الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241 هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد
الجزء الثالث عشر
مؤسسة الرسالة
7562 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً وَاحِدَةً، كَتَبَ اللهُ عز وجل لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ "(2).
7563 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّهُ، إِلَّا جُعِلَ صَفَائِحَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَتُكْوَى بِهَا جَبْهَتُهُ وَجَنْبُهُ وَظَهْرُهُ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ عز وجل بَيْنَ عِبَادِهِ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يُرَى
(1) قوله: "عن أبيه" أثبتناه من (عس) ومن (ظ 3) حيث جاء مقحماً فيها بخط دقيق، وسقط من (م) وسائر النسخ، لكن جاء على هامش (س) وعلى هامش (ظ 1) و (ق) نقلاً عنها ما نصه: كذا في نسخة أخرى: عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة، والمعروف أن سهيلاً لا يروي عن أبي هريرة إلا بواسطة أبيه.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة. حماد: هو ابن سلمة. وانظر ما قبله.
سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ.
وَمَا مِنْ صَاحِبِ غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّهَا، إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ، فَيُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، فَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا، لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ وَلَا جَلْحَاءُ، كُلَّمَا مَضَتْ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ عز وجل بَيْنَ عِبَادِهِ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ.
وَمَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّهَا، إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ، فَيُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، فَتَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا، كُلَّمَا مَضَتْ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ.
ثُمَّ سُئِلَ عَنِ الْخَيْلِ، فَقَالَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ وَجَمَالٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وَزْرٌ، أَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ، فَرَجُلٌ يَتَّخِذُهَا يُعِدُّهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَمَا غَيَّبَتْ فِي بُطُونِهَا فَهُوَ لَهُ أَجْرٌ، وَإِنْ مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ، فَمَا غَيَّبَتْ فِي بُطُونِهَا فَهُوَ لَهُ أَجْرٌ، وَإِنْ مَرَّتْ بِمَرْجٍ (1) فَمَا
(1) لفظة "بمرْجٍ" سقطت من (م) والنسخ المتأخرة من "المسند"، وأثبتناها من (عس) ومن "جامع المسانيد" لابن كثير ورقة 40 من مسند أبي هريرة، وهي =
أَكَلَتْ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ أَجْرٌ، وَإِنِ اسْتَنَّتْ شَرَفًا، فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا أَجْرٌ - حَتَّى ذَكَرَ أَرْوَاثَهَا وَأَبْوَالَهَا -، وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ وَجَمَالٌ، فَرَجُلٌ يَتَّخِذُهَا تَكَرُّمًا وَتَجَمُّلًا، وَلَا يَنْسَى حَقَّ بُطُونِهَا وَظُهُورِهَا، في عُسْرِهَا (1) وَيُسْرِهَا، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ، فَرَجُلٌ يَتَّخِذُهَا بَذَخًا وَأَشَرًا، وَرِيَاءً وَبَطَرًا ".
ثُمَّ سُئِلَ عَنِ الْحُمُرِ، فَقَالَ:" مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَيَّ فِيهَا شَيْئًا (2)، إِلَّا الْآيَةَ الْفَاذَّةَ الْجَامِعَةَ: {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8] "(3).
مدرجة على هامش (ظ 3).
(1)
المثبت من (ظ 3) و (عس) و"جامع المسانيد" وفي (م) وباقي النسخ: وعسرها ويسرها.
(2)
لفظة "شيئاً" ليست في (م).
(3)
إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه أبو داود (1658) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد، بهذا الإِسناد -دون قصة السؤال عن الخيل والحُمُر.
وأخرجه بطوله مسلم (987)(26) من طريق عبد العزيز بن المختار وعبد العزيز الدراوَرْدي وروح بن القاسم، وابن خزيمة (2252) من طريق عبد العزيز الدراوردي، و (2253) و (2291) من طريق روح بن القاسم، والبيهقي 4/ 81 من طريق عبد العزيز بن المختار، ثلاثتهم عن سهيل بن أبي صالح، به.
وأخرجه من قوله: "الخيل معقود في نواصيها الخير
…
" إلى آخر الحديث: ابن ماجه (2788)، والترمذي (1636) من طريق عبد العزيز بن محمد، والنسائي 6/ 215 من طريق أبي إسحاق الفزاري، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وحديث ابن ماجه دون قصة السؤال عن الحمر.
وأخرج قوله: "الخير معقود بنواصي الخيل" أبو يعلى (2641) من طريق روح بن القاسم، عن سهيل بن أبي صالح، به. وسلف برقم (5769) عن عفان، عن حماد، عن سهيل.
وأخرج قوله: "الخيل ثلاثة: هي لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر" ابن حبان (4671) من طريق روح بن القاسم، عن سهيل بن أبي صالح، به.
وأخرجه بطوله مسلم (987)(24) من طريق حفص بن ميسرة، وأخرجه أيضاً (987)(25)، وأبو داود (1659) من طريق هشام بن سعد، كلاهما عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، به.
وأخرج الحديث من قوله: "الخيل معقود في نواصيها الخير
…
" إلى آخر الحديث: مالك 2/ 444، ومن طريقه أخرجه البخاري (2371) و (2860) و (3646) و (4962) و (4963) و (7356)، والنسائي 6/ 216 - 217، وابن حبان (4672)، والبيهقي 10/ 15 عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، به. ورواية البخاري (4963) بقصة الحُمُر فقط.
وأخرج أَول الحديث بنحوه البخاري (1402)، والنسائي 5/ 23 من طريق الأعرج، عن أبي هريرة.
وسيأتي من طريق أبي صالح بطوله برقم (8977) و (8978)، ومختصراً برقم (7720) و (9476)، وانظر ما سيأتي برقم (7756) من طريق أبي صالح، وانظر أيضاً (8979) و (10352) فهما طريقان آخران عن أبي هريرة، والحديث فيهما مطوَّل. وستأتي القطعة الرابعة منه مختصرة برقم (8184) من طريق همام عن أبي هريرة.
ولقوله: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" شواهد ذكرت عند حديث ابن عمر الذي سلف برقم (4616).
قوله: "أوفر ما كانت" قال السندي: أي أكثر ما كانت في الدنيا، أو أسمن ما كانت. =
7564 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ؛ قَالَ: عَفَّانُ، فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ
= والقاع: المكان الواسع.
والقرقر -بفتح القافين-: المكان المستوي.
والعقصاء: هي الملتوية القرن.
والجلحاء: هي التي لا قرن لها.
والخيرُ: قد جاء تفسيره بالأَجر والغنيمة، قال السندي: وبزاد الوجاهة بالمشاهدة، فيحمل ما جاء على التمثيل دون التحديد، أو على بيان أعظم الفوائد المطلوبة، بل على بيان الفائدة المترتبة على ما خلق له، وهو الجهاد، والوجاهة حاصلة بالاتفاق، لا بالقصد، ومعنى "معقود في نواصيها" أنه ملازم لها، كأنه معقود فيها، كذا في "المجمع"، والمراد: أنها أسباب لحصول الخير لصاحبها، فاعتبر ذلك كأنه عقد للخير فيها، ثم لما كان الوجه هو الأشرف، ولا يتصور العقد في الوجه إلا في الناصية، اعتبر ذلك عقداً له في الناصية.
والمرْج -بفتح فسكون-: أي أرض واسعة ذات نبات كبير.
وإن استنَّتْ: من الاستنان، أي: جَرَتْ.
والشَّرَف -بفتحتين-: هو العالي من الأرض.
والتكرُّم: إظهار الكرامة.
والتجمل: إظهار الجمال.
وحق بطونها: مراعاتها في الأكل والشرب.
وظهورها: بمراعاتها في الركوب والحمل.
وعسرها: كحالة البرد مثلاً، فيراعي تلك الحالة.
والبَذَخ: الفخر والتطاول، والأشر والبطر قريبان منه في المعنى.
والفاذّة: المنفردة في معناها، القليلة النظير.
حَتَّى يُمْطَرَ النَّاسُ مَطَرًا لَا تُكِنُّ مِنْهُ بُيُوتُ الْمَدَرِ، وَلَا تُكِنُّ مِنْهُ إِلَّا بُيُوتُ الشَّعَرِ " (1).
7565 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنَعَتِ الْعِرَاقُ قَفِيزَهَا وَدِرْهَمَهَا، وَمَنَعْتِ الشَّامُ مُدْيَهَا (2) وَدِينَارَهَا، وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ " يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ لَحْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَدَمُهُ (3).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة عفان بن مسلم الباهلي، وأبو كامل متابعه -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- ثقة من رجال أبي داود في "التفرد" والنسائي.
وأخرجه ابن حبان (6770) من طريق بسام بن يزيد النقال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
قوله: "لا تُكنُّ" قال السندي: أي: لا تستر منه شيئاً، أي: أن ذلك المطر ينزل من بيوت المدر، ولا تمنع بيوت المدر من نزوله، ولا ينزل من بيوت الشعر، وهو تعالى قادر على كل شيء.
(2)
في (م): مدها، وهو خطأ.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل مظفر بن مدرك، فمن رجال أبي داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة. زهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه مسلم (2896)، وأبو داود (3035)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 120، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2767)، والبيهقي في "السنن" 9/ 137، وفي "الدلائل" 6/ 329، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" =
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1): سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، وَذَكَرَ أَبَا كَامِلٍ، فَقَالَ: كُنْتُ آخُذُ مِنْهُ ذَا الشَّأْنَ، وَكَانَ أَبُو كَامِلٍ بَغْدَادِيًّا مِنَ الْأَبْنَاءِ (2).
= (2754) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإِسناد.
القفيز والمُدْي والإِردَبّ: مكاييل كبيرة.
فالقفيز: اثنا عشر صاعاً.
والمُدْي: اثنان وعشرون صاعاً ونصف صاع.
والِإردَبُّ: أربع وعشرون صاعاً.
والصاع: ألفان وسبعمئة وواحد وخمسون غراماً.
قال البغوي في "شرح السنة" 11/ 178: وللحديث تأويلان:
أحدهما: سقوط ما وظف عليهم باسم الجزية بإسلامهم، فصاروا بالإِسلام مانعين لتلك الوظيفة، وذلك معنى قوله صلى الله عليه وسلم:"وعدتم من حيث بدأتم" أي: كان في سابق علم الله سبحانه وتعالى وتقديره: أنهم سيسلمون، فعادوا من حيث بدؤوا.
والتأويل الثاني: هو أنهم يرجعون عن الطاعة، فيمنعون ما وظف عليهم، وكان هذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم دليلاً على نبوته حيث أخبر عن أمر أنه واقع قبل وقوعه، فخرج الأمر في ذلك على ما قاله.
(1)
هو عبد الله بن الإِمام أحمد. وقد نقل عنه ذلك الخطيب البغدادي في "تاريخه" 13/ 125 عن الحسن بن علي التميمي، عن أحمد بن جعفر بن حمدان -وهو القطيعي- عن عبد الله بن أحمد.
وقول يحيى بن معين "كنت آخذ منه ذا الشأن"، يعني به صنعة الحديث، ومعرفة الرجال، فيما ذكره عنه الخطيب في "تاريخه".
وأما قوله: "من الأبناء" يريد به أنه من أبناء خراسان، ذكره الخطيب أيضاً في "تاريخه".
(2)
تحرفت في (م) إلى: الأمناء.
7566 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ أَوْ جَرَسٌ "(1).
7567 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي طَرِيقٍ، فَلَا تَبْدَؤُوهُمْ بِالسَّلَامِ (2)، وَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا ".
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه الدارمي (2676)، وأبو داود (2555)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2764)، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2678) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإٍسناد.
وأخرجه مسلم (2113)(103)، والترمذي (1703)، والنسائي في الملائكة كما في "التحفة" 9/ 395، وابن خزيمة (2553)، والبيهقي في "السنن" 5/ 254، وفي "الآداب"(927) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به.
وسيأتي برقم (8097) و (8337) و (8528) و (9089) و (9738) و (10161) و (10941)، وله طريق آخر عن أبي هريرة انظر (8998).
وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4811)، وليس فيه الكلب، وذكرت شواهده هناك.
الرُّفقة، قال السندي: بضم الراء وكسرها وسكون الفاء، أي: الجماعة المرافقون.
(2)
لفظة "بالسلام" أثبتناها من (ظ 3) و (عس).
قَالَ زُهَيْرٌ: فَقُلْتُ لِسُهَيْلٍ: الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ فَقَالَ: الْمُشْرِكُونَ (1).
7568 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَامَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ "(2).
(1) إسناد صحيح كسابقه.
وأخرجه أبو عوانة في الإِستئذان كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 150، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2766) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري في "الأَدب المفرد"(1103)، ومسلم (2167)، والترمذي (1602) و (2700)، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 150، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 341، والبيهقي 4/ 341، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 3/ 196 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به- في حديث بعضهم:"إذا لقيتم اليهود والنصارى"، وفي حديث بعضهم:"إذا لقيتم اليهود"، وفي حديث بعضهم:"إذا لقيتهوهم" ولم يُسم أحداً من المشركين، وفي حديث آخرين: في أهل الكتاب. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وسيأتي برقم (7617) و (8561) و (9726) و (9919) و (10797)، وفي الحديثين (9726) و (10797) من طريق سفيان الثوري عن سهيل "إذا لقيتم المشركين".
قال الشيخ أحمد شاكر: في أكثر الروايات التصريحُ بأنهم اليهود والنصارى، وفي بعضها أيضاً أنهم المشركون، ومجموعُ الروايات يدل على أنَّ المرادَ جميعُ أولئك، وكلهم مشركون.
(2)
إسناده صحيح كسابقه. =
7569 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ نَامَ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ وَلَمْ يَغْسِلْهُ، فَأَصَابَهُ شَيْءٌ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ "(1).
= وأخرجه الدارمي (2654) عن أحمد بن عبد الله، وابن حبَّان (588)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2765)، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3333) من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري في "الأَدب المفرد"(1138)، ومسلم (2179)، وابن ماجه (3717)، وابن خزيمة (1821)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1280)، والبيهقي 6/ 151 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به.
وسيأتي برقم (7810) و (8509) و (9047) و (9755) و (9774) و (10264) و (10823) و (10942).
وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4874)، وذكرت شواهده هناك.
(1)
إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه أبو داود (3852)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2768)، وابن حزم في "المحلى" 7/ 435، والبيهقي في "السنن" 7/ 276، وفي "الشعب"(5815)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2878) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2063)، والبخاري في "الأَدب المفرد"(1220)، وابن ماجه (3297)، وابن حبان (5521) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به.
وأخرجه الترمذي (1860)، والحاكم 4/ 137، والبيهقي في "الشعب"(5816) و (5817) من طريق الأعمش عن أبي صالح، به، وحسنه الترمذي وصححه الحاكم.
وسيأتي برقم (10940) من طريق سهيل بن أبي صالح به، وبرقم (8531) =
7570 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا، فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ "(1).
7571 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ
= من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.
وأخرجه الترمذي (1859)، والحاكم 4/ 119 و 137، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2938) من طريق يعقوب بن الوليد المدني، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رفعه وقال فى أوله:"إن الشيطان حسّاس لحّاس فاحذروه على أنفسكم". قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وتوهم الحاكم، فصححه على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي بقوله: بل موضوع، فإن يعقوب كذَّبه أحمد والناس.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند الطبراني (5435)، والبيهقي في "الشعب"(5812).
وعن عائشة عند النسائي في "الكبرى"(9907).
وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ابن ماجه (3296).
وعن ابن عباس عند البخاري في "الأدب المفرد"(1219)، والبزار (2886)، والطبراني في "الأوسط"(502).
الغَمَر -بفتحتين-: الدسم والزهومة من اللحم.
وقال في "مرقاة المفاتيح" 4/ 382: المعنى: وصله شيء من إيذاء الهوامِّ، وقيل: أو من الجانِّ (أي: الحية الخفيفة الدقيقة)، لأن الهوامَّ وذوات السهوم ربما تقصده في المنام لرائحة الطعام في يده فتؤذيه.
(1)
إسناده صحيح كسابقه. وانظر (7143).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفَّر ابن مدرك الخراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقةٌ. حماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه أبو داود (3658)، ومن طريقه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 4 - 5 عن موسى بن إسماعيل، وابن حبان (95) من طريق النضر بن شُميل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2311) و (3346) و (3553)، وفي "الصغير"(160) و (315) و (452)، والحاكم 1/ 101، وابن عبد البر 1/ 5، والبغوي (140) من طرق عن عطاء بن أبي رباح، به.
وأخرجه ابن ماجه (266) من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.
وسيأتي برقم (7943) و (8049) و (8533) و (8638) و (10420) و (10487) و (10597) من طريق عطاء بن أبي رباح.
فائدة: قال الحاكم -بعد أن ساق الحديثَ من طريق الأعمش عن عطاء: سمعتُ أبا هريرة-: هذا حديثٌ تداوله الناسُ بأسانيد كثيرة تُجمَعُ وُيذاكر بها، وهذا الإِسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ذاكرت شيخنا أبا علي الحافظ (واسمه الحسين بن علي النيسابوري) بهذا الباب، ثمَّ سألته: هل يصح شيء من هذه الأَسانيد عن عطاء؟ فقال: لا، قلتُ: لم؟ قال: لأن عطاءً لم يسمعه من أبي هريرة، أخبرناه محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي، حدثنا أزهر ابن مروان، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، حدثنا علي بن الحكم، عن عطاء، عن رجل، عن أبي هريرة، وساق الحديث.
فقلت له: قد أخطأ فيه أزهر بن مروان، أو شيخكم ابن أحمد الواسطي، وغير مستبدعٍ منهما الوهم، فقد حدثنا بالحديث أبو بكر بن إسحاق وعلي بن =
7572 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْمِسْهُ، فَإِنَّ [فِي] أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَ [فِي] الْآخَرِ دَوَاءً "(1).
= حمشاذ، قالا: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن رجل، عن عطاء، عن أبي هريرة، وساقه. فاستحسنه أبو علي واعترف لي به، ثم لما جمعتُ البابَ، وجدت جماعةً ذكروا سماع عطاء من أبي هريرة.
قلنا: ومما يشدُّ رواية مسلم بن إبراهيم التي احتج بها أبو عبد الله الحاكم على شيخه أبي علي الحافظ، أن أبا عمر ابن عبد البر قد روى هذا الحديثَ في "جامع بيان العلم" 1/ 4 من طريق مسدَّد، عن عبد الوارث بن سعيد، به مثل رواية مسلم بن إبراهيم. والإِسناد بإسقاط الرجل المبهم أصح، لأن حماد بن سلمة أروى الناس عن علي بن الحكم -فيما قاله أبو داود- ولم يذكره فيه، وتابعه على
ذلك عمارة بن زاذان كما سيأتي عند المصنف برقم (10420)، وعليّ لم يصفه أحد بالتدليس، ووقع التصريح بصيغة التحديث في رواية عمارة عند ابن ماجه.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند ابن ماجه (263).
وعن عبد الله بن عمرو عند نُعيم بن حماد في زياداته على "زهد" ابن المبارك (399)، وابن حبان (96)، والحاكم 1/ 101، وصححه، والخطيب في "تاريخه" 5/ 38 - 39.
وعن أنس عند ابن ماجه (264).
وعن أبي سعيد الخدري عند ابن ماجه أيضاً (265).
وعن ابن عباس عند أبي يعلى (2585)، والطبراني في "الكبير"(10845).
وعن طلق بن علي الحنفي عند الطبراني (8251)، وفي "مسند الشهاب" للقضاعي (433).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه ضعيف لانقطاعه، =
7573 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ فَاطِمَةَ أَوْ أُمَّ سَلَمَةَ، أَنْ تَجُرَّ الذَّيْلَ ذِرَاعًا (1).
7574 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ (2)، قَالَ:
= ثمامة بن عبد الله بن أنس لم يسمع من أبي هريرة، قاله أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 2/ 466، والمزي في "تهذيب الكمال" 4/ 405.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(125)، والدارمي (2039) عن سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (8657) و (9036) من طريق حماد بن سلمة، عن ثمامة بن عبد الله، به. وانظر ما سلف برقم (7141).
قلنا: قد أخرج هذا الحديث البزار (2866 - كشف الأستار) من طريق أبي عتَّاب سهل بن حماد، عن عبد الله بن المثنى، عن ثمامة، عن أنس مرفوعاً.
وعبد الله بن المثنى ليس بذاك القوي، وكان يخطئ، وقد أخطأ في هذا الحديث كما قال أبو زرعة فيما نقله ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 28، والصحيح: ثمامة عن أبي هريرة.
(1)
إسناده ضعيف جداً، أبو المهزِّم -واسمه يزيد بن سفيان- متروك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 409، وعنه ابن ماجه (3582) عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة أو لأُم سلمة: "ذيلكِ ذراع" وأعله البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 223 بأبي المهزِّم هذا، وقال: ورواه أحمد بن منيع، عن أبي نصر، عن حماد بن سلمة مثلَه. وسيأتي برقم (9384).
ويُغني عنه حديث ابن عمر الذي سلف برقم (4683)، وحديث أُمِّ سلمة الآتي في مسندها 6/ 299.
(2)
تحرف في (م) إلى: عمار بن أبي عامر.
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَأَطَاعَ سَيِّدَهُ، فَلَهُ أَجْرَانِ "(1).
7575 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ (2) أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَجْتَمِعُ فِي النَّارِ مَنْ قَتَلَ كَافِرًا، ثُمَّ سَدَّدَ بَعْدَهُ "(3).
7576 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَسْوَةَ قَلْبِهِ،
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفَّر بن مُدرِك الخراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة. حماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (120) عن سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (7924) و (9268) و (9992) و (10298). وانظر ما سلف برقم (7428).
(2)
تحرفت في (م) إلى: عن.
(3)
إسناده صحيح رجاله ثقات.
وسيأتي برقم (8479) و (8637) و (9186). وانظر (8816).
قوله: "لا يجتمع في النار" قال السندي: أي: مع مقتوله.
وقوله: "ثم سدد بعده" قال: أي: بعد أن قتله، يفيد أنه مشروط بعدم الانحراف بعد ذلك.
فَقَالَ لَهُ: " إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ (1) قَلْبُكَ، فَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ، وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ "(2).
7577 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، صَوْمُ الدَّهْرِ "(3).
(1) في (م): إن أردت تليين، والمثبت من الأصول الخطيّة.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة. أبو عمران الجَوني: هو عبد الملك بن حبيب البصري.
وأخرجه عبدُ بن حميد (1426) عن أبي الوليد، والبيهقي في "الشعب"(11034) من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (9018) بإسقاط الرجل المبهم من الإسناد، والصواب إثباته.
وله شاهد من حديث أبي الدرداء عن البيهقي في "الشعب"(11035) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن واسع، عنه. وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه؛ محمد بن واسع لم يسمع من أحد من الصحابة فيما قاله علي بن المديني.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه النسائي 4/ 218 - 219 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (8986) و (10663).
وفي الباب عن قتادة، سيأتي 5/ 297.
وسلف في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6766) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: =
7578 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ (1)، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، وَيَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي (2)، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، إِمَّا مُحْسِنٌ، فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيءٌ، لَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ "(3).
= "صُمْ ثلاثة أيام من الشهر، صوم الدهر كلِّه" وهو متفق عليه.
قوله: "شهر الصبر"، قال السندي: أي: شهر رمضان، وأصل الصبر الحبسُ، فسمي الصيام صبراً لما فيه من حبس النفسِ عن الطعام وغيره في النهار.
وقوله: "صوم الدهر"، قال: لأن صومَ ثلاثة كصومِ الشهر على قاعدة {مَنْ جاءَ بالحسنةِ فله عشرُ أمثالها} .
(1)
في (م) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة، وهي: حدثنا حماد، ولم ترد هذه الزيادة في (ظ 3) و (عس)، وهما نسختان عتيقتان متقنتان، ثم إن أبا كاملٍ الخراساني يروي عن إبراهيم -وهو ابن سعد- مباشرة دون واسطة.
(2)
قوله: "حدثنا أبي" سقط من (م).
(3)
إسناده صحيح، وللإِمام احمد فيه شيخان: الأول: أبو كامل مظفر بنُ مدرك الخراساني، والثاني: يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، كلاهما روياه عن إبراهيم بن سعد الزهري، والإِسناد من جهة يعقوب بن إبراهيم على شرط الشيخين. عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 2 من طريق مَعْن بن عيسى، وابن حبان (3000) من طريق أبي مروان العثماني، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
قلنا: وقد روى هذا الحديث معمر ومحمد بن أبي حفصة وشعيب بن أبي حمزة ومحمد بن الوليد الزُّبيدي، عن الزهري، عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن =
7579 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا، فَتَجَاوَزْ عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا. قَالَ: فَلَقِيَ اللهَ عز وجل فَتَجَاوَزَ عَنْهُ "(1).
= ابن أزهر، عن أبي هريرة، وقد أعلَّ النسائي رواية إبراهيم بن سعد برواية هؤلاء عن الزهري، فقد نقل عنه المزي في "التحفة" 9/ 464 أنه قال بعد ما أخرجه من طريق الزبيدي: هذا عندي أولى بالصواب، والزبيدي أثبت في الزهري، وأعلم به من إبراهيم، وإبراهيم ثقة. وهذا النص غير موجود في "المجتبى" وجاء بعضه في المطبوع من "الكبرى" (1945) وهو: وهذا أولى بالصواب من الذي قبله.
قلنا: وهذا تحكُّم من النسائي رحمه الله، إذ لا يبعد أن يكون الزهري قد حفظه على الوجهين، فأداهما جميعاً، فحفظ عنه إبراهيم بن سعد أحد الوجهين، وكم حديثٍ قد رواه الزهري عن غير واحد من أشياخه، فهذا حال المكثرين من رواة الأحاديث، والله تعالى أعلم.
ورواية معمر وابن أبي حفصة ستأتيان عند المصنف برقم (8086) و (10669).
وسيأتي الحديث من طريقين آخرين، انظر (8189) و (8607).
وفي الباب عن أنس بن مالك، سيرد 3/ 101.
وعن خبّاب بن الأرت، سيرد 5/ 109.
وعن عُلَيْمٍ الكندي مرسلاً، سيأتي في مسند عَبْس الغِفَاري 3/ 494 - 495.
قوله: "يستعتب"، قال السندي: أي: يرجع عن الإِساءة، ويَطْلُبُ رِضا الله تعالى بالتوبة.
(1)
إسناده صحيح كسابقه.
7580 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ "(1).
7581 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ، فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ، فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ، فَصُومُوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا "(2).
= وأخرجه البخاري (3480)، ومسلم (1562)، والبيهقي في "الشعب"(11246)، والبغوي (2139) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2511)، والبخاري (2078)، ومسلم (1562)، والنسائي 7/ 318، وابن حبان (5042) و (5046)، والبيهقي في "السنن" 5/ 356 من طرق عن ابن شهاب الزهري، به.
وسيأتي برقم (8387) و (8467) من هذا الطريق عن أبي هريرة، وبرقم (8730) من طريق أبي صالح عنه.
وفي الباب عن أبي مسعود البدري وحُذيفة، سيرد 4/ 118.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل مظفر بن مدرك، وهو ثقة.
وأخرجه البخاري (3882) عن عبد العزيز بن عبد الله، و (4285) عن موسى ابن إسماعيل، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإِسناد. وانظر (7240).
(2)
إسناده صحيح كسابقه. =
7582 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ الْأَغَرِّ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَيَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ الأَغَرَّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَلَمْ يَذْكُرْ يَعْقُوبُ أَبَا سَلَمَةَ. [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَاهُ يُونُسُ: عَنِ الْأَغَرِّ وَأَبِي (1) سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَائِكَةٌ، يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وَجَاؤُوا فَاسْتَمَعُوا الذِّكْرَ "(2).
= وأخرجه الطيالسي (2306)، ومن طريقه النسائي 4/ 133 - 134، وأخرجه مسلم (1081)، والبيهقي 4/ 206 من طريق يحيى بن يحيى، وابن ماجه (1655) من طريق أبي مروان العثماني، ثلاثتهم (الطيالسي ويحيى والعثماني) عن إبراهيم بن سعد، به.
وسيأتي من طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة (7778)، وسلف برقم (7516) من طريق أبي سلمة وحده.
(1)
في (م): عن أبي، بجعل "عن" مكان الواو، وهو خطأ.
وقول الإِمام أحمد هنا: حدثناه يونس عن الأَغر وأبي سلمة، يريد به أن شيخه يونس -وهو ابن محمد المؤدب- قد حدثه بهذا الحديث عن إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب الزهري فقال فيه: عن الأغر وأبي سلمة، فتابع بذلك شيخه الآخر فيه أبا كامل.
(2)
أسانيده صحاح، وهو من طريق يعقوب ويونس على شرط الشيخين، وأما متابعهما أبو كامل، فثقة من رجال النسائي، وروى له أبو داود في "التفرد". =
7583 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ. وَيَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَلَا يُؤْذِينَا بِهَا فِي مَسْجِدِنَا هَذَا ". قَالَ يَعْقُوبُ: يَعْنِي الثُّومَ (1).
7584 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ (2)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
= وأبو كامل: هو مظفَّر بن مُدرك الخراساني، وإبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، والأغر: هو سلمان أبو عبد الله، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، ويعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد، ويونس: هو ابن محمد المؤدب.
وأخرجه البخاري (3211) عن أحمد بن يونس، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن الأغر وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وانظر (7519).
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه أبو عوانة 1/ 411 من طريق عاصم بن علي وسليمان بن داود أبي أيوب الهاشمي، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإِسناد. وقرن سليمان بن داود بسعيدٍ أبا سلمة.
وأخرجه مرسلاً مالك 1/ 17 عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسيأتي الحديث من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة برقم (7610)، ومن طريق أبي سلمة عن أبي هريرة برقم (9545).
وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4619). وانظر شواهده هناك.
(2)
قوله: "وحدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن شهاب" أثبتناه من (ظ 3) =
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَشُكَّ يَعْقُوبُ، قَالَ:" فَضْلُ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاةِ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ (1) جُزْءًا "(2).
7585 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ (3) خَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَتْ فِي (4) يَدِي "(5).
= و (عس)، وقد سقط من (م) وباقي النسخ الخطيّة.
(1)
في (ظ 3): "وعشرون" فعلى هذا تضبط "فضل" في أول الحديث على صيغة المصدر: فَضْل.
(2)
إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه ابن ماجه (787) من طريق محمد بن عثمان، وأبو عوانة 2/ 2 من طريق أبي أيوب -وهو سليمان بن داود الهاشمي-، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (7185).
(3)
في (م) و (ظ 1): مفاتيح. وهو خطأ.
(4)
لفظة "في" أثبتناها من (ظ 3) و (عس)، ولم ترد في (م) وباقي النسخ غير (س) لكن رمَّجها وكتب حذاءها: كذا في نسخة أخرى فوضعت يدي!
(5)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (7273) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. =
7586 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ، رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ الْمُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى الْعَالَمِينَ، وَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْعَالَمِينَ، فَغَضِبَ الْمُسْلِمُ (1)، فَلَطَمَ عَيْنَ الْيَهُودِيِّ، فَأَتَى الْيَهُودِيُّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ، فَاعْتَرَفَ بِذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ (2) مَنْ يُفِيقُ، فَأَجِدُ مُوسَى مُمْسِكًا بِجَانِبِ الْعَرْشِ، فَمَا أَدْرِي: أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي؟ أَمْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَاهُ اللهُ عز وجل؟! "(3).
= وأخرجه مسلم (523)(6)، والنسائي 6/ 3 - 4، وأبو عوانة 1/ 395، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 470 - 471 من طريق يونس بن يزيد، وأبو عوانة 1/ 395 من طريق محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، به.
وسيأتي برقم (7632) و (9867). وانظر تخريج الحديث رقم (7266).
(1)
في نسختي (ظ 3) و (عس) زيادة عبارة بعد هذا، وهي:"على اليهودي"، لكن لم يكتب عليها علامة "صح"، فلذلك لم نثبتها في المتن.
(2)
في نسختي (ظ 3) و (عس): في أول.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني، وهو ثقة.
وأخرجه البخاري (2411) و (6517) و (7472)، ومسلم (2373)(160)، وأبو داود (4671)، والنسائي في "الكبرى"(7758) و (11457)، والبغوي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (4302) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وليس فيه عند النسائي قصة اليهودي.
وأخرجه البخاري (3408)، ومسلم (2373)(161) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والبخاري (7472) من طريق محمد بن أبي عتيق، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وأخرجه مختصراً البخاري (3414)، ومسلم (2373)(159)، والنسائي في "الكبرى"(11458) من طريق عبد الله بن الفضل، والبخاري (6518) من طريق أبي الزناد، كلاهما عن عبد الرحمن الأعرج وحده عن أبي هريرة. وزادوا في آخره:"ولا أقول إن أحداً أفضل من يونس بن متّى عليه السلام".
وأخرجه مختصراً أيضاً البخاري (4813)، وأبو يعلى (6643) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، عن أبي هريرة.
وعلقه البخاري (7428) قال: قال الماجشون عن عبد الله بن الفضل، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. مختصراً أيضاً.
وسيأتي الحديث من طريق أبي سلمة وحده عن أبي هريرة برقم (9821).
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/ 31 و 33.
قوله: "استبَّ رجلان"، قال السندي: أي اختصما بالقول.
وقوله: "لا تخيروني على موسى" قال: أي: لا تفضلوني عليه، قال التُّورْبشتي: قال ذلك على سبيل التواضع أولًا، ثم لِيرْدَعَ الأمة عن التخيير بين أنبياء الله من تلقاء أنفسهم ثانياً، فإن ذلك يُفضي بهم إلى العصبية، فينتهز الشيطانُ عند ذلك فرصة فيدعوهم إلى الإفراط والتفريط، فلهذا قال:"لا تخيروا بين الأَنبياء" أي: لا تقدموا على ذلك بأهوائكم وآرائكم، بل بما آتاكم الله من البيان، ومثله "ما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس" أي: لا ينبغي أن يقولَ مِنْ تلقاء نفسه، أو لا ينبغي أن يفضل من حيث النبوة والرسالة، فإن شانهما لا يختلِفُ باختلاف الأشخاص، بل كل الأنبياء سواء فيما جاؤوا به من عند الله، =
7587 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ " قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ مِنْهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ "(1).
7588 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى عليهما السلام، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟! فَقَالَ لَهُ آدَمُ: وَأَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِكَلَامِهِ
= وإن اختلفت مراتبهم، وإليه يشير قوله تعالى:{لا نُفرَّقُ بَيْنَ أَحدٍ من رُسُلِهِ} [البقرة: 285] وخصَّ يونس بالذِّكر صَوْناً لبواطن الضعفاء عما يعود إلى نقيضه في حقه بسبب ما قصه الله تعالى من شأنه في كتابه.
وقوله: "يصعقون" قال: مِن صَعِقَ كعَلِمَ، أي: يُغشى عليهم من النفخة.
(1)
إسناده صحيح كسابقه. أبو عبيد: اسمه سعد بن عبيد، وهو في الأصل مولى عبد الرحمن بن أَزهر، لكن نسب فيما بعد إلى عبد الرحمن بن عوف، لأنه وابنَ أزهر ابنا عمٍّ، قاله البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 60.
وأخرجه مسلم (2816)(75) من طريق يحيى بن عباد، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (5673)، والبيهقي 3/ 377 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن ابن شهاب، به.
وانظر ما سلف برقم (7203).
وَبِرِسَالَتِهِ (1)، تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟! " قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى (2) "(3).
7589 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4).
(1) في (ظ 3) وكذا على هامش (س) و (ظ 1): وبرسالاته، وكانت كذلك في (عس) إلا أنها رُمِّجتْ وكُتب فوقها: وبرسالته.
(2)
لم يذكر في (ظ 3) قوله: "فحج آدم موسى" غير مرّة واحدة، وزِيدَ فيها وفي (عس) في آخر الحديث لفظة "مرتين".
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل مظفَّر بن مُدرِك الخراساني، وهو ثقة. حميد بن عبد الرحمن: هو ابن الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه البخاري (3409)، ومسلم (2652)(15)، وابن أبي عاصم في "السنة"(146) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإِسناد. ولم يسقه ابن أبي عاصم بتمامه.
وأخرجه البخاري (7515)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 190 - 191 من طريق عقيل بن خالد، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1033) من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، به. وفي رواية عقيل ونحوه في رواية يونس:"فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجت ذريتك من الجنة".
وانظر الحديث التالي برقم (7589)، وسلف نحوه برقم (7387) من طريق طاووس عن أبي هريرة.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة. وانظر ما قبله.
7590 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: " إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ " قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ " قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ "(1).
7591 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ، لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ "(2).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل مظفر بن مدرك، وهو ثقة. إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه الدارمي (2393)، والبخاري في "صحيحه"(26) و (1519)، وفي "خلق أفعال العباد"(146) و (147) و (148)، ومسلم (83)(135)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(21)، والنسائي 8/ 93، وأبو عوانة 1/ 61 - 62، وابن منده في "الإِيمان"(288)، واللالكائي في "شرح أُصول الاعتقاد"(1491) و (1492) و (1550)، والبيهقي في "السنن" 9/ 157، وفي "الشُعب"(4087) و (4211)، والبغوي (1840) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإِسناد. وبعض هؤلاء يرويه مختصراً.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(145) من طريق شعيب، عن الزهري، به مختصراً.
وسيأتي من طريق سعيد عن أبي هريرة برقم (7641). وانظر ما سلف برقم (7511).
(2)
إسناده صحيح، أبو كامل مظفر بن مدرك ثقة روى له أبو داود في =
7592 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ (1)، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ الْأَغَرِّ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
= "التفرد" والنسائي، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. ليث: هو ابن سعد، وسعيد: هو ابن أبي سعيد كيسان المقبُري.
وأخرجه البخاري (6017)، ومسلم (1030)، والبيهقي 4/ 177 و 6/ 60، والبغوي (1641) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (8066) و (9580) و (10402) و (10575).
وأخرجه الترمذي (2130) من طريق أبي معشر، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "تهادَوْا فإن الهدية تُذْهِبُ وَحَرَ الصدر، ولا تحقرنَّ جارة
…
الخ".
وأخرج القسم الأول منه الإِمام أَحمد برقم (9250) ويأتي هناك التحقيق في سعيد مَنْ هو، فإنه قد اختُلِفَ فيه.
وفي الباب عن حواء جدة عمرو بن معاذ الأشهلي، سيرد 6/ 434 - 435.
الفِرسِن، قال الحافظ في "الفتح" 5/ 198: بكسر الفاء والمهملة بينهما راء ساكنة وآخره نون: هو عَظْمٌ قليلُ اللحم، وهو للبعير موضع الحافرِ للفرس، ويطلق على الشاة مجازاً، ونونه زائدة، وقيل أصليّة.
وأُشير بذلك إلى المبالغة في إهداء الشيء اليسير وقبوله، لا إلى حقيقة الفِرسِن، لأنه لم تجرِ العادةُ بإهدائه، أي: لا تَمْنَعُ جارةٌ من الهدية لجارتها الموجودَ عندها لاستقلاله، بل ينبغي أن تَجودَ لها بما تيسر، وإن كان قليلاً فهو خيرٌ من العدم، وذكر الفرسن على سبيل المبالغة، ويحتمل أن يكونَ النهيُ إنما وقع للمُهْدَى إليها، وأنها لا تحتقر ما يُهْدَى إليها، ولو كان قليلاً، وحمله على الأعم من ذلك أولى.
وفي الحديث الحضُ على التهادي ولو باليسير، لأن الكثيرَ قد لا يَتيسَّرُ كلَّ وقتٍ، وإذا تواصل اليسير صار كثيراً، وفيه استحبابُ المودَّة وإسقاطُ التكلُّف.
(1)
وقع في (م) بين أبي كامل وبين إبراهيم زيادة "حدثنا ليثٌ" وهو خطأ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ اسْمُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، إِلَى السَّمَاءِ (1) الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ ".
فَلِذَلِكَ كَانُوا يُفَضِّلُونَ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ عَلَى صَلَاةِ أَوَّلِهِ (2).
(1) في (م): سماء.
(2)
إسناده صحيح، مَنْ فوقَ أبي كامل من رجال الشيخين. إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم الزهري، والأغر: اسمه سَلْمان، وكنيته أبو عبد الله، والأغر لقبه.
وأخرجه ابن ماجه (1366)، وابن أبي عاصم في "السُّنة"(493)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(480)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 299 - 300، والدارقطني في "النزول" ص 106 - 107 و 108 و 120 من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(479)، والآجرّي في "الشريعة" ص 308، وابن السُّني في "عمل اليوم والليلة"(369) من طريق محمد بن سليمان لُوَيْن، عن إبراهيم بن سعد، به. ولم يذكر فيه الأغرَّ.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 300 من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن إبراهيم بن سعد، به. ولم يذكر فيه أبا سلمة.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 214، وأخرجه الدارمي (1479)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 301، والدارقطني في "النزول" ص 116 من طريق شعيب بن أبي حمزة، وأبو يعلى (6155)، والآجرّي ص 309 من طريق فليح بن سليمان، وابن خزيمة 1/ 298، والدارقطني ص 114 من طريق يونس بن يزيد، والدارقطني ص 117 من طريق عبيد الله بن أبي زياد الرصافي، و 117 - 118 من طريق معاوية =
7593 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَتَيْتُ سَعِيدَ ابْنَ مَرْجَانَةَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ، فَلَمْ يَمْشِ مَعَهَا، فَلْيَقُمْ حَتَّى تَغِيبَ عَنْهُ، وَمَنْ مَشَى مَعَهَا، فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى تُوضَعَ "(1).
= ابن يحيى الصدفي، ستتهم (مالك وشعيب وفليح ويونس وعبيد الله ومعاوية) عن الزهري، عن الأغر وأبي سلمة، به.
وسيأتي في "المسند" برقم (10313) من طريق مالك، عن الزهري، عن أبي عبد الله الأغر وحده، عن أبي هريرة. ويأتي تخريجه من طريق مالك هناك.
وأخرجه الدارقطني في "النزول" ص 112 من طريق مالك، عن الزهري، عن أبي سلمة وحده، به.
وأخرجه مسلم (758)(170)، وابن أبي عاصم في "السُّنة"(497)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(478)، وابن حبان (919)، وابن خزيمة 1/ 301 - 302 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به.
وأخرجه الدارقطني ص 119 من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي وأبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة.
وسيأتي الحديث من طريق أبي عبد الله الأغر وأبي سلمة برقم (7622)، ومن طريق أبي عبد الله الأغر وحدَه برقم (10313)، ومن طريق أبي سلمة وحدَه برقم (10544). وانظر ما سلف برقم (7509).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس، ولم يصرح بسماعه، وباقي رجال السند ثقات رجال الصحيح. محمد بن سلمة: هو ابن عبد الله الباهلي مولاهم الحرَّاني، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 487 عن ابن أبي داود، عن =
7594 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَهَا "(1).
= الوهبي -وهو أحمد بن خالد-، عن ابن إسحاق، بهذا الإِسناد.
وأخرج الشطر الثاني البيهقي في "السنن" 4/ 26 من طريق قاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وإسناده صحيح. وهذا الشطر رواه غيرُ سفيان الثوري، عن سهيل، عن أبيه، فجعله عن أبي سعيد الخدري، وسيأتي في مسنده 3/ 37، وانظر أيضاً 3/ 97.
وبنحوه أخرجه الحاكم 1/ 356 من طريق أبي معاوية، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة. وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
ويشهد لحديث أبي هريرة حديثُ أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها، فمن اتبعها، فلا يقعد حتى تُوضع". سيأتي في مسنده 3/ 25، وهو متفق عليه.
وحديث عامر بن ربيعة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأى أحدكم الجنازة، ولم يكن ماشياً معها، فليقم حتى تجاوزه أو توضع". سيأتي في مسنده 3/ 445، وهو متفق عليه أيضاً.
وفي مسألة القيام للجنازة انظر "شرح معاني الآثار" للطحاوي 1/ 487 - 490 و"المغني" لابن قدامة 3/ 403 - 405.
(1)
حديث صحيح، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعنه، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإِمام"(218) عن محمد بن عبيد، عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7284).
7595 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ، وَنَهَانِي عَنْ ثَلَاثٍ: أَوْصَانِي بِالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، قَالَ: وَنَهَانِي عَنِ الِالْتِفَاتِ، وَإِقْعَاءٍ كَإِقْعَاءِ الْقِرْدِ، وَنَقْرٍ كَنَقْرِ الدِّيكِ (1).
7596 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِصَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَبِالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَبِصَلَاةِ الضُّحَى،
(1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الهاشمي، ولجهالة الراوي عن أبي هريرة، لكن قد بُيَّن فيما يأتي برقم (8106)، وهو مجاهد.
وأخرجه الطيالسي (2593) عن أبي عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، به.
وانظر في كراهة الالتفات حديث عائشة عند البخاري (751)، وسيأتي 6/ 70.
وفي النهي عن الإِقعاء حديث علي السالف برقم (1244)، وسنده ضعيف.
وفي النهي عن النَّقْر حديث عبد الرحمن بن شبل الآتي في مسنده 3/ 428، وسنده ضعيف.
وسيأتي الشطر الأول -وهو الأمر بالثلاث- عند المصنف برقم (10450) عن معتمر، وبرقم (10483) عن علي بن عاصم، كلاهما عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، وقرن معتمرٌ بمجاهد شهرَ بن حوشب.
وأخرج الشطرين جميعاً أبو يعلى (2619) من طريق بشر بن الوليد، عن أبي يوسف، عن محمد بن عبيد الله العرزمي، عن عطاء، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف جداً، محمد بن عبيد الله العرزمي متروك الحديث.
والشطر الأول صحيح، انظر ما سلف برقم (7512).
فَإِنَّهَا صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ (1).
7597 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يَقُولُ [اللهُ] (2): مَنْ أَذْهَبْتُ حَبِيبَتَيْهِ، فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ، لَمْ أَرْضَ لَهُ بِثَوَابٍ دُونَ الْجَنَّةِ "(3).
(1) حديث صحيح، والراوي المبهم الذي حدث عنه العوَّام: هو سليمان ابن أبي سليمان مولى ابن عباس كما سيأتي عند المصنف برقم (10559)، وهو في عداد المجهولين. وشيخ المصنف أبو العباس محمد بن السماك مختلف فيه، وقد سلفت ترجمته في مسند ابن مسعود برقم (3676)، فارجع إليها هناك.
وسيأتي تخريج حديث العوام بن حوشب هذا عند الحديث (10559).
وقد صح من غير هذا الطريق، انظر ما سلف برقم (7512).
صلاة الأَوابين، قال السندي: أي: الرجاعين إلى الله تعالى من آبَ: إذا رجع، فإن كلَّ مصلٍّ حالةَ الصلاة راجعٌ إلى الله تعالى من الذنوب وغيره مما لا يليق، قال تعالى:{إنَّ الصلاةَ تَنْهَى عن الفحشاءِ والمنكر} : والآتي بالنوافل الزائدة مكثر في الرجوع، والله تعالى أعلم.
(2)
لفظ الجلالة لم يرد في (م) والنسخ الخطية غير (ظ 3)، فقد أثبت فيها لكن كتب فوقه ضبة صغيرة، وأثبتناه من النسخة الكتانية، ومن "جامع المسانيد والسنن" 7/ ورقة 38.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وذكوان: هو السمان أبو صالح.
وأخرجه الترمذي (2932) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وقال: حسن صحيح. =
7598 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَيَّ، فَاسْأَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْوَسِيلَةُ؟ قَالَ:" أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ، لَا يَنَالُهَا إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ "(1).
= وأخرجه الدارمي (2795) من طريق جرير بن عبد الحميد، والنسائي في "الكبرى"(11446) من طريق أبي الأحوص، وابن حبان (2932) من طريق سهيل بن أبي صالح، والطبراني في "الأوسط"(179) من طريق عبيد الله بن زحر، أربعتهم عن الأعمش، به- لكن جعله جرير وسهيل موقوفاً على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتجاوزاه. وعبيد الله بن زَحْر راوي الحديث عند الطبراني ضعيف، لكنه قد توبع.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي 3/ 144.
وعن أبي أُمامة، سيأتي 5/ 258.
وعن عائشة بنت قدامة، سيأتي 6/ 365.
وعن ابن عباس عند أبي يعلى (2365)، وابن حبان (2930)، والطبراني (12452).
وعن العرباض بن سارية عند البزار (771)، وابن حبان (2931).
والحبيبتان: المراد بهما العينان.
(1)
إسناده ضعيف، ليث -وهو ابن أبي سُليم- ضعيف، وكعب قال الترمذي: ليس هو بمعروف، ولا نعلم أحداً روى عنه غير ليث بن أبي سُلَيم.
وأخرجه الترمذي (3612) من طريق أبي عاصم، عن سفيان، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب ليس إسناده بالقوي.
وسيأتي برقم (8770).
ويغني عنه حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم (384) وغيره، وقد سلف برقم =
7599 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ، وَيُبْغِضُ - أَوْ يَكْرَهُ - التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا قَالَ أَحَدُهُمْ: هَا، هَا، فَإِنَّمَا ذَلِكَ الشَّيْطَانُ يَضْحَكُ مِنْ جَوْفِهِ "(1).
= (6568).
قوله: "الوسيلة" قال السندي: قيل: هي في اللغة المنزلة عند الملك، ولعلها في الجنة عند الله أن يكون كالوزير عند الملك بحيث لا يخرج رزق ولا منزلة إلا على يديه وبواسطته.
أن أكون أنا هو: من وضع الضمير المرفوع موضع المنصوب على أن "أنا" تأكيد أو فصل، ويحتمل أن يكون "أنا" مبتدأ خبره هو، والجملة خبر "أكون".
(1)
إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعة، وهو قوي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3323).
وأخرجه الحميدي (1161)، والترمذي (2746)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(217)، وابن خزيمة (921)، وابن حبان (2358)، وابن السُّني في "عمل اليوم والليلة"(226)، والحاكم 4/ 263 من طرق عن محمد بن عجلان، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن ماجه (968)، والنسائي (216)، وأبو يعلى (6627)، وابن خزيمة (922)، وابن حبان (598)، والبغوي (3340) من طرق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به.
وسيأتي برقم (9530) و (10707). وانظر ما سلف برقم (7294).
7600 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يُدْخِلْ يَدَهُ فِي إِنَائِهِ - أَوْ قَالَ: فِي وَضُوئِهِ - حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ "(1).
7601 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْفَأْرَةِ تَقَعُ فِي السَّمْنِ، فَقَالَ:" إِنْ كَانَ جَامِدًا، فَأَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا، وَإِنْ كَانَ مَائِعًا، فَلَا تَقْرَبُوهُ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (278)(87)، والبيهقي 1/ 244، وأبو عوانة 1/ 264 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن ماجه (393)، والترمذي (24)، والنسائي 1/ 215، والبيهقي 1/ 244 من طريق الأوزاعي، عن الزهري، به.
وسيأتي مكرراً برقم (7815)، وانظر ما سلف برقم (7282).
(2)
رجاله ثقات، رجال الشيخين إلا أن معمراً قد أخطأ في إسناده، إذ رواه عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة. وقد خالفه أصحاب الزهري فرووه عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن ميمونة. وأخطأ في متنه، فزاد فيه زيادة غريبة، وهي:"وإن كان مائعاً فلا تقربوه" وانظر تفصيل القول في ذلك فيما سلف برقم (7177).
والحديث في "مصنف عبد الرزاق"(278)، ومن طريقه أخرجه أبو داود =
7602 -
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ (1) بْنُ بُوذَوَيْهِ: أَنَّ مَعْمَرًا
= (3842)، وابن حبان (1393)، والدارقطني في "العلل" 7/ 287، والبيهقي 9/ 353، وابن حزم في "المحلى" 1/ 140، والبغوي (2812).
وقال الحافظ في "الفتح" 9/ 669: استدل بهذا الحديث -يعني حديث ميمونة الذي ليس فيه زيادة: "وإن كان مائعاً فلا تقربوه" عند البخاري- لإِحدى الروايتين عن أَحمد أن المائع إذا حلَّت فيه النجاسة لا ينجس إلا بالتغير، وهو اختيار البخاري، وقول ابن نافع من المالكية، وحُكيَ عن مالك، وقد أَخرج أَحمد عن إسماعيل ابن عُليّة، عن عمارة بن أَبي حفصة، عن عكرمة أن ابن عباس سئل عن فأرة ماتتْ في سمن، قال: تؤخذ الفأرة وما حولها، فقلتُ: إن أثرها كان في السمن كله، قال: إنما كانت وهي حية، وإنما ماتت حيث وجدت. ورجاله رجال الصحيح، وأخرجه أحمد من وجهٍ آخر، وقال فيه: عن جر فيه زيت، وقع فيه جرذ، وفيه: أليسَ جال في الجر كله؟ قال: إنما جال وفيه الروح، ثم استقر حيث مات.
وأخرج البخاري (5539) عن عبدان، عن عبد الله بن المبارك، عن يونس ابن يزيد، عن الزهري: عن الدابة تموت في الزيت والسمن وهو جامد أو غير جامد، الفأرة وغيرها، قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بفأرة ماتت في سمن، فأمر بما قرب منها فطرح، ثم أُكل. قال الحافظ: وهذا يقدح في صحة من زاد في هذا الحديث عن الزهري التفرقة بين الجامد والذائب لأنه لو كان عنده مرفوعاً ما سوَّى في فتواه بين الجامد وغير الجامد، وليس الزهري ممن يُقال في حقه: لعله نسي الطريقَ المفصَّلة المرفوعة، لأنه كان أحفظَ الناسِ في عصره، فخفاء ذلك عنه في غاية البعد.
(1)
في (م) وسائر الأصول الخطية. أبو عبد الرحمن، لكن ضُبِّب على لفظة "أبو" ضبة صغيرة في نسختي (ظ 3) و (عس) إشارة إلى أنه خطأ في الرواية، وهو خطأ قديم في نُسخ "المسند" فلذلك أورده الحسيني في "الإِكمال" 2/ 303 في الكنى، فتعقبه الحافظ في "التعجيل" ص 498 - 499 بقوله: قد غلط فيه (يعني =
كَانَ يَذْكُرُهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَيَذْكُرُهُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1).
7603 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ مِنْهُ "(2).
= الحسيني)، وإنما هو عبد الرحمن، اسمٌ لا كنية.
قلنا: وعبد الرحمن بن بوذويه، ويقال: ابن عمر بن بوذويه الصنعاني، قد روى له أبو داود والنسائي، فهو من رجال "التهذيب".
(1)
وقع في (م) هنا خطأ مكان قوله: "ويذكره عن عُبيد الله": ويذكر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة.
قلنا: وهذا خطأ بيِّن، وقع لبعض النساخ المتأخرين من انتقال نظره بعد ما كتب "ويذكر" إلى الحديث رقم (7604) فنقل منه قوله: "قال: قال رسول الله
…
" الخ، وما أثبتناه في هذا الحديث منقول بنصه في "سنن النسائي" 7/ 178، وفي "العلل" 7/ 287 للدارقطني.
وصورة الإِسناد هنا: عبد الرزاق، عن عبد الرحمن بن بوذَويه، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله -وهو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي- عن ابن عباس، عن ميمونة، بمثل حديث سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وأخرجه كذلك أبو داود (3843)، والنسائي 7/ 178 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وهذا إسناد لا بأس به، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن بوذويه، فقد خرَّجَ له أبو داود والنسائي، وروى عنه جمعٌ، وأثنى عليه الإِمام أحمد خيراً، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وأما ابن حجر فقال في "التقريب": مقبول! وانظر تخريج الحديث السالف برقم (7177).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
7604 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وقَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي الْإِنَاءِ، فَاغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ "(1).
وهو في مصنف عبد الرزاق" (300)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (54)، وأبو عوانة 1/ 276.
وأخرجه الحميدي (970)، وابن خزيمة (66) من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب، بهذا الإِسناد، ولفظه عندهما:"ثم يغتسل منه".
وأخرجه النسائي 1/ 197 - 198، والبيهقي 1/ 239 من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قوله، وجاء في آخره عند النسائي: قالوا لهشام -يعني ابن حسان-: إن أيوب إنما ينتهي بهذا الحديث إلى أبي هريرة، فقال: إن أيوب لو استطاع أن لا يرفع حديثاً لم يرفعه. وعلق السندي عليه في حاشيته، فقال: تعظيماً للنسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وخوفاً من أن يقع منه فيها خطأ، فيقع في الكذب عليه والله تعالى أعلم. ومقصود هشام أن وقف أيوب لا يضر في الرفع إذا ثبت الرفع بطريق آخر على وجهه. وانظر ما سلف برقم (7526).
(1)
إسناداه صحيحان على شرط الشيخين.
وهو بالإِسناد الأول في "مصنف عبد الرزاق"(330)، ومن طريقه أخرجه أبو عَوانة 1/ 207 - 208.
وأخرجه أبو داود (71)، وابن خزيمة (95) و (97)، وأبو عوانة 1/ 207 - 208 و 208 من طرق عن هشام بن حسان، بهذا الإِسناد. وزادوا في آخره:"أولاهن بالتراب". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وسيأتي الحديث بهذه الزيادة برقم (9511) عن ابن عُلية، وبرقم (10595) عن يزيد بن هارون، كلاهما عن هشام بن حسان.
وهو بالإِسناد الثاني في "المصنف" أيضاً (331)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 1/ 208.
وأخرجه الحميدي (968) عن سفيان بن عيينة، وابن الجارود (52) عن علي بن سلمة، عن سفيان بن عيينة، عن أيوب، به- وزاد فيه:"أولاهن أو إحداهن بالتراب".
وأخرجه الشافعي 1/ 23 - 24، ومن طريقه أبو عوانة 1/ 208، وأبو نُعيم في "الحلية" 9/ 158، والبيهقي 1/ 241، والبغوي (289) عن سفيان بن عيينة، عن أيوب، به- لكن قال فيه:"أولاهن أو أُخراهن بالتراب"!
قلنا: ورواية الحميدي أرجح، فهو أثبتُ الناس في ابن عيينة، وأجلّ أصحابه، وكان راويته، ثم إنه قد تابعه على لفظه راوٍ آخر، وهو علي بن سلمة عند ابن الجارود.
وأخرجه الترمذي (91)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 21، وفي "مشكل الآثار"(2650) من طريق معتمر بن سليمان، عن أيوب، به- وفيه عند الترمذي:"أولاهن أو أخراهن من التراب"، وفي "مشكل الآثار":"أُولاهنَّ أو قال: أولهنَّ بالتراب"، وفي "شرح المعاني":"أولاهن بالتراب" فقط. قال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي مثل ما في "شرح المعاني" برقم (10341) من طريق سعيد عن أيوب.
وأخرجه موقوفاً أبو داود (72) من طريق معتمر بن سليمان وحماد بن زيد، والدارقطني 1/ 64 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب، به.
وأخرجه أبو داود (73)، والنسائي 1/ 177 - 178، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 21، والدارقطني 1/ 64، والبيهقي 1/ 241 من طريق قتادة، وأخرجه الطحاوي أيضاً 1/ 21، وفي "مشكل الآثار"(2648)، والدارقطني 1/ 64 من طريق قرة بن خالد، والدارقطني 1/ 64 و 240 من طريق الأوزاعي، والخطيب =
7605 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، قَالَ: مَرَرْتُ بِأَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مِمَّا أَتَوَضَّأُ؟ مِنْ أَثْوَارِ أَقِطٍ أَكَلْتُهَا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ "(1).
= فى "تاريخه" 11/ 109 من طريق ابن عون، أربعتهم عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعاً. وفيه عندهم: أولاهن بالتراب، غير قتادة فقد اختلف عليه، فبعضهم قال عنه: أولاهن بالترأى، وبعضهم قال: السابعة بالتراب!
قال الحافظ في "الفتح" 1/ 276: رواية "أولاهن" أرجح من حيث الأكثرية والأحفظية، ومن حيث المعنى أيضاً، لأن تتريب الأخيرة يقتضي الاحتياج إلى غسله أخرى لتنظيفه، وقد نص الشافعي في "حرملة" على أن الأُولى أَولى، والله أعلم. وانظر تمام كلامه فيه.
وسلف الحديث برقم (7346) من طريق الأعرج عن أبي هريرة، دون هذه الزيادة.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، فمن رجال مسلم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(667)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه النسائي 1/ 105، والباغندي في "مسند عمربن عبد العزيز"(25).
وأخرجه مسلم (352)، والنسائي 1/ 105، والباغندي (24) و (28) و (86)، والطحاوي 1/ 63، وابن حبان (1147)، والطبراني في "الأوسط"(168)، والبيهقي 1/ 155 من طرق عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإِسناد. وسماه بعضهم: عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، قال في "التقريب": إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، وقيل: هو عبد الله بن إبراهيم بن قارظ.
وأخرجه النسائي 1/ 106 من طريق يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عمرو، وأبو يعلى (6605) من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري، والطحاوي 1/ 63 =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من طريق الحارث بن يعقوب، عن عراك بن مالك، والطبراني في "الأَوسط"(2247) من طريق حوشب بن عقيل، عن الحسن البصري، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 100 من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، جميعهم عن أبي هريرة. وبعض هذه الأسانيد فيها ضعف.
وسيأتي من طريق إبراهيم بن عبد الله بن قارظ برقم (7675) و (9519) و (10071) و (10204).
وله طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي (9907) و (10542) و (10848) و 4/ 28 (الطبعة الميمنية). وانظر (9049) و (9050).
وفي الباب عن أبي طلحة وأبي موسى وزيد بن ثابت وعائشة وأم حبيبة، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 4/ 28 و 397 و 5/ 184 و 6/ 89 و 326.
قلنا: والوضوء مما مسَّت النار منسوخ في قول الجمهور، ومما يدلُّ على النسخ حديث أبي هريرة الذي سيأتي برقم (9049): أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل كتفَ شاةٍ فتمضمض وغسل يده وصَلَّى. يعني: ولم يتوضأ كما في بعض المصادر، وإسناده صحيح.
ونحوه حديث ابن عباس عند الشيخين، وقد سلف برقم (1988).
وحديث عمرو بن أمية الضمري عند البخاري (208)، ومسلم (355)، وسيأتي 4/ 139.
وحديث جابر قال: كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مسَّت النار. أخرجه أبو داود (192) وغيره، وسنده صحيح. وانظر "الاعتبار" للحازمي ص 46 - 51.
وقوله: "من أثوار أقط" قال السندي: جمع ثور، وهي القطعة، والأَقِطُ بفتح فكسر: لبن مجفف يابس متحجر. ثم الوضوء مما مسته النار منسوخ عند الجمهور أو محمول على غسل اليد والفم، وأجراه أبو هريرة على ظاهره، ولم يبلغه الناسخ، والله تعالى أعلم.
7606 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ يُصَلِّي الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَوَلِكُلِّكُمْ ثَوْبَانِ؟! ".
قَالَ فِي حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَ (1).
7607 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا ابْنُ آدَمَ تُضَاعَفُ عَشْرًا، إِلَى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَهُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، وَيَدَعُ طَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، فَرْحَتَانِ لِلصَّائِمِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ عز وجل، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(1364) عن معمر وحده.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 379 من طريق روح بن عبادة، عن ابن جريج، بهذا الإِسناد. وقرن بابن جريج مالكاً ومحمدَ بن أبي حفصة.
وأخرجه أبو يعلى (5888) من طريق أبي أُويس عبد الله بن عبد الله، عن الزهري، به.
وسيأتي برقم (7830) و (8549) و (10503). وانظر ما سلف برقم (7149).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وذكوان: هو أبو صالح السمان. =
7608 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي ثَوْبٍ، فَلْيُخَالِفْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقِهِ "(1).
7609 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَحَتَّهَا بِمَرْوَةٍ أَوْ بِشَيْءٍ، ثُمَّ قَالَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ، فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ أَمَامَهُ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، فَإِنَّ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكًا، وَلَكِنْ
= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7893).
وأخرجه مسلم (1151)(164)، وابن ماجه (1638) من طريق أبي معاوية، ومسلم (1151)(164)، والنسائي 4/ 162 - 163، وابن حبان (3422) من طريق جرير بن حازم، والنسائي 4/ 162 من طريق المنذر بن عبيد، ثلاثتهم عن الأعمش، به- بعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (7174).
قوله: "فرحتان للصائم"، قال السندي: هكذا في النسخ هاهنا، والمشهور: للصائم فرحتان، وهو الأوفق لقواعد العربية، وأما هنا، فأما من تغيير الرواة أو بتقدير الصفة، أي: فرحتان عظيمتان، أو لأن المدار على الإِفادة ولا حاجة إلى مسوغ آخر.
(1)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(1374)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (2304). وانظر (7470).
لِيَتَنَخَّمْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى " (1).
7610 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ - يَعْنِي الثُّومَ - فَلَا يُؤْذِينَا (2) فِي مَسْجِدِنَا " وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: " فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، وَلَا يُؤْذِينَا (3) بِرِيحِ الثُّومِ "(4).
7611 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أُنَيْسٍ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(1681).
وسيأتي من طريق حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة مقروناً بأبي سعيد 3/ 58 و 88 و 93، فانظر تخريجه هناك.
وانظر ما سلف برقم (7405).
قوله: "بمروة"، قال السندي: أي: بقطعة حجر.
"فإن عن يمينه ملكاً" أي. عظيماً ينبغي مراعاته، أو ملكاً هو يكتب له الصلاة، فلا يليق به أن يؤذيه وهو في أمره، فلا يُرَدُّ أن في يساره ملكاً أيضاً. وانظر "فتح الباري" 1/ 513.
21) في (ظ 3): فلا يؤذِنا.
(3)
في (ظ 3) و (عس): فلا يؤذنا.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(1738)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (563)، وابن المنذر في "الأوسط "(1918)، وابن حبان (1645)، والبيهقي 3/ 76، والبغوي (495). وانظر (7583).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْمُؤَذِّنَ يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ، وَيُصَدِّقُهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ سَمِعَهُ، وَلِلشَّاهِدِ (1) عَلَيْهِ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ (2) دَرَجَةً "(3).
(1) المثبت من (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وباقي النسخ: والشاهد، وهو خطأ.
(2)
كذا في (ظ 3)، وهو الصواب، وفي (عس): خمسة وعشرون، وضُبِّبَ على التاء ضبة صغيرة إشارة إلى خطئها، وفي (م) وباقي النسخ: خمسة وعشرين، وهو خطأ.
(3)
حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد قابل للتحسين رجاله ثقات رجال الشيخين غير عباد بن أُنيس، فلم يرو عنه غير منصور، وهو ابن المعتمر، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 140، فقال: مِنْ أهلِ المدينة يروي عن أبي هريرة، روى عنه منصور بن المعتمر. قلنا: وقد قال الآجري عن أبي داود: كان منصور لا يروي إلا عن ثقة!
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(1863)، وعن عبد الرزاق أخرجه إسحاق بن راهويه (152)، وعبدُ بن حميد (1437).
وسيأتي برقم (9542) من طريق أبي يحيى، عن أبي هريرة.
وأخرجه دون قوله: "وللشاهد عليه
…
" ابن أبي شيبة 1/ 225 - 226 من طريق يحيى بن عباد أبي هبيرة، عن شيخ، عن أبي هريرة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(121)، والبيهقي 1/ 431 من طريق الأَعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، والبيهقي 1/ 431 من طريق الأَعمش، عن مجاهد، عن أبي هريرة.
وأخرجه مرسلاً عبد الرزاق (1864) من طريق صفوان بن سليم، عن عطاء ابن يسار، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (6201). =
7612 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَضْلُ صَلَاةِ الْجَمِيعِ (1) عَلَى صَلَاةِ الْوَاحِدِ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ (2)، وَتَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ ". قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإِسراء: 78](3).
= وعن البراء بن عازب سيأتي 4/ 284.
وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(7942)، وذكره الهيثمي في "المجمع" 2/ 326، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه جعفر بن الزبير، وهو ضعيف.
قوله: "مدى صوته" قال ابن الأثير: المدى: الغاية، أي يستكمل مغفرة الله إذا استنفد وُسْعَه في رفع صوته، فيبلغ الغاية في المغفرة إذا بلغ الغاية في الصوت. وقيل: هو تمثيل، أي: أن المكان الذي ينتهي إليه الصوت، لو قُدِّر أن يكون ما بين أقصاه وبين مقام المؤذن ذنوب تملأ تلك المسافة، لغفرها الله له.
قوله: "ويصدقه"، قال السندي: أي: يشهد له يوم القيامة أو يصدقه يوم يسمع، ويكتب له أجر تصديقهم بالحق.
وقوله: "وللشاهد عليه"، قال السندي: أي: الذي شهد الصلاة على أذانه، أي: لأجل أذانه.
(1)
في (م): الجمع
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس) وهو الصواب، وفي (م) وباقي النسخ: خمسة وعشرين.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2001)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان =
7613 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ، فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ "(1).
= (2051). وأخرجه البخاري (4717)، والدارقطني في "العلل" 8/ 55 من طريق عبد الرزاق، لكن فيه عندهما: عن سعيد وأبي سلمة، به.
وأخرجه البخاري في "الصحيح"(648)، وفي "القراءة خلف الإِمام"(249)، ومسلم (649)(246) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، به.
وقد سلف برقم (7185) من طريق سعيد بن المسيب وحده، عن أبي هريرة.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7602).
وأخرجه ابن حبان (1506) من طريق عبد الرزاق، عن معمر وحده، بهذا الإسناد
وسيأتي عند المصنف برقم (7829) عن محمد بن بكر، عن ابن جريج وحده.
وأخرجه الشافعي 1/ 52، والطيالسي (2302) و (2352)، والدارمي (1207)، ومسلم (615)(180) و (181)، وأبو داود (402)، والترمذي (157)، وابن ماجه (678)، والنسائي 1/ 248، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 186، وابن حبان (1507)، والبيهقي 1/ 437 من طرف عن الزهري، به.
وقد سلف برقم (7246) من طريق سعيد بن المسيب وحده، وسيأتي برقم (10506) من طريق أبي سلمة وحده.
وانظر ما سلف برقم (7130).
قوله: "فأبردوا عن الصلاة"، قال السندي: أي، بالصلاة كما في روايات، =
7614 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، وَلَا تَزَالُ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا كَانَ فِي مَسْجِدِهِ (1)، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ "(2).
7615 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ، قَالَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيُصَلِّ إِلَى شَيْءٍ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ فَعَصًا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَصًا، فَلْيَخْطُطْ
= فلفظة "عن" بمعنى الباء، وذكروا في توجيهها وجوهاً آخر، لكن أقرب الوجوه ما ذكرنا، والله تعالى أعلم.
(1)
كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وباقي النسخ: مسجدٍ.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2210)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 2/ 21.
وأخرجه مسلم ص 459 (273) من طريق سفيان بن عيينة، والنسائي في الملائكة كما في "التحفة" 10/ 330 من طريق إسماعيل ابن عُلية، كلاهما عن أيوب، بهذا الإِسناد- ورواية ابن عُلية موقوفة.
وأخرجه النسائي في الملائكة كما في "التحفة" 10/ 343 و 356 و 361، وأبو عوانة 2/ 21، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 180 - 181 من طرق عن محمد بن سيرين، به. وهو عند النسائي في الموضع الأَول موقوف.
وانظر ما سلف برقم (7430).
خَطًّا، ثُمَّ لَا يَضُرُّهُ مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ " (1).
7616 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنِ اطَّلَعَ عَلَى قَوْمٍ فِي بَيْتِهِمْ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَقَدْ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَؤُوا عَيْنَيْه (2) "(3).
7617 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَبْتَدِؤُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى بِالسَّلَامِ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي طَرِيقٍ، فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا "(4).
(1) إسناده ضعيف، أبو عمرو بن حريث مجهول، وهو أبو عمرو بن محمد بن حريث، وحريث جدُّه مجهول أيضاً.
وهو مكرر (7394).
(2)
في (م): عينه.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19433).
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 758 و 14/ 207، ومسلم (2158)(43)، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 84، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(936)، والبيهقي 8/ 338 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9360) و (10826). وانظر ما سلف برقم (7313).
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9837) =
7618 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ:" الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ "(1).
= وقرن فيه بمعمر سفيان الثوري.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 150. وانظر (7567).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (19503)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2223)(110)، وابن حبان (6124)، والبيهقي في "السنن" 8/ 139.
وأخرجه البخاري (5755) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2512)، والبخاري في "صحيحه"(5754)، وفي "الأَدب المفرد"(910)، ومسلم (2223)(110)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(1842) و (1846)، والبيهقي في "الشعب"(1168) من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(1847) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وسيأتي برقم (9849) و (10790) من طريق عبيد الله بن عبد الله، وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7619) و (7883) و (8393) و (9040) و (9454) و (9612) و (10321) و (10582).
وسيأتي من طريق حابس التميمي، عن أبي هريرة في مسند حابس التميمي 5/ 70. =
7619 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ " فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).
7620 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا هَامَةَ " قَالَ أَعْرَابِيٌّ: فَمَا بَالُ الْإِبِلِ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ، فَيُخَالِطُهَا الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَيُجْرِبُهَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" فَمَنْ كَانَ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟! "(2).
= وفي الباب عن أنس سيأتي 3/ 118.
قوله: "لا طيرة"، قال السندي: بكسر ففتح، وقد تسكن: التشاؤم بالشيء.
"وخيرها": أريد بالضمير ما يعم التشاؤم والتفاؤل، ولذلك قيل: وخيرها الفأل بالهمز، وقد يخقف بإبدالها ألفاً، وهو الأَشهر على الأَلسنة.
"الكلمة الصالحة": كالمريض يسمع: يا سالم، أو الطالب يسمع: يا واجد، فيرجو بذلك ويتبرك.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (6125) من طريق محمد بن عبيد بن حساب، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد.
وسيتكرر الحديث برقم (9262). وانظر ما قبله.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى هو: ابن عبد الأعلى السامي، ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عبد الله بن شهاب الزهري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19507)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3911)، والبيهقي 7/ 216، والبغوي (3248).
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" مسند علي ص 6 من طريق عبد الأعلى ابن عبد الأعلى وحده، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (5770)، والنسائي في "الكبرى"(7592)، والبيهقي 7/ 216 من طرق عن معمر، به.
وأخرجه البخاري (5717) و (5773)، ومسلم (2220)(101) و (102)، وابن أبي عاصم في "السنة"(272) و (274) و (286)، والنسائي (7591)، والطبري ص 5، والطحاوي في "شرح المشكل"(2891)، وفي "شرح المعاني" 4/ 309 و 312، وابن حبان (6116)، والبيهقي 7/ 216 من طرق عن ابن شهاب، به.
وأخرجه البخاري (5775)، ومسلم (2220)(103)، وابن أبي عاصم (284) و (285)، والطبري ص 6 - 7، والطحاوي في "المشكل"(1661) من طريق سنان بن أبي سنان الدؤلي، والبخاري (5757)، والطحاوي في "المشكل"(2889)، وفي "شرح المعاني" 4/ 309 من طريق أبي صالح، كلاهما عن أبي هريرة. قال أبو صالح في رواية الطحاوي في "شرح المعاني": فسافرت إلى الكوفة ثم رجعت، فإذا أبو هريرة ينتقص "لا عدوى" لا يذكرها، فقلت:"لا عدوى"! فقال: أبيت.
وسيأتي عدولُ أبي هريرة عن التحديث بهذا الحديث في تعليقنا على حديث: "لا يُورِدُ ممرِضٌ على مصح" الآتي برقم (9263) من طريق معمر عن الزهري.
وسيأتي من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة (9612) بلفظ:"لا يورد الممرض على المصح" وقال: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة، فمن أعدى الأول؟ ".
وانظر ما سيأتي برقم (8343) و (9165) و (9454) و (9460) و (10321) و (10582)، وانظر أيضاً (7908). =
7621 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا، إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ زَرْعٍ أَوْ مَاشِيَةٍ: نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ "(1).
= وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1502).
وعن ابن عباس سلف برقم (2425). وسلف الكلام على قوله "لا عدوى" عنده.
قوله: "لا صفر" قال السندي: بفتحتين، أُريد به الشهر المشهور، إما لأنهم يتشاءمون به، أو لأنهم يجعلونه محرماً ويُحِلُّون المحرم، فنُهُوا عن ذلك.
"ولا هامةَ"، قال: بتخفيف ميم: طائر كانوا يتشاءمون به.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19612)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1575)(58)، وأبو داود (2844)، والترمذي (1490)، والنسائي 7/ 189، والبيهقي 1/ 251، والبغوي (2777). وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه مسلم (1575)(57)، والنسائي 7/ 189، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 55، وفي "مشكل الآثار"(4684)، والبيهقي 1/ 251 من طريق الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، وعندهم:"قيراطان" بدل قيراط.
وأخرجه مسلم (1575)(60) من طريق إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين، عن أبي هريرة.
وسيأتي برقم (9493) و (10115) من طريق أبي سلمة، وبرقم (8547) من طريق حيان الهذلي، كلاهما عن أبي هريرة.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر سلف برقم (4479) وانظر تمام شواهده هناك.
قوله: "ليس بِضَارٍ" قال ابن الأَثير: أي كلباً معوداً بالصيد، يقال: ضري الكلبُ وأضراه صاحبُه، أي: عوده وأغراه به، ويُجمع على ضوارٍ.
"إلا كلب صيد" قال السندي: أي: كلباً يُصاد به. =
7622 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالْأَغَرُّ صَاحِبُ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا: عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" ينْزِلُ رَبُّنَا تبارك وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ "(1).
7623 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِئَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ".
= "أو زرع أو ماشية"، أي: لحفظها.
"نقص": يحتمل بناء الفاعل والمفعول.
"بكل يوم" أي: في كل يوم أو بمقابلة كل يوم من أيام اتخاذه.
"قيراط": قد جاء بيان القيراط بنحو جبل أُحد.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأغر -وهو أبو مسلم المديني نزيل الكوفة- متابع أبي سلمة، فقد روى له مسلم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19653)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنة"(494)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 300، والآجري في "الشريعة" ص 308، والدارقطني في "النزول" ص 113، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(745).
وانظر (7592).
وَزَادَ فِيهِ هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ "(1).
7624 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ، يُدْعَى الْغَنِيُّ، وَيُتْرَكُ الْمِسْكِينُ، وَهِيَ حَقٌّ، وَمَنْ تَرَكَهَا، فَقَدْ عَصَى (2). وَكَانَ مَعْمَرٌ رُبَّمَا قَالَ: وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ، فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ (3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ومعمر هنا قد رواه عن أيوب عن ابن سيرين، ورواه أيضاً عن همام بن منبه. وهو في "المصنَّف"(19656).
وأخرجه مسلم (2677)(6)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 4 من طريق عبد الرزاق، بالإِسنادين جميعاً.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 15، والطبراني في "الدعاء"(112)، والحاكم 1/ 17، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 7 من طريق عبد العزيز بن حصين، عن أيوب السختياني، به. ولم يذكر هماماً، وقرن الحاكم وعنه البيهقي بأيوب هشام بن حسان وعدَّ فيه الأَسماء، وعبد العزيز ضعيف منكر الحديث.
وأخرجه الطبراني في "الأَوسط"(2316)، وفي "الدعاء"(95) و (96) و (97) و (98) و (99) و (100) و (101) و (104) و (105) من طرق عن ابن سيرين، به.
وأخرجه البغوي (1256) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، به.
وسيأتي من هذه الطريق برقم (7732) و (8146)، واقتصر في الموضع الأول على قوله:"إنه وِتْر يحبُّ الوِتْرَ".
وسيأتي من طريق ابن سيرين برقم (9513) و (10481) و (10685) و (10686). وانظر ما سلف برقم (7502).
(2)
في (ظ 3) و (عس): عصى الله، وقد أُقحم لفظ الجلاله فيهما إقحاماً.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
7625 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا قَالَ لِجِبْرِيلَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا، فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيَقُولُ جِبْرِيلُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ رَبَّكُمْ يُحِبُّ فُلَانًا، فَأَحِبُّوهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ: وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، قَالَ: وَإِذَا أَبْغَضَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ "(1).
= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19662)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1432)(109)، وابن حبان (5304)، والبيهقي 7/ 262.
وقد سلف برقم (7279) من طريق الأعرج وحده، عن أبي هريرة.
قول: "يُدعى الغني"، قال السندي: الجملة حال فتفيد تقييد كونها شراً بما إذا دعي الغني وترك الفقير.
"وهي" أي: الوليمة "حق" أي: سنة "ومن تركها" أي: ترك دعوتها بعد الإِجابة.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19673)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (6685) والبيهقي في "الزهد"(798)، والبغوي بإثر الحديث (3470)، وابن الجوزي في "مشيخته" ص 163.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 953، ومن طريقه مسلم (2637)(157)، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 9/ 415 - 416 و 417، وابن حبان (365)، والبغوي (3470) عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2436)، ومسلم (2637)(157)، والترمذي (3161)، =
7626 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يُؤْذِ (1) جَارَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ "(2).
= وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 141 و 10/ 306، وفي "أخبار أصبهان" 2/ 57 - 58، والبيهقي في "الزهد"(799) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وليس عند مسلم وأبي نعيم في بعض طرقهما ذكر البُغض، وزاد الترمذي قبل قوله:"وإذا أبغض": فذلك قولُ الله: {إنَّ الذين آمنوا وعملُوا الصالحاتِ سيَجْعَلُ لهمُ الرحمنُ وُدّاً} [مريم: 96]، وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(7485)، وفي "خلق افعال العباد"(267)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 258، وابن حبان (364)، والطبراني في "الأَوسط"(2821) من طرق عن أبي صالح، به. وليس في رواية البخاري في "صحيحه" ذكر البُغض.
ووقع عند الطبراني بدل البُغض: "والشر مثل ذلك".
وسيأتي برقم (8500) و (9352) و (10615) من طريق أبي صالح، وسيأتي الشطر الأول برقم (10674) من طريق نافع، عن أبي هريرة.
قوله: "ويوضع له القبول في الأرض"، قال السندي: لا يلزم منه العمومُ، بل هو على قدر ما أراد الله لهُ من القبولِ في الأرض، كيف ومعادات الأشرار للأخيار معلومة.
(1)
كذا في (ظ 3)، وهو الجادة، وتقرأ في (عس): فلا يؤذينَّ، وهو الجادة أيضاً، وفي (م) وباقي النسخ: فلا يؤذي، بإثبات الياء مع جزمه على النهي، وله وجهٌ في العربية.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19746)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (5154)، وأبو عوانة 1/ 32، والبيهقي 8/ 164، وفي "الشعب"(9532)، والبغوي (4121).
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(368)، ومن طريقه الترمذي (2500)، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 11/ 54 عن معمر، به. وقال الترمذي: حديث صحيح. وهو عنده دون أوله -إيذاء الجار-، وعند النسائي القسم الأخير فقط.
وأخرجه البخاري (6138) من طريق هشام بن يوسف، وابن حبان (516) من طريق إسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن معمر، به. وفي حديث هشام:"فليصلْ رحمه" مكان قوله: "فلا يؤذ جاره".
وأخرجه الطيالسي (2347) عن زمعة بن صالح، عن الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، به.
وأخرجه البخاري (6475) من طريق إبراهيم بن سعد، ومسلم (47)(74)، والبيهقي في "الشعب"(9533) من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(9584) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(372) عن محمد بن عجلان، وأبو يعلى (6590)، والحاكم 4/ 164 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، كلاهما عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. واقتصر أبو يعلى على قصة إكرام الضيف، وزاد في آخره هو والحاكم:"جائزته ثلاث، فما بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحلُّ له أن يثويَ عنده حتى يحرجه".
وأخرجه البخاري (5185)، وأبو يعلى (6218)، وابن منده في "الإِيمان"(298)، والبغوي (2332) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة مختصراً ضمن =
7627 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ، وَالْفِقْهُ يَمَانٍ "(1).
7628 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ " وَهُمْ رَهْطُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ
= حديث آخر.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(323)، وفي "الصمت"(40) من طريق الوليد بن رباح، عن أبي هريرة، مقتصراً على قوله:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره".
وسيأتي الحديث مختصراً من طريق أبي سلمة برقم (7645)، ومن طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (9595) و (9967) و (9970). وانظر (7878).
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6621)، وانظر تمام شواهده عنده.
قوله: "خيراً" أي: ما فيه فائدة دينية أو دنيوية، مباحة له أو لغيره.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19888)، ومن طريقه أخرجه المصنِّف أيضاً في "فضائل الصحابة"(1618)، وابن منده في "الإِيمان"(443).
وأخرجه مسلم (52)(82)، وابن منده (442) و (444)، وابن حبان (7300) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به. وانظر (7202).
اللهِ؟ قَالَ: " ثُمَّ بَنُو النَّجَّارِ " قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ "، قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ "، قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " ثُمَّ فِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19910)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (7286).
وأخرجه مسلم (2512)، والنسائي في "الكبرى"(8343) من طريق صالح ابن كيسان، عن الزهري، به. وزادوا جميعاً بإثره غير النسائي: فقام سعد بن عبادة مغضباً، فقال: أنحن آخر الأَربع؟ حين سمَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم دارهم، فأراد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل من قومه: اجلس، ألا ترضى أن سمَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم دارَكم في الأربع الدور التي سمَّى؟ فمن ترك فلم يسمِّ أكثر ممن سمَّى. فانتهى سعدُ بنُ عبادة عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي الباب عن أنس بن مالك بعد هذا الحديث برقم (7629).
وعن أبي أسيد الساعدي، سيأتي 3/ 496.
وعن أبي حميد الساعدي، سيأتي 5/ 424 - 425.
قوله: "بخير دور الأَنصار"، قال السندي: أي: بخير قبائلهم، وكانت كل قبيلة منهم تسكن محلةً، فتسمي تلك المحلة دار بني فلان. ذكره الطيبي. وقيل: أراد بها ظاهِرَها.
وقوله: "بنو فلان" على تقدير المضاف، وتكون خيريَّتُها بسبب خيريَّة أهلها، وما يُوجد فيها من الطاعات والمبرات. وقال الطيبي: قالوا: سَبْقُهم على قدر سبقهم إلى الإِسلام ومآثرهم فيه. انتهى. قلت (القائل السندي): يحتمل أن تكون الخيريةُ باعتبارِ الفضائل المخصوصة بنوع الإِنسان كالشجاعة والسخاوة ونحو ذلك، =
7629 -
قَالَ مَعْمَرٌ: أَخْبَرَنِي ثَابِتٌ وَقَتَادَةُ: أَنَّهُمَا سَمِعَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَذْكُرُ هَذَا الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ "(1).
7630 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ مَوْلَى بَنِي جُمَحَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّةٍ، مُعْجَبٌ بِجُمَّتِهِ، قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ، إِذْ خَسَفَ اللهُ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ - أَوْ قَالَ: يَهْوِي - فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(2).
= كما جاء في خيرية قريش ونحوهم، وأن يكونَ باعتبار التقوى والسبق إلى الإِسلام ونحو ذلك، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهذا الطريقُ تفرد بإخراجه الإِمام أحمد، وقد سلف في مسند عمر برقم (392) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس. وسيأتي من الطريق نفسه في مسنده 3/ 202، ومن طريق حميد الطويل، عن أنس 3/ 105.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19983)، وعن عبد الرزاق أخرجه إسحاق بن راهويه (82).
وأخرجه مسلم (2088)(49)، وأبو عوانة 5/ 472 من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (9886) و (10033).
وأخرجه الدارمي (437) من طريق ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وزاد فيه: وقال له فتى -قد سماه- وهو في حُلة: يا أبا هريرة، أهكذا كان يمشي =
7631 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: أَخَذَتِ النَّاسَ رِيحٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَاجٌّ، فَاشْتَدَّتْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ لِمَنْ حَوْلَهُ: مَنْ يُحَدِّثُنَا عَنِ الرِّيحِ؟ فَلَمْ يُرْجِعُوا إِلَيْهِ شَيْئًا، فَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَاسْتَحْثَثْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أُخْبِرْتُ أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيحِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ،
= ذلك الفتى الذي خُسِفَ به؟ ثم ضرب بيده، فعثر عثرة كاد يتكسَّرُ منها، فقال أبو هريرة: للمِنخَرَيْن والفم {إنَّا كَفَيْناكَ المُستهزِئينَ} .
وأخرجه أبو يعلى (6484) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 389 من طريق عوف بن أبي جميلة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.
وله طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي (8177) و (9065) و (9346) و (10383) و (5 1045) و (10869).
وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (7074).
وعن ابن عمرو سلف (7074).
قوله: "يتجلجل"، قال السندي: أي يغوصُ في الأَرض حين يُخسفُ به، والجلجلة: حركة مع صوت.
قوله: "يهوي" كيرمي، أي: ينزل في الأَرض.
فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا، فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا " (1).
7632 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ،
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ثابت بن قيس -وهو الأَنصاري الزّرقي المدني- وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (7413).
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20004)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (5097)، والطبراني في "الدعاء"(971)، والبغوي بإثر الحديث (1153).
وأخرجه الشافعي 1/ 175 - 176، ومن طريقه البغوي (1153)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(931)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(921) و (922) و (923)، والطبراني في "الدعاء"(976)، والبغوي بإثر الحديث (1153) من طرق عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه النسائي والطحاوي في مواضعه الثلاثة والطبراني القصة. وانظر (7413).
قوله: "فاستحثثتُ"، قال السندي: أي: أسرعت وأجريت، ومنه قوله تعالى:{يطلبه حثيثاً} [الأعراف: 54] أي: سريعاً.
قوله: "الريح من روح الله"، الرَّوح: بالفتح بمعنى النفس والفرح والرحمة. فإن قلت: كيف تكون الريح من رحمة الله مع أنها تجيء بالعذاب؟ قلت: إذا كان عذاباً للظلمة يكون رحمة للمؤمنين، وأيضاً الروح بمعنى الرائح، أي الجائي من حضرته تعالى بأمره تارة للكرامة وأخرى للعذاب، فلا تسب، بل تجب التوبة عندها، ولأنه تأديب، والتأديب حسن ورحمة.
وَأُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ (1)، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ جِيءَ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَتْ فِي يَدَيَّ ".
فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتُمْ تَنْتَثِلُونَهَا (2).
(1) كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وباقي النسخ: الكلام.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20033)، ومن طريقه أخرجه مسلم (523)(6)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 470.
وأخرجه مسلم (523)(6)، والنسائي 6/ 4 من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، عن ابن شهاب الزهري، به.
وأخرجه النسائي 6/ 3 من طريق معتمر، عن معمر، به. ولم يذكر فيه أبا سلمة.
وأخرجه كذلك النسائي 6/ 3، وأبو عوانة 1/ 395، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 470 - 471 من طريق يونس بن يزيد، وأبو عوانة 1/ 395 من طريق ابن أخي ابن شهاب الزهري، والبيهقي 5/ 471 من طريق عقيل بن خالد، ثلاثتهم عن الزهري، به.
وأخرجه النسائي 6/ 4 من طريق يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة وحده، به.
وأخرجه البخاري (6998) من طريق أيوب السختيانى، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم (523)(7)، وأبو عوانة 5/ 391، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 471 - 472 من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي يونس مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة.
وسيأتي برقم (8150) من طريق همام بن منبه، و (9141) من طريق عبد الرحمن الأعرج، كلاهما عن أبي هريرة، وحديث همام مختصر. وانظر تخريج =
7633 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، دُعِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَلِلْجَنَّةِ أَبْوَابٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عَلَى أَحَدٍ مِنْ ضَرُورَةٍ مِنْ أَيِّهَا دُعِيَ، فَهَلْ يُدْعَى مِنْهَا كُلِّهَا أَحَدٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:" نَعَمْ، وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ "(1).
= الحديثين (7266) و (7403).
قوله: "وأنتم تنتثلونها" أي: تستخرجونها.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20052)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1027)(85)، وابن خزيمة (2480)، وابن حبان (3419)، والبغوي بإثر الحديث (1635).
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 479، ومن طريقه ابن المبارك في "الزهد"(1327)، والبخاري (1897)، والترمذي (3674)، والنسائي 4/ 168 - 169 و 6/ 47 - 48 وابن حبان (308)، والبغوي (1635) عن الزهري، به. وقد سقط الزهري من مطبوع "سنن الترمذي" واستدرك من "تحفة الأشراف" 9/ 330، وقال: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (3666)، والنسائي 5/ 9 - 10، وابن حبان (3418)، =
7634 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا
= والبيهقي 9/ 171 من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (1027)(85)، والنسائي 6/ 22 - 23 من طريق صالح بن كيسان، ومسلم (1027)(85)، والنسائي 4/ 168 - 169، وابن حبان (6866) من طريق يونس بن يزيد، ثلاثتهم عن الزهري، به.
وأخرجه مختصراً البخاري (2841) و (3216)، ومسلم (1027)(86)، والنسائي 6/ 48، وابن حبان (4641)، والطبراني في "الأَوسط"(2994) من طرق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
وسيأتي مختصراً برقم (9800) من طريق حميد بن عبد الرحمن، وبنحوه من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (8790).
وفي الباب عن عمرو بن عبسة، سيأتي 4/ 386.
وعن أبي ذر الغفاري، سيأتي 5/ 151.
قوله: "من أنفق زوجين"، قال السندي: أي: درهمين أو دينارين أو مدين من طعام، وقيل: يحتمل أن يكون المراد تكرار الإِنفاق مرة أخرى، أي: من تعود ذلك، نحو قوله تعالى:{ثمَّ ارْجِعِ البصرَ كَرَّتينِ} [المُلك: 4]"في سبيل الله "، أي: تصدق بهما في سبيل الخير مطلقاً، أو في الجهاد كما هو المتبادر.
"من أبواب الجنة"، أي: من باب منها، لا أنه يُدعى من جميعها، وإلا لما بقي لسؤال أبي بكر رضي الله عنه كبيرُ وجهٍ. فليتأمل.
"من أهل الصلاة" بأن كثر اشتغالُه بها من بين العبادات.
"ما على أحد"، أي: من دُعي من واحد منها ليس له ضرورة إلى أن يُدعى من غيره، إذ ذلك الباب يكفي لدخوله الجنة إلا أن الدعاء من الأَبواب المتعددة كرامة، فهل أحد يُدعى من الكل، فيكون له هذه الكرامة. والله تعالى أعلم.
تَصَدَّقَ مِنْ طَيِّبٍ، تَقَبَّلَهَا اللهُ مِنْهُ، وَأَخَذَهَا بِيَمِينِهِ، وَرَبَّاهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ أَوْ فَصِيلَهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَصَدَّقُ بِاللُّقْمَةِ، فَتَرْبُو فِي يَدِ اللهِ - أَوْ قَالَ: فِي كَفِّ اللهِ - حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ، فَتَصَدَّقُوا " (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب هو ابن أبي تميمة السختياني، والقاسم بن محمد: هو ابن أبي بكر الصديق.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/ 333 من طريق عبد الله بن أَحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (20050)، ومن طريقه أخرجه ابنُ خزيمة في "صحيحه"(2426)، وفي "التوحيد" 1/ 150 عن معمر، به.
وأخرجه ابن خزيمة (2427) من طريق هشام، عن القاسم، به.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 148 من طريق حفص بن عاصم، وابن حبان (3318) من طريق أبي سعيد المهري، كلاهما عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 138 و 139 من طريق أبي سعيد المهري، عن أبي هريرة موقوفاً.
وسيأتي برقم (9245) و (10088) من طريق القاسم بن محمد، وبرقم (8381) من طريق سعيد بن يسار، وبرقم (8961) من طريق أبي صالح، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
وفي الباب عن عائشة مختصراً، سيأتي 6/ 251.
قوله: "من طيب"، قال السندي: أي: حلال.
و"أخذها بيمينه" تأكيد للقبول والرضا به، والسلف في مثل هذا على أن الإنسان يُؤمن به، ويكِلُ علمه إلى عالمه مع اعتقاد أنه ليسَ كمثله شيء، والله تعالى أعلم.
"ورباها": كما جاء: {مَنْ جاءَ بالحسنةِ فله عشرُ أمثالها} ، وجاء {مَثَلُ الذين =
7635 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى لِآدَمَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي أَدْخَلْتَ ذُرِّيَّتَكَ النَّارَ؟ فَقَالَ آدَمُ: يَا مُوسَى، اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ (1) وَبِكَلَامِهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ، فَهَلْ وَجَدْتَ أَنِّي أَهْبِطُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَحَجَّهُ آدَمُ "(2).
= يُنفقون أموالَهم في سبيل الله كمثلِ حَبَّةٍ أنبتتْ سبعَ سنابل
…
} "مهره": بضم فسكون: ولد الفرس، و"الفصيل": ولد الناقة.
(1)
في (ظ 3) و (عس) و (س): برسالاته.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20067)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(148).
وأخرجه ابن أبي عاصم (147) من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإِسناد. وصالح ضعيف لكنه متابع.
وأخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 86، وابن أبي عاصم (149) و (150)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 121 - 122 و 122 و 123 و 124، والآجري في "الشريعة" ص 324 و 325، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 315 - 316 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به. والروايات مطولة ومختصرة.
وسيأتي برقم (7856). وانظر ما سلف برقم (7387).
قلنا: إن آدم عليه السلام لم يحتج بالقضاءِ والقدرِ على الذنبِ، لأنه كان أَعلمَ بربه وبذنبه، وموسى عليه السلام كان أعلمَ بأبيه وبذنبه من أَن يلومَ آدم عليه السلام على ذنبٍ قد تاب منه، وتابَ الله عليه واجتباه وهداه، وإنما وقع =
7636 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ (1).
7637 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ:" اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ "(2).
7638 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِلشُّونِيزِ:
= اللومُ على المصيبةِ التي أخرجت أولادَه مِن الجنة، فاحتج آدمُ عليه السلام بالقدر على المصيبة، لا على الخطيئة، فإن القدر يُحتج به عند المصائبِ، لا عند المعايب.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20069).
وأخرجه البخاري (4736)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 284 من طريق مهدي بن ميمون، ومسلم (2652)(15) من طريق هشام بن حسان، وابن أبي عاصم (158) من طريق عوف بن أبي جميلة، ثلاثتهم عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. والروايات مطولة ومختصرة.
وسيأتي برقم (9095) و (9792). وانظر ما قبله.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20077)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2659). وانظر (7520).
" عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، إِلَّا السَّامَ " يُرِيدُ الْمَوْتَ (1).
7639 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فِي كُلِّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ " قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ غَيْرُ سُهَيْلٍ: " وَتُعْرَضُ الْأَعْمَالُ فِي كُلِّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ، فَيَغْفِرُ اللهُ عز وجل لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، إِلَّا الْمُتَشَاحِنَيْنِ، يَقُولُ اللهُ لِلْمَلَائِكَةِ: ذَرُوهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20169)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2215)(88)، والبيهقي 9/ 345، والبغوي (3228).
قوله: "فيه شفاء من كل شيء" هو من العام الذي أُريد به الخاص، وقد فصلنا القولَ فيه عند الحديث (7287)، وهو من طريق أبي سلمة أيضاً.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين سوى سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاريُّ مقروناً وتعليقاً.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7914) و (20226)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (6684)، وابن حبان (3644).
وأخرجه مسلم (2565)، وأبو داود (4916)، والترمذي (2023)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3061)، وابن حبان (5661) و (5663)، والبيهقي في "السنن" 3/ 346، وفي "الشعب"(3861)، وفي "فضائل الأَوقات"(292)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 314 و 364 من طرق عن سهيل بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبي صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 909، وعبد الرزاق (7915)، والحميدي (975)، ومسلم (2565)(36)، وابن خزيمة (2120)، وابن حبان (5667)، والبيهقي في "الشعب"(3860) و (6627) من طريق مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح، به. والحديث في "الموطأ" موقوف على أبي هريرة.
وأخرجه أبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3524) من طريق أبي غسان محمد بن مطرف، عن داود بن فراهيج، عن أبي هريرة.
وسيأتي برقم (8361) و (9053) و (9199) و (10006).
وفي الباب عن أسامة بن زيد، سيرد 5/ 200.
قوله: "تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس"، قال السندي: قال الشيخ عز الدين: معنى العرض هنا: الظهور، وذلك أن الملائكة تقرأ الصحف في هذين اليومين. وقال الشيخ ولي الدين: إن قلت: ما معنى هذا مع ما ثبت في "الصحيحين": أن الله تعالى يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وبالعكس؟ قلت: يحتمل أن أعمالَ العباد تُعرض على الله تعالى كُلَّ يوم، ثم تُعرض عليه أعمال الجمعة في كلِّ يوم اثنين وخميس، ثم تُعرض عليه أعمالُ السنة في شعبان! فتعرض عرضاً بعدَ عرض، ولكل عرض حكمة يطلع عليها من يَشَاءُ من خلقه، أو يستأثر بها عنده مع أنه تعالى لا يخفى عليه من أعمالهم خافية، ويحتمل أن الأعمالَ تُعرض في اليوم تفصيلًا، ثم في الجمعة جملةً أو بالعكس. انتهى.
وفي "المجمع": حديثُ العرض لا يُنافي حديث الرفع، لأن الرفع غيرُ العرض، فإن الأعمال تُجمع بعد الرفع في الأسبوع، وتُعرض يوم الاثنين والخميس، والعرضُ على الله أو على ملك، وكله على جمع الأعمال. انتهى. لكن في رواية النسائي تصريح بأن العرض على ربِّ العالمين.
"إلا المتشاحنين": المتباغضين والمتعاديين من غير سبب يقتضي ذلك. =
7640 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ " قَالُوا: فَمَنِ الشَّدِيدُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ "(1).
7641 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الْإِيمَانُ بِاللهِ " قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ " قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ "(2).
= "ذروهما" أي: اتركوا ذنوبهما ولا تمحوها. والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وحميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20287)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2609)(108)، والبيهقي في "السنن" 10/ 235، وفي "الآداب"(154).
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(396) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (2609)(108) من طريق محمد بن الوليد الزبيديُّ، ومسلم (2609)(108)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(395) من طريق شعيب بنِ أبي حمزة، كلاهما عن الزهريِّ، به.
وانظر ما سلف برقم (7219).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
7642 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " فِي آخِرِ الزَّمَانِ لَا تَكَادُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا.
وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ: الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ بُشْرَى مِنَ اللهِ عز وجل، وَالرُّؤْيَا يُحَدِّثُ بِهَا الرَّجُلُ نَفْسَهُ، وَالرُّؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلَا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ ".
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يُعْجِبُنِي الْقَيْدُ، وَأَكْرَهُ الْغُلَّ، الْقَيْدُ: ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ.
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ "(1).
= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20296)، ومن طريقه أخرجه مسلم (83)(135)، والنسائي 5/ 113 و 6/ 19، وأبو عَوانة 1/ 62، وابن حبان (153)، وابن منده في "الإِيمان"(227)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1551)، والبيهقي في "السنن" 5/ 262، وفي "الشعب"(4212).
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(149) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به. وانظر (7590).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20352)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2263)(6)، والترمذي (2291)، والحاكم 4/ 390، والبغوي (3279).
وأخرجه مسلم (2263)(6)، وأبو داود (5019)، والترمذي (2270) من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، والطبراني في "الأوسط"(395) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، كلاهما عن أيوب السختياني، بهذا الإِسناد. وقرن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عبيدُ الله بأيوب قتادة. قال الترمذي: حسن صحيح.
وأُدرجَ في حديثهما قولُ أبي هريرة في القيد والغُل دون تمييز، لكن وقع عند مسلم عن أحد الرواة أنه قال فيه: لا أدري هو في الحديث أم قاله ابنُ سيرين! ولم يذكر فيه أبو داود القطعة الأخيرة.
وأخرجه ابنُ حبان (6040) من طريق إبراهيم بن بشار، عن سفيان بنِ عيينة، عن أيوب، به. ولم يذكر القطعة الثانية، وفيه قول أبي هريرة موقوفاً.
وأخرجه البغوي (3278) من طريق جرير بنِ حازم، عن أيوب وهشام بن حسان عن ابن سيرين، به مرفوعاً -دون القطعة الأخيرة، وأُدرج فيه قولُ أبي هريرة دون تمييز.
وأخرجه مسلم (2263)(6) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب وهشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، به موقوفاً- لم يذكر فيه النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه مرفوعاً مسلم (2263)(6)، والترمذي (2280) من طريق قتادة، عن محمد بن سيرين، به مثل حديث عبد الوهَّاب عندَ أبي داود، وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرج القطعتين الثانية والثالثة النسائي في "الكبرى"(7654)، والقطعة الثانية في "عمل اليوم والليلة"(910) من طريق قتادة، عن ابن سيرين، به، والقطعة الثالثة عنده مدرجة في الحديث دون تمييز.
وأخرج القطعتين الأولى والرابعة الطبراني في "الأوسط"(2078) من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب وحبيب بن الشهيد وهشام بن حسان، وابن ماجه (3917) من طريق الأوزاعي، جميعهم عن ابن سيرين، به.
وأخرج قول أبي هريرة مرفوعاً ابنُ ماجه (3926) من طريق أبي بكر الهذلي، عن ابن سيرين، به. والهذلي متروك.
وأخرج الحميدي (1145) عن سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة رفعه: "إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها، فليصلِّ ركعتين، ولا يُخبر =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بها أحداً، فإنها لن تضره".
وسيأتي برقم (9129) و (10590).
وأخرج ابن ماجه (3910) من طريق وكيع، عن العمري -وهو عبد الله بن عمر-، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها، فليتحول وليتفل عن يساره ثلاثاً، وليسأل الله مِن خيرها، وليتعوَّذ من شرِّها"، وفيه العمري، وهو ضعيف، لكنه يتقوى بما أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(902) و (904) من طريقين عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الرؤيا من الله، والحُلْم من الشيطان، فمن رأى من ذلك شيئاً يكرهه، فليتعوذ بالله منها، ولينفُث عن يساره ثلاثاً، ولا يذكرها لأحدٍ فإن ذلك لا يضرُّه ".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "رؤيا المؤمن
…
" الخ سلف من غير هذا الطريق انظر (7168) و (7183).
وفي باب الرؤيا ثلاثة، عن عوف بن مالك الأَشجعي عند ابن ماجه (3907)، وهو مخرج في "شرح مشكل الآثار"(2178)، و"صحيح ابن حبان"(6042).
ويشهدُ لحديث أبي سلمة عن أبي هريرة حديثُ أبي قتادة الأَنصاري، وسيأتي في مسنده 5/ 296، وحديث ابن عمر سلف برقم (6215).
قوله: "في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب"، قال السندي: قيل: لأن القيامة هي الحاقة التي تحق فيها الحقائق، فكل ما قرب منها، فهو أخص بالحقائق.
"يحدث بها الرجل": الظاهر أنه بالنصب، و"نفسه" بالرفع، ويحتمل العكس.
"القيد": يكون في الرِجْل فيدل على الثبات.
"الغُل": بضم الغين وتشديد اللام ما يغل به، وهذا موقوف على أبي هريرة كما هو مصرح به في الحديث.
"جزء": حقيقة التجزيء لا تُدرى، والروايات أيضاً مختلفة، والقدر الذي أريد =
7643 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ "(1).
7644 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ حَسَّانَ قَالَ فِي حَلْقَةٍ فِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنْشُدُكَ اللهَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" أَجِبْ عَنِّي، أَيَّدَكَ اللهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ "؟ فَقَالَ: اللهُمَّ نَعَمْ (2).
7645 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ "(3).
= إفهامه هو أن الرؤيا لها مناسبة بالنبوة من حيث إنها اطلاعٌ على الغيب بواسطة الملَكِ إذا كانت صالحةً، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2355)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2263)(8). وانظر (7183).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي مكرراً من هذا الطريق في مسند حسان بن ثابت 5/ 222، ويخرج فيه إن شاء الله، وله طرقٌ أُخرى عن الزهري خرَّجها المصنِّف هناك.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر الحديث السالف بأطول =
7646 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى، فَلَمَّا جَاءَهُ، صَكَّهُ فَفَقَأَ عَيْنَهُ، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ عز وجل، فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ! قَالَ: فَرَدَّ اللهُ عز وجل إِلَيْهِ عَيْنَهُ، وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ. فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ. قَالَ: فَالْآنَ. فَسَأَلَ اللهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ، لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ، تَحْتَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ "(1).
= مما هنا برقم (7626).
(1)
رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف على عبد الرزاق في وقفه ورفعه.
فقد أخرجه البخاري (1339) عن محمود بن غيلان، و (3407) عن يحيى بن موسى، ومسلم (2372)(157) عن محمد بن رافع وعبد بن حميد، وابن أبي عاصم في "السنة"(599) عن سلمة بن شبيب، والنسائي 4/ 118 - 119 عن محمد بن رافع، والبيهقي في "الأَسماء والصفات" ص 492 من طريق أحمد بن منصور الرمادي، ستتهم عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة موقوفاً.
وسيأتي في "المسند"(8616) من طريق ابن لهيعة، عن أبي يونس سُليم ابن جبير، عن أبي هريرة موقوفاً.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20530) -برواية إسحاق بن إبراهيم الدبري- عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً. =
7647 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: قَالَ لِي الزُّهْرِيُّ: أَلَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثَيْنِ عَجِيبَيْنِ (1)؟ قَالَ الزُّهْرِيُّ: عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: قَالَ: " أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ، فَقَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ، فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ اذْرُونِي فِي الرِّيحِ فِي الْبَحْرِ، فَوَاللهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا (2)، قَالَ: فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، فَقَالَ اللهُ لِلْأَرْضِ: أَدِّي مَا أَخَذْتِ. فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، فَقَالَ
= وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 192 عن محمد بن عبد الله بن مهل، عن إسحاق بن إبراهيم الدبري، وابن حبان (6223) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر، بهذا الإسناد مرفوعاً. وسيأتي برقم (8172) من طريق همام عن أبي هريرة مرفوعاً.
وسيأتي أيضاً بنحوه (10904) و (10905) من طريق عمار بن أبي عمار، عن أبي هُريرة، وفيه نكارة.
وقوله: "أرسل ملك الموت"، قال السندي: لم ترد تسميته في حديث مرفوع، وورد عن وهب بن منبه أن اسمه عزرائيل، رواه أبو الشيخ في "العظمة"(439) ذكره السيوطي في "حاشية النسائي".
"صكَّه": لطمه.
"فلو كنت ثَمَّ": بفتح المثلثة وتشديد الميم، أي: هناك.
"تحت الكثيب" بوزن عظيم: الرمل المجتمع.
(1)
في (ظ 3): عَجَبين.
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وباقي النسخ: أحد.
لَهُ (1): مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ، أَوْ مَخَافَتُكَ. فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ " (2).
(1) لفظة "له" من (ظ 3) و (عس).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20548)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2756)(25)، وابن ماجه (4255)، وأبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 126، والبيهقي في "الأَسماء والصفات" ص 510، وفي "الشعب"(1047)، والبغوي (4184).
وأخرجه البخاري (3481) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 126 من طريق رباح بن زيد، كلاهما عن معمر بن راشد، به.
وأخرجه مسلم (2756)(26)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 112، وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 126، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(562) من طريق محمد بن الوليد الزُّبيدي، والطحاوي أيضاً (561) من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 240، والبخاري (7506)، ومسلم (2756)(24)، والنسائي في الرقائق من "الكبرى" كما في "تحفة الأَشراف" 10/ 190، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(563) و (564) و (565)، والبغوي (4183) من طريق عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة بنحوه.
وأخرجه الطحاوي (560) من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة بنحوه.
وسيأتي الحديثُ من طريق أبي رافع، عن أبي هريرة برقم (8040).
وفي الباب عن ابنِ مسعود، سلف برقم (3785)، وانظر تمام شواهده عنده.
قوله: "اسحقوني" قال السندي: قيل: روي: اسحكوني واسهكوني، والكل بمعنىً، وهو الدق والطحن. =
7648 -
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ، رَبَطَتْهَا، فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، حَتَّى مَاتَتْ ".
قَالَ الزُّهْرِيُّ: ذَلِكَ أَنْ (1) لَا يَتَّكِلَ رَجُلٌ، وَلَا يَيْأَسَ رَجُلٌ (2).
= "ثم اذروني": من ذرى يذروه، وقال تعالى:{تذروه الرياحُ} ، أي: فرقوني.
"في الريح"، أي: في يوم تشتد فيه الريحُ في البحر لتتفرق الأجزاءُ بحيث لا يكون هناك سبيلٌ إلى جمعها، فيحتمل أنه رأى أن جمعه يكونُ حينئذٍ مستحيلاً، والقدرة لا تتعلق بالمستحيل، فلذلك قال:"فواللهِ لئن قدر عليَّ ربي" فلا يلزم أنه نفى القُدرة، فصار بذلك كافراً، فكيف يُغفر له، وذلك لأنه ما نفى القدرة على ممكن، وإنما فرض غيرَ المستحيل مستحيلاً فيما لم يثبت عنده أنه ممكن من الدين بالضرورة، والكفر هو الأَول لا الثاني.
ويحتمل أن شدة الخوف طيَّرت عقله، فلا يلتفت إلى ما يقولُ وما يفعل، وأنه هل ينفعه أَم لا، كما هو الشاهد في الواقع في مهلكة، فإنه قد يتمسك بأدنى شيءٍ لاحتمال أنه لعله ينفعُه، فهو فيما قالَ وفعلَ في حكم المجنون. وأجاب بعضٌ بأن هذا رجل لم تبلغه الدعوةُ وهذا بعيد.
قوله: "ما عذبه أحد" قال السندي بالرفع فاعل "ما عذب" أي: ما عذبه أحدٌ غير الله، ويحتمل أنه بالنصب على أنه مفعول، وإن لم يكتب الألف معه، والفاعل ضمير يرجع إلى الله تعالى، أي: لم يعذبِ الله تعالى ذلك العذاب أحداً من خلقه.
(1)
في (ظ 3): لأن.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20549)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2619) =
7649 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبَّلَ الْحَسَنَ (1) بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما، وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسٌ، فَقَالَ الْأَقْرَعُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ إِنْسَانًا مِنْهُمْ قَطُّ! قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنَّ مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ "(2).
7650 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ، وَلِي عِيَالٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ (3) نِسَاءُ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ
= وص 2110، وابن ماجه (4256)، وابن حبان (5621)، والبيهقي في "الشعب"(1047)، وفي "الآداب"(1033)، والبغوي (4184).
وانظر ما سلف برقم (7547).
(1)
المثبت من (ظ 3) و (عس) ومصادر التخريج، وتحرف في (م) وباقي النسخ إلى: الحُسين.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20589)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5594)، والبيهقي في "السنن" 7/ 100، وفي الآداب (14). وانظر (7121).
(3)
لفظة "الإِبل" أثبتناها من (ظ 3) و (عس).
فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ ".
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ بَعِيرًا (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20603)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2527)(201)، وابن حبان (6268).
وسيتكرر برقم (7709)، لكن دون قصة أم هانئ.
وأخرجه كذلك البخاري تعليقاً (3434)، ومسلم (2527)(201)، وابن حبان (6267) من طريق يونس بن يزيد، وابن أبي عاصم في "السُّنة"(1532)، والنسائي في "الكبرى"(9134) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، وابن أبي عاصم (1531) من طريق صفوان بن عمرو، ثلاثتهم عن الزهري، بهذا الإِسناد. وقال البخاري بإثره: تابعه ابن أخي الزهري، وإسحاق الكلبي، عن الزهري.
وأخرجه مسلم (2527)(202) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وسيأتي من طرق أخرى بالأرقام (7651) و (8244) و (9113) و (10059) و (10525) و (10921).
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2923)، وذُكرت شواهد هناك.
قوله: "ركبن"، قال السندي: أي الإِبل، والمراد نساء العرب، فإن ركوبَ الإِبل عادتُهن.
"أحناه" أي: أشفقهن، والحانية على ولدها: هي التي تقومُ عليهم بعد يُتمهم، فلا تتزوج، فإن تزوجت، فليست بحانية.
"وأرعاه"، أي أرعاهن في ذات يده، أي: ماله المضاف إليه، والقياس: أحناهن وأرعاهن كما أشرت إليه، إلا أن المشهور في اللغة: أحناه وأرعاه، وكأنه لاعتبارِ الجنس. وقال النووي: قال النحويون: معناه: أحنى من هناك.
وقال النووي: فيه فضيلةُ نساء قريش، وفضل هذه الخصال وهي الحنو على =
7651 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، إِلَّا قَوْلَهُ: وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بَعِيرًا (1).
7652 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ، أَوْ أَحَدِهِمَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ مِنْ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ "(2).
= الأولاد، والشفقةُ عليهم، وحسنُ تربيتهم، والقيامُ عليهم إذا كانوا أيتاماً ونحو ذلك، ومراعاةُ حق الزوج في ماله وحفظه، والأمانة فيه، وحسن تدبيره في النفقة وغيرها وصيانته ونحو ذلك.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله بن طاووس بن كيسان اليماني.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20603)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2527)(202).
وأخرجه الحميدي (1047)، والبخاري (5365)، ومسلم (2527)(200) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن طاووس، بهذا الإِسناد. وليس في رواية البخاري ومسلم ذكر قصة أم هانئ.
وانظر ما قبله.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19885).
وأخرجه البخاري (3499)، ومسلم (52)(88)، وأبو عوانة 1/ 60، وابن منده =
7653 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِي عَلَى قُرَيْشٍ حَقًّا، وَإِنَّ لِقُرَيْشٍ عَلَيْكُمْ حَقًّا، مَا حَكَمُوا فَعَدَلُوا، وَاْئتُمِنُوا فَأَدَّوْا، وَاسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا "(1).
= في "الإِيمان"(432) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أبي سلمة وحده، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (52)(87)، وابن منده (431) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة وحده، به. ولم يذكر فيه يونسُ: "الإِيمان يمان
…
".
وأخرجه مسلم (52)(89)، وابن منده (433)، والبيهقي في "الشعب"(8110) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وحده، به.
وسيأتي من طريق أبي سلمة وحده (10527).
وانظر ما سلف برقم (7202) و (7505).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19902)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (4581) و (4584)، والطبراني في "الأوسط" (3012). زاد في "المصنف" وعنه ابن حبان في الموضع الثاني والطبراني:"فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنةُ الله".
وفي الباب عن أنس، سيرد 3/ 129 و 183.
وعن أبي موسى الأشعري، سيرد 4/ 396.
وعن أبي برزة الأسلمي، سيرد 4/ 421 و 424.
قوله: "وإن لقريش عليكم حقاً"، قال السندي: الخطاب لغيرهم.
"حقاً": حيث إن نبيكم منهم. =
7654 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي "(1).
7655 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نِعِمَّا لِلْعَبْدِ أَنْ يَتَوَفَّاهُ اللهُ بِحُسْنِ عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَبِطَاعَةِ سَيِّدِهِ، نِعِمَّا لَهُ، وَنِعِمَّا لَهُ "(2).
= "فأدوا": من الأداء، أي: الأمانة، قال السندي: والحاصلُ أنهم إذا ظلموا في الحكم، وخانوا في الأمانة، واشتدوا على الضعفاء، فلا حق لهم في الخلافة. والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19866)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (6063). وانظر (7377).
تنبيه: تكرر هذا الحديثُ بإسناده ومتنه بإثره في (م) وبعض النسخ المتأخرة، ولا وجه لتكراره.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20450)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1667)، والبيهقي 8/ 12 - 13. وزاد فيه: قال: وكان عمر إذا مرَّ عليه عبد، قال: يا فلان، أبشر بالأجر مرتين. ورواية مسلم ليست فيها هذه الزيادة.
وسيأتي بنحوه بالإِسناد نفسه برقم (8233). وانظر ما سلف برقم (7428).
قوله: "نِعِمَّا العبد"، قال السندي: بتشديد الميم، أصله: نعم ما، ثم أُدغمتْ في الميم كما في قوله تعالى:{إنْ تبدوا الصدقاتِ فنِعِمَّا هي} [البقرة: 271] و"ما" نكرة منصوبة محلاً، أي: نعم خصلة للعبد.
"وأن يتوفاه الله": مخصوص بالمدح.
7656 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي (1) الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي "(2).
7657 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُصَلِّي بِنَا، فَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ، وَحِينَ يَرْكَعُ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ بَعْدَ مَا يَرْفَعُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ بَعْدَ مَا يَرْفَعُ مِنَ السُّجُودِ، وَإِذَا جَلَسَ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْفَعَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ، وَيُكَبِّرُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ، فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ شَبَهًا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي صَلَاتَهُ -، مَا زَالَتْ هَذِهِ صَلَاتُهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا (3).
(1) في (ظ 3) و (عس): عن.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20679).
وأخرجه البخاري (7137)، ومسلم (1835)(33)، والبيهقي 8/ 155 من طريق يونس بن يزيد، والنسائي في "الكبرى"(8727) من طريق محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة، ثلاثتهم عن الزهري، به.
وسيأتي برقم (10637). وانظر ما سلف برقم (7334).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
7658 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّهُمَا صَلَّيَا خَلْفَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَا نَحْوَ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاق (1).
7659 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ يُكَبِّرُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2).
= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2495) ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (579).
وأخرجه بنحوه مسلم (392)(30)، والنسائي 2/ 181 - 182، وابن حبان (1767) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، بهذا الإِسناد. وزاد فيه بما معناه: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا رفع رأسه من الركوع: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد.
وانظر ما بعده، وما سلف برقم (7220).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (1248)، والنسائي 2/ 235، والبيهقي 2/ 67 - 68 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (803)، وأبو داود (836)، والبيهقي 2/ 67 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به، وزادوا فيه كلهم بما معناه: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا رفع رأسه من الركوع: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد.
وانظر ما قبله، وحديث أبي بكر بن عبد الرحمن وحده، سيأتي برقم (7659) و (9851).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
7660 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَقُولُ: آمِينَ، وَإِنَّ الْإِمَامَ يَقُولُ: آمِينَ، فَمَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "(1).
= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2496)، ومن طريقه أخرجه مسلم (392)(28)، وابن خزيمة (578) و (611) و (624) والحديث عند ابن خزيمة في الموضعين الأخيرين مختصر. وزادوا فيه غيرَ ابنِ خُزيمة في الموضع الأخير: بما معناه: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقولُ إذا رفع رأسه مِن الركوع: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد".
وانظر ما قبله، وسيأتي برقم (9851) من طريق عقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري، به.
وأخرجه مختصراً الترمذي (254) من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن جريح، بهذا الإِسناد- ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبِّرُ وهو يَهْوي. وقال: حسن صحيح.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2644)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (1804)، والبغوي (589).
وأخرجه النسائي 2/ 144، وابن خزيمة (575) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، بهذا الإِسناد. وانظر (7187).
قوله: "فمن وافق"، قال السندي: أي: في الوقت، وقيل: في الإِخلاص.
7661 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ:" اللهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ "(1).
7662 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَقَدْ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَلَكِنِ ائْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَمْشُونَ، وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا "(2).
7663 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ -، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهذا الحديث قطعة من الحديث السالف برقم (7657) و (7658) و (7659).
وستأتي هذه القطعة من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة برقم (8253).
قوله: "لما رفع رأسه من الركوع " قال السندي: أي قائلاً: سمع الله لمن حمده، قال: اللهم
…
أي: فجمع بين التسميع والتحميد.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3404)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (328)، وابن الجارود (306)، والبغوي (441).
وسيأتي بهذا الإِسناد نفسه برقم (7664). وفيه: "وما فاتكم فاقضوا" وسلف برقم (7250) عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، وفيه:"وما فاتكم فأتموا".
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ "، فَذَكَرَهُ (1).
7664 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَاقْضُوا ". قَالَ مَعْمَرٌ: وَلَمْ يَذْكُرْ سُجُودًا (2).
7665 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ "(3).
7666 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ليث: هو ابن سعد، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإِمام"(171)، والطحاوي 1/ 396 من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. لكن قال فيه عند الطحاوي:"وما فاتكم فاقضوا"، وعبد الله سيئ الحفظ. وانظر (7252).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7662).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3369) و (5478)، ومن طريقه أخرجه البخاري في "القراءة خلف الإِمام"(216)، وابن المنذر في "الأَوسط"(1854).
وأخرجه أبو يعلى (5988)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 39 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، بهذا الإِسناد.
وسيأتي مكرراً برقم (7765). وسلف من طريق عبد الرزاق، عن معمر بأطول مما هنا برقم (7460).
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ، فَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ ذُو الشِّمَالَيْنِ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو، وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي زُهْرَةَ: أَخُفِّفَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " قَالُوا: صَدَقَ يَا نَبِيَّ اللهِ. فَأَتَمَّ بِهِمُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ نَقَصَ (2).
(1) تحرف في (م) إلى: خيثمة.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3441)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه النسائي 3/ 24، وابن خزيمة (1046)، وابن حبان (2685)، والبيهقي 2/ 358.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 94، ومن طريقه ابن خزيمة (1047)، عن الزهري، وابن خزيمة مرة أخرى (1049) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أبي بكر بن سليمان قال: بلغني أن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فذكره.
وأخرجه عبدُ الرزاق (3442) عن ابن جريح، قال: أخبرني ابن شهاب، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة وأبي سلمة بن عبد الرحمن، [عمن] يقنعان بحديثه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكره. ولفظة "عمن" سقطت من مطبوعة "المصنف"، واستدركناها من "التمهيد" لابن عبد البر 1/ 366.
وأخرجه أبو داود (1013)، والنسائي 3/ 25، وابن خزيمة (1051)، والبيهقي 2/ 358 من طريق صالح بن كيسان، عن ابن شهاب الزهري، أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة أخبره أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بهذا الخبر. قال ابن شهاب: وأخبرني بهذا الخبر سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وعُبيد الله بن عبد الله.
وأخرجه الدارمي (1497)، وابنُ خزيمة (1042) و (1043)، وابن حبان (2252) من طريق يونس بن يزيد، وأبو داود (1012)، وابن خزيمة (1040) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= و (1044)، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 202 - 203 من طريق الأوزاعي، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وعبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة. ولم يذكر الأوزاعيُّ أبا بكر بن عبد الرحمن، وكذا يونس عند ابن حبان.
وأخرجه ابن خزيمة (1050) من طريق عبد الله بن نافع، عن مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، مرسلاً.
وأخرجه ابنُ عبد البر 11/ 203 من طريق عبد الحميد بن حبيب، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة وعُبيد الله بن عبد الله، مرسلاً.
وأخرجه النسائي 3/ 24 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وسيأتي حديث أبي سلمة وحده برقم (9010) و (9444) و (10041).
وفي بعض طرق هذا الحديث، قال الزهري: ولم يحدثني أحدٌ منهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد سجدتين وهو جالسٌ في تلك الصلاة. يعني أنَّه لم يسجد سجدتي السهو. قال ابنُ عبد البر: فكان ابنُ شهاب يقولُ: إذا عرف الرجلُ ما نسي من صلاته فأتمها، فليس عليه سجدتا السهو، لهذا الحديث.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" أيضاً 1/ 364: وأما قولُ الزهري في هذا الحديث: إنه ذو الشمالين، فلم يُتابع عليه، وقد اضطرب على الزهري في حديث ذي اليدين اضطراباً أوجب عند أهل العلم بالنقل تركهُ من روايته خاصة
…
، ثم ذكر طرق الحديث التي خرجناها آنفاً.
ثم قال: وهذا اضطرابٌ عظيم من ابن شهاب في حديث ذي اليدين، وقال مسلم بن الحجاج في كتاب "التمييز" له: قول ابن شهاب: إن رسول الله لم يسجد يوم ذي اليدين سجدتي السهو، خطأ وغلط.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سجد سجدتي السهو ذلك اليوم، من أحاديث =
7667 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ، أَوْ أَحَدِهِمَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ، وَالشَّيْخَ الْكَبِيرَ، وَذَا الْحَاجَةِ "(1).
= الثقات: ابن سيرين وغيره. (سلف في "المسند" من طريق ابن سيرين برقم (7201)، وأشرنا إلى بقية طرقه هناك).
قال أبو عمر: لا أعلم أحداً من أهل العلم والحديث المنصفين فيه عَوَّلَ على حديث ابن شهاب في قصة ذي اليدين، لاضطرابه فيه، وأنه لم يُتم له إسناداً ولا متناً، وإن كان إماماً عظيماً في هذا الشأن، فالغلطُ لا يسلمُ منه أحد، والكمال ليسَ لمخلوق، وكُلُّ أحد يُؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عمر: ذو الشمالين قتل يوم بدر وهو خزاعي، وذو اليدين الذي شهد سهو النبي صلى الله عليه وسلم سلميٌّ، ومما يدل على أن ذا اليدينِ ليس هو ذا الشمالين المقتول ببدر، ثم ساق بسنده إلى ذي اليدين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم إحدى صلاتي العشي، وهي العصر، فصلى ركعتين ثم سلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعه أبو بكر وعمر، وخرج سرعانُ الناسِ، فلحقه ذو اليدين فقال: يا رسول الله، أقصرت الصلاةُ أم نسيتَ؟ فقال:"ما قصرت الصلاةُ، وما نسيتُ" ثم أقبل رسولُ الله، وثاب الناس فصلى ركعتين، ثم سلم، ثم سجد سجدتي السهو. وسيأتي في "المسند" 4/ 77، وسنده ضعيف.
ثم قال: فهذا يُبين لك أن ذا اليدين، عُمِّرَ عُمُراً طويلاً، وأنه غيرُ المقتول ببدر. وقد قيل: إن ذا اليدين عُمِّر إلى خلافة معاوية، وأنه تُوفي بذي خشب، فالله أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
7668 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَا يُؤْمِنُ الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يَرُدَّ اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ؟! "(1).
7669 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، قَالَ:" اللهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ (2)، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ كَسِنِي يُوسُفَ "(3).
= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3713)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (795).
وسيأتي من طريق أبي سلمة وحده، عن أبي هريرة برقم (10522).
وانظر ما سلف برقم (7474).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3751)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 2/ 137. وانظر (7534).
(2)
قوله: "ابن الوليد" زدناه من (ظ 3) و (عس).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(4028)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 2/ 283، وابن حبان (1969).
وأخرجه البخاري (6940) من طريق هلال بن أبي أسامة، عن أبي سلمة، =
7670 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ "(1).
= عن أبي هريرة.
وقد سلف برقم (7465) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة.
قوله: "أنج الوليد" قال السندي: من الإِنجاء، أي: خلصهم من أمر الكفرة.
"واجعلها" أي: الوطأة. كسني يوسف، أي: قحطاً مثلَ القحط الذي كان في زمن يوسف عليه الصلاة والسلام.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(4166)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (5959)، والبيهقي في "السنن" 2/ 54.
وأخرجه الحميدي (949)، والدارمي (1491) و (3490)، والبخاري في "صحيحه"(5023) و (5024) و (7482)، وفي "خلق أفعال العباد"(242)، ومسلم (792)(232)، ومحمد بن نصر في "قيام الليل" ص 59، والنسائي 2/ 180، والطحاوي في "مشكل الآثار"(1302)، وابن حبان (751)، والبيهقي 10/ 229 من طرق عن الزهري، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(7544)، وفي "خلق أفعال العباد"(241)، ومسلم (792)(233) و (234)، وأبو داود (1473)، والنسائي 2/ 180، والبيهقي 2/ 54 و 10/ 229، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 104 من طريق محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (4168) و (4169)، وابن أبي شيبة 2/ 522 و 10/ 464 =
7671 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثٍ، لَسْتُ بِتَارِكِهِنَّ فِي حَضَرٍ وَلَا سَفَرٍ، نَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى.
قَالَ: ثُمَّ أَوْهَمَ الْحَسَنُ بَعْدُ (1)، فَجَعَلَ مَكَانَ " الضُّحَى ":" غُسْلَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ "(2).
= من طريق أبي سلمة مرسلاً.
وأخرجه الدارمي (3491) من طريق يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة موقوفاً.
وسيأتي برقم (7832) و (9805).
قول: "ما أذن الله لشيءٍ"، قال السندي: بكسر الذال، أي: ما استمع لشيء مسموعٍ كاستماعه لنبي، والمراد جنسُ النبي.
"أن يتغنى" أي: لأجل أن يتغنى بالقرآن، أي: يحسن صوته به.
(1)
لفظة "بعدُ" أثبتناها من (ظ 3) و (عس).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(4850).
وسيأتي عند المصنِّف من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة برقم (10342). وانظر ما سلف برقم (7138).
قوله: "ثم أوهم" قال السندي: في "المجمع" يقال: أوهمت الشيء: إذا تركتَه، وأوهمت في الكلام والكتاب: إذا اسقطت منه شيئاً، ووَهَمَ إلى الشيء بالفتح يَهِمُ وَهْماً: إذا ذهب وَهْمُه إليه، ووَهِمَ، أي: بالكسر، يَوْهَمُ وَهَماً بالتحريك: إذا غلط. ولا يخفى أن المناسبَ بالمقام على هذا: وهم بالكسر أو بالفتح، لا أوهم، والله تعالى أعلم.
7672 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - أَنَّ ثَابِتَ بْنَ عِيَاضٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مِرَارٍ (1) "(2).
7673 -
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي زِيَادٌ (3) أَيْضًا أَنَّهُ أَخْبَرَهُ هِلَالُ (4) بْنُ أُسَامَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ يُخْبِرُ بِذَلِكَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (5).
7674 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ ثَابِتًا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ
(1) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) و (س)، وفي (م) وباقي النسخ: مرات، وكذا في نسخة على هامش (س).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(335).
وأخرجه النسائي 1/ 52 - 53 من طريق حجاج الأعور، عن ابن جريج، بهذا الإِسناد.
وانظر ما سلف برقم (7346).
(3)
لفظة "زياد" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) و (ل).
(4)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل): هلال، وهو الصواب، وقد تحرف في (م) وباقي النسخ إلى: هزال.
(5)
إسناده على شرط الشيخين. هلال بن أُسامة: هو هلال بن علي بن أسامة العامري، نسب هنا إلى جده.
وقد أخرجه عبد الرزاق والنسائي بإثر الحديث السابق كما عند المصنف.
أَحَدُكُمْ نَائِمًا ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَأَرَادَ الْوُضُوءَ، فَلَا يَضَعْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَصُبَّ عَلَى يَدِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ " (1).
7675 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ وَجَدَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّمَا أَتَوَضَّأُ مِنْ أَثْوَارِ أَقِطٍ أَكَلْتُهَا، لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد بن بكر البرساني، وزياد: هو ابن سعد بن عبد الرحمن الخراساني، وثابت: هو ابن عياض القرشي العدوي مولاهم.
وأخرجه مسلم (278)(88) من طريق عبد الرزاق ومحمد بن بكر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 1/ 264 - 265 من طريق عبد الرزاق وحده، به.
وانظر ما سلف برقم (7282).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، ويقال: إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، فمن رجال مسلم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(668)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو عوانة 1/ 268 - 269، وابن المنذر في "الأوسط"(111)، وسمَّاه: إبراهيم بن عبد الله ابن قارظ.
وأخرجه أبو عوانة 1/ 268 - 269 من طريق مخلد بن يزيد، عن ابن جريج، بهذا الإِسناد، وسماه أيضاً إبراهيم بن عبد الله. وانظر (7605).
7676 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَكُمْ قَوْمٌ يَنْتَعِلُونَ الشَّعْرَ، وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ "(1).
7677 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلْيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ حَوْلَ ذِي الْخَلَصَةِ ". وَكَانَتْ صَنَمًا تَعْبُدُهَا دَوْسٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، بِتَبَالَةَ (2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20781).
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 92، والحميدي (1100)، والبخاري (2929)، ومسلم (2912)(62)، وأبو داود (4304)، وابن ماجه (4096)، والترمذي (2215)، وأبو يعلى (5878)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 176، وابن حبان (6744)، والبيهقي 9/ 175 من طريق سفيان، عن الزهري، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (2912)(63)، وابن حبان (6746) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، به.
وأخرجه مسلم (2912)(65)، وأبو داود (4303)، والنسائي 6/ 45، وابن حبان (6745) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وانظر (7263).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
7678 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَذْهَبُ كِسْرَى، فَلَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ، وَيَذْهَبُ قَيْصَرُ، فَلَا يَكُونُ قَيْصَرُ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُنْفِقُنَّ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ (1).
7679 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ
= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20795)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2906)، وابن أبي عاصم في "السنة"(77)، وأبو عوانة في "الفتن" كما في "إتحاف المهرة" 5/ 176، وابن حبان (6749)، والبغوي (4285).
وأخرجه البخاري (7116) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وابن أبي عاصم (78) من طريق محمد بن أبي عتيق، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، به.
قوله: "حتى تضطرب ألياتُ نساء دوس"، قال السندي: قال النووي: أليات بفتح الهمزة واللام، ومعناه: أعجازهن، والمراد: يضطربن من الطواف حولَ ذي الخلصة، أي: يكفرون ويرجعون إلى عبادة الأصنام وتعظيمها.
"ذو الخلصة": بفتح الخاء واللام هو المشهور، وقيل: أو بضمها أو بفتح وسكون: هو بيت صنم ببلاد دوس. قال السندي: وظاهر الحديث أنه اسم صنم.
و"تبالة": موضع باليمن، قال القاضي إسماعيل الأكوع في "البلدان اليمانية" ص 56: تبالة بلدة عامرة، كانت مركز ناحية خَثْعَم من عَسِير، وتقع إلى الغرب من بيشة. وانظر "الأماكن" للحازمي 1/ 153 بتعليق الأستاذ حمد الجاسر.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20814)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2918)(75). وانظر (7184).
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكُ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلًا، وَإِمَامًا مُقْسِطًا، يَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضُ الْمَالُ، حَتَّى لَا يَقْبَلَهَا أَحَدٌ "(1).
7680 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَيْفَ بِكُمْ إِذَا نَزَلَ بِكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ فَأَمَّكُمْ - أَوْ قَالَ: إِمَامُكُمْ - مِنْكُمْ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20840)، ومن طريقه أخرجه ابن منده في "الإِيمان"(409).
وأخرجه عبد الرزاق (20844) عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن رجل، عن أبي هريرة موقوفاً، ومطولاً. وانظر (7269).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. نافع: هو ابن عباس -ويقال ابن عياش- أبو محمد الأقرع المدني مولى أبي قتادة، قيل له ذلك للزومه إياه.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20841)، ومن طريقه أخرجه ابن منده في "الإِيمان"(415).
وأخرجه البخاري (3449)، ومسلم (155)(244)، وابن منده (414)، والبيهقي في "الأَسماء والصفات" ص 424، والبغوي (4277) من طريق يونس ابن يزيد، ومسلم (155)(246)، وابن حبان (6802)، وابن منده (413)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/ 40 من طريق الأوزاعي، وابن حجر أيضاً من طريق عقيل بن خالد، ومسلم (155)(245) من طريق ابن أخي ابن شهاب الزهري، أربعتهم عن الزهري، به. وعندهم جميعاً:"وإمامكم منكم" دون شك، إلا رواية =
7681 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ مِنْ فَجِّ الرَّوْحَاءِ، بِالْحَجِّ أَوِ الْعُمْرَةِ، أَوْ لَيُثَنِّيَهُمَا (1) "(2).
= ابن أخي ابن شهاب، فهي بلفظ:"وأمَّكم".
وأخرج مسلم (2897) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعةُ حتى ينزل الرومُ بالأعماق
…
" فذكر حديثاً طويلاً، وقال فيه: "فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فأمَّهم".
وسيأتي الحديث برقم (8431) من طريق ابن أبي ذئب، عن الزهري، به.
وانظر ما سلف برقم و (7269)، وما سيأتي برقم (7971) و (9281).
وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند مسلم (156)، وسيأتي 3/ 367 - 368، وفيه:"فإذا هم بعيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فتقام الصلاة، فيقال: تقدم يا روح اللهِ، فيقول: ليتقدم إمامُكم فليُصَلِّ بكم".
وعن عثمان بن أبي العاص وسيأتي 4/ 216 - 217، وفيه:"وينزل عيسى ابنُ مريم عليه السلام عندَ صلاة الفجر، فيقول له أميرهُم: روحَ اللهِ تقدم صلِّ، فيقول: هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض، فيتقدم أميرُهم فَيُصَلي".
وعن أبي أمامة الباهلي عند ابن ماجه (4077)، وفيه:"فبينما إمامُهم قد تقدم يُصلي بهم الصبحَ إذ نزل عليهم عيسى ابنُ مريم الصبح، فرجع ذلك الإِمام ينكص يمشي القهقرى، ليتقدم عيسى يُصلي بالناسِ، فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثم يقول له: تقدم فصل، فإنها لك أقيمت، فيصلي بهم إمامهم".
وانظر "فتح الباري" 6/ 494.
(1)
كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وباقي النسخ: ليثنيهما.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حنظلة =
7682 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ (1)، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَسُبُّ أَحَدُكُمُ الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ، وَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ لِلْعِنَبِ: الْكَرْمَ، فَإِنَّ الْكَرْمَ هُوَ الرَّجُلُ (2) الْمُسْلِمُ "(3).
= الأسلمي -وهو حنظلة بن علي بن الأسقع الأسلمي- فمن رجال مسلم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20842)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 128، وابن منده في "الإِيمان"(419)، والبغوي (4278). وانظر (7273).
قوله: "من فجِّ الروحاء": هو موضع بين مكة والمدينة على ثلاثين أو أربعين ميلاً من المدينة، وكان طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وإلى مكة عام الفتح، وعام الحج.
(1)
زِيدَ في (م) خطأً بين معمر وأيوب: "عن الزهري"، وليست هذه الزيادة في شيء من أصولنا.
(2)
في (م): هو الرجل، بزيادة لفظة "هو"، وليست في شيء من أصولنا.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياتي، وابن سيرين: هو محمد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20937)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2247)(6)، والبغوي (3388).
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 334 من طريق يونس بن عبيد وحميد الطويل، عن أيوب، به. واقتصر على الشطر الأول.
وأخرجه بنحوه البخاري في "الأَدب المفرد"(770) من طريق أبي بكر بن يحيى الأنصاري، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وسيأتي من طريق ابن سيرين وخلاس، عن أبي هريرة برقم (9137)، وسيأتي الشطر الأول من طريق ابن سيرين وحده برقم (10367) و (10479)، والشطر =
7683 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَقُولُ اللهُ عز وجل: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، قَالَ: يَقُولُ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ! فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، فَإِذا (1) شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا "(2).
7684 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُخَلَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا، لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ "(3).
= الثاني برقم (10613).
وقد سلف الشطر الأول برقم (7245) من طريق سعيد بن المسيب، والشطر الثاني من طريقه أيضاً برقم (7257).
(1)
في (م): فإن.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2246)(3)، والحاكم 2/ 453 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرطهما ولم يخرجاه هكذا، ووافقه الذهبي!
وانظر (7245).
(3)
حديث حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحارث بن مُخلَّد، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحديثه عند أبي داود والنسائي وابن ماجه.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 5/ 279 من طريق عبد الله بن أحمد بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20952)، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى"(9014)، والبيهقي 7/ 198، والبغوي (2297).
وأخرجه ابن ماجه (1923)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 44، وفي "مشكل الآثار"(6133) من طريق عبد العزيز بن المختار، والنسائي في "الكبرى"(9012)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 44 من طريق يزيد بن عبد الله ابن الهاد، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9011) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن يزيد ابن الهاد، عن الحارث بن مخلد، به. لم يذكر فيه سهيل بن أبي صالح.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 44 من طريق عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح، به بلفظ:"لا تأتوا النساء في أدبارهن ".
وقد اختلف في هذا الحديث على سهيل -ونبه عليه الحافظ في "التلخيص" 3/ 180 - فرواه إسماعيل بن عياش عنه، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، أخرجه الدارقطني 3/ 288، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 45، وابن شاهين، ورواه عمر مولى غفرة عن سهيل، عن أبيه، عن جابر. أخرجه ابن عدي، وإسناده ضعيف. قلنا: إسماعيل بن عياش وعمر مولى غفرة كلاهما ضعيف، فالصواب رواية الثقات الذين رووه عن سهيل، عن الحارث، عن أبي هريرة، وهم: معمر وسفيان ووهيب بن خالد ويزيد ابن الهاد وعبد العزيز بن المختار. وستأتي رواية وهيب برقم (8532)، ورواية سفيان برقم (9733) و (10206)، وانظر (9290). وانظر أيضاً "التلخيص الحبير" 3/ 180 - 181.
وأخرجه أبو يعلى (6462)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2313 من طريق يحيى بن زكريا، عن مسلم بن خالد الزنجي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ملعون من أتى النساء في أدبارهن". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرج النسائي في "الكبرى"(9010) من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استحيوا من الله حق الحياء، لا تأتوا النساء في أدبارهن"، قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ كما في "التحفة" 11/ 25: هذا حديث منكر باطل من حديث الزهري، ومن حديث أبي سلمة، ومن حديث سعيد، فإن كان سمعه من سعيد، فإنما سمعه بعد الاختلاط. وقد رواه الزهري عن أبي سلمة أنه كان ينهى عن ذلك، فأما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا.
وعلق عليه الحافظ في "التلخيص الحبير" 3/ 180: وعبد الملك قد تكلم فيه دحيم وأبو حاتم وغيرهما.
وله شاهد حسن من حديث ابن عباس، أخرجه ابنُ أبي شيبة 4/ 251 - 252، والترمذي (1165)، والنسائي في "الكبرى"(9001) و (9002)، وأبو يعلى (2378)، وابن الجارود في "المنتقى"(729)، وصححه ابن حبان (4202) و (4203) و (4418).
وفي باب تحريم إتيان النساء في الدبر حديثا ابنِ عباس السالفان برقم (2414) و (2703)، وحديث جابر بن عبد الله ذُكِرَ عند الحديث (2414)، وإسناده صحيح.
وعن خزيمة بن ثابت، سيأتي 5/ 213 بلفظ:"إن الله لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن" وإسناده صحيح.
وعن أم سلمة، سيأتي 6/ 305، وإسناده قوي.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف برقم (6706).
وعن علي بن طلق، سلف تخريجه برقم (655).
وعن عمر بن الخطاب عند النسائي في "الكبرى"(9008) و (9009).
قوله: "لا ينظر الله إليه"، قال السندي: أي نظر رحمة، فهو كناية عن غضب الله تعالى عليه، وهو كناية عن هوانِه وحقارته عندَه تعالى.
7685 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَمِعْتُمْ رَجُلًا يَقُولُ: قَدْ هَلَكَ النَّاسُ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ " يَقُولُ (1): إِنَّهُ هُوَ هَالِكٌ (2).
7686 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَابْنُ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ
(1) في (م) فقط: يقول الله، بزيادة لفظ الجلالة.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أبي صالح من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (2623)، وأبو داود (4983). وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 149، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 141 من طريق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد. وقال أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن سفيان راوي "صحيح مسلم": لا أدري "أهلكَهم" بالنصب، أو "أهلكُهم" بالرفع.
وسيأتي برقم (8514) و (10005) و (10697).
قوله: "فهو أهلكهم"، قال السندي: روي برفع الكاف على أنه اسم تفضيل، أي: فهو أشدُّهم هلاكاً، وهذا مبني على أنه يقول: قد هلك الناسُ تحقيراً لهم، وتعظيماً لنفسه، ولا يخفى أن من يقول ذلك بهذا الوجه، فهو أكثرُ هلاكاً بخلاف ما إذا قال ذلك تأسُفاً وتحزناً على وقوع المعصية منهم.
وروي بفتح الكاف على أنه ماضٍ من الإِهلاك، أي: إذا قال ذلك يأَّسهم من رحمة الله، ويريد أنهم استوجبوا النارَ بسوءِ أعمالهم، فهو الذي أوجب لهم النارَ لا الله، أو أنه لما أيَّسَهُم من رحمة الله، فقد حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي، فهو أوقعهم في الهلاك، لأن الناسَ ما داموا يرجون رحمة الله يُطيعونه طمعاً فيها، وحين أيسوا تركوا الطاعة فاستوجبوا الهلاكَ، نعوذ بالله منه، وقول الراوي: يقولُ: إنه هو هالك، يدل على أن الرواية ها هنا بالرفع.
جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَدْ لَغَوْتَ "(1).
(1) هذا الحديثُ له إسنادان: الإسناد الأول صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقات رجال الشيخين غيرَ إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، فمن رجال مسلم. والإِسناد الثاني على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد بن بكر البُرساني.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (5414) و (5415)، ومن طريقه أخرجة ابن خزيمة (1805)، والبيهقي 3/ 219.
وأخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز"(20) من طريق محمد بن بكر وحده، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1805) من طريق ابن بكر وحده، به- ولم يذكر حديث سعيد بن المسيب.
وأخرجه أبو يعلى (5846) و (6416) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، و (5859) من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن ابن جريج، به- بالإِسنادين جميعاً.
وأخرجه كذلك مسلم (851)(11)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 104، وفي "الكبرى"(1727)، والباغندي (21) و (23)، والطحاوي 1/ 367، والمزي في "تهذيبه" 14/ 276 - 277 من طريق عُقيل بن خالد، والباغندي (22) من طريق ابن أبي ذئب، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، به.
وأخرجه الطحاوي 1/ 367 من طريق القاسم بن معن، عن ابن جريج، به- ولم يذكر فيه حديث إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن أبي هريرة.
وأخرجه كذلك الدارمي (1550) من طريق معمر، والبخاري (934)، ومسلم (851)(11)، والترمذي (512)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 103 - 104، وفي =
قَالَ ابْنُ بَكْرٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وعَنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُهُ.
7687 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ وَلَا تَغْرُبُ عَلَى يَوْمٍ أَفْضَلَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا تَفْزَعُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، إِلَّا هَذَيْنِ الثَّقَلَيْنِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَكَانِ، يَكْتُبَانِ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، فَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَدَنَةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَقَرَةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ شَاةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ طَائِرًا، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَيْضَةً، فَإِذَا قَعَدَ الْإِمَامُ، طُوِيَتْ الصُّحُفُ "(1).
= "الكبرى"(1728)، وابن خزيمة (1805)، وابن حزم في "المحلى" 5/ 62 - 63، والبيهقي 3/ 118 و 119 من طريق عقيل بن خالد، كلاهما عن ابن شهاب، به.
وسيأتي بالإِسنادين جميعاً برقم (7764)، ومن طريق سعيد بن المسيب وحده برقم (9101) و (9147) و (10128) و (10301) و (10720) و (10888). وانظر ما سلف برقم (7332).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ العلاء بنِ عبد الرحمن، وشيخِهِ أبي عبد الله إسحاق بن عبد الله مولى زائدة، فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(5563).
وأخرجه عبد بن حميد (1443) عن روح بن عبادة، والنسائي في الملائكة =
7688 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ حديثاً (1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ (2) الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ عز وجل فِيهَا خَيْرًا (3) إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَهِيَ بَعْدَ الْعَصْرِ "(4).
= من "الكبرى" كما في "التحفة" 9/ 294 من طريق حجاج بن محمد الأعور، كلاهما عن ابن جريج، به.
ورواه شعبة وغيره عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، سيأتي برقم (9896). وانظر ما سلف برقم (7258) و (7259).
وفي فضل يوم الجمعة انظر ما سيأتي برقم (9207).
قوله: "أفضل من يوم الجمعة" قال السندي: أي: في أيام الأسبوع، وأما في السنة، فأفضلها يوم عرفة، كذا قيل.
"إلا تفزع ليوم الجمعة" أي: لأجلها أو فيها خوفاً من قيام الساعة.
"قدم" من التقديم، أي: قدم إلى الآخرة لنفسه بدنة بالتصدق بها.
(1)
لفظ "حديثاً" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) و (ل).
(2)
تحرف في (م) والنسخ الخطية عدا (ظ 3) و (عس) و (ل) إلى: سلمة.
(3)
لفظ "خيراً" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) و (ل)، وهو ثابت أيضاً في "مصنَّف عبد الرزاق".
(4)
حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، العباس ومحمد بن مسلمة مجهولان لا يعرفان، قاله العقيلي في "الضعفاء" 4/ 140، والذهبي في "الميزان" 3/ 136، ونص على جهالة محمد بن مسلمة أيضاً ابن عدي في "الكامل" 6/ 2270. والعباس هذا ترجمه ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 211، فسماه عباس بن عبد الرحمن بن حميد القرشي، وقال: روى عن محمد بن مسلمة عن أبي هريرة وأبي سعيد، روى عنه ابن جريج، وسمع =
7689 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (1)
= منه أبو عاصم، سمعت أبي يقول ذلك.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(5584)، ومن طريقه أخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 140، والطبراني في "الدعاء" (179). لكن لم يذكر فيه الطبراني قوله:"وهي بعد العصر".
وأخرج مالك في "الموطأ" 1/ 109 وغيره من حديث أبي هريرة مطولاً -وسيأتي في "المسند" مختصراً 2/ 486 - أن عبد الله بن سلام قال لأبي هريرة: قد علمت أيّة ساعة هي: هي آخر ساعة في يوم الجمعة
…
وإسناده صحيح، ورواه البزار (619) مرفوعاً، ورجاله ثقات رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند أبي داود (1048)، والنسائي 3/ 99 - 100 بلفظ:"يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا آتاه إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر". وسنده جيد، وصححه الحاكم 1/ 279، ووافقه الذهبي، وصححه أيضاً النووي، وحسنه الحافظ ابن حجر.
وآخر عن أنس بن مالك رفعه: "التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد العصر إلى غيبوبة الشمس" أخرجه الترمذي، وفي سنده محمد بن أبي حميد الزرقي، وهو ضعيف، لكنه لم ينفرد به كما أشار إليه الترمذي بقوله: وقد روي عن أنس من غير هذا الوجه، قلنا: تابعه عبد الله بن لهيعة عند الطبراني في "الأوسط"(136).
وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح فيما قاله الحافظ في "الفتح" 2/ 420 إلى أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أناساً من الصحابة اجتمعوا، فتذاكروا ساعة الجمعة، ثم افترقوا، فلم يختلفوا أنها آخر ساعة من يوم الجمعة.
قال الحافظ: ورجحه كثير من الأثمة أيضاً كأحمد وإسحاق، ومن المالكية الطرطوشي، وحكى العلائي أن شيخه ابن الزملكاني شيخ الشافعية في وقته كان يختاره ويحكيه عن نصِّ الشافعي.
(1)
في (م): عن أبيه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" مِنْ غُسْلِهَا الْغُسْلُ، وَمِنْ حَمْلِهَا الْوُضُوءُ "(1).
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، لكن اختلف في رفعه ووقفه كما سيأتي بيان ذلك في التعليق الآتي.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 279 من طريق هشام بن سليمان، عن ابن جريج، عن ابن أبي ذئب، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1463)، والترمذي (993)، والبيهقي 1/ 300 - 301 من طريق عبد العزيز بن المختار، وابن حبان (1161) من طريق حماد بن سلمة، والطبراني في "الأَوسط"(989) من طريق زهير بن محمد، ثلاثتهم عن سهيل ابن أبي صالح، به.
ولم يذكر فيه ابنُ ماجه الوضوء من الحمل. وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه عبد الرزاق (6111) فقال: عن غيره (يعني عن غير معمر)، عن سهيل بن أبي صالح (زاد الأعظمي بين معقوفين: عن أبيه)، عن أبي هريرة. ولم يذكر فيه الوضوء من الحمل.
وأخرجه أبو داود (3162)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/ 301، وفي "المعرفة"(2115) من طريق سفيان بن عيينة، عن سهيل، عن أبيه، عن إسحاق مولى زائدة، عن أبي هريرة. فأدخل سهيل هنا إسحاق بين أبيه وبين أبي هريرة، وإسحاق ثقة.
وتابع سفيانَ إسماعيلُ ابن عُلية عند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 396 - 397، إلا أنه جعله موقوفاً على أبي هريرة.
وأخرجه البيهقي 1/ 301 من طريق وهيب بن خالد، عن سهيل، عن أبيه، عن الحارث بن مخلد، عن أبي هريرة مرفوعاً. والحارث مجهول.
وقال الدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 154 بعد أن أشار إلى روايات سهيل هذه: ويشبه أن يكون سهيل كان يضطرب فيه.
وأخرجه البيهقي 1/ 300 من طريق محمد بن عجلان، عن القعقاع بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 269 عن عبدة بن سليمان، و 369 عن يزيد بن هارون، والبيهقي 1/ 302 من طريق عبد الوهَّاب عطاء، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 397 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، أربعتهم عن محمد ابن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة موقوفاً. قال البخاري: وهذا أشبه. قلنا: يعني من المرفوع، ومحمد بن عمرو حسن الحديث، وباقي رجال هذه الأسانيد ثقات.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 397، وابن حزم في "المحلى" 1/ 250 و 2/ 23 من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، به مرفوعاً. قلنا: والوقف في حديث محمد بن عمرو أصحُّ، وقد خطَّأَ أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه 1/ 351 - رواية حماد بن سلمة هذه، وقال: إنما هو موقوف عن أبي هريرة لا يرفعه الثقات.
وأخرجه البيهقي 1/ 302 من طريق ابن لهيعة، عن حنين بن أبي حكيم، عن صفوان بن أبي سليم، عن أبي سلمة، به مرفوعاً. وقال: ابن لهيعة وحنين ابن أبي حكيم لا يحتج بهما، والمحفوظ من حديث أبي سلمة، ما أشار إليه البخاري أنه موقوف من قول أبي هريرة.
وأخرجه أبو داود (3161)، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 2/ 23، والبيهقي 1/ 303 من طريق ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن عمرو ابن عمير، عن أبي هريرة مرفوعاً. وعمرو بن عمير مجهول، تفرد بالرواية عنه القاسم بن عباس، ولم يوثقه أحد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(990)، والبيهقي 1/ 302 من طريق عمرو ابن أبي سلمة، عن زهير بن محمد التميمي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف جداً، عمرو بن أبي سلمة، قال الإِمام أحمد كما في "تهذيب التهذيب" في ترجمته: روى عن زهير أحاديث بواطيل كأنه سمعها من صدقة بن عبد الله، فغلط، فقلبها عن زهير. قلنا: وصدقة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هذا ضعيف جداً.
وأخرجه البيهقي 1/ 303 من طريق وهيب بن خالد، عن أبي واقد، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وإسحاق مولى زائدة، عن أبي هريرة مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي واقد الليثي واسمه صالح بن محمد بن زائدة، ووصفه غيرُ واحد بأنه منكر الحديث.
وأخرجه البيهقي 1/ 303 من طريق عبد الله بن صالح، عن يحيى بن أيوب، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة موقوفاً: من غسل الميت فليغتسل، ومن أدخله قبره فليتوضأ.
وأورده الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 1/ 137 من هذا الطريق، وقال: ذكره الدارقطني، وقال: فيه نظر.
وأخرج البيهقي 1/ 303 من طريق الوليد بن مسلم، حدثني ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة رفعه، قال:"من أراد أن يحمل ميتاً فليتوضأ". وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة.
قلنا: وسيأتي الحديث في "المسند" برقم (9862) من طريق ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة مرفوعاً. وصالح مختلف فيه.
وسيأتي برقم (7770) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن رجلٍ يُقال له: أبو إسحاق، عن أبي هريرة مرفوعاً؛ بالأمر بالاغتسال من غسله فقط. وإسناده ضعيف لجهالة أبي إسحاق هذا.
قلنا: وقد اختلف أهل العلم في حديث أبي هريرة، فمنهم من صحح وقفه: كالبخاري وأبي حاتم والبيهقي والرافعي، ومنهم من صحح رفعه كالترمذي وابن حزم وابن حبان والذهبي وابن حجر، وقال أَحمد وعلي ابن المديني: لا يصح في هذا الباب شيء، وبنحوه قال محمد بن يحيى الذهلي وابن المنذر، وضعفه النووي، وقال الشافعي: إن صحَّ قلتُ به. انظر "التلخيص الحبير" 1/ 136 - 137. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وفي باب الاغتسال من غسل الميت، عن المغيرة بن شعبة، سيرد 4/ 246، وفي إسناده جهالة.
وعن عائشة، سيرد 6/ 152، واسناده ضعيف.
وعن حذيفة عند الطبراني في "الأَوسط"(2781)، والبيهقي 4/ 301، وفي إسناده جهالة. وقال الحافظ في "التلخيص" 1/ 137: ذكره ابن أبي حاتم والدارقطني في "العلل"، وقالا: إنه لا يثبت، وأعله كذلك أبو بكر بن إسحاق الصبغي، نقله عنه البيهقي.
وعن أبي سعيد الخدري عند البيهقي 1/ 301، وإسناده ضعيف لجهالة أحد رواته.
ونحوه عن علي بن أبي طالب سلف في مسنده برقم (807)، وإسناده ضعيف.
قال البغوي في "شرح السنة" 2/ 169: واختلف أهل العلم في الغسل من غسل الميت، فذهب بعضهم إلى وجوبه، وذهب أكثرُهم إلى أَنه غيرُ واجب، قال ابن عمر وابن عباس: ليس على غاسل الميت غسلٌ.
ورُوي عن عبد الله بن أبي بكر، عن أسماء بنت عُميس امرأة أبي بكر أنها غسلت أبا بكر حين تُوفي، فسألت مَنْ حضرها من المهاجرين، فقالت: إني صائمة، وهذا يوم شديد البرد، فهل عليّ من غسل؟ فقالوا: لا. (وهو في الموطأ 1/ 223، وسنده منقطع).
وقال مالك والشافعي: يستحب له الغسل ولا يجب.
قلنا: ويؤيد قول من حمل الأمر في الحديث على الاستحباب ما رواه الخطيب في ترجمة محمد بن عبد الله المخرمي من "تاريخه" 5/ 424 من طريق عبد الله بن الإِمام أحمد، قال: قال لي أبي: كتبتَ حديثَ عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: كنا نغسل الميت، فمنا من يغتسل، ومنا من لا يغتسل؟ قال: قلت: لا، قال: في ذلك الجانب شابٌّ يقال له: محمد بن عبد الله يحدث به =
7690 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: ابْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ - أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَاتَّبَعَهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ مِثْلُ (1) أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى وَلَمْ يَتْبَعْهَا، فَلَهُ قِيرَاطٌ مِثْلُ أُحُدٍ ". قَالَ ابْنُ (2) بَكْرٍ: الْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ (3).
= عن أبي هشام المخزومي، عن وهيب، فاكتب عنه، وإسناده صحيح كما قال الحافظ في "التلخيص" 1/ 138.
وأخرج الحاكم 1/ 386، والبيهقي 3/ 398 من حديث ابن عباس:"ليس عليكم في غسل ميتكم غسل إذا غسلتموه، فإن ميتكم ليس بنجس، فحسبكم أن تغسلوا أيديكم ". وسنده جيد، وهو عند الحاكم مرفوع وصححه، وعند البيهقي موقوف، ورواية الوقف أصح.
(1)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) وباقي النسخ: مثلي، لكن ضبب فوقها في نسخة (س). قال السندي:"مثلَ أحدٍ" بالنصب بتقدير: أعني، وجعله حالاً يأباه تنكيرُ "قيراطان"، والله تعالى أعلم.
(2)
تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: "أبو بكر"، والتصويب من (ظ 3) و (عس) و (ل).
(3)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن عبد المطلب -ويقال: ابن عبد الملك-، لم يرو عنه غير ابن جريج، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 171، وقال: شيخ. ابن بكر: هو محمد بن بكر بن عثمان البرساني، وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6271). =
7691 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ الْأَزْرَقِ كَانَ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بِالسُّوقِ، فَمُرَّ بِجِنَازَةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا، فَعَابَ ذَلِكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، فَانْتَهَرَهُنَّ، فَقَالَ لَهُ سَلَمَةُ بْنُ الْأَزْرَقِ: لَا تَقُلْ ذَلِكَ، فَأَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ، وَتُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ مِنْ كَنَائِنِ مَرْوَانَ وَشَهِدَهَا، وَأَمَرَ مَرْوَانُ بِالنِّسَاءِ اللَّاتِي يَبْكِينَ يُطْرَدْنَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: دَعْهُنَّ يَا أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ، فَإِنَّهُ مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِجِنَازَةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا، وَأَنَا مَعَهُ، وَمَعَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَانْتَهَرَ عُمَرُ اللَّاتِي يَبْكِينَ مَعَ الْجِنَازَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" دَعْهُنَّ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، فَإِنَّ النَّفْسَ مُصَابَةٌ، وَإِنَّ الْعَيْنَ دَامِعَةٌ، وَإِنَّ الْعَهْدَ حَدِيثٌ ". قَالَ: آنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ (1).
= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1271) من طريق أبي عاصم الضحاك، عن ابن جريج، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7188).
(1)
إسناده ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سلمة بن الأزرق، فقد روى له النسائي وابن ماجه، قال ابن القطان: لا أعرف أحداً من مصنفي الرجال ذكره، ولا تُعرف له حالٌ، وقال الذهبي في "المغني" 1/ 274: لا يعرف محمد بن عمرو: هو ابن عطاء بن عياش القرشي، وقد صرح عند غير المصنف أن سلمة هو الذي أخبره بأنه كان جالساً مع ابن عمر.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(6674) عن معمر وابن جريج، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1440)، وابن حبان (3157)، والبيهقي في "السنن" =
7692 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ رَجُلًا أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَةً، أَوْ يَصُومَ شَهْرَيْنِ، أَوْ يُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا (1).
= 4/ 70، وفي "المعرفة"(7781) من طريق عبد الرزاق، عن معمر وحده، عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه ابن ماجه (1587) من طريق حماد بن سلمة، وأبو يعلى (6405) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، كلاهما عن هشام بن عروة، به- دون قصة ابن عمر، وسمى عبدُ الرحيم بن سليمان الراويَ عن أبي هريرة عمرَو بنَ الأزرق!
وأخرجه الطيالسي (2598) عن قيس، عن هشام بن عروة وعن وهب بن كيسان، عن أبي هريرة. وهذا إسناد فيه انقطاع، وهب لم يُدرك أبا هريرة.
وأخرجه مقتصراً على المرفوع الحميديُّ (1024)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 293 من طريق ابن عيينة، عن ابن عجلان، عن وهب بن كيسان، عمن سمع أبا هريرة، كذا عند الحميدي، وعند الطحاوي: عن أبي هريرة!
والحديث سيأتي برقم (8401) و (9293) و (9731)، وانظر (5889) في مسند ابن عمر.
والبكاء على الميت دون نياحةٍ وجزعٍ مباحٌ، انظر حديث ابن عمر عند البخاري (1304)، ومسلم (924)، وحديث أنس عندهما أيضاً البخاري (1303)، ومسلم (2315).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (111)(84)، والبيهقي 4/ 225 من طريق عبد الرزاق وحده، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1943) من طريق أبي عاصم الضحاك ومحمد بن بكر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 60 من طريق روح بن عبادة، ثلاثتهم عن =
7693 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الزَّيَّاتِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ، وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ (1) أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، مَرَّتَيْنِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ عز وجل فَرِحَ بِصِيَامِهِ "(2).
= ابن جريج، به. وانظر (7290).
(1)
في (م): شاتمه.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد بن بكر البرساني، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه مسلم (1151)(163) من طريق عبد الرزاق وحده، بهذا الإسناد. وفيه التصريح بأن أوله حديث قدسي، ففيه: "قال الله عزوجل: كل عمل ابن آدم له
…
".
وأخرجه كذلك ابن خزيمة (1896)، وعنه ابن حبان (3423) من طريق محمد بن بكر وحده، به.
وأخرجه البخاري (1904) من طريق هشام بن يوسف، والنسائي 4/ 163 - 164 و 166 من طريق الحجاج بن محمد الأعور، كلاهما عن ابن جريج، به. واقتصر النسائي في الموضع الثاني على قوله:"الصيام جُنة"، والحديث عند البخاري فيه:"قال الله".
وأخرجه النسائي 4/ 164 من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن جريج، عن =
7694 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ، فَيَلْبِسُ عَلَيْهِ، حَتَّى لَا يَدْرِيَ كَمْ صَلَّى، فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ "(1).
7695 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ: أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، إِذْ مَرَّ بِهِمَا أَبُو عَبْدِ اللهِ خَتَنُ زَيْدِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: ابْنِ الزَّبَّانِ، فَدَعَاهُ نَافِعٌ، فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلَاةٌ مَعَ الْإِمَامِ أَفْضَلُ مِنْ خَمْسٍ (2) وَعِشْرِينَ صَلَاةً يُصَلِّيهَا وَحْدَهُ "(3).
= عطاء بن أبي رباح، قال: أخبرني عطاءٌ الزيات، أنه سمع أبا هريرة
…
فذكره.
ونقل المزي في "التحفة" 9/ 440 عن النسائي أنه قال: ابنُ المبارك أجلُّ وأعلى، وحديث حجاج أولى بالصواب.
وسيأتي مختصراً برقم (10692) عن روح بن عبادة، عن ابن جريج. وانظر (7174).
وقوله: "إذا كان يوم صوم" إلى قوله: "امرؤ صائم" سيأتي من طريق أبي صالح برقم (7840)، فراجعه هناك.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3464). وانظر (7286).
(2)
كذا في (ظ 3) على الجادة: خمس، وفي (م) وباقي النسخ: خمسة.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن =
7696 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُخْبِرُهُمْ: فِي كُلِّ صَلَاةٍ يُقْرَأُ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا، أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ. قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: فِي كُلِّ صَلَاةٍ قُرْآنٌ (1).
7697 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يُمْنَعُ فَضْلُ مَاءٍ لِيُمْنَعَ بِهِ فَضْلُ الْكَلَإِ "(2).
= عطاء بن أبي الخُوار، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (649)(248)، وأبو عوانة 2/ 3 من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، به. ووقع عندهما زيد بن زبّان.
وسيأتي برقم (10842). وانظر ما سلف برقم (7185).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2743)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 2/ 125.
وأخرجه الحميدي (990)، والنسائي 2/ 163، وابن خزيمة (547)، وأبو عوانة 2/ 125، والطحاوي 1/ 208، وابن حبان (1853) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإِسناد.
وانظر (7503).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1566)(38)، والبيهقي 1/ 15 - 16 من طريق هلال بن =
7698 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنِ اشْتَرَى شَاةً مُصَرَّاةً، فَإِنَّهُ يَحْلُبُهَا، فَإِنْ رَضِيَهَا أَخَذَهَا، وَإِلَّا رَدَّهَا وَرَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ "(1).
7699 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو كَثِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا بَاعَ أَحَدُكُمُ الشَّاةَ أَوِ اللَّقْحَةَ فَلَا يُحَفِّلْهَا "(2).
= أسامة، عن أبي سلمة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (2354)، ومسلم (1566)(37)، والبيهقي 2/ 156 من طريق ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة.
وسيأتي مكرراً برقم (8084). وانظر ما سلف برقم (7324).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(14858).
وانظر (7380) و (7523).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كثير -واسمه يزيد بن عبد الرحمن السحيمي- فمن رجال مسلم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(14864)، ومن طريقه أخرجه النسائي 7/ 252 - 253، وابن حبان (4969).
وسيأتي برقم (10236). وانظر ما سلف برقم (7305).
قوله: "اللقحة"، قال السندي: هي بالفتح أو الكسر: الناقة القريبة العهد بالنتاج. =
7700 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَبِيعُ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا يَزِيدُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَتِهِ، وَلَا تَسْأَلُ امْرَأَةٌ طَلَاقَ أُخْتِهَا "(1).
7701 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ وَسَّعَ عَلَى مَكْرُوبٍ كُرْبَةً فِي الدُّنْيَا، وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ كُرْبَةً فِي الْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ مُسْلِمٍ فِي الدُّنْيَا، سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْمَرْءِ مَا كَانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ "(2).
= "فلا يحفلها": من التحفيل، وهو جمع اللبن في ضرع الناقة.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(14867)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1413)(53)، والبغوي (2098).
وأخرجه البخاري (2160)، والنسائي 7/ 259 من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، به. وانظر (7248).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن واسع، فمن رجال مسلم، وقد أعله الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 18 بالانقطاع بين معمر وبين محمد بن واسع، وكذا بين محمد وبين أبي صالح، مع أن كل واحد منهم قد أدرك الآخر وعاصره، لكن أدخل محمد بن واسع بينه =
7702 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً (1) عَلَى جِدَارِهِ ". ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَالِي
= وبين أبي صالح، الأعمش، ومرة أخرى محمد بن المنكدر، ومرة ثالثة أبهم الواسطة بينهما، وسيأتي بيان ذلك كله في التخريج. والحديث قد صح من غير هذا الطريق، انظر ما سلف برقم (7427).
وهو بهذا الإِسناد في "مصنف عبد الرزاق"(18933)، ومن طريقه أخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 18، وعنه البيهقي 6/ 27، وزادا في أوله:"من أقال نادماً أقاله الله نفسه يوم القيامة" وقد سلفت هذه القطعة من غير هذا الطريق برقم (7431).
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7287)، وابن حبان (534) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن واسع -وقرن ابن حبان به أبا سورة، ولم نتبينه-، عن الأعمش، عن أبي صالح، به. وقد سلف عن الأعمش برقم (7427) من غير طريق محمد بن واسع، فانظر تمام تخريح الحديث هناك.
وأخرجه النسائي (7286) من طريق حماد بن زيد، عن محمد بن واسع، حدثني رجل، عن أبي صالح.
وسيأتي برقم (10496) من طريق يونس بن محمد، عن حزم، عن محمد بن واسع، عن بعض أصحابه، عن أبي صالح.
والواسطة المبهمة بين محمد بن واسع وبين أبي صالح هي: محمد بن المنكدر كما بيَّن ذلك هشام بن حسان عنه فيما يأتي برقم (10676). وسيأتي عند المصنف برقم (7942) من طريق آخر عن هشام بن حسان عن محمد بن واسع، إلا أنه لم يذكر فيه محمد بن المنكدر.
(1)
في بعض النسخ: خَشَبَه.
أَرَاكُمْ مُعْرِضِينَ! وَاللهِ لَأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ (1).
7703 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: اقْتَتَلَتِ امْرَأَتَانِ مِنْ هُذَيْلٍ، فَرَمَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِحَجَرٍ، فَأَصَابَتْ بَطْنَهَا، فَقَتَلَتْهَا، وَأَلْقَتْ جَنِينًا، فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِدِيَتِهَا عَلَى الْعَاقِلَةِ، وَفِي جَنِينِهَا غُرَّةً: عَبْدًا (2) أَوْ أَمَةً، فَقَالَ قَائِلٌ: كَيْفَ يُعْقَلُ مَنْ لَا أَكَلَ، وَلَا شَرِبَ، وَلَا نَطَقَ، وَلَا اسْتَهَلَّ؟ فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ (3). فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، كَمَا زَعَمَ أَبُو هُرَيْرَةَ:" هَذَا مِنْ إِخْوَانِ الْكُهَّانِ "(4).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1609)، والبيهقي 6/ 68 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وانظر (7278).
(2)
كذا في (ظ 3) و"المصنَّف"، وفي (م) وباقي النسخ: عبد، دون ألف، وقد وجهها السندي على أن "غرة" منصوب بنزع الخافض، أي: بغرة، وعلى أن "عبد أو أمة" مجروران على البداية من "غرة"!
(3)
في (ل) و (ظ 1) و (عس): بطل، بالموحدة. قلنا: هو بالوجهين في روايات "الصحيحين" وغيرهما: بالباء الموحدة مفتوحة، وبالمثناة من تحت مضمومة، الأول من البطلان، والثاني: من طُلَّ دمُه: إذا لم يُطلب وتُرِك. انظر "مشارق الأنوار" للقاضي عياض 1/ 88، و"فتح الباري" لابن حجر 10/ 218، و"إرشاد الساري" للقسطلاني 8/ 399.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(18338)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1681)(36)، والبيهقي 8/ 70 و 113. =
7704 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا (1) جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ "(2).
وَالْجُبَارُ: الْهَدَرُ.
7705 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْأَعْرَجِ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّكُمْ تَقُولُونَ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم! وَاللهُ الْمُوعِدُ، إِنَّكُمْ تَقُولُونَ: مَا بَالُ الْمُهَاجِرِينَ لَا يُحَدِّثُونَ عَنْ
= وأخرجه البخاري (5758)، والبيهقي 8/ 113 من طريق عبد الرحمن بن خالد ابن مسافر، والبيهقي 8/ 113 من طريق عبيد بن عبد الواحد، كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد. وانظر (7217).
"بديتها"، قال السندي: أي: دية المقتولة بناء على أن القتل كان شبه العمد، وليس بعمد.
"يعقل": على بناء المفعول، أي: يُعطى دية.
"من لا أكل" أي: دية ولد خرج من بطن أمه ميتاً ولا حصل منه أكل ولا شرب.
"ولا استهل" أي: صاح عند الولادة.
(1)
لفظة "جرحها" أثبتناه من (ظ 3) و (ل).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(18373)، وقرن بمعمر ابنَ جريج، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه النسائي 5/ 45، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7457).
رَسُولِ اللهِ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ؟! وَمَا بَالُ الْأَنْصَارِ لَا يُحَدِّثُونَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ؟! وَإِنَّ أَصْحَابِي مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَانَتْ تَشْغَلُهُمْ صَفَقَاتُهُمْ فِي الْأَسْوَاقِ، وَإِنَّ أَصْحَابِي مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَتْ تَشْغَلُهُمْ أَرْضُوهُمْ وَالْقِيَامُ عَلَيْهَا (1)، وَإِنِّي كُنْتُ امْرَءاً مِسْكِينًا (2)، وَكُنْتُ أُكْثِرُ مُجَالَسَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَحْضُرُ إِذَا غَابُوا، وَأَحْفَظُ إِذَا نَسُوا، وَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنَا يَوْمًا فَقَالَ:" مَنْ يَبْسُطُ ثَوْبَهُ حَتَّى أَفْرُغَ مِنْ حَدِيثِي، ثُمَّ يَقْبِضُهُ إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي أَبَدًا " فَبَسَطْتُ ثَوْبِي، أَوْ قَالَ: نَمِرَتِي (3)، ثُمَّ قَبَضْتُهُ إِلَيَّ، فَوَاللهِ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، وَايْمُ اللهِ، لَوْلَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ أَبَدًا، ثُمَّ تَلَا:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} الْآيَةَ كُلَّهَا [البقرة: 159](4).
(1) لفظة "عليها" من (ظ 3) و (ل) و (عس)، وسقطت من (م) وباقي النسخ.
(2)
كذا في (ل) و (عس): مسكيناً وكذا هو عند عبد الرزاق في "تفسيره" وعند من خرجه من طريقه، وفي (م) وباقي النسخ ومنها (ظ 3): معتكفاً، لكن أشير في هامش (ظ 3) إلى أنه في أصل ابن المذهب كما أثبتنا: مسكيناً.
(3)
كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس)، وفي بقية النسخ: طمرتي، وتحرفت في (م) إلى: طهرتي.
والنَّمِرَة: ثوب من صوف.
والطِّمْر: الثوب البالي.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/ 64، ومن طريقه أخرجه مسلم (2492)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 201، والبغوي (3723). =
7706 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ أَوَّلُ النَّاسِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَدَانَا اللهُ لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ، فَهَذَا الْيَوْمُ الَّذِي هَدَانَا اللهُ لَهُ، وَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، غَدًا لِلْيَهُوَدِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى "(1).
7707 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ
= وأخرجه ابن سعد 4/ 330 عن محمد بن حميد العبدي، عن معمر، عن الزهري، عن أبي هريرة. لم يذكر فيه الأعرج، والزهري أدرك أبا هريرة صغيراً، ولم يسمع منه.
وانظر (7275).
قوله: "ما بال المهاجرين"، قال السندي: أي مع قِدَمِ صحبتهم.
"وإن أصحابي": عطف على "إنكم تقولون"، أي: َ إنكم تزعمون أن المهاجرين والأنصار أولى برواية الأخبار، وأن الأمر بعكس ذلك، أو حال من ضمير "تقولون".
"أَرَضُوهم"، بفتحتين، أي: بساتينهم.
"والقيام": أي بأمرها.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/ 82. وانظر (7401).
قوله: "فهدانا الله"، قال السندي: الفاء للتعليل، وهو علة لكونهم أول الناس دخولاً للجنة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللهُ لَهُ، فَهُمْ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، فَالْيَهُودُ غَدًا، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ "(1).
7708 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا الشَّيْطَانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسَّةِ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُ، إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا ".
ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36](2).
(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين.
وهو بالإِسناد الأول -يعني: عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس- في "تفسير عبد الرزاق" 1/ 83، ومن طريق عبد الرزاق هذه أخرجه النسائي في "الكبرى"(1653).
وسلف برقم (7399) عن سفيان، عن ابن طاووس.
وهو بالإِسناد الثاني -يعني: عبد الرزاق، عن معمر، عن همام- في "تفسير عبد الرزاق" 1/ 82 - 83، ومن طريق عبد الرزاق هذه أخرجه البخاري (6624) و (7036)، ومسلم (855)(21)، وأبو عوانة 4/ 445، وابن حبان (2784)، والبيهقي 3/ 171، والبغوي (1045). واقتصر البخاري وأبو عوانة على أوله. وسيأتي من هذا الطريق برقم (8115).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
7709 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ، صَالِحُ (1) نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ لِزَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ ".
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بَعِيرًا قَطُّ (2).
7710 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ الْخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ (3) فِي النَّارِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ "(4).
= وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/ 119، ومن طريقه أخرجه البخاري (4548)، ومسلم (2366)(146)، والطبري في "تفسيره" 3/ 239، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(420). وانظر (7182).
(1)
كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: صُلَّح، ضبطت في (س) بضم الصاد وبلام مشددة مفتوحة، وكذا ضبطها السندي وأحمد شاكر رحمهما الله.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7650)، وذُكِرَ فيه هناك قصة لأم هانئ.
(3)
زِيْدَ بعده في (م) والنسخ الخطية غير (ل) و (عس): يعني الأمعاء، وأثبت في (ظ 3) ثم رُمِّج. وهذه الزيادة لم ترد في "تفسير عبد الرزاق" ولا في "جامع المسانيد والسنن".
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الزهري لم يسمع من أبي هريرة، فهو منقطع. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/ 197. =
7711 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِي عُرْوَةَ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، قُبِلَ مِنْهُ "(1).
7712 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، وَيُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟ ".
ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ (2): وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ
= وسيأتي تمام تخريجه برقم (8787) من طريق يزيد بن الهاد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
القصْب: الأمعاء.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 221، وأخرجه من طريقه الطبري في "تفسيره" 8/ 99.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1412 من طريق سعيد بن زيد، عن أيوب السختياني وهشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، به.
وسيأتي برقم (9130) و (9509) و (10419) و (10581). وانظر ما سلف برقم (7161).
(2)
قوله: "أبو هريرة" أثبتناه من (ظ 3) و (ل) و (عس).
النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ} [الروم: 30](1).
7713 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَى عَبْدٍ أَحْيَاهُ حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ أَوْ سَبْعِينَ سَنَةً، لَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَيْهِ (2) لَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَيْهِ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20087) ومن طريقه أخرجه مسلم (2658)(22)، وابن حبان (130).
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 3/ 308 من طريق قتادة، عن سعيد بن المسيب، بهذا الإسناد. وانظر (7181).
(2)
لفظة "إليه" زيادة من (ظ 3) و (ل) و (عس).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل الذي من بني غفار، وهو معن بن محمد الغفاري، كما جاء مصرحاً به في رواية البخاري وغيره، وهو صدوق حسن الحديث، ثم هو متابعٌ في الحديث كما سيأتي.
وأخرجه الحاكم 2/ 427 - 428 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (6419)، والبيهقي 3/ 370، والبغوي (4032) من طريق عمر بن علي، عن معن بن محمد الغفاري، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/ 142 من طريق بقية بن الوليد، والحاكم 2/ 427 من طريق بكار بن قتيبة، كلاهما عن مطرف بن مازن، عن معمر بن راشد، عن محمد بن عبد الرحمن الغفاري، عن أبي هريرة.
وهذا إسناد تالف، مطرف بن مازن كذبه يحيى بن معين، وقال النسائي: =
7714 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: اجْتَمَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَكَعْبٌ، فَجَعَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ كَعْبًا عَنِ
= ليس بثقة، وقال آخر: واهٍ.
وقال الحافظ في "إتحاف المهرة" 5/ 253 بعد أن أورده من طريق الحاكم: قلت: مطرف ضعيف، وقد خالفه عبد الرزاق، وهو ثقة ثبت، قال: عن معمر، عن رجل من بني غفار، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وسيأتي الحديث برقم (8262) و (9251) و (9394) من طرق عن سعيد المقبري.
وفي الباب عن أنس ضمن حديثٍ مطول، سيأتي في "المسند" 3/ 217 - 218.
وعن سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير"(5933)، والحاكم 2/ 428، والقضاعي في "مسند الشهاب"(423).
قوله: "لقد أعذر الله إلى عبد"، قال السندي: أي: أتى بالعذر إليه وأظهره، ومنه قولهم: أعذر من أنذر، أي أتى بالعذر وأظهره، وهذا مجاز، فإن العذر لا يتوجه على الله، وإنما يتوجه له على العبيد، والمقصود أن الله لم يترك له شيئاً في الاعتذار يتمسك به، كذا قيل، وبالجملة فالمقصود أن من بلغ ستين إذا لم يتب، ومات على المعصية، فلو عذبه الله تعالى لكان تطويله العمر وتقريبه إلى الموت مع إصرار ذلك الرجل على المعصية يصير بمنزلة العذر لله في عذابه، فصار كأنه أتى الله إليه بالعذر إن عذبه لإِصراره على المعصية، فلم يبق للعبد عذر، بل العذر قد قام لله تعالى والله تعالى أعلم. وقيل: همزته للسلب، أي أزال عذره، فإذا لم يتب إلى هذا العمر، لم يكن له عذر، فإن الشاب يقول: أتوب إذا شِخْتُ، والشيخ ماذا يقول؟! وقيل: أقام الله عذره، كأن المراد أنه ألقى إليه عذره بتطويل العمر ليعتذروا به، فإن طول عمره بحيث ما بقي له إلا الاستغفار والطاعة والإِقبال إلى الآخرة بالكلية.
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَعْبٌ يُحَدِّثُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ الْكُتُبِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وكعب الذي اجتمع بأبي هريرة هو كعب بن ماتع الحميري اليماني الذي كان يهودياً، فأسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقدم المدينة من اليمن في أيام عمر رضي الله عنه، فجالس أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فكان يحدثهم من أخبار بني إسرائيل من الأوابد والغرائب والعجائب، مما كان ومما لم يكن ومما حُرِّف وبُدِّل ونُسخ، وقد أَغنانا اللهُ بما هو أصح منه وأنفع وأوضح وأبلغ، ولذا كان عمر رضي الله عنه يقول له -فيما أخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/ 544 - : لتتركن الأحاديث أو لألُحقنك بأرض القردة. وأخطأ.
من زعم أن البخاري ومسلماً خرّجا له، فإنهما لم يُسندا من طريقه شيئاً من الحديث، وإنما جرى ذكره في "الصحيحين" عرضاً، وليس يؤثر عن أحد من أئمة الجرح والتعديل توثيق لكعب إلا أن بعض الصحابة أثنى عليه بالعلم، وأخرج البخاري في "صحيحه" في الاعتصام: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء" من طريق حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية يحدث رهطاً من قريش بالمدينة لما حج في خلافته، وذكر كعب الأحبار، فقال: إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون من أهل الكتاب، وإن كنا لنبلو مع ذلك عليه الكذب.
على أنه ليس كل ما نسب إليه في الكتب بثابت عنه، فإن الكذابين من بعده قد نسبوا إليه أشياء كثيرة لم يقلها.
وأما الحديث، فقد أخرجه ابن منده في "الإِيمان"(900) من طريق عبد الرزاق، به.
وأخرجه هناد في "الزهد"(182)، والآجري في "الشريعة" ص 341 - 342 من طريق موسى بن يسار، والدارمي (2806)، ومسلم (198)(336) و (337)، وابن =
7715 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ بِمِئَةِ امْرَأَةٍ، تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ غُلَامًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ: وَنَسِيَ أَنْ يَقُولَ: إِنْ شَاءَ اللهُ، فَأَطَافَ بِهِنَّ، قَالَ: فَلَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ (1) إِلَّا وَاحِدَةٌ نِصْفَ إِنْسَانٍ "، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ، لَمْ يَحْنَثْ، وَكَانَ دَرَكًا لِحَاجَتِهِ "(2).
= خزيمة في "التوحيد" 2/ 624، والآجري ص 341، وابن منده (897) و (898) و (899)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1040)، والبيهقي 10/ 190 من طريق عمرو بن أبي سفيان الثقفي، ومسلم (199)(339)، وابن خزيمة 2/ 624، وابن منده (911) من طريق أبي زرعة بن عمرو بن جرير، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
وله طرق أخرى ستأتي في "المسند" برقم (8132) و (8959) و (9303) و (9504) و (10311).
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2546).
وعن أنس بن مالك، سيأتي 3/ 134.
وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/ 384.
قوله: "مستجابة"، قال السندي: أي في حق الأمة.
(1)
لفظة "امرأة" أثبتناها من (ظ 3) و (ل) و (عس).
(2)
رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله.
وأخرجه البخاري (5242) عن محمود بن غيلان، ومسلم (1654) عن عبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وفي رواية عبد بن حميد: على سبعين امرأة.
وعلقه الترمذي بإثر الحديث (1532) عن عبد الرزاق به، وفيه: على سبعين =
7716 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ (1)! فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا "(2).
7717 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ
= امرأة. وهو كذلك في "تفسير عبد الرزاق" 1/ 401 بهذا الإِسناد، لكنه فيه موقوف على أبي هريرة.
وأخرجه البخاري (6720) ومسلم (1654)(23)، وابن حبان (4338) من طريق هشام بن حُجير، عن ابن طاووس، به. وفيه عند البخاري وابن حبان: على تسعين امرأة، وعند مسلم: على سبعين امرأة.
وقد سلف برقم (7137) فانظر تمام تخريجه فيه.
وقوله: "لأطوفن الليلة بمئة امرأة" قال السندي: كناية عن الجماع.
"نصف إنسان": أي: ولدت ولداً غير تام.
"لم يحنث" أي: في حلفه، وذلك لأن "لأطوفن" جواب قسم مقدر، إذ التأكيد باللام والنون دليل على أن من حلف على غير مقدور له يحنث.
"دركاً". بسكون راءٍ وفتحها، أي: كان ذلك القول إدراكاً ولحاقاً، أي: سبباً لإِدراكه الحاجة، وهذا أخبار عما كان مقدراً لسليمان، على تقدير أن يقول ذلك، وليس المراد أن كل من يقول ذلك يكون في حقه ذلك، كيف وهذا موسى قد قال:{ستجدني إن شاء الله صابراً} [الكهف: 69] ثم كان ما كان.
(1)
قوله: "يا خيبة الدهر" مكرر مرتين في (ظ 3) و (ل) و (عس).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7683).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ " قَالُوا: لَا، يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ:" هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ؟ " فَقَالُوا: لَا، يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ:" فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ، يَجْمَعُ اللهُ النَّاسَ، فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَيَتَّبِعْهُ، فَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ، وَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ، وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا، فَيَأْتِيهِمُ اللهُ عز وجل فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا جَاءَنا (1) رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ، قَالَ: فَيَأْتِيهِمُ اللهُ عز وجل فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا، فَيَتَّبِعُونَهُ، قَالَ: وَيُضْرَبُ جِسْرٌ عَلَى جَهَنَّمَ ". قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ، وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَبِهَا كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللهُ، فَتَخْطَفُ (2) النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمُ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ ثُمَّ
(1) كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: جاء.
(2)
في (م): فتختطف.
يَنْجُو (1)، حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللهُ عز وجل مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَرْحَمَ، مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ، فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلَامَةِ آثَارِ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنَ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدِ امْتَحَشُوا، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مِنْ مَاءٍ يُقَالُ لَهُ: مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ.
وَيَبْقَى رَجُلٌ يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا، وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا، فَاصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللهَ، حَتَّى يَقُولَ: فَلَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، فَيَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، فَيَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: يَا رَبِّ، قَرِّبْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: أَوَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، مَا أَغْدَرَكَ فَلَا يَزَالُ يَدْعُو، حَتَّى يَقُولَ: فَلَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ، فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، وَيُعْطِي اللهَ (2) مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ (3) أَنْ لَا يَسْأَلَ غَيْرَهُ، فَيُقَرِّبُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا
(1) كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس)، وهو الصواب، وتحرف في (م) وبقية النسخ إلى: يعجوا.
(2)
لفظ الجلالة ليس في (م).
(3)
كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس)، وفي (م) وباقي النسخ: من عهوده ومواثيقه.
دَنَا مِنْهَا انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، فَإِذَا رَأَى مَا فِيهَا مِنَ الْحَبْرَةِ وَالسُّرُورِ، سَكَتَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: أَوَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي (1) غَيْرَهُ، وَقَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟! فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، لَا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللهَ، حَتَّى يَضْحَكَ (2)، فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ، أَذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ فِيهَا، فَإِذَا دَخَلَ، قِيلَ لَهُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا، فَيَتَمَنَّى، ثُمَّ يُقَالُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا، فَيَتَمَنَّى، حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الْأَمَانِيُّ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ".
قَالَ: وَأَبُو سَعِيدٍ جَالِسٌ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَا يُغَيِّرُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ قَوْلِهِ، حَتَّى (3) إِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ:" هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ ". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: حَفِظْتُ " مِثْلُهُ مَعَهُ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ (4).
(1) كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس)، وفي (م) وباقي النسخ: تسأل.
(2)
في (م): حتى يضحك الله.
(3)
في (م) والنسخ المتأخرة: حتى إذا.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20856) وسيأتي مكرراً بهذا الإِسناد برقم (10906).
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (6573)، وابن أبي عاصم في "السنة"(455) و (746)، وأبو عوانة 1/ 162، وابن حبان (7429)، والآجري في "الشريعة" ص 259، وابن منده في "الإِيمان"(805)، واللالكائي في "شرح =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أصول الاعتقاد" (814)، والبغوي (4346).
وأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 56 من طريق عبد الله ابن المبارك، والنسائي في "المجتبى" 2/ 229، وابن منده (806) من طريق حماد ابن زيد، والآجري ص 259 - 260، والنسائي في "الكبرى"(11637)، وابن منده (806) من طريق محمد بن ثور، ثلاثتهم عن معمر، به. وفي رواية ابن المبارك: عن أبي هريرة وأبي سعيد، وفي رواية حماد: عن عطاء بن يزيد الليثي قال: اجتمع أبو سعيد وأبو هريرة، فأنشأ أحدهما يحدث
…
وقرن حماد عند النسائي بمعمر النعمان بن راشد.
وأخرجه ابن أبي عاصم (454) و (477)، وابن منده (804) من طريق محمد ابن الوليد الزُّبيدي، عن الزهري، به.
وأخرجه عبد الله الدارمي في "سننه"(2801)، والبخاري (806) و (6573)، ومسلم (182)(300)، وابن أبي عاصم (456) و (478)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 376 و 425، وأبو عوانة 1/ 162، والآجري ص 260، وابن منده (807)، واللالكائي (815) و (816) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به. وقرن بعطاء بن يزيد الليثي سعيد بن المسيب.
والحديث في هذه المصادر كلها منهم من خرّجه مختصراً، ومنهم من خرّجه بطوله.
وسيأتي برقم (7927) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري.
وأخرجه بنحوه الحميدي (1178)، ومسلم (2968)(16)، وأبو داود (4730)، وابن أبي عاصم (444) و (445)، وأبو يعلى (6689)، وابن خزيمة 1/ 369 و 371 و 373 و 374 و 415 و 416 و 417 و 419، وابن حبان (4642) و (7445)، والآجري ص 259، وابن منده (809) و (813) و (814)، واللالكائي (819) و (820) و (822) و (823) و (824) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وسيأتي أوله باختصار برقم (9058) من طريق مصعب بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= محمد، عن أبي صالح.
وانظر رواية سعيد بن المسيب عن أبي هريرة في "صحيح ابن حبان"(7438).
وسيأتي برقم (8817) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبية، عن أبي هريرة.
وستأتي القطعة الأخيرة منه برقم (8168) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة، وبرقم (9815) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة وأبي سعيد.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البخاري (7439)، ومسلم (183)(302) من طريق عطاء بن يسار، عنه، وسيأتي بنحوه مختصراً 3/ 11 و 11 - 12 من طريق أبي نضرة وأبي الهيثم سليمان بن عمرو، كلاهما عن أبي سعيد.
قوله: "هل تضارُون" قال السندي: بفتح التاء وتشديد الراء من الضرر، أو تخفيفها من الضير، وهو تفاعل حُذِفَتْ إحدى تائيه، أي: هل تزدحمون في رؤية الشمس والقمر بحيث يُؤدي ذلك إلى أن يصيب بعضاً ضررٌ من بعض.
"كذلك" أي: كرؤيتكم الشمس والقمر بلا ازدحام ولحوق ضرر، ولا يلزم من تشبيه الرؤية بالرؤية فيما ذكر تشبيه المرئي بالمرئي، حتى يقال: إنه يلزم منه الجهة وغيرها.
قوله: "فيتبعه" بالجزم بتقدير لام الأمر، أي: فليتبعه، كما جاءت به الرواية، وقيل: أو بالرفع على أنه خبر بمعنى الأمر، وهو من اتَّبَعَ بالتشديد أو تبع بالتخفيف.
"الطواغيت" جمع طاغوت، وهو الشيطان أو الصنم، كل رأس في الضلالة، أو كل ما عُبِدَ من دُون الله، وصدَّ عن عبادته، أو الساحر، أو الكاهن أو مردة أهل الكتاب. فَعَلُوتٌ من الطغيان، قلب عينه ولامه.
"فيأتيهم الله عز وجل" أي: يظهر لهم على وجه يخفى عليهم بعض صفاته التي يعبدونه بها، فيقولون خوفاً من الوقوع في اتباع غيره تعالى وارتكاب الشرك: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "نعوذُ بالله منك هذا مكاننا
…
" وفي هذا إظهارُ شرفهم ونزاهتهم عن رذيلة الشرك إلى هذا الحد، ولا يلزم فيه تغير في صفات المرئي، وإنما التغير في رؤيتهم والظهور عليهم.
"يضرب": على بناء الفاعل.
"فأكون أولَ من يجيز" أي من الرسل كما في رواية البخاري.
"كلاليب": جمع كَلُّوب بفتح الكاف وضم اللام المشددة: هي الخطاطيف.
"مثل شوك السعدان" في الكثرة وهو نبت له شوك.
"الموبق" بفتح الباء الموحدة، أي: المهلك.
"المخردل" بفتح الدال المهملة، أي: المجعولة كالخردل.
"أثر السجود" أي: العضو الذي كان يسجد به وهي الأعضاء السبعة.
"قد امتحشوا": على بناء الفاعل، أي: احترقوا واسودوا. وقيل: على بناء المفعول.
"فينبتون": على بناء المفعول من: نبت، أوعلى بناء المفعول من: أُنبت.
"الحِبة"، بكسر الحاء المهملة: بذور الصحراء مما ليس بقوت.
"في حميل السيل": هو ما يحمله السيلُ من البذور والطين وغيرهما.
"قد قشبني"، بقاف وشين معجمة مخففة، قيل: كذا الرواية، والذي في اللغة: التشديد، أي: أهلكني.
"ذكاؤها"، بفتح الذال والمد، قيل: وهو الأشهر رواية، والقصر أشهر لغة، أي لهبها واشتعالها.
"فلعلي إن أعطيتك
…
" لعل ذلك، لأنه كان في الدنيا غدَّاراً، والله تعالى أعلم.
"انفهقت"، بفاء وهاء وقاف: انفعال، أي: انفتحت واتسعت.
"الحبرة"، بفتح مهملة وسكون موحدة، أي: النعمة.
"أشقى خلقك"، أي: من أهل التوحيد. =
7718 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" احْتَجَّتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَا رَبِّ، مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا فُقَرَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ؟ وَقَالَتِ النَّارُ: يَا رَبِّ (1) مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ؟ فَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا الْجَنَّةُ، فَإِنَّ اللهَ يُنْشِئُ لَهَا مَا يَشَاءُ، وَأَمَّا النَّارُ، فَيُلْقَوْنَ فِيهَا، وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ فِيهَا، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ، وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ، قَطْ، قَطْ "(2).
= "حتى يضحك" أي: يرضى، أو على وجه يليق به تعالى مع السكوت عن بيان كيفيته، وعليه أهل التحقيق، والله ولي التوفيق.
(1)
قوله: "يا رب" زيادة من (ظ 3) و (ل) و (عس).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (20894)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في صفة النار -كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 246 - .
وأخرجه مسلم (2846)(35) من طريق محمد بن حميد، والنسائي في "الكبرى"(11522)، والطبري في "تفسيره" 26/ 170 - 171، وأبو عوانة في صفة النار- كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 246 من طريق محمد بن ثور، كلاهما عن معمر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطبري 26/ 170 من طريق إسماعيل ابن علية، وابن حبان (7476)، والدارقطني في "النزول"(4) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، كلاهما عن أيوب، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه البخاري (4849)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 209 و 210 - 211 و 211 - 212، وابن الأعرابي في "المعجم"(236)، والدارقطني في "النزول"(8) من طرق عن محمد بن سيرين، به. وإحدى طرق الحديث عند ابن خزيمة موقوفة على أبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (10588) من طريق ابن سيرين.
وأخرجه الحميدي (1137)، والبخاري في "صحيحه"(7449)، وفي "الأدب المفرد"(554)، ومسلم (2846)(34) و (35)، وأبو يعلى (6290)، وابن حبان (7477)، والآجري في "الشريعة" ص 391، والدارقطني (10)، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 158 وص 350 من طريق الأعرج، وابن أبي شيبة 13/ 159 - 160، والآجري 391 من طريق عون بن عبد الله، وابن خزيمة 1/ 215 من طريق أخيه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
وله طريقان آخران عن أبي هريرة، سيأتيان برقم (8164) و (9816)، وانظر أيضاً (8821).
وأخرج آخره ابن خزيمة 1/ 223 و 225 من طريق عمار بن أبي عمار، و 226 من طريق زياد مولى بني مخزوم، كلاهما عن أبي هريرة.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/ 13.
وعن أنس بن مالك، سيأتي 3/ 134.
قوله: "احتجت الجنة والنار". قال السندي: الظاهر أنهما احتجتا فيما بينهما، لكن لا يُناسبه قوله: فقالت الجنة ظاهراً، فالأقرب أن يراد بالاحتجاج الاشتكاء، أي: أنهما اشتكتا إلى الله تعالى.
"سقطهم"، بفتحتين، قيل: أراذلهم وأدوانهم، وقيل: الساقطون عن أعين الناس، فإن قيل: يدخل فيها من الأنبياء والملوك العادلة والعلماء المشهورين. قلت: المراد أن أكثرهم الفقراءُ، وأما غيرهم من أكابر الدارين. فهم قليلون، وهم أصحابُ الدرجات العُلى، وتيل: معنى الساقط الضعيف الخاضع لله المذل نفسه له المتواضع للخلق.
"أنت عذابى" أي: إن إضافتكما إليَّ بكونكما عذابى ورحمتي تكفي لكما =
7719 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَ
شرفاً ورفعة ولا يضر مع ذلك أن يكون أهلكما ما يكون، سيما إذا كان ذلك أيضاً بتخصيص مني، وجري الكلام بين الجنة والنار وخالقهما غيرُ مستبعد، ويحتمل أن يكون كلاماً بلسانِ الحالِ، أو كان المتكلم ملكاً موكلاً بهما.
"قدمه" وجاء "رجله": هو من المتشابه، وقيل: تأويل الرجل بالجماعة، والقدم: بالذين قدمهم لها من شرار خلقه كما أن المسلمين قدمه إلى الجنة.
وقيل: هو كناية عن الردع والقمع، أي: حتى يأتيها أمر الله فيكفّها عن طلب المزيد، وقيل: أراد تسكين فورتها كما يقال لأمر أراد إبطاله: وضعته تحت قدمي.
وقال أبو حاتم ابن حبان في "صحيحه"(268) بإثر حديث أنس بن مالك رفعه: "يلقى في النار، فتهول هل من مزيد؟ حتى يضع الربُّ جل وعلا قدمه فيها، فتقول؟ قط قط": هذا الخبر من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة، وذلك أن يومَ القيامة يُلقى في النار من الأمم والأمكنة التي عُصي اللهُ عليها، فلا تزال تستزيد حتى يضعَ الربُّ جل وعلا موضعاً مِن الكفار والأمكنة في النار فتمتلئ، فتقول: قط قط. تريد؛ حسبي حسبي، لأن العرب تُطلق في لغتها اسم القدم على الموضع، قال الله جل وعلا:{لهم قَدَم صدقٍ عند ربهم} يريد: موضع صدق، لا أن الله جل وعلا يضع قَدَمه في النار، جل ربُّنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه.
وانظر لزاماً "أقاويل الثقات" ص 176 - 182 للشيخ مرعي بن يوسف الكرمي بتحقيقنا.
قوله: "وُيزوى"، على بناء المفعول من زوى شرّه: إذا طواه، وزوى الشيء: إذا جمعه وقبضه.
"بعضها"، بالرفع، أي: فينضم من غاية امتلائها، ويضيق على من فيها.
"قط"، بفتح فسكون، أي حسب، والتكرار للتأكيد.
أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَى، أَدْرَكَ ذَلِكَ (1) لَا مَحَالَةَ، وَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَى اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ "(2).
(1) كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس)، وفي (م) وباقي النسخ: أدركه.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله بن طاووس ابن كيسان.
وأخرجه البخاري (6612)، وبإثر الحديث (6243)، ومسلم (2657)(20)، والنسائي في "الكبرى"(11544)، وأبو عوانة في القدر كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 196، وابن حبان (4420)، والبيهقي في "السنن" 7/ 89، و 10/ 185 - 186، وفي "الشعب"(5427)، والبغوي في "شرح السنة"(75)، وفي "التفسير" 4/ 252 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو داود (2152)، والطبري في "تفسيره" 27/ 65، وأبو عوانة في القدر كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 196 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به.
وأخرجه البخاري (6243) من طريق سفيان بن عيينة، وعلقه برقم (6612) من طريق ورقاء اليشكري، كلاهما عن ابن طاووس، به.
وأخرجه عبد الرزاق (13680) من طريق عطاء، عن أبي هريرة موقوفاً.
وسيأتي برقم (8215) و (8356) و (8526) و (8539) و (8598) و (8843) و (9563) من طرق عن أبي هريرة.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود سلف برقم (3912).
ومن حديث أنس بن مالك ضمن حديث عند أبي داود (4904)، وأبي يعلى (3694).
قوله: "حظه من الزنى" قال الحافظ في "الفتح" 11/ 87: إطلاق الزنى على =
7720 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ رَجُلٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ إِلَّا جُعِلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ، يُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ (1) وَجَبْهَتُهُ وَظَهْرُهُ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ،
= اللمس والنظر وغيرهما بطريق المجاز، لأن كل ذلك من مقدماته.
قوله: "لم أر شيئاً أشبه باللمم" من قول أبي هريرة، قال الخطابى -فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح"-: المراد باللمم: ما ذكره الله في قوله تعالى: {الذين يجتنبون كبائر الإِثم والفواحش إلا اللمم} ، وهو المعفو عنه، وقال في الآية الأخرى:{إنْ تجتنبوا كبائرَ ما تُنْهَون عنه نكفرْ عنكم سيئاتِكم} فيؤخذ من الآيتين أن اللمم من الصغائر وأنه يكفر باجتناب الكبائر.
وقال ابن بطال: تفضل الله على عباده بغفران اللمم إذا لم يكن للفَرْجِ تصديقٌ بها، فإذا صدقها الفرْجُ كان ذلك كبيرة، ونقل الفراءُ أن بعضهم زعم أن "إلا" في قوله:{إلا اللمم} بمعنى الواو، وأنكره، وقال: إلا صغائر الذنوب فإنها تكفر باجتناب كبارها، وإنما أطلق عليها زنى، لأنها من دواعيه، فهو من إطلاق اسم المسبَّب على السبب مجازاً.
وقال النووي في "شرح مسلم" 16/ 206: وأما قول ابن عباس: "ما رأيت شيئاً أشبه باللمم مما قال أبو هريرة"، فمعناه تفسير قوله تعالى:{الذين يجتنبون كبائر الإِثم والفواحش إلا اللمم إن ربَّك واسع المغفرة} ، ومعنى الآية -والله أعلم- الذين يجتنبون المعاصي غير اللمم يغفر لهم اللمم، كما في قوله تعالى:{إن تجتنبوا كبائر ما تُنهون عنه نُكَفِّرْ عنكم سيئاتِكم} فمعنى الآيتين أن اجتناب الكبائر يُسقط الصغائر، وهي اللممُ، وفسره ابنُ عباس بما في هذا الحديث من النظر واللمس ونحوهما، وهو كما قال. هذا هو الصحيحُ في تفسير اللمم.
(1)
كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس)، وفي (م) وباقي النسخ: جبينه.
حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ، وَإِنْ كَانَتْ إِبِلًا إِلَّا بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (1)، تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا، حَسِبْتُهُ قَالَ: وَتَعَضُّهُ (2) بِأَفْوَاهِهَا، يَرِدُ أَوَّلُهَا عَنْ (3) آخِرِهَا، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ، ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ، وَإِنْ كَانَتْ غَنَمًا فَكَمِثْلِ ذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهَا تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا " (4).
7721 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: قَالَ مَعْمَرٌ: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلَاثَةٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ " يَعْنِي الْوُرُودَ (5).
(1) من قوله: "حتى يقضى" إلى هنا سقط من (م) والنسخ الخطية المتأخرة، واستدركناه من (ظ 3) و (ل) و (عس).
(2)
في بعض النسخ: وتقضمه.
(3)
في (ل) و (عس): على.
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل ابن أبي صالح، فمن رجال مسلم.
وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 274.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى"(11621) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، بهذا الإِسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (7563).
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20139)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2632)(150)، والبيهقي 4/ 67. وانظر (7265). =
7722 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: رَبِّ، أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَنَفِّسْنِي، فَأَذِنَ لَهَا فِي كُلِّ عَامٍ بِنَفَسَيْنِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْبَرْدِ، مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ "(1).
7723 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، الْفِقْهُ يَمَانٍ، الْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ "(2).
= قوله: "الحنث"، قال السندي: أصله الذنب، والمراد أنه ماتوا صغاراً قبل أن يحتلموا، إذ لا ذنب حينئذ.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 337، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى"(11640). وأخرجه الطبري 29/ 214 من طريق أبي ثور، عن معمر، به.
وأخرجه الدارمي (2845)، والبخاري (3260)، والبيهقي في "البعث"(173) من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (617)(185) من طريق يونس ابن يزيد، كلاهما عن الزهري، به.
وسيأتي برقم (9955) و (10538). وانظر ما سَلَفَ برقم (7247).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن سيرين البصري.
وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 404. =
7724 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَكَانَ مَعْمَرٌ يَقُولُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي زَكَاةِ الْفِطْرِ: عَلَى كُلِّ حُرٍّ وَعَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، فَقِيرٍ أَوْ غَنِيٍّ، صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ، أَوْ نِصْفُ صَاعٍ مِنْ قَمْحٍ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ الزُّهْرِيَّ كَانَ يَرْوِيهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).
= وأخرجه ابن منده في "الإِيمان"(444) من طريق حماد بن زيد، و (445) من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد.
وانظر (7202).
(1)
رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو موقوف.
قال الشيخ أحمد شاكر: وقد بيَّن عبد الرزاق أن معمراً كان يُحدث به أولاً عن الزهري عن أبي هريرة مباشرة موقوفاً، فيكون منقطعاً، وأنه وصله بعدَ ذلك إذ تذكَّر أنه سَمِعَهُ من الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فصح الإِسنادُ واتصل. أما رفعه فلم يثْبُتْ، لأن معمراً لم يسمعه مِن الزُّهري مرفوعاً، بل بلغه عنه أنه كان يرويه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أي: يسنده إليه ويرفعه، فالذي أبلغ معمراً هذا، لا نعرف مَنْ هُو.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(5761)، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 45، والدارقطني 2/ 149 - 150، والبيهقي 4/ 164 عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة على الرواية الموصولة دون الرواية المنقطعة التي رجع عنها معمر.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3428) من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن لهيعة، عن عُبيد الله بن جعفر، عن الأعرج، عن أبي هريرة =
7725 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثٍ، لَا (1) أَدَعُهُنَّ أَبَدًا: لَا أَنَامُ إِلَّا عَلَى وِتْرٍ، وَفِي صَلَاةِ الضُّحَى، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ (2).
7726 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَنَعَ لِأَحَدِكُمْ خَادِمُهُ طَعَامَهُ، ثُمَّ جَاءَ بِهِ قَدْ وَلِيَ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ، فَلْيُقْعِدْهُ مَعَهُ
= نحوه.
وقد أورد الدارقطني هذا الحديث في "العلل" 7/ 39 - 41 وذكر فيه خلافاً على الزهري، فراجعه فيه.
وانظر ما سلف في مسند ابن عمر برقم (4486).
(1)
في (ظ 3) و (ل): أن لا.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك -وهو ابنُ حرب-، ومن أجل أبي الربيع -وهو المدني- فقد روى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالحُ الحديث.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(4851) عن إسرائيل بنِ يونس (في المطبوع عن يونس، وهو خطأ)، عن سماك بن حرب، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2396)، والترمذي (760) من طريق أبي عوانة، عن سماك، به.
وانظر ما سلف برقم (7138) و (7512).
فَلْيَأْكُلْ، فَإِنْ كَانَ الطَّعَامُ مَشْفُوفًا قَلِيلًا، فَلْيَضَعْ فِي يَدِهِ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ " (1).
7727 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -، حَسْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. موسى بن يسار: هو المطلبي مولاهم المدني.
وأخرجه مسلم (1663)(42)، وأبو داود (3846) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، والبيهقي 8/ 8 من طريق أبي نُعيم الملائي وعبد الله بن مسلمة، كلاهما عن داود بن قيس، بهذا الإِسناد.
وانظر ما سلف (7338).
قوله: "مشفوفاً"، قال السندي: كذا في نُسخ "المسند" بفاءين، والمشهور مشفوهاً بهاء في آخره كما في أبي داود وغيره، أي قليلاً.
وقال ابن الأثير 2/ 488: المشفوة: القليل، وأصله الماء الذي كثرت عليه الشفاه حتى قلَّ، وقيل: أراد فإن كان مكثوراً عليه، أي: كثرت أكلتُه.
(2)
إسناده جيد، أبو سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز الخزاعي، روى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عنه جمع، وحديثه في "صحيح مسلم"، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وقال ابنُ حجر في "التقريب": مقبول! وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه مسلم (2564)(32) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، وابن ماجه (4213) من طريق عبد العزيز بن محمد، و (3933) من طريق عبد الله بن نافع ويونس بن يحيى، والطحاوي 3/ 4 من طريق عبد الله بن نافع وحده، أربعتهم عن داود بن قيس، بهذا الإِسناد. واقتصر عبد العزيز بن محمد في حديثه على قوله:"حسب امرئ من الشَّرِّ أن يحقر أخاه المسلم" وعبد الله بن نافع ويونس ابن يحيى عند ابن ماجه على قوله: "كُلُّ المسلم على المسلم حرام دمُه ومالُه وعرضُه" أما حديثُ عبد الله بن نافع عند الطحاوي فلفظه: "لا يبعْ بعضكم على بيعِ بعض، ولايخطب بعضكم على خطبة بعض".
وأخرجه مسلم (2564)(33)، والبيهقي في "الشعب"(11151) من طريق أسامة بن زيد، عن أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر، به. وزادا، ونقصا، ومما زادا فيه:"إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا ينظر إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم" وأشار بإصبعه إلى صدره.
وأخرجه مختصراً أبو داود (4882)، والترمذي (1927) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة.
وسيأتي مختصراً برقم (8103) ومطولاً برقم (8722) من طريق أبي سعيد مولى ابن كريز، وانظر ما سلف برقم (7248)، وما سيأتي برقم (7858).
قوله: "لا تحاسدوا" قال السندي: أي: لا يتمنى بعضكم زوالَ نعمةَ بعض، سواء أرادها لنفسه أو لا، قالوا: إلا إذا كان مستعيناً بالنعمة على المعصية.
"التباغض": من البغض ضد المحبة، وهي إرادة المضرة.
"التدابر": أن يُولي كلُّ واحد منهم صاحَبه دُبُرَه، إما بالأبدان أو بالآراء والأقوال. =
7728 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَسَمَّوْا بِي (1)، وَلَا تَكْتَنُوا بِي (2)، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ "(3).
= "وكونوا عبادَ الله إخواناً": هما منصوبان على الخبرية، وهو الظاهر، فهي توصية بحسن المعاملة مع الخالِق تعالى، وهي المعاملة بالعبودية الخالصة له، ومع الخلق بالتآلف والمودة معهم في الطاعة لا في المعصية، أي: كونوا كُلُّكُم على طاعةِ الله وعلى الأُخوة والمودة في ما بينكم، وفيه إشارةٌ إلى أن المودةَ لا تَجُرُّكُم إلى المعاونة في المعصية، وإنما تكونُ مودتكم في طاعته، بحيثُ يكون كل منكم مُعيناً لِصاحبه على البِرِّ والتقوى، لا على الإِثم والعُدوان، وللاهتمام بهذا المعنى قَدَّم عبادَ الله، وقيل:"إخواناً" حال أو بدل أو هو الخبر، و"عباد الله" منصوبٌ على النداء.
"لا يخذُله": بضم الذال المعجمة، أي: لا يَتْرُكُ إعانتَه ونُصرته.
"حسب امرئٍ
…
" أي: يكفيه في الشر أن يَحْقِرَ مسلماً، أي: لو كان الشرُّ مطلوباً، لكفى منه هذا القدر، وفيه إعظامٌ لذلك.
(1)
رُمِّجت لفظة "بي" في نسخة (عس)، وكُتِبَ على هامشها: بإسمي، وأما في (ظ 3) فقد وضع فوقها علامة (خ) إشارة إلى أنها في نسخة كذلك، وأثبت على هامشها أيضاً: بإسمي، وفي (ل): تَسَمَّوا باسمي.
(2)
كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس)، وفي (م) وباقي النسخ: تكنَّوا، وفي (م) وحدها: تكنَّوا بكنيتي.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه البخاري في "الأَدب المفرد"(836)، وفي "التاريخ الكبير" 1/ 7 عن أبي نُعيم، عن داود بنِ قيس، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (10191). وانظر ما سلف برقم (7377).
7729 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُكَفِّرُ اللهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْمَكَارِهِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكَ الرِّبَاطُ "(1).
7730 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ، فَلْيُوتِرْ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وهو في "موطأ مالك" 1/ 161، ومن طريقه أخرجه مسلم (251)، والنسائي 1/ 89، وابن خزيمة (5)، وأبو عوانة 1/ 231، وابن حبان (1038)، والبيهقي 1/ 82، والبغوي (149). وانظر (7209).
"فذلك"، قال السندي: الإِشارة إلى ما ذكر من الأعمال.
"الرباط": بكسر الراء، قيل: أريد به المذكور في قوله تعالى: {ورابطوا} وحقيقته ربط النفس والجسم بالطاعات، وقيل: المراد هو الأفضل والرباط: ملازمة الثغر للعدو، وهذه الأعمال تسُدُّ طرقَ الشيطان عنه، وتمنعُ النفسَ عن الشهوات وعداوةِ الشيطان والنفس لا تخفى، فهذا هو الجهادُ الأكبر الذي هو قهر أعدى عدوه فلذلك قال: الرباط بالتعريف والتكرار، كما في الروايات تعظيماً لشأنه.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إدريس الخولاني: هو عائذ الله ابن عبد الله. =
7731 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ وِتْرٌ، يُحِبُّ الْوِتْرَ "(1).
7732 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ وَتْرٌ، يُحِبُّ الْوَتْرَ "(2).
7733 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ "(3).
= وأخرجه إسحاقُ بنُ راهويه (325)، وأبو عوانة 1/ 247 من طريق عبد الرزاق، عن مالك ومعمر، بهذا الإِسناد. وانظر (7221).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي برقم (7896) و (10371). وانظر ما سلف برقم (7502).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7623).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9132) وقرن فيه بمعمر سفيان بن عيينة.
وأخرجه مسلم (1394)(506)، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 172 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وانظر (7253).
7734 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ "(1).
7735 -
حَدَّثَنَاه عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، - فَذَكَرَ حَدِيثًا - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَنْ (2) عَائِشَةَ، فَذَكَرَهُ، وَلَمْ يَشُكَّ (3).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عطاء -وهو ابن السائب- قد اختلط، وسماع ابن جريج منه بعد الاختلاط. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9131).
وسيأتي من طريق عطاء، عن أبي سلمة، برقم (7735) و (7739) و (7740)، ومن طريق المسور بن رفاعة القرظي بأطول مما هنا، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (9154). ورواه سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، فأدخل بينه وبين أبي هريرة أبا عبد الله الأغر، كما سيأتي برقم (10044).
وانظر ما قبله.
وأخرجه أبو يعلى (4691) من طريق إبراهيم بنِ المهاجر، عن جابر العلاف، عن ابن الزبير، عن عائشة وحدَها- دونَ قوله "من المساجد إلا المسجد الحرام". وإسناده ضعيف.
(2)
في (م) والنسخ المتأخرة: "عن"، دون واو، والذي أثبتناه من (ظ 3) و (ل) و (عس)، وهو الصواب.
(3)
حديث صحيح كسابقه.
7736 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا ثَلَاثَةِ (1) مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى "(2).
7737 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ يَسُوقُ بَدَنَةً، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" ارْكَبْهَا " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ. قَالَ: " ارْكَبْهَا " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يُسَايِرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَفِي عُنُقِهَا نَعْلٌ (3).
(1) كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس)، وفي (م) وباقي النسخ: لثلاثة.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9158)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (1619). وانظر (7191).
(3)
إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجال السند ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري (1706) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وأبو يعلى في "مسنده"(6667)، وفي "معجم شيوخه"(126) من طريق ابن المبارك، كلاهما عن معمر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطحاوي 2/ 160 من طريق أيوب، عن عكرمة، به.
وسيأتي برقم (10192). وانظر ما سلف برقم (7350).
7738 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، لَاسْتَهَمُوا عَلَيْهِمَا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ، لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا "(1).
فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: أَمَا يُكْرَهُ أَنْ يَقُولَ: الْعَتَمَةَ؟ قَالَ: هَكَذَا قَالَ الَّذِي حَدَّثَنِي.
7739 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سُمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2007)، ومن طريقه أخرجه البيهقي 10/ 288. وانظر (7226).
وأما سؤال عبد الرزاق في آخر الحديث لمالك عن كراهة إطلاق العتمة على الصلاة العشاء، فيُشير به إلى حديث ابنِ عمر مرفوعاً في ذلك، وقد سلف أول موضع له برقم (4572)، وانظر التعليق عليه.
(2)
إسناده ضعيف، عطاء -وهو ابن السائب- قد اختلط، وابن جريج روى =
7740 -
حَدَّثَنَاه عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ - فَذَكَرَ حَدِيثًا - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ عَائِشَةَ، فَذَكَرَهُ، وَلَمْ يَشُكَّ (1).
7741 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى "(2).
قُلْتُ لِأَيُّوبَ: مَا " عَنْ ظَهْرِ غِنًى "؟ قَالَ: عَنْ فَضْلِ غِنَاكَ.
7742 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ (3)، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْخَيْرِ سَبْعِينَ سَنَةً، فَإِذَا أَوْصَى حَافَ فِي وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِشَرِّ عَمَلِهِ، فَيَدْخُلُ النَّارَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ
= عنه بعد الاختلاط.
وقد سلف برقم (7734) بهذا الإِسناد بلفظ "إلا المسجد الحرام"، وهو اللفظ الصحيح الثابت عن أبي هريرة من طرق، انظر ما سلف برقم (7253).
(1)
إسناده ضعيف كسابقه. وانظر (7735).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهذا الحديثُ بهذا الإِسناد تفرد به الإِمام أَحمد، وقد سلف من غير هذا الطريق برقم (7155).
(3)
وقع في (م) هنا: معمر عن أيوب عن أشعث، بزيادة "عن أيوب" في الإسناد، وهو خطأ.
الشَّرِّ سَبْعِينَ سَنَةً، فَيَعْدِلُ فِي وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِخَيْرِ عَمَلِهِ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ ". قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَلَهُ (1) عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 13 - 14](2).
7743 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اسْتَلْجَجَ أَحَدُكُمْ بِالْيَمِينِ فِي أَهْلِهِ، فَإِنَّهُ آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللهِ مِنَ الْكَفَّارَةِ الَّتِي أُمِرَ بِهَا "(3).
(1) وقع في هذا الحرف خطأ في (م) وفي أصولنا الخطية: "فله"، والتلاوة ما أثبتناه.
(2)
إسناده ضعيف، آفته شهر بن حوشب، فإنه قد انفرد به، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(16455)، ومن طريقه أخرجه إسحاق ابن راهويه (147)، وابن ماجه (2704).
وأخرجه مختصراً أبو داود (2867)، والترمذي (2117) من طريق نصر بن علي، عن الأشعث بن عبد الله بن جابر، به. وعندهما "ستين سنة". قال الترمذي: هذا حديث حسن! غريب من هذا الوجه.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحاكم 4/ 302 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(16036)، ومن طريقه أخرجه البخاري (6625)، ومسلم (1655)، وأبو إسحاق الحربي في "غريب الحديث" 1/ 133، =
7744 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ شَيْخٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يُخَيَّرُ فِيهِ الرَّجُلُ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالْفُجُورِ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ، فَلْيَخْتَرِ الْعَجْزَ عَلَى الْفُجُورِ "(1).
= وابن الجارود (930)، والبيهقي 10/ 32 - 33، والبغوي (2437).
وأخرجه ابن ماجه (2114) من طريق محمد بن حميد المعمري، عن معمر، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (6626)، وابن ماجه (2114)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(663)، والحاكم 4/ 301، والبيهقي 10/ 33 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن أبي هريرة.
وسيأتي مكرراً من طريق عبد الرزاق برقم (8208).
قوله: "إذا استلجج" بجيمين بإظهار الإِدغام، وهو لغة قريش يظهرونه مع الجزم، ولفظ البخاري وغيره:"استلجَّ" بالإِدغام. وقال ابن الأَثير: من اللجاج، ومعناه: أن يحلف على شيء، ويرى أن غيره خيرٌ منه، فيقيم على يمينه ولا يحنث، فيكفر، فذلك آثمُ له. وقيل: هو أن يرى أنه صادق فيها مصيب، فيلجُّ فيها ولا يُكفرها.
وقال السندي: إذا حلف يميناً يتعلَّقُ بأهله، وهم يتضررون بالإِصرارِ عليه، فاللائقُ به أن يحنث ويُكفر عن يمينه، وأما الثباتُ على اليمين، والإِصرارُ عليه، وتركُ الحِنث، فهو لجاج.
"وهو آثمُ له"، أي: أكثر إثماً مِن الكفارة، وآثم بالمد اسمُ تفضيل، وصيغةُ التفضيل باعتبار ظنِّ الحالف بلجاجة في حنثه وتكفيره إثماً، وإلا فلا إثمَ فيهما، أي: في الحنث والتكفير.
(1)
إسناده ضعيف، لجهالة الراوي المبهم، وهو -وإن عيَّنه الحاكمُ 4/ 438 =
7745 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا مِينَاءُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْعَنْ حِمْيَرَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ جَاءَهُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، وَهُوَ يَقُولُ: الْعَنْ حِمْيَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" رَحِمَ اللهُ حِمْيَرَ (1)، أَفْوَاهُهُمْ سَلَامٌ، وَأَيْدِيهِمْ طَعَامٌ، أَهْلُ أَمْنٍ وَإِيمَانٍ "(2).
= من طريق عباد بنِ العوام عن داود بنِ أبي هند بأنه سعيد بن أبي خيرة- يبقى في حَيِّزِ الجهالة، لأن سعيداً هذا لم يُوثقه غيرُ ابن حبان. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الحاكم 4/ 438 من طريق الحسين بن حفص، بهذا الإِسناد.
وأخرجه إسحاق بنُ راهويه (150)، والبيهقي في "الزهد الكبير"(233) من طريقين عن داود بنِ أبي هند، به.
وسيأتي برقم (9767).
قوله: "بين العجز" قال السندي: أي: بين أن يُوصف بأنَّه عاجِزٌ قليل العقل لا يعرف التدبير.
"الفجور"، أي: وبين أن يكونَ فاجراً. أي: يأتي زمان من لا يفجر فيه يُسمى عاجزاً.
(1)
كذا في (ظ 3) وحدها: "حميرَ" وهو الجادة، وفي (م) وباقي النسخ:"حميراً".
(2)
إسناده ضعيف جداً، ميناء -وهو ابن أبي مينا القرشي الزهري مولاهم الخراز- قال يحيى والبخاري والنسائي: ليس بثقة، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال أبو حاتم: روى أحاديث في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناكير لا يُعبأ بحديثه، كان يكذب، وقال الدارقطني: منكر الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": متروك. والد عبد الرزاق: هو همام بن نافع الصنعاني. =
7746 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ، ثُمَّ لِيَنْثِرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ "(1).
7747 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَكُونُ فِي الرَّمْلِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ أَوْ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ، فَيَكُونُ فِينَا النُّفَسَاءُ وَالْحَائِضُ وَالْجُنُبُ، فَمَا تَرَى؟ قَالَ:" عَلَيْكَ بِالتُّرَابِ "(2).
= وأخرجه الترمذي (3939) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد الرزاق، ويُروى عن ميناء هذا أحاديث مناكير.
وانظر ما سلف برقم (7202).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "موطأ مالك" 1/ 19، ومن طريقه أخرجه البخاري (162)، وأبو داود (140)، والنسائي 1/ 65 - 66، وابن الجارود (39)، وابن خزيمة (75)، وأبو عوانة 1/ 246، والطحاوي 1/ 120، وابن حبان (1439)، والبيهقي في "المعرفة"(55) و (56)، والبغوي (210). وبعضهم يرويه عنه مختصراً.
وانظر (7300).
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، المثنى بن الصبَّاح ضعيف اختلط بأخرة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمرو بن شعيب، فقد روى له =
7748 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَسْتَفْتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ "(1).
7749 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ دُعِيَ
= أصحاب السنن، وهو صدوق.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(911).
وأخرجه أبو يعلى (5870) عن كامل بن طلحة، عن ابن لهيعة، عن عمرو ابن شعيب، به. وابنُ لهيعة سيئ الحفظ.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط"(2032) من طريق وكيع بن الجراح، عن إبراهيم بن يزيد، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن المسيب، به. وإبراهيم ابن يزيد -وهو الخوزي- متروك.
وأخرجه البيهقي 1/ 217 من طريق أبي الربيع السمان أشعثَ بن سعيد، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن المسيب، به نحوه، وقال: أبو الربيع السمان ضعيف. قلنا: بل متروك.
وأخرجه البيهقي 1/ 217 من طريق عبد الله بن سلمة الأفطس، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن المسيب، به نحوه، وقال: عبد الله بن سلمة الأفطس: ضعيف.
وسيأتي الحديث من طريق سفيان الثوري، عن المثنى بن الصباح برقم (8626).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القُرْدُوسي، ومحمد: هو ابن سيرين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2572). وانظر (7176).
فَلْيُجِبْ، فَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا أَكَلَ، وَإِنْ كَانَ صَائِمًا، فَلْيُصَلِّ وَلْيَدْعُ لَهُمْ " (1).
7750 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: الْفَأْرَةُ مَمْسُوخَةٌ، بِآيَةِ أَنَّهُ يُقَرَّبُ لَهَا لَبَنُ اللِّقَاحِ فَلَا تَذُوقُهُ، وَيُقَرَّبُ لَهَا لَبَنُ الْغَنَمِ فَتَشْرَبُهُ، أَوْ قَالَ: فَتَأْكُلُهُ. فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: أَشَيْءٌ سَمِعْتَه (2) مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَفَنَزَلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَيَّ؟! (3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1431)(106)، وأبو داود (2460)، والنسائي في "الكبرى"(6611)، وأبو يعلى (6036)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3032)، وابن حبان (5306)، والبيهقي 7/ 263، والخطيب 5/ 303، و 7/ 111 من طرق عن هشام بن حسان، بهذا الإِسناد، وقرن الخطيب في روايته مع هشام بن حسان يونس بنَ عُبيد. وليس في هذه المصادر:"وليدع لهم".
وسيأتي برقم (10349) و (10585).
وفي الباب عن جابر عند مسلم (1430)، وسيرد 3/ 392.
وعن ابنِ عمر عند البيهقي 7/ 263، وأصلُه عند أحمد سلف برقم (4712).
قوله: "فليصل"، قال السندي أي: في بيت الداعي لينال لهم بركة صلاته.
(2)
كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس) وهامش (س)، وفي (م) وباقي النسخ:"سمعت"، بغيرهاء.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2997)(62)، وأبو يعلى (6060) من طريق أبي أسامة، وأبو يعلى (6061) من طريق زياد بن الربيع اليحمدي، كلاهما عن هشام بن حسان، =
7751 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا فَرَعَ، وَلَا عَتِيرَةَ "(1).
وَالْفَرَعُ: أَوَّلُ النِّتَاجِ كَانَ يُنْتَجُ لَهُمْ، فَيَذْبَحُونَهُ.
= بهذا الإِسناد. وحديث زياد بن الربيع مختصر. وانظر (7197).
قوله: "الفأرة ممسوخة"، قال السندي: أي: إن الله تعالى مسخ أمةً من بني إسرائيل فجعلهم فأرة.
قوله: "بآية أنه
…
" بإضافة الآية إلى ما بعدها، أي: بهذه العلامة التي هي من عادة اليهود، فإنهم لا يأكلون لبنَ الإِبل لحرمته، ويأكلون لبن الغنم فوجود هذه العلامة في الفأرة دليل أنها منهم، والحديث يدل على أنه قاله اجتهاداً دون إسناد لوحيٍ، فلا تعارض بينه وبين ما جاء أن الممسوخ لا يبقى هو ولا نسله فوقَ ثلاثة أيام.
(1)
إسناده على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7998)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1976)، والترمذي (1512)، والحازمي في "الاعتبار" ص 157.
وأخرجه الطيالسي (2307)، وابن أبي شيبة 8/ 252، والبخاري (5473)، والنسائي 7/ 167، وابن حبان (5890)، والبيهقي 9/ 312 من طرق عن معمر، بهذا الإِسناد.
قوله: "والفرع أول النتاج
…
" هو من قول الزهري، كما في رواية ابن أبي شيبة وأحمد (10356).
وفي رواية الطيالسي (2298) التي سلف تخريجها عند الحديث (7135) أن ابن المسيب هو الذي فسَّره بذلك، وأورده عنه أبو داود برقم (2832). وانظر =
7752 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ (1).
7753 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو كَثِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ: النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ "(2).
= لزاماً ما علقناه على "شرح السنة" 4/ 351 - 353 للبغوي.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(16926). وانظر (7288).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي كثير -وهو السُّحيمي- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاريُّ في "الأدب المفرد"، وقد اختلف في اسمه، فقيل: هو يزيدُ بن عبد الرحمن، وقيل: يزيدُ بن عبد الله ابن أُذينة أو ابن غُفَيْلَة.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(17053)، ومن طريقه أخرجه أحمد في "الأشربة"(137)، وأبو عوانة في الأشربة أيضاً كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 302.
وأخرجه مسلم (1985)(13)، والنسائي 8/ 294 من طريق حجاج بن أبي عثمان الصَّواف، عن يحيى بنِ أبي كثير، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2569)، ومسلم (1985)(15)، وأبو عَوانة في الأشربة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 302، والطحاوي 4/ 211 من طريق عقبة =
7754 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ
= ابن التوأم، عن أبي كثير السحيمي، به.
وسيأتي بالأرقام (9294) و (9297) و (10140) و (10444) و (10709) و (10710) و (10806).
وفي الباب عن النعمان بن بشير، سيرد 4/ 267 بلفظ:"إنَّ مِن الزبيب خمراً، ومن التمر خمراً، ومِن الحِنطة خمراً، ومن الشعير خمراً، ومِن العسل خمراً".
ونحوه عن أنس بن مالك، سيرد 3/ 112.
وعن ابنِ عمر سلف برقم (5992).
وعن عمر بن الخطاب موقوفاً عند البخاريِّ (5581)، ومسلم (3032)، وانظر تمام تخريجه في "صحيح ابن حبان"(5353)، ولفظه: أيُّها الناسُ إنما نزل تحريمُ الخمر وهي من خمسةٍ: من العنب، والتمر، والعسلِ، والحنطة، والشعير، وما خامر العقلَ، فهو خمر
…
قوله: "مِن هاتين"، قال السندي: أي: لا مِن إحداهما كما يتوهَّمُ، والمراد أن أكثر الخمور منها، فلا يَرِدُ أنَّه قد جاء أن الخمر تكونُ من غيرها أيضاً.
قال البغوي في "شرح السنة" 11/ 352: الخمر: ما خامَرَ العقل، أي: خالطه، وخمر العقل، أي: ستر، وهو المسكرُ من الشراب. وفي حديث النعمانِ ابن بشير عند أحمد 4/ 267 وغيره، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن مِن العِنب خمراً، وإن من التَّمر خمراً، وإن من العَسَلِ خمراً، وإن من البُرِّ خمراً، وإن مِن الشَّعير خمراً" وهو حديثٌ صحيح، وله شاهد مِن حديث ابن عمر سلف برقم (5992)، فهذا تصريحٌ بأن الخمر قد تكونُ مِن غير العنب والتمر، وتخصيصُ هذه الأشياء بالذكر ليسَ لما أن الخمرَ لا تكونُ إلا مِن هذه الخمسة. (أي في حديث عمر)، بل كل ما كان في معناها: مِن ذرة وسُلت وعصارة شجر، فحكمُه حكمُها، وتخصيصُها بالذكر لِكونها معهودةً في ذلك الزمان.
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا بَيْنَ لَابَتَيْ الْمَدِينَةِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَلَوْ وَجَدْتُ الظِّبَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا مَا ذَعَرْتُهَا. وَجَعَلَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ اثْنَيْ عَشَرَ مِيلًا حِمًى (1).
7755 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ (2)، أَنَّهُ سَمِعَ الْقَرَّاظَ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ - يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَرَادَ أَهْلَهَا بِسُوءٍ - يَعْنِي الْمَدِينَةَ - أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1372)(472)، والبيهقي 5/ 196 من طريق عبدِ الرزاق، بهذا الإِسناد. وانظر (7218).
قوله: "حمى"، قال السندي: الظاهرُ أنَّ المرادَ حرماً، والله تعالى أعلم.
(2)
وقع في الأصول الخطية من "المسند" وفي "الأطراف" 8/ 191: عمرو ابن حريث عن ابنِ عمارة، وهو خطأ قديمٌ وقع مِن النساخ فيما نظن، وقد جاء على الصواب كما أثبتنا في "المصنف" لعبدِ الرزاق، وفي "صحيح مسلم".
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقات رجال الشيخين غيرَ عمرو ابن يحيى بن عمارة، فمن رجال مسلم، وابنُ جريج قد صرح بالتحديث فانتفت شبهةُ تدليسه. القراظ: هو أبو عبد الله دينار القراظ الخزاعي المدني.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(17155)، وأخرجه من طريقه مسلم (1386)(493)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 130.
وأخرجه مسلم (1386)(493)، وأبو عوانة من طريق حجاج بن محمد، وأبو عوانة أيضاً من طريق أبي عاصم النبيل، كلاهما عن ابن جريج، به.
وأخرجه عبد الرزاق (17156)، والحميدي (1167)، والبخاري في "تاريخه" =
7756 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ فَلَمْ يُؤَدِّ حَقَّهُ، جُعِلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعاً (1) أَقْرَعَ، لِفِيهِ (2) زَبِيبَتَانِ، يَتْبَعُهُ حَتَّى يَضَعَ يَدَهُ (3) فِي فِيهِ، فَلَا يَزَالُ يَقْضِمُهَا حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ "(4).
= 1/ 236 - 237، ومسلم (1386)(493)، والنسائي في "الكبرى"(4268)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 42 من طرق عن أبي عبد الله القراظ، به.
وأخرجه ابنُ ماجه (3114)، وأبو يعلى (5991) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هُريرة.
وسيأتي برقم (8089) و (8373) و (8687)، وانظر ما سلف في مسند سعد ابن أبي وقاص برقم (1593).
(1)
كذا في (م) و (ظ 3) و (ل): شجاعاً، على أنه مفعول ثانٍ، أي: جَعَلَ اللهُ المالَ الذي لم يُؤَدِّ حقَّه شجاعاً
…
، وهذا هو الصواب، وفي باقي النسخ: شُجاع، وهو خطأ.
(2)
كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس) وفي "تفسير عبدِ الرزاق". وفي (م) وباقي النسخ: له.
(3)
سقطت كلمة "يده" من (م) وبعض النسخ المتأخرة.
(4)
حديثٌ صحيح وهذا إسناد حسن، عاصم -وهو ابن أبي النجود- روى له البخاريُّ ومسلم مقروناً، وهو صدوقٌ حسنُ الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/ 275.
وأخرجه بنحوه النسائي في "الكُبرى"(11621) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن سُهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وسيأتي برقم (8661) و (8933) من طريقين آخرين عن أبي صالح، عن =
7757 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" لَيْسَ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي عَبْدِهِ وَلَا فَرَسِهِ صَدَقَةٌ "(1).
= أبي هريرة، وبرقم (8185) من طريق همام، و (10855) من طريق الأعرج، كلاهما عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7563).
"الشجاع": الحية الذكر.
"الأقرع" أي: لا شعر على رأسه من كثرة سُمِّه.
قوله: "زبيبتان"، قال القاضي عياض في "المشارق" 1/ 309: هما زبيبتان في جانبي شِدْقَي الحية من السُّم، وقيل: هما نكتتان على عينيه، وهو أشدُّها أذى، ثم قال: ولا يعرف أهلُ اللغة هذا الوجَه، وقال الداوودي: هما نابانِ يخرجان من فيه.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مكحول، فمن رجال مسلم إلا أن مكحولاً وإن سمع مِن عراك، لكنه لم يسمع منه هذا الحديث بعينه، بل سمعه من سليمان بن يسار، عن عراك كما سلف برقم (7295).
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6882). قال عبد الرزاق: فحدثتُ به محمد ابن راشد قال: فأخبرني أنه سمع مكحولاً يحدث به عن عراك، عن أبي هريرة.
وأخرجه النسائي 5/ 35 من طريق محرز بن الوضاح، عن إسماعيل بنِ أُمية، بهذا الإِسناد.
وأخرجه بنحوه أبو داود (1594)، ومن طريقه البيهقي 4/ 117 من طريق عبد الوهَّاب الثقفيِّ، وأبو يعلى (6139) من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن عُبيد الله بنِ عمر، عن رجل، عن مكحول، به- إلا أن وهيباً جعله موقوفاً على أبي هريرة.
وخالف عبدَ الوهَّاب ووهيباً يحيى بنُ زكريا بن أبي زائدة، فرواه عن عُبيد الله =
7758 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْسِمُ تَمْرًا مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي حِجْرِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ حَمَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَاتِقِهِ، فَسَالَ لُعَابُهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ، فَإِذَا تَمْرَةٌ فِي فِيهِ، فَأَدْخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ:" أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِآلِ مُحَمَّدٍ؟ "(1).
= ابن عمر، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أخرجه كذلك الطحاويُّ في "شرح مشكل الآثار"(2255)، والدارقطني 2/ 127، والبيهقي 4/ 117.
وصحح البيهقيُّ حديثَ عُبيد الله بن عمر، عن رجل، عن مكحول، عن عِراك، عن أبي هُريرة، فقال بعد أن خرَّجه من هذه الطريق: هذا هو الأصحُّ، وحديثه عن أبي الزناد غيرُ محفوظ.
وانظر ما سلف برقم (7295).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم أبو الحارث المدني. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6940).
وأخرجه البخاري (1485)، والبيهقي 7/ 29 من طريق إبراهيم بن طهمان، وأبو عَوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 242، وابن حبان (3295) من طريق الربيع بن مسلم، كلاهما عن محمد بن زياد، بهذا الإِسناد.
وسيأتي بالأرقام (9267) و (9308) و (9728) و (10027) و (10173)، وانظر (8014) و (8206) و (8714).
وفي الباب عن الحسن بنِ علي رضي الله عنهما سلف برقم (1723) مطولاً.
وعن الحسين بن علي رضي الله عنهما سلف أيضاً برقم (1731).
وعن مِهران مولى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وعبد المطلب بن ربيعة، وعمرو بن خارجة، وأبي ليلى، وأبي رافع، ستأتي أحاديثُهم في "المسند" على التوالي 3/ 448 =
7759 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تُسْتَأْمَرُ الثَّيِّبُ، وَتُسْتَأْذَنُ الْبِكْرُ " قَالُوا: وَمَا إِذْنُهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " تَسْكُتُ "(1).
7760 -
حَدَّثَنَا عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، كَذَا قَالَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ؛ وَذَكَرَ حَدِيثَ الْفَزَارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: وَلَدَتِ امْرَأَتِي غُلَامًا أَسْوَدَ، وَهُوَ حِينَئِذٍ يُعَرِّضُ بِأَنْ يَنْفِيَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَكَ إِبِلٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " مَا أَلْوَانُهَا؟ " قَالَ: حُمْرٌ. قَالَ: " أَفِيهَا أَوْرَقُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، فِيهَا ذَوْدٌ أَوْرَقُ (2). قَالَ:" مِمَّ ذَاكَ تُرَى؟ " قَالَ: مَا أَدْرِي، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ نَزَعَهَا عِرْقٌ. قَالَ:" وَهَذَا لَعَلَّهُ يَكُونَ (3) نَزَعَهُ عِرْقٌ ". وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ فِي الِانْتِفَاءِ مِنْهُ (4).
= و 4/ 166 و 186 و 347 و 6/ 8.
(1)
إسنادُه صحيح على شرطِ الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(10286)، ومِن طريقه أخرجه مسلم (1419). وانظر (7404).
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) وباقي النسخ: وُرْق.
(3)
في (م): أن يكونَ.
(4)
إسنادُه صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(12371). =
7761 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ وَنَحْنُ عِنْدَ ابْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً (1).
= ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1500)(19)، وأبو داود (2262). وانظر (7189).
قوله: "أورق"، قال السندي: وهي في ألوان الإِبل أن تضرب إلى الخضرة كلون الرماد، وقيل: غبرة تضرِبُ إلى السواد.
والذَّوْد: بفتح فسكون، من ثلاثة إلى عشرة.
(1)
صحيح لِغيره، وهذا إسناد ضعيف لإِبهام الرجلِ من مُزينة الذي روى عنه الزهريُّ، لكن قال الزهري في رواية ابنِ المبارك: وعند سعيد رجل يُوقره، فإذا هو رجل من مُزينة، كان أبوه شهد الحُديبية، وكان مِن أصحاب أبي هريرة.
قلنا: وقع الحديث في "المسند" هنا مختصراً ومرسلاً، وقد رواه عن عبد الرزاق مطولاً وموصولاً بذِكْر أبي هريرة الدَّبَرِيُّ، ومحمدُ بنُ يحيى الذهلي، والحسنُ بن يحيى.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" مطولاً برقم (13330)، وفي "تفسيره" 1/ 189 - 190، ومن طريقه أخرجه أبو داود (4450)، والطبري في "تفسيره" 6/ 249 عن معمر، عن الزهريِّ، عن رجل مِن مُزينة، ونحن عندَ ابنِ المسيب، عن أبي هريرة.
وأخرجه مختصراً أبو داود (488) و (3624) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به.
وأخرجه مطولاً محمدُ بن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 2/ 213 عن الزهري، عن رجلٍ من مزينة، عن أبي هريرة، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3625) و (4451)، والطبري 6/ 232، والبيهقي في "السنن" 8/ 246 - 247 و 247، وفي "الدلائل" 6/ 271، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 400. =
7762 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فِي الرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوهُ "(1).
= وأخرجه الطبري 6/ 233 من طريق ابنِ المبارك وعقيل بنِ خالد، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 269 - 270 من طريق ابنِ المبارك، وأبو داود (4450)، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/ 399 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، ثلاثتهم عن الزهريِّ، به.
وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4529)، ولفظه كلفظ الحديث هنا، وسلف عنه أيضاً مطولاً برقم (4498)، وذُكِرَتْ شواهده عنده.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أبي صالح، روى له البخاري مقروناً وتعليقاً، واحتج به مسلم، وباقي رجاله على شرطهما.
وأخرجه الحاكم 4/ 371 - 372 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وزاد: قال معمر: فحدثت به محمد بن المنكدر، فقال: قد تُرِكَ ذلك بعدُ، أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بابن النُّعَيمان فجلده، ثم أُتي به فجلده، ثم أُتي به فجلده، ثم أُتي به في الرابعة فجلده، ولم يَزِدْ على ذلك.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(13549) و (17081)، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى"(5296)، وابن حزم في "المحلى" 11/ 367، والحازمي في "الاعتبار" ص 200.
وأخرجه الحاكم 4/ 371 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن سهيل بن أبي صالح، به.
وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه. =
7763 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ "(1).
7764 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَوْتَ ".
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ (2).
= وأخرجه عبد الرزاق (17079) عن محمد بن راشد، عن مكحول مرسلاً.
وسيأتي برقم (7911) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (6197).
وعن عبد الله بن عمرو سلف أيضاً برقم (6791).
قوله: "فاقتلوه"، قال السندي: قد سبق (يعني في مسند ابن عمر 6197) أن غالب أهل العلم على أن الحديث منسوخ، وأنكر ذلك السيوطي في حاشية الترمذي، ورأى أنه ينبغي العملُ به!
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(13821). ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1458)(37)، والنسائي 6/ 180.
وانظر (7262).
(2)
هذا الحديث له إسنادان وهما صحيحان: الأول على شرط الشيخين، =
7765 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ "(1).
7766 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي الْأَغَرُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ صَاحِبُ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، جَلَسَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، يَكْتُبُونَ (2) كُلَّ مَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، طَوَتِ الْمَلَائِكَةُ الصُّحُفَ، وَدَخَلَتْ تَسْمَعُ الذِّكْرَ. قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " الْمُهَجِّرُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَالْمُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالْمُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَالْمُهْدِي شَاةً، ثُمَّ كَالْمُهْدِي دَجَاجَةً، ثُمَّ
= والثاني على شرط مسلم من أجل أن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ من رجال مسلم دون البخاري.
والحديث أخرجه ابن حبان (2795) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، عن عبد الرزاق، بالإِسنادين جميعاً كما هو عند الإِمام أحمد هنا.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(5416) عن مالك وحده، ومن طريق مالك أيضاً أخرجه الدارمي (1549). وسيأتي تمام تخريجه برقم (10128).
وقد سلف بالإِسنادين جميعاً برقم (7686) من طريق ابن جريج وحده، وانظر تمام تخريجه هناك.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7665).
(2)
في (عس) و (ل): فكتبوا، وفي هامش (س): يكتبوا!
كَالْمُهْدِي - حَسِبْتُهُ قَالَ: بَيْضَةً " (1).
7767 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَغَرُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ " فَذَكَرَهُ، وَلَمْ يَشُكَّ فِي الْبَيْضَةِ (2).
7768 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْأَغَرِّ، نَحْوَهُ (3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأغر أبو عبد الله: اسمه سلمان المدني مولى جُهينة، أصله من أصبهان. وأول الحديث مرفوع، كما سيأتي في الروايتين اللتين بعده.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(5562). وانظر (7519).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق -وهو السُّلمي مولاهم المروزي- فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/ 100 - 101 عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أيضاً من طريق ابن وهب، عن يونس بن يزيد، به. وانظر ما قبله.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي العامري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 152 مختصراً، والبيهقي 3/ 226 من طريق يزيد بنِ هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسيُّ (2384)، وأخرجه البخاري (929) عن آدم بن أبي إياس، =
7769 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً - وَأَشَارَ بِكَفِّهِ كَأَنَّهُ يُقَلِّلُهَا - لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ "(1).
7770 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا، فَلْيَغْتَسِلْ "(2).
= كلاهما (الطيالسي وآدم) عن ابن أبي ذئب، به.
وانظر ما قبله.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجُمحي مولاهم. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(5572)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الدعاء"(152).
وأخرجه مسلم (852)(15)، والطبراني (153) من طريق الربيع بن مسلم، والطبراني أيضاً (154) من طريق ميسور بن عبد الرحمن، كلاهما عن محمد بن زياد، به.
وسيأتي من طريق محمد بن زياد برقم (9892) و (10068) و (10234) و (10460).
وانظر ما سلف برقم (7151).
(2)
إسناده ضعيف لجهالة أبي إسحاق -ونسبه الدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 229: الدوسي، وكذا الذهبي في "الميزان "-، وهو -وإن كان لا يُعرف- قد تابعه عليه أبو صالح السمان، وصالح مولى التوأمة، وأبو سلمة بن =
7771 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ "(1).
7772 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَ الْحَدِيثَ - قَالَ: " أَسْرِعُوا بِجَنَائِزِكُمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً، عَجَّلْتُمُوهَا إِلَى الْخَيْرِ، وَإِنْ كَانَتْ طَالِحَةً، اسْتَرَحْتُمْ مِنْهَا، وَوَضَعْتُمُوهَا عَنْ رِقَابِكُمْ "(2).
7773 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
= عبد الرحمن وغيرهم كما هو مبين في الرواية التي سلفت برقم (7689).
وهو بهذا الإِسناد في "مصنف عبد الرزاق" برقم (6110). وانظر ما بعده.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة الرجل من بني ليث، وجهالة أبي إسحاق، كما سَلَفَ في الحديث الذي قَبلَه. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبانُ: هو ابن يزيد العطار.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 397 عن موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6247)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (944)(50). وانظر (7267).
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
…
فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: وَخَالَفَهُمَا يُونُسُ، وَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ.
7774 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ (2).
7775 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنِ انْتَظَرَهَا حَتَّى تُوضَعَ فِي اللَّحْدِ فَلَهُ قِيرَاطَانِ، وَالْقِيرَاطَانِ مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ "(3).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن أبي حفصة روى له الشيخان متابعة، وحديثه من باب الحسن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق، فقد روى له الترمذي وهو ثقة. وهو مكرر (7272).
وقول أحمد: "وخالفهما يونس، فقال: حدثني أبو أمامة بن سهل" يريد أن يونس -وهو ابن يزيد- روى عن الزهري أنه قال: حدثني أبو أُمامة بن سهل، عن أبي هريرة، وهو الإِسناد الذي بعد هذا.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أمامة: هو أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري. وهو مكرر (7271).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6268)، ومن طريقه أخرجه مسلم =
7776 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَعَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّجَاشِيَّ لِأَصْحَابِهِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ، فَصَفُّوا خَلْفَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَكَبَّرَ أَرْبَعًا (1).
7777 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَسْجُدُ فِيهَا، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِيهَا، يَعْنِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} (2).
= (945)(52)، والنسائي 4/ 76، والبيهقي 3/ 412. وانظر (7188).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6393)، ومن طريقه أخرجه النسائي 4/ 70.
وأخرجه البخاري (1327) و (1328)، ومسلم (951)(63)، والبيهقي 4/ 35 من طريق عُقيل بن خالد، والبخاري (3881)، ومسلم (951)(63)، والبيهقي 4/ 49 من طريق صالح بن كيسان، وابن حبان (3101) من طريق يونس بن يزيد، ثلاثتهم عن الزهري، بهذا الإِسناد، إلا أن عقيلاً وصالحاً جعلا نعي رَسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشيَّ في الحديث عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة جميعاً، وصلاةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه عن سعيد بن المسيب وحْدَهُ.
وأخرجه النسائي 4/ 26 و 94 من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، به- بقصة النَّعي فقط.
وسيأتي الحديثُ بالقصتين عندَ المصنف برقم (10852) عن روح، عن محمد بن أبي حفصة، عن الزهريِّ، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، به، وسلف برقم (7283) عن سفيان، عن الزهريِّ، عن أبي سلمة وحدَه بقصة النعي فقط، وانظر ما سلف برقم (7147).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة =
7778 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ، فَصُومُوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا "(1).
7779 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُتَعَجَّلَ شَهْرُ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صِيَامًا فَيَأْتِي ذَلِكَ عَلَى صِيَامِهِ (2).
= السختياني، وابن سيرين: هو محمد. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(5886).
وأخرجه الطحاوي 1/ 358 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي 2/ 161، وأبو يعلى (6047)، والبيهقي 2/ 316، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 122 و 126 من طريق قرة بن خالد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7140) و (7371).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7305)، ومن طريقه أخرجه ابن الجارود (395)، وابن حبان (3457)، والدارقطني 2/ 160.
وقد سلف برقم (7516) من طريق أبي سلمة وحْدَهُ، وبرقم (7581) من طريق سعيد بن المسيب وَحْدَهُ.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
7780 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أُنَيْسٍ (1)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ "(2).
= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7315)، ومن طريقه أخرجه البيهقي 4/ 210.
وانظر (7200).
قوله: "أن يتعجل شهر رمضان"، قال السندي: الظاهر أنه على بناء الفاعل، ونصبِ شهر، والتقدير: أن يتعجلَ أحدٌ إلا رجل، ووقوع الاستثناء المفرغ في الإِثبات مما جوزه المحققون إذا استقام المعنى كما ها هنا على أن "نهى أن يتعجل" في معنى: لا يتعجل، فالكلام غير موجب معنى، فاستقام المفرغ عند الكل، وظاهرُه أن النهي عن الصومِ بنية رمضانَ، لكن لا يَصِحُّ الاستثناءُ حينئذ، فالوجهُ أن يُقال: النهي عن الاعتياد أو عن الصوم مطلقاً، قُبَيْلَ رمضان عندَ القائلين بكراهته.
"فيأتي ذلك" أي: آخر شعبان. والله تعالى أعلم.
(1)
كذا في الأصول الخطية بالتصغير، وكذا وقع في بعضِ الأُصولِ الخطية لمصنف عبدِ الرزاق كما أشار إليه محققه رحمه الله، والمشهور فيه التكبير، وابن أبي أنس هذا: هو -كما قال الحافظ في "الفتح" 4/ 113 - أبو سهيل نافع بن أبي أنس مالك بن أبي عامر من صغار شيوخ الزهري بحيث أدركه تلامذةُ الزهري، وهذا الإِسناد يُعَدُّ من رواية الأقران، وقد تأخر أبو سهيل في الوفاة عن الزهري، وقد بيَّن النسائي أن مرادَ الزهري بابن أبي أنس نافع هذا، فأخرج من وجه آخر عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني أبو سهيل، عن أبيه، وأخرجه من طريق صالح عن ابن شهاب، فقال: أخبرني نافع بن أبي أنس.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي أنس: هو نافع بن مالك =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن أبي عامر الأصبحي، كما في التعليق السابق، وهو عمُّ الإِمام مالك بن أنس، وكنيته أبو سهيل.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7384)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1439)، وأبو عَوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 239.
وأخرجه البخاري (1899) و (3277)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 126 - 127، وفي "الكبرى"(2408)، ومن طريقه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 16/ 150 من طريق عُقيل بن خالد، والنسائي أيضاً 4/ 127 من طريق شعيب ابن أبي حمزة، وأبو عوانة في الصيام من طريق ابنِ جُريج، ثلاثتهم عن ابنِ شهابٍ، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 310، ومِن طريقه البيهقي في "المعرفة"(9052) و (9053) عن عمِّه أبي سهيل بنِ مالك، عن أبيه، عن أبي هُريرة موقوفاً.
وقد اختلف على مالك فيه، فقد وقفه القعنبيُّ وابنُ بُكير في رواية البيهقي في "المعرفة"، في حين رفعه معنُ بن عيسى في رواية ابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 150 وقال: ومعن بن عيسى أوثقُ أصحاب مالكٍ، أو مِن أوثقهم وأتقنهم.
وقال أيضاً 16/ 149: ذكرنا هذا الحديثَ ها هنا، لأن مثلَه لا يكونُ رأياً ولا يُدرك مثلُه إلا توقيفاً، وقد رُويَ مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سهيل هذا وغيرِهِ من رواية مالك وغيرِهِ، ولا أعلم أحداً رفعه عن مالك إلا معنُ بن عيسى إن صحَّ عنه.
وأخرجه أبو عَوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 239، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 150، وفي "الاستذكار"(10/ 251) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن نافع أبي سهيل، به مرفوعاً.
وسيأتي الحديث برقم (7781) و (7782) و (7783) و (8684) و (8914) و (9204). وانظر ما سلف برقم (7148). =
7781 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أُنَيْسٍ (1)، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ "(2).
7782 -
وَحَدَّثَنَاهُ يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ذُكِرَ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أُنَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يَقُلْ: عَنْ أَبِيهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3).
= قوله: "سلسلت الشياطين"، قال السنديُّ: أي: قيدت بالسلاسل، ولا يُنافيه وقوعُ المعاصي، لأنها قد تكون من جهة النفس دون الشيطان، كمعصية إبليس.
(1)
في (عس) و (ل): نافع بن أبي أُنيس.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وصالح: هو ابن كيسان المدني مؤدب أولاد عمر بن عبد العزيز.
وأخرجه مسلم (1079)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 127، وفي "الكبرى"(2409)، وأبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 239 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإِسناد. وانظر ما قبله.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه في موضعين: الأول: أنَّ ابن إسحاق لم يسمعه من الزهري، وإنما أخذه عن مجهول كما يشير إليه صيغة الفعل "ذُكِرَ"، والثاني: في قول ابن أبي أنس أنه سمع أبا هريرة، وصرح أحمد بأنه لم يقل فيه: عن أبيه، مع أن الرواية الصحيحة السالفة أنه سمعه من أبيه، عن أبي هريرة، ولم يسمعه من أبي هريرة.
وأَخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 128، وفي "الكبرى"(2411) من طريق =
7783 -
حَدَّثَنَاهُ (1) عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُنَيْسٍ، فَذَكَرَهُ (2).
7784 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. وعَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ عز وجل (3).
= يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد، وقال بإثره: حديث ابن إسحاق خطأ، لم يسمعه من الزهري، والصوابُ ما تقدَّم ذكرُنا له.
قلنا: وجاء في "المجتبى" و"الكبرى" زيادة: "عن أبيه" في السند بعد قوله: عن ابن أبي أنس، وهو خطأ، والصواب حذفها، فإن رواية أحمد هنا عن يعقوب بالإِسناد نفسه، وقد صرح فيه بقوله:"ولم يقل: عن أبيه".
(1)
سقط هذا الحديث من نسخة (ظ 3).
(2)
إسناده صحيح، عتاب -وهو ابن زياد الخراساني، أبو عمرو المروزي- روى له ابن ماجه، ووثقه ابن سعد، وأبو حاتم، وقال أحمد: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله: هو ابن المبارك.
وسيأتي برقم (9204) عن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن عبد الله بن المبارك، عن يونس، عن الزهري، أخبرني ابن أبي أنس، عن أبيه، عن أبي هريرة.
(3)
إسناداه صحيحان على شرط الشيخين، الأول: الزهري عن عروة، عن عائشة، والثاني: الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7682)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (790)، =
7785 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَمَا ذَاكَ؟ " قَالَ: وَاقَعْتُ أَهْلِي فِي رَمَضَانَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَتَجِدُ رَقَبَةً؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ " قَالَ: لَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " أَفَتُطْعِمُ (1) سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ " قَالَ: لَا أَجِدُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ - وَالْعَرَقُ: الْمِكْتَلُ فِيهِ تَمْرٌ - فقَالَ: " اذْهَبْ فَتَصَدَّقْ بِهَذا "(2) فَقَالَ: عَلَى أَفْقَرَ مِنِّي؟ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ
= والنسائي في "الكبرى"(3335)، وابن حبان (3665)، والبغوي (1831). وقرن عبد الرزاق في "المصنف" بمعمر ابنَ جريج. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي الحديث في مسند عائشة 6/ 169 عن محمد بن بكر البرساني، عن ابن جريج، عن الزهري، به. ويأتي تمام تخريجه هناك.
وسيأتي أيضاً في مسندها 6/ 232 عن عبد الرزاق، عن معمر، به- ولم يذكر فيه سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وحديث أبي هريرة وحده سيأتي أيضاً في مسنده برقم (8435) من طريق أبي صالح عنه بنحوه.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (6172)، وانظر تتمة شواهده عنده.
(1)
في (م): أفلا تطعم.
(2)
في (م) و (س): بها.
أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنَّا. فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:" اذْهَبْ بِهِ إِلَى أَهْلِكَ "(1).
7786 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ. وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ (2)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُوَاصِلُوا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوَاصِلُ! قَالَ:" إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي ". قَالَ: فَلَمْ يَنْتَهُوا عَنِ الْوِصَالِ، فَوَاصَلَ بِهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ، ثُمَّ رَأَوْا الْهِلَالَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ تَأَخَّرَ الْهِلَالُ لَزِدْتُكُمْ "؛ كَالْمُنَكِّلِ بِهِمْ (3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي 4/ 222 - 223 من طريق عبد الله بن أَحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7457)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1111)(84)، وأبو داود (2391).
وأخرجه البخاري (2600) و (6710) من طريق عبد الواحد، عن معمر، به. وانظر (7290).
(2)
قوله: "وعبد الأعلى عن معمر" سقط من (م) والنسخ الخطية المتأخرة، وأستدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل)، ومن "جامع السنن والمسانيد" لابن كثير 7/ ورقة 233، و"أطراف المسند" لابن حجر 8/ 139.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7753).
وأخرجه البخاري (7299) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، =
7787 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ. وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُرَغِّبُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِعَزِيمَةٍ، فَيَقُولُ:" مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "(1).
7788 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ. وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللهُ عز وجل:
= بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1706)، والبخاري (1965) و (6851) و (7242)، ومسلم (1103)، والذهلي في "الزهريات" -كما في "تغليق التعليق" 5/ 241 - ، والنسائي في "الكبرى"(3264)، وابن حبان (3576)، والبيهقي 4/ 282 من طرق عن ابن شهاب الزهري، به.
وعلقه البخاري في "صحيحه" بصيغة الجزم بإثر الحديث (7242) -ووصله الدارقطني في بعض فوائده كما في "فتح الباري" 13/ 230 - عن عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، أن سعيد بن المسيب أخبره أن أبا هريرة
…
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3265) من طريق عبد الرحمن بن نمر، عن الزهري، قال: أخبرني سعيد وأبو سلمة أن أبا هريرة
…
وانظر (7548).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7719)، ومن طريقه أخرجه مسلم (759)(174)، وأبو داود (1371)، والترمذي (808)، والنسائي 4/ 156، والبيهقي 2/ 492. وانظر (7280).
كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، " وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "(1).
7789 -
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أُسْرِيَ بِهِ: " لَقِيتُ مُوسَى عليه السلام " فَنَعَتَهُ، قَالَ:" رَجُلٌ؛ قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: مُضْطَرِبٌ، رَجِلُ الرَّأْسِ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ " قَالَ: " وَلَقِيتُ عِيسَى عليه السلام "، فَنَعَتَهُ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" رَبْعَةٌ أَحْمَرُ، كَأَنَّهُ أُخْرِجَ مِنْ دِيمَاسٍ " يَعْنِي حَمَّامًا، قَالَ:" وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام، وأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ " قَالَ: " فَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ، أَحَدُهُمَا فِيهِ لَبَنٌ، وَفِي الْآخَرِ خَمْرٌ، فَقِيلَ (2) لِي: خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، فَأَخَذْتُ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7891)، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى"(3261).
وأخرجه البخاري (5927) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (1151)(161)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 164، والبيهقى 4/ 304 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 164 - 165 من طريق بكير بن عبد الله، عن سعيد بن المسيب، به- دون قصة خلوف فم الصائم.
وانظر ما سلف برقم (7174).
(2)
في (م) والنسخ المتأخرة: فقال.
اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ، فَقِيلَ لِي: هُدِيتَ الْفِطْرَةَ - وَأَصَبْتَ (1) الْفِطْرَةَ -، أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ، غَوَتْ أُمَّتُكَ " (2).
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: وأصبت.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو بإسناد المصنف السابق عن عبد الرزاق.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" 5/ 329 ضمن الحديث (9719)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3437)، ومسلم (168)(272)، والترمذي (3130)، الطبري في "تفسيره" 15/ 14 - 15، وأبو عوانة 1/ 129 و 5/ 324، وابن حبان (51)، وابن منده في "الإِيمان"(728)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 387. والحديث عند أبي عَوانة 5/ 324 مختصر بقصة اللبن والخمر فقط.
وأخرجه البخاري (3394) و (3437) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، هذا الإِسناد.
وأخرجه الدارمي (2088)، والبخاري (4709) و (5576) و (5603)، ومسلم 1592 (92)، والنسائي 8/ 312، وأبو عوانة 5/ 323 و 324 و 325، وابن حبان (52)، والبيهقي في "السنن" 8/ 286، وفي "الدلائل" 2/ 357، وابن حجر في "التغليق" 5/ 13 و 13 - 14 و 14 - 15 من طرق عن الزهري، به. والحديث عند بعضهم مختصر.
وأخرجه أبو عوانة 5/ 325، والطبري 15/ 15، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 359 - 360 من طرق عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، ليس فيه أبو هريرة.
وسيأتي برقم (10647) من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري، وبرقم (10830) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (3546).
وفي باب صفات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عن ابن عباس سلف برقم (2501). =
7790 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانَ يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ:
= وعنه أيضاً سلف برقم (3072).
وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (167). وسيأتي 3/ 334.
وفي باب قصة الخمر واللبن عن أنس بن مالك عند مسلم (162)، وسيأتي 3/ 148.
قوله: "لقيتُ موسى"، قال السندي: قيل: لعل أرواحهم مُثلتْ بهذه الصور، ولعل صورهم كانت كذلك. قلت (القائل هو السندي): الأنبياء عليهم السلام أحياء، فلا يُستبعد رؤية أجسادهم بصورهم الأصلية.
"مضطرب"، قيل: هو خفيف اللحم قليله، أو مستقيم القَدِّ طويله، من رُمحٍ مضطرب: إذا كان طويلاً مستقيماً، أو مضطربٌ من خشية الله.
"رَجِلُ الرأس": ضد الجعد، يقال: شعرٌ رَجِلٌ، بكسر الجيم، وفتحها وضمها ثلاث لغات: وهو الذي فيه تكسُّرٌ يسير. ذكره عياض.
"شنوءة": اسم قبيلة.
"رَبْعة": بفتح فسكون، أي: متوسط بين الطويل والقصير.
"ديماس" في "المجمع": بالفتح والكسر: الكنُّ، أي: كأنه مخدر لم يرَ شمساً، وقيل: السرب المظلم، وقيل: يعني في كثرة مائه ونضارته، كأنه خرج من كنٍّ، وفسر في الحديث بالحمام، ولم أره في اللغة. وفي "القاموس": الدَّيماس ويكسر: الكن والسرب والحمام.
"هُديت للفطرة"، أي: التي فطر الناسُ عليها، فإن منها الإِعراض عن الأمر الذي يُفسد العقلَ عادةً، والميل إلى ما فيه نفعٌ خالٍ عن مضرة كاللبن.
"غَوَت أُمتُك" أي: ضلت، فإن الخمرَ علامةُ زوال العقل الذي يكون به المرء ثابتاً على الهداية، فعند عدمه يكون الغالبُ الضلالة، فاختياره جُعل علامة لضلال الأمة في تقديره تعالى، والله تعالى أعلم.
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ لَمْ أَدْرِ مَا هُوَ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللهُ أَكْبَرُ، سَأَلَ عَنْهَا اثْنَانِ، وَهَذَا الثَّالِثُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ رِجَالًا سَتَرْتَفِعُ بِهِمُ الْمَسْأَلَةُ، حَتَّى يَقُولُوا: اللهُ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَهُ؟! "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20441)، ومن طريقه أخرجه ابنُ منده في "الإِيمان" (362). زاد في "المصنَّف": فكان معمر يصل في هذا الحديث فيقول: الله خلق كلَّ شيء، وهو قبل كلِّ شيء، وهو كائنٌ بعد كل شيء.
وأخرجه مسلم (135)(215)، وأبو يعلى (6056)، وأبو عوانة 1/ 81، وابن منده (358) و (359) و (360) و (361) من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، بهذا الإِسناد. وفي بعض الروايات: قال أبو هريرة: لا يزال الناس يسألون عن العلم حتى يقولوا: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟!.
وأخرجه ابن منده (357) من طريق الليث بنِ سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم (646)، وابن منده في "الإِيمان"(365) من طريق العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل: لا يزالُ عبدي يسألُ ويسأل عني فيقولُ: هذا الله عز وجل، فمن خَلَقَ الله؟! ".
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (8207) و (8376) و (9027) و (9566) و (10957).
قوله: "سترتفع بهم المسألة حتى يقول"، قال السنديُّ: أي: ستبلغ بهم كثرة السؤال إلى هذا الحدِّ.
"خلق الخلق" أي: وجودُهم بخلق الله تعالى، فكيف وجوده؟ كأنه رأى أن الوجودَ مطلقاً يحتاج إلى عِلة مُوجِدة، والخالق والخلق فيه سواء!! وهذا قياس =
7791 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" وَيْلٌ لِلْعَقِبِ مِنَ النَّارِ "(1).
7792 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يَنْزِلُ رَبُّنَا عز وجل كُلَّ لَيْلَةٍ إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ إِلَى الْفَجْرِ "(2).
= فاسد، كيف ولا بُدَّ من الانتهاء إلى مُوجدٍ لا يكونُ وجوده عن علة بالضرورة، وإلا لما وُجِدَ موجود أصلاً، ولا نعني باسمِ الله إلا ذلك الموجود الغني في وجوده عن الحاجةِ إلى عِلَّةٍ، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً. أبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(63)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 1/ 252.
وأخرجه مسلم (242)(30)، والترمذي (41)، وأبو عوانة 1/ 252، وابن خزيمة (162)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 38، والطبراني في "الأَوسط"(713) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9046)، وانظر ما سلف برقم (7122).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أبي صالح من رجال مسلم، وباقي السند من رجال الشيخين. =
7793 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) مَعْمَرٌ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ (2) فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ "(3).
= وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 304 - 305 من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو عوانة 2/ 289 من طريق سليمان بن بلال، والدارقطني في "النزول" ص 129 من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به.
وأخرجه ابن خزيمة 1/ 295 و 296 و 308، والآجري في "الشريعة" ص 309، والدارقطني في "النزول" ص 129 - 130 و 137 - 138 و 138 - 139 من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أو أبي سعيد. لكن عند ابن خزيمة في موضعه الثاني: عن أبي سعيد وأبي هريرة، وعند الآجري والدارقطني في موضعه الأول: عن أبي هريرة وحده.
وسيأتي الحديث برقم (9436)، وانظر ما سلف برقم (7509).
(1)
كلمة "حدثنا" من (ظ 3) و (عس) و (ل)، ولم ترد في (م) وباقي النسخ.
(2)
لفظ الجلالة رُمِّج في نسخة (عس)، ولم يرد في باقي الأصول الخطية، إلا أنه قد كتب على هامش (س).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي (3259)، والبيهقي في "الشُّعب"(638)، والبغوي (1285) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(438) من طريق ابن المبارك، عن معمر، به. =
7794 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ (1) بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ (2)
= وأخرجه البخاري (6307)، والبيهقي في "الشعب"(639) من طريق شعيب ابن أبي حمزة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(436)، وابن حبان (925) من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن ابن شهاب، به.
وسيأتي برقم (8493) و (9807).
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(437)، والطبراني في "الدعاء"(1822) و (1838)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 188 من طريق الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي هريرة. وفيه عند الطبراني في الموضع الأول: مئة مرَّة!
وأخرجه النسائي (439) من طريق الزهري أيضاً، لكن جعله من حديث عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي هريرة. وفيه انقطاع بين عبد الملك وبين أبي هريرة.
وأخرجه النسائي (431)، والطبراني (1820) من طريق إبراهيم بن ميسرة، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعاً:"يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب إلى الله في اليوم مئة مرة".
وفي الباب عن عبد الله بن عمر سلف برقم (4726)، وذُكِرتْ شواهدُه هناك. قوله:"إني لأستغفر الله" قال السندي: أي تحصيلاً لزيادة المحبة من ربِّ العزة لقوله تعالى: {إنَّ الله يحبُّ التوابين} وتعليماً للأمة، وفيه أن العبد لا يستغني عن رحمة ربِّه ومغفرته، وإن بلغ من الكمال أعلاه، وإن شأنه التواضع والسؤال في كلِّ حال، وقيل: كان يستغفر، لأنه غفر له ما تقدم وما تأخر بشرط الاستغفار، وكذلك أمر به، وكان يستكثر منه.
(1)
تحرف في (م) إلى: سعيد.
(2)
قوله: "عن أبيه" استدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل)، ومن "أطراف =
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَتَى مِنْكُمُ الصَّلَاةَ فَلْيَأْتِهَا بِوَقَارٍ وَسَكِينَةٍ، فَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ، وَلْيَقْضِ مَا سَبَقَهُ "(1).
7795 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كُلُّ مَوْلُودٍ وُلِدَ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، مِثْلَ الْأَنْعَامِ، تُنْتَجُ صِحَاحًا، فَيُبَتِّكُونَ (2) آذَانَهَا "(3).
= المسند" 8/ 167، وسقط من (م) والنسخ المتأخرة، وكذا سقط من "مصنف عبد الرزاق" المطبوع!
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن أبي سلمة -وهو ابن عبد الرحمن بن عوف القرشي-، فقد علق له البخاري، وروى له أصحاب السنن، وهو متماسكُ الحديثِ، يصلح للمتابعات، سفيان: هو الثوري، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3405) وسقط "عن أبيه". وانظر (7252).
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وأيضاً في "جامع المسانيد والسنن" لابن كثير 7/ ورقة 102، وفي (م): فتكوى، وفي نسخنا المتأخرة: فتكون، وكتب على هوامش بعضها: فتُبَتِّكون.
والبَتْك: القَطْع، وفي التنزيل العزيز:{فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الأنعام} [النساء: 119].
(3)
إسناده صحيح، إبراهيم بن خالد -وهو ابن عبيد القرشي الصنعاني =
7796 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَتَكُونُ فِتَنٌ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا، فَلْيَعُذْ بِهِ "(1).
= المؤذن-، ورباح -وهو ابن زيد القرشي مولاهم الصنعاني- روى لهما أبو داود والنسائي، وكلاهما ثقة، وعمر بن حبيب -وهو المكي- روى له البخاري في "الأدب المفرد" وهو ثقة، ومن فوقهم ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 228 من طريق عبد الله بن أَحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وقد سقط من إسناده "عمر بن حبيب"، وهو عنده مختصر دون قوله: "مثل الأنعام
…
" الخ.
وأخرجه بنحوه الحميدي (1113) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، به.
وسيأتي برقم (8562)، وانظر ما سلف برقم (7181).
(1)
إسناده صحيح. إبراهيمُ بن خالد: هو ابن عبيد القرشي الصنعاني المؤذن، ورباح: هو ابن زيد القرشي مولاهم الصنعاني.
وأخرجه البخاري (3601) و (7082)، ومسلم (2886)(10)، وابن حبان (5959)، والآجري مختصراً في "الشريعة" ص 42، والبغوي (4229) من طرق عن الزهري، بهذا الإِسناد. وقُرِنَ سعيدُ بن المسيب في رواية البخاري في الموضع الأول، ومسلمٍ بأبي سلمة، وزادوا في رواياتهم:"من تشرف لها تستشرفه".
وأخرجه الطيالسي (2344)، والبخاري (7081)، ومسلم (2886)(12)، والآجري ص 42، والبيهقي 8/ 190 من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، =
7797 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: تَكُونُ فِتْنَةٌ - لَمْ يَرْفَعْهُ (1) - قَالَ: مَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا، فَلْيَعُذْ بِهِ " (2).
7798 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:" مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْعَصْرِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَهَا "؛ يُرْوَى ذَلِكَ عَنِ (3) ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" وَمَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْفَجْرِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَهَا "(4).
= به. وزاد سعدُ بن إبراهيم في حديثه الزيادة السابقة.
وأخرجه البخاري (7081) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن خرشة وأبي موسى الأشعري وأبي بكرة وخباب بن الأَرَت ونوفل بن معاوية، ستأتي أحاديثهم في "المسند" 4/ 106 و 408 و 5/ 39 و 110 و 429.
قوله: "المعاذ": هو المَلْجأ.
(1)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، ونسخة على هامش (س)، وكذلك هو في "أطراف المسند" 8/ 168، وفي (م) وباقي النسخ: رفعه، وهو خطأ.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين لكنه موقوف، وانظر ما قبله.
(3)
لفظة "عن" لم ترد في (عس) و (ل).
(4)
إسناده صحيح. ابن طاووس: هو عبد الله. =
7799 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" دَعُوهُ، فَأَهْرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلَ مَاءٍ، أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ "(1).
= وأخرجه عبد الرزاق (2227)، ومن طريقه أبو عوانة 1/ 371، وابن حبان (1582) و (1585)، وأخرجه مسلم (608)(165)، وأبو داود (412)، وأبو عوانة 1/ 372، والبيهقي 1/ 368، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 455 من طريق عبد الله بن المبارك، ومسلم (608)(165)، والنسائي 1/ 257، وأبو يعلى (5893)، وابن خزيمة (984) من طريق معتمر بن سليمان، ثلاثتهم (عبد الرزاق وابن المبارك ومعتمر) عن معمر، بهذا الإِسناد. وفي بعض الروايات عن معتمر "ركعتين من العصر"، وهي رواية شاذة، وسيأتي الكلام عليها عند الحديث رقم (9918). وانظر ما سلف برقم (7216).
(1)
إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه البخاري (220) و (6128)، والبيهقي 2/ 428 من طريق شعيب بن أبي حمزة، والنسائي 1/ 48 و 175، وابن حبان (1399) من طريق محمد بن الوليد الزُّبيدي، كلاهما عن الزهري، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (1658) عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله مرسلاً.
وانظر ما بعده، وقد سلف برقم (7255) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
قوله: "فتناوله الناسُ"، قال السندي: أي بألسنتهم، ولمسلم، قالوا: مه مه، قلت: أو أرادوا أن يتناولوه بأيديهم، فقد قاموا إليه. =
7800 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ
…
فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).
7801 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" كُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ، يُكْتَبُ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ، وَيُمْحَى عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةٌ "(2).
= "فأهريقوا": بفتح الهمزة وسكون الهاء أو فتحها، أي: صبوا.
"سجل ماء"، بفتح فسكون: هو الدلو التي ملئت ماءً، وكذا الذنوب بفتح ذال معجمة. "أو" للشك.
"بعثتم" أي: بعث نبيكم على تقدير المضاف أو على التجوز في الإِسناد، وقيل: هم مبعوثون من قبله بذلك، أي: مأمورون بما ذكر.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. هارون: هو ابن معروف المروزي، وابن وهب: هو عبد الله أبو محمد المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه ابن حبان (1400) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (297) من طريق عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد، به. وعلقه البخاري في "صحيحه" برقم (6128) من طريق يونس بن يزيد.
وانظر ما قبله.
(2)
إسناده صحيح. محمد بن عبد الرحمن: هو ابن ثوبان العامري القرشي.
وأخرج مسلم (666)(282)، والبيهقي 3/ 62 من طريق عدي بن ثابت، =
7802 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلَاةِ، وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ: اللهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلَا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا! فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ:" لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا " يُرِيدُ رَحْمَةَ اللهِ (1).
= عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة مرفوعاً:"من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضةً من فرائضِ الله، كانتْ خَطْوَتاه إحداهما تحطُّ خطيئة، والأخرى ترفع درجةً". وقد تحرف في مطبوع "سنن البيهقي" أبو حازم إلى: أبي حاتم.
وسيأتي الحديث من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (8257)، وانظر ما سلف برقم (7430).
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري بنحوه، سيرد 3/ 3.
وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/ 159.
وعن جابر عند ابن أبي شيبة 2/ 207 و 208، وعبد بن حميد (1149)، سيرد مختصراً 3/ 336.
وعن ابن عمر، عند الحاكم 1/ 217، وصححه.
وعن ابن مسعود موقوفاً عند مسلم (654)(257).
(1)
إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه البخاري (6010)، وأبو داود (882)، والنسائي 3/ 14، وابن خزيمة (864)، وابن حبان (987) من طرق عن الزهري، بهذا الإِسناد.
وسيأتي من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة برقم (10533)، وانظر ما سلف برقم (7255). =
7803 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلَا يَدْرِي أَزَادَ (1) أَمْ نَقَصَ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ "(2).
7804 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ رَبَاحٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، وَصَفَّ النَّاسُ صُفُوفَهُمْ لِلصَّلَاةِ، وَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْتِهِ، فَأَقْبَلَ يَمْشِي، حَتَّى قَامَ فِي مُصَلَّاهُ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ، فَقَالَ لِلنَّاسِ:" مَكَانَكُمْ " فَرَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ صُفُوفٌ، فَقَامَ فِي الصَّلَاةِ يَنْطُِفُ رَأْسَهُ، قَدِ اغْتَسَلَ (3).
7805 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
= قوله: "تحجرت واسعاً" قال السندي: أي: دعوتَ بمنعه.
(1)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) وباقي النسخ: أن زاد.
(2)
إسناده صحيح كسابقه. وانظر (7286).
(3)
إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه أبو داود (235) من طريق إبراهيم بن خالد، بهذا الإِسناد. وانظر (7238).
قوله: "ينطف رأسه"، قال السندي: بضم طاء وكسرها، أي: يسيل قليلاً قليلاً.
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ قَدْ (1) وَلِيَ حَرَّهُ وَمَشَقَّتَهُ وَدُخَانَهُ وَمُؤْنَتَهُ، فَلْيُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَإِنْ أَبَى، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً فِي يَدِهِ "(2).
7806 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ (3)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ،
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: بطعام فقد، والمثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل)، وكذا هو في "مصنف عبد الرزاق" و"شرح السنة" للبغوي.
(2)
هذا الحديث رواه أحمد بإسنادين؛ الأول منهما: منقطع، فإن الزهري لم يُدرك أبا هريرة، لكن سلف متصلاً برقم (7514) عن عبد الأعلى السامي، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. والثاني -وهو معمر، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة-: متصل، وهو صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19565)، ومن طريقه البغوي (2406).
وأخرجه ابن راهويه (512)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3435)، ومن طريقه أبو محمد البغوي (2405) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، به.
وسيأتي من طريق محمد بن زياد، عن أبي هريرة برقم (9307) و (9558)، وتمام تخريجه في الموضع الأول.
"أُكْلَة" مضمومة الألف: اللقمة، والأكلة بفتحها: المرَّة الواحدة من الأكل.
(3)
في (م) بعد هذا: "عن الزهري"، وهذه الزيادة هنا خطأ.
كَالصَّائِمِ الصَّابِرِ " (1).
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لإِبهامِ الرجلِ من بني غفار.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19573)، ومن طريقه أخرجه البيهقي 4/ 306، والبغوي (2832).
وأخرجه ابن حبان (315) من طريق معتمر بن سليمان، عن معمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فجعله عن معمر، عن سعيد المقبري. قال الحافظ في "الفتح" 9/ 583: في هذه الرواية انقطاع خفي على ابن حبان، فقد رويناه في "مسند مسدد" عن معتمر، عن معمر، عن رجل من بني غفار، عن المقبري، وكذلك أخرجه عبد الرزاق في "جامعه" عن معمر، وهذا الرجل هو معن بن محمد الغفاري، فيما أظن لاشتهار الحديث من طريقه.
قلنا: ومعن الغفاري هذا، روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان، وخرج له البخاري في بضعة مواضع من "صحيحه"، فهو حسن الحديث.
وأخرجه الترمذي (2486)، وأَبو يعلى (6582) من طريقِ محمد بنِ معن بن محمد الغفاري، عن أبيه معن، عن سعيدٍ المقبري، به. وقال الترمذي: حسن غريب. ووقع في الترمذي: عن أبي سعيد المقبري، وهو خطأ، والتصويب من "التحفة" 9/ 500.
وأخرجه ابنُ خزيمة (1898)، والحاكم 4/ 136 من طريق عمر بن علي المقدمي، عن معن بن محمد الغفاري، عن سعيد المقبري، به. وقال سعيد المقبري فيه: كنتُ أنا وحنظلةُ بنُ علي بالبقيع مع أبي هريرة، فحدثنا أبو هريرة
…
وذكره، وهذا يدُلُّ على أن معن بنَ محمد حمله عن سعيد المقبري، ثم حمله عن حنظلة بن علي الأسلمي، كما سيأتي في التخريج بعد قليل، وقد صحح الحاكمُ إسنادَ الحديث. وزاد ابن خزيمة في روايته: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدم له إلا الصَّومَ، فإنَّه لي، وأنا أجزي به، يَدَعُ الطعامَ والشَّرابَ وشهوته مِن أَجْلي".
وأخرجه ابنُ ماجه (1764) من طريق محمد بن معن وعبد الله بن عبد الله =
7807 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَرَكَةِ فِي السَّحُورِ وَالثَّرِيدِ (1).
= الأُموي، وابن خزيمة (1899)، والحاكم 1/ 422 - 423، والبيهقي 4/ 306 من طريق عمر بن علي المقدمي، ثلاثتهم عن معن بن محمد الغفاري، عن حنظلة بن علي السَّدوسي، عن أبي هُريرة، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وتعقَّبه الذهبيُّ بقوله: هذا في "الصحيحين"، فلا وجه لاستدراكه!
قلنا: ليس هو في "الصحيحين" كما قال الذهبي، وإنما علقه البخاري عن أبي هريرة 9/ 582 "الفتح".
وأخرجه أبو نعيم 7/ 142 من طريق إسحاق بن العنبر، عن يعلى بن عبيد، عن سفيان الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وقال: غريب من حديث الثوري، تفرد به إسحاق عن يعلى.
قلنا: إسحاق بن العنبر، قال في "الميزان" 1/ 195:[يروي] عن أصحابِ الثوري، كذَّبه الأزديُّ، وقال: لا تَحِلُّ الرواية عنه. وسقط سفيان الثوري من مطبوع "الحلية".
وسيأتي الحديثُ من طريق حكيم بن أبي حرة، عن سلمان الأغر، عن أبي هُريرة برقم (7889).
وفي الباب عن سِنان بن سَنَّة، سيرد 4/ 343.
قوله: "الطاعم الشاكرُ"، قال السندي: يريدُ أن المطلوبَ من العبد الطاعة لله، والقيام بوظائف العبودية له تعالى، لا الصوم بخصوصه، فمن أكل وقام بشكره تعالى، فهو ومن صام وصبر عن الأَكلِ والشرب، أو عن المعاصي، وما لا ينبغي أن يُفعل في الصوم سواء، إذ كل منهما في الطاعة.
(1)
إسنادُه ضعيف لضعف ابن أبي ليلى -وهو محمدُ بن عبد الرحمن-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. =
7808 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ يَعْلَمُ الَّذِي يَشْرَبُ وَهُوَ قَائِمٌ مَا فِي بَطْنِهِ، لَاسْتَقَاءَهُ "(1).
= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19571)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (6367).
وسيأتي من طريق ابن أبي ليلى برقم (8898) و (10185) بلفط: "تَسَحَّروا، فإنَّ في السَّحور بركةً"، وهو صحيح بهذا اللفظ، وسيأتي ذكر شواهده هناك.
وللثريدِ شاهد من حديث سلمانَ الفارسي رفعه: "البركة في ثلاثة: في الجماعة والثريد والسحور" أخرجه الطبراني في "الكبير"(6127)، قال في "المجمع" 3/ 151: وفيه أبو عبد الله البصري، قال الذهبي: لا يُعرف، وبقية رجاله ثقات.
قوله: "بالبركة" قال السندي: أي: بزيادة الخير في السحور، لأنه معين على الصوم.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإِبهام الراوي عن أَبي هريرة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأَخرجه ابنُ حبان (5324) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأَخرجه عبدُ الرزاق في "مصنفه"(19588)، ومن طريقه البيهقي 7/ 282، وأَخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2101) من طريق هشام بن يوسف، كلاهما (عبد الرزاق وهشام) عن معمر، عن الزهريِّ، عن أبي هُريرة. وهذا إسناد منقطع.
وأَخرجه البزار (2897 - كشف الأستار)، والبيهقي 7/ 282 من طريق زهير بنِ محمد البغدادي، عن معمر، عن الزهريِّ، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أَبي هريرة. وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ زهير بنِ محمد =
7809 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، كَمِثْلِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ (1).
= البغدادي شيخ البزار وهو ثقة مِن شيوخ ابنِ ماجه. وانظر الحديثَ الآتي.
وأخرج مسلم (2026)(116)، والبيهقي 7/ 282 من طريق أبي غطفان المري، عن أَبي هريرة مرفوعاً:"لا يشربَنَّ أَحدٌ منكم قائماً، فمن نسي، فليستقئ".
وسيأتي عند المصنف برقم (8335) من طريق عكرمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يشرب الرجل قائماً.
وفي البابِ عن أَبي سعيد الخدري عند مسلم (2025)، سيرد 3/ 32.
وعن أنس عند مسلم (2024)، سيرد 3/ 118.
وانظر حديثي ابن عباس وعبد الله بن عمرو اللذين سلفا، الأَول برقم (1838)، والثاني برقم (6627).
قوله: "ما في بطنه" قال السِّندي: قيل: الشرب قائماً يُحرك خلطاً رديئاً يكون القيء دواءَه، فلذلك قال: لاسْتقاء، أي: تكلف في قيئه، وعلى هذا فالنهي عنه لمعنى طبي، فهو جائز من حيث الدين، فما جاء منه يحمل على بيان الجواز ديناً.
قال النوويُّ (ملخصاً من شرحه على مسلم 13/ 195): اعلم أن هذه الأحاديث أشكل معناها على بعض العلماء حتى قال فيها أقوالاً باطلة لا حاجة إلى ذكرها، والصوابُ أن النهي محمولٌ على التنزيه، وفعله لبيان الجواز، ومن زعم نسخاً أو غيره، فقد غلط، والأمرُ بالاستقاء محمول على الندب، وقول عياض: لا خلاف أن من شَرِبَ قائماً ليس عليه أن يتقيأ، لا يُلتفت إليه، إذ كونهم لم يُوجبوه عليه لايمنع الندب.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سُليمان بن مهران، وأَبو صالح: هو ذكوان السمان. =
7810 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ "(1).
7811 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ (2)، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ بَعْدُ، ثُمَّ لِيَقُلْ: بِاسْمِكَ اللهُمَّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِاسْمِكَ أَرْفَعُهُ، اللهُمَّ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ الصَّالِحِينَ "(3).
= وأَخرجه ابنُ حبان بإثر الحديث (5324) من طريق أَحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19589)، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2100)، والبيهقي 7/ 282. وزادوا: فبلغ ذلك عليَّ بنَ أبي طالب رضي الله عنه فدعا بماء، فشرب وهو قائم. وانظر ما قبله.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أَبي صالح، فمن رجال مسلم وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19792). وانظر (7568).
(2)
في (م) بعدَ هذا: "عن الزهري"، وهي زيادة مقحمة وغير صحيحة بين معمر وبين عبيد الله بن عمر.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
7812 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيُمْنَى، وَإِذَا خَلَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالْيُسْرَى، وَلْيَخْلَعْهُمَا جَمِيعًا، وَلْيَنْعَلْهُمَا جَمِيعًا "(1).
7813 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ
= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19830)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الدعاء"(253).
وأَخرجه بنحوه ابن أَبي شيبة 9/ 73 و 10/ 248، وعنه ابن ماجه (3874) عن عبد الله بن نمير، والدارمي (2684)، والطبراني (254) من طريق حماد بن زيد، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(793) من طريق المعتمر بن سليمان، ومسدَّد في "مسنده الكبير" -كما في "الفتح" 11/ 128، و"تغليق التعليق" 5/ 140 - عن بشر بن المفضل، والطبراني (255) من طريق سعيد بن أَبي مريم، خمستهم عن عُبيد الله بن عمر، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه النسائي (794) من طريق عبد الله بن المبارك، عن عُبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبي هريرة موقوفاً.
وسيأتي برقم (7938) و (9469) و (9589) و (9590)، وانظر (7360).
قوله: "بداخِلَةِ إزاره"، قال السنديُّ: أي: بالطرف الذي يلي الجسدَ.
"ما خلفه" أي: جاء عقبه على الفراش.
"أرفعه" أي: بالحياة أو البعث، فهو متحقق، فلذا ترك فيه المشيئة، ويحتمل أن المرادَ التقييدُ بالمشيئة، وترك القيد في اللفظ تفاؤلاً.
(1)
إسنادُه صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم أبو الحارث المدني نزيل البصرة.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6276)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في =
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: الِاسْتِحْدَادُ، وَالْخِتَانُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ "(1).
7814 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ، لَا يَزَالُ الرِّيحُ تُفِيئُهُ، وَلَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ بَلَاءٌ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الْأَرْزَةِ، لَا تَهْتَزُّ حَتَّى تُسْتَحْصَدَ "(2).
7815 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يُدْخِلْ يَدَهُ فِي إِنَائِهِ - أَوْ قَالَ: فِي وَضُوئِهِ - حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثَ
= "الشعب"(20215). وانظر (7179).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20243)، ومن طريقه أَخرجه الترمذي (2756)، وقال: حديث حسن صحيح. وانظر (7139).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20307)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2809)، والترمذي (2866)، وابن حبان (2915)، والبغوي (1437). وانظر (7192).
قوله: "تفيئه"، قال ابن الأَثير: تحركه وتميله يميناً وشمالاً.
"لا تهتز": بتشديد الزاي، أي: لا تتحرك.
مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ " (1).
7816 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَوَضَّؤُونَ مِنْ مَطْهَرَةٍ، فَقَالَ: أَحْسِنُوا الْوُضُوءَ يَرْحَمْكُمُ اللهُ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ "(2).
7817 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أُرَاهُ قَالَ: عَنْ ضَمْضَمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَقْتُلَ الْأَسْوَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ: الْعَقْرَبَ وَالْحَيَّةَ (3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7600).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم.
والحديث في "مصنف عبد الرزاق"(62). وقد سلف برقم (7122).
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ضمضم -وهو ابن جَوس، ويقال: ابن الحارث بن جوس اليمامي- فقد روى له أَصحابُ السنن وهو ثقه.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(1754)، ومن طريقه أخرجه البيهقي 2/ 216، والبغوي (745).
والقائل: "أُراه قال: عن ضمضم"، هو عبدُ الرزاق شيخ المصنف فيما يغلِبُ على ظننا، فقد سَلَف هذا الحديث برقم (7178) عن محمد بن جعفر، وبرقم (7379) عن سفيان بنِ عيينة، كلاهما عن معمر، عن يحيى بنِ أَبي كثير، عن ضمضم دونَ شكٍّ، والله تعالى أعلمُ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: هَكَذَا حَدَّثَنَا مَا لَا أُحْصِي.
7818 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ أَمِينٌ، اللهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ "(1).
7819 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أُكَيْمَةَ، يُحَدِّثُ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر الكلام على رواية الأعمش عن أبي صالح عندَ الحديثِ الذي سلف برقم (7169).
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(1838)، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (1528).
وأخرجه البيهقي 3/ 127 من طريق علي ابن المديني، حدثنا يحيى بنُ سعيد القطان، حدثنا سفيان، حدثنا سليمانُ هو الأَعمش، عن أَبي صالح -قال ولا أراه سمع منه- عن أَبي هُريرة.
وأَخرجه الشافعي 1/ 59، والحميديُّ (999)، والترمذي (207)، والبزار (357 - كشف الأَستار)، وابنُ خزيمة (1528)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(2188) و (2189) و (2190) و (2191) و (2192)، والطبراني في "الصغير"(157) و (595) و (796)، وأَبو نعيم في "الحلية" 8/ 118، والبيهقي في "المعرفة"(5948) وفي "السنن" 1/ 430 من طرق عن الأَعمش، بهذا الإِسناد. وفي رواية أبي حمزة السكري عند البزار والبيهقي في "السنن" زيادة: قالوا: يا رسول الله لقد تركتنا نتنافس على الأذان بعدك، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إنه يكونُ بعدي أو بعدكم قومٌ سَفَلَتُهُمْ مؤذنوهم". قال البزار: تفرد بآخره أبو حمزة ولم يُتابع عليه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلَاةً جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ مَا سَلَّمَ، فَقَالَ:" هَلْ قَرَأَ مِنْكُمْ أَحَدٌ مَعِي آنِفًا؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " إِنِّي أَقُولُ: مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ؟! "(1).
فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَجْهَرُ بِهِ مِنَ الْقِرَاءَةِ، حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
7820 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ، فَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَخَرَجَ سُرْعَانُ النَّاسِ، فَقَالُوا: خُفِّفَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ ذُو الشِّمَالَيْنِ: أَخُفِّفَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " قَالُوا: صَدَقَ. فَصَلَّى بِهِمُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَرَكَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، بَعْدَ مَا سَلَّمَ (2).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أكيمة -واسمه عُمارة-، وهو ثقة، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث (7270).
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2795) عن معمر، بهذا الإِسناد.
وأَخرجه ابنُ ماجه (849) من طريق عبد الأعلى، والخطيب في "تاريخه" 7/ 86 من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن معمر، به. ولم يذكر الخطيب. في روايته: فانتهى الناسُ
…
الخ.
وأما قولُه في آخر الحديث "فانتهى الناسُ عن القراءة
…
" الخ فالأشهر أنَّه مِن قَول الزهري كما مرَّ عندَ الحديثِ (7270).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
7821 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ "(1).
7822 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ. وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ
= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3447). وانظر (7201).
(1)
إسناده صحيح، إبراهيم بن خالد -وهو المؤذن الصنعاني-، ورباح -وهو ابن زيد الصنعاني- روى لهما أبو داود والنسائي، وكلاهما ثقة، وباقي رجاله رجال الشيخين غير سهيل بن أَبي صالح، فمن رجال مسلم.
وأَخرجه مسلم (780)، والفريابي في "فضائل القرآن"(36)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(965)، وفي "الكبرى"(8015) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاريّ، عن سهيل بن أَبي صالح، بهذا الإِسناد.
وأخرج الحميدي (994)، والترمذي (2878) من طريق حكيم بن جُبير، عن أَبي صالح، عن أَبي هريرة رفعه: "إنَّ لكل شيء سناماً، وسنامُ القُرآن سورةُ البقرة، فيها آية سيدة آي القُرآن، لا تُقرأ في بيتٍ فيه شيطان إلا خَرَجَ منه، آية الكرسي
…
". قال الترمذي: هذا حديثٌ غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم ابن جُبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جُبير وضعَّفه.
وسيأتي حديث "المسند" من طريق سهيل بنِ أَبي صالح بالأرقام (8443) و (8915) و (9042). وانظر ما سيأتي برقم (8804).
وفي الباب عن النُّعمان بنِ بشير، سيرد 4/ 274.
وعن أَنس عندَ الفِريابى (38).
وعن سهل بنِ سعد عند الطبرانيِّ في "الكبير"(5864).
وعن ابنِ مسعود عند الحاكم 1/ 561 موقوفاً ومرفوعاً.
الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فَيَلْبِسُ عَلَيْهِ فِي صَلَاتِهِ، فَلَا يَدْرِي: أَزَادَ أَمْ نَقَصَ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ "(1).
7823 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ "(2).
7824 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3465). وانظر (7286).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ إبراهيم بن خالد -وهو الصنعاني المؤذن-، ورباح -وهو ابن زيد القرشي مولامم الصنعاني- فقد روى لهما أَبو داود والنسائي، وهما ثقتان.
وأَخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(472)، وفي "المجتبى" 3/ 115 والمزي في "تهذيبه" 9/ 44 - 45 من طريق أَحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وانظر ما بعده.
(3)
إسناده صحيح. وانظر (7151).
7825 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ تَلَقِّي الْأَجْلَابِ، فَمَنْ تَلَقَّى وَاشْتَرَى، فَصَاحِبُهُ بِالْخِيَارِ إِذَا هَبَطَ السُّوقَ (1).
7826 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ "(2).
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وأَخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(571) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، بهذا الإسناد.
وأَخرجه البيهقي 5/ 348 من طريق الأوزاعي، عن محمد بنِ سيرين، به.
وأَخرجه ابنُ أَبي شيبة 6/ 398 من طريق عبدِ الله بنِ عون، عن محمد بن سيرين، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
وسيأتي برقم (9236) و (10324)، وأما النهي عن تلقي الأجلاب فسيأتي من طرق أَخرى عن أَبي هريرة ضمن الأَحاديث (9120) و (9222) و (9310) و (10004) و (10516).
وفي الباب عن ابن عباس وابن مسعود، وقد سلفا برقم (3482) و (4096)، وذكرنا عندهما الأحاديث الأُخرى في الباب.
"الأَجلاب"، قال السندي: هي ما يجلبه الركبانُ من الأَمتعة.
"فصاحبه"، أي: صاحب المتاع، وهو البائع.
(2)
إسناده صحيح. =
7827 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ - يَعْنِي ابْنَ بُرْقَانَ -، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ (1) الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ "(2).
= وأَخرجه أَبو يعلى (5844) من طريق فليح، عن الزهري، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (7831) و (7835)(8788) و (9144) و (9850) و (10715) و (10716).
وأَخرجه مسلم (530)(21) من طريق عبيدِ الله بنِ الأَصم، عن يزيد بن الأَصم، عن أَبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7358).
وفي الباب عن أَبي عُبيدة سلف برقم (1691).
وعن ابن عباس وعائشة معاً سلف برقم (1884).
وعن زيد بن ثابت سيأتي 5/ 184.
وعن أُسامة بنِ زيد، سيأتي أَيضاً 5/ 203.
وعن عمر بن عبد العزيز مرسلاً عند مالك 2/ 892، ومن طريقه عبد الرزاق (9987) و (19368)، وابن سعد 2/ 240، والبيهقي في "السنن" 9/ 208، وفي " الدلائل" 7/ 204.
وعن عُبيدِ الله بن عبد الله بن عتبة مرسلاً أَيضاً عند ابنِ سعد 2/ 240.
(1)
تحرفت لفظة "بن" في (م) إلى: أنا.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، يزيد بن الأَصم وجعفر بن برقان من رجال مسلم، وباقي رجاله رجال الشيخين.
وأَخرجه أَبو عوانة في البر والصِّلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 268، وابنُ حبان (394)، وأَبو نعيم في "الحلية" 7/ 124 من طرق عن جعفر بن برقان، =
7828 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ "(1).
7829 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ "(2).
7830 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
= بهذا الإِسناد.
وأَخرجه مسلم (2564)(33)، والبيهقي في "الشعب"(11151) من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن أَبي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز، عن أَبي هريرة ضِمنَ حديثٍ مطول.
وأَخرجه إسحاق بن راهويه (379) عن كُلثوم بن محمد بن أَبي سدرة، عن عطاء بن أَبي مسلم الخراساني، عن أَبي هُريرة.
وسيأتي برقم (10960).
وفي الباب عن أَبي مالك الأَشعريِّ عندَ الطبرانى (3456).
(1)
إسنادُه صحيح على شرط الشيخين. ابنُ جريج: هو عبدُ الملك بن عبد العزيز بن جريج.
وقد سلف برقم (7457) عن عبد الرزاق، عن ابن جريج.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7613).
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: أَيُصَلِّي الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ فَقَالَ: " أَلِكُلِّكُمْ ثَوْبَانِ؟! "(1).
7831 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ؛ قَالَ ابْنُ بَكْرٍ (2): قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَرْفَعْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ:" قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ والنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ "(3).
7832 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمْ يَأْذَنِ اللهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ (4) - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: لِمَنْ - يَتَغَنَّى (5) بِالْقُرْآنِ "
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7606).
(2)
قوله: "قال ابن بكر" سقط من (م) والنسخ المتأخرة، واستدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7826).
(4)
كلمة "لنبي" أثبتناها كذلك من نسخة أُشير إليها على هامش (ظ 3)، وفي كافة الأصول مكانها "لمن"، وما أَثبتناه هو الصواب حتى يصح تفريق المؤلف بين رواية عبد الرزاق وبين رواية ابن بكر، فذكر أن عبد الرزاق قال في حديثه:"لمن يتغنى"، فعلى هذا فمحمد بن بكر قال في حديثه:"لنبي يتغنى" كما أثبتنا، والله تعالى أعلم.
(5)
في (ظ 3) و (عس): تغنَّى.
قَالَ صَاحِبٌ لَهُ، زَادَ:" فِيمَا يَجْهَرُ بِهِ "(1).
7833 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أُكَيْمَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةً يَجْهَرُ فِيهَا، ثُمَّ سَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ:" هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ آنِفًا؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ؟! "(2).
7834 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - وَهُوَ يُخْبِرُهُمْ - قَالَ: وَفِي كُلِّ صَلَاةٍ قُرْآنٌ (3)، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى مِنَّا، أَخْفَيْنَاهُ مِنْكُمْ (4).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(4167). وانظر (7670).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ ابن أُكيمة، واسمه عُمارة، وهو ثقة، وقد سَلَفَ الكلامُ عليه عندَ الحديث (7270).
ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأَخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإِمام"(320) من طريق محمد بن بكر البُرْساني، بهذا الإِسناد.
وأَخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(2796) عن ابن جريج، به.
وانظر (7270).
(3)
في بعض الأصول: قرآناً، وضُبِّب عليها في بعضها.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أَبي رباح. =
7835 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ: قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لُعِنَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ "(1).
7836 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، أَنَّ أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ ".
قَالَ أَبُو السَّائِبِ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: يا أَبَا هُرَيْرَةَ (2)، إِنِّي أَكُونُ أَحْيَانًا وَرَاءَ الْإِمَامِ! قَالَ أَبُو السَّائِبِ: فَغَمَزَ أَبُو هُرَيْرَةَ ذِرَاعِي، فَقَالَ: يَا فَارِسِيُّ، اقْرَأْهَا (3) فِي نَفْسِكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" قَالَ اللهُ عز وجل: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
= وهو مكرر (7696).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الكوفي البغدادي، وأَبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء. وانظر (7826).
(2)
قوله: "يا أَبا هريرة" أثبتناه من (ظ 3) و (عس).
(3)
في (ظ 3) و (عس). اقرأ بها.
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْرَؤُوا، يَقُولُ: فَيَقُولُ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، فَيَقُولُ اللهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، فَيَقُولُ اللهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، فَيَقُولُ اللهُ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَقَالَ: هَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، قَالَ: آخِرُهَا (1) لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، قَالَ: يَقُولُ عَبْدِي: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، يَقُولُ اللهُ عز وجل: هَذَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ "(2).
7837 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَا كِلَاهُمَا (3): مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، وَقَالَا:{مَالِكِ} ، وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ:
(1) كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وباقي النسخ: أجدها! وضبِّب عليها في (س) و (ظ 1).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء بن عبد الرحمن وأَبي السائب، فهما من رجال مسلم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2767)، ومن طريقه أَخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(75)، ومسلم (395)(40)، وأَبو عوانة 2/ 127، والبيهقي في "القراءة خلف الإِمام"(53). ورواية أَبي عوانة مختصرة. وانظر (7406).
(3)
كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) والنسخ المتأخرة: قالا كل منهما! والمراد بكليهما شيخا المصنف في هذا الحديث، وقال الشيخ أَحمد شاكر: لم =
يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْرَؤُوا، يَقُومُ الْعَبْدُ فَيَقُولُ ". (1).
7838 -
وحَدَّثَنَاهُ (2) يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ مَوْلَى الْحُرَقَةِ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ زُهْرَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3).
7839 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الْقَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ، مَا أَنَا نَهَيْتُ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَلَكِنْ مُحَمَّدٌ نَهَى عَنْهُ، وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ، مَا أَنَا قُلْتُ:" مَنْ أَدْرَكَهُ الصُّبْحُ جُنُبًا فَلْيُفْطِرْ "، وَلَكِنْ رَسُولُ اللهِ
= يذكر الإِمام أَحمد هنا باقي الإسناد، إحالة على الإسناد قبله، ولكنه أراد النص على أَن شيخيه ابن بكر والأَنصاري قالا في الإسناد:"أنَّ أَبا السائب مولى عبد الله بن هشام بن زهرة"، فنسبا ولاءه لعبد الله، لا لأبيه هشام بن زهرة، وكلاهما صحيح، فمولى الأب مولى للابن، والعكس صحيح.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله.
(2)
سقط هذا الحديث من نسخة قديمة هي (ظ 3)!
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن إسحاق -واسمه محمد- صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه.
وأَخرجه البخاري (73)، والبيهقي (58) -كلاهما في "القراءة خلف الإِمام"- من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والبيهقي أَيضاً (57) من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإِسناد. وانظر ما قبله.
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، فِي حَدِيثِهِ: إِنَّ يَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ أَخْبَرَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الْقَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ (1).
7840 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنْ جَهِلَ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ "(2).
(1) حديث صحيح، وقد وهم محمد بن بكر البرساني في تسمية الراوي عن أَبي هريرة عبد الرحمن بن عمرو القاري، والصوابُ في اسمه: عبد الله بن عمرو كما رواه عبد الرزاق، وهو أثبت في ابن جريج من محمد بن بكر، فقد روى أَبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/ 457 عن الإِمام أَحمد أنه سُئِلَ: من أثبت في ابن جريج، عبد الرزاق أَو محمد بن بكر البرساني؟ قال: عبدُ الرزاق. قلنا: وقد وافق عبدَ الرزاق في ذلك سفيانُ بن عيينة، وهو الإِمام الحافظ الجليل، ورواية سفيان صححها الدارقطنيُّ في "العلل" 3/ ورقة 102، وقد سلفت في "المسند" برقم (7388)، وانظر تمام كلامنا على الحديث هناك.
والشطر الثاني من الحديث أَخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(7399) عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابنُ يونس بن أَبي إسحاق السَّبيعي، وأَبو حَصين: هو عثمان بن عاصم بن حُصين الأَسدي.
وسيأتي برقم (8674) و (9191) و (9943) و (10132) و (10428) و (10635) من طريق أَبي صالح، عن أَبي هريرة، وسلف من طريقه برقم (7693) ضمن حديث في الصوم. وانظر (7340).
7841 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا رَفَعَ غُصْنَ شَوْكٍ مِنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ، فَغُفِرَ لَهُ (1).
قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَهَذَا الْحَدِيثُ مَرْفُوعٌ، وَلَكِنْ سُفْيَانُ قَصَّرَ فِي رَفْعِهِ.
7842 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: رَجُلٌ خَطَبَ امْرَأَةً، فَقَالَ - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:" انْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابنُ أَبي صالح- فمن رجال مسلم.
وأَخرجه الحميدي (1140) عن سفيان، بهذا الإِسناد فرفعه.
وسيأتي من طرق عن أَبي صالح، عن أَبي هريرة مرفوعاً، انظر (8498).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان، فمن رجالِ مسلم سفيان: هو ابنُ عيينة.
وأَخرجه الحميدي (1172)، وسعيد بن منصور (523)، ومسلم (1424)(74)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 77، وفي "الكبرى"(5347)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 14، وفي "شرح مشكل الآثار"(5058)، وابن حبان (4041) و (4044)، والدارقطني 3/ 253، والبيهقي 7/ 84 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. وزاد عند الطحاوي في "المشكل": قال صلى الله عليه وسلم: "كم أصدقتها؟ " قال: ثمان أواق، قال:"لو كان أَحدكم يَنْحِتُ من الجبلِ ما زادَ".
وأَخرجه مسلم (1424)(75)، والنسائي في "الكبرى"(5345) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، والنسائي في "المجتبى" 6/ 77، وفي "الكبرى" =
7843 -
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ (1)، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشِّغَارِ (2).
= (5348) من طريق علي بن هاشم بن البريد، كِلاهما عن يزيد بن كيسان، به. وزاد مسلم قصة الصداق.
وأَخرجه النسائي في "الكبرى"(5350) من طريق أَحمد بن منيع، عن علي بن هاشم، عن يزيد بن كيسان، عن أَبي حازم، عن جابر بن عبد الله. وقال في "المجتبى" 6/ 77: الصواب أَبو هريرة.
وسيأتي برقم (7979).
وفي الباب عن جابر بنِ عبد الله، ومحمد بن مسلمة، والمغيرة بن شعبة، وأَبي حميد السَّاعدي، وستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 3/ 335 و 3/ 493 و 4/ 244 و 5/ 424.
وعن أَنسِ بنِ مالك عند عبد بن حميد (1254)، وابن ماجه (1865)، وابن الجارود (676)، والدارقطني 3/ 253، والبيهقي 7/ 74. وصححه ابنُ حبان (4043)، والحاكم 2/ 165، ووافقه الذهبي.
قوله: "شيئاً"، قال النووي: قيل: المراد صِغَر، وقيل: زُرْقة.
(1)
تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: عبد الله.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري، وأَبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأَخرجه ابن أَبي شيبة 4/ 380، ومن طريقه مسلم (1416)(61)، وابن ماجه (1884)، والبيهقي 7/ 200 عن أَبي أُسامة، بهذا الإِسناد. وقُرن بأبي أُسامة في "مصنف ابن أَبي شيبة" ومسلم والبيهقي: عبدُ الله بن نمير، وفي ابن ماجه يحيى بن سعيد القطان.
وأَخرجه مسلم (1416)(61) من طريق عبدة بن سُليمان، والنسائي في =
7844 -
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " حُرِّمَ (1) عَلَى لِسَانِي مَا بَيْنَ لَابَتَيْ الْمَدِينَةِ ". ثُمَّ جَاءَ بَنِي حَارِثَةَ، فَقَالَ:" يَا بَنِي حَارِثَةَ، مَا أُرَاكُمْ إِلَّا قَدْ خَرَجْتُمْ مِنَ الْحَرَمِ " ثُمَّ نَظَرَ، فَقَالَ:" بَلْ أَنْتُمْ فِيهِ، بَلْ أَنْتُمْ فِيهِ "(2).
= "المجتبى" 6/ 112 من طريق إسحاق الأزرق، كلاهما عَن عُبيد الله بنِ عمر، به. وزاد النسائي في روايته: قال عُبيد الله: والشغارُ: كان الرجلُ يزوج ابنته على أن يزوجه أخته.
وسيأتي عن عبدِ الله بنِ نُمير، عن عُبيد الله برقم (9667) و (10439).
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (7032)، وذكرنا عنده أحاديث الباب الأخرى.
والشغار فسَّره ابن نمير في روايته التي ستأتي، وهو: أن يقول الرجل: زوجني ابنتك وأزوِّجك ابنتي، أو زوجني أختك وأزوجك أختي.
(1)
في (م) فقط: حرَّم الله، بزيادة لفظ الجلالة.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عُبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.
وأَخرجه البخاري (1869)، والخطيب في "تاريخه" 4/ 112 و 7/ 196 من طرق عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإِسناد.
وأَخرجه ابن خزيمة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 160، وابن الجارود في "المنتقى"(511) من طريق محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، به.
وأَخرجه ابن ماجه (3113) من طريق عبد العزيز بن أَبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن الحرقي، عن أَبيه، عن أَبي هريرة: أن النبي قال: "اللهم إنَّ إبراهيمَ =
7845 -
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ (1):
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا
…
عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ
= خليلُك ونبيُّك، وإنك حَرَّمتَ مكة على لسانِ إبراهيم، اللهم وأَنا عَبْدُكَ ونبيُّكَ، وإني أُحرِّمُ ما بين لابتيها".
وسيأتي (8887)، وانظر ما سلف برقم (7218).
وقد اختلف في إسناد الحديثِ على عُبيد الله بنِ عمر، فروي عنه عن أَبي سعيد المقبري، عن أَبي هريرة، وروي عنه، عن سعيد المقبري، عن أَبيه، عن أَبي هريرة. ورواية من رواه عنه، عن سعيد، عن أَبي هريرة أَصح كما قال الدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 192.
قوله: "ثم جاء بني حارثة" قال الحافظ في "الفتح" 4/ 85: في رواية الإِسماعيلي: ثم جاء بني حارثة وهم في سند الحرة، أي في الجانب المرتفع منها، وبنو حارثة بمهملة ومثلثة: بطن مشهورٌ من الأوس، وهم حارثةُ بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، وكان بنو حارثة في الجاهلية وبنو عبد الأشهل في دار واحدة، ثم وقعت بينهم الحربُ، فانهزمت بنو حارثة إلى خيبر فسكنوها، ثم اصطلحوا، فرجع بنو حارثة، فلم ينزلوا في دار بني عبد الأشهل، وسكنوا في دارهم هذه، وهي غربي مشهد حمزة.
وقوله: "ما أُراكم"، قال السندي: بضم الهمزة، أي: ما أظنكم.
(1)
في النسخ المتأخرة بعد كلمة "الطريق" زيادة كلمة "شِعر" -وفي (م): شعراً! - وهي من زيادة النساخ، فقد كان من عادتهم أن يثبتوها للتنبيه إلى أن ما بعدها من الشِّعر وليس من النثر.
قَالَ: وَأَبَقَ مِنِّي غُلَامٌ لِي فِي الطَّرِيقِ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعْتُهُ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ، إِذْ طَلَعَ الْغُلَامُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَذَا غُلَامُكَ " قُلْتُ: هُوَ لِوَجْهِ اللهِ، فَأَعْتَقْتُهُ (1).
7846 -
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَأْرِزُ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قيس: هو ابن أَبي حازم البجلي الأحمسي.
وأخرجه ابن سعد 4/ 325 - 326، والبخاري (2531) و (4393)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 379 من طريق أَبي أُسامة حماد بن أُسامة، بهذا الإِسناد.
وأَخرجه البخاري (2530) من طريق محمد بن بشر، و (2532) من طريق إبراهيم بن حميد، كلاهما عن إسماعيل بن أَبي خالد، به.
قوله في الشعر: "يا ليلةً"، قال الحافظ في "الفتح" 5/ 163: كذا في جميع الروايات، قال الكرماني: ولا بد من إثبات فاء أو واو في أوله ليصير موزوناً، وفيه نظر، لأن هذا يسمى في العروض: الخَرْم، بالمعجمة المفتوحة والراء الساكنة، وهو أن يحذف من أَول الجزء حرف من حروف المعاني، وما جاز حذفه لا يقال: لا بد من إثباته، وذلك أمر معروف عند أهله.
"وعنائها"، أي: تعبها.
"دارة الكفر"، الدارة أخص من الدار، وقد كثر استعمالها في أشعار العرب، كقول امرئ القيس:
ولا سيَّما يوماً بدارةِ جُلْجُلِ.
إِلَى الْمَدِينَةِ، كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا " (1).
7847 -
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ امْرَأَةً عُذِّبَتْ فِي هِرَّةٍ، أَمْسَكَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ مِنَ الْجُوعِ، لَمْ تَكُنْ تُطْعِمُهَا، وَلَمْ تُرْسِلْهَا فَتَأْكُلَ مِنْ حَشَرَاتِ الْأَرْضِ، وَغُفِرَ لِرَجُلٍ نَحَّى غُصْنَ شَوْكٍ عَنِ الطَّرِيقِ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري.
وأَخرجه ابن أَبي شيبة 2/ 181، ومن طريقه مسلم (147)، وابن ماجه (3111)، وابن حبان (3729) عن أَبي أَسامة حماد بن أسامة، بهذا الإِسناد.
وأَخرجه البخاري (1876)، ومن طريقه البغوي (65) من طريق أنس بن عياض، عن عبيد الله بن عمر، به.
وسيأتي برقم (9471) و (10440).
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1604).
وعن عبد الرحمن بن سنة، سيأتي 4/ 73 - 74. وفيه عندهما:"ليأرزن الإِيمانُ بَيْنَ هذين المسجدين" يعني بالمسجدين: مسجد مكة ومسجد المدينة.
"يأرز": ينضمُّ ويجتمع بعضُه إلى بعض. ومعنى "يأرز الإِيمان"، أي: أهل الإِيمان، قاله ابن حبان في "صحيحه" 9/ 47.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير بن العوام.
وأخرج الشطر الأول منه مسلم (2243)، وأَبو يعلى (6152)، والبغوي (1670) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإِسناد. =
7848 -
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مِرَاءٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ "(1).
7849 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي خَالِدٍ - يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ -، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَسْلَمِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَدَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَلَمَّا جَاءَ فِي الرَّابِعَةِ، أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ (2).
= وسيأتي برقم (9482) عن أَبي معاوية، عن هشام. وانظر ما سلف برقم (7547).
وأما الشطر الثاني فقد أَخرجه أَبو يعلى (6051) من طريق محمد بن سيرين، وابن حبان (539) من طريق عبد الرحمن بن حجيرة، كلاهما عن أَبي هريرة. وسيأتي برقم (9669) عن ابن نمير، عن هشام. وانظر أيضاً (8498).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة- حسن الحديث، وقد تُوبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأَخرجه البزار (كشف الأستار- 2313)، والحاكم 2/ 223، وأَبو نعيم في "الحلية" 8/ 212 - 213، وفي "أخبار أصبهان" 2/ 123 من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد. وانظر (7508).
قوله: "مِراء في القرآن"، قال السندي: أي المراء الذي يكون لقصد التكذيب والإِبطال كفر، والذي لكشف الحقيقة وتحقيق الحق ليس بكفر.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أَبي مالك الأسلمي، وأَبو مالك هذا ذكره ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 271، وابن حجر في "الإِصابة" =
7850 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (1).
7851 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَسْبِ الْإِمَاءِ (2).
= 7/ 357، نقلاً عن أَبي موسى المديني، وذكرا أنه أورد له هذا الحديثَ من طريق محمد بن بكير، عن ابن أَبي زائدة، بهذا الإِسناد. وقال ابنُ حجر: ذكر ابنُ حزم هذا الحديثَ، فقال: أبو مالك لا أَعرفه.
قلنا وقد روى النسائيُّ في "الكبرى"(7201) نحو هذا الحديث من طريق سلمة بنِ كُهيل، عن أَبي مالك، عن رجل من أصحابِ النبيِّ. وأَبو مالك الذي روى عنه سلمةُ بنُ كهيل هو غزوان الغفاري صاحب التفسير كما في "تهذيب الكمال" 23/ 100. وذكر ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 8/ 246 أن إسماعيل بنَ أَبي خالد روى عنه صاحبُ التفسير فقال: وفي تفسير سورة الرحمن من "صحيح البخاري": وقال أَبو مالك: العصف: أَوَّلُ ما ينبُتُ
…
فذكر تفسيرَه، ووصله عَبْدُ بنُ حُميد، عن يحيى الحِماني، عن ابنِ المبارك، عن إسماعيل بن أَبي خالد، عن أَبي مالك، في قوله تعالى:{ذو العَصفِ والريحانُ} ، وأخرجه الطبري 27/ 121 من وجه آخر عن ابن المبارك.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة ابن وقاص- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن زكريا بن أبي زائدة.
وسيأتي مطولاً (9809)، وانظر تخريجه وأَحاديث الباب هناك.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أَبو حازم: هو سلمان الأَشجعي =
7852 -
حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
= الكوفي.
وأَخرجه الطيالسي (2520)، وابن أَبي شيبة 7/ 35، والدارمي (2620)، والبخاري (2283) و (5348)، وأَبو داود (3425)، وأَبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1547)، والطحاوي في "المشكل"(618) و (619)، وابن حبان (5159)، والبيهقي 6/ 126، والخطيب في "تاريخه" 10/ 433 من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد.
زاد ابن حبان في روايته: مخافةَ أن يَبغِينَ. وهذه الزيادة مدرجة من قول شعبة، كما جاء مصرحاً به في حديث رافع بن خديج الآتي في مسنده 4/ 141.
وأَخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(622)، والبيهقي 8/ 8 من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أَبيه، عن أَبي هريرة قال: نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن كسبِ الأَمَةِ إلا أن يكون لها عملٌ واصِبٌ أو كسبٌ يعرف.
وسيأتي الحديثُ من طريق أَبي حازم برقم (8571) و (8969) و (9640) و (9857) و (10229)، وانظر (7976).
وفي الباب عن رافع بن رفاعة، سيأتي في "المسند" 4/ 341، ولفظه: ونهانا (أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الأَمَة إلا ما عملت بيدها، وقال هكذا بأصابعه نحو الخبز والغزل والنفش. أي: نَدْف القطن والصوف.
وعن رافع بن خديج عند أبي داود (3427)، والحاكم 2/ 42، ولفظه: نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الأَمَة حتى يعلم من أين هو.
وعن عثمان بن عفان قال: لا تكلِّفوا الأَمَةَ غير ذات الصنعةِ الكسبَ، فإنكم متى كلَّفتُموها ذلك كسبت بفَرْجِها
…
أخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 981 بإسناد صحيح.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْمَجْلِسَ فَلْيُسَلِّمْ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَقْعُدَ، فَلْيُسَلِّمْ إِذَا قَامَ، فَلَيْسَتِ الْأُولَى بِأَوْجَبَ مِنَ الْآخِرَةِ "(1).
7853 -
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ (2)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ "(3).
7854 -
وقَالَ؛ يَعْنِي عَبْدَةَ (2): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (4).
(1) إسناده قوي، محمد بن عجلان قوي الحديث، وقران بن تمام شيخ المصنف روى له أَصحابُ السنن غيرَ ابن ماجه، ووثقه أَحمدُ وابنُ معين والدَّارقطني، وذكره ابنُ حبان في موضعين مِن "ثقاته"، وقال في أَحدهما: يُخطئ، وقال أَبو حاتِم: شيخٌ لين، وقال ابنُ سعد: كانت عنده أَحاديثُ ومنهم مَنْ يستضعِفُه! وانظر (7142).
(2)
تحرف في الموضعين في (م) والنسخ المتأخرة إلى: عبيدة، والتصويب من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "أطراف المسند" 8/ 150، وسيأتي على الصواب عند المصنف برقم (9180).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي.
وأخرجه الترمذي (22) عن أَبي كريب، عن عبدة بن سليمان، بهذا الإِسناد. وانظر (7513).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن =
7855 -
حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْيَمَامِيُّ، عَنْ طَيِّبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُخَنَّثِي الرِّجَالِ، الَّذِينَ يَتَشَبَّهُونَ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، الْمُتَشَبِّهِينَ بِالرِّجَالِ، وَرَاكِبَ الْفَلَاةِ وَحْدَهُ (1).
= عاصم بن عمر بن الخطاب.
وأَخرجه النسائي في "الكبرى"(3036) من طريق هشام الدستوائي، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 346 من طريق المعتمر بن سليمان، كلاهما عن عُبيد الله بن عمر، بهذا الإِسناد. وانظر (7412).
(1)
صحيح دون قوله: "وراكب الفلاة وحده"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة طيب بن محمد، فقد تفرد أَيوب بن النجار بالرواية عنه، وقال أَبو حاتم 4/ 498، والذهبي في "الميزان" 2/ 346: لا يعرف، زاد الذهبي: وله ما ينكر، وذكره العقيلي في "الضعفاء" 2/ 232، وتساهل ابن حبان فأورده في "ثقاته" 6/ 493، وقال: روى عنه أَيوب السختياني، فوهم، فإن أَيوب الراوي عنه هو ابن النجار، ونبَّه على وهم ابن حبان هذا الحافظُ ابنُ حجر في "لسان الميزان" 3/ 214، وحديثُ طيِّبٍ هذا أَورده البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 362 عن قتيبة، عن أَيوب بن النجار، وزاد فيه: أنه لعن المتبتِّلين والمتبتلاتِ والبائتَ وحده، وقال: لا يصح.
وأَخرجه البيهقي في "الشعب"(4728) من طريق الإِمام أَحمد، بهذا الإِسناد. وقال: تفرد به أَيوب بن النجار عن طيب بن محمد.
وأَخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 232، والخطيب في "تاريخه" 4/ 327 من طريق أَيوب بن النجار، به.
وأَخرجه دونَ قوله: "وراكب الفلاة وحده" ابن أَبي شيبة 9/ 63 عن حاتم بن =
7856 -
حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " حَاجَّ آدَمُ مُوسَى، فَقَالَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي أَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الْجَنَّةِ بِذَنْبِكَ وَأَشْقَيْتَهُمْ؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِهِ وَكَلَامِهِ، فَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ (1) - أَوْ قَدَّرَهُ عَلَيَّ - قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟! " قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى "(2).
= إسماعيل، عن جهضم بن عبد الله، عن أَبي سلمة، عن أَبي هريرة. ورجاله ثقات إلا أنه منقطع بين جهضم وبين أَبي سلمة، إلا أن يكون قد سقط الواسطة بينهما من هذه الطبعة.
وسيأتي الحديث مكرراً برقم (7891)، وبأطول مما هنا، وله طريق آخر يصح بها دون لعن الراكب بالفلاة وحده، ستأتي برقم (8309).
وأَحاديث النهي عن التشبه سلفت الإِشارة إليها عند حديث ابن عمر برقم (5328).
وفي باب النهي -وليس اللعن- عن الوحدة في السفر عن ابن عباس، سلف برقم (2510).
وعن ابن عمر، سلف برقم (4748).
وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6748).
(1)
كلمة "عليَّ" ليست في (م).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأَخرجه البخاري (4838)، ومسلم (2652)(15) من طريق أَيوب بن النجار، بهذا الإِسناد. =
7857 -
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ يَعْقُوبَ، أَو ابْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى عَضَلَةِ سَاقَيْهِ، ثُمَّ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ، ثُمَّ إِلَى كَعْبَيْهِ، فَمَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فِي النَّارِ "(1).
7858 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، لَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا
= وأَخرجه ابنُ أَبي عاصم في "السنة"(151) من طريق الأوزاعي، و (152) من طريق عكرمة بن عمار، كلاهما عن يحيى بن أَبي كثير، به. وانظر (7635).
(1)
حديث صحيح، وقوله: يعقوب أو ابن يعقوب، الصواب فيه ابن يعقوب، وهو عبدُ الرحمن بنُ يعقوب مولى الحرقة كما رجحنا عندَ الحديث (7467)، وقد استوفينا الكلامَ عليه هُناك.
وأَخرجه النسائي في "الكبرى"(9709) عن محمود بن خالد، عن الوليد بن مسلم، عن الأَوزاعي، عن يحيى بن أَبي كثير، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أَبي هريرة. كذا قال محمود بن خالد في روايته عن الوليد: يعقوب بن إبراهيم، وأسقط من إسناده محمدَ بن إبراهيم التيمي!
وأَخرجه النسائي مرة أخرى (9710) عن إسحاق بن منصور، عن أَبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، عن الأَوزاعي، عن يحيى بن أَبي كثير، فقال: حدثنا محمد بن إبراهيم، عن أَبي هريرة.
تَنَاجَشُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (1).
7859 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ أَوِ الْمُؤْمِنَةِ، فِي جَسَدِهِ، وَفِي مَالِهِ، وَفِي وَلَدِهِ، حَتَّى يَلْقَى اللهَ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة.
وأَخرجه مطولاً البيهقي في "الشعب"(11155) من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، بهذا الإِسناد.
وأَخرجه مسلم (2563)(29) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أَبي هريرة، بلفظ:"لا تهجَّرُوا ولا تدابَرُوا ولا تَحَسَّسُوا ولا يَبِعْ بعضُكم على بيعِ بعض، وكونوا عبادَ اللهِ إخواناً".
وسيأتي برقم (10001) و (10701) من طريق الأعرج عن أَبي هريرة. ومن طرق أخرى عن أَبي هريرة برقم (8118) و (8504) و (10078) و (10251)، وانظر (7727) و (7875) و (9051) و (9763).
وسيأتي التحذير من الظن برقم (10001) من طريق أَبي الزناد، عن الأَعرج عن أَبي هريرة.
وسيأتي النهي عن التناجش وغيره من هذا الطريق برقم (8937) و (10004) وانظر ما سلف برقم (7248).
(2)
إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابنُ حبان (2913)، والحاكم 1/ 346، والبغوي (1436) من طريق يزيد بنِ هارون، بهذا الإِسنادِ. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه =
7860 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
= الذهبي. وقال البغوي: حديث حسن صحيح. قلنا: وهم الحاكم والذهبي في تصحيحه على شرط مسلمٍ، لأن محمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم متابعة.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/ 231، وهناد بنُ السري في "الزهد"(402)، والبخاري في "الأدب المفرد"(494)، والترمذي (2399)، والبزار (761 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (5912) و (6012)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 91 و 8/ 212، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 374، وفي "شعب الإِيمان"(9837)، وفي "الآداب"(909)، والبغوي (1436)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 182 من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 236 بلاغاً عن أبي الحباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة. وقد جاء موصولاً عندَ أبى نعيم في "الحلية" 3/ 265، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 180، أخرجاه من طريق معن بن عيسى، عن مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن يسار، به. وقال أبو نعيم: قد رواه أصحابُ مالك عنه في "الموطأ" أنه بلغه عن أبي الحباب، ولم يُسموا ربيعة، وتفرد به معنٌ بتسمية ربيعة. وقال ابن عبد البر: لا أحفظه لِمالك عن ربيعة، عن أبي الحباب إلا بهذا الإسناد.
وأخرج أبو يعلى (6095)، وابن حبان (2908)، والحاكم 1/ 344 من طريق يونس بن بكير، قال حدثنا يحيى بن أيوب البجلي، قال: حدثنا أبو زرعة، قال: حدثنا أبو هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرجلَ لَتكونُ له عندَ اللهِ المنزلة، فما يَبْلُغُهَا بعمل، فما يزالُ الله يبتليه بما يكره حتى يُبلغه إياها". وهذا إسناد حسن.
وسيأتي برقم (9811)، وانظر (7192) و (8027).
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سَلَفَ برقم (1481)، وإسناده حسن.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ:" قُومُوا، فَإِنَّ لِلْمَوْتِ فَزَعًا "(1).
7861 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ "(2).
(1) إسناده حسن، كسابقه.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/ 357 عن علي بن مسهر، وابن ماجه (1543) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن محمد بنِ عمرٍو، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (8527)، وانظر ما سلف برقم (7593) وما سيأتي برقم (9300).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه الترمذي (2090) من طريق يحيى بن سعيد، وأبو يعلى (5948) من طريق خالد بن عبد الله، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة برقم (7899) و (9814) و (9848)، وهو في الموضعين الأول والثالث مطوَّل. وسيأتي من طرق أخرى عنه برقم (8236) و (8418) و (8673) و (9875) و (9983) و (10816).
وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/ 215.
وعن جابر، سيأتي 3/ 296.
وعن المِقدام بن معدي كرب، سيأتي 4/ 131.
قوله: "ضياعاً"، قال الحافظ في "الفتح" 5/ 61: بفتح المعجمة، أي: عيالاً. قال الخطابى: جُعِلَ اسماً لكل ما هو بصدد أن يضيعَ من ولد أو خدم، وأنكر الخطابيُّ كسر الضاد، وجوَّزه غيرُه على أنه جمع ضائع كجياع وجائع. =
7862 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى بَطْنِهِ، فَقَالَ:" إِنَّ هَذِهِ لَضِجْعَةٌ مَا يُحِبُّهَا اللهُ عز وجل "(1).
7863 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ، وَأَيُّ الْأَعْمَالِ خَيْرٌ؟ قَالَ:" إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ " قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ سَنَامُ الْعَمَلِ " قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " حَجٌّ مَبْرُورٌ "(2).
= قوله: "فإليَّ"، قال السِّندي: أي: مرجعه وأمره إليَّ، يريد أنَّه يتحمَّلُ ذلك ويُنفق على من يحتاج إلى الإِنفاق.
(1)
حديث قوي، وظاهر هذا الإِسناد أنه حسن كسابقه، لكن أخطأ فيه محمد بن عمرو، فرواه عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، والصواب: عن أبي سلمة، عن يعيش بن طخفة، عن أبيه، كما يأتي في "المسند" 3/ 429 - 430، بيَّن ذلك البخاريُّ في "تاريخه" 4/ 366، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 233.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 9/ 115، والترمذي (2768)، وابن حبان (5549)، والحاكم 4/ 271، والبيهقي في "الآداب"(838) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم! فأخطأ، فمحمد بن عمرو قد أخرج له مسلم متابعة، ولم يحتجَّ به. وسيأتي برقم (8041).
وفي الباب عن الشريد بن سويد الثقفي، سيرد 4/ 388، وإسناده قوي كما قال ابن كثير في "جامع المسانيد".
(2)
إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 301 عن علي بن مسهر، وهناد في "الزهد"(1067)، والترمذي (1658)، وابن حبان (4598) من طريق عبدة بن سليمان، =
7864 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْهِلَالَ، قَالَ:" إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ "(1).
7865 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَصْبِرُ أَحَدٌ عَلَى لَأْوَاءِ الْمَدِينَةِ وَجَهْدِهَا، إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا وَشَهِيدًا، أَوْ شَهِيدًا وَشَفِيعًا "(2).
= والبخاري في "خلق أفعال العباد"(150) من طريق عمر بن طلحة، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد. ورواية البخاري مختصره.
وانظر ما سلف برقم (7511) و (7590).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 21، ومسلم (1081)(20)، والنسائي 4/ 134، والبيهقي 4/ 206 من طرق عن محمد بن بشر، به. وانظر ما سلف برقم (7516).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وهو لم يسمع من أبي هريرة، بينهما في هذا الحديث أبوه، لكن هكذا وقع عندنا في هذا الموضع في سائر أصولنا الخطية و"جامع المسانيد" 7/ ورقة 99، و"أطراف المسند" 7/ 314، بإسقاطه، وقد أخرجه المزي في ترجمة صالح من "تهذيبه" 13/ 58 عن هذا الموضع من "المسند" فذكر فيه أبا صالح، وهو الصواب إن شاء الله، وسيأتي موصولاً كذلك برقم (8516). =
7866 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، شَكَّ فِيهِ:" شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا "(1).
7867 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ "(2).
= وأخرجه الحميدي (1167)، ومسلم (1378)(484)، وابن حبان (3739) من طريق أبي عبد الله القراظ، عن أبي هريرة.
وانظر ما بعده.
وسيأتي الحديث من طرق عن أبي هريرة مطولاً ومختصراً (8015) و (8458) و (8516) و (8592) و (9161) و (9237) و (9670) و (9770) و (9993) و (9994).
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1573).
وعن ابن عمر سلف برقم (5935).
قوله: "اللَّأْواء"، قال السندي: بفتح لامٍ وسكون همزة ممدودة: هي الشِّدة وضِيق العيش. والجَهْد: بالفتح: بمعنى المشقة.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، فقد كرره المصنف موصولاً برقم (8516) بذكرِ صالح بن أبي صالح السمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، وانظر ما قبله.
كلمة "أو" في الحديث هكذا أثبتناها من (عس) و (ل)، وفي (م) و (ظ 3) وباقي النسخ الخطية:"و"، والأول هو الصواب، إذ مقتضى قوله:"شك فيه" أن يكون لفظُ الحديثِ كما أثبتنا.
(2)
إسناده قوي، حسين بن واقد روى له مسلم متابعة وأصحاب السنن =
7868 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ يَذْكُرُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ، ثُمَّ يُتَوَضَّأَ مِنْهُ (1).
7869 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا قَامَ قُمْنَا مَعَهُ، فَجَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: أَعْطِنِي يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: فَقَالَ: " لَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ ". فَجَذَبَهُ بِحُجُزَتِهِ (2)، فَخَدَشَهُ، قَالَ: فَهَمُّوا بِهِ، قَالَ:" دَعُوهُ ". قَالَ: ثُمَّ أَعْطَاهُ، قَالَ: وَكَانَتْ يَمِينُهُ أَنْ يَقُولَ: " لَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ "(3).
= الأربعة، وهو صدوقٌ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم.
وانظر ما سلف برقم (7155).
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي مريم -وهو الأنصاري- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 141 عن زيد بن الحباب، بهذا الإِسناد.
وسيأتي هذا الحديث من طريق أبي مريم عن أبي هريرة (10892). وانظر ما سلف برقم (7525).
(2)
كلمة "بحجزته" أثبتناها من (ظ 3) و (عس) و (ل).
(3)
إسناده ضعيف، هلال والد محمد -وهو هلال بن أبي هلال المدني =
7870 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ (1).
7871 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ ظَالِمٍ
= - لا يُعرف، تفرَّدَ ابنه محمد بالرواية عنه.
وأخرجه أبو داود (3265) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد- دون قصة الأعرابي.
وأخرجه أبو داود (4775)، وابن ماجه (2093)، والنسائي 8/ 33 من طرق عن محمد بن هلال، به، ولم يذكر ابن ماجه قصة الأعرابي.
وأما قصة الأعرابي وجذبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بشدة فيغني عنها ما سيأتي في مسند أنس 3/ 153 بنحوها، وهو حديث متفق عليه.
والحُجْزة: موضعُ شَدِّ الإِزارِ من الوسط.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن ثوبان -وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان- وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة"(869) من طريق عثمان بن سعيد وعلي بن عياش، كلاهما عن عبد الرحمن بن ثوبان، بهذا الإِسناد. مختصراً، فيه التعوذ من عذاب القبر فقط.
وقد سلف في مسند ابن عباس برقم (2342) من طريق مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، وفاتنا هناك أن نخرجه من "مسند الحميدي"، فهو فيه برقم (982) عن سفيان، عن أبي الزناد، به. وانظر ما سلف برقم (7237).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حِبِّي أَبُو الْقَاسِمِ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ هَلَاكَ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
7872 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ:
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مالك بن ظالمٍ -وإن لم يروِ عنه غيرُ سماك بن حرب، ولم يذكره في الثقات غير ابن حبان 5/ 387 - متابعٌ، وقد جعل عبدُ الرحمن بن مهدي في روايته عن سفيان الثوري هذا الحديثَ عن عبد الله بن ظالم لا عن مالك بن ظالم، وهي في "المسند" برقم (8033) و (10292)، ونقل الحاكم في "المستدرك" 4/ 527 عن عمرو بن علي الفلاس أنه قال: الصحيح مالك بن ظالم. وهو كما قال، ومالك بن ظالم وعبد الله بن ظالم اثنان، فرَّق بينهما البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان.
وأخرجه ابن حبان (6713) من طريق عصام بن يزيد، والحاكم 4/ 470 من طريق الحسين بن حفص، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي في الفتن من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/ 313، وابن حبان في "الثقات" 5/ 387 - 388 من طريق أبي عَوانة، عن سماك بن حرب، به.
وسيأتي برقم (7974) و (8033) و (8347) و (10292).
وأخرجه ابنُ حبان (6712) من طريق شيبان النحوي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وهذا إسناد صحيح.
وسيأتي نحوه في "المسند" من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (8005) و (8304) و (8901) و (10737).
قوله: "هلاكُ أُمتي"، قد جاء في بعض روايات الحديث نفسه:"فساد أُمتي" وعلى هذا يحمل معنى الهلاك أن المراد به الفساد.
مَا أَدْرِي كَمْ رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَائِمًا فِي السُّوقِ يَقُولُ: يُقْبَضُ الْعِلْمُ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ. قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَحَرَّفَهَا (1).
7873 -
حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَهُوَ صَدَقَةٌ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن سليمان: هو الرازي.
وأخرجه مسلم ص 2057 (12) من طريق إسحاق بن سليمان، بهذا الإِسناد. وانظر (7549).
قوله: "قال بيده"، قال السندي: أي: أشار بيده أنه القتل. وحَرّفها، أي: أمالها.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سويد بنِ عمرو، فمن رجالِ مسلم. أبان: هو ابنُ يزيد العطار، ويحيى: هو ابنُ أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(742) عن موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (9564) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به.
وأخرجه الطيالسي (5260)، والبزار (1930 - كشف الأستار)، والبخاري تعليقاً في "التاريخ الكبير" 3/ 367 من طريق زياد بن أبي المغيرة، وابن حبان (5284)، وأبو يعلى (6590) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، و (6218) من طريق أبي حازم، ثلاثتهم عن أبي هريرة. =
7874 -
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ الرَّجُلِ قَيْحًا يَرِيهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا "(1).
= وله طريقان آخران سيأتيان برقم (8645) و (10628).
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/ 7 - 8.
وعن أبي شريح الخزاعي، سيأتي ضمن حديث 4/ 31.
وعن ابن عمر عند البزار (1929 - كشف الأستار)، وأبي نعيم في ذكر "أخبار أصبهان" 1/ 226 و 2/ 348.
وعن التَّلب بن ثعلبة التميمي عند الطبراني في "الأوسط"(2625)، وفي "الكبير"(1297).
وعن عبد الله بن مسعود عند البزار أيضاً (1928).
وعن زيد بن خالد الجهني عند الطبراني في "الكبير"(5186) و (5187).
وعن طارق الأشجعي عند الطبراني أيضاً (8199).
قوله: "ثلاثة أيام"، قال السندي: بالنصب، أي: فلا ينبغي للضيف أن يقيم فوق ذلك في بيت المضيف.
"فهو صدقة"، أي: فإن شاء المضيف، فعل، وإن شاء، ترك.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وذكوان: هو أبو صالح السمان.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(3413) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 720، والبخاري في "صحيحه"(6155)، في "الأدب المفرد"(860)، ومسلم (2257)(7)، والترمذي (2851)، وابن ماجه (3759)، وأبو عوانة في أواخر الطب كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 150، =
7875 -
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا "(1).
= والطحاوي 4/ 295، وابن حبان (5777)، والبيهقي في "الشعب"(5087)، والمقدسي في "أحاديث الشعر"(32) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2091 من طريق الحسن، عن أبي هريرة.
وسيأتي برقم (8375) و (8655) و (10197) و (10220).
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، قد سلفت الإِشارة إليهم عند حديث ابن عمر رقم (4975).
قوله: "يَرِيه"، قال ابن الأثير في "النهاية" 5/ 178: قال الأزهري: الوَرْي مثال الرَّمْي: داء يداخل الجوف، يقال: رجل مَوْرِيٌّ، غير مهموز.
وقال الفراء: هو الورَى بفتح الراء.
وقال ثعلب: هو بالسكون المصدرُ، وبالفتح الاسم.
وقال الجوهري: وَرَى القيحُ جوفَه يَرِيه وَرْياً: أَكله.
وقال قومٌ: معناه: حتى يصيب رئتَه، وأنكره غيرُهم، لأن الرئة مهموزة، وإذا بنيتَ منه فعلاً، قلتَ: رآه يَرْآه، فهو مرئيٌّ.
وقال الأزهري: إن الرئة أصلُها من وَرَى، وهي محذوفة منه، يقال: وَرَيْتُ الرجلَ فهو مَوْرِيٌّ، إذا أصبتَ رئتَه. والمشهور في الرئة الهمزُ.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح بن نبهان حسن الحديث، خرج له أصحاب السنن غير النسائي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وسيأتي برقم (9109) و (10796)، وانظر (7858).
7876 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي " يَعْنِي حَسَنًا وَحُسَيْنًا (1).
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الجحَّاف -وهو داود بن أبي عوف- فقد روى له أصحاب السنن غير أبي داود، وهو صدوق. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر الزبيري، وسفيان: هو الثوري، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وهو عند المصنف في "الفضائل"(1359).
وأخرجه ابن راهويه (211)، والنسائي في "الكبرى"(8168)، والطبراني (2647)، ومن طريقه المزي في "تهذيبه" 8/ 437 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، وابن راهويه (212) عن قبيصة بن عقبة، وابن ماجه (143) من طريق وكيع ثلاثتهم عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البزار (2628 - كشف الأستار)، والطبراني (2645) و (2649) و (2650)، والخطيب في "تاريخه" 1/ 141 من طرق عن أبي حازم، به.
وأخرج الطيالسي (2502) عن موسى بن مطير، عن أبية، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحسن والحسين: "من أحبني فليحبَّ هذين".
وسيأتي برقم (9759) و (10872)، وانظر ما سلف برقم (7398)، وما سيأتي برقم (9673).
وفي الباب عن رجل من الأزد، سيأتي 5/ 366.
وعن عبد الله بن مسعود عند البزار (2623) و (2624).
7877 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ (1)، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ (2).
7878 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ " قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْجَارُ؛ جَارٌ (3) لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا
(1) تحرف في (م) إلى: أبي ثوبان.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن مِن أجل ابن ثوبان -وهو عبدُ الرحمن ابنُ ثابت بن ثوبان-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 11، وأبو داود (136)، والترمذي (43)، وابن حبان (1094)، والحاكم 1/ 150، البيهقي 1/ 79 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإِسناد.
وأخرجه بنحوه ابن الجارود (71) من طريق عبد الله بن صالح العجلي، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، به.
وسيأتي مكرراً برقم (8762).
وفي الباب عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني عند البخاري (158)، وسيرد في "المسند" 4/ 39.
(3)
كلمة "جار" أثبتناها من النسخ الثلاثة العتيقة (ظ 3) و (عس) و (ل)، ومن "جامع المسانيد والسنن" 7/ ورقة 59.
بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: " شَرُّهُ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عمر -وهو أبو المنذر الواسطي- فمن رجال مسلم. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي العامري.
وأخرجه الحاكم 1/ 10 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، و 4/ 165 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد.
وقد أشار البخاري إلى حديث أبي هريرة هذا بإثر الحديث رقم (6016) بقوله: قال حميد بن الأسود، وعثمان بن عمر، وأبو بكر بن عياش، وشعيب بن إسحاق، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة. وذلك بعدما أخرج الحديث نفسه عن عاصم بن علي، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي شريح رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يشير بذلك إلى أنه قد اختلف فيه الرواة على ابن أبي ذئب في اسم الصحابي، وقد ذكر الحافظ في "الفتح" 10/ 443 - 444 هذه الرواياتِ، ونقل عن الإِمام أحمد أنه قال: من سمع من ابن أبي ذئب بالمدينة فإنه يقول: عن أبي هريرة، ومن سمع منه ببغداد فإنه يقول: عن أبي شريح. قلنا: والاختلاف في الراوي إذا كان صحابياً لا يضر، والحق -كما قال الشيخ أحمد شاكر- أن الروايتين محفوظتان، وصنيعُ البخاري يؤيد ذلك، وحديث أبي شريح سيأتي في مسنده 4/ 31 من رواية ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عنه.
وسيأتي الحديث من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة برقم (8432) عن عثمان بن عمر، وفي مسند أبي شريح 4/ 31 عن روح بن عبادة، كلاهما عن ابن أبي ذئب، به. وبنحوه من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة برقم (8855).
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3672).
وعن أنس، سيرد 3/ 154. =
7879 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَجْلَانَ مَوْلَى الْمُشْمَعِلِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" كُلُّ مَوْلُودٍ مِنْ بَنِي آدَمَ يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ بِأُصْبُعِهِ، إِلَّا مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ، وَابْنَهَا عِيسَى "(1).
7880 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَرَأَى أَبُو هُرَيْرَةَ فَرَسًا مِنْ رِقَاعٍ فِي يَدِ جَارِيَةٍ، فَقَالَ: أَلَا تَرَى هَذَا؟! قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا يَعْمَلُ هَذَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةَ "(2).
= قوله: "والله لا يؤمن"، قال السندي: أي: لا يكمل إيمانه، وفي التكرير من المبالغة والتغليظ ما لا يخفى. وانظر "الفتح" 10/ 444.
"بوائقه"، أي: غوائله وشروره، جمع بائقة: وهي الداهية.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عجلان مولى المشمعلِّ لا بأسَ به، وباقي رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه الطبري 3/ 239 من طريق ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (7915)، (8254)، وانظر ما سلف برقم (7182).
(2)
إسناده ضعيف لإِبهام الرجل الذي من قريش وأبيه.
وهذا الخبر يُخالف ما ثبت من حديث عائشة عند أحمد 6/ 166، والبخاري (6130)، ومسلم (2440): أنها كانت تلعبُ بالبنات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. والبنات، قال القاضي عياض في "المشارق" 1/ 91: هي اللُّعَب والصور تشبه الجواري التي يلعب بها الصبايا.
وحديثِها الآخر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف ناحية الستر عن بناتٍ لها لُعبٍ، =
7881 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُرَغِّبُ النَّاسَ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ، وَيَقُولُ:" مَنْ قَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ". وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ النَّاسَ عَلَى الْقِيَامِ (1).
7882 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ
= فقال: "ما هذا يا عائشة؟ " قالت: بناتي، ورأى بينهن فرساً له جناحان مِن رِقاعٍ، فقال:"ما هذا الذي أَرى وسطهنَّ؟ " قالت: فرس، قال:"وما هذا الذي عليه؟ " قالت: جناحان، قال:"فرس له جناحان؟! " قالت: أما سمعتَ أن لِسليمان خيلاً لها أجنحة؟ قالت: فضحك حتى رأيتُ نواجذه. أخرجه أبو داود (4932)، والنسائي في "الكبرى"(8950).
وانظر الحديث الذي سلف برقم (7166).
"الرقاع"، قال السندي: بفتح راء وكسرها، جمع رُقعة، وهي الخرقة، والمراد التمثال الذي يلعب به الصبيان.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، إسماعيل بن عمر الواسطي من رجاله، ومن فوقه من رجال الشيخين. وانظر (7280).
وقوله في آخر الحديث: ولم يكن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جمع الناسَ على القيامِ، فهو كذلك، فقد كان الناسُ في قيام رمضان أوزاعاً متفرقين يُصلي الرجل لنفسه، ويُصلي الرجلُ، فيصلي بصلاته الرهطُ، فقال عمر بعد أن تولى الخلافة: إني أرى لو جمعتُ هؤلاء على قارئ واحدٍ، لكان أمثلَ. ثم عَزَمَ فجمعهم على أُبي بن كعب. "صحيح البخاري"(2010).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: فُقِدَ سِبْطٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَذَكَرَ الْفَأْرَةَ، فَقَالَ: أَلَا تَرَى أَنَّكَ إِذَا (1) أَدْنَيْتَ مِنْهَا لَبَنَ الْإِبِلِ لَمْ تَقْرَبْهُ، وَإِنْ قَرَّبْتَ إِلَيْهَا لَبَنَ الْغَنَمِ شَرِبَتْهُ؟! فَقَالَ: أَكَذَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَفَأَقْرَأُ التَّوْرَاةَ؟! (2).
7883 -
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَلْ (3) سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الطِّيَرَةُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْمَسْكَنِ، وَالْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ " قَالَ: قُلْتُ: إِذًا أَقُولَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ يَقُلْ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4) يَقُولُ:" أَصْدَقُ الطِّيَرَةِ الْفَأْلُ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ "(5).
(1) كذا في بعض النسخ، وفي بعضها:"إن"، وفي (م) وبعض النسخ: لو.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ومحمد: هو ابن سيرين. وانظر (7197).
(3)
لفظة "هل" لم ترد في (م).
(4)
من قوله "ما لم" إلى هنا، سقط من (م) والنسخ الخطية المتأخرة، واستدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "جامع المسانيد والسنن".
(5)
إسناده ضعيف لضعف أبي معشر -واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي- ثم هو منقطع، محمد بن قيس: هو محمد بن قيس المدني، يقال: كُنيته أبو إبراهيم، ويقال: أبو أيوب، ويقال: أبو عثمان، مولى يعقوب القبطي، ويقال: مولى أبي سفيان بن حرب، وهو قاصُّ عمر بن عبد العزيز، كان يَقُصُّ بالمدينة، وحديث محمد هذا عن الصحابة مرسل، وثقه يعقوبُ بن سفيان وأبو داود، وذكره =
7884 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، سَمِعْتُ أَبَا الْغَادِيَةَ الْيَمَامِيَّ (1)، قَالَ:
= ابنُ سعد في الطبقة الرابعة من أهلِ المدينة، وقال: بها توفي وكان كثيرَ الحديث عالماً، وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن محمد بن قيس الذي روى عنه أسامة بن زيد وأبو معشر وابن عجلان، فقال: هو المديني قديمٌ لا أعلم إلا خيراً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ونقل الذهبي في "الميزان" 4/ 16 عن ابن معين أنه قال: ليس بشيء، لا يُروى عنه!
قلنا: هذا هو محمد بن قيس فيما يغلب على ظننا، وقد ذكر ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن" 7/ ورقة 188، وابن حجر في "الأطراف" 8/ 64 هذا الحديث في ترجمة محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب، وكذلك نسبه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الحديث حين عرَّفه! مع أنه لم يذكر أحدٌ ممن ترجم له أن أبا معشر يروي عنه، فالله تعالى أعلم بالصواب.
ولقوله: "أصدق الطيرة الفأل" انظر ما سلف برقم (7618).
ولقوله: "والعين حق" انظر ما سيأتي برقم (8245) و (9454) و (9668) و (10321). وله شاهد عن ابن عباس، سلف برقم (2477) و (2478).
وسيأتي في مسند عائشة 2/ 246 عن روح، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، أن رجلين دخلا على عائشة فقالا: إن أبا هريرة يحدث أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار" قال: فطارت شقة منها في السماء، وشقة في الأرض، فقالت: والذي أنزل القرآن على أبي القاسم ما هكذا كان يقولُ، ولكن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:"كان أهلُ الجاهلية يقولون: الطِّيَرَةُ في المرأةِ والدارِ والدَّابة" ثم قرأت عائشة: {ما أصابَ مِن مُصيبة في الأرضِ ولا في أنفسكم إلا في كتابٍ} إلى آخر الآية.
وقد سلف في مسند سعد بن أبي وقاص برقم (1502): "لا هامة ولا عدوى ولا طِيرة، إن يك، ففي المرأةِ والفرسِ والدارِ".
(1)
وقع في (م): أبا غاوية اليماني، وهو تحريف، واليماني -بالنون- كذا =
أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَجَاءَ رَسُولُ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، فَدَعَاهُمْ، فَمَا قَامَ إِلَّا أَبُو هُرَيْرَةَ وَخَمْسَةٌ مَعَهُمْ (1)، أَنَا أَحَدُهُمْ، فَذَهَبُوا فَأَكَلُوا، ثُمَّ جَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَغَسَلَ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ، يَا أَهْلَ الْمَسْجِدِ، إِنَّكُمْ لَعُصَاةٌ لِأَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم (2).
7885 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا (3).
= وقع أيضاً في النسخ المتأخرة، وفي (ظ 3) و (عس) و (ل): اليمامي -بالميم- وهو كذلك في "الإِكمال" و"التعجيل" و"أطراف المسند" و"جامع المسانيد والسنن"، وهو الصواب.
(1)
في (م): منهم، وفي (ل) و (عس): معه، والمثبت من (ظ 3) وباقي النسخ الخطية.
(2)
إسناده ضعيف، أبو غادية اليمامي تفرد بالرواية عنه عكرمة بن عمار، وجهله الحسيني وأبو زرعة العراقي وابن حجر.
وقد سلف عن أبي هريرة من طريق الأعرج عنه برقم (7279) أنه قال: من لم يأتِ الدعوةَ فقد عصى الله ورسولَه.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبدُ الله، وعُبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 495 من طريق شجاع بن الوليد، وابن حبان (3100) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن عُبيد الله بن عمر، بهذا الإِسناد. =
7886 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" سَيْحَانُ (1)، وَجَيْحَانُ، وَالنِّيلُ، وَالْفُرَاتُ، وَكُلٌّ (2) مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ "(3).
7887 -
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (4) أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا خَلِيفَةٍ "
= وانظر (7147).
(1)
في (ظ 3) و (عس) و (ل): إن سيحان.
(2)
ذهب الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند" أن الواو في هذه اللفظة مقحمة! والصواب أنها ثابتة في رواية ابن نمير، وسيأتي تنصيص المصنف على ذلك عند الحديث رقم (9674).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2839) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (2839) من طريق علي بن مسهر ومحمد بن بشر، والخطيب في "تاريخه " 1/ 54 - 55 من طريق عبد الله بن جعفر، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر، به.
وسيأتي برقم (9674). وانظر ما سلف برقم (7544).
(4)
قوله: "ومحمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة" سقط من (م) والنسخ الخطية المتأخرة، ولم يذكره ابنُ حجر في "أطراف المسند" 8/ 165!
وقد استدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "جامع المسانيد" 7/ ورقة 332.
والراوي عن محمد بن عمرو: هو حمادُ بن سلمة.
أَوْ قَالَ: " مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَلَهُ بِطَانَتَانِ، بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَبِطَانَةٌ لَا تَأْلُوهُ خَبَالًا، وَمَنْ وُقِيَ شَرَّ بِطَانَةِ السُّوءِ فَقَدْ وُقِيَ - يَقُولُهَا ثَلَاثًا - وَهُوَ مَعَ الْغَالِبَةِ عَلَيْهِ مِنْهُمَا "(1).
7888 -
حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ إِذَا اسْتَنْشَقَ أَدْخَلَ الْمَاءَ مَنْخِرَيْهِ (2).
7889 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، عَنْ عَمِّهِ حَكِيمِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، عَنْ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ (3) لِلطَّاعِمِ الشَّاكِرِ مِثْلَ مَا لِلصَّائِمِ الصَّابِرِ "(4).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ، لكنه متابَعٌ. محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي.
وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(2116) من طريق مؤمل بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وانظر (7239).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب بن زياد، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة.
وانظر ما سلف برقم (7300)، وما سيأتي برقم (8194).
(3)
لفظة "إن" من (ظ 3) و (عس) و (ل)، ولم ترد في (م) وبقية النسخ.
(4)
إسناده حسن، حكيم بن أبي حُرة روى عنه جمع، وخرج له البخاري =
7890 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَا يَنْبَغِي لِذِي الْوَجْهَيْنِ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا "(1).
= حديثاً واحداً متابعة، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وعبيد بن أبي قرة سلفت ترجمته عند الحديث رقم (446)، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 143 عن إسماعيل بن أبي أويس، والحاكم 4/ 136، والبيهقي 4/ 306 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. وتصحف عبدُ الله بن وهب في "المستدرك" إلى: عبيد الله، وحكيم بن أبي حرة إلى: حكيم بن أبي درة!
وأخرجه البخاري أيضاً 1/ 143 من طريق موسى بن عقبة، عن حكيم بن أبي حرة، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم موقوفاً.
ورواه عبد العزيز بن محمد الدَّراوَرْدي، عن محمد بن عبد الله بن أبي حرة، عن عمه حكيم بن أبي حرة، فجعله عن سنان بن سنة رضي الله عنه، سيأتي في مسنده 4/ 343. وانظر ما سلف برقم (7806).
(1)
حديث قوي، وإسناده هنا منقطع، فإن عبيد الله بن سلمان لم يسمع من أبي هريرة، والواسطة بينهما في هذا الحديث هو سلمان الأغر والد عبيد الله، والذي يغلب على ظننا أن عبيد بن أبي قرة هو الذي أخطأ في الإسناد، فقد رواه من هو أوثق منه فذكر فيه الواسطة، كما سيأتي عند المصنف برقم (8781)، ويأتي تمام تخريجه هناك.
تنبيه: زاد الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في الإسناد: "عن أبيه" بين عبيد الله بن سلمان وبين أبي هريرة، معتمداً في ذلك على "جامع المسانيد" فيما قاله -فقد ذكر أنها لم ترد في شيء من أصوله، وكذا لم ترد في أصولنا-، ولا ندري من أين جاءه الوهم، فإن الحديث في "جامع المسانيد" على الصواب، =
7891 -
حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ، عَنْ طَيِّبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُخَنَّثِي الرِّجَالِ الَّذِينَ يَتَشَبَّهُونَ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، الْمُتَشَبِّهِينَ بِالرِّجَالِ، وَالْمُتَبَتِّلِينَ مِنَ الرِّجَالِ، الَّذِي يَقُولُ: لَا يَتَزَوَّجُ، وَالْمُتَبَتِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، اللَّائِي (1) يَقُلْنَ ذَلِكَ، وَرَاكِبَ الْفَلَاةِ وَحْدَهُ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى اسْتَبَانَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِهِمْ، وَقَالَ: الْبَائِتُ وَحْدَهُ (2).
= حيث ذكره الحافظ ابن كثير في موضعين، فقد أورد حديث عبيد بن أبي قرة في ترجمة عبيد الله بن سلمان الأغر عن أبي هريرة، وحديث أبي سلمة الخزاعي الذي سيأتي برقم (8781) في ترجمة سلمان الأغر، عن أبي هريرة.
قوله: "ما ينبغي لذي الوجهين"، قال السندي: أي الذي يكون مع كل قوم بوجه، وهو النمَّام الذي ينقل الحديث للإِفساد، ومعنى "ما ينبغي له"، أنه لا يتيسر له ولا يتم منه هذا الأمر، أو لا ينبغي له أن يتحمل الأمانة ويقبلها، لأنها لا تتم منه، وهو ليس بأهلٍ لها، والله تعالى أعلم.
(1)
في الأصول: الذين، والمثبت من (م)، وهو الصواب.
(2)
صحيح دون لعنة راكب الفلاة والبائت وحده، وإسناده ضعيف لجهالة طيب بن محمد، وقد سلف الكلام على الحديث برقم (7855).
وأورده بهذا الطول البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 362 عن قتيبة بن سعيد، عن أيوب بن النجار، بهذا الإِسناد، وقال: لا يصح.
وقد سلف النهي عن أن يبيت الرجل وحده في حديث ابن عمر برقم (5650)، وبيَّنا هناك أنه زيادة شاذة في حديثه.
7892 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُوذَوَيْهِ، أَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ وَهْبًا يَقُولُ: أَخْبَرَنِي، يَعْنِي هَمَّامًا [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: كَذَا قَالَ أَبِي، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَ يَنْتَظِرُ الَّتِي بَعْدَهَا، وَلَا تَزَالُ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَسْجِدِهِ، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ "(1).
قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ حَضْرَمَوْتَ: وَمَا ذَلِكَ الْحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ: إِنْ فَسَا أَوْ ضَرَطَ (2).
7893 -
حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ: اسْتَأْذَنْتُ (3) عَلَى سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَسَبَّحَ بِي (4)، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ إِذْنَ الرَّجُلِ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ أَنْ
(1) قوله: "ما لم يُحدِث" سقط من النسخ الخطية القديمة للمسند، وأثبت في النسخ المتأخرة منه، وهو الصواب.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة الراوي عن وهب بن منبه، وسيأتي مقطعاً برقم (8121) و (8246) من طريق معمر، عن همام عن أبي هريرة، وسلف برقم (7430) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وسؤال الحضرمي سيأتي أيضاً ضمن الحديث رقم (8078).
(3)
المثبت من (ظ 3) و (ل) ومن هامش (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: استأذن.
(4)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) ويقية النسخ: لي.
يُسَبِّحَ، وَإِنَّ إِذْنَ الْمَرْأَةِ أَنْ تُصَفِّقَ (1).
7894 -
حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).
7895 -
حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (3).
7896 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل وِتْرٌ، يُحِبُّ الْوِتْرَ "(4).
7897 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ
(1) هذا أثر عن سالم بن أبي الجعد وليس بحديث، وإسناده إليه صحيح. وانظر ما بعده.
(2)
هذا مرسل رجاله ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة، والحسن: هو البصري.
وسيأتي بنحوه مرسلاً برقم (9585) و (10114) و (10388).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (2262) من طريق مروان بن معاوية، بهذا الإِسناد. ولفظه:"التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء".
وسيأتي برقم (9585) و (10114) و (10389) و (10591)، وانظر ما سلف برقم (7285).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (1580) من طريق هِقل بنِ زياد، وابن خزيمة (1071) من طريق عبد الصمد بن عبد العزيز، كلاهما عن هشام بنِ حسان، بهذا الإسناد، وانظر (7731).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نُهِيَ عَنِ الِاخْتِصَارِ فِي الصَّلَاةِ.
قَالَ: قُلْنَا لِهِشَامٍ: مَا الِاخْتِصَارُ؟ قَالَ: يَضَعُ يَدَهُ عَلَى خَصْرِهِ وَهُوَ يُصَلِّي. قَالَ يَزِيدُ: قُلْنَا لِهِشَامٍ: ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ بِرَأْسِهِ، أَيْ: نَعَمْ (1).
7898 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَالَ إِذَا أَمْسَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّهُ حُمَةٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ".
قَالَ: فَكَانَ أَهْلُنَا قَدْ تَعَلَّمُوهَا، فَكَانُوا يَقُولُونَهَا، فَلُدِغَتْ جَارِيَةٌ مِنْهُمْ، فَلَمْ تَجِدْ لَهَا وَجَعًا (2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي 2/ 287 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البيهقي 2/ 287 من طريق يزيد بن هارون، به.
وسيأتي مكرراً برقم (7930)، وانظر (7175).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: وهو ابن حسان القُردوسي.
وأخرجه الترمذي في الدعوات كما في "التحفة" 9/ 420 (وقد سقط من بعض طبعات "السنن")، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(590)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(20) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد بالمرفوع فقط.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(446) و (447) و (448) و (449)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأبو داود (3898)، وابن ماجه (3518)، والنسائي في "اليوم والليلة"(588) و (591) و (592)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(17) و (18)، و (19) و (21) و (22) و (23)، وابن حبان (1022) و (1036)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 143 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به، وبعضهم لم يقل فيه "ثلاث مرات".
وقد اختُلِفَ على سُهيل فيه، فروي عنه، عن أبيه، عن رجل من أسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، سيأتي في "المسند" في موضعين 3/ 448 و 5/ 430 من طريق شعبة عن سهيل، ويأتي تمامُ تخريجه هناك.
قلنا: لا يبعد أن يكونَ الوجهان جميعاً عند سهيل، ومما يؤيد أن له أصلاً عن أبي هريرة أن سهيلاً قد تُوبع فيه من حديثه، فقد أخرجه مسلم (2709)، والنسائي في "اليوم والليلة"(587)، والطحاوي في "المشكل"(30) و (31)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 401، وابن حبان (1020)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 185 من طريق يعقوب بن عبد الله الأشج، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم (2709)، والنسائي (585) و (586)، والطحاوي (32) من طريق يعقوب الأشج أيضاً، عن أبي صالح، به- ولم يذكر فيه القعقاعَ بنَ حكيم.
وأخرجه أيضاً أبو داود (3899)، وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 92، والنسائي (598) و (599)، والطحاوي (34)، والبيهقي في "الأسماء" ص 185 من طريق الزهري، عن طارق بن المخاشن، عن أبي هريرة.
وسيأتي الحديث من طريق مالك عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة برقم (8880).
وفي الباب عن خولة بنت حكيم، سيأتي حديثها 6/ 377.
قوله: "أعوذ بكلمات الله التامات"، قال النووي في "شرح مسلم" 17/ 31: قيل معناه: الكاملات التي لا يدخل فيها نقص ولا عيب، وقيل: النافعة الشافية، =
7899 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا شَهِدَ جَنَازَةً سَأَلَ: " هَلْ عَلَى صَاحِبِكُمْ دَيْنٌ؟ " فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ:" هَلْ لَهُ وَفَاءٌ؟ " فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، صَلَّى عَلَيْهِ، وَإِنْ قَالُوا: لَا، قَالَ:" صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ "، فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عز وجل عَلَيْهِ الْفُتُوحَ، قَالَ:" أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ، وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ "(1).
= وقيل: المراد بالكلمات هنا: القرآن، والله أعلم.
والحُمة، قال السندي: بضم مهملة وتخفيف ميم، وتُشدَّد: السمُّ، ويُطلق على إبرة العقرب للمجاورة، لأن السمَّ منها يخرج.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث.
وأخرجه الطيالسي (2338)، ومسلم (1619)(14)، والنسائي 4/ 66، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(81)، وابن حبان (3063) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6731)، ومسلم (1619)(14)، وابن ماجه (2415)، والنسائي 4/ 66، والطحاوي (81) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، ومسلم (1619)(14) من طريق ابن أخي الزهري، كلاهما عن الزهري، به، ورواية البخاري مختصرة.
وقد سلف آخرُ الحديث برقم (7861) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، وسيأتي بتمامه برقم (9848) من طريق عقيل، عن ابن شهاب الزهري. =
7900 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنِ ابْنِ مِكْرَزٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَهُوَ يَبْتَغِي عَرَضَ الدُّنْيَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا أَجْرَ لَهُ "، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، وَقَالُوا لِلرَّجُلِ: عُدْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَعَلَّهُ لَمْ يَفْهَمْ. فَعَادَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَهُوَ يَبْتَغِي عَرَضَ الدُّنْيَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا أَجْرَ لَهُ "، ثُمَّ عَادَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا أَجْرَ لَهُ "(1).
= وسيأتي نحوه دون آخره برقم (8950) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله سيرد 3/ 296.
وفي باب ترك الصلاة عليه عن أبي قتادة، سيرد 5/ 297.
وعن سلمة بن الأكوع، سيرد 4/ 47.
قوله: "صلوا على صاحبكم"، قال السندي: أي: كان لا يُصلي على مديون ما ترك وفاءً لدَيْنِه، تغليظاً لأمر الدَّين حتى يُسامح فيه الناسُ.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن مكرز: سماه الإِمام أحمد فيما يأتي برقم (8793): يزيد بن مكرز، وهو مجهول، انفرد بكير بن عبد الله ابن الأشج بالرواية عنه، وجهله ابن المديني والمزي في "تهذيب الكمال" 3/ 482.
ووقع اسمه في "مستدرك الحاكم": أيوب بن مكرز، وفي "صحيح ابن حبان" و"ثقاته" 5/ 464 - 465: مكرز، دون كلمة "ابن"، وكل هذا وهم، انظر "تهذيب الكمال" 3/ 479 - 482.
وأخرجه المزي في "التهذيب" 3/ 481 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، =
7901 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو -، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، ثُمَّ هِيَ خِدَاجٌ "(1).
7902 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ - يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ -، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: إِذَا أَتَيْتَ أَهْلَ مِصْرِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَوَّلُ شَيْءٍ مِا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
= عن أبيه، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(227)، ومن طريقه أبو داود (2516)، وابن حبان (4637)، والحاكم 2/ 85، والبيهقي 9/ 169 عن ابن أبي ذئب، به.
وقد سقط "القاسم بن عباس" من "المستدرك"، وصحح إسناده الحاكمُ ووافقه الذهبي!
وسيأتي برقم (8793).
وله شاهدٌ من حديث أبي أمامة عند النسائي 6/ 25، وحسن إسناده الحافظُ العراقي في تخريح أحاديث "الإِحياء" 4/ 384، وجوَّده الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/ 35.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإِمام"(85) من طريق محمد بن أبي عدي، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر ما سلف برقم (7291).
صَلَاتُهُ الْمَكْتُوبَةُ، فَإِنْ صَلَحَتْ - وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: فَإِنْ أَتَمَّهَا - وَإِلَّا زِيدَ فِيهَا مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الْأَعْمَالِ الْمَفْرُوضَةِ كَذَلِكَ " (1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أنس بن حكيم الضبي جَهَّلَه عليُّ ابنُ المديني وابنُ القطان الفاسي والمزي، وتساهل ابنُ حبان فذكره في "ثقاته"، وعلي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف.
وقال المزي في "تهذيب الكمال" 3/ 346 بعدما أشار إلى هذا الحديث: هو حديث مضطرب، منهم من رفعه، ومنهم من شكَّ في رفعه، ومنهم من وقفه، ومنهم من قال: عن الحسن، عن رجل من بني سَليط، عن أبي هريرة، ومنهم من قال: عن الحسن عن أبي هريرة.
وقال الدارقطني في "العلل" 8/ 248 بعدما ذكر الاضطراب الذي وقع في الحديث: أشبهها بالصواب قول من قال: عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة. وسيأتي من هذا الطريق برقم (9494).
وأخرجه ابن ماجه (1425) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (506)، والنسائي 1/ 233 - 234 من طريق حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن يحيى بن يعمر، عن أبي هريرة، وهذا إسناد صحيح. وسيأتي في "المسند" 4/ 65 و 103 من هذا الطريق نفسه لكن عن يحيى بن يعمر عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه الترمذي (413)، والنسائي 1/ 232 من طريق الحسن البصري، عن حُريث بنِ قبيصة، عن أبي هريرة. وحريث بن قبيصة، ويقال: قبيصة بن حريث، مجهول، ومع ذلك، فقد قال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 2/ 34 من طريق سلم بن عطية، والدارقطني في "العلل" 8/ 248 من طريق الحسن البصري، كلاهما عن صعصعة بن معاوية، عن أبي هريرة. ورواية سلم بن عطية موقوفة. =
7903 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ
= وأخرجه النسائي 1/ 232 و 233 من طريق الحسن البصري (في المطبوع: الحسن بن زياد وهو خطأ، إذ ليس في رجال الكتب الستة من اسمه الحسن بن زياد، وانظر "التحفة" 10/ 388) عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعاً.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 2/ 34 - 35 من طريق المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن رجل، عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري أيضاً 2/ 34، وأبو داود (865)، وابن ماجه (1426)، والدارقطني في "العلل" 8/ 248، والبيهقي 2/ 386 من طريق حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن الحسن، عن رجل من بني سَليط، عن أبي هريرة مرفوعاً. وسيأتي من هذا الطريق في مسند تميم 4/ 103.
وأخرجه الطيالسي (2468)، وابن أبي شيبة 2/ 404 - 405، والبخاري في "تاريخه" 2/ 34 و 35 من طرق عن الحسن، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وفي إحدى هذه الطرق عن الحسن قال: حدثنا أبو هريرة. قال البخاري عقبها: ولا يصحُّ سماعُ الحسن من أبي هريرة في هذا.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 2/ 34 من طريق علي بن علي، عن الحسن، عن أبي هريرة موقوفاً.
وفي الباب عن تميم الداري سيأتي 4/ 103، وسنده صحيح.
وعن أنس بن مالك عند أبي يعلى (3976)، وسنده ضعيف.
قوله: "أول شيء ما - ووقع في (م): مما"، قال السندي: كلمة "ما" زائدة للإِبهام، مثل {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما} [البقرة: 26]، والمراد: أول ما يحاسَبُهُ العبدُ في حقوق الله، فلا يشكل بما جاء أنه يبدأُ بالدماء، فإن ذلك في المظالم وحقوق الناس.
مَرْيَمَ، فَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَمْحَى (1) الصَّلِيبَ، وَتُجْمَعُ لَهُ الصَّلَاةُ، وَيُعْطَى الْمَالُ حَتَّى لَا يُقْبَلَ، وَيَضَعُ الْخَرَاجَ، وَيَنْزِلُ الرَّوْحَاءَ، فَيَحُجُّ مِنْهَا أَوْ يَعْتَمِرُ، أَوْ يَجْمَعُهُمَا ".
قَالَ: وَتَلَا أَبُو هُرَيْرَةَ: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 159]، فَزَعَمَ حَنْظَلَةُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: " يُؤْمِنُ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ: عِيسَى. فَلَا أَدْرِي، هَذَا كُلُّهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ شَيْءٌ قَالَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ؟! (2).
7904 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَنْبَأَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قُرَيْشٌ، وَالْأَنْصَارُ، وَجُهَيْنَةُ، وَمُزَيْنَةُ، وَأَسْلَمُ، وَغِفَارٌ، وَأَشْجَعُ: مَوَالِيَّ، لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى
(1) في (م) و (ل): ويمحو، وهما لغتان.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حنظلة -ابن علي الأسلمي- فمن رجاله مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وسفيان: هو الثوري.
وأخرج المرفوع منه الطبري في "تفسيره" 3/ 291 من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، بهذا الإِسناد.
وسلف مختصراً برقم (7273).
قوله: "وتجمع له الصلاة"، قال السندي: لعل المراد أن الناس يؤمنون في وقته، فيجتمع كلهم للصلاة.
دُونَ اللهِ وَرَسُولِهِ " (1).
7905 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ. وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، الْمَعْنَى، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَرَجْتُ إِلَيْكُمْ وَقَدْ بُيِّنَتْ لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ ومَسِيحُ الضَّلَالَةِ، فَكَانَ تَلَاحٍ بَيْنَ رَجُلَيْنِ بِسُدَّةِ الْمَسْجِدِ، فَأَتَيْتُهُمَا لِأَحْجِزَ بَيْنَهُمَا، فَأُنْسِيتُهُمَا، وَسَأَشْدُو لَكُمْ مِنْهُمَا شَدْوًا: أَمَّا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وِتْرًا، وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلَالَةِ، فَإِنَّهُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ، أَجْلَى الْجَبْهَةِ، عَرِيضُ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، المسعودي -واسمه عبد الرحمن ابن عبد الله بن عتبة- كان اختلط، ورواية يزيد بن هارون عنه بعد اختلاطه، لكن المسعودي متابعٌ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وعبد الرحمن بن هرمز: هو الأعرج.
وستأتي متابعات المسعودي عن الأعرج برقم (9035) و (10040) و (10245). وانظر ما سيأتي برقم (9442).
وفي الباب عن زيد بن خالد الجهني، سيرد 5/ 193 - 194.
وعن أبي أيوب الأنصاري، سيرد 5/ 417 - 418.
وعن عبد الرحمن بن عوف، عند البزار (1018)، وأبي يعلى (867)، والدولابى في "الكنى" 2/ 170، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 227. وقال البزار: قد رواه سعد بن إبراهيم عن الأعرج عن أبي هريرة، ولم يتابع عمرو بن يحيى (وهو راوي حديث عبد الرحمن بن عوف) على روايته عن أبيه عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده.
النَّحْرِ، فِيهِ دَفًا (1)، كَأَنَّهُ قَطَنُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ يَضُرُّنِي شَبَهُهُ؟ قَالَ:" لَا، أَنْتَ امْرُؤٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ امْرُؤٌ كَافِرٌ "(2).
(1) في بعض النسخ: دفاء، ممدوداً!
قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 126: الدَّفا مقصور: الانحناء، يقال: رجل أدْفى، هكذا ذكره الجوهري في المُعْتَل، وجاء به الهروي في المهموز، فقال: رجل أدفأ، وامرأة دَفاء.
وذكر ابن فارس هذه المادة في "مقاييس اللغة" 2/ 287 بالوجهين، فذكر مادة "دفأ" بالهمز، فقال: الدال والفاء والهمزة، أصل واحد يدل على خلاف البرد. وقال في آخر المادة: ومن الباب الدَّفَأُ: الانحناء، وفي صفة الدجال:"أن فيه دَفَأً" أي: انحناءً، فإن كان هذا صحيحاً، فهو من القياس، لأن كل ما أدفأ شيئاً فلا بدَّ من أن يغشاه، ويَجْنَأَ عليه.
ثم ذكر مادة "دفا" غير مهموز، وقال: الدال والفاء والحرف المعتلُّ، أصل يدلُّ على طولٍ في انحناء قليل.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، فالمسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود- مختلط، ورواية يزيد بن هارون وأبي النضر هاشم بن القاسم عنه بعد اختلاطه، وقد غلط المسعودي في موضعين من هذا الحديث:
الأول: في جعله هذا الحديث من مسند أبي هريرة، والصواب أنه من مسند الفلتان بن عاصم، فقد أخرجه البزار (3384 - كشف الأستار) من طريق محمد بن فضيل، والطبراني في "الكبير" 18/ (857) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، و (860) من طريق صالح بن عمر، ثلاثتهم عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن خاله الفلتان بن عاصم، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهؤلاء الثلاثة (ابن فضيل وخالد وصالح) ثقات. وعاصم بن كليب وأبوه -وهو ابن شهاب الجرمي- صدوقان.
وأورده كذلك الحافظ ابن حجر في "الإِصابة" 5/ 378 - 379 من طريق =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عاصم بن كليب، به، ونسبه إلى البغوي، وابن السكن، وابن شاهين.
والثاني: في قوله "قطن بن عبد العزى"، وفي زيادة قوله "قال: يا رسول الله، هل يضرني شبهه؟
…
" الخ، قال الحافظ في "الفتح" 13/ 101: هذه الزيادة ضعيفة، فإن في سندها المسعودي وقد اختلط، والمحفوظ أنَّه عبدُ العزى بن قطن، وأنه هلك في الجاهلية كما قال الزهري (سلف في حديث ابن عمر برقم: 6312)، والذي قال: "هل يضرني شبهه" هو أكثم بن أبي الجون، وإنما قاله في حق عمرو بن لحي، كما أخرجه أحمد (قلنا: لم نعثر عليه في "المسند" ولعل الحافظ وهم في نسبته إليه، وربما أراد أن ينسبه إليه من حديث أبي بن كعب فهو فيه 5/ 137 - 138 بنحوه) والحاكم (4/ 605، وهو في "صحيح ابن حبان" أيضاً برقم: (7490)، وإسناده حسن، وانظر تمام تخريجه فيه) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رفعه "عُرضت عليَّ النار، فرأيت فيها عمرو ابن لحي" الحديث، وفيه: "وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون. فقال أكثم: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قال: لا، إنك مسلم، وهو كافر".
قلنا: ويشهد لما في الحديث من سبب نسيان ليلة القدر حديثُ أبي سعيد الخدري وحديثُ عبادة بن الصامت، وسيأتيان في "المسند" الأول 3/ 10، والثاني 5/ 313، وكلاهما في "الصحيح".
ولنسيانها سبب آخر كما يدل عليه ظاهرُ حديث أبي هريرة الذي أخرجة الدارمي (1782)، ومسلم (1166)، وابن خزيمة (2197)، وابن حبان (3678)، والبيهقي 4/ 308 من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة، عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُريتُ ليلةَ القدر، ثم أيقظني بعض أهلي، فنُسِّيتُها، فالتمسوها في العشر الغوابر".
وقد جمع الحافظ في "الفتح" 4/ 268 بين هذه الأحاديث بأن تُحمل على التعدد بأن تكون الرؤيا في حديث أبي هريرة مناماً، فيكون سبب النسيان الإِيقاظ، وأن تكون الرؤية في حديث غيره في اليقظة، فيكون سبب النسيان ما ذكر من =
7906 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنٍ، عَنْ أَخِيهِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ أَعْجَمِيَّةٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَلَيَّ عِتْقَ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ:" أَيْنَ اللهُ؟ " فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ بِإِصْبَعِهَا السَّبَّابَةِ، فَقَالَ لَهَا:" مَنْ أَنَا؟ " فَأَشَارَتْ بِإِصْبَعِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ وَإِلَى السَّمَاءِ، أَيْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ:" أَعْتِقْهَا "(1).
= المخاصمة! أو يحمل على اتحاد القصة، ويكون النسيان وقع مرتين عن سببين، ويحتمل أن يكون المعنى: أيقظني بعضُ أهلي، فسمعتُ تلاحي الرجلين، فقمتُ لأحجز بينهما، فنسيتُها للاشتغال بهما. قلنا: وهذا أرجحُها إن شاء الله.
وانظر في شأن ليلة القدر حديث ابن عباس الذي سلف برقم (2052)، وحديث ابن عمر الذي سلف برقم (4547).
وفي شأن الدجال حديث ابن عباس الذي سلف برقم (2148)، وحديث ابن عمر الذي سلف برقم (4743).
مسيح الضلالة، قال السندي: أي: الدجال الذي يقتله مسيح الهداية عيسى عليه السلام. فكان تلاحٍ بين رجلين، أي: اختصام وتنازع بينهما.
بسُدَّة المسجد -بضمِّ سين وتشديد الداخل المهملة-: الظلال التي حوله.
سأَشدو -بشين معجمة ودال مهملة-: من شدوتُ، إذا أنشدت بيتاً أو بيتين تمُدُّ به صوتَك كالغِناء، والشدو: القليلُ من كل شيء، والمراد: سأذكر لكم منها شيئاً من البيان بالإِفصاحِ والإِظهارِ والإِعلان.
أجلى الجبهة، قيل: الأجلى: خفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته، والجلاءُ: ذهابُ شعر الرأس إلى نصفه فيه.
(1)
إسناده ضعيف لاختلاط المسعودي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 284 - 285 عن محمد بن رافع، وأبو داود (3284)، ومن طريقه البيهقي 7/ 388 عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 115 من طريق محمد بن العوام، ثلاثتهم عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وجعل إبراهيم بن يعقوب الراوي عن أبي هريرة في حديثه هو عبد الله بن عتبة وليس ابنه عبيد الله.
وأخرجه ابن خزيمة 1/ 285 - 286 من طريق أسد بن موسى، و 286 من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن المسعودي، به.
وأخرجه ابن خزيمة أيضاً 1/ 288 من طريق الحسين بن الوليد، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسق لفظه، لكن ذكر ابن عبد البر أنه بلفط حديث "الموطأ" سواء، وهو: أن رجلاً من الأنصار جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجارية له سوداء، فقال: يا رسول الله، إن عليَّ رقبةً مؤمنةً، فإن كنت تراها مؤمنة أُعتِقُها. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتشهدين أن لا إِله إلا الله؟ " قالت: نعم. قال: "أتشهدين أن محمداً رسولُ الله؟ " قالت: نعم. قال: "أتوقنين بالبعث بعد الموتِ؟ " قالت: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعتِقْها".
قلنا: هذا هو اللفظ الصحيح للحديث إن شاء الله، لكن أخطأ الحسين بن الوليد في إسناد هذا الحديث عن مالك، فقد اتفق رواة "الموطأ" على إرساله، لم يذكروا فيه أبا هريرة، قاله ابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 114، والحديث مرسلاً في "الموطأ" برواية يحيى الليثي 2/ 777.
وتابع مالكاً على إرساله يونسُ بن يزيد عند البيهقي 10/ 57 من طريق محمد بن عبد الله بن الحكم، عن ابن وهب، عنه، عن الزهري، به.
ووصله معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن رجل من الأنصار: أنه جاء بأمة سوداء
…
فذكره، وهذا إسناد صحيح، وسيأتي تخريجه في "المسند" 3/ 451 - 452. =
7907 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْثَرِ مَا يَلِجُ النَّاسُ النَّارَ، فَقَالَ:" الْأَجْوَفَانِ: الْفَمُ وَالْفَرْجُ "، وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يَلِجُ بِهِ الْجَنَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" حُسْنُ الْخُلُقِ "(2).
= وله شاهد من حديث الشريد بن سويد الثقفي: أن أمَّه أوصت أن يعتق عنها رقبة مؤمنة، فسأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: عندي جارية سوداء، أو نوبية، فأُعتقها؟ فقال:"ائتِ بها" فدعوتها، فجاءت، فقال لها:"من ربُّك؟ " قالت: الله. قال: "من أنا؟ " فقالت: أنت رسول الله. قال: "أعتقها، فإنها مؤمنة". وسيأتي في مسنده 4/ 222، وإسناده حسن.
وآخر من حديث ابن عباس عند البزار (13 - كشف الأستار)، والطبراني في "الكبير" (12369): أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إن عليِّ رقبة، وعندي جارية سوداء أعجمية، فقال: "ائتني بها" فقال: "أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ " قالت: نعم. قال: "أتشهدين أني رسول الله؟ " قالت: نعم. قال: "أعتقها". وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ. لكنه يُحسَّن في المتابعات والشواهد.
وثالث من حديث معاوية بن الحكم، سيأتي في مسنده 5/ 447، لكن قال فيه:"أين الله؟ " فقالت: في السماء. قال: "من أنا؟ " قالت: أنت رسول الله.
(1)
قوله: "عن أبيه" سقط من (م) والنسخ المتأخرة، واستدرك من (ظ 3) و (عس) و (ل) و"أطراف المسند" 8/ 102.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود- مختلط، لكن قد تابعه محمد بن عبيد فيما يأتي برقم (9696)، وأبو نعيم عند البخاري في "الأدب المفرد"، وداود بن يزيد -وهو ابن عبد الرحمن الأودي- ضعيف، لكن تابعه أخوه إدريس بن يزيد، وهو ثقة، ويزيد الأودي حسن الحديث. يزيد شيخ المصنف. هو ابن هارون. =
7908 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرْبَعٌ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَنْ يَدَعَهُنَّ النَّاسُ: التَّعْيِيرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ، وَالْأَنْوَاءُ، وَالْعَدْوَى (1): أَجْرَبَ بَعِيرٌ فَأَجْرَبَ مِئَةً، مَنْ أَجْرَبَ الْبَعِيرَ الْأَوَّلَ؟! "(2).
= وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(289) عن أبي نعيم، عن داود بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4246)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(4)، والبغوي (3498)، والمزي في "تهذيب الكمال" 32/ 186 - 187 من طريق عبد الله بن إدريس، عن أبية وعمه -يعني داود بن يزيد-، عن جده يزيد الأودي، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب"(294)، والترمذي (2004)، وابن حبان (476)، والحاكم 4/ 324 من طريق عبد الله بن إدريس بن يزيد، عن أبيه، عن جدّه يزيد بن عبد الرحمن الأودي، به. وقال الترمذي: صحيح غريب، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وفيه عندهم جميعاً: "تقوى الله وحُسن الخُلُق"، وسيأتي بهذا اللفظ برقم (9096) و (9696).
وأخرج الترمذي (2409) من طريق ابن عجلان، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من وقاه الله شرَّ ما بين لَحْييه (يعني الفم)، وشرَّ ما بين رجليه (يعني الفرْج)، دخل الجنة". وانظر ما سلف برقم (7402).
(1)
كلمة "والعدوى" أثبتناها من (ظ 3) و (عس) و (ل).
(2)
حديث صحيح، المسعودي متابَعٌ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير =
7909 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ -، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُولُوا لِحَائِطِ الْعِنَبِ: الْكَرْمَ، فَإِنَّمَا الْكَرْمُ الرَّجُلُ الْمُؤْمِنُ "(1).
7910 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُخْبِرُ أَبَا قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
= أبي الربيع -وهو المدني- فقد روى له البخاري في "الأدب" والترمذي، وروى عنه ثلاثة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه الطيالسي (2395)، ومن طريقه الترمذي (1001)، والبيهقي في "الشعب"(5143) عن شعبة والمسعودي، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.
وسيأتي برقم (9872) و (9365) و (9878) و (10809) و (10871)، وانظر ما سلف برقم (7560) و (7620)، وما سيأتي برقم (9165).
(1)
حديث صحيح، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وللحديث طرق أخرى عن الأعرج يصح بها. صالح بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه الدارمي (2700) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4974)، والنسائي في "الكبرى"(11644)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1480)، والبيهقي في "شعب الإِيمان"(5215) من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، به. وزادوا "ولكن قولوا: حدائق الأعناب".
وسيأتي برقم (9977) و (10163) و (10612)، وانظر ما سلف (7257).
" يُبَايَعُ لِرَجُلٍ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ "(1).
7911 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ سَكِرَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ سَكِرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فِي الرَّابِعَةِ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ ".
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ سَكْرَانَ فِي الرَّابِعَةِ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ (2).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سعيد بن سمعان، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإِمام" وأصحابُ السنن غيرَ ابن ماجه، وهو ثقة. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 52 - 53 عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2911) عن علي بن الجعد، والحاكم في "المستدرك" 4/ 452 - 453 من طريق أسد بن موسى، والطيالسي (2373)، ثلاثتهم (ابن الجعد وأسد بن موسى والطيالسي) عن ابن أبي ذئب، به.
وسيأتي برقم (8114) و (8351) و (8619).
قوله: "فلا يُسأَل عن هلكةِ العرب"، قال السندي: بأنها متى تكونُ؟ يريد أنها سريعة بعد ذلك، فلا حاجة إلى السؤال.
(2)
إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ الحارث بن عبد الرحمن -وهو القرشي العامري خال ابن أبي ذئب- فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. =
7912 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ " قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ يَا رَسُولَ اللهِ (1)؟ قَالَ: " السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ "(2).
= وأخرجه أبو داود (4484)، والبيهقي 8/ 313 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2337)، والدارمي (2105)، وابن ماجه (2572)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 314، وفي "الكبرى"(5172)، والطحاوي 3/ 159، وابن حبان (4447)، والحاكم 4/ 371، وابن حزم في "المحلى" 11/ 367 من طرق عن ابن أبي ذئب، به.
وأخرجه ابن الجارود (831) من طريق أسد بن موسى، عن الحارث بن عبد الرحمن، به.
وسيأتي برقم (10547) و (10729)، وانظر ما سلف برقم (7762).
(1)
قوله "يا رسولَ الله" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) و (ل).
(2)
حديث حسن، وهذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عبد الملك بن قدامة، وجهالة إسحاق بن بكر بن أبي الفرات، وللحديث إسنادٌ آخر سيأتي برقم (8459)، فهو بمجموع الطريقين يصير حسناً، وله شاهدٌ من حديث أنس ستأتي الإِشارة إليه في آخر التخريج.
وأخرجه الحاكم 4/ 465 - 466 من طريق سعيد بن مسعود، عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. =
7913 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَإِسْرَافِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ "(1).
= وأخرجه الحاكم 4/ 512 من طريق حجاج بن محمد، عن عبد الملك بنِ قُدامة، به. ثم قال: قال ابن قدامة: وحدثني يحيى بن سعيد الأنصاري، عن المقبري قال:"وتشيع فيها الفاحشة". وصحح الإِسناد الأول ووافقه الذهبي! ثم قال: وهو من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن المقبري غريب جداً.
وأخرجه ابن ماجه (4036) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 30 من طريق أبي يعقوب الحنيني، كلاهما عن عبد الملك بن قدامة، عن إسحاق بن أبي الفرات، لم يذكر فيه أبا سعيد.
وله شاهد من حديث أنس سيأتي 3/ 220 وهو -وإن كان فيه عنعنة محمد بن إسحاق- يُحسن بحديث أبي هريرة.
سنون خدَّاعة، قال السندي: بتشديد الدال، للمبالغة، قيل: أي: يكثر فيها الأمطار ويقلُّ الربيع، فذلك خِداعها، لأنها تُطمعهم بالخير ثم تُخْلِفُ، وقيل: الخدَّاعة: القليلة المطر، من خَدَع الريقُ: إذا جَفَّ.
(1)
صحيحٌ لغيره، وهذا إسناد حسن. عبدُ الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي، وإن كانت رواية يزيد بن هارون عنه بعد الاختلاط قد روى عنه هذا الحديث النضر بن شميل وخالد بن الحارث، وهما ممن نص الأئمة على أن روايتهما عنه قبلَ اختلاطه، وأبو الربيع -وهو المدني- حسن الحديث، وسلفت له ترجمة عند الحديث رقم (7908)، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده (308) عن النضر بن شميل، والبخاري في "الأدب المفرد" (673) من طريق خالد بن الحارث، والطبراني في =
7914 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: لَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا، وَلَا تَتْبَعُونِي بِمِجْمَرٍ، وَأَسْرِعُوا بِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ: قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي، وَإِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ السُّوءُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ: يَا وَيْلَهُ! أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِي؟ "(1).
= "الدعاء"(1796) من طريق عاصم بن علي وقرّة بن حبيب، أربعتهم عن المسعودي، بهذا الإِسناد.
وسيأتي الحديث برقم (10668) و (10811).
وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، سلف برقم (729).
وثان من حديث ابن عباس، سلف برقم (3368).
وثالث من حديث أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/ 391.
(1)
صحيح لِغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن مهران، وروى له مسلم حديثاً واحداً في فضل المساجد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. المقبري: هو سعيد بن أبي سعيد.
وأخرجه البيهقي 4/ 21 من طريق سعدان بن نصر، عن يزيد، به.
وأخرجه الطيالسي (2336)، ومن طريقه المزي في "التهذيب" 17/ 444، وأخرجه النسائي 4/ 40 - 41 من طريق عبد الله بن المبارك، وابن حبان (3111) من طريق يحيى بن آدم، ثلاثتهم (الطيالسي وابن المبارك ويحيى) عن ابن أبي ذئب، به.
وسيأتي حديث أبي هريرة برقم (10137) و (10493).
وقد روى هذا الحديث بأتم منه الليثُ بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد =
7915 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ مِنْ بَنِي آدَمَ يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ بِإِصْبَعِهِ، إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا "(1).
7916 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيَنْتَهِيَنَّ رِجَالٌ مِمَّنْ حَوْلَ الْمَسْجِدِ لَا يَشْهَدُونَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فِي الْجَمِيعِ، أَوْ لَأُحَرِّقَنَّ حَوْلَ بُيُوتِهِمْ بِحُزَمِ الْحَطَبِ "(2).
= المقبري، فجعله عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، أخرجه من هذا الطريق البخاري (1314) و (1316) و (1380)، وسيأتي كذلك في مسند أبي سعيد 3/ 41.
قال ابنُ حبان بإثر الحديث (3111) بعد أن أشار إلى الطريقين: فالطريقان جميعاً محفوظان.
وانظر ما سلف برقم (7267).
الفسطاط: خيمة من شعر أو غيره.
المَجْمر -بفتح الميم-: ما يُوضع فيه الجمر، قال السندي: والمراد: بنارٍ.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عجلان -وهو مولى المُشمَعلِّ- لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7879).
(2)
صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عجلان مولى المُشمَعل.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2910) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" 5/ 324 من طريق ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، به. =
7917 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ (1) بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ، لَمْ تُعْطَهَا (2) أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ: خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا، وَيُزَيِّنُ اللهُ عز وجل كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يُوشِكُ عِبَادِي الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ الْمَؤْنَةَ وَالْأَذَى وَيَصِيرُوا إِلَيْكِ، وَيُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، فَلَا يَخْلُصُوا فِيهِ (3) إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِ فِي غَيْرِهِ، وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَهِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالَ:" لَا، وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إِنَّمَا يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ "(4).
= وسيأتي برقم (8256)، وانظر ما سلف برقم (7328).
قوله: "في الجميع"، قال السندي: أي: في الجماعة.
(1)
قوله: "بن محمد" سقط من (م) والنسخ الخطية المتأخرة، واستدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل)، ومن "جامع المسانيد" و"أطراف المسند" 8/ 165.
(2)
في (ظ 3) و (ل): تغطه، وكذا على هامش (س).
(3)
لفظة "فيه" ليست في (م).
(4)
إسناده ضعيف جداً، هشام بن أبي هشام -وهو هشام بن زياد القرشي أبو المقدام- متفق على ضعفه، ومحمد بن محمد بن الأسود- وهو ابن بنت سعد بن أبي وقاص- مجهول الحال، لم يرو عنه غير هشام هذا وعبد الله بن عون، وذكره ابن حبان في "الثقات"!
وأخرجه البزار (963)، ومحمد بن نصر في "قيام رمضان" ص 112، والبيهقي =
7918 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَكْرَةً، فَعَوَّضَهُ مِنْهَا (1) سِتَّ بَكَرَاتٍ، فَتَسَخَّطَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ فُلَانًا أَهْدَى إِلَيَّ نَاقَةً، وَهِيَ نَاقَتِي، أَعْرِفُهَا كَمَا أَعْرِفُ بَعْضَ أَهْلِي، ذَهَبَتْ مِنِّي يَوْمَ زَغَابَاتٍ، فَعَوَّضْتُهُ سِتَّ بَكَرَاتٍ، فَظَلَّ سَاخِطًا، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَقْبَلَ هَدِيَّةً إِلَّا مِنْ قُرَشِيٍّ، أَوْ أَنْصَارِيٍّ، أَوْثَقَفِيٍّ، أَوْ دَوْسِيٍّ "(2).
= في "الشعب"(3602) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند البيهقي في "الشعب"(3603)، وإسناده ضعيف.
قلنا: بعض ألفاظ حديث أبي هريرة قد وردت من طرق أخرى عنه، انظر (7148) و (7780) و (7788).
يصفَّد، قال السندي: يقال: صَفَده كضرب وأصفده وصفَّده بالتشديد: إذا شدَّه وأوثقه.
(1)
لفظة "منها" أثبتناها من (ظ 3) و (عس) و (ل).
(2)
حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر -وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي-، لكنه قد توبع، فانظر ما سلف برقم (7363).
بكرة، قال السندي: البَكْر -بالفتح فالسكون-: الفتيُّ من الإِبل، بمنزلة الغلام من الناس، والأنثى بَكْرة.
وقوله: "يوم زغابات" كذا جاء هنا بالجمع، والمعروف أنه زغابة بالإفراد، وهو مكان قرب المدينة، نزلت قريش بينه وبين الجُرُف في غزوة الخندق. انظر "معجم =
7919 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" خَرَجَ رَجُلٌ يَزُورُ أَخًا لَهُ فِي اللهِ عز وجل، فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ عز وجل بِمَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا مَرَّ بِهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ فُلَانًا. قَالَ: لِقَرَابَةٍ؟ (1) قَالَ: لَا. قَالَ: فَلِنِعْمَةٍ لَهُ عِنْدَكَ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَلِمَ تَأْتِيهِ؟ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّهُ فِي اللهِ. قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ. أَنَّهُ يُحِبُّكَ بِحُبِّكَ إِيَّاهُ فِيهِ "(2).
= البلدان" لياقوت 3/ 141، ورجح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أن هذا الذي في الحديث كان في حادثة العُرنيين المشهورة الذين استاقوا إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم (انظر مسند أنس 3/ 107)، واستدلَّ على ذلك بما أورده ابن سعد في "طبقاته" 2/ 93 في سرية كُرْز بن جابر الفهري إلى العرنيين أنه قدم بهم، فلقي النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالزغابة بمجتمع السيول.
(1)
في (ظ 3) و (عس): ألِقرابة، وفي (ل): للقرابة.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نُفيع الصائغ.
وأخرجه البغوي بإثر الحديث (3465) من طريق يزيد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب"(350)، ومسلم (2567)، وابن حبان (572) و (576)، والبغوي (3465) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي برقم (9291) و (9958) و (10247) و (10600) و (10601) من طريق أبي رافع، وبرقم (10602) من طريق أبي حسان الأعرج عن أبي هريرة. وانظر ما سيأتي برقم (8325).
فأرصد، قال السندي: أي: أقعده وجعله منتظراً لمروره وحافظاً له. =
7920 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ فَرْقَدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَكْذَبُ النَّاسِ - أَوْ مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ - الصَّوَّاغُونَ وَالصَّبَّاغُونَ "(1).
= بمَدْرَجَته: بفتح الميم والراء، أي: بطريقه.
تربُّها: من رَبَّ الأمرَ يَرُبُّه: أصلحه، أي: تُصلح تلك النعمة بأداءِ حقها وشكرها.
(1)
إسناده ضعيف، فرقد -وهو ابن يعقوب السبخي- ضعيف، وأحاديثه مناكير. همّام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(808) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2574)، وابن ماجه (2152)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 313، والبيهقي 10/ 249 من طريق همام بن يحيى، به.
وسيأتي برقم (8302) و (8548) و (9296).
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 2/ 313، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2295، والخطيب في "تاريخه" 3/ 438، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 604 من طريق محمد بن يونس الكديمي، عن أبي نعيم الفضل بن دُكين، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. والكديمي هذا متهم بالوضع.
وأخرجه تمَّام في "فوائده" كما في "ميزان الاعتدال" للذهبي 3/ 653 عن محمد بن علي بن الحسن الشَّرَابي، عن إبراهيم بن هاشم البغوي، عن هدبة بن خالد، عن أبي عوانة، عن الأعمش بمثله. قال الذهبي: وهذا موضوع، والحملُ فيه على الشَّرابي، وللمتن إسناد آخر ضعيف.
وأخرجه دون ذِكر الصوّاغين ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 278، وابن عدي =
7921 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ آتَاهُ اللهُ مِنْ هَذَا الْمَالِ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ، فَلْيَقْبَلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ عز وجل إِلَيْهِ "(1).
7922 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ:" مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ "(2).
= في "الكامل" 5/ 1807 من طريق عثمان بن مقسم، عن نعيم المُجْمِرِ، عن أبي هريرة مرفوعاً:"أكذبُ الناس الصبَّاغ". قال ابن أبي حاتم: قال أبي: هذا حديث كذب، وعثمان: هو البُرِّي. قلنا: وهو المتهم به، فإنه متروك الحديث واتهمه سفيان الثوري بالكذب.
وروي نحوه من حديث أنس، أخرجه ابن عدي 6/ 2288، وقال: وهذا عن أنس بهذا الإِسناد باطل.
وانظر "تذكرة الموضوعات" لابن طاهر المقدسي (134) و (135)، و"المقاصد الحسنة"(149)، و"المنار المنيف"(60) و (180)، و"كشف الخفاء"(503).
(1)
صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك، فلم نتبين من هو، ولم ينسبه الحافظان: ابن كثير في "جامع المسانيد"، وابن حجر في "أطراف المسند". وسيأتي برقم (8294) و (10358).
وله شاهد من حديث عمر، سلف برقم (100).
وآخر من حديث ابن عمر، سلف برقم (5748).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (1780)(86) من طريق يحيى بن حسان، والبيهقي 9/ 118 =
7923 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْجَنَّةُ مِئَةُ دَرَجَةٍ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مِئَةُ عَامٍ "(1).
7924 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ
= من طريق عفان، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد- مطولاً بنحو ما سيأتي برقم (10948). وانظر تمام تخريجه هناك.
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك بن عبد الله -وهو النخعي- سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وعطاء: هو ابن أبي رباح، هكذا نسبه المزي في "التحفة" 10/ 267، وابن حجر في "الأطراف" 7/ 412، وقد يكون ابن يسار كما سيأتي منسوباً هكذا في الحديث رقم (8421)، وكلاهما ثقة.
وأخرجه الترمذي (2529) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وقال: حسن غريب، ووقع في "تحفة الأشراف" 10/ 267: حسن صحيح! وقد تحرف "شريك" في المطبوع من "السنن" إلى: إسرائيل.
وله شاهد من حديث معاذ بن جبل سيأتي 5/ 240، وبالإِسناد نفسه عن عبادة بن الصامت سيأتي أيضاً 5/ 316، وسيأتي الكلام على الاختلاف في إسناده عند حديث معاذ إن شاء الله تعالى.
وسيأتي برقم (8419) و (8420) و (8474) من طريق آخر عن أبي هريرة رفعه "إن في الجنة مئة درجة أعدَّها الله عز وجل للمجاهدين في سبيله، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض".
رَبَّهُ وَسَيِّدَهُ فَلَهُ أَجْرَانِ " (1).
7925 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7574).
(2)
إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- روى له البخاري مقروناً ومسلم متابعة، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إبراهيم -وهو ابن عثمان العبسي والد أبي بكر بن أبي شيبة- فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 1/ 384، والمزي في "تهذيب الكمال" 24/ 320 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي 4/ 4، والحاكم 4/ 321 من طريق يزيد بن هارون، به، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! مع أن مسلماً لم يحتج بمحمد بن عمرو.
وأخرجه نعيم بن حماد في زياداته على "الزهد" لابن المبارك برقم (146)، وابن ماجه (4258)، والترمذي (2307)، وابن حبان (2992) و (2994) و (2995)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(669)، والخطيب 9/ 470 من طريق الفضل بن موسى، وابن حبان (2993)، والقضاعي (668) و (670) من طريق عبد العزيز بن مسلم، كلاهما عن محمد بن عمرو، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند البزار (3623)، والطبراني في "الأوسط"(695)، وأبي نعيم في "الحلية" 9/ 252، والخطيب في "تاريخه" =
[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: قَالَ أَبِي: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، هُوَ أَبُو بَنِي شَيْبَةَ (1).
حَدَّثَنِي أَبِي: حَدَّثَنَا يَزِيدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِتِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ حَدِيثًا، ثُمَّ أَتَمَّهَا بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، تَمَامَ مِئَةِ حَدِيثٍ.
7926 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ لِلْمُنَافِقِينَ عَلَامَاتٍ
= 12/ 72 - 73، والضياء في "المختارة"(1701) و (1702) وفي أسانيدهم مقال.
وآخر من حديث ابن عمر عند القضاعي (671)، وفيه القاسم بن محمد الأزدي لا يُعرف بجرح ولا تعديل.
وثالث من حديث عمر بن الخطاب عند أبي نعيم في "الحلية" 6/ 355، وفي سنده راوٍ لا يُدرى من هو.
ورابع من حديث أبي سعيد عند الترمذي (2460)، وإسناده ضعيف.
وخامس من حديث زيد بن أسلم مرسلاً عند ابن المبارك (145)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(1447).
قوله: "هاذم اللذات"، قال السندي: بالذال المعجمة، بمعنى قاطعها، أو بالمهملة من هَدَم البناء، والمراد الموتُ، وهو هاذم اللذات إما لأن من يذكره يزهد فيها، أو لأنه إذا جاء ما يبقي مِن لذائذ الدنيا شيئاً، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ظ) و (عس) و (ل): بني أبي شيبة.
يُعْرَفُونَ بِهَا: تَحِيَّتُهُمْ لَعْنَةٌ، وَطَعَامُهُمْ نُهْبَةٌ، وَغَنِيمَتُهُمْ غُلُولٌ، وَلَا يَقْرَبُونَ الْمَسَاجِدَ إِلَّا هَجْرًا، وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا دَبْرًا، مُسْتَكْبِرِينَ، لَا يَأْلَفُونَ وَلَا يُؤْلَفُونَ، خُشُبٌ بِاللَّيْلِ، صُخُبٌ بِالنَّهَارِ ". وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً:" سُخُبٌ بِالنَّهَارِ "(1).
7927 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، الْمَعْنَى: أَنَّ النَّاسَ قَالُوا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا
(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الملك بن قدامة، وجهالة إسحاق بن بكر بن أبي الفرات.
وأخرجه البزار (85 - كشف الأستار) من طريق عبد الرحمن بن مقاتل، عن عبد الملك بن قدامة، بهذا الإِسناد. وقال: وهذا لا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإِسناد، وإسحاق بن بكر لا نعلم حدّث عنه إلا عبد الملك.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 2/ 135 - 136 من طريق النضر بن شميل، عن عبد الملك بن قدامة قال: سمعت عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره!
قوله: "إلا هَجْراً"، قال السندي: بفتح فسكون، أي: إلا تركاً له وإعراضاً عنه. و"إلا دُبُراً": بضمتين، أو سكون الثاني، وهو منصوب ظرف، أي: حين أدبر وقتها، والدبر آخر الشيء، وفي "المجمع": دبراً، بالفتح والضم.
"حشب": بفتحتين أو بضمتين، أي: أنهم لا يقومون ولا يذكرون الله بالليل، فهم كالخشب.
رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ " قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ، يَجْمَعُ اللهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ، فَيَتَّبِعُ مَنْ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ، وَيَتَّبِعُ مَنْ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ، وَيَتَّبِعُ مَنْ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ، وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا شَافِعُوهَا، أَوْ مُنَافِقُوهَا - قَالَ أَبُو كَامِلٍ: شَكَّ إِبْرَاهِيمُ - فَيَأْتِيهِمُ اللهُ عز وجل فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ. فَيَأْتِيهِمُ اللهُ عز وجل فِي صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا. فَيَتَّبِعُونَهُ.
وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُه (1)، وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ، وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللهُ تَعَالَى، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمُ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ " أَوْ قَالَ: " الْمُوثَقُ بِعَمَلِهِ، أَوِ الْمُخَرْدَلُ، وَمِنْهُمُ الْمُجَازَى ". قَالَ أَبُو كَامِلٍ فِي حَدِيثِهِ: شَكَّ
(1) في (ل) و (عس): يجيزه.
إِبْرَاهِيمُ: " وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ أَوِ الْمُجَازَى، ثُمَّ يُنَجَّى (1)، حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللهُ عز وجل مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ (2)، أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، مِمَّنْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يَرْحَمَهُ، مِمَّنْ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ، يَعْرِفُونَهُمْ بِأَثَرِ السُّجُودِ، تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ، حَرَّمَ اللهُ عز وجل عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتُحِشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ - وَقَالَ أَبُو كَامِلٍ: الْحَبَّةُ، أَيْضًا - فِي حَمِيلِ السَّيْلِ.
وَيَبْقَى رَجُلٌ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ، وَهُوَ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا، وَأَحْرَقَنِي دُخَانُهَا، فَيَدْعُو اللهَ مَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَهُ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ عز وجل: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فُعِلَ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُ غَيْرَهُ. وَيُعْطِي رَبَّهُ عز وجل مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ مَا شَاءَ، فَيَصْرِفُ اللهُ عز وجل وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، فَإِذَا أَقْبَلَ عَلَى الْجَنَّةِ
(1) كذا في النسخ الخطية، وفي (م): يتجلى، وهي كذلك على هامش بعض النسخ، وهي كذلك في رواية البخاري، ومعناه: يتبيَّن.
(2)
هكذا في النسخ العتيقة وفي "جامع المسانيد" 7/ ورقة 151، وهو الصواب، وفي (م): يخرج برحمته من يقول: لا إله إلا الله من أهل النار، وقد وقع في النسخ المتأخرة اضطراب في هذا الموضع.
وَرَآهَا، سَكَتَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، قَرِّبْنِي (1) إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ اللهُ عز وجل لَهُ: أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَ مَا أَعْطَيْتُكَ، وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، مَا أَغْدَرَكَ! فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، فَيَدْعُو اللهَ، حَتَّى يَقُولَ لَهُ: فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ (2) ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُ غَيْرَهُ. فَيُعْطِي رَبَّهُ عز وجل مَا شَاءَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ، فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا قَامَ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، فَرَأَى مَا فِيهَا مِنَ الْحَبْرَةِ وَالسُّرُورِ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ اللهُ عز وجل لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَ مَا أَعْطَيْتُكَ، وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، مَا أَغْدَرَكَ! فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، لَا أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِكَ، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللهَ، حَتَّى يَضْحَكَ اللهُ مِنْهُ، فَإِذَا ضَحِكَ اللهُ عز وجل مِنْهُ، قَالَ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ. فَإِذَا دَخَلَهَا قَالَ اللهُ عز وجل لَهُ: تَمَنَّهْ. فَيَسْأَلُ رَبَّهُ عز وجل وَيَتَمَنَّى، حَتَّى إِنَّ اللهَ عز وجل لَيُذَكِّرُهُ، يَقُولُ: مِنْ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الْأَمَانِيُّ، قَالَ اللهُ عز وجل لَهُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ".
قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ: وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَا
(1) في (ل) و (عس): قدِّمني.
(2)
في (عس): أعطيتك.
يَرُدُّ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا، حَتَّى إِذَا حَدَّثَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ اللهَ عز وجل قَالَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ:" وَمِثْلُهُ مَعَهُ " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا حَفِظْتُ إِلَّا قَوْلَهُ: " ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ "، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَوْلَهُ فِي ذَلِكَ الرَّجُلِ: " لَكَ عَشَرَةُ أَمْثَالِهِ "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا (1).
7928 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
(1) إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي وأبو كامل -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- ثقتان الأول: روى له أصحاب السنن، والثاني: روى له النسائي، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين. إبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعطاء بن يزيد: هو الليثي.
وأخرجه ابن منده في "الإِيمان"(803) من طريق أحمد بن حنبل، عن أبي كامل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 426 من طريق سليمان بن داود الهاشمي، به.
وأخرجه الطيالسي (2383)، وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 55، والبخاري (7437) و (7438)، ومسلم (182)(299)، وابن أبي عاصم في "السنة"(453) و (475)، والنسائي في "الكبرى"(11488)، وأبو يعلى (6360)، وأبو عوانة 1/ 159، وابن منده في "الإِيمان"(802) و (803)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(817) من طرق عن إبراهيم بن سعد، به. وهو عند بعضهم مختصر.
وانظر (7717).
وَيَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: قَالَ أَبِي: وَهَذَا حَدِيثُ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيِّ -، عَنْ عُمْرَ بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ حَلِيفِ بَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ رَهْطٍ عَيْنًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ، جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَانْطَلَقُوا، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَّةِ، بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ، ذُكِرُوا لِحَيٍّ (1) مِنْ هُذَيْلٍ، يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لِحْيَانَ، فَنَفَرُوا لَهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِئَةِ رَجُلٍ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمُ التَّمْرَ فِي مَنْزِلٍ نَزَلُوهُ، قَالُوا: نَوَى تَمْرِ يَثْرِبَ، فَاتَّبَعُوا آثَارَهُمْ، فَلَمَّا أَحَسَّ (2) بِهِمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ، لَجَؤُوا إِلَى فَدْفَدٍ (3)، فَأَحَاطَ بِهِمُ الْقَوْمُ، فَقَالُوا لَهُمْ: انْزِلُوا، وَأَعْطُونَا بِأَيْدِيكُمْ، وَلَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ أَحَدًا. فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ أَمِيرُ الْقَوْمِ: أَمَّا أَنَا فَوَاللهِ لَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ، اللهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ صلى الله عليه وسلم. فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ، فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةٍ، وَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ عَلَى الْعَهْدِ
(1) كذا في (ظ 3) و (عس)، وهي رواية البخاري، وفي (م) والنسخ المتأخرة: ذُكِروا حياً، ووجهه بعضهم بأنه على نزع الخافض، هكذا في حاشية (س)!
(2)
في (م) والنسخ المتأخرة: فلما أُخبر، والمثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل).
(3)
في (ظ 3) و (عس): قَرْدَد، وهما -أي: قردد وفدفد- بمعنى: وهو الموضع المرتفع.
وَالْمِيثَاقِ، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الْأَنْصَارِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ، وَرَجُلٌ آخَرُ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا (1) مِنْهُمْ، أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَرَبَطُوهُمْ بِهَا، فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ: هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ، وَاللهِ لَا أَصْحَبُكُمْ، إِنَّ لِي بِهَؤُلَاءِ لَأُسْوَةً. يُرِيدُ الْقَتْلَ، فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ، فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَقَتَلُوهُ.
فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ، حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ، بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَابْتَاعَ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ خُبَيْبًا، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ يَوْمَ بَدْرٍ، فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا، حَتَّى أَجْمَعُوا قَتْلَهُ، فَاسْتَعَارَ مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الْحَارِثِ مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا لِلْقَتْلِ، فَأَعَارَتْهُ إِيَّاهَا، فَدَرَجَ بُنَيٌّ لَهَا، قَالَتْ: وَأَنَا غَافِلَةٌ، حَتَّى أَتَاهُ، فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسَهُ (2) عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ، قَالَتْ: فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ، قَالَ: أَتَحْسَبِينَ (3) أَنِّي أَقْتُلُهُ؟! مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَلِكَ (4). فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، قَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ قِطْفًا مِنْ عِنَبٍ فِي يَدِهِ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرَةٍ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّهُ لَرِزْقٌ رَزَقَهُ اللهُ خُبَيْبًا.
(1) في (م): تمكنوا.
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) وباقي النسخ: يجلسه.
(3)
كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: أتخشين.
(4)
لفظة "ذلك" من (ظ 3).
فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ، قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ: دَعُونِي أَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ. فَتَرَكُوهُ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَوْلَا أَنْ تَحْسِبُوا أَنَّ مَا بِي جَزَعًا مِنَ الْقَتْلِ لَزِدْتُ. اللهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا، وَلَا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا:
فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
…
عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ
…
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ أَبُو سِرْوَعَةَ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَتَلَهُ، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا الصَّلَاةَ.
وَاسْتَجَابَ اللهُ عز وجل لِعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ أُصِيبَ، فَأَخْبَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ يَوْمَ أُصِيبُوا خَبَرَهُمْ، وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ، حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ، لِيُؤْتَى بِشَيْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ، وَكَانَ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبَعَثَ اللهُ عز وجل عَلَى عَاصِمٍ مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ، فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَنْ يَقْطَعُوا مِنْهُ شَيْئًا (1).
(1) إسناداه صحيحان، الأول شيخُ أحمد فيه سليمان بن داود -وهو الهاشمي- ثقة من رجال أصحاب السنن، ومن فوقه من رجال الشيخين، والثاني الذي عن يعقوب -وهو ابن إبراهيم بن سعد الزهري- فعلى شرطهما. عُمَر بن أسيد بن جارية الثقفي، كذا سمَّاه إبراهيم بن سعد وبعض الرواة عن الزهري، وسمَّاه معمر وشعيب بن أبي حمزة وآخرون عَمْراً، وترجم له بهذا الاسم الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 22/ 44 - 45 فقال: عمرو بن أبي سفيان بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أسيد بن جارية الثقفي المدني حليف بني زهرة، وقد يُنسب إلى جدِّه، ويقال: عُمر، وعَمْرو أصحُّ. وانظر "فتح الباري" 7/ 310 و 380.
وأخرجه الطيالسي (2597)، وابن سعد 2/ 55 - 56، والبخاري (3989)، وأبو داود (2660) و (3112)، والطبراني في "الكبير"(2192) و 17/ (463)، والبيهقي في "السنن" 9/ 145 - 146 و 146، وفي "الدلائل" 3/ 323 - 325، والمزي في "التهذيب" 22/ 45 - 46 من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإِسناد- وبعضهم لم يسق لفظه.
وأخرجه البخاري (3045) و (7402)، وأبو داود (2661)، والنسائي في "الكبرى"(8839) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به. وبين الزهري في هذه الرواية أن الذي حدَّثه بقصة استعارة خبيب بن عدي للموسى وما جرى مع ابنة الحارث وابنها، هو عبيد الله بن عياض عن بنت الحارث نفسها.
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 2/ 540 - 541 من طريق جعفر بن عون، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن عمرو بن أبي سفيان، به.
وسيأتي برقم (8096) من طريق معمر، عن الزهري.
قوله: "جدَّ عاصم بن عمر بن الخطاب"، يريد أنه جده لأمه، قال في "الفتح" 7/ 310: وهو وهم من بعض رواته، فإن عاصم بن ثابت خال عاصم ابن عمر، لا جده، لأن والدة عاصم هي جميلة بنت ثابت أخت عاصم، وكان اسمها عاصية فغيَّرها النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله: "ورجل آخر"، سماه ابنُ إسحاق -كما في "السيرة" 3/ 181 - عبدَ الله بنَ طارق.
وقوله: "يستحد بها"، أي: يحلق عانته.
وقوله: "أن ما بي جزعاً"، قال السندي: هكذا في نسخ "المسند" بالنصب، وكأنه مبني على أن "ما" زائدة، مثل: عمّا قليلٍ، وفي "البخاري": جزعٌ، بالرفع، وهو الظاهر. =
7929 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ، فَأَمْشِي، فَإِذَا مَشَيْتُ سَبَقَنِي، فَأُهَرْوِلُ فَأَسْبِقُهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي فَقَالَ: تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ، وَخَلِيلِ (1) إِبْرَاهِيمَ (2).
7930 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نُهِيَ عَنِ الِاخْتِصَارِ فِي الصَّلَاةِ. فَقُلْنَا لِهِشَامٍ: ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ بِرَأْسِهِ، أَيْ: نَعَمْ (3).
7931 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ
= أحصِهم: بقطع همزة، أي: أهلكهم بحيث لا يبقى منهم واحد.
بدَداً: بفتحتين، أي: متفرقين.
وقوله: "وذلك في ذات الإِله"، أي: القتل في وجهه تعالى وطلب رضاه وثوابه.
وشِلْو: أي جسد.
ممزَّع: أي مقطَّع.
الدَّبْر: ذكور النحل، أو الزنابير.
(1)
في (م) والأصول الخطية: وخليلي، لكن تقرأ في (ظ 3): وخليل، دون ياء، وجاء على هامش (س): لعله: خليل، قلنا: وهو الصواب، وقد سلف الكلام على هذه اللفظة عند الحديث (7506).
(2)
ضعيف، وهو مكرر (7506).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7897).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" الرَّحِمُ شِجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ عز وجل، تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَقُولُ: يَا رَبِّ قُطِعْتُ، يَا رَبِّ ظُلِمْتُ، يَا رَبِّ أُسِيءَ إِلَيَّ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عبد الجبار -وهو الأنصاري- روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وتفرّد شعبة بالرواية عنه، وقال ابن معين: ليس لي به علم، وجهله العقيلي، وقال أبو حاتم: شيخ، ومع ذلك فقد قال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 339: إسناده جيد قوي. وتساهل ابن حبان فذكره في "الثقات"، وكذا الهيثمي في "المجمع" 8/ 149 - 150 فوثقه! قلنا: وللحديث طرق أخرى يصح بها.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 538 عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2543)، والبخاري في "الأدب المفرد"(65)، وابن حبان (442) و (444)، والحاكم 4/ 162، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 220، والمزي في "التهذيب" 25/ 584 من طرق عن شعبة، به. وزادوا فيه:"فيجيبها ربُّها: أما تَرْضَيْن أن أقطعَ من قطعك، وأصل من وصلك".
وسيأتي الحديث بهذه الزيادة برقم (8975) و (9273) و (9871) من طرق أخرى عن شعبة.
وأخرجه البخاري في "الصحيح"(5988)، ومن طريقه البغوي (3434) عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه:"إن الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلكِ وصلته، ومن قطعك قطعته".
وبنحوه سيأتي في "المسند" برقم (8367) من طريق سعيد بن يسار، وبرقم (10469) من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة.
ويشهد له بهذا اللفظ حديث سعيد بن زيد، وقد سلف برقم (1651).
وحديثُ عبد الرحمن بن عوف، سلف برقم (1659). =
7932 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي وَقَرَّتْ عَيْنِي، فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ. فَقَالَ:" كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ " قَالَ: قُلْتُ (1): أَنْبِئْنِي عَنْ أَمْرٍ إِذَا أَخَذْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ. قَالَ: " أَفْشِ السَّلَامَ، وَأَطْعِمِ الطَّعَامَ، وَصِلِ الْأَرْحَامَ، وَقُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، ثُمَّ ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ "(2).
= وحديثُ ابن عباس، سلف أيضاً برقم (2953).
وحديثُ عبد الله بن عمرو، سلف كذلك برقم (6494).
وحديثُ عائشة، وسيأتي 6/ 62.
الشّجنة، قال السندي: مثلثة الشين المعجمة مع سكون الجيم وبعده نون: شعبة من غصن الشجرة، قيل: المراد هاهنا أنه مشتق من اسم الرحمن، وهو الموافق للأحاديث، والمرادُ أنه مأخوذ من اسم الرحمن لفظاً، ومناسبٌ بذلك الاسم معنى من حيث إن اسم الرحمن كما يقتضي ثبوت الرحمة لمسماه، كذلك قرابة الرحم تقتضي الرحمة فيما بين أصحابها طبعاً.
(1)
زاد في (م) والنسخ المتأخرة بعده: يا رسولَ الله.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي ميمونة، فقد روى له أصحابُ السنن الأربعة، وهو ثقة، قيل: هو الفارسي الأبار، ومنهم من فرق بين الفارسي والأبار، وقد اختلف في اسمه. وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقد تحرف في (م) إلى: هشام.
وأخرجه الحاكم 4/ 129 و 160 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد، وصححه في الموضعين، ووافقه الذهبي، ولم يذكر في الموضع الأول الشطر الأول من الحديث.
وأخرجه ابن حبان (508) و (2559) من طريق أبي عامر العقدي، عن =
7933 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا، مُرْدًا، بِيضًا، جِعَادًا، مُكَحَّلِينَ، أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي عَرْضِ سَبْعِ أَذْرُعٍ "(1).
= همام بن يحيى، به. ولم يذكر في الموضع الأول الشطر الأول منه.
وسيأتي برقم (8295) و (8296) و (10399). وانظر (9084).
(1)
حديث حسن بطرقه وشواهده دونَ قوله: "في عرض سبع أذرع"، فقد تفرد بها علي بن زيد وهو ابن جُدْعان-، وهو ضعيف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 114، وابن أبي داود في "البعث"(64) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطبراني في "الصغير"(808)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(255)، وابن عدي 5/ 1842، والبيهقي في "البعث"(419) و (420) من طرق عن حماد، به.
وأخرجه ابن سعد 1/ 32 من طريق يحيى بن السكن، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
وسيأتي موصولاً برقم (8524) و (9375) و (10913)، والموضع الأخير مختصر، وسلف برقم (7165) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: أن أول زمرة تدخل الجنة على صورة آدم في طول ستين ذراعاً.
وأخرج الدارمي (2828)، والترمذي (2539)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(256) من حديث معاذ بن هشام، عن أبية، عن عامر الأحول، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهل الجنة جُرد مُرد كُحل، لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم". وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف، وقال الترمذي: حسن غريب. =
7934 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عِسْلِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنِ السَّدْلِ فِي الصَّلَاةِ (1).
= وله شاهد من حديث معاذ بن جبل، سيأتي 5/ 243، وفيه شهر أيضاً.
وآخر من حديث أنس بن مالك أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 219، وابن أبي داود في "البعث"(65)، والطبراني في "الصغير"(1164)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 56، وفي "صفة الجنة"(255)، والبيهقي في "البعث"(418)، وفيه هارون بن رئاب وقد اختلف في سماعه من أنس.
جُرداً مُرداً، قال السندي: الأول جمع أجْرَد: وهو من لا شَعْر على جسده، والثاني جمع أمرد: وهو من لا شعر على ذقنه.
وجعاداً: قال: ضُبط بكسر جيم، جمع جَعْد بفتح فسكون، وفي "المجمع": الجعد في صفات الرجال يكون مدحاً وذماً، فالمدح أن يكون شديد الأسر والخَلْق، أو يكون جعد الشعر، وهو ضدُّ السَّبط، لأن السُّبوطة أكثرها في شعر العجم، والذمّ القصير المتردِّد الخَلْق، وقد يطلق على البخيل، يقال: هو جعد اليدين، ويجمع على جِعاد.
تنبيه: أورد الحافظان: ابن كثير في "جامع المسانيد" 7/ ورقة 174، وابن حجر في "الأطراف" 8/ 32 لهذا الحديث إسناداً ليس في نسخنا الخطية، وهو: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا محمد بن زياد، سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره، وقال فيه:"سبعين ذراعاً". وهذا إسناد صحيح.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عِسْل بن سفيان. أبو كامل: هو مظفَّر بن مُدْرك، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 20/ 54 - 55 في ترجمة عسلٍ من =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الترمذي (378)، ومن طريقه البغوي (518) من طريق قبيصة بن عقبة، وابن حبان (2289) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد به.
وسيأتي برقم (8496) و (8551) و (8582) من طريق عِسْل بن سفيان، به.
وأخرجه أبو داود (643)، وابن خزيمة (772) و (918)، وابن حبان (2353)، والحاكم 1/ 253، والبيهقي 2/ 242، والبغوي (519) من طريق الحسن بن ذكوان، عن سليمان الأحول، عن عطاء، به. وزاد في آخره: وأن يغطي الرجلُ فاهُ. وهذا إسناد ضعيف لضعف الحسن بن ذكوان، وإحدى طريقي أبي داود مرسلة.
تنبيه: وقع في "تحفة الأشراف" للمزي 10/ 261، وهو بصدد إيراد طريق أبي داود: الحسين بن ذكوان - الثقة، بالتصغير، وذكر أيضاً في ترجمة الحسين هذا من "تهذيب الكمال" 6/ 372 أنه روى عن سليمان الأحول، ورمز لروايته بحرف "د"، ولا ندري كيف وقع له هذا، فقد رواه البغوي من طريق أبي داود فقال فيه: الحسن مكبراً، وذكر صاحب "بذل المجهود" 4/ 307 أن الذي في نسخ أبي داود الموجودة عنده "حسن" بغير ياء. ووقع أيضاً في "مستدرك الحاكم": حسين، مصغراً، وصححه على شرط الشيخين! لكن أخرجه عنه البيهقي فقال فيه: حسن، بغير ياء!
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" كما في "نصب الراية" 2/ 96 عن أبي بحر البكراوي -واسمه عبد الرحمن بن عثمان- عن سعيد بن أبي عروبة، عن عامر الأحول، عن عطاء، عن أبي هريرة. وهو إسناد ضعيف لضعف أبي بحر البكراوي.
وأرسله هشيم عن عامر الأحول، فقد أخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/ 482، ومن طريقه البيهقي 2/ 242 عن هشيم، أخبرنا عامر الأحول قال: سألت عطاء عن السدل فكرهه، فقلت: أعن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم. وقال: وهذا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الإِسناد وإن كان منقطعاً ففيه قوة للموصولَين قبله.
لكن أخرج أبو داود (644) عن محمد بن عيسى ابن الطباع، عن حجاج ابن محمد الأعور، عن ابن جريج قال: أكثر ما رأيت عطاءً يُصلي سادلاً. وقال: وهذا يضعف ذلك الحديث. يعني حديث أبي هريرة في النهي عنه.
وأما البيهقي، فقال في "سننه" 2/ 242: وروينا عن عطاء بن أبي رباح أنه صلَّى سادلاً، وكأنه نسي الحديث أو حمله على أن ذلك إنما لا يجوز للخيلاء، وكان لا يفعله خُيلاءَ، والله أعلم.
وللنهي عن السدل شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه البيهقي 2/ 243 من طريق عبد الرزاق، عن بشر بن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي عبيدة، عنه أنه كره السدل في الصلاة، وذكر أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يكرهه. ثم قال: تفرد به بشر بن رافع وليس بالقوي. قلنا: بشر هذا متفق على ضعفه.
وروي عن أبي جحيفة قال: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم برجل يصلي قد سدل ثوبه، فعطفه عليه. أخرجه البزار (595 - كشف الأستار)، والطبراني في "الصغير"(867)، و"الكبير" 22/ (353)، والبيهقي 2/ 243، وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 50 وقال: ضعيف. وهو كما قال.
وروى أبو عبيد في "الغريب" 3/ 481، ومن طريقه البيهقي 2/ 243 عن هشيم قال: أخبرنا -وعند البيهقي: عن- خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب، عن أبيه، عن علي: أنه خرج فرأى قوماً يصلون قد سدلوا ثيابهم، فقال: كأنهم اليهود خرجوا من فِهْرهم. وهذا إسناد صحيح. والفِهْر: موضع مِدراسهم الذي يجتمعون فيه كالعيد يُصلون فيه ويسدلون ثيابهم.
والسَّدْل، قال السندي: هو أن يضع وسط الرداء على رأسه ويرسل طرفيه عن يمينه ويساره من غير أن يجعلهما على كتفيه، وهذا التفسير هو مختار طوائف من العلماء من أهل المذاهب. وقيل: هو إسبال الرجل ثوبَه من غير أن يضم جانبيه بين يديه، فإن ضمه فليس بسدل. وقيل: هو إرسال الثوب حتى يصيب =
7935 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ "(2).
= الأرض، وذلك من الخيلاء. وقيل: هو أن يلتحف بثوبه ويدخل يديه من داخل فيركع ويسجد وهو كذلك، وكانت اليهود تفعله، فنهوا عنه.
قال ابن قدامة في "المغني" 2/ 297: وكره السدلَ ابنُ مسعودٍ، والنَّخعي، والثوري، والشافعي، ومجاهد، وعطاء، وروي عن جابر وابن عمر الرُّخصة فيه، وعن مكحول والزهري وعبيد الله بن الحسن بن الحصين أنهم فعلوه، وعن الحسن وابن سيرين أنهما كانا يَسْدُلان فوق قميصهما، وقال ابن المنذر: لا أعلم فيه حديثاً يَثْبُت. وانظر "شرح السنة" للبغوي 2/ 427 - 428.
(1)
قوله "عن أبيه" سقط من (م) والنسخ المتأخرة، وهو ثابت في النسخ العتيقة، وفي المصادر التي خرجت الحديث من هذا الطريق.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن حبان (6168) من طريق عبد الأعلى بن حماد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(901)، ومسلم (2638)(159)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(102)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 94، والخطيب في "تاريخه" 3/ 329 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 238، والبغوي (3471) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وسيأتي برقم (10824) من طريق أبي صالح، وبرقم (10956) ضمن حديث من طريق يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة. =
7936 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ يَمِيلُ لِإِحْدَاهُمَا (1) عَلَى الْأُخْرَى، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَجُرُّ أَحَدَ شِقَّيْهِ سَاقِطًا " أَوْ مَائِلًا " شَكَّ يَزِيدُ (2).
= وفي الباب عن عائشة عند البخاري (3336).
وفي معنى الحديث ذكر الخطابي وجهين، أصحهما -إن شاء الله تعالى-: أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير والشر، والصلاح والفساد، فإن الخيِّر من الناس يحنُّ إلى شكله، والشرِّير نظير ذلك يميل إلى نظيره، فتعارف الأرواح يقع بحسب الطِّباع التي جُبلت عليها من خير وشر، فإذا اتفقت تعارفت، وإذا اختلفت تناكرت. انظر "أعلام الحديث" 3/ 1530، و"شرح مسلم" للنووي 16/ 185، و"الفتح" 6/ 369.
(1)
من أول السند إلى حرف اللام من كلمة "لإِحداهما" سقط من (م) والنسخ المتأخرة، وأثبتناه من النسخ العتيقة للمسند، وهي (ظ 3) و (عس) و (ل).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2454)، والدارمي (2206)، وأبو داود (2133)، والترمذي (1141)، والنسائي 7/ 63، والحاكم 2/ 186، والبيهقي 7/ 297 من طرق عن همام بن يحيى، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (8568) و (10090).
قال الخطابي في "معالم السنن" 3/ 218 - 219: في هذا دلالة على توكيد وجوب القَسْم بين الضرائر الحرائر، وإنما المكروهُ مِن الميل هو ميلُ العِشْرة الذي يكون معه بخسُ الحق، دونَ ميلِ القلوب، فإن القلوب لا تُملَك، فكان رسول =
7937 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. وَعَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ (1)، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" تَخْرُجُ الدَّابَّةُ وَمَعَهَا عَصَا مُوسَى عليه السلام، وَخَاتَمُ سُلَيْمَانَ عليه السلام، فَتَخْطِمُ الْكَافِرَ - قَالَ عَفَّانُ: أَنْفَ الْكَافِرِ - بِالْخَاتَمِ، وَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالْعَصَا، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْخِوَانِ لَيَجْتَمِعُونَ عَلَى خِوَانِهِمْ، فَيَقُولُ هَذَا: يَا مُؤْمِنُ، وَيَقُولُ هَذَا: يَا كَافِرُ "(2).
= الله صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي في القَسْم بين نسائه ويقول: "اللهم هذا قَسْمي فيما أملِك، فلا تؤاخذني فيما لا أملك"(أخرجه أصحاب السنن، وهو صحيح، وقال أبو داود: يعني القلب)، وفي هذا نزل قولُه تعالى:{ولن تستطيعوا أن تَعْدِلوا بين النساءِ ولو حَرَصْتُم فلا تميلوا كلَّ المَيْلِ فتَذَروها كالمعَلَّقَة} [النساء: 129].
(1)
تحرف في (م) إلى: يزيد.
(2)
إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان.
وأخرجه الحاكم 4/ 485 - 486 من طريق يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2564)، وإسحاق بن راهويه (511)، وابن ماجه وأبو الحسن القطان في زوائده عليه (4066)، والترمذي (3187)، والطبري في "تفسيره" 20/ 15 من طرق عن حماد، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب! ووقع في روايته ورواية إسحاق: "تختم" بالتاء بدل الطاء.
وسيأتي برقم (10361).
وفي خروج الدابة انظر "النهاية" 1/ 208 - 214، و"التفسير" 6/ 220 - 223، كلاهما لابن كثير.
فتَخْطِم، قال السندي: كتَضْرِب لفظاً ومعنى، وقيل: أي: تَسِمُه به، من =
7938 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَنْفُضْهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا حَدَثَ بَعْدَهُ، وَإِذَا وَضَعَ جَنْبَهُ فَلْيَقُلْ: بِاسْمِكَ اللهُمَّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، اللهُمَّ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا، فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ "(1).
7939 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ "(2).
7940 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل
= خطمت البعير: إذا كويته.
وتجلو وجه المؤمن، أي: تنوِّره.
والخِوان: بكسر الخاء، وهو ما يوضع عليه الطعام.
(1)
صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر -وهو ابن حفص بن عاصم العمري-، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. المقبري: هو سعيد بن أبي سعيد. وانظر (7360).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الربيع بن مسلم -وهو الجمحي- فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم. انظر (7504).
اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " (1).
7941 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ، فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ، فَانْتَهَى إِلَى الْحَرَّةِ، فَإِذَا هِيَ (2) فِي
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 155، وأبو داود (4654)، والحاكم 4/ 77 - 78 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه بهذا اللفظ على اليقين "إن الله اطّلع عليهم فغفر لهم" إنما أخرجاه (يعني من حديث عليٍّ) على الظن "وما يُدريك لعل الله تعالى اطلع على أهل البدر". قلنا: وهذا الأخير هو الصواب.
وأخرجه كذلك -يعني على الظن- الدارمي (2761) عن عمرو بن عاصم، وأبو داود (4654) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به.
وقد سلف على الظن من حديث علي بن أبي طالب برقم (600) و (827).
ومن حديث ابن عباس برقم (3061).
ومن حديث ابن عمر برقم (5878).
وسيأتي من حديث جابر في مسنده 3/ 350.
(2)
كذا في (ل) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: هو. وفي "حاشية السندي": هو، أي: الماء.
أَذْنَابِ شِرَاجٍ، وَإِذَا شَرْجَةٌ (1) مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ، قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَبِعَ الْمَاءَ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ، بِالِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، لِمَ سَأَلْتَنِي (2) عَنِ اسْمِي؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، لِاسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: أَمَّا إِذَا قُلْتَ هَذَا، فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا خَرَجَ مِنْهَا، فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثَهُ، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ " (3).
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: شراجة، وهو خطأ.
(2)
في (م): تسألني.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2984)، وابن حبان (3355) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2587)، ومن طريقه مسلم (2984)(45)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 275 - 276، والبيهقي 4/ 133 عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، به.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 192 من طريق عمرو بن مرزوق، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، به.
قوله: "اسق حديقة فلان"، قال السندي: الحديقة: البستان الذي يدور عليه الحائط.
والحَرَّة: أرض ذات حجارة سُود.
وأذناب شِراج: جمع شَرْج -بفتح فسكون-: هو مَسيلِ الماءِ من الحَرَّة إلى =
7942 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِي الدُّنْيَا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ (2)، وَمَنْ نَفَّسَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً يَوْمَ الْقِيَامَةَ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ "(3).
7943 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ يَعْلَمُهُ (4) فَكَتَمَهُ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ "(5).
= السهل، ويقال: الشَّرج بفتح فسكون للجنس، ويقال للواحد: شَرْجة بزيادة التاء. والأذناب: الأسافل، أي: في أسافل المسايل والأودية.
والمِسْحاة: آلة من حديد. قلنا: وهي المِجْرفة.
وأَردُّ، أي: أزرع فيها بالثلث.
(1)
قوله: "عن أبي صالح"، سقط من (م) والنسخ المتأخرة، واستدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "أطراف المسند" 7/ 174.
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) وبقية النسخ: في الآخرة، فقط.
(3)
حديث صحيح، وانظر الكلام على إسناده مفصلاً عند الحديث رقم (7701).
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 85، والنسائي في "الكبرى"(7284) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
(4)
لفظة "يعلمه" ليست في (م) و (ظ 1).
(5)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لتدليس الحجاج بن أرطاة، لكنه =
7944 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ، فَمَاتَ، فَمِيتَةٌ (1) جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، وَيُقَاتِلُ لِعَصَبَةٍ، وَيَنْصُرُ عَصَبَةٍ (2)، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، لَا يَنْحَاشُ (3) لِمُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدِهَا، فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ "(4).
= متابع، فانظر ما سلف برقم (7571). عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 55 عن أبي خالد الأحمر، عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإِسناد.
وسيأتي من طريق حجاج أيضاً برقم (10487) و (10597).
(1)
كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: فميتته.
(2)
في (م): يغضب لعصبته، ويقاتل لعصبته، وينصر عصبته.
(3)
كذا في (ظ 3) و (ل)، وفي (عس) و (س) وغيرهما: لا يتحاش، لكن ضبب عليها في (عس)، وفي (م): لا يتحاشى، بالألف المقصورة.
وفي معنى "لا ينحاش" قال السندي: لا ينقبض. وفي "صحيح مسلم": "لا يتحاشَ"، قال النووي في شرحه 12/ 239: وفي بعض النسخ: يتحاشى، بالياء، ومعناه: لا يكترث بما يفعله فيها، ولا يخاف وبالَه وعقوبتَه.
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس بن رياح -واسمه زياد- فمن رجال مسلم، وقيل في اسم أبية أيضاً: رباح، بالموحدة. =
7945 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: إِنَّ الْحَسَنَةَ تُضَاعَفُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ. قَالَ: وَمَا أَعْجَبَكَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَوَاللهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ (1) - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: كَذَا قَالَ
= وأخرجه إسحاق بن راهويه (145) عن وهب بن جرير، ومسلم (1848)(53)، والبيهقي 8/ 156 من طريق شيبان بن فروخ، كلاهما عن جرير بن حازم، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (1848)(54) من طريق مهدي بن ميمون، عن غيلان، به.
وسيأتي برقم (8061) مرفوعاً، وبرقم (10333) و (10334) موقوفاً.
ويشهد لأوله حديث ابن عمر، سلف برقم (5386)، وهناك ذُكِرت باقي شواهده.
ويشهد لقوله: "ومن قاتل تحت راية عمِّيَّة" حديث جندب البجلي عند مسلم (1850)، وهو في "صحيح ابن حبان"(4579).
قوله: "من الطاعة"، قال السندي: أي: طاعة الإِمام.
والجماعة، أي: جماعة المسلمين المجتمعة على إمام واحد.
فميتة، بكسر الميم: حالة الموت.
جاهلية: صفة، وتحتمل الإِضافة، والمعنى: فميتة كميتة أهل الجاهلية، والمراد: أنه مات كما يموت أهل الجاهلية من الضلال، وليس المراد الكفر.
وقوله: "تحت راية عُِمِّية"، بكسر عين، وحكي ضمها: هي الأمر الذي لا يستبين وجهُه، وقيل: هي جماعة مجتمعة على أمر مجهول لا يعرف أنه حق أو باطل.
والعصبة: قوم الرجل.
(1)
في (م) والنسخ المتأخرة: سمعت.
أَبِي - يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ لَيُضَاعِفُ الْحَسَنَةَ أَلْفَيْ أَلْفِ حَسَنَةٍ "(1).
7946 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِخَمْسِ مِئَةِ عَامٍ "(2).
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ومبارك بن فضالة مدلِّس وقد عنعنه. وقال الحافظ ابن كثير بعد أن أورد هذا الحديث في "تفسيره" 1/ 442: هذا حديث غريب، وعلي بن زيد بن جدعان عنده مناكير.
قلنا: وأخرجه الطبري في "تفسيره" 5/ 91 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (10760) من طريق سليمان بن المغيرة عن علي بن زيد.
وأورده ابن كثير عن ابن أبي حاتم، عن أبي خلاد سليمان بن خلاد المؤدب، عن يونس بن محمد المؤدب، عن محمد بن عقبة الرفاعي، عن زياد الجصاص، عن أبي عثمان النهدي -وذكر قصة فيها هذا الحديث. قلنا: وهو إسناد ضعيف، زياد الجصاص -وهو زياد بن أبي زياد الجصاص- ضعيف، ومحمد بن عقبة الرفاعي قال ابن أبي حاتم 8/ 36 عن أبيه: شيخ.
وانظر ما سلف برقم (7196).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 246، وابن ماجه (4122)، والترمذي (2353) و (2354)، والنسائي في "الكبرى"(11348)، وابن حبان (676)، وأبو نعيم 7/ 91 و 8/ 212 و 250 من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: حسن صحيح.
وسيأتي برقم (8521) و (9823). =
7947 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كَانَ زَكَرِيَّا نَجَّارًا "(1).
7948 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّ رَجُلًا أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ، إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا - أَوْ قَالَ: عَمِلْتُ عَمَلًا ذَنْبًا - فَاغْفِرْهُ. فَقَالَ عز وجل: عَبْدِي عَمِلَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي. ثُمَّ عَمِلَ ذَنْبًا آخَرَ - أَوْ قَالَ: أَذْنَبَ ذَنْبًا
= وأخرجه أبو نعيم 7/ 99 - 100 من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة.
وله طريقان آخران يصحُّ بهما سيأتيان برقم (10654) و (10730).
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سيأتي 3/ 63.
وعن عبد الله بن عمرو عند ابن حبان (667) و (678).
وعن أنس عند الترمذي (2352).
وعن جابر عند الترمذي أيضاً (2355).
وعن ابن عمر عند ابن أبي شيبة 13/ 244، وابن ماجه (4124).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نفيع الصائغ، وثابت: هو ابن أسلم البناني.
وأخرجه مسلم (2379)(169)، وابن ماجه (2150)، وابن حبان (5142) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9257) و (10294).
آخَرَ - فَقَالَ: رَبِّ، إِنِّي عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ. فَقَالَ تبارك وتعالى: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي. ثُمَّ عَمِلَ ذَنْبًا آخَرَ - أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ - فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ. فَقَالَ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي. ثُمَّ عَمِلَ ذَنْبًا آخَرَ - أَوْ قَالَ: أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ - فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ. قَالَ: عَبْدِي عَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي (1)، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ " (2).
(1) من قوله: "ثم عمل ذنباً" في المرة الرابعة، إلى هنا، استدركناه من (ظ 3) و (عس) ومن "جامع المسانيد والسنن" 7/ ورقة 109 - 110، وسقط من (م) وبقية النسخ.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهمام بن يحيى -وتحرف في (م) إلى: همام عن يحيى-: هو العَوْذي، وعبد الرحمن بن أبي عمرة: هو الأنصاري.
وأخرجه ابنُ حبان (622) من طريق الحسن بن محمد بن الصباح، والحاكم 4/ 242 من طريق إبراهيم بن عبد الله، كلاهما عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. ولم يذكرا فيه المرة الرابعة التي أشرنا إليها في التعليق السابق.
وأخرجه البخاري (7507) من طريق عمرو بن عاصم، ومسلم (2758)(30)، والبيهقي 10/ 188 من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن همام بن يحيى، به. ولم يذكرا فيه الرابعة أيضاً.
وسيأتي برقم (9256) و (10379) و (10380).
قوله: "فليعمل ما شاء"، قال السندي: أي: إنه يغفر له ما يعمل ما دام يستغفر، فهذا ترغيب له فى الاستغفار وفي الثبات على الرجاء والخوف، لا إذن =
7949 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ وَحُسَيْنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي قَحْذَمٍ، قَالَ: وُجِدَ فِي زَمَنِ زِيَادٍ أَوِ ابْنِ زِيَادٍ صُرَّةٌ (1) فِيهَا حَبٌّ أَمْثَالُ النَّوَى (2) عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ: هَذَا نَبَتَ فِي زَمَانٍ كَانَ يُعْمَلُ فِيهِ بِالْعَدْلِ (3).
7950 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ (4)، وَهُوَ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ
= له في الذنوب، والله تعالى أعلم.
(1)
تحرفت في (م) إلى: حفرة.
(2)
في (م) وبعض النسخ المتأخرة: أمثال الثوم.
(3)
هذا خبر إسناده ضعيف لا يثبت، وليس هو بحديث، ولا ندري وجه وقوعه في مسند أبي هريرة!
أبو قحذم هذا قال يحيى بن معين في "تاريخه" 2/ 721: أبو قحذم الذي يروي عنه عوفٌ لا أدري ما اسمه، وأورد البخاري في "الكنى" ص 64، وابن أبي حاتم 9/ 429 راوياً يقال له: أبو قحذم، وقالا: رأى أبا بكرة، زاد ابن أبي حاتم: روى عنه منصور بن زاذان. فلا ندري: أهو نفسه الذي روى عنه عوف بن أبي جميلة أم لا؟
وفي هذه الطبقة راوٍ يكنى أبا قحذم، واسمه سليمان بن ذكوان، قال فيه يحيى بن معين في "التاريخ" 2/ 654: ليس بشيء، وأورده ابن أبي حاتم 4/ 116 فقال عن أبيه: سليمان بن ذكوان أبو قحذم بصري، روى عن أنس، روى عنه محبر بن قحذم. ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وذكره ابن حبان في "ثقاته" 4/ 312!
(4)
تحرف في (م) إلى: يونس.
كَانَ الْعِلْمُ بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ " (1).
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 207 عن مروان بن معاوية، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 64، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 4 من طريق هوذة بن خليفة، كلاهما عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإِسناد.
ولفظ حديث مروان بن معاوية: "لو كان الدِّين" مكان قوله: "لو كان العلم"، وهو الصواب الموافق لرواية الصحيح، وسيأتي هكذا على الصواب برقم (8081) من طريق يزيد بن الأصم، و (9406) من طريق أبي الغيث، كلاهما عن أبي هريرة، وفي رواية أبي الغيث قصة، وقد وقع لفظ الحديث في بعض المصادر "لو كان الإِيمان بالثريا"، وفي بعضها الآخر "لو كان الدِّين".
وكرواية شهر بن حوشب عند المصنف -أي: "لو كان العلم"- أخرجه ابن حبان (7309)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 5 من طريق يحيى بن أبي الحجاج، عن عوف بن أبي جميلة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف، فيحيى بن أبي الحجاج لين الحديث، ثم إنه خالف من هو أوثق منه في عوف فجعله عن ابن سيرين، والصواب من حديث عوف عن شهر.
وأخرجه كذلك أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 6 من طريق أحمد بن يوسف بن إسحاق المنبجي، عن سهل بن صالح الأنطاكي، عن أبي عامر العقدي، عن مالك، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن جبير، عن أبي هريرة. وهذا إسناد واه جداً، والآفة فيه أحمد بن يوسف المنبجي، فقد ذكره الذهبي في "الميزان" 1/ 166، وقال: لا يعرف، وأتى بخبر كذب، ثم ساق له حديثاً موضوعاً في فضل النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر.
وسيأتي حديث المصنِّف برقم (9440) و (10057) من طريق عوف، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.
وله شاهد بهذا اللفظ من حديث عائشة عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 7 - 8، وفيه شيخه وشيخ شيخه لم نتبينهما!
7951 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اطَّلَعْتُ فِي النَّارِ، فَرَأَيْتُ (2) أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ "(3).
7952 -
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ، صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ، حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّانُ (4) الَّذِي ذَكَرَ اللهُ
(1) في (م) والنسخ الخطية: "عن محمدٍ"، وكان في (عس) وحدها: عن شهر بن حوشب، ثم رُمِّج وكُتِب على هامشها بخط مغاير: محمد، ويغلب على ظننا أن ما أثبتناه هو الصواب، فقد أورد الحافظان: ابن كثير في "جامع المسانيد" 7/ ورقة 97، وابن حجر في "أطراف المسند" 7/ 311 هذا الحديث في ترجمة شهر عن أبي هريرة، ثم إن هذا الإِسناد مكرر ما قبله، والله تعالى أعلم.
(2)
في (م): فوجدت.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف شهر بن حوشب، لكن حديثه حسن في الشواهد، وهذا منها. عوف: هو ابن أبي جميلة.
وأخرج الشطر الثاني منه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(490) عن كلثوم بن محمد، عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي هريرة. وهذا إسناد منقطع، رواية عطاء عن أبي هريرة مرسلة.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2086).
وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6611)، وانظر بقية شواهده عنده.
(4)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) وبقية النسخ: الرَّيْن. قال ابن =
عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] " (1).
7953 -
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسِّ الْقَرْصَةِ "(2).
= الأثير في "النهاية" 2/ 291: الرَّان والرَّيْن سواء، وأصل الرَّين: الطبع والتغطية.
(1)
إسناده قوي، محمد بن عجلان صدوق قوي الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبري 1/ 112 و 30/ 98 عن محمد بن بشار، عن صفوان بن عيسى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4244)، والترمذي (3334)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(418)، وفي التفسير من "الكبرى"(11658)، والطبري 30/ 98، والحاكم 2/ 517، والبيهقي في "السنن" 10/ 188، وفي "الشعب"(7203) من طرق عن ابن عجلان، به.
(2)
إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه الدارمي (2408)، وابن ماجه (2802)، والترمذي (1668)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(190)، وابن حبان (4655) من طرق عن صفوان بن عيسى، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه ابن أبي عاصم (191)، والنسائي 6/ 36، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 264، والبيهقي 9/ 164، والبغوي في "شرح السنة"(2630)، وفي "تفسيره" 1/ 373 من طرق عن ابن عجلان، به.
وفي الباب عن أبي قتادة عند الطبراني في "المعجم الأوسط"(282)، =
7954 -
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الدِّينُ النَّصِيحَةُ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَنْ؟ قَالَ:" لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ (1)، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ "(2).
= وإسناده ضعيف.
وعن ابن عباس عند ابن أبي عاصم في "الجهاد"(192)، وإسناده ضعيف أيضاً.
(1)
لفظة "ولرسوله" استدركناها من (ظ 3) و (عس) و (ل).
(2)
متن الحديث صحيح، وقد تكلم بعض أهل العلم على الاختلاف الذي وقع في إسناده، فقد قال محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" 2/ 684 - 685: حديث ابن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة غلط، إنما حدَّث أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث "إن الله يرضى لكم ثلاثاً
…
"، وعطاء بن يزيد حاضر ذلك، فحدثهم عطاء بن يزيد، عن تميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الدين النصيحة". ورواه عن إسحاق بن راهويه عن جرير بن عبد الحميد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، بهذه القصة.
وقال البخاري في "التاريخ الأوسط"(المطبوع خطأ باسم الصغير) 2/ 35 بعد أن أشار إلى أسانيده: فمدار الحديث كله على تميم، ولم يصح عن أحد غير تميم.
قلنا: وحديث ابن عجلان عن القعقاع
…
الخ، أخرجه الترمذي (1926)، ومحمد بن نصر (748) من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإِسناد. وزادا في آخره:"وعامتهم"، وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري في "الكبير" 6/ 460، وفي "الأوسط" 2/ 34، والنسائي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 7/ 157 من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم والقعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، به.
وأخرجه البخاري في "الكبير" 6/ 460 - 461، وفي "الأوسط" 2/ 34، ومحمد بن نصر (754) من طريق سليمان بن بلال، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم وعبيد الله بن مقسم، عن أبي صالح، به.
وأخرجه النسائي 7/ 157 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم وسُمَي مولى أبي بكر وعبيد الله بن مقسم، عن أبي صالح، به.
وروي عن مالك بن أنس فاختُلف عليه فيه، فقد رواه عنه معن بن عيسى وعبد الله بن وهب وعبد الله بن نافع ومحمد بن خالد وزياد بن يونس وأحمد بن حاتم بن مخشي، فقالوا فيه: عنه، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وتابعه سفيان الثوري من رواية بشر بن منصور عنه، فرواه عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، وكذا رواه عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني عن سهيل.
وقال علي ابن المديني -كما في تاريخي البخاري "الكبير" و"الأوسط "-: بلغني أن في كتاب عثمان بن عمر: عن مالك، عن سهيل، عن عطاء، عن تميم، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وتابعه سليمان التيمي ويحيى بن سعيد وجرير بن عبد الحميد وخالد بن عبد الله وسفيان بن عيينة وزهير بن معاوية ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، فرووه عن سهيل عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري، وكذلك رواه سفيان الثوري من رواية محمد بن يوسف وابن مهدي، عنه، ورواه عنه علي بن قادم فقال: عن سهيل عن أبيه عن عطاء بن يزيد، عن تميم. وسيأتي حديث تميم الداري في مسنده 4/ 102.
انظر "التاريخ الكبير" 6/ 460 و 461، و"الأوسط" 2/ 34 و 35، و"العلل" =
7955 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي (1) عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: ذُكِرَ الشَّهِيدُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " لَا تَجِفُّ الْأَرْضُ مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ حَتَّى يَبْتَدِرَهُ زَوْجَتَاهُ، كَأَنَّهُمَا ظِئْرَانِ أَظَلَّتَا - أَوْ أَضَلَّتَا - فَصِيلَيْهِمَا بِبَرَاحٍ مِنَ الْأَرْضِ، بِيَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ - أَوْ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ (2) - مِنْهُمَا حُلَّةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(3).
= للدارقطني 3/ ورقة 145، و"تعظيم قدر الصلاة" 2/ 681 - 687، و"الكامل" لابن عدي 1/ 184، و"أخبار أصبهان" لأبي نعيم 1/ 188 - 189، و"تغليق التعليق" لابن حجر 2/ 55 - 61.
وسلف عن ابن عباس برقم (3281).
(1)
لفظ "أبي" سقط من (م).
(2)
ما بين المعترضتين استدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "تهذيب الكمال".
(3)
إسناده ضعيف لجهالة هلال بن أبي زينب، وضعف شيخه شهر بن حوشب. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 30/ 338 في ترجمة هلال من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" -كما في "مصباح الزجاجة" للبوصيري ورقة 179 - ، وعنه ابن ماجه (2798) عن محمد بن أبي عدي، به.
وأخرجه أحمد بن منيع من طريق عباد بن عباد، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر في "مسنده" من طريق حماد بن مسعدة، كلاهما عن ابن عون، به -كما في "مصباح الزجاجة"-. =
7956 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ "(1).
7957 -
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ
= وسيأتي برقم (9520).
الظِّئر -بكسر الظاء-، قال السندي: المرضعة غير ولدها، ويقع على الذكر والأنثى، والتشبيه في شدة الجري وقوة التردد.
أو أضلَّتا: هو الصحيح، أي: غيَّبتا.
فصيليهما: رضيعيهما.
والبراح: هو المتَّسَع من الأرض الذي لا زرع فيه ولا شجر.
(1)
إسناده ضعيف، شتير بن نهار -ويقال في اسمه: سُمير بن نهار- روى عنه محمد بن واسع وأبو نضرة، وأورده البخاري وابن أبي حاتم فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق! كذا قال، مع أن الدارقطني جهَّله في سؤالات البرقاني ترجمة رقم (212)، وقال الذهبي في "الميزان" 2/ 234: نكرة.
وأخرجه أبو داود (4993)، وابن حبان (631)، والحاكم 4/ 241، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 151 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو وهم منهما، ولعله قد التبس عليهما شتير بن نهار بشتير بن شَكَل، الذي خرج له مسلم.
وسيأتي الحديث برقم (8036) و (8709) و (9280) و (10364).
النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " أَنَا وَمَنْ مَعِي " قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الَّذِينَ (1) عَلَى الْأَثَرِ " قِيلَ لَهُ: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: فَرَفَضَهُمْ (2).
7958 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يُرِيدُ بِهَا بَأْسًا، يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ "(3).
7959 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ مِنْ آلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلًى لِأَبِي رُهْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ لَقِيَ امْرَأَةً، فَوَجَدَ مِنْهَا رِيحَ إِعْصَارٍ (4)
(1) المثبت من (ل) و (عس) وفي (م) و (ظ 3) وبقية النسخ: الذي.
(2)
إسناده جيد. صفوان: هو ابن عيسى الزهري البصري.
وهذا الحديث بهذا اللفظ تفرد به الإمام أحمد، وسيأتي مرة أخرى برقم (8483). وفي معناه انظر ما سلف برقم (7123).
وقوله: "فرفضهم"، قال السندي: أي: تركهم ولم يذكر لهم فضلاً.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق. وهو مكرر (7215).
(4)
في (ظ 3): عُصار، وفي (عس): عِصار، وفي (ل): عصارة! وفي "النهاية" لابن الأثير 3/ 247: الإِعصار والعَصَرة: الغُبار الصاعد إلى السماء مستطيلاً، وهي الزوبعة، قيل: وتكون العَصَرة من فوح الطيب، فشبَّهه بما تثير الريحُ من الأعاصير. =
طَيِّبَةً، فَقَالَ لَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ: الْمَسْجِدَ تُرِيدِينَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: وَلَهُ تَطَيَّبْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنَ امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ لِلْمَسْجِدِ فَيَقْبَلُ اللهُ لَهَا صَلَاةً حَتَّى تَغْتَسِلَ مِنْهُ اغْتِسَالَهَا مِنَ الْجَنَابَةِ " فَاذْهَبِي فَاغْتَسِلِي (1).
7960 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فُرَاتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، قَالَ: قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، إِنَّهُ سَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَتَكْثُرُ " قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: " فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمُ الَّذِي جَعَلَ اللهُ لَهُمْ، فَإِنَّ اللهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ "(2).
= وفي "القاموس": العِصَار: هو الغبار الشديد.
(1)
حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله، وقد سلف الكلام على الحديث مفصلاً برقم (7356).
وأخرجه الطيالسي (2557) عن شعبة، بهذا الإِسناد.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. فرات: هو ابن أبي عبد الرحمن القَزّاز، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وأخرجه البخاري (3455)، ومسلم (1842)، والبيهقي 8/ 144، والبغوي (2464) من طريق محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (1842)، وابن ماجه (2871) من طريق حسن بن فرات، وإسحاق بن راهويه (222)، وابن حبان (4555) و (6249) من طريق محمد بن =
7961 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَاصِمٍ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ. قَالَ: " قُلْ: اللهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ. قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ "(1).
= جحادة، كلاهما عن فرات بن أبي عبد الرحمن، به.
قوله: "تَسُوسُهم الأنبياء"، قال السندي: أي: تتولى أمورَهم الأنبياءُ كالأمراء والولاة بالرعية، والسياسة: القيام على الشيء بما يُصلِحه.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن عاصم -وهو ابن سفيان بن عبد الله الثقفي- فقد روى له البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن غيرَ ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 237 - 238، والبخاري في "خلق أفعال العباد"(138) و (583)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(11) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (9) و (2582)، والدارمي (2689)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1202)، وفي "خلق أفعال العباد"(139) و (584)، والترمذي (3392)، والنسائي في "اليوم والليلة"(795)، وابن حبان (962)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 20 و 26، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 167 من طرق عن شعبة، به. قال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1203)، وفي "خلق أفعال العباد" =
7962 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَا كَانَ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامٌ إِلَّا الْأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرَ والْمَاءَ (1).
= (586) و (587)، وأبو داود (5067)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(567)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(45)، والحاكم 1/ 513 من طريق هشيم، عن يعلى بن عطاء، به. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.
وسلف في مسند أبي بكر برقم (51) و (52) و (63).
وفي الباب عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، سلف برقم (6597).
(1)
صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل داود بن فراهيج، وقد سلفت ترجمته عند الحديث رقم (7522)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (5805) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (142) و (143)، والبزار (3677)، وابن حبان (683)، وابن عدي 3/ 949 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه ابن حبان (6345) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة.
وسيأتي برقم (9259) و (9381) و (9911) من طريق داود بن فراهيج، عن أبي هريرة، وبرقم (8653) من طريق الحسن عن أبي هريرة، ولم يسمع منه. وانظر (9249).
وأخرجه مالك 2/ 933 مطولاً، وفيه قصة، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن حميد بن مالك بن خثيم، عن أبي هريرة. وإسناده صحيح.
وأخرج الترمذي (3357) من طريق أبي بكر بن عياش، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: لما نزلت هذه الآية {ثمَّ لتُسأَلُنَّ يومئذٍ عن النَّعيم} [التكاثر: 8] قال الناس: يا رسول الله، عن أيِّ النعيم نُسأَل وإنما هو الأسودان، والعدوُّ حاضرٌ، وسيوفنا على عواتقنا؟ قال:"إن ذلك سيكونُ". =
7963 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: هَجَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: شَهْرًا - فَأَتَاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهُوَ فِي غُرْفَةٍ عَلَى حَصِيرٍ، قَدْ أَثَّرَ الْحَصِيرُ بِظَهْرِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كِسْرَى يَشْرَبُونَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْتَ هَكَذَا! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهُمْ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ (1) الدُّنْيَا ". ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " الشَّهْرُ تِسْع (2) وَعِشْرُونَ، هَكَذَا وَهَكَذَا، وَكَسَرَ فِي الثَّالِثَةِ الْإِبْهَامَ "(3).
= وانظر حديث قرة بن إياس المزني الذي سيأتي في "المسند" 4/ 19، وحديث عائشة الذي سيأتي أيضاً 6/ 182.
وحديث الزبير بن العوام عند الترمذي (3356).
(1)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) وبقية النسخ: في حياتهم.
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) وبقية النسخ: تِسْعَةٌ.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه البزار (3676 - كشف الأستار) عن محمد بن بشار ومحمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وقال: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإِسناد.
وسلف نحوه من حديث عمر بن الخطاب نفسه برقم (222)، وهو متفق عليه.
قوله: "كسرى يشربون"، قال السندي: أي: أمثال كسرى. قلنا: ووقع في رواية البزار: يا رسول الله، كسرى -أحسبه قال: وقيصر- يشربون
…
7964 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ جَهَنَّمَ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ (1).
7965 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ جُوعٌ، قَالَ: وَنَحْنُ سَبْعَةٌ، قَالَ: فَأَعْطَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ تَمَرَاتٍ، لِكُلِّ إِنْسَانٍ تَمْرَةٌ (2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. بديل: هو ابن ميسرة العقيلي البصري.
وأخرجه مسلم (588)(133) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (95)، ومن طريقه النسائي 8/ 278، والآجري في "الشريعة" ص 373 عن أبي عامر العقدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5187)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(192) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (9855)، وانظر ما سلف برقم (7237).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عباس الجريري: هو ابن فرُّوخ، وأبو عثمان: هو النّهدي عبد الرحمن بن ملٍّ. وقد وقع في متنه وهمٌ لشعبة، سيأتي التنبيه عليه لاحقاً.
وأخرجه ابن ماجه (4157)، والترمذي (2474) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6731) من طريق خالد بن الحارث، وأبو =
7966 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَهَاشِمٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ - قَالَ هَاشِمٌ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى (1) بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ -، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " أَلَا أُعَلِّمُكَ - قَالَ هَاشِمٌ: أَفَلَا (2) أَدُلُّكَ - عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، يَقُولُ: أَسْلَمَ عَبْدِي وَاسْتَسْلَمَ "(3).
= يعلى (6653) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (8633) و (9373) من طريق حماد بن زيد، عن عباس الجريري، وقال فيه: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه تمراً، فأصابني سبع تمرات إحداهن حشفة.
فخالف حمادٌ شعبة في عدد التمرات، ويشد رواية حمادٍ ما أخرجه البخاري (5441 م)، وأبو يعلى (6649)، وابن حبان (4498) من طرق عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة قال: قسم النبي صلى الله عليه وسلم بيننا تمراً، فأصابني منه خمسٌ: أربعُ تمرات وحَشَفة، ثم رأيت الحشفة هي أشدُّهن لضرْسي.
ويشهد لرواية السبع تمرات حديث عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة الذي سيأتي برقم (8301) ضمن حديث طويل.
(1)
في (م) والنسخ المتأخرة: أخبرني يحيى، بزيادة "أخبرني"، وهذه الزيادة ليست في (ل) و (عس)، وكانت في (ظ 3) ثم رُمِّجت. ومعنى الكلام أن هاشماً رواه عن شعبة عن أبي بلج باسمه وهو يحيى بن أبي سليم.
(2)
في (ظ 3) و (عس) و (ل): أَوَلا.
(3)
صحيح دون قوله: "من تحت العرش"، وهذا إسناد حسن، أبو بلج هذا حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو =
7967 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ - وَهَاشِمٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ؛ قَالَ هَاشِمٌ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، وقَالَ مُحَمَّدٌ: عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ
= النضر، وعَمرو بن ميمون: هو الأودي الكوفي.
وأخرجه البزار (3086 - كشف الأستار)، والحاكم 1/ 21 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(13) من طريق حجاج بن محمد، والحاكم 1/ 21 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (252) عن النضر بن شميل، عن أبي بلج، به.
وسيأتي برقم (8753) عن سليمان بن داود، عن شعبة، به.
وسيأتي أيضاً برقم (8426) من طريق أبي عوانة، و (8660) و (9233) من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن أبي بلج، ولم يذكر زهير بن معاوية فيه "من تحت العرش".
وسيأتي بنحوه دون هذا الحرف أيضاً برقم (8085) من طريق كميل بن زياد، و (8406) من طريق سعيد بن أبي سعيد، و (10056) من طريق عبيد مولى أبي رهم، ثلاثتهم عن أبي هريرة، وإسناد كميل بن زياد صحيح.
وأخرج الترمذي (3601) من طريق أبي خالد الأحمر، عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن أبي هريرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَكْثِر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنزٌ من كنوز الجنة" ثم ذكر بعده كلاماً لمكحول، وقال: ليس إسناده بمتصل، مكحول لم يسمع من أبي هريرة.
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/ 399 - 400.
وعن أبي ذر الغفارىِ، سيأتي 5/ 145.
وعن أبي أمامة، سيأتي 5/ 265.
قوله: "يقول"، قال السندي: أي: الله حين يقول العبدُ هذه الكلمة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ أَحَبَّ - وَقَالَ هَاشِمٌ: مَنْ سَرَّهُ - أَنْ يَجِدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ، فَلْيُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عز وجل "(1).
7968 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:
(1) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه البزار (63 - كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (253) عن النضر بن شميل، والحاكم 1/ 3 - 4 من طريق عاصم بن علي، و 4/ 168 من طريق آدم بن أبي إياس، والبيهقي في "الشعب"(8988) من طريق روح بن عبادة، أربعتهم عن شعبة، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(9019) من طريق علي بن عاصم بن علي، عن شعيب، عن أبي بلج، به. وهذا إسناد فيه تحريفان: الأول في قوله "علي بن عاصم بن علي"، والصواب: عاصم بن علي بن عاصم. والثاني في قوله "شعيب"، والصواب: شعبة. فهو بهذا من الطريق نفسها التي أخرجه بها الحاكم في الموضع الأول.
وأخرجه البزار (63) من طريق يزيد، عن شعبة، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن عمرو بن ميمون، به. وقال عقبه: لا نعلم أحداً رواه عن شعبة عن أشعث هكذا إلا يزيد، ولم يُتابع عليه، والصواب عندي حديث أبي بلج عن عمرو عن أبي هريرة. قلنا: وهو كما قال.
وأخرجه البيهقي (9020) من طريق شعبة وهشيم بن بشير، كلاهما عن أبي بلج، عن ميمون بن مهران، عن أبي هريرة.
وسيأتي برقم (10738).
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَأَذُودَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ عَنْ حَوْضِي كَمَا تُذَادُ الْغَرِيبَةُ مِنَ الْإِبِلِ عَنِ الْحَوْضِ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم أبو الحارث المدني.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (56)، والبخاري (2367) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه إسحاق (57) عن النضر بن شميل، ومسلم (2302) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (2302)(38) من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، به.
وسيأتي برقم (9856) و (10030).
وأخرجه بنحوه ضمن حديث مطوَّل مسلم (247) من طريق أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة.
وبنحوه سيأتي برقم (7993) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة.
وأخرج البخاري في "صحيحه"(6585) تعليقاً من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أنه كان يحدِّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يردُ عليَّ يوم القيامة رهطٌ من أصحابي فيُجْلَون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدُّوا على أدبارهم القَهْقَرى".
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2096).
وعن ابن مسعود، سلف برقم (3639).
وعن أنس بن مالك، سيأتي 3/ 281. =
7969 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ، فَأَمْكَنَنِي اللهُ مِنْهُ فَذَعَتُّهُ، وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى جَنْبِ سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى تُصْبِحُوا فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ أَجْمَعُونَ، قَالَ: فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ: رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي (1). قَالَ: فَرَدَّهُ خَاسِئًا "(2).
= لأذودَنَّ، أي: لأطرُدَنَّ، رجالاً منكم، قال السندي: هم المنافقون، أو المرتدون، أو أصحاب الكبائر، أو المبتدعة، أو الظلمة، أقوالٌ.
(1)
انظر الآية رقم (35) من سورة ص.
(2)
إسناده صحيح على شرطهما.
وأخرجه البيهقي 2/ 219 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، هذا الإِسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (89)، والبخاري (461) و (3423) و (4808)، مسلم (541)، والنسائي في "الكبرى"(11440)، والبغوي في "شرح السنة"(746)، وفي "التفسير" 4/ 64 من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه إسحاق (88) و (89)، والبخاري (461) و (1210) و (3284)(4808)، ومسلم (541)، وابن حبان (6419) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(551)، وابن حبان (2349) من طريق أبي سلمة، والنسائي (550) من طريق سعيد بن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3926). وانظر بقية شواهده هناك.
قوله: "فذعتّه"، قال السندي: قيل: بذال معجمة وعين مهملة مخففة =
7970 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ طَالَ بِي عُمُرٌ أَنْ أَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنْ عَجِلَ بِي مَوْتٌ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ "(1).
7971 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ
= مفتوحتين وتشديد مثناة: أي خنقته، وقيل: بدال مهملة وعين مهملة مشددة. قلنا: وهذه الأخيرة وقعت في بعض النسخ الخطية المتأخرة، وكلاهما صحيح فصيح، وأورده ابن الأثير في حرف الذال المعجمة من "النهاية" 2/ 160، وقال: أي خَنَقْتُه، والذَّعْت والدَّعْت بالذال والدال: الدَّفْع العنيف، والذَّعْت أيضاً: المَعْك في التراب.
(1)
إسناده صحيح على شرطهما. واختُلف في وقفه ورفعه، فرفعه محمد بن جعفر في هذه الرواية، بينما رواه يزيد بن هارون فيما يأتي برقم (7971) و (7978) عن شعبة فوقفه على أبي هريرة.
وقد رجح الشيخ أحمد شاكر رفعه باعتباره زيادة ثقة، وشعبة كثيراً ما يقف المرفوعات، ثم إنه في حكم المرفوع إذ هو من المغيبات!
بينما رجح الكشميري صاحب "التصريح بما تواتر في نزول المسيح" ص 180 أن بعضه مرفوع وأكثره موقوف، فقال: ومن أمعن النظر في أحاديث الباب علم أن الإِيصاء بإبلاغ السلام وقراءته على عيسى ابن مريم صحيح مرفوعاً وموقوفاً. وأما الجملة الابتدائية من قوله: "إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى ابن مريم" عليه السلام، فالنظر في أحاديث الباب يحكم بأنها موقوفة لا مرفوعة.
كيف وقد وقع التصريح بوفاة نبيّنا صلى الله عليه وسلم عند نزول عيسى عليه السلام في أحاديث كثيرة؟ ثم ساق بعضها.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ طَالَتْ بِي حَيَاةٌ أَنْ أُدْرِكَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنْ عَجِلَ بِي مَوْتٌ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ (1).
7972 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ وَيُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ يُحَدِّثَانَ عَنْ عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - أَمَّا عَلِيٌّ فَرَفَعَهُ إِلَى (2) النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا يُونُسُ فَلَمْ يَعْدُ أَبَا هُرَيْرَةَ -، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:{وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3] قَالَ - يَعْنِي -: الشَّاهِدَ: يَوْمَ عَرَفَةَ، وَالْيَوْمُ (3) الْمَوْعُودُ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ (4).
(1) إسناده صحيح على شرطهما. وانظر ما قبله.
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وهو الصواب، وفي (م) وبقية النسخ: أن.
(3)
كذا في (ل)، وفي (ظ 3) و (عس): ويوم، وفي (م) وبقية النسخ: والموعود، فقط.
(4)
المرفوع منه ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، والموقوف لا بأس به رجاله رجال الصحيح. عمار مولى بني هاشم: هو ابن أبي عمار.
وأخرجه الحاكم 2/ 519، وعنه البيهقي 3/ 170 عن أبي بكر بن إسحاق الفقيه، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد - بلفظ: الشاهد يوم عرفة ويوم الجمعة، والمشهود هو الموعود يوم القيامة.
وصحح الحاكم حديث يونس بن عبيد على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! مع أن عماراً لم يخرج له سوى مسلم.
وأخرجه البيهقي 3/ 170 من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن يونس =
7973 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:{وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} ، قَالَ: الشَّاهِدُ: يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْمَشْهُودُ: يَوْمَ عَرَفَةَ، وَالْمَوْعُودُ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ (2).
7974 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ ظَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا الْقَاسِمِ عليه الصلاة والسلام الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ يَقُولُ: " إِنَّ هَلَاكَ أُمَّتِي - أَوْ
= بن عُبيد، به، موقوفاً بلفظ: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 128 من طريق ابن علية، عن يونس بن عبيد، به، موقوفاً أيضاً بلفظ: اليوم الموعود يوم الجمعة. وأعاده مرة أخرى بالإِسناد نفسه بلفظ: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة!
وأخرجه الترمذي (3339)، والطبري 30/ 128 و 129، والبيهقي 3/ 170 من طرق عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة، مرفوعاً بلفظ:"اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة". وإسناده ضعيف، لضعف موسى بن عبيدة الربذي.
وانظر "تفسير الطبري" 30/ 128 - 131، و"الدر المنثور" 8/ 463 و 464.
(1)
قوله "عن أبي هريرة استدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "جامع المسانيد" لابن كثير، وقد سقط من (م) والنسخ المتأخرة.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، عمار مولى بني هاشم من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهذه أصح الروايات لتوافقها مع أكثر الروايات التي سبق تخريجها فيما قبله.
فَسَادَ أُمَّتِي - رُؤُوسٌ أُمَرَاءُ (1) أُغَيْلِمَةٌ سُفَهَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ " (2).
7975 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ -، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُشَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، ثَلَاثُونَ آيَةً، شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} "(3).
(1) المثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) وبقية النسخ: أو فساد أمتي رؤوس أمراء. وقوله "على رؤوس"، أي: على يَدَي رؤوس .. الخ.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مالك بن ظالم، وقد سلف الحديث والكلام عليه برقم (7871). سماك: هو ابن حرب.
وأخرجه الطيالسي (2508)، ومن طريقه الحاكم 4/ 527، والمزي في "تهذيب الكمال" فى ترجمة عبد الله بن ظالم 15/ 137 عن شعبة، بهذا الإِسناد.
(3)
حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عباس الجشمي -ويقال في اسمه: عياش- فقد روى عنه سعيد الجريري وقتادة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وخرَّج له أصحاب السنن الأربعة، وقال الحافط في "التقريب": مقبول. قلنا: قتادة لم يذكر سماعاً من عباس هذا، وعباس أيضاً لم يذكر سماعاً من أبي هريرة.
وأخرجه الحاكم 1/ 565 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد، وصحح إسناده، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الترمذي (2891) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، به. وحسنه.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 260 - 261، وأبو داود (1400)، وابن ماجه (3786)، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(237)، والفريابي أيضاً في "فضائل القرآن"(33)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(710)، وفي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "الكبرى"(11612)، وابن حبان (787) و (788)، والحاكم 5/ 561، والبيهقي في "الشعب"(2506)، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 262 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (1445)، والحاكم 2/ 497 - 498 من طريق عمران القطان، عن قتادة، به. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (8276).
ويشهد له حديث أنس عند الطبراني في "الصغير"(490)، ورجاله ثقات غير شيخ الطبراني، سليمان بن داود بن يحيى الطبيب البصري، فلم نتبينه. وهو في "المختارة" للضياء (1738) و (1739) و (1740) من الطريق نفسها.
وروي عن أنس بإسناد آخر عند ابن عبد البر 7/ 261 - 262، وهو ضعيف.
وفي فضل سورة تبارك روى عبد الرزاق في "مصنفه"(6025)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(8651) عن سفيان الثوري، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود قال: هي المانعة، تمنع عذاب القبر. وسنده حسن.
ورواه كذلك ابن الضريس (233) عن محمد بن كثير، والحاكم 2/ 468 من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن سفيان، به.
ورواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(782) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان الثوري، به فرفعه!
ورواية عبد الرزاق وابن كثير وابن المبارك عن سفيان بالوقف أصح، لاسيما أن الزبيري قد يخطئ في حديث سفيان الثوري.
وقد تابع سفيان على وقفه: حمادٌ عند ابن الضريس (232)، والفريابي (32)، كلاهما في "فضائل القرآن".
وروى النسائي في "عمل اليوم والليلة"(711)، والطبراني (10254) من طريق عرفجة بن عبد الواحد، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود: كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نسميها المانعة.
7976 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ أَبِي نُعْمٍ يُحَدِّثُ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ، وَلَكِنْ غُنْدَرٌ كَذَا قَالَ - إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، وَكَسْبِ الْبَغِيِّ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ. قَالَ: وَعَسْبِ الْفَحْلِ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَذِهِ مِنْ كِيسِي (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. المغيرة: هو ابن مقسم الضبي.
وأخرجه النسائي 7/ 310 - 311 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. دون قول أبي هريرة "هذه من كيسي".
وأخرجه الدارمي (2623)، والنسائي 7/ 311، وابن ماجه (2160)، والطحاوي 4/ 53 من طريق أبي حازم، وأبو داود (3484)، والنسائي 7/ 190، والبيهقي 6/ 6 من طريق علي بن رباح اللخمي، وأبو يعلى في "معجم شيوخه"(197)، والبيهقي 6/ 126، والبغوي في "شرح السنة"(2038) من طريق محمد بن سيرين، ثلاثتهم عن أبي هريرة- وبعضهم يزيد فيه على بعض. وسقط "أبو هريرة" من طريق أبي حازم في المطبوع من "سنن النسائي".
وانظر ما سيأتي برقم (8389) و (8571) و (9372) و (10489) و (10490)، وما سلف برقم (7851).
وفي باب النهي عن كسب الحجام عن رافع بن خديج، سيأتي 3/ 464.
وعن رافع بن رفاعة سيأتي 4/ 341.
وفي النهي عن كسب البغي عن رافع بن خديج، سيأتي 3/ 464.
وعن أبي جحيفة، سيأتي 4/ 308.
وفي النهي عن ثمن الكلب عن ابن عباس، سلف برقم (2094).
وعن جابر، سيأتي 3/ 339. =
7977 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مُحَرَّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَيْثُ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ بِبَرَاءَةٌ. فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ تُنَادُونَ؟ قَالَ: كُنَّا نُنَادِي: أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ، فَإِنَّ أَجَلَهُ - أَوْ أَمَدَهُ - إِلَى أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، فَإِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ الْأَشْهُرِ فَإِنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ، وَلَا يَحُجُّ هَذَا الْبَيْتَ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ. قَالَ: فَكُنْتُ أُنَادِي حَتَّى صَحِلَ صَوْتِي (1).
= وعن رافع بن خديج، سيأتي 3/ 464.
وعن أبي جحيفة، سيأتي 4/ 308.
وفي النهي عن ثمن عسب الفحل، عن علي، سلف برقم (1254). وفُسِّر معناه هناك.
وقول أبي هريرة: "هذه من كيسي" يعني به عسب الفحل، وقد ثبت مرفوعاً أيضاً من حديث أبي هريرة نفسه في بعض هذه المصادر التي ذكرناها آنفاً.
(1)
إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محرر بن أبي هريرة، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد وقع في متن الحديث نكارة من جهة قول الراوي "ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدٌ فإن أجله أو أمده إلى أربعة أشهر"، فالصحيح أن أجله إلى أمده بالغاً ما بلغ ولو زاد على أربعة أشهر، وذلك لقوله تعالى في سورة براءة {فأَتِمُّوا عَهْدَهم إلى مُدَّتهم} ، وأما من لم يكن له عهدٌ من المشركين، أو كان له عهد، لكن ظاهَرَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نقض عهده قبل انقضاء مدته، فذلك أمده إلى أربعة أشهر، انظر "تفسير الطبري" 10/ 62 - 63، و"البداية والنهاية" لابن كثير 5/ 34. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والحديث أخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 234، وفي "الكبرى"(11214)، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد، وقرن بمحمدٍ عثمانَ بنَ عمر.
وأخرجه من طريق عثمان بن عمر وحده الطبري في "تفسيره" 10/ 63 - 64.
وأخرجه الدارمي (1430) و (2506) من طريق بشر بن ثابت، عن شعبة، به.
وأخرجه الطبري 10/ 63 من طريق قيس بن الربيع، وابن حبان (3820) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن المغيرة، به. لكن في حديث قيس على الصواب:"فعهده إلى مدّته" مكان قوله: "فإن أجله إلى أربعة أشهر".
وأخرجه إسحاق بن راهويه (517)، والحاكم 2/ 331 - وصححه ووافقه الذهبي- من طريق شعبة، والطبري 10/ 63 من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن أبي إسحاق سليمان الشيباني، عن الشعبي، به. وفي حديث قيس "فعهده إلى مدّته".
وأخرجه البخاري (369) و (1622) و (3127) و (4363) و (4655) و (4656) و (4657)، ومسلم (1347)، وأبو داود (1946)، والنسائي 5/ 234، والبيهقي 5/ 87 - 88، والبغوي في "شرح السنة"(1912)، وفي "التفسير" 2/ 268، من طرق عن الزهري، عن حميد بن عوف، عن أبي هريرة قال: بعثني أبو بكر الصديق رضي الله عنه في تلك الحجة في المؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. قال حميد: ثم أردف النبي صلى الله عليه وسلم بعليّ بن أبي طالب، فأمره أن يؤذّن ببراءة. قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر ببراءة، "وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان". لفظ البخاري.
وفي الباب عن أبي بكر، سلف برقم (4).
وعن علي بن أبي طالب، سلف برقم (594).
الصَّحَل -بفتحتين-، قال السندي: خشونة وغلظة في الصوت.
7978 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ طَالَتْ بِي حَيَاةٌ أَنْ أُدْرِكَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنْ عَجِلَ بِي مَوْتٌ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ " (1).
7979 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَطَبَ رَجُلٌ امْرَأَةً - يَعْنِي مِنَ الْأَنْصَارِ - فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " انْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا "(2).
7980 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - إِنْ شَاءَ اللهُ - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" يُوشِكُ أَنْ تَضْرِبُوا - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: أَنْ يَضْرِبَ النَّاسُ - أَكْبَادَ الْإِبِلِ، يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ، لَا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7971).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان، فمن رجال مسلم. وهو مكرر (7842).
(3)
إسناده ضعيف، ورجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلس، ولا يدلِّس إلا عن ضعيف، وهو هنا قد عنعن ولم يذكر سماعه من أبي الزبير، وكذا أبو الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- مدلِّس وقد عنعن.
وقال الذهبي في "السير" 8/ 56 بعد أن أورد الحديث بهذا الإِسناد: هذا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حديث نظيف الإسناد، غريب المتن.
وأخرجه الحميدي (1147)، والترمذي (2680)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4017) و (4018)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 1/ 11 - 12، وابن حبان (3736)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 101، والحاكم 1/ 90 - 91، والبيهقي في "السنن" 1/ 386، وفي "المعرفة" 1/ 87، والخطيب في "تاريخه" 5/ 306 - 307 و 6/ 376 - 377 و 13/ 17، والذهبي في "السير" 8/ 55 من طرق سبعة عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وحسنه الترمذي!
وأما ما أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(4016) عن أبي أيوب عبيد الله بن عبيد بن عمران الطبراني، قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج قال: حدثنا أبو الزبير، عن أبي صالح، به. فتصريح ابن جريج بالتحديث وهم. فإن لم يكن الناسخ قد أخطأ، فالوهم فيه من شيخ الطحاوي، فهو غير معروف، ولم يرو عنه الطحاوي في "المشكل" إلا في ثلاثة مواضع.
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى"(4291) عن علي بن محمد بن علي، عن محمد بن كثير، عن سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن أبي الزناد، عن أبي صالح، به. وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب: أبو الزبير عن أبي صالح. وكذا قال المزي في "التحفة" 9/ 445.
وذكر المزي في "التحفة": أن الحديث رواه أبو بدر شجاع بن الوليد، عن المحاربي -وهو عبد الرحمن بن محمد بن زياد-، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفاً.
وأشار إلى هذه الرواية الذهبي في "السير" 8/ 56. وذكر أيضاً أنه يروي عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن جريج مرفوعاً.
وذكر ابن قدامة في "المنتخب" أن الإِمام أحمد أعله بالوقف. =
وَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ الْعُمَرِيُّ، قَالَ: فَقَدَّمُوا مَالِكًا.
7981 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي صَالِحٍ - يَعْنِي سُهَيْلًا -، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يُخْبِرُهُمْ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا كَفَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ صَنْعَةَ طَعَامِهِ، وَكَفَاهُ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ، فَلْيُجْلِسْهُ مَعَهُ فَلْيَأْكُلْ، فَإِنْ أَبَى، فَلْيَأْخُذْ لُقْمَةً فَلْيُرَوِّغْهَا، ثُمَّ لِيُعْطِهَا (1) إِيَّاهُ "(2).
7982 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ الزَّبِيدِيِّ مُوسَى بْنِ طَارِقٍ: عَنْ مُوسَى - يَعْنِي ابْنَ عُقْبَةَ (3) -، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " أَتُحِبُّونَ أَنْ تَجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ؟ قُولُوا: اللهُمَّ أَعِنَّا عَلَى شُكْرِكَ، وَذِكْرِكَ، وَحُسْنِ
= وله شاهد عن أبي موسى الأشعري عند ابن عدي في "الكامل" 1/ 101 من طريق سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى رفعه، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سعيد بن أبي هند قال الدارقطني في "العلل": لم يسمع من أبي موسى شيئاً.
والعُمَري: هو عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقيل: هو أبوه عبد العزيز بن عبد الله، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ظ 3) و (عس): وليعطها، وفي (ل): فليعطها.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابن عيينة. وانظر ما سلف برقم (7338).
(3)
تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: عتبة، بالتاء، والتصويب من (ظ 3) و (عس) و (ل).
عِبَادَتِكَ " (1).
7983 -
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ (2) بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ، وَالْكَلْبُ، وَالْحِمَارُ "(3).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قرة الزَّبيدي، فقد روى له النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه أبو نعيم 9/ 223 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الحاكم 1/ 499 من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، عن خارجة -وهو ابن مصعب الخراساني-، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف، خارجة بن مصعب متروك، ومع أن الناس اتفقوا على تضعيفه، فقد كان الحاكمُ حَسَنَ الرأي فيه، فلذلك صحح إسنادَ حديثه، ووافقه على ذلك الذهبي في "تلخيصه"!
وانظر ما سيأتي برقم (8101).
وله شاهد من حديث معاذ بن جبل، سيأتي 5/ 244 - 245.
(2)
تحرف في (م) إلى: سعيد.
(3)
صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد وقع في هذا الحديث اختلاف كبير على قتادة.
فقد رواه هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عنه، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن أبي هريرة مرفوعاً كما هو عند المصنف هنا وعند إسحاق بن راهويه في "مسنده"(279)، وابن ماجه في "سننه"(950).
وتابع معاذاً عليه محمد بن أبي عدي ويحيى القطان فيما ذكره الدارقطني في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
="العلل" 3/ ورقة 63. لكن لم يذكر بحيى فيه سعد بن هشام.
وخالفهم عبد الرحمن بن مهدي، فرواه عن هشام الدستوائي، فوقفه على أبي هريرة.
وخالفهم أيضاً إسماعيل ابن علية ومسلم بن إبراهيم وعبد الرحمن بن مهدي في رواية ثانية، فرووه عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة موقوفاً، ولم يذكروا فيه سعد بن هشام.
ورواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، واختلف عليه فيه أيضاً:
فقد رواه ابن علية، عنه، عن قتادة، عن زرارة، عن سعد بن هشام، عن أبي هريرة، وقال فيه: أحسبه ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم. وسيأتي بنحوه برقم (9490) عن ابن علية، عن هشام، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة، وقال فيه: ولا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يذكر سعداً.
ورواه معاذ بن معاذ وابن أبي عدي، عنه، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة موقوفاً، ولم يذكر فيه سعد بن هشام.
ورواه الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعاً. والحكم ضعيف.
ورواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل مرفوعاً، وسيأتي في مسنده 4/ 86، والحسن مدلس وقد عنعن.
وتابع سعيداً عليه الخليل بن مرة، وهو ضعيف.
ورواه شعبة، عن قتادة، عن عروة، عن عائشة موقوفاً.
ورواه عمر بن رُدَيْحٍ، عن حوشب، عن الحسن، عن الحكم بن عمرو الغفاري مرفوعاً، وهو عند الطبراني في "الكبير"(3161)، وعمر بن رُدَيْحٍ مختلفٌ فيه، انظر "لسان الميزان" 4/ 306، والحسن مدلس وقد عنعن.
وانظر هذه الطرق في "علل الدارقطني" 3/ ورقة 63 - 64.
وسلف من حديث قتادة، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس برقم (3241)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وانظر اختلاف الرواة على قتادة هناك.
قلنا: ولحديث أبي هريرة طريق آخر، فقد أخرجه مسلمٌ (511)(266)، وأبو عوانة 2/ 47 - 48، والبيهقي 2/ 274 من طريق عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة مرفوعاً، وزاد:"ويقي ذلك مثل مُؤْخِرة الرجل". وعبيد الله بن عبد الله بن الأصم روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يوثقه أحد آخر، واحتج به مسلم.
ويشهد له حديث أبي ذر عند مسلم (510) من طرق عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدُكم يصلي، فإنه يستره إذا كان بين يديه مثلُ آخرة الرَّحْل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل، فإنه يقطع صلاته الحمارُ والمرأة والكلبُ الأسود"، وسيأتي في "المسند" 5/ 149.
ويشهد له أيضاً حديث أنس عند البزار (582 - كشف الأستار)، وإسناده قوي.
قلنا: وقد عارض هذه الأحاديث حديثُ عائشة عند البخاري (514)، ومسلم (512): أنه ذُكر عندها ما يقطعُ الصلاةَ -الكلبُ والحمارُ والمرأةُ- فقالت: شبَّهتمونا بالحُمُر والكلابِ! والله لقد رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يصلي وإني على السرير بينه وبين القِبلة مضطجعة، فتبدو لي الحاجةُ فأكره أن أجلس فأُوذِي النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأَنسلُّ من عند رِجْليه. وسيأتي في مسندها 6/ 41 و 42 وغيرهما.
وحديثُ ابن عباس عند البخاري (493)، ومسلم (504) قال: أقبلت راكباً على حمارٍ أتانٍ وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلامَ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى إلى غير جدارٍ، فمررت بين يدي بعض الصف فنزلتُ وأرسلتُ الأتانَ ترتع ودخلتُ في الصف، فلم ينكر ذلك عليَّ أحدٌ. هذا لفظ البخاري، وانظر ما سلف في "المسند"(1891).
وحديثُ عباس بن عبيد الله بن عباس، عن الفضل بن عباس قال: أتانا رسول =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الله صلى الله عليه وسلم ونحن في بادية لنا ومعه عباس، فصلى في صحراء ليس بين يديه سترة، وحمارة لنا وكلبة تعبثان بين يديه، فما بالى ذلك. سلف في مسند الفضل برقم (1797)، وسنده ضعيف، فعباس بن عبيد الله لا يعرف حاله وانفرد ابن حبان بتوثيقه، وهو لم يدرك عمه الفضل.
وروي مرفوعاً "لا يقطع الصلاة شيء" عن غير واحد من الصحابة، ولا يصح منها شيء، وروي موقوفاً عن علي وعثمان وابن عمر وغيرهم بأسانيد صحيحة. انظر "سنن الدارقطني" 1/ 367 و 368 و 369، و"العلل" لابن الجوزي 1/ 445 - 446.
وقد اختلف العلماء بهذه الأحاديث، فمال بعضهم إلى أن حديث أبي ذر وغيره منسوخة بحديث عائشة وغيرها، ومال بعضهم إلى تأويل القطع بأن المراد به نقص الخشوع لا الخروج من الصلاة.
قال الإِمام البغوي في "شرح السنة" 2/ 461 - 463 بعد أن أورد حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهي معترضة بين يديه، وحديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالناس بمنى فمرَّ ابن عباس بين يدي بعض الصف فنزل وأرسل الأتان ترتع، ودخل في الصف ولم ينكر ذلك عليه أحد: في هذه الأحاديث دليل على أن المرأة إذا مرَّت بين يدي المصلي لا تقطع صلاته، وعليه أكثر أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم أنه لا يقطع صلاة المصلي شيء مرّ بين يديه، ثم ذكر حديث أبي سعيد مرفوعاً "لا يقطع الصلاة شيء، وادرؤوا ما استطعتم، فإنما هو شيطان" فقال: وهذا قول علي وعثمان وابن عمر، وبه قال ابن المسيب والشعبي وعروة، وإليه ذهب مالك والثوري والشافعي وأصحاب الرأي.
وذهب قوم إلى أنه يقطع صلاته المرأةُ والحمار والكلب، يروى ذلك عن أنس، وبه قال الحسن، وذكر حديث أبي ذر.
ثم قال: وقالت طائفة: يقطعها المرأة الحائض والكلب الأسود، روي ذلك عن ابن عباس، وبه قال عطاء بن أبي رباح، وقالت طائفة: لا يقطعها إلا الكلب =
7984 -
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ يَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا شَهِدَ الصَّلَاةَ مَعِي كَانَ لَهُ أَعْظَمُ مِنْ شَاةٍ سَمِينَةٍ أَوْ شَاتَيْنِ لَفَعَلَ، فَمَا يُصِيبُ مِنَ الْأَجْرِ أَفْضَلُ "(1).
7985 -
حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
= الأسود، روي ذلك عن عائشة، وهو قول أحمد وإسحاق.
وانظر "معرفة السنن والآثار" للبيهقي 3/ 200 - 201، و"الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار" للحازمي ص 75 - 76، و"المغني" لابن قدامة 3/ 94 و 97 - 103.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحسن: هو ابن أبي الحسن البصري، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وانظر ما سلف برقم (7328).
تنبيه: وقع في (عس) و (ل) بعد هذا الحديث حديث مكرر عن الحديث الذي سلف برقم (7842) و (7979) عن سفيان بن عيينة، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة في قصة الرجل الذي خطب من الأنصار، وكتب عليه في هاتين النسختين "معاد"، أي: مكرر، فظنه بعض النساخ المتأخرين أنه تصحيح لاسم شيخ المصنف، فأثبتوه في النسخ المتأخرة هكذا: حدثنا معاذ،
حدينا يزيد بن كيسان! وهكذا هو في النسخ المطبوعة، ولم يذكر الحافظ ابن حجر في "الأطراف" 7/ 289 أن معاذاً رواه عن يزيد بن كيسان، فاستدركه عليه محقق الكتاب فأخطأ!
وهذا الحديث قد رمج في هذا الموضع من (عس)، ولم يرد في (ظ 3)، وهو الصواب إن شاء الله تعالى، فلذلك لم نثبته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اضْرِبُوهُ ". قَالَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَمِنَّا الضَّارِبُ (1) بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ اللهُ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُولُوا هَكَذَا، لَا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ، وَلَكِنْ قُولُوا: رَحِمَكَ اللهُ "(2).
7986 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: نَزَلَ عَلَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: فَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَوْلَانَا قَرَابَةٌ - قَالَ سُفْيَانُ: وَهُم مَوالِي لْأَحْمَسِ (3) -، فَاجْتَمَعَتْ أَحْمَسُ، قَالَ
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: ومنا الضارب، والمثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث بن خالد التيمي.
وأخرجه البخاري (6777) و (6781)، وأبو داود (4477)، والنسائي في "الكبرى"(5287)، وابن حبان (5730)، والبيهقي 8/ 312، والبغوي (2607) من طرق عن أنس بن عياض، بهذا الإِسناد. ولم يذكر فيه البخاري وابن حبان والبغوي في إحدى روايتيه قوله في آخر الحديث "ولكن قولوا: رحمك الله".
وأخرجه بنحوه أبو داود (4478)، والبيهقي 8/ 312 من طرق عن يزيد بن عبد الله، به. وفيها:"ولكن قولوا: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه".
وفي الباب عن عمر بن الخطاب عند البخاري (6780).
(3)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) وبقية النسخ: وَهُوَ مَوْلَى الْأَحْمَسِ.
قَيْسٌ: فَأَتَيْنَاهُ نُسَلِّمُ عَلَيْهِ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فَأَتَاهُ الْحَيُّ -، فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَؤُلَاءِ أَنْسِبَاؤُكَ أَتَوْكَ يُسَلِّمُونَ (1) عَلَيْكَ وَتُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ: مَرْحَبًا بِهِمْ وَأَهْلًا، صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ سِنِينَ، لَمْ أَكُنْ أَحْرَصَ عَلَى أَنْ أَعِيَ الْحَدِيثَ مِنِّي فِيهِنَّ، حَتَّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ:" وَاللهِ لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلًا فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَأْكُلَ وَيَتَصَدَّقَ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلًا أَغْنَاهُ اللهُ عز وجل مِنْ فَضْلِهِ، فَيَسْأَلَهُ، أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ "(2).
7987 -
ثُمَّ قَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ: " قَرِيبٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ السَّاعَةِ
(1) في (ظ 3): ليسلموا.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. قيس: هو ابن أبي حازم الأحمسي.
وأخرجه الحميدي (1056)، أبو يعلى (6674) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد- بالمرفوع دون القصة.
وأخرجه كذلك مسلم (1042) من طريق يحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه مسلم (1042)(106)، والترمذي (680)، والبيهقي 4/ 195 من طريق بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، به.
وزادوا جميعاً في رواياتهم إلا أبا يعلى: "فإن اليد العليا أفضل من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول".
وسيأتي الحديث بهذه الزيادة برقم (10151) عن يحيى بن سعيد القطان، عن إسماعيل بن أبي خالد. وانظر ما سلف برقم (7317).
سَتَأْتُونَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ " (1).
7988 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، وَهُوَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَقُولُ اللهُ (2): اسْتَقْرَضْتُ عَبْدِي فَلَمْ يُقْرِضْنِي، وَيَشْتُمُنِي عَبْدِي وَهُوَ لَا يَدْرِي، يَقُولُ: وَادَهْرَاهْ، وَادَهْرَاهْ، وَأَنَا الدَّهْرُ "(3).
(1) إسناده صحيح إسناد سابقه.
وأخرجه الحميدي (1102)، والبخاري (3591) من طريق سفيان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (2912)(66)، وأبو عوانة في الزكاة والفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 235 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه أبو عوانة في الفتن أيضاً كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 235 من طريق بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، به.
وسيأتي برقم (10150)، وانظر ما سلف برقم (7263).
(2)
لفظ الجلالة من (ل) و (عس)، ولم يرد في بقية النسخ.
(3)
إسناده حسن، محمد بن إسحاق -وإن عنعن- قد توبع، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن يزيد الواسطي، فقد روى له أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه أبو يعلى (6466)، وابن خزيمة (2479) من طريق محمد بن يزيد الواسطي، بهذا الإِسناد. وقد وقع في المطبوع من "صحيح ابن خزيمة": حدثنا محمد بن يزيد بن هارون، وهذا خطأ، صوابه كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة =
7989 -
حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، الْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَاعْمَلُوا، وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ "(1).
= 214: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي ويزيد بن هارون.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(435) من طريق حماد بن سلمة، والطبري في "تفسيره" 25/ 152 من طريق سلمة بن الفضل، كلاهما عن ابن إسحاق، به.
وسيأتي برقم (10578) عن يزيد بن هارون، عن ابن إسحاق.
وفي جميع هذه الروايات عنعنة ابن إسحاق، لكنه توبع:
أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(105)، وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(598) من طريق ابن أبي حازم، والطبري 25/ 152 من طريق محمد بن جعفر، ثلاثتهم (ابن طهمان وابن جعفر وابن أبي حازم) عن العلاء، به. واقتصر ابن أبي عاصم في روايته على الشطر الثاني.
وقد سلف برقم (7245) النهي عن سب الدهر بغير هذا اللفظ بإسناد صحيح، وانظر بقية طرقه هناك.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8093)، وأبو يعلى (6016)، والطبري 1/ 11، وابن حبان (74)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 26 من طريق أنس بن عياض، بهذا الإِسناد.
وسيأتي الشطر الأول منه برقم (8390) و (9678) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به- وزاد فيه "عليماً حكيماً، غفوراً رحيماً".
وأما قوله: "المراء في القرآن كفر"، فقد سلف برقم (7508). =
7990 -
حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، زَحْزَحَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ بِذَلِكَ سَبْعِينَ خَرِيفًا "(1).
= وللشطر الأول شاهد عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (158).
وعن ابن عباس، سلف برقم (2375).
وعن أبي جهم وعمرو بن العاص وسمرة بن جندب وأبي بن كعب وحذيفة وأم أيوب، وستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 4/ 169 - 170 و 204 و 5/ 16 و 114 و 385 و 6/ 433.
وفي القراءة بالأحرف السبعة يرى الإِمامان الطحاوي والطبري وغيرهما من أهل العلم أن القراءة بها كانت في أول الأمر خاصة للضرورة، لاختلاف لغات العرب ومشقة أخذ جميع الطوائف بلغة، فلما كَثُر الناس والكُتَّاب وارتفعت الضرورة، كانت قراءة واحدة. انظر "شرح مشكل الآثار" للطحاوي 8/ 108 - 137، و"جامع البيان " للطبري 1/ 8 - 34، و"التمهيد" لابن عبد البر 8/ 290 - 294.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي 4/ 172 عن يونس بن عبد الأعلى، عن أنس بن عياض، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي أيضاً 4/ 173 من طريق سعيد بن عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، به.
وسيأتي برقم (8690) من طريق زيد بن أسلم، عن أبي صالح، به.
وأخرجه ابن ماجه (1718) عن هشام بن عمار، عن أنس بن عياض، عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وعبد الله بن عبد العزيز الليثي ضعيف. =
7991 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فُلَانٍ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: كَانَ يُطِيلُ الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وَيُخَفِّفُ الْأُخْرَيَيْنِ، وَيُخَفِّفُ الْعَصْرَ، وَيَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ بِوَسَطِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ بِطِوَالِ الْمُفَصَّلِ (1).
= وأخرجه الترمذي (1622) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود -وهو محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة-، عن عروة بن الزبير وسليمان بن يسار، عن أبي هريرة.
وانظر ما سيأتي برقم (10808).
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري بمثل لفظه، سيأتي 3/ 45، وهو متفق عليه.
وبنحوه عن أبي الدرداء، سيأتي 6/ 443 - 444.
وعن أبي أمامة الباهلي عند الترمذي (1624).
وعن عقبة بن عامر عند النسائي 4/ 174.
قوله: "في سبيل الله"، قال السندي: أي: وهو غازٍ لله، أو المراد به الإِخلاص في الصوم.
زُحزِح، أي: بُعِّد.
سبعين خريفاً، أي: مسافة سبعين سنة. وانظر "فتح الباري" 6/ 48.
(1)
إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =
7992 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ. قَالَ:" لَئِنْ كُنْتَ كَمَا تَقُولُ، فَكَأَنَّمَا (1) تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ، مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ "(2).
= الضحاك بن عثمان، فمن رجال مسلم، وهو صدوق.
وأخرجه النسائي 4/ 167 من طريق ابن أبي فديك، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 214 من طريق المغيرة بن عبد الرحمن وعثمان بن مكتل، كلاهما عن الضحاك، به.
وسيأتي برقم (8366) و (10882).
وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1510).
(1)
كذا الأصول والجادة: لكأنما، لأنه إذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للسابق.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2558)، وابن حبان (451) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(52) من طريق ابن أبي حازم، وابن حبان (450)، والبغوي (3436) من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وسيأتي برقم (9343) و (10284).
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6700).
تُسِفُّهم، قال السندي: أي: تطعمهم.
والمَلّ، أي: الرماد الحار. أي: إحسانك إليهم مع إساءتهم إليك، يعود وَبالاً عليهم حتى كأنك في إحسانك إليهم مع إساءتهم إليك أطعمتهم النارَ.
7993 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ أَتَى إِلَى الْمَقْبَرَةِ، فَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِ الْمَقْبَرَةِ، فَقَالَ:" سَلَامٌ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ "، ثُمَّ قَالَ:" وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا " قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَسْنَا بِإِخْوَانِكَ؟ قَالَ:" بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانِي الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ مِنْ أُمَّتِكَ بَعْدُ؟ قَالَ:" أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا كَانَ لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ خَيْلٍ بُهْمٍ دُهْمٍ، أَلَمْ (1) يَكُنْ يَعْرِفُهَا؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ " ثُمَّ قَالَ: " أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، أُنَادِيهِمْ: أَلَا هَلُمَّ، فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا "(2).
(1) في (ظ 3) و (عس) و (ل): لم.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن ماجه (4306)، وابن خزيمة (6) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (249)، وأبو يعلى (6502)، وابن خزيمة (6)، وأبو عوانة 1/ 138، والبيهقي 4/ 78 من طرق عن العلاء، به.
وسيأتي برقم (8878) و (9292)، والموضع الأول مختصر بقصة السلام. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه بنحوه مسلم (247)، وأبو عوانة 1/ 137 من طريقين عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة- دون أوله في قصة السلام على أهل المقبرة.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 1/ 6، ومن طريقه ابن ماجه (4282)، وابن حبان (1048) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي مالك الأشجعي، به- بلفظ "تَرِدُون عليَّ غراً محجلين من الوضوء سِيمَا أمتي، ليس لأحد غيرها".
وقصة ذَوْد رجال عن الحوض سلفت برقم (7968) من طريق محمد بن زياد الجمحي، عن أبي هريرة.
ويشهد لقصة السلام على أهل المقبرة حديث بريدة الأسلمي، سيأتي في مسنده 5/ 353.
وحديث عائشة، سيأتي أيضاً 6/ 180.
وللتحجيل يوم القيامة شاهد من حديث ابن مسعود، سلف برقم (3820)، وانظر تمام شواهده هناك. وانظر أيضاً حديث أبي هريرة الذي سيأتي برقم (8741).
ولقصة إخوان النبي صلى الله عليه وسلم شاهد من حديث أنس، سيأتي 3/ 155.
قوله: "بل أنتم أصحابي"، قال السندي: ليس نفياً لأُخوَّتهم، ولكن ذكره مزيَّة لهم بالصحبة على الأُخُوَّة، فهم إخوة وصحابة، واللاحقون إخوة فحسب، قال تعالى:{إنَّما المؤمنون إخوة} ، وإخواني، أي: المراد بإخواننا أو الذين لهم إخوة فقط.
وأنا فَرَطُهم، أي: أنا أتقدمهم على الحوض أهيِّئُ لهم ما يحتاجون إليه.
وغُرّ: جمع الأغر، وهو الأبيض الوجه.
ومحجَّلة: اسم مفعول من التحجيل، والمحجل من الدواب التي قوائمها بيضٌ.
والبُهْم: السُّود، وكذا الدُّهْم، والثاني تأكيد للأول.
7994 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمُؤْمِنُ، الْمُؤْمِنُ - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - يَغَارُ يَغَارُ، وَاللهُ أَشَدُّ غَيْرًا "(1).
7995 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَرْفَعُ اللهُ بِهِ الدَّرَجَاتِ، وَيَمْحُو بِهِ الْخَطَايَا؟ كَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ "(2).
7996 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: " لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الْقَرْنَاءِ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 216 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (2761)(38) من طريق محمد بن جعفر، به. وانظر (7210).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7209).
نَطَحَتْهَا (1) " (2).
7997 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيِّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: قَالَ زِيَادُ بْنُ حُدَيْرٍ: وَدِدْتُ أَنِّي فِي حَيِّزٍ مِنْ حَدِيدٍ، مَعِي مَا يُصْلِحُنِي، لَا أُكَلِّمُ النَّاسَ وَلَا يُكَلِّمُونِي (3).
7998 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ (4) نَهَى عَنِ النَّذْرِ، وَقَالَ:" لَا يَرُدُّ مِنَ الْقَدَرِ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ (5) مِنَ الْبَخِيلِ "(6).
(1) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) وبقية النسخ: تنطحها.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (7204).
(3)
هذا أثر وليس بحديث، وليس له تعلُّق بحديث أبي هريرة أو غيره.
وقد أخرجه الإِمام أحمد في "الزهد" ص 370، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 197 عن محمد بن سابق، عن مالك بن مِغْول، عن أبي صخرة جامع بن شداد، عن زياد بن حدير. وزاد في آخره: حتى ألقى الله عز وجل. وقد وقع في المطبوع من "الحلية" و"الزهد" عدة تحريفات فيه تصحح من هنا.
والحَيِّز: المكان.
وقوله: "ما يصلحني"، قال السندي: من الطعام والشراب، وهو من الإِصلاح.
(4)
لفظة "أنه" ليست في الأصول، وهي ثابتة في (م) وفي "صحيح مسلم".
(5)
لفظة "به" سقطت من (م).
(6)
إسناده صحيح على شرط مسلم. =
7999 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عز وجل، أَنَّهُ قَالَ:" أَنَا خَيْرُ الشُّرَكَاءِ، فَمَنْ عَمِلَ عَمَلًا فَأَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي، فَأَنَا بَرِيءٌ مِنْهُ، وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ "(1).
8000 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ
= وهو في "صحيحه"(1640)(6) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (7208).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن خزيمة (938) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن حبان (395) من طريق عبد الرحمن بن عثمان، عن شعبة، به.
وأخرجه الطيالسي (2559)، ومسلم (2985)، وابن ماجه (4202)، والبيهقي في "الشعب"(6816) من طرق، عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(6815)، والبغوي (4136) من طريق سعيد المقبري، والبغوي (4136) من طريق ابن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة.
وعزاه الحافظ في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 60 للموطأ من رواية ابن وهب وسعيد بن عفير وعبد الرحمن بن القاسم، عن مالك، عن العلاء، به.
وسيأتي برقم (8000) و (9619).
وفي الباب عن أبي سعيد بن أبي فضالة، سيأتي 3/ 466.
وعن محمود بن لبيد، سيأتي 5/ 428.
وعن شداد بن أوس عند الطيالسي (1120).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللهُ عز وجل: أَنَا خَيْرُ الشُّرَكَاءِ، مَنْ عَمِلَ لِي عَمَلًا فَأَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ "(1).
8001 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ أَبَا الْقَاسِمِ صَاحِبَ الْحُجْرَةِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. روح: هو ابن عبادة. وانظر ما قبله.
(2)
إسناده حسن، من أجل أبي عثمان -وهو التَّبَّان- وقد سلفت ترجمته عند الحديث رقم (7343)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 527 عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2529)، والبخاري في "الأدب المفرد"(374)، وأبو داود (4942)، والترمذي (1924)، وابن حبان (462)، والخطيب في "تاريخه" 7/ 183، والبيهقي 8/ 161، والبغوي (3450)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة أبي عثمان 34/ 71 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه ابن حبان (466) من طريق سليمان التيمي، وأبو يعلى (6652)، والحاكم 4/ 248، والقضاعي في "مسنده"(772)، والخطيب في "تاريخه" 6/ 171، والمزي 34/ 72 من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن منصور.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(283) عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وهذا وهم من جرير، والمحفوظ =
قَالَ شُعْبَةُ: كَتَبَ بِهِ إِلَيَّ وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ؛ يَعْنِي مَنْصُورًا.
8002 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ "(1).
= في الحديت أبو عثمان التبان، وروي عن جرير أيضاً على الصواب ما سلف.
وسيأتي برقم (9702) و (9940) و (9945) و (10951).
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد توبع، ثم هو منقطع، فقد أدخل شهر فيه بينه وبين أبي هريرة عبدَ الرحمن بن غَنْم كما سيأتي في الرواية رقم (8307)، وأما ما وقع في رواية الدارمي (2840) من تصريح شهر بسماعه من أبي هريرة، فغير صحيح، لأن الذي رواه عن شهر عنده هو عباد بن منصور، وهو ضعيف. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6673) و (6819) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2397) عن حماد بن سلمة، وأبو يعلى (6398) من طريق هشيم، كلاهما عن أبي بشر، به.
وأخرجه تامّاً ومقطَّعاً ابن ماجه (3455)، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 10/ 112 من طريق مطر الوراق، والنسائي في "الكبرى"(6672)، وأبو يعلى (6400) من طريق خالد الحذاء، وأبو يعلى (6407) من طريق عقبة الأصم الرفاعي، ثلاثتهم عن شهر بن حوشب، به.
وأخرجه بشطريه الترمذي (2066) من طريق سعيد بن عامر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقال: هذا حديث حسن غريب، وهو من حديث محمد بن عمرو، ولا نعرفه إلا من حديث سعيد بن عامر، عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= محمد بن عمرو. قلنا: إن كان سعيد بن عامر حفظه، ولم يغلط فيه محمد بن عمرو بن علقمة، فهي متابعة حسنة لحديث شهر بن حوشب.
وأخرج الشطر الأول منه ابن مردويه -كما في "تفسير بن كثير" 1/ 136 - من طريق أسلم بن سهل، عن القاسم بن عيسى الواسطي، عن طلحة بن عبد الرحمن، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف، طلحة بن عبد الرحمن -وهو القناد المؤدب الواسطي- قال ابن عدي: وله مناكير، وروى عن قتادة أشياء لا يتابع عليها.
وسيأتي الحديث برقم (8051) و (8668) و (8681) و (9465) و (10335) و (10354) و (10639) من طريق شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.
وقد روي عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد الخدري وجابر، سيأتي في "المسند" 3/ 48.
وللحديث شاهد عن بريدة الأسلمي بإسناد صحيح، سيأتي 5/ 346، وليس فيه أن في العجوة شفاءً من السمِّ.
ويشهد لقصة الكمأة حديث سعيد بن زيد، وقد سلف في مسنده برقم (1625)، وهو متفق عليه.
وأما قصة العجوة، فقد أخرج أحمد (1571) والشيخان عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تصبَّح بسبع تمراتٍ من عجوةٍ، لم يضرَّه ذلك اليوم سمٌّ ولا سحرٌ".
والعجوة: نوع من تمر المدينة.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/ 239: قال الخطابي: كَوْن العجوة تنفع من السم والسحر، إنما هو ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لتمر المدينة، لا لخاصية في التمر. وقال ابن التين: يحتمل أن يكون المراد نخلاً خاصّاً بالمدينة لا يعرف الآن. وانظر تمام كلامه فيه.
8003 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ الطَّحَّانِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَشْرَبُ قَائِمًا، فَقَالَ لَهُ:" قِهْ " قَالَ: لِمَهْ؟ قَالَ: " أَيَسُرُّكَ أَنْ يَشْرَبَ مَعَكَ الْهِرُّ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَإِنَّهُ قَدْ شَرِبَ مَعَكَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ، الشَّيْطَانُ "(1).
8004 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ
…
فَذَكَرَهُ (2).
8005 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " يُهْلِكُ أُمَّتِي هَذَا الْحَيُّ
(1) أبو زياد الطحان -وهو مولى الحسن بن علي كما جاء في بعض الطرق- لم يرو عنه غير شعبة، وقد حسن القول فيه يحيى بنُ معين فوثقه! وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 9/ 373: شيخ صالح الحديث، لكن قال الذهبي في "الميزان" 4/ 526: لا يعرف، له حديثان في كتاب "غرائب شعبة" للنسائي. قلنا: ويغلب على ظننا أن هذا الحديث أحدهما، فهو غريب تفرد بروايته أبو زياد هذا عن أبي هريرة، والغرابة بيِّنة في متنه.
وأخرجه الدارمي (2128)، والبزار (2896 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2102) من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد.
وتحرف اسم الراوي عن أبي هريرة في "كشف الأستار" إلى: أبي الزّناد!
(2)
هو مكرر ما قبله. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
مِنْ قُرَيْشٍ " قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ " (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو التياح: اسمه يزيد بن حميد الضبعي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي.
وأخرجه البخاري (3604)، ومسلم (2917)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 464 من طريق أبي أسامة، ومسلم (2917) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإِسناد.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (3604) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود الطيالسي.
وانظر ما سلف برقم (7871).
قوله: "يهلك أُمتي"، قال الحافظ في "الفتح" 13/ 10: المراد بالأمة هنا: أهل ذلك العصر ومَن قاربهم، لا جميع الأمة إلى يوم القيامة.
وقوله: "هذا الحي من قريش"، المراد بعض قريش، وهم الأحداث منهم لا كلهم، والمراد أنهم يهلكون الناس بسبب طلبهم الملك والقتال لأجله، فتفسد أحوال الناس ويكثر الخبط بتوالي الفتن، وقد وقع الأمر كما أخبر صلى الله عليه وسلم.
وأما قوله: "لو أن الناس اعتزلوهم" محذوفُ الجواب، وتقديره: لكان أولى بهم، والمراد باعتزالهم أن لا يداخلوهم ولا يقاتلوا معهم، ويَفِرُّوا بدينهم من الفتن، ويحتمل أن يكون "لو" للتمني، فلا يحتاج إلى تقدير جواب.
وأما قول الإِمام أحمد بعد الحديث، فقد علق عليه الشيخ أحمد شاكر فقال: لعله كان احتياطاً منه رحمه الله، خشية أن يظن أن اعتزالهم يعني الخروج عليهم، وفي الخروج فساد كبير، بما يتبعه من تفريق الكلمة، وما فيه من شقِّ عصا الطاعة، ولكن الواقع أن المراد بالاعتزال أن يحتاط الإِنسان لدينه، فلا يدخل معهم مداخل الفساد، وَيَرْبَأ بدينه من الفتن.
[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: وَقَالَ أَبِي فِي مَرَضِهِ مَاتَ فِيهِ: اضْرِبْ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ، فَإِنَّهُ خِلَافُ الْأَحَادِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يَعْنِي قَوْلَهُ:" اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَاصْبِرُوا ".
8006 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، سُئِلَ عَنْ قِرَاءَةِ الْإِمَامِ فِي الصَّلَوَاتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: فِي كُلِّ الصَّلَوَاتِ يُقْرَأُ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا، أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ (1).
8007 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَقَالَ:" هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ مِنْكُمْ آنِفًا؟ " قَالَ رَجُلٌ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ؟! ".
قَالَ: فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا جَهَرَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَواتِ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو محمد: هو حبيب بن الشهيد الأزدي البصري. وانظر (7503).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين سوى ابن أُكيمة -واسمه عُمارة- وهو ثقة، وقد سلف الكلام عليه عند هذا الحديث برقم (7270).
عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك: هو ابن أنس الإِمام. =
8008 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِئَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ "(1).
= وهو في "موطأ مالك" 1/ 86، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(33)، والبخاري في "الصلاة خلف الإِمام"(95) و (262)، وأَبو داود (826)، والترمذي (312)، والنسائي 2/ 140، وابن حبان (1849)، والبيهقي في "السنن" 2/ 157، وفي "القراءة خلف الإِمام"(317)، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 23، والبغوي (607). ولم يذكر البخاري في روايتيه: فانتهى الناس
…
الخ.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أَبو صالح السمان: هو ذكوان. وهو في "الموطأ" 1/ 209.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري (3293) و (6403)، ومسلم (2691)، وابن ماجه (3798)، والترمذي (3468)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(25)، وابن حبان (849)، والبغوي (1272). قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي الحديث برقم (8873) عن إسحاق بن عيسى، عن مالك، وبنحوه برقم (8719) من طريق عبد الله بن سعيد بن أَبي هند عن سُمي، وانظر (8012). =
8009 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ "(1).
8010 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُوسَى - يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ -، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" شَرُّ مَا فِي رَجُلٍ شُحٌّ هَالِعٌ، وَجُبْنٌ خَالِعٌ "(2).
= وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6740).
عَدْلَ، قال السندي: بالنصب، وهو بكسر العين بمعنى المِثْل، وقال الفَرَّاء: العَدْل بالفتح: ما عادَلَ الشيء من غير جنسه، والعِدْل بالكسر: المثل، وعلى هذا فالفتح ها هنا أظهر.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/ 209 - 210.
ومن طريق مالك أخرجه ابن أَبي شيبة 10/ 290، والبخاري (6405)، ومسلم (2691)، وابن ماجه (3812)، والترمذي (3466) وبإثر الحديث (3468)، والنسائي في "اليوم والليلة"(826)، وابن حبان (829)، والبغوي (1262). قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي برقم (8873) و (10683)، وانظر (8835).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد العزيز بن مروان -وهو ابن الحكم، أخو الخليفة عبد الملك، والد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز- موسى بن عُلَيّ -بالتصغير-: هو ابن رباح بن قصير اللخمي. =
8011 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ، فَقَالَ:" وَجَبَتْ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا وَجَبَتْ؟ قَالَ:" وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ "(1).
= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 50 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أَبي شيبة 9/ 98، وعبد بن حميد (1428)، وإسحاق بن راهويه (342) من طرق عن موسى بن علي، به.
وسيأتي برقم (8263).
قال السندي: قوله "شُحٌّ"، أي: بخل. "هالع": الهَلَعُ: أشدُّ الجزع. "خالع": أي شديد كأنه يخلع فؤاده من شدة خوفه.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عبد الرحمن -ويقال في اسمه أيضاً: عُبيد الله، وهو ابن أَبي ذباب- فقد روى له أَبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وابن حنين: هو عبيد. وهو في "الموطأ" 1/ 208.
ومن طريق مالك أخرجه الترمذي (2897)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 171، وفي "الكبرى"(1066) و (10538) و (11715)، والحاكم 1/ 566.
قال الترمذي: هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث مالك بن أنس. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (10919).
وفي فضل {قل هو الله أحد} انظر أيضاً ما سيأتي برقم (9535).
8012 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ اصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ أَرْبَعًا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، كَتَبَ اللهُ لَهُ عِشْرِينَ حَسَنَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ عِشْرِينَ سَيِّئَةً، وَمَنْ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، كُتِبَتْ لَهُ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً أَوْ حُطَّ (1) عَنْهُ ثَلَاثُونَ سَيِّئَةً "(2).
(1) كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: وحط.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. إسرائيل: هو ابن يونس بن أَبي إسحاق، وأَبو سنان: هو ضرار بن مرة، وأَبو صالح الحنفي: هو عبد الرحمن بن قيس.
وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(840)، والبزار (3074 - كشف الأستار)، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 47 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أَبي شيبة 10/ 428 عن مصعب بن المقدام، والحاكم 1/ 512 من طريق مالك بن إسماعيل، كلاهما عن إسرائيل، به.
وسيأتي برقم (8093) في مسند أَبي هريرة، وفي مسند أَبي سعيد الخدري 3/ 34.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(576) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أَبيه أَبي صالح السمان، عن أَبي هريرة وحده. ومؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ. =
8013 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ. وَعَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي السَّلَاسِلِ "(1).
= وأخرج النسائي في "اليوم والليلة"(841)، وابن حبان (836) و (1812) من طريق أَبي حمزة السكري، عن الأعمش، عن أَبي صالح -وهو ذكوان السمان-، عن أَبي هريرة رفعه:"خير الكلام أربع لا تبالي بأيتهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر".
وسيأتي نحوه في حديث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم 4/ 36 عن وكيع، عن الأعمش، عن أَبي صالح، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج مسلم (2695)، والترمذي (3597)، والنسائي في "اليوم والليلة"(835) من طريق أَبي معاوية، عن الأعمش، عن أَبي صالح السمان، عن أَبي هريرة رفعه:"لأن أقول: سبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس".
ويشهد للفظ حديث أَبي حمزة السكري، عن الأعمش، حديثُ سمرة بن جندب، سيأتي في مسنده 5/ 10 و 12.
قوله: "من قِبَل نفسه"، قال السندي: أي: غير حاكٍ عن غيره أو غير قارئ القرآن، فإنه حكاية لقوله تعالى.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم.
وأخرجه أَبو داود (2677) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. =
8014 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ، أَكَلَ، وَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ، قَالَ:" كُلُوا "، وَلَمْ يَأْكُلْ (1).
= وأخرجه ابن حبان (134) من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، به.
وسيأتي برقم (9271) و (9889) من طريق محمد بن زياد، وبرقم (9783) من طريق أَبي صالح عن أَبي هريرة.
وفي الباب عن أَبي أمامة، سيأتي 5/ 249 و 256.
وأخرج البخاري (4557)، والنسائي في "الكبرى"(11071)، والطبري 4/ 44، وابن أَبي حاتم في تفسير آل عمران (1161)، والحاكم 4/ 84 من طريق سفيان الثوري، عن ميسرة بن عمار، عن أَبي حازم الأشجعي، عن أَبي هريرة في قوله تعالى:{كنتم خير أُمَّةٍ أُخرجت للناس} [آل عمران: 110]، قال: خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإِسلام. واللفظ للبخاري.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه البخاري (2576)، والبيهقي 7/ 33 - 34، والبغوي (1608) من طريق إبراهيم بن طهمان، ومسلم (1077) من طريق الربيع بن مسلم، كلاهما عن محمد بن زياد، بهذا الإِسناد.
وله شاهد من حديث معاوية بن حيدة، سيأتي 5/ 5.
وسيأتي برقم (8050) و (8465) و (9264) و (10376)، وانظر أيضاً ما سيأتي برقم (8714)، وما سلف برقم (7758). =
8015 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ رِجَالٌ رَغْبَةً عَنْهَا، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ "(1).
8016 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَدْخُلُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ " فَقَالَ رَجُلٌ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فقال: " اللهُمْ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ " ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ "(2).
= قوله: "كلوا"، قال السندي: أي: للحاضرين من غير أهل بيته. ولم يأكل: لحرمة الصدقة عليه.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه بنحوه أبو يعلى (5868) من طريق معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أَبي هريرة.
وسيأتي الحديث برقم (9237) من طريق حماد عن محمد بن زياد وحده، وبرقبم (9993) و (9994) من طريق حماد عن محمد بن زياد وعمار بن أبي عمار عن أَبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7865).
وفي الباب عن سفيان بن زهير، سيرد 5/ 219 - 220.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (216)(367)، وابن منده في "الإِيمان"(975) من طريق =
*8017 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ أَخُو حَجَّاجٍ الْأَنْمَاطِيُّ - وَكَانَ ثِقَةً -، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ - مِثْلَهُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (1).
8018 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْخُطْبَةُ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَهَادَةٌ، كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ "(2).
= الربيع بن مسلم، وابن منده (974) من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن محمد بن زياد، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9883) من طريق شعبة عن محمد بن زياد، وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (8017) و (8614) و (8707) و (9202) و (10122) و (10524).
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2448).
وعن ابن مسعود، سلف برقم (3806).
وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/ 436.
وعن سهل بن سعد، سيأتي 5/ 335.
(1)
إسناداه قويان، رجالهما ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن كليب بن شهاب وأبيه كليب، الأول من رجال مسلم والثاني من رجال أصحاب السنن الأربعة، وهما صدوقان. وانظر ما قبله.
(2)
إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 43 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد. =
8019 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ "(1).
8020 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ - أَوِ الْمُؤْمِنُ - فَغَسَلَ وَجْهَهُ، خَرَجَتْ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ (2) مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، أَوْ نَحْوَ هَذَا -،
= وأخرجه إسحاق بن راهويه (265)، والبخاري في "التاريخ" 7/ 229، وأبو داود (4841)، وابن حبان (2796) و (2797) من طريق عبد الواحد بن زياد، به.
وأخرجه الترمذي (1106) من طريق محمد بن فضيل، عن عاصم بن كليب، به. وقال: حسن صحيح غريب. وكلمة "صحيح" لم ترد عند المزي في "تحفة الأشراف" 10/ 299.
وسيأتي الحديث برقم (8518). وانظر (8712).
واليد الجذماء: المقطوعة التي لا فائدة فيها لصاحبها، أو التي بها جُذام.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الربيع ابن مسلم -وهو الجمحي- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومحمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم.
وأخرجه أَبو نعيم في "الحلية" 9/ 22 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وانظر (7504).
(2)
كذا في (ظ) و (ل) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: بعينه.
فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ، خَرَجَتْ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ بَطَشَ بِهَا مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ -، حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ " (1).
8021 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ (2) الْمَكَارِهِ - قَالَ إِسْحَاقُ: فِي الْمَكَارِهِ -، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أَبي صالح، فمن رجال مسلم. وهو في "الموطأ" 1/ 32.
ومن طريق مالك أخرجه الدارمي (718)، ومسلم (244)، والترمذي (2)، وابن خزيمة (4)، والطبري 6/ 138 - 139، وأبو عوانة 1/ 246، والطحاوي 1/ 37، وابن حبان (1040)، والبيهقي 1/ 81، والبغوي (150).
وأخرجه عبد الرزاق (155) عن إبراهيم بن محمد، عن سهيل بن أَبي صالح، به.
وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف برقم (415).
وعن عمرو بن عبسة، سيأتي 4/ 112.
وعن أبي عبد الله الصُّنابحي، سيأتي 4/ 348.
وعن أبي أمامة، سيأتي أيضاً 5/ 263.
(2)
في (م): على.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم. إسحاق: هو ابن عيسى ابن الطباع. =
8022 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ، لَاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا "(1).
8023 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " رُبَّ يَمِينٍ لَا تَصْعَدُ إِلَى اللهِ بِهَذِهِ الْبُقْعَةِ " فَرَأَيْتُ فِيهَا النَّخَّاسِينَ بَعْدُ " (2).
8024 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَا
= وأخرجه أبو عوانة 1/ 231 من طريق إسحاق بن عيسى، بهذا الإِسناد. وقد سلف من طريق مالك أيضاً برقم (7729).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7226).
(2)
إسناده ضعيف لضعف عاصم -وهو ابن عبيد الله بن عاصم-، وعبيد مولى أَبي رهم ليس بذاك المعروف، سلفت ترجمته عند الحديث رقم (7356). سفيان: هو الثوري.
وهذا الحديث تفرد الإِمام أحمد بإخراجه في "المسند".
والنَّخَّاس: بيَّاع الدوابِّ والرقيق.
هُنَا؟ فَوَاللهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ وَلَا رُكُوعُكُمْ، إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي " (1).
8025 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ -، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ لُدَيْنٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَوْمَ (2) الْجُمُعَةِ يَوْمُ عِيدٍ، فَلَا تَجْعَلُوا يَوْمَ عِيدِكُمْ يَوْمَ صِيَامِكُمْ، إِلَّا أَنْ تَصُومُوا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/ 167.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري (418) و (741)، ومسلم (423)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 73.
وسيأتي برقم (8877) عن إسحاق بن عيسى، عن مالك، وروي أيضاً من طريق سفيان بن عيينة عن أَبي الزناد، سلف برقم (7333)، وسيأتي برقم (8771).
وانظر ما سلف برقم (7199).
(2)
في (م) وبعض النسخ: إن يوم.
(3)
إسناده حسن. أبو بشر: هو مؤذن مسجد دمشق، معروف بكنيته، له ترجمة في "التهذيب"، وعامر بن لُدين الأشعري له ترجمة في "التعجيل" ص 206، وحديثهما من باب الحَسَن.
وأخرجه الحاكم 1/ 437 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، إلا أن أبا بشر هذا لم أقف على اسمه وليس ببيان بن بشر ولا بجعفر بن أَبي وحشية والله أعلم.
فقال الذهبي لذلك في "تلخيصه" عن أبي بشر: مجهول! كذا قالا، مع أنه معروف من أهل الشام، فقد جاء تعيينه في بعض طرق الحديث. =
8026 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ " قِيلَ: أَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ رَمَضَانَ؟ قَالَ: " شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُحَرَّمَ "(1).
= وأخرجه ابن خزيمة (2161) من طريق عبد الله بن هاشم، عن عبد الرحمن ابن مهدي، به.
وأخرجه البخاري في الكنى من "تاريخه" 9/ 15 من طريق عبد الله بن صالح، وابن خزيمة (2166)، والحاكم 1/ 437 من طريق زيد بن الحباب، كلاهما عن معاوية بن صالح، به.
وسيأتي برقم (10890).
وأخرجه البزار (1069 - كشف الأستار) من طريق أسد بن موسى، عن معاوية ابن صالح، عن أبي بشر مؤذن دمشق، عن عامر بن لُدين الأشعري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره. قال البزار: لا نعلم أسند عامرُ بن لدين إلا هذا.
قال الحافظ في "الإِصابة" في ترجمة عامر بن لُدين 5/ 175: وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنما رواه معاوية بن صالح بهذا السند عن عامر عن أبي هريرة قال: سمعت.
قلنا: وأصل الحديث في "الصحيحين" من طريق أبي صالح، عن أَبي هريرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يصومن أحدُكم يوم الجمعة، إلا يوماً قبله أو بعده". وسيأتي بهذا اللفظ برقم (10424).
وسيأتي بنحوه من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (8772) و (9127) و (9284) و (9467)، وانظر ما سلف برقم (7388).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة، وحميد بن =
8027 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلَا نَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حَزَنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ مِنْ خَطَايَاهُ "(1).
= عبد الرحمن: هو الحِمْيري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2906) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1163)(203)، والنسائي (2905)، وأبو يعلى (6395)، وابن خزيمة (1134) و (2076)، والبيهقي 4/ 291 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، به. واقتصر النسائي في حديثه على قصة الصيام.
وأخرج قصة الصلاة فقط أبو يعلى (6392) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن عبد الملك بن عمير، به.
وسيأتي برقم (8358) و (8507) و (8534) و (10915).
وفي الباب عن جندب بن عبد الله البجلي عند البيهقي 4/ 291.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً في مسند أبي سعيد الخدري 3/ 48.
وأخرجه عبد بن حميد (961) عن موسى بن مسعود، عن زهير بن محمد، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (8424) عن أبي عامر، عن زهير بن محمد، به.
وأخرجه مسلم (2573)، والبيهقي 3/ 373 من طريق الوليد بن كثير، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، به. =
8028 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَمُؤَمَّلٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ - قَالَ مُؤَمَّلٌ: الْخُرَاسَانِيُّ -، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِطُ ". وَقَالَ (1) مُؤَمَّلٌ: " مَنْ يُخَالِلُ "(2).
= وسيأتي في مسند أبي سعيد 3/ 4 و 24 و 61 و 81 من طريقين آخرين عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد وحده.
وسيأتي أيضاً بنحوه في مسنده 3/ 38 من طريق سليمان بن أَبي ذئب، عن يزيد بن محمد القرشي، عن أبي سعيد وحده.
وانظر ما سلف برقم (7386).
قال السندي: الوَصَب: المرض، والنَّصَب: التعب.
وقوله: "حتى الشوكة"، قال الحافظ في "الفتح" 10/ 105: جَوَّزوا فيه الحركات الثلاث، فالجر بمعنى الغاية، أي: حتى ينتهي إلى الشوكة، أو عطفاً على لفظ "مصيبة"، والنَّصب بتقدير عاملٍ، أي: حتى وجدانه الشوكة، والرفع عطفاً على الضمير في "تصيب"، وقال القرطبي: قيده المحققون بالرفع والنصب، فالرفع على الابتداء ولا يجوز على المحل. كذا قال، ووجَّهه غيره بأنه يسوغ على تقدير أن "مِن" زائدة.
(1)
في (ظ 3) و (ل) و (عس): أو قال، وضبب على لفظة "أو" في (عس).
(2)
إسناده جيد، موسى بن وردان صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير مؤمَّل بن إسماعيل، وهو سيئ الحفظ، لكنه مُتابَع بعبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه الطيالسي (2573)، ومن طريقه عبد بن حميد (1431)، وأبو داود (4833)، والترمذي (2378)، وأخرجه إسحاق بن راهويه (351) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما (الطيالسي والوليد) عن زهير بن محمد، بهذا الإسناد. قال =
8029 -
حَدَّثَنَا مُؤَمِّلٌ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟ "، قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا، يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ. قَالَ:" إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، فَيُقْعَدُ، فَيَقُصُّ (1) هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ "(2).
= الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وسيأتي برقم (8417) عن أبي عامر العقدي، عن زهير، وقال فيه:"من يخالل" كما قال مؤمل في حديثه.
وأخرجه الحاكم 4/ 171 من طريق صدقة بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الأنصاري، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة. وقال: صحيح إن شاء الله تعالى، فتعقبه الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 181 بقوله: كلا، فصدقة ضعيف، وشيخه مجهول.
(1)
كذا في (ظ 3) و (عس) وهوامش بعض النسخ الأخرى، وفي (م) وبقية النسخ: فيقتص.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، ومؤمَّل -وإن كان سيئ الحفظ- مُتابَعٌ. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرقة.
وأخرجه الترمذي (2418)، وابن حبان (4411) و (7359) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. =
8030 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ "(1).
= وسيأتي برقم (8414) و (8842) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، وبنحوه من طريق المقبري عن أبي هريرة (9615).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الترمذي (2195)، والفريابي في "صفة المنافق"(101)، وأبو عوانة 1/ 50، وابن حبان (6704)، والذهبي في "السير" 11/ 24 من طريق عبد العزيز ابن محمد الدراوردي، والفريابي (103) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، وابن أبي عاصم في "الزهد"(218) من طريق عبد العزيز بن محمد وعبد العزيز بن أبي حازم، والآجرّي في "الشريعة" ص 44 - 45 من طريق معمر، ثلاثتهم عن العلاء ابن عبد الرحمن، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (8848) و (10772)، وانظر (9073).
وفي الباب عن سعيد بن زيد، سلف برقم (1647).
وعن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/ 408.
وعن أبي أمامة عند ابن ماجه (3954)، والفريابي في "صفة المنافق"(106)، والآجريّ في "الشريعة" ص 44. وإسناده ضعيف.
وعن أنس عند ابن أبي شيبة 11/ 39 و 15/ 43، والترمذي (2197)، والفريابي في "صفة المنافق"(104)، والحاكم 4/ 438 - 439.
قوله: "بادروا بالأعمال فتناً"، قال السندي: أي: اعملوا قبل مجيء فتنٍ هي كقطع الليل المظلم في الظلمة. =
8031 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ عَقِيلٍ، حَدَّثَنِي مَهْدِيٌّ الْمُحَارِبِيُّ (1)، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فِي بَيْتِهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ؟ فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ (2).
= والعَرَض: المتاع.
(1)
لفظة "المحاربي" استدركناها من (ظ 3) و (عس) و (ل)، ولم ترد في (م) وبقية النسخ.
(2)
إسناده ضعيف، لجهالة مهدي المحاربي -وهو ابن حرب الهجري-، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو تساهل منه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2831) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد.
أخرجه أبو داود (2440)، والنسائي (2830)، والبيهقي 4/ 284 و 5/ 117 من طريق سليمان بن حرب، وابن خزيمة (2101)، والبيهقي 4/ 284 من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن حوشب بن عقيل، به.
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 424 - 425 من طريق سليمان بن حرب، عن حوشب بن عقيل، به.
وأخرجه البيهقي 5/ 117 من طريق الحارث بن عبيد، عن حوشب بن عقيل، عن مهدي الهجري، عن عكرمة، عن ابن عباس. وقال: كذا قال الحارث بن عبيد، والمحفوظ عن عكرمة، عن أبي هريرة. قلنا. والحارث بن عبيد -وهو الإِيادي- فيه لين.
وسيأتي الحديث برقم (9760) عن وكيع، عن حوشب، به.
قلنا: لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن صيام هذا اليوم =
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَرَّةً (1): عَنْ مَهْدِيٍّ الْعَبْديِّ.
8032 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسِ بْنِ عَمْرٍو الْهَجَرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ، لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَمْ يَخْبُثِ الطَّعَامُ، وَلَوْلَا حَوَّاءُ، لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا "(2).
= بعرفات نصاً، لكن ثبت أنه صلى الله عليه وسلم لم يصمه، فقد أخرج البخاري (1658)، ومسلم (1123) (11) عن أم الفضل قالت: شكَّ الناسُ يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم فبعثتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشراب فشربه. واللفظ للبخاري، وسيأتي بنحوه في مسند أم الفضل 6/ 340.
وأخرج البخاري أيضاً (1989) عن ميمونة قالت: إن الناس شكُّوا في صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فأرسلتُ إليه بحِلابٍ وهو واقف في الموقف، فشرب منه، والناس ينظرون.
وسلف في مسند ابن عباس برقم (2946) و (3239) أنه دعا أخاه الفضلَ أو عُبيدَ الله يوم عرفة إلى طعامٍ، فقال: إني صائم. فقال عبد الله بن عباس: لا تصم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قُرِّب إليه حِلابٌ فشرب منه هذا اليوم، وإن الناس يستنُّون بكم.
وقد ثبت عن أمير المؤمنين عمر وابنه عبد الله أنهما نهيا عن صيامه، انظر "السنن الكبرى" للنسائي (2823) و (2824). وانظر ما سلف في مسند ابن عمر برقم (5080).
(1)
لفظة "مرة" استدركناها من (ظ 3) و (عس).
(2)
صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، خلاس بن عمرو لم يسمع من أَبي هريرة شيئاً، وباقي رجال الإِسناد ثقات من رجال الشيخين. عوف: هو ابن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أَبي جميلة.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(115) عن معتمر بن سليمان، عن عوف بن أَبي جميلة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/ 175 من طريق روح بن عباده، عن عوف بن أَبي جميلة، عن محمد بن سيرين، عن أَبي هريرة. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وسيأتي من طريق همام بن منبه، عن أَبي هريرة برقم (8170)، ومن طريق أَبي يونس سليم بن جبير، عن أَبي هريرة برقم (8591).
قوله: "لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم"، قال الحافظ في "الفتح" 6/ 367 و 368: أي: ينتن، والخَنْز: التغيُّر والنتن، قيل: أصله أن بني إسرائيل ادَّخروا لحم السَّلْوى وكانوا نُهُوا عن ذلك فعوقبوا بذلك، حكاه القرطبي وذكره غيره عن قتادة. وقال بعضهم: معناه: لولا أن بني إسرائيل سَنُّوا ادخار اللحم حتى أنتن لما ادُّخِر فلم ينتن.
وقوله: "لم تخن أنثى زوجها" فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك، فمعنى خيانتها: أنها قبلت ما زيَّن لها إبليس حتى زينته لآدم، ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالولادة ونَزْع العرق، فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول، وليس المرادُ بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش حاشا وكلا، ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة، وحسَّنت ذلك لآدم، عدَّ ذلك خيانة له، وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها، وقريب من هذا حديث "جَحَدَ آدمُ فجحدت ذريتُه"، وفي الحديث إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم بما وقع من أمهنَّ الكبرى، وأن ذلك من طبعهن فلا يُفرِط في لوم من وقع منها شيء من غير قصد إليه، أو على سبيل النُّدور، وينبغي لهن أن لا يتمكَّنَّ بهذا في الاسترسال في هذا النوع، بل يضبطن أنفسهن، ويجاهدن هواهن، والله المستعان. انتهى كلام الحافظ.
8033 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ظَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ حِبِّي أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ فَسَادَ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
8034 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ " النَّجْمَ "، فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ، إِلَّا رَجُلَيْنِ أَرَادَا الشُّهْرَةَ (2).
(1) حديث صحيح، وقد سلف برقم (7871) عن زيد بن الحباب عن سفيان الثوري فقال فيه: مالك بن ظالم، وهو الصواب، وأما قول عبد الرحمن بن مهدي: عبد الله بن ظالم، قد وهَّمه فيه أبو زرعة في كتابه "الضعفاء" 2/ 326 - 327، لكن تابع عبدَ الرحمن على ذلك يحيى بن سعيد القطان عند الحاكم، فقد يكون الوهم فيه من غير عبد الرحمن، والله تعالى أعلم، وحكى الحاكم عن عمرو بن علي الفلاس أنه قال: الصحيح مالك بن ظالم.
وأخرجه الحاكم 4/ 527 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أَبيه، بهذا الإِسناد.
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 309 عن ابن أَبي شيبة، عن ابن مهدي، به. وقال فيه: ابن ظالم، ولم يسمِّه.
وأخرجه الحاكم أيضاً 4/ 527 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري، به.
(2)
إسناده قوي، الحارث -وهو ابن عبد الرحمن القرشي العامري خال ابن أَبي ذئب- صدوق من رجال أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. =
8035 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلْقَمَةَ - يَعْنِي الْفَرْوِيَّ -، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا، فَلَا تَشْهَدَنَّ عِشَاءَ الْآخِرَةِ "(1).
= أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وابن أَبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن المغيرة.
وأخرجه الطحاوي 1/ 353 من طريق أَبي عامر العقدي، بهذا الإِسناد. وقرن بأبي عامر بشرَ بنَ عمر الزهراني.
وللحارث بن عبد الرحمن فيه شيخ آخر، هو أَبو سلمة بن عبد الرحمن، سيأتي من طريقه برقم (9712).
وأخرجه الطحاوي 1/ 353 من طريق محمد بن كثير، عن مخلد بن حسين، عن هشام ابن حسان، عن ابن سيرين، عن أَبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ "والنجم" فسجد وسجد معه من حضره من الجن والإِنس والشجر. وإسناده ضعيف من أجل محمد بن كثير: وهو المصيصي.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف في مسنده برقم (3682)، وذُكِرت له شواهد أخرى هناك.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أَبي علقمة الفروي -وهو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أَبي فروة- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. يزيد بن خُصيفة: هو يزيد بن عبد الله بن خصيفة.
وأخرجه مسلم (444)(143)، وأَبو داود (4175)، والنسائي 8/ 154 و 190، وأَبو عوانة 2/ 17، والبيهقي في "السنن" 3/ 333، وفي "المعرفة"(5995)، والبغوي (861) من طريق يحيى بن يحيى، عن أَبي علقمة الفروي، بهذا الإِسناد. =
8036 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ "(1).
8037 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ ثُمَامَةَ بْنَ أُثَالٍ - أَوْ أُثَالَةَ - أَسْلَمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اذْهَبُوا بِهِ إِلَى حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ، فَمُرُوهُ أَنْ يَغْتَسِلَ "(2).
8038 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ - يَعْنِي
= وقد خالف يزيدَ بنَ خصيفة بُكيرُ بنُ عبد الله بن الأشج وغيره فرووه عن بسر بن سعيد، عن زينب الثقفية امرأة ابن مسعود قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا شهدت إحداكنَّ صلاة العشاء، فلا تَمسَّ طِيباً"، وسيأتي تخريج هذه الطريق إن شاء الله تعالى في مسندها 6/ 363.
وانظر ما سلف برقم (7356).
قوله: "فلا تشهدنَّ"، قال السندي: أي: مع الإِمام، والمراد: أنها لا تخرج بالليل متطيبة.
(1)
إسناده ضعيف، وهو مكرر (7956).
(2)
حديث قوي، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر -وهو ابن حفص بن عاصم العمري-، وقد تابعه على نحو هذا عبيدُ الله بن عمر أخوه، سلف تخريجه عند الحديث رقم (7361).
ابْنَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أُرْسِلَ عَلَى أَيُّوبَ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَلْتَقِطُهُ (1)، فَقَالَ: أَلَمْ أُغْنِكَ يَا أَيُّوبُ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، وَمَنْ يَشْبَعُ مِنْ رَحْمَتِكَ " أَوْ قَالَ: " مِنْ فَضْلِكَ "(2).
8039 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" كَانَتْ شَجَرَةٌ تُؤْذِي أَهْلَ الطَّرِيقِ، فَقَطَعَهَا رَجُلٌ فَنَحَّاهَا عَنِ الطَّرِيقِ، فَأُدْخِلَ بِهَا الْجَنَّةَ "(3).
(1) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: يلتقط.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين عدا أَبي داود -وهو سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي- فمن رجال مسلم. همام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دِعامة.
وهو في "مسند الطيالسي" برقم (2455).
وأخرجه الحاكم 2/ 582 من طريق عمرو بن مرزوق، عن همام بن يحيى العوذي، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (8568) و (10353) و (10638).
وانظر ما سلف برقم (7309).
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أَبي كامل -وهو مظفر بن مُدرِك- فقد روى له النسائي وأَبو داود في "التفرد"، وهو ثقة. حماد: هو ابن سلمة، وثابت: هو ابن أسلم البناني، وأَبو رافع: هو نفيع الصائغ.
وأخرجه مسلم ص 2021 (130) من طريق بهز بن أسد العمي، وأَبو يعلى (6424) عن هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث برقم (8520) و (9379)، وانظر ما سلف برقم (7847).
8040 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ، فَلَمَّا احْتُضِرَ قَالَ لِأَهْلِهِ: انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ أَنْ يُحْرِقُوهُ حَتَّى يَدَعُوهُ حُمَمًا، ثُمَّ اطْحَنُوهُ، ثُمَّ اذْرُوهُ فِي يَوْمٍ راحٍ (1). فَلَمَّا مَاتَ فَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، فَإِذَا هُوَ فِي قَبْضَةِ اللهِ، فَقَالَ اللهُ عز وجل: يَا ابْنَ آدَمَ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: أَيْ رَبِّ مِنْ مَخَافَتِكَ. قَالَ: فَغُفِرَ لَهُ بِهَا، وَلَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ "(2).
(1) كذا في (ظ 3) و (عس) وهامش (ل)، وفي (م) وباقي النسخ: رِيحٍ.
(2)
للحديث إسنادان:
أولهما: عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أَبي رافع الصائغ، عن أَبي هريرة، وهذا إسناد متصل صحيح.
وثانيهما: عن حماد بن سلمة، عن غير واحدٍ، عن الحسن وابن سيرين مرسلاً، وهو ضعيف لإِرساله ولجهالة الذين روى عنهم حماد بن سلمة.
وسلف حديث أبي هريرة بالإِسناد المتصل في مسند ابن مسعود برقم (3786). ولم نجد من خرجه من هذا الطريق سوى المصنف.
وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر ما سلف برقم (7647).
حُمماً، أي: فحماً.
واذروه: من ذَرَا يذرو، أي: فَرِّقوني وانثروني.
وبوم راحٍ، أي: ذو ريحٍ.
8041 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا مُضْطَجِعًا عَلَى بَطْنِهِ، فَقَالَ:" إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ لَا يُحِبُّهَا اللهُ "(1).
8042 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (2)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ: عَمْرٌو وَهِشَامٌ "(3).
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات. وانظر (7862).
(2)
قوله: "عن أَبي سلمة" سقط من (م).
(3)
إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 4/ 191، عن عمرو بن عاصم الكلابي، والطبراني في "الكبير" 22/ (461)، والحاكم 3/ 240 من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه! وتصحف فيه محمد بن عمرو إلى: محمد بن عمر.
وسيأتي برقم (8338) و (8641) و (8642).
وفي الباب عن أَبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمه عند ابن سعد 4/ 192، وفيه عمرو بن حكام بن أَبي الوضاح شيخ ابن سعد، وهو ضعيف.
وسيأتي في "المسند" 4/ 155 من حديث عقبة بن عامر رفعه: "أسلَمَ الناس وآمن عمرو بن العاص"، وفي سنده مقال يأتي في موضعه.
8043 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ - قَالَ أَبُو النَّضْرِ: سَعْدٌ أَبُو مُجَاهِدٍ -، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُدِلَّةِ، مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا إِذَا رَأَيْنَاكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ، وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا، وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالْأَوْلَادَ! قَالَ:" لَوْ تَكُونُونَ - أَوْ قَالَ: لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ - عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا عِنْدِي، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَكُفِّهِمْ، وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَجَاءَ اللهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ ".
قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ، مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: " لَبِنَةُ ذَهَبٍ وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ، وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ، مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ وَلَا يَبْؤُسُ، وَيَخْلُدُ لَا (1) يَمُوتُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ.
ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عز وجل: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ " (2).
(1) لفظة "لا" كذا في (ظ 3) و (عس) في الموضعين دون واو، وفي (م) وبقية النسخ: ولا.
(2)
حديث صحيح بطرقه وشواهده، وأبو المدلَّة مولى عائشة أم المؤمنين لم يرو عنه غير سعد الطائي -وذكره ابن حبان في "الثقات" وسماه عبيد الله بن عبد الله، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال علي ابن المديني- فيما نقله الحافظ في "التهذيب". أبو مدلة مولى عائشة لا يُعرف اسمُه، مجهولٌ، لم يرو عنه غير أبي مجاهد الطائي. وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يُعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أبو كامل هو مظفر بن مدرك الخراساني، وأَبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وزهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه عبد بن حميد (1420) عن سليمان بن داود الطيالسي، وابن حبان (7387) من طريق فرج بن رواحة، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1075) قال: أخبرنا حمزة الزيات، عن سعد الطائي، حدثهُ رجل، عن أَبي هريرة.
وأخرجه الترمذي (2526) من طريق محمد بن فضيل، عن حمزة الزيات، عن زياد الطائي، عن أبي هريرة. وقال: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي، وليس هو عندي بمتصل.
قلنا: كذا وقع في رواية محمد بن فضيل عن حمزة الزيات: زياد الطائي، وفي رواية غيره عنه: سعد الطائي، وهو أصح، ثم هو منقطع كما أشار إليه الترمذي، فالواسطة بين أبي هريرة وبين سعد الطائي أبو مدلة، كما في رواية "المسند".
وأخرجه دون قوله: "ثلاثة لا ترد دعوتهم
…
إلخ" الطيالسي (2583)، والبيهقي في "البعث" (258) عن زهير بن معاوية، به.
وأخرجه كذلك الحميدي (1150) عن سفيان، عن سعد الطائي، به.
وأخرجه بلفظ: "لو أنكم لا تخطئون لأتى الله بقوم يخطئون يغفر لهم" الحاكم 4/ 246 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج بن السمح، عن ابن حجيرة، عن أَبي هريرة.
وأخرجه بلفظ: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم" مسلم (2749) من طريق يزيد بن الأصم، عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أَبي هريرة.
وأخرج صفة الجنة منه دون قوله: "من يدخلها ينعم
…
إلخ" أبو نعيم في "صفة الجنة" (136) من طريق أَبي داود، عن زهير، به.
وأخرج منها قوله: "من يدخلها ينعم
…
إلخ" أبو نعيم (100) من طريق أَبي داود عن زهير به.
وأخرج قوله: "ثلاثة لا ترد دعوتهم
…
إلخ" الطيالسي (2584)، وابن حبان (3428)، والطبراني في "الدعاء" (1315)، والبيهقي في "السنن" 3/ 354 و 8/ 162 و 10/ 88 من طرق عن زهير به.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 294 من طريق قران بن تمام، عن عمرو الملائي، عن سعد الطائي، به.
وأخرجه الطبراني (1316) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة.
وأخرج قوله: "دعوة المظلوم تحمل على الغمام
…
إلخ" ابن حبان (874) من طريق فرج بن رواحة، عن زهير، به.
وصفة الجنة من الحديث ستأتي برقم (9744) من طريق سعدان الجهني، عن سعد الطائي. وانظر (8747).
وقوله: "من يدخلها ينعم لا يبؤس، ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفني شبابه" سيأتي نحوه برقم (8827) من طريق أبي رافع عن أَبي هريرة.
وقصة الثلاثة الذين لا ترد دعوتهم ستأتي تامة برقم (9743)، ومقطعة:"الإِمام العادل لا ترد دعوته" برقم (9725)، و"الصائم لا ترد دعوته" برقم (10183) عن وكيع، عن سعدان الجهني، عن سعد، عن أَبي المدلة، عن أَبي هريرة.
وفي دعوة المظلوم انظر ما سلف برقم (7510).
ويشهد لقوله: "لو أنكم تكونون على كل حال
…
" حديث أنس، سيأتي 3/ 175، وحديث حنظلة الكاتب، سيأتي 4/ 178. =
8044 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ - قُلْتُ لِزُهَيْرٍ: أَهُوَ أَبُو الْمُجَاهِدِ؟ قَالَ: نَعَمْ -، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمُدِلَّةِ مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ
…
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
8045 -
حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ -، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَتَيْتُكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَدْخُلَ عَلَيْكَ الْبَيْتَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فِي الْبَيْتِ تِمْثَالُ رَجُلٍ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامُ سِتْرٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي فِي بَابِ الْبَيْتِ (2)
= ويشهد لقوله: "لو لم تذنبوا
…
" حديث ابن عباس سلف برقم (2623)، وحديث أبي أيوب عند مسلم (2748).
ويشهد لقوله: "لبنة من ذهب ولبنة من فضة" حديث أَبي سعيد الخدري عند البيهقي في "البعث"(261)، وأبي نعيم في "الحلية" 6/ 204.
ولقوله: "دعوة المظلوم
…
" حديث ابن عباس سلف برقم (2071)، وحديث أنس سيأتي 13/ 53، وحديث ابن عمر عند الحاكم 1/ 29.
المِلاط، قال السندي: بكسر الميم، الجصُّ ونحوه مما يتصل به اللَّبنات.
والأَذْفَر، أي: طيِّب الريح، والذَّفَر -بفتحتين- يقع على الطيِّب والكريه، ويتميز بالمضاف إليه والموصوف.
(1)
صحيح بطرقه وشواهده. وانظر ما قبله.
(2)
قوله: "الذي في باب البيت" ليس في (م)، وأثبتناه من (ظ 3) و (عس) و (ظ 1) و (ق)، وفي (ل) و (س) و (ص) بإسقاط لفظ "باب" منه.
يُقْطَعْ، فَيُصَيَّرَ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ، وَمُرْ بِالسِّتْرِ يُقْطَعْ، فَيُجْعَلَ مِنْهُ وِسَادَتَانِ مُنْتَبِذَتَيْنِ (1) تُوطَآَنِ، وَمُرْ بِالْكَلْبِ يُخْرَجُ ". فَفَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا الْكَلْبُ جَرْوٌ كَانَ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ تَحْتَ نَضَدٍ لَهُمْ (2).
(1) كلمة "منتبذتين" سقطت من (م)، ووقع فيها: وسادتان.
(2)
صحيح دون قصة تمثال الرجل، فقد تفرد بها يونس بن أَبي إسحاق، وقد قال عنه الإِمام أحمد بن حنبل: في حديثه زيادة على حديث الناس، وقال أبو أحمد الحاكم: ربما وهم في روايته. قلنا: ويونس قد حسَّن حالَه غيرُ واحد من أهل العلم، وهو عندنا حسن الحديث إذا لم يأت بما يُنْكر وُيستغرب. أبو قطن: هو عمرو بن الهيثم بن قطن.
وأخرجه أبو داود (4158)، والترمذي (2806)، والطحاوي 4/ 287، وابن حبان (5854)، والبيهقي 7/ 270 من طرق عن يونس بن أَبي إسحاق، بهذا الإِسناد- وبعضهم يزيد فيه على بعض. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وسيأتي برقم (10193) عن وكيع، عن يونس بن أبي إسحاق، ومختصراً بنحوه برقم (8079) و (9063) من طريق أَبي إسحاق، عن مجاهد.
ويشهد له دون قصة تمثال الرجل حديث أسامة بن زيد، سيأتي في مسنده 5/ 203.
وحديث عائشة، سيأتي 6/ 36 و 142 - 143.
وحديث ميمونة، سيأتي 6/ 330.
قرام ستر، قال السندي: بكسر القاف، الثوب الملوَّن الرقيق، أي: قِرَام جُعِل ستراً. مُنْتَبَذتين، أي: مطروحتين، أي: من شأنهما أن تطرحا، فتصير الصور فيهما ممتهنة. وقال الخطابى: يريد لطيفتين، وسُمِّيتا منتبذتين لأنهما لخفتهما تنبذان وتطرحان.
والنَّضَد، قال ابن الأثير في "النهاية": هو بالتحريك: السرير الذي تُنضد عليه =
8046 -
قَالَ: " وَمَا زَالَ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ - أَوْ رَأَيْتُ (1) - أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ "(2).
8047 -
حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل يُبَاهِي (3) الْمَلَائِكَةَ بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ، يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا "(4).
= الثياب، أي: يُجْعَل بعضُها فوق بعض.
(1)
في (ظ 3) و (عس): أو رُئيتُ.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 240 من طريق أبي عباد يحيى بن عباد، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 37، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 306 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن يونس بن أَبي إسحاق، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9746). وانظر التعليق على حديث عبد الله بن عمرو رقم (6496).
وسلف برقم (7522) من طريق داود بن فراهيج، عن أَبي هريرة.
(3)
في (م) وبعض النسخ المتأخرة: ليباهي.
(4)
صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه ابن سنجر في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 240، وابن خزيمة (2839)، وابن حبان (3852)، وأبو نعيم في "الحلية" =
8048 -
حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ (1).
8049 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ
= 3/ 305 - 306، والحاكم 1/ 465، والبيهقي 5/ 58 من طرق عن يونس بن أَبي إسحاق، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي!! قلنا: لم يخرج البخاري ليونس شيئاً.
وقال أبو نعيم عقبه: هذا حديث صحيح من حديث سعيد بن المسيب عن عائشة، غريب من حديث مجاهد عن أَبي هريرة، ولا أعلم له راوياً إلا يونس بن أَبي إسحاق.
قلنا: أما حديث سعيد بن المسيب عن عائشة، فقد أخرجه مسلم (1348) من طريق مخرمة بن بكير، عن أَبيه، عن يونس بن يوسف، عن سعيد، به نحوه.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (7089).
الشُّعث: جمع أشعث، وهو المغبرُّ الرأس، متفرِّق الشعر.
والغُبْر: جمع أغبر، وهو ظاهر.
(1)
إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه أبو داود (3870)، والترمذي (2045)، والحاكم 4/ 410، والبيهقي في "السنن" 10/ 5، وفي "الشعب"(5622) من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9756) و (10194).
وفي الباب عن عبد الله بن مغفل موقوفاً عند ابن أَبي شيبة 8/ 5.
والدواء الخبيث فُسِّر في بعض روايات الحديث بأنه السمُّ، وفَسَّره الحاكم بأنه الخمر، والظاهر أنه يعمُّ كل خبيث، من سمٍّ أو خمر أو غيرها.
عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).
8050 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ، أَكَلَ، وَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ، قَالَ:" كُلُوا "، وَلَمْ يَأْكُلْ (2).
8051 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَنَازَعُونَ فِي هَذِهِ الشَّجَرَةِ الَّتِي {اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم: 26] فَقَالُوا: نَحْسَبُهَا الْكَمْأَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ،
(1) إسناده صحيح. وهو مكرر (7571).
أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني، وحماد: هو ابن سلمة
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي. حماد: هو ابن سلمة، ومحمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم. وانظر (8014).
وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ " (1).
8052 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا قَفَّا وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ امْرِئٍ حَسِيبُ نَفْسِهِ، لِيَنْتَبِذْ كُلُّ قَوْمٍ فِيمَا بَدَا لَهُمْ "(2).
8053 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَلْحَةَ -، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ "(3).
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد سلف الكلام على هذا الحديث إسناداً ومتناً برقم (8002).
وأخرجه كرواية أبي كاملٍ أبو داود الطيالسي في "المسند"(2397) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
اجتثت، أي: قُطِعت.
(2)
إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطحاوي 4/ 229 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (8336) و (8656).
وانظر حديث وفد عبد القيس والتعليق عليه في مسند ابن عباس برقم (2020).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد =
8054 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ مَلَكًا بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ، يُجْزَ غَدًا، وَمَلَكًا بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: اللهُمَّ أَعْطِ لمُنْفِقٍ (1) خَلَفًا، وَعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفًا "(2).
= بن سلمة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(678)، وأبو داود (1544)، والنسائي 8/ 261، وابن حبان (1030)، والطبراني في "الدعاء"(1341)، والحاكم 1/ 541 - 542، والبيهقي 7/ 12 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد على شرط مسلم.
وسيأتي من طريق حماد بن سلمة برقم (8311) و (8643)، ومن طريق جعفر بن عياض عن أبي هريرة برقم (10973).
وفي باب التعوذ من الفقر سيأتي حديث أبي بكرة في مسنده 5/ 36.
(1)
في (م) و (س): منفقاً.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد، وإسحاق بن عبد الله: هو ابن أبي طلحة. وسيأتي موقوفاً برقم 8571/ 2.
وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/ 150، وابن حبان (3333)، والبيهقي في "الشعب"(10730) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (1442)، ومسلم (1010)، والنسائي في عشرة النساء من "الكبرى"(9178)، وفي الملائكة منه كما في "التحفة" 10/ 76، والبيهقي في "الآداب"(95)، والبغوي (1657) من طريق أبي الحباب سعيد بن يسار، عن =
8055 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ رَجُلًا حَمَلَ مَعَهُ خَمْرًا فِي سَفِينَةٍ يَبِيعُهُ، وَمَعَهُ قِرْدٌ، قَالَ: فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا بَاعَ الْخَمْرَ، شَابَهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ بَاعَهُ، قَالَ: فَأَخَذَ الْقِرْدُ الْكِيسَ، فَصَعِدَ بِهِ فَوْقَ الدَّقَلِ، قَالَ: فَجَعَلَ يَطْرَحُ دِينَارًا فِي الْبَحْرِ وَدِينَارًا فِي السَّفِينَةِ، حَتَّى قَسَمَهُ "(1).
= أَبي هريرة بلفظ: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً".
(1)
رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وقد شك حماد في رفعه فيما سيأتي برقم (9282) من رواية عفان بن مسلم عنه، ووَقْفه هو الصواب عندنا، فإنه يَبْعُد جداً أن يعاقب من يشوبُ الخمرَ بالماءِ بمثل هذا، لأن الخمر لم تكن قط مباحة لا قبل الإِسلام ولا بعده، ويغلب على الظن أن هذا مما سمعه أبو هريرة رضي الله عنه من كعب الأحبار مما تناقلته بنو إسرائيل بينهم من الحكايات القديمة، والله تعالى أعلم.
وسيأتي الحديث أيضاً برقم (8427).
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1104، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(5308) من طريق سليمان بن أرقم، عن الحسن، عن أَبي هريرة مرفوعاً. وإسناده ضعيف لضعف سليمان بن أرقم، والحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة، فهو منقطع أيضاً.
وأخرجه البيهقي (5309) من طريق صالح بن إسحاق، عن يحيى بن كثير الكاهلي، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعاً. وهذا =
8056 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ هَمَّامٌ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِي: عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، وَلَا أَظُنُّهُ إِلَّا عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَلَّى - يَعْنِي رَكْعَتَيِ الصُّبْحِ (1) -، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ "(2).
8057 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سَلِيمٌ - يَعْنِي ابْنَ حَيَّانَ -، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ مِينَا -، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "(3).
= إسناد ضعيف أيضاً لضعف يحيى بن كثير، وراجع ترجمته لزاماً في "تهذيب التهذيب" لابن حجر.
والدَّقَل، قال السندي: بفتحتين، خشبة يُمَدُّ عليها شراع السفينة، ويسميها البحريةُ: الصَّاري.
(1)
كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي النسخ المتأخرة: يعنىِ ركعتين من الصبح، وعلى هوامشها: لعله يعني ركعة، وفي (م): من صلى ركعة من الصبح.
(2)
صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن قتادة لا يُعرف له سماع من بشير بن نهيك فيما قاله البخاري، والصواب أن بينهما النضر بن أنس كما قال همام، وسيأتي كذلك برقم (8570) و (10751) من رواية عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام بن يحيى العوذي.
وسلف برقم (7216) من طريق أبي رافع، عن أَبي هريرة.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي برقم (9275) و (9946). وانظر ما سلف برقم (7174).
8058 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ - وَلَا أَظُنُّهُ إِلَّا عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "(1).
8059 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الصَّوْمُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا، فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ (2) أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ "(3).
8060 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ - وَقَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَاسْتَقْبَلَنَا - وَقَالَ عَفَّانُ: فَاسْتَقْبَلَتْنَا (4) - رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَجَعَلْنَا
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن قتادة لا يُعرف له سماع من بشير بن نهيك فيما قاله البخاري، وذِكر النضر بن أنس بينهما -إن صح- هو الصواب فيتصل حينئذ، وللحديث طرق أخرى يصح بها، انظر الحديث الذي قبله.
(2)
كذا في (ظ 3)، وفي (م) وبقية النسخ: شتمه.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وسعيد: هو ابن مينا.
وانظر ما سلف برقم (7340).
(4)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وهو الصواب، وفي (م) وبقية النسخ: =
نَضْرِبُهُنَّ بِسِيَاطِنَا وَعِصِيِّنَا وَنَقْتُلُهُنَّ، فَأُسْقِطَ فِي أَيْدِينَا، فَقُلْنَا: مَا نَصْنَعُ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ؟! فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" لَا بَأْسَ بِصَيْدِ الْبَحْرِ "(1).
= فاستقبلنا، وهو خطأ وتكرار لا فائدة منه، وقد ضبطت الكلمتان في بعض النسخ هكذا: الأولى: فاستقبَلْنا، والثانية: فاستقبَلَنا!
(1)
إسناده ضعيف جداً، أبو المهزِّم متروك الحديث. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني، وحماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه ابن ماجه (3222)، والترمذي (850) من طريق وكيع، وابن عدي في "الكامل" 2/ 681 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: حديث غريب.
وأخرجه أبو داود (1854)، والبيهقي 5/ 207 من طريق حبيب المعلم، عن أَبي المهزم، به.
وسيأتي برقم (8765) و (8871) و (9276).
وأخرجه مختصراً أبو داود (1853) ومن طريقه البيهقي 5/ 207 عن محمد بن عيسى ابن الطباع، عن حماد بن زيد، عن ميمون بن جابان، عن أَبي رافع، عن أَبي هريرة رفعه بلفظ:"الجراد من صيد البحر". وإسناده ضعيف، ميمون بن جابان جهله ابن حزم، وقال البيهقي: غير معروف، وقال الأزدي: لا يحتج بحديثه، وذكره العجلي وابن حبان في الثقات!
قال أبو داود بعد هذين الحديثين: الحديثان جميعاً وهم، ثم ساقه عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن ميمون بن جابان، عن أَبي رافع، عن كعب الأحبار من قوله: فكأنه يرى أن الصواب فيه أنه من قول كعب.
قوله: "رِجْل من جراد"، الرجل، بكسر راءٍ وسكون جيم: هو من الجراد كالجماعة الكثيرة من الناس.
قال الترمذي: وقد رخص قومٌ من أهل العلم للمحرم أن يصيد الجراد ويأكله، =
8061 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَخَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، فَمَاتَ، فَمِيتَةٌ (1) جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي بِسَيْفِهِ، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، لَا يَتَحَاشَى (2) مُؤْمِنًا لِإِيمَانِهِ، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ بِعَهْدِهِ، فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي، وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِلْعَصَبِيَّةِ، أَوْ يُقَاتِلُ لِلْعَصَبِيَّةِ، أَوْ يَدْعُو إِلَى الْعَصَبِيَّةِ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ "(3).
= ورأى بعضهم عليه صدقة إذا اصطاده وأكله.
(1)
كذا في (ظ 3) وبعض النسخ، وفي (م) و (عس) و (ل): فميتته.
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس) وهوامش بعض النسخ، وفي (م) وبقية النسخ: يحاشي.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن رياح، فمن رجال مسلم. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20707)، وعنه أخرجه إسحاق بن راهويه (146).
وأخرجه مسلم (1848)(53)، وابن حبان (4580) من طريق حماد بن زيد، وابن ماجه (3948)، والنسائي 7/ 123 من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن أيوب، بهذا الإِسناد.
ورواه إسماعيل ابن علية، عن أيوب فيما يأتي برقم (10337)، فوقفه. وانظر (7944).
8062 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَحْسِرُ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلُ النَّاسُ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِئَةٍ تِسْعُونَ - أَوْ قَالَ: تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ -، كُلُّهُمْ يَرَى أَنَّهُ يَنْجُو "(1).
8063 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ ذِئْبٌ إِلَى رَاعِي غَنَمٍ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي حَتَّى انْتَزَعَهَا مِنْهُ، قَالَ: فَصَعِدَ الذِّئْبُ عَلَى تَلٍّ، فَأَقْعَى وَاسْتَذْفَرَ، وَقَالَ: عَمَدْتَ إِلَى رِزْقٍ رَزَقَنِيهِ اللهُ عز وجل انْتَزَعْتَهُ مِنِّي. فَقَالَ الرَّجُلُ: تَالَلَّهِ إِنْ رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ ذِئْبًا يَتَكَلَّمُ! فَقَالَ الذِّئْبُ: أَعْجَبُ مِنْ هَذَا رَجُلٌ فِي النَّخَلَاتِ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ، يُخْبِرُكُمْ بِمَا مَضَى وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ. وَكَانَ الرَّجُلُ يَهُودِيًّا، فَجَاءَ (2) إِلَى
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل ابن أبي صالح، فمن رجال مسلم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20804)، ومن طريقه أخرجه البغوي (4240).
وأخرجه مسلم (2894)(29) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن وروح، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به.
وسيأتي برقم (8388)، وانظر ما سلف برقم (7554).
(2)
في (م) والنسخ المتأخرة: فجاء الرجل.
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ وَخَبَّرَهُ، وَصَدَّقَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهَا أَمَارَةٌ مِنْ أَمَارَاتٍ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، قَدْ أَوْشَكَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْرُجَ (1) فَلَا يَرْجِعَ حَتَّى تُحَدِّثَهُ نَعْلَاهُ وَسَوْطُهُ مَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ "(2).
(1) زاد في (عس): من بيته.
(2)
إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20808)، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة"(271)، والبغوي (4282).
وسيأتي نحو هذا الحديث في مسند أبي سعيد الخدري 3/ 83 - 84 من طريق القاسم بن الفضل الحداني، عن أبي النضر، عنه. ورجاله رجال الصحيح.
وأورده من هذا الطريق العقيلي في "الضعفاء" 3/ 477 - 478، ثم ذكر بإسناده عن مسلم بن إبراهيم الأزدي أنه قال: كنت عند القاسم بن الفضل الحداني، فأتاه شعبة فسأله عن حديث أبي نضرة، عن أبي سعيد، الحديث، قال: فقال شعبة: لعلك سمعته من شهر بن حوشب؟! قال: لا، حدثنا أبو نضرة عن أَبي سعيد، فما سكت حتى سكت شعبة. قلنا: حديث شهر عن أَبي سعيد سيأتي في مسنده 3/ 88 - 89.
وروي نحوه أيضاً عن ابن عمر، فقد أخرج ابن عدي في "الكامل" 2/ 573 من طريق جعفر بن جسر بن فرقد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عنه. وهذا إسناد ضعيف لضعف جعفر بن جسر وأبيه.
والمحفوظ عن أبي هريرة ما رواه عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن مرفوعاً: "بينا رجلٌ في غنمه، إذ عدا عليها الذئب، فأخذ شاةً منها، فطلبه فأدركه، فاستنقذها منه، فقال: يا هذا، استنقذتها مني، فمن لها يوم السَّبُع، يوم لا راعي لها غيري؟ " قال الناس: سبحان الله، ذئب يتكلم! وهذا الذي ارتضاه الشيخان وخرجاه في "صيحيهما"، وقد سلف عند المصنف برقم (7351). =
8064 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ مِنَ اللَّيْلِ، فَإِنَّمَا رَأَتْ مَلَكًا، فَسَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الْحِمَارِ مِنَ اللَّيْلِ (1) فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ "(2).
8065 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ - يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ -،
= أقعى: جلس على أَلْيتيه.
واستذفر: قال في "اللسان": استذفر بالأمر: أشتَدَّ عزمه عليه وصَلُب له. وقوله: "بين الحرتين"، كناية عن المدينة لكونها بين الحرتين، وهما واقم والوبرة. والأمارة: العلامة.
(1)
قوله: "من الليل" في هذا الموضع أثبتناه من (ظ 3) و (عس) ومن "جامع المسانيد والسنن"، ولم يرد في (م) وبقية النسخ.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم بن مسلم أبو النضر، وليث: هو ابن سعد، وعبد الرحمن بن هرمز: هو الأعرج.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 420، والبخاري في "الصحيح"(3303)، وفي "الأدب المفرد"(1236)، ومسلم (2729)، وأبو داود (5102)، والترمذي (3459)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(943) و (944)، وأَبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 204، والطبراني في "الدعاء"(2006)، والبغوي (1334) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (8268) و (8269) و (8764).
وفي الباب عن جابر بن عبد الله بنحوه سيرد في "المسند" 3/ 306.
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَتَوَضَّأُ أَحَدٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ وَيُسْبِغُهُ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ، إِلَّا تَبَشْبَشَ اللهُ بِهِ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِطَلْعَتِهِ "(1).
8066 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ، لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَا فِرْسِنَ شَاةٍ "(2).
8067 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي عبيدة الراوي عن سعيد بن يسار، جهله الدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 196، ولم يترجم له الحسيني في "الإِكمال" ولا ابن حجر في "التعجيل"! وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، وقد روي هذا الحديث دون ذكر أبي عبيدة في الإِسناد، كما سيأتي برقم (8350) و (9841) من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، ورجَّح الدارقطني رواية الليث، فقال: يشبه أن يكون الليث قد حفظه.
وأخرجه ابن خزيمة (1491) من طريق شعيب بن الليث، عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (8487) و (9842) من هذا الطريق.
إسباغ الوضوء: إتمامه.
والبشُّ، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 130: فرح الصديق بالصديق، واللطف في المسألة والإِقبال عليه، وقد بَشِشْتُ به أَبَشُّ. وهذا مثل ضربه لتلقِّيه إياه ببرِّه وتقريبه وإكرامه.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7591).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَعَزَّ جُنْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، فلَا (1) شَيْءَ بَعْدَهُ "(2).
8068 -
حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْثٍ، فَقَالَ: " إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا (3)، - لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ - فَأَحْرِقُوهُمَا
(1) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: ولا.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4114)، ومسلم (2724)(77)، والنسائي في "الكبرى"(11400)، والبغوي (3795) من طريق قتيبة، عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (8490) و (10406).
وفي الباب عن ابن عمر، سلف في مسنده برقم (4496).
وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سيأتي 3/ 410 و 5/ 411 - 412.
قوله: "وغلب الأحزاب وحده"، الأحزاب: هم قبائل الكفار الذين تحزَّبوا لقتال المسلمين في المدينة، وذلك في غزوة الخندق. وحده: أي: من غير قتال الآدميين، بل أرسل عليهم ريحاً وجنوداً لم يرها أحد.
وقوله: "فلا شيء بعده"، قال الحافظ في "الفتح" 7/ 407: أي: جميع الأشياء بالنسبة إلى وجوده كالعدم، أو المراد أن كل شيء يَفْنى وهو الباقي، فهو بعد كل شيء فلا شيء بعده، كما قال تعالى {كلُّ شيءٍ هالكٌ إلا وَجْهَه} .
(3)
في (ظ 3) و (عس): أو فلاناً، لكن ضُبِّبَ على لفظة "أو" في (عس).
بِالنَّارِ ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: " إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللهُ عز وجل، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا " (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (3016)، وأبو داود (2674)، والترمذي (1571)، والنسائي في "الكبرى"(8613)، وابن الجارود (1057)، والبيهقي في "المعرفة"(17930)، وفي "السنن" 9/ 71، والبغدادي في "الأسماء المبهمة" ص 460 - 461، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/ 119 من طرقٍ عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري معلقاً (2954)، والنسائي في "الكبرى"(8804) و (8832)، والإِسماعيلي في "مستخرجه" كما في "تغليق التعليق" 3/ 450 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/ 120 من طريق ابن المبارك، عن ابن لهيعة، كلاهما عن بكير بن عبد الله، به.
قال الترمذي: حديث أَبي هريرة حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، وقد ذكر محمد بن إسحاق بين سليمان بن يسار وبين أَبي هريرة رجلاً في هذا الحديث، وروى غير واحد مثل رواية الليث، وحديث الليث بن سعد أشبه وأصح.
قلنا: أخرجه ابن إسحاق في "السيرة" 2/ 312 (سيرة ابن هشام)، ومن طريقه الطبري في "تهذيب الآثار" مسند علي ص 77، قال: حدثني يزيد بن أَبي حبيب، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن أَبي إسحاق الدَّوسي، عن أَبي هريرة.
وأبو إسحاق الدوسي هذا جهله ابن السكن في ترجمة هبار من كتاب "الصحابة" كما في "تهذيب التهذيب" 12/ 9. وجهله أيضاً الذهبي في "الميزان" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 4/ 488، لكن أورده ابن أَبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 333 وذكر عن أَبيه أَنه قال فيه: هو معروف، وذكره أيضاً ابن حبان في "الثقات" 5/ 578 - 579.
وأخرجه الدارمي (2461)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 461 من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أَبي حبيب، عن بكير بن عبد الله، عن أَبي إسحاق الدوسي، عن أَبي هريرة. فأسقط من الإِسناد سليمان بن يسار! وأخرجه ابن حبان (5611) من طريق محمد بن سلمة، عن أَبي عبد الرحيم خالد بن أَبي يزيد الحراني، عن زيد بن أَبي أُنيسة، عن يزيد بن أَبي حبيب، عن أَبي إسحاق الدوسي، عن أَبي هريرة. فأسقط منه اثنين بكير بن عبد الله وسليمان بن يسار!
وسيأتي الحديث برقم (8461) و (9844).
وروي نحو هذا الحديث مرسلاً، فقد أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 460 من طريق سفيان، عن ابن أَبي نجيح مرسلاً.
وفي الباب عن حمزة بن عمرو الأسلمي سيأتي في مسنده 3/ 494، وهو كان أميراً على هذه السرية.
وفي باب النهي عن التحريق بالنار عن ابن عباس سلف برقم (1871).
أما الرجلان اللذان من قريش، فقد جاء مصرحاً باسميهما في بعض طرق الحديث، وهما هبَّار بن الأسود ونافع بن عبد قيس، والسبب الذي من أجله أمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقتلهما أن زينب ابنته صلى الله عليه وسلم كان زوجها أبو العاص بن الربيع لما أسره الصحابة ثم أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة، شرط عليه أن يجهِّز له ابنته زينب، فجهَّزها، فتبعها هبَّار بن الأسود ونافع بن عبد قيس فنخسا بعيرها فأسقطت ومرضت من ذلك، والقصة مشهورة عند ابن إسحاق وغيره، فأما هبار بن الأسود فقد أسلم وهاجر، وأما نافع بن عبد قيس فلم يذكره أحد في الصحابة، فلعله مات قبل أن يسلم. انظر "الفتح" 6/ 149 - 150.
8069 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ، يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ "(1).
8070 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، والْخُزَاعِيُّ - يَعْنِي أَبَا سَلَمَةَ -، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعْتِبٍ (2) الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَاذَا رَدَّ إِلَيْكَ رَبُّكَ فِي الشَّفَاعَةِ؟ فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَسْأَلُنِي عَنْ ذَلِكَ مِنْ أُمَّتِي، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عراك: هو ابن مالك الغفاري.
وأخرجه البخاري (7179)، ومسلم ص 2011 (99)، وابن حبان (5754) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9866)، وانظر ما سلف برقم (7341).
(2)
كذا في (ظ 3) و (ل) وهوامش بعض النسخ الأخرى: معتب، وهو الصواب، وقد ضُبط هكذا في كتب المشتبه، وفي (م) والنسخ المتأخرة: مُغيث، وحكى الحسيني وابن حجر القولين فيه اعتماداً على الرواية التي ستأتي برقم (10713)، فقد جاء فيها: عن معاوية بن مغيث أو معتِّب، قال الحافظ ابن حجر في "التعجيل" ص 407: ولم أر من ضبط أباه بالغين المعجمة ثم المثلثة.
وفي اسمه قول ثالث، وهو معاوية بن عتبة، أورده كذلك ابن أَبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 379، والحسيني وابن حجر.
حِرْصِكَ عَلَى الْعِلْمِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا يَهُمُّنِي مِنَ انْقِصَافِهِمْ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، أَهَمُّ عِنْدِي مِنْ تَمَامِ شَفَاعَتِي، وَشَفَاعَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصًا، يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ، وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ " (1).
(1) حديث صحيح دون قوله "والذي نفسي بيده لما يهمني من انقصافهم على أبواب الجنة، أهم عندي من تمام شفاعتي"، وإسناد الحديث قابل للتحسين، ذلك أن معاوية بن معتب هذا كان في حجر أبي هريرة، وذكره البخاري في "التاريخ" 7/ 331، وابن أَبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 379، فلم يوردا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 413، وأفاد ابن يونس أنه روى عنه اثنان: سالم بن أَبي سالم وبشير بن عمر الأسلمي، ومع ذلك فقد جهله الحسيني في "الإِكمال". وباقي رجال الإِسناد ثقات.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 696، والحاكم 1/ 69 - 70 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. لكن وقع عند ابن خزيمة "سالم بن أَبي الجعد" مكان "سالم بن أَبي سالم"! وهو خطأ، والصواب سالم بن أَبي سالم، وانظر "التعجيل" ص 407، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن خزيمة 2/ 698، من طريق عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أَبي حبيب، عن أَبي سالم، عن معاوية بن معتب، به.
قال أَبو بكر ابن خزيمة: رواية الليث أوقع على القلب من رواية عمرو بن الحارث، إنما الخبر -علمي- عن سالم بن أَبي سالم كما رواه الليث، لا عن أَبي سالم، اللهم إلا أن يكون سالم كنيته أبو سالم أيضاً. قلنا: ولم يذكر أحد أن كنيته أبو سالم.
وأخرجه ابن خزيمة أيضاً 2/ 697 من طريق ابن لهيعة، وابن حبان (6466) من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن يزيد بن أَبي حبيب، عن أَبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني، عن سالم بن أَبي سالم، به. =
8071 -
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، قَالَ: وَكَانَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ عَابِدٌ يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ، فَابْتَنَى صَوْمَعَةً وَتَعَبَّدَ فِيهَا، قَالَ: فَذَكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَوْمًا عِبَادَةَ جُرَيْجٍ، فَقَالَتْ: بَغِيٌّ مِنْهُمْ: لَئِنْ شِئْتُمْ لَأُفْتِنَنَّهُ (1)! فَقَالُوا: قَدْ شِئْنَا. قَالَ: فَأَتَتْهُ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَمْكَنَتْ نَفْسَهَا مِنْ رَاعٍ كَانَ يُؤْوِي غَنَمَهُ إِلَى أَصْلِ صَوْمَعَةِ جُرَيْجٍ، فَحَمَلَتْ، فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقَالُوا: مِمَّنْ؟ قَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ. فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ، فَشَتَمُوهُ وَضَرَبُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: إِنَّكَ زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ، فَوَلَدَتْ غُلَامًا. قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالُوا: هَا هُوَ ذَا. قَالَ: فَقَامَ فَصَلَّى وَدَعَا، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْغُلَامِ فَطَعَنَهُ بِإِصْبَعِهِ، وَقَالَ: بِاللهِ يَا غُلَامُ، مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: أَنَا ابْنُ الرَّاعِي. فَوَثَبُوا إِلَى جُرَيْجٍ فَجَعَلُوا يُقَبِّلُونَهُ، وَقَالُوا: نَبْنِي
= وسيأتي الحديث برقم (10713).
وروي من طريق آخر جيد عن أَبي هريرة بنحوه، دون قوله "والذي نفسي بيده لما يهمني
…
"، وسيأتي برقم (8858).
والانقصاف، قال السندي: من القصف، بمعنى الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام.
(1)
في (م) والنسخ المتأخرة: لأُصبينَّه. وهي بمعنى الفتنة.
صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ، ابْنُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ.
قَالَ: وَبَيْنَمَا امْرَأَةٌ فِي حِجْرِهَا ابْنٌ لَهَا تُرْضِعُهُ، إِذْ مَرَّ بِهَا رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ، فَقَالَتْ: اللهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا. قَالَ: فَتَرَكَ ثَدْيَهَا، وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ. قَالَ: ثُمَّ عَادَ إِلَى ثَدْيِهَا يَمُصُّهُ " (1).
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَحْكِي (2) صَنِيعَ الصَّبِيِّ وَوَضْعَهُ إِصْبَعَهُ فِي فَمِهِ، فَجَعَلَ يَمُصُّهَا.
" ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ تُضْرَبُ، فَقَالَتْ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا. قَالَ: فَتَرَكَ ثَدْيَهَا، وَأَقْبَلَ عَلَى الْأَمَةِ (3) فَقَالَ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا (4). قَالَ: فَذَلِكَ حِينَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ، فَقَالَتْ: حَلْقَى! مَرَّ الرَّاكِبُ ذُو الشَّارَةِ فَقُلْتُ: اللهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ، فَقُلْتَ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَمُرَّ بِهَذِهِ الْأَمَةِ فَقُلْتُ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَقُلْتَ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا! فَقَالَ: يَا أُمَّتَاهْ (5) إِنَّ الرَّاكِبَ
(1) في (ظ 3): فمصَّه.
(2)
في (م) وحدها: يحكي عليَّ، بزيادة لفظة "عليَّ".
(3)
في (م) والنسخ المتأخرة: أمّه.
(4)
في (م) زيادة هنا: يا أماه، ولا معنى لها هنا، وليست في شيء من الأصول.
(5)
في (م) وحدها: يا أماه.
ذُو الشَّارَةِ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، وَإِنَّ هَذِهِ الْأَمَةَ يَقُولُونَ: زَنَتْ، وَلَمْ تَزْنِ، وَسَرَقَتْ، وَلَمْ تَسْرِقْ، وَهِيَ تَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ " (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن حازم.
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 249 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (3436) عن مسلم بن إبراهيم، ومسلم (2550)(8)، وابن حبان (6489) من طريق يزيد بن هارون، والبيهقي في "الشعب"(7879) من طريق موسى بن إسماعيل، ثلاثتهم عن جرير بن حازم، به.
وأخرجه بنحوه أبو عوانة في البر والصلة من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، به.
وأخرجه البخاري في "الصحيح"(2482) عن مسلم بن إبراهيم، عن جرير بن حازم، به- واقتصر فيه على قصة جريج.
وعلقها البخاري برقم (1206) عن الليث، عن جعفر بن ربيعة المصري، عن الأعرج، عن أَبي هريرة، ووصلها الإِسماعيلي وأبو نعيم كما في "تغليق التعليق" 2/ 444.
وأخرج قصة الرضيع البخاري في "الصحيح"(3466)، وابن حبان (6488)، وأبو يعلى (6289) من طريق أَبي الزناد، عن الأعرج، عن أَبي هريرة.
وأخرجه دون هذه القصة البخاري في "الأدب المفرد"(33) من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن محمد بن شرحبيل، عن أَبي هريرة.
وسيأتي الحديث بطوله برقم (8072) من طريق جرير به، وستأتي قصة جريج منه برقم (8994) من طريق أَبي رافع، وبرقم (9603) من طريق أَبي سلمة، كلاهما عن أَبي هريرة، وستأتي قصة الرضيع برقم (9135) من طريق خلاس بن عمرو عن أَبي هريرة.
قوله: "ذو شارة"، قال الحافظ في "الفتح" 6/ 483: أي: صاحب حُسنٍ، =
8072 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَصَبِيٌّ كَانَ فِي زَمَانِ جُرَيْجٍ، وَصَبِيٌّ آخَرُ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ:" وَأَمَّا جُرَيْجٌ فَكَانَ رَجُلًا عَابِدًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانَتْ لَهُ أُمٌّ، فَكَانَ يَوْمًا يُصَلِّي، إِذِ اشْتَاقَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ. فَقَالَ: يَا رَبِّ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ أَمْ (1) آتِيهَا؟ ثُمَّ صَلَّى، وَدَعَتْهُ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ دَعَتْهُ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَصَلَّى، فَاشْتَدَّ عَلَى أُمِّهِ، وقَالَتْ: اللهُمَّ أَرِ جُرَيْجًا الْمُومِسَاتِ. ثُمَّ صَعِدَ صَوْمَعَةً لَهُ، وَكَانَتْ زَانِيَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2).
8073 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ قُبَاءٍ مِنَ
= وقيل: صاحب هيئة ومنظر وملبس حسنٍ يُتعجَّب منه ويشار إليه.
وقوله: "حين تراجعا الحديث"، أي: تجادلا وتحاورا.
وحلقى، قال السندي: قيل: المعروف في اللغة التنوين، على أنه مصدر محذوفُ الفعل، أي: حلقك الله حلقاً، لكن قد اشتهر على الألسنة بلا تنوين.
(1)
في (م) وحدها: أم أمي آتيها.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُّوذي.
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 249 من طريق حسين بن محمد بهذا الإِسناد، وانظر ما قبله.
قوله: "الصلاة خير أم آيتها"، قال السندي: أي الصلاة خير فأقبل عليها، أم آتي الأم.
الْأَنْصَارِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنْ طَالَتْ بِكُمْ (1) مُدَّةٌ أَوْشَكَ (2) أَنْ تَرَى قَوْمًا يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللهِ، وَيَرُوحُونَ فِي لَعْنَتِهِ، فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ "(3).
(1) كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: طال بك. وفي "صحيح مسلم": طالت بك.
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: أوشكت.
(3)
إسناده قوي على شرط مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي.
وأخرجه مسلم (2857)(54)، والبزار (1628 - كشف الأستار)، وأَبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 195، والحاكم 4/ 435 - 436 من طريق أَبي عامر العقدي، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (2857)(53)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 532 من طريق زيد بن الحباب، وأَبو عوانة من طريق زيد بن الحباب وعيسى بن يونس، كلاهما عن أفلح بن سعيد، به.
وسيأتي برقم (8293)، وانظر ما سيأتي برقم (8665) و (9680).
وفي الباب عن أَبي أمامة، سيرد برقم 5/ 250.
قلنا: قد أخطأ ابن الجوزي رحمه الله إذ أورد حديث أَبي هريرة هذا في كتابه "الموضوعات" 3/ 101 من طريق "المسند"، ونقل قول ابن حبان في "المجروحين" 1/ 176 - 177: هذا خبر بهذا اللفظ باطل، وأفلح كان يروي عن الثقات الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به.
قال الحافظ ابن حجر في "القول المسدَّد" ص 37 - 39: لم أقف في كتاب "الموضوعات" لابن الجوزي على شيء حكم عليه بالوضع، وهو في أحد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "الصحيحين" غير هذا الحديث، وإنها لغفلة شديدة منه، وأفلح المذكور يعرف بالقُبائي، مدني من أهل قُباء، ثقة مشهور، وثقة ابن معين وابن سعد، وقال ابن معين أيضاً والنسائي: لا بأس به، وقال أبو حاتم: شيخ صالح الحديث، وأخرج له مسلم في "صحيحه"، وقد روى عنه عبد الله بن المبارك وطبقته، ولم أر للمتقدمين فيه كلاماً إلا أن العقيلي قال (في "الضعفاء" 1/ 125): لم يرو عنه ابن مهدي.
قلت: وليس هذا بجرح، وقد غفل ابن حبان فذكره في الطبقة "الثقات"(8/ 134). وقد أخطأ ابن الجوزي في تقليده لابن حبان في هذا الموضع خطأ شديداً، وغلط ابن حبان في أفلح فضعفه بهذا الحديث، وعقَّبه بأن قال: هذا بهذا اللفظ باطل، والمحفوظ عن سهيل، عن أَبيه، عن أَبي هريرة بلفظ "اثنان من أمتي لم أرهما: رجال بأيديهم سياط مثل أذناب البقر، ونساءٌ كاسيات عاريات" وتعقب الذهبي في "الميزان" (1/ 274) كلام ابن حبان هذا فقال: حديث أفلح حديث صحيح غريب ورواية سهيل شاهدة له، وابن حبان ربما جرح الثقة حتى كأنه لا يدري ما يخرج من رأسه.
قلت: وقد صححه من طريق أفلح أيضاً الحاكم في "المستدرك"، وصححه [مسلم 2128] من طريق سهيل، عن أَبيه، عن أَبي هريرة، قال: حدثنا أَبو خيثمة، حدثنا جرير، عن سهيل، عن أَبيه، عن أَبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".
وأخرجه أحمد أيضاً من وجهين (8665 و 9680) عن شريك بن عبد الله القاضي، عن سهيل، نحوه. فلقد أساء ابن الجوزي لذكره في "الموضوعات" حديثاً من "صحيح مسلم"، وهذا من عجائبه. =
8074 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ - يَعْنِي ابْنَ بُرْقَانَ -، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْفَقْرَ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ التَّكَاثُرَ، وَمَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْخَطَأَ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْعَمْدَ "(1).
8075 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنِي عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَذَكَرَ الْإِيمَانَ بِاللهِ، وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللهِ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأَنَا صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ (2) غَيْرَ مُدْبِرٍ، كَفَّرَ اللهُ عَنِّي
= قوله: "مثل أذناب البقر"، قال السندي: أي: سياط مثلها.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الحاكم 2/ 534، وعنه البيهقي في "شعب الإِيمان"(10314) من طريق محمد بن بكر البرساني، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن حبان (3222) من طريق خالد بن حيان، عن جعفر بن برقان، به.
وسيأتي برقم (10958).
التكاثر، قال السندي: أي: في الأموال والتفاخر بها.
(2)
في (عس) و (ل) و (س) و (م): مُقْبِلًا، لكن ضبِّب عليها في (س) =
خَطَايَايَ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ:" فَكَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: فَرَدَّ عَلَيْهِ الْقَوْلَ كَمَا قَالَ، قَالَ:" نَعَمْ "، قَالَ:" فَكَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: فَرَدَّ عَلَيْهِ الْقَوْلَ أَيْضًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ، كَفَّرَ اللهُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ:" نَعَمْ، إِلَّا الدَّيْنَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ سَارَّنِي بِذَلِكَ "(1).
8076 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ
= وأثبتت على هامشها "مقبل" مصحح عليها.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد بن جعفر، فمن رجال مسلم.
وسيأتي برقم (8371) عن عثمان بن عمر، عن عبد الحميد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أَبي عاصم في "الجهاد"(12)، والنسائي 6/ 33 - 34 من طريق محمد بن عجلان، وأَبو يعلى (6602) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، كلاهما عن سعيد بن أَبي سعيد المقبري، عن أَبي هريرة.
وقد روى هذا الحديث غيرُ واحد عن سعيد المقبري، عن عبد الله بن أَبي قتادة، عن أَبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال الدارقطني في "العلل" 8/ 144: وهو الصواب. قلنا: قد تابع سعيداً المقبريَّ على روايته هذا الحديث عن أَبي هريرة عياضُ بن عبد الله بن أَبي سرح، فلا يَبْعُد أن يكون الحديث عند سعيد من الوجهين، وحديث أَبي قتادة سيأتي في مسنده 5/ 297.
وفي الباب أيضاً عن عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم (1886)(121) مختصراً بلفظ: "القتل في سبيل الله يُكَفِّر كل شيء إلا الدَّين"، وقد سلف في "المسند" برقم (7051).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَؤُمُّنَا فِي الصَّلَاةِ، فَيَجْهَرُ وَيُخَافِتُ، فَجَهَرْنَا فِيمَا جَهَرَ فِيهِ، وَخَافَتْنَا فِيمَا خَافَتَ فِيهِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا صَلَاةَ إِلَّا بِقِرَاءَةٍ (1).
8077 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ، فَلْيُوتِرْ "(2).
8078 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن أَبي ليلى -واسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى- سيئ الحفظ، لكنه متابعٌ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعطاء: هو ابن أَبي رباح. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2746).
وأخرجه الطحاوي 1/ 208 من طريق عبيد الله بن موسى، والبيهقي في "القراءة خلف الإِمام"(12) من طريق محاضر بن المورع، كلاهما عن ابن أَبي ليلى، بهذا الإِسناد. وانظر (7503).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. الزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وأَبو إدريس: هو عائذ الله بن عبد الله الخولاني.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (325)، وأَبو عوانة 1/ 247 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وقرن إسحاق وأَبو عوانة في أحد طريقيه بمعمر مالكاً، وقد سلف من طريقه برقم (7221).
مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ ". قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ حَضْرَمَوْتَ: مَا الْحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: فُسَاءٌ أَوْ ضُرَاطٌ (1).
8079 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَعَرَفَ صَوْتَهُ، فَقَالَ:" ادْخُلْ " فَقَالَ: إِنَّ فِي الْبَيْتِ سِتْرًا فِي الْحَائِطِ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَاقْطَعُوا رُؤُوسَهَا، وَاجْعَلُوه (2) بِسَاطًا أَوْ وَسَائِدَ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (60) عن أَحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (530)، ومن طريقه أخرجه البخاري (135) و (6954)، ومسلم (225)(2)، والترمذي (76)، وابن خزيمة (11)، وأَبو عوانة 1/ 235، والبيهقي 1/ 117 و 160، والبغوي (156). وبعضهم لم يذكر فيه سؤال الحضرمي لأبي هريرة.
وسيأتي مكرراً برقم (8222) دون سؤال الحضرمي، وبرقم (9418) من طريق سلمة الليثي، عن أَبي هريرة رفعه بلفظ "لا صلاة لمن لا وضوء له
…
".
وسلف سؤال الحضرمي ضمن الحديث رقم (7892).
وأخرج أَبو عوانة 1/ 236 من طرق عن أَبي هريرة مرفوعاً بلفظ "لا يقبل الله صلاةً بغير طهور".
وروي بهذا اللفظ عن ابن عمر، سلف في مسنده برقم (4700).
وعن أسامة بن عمير الهذلي، سيأتي 5/ 74.
(2)
في (م): فاجعلوها.
فَأَوْطَئُوهُ، فَإِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ " (1).
8080 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَا الْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحِرَابِهِمْ، دَخَلَ عُمَرُ، فَأَهْوَى إِلَى الْحَصْبَاءِ يَحْصِبُهُمْ بِهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" دَعْهُمْ يَا عُمَرُ "(2).
8081 -
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (19488)، ومن طريقه أخرجه البيهقي 7/ 270، والبغوي (3223).
وأخرجه النسائي 8/ 216، والطحاوي 4/ 287 من طريق أَبي بكر بن أَبي عياش، وابن حبان (5853) من طريق زيد بن أَبي أنيسة، كلاهما عن أَبي إسحاق السبيعي، به.
وانظر (8045).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19724).
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (893)(22)، وأَبو عوانة في العيدين كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 175، وابن حبان (5867)، والبيهقي 10/ 17، والبغوي (1112).
وأخرجه البخاري (2901) عن هشام بن يوسف، عن معمر، به.
وسيأتي برقم (10967).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَذَهَبَ رِجَالٌ (1) مِنْ فَارِسَ - أَوْ أَبْنَاءِ فَارِسَ - حَتَّى يَتَنَاوَلُوهُ (2) "(3).
8082 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ "(4).
(1) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) وبقية النسخ: رجل.
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) وفي (م) وبقية النسخ: يتناوله.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم. جعفر الجزري: هو ابن بُرقان. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19923).
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2546)(230)، وأَبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 4.
وانظر ما سلف برقم (7950).
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20271)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2749)(11) وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 269، والطبراني في "الدعاء"(1801)، والبيهقي في "الشعب"(7102)، وفي "الأسماء والصفات" ص 55، وفي "الآداب"(1028)، والبغوي (1294).
وأخرجه البغوي (1295) من طريق جعفر بن عون، عن جعفر بن برقان، به.
وأخرجه بنحوه الحاكم 4/ 246 من طريق دراج أَبي السمح، عن عبد الرحمن =
8083 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ. وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا تصبغُ (1)، فَخَالِفُوهُمْ "(2).
= بن حجيرة، عن أَبي هريرة. وصحح إسناده ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1803) من طريق يحيى بن عبيد الله بن موهب، عن أَبيه، عن أَبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف جداً، يحيى بن عبيد الله متروك.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2623).
وعن أنس بن مالك، سيأتي في "المسند" 3/ 238.
وعن أَبي أيوب الأنصاري عند مسلم (2748)، وسيأتي في "المسند" 5/ 414.
وعن عبد الله بن عمرو عند البزار (3247) و (3248)، والحاكم 4/ 246، والطبراني في "الدعاء"(1799).
وعن سلمان الفارسي عند الطبراني في "الدعاء"(1800).
وعن ابن عمر نحوه عند البيهقي في "الشعب"(7103).
وعن أَبي سعيد الخدري عند البزار (3251).
(1)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) وبقية النسخ: يَصْبُغُونَ.
(2)
إسناداه صحيحان عن شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20175)، ومن طريقه أخرجه النسائي 8/ 137، وأَبو عوانة 5/ 515.
وقد سلف برقم (7542) عن عبد الأعلى السامي، وانظر (7274).
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَمَرَ (1) بِالْأَصْبَاغِ، فَأَحْلَكُهَا أَحَبُّ إِلَيْنَا. قَالَ مَعْمَرٌ: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ.
8084 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، - قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يُمْنَعُ فَضْلُ الْمَاءِ لِيُمْنَعَ بِهِ فَضْلُ الْكَلَإِ "(2).
8085 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَخْلٍ لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ:" يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلَكَ الْمُكْثِرُونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: حَثَى بِكَفَّيْهِ (3) عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ -، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ".
ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: لَا حَوْلَ (4) وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، وَلَا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ ".
(1) في (ظ 3): فأمر، وفي (م): والأمر.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7697).
(3)
كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي بقية النسخ و (م): بكفه.
(4)
كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي بقية النسخ و (م):"قال: قل: لا حول".
ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ النَّاسِ عَلَى اللهِ، وَمَا حَقُّ اللهِ عَلَى النَّاسِ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَحَقٌّ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ "(1).
8086 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير كميل بن زياد، فقد روى له النسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو ثقة. أَبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20547).
وأخرجه البزار (3089 - كشف الأستار)، والحاكم 1/ 517 من طريق أَبي الأحوص سلاَّم بن سليم، عن أَبي إسحاق، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرج القسم الثاني منه الطيالسي (2456) عن أَبي الأحوص، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(358)، والمزي في "تهذيب الكمال" 24/ 223 (ترجمة كميل) من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
وسيأتي برقم (10736) و (10795) و (10918) من طريق كميل بن زياد، والقسم الأول سيأتي نحوه برقم (9075) من طريق أَبي يونس، و (9526) من طريق عجلان، كلاهما عن أَبي هريرة، والقسم الثاني سلف نحوه برقم (7966) من طريق عمرو بن ميمون، عن أَبي هريرة.
ويشهد للقسم الأول حديث أَبي سعيد الخدري، سيأتي 3/ 31.
وللقسم الثالث حديث معاذ بن جبل، سيأتي 5/ 228.
الْمَوْتَ، إِمَّا مُحْسِنٌ فَيَزْدَادَ إِحْسَانًا، وَإِمَّا مُسِيءٌ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ " (1).
8087 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ: وَاللَّاتِ، فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ بِشَيْءٍ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أَبو عبيد مولى عبد الرحمن: هو سعد ابن عبيد الزهري.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20634)، ومن طريقه أخرجه البغوي (1445).
وأخرجه البخاري (7235) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الدارمي (2758)، والبخاري (5673)، والبيهقي 3/ 377 من طريق شعيب بن أَبي حمزة، وعبد الله بن المبارك في "الزهد"(1063) من طريق عبيد الله ابن أَبي زياد الرصافي، والنسائي 4/ 3 من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، ثلاثتهم عن ابن شهاب الزهري، به. وزاد شعيب عند البخاري والبيهقي في أول الحديث:"لن يُدخل أحدكم عملُه الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: لا، ولا أنا، إلا أن يَتَغَمَّدَني الله بفضلٍ ورحمة، فسدِّدوا وقاربوا".
وسيأتي الحديث برقم (10669)، وانظر ما سلف برقم (7578).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين حميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري. =
8088 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَلَفَ فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ، لَمْ يَحْنَثْ "(1).
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَهُوَ اخْتَصَرَهُ؛ يَعْنِي مَعْمَرًا.
= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(15931)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1647)، وأبو داود (3247)، وابن خزيمة (45)، وابن حبان (5705).
وأخرجه البخاري (4860) و (6650)، ومن طريقه البغوي (2433) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به.
وأخرجه البخاري (6107) و (6301)، ومسلم (1647)، والترمذي (1545)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 7، وفي "الكبرى"(10828) و (10829)، وابن ماجه (2096)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(833) و (834) و (3296) و (3297) و (3298)، والبيهقي 1/ 148 - 149 و 149 و 10/ 30 من طرق عن الزهري، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وليس في رواية ابن ماجه قصة القمار.
تنبيه: وقع لفظه عند الطحاوي برقم (3297) من طريق الأوزاعي عن الزهري: "فليتصدق بالقمار"، وهو مدرج من قول الأوزاعي كما جاء مبيناً في الرواية الأخرى عنده برقم (3298).
وفي باب من قال في حلفه: واللات، حديثُ سعد بن أَبي وقاص السالف برقم (1590).
قال البغوي في "شرح السنة" 10/ 10: قوله: "فليتصدق" قيل: أمر أن يتصدق بالمال الذي يريد أن يقامر به، يحكى ذلك عن الأوزاعي، وقيل: يتصدق بصدقة من ماله كفارة لما جرى على لسانه.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(16118)، دون قوله في آخر الحديث.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن ماجه (2104)، والترمذي (1532)، والنسائي 7/ 30، وأَبو يعلى (6246)، وأبو عوانة في الأَيمان والنذور كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 192، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1927)، وابن حبان (4341).
وجاء الحديث عند بعضهم بلفظ: "من حلف على يمين فقال: إن شاء الله، فقد استثنى".
قال الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: هذا خطأ، أخطأ فيه عبد الرزاق اختصره من حديث معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن سليمان بن داود قال: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة
…
" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو قال: إن شاء الله، لكان كما قال".
وعلق الشيخ أحمد شاكر على كلام البخاري هذا بمقولة مفيدة محقَّقة، فقال: من البين الواضح من رواية "المسند" هنا أن البخاري أخطأ في نسبة اختصار الحديث لعبد الرزاق. لأن عبد الرزاق هو ذا يصرح بأن الذي اختصره هو شيخه معمر.
وقصة سليمان بن داود التي يشير إليها البخاري وعبد الرزاق: مضت (7715) من رواية عبد الرزاق نفسه، عن معمر، بهذا الإِسناد. وفيها:"لأطوفن الليلة بمئة امرأة".
وقد أخطأ عبد الرزاق، وأخطأ البخاري تبعاً له في تعليل هذا الحديث، والزعم بأنه اختصار من قصة سليمان. لأن الحديثين مختلفا المعنى تماماً، وإن تشابهت بعض الألفاظ فيهما:
لأن قول سليمان "لأطوفن" فيه معنى القسم، ولكنه يقسم على شيئين: أن يطوف بهن، وقد فعل. والآخر: أن تلد كل منهن غلاماً، وهذا ليس من فعله، =
8089 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُوحَنِّسَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظِ، أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ الثَّلَاثَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: " مَنْ أَرَادَ أَهْلَ الْبَلْدَةِ بِسُوءٍ - يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ - أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ
= بل من قدر الله وبمشيئته. فالاستثناء بقول "إن شاء الله " -إذا قاله- يُحلُّه من قسمه إذا لم يطف بهن، ويكون للتمني وبمعنى الإقرار لله بالمشيئة والتسليم لحكمه والتفويض إليه فيما ليس من صنع العبد ولا يدخل في مقدوره، فهو داخل في أمر الله للعبد أن يقول ذلك، في قوله تعالى:"ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله".
فالحديثان في معنيين، وإن تقاربا في بعض المعنى. ولفظ الحديث الذي هنا لا يمكن أن يكون اختصاراً من الحديث الآخر في قصة سليمان. بل لو صنع ذلك معمر أو عبد الرزاق لكان صنعُه تزيداً في الرواية، وجرأة على نسبة حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقله. وكلاهما أجل عند أهل العلم من أن يفعلا ذلك. ولكن ظن عبد الرزاق أن يكون معمر اختصره، فأخطأ في هذا الظن. ثم ظن البخاري أن عبد الرزاق هو الذي فعل، فأخطأ فيما ظن، رحمهما الله.
ثم إن معنى الحديث ثابت عن ابن عمر أيضاً، مضى في المسند مراراً بألفاظ متقاربة، أولها (4510):"من حلف فاستثنى فهو بالخيار، إن شاء أن يمضي على يمينه، وإن شاء أن يرجع غير حنث"، و (4581):"من حلف على يمين فقال: إن شاء الله، فقد استثنى"، وآخرها (6414):"من حلف فاستثنى، فإن شاء مضى، وإن شاء رجع غير حنث".
وقد حقق الحافظ في "الفتح" 11/ 605 هذا الموضع، على شيء من التردد منه، وإن كان في مجموع كلامه يميل إلى إبطال هذا التعليل، وإلى صحة الحديثين جميعاً.
الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ " (1).
8090 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ، فَقَالَ، يَعْنِي لِرَجُلٍ يُدَعى بِالْإِسْلَامِ (2):" هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ ". فَلَمَّا حَضَرْنَا الْقِتَالَ قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا، فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ الَّذِي قُلْتَ لَهُ: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَإِنَّهُ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا، وَقَدْ مَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِلَى النَّارِ " فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَابَ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ قِيلَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنْ بِهِ جِرَاحٌ شَدِيدٌ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الله بن عبد الرحمن بن يُحنِّس روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "تاريخ الإِسلام": ثقة (!)، روى له مسلم هذا الحديث الواحد متابعة، وأبو داود حديثاً آخر، وقد توبع كما سلف برقم (7755)، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين غير أبي عبد الله القراظ -واسمه دينار- فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(17154).
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1386)(492)، وأَبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 130، والمزي في ترجمة ابن يحنِّس من "تهذيب الكمال" 15/ 221.
وأخرجه مسلم (1386)(492)، وأَبو عوانة من طريق حجاج بن محمد، وأَبو عوانة أيضاً من طريق أَبي عاصم النبيل، كلاهما عن ابن جريح، به.
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) والنسخ الأخرى: فقال يعني لرجل يدَّعي الإِسلام.
الْجِرَاحِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَقَالَ:" اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ " ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى فِي النَّاسِ: " أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَأَنَّ اللهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9573)، ومن طريقه أخرجه البخاري (3062)، ومسلم (111)(178)، وأَبو عوانة 1/ 46، وابن حبان (4519)، وابن منده في "الإِيمان"(163) و (643)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1097).
وأخرجه البخاري (6606) ومن طريقه أخرجه البغوي (2526) من طريق ابن المبارك عن معمر، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8883)، وابن منده في "الإِيمان"(643)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/ 130 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أَبي هريرة. واقتصر النسائي على قوله: "إن الله يؤيد
…
" إلخ.
وعزاه ابن حجر في "التغليق" إلى الذهلي في "الزهريات"، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه"، وأبي نعيم في "المستخرج" من هذا الطريق. ووقع اسم الغزوة في هذا الطريق: حنين لا خيبر، قال الحافظ ابن حجر: وفيه نظر، والمحفوط في هذا "خيبر"، وكأن الحامل للراوي على قوله "حنين" ما عرف من أن أبا هريرة لم يشهد خيبر، وإنما حضر بعد ما فرغ القتال. وقال في "الفتح" 7/ 473: أراد جيشها من المسلمين، لأن الثابت أنه إنما جاء بعد أن فتحت خيبر.
وروي من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أنه أخبره بعض من شهد النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل معه:"هذا من أهل النار" فنحر نفسه، وهي عند البخاري في "تاريخه" 5/ 307، =
8091 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يُدْعَى (1) بِالْإِسْلَامِ:" إِنَّ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَاشْتَدَّ عَلَى رِجَالٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ صَدَّقَ اللهُ حَدِيثَكَ، فَقَدِ (2) انْتَحَرَ فُلَانٌ فَقَتَلَ
= والذهلي في "الزهريات".
ورواه محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، أن عمه عبيد الله بن كعب قال: أخبرني من شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر
…
وهو عند الذهلي وغيره.
وأشار إلى هذه الطريق البخاري بإثر الحديث (4204)، وانظر "التغليق" 4/ 131 - 132.
ورجح الذهلي -فيما نقله الحافظ في "الفتح" 7/ 474 - رواية معمر وشعيب بن أَبي حمزة التي ستأتي بعده، وقال: ولا تدفع رواية الأخيرين (يعني صالح بن كيسان والزبيدي) لأن الزهري كان يقع له الحديث من عدة طرق فيحمله عنه أصحابه بحسب ذلك.
وفي الباب عن سهل بن سعد، سيأتي 5/ 332.
ويشهد لآخره حديث أَبي بكرة سيأتي 5/ 45.
وحديث أنس عند النسائي في "الكبرى"(8885)، والبزار (1720) و (1721) و (1722).
(1)
في (م) والنسخ الخطية عدا (ظ 3) و (عس): يذعن.
(2)
في (م): وقد.
نَفْسَهُ (1).
8092 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ (2)، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟ " قَالُوا: مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ. قَالَ: " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهَادَةٌ، وَالْبَطَنُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (2517)، والبخاري (3062) و (4203)، والنسائي في "الكبرى"(8884)، وابن منده في "الإِيمان"(164)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1097)، والبيهقي في "السنن" 8/ 197، وفي "الدلائل" 4/ 253 من طريق أَبي اليمان، بهذا الإِسناد.
واقتصر الدارمي والنسائي على آخره.
وانظر ما قبله.
(2)
في (م) بين معمر وسهيل: عن الزهري، وهي زيادة مقحمة لم ترد في شيء من أصولنا الخطية.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أَبي صالح من رجاله، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. أَبو صالح: هو ذكوان السمان. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9574). وأخرجه مسلم (1915)(165)، وابن ماجه (2804)، وابن حبان (3186) و (3187) من طرق عن سهيل بن أَبي صالح، بهذا الإِسناد- دون ذكر الغرق والنفساء، وزادوا: قال سهيل: وأخبرني عبيد الله بن مقسم قال: أشهد على أبيك أنه زاد: والغريق شهيد، وليس في روايتهم =
8093 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل اصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ أَرْبَعًا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ كُتِبَ لَهُ (1) عِشْرُونَ حَسَنَةً، وَحُطَّ عَنْهُ عِشْرُونَ سَيِّئَةً، وَمَنْ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، كُتِبَ لَهُ بِهَا ثَلَاثُونَ حَسَنَةً، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا ثَلَاثُونَ سَيِّئَةً "(2).
= النفساء. وعبيد الله بن مقسم هذا ثقة من رجال الشيخين.
وأخرجه بنحوه البيهقي في "شعب الإِيمان"(9877) من طريق ابن شهاب الزهري، عن أَبي صالح السمان، به. ولم يذكر فيه المطعون.
وسيأتي من طريق أَبي صالح، عن أَبي هريرة بالأرقام (8305) و (10762) و (10897) ومن طريق عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أَبي هريرة برقم (9695).
وفي الباب عن أنس وصفوان بن أمية وعبادة بن الصامت وجابر بن عتيك وعائشة، ستأتي أحاديثهم 3/ 150 و 400 و 5/ 315 و 446 و 6/ 64.
قوله: "والبطن" بفتحتين، قال السندي: أي: الموت بمرضه كالإِسهال والاستسقاء.
(1)
في (م) وبعض النسخ المتأخرة: كتبت له بها.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. إسرائيل: هو ابن يونس بن أَبي إسحاق، وأَبو سنان: هو ضرار بن مرة، وأَبو صالح الحنفي: هو عبد الرحمن بن قيس. =
8094 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَظْهَرُ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ عَلَى الْكَعْبَةِ " قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: " فَيَهْدِمُهَا "(1).
8095 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ -، عَنْ أَبِي طَارِقٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي (2) خَمْسَ خِصَالٍ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ، أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟ " قَالَ: قُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا " ثُمَّ قَالَ:
= وقد سلف برقم (8012).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9176).
وأخرجه الحميدي (1146)، وابن أَبي شيبة 15/ 47، ومسلم (2909)(57)، والبخاري (1591)، والنسائي 5/ 216، وأَبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 175، وابن حبان (6751)، والبيهقي 4/ 340 من طريق زياد بن سعد، وأخرجه البخاري (1596) ومن طريقه البغوي (2008)، ومسلم (2909)(58)، وأَبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 175 من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن الزهري، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9405) من طريق أَبي الغيث، عن أَبي هريرة.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (7053).
ذو السويقتين: هما تصغير ساق الإِنسان، صغَّرهما لرقتهما.
(2)
في (م) وبعض النسخ المتأخرة: من يأخذ من أمتي.
" اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ "(1).
8096 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً عَيْنًا، وَأَمَّرَ
(1) حديث جيد، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي طارق - وهو السعدي البصري والحسن -وهو البصري- لم يسمع من أَبي هريرة شيئاً.
وأخرجه الترمذي (2305) عن بشر بن هلال الصواف، وأَبو يعلى (6240) عن إسحاق بن إبراهيم بن كامجرا، كلاهما عن جعفر بن سليمان الضبعي، بهذا الإِسناد.
وأخرجه بنحوه هناد في "الزهد"(1031) و (1148)، والبخاري في "الأدب المفرد"(252)، وابن ماجه (4217)، وأَبو يعلى (5865)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 39، وأَبو نعيم في "الحلية" 10/ 365، وفي "أخبار أصبهان" 2/ 302، والبيهقي في "الزهد"(818)، والمزي في ترجمة محرز بن عبد الله من "تهذيب الكمال" 27/ 279 من طريق واثلة بن الأسقع، عن أَبي هريرة- اقتصر هناد في الموضع الثاني والبخاري على قصة الضحك، ولم يذكرها أَبو يعلى والخرائطي، وإسناد الحديث قوي.
وأخرج قصة الضحك منه البخاري في "الأدب"(253)، وابن ماجه (4193) من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أَبي هريرة. وإسناده صحيح.
عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ، وَهُوَ جَدُّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، فَانْطَلَقُوا، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ نُزُولًا، ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ، يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لِحْيَانَ، فَتَبِعُوهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِئَةِ رَجُلٍ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، حَتَّى نَزَلُوا مَنْزِلًا نَزَلُوهُ، فَوَجَدُوا فِيهِ نَوَى تَمْرٍ تَزَوَّدُوهُ مِنْ تَمْرِ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا: هَذَا مِنْ تَمْرِ يَثْرِبَ، فَاتَّبَعُوا آثَارَهُمْ حَتَّى لَحِقُوهُمْ، فَلَمَّا أَحَسَّهُمْ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَصْحَابُهُ لَجَؤُوا إِلَى فَدْفَدٍ، وَقَدْ جَاءَ الْقَوْمُ فَأَحَاطُوا بِهِمْ، وَقَالُوا: لَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ إِنْ نَزَلْتُمْ إِلَيْنَا أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ رَجُلًا. فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ، اللهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا رَسُولَكَ. قَالَ: فَقَاتَلُوهُمْ، فَرَمَوْهُمْ، فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةِ نَفَرٍ، وَبَقِيَ خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ وَرَجُلٌ آخَرُ، فَأَعْطَوْهُمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ إِنْ نَزَلُوا إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ حَلُّوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَرَبَطُوهُمْ بِهَا، فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ الَّذِي مَعَهُمَا: هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ. فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَجَرُّوهُ، فَأَبَى أَنْ يَتْبَعَهُمْ، فَضَرَبُوا عُنُقَهُ، فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ، حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ، فَاشْتَرَى خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكَانَ قَدْ قَتَلَ الْحَارِثَ يَوْمُ بَدْرٍ، فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا، حَتَّى إِذَا أَجْمَعُوا قَتْلَهُ اسْتَعَارَ مُوسَى مِنْ إِحْدَى بَنَاتِ الْحَارِثِ لِيَسْتَحِدَّ بِهَا، فَأَعَارَتْهُ، قَالَتْ: فَغَفَلْتُ عَنْ صَبِيٍّ لِي، فَدَرَجَ إِلَيْهِ حَتَّى أَتَاهُ، قَالَتْ: فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ، فَلَمَّا
رَأَيْتُهُ (1) فَزِعْتُ فَزَعًا عَرَفَهُ، وَالْمُوسَى فِي يَدِهِ، فَقَالَ: أَتَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟! مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ إِنْ شَاءَ اللهُ. قَالَ: وَكَانَتْ تَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، قَدْ رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ، وَمَا بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ ثَمَرَةٌ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، وَمَا كَانَ إِلَّا رِزْقًا (2) رَزَقَهُ اللهُ إِيَّاهُ.
قَالَ: ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ، فَقَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أَنْ تَرَوْا مَا بِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ لَزِدْتُ. قَالَ: وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْقَتْلِ هُوَ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا:
وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا (3)
…
عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ
…
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ فَقَتَلَهُ، وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ إِلَى عَاصِمٍ لِيُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ يَعْرِفُونَهُ، وَكَانَ قَتَلَ عَظِيمًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبَعَثَ اللهُ عَلَيْهِ مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ، فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى شَيْءٍ مِنْهُ (4).
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: رأته، والمثبت من (ظ 3) و (عس).
(2)
في "المصنف" و (ظ 3): رزق، بالرفع على أن "كان" تامة.
(3)
في (م) والنسخ الخطية: "ما أبالي حين أقتل شهيداً"، وهو غير موزون البتة، والصواب ما أثبتناه من "المصنف" وغيره، ومما سلف برقم (7928).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" =
8097 -
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ أَوْ جَرَسٌ "(1).
8098 -
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَلَدُ الزِّنَا أَشَرُّ الثَّلَاثَةِ "(2).
= (9730).
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (7039)، والطبراني في "الكبير"(4191) و 17/ (463)، والمزي في ترجمة عمرو بن أَبي سفيان من "تهذيب الكمال" 22/ 45 - 46.
وأخرجه البخاري (4086) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به. وانظر (7928).
(1)
إسناده صحيح، خلف بن الوليد شيخ المصنف ثقة، مترجم في "الإِكمال"(226)، ومن فوقه من رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أَبي صالح- فمن رجال مسلم. خالد: هو ابن عبد الله الطحان الواسطي - وأَبو صالح والد سهيل: هو ذكوان السمان.
وأخرجه ابن حبان (4703) من طريق مسدد بن مسرهد، عن خالد بن عبد الله، بهذا الإِسناد. وانظر (7566).
(2)
إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(908) من طريق أَبي عمر الحوضي، عن خالد بن عبد الله، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أَبو داود (3963)، والنسائي في "الكبرى"(4930)، والطحاوي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (907) و (909)، والحاكم 2/ 214 و 4/ 100، والبيهقي 10/ 57 و 59 من طرق عن سهيل بن أَبي صالح، به. وقال سفيان الثوري (وهو من رواة الحديث) عند البيهقي: يعني إذا عمل بعمل والديه!
وأخرجه الحاكم 4/ 100 من طريق أَبي عوانة، عن عمر بن أَبي سلمة، عن أَبيه، عن أَبي هريرة. وعمر بن أَبي سلمة ضعيف يعتبر به.
قلنا: قد روي عن عائشة أنها أنكرت على أبي هريرة تحديثه بهذا، وأخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قصد بذلك إنساناً بعينه، فقد أخرج الطحاوي في "مشكل الآثار"(910)، والحاكم 2/ 215، وعنه البيهقي 10/ 58 من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة قال: بلغ عائشة أن أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولد الزنى شر
الثلاثة" فقالت: يرحم الله أبا هريرة، أساء سمعاً، فأساء إجابة - هكذا في الحديث، وأما أهل اللغة فيقولون: إنه أساء سمعاً، فأساء جابةً، بلا ألف - ثم رجعنا إلى حديث الزهري، عن عائشة - لم يكن الحديث على هذا، إنما كان رجلٌ يؤذي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنه مع ما به ولَد زنى" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هو شر الثلاثة". وصححه الحاكم على شرط مسلم، فوهم، وتعقبه الذهبي بقوله: كذا قال: وسلمة لم يحتح به مسلم، وقد وُثِّق وضعفه ابن راهويه. قلنا: ممن وثقه يحيى بن معين وقال: سمعت جريراً يقول: ليس من لدن بغداد إلى أن تبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق من سلمة بن الفضل.
ومما يؤيد رواية ابن إسحاق هذه أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قيل لها: هو شر الثلاثة (يعني ولد الزنى)، عابت ذلك وقالت: ما عليه من وزر أبويه، قال الله:{ولا تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أُخرى} . أخرجه عنها عبد الرزاق (13860) و (13861)، والحاكم 4/ 100، والبيهقي 10/ 58، وسنده صحيح.
وأما ما روي عنها مرفوعاً في "المسند" 6/ 109، وفي "سنن البيهقي" =
8099 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ - يَعْنِي ابْنَ عُتْبَةَ -، حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ السُّحَيْمِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مِنْ بَيْعِهِمَا مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، أَوْ يَكُونُ بَيْعُهُمَا فِي خِيَارٍ "(1).
= 10/ 58 من أنه شرُّ الثلاثة إذا عمل بعمل أَبويه، فإسناده ضعيف.
وروي مثله عن ابن عباس عند الطبراني (10674)، والبيهقي 10/ 58، وسنده ضعيف أيضاً.
وانظر ما سلف في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6892).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة.
وأخرجه ابن أَبي شيبة 7/ 125، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 13، وفي "شرح مشكل الآثار"(5265) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2568) عن أَيوب بن عتبة، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(912) من طريق سعيد بن سليمان، عن أَيوب بن عتبة، به- دون آخره.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 310 - 311 من طريق إسماعيل بن يعلى أَبي أمية الثقفي، عن أَبي الزناد، عن الأعرج، عن أَبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف جداً، إسماعيل بن يعلى متروك.
وأخرجه ابن عدي أيضاً 3/ 905 من طريق خالد بن مخلد القطواني، عن مالك، عن أَبي الزناد، به- دون آخره. وهذا لا يصح، وهم فيه خالد بن مخلد على مالك، قال ابن عدي: لا يعرف هذا الحديث عن مالك، عن أَبي الزناد إلا من رواية خالد عنه، وهذا في "الموطأ" عن مالك عن نافع عن ابن عمر.
قلنا: وهو الصواب، وقد سلف عن ابن عمر من هذا الطريق برقم (393)، وإسناده صحيح. =
8100 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَبْتَاعُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَتِهِ، وَلَا تَشْتَرِطُ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَسْتَفْرِغَ صَحْفَتَهَا، فَإِنَّمَا لَهَا مَا كَتَبَ اللهُ عز وجل لَهَا "(1).
8101 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَجُ - يَعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ -، حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَعَوَاتٌ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا أَتْرُكُهَا مَا عِشْتُ حَيًّا، سَمِعْتُهُ يَقُولُ:" اللهُمَّ اجْعَلْنِي أُعْظِمُ شُكْرَكَ، وَأُكْثِرُ ذِكْرَكَ، وَأَتْبَعُ نَصِيحَتَكَ، وَأَحْفَظُ وَصِيَّتَكَ "(2).
= وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6721) وسنده حسن. وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "أو يكونَ"، قال السندي: بالنصب، أي: إلا أن يكونَ بيعُها في خيار.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 4، وابن حبان (4050) و (4070) من طريق الأوزاعي، عن أَبي كثير السحيمي، بهذا الإِسناد. اقتصر الطحاوي على الشطر الأول، وابن حبان في الموضع الثاني على الشطر الثاني منه.
وانظر ما سلف برقم (7248).
(2)
إسناده ضعيف لضعف الفرج بن فضالة. وأَبو سعيد المدني اختُّلف في تعيينه، فهو هنا وعند الدولابي في "الكنى" هكذا، وذكر الحافظ ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن" أنه مولى عبد الله بن عامر بن كريز، وهو عند الطيالسي: =
8102 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لِأَيِّ شَيْءٍ سُمِّيَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: " لِأَنَّ فِيهَا طُبِعَتْ طِينَةُ أَبِيكَ آدَمَ، وَفِيهَا الصَّعْقَةُ، وَالْبَعْثَةُ، وَفِيهَا الْبَطْشَةُ، وَفِي آخِرِ ثَلَاثِ سَاعَاتٍ مِنْهَا سَاعَةٌ مَنْ دَعَا اللهَ عز وجل فِيهَا اسْتُجِيبَ لَهُ "(1).
8103 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمُسْلِمُ أَخُو
= أَبو سعد الشامي، وعند الترمذي: أَبو سعيد الحمصي، وعند ابن أَبي عاصم: أَبو سعيد لم ينسبه، وسيأتي عند المصنف (10179): أَبو سعد الحمصي، وذكر الحافظ المزي هذا الحديث في ترجمة أَبي سعد -ويقال: أَبو سعيد- الحميري الشامي الحمصي، قلنا: أَبو سعيد هذا إن كان هو مولى ابن عامر فهو حسن الحديث، وإن كان هو الآخر فقد جهله الحافظان الذهبي وابن حجر.
وأخرجه الطيالسي (2553)، وأخرجه الترمذي في الدعوات كما في "تحفة الأشراف" 10/ 454 من طريق وكيع، وابن أَبي عاصم في "الدعاء" كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 278، والدولابى معلقاً في "الكنى" 2/ 80 - 81 من طريق بقية بن الوليد، ثلاثتهم (الطيالسي ووكيع وبقية) عن الفرج بن فضالة، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: غريب.
(1)
إسناده ضعيف لضعف الفرج بن فضالة، وعلي بن أَبي طلحة ليس بذاك، ولم يدرك أبا هريرة، فهو منقطع.
وفي ساعة الجمعة انظر ما سلف برقم (7151).
الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ، وَحَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ " (1).
8104 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى - الْمَعْنَى، وَاللَّفْظُ لَفْظُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ - قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْخَلَاءَ، فَأَتَيْتُهُ بِتَوْرٍ فِيهِ مَاءٌ فَاسْتَنْجَى، ثُمَّ مَسَحَ بِيَدِهِ (2) فِي الْأَرْضِ ثُمَّ غَسَلَهَا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِتَوْرٍ آخَرَ، فَتَوَضَّأَ بِهِ (3).
(1) إسناده جيد، وسلف بأطول مما هنا برقم (7727) عن عبد الرزاق، عن داود بن قيس، به. سفيان: هو الثوري، وأبو سعيد: هو مولى عبد الله بن عامر بن كريز.
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ق)، وفي (م) وبقية النسخ: بيديه.
(3)
إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ.
وأخرجه ابن راهويه (164) عن يحيى بن آدم وحده، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أَبو داود (45)، وابن ماجه (358) و (473)، والنسائي 1/ 45، وابن حبان (1405)، والبيهقي 1/ 106 - 107، والبغوي (196) من طرق عن شريك، به- بعضهم يرويه مختصراً، ووقع في المطبوع من "سنن أَبي داود" زيادة المغيرة بين إبراهيم بن جرير وبين أَبي زرعة، وهو خطأ، انظر "تحفة الأشراف" 10/ 437، و"بذل المجهود" 1/ 109 - 110.
وسيأتي برقم (8105) و (9861) من طريق شريك. وسيأتي برقم (8695) من طريق أبان بن عبد الله البجلي، عن مولى لأبي هريرة، عن أَبي هريرة. =
8105 -
قَالَ أَسْوَدُ - يَعْنِي شَاذَانَ - فِي هَذَا الْحَدِيثِ: إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فِي تَوْرٍ أَوْ فِي رَكْوَةٍ، وَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ (1).
8106 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثٍ، وَنَهَانِي عَنْ ثَلَاثٍ: أَمَرَنِي بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى كُلَّ يَوْمٍ، وَالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَنَهَانِي عَنْ نَقْرَةٍ كَنَقْرَةِ الدِّيكِ، وَإِقْعَاءٍ كَإِقْعَاءِ الْكَلْبِ، وَالْتِفَاتٍ كَالْتِفَاتِ الثَّعْلَبِ (2).
8107 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ، قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ "(3).
= وفي الاستنجاء بالماء أحاديث، انظر "صحيح البخاري"(150)، و"شرح مشكل الآثار"(4740)، والتعليق عليه، و"سنن البيهقي" 1/ 105 و 106.
التَّور: إناء من نحاس.
(1)
إسناده ضعيف كسابقه. أسود: هو ابن عامر، وشاذان لقبه.
وأخرجه أبو داود (45) من طريق أسود بن عامر، عن شريك النخعي، به.
وأخرجه البيهقي 2/ 120 من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، به. وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث.
(2)
إسناده ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، ويزيد بن أبي زياد -وهو القرشي الهاشمي مولاهم- وانظر (7595).
(3)
إسناده ضعيف جداً، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، =
8108 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ حَتَّى تُفْضِيَ إِلَى جِلْدِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ "(1).
= وابنُ موهب -وهو يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب- متروك. وسيأتي من هذا الطريق برقم (9234).
وأخرجه أَبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(257)، وأَبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 78، والبيهقي في "الشعب"(6202) و (6203) من طريق عيسى بن خالد البجلي، عن ورقاء بن عمر، عن الأعمش، عن أَبي صالح، عن أبي هريرة. عيسى بن خالد لم نتبينه، ومن فوقه ثقات.
وفي الباب ما يغني عنه، انظر حديث عبد الله بن عمرو الذي سلف برقم (6708).
(1)
حديث صحيح، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه مسلم (971)، والطحاوي 1/ 516، والبيهقي 4/ 79 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومسلم (971)، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 5/ 135 من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو داود (3228) من طريق خالد الطحان، وابن حبان (3166) من طريق حماد بن سلمة، وابن ماجه (1566) من طريق عبد العزيز بن أَبي حازم، والبغوي (1519)، والطبراني في "الأوسط"(710) من طريق روح بن القاسم، والبيهقي 4/ 79 من طريق علي بن عاصم، سبعتهم عن سهيل بن أَبي صالح، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9048) و (9732) و (10832).
وأخرجه بنحوه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1228، وأَبو نعيم في "الحلية" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 7/ 207، والخطيب في "تاريخه" 11/ 252 من طريق الجارود بن يزيد -وعند ابن عدي: أو غيره - عن شعبة، عن سعيد المقبري، عن أَبي هريرة. والجارود بن يزيد رمي بالكذب.
وأخرجه الطيالسي (2544)، والطحاوي 1/ 517 من طريق محمد بن أَبي حميد، عن محمد بن كعب، عن أَبي هريرة. وقَيَّد فيه الجلوس بما إذا كان للغائط أو البول. ومحمد بن أبي حميد ضعيف.
وأخرجه عبد الرزاق (6511) من طريق زيد بن أسلم، وابن أَبي شيبة 3/ 339 من طريق أَبي يحيى الأسلمي، كلاهما عن أَبي هريرة موقوفاً. وإسناد عبد الرزاق فيه انقطاع، زيد بن أسلم لم يسمع من أَبي هريرة.
وأخرج مسدد في "مسنده الكبير" -كما في "الفتح" 3/ 224، و"تغليق التعليق" 2/ 493 - قال: حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا عثمان بن حكيم، حدثنا عبد الله بن سرجس وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أنهما سمعا أبا هريرة يقول: لأن أجلس على جمرة فتحرق ما دون لحمي حتى تفضي إليَّ، أحب إليَّ من أن أجلس على قبر. قال عثمان: فرأيت خارجة بن زيد في المقابر، فذكرتُ له ذلك، فأخذ بيدي، فأجلسني على قبر، وأخبرني عن عمه يزيد بن ثابت قال: إنما كُرِه ذلك لمن أحدث عليه. وصحح الحافظ إسناده.
وروي مثل قول يزيد بن ثابت عن أخيه زيد بن ثابت، أخرجه عنه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 517 من طريق عمر بن علي المُقَدَّمي، عن عثمان بن حكيم، عن أَبي أمامة، أن زيد بن ثابت قال: هلمَّ يا ابن أخي أخبرك، إنما نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الجلوس على القبور لحدث غائط أو بولٍ. قال الحافظ: ورجال إسناده ثقات.
وإليه ذهب الإِمامان مالك وأَبو حنيفة، وذهب الجمهور إلى القول بكراهة الجلوس على القبر مطلقاً، ويشهد لما ذهبوا إليه حديث أَبي هريرة عند المصنف وغيره، وحديث جابر عند مسلم (970)، وأحمد 3/ 339، وحديث أَبي مرثد =
8109 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ تَسَمَّى بِاسْمِي، فَلَا يَتَكَنَّى (1) بِكُنْيَتِي، وَمَنِ اكْتَنَى بِكُنْيَتِي، فَلَا يَتَسَمَّى (1) بِاسْمِي "(2).
8110 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي قَوْلِهِ عز وجل:{ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} قَالَ: " دَخَلُوا زَحْفًا "{وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: 58]
= الغنوي عند مسلم (972)، وأحمد 4/ 135، وحديث عمرو بن حزم عند أحمد (سقط من المطبوع وهو في "أطراف المسند" 5/ 131)، وحديث عقبة بن عامر عند ابن أَبي شيبة 3/ 338، وابن ماجه (1567). وانظر "فتح الباري" 3/ 224.
(1)
في (ظ 3): يتكنَّ، يتسَمَّ، بحذف الألف فيهما.
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيئ الحفظ. أَبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير.
وأخرجه ابن راهويه (181) عن يحيى بن آدم، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9863) و (9864).
ويشهد له بهذا اللفظ حديث جابر عند أحمد 3/ 313، وابن حبان (5816)، والبيهقي 3/ 309، وفيه عنعنة أَبي الزبير عن جابر.
ورواه شعبة عن عبد الله بن يزيد النخعي -كذا سماه شعبة، والصواب: سلم ابن عبد الرحمن النخعي- عن أَبي زرعة، عن أَبي هريرة فقال:"تسَّموا باسمي، ولا تكنَّوا بكنيتي" سيأتي عند المصنف برقم (9894) و (9933).
وانظر ما سلف برقم (7377).
قَالَ: " بَدَّلُوا فَقَالُوا: حِنْطَةٌ فِي شَعَرَةٍ "(1).
8111 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ (2)
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن المبارك: هو عبد الله.
وأخرجه البخاري (4479)، والخطيب في "تاريخه" 2/ 266 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في "الكبرى"(10990) عن محمد بن عبيد بن محمد، والطبري في "تفسيره" 1/ 303 عن محمد بن عبد الله المحاربي، ثلاثتهم عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد. ورواية النسائي والطبري مختصرة.
وروي عن عبد الرحمن بن مهدي مرةً أخرى موقوفاً أخرجه من طريقه النسائي في "الكبرى"(10989).
وسيأتي من طريق عبد الرزاق، عن معمر برقم (8230).
وأخرجه بنحوه الطبري 1/ 303 من طريق صالح مولى التوأمة، عن أَبي هريرة مرفوعاً.
وفي الباب عن ابن مسعود موقوفاً عند الطبري 1/ 303، وابن أَبي حاتم في تفسير سورة البقرة برقم (593).
وعن ابن عباس عند الطبري أيضاً 1/ 303 و 304، وابن أَبي حاتم (594).
قوله. "حنطة في شعرة"، قال السندي: هو كلام مهمل، وغرضهم به مخالفة ما أُمرِوا به من كلام مستلزم للاستغفار وطلب حَطِّ العقوبة. وانظر "طرح التثريب" 8/ 166 - 167.
(2)
كذا في (ظ 3) و (ظ 1) و (ق) وهوامش النسخ الأخرى، وهي كذلك في "جامع المسانيد" لابن كثير، وفي (م) و (عس) و (ص): اللينة.
صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا (1) إِلَى الصَّلَاةِ - أَوْ قَالَ: إِلَى الْمَسْجِدِ - صَدَقَةٌ " (2).
8112 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ سَمَّى الْحَرْبَ خَدْعَةً (3).
(1) في (ظ 3) و (عس): مشيتها.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "زهد" ابن المبارك برقم (403)، ومن طريقه أخرجه ابن أَبي عاصم في "الزهد"(37)، وابن خزيمة (1494)، وابن حبان (472)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(93)، والبيهقي 3/ 229.
وسيأتي برقم (8183) عن عبد الرزاق، و (8869) من طريق ابن المبارك، كلاهما عن معمر، ورواية عبد الرزاق مطولة، وبنحوها سيأتي برقم (8608) من طريق أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة، عنه.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (3029) عن أَبي بكر بُور بن أَصْرَمَ، ومسلم (1740) عن محمد بن عبد الرحمن بن سَهْم، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 75 من طريق خداش بن الدحداح، عن ابن لهيعة، عن أَبي يونس، عن أَبي هريرة. وخداش وابن لهيعة ضعيفان.
وسيأتي برقم (8153) من طريق عبد الرزاق، عن معمر.
وفي الباب عن علي بن أَبي طالب سلف في "المسند" برقم (696)، وذكرنا شواهده هناك.
وسلف الكلام على ضبط "خدعة" وبيان معناها في مسند علي أيضاً برقم (616).
8113 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَضِرِ - قَالَ:" إِنَّمَا سُمِّيَ خَضِرًا: أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ، فَإِذَا هِيَ تَحْتَهُ هِيَ تَحْتَهُ تَهْتَزُّ خَضْرَاءَ "(1).
8114 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سَمْعَانَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَبَا قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَجِيءُ الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، هُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن المبارك: هو عبد الله.
وأخرجه الطيالسي (2548)، وأخرجه البخاري (3402) عن محمد بن سعيد الأصبهاني، كلاهما (الطيالسي ومحمد) عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد.
وسيأتي من طريق عبد الرزاق، عن معمر برقم (8228).
وفي الباب عن ابن عباس موقوفاً ومرفوعاً عند الطبراني في "الكبير"(12914)، وإسناده ضعيف.
قوله: "على فروة"، قال السندي: هي أرض يابسة، وقيل: هَشيم يابس من النبات. تهتز: تَتَحرك. خضراء: حال أو تمييز.
(2)
إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن سمعان، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإِمام" وأصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو =
8115 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فَرَضَ (1) عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللهُ لَهُ فَهُمْ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، فَالْيَهُودُ (2) غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ "(3).
8116 -
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنَى بُيُوتًا، فَأَحْسَنَهَا وَأَكْمَلَهَا وَأَجْمَلَهَا إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ، وَيُعْجِبُهُمُ الْبُنْيَانُ، فَيَقُولُونَ: أَلَا وَضَعْتَ هَاهُنَا لَبِنَةً، فَيَتِمُّ بُنْيَانُكَ (4) " فَقَالَ مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " فَكُنْتُ أَنَا اللَّبِنَةَ "(5).
8117 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ
= ثقة. وانظر (7910).
(1)
كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: فرض الله عليهم.
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: اليهود.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7707).
(4)
في (ظ 3): بنيانه.
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2286)(21)، والبغوي (3619). وانظر ماسلف برقم (7322).
نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهَا، جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي يَقَعْنَ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، وَجَعَلَ يَحْجِزُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ، فَيتَقَحَّمْنَ (1) فِيهَا " قَالَ:" فَذَلِكُمْ (2) مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ، أَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ: هَلُمَّ عَنِ النَّارِ، هَلُمَّ عَنِ النَّارِ (3)، فَتَغْلِبُونِي، تَقَحَّمُونَ (4) فِيهَا "(5).
8118 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ (6) اللهِ إِخْوَانًا "(7).
(1) في (ظ 3) و (عس): يتقحمن، وفي (م) وبعض النسخ: فتتقحم، والمثبت من "صحيفة همام"(4)، ومسلم، ومن نسخة أشير إليها على هوامش بعض النسخ الخطية.
(2)
وفي (ظ 3) و (عس): فذلك.
(3)
زاد في (ل) و (ظ 1) و (ق) و (ص) مرة ثالثة: هلم عن النار، وفي (م) و (س): هلم، فقط.
(4)
في (م) وبعض النسخ: تقتحمون.
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2284)(18)، وأَبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 266، والبغوي (98). وانظر ما سلف برقم (7321).
(6)
في (م): عبيد.
(7)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20228) مقتصراً على قوله: "إيَّاكم والظن، فإن الظن أكذبُ الحديث".
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه بتمامه البخاري في "الأدب المفرد"(410)، والبيهقي في "الشعب"(11152). =
8119 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ وَهُوَ يَسْأَلُ رَبَّهُ شَيْئًا، إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ "(1).
8120 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمَلَائِكَةُ (2) يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ: مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ " وَقَالَ: " يَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ -: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَقَالُوا: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ "(3).
8121 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ "(4).
= وأخرجه البخاري في صحيحه (6064) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7858).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(5571)، ومن طريقه أخرجه مسلم (852)(15)، والطبراني في "الدعاء"(169)، والبغوي (1049). وانظر ما سلف برقم (7151).
(2)
في (ظ 3): والملائكة.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (632)، وأَبو عوانة 1/ 378، وابن حبان (1736)، والبيهقي 1/ 464 - 465، والبغوي إثر الحديث (380). وانظر ما سلف برقم (7491).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2211)، ومن طريقه أخرجه مسلم ص 460 =
8122 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ: آمِينَ، وَالْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ، فَيُوَافِقُ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "(1).
8123 -
وَقَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَدَنَةً مُقَلَّدَةً، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَيْلَكَ ارْكَبْهَا " قَالَ: بَدَنَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: " وَيْلَكَ ارْكَبْهَا "(2).
8124 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا "(3).
= (276)، والترمذي (330)، وأَبو عوانة 1/ 267 - 268، والبيهقي 2/ 185 - 186، والبغوي (482). زاد عبد الرزاق والترمذي في أوله:"لا يزالُ أحدُكم في صلاةٍ ما دام ينتظرها" وستأتي هذه الزيادة مفردةً برقم (8246) من هذا الطريق. وانظر (7892).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2645)، ومن طريقه أخرجه مسلم (410)(75)، والبيهقي 2/ 55. وانظر ما سلف برقم (7187).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1322)(372)، وابن حبان (4014)، والبيهقي 5/ 236، والبغوي (1955). وانظر ما سلف برقم (4350).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البغوي (4170) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (6637) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به. =
8125 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ "(1).
8126 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَارُكُمْ هَذِهِ، مَا يُوقِدُ بَنُو آدَمَ، جُزْءٌ وَاحِدٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ " قَالُوا: وَاللهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ (2) وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا "(3).
8127 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمَّا قَضَى اللهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ كِتَابًا (4)، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي "(5).
= وانظر ما سلف برقم (7499).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (2559)، والبغوي (2573). وانظر ماسلف برقم (7323).
(2)
في (م) وبعض النسخ؛ بتسع.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20897)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2843)، وأَبو عوانة في صفة النار كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 266، والبيهقي في "البعث"(498).
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(127)، وفي "الزهد" له (308 - زوائد نعيم)، ومن طريقه الترمذي (2589) عن معمر، به. وانظر ما سلف برقم (7327).
(4)
في (ظ 3) و (عس) وهامش (س): كتب في كتابه.
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
8128 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا، فَلَا يَجْهَلْ، وَلَا يَرْفُثْ، فَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ "(1).
8129 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ (2) فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَذَرُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ جَرَّايَ، فَالصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ "(3).
8130 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَزَلَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِجَهَازِهِ، فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا، وَأَمَرَ بِهَا (4)، فَأُحْرِقَتْ فِي النَّارِ. قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: فَهَلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً "(5).
= وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/ 205، ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة"(4177)، وفي "تفسيره" 2/ 87. وانظر ما سلف برقم (7500).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (3427)، والبغوي إثر الحديث (1712)، واقتصر ابن حبان في روايته على قوله:"الصيام جُنَّة". وانظر ما سلف برقم (7340).
(2)
في (ظ 3) و (عس) و (ل) و (ص) وهامشي (ظ 1) و (س): إن خلوف.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (7892)، ومن طريقه أخرجه البغوي (1712). وانظر ما سلف برقم (7174).
(4)
في (م) والنسخ المتأخرة: وأمر بالنار.
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(8412)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2241)(150)، وأَبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 264، والبيهقي 5/ 214، والبغوي (3268).
وأخرجه النسائي 7/ 211، وابن حبان إثر الحديث (5647) من طريق أشعث بن عبد الملك، عن محمد بن سيرين، عن أَبي هريرة. وزاد في آخره:"فإنهن يُسبِّحن".
وأخرجه النسائي 7/ 211 من طريق قتادة، عن الحسن البصري، عن أَبي هريرة موقوفاً. والحسن البصري لم يسمع من أَبي هريرة.
وروي من قول الحسن البصري، أخرجه النسائي 7/ 211، وابن حبان (5647) من طريق النضر بن شميل، عن أشعث بن عبد الملك، عنه.
وسيأتي من طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أَبي هريرة برقم (9229)، ومن طريق عبد الرحمن الأعرج، عن أَبي هريرة برقم (9801).
والجهاز، بفتح الجيم، وقيل: بكسرها: هو المتاع.
قال الإِمام النووي في "شرح مسلم" 14/ 339: قال العلماء: وهذا الحديث محمول على أن شرع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان فيه جواز قتل النمل، وجواز الإِحراق بالنار، ولم يعتب عليه في أصل القتل والإِحراق، بل في الزيادة على نملة واحدة، وقوله:"فهلا نملة واحدة" أي: فهلا عاقبت نملة واحدة، هي التي قرصتك؛ لأنها الجانية، وأما غيرها فليس لها جناية، وأما في شرعنا فلا يجوز الإِحراق بالنار للحيوان. أ. هـ.
قلنا: أما عدم جواز قتل النمل التي لا ضرر منها، فلحديث ابن عباس الذي سلف في "المسند" بإسناد صحيح برقم (3066): أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل أربع من الدواب: النملةِ، والنحلةِ، والهدهُد، والصُّرَدِ، فإن كانت مؤذية؛ فدفع عاديتها بالقتل جائز. =
8131 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ فِي يَدِهِ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ، وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتَّبِعُونِي، وَلَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَقْعُدُوا بَعْدِي "(1).
8132 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ تُسْتَجَابُ لَهُ، فَأُرِيدُ (2) إِنْ شَاءَ اللهُ أَنْ أُؤَخِّرَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(3).
8133 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّ اللهُ
= وأما عدم جواز تحريق الحيوان بالنار؛ فلحديث أَبي هريرة الذي سلف في "المسند" بإسناد صحيح برقم (8068) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وإن النار لا يُعذِّب بها إلا اللهُ عز وجل"، ولحديث ابن عباس السالف أيضاً بإسناد صحيح برقم (1871) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تعذبوا بعذاب الله". وانظر "شرح السنة" 12/ 198، وشرح مسلم 14/ 339.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9529)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1876)(106)، وابن منده (240)، وأَبو عوانة 5/ 30، والبيهقي في "السنن" 9/ 24، وفي "شعب الإِيمان"(4237). وانظر ما سلف برقم (7157).
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: وأريد.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20864)، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 628، وابن منده في "الإِيمان"(907)، والبغوي (1235). وانظر ما سلف برقم (7714).
لِقَاءَهُ، وَمَنْ لَمْ يُحِبَّ لِقَاءَ اللهِ، لَمْ يُحِبَّ اللهُ لِقَاءَهُ " (1).
8134 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ يَعْصِينِي (2) فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ يُطِعِ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي،
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو عوانة في الدعوات وفي التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 266، وابن حبان (3008) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أَبي داود في "البعث"(1) من طريق بكر بن عبد الله، عن نفيع أَبي رافع الصائغ، عن أَبي هريرة بأتم مما هنا.
وسيأتي من طرق أخرى عن أَبي هريرة برقم (8556) و (9410) و (9453) و (9822).
وفي الباب عن أنس ورجل من الصحابة لم يسم وعبادة بن الصامت وعائشة، ستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/ 107 و 4/ 259 - 260 و 5/ 316 و 6/ 44.
وعن أَبي موسى الأشعري عند البخاري (6508)، ومسلم (2686)(18).
وعن عبد الله بن مسعود عند الطبراني في "الكبير"(8882).
وعن معاوية بن أَبي سفيان عند الطبراني في "الكبير" أيضاً 19/ (919).
والمراد من قوله صلى الله عليه وسلم: "من أحب لقاء الله
…
" الحديث: ما رواه البخاري (6507)، ومسلم (2684) (15) عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقلت يا نبيَّ الله، أكراهية الموت؟ فكلُّنا نكره الموتَ، فقال: "ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بُشِّرَ برحمة الله ورِضوانه وجنته، أحبَّ لقاءَ الله، فأحبَّ الله لقاءَه، وإن الكافر إذا بُشِّرَ بعذاب الله وسخطِهِ، كره لقاءَ الله، وكرِهَ الله لقاءَه". وسيأتي نحوه عنها في "المسند" 6/ 218، وموقوفاً عليها في مسند أَبي هريرة برقم (8556).
(2)
في (س): يَعْصِني، بحذف الياء على الجادة، وما هنا له وجه.
وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي " (1).
8135 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ (2) حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَتَقَبَّلُ (3) مِنْهُ صَدَقَتَهُ "(4). قَالَ: " وَيُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَيَقْتَرِبَ الزَّمَانُ (5)، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ " قَالُوا: الْهَرْجُ، أَيُّمَا (6) هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:" الْقَتْلُ، الْقَتْلُ "(7).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1835)(33)، وأَبو عوانة 4/ 445، والبغوي (2451). وانظر ما سلف برقم (7334).
(2)
في (م) وبعض النسخ: ويفيض.
(3)
كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) وبقية النسخ: يقبل.
(4)
في (ظ 3) وهامش (عس): صدقة ماله.
(5)
في (ظ 3) و (عس): الزمن.
(6)
في (ظ 3) و (عس) وبعض النسخ المتأخرة: أيُّمَ: بدون ألف.
(7)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم ص 2058 (12)، وأَبو عوانة في العلم كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 266، والبغوي (4244). واقتصر مسلم على الشطر الثاني منه.
وللشطر الأول انظر ما سيأتي برقم (9395) و (9897) و (10792) و (10862)، وللشطر الثاني ما سلف برقم (7186).
وقوله: "حتى يُهِمَّ ربَّ المالِ مَنْ يقبلُ صدقَتَهُ" ضبطه الحافظ في "الفتح" 3/ 282 بفتح أوله وضم الهاء؛ من هَمَّهُ الشيء، إذا أحزنه، وبضم الياء وكسر =
8136 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ وَدَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ "(1).
8137 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْبَعِثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيب (2) مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ
= الهاء، من أهمه الأمر، أي: أقلقه، وجعل "ربَّ" على الحالين منصوباً على المفعولية، و"مَن" فاعِلَه، وفرَّق بينهما الإِمام النووي في "شرح مسلم" 7/ 97، فقال: ضبطوه بوجهين: أجودهما وأشهرهما: "يُهِمَّ" بضم الياء وكسر الهاء، ويكون "ربَّ المالِ" منصوباً مفعولاً، والفاعل "من"، وتقديره: يُحزنه ويَهْتم له، والثاني:"يَهُمَّ" بفتح الياء وضم الهاء، ويكون "ربُّ المال" مرفوعاً فاعلاً، وتقديرُه: يَهُمُّ ربُّ المال من يقبلُ صدقته، أي: يقصِدهُ؛ مِن هَمَّ به: إذا قَصده.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3609)، ومسلم ص 2214 (17)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 266، وابن حبان (6734)، والبيهقي في "السنن" 8/ 172، وفي "الاعتقاد" ص 375، والبغوي (4244).
وأخرجه بأخصر مما هنا البخاري (3608)، والبزار (3268 - كشف الأستار)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 418 من طريق الزهري، عن أَبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أَبي هريرة.
وأخرجه البزار (3267) من طريق ضعيف عن الزهري، عن أَبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه. فجعله من مسند عبد الرحمن بن عوف، وهو خطأ.
وسيأتي الحديث من طريق الأعرج، عن أَبي هريرة برقم (10864).
وفي الباب عن أَبي سعيد الخدري، سيأتي في "المسند" 3/ 95.
(2)
في (م) وبعض النسخ المتأخرة: قَرِيبًا.
اللهِ " (1).
8138 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ، آمَنُوا أَجْمَعُونَ، وَذَلِكَ حِينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] "(2).
8139 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ، أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قُضِيَ التَّأْذِينُ أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ، حَتَّى إِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، فَيَقُولَ لَهُ: اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ يُذْكَرُ مِنْ قَبْلُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَيْفَ صَلَّى "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3609)، ومسلم ص 2240 (84)، والترمذي (2218)، وأَبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 266، والبغوي (4244). وانظر ما سلف برقم (7228).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (4636)، ومسلم إثر الحديث (157)، والبغوي (4244)، وانظر ما سلف برقم (7161).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (389)(20)، وابن حبان (1663)، والبيهقي 1/ 432، والبغوي بإثر الحديث (412). =
8140 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ يَمِينَ اللهِ مَلْأَى، لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أُنْفِقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ! فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ. قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْقَبْضُ، يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ "(1).
8141 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ يَوْمٌ، لَأَنْ يَرَانِي، ثُمَّ لَأَنْ يَرَانِي، أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ
= وأخرجه مختصراً ابن خزيمة (392) من طريق الوليد بن رباح، عن أَبي هريرة- بلفظ:"إذا سَمِعَ الشيطانُ الأذانَ بالصلاةِ، أدْبَرَ وله ضُراطٌ لا يسمعَهُ".
وللحديث طرقٌ أخرى ستأتي برقم (9170) و (9336) و (9931) و (10543)، وسلف الشطر الثاني منه من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (7286).
ويشهد للشطر الأول منه حديث جابر، سيأتي 3/ 336.
قوله: "ثُوِّبَ" قال السندي: أي: أُقيم، فإنه إعلامٌ بالصلاةِ ثانياً.
قوله: "حتى يخطُر بين المرءِ ونفسه": قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 1/ 234: بكسر الطاء، كذا ضَبَطناه عن مُتقنيهم، وسمعناه من أكثرهم:"يخطُر" بالضم، والكسرُ هو الوجه عند بعضهم في هذا، يعني: يوسوس، وأما على الرفع: فمن السلوك والمرور، أي: حتى يدنو ويمر بين المرءِ ونفسه، ويحول بينه وبين ذكر ما هو فيه.
و"إن" نافيه بمعنى ما.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (7419)، ومسلم (993)(37)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 162، وابن حبان (725)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 328، والبغوي (1656) وانظر ما سلف برقم (7298).
أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَمِثْلِهِمْ مَعَهُمْ (1) " (2).
8142 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَلَكَ (3) كِسْرَى، ثُمَّ (4) لَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ، وَقَيْصَرُ لَيَهْلِكَنَّ، ثُمَّ (5) لَا يَكُونُ قَيْصَرُ بَعْدَهُ، وَلَتُقَسِّمُنَّ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل "(6).
(1) في (م) و (س): ومثلهم معهم، بزيادة لفظة "ومثلهم".
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2364)، وأَبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 266، وابن حبان (6765)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 536، والبغوي (3842).
وسيأتي نحوه من طريق أَبي صالح، عن أَبي هريرة برقم (9399)، ومن طريق الأعرج، عن أَبي هريرة برقم (9794).
وفي الباب عن أَبي ذر، سيأتي 5/ 156.
قوله: "لأن يراني، ثم لأن يراني": كذا وقع في "المسند" على التأكيد، ووقع في "صحيفة همام" المفردة (بتحقيق الدكتور رفعت فوزي)، ومصادر التخريج الأخرى:"لا يراني، ثم لأن يراني".
ومعنى الحديث على ما في المصادر الأخرى: أنه يأتي على أحدكم يومٌ لا يراني فيه، وذلك بعد وفاتي، ثم لو قُدِّر له أن يراني ولو لحظة أحبُّ إليه من أهله وماله جميعاً.
(3)
في (ظ 3) و (ل): إذا هلك، لكن ضبب فوق "إذا" في (ل).
(4)
في (ظ 3) و (عس) وهوامش بعض النسخ: فلا.
(5)
في (ظ 3) و (عس): ولا.
(6)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20815)، ومن طريقه أخرجه البخاري =
8143 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل قَالَ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ "(1).
= (3027)، ومسلم (2918)(76)، والبغوي (3729)، وانظر ما سلف برقم (7184).
قوله: "هلك كسرى
…
" قال الحافظ في "الفتح" 6/ 626: قال القرطبي في الكلام على الرواية التي لفظها: "إذا هلك كسرى، فلا كسرى بعده" وعلى الرواية التي لفظها:"هلك كسرى، ثم لا يكون كسرى بعده": بين اللفظين بَوْن، ويمكن الجمع بأن يكون أَبو هريرة سمع أحد اللفظين قبل أن يموت كسرى، والآخر بعد ذلك.
قال الحافظ: ويحتملُ أن يكون المرادُ بقوله "هلك كسرى" تحقق وقوع ذلك، حتى عبر عنه بلفظ الماضي وإن كان لم يقع بعد للمبالغة في ذلك، كما قال تعالى {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} ، وهذا الجمع أولى؛ لأن مخرج الروايتين متحد، فحمله على التعدد على خلاف الأصل، فلا يُصارُ إليه مع إمكان هذا الجمع.
(1)
إسناده صحيح على شرح الشيخين.
وهو في "المصنف"(20874)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (4370).
وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد- زيادات نعيم بن حماد"(273)، ومن طريق عبد الله بن المبارك أخرجه البخاري (7498) عن معمر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الحميدي (1133)، والبخاري (3244)، (4779)، ومسلم (2824)(2) و (3)، والترمذي (3197)، وأَبو يعلى (6276)، وابن حبان (369) من طريق أَبي الزناد، عن الأعرج، عن أَبي هريرة. =
8144 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ (1) الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ، فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ (2)، فَأْتَمِرُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ "(3).
8145 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ، صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَأَحَدُكُمْ جُنُبٌ، فَلَا يَصُمْ يَوْمَئِذٍ "(4).
8146 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مِئَةٌ
= وسيأتي الحديث من طرق عن أَبي هريرة برقم (9649) و (8827) و (10017) و (10577).
وفي الباب عن سهل بن سعد الساعدي سيأتي 5/ 334.
وعن أَبي سعيد الخدري عند أَبي نعيم في "الحلية" 2/ 262.
(1)
كذا في (ظ 3) و (عس) وهوامش بعض النسخ، وفي (م) وبقية النسخ: أُهلك.
(2)
في (ظ 3) و (عس): بالأمر.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20374)، ومن طريقه أخرجه مسلم ص 1831 (131)، وابن حبان (20) و (21) و (2105)، والبغوي (98) و (99). وانظر ما سلف برقم (7367).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (3485). وانظر ما سلف برقم (7388).
إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ " (1).
8147 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخُلُقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ مِمَّنْ (2) فُضِّلَ عَلَيْهِ "(3).
8148 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " طُهْرُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِيهِ، أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ "(4).
8149 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ فِتْيَانِي أَنْ يَسْتَعِدُّوا لِي بِحُزَمٍ مِنْ حَطَبٍ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي لِلنَّاسِ، ثُمَّ نُحَرِّقَ بُيُوتًا عَلَى مَنْ فِيهَا "(5).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7623).
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: فيمن.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2963)، وابن حبان (712)، والبيهقي في "الشعب"(10284)، والبغوي (4099) وانظر ما سلف برقم (7319).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(329)، ومن طريقه أخرجه مسلم (279)(92)، وأَبو عوانة 1/ 208، وابن حبان (1295)، والبيهقي 1/ 240. وانظر ما سلف برقم (7346).
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(1984)، ومن طريقه أخرجه مسلم (652)(253)، وأَبو عوانة 2/ 5، والبيهقي 3/ 55. وانظر ما سلف برقم (7328).
8150 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ "(1).
8151 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِ أَحَدِكُمْ، أَوْ شِرَاكُهُ، فَلَا يَمْشِ فِي إِحْدَاهُمَا بِنَعْلٍ وَالْأُخْرَى حَافِيَةٌ، لِيُحْفِهِمَا جَمِيعًا، أَوْ لِيَنْعَلْهُمَا جَمِيعًا "(2).
8152 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " (3) لَا يَأْتِي ابْنَ آدَمَ النَّذْرُ بِشَيْءٍ لَمْ أَكُنْ قَدَّرْتُهُ لَهُ، وَلَكِنَّهُ يَلْقِيهِ النَّذْرُ بِمَا قد قَدَّرْتُهُ (4) لَهُ، يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ، يُؤْتِينِي عَلَيْهِ مَا لَمْ يَكُنْ آتَانِي عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ "(5).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (523)(8) وانظر ما سلف برقم (7403).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (3158) وانظر ما سلف برقم (7349).
وقوله: "أو شراكه": الشراكُ: هو أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. "النهاية" 2/ 467 - 468.
(3)
في (م) و (ظ 1) هنا زيادة: قَالَ اللهُ، وليست في شيء من الأصول الأخرى التي بين أيدينا، والحديث مع ذلك قدسي.
(4)
كذا في (ل)، وفي (ظ 3) و (عس): قد قدرته، وفي (م) وبقية النسخ: بما قدرته.
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن الجارود (932).
وأخرجه البخاري (6609) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
وانظر ما سلف برقم (7208). =
8153 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل قَالَ لِي أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ ".
وَسَمَّى الْحَرْبَ خَدْعَةً (1).
8154 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى: سَرَقْتَ؟ قَالَ: كَلَّا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ (2)، قَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللهِ، وَكَذَّبْتُ عَيْنِي "(3).
= وقوله: "ولكنه يلقيه النذر بما قَدَّرتُه له": أي: يلقي النذرُ ابن آدم إلى ما حصل له بسبب ما قدره الله عز وجل، لا بسبب النذر وفعلِهِ دون تقدير الله وإرادته كما كان اعتقاد أهل الجاهلية، ويوضح هذا المعنى رواية الأعرج عن أَبي هريرة عند البخاري (6694)، ففيها:"ولكن يلقيه النذر إلى القَدَر قد قُدِّر له".
ونسبة الإِلقاء إلى النذر نسبة مجازية، والذي سوَّغ ذلك كون النذر سبباً إلى الإِلقاء، فنُسِب الإِلقاءُ إليه، إذ الذي يلقي في الحقيقة هو القدر وهو الموصل، وفي الظاهر هو النذر. وانظر "فتح الباري" 11/ 500.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 268.
وأخرج الشطر الأول منه مسلم (993)(37)، وأَبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 264، والبغوي (1656) من طريق عبد الرزاق، به.
وأخرج الشطر الثاني البيهقي 9/ 150 من طريق عبد الرزاق، به.
وقد سلف الشطر الأول منه برقم (7298) من طريق الأعرج عن أَبي هريرة، والشطر الثاني برقم (8112) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر.
(2)
كذا في (م) و (س): هو، وهو الصواب، وفي بقية النسخ الخطية: إلا الله.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
8155 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَاللهِ مَا أُوتِيكُمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَا أَمْنَعُكُمُوهُ، إِنْ أَنَا إِلَّا خَازِنٌ أَضَعُ حَيْثُ أُمِرْتُ "(1).
8156 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا جُعِلَ (2) الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ،
= ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3444)، ومسلم (2368)(149)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 266، وابن حبان (4336)، والبغوي (3520).
وأخرجه إسحاق بن راهويه (485)، والبخاري تعليقاً بإثر الحديث (3443)، والنسائي 8/ 249، والبيهقي 10/ 157 من طريق عطاء بن يسار، وابن ماجه (2102) من طريق يحيى بن النضر، كلاهما عن أَبي هريرة.
وسيأتي برقم (8973) من طريق الحسن عن أَبي هريرة.
قوله: "فقال: آمنت بالله" قال السندي: أي: فلا أردُّ من توسل به عن مطلوبه تعظيماً وإجلالاً له، فلا بدَّ أن أصدقك وأكذب عيني.
وقوله: "وكذبت عَيْني" قال الحافظ في "الفتح" 6/ 489: بالتشديد على التثنية (يعني في عيني)، ولبعضهم بالإِفراد، وفي رواية المستملي:"كذبت" بالتخفيف وفتح الموحدة و"عيني" بالإِفراد في محل رفع. وقال السندي: "كذبت عيني" أي: آمنت بأنه أجل وأعظم من أن يحلف به كاذباً فصدقت الحالف به، وكذبت نفسي.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أَبو داود (2949)، والبغوي (2719).
وانظر ما سلف برقم (7194).
قوله: "ما أوتيكم" قال السندي: أي: بهوى نفسي، أي أنه تابع في ذلك لأمر الله، فلا اعتراض عليه.
(2)
لفظة "جعل" ليست في (ظ 3) و (عس).
فَلَا تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ، فَإِذَا (1) كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ (2) " (3).
8157 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَقِيمُوا الصَّفَّ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّ إِقَامَةَ الصَّفِّ مِنْ حُسْنِ الصَّلَاةِ "(4).
8158 -
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَغْوَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الْأَرْضِ؟! فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي أَعْطَاكَ اللهُ عِلْمَ كُلِّ
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: وإذا.
(2)
في (م) والنسخ المتأخرة: أجمعين.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(4082)، ومن طريقه أخرجه البخاري (722)، ومسلم (414)، والبغوي (852).
وانظر ما سلف برقم (7144).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2424)، ومن طريقه أخرجه البخاري (722)، ومسلم (435)(126)، وأَبو عوانة 2/ 39، وابن حبان (2177)، والبيهقي 3/ 99، والبغوي بإثر الحديث (852).
وانظر ما سيأتي برقم (10290).
وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/ 177، وهو متفق عليه.
وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/ 322.
شَيْءٍ، وَاصْطَفَاكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَتِهِ (1)؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَانَ قَدْ كُتِبَ عَلَيَّ (2) أَنْ أَفْعَلَ مِنْ قَبْلِ أَنْ أُخْلَقَ؟! قَالَ: فَحَاجَّ آدَمُ مُوسَى " (3).
8159 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَمَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا، خَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ أَيُّوبُ يَحْثِي فِي ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ: يَا أَيُّوبُ، أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ (4) عَمَّا تَرَى؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، وَلَكِنْ لَا غِنَى بِي عَنْ بَرَكَتِكَ "(5).
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: برسالاته.
(2)
لفظة "علي" ليست في (ظ 3) و (عس).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20068)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2652)(15)، وابن أَبي عاصم في "السنة"(159)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1034)، والبغوي (69). ورواية ابن أَبي عاصم مختصره جداً.
وانظر ما سلف برقم (7387).
قوله: "أغويت الناس" قال السندي: فسَّره ابن العربي في "شرح الترمذي" بأن سجيتك في الإِغواء سَرَتْ إليهم، فإن العِرْق نزاع.
(4)
في (م) والنسخ المتأخرة: أغنيك.
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (279) و (3391) و (7493)، وابن حبان (6229)، والبيهقي في "السنن" 1/ 198، وفي "الأسماء والصفات" ص 206، والبغوي (2027).
وأخرجه النسائي 1/ 200 - 201 من طريق صفوان بن سليم، عن عطاء بن =
8160 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خُفِّفَتْ (1) عَلَى دَاوُدَ عليه السلام الْقِرَاءَةُ، فَكَانَ (2) يَأْمُرُ بِدَابَّتِهِ تُسْرَجُ، فَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مِنْ (3) قَبْلِ أَنْ تُسْرَجَ دَابَّتُهُ. وَكَانَ لَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ "(4).
= يسار، عن أَبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (7309).
قوله: "لا غنى بي عن بركتك" قال السندي. أي أنه من حيث كونه من بركاتك مطلوب، لا من حيث كونه مالاً، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ظ 3) و (عس): خفف.
(2)
كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وباقي النسخ: فتسرج وكان.
(3)
لفظة "من" من (ظ 3) و (عس) و (ل).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي 6/ 127، والبغوي (2027) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
ومن طريقه أخرجه دون الشطر الثاني البخاري في "صحيحه"(3417) و (4713)، وفي "خلق أفعال العباد"(597) و (598)، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" ص 67 وابن حبان (6225).
وأخرج الشطر الثاني منه البخاري (2073)، وابن حبان (6227) من طريق عبد الرزاق، به
وأخرجه أيضاً الطبراني في "الصغير"(17)، وفي "الأوسط"(1205) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن معمر، به. وقال: لم يروه عن الأوزاعي إلا الوليد، تفرد به ابن أبي السري.
وعلقه بشطريه البخاري بإثر الحديث (3417) من طريق موسى بن عقبة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أَبي هريرة. ووصله هو في "خلق أفعال العباد"(599)، والإِسماعيلي في "مستخرجه" كما في "تغليق التعليق" =
8161 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رُؤْيَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ "(1).
8162 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِيُسَلِّمِ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ "(2).
= 4/ 29 - 30، وأبو الشيخ في "طبقات أصبهان"(811)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 272.
وفي باب عمل داود بيده، عن المقدام بن معدي كرب عند البخاري في "صحيحه"(2072)، وسيأتي في "المسند" 4/ 131.
قال السندي: قوله: "خففت" من التخفيف أي: جعلت قراءة الزبور عليه سهلة، أو كأنها أمر قليل، "القرآن" أي: الزبور.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2263). وانظر ما سلف برقم (7168).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19445)، ومن طريقه أخرجه أَبو داود (5198)، والبغوي (3303).
وأخرجه البخاري في "الصحيح"(6231)، وفي "الأدب المفرد"(995)، والترمذي (2704) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
وعلقه البخاري في "صحيحه"(6234)، ووصله في "الأدب المفرد"(1001)، وأَبو نعيم في "المستخرج" كما في "تغليق التعليق" 5/ 122، والبيهقي 9/ 203 من طريق صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أَبي هريرة.
وللحديث طريقان آخران سيأتيان برقم (8312) و (10625).
وفي الباب عن فضالة بن عبيد سيرد في "المسند" 6/ 19 و 20.
وعن عبد الرحمن بن شبل، سيأتي 3/ 444.
8163 -
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا أَزَالُ أُقَاتِلُ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَدْ عَصَمُوا مِنِّي أَمْوَالَهُمْ وَأَنْفُسَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عز وجل "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن منده في "الإِيمان"(27)، والبغوي (31).
وأخرجه مسلم (21)(33)، والنسائي 6/ 4 - 5 و 6 و 7 و 7/ 77 - 78 و 79، والطبري 26/ 103 - 104، والطحاوي 3/ 213، وابن حبان (218)، والطبراني في "الأوسط"(1294)، وابن منده (23) و (200)، والبيهقي في "السنن" 8/ 136 و 9/ 182، وفي "الأسماء والصفات" ص 106 من طريق سعيد بن المسيب، عن أَبي هريرة.
وأخرجه مسلم (21)(34)، وابن حبان (174) و (220)، وابن منده (196) و (197) و (198) و (402) و (403)، والدارقطني 2/ 89، والبيهقي في "السنن" 8/ 202 من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أَبي هريرة.
وأخرجه ابن ماجه (71)، والدارقطني 2/ 89، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(6)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 159 و 3/ 25 من طريق الحسن البصري، عن أَبي هريرة.
وأخرجه النسائي 6/ 79 من طريق زياد بن قيس، والطحاوي 3/ 213 من طريق الأعرج وعجلان، وأَبو نعيم 3/ 306 من طريق مجاهد، والخطيب في "تاريخه" 12/ 201 من طريق محمد بن الحنفية، خمستهم عن أَبي هريرة.
وللحديث طرق أخرى عن أَبي هريرة ستأتي برقم (8544) و (8904) و (9475) و (10158) و (10254) و (10518) و (10822).
وفي الباب عن أَنس وجابر وأوس بن أَبي أوس ومعاذ بن جبل، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي: 3/ 199 و 295 و 4/ 8 و 5/ 245 - 246.
قوله: "لا أزال أقاتل الناس"، المراد بالناس المشركون من العرب، دون أهل =
8164 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فَمَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَفَلَتُهُمْ وَغِرَّتُهُمْ؟ (1) فَقَالَ اللهُ عز وجل لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِي (2) أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي. وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا. فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ اللهُ عز وجل
= الكتاب، وأما أهل الكتاب عرباً وعجماً والمشركون من غير العرب، فقبول حكم الإِسلام -وهو الجزية- يدفع عنهم القتل. انظر "المغني" لابن قدامة 13/ 203 - 209، و"شرح مسلم" للنووي 1/ 206 - 207، و"فتح الباري" 1/ 76 - 77.
وقوله: "فقد عصموا مني أموالهم وأنفسهم إلا بحقها" أما حق الأموال: فهو الزكوات والغرامات وغيرها، وأما حق الأنفس: فهو القصاص والحدود.
(1)
كذا في (عس) و (س) و (ق) و (ظ 1)، وفي (ظ 3) و (ل): وغويهم، بالمثناة من تحت، ولا ندري ما وجهه، وقد صُوِّب على هامش (ظ 3) إلى:"وغَرَثهم". قال القاضي عياض فيما نقله النووي في "شرح مسلم" 17/ 181: وغرتهم: روي على ثلاثة أوجه، وهي موجودة في النسخ إحداها: غَرَثُهم، بغين معجمة مفتوحة، وثاء مثلثة، هذه رواية الأكثرين من شيوخنا، ومعناها أهل الحاجة والفاقة والجوع، والغرث: الجوع. والثاني: عَجَزَتُهم، بعش مهملة مفتوحة وجيم وزاي وتاء، جمع عاجز. والثالث: غرتهم، بغين معجمة مكسورة وراء مشددة وتاء مثناة فوق وهكذا هو الأشهر في نسخ بلادنا، أي: البله الغافلون الذين ليس بهم فتك وحذق في أمور الدنيا، وهو نحو الحديث الآخر: أكثر أهل الجنة البُله.
(2)
في (م) و (ظ 3): رحمة.
رِجْلَهُ فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ (1) - أَيْ: حَسْبِي - فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلَا يَظْلِمُ اللهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللهَ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا " (2).
8165 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُوتِرْ "(3).
8166 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللهُ (4): إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً، فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ حَسَنَةً مَا لَمْ يَفْعَلْ، فَإِذَا عَمِلَهَا، فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِعَشْرِ (5) أَمْثَالِهَا، وَإِذَا تَحَدَّثَ بِأَنْ يَفْعَلَ سَيِّئَةً، فَأَنَا
(1) زاد في (م) والنسخ المتأخرة: قط مرةً ثالثة.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20893)، ومن طريقه أخرجه البخاري (4850)، ومسلم (2846)(36)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 212 - 213، وأَبو عوانة 1/ 187 - 188، وابن حبان (7447)، وابن منده في "الرد على الجهمية"(9)، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 158، وفي "الأسماء والصفات" ص 349 - 350، والبغوي (4422).
وانظر ما سلف برقم (7718).
سفلتهم: بكسر السين وسكون الفاء، وبفتح السين وكسر الفاء: أسافل الناس وغوغاؤهم.
قال السندي: ويزوى على بناء المفعول، أي: يجمع، والمراد أنها تضيق على أهلها.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما سلف برقم (7221).
(4)
قوله: "قال الله" زيادة من (ظ 3) و (عس)، وسقط من (م) وبقية النسخ.
(5)
في (م) والنسخ المتأخرة: بعشرة.
أَغْفِرُهَا مَا لَمْ يَفْعَلْهَا، فَإِذَا عَمِلَهَا، فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِمِثْلِهَا " (1).
8167 -
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقَيْدُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ "(2).
8168 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَدْنَى مَقْعَدِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ أَنْ يَقُولَ لَهُ: تَمَنَّ فَيَتَمَنَّى (3)، وَيَتَمَنَّى، فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20557)، ومن طريقه أخرجه مسلم (129)، وأَبو عوانة 1/ 83 - 84، وابن منده في "الإِيمان"(376)، والبيهقي في "شعب الإِيمان"(7042)، والبغوي (4148).
وانظر ما سيأتي برقم (8217) و (8219)، وما سلف برقم (7196).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(20885)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (6158)، والبغوي (4370).
وأخرجه أَبو يعلى (6316)، والبيهقي في "البعث"(390)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/ 17 من طريق الأعرج، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 160، وعبد الله في زياداته على "الزهد" ص 22 من طريق أَبي صالح، وابن حبان (7418) من طريق أَبي يونس سليم بن جبير، ثلاثتهم عن أَبي هريرة.
وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أَبي هريرة برقم (9651) و (10260) و (10270).
وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/ 132.
وعن سهل بن سعد، سيأتي 3/ 433.
القِيدُ -بالكسر- القَدْر.
(3)
لفظة "فيتمنى" زدناها من (ظ 3) و (عس).
تَمَنَّيْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ مَا تَمَنَّيْتَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ " (1).
8169 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ يَنْدَفِعُ النَّاسُ فِي شُعْبَةٍ، أَوْ فِي وَادٍ، وَالْأَنْصَارُ فِي شُعْبَةٍ، لَانْدَفَعْتُ مَعَ الْأَنْصَارِ (2) فِي شِعْبِهِمْ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (182)(301)، وابن منده في "الإِيمان"(808)، والبغوي (4370).
وانظر ما سلف برقم (7717).
(2)
قوله: "مع الأنصار" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) و (ل).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19907)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (7269).
وسيأتي من طريق محمد بن زياد برقم (9309)، وأبي صالح برقم (9434)، وأبي سلمة برقم (10509)، ومن طريق الأعرج عن أَبي هريرة في مسند أَبي سعيد الخدري 3/ 67.
وفي الباب عن أَبي بكر الصديق سلف في "المسند" برقم (18).
وعن أَبي سعيد وأنس وعبد الله بن زيد وأُبي بن كعب وأَبي قتاده، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي: 3/ 57 و 156 و 4/ 42 و 5/ 137 و 307.
وعن سهل بن سعد عند ابن ماجة (164).
قال السندي: قوله: "لولا الهجرة" أي: لولا شرفُها وجلالة قدرها عند الله. "لكنت امرأً من الأنصار" أي: لعددت نفسي واحداً منهم لكمال فضلهم وشرفهم بعد فضل الهجرة وشرفها، والمقصود الإِخبار بما لهم من المزية بعد مزية الهجرة، وأنها مزية يرضى بها مثلُه، وإلا فالانتقال لا يتصوَّر سيما الانتساب بالنسب فإنه =
8170 -
وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ، لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَوْلَا حَوَّاءُ، لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا الدَّهْرَ "(1).
8171 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَلَقَ اللهُ عز وجل آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ - وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ - فَاسْتَمِعْ مَا يُجِيبُونَكَ (2)، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ. قَالَ: فَذَهَبَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ. فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللهِ، قَالَ: فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلْ يَنْقُصُ الْخَلْقُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ "(3).
= حرام.
"شعبة" أي: الطريق في الجبل، أو ما انفرج بين الجبلين بيد أنه لا يفارقهم ولا يسكن إلا معهم لا كما زعم البعض أنه يسكن في مكة بعد فتحها.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
من طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3399)، ومسلم (1470)(63)، وابن حبان (4169)، والبغوي (2335). وفيه عندهم -غير البخاري-:"لم يخبث الطعام، ولم يخنز اللحم".
وأخرجه البخاري (3330) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
وانظر ما سلف برقم (8032).
(2)
في (ق) وهامش (س) و (ظ 1): يُحيُّونك.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19435)، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه"(3326) و (6227)، وفي "الأدب المفرد"(978)، ومسلم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (2841)(28)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 93 - 94، وابن حبان (6162)، وابن منده في "الرد على الجهمية" ص 41 - 42، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(711) و (712)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 289 - 290، والبغوي (3298).
وأخرجه الترمذي (3368)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(218) و (220)، والطبري في "تاريخه" 1/ 96 و 155، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 160، وابن حبان (6167)، والحاكم 1/ 64، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 324 - 325، من طريق الحارث بن أَبي ذباب، عن سعيد بن أَبي سعيد المقبري، عن أَبي هريرة. ورواية الترمذي وابن حبان والطبري والحاكم والبيهقي مطولة. وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه، وقال النسائي: هذا خطأ، يعني رواية ابن أَبي ذباب. وصوَّب رواية ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أَبيه عن عبد الله بن سلام موقوفاً! وساقها بإسناده برقم (219).
وأخرجه أَبو يعلى (6580) من طريق إسماعيل بن رافع، عن المقبري، عن أَبي هريرة. وروايته مطولة. وإسماعيل بن رافع ضعيف منكر الحديث.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(220)، والطبري 1/ 96 و 155 من طريق أبي سلمة، وأَبي صالح، والشعْبي، ويزيد بن هرمز، والحاكم 1/ 64 من طريق الشعبي أربعتهم عن أَبي هريرة. واستنكر النسائي هذه الروايات عن أَبي هريرة!
وانظر ما سلف برقم (7165) و (7323)، وما سيأتي (8291).
قال أَبو حاتم وابن حبان في "صحيحه" 14/ 33: هذا الخبر تعلق به من لم يُحكِم صناعة العلم، وأخذ يشنِّع على أهل الحديث الذين ينتحلون السنن، ويذبُّون عنها، ويقمعون من خالفها بأن قال: ليست تخلو هذه "الهاء" من أن تنسب إلى الله، أو إلى آدم، فإن نسبت إلى الله، كان ذلك كفراً، إذ "ليس كمثله شيء" [الشورى: 11]، وإن نسبت إلى آدم، تعرى الخبر عن الفائدة، =
8172 -
وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عليه السلام فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ رَبَّكَ. قَالَ: فَلَطَمَ مُوسَى عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا، قَالَ: فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللهِ عز وجل فَقَالَ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ، وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي. قَالَ: فَرَدَّ اللهُ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى عَبْدِي، فَقُلْ: الْحَيَاةَ تُرِيدُ؟ فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ، فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا تَوَارَتْ بِيَدِكَ مِنْ شَعْرَةٍ فَإِنَّكَ تَعِيشُ بِهَا سَنَةً. قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ تَمُوتُ. قَالَ: فَالْآنَ مِنْ قَرِيبٍ، قَالَ: رَبِّ أَدْنِنِي مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً
= لأنه لا شك أن كل شيء خلق على صورته، لا على صورة غيره.
ومعنى الخبر عندنا بقوله صلى الله عليه وسلم: "خلق الله آدم على صورته": إبانةُ فضل آدم على سائر الخلق، "والهاءُ" راجعة إلى آدم، والفائدة من رجوع "الهاء" إلى آدم دون إضافتها إلى البارئ جل وعلا -جل ربنا وتعالى عن أن يشبَّه بشيء من المخلوقين- أنه جل وعلا جعل سبب الخلق الذي هو المتحرك النامي بذاته اجتماع الذكر والأنثى، ثم زوال الماء عن قرار الذكر إلى رحم الأنثى، ثم تغير ذلك إلى العلقة بعد مدة، ثم إلى المضغة، ثم إلى الصورة، ثم إلى الوقت الممدود، فيه، ثم الخروج من قراره، ثم الرضاع، ثم الفطام، ثم المراتب الأُخر على حسب ما ذكرنا، إلى حلول المنيَّة به، هذا وصف المتحرك النامي بذاته من خلقه، وخلق الله جل وعلا آدم على صورته التي خلقه عليها وطوله ستون ذراعاً من غير أن تكون تقدمة اجتماع الذكر والأنثى، أو زوال الماء، أو قراره، أو تغيير الماء علقة أو مضغة، أو تجسيمه بعده، فأبان الله بهذا فضله على سائر من ذكرنا من خلقه بأنه لم يكن نطفة فعلقة، ولا علقة فمضغةً، ولا مضغةً فرضيعاً، ولا رضيعاً ففظيماً، ولا فطيماً فشاباً، كما كانت هذه حالةُ غيره.
بِحَجَرٍ " قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَاللهِ لَوْ أَنِّي عِنْدَهُ، لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَنْبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ " (1).
8173 -
وقَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى سَوْأَةِ بَعْضٍ، وَكَانَ مُوسَى عليه السلام يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ، فَقَالُوا: وَاللهِ مَا يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا، إِلَّا أَنَّهُ آدَرُ. قَالَ: فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ، فَفَرَّ الْحَجَرُ بِثَوْبِهِ (2)، قَالَ: فَجَمَحَ مُوسَى بِأَثَرِهِ (3) يَقُولُ: ثَوْبِي حَجَرُ، ثَوْبِي حَجَرُ. حَتَّى نَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى سَوْأَةِ مُوسَى، وَقَالُوا: وَاللهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ، فَقَامَ الْحَجَرُ بَعْدُ حَتَّى نَظَرَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ ثَوْبَهُ وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا ". فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللهِ إِنَّ (4) بِالْحَجَرِ نَدَبًا سِتَّةً أَوْ سَبْعَةً، ضَرْبُ مُوسَى بِالْحَجَرِ (5).
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف على عبد الرزاق في رفعه ووقفه، انظر ما سلف برقم (7646).
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20531)، ومن طريقه أخرجه البخاري بإثر الحديث (3407)، ومسلم (2372)(158)، وابن أَبي عاصم في "السنة"(600)، وابن حبان (6224)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 493، والبغوي (1451).
(2)
في (م) والنسخ المتأخرة: بثوب موسى.
(3)
في (م) والنسخ المتأخرة: يأمره.
(4)
في الأصول: إنه، وهو خطأ، والمثبت من (م).
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
8174 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ "(1).
8175 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنَ الظُّلْمِ مَطْلَ الْغَنِيِّ، وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ "(2).
8176 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَغْيَظُ رَجُلٍ عَلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَخْبَثُهُ وَأَغْيَظُهُ عَلَيْهِ، رَجُلٌ كَانَ يُسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ، لَا مَلِكَ إِلَّا اللهُ عز وجل "(3).
= ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (278)، ومسلم (339) وص 1841، وأَبو عوانة 1/ 281، وابن حبان (6211)، والبيهقي 1/ 198.
وسيأتي من طريق الحسن برقم (9091)، ومن طريق خلاس ومحمد بن سيرين برقم (10678)، ومن طريق الحسن أيضاً مرسلاً برقم (10678).
قال السندي: آدر: بهمزة ممدودة فدال مهملة مفتوحة فراء مخففة من الأدرة بالضم: نفخةٌ في الخصية.
"فجَمح": بجيم ثم حاء مهملة، أي: أسرع إسراعاً لا يرده شيء.
"النَّدب": بفتح نونٍ ودالٍ جميعاً: هو أثر الجرح إذا لم يرتفع عن أثر الجلد.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (4040).
وانظر ما سلف برقم (7316).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(15355)، ومن طريقه أخرجه البيهقي 6/ 70. وانظر (7541).
وانظر ما سيأتي برقم (9296).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
8177 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ فِي بُرْدَيْنِ - وَقَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ - خُسِفَتْ بِهِ الْأَرْضُ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا حَتَّى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(1).
8178 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللهُ عز وجل: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي "(2).
= ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2143)(21)، والبغوي (3370). وانظر ما سلف برقم (7329).
قال السندي: وفي "المجمع": روي: أغيظ رجل على الله وأخبثه وأغيظه، وقد أُنكر تكرار أغيَظ ولعله: أغنظ بنون، والغنظ: شدة الكرب، وقيل: لعل أحدهما: أغيط، بالطاء المهملة، انتهى. قلت:(القائل السندي): فجواز أن يكون الاثنان من الغيظ بغين وظاء معجمتين ومثناة من تحت لكن فيه تكرار، وأن يكون أحدهما من الغنظ بغين وظاء معجمتين ونون يقال: غنظه الأمر: جهده وشق
عليه، والغنظ: الكرب والهم اللازم، ويحرك. وأن يكون أحدهما من الغيْط، بغين معجمة وطاء مهملة وياء مثناة من تحت. قلت (القائل السندي)، ولعل معناه: أكثر خصاماً ونزاعاً، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2088)(50)، وأَبو عوانة 5/ 473، والبغوي (3355).
وانظر ما سلف برقم (7630).
قوله: "يتبختر" قال السندي: أي: يمشي مشي المتكبر المعجب بنفسه. "يتجلجل": أي: يغوص في الأرض حين يخسف به، والجلجلة: حركة مع صوت.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
8179 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا عَلَى هَذِهِ الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ، كَمَا تُنْتِجُونَ الْإِبِلَ، فَهَلْ تَجِدُونَ فِيهَا جَدْعَاءَ حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَجْدَعُونَهَا؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ؟ قَالَ:" اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ "(1).
8180 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِي الْإِنْسَانِ عَظْمًا لَا تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ أَبَدًا، فِيهِ يُرَكَّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالُوا: أَيُّ عَظْمٍ هُوَ؟ قَالَ: " عَجَبُ (2) الذَّنَبِ "(3).
= ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (1252)، وزاد فيه:"إذا تلقاني عبدي بشبرٍ تلقيته بذراع، وإذا تلقاني بذراع تلقيته بباعٍ، وإذا تلقاني بباعٍ جئته، أو قال: أتيته بأسرع".
وانظر ما سلف برقم (7422).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (6599)، ومسلم (2658)(24)، والبيهقي 6/ 203، والبغوي (84).
وانظر ما سلف برقم (7181) و (7325).
(2)
المثبت من (ظ 3) و (عس)، وفي (م)، والنسخ المتأخرة: عجم.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2955)(143)، وابن حبان (3139).
وأخرجه البخاري (4814) و (4935)، ومسلم (2955)(141)، وابن ماجه (4266)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2293) و (2294)، والطبراني في "الأوسط"(787) من طريق أَبي صالح، عن أَبي هريرة. =
8181 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ، إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ " قَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ فِي ذَاكُمْ مِثْلُكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي، فَاكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا لَكُمْ بِهِ طَاقَةٌ "(1).
8182 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلَا يَضَعْ يَدَهُ فِي الْوَضُوءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا، إِنَّهُ لَا يَدْرِي أَحَدُكُمْ أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ "(2).
= وأخرجه بنحوه ابن أَبي عاصم (891) من طريق سعيد بن المسيب وأَبي سلمة، كلاهما عن أَبي هريرة.
وسيأتي الحديث من طريق الأعرج برقم (8283)، ومن طريق أَبي عياض عمرو بن الأسود برقم (10477).
وفي الباب عن أَبي سعيد الخدري، سيأتي 3/ 28.
قال السندي: عَجْم الذَّنَب، بفتح فسكون: العظم الذي في أسفل الصلب عضد العَجُزْ، وهو لغةً في العَجْب بفتح فسكون كما في "المصباح". قلت (القائل السندي): وهو من قلب الباء ميماً وهو كثير شائع مثل: لازب، في لازم، وبكة، في مكة.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7754)، ومن طريقه أخرجه البخاري (1966)، وابن حبان (3575)، والبيهقي 4/ 282، والبغوي (1736). وانظر ما سلف برقم (7162).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (278)(88)، وأَبو عوانة 1/ 264، =
8183 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ الشَّمْسُ "، قَالَ:" تَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي (1) دَابَّتِهِ تَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ مَتَاعَهُ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ "، وَقَالَ:" الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ "، وَقَالَ:" كُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ "(2).
8184 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا مَا رَبُّ النَّعَمِ لَمْ يُعْطِ حَقَّهَا، بُسِطُ (3) عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَخْبِطُ وَجْهَهُ بِأَخْفَافِهَا "(4).
= والبيهقي 1/ 234. وانظر ما سلف برقم (7282).
(1)
في (م): على.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (2707) و (2891) و (2989)، ومسلم (1009)(56)، وابن حبان (3381)، وأَبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 264، والبيهقي 4/ 187 - 188، والبغوي (1645) وبعضهم يرويه مختصراً، وزاد البخاري في الرواية الثانية:"ودلُّ الطريق صدقة".
وانظر (8111)، وما سيأتي برقم (8354) و (8608) و (9133).
قوله: "كل سلامي" قال السندي: بضم سين وتخفيف لام: مفاصل البدن.
"عليه صدقة"، أي: واجبة عليه، ونسبة الوجوب إلى المفاصل مجازيه، وهي واجبة على الإِنسان لسلامة المفاصل ومعافاتها، والمراد بالوجوب الثبوت على وجه التأكد لا الوجوب الشرعي.
"تميط": من الإِماطة، أي: إزالة الأذى من الطريق وإبعاده.
(3)
كذا في الأصول الخطية، وكتب على هامش (ظ 3): تسلط، وهو موافق لروايتي البخاري والبغوي، ومعنى "بسط عليه": سلط عليه.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
8185 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ " قَالَ: " يَفِرُّ (1) مِنْهُ صَاحِبُهُ وَيَطْلُبُهُ وَيَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ. قَالَ: وَاللهِ لَنْ يَزَالَ يَطْلُبُهُ حَتَّى يَبْسُطَ يَدَهُ فَيُلْقِمَهَا فَاهُ "(2).
8186 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَبُلْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَجْرِي، ثُمَّ تَغْتَسِلْ مِنْهُ "(3).
8187 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ هَذَا الطَّوَافَ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ، تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ
= ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (6958)، والبغوي (1561).
وانظر الحديث الطويل الذي سلف برقم (7563).
قوله: "رب النعم"، أي: مالك الأنعام.
(1)
في (م) والنسخ المتأخرة: ويفر، بزيادة واو.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (6957)، والبغوي بإثر الحديث (1561). وانظر ما سلف برقم (7756).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين:-
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(299)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (282)(96)، والترمذي (68)، وابن الجارود (54)، وأَبو عوانة 1/ 276، والبيهقي 1/ 97 و 239، والبغوي (284). ورواية "المصنَّف" والترمذي وابن الجارود:"يتوضأ منه" بدلاً من: "تغتسل منه".
وأخرجه النسائي 1/ 197 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به. وزاد:"أو يتوضأ" انظر ما سلف برقم (7525).
وَالتَّمْرَتَانِ، إِنَّمَا الْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَيَسْتَحِي (1) أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ، فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ " (2).
8188 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَصُومُ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تَأْذَنُ فِي بَيْتِهِ وَهُوَ شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَمَا أَنْفَقَتْ مِنْ كَسْبِهِ عَنْ غَيْرِ أَمْرِهِ، فَإِنَّ نِصْفَ أَجْرِهِ لَهُ "(3).
(1) المثبت من (ظ 3) و (ل)، وفي (م) وباقي الأصول: يستحي.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البيهقي 7/ 11، والبغوي (1603).
وانظر ما سلف برقم (7539).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7886)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (2066) و (5192) و (5360)، ومسلم (1026)، وأَبو داود (1687) و (2458)، وابن حبان (3572)، والبيهقي 4/ 192 و 303 والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 383، والبغوي (1694).
وقد اقتصر البخاري في الموضعين الأول والثالث وأَبو داود في الأول على القطعة الثالثة منه، واقتصر البخاري أيضاً في الموضع الثاني وابن حبان والبيهقي في الموضع الثاني على القطعة الأولى منه، واقتصر أَبو داود في الموضع الثاني على القطعتين الأولى والثانية، والخطيب على القطعتين الأولى والثالثة.
وانظر ما سلف برقم (7343).
ويشهد للقطعة الأخيرة حديث عائشة، وسيأتي في مسندها 6/ 44.
قوله: "لا تصوم المرأة" أراد به صوم التطوع، وقد سلف في الحديث رقم (7343) تقييده بغير رمضان.
وقوله: "لا تأذن"، أي: لا تسمح لأحد بالدخول إلى بيته وهو شاهد، أي: =
8189 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ وَلَا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وَإِنَّهُ لَا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلَّا خَيْرًا "(1).
8190 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ لِلْعِنَبِ الْكَرْمَ، إِنَّمَا الْكَرْمُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ "(2).
8191 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَارًا لَهُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي، إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الْأَرْضَ، وَلَمْ أَبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ. وَقَالَ الَّذِي بَاعَ الْأَرْضَ: إِنَّمَا بِعْتُكَ الْأَرْضَ وَمَا فِيهَا. قَالَ: فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلَامٌ. وَقَالَ الْآخَرُ:
= حاضر، قال السندي: قُيِّد بذلك ليدلّ على أنه إذا كان غائباً فبالأولى.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20636)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2682)، وابن حبان (3015)، والبيهقي في "السنن" 3/ 377، وفي "الزهد"(624)، والبغوي (1446)، وانظر ما سلف برقم (7578).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20936)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2247)(10)، وابن حبان (5832)، والبيهقي في "شعب الايمان"(5214)، والبغوي (3385).
وانظر ما سلف برقم (7257).
لِي جَارِيَةٌ، قَالَ: أَنْكِحِ الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ، وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ، وَتَصَدَّقَا " (1).
8192 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِرَاحِلَتِهِ إِذَا ضَلَّتْ مِنْهُ ثُمَّ وَجَدَهَا؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ إِذَا تَابَ مِنْ أَحَدِكُمْ بِرَاحِلَتِهِ إِذَا وَجَدَهَا "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3472)، ومسلم (1721)، وأَبو عوانة 4/ 23 - 24 وابن حبان (720)، والبيهقي في "الشعب"(5290)، والبغوي (2212).
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(457) من طريق عطاء بن مسلم الخراساني، وابن ماجه (2511) من طريق حيان بن بسطام، كلاهما عن أَبي هريرة. وإسناداهما ضعيفان قوله "عَقَار"، قال السندي: هو بالفتح: الضَّيعةُ والنخل والأرض ونحوها.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20587)، ومن طريقه أخرجه مسلم ص 2102 (2)، وأَبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 266، والبغوي (1300).
وأخرجه مسلم ص 2102 (2)، والترمذي (3538)، وابن ماجه (4247)، من طريق الأعرج، وأَبو يعلى (6600) من طريق سعيد بن أَبي سعيد المقبري، وابن حبان (621) من طريق عجلان مولى المشمعل، ثلاثتهم عن أَبي هريرة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي من طريق موسى بن يسار برقم (10498)، ومن طريق أَبي صالح =
8193 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل قَالَ: إِذَا تَلَقَّانِي عَبْدِي بِشِبْرٍ، تَلَقَّيْتُهُ بِذِرَاعٍ، وَإِذَا تَلَقَّانِي بِذِرَاعٍ، تَلَقَّيْتُهُ بِبَاعٍ، وَإِذَا تَلَقَّانِي بِبَاعٍ، جِئْتُهُ أَتَيْتُهُ (1) بِأَسْرَعَ "(2).
8194 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَنْشِقْ بِمَنْخِرَيْهِ مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ لِيَنْثُرْ "(3).
8195 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ
= مطولاً برقم (10782)، كلاهما عن أَبي هريرة.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3627)، وانظر شواهده هناك.
(1)
لفظة "أتيته" لم ترد في (م).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2675)، والبغوي (1252)، وأَبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 266. وانظر ما سلف برقم (7422).
قوله "جئته أتيته" قال النووي في "شرح مسلم" 5/ 534: هكذا هو في أكثر النسخ (يعني نسخ مسلم): "جئته أتيته"، وفي بعضها:"جئته بأسرع" فقط، وفي بعضها:"أتيته"، وهاتان ظاهرتان، والأول صحيح أيضاً، والجمع بينهما للتوكيد، وهو حسن لا سيما عند اختلاف اللفظ، والله أعلم.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (237)(21)، وأَبو عوانة 1/ 247، وابن المنذر في "الأوسط"(355)، والبيهقي 1/ 49.
وانظر ما سلف برقم (7221).
أَنَّ أُحُدًا عِنْدِي ذَهَبًا، لَأَحْبَبْتُ أَنْ لَا يَأْتِيَ عَلَيَّ ثَلَاثُ لَيَالٍ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ أَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنِّي، لَيْسَ شَيْئًا أَرْصُدُهُ فِي دَيْنٍ عَلَيَّ " (1).
8196 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا جَاءَكُمُ (2) الصَّانِعُ بِطَعَامِكُمْ قَدْ أَغْنَى عَنْكُمْ عَنَاءَ حَرِّهِ وَدُخَانِهِ، فَادْعُوهُ فَلْيَأْكُلْ مَعَكُمْ، وَإِلَّا فَأَلْقِمُوهُ (3) فِي يَدِهِ "(4).
8197 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: اسْقِ رَبَّكَ، أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: رَبِّي، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي وَمَوْلَايَ، وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي، وَأَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ فَتَاتِي، وَغُلَامِي (5) "(6).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (7228)، وابن حبان (6350)، والبغوي (1653).
وانظر ما سلف برقم (7484).
(2)
في (م): جاء أحدكم.
(3)
في (م) والنسخ المتأخرة: فلقموه.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البيهقي في "الشعب"(8565).
وانظر ما سلف برقم (7338).
(5)
المثبت من (ظ 3) و (عس)، وفي (ل): فتاي غلامي، وفي بقية النسخ: فتاتي غلامي، وفي (م): فتاتي وغلامي.
(6)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
8198 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُوَرُهُمْ (1) عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَا يَبْصُقُونَ (2) فِيهَا، وَلَا يَتَمَخَّطُونَ فِيهَا، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ فِيهَا، آنِيَتُهُمْ وَأَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ، وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ (3)، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ
= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19869)، ومن طريقه أخرجه البخاري (2552)، ومسلم (2249)(15)، وأَبو عوانة في الأسامي، وابن حبان في الثالث والأربعين من الثاني كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 265، والبيهقي في "السنن" 8/ 13، وفي "الشعب"(8612)، والبغوي (3380).
وأخرجه أَبو داود (4976) من طريق أبي يونس سليم بن جبير، عن أَبي هريرة.
وسيأتي من طرق أخرى عن أَبي هريرة برقم (9451) و (9729) و (9964).
قوله: "لا يقل أحدكم: اسق ربك
…
"، النهي هنا للأدب وتهذيب اللسان وصونه عن الألفاظ الموهمة، كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا}، وقوله صلى الله عليه وسلم "لا تقولوا للعنب: الكرم، إنما الكرم قلب المسلم"، وما ورد في الآثار من استعمالها فلبيان الجواز، إذا لم يتخذ التلفظ بها عادة كما قال في أشراط الساعة: "أن تلد الأمةُ ربَّها، أو ربَّتها"، فدال أن النهي في ذلك محمول على جعلها عادة، هذا في الإِنسان، وأما في غيره فلا يكره إطلاق ذلك عليه عند الإِضافة كقوله صلى الله عليه وسلم في اللقطة: "فإن جاء ربُّها فأدِّها إليه"، وكما قال في غير حديث: "رب المال"، والله تعالى أعلم. انظر "فتح الباري" 5/ 179.
(1)
في (م): صورتهم.
(2)
زاد في (م): ولا يتفلون.
(3)
في (ظ 3): من ألوَّة، وفي هامشي (عس) و (ل): من لؤلؤة.
زَوْجَتَانِ، يَرَى مُخَّ سَاقَيْهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الْحُسْنِ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبٍ وَاحِدٍ، يُسَبِّحُونَ اللهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا " (1).
8199 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ إِنِّي أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ، أَوْ شَتَمْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَزَكَاةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).
8200 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِمَنْ قَبْلَنَا، ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجَزَنَا، فَطَيَّبَهَا لَنَا "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20866)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2834)(17)، وابن حبان (7436)، وأَبو نعيم في "صفة الجنة"(243)، والبغوي (4370).
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد- زوائد نعيم"(433)، ومن طريقه البخاري (3245)، والترمذي (2537) عن معمر، بهذا الإِسناد.
وانظر ما سلف برقم (7152).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20294)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (6516)، والبيهقي 7/ 61، والبغوي (1239).
وانظر ما سلف برقم (7311).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهذا الحديث قطعة من حديث طويل سيأتي برقم (8238) عن عبد الرزاق. =
8201 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَخَلَتِ النَّارَ امْرَأَةٌ مِنْ جَرَّاءِ هِرَّةٍ لَهَا - أَوْ هِرٍّ (1) - رَبَطَتْهَا، فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تُرْمَمُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ هَزْلًا "(2).
8202 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَسْرِقُ سَارِقٌ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَزْنِي زَانٍ وَهُوَ حِينَ يَزْنِي مُؤْمِنٌ (3)، وَلَا يَشْرَبُ الشَّارِبُ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ - يَعْنِي الْخَمْرَ -، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، وَلَا يَنْتَهِبُ أَحَدُكُمْ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ إِلَيْهِ الْمُؤْمِنُونَ أَعْيُنَهُمْ فِيهَا وَهُوَ حِينَ يَنْتَهِبُهَا مُؤْمِنٌ، وَلَا يَغِلُّ أَحَدُكُمْ حِينَ يَغِلُّ وَهُوَ مُؤْمِنٌ " فَإِيَّاكُمْ إِيَّاكُمْ (4).
= وأخرجه كرواية المصنِّف هنا البيهقيُّ في "السنن" 6/ 290 من طريق أحمد بن يوسف السلمي، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
وانظر ما سلف برقم (7433).
(1)
ما بين المعترضتين سقط من (م).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20551)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2243) و (2619)(135)، والبيهقي 8/ 14.
وانظر ما سلف برقم (7547).
قوله: "ترمم"، قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 1/ 291: يقال بفتح التاء والميم، وبضم التاء وكسر الميم، وروي: ترمرم، وكلاهما بمعنىً، وأصله: تاكل من المَرَمَّة، وهي الشَّفَة.
(3)
في (م) والنسخ المتأخرة: حين يزني وهو مؤمن.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقوله "فإياكم إياكم" من قول أَبي =
8203 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَلَا يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، وَمَاتَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ "(1).
8204 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " التَّسْبِيحُ لِلْقَوْمِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ فِي الصَّلَاةِ "(2).
= هريرة كما جاء مصرحاً به عند عبد الرزاق وحده في "مصنفه"(13684).
وأخرجه مسلم (57)(103)، وأَبو عوانة 1/ 20، وابن حبان (5979)، وابن منده في "الإِيمان"(513)، والبغوي (47) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
ووقع في المطبوع من "صحيح ابن حبان": "لا يقتل أحدكم" بدلاً من "لا يغل أحدكم"!
وانظر ما سلف برقم (7318).
قوله: "نهبة ذات شرف"، قال السندي: النَّهب: أخذ مال الغير قهراً، والنهبة بفتح نون، مصدر، وأما بالضم: فالمال المنهوب، والمراد: لا يختلس شيئاً له قيمة عالية. وقيل: معنى "يرفع فيها" أي: في تلك النهبة، "أبصارهم" أي: ينظرون إليه ويتضرعون ولا يقدرون على دفعه. "فإياكم إياكم" أي: وهذه الأعمال السابقة.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أَبو عوانة 1/ 104، والبغوي (56).
وسيأتي برقم (8609) من طريق أَبي يونس سليم بن جبير، عن أَبي هريرة. وفي الباب عن أَبي موسى الأشعري، سيأتي 4/ 396.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(4069)، ومن طريقه أخرجه مسلم (422)، وأَبو عوانة 2/ 214، والبيهقي 2/ 247. =
8205 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ كَلْمٍ يُكْلَمُهُ الْمُسْلِمُ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ يَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهَا إِذَا طُعِنَتْ تَنْفَجِرُ دَمًا، اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ (1)، وَالْعَرْفُ عَرْفُ الْمِسْكِ "(2).
[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: قَالَ أَبِي: يَعْنِي: الْعَرْفُ: الرِّيحُ.
8206 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَاللهِ (3) إِنِّي لَأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي أَوْ فِي بَيْتِي، فَأَرْفَعُهَا لِآكُلَهَا، ثُمَّ
= وانظر ما سلف برقم (7285).
قوله: "التسبيح للقوم"، قال السندي: أي: الرجال، إذ القومُ مخصوصٌ بهم، يدلُّ عليه قوله تعالى:{لا يَسخَرْ قومٌ من قومٍ} إلى قوله: {ولا نساءٌ من نساءٍ} [الحجرات: 11]، وقول الشاعر:
أقَومٌ آلُ حِصْنٍ أم نساءُ
(1)
في (ظ 3) و (عس): دم.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9528)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1876)(106)، وأَبو عوانة 5/ 30، والبيهقي في "السنن" 9/ 165، وفي "الشعب" بإثر الحديث (4237)، والبغوي (2631).
وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(40)، ومن طريقه البخاري (237) عن معمر، بهذا الإِسناد.
وانظر ما سلف برقم (7157).
قوله: "ثم يكون يوم القيامة"، قال السندي: لفظة "ثم" زائدة في غير محلها، والجملة التي بعدها خبر لقوله "كل كلمٍ
…
"، والله أعلم.
(3)
لفظ الجلالة لم يرد في (م).
أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً، فَأُلْقِيهَا (1) " (2).
8207 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَزَالُونَ تَسْتَفْتُونَ حَتَّى يَقُولَ أَحَدُكُمْ: هَذَا اللهُ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ عز وجل؟ "(3).
8208 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَاللهِ لَأَنْ يَلَِجَّ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ فِي أَهْلِهِ، آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَنْ يُعْطِيَ كَفَّارَتَهُ الَّتِي فَرَضَ اللهُ عز وجل "(4).
(1) زاد في (م) والنسخ الخطية المتأخرة: "وَلَا آكُلُهَا"، وهذه الزيادة لم ترد في النسخ العتيقة من "المسند"، ولا عند من خرَّجه.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6944)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1070)(163)، وأَبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 264، والبيهقي في "الشعب"(5743)، والبغوي (1606).
وأخرجه البخاري (2432)، والطحاوي 2/ 10، وأَبو نعيم في "الحلية" 8/ 187 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (1070)(162)، وابن حبان (3292)، والبيهقي في "السنن" 7/ 29 - 30 من طريق أَبي يونس مولى أَبي هريرة، عن أَبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (7758) و (8014)، وما سيأتي برقم (8714).
وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/ 119.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (6722)، وابن منده (356).
وانظر ما سلف برقم (7790).
قوله: "تستفتون" أي: تَسأَلون عن الغوامض وعما لا يعني الإِنسان.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7743).
8209 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أُكْرِهَ الِاثْنَانِ عَلَى الْيَمِينِ، وَاسْتَحَبَّاهَا، فَلْيَسْتَهِمَا عَلَيْهَا "(1).
8210 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا مَا أَحَدُكُمُ اشْتَرَى لِقْحَةً مُصَرَّاةً، أَوْ شَاةً مُصَرَّاةً، فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ بَعْدَ أَنْ يَحْلُبَهَا إِمَّا
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أَبو داود (3617) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وقرن مع أحمد سلمةَ بنَ شبيب، وقالا فيه:"أو استحباها". قال الإِسماعيلي: هذا هو الصحيح، أي أنه بلفظ "أو".
والحديث في "مصنف عبد الرزاق"(15212)، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (23)، والبخاري (2674)، والنسائي في "الكبرى"(6001)، والبيهقي 10/ 255، والبغوي (2505). ولفظه عند عبد الرزاق والبخاري والنسائي وإحدى روايتي البيهقي:"عَرَضَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على قومٍ اليمين فأسرع الفريقان جميعاً في اليمين، فأمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يُسهَمَ بينهم في اليمين أيهم يحلف"، وأما لفظه عند إسحاق والبغوي والرواية الأخرى للبيهقي فكرواية المصنِّف، إلا أنه عندهم بلفظ "فاستحباها".
وسيأتي نحوه من طريق أَبي رافع عن أَبي هريرة برقم (10347) و (10787).
قوله: "إذا أكره الاثنان على اليمين"، قال السندي: أي: حكم الحاكم عليهما باليمين بلا رضاً منهما. "واستحبّاها": من الاستحباب، أي: أو رضيا بها، فالواو بمعنى "أو"، والمراد: إذا وَجَب اليمين على اثنين ثم أكرها عليها أو رضيا بها "فليستهما": من الاستهام، أي: ليقترعا "عليها" أي: على اليمين، أي: على أنه بأيهما يبدأ.
ويحتمل أن المراد: إذا وجب اليمين على أحد رجلين لا يدري أيهما، ثم أكرها أو رضيا، فليقترعا للتعيين، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 5/ 286.
هِي (1)، وَإِلَّا فَلْيَرُدَّهَا وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ " (2).
8211 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الشَّيْخُ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ (3): طُولِ الْحَيَاةِ، وَكَثْرَةِ الْمَالِ "(4).
(1) في (ظ 3) وهامش (عس): رضي، وفي (م) وهامش (س): يَرْضَى، والمثبت من (عس) و (ل) و (س) وغيرها، وهو الموافق لما في المصادر التي خرَّجت هذا الحديث.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1524)(28)، والبيهقي 5/ 318، والبغوي (2100).
وانظر ما سلف برقم (7305).
(3)
في (ظ 3) و (عس): حبه اثنتان، وهو خطأ ولذلك ضبب على كلمة "اثنتان" في (عس) إشارة إلى خطئها، وفي (ل): حبه اثنتين.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (4089).
وأخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046)(114) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أَبي هريرة.
وأخرجه ابن ماجه (4233) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أَبيه، عن أَبي هريرة.
وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أَبي هريرة، انظر (8422) و (8699) و (8934) و (10514).
وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/ 115، وهو متفق عليه.
قوله: "الشيخ على حب اثنتين"، قال السندي: أي: حريص على حبهما، أو شاب على حبهما، أي: الإِنسان إذا صار كبيراً، يصير حريصاً على حب طول =
8212 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَمْشِيَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنْ نَارٍ "(1).
= الحياة وكثرة المال، ولعل ذلك لأنه أَلِفَ الحياة وجرَّب الانتفاع بالمال، أو لأنه قد قارب فَقْدَهما، فكأنه صار كالممنوع منهما، وطُبِعَ الإِنسانُ على الحرص على ما مُنِعَ منه، والله أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(18679)، ومن طريقه أخرجه البخاري (7072)، ومسلم (2617)، وابن حبان (5948)، والبيهقي في "السنن" 8/ 23، وفي "الشعب"(5334)، والبغوي (2573). كلهم رووه بلفظ "لا يشيرُ أحدكم إلى أخيه" غير عبد الرزاق فبلفظ "لا يشيرنَّ".
وانظر ما سلف برقم (7476).
قوله: "لا يمشينَّ" هكذا في رواية "المسند"، وأورده بهذا اللفظ الحافظ أبو الفضل العراقي في كتابه "تقريب الأسانيد"، وشرح عليه ولده أَبو زرعة في "طرح التثريب" 7/ 184 فقال: كذا ضبطناه في أصلٍ عند والدي رحمه الله، من المَشْي، والذي في "الصحيحين":"لا يشير" من الإِشارة، وهو المعروف، وكذا وقع فيهما بإثبات الياء مرفوعاً، وهو نهي بلفظ الخبر
…
وهو أبلغُ وآكدُ من صيغة النهي، والرواية الأولى -إن ثبتت- فهي بمعنى الرواية الثانية وراجعة إليها، لأن المراد نهيُه عن المشي إلى جهته مشيراً له بالسلاح.
وقوله: "أن ينزع في يده"، قال السندي: أي: ينزع من يده إلى أخيه، وكأن دخول "أنْ" في خبر "لعل" لتشبيهها بعَسَى.
وقال أَبو زُرْعَة العراقي في "طرح التثريب": معناه: يرمي في يده، ويحقق ضربته، كأنه يرفع يده ويحقِّق إشارته، والنَّزْع: العمل باليد كالاستقاء بالدَّلْو ونحوه، وأصله: الجَذْب والقَلْع.
8213 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عز وجل عَلَى قَوْمٍ فَعَلُوا بِرَسُولِ اللهِ " وَهُوَ حِينَئِذٍ يُشِيرُ إِلَى رَبَاعِيَتِهِ (1).
8214 -
وَقَالَ: " اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4073)، ومسلم (1793)(106)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 504، وفي "دلائل النبوة" 3/ 261، والبغوي (3750) من طرق عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد، مجموعاً مع الحديث الآتي بعده.
وأخرج البزار (1793 - كشف الأستار)، وأَبو يعلى (5931)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4915)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 502 من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أَبي سلمة، عن أَبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اشتدَّ غضبُ الله على قوم دَمَّوْا وجه رسول الله، وهشموا عليه البيضة، وكسروا رباعيته". وإسناده حسن، واللفظ للطحاوي.
يشهد للحديثين معاً حديث ابن عباس عند البخاري (4074).
ويشهد للحديث الأول منهما حديث ابن عباس الذي سلف برقم (2609)، وحديث عبد الله بن الزبير عند ابن حبان (6979).
وللثاني منهما حديث ابن مسعود الذي سلف برقم (3868).
الرَّباعية، على وزن ثمانِيَة: هي السنُّ التي بين الثَّنِية والناب من كل جانب، وللإِنسان أربع رَباعيات، اثنتان في الفك العلوي، واثنتان في السفلي.
تنبيه: ذكر الحافظ في "الفتح" 7/ 373 أن حديث أَبي هريرة هذا من مراسيل الصحابة، فإنه لم يشهد الوقعة التي قيل فيها هذا الحديث، وهي وقعة أُحد، فكأنه حمله عمَّن شهدها، أو سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر تخريجه في الحديث السابق. =
8215 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبٌ (1) مِنَ الزِّنَى، أَدْرَكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنُ زِنْيَتُهَا النَّظَرُ، وَيُصَدِّقُهَا الْإِعْرَاضُ، وَاللِّسَانُ زِنْيَتُهُ الْمَنْطِقُ (2)، وَالْقَلْبُ التَّمَنِّي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ مَا ثَمَّ وَيُكَذِّبُ "(3).
8216 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا قَرْيَةٍ أَتَيْتُمُوهَا فَأَقَمْتُمْ فِيهَا،
= وسيأتي من طريق خلاس عن أَبي هريره برقم (10384).
(1)
هكذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: نصيبه.
(2)
هكذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: النطق.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (4421).
وانظر ما سلف برقم (7719).
قوله: "فالعين زِنيتها النظر"، قال في "طرح التثريب" 8/ 20: بكسر الزاي وإسكان النون، أي: هيئة زناها للسبب كهيئة الزنى الحقيقي الذي هو إيلاج الفَرْج في الفَرْج المحرَّم، وإنما هيئته النظر، والفِعْلة بالكسر للهيئة، ولو روي "زَنْيتها" بالفتح على المرَّة لصحَّ، ولكن الكسر على الهيئة أظهر، وهو المروي.
وقوله: "ويصدِّقها الإِعراضُ" الظاهر أن معناه: يُصدِّق العين الإِعراضُ، أي: يجعلها ذات صدقٍ، فإذا أعرضت بعد نظرها، وغَضَّت عنه النظر المحرَّم، فهي ذات صدقٍ ماشية على الاستقامة
…
فمعنى التصديق هنا غير معناه في قوله: "والفَرْج يُصدِّق ما ثَمَّ ويكذب" فإن معنى التصديق هناك: تحقيق للزنى بالفرج، ومعنى التكذيب: أن لا يُحقِّقَه بالإِيلاج، فصارت تلك النظرةُ كأنها كاذبة لم يتصل بها مقصودها، فالتصديق هنا محمودٌ، والتصديق هناك مذموم.
وقوله: "والقلبُ التمني"، وفي رواية ابن حبان "والقلبُ زِناه التمني"، وسيأتي كذلك في رواية الحسن عن أبي هريرة برقم (8356)، ويأتي الكلام عليه هناك.
فَسَهْمُكُمْ فِيهَا، وَأَيُّمَا قَرْيَةٍ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنَّ خُمُسَهَا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ هِيَ لَكُمْ " (1).
8217 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلَامَهُ، فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ، وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا حَتَّى يَلْقَى اللهَ عز وجل "(2).
8218 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا مَا قَامَ أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ،
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1756)، وأَبو داود (3036) عن أَحمد بن حنبل، به.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(10137)، وعنه -من غير طريق أحمد- أخرجة مسلم (1736)، وأَبو عوانة 4/ 131، وابن حبان (4826)، والبيهقي 6/ 318، والبغوى (2719).
وأخرجه بنحوه البيهقي 9/ 139 من طريق المرجَّى بن رجاء، عن أَبي سلمة، عن قتادة، عن أَبي رافع، عن أَبي هريرة.
قوله: "وأقمتم فيها"، قال السنديَ: أي دخلتموها بلا قتال.
"فسهمكم فيها": أي: حقكم من العطاء كما يُصرف الفيءُ، لا كما تُصرف الغنيمة.
"وأَيما قرية عصت الله ورسوله": أي: أخذتموها عنوة ففيها الخُمُس.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (42)، ومسلم (129)، وأَبو عوانة 1/ 84، وابن حبان (228)، وابن منده في "الإِيمان"(373)، وابن حزم في "المحلى" 1/ 18، والبيهقي في "الشعب"(7046)، وفي "الأسماء والصفات" ص 71.
وانظر (8166).
فَلْيُخَفِّفِ الصَّلَاةَ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَفِيهِمُ الضَّعِيفَ وَفِيهِمُ السَّقِيمَ، وَإِذَا قَامَ وَحْدَهُ فَلْيُطِلْ، صَلَاتَهُ مَا شَاءَ " (1).
8219 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ، فَقَالَ: ارْقُبُوهُ، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ "(2).
8220 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللهُ عز وجل: كَذَّبَنِي عَبْدِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ أَنْ يَقُولَ: فَلَنْ يُعِيدَنَا (3) كَمَا بَدَأَنَا، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ يَقُولُ: اتَّخَذَ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3712).
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (467)(184)، وأَبو عوانة 2/ 87، والبيهقي 3/ 117، والبغوي (841).
وانظر ما سلف برقم (7474).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (129)(205)، وأَبو عوانة 1/ 84، وابن منده في " الإِيمان"(376)، والبغوي (4148). وانظر (8166).
قوله: "وهو أبصر به"، قال السندي: أي: هو تعالى أبصر بذلك العبد وأعلم به من الملائكة.
"من جَرَّاي": بفتح الجيم وتشديد الراء، وهو بالمدِّ والقصر، أي: من أَجْلي.
(3)
في (ظ 3): فليعيدنا!
اللهُ وَلَدًا، وَأَنَا الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ " (1).
8221 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَبْرِدُوا عَنِ (2) الْحَرِّ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ "(3).
8222 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (4975)، وابن حبان (848)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 208 و 506، والبغوي (41).
وسيأتي برقم (8610) من طريق أَبي يونس، و (9114) من طريق الأعرج، كلاهما عن أَبي هريرة.
وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (4482).
والصَّمد، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 52: هو السيِّد الذي انتهى إليه السُّؤدد، وقيل: هو الدائم الباقي، وقيل: الذي يُصمَد في الحوائج إليه، أي: يُقصد.
وكُفُواً، ويُهمز: المُماثِل والمُشاكِل.
(2)
المثبت من (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: من. قال السندي: لفظة "عن" بمعنى الباء عند كثير من أهل التحقيق، وهو الظاهر، والله تعالى أعلم.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2051)، ومن طريقه أخرجه مسلم (615)(183)، وأَبو عوانة 1/ 347.
وانظر ما سلف برقم (7130).
أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ " (1).
8223 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ، فَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَمْشُونَ عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ (2)، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَاقْضُوا "(3).
8224 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَضْحَكُ اللهُ لِرَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، كِلَاهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ " قَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " يَقْتُلُ هَذَا فَيَلِجُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى الْآخَرِ فَيَهْدِيهِ إِلَى الْإِسْلَامِ، ثُمَّ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُسْتَشْهَدُ "(4).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (8078).
(2)
في (ل) و (م): بالسكينة.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3403)، ومن طريقه أخرجه مسلم (602)(153)، وأَبو عوانة 2/ 83، والبيهقي 2/ 295 و 298. ولفظ الحديث عندهم:"وما فاتكم فأتِمُّوا" مكان قوله: "فاقضوا"، وكلاهما بمعنى كما سلف بيانه عند الحديث (7230).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20280)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1890)(129)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 572 و 573، وأَبو عوانة 5/ 60، والآجري في "الشريعة" ص 278، والبيهقي في "السنن" 9/ 165، وفي "الأسماء والصفات" ص 468، والبغوي (2633).
وانظر ما سلف برقم (7326).
8225 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَبِعْ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبْ أَحَدُكُمْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ "(1).
8226 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلَ فِي مِعًى وَاحِدٍ "(2).
8227 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: سَمِعْت أَبِي يَقُولُ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: يَا أَبَا بَكْرٍ أفصلُ (3)، يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ، كَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ حُسْنُ هَذَا الْحَدِيثِ وَجَوْدَتُهُ. قَالَ: نَعَمْ.
8228 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمْ يُسَمَّ خَضِرًا إِلَّا أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ خَضْرَاءَ "(4).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(14869)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "شعب الإِيمان"(11152)، والبغوي (2094).
وانظر ما سلف برقم (7248).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19558)، ومن طريقه أخرجه البغوي (2879). وانظر ما سلف برقم (7497).
(3)
قال السندي: قوله "أفصل"، أي: أقول: فصل؟ والله تعالى أعلم، كذا كان في نسخة الشيخ.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي (3151)، وابن حبان (6222)، والبغوي في "تفسيره" 3/ 172 وانظر (8113).
الْفَرْوَةُ: الْحَشِيشُ الْأَبْيَضُ وَمَا أَشْبَهُهُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ (1): أَظُنُّ هَذَا تَفْسِيرًا مِنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.
8229 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى الْمُسْبِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).
8230 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: 58] نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ فَبَدَّلُوا، فَدَخَلُوا الْبَابَ يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ، وَقَالُوا: حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ (3) "(4).
(1) هو ابن الإِمام أحمد بن حنبل.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهذا الحديث انفرد الإِمام أحمد بإخراجه بسند الصحيفه.
وفي الباب بهذا اللفظ عن ابن عباس سلف برقم (2955).
وسيأتى برقم (9004) من طريق محمد بن زياد، عن أَبي هريرة مرفوعاً بلفظ "لا ينظر الله إلى الذي يجرُّ إزاره بطراً".
(3)
في (ظ 3): شعيرة.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3403) و (4641)، ومسلم (3015)(1)، والترمذي (2956). والطبري في "تفسيره" 1/ 303، وابن أَبي حاتم في تفسير سورة البقرة (579) و (591)، وابن حبان (6251)، والبغوي في "تفسيره" 1/ 76.
وانظر (8110).
والأستاه: جمع استٍ: وهو الدُّبُر.
8231 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَاسْتَعْجَمَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ، فَلْيَضْطَجِعْ "(1).
8232 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقُلِ ابْنُ آدَمَ: وَاخَيْبَةَ (2) الدَّهْرِ، إِنِّي أَنَا الدَّهْرُ، أُرْسِلُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا "(3).
8233 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نِعْمَّا لِلْمَمْلُوكِ أَنْ يُتَوَفَّى بِحُسْنِ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (1311) عن أَحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(4221)، ومن طريقه أخرجه مسلم (787)(223)، وأَبو عوانة 2/ 297، وابن حبان (2585)، والبغوي (941).
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8044) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
وأخرجه ابن ماجه (1372) من طريق أَبي بكر بن يحيى بن النضر، عن أَبيه، عن أَبي هريرة.
قوله: "فاستعجم"، أي: استغلق ولم ينطلق به لسانه، لغلبة النعاس.
(2)
المثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل) ونسخة على هامش (س)، وفي (م) وبقية النسخ: يا خيبة.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 150، والبغوي (3385) من طريق أحمد بن يوسف السلمي، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20936) بهذا الإِسناد بلفظ "لا يسب أحدُكم الدهرَ، فإن الله هو الدهر".
وانظر ما سلف برقم (7518).
عِبَادَةِ اللهِ وَصَحَابَةِ سَيِّدِهِ، نِعِمَّا لَهُ " (1).
8234 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ لِلصَّلَاةِ (2) فَلَا يَبْصُقْ أَمَامَهُ، فَإِنَّهُ مُنَاجٍ الِلَّهَ (3) مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، فَإِنَّ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكًا، وَلَكِنْ لِيَبْصُقْ عَنْ شِمَالِهِ أَوْ تَحْتَ رِجْلِهِ فَيَدْفِنُهُ "(4).
8235 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قُلْتَ لِلنَّاسِ: أَنْصِتُوا، وَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ، فَقَدْ أَلْغَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ "(5).
8236 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِالْمُؤْمِنِينَ فِي كِتَابِ اللهِ، فَأَيُّكُمْ مَا تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيْعَةً فَادْعُونِي، فَأَنَا وَلِيُّهُ، وَأَيُّكُمْ
(1) إسناده صحيح علي شرط الشيخين. وهو مكرر (7655).
(2)
هكذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (س): إلى الصلاة، وفي (م) وبقية النسخ: من الصلاة.
(3)
هكذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: لله.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(1686)، ومن طريقه أخرجه البخاري (416)، وا بن حبان (1783) و (2269)، والبيهقي 2/ 293، والبغوي (490).
وانظر ما سلف برقم (7609).
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(5418)، ولفظه:"إذا قلتَ للناس: أَنصتوا، يومَ الجمعة وهم ينطقون، والإِمام يخطب، فقد لغوتَ على نفسك".
وانظر ما سلف برقم (7332).
مَا تَرَكَ مَالًا فَلْيَوَرَّثْ (1) مَالُهُ عُصْبَتَهُ مَنْ كَانَ " (2).
8237 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، أَوْ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، أَوْ ارْزُقْنِي، لِيَعْزِمْ مَسْأَلَتَهَ (3)، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (4) لَا مُكْرِهَ لَهُ "(5).
8238 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لَا يَتَّبِعْنِي رَجُلٌ قَدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمْ يَبْنِ، وَلَا آخَرُ قَدْ بَنَى بُنْيَانًا وَلَمَّا يَرْفَعْ سُقُفَهَا، وَلَا آخَرُ (6)
(1) في (م) و (س): فليرث.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في مصنف عبد الرزاق (15261)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1619)(16)، والبيهقي 6/ 201 والبغوي (2215)، ولفظه عندهم:"فليؤثر بماله عصبته".
وانظر ما سلف برقم (7861).
قوله: "في كتاب الله"، قال السندي: أي: كوني أولى بهم، مذكور في كتاب الله.
(3)
في (م) و (س): المسألة.
(4)
في الأصول: ما شاء، والمثبت من (ظ 3)، وهو الموافق لما في مصادر التخريج.
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19641)، ومن طريقه أخرى أخرجه البخاري (7477)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 158، وفي "الاعتقاد" ص 83 - 84، والبغوي (1391)، (1392)، وانظر ما سلف برقم (7314).
(6)
في (م) والنسخ المتأخرة: ولا أحد.
قَدِ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ أَوْلَادَهَا.
فَغَزَا فَدَنَا مِنَ الْقَرْيَةِ حِينَ صَلَّى (1) الْعَصْرَ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ: أَنْتِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيَّ شَيْئًا، فَحُبِسَتْ عَلَيْهِ حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، فَجَمَعُوا مَا غَنِمُوا، فَأَقْبَلَتِ النَّارُ لِتَأْكُلَهُ، فَأَبَتْ أَنْ تَطْعَمَهُ (2)، فَقَالَ: فِيكُمْ غُلُولٌ، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، فَبَايَعُوهُ، فَلَصِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ، فَلْتُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ، قَالَ: فَبَايَعَتْهُ قَبِيلَتُهُ، فَلَصِقَ يَدُ (3) رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ، أَنْتُمْ غَلَلْتُمْ، فَأَخْرَجُوا لَهُ مِثْلَ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ:" فَوَضَعُوهُ فِي الْمَالِ وَهُوَ بِالصَّعِيدِ، فَأَقْبَلَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهُ، فَلَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِأَحَدٍ مِنْ قَبْلِنَا، ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ عز وجل رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا، فَطَيَّبَهَا لَنَا "(4).
(1) المثبت من (ظ 3) و (عس) وهامش (س)، وفي (م) وبقية النسخ: حين صلاة.
(2)
في (م) والنسخ المتأخرة: تطعم.
(3)
في (م) وكافة الأصول: بيد، بزيادة الباء والجادة ما أثبتناه من مصادر التخريج.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9492)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1747)، وأبو عوانة 4/ 100 - 101 و 102، وابن حبان (4808)، والبيهقي 6/ 290، والبغوي (2719).
وأخرجه البخاري (3124) و (5157)، ومسلم (1747) من طريق ابن المبارك، عن معمر، بهذا الإِسناد. =
8239 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ (1) أَنِّي أَنْزِعُ عَلَى حَوْضٍ (2) أَسْقِي النَّاسَ، فَأَتَانِي أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَ الدَّلْوَ مِنْ يَدِي لِيُرَوِّحَنِي (3)، فَنَزَعَ ذَنُوبَيْنِ (4)، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، قَالَ:
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(11)، والنسائي في "الكبرى"(8878)، وأبو عوانة 4/ 102 - 103، وابن حبان (4808) من طريق سعيد بن المسيب، والحاكم 2/ 139 من طريق سعيد المقبري، كلاهما عن أبي هريرة.
وسلف آخر الحديث من طريق عبد الرزاق برقم (8200)، وانظر ما سلف برقم (7433).
قوله: "قد ملك بضع امرأةٍ"، قال السندي: بالضم: الفرج والجماع. "يبني بها" أي: يدخل عليها. "ولما يبنِ" أي: ما بنى إلى الآن، كأنه أراد أنه من اشتغل قلبه بمثل ذلك يخاف عليه الفرار من العدو، وفرار البعض من العدو قد يؤدي إلى فرار الكل أو الأكثر.
"خَلفِات" بفتح معجمة وكسر لام: النوق التي دنت ولادتها.
قلنا: والنبي المذكور في هذا الحديث: هو يوشع بن نون، كما سيأتي مصرحاً به في الحديث رقم (8315).
(1)
في (ظ 3) و (عس): أريت، وضبب عليها في (عس).
(2)
المثبت من (عس)، وفي باقي النسخ: حوضي، وقد وقع هذا الخلاف أيضاً في هذا الحرف في نسخ البخاري، ورجح الحافظ ابن حجر في "الفتح" 12/ 415 ما أثبتناه هنا.
(3)
المثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل) وهامش (س)، وفي (م) وباقي النسخ: ليرفه حتى نزع.
قال السندي: من أرفهه أو رفَّهه بالتشديد، أي: ليريحني من كدِّ الدنيا وتعبها. ورواية البخاري والبغوي: ليريحني.
(4)
في (م): ذنوباً أو ذنوبين.
فَأَتَانِي ابْنُ الْخَطَّابِ - وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ - فَأَخَذَهَا مِنِّي، فَلَمْ يَنْزِعْ رَجُلٌ حَتَّى تَوَلَّى النَّاسُ، وَالْحَوْضُ يَتَفَجَّرُ " (1).
8240 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (7022)، والبغوي (3882).
وأخرجه البخاري (3664) و (7021) و (7475)، ومسلم (2392)(17)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1458) و (1459)، والنسائي في "الكبرى"(8116)، وابن حبان (6898)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 344، وفي "السنن" 8/ 153، والبغوي (3881) من طريق ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (2392)(17) و (18) من طريق أبي يونس مولى أبي هريرة والأعرج، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 345 من طريق محمد سيرين، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر سلف برقم (4814).
وسيأتي من طريق أبي صالح برقم (8808)، ومن طريق أبي سلمة برقم (9820) كلاهما، عن أبي هريرة.
قوله: "حتى نزع ذنوبين"، قال السندي: بالفتح أي: دلوين إشارة إلى قلة أيامه.
"حتى تولى الناس" أي: أدبروا عن البئر وانقضت حاجتهم عنها.
"يتفجر" أي: يتدفق منها الماء ويسيل، وهذا إشارة إلى كثرة أيامه وحسن سعيه في فتح الأمصار.
تنبيه: وقع هنا في رواية "المسند" أن الاستغفار جاء لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، والذي في البخاري (7022) وغيره أنها لأبي بكر الصديق رضي الله عنه. قال السندي: والظاهر أن في لفظ الكتاب (يعني المسنَد) تغييراً من بعض رواته، والله تعالى أعلم.
خُوزَ (1) وَكِرْمَانَ، قَوْمًا مِنَ الْأَعَاجِمِ حُمْرَ الْوُجُوهِ، فُطْسَ الْأُنُوفِ، صِغَارَ الْأَعْيُنِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ " (2).
8241 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعْرُ "(3).
(1) في (ظ 3) و (عس): جور!
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/ 476 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (20782)، ومن طريقه أخرجه البخاري (3590)، وابن حبان (6743)، والبيهقي في "السنن" 9/ 176، وفي "الدلائل" 6/ 336، والبغوي (4244). وزاد عبد الرزاق في "مصنفه" والبخاري والحاكم: نعالهم الشعر، وهذه الزيادة ستأتي في الحديث التالي.
وانظر ما سلف برقم (7263).
قوله: "خوز وكرمان"، وروي أيضاً "خُوز كرمان" بالإِضافة، والمراد أهل خوز وأهل كرمان، فأما خوز، فقال في "القاموس": جيل من الناس، واسم لجميع بلاد خوزستان.
قلنا: وإقليم خوزستان الآن غربي إيران، وأما كرمان فهو إقليم في الجنوب الشرقي من إيران أيضاً.
"فُطْس الأنوف" قال السندي: بضم فسكون، جمع أفطس: وهو الذي في قصبة أنفه انخفاض وافتراش.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البغوي (4244) من طريق أحمد بن يوسف السلمي، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد وانظر ما قبله.
8242 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْخُيَلَاءُ وَالْفَخْرُ فِي أَهْلِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ "(1).
8243 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ، مُسْلِمُهُمْ تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ "(2).
8244 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ، صَالِحُ (3) نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ "(4).
8245 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْعَيْنُ حَقٌّ "، وَنَهَى عَنِ الْوَشْمِ (5).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وانظر (7505).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19895)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1818)(2)، وأبو عوانة 4/ 391 - 392، والبيهقي في "الشعب"(7352)، والبغوي (3846).
وانظر ما سلف برقم (7306).
(3)
سقط من (م).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20604)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2527)(202)، والبيهقي في "السنن" 7/ 293، وفي "الشعب"(8695) و (11056)، والبغوي (3965).
وانظر ما سلف برقم (7650).
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
8246 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتِ الصَّلَاةُ هِيَ تَحْبِسُهُ، لَا يَمْنَعُهُ إِلَّا انْتِظَارُهَا "(1).
8247 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ "(2).
8248 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ " قَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ
= وأخرجه أَبو داود (3879). وابن حبان (5503) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (19778)، ومن طريقه أخرجه البخاري (5740) و (5944)، ومسلم (2187)(41)، والبغوي (3190). ورواية مسلم وأبي داود ليس فيها النهي عن الوشم.
ولقوله. "العين حق" انظر ما سلف برقم (7883).
وفي النهي عن الوشم انظر ما سيأتي برقم (8473).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البغوي (482) من طريق أحمد بن يوسف السلمي، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" ضمن الحديث (2211)، ومن طريقه كذلك آخر الترمذي (330) بلفط:"لايزال أحدكم في صلاة ما دام ينتظرها".
والحديث هنا هو أيضاً قطعة من حديث سلف برقم (7892).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(16405).
وانظر ما سلف برقم (7155).
إِخْوَةٌ مِنْ عَلَّاتٍ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، فَلَيْسَ بَيْنَنَا نَبِيٌّ " (1).
8249 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ (2) بِخَزَائِنِ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2365)(145)، وابن حبان (6194)، والبغوي (3619).
وانظر ما سلف برقم (7529).
قوله: "أنا أولى الناس"، قال السندي: أي: أقربهم، لأنه ليس بينهما نبي، ولأن عيسى كان مبشراً بقدومه وممهداً لقواعد دينه، وسيجيئ نائباً عنه.
"في الأولى": في المرة الأولى من وجوده في الدنيا، والمرة الأخرة منه: وهي مجيئه حين يقتل الدجال، ويحتمل أن المراد بالأولى الدنيا، ويؤيده رواية البخاري في الدنيا والأخرة (ستأني في المسند برقم 10258).
"من علات" العَلَّة: الضَّرَّة، شبَّه ما هو المقصود من بعثة جملة الأنبياء من أصول الدين من التوحيد وغيره بالأب، وشبه فروع الدين المختلفة بالأمهات. والحديث لا ينافي قوله تعالى "إن أولى الناس بإبراهيم" الآية [آل عمران: 68]، لأن تلك أولوية من حيث قرب الشريعة، وهذا من حيث قرب العهد، والله تعالى أعلم.
وقال البغوي: يقال لإخوة بني أب وأم: بنو الأعيان، فإن كانوا الأمهات شتى فهم بنو العلات فإن كانوا لآباء شتى فهم أخياف، يريد أن أصل دين الأنبياء واحد، وإن كانت شرائعهم مختلفة كما أن أولاد العلات أبوهم واحد، وإن كانت أمهاتهم شتى.
(2)
في (م) والأصول الخطية: أوتيت، والمثبت من نسخة (ل) وحدها، وهو الموافق لما في مصادر التخريج.
الْأَرْضِ، فَوُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ (1) مِنْ ذَهَبٍ، فَكَبُرَا عَلَيَّ وَأَهَمَّانِي، فَأُوحِيَ إِلَيَّ: أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَذَهَبَا، فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا: صَاحِبُ صَنْعَاءَ، وَصَاحِبُ الْيَمَامَةِ " (2).
8250 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ وَاحِدٌ مِنْكُمْ (3) بِمُنْجِيهِ عَمَلُهُ، وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا " قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:
(1) هكذا في (م) و (ظ 3)، وفي بقية النسخ: سوارين، وهي رواية مسلم، وعليه تضبط "فَوَضَعَ" على البناء للمعلوم.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (4375) و (7037)، ومسلم (2274)(22)، والبيهقي في " السنن" 8/ 175، وفي "الدلائل" 5/ 335، والبغوي (3297).
وقد سلف هذا الحديث في مسند ابن عباس برقم (2373) وبيَّنَّا هناك أن الذي حدث به ابنَ عباس هو أَبو هريرة.
وسيأتي من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة برقم (8460).
قوله: "فكبُرا عليَّ" قال السندي: أي: ثَقُلا عليّ، لأن الذهب حلية النساء.
"وأهماني" أي: أوقعاني في الهم.
"صاحب صنعاء" أي: العنسي، واسمه الأسود، وكان يقال له: ذو الحمار؛ لأنه علم حماراً، إذا قال له: اسجد، يخفض رأسه، قتله فيروز باليمن.
"وصاحب اليمامة" مسيلمة الكذاب. ا. هـ
واليمامة: هي اليوم واحة في المملكة العربية السعودية من بلاد نجد تدعى العارض من أهم مدنها: العيينة، والدرعية.
(2)
لفظة "منكم" سقطت من (م) والنسخ المتأخرة.
" وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَفَضْلٍ "(1).
8251 -
وَقَالَ: نَهَى عَنْ بَيْعَتَيْنِ وَلِبْسَتَيْنِ: أَنْ يَحْتَبِيَ أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ فِي إِزَارِهِ إِذَا مَا صَلَّى، إِلَّا أَنْ يُخَالِفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقِهِ.
وَنَهَى عَنِ اللَّمْسِ وَالنَّجْشِ (2).
8252 -
وَقَالَ: " الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ (3)، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ "(4).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20562)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (660)، والبغوي (4193).
وانظر ما سلف برقم (7203).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي بنحوه من طرق عن أَبي هريرة برقم (8949) و (9584) و (10370) و (10441) و (10846).
وسلف النهي عن النجش برقم (7248) من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.
قوله: "اللمس" -وهو بيع الملامسة- قال ابن الأثير 4/ 269: هو أن يقول: إذا لمست ثوبي، أو لمست ثوبك، فقد وجب البيعُ.
(3)
في (م) والنسخ المتأخرة قدَّم البئر على المعدن.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أَبو داود (4594)، ومن طريقه الخطابي في "غريب الحديث" 1/ 600 - 601 عن محمد بن المتوكل، وابن ماجه (2676)، وأَبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 266 عن أحمد بن الأزهر، والنسائي في العاريَّة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/ 398 عن أحمد بن سعيد، وابن أَبي عاصم في "الديات" ص 82 عن سلمة بن شبيب، والدارقطني 3/ 152 - 153، ومن طريقه البيهقي 8/ 344 من طريق أحمد بن منصور الرمادي، خمستهم عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو داود (4594)، وأَبو عوانة في الحدود من طريق عبد الملك الصنعاني، عن معمر، به.
لفظ رواية ابن ماجه والنسائي: "النار جبار والبئر جبار"، ورواية الباقين إلا البيهقي:"النار جبار"، وأما البيهقي فلفظ روايته:"العجماء جرحها جبار"، والمعدن جبار، والنار جبار، وفي الرّكاز الخمس".
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 27 من طريق مسلمة بن علقمة، عن داود بن أَبي هند، عن سعيد بن المسيب، عن أَبي هريرة مرفوعاً:"النار جبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس"، وهذه الرواية عن سعيد خطأ، هي من أوهام مسلمة بن علقمة، فإن في حفظه شيئاً، وقد سلف تخريح الرواية عن سعيد بن المسيب برقم (7254) من طرق الثقات، وليس فيها "النار جبار".
قال ابن العربي: اتفقت الروايات المشهورة على التلفظ بالبئر (قلنا: قد سلف تخريج هذه الروايات والإِحالات إليها عند الحديث رقم: 7120)، وجاءت رواية شاذة بلفظ "النار جبار" بنون وألف ساكنة قبل الراء، وقال بعضهم: صحَّفها بعضُهم، لأن أهل اليمن يكتبون النار بالياء لا بالألف، فظن بعضهم البئر بالموحدة النارَ بالنون، فرواها كذلك. "فتح الباري" 12/ 255 - 256، وانظر أيضاً "سنن الدارقطني" 3/ 153، و"سنن البيهقي" 8/ 345، و"غريب الحديث" للخطابي 1/ 601.