاله ثقات فصحيح، وأما أن إسناده صحيح فليس كذلك، لأنه من رواية حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس، وهو مدلس وقد عنعنه". الإرواء (2/ 146).

وحبيب مدلس كما سبق في ح (2515)، وقد عنعن ولم أره صرح في شيء من طرق الحديث.

وللدعاء شواهد من حديث كعب بن مرة، وجابر بن عبد الله.

فأما حديث كعب بن مرة:

فأخرجه ابن ماجه (1/ 405) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها -باب: ما جاء في الدعاء في الاستسقاء- ح 1269، والإمام أحمد في مسنده (4/ 235) كلاهما من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط، أنه قال: يا كعب بن مرة! حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر

وفيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم اسقنا

" فذكره.

⦗ص: 70⦘

= والأعمش مدلس وقد عنعنه، لكن تابعه شعبة عن عمرو بن مرة به، عند البيهقي في (السنن الكبرى 3/ 355)، والحاكم في المستدرك (1/ 328). وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، والألباني في الإرواء (1/ 145).

إلا أن سالما لم يسمع من شرحبيل، كما نبه لهذا أبو داود السجستاني في سننه (4/ 275) فالسند منقطع، وقد روي متصلا من حديث أنس بن مالك عند الطبراني في كتاب الدعاء (599) وهو منكر، وقد سئل عنه أبو حاتم الرازي فقال:"إنما هو عن كعب بن مرة" علل الحديث (1/ 194).

فحديث كعب رضي الله عنه ضعيف للانقطاع في سنده.

وأما حديث جابر فرجح الإمام أحمد والدارقطني إرساله، وسيأتي برقم (2580).

والحديث قد حسنه ابن الملقن في البدر المنير (مخطوط: 14/ 220 /أ) فهو بشواهده حسن لغيره، والله أعلم.

ص: 68

2570 -

ز- حدثنا أبو الأزهر

(1)

، حدثنا وهب بن جرير

(2)

، حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق

(3)

، يحدِّث عن يعقوب بن عتبة

(4)

، عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم

(5)

، عن أبيه، عن جده، قال: "جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! هلكت

(6)

الأنفس، وجاع

⦗ص: 71⦘

العيال، وهلكت الأموال فاستسق لنا ربك، فإنا نستشفع بالله عليك، وبك على الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سبحان الله! سبحان الله! فما زال يسبح حتى عُرِفَ ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: ويحك!! أتدري ما الله؟ إن شأنه أعظم من ذاك، إنه لا يستشفع به على أحد، إنه لفوق سماواته على عرشه، وإنه عليه لهكذا -وأشار وهب بيده: مثل القبة عليه، وأشار أبو الأزهر

(7)

أيضًا- إنه ليئط

(8)

به أطيط الرَّحل بالراكب"

(9)

.

(1)

أحمد بن الأزهر بن منيع، العبدي، النيسابوري.

(2)

ابن حازم، الأزدي البصري.

(3)

ابن يسار، أبو بكر المطلبي مولاهم المدني، نزيل العراق.

(4)

ابن المغيرة الثقفي.

(5)

القرشي النوفلي، المدني، لم يوثقه إلا ابن حبان. وقال فيه الحافظ: مقبول.

انظر: الثقات (6/ 148)، تهذيب الكمال (4/ 504)، تقريب (902).

(6)

في (م): "هدّت". أي: ضعفت، ووهنت. انظر: لسان العرب (3/ 432).

(7)

(م 2/ 68 / أ).

(8)

الأطيط: صوت الأقتاب، وأطيط الإبل أصواتها وحنينها، ومنه حديث "العرش على منكب إسرافيل، وإنه ليئط أطيط الرحل

الحديث". أي أنه ليعجز عن حمله وعظمته، إذ كان معلومًا أن أطيط الرَّحل بالراكب إنما يكون لقوة ما فوقه، وعجزه عن احتماله. انظر: النهاية (1/ 54).

(9)

أخرجه أبو داود (السنن 5/ 94) كتاب السنة -باب: في الجهمية- ح 4726، وعثمان الدارمي في الرد على الجهمية (ص 41 - ح 71)، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 239)، وابن أبي عاصم في السنة (ح 575، 576)، ومحمد بن أبي شيبة في العرش (ص 56 - ح 11)، والطبراني في معجمه الكبير (2/ 128)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (4/ 505).

ورواه الآجري في الشريعة (ص 293)، والدارقطني في الصفات (ص 50)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/ 395 - ح 656)، وابن عبد البر في التمهيد (7/ 141)، ومن طريق المصنف أخرجه البغوي في شرح السنة (1/ 160)، والذهبي في العلو (ص 37). كلهم من طرق عن وهب بن جرير به.

وقد اختلف في إسناده: فرواه عبد الأعلى بن حماد وابن المثنى ومحمد بن بشار وقالوا: =

⦗ص: 72⦘

= عن يعقوب بن عتبة وجبير به.

وخالفهم جماعة منهم أحمد بن سعيد الرباطي وابن المديني وابن معين ومحمد بن يزيد الواسطي فرووه بالإسناد المذكور عند المؤلّف (عن يعقوب بن عتبة، عن جبير بن مطعم

).

وقد رجح الحفاظ رواية الأكثرين، قال أبو داود:"والحديث بإسناد أحمد بن سعيد هو الصحيح، وافقه عليه جماعة منهم: يحيى بن معين، وعلي بن المديني، ورواه جماعة عن ابن إسحاق كما قال أحمد أيضا، وكان سماع عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار من نسخة واحدة فيما بلغني". السنن (5/ 96).

وكذلك رجحها الدارقطني في الصفات (ص 53)، وتبعه المزي في تهذيب الكمال (4/ 506)، والذهبي في العلوّ (ص 38).

والحديث فيه جبير بن محمد بن جبير بن مطعم، وتقدم أنه لم يوثقه سوى ابن حبان، وقال الحافظ:"مقبول" أي حيث يتابع، وإلا فلين الحديث.

وفيه أيضا: ابن إسحاق مدلس، من الرابعة، كما في تعريف أهل التقديس (ص 168)، وقد قال أبو بكر البزار في المسند (8/ 352):"هذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه من الوجوه، إلا من هذا الوجه، ولم يقل فيه محمد بن إسحاق: حدثني يعقوب بن عتبة".

وقد تفرد به يعقوب، وتفرد به ابن إسحاق عنه كما قاله الحافظ أبو القاسم بن عساكر. انظر: مختصر سنن أبي دواد للمنذري (7/ 97 - 99).

وهذا الحديث قال عنه الذهبي في العلو (ص 39): "حديث غريب جدًّا فردٌ"، وكذا استغربه ابن كثير في تفسيره (1/ 317)، ولابن عساكر جزء فيه سماه:"تبيان الوهم والتخليط الواقع في حديث الأطيط". كما في كشف الظنون (1/ 340) ولم أقف عليه.

⦗ص: 73⦘

= فإسناد هذا الحديث ضعيف، ومعناه صحيح، تشهد لألفاظه الأحاديث الأخرى؛ فصفة الاستواء المذكورة فيه ثابتة بنصوص شرعية من الكتاب والسنة، ولفظ الأطيط جاء في حديث عمر رضي الله عنه قال:"أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة، فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة، فعظّم أمر الربّ، ثم قال: إنّ عرشه -أو كرسيه- وسع السموات والأرض، وإنه يجلس عليه فما يفصّل منه إلّا قدر أربع أصابع -أو ما يفصّل منه إلَّا قدر أربع أصابع-، وإنّه ليئطّ به أطيط الرّحل الجديد براكبه".

وقد نبّه على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كلامه على حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه حيث قال: "وابن عسكر عمل فيه جزءًا، وجعل عمدة الطعن في ابن إسحاق، والحديث قد رواه علماء السنة، كأحمد، وأبي داود، وغيرهما؛ وليس فيه إلّا ما له شاهد من رواية أخرى

".

وحديث عمر رضي الله عنه السابق ذكره ابن كثير في تفسيره (1/ 317) واستغربه، وهو مروي من طريق أبي إسحاق السبيعي عن عبد الله بن خليفة عن عمر رضي الله عنه. وعبد الله بن خليفة لم يوثقه غير ابن حبان (الثقات: 5/ 28). وقال فيه ابن كثير: "ليس بذاك المشهور، وفي سماعه من عمر نظر، ثم منهم من يرويه عنه عن عمر موقوفًا، ومنهم من يرويه عن عمر مرسلًا، ومنهم من يزيد في متنه زيادة غريبة، ومنهم من يحذفها".

وقد حكى شيخ الإسلام خلاف أهل الحديث في حديث خليفة، ثم نقل قبوله عن أكثر أهل السنة. وتبع ابن القيم شيخه فيما ذكره، فقوى حديث الأطيط وأطال فيه، وقد ضعّف الحديث من المتأخرين العلّامة الألباني رحمه الله كما في ظلال الجنة في تخريج السنة (1/ 252). وانظر: مجموع الفتاوى (16/ 434)، وتهذيب مختصر سنن أبي داود (7/ 94).

ص: 70

2571 -

ز- حدثنا أُسَيد بن عاصم الأصبهاني

(1)

، حدثنا عامر بن إبراهيم

(2)

حدثنا يعقوب القُمِّي

(3)

، عن جعفر -وهو ابن أبي المغيرة-

(4)

، عن سعيد بن جبير

(5)

، عن ابن عباس قال:"أظلتنا سحابة، ونحن نطمع فيها، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني الملك الذي يسوق بها أنه يسوق بها إلى وادٍ باليمن يقال لها: ضرع السماء، فقدم علينا قوم فأخبرونا أنهم مطروا في ذلك اليوم"

(6)

.

(1)

أبو الحسين الثقفي الأصبهاني.

(2)

ابن واقد الأصبهاني المؤذن.

(3)

يعقوب بن عبد الله الأشعري، أبو الحسن، القمِّي، بضم القاف وتشديد الميم.

قال النسائي: "ليس به بأس"، ووثقه الطبراني، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي:"صدوق"، وقال الحافظ في التقريب:"صدوق يهم".

انظر: الثقات (7/ 64)، تهذيب الكمال (32/ 345) الكاشف (2/ 394) التقريب (7822).

(4)

الخزاعي القُمي -بضم القاف- قيل: اسم أبي المغيرة دينار.

وثقه ابن حبان، وقال ابن مندة: ليس بالقوي في سعيد بن جبير. وقال الحافظ: "صدوق يهم" انظر: الثقات لابن حبان (6/ 134)، الثقات لابن شاهين ص 87، تهذيب التهذيب (2/ 108) التقريب (960).

(5)

الأسدي، مولاهم الكوفي. انظر: تهذيب الكمال (10/ 358).

(6)

أورده الهيثمي في كشف الأستار (3/ 142)، وقال في مجمع الزوائد (8/ 289):"رواه البزار، ورجاله ثقات"، ولكن، فيه جعفر بن أبي المغيرة، تقدم عن ابن منده:"ليس بالقوي في سعيد بن جبير"، والحديث من روايته عن سعيد، ولم أر من تابعه، فإسناد =

⦗ص: 75⦘

= المصنف فيه ضعف، والله أعلم.

ص: 74

2572 -

ز- حدثني أبو داود السجستاني، حدثنا هارون بن سعيد الأيلي

(1)

، حدثنا خالد بن نزار

(2)

، حدثني القاسم بن مبرور

(3)

، عن يونس بن يزيد، عن هشام بن عروة

(4)

، عن أبيه، عن عائشة، قالت:"شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قُحُوط المطر، فأمر بمنبر، فوضع له في المصلى، ووعد الناس يوما يخرجون فيه. قالت عائشة: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر، فكبر وحمد الله ثم قال: "إنكم شكوتم جَدْب

[*]

واستئخار المطر عن إبَّان زمانه عنكم، وقد أمركم الله أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم". وقال: " {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)

(5)

مَالِكِ يَوْمِ

⦗ص: 76⦘

الدِّينِ (4)} لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله

(6)

لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين"، ثم رفع يديه، فلم يزل في الرفع حتى

(7)

بدا

(8)

بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره، وقلب -أو حوَّل- رداءه، وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل، فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابًا، فرعدت وأَبْرَقَت، ثم أمطرت، بإذن الله، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكِنِّ

(9)

ضحك حتى بدت نواجذه

(10)

قال: "أشهد أنّ

(11)

الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله

(12)

"

(13)

.

(1)

الأيلي انظر: تهذيب الكمال (30/ 99).

(2)

ابن المغيرة الغساني -مولاهم- أبو يزيد الأيلي. وثّقه محمد بن وضاح، والدارقطني، والذهبي، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:"يغرب ويخطئ"، وقال الحافظ:"صدوق يخطئ".

انظر: الثقات (8/ 223)، الكاشف (1/ 369)، تهذيب التهذيب (3/ 123)، اللسان (3/ 206)، تقريب (1682).

(3)

الأيلي، أثنى عليه مالك، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ:"صدوق فقيه"، توفي سنة ثمان أو تسع وخمسين ومائة.

انظر: الثقات لابن حبان (9/ 17)، تهذيب الكمال (23/ 426)، تقريب (5488).

(4)

ابن الزبير بن العوام الأسدي المدني.

(5)

قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)} ساقط من (م).

(6)

جملة "أنت الله" ساقطة من (م).

(7)

كلمة: "حتى" ساقطة من (م).

(8)

في نسخة (م): "بان".

(9)

الكن: ما يرد الحر والبرد من الأبنية، والمساكن. النهاية (4/ 206).

(10)

النواجذ من الأسنان: الضواحك، وهي التي تبدو عند الضحك، والأكثر الأشهر أنها أقصى الأسنان، والمراد الأول، لأنه ما كان يبلغ به الضحك حتى تبدوَ أواخر أضراسه. وإن أريد بها الأواخر فالوجه فيه أن يراد مبالغة مثله في ضحكه، من غير أن يراد ظهورُ نواجذه في الضحك، وهو أقيس القولين لاشتهار النواجذ بأواخر الأسنان. النهاية (5/ 20).

(11)

أن: ساقطة من (م).

(12)

(م 2/ 69/ ب).

(13)

أخرجه أبو داود (السنن 1/ 692) كتاب الصلاة -باب رفع اليدين في الاستسقاء- ح 1173، والطحاوي (شرح معاني الآثار 1/ 325)، وابن حبان في صحيحه =

⦗ص: 77⦘

= (الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 7/ 109)، والحاكم (المستدرك 1/ 328).

كلهم من طرق عن خالد بن نزار به، وتقدم الكلام في خالد، وذكر من وثقه، والحديث قال عنه أبو داود:"هذا حديث غريب إسناده جيد"، وصححه ابن السكن وابن الملقن (البدر المنير مخطوط: 4/ 217 / أ)، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود (1/ 217)، والإرواء (3/ 135).

_________

[*] قال أحمد بسيوني: كذا بالمطبوعة والنسخ الخطية (كوبريللو ودار الكتب المصرية)، والحديث يرويه المصنف عن أبي داود السجستاني صاحب السنن، والحديث في سننه (1173) بإسناده ومتنه، إلا أن فيه: إنكم شكوتم جدب دياركم

، وهو كذلك في وقفت عليه من نسخ سنن أبي داود، لاسيما نسختي المنذري وابن حجر.

ص: 75

2573 -

ز- حدثنا أبو يوسف الفارسي

(1)

، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري

(2)

، حدثني أبي

(3)

، عن ثمامة

(4)

، عن أنس بن مالك قال:"كان عمر رضي الله عنه إذا قُحِطُوا خرج فاستسقى، وأخرج معه العباس رضي الله عنه، فقال: اللهم إنا كنا إذا قُحِطْنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا صلى الله عليه وسلم فاسقنا، قال: فيُسْقَون"

(5)

.

(1)

يعقوب بن سفيان، الفَسَوي.

(2)

محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري.

(3)

عبد الله بن المثنى، أبو المثنى البصري، قال فيه ابن معين وأبو زرعة:"صالح"، وسئل أبو حاتم عنه، فقال:"صالح"، ثم نظر، فقال:"شيخ"، وقال ابن معين:"ليس بشيء"، وضعفه العقيلي عن ثمامة وغيره، وقال:"لا يتابع على كثير من حديثه"، ووثقه العجلي وابن حبان، والترمذي. وقال الحافظ في التقريب:"صدوق كثير الخطأ"، وقال في الهدي:"لم أر البخاري احتج به إلا في روايته عن عمه ثمامة". انظر: سنن الترمذي (5/ 45 ح 2678)، (الجرح والتعديل / 177)، الضعفاء للعقيلي (2/ 304)، الميزان (3/ 213)، تهذيب التهذيب (5/ 388)، التقريب (3571)، الهدي (ص 436).

(4)

ابن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري.

(5)

أخرجه البخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 574) كتاب الاستسقاء، باب سؤال الناس =

⦗ص: 78⦘

= الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، ح 1010، وابن خزيمة (الصحيح 2/ 337)، وابن حبان في صحيحه (7/ 110)، والطبراني في معجمه الكبير (1/ 72 - ح 84)، والبغوي في شرح السنة (2/ 654).

كلهم من طرق عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبيه، به.

والتوسل المذكور في الحديث هو توسل بدعاء العباس رضي الله عنه، لا بذاته.

انظر: اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 307).

ص: 77

2574 -

ز- حدثنا محمد بن عوف الحمصي

(1)

، قال: وجدت في كتاب عمرو بن الحارث

(2)

، عن عبد الله بن سالم

(3)

، عن الزّبَيْدي

(4)

، عن الزهريّ، قال: أخبرني عباد بن تميم

(5)

، عن عمِّه، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يومًا فاستسقى، فحوَّل إزاره، فجعل عطافه الأيمن على عاتقه الأيسر، وجعل عطافه الأيسر على عاتقه الأيمن، ثم دعا الله"

(6)

.

(1)

ابن سفيان، أبو جعفر الطائيّ.

(2)

ابن الضحاك الزُّبيدي -بالدال المهملة- الحمصي، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"مستقيم الحديث". وقال الذهبي في الميزان: "تفرد بالرواية عنه إسحاق بن إبراهيم بن زبريق، ومولاة له اسمها: علوة، فهو غير معروف العدالة، وابن زبريق ضعيف" وقال في الكاشف: "وثق"، وقال الحافظ ابن حجر:"مقبول".

انظر: الثقات (8/ 480) الكاشف (7312)، الميزان (4/ 171) التقريب (5001).

(3)

الأشعري، أبو يوسف الحمصي.

(4)

محمد بن الوليد بن عامر الزُّبَيْدي -بالزاي والموحدة والدال المهملة، مصغرا- الحمصي.

(5)

تقدم هو وعمه في ح (2525).

(6)

أخرجه أبو داود (السنن 1/ 688) كتاب الصلاة، باب جماع أبواب صلاة الاستسقاء =

⦗ص: 79⦘

= وتفريعها، ح 1163) بهذا الإسناد، من طريق ابن عوف به.

وإسناد المصنف فيه علتان:

الأولى: الانقطاع بين ابن عوف وعمرو بن الحارث؛ إذ رواية ابن عوف عنه وجادة، وهي من طرق التحمل غير المعتبرة، والتحمل بها منقطع.

انطر: فتح المغيث (3/ 32)، تدريب الراوي (2/ 55).

الثانية: الكلام في عمرو بن الحارث، وتقدم كلام الذهبي والحافظ فيه.

فإسناد المصنِّف ضعيفٌ، وأصل الحديث أخرجه البخاري في (الصحيح مع الفتح 2/ 598) كتاب الاستسقاء، باب الاستسقاء في المصلى، (ح 1027)، وابن خزيمة (الصحيح 2/ 334) كتاب الصلاة -باب صفة تحويل الرداء في الاستسقاء إذا كان الرداء ثقيلا- ح 1414، والحميدي في المسند (1/ 201).

كلهم من طريق أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عباد به، وفيه:(جعل اليمين على الشمال). وقد تقدم أيضًا حديث عبّاد عن عمّه برقم (2525) بلفظ: "خرج النبي صلى الله عليه وسلم، فاستسقى فاستقبل القبلة، وقلب الإزار، وصلّى ركعتين".

ص: 78

2575 -

ز- حدثنا عَمَّار بن رجاء

(1)

، حدثنا وهب بن جرير

(2)

، حدثنا أبي، عن النعمان بن راشد

(3)

، عن الزهريّ، عن حُمَيدِ بن

⦗ص: 80⦘

عبد الرحمن

(4)

، عن أبي هريرة، قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يستسقي

(5)

، فصلى بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة، ثم خطبنا ودعا الله وحوَّل وجهه نحو القبلة، رافعا يديه، ثم قلب رداءه فجعل الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن"

(6)

.

(1)

الإستراباذي.

(2)

ابن حازم بن زيد بن عبد الله الأزدي.

(3)

الجزري، أبو إسحاق الرَّقي، مولى بني أمية.

ضغفه يحيى القطان والإمام أحمد وابن معين -في رواية-، وغيرهم. وقال البخاري:"في حديثه وهم كثير، وهو صدوق في الأصل"، وكذلك قال أبو حاتم، وقال ابن عدي: "النعمان بن راشد احتمله الناس

ولا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: "حسن الحديث ضعّفه ابن معين لمناكيره"، وقال ابن حجر: =

⦗ص: 80⦘

= "صدوق سيء الحفظ"، واستشهد به البخاري، وروى له مسلم والأربعة.

انظر: سؤالات ابن الجنيد ص 298، التاريخ الكبير (8/ 80)، الجرح والتعديل (8/ 448)، الثقات (7/ 532)، الكامل (7/ 2480)، تهذيب الكمال (29/ 445)، ذكر من تكلم فيه (ل 36)، التقريب (7154).

(4)

ابن عوف الزهريّ المدني.

(5)

في (م): "فاستسقى".

(6)

أخرجه ابن ماجه (السنن 1/ 403) كتاب الصلاة -باب ما جاء في صلاة الاستسقاء، وابن خزيمة (الصحيح 2/ 333، 338) كتاب الصلاة -باب ترك الأذان والإقامة لصلاة الاستسقاء .. ، وباب إعادة الخطبة ثانية بعد صلاة الاستسقاء، والإمام أحمد (المسند 2/ 326)، والبيهقي (السنن الكبرى 3/ 347) كتاب صلاة الاستسقاء -باب: الدليل على أن السنة في صلاة الاستسقاء، والسنة في صلاة العيدين

كلهم من طرق عن وهب بن جرير عن أبيه عن النعمان بن راشد به.

وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 416): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات .. "، لكن النعمان متكلم فيه، وسبق بيان حاله، وقد قال البيهقي في سننه:"تفرد به النعمان بن راشد"، وقال ابن خزيمة عقب هذا الحديث (2/ 338):"في القلب شيء من النعمان بن راشد، فإنه في حديثه عن الزهريّ تخليط كثير"، لكن يشهد له ما في الصحيح من حديث عباد بن تميم المتقدم قبل هذا، وقد حسَّن الذهبي أحاديث النعمان كما سبق، والله تعالى أعلم.

ص: 79

2576 -

ز- حدثنا عمر بن شَبَّة أبو زيد النميري، حدثنا إسحاق بن إدريس

(1)

حدثنا سويد أبو حاتم

(2)

، عن قتادة

(3)

، عن الحسن

(4)

، عن سمرة، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استسقى قال: اللهم أَنْزِل على أرضنا زينَتَها وسَكَنَها"

(5)

.

(1)

الأسواري، أبو يعقوب البصري. قال ابن معين:"كذاب يضع الحديث"، وقال البخاري:"تركه الناس"، وقال أبو حاتم:"ضعيف الحديث"، وقال أبو زرعة:"واه، ضعيف الحديث، يروي عن سويد وأبي معاوية أحاديث منكرة"، وقال ابن حبان:"كان يسرق الحديث"، وقال ابن عدي:"له أحاديث، وهو إلى الضعف أقرب"، وقال الذهبي:"كذاب". انظر: تاريخ ابن معين (2/ 24)، التاريخ الكبير (2/ 24)، الجرح والتعديل (2/ 213)، المجروحين (1/ 135)، الكامل (1/ 328)، الديوان (27).

(2)

سويد بن إبراهيم الجَحْدَريُّ، الحنَّاط البصري.

قال يحيى بن معين في رواية: "صالح"، ومرة قال:"ضعيف"، وقال أبو زرعة:"ليس بالقوي، حديثه حديث أهل الصدق"، وضعفه النسائي، وقال ابن عدي بعدما ساق له عدة أحاديث:"ولسويد غير ما ذكرت من الحديث عن قتادة، وعن غيره، بعضها مستقيمة، وبعضها لا يتابعه أحد عليها، وإنما غلط على قتادة، ويأتي بأحاديث عنه لا يأتي بها أحدٌ عنه غيرُه، وهو إلى الضعف أقرب"، وذكره ابن شاهين في ثقاته، وقال الحافظ:"صدوق سيء الحفظ له أغلاط، وقد أفحش ابن حبان فيه القول".

انظر: الجرح والتعديل (4/ 237) الضعفاء والمتروكين (ص 51)، الكامل (3/ 1259)، ثقات ابن شاهين (ص 161)، التقريب (2687).

(3)

ابن دعامة السدوسي.

(4)

ابن أبي الحسن البصري الأنصاري مولاهم.

(5)

أخرجه البزار (مختصر زوائد مسند البزار 1/ 309) كتاب الصلاة -باب: الاستسقاء =

⦗ص: 82⦘

= - ح 475، وابن عدي في (الكامل 3/ 1259) كلاهما من طريق إسحاق بن إدريس به، وأشار البزار وتبعه ابن عدي إلى تفرد سويد عن قتادة به، وسويد والراوي عنه متكلم فيهما -كما سبق- وطريق إسحاق بن إدريس غير صالحة للاعتبار لضعفها.

وقد روي عن الحسن من غير طريق سويد، وذلك فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 217 - ح 6904) من طريق حجاج بن أرطاة، عن قتادة به.

وحجاج: صدوق كثير الخطأ والتدليس (التقريب 1119)، وجعله الحافظ من الطبقة الرابعة، كما في تعريف أهل التقديس (164)، وشيخه مدلس أيضا من الطبقة الثالثة كما في التعريف أيضا (146) وقد عنعنا.

ورواه أيضًا سعيد بن بشير عن مطر الوراق عن الحسن، فيما أخرجه البزار (مختصر زوائد مسند البزار 1/ 309)، والطبراني (7/ 223 - ح 6928)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (3/ 77).

وقال البزار عقبه: "حديث قتادة لا نعلم حدّث به إلا سويد، وحديث مطر لا نعلم حدث به إلا سعيد بن بشير"، وبنحوه قال أبو نعيم في حديث مطر، وزاد:"لم يرو هذه اللفظة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا سمرة" أهـ.

وسعيد وشيخه متكلم فيهما، فسعيد: ضعيف، وشيخه مطر الوراق: صدوق كثير الخطأ، كما قال الحافظ في التقريب (2276، 6699).

ورواه أيضًا معتمر بن سليمان عن إسماعيل المكي عن الحسن به.

وإسماعيل قال فيه الإمام أحمد: "يسند عن الحسن عن سمرة أحاديث مناكير"(تهذيب الكمال: 3/ 201)، وضعفه الحافظ في التقريب (484)، ومع هذا فالحسن مختلف في سماعه من سمرة، وهو مدلس أيضًا وقد عنعن.

وروي بسند واه عن سمرة من غير طريق الحسن، وهو ما أخرجه البزار (مختصر زوائد البزّار 1/ 310) من طريق خالد بن يوسف، ثنا أبي، ثنا جعفر بن سعد بن حمرة، ثنا =

⦗ص: 83⦘

= خبيب بن سليمان، عن أبيه، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه.

وهذا الطريق واهٍ؛ فإن يوسف بن خالد هو السَمتيّ كذّبه أصحاب الحديث، كما في بيان الوهم والإيهام (3/ 195)، وتهذيب الكمال (32/ 421)، والتقريب (7862).

وجعفر وشيخه وشيخ شيخه لا يعرف حالهم، فيما قاله ابن القطان كذلك في بيان الوهم والإيهام (5/ 138).

وعليه فإسناد المصنف ضعيف، كما قاله الحافظ في التلخيص:(2/ 106)، والحديث قال عنه الهيثمي في المجمع (2/ 215) بعد عزوه للطبراني والبزار:"وإسناده حسن أو صحيح"، ويشكل على قوله رحمه الله ما تقدم من ضعف طرق الحديث، والله تعالى أعلم.

ص: 81

2577 -

ز- حدثنا بكر بن سهل

(1)

، حدثنا عبد الله بن يوسف

(2)

، حدثنا إسماعيل بن ربيعة بن هشام بن إسحاق -من بني عامر بن لؤي- المديني

(3)

، أنه سمع جده

⦗ص: 84⦘

هشام بن إسحاق

(4)

، يحدت عن أبيه إسحاق بن عبد الله

(5)

، "أن الوليد بن عتبة

(6)

أمير المدينة أرسله إلى ابن عباس

(7)

قال: يا ابن أخي! سله كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء يوم استسقى بالناس؟ قال إسحاق: فدخلت على ابن عباس، فقلت: يا أبا العباس! كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء يوم استسقى بالناس؟ قال: نعم، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مُتَخَشِّعًا مُتَبَذِّلًا يصنع فيه كما يصنع في الفطر والأضحى"

(8)

.

(1)

الدمياطي، أبو محمد، مولى بني هاشم، ت (289 هـ).

ضعفه النسائي، وقال مسلمة بن القاسم:"تكلم الناس فيه، وضعفوه من أجل الحديث الذي حدث به عن سعيد بن كثير"، وقال الذهبي:"حمل عنه الناس، وهو مقارب الحال" وقال أيضا: "الإمام، المحدث".

انظر: الميزان (1/ 346)، السير (13/ 42)، لسان الميزان (2/ 52).

(2)

التِّنّشيسي، بمثناة ونون ثقيلة بعدها تحتانية ثم مهملة، الكلاعي.

(3)

له ترجمة في الإكمال، وتعجيل المنفعة، وقد قال الحافظ ابن حجر: "وطريق إسماعيل بن ربيعة وقعت لنا بعلو في الطبراني وأخرجها ابن خزيمة في صحيحه، ومقتضى ذلك أن يكون عنده مقبولا، فكأنه أخرج له في المتابعات كذا صنع الحاكم

". انظر: الإكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد (ص 29 رقم =

⦗ص: 84⦘

= 39)، وتعجيل المنفعة (36 رقم 50).

(4)

قال فيه أبو حاتم: "شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي:"صدوق"، وقال الحافظ:"مقبول". انظر: الجرح والتعديل (9/ 52)، الثقات (7/ 568)، الكاشف (2/ 335)، تقريب (7284).

(5)

ابن الحارث بن كنانة القرشيّ العامري.

(6)

ابن أبي سفيان بن حرب القرشي.

(7)

(م 2/ 69 /أ).

(8)

أخرجه أبو داود (السنن 1/ 688) كتاب الصلاة -باب جماع صلاة الاستسقاء وتفريعها- ح 1165، والترمذي (السنن 2/ 445) كتاب الصلاة -باب ما جاء في صلاة الاستسقاء- ح 558، والنسائي (السنن: 3/ 156، 157، 163) كتاب الاستسقاء -باب الحال التي يستحب للإمام أن يكون عليها إذا خرج- ح 1506، 1508، 1521، وابن ماجه (السنن 1/ 403) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها- باب ما جاء في صلاة الاستسقاء- ح 1266، وابن خزيمة (الصحيح 2/ 331) =

⦗ص: 85⦘

= كتاب الصلاة -باب التواضع والتبذل والتخشع والضرع عند الخروج إلى الاستسقاء- ح 649، وابن حبان (الإحسان 7/ 112) كتاب الصلاة- ذكر البيان بأن صلاة الاستسقاء يجب أن تكون مثل صلاة العيد سواء- ح 2862، وأحمد (المسند 1/ 269، 230، 355)، والطحاوي (شرح معاني الآثار 1/ 324) كتاب الصلاة- باب الاستسقاء كيف هو، وهل فيه صلاة أم لا؟، والطبراني (المعجم الكبير 10/ 331)، والدارقطني (السنن 2/ 86)، والحاكم (المستدرك 1/ 326)، والبيهقي (السنن الكبرى 3/ 344) كتاب صلاة الاستسقاء -باب الإمام يخرج متبذلا متواضعا متضرعا.

يزيد بعضهم على بعض، وزادوا:"ولم يخطب خطبتكم هذه"، ولبعضهم:"فرقى المنبر، ولم يخطب خطبتكم هذه".

كلهم من طرق عن هشام بن إسحاق به، وتقدم الكلام في هشام، والراوي عنه إسماعيل؛ وإن لم يصرَّح بتوثيقه فقد تابعه الثوري، وحاتم بن إسماعيل عند الإمام أحمد وأبي دواد وغيرهما.

ورواية إسحاق بن عبد الله عن ابن عباس عدها أبو حاتم مرسلة (الجرح والتعديل 1/ 226) وتبعه المنذري في مختصر سنن أبي داود (2/ 36)، وكذا المزي في تهذيب الكمال (2/ 441) ورد هذا ابن الملقن واستغربه في البدر المنير (مخطوط: 4/ 215/ب- 216/ أ) بصريح مشافهة إسحاق لابن عباس رضي الله عنهما.

والحديث قال عنه الترمذي: "حسن صحيح"، وقال الحاكم:"وهذا حديث رواته مصريون ومدنيون، ولا أعلم أحدا منهم منسوبا إلى نوع من الجرح ولم يخرجاه .. " ووافقه الذهبي، وصححه ابن الملقن أيضا.

ص: 83

2578 -

ز- حدثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل

(1)

، حدثنا عبد الله بن رجاء

(2)

، أخبرنا عمران القطان

(3)

، عن الحسن

(4)

، عن أنس، قال: "أصاب أهل المدينة قحط ومجاعة شديدة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فقام ناس فقالوا: يا رسول الله، هلكت الأموال وخشينا الهلاك على أنفسنا، وغلا السعر وقَحُط المطر، ادع الله أن يسقينا! قال أنس: فما أرى في السماء من بيضاء، قال: فمدّ يده فدعا. قال: فوالله ما ضمَّ إليه حتى رأيت السحاب يَنْشَأُ

(5)

من هاهنا وها هنا وصارت ركامًا، قال: ثم سالت سبعة أيام، حتى والله إن الرجل

⦗ص: 87⦘

الشاب ليهمه أن يرجع إلى أهله من شدة المطر، فلما كانت الجمعة الأخرى، وخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقام ناس من المسجد فقالوا: يا رسول الله تهدمت البيوت، وانقطعت الطرق، فادع الله أن يحبسها، قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم، قال: فرفع يده فقال: حوالينا ولا علينا".

قال أنس: "وما أرى منها من خضراء، فوالله ما قبض يده حتى رأيت السحاب يتقطع من هاهنا وها هنا عن المدينة، فأصبحت وإن ما حولها بحورًا"

(6)

.

(1)

ابن هلاب الشيباني.

(2)

المكي.

(3)

عمران بن دَاوَر، بفتح الواو بعدها راء، أبو العَوَّام العَمِّي، البصري، ضعفه ابن معين، وأبو داود، والنسائي، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال الإمام أحمد:"أرجو أن يكون صالح الحديث"، وقال البخاري:"صدوق يهم"، وقال ابن عدي:"هو ممن يكتب حديثه"، ووثقه العجلي، وابن حبان، وقال الحافظ:"صدوق يهم، ورمي برأي الخوارج".

انظر: سؤلات ابن محرز الترجمة 156، العلل لأحمد (3/ 25)، سؤالات الآجري لأبي دواد (325)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (52)، الضعفاء الكبير (3/ 300)، الكامل (5/ 1743)، تهذيب الكمال (22/ 328)، تهذيب التهذيب (8/ 130)، التقريب (429).

(4)

ابن أبي الحسن البصري.

(5)

ينشأ السحاب نَشَأً ونشوءًا: ارتفع وبدا، وذلك في أول ما يبدأ. اللسان (1/ 171).

(6)

هذا الحديث في صحيح مسلم، وتقدم برقم (2548)، وليس في طرق مسلم سياقه عن الحسن البصري عن أنس رضي الله عنه، والمصنِّف يلتقي مع مسلم في أنس رضي الله عنه أي فيمن هو فوق شيخ صاحب الأصل، وهذا مما نبه عليه الحافظ ابن حجر، وتقدم في دراسة الكتاب الكلام على مراد المصنف بنفي إخراج الإمام مسلم له.

ص: 86

2579 -

ز- حدثنا عثمان بن خُرّزاذ

(1)

، حدثني الوليد بن عتبة

(2)

، حدثنا بقية بن الوليد

(3)

، قال: حدثني محمد بن راشد

(4)

، قال: حدثني حميد

⦗ص: 88⦘

الطويل

(5)

عن أنس بن مالك، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

(6)

ردع يديه يوم جمعة في الاستسقاء"

(7)

.

(1)

عثمان بن عبد الله بن محمد بن خُرَّزاذ الأنطاكي.

(2)

الأشجعي، أبو العباس الدمشقي.

(3)

الكَلاعي.

(4)

المكحولي، الخُزاعي، الدمشقي، نزيل البصرة. وثقه الإمام أحمد وجماعة، وقال دحيم:"يذكر بالقدر"، وعن أبي مسهر قال:"كان يرى رأي الخوارج، وكان ورعا"، وقال الحافظ:"صدوق يهم، ورمي بالقدر". انظر: الجرح والتعديل (7/ 253)، تهذيب الكمال (25/ 186)، الكاشف (2/ 17)، تقريب (5875).

(5)

حميد بن أبي حميد الطويل، أبو عبيدة البصري. ثقة مدلس من الطبقة الثالثة. انظر: تهذيب الكمال (7/ 355)، التقريب (154)، تعريف أهل التقديس ص 133.

(6)

(م 2/ 70/ ب).

(7)

هذا الحديث تقدم مطولا بالأرقام (2544، 2546، 2550، 2553) مما استخرجه المصنف على مسلم من طريق ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه، وليس في طرق مسلم سياقه عن حميد عن أنس رضي الله عنه. وهذا الحديث كسابقه في اعتباره من الزوائد.

وطريق حميد هذه أخرجها: النسائي (3/ 165) كتاب الاستسقاء -باب مسألة الإمام رفع المطر إذا خاف ضرره، والإمام أحمد في المسند (3/ 104، 187)، والبغوي في شرط السنة (2/ 657) كتاب الصلاة -باب الاستسقاء في خطبة الجمعة. كلهم من طرق عنه به.

وحميد مدلس كما سبق، ولم يصرح بسماعه من أنس رضي الله عنه، وقد قال حماد بن سلمة:"عامة ما يروي حميد عن أنس سمعه من ثابت" تهذيب الكمال (7/ 360). فلعل صاحب الصحيح عزف عن هذه الطريق لهذا، والله تعالى أعلم.

ص: 87

2580 -

ز- حدثنا الحسن بن عفان

(1)

، حدثنا محمد بن عبيد

(2)

، حدثنا مسعر

(3)

، عن يزيد الفقير

(4)

، عن جابر بن عبد الله قال: "أتت

⦗ص: 89⦘

النبيَّ صلى الله عليه وسلم هوازن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قولوا: اللهم اسقنا غيثا مغيثا مَريَّا مَريعا

(5)

عاجلا غير آجل نافعا غير ضارّ. فأطبقت عليهم"

(6)

.

(1)

الحسن بن علي بن عفان العامري، أبو محمد الكوفي.

(2)

ابن أبي أمية الطنافسي الكوفي، الأحدب.

(3)

ابن كِدام -بكسر أوله وتخفيف ثانيه- ابن ظهير الهلالي، أبو سلمة الكوفي.

(4)

ابن صهيب الكوفي.

(5)

تقدم تفسير ألفاظ هذا الحديث في حديث (2569).

(6)

أخرجه أبو داود (السنن 1/ 691) كتاب الصلاة -باب رفع اليدين في الاستسقاء- ح 1169، وابن خزيمة (الصحيح 2/ 335)، وعبد بن حميد (المنتخب: 338)، والطبراني (الدعاء 602)، والحاكم (المستدرك 1/ 327) -وقال:"صحيح على شرح الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي- وأخرجه البيهقي في (السنن الكبرى 3/ 355) كلهم من طرق عن محمد بن عبيد به موصولًا.

ورواه الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال (3/ 347) عن يعلى بن عبيد، عن مسعر، عن يزيد مرسلًا. وقال الإمام أحمد بعد سماعه حديث محمد بن عبيد:"أعطانا محمد بن عبيد كتابه عن مسعر فنسخناه، ولم يكن هذا الحديث فيه: ليس هذا بشيء"، كأنه أنكره من حديث محمد بن عبيد، وكذلك رجح إرساله الدارقطني، كما في التلخيص الحبير (2/ 106)، وبنو عبيد ثقات كلهم، كما في تهذيب الكمال (26/ 58)، ويعلى أوثق من محمد وأصح حديثا، قال الإمام أحمد:"يعلى أصح حديثا من محمد بن عبيد وأحفظ". (تهذيب الكمال 32/ 391)، وقال ابن معين:"أثبتهم يعلى". (تهذيب الكمال 26/ 65)، وقال فيه أبو حاتم:"صدوق، هو أثبت أولاد أبيه في الحديث". (الجرح والتعديل 9/ 305). وهذا ما يرجح رواية يعلى على أخيه محمد، وعليه فحديث جابر مرسل، صحيح الإسناد، والله تعالى أعلم.

ص: 88

2581 -

ز- حدثني أبو حفص عمرو بن عثمان بن العباس بن الوليد الهجيمي

(1)

بقَيْسَارِيَّة، حدثنا عبد الله بن راشد، قال: حدثني

⦗ص: 90⦘

موسى بن عيسى المدني، عن المسَيَّب بن شريك

(2)

، عن جعفر بن عمرو بن حريث

(3)

، عن أبيه،

(4)

عن جده

(5)

قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نستسقي، فصلى بنا ركعتين ثم قلب رداءه، ورفع يديه، فقال: "اللهم ضاحت

(6)

جبالنا، واغبرت أرضنا، وهامت دوابنا، معطي الخيرات من أماكنها، ومنزل الرحمة من معادنها، ومجري البركات على أهلها بالغيث المغيث، أنت المسْتَغْفَر الغَفَّار، فنستغفرك للجامّات

(7)

من ذنوبنا ونتوب إليك من عوام خطايانا، اللهم فأرسل السماء علينا مدرارًا، وأصل

(8)

بالغيث

⦗ص: 91⦘

واكفًا

(9)

من تحت عرشك حيث ينفعنا، ويعود علينا غيثًا، مغيثًا، عامًّا، طبقًا مُجَللًا، غدقًا، خصبًا، راتعًا، مُمْرع النبات"

(10)

.

(1)

لم أقف على ترجمته، ولا على ترجمة شيخه، وشيخ شيخه أيضًا.

(2)

أبو سعيد التميمي الشقري الكوفي، مجمع على تضعيفه، قال فيه عمرو بن علي الفلاس:"متروك الحديث"، وقد أجمع أهل العلم على ترك حديثه.

انظر: المجروحين لابن حبان (3/ 24)، الكامل لابن عدي (6/ 2382)، تاريخ بغداد (13/ 139)، لسان الميزان (6/ 38).

(3)

جعفر بن عمرو بن حريث -آخره مثلثة، مصغرا- المخزومي الكوفي، وثقه ابن حبان الثقات، والذهبي، وابن قطلوبغا، وابن حجر، وقد روى له مسلم في صحيحه، انظر الثقات (4/ 106)، الإكمال لابن ماكولا (2/ 430)، رجال صحيح مسلم لابن منجويه (1/ 124)، تهذيب الكمال (5/ 69). الكاشف (1/ 295)، تقريب (141).

(4)

عمرو بن حريث صحابي صغير رضي الله عنه، توفي سنة 85 هـ.

(5)

حريث بن عمرو بن عثمان المخزومي رضي الله عنه. انظر: الإصابة (1/ 322).

(6)

ضَاحت: أي برزت للشمس وظهرت لعدم النبات فيها. النهاية (3/ 77).

(7)

الجامات: الجَمّ والجمة: الكثير من كل شيء. اللسان (12/ 104).

(8)

هكذا في الأصل ونسخة (م)، ولعلّ الصواب "وَصل".

(9)

واكفا: أي غزيرا. النهاية (5/ 220).

(10)

هذا الحديث عزاه ابن قطلوبغا في كتابه من روى عن أبيه عن جده (ص 135) للضياء المقدسي في المختارة، وعزاه السيوطي -كما في كنز العمال (7/ 835) - لابن صصري في أماليه. وإسناد المصنف ضعيف لضعف المسيّب بن شريك، كما مر، والله تعالى أعلم.

ص: 89

2582 -

ز- حدثنا إبراهيم بن مرزوق

(1)

، حدثنا عثمان بن عمر

(2)

، أخبرنا إسرائيل

(3)

، عن المقدام بن شُرَيْح

(4)

، عن أبيه

(5)

، عن عائشة، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى سحابا إن كان في صلاة تركها، وقام يدعو حتى تنجلي، أو تمطر، ويقول: اللهم سَيِّبًا

(6)

، نافعًا"

(7)

.

(1)

ابن دينار الأموي البصري.

(2)

ابن فارس العبدي البصري.

(3)

ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمْداني.

(4)

ابن هانئ بن يزيد الحارثي.

(5)

المَذْحِجي، أبو المقدام الكوفي.

(6)

سيبا: عطاءً، ويجوز أن يريد مطرًا سائبًا، أي: جاريًا. والمعنى الثاني يدل عليه ما وقع في رواية البخاري وغيره كما سيأتي بلفظ: "صيِّبًا"، ومعناه: منهمرًا متدفِّقًا.

انظر: النهاية (2/ 432، 3/ 64).

(7)

أخرجه ابن ماجه (السنن 2/ 1280) كتاب الدعاء -باب ما يدعو به الرجل إذا رأى السحاب والمطر- ح 3989، والنسائي في عمل اليوم والليلة (512، 513 - =

⦗ص: 92⦘

= ح 914، 915) كلاهما من طريق المقدام به مطوَّلًا.

ورواه مختصرًا: أبو داود في سننه (5/ 330) كتاب الأدب -باب ما يقول إذا هاجت الريح- ح 5098 بلفظ: "صيِّبًا هنيئًا".

والنسائي في السنن (3/ 164) كتاب الاستستقاء -باب القول عند المطر، بلفظ "صيِّبًا نافعًا". كلاهما من طريق المقدام به أيضًا.

ورواه مختصرًا البخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 601) كتاب الاستسقاء -باب ما يقال إذا أمطرت- ح 1032، وابن ماجه (السنن 2/ 1280 - ح 3990)، من طريق القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها، ولفظ النسائي في سننه، والبخاري سواء. ولفظ ابن ماجه وأبي داود واحد.

ص: 91

2583 -

ز- حدثنا عثمان بن خُرَّزَاذ، حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة

(1)

، حدثنا حفص بن النضر السلمي

(2)

، حدثنا عامر بن خارجة بن سعد

(3)

، عن جده سعد، أنّ قومًا شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه

(4)

وسلم قحط المطر، قال: فقال: "اجثوا على الركب ثم قولوا: يا رب، يا رب". قال: ففعلوا، فسقوا حتى أحبوا أن يكشف عنهم

(5)

.

⦗ص: 93⦘

إلى هنا لم يخرجه

(6)

.

(1)

القرشي التميمي، أبو عبد الرحمن البصري.

(2)

قال فيه ابن معين: "صالح"، وقال الذهبي:"صدوق".

انظر: الجرح والتعديل (3/ 188)، (الميزان 2/ 92).

(3)

ابن أبي وقاص. ذكره ابن حبان في ثقاته (5/ 194) وقال: "روى عن جدّه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا منكرًا في المطر، لا يعجبني ذكره"، وذكره العقيلي في الضعفاء (3/ 308) والذهبي في ديوان الضعفاء (ص 204).

(4)

(م 2/ 70/ أ).

(5)

أخرجه البزار في مسنده (البحر الزخار 4/ 64)، والعقيلي في الضعفاء الكبير =

⦗ص: 93⦘

= (3/ 308)، والبخاري معلّقًا في تاريخه الكبير (6/ 457) جميعهم من طريق عبيد الله بن محمد عن حفصٍ به.

وقال البخاري: "في إسناده نظر". وقال البزار: "ولا نعلمه يروى إلا عن سعد، وليس له عن سعد إلا هذه الطريق، وعامر لا أحسبه سمع من جده شيئًا".

وسئل أبو حاتم عمّا رواه حفص عن عامر بن خارجة عن جده فقال: "هذا إسنادٌ منكر"(الجرح والتعديل 6/ 320).

والحديث رواه الطبراني في معجمه الأوسط (6/ 120) من طريق محمد بن علي الأحمر، عن محمد بن يحيى الأزدي، عن عبيد الله عن عامر بن خارجة، عن أبيه، عن جده مرفوعا، فزاد فيه:"عن أبيه". وقال: "لا يروى هذا الحديث عن سعد إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن يحيى الأزدي". وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 214): "الصواب رواية الطبراني".

وقد أعل الحافظ هذا الحديث بهذا الاختلاف كما في التلخيص الحبير (2/ 206) والإسناد لو سلم من الاختلاف؛ ففيه عامر بن خارجة: تقدّم قول ابن حبان فيه وإنكاره لحديثه، وقول البخاري وأبي حاتم في إسناده. وعليه فإسناده ضعيف، والله أعلم.

(6)

قوله: إلى هنا لم يخرجه ساقط من (م).

ص: 92

‌مبتدأ كتاب الجمعة والتشديد في ترك حضورها، والدّليل على أنها مفروضة وحضورها حَتْمٌ

ص: 94

2584 -

حدثنا محمد بن أبي خالد الصَّومعي

(1)

، حدثنا أحمد بن يونس

(2)

، حدثنا زهير

(3)

، عن أبي إسحاق

(4)

، عن أبي الأحوص

(5)

، عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد هممت [أن]

(6)

آمر رجلًا يصلي بالناس، ثم أُحَرِّق على قوم يتخلفون عن الجمعة بيوتهم"

(7)

.

⦗ص: 95⦘

رواه عبد الرزاق

(8)

، عن معمر

(9)

، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد هممت أن آمر رجلًا يصلي بالناس، ثم أنظر فأحرق على قومٍ لا يشهدون الجمعة".

(1)

الصَّومعي -بفتح المهملة- أبو بكر الطبري.

وفي (م): "أبي رجاء" بدلًا من أبي خالد، والمثبت ما في الأصل، وكذا ذكره المزي في ترجمة أحمد بن عبد الله بن يونس، وكذا قال في ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (25/ 157).

(2)

أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي الكوفي.

(3)

زهير بن معاوية بن حُدَيج -بضم الحاء وفتح الدال- الجعفي الكوفي.

(4)

عمرو بن عبد الله السبيعي.

(5)

عوف بن مالك بن نَضْلة الكوفي.

(6)

ما بين المعقوفتين من نسخة (م)، وهو ساقط من الأصل.

وفي (م): "أبي رجاء" بدلًا من أبي خالد، والمثبت ما في الأصل، وكذا ذكره المزي في ترجمة أحمد بن عبد الله بن يونس، وكذا قال في ترجمته.

انظر: تهذيب الكمال (25/ 157).

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 1/ 452) كتاب المساجد ومواضع الصلاة -باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها- ح (652/ 254) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس به، مثله.

(8)

مصنف عبد الرزاق (3/ 166)، وقال في روايته:"ثم أنطلق فأحرق على قومٍ".

(9)

ابن راشد الأزدي مولاهم.

ص: 94

2585 -

حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث الدمشقي

(1)

، ويوسف بن مُسَلَّم

(2)

، وأبو حاتم الرازي

(3)

، قالوا: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع

(4)

، حدثنا معاوية بن سَلَّام

(5)

، عن أخيه زيد بن سلَّام

(6)

، أنه سمع أبا سلَّام الحَبَشِي

(7)

يقول: حدثني الحكم بن مِيناء

(8)

، أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة حدثاه قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيَنْتَهِيَنَّ أقوامٌ عن تركهم

⦗ص: 96⦘

الجمعات، أو لَيُخْتَمَنَّ على قلوبهم، ثم لَيَكونُنَّ من الغافلين"

(9)

.

(1)

العجلي، أبو بكر إمام الجامع.

(2)

يوسف بن سعيد بن مُسَلَّم.

(3)

محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي.

(4)

الحلبي.

(5)

معاوية بن سلَّام -بالتشديد- ابن أبي سلام، الدمشقي.

(6)

ابن أبي سلَّام مَمْطور الأسود الحبشي، بالمهملة ثم الموحدة ثم المعجمة.

(7)

ممطور الأسود الحبشي.

(8)

الحكم بن مِيناء -بكسر الميم أوّله، وسكون المثناة تحت، وفتح النون، تليها ألف ممدودة وتقصر أيضًا- الأنصاري المدني. انظر: توضيح المشتبه (8/ 322).

(9)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 591) كتاب الجمعة -باب التغليظ في ترك الجمعة- ح 865/ 40 من طريق أبي توبة به، مثله.

ومن فوائد الاستخراج هنا بيان المهمل -أبي توبة- ونسبة أبي سلَّام، حيث جاء في الصحيح غير منسوب، وسيأتي في الذي بعده أنه جدٌّ لمعاوية وزيد.

ص: 95

2586 -

أخبرني العباس بن الوليد العُذْري، أخبرنا ابن شعيب

(1)

، أخبرني معاوية بن سلَّام، عن أخيه زيد بن سلَّام، أنه أخبره عن جده أبي سلَّام، عن الحكم بن مِيناء، أنه حدثه أن عبد الله بن عمر، وأبا هريرة حدثاه أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم

فذكر مثله

(2)

.

(1)

محمد بن شعيب بن شابور، بالمعجمة والموحدة، الأموي مولاهم، الدمشقي.

(2)

(م 2/ 71/ ب).

ص: 96

2587 -

حدثنا أبو الجَمَاهر محمد بن عبد الرحمن الحمصي، ومحمد بن حَيَّويه

(1)

، قالا: حدثنا أبو اليمان

(2)

، أخبرنا شعيب

(3)

قال: حدثنا

(4)

أبو الزناد

(5)

، أنَّ عبد الرحمن بن هرمز الأعرج -مولى بني

⦗ص: 97⦘

ربيعة- حدثه، أنه سمع أبا هريرة يقول، إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نحن الآخِرُون السابقون يوم القيامة، بَيْد

(6)

أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، ثم هذا يومهم الذي فُرض عليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا الله، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غدًا والنصارى بعد غد"

(7)

.

(1)

محمد بن يحيى بن موسى الإسفراييني، وحَيُّويه لقبٌ لأبيه. وهو بفتح أوله، وضم المثناة تحت المشددة، وسكون الواو، وفتح المثناة تحت، تليها هاء.

انظر: الإكمال لابن ماكولا (2/ 360)، توضيح المشتبه (3/ 393).

(2)

الحكم بن نافع البَهْراني الحمصي.

(3)

ابن أبي حمزة الأموي، واسم أبيه دينار، أبو بشر الحمصي.

(4)

في (م): "أخبرنا".

(5)

عبد الله بن ذكوان، القرشي، المدني.

(6)

بيد -بموحدة ثم تحتانية ساكنة- مثل غير وزنا ومعنى. انظر: تهذيب اللغة (14/ 206)، والنهاية (1/ 171)، وفتح الباري (2/ 413) فقد ذكر أقوالا أخرى، وسيذكر المصنف شيئا منها في ح 2592.

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 585) كتاب الجمعة -باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة - ح 855/ 19 من طريق ابن عيينة عن أبي الزناد به، نحوه، والحديث رواه البخاري أيضا (الصحيح مع الفتح 2/ 412) كتاب الجمعة -باب فرض الجمعة- ح 876 من طريق أبي اليمان به، مثله.

وفي رواية المصنف من فوائد الاستخراج ما يلي:

1 -

العلو المعنوي لتقدم وفاة شعيب (ت 162 هـ) على ابن عيينة (ت 198 هـ).

2 -

تسمية عبد الرحمن بن هرمز وذكر نسبته، حيث جاء عند مسلم بلقبه.

3 -

قوله: "ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه" ليس في رواية مسلم من طريق أبي الزناد، وهذه زيادة صحيحة، كما في رواية أبي صالح عن أبي هريرة، وستأتي.

ص: 96

2588 -

حدثنا الربيع بن سليمان

(1)

، حدثنا ابن وهب

(2)

، ح

وحدثنا يونس

(3)

، أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني مالك، عن

⦗ص: 98⦘

أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون الأولون، السابقون يوم القيامة، بَيْد أنَّهم أوتوا الكتاب من قبل، وأوتيناه من بعدهم، هذا يومُهم الذي فُرِض عليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع: اليهود غدا، والنصارى بعد غد"

(4)

.

(1)

ابن عبد الجبار المُرادي.

(2)

عبد الله بن وهب، القرشي مولاهم، المصري.

(3)

ابن عبد الأعلى.

(4)

أخرجه مسلم كما تقدم، وفي رواية المصنف من طريق مالك عن أبي الزناد علو معنوي، لتقدم وفاة مالك (ت 179)، على سفيان بن عيينة (ت 198 هـ)، حيث الحديث عند مسلم من طريقه، وهذا من فوائد استخراج المصنف.

ص: 97

2589 -

حدثنا أحمد بن يوسف السُّلَمي

(1)

، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه

(2)

، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بَيْد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فهذا يومُهم الذي فُرِض عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله، فهم لنا فيه تبع، فاليهود غدًا، والنصارى بعد غدٍ"

(3)

.

(1)

السُّلَمي: بضم أوله، وفتح اللام، وكسر الميم.

انظر: تهذيب الكمال (1/ 375)، توضيح المشتبه (5/ 141).

(2)

ابن كامل الصنعاني.

(3)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 586) كتاب الجمعة -باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة - ح 855/ 21، من طريق عبد الرزاق به، مثله، إلّا أنه قال في حديثه:"فهدانا الله له".

ص: 98

2590 -

حدثنا الصّاغاني

(1)

، وأبو أمية

(2)

، ومحمد بن الفرج

(3)

، قالوا: حدثنا أحمد بن إسحاق

(4)

، حدثنا وُهَيب

(5)

، عن ابن

(6)

طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون، السابقون يوم

(7)

القيامة، بيد كل أمة أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه، فهدانا الله له، فغدًا لليهود، وبعد الغد النصارى". قال: وسكت، وقال:"وحق لله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام ويغسل رأسه وجسده"

(8)

.

(1)

محمد بن إسحاق.

(2)

محمد بن إبراهيم بن مسلَّم.

(3)

محمد بن أصبغ بن الفرج بن سعيد، أبو عبد الله الأموي مولاهم، أحد الأئمة، فقيه مالكي من أهل مصر، كان مقيمًا مفتيًا بها، توفي سنة 275 هـ.

انظر: تاريخ الإسلام (حوادث 261 - 280 هـ، ص 439)، والديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب (ص 239)، وحسن المحاضرة (1/ 448).

(4)

ابن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي البصري.

(5)

وهيب: بالتصغير، ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم.

(6)

كلمة ابن ساقطة من (م). وابن طاوس هو عبد الله بن طاووس بن كيسان، اليماني.

(7)

(م 2/ 71 / أ).

(8)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 585) كتاب الجمعة -باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة - ح 855/ 19 من طريق ابن طاووس، به.

ومن فوائد الاستخراج:

1 -

تمييز المتن المحال به على المتن المحال عليه، حيث ساق مسلم سنده وأحال متنه =

⦗ص: 100⦘

= على ما قبله.

2 -

قوله: "قال: وسكت

" من زيادات المصنف، وفوائد استخراجه، وهي زيادة صحيحة، أخرجها البخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 444) كتاب الجمعة -باب هل على من لم يشهد الجمعة غسل- ح 897.

ص: 99

2591 -

حدثنا أبو إسماعيل

(1)

، حدثنا الحميدي

(2)

، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون، السابقون، بَأَيْد

(3)

أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه -يعني يوم الجمعة

(4)

-، فهدانا الله له، فالناس فيه تبع، اليهود غدًا، والنصارى بعد غد"

(5)

.

(1)

محمد بن إسماعيل بن يوسف السُّلمي.

(2)

عبد الله بن الزبير.

(3)

هكذا في الأصل، ونسخة (م)، وضُبب فوقها في الأصل، وكذلك كتبت في مسند الحميدي، وفي بعض نسخه:(بَيْد) كما عند مسلم.

وقد قال أبو عبيد -بعد ذكره أن بيد معناها: غير- قال: "وبعض المحدثين يحدثه: بأَيْدَ أنَّا أعطينا الكتاب من بعدهم، يذهب به إلى القوة- أي: نحن الآخرون السابقون إلى الجنة يوم القيامة بقوة أعطاناها الله وفضلنا بها، وليس لها ههنا معنى نعرفه" يعني: في اللغة. انظر: غريب الحديث (1/ 89)، (النهاية 1/ 171).

(4)

تفسير اليوم بأنه يوم الجمعة، ليس في طريق أبي الزناد عند مسلم، وهذا من فوائد الاستخراج.

(5)

أخرجه مسلم من طريق ابن عيينة به نحوه، كما تقدم، والحديث أخرجه الحميدي في =

⦗ص: 101⦘

= المسند (2/ 424 - ح 954)، كما ذكر المصنف.

ص: 100

2592 -

حدثنا أبو إسماعيل، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، إلا أنه قال:"بيد أنهم تفسيرها: من أجل أنهم"

(1)

(2)

.

(1)

وذُكِر أيضا في معاني بيد: على وغير، كما تقدم في ح 2587، وقد قال أبو عبيد:"وهذه الأقوال كلها بعضها قريب من بعض في المعنى"(غريب الحديث 1/ 89).

وما ذكر في رواية المصنِّف في تفسيرها ليس عند مسلم، وهذا من فوائد الاستخراج.

(2)

أخرجه مسلم كما تقدم، والحديث في مسند الحميدي (2/ 425 - ح 955).

ص: 101

2593 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا عبيد الله بن موسى

(1)

، أخبرنا شيبان

(2)

، عن الأعمش

(3)

، عن أبي صالح

(4)

، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، نحن أول الناس دخولًا، وذلك

(5)

بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم،

⦗ص: 102⦘

فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه، فهدانا الله له، فاليوم لنا، وغدًا لليهود، وبعد غد للنصارى"

(6)

.

رواه جرير

(7)

، عن الأعمش.

(1)

ابن باذام العبسي الكوفي. وفي (م): "أبو عبيد الله بن موسى"، والصواب المثبت.

انظر: تهذيب الكمال (19/ 164).

(2)

ابن عبد الرحمن التميميّ مولاهم النحوي.

(3)

سليمان بن مهران الكاهلي الأسدي. مدلس من الثالثة، كما في النكت على ابن الصلاح، وقد عنعن، إلا أن روايته هنا عن أبي صالح، وقد أكثر من الرواية عنه، فروايته محمولة على الإتصال، كما قال الذهبي. انظر حول ذلك: تهذيب الكمال (12/ 76)، ميزان الإعتدال (2/ 414)، تقريب (2615)، النكت على ابن الصلاح (2/ 640).

(4)

ذكوان، السمان الزيات.

(5)

في الأصل: "أو ذلك" وضُبِّب فوق الألف، وفي نسخة (م) على الصواب، وهو المثبَت.

(6)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 585 - ح 20/ 855) من طريق الأعمش به، نحوه.

(7)

في (م): "ابن جرير"، والصواب المثبت، كما في الأصل، وصحيح مسلم.

وجرير المذكور هو ابن حازم الأزدي، ثقة، لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدَّث من حفظه، وقال الإمام أحمد: جرير لم يكن بالضابط عن الأعمش، وشيبان ثقة في كل شيوخه، كما في تاريخ الدارمي عن ابن معين، قال: قلت ليحيى: فشيبان، ما حاله في الأعمش؟ قال: ثقة في كل شيء. ورواية جرير التي أشار إليها المصنّف هي عند مسلم، ومتابعة شيبان له في هذا الحديث من فوائد الاستخراج، والله أعلم.

انظر: تاريخ الدارمي (53)، (شرح علل الترمذي 2/ 718)، تقريب (911).

ص: 101

2594 -

وحدثني إسحاق بن الحسن الحربي، حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني

(1)

، حدثنا محمد بن فضيل

(2)

، عن أبي مالك الأشجعي

(3)

، عن أبي حازم

(4)

، عن أبي هريرة. وعن رِبْعِيِّ بن حِراش

(5)

، عن حذيفة

(6)

قالا:

⦗ص: 103⦘

قال رسول الله رضي الله عنه: "أضل الله عن الجمعة مَن كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق"

(7)

.

(1)

محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي، يلقب حمدان.

(2)

ابن غزوان الضبي مولاهم الكوفي.

(3)

سعد بن طارق الكوفي.

(4)

سلمة بن دينار الأعرج التمار.

(5)

ربعي بن حراش -بكسر المهملة وآخره معجمة- العبسي.

(6)

(م 2/ 72 / ب).

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 586 - ح 856/ 22) من طريق ابن فضيل به، مثله.

وفي إخراج المصنف الحديث من طريق محمد بن سعيد (ت 220 هـ) علو معنوي، بتقدم وفاته، حيث الحديث عند مسلم عن ابن فضيل من طريق أبي كريب محمد بن العلاء (ت 247 هـ) وواصل بن عبد الأعلى (ت 244 هـ)، وهذا من فوائد استخراجه.

ص: 102

2595 -

حدثنا محمد بن موسى بن يزيد الأحول

(1)

، حدثنا أبو هشام الرِّفاعي

(2)

، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا أبو مالك الأشجعي،

⦗ص: 104⦘

عن أبي حازم عن أبي هريرة، وعن ربعي بن حراش عن حذيفة، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. مثله، إلا أنه قال:"المقضي لهم على الخلائق"

(3)

.

(1)

لم أقف على ترجمته، ولعله محمد بن يونس بن موسى الكديمي الحافظ؛ فقد ذكر الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 428) أن إبراهيم بن محمد النحوي نفطوية روى عنه وسمّاه محمد بن موسى بن يزيد السامي.

(2)

محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة العجلي الكوفي، قال فيه البخاري:"رأيتهم مجتمعين على تضعيفه"، واتهمه عثمان بن أبي شيبة بسرقة الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"كان يخطئ ويخالف"، ووثقه البرقاني، وقال: أمرني الدارقطني أن أخرج حديثه في الصحيح، وقال الحافظ ابن حجر "ليس بالقوي".

انظر: الثقات (9/ 109)، تاريخ بغداد (3/ 376 - 377)، تهذيب الكمال (27/ 24)، التقريب (6402).

(3)

أخرجه مسلم كما تقدم من طريق ابن فضيل به، ولم يقل في حديثه:"على الخلائق" وقال: "المقضي لهم قبل الخلائق" وفي لفظ آخر: "المقضى بينهم".

ص: 103

‌باب: بيان فضل الجمعة، والترغيب في الدعاء والصلاة فيها

ص: 105

2596 -

حدثنا محمد بن حَيُّويه

(1)

، أخبرنا أبو اليمان

(2)

، حدثنا شعيب

(3)

، أخبرنا أبو الزناد

(4)

، عن عبد الرحمن الأعرج

(5)

، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أُخرج من الجنة، وفيه أُعيد فيها"

(6)

.

(1)

محمد بن يحيى بن موسى.

(2)

الحكم بن نافع الحمصي.

(3)

ابن أبي حمزة الأموي.

(4)

عبد الله بن ذكوان القرشي.

(5)

عبد الرحمن بن هرمز المدني.

(6)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 585) كتاب الجمعة -باب فضل يوم الجمعة- ح 854/ 18، من طريق أبي الزناد به، نحوه.

وقوله: "وفيه أعيد فيها" من زيادات المصنف، وفوائد استخراجه، وقد وقع عند مالك وغيره في الموطأ (1/ 108) كتاب الجمعة -باب ما جاء في الساعة التي في يوم الجمعة:"وفيه مات".

ص: 105

2597 -

حدثنا أبو بكر محمد بن زياد العجلي

(1)

، حدثنا خالد بن مخلد

(2)

، حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحِزامي

(3)

، عن أبي الزناد، عن

⦗ص: 106⦘

الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أُدْخِل الجنة، وفيه أُخْرِج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة"

(4)

.

(1)

هو محمد بن زياد بن معروف العجلي الرازي.

(2)

القطواني.

(3)

الحزامي -بكسر الحاء المهملة، وبالزاي- الإكمال (2/ 416).

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 585 - ح 854/ 18) من طريق المغيرة به، مثله.

ص: 105

2598 -

حدثنا محمد بن إسماعيل

(1)

، حدثنا القعنبي

(2)

عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الجمعة، فقال: فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلمٌ، وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا

(3)

إلا أعطاه إياه" فأشار بيده يقللها

(4)

.

(1)

ابن يوسف السّلمي الترمذي.

(2)

عبد الله بن مسلمة.

(3)

(م 2/ 72/ أ).

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 583 - ح 13/ 852) كتاب الجمعة -باب في الساعة التي في يوم الجمعة، من طريق مالك، به، نحوه. وهو في الموطأ (1/ 108) كتاب الجمعة -باب ما جاء في الساعة التي في يوم الجمعة، وليس في لفظ مالك عند مسلم قوله:"قائم"، ووقع له ذلك في طريق آخر. وهذا من الزيادات وفوائد الاستخراج.

والحديث أخرجه البخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 483 - ح 935) كتاب الجمعة- باب الساعة التي في يوم الجمعة، من طريق القعنبي به، مثله.

ص: 106

2599 -

ز- حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا القعنبي -يعني عن مالك- ح

⦗ص: 107⦘

وحدثنا يونس

(1)

، أخبرنا ابن وهب

(2)

، أنَّ مالكًا حدَّثه، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد

(3)

، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث

(4)

، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن

(5)

، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا هي مُصِيخَة

(6)

يوم الجمعة، من حين

(7)

تصبح حتى تطلع الشمس، شفقًا من الساعة، إلا الجن والإنس، وفيها ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه"

(8)

.

(1)

ابن عبد الأعلى الصدفي.

(2)

عبد الله بن وهب القرشيّ مولاهم.

(3)

الليثي، أبو عبد الله المدني.

(4)

التيمي، أبو عبد الله المدني.

(5)

ابن عوف الزهريّ.

(6)

مصيخة: مستمعة مصغية. انظر: سنن النسائي بشرح السيوطي (3/ 114).

(7)

في (م): "حيث".

(8)

هذا الحديث من هذا الطريق ليس في صحيح مسلم؛ فهو من الزوائد ولكن عنده طرف منه، من طريق الأعرج مختصرا، وطريق أبي سلمة أخرجها بأتم مما هنا مالك بإسناده هذا في الموطأ (1/ 108) كتاب الجمعة -باب في الساعة التي في يوم الجمعة، ومن طريقه الشافعي في المسند (ص 72)، ورواها أيضًا الإمام أحمد في المسند (2/ 486)، والترمذي في السنن (2/ 362) كتاب الصلاة -باب ما جاء في الساعة =

⦗ص: 108⦘

= التي ترجى يوم الجمعة، والنسائي في السنن (3/ 113) كتاب الجمعة -باب الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة، وابن حبان (الإحسان 7/ 7) كتاب الصلاة- باب ذكر البيان بأن في الجمعة ساعة يستجاب فيها، والحاكم في المستدرك (1/ 278) كلهم من طرق عن مالك، به. وقال الحكم:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، إنما اتفقا على أحرف من أوله في حديث الأعرج عن أبي هريرة" فالحديث صحيح كما قال رحمه الله.

ص: 106

2600 -

ز- حدثنا علي بن سهل الرملي، حدثنا الوليد بن مسلم

(1)

، حدثنا يزيد بن أبي مريم

(2)

، قال: بينا أنا رائحٌ إلى المسجد ماشيًا إذ لحقني عباية بن رافع الأنصاري

(3)

راكبًا فسلم عليَّ، ثم قال: أبشر، فإن خطاك هذه في سبيل الله، سمعت أبا عبس

(4)

الأنصاري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اغبرت قدماه في سبيل الله

⦗ص: 109⦘

فهما حرامٌ على النار"

(5)

.

(1)

في الأصل ونسخة (م): الوليد بن هشام، والمذكور في الرواة عن يزيد بن أبي مريم هو المثبت، وكذلك الحديث عند البخاري والترمذي والنسائي من طريقه -كما سيأتي-، والوليد بن مسلم هو: الدمشقي، ولعل مسلم صُحِّفَ إلى هشام.

انظر: تهذيب الكمال (31/ 86).

(2)

الأنصاري، الدمشقي.

(3)

عباية -بفتح أوله، والموحدة الخفيفة، وبعد الألف تحتانية خفيفة- ابن رفاعة بن رافع بن خديج المدني.

(4)

أبو عبس بن جَبْر -بفتح الجيم، وسكون الموحدة- بن زيد بن جُشم، اسمه على الصحيح، صحابي شهد بدرا، وما بعدها.

انظر: التقريب (8226)، الإصابة (4/ 130)، فتح الباري (2/ 455).

(5)

هذا الحديث من زوائد المصنف، وقد أخرجه البخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 453) كتاب الجمعة -باب المشي إلى الجمعة- ح 907 من طريق الوليد بن مسلم به، وفي لفظه:(قال: أدركني أبو عبس، وأنا أذهب إلى الجمعة .. )، ولذا أدخله المصنف في كتاب الجمعة للعموم في قوله:(سبيل الله)، فدخلت فيه الجمعة، ولكون راويه استدل به على ذلك، وانظر بيان الحافظ ابن حجر لهذا المعنى في فتح الباري.

ص: 108

‌باب: ذكر الخبر المبين أن في الجمعة ساعة خفيفة لا يوافقها مصلٍّ قائما يدعو فيها إلا استجيب له، والدليل على أنها ليست بعد العصر في الساعة التي لا يصلى فيها، وبيان وقتها

ص: 110

2601 -

حدثنا أبو إسماعيل

(1)

، حدثنا القعنبيّ، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الجمعة فقال: فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله

(2)

شيئًا إلا أعطاه إياه"، وأشار بيده يُقللها

(3)

.

(1)

محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي.

(2)

(م 2/ 73/ ب).

(3)

تقدم هذا الحديث برقم (2598).

ص: 110

2602 -

حدثنا أبو علي الزَّعفراني

(1)

، حدثنا إسماعيل بن علية

(2)

، عن أيوب

(3)

، عن محمد

(4)

، عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "إن في الجمعة لَساعةً لا يوافقها رجل مسلم قائما يصلي يسأل الله خيرًا إلا أعطاه إياه"، وقال بيده هكذا، قلنا: يُزَهِّدها أو يقللها

(5)

.

(1)

الحسن بن محمد بن الصباح.

(2)

إسماعيل بن إبراهيم بن مِقسم الأسدي مولاهم.

(3)

ابن أبي تميمة كيسان السختياني.

(4)

ابن سيرين الأنصاري البصري.

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 584) كتاب الجمعة -باب في الساعة التي في يوم =

⦗ص: 111⦘

= الجمعة- ح 852/ 14، من طريق إسماعيل بن علية به، نحوه.

ص: 110

2603 -

حدثنا سعيد بن مسعود المروزي

(1)

، حدثنا النَّضر بن شُميْل

(2)

، حدثنا ابن عون

(3)

، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "إن في الجمعة لَساعةً وقبض بيده اليمنى يُزَهِّدُها، يُقَلِّلُها- لا يوافقها رجل مسلم قائم يصلي، يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه"

(4)

.

(1)

ابن عبد الرحمن، أبو عثمان.

(2)

المازني، أبو الحسن النحوي البصري.

(3)

عبد الله بن عون بن أرطبان، أبو عون البصري.

(4)

أخرجه مسلم كما تقدم من طريق ابن عون، به.

ووقع من فوائد الاستخراج في هذا الحديث ما يلي:

أ - بيان المهمل في ابن سيرين، حيث جاء عند مسلم مهملا.

ب- بيان المتن المحال عليه، والتمييز بينه وبين المتن المحال به، حيث أورد مسلم طرق ابن عون، وأحال متنه على ما أخرجه قبله من طريق أيوب.

ج- قوله: "وقبض بيده اليمنى" زيادة ليست موجودة فيما أحال عليه مسلم، فهي من زوائد المصنِّف، وفيها تفسير للإشارة والتقليل باليد في الحديث.

ص: 111

2604 -

حدثنا سعدان بن يزيد

(1)

، حدثنا إسحاق الأزرق

(2)

، ح

وحدثنا عمَّار بن رجاء

(3)

، حدثنا

⦗ص: 112⦘

يزيد بن هارون

(4)

قالا: حدثنا ابن عون بإسناده قال: قال رسول الله

(5)

صلى الله عليه وسلم: "في الجمعة ساعةٌ -ثم قال بيده يُزَهِّدُها- لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ قائمٌ يصلي يسأل الله خيرًا إلا أعطاه الله إياه"

(6)

.

(1)

أبو محمد البغدادي البزار.

(2)

إسحاق بن يوسف بن مرداس المخزومي الواسطي.

(3)

الإستراباذي.

(4)

السُّلَمي -بضم السين المهملة، وفتح اللام- انظر: الأنساب (3/ 278).

(5)

في (م): "أبو القاسم".

(6)

أخرجه مسلم من طريق ابن عون كما تقدم.

ص: 111

2605 -

حدثنا أبو حاتم الرّازي

(1)

، حدثنا حجّاج (بن)

(2)

محمد الأزرق بطَرَسوس، حدثنا ابن وهب

(3)

، عن مخرمة بن بكير

(4)

، عن أبيه، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري

(5)

، قال: قال لي عبد الله بن عمر: أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة؟ قال: قلت: نعم، سمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هي

(6)

ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تُقْضىَ الصلاة"

(7)

.

(1)

محمد بن إدريس الحنظلي.

(2)

كذا في الأصل و (م)، ولعلها تصحيف.

وحجاج بن محمد هو: ابن إبراهيم الأزرق.

(3)

عبد الله بن وهب المصري.

(4)

ابن عبد الله الأشج.

(5)

اسمه: عامر، وقيل: الحارث. انظر: تهذيب الكمال (33/ 66)، تقريب (7952).

(6)

في الأصل ونسخة (م): "هو"، والصواب هو المثبت، لأنه ضمير عائد على مؤنث مجازي (ساعة الجمعة) فوجب تأنيثه.

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 584 - ح 853/ 16). من طريق عبد الله بن وهب =

⦗ص: 113⦘

= المصري به، مثله.

وهذا الحديث مما انتقده الدارقطني على مسلم في التتبع (ص 233)، وأعل الحديث بالانقطاع والاضطراب.

أما الانقطاع: فلأن مخرمة لم يسمع من أبيه، إنما حديثه عنه كتاب، ولم يسمعه منه، كما قال ذلك ابن معين والإمام أحمد (الجرح والتعديل: 8/ 363).

وقال علي بن المديني: لم أسمع أحدا من أهل المدينة يقول عن مخرمة: إنه قال في شيء من حديثه سمعت أبي (تهذيب الكمال 27/ 327).

ولا يقال: مسلم يكتفي في المعنعن بإمكان اللقاء مع المعاصرة، وهو كذلك هنا، لأنا نقول: وجود التصريح عن مخرمة بأنه لم يسمع من أبيه كاف في دعوى الانقطاع.

وأما الاضطراب: فقد رواه أبو إسحاق، وواصل الأحدب، ومعاوية بن قرة .. وغيرهم عن أبي بردة، من قوله، وهؤلاء من أهل الكوفة، وأبو بردة كوفي، فهم أعلم الناس بحديثه من بكير المدني، وهم عدد وهو واحد، وأيضا: لو كان عند أبي بردة مرفوعا لم يُفْتِ فيه برأيه بخلاف المرفوع، ولهذا جزم الدارقطني بأن الموقوف هو الصواب اهـ.

(فتح الباري: 2/ 489) بتصرف.

وقد جنح النووي لتقوية الحديث باعتبار أن الرفع زيادة ثقة، وقال: والصحيح طريقة الأصوليين والفقهاء والبخاري ومسلم ومحققي المحدثين أن يحكم بالرفع والإتصال -أي إذا تعارض وقف ورفع، أو وصل وإرسال- انظر: شرح مسلم (6/ 141).

وما حكاه النووي يرده ما نقله السخاوي في فتح المغيث (1/ 203): "

وإلا فالحق حسب الإستقراء من صنيع متقدمي الفن كابن مهدي والقطان وأحمد والبخاري عدم اطراد حكمٍ كلِّيٍّ، بل ذلك دائر مع الترجيح، فتارة يترجح الوصل، وتارة يترجح الإرسال .. "، وترجيح الدارقطني مبنيٌّ على الأدلة والقرائن.

وقد روى البيهقي من طريق أحمد بن سلمة، أن مسلما قال: حديث أبي موسى =

⦗ص: 114⦘

= أجود شيء في هذا الباب وأصحه (السنن الكبرى 3/ 250)، فالانتقاد على مسلم متجهٌ، وإسناد الحديث منقطع، إذ رواية مخرمة عن أبيه وجادة، ومتنه شاذ لمخالفة مخرمة لمن هو أوثق منه، وأحفظ سوى مجالد بن سعيد.

وقد تناول د/ ربيع بن هادي، هذا الحديث بمزيد من التفصيل في رسالته بين الإمامين مسلم والدارقطني (ص 223 إلى 230)، فلينظر.

ص: 112

2606 -

حدثنا أبو عبيد الله

(1)

، حدثنا عمّي

(2)

، أخبرني ميمون بن يحيى

(3)

عن مخرمة، فذكر الحديث بمثله

(4)

.

قال عمّي: ثم حدثنيه مخرمة بن بكير عن أبيه بإسناده مثله.

(1)

أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم المصري.

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

ابن مسلم بن الأشج، من أهل مصر، ترجم له البخاري في التاريخ الكبير (7/ 342) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 239) وذكره ابن حبان في الثقات (9/ 174).

(4)

أخرجه مسلم من طريق ابن وهب كما تقدم.

ص: 114

‌باب

(1)

بيان السورة التي تقرأ يوم الجمعة في صلاة الفجر

(1)

(م 2/ 73/ أ).

ص: 115

2607 -

حدثنا ابن أبي رجاء

(1)

، حدثنا وكيع

(2)

، ح

وحدثنا محمد بن إسحاق بن شَبُّويه

(3)

، حدثنا الفريابي

(4)

-واللفظ له- قالا: حدثنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم

(5)

، عن عبد الرحمن بن هرمز

(6)

، عن أبي هريرة قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة في صلاة

⦗ص: 116⦘

الغداة: {الم (1) تَنْزِيلُ}

(7)

، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} "

(8)

(9)

.

(1)

أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء الثَّغْري -بالمثلثة، بعدها معجمة ساكنة- أبو جعفر الطرسوسي، المصيصي، وثقه النسائي، ومسلمة بن قاسم الأندلسي في رواية عنهما، وفي رواية قالا:"لا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر:"صدوق". توفي في حدود سنة 250 هـ.

انظر: تهذيب الكمال (1/ 470 - حاشية 2)، تهذيب التهذيب (1/ 76)، الثقات (8/ 28)(التقريب 97).

(2)

ابن الجرَّاح الرؤاسي الكوفي.

(3)

شَبُّويه: بالشين المعجمة أو السين المهملة، بعدها باء معجمة بواحدة، ذكره الدارقطني في المؤتلف، وابن ماكولا في الإكمال، وحكى الخلاف فيه، قال فيه أبو حاتم:"كان صدوقا من العباد".

انظر: الجرح والتعديل (7/ 116)، المؤتلف (3/ 1419)، الإكمال (5/ 24).

(4)

محمد بن يوسف الضبي مولاهم.

والفريابي: بكسر الفاء وسكون المثنة تحت والراء، ثم مثناة تحت أيضًا مفتوحة، تليها ألف، ثم موحدة -انظر: توضيح المشتبه (7/ 12)، التقريب (6415).

(5)

ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ.

(6)

جاء في مسلم: عبد الرحمن الأعرج، وبين المصنف أنه ابن هرمز، وهذا من فوائد =

⦗ص: 116⦘

= استخراجه.

(7)

أي: سورة السجدة.

(8)

أي: سورة الإنسان.

(9)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 599) كتاب الجمعة -باب ما يقرأ في يوم الجمعة- ح 880/ 65، من طريق وكيع بن الجراح الرؤاسي.

والبخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 438) كتاب الجمعة -باب ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة- ح 891، من طريق الفريابي كلاهما عن سفيان به، نحوه.

وسفيان هو الثوري، كما سيأتي في حديث (2611).

ص: 115

2608 -

حدثنا ابن أبي مَسرَّة

(1)

، حدثنا الأزرقي

(2)

-يعني: ثقة شيخ من أهل مصر، قاله أبو عوانة-، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه بإسناده:{الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} "

(3)

.

(1)

عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث أبو يحيى بن أبي مسرّة المكّي.

(2)

أحمد بن محمد بن الوليد الغسَّاني، أبو الوليد، ويقال أبو محمد المكي، وثقه غير المصنف: أبو حاتم وابن حبان، والذهبي، وابن حجر. انظر: الجرح والتعديل (2/ 70)، الثقات (8/ 7)، الكاشف (1/ 203)، التقريب (104).

(3)

هذا الحديث ساقطٌ من (م)، وقد أخرجه مسلم -كما تقدم (ح 880/ 66) من طريق إبراهيم بن سعد به، نحوه.

ص: 116

2609 -

حدثنا ابن الجنيد الدَّقَّاق

(1)

، حدثنا أبو زيد الهروي

(2)

، ح

⦗ص: 117⦘

وحدثنا أبو داود

(3)

، حدثنا مسدد

(4)

، حدثنا يحيى

(5)

، قالا: حدثنا شعبة

(6)

، عن مُخَوَّل بن راشد

(7)

، عن مسلم البَطين

(8)

، عن سعيد بن جبير

(9)

، عن ابن عباس قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة: {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}، ويقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة وبسورة المنافقين"

(10)

.

(1)

محمد بن أحمد بن الجنيد.

(2)

سعد بن الربيع العامري.

(3)

السجستاني، والحديث في سننه (1/ 648) كتاب الصلاة -باب ما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة.

(4)

ابن مسرهد بن مسربل الأسدي البصري.

(5)

ابن سعيد القطان.

(6)

ابن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم.

(7)

مُخَوَّل -بوزن محمد، وقيل: بكسر أوله، بوزن مخنف- ابن راشد النهدي، مولاهم، الكوفي. انظر: تهذيب الكمال (27/ 348)، (تقريب 6563).

(8)

مسلم بن عمران البَطين، ويقال ابن أبي عمران، الكوفي.

(9)

الأسدي مولاهم الكوفي.

(10)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 599) كتاب الجمعة -باب ما يقرأ في يوم الجمعة- ح 879، من طريق شعبة، به. ومن فوائد الاستخراج هنا: بيان المتن المحال عليه، حيث أورد الحديث مسلم من طريق شعبة وأحال متنه على ما قبله.

ص: 116

2610 -

حدثنا محمد بن يحيى

(1)

، حدثنا حجاج بن منهال

(2)

،

⦗ص: 118⦘

حدثنا أبو عوانة

(3)

: عن مُخَوَّل بمثله

(4)

.

(1)

الذهلي، النيسابوري.

(2)

حجاج بن المنهال الأنماطي.

(3)

الوضّاح بن عبد الله اليشكري.

(4)

أخرجه مسلم من طريق مخول، به، كما تقدم.

ص: 117

2611 -

حدثنا أبو العباس الغَزِّي

(1)

، حدثنا

(2)

الفريابي، ح

وحدثنا الدَّبري

(3)

، عن عبد الرزاق

(4)

، قالا: حدثنا سفيان الثوري، عن مُخَوَّل بن راشد، عن مسلم البَطِين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة: {تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}، ويقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة وبسورة المنافقين"

(5)

.

(1)

الغزّيّ: بفتح المعجمة الأولى. انظر: الخلاصة للخزرجي (2/ 97). عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي.

(2)

في (م): "أخبرنا".

(3)

إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني، أبو يعقوب الدبري.

(4)

انظر: مصنف عبد الرزاق (3/ 180)، كتاب الجمعة -باب القراءة في يوم الجمعة.

(5)

أخرجه مسلم من طريق الثوري به، نحوه، كما تقدم.

ومن فوائد الاستخراج هنا تعيين المهمل في سفيان، حيث صرح هنا بأنه الثوري، وجاء مهملا عند مسلم.

ص: 118

2612 -

حدثنا ابن أبي رجاء، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن مُخَوَّل بن راشد، عن مسلم البَطِين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر يوم الجمعة:{الم (1) تَنْزِيلُ}

⦗ص: 119⦘

السجدة و {هَلْ أَتى

} "

(1)

.

(1)

أخرجه مسلم من طريق وكيع، به، كما تقدم.

وفي هذا الحديث من فوائد الاستخراج: بيان المتن المحال عليه، حيث ذكر مسلم إسناد وكيع وأحال متنه على ما قبله.

ص: 118

2613 -

حدثنا الجُرْجاني -يعني الحسن بن أبي الربيع-

(1)

، حدثنا عبد الرزاق

(2)

، عن معمر

(3)

، عن ابن طاووس

(4)

، عن أبيه

(5)

، عن ابن عباس قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة في صلاة الفجر بـ: {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، وسورة من المفصل"

(6)

.

(1)

الحسن بن يحيى بن الجعد العَبْدي.

(2)

المصنف (3/ 182) كتاب الجمعة -باب القراءة في يوم الجمعة، واللفظ له.

(3)

ابن راشد الأزدي مولاهم البصري.

(4)

عبد الله بن طاووس بن كيسان اليماني.

(5)

(م 2/ 74 / ب).

(6)

أخرجه مسلم من طريق ابن عباس رضي الله عنهما، نحوه، كما تقدم، ولم يقل مسلم في روايته: سورة من المفصل، وقال: و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} فعيَّن المجمل.

ص: 119

‌باب: بيان الخبر الذي يوجب الغسل يوم الجمعة على كل محتلم، والطِّيب والسِّواك، والدليل على أنه على الرجال دون النساء ممن يحضر الجمعة ومن لا يحضرها، وبيان الخبر الذي يوجب الغسل في كل سبعة أيام مرة واحدة وليس فيه ذكر الجمعة

ص: 120

2614 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى

(1)

، حدثنا ابن وهب

(2)

، قال: أخبرني مالك وغيره

(3)

، أن صفوان بن سُلَيم

(4)

حدثه، عن عطاء بن يسار

(5)

، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم"

(6)

.

(1)

الصدفي.

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

لم أقف عليه.

(4)

الزهريّ مولاهم.

(5)

الهلالي.

(6)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 580) كتاب الجمعة -باب وجوب غسل الجمعة

- ح 846/ 5، من طريق يحيى بن يحيى، والبخاري من طريق عبد الله بن يوسف (الصحيح مع الفتح 2/ 415) كتاب الجمعة -باب فضل الغسل يوم الجمعة- ح 877، كلاهما عن مالك به، مثله. وهو في الموطأ (1/ 102) كتاب الجمعة- باب العمل في غسل الجمعة. =

⦗ص: 121⦘

= وفي إسناد المصنف من فوائد الاستخراج: العلو المعنوي بتقدم وفاة ابن وهب، حيث توفي عام 197 هـ (تقريب 328)، إذ رواية مسلم عن مالك من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري المتوفى عام 226 هـ (رجال صحيح مسلم: 2/ 353).

ص: 120

2615 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن صفوان بن سُلَيم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد يبلغ به

(1)

النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الغسل يوم الجمعة واجب

(2)

على كل محتلم"

(3)

.

(1)

قوله: يبلغ به: أي يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من قبيل المرفوع (مقدمة ابن الصلاح مع محاسن الإصطلاح ص 200).

(2)

كلمة "واجب" ساقطة من (م).

(3)

أخرجه مسلم، كما تقدم في (ح 2614)، من طريق مالك به، مثله.

ص: 121

2616 -

حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي

(1)

، حدثنا خالد بن خِداش

(2)

، حدثنا ابن وهب، ح

وحدثنا ابن أخي ابن وهب

(3)

، عن ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث

(4)

، أن سعيد بن أبي هلال

(5)

، وبكير بن الأشج

(6)

حدثاه، عن

⦗ص: 122⦘

أبي بكر بن المنكدر

(7)

، عن عمرو بن سليم الزُّرقي

(8)

، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري

(9)

، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الغسل يوم الجمعة على كل محتلم والسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه"

(10)

.

إلا أن بكيرًا لم يذكر عبد الرحمن

(11)

، وقال:"أو من طيب المرأة"، وقال ابن أخي ابن وهب:"ولو من طيب المرأة".

(1)

ابن سفيان القرشي مولاهم، أبو بكر بن أبي الدنيا.

(2)

خالد بن خِداش -بكسر المعجمة، وتخفيف الدال، وآخره معجمة- المهلبي مولاهم البصري. تقريب (1623).

(3)

أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم المصري.

(4)

ابن يعقوب الأنصاري، المصري.

(5)

الليثي مولاهم، المصري.

(6)

مولى بني مخزوم المدني.

(7)

ابن عبد الله القرشيّ التيمي.

(8)

الزرقي: بضم الزاي وفتح الراء بعدها قاف. التقريب (5044).

(9)

ابن سعد بن مالك الأنصاري الخزرجي.

(10)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 581) كتاب الجمعة -باب الطيب والسواك يوم الجمعة - ح 7/ 846، من طريق ابن وهب به، نحوه.

ومن فوائد الاستخراج: نسبة عمرو بن سليم بالزرقي، حيث جاء عند مسلم غير منسوب.

والحديث أخرجه البخاري (الصحيح 2/ 423) كتاب الجمعة -باب الطيب للجمعة- ح 880 من طريق عمرو بن سليم، به نحوه أيضًا.

(11)

قال الحافظ ابن حجر: "قد وافق بكيرًا على إسقاط عبد الرحمن: شعبة عند البخاري في صحيحه كما تقدم، ومحمد بن المنكدر عند ابن خزيمة في صحيحه (3/ 123) كتاب الجمعة -باب إيجاب الغسل للجمعة، والعدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد، والذي يظهر أن عمرو بن سليم سمعه من عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه، ثم لقي أبا سعيد فحدثه، وسماعه منه ليس بمنكر، لأنه قديم، ولد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولم يوصف بالتدليس (فتح الباري 2/ 425) بتصرف يسير.

ص: 121

2617 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي

(1)

، حدثنا وهيب، حدثنا عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون السابقون

" وذكر الحديث، وقال: "حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يومًا، ويغسل رأسه وجسده"

(2)

.

(1)

(م 2/ 74 / أ).

(2)

تقدم هذا الحديث برقم (2590).

ص: 123

‌باب ذكر الخبر الذي يوجب الغسل على من يأتي الجمعة، والدليل على أنه ليس بواجب على من لم يأت

ص: 124

2618 -

حدثنا يوسف بن مُسَلَّم

(1)

، حدثنا حجّاج

(2)

، عن ابن جريج

(3)

عن ابن شهاب

(4)

، ح

وحدثنا السُّلمي

(5)

، حدثنا عبد الرزاق

(6)

، حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني ابن شهاب، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر

(7)

، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من جاء منكم الجمعة فليغتسل"

(8)

.

(1)

يوسف بن سعيد بن مسلَّم المصيصي.

(2)

ابن محمد المصيصي.

(3)

عبد الملك بن جريج.

(4)

محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري.

(5)

أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي.

(6)

ابن همام الصنعاني.

(7)

ابن الخطاب، المدني.

(8)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 579) كتاب الجمعة- ح 2/ 844 من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج، به.

ومن فوائد الاستخراج في هذا الحديث بيان المتن المحال عليه، حيث أورد مسلم طريق عبد الرزاق وأحال متنه على ما قبله.

ص: 124

2619 -

حدثنا السُّلَمي، والدَّبَري

(1)

قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال:

⦗ص: 125⦘

أخبرنا ابن جريج، عن ابن شهاب، عن سالم

(2)

، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من جاء منكم الجمعة فليغتسل"

(3)

.

(1)

إسحاق بن إبراهيم بن عباد.

(2)

ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني.

(3)

أخرجه مسلم كما تقدم، وهو متفق عليه. فقد أخرجه البخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 443) الجمعة -باب هل على من لم يشهد الجمعة غسل .. - ح 894 بلفظ المصنّف.

ورواه عبد الرزاق (المصنف 3/ 194) الجمعة -باب الغسل يوم الجمعة. كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى.

ص: 124

2620 -

حدثنا السُّلمي، ومحمد بن الصَّبَّاح الصنعاني

(1)

، والدَّبري، قالوا: حدثنا عبد الرزاق

(2)

، أخبرنا معمر

(3)

، عن الزهريّ، عن سالم، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول -وهو على المنبر-: "من جاء منكم الجمعة فليغتسل"

(4)

.

(1)

هو محمد بن إسحاق بن الصباح الصنعاني، كما في حديث 2726، ولم أقف على ترجمته.

(2)

المصنف (3/ 194)، ح 5290.

(3)

ابن راشد الأزدي مولاهم.

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 580) من طريق الزهريّ، به.

وفيه ما يلي:

1/ بيان المتن المحال عليه، حيث أخرج مسلم الحديث من طريق يونس عن الزهريّ وأحال متنه على ما قبله.

2/ فيه متابعة معمر ليونس في روايته عن الزهريّ، كما تقدم في ح (2528).

ص: 125

2621 -

حدثنا الكُزْبُرَاني الحرَّاني

(1)

، حدثنا مِسْكين

(2)

، عن الأوزاعي

(3)

، ح

وحدثنا الربيع بن سليمان

(4)

، وعيسى بن أحمد

(5)

، قالا: حدثنا ابن وهب

(6)

، عن أسامة بن زيد

(7)

، ح

وحدثنا أبو أمية

(8)

، حدثنا أبو اليمان

(9)

، أخبرنا شعيب

(10)

، ح

وحدثنا عباس بن محمد الدُّوري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد

(11)

، أخبرني أبي، عن صالح

(12)

(13)

، ح

⦗ص: 127⦘

وأخبرنا العباس بن الوليد

(14)

، أخبرنا محمد بن شعيب

(15)

، قال: أخبرني الأوزاعي، كلهم عن الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال -وهو على المنبر-: "من جاء منكم الجمعة فليغتسل"

(16)

.

(1)

الكزبراني -بضم الكاف وسكون الزاي وضم الباء الموحدة وفتح الراء وفي آخرها النون- أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل الحراني، والكزبراني نسبة إلى كزبران، وهو لقب لبعض أجداده. انظر: الأنساب (5/ 64).

(2)

ابن بكير الحراني، الحذاء.

(3)

عبد الرحمن بن عمرو.

(4)

ابن عبد الجبار المرادي.

(5)

العسقلاني.

(6)

عبد الله بن وهب المصري.

(7)

الليثي مولاهم، المدني.

(8)

محمد بن إبراهيم بن مسلم.

(9)

الحكم بن نافع البهراني الحمصي.

(10)

ابن أبي حمزة الحمصي.

(11)

ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ.

(12)

ابن كيسان المدني.

(13)

(م 2/ 75/ ب).

(14)

ابن مزيد العذري.

(15)

ابن شابور القرشيّ، قال فيه أبو داود:"ثبت في الأوزاعي". تهذيب الكمال (25/ 374).

(16)

أخرجه مسلم من طريق الزهريّ، به. كما تقدم، ومن فوائد الاستخراج هنا ما تقدم في الحديث السابق.

ص: 126

2622 -

حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا الحميدي

(1)

، حدثنا سفيان

(2)

، حدثنا الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر:"من جاء منكم الجمعة فليغتسل"

(3)

.

(1)

انظر: المسند (2/ 276).

(2)

هو ابن عيينة.

(3)

أخرجه مسلم من طريق الزهري كما تقدم.

ص: 127

2623 -

حدثنا موسى بن إسحاق القواس، حدثنا أبو هشام عبد الله بن نمير

(1)

، حدثنا عبيد الله بن عمر

(2)

، عن نافع

(3)

، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل"

(4)

.

(1)

نُمَير -بنون، مصغر- الهمداني الكوفي.

(2)

ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري

(3)

مولى ابن عمر، المدني.

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 579) الجمعة- ح 844/ 1 من طريق نافع به، نحوه. =

⦗ص: 128⦘

= وهذا في جميع طرق نافع الآتية -سوى ما أشير إليه في موضعه-.

ومن فوائد الاستخراج هنا: العلو المعنوي، حيث أورد مسلم الحديث عن نافع من طريق الليث بن سعد المتوفى سنة 175 هـ كما في التقريب (5684)، وساقه المصنف من طريق عبيد الله وهو أقدم سماعا من الليث، مقدم في نافع (شرح العلل 2/ 667).

وقد تقدم كلام الحافظ ابن حجر حول رواية نافع هذه، وما تضمّنته من فوائد المستخرج من قسم الدراسة.

ص: 127

2624 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب

(1)

، أن مالكًا

(2)

حدّثه وغيرُ واحد

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل"

(4)

.

(1)

عبد الله بن وهب المصري.

(2)

انظر: الموطأ (1/ 102) الجمعة -باب العمل في غسل الجمعة.

(3)

منهم أسامة بن زيد، كما سيأتي في ح (2643).

(4)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 128

2625 -

حدثنا أبو أمية الطرسوسي، حدثنا أبو النعمان

(1)

، ح

وحدثنا الصائغ

(2)

، حدثنا عفان

(3)

، قالا: حدثنا حماد بن زيد

(4)

، عن

⦗ص: 129⦘

أيوب

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبي

(6)

صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل"

(7)

.

(1)

محمد بن الفضل السدوسي، قال فيه أبو حاتم:"هو أثبت أصحاب حماد بن زيد بعد عبد الرحمن بن مهدي". الجرح والتعديل (8/ 58).

(2)

محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ الكبير.

(3)

ابن مسلم بن عبد الله الصفار.

(4)

ابن درهم الأزدي، البصري.

(5)

ابن أبي تميمة كيسان السختياني.

(6)

في (م): "رسول الله".

(7)

أخرجه مسلم كما تقدم في ح 2623، وفي الحديث علو معنوي، لتقدم وفاة أيوب على الليث بن سعد المتوفى سنة (175 هـ)، وأيوب من أثبت الناس في نافع.

انظر: شرح العلل لابن رجب (2/ 615).

ص: 128

2626 -

حدثنا عمر بن شبَّة

(1)

، حدثنا عبد الوهاب

(2)

، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ح

وحدثنا أبو علي الزعفراني

(3)

، حدثنا محمد بن أبي عدي

(4)

، حدثنا شعبة، عن الحكم

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل"

(6)

.

(1)

ابن عبيد النميري.

(2)

ابن عطاء الخفَّاف.

(3)

الحسن بن محمد الصباح.

(4)

محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، البصري.

(5)

ابن عُتَيبة -بالمثناة ثم الموحدة، مصغرا- أبو محمد الكندي الكوفي، وعنعنته وإن كان مدلسا لا أثر لها، لمتابعة الرواة الآخرين له عن نافع ولكونه من المرتبة الثانية. انظر: تعريف أهل التقديس (107)، تقريب (1453).

(6)

أخرجه مسلم كما تقدم في ح 2623، وفي إسناد المصنف علو معنوي، لتقدم وفاة الحكم المتوفى سنة 113 هـ، على الليث بن سعد المتوفى سنة 175 هـ، حيث رواية =

⦗ص: 130⦘

= مسلم من طريقه كما سبق.

ص: 129

2627 -

حدثنا حماد بن الحسن أبو عبيد الله

(1)

، وأبو أمية

(2)

قالا: حدثنا محمد بن سابق

(3)

، حدثنا إبراهيم بن طهمان

(4)

، عن منصور

(5)

، عن نافع ومجاهد

(6)

، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل"

(7)

.

(1)

ابن عنبسة الوراق النَّهْشَلي البصري.

(2)

محمد بن مسلم بن إبراهيم الخزاعي.

(3)

التميمي، البزار الكوفي، نزيل بغداد.

(4)

الخراساني الهروي.

(5)

ابن المعتمر بن عبد الله السلمي.

(6)

ابن جبر المكي.

(7)

أخرجه مسلم كما تقدم في (ح 2623)، وليس عند مسلم ذكر مجاهد، ولم أقف على روايته عند غير المصنف، وفي إسناد المصنف علو معنوي، لتقدم وفاة منصور بن المعتمر المتوفى سنة 132 هـ على الليث بن سعد.

ص: 130

2628 -

حدثنا

(1)

علي بن عثمان النُّفَيْلي

(2)

، حدثنا النُّفَيْلي

(3)

، حدثنا زهير

(4)

، عن

⦗ص: 131⦘

أبي إسحاق

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: "من أتى الجمعة فليغتسل"

(6)

.

(1)

(م 2/ 75/ أ).

(2)

علي بن عثمان بن محمد بن سعيد النُّفيلي -بنون وفاء، مصغر- الحراني.

(3)

هو عبد الله بن محمد بن علي بن نُفَيْل، أبو جعفر الحراني.

(4)

ابن معاوية بن خديج، تقدم في ح (2584) أنه ثقة ثبت، إلا أن سماعه عن أبي إسحاق بأخرة، لكن تابعه يونس وإسرائيل كما في الحديث الآتي، وعمر بن =

⦗ص: 131⦘

= عبيد الطنافسي عند ابن ماجه (السنن 1/ 346) كتاب إقامة الصلاة -باب ما جاء في الغسل يوم الجمعة، وأحمدُ في المسند (2/ 42)، وأبو بكر بن عياش عند ابن أبي شيبة (المصنف 2/ 3) كتاب الجمعة -باب في غسل الجمعة، والنسائيِّ في السنن الكبرى (1/ 521) كتاب الجمعة -باب إيجاب الغسل يوم الجمعة، وإسرائيل من أثبتهم في أبي إسحاق. انظر: شرح علل الترمذي (2/ 712).

(5)

عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي، الكوفي.

(6)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في (ح 2623).

ص: 130

2629 -

حدثنا يوسف بن مُسَلَّم

(1)

، وابن أبي رجاء

(2)

قالا: حدثنا حجاج

(3)

، حدثنا يونس بن أبي إسحاق

(4)

، ح

وحدثنا أبو حاتم الرزاي

(5)

، حدثنا أبو نعيم

(6)

، قالا: حدثنا إسرائيل

(7)

، كلاهما عن أبي إسحاق بمثله

(8)

.

(1)

يوسف بن سعيد ين مسلم المصيصي.

(2)

أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي رجاء المصيصي.

(3)

ابن محمد المصيصي الأعور.

(4)

السبيعي الكوفي.

(5)

محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي.

(6)

الفضل بن دكين الكوفي.

(7)

ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

(8)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في (ح 2623).

ص: 131

2630 -

حدثنا جعفر بن الهذيل

(1)

، حدثنا عاصم بن يوسف

(2)

، حدثنا أبو شهاب الكوفي

(3)

، عن يونس بن عبيد

(4)

حدثنا نافع، عن ابن عمر "أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن غسل يوم الجمعة، فقال: اغتسل"

(5)

.

(1)

جعفر بن محمد بن الهُذيل الكوفي.

(2)

اليربوعي، الخياط الكوفي.

(3)

عبد ربه بن نافع الكناني.

وثقه ابن معين، والعجلي، وابن سعد، والبزار، وابن نمير وغيرهم، وقال يعقوب بن شيبة:"كان ثقة كثير الحديث، وكان رجلا صالحا، لم يكن بالمتين، وقد تكلموا في حفظه"، وقال النسائي:"ليس بالقوي".

وقال الحافظ: "احتج به جماعة سوى الترمذي، والظاهر أن تضعيف من ضعفه إنما هو بالنسبة إلى غيره من أقرانه".

انظر: الطبقات (6/ 391)، الثقات للعجلي (2/ 71)، تاريخ بغداد (11/ 130) تهذيب التهذيب (6/ 129) الهدي (437).

(4)

ابن دينار العبدي البصري، ذكر يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وأبو زرعة وأبو حاتم أنه لم يسمع من نافع شيئًا، فالإسناد هنا منقطع.

انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (191)، وجامع التحصيل (ص 305).

وفي (م): يونس بن عبد الله، والصواب ما في الأصل، وهو المثبت، وليس في الرواة عن نافع من اسمه يونس بن عبد الله، كما في تهذيب الكمال (29/ 303).

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 132

2631 -

حدثنا أبو عمر

[*]

المنقري

(1)

، حدثنا أبو عاصم

(2)

، حدثنا

⦗ص: 133⦘

منصور بن دينار

(3)

قال: سألت نافعًا

(4)

عن غسل يوم الجمعة، قال: قال ابن عمر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من أتى الجمعة فليغتسل"

(5)

.

(1)

لم أقف على ترجمته، وفي (م): أبو عمران.

(2)

الضحاك بن مخلد النبيل البصري.

(3)

التميمي، ضعفه ابن معين، وقال البخاري:"في حديثه نظر"، وقال النسائي:"ليس بالقوي"، وقال العجلي:"لا بأس به"، وقال أبو زرعة:"صالح"، وقال أبو حاتم:"ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات.

انظر: تاريخ ابن معين -رواية الدروي- (2/ 587)، الجرح والتعديل (8/ 171)، الضعفاء الكبير للعقيلي (3/ 191)، الثقات (7/ 477)، ميزان الاعتدال (5/ 309)، لسان الميزان (6/ 95).

(4)

في الأصل و (م)"نافع"، والصواب المثبت.

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في (ح 2623).

_________

[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة ونسخة كوبريللو (2/ ق 125/ أ): (أبو عمر)، وفي طبعة دار المعرفة (2574) ونسخة دار الكتب المصرية (2/ ق 76/ ب):(عمران)، ولعل صوابه:(أبو عمرو)، كما في إتحاف المهرة (11350)، وسيأتي على الصواب في (7926)، إلا أن فيه (المصري) مكان (البصري)، وسيأتي التنبيه عليه إن شاء الله تعالى، وهو أبو عمرو عبيد الله بن النعمان المنقري البصري الدلال.

ص: 132

2632 -

حدثنا الصّاغاني

(1)

، وأبو أمية

(2)

، والحارث

(3)

قالوا: حدثنا يزيد بن هارون

(4)

، أخبرنا محمد بن إسحاق

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: "إذا رحتم إلى الجمعة فاغتسلوا".

(1)

محمد بن إسحاق.

(2)

محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي.

(3)

ابن محمد بن أبي أسامة.

(4)

الواسطي.

(5)

ابن يسار المطلبي المدني.

ص: 133

2633 -

حدثنا أبو حاتم

(1)

، حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا

⦗ص: 134⦘

خالد بن نزار

(2)

، ح

وحدثنا أبو الشريف

(3)

، حدثنا خالد، عن إبراهيم بن طَهْمان

(4)

، عن مَطَر الوراق

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أتى الجمعة فليغتسل"

(6)

.

(1)

محمد بن إدريس الرازي.

(2)

الغساني مولاهم الأيلي.

(3)

إبراهيم بن سليمان بن عبد الله بن المهلب القضاعي الحَوْتَكيُّ الحرسي -بمهملات- هكذا ذكره ابن ماكولا، وابن ناصر الدين.

وسماه المزي، والذهبي، ولم أقف على من ذكره بجرح أو تعديل.

انظر: الإكمال (7/ 147)، تهذيب الكمال (8/ 185)، المقتنى (1/ 304)، توضيح المشتبه (2/ 272).

(4)

الخراساني، أبو سعيد، سكن نيسابور ثم مكة.

(5)

مَطَر -بفتحتين- ابن طهمان الوراق، السلمي -مولاهم- الخراساني.

(6)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في (ح 2623).

ص: 133

2634 -

حدثنا أبو عتبة الحجازي

(1)

، حدثنا ابن أبي فُديك

(2)

، قال: حدثني ضحاك بن عثمان الأسدي

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر قال:

⦗ص: 135⦘

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من جاء منكم يوم الجمعة فليغتسل"

(4)

.

(1)

أحمد بن الفرج الحمصي الكندي.

(2)

محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فُديك -بالفاء مصغر-.

(3)

الحِزامي -بكسر أوله وبالزاي- أبو عثمان المدني.

وثقه ابن معين، وأحمد بن حنبل وغيرهم، وقال أبو زرعة:"ليس بالقوي"، وقال أبو حاتم:"يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو صدوق"، وقال الذهبي:"صدوق" ومثله قال الحافظ، وزاد:"يهم".

⦗ص: 135⦘

= انظر: تاريخ الدارمي (ص 135)، الجرح والتعديل (4/ 460)، تهذيب الكمال (13/ 274)، من تكلم فيه وهو موثق (ل 15)، التقريب (2972).

(4)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في (ح 2623).

ص: 134

2635 -

حدثني محمد بن يعقوب بن الفَرَجي

(1)

، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحِزَامي

(2)

، حدثني ابن أبي فُدَيْك، حدثني ربيعة بن عثمان

(3)

، عن

(4)

نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا جئتم إلى الجمعة فاغتسلوا"

(5)

.

(1)

الفَرَجي -بفتح الفاء، وفي آخرها الجيم- الصوفي. انظر: الأنساب (4/ 360).

(2)

الحزامي: بالحاء المهملة، ثم زاي. انظر: توضيح المشتبه (3/ 164).

(3)

ابن ربيعة التيمي، أبو عثمان المدني، توفي سنة 154 هـ.

وثقه ابن معين، وقال أبو زرعة:"إلى الصدق ما هو، وليس بذاك القوي"، وقال أبو حاتم:"منكر الحديث، يكتب حديثه"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ:"صدوق له أوهام". انظر: الجرح والتعديل (3/ 477)، الثقات (6/ 301)، تهذيب الكمال (9/ 133)، تقريب (207).

(4)

(م 2/ 76/ ب).

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 135

2636 -

حدثنا الحسن بن عفّان

(1)

، حدثنا الحسن بن عطية

(2)

،

⦗ص: 136⦘

حدثنا عبد الله بن عمر

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من جاء إلى الجمعة فليغتسل"

(4)

.

(1)

الحسن بن علي بن عفان العامري.

(2)

ابن نجيح القُرشي، أبو علي الكوفي البَزَّاز. قال أبو حاتم وابن حجر:"صدوق".

انظر: الجرح والتعديل (3/ 27)، والتقريب (1257).

(3)

ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمن العمري المدني. ضعيف عابد. التقريب (3489).

(4)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 135

2637 -

حدثنا أحمد بن

(1)

يوسف السُّلمي، ومحمد بن عوف

(2)

، قالا: حدثنا أبو المغيرة

(3)

، حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة فليغتسل"

(5)

.

(1)

سقط من (م) قوله: "أحمد بن"، وقد كتب موضعه:"يوسف بن مُسَلَّم السلمي"، والصواب ما في الأصل، وهو كذلك في تلاميذ أبي المغيرة.

انظر: تهذيب الكمال (18/ 238).

(2)

الحمصي.

(3)

عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي.

(4)

الطائي، توفي سنة 132 هـ. انظر: تهذيب الكمال (31/ 164)، تقريب (7632).

وفي هذه الطريق علو معنوي لتقدم وفاة يحيى، حيث أخرج الحديث عند مسلم من طريق الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي المصري المتوفى سنة 175 هـ، وهذا من فوائد الاستخراج هنا.

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 136

2638 -

حدثنا الصّاغاني، حدثنا مُسْلِم

(1)

، حدثنا صخر بن

⦗ص: 137⦘

جويرية

(2)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يوم الجمعة قال: "إذا راح أحدكم فليغتسل"

(3)

.

(1)

ابن إبراهيم الأزدي الفراهيدي -بالفاء-، أبو عمرو البصري.

(2)

أبو نافع، مولى بني تميم، أو بني هلال.

(3)

أخرجه مسلم كما تقدم في (ح 2623)، وفي (م):"قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاء أحدكم يوم الجمعة فليغتسل حدثنا الصّاغاني حدثنا مسلم" وهذا لفظ الحديث السابق، فلعله التبس على الناسخ، ويدل على ذلك أنه أتبعه بأول إسناد هذا الحديث، والله تعالى أعلم.

ص: 136

2639 -

حدثني أبو الأحوص إسماعيل بن إبراهيم

(1)

، حدثنا قتيبة

(2)

، حدثنا الليث، ح

وحدثنا ابن شاذان

(3)

، حدثنا معلى

(4)

، حدثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول -وهو على المنبر

(5)

-: "إذا أراد أن يأتي أحدكم الجمعة فليغتسل"

(6)

.

(1)

ابن الوليد الإسفراييني القاضي.

(2)

ابن سعيد البغلاني.

(3)

محمد بن شاذان بن يزيد، الجوهري البغدادي.

(4)

ابن منصور الرازي.

(5)

قوله: "على المنبر" زيادة على حديث مسلم في طريق نافع.

(6)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 137

2640 -

حدثنا محمد بن خلف بن صالح التَّيمي، حدثنا طلق ابن غنَّام، حدثنا مالك بن مِغْوَل

(1)

، ومحمد بن عبيد الله العَرْزَمي

(2)

، ح

⦗ص: 138⦘

وحدثنا أبو داود الحراني

(3)

، حدثنا أبو نعيم

(4)

، حدثنا مالك بن مغول، ح

وحدثنا أبو أمية

(5)

، حدثنا يعلى بن عبيد

(6)

، ومحمد بن سابق

(7)

قالا: حدثنا مالك بن مغول، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيكم جاء إلى الجمعة فليغتسل".

وقال طلقٌ في حديثه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر -وأشار ابن عمر بيده إلى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول-:"إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل"

(8)

.

(1)

مِغْوَل -بكسر أوله، وسكون المعجمة، وفتح الواو- الكوفي.

(2)

محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العرزمي الفزاري الكوفي، قال الإمام أحمد: "ترك =

⦗ص: 138⦘

= الناس حديثه"، وقال ابن حجر: "متروك".

انظر:. العلل ومعرفة الرجال (1/ 313)، تقريب (6108).

(3)

سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطائي مولاهم.

(4)

الفضل بن دكين.

(5)

محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.

(6)

ابن أبي أمية الكوفي، الطنافسي.

(7)

التميمي.

(8)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 137

2641 -

حدثنا أبو زرعة الدمشقي

(1)

، وأحمد بن

(2)

إبراهيم بن هشام المَلّاس

(3)

بدمشق، قالا:

⦗ص: 139⦘

حدثنا علي بن عياش

(4)

، حدثنا شعيب بن أبي حمزة

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: "من أتى الجمعة فليغتسل"

(6)

.

(1)

عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النَّصْري -بالنون-.

(2)

(م 2/ 76/ أ).

(3)

ابن قسيم، أبو عبد الله النميري، وقيل: الغساني. هكذا ذكره ابن منظور في مختصر =

⦗ص: 139⦘

= تاريخ دمشق، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على ترجمته عند أحد غيره، وليس له ترجمة في الموجود من أصل المختصر -تاريخ دمشق لابن عسكر- المخطوط والمطبوع. انظر: مختصر تاريخ دمشق (3/ 15).

(4)

علي بن عياش -بتحتانية ومعجمة- الأَلهْاني الحمصي.

(5)

الحمصي.

(6)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 138

2642 -

حدثنا أبو حُمَيْد العَوَهيُّ

(1)

، وأبو عتبة الحمصي

(2)

، قالا: حدثنا أبو حَيْوَة

(3)

، حدثنا شعيب

(4)

، ح

وحدثنا ابن عوف

(5)

، حدثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار

(6)

، أخبرنا شعيب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من جاء منكم

⦗ص: 140⦘

إلى الجمعة فليغتسل"

(7)

.

(1)

أحمد بن محمد بن المغيرة بن سيَّار الحمصي العوهي -بفتح العين المهملة والواو، وكسر الهاء- نسبة إلى "العوه" وهو بطن من العرب. انظر: الأنساب (4/ 260).

(2)

أحمد بن الفرج الكندي الحمصي.

(3)

شريح بن يزيد المؤذن الحمصي، وثقه ابن حبان، والذهبي، وابن حجر.

انظر: الثقات (8/ 313)، الكاشف (1/ 484)، تقريب (2780).

(4)

ابن أبي حمزة.

(5)

محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي.

(6)

القرشي مولاهم الحمصي.

(7)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 139

2643 -

حدثنا الربيع بن سليمان

(1)

، وعيسى بن أحمد العسقلاني، قالا: حدثنا ابن وهب

(2)

، عن أسامة بن زيد

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر، والزهري عن سالم عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل"

(4)

والربيع لم يقل: "منكم".

(1)

ابن عبد الجبار المرادي.

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

الليثي مولاهم، أبو زيد المدني. ووقع في نسخة (م):"أسامة بن يزيد"، والصواب المثبت، كما في الأصل، وتهذيب الكمال (16/ 277)، (29/ 299).

(4)

أخرجه مسلم من طريق الزهريّ، ونافع، به. كما تقدم.

ص: 140

2644 -

حدثني بحشل

(1)

، حدثنا وهب بن بقية

(2)

، وعبد الحميد بن بيان

(3)

قالا:

⦗ص: 141⦘

حدثنا إسحاق الأزرق

(4)

، عن المثنى بن الصبَّاح

(5)

، عن أيوب بن موسى

(6)

، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول فوق هذا المنبر: "من أتى الجمعة فليغتسل"

(7)

.

(1)

أسلم بن سهل بن أسلم الواسطي، صاحب تاريخ واسط، توفي سنة 292 هـ.

لينه الدارقطني، وقال ابن المنادي:"كان مشهورا بالحفظ"، وقال فيه خميس الجوزي:"ثقة ثبت، إمام جامع، يصلح للصحيح، جمع تاريخ الواسطيين، وضبط أسماءهم، وكان لا مزيد عليه في الحفظ والإتقان"، وقال الذهبي: "الحافظ الصدوق، المحدث

". انظر: سؤالات السلفي ص 90 - 91، تذكرة الحفاظ (2/ 664)، ميزان الاعتدال (1/ 211)، السير (13/ 553)، لسان الميزان (1/ 388).

(2)

ابن عثمان الواسطي.

(3)

ابن زكريا الواسطي، أبو الحسن السكري، وثقه مسلمة بن قاسم، وذكره ابن حبان في =

⦗ص: 141⦘

= الثقات. انظر: الثقات (8/ 401)، تهذيب التهذيب (6/ 111).

(4)

إسحاق بن يوسف الواسطي.

(5)

المثنى بن الصباح -بالمهملة والموحدة الثقيلة- اليماني، الأَبْناوي -بفتح الهمزة، وسكون الموحدة، بعدها نون- ضعفه غير واحد لاختلاطه بأخرة، لكن تابعه بيان العطار كما سيأتي في ح (2689).

انظر: تهذيب التهذيب (10/ 35 - 37)، التقريب (6471)، الكواكب النيرات (504).

(6)

ابن عمرو بن سعيد بن العاص، أبو موسى المكي، توفي سنة 132 هـ، وفي هذه الطريق علو معنوي، لتقدم وفاة أيوب عن الليث بن سعد المتوفى سنة 175 هـ.

انظر: تهذيب الكمال (3/ 494)، تقريب (625).

(7)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 140

2645 -

حدثني أسلم بن سهل بحشل، حدثنا عمرو بن سَلْم الواسطي

(1)

حدثنا الفضل بن عَنْبَسة الواسطي

(2)

، عن عبد الرحمن بن عبد الملك

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 142⦘

قال

(4)

: "من أتى الجمعة فليغتسل"

(5)

.

(1)

عمرو بن سلم بن بُزُرج الحَذّاء الواسطي، ترجم له بحشل وساق حديثه هذا، ولم يذكر فيه شيئا، ولم أر من ترجم له غيره. انظر: تاريخ واسط (ص 209).

(2)

الخزَّاز: بمعجمات.

(3)

صاحب نافع، كما في شيوخ الفضل في تهذيب الكمال (23/ 240) ولعلّه الآتي في =

⦗ص: 142⦘

= الحديث (2675).

(4)

"قال" ساقطة من (م).

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 141

2646 -

حدثني هلال

(1)

، عن أبيه

(2)

-أو عن سليمان

(3)

- عن عبيد الله

(4)

، عن زيد

(5)

، عن

(6)

جابر

(7)

، عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول -وهو على المنبر-: "من حضر الجمعة فليغتسل"

(8)

.

(1)

ابن العلاء بن هلال الباهلي مولاهم، أبو عمر الرقي.

(2)

العلاء بن هلال الرقي.

(3)

ابن عبيد الله الأنصاري، أبو أيوب الأنصاري الرقي.

(4)

في نسخة (م): "عبد الله" والصواب المثبت، كما في الأصل، وتهذيب الكمال (10/ 21)، (19/ 138)، (22/ 544).

وعبيد الله هو: ابن عمرو بن أبي الوليد الرقي، الأسدي.

(5)

ابن أبي أنيسة الجزري.

(6)

في (م): "بن"، والصواب المثبت، كما في الأصل.

(7)

ابن يزيد الجعفي.

(8)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 142

2647 -

حدثني حامد بن سهل الثَّغْري

(1)

، حدثنا أحمد بن

⦗ص: 143⦘

يونس

(2)

، حدثنا زهير

(3)

، عن جابر، عن نافع، عن ابن عمر بمثله

(4)

.

(1)

حامد بن سهل بن سالم الثَّغْري -بفتح الثاء المنقوطة بثلاث من فوقها، وسكون الغين المعجمة والراء المهملة-، نسبة إلى الثغر، وهو الموضع القريب من الكفار يرابط =

⦗ص: 143⦘

= المسلمون به، أو يكون من بلدة هي آخر بلاد المسلمين.

انظر: الأنساب (1/ 507)، توضيح المشتبه (1/ 568).

(2)

أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي الكوفي.

(3)

ابن معاوية الجعفي الكوفي.

(4)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 142

2648 -

حدثني أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد

(1)

بن سنان

(2)

، حدثنا المغيرة بن سقلاب

(3)

، حدثنا عمر بن محمد

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل"

(5)

.

(1)

(م 2/ 77 /ب).

(2)

الرُّهاوي -بضم الراء وفتح الهاء. الأنساب (3/ 108).

وثّقه الحكم، وذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه الدارقطني -في السنن-، وابن كثير. وفي سؤالات البرقاني عن الدارقطني:"متروك". توفي سنة 269 هـ.

انظر: الثقات لابن حبان (9/ 276)، سنن الدارقطني (1/ 172)، سؤالات البرقاني رقم (560)، سؤالات السجزي ص 212، البداية (11/ 47).

(3)

سقلاب -بالسين المهملة، بعدها قاف مثناة وآخره بالباء-، وهكذا في الأصل، والجرح والتعديل (8/ 224)، أبو بشر الحراني، قال أبو زرعة فيه:"ليس به بأس"، وقال أبو حاتم:"صالح الحديث".

(4)

ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب المدني.

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 143

2649 -

حدثني محمد بن عبد الملك الواسطي

(1)

، حدثنا سَلْم بن

⦗ص: 144⦘

سَلَّام

(2)

، أخبرنا عبد الملك بن ميسرة

(3)

، عن خالد بن كثير

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من أتى مصلانا فليغتسل"

(5)

.

(1)

أبو جعفر الدَّقيقي.

(2)

سلم -بفتح أوله، وسكون اللام، تليها ميم- ابن سلَّام -بالفتح والتشديد- أبو المسيب الواسطي، قال فيه الحافظ:"مقبول" أي حيث يتابع.

انظر: توضيح المشتبه (5/ 145، 217)، التقريب (2467).

(3)

في تاريخ واسط: "عبد الله بن ميسرة" وهو الواسطي الكوفي، قال فيه الذهبي:"واه" وضعفه الحافظ، ولعله هو الصواب لكون الراوي عنه واسطيًّا، وأما عبد الملك بن ميسرة فأكثر من راوٍ ولم يظهر في المراد به.

انظر: تاريخ واسط (ص: 94)، الكاشف (1/ 602)، التقريب (326).

(4)

الهمداني.

(5)

أخرجه مسلم كما تقدم في ح 2623. وفي (م): "قال النبي صلى الله عليه وسلم": "إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل"، وهذا لفظ الحديث السابق، فلعله التبس على الناسخ، والله أعلم.

ص: 143

2650 -

حدثني بحشل

(1)

، حدثني يوسف بن عبد الملك

(2)

أخو الدَّقيقي

(3)

، حدثنا

⦗ص: 145⦘

أبو غسان

(4)

، عن جويرية

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أتى الجمعة فليغتسل"

(6)

.

(1)

أسلم بن سهل بن أسلم الواسطي.

(2)

هو يوسف بن عبد الملك بن مروان الواسطي ترجمه بحشل، ولم أقف على كلام فيه، والدَّقيقي: بفتح الدال المهملة، والياء الساكنة آخر الحروف بين قافين نسبة إلى الدقيق وبيعه وطحنه.

انظر: تاريخ واسط (ص: 236)، الأنساب (2/ 485)، إكمال الإكمال، لابن نقطة (2/ 600).

(3)

هو محمد بن عبد الملك المتقدم في الحديث السابق.

(4)

مالك بن إسماعيل بن درهم، النهدي، مولاهم الكوفي.

(5)

تصغير جارية، ابن أسماء بن عبيد الضبعي البصري.

(6)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 144

2651 -

وحدثنا ابن ناجية

(1)

، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري

(2)

، حدثنا زيد

(3)

بن حُباب

(4)

، حدثني عثمان بن واقد

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من جاء إلى الجمعة من الرجال والنساء

(6)

⦗ص: 146⦘

فليغتسل"

(7)

.

(1)

عبد الله بن محمد بن ناجية البربري.

(2)

الطبري البغدادي.

(3)

في (م): يزيد، والصواب المثبت، كما في الأصل.

(4)

زيد بن الحباب -بضم المهملة، وموحدتين الكوفي.

(5)

ابن محمد بن زيد العمري، المدني، نزيل البصرة. وثقه ابن معين، وذكره ابن شاهين وابن حبان في ثقاتهما، وقال الإمام أحمد:"ما أرى به بأسًا" ونحوه قال الدارقطني، وقال الحافظ:"صدوق ربما وهم". انظر: تاريخ الدوري (2/ 396)، العلل لأحمد (2/ 2383)، الثقات لابن شاهين (204)، الثقات لابن حبان (7/ 197)، سؤالات البرقاني ص 51، تهذيب التهذيب (7/ 158)، تقريب (4526).

(6)

قوله: "والنساء" من زيادات المصنف، وقد أخرجها ابن خزيمة في صحيحه (3/ 126) الجمعة -باب أمر النساء بالغسل لشهود الجمعة، وابن حبان في صحيحه (4/ 27) الطهارة -باب ذكر الاستحباب للنساء أن يغتسلن للجمعة، كلهم من طرق عن زيد بن الحباب، عن ابن واقد به. =

⦗ص: 146⦘

= وضعّف أبو داود السجستاني ابن واقد لتفرده بهذه الزيادة، كما في تهذيب الكمال (19/ 506) وقال ابن حجر في الفتح (2/ 417) بعد عزوه للمصنف ومن سبق:"رجاله ثقات، لكن قال البزار: أخشى أن يكون ابن واقد وهم فيه".

ومما يدل على ما خشيه البزار أن رواية نافع مشهورة، ولم تقع هذه الزيادة إلا في رواية ابن واقد، والله أعلم.

(7)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 145

2652 -

حدثنا إبراهيم بن دِيزِيل

(1)

، حدثنا إسحاق الفَروي

(2)

، حدثنا نافع بن أبي نعيم

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل"

(4)

.

(1)

إبراهيم بن الحسين بن علي بن دِيزِيل الهمداني.

(2)

في (م): "الفروري"، والصواب المثبت، كما في الأصل.

وإسحاق هو: ابن محمد بن إسماعيل، أبو يعقوب الفروي -بفتح الفاء، وسكون الراء المهملة، نسبة إلى جده الأعلى. انظر: الأنساب (4/ 373).

(3)

نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ، المدني، توفي سنة 169 هـ، قال فيه الإمام أحمد:"ليس بشيء في الحديث". وخالفه ابن معين فوثقه، وقال النسائي:"ليس به بأس"، ونحوه قال ابن عدي، وذكره ابن حبان في ثقاته، وقال الحافظ في:"صدوق ثبت في القراءة".

انظر: الثقات (7/ 532)، الكامل لابن عدي (7/ 2515)، تهذيب الكمال (29/ 282)، التقريب (7077).

(4)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 146

2653 -

حدثنا محمد بن عبد الحكم

(1)

، حدثنا حجاج بن رشدين

(2)

، حدثنا حيوة بن شريح

(3)

، عن ابن عجلان

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من جاء منكم الجمعة فليغتسل"

(5)

.

(1)

محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري.

(2)

في (م): "حجاج بن رشد بن حيوة" وهو خطأ، والصواب المثبت، كما في الأصل، كتب الرجال. وحجاج هو: ابن رشدين بن سعد المصري، توفي سنة 211 هـ، ضعفه ابن عدي، وذكر له حديثين أحدهما هذا، وقال:"لا أعلم يرويهما عن ابن عجلان غير حيوة، وعن حيوة غير حجاج"، وقال الخليلي: هو أمثل من أبيه، وقال مسلمة:"لا بأس به"، وذكره ابن حبان في ثقاته. انظر: الثقات (8/ 202)، الكامل (2/ 651)، الإرشاد (1/ 422)، لسان الميزان (2/ 176).

(3)

حَيْوَة -بحاء مهملة بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها، وواو- ابن شريح التجيبي، المصري. انظر: الإكمال لابن ماكولا (2/ 33)، تهذيب الكمال (7/ 482)، التقريب (1600).

(4)

محمد بن عجلان القرشيّ.

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 147

2654 -

حدثنا إسحاق بن سَيَّار

(1)

، حدثنا عمرو بن عاصم

(2)

، حدثنا همام

(3)

، حدثنا سليمان بن موسى الدمشقي

(4)

، عن نافع، أن ابن

⦗ص: 148⦘

عمر سئل عن الاغتسال يوم الجمعة، فقال: أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم

(5)

.

(1)

ابن محمد النصيبي.

(2)

ابن عبيد الله الكِلابي البصري.

(3)

ابن يحيى بن دينار العَوْذي البصري.

(4)

القرشيّ الأموي مولاهم، الأشدق.

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 147

2655 -

حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي الدمشقي

(1)

قال: حدثني أبي، عن أبيه، قال

(2)

: وزعم النعمان بن المنذر

(3)

، عن سليمان بن موسى

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله

(5)

عليه وسلم قال: "من أتى الجمعة فليغتسل"

(6)

.

(1)

البَتَلْهي: بفتح الباء والتاء فوقها نقطتان، وتسكين اللام ثم بالهاء.

انظر: اللباب (1/ 191).

(2)

كلمة قال ساقطة من (م).

(3)

الغساني، الدمشقي.

(4)

الدمشقي.

(5)

(م 2/ 77/ أ).

(6)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 148

2656 -

حدثني عبد الرحمن بن خلاف

(1)

في بني طُفَاوة

(2)

ببصرة،

⦗ص: 149⦘

حدثنا

(3)

عبد الله بن رجاء

(4)

، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المديني

(5)

، حدثنا نافع، أن عبد الله بن عمر أخبره، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:"إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل"

(6)

.

(1)

ابن الحصين أبو محمد الضبي، يعرف بأبي رُوَيق -براء وقاف، مصغر- البصري، توفي سنة 279 هـ، قال أبو بكر الخطيب البغدادي:"ما علمت به بأسا"، وقال الحافظ ابن حجر:"صدوق". انظر: تاريخ بغداد (10/ 275)، تقريب (3854).

(2)

طُفَاوة: بضم الطاء المهملة، وفتح الفاء، تليها ألف ثم واو مفتوحة، ثم هاء؛ نسبة إلى طفاوة بنت جرْم بن ربَّان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.

انظر: جمهرة النسب (2/ 458)، توضيح المشتبه (6/ 45).

(3)

في (م): "أخبرنا".

(4)

ابن عمر الغُداني -بضم الغين المعجمة، وبالتخفيف- البصري.

(5)

محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشيّ المدني.

(6)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 148

2657 -

حدثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدَّوْرَقي

(1)

، وأسلم بن سهل الواسطي بَحْشَل، قالا: حدثنا محمد بن موسى القطان الواسطي

(2)

، حدثنا بشر بن مبشر العتكي

(3)

، حدثنا الحكم بن فضيل

[*]

(4)

، عن خالد

⦗ص: 150⦘

الحذاء

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: "إذا راح أحدكم إلى هذا المسجد فليغتسل"

(6)

. قال بَحْشَل: "من أتى الجمعة فليغتسل"

(7)

.

(1)

عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن كثير الدَّورقي -بفتح الدال المهملة، وسكون الواو وفتح الراء وفي آخرها قاف- توفي سنة 276 هـ، نسبة إلى بلدة بفارس، وقيل بخوزستان، وهذا أشبه، يقال لها: دورق.

قال ابن أبي حاتم: "كان صدوقا"، ووثقه الدارقطني، وقال الذهبي:"الإمام المحدث".

انظر: الجرح والتعديل (5/ 6)، تاريخ بغداد (9/ 372)، الأنساب (2/ 501) السير (13/ 153).

(2)

محمد بن موسى بن عمران، أبو جعفر الواسطي، روى عنه البخاري ومسلم، وذكره ابن حبان في الثقات.

انظر: الثقات (9/ 117)، الجمع بين رجال الصحيحين (2/ 451).

(3)

الواسطي، توفي سنة 199 هـ، ذكره ابن حبان في ثقاته (8/ 138).

(4)

الواسطي، قال فيه ابن معين:"لم يكن به بأس"، وقال أبو زرعة:"شيخ ليس بذاك"، =

⦗ص: 150⦘

= وذكره ابن حبان في الثقات. انظر: سؤلات ابن الجنبد ص 104، الجرح والتعديل (3/ 127)، الثقات (8/ 193).

(5)

خالد بن مهران البصري، الحذاء -بفتح المهملة وتشديد الذال المعجمة-.

(6)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

(7)

الذي في تاريخ واسط (174): "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة .. " وليس في طرق مسلم تفسير المجئ بالرواح، وهذا من زيادات المصنف، وانظر الاختلاف فيما حكاه ابن حبان. (الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 7/ 13)، وابن حجر (فتح الباري 2/ 429).

_________

[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة وطبعة دار المعرفة (2600): (فضيل)، وصوابه:"فَصِيل" بفتح الفاء، وكسر الصاد المهملة، كما في نسخة كوبريللو، وأشار إلى إهمال الصاد، وجاءت على الخطأ، كما أثبتها المحقق في نسخة دار الكتب المصرية، وانظر: المحدث الفاصل (ص 303)، المؤتلف والمختلف للدارقطني (4/ 1815)، سؤالات السجزي للحاكم (ص 106)، الإكمال لابن ماكولا (7/ 52)، الأنساب للسمعاني (10/ 228)، نهاية الأرب للنويري (9/ 168)، تاريخ الإسلام للذهبي (4/ 606)، المشتبه للذهبي (ص 509)، توضيح المشتبه لابن ناصر الدين (7/ 109)، تبصير المنتبه لابن حجر (3/ 1081، 1111).

ص: 149

2658 -

حدثنا الصَّاغاني

(1)

، حدثنا يعلى بن عُبَيد

(2)

، حدثنا عثمان بن حكيم

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل"

(4)

.

(1)

محمد بن إسحاق.

(2)

ابن أمية الكوفي.

(3)

ابن عباد بن حُنيف -بالمهملة والنون مصغر- الكوفي.

(4)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 150

2659 -

ز- حدثنا الحسن بن أبي الربيع

(1)

، وأبو أمية

(2)

، والصّاغاني

⦗ص: 151⦘

قالوا: حدثنا شَبَابة

(3)

، حدثنا هشام بن الغاز

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر قال

(5)

: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله حقًّا على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يومًا، كان كان له طيبٌ مسه"

(6)

.

(1)

الحسن بن يحيى بن الجعد العبدي الجرجاني.

(2)

محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي.

(3)

ابن سوّار المدائني.

(4)

ابن ربيعة الجُرشي -بضم الجيم، وفتح الراء بعدها معجمة- الدمشقي.

(5)

كلمة قال ساقطة من نسخة (م).

(6)

الحديث بهذا اللفظ من حديث ابن عمر ليس عند مسلم، وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 4/ 33) كتاب الجمعة، باب ذكر خبر ثالث يدل على أن غسل يوم الجمعة ليس بفرض، وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 444) كتاب الجمعة، باب هل على من لم يشهد الجمعة غسل، ح 898. ولمسلم طرف منه، ولم يذكر الطيب. (الصحيح 2/ 582) كتاب الجمعة، باب الطيب والسواك يوم الجمعة، ح 849/ 9.

فهذه الزيادة من فوائد الاستخراج في هذا الحديث.

ص: 150

2660 -

حدثنا ابن أبي مَسرّة

(1)

، حدثنا أبو جابر

(2)

، عن هشام بمثله.

(1)

عبد الله بن أحمد بن الحارث بن أبي مسرّة المكي.

(2)

محمد بن عبد الملك الأزدي البصري نزيل مكة، توفي سنة 211 هـ، قال فيه أبو حاتم:"أدركته وليس بقوي"، وذكره ابن حبان في الثقات.

انظر: الجرح والتعديل (8/ 5)، الثقات (9/ 64).

ص: 151

2661 -

حدثنا العُطارِدي

(1)

، حدثنا ابن فضيل

(2)

، ح

⦗ص: 152⦘

وحدثنا الصّاغاني، حدثنا يعلى

(3)

، ح

وحدثنا أبو أمية، حدثنا جعفر بن عون

(4)

، ويعلى، قالوا: حدثنا الأجلح

(5)

، عن نافع، قال: جاء رجل إلى ابن عمر وهو جالس في المسجد، فسأله عن الغسل يوم الجمعة، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المنبر: "من أتى الجمعة فليغتسل"

(6)

.

(1)

أحمد بن عبد الجبار بن محمد التميمي العطاردي الكوفي.

(2)

محمد بن فضيل بن غزوان الضبي مولاهم.

(3)

ابن عبيد الله بن أبي أمية الطنافسي.

(4)

ابن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي.

(5)

أجْلَح بن عبد الله بن حُجَيَّة -بالمهملة والجيم مصغرًا- يكنى أبا حجية، ويلقب بالأجلح، الكندي.

(6)

أخرجه مسلم من طريق نافع كما تقدم في ح (2623)، وليس عند مسلم قصة مجيء الرجل، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 151

2662 -

حدثنا إبراهيم بن إسحاق السَّرَّاج، حدثنا صالح بن مالك

(1)

حدثنا

(2)

(3)

عبد الأعلى بن أبي المُسَاور

(4)

، عن نافع، عن ابن

⦗ص: 153⦘

عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أتى الجمعة فليغتسل، فإن غسل يوم الجمعة كفارة لما بينهن"

(5)

.

(1)

أبو عبد الله الخوارزمي البغدادي، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"مستقيم الحديث"، وقال الخطيب البغدادي:"كان صدوقا".

انظر: الثقات (8/ 318)، تاريخ بغداد (9/ 316).

(2)

من هنا إلى ح (2847) ساقط من (م)، وقد أقحمت خلال مواضع السقط أوراق من كتاب الزكاة من لوحة (78 /ب إلى 82 أ).

(3)

(م 2/ 78/ ب).

(4)

الزهري مولاهم، أبو مسعود الجرَّار -بالجيم وراءين-: ضعفه الأئمة، وكذبه ابن معين، وقال ابن حجر:"متروك". =

⦗ص: 153⦘

= انظر: سؤلات ابن الجنيد ص 375، تهذيب التهذيب (6/ 98)، تقريب (3737).

(5)

الحديث أخرجه مسلم كما تقدم في ح 2623، وإسناد المصنف واهٍ من أجل عبد الأعلى بن أبي المساور، وليس في طرق مسلم عن ابن عمر قوله:"فإن غسل يوم الجمعة كفارة لما بينهن"، وسيأتي في حديث أبي هريرة برقم (2700)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضا فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة وأنصت واستمع، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وزيادة ثلاثة أيام

".

ص: 152

2663 -

حدثني عبد الله بن أبي سعد

(1)

، حدثنا عبد العزيز بن بَحْر

(2)

، حدثنا عطَّاف بن خالد

(3)

،

⦗ص: 154⦘

وأبو مَعْشَر

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا جئتم إلى الجمعة فاغتسلوا"

(5)

.

(1)

أبو محمد الوَرّاق، عبد الله بن عمرو بن عبد الرحمن الأنصاري البغدادي، توفي سنة (274 هـ)، قال فيه الخطيب البغدادي:"كان ثقة، صاحب أخبار وآداب وملح".

تاريخ بغداد (10/ 26).

(2)

أبو محمد المروذي البغدادي: قال فيه ابن عدي: "ليس بمعروف"، وذكر الذهبي له حديثًا باطلًا، وقال:"وقد طعن فيه"، وروى الخطيب عن الحسين بن فهم أنه سماه من علماء بغداد.

انظر: تاريخ بغداد (10/ 448)، الميزان (3/ 337)، لسان الميزان (4/ 25).

(3)

عطَّاف -بتشديد الطاء- ابن خالد بن عبد الله بن العاص المخزومي: وثقه الإمام أحمد بن حنبل، وابن معين -في رواية-، وأبو داود، وغمزه الإمام مالك ولم يحمده، وقال النسائي:"ليس بالقوي"، وقال ابن حبان: "يروي عن نافع وغيره من الثقات ما لا يشبه حديثهم، وأحسبه كان يؤتى ذلك من سوء حفظه، فلا يجوز عندي =

⦗ص: 154⦘

= الاحتجاج بروايته إلا فيما وافق الثقات"، وقال الحافظ: "صدوق يهم"، وجعله ابن المديني من الطبقة الثامنة عن نافع.

انظر: تاريخ الدارمي ص 171، الجرح والتعديل (7/ 32)، المجروحين (2/ 193)، تهذيب الكمال (20/ 140 - 142)، شرح العلل (2/ 617)، التقريب (4612).

(4)

نجيح بن عبد الرحمن السِّندي -بكسر المهملة وسكون النون- المدني، توفي سنة 170 هـ، قال الإمام أحمد، وأبو حاتم:"صدوق"، وزاد الإمام أحمد:"لكنه لا يقيم الإسناد"، وضعفه ابن معين وابن المديني عن نافع خاصةً، وقال البخاري:"منكر الحديث"، وقال الخليلي:"له مكانة في العلم والتاريخ، وتاريخه مما يحتج به الأئمة في كتبهم، وضعفوه في الحديث، لم يتفقوا عليه"، وقال الحافظ:"ضعيف، أسنَّ واختلط"، وذكره النسائي في المتروكين ضمن الطبقة العاشرة عن نافع.

انظر: العلل ومعرفة الرجال (1/ 413)، الضعفاء الصغير (ص 239)، تاريخ الدارمي ص 221، سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة ص 100، الجرح والتعديل (8/ 495)، الإرشاد في معرفة علماء الحديث (1/ 300)، تهذيب الكمال (29/ 327، 328)، شرح العلل (2/ 619)، التقريب (7100).

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 153

2664 -

حدثني إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي

(1)

بمصر، حدثنا محمد بن آدم

(2)

، حدثنا محمد بن السمَّاك

(3)

، عن الأجلح، عن

⦗ص: 155⦘

نافع، عن ابن عمر. مثل حديث يعلى، عن الأجلح

(4)

.

(1)

المنجنيقي.

(2)

ابن سليمان الجهني.

(3)

محمد بن صَبِيح بن السَّمَّاك -بفتح السين، وتشديد الميم، وآخره كاف؛ وهي نسبة =

⦗ص: 155⦘

= إلى بيع السمك وصيده- الزاهد الواعظ الكوفي، توفي سنة (183 هـ).

قال فيه ابن نمير: "ليس حديثه بشيء"، ومرة قال:"صدوق ما علمته، ربما حدث عن الضعفاء"، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:"مستقيم الحديث"، وقال الدارقطني والحاكم:"لا بأس به".

انظر: الجرح والتعديل (7/ 290)، الثقات (9/ 32)، تاريخ بغداد (5/ 373)، الإكمال (4/ 351)، وفيات الأعيان (4/ 302)، لسان الميزان (5/ 204).

(4)

حديث يعلى تقدّم برقم (2661)، والحديث أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 154

2665 -

حدثني أبو بكر بن صدقة

(1)

، وإسحاق بن إبراهيم -عند بيت المال بمصر- قالا: حدثنا أبو هشام الرِّفاعي

(2)

، حدثنا حفص

(3)

، عن أشعث

(4)

، والشيباني

(5)

، وعبيد الله

(6)

،

⦗ص: 156⦘

وحجاج

(7)

، وليث

(8)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أتى الجمعة فليغتسل"

(9)

.

(1)

أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة البغدادي (ت: 293 هـ): قال فيه الدارقطني: "ثقة، ثقة"، وقال ابن المنادي:"كان من الحذق والضبط على نهايةٍ تُرضَى بين أهل الحديث"، وقال فيه الذهبي:"الإمام الحافظ المتقن"، ووثقه أيضًا ابن الجزري.

انظر: تاريخ بغداد (5/ 41) السير (14/ 83) غاية النهاية في طبقات القراء (1/ 119).

(2)

محمد بن يزيد بن رفاعة العجليّ.

(3)

ابن غياث -بمعجمة مكسورة، وياء، ومثلثة- النخعي الكوفي.

(4)

ابن سَوَّار الكندي النجار الأفرق الأثرم.

(5)

سليمان بن أبي سليمان، الكوفي.

(6)

ابن عمر بن حفص العمري.

(7)

ابن أرطاة النخعي الكوفي.

(8)

ابن أبي سليم الكوفي.

(9)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 155

2666 -

حدثني أبو فروة

(1)

الرُّهَاوي

(2)

، حدثنا أبو الجَوَّاب

(3)

، حدثنا الحسن بن صالح

(4)

، حدثنا أشعث

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل"

(6)

.

(1)

يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الجزري.

(2)

الرُّهَاوي: بضم الراء وفتح الهاء. الأنساب (3/ 108).

(3)

أبو الجَوَّاب: بفتح الجيم المعجمة، ثم واو مشددة، وآخره بالباء المعجمة -الأحوص بن جَوَّاب الضبي الكوفي توفي سنة 211 هـ. انظر: توضيح المشتبه (2/ 168).

(4)

ابن صالح الهمداني الكوفي العابد. انظر: تهذيب الكمال (6/ 177).

(5)

ابن سوَّار.

(6)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 156

2667 -

حدثني ابن ناجية

(1)

، حدثنا داود بن رُشَيد

(2)

، حدثنا مروان بن معاوية الفَزاري

(3)

، عن يحيى بن كثير الكاهلي

(4)

، عن نافع، عن

⦗ص: 157⦘

ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل"

(5)

.

(1)

عبد الله بن محمد بن ناجية البربري البغدادي.

(2)

داود بن رُشَيد -بالتصغير- الهاشمي. انظر: تهذيب الكمال (6/ 388)، تقريب (1784).

(3)

الكوفي. انظر: تهذيب الكمال (27/ 403).

(4)

الأسدي الكوفي، قال فيه: صالح بن إسحاق الحرمي إمام العربية: "كان ثقة لا بأس =

⦗ص: 157⦘

= به"، وقال أَبو حاتم: "شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه النسائي، والذهبي، وقال في الديوان: "مجهول"، وقال الحافظ ابن حجر: "لين الحديث". انظر: الجرح والتعديل (9/ 183)، الثقات (5/ 525)، ثقات ابن شاهين ص 354، تهذيب الكمال (31/ 501)، الديوان (437)، الكاشف (2/ 373)، تقريب (7630).

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 156

2668 -

حدثني أَبو سليمان داود بن سليمان بن أبي حَجَر

(1)

بأيلة، حدثنا أبي

(2)

، أخبرنا بكر بن صدقة

(3)

، عن عبد الله بن سعيد بن

⦗ص: 158⦘

أبي هند

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل"

(5)

.

(1)

هو أَبو سليمان داود بن أيوب بن عبد الواحد بن أبي حَجَر -بفتح الحاء والجيم- الشاميّ الأيلي، ويكنى أيضًا أبا بشر، قال فيه ابن يونس:"رأيت من يحدّث عنه" ولم أقف على قول غيره فيه.

انظر: المؤتلف والمختلف للدارقطني (1/ 507)، الإكمال لابن ماكولا (1/ 129، 2/ 388)، وقارنه بتوضيح المشتبه (1/ 133، 3/ 125 - 126).

(2)

هو أَبو سليمان أيضًا، قال فيه أَبو حاتم وأبو زرعة:"لا نعرفه"، زاد أَبو حاتم:"هذه الأحاديث التي رواها صحاح"، وقال ابن حبان في الثقات:"سليمان بن أبي حجر الأيلي يروي عن أبي صدقة بكر بن صدقة، روى عنه ابنه أيوب بن سليمان بن أبي حجر، ربما أغرب".

قلت: والراوي عن بكر بن صدقة هو أيوب نفسه -كما في مصادر الترجمة- ولعل قول ابن حبان بالإغراب يفسر قول الأزدي في أيوب: "منكر الحديث".

انظر الجرح والتعديل (2/ 249)، الثقات لابن حبان (8/ 276)، ميزان الاعتدال (1/ 285)، لسان الميزان (1/ 481).

(3)

أَبو صدقة، ذكره ابن حبان في ثقاته (8/ 148).

(4)

الفزاري مولاهم المدني.

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 157

2669 -

حدثني عبدة بن سليمان بن بكر البصري

(1)

بمصر، حدثنا زكريا بن يحيى

(2)

كاتب العُمَري، حدثني المُفَضَّل بن فَضالة

(3)

، عن عبد الله بن سليمان

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر أخبره أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل"

(5)

.

(1)

أَبو سهل (ت: 273 هـ) قال فيه الدارقطني: صالح، وقال الحافظ:"صدوق".

انظر: تهذيب التهذيب (6/ 460)، تقريب (4271).

(2)

ابن صالح القضاعي، أَبو يحيى الحَرَسي -بمهملة وراء مفتوحتين، ثم مهملة- المصري، توفي 242 هـ.

وثقه مسلمة بن قاسم، والعقيلي، وزاد:"حدَّث عن المفضل بأحاديث مستقيمة"، وقال الذهبي:"صدوق"، وقال الحافظ:"ثقة".

انظر: الكاشف (1/ 406)، تهذيب التهذيب (3/ 336)، التقريب (2032).

(3)

ابن عبيد القِتْبَاني -بكسر القاف، وسكون المثناة، بعدها موحدة- المصري.

(4)

الحِميري الطويل، أَبو حمزة البصري، توفي 136 هـ. قال فيه البزار:"حدث بأحاديث لم يتابع عليها"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ ابن حجر:"صدوق يخطئ".

انظر: الثقات (7/ 41)، كشف الأستار عن زوائد البزار (4/ 74، 215)، تقريب (3370).

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 158

2670 -

حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، حدثنا يعقوب بن أبي عباد

(1)

، حدثنا إسماعيل -يعني: ابن عقبة

(2)

-، عن نافع، عن ابن عمر أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال -وهو يخطب يوم الجمعة-:"من جاء منكم فليغتسل"

(3)

.

(1)

يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد المكي القَلْزَمي، قال فيه أَبو حاتم:"محله الصدق، لا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه السمعاني.

انظر: الجرح والتعديل (9/ 203)، الثقات (9/ 285)، الأنساب (4/ 536).

(2)

إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة الأسدي مولاهم، المدني.

(3)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 159

2671 -

حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الكُزْبُرَاني، حدثنا مسكين بن بُكير

(1)

، حدثنا الأوزاعي

(2)

، عن الزهري

(3)

، عن سالم

(4)

، عن أبيه، وابن أبي روّاد

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من جاء الجمعة

⦗ص: 160⦘

فليغتسل"

(6)

.

(1)

الحراني.

(2)

عبد الرحمن بن عمرو.

(3)

محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري.

(4)

ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

(5)

عبد العزيز بن أبي روَّاد -بفتح الراء وتشديد الواو- المدني، وثقه يحيى القطان، وابن معين، وأبو حاتم، وقال ابن عدي:"في بعض حديثه ما لا يتابع عليه"، وذكره ابن حبان في المجروحين، وقال:"كان ممن غلب عليه التقشف، حتى كان لا يدري ما يحدث به، فروى أشياء لا يشك من الحديث صناعته إذا سمعها أنها موضوعة، كان يحدث بها توهمًا لا تعمدًا .. "، وقال الدارقطني:"هو متوسط في الحديث، وربما وهم"، =

⦗ص: 160⦘

= وقال الذهبي: "ثقة مرجئ عابد"، وقال الحافظ ابن حجر:"صدوق عابد ربما وهم، ورمي بالإرجاء"، توفي سنة 159 هـ. وقد جعله ابن المديني في الطبقة الثامنة عن نافع.

انظر: سؤلات ابن الجنيد ص 425، الجرح والتعديل (5/ 394)، المجروحين (2/ 136) الكامل (5/ 1921)، سؤلات البرقاني ص 47، تهذيب الكمال (18/ 140)، الكاشف (1/ 655)، شرح العلل (2/ 617)، تهذيب التهذيب (6/ 339)، التقريب (4096).

(6)

حديث سالم عن أبيه تقدم برقم (2621)، وحديث نافع تقدم في (ح 2623).

ص: 159

2672 -

حدثني محمد بن عبد الوهاب

(1)

، حدثنا علي بن قادم

(2)

، ح

وحدثنا الصّاغاني

(3)

، حدثنا عبيد الله بن موسى

(4)

، قالا: حدثنا عبد العزيز بن أبي روَّاد مثله

(5)

.

(1)

ابن حبيب العبدي الفراء النيسابوري، توفي (272 هـ). انظر: تهذيب الكمال (26/ 29).

(2)

الخزاعي، الكوفي.

(3)

محمد بن إسحاق.

(4)

ابن باذام العبسي الكوفي.

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في (ح 2623).

ص: 160

2673 -

حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي، حدثني أبي، عن أبيه، قال: حدثني -يعني: ابن سَمْعان

(1)

- قال: أخبرني نافع

⦗ص: 161⦘

بإسناده مثله

(2)

.

(1)

عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي، أَبو عبد الرحمن المدني قاضيها، وهو =

⦗ص: 161⦘

= متروك، اتهم بالكذب كما تقدم في ترجمته.

(2)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في (ح 2623).

ص: 160

2674 -

حدثني أَبو الحسين محمد بن الحسين الأزدي

(1)

في مسجد الفُسْطاط

(2)

-ومسكنه في جوار ابن بنت ابن مِقْلاص

(3)

-، حدثنا محمد بن عطاء الكوفي

(4)

،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..

⦗ص: 162⦘

حدثنا محمد بن فضيل

(5)

، عن أبيه

(6)

، ورَقَبَة

(7)

، والأجلح

(8)

، وليث بن أبي سُلَيْم

(9)

، وعثمان بن حكيم

(10)

وحجاج بن أرطاة

(11)

، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتى منكم الجمعة فليغتسل"

(12)

.

(1)

لم أقف على ترجمته، وفي ميزان الاعتدال:"محمد بن الحسين الأزدي، محله الصدق، قال الخطيب: أظنه من أهل جبلة".

وجبلة هذه مدينة بالشام إليها ينسب محمد بن الحسين الأزدي الجبلي، كما في معجم البلدان.

ومحمد هذا يروي عن محمد بن الفرج الأزرق (ت 282 هـ) وأبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي (ت 280 هـ). وأبو إسماعيل شيخ للمصنف، كما في ح (2550)، فلعلّ شيخ المصنف هنا هو محمد المذكور، نزل مصر، وفيها سمع منه أَبو عوانة، والله أعلم.

انظر: معجم البلدان (2/ 123). ميزان الاعتدال (4/ 443)(تقريب 6120).

(2)

مسجد الفسطاط: بناه عمرو بن العاص رضي الله عنه إثر فتحه مصر، وبنائه مدينة الفسطاط، والفُسطَاط: بضم أوله، وسكون السين بعده، وقيل غير ذلك.

انظر: معجم البلدان (4/ 301).

(3)

لم أقف عليه.

(4)

لعله النخعي نزيل مصر، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وسمَّى عددًا من شيوخه، منهم: حفص بن غياث (ت 194 هـ)، ومحمد بن خازم أَبو معاوية (ت 195 هـ)، وعبد الله بن وهب (ت 197 هـ)، وهؤلاء من طبقة محمد بن فضيل =

⦗ص: 162⦘

= (ت 195 هـ) شيخه في هذا الإسناد، فأظنه هو المراد، وقد سئل أَبو حاتم عنه فقال:"شيخ". توفي بعد 210 هـ كما في المقفى الكبير.

انظر: الجرح والتعديل (8/ 46)، تذكرة الحفاظ (1/ 297، 302، 304، 315)، المقفى الكبير (6/ 231).

(5)

ابن غزوان الضبي مولاهم.

(6)

فضيل بن غزوان الكوفي.

(7)

رَقَبَة -بقاف، وموحدة مفتوحتين- ابن مصقلة العبدي، الكوفي.

(8)

أَجْلَح بن عبد الله بن حجية الكندي.

(9)

تقدم في ترجمته قول الحافظ ابن حجر فيه: "صدوق اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه فترك".

(10)

ابن عباد بن حنيف الأوسي المدني.

(11)

النخعي، تقدم قول الحافظ ابن حجر فيه:"صدوق كثير الخطأ والتدليس".

(12)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 161

2675 -

حدثني الكديمي

(1)

، حدثنا الهيثم بن الربيع

⦗ص: 163⦘

العقيلي

(2)

، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك الأنصاري

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

(4)

.

(1)

محمد بن يونس بن موسى الكُديمي -بالتصغير- أَبو العباس البصري، توفي سنة 286 هـ.

كذبه أَبو داود السجستاني، وموسى بن هارون، وذكره ابن حبان في المجروحين، وقال:"كان يضع الحديث"، ونحوه قول ابن عدي، ودافع عنه الخطيب ووثقه، وردَّ ذلك ابن حجر في التهذيب، وذكره سبط ابن العجمي في الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث، وقال الذهبي:"أحد المتروكين"، وقال الحافظ:"ضعيف". =

⦗ص: 163⦘

= انظر: المجروحين (2/ 313)، الكامل (6/ 2294)، تاريخ بغداد (3/ 440 - 445)، ميزان الاعتدال (5/ 199)، الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث (254)، التهذيب (9/ 543)، التقريب (6419).

(2)

أَبو المثنى البصري، قال فيه أَبو حاتم:"شيخ ليس بالمعروف"، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال:"في حديثه وهم"، وقال الذهبي:"صويلح"، وقال الحافظ ابن حجر:"ضعيف".

انظر: الضعفاء للعقيلي (4/ 353)، الجرح والتعديل (9/ 83)، الكاشف (2/ 344) التقريب (7373).

(3)

لعله: عبد الرحمن بن عبد الملك بن كعب بن عجرة الأنصاري، ذكره البخاري في التاريخ الكبير (5/ 316)، وابن حبان في الثقات (7/ 83)، وانظر الحديث (2645).

(4)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 162

2676 -

حدثنا أَبو إسماعيل الترمذي

(1)

، حدثنا أحمد بن يونس

(2)

، حدثنا فضيل

(3)

، عن ابن أبي ليلى

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي

⦗ص: 164⦘

صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاء -أو من أتى- الجمعة فليغتسل"

(5)

.

(1)

محمد بن إسماعيل السُّلمي.

(2)

أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي الكوفي.

(3)

ابن عياض بن مسعود، التميمي المكي.

(4)

محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، أَبو عبد الرحمن الكوفي.

ضعفه يحيى القطان، وابن معين، وأحمد بن حنبل، وقال أَبو زرعة الرازي: "صالح ليس =

⦗ص: 164⦘

= بأقوى ما يكون". وقال أَبو حاتم: "محله الصدق، كان سيء الحفظ، شغل بالقضاء فساء حفظه، لا يتهم بشيء من الكذب، إنما ينكر عليه كثرة الخطأ، يكتب حديثه ولا يحتج به"، وقال الذهبي: "صدوق إمام، سيء الحفظ، وقد وثق"، وقال الحافظ: "صدوق سيء الحفظ جدًّا".

انظر: الجرح والتعديل (7/ 323)، ميزان الاعتدال (5/ 59)، تهذيب التهذيب (9/ 302)، تقريب (6081).

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 163

2677 -

حدثنا علي بن عثمان النُّفَيلي

(1)

، حدثنا الحسن بن محمد بن أَعْيَن، حدثنا فُلَيح

(2)

، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتى منكم الجمعة فليغتسل"

(3)

.

(1)

علي بن عثمان بن محمد بن سعيد النفيلي.

(2)

فُلَيح -بالتصغير- بن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي -أو الأسلمي- المدني.

(3)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 164

2678 -

حدثني ابن ناجية

(1)

، حدثنا الحسن بن قَزَعَة

(2)

، حدثنا زياد بن عبد الله البَكَّائي

(3)

، حدثنا يزيد بن أبي زياد

(4)

، عن نافع، عن ابن

⦗ص: 165⦘

عمر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا كان هذا اليومُ فاغتسلوا"

(5)

.

(1)

عبد الله بن محمد بن ناجية البغدادي.

(2)

الهاشمي مولاهم البصري.

(3)

البَكَّائي الكوفي.

(4)

يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي.

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 164

2679 -

حدثني عَلَّان

(1)

، عن محمد بن إِشْكاب

(2)

قال: حدثنا أبي

(3)

، عن أبي عمر المقرئ حفص بن سليمان

(4)

، عن سالم الأفطس

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاء أحدكم إلى الجمعة

⦗ص: 166⦘

فليغتسل"

(6)

.

(1)

علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المخزومي مولاهم، المصري، لقبه عَلَّان -بفتح المهملة وتشديد اللام-، توفي 272 هـ.

انظر: تهذيب الكمال (21/ 51)، كشف النقاب (2/ 33)، التقريب (4765).

(2)

محمد بن الحسين بن إبراهيم العامري، أَبو جعفر المعروف بابن إشكاب -بكسر أوله، وسكون المعجمة، وآخره موحدة- البغدادي. قال فيه أَبو حاتم:"صدوق"، ووثقه ابنه، وذكره ابن حبان في الثقات.

انظر: الجرح والتعديل (7/ 230)، الثقات (9/ 124).

(3)

الحسين بن إبراهيم، لقبه: إشكاب البغدادي، توفي 145 هـ، ذكره الخطيب البغدادي في تاريخه ووثقه، وكذا قال الحافظ في التقريب، وروى له البخاري حديثًا واحدًا مقرونًا بغيره.

انظر: تاريخ بغداد (8/ 18)، تهذيب الكمال (6/ 351)، التقريب (1303).

(4)

الأسدي الكوفي، صاحب عاصم، ويقال له: حفيص، توفي 180 هـ، قال فيه ابن معين:"ليس بثقة"، وقال الإمام أحمد:"متروك الحديث"، وضعفه غير واحد، وقال الحافظ:"متروك الحديث مع إمامته في القراءة".

انظر: تاريخ الدارمي (98)، الجرح والتعديل (3/ 173)، تهذيب الكمال (7/ 13)، تقريب (1405).

(5)

سالم بن عجلان الأموي مولاهم الحراني.

(6)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 165

2680 -

ذكر عمر بن مدرك القاصُّ

(1)

، حدثنا مكي

(2)

، حدثنا أَبو حنيفة

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أتى الجمعة فليغتسل"

(4)

.

(1)

البلخي الرازي. متروك واهٍ، كما تقدّم في ترجمته.

(2)

ابن إبراهيم بن بشير التميمي البلخي.

(3)

النعمان بن ثابت الكوفي، الإمام مع جلالته وفقهه، ضعفه الإمام أحمد، وابن سعد، والدارقطني، وذكره الذهبي في الديوان، وقال البخاري:"سكتوا عنه" -أي تركوه-، وقال الإمام مسلم:"مضطرب الحديث، ليس له كبير حديث صحيح"، وقال النسائي:"ليس بالقوي في الحديث".

انظر: الطبقات (6/ 369)، الثاريخ الكبير (8/ 81)، الكنى والأسماء للإمام مسلم (1/ 276)، الضعفاء للعقيلي (4/ 285)، الضعفاء والمتروكين (100)، الكامل في الضعفاء (7/ 2479)، سنن الدارقطني (1/ 323)، الديوان (411).

(4)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقده في ح 2623.

ص: 166

2681 -

حدثنا ابن أبي مَسرّة

(1)

، حدثنا أبي

(2)

، حدثنا هشام بن سليمان

(3)

، ح

⦗ص: 167⦘

وحدثني أَبو بكر

(4)

اليَحْصُبي

(5)

، حدثنا التِّبَاعي

(6)

-وهومعروف،

⦗ص: 168⦘

قاله أَبو عوانة-، عن موسى

(7)

، كلاهما عن ابن جريج

(8)

قال: سمعت نافعًا يحدث عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر: "من جاء منكم الجمعة فليغتسل"

(9)

.

(1)

عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرّة المكي.

(2)

ذكره الفاكهي في أخبار مكة، وعده من فقهاء مكة، وترجم له الفاسي في العقد الثمين، وتبع الفاكهي فيما ذكره، ولم أر من ذكره غيرهما.

انظر: أخبار مكة (2/ 348)، العقد الثمين (3/ 41).

(3)

ابن عكرمة بن خالد المخزومي المكي.

(4)

لم أقف على ترجمته.

(5)

اليحصبي: بفتح الياء المنقوطة من تحتها، وسكون الحاء المهملة، وكسر الصاد المهملة، وقيل: بضم الصاد -وهو أشهر- وكسر الباء المنقوطة بواحدة؛ وهذه نسبة إلى قبيلة يحصب من حمير، كما في الأنساب للسمعاني (5/ 682).

(6)

عبد الله بن محمد التِّبَاعي -بالمثناة من فوق، ثم باء موحدة- هكذا في الأصل وإتحاف المهرة (3/ 209 / أ، 5/ 122/ ب- مخطوط) و (9/ 151 ح 1751 - المطبوع).

وقد اختلفت المصادر في ضبط "التباعي": فسماه المزي في تهذيبه؛ فقال: عبد الله بن محمد التناعي -بالمثناة من فوق بعدها نون-، وفي إكمال ابن ماكولا، وأنساب السمعاني، وتوضيح المشتبه: التِّنْعي: بكسر التاء المنقوطة باثنين من فوقها، وسكون النون، وفي آخرها العين، وهي نسبة إلى بني تنع من همدان، أو إلى بني تنعة بن هاني من حضرموت، أو هي نسبة إلى قرية باليمن كما في التوضيح.

وقال ابن حبان في ثقاته: "عبد الله بن محمد البياعي -بالباء الموحدة، ثم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها- من أهل اليمن، يروي عنه ابن عيينة، وكان راويًا لأبي قُرّة، روى عنه اليمانيون، وكان مستقيم الحديث، كنيته أَبو محمد".

ولعل ما في الثقات تصحيف وصوابه يحتمل أن يكون: التِّباعي أو التِّناعي، إذ في كلا النسبتين محدِّثون تِباعيون وتِناعيون من أهل اليمن كما في تاج العروس.

انظر: الثقات (8/ 356)، الأنساب (1/ 482)، تهذيب الكمال (29/ 81)، إكمال ابن ماكولا (1/ 541)، إتحاف المهرة (3/ 209/ أ، 5/ 122 / ب- مخطوط) و (9/ 151 ح 1751 - المطبوع)، وتوضيح المشتبه (2/ 18) تاج العروس، (5/ 288، 293).

(7)

ابن طارق اليماني، أَبو قرة -بضم القاف- الزبيدي -بفتح الزاي-.

قال أَبو حاتم: "محله الصدق"، وثقه الحكم والخليلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"يغرب"، وتبعه الحافظ ابن حجر، وقال الذهبي:"صدوق".

انظر: الجرح والتعديل (8/ 148) الثقات (9/ 159) الميزان (5/ 332) تهذيب التهذيب (10/ 350) تقريب (6977).

(8)

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي.

(9)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 166

2682 -

حدثنا جعفر الطيالسي

(1)

، حدثنا عبد الله بن عون الخَرَّاز

(2)

، حدثنا أَبو إسماعيل المُؤَدِّب

(3)

،

⦗ص: 169⦘

عن مسعر

(4)

، عن رجل من بجيلة

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أتى الجمعة فليغتسل"

(6)

.

(1)

جعفر بن محمد بن أبي عثمان، البغدادي.

(2)

عبد الله بن عون بن أبي عون الهلالي الخرَّاز -بمعجمة ثم مهملة، وآخره زاي- نسبة إلى خرز الجلود. انظر: توضيح المشتبه (2/ 344)، تقريب (3520).

(3)

إبراهيم بن سليمان بن رَزين الأُرْدُنِّي -بضم الهمزة، وسكون الراء، وضم الدال، بعدها نون ثقيلة- البغدادي.

وثقه ابن معين -في رواية- وأبو داود والعجلي وابن حبان وغيرهم، وقال الإمام أحمد والنسائي:"ليس به بأس"، وقال ابن عدي: لم أجد في ضعفه إلا ما حكاه معاوية بن صالح عن يحيى -ابن معين-، وله أحاديث كثيرة غرائب حسان تدل على أن أبا إسماعيل من أهل الصدق وهو ممن يكتب حديثه"، وقال الحافظ ابن =

⦗ص: 169⦘

= حجر: "صدوق يغرب".

انظر: تاريخ الدارمي ص 158، معرفة الثقات (1/ 202)، الثقات لابن حبان (6/ 14)، الكامل (1/ 250)، تهذيب التهذيب (1/ 125)، التقريب (181).

(4)

لعله: مسعر بن كدام الهلالي، ويحتمل أن يكون: مسعر بن حبيب الجرْمي، وكلاهما ثقتان.

(5)

لم أقف على بيانه، وإسناد المصنف فيه ضعفٌ لجهالة الراوي عن نافع، ولكنه يتقوى بالمتابعات السابقة عن نافع.

(6)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 168

2683 -

حدثنا ابن مهدي الأيلي

(1)

، حدثنا بشر بن معاذ

(2)

، حدثنا ثابت بن زهير

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من

⦗ص: 170⦘

أتى الجمعة فليغتسل"

(4)

.

(1)

محمد بن مهدي، أَبو عبد الله الأيلي. ترجمه ابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات.

انظر: الجرح والتعديل: (8/ 106)، الثقات (9/ 99).

(2)

العَقَدي -بفتح المهملة والقاف- البصري الضرير.

(3)

أَبو زهير البصري. ذكره ابن المديني في المتروكين من أصحاب نافع، وقال البخاري:"منكر الحديث" -أي لا تحل الرواية عنه-، وقال أَبو حاتم:"منكر الحديث، ضعيف الحديث، لا يشتغل به"، وقال النسائي:"ليس بثقة"، وأورد ابن عدي حديثه هذا، وقال:"كل أحاديثه تخالف الثقات في أسانيدها ومتونها".

انظر: الضعفاء والمتروكين (27)، الجرح والتعديل (2/ 452)، الكامل في الضعفاء (2/ 522)، لسان الميزان (1/ 76)، التقريب (702).

(4)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 169

2684 -

حدثني أَبو رفاعة عمارة بن وَثِيْمَة

(1)

بن موسى، حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي

(2)

، حدثنا سليمان بن حَيَّان

(3)

، عن الأجلح

(4)

، وعثمان بن الأسود

(5)

، وحجاج

(6)

عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم-وهو على المنبر- يقول: "من أتى الجمعة فليغتسل"

(7)

.

(1)

وَثِيمَة: بفتح الواو، وكسر الثاء المثلثة، وسكون الياء المثناة من تحتها، وفتح الميم، وبعدها هاء ساكنة. وفيات الأعيان (6/ 13).

وأبو رفاعة مؤرخ، صنف تاريخًا على السنين وحدث به، وتوجد قطعة منه في مخطوطات الفاتيكان.

انظر: المنتظم في تاريخ الأمم والملوك (13/ 13)، تاريخ الإسلام -حوادث 281 - 290 ص: 230)، البداية والنهاية (11/ 102)، الأعلام للزركلي (5/ 38).

(2)

يحيى بن سليمان بن يحيى الكوفي.

(3)

سليمان بن حَيَّان -بحاء مهملة مفتوحة، بعدها ياء مثناة تحتية مشددة- الأزدي، الأحمر الكوفي. توضيح المشتبه (2/ 162).

(4)

أجلح بن عبد الله بن حُجَيَّة.

(5)

ابن موسى المكي.

(6)

ابن أرطاة النخعي الكوفي.

(7)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 170

2685 -

حدثني أَبو إسحاق السرَّاج

(1)

، حدثني أخي محمد بن

⦗ص: 171⦘

إسحاق

(2)

، عنّي، عن محمد بن أبان الواسطي

(3)

، عن جرير بن حازم

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل"

(5)

.

قال أَبو عوانة: سألت عنه محمد بن إسحاق فأمسك عنه

(6)

.

(1)

إبراهيم بن إسحاق الثقفي.

(2)

محمد بن إسحاق، السرّاج.

(3)

محمد بن أبان بن عمران الطحان (ت: 238 هـ)، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"ربما أخطأ"، وقال ابن حجر:"صدوق تكلم فيه الأزدي".

انظر: الثقات (9/ 87)، تقريب (5688).

(4)

ابن زيد الأزدي البصري.

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

(6)

هذا الحديث رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (1/ 249) من طريق أبي سعد الماليني بسنده إلى محمد بن إسماعيل البخاري، قال: نبأنا محمد بن إسحاق السراج، قال: نبأنا أخي إبراهيم بن إسحاق، قال: نبأنا محمد بن أبان

فذكره عن إبراهيم من غير شك.

ثم قال: قال لنا أَبو سعد: سمع مني أحمد بن منصور الحافظ هذا الحديث واستغربه، وقال:"للبخاري عن السراج أحاديث، ولكن هذا غريب".

ص: 170

2686 -

حدثني محمد بن علي الصائغ

(1)

-بمكة في حجتي الخامسة- حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي

(2)

، حدثنا أبي، عن

⦗ص: 172⦘

يونس بن يزيد

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقال في خطبته: "من جاء إلى الجمعة فليغتسل"

(4)

.

(1)

محمد بن علي بن زيد، أَبو عبد الله المكي (ت 291 هـ) ذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه الذهبي. انظر: الثقات (9/ 152)، سير أعلام النبلاء (13/ 428).

(2)

الحبطي: بفتح المهملة، والباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الطاء المهملة؛ هذه نسبة إلى الحبطات، وهو بطن من تميم.

انظر: الأنساب (2/ 169)، تهذيب الكمال (1/ 327).

(3)

ابن أبي النجاد الأيلي (ت 159 هـ) وفي رواية المصنف علو معنوي لتقدم وفاة يونس على الليث (ت 175 هـ) راويه عن نافع عند مسلم.

(4)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 171

2687 -

حدثنا ابن أبي خيثمة

(1)

، حدثنا موسى بن إسماعيل

(2)

، حدثنا خليفة بن غالب

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من جاء إلى الجمعة فليغتسل"

(4)

.

(1)

أحمد بن زهير النسائي البغدادي.

(2)

المِنْقَري -بكسر الميم، وسكون النون، وفتح القاف، والراء- أَبو سلمة التبوذكي- بفتح التاء المعجمة بنقطتين من فوق وضم الباء المنقوطة بواحدة والذال المعجمة المفتوحة بعد الواو-. انظر الأنساب (1/ 446 - 5/ 396)، تقريب (6943).

(3)

الليثي البصري.

(4)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 172

2688 -

حدثنا محمد بن سليمان الباغندي

(1)

، حدثنا أَبو منصور

(2)

،

⦗ص: 173⦘

حدثنا عمر بن قيس

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر: "من أتى الجمعة فليغتسل"

(4)

.

(1)

محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي (ت: 283 هـ). ضعفه محمد بن أبي الفوارس، والدارقطني في رواية، وقال مرة:"لا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الخطيب:"والباغندي مذكور بالضعف ولا أعلم لأي علة ضُعِّف، فإن رواياته كلها مستقيمة، ولا أعلم في حديثه منكرًا".

انظر: الضعفاء والمتروكين ص 140، الثقات (9/ 149) تاريخ بغداد (5/ 298)، ميزان الإعتدال (5/ 17)، لسان الميزان (5/ 187).

(2)

الحارث بن منصور الواسطي الزاهد.

(3)

المكي المعروف بـ: "سندل"، بفتح المهملة، وسكون النون، وآخره لام.

(4)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 172

2689 -

حدثنا أحمد بن إسحاق الوَزَّان

(1)

، حدثنا أَبو سلمة

(2)

، حدثنا أبان

(3)

، حدثنا يحيى بن أبي كثير

(4)

، وأيوب

(5)

، والحجاج

(6)

، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من جاء منكم الجمعة

⦗ص: 174⦘

فليغتسل"

(7)

.

(1)

أحمد بن إسحاق بن صالح، أَبو بكر الوَزَّان -بزاي مشددة، وآخره نون، كما في التوضيح- الواسطي (ت: 277 هـ). قال فيه أَبو حاتم: "صدوق"، وقال الدارقطني:"لا بأس به".

انظر: الجرح والتعديل (2/ 41)، سؤالات الحاكم ص 91، تاريخ بغداد (4/ 28)، توضيح المشتبه (9/ 179).

(2)

موسى بن إسماعيل المنقري.

(3)

ابن يزيد العطار البصري، توفي في حدود الستين ومائة، وثقه غير واحد، وقال الإمام أحمد:"ثبت في كل المشايخ"، وأورد ابن عدي بعض غرائبه وحسّن حديثه، ولكن تعقبه الذهبي بقوله:"بل هو ثقة حجة"، وقال ابن حجر:"ثقة، له أفراد". وروى له الجماعة إلّا ابن ماجه.

انظر: الجرح والتعديل (2/ 299)، الكامل (1/ 381)، ميزان الاعتدال (1/ 16)، تهذيب التهذيب (1/ 101) التقريب (143).

(4)

الطائي.

(5)

يحتمل أن يكون: أيوب بن أبي تميمة السختياني، أو: أيوب بن موسى المكي، وكلاهما ثقتان.

(6)

ابن أرطاة النخعي.

(7)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 173

2690 -

حدثنا محمد بن الحارث بن صالح المخزومي

(1)

-بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس

(2)

، حدثني أبي، عن عاصم بن محمد

(3)

، عن أخويه عمر وزيد

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا انطلق أحدكم إلى الجمعة فليغتسل"

(5)

.

(1)

المديني، قال فيه أَبو حاتم:"صدوق". الجرح والتعديل (7/ 231).

(2)

إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي المدني.

(3)

ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

(4)

ابني محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 174

2691 -

حدثني أحمد بن الهيثم السَرَّمَرِّي

(1)

، حدثنا سعد بن عبد الحميد

(2)

،. . . . . . . . . . .. .. . .

⦗ص: 175⦘

حدثنا ابن أبي الزناد

(3)

، عن موسى بن عقبة

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال -وهو يخطب يوم الجمعة-:"إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل"

(5)

.

(1)

السَّرَّمرّي: بفتح السين، والراء المشددتين نسبة إلى مدينة (سامرّا)، وذكر السمعاني في أنسابه (3/ 202) أن النسبة إليها سامرّي، وقد ينسبون بـ "سرّمرّي"، وشيخ المصنف هنا هو: أحمد بن الهيثم بن خالد العسكري.

(2)

ابن جعفر الأنصاري، أَبو معاذ المدني (ت: 219 هـ). قال فيه ابن معين: "ليس به بأس"، وقال صالح بن محمد البغدادي:"سيء الحفظ"، وضعفه ابن حبان، ووثقه الذهبي، وقال الحافظ:"صدوق له أغاليط".

انظر: "سؤالات ابن الجنيد"(426)، المجروحين (1/ 357)، تهذيب الكمال (10/ 287)، المجرد (199)، تقريب (2247).

(3)

عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المدني، ت: 174 هـ.

(4)

ابن أبي عياش -بتحتانية ومعجمة- الأسدي.

انظر: تهذيب الكمال (29/ 115)، تقريب (6992).

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 174

2692 -

حدثني علي بن منجح

(1)

، حدثنا الحَسَن بن الجُنَيد

(2)

، حدثنا سعيد بن مسلمة

(3)

، حدثنا إسماعيل بن أمية

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من جاء الجمعة فليغتسل"

(5)

.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ابن أبي جعفر البغدادي، البزاز.

(3)

ابن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي. قال فيه ابن معين: "ليس بشيء". وقال البخاري: "سعيد عن إسماعيل بن أمية منكر"، وقال أيضًا:"فيه نظر"، وضعفه النسائي والدارقطني، وزاد:"يعتبر به"، وابن حجر، وقال الذهبي:"واهٍ".

انظر: التاريخ الكبير (3/ 516)، الضعفاء الصغير (ص 106)، تاريخ عثمان الدارمي (119)، الضعفاء والمتروكين ص 413، الكاشف (1/ 444) التقريب (2395).

(4)

ابن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي. انظر: تهذيب الكمال (3/ 45).

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 175

2693 -

حدثني محمد بن نَهَار بن أبي الْمُحَيّاة

(1)

، حدثنا عمرو بن

⦗ص: 176⦘

رافع

(2)

أخبرنا علي بن عبد الله العامري

(3)

، حدثنا عبد الكريم

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل"

(5)

.

(1)

محمد بن نَهَار -أوله نون مفتوحة، وآخره راء ابن عمَّار بن أبي المحياة يحيى بن =

⦗ص: 176⦘

= يعلى، أَبو الحسن التيمي البغدادي، (ت: 282 هـ)، أورده الخطيب في تاريخ بغداد، وذكر عن الدارقطني أنه ضعفه.

انظر: تاريخ بغداد (3/ 328)، الإكمال (7/ 369).

(2)

ابن الفرات القزويني البجلي.

(3)

علي بن عبد الله بن راشد البصري، قال فيه أَبو حاتم:"صدوق"، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر: الجرح والتعديل (6/ 193)، الثقات (8/ 458).

(4)

يحتمل أن يكون: عبد الكريم بن أبي المُخَارِق -بضم الميم، وبالخاء المعجمة- أبا أمية البصري، (ت: 126 هـ).

ضعفه ابن عيينة، وابن معين، وأبو حاتم وغيرهم، وهو مجمع على ضعفه كما قال ابن عبد البر رحمه الله.

وقال المزي: استشهد به البخاري، وروى له مسلم في المتابعات، وتعقبه ابن حجر فيما ادعاه، وقد قال أَبو حاتم في ترجمة: علي العامري: "روى عن عبد الكريم أبي أمية كتابًا"، إلا أن ابن حبان أورد في شيوخ العامري: عبد الكريم الجزري؛ فيحتمل أن يكون هو الراوي عن نافع في هذا الحديث، وعبد الكريم أَبو الحسن الجزري ثقة متقن كما في التقريب، وقد روى عن نافع كما روى ابن أبي المخارق أيضًا. والله تعالى أعلم.

انظر: تاريخ الدوري (2/ 263)، الجرح والتعديل (6/ 60)، تهذيب الكمال (18/ 265)، تهذيب التهذيب (6/ 377)، التقريب (4154، 5641).

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 175

2694 -

حدثني أَبو القاسم عبد الله بن شعيب الحَربي

(1)

، حدثني أَبو إسحاق إبراهيم بن محمد الشيباني ببغداد

(2)

، حدثني الليث بن الحارث بن محمد بن حاتم بن زيد، قال: حدثني أبي، حدثنا داود بن الزِّبْرِقان

(3)

، عن محمد بن جُحادة

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتى الجمعة فليغتسل"

(5)

.

(1)

عبد الله بن شعيب بن محمد بن شعيب العبدي، ذكره الخطيب في تاريخه (9/ 475)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف له على ترجمة عند غيره.

(2)

لم أقف على ترجمته ولا على شيخه، ولا على والد شيخه، فيما لدي من المصادر.

(3)

الرَّقَاشي البصري، نزيل بغداد. قال فيه ابن معين:"ليس بشيء"، وضعفه جدًّا ابن المديني وأبو زرعة والنسائي، وكذبه الجوزجاني، وقال الذهبي:"ضعفوه"، وقال ابن حجر:"متروك، وكذبه الأزدي".

انظر: تاريخ الدارمي (ص 109)، أحوال الرجال (ص 111)، الكاشف (1/ 379)، تهذيب التهذيب (3/ 185)، تقريب (1785).

(4)

محمد بن جُحادة -بضم الميم، وتخفيف المهملة- الكوفي.

(5)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 177

2695 -

حدثنا إبراهيم بن إسحاق السرَّاج، حدثنا صالح بن مالك

(1)

، حدثنا عبد القدوس بن حبيب

(2)

، عن نافع، عن ابن عمر أنَّ

⦗ص: 178⦘

النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل"

(3)

.

(1)

الخوارزمي.

(2)

الكلاعي الوحاظي، أَبو سعيد الشامي، كذبه عبد الرزاق الصنعاني، وإسماعيل بن عياش، وصرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث على الثقات.

انظر: المجروحين (2/ 131)، الكشف الحثيث (171) لسان الميزان (4/ 45).

(3)

أخرجه مسلم من طريق نافع به، كما تقدم في ح 2623.

ص: 177

2696 -

ز- حدثنا الصّاغاني

(1)

، حدثنا يحيى بن بُكَير المصري

(2)

، حدثنا المفضَّل بن فضالة

(3)

، عن عياش بن عباس

(4)

، عن بُكَير بن عبد الله بن الأشج

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"رواح الجمعة على كلِّ محتلم، وعلى من راح الجمعة الغسل"

(6)

.

(1)

محمد بن إسحاق.

(2)

يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي مولاهم المصري.

(3)

ابن عبيد القتباني المصري.

(4)

عياش بن عباس -بموحدة ومهملة- القتباني -بكسر القاف وسكون المثناة- المصري.

(5)

المدني، نزيل مصر.

(6)

هذا الحديث من زوائد المصنف على مسلم، وقد أخرجه أَبو داود في السنن (1/ 244) كتاب الطهارة -باب الغسل في يوم الجمعة، ح 341، والنسائي في السنن (3/ 89) كتاب الجمعة -باب التشديد في التخلف عن الجمعة، ح 137، وابن الجارود في المنتقى (ح 287)، وابن خزيمة في الصحيح (3/ 110) كتاب الجمعة -باب الدليل على أن الجمعة فرض، وابن حبان في صحيحه (4/ 22) كتاب الطهارة -باب غسل الجمعة، والطبراني في معجمه الأوسط (5/ 108 - 109)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 322).

كلهم من طرق عن المفضل بن فضالة به، وقال الطبراني عقب إخراجه الحديث: "لم يرو هذا الحديث عن نافع، عن ابن عمر، عن حفصة إلا بكير بن عبد الله، ولا عن =

⦗ص: 179⦘

= بكير إلا عياش بن عباس، تفرد به المفضل بن فضالة"، وبنحوه قال أَبو نعيم أيضًا، لكن قال الحافظ ابن حجر معقبًا على كلام الطبراني: "رواته ثقات، فإن كان محفوظًا فهو حديث آخر، ولا مانع أن يسمعه ابن عمر من النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الصحابة، فسيأتي في ثاني أحاديث الباب من رواية ابن عمر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا سيما مع اختلاف المتون" فتح الباري (2/ 417).

وفي هذا الحديث من فوائد الاستخراج ما تقدمت الإشارة إليه في مقدمة الكتاب.

ص: 178

2697 -

حدثني عيسى بن أحمد

(1)

، حدثنا بشر بن بكر

(2)

، عن الأوزاعي

(3)

، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير

(4)

قال: حدثنا أَبو سلمة

(5)

، قال: حدثني أَبو هريرة قال: "بَيْنَا عمر رضي الله عنه يخطب الناس يوم الجمعة

⦗ص: 180⦘

دخل عثمان فعرَّض به عمر رضي الله عنهما فقال: ما بال رجالٍ يتأخرون بعد النداء! فقال عثمان: يا أمير المؤمنين! ما زدت حين سمعت النداء على أن توضأت ثم أقبلت، قال: والوضوء أيضًا!! ألم تسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل"

(6)

.

(1)

العسقلاني.

(2)

التِّنِّيسي: نسبة إلى تنيس -بكسر التاء المنقوطة باثنتين من تحتها، والسين غير المعجمة؛ بلدة من ديار مصر- أَبو عبد الله البجلي، توفي سنة 205 هـ، وثقه النقاد، وقال مسلمة بن قاسم:"يروي عن الأوزاعي أشياء انفرد بها، وهو لا بأس به، إن شاء الله تعالى". وقال الذهبي: "صدوق، ثقة، لا طعن فيه"، وقد أخرج له البخاري من حديثه عن الأوزاعي. انظر: الأنساب (1/ 487)، تهذيب الكمال (4/ 95)، الميزان (1/ 314)، تهذيب التهذيب (1/ 444).

وقد تابعه محمد بن يوسف الفريابي عند الدارمي في سننه (1/ 434) كتاب الصلاة -باب الغسل يوم الجمعة، والوليد بن مسلم عند مسلم كما سيأتي.

(3)

عبد الرحمن بن عمرو.

(4)

الطائي، مولاهم.

(5)

ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

(6)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 580) كتاب الجمعة، ح 845/ 4 من طريق الأوزاعي به مثله، وفي رواية المصنف متابعة للوليد بن مسلم عن الأوزاعي عند مسلم، والوليد مدلس وقد عنعن، وهذا من فوائد الاستخراج هنا.

والحديث متفق عليه، قد أخرجه البخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 430) كتاب الجمعة- ح 882 من طريق يحيى به، نحوه.

ص: 179

2698 -

حدثنا الدَّنْدَاني موسى بن سعيد

(1)

، حدثنا أَبو توبة

(2)

، حدثنا معاوية بن سلَّام

(3)

، عن يحيى

(4)

قال: أخبرني أَبو سلمة، أن أبا هريرة أخبره "أن عمر رضي الله عنه بَيْنَا هو يخطب يوم الجمعة إذ جاء رجلٌ، فقال عمر: تَحْتَبِسون عن الصلاة؟! فقال الرجل: ما هو إلا أني سمعت النداء! قال عمر: وأيضًا؟! ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جاء

⦗ص: 181⦘

أحدكم الجمعة فليغتسل"

(5)

.

(1)

موسى بن سعيد الطرسوسي، أَبو بكر الدَّنداني -بالنون بين المهملتين، بعدهما الألف، وفي آخرها نون أخرى-. الأنساب (2/ 497).

(2)

الربيع بن نافع الحلبي الطرسوسي.

(3)

ابن أبي سلَّام الدمشقي.

(4)

ابن أبي كثير الطائي مولاهم.

(5)

أخرجه مسلم كما تقدم من طريق يحيى بن أبي كثير، ومن فوائد الاستخراج هنا: رواية المصنف الحديث من طريق معاوية بن سلام عن يحيى فيها متابعة لرواية الأوزاعي عن يحيى عند مسلم، وقد تكلم الإمام أحمد في روايته عنه، وقال:"هو كثيرًا ما يخطئ عن يحيى"، "وأن كتابه عن يحيى قد ضاع فكان يخطئ".

والأوزاعي ومعاوية وثقهما الأئمة، وروايتهما عن يحيى عند الجماعة، ولما ذكر الإمام أحمد أصحاب يحيى وثق معاوية، ووصف الأوزاعي بالحفظ وهذا توثيق نسبي، والأوزاعي تابعه غير واحد على هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير. والله تعالى أعلم.

انظر: العلل ومعرفة الرجال -رواية المروذي (ص 151)، تهذيب الكمال (28/ 185)، ابن رجب في شرح العلل- للترمذي (2/ 677 - 799).

ص: 180

2699 -

حدثنا السُّلَمي

(1)

، حدثنا عبد الرزاق

(2)

، أخبرنا معمر

(3)

، عن الزهري

(4)

، عن سالم

(5)

، عن أبيه

(6)

"أنَّ عمر بَيْنَا هو قائمٌ يخطب يوم الجمعة، فدخل رجلٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فنادى عمر: أية ساعة هذه؟! فقال: إني شغلت اليوم فلم أنقلب إلى أهلي حتى

⦗ص: 182⦘

سمعت النداء، فلم أزد على أن توضأت. فقال عمر: الوضوء أيضًا! وقد علمت أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا بالغسل"

(7)

.

(1)

أحمد بن يوسف الأزدي النيسابوري.

(2)

ابن همام الصنعاني.

(3)

ابن راشد الأزدي.

(4)

محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري.

(5)

سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

(6)

صُرِّح في الرواية السابقة أن الرجل هو: عثمان بن عفان رضي الله عنه.

وانظر: الغوامض والمبهمات (1/ 71)، وفتح الباري (2/ 418).

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 580) ح 845/ 3، من طريق يونس بن يزيد عن الزهري، ومعمر بن راشد أتقن وأوثق من يونس في الزهري، وكلاهما ثبت من الطبقة الأولى عنه.

إلا أن يونس بن يزيد ربما وهم في الزهري، فمتابعة معمر له دالّة على أن هذا من صحيح حديثه، وهذا من فوائد الاستخراج هنا.

والحديث متفقٌ عليه؛ فقد أخرجه البخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 415) ح 878، كتاب الجمعة -باب فضل الغسل يوم الجمعة، من طريق الزهري به، نحوه.

انظر: تهذيب الكمال (28/ 309)، (32/ 555)، وشرح علل الترمذي - لابن رجب (2/ 674، 765).

ص: 181

‌باب ذكر الأخبار التي تدل أن الأمر بالغسل يوم الجمعة على الإباحة لا على الحتم، وثواب من توضأ وأتى الجمعة، والتشديد في مسِّ الحصى والإمام يخطب، والدليل على أن من دنا من الإمام أفضل ممن تأخَّر

ص: 183

2700 -

حدثنا علي بن حرب

(1)

، حدثنا أَبو معاوية

(2)

، عن الأعمش

(3)

، عن أبي صالح

(4)

، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضَّا فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة وأنصت واستمع؛ غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام، ومن مسَّ الحصى فقد لغا"

(5)

.

(1)

الطائي.

(2)

محمد بن خَازِم -بمعجمتين- الضرير الكوفي.

(3)

سليمان بن مهران الأسدي الكوفي.

(4)

ذكوان السمان الزيات.

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 588) كتاب الجمعة -باب فضل من استمع وأنصت في الخطبة- ح 857/ 27، من طريق أبي معاوية به، مثله.

ص: 183

2701 -

حدثنا علي بن عمرو الأنصاري

(1)

، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي

(2)

، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 184⦘

"من توضَّأ فأحسن الوضوء ثم أنصت للإمام حتى يصلي؛ غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة، وزيادة ثلاثة أيام"

(3)

.

(1)

علي بن عمرو بن الحارث، أَبو هبيرة -بهاء، وموحدة، مصغرا- الأنصاري البغدادي.

(2)

يحيى بن سعيد بن أبان، أَبو أيوب الكوفي.

(3)

أخرجه مسلم كما تقدم من طريق الأعمش.

ص: 183

2702 -

حدثنا عيسى بن أحمد البلخي

(1)

، حدثنا ابن وهب

(2)

، قال: أخبرني عمرو

(3)

، عن عبيد الله بن أبي جعفر

(4)

، أن محمد بن جعفر بن الزبير

(5)

حدَّثه، عن عروة بن الزبير

(6)

، عن عائشة أنها قالت: "كان الناس يَنْتَابون

(7)

الجمعة من منازلهم ومن العوالي

(8)

، فيأتون في

⦗ص: 185⦘

العباء

(9)

، ويصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرق والريح، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم إنسانٌ

(10)

منهم -وهو عندي- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أنكم تَطَهَّرْتم ليومكم هذا"

(11)

.

(1)

العسقلاني.

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

ابن الحارث بن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري.

(4)

المصري.

(5)

ابن العوام الأسدي المدني.

(6)

ابن العوام الأسدي المدني.

(7)

قال ابن حجر: ينتابون الجمعة: أي يحضرونها نوبًا، والانتياب: افتعالٌ من النوبة، وفي رواية: يتناوبون. انظر: فتح الباري (2/ 448).

(8)

العوالي: بالفتح، جمع عالية، وعوالي المدينة كل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها وعمائرها فهي العالية، وما كان دون ذلك من جهة تهامة فهي السافلة، والعوالي من المدينة على أربعة أميال، وقيل: ثمانية أميال من حيث يأتي وادي بطحان، ويطلق هذا الاسم على تلك الجهة حتى اليوم.

انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 108)، ومعجم البلدان (4/ 187)، معجم المعالم الجغرافية ص 197.

(9)

العباء: كساء معروف فيه خطوط. انظر: مشارق الأنوار (2/ 64).

(10)

لم أقف على اسمه.

(11)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 581 - كتاب الجمعة -باب وجوب غسل الجمعة- ح 847/ 6)، من طريق عيسى بن أحمد به، نحوه.

والحديث أخرجه البخاري أيضًا (الصحيح مع الفتح 2/ 447) كتاب الجمعة -باب من أين تؤتى الجمعة، ح 902، من طريق ابن وهب به، نحوه. وقوله:"والعرق" زيادة عند البخاري، وليست في لفظ مسلم، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 184

2703 -

حدثنا أَبو أمية

(1)

، حدثنا جعفر بن عون

(2)

، عن يحيى بن سعيد

(3)

، عن عمرة

(4)

قالت: سمعت عائشة تقول: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عُمَّال أنفسهم، فكانوا يروحون إلى الجمعة بهيئتهم، فكان يقال لهم: لو اغتسلتم"

(5)

.

(1)

محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.

(2)

ابن جعفر المخزومي.

(3)

ابن قيس الأنصاري.

(4)

بنت عبد الرحمن بن بن سعد بن زرارة الأنصارية. انظر: تهذيب الكمال (35/ 241).

(5)

أخرجه مسلم من طريق يحيى بن سعيد كما تقدم بنحوه، وهو عند البخاري أيضًا (الصحيح مع الفتح 2/ 449) كتاب الجمعة -باب وقت الجمعة- ح 903.

ص: 185

2704 -

حدثنا إسماعيل القاضي

(1)

، حدثنا سليمان بن حرب

(2)

، حدثنا حماد بن زيد

(3)

، عن يحيى بن سعيد بمثله، فقيل لهم:"لو اغتسلتم"

(4)

.

رواه ابن عيينة عن يحيى

(5)

.

(1)

إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي.

(2)

الأزدي، أَبو أيوب البصري. انظر: تهذيب الكمال (11/ 384).

(3)

ابن درهم الأزدي البصري.

(4)

أخرجه مسلم كما تقدم من طريق يحيى به.

(5)

أخرجه الشافعي في مسنده (172)، وفي اختلاف الحديث (150)، والحميدي في مسنده (1/ 93)، كلاهما: عن ابن عيينة به.

ص: 186

‌باب بيان ثواب من اغتسل للجمعة، ثم بكَّر وحضرها، وأنصت

(1)

للإمام واستمع لخطبته

(1)

في الأصل كلمة غير مقروءة، والمثبت قريبٌ منها.

ص: 187

2705 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى

(1)

، حدثنا ابن وهب

(2)

، أنَّ مالكًا حدثه، ح

وحدثنا أَبو إسماعيل

(3)

، حدثنا القعنبي

(4)

، عن مالك، عن سُمَيٍّ

(5)

، عن أبي صالح

(6)

، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح فكأنما قرَّب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرَّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرَّب كبشًا، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرَّب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرَّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر"

(7)

.

(1)

الصدفي.

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

محمد بن إسماعيل السلمي.

(4)

عبد الله بن مسلمة.

(5)

سُمَيّ -بصيغة التصغير-مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

(6)

ذكوان السمان الزيات.

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 582) كتاب الجمعة -باب الطيب والسواك يوم الجمعة =

⦗ص: 188⦘

= - ح 850/ 10، والبخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 425) كتاب الجمعة -باب فضل الجمعة- ح 881)، كلاهما من طريق مالك به، مثله، وهو في الموطأ (1/ 101) كتاب الجمعة -باب العمل في غسل يوم الجمعة، إلا أن في حديثهم:"كبشًا أقرن".

ص: 187

2706 -

حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا أمية بن بسطام

(1)

، حدثنا يزيد بن زُريع

(2)

، عن روح بن القاسم

(3)

، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قُدِّر له، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته، ثم يصلي معه؛ غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيَّام"

(4)

.

(1)

العيشي البصري.

(2)

يزيد بن زُريع، البصري.

(3)

التميمي العنبري.

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 587) كتاب الجمعة -باب فضل من استمع وأنصت في الخطبة- ح 857/ 26، من طريق أمية بن بسطام به، مثله.

ص: 188

‌باب بيان فضل المُهجِّر

(1)

إلى صلاة الجمعة والمبادرة إليها والدليل على أن من حضرها عند ابتداء الإمام في الخطبة لم يصب ذلك الفضل

(1)

المهجِّر: المبكِّر إلى الصلاة، والتهجير التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه.

النهاية (5/ 246).

ص: 189

2707 -

حدثنا سعدان بن نصر

(1)

، وشعيب بن عمرو

(2)

، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يوم الجمعة كان على كل بابٍ من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس، الأولَ فالأولَ، فالمهجِّر إلى الجمعة كالمهدي بدنة، ثم الذي يليه كالمهدي بقرة، ثم الذي يليه كالمهدي كبشًا

(3)

-حتى ذكر الدجاجة والبيضة- فإذا جلس الإمام طُوِيت الصحف، واستمعوا الخطبة"

(4)

.

(1)

ابن منصور، البزاز البغدادي.

(2)

ابن نصر -ويقال: ابن عمرو- بن سهل، أَبو محمد الضبعي الدمشقي.

(3)

في الأصل: "كبش" وضبّب عليه، وهو في رواية البخاري بالنصب، كما هو مثبت لأنه مفعول به لاسم الفاعل (مهدي)، والإضافة ممتنعة هنا، لأنه نكرة غير محلى بالألف.

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 587) كتاب الجمعة -باب فضل التهجير يوم الجمعة - ح 850/ 24، من طريق ابن عيينة، والبخاري (الصحيح مع الفتح: 2/ 472) =

⦗ص: 190⦘

= كتاب الجمعة -باب الاستماع إلى الخطبة- ح 929، من طريق ابن أبي ذئب كلاهما: عن الزهري به، نحوه.

ومن فوائد الاستخراج هنا:

1 -

بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه، حيث ساق مسلم الحديث بهذا الطريق، وأحال متنه على الذي قبله.

2 -

بيان المهمل في "سعيد بن المسيب" حيث جاء مهملًا عند مسلم.

ص: 189

2708 -

وحدثنا أَبو إسماعيل

(1)

، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان

(2)

، حدثنا الزهري، وذكر الحديث.

قال الحميدي

(3)

: إنهم يقولون هذه عن الأغر

(4)

؟ فقال: ما سمعته من الزهري إلا عن سعيد

(5)

.

(1)

محمد بن إسماعيل بن يوسف السُّلمي.

(2)

ابن عيينة كما تقدم.

(3)

المسند (2/ 417)، وفيه:"قال أَبو بكر -أي الحميدي- فقيل لسفيان: إنهم يقولون في هذا الحديث: عن الأغر عن أبي هريرة. قال سفيان: ما سمعت الزهري ذكر الأغر قط .... ".

(4)

سليمان الأغر، أَبو عبد الله المدني.

(5)

نفي سفيان بن عيينة سماعه الحديث من الزهري عن الأغر لا يوجب تضعيف رواية من قال فيه عن الزهري عن الأغر، وغاية ما فيه نفي سماعه دون غيره، وسوف يورد المصنف الدلالة على ذلك، في الأحاديث الآتية: ح (2710، 2713) وهذا من فوائد الاستخراج، والحديث أخرجه مسلم في صحيحه من طريق ابن عيينة، به، كما تقدم.

ص: 190

2709 -

حدثنا يونس

(1)

، أخبرنا ابن وهب

(2)

قال: أخبرني يونس

(3)

، عن ابن شهاب قال: أخبرني أَبو عبد الله الأغر، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم الجمعة كان على كلِّ باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأولَ فالأولَ، فإذا جلس الإمام على المنبر طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر، ومثل المُهَجِّر كمثل الذي يهدي بدنة، ثم كمثل الذي يهدي بقرة، ثم كمثل الذي يهدي كبشًا، ثم كمثل الذي يهدي دجاجة، ثم كمثل الذي يهدي بيضة".

(1)

ابن عبد الأعلى الصدفي.

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

ابن يزيد الأيلي، وفي روايته عن الزهري مقال كما تقدم في ح 2699، ولكنه لم ينفرد، بل تابعه غير واحد في ذكره الأغر كما سيأتي، وهذا من فوائد الاستخراج، والحديث أخرجه مسلم في صحيحه -كما تقدم- من طريق ابن وهب، أخبرني يونس به، مثله.

ص: 191

2710 -

حدثنا الدبري

(1)

، عن عبد الرزاق

(2)

، عن معمر

(3)

، عن الزهري قال: حدثني أَبو عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه

(4)

.

(1)

إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني.

(2)

المصنف (3/ 257) كتاب الجمعة -باب عظم يوم الجمعة.

(3)

ابن راشد الأزدي مولاهم.

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كما تقدم- من طريق الزهري به.

ص: 191

2711 -

حدثنا يونس بن حبيب

(1)

، حدثنا أَبو داود

(2)

، حدثنا ابن أبي ذئب

(3)

، عن الزهري، عن الأغر، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه

(4)

.

(1)

ابن عبد القاهر الأصبهاني، ت 267 هـ.

(2)

الطيالسي، والحديث في مسنده (ح: 314).

(3)

محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي.

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه كما تقدم.

ص: 192

2712 -

وحدثنا البهراني أَبو أيوب

(1)

، حدثنا خطَّاب بن عثمان الفَوْزي

(2)

حدثنا محمد بن حِمْير

(3)

، عن إبراهيم بن أبي عَبْلة

(4)

، ح

وحدثنا أَبو أمية

(5)

، حدثنا روح

(6)

،

⦗ص: 193⦘

عن ابن أبي حفصة

(7)

، ح

وحدثنا أَبو أمية، حدثنا أحمد بن يونس

(8)

، عن إبراهيم بن سعد

(9)

، كلهم: عن الزهري، عن أبي سلمة

(10)

وأبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه

(11)

.

(1)

البَهْراني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة، وسكون الهاء، وفتح الراء، وفي آخرها النون؛ نسبة إلى بهراءَ قبيلةٍ من قضاعة نزلت أكثرها بلدة حمص بالشام.

وأبو أيوب البَهْراني هو: سليمان بن عبد الحميد الحمصي، كتب عنه أَبو حاتم، وقال فيه ابنه:"صدوق"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"كان ممن يحفظ الحديث ويتنصب".

قلت: النصب: بغض علي رضي الله عنه وتقديم غيره عليه. انظر آخر الفصل التاسع من هدي الساري (ص 460).

انظر: الجرح والتعديل (4/ 130)، الثقات (8/ 281)، الأنساب (1/ 420).

(2)

الحمصي، الفَوزي: بفتح الفاء وفي آخرها الزاي؛ نسبة إلى فوز من قرى حمص.

انظر: الأنساب (4/ 407)، معجم البلدان (4/ 317)، تهذيب الكمال (8/ 268)، تقريب (1723).

(3)

ابن أنيس السَّلِيحي -بكسر اللام- الحمصي.

(4)

إبراهيم بن أبي عَبْلة -بسكون الموحدة- والله شِمْر -بكسر المعجمة- الشامي.

(5)

محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.

(6)

ابن عبادة بن العلاء البصري.

(7)

محمد بن أَبي حفصة ميسرة، البصري.

(8)

أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي.

(9)

ابن إبراهيم بن عوف الزهري.

(10)

ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني.

(11)

أخرجه مسلم في صحيحه من طريق الزهري عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة، ولم يخرج مسلم الحديث من طريق أبي سلمة لا مقرونًا ولا منفردًا، وقد أخرجهما البخاري في صحيحه مختصرًا (الصحيح مع الفتح: 6/ 351) كتاب بدء الخلق -باب ذكر الملائكة- ح 3211 من طريق أحمد بن يونس به.

ص: 192

2713 -

حدثنا يزيد بن عبد الصمد

(1)

، حدثنا علي بن عياش

(2)

، أخبرنا شعيب

(3)

، عن الزهري، عن أبي سلمة وأبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو حديث الزهري، عن الأغر، عن أبي هريرة "إذا كان يوم الجمعة"

(4)

.

(1)

يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي، القرشي مولاهم.

(2)

علي بن عيَّاش الألهاني.

(3)

ابن أَبي حمزة الأموي مولاهم.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق الزهري، وما ذكره المصنف من طرق عن الزهري كلها صحيحة عنه، كما قال الحافظ ابن حجر في النكت (2/ 783) عند ذكره هذا الحديث، حيث قال: "فتبيَّن صحة كل الأقوال، فإن الزهري كان ينشط تارة فيذكر =

⦗ص: 194⦘

= جميع شيوخه وتارة يقتصر على بعضهم".

ص: 193

2714 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى

(1)

، أخبرنا ابن وهب، أنّ مالكًا

(2)

حدثه عن سُميٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لو يعلم الناس ما في التَّهْجِير لاستبقوا إليه"

(3)

.

(1)

رجال هذا الإسناد تقدم ذكرهم في الحديث (2705).

(2)

الموطأ (1/ 68) كتاب الصلاة -باب ما جاء في النداء للصلاة.

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 325) كتاب الصلاة -باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الصف الأول فالأول- ح 437/ 129، والبخاري في صحيحه (الصحيح مع الفتح: 2/ 114) كتاب الأذان -باب الاستهام في الأذان- ح 615، كلاهما: من طريق مالك به، ولفظهما أتم مما أورده المصنف.

ص: 194

‌باب الترغيب في ترك الاشتغال بالأكل والقائلة يوم الجمعة قبل صلاة الجمعة، والدليل على إثبات القيلولة، والترغيب فيها عند نصف النهار وإباحتها بعه صلاة الظهر

ص: 195

2715 -

حدثنا أَبو أمية، حدثنا خالد بن مخلد القطواني، حدثنا سليمان بن بلال

(1)

، قال: حدثني أَبو حازم بن دينار

(2)

قال: سمعت سهل بن سعد يقول: "كنا لا نتغدى

(3)

ولا نقيل يوم الجمعة إلا بعد الجمعة"

(4)

.

(1)

التيمي مولاهم.

(2)

سلمة بن دينار الأعرج المدني.

(3)

الغداء: الطعام الذي يؤكل أول النهار. النهاية (3/ 346).

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 588) كتاب الجمعة -باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس ح 859/ 30، والبخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 495) كتاب الجمعة- باب قول الله تعالى {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا في. . .} ح 939. كلاهما من طريق أبي حازم به، نحوه. ومن فوائد الاستخراج هنا تعيين المهمل في أبي حازم، وسهل رضي الله عنه حيث جاءا مهملين عند مسلم.

ص: 195

2716 -

حدثنا ابن الجنيد

(1)

، حدثنا أَبو عاصم

(2)

، عن سفيان

(3)

، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: "كنا نقيل ونتغدى بعد

⦗ص: 196⦘

الجمعة"

(4)

.

(1)

محمد بن أحمد بن الجنيد الدَّقاق.

(2)

الضحاك بن مخلد النبيل البصري.

(3)

هو سفيان بن سعيد الثوري، كما بينه الطبراني في معجمه الكبير (6/ 190، 193).

(4)

أخرجه مسلم كما تقدم من طريق أبي حازم، وفي رواية المصنف علو معنوي حيث جاء الحديث عند مسلم من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه، وعبد العزيز توفي سنة (184 هـ) وساق المصنف الحديث من طريق الثوري (ت 161 هـ)، وسليمان بن بلال (ت 177 هـ). انظر: التقريب (2445، 2539، 4088).

ص: 195

2717 -

حدثنا إبراهيم الحربي

(1)

، حدثنا عَفَّان

(2)

، حدثنا وهيب

(3)

حدثنا أيوب

(4)

، عن أبي قِلابة

(5)

، عن أنس، عن أم سليم

(6)

"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيها فيقيل عندها"

(7)

.

قال إبراهيم: "والقائلة نصف النهار"

(8)

.

(1)

إبراهيم بن إسحاق بن بشير.

(2)

ابن مسلم الصفَّار.

(3)

ابن خالد الباهلي مولاهم.

(4)

ابن أبي تميمة السختياني.

(5)

عبد الله بن زيد الجرمي.

(6)

بنت ملحان الأنصارية رضي الله عنها، والدة أنس رضي الله عنه، مشهورة بكنيتها، وقد اختلف في اسمها، فقيل اسمها: سهلة وقيل غير ذلك. انظر: الإصابة (4/ 416).

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 4/ 1816) كتاب الفضائل -باب طيب عرق النبي صلى الله عليه وسلم ح 2332/ 85 من طريق عفَّان به.

والبخاري في صحيحه (مع الفتح 11/ 73) كتاب الاستئذان -باب من زار قومًا فقال عندهم- ح 6281، عن أنس عن أمّ سليم رضي الله عنهما.

ولفظه في الصحيحين أتم مما ذكره المصنف.

(8)

لم أقف على هذا الحديث في كتاب غريب الحديث لإبراهيم الحربي، ولعله في القسم =

⦗ص: 197⦘

= المفقود منه، وتفسير القائلة بنصف النهار قد ذكره في كتابه المذكور (2/ 577).

ص: 196

‌باب بيان وقت صلاة الجمعة والدليل قال أنها تصلى أوَّل الزوال

ص: 197

2718 -

حدثنا السُّلَمي

(1)

، وعباس الدُّوري، وأبو أمية، قالوا: حدثنا خالد بن مخلد القطواني، حدثني سليمان بن بلال

(2)

، حدثني جعفر بن محمد

(3)

، عن أبيه، قال: حدثني جابر بن عبد الله قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا الجمعة ثم نذهب إلى جمالنا فَنُرِيحها". يعني النواضح

(4)

.

وقال السلمي والدوري في حديثهما: "سألنا جابرًا متى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بكم الجمعة؟ قال: كان يصلي بنا" فذكر مثله

(5)

.

(1)

أحمد بن يوسف.

(2)

التيمي.

(3)

ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف بالصادق.

(4)

النواضح: جمع ناضح وهي الإبل التي يستسقى بها.

انظر: غريب الحديث- للهروي (2/ 31)، واللسان (2/ 619).

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 588) كتاب الجمعة -باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس- ح 858/ 29، من طريق خالد بن مخلد به، نحوه.

ص: 197

2719 -

حدثنا عمرو بن عثمان العثماني

(1)

قاضي مكة،

⦗ص: 198⦘

والصائغ

(2)

بمكة قالا: حدثنا ابن أبي أويس

(3)

، حدثنا سليمان بمثله

(4)

.

رواه أَبو بكر بن أبي شيبة

(5)

عن يحيى بن آدم

(6)

، عن حسن بن عَيَّاش

(7)

، عن جعفر بن محمد بمثله، قال:"وقلت لجابر متى ذاك؟ قال: زوال الشمس"

(8)

.

(1)

في الأصل: "عمرو بن عثمان القباني"، ولم أقف على ترجمته، وقد روى أَبو عوانة عن =

⦗ص: 198⦘

= عمرو بن عثمان العثماني كما في ح (5219) فقال: "حدثنا عمرو بن عثمان العثماني قاضي مكة، قال: حدثنا ابن أبي أويس"، فلعل ما في الأصل تصحيف، وصوابه:"عمرو بن عثمان العثماني"، وهو عمرو بن عثمان بن كُرب المكي الزاهد، شيخ الصوفية، قاضي جدة، أَبو عبد الله، كان ينتسب إلى الجنيد، وقد سمع من يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، وغيرهما، وحدث، وله مصنفات في التصوف، توفي في بغداد سنة 297 هـ على الصحيح.

انظر: حلية الأولياء (10/ 291)، تاريخ بغداد (12/ 220)، صفوة الصفوة (2/ 284)، سير أعلام النبلاء (14/ 57)، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين (6/ 410).

(2)

محمد بن نصر بن منصور، أَبو جعفر (ت 297 هـ)، قال فيه الدارقطني:"صدوق فاضل"، ووثقه ابن المنادي. انظر: سؤالات الحاكم ص 147، تاريخ بغداد (3/ 319).

(3)

إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق سليمان بن بلال به، نحوه.

(5)

المصنف (2/ 17) كتاب الجمعة -باب من كان يقول وقتها زوال الشمس.

وفيه أن حسن بن عياش هو الذي سأل جعفرًا.

(6)

ابن سليمان الكوفي.

(7)

الحسن بن عيَّاش -بتحتانية ثم معجمة- بن سالم الأسدي الكوفي.

(8)

أخرجه مسلم في صحيحه -كما تقدم- من طريق أبي بكر (ح 858/ 28) به، نحوه، =

⦗ص: 199⦘

= والسائل في حديثه هو حسن بن عياش، كما عند ابن أبي شيبة، وأما ما جاء في رواية المصنف هنا، فقد وقع لمسلم في رواية سليمان المتقدمة.

ص: 197

2720 -

حدثنا الربيع بن سليمان

(1)

، حدثنا ابن وهب

(2)

، حدثنا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، حدثنيه عن أبيه، أنه سأل جابرًا متى كان رسول صلى الله عليه وسلم يصلي يوم الجمعة؟. قال:"كان يصلي، ثم نذهب إلى جمالنا فَنُرِيحها"

(3)

.

(1)

ابن عبد الجبار المرادي.

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

أخرجه مسلم من طريق سليمان به، مثله.

ص: 199

2721 -

حدثنا محمد بن إسماعيل المكي

(1)

، حدثنا يحيى بن أبي بكير

(2)

، حدثنا يعلى بن الحارث

(3)

، ح

وحدثنا يونس بن حبيب

(4)

، حدثنا أَبو داود

(5)

، حدثنا يعلى بن الحارث المحاربي قال: سمعت إياس بن سلمة

(6)

، عن أبيه قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا الجمعة، وننصرف وما نجد للحيطان فَيْئًا نستظلُّ به"

(7)

.

(1)

محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ الكبير.

(2)

الكرماني (ت 208 أو 209 هـ). انظر: تهذيب الكمال (31/ 245).

(3)

ابن حرب المحاربي.

(4)

ابن عبد القاهر الأصبهاني.

(5)

سليمان بن داود الطيالسي (ت 204 هـ).

(6)

ابن الأكوع الأسلمي المدني.

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 589) كتاب الجمعة -باب صلاة الجمعة حين تزول =

⦗ص: 200⦘

= الشمس- ح 860/ 32، والبخاري (الصحيح مع الفتح 7/ 514) كتاب المغازي -باب غزوة الحديبية- ح 4168، كلاهما: من طريق يعلى بن الحارث به، نحوه.

وفي رواية المصنف علوٌّ معنوي لتقدم وفاة يحيى الكرماني وسليمان بن داود الطيالسي، حيث الحديث عند مسلم عن يعلى بن الحارث من طريق هشام بن عبد الملك الطيالسي (المتوفى سنة 227 هـ)، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 199

2722 -

حدثنا الحسن بن عفان

(1)

، حدثنا زيد بن الحُباب

(2)

، حدثنا يعلى بن الحارث المحاربي، بإسناده:"كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم نرجع وما للحيطان ظلٌّ نستظلُّ به"

(3)

.

(1)

الحسن بن علي بن عفان العامري.

(2)

العُكْلي.

(3)

أخرجه مسلم من طريق يعلى به نحوه، كما تقدم.

ص: 200

2723 -

حدثنا عباس الدوري

(1)

، حدثنا محمد بن بشر

(2)

، ح

وحدثنا أَبو أمية

(3)

، حدثنا أَبو نعيم

(4)

، ويحيى بن إسحاق السَّالحِيني

(5)

،

⦗ص: 201⦘

وأبو غسان

(6)

، وأحمد بن إسحاق الحضرمي

(7)

قالوا: حدثنا يعلى بن الحارث بمثله: "وما نجد فيئًا نستظلُّ به"

(8)

.

(1)

عباس بن محمد بن حاتم الدوري.

(2)

العبدي (ت 203 هـ). انظر: تهذيب الكمال (24/ 520).

(3)

محمد بن إبراهيم بن مسلم.

(4)

الفضل بن دكين الملائي (ت 218 هـ).

(5)

يحيى بن إسحاق البجلي السالحيني، ويقال: السَّيْلَحِيني -بفتح المهملة واللام بينهما تحتية ساكنة (وقد تصير ألفًا ساكنة)، ثم مهملة مكسورة، ثم تحتية ثم نون؛ نزيل بغداد، توفي سنة 210 هـ، والسيلحيني: نسبة إلى قرية معروفة من سواد بغداد. =

⦗ص: 201⦘

= انظر: الأنساب للسمعاني (3/ 362)، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال (3/ 142).

(6)

مالك بن إسماعيل النهدي (ت 217 هـ).

(7)

أحمد بن إسحاق بن زيد البصري (ت 211 هـ).

(8)

أخرجه مسلم من طريق يعلى به مثله، وفي هذا الإسناد علوٌ معنويٌ كما تقدم في ح (2721).

ص: 200

2724 -

حدثنا محمد بن نصر بن الحجاج المروزي

(1)

، وأبو أمية قالا: حدثنا يحيى بن يعلى

(2)

عن أبيه، عن إياس -يعني: ابن سلمة

(3)

-، عن أبيه -وكان أبوه من أصحاب الشجرة-، قال:"كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم ننصرف وليس للحيطان فيءٌ نستظلُّ به "

(4)

.

(1)

أَبو عبد الله (ت 294 هـ). انظر: تهذيب التهذيب (9/ 489).

(2)

ابن الحارث المحاربي (ت 216 هـ). انظر: تهذيب الكمال (32/ 46).

(3)

انظر: تهذيب الكمال (3/ 403).

(4)

أخرجه مسلم من طريق يعلى به، نحوه، كما تقدم، ومن فوائد الاستخراج في هذا الإسناد.

1 -

العلو المعنوي كما تقدم.

2 -

قوله: "وكان أبوه -أي: سلمة بن الأكوع رضي الله عنه من أصحاب الشجرة" من زيادات المصنف، وهو كما قال. وانظر: الإصابة (2/ 67).

ص: 201

‌باب بيان التشديد في قول الرجل لصاحبه: أنصت، إذا تكلَّم والإمام يخطب، وإباحة الكلام للخطيب في خطبته بأمرٍ أو نهيٍ مما يجب في شأن الصلاة، ونزوله عن منبره في خطبته ثم رجوعه إليه، وإباحة الكلام للداخل وهو يخطب، وسؤاله عن أمر دينه

ص: 202

2725 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى

(1)

، أخبرنا ابن وهب

(2)

قال: أخبرني مالك

(3)

، ويونس

(4)

، عن ابن شهاب

(5)

قال: حدثني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قلت لصاحبك: أنصت والإمام يخطب فقد لغوت

(6)

"

(7)

.

(1)

الصدفي.

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

الموطأ (1/ 102) كتاب الجمعة -باب ما جاء في الإنصات يوم الجمعة.

(4)

ابن يزيد بن أبي النجاد الأيلي.

(5)

محمد بن مسلم الزهري.

(6)

لغوت: أي قلت اللغو، وهو الكلام الملغي الساقط الباطل المردود، وقيل: معناه قلت غير الصواب، وقيل: تكلمت بما لا ينبغي، ففي الحديث النهي عن جميع أنواع الكلام حال الخطبة. وانظر: شرح مسلم للنووي (6/ 138).

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 583) كتاب الجمعة -باب الإنصات يوم الجمعة- ح 851/ 11، والبخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 480) كتاب الجمعة -باب الإنصات يوم الجمعة- ح 934، كلاهما: من طريق ابن شهاب به مثله.

ص: 202

2726 -

حدثنا محمد بن إسحاق بن الصبَّاح الصنعاني

(1)

،

⦗ص: 203⦘

وأبو الأزهر

(2)

، قالا: حدثنا عبد الرزاق

(3)

، عن ابن جريج

(4)

، قال: حدثنا ابن شهاب قال: حدثني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا قلت لصاحبك: أنصت، والإمام يخطب يوم الجمعة فقد لغوت"

(5)

.

زاد أَبو الأزهر والدَّبَري

(6)

: قال ابن شهاب: حدثني عمر بن عبد العزيز

(7)

عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ

(8)

، عن أَبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله

(9)

.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

أحمد بن الأزهر بن منيع النيسابوري.

(3)

المصنف (3/ 223) كتاب الجمعة، باب ما يقطع الجمعة.

(4)

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي.

(5)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق ابن جريج به، مثله.

(6)

إسحاق بن إبراهيم.

(7)

ابن مروان الأموي، أمير المؤمنين.

(8)

إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، بقاف وظاء معجمة.

(9)

سوف يأتي بيان الخلاف على الزهري في ذلك في (ح 2729).

ص: 202

2727 -

حدثنا أَبو داود الحَرَّاني

(1)

، وعباس الدوري

(2)

قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد

(3)

، حدثنا أبي، عن صالح

(4)

، عن ابن

⦗ص: 204⦘

شهاب، أنَّ سعيد بن المسيب حدثه، عن أبي هريرة، أنَّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا قلت لصاحبك: أنصت والإمام يخطب فقد لغيت"

(5)

.

(1)

سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم.

(2)

عباس بن محمد بن حاتم الدوري.

(3)

ابن إبراهيم بن عوف الزهري.

(4)

ابن كيسان المدني (توفي بعد الأربعين ومائة).

(5)

أخرجه مسلم من طريق ابن شهاب به، كما تقدم، وفي إسناد المصنف علوٌّ معنويٌّ بتقدم السماع، حيث الحديث عند مسلم عن الزهري من طريق عُقَيل بن خالد (ت 145 هـ) وساقه المصنف عن صالح بن كيسان عنه، وقد سئل أَبو حاتم: صالح بن كيسان أحب إليك أو عقيل؟ قال: صالح أحب إليَّ لأنه حجازي، وهو أسنُّ، رأى ابن عمر، وهو ثقة، يعد في التابعين. انظر: الجرح والتعديل (4/ 411).

ص: 203

2728 -

حدثنا أَبو أمية

(1)

، حدثنا أَبو غسان

(2)

، حدثنا القاسم بن معن

(3)

، عن ابن جريج، ح

وحدثنا يونس بن حبيب

(4)

، حدثنا أَبو داود

(5)

، حدثنا ابن أبي ذئب

(6)

، جميعًا: عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

(7)

.

(1)

محمد بن إبراهيم بن مسلم.

(2)

مالك بن إسماعيل النهدي.

(3)

القاسم بن مَعْن -بفتح الميم وسكون المهملة- ابن عبد الرحمن المسعودي.

(4)

ابن عبد القاهر الأصبهاني.

(5)

سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي.

(6)

محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.

(7)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق ابن جريج عن الزهري، به.

ص: 204

2729 -

وحدثنا أَبو أمية، حدثنا الوليد بن صالح

(1)

-قال أَبو عوانة: ثقةٌ بغدادي- حدثنا الليث

(2)

، عن عُقَيل

(3)

، عن ابن شهاب، عن عمر بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، وسعيد بن المسيب أنهما حدثاه، أن أبا هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول، فذكر مثله

(4)

.

ورواه عن عُقَيل غيره فقال: عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ

(5)

.

(1)

النَّخَّاس -بنون ومعجمة ثم مهملة- الضبي الجزري.

(2)

ابن سعد الفهمي.

(3)

ابن خالد بن عَقيل -بالفتح- الأموي مولاهم.

انظر: تهذيب الكمال (20/ 242)، تقريب (4665).

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق الليث بن سعد به.

(5)

هكذا ذكر المصنف عن الليث في روايته عن عقيل، أنه قال:"إبراهيم بن عبد الله بن قارظ"، والذي في مسلم عنه أنه قال:"عبد الله بن إبراهيم بن قارظ".

والحديث اختلف فيه على الزهري وغيره كما قال الدارقطني في العلل (7/ 266) وابن حجر من وجهين:

الوجه الأول: الخلاف في اسم عبد الله بن إبراهيم بن قارظ.

قال يونس وعقيل وشعيب: حدثنا الزهري، عن عمر بن عبد العزيز، سمع عبد الله بن إبراهيم. كما قال أَبو عبد الله البخاري (التاريخ الكبير 5/ 40).

ورواه ابن جريج، عن الزهري، عن عمر، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ. كما عند مسلم في صحيحه.

ورواه الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري فمرة قال فيه كقول يونس وشعيب كما =

⦗ص: 206⦘

= عند مسلم أيضًا، ومرة قال فيه كقول ابن جريج كما عند مسلم والمصنف والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 367) كتاب الصلاة -باب الرجل يدخل المسجد يوم الجمعة، وزاد الليث وابن جريج: سعيد بن المسيب في إسناديهما كما سيأتي.

وأبان ابن حجر عن هذا الاختلاف في ترجمة إبراهيم بن عبد الله بن قارظ (التهذيب 1/ 134) حيث قال: "وجعل ابن أبي حاتم: إبراهيم وعبد الله ترجمتين، والحق أنهما واحد، والاختلاف فيه على الزهري وغيره، وقال ابن معين: كان الزهري يغلط فيه".

وقد ترجم البخاري في تاريخه الكبير لعبد الله بن إبراهيم فيمن وافق أول اسم أبيه ألفًا فسماه عبد الله.

وقال الذهبي في الكاشف (1/ 215): إبراهيم بن عبد الله بن قارظ على الصحيح، وكذلك قال الخزرجي في الخلاصة (2/ 38)، وابن حجر في تقريبه، إلا أنه لم يجزم به.

الوجه الثاني من الاختلاف على الزهري:

اختلف عليه فرواه -كما قال الدارقطني في العلل (7/ 266) - مرة عن سعيد بن المسيب كما هي رواية الصحيحين؛ (صحيح البخاري مع الفتح: 2/ 480) كتاب الجمعة -باب الإنصات يوم الجمعة- ح 934، (صحيح مسلم: 2/ 583) كتاب الجمعة -باب الإنصات يوم الجمعة- ح 851/ 11.

ومرة قال: عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ كما مضى، ومرة جمع بينهما كما عند مسلم.

وقال ابن حجر في الفتح (2/ 481): "الطريقان معًا صحيحان، وقد رواه أَبو صالح عن الليث بالإسنادين معًا كما أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 367) ".

وكذا رواية ابن جريج كما عند مسلم في صحيحه، وقد سبق في ح (2713) أن الزهري قد ينشط فيذكر جميع شيوخه، وتارة يقتصر على بعضهم، وقد نبه المصنف على هذا الاختلاف بسرده طرق الحديث عن الزهري، ونبه هنا على الاختلاف الأول، وهذا من فوائد الاستخراج، والله تعالى أعلم.

ص: 205

2730 -

حدثنا أبو إسماعيل الترمذي

(1)

، حدثنا الحميدي

(2)

، حدثنا سفيان

(3)

، حدثنا أبو الزناد

(4)

، عن الأعرج

(5)

، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب: أنصت، فقد لغيت"

(6)

، وهي لغة أبي هريرة، وإنما هي "لغوت".

(1)

محمد بن إسماعيل السلمي.

(2)

انظر: مسنده (2/ 428).

(3)

ابن عيينة.

(4)

عبد الله بن ذكوان.

(5)

عبد الرحمن بن هرمز.

(6)

أخرجه مسلم (2/ 583) ح 851/ 12 - كما تقدم- من طريق سفيان، به مثله.

والقائل: "وهي لغة أبي هريرة. . ." هو أبو الزناد كما في صحيح مسلم، و"لغوت" تقدم تفسيرها في ح 2725.

ص: 207

2731 -

حدثنا الصاغاني

(1)

، أخبرنا أبو النضر

(2)

، حدثنا سليمان بن المغيرة

(3)

، عن حميد بن هلال

(4)

، عن أبي رفاعة

(5)

قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقلت: رجلٌ غريبٌ جاء يسأل عن دينه

⦗ص: 208⦘

لا يدري ما دينه، قال: فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم إليَّ وترك خطبته، فأتي بكرسي خِلْت

(6)

قوائمه من حديد، فقعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جعل يعلمني مما علَّمه الله، ثم أتى خطبته فأتم آخرها"

(7)

.

(1)

محمد بن إسحاق.

(2)

هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي مولاهم.

(3)

القيسي مولاهم البصري.

(4)

العدوي البصري.

(5)

العدوي، اسمه: تميم بن أسد، وقيل: عبد الله بن الحارث البصري رضي الله عنه، توفي سنة 44 هـ.

انظر: تهذيب الكمال (33/ 314)، الإصابة (4/ 70).

(6)

خِلْت: أي ظننت. لسان العرب (11/ 226).

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 597) كتاب الجمعة -باب حديث التعليم في الخطبة- ح 876/ 60، من طريق سليمان بن المغيرة به، نحوه.

ص: 207

2732 -

حدثنا أبو أمية

(1)

، حدثنا مسلم

(2)

، وسعيد بن سليمان

(3)

، وعاصم بن علي

(4)

قالوا: حدثنا سليمان بن المغيرة، بإسناده مثله

(5)

.

حكي عن أبي حاتم

(6)

أنه سئل: هل سمع حميد بن هلال من أبي رفاعة؟ فقال: هو عندنا على السماع

(7)

.

(1)

محمد بن إبراهيم بن مسلم.

(2)

مسلم بن إبراهيم الفراهيدي.

(3)

الضبي، الواسطي: سعدويه.

(4)

ابن عاصم الواسطي (ت 221 هـ).

(5)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق سليمان بن المغيرة.

(6)

محمد بن إدريس الرازي.

(7)

لم أقف على قول أبي حاتم فيما لدي من المصادر، وذكر الذهبي في الميزان (2/ 139) عن ابن المديني أنه قال:"لم يلق عندي -أي حميدًا- أبا رفاعة"، وتعقَّب ذلك الذهبي بأن روايته عنه في مسلم، فهي محمولة على السماع لكونها في الصحيح، وحميد أيضًا ليس بمدلس مع إمكان اللقي على مذهب مسلم رحمه الله تعالى، وإن صحَّ ما علَّقه المصنف بصيغة التمريض عن شيخه محمد بن إدريس كان دليلًا لما قاله =

⦗ص: 209⦘

= الذهبي رحمه الله، والله تعالى أعلم.

ص: 208

2733 -

حدثنا أحمد بن يوسف السُّلَمي، حدثنا عبد الرزاق

(1)

، أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار

(2)

، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: جاء رجلٌ

(3)

والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة يخطب، فقال له:"أركعت ركعتين؟ قال: لا. قال: اركع"

(4)

.

(1)

المصنف (3/ 244) كتاب الجمعة -باب الرجل يجيء والإمام يخطب.

(2)

المكي.

(3)

سوف يتي أنه سُليك الغطفاني، كما في ح (2739).

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 596) كتاب الجمعة -باب التحية والإمام يخطب- ح 875/ 56، من طريق عبد الرزاق به، مثله.

ص: 209

2734 -

أخبرني العباس بن الوليد

(1)

، أخبرني أبي، قال: سمعت الأوزاعي

(2)

قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: حدثني أنس بن مالك، قال:"أصاب الناس سنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب الناس في يوم الجمعة؛ إذ قام أعرابي فقال: يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا. قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وما نرى في السماء قزعة. . ." وذكر الحديث

(3)

.

(1)

ابن مزيد العذري.

(2)

عبد الرحمن بن عمرو.

(3)

تقدم هذا الحديث برقم (2546).

ص: 209

‌باب ذكر الخبر الذي يوجب على من يدخل المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب أن يصلي ركعتين، والدليل على أن من كان قاعدًا فيه ولم يصل قبل الخطبة قام فصلّى في خطبته

ص: 210

2735 -

حدثنا الصاغاني، حدثنا أبو النضر

(1)

، ح

وحدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود

(2)

، قالا: حدثنا شعبة

(3)

، عن عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن عبد الله يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال -وهو يخطب-:"إذا جاء أحدكم يوم الجمعة، والإمام يخطب، فليصلِّ ركعتين". هذا لفظ يونس.

وقال أبو النضر، عن شعبة:"إذا جاء أحدكم والإمام يخطب -أو قال: خرج- فليصلِّ ركعتين".

وقال غندر

(4)

عن شعبة: "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة وقد خرج الإمام فليصلِّ ركعتين"

(5)

.

(1)

هاشم بن القاسم الليثي مولاهم.

(2)

الطيالسي، والحديث في مسنده (ص 236).

(3)

ابن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم البصري.

(4)

محمد بن جعفر الهذلي.

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 596) كتاب الجمعة -باب التحية والإمام يخطب- ح 875/ 57، من طريق غندر محمد بن جعفر، والبخاري (الصحيح مع الفتح 3/ 59) كتاب التهجد -باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى ح (1070)، من طريق =

⦗ص: 211⦘

= آدم، كلاهما عن شعبة به.

ولفظ مسلم كلفظ غندر، ولفظ البخاري وأبي النضر سواء.

ص: 210

2736 -

حدثنا الصاغاني

(1)

، حدثنا أبو نعيم

(2)

، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، سمع جابرًا يقول: دخل رجلٌ والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قال: "صلَّيت؟ قال: لا، قال: فصلِّ ركعتين"

(3)

.

(1)

محمد بن إسحاق.

(2)

الفضل بن دكين: عمرو بن زهير الكوفي.

(3)

أخرجه مسلم (2/ 596، ح 875/ 55) -كما تقدم- من طريق ابن عيينة به، نحوه.

ومن فوائد الاستخراج في هذا الإسناد بيان المهمل في "سفيان" عند مسلم حيث بيَّن المصنِّف أنه ابن عيينة.

ص: 211

2737 -

حدثنا الصاغاني، وأبو أمية، قالا: حدثنا محمد بن سابق

(1)

، حدثنا ورقاء

(2)

، عن عمرو، عن جابر، أنَّه سمعه يقول: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب يوم الجمعة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أصلَّيت؟ قال: لا، قال: فصلِّ ركعتين"

(3)

.

رواه يعقوب الدَّوْرَقي

(4)

، عن ابن عليَّة، عن أيوب

(5)

، عن عمرو،

⦗ص: 212⦘

عن جابر، قال: جاء رجلٌ والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال:"أصلَّيت يا فلان؟ قال: لا، قال: قم فاركع"

(6)

.

(1)

التميمي.

(2)

ابن عمر اليشكري، الكوفي.

(3)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق عمرو بن دينار به نحوه.

(4)

يعقوب بن إبراهيم العبدي مولاهم.

(5)

ابن أبي تميمة السختياني.

(6)

هكذا رواه مسلم في صحيحه (2/ 596 ح 875/ 54) من طريق يعقوب الدورقي به.

ومن فوائد الاستخراج هنا: بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه، حيث ساق مسلم إسناد يعقوب هذا، وأحال متنه على الحديث الذي قبله.

ص: 211

2738 -

حدثنا أبو داود السجستاني

(1)

، حدثنا سليمان بن حرب

(2)

، حدثنا حماد

(3)

، عن عمرو، عن جابر، أن رجلًا جاء يوم الجمعة، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال:"أصلَّيت يا فلان؟ قال: لا، قال: قم فاركع"

(4)

.

(1)

السنن (1/ 667) كتاب الجمعة -باب إذا دخل الرجل والإمام يخطب- ح 1115.

(2)

الأزدي البصري.

(3)

ابن زيد بن درهم الأزدي.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق حماد بن زيد به، مثله.

ص: 212

2739 -

حدثنا الصاغاني، أخبرنا أبو سلمة

(1)

، حدثنا سفيان

(2)

، عن أبي الزبير

(3)

، وعمرو بن دينار سمعا جابرًا -إلا أنَّ عمرًا يسمِّه

(4)

،

⦗ص: 213⦘

وقال أبو الزبير: سُلَيك، وقال عمرو-: دخل رجلٌ المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقال له: "أصلَّيت؟ قال: لا. قال: فصلِّ ركعتين"

(5)

.

(1)

منصور بن سلمة الخزاعي. انظر: تهذيب الكمال (28/ 530).

(2)

ابن عيينة، لكون الحديث عند الحميدي في مسنده (2/ 513) عن سفيان، والحميدي راوية ابن عيينة.

(3)

محمد بن مسلم بن تَدْرُس -بفتح المثناة وسكون الدال المهملة وضم الراء- الأسدي مولاهم المكي.

(4)

رواية عمرو عن جابر: أخرجها الشيخان كما تقدم، وأبو داود (السنن 1/ 667) =

⦗ص: 213⦘

= كتاب الجمعة -باب إذا دخل الرجل والإمام يخطب- ح 1115، والنسائي في السنن (3/ 107) كتاب الجمعة -باب مخاطبة الإمام رعيته، والترمذي في السنن (2/ 384) كتاب الجمعة -باب ما جاء في الركعتين إذا جاء الرجل والإمام يخطب- ح 510، والشافعي في المسند (63) وفي السنن (1/ 131) وعبد الرزاق في المصنف (3/ 244) كتاب الجمعة -باب الرجل يجيء والإمام يخطب، والحميدي في مسنده (2/ 513) وأحمد في المسند (3/ 369)، وأبو يعلى في مسنده (3/ 472)، وابن الجارود في المنتقى (110)، وابن خزيمة في الصحيح (3/ 166) كتاب الجمعة -باب سؤال الإمام في خطبته الجمعة، والطبراني في معجمه الكبير (7/ 163)، والبغوي في شرح السنة (2/ 583) كتاب الجمعة -باب من دخل والإمام يخطب، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 217) كتاب الجمعة -باب كلام الإمام في خطبته، وابن بشكوال في الغوامض والمبهمات (1/ 75)، كلهم: من طرق عن عمرو بن دينار به.

وليس في حديثه تسمية الرجل بأنه: سُليك، وإنما وقع ذلك في رواية أبي الزبير وغيره.

وقد روى ابن عيينة عنهما كما عند الحميدي، ثم قال:"وسمى أبو الزبير في حديثه الرجل: سُلَيك بن عمرو الغطفاني".

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 596، 597 ح 875/ 55، 58) -كما تقدم- من طريق سفيان عن عمرو، والليث عن أبي الزبير كلاهما عن جابر رضي الله عنه.

ص: 212

2740 -

حدثنا الحارث بن أبي أسامة

(1)

، حدثنا يونس بن محمد

(2)

،

⦗ص: 214⦘

حدثنا الليث بن سعد

(3)

، عن أبي الزبير، عن جابر قال: جاء سُلَيك الغَطَفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، فقعد سُلَيك قبل أن يصلي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أركعت ركعتين؟ قال: لا، قال: قم فاركعهما"

(4)

.

(1)

الحارث بن محمد بن أبي أسامة.

(2)

ابن مسلم البغدادي المؤدب.

(3)

الفَهْمي المصري.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق الليث بن سعد به، نحوه.

ص: 213

‌باب بيان إيجاب التجوز في الركعتين اللّتين يصلِّيهما الدّاخل يوم الجمعة والإمام يخطب

ص: 215

2741 -

حدثنا علي بن حرب

(1)

، حدثنا أبو معاوية

(2)

، عن الأعمش، عن أبي سفيان

(3)

، عن جابر، قال: جاء سُلَيك الغطفاني والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا جاء أحدكم يوم الجمعة، والإمام يخطب، فليصلِّ ركعتين خفيفتين، ثم ليجلس"

(4)

.

(1)

الطائي.

(2)

محمد بن خازم الضرير الكوفي.

(3)

طلحة بن نافع الإسكاف الواسطي.

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 597) كتاب الجمعة -باب التحية والإمام يخطب- ح 875/ 59، من طريق سليمان بن مهران الأعمش به، نحوه.

ص: 215

2742 -

حدثنا الدَّبَري

(1)

، حدثنا عبد الرزاق

(2)

، عن معمر

(3)

، والثوري

(4)

، عن الأعمش، عن أبي سفيان بمثله

(5)

.

(1)

إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني.

(2)

المصنف (3/ 244) كتاب الجمعة -باب الرجل يجيء والإمام يخطب.

(3)

ابن راشد الأزدي مولاهم البصري.

(4)

سفيان بن سعيد.

(5)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق الأعمش.

ص: 215

2743 -

ز- حدثنا أبو داود السِّجْزي

(1)

، حدثنا محمد بن

⦗ص: 216⦘

محبوب

(2)

، وإسماعيل بن إبراهيم

(3)

-المَعْنى-، قالا: حدثنا حفص بن غياث

(4)

، عن الأعمش: عن أبي سفيان، عن جابر، وعن أبي صالح

(5)

، عن أبي هريرة قالا: جاء سُلَيك الغَطَفاني -ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب- فقال له: "أصلَّيت شيئًا؟ قال: لا. قال: صلِّ ركعتين تجوَّز فيهما"

(6)

.

(1)

هو أبو داود السجستاني سليمان بن الأشعث صاحب السنن، وسجستان ينسب إليها فيقال: السجستاني والسجزي، وقد ذكر الذهبي أن أبا عوانة ينسب أبا داود، =

⦗ص: 216⦘

= فيقول: السِّجزي وهي نسبة على غير القياس.

انظر: الأنساب (3/ 223)، سير أعلام النبلاء (13/ 221).

(2)

البُنَاني -بضم الموحدة، ونونين- مولاهم البصري.

(3)

إسماعيل بن إبراهيم الهذلي القطيعي.

(4)

حفص بن غياث -بمعجمة مكسورة وياء مثلثة- النخعي الكوفي.

(5)

ذكوان السمان الزيات المدني.

(6)

حديث جابر أخرجه مسلم من طريق الأعمش به، نحوه.

والأعمش مدلس، وقد عنعن عند مسلم، وسبق أنه صرح بالتحديث عند الطحاوي، وسياق المصنف الرواية من طريق حفص بن غياث عنه يفيد ذلك أيضًا؛ لأن حفصًا كان يميز بين ما صرح به الأعمش بالسماع وبين ما دلسه، ولأن عامة حديث الأعمش عنده على الخبر والسماع.

انظر: تهذيب الكمال (7/ 63)، هدي الساري (418)، وهذا من فوائد الاستخراج.

وأما حديث أبي هريرة فهو من زوائد المصنِّف، وقد أخرجه أبو داود في السنن (1/ 667) كتاب الجمعة -باب إذا دخل الرجل والإمام يخطب، وابن ماجه في السنن (1/ 353) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها -باب ما جاء فيمن دخل المسجد والإمام يخطب، والطبراني في معجمه الكبير (7/ 161) وأبو يعلى في مسنده (3/ 449)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان: 6/ 246)، كتاب الصلاة- ذكر الأمر للداخل المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب أن يركع ركعتين، كلهم من طرق عن =

⦗ص: 217⦘

= حفص عن الأعمش عن أبي صالح به، وقد تفرد به حفص بن غياث، كما قال ابن حبان رحمه الله، والحديث صحيح، والله أعلم.

ص: 215

2744 -

ز- حدثنا الجُرْجاني -ببغداد- الحسن بن أبي الربيع

(1)

، حدثنا عبد الرزاق

(2)

، أخبرنا الثوري، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن السُلَيك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء أحدكم الجمعة والإمام يخطب فليصلِّ ركعتين خفيفتين"

(3)

.

(1)

الحسن بن يحيى بن الجعد العبدي.

(2)

ابن همام الصنعاني.

(3)

حديث سليك الغطفاني رضي الله عنه لم يخرجه مسلم، وإنما أخرجه عن جابر رضي الله عنه قال:"جاء سليك الغطفاني. . ." فذكره.

فهذا الحديث من زوائد المصنف، وقد أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 14) كتاب الجمعة -باب في الرجل يجيء يوم الجمعة والإمام يخطب؛ يصلي ركعتين. والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 365)، والطبراني في معجميه الأوسط (1/ 239)، والكبير (7/ 164)، كلهم من طرق عن الحسن البصري، عن سليك نحوه.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 184)، وقال:"رجاله رجال الصحيح".

وإسناد المصنف هنا حسن، لأجل الجرجاني، فإنه صدوق، كما تقدم في ح (1716).

وأما رواية الحسن عن سليك رضي الله عنه فإنها بالعنعنة، ولم أر من ذكر له سماعًا من سليك رضي الله عنه ولا له سماع من جابر أو أبي هريرة رضي الله عنهما راويي الحديث، كما في المراسيل لابن أبي حاتم (ص 39)، فلعلَّ روايته منقطعة، وأصل الحديث في الصحيح عن جابر رضي الله عنه، كما تقدم، والله أعلم.

تنبيه: كتب الناسخ في الحاشية عقب هذا الحديث: "آخر الجزء الثامن، وأول التاسع". ومراده تجزئة الأصل المنقول منه، والله أعلم.

ص: 217

‌باب ذكر الخبر المبين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائمًا، والدليل على إيجاب القيام فيها، والتشديد في انصراف المستمع لها إلى غيرها من أمر الدنيا

ص: 218

2745 -

حدثنا عيسى بن أحمد

(1)

، حدثنا ابن وهب

(2)

، أخبرنا سفيان الثوري، ح

وحدثنا عبد الله بن محمد بن عمرو الأزدي، حدثنا الفريابي

(3)

، حدثنا سفيان، عن سماك بن حرب

(4)

، عن جابر بن سمرة، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب قائمًا خطبتين، ويجلس بين الخطبتين، يقرأ آيات من القرآن، ويذكِّر الناس، وكانت صلاته قصدًا، وخطبته قصدًا"

(5)

.

(1)

ابن عيسى العسقلاني.

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

محمد بن يوسف الضبي مولاهم.

(4)

سِمَاك -بكسر أوله وتخفيف الميم- ابن حرب البكري، الكوفي.

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 589 ح 862) كتاب الجمعة -باب ذكر الخطبتين قبل الصلاة وفيهما من الجلسة، وفي (2/ 591 ح 866) باب تخفيف الصلاة والخطبة، من طريق سماك.

ومن فوائد الاستخراج هنا: سيأتي الحديث عند مسلم من طريق أبي خيثمة زهير بن معاوية (توفي 174 هـ) تقريبًا، وأبي الأحوص سلام بن سليم (توفي 179 هـ)، =

⦗ص: 219⦘

= وزكريا بن أبي زائدة (توفي 147، أو 148، أو 149 هـ) كلهم عن سماك به.

وساقه المصنف من طريق سفيان الثوري (161 هـ) وهو من قديمي أصحاب سماك كما قال يعقوب الفسوي، وحديثه عنه قبل تغيره، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 218

2746 -

حدثنا أبو داود السجستاني

(1)

، حدثنا النفيلي

(2)

، ح وحدثنا هلال -يعني: ابن العلاء

(3)

-، حدثنا حسين بن عيَّاش

(4)

، قالا: حدثنا زهير

(5)

، عن سماك، قال: أنبأني جابر بن سمرة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائمًا ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب قائمًا، فمن نبَّأك أنه خطب قاعدًا فقد كذب! فقد والله صلَّيت معه أكثر من ألفي صلاة"

(6)

.

(1)

السنن (1/ 657) كتاب الصلاة -باب الخطبة قائمًا.

(2)

عبد الله بن محمد بن جعفر الحراني.

(3)

الباهلي مولاهم الرقي.

(4)

الحسين بن عيَّاش -بتحتانية ومعجمة- بن حازم السلمي مولاهم.

(5)

ابن معاوية بن حُدَيج، أبو خيثمة الجعفي.

(6)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق أبي خيثمة به مثله، وقد سماه المصنف في روايته، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 219

2747 -

حدثنا الصائغ

(1)

بمكة، حدثنا سعيد بن منصور

(2)

، حدثنا أبو عوانة

(3)

، عن سماك بنحوه، "فمن حدثك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب

⦗ص: 220⦘

قاعدًا فلا تصدِّقه"

(4)

.

(1)

محمد بن علي بن زيد المكي.

(2)

ابن شعبة الخراساني، صاحب السنن.

(3)

وضَّاح بن عبد الله اليشكري.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق سماك به.

ص: 219

2748 -

حدثنا أحمد بن مسعود

(1)

-ببيت المقدس-، حدثنا محمد بن عيسى

(2)

، أخبرنا هشيم

(3)

، أخبرنا حصين

(4)

، عن أبي سفيان

(5)

، وسالم بن أبي الجعد

(6)

، عن جابر، قال: "بينا النبي صلى الله عليه وسلم قائمًا يخطب يوم الجمعة، إذ قدمت عير إلى المدينة، فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلًا؛ فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، قال: ونزلت هذه الآية: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا

} الآية

(7)

(8)

.

(1)

أبو عبد الله الخيّاط، المقدسي.

(2)

ابن نجيح البغدادي، الطباع.

(3)

هُشَيم -بالتصغير- بن بشير -بوزن عظيم السُّلَمي الواسطي.

(4)

ابن عبد الرحمن السُّلَمي.

(5)

طلحة بن نافع الواسطي.

(6)

سالم بن رافع الغطفاني.

(7)

سورة الجمعة، الآية (11).

(8)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 590) كتاب الجمعة -باب في قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا. . .} ح 863/ 38، من طريق هشيم، ورواه البخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 490) كتاب الجمعة -باب إذا نفر الناس عن الإمام في صلاة الجمعة- ح 936، من طريق زائدة، كلاهما: عن حصين به نحوه. =

⦗ص: 221⦘

= وقوله: "يخطب" ليست في حديث هشيم عند مسلم، لكن وقعت عنده من طريق عبد الله بن إدريس عن حصين، وهذا من فوائد الاستخراج في هذا الحديث.

ص: 220

2749 -

حدثنا الصائغ

(1)

بمكة، حدثنا سُنَيد -واسمه حسين

(2)

- حدثنا هُشَيم، أخبرنا حصين، بإسناده مثله

(3)

.

(1)

محمد بن علي بن زيد المكي.

(2)

سُنَيد -بنون ثم دال مصغرًا- بن داود المصيصي، اسمه حسين، وسنيد لقب غلب عليه، (ت: 226 هـ).

قال فيه أبو داود: "لم يكن بذاك"، وقال النسائي:"ليس بثقة"، وقال ابن حجر:"ضعف مع إمامته ومعرفته، لكونه كان يلقن حجاج بن محمد شيخه".

انظر: تاريخ بغداد (8/ 43) تقريب (2646).

(3)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق هشيم به.

ص: 221

2750 -

حدثنا هلال بن العلاء

(1)

، حدثنا سعيد بن سليمان

(2)

، حدثنا عباد

(3)

، عن حصين، عن طلحة بن نافع أبي سفيان، وسالم بن أبي الجعد، عن جابر، قال:"بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب يوم الجمعة إذ جاءت عير من قِبَل الشام، فانصرف الناس حتى ما بقي إلا اثنا عشر رجلًا أنا فيهم، فنزلت: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا. . .} "

(4)

.

(1)

ابن هلال الباهلي مولاهم الرَّقي.

(2)

الضبي الواسطي.

(3)

ابن العوّام الكلابي مولاهم الواسطي.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق حصين به نحوه، ومن فوائد الاستخراج هنا =

⦗ص: 222⦘

= تسمية أبي سفيان -وقد تقدم- بأنه طلحة بن نافع الواسطي.

ص: 221

2751 -

حدثنا علي بن حرب الطائي، والعطاردي

(1)

، قالا: حدثنا محمد بن فضيل

(2)

، عن حصين، عن سالم

(3)

، عن جابر بن عبد الله قال:"أقبلت عير ونحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة، فانفضَّ الناس إليها، فما بقي غير اثني عشر رجلا، فنزلت: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا. . .} إلى آخرها"

(4)

.

(1)

أحمد بن عبد الجبار بن محمد التميمي.

(2)

ابن غزوان الضبيّ مولاهم.

(3)

سالم بن رافع الغطفاني.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق حصين به نحوه، وقوله "ونحن نصلي" ليس عند مسلم، وجاء ذلك في رواية البخاري، وهذا لا يعارض قوله:"بينما النبي صلى الله عليه وسلم قائمًا يخطب" في ح 2748 إذ معنى "ونحن نصلي" أي ننتظر الصلاة، وأن من ذكر الصلاة أراد بها الخطبة، كما قال البيهقي في سننه الكبرى (3/ 182)، وقرره ابن حجر في فتح الباري (2/ 491)، ويؤيد هذا أن سالم بن أبي الجعد روى كلتا اللفظتين؛ مما يدل على أنه عبر بإحداهما عن الأخرى، وهذا من فوائد الاستخراج في هذا الحديث.

ص: 222

2752 -

حدثنا علي بن عثمان النُّفَيلي، وأبو أمية

(1)

قالا: حدثنا محمد بن سابق

(2)

، حدثنا أبو زُبَيد

(3)

، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد،

⦗ص: 223⦘

عن جابر بن عبد الله، قال:"كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجمعة، فمرت عير تحمل الطعام، فخرج الناس إلا اثني عشر رجلًا، فنزلت آية الجمعة"

(4)

.

(1)

محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.

(2)

التميمي الكوفي.

(3)

عَبْثَر -بفتح أوله، وسكون الموحدة، وفتح المثلثة- ابن القاسم الزُّبيدي، بالضم، أبو زبيد، كذلك، الكوفي.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق حصين به، نحوه.

ص: 222

2753 -

ز- حدثنا أبو أمية، حدثنا يحيى بن صالح الوُحَاظي، أخبرنا سليمان بن بلال

(1)

، حدثني جعفر

(2)

، عن أبيه، عن جابر، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب قائمًا، ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب قائمًا، يخطب خطبتين، فكان الجواري إذا أُنْكِحْوا يمرون يضربون بالكير

(3)

والمزامير فيشتد

(4)

الناس ويدعون رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا، فعاتبهم الله فقال:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا. . .} الآية

(5)

.

(1)

التيمي مولاهم.

(2)

ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي.

(3)

الكِير -بالكسر- كير الحداد، وهو زق أو جلد غليظ ذو حافات.

النهاية (4/ 217)، اللسان (5/ 157).

(4)

فيشتد الناس: أي يَعْدُون. النهاية (2/ 452)، اللسان (3/ 234).

(5)

هذا الحديث بهذا اللفظ لم يخرجه مسلم، فهو من زوائد المصنف، وإسناد المصنف حسن، رواته ثقات إلا أبا أمية صدوق له أوهام، لكن تابعه محمد بن سهل بن عسكر -وهو ثقة- عند الطبري في جامع البيان في تأويل القرآن (12/ 99) دون ذكر الخطبتين والجلوس بينهما.

وقد رواه أيضًا الشافعي في مسنده (65) من طريق إبراهيم بن أبي يحيى، عن جعفر، =

⦗ص: 224⦘

= عن أبيه مرسلًا، وإبراهيم متروك كما في التقريب (241).

وأما ذكر الخطبتين والجلوس بينهما فقد روي مرسلًا وموصولًا، فرواه مالك في الموطأ (1/ 112) كتاب الجمعة -باب القراءة في صلاة الجمعة- ح 21، وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 21) كتاب الجمعة -باب من كان يخطب قائما، كلاهما من طريق جعفر عن أبيه مرسلًا.

ورواه موصولًا المصنف -كما سيأتي في ح (2771) - عن الدوري والسّلمي عن خالد بن مخلد، والبيهقي في سننه الكبرى (3/ 198) من طريق أبي حاتم الرازي، كلاهما: عن سليمان بن بلال به، وله شاهد من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه وقد تقدم برقم (2745)، وحديث ابن عمر رضي الله عنهما -كما عند البخاري (الصحيح مع الفتح: 2/ 466) كتاب الجمعة -باب الخطبة قائمًا ح 920، ومسلم (الصحيح 2/ 589) كتاب الجمعة -باب ذكر الخطبتين قبل الصلاة- ح 861/ 33.

ص: 223

2754 -

حدثنا محمد بن إسماعيل بن سالم المكي، حدثنا عيسى الكيساني

(1)

حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث

(2)

، عن شعبة

(3)

، عن منصور

(4)

، عن عمرو بن مرة

(5)

، عن أبي عبيدة

(6)

، "أنَّ كعب بن عُجْرة رأى عبد الرحمن بن أم الحكم

(7)

يخطب قاعدًا، فقال: انظروا إلى

⦗ص: 225⦘

هذا كيف يخطب قاعدًا، {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} "

(8)

.

رواه نصر

(9)

عن أبيه

(10)

، عن شعبة، عن منصور، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن كعب بن عجرة، أنَّه رأى عبد الرحمن بن أم الحكم.

فذكر مثله

(11)

.

(1)

هكذا في الأصل، ولم أقف على ترجمته فيما لدي من المصادر.

(2)

ابن سعيد العنبري.

(3)

ابن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم البصري.

(4)

ابن المعتمر بن عبد الله السلمي.

(5)

ابن عبد الله الجَمَلي -بفتح الجيم والميم- المرادي الكوفي.

(6)

ابن عبد الله بن مسعود الهذلي، مشهور بكنيته.

(7)

عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان بن ربيعة الثقفي، ولاه معاوية الكوفة سنة 58 هـ، =

⦗ص: 225⦘

= وتوفي سنة 83 هـ. انظر: الثقات لابن حبان (5/ 84)، المنتظم (5/ 290).

(8)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 591) كتاب الجمعة -باب ذكر الخطبتين قبل الصلاة - ح 864/ 39 من طريق شعبة به، نحوه.

(9)

ابن علي بن نصر بن علي الجهضمي.

(10)

علي بن نصر بن علي بن صهبان بن أبي الجهضمي الكبير.

(11)

رواية نصر هذه لم أقف عليها، والحديث أخرجه مسلم من طريق شعبة، كما تقدم.

ص: 224

‌باب ذكر الخبر المبين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب خطبتين يجلس بينهما ويذكِّر الناس ويقرأ القرآن

ص: 226

2755 -

ز- حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ بمكة، حدثنا مسدد

(1)

، ح

وحدثنا أبو أمية

(2)

، حدثنا خالد بن أبي يزيد

(3)

، ح

وحدثنا ابن أبي الحُنَيْن

(4)

، وأيوب بن سافر

(5)

، قالا: حدثنا محمد بن عبد الله الرَّقاشي

(6)

، قالوا: حدثنا بشر بن

⦗ص: 227⦘

المفضل

(7)

، عن عبيد الله

(8)

، عن نافع

(9)

، عن ابن عمر "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب الخطبتين قائمًا -قال بعضهم: وهو قائمٌ-، وكان يفصل بينهما بجلوس"

(10)

.

(1)

ابن مسرهد الأسدي البصري.

(2)

محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.

(3)

المَزرفي: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الراء بعدها فاء، ويقال: ابن يزيد، قال فيه ابن معين:"لم يكن به بأس"، وقال الحافظ ابن حجر:"صدوق".

انظر: تهذيب الكمال (8/ 216)، تقريب (1696).

(4)

محمد بن الحسين بن موسى بن أبي حنين، الجزاز الحنيني الكوفي.

(5)

أيوب بن إسحاق بن سافري، أبو سليمان البغدادي، وسافري -بفتح السين المهملة وكسر الفاء بينهما الألف وفي آخرها الراء- وهو اسم وليس نسبة.

انظر: الأنساب (3/ 199).

(6)

وثقه أبو حاتم، والعجلي، والذهلي، وقال النسائي:"ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات، توفي سنة 219 هـ.

انظر: معرفة الثقات (2/ 243)، الجرح والتعديل (7/ 305)، الثقات (9/ 73)، تاريخ بغداد (5/ 413).

(7)

ابن لاحق الرَّقاشي.

(8)

ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري.

(9)

مولى ابن عمر المدني.

(10)

هذا الحديث من الزوائد، وقد أخرجه البخاري (الصحيح مع الفتح: 2/ 471) كتاب الجمعة -باب القعدة بين الخطبتين يوم الجمعة- ح 928، من طريق مسدد به نحوه.

ورواه أيضًا من طريق خالد بن الحارث، عن عبيد الله به نحوه (الصحيح مع الفتح: 2/ 466) كتاب الجمعة -باب الخطبة قائمًا- ح 920، وسيورده المصنف بعد هذا الحديث.

وحديث الباب عند مسلم من رواية جابر بن سمرة، كما سبق في ح (2745).

ص: 226

2756 -

ز- حدثنا الصاغاني

(1)

، حدثنا عبيد الله بن عمر

(2)

، حدثنا خالد بن الحارث

(3)

، حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قائمًا، ثم يقعد ثم يقوم"، قال:"كما يفعلون اليوم".

(1)

محمد بن إسحاق.

(2)

ابن ميسرة القواريري البصري.

(3)

ابن عبيد الهجيمي البصري.

ص: 227

2757 -

حدثنا أبو العباس الغَزِّي

(1)

، حدثنا الفريابي

(2)

، ح

وحدثنا الدبري

(3)

، عن عبد الرزاق

(4)

كلاهما

(5)

، عن الثوري، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قائمًا خطبتين، ويجلس بين الخطبتين، يقرأ آيات من القرآن، ويذكِّر الناس"

(6)

.

(1)

عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح.

(2)

محمد بن يوسف الضبي مولاهم.

(3)

إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني.

(4)

المصنف (3/ 187) كتاب الجمعة -باب الخطبة قائمًا.

(5)

في الأصل: كليهما، والظاهر المثبَت.

(6)

أخرجه مسلم من طريق سماك بن حرب، كما تقدم في ح (2745).

ص: 228

2758 -

حدثنا عيسى بن أحمد، حدثنا ابن وهب، حدثنا سفيان الثوري، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخطب إلا قائمًا، ويجلس بين الخطبتين، ويذكّر الناس"

(1)

.

(1)

تقدم هذا الحديث برقم (2745).

ص: 228

‌باب بيان إيجاب قصر الخطبة وطول الصلاة، وذكر الخبر المبين أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت صلاته وخطبته قصدًا

ص: 229

2759 -

حدثنا عمَّار بن رجاء، حدثنا معلى بن منصور

(1)

، ح

وحدثنا أبو زرعة الرازي

(2)

، حدثنا سعيد بن محمد الجَرْمي، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أَبْجَر

(3)

، عن أبيه، عن واصل بن حيَّان

(4)

، عن أبي وائل

(5)

، قال: "خطبنا عمَّار

(6)

فأوجز وأبلغ، فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان لقد أبلغت، وأوجزت فلو كنت تنفَّست! فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن طول الصلاة وقصر الخطبة مَئِنَّةٌ من فقه الرجل، فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة، وإنَّ من البيان سحرًا"

(7)

.

(1)

الرازي.

(2)

عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد. انظر: تهذيب الكمال (19/ 89).

(3)

عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد بن حيَّان -بمهملة وتحتانية- بن أبجر -بموحدة وجيم وزن: أحمد.

(4)

الأحدب الأسدي الكوفي.

(5)

شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي.

(6)

ابن ياسر العَنْسي -بنون ساكنة ومهملة-رضي الله عنه.

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 594) كتاب الجمعة -باب تخفيف الصلاة والخطبة- ح 869/ 47 من طريق عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر به، مثله.

ص: 229

2760 -

حدثنا الصاغاني، وأبو أمية

(1)

قالا: حدثنا معلى، ح

وحدثنا إبراهيم الحربي

(2)

، حدثنا سعيد بن سليمان

(3)

، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد بن حيَّان بن أَبْجَر، عن أبيه، عن واصل بن حيان، عن أبي وائل، عن عمار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ من البيان لسحرًا"

(4)

.

(1)

الصاغاني: هو محمد بن إبراهيم بن إسحاق. وأبو أميّة: هو محمّد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.

(2)

إبراهيم بن إسحاق.

(3)

الضبي الواسطي.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر به نحوه، وفي إسناد المصنف بيان أنه نُسِب إلى جده الأعلى، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 230

2761 -

حدثنا عباس الدوري

(1)

، وإسحاق الطحَّان المصري

(2)

قالا: حدثنا أحمد بن إشكاب الصفار

(3)

-قال عباس: وكتب عنه يحيى بن معين

(4)

كثيرًا

(5)

- حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أَبْجَر، عن أبيه، عن

⦗ص: 231⦘

واصل بن حيان، عن أبي وائل قال: خطبنا عمار فأوجز وأبلغ، فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان لقد أوجزت وأبلغت! قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ طول الصلاة وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل، فأطيلوا الصلاة وقَصِّروا الخطب، وإنَّ من البيان لسحرًا"

(6)

.

(1)

عباس بن محمد بن حاتم الدوري.

(2)

إسحاق بن الحسن بن الحسين مولى بني هاشم الطحَّان، الموفقي، أبو يعقوب المصري، توفّي سنة 262 هـ. ذكره ابن يونس في العلماء المصريين.

انظر: الكنى للدولابي (1/ 250)، تهذيب الكمال (1/ 268)، مغاني الأخيار للعيني (49/ 1).

(3)

أحمد بن إشكاب الحضرمي، واسم إشكاب: مُجَمِّع -بكسر الهمزة بعدها معجمة.

(4)

الغطفاني مولاهم البغدادي.

(5)

انظر: تهذيب الكمال (1/ 269).

(6)

أخرجه مسلم من طريق عبد الرحمن بن عبد الملك به نحوه، كما تقدم.

ص: 230

2762 -

حدثنا الحسن بن أحمد بن محمد بن بكار الدمشقي، حدثنا جدِّي

(1)

، ح

وحدثنا أبو زرعة الدمشقي

(2)

، حدثنا محمد بن بكار، حدثنا سعيد بن بشير

(3)

، عن عبد الملك بن أبجر، عن واصل، عن أبي وائل، عن عمار، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

(4)

.

(1)

محمد بن بكار، قاضي دمشق.

(2)

عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان.

(3)

الأزدي مولاهم أبو عبد الرحمن -أو أبو سلمة- الشامي، مختلف فيه.

قال فيه شعبة: "صدوق"، واحتمله البخاري، وقال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان:"شيخ يكتب حديثه"، وقال ابن عدي:"لعله يهم ويغلط، والغالب عليه الصدق"، وقال الذهبي:"وثقه شعبة، وفيه لين"، وضعفه ابن معين وابن المديني والنسائي وابن حجر. وقد تابعه غير واحد عن عبد الملك كما مضى.

انظر: تاريخ الدارمي ص 100، الجرح والتعديل (4/ 7)، الكامل (3/ 1212)، تهذيب الكمال (10/ 351 - 354)، ديوان الضعفاء (156)، تقريب (2276).

(4)

أخرجه مسلم من طريق عبد الملك بن أبجر، كما تقدم.

ص: 231

2763 -

حدثنا أبو جعفر بن أبي رجاء

(1)

، حدثنا وكيع

(2)

، ح

وحدثنا ابن الجنيد

(3)

، حدثنا أبو عاصم

(4)

قالا: حدثنا سفيان

(5)

، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال:"كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قصدًا وخطبته قصدًا"

(6)

.

(1)

أحمد بن محمد بن عبيد الله الثغري.

(2)

ابن الجراح الرؤاسي.

(3)

محمد بن أحمد بن الجنيد الدقَّاق.

(4)

الضحاك بن مخلد.

(5)

الثوري.

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 591) كتاب الجمعة -باب تخفيف الصلاة والخطبة، من طريق سماك بن حرب به، نحوه.

ص: 232

2764 -

حدثنا يوسف بن مُسَلَّم

(1)

، حدثنا عبيد الله بن موسى

(2)

، حدثنا زكريا بن أبي زائدة

(3)

، وإسرائيل

(4)

، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال:"كنت أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات، فكانت صلاته قصدًا وخطبته قصدًا"

(5)

.

(1)

يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي.

(2)

ابن باذام العبسي الكوفي، من أثبت الناس في إسرائيل. انظر: تهذيب الكمال (19/ 168).

(3)

زكريا بن أبي زائدة -خالد، ويقال: هبيرة- الهمداني الكوفي.

(4)

ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

(5)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق إسرائيل به، مثله.

ص: 232

2765 -

حدثنا عيسى بن أحمد، حدثنا ابن وهب، حدثنا سفيان الثوري عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائمًا يوم الجمعة خطبتين، يقرأ آيات من القرآن، ويذكِّر الناس، وكانت صلاته قصدًا وخطبته قصدًا"

(1)

.

(1)

تقدم هذا الحديث برقم (2745).

ص: 233

‌باب بيان النهي عن رفع اليدين في الخطبة، وإباحة الإشارة بالإصبع فيها

ص: 234

2766 -

حدثنا أبو العباس الغَزِّي

(1)

، حدثنا الفريابي

(2)

، حدثنا سفيان

(3)

عن حصين بن عبد الرحمن

(4)

، عن عُمَارة بن رُؤَيْبة، قال: رأى بشر بن مروان

(5)

رافعًا يديه على المنبر يوم الجمعة فسبه عُمَارة، وقال:"لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يقول إلا هكذا، وأشار بالسبَّابة"

(6)

.

(1)

عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي.

(2)

محمد بن يوسف الضبي مولاهم.

(3)

الثوري.

(4)

السلمي، الكوفي.

(5)

ابن الحكم بن أبي العاص الأموي، ولي إمارتي البصرة والكوفة.

انظر: المنتظم (6/ 131)، تهذيب تاريخ دمشق (3/ 251).

(6)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 595) كتاب الجمعة -باب تخفيف الصلاة والخطبة- ح 874/ 53، من طريق الوضاح اليشكري وابن إدريس، عن حصين به نحوه، وحصين ثقة متفق على الاحتجاج به، إلا أنه تغير في آخر عمره كما تقدم في ح (265)، وسفيان الثوري سمع منه قديمًا كما في شرح علل الترمذي (2/ 739) والكواكب النيرات (136)، فالحديث من صحيح حديثه، وهذا من فوائد الاستخراج هنا، والله أعلم.

ص: 234

2767 -

حدثنا علي بن الحسن الدَّرابْجِردي النيسابوري

(1)

، حدثنا

⦗ص: 235⦘

عبد الله بن الوليد

(2)

، حدثنا سفيان

(3)

، عن حصين قال: حدثنا عُمَارة بن رُؤَيبة الثقفي، أنه رأى بشر بن مروان يرفع يديه يوم الجمعة على المنبر فسبَّه، وقال:"لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وما يقول بيده إلا هكذا وأشار بإصبعه السبَّابة"

(4)

.

(1)

في الأصل: "الدراوجردي"، والمثبت ما في الأنساب، ومعجم البلدان. =

⦗ص: 235⦘

= والدَّرابجردي: بفتح الدال والراء وبعدهما الألف، والباء الموحدة المفتوحة أو الساكنة، والجيم المكسورة، وراء أخرى ساكنة في آخرها دال أخرى، وقد يثبتون الألف، فيقال: الدّارابجردي-، وهي نسبة إلى محلة بنيسابور.

وعلي بن الحسن هو: ابن موسى الهلالي (ت 267 هـ).

انظر: الأنساب (2/ 436، 466)، ومعجم البلدان (9/ 502)، تهذيب الكمال (20/ 371).

(2)

ابن ميمون، المكي، المعروف بالعدني.

(3)

الثوري.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق حصين به نحوه.

ص: 234

2768 -

حدثنا عَمَّار بن رجاء

(1)

، حدثنا أبو داود

(2)

، ح

وحدثنا أبو قلابة

(3)

، حدثنا بشر بن عمر

(4)

قالا: حدثنا شعبة، عن حصين، عن عُمَارة بن رُؤَيبة، أنه رأى بشر بن مروان يخطب رافعًا يديه

⦗ص: 236⦘

في الدعاء، فقال:"انظروا إلى هذا الخبيث! لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يزيد على هذا، وأشار بإصبعه السبابة"

(5)

.

(1)

الأستراباذي.

(2)

سليمان بن داود الطيالسي، والحديث في مسنده (179).

(3)

عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي.

(4)

ابن الحكم الزهراني البصري.

(5)

أخرجه مسلم من طريق حصين كما تقدم، وفي إسناد المصنف ما تقدم في ح 2766 من فوائد الاستخراج، لقدم سماع شعبة من حصين أيضًا.

ص: 235

‌باب بيان النهي عن قول الخطيب في خطبته: ومن يعصمهما فقد غوى

ص: 237

2769 -

حدثنا يزيد بن سنان

(1)

، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي

(2)

، حدثنا سفيان

(3)

، عن عبد العزيز بن رُفَيع

(4)

، عن تميم بن طَرَفَة

(5)

، عن عدي بن حاتم، قال: جاء رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتشهَّد أحدهما، فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بئس الخطيب أنت، قم"

(6)

.

(1)

ابن يزيد القزاز، البصري.

(2)

العنبري.

(3)

الثوري.

(4)

عبد العزيز بن رفيع -بفاء، مصغَّر- الأسدي.

(5)

تميم بن طَرَفَة -بفتح الطاء والراء والفاء- الطائي.

(6)

هذا الحديث ليس عند مسلم بهذا اللفظ، ولفظه الآتي، وهذا لفظ حديث النسائي في السنن (6/ 90) كتاب النكاح -باب ما يكره من الخطبة- ح 3279.

ص: 237

2770 -

حدثنا أبو داود السجستاني

(1)

، حدثنا مسدد، حدثنا يحيى

(2)

، حدثنا سفيان

(3)

، بإسناده: أن خطيبا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من يطع الله ورسوله، ومن يعصهما، فقال: "قم -أو اذهب-

⦗ص: 238⦘

بئس الخطيب"

(4)

.

(1)

السنن (1/ 660) كتاب الصلاة -باب الرجل يخطب على قوس- ح 1099.

(2)

ابن سعيد القطان.

(3)

ابن سعيد الثوري كما عند أبي داود.

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح 2: 594) كتاب الجمعة -باب تخفيف الصلاة والخطبة- ح 870/ 48، من طريق سفيان، به نحوه، وزاد في آخره:"ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله".

ص: 237

‌باب بيان خطبة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان يصيبه فيها، ورفع صوته

ص: 239

2771 -

حدثنا السُّلمي حَمْدان

(1)

، وأبو أمية

(2)

، قالا: حدثنا خالد بن مخلد

(3)

، قال: حدثني سليمان بن بلال

(4)

، قال: حدثني جعفر بن محمد

(5)

، عن أبيه، قال: أخبرني جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة خطبتين ويجلس بينهما، ويخطبهما وهو قائمٌ، قال: وكانت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة: يَحْمَدُ الله ويُثْنِي عليه، ثم يقول على إثر ذلك -وقد علا صوته، واشتدَّ غضبه، واحمرَّت وجنتاه

(6)

، كأنَّه منذر جيشٍ-: صبَّحتكم -أو مسَّيتكم

(7)

-، ثم يقول:"بعثت أنا والساعة كهاتين"، ثم أشار بإصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام، ثم يقول:"إن أفضل الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، فمن ترك مالًا فلأهله، ومن ترك دينًا أو ضَيَاعًا فإليَّ وعليَّ"

(8)

.

⦗ص: 240⦘

وهذا الحديث لأبي أمية بتمامه، وأما حديث السلمي والدوري -حدثنا أيضًا عن خالد بن مخلد-: إلى قوله: "يخطبهما وهو قائم".

(1)

أحمد بن يوسف الأزدي.

(2)

محمد بن إبراهيم بن مسلم.

(3)

القطواني.

(4)

التيمي مولاهم.

(5)

ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهشمي.

(6)

وجنتاه: الوجنة أعلى الخد. انظر: مجمع بحار الأنوار (5/ 19).

(7)

هكذا في الأصل، وفي صحيح مسلم:"صبحكم أو مساكم".

(8)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 592 - 593) كتاب الجمعة -باب تخفيف الصلاة =

⦗ص: 240⦘

= والخطبة- ح 867/ 44، من طريق خالد بن مخلد به، مختصرًا.

وفي الحديث من فوائد الاستخراج ما يلي:

1 -

قوله: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة خطبتين ويجلس بينهما" زيادة ليست في طرق حديث جابر بن عبد الله عند مسلم، وهي زيادة صحيحة، وانظر: ح (2753).

2 -

سياق الحديث ورد عند مسلم مقطعًا، وقد ساقه المصنف بتمامه.

3 -

فيه بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه، حيث ذكر مسلم طرفًا من حديث خالد بن مخلد القطواني، وأحال بقيته على ما قبله.

ص: 239

2772 -

حدثنا الصائغ

(1)

بمكة، قال: حدثني ابن أبي أويس

(2)

قال: حدثني سليمان، بإسناده مثله بتمامه

(3)

.

(1)

محمد بن نصر بن منصور.

(2)

إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي.

(3)

أخرجه مسلم من طريق سليمان بن بلال به، كما تقدم.

ص: 240

2773 -

حدثنا أبو العباس الغَزِّي

(1)

، حدثنا الفريابي

(2)

، حدثنا سفيان

(3)

، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر الساعة اشتد غضبه، وعلا صوته، وانتفخت أَوْداجُه، واحمرَّ

⦗ص: 241⦘

وجهه كأنه منذر جيشٍ صبَّحتكم مسَّيتكم"

(4)

.

(1)

عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي.

(2)

محمد بن يوسف بن واقد.

(3)

هو: الثوري.

(4)

أخرجه مسلم (ح 867/ 45) -كما تقدم- من طريق سفيان عن جعفر به، نحوه.

وفي الحديث من فوائد الاستخراج ما يلي:

1 -

قوله: "إذا ذكر الساعة" وقوله: "وانتفخت أوداجه، واحمرَّ وجهه" من زيادات المصنف، والذي في مسلم:"إذا خطب احمرَّت عيناه"، ويستفاد من هذا أن رفع صوته صلى الله عليه وسلم وظهور غضبه كان حين ذكر الساعة، لا من ابتداء خطبته صلوات الله وسلامه عليه، ويدل على هذا ما يأتي بعد هذا الحديث، وفيه:"ثم يرفع صوته، وتحمرُّ وجنتاه. ." والله أعلم.

2 -

فيه بيان بعض المتن المحال به على المتن المحال عليه، حيث ساق مسلم بعضه من طريق سفيان، ثم أحال بقيته على ما أورده من حديث الثقفي.

ص: 240

2774 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل الدمشقي، حدثنا أنس بن عياض

(1)

، قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:"أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وإنَّ أفضل الهدي هدي محمد، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل بدعةٍ ضلالة"، ثم يرفع صوته، وتحمرُّ وجنتاه ويشتدُّ غضبه إذا ذكر الساعة حتى كأنَّه منذر جيش"، وذكر الحديث

(2)

.

(1)

ابن ضمرة الليثي المدني.

(2)

أخرجه مسلم ح 867/ 43، 45، -كما تقدم- من طريق جعفر به نحوه.

وفيه من فوائد الاستخراج ما تقدم.

ص: 241

2775 -

حدثنا عمر بن شبَّة النميري، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا خطب بعد التشهُّد: "إنَّ أحسن الحديث كتاب الله، وإن شرَّ الأمور محدثاتها، والبدعة ضلالة"

(1)

.

(1)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن جعفر بن محمد به مطولا.

ص: 242

2776 -

حدثنا النُّفَيلي

(1)

، حدثنا بكر بن خلف، ح

وحدثنا الصاغاني

(2)

، حدثنا عارم

(3)

، قالا: حدثنا يزيد بن زُرَيع

(4)

، حدثنا داود بن أبي هند

(5)

، عن عمرو بن سعيد

(6)

، عن سعيد بن جبير

(7)

، عن ابن عباس، قال: قدم ضِمَاد مكة في أول الإسلام، وكان رجلًا

(8)

من أزد شَنُوءَة، وكان يَرْقِي من هذه الريح، قال: فأبصر السفهاءَ من أهل مكة ينادون النبي صلى الله عليه وسلم: مجنون، قال: لو لقيت هذا الرجل؟ قال:

⦗ص: 243⦘

فلقيه، فقال: يا محمد! إني رجلٌ أرقي من هذه الريح

(9)

، فيشفي الله على يدي من يشاء، فهل لك؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله أما بعد"، قال: فقال: أعد عليَّ كلماتك هؤلاء، قال: فأعادهنَّ، فقال: لقد سمعت قول السحرة، وقول الكهنة، وقول الشعراء ما سمعت كلمات مثل كلماتك هؤلاء، ولقد بلغن ناعوس

(10)

البحر -وهو قاموس البحر- أرني يدك أُبَايِعْك على الإسلام، قال:"وعلى قومك"؟ قال: نعم

(11)

.

⦗ص: 244⦘

رواه عبد الأعلى، عن داود فقال:"بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريَّة فمروا بقرية فقال صاحب السرية للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئًا؟ فقال رجلٌ من القوم: أصبت منهم مطهرة، فقال: ردُّوها فإنَّ هؤلاء قوم ضِمَاد".

(1)

علي بن عثمان الحراني، وبكر بن خلف هو البصري.

(2)

محمد بن إسحاق.

(3)

محمد بن الفضل السدوسي، أبو النعمان البصري.

(4)

أبو معاوية البصري.

(5)

القشيري -مولاهم- البصري.

(6)

القرشي أو الثقفي مولاهم البصري.

(7)

الأسدي مولاهم الكوفي.

(8)

بالأصل: "رجل"، والصواب ما أثبته لأنه خبر لـ "كان".

(9)

المراد بالريح هنا: الجنون ومس الجن. شرح النووي (6/ 157).

(10)

قال النووي في شرحه: "ناعوس البحر: ضبطناه بوجهين، أشهرها: ناعوس -بالنون والعين-، هذا هو الموجود في أكثر نسخ بلادنا، والثاني: قاموس -بالقاف والميم- وهذا الثاني هو المشهور في روايات الحديث في غير صحيح مسلم. . . .".

وقال أبو موسى الأصبهاني: هكذا وقع في مسلم وفي سائر الروايات "قاموس البحر" وهو وسطه ولجَّته، ولعله لم يجود كِتْبَتَه فصحَّفه بعضهم، وليست هذه اللفظة أصلًا في مسند إسحاق بن راهويه الذي روى مسلم هذا الحديث عنه، لكنه قرنه بأبي موسى -محمد بن المثنى- فلعله في روايته".

انظر: المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (3/ 318)، شرح صحيح مسلم للنووي (6/ 157).

(11)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 593) كتاب الجمعة -باب تخفيف الصلاة والخطبة، من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن داود به، نحوه، وفي آخره: ما ذكره =

⦗ص: 244⦘

= المصنف من رواية عبد الأعلى.

وفي الحديث من فوائد الاستخراج ما يلي:

1 -

بيان المهمل في داود بأنه ابن أبي هند، حيث جاء عند مسلم مهملا.

2 -

قوله: "في أول الإسلام" من زيادات المصنف، وليست عند مسلم

ص: 242

‌باب بيان السور والآيات التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في خطبته

ص: 245

2777 -

حدثنا يوسف بن مسَلَّم

(1)

، حدثنا حجاج

(2)

، ح

وحدثنا عباس الدوري

(3)

، حدثنا شبابة

(4)

قالا: حدثنا شعبة

(5)

، عن خُبَيْب بن عبد الرحمن

(6)

، عن عبد الله بن محمد بن معن الأنصاري

(7)

، عن ابنة الحارث -قال لي يوسف: عن ابنة الحارثة بن النعمان، وقال شبابة: عن ابنة حارثة بن النعمان

(8)

- قالت: "ما حفظت {ق} إلا من في

⦗ص: 246⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بها كل جمعة، قالت: وكان تنورنا وتنُّور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدًا"

(9)

.

وقال شبابة: "يخطب يوم الجمعة"

(10)

، وكذا رواه غندر كما رواه حجاج سواءً.

(1)

يوسف بن سعيد بن مسَلَّم المصيصي.

(2)

ابن محمد المصيصي الأعور.

(3)

عباس بن محمد بن حاتم الدوري.

(4)

ابن سوَّار المدائني.

(5)

ابن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم.

(6)

ابن خبيب -بالخاء المعجمة- بن يَساف الأنصاري المدني.

(7)

عبد الله بن محمد بن معن الغفاري المدني.

ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي:"وثق، وفيه جهالة، واحتج به مسلم، ما روى عنه سوى خبيب بن عبد الرحمن. . .".

ولكنه لم ينفرد به، بل تابعه عن ابنة حارثة عدة منهم: يحيى بن عبد الله كما سيأتي.

انظر: الثقات (7/ 50)، الميزان (3/ 204).

(8)

هي أم هشام، كما في رواية المصنف الآتية، وقيل: أم هاشم بنت حارثة بن النعمان الأنصارية رضي الله عنها، وأبوها رضي الله عنه هكذا سماه ابن سعد، وابن عبد البر -وقد =

⦗ص: 246⦘

= تصحفت في الاستيعاب إلى أم هانئ-، والمزي، والذهبي، وابن حجر.

انظر: الطبقات (3/ 487)، الاستيعاب -مع الإصابة- (1/ 283، 4/ 504)، تهذيب الكمال (35/ 390)، السير (2/ 378)، الإصابة -مع الاستيعاب- (1/ 298، 4/ 504).

(9)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 595) كتاب الجمعة -باب تخفيف الصلاة والخطبة- ح 873/ 51، من طريق محمد بن جعفر غندر، عن شعبة به مثله، إلا أن غندرًا محمد بن جعفر قال في إسناده: عن ابنة الحارثة بن النعمان.

تنبيه: وقع في الأصل: "واحد"، والصواب المثبت، لأنه خبر كان، وهو كذلك في رواية مسلم.

(10)

رواية شبابة لم أقف على من خرجها.

ص: 245

2778 -

حدثنا أبو داود الحراني

(1)

، حدثنا أبو عتَّاب

(2)

، عن شعبة بمثله، على ما قال حجاج، وحديثهم واحد

(3)

.

(1)

سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم.

(2)

سهل بن حماد العَنْقَزي الدلال البصري.

(3)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق شعبة به.

ص: 246

2779 -

حدثنا أبو الأزهر

(1)

، حدثنا وهب بن

⦗ص: 247⦘

جرير

(2)

، حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق

(3)

يحدِّث عن ابنة حارثة بن النعمان، فذكر مثله.

كذا وقع عندي، وإنما هو محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري

(4)

، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة

(5)

، عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان، قالت: كان تنُّورنا. . . فذكر الحديث.

كذا رواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد

(6)

، عن أبيه، وابن نمير

(7)

، عن ابن إسحاق

(8)

.

(1)

أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي النيسابوري.

(2)

ابن حازم الأزدي البصري.

(3)

ابن يسار المطلبي مولاهم.

(4)

عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري.

(5)

الأنصاري المدني.

(6)

ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

(7)

عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي.

(8)

رواية يعقوب هذه أخرجها مسلم في صحيحه (ح 873/ 52) -كما تقدم- من طريق عمرو الناقد، عن يعقوب به.

وأما رواية ابن نمير: فقد أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 24) كتاب الجمعة- باب الخطبة يوم الجمعة يقرأ فيها أم لا؟، قال:"حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا محمد بن إسحاق. . ."، وجاء في روايته:"عن أمّ هاشم ابنة جارية أو حارثة".

ص: 246

2780 -

حدثنا إسماعيل القاضي

(1)

، حدثنا إسماعيل بن

⦗ص: 248⦘

أبي أويس

(2)

، حدثنا أخي

(3)

، عن سليمان بن بلال

(4)

، عن يحيى بن سعيد

(5)

، عن عمرة بنت عبد الرحمن

(6)

، عن أخت لعمرة بنت عبد الرحمن

(7)

أنها قالت: "أخذت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} من فِي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة"

(8)

.

(1)

إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد البصري.

(2)

إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي المدني، وأبو أويس كنية أبيه عبد الله.

(3)

عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن أويس، أبو بكر الأصبحي.

(4)

التيمي مولاهم.

(5)

الأنصاري المدني.

(6)

ابن سعد بن زرارة الأنصارية.

(7)

هي أم هشام بنت حارثة، وقد تقدم ذكرها، وهي أختها لأمها.

(8)

أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 595) كتاب الجمعة -باب تخفيف الصلاة والخطبة - ح 872/ 50، من طريق سليمان بن بلال به، مثله.

ص: 247

2781 -

حدثنا أبو داود

(1)

، عن محمود بن خالد

(2)

، عن مروان

(3)

، عن سليمان مثله

(4)

.

(1)

السجستاني، والحديث في سننه (1/ 661) كتاب الصلاة -باب الرجل يخطب على قوس- ح 1102.

(2)

ابن أبي خالد يزيد السلمي الدمشقي.

(3)

ابن محمد بن حسان الأسدي الدمشقي الطاطري، بمهملتين مفتوحتين.

(4)

أخرجه مسلم من طريق يحيى بن حسان، عن سليمان كما تقدم.

ص: 248

2782 -

حدثنا أبو داود السِّجْزِي

(1)

، حدثنا ابن السَّرْح

(2)

، حدثنا ابن وهب

(3)

، عن يحيى بن أيوب

(4)

، عن يحيى بن سعيد بمعناه نحوه

(5)

.

(1)

هو أبو داود السجستاني، وقد تقدم في (ح 2743) أن أبا عوانة يسميه: السجزي أحيانًا، والحديث في سننه برقم (1103) كما تقدم.

(2)

أحمد بن عمرو بن عبد الله بن السَّرْح -بمهملات- المصري.

(3)

عبد الله بن وهب بن مسلم المصري.

(4)

الغافقي، المصري.

(5)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق ابن السرح به.

ص: 249

2783 -

حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا علي بن المديني، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو

(1)

، سمع عطاء

(2)

يخبر عن صفوان بن يعلى

(3)

، عن أبيه "أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر:{وَنَادَوْا يَامَالِكُ} "

(4)

.

قال أبو داود السجزي: قال روح: ابنة حارثة بن النعمان.

وقال ابن إسحاق: أم هاشم بنت حارثة بن النعمان

(5)

.

⦗ص: 250⦘

وقال غندر: ابنة الحارث بن النعمان

(6)

.

(1)

ابن دينار المكي.

(2)

ابن أبي رباح.

(3)

صفوان بن يعلى بن أمية التميمي المكي، ذكره ابن حبان في الثقات، وروى له الشيخان. انظر: الثقات (4/ 379)، الجمع بين رجال الصحيحين (1/ 223).

(4)

الآية من سور الزخرف- الآية 77، والحديث أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 595) كتاب الجمعة -باب تخفيف الصلاة والخطبة- ح 871/ 49 من طريق ابن عيينة به، مثله.

(5)

سنن أبي داود (1/ 661)، ووقع عنده ما يلي:"وقال ابن إسحاق: أم هشام بنت حارثة بن النعمان".

(6)

انظر: ح (2777)، ولو أشار المصنف إلى هذا الاختلاف عند حديث ابنة حارثة بن النعمان لكان أولى، وذكره له يدل على ضبطه ودقته لما تحمَّله، ولعل هذا الاختلاف من تصرف الرواة، والله أعلم.

ص: 249

‌باب بيان السور التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في صلاة الجمعة، وأنه صلى الله عليه وسلم اجتمع العيد والجمعة بدأ بالعيد، ثم صلى الجمعة بعد وقرأ فيهما ما قرأ في صلاة العيد

ص: 251

2784 -

حدثنا علي بن حرب

(1)

، حدثنا سعيد بن عامر

(2)

، عن شعبة والقاسم

(3)

، عن سفيان

(4)

، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر

(5)

، عن أبيه، عن حبيب بن سالم

(6)

، عن النعمان بن بشير "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ

⦗ص: 252⦘

في صلاة الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}

(7)

و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} "

(8)

.

زاد شعبة: "وكان يقرأ بهما في العيدين، فربما اجتمع الجمعة والعيد فقرأ بهما"

(9)

.

(1)

ابن محمد بن علي الطائي.

(2)

الضُبَعي -بضم المعجمة وفتح الموحدة- البصري.

(3)

ابن الحكم بن كثير العرَني -بضم المهملة وفتح الراء بعدها نون- أبو أحمد الكوفي، توفي سنة 208 هـ. وثقه ابن معين وأحمد بن حنبل والنسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم:"محله الصدق، يكتب حديثه ولا يحتج به"، وقال الحافظ:"صدوق، فيه لين".

انظر: الجرح والتعديل (7/ 629)، الثقات (5/ 305)، تهذيب الكمال (23/ 345) تقريب (5455).

(4)

هو الثوري، كما في مصنَّف عبد الرزاق (3/ 180) كتاب الجمعة -باب القراءة يوم الجمعة.

(5)

ابن الأجدع الهمداني الكوفي.

(6)

الأنصاري، مولى النعمان بن بشير وكاتبه.

وثقه أبو داود وأبو حاتم، وقال البخاري:"فيه نظر"، وقال ابن عدي:"ليس في متون أحاديثه حديث منكر، بل قد اضطرب في أسانيد ما يروى عنه"، وقال ابن حجر:"لا بأس به". =

⦗ص: 252⦘

= انظر: التاريخ الكبير (2/ 318)، سؤالات الآجري ص 107، الجرح والتعديل (3/ 102)، الكامل (2/ 813)، تهذيب التهذيب (2/ 184)، تقريب (1092).

(7)

سورة الأعلى- الآية (1).

(8)

سورة الغاشية- الآية (1).

(9)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 598) كتاب الجمعة -باب ما يقرأ في صلاة الجمعة- ح 878/ 62، من طريق جرير بن عبد الحميد وأبي عوانة، عن إبراهيم به، مثله.

ص: 251

2785 -

حدثنا ابن أبي رجاء

(1)

، حدثنا وكيع

(2)

، حدثنا مسعر

(3)

وسفيان

(4)

، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن

⦗ص: 253⦘

النعمان بن بشير "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الجمعة: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} "

(5)

.

(1)

أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء الثغري.

(2)

ابن الجراح الرؤاسي.

(3)

ابن كدام الهلالي الكوفي.

(4)

هو الثوري، كما في رواية عبد الرزاق في مصنفه (3/ 180) كتاب الجمعة -باب القراءة في يوم الجمعة.

وقد روى الإمام أحمد هذا الحديث في مسنده (4/ 276)، فقال:"حدثنا وكيع، عن سفيان ومسعر، قال: وعبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان. . ."، وفي رواية عبد الرزاق أنه الثوري كما تقدم.

(5)

أخرجه مسلم من طريق إبراهيم به، نحوه.

ص: 252

2786 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ضَمْرة بن سعيد المازني

(1)

، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة

(2)

أنَّ الضحاك بن قيس

(3)

سأل النعمان بن بشير: ماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ به يوم الجمعة على إثر سورة الجمعة؟ قال: "كان يقرأ بـ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} "

(4)

.

(1)

ضمرة بن سعيد بن أبي حَنَّة -بمهملة ثم نون، وقيل: موحدة- الأنصاري المدني.

(2)

ابن مسعود الهذلي.

(3)

ابن خالد الفهري رضي الله عنه، صحابي صغير.

(4)

أخرجه مسلم ح (878/ 63) -كما تقدم- من طريق سفيان به نحوه.

ومن فوائد الاستخراج في هذا الإسناد: تسمية عبيد الله بن عبد الله بأنه ابن عتبة، ونسبة ضمرة بأنه المازني، إذ هو في مسلم بغير ذلك.

ص: 253

2787 -

حدثنا ابن الجنيد

(1)

، حدثنا أبو زيد الهروي

(2)

، حدثنا شعبة، عن مُخَوَّل بن راشد

(3)

، عن مسلم البَطِين

(4)

، عن سعيد بن

⦗ص: 254⦘

جبير

(5)

، عن ابن عباس، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة وبسورة المنافقين، وكان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة بـ {تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} "

(6)

(7)

.

(1)

محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق.

(2)

سعيد بن الربيع العامري الحرشي.

(3)

النهدي مولاهم الكوفي.

(4)

مسلم بن عمران البطين الكوفي.

(5)

الأسدي مولاهم الكوفي.

(6)

سورة الإنسان- الآية (1).

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 599) كتاب الجمعة -باب ما يقرأ في يوم الجمعة- ح 879/ 64، من طريق شعبة به، ولم يسق متنه، وإنما أحال على سابقه، وذكره المصنف، ففيه من فوائد الاستخراج بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.

ص: 253

2788 -

حدثنا أبو العباس الغَزِّي

(1)

، حدثنا الفريابي

(2)

، حدثنا سفيان، ح

وحدثنا الدَّبَري

(3)

، عن عبد الرزاق

(4)

، عن الثوري، عن مُخَوَّل بن راشد، عن مسلم البَطِين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}، ويقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة، و {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} "

(5)

(6)

.

(1)

عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجَرَّاح الأزدي.

(2)

محمد بن يوسف بن واقد الضبي مولاهم.

(3)

إسحاق بن إبراهيم بن عباد.

(4)

انظر: المصنف (3/ 180) كتاب الجمعة -باب القراءة في يوم الجمعة.

(5)

سورة المنافقون- الآية (1).

(6)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق سفيان به، نحوه. =

⦗ص: 255⦘

= ومن فوائد الاستخراج هنا: بيان المهمل في سفيان بأنه الثوري، حيث جاء عند مسلم مهملًا.

ص: 254

2789 -

حدثنا الصَّاغاني

(1)

، حدثنا الأسود بن عامر

(2)

، حدثنا سفيان بإسناده مثله

(3)

.

وحدثنا أبو داود السجزي،

(4)

حدثنا مسدد

(5)

، حدثنا يحيى

(6)

، عن شعبة، بإسناده مثله

(7)

.

(1)

محمد بن إسحاق.

(2)

الشامي.

(3)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق سفيان به.

(4)

هو أبو داود السجستاني، والحديث في سننه (1/ 648) كتاب الصلاة -باب: ما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة ح (1075).

(5)

ابن مسرهد بن مسربل الأسدي البصري.

(6)

ابن سعيد القطان.

(7)

أخرجه مسلم من طريق شعبة عن مخول به، كما تقدم.

ص: 255

2790 -

حدثنا ابن أبي رجاء

(1)

، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن مُخَوَّل، بإسناده قال: "كان يقرأ في الفجر يوم الجمعة: {الم (1) تَنْزِيلُ}

(2)

، و {هَلْ أَتَى} "

(3)

(4)

.

(1)

أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء الثغري.

(2)

سورة السجدة- الآية (1، 2) يعني به سورة السجدة بكاملها.

(3)

سورة الإنسان- الآية (1) يعني به سورة الدهر -الإنسان- بكاملها.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق وكيع به نحوه، وزاد القراءة في صلاة الجمعة =

⦗ص: 256⦘

= بسورة الجمعة والمنافقين.

ص: 255

2791 -

حدثنا حمدان بن علي

(1)

، حدثنا القعنبي

(2)

، ح

وحدثنا أبو أمية

(3)

، حدثنا خالد بن مخلد

(4)

، قالا: حدثنا سليمان بن بلال

(5)

، قال: حدثني جعفر بن محمد

(6)

، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبي رافع

(7)

، قال: "سمعت أبا هريرة، وصلى لنا الجمعة بالمدينة، فقرأ في الركعة الأولى بسورة الجمعة، وفي الركعة الآخرة:{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} فلما انصرف قيل له

(8)

: إنك قرأت بسورتين كان عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقرأ بهما بالكوفة! قال أبو هريرة: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما يوم الجمعة"

(9)

.

⦗ص: 257⦘

معنى حديثهما واحد.

(1)

محمد بن علي بن عبد الله بن مِهْران البغدادي الورَّاق.

(2)

عبد الله بن مسلمة بن قعنب البصري.

(3)

محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.

(4)

القطواني.

(5)

التيمي مولاهم.

(6)

ابن علي بن الحسين الهاشمي.

(7)

عبيد الله بن أبي رافع المدني، مولى النبي صلى الله عليه وسلم.

(8)

القائل هو: عبيد الله بن أبي رافع كما سيأتي.

(9)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 597، 598) كتاب الجمعة -باب ما يقرأ في صلاة الجمعة- ح 877/ 61، من طريق القعنبي به، نحوه.

وفيه من فوائد الاستخراج: بيان المهمل في (جعفر) عند مسلم.

ص: 256

2792 -

حدثنا السُّلَمي

(1)

، حدثنا عبد الرزاق

(2)

، أخبرنا ابن جريج

(3)

، أخبرنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبي رافع، قال: "كان مروان بن الحكم

(4)

يستخلف أبا هريرة على المدينة، قال: فصلى لنا أبو هريرة الجمعة، فقرأ في الركعة الأولى بسورة الجمعة، وفي الركعة الثانية {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} ، قال عبيد الله: فأدركت أبا هريرة حين انصرف، فقلت

(5)

: أبا هر، سمعتك تقرأ بسورتين كان عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقرأ بهما بالكوفة! فقال أبو هريرة: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهما"

(6)

.

(1)

أحمد بن يوسف الأزدي.

(2)

المصنف (3/ 179) كتاب الجمعة -باب القراءة في يوم الجمعة.

(3)

عبد الملك بن عبد العزيز الأموي مولاهم.

(4)

ابن أبي العاص بن أمية الأموي.

(5)

في الأصل: "فقال"، والذي أثبته هكذا هو في المصنَّف عند عبد الرزاق، وهو أولى.

(6)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق جعفر به، نحوه، ورواية عبد الرزاق، والمصنِّف عُبِّر فيها بـ "كان"، مما يدل على أنَّ أبا هريرة كان خليفة مروان كلما أراد أن يستخلف، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 257

2793 -

حدثنا أبو المثنى

(1)

، حدثنا القعنبي، عن سليمان، عن جعفر، بمثله:"يقرأ بهما يوم الجمعة"

(2)

.

(1)

معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري البغدادي.

(2)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق القعنبي به.

ص: 257

2794 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى

(1)

، أخبرنا أنس بن عياض

(2)

، عن جعفر بن محمد، بمثل حديث ابن جريج إلى قوله:"فقلت: تقرأ بسورتين كان عليُّ رضي الله عنه يقرأ بهما بالكوفة! فقال أبو هريرة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما"

(3)

.

(1)

الصدفي.

(2)

ابن ضَمْرة الليثي المدني.

(3)

أخرجه مسلم كما تقدم من طريق جعفر به، نحوه.

ص: 258

2795 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب

(1)

، أخبرنا سفيان

(2)

، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن ابن أبي رافع، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنه كان يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة، و {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} "

(3)

.

(1)

عبد الله بن وهب المصري.

(2)

الثوري، كما في مصنف عبد الرزاق (3/ 180) كتاب الجمعة -باب القراءة في يوم الجمعة.

(3)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق جعفر به مطولًا، بذكر استخلاف مروان لأبي هريرة، والحديث بهذا اللفظ أخرجه الشافعي في المسند (69، 213)، وعبد الرزاق في المصنف (3/ 180) كتاب الجمعة -باب القراءة في يوم الجمعة.

ص: 258

‌باب بيان حظر الصلاة بعد صلاة الجمعة حتى ينصرف المصلي عن مكانه الذي صلى فيه أو يتكلَّم

ص: 259

2796 -

حدثنا علي بن سهل الرَّمْلي، حدثنا الوليد بن مسلم

(1)

، حدثني ابن جريج، ح

وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن ابن جريج، عن عمر بن عطاء

(2)

قال: "أرسلني نافع بن جبير بن مُطْعِم

(3)

إلى السائب بن يزيد

(4)

أسأله، فسألته، فقال: نعم صليت الجمعة مع معاوية، فلما سلَّم قمت أصلّي، فأرسل إليَّ فأتيته، فقال لي: إذا صلَّيت الجمعة فلا تَصِلْها بصلاة حتى تكلَّم أو تخرج، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بذلك؛ أن لا تُوصَل بصلاة حتى نخرج أو نتكلَّم"

(5)

.

(1)

القرشي مولاهم الدمشقي.

(2)

ابن أبي الخُوَار -بضم المعجمة، وتخفيف الواو- المكي.

(3)

النوفلي المدني.

(4)

ابن سعيد الكندي رضي الله عنه، صحابي صغير.

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 601) كتاب الجمعة -باب الصلاة بعد الجمعة-.

ح 883/ 73، من طريق ابن جريج به، نحوه.

وفيه من فوائد الاستخراج: الزيادة في اسم نافع بن جبير، والسائب ابن أخت نمر، حيث هكذا وردا في مسلم.

ص: 259

2797 -

حدثنا أبو جعفر المُخَرِّمي

(1)

،

⦗ص: 260⦘

حدثنا حجاج

(2)

، عن ابن جريج، ح

وحدثنا أبو أمية

(3)

، حدثنا هَوْذَة

(4)

، عن ابن جريج، ح

وحدثنا الدَّبَري

(5)

، عن عبد الرزاق

(6)

، عن ابن جريج، قال: أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخُوَار، عن السائب بن يزيد، عن معاوية قال:"إذا صلَّيت الجمعة فلا تَصِلْها بصلاة"، وذكر مثله

(7)

.

⦗ص: 261⦘

باب ذكر الخبر المبين الموجب على المصلي بعد صلاة الجمعة أن يصلي أربع ركعات، والدليل على أنَّ الصلاة بعد صلاة الجمعة ليس بواجب، وإن فَعَلَها سلَّم في كل ركعتين منها

(1)

محمد بن عبد الله بن المبارك المخَرِّمي -بمعجمة وتثقيل الراء مع كسرها- =

⦗ص: 260⦘

= البغدادي، توفي سنة بضع وخمسين ومائتين.

انظر: الأنساب (5/ 223)، تهذيب الكمال (25/ 534)، تقريب (6045).

(2)

ابن محمد المصيصي الأعور.

(3)

محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.

(4)

هَوْذَة بن خليفة بن عبد الله الثقفي البصري الأصم.

(5)

إسحاق بن إبراهيم بن عباد.

(6)

المصنف (2/ 417) كتاب الصلاة -باب لا يتطوع إنسان حيث يصلي المكتوبة.

(7)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق ابن جريج به.

ص: 259

2798 -

حدثنا ابن الجنيد

(1)

، وأبو أمية قالا: حدثنا أبو عاصم

(2)

، ح

وحدثنا الغَزِّي

(3)

، حدثنا الفريابي

(4)

، قالا: حدثنا سفيان

(5)

، عن سهيل

(6)

، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان مصلِّيًا بعد الجمعة فليصلِّ أربعًا"

(7)

.

(1)

محمد بن أحمد بن الجنيد الدَّقَّاق.

(2)

الضحاك بن مخلد النبيل.

(3)

عبد الله بن محمد بن عمرو الأزدي.

(4)

محمد بن يوسف.

(5)

ابن عيينة.

(6)

ابن أبي صالح: ذكوان السمان، أبو يزيد المدني.

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 600) كتاب الجمعة -باب الصلاة بعد الجمعة- ح 881/ 69، من طريق سفيان به، مثله.

ص: 261

2799 -

حدثنا محمد بن يحيى

(1)

، حدثنا حجّاج

(2)

، حدثنا أبو عوانة

(3)

، وسفيان بن عيينة عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال:

⦗ص: 262⦘

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا صلى أحدكم بعد الجمعة؛ فليصلِّ أربعًا"

(4)

.

(1)

الذهلي.

(2)

ابن منهال الأنماطي البصري.

(3)

الوضَّاح بن عبد الله اليشكري الواسطي.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق سفيان به، نحوه، وقال في حديثه:"من كان منكم مصليًا بعد الجمعة فليصلِّ أربعًا".

وفيه من فوائد الاستخراج:

بيان المهمل وأنه سفيان بن عيينة، إذ لم يُعيَّن في صحيح مسلم.

ص: 261

2800 -

حدثنا أبو داود السجستاني

(1)

، حدثنا أحمد بن يونس

(2)

، حدثنا زهير

(3)

، ح

قال: وحدثنا محمد بن الصَّبَّاح البزَّاز

(4)

، حدثنا إسماعيل بن زكريا

(5)

، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان مصلِّيًا بعد الجمعة فليصلِّ أربعًا".

واللفظ لابن الصَّبَّاح، وتمَّ حديثه.

وقال ابن يونس: "إذا صليتم الجمعة فصلوا أربعًا"

(6)

، فقال لي أبي: يا بني إذا صلَّيت في المسجد ركعتين ثم أتيت المنزل

(7)

-أو

⦗ص: 263⦘

البيت- صلِّ ركعتين

(8)

.

(1)

السنن (1/ 673) كتاب الصلاة -باب الصلاة بعد الجمعة- ح 1131.

(2)

أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي الكوفي.

(3)

ابن معاوية الجعفي.

(4)

الدولابي، أبو جعفر البغدادي.

(5)

ابن مرة الخُلْقاني؛ بضم المعجمة، وسكون اللام، بعدها قاف.

(6)

الحديث باللفظين عند مسلم في صحيحه ح (881/ 68، 69)، كما تقدم.

(7)

في الأصل "المسجد"، والتصويب من سنن أبي داود.

(8)

القائل هو: ذكوان السمان لابنه سهيل كما في الحديث الآتي، وقد ترجم بهذا ابن حبان في صحيحه (الإحسان 6/ 234) كتاب الصلاة، ذكر البيان بأن هذه اللفظة الأخيرة إنما هي من قول أبي صالح، والذي عند مسلم في رواية ابن إدريس:"قال سهيل: فإن عجل بك شيء فصلِّ ركعتين في المسجد، وركعتين إذا رجعت".

ص: 262

2801 -

حدثنا أبو يوسف الفارسي

(1)

، حدثنا المعلى بن أسد

(2)

، حدثنا وهيب

(3)

، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إذا صليت الجمعة فصلِّ بعدها أربع ركعات"

(4)

.

فقال عبيد الله بن عمر

(5)

حين سمع هذا من سهيل: حدثنا نافع

(6)

، عن عبد الله بن عمر "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الجمعة ركعتين"

(7)

.

⦗ص: 264⦘

رواه

(8)

روح بن القاسم

(9)

، عن سهيل بمثل حديث زهير

(10)

، قال سهيل: قال أبي: "صلِّ بعدها أربعا، فإن لم تستطع، فصلها في البيت، فإن صليتها ركعتين في المسجد فصلِّ ركعتين في البيت".

(1)

يعقوب بن سفيان الفسوي.

(2)

مُعَلَّى -بفتح ثانيه، وتشديد اللام المفتوحة- بن أسد العَمِّي -بفتح المهملة، وتشديد الميم- البصري.

(3)

وهيب -بالتصغير- بن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم.

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه -كما تقدم- من طريق سهيل به، نحوه.

(5)

رواية عبيد الله سوف تأتي برقم (2802).

(6)

مولى ابن عمر، المدني.

(7)

القائل هو وهيب، كما في الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (6/ 229) كتاب الصلاة- ذكر الخبر الدال على أن الأمر بالركعات التي وصفناها بعد الجمعة أمر ندب لا حتم.

(8)

يريد المصنف حديث سهيل المتقدم.

(9)

التميمي العنبري البصري.

(10)

رواية روح لم أقف عليها، وحديث زهير تقدم قريبًا.

ص: 263

‌باب بيان صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الجمعة وقبلها

ص: 265

2802 -

حدثنا حماد بن الحسن

(1)

، حدثنا حماد بن مسعدة

(2)

، حدثنا عبيد الله

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر، "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته"

(4)

.

(1)

ابن عنبسة الورَّاق.

(2)

التميمي البصري.

(3)

ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري المدني.

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 600) كتاب الجمعة -باب الصلاة بعد الجمعة- ح 881/ 70، 71، من طريق نافع عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان يفعل ذلك ويرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وفي رواية أنه وصف تطوع صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"فكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف، فيصلي ركعتين في بيته".

ص: 265

2803 -

حدثنا أبو داود الحرَّاني

(1)

، حدثنا محمد بن عُبَيد

(2)

، وسليمان بن داود

(3)

-المَعْنى-، قالا: حدثنا حماد بن زيد

(4)

، حدثنا أيوب

(5)

، عن نافع "أن ابن عمر رأى رجلًا يصلي ركعتين بعد الجمعة

⦗ص: 266⦘

في مقامه فدفعه، وقال: أتصلي الجمعة أربعًا؟! وكان عبد الله يصلي يوم الجمعة ركعتين في بيته، ويقول: هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم"

(6)

.

(1)

سليمان بن سيف بن يحيى.

(2)

ابن حِسَاب -بكسر الحاء، وتخفيف السين المهملتين- الغُبَري -بضم المعجمة وتخفيف الموحدة المفتوحة- البصري.

(3)

سليمان بن داود العتكي، أبو الربيع الزهراني.

(4)

ابن درهم الأزدي البصري.

(5)

ابن أبي تميمة السختياني.

(6)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق نافع به، وليس عنده قصة الرجل مع ابن عمر رضي الله عنه.

ص: 265

2804 -

حدثنا السُّلمي

(1)

، حدثنا عبد الرزاق

(2)

، أخبرنا معمر

(3)

، عن الزهري

(4)

، عن سالم

(5)

، عن ابن عمر، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته بعد ما ينصرف من الصلاة"

(6)

.

(1)

أحمد بن يوسف الأزدي.

(2)

المصنف (3/ 247) كتاب الجمعة -باب الصلاة قبل الجمعة وبعدها.

(3)

ابن راشد الأزدي مولاهم البصري.

(4)

محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري.

(5)

ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي.

(6)

أخرجه مسلم -كما تقدم- (الصحيح 2/ 601) من طريق الزهري به نحوه، ولم يقل في حديثه:"في بيته بعد ما ينصرف من الصلاة"، وهي زيادة ثابتة من حديث نافع عن ابن عمر كما تقدم، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 266

2805 -

حدثنا السُّلمي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب

(1)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

(2)

.

(1)

ابن أبي تميمة السختياني.

(2)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق نافع به، نحوه.

ص: 266

2806 -

حدثنا يوسف القاضي

(1)

، حدثنا محمد بن

⦗ص: 267⦘

أبي بكر

(2)

، حدثنا سفيان

(3)

، عن عمرو

(4)

، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الجمعة ركعتين"

(5)

.

(1)

يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد البغدادي.

(2)

ابن علي بن عطاء المقدمي -بالتشديد- الثقفي مولاهم البصري.

(3)

ابن عيينة.

(4)

ابن دينار المكي الجمحي مولاهم.

(5)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق ابن عيينة به، مثله.

ص: 266

2807 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب

(1)

، عن مالك والليث

(2)

، عن نافع، عن ابن عمر "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين"

(3)

.

(1)

عبد الله بن وهب المصري.

(2)

ابن سعد الفهمي المصري.

(3)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 600 ح 882/ 71) -كما تقدم- من طريق مالك به، نحوه.

ص: 267

‌كتاب العيدين

ص: 268

‌باب ذكر الخبر الموجب للخروج إلى المصلى يوم العيد، وإخراج الحُيّض وذوات الخدور من النساء، واعتزال الحُيّض، والإباحة لهن أن يكبِّرن مع الناس، وإعارتهن فضل ثيابهنَّ من ليس لها ثوب

ص: 268

2808 -

حدثنا يزيد بن سنان

(1)

، حدثنا عبد القاهر بن شعيب بن الحَبْحَاب

(2)

، حدثنا هشام

(3)

، عن حفصة

(4)

، عن أم عطية

(5)

قالت: أمرنا بأبي وأمي -تعني النبي صلى الله عليه وسلم- أن نخرجهنَّ يوم الفطر والنحر؛ العواتق

(6)

وذوات الخدور

(7)

والحُيَّض، فأما الحُيَّض فيعتزلن المصلى

⦗ص: 269⦘

ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، فقالت: يا رسول الله! أرأيت إحداهنَّ لا يكون لها جِلْباب؟ قال: "تُلْبِسْها أختها من جلبابها".

رواه عيسى بن يونس

(8)

، عن هشام: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم

(9)

.

(1)

ابن يزيد القزَّاز البصري.

(2)

عبد القاهر بن شعيب بن الحَبْحَاب -بمهملتين وموحدتين- أبو سعيد البصري، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال فيه صالح جزرة:"لا بأس به"، كذلك قال الحافظ ابن حجر. انظر: الثقات (8/ 392)، تهذيب التهذيب (6/ 368)، تقريب (4142).

(3)

ابن حسان الأزدي القُرْدُوسي -بالقاف وضم الدال- البصري.

(4)

ابنة سيرين الأنصارية البصرية.

(5)

نُسَيبة -بنون، وسين مهملة، وباء موحدة، بالتصغير، وقيل: بفتح النون، وكسر السين -ابنة الحارث- وقيل: كعب- الأنصارية، صحابية مشهورة. الإصابة (4/ 476).

(6)

العواتق: جمع عاتقة، وهي الجارية البالغة، وقيل: ما بين أن تبلغ إلى أن تعنس.

(7)

وذوات الخدور: الخدور: البيوت، وقيل: الخدر: ستر يكون في ناحية البيت.

والجِلباب: بكسر الجيم وسكون اللام وبموحدتين بينهما ألف؛ قيل: هو المقنعة، أو =

⦗ص: 269⦘

= الخمار، أو أعرض منه، وقيل الإزار، وقيل غير ذلك.

انظر: النهاية في غريب الحديث (1/ 283)، شرح النووي على مسلم (6/ 1780، 178)، فتح الباري (1/ 505)، (2/ 544).

(8)

ابن أبي إسحاق السبيعي.

(9)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 606) كتاب العيدين -باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين- ح 890/ 12، من طريق عيسى بن يونس، عن هشام، كما ذكر المصنف، والبخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 535) كتاب العيدين -باب التكبير أيام منى وإذا غدا من عرفة- ح 971، من طريق عاصم الأحول، كلاهما: عن حفصة به، نحوه.

ص: 268

2809 -

حدثنا ابن شاذان

(1)

، حدثنا مُعَلَّى

(2)

، حدثنا هُشَيم

(3)

، عن منصور

(4)

، عن ابن سيرين

(5)

، عن أم عطية، وهشام

(6)

، عن حفصة، عن أم عطية، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخْرِج الحُيَّض، وذوات

⦗ص: 270⦘

الخدور يوم العيد، فأما الحُيَّض: فيعتزلن الناس، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين".

قال هشام: فقالت امرأة: يا رسول الله فإن لم يكن لإحدانا جلباب. . . فذكره

(7)

.

(1)

محمد بن شاذان الجوهري.

(2)

ابن منصور الرازي.

(3)

ابن بشير الواسطي، وهو مع ثقته مدلس، لكنه صرح بالسماع عند الترمذي (السنن 2/ 419) كتاب العيدين -باب ما جاء في خروج النساء في العيدين- ح 539.

(4)

ابن زاذان -بزاي وذال معجمة- الواسطي.

(5)

محمد بن سيرين الأنصاري البصري.

(6)

ابن حسان القرشي، والراوي عنه هشيم.

(7)

أخرجه مسلم ح (890/ 10، 12) -كما تقدم- من طريق ابن سيرين، ومن طريق هشام عن حفصة، كلاهما: عن أم عطية بنحوه، وقال في حديثهما:"أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرج. . . .".

ووقع عند مسلم: "عن محمد عن أم عطية"، وصرَّح هنا بأنه ابن سيرين، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 269

2810 -

حدثنا أبو داود السجستاني

(1)

، حدثنا النُّفَيلي

(2)

، حدثنا زهير

(3)

، عن عاصم الأحول

(4)

، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية، قالت:"كنا نؤمر بالخروج في العيدين، قالت: فأما الحُيَّض يكنَّ خلف الناس يُكَبِّرْنَ مع الناس"

(5)

.

(1)

السنن (1/ 676) كتاب الصلاة -باب خروج النساء في العيد- ح 1138.

(2)

عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحراني.

(3)

ابن معاوية الجعفي، أبو خيثمة الكوفي.

(4)

عاصم بن سليمان الأحول البصري.

(5)

أخرجه مسلم ح (890/ 11) -كما تقدم- من طريق عاصم به نحوه.

ص: 270

2811 -

حدثنا صالح بن أحمد

(1)

، حدثنا ابن أبي سويد

(2)

، حدثنا

⦗ص: 271⦘

حماد بن سلمة

(3)

، ح

وحدثنا محمد بن كثير الحرَّاني

(4)

، حدثنا عبد الغفار بن داود

(5)

، حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب

(6)

، ويونس

(7)

، وحبيب

(8)

، ويحيى بن عتيق

(9)

، وهشام، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. . . فذكر مثله.

قيل: فالحُيُّض يا رسول الله؟ قال: "يشهدن الخير، ودعوة المسلمين"، فقالت امرأة: يا رسول الله فإن لم يكن لإحدانا ثوبٌ؟ قال: "تلبسها صاحبتها صنفًا

(10)

⦗ص: 272⦘

من ثوبها"

(11)

.

(1)

ابن محمد بن حنبل الشيباني البغدادي.

(2)

إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد الذارع البصري، وأكثر ما يجيء منسوبا إلى جده. =

⦗ص: 271⦘

= قال فيه ابن معين: "كثير التصحيف، لا يقيمها"، ووثقه أبو حاتم، وقال الذهبي:"صدوق"، وقال فيه ابن حجر:"مقبول"، وقول ابن معين:"لا يقيمها" لعله يريد: لا يؤدّي روايته على الوجه الصحيح.

انظر: الجرح والتعديل (2/ 123)، الميزان (1/ 53)، لسان الميزان (2/ 369)، تقريب (229).

(3)

ابن دينار البصري.

(4)

محمد بن يحيى بن محمد بن كثير الكلبي، لقبه "لؤلؤ".

(5)

ابن مهران، أبو صالح الحراني.

(6)

ابن أبي تميمة السختياني.

(7)

ابن عبيد بن دينار العبدي البصري.

(8)

ابن الشهيد الأزدي البصري.

(9)

الطُفَاوي -بضم المهملة، وتخفيف الفاء- البصري.

(10)

الصِّنْف والصَّنْف: النوع والضِرْب من الشيء، وصَنِفَة الإزار بكسر النون: طرفه مما =

⦗ص: 272⦘

= يلي طُرَّته، وقيل: هي حاشيته أيَّةً كانت.

والمراد الحث على إعارة الثوب وبذله أيًّا كان، والله أعلم.

وانظر: النهاية (3/ 56)، اللسان (9/ 189).

(11)

أخرجه مسلم (ح 10/ 890) -كما تقدم- من طريق أبي الربيع الزهراني سليمان بن داود، عن حماد، عن أيوب به نحوه، وحماد هو ابن زيد لاختصاص أبي الربيع بالرواية عنه، كما في تهذيب الكمال (7/ 269).

ص: 270

2812 -

حدثنا أبو داود السجزي

(1)

، حدثنا محمد بن عبيد

(2)

، حدثنا حماد

(3)

، حدثنا أيوب، عن محمد، عن أم عطية، بهذا الخبر، قال:"ويَعتزل الحُيَّض مُصَلَّى الناس، ولم يذكر الثوب"

(4)

(1)

انظر: سننه (1/ 676) كتاب الصلاة -باب خروج النساء في العيدين- ح 1137.

(2)

ابن حِسَاب البصري.

(3)

هو: ابن زيد بن درهم، إذ محمد بن عبيد من المختصين بالرواية عنه، كما قال الذهبي في السير (7/ 465)، وكذلك ذكره المزي في تحفة الأشراف (12/ 503).

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق حماد بن زيد به.

ص: 272

2813 -

حدثنا أبو داود الحَّراني

(1)

، حدثنا أبو الوليد الطَّيالسي

(2)

، حدثنا حماد

(3)

، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أم عطية، أنها قالت: أمرنا

⦗ص: 273⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرج العواتق وذوات الخدور، قيل: الحيَّض؟ قال: "يشهدن الخير ودعوة المسلمين". قال: فقيل: إذا لم يكن لإحداهن ثوب؟ قال: "فلتلبسها صاحبتها من ثوب

(4)

"

(5)

.

(1)

سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم.

(2)

هشام بن عبد الملك.

(3)

يحتمل أن يكون حماد بن زيد، أو حماد بن سلمة، لأن هشامًا قد روى عنهما، وقد رويا هذا الحديث، ولكن يفهم مما ذكره المزي في تهذيبه (7/ 269) حول من اشترك =

⦗ص: 273⦘

= في الرواية أنه ابن سلمة.

ورواية هشام عن حماد بن سلمة متكلمٌ فيها، قال الإمام أحمد:"سماعه من حماد بن سلمة فيه شيء، كأنه سمع منه بأخرة، وكان حماد ساء حفظه في آخر عمره"، كما في تهذيب الكمال (30/ 231)، وقد توبع كما تقدم في ح (2811).

(4)

هكذا في الأصل، وقد تقدم في ح (2811):"فلتلبسها صاحبتها صِنفًا من ثوبها".

(5)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق أيوب.

ص: 272

‌باب ذكر الخبر المبين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلِّ قبل صلاة العيد ولا بعدها

ص: 274

2814 -

حدثنا علي بن حرب

(1)

، حدثنا أبو عامر

(2)

، ح

وحدثنا الكُزْبَراني

(3)

، حدثنا مسكين بن بكير

(4)

، ح

وحدثنا أبو قِلابة

(5)

، حدثنا بشر بن عمر

(6)

، قالوا: حدثنا شعبة

(7)

، عن عدي بن ثابت

(8)

، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم العيد -قال مسكين: يوم فطرٍ أو أضحى- فصلَّى ركعتين لم يصلِّ قبلهما ولا بعدهما.

زاد أبو قلابة في حديثه: ثم أتى النساء ومعه بلال، فأمرهنَّ بالصدقة، فجعلت المرأة تَصَدَّقُ بخُرْصِها

(9)

⦗ص: 275⦘

وسِخَابِها"

(10)

.

رواه بهز

(11)

عن شعبة بطوله، ورواه وكيع

(12)

عن شعبة مثل حديث مسكين وأبي عامر

(13)

.

(1)

الموصلي.

(2)

عبد الملك بن عمرو القيسي العقدي.

(3)

أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل الحراني.

(4)

الحراني الحذَّاء.

(5)

عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي البصري.

(6)

ابن الحكم الزهراني.

(7)

ابن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم البصري.

(8)

الأنصاري الكوفي.

(9)

خُرْصها -بضم المعجمة وكسرها وسكون الراء بعدها صاد مهملة-: هو الحلقة من الذهب أو الفضة، وقيل: هو القرط إذا كان بحبة واحدة، وهو من حلي الأذن. =

⦗ص: 275⦘

= انظر: النهاية (2/ 22)، فتح الباري (2/ 526).

(10)

السِّخَاب: بكسر السين وبالخاء المعجمة، قلادة من طيب معجون على هيئة الخرز، يكون من مسك أو قرنفل أو غيرهما من الطيب، ليس فيه شيء من الجوهر.

انظر: النهاية (2/ 349)، شرح مسلم للنووي (6/ 181).

(11)

ابن أسد العمي.

(12)

ابن الجراح الرؤاسي.

(13)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 606) كتاب العيدين -باب ترك الصلاة قبل العيد وبعدها في المصلى ح 884، من طرق عن شعبة به، بمثل حديث أبي قلابة.

والبخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 552) كتاب العيدين -باب الصلاة قبل العيد وبعدها- ح 989.

ورواية بهز وكيع: أخرجها الإمام أحمد في مسنده (1/ 340، 355)، والحديث يرويه عن شعبة نحوٌ من ثمانية عشر راويًا غيرهما في الكتب الستة وغيرها.

ص: 274

2815 -

حدثنا أبو داود السجستاني

(1)

، حدثنا أبو عمر الحَوْضي

(2)

، حدثنا شعبة -بمثل حديث بشر بن عمر-:"فجعلت المرأة تُلقي خُرْصَها وسِخابَها"

(3)

.

(1)

السنن (1/ 618) كتاب الصلاة -باب الصلاة بعد صلاة العيد- ح 1159.

(2)

حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة -بفتح المهملة، وسكون الخاء المعجمة، وفتح الموحدة- الأزدي.

(3)

أخرجه مسلم، كما تقدم.

ص: 275

‌باب ذكر الخبر المبين أنه ليس في صلاة العيدين أذان ولا إقامة، وأنها تصلي قبل الخطبة

ص: 276

2816 -

حدثنا علي بن حرب الطائي، حدثنا يعلى

(1)

ومحمد

(2)

، عن عبد الملك بن أبي سليمان

(3)

، عن عطاء

(4)

، عن جابر، قال:"شهدت الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذانٍ ولا إقامة، ثم قام متوكئًا على بلال، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظهم وذكَّرهم وأمرهم بتقوى الله، ثم مضي متوكئًا على بلال حتى أتى النساء، فوعظهنَّ وذكَّرهنَّ وأمرهنَّ بتقوى الله، وأمرهنَّ بالصدقة".

قال: "فإنَّكنَّ أكثر حطب جهنَّم"، فقامت إليه امرأة

(5)

سفعاء الخدَّين

(6)

من سفلة

(7)

النساء وقالت: لِمَ يا رسول الله؟ قال: "لأنَّكنَّ

⦗ص: 277⦘

تفشين الشَّكاة

(8)

، وتكفرن العشير"، فجعلن يأخذن من حليهنَّ وأقْرُطِهنَّ

(9)

يطرحنه.

قال الأحدب: يقذفنه: يتصدَّقن به

(10)

.

(1)

ابن عبيد بن أبي أمية الطنافسي الكوفي.

(2)

ابن عبيد بن أبي أمية الطنافسي الأحدب الكوفي.

(3)

عبد الملك بن أبي سليمان: ميسرة العَرْزَمي -بفتح المهملة وسكون الراء وبالزاي المفتوحة.

(4)

ابن أبي رباح القرشي مولاهم المكي.

(5)

رجح الحافظ ابن حجر أنها أسماء بنت يزيد الأنصارية، كما في فتح الباري (2/ 542).

(6)

السفعاء: بفتح السين المهملة، أي: فيها تغير وسواد، والسُّفْعة: نوع من السواد ليس بالكثير، وقيل: سوادٌ مع لونٍ آخر.

النهاية (2/ 374)، شرح مسلم للنووي (6/ 175).

(7)

وكذا وقع عند النسائي في سننه (6/ 187) كتاب صلاة العيدين -باب قيام الإمام =

⦗ص: 277⦘

= في الخطبة متوكئًا على إنسان- ح 1575، والذي عند مسلم:"من سِطة النساء" بكسر السين وفتح الطاء المخففة، وقد قيل: إن معناه: من خيارهن، إذ الوسط: العدل والخيار، وزعم البعض أن هذا الحرف مغير في كتاب مسلم، وأن صوابه:"من سفلة النساء" كما عند المصنف، وردَّ هذا النووي، وصحَّح ما في صحيح مسلم، واستظهر أن المراد بقوله:"من سطة النساء" امرأة من وسط النساء جالسة في وسطهن. انظر: المجموع المغيث (2/ 86)، شرح مسلم- للنووي (6/ 175).

(8)

الشَّكاة: بفتح الشين، أي: الشكوى. شرح مسلم للنووي (6/ 175).

(9)

القُرْط: بضم القاف، وسكون الراء، بعدها طاء مهملة: ما يحلى به الأذن، ذهبًا كان أو فضة، صرفًا أو مع لؤلؤ أو غيره، ويعلق غالبًا على شحمتها.

فتح الباري (10/ 344)، وتاج العروس (5/ 202).

(10)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 603) كتاب صلاة العيدين- ح 885/ 4 من طريق عبد الملك بن أبي سليمان به نحوه.

ص: 276

2817 -

حدثنا الصاغاني

(1)

، حدثنا يعلى، حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، بإسناده مثله:"يَطْرَحن في ثوب بلال يتصدَّقن به"

(2)

.

(1)

محمد بن إسحاق.

(2)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق عبد الملك.

ص: 277

2818 -

حدثنا العطاردي

(1)

، حدثنا ابن فضيل

(2)

، عن عبد الملك

⦗ص: 278⦘

بإسناده نحوه

(3)

.

(1)

أحمد بن عبد الجبار بن محمد التميمي الكوفي.

(2)

محمد بن فضيل بن غزوان الضبي مولاهم الكوفي.

(3)

أخرجه مسلم من طريق عبد الملك، كما تقدم.

ص: 277

2819 -

وحدثنا سعدان بن يزيد

(1)

، حدثنا إسحاق الأزرق

(2)

، حدثنا عبد الملك، وقال فيه:"وحثَّهنَّ على الصدقة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تصدَّقن فإنّكنّ أكثركنَّ حطب جهنَّم".

قال: والفَتَخ

(3)

: الخواتيم العظام كانت تلبس في الجاهلية.

(4)

هذا كله في حديث سعدان بن يزيد.

(1)

البغدادي.

(2)

إسحاق بن يوسف بن مرداس الواسطي.

(3)

الفَتَخ -بفتحتين: جمع فَتْخَة، وهي التي تلبس في الأيدي، وربما وضعت في أصابع الأرجل، وقيل هي خواتيم لا فصوص لها. انظر: النهاية (3/ 408).

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق عبد الملك به، وليس عند مسلم تفسير الفتخ، وهو عند البخاري من رواية عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء -كما سيأتي-، وهذا من فوائد الاستخراج.

ووقع في الأصل: "الخواتيم عظام كن. . ."، والمثبت ما في رواية البخاري.

ص: 278

2820 -

حدثنا أبو غسان الدَمِيري

(1)

⦗ص: 279⦘

من رستاق

(2)

مصر، حدثنا يزيد بن هارون

(3)

، حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان بإسناده مثل حديث إسحاق الأزرق

(4)

.

(1)

الدَمِيري: بفتح الدال المهملة، وكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الراء؛ نسبة إلى دَمِيْرَة، قرية كبيرة قربَ دمياط بمصر.

وأبو غسان هو: عبد الملك بن يحيى بن مالك الهمداني، السوسي الكوفي ثم المصري توفي (274 هـ)، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"مستقيم الحديث".

انظر: الثقات (9/ 166)، الأنساب (2/ 494)، معجم البلدان (2/ 537).

(2)

الرستاق: كل موضع فيه مزارع، ولا يقال ذلك للمدن. معجم البلدان (1/ 55).

(3)

ابن زاذان السلمي مولاهم الواسطي.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق عبد الملك.

ص: 278

2821 -

وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب

(1)

، حدثنا ابن جريج

(2)

، ح

وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني، عن عبد الرزاق

(3)

، عن ابن

جريج قال: أخبرني عطاء

(4)

، عن ابن عباس، وعن جابر بن عبد الله، قالا:"لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى".

زاد الدَّبَري: "ثم سألته

(5)

بعد حين عن ذلك، فأخبرني، قال: أخبرني جابر بن عبد الله أن لا أذان لصلاة يوم الفطر حتى يخرج الإمام، ولا بعد ما يخرج الإمام، ولا إقامة ولا نداء ولا شيء، قال: لا نداء يومئذ ولا إقامة"

(6)

.

(1)

عبد الله بن وهب المصري.

(2)

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي.

(3)

انظر: المصنف (3/ 277) كتاب العيدين -باب الأذان فيهما.

(4)

ابن أبي رباح.

(5)

السائل هو: ابن جريج.

(6)

أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 602) كتاب العيدين- ح 886/ 5، من طريق عبد الرزاق، والبخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 523) كتاب العيدين -باب المشي =

⦗ص: 280⦘

= والركوب إلى العيد بغير أذان ولا إقامة- ح 960، من طريق هشام، كلاهما: عن ابن جريج به مثله، إلّا أن البخاري لم يذكر ما زاده الدبري.

ص: 279

2822 -

حدثنا محمد بن أيوب بن يحيى بن ضُرَيس، حدثنا أبو غسان الرازي

(1)

، حدثنا حماد بن مسعدة

(2)

، عن عبيد الله بن عمر

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الأضحى والفطر قبل الخطبة، ثم يخطب بعد الصلاة"

(4)

.

(1)

محمد بن عمرو بن بكر الرازي الطيالسي.

(2)

التميمي، أبو سعيد البصري.

(3)

ابن حفص بن عاصم العمري المدني.

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 605) كتاب العيدين- ح 888/ 8، والبخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 525) كتاب العيدين -باب الخطبة بعد العيد- ح 963، كلاهما: من طريق عبيد الله به نحوه.

ومن فوائد الاستخراج هنا:

1 -

بيان المهمل في عبيد الله، حيث صرح أبو عوانة بأنه ابن عمر.

2 -

قوله: "ثم يخطب بعد الصلاة" زيادة ليست في الصحيحين، وهي صحيحة ثابتة من حديث ابن عباس وأبي سعيد الخدري وجابر رضي الله عنهم، وستأتي رواياتهم.

ص: 280

2823 -

حدثنا الصاغاني

(1)

، حدثنا يحيى بن أيوب

(2)

، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن

(3)

، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر

⦗ص: 281⦘

"أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم العيد قبل الخطبة"

(4)

.

(1)

محمد بن إسحاق.

(2)

المقابري البغدادي العابد.

(3)

الجُمَحي، أبو عبد الله المدني، قاضي بغداد.

(4)

أخرجه مسلم والبخاري من طريق عبيد الله به نحوه، كما تقدم.

ص: 280

‌باب ذكر الخبر الذي يوجب على الإمام يوم العيد إذا فرغ من خطبته أن يأتي النساء فيعظهنَّ ويأمرهنَّ بالصدقة

ص: 282

2824 -

حدثنا إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق

(1)

، عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء

(2)

، عن جابر بن عبد الله سمعته يقول: "إن النبي صلى الله عليه وسلم قام يوم الفطر فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم خطب الناس، فلما فرغ نبي الله صلى الله عليه وسلم نزل، فأتى النساء، فذكَّرهنَّ -وهو يتوكأ على بلال- وبلال باسطٌ ثوبه يلقين فيه النساء الصدقة.

قلت لعطاء: أزكاة يوم الفطر؟ قال: لا، ولكنه صدقة يتصدَّقن بها حينئذٍ تلقي المرأة فتخها وتلقين.

قلت لعطاء: ترى حقًّا على الإمام الآن يأتي النساء حين يفرغ فيذكِّرهنَّ؟

قال: إي لعمري! إن ذلك لحقٌّ عليهم، وما لهم لا يفعلون ذلك؟ "

(3)

.

(1)

المصنف (3/ 278) كتاب العيدين -باب الصلاة قبل الخطبة.

(2)

ابن أبي رباح.

(3)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 603) كتاب العيدين- ح 885/ 3، من طريق عبد الرزاق به نحوه.

ص: 282

2825 -

حدثنا ابن الجنيد

(1)

، والصاغاني، وأبو أمية

(2)

، قالوا: حدثنا أبو عاصم

(3)

، عن ابن جريج قال:

⦗ص: 283⦘

أخبرني الحسن بن مسلم

(4)

، عن طاوس

(5)

عن ابن عباس، قال:"شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم كانوا يصلُّون قبل الخطبة"

(6)

.

(1)

محمد بن أحمد بن الجنيد، أبو جعفر الدقاق.

(2)

محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.

(3)

الضحاك بن مخلد النبيل.

(4)

ابن يَنَّاق -بفتح التحتانية وتشديد النون وآخره قاف- المكي.

(5)

ابن كيسان اليماني الحميري مولاهم.

(6)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 602) كتاب العيدين- ح 884/ 1، من طريق ابن جريج به نحوه مطولا، والبخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 525) كتاب العيدين -باب الخطبة بعد العيد- ح 962، من طريق أبي عاصم، بمثل ما قال المصنف.

ص: 282

2826 -

حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: أخبرنا الحسن بن مسلم بمثله، وزاد: "قبل الخطبة، ثم يخطب بعد، قال: فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأني أنظر إليه حين يُجَلِّس

(1)

الرجال بيده، ثم أقبل يشقهم حتى جاء النساء، معه بلال، فقال:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا. . .}

(2)

فتلا هذه الآية حتى فرغ منها، ثم قال حين فرغ منها:"أنتنَّ على ذلك؟ " فقالت امرأةٌ واحدة -لم يجبه غيرها منهنَّ-: نعم يا نبيَّ الله لا يدري الحسن

(3)

من هي، قال:"فَتَصَدَّقْنَ".

⦗ص: 284⦘

قال: "فبسط بلالٌ ثوبه، ثم قال: هلمَّ! فِدَىً لَكُنَّ أبي وأمي! فجعلن يلقين الفَتَخَ والخواتم في ثوب بلال"

(4)

.

(1)

يجلس: بكسر اللام المشددة، أي يأمرهم بالجلوس.

شرح النووي (6/ 172).

(2)

سورة الممتحنة- الآية (12).

(3)

في مسلم "لا يُدْرى حينئذٍ من هي"، بالبناء للمجهول، وهذا من فوائد الاستخراج هنا.

(4)

أخرجه مسلم كما تقدم من طريق عبد الرزاق به نحوه.

ص: 283

2827 -

حدثنا علي بن حرب

(1)

، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب

(2)

عن عطاء

(3)

، عن ابن عباس قال: "أشْهَد لشهدت العيد مع النبي صلى الله عليه وسلم، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة ثم خطب، فرأى أنه لم يُسْمِع النساء، فأتاهنَّ ووعظهنَّ، وذكَّرهنَّ، وأمرهنَّ بالصدقة، فجعلت المرأة تلقي الخُرص والخاتم والثوب

(4)

والشيء، وبلال قائل بثوبه هكذا"، وبسط سفيان طرف ردائه

(5)

.

(1)

الطائي الموصلي.

(2)

ابن أبي تميمة السختياني.

(3)

ابن أبي رباح المكي.

(4)

(والثوب) زيادة ليست في لفظ مسلم.

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 602) كتاب العيدين- ح 884/ 2، من طريق ابن عيينة، والبخاري (الصحيح مع الفتح 1/ 232) كتاب العلم -باب عظة الإمام النساء وتعليمهن ح 98، من طريق شعبة، كلاهما: عن أيوب به نحوه، وقوله "وبسط سفيان طرف ردائه" زيادة على لفظ مسلم، وفي لفظ البخاري "وبلال يأخذ في طرف ثوبه".

ص: 284

2828 -

حدثنا إسحاق بن سَيَّار

(1)

، حدثنا محمد بن عرعرة

(2)

، ح

⦗ص: 285⦘

وحدثنا يونس بن حبيب

(3)

، حدثنا أبو داود

(4)

، قالا: حدثنا شعبة، عن أيوب، عن عطاء، عن ابن عباس قال:"أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، -أو قال عطاء: أشهد على ابن عباس- أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في يوم فطر فصلَّى، ثم خطب، ثم أتى النساء، ومعه بلال فأمرهنَّ بالصدقة، فجعلن يلقين"

(5)

.

(1)

ابن محمد، أبو يعقوب النصيبي.

(2)

ابن البِرِنْد البصري.

(3)

ابن عبد القاهر الأصبهاني.

(4)

الطيالسي، والحديث في مسنده (346).

(5)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق أيوب به نحوه.

ص: 284

‌باب ذكر الخبر المبين الذي يوجب على من حضر المصلى يوم العيد أن يتصدَّق

ص: 286

2829 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى

(1)

، أخبرنا ابن وهب

(2)

قال: أخبرني داود بن قيس

(3)

، عن عياض بن عبد الله

(4)

حدثه، أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم العيد فيصلِّي، فيبدأ بالركعتين، ثم يسلِّم فيقوم قيامًا، فيستقبل الناس بوجهه، فيكلِّمهم ويأمرهم بالصدقة، فإن أراد أن يضرب على الناس بعثًا ذَكَر، وإلا انصرف"

(5)

.

(1)

الصدفي.

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

الدباغ، أبو سليمان القرشي مولاهم المدني. انظر: تهذيب الكمال (8/ 439).

(4)

ابن سعد بن أبي سَرْح -بفتح المهملة وسكون الراء بعدها مهملة- القرشي العامري المكي. انظر: تهذيب الكمال (22/ 567)، تقريب (5277).

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 605) كتاب العيدين- ح 889/ 9، من طريق داود بن قيس، والبخاري (الصحيح مع الفتح 2/ 520) كتاب العيدين -باب الخروج إلى المصلى بغير منبر- ح 956، من طريق زيد بن أسلم، كلاهما: عن عياض به نحوه، مطولًا بذكر قصة أبي سعيد مع مروان بن الحكم.

ص: 286

2830 -

حدثنا الدَّبري، عن عبد الرزاق

(1)

، عن داود بن قيس،

⦗ص: 287⦘

قال: حدثني عياض بن عبد الله بن أبي سَرْح، قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: "خرجت مع مروان

(2)

في يوم عيد -فطر، أو أضحى- وهو بيني وبين أبي مسعود

(3)

حتى أفضينا إلى المصلى، فإذا كثير بن الصلت الكندي قد بنى لمروان منبرًا من لبن وطين، فعدل مروان إلى المنبر حتى حاذى به" وذكر الحديث

(4)

.

(1)

المصنف (3/ 284) كتاب العيدين -باب أول من خطب ثم صلى، وتمامه "فجاذبته ليبدأ بالصلاة فقال:"يا أبا سعيد! تُرِك ما تعلم"، فقال: "كلا، ورب المشارق =

⦗ص: 287⦘

= والمغارب! -ثلاث مرات- لا تأتون بخير مما نعلم"، ثم بدأ الخطبة.

(2)

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي، وكان قد ولي إمارة المدينة لمعاوية رضي الله عنه سنة 42 هـ. انظر: تاريخ الطبري (3/ 173)، الإصابة (3/ 477).

(3)

في الأصل: "ابن مسعود" وضبب فوق (ابن) لأن ابن مسعود رضي الله عنه توفي سنة (32 هـ) كما في الإصابة (2/ 369) فلم يدرك إمارة مروان للمدينة، فالصواب المثبت، وهو كذلك في مصنف عبد الرزاق، ونقله الحافظ ابن حجر في الفتح (2/ 521).

وأما أبو مسعود فهو: عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري البدري رضي الله عنه توفي بعد سنة (40 هـ) على الصحيح. انظر: الإصابة (2/ 491).

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق داود بن قيس به نحوه، وليس عنده شهود أبي مسعود حدث مروان بن الحكم.

ص: 286

2831 -

حدثنا إسماعيل القاضي

(1)

، حدثنا قالون

(2)

، حدثنا محمد بن جعفر

(3)

،

⦗ص: 288⦘

عن زيد بن أسلم

(4)

، عن عياض بن عبد الله بن أبي سَرْح، عن أبي سعيد الخدري "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر"

(5)

وذكر الحديث بطوله.

(1)

إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل الأزدي مولاهم.

(2)

عيسى بن مينا بن وردان الزُّرَقي مولى بني زهرة، أبو موسى قارئ المدينة ونحويها، لقبه:"قالون".

(3)

محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري مولاهم المدني.

(4)

القرشي العدوي، أبو أسامة المدني.

(5)

أخرجه مسلم من طريق عياض به، كما تقدم.

ص: 287

‌باب بيان القرآءة في الفطر والأضحى

ص: 289

2832 -

أخبرنا يونس

(1)

، أخبرنا ابن وهب

(2)

أن مالكًا

(3)

حدثه عن ضَمْرة بن سعيد المازني، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة

(4)

"أنَّ عمر

(5)

سأل أبا واقد الليثي

(6)

رضي الله عنهما: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ به في الفطر والأضحى؟ قال: كان يقرأ: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} "

(7)

(8)

.

(1)

ابن عبد الأعلى الصدفي.

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

الموطأ (1/ 180) كتاب العيدين -باب ما جاء في التكبير والقراءة في صلاة العيدين.

(4)

ابن مسعود الهذلي.

(5)

ابن الخطاب رضي الله عنه.

(6)

هو: الحارث بن مالك، وقيل: ابن عوف، وقيل اسمه: عوف بن الحارث رضي الله عنه.

انظر: الإصابة (4/ 215).

(7)

سورة القمر- الآية (1). والمعني به هو كامل السورة.

(8)

أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 607) كتاب العيدين -باب ما يقرأ به في صلاة العيدين - ح 891/ 14، من طريق مالك به نحوه. وعبيد الله لم يسمع من عمر رضي الله عنه، وستأتي روايته عن أبي واقد رضي الله عنه، وقد أدركه بلا شك، وسمع منه. بلا خلاف، فالحديث صحيح متصل. وانظر: شرح مسلم للنووي (6/ 181).

ص: 289

2833 -

حدثنا أبو عتبة الحجازي

(1)

، حدثنا ابن أبي فديك

(2)

، عن الضحاك بن عثمان

(3)

، عن ضمرة بن سعيد، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي واقد الليثي، قال: "سألني عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمَّا قرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة العيدين؟ فقلت: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} ، و {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)}

(4)

.

(1)

أحمد بن الفرج الحمصي الكندي.

(2)

محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك.

(3)

الحزامي الأسدي المدني.

(4)

أخرجه مسلم ح 891/ 15 - كما تقدم- من طريق فليح، عن ضمرة بن سعيد به مثله.

ص: 290

2834 -

حدثنا أبو حاتم الرازي

(1)

، حدثنا يحيى بن صالح

(2)

، حدثنا فُلَيح

(3)

حدثنا ضمرة بن سعيد، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي واقد الليثي، قال:"سألنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمَّا قرأ به رسول الله في صلاة العيد؟ فقلت: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} و {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} "

(4)

.

(1)

محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي.

(2)

الوحاظي الحمصي.

(3)

ابن سليمان بن أبي المغيرة المدني.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق فليح به مثله، وفليح تكلم فيه، كما سبق في =

⦗ص: 291⦘

= ترجمته، وقد تابعه الضحاك بن عثمان عن ضمرة عند المصنف كما تقدم، وهذا من فوائد الاستخراج في هذا الإسناد. والله تعالى أعلم.

ص: 290

‌باب بيان الخبر الموجب لأداء زكاة الفطر قبل الخروج إلى المصلى، وبيان فرضها، وما يجب أن يؤدى عن كل رأس، والدليل على أنه يجب إخراجها من البُرِّ والشعير، وعلى أنه يجب على السيِّد إخراجها عن العبد

ص: 291

2835 -

حدثنا الصاغاني

(1)

، حدثنا مالك بن إسماعيل

(2)

، ويحيى بن أبي بكير

(3)

، قالا: حدثنا زهير

(4)

، عن موسى بن عقبة

(5)

، قال: أخبرني نافع

(6)

، عن ابن عمر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصدقة -أو زكاة- الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة"

(7)

.

(1)

محمد بن إسحاق.

(2)

النهدي الكوفي.

(3)

الكرماني الكوفي، نزيل بغداد.

(4)

ابن محمد التميمي الخراساني.

(5)

ابن أبي عياش القرشي الأسدي.

(6)

مولى ابن عمر، أبو عبد الله المدني.

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 679) كتاب الزكاة -باب الأمر بإخراج زكاة الفطر قبل الصلاة- ح 986/ 22، والبخاري (الصحيح مع الفتح: 3/ 438) كتاب الزكاة -باب الصدقة قبل العيد- ح 1509، كلاهما: من طريق موسى بن عقبة به نحوه.

ص: 291

2836 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب

(1)

، قال: أخبرني حفص بن ميسرة

(2)

، عن موسى بن عقبة، بإسناده مثله:"قبل خروج الناس إلى المصلى"

(3)

.

(1)

عبد الله بن وهب المصري.

(2)

العُقَيلي -بالضم- أبو عمر الصنعاني، نزيل عسقلان.

(3)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق موسى بن عقبة به نحوه، وقال في حديثه:"إلى الصلاة"، أي: قبل خروج الناس إلى مصلى العيد.

ص: 292

2837 -

حدثنا محمد بن حَيُّويَه

(1)

، أخبرنا يحيى بن يحيى

(2)

، حدثنا أبو خيثمة

(3)

، بمثل حديث الصاغاني:"إلى الصلاة"

(4)

.

(1)

محمد بن يحيى بن موسى الإسفرائيني.

(2)

ابن بكر التميمي الحنظلي النيسابوري. انظر: تهذيب الكمال (32/ 31).

(3)

زهير بن معاوية الجعفي الكوفي.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق يحيى بن يحيى به مثله.

ص: 292

2838 -

حدثنا أحمد بن الفرج الحمصي، حدثنا ابن أبي فُدَيْك، قال حدثني الضحاك بن عثمان، عن نافع، عن ابن عمر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج زكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة"

(1)

.

(1)

رجال هذا الإسناد كلهم تقدم ذكرهم، والحديث أخرجه مسلم من طريق ابن أبي فديك به مثله، وأحمد بن الفرج الحمصي تقدم تضعيف محمد بن عوف له، في الحديث (465) إلا أنه قد توبع، كما سيأتي.

ص: 292

2839 -

حدثني مسرور بن نوح

(1)

،

⦗ص: 293⦘

حدثنا إبراهيم

(2)

، ح

وحدثنا مهدي بن الحارث

(3)

، حدثنا دحيم،

(4)

قالا: حدثنا ابن أبي فديك، بمثله

(5)

.

(1)

الذهلي الإسفراييني.

(2)

ابن المنذر الأسدي الحزامي.

(3)

لم أقف على ترجمته فيما لدي من المصادر، وانظر الحديث (2540).

(4)

عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو الدمشقي، لقبه دحيم. انظر: تهذيب الكمال (16/ 495).

(5)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق ابن أبي فديك.

ص: 292

2840 -

أخبرنا يونس

(1)

، أخبرنا ابن وهب

(2)

، أخبرني مالك

(3)

، ح

وحدثنا بحر بن نصر

(4)

، قال: قرئ على ابن وهب وأنا أسمع؛ أخبرك مالك، ح

وحدثنا محمد بن حيويه، حدثنا مُطرِّف

(5)

، والقعنبي

(6)

، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض على الناس زكاة الفطر من رمضان صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على كل حرٍّ طوعًا ذكر

⦗ص: 294⦘

أو أنثى من المسلمين"

(7)

.

(1)

ابن عبد الأعلى الصدفي.

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

الموطأ (1/ 284) كتاب الزكاة -باب ملكية زكاة الفطر- ح 52.

(4)

ابن سابق الخولاني مولاهم، أبو عبد الله المصري، توفي (267 هـ). انظر: تهذيب الكمال (4/ 16).

(5)

ابن عبد الله بن مطرف اليساري، بالتحتانية والمهملة المفتوحتين.

(6)

عبد الله بن مسلمة.

(7)

أخرجه مسلم (2/ 677) كتاب الزكاة -باب زكاة الفطر على المسلمين من التمر والشعير ح 984/ 12، من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي به نحوه، -وزاد:"على كل حر أو عبد"-، ولم يقل:"طوعا". والبخاري (الصحيح مع الفتح: 3/ 432) كتاب الزكاة -باب صدقة الفطر على العبد وغيره من المسلمين- ح 1504.

ص: 293

2841 -

حدثنا أبو عتبة، حدثنا ابن أبي فديك، حدثنا الضحاك بن عثمان، عن نافع، عن ابن عمر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على كلِّ نفس من المسلمين حرٍّ أو عبد أو رجلٍ أو امرأةٍ، صغيرٍ أو كبيرٍ صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من شعير"

(1)

.

(1)

رجال الإسناد كلهم تقدموا في ح (2634)، والحديث أخرجه مسلم في الصحيح (2/ 678 ح 984/ 16) -كما تقدم- من طريق ابن أبي فديك به مثله.

ص: 294

2842 -

حدثنا مسرور، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن أبي فديك بمثله، ولم يقل:"من المسلمين" غير مالك، والضحاك

(1)

.

(1)

رجال الإسناد تقدموا في ح (2839).

وحديث ابن أبي فديك تقدم أيضًا قبل هذا، وقول المصنف رحمه الله:"ولم يقل من المسلمين غير مالك والضحاك" فيه نظر، حيث قد روى هذه الزيادة غير مالك والضحاك عدة، فمنهم:

1 -

عمر بن نافع: عند البخاري (الصحيح مع الفتح: 3/ 430) كتاب الزكاة -باب فرض صدقة الفطر- ح 1503.

2 -

يونس بن يزيد: عند الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 44)، إلا أن الراوي عنه فيه مقال. =

⦗ص: 295⦘

= 3 - كثير بن فرقد: عند الدارقطني في السنن (2/ 140) كتاب زكاة الفطر- ح (8)، وابن عبد البر في التمهيد (14/ 319).

4 -

المعلى بن إسماعيل: عند ابن حبان في صحيحه (8/ 97) كتاب الزكاة- ذكر البيان بأن هذه اللفظة "من المسلمين" لم يكن مالك بن أنس بالمنفرد بها دون غيره - ح 3304، والدارقطني في السنن (2/ 140).

5 -

ابن أبي ليلى: عند عبد الرزاق في المصنف (3/ 312) كتاب الزكاة -باب زكاة الفطر، ومن طريقه الدارقطني في سننه -كما تقدم -كلاهما: من طريق الثوري، عن ابن أبي ليلى وعبيد الله بن عمر.

والمشهور عن عبيد الله ليس فيه "من المسلمين" كما عند ابن الجارود في المنتقى (ص 130) رقم 356، والحاكم في المستدرك (1/ 410) كتاب الزكاة -باب أن صدقة الفطر حقٌّ واجب. ولعل بعضهم حمل لفظ أبن أبي ليلى على لفظ عبيد الله.

وبهذا يعلم أن قول المصنف متعقبٌ برواية عمر بن نافع ويونس بن يزيد وكثير بن فرقد وغيرهم، والله تعالى أعلم. اهـ مختصرًا من فتح الباري (3/ 433).

ص: 294

2843 -

حدثنا الصاغاني

(1)

، حدثنا أبو النعمان

(2)

، حدثنا حماد بن ح

وحدثنا الدبري

(3)

، عن عبد الرزاق

(4)

، عن معمر

(5)

، ح

⦗ص: 296⦘

وحدثنا أبو المثنى العنبري

(6)

، حدثنا محمد بن المنهال

(7)

، حدثنا يزيد بن زريع، كلهم: عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر، قال:"فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر على الذكر والأنثى، والحر والمملوك؛ صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من شعير، فعدل الناس به نصف صاعٍ من برٍّ"

(8)

.

قال معمر: فعدل الناس بعد مدَّين من قمح

(9)

.

(1)

محمد بن إسحاق.

(2)

محمد بن الفضل السدوسي "عارم".

(3)

إسحاق بن إبراهيم الصنعاني.

(4)

المصنف (3/ 311).

(5)

ابن راشد الأزدي مولاهم البصري.

(6)

معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ بن نصر العنبري.

(7)

الضرير البصري، من أثبت الناس في يزيد بن زريع. انظر: تهذيب الكمال (26/ 512).

(8)

أخرجه مسلم ح 984/ 14 - كما تقدم- من طريق يزيد بن زريع، عن أيوب -هكذا مهملًا-، وقد صرح المصنف في حديثه بأنه السختياني، وساقه من طريق حماد بن زيد -وهو أوثق الناس فيه-، ومن طريق ابن المنهال -وهو من أوثقهم في يزيد-، وهذا من فوائد الاستخراج في هذا الإسناد.

انظر: تهذيب الكمال (26/ 512)، شرح العلل لابن رجب (2/ 699).

(9)

قول معمر هو من كلام ابن عمر، كما في رواية مسلم من طريق الليث، عن نافع؛ ح 984/ 15، وستأتي برقم 2846.

ص: 295

2844 -

حدثنا موسى بن إسحاق القوَّاس، حدثنا ابن نمير

(1)

، حدثنا عبيد الله بن عمر

(2)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال: "فرض

⦗ص: 297⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعًا من تمرٍ أو صاعًا من شعيرٍ؛ على كل عبد أو حرٍّ، صغير أو كبير"

(3)

.

(1)

عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي، ريحانة العراق.

(2)

ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري.

(3)

أخرجه مسلم ح 984/ 13 - كما تقدم- بمثله من طريق ابن نمير، عن عبيد الله -هكذا مهملًا- به نحوه، وصُرِّح في رواية المصنف بأنه ابن عمر، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 296

2845 -

حدثنا أبو الحسن الميموني

(1)

، حدثنا محمد بن عبيد

(2)

، عن عبيد الله بن عمر، بإسناده:"أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر. . ." بمثله، وقال:"أو صغير أو كبير"

(3)

.

(1)

عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون الجزري الرقي.

(2)

ابن أبي أمية الطنافسي.

(3)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق عبيد الله به، نحوه.

ص: 297

2846 -

حدثنا بشر بن موسى

(1)

، حدثنا موسى بن داود

(2)

قاضي المصيصة، ح

وحدثني أبو الأحوص

(3)

صاحبنا، حدثنا قتيبة

(4)

، قالا: حدثنا ليث بن سعد

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر "أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر

⦗ص: 298⦘

صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير". قال ابن عمر:"فجعل الناس عدله مدَّين من حنطة"

(6)

.

(1)

ابن صالح، أبو علي الأسدي البغدادي.

(2)

الضبي، أبو عبد الله الطرسوسي، نزيل بغداد.

(3)

إسماعيل بن إبراهيم الإسفراييني.

(4)

ابن سعيد بن جميل، أبو رجاء البلخي البغلاني.

(5)

ابن عبد الرحمن الفهمي المصري.

(6)

أخرجه مسلم 984/ 15 كما تقدم من طريق قتيبة بن سعيد عن الليث -هكذا مهملًا- به مثله. وصُرِّح في رواية المصنف بأنه ابن سعد، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 297

2847 -

حدثنا أبو الأزهر

(1)

، والدبري

(2)

، عن عبد الرزاق

(3)

، عن ابن جريج

(4)

قال: أخبرني أيوب بن موسى

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر، أنه قال:"أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في زكاة الفطر بصاعٍ من تمر، أو صاعٍ من شعير"، قال عبد الله:"فجعل الناس مدين من حنطة عدله"

(6)

.

(1)

أحمد بن الأزهر بن منيع النيسابوري.

(2)

إسحاق بن إبراهيم بن عباد.

(3)

المصنف (3/ 315) كتاب العيدين -باب زكاة الفطر- ح 5775.

(4)

عبد الملك بن عبد العزيز الأموي مولاهم المكي.

(5)

ابن عمرو بن سعيد بن العاص المكي الأموي.

(6)

أخرجه مسلم ح (984) -كما تقدم- من طرق، عن نافع به مثله، وليس عنده طريق أيوب بن موسى هذه، وإنما رواه من طريق أيوب السختياني.

ص: 298

2848 -

حدثنا وَحْشي

(1)

محمد بن محمد بن مصعب الصوري

(2)

،

⦗ص: 299⦘

حدثنا مؤمل

(3)

، حدثنا الثوري، عن عبيد الله

(4)

، وموسى بن عقبة

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال:"فرض صدقة رمضان عن الصغير والكبير، والحرِّ والعبد صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من شعير"

(6)

.

(1)

محمد بن محمد بن مصعب الصُّوري، لقبه وحشي -بمهملة ساكنة، ثم معجمة-.

(2)

في الأصل ونسخة (م): "حدثنا وحشي، حدثنا محمد بن محمد بن المبارك الصُّوري، حدثنا مؤمل"، وقد ضبب في الأصل فوق "المبارك" وكتب فوقها "مصعب"، ووحشي هو: محمد بن محمد بن مصعب الصوري، وعلى هذا فصواب العبارة:"حدثنا وحشي محمد بن محمد بن مصعب الصوري، حدثنا مؤمل بن إسماعيل". =

⦗ص: 299⦘

= ويؤيد هذا ما أورده أبو عوانة في كتاب الإيمان (ح: 52) فقال: "حدثنا وحشي -يعني: محمد بن محمد بن مصعب الصُّوري-، حدثنا مؤمل بن إسماعيل".

(3)

مؤمَّل -بوزن محمد، بهمزة- ابن إسماعيل البصري.

(4)

في نسخة (م): "عبد الله"، والصواب المثبت كما في الأصل وصحيح مسلم، وعبيد الله هو: ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري.

(5)

الأسدي.

(6)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 677) ح 984/ 13، من طريق عبيد الله، عن نافع به نحوه.

ص: 298

2849 -

حدثنا أبو عبيد الله

(1)

، حدثنا عمِّي

(2)

، قال: أخبرني مخرمة

(3)

، عن أبيه، عن عراك بن مالك

(4)

قال: سمعت أبا هريرة يحدِّث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس في العبد صدقة إلا صدقة الفطر"

(5)

.

(1)

أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم المصري، كما في سنن الدارقطني (2/ 127).

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

ابن بكير بن عبد الله الأشج، المدني.

(4)

عِرَاك -بكسر أوله وإهماله مخففًا- الغفاري الكناني المدني.

انظر: تهذيب الكمال (19/ 545)، توضيح المشتبه (6/ 420)، تقريب (4548) و (4549).

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 676) كتاب الزكاة -باب لا زكاة على المسلم في عبده وفرسه، من طريق عبد الله بن وهب، عن مخرمة، عن أبيه، به مثله. وأخرجه البخاري =

⦗ص: 300⦘

= (الصحيح مع الفتح: 3/ 383) كتاب الزكاة -باب ليس على المسلم في فرسه صدقة، وباب ليس على المسلم في عبده صدقة- ح 1463، 1464، ومسلم أيضا -كما سبق-، ولكن من غير استثناء.

ومخرمة مختلف في سماعه من أبيه، فقيل: سمع منه، وقيل: لم يسمع منه سوى حديث الوتر، وقيل: لم يسمع من أبيه شيئًا؛ إنما روى من كتاب أبيه. تهذيب الكمال (27/ 325).

وقال العلائي في جامع التحصيل (275): "أخرج له مسلم عن أبيه عدة أحاديث وكأنه رأى الوجادة سببًا للاتصال، وقد انتقد عليه"، ولكن رواية مسلم من طريق ابن وهبٍ عنه، وقد قال ابن عدي:"وعند ابن وهب ومعن وعيسى وغيرهما عن مخرمة أحاديث حسان مستقيمة، وأرجو أنه لا بأس به". الكامل (6/ 2422).

والحديث أيضا ثابت من طريقي: جعفر بن ربيعة عن عراك، وأبي الزناد عن الأعرج، كلاهما: عن أبي هريرة رضي الله عنه، كما عند الدارقطني في السنن (2/ 127) كتاب الزكاة -باب زكاة مال التجارة وسقوطها عن الخيل والرقيق ح 5، 6، 7.

وصحح هذين الطريقين الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على المحلى لابن حزم (6/ 133).

ص: 299

2850 -

حدثني مضر

[*]

بن محمد القُمِّي

(1)

، حدثنا حرملة

(2)

أخبرنا أبن وهب بإسناده مثله

(3)

.

(1)

لم أقف على ترجمته [*]، والقُمِّي -بضم القاف وتشديد الميم المكسورة- بلدة بين أصبهان وساورة.

انظر: الأنساب (4/ 542).

(2)

ابن يحيى بن حرملة بن عمران التُجيبي -بضم المثناة، كسر الجيم، بعدها ياء ساكنة، ثم موحدة- أبو حفص المصري، أعلم الناس بعبد الله بن وهب.

انظر: تهذيب الكمال (5/ 325)، تقريب (1175).

(3)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق ابن وهب به.

_________

[*] قال أحمد بسيوني: كذا في الأصول الخطية، وهو مضر بن محمد بن خالد بن الوليد بن مضر الأسدي، أبو محمد البغدادي القاضي المقرئ، وقد تقدم (386)، وسيأتي (3392)، وقد تصحف اسمه في مطبوعة إتحاف المهرة (19491) إلى نصر؛ بسبب عدم النقط في الأصل الخطي في نسخة السخاوي (5/ 223/ أ)، ولم تذكر نسبته في الإتحاف.

ص: 300

‌باب بيان الأطعمة التي يجب منها إخراجها، وهي الطعام والشعير والتمر والزبيب والأقط، والدليل على أنها لا تخرج إلا يوم الفطر، و

(1)

على أنها لا تؤدى أقلَّ من صاع

(1)

الواو ساقطة من نسخة (م).

ص: 301

2851 -

حدثنا علي بن حرب الموصلي، حدثنا وكيع بن الجراح، حدثنا داود بن قيس

(1)

، عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح

(2)

، عن أبي سعيد الخدري، قال: "كنا نخرج زكاة الفطر -وكان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم (صاعًا) من طعام أو (صاعًا) من تمرٍ، أو صاعًا من شعير، أو (صاعًا) من زبيب، أو (صاعًا)

(3)

من أقط

(4)

، فلم نزل نخرجه كذلك حتى قدم علينا معاوية المدينة، فخطب الناس، فكان فيما تكلَّم به، فقال: إني لا أرى إلا أنَّ

(5)

مدَّين من سمراء الشام

(6)

تعدل صاعًا من هذا التمر، قال: فأخذ الناس بذلك، فلا أزال أخرجها كما كنت

⦗ص: 302⦘

أخرجها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو ما عشت"

(7)

.

(1)

الدباغ، القرشي مولاهم المدني.

(2)

عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشي المكي.

(3)

كلمة (صاعا) التي بين الأقواس في الأصل كتبت (صاع)، وفي نسخة (م) كذلك، وفيها أيضًا:"صاع من شعير"، والصواب المثبت (صاعًا) بالنصب -كما في الصحيحين-، لكونها بدلًا من "الزكاة"، أو حالًا مؤولة بالمشتق (مكيل).

(4)

الأقط: لبن يجفف ويدخر. حلية الفقهاء (ص 106).

(5)

(م 2/ 84 / أ).

(6)

سمراء الشام: السمراء الحنطة. النهاية (2/ 399).

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 678) كتاب الزكاة -باب زكاة الفطر على المسلمين من التمر والشعير- ح 985/ 18، من طريق داود بن قيس به نحوه، والبخاري (الصحيح مع الفتح: 3/ 434) كتاب الزكاة -باب: صاع من زبيب ح (1508)، من طريق زيد بن أسلم، كلاهما: عن عياض به نحوه.

ص: 301

2852 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب

(1)

أن مالكًا

(2)

حدَّثه، عن زيد بن أسلم

(3)

، عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح المعافري، أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: "كنا نخرج زكاة الفطر صاعًا من طعام، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من أقط، أو صاعًا من زبيب

(4)

.

قال مالك: وذلك بصاع النبي صلى الله عليه وسلم".

(1)

عبد الله بن وهب المصري.

(2)

الموطأ (1/ 284) كتاب الزكاة -باب مكيلة زكاة الفطر- ح 53.

(3)

العدوي المدني.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- ح 985/ 17، والبخاري الصحيح مع الفتح (3/ 434) كتاب الزكاة -باب: صدقة الفطر صاعا من طعام ح (1506)، كلاهما من طريق مالك به مثله، دون قوله:"وذلك بصاع النبي صلى الله عليه وسلم" وهو في الموطأ، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 302

2853 -

حدثنا الدَّبري

(1)

، عن عبد الرزاق

(2)

، عن الثوري، عن زيد بنحوه

(3)

.

(1)

إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني.

(2)

المصنف (3/ 316) كتاب العيدين -باب زكاة الفطر- ح 5780.

(3)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق مالك، عن زيد به مثله.

ص: 302

‌باب الدليل على أنها لا تؤدى هذه الزكاة أقل من صاع وإيجاب إخراجها على الكبير والصغير

ص: 303

2854 -

حدثنا يزيد بن سنان البصري، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا داود بن قيس، عن عياض بن عبد الله بن أبي سَرْح، عن أبي سعيد الخدري، قال: "كنا نخرج زكاة الفطر -إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم- (صاعًا) من طعام، أو (صاعًا) من تمر، أو (صاعًا) من شعير، أو (صاعًا) من زبيب، أو (صاعًا)

(1)

من أقط، فلم نزل نخرجه

(2)

كذلك حتى قدم علينا معاوية المدينة، فخطب الناس، فكان فيما تكلَّم، قال: إني أُرى أن مدَّين من سمراء الشام يعدله صاع

(3)

من شعير"

(4)

.

(1)

في الأصل ونسخة (م): "صاع"، والصواب المثبت كما تقدم في ح (2851).

(2)

في (م): "فلم يزل يخرجه"، والمثبت في الأصل، وهو الصواب.

(3)

في الأصل: "تعدله"، والصواب المثبت، كما في نسخة (م).

(4)

أخرجه مسلم ح (985/ 18) -كما تقدم- من طريق داود بن قيس به نحوه، وقال في روايته:"تعدل صاعًا من تمر".

ص: 303

2855 -

حدثنا إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق، عن داود بن قيس بإسناده مثله. وزاد "عدل الناس ذلك، ولا أزال أخرجها كما كنت أخرجها"

(1)

.

(1)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق داود بن قيس به نحوه.

ص: 303

2856 -

حدثنا

(1)

إبراهيم بن مرزوق البصري، حدثنا عثمان بن عمر

(2)

، أخبرنا داود بن قيس، بإسناده نحوه

(3)

.

(1)

(م 2/ 85/ ب).

(2)

ابن فارس العبدي البصري.

(3)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق داود بن قيس به.

ص: 304

2857 -

أخبرنا ابن مبشر

(1)

، حدثنا عبد الله بن نافع

(2)

، حدثنا داود بن قيس بإسناده نحوه

(3)

.

(1)

في (م): "ابن بشر"، ولم أقف على ترجمته.

(2)

ابن أبي نافع الصائغ القرشي المخزومي مولاهم.

(3)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق داود بن قيس.

ص: 304

2858 -

حدثنا إسحاق الدَّبري، عن عبد الرزاق

(1)

، عن معمر، عن إسماعيل بن أمية

(2)

، عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح، عن أبي سعيد الخدري، قال:"كنا نخرج زكاة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعًا من تمرٍ، صاعًا من شعير، صاعًا من زبيب، حتى كان معاوية وكثرت الحنطة"

(3)

، رواه ابن عجلان، عن عياض، وزاد فيه:"أو أقط".

(1)

المصنف (3/ 317) كتاب العيدين -باب زكاة الفطر- ح 5781.

(2)

ابن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي.

(3)

أخرجه مسلم (2/ 679) ح 984/ 19 من طريق عبد الرزاق به نحوه.

ورواية ابن عجلان التي أشار إليها المصنف أخرجها مسلم أيضًا ح 984/ 21، من طريق عمرو الناقد: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن ابن عجلان، عن عياض، عن =

⦗ص: 305⦘

= أبي سعيد، أن معاوية لما جعل نصف الصاع من الحنطة عِدْل صاع من تمر أنكر ذلك أبو سعيد، وقال:"لا أخرج فيها إلا الذي كنت أخرج في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ صاعًا من تمر، أو صاعًا من زينب، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من أقط".

ص: 304

‌باب بيان الخبر الموجب إخراجها من ثلاثة أصنافٍ وليس فيها الحنطة

ص: 305

2859 -

حدثنا الدَّبري، عن عبد الرزاق

(1)

، عن ابن جريج

(2)

قال: أخبرني الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذُباب

(3)

، عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي

(4)

سرح، عن أبي سعيد الخدري، قال:"كنا نخرج زكاة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلانة أصناف: من الشعير، والتمر، والأقط"

(5)

.

(1)

المصنف (3/ 318).

(2)

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.

(3)

الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن أبي ذباب.

(4)

كلمة (أبي) ساقطة من نسخة (م).

(5)

أخرجه مسلم ح (985/ 20) -كما تقدم- من طريق عبد الرزاق به مثله.

ص: 305

‌باب بيان إباحة اللعب في يوم العيد، وضرب الدُّفِّ في أيام التشريق، والدليل على أنها في أيام غير العيد مكروهة

ص: 306

2860 -

حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، حدثنا أبو أسامة

(1)

، عن هشام بن عروة

(2)

، عن أبيه، عن عائشة، قالت: "دخل عليَّ أبو بكر

(3)

رضي الله عنه وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنِّيان بما تقاولت الأنصار

(4)

يوم بعاث

(5)

-قالت: وليست بمغنِّيتين- فقال أبو بكر: أمُزْمور

(6)

الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر! إنَّ لكل قومٍ عيدًا،

⦗ص: 307⦘

وهذا عيدنا"

(7)

.

(1)

حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي.

(2)

ابن الزبير بن العوام الأسدي.

(3)

الصديق رضي الله عنه.

(4)

(م 2/ 85 / أ).

(5)

يوم بُعَاث -بضم الباء الموحدة وبالعين المهملة- يوم مشهور كان فيه حرب بين الأوس والخزرج في الجاهلية، وكان الظهور فيه للأوس.

انظر: النهاية (1/ 139)، شرح النووي (6/ 182)، فتح الباري (2/ 511).

(6)

في (م): "أمزامور"، والمُزْمور -بضم الميم الأولى وفتحها، والضم أشهر- ويقال أيضًا: مِزمار -بكسر الميم-، وأصله صوت الصفير، والزمير الصوت الحسن، ويطلق على الغناء أيضًا، ونسب إلى الشيطان على ما ظهر لأبي بكر رضي الله عنه، وعلى رواية البخاري -مزمارة الشيطان- وذلك لكونها آلة لهو.

انظر: شرح مسلم (6/ 183)، فتح الباري (2/ 512).

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 607) كتاب العيدين -باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد- ح 892/ 16، والبخاري (الصحيح مع الفتح: 2/ 516) كتاب العيدين -باب سنة العيدين لأهل الإسلام ح (952)، كلاهما: من طريق أبي أسامة به مثله، إلّا أنه في البخاري:"أمزامير"، وعند مسلم:"أبمزمور".

ص: 306

2861 -

حدثنا أبو داود الحراني

(1)

، حدثنا مُحَاضر

(2)

، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنَّ أبا بكر رضي الله عنهما دخل عليها يوم العيد وعندها جاريتان تغنِّيان، وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر

(3)

. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعهما، فإن لكلِّ قومٍ عيدًا

(4)

، وهذا عيد"

(5)

.

(1)

سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم.

(2)

مُحاضر -بضاد معجمة- بن المُوَرِّع -بضم الميم، وفتح الواو، وتشديد الراء المكسورة، بعدها مهملة- الكوفي.

(3)

هكذا في الأصل ونسخة (م)، دون ذكر قول أبي بكر رضي الله عنه المتقدّم.

(4)

في الأصل، و (م):"عيد"، والصواب المثبت بالنصب، على أنه اسم إن، وهو كذلك في الصحيحين.

(5)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق هشام بن عروة به نحوه.

ص: 307

2862 -

حدثنا الربيع بن سليمان

(1)

، وأبو جعفر الصائغ العسقلاني

(2)

، قالا: أخبرنا بشر بن بكر

(3)

، ح

⦗ص: 308⦘

وأخبرني العباس بن الوليد

(4)

، عن أبيه، قالا: حدثنا الأوزاعي

(5)

، قال أخبرني ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، أنّ أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان -في أيام منى- تغنِّيان، فتضربان بدفَّين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مُسَجَّى بثوبه

(6)

، فانتهرهما، كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وجهه، فقال:"دعهما يا أبا بكر! فإنها أيام عيد"

(7)

.

(1)

المرادي.

(2)

أحمد بن الفضل.

(3)

التنيسي.

(4)

ابن مزيد العذري البيروتي.

(5)

عبد الرحمن بن عمرو.

(6)

مسجَّى به: مغطى به. انظر: لسان العرب (14/ 371).

(7)

أخرجه مسلم (ح 892/ 17) -كما تقدم- من طريق ابن شهاب به نحوه.

ص: 307

2863 -

حدثنا أبو الحسين [محمد]

(1)

بن خالد بن خِلِّي الحمصي، حدثنا بشر بن شعيب

(2)

، عن أبيه، ح

وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب

(3)

، عن عمرو بن الحارث

(4)

، ح

وحدثنا هلال بن العلاء

(5)

، حدثنا عبد الله بن جعفر

(6)

، حدثنا

⦗ص: 309⦘

عبيد الله بن عمرو

(7)

، عن إسحاق بن راشد

(8)

، كلهم عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن أبا بكر دخل عليها. . . فذكر بمثل معنى حديث الأوزاعي

(9)

.

(1)

ما بين القوسين من حاشية الأصل، وهو غير مثبت في (م).

(2)

ابن أبي حمزة دينار القرشي مولاهم الحمصي.

(3)

عبد الله بن وهب المصري.

(4)

ابن يعقوب الأنصاري المصري.

(5)

ابن هلال بن عمر الباهلي -مولاهم- الرقي.

(6)

ابن غيلان -بالمعجمة- الرقي.

(7)

ابن أبي الوليد الرقي.

(8)

الجزري الحراني الرقي، وثقه غير واحد، وقال ابن معين:"ليس بذاك في الزهري، وفي غيره لا بأس به"، وقال الذهبي:"صدوق"، وقال ابن حجر:"ثقة، في حديثه عن الزهري بعض الوهم".

انظر: سؤالات ابن الجنيد ص 455، تاريخ الدوري (2/ 24)، الميزان (1/ 190)، تقريب (350).

(9)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو به، وصرَّح في رواية المصنف بأن عَمرا هو: ابن الحارث، وهذا من فوائد الاستخراج في هذا الإسناد.

ص: 308

2864 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، عن أبي الأسود

(1)

، عن عروة، عن عائشة، أنها قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنِّيان بغناء بُعَاث

(2)

، فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، ودخل أبو بكر رضي الله عنه فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"دعهما، فإنها أيام عيد"، فلما غفل غمزتهما فخرجتا.

⦗ص: 310⦘

قالت: وكان يومًا يلعب عندي السودان بالدَّرَق

(3)

والحِرَاب، فإمّا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإمّا قال:"تشتهين تنظرين"؟ قلت: نعم، فأقامني وراءه، خدِّي على خدِّه، وهو يقول:"دونكم يا بني أَرْفِدَة"

(4)

حتى إذا مَلِلْتُ قال: "حَسْبُك؟ " قلت: نعم، قال:"فاذهبي"

(5)

.

(1)

محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي المدني، يتيم عروة.

(2)

(م 2/ 86 / ب).

(3)

الدَّرَق جمع درقة، وهي الترس، والحِرَاب -بكسر المهملة-: جمع حربة.

انظر: فتح الباري (2/ 510).

(4)

أَرْفِدَة: بفتح الهمزة وإسكان الراء وكسر الفاء، وقد تفتح، قيل: هو لقب للحبشة، وقيل: هو اسم جنس لهم، وقيل غير ذلك.

انظر: شرح النووي (6/ 185)، فتح الباري (2/ 950).

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 609) ح 892/ 19، من طريق ابن وهب به نحوه.

ص: 309

2865 -

حدثنا محمد بن حيويه

(1)

، أخبرنا أحمد بن صالح

(2)

، حدثنا ابن وهب، أخبرنا عمرو، أن محمد بن عبد الرحمن

(3)

حدَّثه، عن عروة، عن عائشة بمثله

(4)

.

(1)

محمد بن يحيى بن موسى الإسفرائيني.

(2)

أبو جعفر بن الطبري المصري.

(3)

ابن نوفل الأسدي، يتيم عروة.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق ابن وهب به.

ص: 310

‌باب إباحة اللعب في المسجد والنظر إليه والاشتغال به يوم العيد

ص: 311

2866 -

حدثنا الربيع بن سليمان وأبو جعفر الصائغ العسقلاني، قالا: حدثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة

(1)

، عن عائشة، قال:"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا أَسْأَم فأجلس، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو"

(2)

.

(1)

قوله (عن عروة) ساقط من (م).

(2)

الإسناد تقدم برقم (2862)، والحديث أخرجه مسلم ح 892/ 18، من طريق ابن شهاب به نحوه.

ص: 311

2867 -

حدثنا محمد بن عبد الحكم

(1)

، حدثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد

(2)

، حدثنا حيوة

(3)

، عن عُقَيل

(4)

، ح

وحدثنا يونس

(5)

، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس

(6)

أو عمرو

(7)

-شكَّ يونس-.

⦗ص: 312⦘

ورواه مسلم عن أبي الطاهر

(8)

، عن ابن وهب، عن يونس، قالوا: عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير قال: قالت عائشة: "لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه

(9)

وسلم على باب حجرتي، والحبشة يلعبون في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي

(10)

أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو"

(11)

.

(1)

محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري.

(2)

الحجري المصري، مؤذن فسطاط.

(3)

ابن شريح التجيبي المصري.

(4)

ابن خالد بن عَقِيل الأيلي الأموي.

(5)

ابن عبد الأعلى الصدفي المصري.

(6)

ابن يزيد الأيلي.

(7)

ابن الحارث الأنصاري -مولاهم- المصري.

(8)

أحمد بن عمرو بن السَّرْح.

(9)

(م 2/ 86 / أ).

(10)

في الأصل، ونسخة (م):"الذي"، والصواب المثبت، كما في صحيح مسلم.

(11)

أخرجه مسلم ح 892/ 18، 19 - كما تقدم- من طريق أبي الطاهر، عن ابن وهب، عن يونس به نحوه، من غير شك.

ورواه أيضًا من طريق هارون بن سعيد الأيلي ويونس بن عبد الأعلى -واللفظ لهارون- كلاهما: عن ابن وهب، عن عمرو، من غير شكٍّ أيضًا.

فشك يونس لا أثر له، لثبوت الحديث من الوجهين عن ابن وهب.

ص: 311

2868 -

حدثنا أبو أمية

(1)

، حدثنا محمد بن مصعب

(2)

، والبَابْلُتِّي

(3)

، عن الأوزاعي، عن الزهري بإسناده مثله

(4)

.

(1)

محمد بن مسلم الطرسوسي.

(2)

ابن صدقة القُرْقُسَائي -بقافين ومهملة- نزيل بغداد.

(3)

يحيى بن عبد الله بن الضحاك، أبو سعيد الحراني البابْلُتِّي -بفتح الباء المنقوطة بواحدة، وسكون الباء الثانية، وضم اللام، وكسر التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها في الآخر مع التشديد- نسبة إلى بابْلت، قريةٍ بالجزيرة، بين حران والرقة. الأنساب (1/ 243).

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق الزهري به.

ص: 312

2869 -

أخبرنا العباس بن الوليد

(1)

، عن أبيه، عن الأوزاعي، ح

وحدثنا الربيع بن سليمان والكيساني

(2)

، عن بشر

(3)

، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه والحبشة يلعبون في المسجد فزجرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دعهم يا عمر! فإنَّهم بنو أَرْفِدة"

(4)

.

(1)

ابن مَزْيَد العُذْري.

(2)

الكيساني: بفتح أوله، وسكون الياء، وفتح السين المهملة، وبعد الألف نون، نسبة إلى كيسان، جد المنتسب إليه، وهو سليمان بن شعيب بن سليمان بن سُلَيم بن كيسان، أبو محمد الكلبي المصري، آخر من حدّث عن بشر بن بكر. انظر: الأنساب (5/ 123).

(3)

ابن بكر التنيسي.

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 610) ح 893/ 22، من طريق عبد الرزاق، به نحوه، وقوله:"فإنهم بنو أرفدة" من زيادات المصنف، وكأنه صلى الله عليه وسلم -يعني أن هذا شأنهم وطريقتهم، فلا إنكار عليهم. وانظر: فتح الباري (2/ 515).

ص: 313

2870 -

حدثنا محمد بن إسحاق بن شَبُّويَه السجستاني -بمكة-، حدثنا عبد الرزاق

(1)

، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال:"بينما الحبشة يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرابهم إذ دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعهم يا عمر"

(2)

.

(1)

المصنف (10/ 466) كتاب الجامع -باب اللعب.

(2)

أخرجه مسلم من طريق عبد الرزاق به مثله.

ص: 313

2871 -

حدثنا إبراهيم بن مسعود الهمذاني

(1)

، والحارثي

(2)

، قالا: حدثنا أبو أسامة

(3)

، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: "بينا الحبشة يَزْفِنُون

(4)

بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فجئت، فجعل

(5)

رسول الله صلى الله عليه وسلم يُطَأْطِئ منكبه، فجعلت أطْلِعُ من فوق منكبه أنظر إليهم"

(6)

.

(1)

إبراهيم بن مسعود بن أبي سندول.

(2)

أحمد بن عبد الحميد.

(3)

حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي.

(4)

يَزْفِنُون -بفتح الياء، وإسكان الزاي، وكسر الفاء- ومعناه يرقصون، وأصل الزَّفن: اللعب والدفع، وحمله العلماء على التوثب بسلاحهم ولعبهم بحرابهم على قريب من هيئة الراقص، لأن معظم الروايات إنما فيها لعبهم بحرابهم، فتأول هذه اللفظة على موافقة سائر الروايات.

انظر: النهاية في غريب الحديث (2/ 305)، شرح النووي على مسلم (6/ 186).

(5)

كلمة فجعل ساقطة من (م).

(6)

أخرجه مسلم -كما تقدم- (2/ 609) ح 892/ 20، من طريق هشام به نحوه، وقول عائشة رضي الله عنها:"فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يطأطئ منكبه" من زيادات المصنف، وهذا من فوائد الاستخراج في هذا الحديث.

ص: 314

2872 -

حدثنا الصائغ

(1)

بمكة، حدثنا زهير

(2)

، حدثنا جرير

(3)

، عن

⦗ص: 315⦘

هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: "جاء حبشٌ يَزْفِنون في المسجد في يوم عيدٍ، فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعت رأسي

(4)

على منكبه، فجعلت أنظر إليهم حتى كنت أنا التي

(5)

انصرفت عن النظر إليهم"

(6)

.

(1)

محمد بن إسماعيل بن سالم.

(2)

ابن حرب، أبو خيثمة.

(3)

ابن عبد الحميد الضبي الكوفي.

(4)

(م 2/ 87/ ب).

(5)

في الأصل، ونسخة (م):"الذي"، والصّواب المثبت، كما في صحيح مسلم.

(6)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق زهير به مثله.

ص: 314

2873 -

حدثنا الحسن بن عفان

(1)

، حدثنا مُحَاضر

(2)

، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة "أن الحبشة لعبوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيدٍ، فقامت عائشة فجعل يريها -وهي واضعة يدها على عاتقه- حتى فرغوا"

(3)

.

(1)

الحسن بن علي بن عفان العامري.

(2)

ابن المُوَرِّع الكوفي.

(3)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق هشام، وليس في روايته وضع عائشة يدها على عاتقه صلى الله عليه وسلم، وهذا من زيادات المصنف، وهو من فوائد الاستخراج في هذا الحديث، والله أعلم.

ص: 315

2874 -

حدثنا أبو بكر الرازي

(1)

وأبو أمية، قالا: حدثنا أبو عاصم

(2)

، عن ابن جريج

(3)

، عن عطاء

(4)

، عن عبيد بن عمير

(5)

، عن

⦗ص: 316⦘

عائشة، أنها قالت: "وَدِدْتُ أني رأيت اللعَّابين، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الباب، وقمت أنظر من بين أذنيه، أنظر إليهم وهم يلعبون في المسجد.

قال عطاء: هم فُرْسٌ أو حَبَش

(6)

".

قال أبو عوانة: هذه

(7)

الأخبار تعارض حديث النبي صلى الله عليه وسلم "أنه سمع رجلًا ينشد ضالَّة في المسجد، فقال: إنما بنيت هذه المساجد لما بنيت

(8)

له"

(9)

.

وقد عاب الله سبحانه وتعالى من ينظر إلى اللهو فقال: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا}

(10)

.

⦗ص: 318⦘

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

الفضل بن العباس الصائغ المعروف بفضلك.

(2)

الضحاك بن مخلد النبيل.

(3)

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم.

(4)

ابن أبي رباح.

(5)

ابن قتادة الليثي، أبو عاصم المكي. انظر: تهذيب الكمال (19/ 223).

(6)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 610) ح 892/ 21 - كما تقدم- من طريق أبي عاصم به نحوه، وقال في روايته بعد قول عطاء:"وقال لي ابن عَتِيق: بل حَبَش".

(7)

في الأصل ونسخة (م): "لهذه"، والصواب المثبت.

(8)

في الأصل ونسخة (م): بني، وقد ضبب عليها في الأصل، والصواب المثبت، لأن الضمير يعود على مؤنث مجازي.

(9)

أخرجه مسلم (الصحيح: 1/ 397) كتاب المساجد -باب النهي عن نشد الضالة في المسجد وما يقوله من سمع الناشد- ح 569/ 80، والنسائي في عمل اليوم والليلة - ص 218 ح 174، وابن ماجه في السنن (1/ 252) كتاب المساجد -باب النهي عن إنشاد الضوال في المسجد- ح 765. كلهم من طرق عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، أن رجلًا نشد في المسجد، فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له".

(10)

سورة الجمعة- الآية (11) والتعارض الذي أشار إليه المصنف -رحمه الله تعالى- =

⦗ص: 317⦘

= لا يدفع صحة أحاديث الباب، لإمكان الجمع بينها وبين حديث بريدة رضي الله عنه، إذ اللعب بالحراب ليس لعبًا مجردًا، بل فيه تدريب الشجعان على مواقع الحروب والاستعداد للعدو، والمسجد موضوع لأمر جماعة المسلمين، فما كان من الأعمال يجمع منفعة الدين وأهله جاز فيه، بخلاف إنشاد الدابة، فالمنفعة فيها دنيوية فردية.

وإن كان الأصل في المساجد تنزيهها عن اللعب واللهو، لكن اللعب بالحِراب أصله التدريب على الحرب، وهو من الجِدِّ وسمى لعبًا لما فيه من الشبه به؛ لكونه يقصد إلى الطعن ولا يفعله، ويوهم قرنه ولو كان أباه أو ابنه، فهو من اللهو المباح، مما استثناه الشرع، وعليه لا يعد النظر إليه مذمومًا. والله تعالى أعلم.

وانظر: شرح النووي على مسلم (6/ 184)، فتح الباري (1/ 654، 2/ 514).

ص: 315

‌مبتدأ كتاب الصيام، وما فيه، وبيان فضل الصيام وثواب الصيام

ص: 318

2875 -

حدثنا الربيع بن سليمان

(1)

، حدثنا ابن وهب

(2)

، حدثنا يونس بن يزيد

(3)

، عن ابن شهاب، قال: حدثني سعيد بن المسيب، أنه سمع أبا هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

(4)

: "كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام؛ هو لي، وأنا أجزي به، والذي نفس محمد بيده لَخِلْفَة

(5)

فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"

(6)

.

(1)

المرادي.

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

الأيلي.

(4)

في مسلم: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل" فالحديث قدسي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل، ولعله وقع هكذا لأبي عوانة فساقه كما سمعه، ويدل على هذا أن عبد الرزاق رواه بلفظ حديث أبي عوانة، وسيأتي مصرَّحًا برفعه إلى الله عز وجل.

(5)

الخِلْفَة -بالكسر- تغير رائحة الفم، وأصلها في النبات أن ينبت الشيء بعد الشيء، لأنها رائحة حدثت بعد الرائحة الأولى، يقال: خَلَف فمه يخلف خِلفة وخلوفًا.

انظر: النهاية (2/ 67).

(6)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 806) كتاب الصيام -باب فضل الصيام- ح 1151/ 161، من طريق ابن وهب به نحوه.

وفي إسناد المصنف بيان يونس المهمل عند مسلم، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 318

2876 -

حدثنا الدَّبري، عن عبد الرزاق

(1)

، عن معمر، عن الزهري، بإسناده مثله

(2)

.

(1)

المصنف (4/ 306) كتاب الصيام -باب فضل الصيام.

(2)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق الزهري به، وهو في البخاري (الصحيح مع الفتح: 10/ 381) كتاب اللباس -باب ما يذكر في المسك- ح 5927.

ص: 319

2877 -

حدثنا حمدان بن الجنيد

(1)

وأبو أمية

(2)

، قالا: حدثنا

(3)

روح بن عبادة

(4)

، عن ابن جريج

(5)

، قال: أخبرني عطاء

(6)

، عن أبي صالح الزيَّات

(7)

، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم؛ فهو لي وأنا أجزي به، والذي نفسي بيده! لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك"

(8)

.

(1)

محمد بن أحمد بن الجنيد، الدقاق.

(2)

محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي

(3)

(م 2/ 87/ أ).

(4)

ابن العلاء البصري.

(5)

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم.

(6)

ابن أبي رباح المكي.

(7)

ذكوان السمان المدني.

(8)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 807) كتاب الصوم -باب فضل الصيام- ح 1151/ 163، من طريق عبد الرزاق، والبخاري (الصحيح مع الفتح: 4/ 141) كتاب الصوم -باب هل يقول: إني صائم "إذا شتم- ح 1904. وفي روايتهما: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله. . ." من طريق هشام بن يوسف، كلاهما عن ابن =

⦗ص: 320⦘

= جريج به، نحوه مطولا.

ص: 319

2878 -

حدثنا محمد بن إسماعيل بن سالم

(1)

ومحمد بن الجنيد الدَّقاق

(2)

، قالا: حدثنا روح، عن ابن جريج، ح

وحدثنا أحمد بن عصام الأصبهاني

(3)

، حدثنا أبو عاصم

(4)

، عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، عن أبي صالح الزَّيّات، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم؛ فإنه لي، وأنا أجزي به، والذي نفسي بيده! لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة إذا لقي ربه؛ فرح بصومه"

(5)

.

(1)

الصائغ المكي.

(2)

محمد بن أحمد بن الجنيد.

(3)

أحمد بن عصام بن عبد المجيد الأنصاري الأصبهاني.

(4)

الضحاك بن مخلد النبيل.

(5)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق ابن جريج به، نحوه.

ص: 320

2879 -

حدثنا علي بن حرب

(1)

، حدثنا أبو معاوية

(2)

، ووكيع

(3)

، وأبو نعيم

(4)

، وعبيد الله بن موسى

(5)

-يزيد بعضهم على بعض- عن

⦗ص: 321⦘

الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل حسنة يعملها ابن آدم تضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، يقول الله: "إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به؛ يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي"، وللصائم فرحتان فرحة عند فطره، وفرحة يوم القيامة، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"

(6)

.

(1)

الموصلي.

(2)

محمد بن خازم الضرير الكوفي.

(3)

ابن الجراح الرؤاسي.

(4)

الفضل بن دكين.

(5)

ابن باذام العبسي.

(6)

أخرجه مسلم ح 1151/ 164 - كما تقدم- من طريق أبي معاوية وجرير وكيع -واللفظ له- كلهم: عن الأعمش به نحوه، ولفظه لفظ وكيع.

ص: 320

2880 -

حدثنا علي بن حرب، حدثنا محمد بن فضيل

(1)

، عن أبي سنان

(2)

، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله يقول: "إن الصوم لي وأنا أجزي به"، والذي نفس محمد بيده! لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان، إذا

(3)

أفطر فرح، وإذا لقي ربه فجزاه فرح"

(4)

.

(1)

ابن غزوان الضبي مولاهم.

(2)

ضرار بن مرة الشيباني.

(3)

(م 2/ 88 / ب).

(4)

أخرجه مسلم ح 1151/ 165 كما تقدم من طريق ابن فضيل به، نحوه.

ص: 321

2881 -

حدثنا ابن الجنيد

(1)

والصائغ

(2)

-بمكة- وأبو أمية، قالوا:

⦗ص: 322⦘

حدثنا

(3)

روح، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي صالح الزَّيّات، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصيام جُنَّة"

(4)

(5)

.

(1)

محمد بن الجنيد الدقاق.

(2)

محمد بن إسماعيل بن سالم المكي.

(3)

في (م): "أخبرنا".

(4)

جُنَّة -بضم الجيم- ومعناه سترة ومانع من الرفث والآثام، ومانع من المنكر، ومنه المجن وهو الترس لاستتارهم به.

انظر: شرح النووي (8/ 30)، فتح الباري (4/ 125).

(5)

أخرجه الشيخان من طريق ابن جريج به مطولا، كما تقدم في (ح 2877)، وأخرجاه أيضًا من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

مسلم (الصحيح: 2/ 806) كتاب الصيام -باب فضل الصيام-1151/ 162، بمثل حديث المصنِّف، والبخاري (الصحيح مع الفتح 4/ 125) كتاب الصيام -باب فضل الصوم- ح 1894، مطولًا.

ص: 321

2882 -

حدثنا أيوب بن إسحاق بن سافِرِي

(1)

، حدثنا خالد بن مخلد

(2)

، حدثنا سليمان بن بلال

(3)

، قال: حدثني أبو حازم

(4)

، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في الجنة باب يقال له: الريَّان، يدخل منه الصائمون، فيقومون فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد"

(5)

.

(1)

أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري، البغدادي.

(2)

القطواني.

(3)

التيمي مولاهم.

(4)

سلمة بن دينار الأعرج التمار المدني.

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 808) كتاب الصيام -باب فضل الصيام- =

⦗ص: 323⦘

= ح 1152/ 166، والبخاري (الصحيح مع الفتح: 4/ 133) كتاب الصيام -باب الريَّان للصائمين- ح 1896، كلاهما: من طريق خالد بن مخلد به، نحوه.

ص: 322

2883 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا محمد بن القاسم سُحَيمٌ

(1)

، حدثنا ابن أبي حازم

(2)

، عن أبيه، بإسناده مثله

(3)

: "إذا دخل آخرهم

(4)

أغلق".

(1)

"سحيم" لقب، واسمه: محمد بن القاسم بن مجاهد الحراني، روى عنه أبو حاتم، وقال فيه:"صدوق". انظر: الجرح والتعديل (8/ 66)، نزهة الألباب (1/ 363).

(2)

عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار المدني.

(3)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق أبي حازم به، وفي رواية أبي أمية متابعة لخالد بن مخلد.

(4)

قال الحافظ ابن حجر: "هكذا في بعض النسخ من مسلم، وفي الكثير منها (فإذا دخل أولهم أغلق")، ثم ذكر عن القاضي عياض أن ذلك وهم، والصواب آخرهم، والمصنف رحمه الله تعالى نبَّه هنا على الصواب بالإشارة إليه، وهذا من فوائد الاستخراج. انظر: فتح الباري (4/ 134).

ص: 323

‌باب بيان الخبر الذي يوجب على الصائم حفظ صومه، وحظر السَّخَبِ والرَّفَثِ في يوم صومه، وإباحة إعلامه، والدليل على أنه ليس فيه رياء

ص: 324

2884 -

حدثنا محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، عن أبي صالح الزَّيّات سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يَرْفُث

(1)

يومئذٍ، ولا يسخب

(2)

، فإن شاتَمَه أحدٌ أو قاتَلَه فليقل: إني امرؤٌ صائم"

(3)

.

(1)

قال النووي: "الرفث: السخف وفاحش الكلام، يقال: رَفَث -بفتح الفاء- يرفُث -بضمها وكسرها- ورفِث -بكسرها- يرفَث -بفتحها- رفْثًا، بسكون الفاء في المصدر، ورفثًا؛ بفتحها في الاسم، والجهل قريب من الرفث، وهو خلاف الحكمة وخلاف الصواب من القول والفعل". انظر: شرح النووي على مسلم (8/ 28).

(2)

السخب: هو بالسين -ويقال: بالصاد- وهو الصياح واضطراب الأصوات للخصام.

انظر: النهاية (2/ 349)، (3/ 14)، شرح النووي (8/ 31).

(3)

إسناد هذا الحديث تقدم برقم (2877)، والحديث بهذا الإسناد طرف من حديث مسلم كما في صحيحه (2/ 807) كتاب الصيام -باب فضل الصيام- ح 1151/ 163 - رواه من طريق ابن جريج به، نحوه.

ص: 324

2885 -

حدثنا أبو إسماعيل الترمذي

(1)

، حدثنا الحميدي

(2)

، حدثنا

⦗ص: 325⦘

سفيان

(3)

، حدثنا أبو الزناد

(4)

، عن الأعرج

(5)

، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دعي أحدكم وهو صائم فليقل: إني صائم"

(6)

.

(1)

محمد بن إسماعيل السُّلمي.

(2)

انظر مسنده: (2/ 442).

(3)

هو ابن عيينة.

(4)

عبد الله بن ذكوان القرشي المدني.

(5)

عبد الرحمن بن هرمز المدني.

(6)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 805 ح 1150/ 159) كتاب الصيام -باب الصائم يدعى لطعام فليقل: إني صائم، من طريق ابن عيينة به، مثله.

ص: 324

2886 -

وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أصبح أحدكم يومًا صائمًا فلا يرفث

(1)

ولا يجهل فإن امرؤ شاتمه، أو قاتله

(2)

، فليقل: إني صائم، إني صائم"

(3)

.

قال أبو عوانة: يقال: معنى قوله: "الصوم لي وأنا أجزي به" هو

(4)

أني أتولى ثوابه، إذ الصوم ليس يظهر من الصائم بحركة ولا فعل فَيَكْتُبه

⦗ص: 326⦘

حفظتُه

(5)

، وإنما هو صبرٌ عن الطعام والشراب، والله يقول:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)}

(6)

، فهذا ثواب لا يحصى

(7)

.

وسمعت يوسف بن سعيد بن مسلَّم المصيصي يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري

(8)

، يقول: قال لي أبو سليمان

(9)

: يا أحمد أيكون شيئًا

(10)

أعظم ثوابًا من الصبر؟ قال: قلت: نعم، الرضا عن الله. قال: ويحك!

⦗ص: 327⦘

إذا كان الله تبارك وتعالى يُوَفِّي الصابرين أجرهم بغير حساب فانظر ما يفعل بالراضي عنه.

(1)

(م 2/ 88 / أ).

(2)

قوله: (أو قاتله) ساقط من (م).

(3)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 806) كتاب الصيام -باب حفظ اللسان- ح 1151/ 160، بمثل لفظ المصنف، من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري (الصحيح مع الفتح: 40/ 125) كتاب الصيام -باب فضل الصوم- ح 1894 - مطولًا، من طريق مالك، كلاهما: عن أبي الزناد به.

(4)

في الأصل، و (م):"هي"، والصواب المثبت.

(5)

في الأصل، و (م):"حفظتها"، وضبب عليها في الأصل، والصواب المثبت.

(6)

سورة الزمر، الآية (10).

(7)

القائل بهذا التفسير أبو عبيد القاسم بن سلام ذكره في كتابه غريب الحديث (1/ 195) وقرره وقال: "هذا عندي -والله أعلم- وجه الحديث".

ثم عزا إلى ابن عيينة أنه فسره فقال: "لأن الصوم هو الصبر، يصبر الإنسان عن المطعم والمشرب والنكاح، ثم قرأ الآية {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)} فالصبر ليس له حساب يعلم من كثرته. . .".

وقد اختلف في المراد بقوله تعالى: "إلا الصوم لي وأنا أجزي به" على نحو عشرة أقوال، أطال الحافظ ابن حجر في بيانها، ثم قوى أربعة منها أحدها ما ذكره أبو عوانة رحمه الله. انظر: فتح الباري (4/ 129 - 132).

(8)

أحمد بن عبد الله بن ميمون الحارثي التَّغْلِبي -بفتح المثناة، وسكون المعجمة، وكسر اللام- يكنى أبا الحسن، والحواري -بفتح المهملة، والواو الخفيفة، وكسر الراء- من الثقات الزهاد. انظر: تهذيب الكمال (1/ 378)، تقريب (61).

(9)

عبد الرحمن بن أحمد بن عطية الداراني، زاهد عصره. انظر: حلية الأولياء (9/ 254)، السير (10/ 182)، الروضة الرّيّا فيمن دفن بداريا ص 80 - 90.

(10)

هكذا في الأصل ونسخة (م)، والظاهر أنه شيءٌ، بالرفع على أنه اسم "يكون".

ص: 325

‌باب بيان فضل شهر رمضان على سائر الشهور، والدليل على أن أعمال البرِّ فيه على المسلم أيسر منه في غيره من الشهور

ص: 328

2887 -

حدثنا علي بن عبد العزيز

(1)

، قال: قرئ على أبي عبيد

(2)

، عن إسماعيل بن جعفر

(3)

، ح

وحدثنا محمد بن منده الأصبهاني

(4)

-ببغداد- حدثنا محمد بن بكير

(5)

، حدثنا إسماعيل بن جعفر، ح

وحدثني أبي

(6)

رحمه الله حدثنا علي

(7)

، حدثنا إسماعيل بن جعفر،

⦗ص: 329⦘

عن أبي سهيل

(8)

، عن أبيه

(9)

، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنَّة، وغُلِّقت أبواب النار، وصُفِّدت

(10)

الشياطين"

(11)

.

(1)

ابن المرزبان، أبو الحسن البغوي.

(2)

القاسم بن سلَّام.

(3)

ابن أبي كثير الأنصاري الزُّرقي.

(4)

ابن أبي الهيثم، نزيل الريّ، قال فيه أبو حاتم:"لم يكن عندي بصدوق، أخرج أولًا عن محمد بن بكير الحضرمي، فلما كُتِبَ عنه استحلى الحديث ثم أخرج عن بكر بن بكار والحسين بن حفص، ولم يكن سِنُّه سنَّ من يلحقهما"، وسئل عنه مهران الحافظ فكذبه.

انظر: الجرح والتعديل (8/ 107)، تاريخ بغداد (3/ 304)، لسان الميزان (5/ 394).

(5)

محمد بن بكير -بالتصغير- بن واصل الحضرمي البغدادي، أبو الحسين، نزيل أصبهان، قال فيه يعقوب بن شيبة:"شيخ صدوق ثقة"، وقال أبو حاتم:"صدوق يغلط أحيانًا"، وقال الحافظ ابن حجر:"صدوق يخطئ".

انظر: الجرح والتعديل (7/ 214)، تهذيب الكمال (24/ 545)، تقريب (5765).

(6)

إسحاق بن إبراهيم بن يزيد.

(7)

ابن حجر السعدي، والحديث في جزئه (2/ 674)، ح 463.

(8)

قوله: عن أبي سهيل ساقط من (م)، وفي موضعه إشارة إلى لحق كتب فيه اسم غير واضح، وهو غير السقط المذكور، وأبو سهيل هو: نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي المدني. انظر: تهذيب الكمال (29/ 290).

(9)

مالك بن أبي عامر.

(10)

صُفِّدت: أي شُدَّت وأوثقت بالأغلال. انظر النهاية (3/ 35).

(11)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 758) كتاب الصيام -باب فضل شهر رمضان- ح 1079/ 1 من طريق علي بن حجر بمثله، والبخاري (الصحيح مع الفتح: 4/ 135) كتاب الصوم -باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان؟ ح 1898 - مطولا، من طريق قتيبة، كلاهما: عن إسماعيل به.

ص: 328

2888 -

وحدثنا إسماعيل القاضي

(1)

، حدثنا إبراهيم بن حمزة

(2)

، حدثنا عبد العزيز بن محمد

(3)

، عن

(4)

أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا استهلَّ رمضان. . ."، فذكر مثله

(5)

.

(1)

إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل الأزدي مولاهم.

(2)

ابن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير الزبيري المدني.

(3)

ابن عبيد الدراوردي المدني.

(4)

في (م): "برد"، والصواب المثبت، كما في الأصل.

(5)

أخرجه مسلم من طريق أبي سهيل به نحوه.

ص: 329

2889 -

حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا عيسى بن مينا قالون

(1)

، حدثنا محمد بن جعفر

(2)

بن أبي كثير

(3)

، عن نافع بن مالك، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر مثله

(4)

.

(1)

الزُّرقي.

(2)

(م 2/ 89/ ب).

(3)

الأنصاري مولاهم المدني.

(4)

أخرجه مسلم من طريق أبي سهيل -كما تقدم- وفي إسناد المصنف بيان الإهمال في أبي سهيل عند مسلم.

ص: 330

2890 -

حدثنا الربيع بن سليمان

(1)

، أخبرنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني يونس

(2)

، عن ابن شهاب، عن ابن أبي أنس

(3)

، أن أباه حدثه، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب السماء، وغُلِّقت أبواب جهنم، وسُلْسِلت الشياطين"

(4)

.

(1)

المرادي.

(2)

ابن يزيد الأيلي.

(3)

نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي.

(4)

أخرجه مسلم ح (1079/ 2) -كما تقدم- من طريق ابن وهب به، نحوه.

ص: 330

2891 -

حدثنا السُّلمي

(1)

والدَّبري

(2)

، عن عبد الرزاق

(3)

، عن

⦗ص: 331⦘

معمر، عن الزهري بنحوه

(4)

.

(1)

أحمد بن يوسف الأزدي.

(2)

إسحاق بن إبراهيم بن عباد.

(3)

انظر: المصنف (4/ 276) كتاب الصيام -باب سلسلة الشياطين- ح 7384.

(4)

أخرجه مسلم من طريق ابن شهاب، كما تقدم.

ص: 330

2892 -

حدثنا أبو حميد

(1)

، حدثنا حجاج

(2)

، ح

وحدثنا محمد بن مسلم بن وارة الرازي

(3)

، حدثني إبراهيم بن موسى

(4)

، حدثنا هشام بن يوسف

(5)

، كلاهما: عن ابن جريج، قال: قال لي ابن شهاب: حدثني ابن أبي أنس، عن أبيه، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل رمضان فُتِّحت أبواب الرحمة، وغُلِّقت أبواب جهنم، وسُلْسِلت الشياطين

(6)

.

(1)

أحمد بن محمد بن المغيرة بن سَيَّار العَوْهي. [*]

(2)

ابن محمد المصيصي.

(3)

محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله بن وارة؛ بفتح الراء المخففة.

(4)

ابن يزيد الصنعاني.

(5)

الصنعاني القاضي.

(6)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق ابن شهاب به، مثله.

_________

[*] قال أحمد بسيوني: هذا التعيين من محققي خطأ، وصوابه:(أبو حميد المصيصي)، فهو الذي يروي عن حجاج المصيصي، وقد ورد في مواضع كثيرة من الكتاب وأصاب محققو الكتاب في المواضع الأخرى، وانظر الأحاديث التالية (851، 859، 868، 874، 887، 1050، 1112، 1117، 1128، 1339، 1672، 1834، 1861، 2020، 2328، 2565، 2892، 2957، 3436، 3565، 3567، 3620، 3729، 3732، 3754، 3760، 3763، 3787، 3797، 3819، 3820، 3840، 3851، 3872، 3878، 3910، 4139، 4473، 4576، 4684، 4742، 4758، 4965، 4977، 5075، 5111، 5965، 6493، 6757، 7009، 8076، 8158، 8209، 8964، 3135، 9253، 9740، 9897، 10508، 10599، 10618، 10899، 10970، 11184، 11413، 12064، 12183).

ص: 331

2893 -

حدثني عباس الدوري

(1)

، حدثنا يعقوب

(2)

، حدثنا أبي، عن صالح

(3)

، عن ابن شهاب، قال: حدثني نافع بن أبي أنس، أن أباه حدَّثه، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 332⦘

"إذا دخل رمضان. ."، فذكر مثله

(4)

.

(1)

عباس بن محمد بن حاتم، الدوري.

(2)

ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني.

(3)

ابن كيسان المدني.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق يعقوب بن إبراهيم به، مثله.

ص: 331

2894 -

حدثني أبو رفاعة عمارة بن وثيمة المصري، حدثنا ابن أبي مريم

(1)

حدثنا نافع بن يزيد

(2)

قال: حدثني عُقَيل

(3)

، عن ابن شهاب قال: حدثني أبو سهيل مولى التيميين

(4)

، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

(5)

.

(1)

سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري.

(2)

الكَلَاعي -بفتح الكاف واللام الخفيفة- المصري.

(3)

ابن خالد بن عَقيل الأيلي.

(4)

نافع بن مالك الأصبحي.

(5)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق ابن شهاب به.

ومن فوائد الاستخراج في هذا الحديث:

1 -

قوله "مولى التيميين" من زيادات المصنف، وهو هكذا عند البخاري.

2 -

الحديث رواه مسلم عن الزهري من طريق يونس بن يزيد، وصالح بن كيسان، ويونس تابعه صالح بن كيسان عند مسلم، وتابعه عند المصنف ابن جريج ومعمر وعقيل، والأخيران أعلم بالزهري من يونس.

ص: 332

‌باب ثواب من صام رمضان، وفضيلة صومه إذا أتْبِع بصوم ستة أيام من شوال

(1)

(1)

(م 2/ 89 / أ).

ص: 333

2895 -

حدثنا يونس بن حبيب

(1)

، حدثنا أبو داود

(2)

، حدثنا هشام

(3)

، عن يحيى بن أبي كثير

(4)

، عن أبي سلمة

(5)

، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من صام رمضان إيمانًا، واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"

(6)

.

(1)

ابن عبد القاهر الأصبهاني.

(2)

انظر: مسنده (ص 311).

(3)

ابن أبي عبد الله: سنبر -بالسين المفتوحة، بعدها نون ساكنة، وباء معجمة بواحدة مفتوحة، وآخره راء- الدَّستوائي؛ بفتح الدال، وسكون السين المهملتين، وضم التاء ثالث الحروف، وفتح الواو وفي آخره الألف.

انظر: الإكمال (4/ 378) الأنساب (2/ 476)، تهذيب الكمال (30/ 215)، تقريب (7299).

(4)

الطائي مولاهم.

(5)

ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني.

(6)

أخرجه مسلم (الصحيح: 1/ 523) كتاب صلاة المسافرين -باب الترغيب في قيام رمضان ح 760/ 175، من طريق معاذ بن هشام، والبخاري (الصحيح مع الفتح: 4/ 138) كتاب الصوم باب من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ونية- ح 1901، من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما: عن هشام به نحوه. =

⦗ص: 334⦘

= ومعاذ هذا قال فيه ابن معين: "صدوق، وليس بحجة"، وقال ابن عدي:"أرجو أنه صدوق"، وقال الحافظ:"صدوق ربما وهم".

روى له الجماعة، وقد تابعه أبو داود الطيالسي كما عند المصنف، ومسلم بن إبراهيم عند البخاري، وهذا من فوائد الاستخراج في هذا الإسناد.

انظر: تاريخ الدوري عن يحيى بن معين (2/ 572)، الكامل (6/ 2427)، تقريب (6742).

ص: 333

2896 -

حدثنا ابن عوف الحمصي

(1)

، حدثنا الفريابي

(2)

وابن كثير

(3)

، عن الأوزاعي، عن يحيى، بإسناده مثله

(4)

.

(1)

محمد بن عوف الطائي.

(2)

محمد بن يوسف بن واقد.

(3)

عبد الله بن كثير الدمشقي الطويل القاريء. قال فيه أبو زرعة: "لا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"يغرب"، وقال ابن حجر:"صدوق مقرئ".

انظر: الجرح والتعديل (5/ 144)، الثقات (8/ 346)، تقريب (3551).

(4)

أخرجه مسلم كما سبق من طريق يحيى بن أبي كثير به.

ص: 334

2897 -

حدثنا أحمد بن عبد الرحمن المصري

(1)

، حدثنا عمِّي

(2)

، عن أبي صخر

(3)

،

⦗ص: 335⦘

أنَّ عمر بن إسحاق

(4)

مولى زائدة حدَّثه عن أبيه

(5)

، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن، إذا اجْتُنِبَت الكبائر"

(6)

.

(1)

أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم المصري.

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

حُميد بن زياد بن أبي المخارق الخراط، مدني سكن مصر.

قال فيه ابن معين والإمام أحمد: "ليس به بأس"، وضعفه النسائي، وابن معين في رواية، وقال ابن عدى:"صالح الحديث، إنما أنكر عليه حديثان"، وذكره الذهبي في ديوان الضعفاء، وقال ابن حجر:"صدوق يهم"، وروى له الجماعة، أما البخاري =

⦗ص: 335⦘

= ففي الأدب والنسائي في مسند علي.

انظر: العلل لأحمد (3/ 52)، تاريخ الدارمي ص 95، ضعفاء النسائي ص 233، الكامل (2/ 685)، تهذيب الكمال (7/ 368)، ديوان الضعفاء (ص 105)، تقريب (1546).

(4)

المدني، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي في الميزان:"صدوق"، وقال ابن حجر "مقبول"، وقد روى له مسلم متابعة، وليس له ولا لأبيه عنده غير هذا الحديث.

انظر: الثقات (7/ 167)، الميزان (4/ 102)، تهذيب التهذيب (7/ 427)، تقريب (4865).

(5)

إسحاق مولى زائدة، ويقال: إسحاق بن عبد الله المدني.

(6)

أخرجه مسلم (الصحيح: 1/ 209) كتاب الطهارة -باب الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر- ح 16/ 233، من طريق ابن وهب به، مثله.

ص: 334

2898 -

حدثنا الصاغاني

(1)

وأبو أمية

(2)

قالا: حدثنا محاضر بن المُوَرِّع

(3)

حدثنا سعد

(4)

بن سعيد

(5)

، قال: أخبرني عمر بن ثابت

⦗ص: 336⦘

الأنصاري، قال: سمعت أبا أيوب الأنصاري

(6)

يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال فذاك صيام الدهر"

(7)

.

(1)

محمد بن إسحاق.

(2)

محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي الطرسوسي.

(3)

الكوفي.

(4)

في (م): "سعيد"، والصواب المثبت، كما في الأصل وصحيح مسلم.

(5)

ابن قيس الأنصارى المدني، "صدوق سيّئ الحفظ". التقريب (2237). =

⦗ص: 336⦘

= وقد تابعه صفوان بن سُليم المدني، كما عند الدارمي (السنن: 2/ 34) كتاب الصيام -باب صيام الستة من شوال، وأبي داود (السنن: 2/ 812) كتاب الصوم -باب في صوم ستة أيام من شوال- ح 2433، وابن خزيمة في صحيحه (3/ 297) كتاب الصيام -باب فضل اتباع صيام رمضان بصيام ستة أيام من شوال- ح 2114، والطبراني في معجمه الكبير (4/ 136)، جميعهم من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن صفوان بن سليم وسعد بن سعيد به مثله.

وصفوان ثقة. انظر: تهذيب الكمال (13/ 184)، تقريب (2933).

(6)

من قوله: "قال" إلى قوله "الأنصاري" ساقطٌ من (م).

(7)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 822) كتاب الصيام -باب استحباب صوم ستة أيام من شوال اتباعًا لرمضان- ح 1164/ 204، من طرق عن سعد بن سعيد به، نحوه.

ص: 335

2899 -

حدثني أبي

(1)

رحمه الله، عن علي

(2)

، عن إسماعيل

(3)

، عن سعد بمثله

(4)

، قال:"كان صيام الدهر".

(1)

إسحاق بن إبراهيم الإسفرائيني الشافعي.

(2)

ابن حجر السعدي.

(3)

ابن جعفر بن أبي كثير الأنصاري.

(4)

أخرجه مسلم من طريق على حجر به نحوه كما تقدم.

ص: 336

2900 -

حدثنا الدَّبري

(1)

، عن عبد الرزاق

(2)

، عن داود بن قيس

(3)

،

⦗ص: 337⦘

عن سعد بن سعيد بإسناده مثله

(4)

.

(1)

إسحاق بن إبراهيم بن عباد.

(2)

انظر: المصنف (4/ 315) كتاب الصيام -باب صوم الستة التي بعد رمضان- ح 7917.

(3)

الفرَّاء الدبَّاغ.

(4)

أخرجه مسلم كما تقدم من طريق سعد بن سعيد به.

ص: 336

2901 -

حدثنا الدَّبري، عن عبد الرزاق

(1)

، عن ابن جريج

(2)

، قال: حدثني سعد بن سعيد بن قيس -أخو يحيى بن سعيد

(3)

-، عن عمر بن ثابت بن الحجاج -من بني الخزرج-، عن أبي أيوب الأنصاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من صام شهر رمضان وأتبعه بستٍّ من شوال فذلك صيام الدهر"، قال: قلت: لكل يوم عشرة؟ قال: نعم"

(4)

.

(1)

انظر: المصنف (4/ 316).

(2)

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.

(3)

الأنصاري المدني.

(4)

أخرجه مسلم من طريق سعد بن سعيد به نحوه.

ومن فوائد الاستخراج في هذا الحديث:

1 -

الزيادة في اسم عمر بن ثابت، حيث زاد المصنف بأنه ابن الحجاج.

2 -

تفسير كون صيام رمضان والستة صيام الدهر.

ص: 337

2902 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى

(1)

، عن ابن وهب

(2)

، عن قرة

(3)

، عن سعد بن سعيد، عن ابن ثابت، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم

(4)

⦗ص: 338⦘

مثله

(5)

.

(1)

الصدفي.

(2)

عبد الله بن وهب.

(3)

ابن عبد الرحمن بن حَيْويل -بمهملة مفتوحة ثم تحتانية، وزنَ جبريل- المعافري المصري، يقال: اسمه يحيى.

(4)

كلمة (مثله) ساقطة من (م).

(5)

أخرجه مسلم من طريق سعد بن سعيد، كما تقدم.

ص: 337

2903 -

حدثنا أبو أمية، حدثنا

(1)

هشام بن عمار

(2)

، حدثنا صدقة بن خالد

(3)

، قال: حدثني عتبة بن أبي حكيم

(4)

، قال: حدثني عبد الملك بن أبي بكر

(5)

، قال: حدثني يحيى بن سعيد

(6)

، عن عمر بن ثابت، قال:"غزونا مع أبي أيوب البحر، فأدركنا رمضان، فصام وصمنا معه. قال: قلت: ما ترى الناس؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول -فذكر مثله-، فذلك صيام الدهر"

(7)

.

⦗ص: 339⦘

قال أبو عوانة: في هذا الحديث دليل على أن من صام من شوال من أيِّه كان فقد دخل في هذه الفضيلة، وفيه أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحسنة بعشر أمثالها، رمضان لعشرة أشهر، وستة أيام لشهرين

(8)

.

(1)

(م 2/ 90/ ب).

(2)

ابن نصير -بالنون مصغر- السُّلمي الدمشقي الخطيب.

(3)

الأموي مولاهم الدمشقي.

(4)

الهمداني الأردني الطبراني، مختلف في توثيقه.

وثقه ابن معين -في رواية-، وأبو زرعة الدمشقي، والطبراني، وذكره ابن حبان في ثقاته.

وقال الإمام أحمد: "صالح لا بأس به"، ونحوه قال ابن عدي.

وضعفه ابن معين مرة، والنسائي، وقال ابن حجر:"صدوق، يخطئ كثيرًا".

انظر: تاريخ الدوري (2/ 389)، تاريخ أبي زرعة الدمشقي (1/ 385)، الضعفاء للنسائي ص 75، الجرح والتعديل (6/ 370)، الثقات لابن حبان (7/ 271)، الكامل لابن عدي (5/ 1995)، تهذيب التهذيب (7/ 94)، تقريب (4427).

(5)

ابن عبد الرحمن المخزومي المدني.

(6)

ابن قيس الأنصاري.

(7)

أخرجه مسلم من طريق سعد بن سعيد، عن عمر بن ثابت، دون ذكر أمر الغزو. =

⦗ص: 339⦘

= وسعد بن سعيد متكلمٌ فيه كما سبق، وقد تابعه أخوه يحيى بن سعيد عند المصنف هنا، إلا أن هشام بن عمار تغير بأخرة، والراوي عنه أبو أمية يحتمل سماعه عند تغيره لتأخر وفاته.

وقد تقدمت متابعة صفوان بن سليم لسعد في (ح 2898)، ولو سَلِمت طريق يحيى هذه لكان فيها متابعة لرواية سعد بن سعيد عند مسلم أيضًا.

وهذا من فوائد الاستخراج في هذا الحديث.

(8)

في (م): "بعشرة أشهر، وستة أيام بشهرين".

ص: 338

2904 -

حدثنا يونس

(1)

، عن ابن وهب

(2)

، عن مالك، أنه قال: "كان أهل العلم يكرهون صومه مخافة أن يلحق أهل الجهالة رمضان

(3)

"

(4)

.

(1)

ابن عبد الأعلى الصدفي.

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

انظر: الموطأ (1/ 311) كتاب الصيام -باب جامع الصيام- ح 60.

(4)

هذا الخبر ساقط من (م).

ص: 339

2905 -

ز- حدثنا الصَّومعي

(1)

، حدثنا عمرو بن أبي سلمة

(2)

،

⦗ص: 340⦘

حدثنا زهير بن محمد

(3)

، عن سهيل

(4)

، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان وأتبعه بستٍّ من شوال فذلك صيام الدهر"

(5)

.

(1)

محمد بن أبي خالد الطبري.

(2)

في (م): "عمر بن أبي سلمة"، والصواب المثبت، كما في الأصل، ومصادر ترجمته، وهو التِّنيسي -بمثناة ونون ثقيلة بعدها تحتانية ثم مهملة- أبو حفص الدمشقي، توفي 214 هـ. وثقه الشافعي وابن سعد وابن يونس. =

⦗ص: 340⦘

= وضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم:"يكتب حديثه ولا يحتج به".

وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام "، روى له البخاري متابعة ومسلم وغيرهما.

انظر: الجرح والتعديل (6/ 236)، تهذيب التهذيب (8/ 43 - 44)، هدي الساري (453)، تقريب (5043).

(3)

التميمي الخراساني، سكن الشام ثم الحجاز، مختلفٌ فيه.

قال البخاري: "ما روى عنه أهل الشام فإنه مناكير، وما روى عنه أهل البصرة فإنه صحيح"، وقال ابن عدي:"لعل أهل الشام أخطؤوا عليه، فإن روايات أهل العراق عنه شبه المستقيمة، وأرجو أنه لا بأس به"، وقال الذهبي:"ثقة، فيه لين"، أخرج له الجماعة، الشيخان في الشواهد.

انظر: التاريخ الكبير (3/ 446)، الكامل (3/ 1078)، الديوان (ص: 146)، ذكر من تكلم فيه وهو موثق (ل 10)، هدي الساري (ص: 423).

(4)

ابن أبي صالح ذكوان السمان المدني.

(5)

هذا الحديث من زوائد المصنف إذ لم يخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهو عنده من حديث أبي أيوب كما سبق.

وإسناد المصنف مُعَلّ بأنّه من رواية عمرو بن أبي سلمة الدمشقي عن زهير بن محمد، ورواية أهل الشام عن زهر غير مستقيمة.

وللحديث إسناد آخر عند البزار، قال: حدثنا عمر بن حفص الشيباني، حدثنا أبو عامر عبد الملك العقدي، حدثنا زهير، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه. . . . فذكر مثله. (مختصر زوائد البزار: 1/ 405). =

⦗ص: 341⦘

= وقد قال الإمام أحمد عن زهير: "رواية أصحابنا عنه مستقيمة عند عبد الرحمن بن مهدي وأبي عامر العقدي، وأما رواية عمرو بن أبي سلمة التنِّيسي عنه فتلك بواطيل. . .". تهذيب الكمال (9/ 417).

وعلى هذا فرواية البزار أرجح من رواية المصنف، وإسنادها حسن، لأجل الشيباني والعلاء، والله تعالى أعلم.

ص: 339

‌باب بيان النهي عن تقدم رمضان بصوم يومٍ أو يومين من آخر شهر شعبان، وأن الخبر الموجب لصيام آخر شهر شعبان الدال على النهي عن صومه لمن صامه بحال شهر رمضان، وعن صوم يوم الشك

ص: 341

2906 -

حدثنا يونس بن حبيب

(1)

، حدثنا أبو داود

(2)

، حدثنا هشام الدستوائي، ح

وحدثنا سعيد بن مسعود

(3)

وإبراهيم بن مرزوق

(4)

وأبو أمية، قالوا: حدثنا روح

(5)

، حدثنا هشام وحسين بن ذكوان

(6)

، عن يحيى بن أبي كثير،

⦗ص: 342⦘

عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَقَدَّمُوا قبل رمضان بصوم يومٍ ولا يومين، إلا أن يكون رجلٌ

(7)

كان يصوم صومًا

(8)

فليصمه".

وقال بعضهم: "يصوم صيامًا فليصمه"

(9)

.

(1)

ابن عبد القاهر بن عبد العزيز الأصبهاني.

(2)

سليمان بن داود الطيالسي.

(3)

المروزي.

(4)

ابن دينار الأموي.

(5)

روح بن عادة بن العلاء البصري.

(6)

المعلِّم المُكْتِب العَوْذي -بفتح المهملة وسكون الواو بعدها معجمة- البصري، توفي 145 هـ وثقه ابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، والذهبي، وغيرهم، وعدّه ابن المديني =

⦗ص: 342⦘

= من أثبت أصحاب يحيى بن أبي كثير، وقال ابن حجر:"ثقة، ربما وهم".

انظر: تاريخ الدارمي ص 90، الضعفاء للعقيلي (1/ 250)، السير (6/ 346)، تهذيب التهذيب (2/ 338)، تقريب (1320) ..

(7)

بالرفع، باعتبار (يكون) تامة، ورجل فاعل.

(8)

(م 2/ 90/ أ).

(9)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 762) كتاب الصيام -باب لا تقدموا رمضان بصوم يومٍ ولا يومين- ح 1082/ 21 من طريق هشام به، والبخاري (الصحيح مع الفتح: 4/ 152) كتاب الصوم -باب لا يتقدم رمضان بصوم يومٍ ولا يومين- ح 1914، من طريق هشام أيضا به نحوه.

وأحال مسلم متنه على ما قبله، وذكره المصنف، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 341

2907 -

حدثنا محمد بن إسحاق بن الصباح الصنعاني

(1)

، وإسحاق بن إبراهيم

(2)

، قالا: حدثنا عبد الرزاق

(3)

، أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، بإسناده مثله: "إلا رجلٌ

(4)

كان يصوم صومًا فيأتي

⦗ص: 343⦘

ذلك على صومه"

(5)

.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

الدَّبري.

(3)

انظر: المصنف (4/ 158) كتاب الصيام -باب فصل ما بين رمضان وشعبان- ح 7315.

(4)

بالرفع، لكونه بدلًا من المستثنى منه، ووقع في نسخة (م):"إلّا إن رجلا" بالنصب =

⦗ص: 343⦘

= على أنه اسم إنّ.

(5)

أخرجه مسلم من طريق يحيى بن أبي كثير به نحوه، كما تقدم.

ص: 342

2908 -

حدثنا هلال بن العلاء

(1)

، حدثنا عبد الله بن جعفر

(2)

، حدثنا عبيد الله بن عمرو

(3)

، عن أيوب

(4)

، عن يحيى بن أبي كثير، بإسناده:"شَهْرَ رمضان بصيام يوم أو يومين، إلا أن يكون رجلٌ له صيامٌ فيأتي عليه"

(5)

.

(1)

ابن هلال الباهلي مولاهم الرقي.

(2)

ابن غيلان الرَّقي.

(3)

ابن أبي الوليد الرَّقي.

(4)

ابن أبي تميمة السختياني.

(5)

أخرجه مسلم من طريق أيوب به، وأحال متنه على ما قبله، وذكره المصنف، وهذا من فوائد الاستخراج؛ بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.

ص: 343

2909 -

حدثنا وحشي

(1)

، حدثنا محمد بن المبارك الصُّوري، حدثني معاوية بن سلَّام

(2)

، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة، أنَّ أبا هريرة، أخبره أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تقدموا شهر رمضان يومًا أو يومين، إلا أن يكون رجلًا كان يصوم صيامًا فليصمه"

(3)

.

(1)

محمد بن محمد بن مصعب الصُّوري.

(2)

ابن أبي سلَّام، أبو سلَّام الدمشقي.

(3)

أخرجه مسلم من طريق معاوية بن سلَّام به. =

⦗ص: 344⦘

= ومن فوائد الاستخراج في هذا الحديث:

1 -

تصريح يحيى بن أبي كثير بالتحديث من أبي سلمة، وقد ساقه مسلم بالعنعنة، ويحيى مدلس من المرتبة الثانية، كما في تعريف أهل التقديس (127).

2 -

بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه، حيث ذكر مسلم إسناد معاوية بن سلَّام، وأحال متنه على ما قبله.

ص: 343

2910 -

حدثنا الدقيقي

(1)

، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الجُرَيْرِي

(2)

، عن أبي العلاء بن الشِّخِّير

(3)

، عن مُطَرِّف

(4)

، عن عمران بن حصين، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ من أصحابه: "هل صمتَ من سُرَر

(5)

هذا الشهر شيئًا"؟ قال: لا، قال: "فإذا أفطرت فصم يومين مكانه"

(6)

.

(1)

محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي.

(2)

سعيد بن إياس البصري.

(3)

يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير العامري.

(4)

ابن عبد الله بن الشِّخِّير، العامري، الحَرَشي -بمهملتين مفتوحتين، ثم معجمة- البصري.

(5)

سُرَر: بفتح السين وكسرها، وحكى القاضي عياض ضمها، وهو جمع سرة، ويقال أيضًا: سرار بفتح السين وكسرها، وكله من الاستسرار، والمراد بالسرر آخر الشهر لاستسرار القمر فيها -على الأشهر في تفسيره-.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 251)، النهاية في غريب الحديث (2/ 359) شرح النووي على مسلم (8/ 53).

(6)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 820).

كتاب الصيام -باب صوم سرر شعبان- ح 1161/ 200، من طريق يزيد بن =

⦗ص: 345⦘

= هارون، عن الجريري به نحوه.

والجريري ثقة، لكنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، وسماع يزيد بن هارون منه بعد اختلاطه، لكن تابعه حماد بن سلمة -كما سيأتي- وهو ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه كما في الثقات للعجلي (1/ 394) والكواكب النيرات (ص 183)، وهذا من فوائد الاستخراج، والحديث متفقٌ عليه، فقد أخرجه البخاري (الصحيح مع الفتح: 4/ 270) كتاب الصوم باب الصوم من آخر الشهر- ح 1983.

ص: 344

2911 -

حدثنا محمد بن حَيُّويه

(1)

، أخبرنا أبو سلمة

(2)

، حدثنا حماد

(3)

، عن ثابت

(4)

، عن مُطَرِّف، عن عمران بن حصين، والجريريِّ

(5)

عن أبي العلاء، عن مطرف، عن عمران، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ. . . فذكر مثله

(6)

.

(1)

محمد بن يحيى بن موسى الإسفرائيني.

(2)

موسى بن إسماعيل التبوذكي المنقري.

(3)

ابن سلمة بن دينار البصري.

(4)

ابن أسلم البناني البصري.

(5)

الراوي عن الجريري هو: حماد بن سلمة.

(6)

أخرجه مسلم من طريق حماد عن ثابت به مثله، وليس عنده رواية حماد عن الجريري، ورواية يزيد بن هارون المتقدمة توافق رواية حماد عن ثابت، وتخالف روايته عن الجريري، فقول المصنف هنا:"بمثله" يعني به -والله أعلم -رواية حماد عن ثابت لا روايته عن الجريري، وسيورد المصنف لفظ الروايتين بحديث رقم (2917) و (2918)، وسيأتي الكلام عليهما في موضعه، إن شاء الله تعالى.

ص: 345

‌باب بيان النهي عن صوم آخر النصف من شعبان، وبيان الخبر المعارض له المبيح صومه، والخبر المبيِّنِ فضيلةَ صومه على صوم سائر الشهور الدالِّ على توهين الخبر الناهي عن صيامه

ص: 346

2912 -

ز- حدثنا علي بن إشكاب

(1)

، حدثنا محمد بن ربيعة

(2)

، عن أبي عُمَيس

(3)

، عن

(4)

العلاء

(5)

،

⦗ص: 347⦘

عن أبيه

(6)

، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا انتصف شعبان فلا صوم حتى يأتي رمضان"

(7)

.

(1)

علي بن الحسين بن إبراهيم بن الحر العامري، ابن إشكاب -بكسر الهمزة، وسكون المعجمة، وآخره موحدة- وهو لقب أبيه إبراهيم، توفي سنة (261 هـ).

انظر: تهذيب الكمال (20/ 379)، تقريب (4713).

(2)

الكلابي.

(3)

بمهملتين، مصغرا، هو عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي.

(4)

(م 2/ 91/ ب).

(5)

ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي -بضم المهملة وفتح الراء بعدها قاف- أبو شِبل -بكسر المعجمة وسكون الموحدة- المدني.

قال فيه ابن معين والنسائي: ليس به بأس، ونحوه قال ابن عدي فيه، وزاد:"وللعلاء نسخ عن أبيه عن أبي هريرة يرويها عنه الثقات".

وقال أبو حاتم: "صالح، أنكر من حديثه أشياء"، وقال الترمذي:"ثقة عند أهل الحديث"، وقال الذهبي:"لا ينزل حديثه عن درجة الحسن، ولكن يتجنب ما أنكر عليه"، وقال ابن حجر:"صدوق ربما وهم".

انظر: سنن الترمذي (1/ 74) كتاب الطهارة- باب ما جاء في إسباغ الوضوء، =

⦗ص: 347⦘

= تاريخ الدارمي (173)، الجرح والتعديل (6/ 357)، الكامل (5/ 1861)، تهذيب الكمال (22/ 523)، السير (6/ 187)، تقريب (5247).

(6)

عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي.

(7)

سيأتي تخريجه في الحديث رقم (2916).

ص: 346

2913 -

ز- حدثني عثمان بن خُرَّزاذ

(1)

، حدثنا مالك بن عبد الواحد أبو غسان

(2)

، حدثنا الحسن بن حبيب بن نَدَبَة

(3)

، حدثنا روح بن القاسم

(4)

، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا كان النصف من شعبان فأمسكوا عن الصوم حتى يدخل رمضان، إلا أن يكون عليه صوم فليسرد ولا يقطع"

(5)

.

(1)

عثمان بن عبد الله بن محمد بن خُرَّزاذ الأنطاكي.

(2)

المسمعي البصري.

(3)

الحسن بن حبيب بن ندبة -بفتح النون والدال والموحدة- التميمي، -وقيل غير ذلك- البصري الكوسج. تقريب (1223)، وثقه النسائي والذهبي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الإمام أحمد:"ما كان به بأس"، ونحوه قال أبو زرعة، وتابعهما ابن حجر.

انظر: العلل لأحمد (3/ 150)، الجرح والتعديل (3/ 8)، الثقات لابن حبان (8/ 169)، تهذيب الكمال (6/ 79)، الكاشف (1/ 322).

(4)

التميمي العنبري.

(5)

سيأتي تخريجه في الحديث رقم (2916).

ص: 347

2914 -

ز- حدثنا أبو داود السجستاني، حدثنا قتيبة بن سعيد

(1)

، حدثنا عبد العزيز بن محمد

(2)

، قال: قدم عباد بن كثير

(3)

المدينة، فجاء إلى مجلس العلاء، فأخذ يده فأقامه، فقال: اللهم إن هذا يحدِّث عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا انتصف شعبان فلا تصوموا". فقال العلاء: اللهم إنَّ أبي حدَّثني عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك

(4)

.

(1)

ابن جميل البغلاني.

(2)

الدراوردي، الجهني مولاهم.

(3)

الثقفي البصري، متفق على ضعفه، ضعفه ابن معين، وقال:"ليس بشيء"، وابن المديني والإمام أحمد -وقال:"روى أحاديث كذب"- والبخاري، وقال:"تركوه"، وقال ابن حجر:"متروك".

انظر: الضعفاء الصغير ص 153، تاريخ الدوري (2/ 292)، الجرح والتعديل (6/ 84)، تهذيب التهذيب (5/ 101)، تقريب (3139).

(4)

سيأتي تخريجه في الحديث رقم (2916).

ص: 348

2915 -

ز- حدثنا أبو إسماعيل الترمذي

(1)

، حدثنا محمد بن وهب بن عطية

(2)

، حدثنا بقية

(3)

، عن الزُّبَيدي

(4)

، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا انتصف شعبان فلا صيام إلا

⦗ص: 349⦘

رمضان"

(5)

.

(1)

محمد بن إسماعيل السُّلمي.

(2)

محمد بن وهب بن سعيد بن عطية السُّلمي.

(3)

ابن الوليد الدمشقي.

(4)

محمد بن الوليد بن عامر الحمصي.

(5)

سيأتي تخريجه في الحديث رقم (2916).

ص: 348

2916 -

ز- حدثني جعفر بن محمد الطيالسي

(1)

، حدثنا يحيى بن معين، عن عفان

(2)

، عن عبد الرحمن بن إبراهيم

(3)

، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا كان النصف من شعبان فلا تصوموا، ومن كان عليه صوم من رمضان، فليسرد الصوم ولا يقطع".

قال جعفر: كان عبد الرحمن قاصًّا

(4)

هنا، وحدَّث عنه زيد بن الحباب

(5)

⦗ص: 350⦘

وبهز بن أسد

(6)

أيضًا.

سمع عبد الرحمن هذه الأحاديث من العلاء مع روح بن القاسم، وحَدَث عنه حديث منكر، ثم ذكر جعفر

(7)

هذا عن يحيى بن معين عن عفان

(8)

.

(1)

جعفر بن محمد بن أبي عثمان البغدادي.

(2)

ابن مسلم الباهلي.

(3)

القارئ البصري المدني، وثقه ابن معين في رواية، ومرة قال:"ليس بشيء"، وقال الإمام أحمد:"كان عنده كراسة فيها للعلاء عن عبد الرحمن، وليس به بأس"، ونحوه قال أبو زرعة الرازي، وزاد:"أحاديثه مستقيمة".

وقال أبو حاتم والنسائي: "ليس بالقوي"، وضعفه الدارقطني، وذكره ابن حبان في المجروحين، وقال:"منكر الحديث".

انظر: تاريخ الدوري (2/ 342)، الجرح والتعديل (5/ 211)، المجروحين (2/ 60)، الكامل لابن عدي (4/ 1617)، ديوان الضعفاء ص 239، لسان الميزان (3/ 401).

(4)

كلمة: "قاصًّا" كتبت في الأصل: "قاص" وضبب عليها، وكتبت في (م):"قاض" ولعل الصواب المثبت، كما تدل عليه مصادر ترجمة عبد الرحمن السابقة.

(5)

أخرجه ابن عدي من طريق زيد بهذا الإسناد، وقال:"وعبد الرحمن بن إبراهيم قد روى عن العلاء غير هذا الحديث، ولم يتبين في حديثه ورواياته حديث منكر فأذكره".

الكامل (4/ 1617).

(6)

العمِّي البصري، ولم أقف على روايته لهذا الحديث.

(7)

نقل بعض هذا ابن الجنيد في سؤالاته عن ابن معين. انظر: ص (410).

(8)

هذا الحديث من زوائد المصنف، ومداره على العلاء بن عبد الرحمن، ويرويه عنه جماعة منهم: أبو عُميس وروح بن القاسم وعبد العزيز بن محمد وعبد الرحمن بن إبراهيم والزبيدي، وقد تقدمت رواياتهم برقم: 2912، 2913، 2914، 2915.

وطريق أبي عميس: أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 437) كتاب الصيام- باب من كره أن يتقدم شهر رمضان بصوم، والإمام أحمد في مسنده (2/ 442) كلاهما: من طريق وكيع عن أبي العميس به.

وطريق روح بن القاسم: أخرجها ابن حبان (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان 8/ 355) كتاب الصوم- ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه مضاد للأخبار. . . ح 3589.

وطريق عبد العزيز: أخرجها أبو داود (2/ 751) كتاب الصوم -باب في كراهية وصل شعبان برمضان- 2337، والترمذي في السنن (3/ 115) كتاب الصوم- باب ما جاء في كراهة الصوم في النصف الثاني من شعبان لحال رمضان- ح 738، وابن ماجه في السنن (1/ 528) كتاب الصيام -باب ما جاء في النهي أن يتقدم رمضان بصوم- ح 1651، والدارمي في سننه (2/ 29) كتاب الصوم -باب النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان- ح 1741، والبيهقي في سننه الكبرى (4/ 209) كتاب الصيام -باب الخبر الذي ورد في النهي عن الصيام إذا انتصف شعبان. =

⦗ص: 351⦘

= وطريق عبد الرحمن بن إبراهيم: أخرجها الدارمي أيضًا (ح 1740).

وطريق الزبيدي: لم أر من أخرجها سوى المصنف.

وللحديث طرق لم يوردها المصنف كطريق ابن عيينة عند عبد الرزاق في مصنفه (4/ 161) كتاب الصيام -باب فضل ما بين رمضان وشعبان- ح 7325.

ومسلم بن خالد: عند ابن ماجه، وزهير بن محمد التميمي: عند ابن حبان ح 3591.

فهولاء ثمانية أنفس، جميعهم يرونه عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، وقد قال أبو داود عقب إخراجه هذا الحديث:"كان عبد الرحمن لا يحدِّث به، قلت لأحمد: لِمَ؟ قال: لأنه كان عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصل شعبان برمضان، وقال: عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافُه".

قال أبو داود: "وليس هذا عندي خلافه، ولم يجيء به غير العلاء عن أبيه"، وقد حكى أبو داود أيضًا عن الإمام أحمد إنكاره لهذا الحديث، وذلك فيما نقله البيهقي والمنذري.

ولعل إنكار ابن معين والإمام احمد لحديث العلاء لكونه تفرد به، وخالف الروايات الصحيحة الدالة على جواز الصيام بعد النصف كحديث عمران بن حصين المتقدم، وحديث عائشة، وأم سلمة رضي الله عنهما، وسيأتي حديثهما مع ما فيه من مقال تقدم بيانه في ح (2912).

وقد ذكر هذا المنذري، حيث قال في مختصر سنن أبي داود (3/ 224): "ويحتمل أن يكون الإمام أحمد إنما أنكره من جهة العلاء بن عبد الرحمن، فإن فيه مقالًا لأئمة هذا الشأن، وقد تفرَّد بهذا الحديث. . . والعلاء بن عبد الرحمن، وإن كان فيه مقال، فقد حدث عنه الإمام مالك مع شدة انتقاده للرجال وتحريه في ذلك، وقد احتج به مسلم في صحيحه، وذكر له أحاديث كثيرة، فهو على شرطه، ويجوز أن يكون تركه لأجل تفرده به، وإن كان قد خرج في الصحيح أحاديث انفرد بها رواتها، وكذلك =

⦗ص: 352⦘

= فعل البخاري أيضًا، وللحفاظ في الرجال مذاهب، فعلى كل واحد منهم ما أدى إليه اجتهاده من القبول والرد".

والحديث قد اختلف فيه:

فذهبت طائفة من العلماء إلى جواز الصيام بعد النصف من شعبان تطوعًا، وضعفوا حديث العلاء هذا، لتفرده ومخالفته لما هو أصح من حديثه، وقد حكى الحافظ ابن حجر هذا عن جمهور العلماء كما في فتح الباري (4/ 153).

وذهب آخرون إلى تقوية أمر العلاء، وقبول حديثه لإمكان الجمع بينه، وبين ما عارضه، واختلفوا في وجه الجمع:

فقال أبو عبيد القاسم بن سلام: "فوجه الحديث عندي -والله أعلم- أن هذا كان مِنْ نذر على ذلك الرجل في ذلك الوقت، أو تطوعٍ قد كان ألزمه نفسه، فلما فاته أمَره بقضائه. . .". غريب الحديث (1/ 251) ومال إلى هذا المازري رحمه الله في المعلم بفوائد مسلم (2/ 43) وحملت طائفة ما عارض حديث العلاء على صوم نصف شعبان مع ما قبله، وعلى الصوم المعتاد في النصف الثاني، وحديث العلاء على من تعمد الصوم بعد النصف، لا لعادة، ولا مضافًا إلى ما قبله. (تهذيب سنن أبي داود: 3/ 224).

واستظهر الطحاوي وجهًا آخر: بحمل حديث العلاء على من يُضْعِفه الصوم عن صوم رمضان، وتخصيص التقدمة بمن يحتاط بزعمه لرمضان. (شرح معاني الآثار: 2/ 84 - 111) واستحسن هذا الحافظ ابن حجر في الفتح، وضعفه المنذري من قبل، ومع إمكان الجمع قوى الترمذي حديث العلاء حيث قال عنه:"حسن صحيح، لا نعرفه إلا من هذا الوجه على هذا اللفظ"، وحمل النهي فيه على كراهة تعمد الصوم لحال رمضان، وما ذهب إليه رحمه الله هو خلاف ما ذكر عن الإمامين؛ ابن معين وأحمد، وجمهورِ العلماء، وقد حسن الذهبي حديث العلاء سوى ما أنكر عليه، كما تقدم ذكره في ح (2912) وهذا مما أنكر عليه، والله تعالى أعلم.

ص: 349

2917 -

حدثنا الصاغاني

(1)

، أخبرنا روح

(2)

، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن مطرِّف

(3)

عن عمران بن حُصين، أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال له أو لغيره:"هل صمت من سَرر هذا الشهر شيئًا؟ قال: لا، قال: فإذا أفطرت فصم يومين".

(1)

محمد بن إسحاق.

(2)

ابن عبادة بن العلاء القيسي البصري.

(3)

(م 2/ 91 / أ).

ص: 353

2918 -

حدثنا الصاغاني، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا حماد، عن الجُرَيْرِي، عن أبي العلاء عن مطرِّف، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، غير أنه لم يقل:"يومين"

(1)

.

(1)

حديث حماد عن ثابت وعن الجريري تقدم برقم (2911)، وقول المصنف هنا:"ولم يقل: يومين" يعني به الجريري لما روى الإمام أحمد في المسند (4/ 444) من طريق حماد عن ثابت، وعن الجريري، ثم قال: وقال الجريري: "صم يومًا".

وقد اختلف على الجريري في هذا الحديث: فرواه يزيد بن هارون عنه، وقال:"فصم يومين مكانه"، كما تقدم في ح (2910)، ورواه حماد عنه عند أحمد في مسنده (4/ 443)، وقال في حديثه:"صم يومًا".

وتقدمت الإشارة إلى اختلاط الجريري، وأن يزيدًا سمع منه بعد الاختلاط، وسماع حماد منه قبل الاختلاط، والسند إلى حماد مستقيم لأنه من رواية روح وعفان عنه، وعفان من أثبت الناس في حماد، كما في شرح علل الترمذي لابن رجب (2/ 707).

ولكن كل من روى هذا الحديث قال فيه: "فصم يومين مكانه"، وهذه رواية الشيخين: البخاري ومسلم -كما تقدم في ح (2910) - وغيرهما، ولمسلم من طريق شعبة، =

⦗ص: 354⦘

= قال: "فصم يومًا أو يومين". شك شعبة فيه، وقال:"أظنه قال: يومين" اهـ.

وظن شعبة هو الصواب، وما روى حماد عن الجريري شاذ، لتفرد الجريري هذا عن كلِّ من روى هذا الحديث، وقد نبه المصنِّف إلى اختلاف الروايتين، واقتصر مسلم على رواية يزيد عن الجريري -وتقدم ما فيها- لموافقتها للصواب، وهذا من علو شأنه ومعرفته، وتنبيه المصنف على هذا من فوائد الاستخراج، والله أعلم.

ص: 353

2919 -

حدثنا أبو علي الزعفراني

(1)

، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي لَبيد

(2)

، عن أبي سلمة

(3)

قال: "سألت عائشة عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان يصوم حتى نقول قد صام، ويفطر حتى نقول قد أفطر، ولم أره صام من شهرٍ قط أكثر من صيامه شعبان، كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلًا"

(4)

.

(1)

الحسن بن محمد بن الصباح.

(2)

عبد الله بن أبي لَبيد -بفتح اللام- المدني، الكوفي.

(3)

ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني.

(4)

أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 811) كتاب الصيام -باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان- ح 1156/ 176، من طريق ابن عيينة به نحوه، والبخاري (الصحيح مع الفتح: 4/ 251) كتاب الصوم -باب صوم شعبان- ح 1969.

ص: 354

2920 -

حدثنا الحسن بن عفان

(1)

، حدثنا يحيى بن آدم

(2)

، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي لَبيد، بإسناده مثله.

قالت عائشة: "إنه ليكون عليَّ قضاء من رمضان، فأكاد

⦗ص: 355⦘

أن لا أقضيه حتى يكون شعبان"

(3)

.

(1)

الحسن بن علي بن عفان العامري.

(2)

ابن سليمان الكوفي.

(3)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق ابن عيينة به، وما ذكره المصنف عن عائشة رضي الله عنها أخرج نحوه الشيخان موصولًا.

البخاري (الصحيح مع الفتح: 4/ 222) كتاب الصوم -باب متى يقضي قضاء رمضان- ح 1950، ومسلم (الصحيح: 2/ 802) كتاب الصيام -باب قضاء رمضان في شعبان- ح 1146.

ص: 354

2921 -

حدثنا يونس بن حبيب

(1)

، حدثنا أبو داود

(2)

، حدثنا هشام

(3)

عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة

(4)

، عن عائشة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يصوم من السنة شهرًا إلا شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله"

(5)

.

(1)

ابن عبد القاهر الأصبهاني.

(2)

انظر: مسند الطيالسي (207).

(3)

ابن أبي عبد الله سَنْبَر الدستوائي.

(4)

ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

(5)

أخرجه مسلم (2/ 811 ح 1156/ 177) من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه -كما تقدم- به نحوه.

ومعاذ تقدم الكلام فيه في ح (2895)، وقد تابعه أبو داود هنا، وهذا من فوائد الاستخراج في هذا الحديث.

ص: 355

2922 -

حدثنا عباس الدوري، حدثنا هارون

(1)

، حدثنا علي -يعني: ابن المبارك

(2)

- حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثنا أبو سلمة، قال: حدثتني

⦗ص: 356⦘

عائشة أم المؤمنين "أنه كان أحب الصلاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما داوم عليها، قالت: وكان إذا صلَّى صلاةً داوم عليها، كان يقول: "خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمَلُّ حتى تملوا"، قالت: ولم يكن يصوم من شهرٍ من سنة أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان كلَّه"

(3)

.

رواه النضر

(4)

عن هشام

(5)

، عن يحيى بطوله

(6)

.

(1)

ابن إسماعيل الخزاز -بمعجمات- البصري.

(2)

الهُنَائي -بضم الهاء، وتخفيف النون، ممدودا- البصري.

(3)

أخرجه مسلم من طريق يحيى بن أبي كثير كما تقدم بنحوه، ولم يذكر في روايته شأن الصلاة، وهذا من زيادات المصنف، وفوائدِ الاستخراج في هذا الحديث، وقد روى البخاري هذا الحديث -كما تقدم في (ح 2919) - بنحو لفظ المصنف، وفيه هذه الزيادة، وساق مسلم طرفًا منها، كما في صحيحه (1/ 540) كتاب صلاة المسافرين -باب فضيلة العمل الدائم من قيام الليل وغيره- ح 215.

(4)

ابن شُمَيل المازني النحوي البصري.

(5)

ابن أبي عبد الله الدَستوائي.

(6)

لم أقف على من أخرج هذا التعليق، ورواية هشام عن يحيى تقدمت موصولة فيما مضى.

ص: 355

2923 -

حدثنا الربيع بن سليمان

(1)

، حدثنا ابن وهب، حدثني مالك بن أنس

(2)

وعمرو بن

(3)

الحارث

(4)

، أنَّ أبا النضر

(5)

حدَّثهم، عن

⦗ص: 357⦘

أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أنها قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهرٍ أكثر صيامًا يومًا منه في شعبان"

(6)

.

(1)

المرادي.

(2)

انظر: الموطأ (1/ 309) كتاب الصيام -باب جامع الصيام.

(3)

(م 2/ 92/ ب)، ما سيأتي بعد هذا الموضع إلى قوله:"عبد الله بن عمر" في حديث (429) ساقط من (م).

(4)

ابن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري.

(5)

سالم بن أبي أمية، مولى عمر بن عبيد الله التيمي المدني.

(6)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 810) كتاب الصيام -باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان - ح 1156/ 175، من طريق مالك به نحوه، وقد تقدم في ح (2919) أن البخاري أخرجه أيضًا، فهو متفقٌ عليه.

ص: 356

2924 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى

(1)

، أخبرنا ابن وهب، أنّ مالكًا أخبره، ح

وحدثنا الصاغاني

(2)

، أخبرنا إسحاق بن عيسى

(3)

، أخبرنا مالك مثله

(4)

.

(1)

الصدفي.

(2)

محمد بن إسحاق.

(3)

ابن نجيح البغدادي، ابن الطباع.

(4)

أخرجه مسلم من طريق مالك، كما تقدم.

ص: 357

‌باب بيان حظر صوم رمضان على المسلم الذي يجب عليه صومه إِلَّا إن رأى الهلال سَنَتَه، أو بإجماع المسلمين على رؤيته،

فإن غُمِّي

(1)

عليه واختلفوا في رؤيته عدَّ الشهر الماضي ثلاثين يومًا ثمّ صام، فلا يكون في الصوم الذي يصومه شك، والدليل على أن من صام بشهادة شهود على رؤيته أو بخبر بلدة أخرى أن أهلها رأوه واختلف المسلمون في صحة رؤيته وجب عليه إعادة صوم ذلك اليوم، لأن

(2)

النّبيّ صلى الله عليه وسلم أمر الصائم بصومه ليلة رؤيته الهلال بعلم نفسه، أو يستبين بدخول الشهر، وعلى أن من رأى الهلال وحده لا يسعه إِلَّا أن يصوم وإن كان الناس (مفطرون)، وكذلك إن رأى هلال شوال وحده لا يسعه أن يصوم وأن كان الناس (صائمون)

(3)

، وعلى أن لكل بلدة رؤيتها، ليس لهم أن يستظهروا رؤية غيرهم

(1)

غُمَّ علينا الهلال إذا حال دون رؤيته غيم أو نحوه، من غممت الشيء إذا غطيته.

انظر: النهاية (3/ 388).

(2)

في الأصل: "أن"، والمثبت يقتضيه السياق.

(3)

ما بين القوسين هكذا في الأصل، وقد ضبب عليهما، لأن كلا منهما خبر لـ "كان"، منصوب بالياء، ولعلَّ المثبت من إجراء الجمع المذكر السالم مجرى (عربون) في لزوم الواو وإعرابه بالحركات. انظر: ضياء السالك إلى أوضح المسالك (1/ 74 - 77).

ص: 358

حتّى يتقدموا على صيام الشهر وإفطاره على الظن ولم يتيقن، وكذلك يجب في الفطر مثل ما يجب في الصوم، بدليل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ يميِّز بينهما صلى الله عليه وسلم

ص: 359

2925 -

حدّثنا أبو داود الحرّاني

(1)

، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد

(2)

، حدّثنا أبي، عن محمّد بن مسلم بن شهاب بن عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب

(3)

، ح

وحدثنا الصائغ

(4)

بمكة، حدّثنا سليمان بن داود

(5)

، ح

وحدثنا الصاغاني، حدّثنا يونس بن محمّد

(6)

، قالا: حدّثنا إبراهيم بن

⦗ص: 360⦘

سعد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فصوموا ثلاثين يومًا"

(7)

.

(1)

سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم.

(2)

ابن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف الزّهريُّ.

(3)

هكذا بالأصل، والذي في كتب التراجم والأنساب: محمّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله ابن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الزّهريُّ.

هكذا قال غير واحد ممّن ترجم لمحمد بن مسلم الزّهريُّ، وهو الصواب.

انظر: جمهرة النسب (1/ 79)، التاريخ الكبير للبخاري (1/ 220)، جمهرة أنساب العرب (130)، الأنساب للسمعاني (3/ 180)، وفيات الأعيان (4/ 177)، تهذيب الكمال (26/ 419)، سير أعلام النُّبَلاء (5/ 326).

(4)

محمّد بن إسماعيل بن سالم البغدادي، نزيل مكّة.

(5)

ابن داود بن علي بن عبد الله بن عبّاس الهاشمي البغدادي.

(6)

ابن مسلم البغدادي المؤدب.

(7)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 762) كتاب الصِّيام -باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤية الهلال - ح 1081/ 17 من طريق إبراهيم بن سعد به، مثله.

ص: 359

2926 -

حدّثنا الصائغ بمكة، حدّثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدّثنا إبراهيم بن سعد -أيضًا- عن الزّهريّ، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له"

(1)

.

(1)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 760) كتاب الصِّيام -باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال- ح 1080/ 8 من طريق يونس، والبخاري (الصّحيح مع الفتح: 4/ 135) كتاب الصوم -باب: هل يقال رمضان أو شهر رمضان ح (1900) من طريق عقيل، كلاهما عن ابن شهاب به مثله.

ص: 360

2927 -

حدّثنا الربيع بن سليمان

(1)

، حدّثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: حدثني سالم بن عبد الله أنَّ عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له"

(2)

.

(1)

المرادي.

(2)

أخرجه مسلم -كما تقدّم - من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن يونس به، مثله، وقد بيَّن المصنِّف أنه عبد الله بن وهب، ويونس هو ابن يزيد، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 360

2928 -

حدّثنا الصاغاني، حدّثنا أبو النضر

(1)

، حدّثنا شعبة، قال:

⦗ص: 361⦘

أخبرني محمّد بن زياد

(2)

، قال: سمعت أبا هريرة، قال: قال رسول الله، -أو قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم:"صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم الشهر فعدوا ثلاثين"

(3)

.

رواه غندر

(4)

وعيسى

(5)

: "غُمِّيَ"

(6)

.

(1)

هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي مولاهم البغدادي.

(2)

الجمحي مولاهم المدني.

(3)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 762) كتاب الصِّيام -باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، والفطر لرؤيته - ح 1081/ 19 من طريق شعبة بن الحجاج به نحوه، وقوله في الإسناد "أو قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم " ليس في حديثه، وهو عند البخاريّ (الصّحيح مع الفتح: 4/ 143) كتاب الصوم -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا - ح 1909. والشك من شعبة، كما في منتقى ابن الجارود (137) ح 376.

(4)

محمّد بن جعفر الهذلي.

(5)

ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

(6)

رواية غندر: رواها الإمام أحمد في مسنده (2/ 456)، لكن قال فيها:"فإن غُبِّي"، ورواية عيسى: رواها ابن الجارود في المنتقى -كما تقدّم - وقال في روايته: "فإن غمَّ"، وأمّا اللّفظ الّذي أشار إليه المصنِّف عنهما فلم أقف عليه عنهما. والله أعلم.

وغُمَّ وغُمِّي بمعنى واحد وقد تقدّم، وأمّا غبي فمن الغباوة وهي عدم الفطنة، وهي استعارة لاختفاء الهلال.

انظر: لسان العرب (12/ 443)، (15/ 135) فتح الباري (4/ 148).

ص: 360

2929 -

حدّثنا أبو خليفة

(1)

، حدّثنا عبد الرّحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم

(2)

، حدّثنا الربيع بن مسلم

(3)

، عن

⦗ص: 362⦘

محمّد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، كان غُمَّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين"

(4)

.

(1)

الفضل بن الحباب -بضم الحاء المهملة؛ لقب أبيه عمرو - بن محمّد الجمحي البصري.

(2)

الجمحي البصري.

(3)

الجمحي البصري.

(4)

أخرجه مسلم من طريق الربيع بن مسلم، به نحوه (ح 1081/ 18)، كما تقدّم.

ص: 361

2930 -

حدّثنا إبراهيم بن الحسين الهمذاني

(1)

وأبو داود السجستاني

(2)

قالا: حدّثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل

(3)

، حدّثنا إسماعيل بن جعفر

(4)

، قال: أخبرني محمّد -يعني: ابن أبي حرملة، وهو ابن حويطب بن عبد العزى بن عامر بن لؤي

(5)

- قال: أخبرني كريب

(6)

، أنَّ أم الفضل بنت الحارث

(7)

بعثته إلى معاوية بن أبي سفيان بالشام، قال: "قدمت الشّام فقضيت حاجتها، فاستهلَّ عليَّ رمضان وأنا بالشام، فرأينا الهلال ليلة الجمعة، ثمّ قدمت المدينة في آخر الشهر، فسألني ابن عباس، ثمّ ذكر الهلال، فقال: متى رأيتم الهلال؟ قلت:

⦗ص: 363⦘

رأيت

(8)

ليلة الجمعة، فقال: أنت رأيته؟ قلت: نعم، ورآه الناس، وصاموا وصام معاوية، قال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصومه حتّى نكمل الثلاثين أو نراه، قلت: ألَّا تكتفي برؤية معاوية؟ قال: لا، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "

(9)

.

(1)

أبو إسحاق ابن ديزيل.

(2)

انظر: سننه (2/ 748) كتاب الصوم -باب إذا رؤي الهلال في بلد قبل الآخرين بليلة - ح 2332.

(3)

المِنقري التبوذكي البصري.

(4)

ابن أبي كثير الأنصاري الزُّرقي.

(5)

القرشي المدني.

(6)

ابن أبي مسلم الهاشمي - مولاهم - المدني، مولى ابن عبّاس رضي الله عنه.

(7)

لُبَابَة - بتخفيف الموحدة - بنت الحارث بن حَزْن -بفتح المهملة، وسكون الزاي، بعدها نون- الهلالية، زوج العباس بن عبد المطلب، وأخت زوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث رضي الله عنه.

(8)

في مسلم: "رأيناه".

(9)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 765) كتاب الصِّيام -باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم- ح 1087، من طريق إسماعيل بن جعفر به نحوه.

وقوله في الإسناد: وهو ابن حويطب .. إلخ زيادة ليست عند مسلم، وهذا من فوائد الاستخراج في هذا الحديث.

ص: 362

2931 -

حدّثنا أبي رحمه الله، حدّثنا علي بن حُجْر

(1)

، حدّثنا إسماعيل بن جعفر بمثله

(2)

.

(1)

السعدي المروزي، والحديث في جزئه (2/ 519) ح 319.

(2)

أخرجه مسلم -كما تقدّم - من طريق ابن حُجْر به، وذكر المصنِّف أنه علي بن حجر، وهذا من فوائد استخراجه في هذا الإسناد.

ص: 363

2932 -

حدّثنا يوسف القاضي

(1)

، حدّثنا أبو الربيع

(2)

، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا محمّد بن أبي حرملة، بإسناده مثله

(3)

.

(1)

يوسف بن يعقوب بن إسماعيل البغدادي.

(2)

سليمان بن داود العتكي البصري، نزيل بغداد.

(3)

أخرجه مسلم من طريق إسماعيل بن جعفر، كما تقدّم.

ص: 363

‌باب بيان إجازة الحكم في شهر تام بتسعة وعشرين ليلة، والاستعمال به في الأحكام إِلَّا في الصوم والفطر

ص: 364

2933 -

حدّثنا موسى بن إسحاق القواس الكوفي، حدّثنا عبد الله بن نمير

(1)

، حدّثنا عبيد الله

(2)

، عن نافع، عن ابن عمر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ثمّ نقص إبهامه -يعني تسعًا

(3)

وعشرين-، فإذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا ثلاثين"

(4)

.

(1)

الهمداني الكوفي.

(2)

ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب العُمري.

(3)

في الأصل: "تسع" وضبب عليها، والصواب المثبت.

(4)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 759) كتاب الصِّيام -باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال- ح 1080/ 5 من طريق ابن نمير، به، وساق بعضه وأحال متنه إلى ما قبله، ومن فوائد الاستخراج هنا:

1 -

تسمية عبد الله بن نمير.

2 -

بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.

ص: 364

2934 -

حدّثنا محمّد بن إسحاق بن الصبَّاح الصنعاني، والدَّبري

(1)

-واللفظ لمحمد - قال محمّد: أخبرنا، وقال الدَّبري: عن عبد الرزّاق

(2)

، عن معمر، ح

⦗ص: 365⦘

وحدثنا محمّد بن إسماعيل الصائغ، حدّثنا سليمان بن حرب

(3)

، ح

وحدثنا الصاغاني

(4)

وأبو أمية

(5)

، قالا: حدّثنا أبو النعمان

(6)

، قالا: حدّثنا حماد بن زيد، عن أيوب

(7)

، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّما الشهر تسعٌ وعشرون إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له ثلاثين يومًا"

(8)

.

(1)

إبراهيم بن إسحاق.

(2)

انطر: المصنِّف (4/ 156) كتاب الصِّيام -باب الصِّيام- ح 7307، فقد رواه عن معمر، عن أيوب به، ولم يقل في روايته:"إنّما الشهر تسعٌ وعشرون".

(3)

الأزدي البصري.

(4)

محمّد بن إسحاق.

(5)

محمّد بن إبراهيم بن مسلم.

(6)

محمّد بن الفضل السدوسي البصري.

(7)

ابن أبي تميمة كيسان السختياني البصري.

(8)

أخرجه مسلم ح (1080/ 6) كما تقدّم من طريق إسماعيل بن علية عن أيوب به، نحوه ولم يقل في حديثه:"ثلاثين يومًا" وهذه زيادة صحيحة تقدمت في الحديث السابق، وحماد بن زيد أكبر في أيوب من ابن عليَّة.

انظر: شرح علل التّرمذيّ (2/ 699).

ص: 364

2935 -

حدّثنا إسماعيل

(1)

ويوسف

(2)

القاضيين

(3)

، قالا: حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا حماد بن زيد، بإسناده مثله:"فإن أغمي عليكم فاقدروا له".

⦗ص: 366⦘

قال نافع: كان ابن عمر إذا مضى من شعبان تسع وعشرون نُظِر له، فإن رئي فذاك، وإن لم يُرَ ولم يَحُل دون منظره سحابٌ ولا قترة

(4)

أصبح مفطرًا، وإن حال دون منظره سحابٌ أو قترة أصبح صائمًا، وكان يفطر مع النَّاس، ولا يأخذ بالحساب

(5)

.

روى حميد بن مَسْعَدة

(6)

، عن بشر بن المفضل

(7)

، عن سلمة بن علقمة

(8)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال النبي صلى الله عليه وسلم، مثله:"فاقدروا له"

(9)

.

(1)

إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد البصري.

(2)

يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد البغدادي.

(3)

كذا في الأصل وضبب عليها، والجادة:"القاضيان"، ولعلّها على تقدير:"أعني القاضيين".

(4)

القترة: الغبرة في الهواء؛ الحائلة بين الإبصار وبين رؤية الهلال. معالم السنن (2/ 741).

(5)

أخرجه مسلم -كما تقدّم- من طريق أيوب به مثله، دون فعل ابن عمر، والحديث بهذه الزيادة أخرجه أبو داود في سننه (2/ 740) كتاب الصوم -باب الشهر يكون تسعًا وعشرين - ح 2320، من طريق سليمان بن داود، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 204) كتاب الصِّيام -باب الصوم لرؤية الهلال أو استكمال العدد ثلاثين، من طريق سليمان بن حرب، كلاهما: عن حماد بن زيد به مثله.

وذكر فعل ابن عمر ممّا زاده حماد في روايته -كما قال ذلك البيهقي رحمه الله وهذه الزيادة من فوائد الاستخراج في هذا الحديث، والله تعالى أعلم.

(6)

ابن المبارك السامي الباهلي.

(7)

ابن لاحق الرَّقاشي -بقاف ومعجمة- البصري.

(8)

التميمي البصري.

(9)

أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 760) ح 1080/ 7، من طريق حميد به، كما تقدّم.

ص: 365

2936 -

حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب

(1)

، أن مالك بن أنس

(2)

أخبره، عن نافع، عن ابن عمر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر

⦗ص: 367⦘

رمضان، فقال:"لا تصوموا حتّى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، كان غُمَّ عليكم فاقدروا له"

(3)

.

(1)

عبد الله بن وهب المصري.

(2)

انظر: الموطَّأ (1/ 286) كتاب الصِّيام -باب ما جاء في رؤية الهلال للصوم والفطر =

⦗ص: 367⦘

= في رمضان.

(3)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 759) كتاب الصِّيام -باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال - ح 1080/ 3، من طريق مالك، والبخاري (الصّحيح مع الفتح: 4/ 143) كتاب الصوم -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا

" - ح 1906، كلاهما من طريق مالك به مثله.

ص: 366

2937 -

حدّثنا محمّد بن إسماعيل الصائغ، حدّثنا روح بن عبادة

(1)

، حدّثنا مالك بإسناده مثله

(2)

.

(1)

ابن العلاء القيسي البصري.

(2)

تقدّم تخريجه في الّذي قبله.

ص: 367

2938 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أنَّ مالك بن أنس أخبره عن عبد الله بن دينار

(1)

، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الشهر تسعٌ وعشرون، فلا تصوموا حتّى تروا الهلال، ولا تفطروا حتّى تروه، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له"

(2)

.

(1)

العدوي مولاهم المدني. انظر: تهذيب الكمال (14/ 474).

(2)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 760 ح 1080/ 9) من طريق عبد الله بن دينار به مثله، والحديث رواه البخاريّ (الصّحيح مع الفتح 4/ 143) كتاب الصوم -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال

" ح (1907)، أيضًا من طريق مالك، لكن قال في لفظه: "فإن غمَّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين"، وهذا فيه بيان لمعنى فاقدروا له، والله أعلم.

ص: 367

2939 -

حدّثنا علي بن شيبة البغدادي

(1)

-بمصر- وأبو أمية

(2)

، قالا: حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا زكريا بن إسحاق

(3)

، حدّثنا عمرو بن دينار

(4)

، أنَّه سمع عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الشهر هكذا وهكذا وهكذا، وقبض إبهامه في الثالثة"

(5)

.

(1)

علي بن شيبة بن الصلت بن عصفور، أبو الحسن السدوسي مولاهم، بصري سكن بغداد ثمّ مصر، توفي (272 هـ).

ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (4/ 436) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا سوى قوله "روى عنه عبد العزيز بن أحمد وغيره من المصريين أحاديث مستقيمة".

(2)

محمّد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.

(3)

المكي.

(4)

الجمحي مولاهم المكي.

(5)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 760 ح 1080/ 10) من طريق روح بن عبادة به، مثله.

ص: 368

2940 -

وحدثنا علي بن شيبة، حدّثنا روح، ح

وحدثنا أبو داود السجستاني

(1)

، حدّثنا سليمان بن حرب، قالا: حدثنا شعبة، عن الأسود بن قيس

(2)

، عن سعيد بن عمرو -يعني ابن سعيد بن العاص

(3)

- عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّا أُمُّة أُمِّيَّة

⦗ص: 369⦘

لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا". وخَنَس

(4)

سليمان إصبعه في الثّالثة "والشهر هكذا وهكذا وهكذا" يعني تمام ثلاثين

(5)

.

(1)

انظر: سننه (2/ 739) كتاب الصوم -باب الشهر يكون تسعًا وعشرين- ح 2319.

(2)

العبدي الكوفي.

(3)

الأموي المدني، ثمّ الدمشقي.

(4)

خنس: أي قبضها. النهاية في غريب الحديث (2/ 84).

(5)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 761 ح 1080/ 15)، والبخاري (الصّحيح مع الفتح: 4/ 151) كتاب الصوم -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نكتب ولا نحسب" - ح 1913، كلاهما من طريق شعبة به نحوه، وزاد المصنِّف في نسب سعيد بن عمرو:"ابن العاص"، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 368

2941 -

حدّثنا أبو علي الزعفراني

(1)

، حدّثنا عبيدة بن حميد

(2)

، حدّثنا الأسود بن قيس، عن سعيد بن عمرو القرشي، أنَّ عبد الله بن عمر حدَّثهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نكتب ولا نحسب، وإن الشهر هكذا وهكذا وهكذا" وضرب عبيدة بيده على الأخرى ثلاث مرارٍ، ونقص في الثّالثة إبهامه

(3)

.

(1)

الحسن بن محمّد بن الصبَّاح البغدادي.

(2)

أبو عبد الرّحمن، المعروف بالحذَّاء، التيمي -وقيل: الليثي، وقيل: الضبي- الكوفي.

(3)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 761 ح 1080/ 15) من طريق الأسود بن قيس به نحوه، والمصنف نسب سعيدًا بالقرشي، وهذا من فوائد الاستخراج في هذا الحديث.

ص: 369

2942 -

حدثني أبو بكر محمّد بن أحمد بن حبيب الذَّارع

(1)

،

⦗ص: 370⦘

حدّثنا أبو عاصم

(2)

، حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن الأسود بن قيس بمثل حديث سعيد

(3)

.

(1)

الذَّارع: بفتح الدال المشددة المنقوطة، والراء المهملة بعد الألف، وفي آخرها العين المهملة، نسبة إلى الذرع للثياب والأرض -كما في الأنساب للسمعاني (3/ 5) -، له ذكر في تاريخ بغداد (1/ 291) ولم أر فيه جرحًا ولا تعديلًا، توفي سنة (280 هـ).

(2)

الضحاك بن مخلد النبيل.

(3)

أخرجه مسلم -كما تقدّم- من طريق سفيان -مهملًا- به، وأبان المصنِّف في روايته أنه الثّوريّ، وقول المصنِّف رحمه الله "بمثل حديث سعيد" أراد به الحديث الّذي قبل هذا، ولم يذكر مسلم سوى بعض حديث سفيان، ونبَّه عليه المصنِّف، وما ذكر هي من فوائد الاستخراج في هذا الحديث.

ص: 369

2943 -

حدّثنا محمّد بن يحيى

(1)

، ومحمد بن إسحاق بن الصبَّاح الصنعاني قالا: حدّثنا عبد الرزّاق، أخبرنا معمر قال الزّهريُّ: وأخبرني عروة

(2)

، عن عائشة قالت:"فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعًا وعشرين ليلة دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم-قالت: فبدأ بي- فقلت: يا رسول الله إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرًا، وإنك قد دخلت عليَّ من تسعٍ وعشرين أعدُّهنَّ؟! فقال: "إن الشهرَ تسع وعشرين

(3)

"

(4)

.

(1)

الذهلي النيسابوري.

(2)

ابن الزبير بن العوام الأسدي.

(3)

هكذا في الأصل، ونسخة (م)، وفي صحيح مسلم:"تسع وعشرون"، ولعلّ المثبت باب (غسلين).

(4)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 763) كتاب الصِّيام -باب الشهر يكون تسعًا وعشرين - ح 1083/ 22، من طريق عبد الرزّاق به، نحوه.

ص: 370

2944 -

حدّثنا ابن أبي مسرّة

(1)

، حدّثنا المُقرئ

(2)

، حدّثنا اللَّيث بن

⦗ص: 371⦘

سعد، عن أبي الزبير

(3)

، عن جابر قال:"اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، فخرج إلينا من تسعٍ وعشرين، فقلت: إنّما اليوم تسعٌ وعشرون؟! فقال: إنّما الشهر هكذا وصفق بيده ثلاث مرات، وخفض إصبعًا واحدًا في الآخرة"

(4)

.

(1)

عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مَسرّة المكي.

(2)

عبد الله بن يزيد القرشي العدوي، المكي.

(3)

محمّد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم المكي.

(4)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 763 ح 1084) -كما تقدّم- من طريق اللَّيث بن سعد به، نحوه.

ص: 370

2945 -

حدّثنا الصّاغاني، حدّثنا روح

(1)

، ح

وحدثنا يوسف بن مسلَّم

(2)

، حدّثنا حجّاج

(3)

، قالا: حدّثنا ابن جريج

(4)

، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابرًا يقول: اعتزل النّبيّ صلى الله عليه وسلم نساءه شهرًا، فخرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم صباح تسعٍ وعشرين، فقال بعض القوم: يا رسول الله إنّما أصبحنا من تسعٍ وعشرين؟ فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الشهر يكون تسعًا وعشرين"، ثمّ صفَّق النّبيّ صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثًا؛ مرتين بأصابع يديه كلّها، والثالثة بالتسع منها

(5)

.

(1)

ابن عبادة بن العلاء القيسي البصري.

(2)

يوسف بن سعيد بن مسلَّم المصيصي.

(3)

ابن محمّد المصيصي الأعور.

(4)

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي.

(5)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 763 ح 1084/ 10) من طريق حجاج بن محمّد به مثله، إِلَّا أنه قال:"ثمّ طبَّق".

ص: 371

2946 -

حدّثنا

(1)

الصاغاني، وابن أبي الحارث

(2)

، قالا: حدّثنا روح، حدّثنا

(3)

زكريا بن إسحاق، حدّثنا أبو الزبير، عن جابر، قال: "هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه شهرًا

"، وذكر الحديث بنحوه

(4)

.

(1)

(م 2/ 92 / أ).

(2)

أحمد بن محمّد بن يوسف بن أبي الحارث البزار [*] البغدادي، توفي (270 هـ): ذكره الخطيب في تاريخ بغداد (5/ 121) وقال: "كان ثقة".

(3)

في نسخة (م): "روح بن زكريا"، والصواب ما في الأصل، وهو المثبت.

(4)

أخرجه مسلم من طريق أبي الزبير، كما تقدّم.

_________

[*] قال أحمد بسيوني: صوابها: البزاز، وانظر الأحاديث التالية (2946، 3177، 4194، 4196، 4684، 8047، 9205، 12837).

ص: 372

2947 -

حدّثنا يوسف بن مسلَّم، ومحمد بن إسماعيل بن سالم المكي، قالا: حدّثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني يحيى بن عبد الله بن محمّد بن صَيْفِي

(1)

، أنَّ عكرمة بن عبد الرّحمن بن الحارث

(2)

أخبره، أنَّ أمَّ سلمة أخبرته "أنَّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم حلف أن لا يدخل على بعض نسائه شهرًا، فلما مضى تسعة وعشرون يومًا غدا عليهنَّ -أو راح- فقيل

(3)

له: إنَّك حلفت يا نبي الله أن لا تدخل علينا

(4)

شهرًا؟! قال: "إنَّ الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا"

(5)

.

(1)

المكي. وفي نسخة (م): "ضيفي"، والصواب المثبت، كما في الأصل وصحيح مسلم كتب التراجم.

(2)

ابن هشام المخزومي المدني.

(3)

في (م): "فقال".

(4)

في الأصل، و (م):"عليهم"، وضبب عليها في الأصل، والمثبت ما في صحيح مسلم.

(5)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 764 ح 1085/ 25) من طريق حجاج بن محمّد، والبخاري (الصّحيح مع الفتح: 4/ 143) كتاب الصوم -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا =

⦗ص: 373⦘

= رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا - ح 1910، من طريق أبي عاصم، كلاهما: عن ابن جريج به نحوه.

ص: 372

2948 -

حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن علي أبو بكر الجعفي، وعباس الدوري

(1)

، قالا: حدّثنا محمّد بن بشر العبدي، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد

(2)

، عن محمّد بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه، قال: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على الأخرى، وقال:"الشهر هكذا وهكذا"، ثمّ نقص في الثّالثة إصبعًا

(3)

.

(1)

عبّاس بن محمّد بن حاتم الدوري.

(2)

الأحمسي مولاهم البجلي.

(3)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 764 ح 1086/ 26) -كما تقدّم- من طريق محمّد بن بشر به مثله، ومن فوائد الاستخراج في هذا الإسناد بيان نسبة محمّد بن بشر، وكنية جد محمّد بن سعد، حيث خلا إسناد مسلم من ذلك.

ص: 373

2949 -

حدّثنا حمدان بن الجنيد

(1)

، والصاغاني، قالا: حدّثنا معاوية بن عمرو

(2)

، حدثنا زائدة

(3)

، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن محمّد بن سعد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "الشهر هكذا وهكذا؟ عشرًا وعشرًا وتسعًا

(4)

"

(5)

.

(1)

محمّد بن أحمد بن الجنيد الدقاق.

(2)

ابن المهلب بن عمرو الأزدي البغدادي.

(3)

ابن قدامة الثقفي، الكوفي.

(4)

في الأصل، و (م):"تسع" وضبب عليها في الأصل، والصواب المثبت، كما في صحيح مسلم، وهو معطوف على (عشرا) بالنصب، لأنه حال مؤولة بالمشتق بمعنى: معدودًا.

(5)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 764 ح 1086/ 27) -كما تقدّم- من طريق زائدة به، نحوه.

ص: 373

‌باب ذكر الخبر المبين أن الشهر يكون تسعًا وعشرين، ويكون ثلاثين، وأن الشهرين في السنة لا يجتمعان في التسع والعشرين، رمضان وذا الحجة

ص: 374

2950 -

حدّثنا علي بن شيبة

(1)

وأبو أمية، قالا: حدّثنا روح بن عبادة، حدثنا

(2)

شعبة، عن عقبة بن حريث

(3)

، قال: سمعت ابن عمر يقول: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "الشهر تسعٌ وعشرون" وطبَّق

(4)

كفَّيه ثلاث مرات، وكسر الإبهام في الثالثة، وأحسبه

(5)

قال: "الشهر ثلاثون" وطبَّق بأصابعه ثلاث مرات

(6)

.

(1)

ابن الصلت بن عصفور.

(2)

(م 2/ 93/ ب).

(3)

التغلبي الكوفي.

(4)

في مسلم (الصّحيح: 2/ 761 ح 1080/ 14) كتاب الصِّيام -باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال: "وطبَّق شعبة".

(5)

القائل هو: عقبة، كما في رواية مسلم.

(6)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق شعبة به نحوه.

ص: 374

2951 -

وحدثنا أبو أمية -أيضًا- عن أبي الوليد

(1)

، عن شعبة بنحوه

(2)

.

(1)

هشام بن عبد الملك الطيالسي.

(2)

أخرجه مسلم -كما تقدّم- من طريق شعبة.

ص: 374

2952 -

وحدثنا يزيد بن سنان

(1)

، حدّثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدّثنا شعبة، عن عقبة بن حريث، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الشهر تسعٌ وعشرون"، قال يعقوب: وأحسبه قال أيضًا: "ثلاثون"

(2)

.

(1)

ابن يزيد القزَّاز البصري.

(2)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق شعبة به نحوه.

ص: 375

2953 -

حدّثنا جعفر الصائغ

(1)

[بمكة]

(2)

، حدّثنا عفان

(3)

، حدّثنا عبد الواحد بن زياد

(4)

، حدّثنا الحسن بن عبيد الله

(5)

، عن سعد بن عُبيدة

(6)

، قال: سمع ابن عمر رجلًا يقول: "اللَّيلة ليلة النّصف"، ثمّ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الشهر هكذا وهكذا مرتين، ومرة تسع وعشرين

(7)

"

(8)

.

(1)

جعفر بن محمّد بن شكر الصائغ.

(2)

ما بين القوسين من نسخة (م).

(3)

ابن مسلم بن عبد الله الصَّفَّار البصري.

(4)

العبدي مولاهم البصري.

(5)

ابن عروة النخعي الكوفي.

(6)

السُّلمي الكوفي.

(7)

هكذا في الأصل، و (م)، وضبب عليها في الأصل، والذي في صحيح مسلم:"وعشرون"، والمثبت لعلّه من باب (غِسْلِين).

(8)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 761 ح 1080/ 16) كما تقدّم من طريق =

⦗ص: 376⦘

= عبد الواحد بن زياد به، وقال في حديثه:"سمع ابن عمر رجلًا يقول: اللَّيلة ليلة النّصف، فقال له: ما يدريك أن اللَّيلة ليلة النّصف؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الشهر هكذا وهكذا -وأشار بأصابعه العشر مرتين- وهكذا في الثّالثة؛ وأشار بأصابعه كلها، وحبس أو خنس إبهامه".

ص: 375

2954 -

حدّثنا يوسف القاضي

(1)

، حدّثنا محمّد بن أبي بكر

(2)

، حدّثنا عبد الواحد بن زياد بإسناده:"الشهر هكذا وهكذا" طَبَّق مرتين على اليسرى، وخنس في الثّالثة إبهامه

(3)

.

(1)

يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد البغدادي.

(2)

ابن علي بن عطاء بن مُقَدَّم المقدَّمي البصري.

(3)

أخرجه مسلم -كما تقدّم- من طريق عبد الواحد بن زياد به نحوه، وقوله "على اليسرى": من زيادات المصنِّف وفوائد استخراجه.

ص: 376

2955 -

حدّثنا الصاغاني، حدّثنا عبيد الله بن عمر

(1)

، حدّثنا يزيد بن زريع

(2)

، ح

وحدثنا أبو داود السجستاني

(3)

، حدثنا مسدد، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا خالد الحذَّاء

(4)

، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة

(5)

، عن أبيه، عن

⦗ص: 377⦘

النبي صلى الله عليه وسلم قال: "شهرا عيدٍ لا ينقصان؛ رمضان وذو الحجة"

(6)

.

(1)

ابن ميسرة القواريري البصري.

(2)

البصري.

(3)

انظر: سننه (2/ 742) كتاب الصوم -باب الشهر يكون تسعًا وعشرين- ح 2323.

(4)

خالد بن مهران البصري.

(5)

عبد الرّحمن بن أبي بكرة: نُفَيع بن الحارث الثقفي البصري.

(6)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 766) كتاب الصِّيام -باب بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "شهرا عيدٍ لا ينقصان"- ح 1089/ 31، من طريق يزيد بن زريع، عن خالد به مثله، وفي إسناد المصنِّف بيان المهمل في خالد عند مسلم، وهذا من فوائد الاستخراج.

والحديث متفقٌ عليه؛ فقد رواه البخاريّ (الصّحيح مع الفتح: 4/ 148) كتاب الصوم -باب شهرا عيدٍ لا ينقصان- ح 1912، من طريق مسدد به نحوه.

ص: 376

2956 -

حدّثنا أبو حاتم الرازي

(1)

، حدّثنا عبد الله بن جعفر الرَّقي

(2)

، حدّثنا معتمر بن سليمان

(3)

، عن إسحاق بن سُوَيْد

(4)

وخالد، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة، عن أبي

(5)

بكرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"شهران لا ينقصان، رمضان وذو الحجة"

(6)

(7)

.

(1)

محمّد بن إدريس الحنظلي.

(2)

عبد الله بن جعفر بن غيلان القرشي مولاهم.

(3)

التيمي.

(4)

ابن هبيرة العدوي البصري.

(5)

في نسخة (م)"عن أبيه بكرة"، والمثبت ما في الأصل، وصحيح مسلم، ومصادر ترجمة أبي بكرة: نفيع بن الحارث الثقفي صلى الله عليه وسلم. الإصابة (3/ 571)، التقريب (7108).

(6)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 766 ح 1089/ 32) -كما تقدّم- من طريق معتمر بن سليمان به بنحوه.

(7)

(م 2/ 93 /أ).

ص: 377

‌باب ذكر الخبر المبيِّن أن الأهلَّة بعضها أعظم من بعض، وأنه إذا كان عظيمًا لا يعد إِلَّا لليلته، والدليل على أن رؤية الهلال من حيث يهلُّ اللّيل

ص: 378

2957 -

حدّثنا يوسف بن مُسَلَّم

(1)

وأبو حميد

(2)

قالا: حدّثنا حجاج

(3)

، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرَّة

(4)

، قال: سمعت أبا البَخْتَرِيِّ

(5)

الطائي يقول: أَهْلَلْنَا هلال رمضان ونحن بذاتِ عِرْق

(6)

، فأرسلنا إلى ابن عباس نسأله، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله قد أمدَّه لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأَتِمُّوا العدَّة ثلاثين"

(7)

.

(1)

يوسف بن سعيد بن مُسَلِّم المصيصي.

(2)

عبد الله بن محمّد بن تميم المصيصي.

(3)

ابن محمّد المصيصي.

(4)

ابن عبد الله الجَمَلي.

(5)

بفتح الموحدة والمثناة بينهما معجمة ساكنة، وهو سعيد بن فيروز بن أبي عمران الطائي مولاهم الكوفي. انظر: تهذيب الكمال (11/ 32)، تقريب (2380).

(6)

ذات عِرْق: منزل معروف من منازل الحاج يحرم أهل العراق بالحج منه، سُمِّي به لأن فيه عِرقًا، وهو الجبل الصغير، وقيل: العرق من الأرض؛ سبخة تنبت الطرفاء.

النهاية (3/ 219).

(7)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 766) كتاب الصِّيام -باب بيان أنه لا اعتبار بكبر الهلال وصغره، وأن الله تعالى أمده لرؤيته فإن غمَّ فليكمل ثلاثون- ح 1088/ 30، من طريق شعبة به نحوه. =

⦗ص: 379⦘

= ومن فوائد الاستخراج:

1 -

بيان نسبة أبي البختري بالطائي، حيث خلا صحيح مسلم من ذلك.

2 -

قوله "ثلاثين" في إتمام العدة، زيادة في حديث المصنِّف، ليست في طريق مسلم لهذا الحديث.

ص: 378

2958 -

حدّثنا إبراهيم بن مرزوق

(1)

، حدّثنا وهب بن جرير

(2)

، حدّثنا شعبة، بإسناده مثله:"فأكملوا العِدَّة ثلاثين"

(3)

.

(1)

ابن دينار الأموي البصري.

(2)

ابن حازم الأزدي البصري.

(3)

أخرجه مسلم من طريق شعبة به نحوه، وهذا الحديث أثبت من اللحق في حاشية الأصل، وهو ساقط من نسخة (م).

ص: 379

‌باب بيان الخبر الذي يوجب على من يريد الصوم أن يتسحر، والترغيب فيه، وبيان الخبر الدال على أنه على الإباحة

ص: 380

2959 -

حدّثنا أبو داود الحراني

(1)

، حدّثنا سعيد بن عامر

(2)

، ح

وحدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدّثنا وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب

(3)

، عن أنس بن مالك، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تسحروا فإنَّ في السحور بركة"

(4)

.

(1)

سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم.

(2)

الضُّبَعي البصري.

(3)

البُنَاني.

(4)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 770) كتاب الصِّيام -باب فضل السحور وتأكيد استحبابه - ح 1095/ 45 من طريق أبي عوانة الوضاح اليشكري، والبخاري (الصّحيح مع الفتح: 2/ 165) كتاب الصوم -باب بركة السحور من غير إيجاب- ح 1923 من طريق شعبة، كلاهما عن عبد العزيز بن صهيب به، مثله.

ص: 380

2960 -

حدّثنا الصائغ

(1)

بمكة، حدّثنا المُعَلَّى بن أسد

(2)

، ح

⦗ص: 381⦘

وحدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدّثنا عارم

(3)

، قالا: حدّثنا أبو عوانة

(4)

، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"تسحَّروا فإنَّ في السحور بركة"

(5)

.

(1)

للمصنف عدة شيوخ يلقبون بالصائغ، منهم مكي ومنهم غير مكي، ومحمد بن إسماعيل بن سالم المكي قد أكثر عنه أبو عوانة فلعلّه المراد.

وسيورد المصنِّف هذا الحديث برقم (2970) من طريق شيخه فضلك الفضل بن العباس الرازي الصائغ، وفضلك ذكره الخطيب في تاريخه (12/ 367) وقال:"كان ثقة ثبتًا حافظًا وسكن بغداد إلى أن توفي بها". فلذا احتملت أن يكون المراد غيره، والله أعلم.

(2)

العَمِّي.

(3)

محمّد بن الفضل السدوسي.

(4)

الوضَّاح بن عبد الله اليشكري.

(5)

أخرجه مسلم من طريق أبي عوانة به مثله.

ص: 380

2961 -

حدّثنا أحمد بن مسعود المقدسي، حدّثنا محمّد بن عيسى

(1)

، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة وعبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، عن النبيب صلى الله عليه وسلم مثله

(2)

.

(1)

ابن نجيح الطبَّاع البغدادي.

(2)

أخرجه مسلم من طريق أبي عوانة، كما تقدّم.

ص: 381

2962 -

حدّثنا داود بن محمّد

(1)

-إمام مسجد طرسوس- حدّثنا القواريري

(2)

، حدّثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز

(3)

بن صهيب، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

(4)

.

(1)

الطرسوسي، ترجم له ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب (7/ 3466) ووثقه، وساق له عدة أحاديث منها حديثه هذا، وأسنده من طريق الصفار القاسم بن أبي الأسعد بإسناده إلى أبي عوانة عنه.

(2)

عبيد الله بن عمر بن ميسرة البصري.

(3)

(م 2/ 94 / ب).

(4)

أخرجه مسلم من طريق عبد العزيز بن صهيب به، كما تقدّم.

ص: 381

2963 -

حدّثنا الصائغ بمكة، حدّثنا سليمان بن حرب

(1)

، حدّثنا حماد بن زيد، بإسناده مثله

(2)

.

(1)

قاضي مكّة الأزدي.

(2)

أخرجه مسلم كما تقدّم من طريق عبد العزيز بن صهيب به.

ص: 382

2964 -

حدّثنا يزيد بن سنان

(1)

، حدّثنا عون بن عُمارة

(2)

، حدّثنا هشام بن حسان

(3)

، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تسحروا فإن في السَّحور بركة"

(4)

.

(1)

ابن يزيد القزَّاز البصري.

(2)

القيسي، أبو محمّد البصري، ضعفه أبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود، وقال ابن عدي:"ومع ضعفه يكتب حديثه"، وقال أبو نعيم:"روى عن حميد الطويل وهشام بن حسان المناكير لا شيء"، وقال ابن حجر:"ضعيف".

انظر: الجرح والتعديل (6/ 388)، الكامل لابن عدي (5/ 2019)، الضعفاء لأبي نعيم (124)، وتهذيب الكمال (22/ 463)، تقريب (5221).

(3)

الأزدي القُرْدوسي البصري.

(4)

أخرجه مسلم من طريق عبد العزيز بن صهيب به، مثله، كما تقدّم.

ص: 382

2965 -

حدّثنا محمّد بن اللَّيث

(1)

، حدّثنا عبدان

(2)

، حدّثنا يزيد بن زُريع

(3)

، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة

(4)

، عن قتادة، عن أنس، عن

⦗ص: 383⦘

النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

(5)

.

(1)

هو محمّد بن اللَّيث بن حفص المروزي الإسكاف.

(2)

عبد الله بن عثمان بن جَبَلة -بفتح الجيم والموحدة- بن أبي رَوَّاد -بفتح الراء وتشديد الواو- العتكي -بفتح المهملة والمثناة-، المروزي.

(3)

البصري.

(4)

واسم أبي عروبة مِهران، اليشكري -مولاهم- البصري، اختلط بأخرة، وسماع يزيد بن =

⦗ص: 383⦘

= زريع منه قبل اختلاطه. انظر: الثقات لابن حبّان (6/ 360).

(5)

أخرجه مسلم من طريق قتادة به، كما تقدّم.

ص: 382

2966 -

ز- حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل

(1)

، وداود بن محمّد، قالا: حدّثنا محمّد بن خلَّاد

(2)

، قال: حدثني محمّد بن فضيل

(3)

، حدثنا يحيى بن سعيد

(4)

، عن أبي سلمة

(5)

، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تسحروا فإنَّ في السَّحور بركة"

(6)

.

(1)

الشيباني.

(2)

ابن كثير الباهلي البصري.

(3)

ابن غزوان الضبي مولاهم الكوفي.

(4)

الأنصاري المدني.

(5)

ابن عبد الرّحمن بن عوف الزّهريُّ.

(6)

هذا الحديث سيأتي تخريجه في ح 2975.

ص: 383

2967 -

ز- حدّثنا داود بن محمّد ويوسف بن موسى

(1)

، قالا:[حدثنا]

(2)

محمّد بن بشار

(3)

، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، عن أبي بكر بن عياش

(4)

، عن عاصم

(5)

،

⦗ص: 384⦘

عن زرٍّ

(6)

، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"تسحَّروا فإنَّ في السَّحور بركة"

(7)

.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وهي مثبتة في نسخة (م)، والصواب إثباتها.

(3)

العبدي البصري، بندار.

(4)

ابن سالم الأسدي الكوفي المُقرئ.

(5)

ابن بهدلة بن أبي النجود -بنون وجيم- الأسدي مولاهم الكوفي، أبو بكر المُقرئ. =

⦗ص: 384⦘

= قال ابن معين والنسائي: "لا بأس به"، وقال أبو حاتم:"محله عندي الصدق، صالح الحديث، ولم يكن بذاك الحافظ"، وقال العقيلي:"لم يكن فيه إِلَّا سوء الحفظ"، وقال الحافظ ابن حجر:"صدوق، له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون".

انظر: سؤالات ابن طهمان ص 64، الجرح والتعديل (6/ 341)، تهذيب الكمال (13/ 478)، هدي الساري (431)، تقريب (3054).

(6)

زِرُّ -بكسر أوله، وتشديد الراء- بن خبَيش -بمهملة، وموحدة، ومعجمة مصغرًا- بن حُباشة -بضم المهملة، بعدها موحدة، ثمّ معجمة- الأسدي الكوفي.

(7)

هذا الحديث والذي بعده سيأتي تخريجهما.

ص: 383

2968 -

ز- حدّثنا القَطِراني

(1)

، حدّثنا أحمد بن يونس

(2)

، حدّثنا أبو بكر بن عياش، بمثله مرفوعًا

(3)

.

(1)

أحمد بن عمرو بن حفص بن عمر القُرَيعي، أبو بكر البصري، توفي (295 هـ).

ذكره ابن حبّان في الثقات، ووثقه الذهبي وأثنى عليه.

انظر: الثقات (8/ 55)، السير (13/ 506).

(2)

أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي الكوفي.

(3)

في الأصل، و (م):"مرفوع"، والصواب المثبت، لكونه حالًا من "مثله".

ص: 384

2969 -

ز- حدثني

(1)

العطاردي

(2)

، عن أبي بكر بن عياش، عن

⦗ص: 385⦘

عاصم، عن زرٍّ، عن عبد الله مثله، ولم يرفعه

(3)

.

(1)

في (م): "حدّثنا".

(2)

أحمد بن عبد الجبار بن محمّد التميمي الكوفي.

(3)

هذا الحديث من الزوائد، وقد أخرجه النسائي في السنن (4/ 140) كتاب الصِّيام - باب الحث على السحور - ح 2144، وابن خزيمة في صحيحه (3/ 213) كتاب الصِّيام -باب الأمر بالسحور أمر ندب وإرشاد- ح 1936، والبزار في البحر الزخار المعروف بمسند البزار (5/ 217)، وأبو يعلى الموصلي في المسند (9/ 7)، وابن عدي في الكامل (4/ 1343)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 34).

جميعهم من طرق عن بندار، عن عبد الرّحمن بن مهدي، عن أبي بكر بن عياش به مثله مرفوعًا، وخالفه عبيد الله بن سعيد اليشكري عند النسائي أيضًا فرواه عن ابن مهدي هذا الإسناد موقوفًا على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

وقد أورد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (2/ 103) هذا الحديث وذكر عن ابن المديني أنه قال عن رواية بندار: "هذا كذبٌ، قال: حدثني أبو داود موقوفًا"، وأنكره أشد الإنكار.

وبندار تفرد به مرفوعًا عن ابن مهدي كما أشار إلى ذلك البزار بقوله: "وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن ابن مهدي عن أبي بكر هذا الإسناد موقوفًا، ولا نعلم أحدًا أسنده عن ابن مهدي عن أبي بكر بن عياش إلّا محمّد بن بشار، وقد رواه أحمد بن يونس عن أبي بكر مرفوعًا".

ثمّ ساق بسنده رواية أحمد بن يونس المتقدّمة عند المصنِّف، وقد أخرجها أيضًا ابن خزيمة في صحيحه كما تقدّم والطبراني في معجمه الكبير (10/ 138) والسهمي في تاريخ جرجان (300).

وتابع ابن يونس في رفعه الحديث أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وهو متكلم في سماعه كما سبق في (ح 1860)، إلّا أن روايته هنا عن أبي بكر بن عياش، وقد ثبت سماعه منه -كما في تاريخ بغداد (4/ 264 - 265) - لكن اختلف عليه في هذا =

⦗ص: 386⦘

= الحديث وقفًا ورفعًا: فروي عنه موقوفًا، كما عند المصنِّف هنا.

وروي عنه كذلك مرفوعا، كما عند القضاعي في مسنده (1/ 395)، فرجع الحديث إلى الاختلاف على ابن مهدي، وقد حكى الدارقطني في العلل (5/ 68) الاختلاف عليه، وأشار إلى رواية ابن يونس ثمّ قال:"ورواه غيره من أصحاب أبي بكر عن أبي بكر فوقفوه، والموقوف الصّحيح". والحديث في الصحيحين من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعًا، كما تقدّم.

ص: 384

2970 -

حدثني فَضْلَك الرازي الفضل بن عبّاس

(1)

، حدّثنا إسحاق بن حمزة البخاريّ

(2)

، حدّثنا عيسى بن موسى أبو أحمد

(3)

، عن أبي حمزة -يعني: السُّكَّري

(4)

- عن رقبة

(5)

،

⦗ص: 387⦘

عن سَلْم

(6)

بن بشير -يعني: ابن جَحْل

(7)

- عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تسحروا فإنَّ في السحور بركة"

(8)

.

(1)

أبو بكر الصائغ.

(2)

إسحاق بن حمزة بن فروخ، أبو محمّد الأزدي. ذكره ابن حبّان في الثقات (8/ 117).

(3)

البخاريّ الأزرق لقبه غنجار -بضم المعجمة وسكون النون بعدها جيم- توفي (186 هـ)، صدوق نقموا عليه تدليسه وكثرة روايته عن الضعفاء، وأمّا ما رواه عن الثقات وصرح فيه بالتحديث فحديثه مستقيم، كذا قال ابن حبّان، وقال فيه الحافظان الذهبي وابن حجر:"صدوق"، زاد ابن حجر:"ربما أخطأ، وربما دلس"، وجعله في المرتبة الرّابعة من مراتب المدلسين، وقال:"مشهور بالتدليس عن الثقات ما حمله عن الضعفاء والمجهولين".

انظر: الثقات (8/ 492)، الكاشف (2/ 113)، تهذيب التهذيب (8/ 234) تقريب (5331)، تعريف أهل التقديس (ترجمة رقم: 124).

(4)

محمّد بن ميمون المروزي.

(5)

في الأصل، ونسخة (م):"رؤبة" وليس في شيوخ السُّكَّري، ولا في الرواة عن سَلْم من اسمه رؤبة، والمشهور رقبة كما هو مثبت، وقد أخرج الطبراني في معجمه الصغير =

⦗ص: 387⦘

= (1/ 29) هذا الحديث من طريق السكري، وقال فيه "عن رقبة"، فلعلّ الناسخ أخطأ فيه، ورقبة هو: ابن مَصْقَلَة العبدي الكوفي، وقد تقدّم.

(6)

في (م): "سالم"، والصواب ما في الأصل، كما في مصادر ترجمته.

(7)

سَلْم -بفتح السين وسكون اللام- ابن بشير بن جَحْل -بفتح الجيم وسكون الحاء المهملة ثمّ لام- القيسي البصري.

قال فيه ابن معين: "ليس به بأس"، وذكره ابن حبّان في الثقات.

انظر: الجرح والتعديل (4/ 266)، الثقات (6/ 420)، الإكمال (4/ 345، 2/ 50).

(8)

أخرجه مسلم -كما تقدّم في ح (2159) - من طريق عبد العزيز بن صهيب.

ص: 386

2971 -

حدّثنا أبو داود الحراني

(1)

، حدّثنا هارون بن إسماعيل

(2)

، حدّثنا علي بن المبارك

(3)

، حدّثنا

(4)

عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم مثله

(5)

.

(1)

سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطائي مولاهم.

(2)

الخزاز، بمعجمات.

(3)

الهُنَائي البصري.

(4)

(م 2/ 94 / أ).

(5)

أخرجه مسلم من طريق عبد العزيز بن صهيب، كما تقدّم.

ص: 387

2972 -

حدّثنا طاهر بن خالد بن نزار

(1)

، حدّثنا أبي، عن

⦗ص: 388⦘

إبراهيم بن طَهْمَان

(2)

، عن عبد العزيز بن رُفَيع

(3)

، عن أنس بن مالك، قال النبي صلى الله عليه وسلم، مثله

(4)

.

(1)

ابن المغيرة بن سليم، أبو الطيب الغساني الأيلي.

(2)

الخراساني.

(3)

الأسدي، أبو عبد الله المكي.

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدّم- من حديث أنس رضي الله عنه.

ص: 387

2973 -

ز - حدّثنا الجعفي أبو بكر

(1)

، حدّثنا أبو أسامة

(2)

، عن عبد الملك بن أبي سليمان وابن أبي ليلى، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تسحَّروا فإنَّ في السحور بركة"

(3)

.

(1)

محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن بن علي الكوفي.

(2)

حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي.

(3)

هذا الحديث وما سيأتي بعده سيأتي تخريجه في ح 2975.

ص: 388

2974 -

ز- حدّثنا داود بن محمّد الطرسوسي، حدّثنا أبو الربيع

(1)

، حدّثنا منصور بن أبي الأسود

(2)

، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"تسحَّروا فإنَّ في السحور بركة".

(1)

سليمان بن داود العتكي.

(2)

الليثي الكوفي.

ص: 388

2975 -

ز- حدّثنا أبو الأزهر

(1)

، حدّثنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن أبي هريرة "أنَّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم دعا بالبركة في

⦗ص: 389⦘

السحور، وفي الثريد"

(2)

.

(1)

أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي النيسابوري.

(2)

هذا الحديث من الزوائد، وقد اختلف في رفعه ووقفه، وله عن أبي هريرة عدة طرق:

1 -

طريق عطاء بن أبي رباح، واختلف عنه رفعًا ووقفًا، فرواه عنه عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي بالوجهين، كما عند النسائي (السنن: 4/ 141) كتاب الصِّيام -ذكر الاختلاف على عبد الملك بن أبي سليمان، وقد تقدّم عند المصنِّف برقم (2973، 2974).

ورواه ابن أبي ليلى عن عطاء مرفوعًا ولم يختلف عليه، كما عند النسائي أيضًا، وعبد الرزّاق في مصنفه (4/ 228) كتاب الصِّيام -باب ما يقال في السحور، وابن أبي شيبة في المصنِّف (2/ 426) كتاب الصِّيام -باب السحور من أمر به، والإمام أحمد في مسنده (2/ 283) والمصنف كما سبق في ح (2973).

2 -

طريق محمّد بن فضيل عن يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا، وقد أخرج هذه الطريق المصنِّف كما تقدّم ح (2966)، والنسائي، وقال عقبه:"حديث يحيى بن سعيد إسناده حسن، وهو منكر، وأخاف أن يكون الغلط من محمّد بن فضيل" السنن (4/ 142).

3 -

طريق أسيد بن عاصم بن عمرو بن حَكَّام، عن شعبة، عن محمّد بن زياد الجمحي، عن أبي هريرة مرفوعًا: وقد أخرجها الطبراني في معجمه الصغير (1/ 92)، وأبو الشّيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 19)، كلاهما: من طريق أسيد بن عاصم به.

وقال الطبراني عقب حديثه: "لم يروه عن شعبة إِلَّا عمرو بن حَكَّام، تفرد به أسيد".

وعمرو هذا قال فيه البخاريّ: "ليس بالقوي عندهم"، وضعفه ابن المديني، وقال ابن عدي:"عامة ما يرويه لا يتابع عليه إِلَّا أنه مع ضعفه يكتب حديثه".

انظر: ميزان الاعتدال (4/ 174)، الكامل (5/ 1788) =

⦗ص: 390⦘

= وهذه الطرق المرفوعة لا تسلم من مقال، فطريق عطاء ظاهر كلام النسائي أن الأصح فيها الوقف، حيث ذكر الخلاف على عبد الملك، وقال عن رواية الرفع:"رفعه ابن أبي ليلى"، وابن أبي ليلى هو: محمّد بن عبد الرّحمن تكلم فيه كما تقدّم في حديث (2676)، وحديثه يصلح للاعتبار، وقد تفرد برفع الحديث عن عطاء، وقد قال فيه أبو نعيم في الحلية (3/ 322):"غريب من حديث عطاء عن أبي هريرة، ولا أعلم له راويًا غير محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى"، ورواية ابن فضيل قدح فيها النسائي، ولعلّه لكونه رفع الحديث.

وطريق محمّد بن زياد فيها عمرو بن حَكَّام وهو متكلَّم فيه، وعلى هذا فالحديث المرفوع حسنٌ لغيره بمجموع طرقه، وله شاهد من حديث أنس رضي الله عنه في الصحيحين، وقد تقدّم، والله أعلم.

ص: 388

2976 -

ز- حدّثنا محمّد بن عوف

(1)

، حدّثنا نعيم بن حماد

(2)

، حدّثنا بقية

(3)

، عن بَحِير بن سعد

(4)

، عن خالد بن معدان

(5)

، عن المقدام بن مَعْدي كرب

(6)

قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالسحور فإن الغداء المبارك"

(7)

.

(1)

ابن سفيان الطائي، الحمصي.

(2)

ابن معاوية الخزاعي، المروزي.

(3)

ابن الوليد الدمشقي.

(4)

بَحِير - بالفتح وكسر المهملة- ابن سعد السَّحولي -بمهملتين- الحمصي.

انظر: تقريب (640)، توضيح المشتبه (1/ 348).

(5)

الكلاعي الحمصي.

(6)

ابن عمرو الكندي رضي الله عنه.

(7)

هذا الحديث من الزوائد، وقد أخرجه النسائي (السنن: 4/ 146) كتاب الصِّيام - =

⦗ص: 391⦘

= تسمية السحور غداء، والإمام أحمد في مسنده (4/ 132)، كلاهما: من طريق عبد الله بن المبارك، حدّثنا بقية بن الوليد، حدّثنا بحير به مثله.

وإسناد المصنِّف فيه نعيم بن حماد، وعنعنة بقية بن الوليد وهو مدلس تدليس التسوية، لكنه صرح بالتحديث، ونعيم تابعه عبد الله بن المبارك كما سبق، فهذا إسنادٌ صحيح والله أعلم.

ص: 390

2977 -

ز- حدّثنا يوسف بن مسلم

(1)

، وابن ديزيل

(2)

، قالا: حدّثنا سعيد بن المغيرة أبو عثمان الصيَّاد المصيصي، حدّثنا عيسى بن يونس

(3)

، عن ابن أبي ليلى

(4)

، عن أخيه

(5)

، عن أبيه

(6)

، عن أبي ليلى

(7)

، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"تسحروا فإنَّ في السحور بركة"

(8)

.

(1)

يوسف بن سعيد بن مسلم.

(2)

إبراهيم بن الحسين بن علي بن ديزيل الهمداني.

(3)

ابن أبي إسحاق السبيعي.

(4)

محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي.

(5)

عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى الكوفي.

(6)

عبد الرّحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني ثمّ الكوفي. انظر: تهذيب الكمال (17/ 372).

(7)

بلال أو بُليل -بالتصغير، وقيل غير ذلك- الأنصاري رضي الله عنه. تقريب (8331).

(8)

هذا الحديث من الزوائد، وقد أخرجه مسدد في مسنده -كما في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (1/ 285) -.

وفي إسناده ابن أبي ليلى محمّد بن عبد الرّحمن متكلم فيه، وحديثه يصلح للاعتبار (انظر ح: 2676)، ولم أر من تابعه، فالإسناد ضعيف لأجله، لكن للحديث شواهد، ومنها حديث أنس رضي الله عنه في الصحيحين، وقد تقدّم ذلك قريبًا.

ص: 391

2978 -

حدّثنا يونس بن عبد الأعلى

(1)

، والربيع بن سليمان

(2)

، قالا: حدّثنا ابن وهب

(3)

، قال: أخبرني موسى بن عُلَيٍّ

(4)

، عن أبيه، عن أبي قيس

(5)

-مولى عمرو بن العاص- عن عمرو بن العاص، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السَّحَر"

(6)

.

(1)

الصدفي.

(2)

المرادي.

(3)

عبد الله بن وهب المصري.

(4)

موسى بن عُلَيٍّ -بالتصغير- بن رباح -بموحدة- اللخمي، المصري.

(5)

عبد الرّحمن بن ثابت.

(6)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 771) كتاب الصِّيام -باب فضل السحور وتأكيد استحبابه - ح 1096/ 46، من طريق ابن وهب به، ولم يذكر من الحديث، وذكره المصنِّف، وهذا من فوائد الاستخراج في هذا الحديث.

ص: 392

2979 -

حدّثنا ابن الجنيد

(1)

الدقَّاق

(2)

، حدّثنا أبو أحمد الزبيري

(3)

، عن موسى بن عُلَيٍّ، قال: سمعت أبي، فذكر مثله

(4)

.

(1)

(م / 2/ 95 ب).

(2)

محمّد بن أحمد بن الجنيد.

(3)

محمّد بن عبد الله بن الزبير الأسدي.

(4)

أخرجه مسلم ح (1069/ 46) من طريق موسى بن عُلَيّ به مثله، كما تقدّم.

ص: 392

2980 -

حدّثنا الصائغ

(1)

-بمكة-، حدّثنا المقرئ

(2)

،

⦗ص: 393⦘

وأبو نعيم

(3)

، قالا: حدّثنا موسى بن عُلَيّ بن رباح اللخمي، قال: سمعت أبي يقول: حدثني أبو قيس مولى عمرو بن العاص، عن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله

(4)

.

(1)

محمّد بن إسماعيل بن سالم المكي.

(2)

عبد الله بن يزيد المكي.

(3)

الفضل بن دكينٍ الأحول الكوفي.

(4)

أخرجه مسلم من طريق موسى بن عُلَيٍّ، كما تقدّم.

ومن فوائد الاستخراج في هذا الإسناد

1 -

الزيادة في اسم موسى بن عُلي بأنه ابن رباح اللخمي.

2 -

في رواية المصنِّف صرح موسى بالسماع من أبيه، وأبوه صرح بالسماع من أبي قيس، ورواية مسلم جاءت بالعنعنة، وهي محمولة على السماع، ورواية المصنِّف تدل على ذلك.

ص: 392

2981 -

حدّثنا ابن الجنيد الدَّقَّاق، حدّثنا الأسود بن عامر

(1)

، حدّثنا سفيان بن سعيد الثّوريّ، عن أسامة بن زيد الليثي

(2)

، عن موسى بن عُلَيِّ بن رباح، عن أبيه، عن أبي قيس، عن عمرو بمثله

(3)

.

(1)

الشامي، نزيل بغداد.

(2)

أسامة بن زيد الليثي مولاهم المدني.

(3)

أخرجه مسلم من طريق موسى بن علي، كما تقدّم.

ص: 393

2982 -

حدّثنا الربيع بن سليمان

(1)

، حدّثنا أسد بن موسى

(2)

، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت

(3)

، عن أنس بن مالك، أن

⦗ص: 394⦘

النّبيّ صلى الله عليه وسلم واصل في رمضان فواصل النَّاس معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لو مُدَّ لي الشهر لواصلت وصالًا يدع المُتَعَمِّقُون تَعَمُّقَهُم"

(4)

.

(1)

المرادي.

(2)

ابن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي المصري.

(3)

ابن أسلم البناني البصري.

(4)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 776) كتاب الصِّيام -باب النهي عن الوصال في الصوم- ح 1104/ 60، والبخاري (الصّحيح مع الفتح: 13/ 237) كتاب التمني -باب: ما يجوز من اللوم ح (7241)، كلاهما: من طريق حميد، عن ثابت به نحوه.

ص: 393

‌باب بيان وقت أكل السحر، وإباحة أكله إلى أن يتبيِّن الفجر الصادق، وإن يسمع

(1)

الأذان قبل ذلك

(1)

هكذا في الأصل، و (م) وهو على تقدير حذف كان واسمها، وهذا كثير بعد "إن" و"لو" الشرطيتين. انظر: شرح التصريح على التوضيح (1/ 193).

ص: 395

2983 -

حدّثنا محمّد بن إسماعيل الصائغ والصاغاني

(1)

قالا: حدّثنا روح بن عبادة، ح

وحدثنا يونس بن حبيب

(2)

، حدّثنا أبو داود

(3)

، قالا: حدّثنا هشام

(4)

، عن قتادة، عن أنس، عن زيد بن ثابت، قال:"تسحَّرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ خرجنا إلى الصلاة".

وقال روح: "ثمَّ قمنا إلى الصّلاة".

وزاد روح أيضًا: "قال: قلت

(5)

: كم كان بين ذلك؟ قال: قدر ما يقرأ الرَّجل خمسين آية"

(6)

.

(1)

محمّد بن إسحاق.

(2)

ابن عبد القاهر الأصبهاني.

(3)

الطيالسي.

(4)

ابن أبي عبد الله الدستوائي البصري.

(5)

القائل هو أنس بن مالك رضي الله عنه.

(6)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 771) كتاب الصِّيام -باب فضل السحور وتأكيد استحبابه - ح 1097/ 47 من طريق هشام به، كما قال روح بن عبادة في حديثه.

والحديث متفقٌ عليه، قد رواه البخاريّ (الصّحيح مع الفتح: 4/ 164) كتاب الصوم =

⦗ص: 396⦘

= - باب قدر كم بين السحور وصلاة الفجر- ح 1921، من طريق هشام به نحوه.

ص: 395

2984 -

حدّثنا يعقوب بن سفيان

(1)

، حدّثنا عمرو بن عاصم

(2)

، ح

وحدثنا الصائغ

(3)

بمكة، حدّثنا عفان

(4)

قالا: حدّثنا همام

(5)

، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن زيد

(6)

بن ثابت حدثهم "أنهم تسحَّروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ خرجوا إلى الصّلاة، قال

(7)

: قلت: كم كان بين ذلك؟ قال: قدر قراءة خمسين آية، أو ستين آية"

(8)

.

(1)

الفارسي الفسوي.

(2)

ابن عبيد الله الكلابي القيسي البصري.

(3)

محمّد بن إسماعيل بن سالم.

(4)

ابن مسلم بن عبد الله الصفَّار.

(5)

ابن يحيى بن دينار العوذي البصري.

(6)

(م 2/ 95/ أ).

(7)

القائل هو أنس يسأل زيدًا رضي الله عنهما.

انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاريّ (2/ 66).

(8)

أخرجه مسلم -كما تقدّم- من طريق همام به، ولم يسق لفظه، وساقه المصنِّف، وهذا من فوائد استخراجه.

والشك في عدد الآيات من زيد رضي الله عنه، والحديث بهذا اللّفظ في صحيح البخاريّ انظر:(الصّحيح مع الفتح: 2/ 64) كتاب مواقيت الصّلاة -باب وقت الفجر- ح 575 من طريق عمرو بن عاصم به.

ص: 396

2985 -

حدّثنا أبو عون محمّد بن عمرو بن عون الواسطي

(1)

، حدثنا أبي

(2)

، ح

وحدثنا محمّد بن عبد الملك الدقيقي، حدّثنا عمرو بن عون، أخبرنا هشيم

(3)

، عن منصور

(4)

، عن قتادة، عن أنس، عن زيد بن ثابت، قال: "تسحرنا مع النّبيّ

(5)

صلى الله عليه وسلم خرجنا فصلّينا"

(6)

.

(1)

ذكره الخطيب في تاريخ بغداد، وقال فيه ابن أبي حاتم:"ثقة صدوق".

انظر: الجرح والتعديل (8/ 34)، تاريخ بغداد (3/ 130).

(2)

عمرو بن عون الواسطي.

(3)

ابن بشير بن القاسم السُّلمي الواسطي.

(4)

ابن زاذان الواسطي.

(5)

في (م): "مع رسول الله

".

(6)

أخرجه مسلم من طريق قتادة به، كما تقدّم.

ص: 397

2986 -

حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الجعفي

(1)

، حدّثنا محمّد بن بشر

(2)

، عن عبيد الله

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر.

وعن عبيد الله، عن القاسم

(4)

عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ بلالًا يؤذِّن بليلٍ، فكلوا واشربوا حتّى يؤذِّن

⦗ص: 398⦘

ابن أم

(5)

مكتوم"

(6)

.

(1)

محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن بن علي الكوفي.

(2)

العبدي الكوفي.

(3)

ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب العمري المدني.

(4)

ابن محمّد بن أبي بكر الصديق.

(5)

"أم" ساقطة من (م).

(6)

حديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما، أخرجهما مسلم (الصّحيح: 2/ 768) كتاب الصِّيام -باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر- ح 1092/ 38، من طريق عبيد الله به نحوه، ولم يسق مسلم لفظ حديث عائشة رضي الله عنها وإنّما أحاله على ما قبله، وذكره المصنِّف، وهذا من فوائد استخراجه.

والحديثان متفقٌ عليهما؛ قد أخرجهما البخاريّ في صحيحه (الصّحيح مع الفتح: 2/ 123) كتاب الأذان -باب الأذان قبل الفجر- ح 622، 623.

ص: 397

2987 -

حدّثنا عبّاس الدوري

(1)

، حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثنا عبيد الله بن عمر قال: سمعت القاسم يحدث عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يمنعنَّكم أذان بلال من السحور حتّى يؤذِّن ابن أم مكتوم".

قال القاسم: لم يكن بين أذانيهما إِلَّا أن ينزل هذا ويرقى هذا

(2)

.

(1)

عبّاس بن محمّد بن حاتم البغدادي.

(2)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 768 ح 1092/ 38) من طريق عبيد الله كما تقدّم، والحديث بهذا اللّفظ في صحيح البخاريّ (الصّحيح مع الفتح: 4/ 162) كتاب الصِّيام -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يمنعنَّكم من سحوكم أذان بلال" - ح (1919)، وفي الحديث من فوائد الاستخراج ما يلي:

1 -

بيان المهمل عبيد الله عند مسلم.

2 -

بيان المتن المحال عليه، حيث ذكر مسلم إسناد هذا الحديث، وأحال متنه على حديث عبيد الله عن نافع. =

⦗ص: 399⦘

= وقول القاسم في آخر الحديث: "لم يكن بين أذانيهما

" قال فيه الحافظ ابن حجر: "

ولا يقال إنّه مرسل، لأن القاسم تابعي فلم يدرك القصة المذكورة، لأنه ثبت عند النسائي في السنن (2/ 10) كتاب الأذان -باب هل يؤذنان جميعًا أو فرادى، من رواية حفص بن غياث، وعند الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 138) كتاب الصّلاة -باب التأذين للفجر، من رواية يحيى القطان، كلاهما عن عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها فذكر الحديث، قالت:"ولم يكن إِلَّا أن ينزل هذا ويصعد هذا"، وعلى هذا فمعنى قوله في رواية البخاريّ "قال القاسم: أي في روايته عن عائشة". فتح الباري (2/ 125).

ص: 398

2988 -

حدّثنا الصائغ

(1)

بمكة، حدثني زهير

(2)

، حدّثنا يحيى

(3)

، حدّثنا عبيد الله، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، قال: قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: "إن بلالًا ينادي بليلٍ فكلوا واشربوا حتّى ينادي ابن أم مكتوم"

(4)

.

(1)

محمّد بن إسماعيل بن سالم المكي.

(2)

ابن حرب بن شداد، أبو خيثمة النسائي.

(3)

ابن سعيد القطان.

(4)

أخرجه مسلم من طريق عبيد الله، كما تقدّم.

ص: 399

2989 -

حدّثنا الصائغ بمكة، حدثني زهير، حدّثنا يحيى، حدّثنا عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله.

قال عبيد الله: ولا أعلم إِلَّا قال: لم يكن بينهما إِلَّا أن ينزل هذا ويرقى هذا

(1)

.

(1)

أخرجه مسلم كما تقدّم، وقد أدرج قول عبيد الله في حديثه، وفي رواية المصنِّف بيان لهذا الإدراج، وهذا من فوائد الاستخراج. =

⦗ص: 400⦘

= وقول عبيد الله: "ولا أعلم إلا قال

" يعنى به القاسم بن محمّد بن أبي بكر، كما سبق بيانه في حديث (2987).

ص: 399

2990 -

حدّثنا الربيع بن سليمان

(1)

، أخبرنا ابن وهب

(2)

، قال: أخبرني يونس

(3)

، والليث، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت

(4)

النَّبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ بلالًا يؤذِّن بليل، فكلوا واشربوا حتّى تسمعوا أذان ابن أمِّ مكتوم"

(5)

.

قال يونس في الحديث: "وكان ابن أم مكتوم يؤذِّن وهو أعمى، الّذي أنزل الله فيه {عَبَسَ وَتَوَلَّى}، فكان يؤذِّن مع بلال"

(6)

.

قال سالم: "وكان رجلًا

(7)

ضرير البصر، فلم يكن يؤذِّن حتّى يقول

⦗ص: 401⦘

له الناس حين ينظرون إلى فروع

(8)

الفجر: أذِّن"

(9)

.

(1)

المرادي.

(2)

عبد الله بن وهب المصري.

(3)

ابن يزيد الأيلي.

(4)

(م 2/ 96 / ب).

(5)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 768 ح 1092/ 36، 37) -كما تقدّم- من طريق ابن وهب والليث بن سعد به مثله، دون قول يونس وسالم.

(6)

قول يونس يشهد له ما رواه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أنزلت {عَبَسَ وَتَوَلَّى} في ابن أم مكتوم الأعمى

".

أخرجه التّرمذيّ (السنن: 5/ 402) كتاب تفسير القرآن -باب ومن سورة عبس- ح 3331،، وأبي يعلى الموصلي في المسند (8/ 261)، والحاكم في المستدرك (2/ 514)، والواحدي في أسباب النزول (449).

(7)

في الأصل ونسخة (م): "رجل"، والصواب نصبه كما هو مثبت، لأنه خبر كان.

(8)

فروع: جمع فرع، وفرع كلّ شيء أعلاه. النهاية (3/ 436) ولسان العرب (8/ 246).

(9)

ما ذكره سالم رحمه الله ثابت معناه عن ابن عمر، كما قاله الحافظ ابن حجر.

انظر: فتح الباري (2/ 119، 4/ 162).

ص: 400

2991 -

أخبرنا

(1)

يونس

(2)

، أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني مالك

(3)

، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن بلالًا ينادي بليلٍ، فكلوا واشربوا حتّى ينادي ابن أم مكتوم"

(4)

.

(1)

في (م): "حدّثنا".

(2)

ابن عبد الأعلى الصدفي.

(3)

انظر: الموطَّأ (1/ 74) كتاب الصّلاة -باب قدر السحور من النِّداء.

(4)

أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، كما تقدّم.

ص: 401

2992 -

حدّثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا الشّافعي

(1)

، حدّثنا سفيان

(2)

، عن الزّهريّ، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّ بلالًا يؤذِّن بليلٍ فكلوا واشربوا حتّى تسمعوا أذان ابن أمِّ مكتوم"

(3)

.

وروى علي بن حرب

(4)

، عن سفيان بمثله

(5)

.

(1)

انظر: سننه (1/ 361).

(2)

ابن عيينة.

(3)

أخرجه مسلم من طريق ابن شهاب به مثله، كما تقدّم.

(4)

الطائي الموصلي.

(5)

لم أقف على من أخرج رواية علي بن حرب هذه، لكن الحديث رواه مالك والشّافعىّ -كما تقدّم- وأحمد في مسنده (2/ 9)، والحميدي في المسند (2/ 277)، =

⦗ص: 402⦘

= وابن أبي شيبة في المصنّف (2/ 427) كتاب الصِّيام -باب من كان يستحب تأخير السحور، والدارمي في السنن (1/ 288) كتاب الصّلاة -باب في وقت أذان الفجر، من طريق محمّد بن يوسف، وابن خزيمة في صحيحه (1/ 209) كتاب الصّلاة - باب إباحة الأذان للصبح قبل طلوع الفجر - ح 401، جميعهم: من طرق عن ابن عيينة به.

ص: 401

‌باب بيان إباحة التسحر حتّى يتبيَّن بياض النهار، والدليل على أنَّ الشاك فيه جائز له أن يأكل حتّى يستيقن بالنهار

ص: 402

2993 -

حدّثنا أبو بكر بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا ابن أبي مريم

(1)

، ح

وحدثنا علي بن عبد العزيز

(2)

، حدّثنا أبو عبيد

(3)

، عن ابن أبي مريم قال: حدثنا أبو غسان محمّد بن مطرِّف

(4)

، قال: حدثني أبو حازم

(5)

، عن سهل بن سعد، قال: "نزلت هذه الآية: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}

(6)

قال: فكان الرَّجل

⦗ص: 403⦘

إذا أراد الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأسود والخيط الأبيض، ولا يزال يأكل ويشرب حتّى يتبيَّن له زِيُّهما

(7)

، فأنزل الله بعد ذلك {مِنَ الْفَجْرِ} فعلموا أنما يعني بذلك اللّيل والنهار"

(8)

.

(1)

سعيد بن الحكم بن محمّد بن سالم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري.

(2)

ابن المرزبان البغوي.

(3)

القاسم بن سلَّام.

(4)

ابن داود الليثي، المدني.

(5)

سلمة بن دينار الأعرج التمار المدني.

(6)

سورة البقرة - الآية (187). والآية هكذا بالأصل بذكر قوله تعالى: {مِنَ الْفَجْرِ} ، وهي في رواية الصحيحين من غير هذه الزيادة؛، هن هذا الوجه وهو أولى؛ لما في آخر =

⦗ص: 403⦘

= الحديث: فأنزل الله بعد ذلك {مِنَ الْفَجْرِ} ويحتمل أن الراوي أتمّ الآية. وانظر فتح الباري (4/ 158، 160).

(7)

هذه اللفظة ضبطت على ثلاثة أوجه:

أحدها: رِئْيهما: براء مكسورة ثمّ همزة ساكنة ثمّ ياء، ومعناه: منظرهما.

الثّاني: زِيُّهما: بزاي مكسورة وياء مشدَّدة بلا همزة، ومعناه لونهما.

الثّالث: رَئِيُّهما: بفتح الراء وكسرها وتشديد الياء، وهذا قال عنه القاضي عياض: هذا غلط هنا، لأن الرَّئيَّ: التابع من الجن، فإن صح روايةً فمعناه: مرئيُّ، والله أعلم.

انظر: مشارق الأنوار (1/ 276)، شرح مسلم للنووي (7/ 202).

(8)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 767) كتاب الصِّيام -باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر- ح 1091/ 35 من طريق أبي بكر بن إسحاق به نحوه.

ومن فوائد الاستخراج في هذا الإسناد نسبة الصّاغاني، وتسمية أبي غسّان لخلو إسناد مسلم من ذلك.

والحديث متفقٌ عليه، فقد أخرجه البخاريّ (الصّحيح مع الفتح: 4/ 157) كتاب الصوم -باب قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} - ح (1917) عن سعيد بن أبي مريم به.

ص: 402

2994 -

حدّثنا

(1)

أبو يوسف القُلُوسي

(2)

، حدّثنا أيوب بن

⦗ص: 404⦘

سليمان

(3)

، حدّثنا فضيل بن سليمان

(4)

، قال: حدّثنا أبو حازم، بهذا الإسناد نحوه، إِلَّا أنه قال:"حتّى أنزل الله {مِنَ الفَجْرِ} بيان ذلك"

(5)

.

(1)

(م 2/ 96 /أ).

(2)

يعقوب بن إسحاق بن زياد البصري، القُلُوسي -بضم القاف واللام، بعدهما الواو، =

⦗ص: 404⦘

= وفي آخرها السين المهملة - نسبةً إلى القُلُوس جمع قَلْس، وهو الحبل الّذي يكون في السفينة. انظر: الأنساب (4/ 537).

(3)

لعلّه ابن بلال القرشي المدني.

(4)

النُّميري -بالنون، مصغر- أبو سليمان البصري.

قال فيه ابن معين: "ليس بثقة"، ولينه أبو زرعة، وقال أبو حاتم والنسائي:"ليس بالقوي"، زاد أبو حاتم:"يكتب حديثه"، وقال فيه ابن حجر:"صدوق، له خطأٌ كثير".

انظر: تاريخ الدوري (2/ 476)، الجرح والتعديل (7/ 72)، تهذيب الكمال (23/ 274)، تقريب (5427).

(5)

أخرجه مسلم (ح: 1091/ 34) من طريق فضيل بن سليمان به، كما تقدّم.

ص: 403

2995 -

حدّثنا الفضل بن عبد الجبار المروزي، حدّثنا علي بن الحسن بن شقيق

(1)

، حدّثنا أبو حمزة السكري

(2)

، عن مُطَرِّف

(3)

، عن عامر

(4)

، عن عدي بن حاتم، قال:"قلت: يا رسول الله! أرأيت الخيط الأبيض من الخيطين، أهو الخيوط خيوط هذه؟ فقال: "إنّما هو

⦗ص: 405⦘

بياض النهار وسواد اللّيل"

(5)

.

(1)

المروزي.

(2)

محمّد بن ميمون المروزي.

(3)

مُطَرِّف -بضم أوله، وفتح ثانيه، وتشديد الراء المكسورة- بن طريف الكوفي.

تقريب (6705).

(4)

ابن شراحيل الشعبي.

(5)

أخرجه مسلم (الصّحيح: 2/ 766 ح 1090/ 33)، والبخاري (الصّحيح مع الفتح: 8/ 31) كتاب التفسير -باب {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} - ح (4510) كلاهما: من طريق عامر الشعبي به نحوه.

ص: 404

2996 -

حدّثنا أبو داود السجستاني، حدّثنا هناد

(1)

، حدّثنا عَبْثَر

(2)

، عن مُطَرِّف، بإسناده، قال:"قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: أهما الخيطان؟ قال: "لا، يا عريض القفا، ولكنه سواد اللّيل وبياض النهار"

(3)

.

(1)

ابن السَّري بن مُصْعَب التميمي الكوفي.

(2)

ابن القاسم الزُّبيدي الكوفي.

(3)

أخرجه مسلم من طريق الشعبي، كما تقدّم، وقال في لفظه:"إن وسادتك لعريض"، والحديث بلفظ المصنِّف أخرجه البخاريّ في صحيحه كما تقدّم، فقوله:"لا يا عريض القفا" زيادة صحيحة من فوائد الاستخراج.

ومعناه على ما ذكره القاضي عياض ورجحه ابن حجر: "إن وسادك، إن كان يغطّى الخطين اللذين أراد الله فهو إذا عريض واسع".

انظر: مشارق الأنوار (2/ 75)، فتح الباري (4/ 159).

ص: 405

2997 -

حدّثنا أحمد بن الفضل العسقلاني، حدّثنا آدم

(1)

، حدّثنا عدي بن الفضل

(2)

،

⦗ص: 406⦘

عن الشيباني

(3)

، وإسماعيل بن أبي خالد

(4)

، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، وقال:"إنّما هو بياض النَّهار وسواد اللّيل"

(5)

.

(1)

ابن أبي إياس: عبد الرّحمن العسقلاني.

(2)

التيمي، أبو حاتم البصري، توفي (171 هـ)، ضعفه ابن معين، وأبو داود، وقال أبو حاتم والنسائي والفسوي:"متروك"، وكذا قال ابن حجر في تقريبه.

انظر: تاريخ الدوري (2/ 398)، المعرفة والتاريخ (2/ 122)، سؤالات الآجري ص =

⦗ص: 406⦘

= 304، الضعفاء للنسائي ص 79، الجرح والتعديل (7/ 4)، تهذيب التهذيب (7/ 170)، تقريب (4545).

(3)

سليمان بن أبي سليمان الكوفي، أبو إسحاق الشيباني.

(4)

الأحمسي مولاهم البجلي.

(5)

أخرجه مسلم من طريق عامر الشعبي كما تقدّم.

ص: 405

2998 -

حدّثنا طاهر بن خالد بن نزار

(1)

، حدثني أبي، ح

وحدثنا الصائغ

(2)

-بمكة- والسُّلمي

(3)

، قالا: حدّثنا أبو حذيفة

(4)

، قالا: حدّثنا إبراهيم بن طهمان

(5)

، عن مُطَرِّف، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم، قال:"قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما الخيطان؟ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ قال: "لا، يا عريض القفا، ولكنه سواد اللّيل وبياض النهار"

(6)

.

(1)

الأيلي.

(2)

أحمد بن الفضل العسقلاني.

(3)

أحمد بن يوسف الأزدي.

(4)

موسى بن مسعود النَّهدي -بفتح النون- البصري.

(5)

الخراساني.

(6)

أخرجه مسلم من طريق الشعبي، كما تقدّم. =

⦗ص: 407⦘

= وقوله "فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: لا، يا عريض القفا" زيادة ليست عند مسلم، وقد عزاها الحافظ ابن حجر في الفتح (4/ 158) للإسماعيلي، وانظر ما تقدم في ح (2996).

ص: 406

2999 -

حدثنا علي بن عبد العزيز

(1)

، حدثنا أبو عبيد

(2)

، حدثنا هشيم

(3)

، أخبرنا حصين

(4)

، عن الشعبي، قال: أخبرني عدي بن حاتم، قال: "لما نزلت هذه الآية {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} قال: عمدت إلى عقالين أبيض وأسود، فجعلتهما تحت وسادتي

(5)

، فجعلت أقوم من الليل ولا أستبين الأسود من الأبيض، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فضحك، وقال:"إنما كان وسادك إذًا لعريض، إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل"

(6)

.

(1)

ابن المرزبان البغوي.

(2)

القاسم بن سلَّام.

(3)

ابن بشير بن القاسم بن دينار السُّلمي.

(4)

ابن عبد الرحمن السلمي.

(5)

(م 2/ 97 / ب).

(6)

أخرجه مسلم من طريق عبد الله بن إدريس، عن حصين به نحوه، وحصين ثقة لكن تغيَّر بأخرة، وهشيم ممن سمع منه قبل تغيُّره، وهذا يدل على أن الحديث من صحيح حديث حصين، وإن كان في الجملة أن صاحب الصحيح اطلع على ذلك، لكن ليس اليقين كالاحتمال، وهذا من فوائد الاستخراج.

انظر: هدي الساري (417)، النكت على ابن الصلاح (1/ 322).

ص: 407

3000 -

حدثنا يوسف القاضي

(1)

، حدثنا أبو الربيع

(2)

، حدثنا هشيم، حدثنا حصين، بإسناده مثله

(3)

.

(1)

يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد البغدادي.

(2)

سليمان بن داود العتكي البصري.

(3)

أخرجه مسلم، كما تقدم.

ص: 408

‌باب بيان صفة الفجر الذي به يحرم الطعام والشراب وإباحة الأكل والشرب والجماع قبله، وإن ما قبله من بياض الفجر لا يسمى فجرًا، وبيان السنة في إعلام المؤذَّن الناس لأذانه؛ ليستيقظوا فيتسحَّروا، وليترك المصلي صلاته فيتسحَّر، والدليل على أنه يجب عليه أن يعلم الناس أن يؤذَّن بليل

ص: 409

3001 -

حدثنا يونس بن حبيب

(1)

، حدثنا أبو داود

(2)

، ح

وحدثنا الصائغ

(3)

-بمكة- حدثنا روح بن عبادة، قالا: حدثنا شعبة، قال: أخبرني سوادة بن حنظلة القشيري، قال: سمعت سمرة بن جندب يخطب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يغرَّنَّكم نداء بلال، ولا هذا البياض، حتى ينفجر الفجر هكذا"

(4)

.

(1)

ابن عبد القاهر الأصبهاني.

(2)

الطيالسي، وانظر مسنده (122).

(3)

محمد بن إسماعيل بن سالم المكي.

(4)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 770) كتاب الصيام -باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر- ح 1094/ 44 من طريق معاذ بن معاذ العنبري وأبي داود الطيالسي، كلاهما عن شعبة به نحوه، ولم يسق حديث الطيالسي، وساقه المصنف، وهذا من فوائد الاستخراج.

ص: 409

3002 -

حدثنا الصاغاني

(1)

، حدثنا هاشم بن القاسم

(2)

، حدثنا شعبة، عن سوادة، قال:"خطبنا سمرة بالبصرة" وذكر الحديث

(3)

(4)

.

(1)

محمد بن إسحاق.

(2)

ابن مسلم الليثي مولاهم البغدادي.

(3)

أخرجه مسلم من طريق شعبة كما تقدم، وقوله "خطبنا سمرة بالبصرة" ليس في روايته، وهذه زيادة من فوائد الاستخراج.

(4)

هذا الحديث أثبت من اللحق في حاشية الأصل، وهو ساقط من نسخة (م).

ص: 410

3003 -

حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ -بمكة- وأبو أمية

(1)

، قالا: حدثنا أحمد بن يونس

(2)

، حدثنا زهير

(3)

، حدثنا سليمان التيمي

(4)

، عن أبي عثمان

(5)

، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يمنعنَّ أحدكم -أو أحدًا منكم- أذان بلال من سحوره، فإنه يؤذِّن -أو ينادي- ليرجع قائمكم، ولينتبه نائمكم، وليس أن يقول -يعني: الفجر، أو الصبح

(6)

-هكذا- وضم زهير أصابعه ورفعها إلى فوق، وطأطأها إلى أسفل- حتى يقول هكذا" ووضع زهير سبابتيه

(7)

؛

⦗ص: 411⦘

أحدهما

(8)

فوق الآخر، ثم مدهما عن يمينه وعن شماله.

وقال الصائغ: "وجمع بين سبابتيه ثم مدَّهما يمينًا وشمالًا"

(9)

.

(1)

محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.

(2)

أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي الكوفي.

(3)

ابن معاوية الجعفي.

(4)

سليمان بن طرخان، البصري.

(5)

عبد الرحمن بن مُل -بلام ثقيلة، والميمُ مثلثة- النَّهدي؛ بفتح النون، وسكون الهاء.

(6)

(م 2/ 197/ أ).

(7)

في الأصل: "سبابته"، والمثبت من (م)، وصحيح البخاري.

(8)

هكذا في الأصل، ونسخة (م) باعتبار إعادة الضمير على الإصبع، وفي صحيح البخاري:"وقال زهير بسبابتيه إحداهما فوق الأخرى، ثم مدّها عن يمينه وشماله".

(9)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 768) كتاب الصيام -باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر- ح (1093/ 39) من طريق سليمان به نحوه. وقوله: "يمينا وشمالا" زيادة ليست عند مسلم.

والحديث متفقٌ عليه، رواه البخاري (الصحيح مع الفتح: 2/ 123) كتاب الأذان- باب الأذان قبل الفجر- ح (621) من طريق أحمد بن يونس به مثله، إلا أن في لفظه:"وقال زهير" موضع "ضم" و"رفع".

ص: 410

3004 -

حدثنا الصاغاني وأبو أمية، قالا: حدثنا روح بن عبادة، حدثنا حماد

(1)

، عن سليمان التيمي، بإسناده، وقال:"فإنه يؤذِّن ليرفع نائمكم، ويرجع قائمكم، ولا، حتى يكون معترضًا"

(2)

.

(1)

ابن سلمة بن دينار البصري.

(2)

أخرجه مسلم ح (1093/ 40) من طريق سليمان به نحوه، كما تقدم.

ص: 411

3005 -

حدثنا يوسف القاضي

(1)

، حدثنا محمد بن أبي بكر

(2)

، حدثنا يحيى

(3)

، عن التيمي، بإسناده مثله

(4)

.

(1)

يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد.

(2)

ابن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي الثقفي مولاهم، وراويته يوسف القاضي.

(3)

ابن سعيد القطان.

(4)

أخرجه مسلم من طريق سليمان التيمي، كما تقدم.

ص: 411

3006 -

حدثنا إسحاق بن سيَّار النَّصيبي، حدثنا محمد بن عبد الله الرَّقَّاشي

(1)

، عن معتمر بن سليمان

(2)

، قال: سمعت أبي، قال: حدثنا

(3)

أبو عثمان، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا يمنعنَّ أذانُ بلال أَحَدَكم من سحوره، فإنه يؤذِّن -أو ينادي- ليرجِعَ قائمكم، ويُنِّبه نائمكم"

(4)

.

(1)

محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك البصري.

(2)

التيمي البصري.

(3)

في (م): "أخبرنا".

(4)

أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق معتمر بن سليمان به، وذكر بعضه، وساقه المصنف بتمامه، وهذا من فوائد استخرجه.

ص: 412

‌باب بيان الوقت الذي يحل

(1)

للصائم الإفطار، والدليل على أنه إذا دخل ذلك الوقت كان الصائم مفطرًا، وإن لم يأكل ولم يشرب

(1)

في (م): "يحصل".

ص: 413

3007 -

حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا أبو معاوية

(1)

، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، ح

وحدثنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الجعفي، وأبو البختري العنبري

(2)

، قالا: حدثنا أبو أسامة

(3)

، عن هشام بن عروة، عن أبيه، كلاهما: عن عاصم بن عمر

(4)

، عن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس أفطر الصائم". وقال أبو أسامة: "فقد أفطر الصائم"

(5)

.

(1)

محمد بن خازم الضرير الكوفي.

(2)

عبد الله بن محمد بن شاكر البغدادي المقرئ.

(3)

حماد بن أسامة بن زيد القرشي مولاهم الكوفي.

(4)

ابن الخطاب القرشي العدوي.

(5)

أخرجه مسلم (الصحيح: 2/ 772) كتاب الصيام -باب بيان وقت انقضاء الصوم وخروج النهار- ح (1100/ 51) مثله من طريق أبي معاوية، والبخاري (الصحيح مع الفتح: 4/ 231) كتاب الصوم -باب متى فِطْر الصائم ح (1954) -نحوه- من طريق سفيان، كلاهما: عن هشام به.

ص: 413

3008 -

حدثنا محمد بن يحيى

(1)

، حدثنا محمد بن

(2)

عيسى بن

⦗ص: 414⦘

الطَّبَّاع

(3)

، حدثنا أبو معاوية، حدثنا هشام بن عروة، بإسناده، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم"

(4)

.

(1)

ابن عبد الله الذهلي.

(2)

(م 2/ 98 /ب).

(3)

ابن نجيح البغدادي.

(4)

أخرجه مسلم من طريق أبي معاوية، كما تقدم.

ص: 413