المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ)   حقق هذا الجزء - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ١٤

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه

شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد

الجزء الرابع عشر

مؤسسة الرسالة

ص: 1

تتمة مسند أبي هريرة رضي الله عنه

8253 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَنَا أَشْبَهُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، قَالَ:" رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ "، وَكَانَ يُكَبِّرُ إِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ، وَإِذَا قَامَ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ، قَالَ:" اللهُ أَكْبَرُ "(1).

8254 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، والمقبري: هو سعيد بن أبي سعيد.

وأخرجه البخاري (795) عن آدم بن أبي إياس، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي 1/ 221 من طريق أسد بن موسى، عن ابن أبي ذئب، به، ولفظه: أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يصلي لهم المكتوبة، فيكبر كلما خفض ورفع، فإذا انصرف قال: والله إني لأَشبَهُكم صلاةً برسول الله صلى الله عليه وسلم.

وسيأتي من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد برقم (9837).

وانظر ما سلف برقم (7220) و (7661).

ص: 7

مِنْ بَنِي آدَمَ يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ بِإِصْبَعِهِ (1)، إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا " (2).

8255 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هَرَيْرَةَ، عَنْ (3) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى مَا وَرَائِي كَمَا أَنْظُرُ إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيَّ، فَسَوُّوا صُفُوفَكُمْ، وَأَحْسِنُوا رُكُوعَكُمْ وَسُجُودَكُمْ "(4).

8256 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (5)، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَيَنْتَهِيَنَّ رِجَالٌ مِمَّنْ (6) حَوْلِ الْمَسْجِدِ لَا يَشْهَدُونَ الْعِشَاءَ، أَوْ لَأُحَرِّقَنَّ حَوْلَ بُيُوتِهِمْ بِحُزَمِ الْحَطَبِ "(7).

8257 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْعَلَاءِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " مِنْ حِينِ يَخْرُجُ

(1) في (ظ 3) و (عس): بإصبعيه.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عجلان -وهو مولى المشمعل-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7879).

(3)

هذا الإِسناد من (ظ 3) و (عس)، ولم يثبت في (م) وبقية النسخ.

(4)

صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7199).

(5)

هذا الإِسناد من (ظ 3) و (عس)، ولم يثبت في (م) وبقية النسخ.

(6)

كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: من.

(7)

صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7916).

ص: 8

أَحَدُكُمْ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى مَسْجِدِهِ (1) فَرِجْلٌ تَكْتُبُ حَسَنَةً، وَأخْرَى تَمْحُو سَيِّئَةً " (2).

8258 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ - يَعْنِي الزَّيَّاتَ -، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" فَيُنَادِي مَعَ ذَلِكَ: إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلَا تَمُوتُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشُبُّوا فَلَا تَهْرَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلَا تَبْأَسُوا أَبَدًا ". قَالَ: يَتَنَادَوْنَ بِهَذِهِ الْأَرْبَعَةِ (3).

(1) في (ظ 3) و (عس): مسجدي، وهي كذلك عند عبد بن حميد وابن حبان.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأسود بن العلاء بن جارية الثقفي، فمن رجال مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (1459)، وإبن حبان (1622)، والحاكم 1/ 217، والبيهقي 3/ 62 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد. وزاد ابن حبان في روايته:"حتى يرجع"، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وسيأتي برقم (9595) و (10203).

وانظر ما سلف برقم (7801).

قوله: "تَكتُب"، قال السندي: على بناء الفاعل، ونسبة الكتابة إلى الرِّجل مجازية لكونها سبباً لها.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. حمزة الزيات: هو ابن حبيب القارئ.

وأخرجه مختصراً الدارمي (2824)، والنسائي في "الكبرى"(11184)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(290) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو نعيم (290) من طريق أبي مريم وإسرائيل، عن أبي إسحاق، به.

ص: 9

8259 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَالَ لَنَا: وَاللهِ مَا خَلَقَ اللهُ مُؤْمِنًا يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي إِلَّا أَحَبَّنِي. قُلْتُ: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: إِنَّ أُمِّي كَانَتِ امْرَأَةً مُشْرِكَةً، وَإِنِّي كُنْتُ أَدْعُوهَا إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَانَتْ تَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا، فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَكْرَهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَانَتْ تَأْبَى عَلَيَّ، وَإِنِّي دَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اللهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ ".

فَخَرَجْتُ أَعْدُو أُبَشِّرُهَا بِدُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَتَيْتُ الْبَابَ

= وسيتكرر الحديث في مسند أبي سعيد الخدري 3/ 38، وسيأتي فيه أيضاً 3/ 95 من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، به، وصرح أبو إسحاق في هذا الطريق بأن الأغر حدثه.

وانظر ما سيأتي برقم (8827).

تنبيه: ذكر الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 7/ 136 لهذا الحديث عند الإِمام أحمد إسناداً آخر إلى الأغر وهو: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن الأغر، به. وهذا الإِسناد لم يرد في أي موضعٍ من مسند أبي هريرة، أو مسند أبي سعيد الخدري في أصولنا الخطية أو النسخ المطبوعة!!

قوله: "فيُنادَى"، قال السندي: على بناء المفعول، أو الفاعل، أي: منادٍ، وهذا الحديث بقية ما جاء في حال أهل الجنة.

"مع ذلك": الذي لهم من النعيم.

ص: 10

إِذَا هُوَ مُجَافٍ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ، وَسَمِعَتْ خَشْفَ رِجْلَىَّ (1) - يَعْنِي وَقْعَهُمَا (2) -، فَقَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كَمَا أَنْتَ. ثُمَّ فَتَحَتِ الْبَابَ وَقَدْ لَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا، فَقَالَتْ: إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم.

فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ كَمَا بَكَيْتُ مِنَ الْحُزْنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبْشِرْ، فَقَدِ اسْتَجَابَ اللهُ دُعَاءَكَ، وَقَدْ هَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحَبِّبُهُمْ إِلَيْنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اللهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَحَبِّبْهُمْ إِلَيْهِمَا ". فَمَا خَلَقَ اللهُ مُؤْمِنًا يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي، أَوْ يَرَى أُمِّي إِلَّا وَهُوَ يُحِبُّنِي (3).

(1) كذا في (ظ 3)، وفي (م) وبقية النسخ: رِجْلٍ.

(2)

كذا في (ظ 3) و (ل)، وفي (م) وبقية النسخ: وَقْعَهَا.

(3)

إسناده حسن، عكرمة بن عمار -وإن خرَّج له مسلم- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، من رجال الشيخين، وأبو كثير: هو السحيمي اليمامي، من رجال مسلم.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 328، والبخاري في "الأدب المفرد"(34)، ومسلم (2491)، وابن حبان (7154)، والطبراني في "الكبير" 25/ (76)، والحاكم 2/ 621، والبغوي (3726) من طرق عن عكرمة بن عمار، بهذا الإِسناد- رواية البخاري مختصرة، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي هنا بينما حسَّن إسناده في "السير" 2/ 593، وهو الصواب.

الخَشف، بفتح الخاء وسكون الشين وقد تفتح: الصوت.

ص: 11

8260 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ (1)، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ يَتِيمُ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ: هَلْ صَلَّيْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْخَوْفِ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نَعَمْ. فَقَالَ: مَتَى؟ قَالَ: عَامَ غَزْوَةِ نَجْدٍ، قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِصَلَاةِ الْعَصْرِ، وَقَامَتْ مَعَهُ طَائِفَةٌ، وَطَائِفَةٌ أُخْرَى مُقَابِلَةَ الْعَدُوِّ ظُهُورُهُمْ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَبَّرُوا جَمِيعًا الَّذِينَ مَعَهُ وَالَّذِينَ يُقَابِلُونَ الْعَدُوَّ، ثُمَّ رَكَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ رَكَعَتْ مَعَهُ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيهِ، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيهِ، وَالْآخَرُونَ قِيَامٌ مُقَابِلَةَ (2) الْعَدُوِّ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَامَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي مَعَهُ، فَذَهَبُوا إِلَى الْعَدُوِّ فَقَابَلُوهُمْ، وَأَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي كَانَتْ مُقَابِلَةَ الْعَدُوِّ، فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ كَمَا هُوَ، ثُمَّ قَامُوا فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَةً أُخْرَى وَرَكَعُوا مَعَهُ وَسَجَدُوا مَعَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي كَانَتْ تُقَابِلُ الْعَدُوَّ فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ وَمَنْ تَبِعَهُ، ثُمَّ كَانَ التَّسْلِيمُ، فَسَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسَلَّمُوا جَمِيعًا، فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَانِ (3)، وَلِكُلِّ رَجُلٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ

(1) تحرف في (م) إلى: المقبري.

(2)

في (ظ 3): مقابلي.

(3)

في (ظ 3) و (عس) في هذا الموضع والموضعين التاليين: ركعتين. على أن "كان" ناقصة، و"ركعتين" خبرها.

ص: 12

رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة حيوة -وهو ابن شريح المصري-، وأما قرينه ابن لهيعة -وهو عبد الله- فقد روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه، وله في مسلم بعض شيء مقرون، وهو سيئ الحفظ، لكن رواية عبد الله بن يزيد المقرئ عنه صالحة. أبو الأسود يتيم عروة: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل.

وهذا الحديث قد صرح عروة بن الزبير في غير هذا الطريق أنه سمعه من أبي هريرة نفسه، وقد سأله مروان بن الحكم.

وأخرجه أبو داود (1240)، والنسائي 3/ 173 - 174، وابن خزيمة (1361)، والطحاوي 1/ 314، والحاكم 1/ 338 - 339 والبيهقي 3/ 264 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإِسناد. رواية ابن خزيمة والحاكم وإحدى روايتي البيهقي عن حيوة وحده، ورواية النسائي عن حيوة وآخر. وقد وقع في آخر الحديث عند داود والحاكم والبيهقي: ولكل رجل من الطائفتين ركعة ركعة، قال البيهقي: كذا قال، والصواب: لكل واحد من الطائفتين ركعتين ركعتين

ولعله أراد: ركعة ركعة مع الإِمام.

وأخرجه أبو داود (1241) من طريق سلمة بن الفضل، وابن خزيمة (1362)، وعنه ابن حبان (2878) من طريق إبراهيم بن سعد، كلاهما عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود، عن عروة، سمعت أبا هريرة ومروان بن الحكم يسأله

وقد صرح ابن إسحاق بسماعه من أبي الأسود، وقرن سلمةُ في حديثه بأبي الأسود محمدَ بن جعفر بن الزبير.

وأخرجه الطحاوي 1/ 314، والبيهقي 3/ 264 - 265 من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن أبي هريرة. ولم يذكر فيه مروان. وسيأتي برقم (10769) مختصراً، من طريق عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة.

وقد روي الحديث من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن محمد بن =

ص: 13

8261 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو هَانِئٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ (1) الْغِفَارِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتْبَعُ الْحَرِيرَ مِنَ الثِّيَابِ فَيَنْزِعُهُ (2).

8262 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ سِتُّونَ سَنَةً، فَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ "(3).

= جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة، وسيأتي في مسندها 6/ 274.

(1)

كذا في (عس) و (م) والنسخ المتأخرة، وفي (ظ 3) و (ل): سَعْد، وترجمه الحافظ ابن حجر في "التعجيل" ص 488 بأبي سعيد الغفاري، وذكر الخلاف في كنيته، وأفاد أنه روى عنه اثنان: أبو هانئ حميد بن هانئ وخلاد بن سليمان الحضرمي.

(2)

إسناده محتمل للتحسين، أبو سعيد -ويقال: أبو سعد- الغفاري تابعيٌّ لم يُؤْثَر فيه جرحٌ، وروى عنه اثنان ثقتان، هما: أبو هانئ حميد بن هانئ وخلاد بن سليمان الحضرمي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 573. وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وحيوة: هو ابن شريح المصري.

وأورد هذا الخبر البخاري في الكنى من "تاريخه"(314) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإِسناد.

وفي النهي عن لبس الحرير، انظر ما سيأتي برقم (8355).

(3)

إسناده قوي، محمد بن عجلان صدوق، روى له مسلم في الشواهد =

ص: 14

8263 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُوسَى - يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ -، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " شَرُّ مَا فِي الرَّجُلِ شُحٌّ هَالِعٌ، وَجُبْنٌ خَالِعٌ "(1).

8264 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ طِيبٌ فَلَا يَرُدَّهُ، فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمَلِ، طَيِّبُ الرَّائِحَةِ "(2).

= والبخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 370، وفي "المعرفة"(10252)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 290 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد. وانظر (7713).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد العزيز بن مروان، والدِ الخليفة عمر بن عبد العزيز، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة. عُلَي -بضم أوله على الأشهر- والد موسى: هو ابن رباح بن قَصير اللخمي المصري.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (341)، وأبو داود (2511)، وابن حبان (3250)، والبيهقي 9/ 170، من طرق عن أبي عبد الرحمن، بهذا الإِسناد.

وأورده من هذا الطريق أيضاً البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 8 - 9. وانظر (8010).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.

وأخرجه مسلم (2253)(20)، وأبو داود (4172)، والنسائي 8/ 189، وأبو =

ص: 15

8265 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ هُرْمُزْ (1) مَوْلًى مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَحَمَلَ مِنْ عُلُوِّهَا، وَحَثَا (2) فِي قَبْرِهَا، وَقَعَدَ حَتَّى يُؤْذَنَ لَهُ، آبَ بِقِيرَاطَيْنِ مِنَ الْأَجْرِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ "(3).

= يعلى (6253)، وأبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 204، وابن حبان (5109)، والبيهقي في "السنن" 3/ 245، وفي "الشعب"(6070) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(6072) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، بلفظ:"إذا وضع الطيب بين يدي أحدكم فليصب منه ولا يرده".

وفي الباب عن أنس بن مالك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطيب لم يردُّه. سيأتي في مسنده 3/ 118.

وعن ابن عمر عند الترمذي (2790)، والبغوي (3173)، بلفظ:"ثلاث لا ترد: الوسائد، والدُّهْن، واللَّبَن". والدهن يعني به الطيب.

وعن أبي عثمان النهدي مرسلاً عند الترمذي (2791)، والبغوي (3172).

والمَحمِل، قال السندي: بفتح الميم الأولى وكسر الثانية، أي: الحَمْل، أي: لا مؤنة فيه مع طيب رائحته، فلاوجه لرد مثله.

(1)

تحرف في (ل) و (م) والنسخ المتأخرة إلى: هريم، والتصويب من (ظ 3) و (عس).

(2)

كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) وبقية النسخ: وحَمَل في قبرها، وفسره السندي على معنى أنه أدخلها فيه!

(3)

إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة -في الأصل- سيئ الحفظ، لكن رواية =

ص: 16

8266 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ -، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرِو الْمَعَافِرِيُّ (1)، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي نُعَيْمَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنِ اسْتَشَارَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ رُشْدٍ، فَقَدْ خَانَهُ، وَمَنْ أَفْتَى بِفُتْيَا غَيْرِ ثَبْتٍ، فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ "(2).

= أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ عنه صالحة، وأما عبد الله بن هرمز هذا فلم نتبينه، وقريب من هذه الطبقة عبد الله بن هرمز، ويقال: ابن هَرِم، أبو الشعثاء السلمي، وهو مجهول لم يرو عنه سوى ابنه الهيثم بن عبد الله، وروى هو عن أبيه أبي العجفاء هرم بن نسيب -وهو من الطبقة الثانية التي روت عن كبار الصحابة-، وعبد الله بن هرمز هذا لم يذكر أحد ممن ترجمه أنه مولى من أهل المدينة، انظر "التاريخ الكبير" 5/ 221 - 222، و"الجرح والتعديل" 5/ 195، و"ثقات ابن حبان" 7/ 55. قلنا: قد ضعف هذا الإِسناد الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/ 193، وأما أصل الحديث في فضل اتباع الجنازة فصحيح، سلف برقم (7188).

قوله: "فحمل من عُلوها"، قال السندي: ضُبِطَ بضم، ولعل المراد من ابتدائها، أي: من بيتها.

(1)

تحرف في (م) إلى: بكر بن عمر المغافري.

(2)

إسناده ضعيف، عمرو بن أَبي نَعيمة -ويقال: نُعيمة، مصغراً- قال أبو حاتم: شيخ، وقال الدارقطني: مصري مجهول يُترك، وقال أبو الحسن بن القطان: مجهول الحال، وذكره ابن حبان في "الثقات"! وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، يعني عند المتابعة وإلا فليِّن.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4297) من طريق عبد الله بن يزيد =

ص: 17

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= المقرئ، بهذا الإِسناد، واقتصر فيه على القسم الثاني فقط.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 762، وابن راهويه في "مسنده"(334)، والدارمي (159)، والبخاري في "الأدب المفرد"(259)، وأبو داود (3657)، والطحاوي (411)، والحاكم 1/ 126، والبيهقي 10/ 112 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، به. لكن أسقطوا من الإِسناد عمرو بن أبي نعيمة، والأصوب أنه في إسناده كما عند المصنف والطحاوي، وقد تابع المقرئَ على ذلك رِشدين بن سعد

-على ضعفه- فيما سيأتي برقم (8776)، وعبد الله بن وهب عن سعيد بن أبي أيوب، ورواه ابن وهب مرة أخرى عن يحيى بن أيوب الغافقي، عن بكر بن عمرو، فذكره فيه أيضاً.

ورواية ابن أبي شيبة مقتصرة على القسم الأول، والدارمي وأبي داود والحاكم على القسم الثالث. وذهل الحاكم فصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!!

وأخرجه الطحاوي (4296)، والبيهقي 10/ 112 من طريق عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن بكر بن عمرو، عن عمرو بن أبي نعيمة، به. واقتصر الطحاوي على الفقرة الثانية فقط.

وأخرجه أبو داود (3657)، والطحاوي (410) و (4298) و (4299)، والبيهقي 10/ 116، والمزي في ترجمة عمرو من "تهذيبه" 22/ 271 من طريق ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن بكر بن عمرو، به. اقتصر أبو داود على الفقرة الثانية والثالثة منه، والطحاوي في الموضع الثاني والثالث، والمزيُّ على الفقرة الثانية فقط.

وأخرجه ابن ماجه (53) عن ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي هانئ حُميد بن هانئ الخولاني، عن أبي عثمان مسلم بن يسار، به -واقتصر على الفقرة الثالثة-. ويغلب عن ظننا أن هذا الإِسناد وقع فيه خطأ، وأن الصواب فيه ذكر عمرو بن أبي نعيمة، فإن الحديث محفوط من رواية بكر بن عمرو المعافري، عن عمرو بن أبي نعيمة، والله تعالى أعلم.

وسيأتي الحديث برقم (8776) من طريق رشدين بن سعد، عن بكر بن عمرو، =

ص: 18

8267 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا بِهِ أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ "(1).

= عن عمرو بن أبي نعيمة، عن أبي عثمان مسلم بن يسار، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.

وسيأتي القسم الأول من الحديث ضمن الحديث رقم (9317) من طريق أبي صالح، وسيأتي أيضاً من طريق كليب برقم (9350)، وأبي سلمة برقم (10513)، وقد سلف غير مرة أنه متواتر، انظر حديث عمر (326)، وعثمان (469)، وعلي (584)، وابن عباس (2675).

وانظر في باب الاستشارة حديث أبي هريرة عند الطحاوي في "مشكل الآثار"(472) و (4292) و (4294)، بلفظ:"المستشار مؤتمن".

وعن أبي مسعود الأنصاري، بهذا اللفظ، سيأتي في مسنده 5/ 274، وهو صحيح.

والثَّبْت، قال السندي: بفتح فسكون، وهذا صفة للفتيا، أي: بفُتْيا غير ثابتة، يقال: رجل ثَبْت -بالسكون-، أي: ثابت القلب، أو هو بفتحتين بمعنى الصواب.

(1)

إسناده حسن، أبو عثمان مسلم بن يسار -وهو المصري الطُّنْبُذِي- صدوق حسن الحديث، روى له البخاري في "الأدب"، ومسلم في مقدمة كتابه، وأصحاب السنن غير النسائي، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (332)، ومسلم في مقدمة "صحيحه"(6)، وأبو يعلى (6384)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 550، والبغوي (107) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإِسناد.

وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 275 - 276 من هذا الطريق.

وأخرجه محمد بن وضاح القرطبي في "البدع" ص 83، وابن حبان (6766) =

ص: 19

8268 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا سَمِعْتُمْ أَصْوَاتَ الدِّيَكَةِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، فَاسْأَلُوا اللهَ وَارْغَبُوا إِلَيْهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الْحَمِيرِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا، فَاسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّ مَا رَأَتْ "(2).

8269 -

حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ

= والحاكم 1/ 103 من طريق عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!

وأخرجه بنحوه مسلم في "المقدمة"(7) من طريق شراحيل بن يزيد، عن مسلم بن يسار، به.

وسيأتي بنحوه برقم (8596) من طريق أبي عثمان الأصبحي، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7228).

(1)

في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: عن الأعرج، والمثبت من (ظ 3) و (عس).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وسعيد: هو ابن أبي أيوب.

وأخرجه أبو يعلى (6254)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 204 - 205، وابن حبان (1005)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(311) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(943) من طريق ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، به. وانظر (8064).

ص: 20

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .... ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

8270 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ رَمَانَا بِاللَّيْلِ فَلَيْسَ مِنَّا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شعيب بن حرب، فمن رجال البخاري. وانظر ما قبله.

(2)

حديث حسن، وفي هذا الإِسناد ضعف من جهة يحيى بن أبي سليمان، فهو ليِّن الحديث كما قال الحافظ في "التقريب"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1279)، وابن حبان (5607)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(1327) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإِسناد- ولفظه عند ابن حبان:"من رمانا بالنَّبل فليس منا".

وأخرجه ابن منده في "الإِيمان"(553) عن أبي عمرو، عن محمد بن النعمان بن بشير، عن عبد العزيز الأويسي، عن الدراوردي، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة. وهذا إسناد حسن من أجل الدراوردي -وهو عبد العزيز بن محمد- فهو حسن الحديث، وباقي رجال الإِسناد ثقات مشهورون مترجمون، وأبو عمرو شيخ ابن منده: هو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم الأصبهاني المعروف بابن مَمَّك، وعبد العزيز الأويسي: هو ابن عبد الله بن يحيى، وثور: هو ابن زيد الدِّيلي، وأبو الغيث: هو سالم أبو الغيث. فالعجب -بعد هذا- من محقق كتاب "الإِيمان" حيث قال: في إسناد ابن منده من لم نجد ترجمته!!

وفي الباب عن ابن عباس عند الطحاوي في "مشكل الآثار"(1326)، والطبراني (11553)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(355). وسنده حسن. =

ص: 21

8271 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ سِتُّ خِصَالٍ: أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُشَمِّتَهُ إِذَا عَطَسَ، وَإِنْ دَعَاهُ أَنْ يُجِيبَهُ، وَإِذَا مَرِضَ أَنْ يَعُودَهُ، وَإِذَا مَاتَ أَنْ يَشْهَدَهُ، وَإِذَا غَابَ أَنْ يَنْصَحَ لَهُ "(2).

= وعن بريدة الأسلمي عند البزار (3334). وسنده ضعيف.

قوله: "من رمانا بالليل"، قال المناوي في "فيض القدير" 6/ 139: أي: رمى إلى جهتنا بالقِسِيّ ليلاً، فليس منا؛ لأنه حاربنا، ومحاربة أهل الإِيمان آية الكفران، أو ليس على منهاجنا، لأن من حق المسلم على المسلم أن ينصره ويقاتل دونه، لا أن يُرعبه، فضمير المتكلم في الموضعين لأهل الإِيمان

ويشمل هذا التهديد كل من فعله من المسلمين بأحد منهم لعداوة واحتقار ومزاح لما فيه من التفزيع والترويع.

(1)

قوله: "عن أبيه" سقط من (م).

(2)

حديث صحيح، وفي هذا الإِسناد ضعف، عبد الله بن الوليد- وهو ابن قيس بن الأخرم التُّجيبي -فيه لين-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابنِ حجيرة -وهو الأصغر عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة- فقد روى له النسائي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(328)، والبيهقي في "الشعب"(8753) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2737)، والنسائي 4/ 53 من طريق محمد بن موسى الفطري المدني، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وسنده صحيح.

وللحديث بنحوه طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر ما سيأتي برقم (8397) و (8845) و (10966).

وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (673). =

ص: 22

8272 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْصَى سَلْمَانَ الْخَيْرَ، فَقَالَ:" إِنَّ نَبِيَّ اللهِ يُرِيدُ أَنْ يَمْنَحَكَ كَلِمَاتٍ تَسْأَلُهُنَّ الرَّحْمَنَ تَرْغَبُ إِلَيْهِ فِيهِنَّ، وَتَدْعُوَ بِهِنَّ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، قُلِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صِحَّةَ إِيمَانٍ، وَإِيمَانًا فِي خُلُقٍ حَسَنٍ، وَنَجَاحًا يَتْبَعُهُ فَلَاحٌ - يَعْنِي - وَرَحْمَةً مِنْكَ وَعَافِيَةً وَمَغْفِرَةً مِنْكَ وَرِضْوَانًا " قَالَ أَبِي: وَهُنَّ مَرْفُوعَةٌ فِي الْكِتَابِ: " يَتْبَعُهُ فَلَاحٌ وَرَحْمَةٌ مِنْكَ وَعَافِيَةٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْكَ وَرِضْوَانٌ (2) "(3).

= وعن ابن عمر، سلف برقم (5357).

قوله: "أن ينصح له -وفي (ظ 3) و (عس): ينصحه-"، قال السندي في حاشيته على النسائي 4/ 53: أي: يريد له الخير في جميع أحواله.

(1)

في "تهذيب الكمال" للمزي من طريق "المسند": ابن حجيرة عن أبيه، بزيادة:"عن أبيه"! وهذه الزيادة لم ترد في شيء من أصولنا الخطية ولا في "جامع المسانيد والسنن" لابن كثير 7/ ورقة 263، ولا في "أطراف المسند" لابن حجر 8/ 212، وقد أثبتها كل من خرج الحديث من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، وهو الصواب إن شاء الله لأن عبد الله بن الوليد إنما يروي عن ابن حجيرة الأصغر، وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة، وهذا لا يروي عن أبي هريرة، بل أبوه ابن حجيرة الأكبر، وهو عبد الرحمن.

(2)

كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: ورضواناً.

(3)

إسناده ضعيف، عبد الله بن الوليد فيه ضعف، ثم إن صح إسناد أحمد =

ص: 23

8273 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ وَجَدَ سَعَةً فَلَمْ يُضَحِّ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا "(1).

= هكذا فهو منقطع، فإن ابن حجيرة -وهو عبد الله بن عبد الرحمن- ليست له رواية عن أبي هريرة.

وأخرجه المزي في ترجمة ابن حجيرة من "تهذيب الكمال" 15/ 204 - 205 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد -وفيه ابن حجيرة-، عن أبيه.

وأخرجه كذلك النسائي في "عمل اليوم والليلة"(21) و (569)، والطبراني في "الأوسط"(9329)، والحاكم 1/ 523 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، به. وتساهل الحاكم فصحح إسناده.

سلمان الخير: هو الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه.

قوله: "صحة إيمان"، وفي المصادر الأخرى للحديث:"صحة في إيمان"، قال السندي معلقاً على رواية "المسند": أي: أن يكون الإِيمان صحيحاً كاملًا خالياً عن مرض النقصان.

(1)

إسناده ضعيف، عبد الله بن عياش ضعيف يعتبر به، وقد اضطرب فيه أيضاً كما سيأتي في التخريج.

وأخرجه الحاكم 4/ 231 - 232 من طريق أبي حاتم الرازي، عن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإِسناد. وصحح إسناده، ووافقه الذهبي، وهو وهم منهما، وحسنه الألباني في "تخريج مشكلة الفقر"(102) فأخطأ.

وأخرجه ابن ماجه (3123)، والحاكم 2/ 389، والبيهقي في "السنن" 9/ 260 من طريق زيد بن الحُباب، والحاكم 4/ 232 من طريق ابن وهب، والبيهقي في "الشعب"(7334) من طريق حيوة بن شريح، ثلاثتهم عن عبد الله بن عياش، به =

ص: 24

8274 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يَزَالُ لِهَذَا الْأَمْرِ - أَوْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ - عِصَابَةٌ عَلَى الْحَقِّ، وَلَا يَضُرُّهُمْ خِلَافُ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ "(1).

= - ابن وهب وقفه.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/ 260 من طريق ابن وهب، عن عبد الله بن عياش، عن عيسى بن عبد الرحمن بن فروة، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة موقوفاً. وهذا إسناد ضعيف جداً ففيه غير عبد الله بن عياش: عيسى بن عبد الرحمن بن فروة، وهو متروك الحديث يروي عن الزهري مناكير.

وأخرجه الدارقطني 4/ 285 من طريق عمرو بن الحصين، عن محمد بن علاثة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف أيضاً، عمرو بن الحصين متروك.

(1)

إسناده قوي، محمد بن عجلان روى له البخاري تعليقاً ومسلم في الشواهد، وهو قوي الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وسعيد: هو ابن أبي أيوب.

وأخرجه البزار (3320 - كشف الأستار)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(171) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (8484) و (8930) من طريق ليث بن سعد، عن ابن عجلان.

وأخرجه ابن راهويه في "مسنده"(455) عن كلثوم بن محمد بن أبي سِدرة، عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي هريرة رفعه، وهذا إسناد منقطع، وفيه ضعف.

وأخرج ابن ماجه (7) عن هشام بن عمار، ويعقوب بن أبي سفيان في "المعرفة =

ص: 25

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والتاريخ" 2/ 296 - 297 عن عبد الله بن يوسف، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 307 من طريق محمد بن المبارك، ثلاثتهم عن يحيى بن حمزة، عن أبي علقمة نصر بن علقمة، عن عمير بن الأسود وكثير بن مرة الحضرمي، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "لا تزال من أمتي عصابة قوَّامة على أمر الله عز وجل لا يضرها من خالفها، تقاتل أعداءها، كلما ذهب حرب نشب حرب قوم آخرين، يزيغ اللهُ قلوب قومٍ ليرزقهم منه، حتى تأتيهم الساعة كأنها قطع الليل المظلم، فيفزعون لذلك حتى يلبسوا له أبدان الدروع"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هم أهل الشام"، ونكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعه يوميء بها إلى الشام حتى أوجعها. واللفظ ليعقوب، واقتصر ابن ماجه في روايته إلى قوله: "لا يضرها من خالفها". وإسناد الحديث صحيح.

وأخرج الطبراني في "مسند الشاميين"(1563) و (2496) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، عن أبي الجماهر محمد بن عثمان، عن الهيثم بن حميد، عن أبي مُعَيد حفص بن غيلان، عن نصر بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ، عن أبي هريرة رفعه:"لا تزال طائفة من أمتي قوَّامة على أمر الله، لا يضرها من خالفها، تقاتل أعداء الله، كلما ذهبت حرب نشبت حرب قوم آخرين حتى تأتيهم الساعة". وإسناده حسن.

وأخرج أبو يعلى (6417) عن عبد الجبار بن عاصم، والطبراني في "الأوسط"(47) من طريق أبي الجُماهر محمد بن عثمان التنوخي، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، عن الوليد بن عباد، عن عامر الأحول، عن أبي صالح الخولاني، عن أبي هريرة، مرفوعاً:"لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خِذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة"، وإسناده ضعيف لجهالة الوليد بن عباد.

وفي الباب عن جابر بن عبد الله ومعاوية وسلمة بن نفيل والمغيرة بن شعبة وزيد بن أرقم وعمران بن حصين وجابر بن سمرة وأبي أمامة وثوبان، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 3/ 345 و 4/ 93 و 104 و 244 و 369 و 429 و 5/ 103 =

ص: 26

8275 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، قَالَ أَبُو خَيْرَةَ: لَا أَعْلَمُ إِلَّا (1) أَنَّهُ قَالَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، مِنْ ذُكُورِ أُمَّتِي (2)، فَلَا يَدْخُلِ الْحَمَّامَ إِلَّا بِمِئْزَرٍ، وَمَنْ كَانَتْ تُؤْمِنُ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْ إِنَاثِ أُمَّتِي، فَلَا تَدْخُلِ الْحَمَّامَ "(3).

= و 269 و 278.

قوله: "لهذا الأمر"، قال السندي: أي: لأمر الدِّين، أو الجهاد.

قال النووي في "شرح مسلم" 13/ 66 - 67: أما هذه الطائفة، فقال البخاري: هم أهل العلم، وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم، قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث.

قلت (القائل هو النووي): ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين، منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زُهَّاد، وآمرون بالمعروف، وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض. قلنا: وهو الصواب.

(1)

سقط لفظ "إلا" من بعض النسخ الخطية.

(2)

المثبت من (ظ 3) و (عس) و"أطراف المسند"، وفي (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: من ذكر وأنثى، وهو تحريف.

(3)

حسن لغيره، أبو خيرة -وهو مُحَبّ بن حَذلم المصري- ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 444، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 394: قال الحسيني: لا يعرف، وتبعه من بعده. وقال الذهبي في "الميزان" 4/ 521: لا يُعرف. ثم قال الحافظ: قد جزم باسمه وكنيته ونسبه أبو =

ص: 27

8276 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُشَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، ثَلَاثِينَ (1) آيَةً، شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ وَهِيَ: {تَبَارَكَ الَّذِي

= سعيد بن يونس في "تاريخ مصر"، قال: محب بن حذلم مولى ثابت بن زيد

يكنى أبا خيرة، روى عن موسى بن وردان، روى عنه سعيد بن أبي أيوب وصمام بن إسماعيل والليث بن عاصم وكان فاضلًا. ثم قال: وليس له غير حديث واحد، ثم ساق من طريق ابن وهب، عن سعيد، عنه، عن موسى، لا أعلمه إلا عن أبي هريرة (يعني حديثنا هذا). ثم قال: وأورد له ابن يونس عنه أثراً يدل على شهرته في المصريين، وذكره. وموسى بن وردان -وهو القرشي العامري، أبو عمر القاص-، روى له أصحاب السنن وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وسعيد: هو ابن أبي أيوب.

وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (125).

وعن جابر، سيأتي 3/ 339.

وعن عائشة، سيأتي 6/ 139.

وعن عبد الله بن عمرو عند أبي داود (4011)، وابن ماجه (3748).

وعن أبي أيوب عند الحاكم 4/ 289، والبيهقي في "السنن" 7/ 309، وفي "الشعب"(7769).

وعن أبي سعيد الخدري عند البزار (318 - كشف الأستار).

وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(11462).

قلنا: ولا يخلو إسناد من هذه الشواهد من مقالٍ، لكن بمجموعها يتقوى الحديث.

(1)

هكذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: ثلاثين.

ص: 28

بِيَدِهِ الْمُلْكُ} " (1).

8277 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: تَفَرَّجَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلٌ الشَّامِيُّ: أَيُّهَا الشَّيْخُ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ، فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى قُتِلْتُ. قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ (2) عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ.

وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ (3) نِعَمَهُ، فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ فِيكَ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ. فَقَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ:

(1) حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عباس الجشمي، فمن رجال السنن، وهو مقبول.

والحديث مكرر (7975)، فانظر الكلام عليه هناك.

(2)

لفظة: "فسحب" هكذا هي في (ظ 3) و (عس) في هذا الموضع، وفي الموضعين الآتيين، وفي المواضع الثلاثة في (م) و (ل) وبقية النسخ: فيسحب.

(3)

هكذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ وهامش (عس): ليعرفه.

ص: 29

هُوَ عَالِمٌ، فَقَدْ قِيلَ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أَمَرَ بِهِ، فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ.

وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ. قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ (1) لِيُقَالَ: هُوَ جَوَّادٌ، فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ " (2).

(1) في (م) والنسخ الخطية المتأخرة: فعلت ذلك، بزيادة: ذلك.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يونس بن يوسف، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (1905) من طريق الحجاج بن محمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1905)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 23 - 24، وفي "الكبرى"(8083)، والبيهقي 9/ 168 من طرق، عن ابن جريج، به.

وأخرجه بأطول مما هنا عبد الله بن المبارك في "الزهد"(469)، ومن طريقه البخاري في "خلق أفعال العباد"(335)، والترمذي (2382)، والنسائي في الرقاق من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/ 111، والطبري في "تفسيره" 12/ 13، وابن خزيمة (2482)، وابن حبان (408)، والحاكم 1/ 418 - 419، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 169، والبغوي (4143) عن حيوة بن شريح، وأبو نعيم في "الحلية" من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن الوليد بن أبي الوليد، عن عقبة بن مسلم، عن شفي، عن أبي هريرة.

قال الترمذي: حسن غريب، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. ورواية البخاري مختصرة. =

ص: 30

8278 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ - إِذَا فَتَحَ اللهُ - الْخَيْفُ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ "(1).

8279 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَغْفِرُ اللهُ لِلُوطٍ، إِنَّهُ أَوَى (2) إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ "(3).

= ناتل الشامي الذي سأل أبا هريرة: هو ناتل بن قيس بن زيد الجذامي الشامي الفلسطيني، سيد جذام بالشام، كان أبوه قيس بن زيد ممن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد ناتل صفين مع معاوية بن أبي سفيان، وكان يومئذٍ على لخمٍ وجذام، خرج على عبد الملك بن مروان فبعث إليه عبدُ الملك عمرو بن سعيد الأشدق فقتله في سنة ست وستين. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" 29/ 250.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن حفص -وهو المدائني- فمن رجال مسلم. ورقاء: هو ابن عمر اليشكري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.

وأخرجه مسلم (1314)(345) من طريق شبابة بن سوَّار، عن ورقاء، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4284) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وأبو يعلى (6349) من طريق محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، كلاهما عن أبي الزناد، به. وانظر ما سلف برقم (7240).

(2)

في (ظ 3) و (عس): آلَ.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

ص: 31

8280 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَمَا امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَانِ لَهُمَا، جَاءَ الذِّئْبُ فَأَخَذَ أَحَدَ الِابْنَيْنِ، فَتَحَاكَمَتَا (1) إِلَى

= وأخرجه مسلم ص 1840 (153) من طريق شبابة بن سوَّار، عن ورقاء بن عمر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (3375)، والبغوي في "معالم التنزيل" 2/ 395 - 396 من طريق شعيب بن أبي حمزة، والطبري 12/ 88 من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، كلاهما عن أبي الزناد، به.

وله طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي برقم (8329) و (8392) و (8605).

قوله: "أوى إلى ركن شديد"، قال الحافظ في "الفتح" 6/ 415: أي: إلى الله سبحانه وتعالى، يُشير صلى الله عليه وسلم إلى قوله تعالى:{لَوْ أَنَّ لِي بِكُم قُوَّةً أَو آوِي إلى رُكْنٍ شَديدٍ} [هود: 80]، ويقال: إن قومَ لوطٍ لم يكن فيهم أَحد يجتمع معه في نسبه لأنهم من سدوم وهي من الشام، وكان أصلُ إبراهيم ولوط من العراق، فلما هاجر إبراهيم إلى الشام هاجر معه لوط، فبعث الله لوطاً إلى أهل سدوم، فقال: لو أن لي منعةً وأقارب وعشيرة لكنت أستنصر بهم عليكم ليدفعوا عن ضيفاني، ولهذا جاء في بعض طرق هذا الحديث كما أخرجه أحمد (10903) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"قال لوط: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد، قال: فإنه كان يأوي إلى ركن شديد، ولكنه عنى عشيرته، فما بعث الله نبياً إلا في ذروة من قومه" زاد ابن مردويه من هذا الوجه: "ألم تر إلى قول قوم شعيب: {ولَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ} [هود: 91] ".

ونقل عن النووي أنه قال: سَمَّى العشيرة ركناً، لأن الركن يُستند إليه وُيمتنع به، فشبههم بالركن من الجبل لِشِدَّتهم ومَنَعَتهم.

(1)

هكذا في (ظ 3)، وفي (م) و (عس) و (ل) وبقية النسخ: فتحاكما.

ص: 32

دَاوُدَ، فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى، فَخَرَجَتَا فَدَعَاهُمَا سُلَيْمَانُ، فَقَالَ: هَاتُوا السِّكِّينَ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا. فَقَالَتِ الصُّغْرَى: يَرْحَمُكَ اللهُ، هُوَ ابْنُهَا، لَا تَشُقَّهُ، فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى ".

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللهِ إِنْ عَلِمْنَا مَا السِّكِّينُ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، وَمَا كُنَّا نَقُولُ إِلَّا الْمُدْيَةَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (1720)(20) من طريق شبابة بن سوَّار، عن ورقاء اليشكري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (3427)(6769)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 234 - 235 و 236، والبيهقي 10/ 268 من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (1720)(20) من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن أبي الزناد، به.

وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى"(5957) من طريق عمران بن حُدير، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة.

وقد وقع في إسناده من المطبوع تحريفان يستدركان من هنا.

وسيأتي برقم (8480).

وفي معنى الحديث نقل الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/ 464 عن القرطبي أنه قال: الذي ينبغي أن يُقال (يعني في معنى الحديث): إن داود عليه السلام قضى به للكبرى لسبب اقتضى به عنده ترجيحُ قولها، إذ لا بينة لواحدة منهما، وكونه لم يعين في الحديث اختصاراً لا يلزم منه عدم وقوعه، فيحتمل أن يقال: إن الولد الباقي كان في يد الكبرى وعجزت الأخرى عن إقامة البينة، قال: وهذا تأويلٌ حسنٌ جارٍ على القواعد الشرعية، وليس في السياق ما يأباه ولا يمنعه، فإن قيل: كيف ساغ لسليمان نقض حكمه؟ فالجواب أنه لم يعمد إلى نقض الحكم، وإنما احتال بحيلةٍ لطيفةٍ أظهرت ما في نفس الأُمَّيْنِ، وفلك أنهما لما أخبرنا سليمان بالقصة، فدعا =

ص: 33

8281 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيَمُ

= بالسكين ليشقه بينهما، ولم يعزم على ذلك في الباطن، وإنما أراد استكشاف الأمر، فحصل مقصوده لذلك لجزع الصغرى الدالِّ على عظيم الشفقة، ولم يلتفت إلى إقرارها بقولها: هو ابن الكبرى، لأنه علم أنها آثرت حياته، فظهر له من قرينة شفقة الصغرى وعدمها في الكبرى -مع ما انضاف إلى ذلك من القرينة الدالَّةِ على صدقها- ما هجم به على الحكم للصغرى. ويحتمل أن يكون سليمان عليه السلام ممن يسوغ له أن يحكم بعلمه، أو تكون الكبرى في تلك الحالة اعترفت بالحق لما رأت من سليمان الجد والعزم في ذلك. ونظير هذه القصة ما لو حكم حاكم على مُدَّعِ مُنكِر بيمين، فلما مضى ليحلفه حضر من استخرج من المنكر ما اقتضى إقراره بما أراد أن يحلف على جحده، فإنه -والحالة هذه- يحكم عليه بإقراره، سواء كان ذلك قبل اليمين أو بعدها، ولا يكون ذلك من نقض الحكم الأول، ولكن من باب تبدُّل الأحكام بتبدُّل الأسباب.

وقال ابن الجوزي: استنبط سليمان لما رأى الأمر محتملاً فأجاد، وكلاهما حكم بالاجتهاد، لأنه لو كان داود حكم بالنص لما ساغ لسليمان أن يحكم بخلافه. ودلت هذه القصة على أن الفطنة والفهم موهبة من الله لا تتعلق بكبر سنٍّ ولا صغره. وفيه أن الحق في جهة واحدة، وأن الأنبياء يسوغ لهم الحكم بالاجتهاد، وإن كان وجود النص ممكناً لديهم بالوحي، لكن في ذلك زيادة في أجورهم، ولعصمتهم من الخطأ في ذلك، إذ لا يقَرُّون -لعصمتهم- على الباطل.

وقال النووي: إن سليمان فعل ذلك تحيُّلاً على إظهار الحق، فكان كما لو اعترف المحكوم له بعد الحكم أن الحق لخصمه. وفيه استعمال الحيل في الأحكام لاستخراج الحقوق، ولا يتأتى ذلك إلا بمزيد الفطنة وممارسة الأحوال.

ص: 34

خَلِيلُ الرَّحْمَنِ بَعْدَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ ثَمَانُونَ سَنَةً، وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ " مُخَفَّفَةً (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 138 من طريق شبابة بن سوار، عن ورقاء بن عمر اليشكري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث (3356)، وبرقم (6298)، وفي "الأدب المفرد"(1244) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به.

وعلقه البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث (3356) عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني، عن أبي الزناد، ووصله الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 4/ 14 - 15 من طريق مسدد، عن بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(124) من طريق عبد الله بن الفضل، عن الأعرج، به.

وسيأتي برقم (9408) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن القرشي، عن أبي الزناد، وبرقم (9622) من طريق ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وعلقه البخاري بإثر الحديث (3356) عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ووصله أبو يعلى (5981)، ومن طريقه الحافظ في "التغليق" 4/ 15 عن وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن محمد بن عمرو، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل"(20)، والطبراني في "الأوائل" أيضاً (11) من طريق يعقوب بن حميد، عن سلمة بن رجاء، عن محمد بن عمرو بن علقمة، به- إلا أنه ذكر سنَّ إبراهيم عليه السلام فيه عند ابن أبي عاصم مئةً وثلاثين، وعند الطبراني مئةً وعشرين! وهذه الرواية غلط، لعله وهم فيها يعقوب بن حميد أو سلمة بن رجاء، فقد ذكر أهل العلم أن لهما أوهاماً وغرائب.

وأخرجه كرواية الطبراني ابن عدي في "الكامل" 4/ 1500، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(8639) من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله، عن أبي الزناد، عن =

ص: 35

8282 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ رَجُلٌ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ، فَأَخْرَجَ صَدَقَتَهُ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِ زَانِيَةٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ.

ثُمَّ قَالَ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ. فَأَخْرَجَ صَدَقَتَهُ، فَوَضَعَهَا فِي

= الأعرج، عن أبي هريرة، إلا أن أبا أويس فيه ضعف، وقد خالف من هو أوثق منه كما سلف في أول هذا التخريج.

وأخرجه كذلك ابن سعد 1/ 47، وابن أبي شيبة 9/ 58 و 13/ 61، والبخاري في "الأدب المفرد"(1250)، وابن حبان (6204)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1511، والحاكم 2/ 551، والبيهقي في "الشعب"(8640) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة موقوفاً ومرفوعاً، ورواة الموقوف أكثر.

وأخرجه أيضاً مالك في "الموطأ" رواية أبي مصعب (1929) عن يحيى بن سعيد، والبيهقي في "الشعب"(8642) من طريق معمر، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قولَه.

القَدُوم: ضبطت في الكتاب مخففة، وضبطها بعضهم بتشديد الدال، فقيل: هي الآلة، أي: الفأس، وقيل: هو موضع بالشام، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 6/ 390.

وأما في مقدار سن إبراهيم عليه السلام عند اختتانه، فقد رجح أهل العلم رواية من قال: ثمانون سنة، على غيرها، انظر "شرح مسلم" للنووي 15/ 122، و"الفتح" 6/ 391.

ص: 36

يَدِ سَارِقٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى سَارِقٍ.

ثُمَّ قَالَ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ. فَأَخْرَجَ الصَّدَقَةَ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِ غَنِيٍّ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى غَنِيٍّ.

فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، عَلَى سَارِقٍ، وَعَلَى زَانِيَةٍ، وَعَلَى غَنِيٍّ. قَالَ: فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُكَ فَقَدْ تُقُبِّلَتْ، أَمَّا الزَّانِيَةُ، فَلَعَلَّهَا - يَعْنِي - أَنْ تَسْتَعِفَّ بِهِ، وَأَمَّا السَّارِقُ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَغْنِيَ بِهِ، وَأَمَّا الْغَنِيُّ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَعْتَبِرَ (1) فَيُنْفِقَ مِمَّا آتَاهُ اللهُ " (2).

(1) في (ظ 3) و (عس) و (ل): فلعله يعتبر.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن حبان (3356) من طريق شبابة بن سوَّار، عن ورقاء بن عمر اليشكري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (1421)، والنسائي 5/ 55 - 56 من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (1022)، والبيهقي 4/ 191 - 192 و 7/ 34 من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن أبي الزناد، به.

وسيأتي برقم (8602).

قوله: "فوضعها في يد زانية"، أي: وهو لا يعلم أنها زانية، كذا الحال في السارق والغني.

وقوله: "الحمد لله، على سارق

"، أي: لأن صدقتي وقعت بيد من لا يستحقها، فله الحمد حيث كان ذلك بإرادته لا بإرادتي، فإن إرادة الله كلها جميلة، فلذلك سَلَّم وفوَّض ورضي بقضاء الله، فحمد الله على تلك الحال، لأنه المحمود على جميع الأحوال، لا يُحمَدُ على مكروه سواه. "فتح الباري" 3/ 290.

وأُتي، أي: أُريَ في المنام.

ص: 37

8283 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ، إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ، فَإِنَّهُ مِنْهُ خُلِقَ، وَفِيهِ يُرَكَّبُ "(1).

8284 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُمَرَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقِيلَ: مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْعَبَّاسُ عَمُّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللهُ، وَأَمَّا خَالِدٌ، فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا، فَقَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَمَّا الْعَبَّاسُ، فَهِيَ (2) عَلَيَّ وَمِثْلُهَا ". ثُمَّ قَالَ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 239، ومن طريقه أبو داود (4743)، والنسائي 4/ 111 - 112، والطحاوي في "مشكل الآثار"(2288)، وابن حبان (3138) عن أبي الزناد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (2955)(142)، والنسائي 4/ 111 - 112 من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2290) من طريق محمد بن عجلان، وأبو يعلى (6291)، والطحاوي (2291) و (2292) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، ثلاثتهم عن أبي الزناد، به.

وسيأتي برقم (9528)، وانظر ما سلف برقم (8180).

(2)

في (ظ 3) و (عس): فهو.

ص: 38

عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ؟ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن حفص، فمن رجال مسلم. ورقاء: هو ابن عمر اليشكري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.

وأخرجه البيهقي 4/ 111 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (983) من طريق علي بن حفص، به.

وأخرجه أبو داود (1623)، والترمذي (3761)، وابن خزيمة (2330)، وابن حبان (3273)، والدارقطني 2/ 123، والبيهقي 6/ 163 - 164 من طريق شبابة بن سوَّار، عن ورقاء بن عمر اليشكري، به. ورواية الترمذي مختصرة بلفظ:"العباس عم رسول الله، وإن عم الرجل صنو أبيه، أو من صنو أبيه". وقال: حسن صحيح غريب.

وأخرجه البخاري (1468)، ومن طريقه البغوي (1578)، وأخرجه البيهقي 6/ 164 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به. وفيه:"فهي عليه صدقة ومثلها معها" وليس فيه ذكر العم صنو الأب.

وأخرجه النسائي 5/ 34، وابن خزيمة (2329)، والبيهقي 6/ 164 من طريق موسى بن عقبة، عن أبي الزناد، به. وفيه:"فهي له ومثلها معها". وليس فيه ذكر العم صنو الأب.

وأخرجه الدارقطني 2/ 123 من طريق ابن إسحاق، عن أبي الزناد، به. وفيه:"فهي عليَّ ومثلها معها هي له" وليس فيه ذكر العم صنو الأب. ولم يصرِّح ابن إسحاق بالسماع.

وأخرجه البيهقي 6/ 164 من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله الأصبحي، عن أبي الزناد، به. وفيه:"فهي عليه ومثلها معها" ولم يذكر العم صنو الأب.

وأخرجه النسائي 5/ 33 - 34، وابن خزيمة بإثر الحديث (2330) من طريق =

ص: 39

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= علي بن عياش الحمصي، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال عمر: فذكره. وفيه: "فهي عليه صدقة ومثلها معها" رواية ابن خزيمة مختصرة.

قال الحافظ في "الفتح" 3/ 332 عن هذا الطريق: وزاد فيه عمر، والمحفوظ أنه من مسند أبي هريرة، وإنما جرى لعمر فيه ذكر فقط.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(6826) عن ابن جريج، قال: حدِّثت حديثاً رُفع إلى عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة. وفيه:"فهي عليه ومثلها معها"، وقال فيه أيضاً:"أبو جهم بن حذيفة"، بدل:"ابن جميل"، وإسناده ضعيف.

قلنا: وأصح هذه الروايات رواية ورقاء بن عمر اليشكري، وغيرها إما مؤوَّلة وإما وَهمٌ، وقد روي من طرق ضعيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد استسلف العباس صدقة عامين لحاجةٍ، أورد هذه الطرق الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/ 333 - 334، وقال: وليس ثبوت هذه القصة في تعجيل صدقة العباس ببعيد في النظر بمجموع هذه الطرق، والله أعلم. وانظر "صحيح ابن خزيمة" 4/ 49، و"صحيح ابن حبان" 8/ 69، و"سنن البيهقي" 4/ 111.

ويحتمل أن العباس هو الذي سأل تعجيل صدقة عامين إليه صلى الله عليه وسلم كما سلف عن علي برقم (822) بإسناد حسن، لكن قال ابن خزيمة: في القلب منه، يعني: شيء!

وفي باب قوله: "عم الرجل صنو أبيه" عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (725)، وعن عبد المطلب بن ربيعة، سيأتي 4/ 165.

قوله: "صنو أبيه"، قال السندي: بكسر صاد وسكون نون، أي: مثله، وأصل الصنو: أن تطلع نخلتان في عرق واحد، يريد أن أصل العباس وأصل أبي واحد، وهو مثل أبي. وقوله:"ما ينقم"، أي: ما يُنكِر، أو يكره.

وقوله: "تظلمون خالداً"، قال الحافظ: أي: بنسبتكم إياه إلى المنع وهو لا يمنع، وكيف يمنع الفرض وقد تطوع بتحبيس سلاحه وخيله! =

ص: 40

• 8285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

8286 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ

= وقيل: إنهم ظنوا أنها للتجارة فطالبوه بزكاة قيمتها، فأعلمهم عليه الصلاة والسلام بأنه لا زكاة عليه فيما حبس.

وقيل: إنه كان نوى بإخراجها عن ملكه الزكاة عن ماله، لأن أحد الأصناف سبيل الله، وهم المجاهدون. وانظر تتمة التفصيل في المعنى في "الفتح" 3/ 334.

(1)

وقع هذا الحديث بهذا الإِسناد في (ل) و (م) والنسخ المتأخرة على أنه من رواية الإِمام أحمد، والصواب أنه من زوائد ابنه عبد الله كما في النسختين العتيقتين (ظ 3) و (عس)، وهو كذلك في "جامع السنن والمسانيد" 7/ ورقة 119، و"أطراف المسند" 7/ 369.

(2)

صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد روى له مسلم في "المقدمة" وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن عمرو الضبي فمن رجال مسلم، وهو ثقة.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(1898) عن أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد. ولفظه: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة، فقال بعض من يلمز: منع ابن جميل، وخالد بن الوليد، والعباس بن عبد المطلب أن يتصدقوا. قال: فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكذب عن اثنين، عن العباس وخالد، وصدق على ابن جميل. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما نقم ابن جميل، إلا أنه كان فقيراً فأغناه الله من فضله ورسولُه، وأما خالد بن الوليد فإنهم يظلمون خالداً، إن خالداً قد احتبس أدراعه وأعبده في سبيل الله -وقال غيره: وعتادَه-، قال: وأما العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم فهي عليه ومثلها معها". وانظر ما قبله.

ص: 41

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ - يَعْنِي مِنْ بَيْتِهِ - إِلَّا بِبَابِهِ (1) رَايَتَانِ: رَايَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ، وَرَايَةٌ بِيَدِ شَيْطَانٍ، فَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُحِبُّ اللهُ عز وجل، اتَّبَعَهُ الْمَلَكُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الْمَلَكِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ، وَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُسْخِطُ اللهَ، اتَّبَعَهُ الشَّيْطَانُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ "(2).

8287 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ الْمُحِلَّ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ (3).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: بيده، والمثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل).

(2)

إسناده حسن، عثمان بن محمد -وهو ابن المغيرة الأخنسي- روى له أصحاب السنن وهو صدوق، وعبد الله بن جعفر -وهو ابن عبد الرحمن بن المسور المخرمي- لا بأس به، روى له مسلم وأصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي البصري، والمقبري: هو عيد بن كيسان المدني.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4783) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وقال: لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به عثمان بن محمد الأخنسي.

وأخرجه البيهقي في "الزهد"(699) من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، به.

(3)

إسناده حسن كسابقه. =

ص: 42

8288 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ -، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقُ إِلَى أَهْلِهَا، حَتَّى تُقَادَ الشَّاةُ الْجَمَّاءُ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1).

= وأخرجه البزار (1442)، والبيهقي 7/ 208 من طريق معلى بن منصور، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، بهذا الإسناد. وقال البزار: لا نعلمه عن أبي هريرة إلا بهذا الإِسناد.

وفي الباب عن علي، وعن ابن مسعود، سلفا برقم (635) و (4283).

وعن جابر بن عبد الله عند الترمذي (1119).

وعن عقبة بن عامر عند ابن ماجه (1936)، والبيهقي 7/ 208.

وعن ابن عباس عند ابن ماجه أيضاً (1934).

وقد سلف شرح الحديث عند حديث ابن مسعود.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7204).

والجمَّاء: التي لا قرن لها، والقرناء: التي لها قرن، قال الإِمام المازري فيما نقله عنه الأبي في "شرح مسلم" 8/ 538: واضطرب العلماء في بعث البهائم، وأقوى ما تعلق به من يقول ببعثها قوله تعالى:{وإذا الوحوش حُشِرَتْ} [التكوير: 5]، وأجاب الآخر بأن معنى حُشِرَتْ: ماتت، قال: والأحاديث الواردة في بعثها آحاد تفيد الظن، والمطلوب في المسألة القطع، وحمل بعض شيوخنا العَود المذكور على أنه ليس حقيقة، وإنما هو ضرب مثلٍ إعلاماً للخلق بأنها دار جزاء لا يبقى فيها حق عند أحد، ويصح عندي أن يخلق الله تعالى هذه الحركة للبهائم يوم القيامة ليشعر أهل المحشر بما هم صائرون إليه من العدل، وسُمي ذلك قصاصاً، لا لأنه قصاص تكليف، ولكن على معنى قصاص المقابلة والمجازاة. ومن =

ص: 43

8289 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ "(1).

8290 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ -، عَنْ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ -، عَنِ ابْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْمُفَرِّدُونَ؟ قَالَ: " الَّذِينَ

= توقف في بعثها إنما توقف في القطع بذلك كما يقطع ببعث المكلفين، والأحاديث الواردة في ذلك ليست نصوصاً ولا متواترة، وليست المسألة عملية حتى يكتفى فيها بالظن. والأظهر حشر المخلوقات كلها بمجموع ظواهر الآي والأحاديث وليس من شرط الإِعادة المجازاة بعقاب أو ثواب.

وقال الشيخ أبو الحسن الأشعري فيما نقله عنه الدميري في "حياة الحيوان" 1/ 224: لا يجري القصاص بين البهائم، لأنها غير مكلفة، وما ورد في ذلك من الأخبار نحو قوله صلى الله عليه وسلم:"يُقتصُّ للجماء من القرناء" فعلى سبيل المثل والإِخبار عن شدة التقصي في الحساب، وأنه لا بد أن يقتص للمظلوم من الظالم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي البصري، وزهير: هو ابن محمد التميمي العنبري.

وأخرجه مسلم (2956)(1)، وابن ماجه (4113)، والترمذي (2324)، وابن أبي عاصم في "الزهد"(142)، وأبو يعلى (6465) و (6526)، وأبو عوانة في الرقاق كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 214، وابن حبان (687) و (688)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 889 وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 350، والبيهقي في "الشعب"(9797) و (10461)، والبغوي (4104) و (4105) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: حسن صحيح. =

ص: 44

يُهْتَرُونَ فِي ذِكْرِ اللهِ " (1).

8291 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ

= وسيأتي برقم (9055) و (10288).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6855).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن يعقوب -وهو عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة كما جاء مصرحاً به عند الحاكم والبيهقي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه البخاري معلقاً في "التاريخ الكبير" 8/ 448، والحاكم 1/ 495، وعنه البيهقي في "الشعب"(505) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري معلقاً 8/ 449، والبيهقي في "الشعب"(506) و (507) من طريق محمد بن بشر العبدي، والترمذي (3596) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، كلاهما عن عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رفعه بلفظ:"سبق المفردون" قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: "المستهترون في ذكر الله، يضع الذكرُ عنهم أثقالهم، فيأتون يوم القيامة خفافاً"، قال الترمذي: حسن غريب. قلنا: وعمر بن راشد هذا ضعيف. وسقط من المطبوع من"التاريخ الكبير" أبو سلمة.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1675 من طريق الفريابي، عن عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي الدرداء، مرفوعاً. وهذه الرواية -مع ضعف إسنادها- خطأ، فالحديث حديث أبي هريرة.

وسيأتي الحديث بنحوه برقم (9332) من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة.

قوله: "يُهتَرون"، قال السندي: على بناء المفعول يقال: أُهتِر -على بناء المفعول-: إذا أولع بالشيء.

ص: 45

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ "، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي: " وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا "، فَلَا أَدْرِي حَدَّثَنَا بِهِ أَمْ لَا! (1).

8292 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ الْيَمَامِيِّ (2)، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا يَمَامِيُّ، لَا تَقُولَنَّ لِرَجُلٍ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لَكَ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللهُ الْجَنَّةَ أَبَدًا. قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنَّ هَذِهِ لَكَلِمَةٌ يَقُولُهَا أَحَدُنَا لِأَخِيهِ وَصَاحِبِهِ إِذَا غَضِبَ. قَالَ: فَلَا تَقُلْهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلَانِ، كَانَ أَحَدُهُمَا مُجْتَهِدًا فِي الْعِبَادَةِ، وَكَانَ الْآخَرُ مُسْرِفًا عَلَى نَفْسِهِ، فَكَانَا مُتَآخِيَيْنِ، فَكَانَ الْمُجْتَهِدُ لَا يَزَالُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى ذَنْبٍ، فَيَقُولُ: يَا هَذَا، أَقْصِرْ. فَيَقُولُ: خَلِّنِي وَرَبِّي، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل موسى بن أبي عثمان التَّبَّان وأبيه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. المغيرة بن عبد الرحمن: هو الحزامي المدني، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.

وأخرجه عبد بن حميد (1427)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 92 - 93 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإِسناد. ولم يذكر عبد بن حميد في روايته:"طوله ستون ذراعاً".

وانظر ما سلف برقم (7165) و (7323) و (8177).

(2)

في (ظ 3): الهِفَّاني. وهو صحيح أيضاً، فإن هِفَّان من حنيفة، وهو هِفَّان بن الحارث بن ذُهْل بن الدُّؤل بن حنيفة، وبنو حنيفة منازلهم في اليمامة.

ص: 46

رَقِيبًا؟! قَالَ: إِلَى أَنْ رَآهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ اسْتَعْظَمَهُ، فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ، أَقْصِرْ. قَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا؟! قَالَ: فَقَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لَكَ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللهُ الْجَنَّةَ أَبَدًا. قَالَ أَحَدُهُمَا (1)، قَالَ: فَبَعَثَ اللهُ إِلَيْهِمَا مَلَكًا، فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا، وَاجْتَمَعَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي. وَقَالَ لِلْآخَرِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا، أَكُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا (2)، اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ. قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ، لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ " (3).

(1) قوله: "قال أحدهما"، هكذا هو في (م) وكافة الأصول الخطية، ولا نعلم ما وجهه، ولم يرد في المصادر الأخرى التي خرَّجت الحديث، وهو الأصوب، والله أعلم.

(2)

المثبت من (ظ 3) و (عس)، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: خازناً.

(3)

إسناده حسن، ومتنه غريب، تفرد به عكرمة بن عمار، وهو -وإن كان من رجال مسلم- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وقد روى أحاديث غرائب لم يَشْرَكه فيها أحد.

وأخرجه أبو داود (4901) من طريق علي بن ثابت، وابن حبان (5712)، والبيهقي في "الشعب"(6689) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والمزي في ترجمة ضمضم من "تهذيب الكمال" 13/ 326 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، ثلاثتهم عن عكرمة بن عمار، بهذا الإِسناد. رواية أبي داود والبيهقي جعلا قوله:"تكلم بكلمة أذهبت دنياه وآخرته"من كلام أبي هريرة -وهو الصواب- ورواية المزي جعلها مرفوعة، وفي سندها موسى بن مسعود وفيه لين.

وسيأتي برقم (8749). =

ص: 47

8293 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، مِنْ أَهْلِ قُبَاءَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ، أَوْشَكَ أَنْ تَرَى قَوْمًا يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللهِ، وَيَرُوحُونَ فِي لَعْنَتِهِ (1)، فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ "(2).

8294 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ عُرِضَ لَهُ شَيْءٌ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ، فَلْيَقْبَلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ "(3).

= وفي الباب عن جندب بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدَّث "أن رجلًا قال: والله لا يغفرُ الله لفلانٍ. وإن الله تعالى قال: مَن ذا الذى يتألَّى عليَّ أن لا أغفر لفلانٍ، فإن قد غفرتُ لفلانٍ وأحبطتُ عملَك" أو كما قال. أخرجه مسلم (2621)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6688) من طريق سويد بن سعيد، والبيهقي مرة أخرى من طريق يحيى بن خلف، كلاهما عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عمران الجَوْني، عن جندب.

قوله: "أقصِر"، قال السندي: من الإقصار: وهو الكف عن السعي مع القدرة عليه.

"أوبَقَت"، أي: أهلكت.

(1)

في (م): في لعنة الله.

(2)

إسناده قوي على شرط مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو.

وهو مكرر (8073).

(3)

صحيح لغيره، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (7921). عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي. =

ص: 48

8295 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي، وَقَرَّتْ عَيْنِي، فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ:" كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ (1) مِنَ الْمَاءِ ". قَالَ: أَنْبِئْنِي بِأَمْرٍ إِذَا أَخَذْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ. قَالَ: " أَفْشِ السَّلَامَ، وَأَطْعِمِ الطَّعَامَ، وَصِلِ الْأَرْحَامَ، وَصَلِّ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، ثُمَّ ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ ".

قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: وَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ. (2).

8296 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي، وَقَرَّتْ عَيْنِي، فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ

فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3).

= قوله: "من عرض"، قال السندي: ضبط على بناء المفعول، ومنه المعروض على الشخص، وعلى بناء الفاعل أيضاً، والمراد: أن من أعطي شيئاً من غير سؤال، فلا وجه لتركه.

(1)

في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة لفظ الجلالة، أي: خَلَقَ اللهُ، ولم ترد في (ظ 3) و (عس).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي ميمونة، فقد روى له أصحاب السنن الأربعة، وهو ثقة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وانظر (7932).

(3)

إسناده صحيح كسابقه. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.

ص: 49

8297 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَوْدُودٍ (1)، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ دَخَلَ هَذَا الْمَسْجِدَ فَبَزَقَ - أَوْ تَنَخَّمَ (2)، أَوْ تَنَخَّعَ -، فَلْيَحْفِرْ فِيهِ وَلْيُبْعِدْ (3)، فَلْيَدْفِنْهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ، فَفِي ثَوْبِهِ ثُمَّ لِيَخْرُجْ بِهِ "(4).

8298 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ (5) فَقُتِلَ، فَهُوَ شَهِيدٌ "(6).

(1) تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: "أبو داود"، والتصويب من (ظ 3) و (عس) و (ل).

(2)

قوله: "أو تنخم" لم يرد في (ظ 3) و (عس).

(3)

في (ظ 3) و (عس): فليبعد.

(4)

إسناده حسن، وقد سلف الكلام عليه برقم (7531). أبو مودود: هو عبد العزيز بن أبي سليمان المدائني.

وأخرجه ابن خزيمة (1310) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإِسناد.

والتنخُّم والتنخُّع واحد: وهو رمي النُّخامة أو النُّخاعة: وهي ما يخرجه الإِنسان من حلقه من البلغم.

وقوله: "فليُبعد"، أي: فليبالغ في حفره.

(5)

قوله: "بغيرِ حق"، أثبتناه من (ظ 3) و (عس)، وسقط من (م) وبقية النسخ.

(6)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لقصور درجة عبد العزيز بن المطلب =

ص: 50

8299 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ -، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا مِنْ تَمْرٍ، فَجَعَلْتُهُ فِي مِكْتَلٍ لَنَا، فَعَلَّقْنَاهُ فِي سَقْفِ الْبَيْتِ، فَلَمْ نَزَلْ نَأْكُلُ مِنْهُ حَتَّى كَانَ آخِرُهُ أَصَابَهُ أَهْلُ الشَّامِ حَيْثُ أَغَارُوا عَلَى الْمَدِينَةِ (1).

= عن درجة أهل الحفظ والضبط، وهو من رجال مسلم، لكن تابعه سفيان الثوري فيما سلف في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6829 م). عبد الله بن الحسن: هو عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

وأخرجه ابن ماجه (2582) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإِسناد.

وأخرج مسلم (140) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، عن أبي هريرة، بلفظ: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال:"فلا تعطِهِ"، قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: "قاتله"، قال: أرأيت إِن قتلني؟ قال: "فأنت شهيد"، قال: أرأيت إن قتلته؟ قال:"هو في النار".

وسيأتي بنحوه برقم (8475) من طريق عمرو بن قهيد الغفاري، عن أبي هريرة.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 329 من طريق عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة- بلفظ:"من قتل دون ماله فهو شهيد".

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6522)، وانظر شواهده هناك.

(1)

في (ظ 3) و (عس): أغاروا بالمدينة.

وإسناد الحديث صحيح على شرط مسلم. أبو عامر: هو العقدي، وإسماعيل بن مسلم: هو العبدي، وأبو المتوكل: هو علي بن داود الناجي.

وسيأتي بنحوه من طريق أبي العالية عن أبي هريرة برقم (8628).

وقوله في هذا الحديث: "أصابه أهل الشام" وهم لعله وقع من أحد الرواة، وأبو =

ص: 51

8300 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ - يَعْنِي الْمُعَلِّمَ -، حَدَّثَنَا عَمْروُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الزَّانِي الْمَجْلُودُ لَا يَنْكِحُ إِلَّا مِثْلَهُ "(2).

= هريرة إنما عنى بكلامه هذا أهل مصر أو أهل العراق، وكان ذلك في أيام مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، كما سيأتي مصرحاً به في الحديث رقم (8628)، وأهل الشام إنما كانت وقيعتهم في أهل المدينة في أيام يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وأبو هريرة كان قد توفي قبل ذلك في أيام معاوية، والله تعالى أعلم.

(1)

قوله: "عن أبي هريرة" سقط من (م) و (ل) والنسخ المتأخرة، واستدركناه من (ظ 3) و (عس) و"أطراف المسند" 7/ 241.

(2)

إسناده حسن، عمرو بن شعيب روى له أصحاب السنن وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حبيب المعلم: هو أبو محمد البصري مولى معقل بن يسار.

وأخرجه أبو داود (2052)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4548) و (4549)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 817، والحاكم 2/ 166 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وسقط من المطبوع من"المستدرك"عبد الوارث، واستدرك من "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 161.

وأخرجه الطحاوي (4550)، والحاكم 2/ 193 من طريق يزيد بن زريع، عن حبيب المعلم، قال: قلت لعمرو بن شعيب: إن فلاناً يقول: إن الزاني لا ينكح إلا زانية مثله، قال: وما يَعَجِّبُك من ذلك؟ حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"الزاني لا ينكح إلا زانية مثله، والمجلود لا ينكح إلا مجلودة مثله". واللفظ للطحاوي، ورواية الحاكم مثلها دون قوله: "الزاني لا ينكح =

ص: 52

8301 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ سَنَةً، فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ

= إلا زانية مثله".

وقد ذهب الإِمام أحمد إلى أنه لا يصح العقد من الرجل العفيف على المرأة البغي ما دامت كذلك حتى تستتاب، فإن تابت، صح العقد عليها، وإلا فلا، وكذلك لا يَصحُّ تزويج المرأة الحرة العفيفة بالرجل الفاجر المسافح حتى يتوب توبةً صحيحة، وبه قال قتادة وإسحاق بن راهويه، وأبو عبيد القاسم بن سلام. انظر "المغني" لابن قدامة 9/ 562 - 564.

وقال ابن خويز منداد فيما نقله عنه القرطبي 12/ 171: من كان معروفاً بالزنى أو بغيره من الفسوق معلنا به، فتزوج إلى أهل بيت ستر، وغرهم من نفسه، فلهم الخيار في البناء معه أو فراقه، وذلك كعيبٍ من العيوب، واحتج بقوله عليه السلام:"لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله"، وقال: إنما ذكر المجلود لاستشهاده بالفسق، وهو الذي يجب أن يفرق بينه وبين غيره، فأما من لم يشتهر بالفسق، فلا.

وقال الأمير الصنعاني في "سبل السلام" 3/ 127 - 128: الحديث دليل على أنه يحرم على المرأة أن تزوج بمن ظهر زناه، ولعل الوصف بالمجلود بناء على الأغلب في حق من ظهر منه الزنى، وكذلك الرجل يحرم عليه أن يتزوج بالزانية التي ظهر زناها، وهذا الحديث موافق قوله تعالى:{وحُرَّمَ ذلِكَ على المُؤْمنين} [النور: 3]، إلا أنه حمل الحديثَ والآيةَ الأكثرُ من العلماء على أن معنى: لا ينكح: لا يرغب الزاني المجلود إلَّا في مثله، والزانية لا ترغب في نكاح غير العاهر، هكذا تأولوهما، والذي يدل عليه الحديثُ والآيةُ النهي عن ذلك لا الإِخبارُ عن مجرد الرغبة، وأنه يحرم نكاحُ الزاني العفيفةَ، والعفيفِ الزانيةَ، ولا أصرحَ من قوله:{وحُرِّمَ ذلك على المُؤْمنين} ، أي: كاملي الإِيمان الذين هم ليسوا بزناة، وإلا فإن الزاني لا يخرج عن مسمى الإِيمان عند الأكثر.

ص: 53

عِنْدَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا (1) وَمَا لَنَا ثِيَابٌ إِلَّا الْبِرَادُ الْمُتَفَتِّقَةُ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي عَلَى أَحَدِنَا الْأَيَّامُ مَا يَجِدُ طَعَامًا يُقِيمُ بِهِ صُلْبَهُ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَأْخُذُ الْحَجَرَ فَيَشُدُّهُ عَلَى أَخْمَصِ بَطْنِهِ، ثُمَّ يَشُدُّهُ بِثَوْبِهِ لِيُقِيمَ بِهِ صُلْبَهُ، فَقَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَنَا تَمْرًا، فَأَصَابَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا سَبْعَ تَمَرَاتٍ فِيهِنَّ حَشَفَةٌ، فَمَا سَرَّنِي أَنَّ لِي مَكَانَهَا تَمْرَةً جَيِّدَةً، قَالَ: قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: تَشُدُّ لِي مِنْ مَضْغِي.

قَالَ: فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الشَّامِ. قَالَ: فَقَالَ لِي: هَلْ رَأَيْتَ حَجَرَ مُوسَى؟ قُلْتُ: وَمَا حَجَرُ مُوسَى؟ قَالَ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالُوا لِمُوسَى قَوْلًا تَحْتَ ثِيَابِهِ فِي مَذَاكِيرِهِ، قَالَ: فَوَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى صَخْرَةٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، قَالَ: فَسَعَتْ بِثِيَابِهِ (2)، قَالَ: فَتَبِعَهَا فِي أَثَرِهَا وَهُوَ يَقُولُ: يَا حَجَرُ، أَلْقِ ثِيَابِي، يَا حَجَرُ، أَلْقِ ثِيَابِي (3)، حَتَّى أَتَتْ بِهِ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَأَوْهُ سَوِيًّا (4) حَسَنَ الْخَلْقِ، فَلَحَبَهُ ثَلَاثَ لَحَبَاتٍ (5)، فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، لَوْ كُنْتُ

(1) في الأصول الخطية: رأيتني.

(2)

هكذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: ثيابه، دون الباء.

(3)

قوله للمرة الثانية: "يا حجر ألق ثيابي" لم يرد في (م).

(4)

في (م) والنسخ المتأخرة: فرأوا مستوياً، والمثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل).

(5)

هكذا هو في (ظ 3): "فلحبه ثلاث لحبات" بالمهملة فيها، ووضع الناسخ تحت الحاء فيهما حاءً صغيرة لئلا يتشكك القارئ في إهمالهما، وفي بقية النسخ ومنها النسخ العتيقة:"فَلَجَبَهُ ثَلَاثَ لَجَبَاتٍ" بالمعجمة، قال أبو موسى المديني -كما =

ص: 54

نَظَرْتُ، لَرَأَيْتُ لَحَبَاتِ مُوسَى فِيهِ (1).

= في "النهاية" لابن الأثير 4/ 233 - : كذا في "مسند أحمد بن حنبل"(يعني هو بالجيم في نسخته) ولا أعرف وجهه، إلا أن يكون بالحاء والتاء، ومن اللَّحْتِ: وهو الضَّرب، ولَحَتَه بالعصا: ضربه.

قلنا: واللَّحْبُ أيضاً بالحاء والباء الموحدة -كما في (ظ 3) -: الضَّرب.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن شقيق -وهو العقيلي- من رجاله، وباقي رجال الإِسناد ثقات من رجال الشيخين، وسماع عبد الوارث -وهو ابن سعيد العنبري- من سعيد بن إياس الجريري قبل اختلاط الأخير.

وأخرج الشطر الأول منه الحاكم في "المستدرك" 4/ 106 من طريق مسدد، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد بن إياس الجريري، بهذا الإِسناد. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، فوهما، فإن عبد الله بن شقيق من رجال مسلم وحده.

وقد سلفت قصة التمرات باختصار عند الحديث رقم (7965) من طريق أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة.

وأما الشطر الثاني -وهو قصة موسى- فقد أخرجه بنحوه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 195 - 196 من طريق خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، به.

وسلف برقم (8173) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة، مرفوعاً بنحوه.

قوله: "البِراد"، قال السندي: ضُبط ككتاب، والظاهر أنه جمع بردة، كالقِلال، جمع قُلَّة، والبُردة: الشملة المخططة، وقيل: كساء أسود مُرَبَّع فيه صِغَر تلبسه الأعراب، والمشهور في جمعه بُرَد.

"المتَفَتِّقة" أي: العتيقة التي تشققت.

وقوله: "على أخمص بطنه"، قال: لعله من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي: على بطنه الأخمص، أي: الجائع، والله تعالى أعلم.

والحَشَفة: اليابسة الفاسدة من التمر.

ص: 55

8302 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا فَرْقَدٌ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ أَكْذَبَ النَّاسِ الصَّبَّاغُونَ وَالصَّوَّاغُونَ "(1).

8303 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" تَبَادَرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ ".

قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَ قَتَادَةُ إِذَا قَالَ: " وَأَمْرَ الْعَامَّةِ "، قَالَ: أَمْرَ (2) السَّاعَةِ (3).

(1) إسناده ضعيف، فرقد -وهو ابن يعقوب السَّبَخي- ضعيف، وأحاديثه مناكير. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير.

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 604 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وانظر (7920).

(2)

في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: وأمر، بالواو، والمثبت من (ظ 3) و (عس)، وهو الصواب، فإنه تفسير من قتادة لأمر العامَّة.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، زياد بن رياح من رجاله، وباقي رجال الإِسناد ثقات من رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، والحسن: هو البصري.

وأخرجه مسلم (2947) من طريق عبد الصمد وحده، بهذا الإِسناد. =

ص: 56

8304 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " هَلَاكُ (1) أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ ".

قَالَ مَرْوَانُ - وَهُوَ مَعَنَا فِي الْحَلْقَةِ قَبْلَ أَنْ يَلِيَ شَيْئًا -، فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ غِلْمَةً. قَالَ: أَمَا (2) وَاللهِ لَوْ أَشَاءُ أَنْ أَقُولَ بَني فُلَانٍ وَبَني فُلَانٍ (3)، لَفَعَلْتُ. قَالَ: فَقُمْتُ أَخْرُجُ أَنَا مَعَ أَبِي، وَجَدِّي إِلَى

= وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(1008) من طريق عبد الله بن رجاء، عن همام، به.

وأخرجه مسلم (2947)(129)، وابن حبان (6790)، وابن منده (1007)، والمزي في ترجمة زياد بن رياح من "تهذيب الكمال" 9/ 464 من طريق شعبة، عن قتادة، به.

وسيأتي الحديث مكرراً من طريق عفان وحده، عن همام برقم (9278).

وسيأتي من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه برقم (8446)، ومن طريق عبد الله بن رباح برقم (10640).

وفي الباب عن أنس عند ابن ماجه (4056).

قوله: "تبادروا بالأعمال ستاً"، قال السندي: أي: اعملوا قبل وجود هذه الأمور الستة.

"خُوَيْصَّة أحدكم": الموت.

(1)

في (ظ 3) و (عس) ونسخة على هامش (س): هلكة.

(2)

في (ل) و (م): وأما.

(3)

في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: بَنُو فُلَانٍ وَبَنُو فُلَانٍ، والمثبت من (ظ 3) =

ص: 57

مَرْوَانَ بَعْدَمَا مُلِّكُوا، فَإِذَا هُمْ يُبَايِعُونَ الصِّبْيَانَ مِنْهُمْ، وَمَنْ يُبَايِعُ لَهُ، وَهُوَ فِي خِرْقَةٍ، قَالَ لَنَا: هَلْ عَسَى أَصْحَابُكُمْ هَؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا الَّذِينَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ أَنَّ هَذِهِ الْمُلُوكَ يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا (1).

8305 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل "(2).

= و (عس)، وهو كذلك في رواية البخاري (7058)، والوجه أن يقول: بنو، ويمكن تخريج ما أثبتناه وما هو عند البخاري على أن "أقول" مُضَمَّن معنى "أُسَمِّي" كما جاء مصرحاً به في رواية البخاري الأخرى (3605)، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن يحيى بن سعيد، فمن رجال البخاري. روح: هو ابن عبادة.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/ 464 - 465 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. ولم يذكر بعد الموضوع سوى قول أبي هريرة: إن شئت سميتهم بني فلان وبني فلان.

وأخرجه البخاري (3605) عن أحمد بن محمد المكي، و (7058) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن عمرو بن يحيى، به.

وانظر ما سلف برقم (7871).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة القيسي، وأبو صالح السمان: هو ذكوان. وهو في "الموطأ" 1/ 131.

ومن طريق مالك أخرجه البخاري (653) و (720)، (2829) و (5733)، =

ص: 58

8306 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نُعْمَانُ بْنُ أَبِي شِهَابٍ (1)، أَنَّ ابْنُ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ "(2).

= ومسلم (1914)، والترمذي (1063)، والنسائي في "الكبرى"(7528)، وابن حبان (3188)، والبيهقي في "شعب الإِيمان"(9878)، وفي "الآداب" (916). والرواية الأخيرة عند البخاري مختصرة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وسيأتي من طريق مالك مرة أخرى برقم (10897)، وانظر (8092).

قوله: "الشهداء خمسة"، قال السندي: لم يُرد الحصر، بل أراد دفع توهُّم أن الشهادة منحصرة في القتل في سبيل الله، أي: ليس الشهيد المقتول في سبيل الله فقط، بل هم كثيرون، وإلا فقد جاء ما يدل على شهادة غير الخمسة أيضاً، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 6/ 42 - 44.

(1)

هكذا هو في سائر النسخ الخطية "نعمان بن أبي شهاب"، وفي "جامع المسانيد" ورقة 73، و"أطراف المسند" 7/ 271 في هذا الحديث نعمان بن راشد، وهو الصواب، وقد أورد الحسيني في "الإِكمال" ترجمةً لنعمان بن أبي شهاب -وتابعه ابن حجر في "التعجيل"- فقال: عن الزهري، وعنه ابن جريج، ولعله ابن راشد الجزري. قلنا: بل نعمان هذا هو ابن راشد كما جاء مصرَّحاً به في بعض نسخ "المسند" فيما سيأتي برقم (8590) وفي المصادر التي ذكرت في التخريج هناك. وقد تكون "أبو شهاب" هي كنية راشد والد النعمان، لكن لم يذكر ذلك أحد في ترجمة ولده.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، نعمان هو ابن راشد الجزري، فيه ضعف، يعتبر بحديثه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. =

ص: 59

8307 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ يَذْكُرُونَ الْكَمْأَةَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: جُدَرِيُّ الْأَرْضِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ "(1).

8308 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي مَآخِذَ (2) الْأُمَمَ وَالْقُرُونَ قَبْلَهَا، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا

= وأخرجه أبو يعلى (5899) من طريق الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن ماجه (3266) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وسنده جيد.

وسيأتي برقم (8590) من طريق ابن جريج.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4537)، وانظر بقية شواهده هناك.

(1)

حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد توبع. سعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6670) و (6721) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد. والرواية الثانية عنده مختصرة.

وسلف الحديث برقم (8002) من طريق شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، بإسقاط عبد الرحمن بن غنم منه، وهو منقطع، وانظر تمام تخريجه هناك.

(2)

في (م): مَا أَخَذَ.

ص: 60

بِذِرَاعٍ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمَا فَعَلَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ؟ قَالَ: " وَهَلِ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ؟! " (1).

8309 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ وَأَبُو سَلَمَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لُبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لُبْسَةَ الرَّجُلِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن المغيرة.

وأخرجه البخاري (7319) عن أحمد بن يونس، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (8340) و (8433) و (8805) و (8806).

وله طريقان أخريان: الأولى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ستأتي برقم (9819)، والثانية عن جد إبراهيم بن أسيد، عن أبي هريرة، ستأتي برقم (10641).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري وشداد بن أوس وأبي واقد وسهل بن سعد، ستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/ 84 و 4/ 125 و 5/ 218 و 340.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو القيسي العقدي، وأبو سلمة: هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز الخزاعي.

وأخرجه أبو داود (4098) من طريق أبي عامر وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9253) من طريق خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، به.

وأخرجه ابن ماجه (1903) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل، به، =

ص: 61

8310 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ سَفَرًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي. قَالَ:" أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ "، فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اللهُمَّ ازْوِ لَهُ الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ "(1).

= بلفظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المرأة تتشبه بالرجال، والرجل يتشبه بالنساء.

وانظر ما سلف برقم (7855).

(1)

إسناده حسن، أسامة بن زيد خرَّج له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة القيسي.

وأخرجه الترمذي (3445)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(505)، وابن حبان (2692) و (2702)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(501)، والحاكم 2/ 98، والبيهقي في "السنن" 5/ 251، وفي "الشعب"(547)، وفي "الزهد"(878) من طرق عن أسامة بن زيد الليثي، بهذا الإِسناد. وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!

وسيأتي برقم (8385) و (9724).

وروى محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء السفر: "

اللهم اطوِ لنا الأرض، وهوِّن علينا السفر"، وسيأتي في "المسند" برقم (9599).

وفي باب التكبير على كل شرفٍ عن جابر، سيأتي عند أحمد 3/ 333، قال: كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا صعدنا كبَّرنا، وإذا هبطنا سبِّحنا. ونحوه عند البخاري برقم (2993).

وعن ابن عمر، سلف برقم (4496).

وعن أبي موسى الأشعري عند البخاري (2992)، ونحوه في "المسند" =

ص: 62

8311 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ (1) أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ "(2).

8312 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ ثَابِتًا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِيُسَلِّمِ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ "(3).

= 4/ 394.

وفي باب الدعاء في السفر عن ابن عمر، سلف برقم (6311).

الشَّرَفُ: قال السندي: بفتحتين، أي: مكان مرتفع، والمقصود تذكُّر عظمة الخالق عند رؤية ارتفاع المخلوق.

وازوِ: من زَوَى، كطوى لفظاً ومعنىً.

(1)

كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: من أن، بزيادة "من".

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد -وهو ابن سلمة- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. وانظر (8053).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. زياد: هو ابن سعد الخراساني نزيل مكة، وثابت مولى عبد الرحمن بن زيد: هو ثابت بن عياض الأحنف العدوي مولاهم.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(6233)، وفي "الأدب المفرد"(993)، ومسلم (2160)، وأبو داود (5199)، والبيهقي 9/ 203، والبغوي (3304) من =

ص: 63

8313 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَأَبُو الْمُنْذِرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ زُفَرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ يَقُولُ: " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا، إِنَّهُ لَيْسَ يَبْقَى بَعْدِي مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ "(1).

= طريق روح بن عبادة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(6232)، وفي "الأدب المفرد"(1000) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، ومسلم (2160) من طريق أبي عاصم النبيل، كلاهما عن ابن جريج، به.

وسيأتي برقم (10624) عن روح وعبد الله بن الحارث، عن ابن جريج، وانظر ما سلف برقم (8162).

(1)

إسناده صحيح. أبو المنذر: هو إسماعيل بن عمر الواسطي. وهو في "الموطأ" برواية يحيى الليثي 2/ 956 - 957، وبرواية أبي مصعب الزهري (2011).

وأخرجه أبو داود (5017) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، وابن حبان (6048) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، والحاكم 4/ 390 - 391 من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، ثلاثتهم عن مالك، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7621) من طريق معن بن عيسى وعبد الرحمن بن القاسم، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله، عن زفر بن صعصعة، عن أبي هريرة. بإسقاط صعصعة بن مالك، والمحفوظ عن مالكٍ الأولُ كما قال ابن عساكر فيما نقله المزي في "التحفة" 9/ 452.

وأخرجه بنحوه البخاري (6990) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.

وانظر ما سلف برقم (7168). =

ص: 64

8314 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي لَبِيدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَرَنِي جِبْرِيلُ بِرَفْعِ الصَّوْتِ فِي الْإِهْلَالِ، فَإِنَّهُ مِنْ شِعَارِ (1) الْحَجِّ "(2).

8315 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ "(3).

= وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1900).

(1)

في (م): شعائر.

(2)

متن الحديث صحيح، لكن من حديث زيد بن خالد الجهني، فقد أخطأ أسامة بن زيد في هذا الحديث فجعله من حديث أبي هريرة، وخالفه الثقة الحجة سفيان الثوري، فجعله من حديث زيد بن خالد الجهني، كما سيأتي في "المسند" 5/ 192، قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 255: وهو الصواب، قلنا: وتابع سفيانَ عليه شعبةُ، وسيأتي تخريج حديثه في الموضع المحال إليه من "المسند".

وأما حديث أبي هريرة فقد أخرجه ابن خزيمة (2630)، والحاكم 1/ 450، وعنه البيهقي 5/ 42 من طريق ابن وهب، عن أسامة بن زيد، بهذا الإِسناد.

وفي الباب عن السائب بن خلاد، سيأتي 4/ 55، وسنده صحيح.

قوله: "في الإهلال"، قال السندي: أي: في التلبية، وأصل الإهلال: هو رفعُ الصوت بالتلبية.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، أبو بكر -وهو ابن عياش- من رجاله، =

ص: 65

8316 -

حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ "(1).

8317 -

حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَحَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَزُورًا فَانْتَهَبَهَا النَّاسُ، فَنَادَى مُنَادِيهِ: إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمُ (2) عَنِ النُّهْبَةِ، فَجَاءَ

= وباقي رجال الإِسناد ثقات من رجال الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي.

وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" 7/ 34 - 35 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 172، ومن طريقه الخطيب 7/ 35 عن الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل، به. وفيه:"لم تحبس، أو تُرَدَّ الشمس"، فعَدَّ الإِمام أحمد لهذا اضطراباً من أبي بكر بن عياش.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1069) و (1070) من طريقين عن الفضل بن سهل الأعرج، عن أسود بن عامر، به. فقال في الرواية الأولى:"لم تحتبس، وفي الثانية: "لم تُرَدَّ".

قلنا: ويرجح رواية "لم تحبس" ما سلف عند المصنف برقم (8238) من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو بكر: هو ابن عياش، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وانظر (7427).

(2)

في (ظ 3) و (عس) و (س): ينهاكم، لكن وضع عليها فوق (عس) و (س) =

ص: 66

النَّاسُ بِمَا أَخَذُوا، فَقَسَمَهُ بَيْنَهُمْ (1).

8318 -

حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ (2)، وَلَا الرَّجُلُ الرَّجُلَ "(3).

8319 -

حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا كَامِلٌ - يَعْنِي أَبَا الْعَلَاءِ -، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، مُؤَذِّنًا كَانَ يُؤَذِّنُ لَهُمْ، قَالَ:

= ضبة صغيرة.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من أبي هريرة.

وفي باب النهي عن النهبة عن أنس وجابر وزيد بن خالد وأبي ريحانة وأبي ثعلبة وعبد الله بن يزيد الأنصاري وأبي ليلى وأبي الدرداء ورجل من بني ليث، وستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي: 3/ 140 و 323 و 4/ 117 و 134 و 194 و 307 و 348 و 5/ 195 و 367.

النُّهبة: اسم للانتهاب والنَّهب، وهو أخذ الجماعة الشيء على غير اعتدال.

(2)

في النسخ الخطية: يعني المرأة، بزيادة كلمة "يعني"، ولم ترد في (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3258) من طريق يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي، والطبراني في "الصغير"(653) من طريق أحمد بن يونس، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (9775) من طريق الطفاوي، و (10456) من طريق الحسن، كلاهما عن أبي هريرة.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2773).

وعن أبي سعيد وجابر، سيأتيان 3/ 63 و 348.

ص: 67

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ، وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ "(1).

8320 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا كَامِلٌ أَبُو الْعَلَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ، وَإِمَارَةِ (2) الصِّبْيَانِ "(3).

8320 م - وَقَالَ: " لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَصِيرَ لِلُكَعِ ابْنِ لُكَعٍ "(4).

(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي صالح -وهو مولى ضباعة، وقيل: اسمه ميناء- فقد تفرَّد بالرواية عنه كامل أبو العلاء -وهو ابن العلاء التميمي-، ومع ذلك فقد ذكره ابن حبان في "الثقات"! وأعجب من هذا توثيق الذهبي له في "الميزان" 4/ 539! وأما الحافظ ابن حجر فقد قال في "التقريب": لين الحديث، وقد أخطأ الهيثمي في "المجمع" 7/ 220 في تعيين أبي صالح هذا، فظنه أبا صالح ذكوان السمان الثقة! وأما الراوي عنه، وهو كامل أبو العلاء، فمختلف فيه، فقد حَسَّن القولَ فيه جماعة، وضعفه آخرون.

وأخرجه البزار (3358 - كشف الأستار) من طريق أبي أحمد الزبيري، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2101 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن كامل بن العلاء، بهذا الإِسناد. قال البزار: لا نعلم رواه عن أبي هريرة إلا أبو صالح هذا، ولا نعلم روى عنه إلا كامل بن العلاء.

وسيأتي برقم (8320) و (8654) و (9782).

(2)

في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: ومن إمارة، والمثبت من (ظ 3) و (عس).

(3)

إسناده ضعيف كسابقه.

(4)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. =

ص: 68

8321 -

حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا كَامِلٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَا تَغَارُ؟ قَالَ: " وَاللهِ، إِنِّي لَأَغَارُ، وَاللهُ أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ غَيْرَتِهِ نَهَى عَنِ الْفَوَاحِشِ "(1).

= وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2101 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن كامل أبي العلاء، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (8322) و (8697).

وله شاهد من حديث أبي بردة بن نيار، سيأتي 3/ 466، وسنده حسن.

ومن حديث حذيفة بن اليمان عند الترمذي (2209)، وسنده ضعيف.

ومن حديث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سيأتي 5/ 430، وسنده صحيح.

ومن حديث أنس بن مالك وأبي ذر وعمر بن الخطاب عند الطبراني في "الأوسط" على التوالي: (632) و (3100) و (4674).

لُكَعُ: قال السندي: بضم لام وفتح كاف، كزفر، غير منصرف للعدل والصفة، يقال للعبد والأحمق، قيل: والمراد هاهنا: من لا يُعرَف له أصل، ولا يُحمد له خُلُق. وانظر "مرقاة المفاتيح" 5/ 121 - 122.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، لكن له طريق أخرى يصح بها، ستأتي برقم (8519).

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2101 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل، عن كامل بن العلاء، بهذا الإِسناد.

وأخرجه بنحوه مسلم (1498)(16) ضمن قصة سعد بن عبادة من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وستأتي قصة سعد دون قصة الغَيْرة برقم (10007).

وانظر ما سلف برقم (7210).

وله شاهد صحيح من حديث عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3616).

وآخر من حديث المغيرة، سيأتي 4/ 248.

وثالث من حديث عائشة عند البخاري (5221).

ص: 69

8322 -

حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ وَأَبُو الْمُنْذِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا كَامِلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَصِيرَ"(1)، قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ:" حَتَّى تَصِيرَ لِلُكَعَ ابْنِ لُكَعَ"، وقَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ:"لِلُكَيْعِ ابْنِ لُكَيْعٍ"(2)، وقَالَ أَسْوَدُ: يَعْنِي اللَّئِيمَ ابْنَ اللَّئِيمِ (3).

8323 -

حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ، أَخْبَرَنَا كَامِلٌ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْأَرْذَلُونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا ". وَقَالَ كَامِلٌ بِيَدِهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ (4).

(1) زاد في (م): لِلُكَعٍ، والصواب إسقاطها.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: للكع بن لكع، والمثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل) وهوامش بعض النسخ الأخرى، وهو الصواب.

(3)

هكذا في (ظ 3) و (عس) ونسخة على هامش (س)، وهو كذلك في "جامع السنن والمسانيد" 7/ ورقة 254، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: المتهم ابن المتهم.

والحديث إسناده ضعيف، سلف برقم (8322).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف إن كان أبو صالح هو مولى أبي ضباعة، فإن هذا الحديث سيأتي ضمن حديث برقم (9178) من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح -وهو ذكوان السمان-، وكامل أبو العلاء قد روى عن الاثنين، والحديث على كل حال صحيح، فله طريق آخر صحيح، سيأتي برقم (10795) ضمن حديث. =

ص: 70

8324 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا أَعْلَمُ - شَكَّ مُوسَى -، قَالَ:" ذَرَارِيُّ الْمُسْلِمِينَ فِي الْجَنَّةِ، يَكْفُلُهُمْ إِبْرَاهِيَمُ "(1).

= وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2101 من طريق معافى بن عمران، عن كامل أبي العلاء، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من طريق كامل أيضاً برقم (8698).

وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي في "المسند" 5/ 152، وهو متفق عليه.

والأرذلون: جمع أَرْذَل، وهو الدُّون من الناس، وذلك يوم القيامة، كما في الروايات الأخرى.

(1)

إسناده حسن. عبد الرحمن بن ثابت: هو ابن ثوبان، وهو حسن الحديث.

وأخرجه ابن أبي داود في "البعث"(16)، وابن حبان (7446) من طريق زيد بن الحباب، والحاكم 2/ 370 من طريق عبد الله بن صالح العجلي، كلاهما عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، بهذا الإِسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي!

وأخرجه بنحوه الحاكم 1/ 384، وأبو نُعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 263، والبيهقي في "البعث"(210) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أولاد المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردَّهم إلى آبائهم يوم القيامة". وإسناده ضعيف من أجل مؤمل بن إسماعيل، فهو سيئ الحفظ. وقد خالف مؤملًا فيه وكيعٌ، فقد رواه عن سفيان الثوري موقوفاً، أخرجه كذلك ابن أبي شيبة 3/ 379.

وجاء في حديث سمرة بن جندب عند أحمد 5/ 9، والبخاري (7047)، وغيرهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في السماء إبراهيم وحوله ولدان كُثُر، وهم أولاد =

ص: 71

8325 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا زَارَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ فِي اللهِ عز وجل، أَوْ عَادَهُ، قَالَ اللهُ عز وجل: طِبْتَ وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا "(1).

8326 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

= المسلمين، وكذا أولاد المشركين ممن مات على الفطرة.

قوله: "يكفلهم"، قال السندي: أي: يقوم بأمرهم، وكأنَّه يفوَّض أمرهم إليه، لأنه كان في الرحمة عَلَماً، حتى قال:{ومَنْ عَصَاني فإنَّك غفورٌ رحيمٌ} [إبراهيم: 36]. والصغير يحتاج إلى من يكون في غاية الرحمة، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده ضعيف لضعف أبي سنان - وهو عيسى بن سنان القسملي.

وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(3)، وفي "الزهد"(708)، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(345)، والبغوي (3473) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البغوي (3472) من طريق روح بن أسلم، عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه ابن ماجه (1443)، والترمذي (2008) من طريق يوسف بن يعقوب السدوسي، وابن حبان (2961) من طريق عبد الواحد بن غياث، والبيهقي في "الشعب"(9026) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، ثلاثتهم عن أبي سنان، به.

وسيأتي برقم (8536) و (8651).

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من هذا.

قلنا: يشير إلى الحديث الذى سلف برقم (7919).

ص: 72

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ حُذَافَةَ السَّهْمِيَّ قَامَ يُصَلِّي، فَجَهَرَ بِصَلَاتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" يَا ابْنَ حُذَافَةَ، لَا تُسْمِعْنِي وَأَسْمِعْ رَبَّكَ عز وجل "(1).

8327 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا يَسْتَسْقِي، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، ثُمَّ خَطَبَنَا وَدَعَا اللهَ عز وجل، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ نَحْوَ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَهُ، ثُمَّ قَلَبَ رِدَاءَهُ، فَجَعَلَ الْأَيْمَنَ عَلَى الْأَيْسَرِ، وَالْأَيْسَرَ عَلَى الْأَيْمَنِ (2).

(1) إسناده ضعيف، النعمان -وهو ابن راشد الجزري- ضعفه يحيى بن سعيد القطان وأحمد والنسائي ويحيى بن معين في أكثر الروايات عنه، وقال البخاري: في حديثه وهم كثير، وهو صدوق في الأصل، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. جرير: هو ابن حازم.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 162 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإِسناد.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فالنعمان -وهو ابن راشد- ضعيف يعتبر به، وباقي رجال الإِسناد ثقات من رجال الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (1268)، وابن خزيمة (1409) و (1422)، وابن المنذر في "الأوسط"(2219)، والطحاوي 1/ 325، والبيهقي 3/ 347 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإِسناد- وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وانظر ما سلف برقم (7213).

وفي الباب عن عبد الله بن زيد بن عاصم، سيأتي 4/ 39 و 41، وسنده صحيح.

وعن عبد الله بن يزيد الخطمي عند البخاري (1022) معلقاً، ومسلم (1254). =

ص: 73

8328 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيَمَ إِذْ قَالَ: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] "(1).

= وعن عائشة عند أبي داود (1173)، وسنده جيد، وصححه ابن حبان (2860).

قلنا: وقد اختلف في وقت الخطبة في الاستسقاء، فقيل: هي قبل الصلاة، وقيل: بعدها. وانظر "فتح الباري" 2/ 499 - 500، و"الأوسط" لابن المنذر 4/ 318 - 319.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه البخاري (4537)، والطبري في "تفسيره" 3/ 50 من طريق عبد الله بن وهب، والطبري 3/ 49 من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن يونس بن يزيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مقروناً بالحديث الذى بعده: البخاري (3372)، ومسلم (151) وص 1839 (152)، وابن ماجه (4026)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(326)، وابن حبان (6208)، وابن منده في "الإِيمان"(368)، والبغوي في "شرح السنة"(63)، وفي "تفسيره" 1/ 247 - 248 من طريق ابن وهب، والبخاري (4694)، والطحاوي (327)، وابن منده (369)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 507 من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن يونس بن يزيد، به.

وأخرجه كذلك مسلم (151) وص 1840 (152)، والنسائي في "الكبرى"(11050) و (11253)، والطحاوي (328) و (329)، وابن منده (370) من طريق مالك بن أنس، ومسلم (151)، وابن منده (371) من طريق أبي أويس عبد الله بن =

ص: 74

8329 -

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَرْحَمُ اللهُ لُوطًا، لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ، لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ "(1).

= عبد الله، كلاهما عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي عبيد مولى ابن أزهر، عن أبي هريرة.

قال الخطابي في "أعلام الحديث" 3/ 1545: مذهب هذا الحديث التواضع والهضم في النفس، وليس في قوله:"نحن أحق بالشَّكِّ من إبراهيم" اعتراف بالشك على نفسه، ولا على إبراهيم عليه السلام، لكن فيه نفي الشك عن كل واحد منهما؛ يقولُ: إذا لم أشك أنا ولم أرتب في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى فإبراهيم أولى بأن لا يشك فيه وأن لا يرتاب، وفيه الإِعلام أن المسألة من قِبَل إبراهيم لم تَعرِضْ من جهة الشك، لكن من قِبَل طلب زيادة العلم واستفادة معرفة كيفية الإِحياء، والنفس تجد من الطمأنينة بعلم الكيفية ما لا تجده بعلم الآنِيَّة، والعلم في الوجهين حاصل، والشك مرفوع. وقد قيل: إنما طلب الإِيمان بذلك حِسّاً وعِياناً لأنه فوق ما كان عليه من الاستدلال والمُستدِلُّ لا يزول عنه الوساوس والخواطر. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الخبر كالمعاينة". (حديث صحيح، سلف تخريجه برقم 1842). وانظر "فتح الباري" 6/ 412 - 413.

(1)

إسناده إسناد سابقه، وهو صحيح على شرط الشيخين.

وقد خرَّج بعضهم هذا الحديث مقروناً إلى الذى قبله، فانظر من خرجه هكذا هناك.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/ 88 من طريق عبد الله بن وهب وعمرو بن الحارث، كلاهما عن يونس بن يزيد، بهذا الإِسناد- دون قصة يوسف.

وأخرجه الطبري أيضاً 12/ 235 من طريق ابن وهب وعمرو بن الحارث، كلاهما عن يونس بن يزيد، به- دون قصة لوط.

وأخرجهما جميعاً البخاري (3387) من طريق مالك بن أنس، عن الزهري، =

ص: 75

8330 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَلَا يُنَجِّيهِ مِنَ النَّارِ "، قِيلَ: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي رَبِّي بِرَحْمَةٍ مِنْهُ "، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ هَكَذَا - وَأَشَارَ وَهْبٌ - يَقْبِضُهَا وَيَبْسُطُهَا (1).

8331 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

= عن سعيد بن المسيب وأبي عبيد مولى ابن أزهر، عن أبي هريرة.

وأخرجه أيضاً (6992) من هذا الطريق دون قصة لوط.

وقصة لوط سلفت برقم (8279) من طريق الأعرج عن أبي هريرة، وستأتي برقم (8987) و (10903) من طريق أبي سلمة وحده عن أبي هريرة.

وقصة يوسف ستأتي برقم (8554) و (9060) من طريق أبي سلمة وحده.

وسيأتي الحديث بشطريه برقم (8392) من طريق أبي سلمة وحده أيضاً.

قوله: "لو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي"، قال الخطابي في "أعلام الحديث" 3/ 1546: يريد بذلك قوله: {ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطَّعن أيديهن} [يوسف: 50]، فلم يسرع الإِجابة إلى الخروج حين أذن له في ذلك لئلا يكون سبيلُه سبيل المذنب يُمَنُّ عليه بالعفو، وأراد أن يقيمَ الحُجة عليهم في حبسهم إياه ظلماً، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم تفضيله بذلك، والثناء عليه بحسن الصبر وقوة العزم، والتواضع لا يصغِّر كبيراً، ولا يضع رفيعاً، ولا يبطل لذي حق حقاً، ولكنه يوجب لصاحبه فضلًا، ويُكْسِبُهُ جلالًا وقدراً.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7203).

ص: 76

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ فِي الْبَوْلِ "(1).

8332 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا رُزَيْقٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلْمَى -، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُهَزَّمِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(689)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5192)، والآجرّي في "الشريعة" ص 362، والبيهقي 2/ 412 من طريق يحيى بن حماد، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (9033) و (9059).

وأخرجه الدارقطني 1/ 128 بنحوه من طريق محمد بن الصباح السمان، عن أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعاً، بلفظ:"استنزهوا من البول، فإن عامة عذاب القبر منه".

وهذا إسناد ضعيف، محمد بن الصباح السمان، قال الذهبي في "الميزان" 3/ 583: لا يُعرف وخبره منكر.

وفي الباب بنحو لفظ حديث محمد بن الصباح هذا عن ابن عباس عند عبد بن حميد (642)، والبزار (243 - كشف الأستار)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(5194)، والطبراني (11120)، والدارقطني 1/ 128، والحاكم 1/ 183 - 184، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(121)، وسنده ضعيف.

وعن معاذ بن جبل عند الطبراني 20/ (248)، وسنده ضعيف أيضاً.

وسلف من حديث ابن عباس برقم (1980)، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال: "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول

" وهو متفق عليه.

ص: 77

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ بِالسَّمَاءِ، يَعْنِي:{ذَاتِ الْبُرُوجِ} ، وَ {السَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} (1).

8333 -

حَدَّثَنَا أَبُو (2) سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَبَّادٍ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمُهَزَّمِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أَنْ يُقْرَأَ بِالسَّمَاوَاتِ فِي الْعِشَاءِ (3).

8334 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا (4) حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا، وَرَضِيَ لَكُمْ ثَلَاثًا: رَضِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا (5) بِهِ

(1) إسناده ضعيف، أبو المهزم -واسمُه يزيد بن سفيان، وقيل: عبد الرحمن بن سفيان- ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم، وقال البخاري: تركه شعبة بن الحجاج، وقال الدارقطني: يترك، وقال النسائي: متروك الحديث. ورزيق بن أبي سلمى أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 505 وذكر أنه روى عن الحسن وعطاء وبكر بن عبد الله، وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي ومسلم بن إبراهيم، ولم يوثقه أحد، فهو مجهول الحال.

وسيأتي بنحوه برقم (8333) و (10879).

(2)

لفظه: "أبو" سقطت من (م).

(3)

إسناده ضعيف كسابقه، وحماد بن عباد السدوسي له ترجمة في "الإِكمال"(184)، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 220.

(4)

في (م): عن.

(5)

في (م) والنسخ المتأخرة: لا تشركون.

ص: 78

شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا، وَأَنْ تَنْصَحُوا لِوُلَاةِ الْأَمْرِ، وَكَرِهَ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ " (1).

8335 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ قَائِمًا، وَعَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ، وَأَنْ يَمْنَعَ الرَّجُلُ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً فِي حَائِطِهِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة-، وسهيل بن أبي صالح، فقد روى لهما البخاري تعليقاً، وهما من رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 990، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(442)، وابن حبان (3388)، والبغوي (101)، وأخرجه مسلم (1715)(10) من طريق جرير بن عبد الحميد، و (1715)(11) من طريق أبي عوانة، ثلاثتهم (مالك وجرير وأبو عوانة) عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن حبان (5720) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة- بقصة المكروهات.

وسيأتي الحديث من طريق أبي صالح عن أبي هريرة برقم (8718) و (8799).

وفي الباب عن المغيرة بن شعبة سيأتي في "المسند" 4/ 246، وهو متفق عليه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الصحيح. حماد: هو ابن سلمة، وهو من رجال مسلم. وعكرمة: هو مولى ابن عباس، وهو من رجال البخاري.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 276 من طريق الحجاج بن منهال، وفي "شرح مشكل الآثار"(2099) من طريق حجاج وموسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد- بقصة النهي عن الشرب من في السقاء. =

ص: 79

8336 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ قَيْسٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كُلُّ امْرِئٍ حَسِيبُ نَفْسِهِ، لِيَشْرَبْ كُلُّ قَوْمٍ فِيمَا بَدَا لَهُمْ "(1).

8337 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ "(2).

8338 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ "(3).

= وأخرجه البيهقي 6/ 68 من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، به- دون قصة الشرب قائماً.

والنهي عن الشرب من فيِّ السقاء، سلف برقم (7153).

والنهي عن منع الرجل جاره، سلف برقم (7154).

وانظر ما سلف في الشرب قائماً برقم (8708).

(1)

إسناده ضعيف لضعف شهر -وهو ابن حوشب-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (8052).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7566).

(3)

إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة. وقد سلف برقم (8042).

ص: 80

8339 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ "(1).

8340 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا فَذِرَاعًا، وَبَاعًا فَبَاعًا، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ دَخَلْتُمُوهُ ". قَالُوا: وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ، أَهْلُ الْكِتَابِ؟ قَالَ:" فَمَهْ "(2).

(1) إِسناده صحيح على شرط مسلم. وسيأتي مكرراً برقم (8441).

وأخرجه مسلم (2612)(113) عن شيبان بن فرُّوخ، عن أبي عوانة، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (9799) من طريق محمد بن عمرو، عمن سمع أبا صالح، وانظر ما سلف برقم (7323).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وانظر (8308).

السَّنَن، قال النووي في "شرح مسلم" 16/ 219: بفتح السين والنون: وهو الطريق، والمراد بالشَّبر والذراع وجُحر الضب التمثيل بشدة الموافقة في المعاصي والمخالفات، لا في الكفر.

والباع، قال ابن الأثير: هو قدر مد اليدين وما بينهما من البَدَن.

ص: 81

8341 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي، فَقَالَ:" خَلَقَ اللهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ فِيهَا يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ فِيهَا يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، آخِرَ الْخَلْقِ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ "(1).

(1) الأصحُّ أن هذا الحديث موقوف على كعب الأحبار وليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم.

أيوب بن خالد -وهو ابن صفوان بن أوس بن جابر الأنصاري- لينه الحافظ في "التقريب"، وقال الأزديُّ: ليس حديثه بذاك، تكلم فيه أهل العلم بالحديث، وكان يحيى بن سعيد ونظراؤه لا يكتبون حديثه.

وأخرجه مسلم (2789)، والنسائي في "الكبرى"(11010)، وأبو يعلى (6132)، والطبري في "تاريخه" 1/ 23 و 45، وابن حبان (6161)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 383 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإِسناد. ورواية الطبري الثانية مختصرة.

وأخرجه ابن معين في "تاريخه" ص 305، وعنه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 175 عن هشام بن يوسف، عن ابن جريج، به.

وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 33 - 34 من طريق صفوان بن سليم، عن أيوب بن خالد، به.

وعلقه البخاري في "تاريخه" 1/ 413 - 414 مختصراً من طريق أيوب، وقال: =

ص: 82

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال بعضهم: عن أبي هريرة، عن كعب، وهو أصح.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11392) من طريق الأخضر بن عجلان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة. والأخضر بن عجلان صدوق، وقد خالف ثقتين هما حجاج بن محمد وهشام بن يوسف، والصواب قولهما، ورواية الأخضر خطأ.

وذكر البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 384 عن علي ابن المديني أنه قال: ما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا عن إبراهيم بن أبي يحيى. قلت (القائل البيهقي): وقد تابعه على ذلك موسى بن عبيدة الربذي، عن أيوب بن خالد، إلا أن موسى بن عبيدة ضعيف، وروي عن بكر بن الشرود، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن صفوان بن سليم، عن أيوب بن خالد، وإسناده ضعيف، والله أعلم.

وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 1/ 99 (طبعة الشعب) بعد أن أورد الحديث من طريق مسلم: هذا الحديث من غرائب "صحيح مسلم"، وقد تكلم عليه ابن المديني والبخاري، وغير واحد من الحفاظ، وجعلوه من كلام كعب، وأن أبا هريرة إنما سمعه من كلام كعب الأحبار، وإنما اشتبه على بعض الرواة، فجعله مرفوعاً، وذكره أيضا في "تفسير" 3/ 422، وقال: وفيه استيعاب الأيام السبعة، والله تعالى قد قال:(في ستة أيام)، ولهذا تكلم البخاري وغير واحد من الحفاظ في هذا الحديث، وجعلوه من رواية أبي هريرة عن كعب الأحبار، ليس مرفوعاً.

وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية في "الفتاوى" 17/ 236: وأما الحديث الذى رواه مسلم في قوله: "خلق الله التربة يوم السبت" فهو حديث معلول قدح فيه أئمة الحديث كالبخاري وغيره، وقال البخاري: الصحيح أنه موقوف على كعب الأحبار، وقد ذكر تعليله البيهقي أيضاً، وبينوا أنه غلط ليس مما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مما أنكر الحذَّاق على مسلم إخراجَه إياه.

وقال أيضاً فيما نقله عنه القاسمي في "الفضل المبين" ص 432 - 434: هذا الحديث طعن فيه من هو أعلمُ من مسلم مثلُ يحيى بن معين ومثل البخاري =

ص: 83

8342 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى - يَعْنِي ابْنَ الْمُسَيَّبِ -، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْتِي دَارَ قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَدُونَهُمْ دَارٌ، قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ (1)، تَأْتِي دَارَ فُلَانٍ وَلَا تَأْتِي دَارَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

= وغيرهما، وذكر البخاري أن هذا من كلام كعب الأحبار، وطائفة اعتبرت صحته مثل أبي بكر ابن الأنباري، وأبي الفرج ابن الجوزي وغيرهما، والبيهقي وغيره وافقوا الذين ضعفوه، وهذا هو الصواب، لأنه قد ثبت بالتواتر أن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وثبت أن آخر الخلق كان يوم الجمعة، فلزِم أن يكون أول الخلق يوم الأحد وهكذا عند أهل الكتاب، وعلى ذلك تدل أسماء الأيام، وهذا المنقول الثابت في أحاديث وآثار أُخَر، ولو كان أول الخلق يوم السبت وآخره يوم الجمعة لكان قد خلق في الأيام السبعة، وهو خلاف ما أخبر به القرآن، مع أن حُذَّاق علم الحديث يثبتون علة هذا الحديث من غير هذه الجهة، وأن راويه فلان غلط فيه لأمور يذكرونها، وهذا الذى يسمى معرفة علل الحديث، يكون الحديث إسناده في الظاهر جيداً، ولكن عُرِفَ من طريق آخر أن راويه غلط فرفعه، وهو موقوف، أو أسنده وهو مرسل، أو دخل عليه الحديث في حديث، وهذا فن شريف، وكان يحيى بن سعيد القطان، ثم صاحبه علي ابن المديني، ثم البخاري من أعلم الناس به، وكذلك الإِمام أحمد، وأبو حاتم، وكذلك النسائي، والدارقطني وغيرهم، وفيه مصنفات معروفة.

وقال المناوي في "فيض القدير" 3/ 448: قال بعضهم: هذا الحديث في متنه غرابة شديدة، فمن ذلك: أنه ليس فيه ذكر خلق السماوات، وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها في سبعة أيام، وهذا خلاف القرآن، لأن الأربعة خلقت في أربعة أيام، ثم خلقت السماوات في يومين.

(1)

قوله: "سبحان الله" ليس فى (ظ 3).

ص: 84

لِأَنَّ فِي دَارِكُمْ كَلْبًا "، قَالُوا: فَإِنَّ فِي دَارِهِمْ سِنَّوْرًا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ السِّنَّوْرَ سَبُعٌ " (1).

8343 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا، لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا "، ثَلَاثًا. قَالَ: فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النُّقْبَةَ تَكُونُ بِمِشْفَرِ الْبَعِيرِ أَوْ بِعَجْبِهِ، فَتَشْتَمِلُ (2) الْإِبِلَ جَرَبًا! قَالَ: فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ:" مَا أَعْدَى الْأَوَّلَ؟! لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا هَامَةَ، خَلَقَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ فَكَتَبَ حَيَاتَهَا، وَمَوْتَهَا، وَمُصِيبَاتِهَا، وَرِزْقَهَا "(3).

(1) إسناده ضعيف لضعف عيسى بن المسيب، وقد سلفت ترجمته عند الحديث رقم (80). هاشم: هو ابن القاسم الليثي أبو النضر.

وأخرجه الحاكم 1/ 183، والبيهقي 1/ 249 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإِسناد. وصحح الحاكم إسناده فأخطأ، وتعقبه الذهبي بأن عيسى بن المسيب ضعيف.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2656)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1892، والدارقطني 1/ 63، والحاكم 1/ 183 من طرق عن عيسى بن المسيب، به. واقتصر بعضهم على المرفوع منه وهو قوله:"السِّنَّور سَبُع".

وسيأتي الحديث برقم (9708) مختصراً -دون القصة- بلفظ: "الهر سَبُع".

السِّنَّور: هو الهِرُّ.

(2)

في (م): فتشمل.

(3)

حديث صحيح، محمد بن طلحة -وهو ابن مصرف اليامي- وإن روى له =

ص: 85

8344 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَقُّ مِنِّي بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قَالَ:" أُمُّكَ "، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أُمُّكَ "، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أُمُّكَ "، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أَبُوكَ (1) "(2).

= الشيخان ينحط عن رتبة الصحيح، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شبرمة، فمن رجال مسلم. هاشم: هو ابن القاسم بن مسلم الليثي، مولاهم البغدادي.

وأخرجه أبو يعلى (6112)، والطحاوي 4/ 112 و 308 من طريق هشيم، والطبري في "تهذيب الآثار- مسند علي" ص 7، وابن حبان (6119)، والبغوي (3249)، والخطيب في "تاريخه" 11/ 168 - 169 من طريق شجاع بن الوليد، كلاهما عن ابن شبرمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه بنحوه الحميدي (1117)، والطحاوي 4/ 308، وابن حبان (6118) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، به.

وانظر ما سلف برقم (7620).

النُّقْبة، قال السندي: بضم نون فسكون قاف: هي أول شيء يظهر من الجرب.

والعدوى وصفر والهامة، سلف بيانها عند الحديث (7620).

والمِشْفَر: هو للبعير كالشَّفة للإِنسان. والعَجْب: أَصل الذَّنَب.===

(1)

في (م) وسائر الأصول سوى (ظ 3): أباك، على لغة من يُعمِل الأسماء الخمسة معاملة الاسم المقصور، والمثبت من (ظ 3). ولفظة:"ثم" الأخيرة ليست في (م).

(2)

حديث صحيح، محمد -وهو ابن طلحة اليامي- متابع، وباقي رجاله ثقات =

ص: 86

8345 -

حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ضِرْسُ الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَعَرْضُ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ مِثْلُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ الرَّبَذَةِ "(1).

= رجال الشيخين غير عبد الله بن شبرمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (2548)(4)، والبيهقي 8/ 2، والذهبي في "السير" 10/ 675، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 84 من طرق عن محمد بن طلحة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 541، وعنه مسلم (2548)(3)، وابن ماجه (2706)، وأبو يعلى (6092) عن شريك بن عبد الله، والبخاري في "الأدب المفرد"(5)، ومسلم (2548)(4)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 83 - 84 من طريق وهيب بن خالد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1666)، والبيهقي في "الآداب"(2) من طريق شجاع بن الوليد السكوني، ثلاثتهم عن عبد الله بن شبرمة، به. وبعضهم يذكر فيه الأم مرتين فقط.

وعلقه البخاري بإثر الحديث (5971)، قال: وقال ابن شبرمة ويحيى بن أيوب: حدثنا أبو زرعة

ولم يسق لفظه.

وسيأتي برقم (9081) من طريق عمارة بن القعقاع، و (9218) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن أبي زرعة.

وفي الباب عن أبي سلامة السلمي، سيأتي 4/ 311.

وعن معاوية بن حيدة القشيري، سيأتي أيضاً 5/ 3 و 5.

(1)

إسناده حسن، عبد الرحمن بن إسحاق -وهو المدني- روى له مسلم في "صحيحه" متابعة، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، سعيد بن أبي سعيد -وهو المقبري- من رجال الشيخين، وربعي بن إبراهيم من رجال الترمذي.

ص: 87

8346 -

حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (1)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ

= وأخرجه البيهقي في "البعث"(568) من طريق بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مقطعا ًالحميدي (1177) من طريق رجل من بني حنيفة، ومسلم (2851)، والترمذي (2579)، وابن حبان (7487)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2587، والبيهقي في "الشعب"(393)، وفي "البعث"(565) من طريق أبي حازم، والترمذي (2577)، وابن أبي عاصم في "السنة"(610)، وابن حبان (7486)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 242، والحاكم 4/ 595 من طريق أبي صالح، والترمذي (2578)، وابن عدي 6/ 2234 من طريق محمد بن عمار وصالح مولى التوأمة، وابن حبان (7488) من طريق حميد والد سليمان، ستتهم عن أبي هريرة.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد- زيادات نعيم"(304)، والحاكم 595 - 596 من طريق سعيد بن أبي هلال، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة موقوفاً. وزاد فيه الحاكم: قال أبو هريرة: وكان يقال: بطنه مثل بطن إضم. وقال: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لتوقيفه على أبي هريرة رضي الله عنه، ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد- زيادات نعيم"(303)، ومن طريقه البغوي (4413) عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، موقوفاً.

وسيأتي برقم (8410) و (10931) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4800)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وَرِقان: جبل عظيم من جبال تهامة، بين مكة والمدينة.

والرَّبَذَة: قرية من قرى المدينة، بينها وبين مكة، وبها دفن الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري.

(1)

زاد في (م) بعده: "حدثنا شريك"، وهو خطأ.

ص: 88

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: عَطَسَ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَحَدُهُمَا أَشْرَفُ مِنَ الْآخَرِ، فَعَطَسَ الشَّرِيفُ فَلَمْ يَحْمَدِ اللهَ، فَلَمْ يُشَمِّتْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَعَطَسَ الْآخَرُ فَحَمِدَ اللهَ، فَشَمَّتَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَ الشَّرِيفُ: عَطَسْتُ عِنْدَكَ فَلَمْ تُشَمِّتْنِي، وَعَطَسَ هَذَا عِنْدَكَ فَشَمَّتَّهُ! فَقَالَ:" إِنَّ هَذَا ذَكَرَ اللهَ فَذَكَرْتُهُ، وَإِنَّكَ نَسِيتَ اللهَ فَنَسِيتُكَ "(1).

8347 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ ظَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا الْقَاسِمِ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ، يَقُولُ:" هَلَاكُ أُمَّتِي عَلَى رُؤُوسِ غِلْمَةٍ أُمَرَاءَ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ "(2).

8348 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ

(1) إسناده حسن كسابقه.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(932) من طريق ربعي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أيضاً بنحوه (930) من طريق يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/ 100.

وفي تشميت العاطس، انظر ما سلف برقم (8271).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مالك بن ظالم، وقد سلف الكلام على هذا الحديث برقم (7871). =

ص: 89

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا (1)، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51]، وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 57]، ثُمَّ ذَكَرَ (2) " الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، ثُمَّ يَمُدُّ يَدَهُ (3) إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟! " (4).

= روح: هو ابن عبادة القيسي.

(1)

في (ظ 3): الطَّيِّب.

(2)

قوله: "ثم ذكر" هذه الجملة من كلام راوي الحديث، وهو أبو هريرة كما جاء مُبيَّناً في رواية البخاري في "رفع اليدين"، والضمير فيه يعود للنبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز في "الرجل" الرفع على أنه مبتدأ مذكور على وجه الحكاية من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، أو النصبُ على أنه مفعول "ذَكرَ".

(3)

في (م) وحدها: يديه.

(4)

إسناده حسن، فضيل بن مرزوق -وإن روى له مسلم- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

وأخرجه الدارمي (2717)، والبخاري في "رفع اليدين"(94)، والترمذي (2989)، والبيهقي 3/ 346 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، ومسلم (1015)، والبيهقي 3/ 346 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، كلاهما عن الفضيل بن مرزوق بهذا الإِسناد. رواية البخاري مختصرة، وقال الترمذي: حسن =

ص: 90

8349 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَفْضُلُ صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ عَلَى الْوَاحِدَةِ (1) سَبْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً "(2).

8350 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (3)، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ

= غريب.

قوله: "طيِّب"، قال النووي في "شرح مسلم" 7/ 100: قال القاضي: الطيِّب في صفة الله تعالى بمعنى المنزَّه عن النقائص.

وقوله: "يطيل السفر

" قال: معناه -والله أعلم- أنه يطيل السفر في وجوه الطاعات كحجٍّ وزيارة مستحبة وصلة رحم، وغير ذلك.

(1)

هكذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: الوحدة.

(2)

حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(258) عن يحيى بن آدم، عن شريك، بهذا الإِسناد. لكن وقع عنده:"خمسة وعشرين صلاة".

وأخرجه كذلك مرة أخرى (259) من طريق أبي عوانة، عن أشعث، به.

وسيأتي الحديث برقم (9860) عن حجاج بن محمد، و (10798) عن يحيى بن آدم، كلاهما عن شريك، به. قال حجاج في روايته:"سبعاً وعشرين أو خمساً وعشرين"، واقتصر يحيى بن آدم في روايته على اللفظ الثاني.

وسلف برقم (7185) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وقال:"خمساً وعشرين".

(3)

تحرف في (م) إلى: بَكْر.

ص: 91

سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُوَطِّنُ - قَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (1): لَا يُوَطِّنُ - رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ، إِلَّا تَبَشْبَشَ اللهُ بِهِ حَتَّى يَخْرُجَ، كَمَا يَتَبَشْبَشُ (2) أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ "(3).

8351 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَبَا قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " يُبَايَعُ

(1) تحرف في (م) إلى: بكر.

(2)

في (ظ 3) و (عس) و (ل): تبشبش.

(3)

رجاله ثفات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وابن أبي بُكير: هو يحيى بن أبي بكير، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي العامري المدني.

وأخرجه الطيالسي (2334)، وابن ماجه (800)، وابن خزيمة (1503)، وابن حبان (1607) و (2278)، والحاكم 1/ 213 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (359) من طريق ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به. ولفظه "ما من رجلٍ كان يوطن المساجدَ فشغله أمرٌ أو عِلَّة، ثم عاد إلى ما كان، إلا تبشبشَ

" إلخ.

وروي الحديث عن الليث بن سعد بزيادة رجل مجهول بين سعيد المقبري وبين سعيد بن يسار، ورجحها الدارقطني على روايتي ابن أبي ذئب وابن عجلان، انظر ما سلف برقم (8065).

ص: 92

لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ " (1).

8352 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ كَانَ يَنْعَتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كَانَ شَبْحَ الذِّرَاعَيْنِ، أَهْدَبَ أَشْفَارِ الْعَيْنَيْنِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، يُقْبِلُ جَمِيعًا وَيُدْبِرُ جَمِيعًا، بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا صَخَّابًا (2) فِي الْأَسْوَاقِ (3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن سمعان، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة.

وأخرجه ابن حبان (6827)، والحاكم 4/ 452 - 453 من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، بهذا الإِسناد.

وانظر (7910).

(2)

وقع في (ظ 3) بالسين، وهما بمعنى واحد: وهو الصياح.

(3)

إسناده حسن، وسماع ابن أبي ذئب من صالح مولى التوأمة قديم قبل اختلاطه.

وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 244 من طريق آدم بن أبي إياس وعاصم بن علي، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد- دون قوله: "يقبل جميعاً

الخ".

وسيأتي برقم (9787).

وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم انظر "الدلائل" 1/ 194 وما بعدها، و"شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم" =

ص: 93

8353 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أُرَاهُ ذَكَرَهُ (1)، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" أَنَّ الْعَبْدَ الْمَمْلُوكَ لَيُحَاسَبُ بِصَلَاتِهِ، فَإِنْ نَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قِيلَ: لِمَ (2) نَقَصْتَ مِنْهَا؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلَّطْتَ عَلَيَّ مَلِيكًا شَغَلَنِي عَنْ صَلَاتِي. فَيَقُولُ: قَدْ رَأَيْتُكَ تَسْرِقُ مِنْ مَالِهِ لِنَفْسِكَ، فَهَلَّا سَرَقْتَ لِنَفْسِكَ مِنْ عَمَلِكَ أَوْ عَمَلِهِ. قَالَ: فَيَتَّخِذُ اللهُ عَلَيْهِ الْحُجَّةَ "(3).

8354 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" عَلَى (4) كُلِّ سُلَامَى مِنَ ابْنِ (5) آدَمَ صَدَقَةٌ حِينَ يُصْبِحُ " فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ سَلَامَكَ عَلَى عِبَادِ اللهِ

= لابن كثير، ص 5 - 50.

قال السندي: "شَبْح الذراعين" بفتح معجمة وسكون موحدة وإهمال حاء، أي: طويلهما، وقيل: عريضهما. "أهدب أشفار"، أي: طويل شعر الأجفان.

(1)

هكذا في (ظ 3) و (عس) وهامش (ل): أراه ذكره، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: أنه ذكر.

(2)

في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: له.

(3)

إسناده ضعيف، المبارك -وهو ابن فضالة- مشهور بالتدليس، ولم يصرح هنا بسماعه من الحسن، والحسن -وهو البصري- لم يسمع أبا هريرة.

والمَلِيْك: السيِّد.

(4)

لفظة: "على" سقطت من (م) والنسخ المتأخرة.

(5)

في (ظ 3) و (س): بني.

ص: 94

صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتَكَ (1) الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ أَمْرَكَ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ نَهْيَكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ "، وَحَدَّثَ أَشْيَاءَ مِنْ نَحْوِ هَذَا لَمْ أَحْفَظْهَا (2).

8355 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا مَنْ لَا يَرْجُو أَنْ يَلْبَسَهُ فِي الْآخِرَةِ، إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ ".

قَالَ الْحَسَنُ: فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ يَبْلُغُهُمْ هَذَا عَنْ نَبِيِّهِمْ فَيَجْعَلُونَ حَرِيرًا فِي ثِيَابِهِمْ وَفِي بُيُوتِهِمْ (3).

(1) في (ظ 3) و (عس): وإماطة.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وانظر ما سلف برقم (8183).

ويشهد له حديث عائشة عند مسلم (1007)(54).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه الطيالسي (2464) عن المبارك بن فضالة، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 318، من طريق علي بن الجعد، عن المبارك، بهذا الِإسناد.

وسيأتي قوله: "إنما يلبس الحرير من لا خَلاق له" من طريقٍ حسنٍ برقم (8444).

وانظر ما سلف برقم (8261).

وأخرج الطحاوي 4/ 247، والحاكم 4/ 141 من طريق زيد بن واقد، أن خالد بن عبد الله بن حسين حدثه، قال: حدثني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"من لبس الحرير في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة"، وسنده محتمل للتحسين، فيه =

ص: 95

8356 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْعَيْنُ تَزْنِي، وَالْقَلْبُ يَزْنِي، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا الْقَلْبِ التَّمَنِّي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ مَا هُنَالِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ "(1).

8357 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَأَنْ لَا أَنَامَ إِلَّا عَلَى

= خالد بن عبد الله بن حسين، قال الحافظ في "التقريب": مقبول.

ويشهد له حديث عمر، سلف برقم (123) و (321).

وانظر حديث ابن عمر الذى سلف برقم (4713)، والشواهد التي ذكرت عنده.

قوله: "من لا خلاق له" قال السندي: أي: من لا حظّ له ولا نصيب.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، لكن للحديث طرق أخرى يصح بها، انظر ما سلف برقم (7719) و (8215).

قوله: "وزنى القلب التمني"، قال الحافظ أبو زرعة ابن العراقي في "طرح التثريب" 8/ 20: قد يستدل به على تحريم تمني الزنى بالقلب، ويعارضه ما صحَّ وثبت من أن الخواطر والوساوس معفوٌّ عنها فلا مؤاخذة بها (كما في حديث أبي هريرة الذى سلف برقم: 7470 وهو متفق عليه)، فيحمل هذا الحديث على العزم على ذلك، والجزم به، فإن المحققين على المؤاخذة بالعزم المستقرِّ، لقوله عليه الصلاة والسلام:"القائل والمقتول في النار"، قالوا: يا رسول الله، هذا القائل، فما بال المقتول؟ قال:"إنه كان حريصاً على قتل صاحبه"(متفق عليه من حديث أبي بكرة، وسيأتي في "المسند" 5/ 43).

ص: 96

وِتْرٍ، وَالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ (1).

8358 -

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ؟ قَالَ:" الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ "، قَالَ: فَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ رَمَضَانَ؟ قَالَ: " شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُحَرَّمَ "(2).

8359 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَمَلَ السِّلَاحَ عَلَيْنَا فَلَيْسَ مِنِّي "(3).

(1) إسناده ضعيف كسابقه، وانظر الكلام على هذا الحديث من طريق الحسن بتوسع فيما سلف برقم (7138).

وأخرجه الطيالسي (2471) عن مبارك (تحرف فيه إلى: عباد) بن فضالة، بهذا الإِسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة الثقفي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 42، ومسلم (1163)(203)، وابن ماجه (1742)، وأبو عوانة 2/ 290، وابن حبان (2563)، والبيهقي 3/ 4 من طريق حسين بن علي، بهذا الإِسناد- اقتصر ابن أبي شيبة، وعنه ابن ماجه على قصة الصيام، وأبو عوانة على قصة الصلاة. وانظر (8026).

(3)

صحيح، وهذا إسناد جيد، محمد بن عجلان وأبوه عجلان مولى فاطمة بنت الوليد صدوقان، وأبو عاصم -وهو الضحاك بن مخلد- ثقة من رجال الشيخين. =

ص: 97

8360 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللهُ عز وجل: إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِي إِلَيَّ، أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا "(1).

8361 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِفَاعَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَكْثَرَ مَا يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ:" إِنَّ الْأَعْمَالَ تُعْرَضُ كُلَّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ - أَوْ: كُلَّ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ -، فَيَغْفِرُ اللهُ عز وجل لِكُلِّ مُسْلِمٍ - أَوْ: لِكُلِّ مُؤْمِنٍ - إِلَّا الْمُتَهَاجِرَيْنِ، فَيَقُولُ: أَخِّرْهُمَا "(2).

= وأخرجه ابن ماجه (2575) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، عن ابن عجلان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مرة أخرى بهذا الرقم من طريق أنس بن عياض، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب وموسى بن يسار، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر: وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي.

وسيأتي برقم (9396) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (8270).

وفي الباب عن ابن عمرو، سلف برقم (6724)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده ضعيف لضعف قرة بن عبد الرحمن.

وأخرجه الترمذي (701)، وابن خزيمة (2062) من طريق أبي عاصم، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: حسن غريب! وانظر (7241).

(2)

حديث صحيح، محمد بن رفاعة -وإن لم يرو عنه غير أبي عاصم النبيل، =

ص: 98

8362 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ فَرُّوخَ الضَّمْرِيُّ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ، يَحْلِفُ عِنْدَ هَذَا الْمِنْبَرِ عَلَى يَمِينٍ آثِمَةٍ، وَلَوْ عَلَى سِوَاكٍ رَطْبٍ، إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ "(1).

8363 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَفْرَكُ مُؤْمِنٌ

= ولم يوثقه غير ابن حبان - متابع، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه المزي في ترجمة محمد بن رفاعة من "تهذيب الكمال" 25/ 201 - 202 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (1751)، وابن ماجه (1740)، والترمذي في "سننه"(747)، وفي "الشمائل"(298) من طريق أبي عاصم النبيل، به. وقال الترمذي: حديث أبي هريرة في هذا الباب حديث حسن غريب. وانظر (7639).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن يزيد بن فروخ الضمري، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة.

وأخرجه ابن ماجة (2326)، والحاكم 4/ 297 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الإِسناد.

وسيأتي مكرراً برقم (10711).

وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/ 344.

قوله: "ولو على سواك رطب" خصه بالذِّكر لأن الحَلِفَ على مثله بعيد عادةً، قاله السندي.

(2)

في (م): عمرو، وهو خطأ.

ص: 99

مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا، رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ " (1).

8364 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي يُقَالُ لَهُ: جَهْجَاهُ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل، وعمر بن الحكم: هو ابن رافع الأنصاري.

وأخرجه مسلم (1469)، وأبو يعلى (6418)، والبيهقي 7/ 295 من طريق أبي عاصم، بهذا الإِسناد. وقرن مسلم بأبي عاصمٍ عيسى بنَ يونس.

وأخرجه أبو يعلى (6419) من طريق هشيم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم، به. بإسقاط عمران بن أبي أنس من السند، وعبد الحميد له رواية عن عمران وعمر بن الحكم.

قوله: "لا يَفْرَك"، قال النووي في "شرح مسلم" 10/ 58: بفتح الياء والراء وإسكان الفاء بينهما، قال أهل اللغة: فَرِكه بكسر الراء: يَفرَكه بفتحها: إذا أبغضه، والفَرْك بفتح الفاء وإسكان الراء: البغض، أي: ينبغي أن لا يبغضَها، لأنه إن وجد فيها خُلُقاً يُكرَه، وجد فيها خُلُقاً مرضياً، بأن تكون شرسة الخلق لكنَّها دَيِّنة أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به، أو نحو ذلك.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي البصري.

وأخرجه مسلم (2911)(61)، والترمذي (2228)، وأبو عوانة في "الفتن" كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 233 من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب.

وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق حماد بن أسامة، عن عبد الحميد بن جعفر، به.

ص: 100

8365 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ صِكَاكَ التُّجَّارِ خَرَجَتْ، فَاسْتَأْذَنَ التُّجَّارُ مَرْوَانَ فِي بَيْعِهَا، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَدَخَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: أَذِنْتَ فِي بَيْعِ الرِّبَا، وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُشْتَرَى الطَّعَامُ ثُمَّ يُبَاعَ حَتَّى يُسْتَوْفَى. قَالَ سُلَيْمَانُ: فَرَأَيْتُ مَرْوَانَ بَعَثَ الْحَرَسَ فَجَعَلُوا يَنْتَزِعُونَ الصِّكَاكَ مِنْ أَيْدِي مَنْ لَا يَتَحَرَّجُ مِنْهُمْ (1).

(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الضحاك بن عثمان، فقد روى له مسلم، وفيه كلام قليل ينزله عن رتبة الصحيح.

وستأتي هذه القصة مع الحديث مرة أخرى برقم (8589) عن عبد الله بن الحارث، عن الضحاك بن عثمان، وسيأتي الحديث المرفوع دون القصة برقم (8440) عن زيد بن الحباب، عن الضحاك.

وذكر الإِمام مالك في "الموطأ" 2/ 641 أنه بلغه: أن صكوكاً خرجت للناس في زمان مروان بن الحكم، من طعام الجارِ، فتبايع الناس تلك الصكوك بينهم قبل أن يستوفوها، فدخل زيد بن ثابت ورجلٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على مروان بن الحكم

فذكر نحوه. (والجار: موضع على ساحل البحر الأحمر، دَرَس قديماً، وهو في المنطقة التي يقال لها الآن: يَنْبُع. انظر تعليق الأستاذ حمد الجاسر في كتاب "الأماكن" للحازمي 1/ 177/ 178).

وفي الباب آثار عن غير واحد من الصحابة، انظر ابن أبي شيبة 6/ 294، وعبد الرزاق 8/ 28، والبيهقي 5/ 314.

وفي النهي عن بيع الطعام إذا اشتُري حتى يُستَوفى عن غير واحد من الصحابة. انظر حديث ابن عمر الذى سلف برقم (4517).

قوله: "إن صكاك

"، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 43: هي جمع صَكٍّ: =

ص: 101

8366 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فُلَانٍ؛ لِإِمَامٍ كَانَ بِالْمَدِينَةِ.

قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ: فَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ، فَكَانَ يُطِيلُ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وَيُخَفِّفُ الْأُخْرَيَيْنِ، وَيُخَفِّفُ الْعَصْرَ، وَيَقْرَأُ فِي الْأُولَيَيْنِ مِنَ الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الْأُولَيَيْنِ مِنَ الْعِشَاءِ مِنْ وَسَطِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الْغَدَاةِ بِطُوَالِ الْمُفَصَّلِ (1).

قَالَ الضَّحَّاكُ: وَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا (2) أَشْبَهَ صَلَاةً بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ هَذَا الْفَتَى، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ الضَّحَّاكُ: فَصَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَانَ يَصْنَعُ مِثْلَ مَا قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ (3).

= وهو الكتاب، وذلك أن الأمراء كانوا يكتبون للناس بأرزاقهم وأعطياتهم كُتُباً، فيبيعون ما فيها قبل أن يقبضوها تعجُّلاً، ويعطون المشتريَ الصكَّ ليمضي ويقبضه، فنهوا عن ذلك لأنه بَيْع ما لم يُقبَض.

(1)

إسناده قوي كسابقه.

وأخرجه ابن ماجه (827)، وابن خزيمة (520)، وابن حبان (1837)، والبيهقي 2/ 388 و 391 من طريق أبى بكر الحنفي، بهذا الإِسناد. وانظر (7991).

(2)

في (ظ 3) و (عس): رجلًا.

(3)

حديث أنس بن مالك إسناده قوي، فقد صرح الضحاك عند غير المصنف أن الذي حدثه عن أنس هو يحيى بن سعيد الأنصاري أو شريك بن أبي نمر، والأول =

ص: 102

8367 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي سَعِيدٌ أَبُو الْحُبَابِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ، قَامَتِ الرَّحِمُ فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ، قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ. قَالَ: أَمَا تَرْضَيْنَ (1) أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ. أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ. أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 22 - 24] (2).

= ثقة، والثاني صدوقٌ قوي الحديث، وكلاهما من رجال الشيخين.

فقد أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 332 عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن يحيى بن سعيد أو عن شريك بن أبي نمر -لا يدري أيهما حدثه-، عن أنس بن مالك، فذكره. قال محمد بن عمر الواقدي: سمعت الضحاك يحدث عن شريك بن أبي نمر ولم يشك فيه.

وسيأتي حديث أنس بنحوه من طرق عنه، انظر 3/ 144 و 162 و 225 و 254.

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: ترضي، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد بن عبيد الله البصري، وسعيد أبو الحباب: هو سعيد بن يسار المدني.

وأخرجه الحاكم 4/ 162 من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإِسناد. وصححه على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي، فقال: ذا في البخاري.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(4830) و (4831) و (48312) و (5987) =

ص: 103

8368 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بِمَحْلُوفِ (1) رَسُولِ اللهِ، مَا أَتَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ شَهْرٌ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْ رَمَضَانَ، وَلَا أَتَى عَلَى الْمُنَافِقِينَ شَهْرٌ شَرٌّ لَهُمْ (2) مِنْ رَمَضَانَ، وَذَلِكَ لِمَا يُعِدُّ الْمُؤْمِنُونَ فِيهِ مِنَ الْقُوَّةِ لِلْعِبَادَةِ، وَمَا يُعِدُّ فِيهِ الْمُنَافِقُونَ مِنْ غَفَلَاتِ النَّاسِ وَعَوْرَاتِهِمْ، هُوَ غنْمٌ الْمُؤْمِنُ يَغْتَنِمُهُ الْفَاجِرُ "(3).

= و (7502)، وفي "الأدب المفرد"(50)، ومسلم (2554)، والنسائي في "الكبرى"(11497)، والطبري في "تفسيره" 26/ 56، وابن حبان (441)، والبيهقي 7/ 26، والبغوي (3431) من طرق عن معاوية بن أبي مُزَرِّد، به.

وانظر ما سلف برقم (7931).

قوله: "حَقْو الرحمن"، قال السندي: هو مَعْقِد الإِزار، قيل: جعل الرحم شُجْنة من الرحمن (أي: مشتقة من اسم الرحمن)، استعار لها الاستمساك به كما يستمسك القريب بقريبه، والنسيب بنسيبه، والحقو مجاز، والمراد أن الرحم استعاذت به تعالى من القطيعة. وانظر "فتح الباري" 8/ 580.

(1)

المثبت من (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: لمحلوف.

(2)

لفظة: "لهم" من (ظ 3) و (عس).

(3)

إسناده ضعيف، كثير بن زيد ليس بالقوي، يكتب حديثه للمتابعات، وعمرو بن تميم، قال البخاري عن حديثه هذا: فيه نظر، وقال العقيلي: لا يتابع عليه، وأبوه تميم -وهو ابن يزيد مولى بني زمعة- مجهول.

وسيأتي برقم (8870) و (10783) و (10784).

المؤمنون والمنافقون: جاءا في بعض النسخ منصوبين، ووجَّه السندي رواية النصب على أنه على نزع الخافض، ثم رجَّح كونهما بالرفع على أنهما فاعل =

ص: 104

8369 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ جَاءَ الشَّيْطَانُ، فَأَبَسَ بِهِ كَمَا يَأْبِسُ الرَّجُلُ بِدَابَّتِهِ، فَإِذَا سَكَنَ لَهُ، أَضْرَطَ بَيْنَ أَلْيَتَيْهِ لِيَفْتِنَهُ عَنْ صَلَاتِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فَلَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا لَا يُشَكُّ فِيهِ "(1).

8370 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الْمَسْجِدِ جَاءَ الشَّيْطَانُ فَأَبَسَّ بِهِ كَمَا يُبِسُّ الرَّجُلُ بِدَابَّتِهِ،

= الإِعداد.

قوله: "يغتنمه"، قال السندي: هكذا في نسخ"المسند"، فقيل: هو من اغتنم الأمر، أي: حرص عليه كما يحرص على الغنيمة، وفي "المجمع": يغتبنه، من الغُبْن، وهو واضح، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الضحاك بن عثمان، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وانظر ما بعده.

وسيأتي بنحوه من طريق أبي صالح عن أبي هريرة برقم (9355).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/ 12.

وعن السائب بن خباب، سيأتي 3/ 426.

وعن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، سيأتي 4/ 39 - 40.

قوله: "فأبَسَّ به"، قال السندي: من الإِبساس: وهو التلطُّف بالدابَّة بأن يقال لها: بَسْ بَسْ، تسكيناً لها.

ص: 105

فَإِذَا سَكَنَ لَهُ زَنَقَهُ أَوْ أَلْجَمَهُ ".

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَنْتُمْ تَرَوْنَ ذَلِكَ، أَمَّا الْمَزْنُوقُ فَتَرَاهُ مَائِلًا كَذَا، لَا يَذْكُرُ اللهَ، وَأَمَّا الْمَلْجُومُ فَفَاتِحٌ فَاهُ لَا يَذْكُرُ اللهَ (1).

8371 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَذَكَرَ (2) أَنَّ الْإِيمَانَ بِاللهِ وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللهِ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنَا صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ، يُكَفِّرُ اللهُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ:" نَعَمْ، فَكَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنَا صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ، يُكَفِّرُ اللهُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ:" نَعَمْ، كَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنَا صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرَ مُدْبِرٍ، يُكَفِّرُ اللهُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ:" نَعَمْ، إِلَّا الدَّيْنَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ سَارَّنِي بِذَلِكَ "(3).

(1) إسناده قوي كسابقه.

قوله: "زنقه"، قال الزمخشري في "الفائق" 2/ 127: هو من الزَّنَقَة: وهي ميل قي جدار في سِكَّة أو عرقوبِ وادٍ.

(2)

في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: ثم ذكر، والمثبت من (ظ 3) و (عس).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد بن جعفر، فقد روى له مسلم، وتكلم فيه بعضهم بما لا يقدح. =

ص: 106

8372 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لِلْعَبْدِ الْمُصْلِحِ الْمَمْلُوكِ أَجْرَانِ ".

وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، لَوْلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْحَجُّ، وَبِرُّ أُمِّي، لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ (1).

8373 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظُ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي مَدِينَتِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ، اللهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ، وَإِنِّي عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ سَأَلَكَ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ كَمَا سَأَلَكَ إِبْرَاهِيمُ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ،

= وانظر (8075).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه أبو عوانة في المماليك كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 176 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(208)، ومسلم (1665)، وأبو عوانة في المماليك من طرق، عن يونس بن يزيد، به.

وسيأتي برقم (9224). وانظر ما سلف برقم (7428).

ص: 107

إِنَّ الْمَدِينَةَ مُشَبَّكَةٌ (1) بِالْمَلَائِكَةِ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكَانِ يَحْرُسَانِهَا، لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلَا الدَّجَّالُ، مَنْ أَرَادَهَا بِسُوءٍ أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ " (2).

8374 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ - يَعْنِي الرَّازِيَّ -، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ

(1) في (م): مشتبكة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد المدني، أبو عبد الله القراظ: هو دينار المدني، وسعد بن مالك: هو ابن أبي وقَّاص رضي الله عنه.

وهو مكرر الحديث الذى سلف في مسند سعد بن أبي وقاص برقم (1593).

وقوله: "من أراد أهل المدينة

الخ" سلف من طريق أبي عبد الله القراظ أيضاً برقم (7755).

وقوله: "إن المدينة مشبكة بالملائكة

" سلف نحوه برقم (7234) من طريق نعيم بن عبد الله، عن أبي هريرة.

وأخرج مالك 2/ 885، ومن طريقه مسلم (1373)(473)، والترمذي في "السنن"(3454)، وفي "الشمائل"(202)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(302)، وابن السني في "اليوم والليلة"(280)، وابن حبان (3747)، والبغوي (2012) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أنه قال: كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاؤوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مُدِّنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيُّك، وإني عبدُك ونبيُّك، وإنه دعاك لمكة، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة، ومثله معه" ثم يدعو أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر.

ص: 108

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُصَلِّيَ أَحَدُنَا مُخْتَصِرًا (1).

8375 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ (2)، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا "(3).

8376 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ - يَعْنِي الْمُؤَدِّبَ -، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبِ، وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو دَاوُدَ وَأَبُو كَامِلٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو جعفر الرازي -واسمه عيسى بن أبي عيسى- سيئ الحفظ، وقد توبع. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وهشام: هو ابن حسان.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 84 - 85 من طريق خلف بن الوليد، عن أبي جعفر الرازي، بهذا الإِسناد. وانظر (7175).

(2)

المثبت من (ظ 3) و (عس) وهامش (س) ومن "أطراف المسند" 7/ 190 - 191، وتحرف في (م) وبقية النسخ إلى:"حدثنا أبو النضر، حدثنا أيوب، عن معمر"!

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي جعفر الرازي، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (7874). عاصم: هو ابن أبي النجود.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3106)، والطحاوي 4/ 295، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1894 من طريق علي بن الجعد، عن أبي جعفر الرازي، بهذا الإِسناد.

ص: 109

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ عز وجل. فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ. فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ اللهَ؟ فَإِذَا أَحَسَّ أَحَدُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ (1) فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ وَبِرُسُلِهِ "(2).

(1) في (م): هذا.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد المؤدب، فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن عروة بن الزبير.

وأخرجه مسلم (134)(213)، وابن منده (353)، والبغوي (62) من طريق أبي النضر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1268) من طريق منصور بن أبي مزاحم، عن أبي سعيد المؤدب، به.

وأخرجه الحميدي (1153)، ومسلم (134)(212)، وأبو داود (4721)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(662)، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 10، وأبو عوانة 1/ 82، والطبراني في "الدعاء"(1267)، وابن منده في "الإِيمان"(352) من طريق سفيان، عن هشام بن عروة، به.

وأخرجه البخاري (3276)، ومسلم (134)(214)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(663)، وابن أبي عاصم في "السنة"(651)، وأبو عوانة 1/ 82، والطبراني في "الدعاء"(1265) و (1266)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(625)، وابن منده في "الإِيمان"(354) و (355)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(925) و (926)، والبغوي في "شرح السنة"(61) من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير، به. وبعض الروايات بلفظ:"فليستعذ بالله ولينته"، بدل قوله:"فليقل: آمنت بالله وبرسله".

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(20440) عن معمر، عن هشام، عن عروة، =

ص: 110

8377 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُحِبُّ الذِّرَاعَ (1).

8378 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ - اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ ثِقَةٌ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " يَمِينُكَ بِمَا يُصَدِّقُكَ بِهِ صَاحِبُكَ "(2).

= قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن قوماً سيقولون: خلق الله الخلق، فمن خلقه؟ فإذا سمعتم ذلك فقولوا: آمنا بالله ورسله". وانظر ما سلف برقم (7790).

(1)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي عقيل -واسمه عبد الله بن عقيل الثقفي-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان التيمي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي.

وأخرجه بنحوه الترمذي في "السنن"(1837)، وفي "الشمائل"(168)، وابن ماجه (3307)، والنسائي في "الكبرى"(6660)، والبغوي (2851) من طريق محمد بن فضيل، وابن ماجه (3307) من طريق محمد بن بشر العبدي، كلاهما عن أبي حيان، بهذا الإِسناد.

وسيأتي هذا الحديث في أول حديث طويل برقم (9623) عن يحيى بن سعيد، عن أبي حيان. وسيأتي من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة بلفظ:"لو أهديت لي ذراع لقبلت، ولو دعيت إلى كراع لأجبت" برقم (9485).

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3733).

وعن أبي رافع، سيأتي 6/ 8.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً، عبد الله بن سعيد -وهو ابن أبي =

ص: 111

8379 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْإِقَامَةِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ "(1).

= سعيد المقبري- متروك.

وأخرجه المزي في ترجمة عبد الله بن أبي صالح من "تهذيب الكمال" 15/ 120 من طريق أبي بكر النهشلي، عن عبد الله بن سعيد، بهذا الإِسناد. ووقع عنده:"عن جدِّه"، بدل:"أبيه"! ومتن الحديث صحيح، فقد سلف برقم (7119) من طريق آخر، وانظر تمام تخريجه فيه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 32 من طريق أبي النضر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (710)(63)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(4123)، والطبراني في "الأوسط"(2306)، وفي "الصغير"(21) من طرق عن ورقاء بن عمر، به.

وأخرجه الدارمي (1450)، ومسلم (710)(64)، وابن ماجه بإثر الحديث (1151)، وأبو داود (1266)، وأبو يعلى في "مسنده"(6379) و (6380)، وفي "معجمه"(56)، وأبو عوانة 2/ 32 و 32 - 33 و 33 و 34، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 371، وفي "شرح مشكل الآثار"(4125) و (4126) و (4127) و (4131)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1121)، وابن حبان (2190) و (2470)، والطبراني في "الأوسط"(2306) و (8166)، وفي "الصغير"(529)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 678، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 138، وفي "تاريخ أصبهان" 1/ 304 و 323، والبيهقي 2/ 482، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 197 و 197 - 198 و 12/ 213 و 13/ 59، والبغوي في "شرح السنة"(804) من طرق عن عمرو بن دينار، به. =

ص: 112

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2235) من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن عطاء، عن أبي هريرة.

قال الطبراني: لم يُدخِل بين عمرو بن دينار وعطاء الزهريَّ إلا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير. قلنا: ومحمد بن عبد الله هذا ليس بشيء، انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" 7/ 300.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 234 من طريق إبراهيم بن مجمِّع، عن الزهري، عن عطاء، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن مجمِّع.

وأخرجه موقوفاً على أبي هريرة عبد الرزاق (3987)، وابن أبي شيبة 2/ 77، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 372، وفي "شرح مشكل الآثار" 10/ 315 بإثر الحديث (4129) من طرق، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة.

وأخرجه موقوفاً أيضاً ابن عدي في "الكامل" 1/ 291 من طريق عمر بن عبد العزيز، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وقال: هو حديث غريب من حديث عمر بن عبد العزيز، عن عطاء بن يسار، وهذا يرويه عمرو بن دينار مسنداً وموقوفاً.

وأخرجه موقوفاً الطحاوي من طريق سعيد بن منصور، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وقال الطحاوي: قال سعيد: فقلت لسفيان: أمرفوع؟ قال: يرى عمرو إنه مرفوع.

قال الترمذي بإثر الحديث (421): والحديث المرفوع أصحُّ عندنا.

وسيأتي برقم (9873) و (10698) و (10874).

وسيأتي من طريق أبي تميم الزهري، عن أبي هريرة برقم (8623).

وفي الباب بهذا اللفظ عن ابن عمر عند الطحاوي في "مشكل الآثار"(4132)، وابن عدي 1/ 46 و 310 و 4/ 1563.

وعن جابر عند ابن عدي 4/ 1504، وأبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 190.

ويدخل في هذا الباب أيضاً حديث عبد الله بن بحينة عند البخاري (663)، =

ص: 113

8380 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ، فَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ، فَجَاءَ إِلَى فِنَاءِ فَاطِمَةَ فَنَادَى الْحَسَنَ، فَقَالَ:" أَيْ لُكَعُ، أَيْ لُكَعُ، أَيْ لُكَعُ " قَالَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، قَالَ: فَانْصَرَفَ، وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ،: فَجَاءَ إِلَى فِنَاءِ عَائِشَةَ، فَقَعَدَ، قَالَ: فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ظَنَنْتُ أَنَّ أُمَّهُ حَبَسَتْهُ لِتَجْعَلَ فِي عُنُقِهِ السِّخَابَ، فَلَمَّا جَاءَ الْتَزَمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالْتَزَمَ هُوَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ، فَأَحِبَّهُ، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1).

= ومسلم (711)، وسيأتي في "المسند" 5/ 345.

وحديث عبد الله بن سرجس عند مسلم (712)، وسيأتي في مسنده 5/ 82.

وحديث ابن عباس، سلف برقم (2130).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البغوي (3933) من طريق أبي النضر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (5884)، وابن حبان (6963) من طريق يحيى بن آدم، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 259 من طريق أبي غسان، كلاهما عن ورقاء بن عمر، به. وانظر (7398).

قوله: "أي لُكَع"، قال السندي: المراد هاهنا الصغير، وهو لغةً: العبد، ثم استعمل في الأمة والصغير.

"والسِّخاب": بكسر مهملة: خيط يُنظَم فيه خرز يلبسه الصبيان، أو قلادة تُتَّخذ من قرنفل ومسك ونحوه.

ص: 114

8381 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللهِ إِلَّا طَّيِّبٌ (1)، فَإِنَّ اللهَ يَقْبَلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ "(2).

(1) هكذا في (ظ 3) و (عس) ونسخة على هامش (س)، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: الطيب، بأل التعريف، وقد أشار الحافظ في "الفتح" 13/ 417 إلى رواية ورقاء بغير ألف ولام.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 425 من طريق أبي النضر وحده، بهذا الإِسناد.

وعلقه البخاري بإثر الحديثين (1410) و (7430) من طريق ورقاء.

وأخرجه الدارمي (1675)، والنسائي في "الكبرى"(7735)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 145 - 146 و 147، والدارقطني في "الصفات"(56) من طريق يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار، به.

وأخرجه ابن خزيمة 1/ 147 من طريق يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار، به، موقوفاً.

وسيأتي الحديث برقم (9423) و (9565) من طريق ابن عجلان، و (10945) من طريق سعيد المقبري، كلاهما عن سعيد بن يسار، وسلف برقم (7634) من طريق القاسم بن محمد، عن أبي هريرة.

قوله: "بعَدْل تمرة"، قال السندي: أي: بمِثْلها.

"فَلُوَّه": بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو: المُهْر.

ص: 115

8382 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ "(1).

8383 -

حَدَّثَنَاهُ يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: - قَالَ عَبْدُ اللهِ (2): وَهُوَ الصَّوَابُ، يَعْنِي لَمْ يَذْكُرْ أَبَا هُرَيْرَةَ -:" يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ "(3).

8384 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه مسلم (2840)(27)، وأبو يعلى (5896)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 248 من طريق أبي النضر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2391) عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة، أو أبي سلمة -شك أبو داود-، عن أبي هريرة. وانظر ما بعده.

قوله: "مثل أفئدة الطير"، قال السندي: أي: في الرِّقَّة والضعف.

(2)

هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وتصويب عبد الله بن أحمد الروايةَ المرسلةَ لا وجه له، فقد خالف يعقوبَ بن إبراهيم اثنان ثقتان فوصلاه عن إبراهيم بن سعد، كما سلف في الحديث السابق.

ص: 116

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثٍ: بِنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ، وَالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَصَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ (1).

8385 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ سَفَرًا لِيُوَدِّعَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ " فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: " اللهُمَّ اطْوِ لَهُ الْبَعِيدَ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ "(2).

8386 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ تَجْتَبُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا؟ فَقِيلَ لَهُ: وَهَلْ تَرَى ذَلِكَ كَائِنًا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ فَقَالَ:

(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم -وهو ابن أبي النجود-، فقد روى له الشيخان مقروناً، وهو صدوق حسن الحديث، شيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي.

وأخرجه النسائي 4/ 218 من طريق أبي معاوية، عن عاصم بن أبي النجود، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أيضاً 4/ 218 و (2713) من طريق أبي حمزة، عن عاصم، به.

وأخرجه 4/ 218 من طريق أبي عوانة، عن عاصم، عن رجل، عن الأسود بن هلال، به- وذكر فيه ركعتي الضحى مكان الغسل يوم الجمعة.

وانظر ما سلف برقم (7138).

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أسامة بن زيد الليثي، فقد روى له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث. وانظر (8310).

ص: 117

إِي وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، عَنْ قَوْلِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ. قَالُوا: وَعَمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: " تُنْتَهَكُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَيَشُدُّ اللهُ عز وجل قُلُوبَ أَهْلِ الذِّمَّةِ، فَيَمْنَعُونَ مَا بِأَيْدِيهِمْ " وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، لَيَكُونَنَّ، مَرَّتَيْنِ (1).

8387 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَاذَانُ (2)، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وإسحاق بن سعيد: هو ابن عمرو بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي.

وأخرجه أبو يعلى (6631) عن بشر بن الوليد، عن إسحاق بن سعيد، بهذا الإسناد.

وعلقه البخاري (3180)، قال: قال أبو موسى: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا إسحاق بن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

ووصله أبو نعيم في المستخرج على البخاري -كما في "تغليق التعليق" 3/ 485 - من طريق موسى بن العباس، عن أبي موسى محمد بن المثنى، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، به.

وفي الباب عن أبي حكيم مولى محمد بن أسامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"كيف أنتم إذا لم يُجْبَ لكم دينار ولا درهم"، قالوا: ومتى يكون ذلك؟ قال: "إذا نقضتم العهد شدد الله قلوب العدو عليكم، فامتنعوا منكم" أخرجه ابن أبي شيبة 15/ 62 بسند جيد.

قوله: "إذا لم تَجتَبُوا"، قال الحافظ في "الفتح" 6/ 280: من الجباية -بالجيم والموحدة وبعد الألف تحتانية-، أي: لم تأخذوا من الجزية والخراج شيئاً.

"تُنتَهك": بضم أوله، أي: تُتَناول مما لا يحلُّ من الجَوْر والظلم.

"فيمنعون ما بأيديهم"، أي: يمتنعون من أداء الجزية.

(2)

في (م): حدثنا شاذان، بزيادة "حدثنا"، وهو خطأ.

ص: 118

ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، كَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا، فَتَجَاوَزْ عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا. فَلَقِيَ اللهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ "(1).

8388 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَحْسِرُ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ (2) - أَوْ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ -، فَيَقْتَتِلَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِئَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ " يَا بُنَيَّ، فَإِنْ أَدْرَكْتَهُ، فَلَا تَكُونَنَّ مِمَّنْ يُقَاتِلُ عَلَيْهِ (3).

8389 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي أَبِي،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن شاذان: هو الأسود بن عامر الشامي نزيل بغداد، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي.

وانظر (7579).

(2)

قوله: "عن جبل من ذهب" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) و (ل)، ولم يرد في (م) وبقية النسخ.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح- فمن رجال مسلم. زهير: هو ابن معاوية بن حُديج.

وأخرجه ابن حبان (6691) من طريق علي بن الجعد، عن زهير بن معاوية، بهذا الإِسناد. وانظر (8062).

والقائل في آخر الحديث: "يا بني

الخ" هو أبو صالح، كما جاء مبيَّناً في رواية عند مسلم برقم (2894)(29).

ص: 119

عَنْ (1) مُعَاوِيَةَ الْمَهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا مَهْرِيُّ، نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الْحَجَّامِ، وَكَسْبِ الْمُومِسَةِ، وَعَنْ كَسْبِ عَسْبِ الْفَحْلِ (2).

8390 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ: عَلِيمًا حَكِيمًا، غَفُورًا رَحِيمًا "(3).

(1) في (م): حدثني أبو، بإسقاط "عن"، وبتحريف "أبي" إلى:"أبو".

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الفضل بن معدان والد القاسم، وجهالة معاوية المهري.

وأخرجه الدارمي (2624) عن مسلم بن إبراهيم، عن القاسم بن الفضل، بهذا الإِسناد- واقتصر فيه على النهي عن كسب المومسة وعسب الفحل.

وسيأتي الحديث برقم (9372). وانظر ما سلف برقم (7976).

(3)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق حسن الحديث.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/ 11 - 12 و 12 من طريق أسباط بن محمد وعبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبري 1/ 19، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 288، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3101) من طريق محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ولفظه عند الطبري وابن عبد البر: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكرَ رحمةٍ بعذاب، ولا ذكرَ =

ص: 120

8391 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ، يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بَنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ "(1).

8392 -

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ، ثُمَّ جَاءَنِي الدَّاعِي، لَأَجَبْتُهُ، إِذْ جَاءَهُ الرَّسُولُ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ: مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ، إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ.

= عذابٍ برحمة"، ولفظه عند الطحاوي: "

فاقرؤوا ولا حرج، غير أن لا تجمعوا بين ذكرِ رحمةٍ بعذاب، ولا ذكر عذابٍ برحمة".

وسيأتي من طريق ابن نمير، عن محمد بن عمرو برقم (9678). وانظر ما سلف برقم (7989).

قوله: "عليماً حكيماً، غفوراً رحيماً"، أي: كان من الجائز أن يقول في موضع "عليماً حكيماً": "غفوراً رحيماً"، وبالعكس، والله تعالى أعلم. قاله السندي.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه مجموعاً مع الذى بعده البخاري في "الأدب المفرد"(605) من طريق عبدة بن سليمان، والترمذي (3116)، والنسائي في "الكبرى"(11254) من طريق الفضل بن موسى، والحاكم وصححه 2/ 346 - 347 من طريق يزيد بن هارون، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد. ولم يذكر النسائي والحاكم فيه قصة لوط عليه السلام. وسيأتي الحديث برقم (9380). وانظر (9568).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5712).

ص: 121

وَرَحْمَةُ اللهِ عَلَى لُوطٍ، إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً، أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ. وَمَا بَعَثَ اللهُ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا فِي ثَرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ " (1).

8393 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ، وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ (2).

8394 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ

(1) صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/ 235، وابن حبان (6207) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإِسناد- واقتصر الطبري على قصة يوسف عليه السلام.

وأخرجه الطبري 12/ 87 و 235، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(330)، وابن حبان (6206) من طرق عن محمد بن عمرو، به- اقتصر الطبري في إحدى رواياته على قصة يوسف، واقتصر الطحاوي والطبري في المواضع الأخرى على قصة لوط.

وانظر ما سلف برقم (8279) و (8329).

قوله: "إلا في ثروة"، قال السندي: هي العدد الكثير.

(2)

صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 40 عن علي بن مسهر، وابن ماجه (3536)، وابن حبان (6121) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد. =

ص: 122

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَمَنْ قَطَعْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ قِطْعَةً، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ "(1).

8395 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَخَذَتْكَ (2) أُمُّ مِلْدَمٍ قَطُّ؟ " قَالَ: وَمَا أُمُّ مِلْدَمٍ؟ قَالَ: " حَرٌّ يَكُونُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ " قَالَ: مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ. قَالَ: " فَهَلْ أَخَذَكَ الصُّدَاعُ قَطُّ؟ " قَالَ: وَمَا الصُّدَاعُ؟ قَالَ: " عُرُوقٌ تَضْرِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ فِي رَأْسِهِ " قَالَ: مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ. قَالَ: فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ

= وانظر ما سلف برقم (7618)، وما سيأتي برقم (9021).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 234 - 235 و 14/ 269، وعنه ابن ماجه (2318) عن محمد بن بشر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي 4/ 154، وأبو يعلى (5920)، وابن حبان (5071) من طرق، عن محمد بن عمرو، به.

وفي الباب عن أم سلمة، سيأتي في "المسند" 6/ 307، وهو متفق عليه.

قوله: "إنما أنا بشر"، قال السندي: أي: لا أعلم من الغيب إلا ما أطلعني الله تعالى عليه كما هو شأن البشر.

"ألحن"، أي: أفطن لها وأعرف بها.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: هل أخذتك.

ص: 123

فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا " (1).

8396 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَفَرَّقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفَرَّقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً "(2).

(1) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة، وفي متنه نكارة.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(495)، والبزار (778 - كشف الأستار)، والنسائي في "الكبرى "(7491)، وابن حبان (2916)، والحاكم 1/ 347، والبيهقي في "شعب الإِيمان"(9907) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (8794) من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وسنده ضعيف لضعف أبي معشر.

وفي الباب عن أبي بن كعب، سيأتي 5/ 142، وسنده ضعيف.

أم مِلدَم: هي كنية الحُمَّى.

(2)

إسناده حسن.

وأخرجه ابن ماجه (3991)، وابن أبي عاصم في "السنة"(66) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (4596)، والترمذي (2640)، وابن أبي عاصم (67)، وأبو يعلى (5910) و (5978) و (6117)، وابن حبان (6247) و (6731)، والحاكم 1/ 128، والبيهقي 10/ 208 من طرق عن محمد بن عمرو، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض. وصححه الحاكم، وقال الترمذي: حسن صحيح.

وفي الباب عن معاوية بن أبي سفيان، سيأتي 4/ 102.

وعن أنس، سيأتي 3/ 120. =

ص: 124

8397 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَمْسٌ مِنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ: رَدُّ التَّحِيَّةِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَشُهُودُ الْجِنَازَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللهَ "(1).

8398 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ، قَالَ: انْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا. فَجَاءَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فقَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا. فَأَمَرَ بِهَا فَحُجِبَتْ بِالْمَكَارِهِ، قَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا، فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا ". قَالَ: " فَرَجَعَ إِلَيْهَا، فَإِذَا هِيَ قَدْ حُجِبَتْ بِالْمَكَارِهِ، فَرَجَعَ

= قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 295: في الحديث دلالة على أن هذه الفِرَق كلها غير خارجة من الدِّين، إذ قد جعلهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم كلَّهم من أمته. وفيه أن المتأوِّلَ لا يخرج من المِلَّة وإن أخطأ في تأوُّله.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه ابن ماجه (1435) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو يعلى (5934) من طريق عبد الرحيم -وهو ابن سليمان الكناني-، عن محمد بن عمرو، به.

وسيأتي برقم (8675) و (8688) و (9032) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، به، ولفظه: "ثلاث كلهن حق على كل مسلم

". وانظر ما سلف برقم (8271).

ص: 125

إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ، قَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ. قَالَ: اذْهَبْ إِلَى النَّارِ، فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا. فَجَاءَهَا، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أعِدَّ لِأَهْلِهَا فِيهَا (1)، فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَرَجَعَ فقَالَ: وَعِزَّتِكَ (2)، لَا يَسْمَعَ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا. فَأَمَرَ بِهَا، فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ (3) قَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا " (4).

8399 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَجُلَانِ مِنْ بَلِيٍّ - حَيٌّ (5) مِنْ قُضَاعَةَ - أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا، وَأُخِّرَ الْآخَرُ

(1) من قوله: "فجاءها" إلى هنا سقط من (م) والنسخ المتأخرة، وأثبتناه من (ظ 3) و (عس) و (ل).

(2)

في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة زيادة بعد هذا "لقد خشيت أن"، وهذه الزيادة لم ترد في (ظ 3) و (عس)، وهو الصواب.

(3)

قوله: "فرجع إليه" أثبتناه من (ظ 3) و (عس)، وليس هو في (م) وبقية النسخ.

(4)

إسناده حسن.

وأخرجه الترمذي (2560)، والنسائي 7/ 3 - 4، وأبو يعلى (5940)، والآجري في "الشريعة" ص 389 - 390 و 390، والبيهقي في "الشعب"(384)، وفي"البعث"(166) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (8648) و (8861). وسلف مختصراً جداً برقم (7530) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة.

(5)

لفظة "حي" أثبتناها من (ظ) و (عس).

ص: 126

سَنَةً. قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ: فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ، فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَأَصْبَحْتُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ ذُكِرَ (1) ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى سِتَّةَ آلَافِ رَكْعَةٍ - أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً - صَلَاةَ السَّنَةِ "(2).

8400 -

حَدَّثَنَاه يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ -، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ: أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ - وَهُمْ حَيٌّ مِنْ قُضَاعَةَ -

فَذَكَرَهُ (3).

8401 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَزْرَقِ، قَالَ: تُوُفِّيَ بَعْضُ كَنَائِنِ مَرْوَانَ، فَشَهِدَهَا النَّاسُ وَشَهِدَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ، وَمَعَهُمْ نِسَاءٌ يَبْكِينَ، فَأَمَرَ بِهِنَّ مَرْوَانُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: دَعْهُنَّ، فَإِنَّهُ

(1) في (ظ 3): ذكرتُ.

(2)

إسناده حسن. وانظر ما بعده.

(3)

حديث حسن، وهذا الإسناد فيه انقطاع، أبو سلمة لم يدرك طلحةَ بنَ عبيد الله، لكن قد عُلِمت الواسطةُ بينهما وهو أبو هريرة كما في الإِسناد السابق، فعندئذ يكون إسناده متصلًا، وهو إسناد حسن.

وقد سلف هذا الحديثُ بنحوه برقم (1389) من طريق محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن طلحة بن عبيد الله. وخُرِّجت طريق محمد بن عمرو هناك.

ص: 127

مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَنَازَةٌ مَعَهَا بَوَاكٍ فَنَهَرَهُنَّ عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" دَعْهُنَّ فَإِنَّ النَّفْسَ مُصَابَةٌ، وَالْعَيْنَ دَامِعَةٌ، وَالْعَهْدَ حَدِيثٌ "(1).

8402 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، جَعَلَ يَدْعُو بُطُونَ قُرَيْشٍ بَطْنًا بَطْنًا:" يَا بَنِي فُلَانٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ " حَتَّى انْتَهَى إِلَى فَاطِمَةَ، فَقَالَ:" يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ (2) شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا "(3).

(1) إسناده ضعيف، عمرو بن الأزرق -كذا وقع اسمه هنا، وكل من ترجم له سماه سلمةَ بن الأزرق- مجهولٌ، وقد سلف الحديث برقم (7691)، فانظر تمام تخريجه هناك.

(2)

قوله: "من الله" ليس في (ظ 3).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (204)(348)، والترمذي (3185)، والنسائي 6/ 248، وأبو عوانة 1/ 94، وابن حبان (646)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 177 من طرق عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (8726) و (8727) و (10725).

وأخرجه النسائي 6/ 248 - 249 من طريق معاوية بن إسحاق، عن موسى بن طلحة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرسلًا.

وأخرجه بنحوه الدارمي (2732)، والبخاري (2753) و (4771)، ومسلم =

ص: 128

8403 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ: " يَا بِلَالُ، خَبِّرْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ مَنْفَعَةً فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ (1) خَشْفَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ " قَالَ: مَا عَمِلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ فِي الْإِسْلَامِ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً مِنْ أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا تَامًّا قَطُّ فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ لِرَبِّي مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ (2).

= (206)(351)، والنسائي 6/ 249 و 249 - 250، والطبري في "التفسير" 19/ 119، وأبو عوانة 1/ 94 - 95، والبيهقي في "السنن" 6/ 280، وفي "الشعب"(7021)، وفي "دلائل النبوة" 2/ 176، والبغوي في "شرح السنة"(3744)، وفي "التفسير" 3/ 401، وابن الجوزي في "مشيخته" ص 159 من طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة.

وسيأتي برقم (8601) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2801).

وعن عائشة، سيأتي 6/ 136.

قوله: "سأبلُّها بِبَِلالِها"، قال السندي: قيل بكسر الباء: جمع بَلَل، وهو كلُّ ما بلَّ الحلقَ من ماءٍ أو لبنٍ أو غيره، ويروى بفتحها على المصدر، أي: أصِلكم في الدنيا، قيل: شَبَّه القطيعة بالحرارة تُطفأُ بالماء.

(1)

لفظة:"الليلة"من (ظ 3) و (عس) و (ل)، وليست في (م) وبقية النسخ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن جيان التيمي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي.

وأخرجه ابن خزيمة (1208) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1149)، ومسلم (2458)، والنسائي في "الكبرى" =

ص: 129

8404 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ - يَعْنِي النَّوْفَلِيَّ-: قَالَ أَبِي (1): ذَكَرَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ أَفْضَى بِيَدِهِ إِلَى ذَكَرِهِ لَيْسَ دُونَهُ سِتْرٌ، فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ "(2).

= (8236)، وابن خزيمة (1028)، وابن حبان (7085)، والبغوي (1011) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، وأبو يعلى (6104) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن أبي حيان، به.

وسيأتي برقم (9672).

وفي الباب عن بريدة الأسلمي، سيأتي 5/ 354.

خَشْف، قال السندي: بفتح خاء وسكون معجمة أو فتحها: الصوت، والحركة، والحس الخفي.

(1)

في (م) و (ل): "قال عبد الله: حدثنا أبي"، وزيادة:"عبد الله حدثنا" خطأ يقيناً، فإن الذى قال:"قال أبي" هو يحيى بن يزيد، فالحديث من روايته عن أبيه.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي وأبوه ضعيفان، وهما متابعان.

وأخرجه الشافعي 1/ 34 - 35، والبزار (286 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 74، وابن حبان (1118)، والطبراني في "الأوسط"(1871) و (8829)، وفي "الصغير"(110)، والدارقطني 1/ 147، والبيهقي في "السنن" 1/ 133، وفي "معرفة السنن والآثار"(187) و (188)، والبغوي (166)، والحازمي في "الاعتبار" ص 41 من طرق، عن يزيد بن عبد الملك النوفلي، بهذا الإِسناد.

وقد أدخل خالدُ بنُ نزار عند الطبراني في "الأوسط"(8829)، وعبد الله بن نافع عند البيهقي في "المعرفة"(188) في الإِسناد أبا موسى الحناط بين يزيد بن عبد الملك وسعيد المقبري، وأبو موسى الحناط -واسمه عيسى بن أبي عيسى- متروك. =

ص: 130

• 8405 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ (2).

8406 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ

= وأخرجه ابن السكن في "صحيحه" كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 157، وابن حبان (1118)، والطبراني في "الأوسط"(1871)، وفي "الصغير"(110)، والحاكم 1/ 138 من طريق نافع بن أبي نعيم، والطبراني في "الأوسط"(6664) و (8904) من طريق حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك، عن شبل بن عباد، كلاهما عن سعيد بن أبي سعيد، به. قال ابن السكن: هو أجود ما روي في هذا الباب.

قلنا: إسناد نافع بن أبي نعيم جيد، وأما إسناد شبل بن عباد فضعيف، فيه حبيب كاتب مالك وقد ضعفوه، واتهمه بعضهم بالكذب.

وأخرجه موقوفاً البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 216، والبيهقي في "السنن" 1/ 133 - 134 من طريق عمر بن أبي وهب، عن جميل بن بشير، عن أبي هريرة.

وأخرجه كذلك البخاري في "تاريخه الكبير" 2/ 216 عن مسدد، عن أمية، عن ابن أبي وهب الخزاعي، عن جميل، عن أبي وهب، عن أبي هريرة.

وأخرجه أيضاً البيهقي في "السنن" 1/ 134 من طريق عمر بن أبي وهب، عن جميل العجلي، عن أبي وهب الخزاعي، عن أبي هريرة.

وهذه الأسانيد ضعيفة لجهالة جميل وأبي وهب. وانظر الحديث التالي.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (7076)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

هكذا هو في (ل) و"أطراف المسند" 7/ 245 من زيادات عبد الله، ووقع في (م) وبقية النسخ من حديث الإِمام أحمد نفسه، والله تعالى أعلم.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

ص: 131

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ "(1).

8407 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَشْرِ (2) بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ بُقَيْلَةَ (3)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" ثَمَنُ الْحَرِيسَةِ حَرَامٌ وَأَكْلُهَا حَرَامٌ "(4).

(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وانظر ما سلف برقم (7966).

(2)

وقع في (م) وبعض النسخ الخطية مكان "بشر": جبير، وقد ترجمه الحسيني في "الإِكمال"(70) فيمن اسمه بشْر، وقال: مجهول، وترجمه الحافظ ابن حجر في هذا الموضع من "التعجيل"(90)، وقال: إنما هو بَشِير، بوزن عظيم، وسيأتي. وقال هناك (95): نسبه الديلمي في "الفردوس" إلى تخريج أحمد، لكن قال: عن جبير بن أبي صالح، وكذا وجدته في نسخة أخرى من "المسند"، وقد ترجم في "التهذيب" لجبير بن أبي صالح، ونسبه إلى "الأدب المفرد" للبخاري، لكن فيه أنه يروي عن الزهري، ويروي عنه ابن أبي ذئب، وفي "تاريخ البخاري" (2/ 225): جبير أبو صالح، عن أبي هريرة، روى عنه يزيد بن أبي زياد، ولم يذكر فيه جرحاً. وانظر تتمة كلامه فيه.

(3)

هكذا في (ظ 3) و (عس)، وهما نسختان متقنتان، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: نفيلة!

(4)

إسناده ضعيف لضعف يحيى بن يزيد وأبيه، ولجهالة بشر بن أبي صالح.

وهذا الحديث انفرد الإمام أحمد بإخراجه، والله تعالى أعلم.

الحريسة، قال ابن الأثير: يقال للشاة التي يدركها الليل قبل أن تصل إلى مراحها: حريسة، والاحتراس: أن يسرق الشيء من المرعى.

ص: 132

8408 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَأُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: قَالَ: " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلَاةِ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ "(1).

8409 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَلَا مِنْ رَجُلٍ يَأْخُذُ مِمَّا فَرَضَ اللهُ وَرَسُولُهُ كَلِمَةً، أَوْ كَلِمَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، أَوْ أَرْبَعًا، أَوْ خَمْسًا، فَيَجْعَلُهُنَّ فِي طَرَفِ رِدَائِهِ، فَيَتَعَلَّمُهُنَّ وَيُعَلِّمُهُنَّ؟ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَابْسُطْ ثَوْبَكَ "، قَالَ: فَبَسَطْتُ ثَوْبِي، فَحَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ:

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، المبارك -وهو ابن فضالة-، والحسن -وهو البصري- مدلسان، وقد عنعنا. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

وسيأتي برقم (8802).

وأخرجه مسلم (429)(118)، والنسائي 3/ 39، وفي"الكبرى"(1108)، والبيهقي 2/ 282 من طرق عن ابن وهب، عن الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة رفعه بلفظ:"لينتهينَّ أقوام عن رفعهم أبصارَهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفنَّ أبصارهم".

وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/ 140. وهو عند البخاري (750).

وعن جابر، سيأتي 5/ 90.

وعن ابن عمر عند ابن ماجه (1043)، والطبراني (13139)، وصححه ابن حبان (2281).

ص: 133

" ضُمَّ إِلَيْكَ "، فَضَمَمْتُ ثَوْبِي إِلَى صَدْرِي، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ لَا أَكُونَ نَسِيتُ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ بَعْدُ (1).

8410 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ -، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ كَمَا بَيْنَ قُدَيْدٍ (2) وَمَكَّةَ، وَكَثَافَةُ جِلْدِهِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وسيأتي برقم (9517) من طريق يونس بن عبيد عن الحسن. وانظر ما سلف برقم (7275).

(2)

تحرف في (م) إلى: قديسة. وقديد موضع قرب مكة.

(3)

إسناده ضعيف، محتمل للتحسين، عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار فيه كلام من جهة حفظه، وأخرج عنه البخاري، قال الدارقطني: وهو عند غيره ضعيف، فيعتبر به، وقال ابن عدي: وبعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه، وهو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء.

وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(566) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (10931) عن حسن بن موسى، عن عبد الرحمن بن عبد الله، به.

وانظر ما سلف برقم (8345).

وله شاهد من حديث ثوبان عند البزار (3496 - كشف الأستار) بلفظ: ضرس الكافر مثل أُحد، وغلظ جلده أربعون ذراعاً بذراع الجبار"، وفيه عباد بن منصور وهو ضعيف لسوء حفظه. =

ص: 134

8411 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رُضْوَانِ اللهِ، مَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يُرْفَعُ لَهُ بِهَا (1) دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ "(2).

= وقوله: "بذراع الجبار": أراد به هنا مزيد الطول، أو أن الجَبَّار اسم مَلكٍ من اليمن أو العجم كان طويلَ الذراع، وقال الذهبي: ليس ذا من الصفات في شيء، وهو مثل قولك: ذراع الخياط، وذراع النجار

والجبار في "اللسان": المَلِك العظيم. "فيض القدير" 4/ 255.

(1)

المثبت من (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: لا يلقي لها بالًا- يرفعه الله بها.

(2)

حديث صحيح، عبد الرحمن -وهو ابن عبد الله بن دينار- وإن كان من رجال البخاري، فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وخالفه مالك عن عبد الله بن دينار، فوقفه كما سيأتي لاحقاً، لكن سلف الشطر الثاني من الحديث برقم (7215) من غير هذا الطريق مرفوعاً، وهو صحيح.

وأخرجه البيهقي 8/ 165 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (6478) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، به.

وأخرجه البيهقي 8/ 164 - 165، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 144 من طريق عبد الصمد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، به.

وقد خالف عبدَ الرحمن بن عبد الله في رفعه مالكٌ، فقد أخرجه في "موطئه" 2/ 985 - 986، وعنه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(72) عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، موقوفاً. قال الدارقطني في "العلل" 8/ 214: وهو المحفوظ.

ص: 135

8412 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ كَشَاكِشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" خَيْرُ الْكَسْبِ، كَسْبُ يَدِ الْعَامِلِ إِذَا نَصَحَ "(1).

8413 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ:

= وأخرجه النسائي في الرقائق من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 9/ 431 عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن عبد الله بن دينار، به. كذا وقع في "التحفة"، والصواب أن ابن المبارك يرويه عن مالك، عن عبد الله بن دينار، وابن المبارك ليست له رواية عن عبد الله بن دينار.

فقد أخرجه ابن عبد البر 17/ 143 - 144 عن خلف بن القاسم، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن الحسين بن الحسن المروزي، عن ابن المبارك، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، به، مرفوعاً. وقد غلَّط ابن عبد البر هذه الرواية، وقال: لا يصح عن مالك رفعه فيما أحسب.

(1)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمار كُشاكش، فقد روى له الترمذي، وهو صدوق. أبو عامر العقدي: هو عبد الملك بن عمرو.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 356 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(1236) من طريق سعيد بن منصور، عن محمد بن عمار، به.

وسيأتي برقم (8691).

قوله: "إذا نَصَح"، أي: إذا أخلص في عمله.

ص: 136

أَنَّهُ رَقِيَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَرَفَعَ فِي عَضُدَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ " فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ (1).

(1) حديث صحيح، فليح بن سليمان -وإن كان فيه كلام- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وسيأتي مكرراً برقم (10778).

وأخرجه مسلم (246)(34)، وأبو عوانة 1/ 243 من طريق عمارة بن غَزِيَّة، والطبراني في "الأوسط"(9210) من طريق ابن الحويرث، كلاهما عن نعيم بن عبد الله، بهذا الإِسناد. ولم يذكرا فيه شك نعيم، وحديث عمارة مطوَّل.

وقوله: "فمن استطاع منكم أن يُطيل غُرتَه فليفعل" ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/ 236 أن نعيماً المُجمِر قد تفرد به، ولم يرد في غير حديث أبي هريرة من هذا الطريق. قلنا: بل روي هكذا من حديث كعب المدني عن أبي هريرة كما سيأتي برقم (8741)، لكن إسناده إليه ضعيف، وكعب مجهول.

وسيأتي برقم (9195) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر، وبرقم (8741) من طريق كعب المدني، عن أبي هريرة.

وأخرجه مسلم (247)(36) و (37) من طريق أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، ضمن حديث:"إن حوضي أبعد من أيلةَ من عدن"، وفيه:"تردون عليَّ غرّاً محجَّلين من أثر الوضوء".

واقتصر ابن ماجه على قوله: "تَرِدون عليَّ

الخ" فأخرجه في "سننه" (4282) من طريق أبي مالك الأشجعي، به- وزاد "سيماءُ أمتي ليس لأحد غيرها".

وسيأتي في "المسند" من طريق أبي حازم برقم (8840)، قال: كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ وهو يمدُّ الوضوء إلى إبطه، فقلت: يا أبا هريرة، ما هذا الوضوء؟ قال: يا بني فروخ، أنتم هاهنا؟ لو علمت أنكم هاهنا ما توضأت هذا الوضوء، إني سمعت خليلي يقول:"تبلغ الحِلْية من المؤمن إلى حيث يبلغ الوضوء". =

ص: 137

فَقَالَ نُعَيْمٌ: لَا أَدْرِي قَوْلُهُ: " مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ " مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ؟!

8414 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أتَدْرُونَ مَنِ (1) الْمُفْلِسُ؟ " قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ (2). قَالَ: " الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يَأْتِي بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْعَدُ، فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ، قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ

= وأخرجه مسلم (249)(39)، والنسائي 1/ 93 - 95، وابن خزيمة (6) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة. ضمن حديث مطول وقال فيه:"فإنهم يأتون غرّاً محجَّلين من الوضوء".

وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم"(233) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة، بنحوه.

وفي الباب عن حذيفة بن اليمان عند مسلم برقم (248)(38) ضمن حديث الحوض، وفيه:"تردون عليَّ غرّاً محجَّلين من آثار الوضوء، ليست لأحد غيركم".

قوله: "فرفع في عضديه"، قال السندي: أي: فعله، وهو التوضُّؤ والغسل.

"الغُرّ"، أي: أَنْوُر الوجوه.

"المحجَّلون": أَنْوُر الأَطراف.

(1)

في (ظ 3) و (عس): ما.

(2)

في (م): من لا له درهم ولا دينار ولا متاع.

ص: 138

خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ " (1).

وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ -: " فَيُقَصُّ "(2)، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:" قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ ".

8415 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا طَمِعَ فِي الْجَنَّةِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدٌ، خَلَقَ اللهُ مِئَةَ رَحْمَةٍ، فَوَضَعَ رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ خَلْقِهِ يَتَرَاحَمُونَ بِهَا، وَعِنْدَ اللهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ رَحْمَةً "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، العلاء بن عبد الرحمن وأبوه عبد الرحمن بن يعقوب من رجال مسلم. زهير: هو ابن محمد التميمي.

وانظر (8029).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: فيقتص.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 497 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإِسناد.

وأخرج الشطر الأول منه -وهو إلى قوله: "ما قنط من الجنة أحد"- الترمذي (3542)، وابن حبان (345) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

وأخرج الشطر الثاني منه مسلم (2752)(18)، وأبو يعلى (6509) من طريق إسماعيل بن جعفر، والترمذي (3541) من طريق عبد العزيز بن محمد كلاهما عن العلاء، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

ص: 139

8416 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَيَّاشٍ مَوْلَى عَبْلَةَ بِنْتِ طَلْقٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُطَوِّقَ حَبِيبَهُ طَوْقًا مِنْ نَارٍ، فَلْيُطَوِّقْهُ طَوْقًا مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُسَوِّرَ

= وسيأتي بشطريه برقم (10280)، وبشطره الأول فقط برقم (9164).

وأخرجه جميعاً البخاري (6469)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 496، والبغوي (4180) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

وأخرج الشطر الثاني منه الدارمي (2785)، والبخاري في "صحيحه"(6000)، وفي "الأدب المفرد"(100)، ومسلم (2752)(17) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.

وسيأتي بنحوه من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (9609) و (10670) و (10810).

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/ 56 من طريق يزيد بن هارون، عن الحجاج بن أبي زينب، قال: سمعت أبا عثمان النهدي يحدث عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث. قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 200: الحجاج ضعيف، وخالفه سليمان التيمي وغيره من الثقات، ورووه عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي مرفوعاً.

قلنا: وسيأتي في مسند سلمان الفارسي 5/ 439 عن يحيى بن سعيد، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في "صحيح مسلم"(2753)(20) و (21).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/ 55.

وعن جندب بن عبد الله بن سفيان، عند الحاكم 1/ 56 و 248.

قَنِط: أَيِسَ.

ص: 140

حَبِيبَهُ بِسِوَارٍ مِنْ نَارٍ، فَلْيُسَوِّرْهُ بِسِوَارٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُحَلِّقَ حَبِيبَهُ حَلْقَةً مِنْ نَارٍ، فَلْيُحَلِّقْهُ حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِالْفِضَّةِ، الْعَبُوا بِهَا لَعِبًا، الْعَبُوا بِهَا لَعِبًا " (1).

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أَسيد بن أبي أَسيد -وهو البَرّاد- روى عنه جمع، وخرَّج له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وأورده ابن حبان في "الثقات"، وذكر البرقاني في "سؤالاته" للدارقطني (37) أنه قال: يعتبر به.

وسيأتي برقم (8910) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن أسيد بن أبي أسيد. وانظر أيضاً (9677).

وسيأتي هذا الحديث في مسند أبي موسى 4/ 414 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أسيد بن أبي أسيد، عن ابن أبي موسى، عن أبيه، أو عن ابن أبي قتادة، عن أبيه، مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار.

وفي الباب عن سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير"(5811)، و"الأوسط"(7292)، وفي إسناده إسحاق بن إدريس الأسواري وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهما ضعيفان.

قوله: "حبيبه"، المراد به هنا الذَّكر وليس الأنثى كما هو واضح من سياق المتن، وقد نصَّ أهل العربية في باب التأنيث على أن "فعيل" الذى بمعنى مفعول، إذا لم يُذكر موصوفه من المؤنث لحقته التاء، نحو: هذه ذبيحة، ونطيحة، أي: مذبوحة ومنطوحة، وإن ذكر موصوفه حذفت منه التاء غالباً نحو: مررتُ بامرأةٍ جَرِيح، وبعيْنٍ كحيل، أي: مجروحة ومكحولة، وقد تلحقه التاء أحياناً نحو: خصلة ذميمة، أي: مذمومة، وفعلة حميدة، أي: محمودة. انظر "حاشية الخضري على ابن عقيل" 2/ 146.

وقد صحَّ أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حريراً فجعله في يمينه، وأخذ ذهباً فجعله في شماله، ثم قال:"إن هذين حرامٌ على ذكور أمتي" وفي بعض الروايات زيادة: "حِلٌّ =

ص: 141

8417 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ "(1).

8418 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ وَسُرَيْجٌ، قَالَا: ثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَأَنَا أَوْلَى بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ هَلَكَ وَتَرَكَ مَالًا، فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَنْ كَانُوا، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَلْيَأْتِنِي، فَإِنِّي مَوْلَاهُ "(2).

= لإِناثها"، انظر ما سلف في مسند علي برقم (750).

وللأستاذ مصطفى بن عدوي في هذا الباب رسالة قيمة بعنوان "المؤنَّق في إباحة تحلِّي النساء بالذهب المحلَّق وغير المحلَّق"، فراجعها لزاماً.

(1)

إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن وردان، فقد روى له البخاري في "الأدب"، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو صدوق.

وأخرجه عبد بن حميد (1431)، وأبو داود (4833)، والترمذي (2378)، والحاكم 4/ 171 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإِسناد. وانظر (8028).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فليح -وهو ابن سليمان- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات، رجال الشيخين، وسريج -وهو ابن النعمان الجوهري البغدادي- متابِع أبي عامر العقدي، من رجال البخاري.

وأخرجه البخاري (2399) من طريق أبي عامر العقدي، عن فليح بن سليمان، =

ص: 142

8419 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُخْبِرُ النَّاسَ؟ قَالَ:" إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ وَسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ (1) عَرْشِ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ يُفَجَّرُ - أَوْ تُفَجَّرُ - أَنْهَارُ الْجَنَّةِ " شَكَّ أَبُو عَامِرٍ (2).

= بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (4781)، وعنه البغوي (2214) من طريق محمد بن فليح، عن أبيه، به.

وانظر ما سلف برقم (7861) و (8236).

(1)

في (م): وفوق، وهو خطأ قبيح.

(2)

حديث صحيح، وقد وهم فليح بن سليمان في حال تحديثه لأبي عامر العقدي في رواية هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، وقد نبَّه يونس بن محمد في روايته عن فليح فيما سيأتي برقم (8420) على أنه كان ربما شكَّ فيه، فذَكَر عنه أنه قال: ولا أعلمه إلا ابن أبي عمرة، قال يونس: ثم حدثنا به فليح، فقال: عطاء بن يسار ولم يشك. وكأنه رجع إلى الصواب فيه. قاله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/ 12، وقد وافق فليحاً على روايته إياه عن هلال، عن عطاء، عن أبي هريرة محمدُ بنُ جحادة كما سلف برقم (7923). =

ص: 143

8420 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَوِ ابْنِ أَبِي عَمْرَةَ، قَالَ فُلَيْحٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا ابْنَ أَبِي عَمْرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ "، وَقَالَ: أَفَلَا نُنَبِّئُ النَّاسَ بِذَلِكَ؟ قَالَ (1): ثُمَّ حَدَّثَنَا بِهِ فَلَمْ يَشُكَّ - يَعْنِي فُلَيْحًا -، قَالَ: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ (2).

8421 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ:" وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ "(3).

= وأخرج الشطر الثاني منه -وهو قوله: "إن في الجنة مئة درجة

الخ"- ابنُ حبان (4611) و (7390) من طريق إسحاق بن راهويه، عن أبي عامر العقدي، بهذا الإِسناد.

وانظر الحديثين التاليين.

وله شاهد من حديث أبي الدرداء عند النسائي 6/ 20، وسنده جيد.

قوله: "وسط الجنة"، وفي رواية البخاري وابن حبان "أوسط الجنة"، قال الحافظ في "الفتح" 6/ 13: المراد بالأوسط هنا: الأعدل والأفضل، كقوله تعالى:{وكذلك جعلناكم أُمَّةً وسَطاً} ، فعلى هذا فعطف الأعلى عليه للتأكيد، وقال الطِّيبي: المراد بأحدهما العلو الحِسِّي، وبالآخر العلو المعنوي، وقال ابن حبان: المراد بالأوسط: السَّعة، وبالأعلى: الفوقية.

(1)

في (م): قال وحده، بزيادة "وحده" وهي زيادة لا معنى لها.

(2)

حديث صحيح، وانظر ما قبله وما بعده. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وهو ثقة من رجال الشيخين.

(3)

حديث صحيح، وانظر ما قبله. سريج: هو ابن النعمان الجوهري.

وأخرجه الحاكم 1/ 80، والبغوي (2610) من طريق سريج بن النعمان، بهذا =

ص: 144

8422 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ (1)، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الشَّيْخُ يَكْبَرُ وَيَضْعُفُ جِسْمُهُ، وَقَلْبُهُ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَيْنِ: طُولِ الْعُمُرِ، وَالْمَالِ "(2).

8423 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ

= الإِسناد- واقتصر الحاكم على الشطر الثاني منه، وصححه هو والبغوي.

وأخرجه البخاري (2790) من طريق يحيى بن صالح، و (7423)، والبيهقي في " الأسماء والصفات" ص 398 من طريق محمد بن فليح، كلاهما عن فليح بن سليمان، به.

وسلف الشطر الثاني منه مختصراً برقم (7923) من طريق شريك النخعي، عن محمد بن جحادة، عن عطاء، عن أبي هريرة.

(1)

في (م): حدثنا سريج، حدثنا أبو عامر، وهو خطأ يقيناً، إذ سريج -وهو ابن النعمان- وأبو عامر شيخان لأحمد، والصواب حذف "حدثنا سريج" كما في (ظ 3) و (ل) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ ورقة 152، وأثبتت بعض النسخ الخطية الأخرى في الأصل: أبو عامر، وأشارت في الهامش إلى أنه في نسخ أخرى: سريج، قلنا: وحديث سريج سيأتي برقم (8472).

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير فليح بن سليمان فمن رجال البخاري، وفيه كلام.

وأخرجه بنحوه ابن حبان (3219) من طريق زيد بن الحباب، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (8456) و (8472)، وانظر ما سلف برقم (8211).

ص: 145

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَزَاوَرُونَ (1) فِيهَا " قَالَ سُرَيْجٌ: " لَيَتَرَاءَوْنَ فِيهَا كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ (2) وَالْكَوْكَبَ الشَّرْقِيَّ، وَالْكَوْكَبَ الْغَرْبِيَّ الْغَارِبَ فِي الْأُفُقِ الطَّالِعَ، فِي تَفَاضُلِ الدَّرَجَاتِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أُولَئِكَ النَّبِيُّونَ؟ قَالَ:" بَلَى وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، أَقْوَامٌ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ ". وَقَالَ سُرَيْجٌ: " وَأَقْوَامٌ آمَنُوا بِاللهِ "(3).

(1) في (ظ 3) وهوامش بعض النسخ: ليتراءيون، وهي كذلك في بعض نسخ "صحيح البخاري"، انظر النسخة اليونينية منه 4/ 145.

(2)

قوله: "الكوكب الدري و" زدناه من (ظ 3) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ ورقة 152.

(3)

متن الحديث صحيح، لكن من حديث أبي سعيد الخدري كما سيأتي في التخريج، ولعل فليح بن سليمان -وفيه كلام- أخطأ فجعله من حديث أبي هريرة، والله أعلم.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 907 من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإِسناد- مختصراً بلفظ:"إن أهل الجنة ليتراءون في الجنة".

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد- زوائد نعيم"(418)، ومن طريقه الترمذي (2556)، وابن أبي الدنيا في "التوكل على الله"(41)، وأخرجه ابن منده (406) من طريق المعافى بن سليمان، كلاهما (ابن المبارك والمعافى) عن فليح بن سليمان، به.

وسيأتي برقم (8471) عن فزارة بن عمر، عن فليح بن سليمان.

وهذا الحديث أخرجه البخاري (3256) عن عبد العزيز بن عبد الله، ومسلم (2831) من طريق معن بن عيسى وابن وهب، ثلاثتهم عن مالك، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري. وانظر تمام تخريج حديث أبي =

ص: 146

8424 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا يُصِيبُ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا غَمٍّ وَلَا أَذًى، حَتَّى الشَّوْكَةَ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ "(1).

= سعيد في "صحيح ابن حبان"(7393).

وخالف أيوب بن سويد عند ابن حبان (209)، والطبراني (5776) فرواه عن مالك، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد. فوهمه الدارقطني في "الغرائب"، وتابعه ابن حجر في "الفتح" 6/ 327، وصحح رواية أبي سعيد الخدري. لكن أصل الحديث موجود عند سهل بن سعد كما في "صحيح البخاري"(6555)، ومسلم (2830)، وسيأتي في مسنده 5/ 340.

قوله: "ليتزاورون فيها"، قال السندي: أي: ليتمايلون فيها إذا نظر بعضهم إلى بعض، يعلو بعضهم على بعض، وهو بزاي معجمة، ومنه قوله تعالى:{وترى الشمسَ إذا طلعت تَزَاوَرُ عن كهفهم} [الكهف: 17].

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن محمد التميمي.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(5641)، وفي "الأدب المفرد"(492)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(1421) عن عبد الله بن محمد المُسنَدي، وابن حبان (2905) من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، كلاهما عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، بهذا الإِسناد- لكن زاد إسحاق بين محمد بن عمرو بن حلحلة وبين عطاء بن يسار محمد بن عمرو بن عطاء، فهو من المزيد في متصل الأسانيد، ومحمد بن عمرو بن عطاء ثقة من رجال الشيخين.

وانظر (8027).

ص: 147

8425 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ نَبْهَانَ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَى لَأْوَائِهِنَّ وَضَرَّائِهِنَّ وَسَرَّائِهِنَّ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُنَّ "، فَقَالَ رَجُلٌ: أَوْ ثِنْتَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَوِ اثِنْتَانِ "، فَقَالَ رَجُلٌ: أَوْ وَاحِدَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَوْ وَاحِدَةٌ "(2).

(1) تحرف في (م) وبعض النسخ إلى: عمرو بن شهاب! والتصويب من (ظ 3) ومصادر ترجمته.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن جريج وأبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدرس- مدلسان وقد عنعنا، وعمر بن نبهان، قال البخاري: لا أدري من عمر، ونحوه قال أبو حاتم، وجهله الذهبي وابن حجر، وتساهل ابن حبان فذكره في "الثقات".

وأخرجه الحاكم 4/ 176 من طريق حماد بن مسعدة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 552 - 553 من طريق مندل بن علي، والبيهقي في "شعب الإِيمان"(8678) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، كلاهما عن ابن جريج، به.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط"(6195) من طريق عبيد بن عمرو الحنفي، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. قال الهيثمي في "المجمع" 8/ 158: فيه من لم أعرفهم.

وأخرج البزار (1909 - كشف الأستار) من طريق ليث بن أبي سليم، عن أبي رزين، عن أبي هريرة رفعه: "

ومن سعى على ثلاث بنات فهو في الجنة، كان له كأجر مجاهد في سبيل الله صائماً قائماً". وسنده ضعيف لضعف ليث بن أبي =

ص: 148

8426 -

حَدَّثَنَا بَكْرُ (1) بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ لِي نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ كَنْزٍ مِنْ كَنْزِ (2) الْجَنَّةِ تَحْتَ الْعَرْشِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. قَالَ: " أَنْ تَقُولَ: لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "، قَالَ أَبُو بَلْجٍ: وَأَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ: " فَإِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: أَسْلَمَ عَبْدِي، وَاسْتَسْلَمَ "(3).

قَالَ: فَقُلْتُ لِعَمْرٍو (4)! قَالَ أَبُو بَلْجٍ: قَالَ عَمْرٌو: قُلْتُ لِأَبِي

= سليم.

وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/ 42.

ومن حديث أنس، سيأتي 3/ 147 - 148.

اللأواء والضرّاء: الشِّدَّة، والسَّرّاء: الرخاء والسرور.

(1)

تحرف في (م) و (ل) إلى: بكير.

(2)

في (م): كلمة كنز من كنز، وفي بعض النسخ: كلمة من كنز، والمثبت من (ظ 3) و (س).

(3)

حديث صحيح دون قوله: "تحت العرش"، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكر بن عيسى شيخ أحمد، فقد روى له الترمذي وهو ثقة، وغير أبي بلج -وهو يحيى بن سليم الفزاري- فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوقٌ حسن الحديث. أبو عوانة: هو وضاح اليشكري، وعمرو بن ميمون: هو الأودي.

وانظر (7966).

(4)

قوله: "قال: فقلت لعمرو" لا ندري ما وجه إثباته هنا! والكلام من دونه مستساغ متوجه.

ص: 149

هُرَيْرَةَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ؟ فَقَالَ: لَا، إِنَّهَا فِي سُورَةِ الْكَهْفِ:{وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ} [الكهف: 39].

8427 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَبِيعُ الْخَمْرَ فِي سَفِينَةٍ، وَكَانَ يَشُوبُهُ بِالْمَاءِ، وَكَانَ مَعَهُ فِي السَّفِينَةِ قِرْدٌ، قَالَ: فَأَخَذَ الْكِيسَ وَفِيهِ الدَّنَانِيرُ، قَالَ: فَصَعِدَ الذِّرْوَ (1) - يَعْنِي الدَّقَلَ - فَفَتَحَ الْكِيسَ، فَجَعَلَ يُلْقِي فِي الْبَحْرِ دِينَارًا، وَفِي السَّفِينَةِ دِينَارًا (2)، حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِيهِ شَيْءٌ "(3).

8428 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ -، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ، وَشَرُّهَا الْمُؤَخَّرُ، وَشَرُّ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُقَدَّمُ، وَخَيْرُهَا الْمُؤَخَّرُ "(4).

(1) في (ظ 3): الزَّور.

(2)

زاد في (ظ 3): وفي البحر ديناراً وفي السفينة ديناراً.

(3)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، والصواب وقفه كما سلف بيانه عند الحديث رقم (8055).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن =

ص: 150

8429 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ -، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: أَهَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِكُمْ؟ قَالَ: وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ: قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ ذَلِكَ. قَالَ: نَعَمْ، وَأَوْجَزُ. قَالَ: وَكَانَ قِيَامُهُ قَدْرَ مَا يَنْزِلُ الْمُؤَذِّنُ مِنَ الْمَنَارَةِ وَيَصِلُ إِلَى الصَّفِّ (1).

= أبي صالح، فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري.

وأخرجه الطيالسي (2408)، وابن أبي شيبة 2/ 385، ومسلم (440)(132)، وأبو داود (678)، وابن ماجه (1000)، والترمذي (224)، والنسائي 2/ 93، وابن خزيمة (1561)، والبيهقي 3/ 90 و 97، والبغوي (815) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وسيأتي برقم (8644) و (8798). وانظر ما سلف برقم (7362).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير والد إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح الترمذي حديثه.

وسيأتي برقم (8888) و (9637) و (10097) و (10443) وانظر تخريجه فيها.

وقد رُوي من غير وجه عن أبي هريرة أمرُ النبي صلى الله عليه وسلم الأئمةَ التخفيف بالناس، انظر ما سلف برقم (7474).

وفي الباب عن أنس عند ابن أبي شيبة 2/ 54 و 55 و 57، ومسلم (469)، والنسائي 2/ 94 - 95، وأبي عوانة 2/ 89، وابن حبان (1759)، والبيهقي 3/ 114، والبغوي (841).

وعن أبي واقد الليثي عند ابن أبي شيبة 2/ 55، والبيهقي 3/ 118. =

ص: 151

8430 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَأُذُنَانِ يَسْمَعُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَبِكُلِّ مَنِ ادَّعَى مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، وَالْمُصَوِّرِينَ "(1).

8431 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" كَيْفَ بِكُمْ إِذَا نَزَلَ فِيكُمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ "(2).

= وعدي بن حاتم عند ابن أبي شيبة 2/ 55.

وعن جابر بن سمرة عند البيهقي 3/ 119، ومعاذ عند البيهقي 3/ 116.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وأخرجه الترمذي (2574)، والبيهقي في "الشعب"(6317)، وفي "البعث والنشور"(524) من طرق عن عبد العزيز بن مسلم، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري وعن عائشة، سيأتيان 3/ 40 و 6/ 110.

قوله: "عُنُق من النار"، أي: حُزمة منها.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن =

ص: 152

8432 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، لَا وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، لَا وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ " قَالُوا: وَمَنْ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " جَارٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ " قِيلَ: وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: " شَرُّهُ "(1).

8433 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي أَخْذَ الْأُمَمِ قَبْلَهَا، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمَا فَعَلَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ؟ قَالَ:" وَمَا النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ "(2).

= عبد الرحمن بن المغيرة، ونافع مولى أبي قتادة: هو نافع بن عباس المدني.

وأخرجه مسلم (155)(246) عن زهير بن حرب، عن الوليد بن مسلم، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد- ولفظه:"كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم فأمكم منكم"، وزاد فيه: فقلت لابن أبي ذئب: إن الأوزاعي حدثنا عن الزهري، عن نافع، عن أبي هريرة:"وإمامكم منكم"، قال ابن أبي ذئب: تدري ما أمكم منكم؟ قلت: تخبرني، قال: فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى، وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم.

قلنا: رواية الأوزاعي المذكورة في الحديث أخرجها ابن حبان (6802)، وابن منده في "الإِيمان"(413)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/ 40 من طرق عنه، عن الزهري، به. وانظر (7680).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7878).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8308).

ص: 153

8434 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ (1)، حَدَّثَنِي أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَرْنَبٍ قَدْ شَوَاهَا وَمَعَهَا صِنَابُهَا وأُدْمُهَا، فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَأْكُلْ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَأْكُلُوا، فَأَمْسَكَ الْأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْكُلَ؟ " قَالَ: إِنِّي أَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ (2). قَالَ: " إِنْ كُنْتَ صَائِمًا، فَصُمِ الْأَيَّامَ الْغُرَّ "(3).

(1) زاد في (م): "بن عمر" وهو خطأ.

(2)

في (م): من الشهر.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه النسائي 4/ 222 من طريق حَبان بن هلال، وابن حبان (3650) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه بنحوه النسائي 4/ 224 من طريقين عن طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة مرسلًا.

وسيأتي في "المسند" 5/ 152 و 162 و 177 من طريقين، عن يحيى بن سام، عن موسى بن طلحة، عن أبي ذر.

وسيأتي 5/ 150 من طريق حكيم بن جبير، عن موسى بن طلحة، عن يزيد بن الحوتكية، عن أبي ذر. ويأتي تخريج حديث أبي ذر والكلام عليه في موضعه إن شاء الله.

وفي باب صيام الأيام البيض عن قتادة بن ملحان، سيأتي 4/ 165 و 5/ 27.

الصِّناب، قال ابن الأثير: الخَرْدَل المعمول بالزيت، وهو صباغ يُؤتَدَم به. =

ص: 154

8435 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، اعْتَكَفَ عِشْرِينَ (1).

8436 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ - وَهُوَ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ -، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِطَعَامٍ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ:" ادْنُوَا (2) فَكُلَا "، قَالَا: إِنَّا صَائِمَانِ. قَالَ:

= والأُدْم، كالإِدام: وهو مايؤكل مع الخبز أيّ شيء كان.

والأيام الغُرُّ: هي الأيام البيض، وهي: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش، فمن رجال البخاري. أبو حَصين: هو عثمان بن عاصم بن حُصين الأسدي، الكوفي. أبو صالح: هو ذكوان المدني السمان.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3343) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (1779)، والبخاري (2044) و (4998)، وأبو داود (2466)، وابن ماجه (1769)، والنسائي في "الكبرى"(7992)، وابن خزيمة (2221)، والبيهقي 4/ 314 من طرق عن أبي بكر بن عياش، به- زاد فيه بعضهم:"كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذى قبض فيه". وهذه الزيادة ستأتي مفردة عند المصنف برقم (9190).

وسيأتي برقم (8662) و (9212)، وانظر ما سلف برقم (7784).

(2)

هكذا في (ظ 3)، بمعنى: اقتربا، وفي (م) وبقية النسخ: أدنيا، بمعنى: =

ص: 155

" ارْحَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ، اعْمَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ "(1).

8437 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ -، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَسْرَعُ قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَنَاءً قُرَيْشٌ، وَيُوشِكُ أَنْ تَمُرَّ الْمَرْأَةُ بِالنَّعْلِ فَتَقُولَ: إِنَّ هَذَا

= قرِّبا أنفسَكما إليَّ أو إلى الطعام.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم إن ثبت اتصاله، عمر بن سعد الحفري من رجال مسلم، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 15، والنسائي في "المجتبى" 4/ 177، وفي "الكبرى"(2572)، وابن خزيمة (2031)، وابن حبان (3557)، والحاكم 1/ 433، والبيهقي 4/ 246 من طريق أبي داود الحفري، بهذا الإِسناد.

قال النسائي في "الكبرى" تعليقاً على هذه الرواية الموصولة: هذا خطأ، لا نعلم أن أحداً تابع أبا داود على هذه الرواية، والصواب مرسلاً.

ثم أخرجه برقم (2573) من طريق محمد بن شعيب بن شابور، و (2574) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن أبي عمرو الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، مرسلاً.

وأخرجه أيضاً برقم (2575) من طريق عثمان بن عمر، عن علي بن المبارك الهنائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، مرسلاً أيضاً.

قوله: "ارْحَلُوا"، أي: شدُّوا الرَّحل لهما على البعير.

ومَرُّ الظَّهران: موضع على ستة عشر ميلاً من مكة شمالًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزله في توجهه لفتح مكة.

ص: 156

نَعْلُ قُرَشِيٍّ " (1).

8438 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا قُطْبَةُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ "(2).

8439 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمر بن سعد -وهو أبو داود الحفري- وسعد بن طارق من رجاله، وباقي رجال الإِسناد من رجال الشيخين. أبو حازم: هو سليمان الأشجعي.

وأخرجه البزار (2788 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (6205) من طريق عمر بن سعد، بهذا الإِسناد.

وأخرج ابن حبان (6853) من طريق علي بن مسهر، عن سعد بن طارق، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فرفعه: "لا تقوم الساعة حتى تبعث ريح حمراء من قبل اليمن

". ثم قال بإثره: قال أبو هريرة: وإن أول قبائل العرب فناءً قريش

فذكره بنحوه من كلام أبي هريرة ولم يرفعه.

وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/ 74.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، قطبة -وهو ابن عبد العزيز الأسدي الكوفي- ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(6058)، وفي "الأدب المفرد"(409)، والترمذي (2025)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(275)، والبيهقي 10/ 246 من طرق عن الأعمش، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9171) و (10427). وانظر ما سلف برقم (7341).

ص: 157

سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَرَقَ عَبْدُ أَحَدِكُمْ فَلْيَبِعْهُ وَلَوْ بِنَشٍّ "(1).

8440 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ: فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ خَرَجْتُ مَعَ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ "(2).

(1) إسناده ضعيف، عمر بن أبي سلمة ضعيف فيما يتفرد به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعيد -وهو الطالقاني- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود والنسائي، وهو ثقة.

وأخرجه الطيالسي (2343)، والبخاري في "الأدب المفرد"(165)، وابن ماجه (2589)، وأبو داود (4412)، والنسائي 8/ 91، وأبو يعلى (5906)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1697 و 1698 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 247 من طريق مسعر، عن عمر بن أبي سلمة، به.

وسيأتي برقم (8451) و (8671) و (9030) من طريق أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، به.

النَّش، قال ابن الأثير: هو نصف الأوقيَّة، وهو عشرون درهماً، والأوقية: أربعون. وقيل: النشُّ يطلق على النصف من كل شيء.

(2)

إسناده قوي على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (1528)(39) من طريق زيد بن حباب، بهذا الإِسناد. وانظر =

ص: 158

8441 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ "(1).

8442 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ فَأَعْطُوا الْإِبِلَ حَقَّهَا، وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْجَدْبِ فَأَسْرِعُوا السَّيْرَ، وَإِذَا أَرَدْتُمُ التَّعْرِيسَ فَتَنَكَّبُوا عَنِ الطَّرِيقِ "(2).

= (8365).

والقائل: "في سنة إحدى وخمسين خرجت مع سفيان" هو زيد بن الحباب، يخبر أنه سمع هذا الحديث من الضحاك وقت خروجه مع سفيان الثوري في السنة المذكورة إلى الضحاك، وكان في المدينة، وزيد وسفيان كوفيان.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وحماد: هو ابن سلمة. وهو مكرَّر (8339).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 112 من طريق عفان وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (2569) من طريق موسى بن إسماعيل، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(116) من طريق الحجاج بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه مسلم (1926)، والنسائي في "الكبرى"(8814)، وابن خزيمة (2557)، وأبو عوانة 5/ 111 و 111 - 112، والطحاوي (115)، وابن حبان (2703) و (2705)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 905 و 906، والبيهقي 5/ 256، =

ص: 159

قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ.

8443 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ، إِنْ يَسْمَعْ سُورَةَ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ فِيهِ "(1).

= والبغوي (2684) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به -اقتصر ابن خزيمة وابن عدي في الموضع الثاني على قوله:"إذا عرَّستم بالليل فاجتنبوا الطرق، فإنها مأوى الهوام بالليل".

وسيأتي الحديث برقم (8918).

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/ 305.

وعن أنس عند أبي داود (2571)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(113)، وانظر تمام تخريجه هناك.

قوله: "في الخِصْب"، قال السندي: هو بكسر الخاء، كثرة العشب والمرعى.

"حقَّها": نصيبها من نبات الأرض، أي: دعوها ساعة فساعة حتى ترعى.

"الجَدْب": القحط.

"فأسرعوا

"، أي: لا تتوقفوا في الطريق لتبلِّغكم المقصد قبل أن تضعف.

"التعريس": النزول آخر الليل للاستراحة.

"فتنكبوا عن الطريق"، أي: اعدلوا عنه، لأن السباع وغيرها تطرق في الليل على الطريق لتلقُطَ ما سقط من المارَّة من مأكول ونحوه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين سوى حماد -وهو ابن سلمة-، وسهيل -وهو ابن أبي صالح ذكوان السمان- فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد التميمي.

وأخرجه الفريابي في "فضائل القرآن"(37) من طريق عبد الصمد بن =

ص: 160

8444 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو جُمَيْعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عُطَارِدًا التَّمِيمِيَّ كَانَ يُقِيمُ حُلَّةَ حَرِيرٍ، فَلَوِ اشْتَرَيْتَهَا فَلَبِسْتَهَا إِذَا جَاءَكَ وُفُودُ النَّاسِ. فَقَالَ:" إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ "(1).

8445 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ. وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقْنُتُ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ بَعْدَمَا يَقُولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَلْعَنُ الْكَافِرِينَ (2).

= عبد الوارث، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن الضُريس في "فضائل القرآن"(173) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به. وانظر (7821).

(1)

صحيح لغيره، وهذا سند حسن. سالم أبو جميع -وهو ابن دينار- وثقه ابن معين، وقال أبو داود: شيخ، وقال أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو زرعة: لين الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البزار (2997 - كشف الأستار) من طريق محمد بن الحسن، عن سالم بن دينار أبي جميع، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (8355).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7464). =

ص: 161

8446 -

حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ -، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَالدَّابَّةَ، وَخَاصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ "(1).

8447 -

حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ -، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ،

= عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

قوله: "للكافرين" هكذا هو في (ظ 3) ونسخة على هامش (س)، وفي (م) وبقية النسخ: الكفار.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. منصور بن سلمة: هو أبو سلمة الخزاعي، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(965) من طريق عبد الله بن محمد البيطري، وابن منده في "الإِيمان"(1011) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الإِسناد. ولفظه عند الطحاوي:"بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو القيامة"، هكذا هو عنده مختصر!

وأخرجه ابن منده (1010) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن العلاء بن عبد الرحمن، به.

وسيأتي من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء برقم (8849)، وانظر ما سلف برقم (8303).

ص: 162

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَنْبَغِي لِلصَّدِيقِ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا "(1).

8448 -

حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ -، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: سَعِّرْ. فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ، وَلَكِنِّي أَرْجُو (2) أَنْ أَلْقَى اللهَ عز وجل، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي مَظْلِمَةٌ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 3/ ورقة 218 من طريق أبي سلمة الخزاعي منصور بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(317)، ومسلم (2597)(84)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 218، والبيهقي في "الشعب"(5151) من طرق عن سليمان بن بلال، به.

وأخرجه مسلم (2597)(84) من طريق محمد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، به.

وسيأتي الحديث مكرراً سنداً ومتناً برقم (8782).

وفي الباب عن ابن عمر، بلفظ:"لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعاناً" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(309)، والترمذي (2019) واللفظ للبخاري.

وعن ابن مسعود بلفظ: "ليس المؤمن بطعان، ولا بلعان، ولا الفاحش البذيء" سلف في مسنده برقم (3839).

(2)

في (م) والنسخ الخطية غير (ظ 3): لأرجو.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو داود (3450) عن محمد بن عثمان الدمشقي، والبيهقي 6/ 29 من =

ص: 163

8449 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ (1).

8450 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ. وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أُحُدًا هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ "(2).

= طريق ابن وهب، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (8852).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/ 85.

وعن أنس بن مالك، سيأتي 13/ 256 و 286.

(1)

إسناده حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه الطيالسي (2358)، وابن ماجه (1576)، والترمذي (1056)، وأبو يعلى (5908)، وابن حبان (3178)، والبيهقي 4/ 78 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وسيأتي مكرراً برقم (8452) و (8670).

وفي الباب عن حسان بن ثابت، سيأتي 3/ 442 - 443.

وعن ابن عباس، سلف برقم (2603)، وانظر الكلام على الحديث مفصلاً عنده.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. حسين بن محمد: هو ابن بهرام =

ص: 164

8451 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَرَقَ الْعَبْدُ، فَبِعْهُ وَلَوْ بِنَشٍّ " يَعْنِي بِنِصْفِ أُوقِيَّةٍ (1).

8452 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ (2).

8453 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ -، عَنْ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

= المرُّوذي.

وأخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 82 من طريق يحيى بن عبيد الله، عن أبيه عبيد الله بن عبد الله بن موهب، عن أبي هريرة، قال: لما قدمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر، بدا لنا أُحدٌ، فقال:"هذا جبل يحبنا ونحبه، إن أُحداً هذا لعلى باب من أبواب الجنة". ويحيى بن عبيد الله متروك.

وسيأتي برقم (9025).

وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/ 140. وهو متفق عليه.

وعن سويد الأنصاري، سيأتي 3/ 443.

وعن أبي حميد الساعدي، سيأتي 5/ 424 - 425. وهو متفق عليه.

(1)

إسناده ضعيف، عمر بن أبي سلمة ضعيف فيما يتفرد به. وانظر (8439).

(2)

هذا الحديث لم يرد في (ظ 3). وهو مكرر (8449). وهو حسن.

ص: 165

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " ليَنْزِلَنَّ الدَّجَّالُ خُوزَ وَكِرْمَانَ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا، وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ "(1).

8454 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدَيْنِ رَجَعَ فِي غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ (2).

(1) إسناده ضعيف من أجل عنعنة محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البزار (3390 - كشف الأستار) من طريق محمد بن سلمة الحراني، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإِسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 345 وزاد نسبته إلى أبي يعلى، وقال: رجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس.

وقد سلف برقم (8240) من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة رفعه، قال:"لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوز وكرمان، قوماً من الأعاجم، حمر الوجوه، فطس الأنوف، صغار الأعين، كأن وجوههم المجان المطرقة".

(2)

حسن لغيره، وإسناد هذا الحديث قد وقع فيه اضطراب، فقد رواه عن يونس بن محمد بهذا الإِسناد -أيضاً- عليُّ بن معبد عند ابن خزيمة (1468)، وعنه ابن حبان (2815)، ومحمدُ بنُ عبيد الله ابن المنادي عند الحاكم 1/ 296، والبيهقي 3/ 308، وأبو الأزهر أحمدُ بن الأزهر عند البيهقي 3/ 308، والبغوي (1108).

وخالفهم أبو بكر بن أبي شيبة فرواه عن يونس بن محمد، عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله مرفوعاً، فجعله من حديث جابر، أخرجه من هذا الطريق البيهقي 3/ 308، وأبو بكر الإِسماعيلي، وأبو نعيم في =

ص: 166

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "مستخرجيهما على صحيح البخاري"، أخرجه من طريقهما ابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 382 و 383.

وتابع يونسَ بن محمد على هذه الرواية الثانية أبو تميلة يحيى بن واضح فيما أخرجه البخاري (986) عن محمد بن سلام البيكندي، عنه، عن فليح بن سليمان، به.

وخالف محمدَ بنَ سلام محمدُ بن حميد عند ابن ماجه (1301)، وأحمد بن عمرو الحرشي عند البيهقي 3/ 308، فروياه عن أبي تُميلة، عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن أبي هريرة. إلا أن محمد بن حميد -وهو الرازي- ضعيف، وأحمد بن عمرو الحرشي لا يُدرى حاله، وتفرد ابن حبان فذكره في "الثقات" 8/ 21.

ورواه أيضاً من حديث أبي هريرة محمدُ بن الصلت بن الحجاج الأسدي -وهو ثقة من رجال الشيخين- ولم يُختلف عليه فيه، فقد أخرجه الدارمي (1613)، والترمذي (541)، والبيهقي 3/ 308 من طرق عنه، عن فليح بن سليمان، به. قال الترمذي: حديث أبي هريرة حسن غريب.

قلنا: مدار هذه الأسانيد على فليح بن سليمان، وهو -كما قال الحافظ في "الفتح" 2/ 472 - مضعَّف عند ابن معين والنسائي وأبي داود ووثقه آخرون، فحديثه من قبيل الحسن.

وقد مال الإِمام البخاري إلى ترجيح حديث جابر، فقال في "صحيحه" بإثر الحديث (986): وحديث جابر أصح. فتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" 3/ 308 - 309، فقال: فيه نظر، بل حديث أبي هريرة أصح، لأن حديث جابر رواه عن فليحٍ يونسُ، وقد روي عنه أيضاً حديث أبي هريرة، وروى حديث جابر عن فليح أبو تميلة أيضاً، وقد روي عنه أيضاً حديث أبي هريرة، فسقطت رواية يونس، وأبي تميلة، لأن كلًّا منهما قد رواه بالطريقين، وبنيت رواية محمد بن الصلت عن فليح حديث أبي هريرة سالمة بلا تعارض، كيف وقد وجدنا له متابعاً على روايته. =

ص: 167

8455 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ (1)، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي، الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي "(2).

8456 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ

= فإن أبا مسعود الدمشقي ذكر أن الهيثم بن جميل رواه عن فليح، عن سعيد، عن أبي هريرة، كما رواه محمد بن الصلت، قال أبو مسعود: فصار مرجع الحديث إلى أبي هريرة.

وللحديث شاهد عن ابن عمر، سلف برقم (5879). وسنده ضعيف.

وآخر عن سعد القرظ عند ابن ماجه (1298)، والبزار (653 - كشف الأستار). وسنده ضعيف أيضاً.

وثالث عن أبي رافع عند ابن ماجه (1300). وسنده ضعيف كذلك.

ورابع عن المطلب بن عبد الله بن حنطب مرسلًا عند الشافعي 1/ 159. وسنده -مع إرساله- ضعيف أيضاً.

(1)

قوله: "حدثنا يونس" سقط من (م).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن في فليح -وهو ابن سليمان- كلاماً يحطه عن رتبة الصحيح. عبد الله بن عبد الرحمن: هو ابن معمر بن حزم الأنصاري أبو طوالة، قاضي المدينة لعمر بن عبد العزيز.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (2335) عن فليح بن سليمان، بهذا الإِسناد. وانظر (7231).

ص: 168

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الشَّيْخَ " قَالَ يُونُسُ: أَظُنُّهُ قَالَ: " يَهْرَمُ وَيَضْعُفُ جِسْمُهُ، وَقَلْبُهُ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَحُبِّ الْمَالِ "(1).

8457 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (2) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ، لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالَ سُرَيْجٌ فِي حَدِيثِهِ: يَعْنِي رِيحَهَا (3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل فليح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (8422).

(2)

في (م): عن سعيد بن عبد الله، بزيادة "سعيد بن"، وهو خطأ.

(3)

إسناده حسن.

وأخرجه ابن ماجه (252) من طريق يونس وسريج، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 731، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3664)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 190، وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" ص 165، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل"(102) من طريق سريج بن النعمان وحده، به.

وأخرجه أبو الحسن القطان في "زياداته على سنن ابن ماجه" بإثر الحديث (252)، وأبو يعلى (6373)، والعقيلي 3/ 467، وابن حبان (78)، والحاكم 1/ 85، والبيهقي في "الشعب"(1770)، والخطيب في "تاريخه" 5/ 347 و 8/ 78، وفي "الفقيه والمتفقه" 2/ 89، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" =

ص: 169

8458 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" تُفْتَحُ الْبِلَادُ وَالْأَمْصَارُ، فَيَقُولُ الرِّجَالُ لِإِخْوَانِهِمْ: هَلُمَّ (1) إِلَى الرِّيفِ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ إِلَّا كُنْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا "(2).

= 1/ 180 - 190 و 190 من طرق عن فليح بن سليمان، به.

وأخرج ابن ماجه (260) من طريق عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رفعه:"من تعلم العلم ليباهي به العلماء، ويجارى به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله جهنم". وهذا إسناد ضعيف جداً، عبد الله بن سعيد متروك.

ويشهد لهذا اللفظ الأخير غير ما حديث، لكن بأسانيد ضعيفة، انظر "صحيح ابن حبان"(77).

(1)

المثبت من (ظ 3) وهامش (س)، وهي اسم فعل أمر مبنيٌّ على الفتح على لغة الحجازيين، يستعملونها بصيغة واحدة، سواء أُسندت لمفرد أم مثنى أم مجموع أم مؤنث، وبها نزل القرآن، قال:{قُلْ هَلُمَّ شهداءَكم} [الأنعام: 150]، وفي (م) وعامة النسخ: هَلُمُّوا، وهي لغة تميم تلحقها الضمائر كما تلحق الأفعال، فيقال: هلمَّا، هلمِّي، هلمُّوا، وهي على هذه اللغة فعل صريح لا يتصرَّف.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل فليح، وباقي رجاله رجال الشيخين. غير سعيد بن عبيد بن السباق، فقد روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه، وهو ثقة.

وسيأتي برقم (9670) من طريق أبي صالح مولى السعديين، والشطر الأول سلف نحوه برقم (8015) من طريق محمد بن زياد، وسيأتي برقم (9993) من =

ص: 170

8459 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ". قَالَ سُرَيْجٌ: " وَيَنْظُرُ فِيهَا لِلرُّوَيْبِضَةِ (1) "(2).

8460 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَنَفَخْتُهُمَا فَوَقَعَا (3)، فَأَوَّلْتُ أَنَّ أَحَدَهُمَا مُسَيْلِمَةُ، وَالْآخَرَ الْعَنْسِيُّ "(4).

= طريق محمد بن زياد وعمار بن أبي عمار، كلهم عن أبي هريرة.

وانظر الشطر الثاني فيما سلف برقم (7865).

(1)

هكذا في (ظ 3) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ ورقة 68، وهو الصواب، وفي (م) وبقية النسخ:"وينطق فيها الرويبضة"، وهو خطأ، إذ لا فائدة حينئذ من ذِكْر الخلاف بين يونس وسريج في سياق المتن.

ومعنى قوله: "وُينظَر فيها للرويبضة"، أي: نظر إكبار وتعظيم، والرويبضة: الرجل التافه يتكلم في أمر العامَّة.

(2)

إسناده حسن كسابقه. وانظر ما سلف برقم (7912).

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: فرفعا، والمثبت من (ظ 3) و (ل).

(4)

إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- روى =

ص: 171

8461 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْثٍ، فَقَالَ:" إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا - لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ - فَأَحْرِقُوهُمَا بالنَّارِ ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: " إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا بِالنَّارِ (1)، وَإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللهُ تَعَالَى، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا "(2).

8462 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقُومُ الرَّجُلُ

= له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 58، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (3922)، وابن حبان (6653) عن محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من طريق حماد بن سلمة برقم (8530). وانظر ما سلف برقم (8249).

(1)

لفظ: "بالنار" ليس في (ظ 3).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، وبكير: هو ابن عبد الله بن الأشج القرشي.

وأخرجه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/ 120 من طريق يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإِسناد. وانظر (8068).

ص: 172

لِلرَّجُلِ (1) مِنْ مَجْلِسِهِ، وَلَكِنْ أَفْسِحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ " (2).

8463 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعَةِ أَضُبٍّ عَلَيْهَا تَمْرٌ

(1) هكذا في (ظ 3) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ ورقة 208، و"أطراف المسند" 8/ 104، ويغلب على الظن أن هذه اللفظة "لا يقوم" تحريف من أحد رواته، وأن الصواب ما في (م) وبقية النسخ:"لا يقيم الرجلُ الرجلَ" وهو الموافق للأحاديث الصحيحة كما سيأتي التنبيه عليه في التخريج. وقد نص ابن كثير في "تفسيره" 8/ 72 على أن رواية سريج ويونس بن محمد عند أحمد بلفظ: "لا يقوم الرجل للرجل"، وأن رواية عبد الملك بن عمرو عنده بلفظ:"لا يُقم الرجلُ الرجلَ".

(2)

إسناده حسن، يونس -وهو ابن محمد المؤدب- ثقة من رجال الشيخين، ومن فوقه أحاديثهم من قبيل الحسن. فليح: هو ابن سليمان.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 420 عن محمد بن سنان، عن فليح بن سليمان، بهذا الإِسناد. ولفظه:"لا يقيم الرجلُ الرجلَ".

وسيأتي برقم (10266) عن سريج بن النعمان، و (10776) عن عبد الملك بن عمرو، كلاهما عن فليح بن سليمان، به. ولفظ حديث عبد الملك بن عمرو كحديث محمد بن سنان عند البخاري.

ويشهد له بلفظ: "لا يقيم الرجلُ

" حديث ابن عمر في "الصحيحين"، وقد سلف برقم (4659).

وحديث جابر عند مسلم (2178)، وسيأتي 3/ 342.

وحديث أبي بكرة عند ابن أبي شيبة 8/ 584، والحاكم 4/ 272، وصححه ووافقه الذهبي.

ص: 173

وَسَمْنٌ، فَقَالَ:" كُلُوا، فَإِنِّي أَعَافُهَا "(1).

8464 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي (2) الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِسَخْلَةٍ جَرْبَاءَ قَدْ أَخْرَجَهَا أَهْلُهَا، فَقَالَ:" أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ عز وجل مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو المهزم -واسمه يزيد، وقيل: عبد الرحمن بن سفيان- ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم، وقال البخاري: تركه شعبة، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال الساجي: عنده مناكير ليس هو بحجة في السنن.

وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 6/ 396 من طريق إسحاق بن عيسى، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 202، وفي "مشكل الآثار"(3288)، والبيهقي 9/ 324 من طريق حبيب المعلم، عن عطاء، عن أبي هريرة، وإسناده صحيح.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4497)، وانظر تتمة شواهده هناك.

"أعافها"، قال السندي: أي: أكرهها طبعاً.

(2)

تحرفت "أبي" في (م) إلى: ابن.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه الدارمي (2737)، وهناد في "الزهد"(579)، وابن أبي عاصم في "الزهد"(134) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وفي الباب عن جابر عند مسلم (2957)، وسيأتي 3/ 365.

وعن ابن عباس، سلف برقم (3047)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 174

8465 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ، يَسْأَلُ عَنْهُ، فَإِنْ قِيلَ لَهُ: هَدِيَّةٌ، أَكَلَ، وَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ، قَالَ:" كُلُوا "، وَلَمْ يَأْكُلْ (1).

8466 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، وَعُدِّلَتِ الصُّفُوفُ، حَتَّى إِذَا قَامَ فِي مُصَلَّاهُ وَانْتَظَرْنَا أَنْ يُكَبِّرَ انْصَرَفَ، فَقَالَ:" عَلَى مَكَانِكُمْ " فَدَخَلَ بَيْتَهُ، وَمَكَثْنَا عَلَى هَيْئَتِنَا حَتَّى خَرَجَ إِلَيْنَا يَنْطِفُ رَأْسُهُ (2) وَقَدِ اغْتَسَلَ (3).

8467 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا صَالِحٍ (4)، عَنِ ابْنِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي.

وانظر (8014).

(2)

هكذا في (ظ 3)، وفي (م) وبقية النسخ: ورأسه ينطف.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وصالح: هو ابن كيسان المدني.

وأخرجه البخاري (639) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (7238).

(4)

في (م): عن أبي صالح، وهو خطأ.

ص: 175

شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا، فَتَجَاوَزْ عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَزُ (1) عَنَّا، فَلَقِيَ اللهَ، فَتَجَاوَزَ عَنْهُ "(2).

8468 -

حَدَّثَنَا فَزَارَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا (3) مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ نَاسٌ يُحَدّثُونَ، وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي هَذِهِ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ "(4).

(1) في (ظ 3): أن يتجاوز.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7579).

(3)

في (ظ 3): فيمن.

(4)

حديث صحيح، فزارة بن عمر -وإن لم يرو عنه غير أحمد- قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. إبراهيم بن سعد: هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه الطيالسي (3248)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1651) من طريق عبد العزيز بن عبد الله، والبخاري (3689) عن يحيى بن قزعة، والنسائي في "الكبرى"(8120) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، والطحاوي (1650) من طريق ابن وهب، والبغوي (3873) من طريق إبراهيم بن حمزة، ستتهم (الطيالسي وعبد العزيز ويحيى وسليمان الهاشمي وابن وهب وإبراهيم) عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإِسناد.

وعلقه البخاري بنحوه بإثر الحديث (3689) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن =

ص: 176

8469 -

وحَدَّثَنَاهُ يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ مُرْسَلًا (1).

8470 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَوَضَّأُ إِلَى جَنْبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا ". وَعُمَرُ حِينَ يَقُولُ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ عِنْدَهُ مَعَ الْقَوْمِ، فَبَكَى عُمَرُ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَعَلَيْكَ بِأَبِي أَنْتَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ (2).

= سعد بن إبراهيم، به. ووصله الإِسماعيلي وأبو نعيم في "مستخرجيهما" كما في "تغليق التعليق" 4/ 64 - 65 من طريقين عن زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، به. وانظر ما بعده.

وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/ 55.

قوله: "يُحدّثون"، أي: أن الله تعالى يلهمهم الحقَّ ويوفقهم للتكلم به، ويؤيده حديث:"إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه"، وهو حديث صحيح، روي عن غير واحد من الصحابة، منهم أبو هريرة، وسيأتي في مسنده برقم (9213)، وابن عمر، وسلف في مسنده برقم (5145). وانظر "فتح الباري" 7/ 50.

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو وإن كان مرسلًا -قد جاء متصلاً من طرق صحيحة كما سلف في الحديث السابق.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن =

ص: 177

8471 -

حَدَّثَنَا فَزَارَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالٍ - يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ -، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ فِي الْجَنَّةِ كَمَا تَرَاءَوْنَ - أَوْ تَرَوْنَ - الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَارِبَ فِي الْأُفُقِ الطَّالِعَ، فِي تَفَاضُلِ الدَّرَجَاتِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أُولَئِكَ النَّبِيُّونَ! قَالَ: " بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، وَأَقْوَامٌ آمَنُوا بِاللهِ

= إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وصالح: هو ابن كيسان.

وأخرجه مسلم (2395) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (3242) و (3680) و (5227) و (7023) و (7025)، ومسلم (2395)، وابن ماجه (107)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1270) و (1271) و (1272)، والنسائي في "الكبرى"(8128) و (8129)، وابن حبان (6888)، والآجري في "الشريعة" ص 397، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2477)، والبغوي (3291) من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 28، والبزار (2499 و 2500 - كشف الأستار) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط"(9001) عن المقدام بن داود، عن عمه سعيد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أشرس، عن عبد الله بن عمر، عن زيد بن أسلم، عن أسلم مولى عمر، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف المقدام وعبد الرحمن بن أشرس وعبد الله بن عمر.

وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي 3/ 107.

وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/ 309.

وعن معاذ بن جبل، سيأتي 5/ 233 و 245.

وعن بريدة الأسلمي، سيأتي 5/ 354.

ص: 178

وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ " (1).

8472 -

حَدَّثَنَا فَزَارَةُ، أَخْبَرَنَا فُلَيْحٌ. وَسُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الشَّيْخُ يَكْبَرُ وَيَضْعُفُ جِسْمُهُ، وَقَلْبُهُ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَحُبِّ الْمَالِ ". قَالَ سُرَيْجٌ: " حُبِّ الْحَيَاةِ، وَحُبِّ الْمَالِ "(2).

8473 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَعَنَ اللهُ الْوَاصِلَةَ، وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمُسْتَوْشِمَةَ "(3).

(1) حديث صحيح، فزارة -وهو ابن عمر وإن كان لا يعرف- تابعه أبو عامر العقدي وسريج بن النعمان فيما سلف برقم (8423)، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير فليح، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح. عطاء: هو ابن يسار.

(2)

حديث صحيح، فزارة بن عمر قد تابعه سريج بن النعمان، وهو ثقة من رجال البخاري، وفليح -وإن كان فيه كلام- متابع، وقد سلف الحديث برقم (8422) عن أبي عامر العقدي، عن فليح بن سليمان.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل فليح بن سليمان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4724)، وهو متفق عليه، وانظر تتمة شواهده هناك.

وسلف النهي عن الوشم برقم (8245) من طريق همام عن أبي هريرة. =

ص: 179

8474 -

حَدَّثَنَا فَزَارَةُ بْنُ عُمَرٍ، أَخْبَرَنِي فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ عز وجل أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَبِّئُ النَّاسَ بِذَلِكَ؟ قَالَ:" إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ أَعْلَاهَا (1) لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ عز وجل فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهَا أَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ عز وجل، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ "(2).

8475 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ -، عَنْ عَمْرٍو بْنِ قُهَيْدِ بْنِ مُطَرِّفٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عُدِيَ عَلَى مَالِي؟ قَالَ:" انْشُدِ اللهَ "، قَالَ:

= الواصلة، قال السندي: هي التي تصل الشَّعر بشعر آخر. والمستوصلة: التي تأمر من يفعل بها ذلك.

(1)

هكذا في (ظ 3) و (ل) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ ورقة 110، وفي (م) وبقية النسخ: أعدَّها، وهو كذلك فيما سلف برقم (8419).

(2)

حديث صحيح، فزارة بن عمر لم يرو عنه غير الإِمام أحمد، وقال أبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف": لا أعرفه، وقال الحسيني: فيه نظر، وهو في هذا الحديث قد تابعه غير واحد، انظر ما سلف برقم (8419) و (8420) و (8421).

ص: 180

فَإِنْ أَبَوْا عَلَيَّ؟ قَالَ: " انْشُدِ اللهَ "، قَالَ: فَإِنْ أَبَوْا عَلَيَّ؟ قَالَ: " فَانْشُدِ اللهَ "، قَالَ: فَإِنْ أَبَوْا عَلَيَّ؟ قَالَ: " فَقَاتِلْ، فَإِنْ قُتِلْتَ فَفِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ قَتَلْتَ فَفِي النَّارِ "(1).

(1) حديث صحيح. وقول يونس في الإِسناد: عن عمرو بن قهيد بن مطرِّف الغفاري، وهم منه، صوابه: عن عمرو، عن قهيد بن مطرف الغفاري، نَبَّه على ذلك المزي في "تهذيب الكمال" 22/ 194 - 195، وابن حجر في "التقريب".

وعمرو هذا: هو ابن أبي عمرو مولى المطلب وهو ثقة، اتفقا على إخراج حديثه، وقهيد بن مطرف الغفاري روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ويقال: إن له صحبة.

وأخرجه النسائي 7/ 114، والبيهقي 8/ 336 من طريق شعيب بن الليث، وقرن البيهقيُّ بشعيبٍ عبدَ الله بنَ عبد الحكم، كلاهما (شعيب وعبد الله) عن الليث بن سعد، عن ابن الهاد، عن قهيد بن مطرف، عن أبي هريرة. بإسقاط عمرو، قال البيهقي: كذا وجدته، والصواب: عن ابن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن قهيد.

وأخرجه المزي في ترجمة عمرو بن قهيد من "التهذيب" 22/ 195 من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن ابن الهاد، عن عمرو، عن قهيد بن مطرف، عن أبي هريرة. قال المزي: هذه الرواية هي الصواب إن شاء الله.

وأخرجه مسلم (140)(225)، والبيهقي 8/ 335 - 336 من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وسيأتي برقم (8476) و (8724).

وسلف في "المسند"(8298) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، بلفظ:"من أريد ماله بغير حق فقُتِل، فهو شهيد".

قوله: "ففي الجنة"، قال السندي: أي: فأنت في الجنة.

"ففي النار"، أي: فمقتولك في النار.

ص: 181

8476 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قُهَيْدٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

8477 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: شَكَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ مَشَقَّةَ السُّجُودِ عَلَيْهِمْ إِذَا تَفَرَّجُوا، فَقَالَ:" اسْتَعِينُوا بِالرُّكَبِ "(2).

(1) حديث صحيح، ووقع لقتيبة في إسناده من الوهم ما وقع ليونس بن محمد في الإِسناد السابق.

وأخرجه النسائي 7/ 114 عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

(2)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -وهو محمد- فقد أخرج له مسلم في الشواهد، وهو صدوق قوي الحديث. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد.

وأخرجه أبو داود (902)، والترمذي (286)، وابن حبان (1918)، والبيهقي 1/ 116 - 117 من طريق قتيبة، والحاكم 1/ 229، والبيهقي 1/ 116 - 117 من طريق شعيب بن الليث، كلاهما عن الليث، بهذا الإِسناد.

قال الترمذي بإثر الحديث: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه من حديث الليث عن ابن عجلان، وقد روى هذا الحديثَ سفيانُ بن عيينة وغير واحدٍ عن سُمَي، عن النعمان بن أبي عياش، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا، وكأن رواية هؤلاء أصحُّ من رواية الليث.

فتعقبه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله بقوله: هؤلاء رووا الحديث عن سُمَي، عن النعمان، مرسلاً، والليث بن سعد رواه عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، موصولًا، فهما طريقان مختلفان، يؤيد أحدهما الآخر ويعضده، والليث بن سعد ثقة حافظ حجة، لا نتردد في قبول زيادته وما انفرد به، فالحديث صحيح. =

ص: 182

قَالَ ابْنُ عَجْلَانَ: وَذَلِكَ أَنْ يَضَعَ مِرْفَقَهُ عَلَى رُكْبَتِهِ إِذَا طَالَ السُّجُودُ وَأَعْيَى.

8478 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ يَصْرِفُ اللهُ عَنِّي لَعْنَ قُرَيْشٍ وَشَتْمَهُمْ! يَشْتُمُونَ (1) مُذَمَّمًا، وَأَنَا مُحَمَّدٌ "(2).

8479 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ عَجْلَانَ -، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ اجْتِمَاعًا يَضُرُّ أَحَدَهُمَا: مُسْلِمٌ قَتَلَ كَافِرًا ثُمَّ سَدَّدَ الْمُسْلِمُ وَقَارَبَ،

= قلنا: وقد تابع الليثَ على هذا الحديث موصولًا حيوةُ بن شريح ويعقوب بن عبد الرحمن الإِسكندراني.

أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الأثار" 1/ 230 من طريق حيوة بن شريح، عن ابن عجلان، به.

وسيأتي برقم (9403) عن قتيبة بن سعيد، عن يعقوب بن عبد الرحمن الإِسكندراني، عن ابن عجلان.

وذكره البخاري معلقاً في "تاريخه الكبير" 4/ 203، وفي "الأوسط" 2/ 19 قال: وقال ابن عجلان: عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

قوله: "إذا تفرّجوا"، أي: إذا باعدوا اليدين عن الجنبين، ورفعوا البطن عن الفخذين في السجود.

(1)

هكذا في (ظ 3) وهامش (س)، وفي (م) وبقية النسخ: يسبُّون.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، وعجلان والد محمد: هو مولى فاطمة، لا بأس به، من رجال مسلم. وانظر ما سلف برقم (7331).

ص: 183

وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي جَوْفِ عَبْدٍ: غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ، وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ: الْإِيمَانُ وَالشُّحُّ " (1).

8480 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " خَرَجَتِ امْرَأَتَانِ وَمَعَهُمَا صَبِيَّانِ، فَعَدَا الذِّئْبُ عَلَى أَحَدِهِمَا، فَأَخَذَتَا (2) تَخْتَصِمَانِ فِي الصَّبِيِّ الْبَاقِي، فَاخْتَصَمَتَا إِلَى دَاوُدَ، فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى مِنْهُمَا، فَمَرَّتَا عَلَى سُلَيْمَانَ النَّبِيِّ، فَقَالَ: فَكَيْفَ أَمَرَكُمَا؟ فَقَصَّتَا عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّ الْغُلَامَ بَيْنَكُمَا. فَقَالَتِ الصُّغْرَى: أَتَشُقُّهُ؟! قَالَ: نَعَمْ. قَالَتْ: لَا تَفْعَلْ، حَظِّي مِنْهُ لَهَا.

(1) صحيح، وهذا إسناد قوي.

وأخرجه النسائي 6/ 12 - 13، وابن حبان (4606)، والطبراني في "الصغير"(410)، والبيهقي في "الشعب"(6609) من طريق عيسى بن حماد، والحاكم 2/ 72 من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. ورواية ابن حبان بالقسم الثاني منه، وهو قوله: "ولا يجتمعان في جوف عبدٍ

" الخ.

ولسهيل بن أبي صالح في القسم الثاني سند آخر، سيأتي برقم (8512)، حيث رواه هناك عن صفوان بن سليم، عن القعقاع بن اللجلاج، عن أبي هريرة. وتابعه على هذا الإِسناد محمد بن عمرو فيما سلف برقم (7480).

وأما القسم الأول من الحديث، فقد سلف نحوه برقم (7575) من طريق حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.

(2)

في (ظ 3): فأتتا وعلى هامشها: فأخذتا.

ص: 184

فَقَالَ: هُوَ ابْنُكِ. فَقَضَى بِهِ لَهَا " (1).

8481 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا "، قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: فَإِنَّكَ تُدَاعِبُنَا يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَالَ: " إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، ومحمد: هو ابن عجلان، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.

وأخرجه النسائي 8/ 236 من طريق شعيب بن الليث، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1720)(20)، وابن حبان (5066)، والبيهقي 10/ 268 من طريق روح بن القاسم، عن محمد بن عجلان، به. وانظر (8280).

(2)

إسناده قوي من أجل محمد -وهو ابن عجلان-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد بن أبي سعيد: هو المقبري.

وأخرجه البيهقي 10/ 248 من طريق يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(265) عن عبد الله بن صالح، عن الليث، عن محمد بن عجلان، عن أبيه أو سعيدٍ، عن أبي هريرة.

وعبد الله بن صالح -وهو كاتب الليث- ليِّن الحديث، والشك منه، فقد رواه أيضاً أسامة بن زيد الليثي، عن سعيد المقبري دون شك، سيأتي في "المسند" برقم (8723).

وفي الباب عن ابن عمر عند الطبراني في "الصغير"(779)، وفي "الأوسط"(999). ورجاله ثقات، إلا أن فيه تدليس مبارك بن فضالة.

ص: 185

8482 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْأَكْثَرُونَ الْأَسْفَلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا "(1).

8483 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ الْعَجْلَانَ (2)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ فَقَالَ: " أَنَا وَالَّذِينَ مَعِي، ثُمَّ الَّذِينَ (3) عَلَى الْأَثَرِ، ثُمَّ الَّذِينَ عَلَى الْأَثَرِ "، ثُمَّ كَأَنَّهُ رَفَضَ مَنْ بَقِيَ (4).

8484 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَنْ يَزَالَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ عِصَابَةٌ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ "(5).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، ووالد محمد: هو عجلان مولى فاطمة، وهو وابنه صدوقان.

وسيأتي برقم (9526)، وانظر ما سلف برقم (8085).

وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي في مسنده 5/ 157.

وعن ابن مسعود عند ابن حبان (3217).

وعن ابن عباس عند الخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 264 - 265.

(2)

في (م): العجلاني، وهو خطأ.

(3)

في (ظ 3) في هذا الموضع والذى يليه: الذي!

(4)

إسناده جيد كسابقه. وانظر (7957).

(5)

إسناده قوي من أجل محمد بن عجلان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين =

ص: 186

8485 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ الذُّبَابَ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءٌ، وَفِي الْآخَرِ شِفَاءٌ، فَإِذَا وَقَعَ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَإِنَّهُ يَتَّقِي بِالَّذِي فِيهِ الدَّاءُ، فَلْيَغْمِسْهُ ثُمَّ يُخْرِجُهُ "(1).

8486 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا "(2).

= غير القعقاع بن حكيم، فمن رجال مسلم. وانظر (8274).

أبو صالح: هو ذكوان السمان.

(1)

إسناده قوي كسابقه.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3293) من طريق يحيى بن أيوب الغافقي المصري، عن محمد بن عجلان، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7141).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد.

وأخرجه الحميدي (1001) عن عبد الله بن رجاء، وابن أبي شيبة 2/ 385 - 386 من طريق سفيان الثوري، والدارمي (1268) عن أبي عاصم النبيل، والبيهقي 3/ 97 - 98 من طريق سفيان الثوري وأبي عاصم، ثلاثتهم عن محمد بن عجلان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الحميدي (1000) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن أبيه أو عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

وقد سلف برقم (7362) عن سفيان بن عيينة، وقال فيه: عن سعيد، دون =

ص: 187

8487 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي (1) عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَتَوَضَّأُ أَحَدُكُمْ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ وَيُسْبِغُهُ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ، إِلَّا تَبَشْبَشَ اللهُ بِهِ، كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِطَلْعَتِهِ "(2).

8488 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَخِيهِ عَبَّادِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْأَرْبَعِ: مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ "(3).

= شك.

(1)

في (ظ 3) و (ل): ابن.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة أبي عبيدة أو ابن عبيدة كما في "العلل" للدارقطني 3/ ورقة 196. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وحجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وسعيد بن أبي سعيد: هو المقبري.

وقد سلف تخريج الحديث والكلام عليه برقم (8065).

(3)

حديث صحيح، عباد بن أبي سعيد لم يرو عنه غير أخيه سعيد، وذكره العجلي وابن حبان وابن خلفون في جملة الثقات، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (3837)، وأبو داود (1548)، والنسائي 8/ 263 =

ص: 188

8489 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ تُسَافِرُ لَيْلَةً، إِلَّا وَمَعَهَا رَجُلٌ ذُو حُرْمَةٍ مِنْهَا "(1).

8490 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ

= و 284 - 285، والحاكم 1/ 104، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 161 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (8779) و (9829).

وأخرجه الطيالسي (2323) عن ابن أبي ذئب، وابن أبي شيبة 10/ 871، وابن ماجه (250)، والنسائي 8/ 284، وأبو يعلى (6537)، والحاكم 1/ 104 من طريق ابن عجلان، كلاهما عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة- ليس فيه عباد بن أبي سعيد، فلعل سعيداً المقبري قد سمعه على الوجهين، والله تعالى أعلم.

وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 36، قال: روى ابن يوسف عن الليث، عن سعيد المقبري، عن عباد بن أبي سعيد، سمع أبا هريرة رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من علم لا ينفع.

وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث عبد الله بن عمرو الذى سلف برقم (6557).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.

وأخرجه مسلم (1339)(419)، وأبو داود (1723)، وابن حبان (2728)، والبيهقي 3/ 139 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.

وانظر (7222).

ص: 189

وَحْدَهُ، أَعَزَّ جُنْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، فَلَا شَيْءَ بَعْدَهُ " (1).

8491 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ يُونُسُ: عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ (2) أُعْطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللهُ عز وجل إِلَيَّ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(3).

8492 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ -، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: إِنَّ عَبْدِي الْمُؤْمِنَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ كُلِّ خَيْرٍ، يَحْمَدُنِي

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8067).

(2)

في (م) والنسخ الخطية غير (ظ 3): وقد.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وأخرجه البخاري (4981) و (7274)، ومسلم (152)(239)، والنسائي في "الكبرى"(7977 م)، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 233، والبيهقي 9/ 4، والبغوي (3615) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (9828) عن حجاج وحده.

قوله: "كان الذى أوتيت" يعني به القرآنَ.

ص: 190

وَأَنَا أَنْزِعُ نَفْسَهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ " (1).

8493 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" وَاللهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ وَأَتُوبُ فِي كُلِّ يَوْمٍ (2) أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً "(3).

8494 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ (4)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عز وجل، كُتِبَ لَهُ حَسَنَةٌ مُضَاعَفَةٌ، وَمَنْ تَلَاهَا كَانَتْ

(1) إسناده جيد، عمرو -وهو ابن أبي عمرو مولى المطلب- وإن روى له الشيخان، ينحطُّ عن رتبة الصحيح، وباقي رجال الإِسناد ثقات من رجال الشيخين. يزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. والمقبري: هو سعيد بن أبي سعيد.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإِيمان"(4494) من طريق ابن بكير، عن يزيد بن الهاد، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (8731).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2412) و (2475) و (2704).

(2)

في (م) وبعض النسخ المتأخرة: إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم، والمثبت من (ظ 3) و (ل) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ ورقة 332.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(435) من طريق منصور بن سلمة، عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. وانظر (7793).

(4)

لفظة: "البصري" ليست في (ظ 3) و (ل).

ص: 191

لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1).

8495 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا طَلَعَ النَّجْمُ ذَا صَبَاحٍ، رُفِعَتِ الْعَاهَةُ "(2).

(1) إسناده ضعيف، عباس بن ميسرة لين الحديث، والحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإِيمان"(1981)، والبغوي في "معالم التنزيل" 1/ 34 من طريق إسماعيل بن عياش، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف أيضاً لضعف ليث، ورواية إسماعيل بن عياش عن غير أهل بلده فيها تخليط، وهذا منها، فإسماعيل حمصي، وليث كوفي.

(2)

حديث حسن، عِسْل بن سفيان -وإن كان ضعيفاً- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 426، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2287) من طريق المعلى بن أسد، والطبراني في "الأوسط"(1327) من طريق حرمي بن حفص، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد. وعند الطبراني زيادة في إسناده بين عِسْل وعطاء، وهي:"عن السليل"!.

وأخرجه البزار (1292 - كشف الأستار) من طريق حماد بن سلمة، عن عِسْل بن سفيان، به.

وأخرجه العقيلي 3/ 426 من طريق عبد العزيز بن المختار، عن عسل، عن عطاء، عن أبي هريرة، موقوفاً. =

ص: 192

8496 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، وَحَمَّادٌ، عَنْ عِسْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ السَّدْلِ؛ يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ (1).

= وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(2282)، والطبراني في "الصغير"(104)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 121 من طريق أبي حنيفة، عن عطاء، به، مرفوعاً.

وسيأتي برقم (9039).

وفي الباب عن ابن عمر، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة، فسأله عثمان بن عبد الله بن سراقة، قال: يا أبا عبد الرحمن، وما العاهة؟ قال: طلوع الثُّريا. وقد سلف في مسنده برقم (5012).

وروى مالك في "موطئه" 2/ 619 عن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد بن ثابت: أن أباه كان لا يبيع ثماره حتى تطلع الثريا. وعلقه البخاري بإثر الحديث (2193).

العاهة: العيب والآفة.

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/ 395: النجم: هو الثريا، وطلوعها صباحاً يقع في أول فصل الصيف، وذلك عند اشتداد الحر في بلاد الحجاز وابتداء نضج الثمار، فالمعتبر في الحقيقة النضح، وطلوعُ النجم علامة له.

وذكر الإِمام الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 6/ 57 أن ذلك يكون في شهر أيار، في الثاني عشر منه.

تنبيه: ذكر الحافظ في "الفتح" 4/ 395 أن حديث أبي هريرة هذا رواه أبو داود، ويغلب على ظننا أنه سبن قلم منه رحمه الله، إذ لم نعثر عليه في "سننه" بعد البحث والتحري، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده ضعيف لضعف عِسْل -وهو ابن سفيان- حماد: هو ابن سلمة.

وقد سلف الحديث برقم (7934).

ص: 193

8497 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ مِنْ تَلْبِيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " لَبَّيْكَ إِلَهَ الْحَقِّ "(1).

8498 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَرَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِجِذْلِ شَوْكٍ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ: لَأُمِيطَنَّ هَذَا الشَّوْكَ عَنِ الطَّرِيقِ أَنْ لَا يَعْقِرَ رَجُلًا مُسْلِمًا "، قَالَ:" فَغُفِرَ لَهُ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بني هاشم- فمن رجال البخاري. عبد العزيز بن عبد الله: هو ابن أبي سلمة الماجشون، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (2377)، والنسائي 5/ 161، وابن خزيمة (2624)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 125، والدارقطني 2/ 225، والحاكم 1/ 449 - 450، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 42، والبيهقي 5/ 45، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 436 من طرق عن عبد العزيز بن عبد الله، بهذا الإِسناد.

وعلقه الشافعي في "المسند" 1/ 304، فقال: وذكر عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، عن عبد الله بن الفضل، فذكره.

وسيأتي (8629) و (10171).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل وهو ابن أبي صالح -فمن رجال مسلم. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان، وأبو =

ص: 194

8499 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَلْعَقْ (1) أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيَّتِهِنَّ الْبَرَكَةُ "(2).

= صالح والد سهيل: هو ذكوان المدني السمَّان.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(229) عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم ص 2021 (128) من طريق جرير بن عبد الحميد، والبيهقي في "الشعب"(11167) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن سهيل، به.

وأخرجه أبو داود (5245)، وابن حبان (540) من طريق زيد بن أسلم، عن أبي صالح، به.

وسيأتي من طرق أخرى عن أبي صالح برقم (9246) و (10432) و (10753) و (10896)، وسلف برقم (7841) عن سفيان بن عيينة، عن سهيل، به، إلا أن سفيان قد وقفه.

وانظر ما سلف برقم (7847).

والجِذْل: أصل الشجرة.

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: فليلعق، والمثبت من (ظ 3) و (ل) وهامش (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه مسلم (2035)(137) من طريق بهز بن أسد، عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الترمذي (1801) من طريق عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح، به، وحسنه.

وسيأتي من طريق رجل عن أبي هريرة برقم (9369). =

ص: 195

8500 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ (1)، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، قَالَ: فَيُحِبُّونَهُ، قَالَ: ثُمَّ يَضَعُ اللهُ لَهُ الْقَبُولَ فِي الْأَرْضِ، فَإِذَا أَبْغَضَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ "(2).

8501 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذَا " وَعَقَدَ وُهَيْبٌ تِسْعِينَ (3).

= وأخرج الطبراني في "الأوسط"(5377) من طريق مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل طعاماً لعق أصابعه وقال: "إن لعق الصحيفة بركة".

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4514)، وانظر شواهده هناك.

(1)

في (م) بعد هذا: "ثنا ليث"، وهي زيادة مقحمة خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطيالسي (2436) عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد. وانظر (7625).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 192 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. =

ص: 196

8502 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَلَا تُكَبِّرُوا حَتَّى يُكَبِّرَ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَلَا تَرْكَعُوا حَتَّى يَرْكَعَ، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَلَا تَسْجُدُوا حَتَّى يَسْجُدَ، وَإِنْ صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ "(1).

= وأخرجه البخاري (3347) و (7136)، ومسلم (3881)(3)، وأبو عوانة في الفتن من طرق عن وهيب بن خالد، به.

وسيأتي برقم (10853).

وانظر قصة حفر يأجوج ومأجوج للسدِّ برقم (10632) من طريق أبي رافع، عن أبي هريرة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، مصعب بن محمد لا بأس به، روى له أصحاب السنن غير الترمذي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو صالح السمان: هو ذكوان.

وأخرجه أبو داود (603) عن سليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم، عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 404 من طريق الخصيب بن ناصح، عن وهيب (تحرف في المطبوع إلى: وهب)، به.

وأخرجه مسلم (415)، وابن خزيمة (1575)، والبيهقي في "السنن الصغرى"(516) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به.

وسيأتي برقم (9438) و (9682) ومختصراً برقم (9923)، وانظر ما سلف برقم (7144).

ص: 197

8503 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّ (1) كُلَّ أُمَّةٍ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا الْيَوْمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللهُ لَهُ، فَغَدًا لِلْيَهُودِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى " فَسَكَتَ.

فَقَالَ: " حَقُّ اللهِ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، يَغْسِلُ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ "(2).

(1) لفظة: "أن" ليست في (ظ 3).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (896) و (897) عن مسلم بن إبراهيم، و (3486) و (3487) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد. وانظر (7399).

وقصة الغسل وحدها أخرجها مسلم (849) من طريق بهز بن أسد، عن وهيب بن خالد، به.

ويشهد لقصة الغسل حديث جابر الذى سيأتي في مسنده 3/ 304.

وحديث رجل من الصحابة، سيأتي أيضاً 4/ 34 و 5/ 363.

وبَيْد: قال في "المغني" 1/ 114: هو اسم ملازم للإِضافة إلى "أنّ" وصِلَتِها، وهو بمعنى "غير" إلا أنه لا يقع مرفوعاً ولا مجروراً، بل منصوباً، ولا يقع صفة ولا استثناء متصلاً، وإنما يستثنى به في الانقطاع خاصة، ومنه الحديث: "نحن الآخرون السابقون

".

ص: 198

8504 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، لَا تَحَسَّسُوا، ولَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا "(1).

8505 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي "(2).

8506 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ - يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ -، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ: ذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: " رُؤْيَا الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (6724) عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (10949)، وانظر ما سلف برقم (7858).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي. وانظر (7334).

(3)

إسناده قوي، عاصم بن كليب من رجال مسلم، وأبوه كليب بن شهاب من =

ص: 199

8507 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ (1) عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْمَفْرُوضَةِ صَلَاةٌ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُحَرَّمَ "(2).

8508 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهِ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي "(3).

= رجال أصحاب السنن، وهما صدوقان.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (264) عن المغيرة بن سلمة المخزومي، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإِسناد. ولفظه عنده:"رؤيا الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة".

وانظر (7168).

(1)

في (م): حدثنا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وحميد بن عبد الرحمن: هو الحميري البصري.

وأخرجه الدارمي (1476) و (1757)، والبيهقي 4/ 291 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. واقتصر الدارمي في الموضع الأول على الشطر الأول منه.

وانظر (8026).

(3)

إسناده قوي، عاصم بن كليب من رجال مسلم، وأبوه كليب بن شهاب من =

ص: 200

قَالَ عَاصِمٌ: قَالَ أَبِي: فَحَدَّثَنِيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ. قَالَ: رَأَيْتَهُ؟ قُلْتُ: إِي وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ. قَالَ: فَذَكَرْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، قَالَ: إِنِّي وَاللهِ قَدْ ذَكَرْتُهُ وَنَعَتُّهُ فِي مِشْيَتِهِ. قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّهُ كَانَ يُشْبِهُهُ.

8509 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَالِسًا وَعِنْدَهُ غُلَامٌ، فَقَامَ الْغُلَامُ فَقَعَدْتُ فِي مَقْعَدِ الْغُلَامِ، فَقَالَ لِي أَبِي: قُمْ عَنْ مَقْعَدِهِ.

إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْبَأَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ ". غَيْرَ أَنَّ سُهَيْلًا قَالَ: لَمَّا أَقَامَنِي تَقَاصَرَتْ بِي (1) نَفْسِي (2).

8510 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَجْلَانَ أَبِي مُحَمَّدٍ

= رجال أصحاب السنن، وهما صدوقان. عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي مولاهم البصري.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (261)، والترمذي في "الشمائل"(391)، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 236، والحاكم 4/ 393 من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم، وانظر (7168).

(1)

في (م) و (س): في.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو داود (4853)، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 4/ 66 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر (7568).

ص: 201

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لِلْمَمْلُوكِ طَعَامُهُ وَكِسْوَتُهُ، وَلَا يُكَلَّفُ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَا يُطِيقُ "(1).

8511 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ السَّنَةَ لَيْسَ بِأَنْ لَا يَكُونَ فِيهَا مَطَرٌ، وَلَكِنَّ السَّنَةَ أَنْ تُمْطِرَ السَّمَاءُ وَلَا تُنْبِتَ الْأَرْضُ "(2).

8512 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ صَفْوَانَ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ -، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَسُهَيْلٍ، عَنِ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ (3)، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ اللَّجْلَاجِ

(1) إسناده جيد، رجاله رجال الصحيح لكن محمد بن عجلان روايته في "صحيح مسلم" متابعة، وهو وأبوه صدوقان.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 285 من طريق ابن أبي شيبة، عن عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وانظر (7364).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الشافعي 1/ 170 عمن لا يُتَّهم، ومسلم (2904) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، وابن حبان (995) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، ثلاثتهم عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (8703) و (8754) من طريقين آخرين عن أبي سهيل.

قوله: "السَّنَة"، قال السندي، أي: القحط، والمراد: القحط المُوحِش الذى يجيء بلا توقع، بل مع توقع خلافه، وهي المراد بالسنة الخدَّاعة، والله أعلم.

(3)

قوله: "عن صفوان بن سليم" سقط من (م) والنسخ المتأخرة.

ص: 202

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَجْتَمِعُ شحٌّ وَإِيمَانٌ فِي قَلْبِ رَجُلٍ، وَلَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي وَجْهِ عَبْدٍ "(1).

قَالَ حَمَّادٌ: وَقَالَ أَحَدُهُمَا: الْقَعْقَاعُ بْنُ اللَّجْلَاجِ، وَقَالَ الْآخَرُ: اللَّجْلَاجُ بْنُ الْقَعْقَاعِ.

8513 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، القعقاع بن اللجلاج سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (7480)، وباقي رجال الإِسناد ثقات من رجال الصحيح.

وأخرجه النسائي 6/ 13، والحاكم 2/ 72 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح وحده، بهذا الإِسناد. ووقع عند النسائي: خالد بن اللجلاج، وعند الحاكم: أبي اللجلاج، كذا وقع في مطبوع "المستدرك"، ولعل الصواب: ابن اللجلاج كما هو في "الشعب" من طريقه. واقتصر على الشطر الثاني من الحديث.

وأخرجه الطيالسي (2461)، وسعيد بن منصور في "سننه"(2401)، والبخاري في "الأدب المفرد"(281)، وفي "التاريخ الكبير" 4/ 307، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(121)، والنسائي 6/ 13 و 13 - 14، وابن حبان (3251)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(459) و (460)، والحاكم 2/ 72، والبيهقي في "السنن" 9/ 161، وفي "الشعب"(4257) و (10828)، والبغوي (2619) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. واقتصر الطيالسي وابن أبي عاصم على الشطر الأول منه، والمروزي في الموضع الأول على الشطر الثاني.

وقد سلف الحديث من طريق محمد بن عمرو برقم (7480).

ص: 203

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِمَّا تَدَاوَوْنَ بِهِ خَيْرٌ، فَفِي الْحِجَامَةِ "(1).

8514 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: قَدْ هَلَكَ النَّاسُ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو داود (3857)، وابن ماجه (3476)، وأبو يعلى (5911)، وابن حبان (6078)، والحاكم 4/ 410 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه! ورواية أبي يعلى وابن حبان مطولة بزيادة في أول الحديث:"يا معشر الأنصار، أنكحوا أبا هند، وانكحوا إليه".

وسيأتي الحديث عن غسان بن الربيع، عن حماد بن سلمة برقم (9452).

وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/ 107.

وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/ 343.

وعن عقبة بن عامر، سيأتي 4/ 146.

وعن معاوية بن حديج، سيأتي 6/ 401.

قوله: "إن كان في شيء" الخ قال السندي: التعليق بهذا الشرط ليس للشك بل للتحقيق والتأكيد، إذ وجود الخير في شيء من الأدوية من المحقق الذي لا يمكن فيه الشك، فالتعليق به يوجب تحقيق المعلَّق به بلا ريب.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطيالسي (2438)، والبغوي في "الجعديات"(3478)، ومسلم =

ص: 204

8515 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ! قَالَ:" تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ "، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي (1) بِيَدِهِ، لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا شَيْئًا أَبَدًا، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُ. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا "(2).

= (2623)، وأبو داود (4983)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 149، والبغوي في "شرح السنة"(3565) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وتحرف حماد في مطبوع "مسند الطيالسي" إلى همام، وصوب من "إتحاف المهرة"، فقد رواه أبو عوانة من طريقه.

وانظر (7685).

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: نَفْسُ مُحَمَّدٍ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير البجلي.

وأخرجه البخاري (1397)، ومسلم (14)، وأبو عوانة 1/ 4، وابن منده في "الإِيمان"(128) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. ولم يذكر البخاري وابن منده في روايتيهما قوله: ولا أنقص منه.

وأخرجه البخاري بإثر الحديث (1397) عن مسدد، عن يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن سعيد بن حيان، عن أبي زرعة، مرسلاً.

وفي الباب عن طلحة، سلف في مسنده برقم (1390)، وعن أنس وجابر وأبي =

ص: 205

8516 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَصْبِرُ أَحَدٌ عَلَى لَأْوَاءِ الْمَدِينَةِ وَجَهْدِهَا، إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا - أَوْ شَهِيدًا - يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

8517 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ "(2).

8518 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ

= أيوب الأنصاري، ستأتي أحاديثهم على التوالي 3/ 143 و 348 و 5/ 418.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن عروة بن الزبير بن العوام.

وأخرجه مسلم (1378)(484)، والترمذي (3924) من طريق الفضل بن موسى، وابن حبان (3740) من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن هشام بن عروة، بهذا الإِسناد.

وهو مكرر (7866).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7287).

ص: 206

فِيهَا شَهَادَةٌ، كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ " (1).

8519 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا - يَعْنِي أَبَانٌ الْعَطَّارُ -، قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْمُؤْمِنُ يَغَارُ، وَاللهُ يَغَارُ، وَمِنْ غَيْرَةِ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ شَيْئًا حَرَّمَ اللهُ "(2).

8520 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" كَانَتْ شَجَرَةٌ تُؤْذِي أَهْلَ الطَّرِيقِ، فَقَطَعَهَا رَجُلٌ فَنَحَّاهَا عَنِ الطَّرِيقِ، فَدَخَلَ الْجَنَّةَ "(3).

(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير كليب والد عاصم، فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق. وانظر (8018).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبان العطار: هو أبان بن يزيد. وسيأتي مكرراً برقم (10929).

وأخرجه البخاري (5223)، ومسلم (2761)، والترمذي (1168)، وابن حبان (293) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (9028) و (10735) و (10928) و (10950). وانظر ما سلف برقم (7210).

وأخرج نحو هذا الحديث البخاري (5222)، ومسلم (2762) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عروة بن الزبير، عن أسماء مرفوعاً:"لا شيء أغير من الله"، وسيأتي في مسندها 6/ 348.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني، وانظر (8039).

ص: 207

8521 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ، وَهُوَ خَمْسُ مِئَةِ عَامٍ "(1).

8522 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا ابْنَ آدَمَ، اعْمَلْ كَأَنَّكَ ترَى، وَعُدَّ نَفْسَكَ مَعَ الْمَوْتَى، وَإِيَّاكَ وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ "(2).

(1) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فإنه صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وانظر (7946).

(2)

حديث قابل للتحسين، وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولجهالة الواسطة بينه وبين أبي هريرة، لكن له شواهد لا يخلو أحدها من مقال.

وحديث أبي هريرة هذا تفرد به الإِمام أحمد.

ويشهد له حديث زيد بن أرقم عند أبي نعيم في "الحلية" 8/ 202 - 203، وفيه أبو سعيد الراوي عن زيد، لم نعرفه.

وحديث أبي الدرداء عند الطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" 2/ 40، قال الهيثمي: فيه رجل من النخع -وهو الراوي عن أبي الدرداء- ولم أجد من ذكره.

وقد روي عن أبي الدرداء موقوفاً عند ابن المبارك في "الزهد"(1551)، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل"(18)، وفيه انقطاع بين الحسن البصري وبين =

ص: 208

8523 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الْمَلَائِكَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَجِدِ (1) يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ: جَاءَ فُلَانٌ مِنْ سَاعَةِ كَذَا، جَاءَ فُلَانٌ مِنْ سَاعَةِ كَذَا، جَاءَ فُلَانٌ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، جَاءَ فُلَانٌ فَأَدْرَكَ الصَّلَاةَ وَلَمْ يُدْرِكِ الْجُمُعَةَ، إِذَا لَمْ يُدْرِكِ الْخُطْبَةَ "(2).

= أبي الدرداء. وانظر "الزهد" لوكيع (13) بتخريج الأستاذ عبد الرحمن الفريوائي.

ويشهد له أيضاً حديث معاذ بن جبل عند الطبراني في "الكبير" 20/ (374)، لكن دون دعوة المظلوم، وفيه انقطاع بين أبي سلمة وبين معاذ.

ويشهد للتحذير من دعوة المظلوم غير ما حديث، انظر تخريج "الإِحسان في تقريب صحيح ابن حبان"(874) و (875) بتحقيقنا.

قوله: "اعمل"، قال السندي: أي الأعمالَ الصالحة، "كأنك ترى" أي: اللهَ، فهذه إشارة إلى مرتبة الإحسان، فقد جاء:"الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه".

(1)

في (م): الْمَسَاجِدِ.

(2)

إسناده ضعيف، له علتان: ضعف علي بن زيد بن جدعان، وجهالة أوس بن خالد، فقد تفرد بالرواية عنه علي بن زيد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 152 عن عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2565) عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي من طريق أوس بن خالد، برقم (10360).

وانظر ما سلف برقم (7258) و (7259).

قوله: "جاء فلان والإِمام يخطب"، قال السندي: هذا مخالف للمشهور: إذا جاء الإِمام طويت الصحف، وتحضر الملائكة لاستماع الذكر، والله تعالى أعلم.

ص: 209

8524 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ مُرْدًا بِيضًا جِعَادًا، مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ؛ سَبْعِينَ (1) ذِرَاعًا فِي سَبْعَةِ أَذْرُعٍ "(2).

8525 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَيْسٍ وَحَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: فِي كُلِّ صَلَاةٍ يَقْرَأُ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ (3).

8526 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " لِكُلِّ بَنِي آدَمَ حَظٌّ

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: سَبْعُونَ.

(2)

حديث حسن بطرقه وشواهده دون قوله: "في سبعة أذرع" كما سلف بيانه عند الحديث (7933)، وفيه هناك:"على خلق آدم ستون ذراعاً" وهو الصحيح الذى تشهد له الطرق الأخرى. وسيتكرر برقم (9375).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. حبيب: هو ابن الشهيد الأزدي.

وأخرجه البخاري في "الصلاة خلف الإِمام"(13)، وأبو داود (797) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، عن حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد وحبيب بن الشهيد وعمارة بن ميمون، بهذا الإِسناد.

وسيتكرر برقم (9389). وانظر (7503).

ص: 210

مِنَ الزِّنَى، فَالْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَزِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَزِنَاهُمَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ، وَزِنَاهُمَا الْمَشْيُ، وَالْفَمُ يَزْنِي، وَزِنَاهُ الْقُبَلُ، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ " (1).

8527 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقَامَ: فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ! فَقَالَ:" إِنَّ لِلْمَوْتِ فَزَعًا "(2).

8528 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ أَوْ جَرَسٌ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو داود (2153)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(5429) عن موسى بن إسماعيل، والبيهقي في "السنن" 7/ 89، وفي "الشعب"(5428) من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (2657)(21)، وأبو عوانة في القدر كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 140، والبيهقي في "السنن" 7/ 89 من طريق وهيب بن خالد، عن سهيل بن أبي صالح، به.

وسيأتي برقم (8932) و (10920)، وانظر ما سلف برقم (7719).

(2)

إسناده حسن. وانظر (7860).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل -وهو ابن أبي صالح- من رجاله، =

ص: 211

8529 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْكُمْ مِنْ (1) أَحَدٍ يُنَجِّيهِ عَمَلُهُ " قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ "(2).

8530 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ فِي يَدِيَّ سِوَارَيْنِ، فَنَفَخْتُهُمَا فَوَقَعَا (3) فَأَوَّلْتُ أَنَّ أَحَدَهُمَا مُسَيْلِمَةُ "(4).

= وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وانظر (7566).

(1)

لفظة "من" لم ترد في (ظ 3).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. خالد بن عبد الله: هو ابن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي.

وأخرجه مسلم (2816)(74) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من طريق أبي صالح برقم (10010) و (10425)، وفي مسند جابر بن عبد الله 3/ 362.

وانظر ما سلف برقم (7203).

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: فرفعا.

(4)

إسناده حسن، محمد بن عمرو روى له مسلم متابعة، وهو صدوقٌ حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (8460).

ص: 212

8531 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا بَاتَ أَحَدُكُمْ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ، فَأَصَابَهُ شَيْءٌ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد ابن عجلان الباهلي مولاهم، ومعمر: هو ابن راشد البصري.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6906) عن محمد بن يحيى بن عبد الله، والبيهقي في "السنن" 7/ 276، وفي "الشعب"(5813)، وفي "الآداب"(489) من طريق محمد بن إسحاق الصغاني وعباس الدوري، ثلاثتهم عن عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وخالفهم الحسن بن محمد الزعفراني، فقد أخرجه النسائي (6905) عنه، عن عفان بن مسلم، عن وهيب، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به. فجعله عن أبي سلمة بدلًا من سعيد بن المسيب، ورواية الجماعة أصح.

وخالفهم سفيان بن حسين، فقد أخرجه النسائي (6907) من طريقه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. لكن في حديث سفيان بن حسين، عن الزهري، مقال، قال البيهقي في "الشعب": واختلف عليه (أي على سفيان بن حسين) فيه، فقيل: عنه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وقيل: عنه، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه. وليس بشيء.

ثم أخرجه عبد الرزاق (19840) عن معمر، والبيهقي (5811) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلًا. وصوب النسائي في "سننه" هذه الرواية المرسلة!

وخالفهم عقيل بن خالد فرواه عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، =

ص: 213

8532 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُخَلَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى رَجُلٍ جَامَعَ امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا "(1).

8533 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللهُ عز وجل بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

8534 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

= عن أبي سعيد الخدري، مرفوعاً، أخرجه الطبراني في "الكبير"(5435)، والبيهقي (5812) من طريق عبد الله بن صالح، عنه. وعبد الله بن صالح -وهو كاتب الليث- سيئ الحفظ، وفي بعض ألفاظ حديثه نكارة.

وسلف الحديث برقم (7569) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.

(1)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيفٌ لجهالة الحارث بن مُخلَّد، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البيهقي 7/ 198 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 253 عن أحمد بن إسحاق، والنسائي في "الكبرى"(9013) من طريق أبي هشام المغيرة بن سلمة المخزومي، كلاهما عن وهيب بن خالد، به. وانظر (7684).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (7571).

ص: 214

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ - أَوِ الْفَرْضِ - صَلَاةُ اللَّيْلِ "(1).

8535 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ (2)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ (3) فَلَا مَوْتَ فِيهِ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ فِيهِ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه عبد بن حميد (1423)، والدارمي (1758)، ومسلم (1163)(202)، وأبو داود (2429)، والترمذي (438) و (740)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 206 - 207، وفي "الكبرى"(2907)، والبيهقي 4/ 290 - 291 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد. والحديث عند بعضهم مختصر.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1214)، ومن طريقه النسائي 3/ 207 عن شعبة، عن أبي بشر، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

، فذكره مرسلًا.

وانظر (8026).

(2)

قوله: "عن ابن هرمز" سقط من (م).

(3)

المثبت من (ظ 3)، وفي (م) والنسخ المتأخرة: خلوداً. قال السندي: أي: كونوا خلوداً، وفي بعض النسخ "خلودٌ" بالرفع، أي: أنتم خلودٌ.

(4)

إسناده قوي، موسى بن داود روى له مسلم، ومن فوقه ثقات من رجال =

ص: 215

قَالَ (1): وَذَكَرَ لِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ (2) أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الزُّبَيْرِ يَذْكُرُ مِثْلَهُ عَنْ جَابِرٍ وعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، إِلَّا أَنَّهُ يُحَدِّثُ عَنْهُمَا أَنَّ ذَلِكَ بَعْدَ الشَّفَاعَاتِ وَمَنْ يُخْرَجُ مِنَ النَّارِ.

8536 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا عَادَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ أَوْ زَارَهُ، قَالَ اللهُ عز وجل: طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلًا "(3).

8537 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ

= الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق. الليث: هو ابن سعد المصري.

وأخرجه البخاري (6545) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، بهذا الإِسناد. ولفظه:"يقال لأهل الجنة: خلود لا موت، ولأهل النار: خلود لا موت".

وسيأتي برقم (8911)، وانظر ما سلف برقم (7546).

(1)

أي: الليث بن سعد.

(2)

تحرف في (م) إلى: زيد.

(3)

إسناده ضعيف لضعف أبي سنان -واسمه عيسى بن سنان القسملي-، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(9027)، وفي "الآداب"(219) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وانظر (8325).

ص: 216

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَسَيِّدَهُ، فَلَهُ أَجْرَانِ "(1).

قَالَ: فَلَمَّا أُعْتِقَ أَبُو رَافِعٍ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: كَانَ لِي أَجْرَانِ، فَذَهَبَ أَحَدُهُمَا.

8538 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، فَإِذَا عَرَجَتْ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ، قَالَ اللهُ عز وجل لَهُمْ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ (2) أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَجِئْنَاكَ وَهُمْ يُصَلُّونَ، فَإِذَا عَرَجَتْ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، قَالَ اللهُ عز وجل لَهُمْ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ قَالُوا: جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ، أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَجِئْنَاكَ وَهُمْ يُصَلُّونَ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني، وثابت: هو ابن أسلم البناني.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (21)، وأبو يعلى (6427)، والبيهقي في "الشعب"(8603) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7428).

(2)

في (م) و (س) في هذا الموضع والموضع الآتي: عبادك.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

ص: 217

8539 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ "(1).

8540 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، أَنَّ أَبَا حَصِينٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ ذَكْوَانَ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي عَمَلًا يَعْدِلُ الْجِهَادَ. قَالَ:" لَا أَجِدُهُ "، قَالَ:" هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدًا فَتَقُومَ لَا تَفْتُرُ، وَتَصُومَ لَا تُفْطِرُ؟ " قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ.

= وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/ 387 عن أحمد بن سليمان، عن عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف (7491).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(30) عن عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أيضاً (31) عن مؤمل بن إسماعيل، وأبو يعلى (6425) عن هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد، به. وفي رواية ابن راهويه:"والرِّجْلان تزنيان" بدل اليدين، وفي رواية أبي يعلى زيادة:"والرِّجلان تزنيان"، وسيأتي الحديث بهذه الزيادة عند المصنف برقم (10829) و (10911). وانظر ما سلف برقم (7719).

ص: 218

قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ يَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ، فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٍ (1).

8541 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي أَبُو أُمِّي أَبُو حَبِيبَةَ: أَنَّهُ دَخَلَ الدَّارَ وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ فِيهَا، وَأَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَسْتَأْذِنُ عُثْمَانَ فِي الْكَلَامِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَامَ فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: " إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ بَعْدِي

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العوذي، وأبو حَصين: هو عثمان بن عاصم بن حُصين الكوفي، وذكوان: هو أبو صالح السمان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 333، والبخاري (2785)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(27)، والنسائي 6/ 19، وأبو عوانة 5/ 45 - 46، وابن منده في "الإِيمان"(241)، والبيهقي في "السنن" 9/ 157 - 158، وفي "الشعب"(4216) و (4217) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. ولم يذكر النسائي في روايته قول أبي هريرة. وتحرف عفان في مطبوع "سنن النسائي" إلى: حماد.

وسيأتي الحديث بنحوه من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه برقم (9481)، وانظر (9648) و (10000).

وفي الباب عن النعمان بن بشير، سيأتي في "المسند" 4/ 272.

ومعنى قول أبي هريرة في آخره: "يستنُّ في طِوَله"، قال الحافظ في "الفتح" 6/ 5: أي: يمرح بنشاط، والطِّوَل: بكسر المهملة وفتح الواو: وهو الحبل الذى يُشَدُّ به الدابة، وُيمسَك طرفه، وتُرسَل في المرعى.

وقوله هذا ليس من عند رأيه، بل قد جاء في الحديث المرفوع في قصة الخيل الثلاثة من طريق سهيل بن أبي صالح وغيره عن أبي صالح، وانظر ما سلف برقم (7563).

ص: 219

فِتْنَةً وَاخْتِلَافًا "، أَوْ قَالَ: " اخْتِلَافًا وَفِتْنَةً ". فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مِنَ النَّاسِ: فَمَنْ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِالْأَمِينِ وَأَصْحَابِهِ "، وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى عُثْمَانَ بِذَلِكَ (1).

8542 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ زَوْجَتَانِ مِنْ حُورِ الْعِينِ، عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ الثِّيَابِ "(2).

(1) إسناده حسن، أبو حبيبة لا يعرف اسمه، وروى عنه جمع من الثقات، ووثقه العجلي (1929)، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 591، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الحاكم 3/ 99 من طريق مسلم بن إبراهيم، وفي 4/ 433 من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد. وتابع موسى بنَ عقبة في الموضع الأول أخواه محمدٌ وإبراهيم. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 50 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، به.

وتصحف في المطبوع من "المصنف" و"المستدرك": الأمين إلى: الأمير.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن عبيد بن دينار.

وهو قطعة من حديث سلف برقم (7152) من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين.

وسيأتي برقم (9443) عن حسن بن موسى، عن حماد بن سلمة، بلفظ:"نساء أهل الجنة يُرى مُخُّ سُوقهن من وراء اللحم".

ص: 220

8543 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَتْبَعُ حَمَامَةً، فَقَالَ:" شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانَةً "(1).

8544 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي

(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن عمرو، فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوقٌ حسن الحديث.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1300)، وأبو داود (4940)، وابن ماجه (3765)، وابن حبان (5874)، والبيهقي في "السنن" 10/ 19 و 213، وفي "الشعب"(6535) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 77 من طريق محمد بن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو، به. وعنده: يتبع طيراً.

وخالف حماداً ومحمداً شريكُ بن عبد الله النخعيُّ -وهو سيئ الحفظ- فرواه ابن ماجه (3764) من طريقه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة مرفوعاً!

وأخرجه عبد الرزاق (19731) و (19732) من طريق محمد بن أبي ذئب، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، مرسلاً.

وفي الباب عن عثمان بن عفان عند عبد الرزاق (19733)، وابن ماجه (3766)، وفي سنده انقطاع.

وعن أنس بن مالك عند ابن ماجه (3767)، وسنده ضعيف.

قوله: "شيطان"، قال السندي: أي: هو شيطان لاشتغاله بما لا يعنيه، يقفو أثر شيطانة أورثته الغفلة عن ذكر الله تعالى.

ص: 221

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، ثُمَّ قَدْ حُرِّمَ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عز وجل "(1).

8545 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجُلَاسِ (2) عُقْبَةُ بْنُ يَسَارٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ شَمَّاخٍ، قَالَ: شَهِدْتُ مَرْوَانَ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى الْجِنَازَةِ؟ فَقَالَ: مَعَ الَّذِي قُلْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " اللهُمَّ أَنْتَ رَبُّهَا، وَأَنْتَ خَلَقْتَهَا، وَأَنْتَ هَدَيْتَهَا لِلْإِسْلَامِ، وَأَنْتَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن كثير بن عبيد وهو التيمي، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وهو ثقة، وغير أبيه كثيرِ بن عبيد، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه الدارقطني 1/ 231 - 232 من طريق عفان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(272)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 35 - 36، وابن خزيمة (2248)، والدارقطني 2/ 89، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(8)، والحاكم 1/ 387 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سعيد بن كثير، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (8163).

(2)

وقع في بعض النسخ: أبو الجلاح، ولم يذكره أحد ممن ترجم له بهذه الكنية، وإنما ذكروه بالسين. واسم أبيه جاء هنا: يسار، والذى في مصادر ترجمته سيار بتقديم السين.

ص: 222

قَبَضْتَ رُوحَهَا، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِسِرِّهَا وَعَلَانِيَتِهَا، جِئْنَا شُفَعَاءَ فَاغْفِرْ لَهَا " (1).

8546 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ " مَرَّتَيْنِ، قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ فِي ذَلِكَ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي، فَلَا تُكَلِّفُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ طَاقَةٌ "(2).

8547 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُنَا (3)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ زَرْعٍ وَلَا صَيْدٍ وَلَا مَاشِيَةٍ، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ

(1) إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه عند الحديث (7477).

قوله: "فقال: مع الذي قلت؟ " قال السندي: بالخطاب، أي: أتسألني مع الذي قلتَ؟ قال ذلك لأنه أنكر عليه أولاً تحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء يسأله، فقال له: أتسألني مع ذلك الإِنكار عليَّ السابق. وقد مرَّ الحديث بالتفصيل فيما سبق برقم (7477)، والله تعالى أعلم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير حيان والد سَليم -وهو ابن بسطام الهذلي- فقد روى له ابن ماجه، ولم يرو عنه غير ابنه، ولم يوثقه غير ابن حبان.

وانظر ما سلف برقم (7162).

(3)

في (م) و (س): يحدث.

ص: 223

قِيرَاطٌ " قَالَ سُلَيْمٌ: وَأَحْسَبُهُ قَدْ قَالَ: " وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ " (1).

8548 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا فَرْقَدٌ، عَنْ يَزِيدَ أَخِي مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ أَكْذَبَ، أَوْ: إِنَّ (2) مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ، الصَّبَّاغِينَ وَالصَّوَّاغِينَ "(3). وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: " مِنْ أَكْذَبِ "(4).

8549 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: أَيُصَلِّي الرَّجُلُ فِي

(1) حديث صحيح، وإسناده كسابقه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 409 و 14/ 208 عن عفان، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7621).

(2)

لفظ "إن" سقط من (م).

(3)

إسناده ضعيف لضعف فرقد -وهو ابن يعقوب السَّبخي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. همام: هو ابن يحيى العوذي، ويزيد: هو ابن عبد الله بن الشّخِّير.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 216، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 604 - 605 من طريق يحيى بن موسى، عن عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وانظر (7920).

(4)

في (م) والأصول الخطية: "إن من أكذب" بإثبات "إن"، ولا وجه لذكره حينئذ، والصواب ما أثبتناه من "جامع المسانيد والسنن" 7/ ورقة 207، والله تعالى أعلم.

ص: 224

ثَوْبٍ وَاحِدٍ؟ فَقَالَ: " أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ "(1).

8550 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

قَالَ: وحَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ إِفْطَارِهِ، وَفَرْحَةٌ فِي الْآخِرَةِ "(2).

8551 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ التَّمِيمِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ السَّدْلِ فِي الصَّلَاةِ (3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سليمان بن كثير -وهو العبدي- وإن روى له الشيخان، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وفي روايته عن الزهري خطأ، إلا أنه قد توبع، فقد تابعه معمرٌ وابنُ جريج عند المصنِّف في الحديث السالف برقم (7606).

(2)

حديث صحيح، الإِسناد الأول حسن من أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي، والإِسناد الثاني صحيح على شرط مسلم. أبو رافع: هو نفيع الصائغ.

وأخرجه أبو يعلى (6020) من طريق عبد الأعلى بن حماد، عن حماد بن سلمة بالإِسنادين جميعاً.

وسيأتي من طريق أبي سلمة برقم (10145) و (10505)، ومن طريق أبي رافع برقم (10631)، وانظر ما سلف برقم (7174).

(3)

إسناده ضعيف لضعف عِسْل بن سفيان. وانظر (7934). =

ص: 225

8552 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا خُثَيْمٌ - يَعْنِي ابْنَ عِرَاكٍ -، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي رَهْطٍ مِنْ قَوْمِهِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ، وَقَدِ اسْتَخْلَفَ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بـ {كهيعص} ، وَفِي الثَّانِيَةِ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} ، قَالَ: فَقُلْتُ لِنَفْسِي: وَيْلٌ لِفُلَانٍ إِذَا اكْتَالَ اكْتَالَ بِالْوَافِي، وَإِذَا كَالَ كَالَ بِالنَّاقِصِ، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى زَوَّدَنَا شَيْئًا حَتَّى أَتَيْنَا خَيْبَرَ، وَقَدِ افْتَتَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، قَالَ: فَكَلَّمَ (1) الْمُسْلِمِينَ فَأَشْرَكُونَا فِي سِهَامِهِمْ (2).

= عطاء: هو ابن أبي رباح.

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد الباهلي، وعراك والد خثيم: هو ابن مالك الغفاري.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 327 - 328 عن أحمد بن إسحاق الحضرمي، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 198 - 199 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن وهيب بن خالد، عن خثيم بن عراك، عن أبيه، عن نفر من بني غفار، عن أبي هريرة. فجعلا ناساً بين عراك وأبي هريرة.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 43، وابن خزيمة (1039)، والحاكم 2/ 33 من طريق الفضل بن موسى السيناني، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 160 من طريق الدراوردي، والبزار (2281 - كشف الأستار) من طريق فضيل بن سليمان النميري، ثلاثتهم عن خثيم بن عراك، عن أبيه، عن أبي هريرة، دون ذكر أحد بين عراك وأبي هريرة. وبعضهم رواه مختصراً. =

ص: 226

8553 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّ جَارِ الْمَقَامِ، فَإِنَّ جَارَ الْمُسَافِرِ إِذَا شَاءَ أَنْ يُزَايِلَ زَايَلَ (1) "(2).

= وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(83)، والبخاري في "الأوسط" 1/ 43، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3614)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 183، وابن حبان (7156)، والبيهقي في "السنن" 2/ 363 من طريق سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عثمان بن أبي سليمان، قال: سمعت عراك بن مالك، سمعت أبا هريرة. وفيه التصريح بسماع عراك من أبي هريرة. وبعضهم رواه مختصراً.

قوله: "فأشركونا في سهامهم"، قال السندي: هذا خلاف المشهور، والمشهور أنه أشرك أهل السفينة.

قلنا: ويعني بأصحاب السفينة جعفراً ومن كان معه في الحبشة، وقد أخرج البخاري في "صحيحه" (3136) و (4233) عن أبي موسى الأشعري -وكان مع جعفر- أنه قال: قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن افتتح خيبر، فقسم لنا، ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا.

وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/ 489 في التعليق على قول أبي هريرة: "فأشركونا في سهامهم": يجمع بين هذا وبين الحصر الذى في حديث أبي موسى أن أبا موسى أراد أنه لم يُسهِم لأحدٍ لم يشهد الوقعة من غير استرضاء أحدٍ من الغانمين إلا لأصحاب السفينة، وأما أبو هريرة وأصحابه فلم يعطهم إلا عن طِيبِ خواطر المسلمين، والله أعلم.

(1)

في (م): أن يزال زال.

(2)

إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق -وهو ابن عبد الله المدني-، فقد روى له مسلم متابعةً وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي =

ص: 227

8554 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ عز وجل:{فَاسْأَلْهُ (1) مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 50]، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ كُنْتُ أَنَا (2)، لَأَسْرَعْتُ الْإِجَابَةَ وَمَا ابْتَغَيْتُ الْعُذْرَ "(3).

= رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الحاكم 1/ 532 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وصححه على شرط مسلم!

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 547، والبخاري في "الأدب المفرد"(117)، وأبو يعلى (6536)، وابن حبان (1033)، والحاكم 1/ 532 من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حبان، والنسائي 8/ 274 من طريق يحيى بن سعيد القطان، والبيهقي في "شعب الإِيمان"(9553) من طريق صفوان بن عيسى، ثلاثتهم عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، به.

وفي الباب عن عقبة بن عامر عند الطبراني في "الكبير" 17/ (810). وإسناده حسن.

قوله: "المُقام"، قال السندي: بضم الميم بمعنى الإِقامة.

"أن يزايل"، أي: يفارق.

(1)

في (عس): في قوله فاسأله، دون قوله "عز وجل"، وفي (ظ 3):"في قوله عز وجل لرسله: ما بال"، وضبب على لفظة "لرسله"، فكأنه يشير إلى أنها محرفة عن "فاسأله"، وفي (م) وبقية النسخ:"في قوله لرسوله فاسأله"، وما أثبتناه هو الصواب إن شاء الله، فإنه سيأتي كذلك مكرراً برقم (9060) دون خلاف.

(2)

لفظة "أنا"من (م)، ولم ترد في شيء من الأصول الخطية، وهي ثابتة في الرواية الآتية برقم (9060).

(3)

صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وباقي رجاله ثقات =

ص: 228

8555 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ آمَنَ بِي عَشْرَةٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ، لَآمَنَ بِي كُلُّ يَهُودِيٍّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ "(1).

8556 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ: بَيْنَمَا أَنَا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ إِذْ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ

= رجال الصحيح.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/ 235 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وسيتكرر برقم (9060)، وانظر (8329).

(1)

حديث صحيح لغيره، أبو هلال -واسمه محمد بن سُلَيم الراسبي، وإن كان فيه ضعف-، متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2221 من طريق شيبان بن فروخ، عن أبي هلال الراسبي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (3941)، ومسلم (2793) من طريق قرة بن خالد السدوسي، وأبو يعلى (6037) من طريق أشعث بن سوار، كلاهما عن محمد بن سيرين، به.

وسيأتي الحديث برقم (8750) و (9388).

قوله: "لو آمن بي عشرة"، قال الحافظ في "الفتح" 7/ 275: فعلى هذا، فالمراد عشرة مختصة، وإلا فقد آمن به أكثر من عشرة، وقيل: المعنى: لو آمن بي في الزمن الماضي كالزمن الذي قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أو حال قدومه. والذي يظهر أنهم الذين كانوا حينئذ رؤساء في اليهود، ومن عداهم كان تبعاً لهم، فلم يسلم منهم إلا القليل كعبد الله بن سلام. وانظر تتمة كلامه فيه.

ص: 229

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يُحِبُّ رَجُلٌ لِقَاءَ اللهِ، إِلَّا أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَلَا أَبْغَضَ رَجُلٌ لِقَاءَ اللهِ، إِلَّا أَبْغَضَ اللهُ لِقَاءَهُ ".

فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: لَئِنْ كَانَ مَا ذَكَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَقًّا، لَقَدْ هَلَكْنَا. فَقَالَتْ: إِنَّمَا الْهَالِكُ مَنْ هَلَكَ فِيمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا ذَاكَ؟ (1) قَالَ: قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يُحِبُّ رَجُلٌ لِقَاءَ اللهِ، إِلَّا أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَلَا يَبْغَضُ رَجُلٌ لِقَاءَ اللهِ، إِلَّا أَبْغَضَ اللهُ لِقَاءَهُ ". قَالَتْ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ، وَهَلْ تَدْرِي لِمَ ذَلِكَ؟ إِذَا حَشْرَجَ الصَّدْرُ، وَطَمَحَ الْبَصَرُ، وَاقْشَعَرَّ الْجِلْدُ، وَتَشَنَّجَتِ الْأَصَابِعُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ لِقَاءَ اللهِ أَبْغَضَ اللهُ لِقَاءَهُ (2).

(1) في (ظ 3) ونسخة على هامش (س): وماذا قال؟

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شريح بن هانئ، فمن رجال مسلم. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، ومطرف: هو ابن طريف الكوفي، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.

وأخرجه مسلم (2685)، والنسائي 4/ 10، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 190، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 311، وابن عبد البر في "التمهيد" 18/ 32 من طريق أبي زبيد عبثر بن القاسم، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(158)، ومسلم (2685) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو عوانة في "الدعوات" 5/ ورقة 190 من طريق أبي حمزة السكري، ثلاثتهم عن مُطرِّف بن طريف، بهذا الإِسناد. ورواية الخطيب مختصرة.

وانظر ما سلف برقم (8133)، وما سيأتي في مسند عائشة 6/ 218.

قولها: "إذا حشرج الصدر"، قال السندي: الحشرجة: الغرغرة عند الموت، =

ص: 230

8557 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا عِنْدَ (1) الْكِبَرِ، لَمْ يَدْخُلِ (2) الْجَنَّةَ "(3).

8558 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم:" لَا يَبُولَنَّ (4) أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ "(5).

= وتردد النفَس. و"طمح" كمنع، أي: ارتفع.

(1)

في (م): عنده.

(2)

في (م): يُدخله.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه مسلم (2551)(9)، والبيهقي في "شعب الإِيمان"(7884) من طريق شيبان بن فروخ، عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(21)، ومسلم (2551)(10) من طريق سليمان بن بلال، ومسلم (2551)(10) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به.

وسلفت هذه القطعة ضمن حديث برقم (7451) من طريق سعيد المقبري.

(4)

في (ظ 3): يبول.

(5)

إسناده صحيح، داود بن عبد الله الأودي، روى له أصحاب السنن، وهو =

ص: 231

8559 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يُوشِكُ أَنْ يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، يَقْتَتِلُ عَلَيْهِ النَّاسُ حَتَّى يُقْتَلَ مِنْ كُلِّ عَشْرَةٍ تِسْعَةٌ، وَيَبْقَى وَاحِدٌ "(1).

8560 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَرْنَبٍ قَدْ شَوَاهَا، وَمَعَهَا صِنَابُهَا وَأُدْمُهَا، فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَأْكُلْ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَأْكُلُوا، فَأَمْسَكَ الْأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْكُلَ؟ " قَالَ: إِنِّي أَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ. قَالَ: " إِنْ كُنْتَ صَائِمًا، فَصُمْ أَيَّامَ الْغُرِّ "(2).

8561 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى الشَّامِ، فَكَانَ أَهْلُ الشَّامِ يَمُرُّونَ بِأَهْلِ الصَّوَامِعِ فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِمْ، فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:

= ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وانظر ما سلف برقم (7525).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (7554).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8434).

ص: 232

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَبْدَؤُوهُمْ بِالسَّلَامِ، وَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهِ "(1).

8562 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، حَتَّى يَكُونَ أَبَوَاهُ اللَّذَانِ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، كَمَا تَنْتِجُونَ أَنْعَامَكُمْ، هَلْ تَكُونُ فِيهَا جَدْعَاءُ؟ حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَجْدَعُونَهَا "، قَالَ رَجُلٌ: فَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ "(2).

قَالَ قَيْسٌ: مَا أَرَى ذَلِكَ الرَّجُلَ إِلَّا كَانَ قَدَرِيًّا.

8563 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو،

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطيالسي (2424)، وأبو داود (5205)، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 150، والطحاوي 4/ 341 من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد. وانظر (7567).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة، وقيس -وهو ابن سعد المكي- من رجال مسلم. طاووس: هو ابن كيسان اليماني.

وقد سلف الشطر الأول منه برقم (7795) من طريق عمرو بن دينار، عن طاووس، عن أبي هريرة.

وأما الشطر الثاني فقد أخرجه النسائي 4/ 58 من طريق الأسود بن عامر، والآجري في "الشريعة" ص 194 من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وقرن إبراهيم بطاووسٍ مجاهداً. وقد سلف هذا الشطر برقم (7325) من طريق عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة.

ص: 233

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ إِذَا وَلَّوْا "(1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- صدوقٌ حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن اختلف على محمد بن عمرو في رفعه ووقفه.

فقد أخرجه مرفوعاً ضمن حديث مطول الطبراني في "الأوسط"(2651) من طريق أبي عمر الضرير، والحاكمُ 1/ 380 - 381 من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه كذلك هنَّاد بن السري في "الزهد"(338) عن عبدة بن سليمان، وابن حبان (3113) من طريق معتمر بن سليمان، والحاكم 1/ 379 - 380 من طريق سعيد بن عامر، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 220 - 221، وفي "إثبات عذاب القبر"(67) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، أربعتهم عن محمد بن عمرو، به.

وأخرجه مطولاً موقوفاً عبد الرزاق (6703) عن جعفر بن سليمان، وابن أبي شيبة 3/ 383 - 384، والطبري في "تفسيره" 13/ 215 - 216 من يزيد بن هارون، كلاهما عن محمد بن عمرو، به.

وسيأتي الحديث برقم (9742) من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدي، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (1338)، ومسلم (2870)، سيأتي في "المسند" 3/ 126.

وعن البراء بن عازب في حديثه الطويل، سيأتي 4/ 295 - 296.

قوله: "إنه ليسمع"، قال السندي: أي: إن الميت ليسمع صوت نعال من تبع جنازته حين يسأله المَلَكان.

ص: 234

8564 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تُسَافِرِ امْرَأَةٌ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ (1) "(2).

8565 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ شِقْصًا مِنْ مَمْلُوكٍ، فَأَجَازَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِتْقَهُ، وَغَرَّمَهُ بَقِيَّةَ ثَمَنِهِ (3).

(1) في (م): رحم.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (1339)(422)، وابن خزيمة (2527)، وابن حبان (2721) من طريق بشر بن المفضل، والطحاوي 2/ 114 من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي 2/ 114 من طريق وهيب بن خالد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه وسعيد المقبري، كلاهما عن أبي هريرة.

وانظر ما سلف برقم (7222).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى بن دينار العوذي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.

وأخرجه أبو داود (3934)، والدارقطني 4/ 127، والبيهقي 10/ 276 و 282 من طرق عن همام بن يحيى، بهذا الإِسناد. وانظر (7468).

زاد الدارقطني والبيهقي: قال همام: قال قتادة: إن لم يكن له مالٌ، استسعى العبد غير مشقوق عليه.

ص: 235

8566 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ وَجَدَ مَتَاعَهُ عِنْدَ مُفْلِسٍ بِعَيْنِهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ "(1).

8567 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: قَالَ لِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ: مَا تَقُولُ فِي الْعُمْرَى؟ قُلْتُ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْعُمْرَى جَائِزَةٌ "(2).

= قلنا: وهذه الزيادة قد رواها غير همام عن قتادة فأدركهها في الحديث مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهي الرواية التي صححها الشيخان كما سلف عند الحديث رقم (7468)، وهو ما صوبه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/ 157 - 159.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1559)(24)، والبيهقي 6/ 46 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (15159)، وابن أبي شيبة 6/ 35 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن بشير بن نهيك، به. ليس فيه النضر بن أنس.

وسيأتي الحديث من طريق بشير بن نهيك برقم (8995) و (9320) و (9347) و (10048) و (10322) و (10596). وانظر ما سلف برقم (7124).

قوله: "بعينه"، قال السندي: متعلق بالمتاع، أي: من غير أن يقع فيه تصرف من المشتري.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمِّي.

وأخرجه البخاري (2626)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 92، وفي =

ص: 236

8568 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ يَمِيلُ لِإِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَحَدُ شِقَّيْهِ سَاقِطٌ "(1).

= "شرح مشكل الآثار"(5463)، والبيهقي 6/ 174، والبغوي (2197) من طريق أبي عمر حفص بن عمر الحوضي، وأبو داود (3548) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(109)، والنسائي 6/ 277 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.

وسيأتي الحديث من طريق بشير بن نهيك برقم (9546) و (10050) و (10345)، وفي 3/ 319 ضمن مسند جابر بن عبد الله. وانظر ما سيأتي برقم (8686).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2251).

وعن جابر ومعاوية وسمرة، وستأتي أحاديثهم على التوالي: 3/ 297 و 4/ 97 و 5/ 8.

قوله: "العمرى جائزة"، قال السندي: هي كحُبْلى: اسم من: أعمرتُك الدار، أي: جعلت سكناها لك مدةَ عمرك. ومعنى "جائزة" نافذة للموهوب لا ترجع إلى الواهب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحاكم 2/ 186، والبيهقي 7/ 297 من طريق جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين. وانظر (7936).

ص: 237

8569 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أُمْطِرَ - أَوْ تَسَاقَطَ - عَلَى أَيُّوبَ فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَلْتَقِطُ، فَأَوْحَى اللهُ (1) إِلَيْهِ: يَا أَيُّوبُ، أَفَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ؟ قَالَ: بَلَى! وَلَكِنْ لَا غِنَى بِي عَنْ فَضْلِكَ "(2).

8570 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ صَلَّى - يَعْنِي مِنَ الصُّبْحِ - رَكْعَةً، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى "(3).

(1) لفظ الجلالة لم يرد في (ظ 3).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(99)، ومن طريقه ابن حبان (6230) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد.

وانظر (8038).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن خزيمة (986)، وابن حبان (1581) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارقطني 1/ 382 و 382 - 383، والحاكم 4/ 271 من طريق محمد بن سنان وعمرو بن عاصم، كلاهما عن همام بن يحيى، به.

وسيأتي مكرراً برقم (10751)، وسلف برقم (8056).

ص: 238

8571/ 1 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ، أَطْيَبُ - أَوْ قَالَ: أَحَبُّ - إِلَى اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ (1).

8571/ 2 - قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ مُنَادٍ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ: أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ - أَوْ عَجِّلْ - لِمُمْسِكٍ تَلَفًا (2).

8571/ 3 - قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، وَعَنْ كَسْبِ الْأَمَةِ (3).

8572 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: مَعْرُوفٌ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو موقوف. وقد سلف مرفوعاً من طرق عن أبي هريرة، انظر (7195) و (8129).

أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

(2)

إسناده صحيح كسابقه، وهو موقوف أيضاً، وقد سلف مرفوعاً برقم (8054).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7851) و (7976).

قوله: "كسب الحجام"، قال السندي: اختلفوا فيه، فرأى غالبهم نسخه أو حمله على التنزيه، وقال بعضهم بالحرمة.

"كسب الأمة": المراد أن تكسب بالزنى، والله تعالى أعلم.

ص: 239

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا أَنَامَ إِلَّا عَلَى وَتْرٍ (1).

8573 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْعَتَكِيِّ، وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَالِكٍ - وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ "(2).

8574 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ وَأَبَانُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، معروف -وهو الأزدي- لم يروِ عنه غير محمد بن واسع، فهو مجهول، وتساهل الطبراني فوثقه إثر تخريجه لحديثه.

وسلف الحديث بنحوه من طرق صحيحة عن أبي هريرة، انظر (7138).

وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 15 من طريق محمد بن كثير العبدي، عن همام بن يحيى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير"(498) من طريق نوح بن قيس، عن محمد بن واسع، به. وروايتهما أطول مما هنا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2612)(116) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم أيضاً (2612)(114) من طريق شعبة، عن قتادة، به.

وسيأتي الحديث من طريق أبي أيوب برقم (9962) و (10732). وانظر ما سلف برقم (7323) و (8125).

ص: 240

الْأَرْبَعِ، وَأَجْهَدَ نَفْسَهُ، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ، أَنْزَلَ أَوْ لَمْ يُنْزِلْ " (1).

8575 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقَدَّمُوا بَيْنَ يَدَيْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ، وَلَا يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَجُلٌ كَانَ صِيَامَهُ، فَلْيَصُمْ "(2).

8576 -

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَإِنَّهُ يُغْفَرُ (3) لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ".

قَالَ عَفَّانُ: وَحَدَّثَنَا أَبَانُ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ (4).

8577 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ - يَعْنِي الْأَحْوَلَ -، عَنْ عَطَاءٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبان: هو ابن يزيد العطار، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 56، والدارقطني 1/ 112 - 113، والبيهقي 1/ 163، وابن حزم في "المحلى" 2/ 3 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وليس في طريق الدارقطني إلا همام وحده.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 287 - 288 من طريق عمرو بن عاصم، عن همام وحده، عن قتادة ومطر الوراق، به. وانظر (7198).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7200).

(3)

في (م): غُفِر، وليس فيها لفظة:"فإنه".

(4)

لعفان في هذا الحديث شيخان: همام بن يحيى وأبان بن يزيد العطار، والإِسناد هو إسناد الحديث السابق، وهو صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7280).

ص: 241

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، فَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَوَضَّأَ قَدَمَيْهِ (1).

8578 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ (2).

8579 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَهْجُرُ امْرَأَةٌ فِرَاشَ زَوْجِهَا إِلَّا لَعَنَتْهَا مَلَائِكَةُ اللهِ عز وجل "(3).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عامر الأحول -وهو عامر بن عبد الواحد الأحول- مختلف فيه، فقال ابن معين: لا بأس به، وقال أبو حاتم: ثقة لا بأس به، وقال ابن عدي: لا أرى برواياته بأساً، وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، وهو من رجال مسلم، وضعفه أحمد، وقال النسائي: ليس بالقوي. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

عطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه الطحاوي 1/ 36 من طريق أبي عمر الحوضي، عن همام بن يحيى، بهذا الإِسناد. وانظر ما بعده.

(2)

حديث صحيح، وهذا الإِسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه منقطع، فإن عطاء -وهو ابن أبي رباح- لم يدرك عثمان.

وقد أخرجه عبد الرزاق (124) عن ابن جريج، عن عطاء أنه بلغه عن عثمان بن عفان.

وسلف الحديث في مسند عثمان برقم (472).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7471).

ص: 242

8580 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" إِيمَانٌ لَا شَكَّ فِيهِ، وَغَزْوٌ لَا غُلُولَ فِيهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ ".

وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: وَحَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ تُكَفِّرُ خَطَايَا تِلْكَ السَّنَةِ (1).

8581 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَهُنَّ، لَا شَكَّ فِيهِنَّ (2): دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو جعفر -وهو الأنصاري المؤذن- مجهول، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(151) عن مسلم بن إبراهيم، و (152) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإِسناد- دون قول أبي هريرة. وانظر (7511).

(2)

في (ظ 3): فيه.

(3)

حسن لغيره، وإسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1323)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(316) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان بن يزيد، بهذا الإِسناد. وانظر (7510).

ص: 243

8582 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ -، عَنْ عِسْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ السَّدْلِ (1).

8583 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ النَّجَاشِيِّ صَلَّى عَلَيْهِ، وَصَفُّوا خَلْفَهُ، فَكَبَّرَ (2) عَلَيْهِ أَرْبَعًا (3).

8584 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ.

فِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْمَعْنَاكُمْ،

(1) إسناده ضعيف لضعف عِسْل، وهو ابن سفيان. عطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه البيهقي 2/ 242 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، والدارمي (1379)، والبيهقي 2/ 242 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البيهقي 2/ 242 من طريق شعبة، عن عِسْل بن سفيان، به.

وانظر (7934).

(2)

في (م) و (س): وكبر.

(3)

حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن عنعن- قد تابعه غير واحد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وانظر (7147).

ص: 244

وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ (1).

8585 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (2)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَ، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً أَوْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَ "(3).

8586 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرج الشطر الأول منه عبدُ الرزاق (2048) عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 1/ 324 عن علي بن مسهر، عن محمد بن أبي ليلى، عن عطاء، عن أبي هريرة رفعه. ومحمد بن أبي ليلى سيئ الحفظ.

وقد سلف برقم (7130) من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعاً.

وأما الشطر الثاني فقد سلف برقم (7503) من طريق عطاء، عن أبي هريرة.

(2)

في (م): حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة. ولم يرد شعبة في الأصول الخطية، ولا في "جامع المسانيد"، ولا في "أطراف المسند" لابن حجر 8/ 144، ثم سند الحديث الذي يليه بدونه.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 187 عن علي بن مسهر، وابن خزيمة (985) من طريق زياد بن عبد الله القشيري، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وروايتهما مختصرة. وانظر (7458).

ص: 245

مِنْ نَوْمِهِ، فَلْيُفْرِغْ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " (1).

8587 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ: " أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسَلِّفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ، قَالَ: ائْتِنِي بِشُهَدَاءَ أُشْهِدُهُمْ. قَالَ: كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا. قَالَ: ائْتِنِي بِكَفِيلٍ. قَالَ: كَفَى بِاللهِ كَفِيلًا (2)، قَالَ: صَدَقْتَ. فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى.

فَخَرَجَ فِي الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا، يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي أَجَّلَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا، فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا، فَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً مَعَهَا إِلَى صَاحِبِهَا، ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا، ثُمَّ أَتَى بِهَا الْبَحْرَ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي اسْتَسْلَفْتُ (3) فُلَانًا (4) أَلْفَ دِينَارٍ، فَسَأَلَنِي كَفِيلًا، فَقُلْتُ: كَفَى بِاللهِ كَفِيلًا، فَرَضِيَ بِكَ، وَسَأَلَنِي شَهِيدًا، فَقُلْتُ: كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا، فَرَضِيَ بِكَ، وَإِنِّي

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وسيتكرر برقم (8965) مطولًا، ويأتي تخريجه هناك، وانظر (7282).

(2)

في نسخة على هامش (ظ 3) و (ل): وكيلاً.

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: استلفت، وفي نسخة على هامش (ظ 3): تسلفت.

(4)

في (م) والنسخ المتأخرة: من فلان.

ص: 246

قَدْ جَهِدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ بِالَّذِي أَعْطَانِي (1)، فَلَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا، وَإِنِّي اسْتَوْدَعْتُكَهَا. فَرَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَطْلُبُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إِلَى بَلَدِهِ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا يَجِيئُهُ (2) بِمَالِهِ، فَإِذَا بِالْخَشَبَةِ الَّتِي فِيهَا الْمَالُ، فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا، فَلَمَّا كَسَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ، وَالصَّحِيفَةَ.

ثُمَّ قَدِمَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ تَسَلَّفَ مِنْهُ، فَأَتَاهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ، وَقَالَ: وَاللهِ مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ، فَمَا وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ. قَالَ: هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: أَلَمْ أُخْبِرْكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ هَذَا الَّذِي جِئْتُ فِيهِ؟ قَالَ: فَإِنَّ اللهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ بِهِ فِي الْخَشَبَةِ، فَانْصَرِفْ بِأَلْفِكَ رَاشِدًا " (3).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: بالذي له.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: يجيء.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2063) عن عبد الله بن صالح، والنسائي في اللقطة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/ 156 من طريق داود بن منصور، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.

وعلقه البخاري عن الليث بن سعد برقم (1498) و (2291) و (2404) و (2430) و (2734) و (6261).

وأخرجه البخاري في "صحيحه" تعليقاً (6261)، وفي "الأدب المفرد" =

ص: 247

8588 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَسْوَدِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مَوْلَى شَدَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ فِي الْمَسْجِدِ ضَالَّةً، فَلْيَقُلْ لَهُ: لَا أَدَّاهَا اللهُ إِلَيْكَ، فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا "(1).

= (1128)، وابن حبان (6487) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة.

قوله: "نَقَرها"، قال السندي: أي: حفرها.

"زجَّج" بزاي وجيمين، أولهما مشددة، قيل: أي: سمرها بمسامير من الزَّج، وهو سنان الرمح، وقيل: أي: سوَّى موضع النقر وأصلحه.

"جَهَدْت" بفتح الجيم والهاء، أي: اجتهدت.

"وَلَجَت" بتخفيف اللام، أي: دخلت في البحر.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو عبد الله مولى شداد -واسمه سالم بن عبد الله النصري- من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن المقرئ: هو عبد الله بن يزيد المكي، وحيوة: هو ابن شريح، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي المدني، يتيم عروة.

وأخرجه مسلم (568)، وأبو داود (473)، وأبو عوانة 1/ 406، وابن حبان (1651)، والبيهقي 2/ 447 و 6/ 196 و 10/ 102 من طرق عن أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 406 من طريق أبي زرعة المصري، عن حيوة بن شريح، به.

وأخرجه الدارمي (1401)، والترمذي (1321)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(176)، وابن الجارود (562)، وابن خزيمة (1305)، وابن حبان (1650)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(154)، والحاكم 2/ 56، والبيهقي =

ص: 248

8589 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ - يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ (1) -، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ لِمَرْوَانَ: أَحْلَلْتَ بَيْعَ الرِّبَا! فَقَالَ مَرْوَانُ: مَا فَعَلْتُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَحْلَلْتَ بَيْعَ الصُّكُوكِ وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الطَّعَامِ حَتَّى يَسْتَوْفِى. قَالَ: فَخَطَبَ النَّاسَ مَرْوَانُ، فَنَهَى عَنْ بَيْعِهَا.

قَالَ سُلَيْمَانُ: فَنَظَرْتُ إِلَى حَرَسِ مَرْوَانَ يَأْخُذُونَهَا مِنْ أَيْدِي النَّاسِ (2).

= 2/ 447 من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن خصيفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة.

وقع في مطبوع "سنن الدارمي": محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه.

بزيادة: "عن أبيه"، وهو خطأ، والتصويب من "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 253، ومصادر التخريج.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1454)، وابن السني (153) من طريق عباد بن كثير، عن يزيد بن خصيفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه، عن جده ثوبان رفعه. فجعله عباد بن كثير من مسند ثوبان، ولا يصح، فإن عباد بن كثير ضعيف.

وسيأتي الحديث من طريق أبي عبد الله مولى شداد برقم (9457).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6676).

وعن بريدة الأسلمي عند مسلم (569)، وسيأتي في "المسند" 5/ 360 و 361.

(1)

ما بين المعترضتين ليس في (ظ 3) و (عس).

(2)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير الضحاك بن عثمان ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح. =

ص: 249

8590 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نُعْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ الْجَزَرِيَّ (1) -، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ "(2).

8591 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ (3)، حَدَّثَنِي عَمْرٌو - يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ -، أَنَّ أَبَا يُونُسَ (4) مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَوْلَا حَوَّاءُ، لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا الدَّهْرَ "(5).

= وأخرجه مسلم (1528)(140) عن إسحاق بن راهويه، عن عبد الله بن الحارث المخزومي، بهذا الإِسناد. وانظر (8365).

(1)

ما بين المعترضتين ليس في (ظ 3) و (عس).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين لأجل النعمان بن راشد، وسلف الكلام عليه عند هذا الحديث نفسه برقم (8306)، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن راهويه في "مسنده"(476)، وعنه النسائي في "الكبرى"(6745) عن عبد الله بن الحارث، بهذا الإسناد.

(3)

تحرف في (م) إلى: وهيب.

(4)

تحرفت في (م) إلى: أنا موسى.

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو يونس -واسمه سُليم بن جبير- ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. =

ص: 250

8592 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تُفْتَحُ الْأَرْيَافُ، فَيَأْتِي نَاسٌ إِلَى مَعَارِفِهِمْ، فَيَذْهَبُونَ مَعَهُمْ (1)، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " قَالَهَا مَرَّتَيْنِ (2).

8593 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ وَالْكُفْرُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ، وَلَا يَجْتَمِعُ الصِّدْقُ وَالْكَذِبُ جَمِيعًا، وَلَا تَجْتَمِعُ الْخِيَانَةُ وَالْأَمَانَةُ جَمِيعًا "(3).

= وأخرجه مسلم (1470)(62) عن هارون بن معروف، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (8597) من طريق ابن لهيعة، عن أبي يونس.

وانظر ما سلف برقم (8032).

(1)

في (ظ 3) و (عس): معه، ووضع فوقها ضبة.

(2)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- اختلط وساء حفظه، وباقي رجاله ثقات. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة، ويحيى بن النضر: هو الأنصاري السلمي.

وانظر ما سلف برقم (8458).

قوله: "الأرياف"، قال السندي: أي: بلاد السَّعة والرخاء.

(3)

حديث حسن، ابن لهيعة حديثه حسن ما كان من رواية العبادلة عنه، وهذا منها =

ص: 251

8594 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا شَقِيٌّ "، قِيلَ: وَمَنِ الشَّقِيُّ؟ قَالَ: " الَّذِي لَا يَعْمَلُ بِطَاعَةٍ، وَلَا يَتْرُكُ لِلَّهِ مَعْصِيَةً "(1).

8595 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو - يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ -، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدَكُمْ هَذَا ذَهَبًا أُنْفِقُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ، فَيَمُرُّ بِي ثَلَاثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْئًا (2) أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ "(3).

8596 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا سَلَامَانُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْأَصْبَحِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " سَيَكُونُ فِي

= فقد أخرجه عبد الله بن وهب في "جامعه" ص 73 و 83 عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإِسناد.

(1)

إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة. المقبري: هو سعيد بن كيسان.

وأخرجه ابن ماجه (4298) من طريق عمرو بن هاشم، عن ابن لهيعة، بهذا الإِسناد.

(2)

في (ظ 3) و (عس): إلا شيء.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما سلف برقم (7484).

ص: 252

أُمَّتِي دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ (1) بِبِدَعٍ مِنَ الْحَدِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لَا يَفْتِنُونَكُمْ (2) " (3).

8597 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَوْلَا حَوَّاءُ، لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا "(4).

8598 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كُلُّ بَنِي (5) آدَمَ أَصَابَ

(1) في (م): يحدثونكم.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: يفتنونكم.

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، وسلامان بن عامر جهَّله الحسيني، ونقل ابن حجر في "التعجيل"(388) عن ابن يونس أنه كان رجلاً صالحاً، وأما شيخه أبو عثمان الأصبحي فهو تابعي مخضرم، ولم يذكر فيه جرح ولا تعديل سوى ما ذكر الحسيني أنه مجهول، وانظر ترجمته في "التعجيل"(1343).

وأخرجه محمد بن وضاح القرطبي في "البدع" ص 29 من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (8267).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة.

وانظر ما سلف برقم (8591).

(5)

في (م) والنسخ المتأخرة: ابن.

ص: 253

مِنَ الزِّنَى لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنُ زِنَاهَا النَّظَرُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا اللَّمْسُ، وَالنَّفْسُ تَهْوَى وَتُحَدَّثُ، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ " (1).

8599 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ، آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ، وَذَلِكَ حِينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} (2) [الأنعام: 158] "(3).

8600 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اكْلَفُوا مِنَ

(1) حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن خزيمة (30)، وابن حبان (4422) من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7719).

(2)

في (ظ 3) و (عس): صالحاً!

(3)

حديث صحيح، عبد الله بن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع.

وأخرجه البغوي (4243) من طريق جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن الأعرج، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث من طريق أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج برقم (9172) و (10859).

وانظر ما سلف برقم (7161).

ص: 254

الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ خَيْرَ الْعَمَلِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ " (1).

8601 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (2): " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ (3)، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ عَمَّةَ رَسُولِ اللهِ، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللهِ، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا، وَسَلَانِي (4) مَا شِئْتُمَا "(5).

(1) حديث صحيح وإسناده كسابقه.

وأخرجه ابن ماجه (4240) من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإِسناد. وقد سلف الشطر الأول من حديث أبي هريرة برقم (7161) و (7495) و (8181) و (8546) بسند صحيح.

ويشهد لشطريه حديث عائشة عند البخاري (6464)، ومسلم (782) و (783)، وسيأتي في "المسند" 6/ 61 و 125.

(2)

قوله: "لبني عبد المطلب" لم يرد في (م) والنسخ المتأخرة.

(3)

قوله: "يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من الله" سقط من (م)، وقوله:"يا بني عبد مناف اشتروا أنفسكم من الله" وقع فيها في آخر الحديث. والصواب ما أثبتناه من الأصول الخطية.

(4)

في (م) والنسخ المتأخرة: واسألاني.

(5)

حديث صحيح، ابن لهيعة - وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع كما سيأتي في الحديثين رقم (9177) و (9793). وانظر ما سلف برقم (8402).

قوله: "اشتروا أنفسكم"، قال السندي: أي: خلِّصوها. =

ص: 255

8602 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِمَالِي. فَخَرَجَ بِهِ فَوَضَعَهُ فِي يَدِ زَانِيَةٍ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى فُلَانَةَ الزَّانِيَةِ.

ثُمَّ خَرَجَ بِمَالٍ (2) أَيْضًا، فَوَضَعَهُ فِي يَدِ سَارِقٍ، فَأَصْبَحَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى فُلَانٍ السَّارِقِ.

ثُمَّ خَرَجَ بِمَالٍ أَيْضًا، فَوَضَعَهُ فِي يَدِ رَجُلٍ غَنِيٍّ، وقَالَ: لَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ: لَا يَدْرِي حَيْثُ وَضَعَهُ (3).

فَرَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى نَفْسِهِ، فَقَالَ: وَضَعْتُ صَدَقَتِي عِنْدَ زَانِيَةٍ، ثُمَّ وَضَعْتُهَا عِنْدَ سَارِقٍ، ثُمَّ وَضَعْتُهَا عِنْدَ غَنِيٍّ (4)! فَأُرِيَ فِي الْمَنَامِ: إِنَّ صَدَقَتَكَ قَدْ قُبِلَتْ، أَمَّا الزَّانِيَةُ، فَلَعَلَّهَا تَعَفَّفُ عَنْ زِنَاهَا، وَأَمَّا السَّارِقُ، فَلَعَلَّهُ يُغْنِيَهُ (5) عَنِ السَّرَقِ (6)، وَأَمَّا الْغَنِيُّ، فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فِي مَالِهِ " (7).

= "من الله"، أي: من عذابه.

(1)

لم يذكر الإِسناد في (م) والنسخ المتأخرة، وفيها مكانه: وبإسناده.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: بمال فقال أيضاً، بزيادة:"فقال".

(3)

في (ظ 3): تضعه، وفي (عس): يضعه.

(4)

من قوله: "فقال: وضعت" إلى هنا سقط من (م) والنسخ المتأخرة.

(5)

في (م) والنسخ المتأخرة: أن يغنيه.

(6)

في (م) والنسخ المتأخرة: السرقة.

(7)

حديث صحيح دون قوله: "من بني إسرائيل"، ابن لهيعة -وإن كان سيئ =

ص: 256

8603 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ دَخَلَ مَسْجِدَنَا هَذَا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ لِيُعَلِّمَهُ، كَانَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ دَخَلَهُ لِغَيْرِ ذَلِكَ، كَانَ كَالنَّاظِرِ إِلَى مَا لَيْسَ لَهُ "(1).

= الحفظ- قد توبع كما في الحديث الذى سلف برقم (8282).

قوله: "لو شئتُ"، قال السندي: بالخطاب لنفسه، والمراد تقدير أنه وضعه حيث لا يدري أنه المصرف.

(1)

حديث ضعيف، واختُلِفَ على سعيد المقبري في إسناده، فرواه جمعٌ عن أبي صخر -وهو حميد بن زياد الخراط، وتفرد حاتم بن إسماعيل فسماه في روايته حميد بن صخر! -، عن المقبري، عن أبي هريرة رفعه. وحميدٌ هذا مختلف فيه، قال أحمد: ليس به بأس، ومثله قال ابن معين في رواية، وفي رواية أخرى ضعَّفه، وضعَّفه النسائي أيضاً. وساق حديثه هذا ابن عدي في "الكامل"، فمثله لا يقبل عند المخالفة.

ورواه عبيد الله بن عمر، عن المقبري، عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن كعب الأحبار، قوله.

ورواه ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن كعب، قوله ذكر ذلك الدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 191 - 192، ثم قال: وقول عبيد الله بن عمر أشبه بالصواب.

رواه مالك في "الموطأ" 1/ 160 - 161 عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي بكر عبد الرحمن، قوله.

وسيأتي الحديث من طريق حاتم بن إسماعيل، عن حميد بن صخر برقم (9419)، ومن طريق حيوة بن شريح، عن أبي صخر برقم (10814).

وفي الباب عن سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير"(5911)، وأبي نعيم =

ص: 257

8604 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي جَبْهَتِهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَأَنَّمَا الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ، إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ (1).

= في "الحلية" 3/ 254، وقال: غريب من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد، تفرد به عنه ابنه عبد العزيز.

قلنا: وفي سنده يعقوب بن حميد بن كاسب وهو مختلف فيه.

(1)

حديث حسن، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 248 من طريق مجَّاعة بن ثابت، عن ابن لهيعة، به.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 379 - 380 و 415 من طريق عبد الله بن المبارك، عن رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، به. وسقط من الموضع الثاني "رشدين بن سعد"، وهو ضعيف يُعتَبَر به، لكن تابعه عبد الله بن وهب عند ابن عساكر كما في "شمائل الرسول" لابن كثير، ص 13.

وسيأتي الحديث برقم (8943) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، وانظر ما سلف برقم (7506).

ويشهد لشطره الأول حديث جابر بن سمرة عند مسلم (2344)(109)، وسيأتي في "المسند" 5/ 104.

قوله: "كأن الشمس"، قال السندي: أي: نورها، وفيه تشبيه لَمَعانِ أنوار وجهه صلى الله عليه وسلم بلمعان أنوار الشمس، وخص الجبهة بالذكر لأنها محل الظهور. =

ص: 258

8604 م - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبَي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَعْطُوا الْعَامِلَ مِنْ عَمَلِهِ، فَإِنَّ عَامِلَ اللهِ لَا يَخِيبُ "(1).

8605 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" يَرْحَمُ اللهُ لُوطًا، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ "(2).

8606 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَيَفْرَحُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ بِخَلِفَتَيْنِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " فَآيَتَانِ (3) مِنْ

= "إنا لنجهد"، قيل: كنَعْلم من العلم أو الإِعلام، يقال: جهد الرجل دابته وأجهدها إذا حملها فوق طاقتها، أي: إنا لنتعب أنفسنا إذا مشينا معه قصداً لعدم الانقطاع عنه.

(1)

إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وقد تفرد الإمام أحمد بهذا الحديث.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد سلف الحديث بسند صحيح من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، برقم (8279).

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/ 88 من طريق محمد بن حرب، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإِسناد.

(3)

المثبت من (ل)، وفي (عس): فآيتين، وضبب عليها، وفي (ظ 3): بآيتين، وفي (م) والنسخ المتأخرة: وآيتان!

ص: 259

الكِتَابِ يَرْجِعُ (1) بِهِمَا إِلَى أَهْلِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ خَلِفَتَيْنِ " (2).

8607 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، وَلَا يَدْعُو بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَدْ وَثِقَ بِعَمَلِهِ، فَإِنَّهُ إِنْ مَاتَ أَحَدُكُمُ، انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ، وَإِنَّهُ لَا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلَّا خَيْرًا "(3).

8608 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " كُلُّ نَفْسٍ كُتِبَ عَلَيْهَا الصَّدَقَةُ كُلَّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ، فَمِنْ ذَلِكَ: أَنْ يَعْدِلَ

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: من كتاب الله فيخرج.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وسيأتي الحديث بنحوه بسند صحيح برقم (9152) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة مقيداً بالصلاة.

وفي الباب عن عقبة بن عامر عند مسلم (803)، وسيأتي في مسنده 4/ 154.

قوله: "بخلفتين" بفتح خاء وكسر لام: الحامل من النوق، وكانت أعز أموال العرب.

"آيتان"، أي: يتعلم آيتين في المسجد، فيرجع بهما إلى أهله خير من الرجوع بخلفتين.

(3)

حديث صحيح دون قوله: "إلا أن يكون قد وثق بعمله"، فإنها زيادة منكرة، وابن لهيعة سيئ الحفظ، وقد سلف الحديث بسند صحيح برقم (8189) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة.

ص: 260

بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَأَنْ يُعِينَ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ، فَيَحْمِلَهُ عَلَيْهَا (1)، وَيَرْفَعَ مَتَاعَهُ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَمْشِي إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ " (2).

8609 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ (3) أَوْ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَا يُؤْمِنُ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ "(4).

8610 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل

(1) في (م) زيادة: صدقة، ولم ترد في الأصول الخطية، وهو الصواب.

(2)

حديث صحيح، وابن لهيعة قد توبع.

وأخرجه ابن خزيمة (1493) من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث المصري، عن أبي يونس سليم بن جبير، به.

وانظر ما سلف برقم (8183).

(3)

في (عس) و (ل): يهودياً أو نصرانياً، قال السندي: بتقدير "كان"، وبالرفع على أنه صفة "أحدٌ".

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وابن لهيعة قد توبع.

وأخرجه مسلم (153)، وأبو عوانة 1/ 104، وابن منده في "الإِيمان"(401) من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، سليم بن جبير، بهذا الإِسناد.

وسلف الحديث برقم (8203) بسند صحيح عن همام بن منبه، عن أبي هريرة.

ص: 261

قَالَ: كَذَّبَنِي عَبْدِي، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ (1) لِيُكَذِّبَنِي، وَشَتَمَنِي عَبْدِي، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ (2) شَتْمِي، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ، فَيَقُولُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَالَّذِي بَدَأَنِي، وَلَيْسَ آخِرُ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ (3) عَلَيَّ أَنْ أُعِيدَهُ مِنْ أَوَّلِهِ، فَقَدْ كَذَّبَنِي إِنْ قَالَهَا، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ، فَيَقُولُ: اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا، أَنَا اللهُ أَحَدٌ الصَّمَدُ، لَمْ أَلِدْ " (4).

8611 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا اكْتَحَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَكْتَحِلْ وِتْرًا، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا "(5).

(1) لفظة: "له" لم ترد في (ظ 3) و (عس)، وفي نسخة على هامش (ظ 3): لم يكن له تكذيبي.

(2)

في (ظ 3): يشتمني، والمثبت من باقي الأصول الخطية.

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: أهون.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الحديث بسند صحيح برقم (8220) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة.

قوله: "لن يعيدني كالذى بدأني"، قال السندي: جوَّز بعضهم أن "الذي" يجيء موصولًا حرفياً، فإن حمل عليه، فالمعنى: لن يعيدني إعادة مثل البداية، ويحتمل أن الموصول اسميّ، والكاف بمعنى على، أي: على الوجه الذى بدأني عليه، وفيه بُعْدٌ، لأن مقصودَه إنكار الإِعادة، وقيل: الكاف زائدة، والموصول فاعل.

قوله: "أن أعيده"، بدل من:"آخر الخلق"، ثم الأقرب أن فيه قلباً، والمراد: وليس أول الخلق بأهون من آخره، أي الإِعادة.

(5)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، وسيتكرر الحديث برقم (8677) عن =

ص: 262

8612 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اكْتَحَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَكْتَحِلْ وِتْرًا "(1).

8613 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا كَانَ ثَلَاثَةٌ جَمِيعًا، فَلَا يَتَنَاجَ اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ "(2).

= يحيى بن إسحاق السيلحيني وحده. وسيأتي شطره الأول ضمن الحديث رقم (8838) من طريق أبي سعد الخير، عن أبي هريرة. وأما شطره الثاني فقد روي من طرق صحيحة عن أبي هريرة، انظر ما سلف برقم (7221)، وانظر الحديث التالي برقم (8612).

وسيأتي في مسند عقبة بن عامر 4/ 156 من طريق ابن لهيعة، يرويه مرة عن الحارث بن يزيد ومرة عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عقبة بن عامر!

وفي باب الاكتحال وتراً حديث ابن عباس، سلف برقم (3318) و (3320).

وحديث أنس عند البزار (كشف الأستار- 2982)، وأبي الشيخ في "أخلاق النبي" ص 170، وعند تمام في "فوائده"(365).

وحديث ابن عمر في "معجم" الطبراني الكبير (13353)، وسنده فيه ضعيفان.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر ما قبله.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الحديث بسند صحيح من حديث ابن مسعود برقم (3560)، ومن حديث عبد الله بن عمرو برقم (6647)، وانظر بقية شواهده هناك.

ص: 263

8614 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ "، فَقَالَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ: ادْعُ اللهَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ (1) أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ "، ثُمَّ قَالَ آخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ:" سَبَقَكَ (2) بِهَا عُكَّاشَةُ "(3).

8615 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نِعْمَ الْقَوْمُ الْأَزْدُ، طَيِّبَةٌ أَفْوَاهُهُمْ، بَرَّةٌ أَيْمَانُهُمْ، نَقِيَّةٌ قُلُوبُهُمْ "(4).

8616 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: يا رسول الله، ادع الله.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: قد سبقك، ولفظة:"بها"، زيدت من (عس) و (م).

(3)

حديث صحيح، وابن لهيعة متابع.

وأخرجه مختصراً مسلم (217)(370)، وابن منده (972) من طريق حيوة بن شريح، عن أبي يونس، بهذا الإِسناد. بلفظ:"يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً، زمرة واحدة منهم، على صورة القمر".

وانظر ما سلف برقم (8016).

(4)

حديث حسن، حسن -وهو ابن موسى الأشيب - تابعه عبد الله بن وهب، وحديثه عن ابن لهيعة صالحٌ.

فقد أخرجه ابن وهب في "جامعه" ص 6 - 7 عن ابن لهيعة، بهذا الإِسناد.

ص: 264

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: قَالَ أَبِي: لَمْ يَرْفَعْهُ - قَالَ: جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: أَجِبْ رَبَّكَ، فَلَطَمَ مُوسَى عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا، فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللهِ عز وجل، فَقَالَ: إِنَّكَ بَعَثْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ، وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي. قَالَ: فَرَدَّ اللهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ، وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى عَبْدِي فَقُلْ لَهُ: الْحَيَاةَ تُرِيدُ؟ فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ، فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا وَارَتْ (1) يَدُكَ مِنْ شَعْرِهِ، فَإِنَّكَ تَعِيشُ بَهَا (2) سَنَةً. قَالَ: ثُمَّ مَهْ (3)؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ، قَالَ: فَالْآنَ يَا رَبِّ مِنْ قَرِيبٍ (4).

8617 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنِ احْتَكَرَ حُكْرَةً يُرِيدُ أَنْ يُغْلِيَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَهُوَ خَاطِئٌ "(5).

(1) في (م): دارت، وهو خطأ.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: لها.

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: ثم ماذا؟

(4)

رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن لهيعة، وقد روي الحديث من طريق صحيحة عن أبي هريرة، انظر ما سلف برقم (7646).

(5)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر: واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني.

وأخرجه الحاكم 2/ 12، وعنه البيهقي 6/ 30 من طريق إبراهيم بن إسحاق بن عيسى الغَسِيلي، عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، عن حماد بن سلمة، عن =

ص: 265

8618 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي (1) ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْأَبْعَدُ فَالْأَبْعَدُ أَفْضَلُ أَجْرًا عَنِ الْمَسْجِدِ "(2).

= محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد. بلفظ:"من احتكر يريد أن يتغالى بها على المسلمين، فهو خاطئ، وقد برئت منه ذمة الله". وإبراهيم الغسيلي قال ابن حبان: كان يسرق الحديث.

وانظر حديث ابن عمر الذى سلف برقم (4880)، وذكرت شواهده هناك.

قوله: "من احتكر حُكْرة"، قال السندي: في "القاموس": الحُكرة بالضم: اسم من الاحتكار، وأصله الجمع والإِمساك، أي: اختزن طعاماً وحبسه ليقلَّ فيغلو.

"يُغلي" من أغلاه، والمجرد منه غلا يغلو: ضد رخص.

"فهو خاطئ": أي: آثم.

قال النووي في "شرح مسلم" 11/ 43: قال أصحابنا: الاحتكار المحرم هو الاحتكار في الأقوات خاصة، وهو أن يشتري الطعام في وقت الغلاء للتجارة، ولا يبيعه في الحال، بل يدخره ليغلو ثمنه، فأما إذا جاء من قريته، أو اشتراه في وقت الرخص وادخره أو ابتاعه في وقت الغلاء لحاجته إلى أكله، أو ابتاعه ليبيعه في وقته، فليس باحتكار، ولا تحريمَ فيه، ثم قال: والحكمة في تحريمه دفع الضرر عن عامة الناس.

(1)

في (م) و (س): وأخبرني، وضبب عليها في (س).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن مهران لم يرو عنه غيرُ ابن أبي ذئب -واسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث-، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، وقال الدارقطني: يعتبر به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. =

ص: 266

8619 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ (1) بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُخْبِرُ أَبَا قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ هَذَا الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ "(2).

8620 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ - يَعْنِي ابْنَ النُّعْمَانِ -، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 207، وعنه ابن ماجه (782) عن وكيع بن الجراح، وأخرجه عبد بن حميد (1458) عن أبي علي الحنفي، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد.

وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 352 عن عبد الرحمن بن مهران، به.

وسيأتي برقم (9531).

وفي فضل كثرة الخُطا إلى المساجد لبُعد المنزل انظر حديث أنس عند البخاري (655) و (656)، وسيأتي في مسنده 3/ 106 و 182.

وحديث جابر بن عبد الله عند مسلم (664) و (665)، وسيأتي 3/ 332.

وحديث أبي بن كعب عند مسلم (663)، وسيأتي 5/ 133.

(1)

تحرف في (م) إلى: حسن.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن سِمْعان، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإِمام" وأصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة.

وانظر (7910).

ص: 267

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، وَيَأْكُلُونَ الْمَيْسِرَ، فَسَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمَا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم (1):{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} (2) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [البقرة: 219]. فَقَالَ النَّاسُ: مَا حُرَّمَ عَلَيْنَا، إِنَّمَا قَالَ:{فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} وَكَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ.

حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ (3) مِنَ الْأَيَّامِ، صَلَّى رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، أَمَّ أَصْحَابَهُ فِي الْمَغْرِبِ، خَلَطَ فِي قِرَاءَتِهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ فِيهَا آيَةً أَغْلَظَ مِنْهَا:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: 43]، وَكَانَ النَّاسُ يَشْرَبُونَ حَتَّى يَأْتِيَ أَحَدُهُمُ الصَّلَاةَ وَهُوَ مُفِيقٌ.

ثُمَّ أُنْزِلَتْ آيَةٌ أَغْلَظُ مِنْ ذَلِكَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90]، فَقَالُوا: انْتَهَيْنَا رَبَّنَا، فَقَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَاسٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَاتُوا عَلَى

(1) قوله: "على نبيه" لم ترد في (ظ 3).

(2)

في (م) زيادة: {وإثمهما أكبر من نفعهما} .

(3)

هكذا في (م): "يوم"، بالرفع، على أن كان تامة، وهو الجادَّة، وفي الأصول الخطية "يوماً" بالنصب، ووجهه السندي بقوله: أي: إذا كان الزمان يوماً. وهو بعيد.

ص: 268

فُرُشِهِمْ، كَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، وَيَأْكُلُونَ الْمَيْسِرَ، وَقَدْ جَعَلَهُ اللهُ رِجْسًا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ، فَأَنْزَلَ اللهُ:{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [المائدة: 93]. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ لَتَرَكُوهَا كَمَا تَرَكْتُمْ "(1).

8621 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر -وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي-، ولجهالة أبي وهب مولى أبي هريرة فقد روى عنه اثنان: أبو معشر وهو ضعيف، وجميل بن بشر أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 519 وجهله، وأبو وهب ذكره ابن سعد في "الطبقات"(56)، وقال: كان قليل الحديث.

وهذا الحديث تفرد به الإِمام أحمد.

وفي باب تحريم الخمر ثلاث مرات حديث عمر بن الخطاب الذى سلف في "المسند" برقم (378).

وعن ابن عمر عند الطيالسي (1957)، وعند الطبري في "التفسير" 2/ 361، وسنده ضعيف.

وعن الشعبي وقتادة والسُّدي وغيرهم عند الطبري 2/ 362 - 363.

وفي باب العفو عن الذين شربوا الخمر وماتوا قبل تحريمها حديث ابن عباس، سلف برقم (2088)، وذكرنا شواهده هناك.

قوله: "وهو مفيق"، قال السندي: من الإِفاقة، يريد أنهم أخذوا في الشرب في وقت بعيد عن أوقات الصلاة.

ص: 269

وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيْءٌ لَمْ يَقْضِهِ، لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ، وَمَنْ صَامَ تَطَوُّعًا وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيْءٌ لَمْ يَقْضِهِ، فَإِنَّهُ لَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ حَتَّى يَصُومَهُ " (1).

8622 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَنْثِرْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيَاشِيمِهِ "(2).

(1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة، وعبد الله بن رافع: هو المخزومي المدني.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3308) من طريق عبد الله بن يوسف، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد -ولفظه:"من أدركه رمضان، وعليه رمضان آخر لم يقضه، لم يتقبل منه"، وقال: لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة.

قوله: "لم يتقبل منه"، قال السندي: أي صوم الذي أدركه.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي.

وأخرجه البخاري (3295)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 67، وفي "الكبرى"(96)، والبيهقي 1/ 49، والبغوي (212) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، ومسلم (238)(23) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وابن خزيمة (149) من =

ص: 270

8623 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الَّتِي أُقِيمَتْ "(1).

= طريق يحيى بن أيوب، ثلاثتهم عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، بهذا الإِسناد- وفيه عندهم: "إذا استيقظ أحدكم من منامه، فليستنثر ثلاث مرات

".

وسلف من طريق أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة برقم (7221) ولفظه:"من توضأ فلينثر، ومن استجمر فليوتر".

قوله: "فليستنثر"، قال السندي: قيل: من استنثر: إذا حرَّك النَّثْرة، وهي طرف الأنف.

"يبيت على خياشيمه" في "المجمع": الخيشوم أعلى الأنف، وقيل: كله، وكونه مبيت الشيطان إما حقيقةً، لأنه أحد منافذ الجسم التي يتوصل منها إلى القلب، وإما مجازاً، فإن ما ينعقد فيه من الغبار والرطوبة قذاراتٌ توافق الشيطان.

(1)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وأبو تميم الزهري لم يرو عنه غير عياش بن عباس، قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 470 بعد أن نقل عن الحسيني أنه مجهول: قد ذكره الحافظ أبو أحمد فيمن لم يعرف اسمه، وكذا ذكره ابن يونس في "تاريخ علماء مصر"، ولم يُعرِّفا من حاله بشيء. وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4128) و (4129) من طريق الليث بن سعد، عن عبد الله بن عياش بن عباس القتباني، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 372، والطبراني في "الأوسط"(8649) من طريق الليث بن سعد، عن عبد الله بن عياش بن عباس، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة! بذكر أبي سلمة بدل أبي تميم. =

ص: 271

* 8624 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ - وقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ -، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ الْأَشَجِّ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ خَالِدٍ الدُّؤَلِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّضْرَ بْنَ سُفْيَانَ الدُّؤَلِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِتَلَعَاتِ الْيَمَنِ، فَقَامَ بِلَالٌ يُنَادِي، فَلَمَّا سَكَتَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ هَذَا يَقِينًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ "(1).

= قلنا: وهذا الحديث بهذا اللفظ منكر، إذ مقتضاه أنه إذا لم يصلِّ الظُّهر وأُقيمت صلاة العصر فلا تصلَّى إلا العصر، لأنه قال:"فلا صلاة إلا التي أقيمت"، ويدل هذا على بطلان لزوم الترتيب بين المكتوبات إذا أُقيمت المتأخرة، وهو خلاف ما ذهب إليه الجمهور، والله تعالى أعلم. وانظر "المغني" لابن قدامة 2/ 336 وما بعده.

وقد صح الحديث عن أبي هريرة بلفظ: "إذا أقيمت الصلاة، فلا صلاة إلا المكتوبة"، انظر ما سلف برقم (8379)، وما سيأتي برقم (9873) و (10698) و (10874).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، علي بن خالد الدؤلي روى له النسائي ووثقه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والنضر بن سفيان روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ويقال: إن له إدراكاً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه المزي في ترجمة علي بن خالد من "تهذيب الكمال" 20/ 420 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي 2/ 24، وابن حبان (1667)، والحاكم 1/ 204 من طرق عن عبد الله بن وهب، به. وعند ابن حبان: بتلعات النخل، وليس في رواية النسائي =

ص: 272

8625 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مُنْتَظِرُ الصَّلَاةِ مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ، كَفَارِسٍ اشْتَدَّ بِهِ فَرَسُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَلَى كَشْحِهِ، تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ اللهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ أَوْ يَقُومُ (1)، وَهُوَ فِي الرِّبَاطِ

= والحاكم هذا الحرف.

وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 87، فقال: قال أحمد بن عيسى: أخبرنا ابن وهب، به، بلفظ:"كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بتلعات التمر، فقام بلال ينادي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من قال مثل ما قال دخل الجنة".

وفي الباب عن أنس عند أبي يعلى برقم (4138)، وإسناده ضعيف.

وأخرج مسلم (31) من حديث أبي كثير، عن أبي هريرة، مرفوعاً:"من لقيتَ يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه، فبشِّره بالجنة". وانظر ما سيأتي برقم (9466).

وسيأتي في "المسند" 5/ 236 بإسناد صحيح عن جابر، مرفوعاً:"من شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه، أو يقيناً من قلبه، لم يدخل النار، أو دخل الجنة".

وعن عتبان بن مالك، مرفوعاً:"إن الله قد حرَّم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله"، متفق عليه، وسيأتي في "المسند" 4/ 44.

قوله: "بتلعات اليمن"، قال السندي: هي مسايل الماء من علو إلى أسفل، جمع تلعة، وقيل: من الأضداد، يقع على ما انحدر من الأرض وأشرف منها.

"من قال مثل ما قال"، قال السندي: لاستلزامه الإِيمان المؤدي إلى الجنة قطعاً.

(1)

كذا في الأصول الخطية و (م): يقوم، والجادة: يَقُم، كما في رواية الطبراني، وما هنا جائز على قلة، قال في "المغني" 1/ 277:"لم" حرف جزم لنفي المضارع وقلبه ماضياً، نحو {لَم يَلِدْ ولم يولَدْ} الآية، وقد يرفع الفعل المضارع =

ص: 273

الْأَكْبَرِ " (1).

8626 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّا نَكُونُ بِهَذَا الرَّمْلِ، فَلَا نَجِدُ الْمَاءَ، وَيَكُونُ فِينَا الْحَائِضُ، وَالْجُنُبُ وَالنُّفَسَاءُ، فَيَأْتِي عَلَيْهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ لَا تَجِدُ الْمَاءَ! قَالَ: " عَلَيْكَ

= بعدها، كقوله:

لولا فوارسُ من نُعْمٍ وأُسرتُهم

يومَ الصُّليعاءِ لم يُوفونَ بالجارِ

فقيل: ضرورة، وقال ابن مالك: لغة.

(1)

إسناده حسن، نافع بن سليمان، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن مهران، فقد روى له مسلم في "صحيحه" حديثاً واحداً، وروى عنه جمع، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يعتبر به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8140) من طريق ابن لهيعة، عن نافع بن سليمان، عن يحيى بن سليم، عن عبد الرحمن بن مهران، بهذا الإِسناد. فأدخل يحيى بنَ سُليم بين نافعٍ وعبد الرحمن. وقال: لم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن مهران إلا يحيى بن سليم، ولا عن يحيى إلا نافع بن سليمان، تفرد به ابن لهيعة. قلنا: يحيى بن سليم: هو ابن رباح، ترجمه البخاري وابن أبي حاتم،

ولم يذكرا فيه جرحاً ولاتعديلاً، وابن لهيعة سيئ الحفظ.

وانظر ما سلف برقم (7430) و (7729).

قوله: "على كشحه"، قال السندي: الكشح: الخصر، والجارُّ والمجرور متعلق باشتدَّ، لتضمينه معنى الطرح، والله أعلم.

ص: 274

بِالتُّرَابِ "، يَعْنِي التَّيَمُّمَ (1).

8627 -

حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" وَيْلٌ لِلْأُمَرَاءِ، وَيْلٌ لِلْعُرَفَاءِ، وَيْلٌ لِلْأُمَنَاءِ، لَيَتَمَنَّيَنَّ أَقْوَامٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ ذَوَائِبَهُمْ كَانَتْ مُعَلَّقَةً بِالثُّرَيَّا، يَتَذَبْذَبُونَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَلَمْ يَكُونُوا عَمِلُوا عَلَى شَيْءٍ "(2).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لأجل المثنى بن الصبَّاح.

وأخرجه البيهقي 1/ 216 من طريق الحسن بن حفص، عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد. وقال بإثره: هذا حديث يعرف بالمثنى بن الصباح، عن عمرو، والمثنى غيرُ قوي. وانظر (7747).

(2)

إسناده حسن، عباد بن أبي علي، روى عنه جمعٌ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو متابع، هشام: هو الدستوائي، أبو حازم- يحتمل أن يكون الأشجعي، ويحتمل أن يكون مولى أبي رهم الغفاري، وكلاهما ثقة، وكلاهما يروي عنه عباد، وجاء في رواية ابن حبان من طريق هشام بن حسان القردوسي عن أبي حازم مولى أبي رهم الغفاري، وقد اعتبر الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 7/ 290، و"إتحاف المهرة" 5/ 186 رواية المصنف وغيره من هذا الطريق من حديث أبي حازم سلمان الأشجعي.

وأخرجه الطيالسي (2523)، وأبو يعلى (6217)، وابن خزيمة في السياسة كما في "إتحاف المهرة" 5/ 186، والحاكم 4/ 91، والبيهقي 10/ 97، والبغوي (2468) من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه بنحوه ابن حبان (4483) من طريق معمر، عن هشام بن حسان =

ص: 275

8628 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بِتَمَرَاتٍ، فَقُلْتُ: ادْعُ اللهَ لِي فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ، قَالَ: فَصَفَّهُنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ دَعَا فَقَالَ لِي: " اجْعَلْهُنَّ فِي مِزْوَدٍ، فَأَدْخِلْ يَدَكَ وَلَا تَنْثُرْهُ ". قَالَ:

= القردوسي، عن أبي حازم مولى أبي رهم الغفاري، به.

وأخرجه عبد الرزاق (20660) عن معمر، عن صاحب له، أن أبا هريرة، فذكره موقوفاً.

وسيأتي برقم (10759) من طريق هشام الدستوائي، به.

وسيأتي بنحوه من غير هذا الطريق عن أبي هريرة برقم (8901) و (10737): أن مروان قال: انظروا من ترون بالباب؟ قالوا: أبو هريرة، فقال: يا أبا هريرة، حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أوشك الرجل أن يتمنى أنه خرَّ من الثريا وأنه لم يتولَّ أو يلِ من أمر الناس شيئاً".

وفي الباب عن عائشة عند أبي يعلى (4745)، والطبراني في "الأوسط"(3892)، وإسناده ضعيف.

قوله: "ويل للعرفاء"، قال السندي: العريف: هو القيِّم بأمر القبيلة، ويتعرف الأمير منه أحوالهم لمعرفته بها. والعرافة بالكسر: عمله، وبالفتح: كونه عريفاً، وهو فعيل بمعنى فاعل، وفي الحديث تحذير من التعرض للرياسة، والتأمر على الناس لما فيه من الفتنة، ولأنه إذا لم يؤدِّ الأمانة فيه أثم واستحق من الله العقوبة.

"للأُمناء" على أموال اليتامى ونحوها.

"ذوائبهم" جمع ذُؤابة، وهي الشعر المضفور من الرأس.

"عملوا" على بناء المفعول من التعميل، أي: جعلوا عاملين، أو على بناء الفاعل من العمل، والله تعالى أعلم.

ص: 276

فَحَمَلْتُ مِنْهُ كَذَا وَكَذَا وَسْقًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَنَأْكُلُ وَنُطْعِمُ، وَكَانَ لَا يُفَارِقُ حَِقْوِي، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه، انْقَطَعَ عَنْ حَِقْوِي فَسَقَطَ (1).

8629 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ (2) عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ مِنْ تَلْبِيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَبَّيْكَ إِلَهَ الْحَقِّ "(3).

(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المهاجر -وهو ابن مخلد- فقد روى له أصحاب السنن، وروى عنه جمع، وقال ابن معين: صالح، وقال الساجي: صدوق معروف، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسن له الترمذي حديثه هذا. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.

وأخرجه الترمذي (3839)، وابن حبان (6532)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 109 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(341) من طريق أيوب السختياني، عن المهاجر بن مخلد، به.

وأخرجه بنحوه البيهقي 6/ 109 - 110 من طريق محمد بن سيرين، وأبو نعيم (342)، والبيهقي 6/ 110 - 111 من طريق أبي منصور، كلاهما عن أبي هريرة.

وانظر ما سلف برقم (8299).

(2)

في (م): عبد العزيز عن عبد الله، وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8497).

ص: 277

8630 -

حَدَّثَنَا حُجَيْن بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ آذِيْنٍ (1)، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ الْإِيمَانَ كُلَّهُ، حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ فِي (2) الْمُزَاحَةِ، وَيَتْرُكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ صَادِقًا "(3).

(1) تحرف في (م) إلى: زاذان.

(2)

تحرف في (م) إلى: من.

(3)

إسناده ضعيف، مكحول -وهو أبو عبد الله الشامي- لم يسمع من أبي هريرة، ومنصور بن آذِين لم يرو عنه غير عبد العزيز بن أبي سلمة، قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" (1070): مجهول، وقال الحسيني في "الإِكمال" (885) عن حديثه هذا: منكر.

وهذا الحديث تفرد به الإِمام أحمد، وسيأتي مرة أخرى برقم (8766).

وفي الباب عن أبي أمامة، مرفوعاً:"أنا زعيم ببيت في رَبَض (أي: ما حولها) الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وَسَط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خلقه". أخرجه أبو داود (4800)، ومن طريقه البيهقي 10/ 249، وفي إسناده ضعف.

وبنحو هذا اللفظ عن أنس بن مالك عند ابن ماجه (51)، والترمذي (1993)، وإسناده ضعيف أيضاً.

وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(11290)، وعن ابن عمر عنده في "الأوسط"(882)، وعن معاذ بن جبل عنده أيضاً في "الكبير"20/ (217)، وفي "الأوسط"(5324)، وأسانيدها ضعيفة، لكن بمجموع هذه الشواهد يمكن تحسين الحديث باللفظ الذى أوردناه من حديث أبي أمامة.

قوله: "الإِيمان كله"، قال السندي: عبارة عن كمال الإِيمان. =

ص: 278

8631 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَإِذَا قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ لَهُ أَخُوهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِذَا قِيلَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ "(1).

= "ويترك المراء"، أي: الجدال والخصام.

"وإن كان صادقاً"، أي: في دعواه، ولعل محمله ما إذا كان الأمر مستغنىً عنه، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز: هو ابن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(6224)، وفي "الأدب المفرد"(921) و (927)، وأبو داود (5033)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(232)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4012)، وابن السني في "اليوم والليلة"(254)، والبيهقي في "الشعب"(9334) و (9335)، وفي "الآداب"(317)، والبغوي (3341) من طرق عن عبد العزيز بن أبي سلمة، بهذا الإِسناد.

زاد أبو داود، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(9334)، وفي "الآداب":"على كل حال" بعد قوله: الحمد لله.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 34 من طريق عبد الله بن عامر، عن عبد الله بن دينار، به.

وسيأتي في معناه برقم (9530) من طريق أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِن الله عز وجل يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فمن عطس فحمد الله، فحق على من سمعه أن يقول: يرحمك الله، وإذا تثاب أحدكم فليرده ما استطاع، ولا يقل آه آه، فإن أحدكم إذا فتح فاه فإن الشيطان يضحك منه =

ص: 279

8632 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ (1)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ (2).

8633 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ فَرُّوخَ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، يَقُولُ: تَضَيَّفْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا، فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ أَثْلَاثًا، يُصَلِّي هَذَا، ثُمَّ يُوقِظُ هَذَا، وَيُصَلِّي هَذَا، ثُمَّ (3) يُوقِظُ هَذَا، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كَيْفَ تَصُومُ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا، فَأَصُومُ مِنْ

= أو به".

وفي الباب بذكر الزيادة التي عند أبي داود عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (973) و (995)، وسنده ضعيف.

وعن أبي أيوب، سيأتي 5/ 419، وسنده ضعيف.

وعن سالم بن عبيد الأشجعي، سيأتي 6/ 7 - 8، وسنده ضعيف.

وعن أبي مالك الأشعري عند الطبراني (3441)، وسنده ضعيف.

وعن عائشة دون هذه الزيادة، سيأتي في مسندها 6/ 79، وسنده ضعيف أيضاً.

(1)

قوله: "حدثنا أيوب" سقط من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة -وهو أبو عبد الله مولى ابن عباس- من رجال البخاري، وباقي رجاله رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وانظر (7153).

(3)

في (م) زيادة: يرقد، ولم ترد في شيء من الأصول الخطية.

ص: 280

أَوَّلِ الشَّهْرِ ثَلَاثًا، فَإِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ (1)، كَانَ آخِرَ (2) شَهْرِي.

قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بَيْنَ أَصْحَابِهِ تَمْرًا، فَأَصَابَنِي سَبْعُ تَمَرَاتٍ، إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ، وَمَا كَانَ فِيهِنَّ شَيْءٌ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْهَا، إِنَّهَا شَدَّتْ مَِضَاغِي (3).

8634 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ (4)، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ - أَوْ رَجُلًا - كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَفَقْدَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: مَاتَ، فَقَالَ:" أَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي بِهِ! " قَالُوا: إِنَّهُ كَانَ (5). قَالَ: فَقَالَ: " دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ "

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: لي حادث.

(2)

في (ظ 3): أجر.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(10690) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وقد سقط منه في المطبوع: يونس بن محمد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (13)، والبخاري (5411) و (5441) من طرق عن حماد بن زيد، به. وانظر (7965).

قوله: "تضيفت"، قال السندي: أي: نزلت ضيفاً عنده.

"يعتقبون": أي يقتسمونه بالنوبة.

"حَشَفَة" بفتحتين، أي: رديئة يابسة.

(4)

في (م): يونس ثنا محمد، وهو خطأ.

(5)

كذا في جميع النسخ الخطية، وفي رواية عفان الآتية برقم (9037): "إنه =

ص: 281

فَدَلُّوهُ، فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ (1).

= كان ليلاً "، وفي البخاري: "إن كان كذا وكذا -قصته-، قال: فحقروا شأنه"، وفي مسلم نحوه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.

وأخرجه الطيالسي (2446)، والبخاري (458) و (460) و (1337)، ومسلم (956)(71)، وأبو داود (3203)، وابن ماجه (1527)، وابن خزيمة (1299)، والبيهقي 4/ 47، والبغوي (1499) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإِسناد. زاد الطيالسي ومسلم والبيهقي في روايتهم:"إن هذه القبور مملوءةٌ ظلمةً على أهلها، وإن الله ينورها عليهم بصلاتي".

وستأتي هذه الزيادة ضمن الحديث (9037) عن عفان بن مسلم، عن حماد بن زيد: قال ثابت عند ذاك، أو في حديث آخر

فذكرها.

قال البيهقي في "السنن": والذى يغلب على القلب أن تكون هذه الزيادة في غير رواية أبي رافع، عن أبي هريرة، فإما أن تكون عن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلةً، كما رواه أحمد بن عبدة ومن تابعه، أو عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما رواه خالد بن خداش، وقد رواه غير حماد عن ثابت، عن أبي رافع، فلم يذكرها.

قلنا: قد تابع حماد بن زيد اثنان على وصله من حديث أبي هريرة، فقد أخرجه الطيالسي (2446) عن أبي عامر صالح بن رستم، وأبو يعلى (6429)، وعنه ابن حبان (3086) من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي 4/ 47 و 48 من طريق يونس بن عبيد وحماد بن واقد، أربعتهم عن ثابت، به. وعندهم -غير البيهقي- الزيادة المذكورة.

وأما حديث أنس الذى أشار إليه البيهقي فسيأتي في مسنده 3/ 150 عن سليمان بن داود، عن أبي عامر الخزاز صالح بن رستم، عن ثابت، عنه. =

ص: 282

8635 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ "(1).

8636 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ فَاطِمَةَ، جَاءَتْ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ تَطْلُبُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَا لَهَا: إِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" إِنِّي لَا أُوَرَّثُ "(2).

= وسيأتي حديث أبي هريرة مختصراً برقم (9272) عن عفان، عن حماد بن زيد، بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى على قبرٍ.

وأخرجه ابن خزيمة (1300) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، دون ذكر الزيادة.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1962).

وعن يزيد بن ثابت، سيأتي 4/ 388.

وعن عامر بن ربيعة عند ابن ماجه (1529).

وعن أبي سعيد عند ابن ماجه (1533).

وعن جابر عند النسائي 4/ 85.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7240).

(2)

إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وباقي رجاله رجال الصحيح.

وسلف الحديث مكرراً سنداً ومتناً في مسند أبي بكر برقم (79).

ص: 283

8637 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَجْتَمِعُ فِي النَّارِ اجْتِمَاعًا يَضُرُّ، مُؤْمِنٌ قَتَلَ كَافِرًا ثُمَّ سَدَّدَ بَعْدَهُ "(1).

8638 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أَلْجَمَهُ اللهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ "(2).

8639 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ فَيَسْمَعُ الْحِكْمَةَ، ثُمَّ لَا يُحَدِّثُ عَنْ صَاحِبِهِ إِلَّا بِشَرِّ مَا سَمِعَ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى رَاعِيًا، فَقَالَ: يَا رَاعِيَ، أَجْزِرْني (3) شَاةً مِنْ غَنَمِكَ. قَالَ: اذْهَبْ فَخُذْ بِأُذُنِ خَيْرِهَا، فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الْغَنَمِ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7575).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. علي بن الحكم: هو البناني البصري. وانظر (7571).

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: اجزر لِي.

(4)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، ولجهالة أوس بن =

ص: 284

8640 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَعَفَّانُ، - الْمَعْنَى -، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، - قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ - عَنْ أَبِي الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْتُ (1) لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، لَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَنَظَرْتُ فَوْقَ - قَالَ عَفَّانُ: فَوْقِي -، فَإِذَا أَنَا بِرَعْدٍ وَبَرْقٍ وَصَوَاعِقَ "، قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ، فِيهَا الْحَيَّاتُ تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ، قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا. فَلَمَّا نَزَلْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، نَظَرْتُ أَسْفَلَ (2) مِنِّي، فَإِذَا أَنَا بِرَهْجٍ وَدُخَانٍ وَأَصْوَاتٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذِهِ الشَّيَاطِينُ يَحْرِفُونَ (3) عَلَى

= خالد.

وأخرجه ابن ماجه (4172)، وأبو الحسن القطان في زياداته عليه من طريق الحسن بن موسى وحده، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه بنحوه الطيالسي (2563)، وأبو يعلى (6388)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(291)، وابن عدي 5/ 1843، والبيهقي في "الشعب"(1788) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي برقم (9260) و (10606).

قوله: "أجزرني شاة"، قال السندي: بجيم وزاي معجمة وراء مهملة من أجزرته: إذا أعطيته شاة تذبح، أو تصلح للذبح.

(1)

لفظة "رأيت" سقطت من (م).

(2)

في (ظ 3): إلى أسفل.

(3)

في (م): يحومون، وفي (عس) ونسخة على هامش (ظ 3): يخرّقون.

ص: 285

أَعْيُنِ بَنِي آدَمَ أَنْ لَا يَتَفَكَّرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَرَأَوْا الْعَجَائِبَ " (1).

8641 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي (2) - قَالَ:" ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ: هِشَامٌ، وَعَمْرٌو "(3).

8642 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، وجهالة أبي الصلت.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 307، وعنه ابن ماجه (2273) عن الحسن بن موسى وحده، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 5/ 37 من طريق الحجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. ورواية ابن ماجه مختصرة.

وسيأتي برقم (8857).

قوله: "تُرى"، قال السندي: على بناء المفعول، أي: ترى تلك الحيات.

"برهج"، أي: غبار.

"يحرفون" كيضربون، أي: يصرفون، يقال: حرف الشيء عن وجهه، صرفه. وتعديته بعلى، لتضمين معنى الاستيلاء.

(2)

لفظة: "يعني" جاءت في (م) بعد قوله: "مؤمنان"، والمثبت هو الموافق للأصول الخطية.

(3)

إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة. أبو كامل: هو مظفر بن مُدرك الخراساني.

وهو من طريق أبي كامل مكرر (8042). وانظر ما بعده.

ص: 286

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ "(1).

8643 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ والْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ "(2).

8644 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ، وَشَرُّ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُؤَخَّرُ، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرُ، وَشَرُّ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُقَدَّمُ "(3).

8645 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ

(1) إسناده حسن كسابقه.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 191، والنسائي في "الكبرى"(8300)، والحاكم 3/ 452 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وانظر (8042).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وباقي رجال الإِسناد ثقات من رجال الشيخين. وانظر (8053).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (8428).

ص: 287

أَيَّامٍ، فَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ " (1).

8646 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَقَدْ أُعْطِيَ أَبُو مُوسَى مِنْ (2) مَزَامِيرِ دَاوُدَ "(3).

8647 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ

(1) إسناده حسن، عاصم بن بهدلة، حديثه في "الصحيحين" مقرون، وهو صدوقٌ حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو داود (3749) عن موسى بن إسماعيل ومحمد بن محبوب، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7873).

(2)

لفظة: "من" سقطت من (م).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وسيأتي برقم (8820) و (9806).

وفي الباب عن بريدة، سيأتي 5/ 349، وهو عند مسلم برقم (793)(235).

وعن عائشة، سيأتي 6/ 37.

وعن أبي موسى الأشعري عند البخاري (5048)، ومسلم (793)(236).

وعن أنس عند ابن سعد 2/ 344 - 345 بسند صحيح.

قوله: "مزامير داود"، قال السندي: جمح مزمار، وهو قصبة يُزَمَّر بها.

ص: 288

الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ مُشَاةٌ، وَصِنْفٌ رُكْبَانٌ، وَصِنْفٌ عَلَى وُجُوهِهِمْ "، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَمْشُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ؟ - وَقَالَ عَفَّانُ: يَمْشُونَ (1) - قَالَ: " إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُمْ عَلَى أَرْجُلِهِمْ، قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَمَا إِنَّهُمْ يَتَّقُونَ بِوُجُوهِهِمْ كُلَّ حَدَبٍ وَشَوْكٍ " (2).

8648 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1) ما بين المعترضتين سقط من (م).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، وجهالة أوس: وهو ابن خالد الحجازي.

وأخرجه الترمذي (3142) من طريق الحسن بن موسى -وقرن به سليمانَ بن حرب- بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2566) عن حماد بن سلمة، به.

وسيتكرر عن عفان بن مسلم وحده برقم (8755).

وله شاهد عن معاوية بن حيدة القشيري، سيأتي 4/ 446 - 447، وآخر عن أبي ذر، سيأتي 5/ 164.

ويشهد للقسم الأخير منه حديث أنس عند البخاري (4760)، ومسلم (2806)، وسيأتي 3/ 167 و 229.

قوله: "صنف مشاة، وصنف ركبان"، قال السندي: هم أهل الإِيمان، عوامُّهم وخواصُّهم.

"يتقون بوجوههم كلَّ حَدَب"، الحدب، بفتحتين: الغليظ المرتفع من الأرض، أي: يجعلون وجوههم مكان الأيدي والأرجل في التوقي عن مؤذيات الطرق، وقد غُلَّت أيديهم وأرجلهم، وذلك لمّا لم يجعلوها ساجدة لخالقها.

ص: 289

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ عز وجل الْجَنَّةَ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا. فَذَهَبَ فَنَظَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا. ثُمَّ حَفَّهَا بِالْمَكَارِهِ، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ. فَلَمَّا خَلَقَ اللهُ النَّارَ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا. فَذَهَبَ فَنَظَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُهَا. فَحَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ، ثُمَّ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا "(1).

8649 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ: " اللهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ

(1) إسناده حسن، محمد بن عمرو بن علقمة حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو داود (4744)، ومن طريقه البيهقي في "البعث والنشور"(167)، عن موسى بن إسماعيل، وابن حبان (7394)، والبيهقي (167) من طريق عبد الملك بن عبد العزيز أبي نصر التمار، والحاكم 1/ 26 - 27 من طريق عفان بن مسلم، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وانظر (8398).

ص: 290

الْمَصِيرُ " (1).

8650 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَحُمَيْدٍ وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ وَصَالِحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عز وجل أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ مِنَ النَّاسِ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَطْيَبَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 244 عن الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(8)، وابن حبان (964) من طريقين عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1199)، وأبو داود (5068)، وابن ماجه (3868)، والترمذي (3391)، والنسائي (564)، وابن حبان (965)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(35)، والبغوي (1325) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وبعضهم رواه مطولًا بزيادة: وإذا أمسى قال: "اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور".

وسيأتي برقم (10763).

(2)

حديث صحيح، وله إسنادان: أما الإِسناد الأول فحسن، حماد بن سلمة سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط في رأي بعض أهل العلم، وأما الإِسناد الثاني -وهو حماد بن سلمة عن حميد وثابت وصالح- ففيه انقطاع، لأن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة.

وأخرجه ابن حبان (328) ضمن حديث طويل من طريق هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة.

ص: 291

8651 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا عَادَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ، أَوْ زَارَهُ - قَالَ حَسَنٌ: فِي اللهِ - يَقُولُ اللهُ عز وجل: طِبْتَ، وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مَنْزِلًا فِي الْجَنَّةِ "، قَالَ عَفَّانُ:" مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا ".

قَالَ حَسَنٌ: " فِي اللهِ "، وَلَمْ يَقُلْهُ عَفَّانُ (1).

8652 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

= فجعله من حديث الأغر، وهو اسمه، وكنيته أبو مسلم، وأما سلمان الأغر فكنيته أبو عبد الله، وكلاهما ثقة.

وسيأتي الحديث برقم (9254) عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن الأغر، ولم ينسبه، ويغلب على الظن أنه أبو مسلم، والله أعلم.

وأخرجه أبو يعلى (6189)، وابن حبان (810) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة، وإسناده حسن.

وقد سلف ضمن حديث مطول بسند صحيح من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (7422)، وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة برقم (10253).

وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي 3/ 138.

(1)

إسناده ضعيف لضعف أبي سنان -واسمه عيسى بن سنان القسملي- وأخرجه عبد بن حميد (1451) عن الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وانظر (8325).

ص: 292

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا لَبِسْتُمْ، وَإِذَا تَوَضَّأْتُمْ، فَابْدَؤُوا بِأَيَامِنِكُمْ "، وَقَالَ أَحْمَدُ:" بِمَيَامِنِكُمْ "(1).

8653 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّمَا كَانَ طَعَامَنَا مَعَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْأَسْوَدَيْنِ (2): التَّمْرُ وَالْمَاءُ، وَاللهِ مَا كُنَّا نَرَى سَمْرَاءَكُمْ هَذِهِ، وَلَا نَدْرِي مَا هِيَ، وَإِنَّمَا كَانَ لِبَاسُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم النِّمَارَ؛ يَعْنِي بُرْدَ الْأَعْرَابِ (3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك متابع حسن بن موسى الأشيب، فمن رجال البخاري. زهير: هو ابن معاوية بن حُدَيج الكوفي.

وأخرجه أبو داود (4141)، وابن ماجه (402)، وابن خزيمة (178)، وابن حبان (1090)، والطبراني في "الأوسط"(1101)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(16)، والبيهقي في "السنن" 1/ 86، وفي "الشعب"(6281)، من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإِسناد.

وروى الترمذي (1766)، والبغوي (3156) من طريق شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لبس ثوباً بدأ بميامنه.

وانظر ما سلف برقم (7179).

وفي الباب عن عائشة عند البخاري (168)، ومسلم (268)، وسيأتي في "المسند" 6/ 130، ولفظه: كان رسول الله يحب التيمن في شأنه كله، في طهوره وترجله وتنعله.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: الأسودان، بالرفع.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، الحسن -وهو البصري- لم يسمع =

ص: 293

8654 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا كَامِلٌ أَبُو الْعَلَاءِ، قَالَ: زَعَمَ أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ، وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ "(1).

8655 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا يَرِيهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا "(2).

8656 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا سُكَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ

= من أبي هريرة. شيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي النحوي.

وانظر ما سلف برقم (7962).

قوله: "سمراءكم"، أي: الحنطة.

"بُرَد"، قال في "لسان العرب" 3/ 87: البُرْدة: كِساء يُلتحف به، قال الأزهريُّ: وجمعها بُرَد، وهي الشملة المخططة. قال الليث: البُرْد معروف، من بُرُود العَصْب والوَشْي، وأما البُرْدة: فكساء مُربَّع أسود، فيه صِغَر، تلبسه الأعرابُ.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة أبي صالح -وهو المؤذن مولى ضباعة-، وقد سلف الحديث والكلام على إسناده برقم (8319).

(2)

حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي القاضي-، وإن كان سيئ الحفظ، قد تابعه سفيان الثوريُّ في الحديث السالف برقم (7874)، وسيتكرر الحديث برقم (9086).

ص: 294

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنِّي لَشَاهِدٌ لِوَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ، قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَنَهَاهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا فِي هَذِهِ الْأَوْعِيَةِ: الْحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ وَالنَّقِيرِ، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النَّاسَ لَا ظُرُوفَ لَهُمْ! قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّهُ تَرَثَّى (1) لِلنَّاسِ، قَالَ: فَقَالَ: " اشْرَبُوهُ إذَا طَابَ (2)، وَإِذَا خَبُثَ فَذَرُوهُ "(3).

8657 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَفِي الْآخَرِ دَوَاءً ".

قَالَ حَمَّادٌ: وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ (4).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: يَرْثِي.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: اشربوا ما طاب.

(3)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ولجهالة حفص بن خالد -وهو ابن جابر-. سُكَيْن: هو ابن عبد العزيز بن قيس العبدي.

وسلف الحديث مختصراً من طريق شهر بن حوشب برقم (8052).

وانظر ما سلف برقم (7288)، وما سيأتي برقم (10373).

قوله: "ترثَّى للناس"، أي: رثى لحالهم ورحمَهم.

"خَبُث": صار مسكراً.

(4)

حديث صحيح، وله إسنادان، الأول: رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أنه =

ص: 295

8658 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَرَى أَنْ تَبْلُغَ حَيْثُ بَلَغَتْ، يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا "(1).

8659 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَتَلَ الْوَزَغَ فِي الضَّرْبَةِ الْأُولَى، فَلَهُ كَذَا وَكَذَا مِنْ حَسَنَةٍ، وَمَنْ قَتَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ، فَلَهُ كَذَا وَكَذَا مِنْ حَسَنَةٍ، وَمَنْ قَتَلَهُ فِي الثَّالِثَةِ، فَلَهُ كَذَا وَكَذَا ". قَالَ سُهَيْلٌ: الْأُولَى أَكْثَرُ (2).

= منقطع، فإن ثمامة -وهو ابن عبد الله بن أنس- لم يسمع من أبي هريرة.

والثاني -وهو حماد عن حبيب عن ابن سيرين- صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(3294) من طريق مُرَجَّى بن رجاء، عن هشام بن حسان القردوسي، عن ابن سيرين، بهذا الإسناد. ومرجَّى بن رجاء مختلف فيه.

وسيأتي الحديث بسنديه برقم (9036)، وانظر (7572).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. وقد صح الحديث من غير هذا الطريق عن أبي هريرة، وانظر ما سلف برقم (7215).

وأخرجه أبو يعلى (6235) من طريق شيبان بن فروخ، عن جرير بن حازم، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (10895) و (10900).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. زهير: هو ابن معاوية بن حديج. =

ص: 296

8660 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، فِدَاكَ أَبِي

= وأخرجه مسلم (2240)(146) و (147)، وأبو داود (5263)، وابن ماجه (3229)، والترمذي (1482)، والبيهقي 2/ 267، والبغوي (3266) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وفي رواية لمسلم: "من قتل وزغاً في أول ضربة، كُتبتْ له مئةُ حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك".

وأخرجه مسلم (2240)(147)، وأبو داود (5264)، والبيهقي 2/ 267 من طريق إسماعيل بن زكريا، عن سهيل، عن أخيه أو أخته، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"في أول ضربة سبعين حسنة".

وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص عند مسلم (2238)، وسلف برقم (1523)، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأوزاغ.

وعن ابن مسعود، سلف بسند ضعيف برقم (3984).

وعن أم شريك عند البخاري (3307)، ومسلم (2237)، وسيأتي 6/ 421.

قوله: "من قتل الوزغ"، قال السندي: قال النووي: قال أهل اللغة: الوزغ وسامُّ أبرصَ جنسٌ، فسامُّ أبرصَ كبارُه، واتفقوا على أن الوزغ من الحشرات المؤذيات، قلت (أي: السندي): وكأنه لذلك جاء تسميته فُويسِقاً.

"فله كذا وكذا"، وقد جاء في المرّة الأولى كتب له مئة حسنة، وفي رواية: سبعين حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك، قال النووي: أما سببُ تكثيرِ الثواب في قتله بأول ضربة، فالمقصود به الحث على المبادرة بقتله، والاعتناء به، وتحريض قاتله على أن يقتله بأول ضربة، فإنه إذا أراد أن يضرب ضَرَبات، ربما انفلتَ قتلُه، والله أعلم.

ص: 297

وَأُمِّي. قَالَ: تَقُولُ: " لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(1).

8661 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ، مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ، لَهُ زَبِيبَتَانِ، يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا مَالُكَ، أَنَا كَنْزُكَ "، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ:{ولَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} إِلَى آخِرِ الْآيَةَ [آل عمران: 180](2).

8662 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ابْنُ عَيَّاشٍ (3)، عَنْ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بلج -واسمه يحيى بن سليم بن بلج-، فهو حسن الحديث.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 7/ 427 من طريق حسن بن موسى، بهذا الإِسناد. وانظر (7966).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، حسن الحديث في المتابعات، قال الدارقطني: أخرج عنه البخاري وهو عند غيره ضعيف فيعتبر به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي 5/ 39 من طريق حسن بن موسى الأشيب، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (1403) و (4565)، والبيهقي 4/ 81 من طريق هاشم بن القاسم، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، بهذا الإِسناد.

وانظر (7756).

قوله: "لهزمته"، هي عظم ناتيء في اللَّحي تحت الحنك، وهما لِهزمتان.

(3)

في (م): بكر بن عياش، وهو خطأ، ولم يذكر في (ظ 3) و (عس): "ابن =

ص: 298

أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانَ عَشْرَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا (1).

8663 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُصَلُّونَ بِكُمْ، فَإِنْ أَصَابُوا فَلَكُمْ وَلَهُمْ، وَإِنْ أَخْطَؤًوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ "(2).

= عياش".

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، أبو بكر بن عياش من رجاله، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين.

وانظر (8435).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، فقد روى له البخاري، وهو حسن الحديث في المتابعات.

وأخرجه البيهقي 2/ 396 - 397 و 3/ 126 - 127 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (694)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 53، والبيهقي 2/ 396 - 397، والبغوي (839) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، به.

وسيأتي مكرراً برقم (10930).

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(5843)، وفي "مشيخته"(245)، وابن حبان (2228) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن عقبة بن عامر عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" =

ص: 299

8664 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ، فَخُذُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ "(1).

8665 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَا أَرَاهُمَا بَعْدُ، نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مَائِلَاتٌ مُمِيلَاتٌ، عَلَى رُؤُوسِهِنَّ أَمْثَالُ أَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَرَيْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَرِجَالٌ مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ (2) كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ، يَضْرِبُونَ بِهَا

= 2/ 501، ومن طريقه البيهقي 3/ 127.

قوله: "يصلون بكم"، قال السندي: أي: الأئمة.

"وإنْ أخطؤوا": ظاهره أن صلاة المقتدي صحيحة، وإن فسدت صلاة الإِمام، ومن لا يقول به لعله يقول: إن المراد أنه لا إثم عليه إذا جهل بالأمر.

(1)

حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- وإن كان سيئ الحفظ، متابع، تابعه عبد الله بن نمير في الحديث الآتي برقم (10429)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (1) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (7367).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: أسواط، وكلاهما صحيح.

ص: 300

النَّاسَ " (1).

(1) حديث صحيح، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو يعلى (6690) عن بشر بن الوليد، والبيهقي في "الشعب"(5357) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن شريك بن عبد الله، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (2128) وص 2192 (52)، وابن حبان (7461)، والبيهقي في "السنن" 2/ 234، وفي "الشعب"(7801)، وفي "الدلائل" 6/ 532 - 533، والبغوي (2578) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن سهيل بن أبي صالح، به. زاد جرير في روايته:"وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا".

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 913، ومن طريقه البغوي (3083) عن مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، موقوفاً بلفظ: نساءٌ كاسيات عاريات، مائلات مميلات، لا يدخلْنَ الجنة، ولا يجدن ريحها، وريحها يوجد من مسيرة خمس مئة سنة.

وسيأتي برقم (9680)، وانظر ما سلف برقم (8073).

قوله: "كاسيات عاريات"، قال البغوي في "شرح السنة" 10/ 272: يريد اللائي يلبسن ثياباً رقاقاً تصف ما تحتها، فهن كاسيات في الظاهر، عاريات في الحقيقة. وقيل: هُنَّ اللائي يُسدِلْنَ الخُمُر من ورائهن، فتنكشف صدورهُنَّ، فهُنَّ كاسيات بمنزلة العاريات، إذا كان لا يستر لباسهُنَّ جميعَ أجسامهن، وقيل: أراد كاسيات من نعم الله، عاريات من الشكر، والأول أصح.

قوله: "مائلات"، قيل: زائغات عن استعمال طاعة الله تعالى وما يلزمهن من حفظ الفروج. "مميلات"، أي: يعلِّمن غيرهُنَّ الدخول في مثل فِعلِهنَّ، كما يقال: أخبث فلانٌ فلاناً، فهو مخبِّث، إذا علّمه الخبث، وأدخله فيه، وقيل: مائلات: متبخترات في مشيهنَّ، "مميلات": يُمِلْن أكتافهنَّ وأعطافهنَّ.

وقوله: "رؤوسُهن كأسنمة البُخت"، قيل: معناه: أنهنَّ يُعظِّمنَ رؤوسهنَّ بالخُمُر =

ص: 301

8666 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِجِدَارٍ أَوْ حَائِطٍ مَائِلٍ، فَأَسْرَعَ الْمَشْيَ، فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: " إِنِّي أَكْرَهُ مَوْتَ الْفَوَاتِ "(1).

= والعمائم حتى تشبه أسنمة البخت، وقيل: يَطمحنَ إلى الرجال، لا يغضضن من أبصارهن، ولا ينكِّسنَ رؤوسهن.

(1)

إسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن إسحاق -ويقال له: إبراهيم بن الفضل المخزومي المدني-، ضعّفه غير واحد من الأئمة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.

وأخرجه أبو يعلى (6612)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 61، وابن عدي في "الكامل" 1/ 232، والبيهقي في "الشعب"(1359) من طريق أبي معاوية الضرير، وابن عدي 1/ 231 - 232 من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما عن إبراهيم بن الفضل، بهذا الإِسناد.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند البيهقي في "الشعب"(1360)، وإسناده ضعيف جداً. وسلف في مسند عبد الله بن عمرو (6594) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ من موت الفجاءة. وفاتنا أن نذكر هناك أنه اختلف فيه فروي من حديث عبد الله بن عمرو، ومن حديث والده عمرو بن العاص كما سيأتي في مسنده 4/ 204، وإسناده ضعيف.

وعن أبي أمامة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من موت الفجاءة. رواه الطبراني في "الكبير"(7602) و (7603)، وإسناد الأول ضعيف جداً، والثاني ضعيف.

وعن عائشة، قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن موت الفجاءة، فقال:"راحة المؤمن، وأخذة أسف على الفاجر"، وسيأتي في مسندها 6/ 136، وإسناده ضعيف.

وأخرج ابن أبي شيبة 9/ 106، والبيهقي في "الشعب"(1361) من طريق =

ص: 302

8667 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ غَمًّا، أَوْ هَمًّا، أَوْ أَنْ أَمُوتَ غَرَقًا، وَأَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، أَوْ أَنْ (1) أَمُوتَ لَدِيغًا "(2).

= يحيى بن أبي كثير أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "إذا مرَّ أحدكم بهدف مائل أو صدف فليسرع، وليسأل الله المعافاة".

قوله: "إني أكره موت الفوات"، قال السندي: أي: موت الفجاءة، مِنْ فاتني فلانٌ بكذا: سبقني، كذا قيل. أو المراد موت يؤدي إلى فوات الوصية ونحوها، وفيه أن التوكل واعتقاد التقدير لا ينافي الاحتراز عن أسباب الضرر، والله تعالى أعلم.

(1)

لفظة "أن" لم ترد في (ظ 3) و (عس) و (ل).

(2)

إسناده ضعيف جداً كسابقه.

وأخرج البيهقي في "الدعوات"(299) من طريق ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة، مرفوعاً:"اللهم إني أعوذ بك من موت الهدم، وأعوذ بك من موت الغمِّ .. ". وفي سنده إسماعيل بن عبد الله بن أويس، وفيه كلام.

وفي الباب بنحوه عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6594).

وعن أبي اليَسَر، سيأتي 3/ 427، ولا يخلو إسنادهما من مقال.

قوله: "أن أموت غمّاً"، قال السندي: أي: مغموماً بغم، وهو أن ينحبس نفسُه عن الخروج فيموت. "أو همّاً" هو أن يلحقه ما يضيق عليه الحال حتى يموت.

"غَرَقاً" بفتحتين، أي: بغرق، أو بكسر الراء، منصوب على الحال. "وأن يتخبطني" فسَّره الخطابي: بأن يستوليَ عليه عند مفارقة الدنيا فيضله، ويحولَ بينه وبين التوبة، أو يعوقَه عن إصلاح شأنه والخروجِ عن مظلمة تكون قبله، أويؤيِسَه من رحمة الله، أو يُكَرِّهَهه الموت، ويؤسفَه على حياة الدنيا، فلا يرضى بما قضَى الله تعالى عليه =

ص: 303

8668 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ، وَالْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ "(1).

8669 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي الْحَلْبَسِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ غَنِيمَةَ كَلْبٍ "(2).

= من الفناء والنقلة إلى الآخرة، فيختم له فيلقى الله وهو ساخط عليه. "لديغاً"، أي: ملدوغ، وهو مَن لدغته بعض ذوات السُّمِّ.

(1)

حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد توبع، ثم هو منقطع، كما سلف بيانه عند الحديث (8002).

وسيتكرر برقم (10358).

(2)

إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وجهالة أبي الحَلْبس. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة.

ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 9 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن أبي التياح، عن مجالد أبي عبد العزيز، قال: صلينا مع أبي هريرة المغرب، فذكره موقوفاً. قلنا: ومجالد هذا لا يُعرف.

وأخرج الحاكم 4/ 431 عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن الربيع بن سليمان، عن عبد الله بن وهب، عن سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة رفعه: المحروم من حرم غنيمة كلب، ولو عقالًا، والذى نفسي بيده لتُباعنَّ نساؤهم على دَرَجِ دمشق، حتى تُردَّ المرأة من كسر يوجد =

ص: 304

8670 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ (1).

8671 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَرَقَ عَبْدُ أَحَدِكُمْ، فَلْيَبِعْهُ وَلَوْ بِنَشٍّ "(2).

8672 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَعْفُوا اللِّحَى، وَخُذُوا

= بساقها. وقال: صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!! وسقط إسناده من مطبوع "المستدرك"، وأثبتناه من "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 267.

قلنا: وكثير بن زيد قد اختلفت فيه أقوال المجرِّحين والمعدِّلين، وخلاصة القول فيه أنه حسن الحديث في المتابعات والشواهد، ضعيف في التفرد، خاصة إذا أتى بما يُنكَر.

وفي الباب عن أم سلمة، سيأتي 6/ 316، وإسناده ضعيف.

قوله: "من حرم غنيمة كلب"، قال السندي: كلب اسم قبيلة.

(1)

إسناده حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات، وهو مكرر (8449).

(2)

إسناده ضعيف، عمر بن أبي سلمة يضعف فيما يتفرد به، وباقي رجاله ثقات، وهو مكرر (8439).

ص: 305

الشَّوَارِبَ، وَغَيِّرُوا شَيْبَكُمْ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى " (1).

8673 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِأَنْفُسِهِمْ، مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِمَوَالِي عَصَبَتِهِ، وَمَنْ تَرَكَ ضِيَاعًا أَوْ كَلًّا، فَأَنَا وَلِيُّهُ فَلأُِدَعِيَّ لَهُ "(2).

(1) صحيح، وهذا إسناد حسن لأن عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات والشواهد. وشطره الأول سلف برقم (7132).

والشطر الثاني منه أخرجه الترمذي (1752) عن قتيبة بن سعيد، وأبو يعلى (6021) عن محمد بن المنهال، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد. ولم يذكر الترمذي في روايته "النصارى"، وقال: حديث حسن صحيح. وانظر (7545).

قوله: "وأعفوا اللِّحى"، قال السندي: من الإِعفاء، أي: التكثير.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن أبي إسحاق السبيعي، وأبو حَصين: هو عثمان بن عاصم.

وأخرجه البخاري (6745)، والنسائي في "الكبرى"(6347)، وابن الجارود (957)، والبيهقي 6/ 238 و 10/ 302 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7861).

قوله: "فلموالي عصبته"، قال السندي: الموالي: جمع مولى، والمراد الناصر، والإِضافة للبيان، والعصبة هم الذين ناصروه، والمراد: ما بقي بعد الفرائض.

"فلأُدعى له"، قال الحافظ في "الفتح" 12/ 28: قال ابن بطَّال: هي لام الأمر، أصلها الكسر، وقد تسكن مع الفاء والواو غالباً فيهما، وإثبات الألف بعد العين جائز، كقوله:

ألم يأتيك والأخبار تَنمي

ص: 306

8674 -

وقَالَ أَسْوَدُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يرفُثْ وَلَا يَفْسُقْ وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ "(1).

8675 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ: عِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَشُهُودُ الْجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللهَ عز وجل "(2).

8676 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ. وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ (3) بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ لَهِيعَةَ (4) بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ - قَالَ إسحَاقُ: الْمَدِينِيُّ -

= والأصل عدم الإشباع للجزم. والمعنى: فادعو لي له أقوم بكَلِّه وضياعه. ثم الحافظ: وأصل الكَلِّ: الثقل، ثم استعمل في كل أمر يصعب، والعيال فرد من أفراده.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7840).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمر بن أبي سلمة.

وأخرجه الطيالسي (2342)، والبخاري في "الأدب المفرد"(519)، وأبو يعلى (5904)، وابن حبان (239) من طريق أبي عوانة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (8688) و (9032)، وانظر ما سلف برقم (8397).

(3)

تحرف في (م) إلى: زيد.

(4)

قوله: "عن لهيعة" سقط من (م).

ص: 307

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِيَّاكُمْ وَالْخَيْلَ الْمُنَفِّلَةَ، فَإِنَّهَا إِنْ تَلْقَ تَفِرَّ، وَإِنْ تَغْنَمْ تَغُلَّ "(1).

8677 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اكْتَحَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْتَحِلْ وِتْرًا، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا "(2).

8678 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، فَأَصَابَهُ مِنْ سَهْمِهِ دِينَارَانِ، فَأَخَذَهُمَا الْأَعْرَابِيُّ فَجَعَلَهُمَا فِي عَبَاءَةٍ، فَخَيَّطَ

(1) إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، وأبوه لهيعة بن عقبة مستور، وقد تفرد بالرواية عن أبي الورد، ونعته في رواية ابن ماجه بصاحب النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك ذكره غير واحد في الصحابة، ولا يصح، إذ لا تثبتُ الصحبة بمثل هذا الإِسناد، والله تعالى أعلم.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 281 من طريق ابن وهب، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه موقوفاً ابن ماجه (2829) من طريق زيد بن الحباب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن لهيعة بن عقبة، عن أبي الورد من قوله.

وسيأتي مرفوعاً (9211) من طريق أبي الورد عن أبي هريرة.

قوله: "والخيل المنفِّلة"، قال السندي: ضُبط اسم فاعل من التنفيل، بمعنى المعطية الغنيمة لأصحابها. وفي "النهاية" 5/ 100: كأنه من النَّفَل: الغنيمة، أي: الذين قصْدهم من الغزو الغنيمة والمال، دون غيره.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (8611).

ص: 308

عَلَيْهِمَا، وَلَفَّ عَلَيْهِمَا، فَمَاتَ الْأَعْرَابِيُّ، فَوَجَدُوا الدِّينَارَيْنِ، فَذُكِرَ (1) ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" كَيَّتَانِ "(2).

8679 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " التَّكْبِيرُ فِي الْعِيدَيْنِ سَبْعًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَخَمْسًا بَعْدَ الْقِرَاءَةِ "(3).

(1) المثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل)، لكن وقع في هذه النسخ:"الدينارين" وهو خطأ، وضبب عليه في (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: فوجدوا الدينارين فذكروا.

(2)

إسناده ضعيف.

وسيأتي بنحوه من طريق أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة برقم (9538) و (10400).

(3)

إسناده ضعيف كسابقه. وقوله فيه: "وخمساً بعد القراءة" منكر.

وأخرج مالك في "الموطأ" 1/ 180، ومن طريقه الشافعي في "المسند" 1/ 157 - 158، والبيهقي 3/ 288 عن نافع مولى ابن عمر، قال: شهدتُ الأضحى والفِطر مع أبي هريرة، فكبَّر في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، وفي الآخرة خمس تكبيرات قبل القراءة. وإسناده صحيح.

ويشهد لفعل أبي هريرة هذا من المرفوع حديث عائشة، وسيأتي في مسندها 6/ 65، وهو حسن.

وحديث عمرو بن عوف المزني عند الترمذي (536)، وابن ماجه (1277)، وغيرهما، وفي سنده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، وهو ضعيف، ومع ذلك حسَّنه الترمذي، وصححه ابن خزيمة (1438) و (1439).

وحديث سعد القرظ عبد ابن ماجه (1277)، وفي إسناده ضعف واضطراب. =

ص: 309

8680 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَهْلُ الْجَنَّةِ رَشْحُهُمُ الْمِسْكُ وَوُقُودُهُمْ الْأَلُوَّةُ "(1).

قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ لَهِيعَةَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا الْأَلُوَّةُ؟ قَالَ: الْعُودُ الْهِنْدِيُّ الْجَيِّدُ.

8681 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ - يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْعَطَّارَ -، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَذَاكَرُوا الْكَمَأَةَ، فَقَالُوا: هِيَ جُدَرِيُّ الْأَرْضِ، وَمَا نَرَى أَكْلَهَا يَصْلُحُ (2). فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" الْكَمَأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ "(3).

8682 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ -، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ - وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ أُبَيٌّ أُمَّ

= وانظر حديث عبد الله بن عمرو الذى سلف برقم (6688).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف بسند صحيح برقم (7165) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة.

(2)

في (ظ 3) وهامش (س): بصالح.

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وانظر (8307).

ص: 310

الْقُرْآنِ، فَقَالَ:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا، إِنَّهَا السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُ "(1).

8683 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي (2) حَرْمَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُصُّ عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46]، فَقُلْتُ: وَإِنْ زَنَى

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سُليمان بن داود -وهو الهاشمي-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة جليل.

وأخرجه أبو يعلى (6482)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1209)، والبغوي (1186) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد. وقال البغوي: هذا حديث صحيح.

وأخرجه الدارمي (3373)، والطبري 14/ 58 و 59 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به.

وأخرج أبو يعلى (6531) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: أم القرآن من السبع المثاني التي أعطيتها -كأنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم.

وسيأتي الحديث مطولًا برقم (9345)، وانظر تتمة تخريجه مطولًا هناك.

وسيأتي بنحوه من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة برقم (9788).

وفي الباب عن أبي سعيد بن المعلى، سيأتي في "المسند" 3/ 450 و 4/ 211.

وعن أبي بن كعب، سيأتي 5/ 114.

(2)

لفظة "أبي" سقطت من (م).

ص: 311

وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الثَّانِيَةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} ، فَقُلْتُ فِي الثَّانِيَةَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الثَّالِثَةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} . فَقُلْتُ الثَّالِثَةَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان -وهو ابن داود-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وهذا الحديث من مسند أبي الدرداء وليس من مسند أبي هريرة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11560)، والبغوي (4189) من طريق علي بن حجر، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3993) من طريق حجاج بن إبراهيم، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 27/ 146 من طريق محمد بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة، به.

وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 7/ 707، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن منيع، والبزار، وأبي يعلى، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11561)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 810 - 811 عن مؤمل بن هشام، عن إسماعيل بن علية، عن سعيد بن إياس الجريري، عن موسى (كذا غير منسوب وهو في عداد المجهولين)، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبي الدرداء.

وأخرجه مختصراً ابن أبي عاصم (975) من طريق بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، حدثني ابن جبير بن نفير وشريح بن عبيد، عن عمرو بن الأسود، عن أبي الدرداء. =

ص: 312

8684 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي أَبُو سُهَيْلٍ نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ

= وأخرجه دون ذكر الآية الطحاوي في "مشكل الآثار"(4000) عن أبي أمية، عن أبي عمر الحوضي، عن مرجَّى بن رجاء، عن محمد بن الزبير، عن رجاء بن حيوة، عن أم الدّرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"قال جبريل صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة"، قال: قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: "وإن زنى وإن سرق". وإسناده ضعيف جداً من أجل محمد بن الزبير الحنظلي، قال الحافظ في "التقريب": متروك.

وأخرجه أيضاً الطحاوي (4002) عن أحمد بن داود، عن مسدد، عن يحيى القطان، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن أبي الدرداء. وإسناده ضعيف، نعيم بن حكيم مختلف فيه، وقال في "التقريب": صدوق له أوهام، وأبو مريم -وهو الثقفي-: مجهول.

وسيأتي دون ذكر الآية في مسند أبي الدرداء 6/ 442 من طريق واهب بن عبد الله، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له دخل الجنة"، قال: قلت: وإن زنى وإن سرق

فذكر الحديث، ثم قال أبو الدرداء: فخرجت لأنادي بها في الناس، قال: فلقيني عمر، فقال: ارجع فإن الناس إن علموا بهذه اتكلوا عليها، فرجعت فأخبرته صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم:"صدق عمر".

وسيأتي 6/ 447 من طريق أبي صالح، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة"، وفيه:"وإن رغم أنف أبي الدرداء".

وفي الباب عن أبي ذر، عند البخاري (3222)، ومسلم (94)، وسيأتي 5/ 152.

وعن سلمة بن نعيم، سيأتي 4/ 260.

وعن أبي هريرة عند الطحاوي في "مشكل الآثار"(4001).

ص: 313

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ "(1).

8685 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي أَبُو سُهَيْلٍ (2) نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ "(3).

(1) إسناده صحيح، من فوق سليمان ثقات من رجال الشيخين.

وأخرجه الدارمي (1775)، والبخاري (1898)، ومسلم (1079)(1)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 126، وفي "الكبرى"(2407)، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 150، وابن خزيمة (1882)، وأبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 239، والبيهقي في "السنن" 4/ 202، وفي "المعرفة"(9054)، والبغوي (1703) و (1704) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وانظر (7780).

تنبيه: وقع هذا الحديث في (ظ 3) بعد الحديث التالي، ولم يذكر فيها إسناده، وإنما فيها: وبه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: .....

(2)

تحرف في (م) إلى: سهل.

(3)

إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه البخاري (33) و (2682) و (2749) و (6095)، ومسلم (59)(107)، والترمذي بإثر الحديث (2631)، والفريابي في "صفة المنافق"(1)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 116 - 117، وفي "الكبرى"(11127)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 202، وأبو عوانة 1/ 20 - 21، وابن منده في "الإِيمان"(527)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 325، والبيهقي 6/ 288، والبغوي (35) من طرق عن =

ص: 314

8686 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا عُمْرَى، فَمَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ "(1).

= إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث صحيح.

وأخرجه مسلم (59)(108) و (109)، والترمذي (2631)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(470)، والفريابي في "صفة المنافق"(2) و (3)، وأبو يعلى (6533)، وأبو عوانة 1/ 21، وابن منده (528) و (529) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة. وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب من حديث العلاء، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الفريابي في "صفة المنافق"(4)، والذهبي في "السير" 11/ 362 من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وأبو معشر -واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي- ضعيف.

وسيأتي الحديث من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة برقم (9158) و (10925)، ومن طريق حبيب بن الشهيد، عن الحسن البصري، عن النبي صلى الله عليه وسلم برقم (10925) أيضاً.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6768)، وذُكِرَتْ شواهده هناك.

(1)

إسناده حسن لأجل محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، فإنه صدوق حسن الحديث.

وأخرجه النسائي 6/ 277، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 92، وفي "شرح مشكل الآثار"(5470)، وابن حبان (5131) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 138، وعنه ابن ماجه (2379) من طريق يحيى بن أبي زائدة، عن محمد بن عمرو، به. =

ص: 315

8687 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ (1)، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظَ يَصِيحُ فِي الْمَسْجِدِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ أَرَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ، أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ "(2).

8688 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ: عِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللهَ عز وجل "(3).

8689 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ

= وانظر ما سلف برقم (8567).

(1)

قوله: "أخبرنا إسماعيل" سقط من (م).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو بن علقمة روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان بن داود -وهو الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. واسم أبي عبد الله القراظ: دينار.

وأخرجه مسلم (1386)(493) من طريق عبد العزيز الدراوردي، وابن حبان (3737) من طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.

وانظر (7755).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات، ضعيف عند التفرد والمخالفة. وانظر (8675).

ص: 316

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَنْظُرْ مَا يَتَمَنَّى، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْ أُمْنِيَّتِهِ "(1).

8690 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَاعَدَهُ اللهُ مِنْ جَهَنَّمَ مَسِيرَةَ (2) سَبْعِينَ خَرِيفًا "(3).

8691 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ خَيْرَ الْكَسْبِ

(1) إسناده ضعيف لضعف عمر بن أبي سلمة عند التفرد. إسحاق: هو ابن عيسى ابن الطبّاع، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه الطيالسي (2341)، والبخاري في "الأدب المفرد"(794)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1697، والبيهقي في "الشعب"(7274) و (7275) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد. وقي رواية البخاري:"فإنه لا يدري ما يعطى".

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 151، وزاد نسبته إلى أبي يعلى. ولم نجده في المطبوع الذى بين أيدينا، ولعله في مسنده الكبير من رواية الأصبهانيين.

وسيأتي برقم (9024).

قوله: "ما يكتب له"، قال السندي: أي: من الثواب والعقاب.

(2)

لفظة "مسيرة" ليست في (م).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد -وهو ابن أسلم العدوي-. وانظر (7990).

ص: 317

كَسْبُ يَدَيْ عَامِلٍ إِذَا نَصَحَ " (1).

8692 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللهُ عز وجل: ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُوَفِّهِ أَجْرَهُ "(2).

8693 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَأَلْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ عَنِ السَّبْقِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، قَالَ:

(1) إسناده حسن لأجل محمد بن عمار -وهو الملقب كُشاكش-، وباقي رجاله ثقات من رجال الصحيح. وانظر (8412).

(2)

إسناده حسن، يحيى بن سليم الطائفي -وإن روى له الشيخان- صدوقٌ حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق -وهو ابن عيسى ابن الطبّاع- فمن رجال مسلم.

وأخرجه البخاري (2227) و (2270)، وابن ماجه (2442)، وابن الجارود (579)، وأبو يعلى (6571)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(1878) و (3015)، وابن حبان (7339)، والطبراني في "الصغير"(885)، والبيهقي 6/ 14 و 121، والبغوي (2186) من طرق عن يحيى بن سليم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البيهقي 6/ 14 من طريق أبي جعفر النوفلي، عن يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة. فزاد في الإِسناد "عن أبيه"، والمحفوظ قول الجماعة بإسقاطها، قاله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/ 418.

ص: 318

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا سَبْقَ إِلَّا فِي خُفٍّ، أَوْ حَافِرٍ "(1).

8694 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا وَدَّعَ أَحَدًا، قَالَ:" أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ، وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ "(2).

8695 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ - يَعْنِي ابْنَ

(1) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن النوفلي، الملقب بيتيم عروة، وأبو صالح هذا في حديث سليمان ليس هو ذكوانَ السَّمانَ، فقد رواه حيوة بن شريح -وهو ثقة- عند الطحاوي في "المشكل" (1885) عن أبي الأسود عن سليمان بن يسار فقال: عن أبي صالح مولى الجندعيين، وهو أبو عبد الله مولى الجندعيين في رواية عبيد الله بن أبي جعفر عن أبي الأسود كما سيأتي عند الحديث (10138)، وهو نافع بن أبي نافع فيما قاله الذهلي.

وأخرجه الشافعي 2/ 129، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 83 - 84، والطحاوي (1883)، والبيهقي 10/ 16 من طريق عباد بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وعبَّاد ليِّن الحديث.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لأجل ابن لهيعة.

وأخرجه ابن ماجه (2825) من طريق الوليد بن مسلم، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(507) من طريق بشر بن حسان بن السري، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإِسناد، بلفظ:"أستودعك الله الذى لا تضيع ودائعه"، وهذا لفط ابن ماجه، ولفظ ابن السني:"أستودعكم الله الذى لا تخيب ودائعه".

وكلفظ ابن ماجه، سيأتي برقم (9230) من طريق الليث بن سعد، عن الحسن بن ثوبان. ويشهد للفظ ابن لهيعة حديث ابن عمر السالف برقم =

ص: 319

عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيَّ -، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِأَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَضِّئْنِي "، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوءٍ فَاسْتَنْجَى، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي التُّرَابِ فَمَسَحَهَا، ثُمَّ غَسَلَهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، رِجْلَاكَ (1) لَمْ تَغْسِلْهُمَا! قَالَ:" إِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا وَهُمَا طَاهِرَتَانِ "(2).

= (4524). وإسناده صحيح.

وحديث عبد الله بن يزيد الخطمي عند أبي داود (2601)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(507).

(1)

في (ظ 3) و (عس) وهامش (س): رجليك، بالنصب، وهو جائز.

(2)

إسناده ضعيف، أبان بن عبد الله البجلي في حفظه لين، والراوي عن أبي هريرة مبهم، وكُنِّي عند البيهقي -على الشك- أبا وهب، وأبو وهب هذا ذكره البخاري في "الكنى"(751)، ولم يذكر في الرواة عنه سوى حميد بن سعيد! ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلًا. محمد بن عبد الله شيخ أحمد: هو أبو أحمد الزُّبيري.

وقد اختلف في هذا الحديث على أبان بن عبد الله البجلي، فأخرجه الدارمي (678) عن محمد بن يوسف، وأبو يعلى (6136)، وعنه ابن عدي في "الكامل" 1/ 379 من طريق أبي داود الطيالسي، والبيهقي 1/ 107 من طريق أبي أحمد الزبيري، ثلاثتهم عن أبان بن عبد الله البجلي، بهذا الإِسناد. ولم يذكر فيه محمد بن يوسف والطيالسي المسح على الخفين.

وأخرجه -دون المسح أيضاً- الدارمي (679) عن محمد بن يوسف، وابن ماجه (359) من طريق أبي نعيم، والنسائي 1/ 45 من طريق شعيب بن حرب، والبيهقي 1/ 107 من طريق محمد بن عبيد الله أبي عثمان الكوفي، أربعتهم عن أبان بن عبد الله البجلي، عن إبراهيم بن جرير بن عبد الله، عن أبيه جرير. فجعله من مسند جرير، وهو منقطع، إبراهيم بن جرير لم يسمع من أبيه.

وخالف أبانَ بن عبد الله فيه شريك، فرواه عن إبراهيم بن جرير، عن ابن أخيه أبي زرعة بن عمرو، عن أبي هريرة، سلف برقم (8104). وشريك: سيئ =

ص: 320

8696 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ - يَعْنِي ابْنَ زَائِدَةَ بْنِ نَشِيطٍ -، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَعْنِي:" قَالَ اللهُ عز وجل: ابْنَ آدَمَ (1)، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ "(2).

8697 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَامِلٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا (3) تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَصِيرَ لِلُكَعِ ابْنِ لُكَعٍ "(4).

= الحفظ.

ويشهد لمسح الخفين بنحو هذا اللفظ حديث المغيرة بن شعبة عند البخاري (5799)، ومسلم (274)(79).

وانظر في أحاديث المسح على الجوربين "نصب الراية" 1/ 162 - 183.

(1)

في (م): يا ابن.

(2)

إسناده محتمل للتحسين لأجل زائدة بن نشيط، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو خالد -وهو الوالبي- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، فهو صدوق حسن الحديث.

وأخرجه الحاكم 2/ 443 من طريق أبي أحمد الزبيري محمد بن عبد الله، بهذا الإِسناد. وصحح إسناده، ووافقه الذهبي!

وأخرجه ابن ماجه (4107) من طريق عبد الله بن داود الخريبي، والترمذي (2466)، وابن حبان (393) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن عمران بن زائدة، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: حديث حسن غريب.

(3)

في (ظ 3) و (عس) ونسخة على هامش (س): لن.

(4)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه برقم (8320 م). =

ص: 321

8698 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا كَامِلٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمُكْثِرِينَ - يَعْنِي - هُمُ الْأَقَلُّونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا "(1).

8699 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَكَثْرَةِ الْمَالِ "(2).

8700 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَمَّا

= كامل: هو ابن العلاء، وأبو صالح: هو مولى ضباعة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه برقم (8323).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن أبي الزناد -واسمه عبد الرحمن- ينحط عن رتبة الصحيح، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين بن محمد: هو المرُّوذي، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.

وأخرجه الحميدي (1069)، ومسلم (1046)(113)، وأبو يعلى (6258)، والبيهقي في "الشعب"(10263) من طريق سفيان بن عيينة، والحاكم 4/ 328 من طريق عبد الوهاب بن بخت، كلاهما عن أبي الزناد، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (9123) و (9720) و (9776)، وانظر ما سلف برقم (8211).

ص: 322

قَضَى الله عز وجل الْخَلْقَ، كَتَبَ فِي كِتَابٍه (1) فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي " (2).

8701 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (3) بْنِ صَبِيحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" خَيْرُ الصَّدَقَةِ الْمَنِيحَةُ، تَغْدُو بِأَجْرٍ وَتَرُوحُ بِأَجْرٍ، ومَنِيحَةُ النَّاقَةِ كَعِتَاقَةِ الْأَحْمَرِ، وَمَنِيحَةُ الشَّاةِ كَعِتَاقَةِ الْأَسْوَدِ "(4).

(1) في (م): كتاب.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 241 من طريق أسد بن موسى، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإِسناد. وانظر (7500).

(3)

كذا وقع في الأصول الخطية بالتصغير غير (ظ 3)، فقد كان فيها مصغراً، ثم صحح إلى: عبد الله، مكبراً، وذكره الحافظ ابن حجر في "التعجيل"(691) فيمن اسمه عبيد الله، وقال: ذكره الحسيني ثم ضرب عليه، فراجعت "المسند" فوجدته فيه:"عبد الله"، بغير تصغير، وكذا ذكره البخاري (5/ 121)، وابن حبان في "الثقات"(5/ 55)، وذكره ابن أبي حاتم في حرف الصاد من آباء من اسمه عبيد الله بالتصغير. (قلنا: هو في المطبوع 5/ 85 مكبراً مترجماً)، وبيَّض ابن أبي حاتم فلم يترجم، فكأنه كان اسمه عبد الله مكبراً وقد يصغر. قلنا: ويضبط اسم أبيه صُبَيحة مصغراً أو صَبِيحة مكبراً، انظر "الإِكمال" 5/ 171.

(4)

إسناده ضعيف، عبيد الله بن صبيحة روى عنه محمد بن عبد الله بن الحُصين كما في إسناد المصنف هنا، وذكر البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان أن وائل بن داود روى عنه أيضاً، وقال الهيثمي في "المجمع" 4/ 241: لم أعرفه، فهو =

ص: 323

8702 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" جُهْدُ الْمُقِلِّ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ "(1).

= في عداد المجهولين، ومثله محمد بن عبد الله بن الحصين، وله ترجمة في "التعجيل"(944)، وفليح -وهو ابن سليمان- ليس بذاك، يعتبر به في الشواهد والمتابعات.

وهذا الحديث تفرد به الإِمام أحمد، وسيأتي مرة أخرى برقم (10262). وانظر ما سلف برقم (7301).

(1)

إسناده صحيح، يحيى بن جعدة روى له الترمذي في "الشمائل"، والنسائي وابن ماجه وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي-، فمن رجال مسلم. حجين: هو ابن المثنى.

وأخرجه أبو داود (1677)، وابن خزيمة (2444) و (2451)، وابن حبان (3346)، والحاكم 1/ 414، والبيهقي 4/ 180 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! مع أن مسلماً لم يخرج ليحيى بن جعدة.

وفي باب جهد المقل عن عبد الله بن حبشي، سيأتي 3/ 411 - 412.

وعن أبي ذر الغفاري، سيأتي 4/ 179.

وعن أبي أمامة، سيأتي 4/ 265.

وانظر أيضاً حديث أبي هريرة الآتي برقم (8929).

وقوله صلى الله عليه وسلم: "وابدأ بمن تعول"، سلف ضمن الحديث (7155).

قوله: "جهد المقل"، قال السندي: الجُهد -بالضم-: الوُسْع والطاقة، أي: ما يحتمله حال القليل المال، وقيل: أي: مجهوده لقلة ماله، وإنما يجوز له الإِنفاق إذا قدر على الصبر ولم يكن له عيال، وإلا فالأفضل ما كان عن ظهر غنىً.

ص: 324

8703 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (1)، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ -، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَيْسَ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا، وَلَكِنَّ السَّنَةَ أَنْ تُمْطَرُوا ثُمَّ تُمْطَرُوا وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا "(2).

8704 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ عز وجل مَلَائِكَةً فُضُلًا، يَتَّبِعُونَ (3) مَجَالِسَ الذِّكْرِ، يَجْتَمِعُونَ عِنْدَ الذِّكْرِ، فَإِذَا مَرُّوا بِمَجْلِسٍ عَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ حَتَّى يَبْلُغُوا الْعَرْشَ، فَيَقُولُ اللهُ عز وجل لَهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مِنْ عِنْدِ عَبِيدٍ لَكَ، يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ، وَيَتَعَوَّذُونَ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَيَسْتَغْفِرُونَكَ. فَيَقُولُ عز وجل: يَسْأَلُونِي جَنَّتِي، هَلْ رَأَوْهَا، فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ وَيَتَعَوَّذُونَ مِنْ نَارِي (4)، فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ. فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا، إِنَّ فِيهِمْ عَبْدَكَ الْخَطَّاءَ فُلَانًا، مَرَّ بِهِمْ لِحَاجَةٍ لَهُ،

(1) تحرف في (م) إلى: كثير.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (8511).

(3)

هكذا في (ظ 3) وهامش (س)، وفي (م) و (عس) و (ل) وبقية النسخ: يتبعون.

(4)

في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: نار جهنم، والمثبت من (ظ 3) و (عس).

ص: 325

فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ اللهُ عز وجل: أُولَئِكَ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ " (1).

8705 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ لِلَّهِ عز وجل مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا، يَلْتَمِسُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ "، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2).

8706 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُرَى عَضَلَةُ سَاقِهِ مِنْ تَحْتِ إِزَارِهِ إِذَا اتَّزَرَ (3).

8707 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7424).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الحاكم 1/ 495 من طريق حجاج بن منهال وأبي عمر الضرير، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر ما قبله.

(3)

إسناده ضعيف، صالح مولى التوأمة -وهو صالح بن نبهان- قد اختلط، وزهير بن محمد روى عنه بعد الاختلاط.

وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد، ويشهد له حديث عبيدة بن خلف الذي سيأتي 5/ 364، لكن في إسناده من لا يعرف.

ص: 326

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" سَأَلْتُ رَبِّي عز وجل فَوَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا (1) عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةِ الْبَدْرِ، فَاسْتَزَدْتُ، فَزَادَنِي مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَقُلْتُ: أَيْ رَبِّ، إِنْ لَمْ يَكُنْ هَؤُلَاءِ مُهَاجِرِي أُمَّتِي؟! قَالَ: إِذَنْ أُكْمِلَهُمْ لَكَ مِنَ الْأَعْرَابِ "(2).

8708 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ - يَعْنِي الطَّيَالِسِيَّ -، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ سُمَيْرِ (3) بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" قَالَ رَبُّكُمْ عز وجل: لَوْ أَنَّ عَبِيدِي (4) أَطَاعُونِي، لَأَسْقَيْتُهُمُ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ، وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ، وَلَمَا (5) أَسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ "(6).

(1) زاد في "أطراف المسند" 7/ 202 لفظ: "الجنة".

(2)

صحيح دون قوله: "فاستزدت فزادني

الخ"، فلم يرد في حديث أبي هريرة سوى من هذا الطريق، ويغلب على ظننا أنه من مناكير زهير بن محمد، فهو -وإن روى له جماعة- قد نص غير واحد من أهل العلم أن عنده مناكير، والله تعالى أعلم، وقد سلفت الإحالة إلى طرق هذا الحديث عند حديث رقم (8016).

وهذا الحديث تفرد به الإِمام أحمد، ويشهد له حديث أبي بكر الذى سلف برقم (22)، لكن إسناده ضعيف.

(3)

في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة ونسخة على هامش (ظ 3): شُتَيْرِ، والمثبت من (ظ 3) و (عس) وهامش (س)، وذُكِرا كلاهما في اسمه.

(4)

هكذا في (ظ 3) و (عس) وهامش (س)، وفي (م) وبقية النسخ: عِبَادِي.

(5)

في (ظ 3): وما.

(6)

إسناده ضعيف، صدقة بن موسى ضعفه ابن معين وأبو داود والنسائي =

ص: 327

8709 -

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ (1) مِنْ حُسْنِ عِبَادَةِ اللهِ "(2).

8710 -

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " جَدِّدُوا إِيمَانَكُمْ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا؟ قَالَ:" أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "(3).

= وغيرهم، وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه ولا يحتج به، ليس بالقوي، وسُمير -ويقال: شتير- بن نهار جهّله الدارقطني، وسلفت ترجمته عند الحديث (7956).

وهو في "مسند الطيالسي"(2586)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1424)، والبزار (664 - كشف الأستار)، والحاكم 4/ 256، وصحح إسناده. وتعقبه الذهبي بقوله: صدقة ضعفوه.

(1)

في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: بالله عز وجل، وكان لفظ الجلالة في (عس) إلا أنه رُمِّج، وأما في (ظ 3) فقد أشير في هامشها إلى أنه موجود في نسخة، وهذه الزيادة لم ترد في غير هذا الموضع من مواضع الحديث.

(2)

إسناده ضعيف، وهو بإسناد سابقه.

وأخرجه الترمذي -كما في "التحفة" 10/ 109 - ، والحاكم 4/ 256 من طريق سليمان بن داود الطيالسي، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: غريب من هذا الوجه.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1394 من طريق محمد بن عبد الله العاني الزهري، والقضاعي (974) من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن صدقة بن موسى، به. وانظر (7956).

(3)

إسناده ضعيف، وهو بإسناد سابقيه.

وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/ 357 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1424)، والبزار (664 - كشف الأستار)، والحاكم 4/ 256، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/ 357 من طريق أبي داود الطيالسي، به.

ص: 328

8711 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ لَهُ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

8712 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ كَلَامٍ أَوْ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللهِ، فَهُوَ أَبْتَرُ - أَوْ قَالَ: أَقْطَعُ - "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن قيس -وهو الفراء- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الترمذي (1306) عن أبي كُريب، عن إسحاق بن سليمان الرازي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البغوي (2141) من طريق يعلى بن عبيد، عن يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وانظر الحديث الذى سلف برقم (7579).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف بسند ضعيف جداً برقم (3015).

وعن أبي اليَسَر، سيأتي 3/ 427.

وعن أبي قتادة، سيأتي 5/ 300.

(2)

إسناده ضعيف لضعف قرة بن عبد الرحمن، وللاضطراب الذى وقع في إسناده ومتنه. ابن المبارك: هو عبد الله.

وأخرجه السبكي في "طبقات الشافعية" 1/ 15 - 16 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد. =

ص: 329

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الدارقطني 1/ 229 من طريق موسى بن أعين، عن الأوزاعي، به.

وأخرجه أبو داود (4840)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(494)، والدارقطني 1/ 229، والسبكي 1/ 6 من طريق الوليد بن مسلم، وابن ماجه (1894)، وابن الأعرابي في "معجمه"(361)، والبيهقي في "الدعوات"(1)، والخطيب البغدادي في "الجامع"(1210)، والسبكي 1/ 5 و 7 من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو عوانة في أول كتابه كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 279، وابن حبان (1)، والخليلي في "الإِرشاد" 1/ 448 من طريق عبد الحميد بن أبي العشرين، وابن حبان (2) من طريق شعيب بن إسحاق، والبيهقي في "السنن" 3/ 208 - 209، والسبكي 1/ 6 من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، خمستهم عن الأوزاعي، به -لكن لفظ الحديث عندهم:"بحمد الله"، مكان قوله:"بذِكْر الله".

وأخرجه كذلك الخليلي 3/ 966، ومن طريقه السبكي 1/ 11 - 12 من طريق خارجة بن مصعب، عن الأوزاعي، عن الزهري، به- ولم يذكر فيه قرة بن عبد الرحمن، وخارجة متروك.

وأخرجه أيضاً دون أن يذكر قرةَ فيه الخطيبُ البغدادي في "الجامع"(1210)، ومن طريقه السبكي 1/ 12 من طريق مبشّر بن إسماعيل، عن الأوزاعي، به -ولفظ الحديث عنده:"ببسم الله الرحمن الرحيم" مكان الذّكر والحمد. فإن صح السند إلى مبشِّر -وهو ثقة-، فروايته شاذة لمخالفتها لرواية جمع من الثقات عن الأوزاعي.

وأخرجه بلفظ الحمد السبكي 1/ 14 - 15 من طريق عبد الله بن الحسين بن جابر، عن محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، به -فأسقط من الإِسناد الزهريَّ، وقال فيه: يحيى، ويحيى هذا قد يظنُّ ظانٌّ أنه يحيى بن أبي كثير الثقة، وليس الأمر كذلك كما قال السبكي، فإن يحيى المشار إليه هو قرة بن عبد الرحمن، ويحيى اسمه، ثم ذكر عن ابن حبان أنه قال: كان إسماعيل بن عياش يقول: إن اسمه يحيى وقرّة لقبه. قلنا: والراوي عن محمد بن =

ص: 330

8713 -

حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَبِيبٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ

= كثير وهو عبد الله بن الحسين بن جابر، ذكره ابن حبان في "المجروحين" 2/ 46، وقال: يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.

وأخرجه الخليلي في "الإِرشاد" 1/ 449، ومن طريقه السبكي 1/ 15 من طريق إسماعيل بن أبي زياد الشامي، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -وقال فيه:"بحمد الله والصلاة عليَّ"، فزاد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وضعفه الخليلي بإسماعيل بن أبي زياد، ورماه الدارقطني بالوضع.

تنبيه: وقع الحديث في المطبوع من "الإِرشاد" موقوفاً على أبي هريرة، بينما وقع في "طبقات السبكي" من طريقه مرفوعاً!

قلنا: وروي هذا الحديث عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه مرفوعاً، وذكر فيه الحمد، وأخرجه كذلك الطبراني في "الكبير" 19/ (141)، ومن طريقه السبكي 1/ 14 من طريق صدقة بن عبد الله، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، به. وصدقة بن عبد الله ضعيف.

وروي عن الزهري مرسلًا، فقد أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(495) من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، و (496) من طريق الليث، عن عقيل بن خالد، و (497) من طريق الحسن بن عمر، ثلاثتهم عن الزهري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره وقال فيه:"بذِكْر الله".

ورجح الدارقطني في "سننه" 1/ 229، و"العلل" 8/ 30 هذه الرواية المرسلة على الرواية الموصولة، قلنا: ومراسيل الزهري غير معتبرة عند جمهور أهل العلم.

وأخرج عبد الرزاق في "مصنّفه"(20208) عن معمر، قال: أخبرني رجل من الأنصار رفع الحديث، فذكره. وهذا مرسل أيضاً.

وانظر حديث عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة الذى سلف برقم (8018).

ص: 331

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِثَوْبَانَ: " كَيْفَ أَنْتَ يَا ثَوْبَانُ، إِذْ تَدَاعَتْ عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ كَتَدَاعِيكُمْ عَلَى قَصْعَةِ الطَّعَامِ تُصِيبُونَ مِنْهُ؟! " قَالَ ثَوْبَانُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا؟ قَالَ:" لَا، بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ يُلْقَى فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنُ " قَالُوا: وَمَا الْوَهَنُ؟ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " حُبُّكُمُ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَتُكُمُ الْقِتَالَ "(1).

8714 -

حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الصمد بن حبيب ضعفه أحمد وأبو زرعة والعقيلي، وقال البخاري وأبو حاتم: لين الحديث، وقال ابن معين: لا بأس به، وأبوه مجهول. أبو جعفر المدائني: هو محمد بن جعفر الرازي البزاز، قال مهنَّا عن أحمد وأبو داود: لا بأس به، ونقل العقيلي في "الضعفاء" 4/ 44 عن أحمد ابن حنبل أنه قال: ذاك الذى كان بالمدائن محمد بن جعفر سمعت منه، ولكن لم أرو عنه قط ولا أحدث عنه بشيء أبداً، كذا نقل العقيلي، وها أنت ترى أنه روى عنه في "المسند" هذا الحديث والأحاديث التي بعده!

ولم نقف على أحد أخرجه من حديث أبي هريرة غير الإِمام أحمد، وأخرجه أبو داود (4297) من حديث ثوبان نفسه، وسيأتي في مسند ثوبان 5/ 278، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكَلَة على قصعتها"، قال: قلنا. يا رسول الله، أمن قلة بنا يومئذ؟ قال:"أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن، قال: قلنا: وما الوهن؟ قال: "حب الحياة وكراهية الموت". وسنده حسن.

ص: 332

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ (1).

8715 -

حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو جعفر -وهو المدائني- ومحمد بن عمرو بن علقمة صدوقان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عباد: هو ابن العوام الواسطي.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 388 عن سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4512)، وابن حبان (6381) من طريق وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله، عن محمد بن عمرو، به. زاد أبو داود في حديثه قصة اليهودية التي أهدت للنبي صلى الله عليه وسلم في خيبر شاةً مسمومة.

وأخرجه بهذه الزيادة ابن سعد 2/ 200 عن سعيد بن محمد الثقفي، وأبو داود (4511) و (4512) عن وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله، كلاهما عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة مرسلًا.

وانظر ما سلف برقم (8014).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي جعفر المدائني -واسمه محمد بن جعفر البزاز- فقد روى له مسلم حديثاً واحداً، وهو صدوق، وقد توبع. =

ص: 333

8716 -

حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَبِيبٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَائِمًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:" مَنْ كَانَ أَصْبَحَ مِنْكُمْ صَائِمًا، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَ أَصَابَ مِنْ غَدَاءِ أَهْلِهِ، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ "(1).

= وأخرجه مسلم (233)(15)، والبيهقي 2/ 466 من طريق نصر بن علي الجهضمي، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن هشام بن حسان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (377) عن كلثوم بن محمد بن أبي سدرة، عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي هريرة. وسنده منقطع، فإن عطاء بن أبي مسلم لم يسمع من أبي هريرة.

وانظر ما سلف برقم (7129).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الصمد بن حبيب وجهالة أبيه. شبيل: هو ابن عوف الأحمسي.

وهذا الحديث تفرد به الإِمام أحمد، لكن له شواهد يصح بها:

فله شاهد عن سلمة بن الأكوع عند البخاري (1924)، ومسلم (1135)، وسيأتي في مسنده 4/ 50.

وعن الرُّبيِّع بنت معوِّذ عند البخاري (1960)، ومسلم (1136)، وسيأتي 6/ 359 و 359 - 360.

وفي الباب أيضاً عن ابن عباس، سلف برقم (2058).

وعن هند بن أسماء وأسماء بن حارثة ومحمد بن صيفي الأنصاري وعمِّ عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي، وستأتي أحاديثهم على التوالي 3/ 484 و 4/ 78 و 388 و 409.

وفي الباب عن غير هؤلاء أيضاً، انظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 3/ 186.

قوله: "فليتم بقية يومه"، قال السندي: يقتضي أن صوم عاشوراء كان يومئذ =

ص: 334

8717 -

حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأُنَاسٍ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ صَامُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ:" مَا هَذَا مِنَ الصَّوْمِ؟ " قَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي نَجَّى اللهُ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْغَرَقِ وَغَرَّقَ فِيهِ فِرْعَوْنَ، وَهَذَا يَوْمُ اسْتَوَتْ فِيهِ السَّفِينَةُ عَلَى الْجُودِيِّ، فَصَامَ نُوحٌ وَمُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى، وَأَحَقُّ بِصَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ " فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالصَّوْمِ (1).

8718 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل رَضِيَ لَكُمْ ثَلَاثًا، وَكَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: رَضِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَنْصَحُوا لِمَنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَكُمْ، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ

= فرضاً ثم نُسخ. وانظر "فتح الباري" 4/ 246 - 247.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه.

وهذا الحديث تفرد به الإِمام أحمد أيضاً.

ويشهد لقصة موسى منه دون قصة نوح عليهما السلام، حديث ابن عباس عند البخاري (2004)، ومسلم (1130)، وسلف في مسنده برقم (2644)، فهي صحيحة بهذا الشاهد.

والجُوديُّ: جبل في الشمال الشرقي من جزيرة ابن عمر. والجزيرة: محافظة في الشمال الشرقي من سورية.

ص: 335

جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ " (1).

8719 -

حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ -، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مَنْ قَالَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ حِينَ يُصْبِحُ، كُتِبَ لَهُ بِهَا مِئَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِهَا مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ عَدْلَ رَقَبَةٍ، وَحُفِظَ بِهَا يَوْمَئِذٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَمَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي، كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ "(2).

8720 -

حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كُنَّا تَحْتَ ثَنِيَّةِ لِفْتٍ، طَلَعَ عَلَيْنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنَ الثَّنِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي هُرَيْرَةَ:" انْظُرْ مَنْ هَذَا " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: خَالِدُ بْنُ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (8334).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن سعيد: هو ابن أبي هند المدني، وسمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(26) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإِسناد. وانظر (8008).

ص: 336

الْوَلِيدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" نِعْمَ عَبْدُ اللهِ هَذَا "(1).

8721 -

حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ

(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، إسحاق بن الحارث بن عبد الله، كذا هو في جميع النسخ الخطية و"أطراف المسند" 7/ 133، وصوابه: إسحاق بن عبد الله بن الحارث، ولعل أحد الرواة قلبه، وروايته عن أبي هريرة مرسلة، قاله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 226، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الترمذي (3846) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي هريرة، ضمن حديثٍ، وفيه:"نعِمَ عبد الله خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله". وقال: حديث حسن غريب، ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعاً من أبي هريرة، وهو عندي مرسلٌ.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 123 - 124 عن يزيد بن هارون، عن أبي معشر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، ضمن حديثٍ أيضاً، وفيه:"نعِمَ عبد الله فلان خالد بن الوليد". وأبو معشر ضعيف.

وفي الباب عن أبي بكر الصديق، سلف في "المسند" برقم (43)، ولفظه: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نعِمَ عبد الله، وأخو العشيرة، خالد بن الوليد، وسيف من سيوف الله، سلّه الله عز وجل على الكفار والمنافقين".

قوله: "ثنية لفت"، قال السندي: في "القاموس": اللفت: ثنية جبل قُدَيْدٍ، بين الحرمين، وفي "المجمع": ثنية بين مكة والمدينة، واختلف في سكون الفاء وفتحها، وقيل بكسر لام مع السكون، انتهى. وظاهره أن المشهور فتح اللام.

ص: 337

مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ " (1).

8722 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " لَا تَنَاجَشُوا وَلَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مكي: هو ابن إبراهيم، وعبد الله بن سعيد: هو ابن أبي هند.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4288) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 1/ 249 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد المجيد بن سهيل، به.

وسيأتي برقم (9154) من طريق المسور بن رفاعة القرظي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إن منبري على حوضي، وإن ما بين منبري وبين بيتي روضة من رياض الجنة، وصلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام".

وسيأتي الحديث من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (9812).

وانظر ما سلف برقم (7223)، وما سيأتي برقم (9215).

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/ 389.

وعن سهل بن سعد، سيأتي 5/ 335 و 339.

وعن ابن عمر عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2871).

قوله: "منبري على ترعة"، قال السندي: هي بضم تاء وسكون راء وبعين مهملة، هو في الأصل الروضة على المكان المرتفع، يعني أن العبادة في هذا الموضع تؤدي إلى الجنة، فكأنه قطعة منها، وقيل: الترعة الدرجة، وقيل: الباب.

ص: 338

تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ - قَالَ إِسْمَاعِيلُ فِي حَدِيثِهِ: وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ -، التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا - يُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثًا -، بِحَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ " (1).

8723 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ:" إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا "(2).

(1) إسناده جيد على شرط مسلم، أبو سعيد مولى عبد الله روى عنه جمع، واحتج به مسلم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين سوى إسماعيل بن عمر -وهو الواسطي- فمن رجال مسلم، وتابعه أبو نعيم، وهو الفضل بن دُكين.

وأخرجه عبد بن حميد (1442) عن أبي نعيم وحده، بهذا الإِسناد. وانظر (7727).

(2)

إسناده حسن، إبراهيم بن إسحاق -وهو الطالقاني- روى له أبو داود والترمذي وهو قوي الحديث، أسامة بن زيد -وهو الليثي- حسن الحديث، استشهد به البخاري، وروى له الباقون. ابن المبارك: هو عبد الله.

وأخرجه الترمذي في "السنن"(1990)، وفي "الشمائل"(237)، والبيهقي في "السنن" 10/ 248، وفي "الآداب"(406)، والبغوي (3602) من طريق علي بن الحسن، عن ابن المبارك، بهذا الإِسناد. وانظر (8481).

ص: 339

8724 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ مُطَرِّفٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عُدِيَ عَلَى مَالِي؟ قَالَ:" فَانْشُدِ اللهَ ". قَالَ: فَإِنْ أَبَوْا. قَالَ: " فَانْشُدِ اللهَ ". قَالَ (1): " فَإِنْ أَبَوْا "[قَالَ]: " فَقَاتِلْ، فَإِنْ قُتِلْتَ فَفِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ قَتَلْتَ فَفِي النَّارِ "(2).

8725 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُوتِرْ، وَإِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَلَا يُمْنَعْ فَضْلَ مَاءٍ لِيُمْنَعَ بِهِ الْكَلَأَ، وَمِنْ حَقِّ الْإِبِلِ أَنْ تُحْلَبَ (3) عَلَى الْمَاءِ يَوْمَ وِرْدِهَا "(4).

(1) قوله: "قال: فإن" إلى هنا سقط من (م)، واستدرك من الأصول الخطية.

(2)

حديث صحيح، وسقط من هذا الإِسناد عمرو -وهو ابن أبي عمرو مولى المطلب- من بين يزيد بن الهاد وابن مطرف -وهو قُهَيد-، وسلف الكلام على الحديث برقم (8475).

(3)

في (ظ 3): يحتلب.

(4)

إسناده حسن، رجاله رجال الشيخين غير موسى بن داود -وهو الضبي- فمن رجال مسلم. وسيأتي الحديث عن سريج بن النعمان، عن فليح بن سليمان برقم (10252).

وسلف القسم الأول من الحديث برقم (7221)، والثاني برقم (7346)، =

ص: 340

8726 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُرَيْشًا، فَعَمَّ وَخَصَّ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا مَعْشَرَ بَنِي

= والثالث برقم (7324).

وأخرج القسم الرابع منه -وهو حق الإِبل- البخاري (2378) من طريق محمد بن فليح، عن أبيه فليح بن سليمان، بهذا الإِسناد.

وأخرج القسم نفسه ضمن حديثٍ البخاريُّ (1402)، والنسائي 5/ 23 - 25 من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

وأخرجه أيضاً مسلم (987)(24)، وأبو داود (1659)، والبيهقي 4/ 183، والبغوي (1562) من طريق زيد بن أسلم، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة. رواية مسلم ضمن حديث.

وفي باب حلب الإبل يوم ورودها الماء عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/ 14.

وعن جابر عند مسلم (988)(28)، وسيأتي في "المسند" 3/ 321.

قوله: "ومن حق الإِبل أن تحلب على الماء"، قال العيني في "عمدة القاري" 8/ 251: أي: لتُسقى ألبانها أبناء السبيل والمساكين الذين ينزلون على الماء، ولأن فيه الرفق على الماشية، لأنه أهون لها، وأوسع عليها، وقال ابن بطال: يريد حق الكرم والمواساة وشريف الأخلاق، لا أن ذلك فرض، وكانت عادة العرب التصدق باللبن على الماء، فكان الضعفاء يرصدون ذلك منهم، قال: والحق حقان: فرض عين، وغيره، فالحلب من الحقوق التي هي من مكارم الأخلاق. وقال ابن التين: وقيل: كان هذا قبل فرض الزكاة.

ص: 341

عَبْدِ مَنَافٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا مَعْشَرَ بَنِي هَاشِمٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي - وَاللهِ - لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، إِلَّا أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبِلَالِهَا " (1).

8727 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا " يَعْنِي لِفَاطِمَةَ عليها السلام (2).

8728 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 94 من طريق يحيى بن يعلى، عن زائدة بن قدامة، بهذا الإِسناد.

وانظر (8402).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي البصري، وعبد الملك: هو ابن عمير.

وانظر (8402).

ص: 342

الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ أَبَى " (1). قَالُوا: وَمَنْ يَأْبَى يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى "(2).

8729 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ

(1) قوله: "إلا من أبى" سقط من (م)، واستدرك من الأصول الخطية.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فليحاً -وهو ابن سليمان- ينحط عن رتبة الصحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وسريج: هو ابن النعمان بن مروان البغدادي من رجال البخاري.

وأخرجه الحاكم 1/ 55 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل عن أبيه، عن سريج بن النعمان وحده، بهذا الإِسناد. ليس فيه:"من أطاعني دخل الجنة ". وصححه الحاكم على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.

وأخرجه البخاري (7280) عن محمد بن سنان العَوَفي، عن فليح بن سليمان، به.

وأخرج الحاكم 1/ 55 و 4/ 247 من طريق صالح بن كيسان، عن الأعرج، عن أبي هريرة. مرفوعاً:"لتدخلن الجنة إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير"، وقال: صحيح على شرطهما، ووافقه الذهبي.

وفي الباب عن أبي أمامة، سيأتي في مسنده 5/ 258 بلفظ:"ألا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير عن أهله".

وعن أبي سعيد الخدري عند الطبراني في "الأوسط"(812) بلفظ: "والذى نفسي بيده، لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله شراد البعير"، قيل: يا رسول الله ومن أبى أن يدخل الجنة؟ فقال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني دخل النار". وسنده حسن.

قوله: "كل أمتي يدخل الجنة"، قال السندي: أي: ابتداءً أو بعد حين.

"إلا من أبى"، أي: امتنع عن قبول دعوتي.

"أطاعني"، بقبول دعوتي. و"من عصاني"، بالإِعراض عن قبولها.

ص: 343

عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي مَجْلِسِهِ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ حَدِيثًا، جَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: فَمَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: سَمِعَ فَكَرِهَ مَا قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ، قَالَ:" أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ " قَالَ: هَا أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " إِذَا ضُيِّعَتِ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ - أَوْ (1) مَا - إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ:" إِذَا تَوَسَّدَ الْأَمْرَ غَيْرُ أَهْلِهِ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ "(2).

8730 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ رَجُلًا لَمْ يَعْمَلْ

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: أو قال.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه البيهقي 10/ 118 من طريق سريج بن النعمان وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الحسن بن سفيان -كما في "فتح الباري" 1/ 143 - من طريق يونس بن محمد وحده، به.

وأخرجه البخاري (59) و (6496)، وابن حبان (104)، والبغوي (4232) من طرق عن فليح بن سليمان، به.

قوله: "إذا توسد"، قال السندي: أي: تولى "الأمرَ" بالنصب "غيرُ أهله" بالرفع، والمراد الأمر المتعلق بالدِّين كالقضاء والإِفتاء والخلافة.

ص: 344

خَيْرًا قَطُّ كَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَيَقُولُ لِرَسُولِهِ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ، لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا. فَلَمَّا هَلَكَ قَالَ اللهُ عز وجل لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ (1) خَيْرًا قَطُّ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لِي غُلَامٌ، وَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا بَعَثْتُهُ يَتَقَاضَى قُلْتُ لَهُ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ، لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا. قَالَ اللهُ عز وجل: قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ " (2).

8731 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ الأَنْدَرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " قَالَ اللهُ عز وجل: إِنَّ الْمُؤْمِنَ عِنْدِي لَبِمَنْزِلَةِ كُلِّ خَيْرٍ، يَحْمَدُنِي وَأَنَا أَنْزِعُ نَفْسَهُ مِنْ

(1) في (ظ 3) زيادة "لي" بعد: عملت.

(2)

إسناه قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -واسمه محمد- فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعةً، وهو قوي. ليث: هو ابن سعد المصري.

وأخرجه النسائي 7/ 318، وابن حبان (5043)، والحاكم 2/ 27 - 28، والبيهقي في "الشعب"(11244) و (11245) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.

وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 326 من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، به.

وانظر ما سلف برقم (7579).

ص: 345

بَيْنِ جَنْبَيْهِ " (1).

8732 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ كَالَّذِي يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ "(2).

(1) إسناده جيد من أجل عبد العزيز بن محمد الدراوردي وعمرو بن أَبي عمرو، وباقي رجاله ثقات. أبو سلمة: هو منصور بن سلمة، المقبري: هو سعيد.

وأخرجه البزار (781 - كشف الأستار) عن أحمد بن أبان القرشي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإِسناد. وانظر (8492).

قوله: "بمنزلة كل خير"، قال السندي: أي: في منزلة يستحق فيها كل خير.

(2)

صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي-، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الغيث: هو سالم أبو الغيث المدني مولى مطيع.

وأخرجه ابن ماجه (2140) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، وابن أبي الدنيا في "العيال"(610) عن خالد بن خداش، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "موطئه" برواية محمد بن الحسن (960)، وبرواية أبي مصعب الزهري (1916)، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (5353)، وبإثر (6006) و (6007)، وفي "الأدب المفرد"(131)، ومسلم (2982)(41)، والنسائي 5/ 86 - 87، والترمذي بإثر الحديث (1969)، وابن حبان (4245)، والبيهقي في "السنن" 6/ 283، وفي "الشعب"(11029)، والبغوي (3458) عن ثور بن زيد، به. ورواية النسائي ليس فيها:"أو كالذي يقوم الليل ويصوم النهار". =

ص: 346

8733 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا، أَدَّاهَا اللهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيدُ إِتْلَافَهَا، أَتْلَفَهُ اللهُ عز وجل "(1).

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(20592) عن معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن رجل، عن أبي هريرة رفعه، وزاد فيه:"وأنا وكافل اليتيم المصلح يوم القيامة في الجنة كهاتين"، وأشار بإصبعيه الوسطى والسبابة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1237) من طريق الفضل بن العلاء، عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن قيس، عن أبيه، عن أبي هريرة، به. كرواية عبد الرزاق، وراويه عن أبي هريرة -وهو قيس المدني- مجهول.

ورواه مالك في "موطئه" برواية محمد بن الحسن (959)، وبرواية أبي مصعب الزهري (1915)، ومن طريقه أخرجه البخاري (6006)، والترمذي (1969)، وابن أبي الدنيا في "العيال"(611)، والبيهقي في "السنن"(6/ 283)، وفي "الشعب"(11027) عن صفوان بن سليم، مرسلاً.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(308) من طريق أسامة بن زيد، عن صفوان بن سليم، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف، ومرسل مالك أصح.

قوله: "الساعي على الأرملة والمسكين"، قال السندي: أي: الساعي في (*)

(1)

صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه لأجل عبد العزيز الدراوردي، وهو متابع.

وأخرجه مختصراً ابن ماجه (2411)، عن يعقوب بن حميد، عن عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(2387)، والبيهقي 5/ 354، والبغوي (2146) من طريق سليمان بن بلال، والبخاري في "تاريخه الكبير" 1/ 372 - 373 من طريق إسماعيل بن أبي فديك، كلاهما عن ثور بن زيد، به.

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا في المطبوع، ولعل هناك سقطاً.

ص: 347

8734 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَفْعَلِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ "(1).

= وسيأتي برقم (9407).

وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/ 99. وعن ميمونة، سيأتي 6/ 335.

قوله: "من أخذ أموال الناس"، قال السندي: بطريق القرض، أو بوجه آخر من وجوه المعاملة.

"أداها الله عنه"، أي: في الدنيا، بأن يعطيه ما يكون أداء لدينه، أو بأن ييسر له من يتحمَّل عنه دَيْنه، أو في الآخرة بأن يرضى غريمُه لحسن نيته، وقد جاءت الآثار بالأمرين، أي: بالأداء عنه في الدنيا أو في الآخرة.

"إتلافها": إضاعتها على أصحابها.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم.

وهو في "موطأ" مالك 2/ 478، ومن طريقه أخرجه مسلم (1650)(12)، والترمذي (1530)، والنسائي في "الكبرى"(4722)، وابن حبان (4349)، والبيهقي 10/ 53، والبغوي (2438).

وأخرجه مسلم (1650)(13) و (14)، والبيهقي 9/ 232 و 10/ 53 من طريقين عن سهيل بن أبي صالح، به.

وأخرجه مسلم (1650)(11)، والبيهقي 10/ 32 من طريق يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة- وفيه قصة.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6736)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 348

8735 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ مِنْ آلِ ابْنِ الْأَزْرَقِ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ، وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ، عَطِشْنَا، أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ؟ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ "(1).

8736 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ، لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ فَخْرَهُمْ بِرِجَالٍ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عِنْدَ اللهِ مِنْ عِدَّتِهِمْ مِنَ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتَنَ "(2).

(1) حديث صحيح، وسبق الكلام على إسناده عند الحديث رقم (7233).

(2)

إسناده حسن، هشام بن سعد -وإن كان من رجال مسلم- تنزل رتبته عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 60، والبيهقي في "الشعب"(5127) و (5128) من طريق سفيان الثوري، والبيهقي في "السنن" 10/ 232، وفي "الشعب"(5126)، وفي "الآداب"(422) من طريق حسين بن حفص، كلاهما عن =

ص: 349

8737 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ الْمُتَوَكِّلِ، أَوْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبًا بِهَا نَفْسُهُ مُحْتَسِبًا، وَسَمِعَ وَأَطَاعَ، فَلَهُ الْجَنَّةُ - أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ -، وَخَمْسٌ لَيْسَ لَهُنَّ كَفَّارَةٌ:

= هشام بن سعد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (5116)، وعنه البيهقي في "الآداب"(423) من طريق المعافى بن عمران وابن وهب، والترمذي (3956) من طريق موسى بن أبي علقمة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3458) من طريق ابن وهب، والخطيب في "تاريخه" 6/ 188 من طريق المعافى بن عمران، ثلاثتهم عن هشام بن سعد، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. بزيادة أبي سعيد المقبري. رواية الترمذي مختصرة، وقال: حسن غريب.

وسيأتي الحديث برقم (8792) مختصراً، و (10781).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2739)، وإسناده صحيح.

قوله: "عبِّيَّة الجاهلية"، قال السندي: بضم عين مهملة، وكسر موحدة مشددة، وفتح ياء مثناة من تحت مشددة: الكبر والنخوة.

"مؤمن تقي، وفاجر شقي"، أي: الناس رجلان: مؤمن تقي فهو الخيِّر الفاضل، وإن لم يكن حسيباً في قومه. وفاجر شقي فهو الدنيء، وإن كان في أهله شريفاً رفيعاً.

"من عدَّتِهم" بتشديد الدال، أي: من عَدَدهم.

"الجِعْلان" بكسر جيم وسكون عين، جمع جُعَل، بضمٍ ففتحٍ: دويبَّة سوداء تدير الأوساخ بأنفها.

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: عن أبي المتوكل، والمثبت من (ظ 3) و (عس).

ص: 350

الشِّرْكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقٍّ، أَوْ بَهْتُ (1) مُؤْمِنٍ، أَوِ الْفِرَارُ يَوْمَ الزَّحْفِ، أَوْ يَمِينٌ صَابِرَةٌ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالًا بِغَيْرِ حَقٍّ " (2).

8738 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" حَدٌّ يُقَامُ فِي الْأَرْضِ، خَيْرٌ لِلنَّاسِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا ثَلَاثِينَ - أَوْ أَرْبَعِينَ - صَبَاحًا "(3).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: نهب.

(2)

إسناده ضعيف، المتوكل أو أبو المتوكل مختلف في اسمه، قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 391: جزم البخاري وتبعه ابن أبي حاتم بأنه المتوكل، اسم لا كنية، وقال أبو حاتم: هو مجهول، وهذا هو المعتمد. قلنا: ولم نجد في مطبوع "الجرح والتعديل" 8/ 372 أنه جهله، ولم نجد أحداً روى عنه غير خالد بن معدان، وبقيةُ يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه أبو زرعة الرازي كما في "العلل" 1/ 339 لابن أبي حاتم، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه"(211) من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإِسناد مختصراً. وصحح أبو زرعة أنه أبو المتوكل.

وأخرج البيهقي في "الشعب"(4928) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محرر بن أبي هريرة، عن أبي هريرة، رفعه:"من لقي الله عز وجل، ولم يعمل ست خلال دخل الجنة: من لقي الله تعالى ولم يشرك به شيئاً، ولم يسرق، ولم يزن، ولم يرم محصنة، ولم يعص ذا أمر، قال بالحسن سكت أو نطق"، وإسناده إلى عبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف.

واليمين الصابرة: هي التي يُلزَم وُيجبَر صاحبُها عليها.

(3)

إسناده ضعيف لضعف جرير بن يزيد، قال أبو زرعة: شاميٌّ منكر =

ص: 351

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحديث. وسيأتي برقم (9226) عن عتاب بن زياد، عن عبد الله بن المبارك.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 212 - 213، وابن ماجه (2538)، والنسائي 8/ 75 - 76، وابن الجارود في "المنتقى"(801)، وأبو يعلى (6111)، وابن حبان (4398)، والمزي في ترجمة عيسى بن يزيد من "التهذيب" 23/ 59 - 60 و 60 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد- رواية النسائي وابن الجارود:"ثلاثين" دون شك، وعند الباقين:"أَربعين".

وأخرجه البخاري أيضاً 2/ 213 عن محمد -وهو ابن سلام البيكندي-، عن جرير بن عبد الحميد، عن جرير بن يزيد، به.

وخالف عيسى بنَ يزيد وجريرَ بنَ عبد الحميد فيه يونسُ بنُ عبيد، فرواه عن جرير بن يزيد، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، موقوفاً، ولم يرفعه، أخرجه البخاري في "التاريخ" 2/ 213 عن يحيى بن بشر البلخي، والنسائي 8/ 76 عن عمرو بن زرارة، كلاهما عن إسماعيل ابن علية، عن يونس بن عبيد، به.

ورواه محمد بن قدامة المصيصي عن إسماعيل ابن علية، فرفعه، إلا أنه قد اختلف عليه، فقد أخرجه الطبراني في "الصغير"(966) عن محمد بن عبد الصمد بن أبي الجراح، عنه، عن ابن علية، عن يونس بن عبيد، عن جرير بن يزيد، به.

وأخرجه ابن حبان (4397) عن ابن قتيبة، عنه، عن ابن علية، عن يونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة، به. كذا سمَّى شيخ يونس فيه "عمرو بن سعيد" وهو الثقفي أبو سعيد البصري، ثقة من رجال مسلم، والصواب رواية محمد بن عبد الصمد، عنه، لموافقتها رواية الجماعة.

وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(11932)، وفي "الأوسط"(4762)، والبيهقي 8/ 162، وفي إسناده من هم في عداد المجاهيل، ومع ذلك فقد حسنه المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 246!

وآخر من حديث ابن عمر عند ابن ماجه (2537)، وابن عدي في "الكامل" =

ص: 352

8739 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ - هُوَ ابْنُ مَعْرُوفٍ -، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا قَالَ رَبُّكُمْ عز وجل، قَالَ: مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ، إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ، يَقُولُونَ: الْكَوْكَبُ وَبِالْكَوْكَبِ "(1).

8740 -

حَدَّثَنَا رَجُلٌ - قَدْ سَمَّاهُ وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ -، قَالَ: حَدَّثَنَا

= 3/ 1197، وإسناده ضعيف جداً، فيه سعيد بن سنان الحمصي، رماه غير واحد بالوضع.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه مسلم (72)(126)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 164، وفي "عمل اليوم والليلة"(923)، والبيهقي 3/ 358 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث من طريق عبيد الله بن عبد الله برقم (8811)، ومن طريق أبي يونس برقم (9463)، ومن طريق سلمان وسعيد بن المسيب برقم (10800).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند ابن حبان (6130)، وسيأتي في "المسند" 3/ 7 بلفظ:"لو أمسك الله القطر عن الناس سبع سنين ثم أرسله لأصبحت طائفة به كافرين يقولون: مطرنا بنوء المِجدَح".

وعن زيد بن خالد الجهني عند البخاري (846)، ومسلم (71)(125)، وسيأتي في "المسند" 4/ 117.

وعن ابن عباس عند مسلم (73).

قوله: "ألم تروا إلى ما قال ربكم"، قال السندي: كأن المراد بالقول بلسان الحال، ولذلك قال:"تروا" لأن القول الحالي يفهم من تتبع أحوال العباد، وذاك يدرك بالعين، وإلا فالقول يسمع، ولا يرى، والله تعالى أعلم.

ص: 353

هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ "(1).

8741 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّكُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ آثَارِ الطُّهُورِ ". فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الله الرحمن المقريء، وهشام: هو ابن حسان القردوسي.

وأخرجه الدارمي (730)، ومسلم (282)(95)، وأبو داود (69)، وأبو يعلى (6076)، والطحاوي 1/ 14، والبيهقي 1/ 238 و 256 من طرق عن هشام بن حسان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 141 عن إسماعيل ابن علية، عن هشام بن حسان، به، موقوفاً.

وأخرجه البخاري (239)، والنسائي 1/ 197، وابن خزيمة (66)، والطحاوي 1/ 15، والبيهقي 1/ 238 من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وقد فاتنا في الموضع الأول تخريجه من هذا الطريق، وهو برقم (7525)، فلذلك أوردناه هنا.

وسلف من طريق ابن سيرين برقم (7526).

(2)

إسناده ضعيف، ليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف، وكعب -وهو أبو عامر المديني، وجاءت كنيته عند ابن الأعرابي: أبو سعية- مجهول.

وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(479) من طريق الحارث بن عمير، عن =

ص: 354

8742 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، إِذْ ذَاكَ وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَجِيءُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَتَجِيءُ الصَّلَاةُ، فَتَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَا الصَّلَاةُ، فَيَقُولُ: إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ، فَتَجِيءُ الصَّدَقَةُ، فَتَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَا الصَّدَقَةُ، فَيَقُولُ: إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ يَجِيءُ الصِّيَامُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَا الصِّيَامُ، فَيَقُولُ: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ تَجِيءُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَلِكَ، فَيَقُولُ اللهُ عز وجل: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ يَجِيءُ الْإِسْلَامُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَأَنَا الْإِسْلَامُ، فَيَقُولُ اللهُ: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، بِكَ الْيَوْمَ آخُذُ، وَبِكَ أُعْطِي ".

قَالَ اللهُ عز وجل فِي كِتَابِهِ: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85](1).

= ليث بن أبي سليم، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (8413).

(1)

إسناده ضعيف، عباد بن راشد ضعفه ابن معين، وأبو داود، ويعقوب بن سفيان، والعقيلي، وابن حبان، وقال النسائي وابن البرقي: ليس بالقوي، وقال البخاري: روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، وتركه يحيى القطان، ووثقه أحمد والبزار وابن شاهين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، والحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة.

وأخرجه أبو يعلى (6231) من طريق يونس بن بكير، والطبراني في "الأوسط" =

ص: 355

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1): عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ ثِقَةٌ، وَلَكِنَّ الْحَسَنَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

8743 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ مَوْلَى يَزِيدَ (2) يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ إِنْ تُعْطِ الْفَضْلَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، وَإِنْ تُمْسِكْهُ فَهُوَ شَرٌّ لَكَ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَلَا يَلُومُ اللهُ عَلَى الْكَفَافِ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى "(3).

= (7607) من طريق حجاج بن نصير، كلاهما عن عباد بن راشد، بهذا الإِسناد.

وفي رواية أبي يعلى ينتهي الحديث إلى قوله: وبك أعطي، وجعل بقية الحديث من كلام الحسن البصري.

(1)

أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن الإِمام أحمد.

(2)

في (ظ 3): مولى بني يزيد.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن إن كان القاسم سمعه من أبي هريرة، فقد قيل: إنه لم يسمع منه، والقاسم مولى يزيد: هو ابن عبد الرحمن الشامي أبو عبد الرحمن مولى معاوية، ويقال: مولى يزيد بن معاوية الأموي، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(61)، وفي "مسند الشاميين"(777) عن أحمد بن إبراهيم الدمشقي، عن إبراهيم بن عبد الله بن زبر، عن أبيه عبد الله بن زبر، بهذا الإِسناد.

وفي الباب عن أبي أمامة الباهلي عند مسلم (1036)، وسيأتي في "المسند" 5/ 262. لكنه من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولفظه كلفظه. =

ص: 356

8744 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ: مُرْنِي بِأَمْرٍ، وَلَا تُكْثِرْ عَلَيَّ حَتَّى أَعْقِلَهُ، قَالَ:" لَا تَغْضَبْ " فَأَعَادَ عَلَيْهِ: " لَا تَغْضَبْ "(2).

8745 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَبَاعُوهَا، فَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا "(3).

= وقوله صلى الله عليه وسلم: "إبدأ بمن تعول"، و"اليد العليا خير من اليد السفلى" سلف ضمن الحديث (7155).

قوله: "إن تعط الفضل"، قال السندي: إن شرطية، والفضل ما زاد عن الحاجة.

(1)

هذا الإِسناد بكامله أثبتناه من (ظ 3) و (عس) وحاشية (س) و"أطراف المسند" لابن حجر 7/ 177، وفي النسخ المتأخرة لم يذكر هذا الإِسناد، ووضع مكانه: وبإسناده، أي: بإسناد الحديث السابق (8743).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، وأبو حصين: هو عثمان بن عاصم الأسدي.

وسيأتي برقم (10011).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6635)، وذكرت شواهده هناك.

قوله: "أعقله"، قال السندي: أي: أحفظه لأن حفظ القليل أسهل من حفظ الكثير.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 357

8746 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مُرَايَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُصَلِّي الْمَلَائِكَةُ عَلَى نَائِحَةٍ، وَلَا عَلَى مُرِنَّةٍ "(1).

= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 306 من طريق الأعمش، عن أبي صالح، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، موقوفاً، برقم (10648)، وهو عند الشيخين من طريقه مرفوع.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6997)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده قابل للتحسين، أبو مُراية -واسمه عبد الله بن عمرو- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 31، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمران -وهو ابن داور القطان- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ممن يعتبر بحديثه. سليمان بن داود: هو الطيالسي.

وهو في "مسند الطيالسي"(2457)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (6137). وتحرف عمران في "مسند الطيالسي" إلى: أبي عمران، وسقط "قتادة" من إسناد أبي يعلى المطبوع.

وانظر ما سلف برقم (7560).

قوله: "لا تصلي الملائكة"، قال السندي: أي: كما تصلي على سائر المؤمنين، قال تعالى:{هو الذي يصلي عليكم وملائكته} ، وفيه دلالة على أنه تعالى لا يصلي عليهما بالأولى، ويحتمل أن التقييد لإفادة أنه لا ينقطع عنهما صلاته تعالى، لأن صلاته رحمة، فلا تنقطع إلا عن الكافرين، بخلاف صلاة الملائكة، فإنها دعاء أو ثناء، فهي فضيلة، فلا يضر انقطاعها عن العصاة، والله تعالى أعلم.

"ولا مُرنّة" بتشديد النون، اسم فاعل من أرنَّ: إذا صاح، أي: الصائحة على

ص: 358

8747 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ (1)، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" بِنَاءُ الْجَنَّةِ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ "(2).

= الميت.

(1)

زاد في (م) والنسخ المتأخرة: وهو أبو داود الطيالسي.

(2)

حديث صحيح، عمران -وهو ابن داور القطان- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير العلاء بن زياد العدوي، فقد روى له النسائي وابن ماجه وهو ثقة.

وأخرجه البزار (3509 - كشف الأستار) من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإِسناد، زاد فيه:"وملاطها المسك".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2553)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 248، وفي "صفة الجنة"(137) من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران القطان، به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 249، والبيهقي في "البعث والنشور"(257) من طريق محمد بن المنهال، عن يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به. وزاد فيه:"ترابها زعفران وطيبها مسك". وإسناده صحيح، فإن رواية يزيد عن سعيد قبل اختلاطه، لكن قال محمد:"حفظي قال: قال رسول الله"، وسقط صحابيه من مطبوع "الحلية".

وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة"(138)، والبيهقي في "البعث والنشور"(256) من طريق مطر الوراق، عن العلاء بن زياد، به. ومطر ضعيف.

وأخرجه عبد الرزاق (20875)، وابن المبارك في "الزهد - زيادات نعيم بن حماد"(252)، ومن طريقه البغوي (4391)، كلاهما (عبد الرزاق وابن المبارك) عن معمر، عن قتادة، عن العلاء بن زياد، عن أبي هريرة، موقوفاً. وزادوا: دَرَجُها الياقوت واللؤلؤ، قال: وكنا نتحدث أن رَضراض أنهارها لؤلؤ وترابها زعفران.

ص: 359

8748 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ (1)، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللهِ مِنَ الدُّعَاءِ "(2).

= وسلف الحديث ضمن حديث مطول برقم (8043) من طريق أبي المدلة عن أبي هريرة.

(1)

قوله: "ابن داود" ليس في (ظ 3) و (عس).

(2)

إسناده قابل للتحسين من أجل عمران -وهو ابن داور القطان-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وهو في "مسند الطيالسي"(3585)، ومن طريق الطيالسي أخرجه ابن ماجه (3829)، والترمذي (3370)، والحاكم 1/ 490، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (3). وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(712)، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 301، وابن حبان (870)، والطبراني في "الأوسط"(2544) و (3718)، وفي "الدعاء"(28)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1742، والحاكم 1/ 490، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1213)، والبغوي (1388) من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران القطان، بهذا الإِسناد. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران القطان، وقال البغوي: غريب- يعني من حديث عمران.

وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3370)، والحاكم 1/ 490 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن عمران القطان، به.

وأخرجه القضاعي (1214) من طريق بشار بن موسى الخفاف، عن ابن مهدي، عن أبان العطار، عن قتادة، به. وبشار الخفاف، قال الحافظ في "التقريب": ضعيف كثير الغلط، قلنا: وهذا من أغلاطه، فإن الحديث محفوظ من =

ص: 360

8749 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْضَمُ بْنُ جَوْسٍ الْهِفَّانِيُّ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلَانِ، أَحَدُهُمَا مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ، وَالْآخَرُ مُسْرِفٌ عَلَى نَفْسِهِ، وَكَانَا مُتَآخِيَيْنِ، فَكَانَ الْمُجْتَهِدُ لَا يَزَالُ يَرَى عَلَى الْآخَرِ ذَنْبًا، فَيَقُولُ: وَيْحَكَ أَقْصِرْ، فَيَقُولُ الْمُذْنِبُ: خَلِّنِي وَرَبِّي " فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي عَامِرٍ (1).

8750 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ آمَنَ عَشَرَةٌ مِنْ

= طريق عمران القطان، كما قال الطبراني.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(713) من طريق الطيالسي، عن عمران القطان، به، بلفظ:"أشرف العبادة الدعاء".

وفي الباب عن النعمان بن بشير، سيأتي في مسنده 4/ 267، ولفظه:"إن الدعاء هو العبادة". وإسناده صحيح.

وعن ابن عباس عند الحاكم 1/ 491، ولفظه:"أفضل العبادة هو الدعاء". وصححه.

(1)

إسناده حسن، عكرمة بن عمار صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. وحديث أبي عامر بتمامه سلف برقم (8292)، وانظر تعليقنا عليه.

قوله: "أَقصر"، قال السندي: بفتح الهمزة من الإِقصار، وهو الكفُّ عن الشيء مع القدرة عليه، فإن عجز عنه تقول: قصَّرت عنه، بلا ألف.

ص: 361

أَحْبَارِ الْيَهُودِ، آمَنُوا بِي كُلُّهُمْ " (1).

8751 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي أَبُو الْجُلَاسِ عُقْبَةُ بْنُ سَيَّارٍ (2)، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ شَمَّاخٍ، قَالَ: شَهِدْتُ مَرْوَانَ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى الْجِنَازَةِ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " اللهُمَّ أَنْتَ رَبُّهَا، وَأَنْتَ خَلَقْتَهَا، وَأَنْتَ هَدَيْتَهَا لِلْإِسْلَامِ، وَأَنْتَ قَبَضْتَ رُوحَهَا، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِسِرِّهَا، وَعَلَانِيَتِهَا، جِئْنَا شُفَعَاءَ فَاغْفِرْ لَهَا "(3).

8752 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (4)، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " أَطْفِئُوا السُّرُجَ،

(1) حديث صحيح، أبو هلال -واسمه محمد بن سُليم الراسبي وإن كان فيه ضعف- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد: هو ابن سيرين. وانظر (8555).

(2)

في (ظ 3): يسار.

(3)

إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه عند الحديث (7477).

وأخرجه أبو داود (3200)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 124، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1078)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 139، والطبراني في "الدعاء"(1185)، والبيهقي 4/ 42، والمزي في ترجمة علي بن شماخ من "تهذيب الكمال" 20/ 463 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإِسناد. ولم يسق الدولابي لفظه.

(4)

وقع في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة بين أبي هريرة والنبي: "قال يونس بن =

ص: 362

وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ، وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ " (1).

8753 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ تَحْتَ (2) الْعَرْشِ: لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(3).

= عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة" وهي زيادة مقحمة لم ترد في النسختين العتيقتين (ظ 3) و (عس)، ولا في "أطراف المسند" لابن حجر 7/ 152، وضبب عليها في (س).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. يونس: هو ابن عبيد.

وسيأتي برقم (8800) بسند صحيح من طريق أبي صالح عن أبي هريرة، قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتغطية الوَضوء، وإيكاء السقاء، وإكفاء الإِناء.

وفي الباب عن جابر عند البخاري (3280)، ومسلم (2010)، وسيأتي 3/ 301.

وعن أبي موسى عبد البخاري (6294)، ومسلم (2014)، وسيأتي 4/ 399.

وعن عبد الله بن سرجس، سيأتي 5/ 82.

وعن أبي أمامة، سيأتي 5/ 262.

قوله: "خَمِّروا"، أي: غَطُّوا.

(2)

في (م) ونسخة على هامش (س): من تحت.

(3)

صحيح دون قوله: "تحت العرش"، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بلج -واسمه يحيى بن أبي سليم-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث.

وهو في "مسند الطيالسي"(2494)، ومن طريقه أخرجه البزار (3087 - =

ص: 363

8754 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيْسَ السَّنَةُ أَنْ لَا يَكُونَ مَطَرٌ، وَلَكِنَّ السَّنَةَ أَنْ تُمْطِرَ السَّمَاءُ وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ "(2).

8755 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُحْشَرُ النَّاسُ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ: صِنْفًا مُشَاةً، وَصِنْفًا رُكْبَانًا، وَصِنْفًا عَلَى وُجُوهِهِمْ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَمْشُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ؟ فَقَالَ:" إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُمْ عَلَى أَقْدَامِهِمْ، قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَمَا إِنَّهُ يَتَّقُونَ بِكُلِّ حَدَبٍ وَشَوْكٍ ".

قَالَ عَفَّانُ: " يَتَّقُونَ بِوُجُوهِهِمْ كُلَّ حَدَبٍ وَشَوْكٍ "(3).

8756 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ

= كشف الأستار)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 204.

وانظر (7966).

(1)

قوله: "عن أبيه" سقط من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة. وانظر (8511).

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان- وجهالة أوس بن خالد.

وهو مكرر (8647) سنداً ومتناً، وقرن هناك بعفان حسن بن موسى.

ص: 364

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يُقْتَصُّ للْخَلْقِ (1) بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، حَتَّى لِلْجَمَّاءِ مِنَ الْقَرْنَاءِ، وَحَتَّى لِلذَّرَّةِ مِنَ الذَّرَّةِ "(2).

8757 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " انْتَهَيْتُ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَنَظَرْتُ، فَإِذَا أَنَا فَوْقِي بِرَعْدٍ وَصَوَاعِقَ، ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ، فِيهَا الْحَيَّاتُ (3)، تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا، فَلَمَّا نَزَلْتُ وَانْتَهَيْتُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا أَنَا بِرَهْجٍ وَدُخَانٍ وَأَصْوَاتٍ، فَقُلْتُ: مَنْ (4) هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: الشَّيَاطِينُ يَحْرِفُونَ عَلَى أَعْيُنِ بَنِي آدَمَ أَنْ لَا يَتَفَكَّرُوا فِي

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: الخلق، والجمَّاء، والذرَّة، من غير لام الجر، وعلى أن يقتص مبني للمعلوم.

(2)

صحيح دون قوله: "وحتى للذرة من الذرة"، وهذا إسناد حسن، رجاله رجال الصحيح، إلا واصلًا -وهو مولى أبي عيينة- ويحيى بن عُقيل، فإنهما يَقصُران عن رتبة الثقات وأهل الضبط.

وسلف الحديث من طريق عبد الرحمن بن يعقوب دون هذه الزيادة برقم (7204)، وإسناده صحيح.

(3)

في (ظ 3) و (عس): كالحيات.

(4)

في (ظ 3): ما.

ص: 365

مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَرَأَتِ (1) الْعَجَائِبَ " (2).

8758 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْقِنْطَارُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ أُوقِيَّةٍ، كُلُّ أُوقِيَّةٍ خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ "(3).

(1) هكذا في الأصول الخطية سوى (س)، ففيها: لرأيت، وسلف في الحديث (8640): لرأوا، وهو الصواب.

(2)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان- وجهالة أبي الصلت.

وانظر (8640).

(3)

حديث مضطرب سنداً ومتناً، فقد اختلف في رفعه ووقفه، قال الحافظ الدارقطني في "العلل" 8/ 169: يرويه عاصم بن أبي النجود (وهو ابن بهدلة)، واختلف عنه، فرواه عبد الصمد بن عبد الوارث وأبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد، عن حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وغيرهما يرويه عن حماد بن سلمة موقوفاً، وكذلك قال حماد بن زيد، عن عاصم، والموقوف أشبه.

وأما اختلاف المتن فستأتي الإِشارة إليه أثناء التخريج.

وأخرجه الدارمي (3464)، وابن ماجه (3660)، وابن حبان (2573) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد. وقرن الدارمي بحماد أبان العطار.

وسقط من مطبوع الدارمي "عن النبي صلى الله عليه وسلم"، فصار الحديث عنده موقوفاً، وصوبناه من "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 136.

وأخرجه البزار في "مسنده" 2/ ورقة 209 من طريق أبي علي الحنفي، عن =

ص: 366

8759 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ تُبَاعَ الثَّمَرَةُ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا (1).

8760 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَكِيمِ (2) قَائِدُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي

= حماد بن سلمة، به.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 3/ 199، والبيهقي 7/ 233 من طريق حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، به، موقوفاً، ولفظه: القنطار ألف ومئتا أوقية.

وأخرجه الطبري 3/ 201 من طريق إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي، عن أبي صالح من قوله: القنطار مئة رطل. وإسناده صحيح.

وأخرجه الطبري 3/ 199 من طريق العلاء بن المسيب، عن عاصم بن بهدلة من قوله: القنطار ألف ومئتا أوقية. وإسناده حسن.

وفي الباب عن أنس عند الحاكم 2/ 178: "القنطار ألفا أوقية"، وقال: على شرطهما! قلنا: في إسناده زهير بن محمد التميمي ورواية أهل الشام عنه ضعيفة وهذا منها.

وعن أبي بن كعب عند الطبري 3/ 199: "القنطار ألف أوقية ومئتا أوقية"، وإسناده ضعيف.

وعن أبي أمامة ضمن حديثٍ عند الطبراني في "الكبير"(7748): "القنطار ألف ومئتا أوقية"، وإسناده ضعيف.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمر بن راشد. أبو كثير: هو السُّحيمي الغُبَري اليمامي الأعمى.

وانظر ما سلف برقم (7559).

(2)

وقع في سائر أصولنا الخطية وكذا في "أطراف المسند" 7/ 333: عَبْدُ الْحَكَمِ، وأثبتنا ما في النسخة التي أشير إليها بهامش (س)، وهو الصواب، فقد =

ص: 367

عَرُوبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَصَمُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَبِعَ جَنَازَةً، قَالَ:" انْبَسِطُوا بِهَا، وَلَا تَدِبُّوا دَبِيبَ الْيَهُودِ بِجَنَائِزِهَا "(1).

8761 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْيَمَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمُلْكُ فِي قُرَيْشٍ، وَالْقَضَاءُ فِي الْأَنْصَارِ، وَالْأَذَانُ فِي الْحَبَشَةِ، وَالسُّرْعَةُ فِي الْيَمَنِ " وَقَالَ زَيْدٌ مَرَّةً يَحْفَظُهُ: " وَالْأَمَانَةُ فِي الْأَزْدِ "(2).

= سمَّاه كل من ترجم له: عبد الحَكِيم، ولم يشر أحدٌ منهم إلى خلاف في اسمه، ولعل ما وقع في الأصول الخطية خطأ قديم، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده ضعيف جداً، عبد الحكيم قائد سعيد بن أبي عَروبة، قال الدارقطني: متروك. وسلف حديث سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة برقم (7267)، ولفظه:"أسرعوا بجنائزكم، فإن كان صالحاً قدمتموه إليه، وإن كان سوى ذلك، فشر تضعونه عن رقابكم".

قوله: "انبسطوا"، قال السندي: كناية عن الإِسراع بها، قلنا: وقد وقع هذا الحرف في "أطراف المسند": انتشطوا. وهو بمعنى: "انبسطوا" الذى ذكره السندي.

(2)

رجاله رجال الصحيح غير أبي مريم -وهو الأنصاري- فقد روى له أبو داود والترمذي وهو ثقة.

واختلف في وقفه ورفعه، والموقوف أصح، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 12/ 172، والترمذي (3936) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإِسناد- وليس في رواية ابن أبي شيبة:"والأمانة في الأزد"، وليس في رواية الترمذي:"والسرعة في اليمن". =

ص: 368

8762 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ (1).

8763 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَأْسِي ضُرِبَ، فَرَأَيْتُهُ يَتَدَهْدَهُ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:" يَطْرُقُ أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فَيُهَوَّلُ (2) لَهُ، ثُمَّ يَغْدُو يُخْبِرُ النَّاسَ "(3).

وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3936) عن بندار، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، به، موقوفاً. وقال: وهذا أصح من حديث زيد بن حباب. قلنا: وهو كما قال، فإن عبد الرحمن بن مهدي أحفظ من زيد بن الحباب، ولأن أبا داود قال: سمعت أحمد قال: زيد بن حباب كان صدوقاً، وكان يضبط الألفاظ عن معاوية، ولكن كان كثير الخطأ.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن ثوبان -واسمه عبد الرحمن بن ثابت-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (7877).

(2)

المثبت من (ظ 3) و (عس)، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: فيتهول.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمر بن سعيد: هو ابن أبي حسين القرشي النوفلي المكي، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 57 - 58، وعنه ابن ماجه (3911)، وأخرجه النسائي =

ص: 369

8764 -

حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ أَبُو صَالِحٍ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الْحَمِيرِ بِاللَّيْلِ فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ (1) الدِّيَكَةِ بِاللَّيْلِ فَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا "(2).

8765 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَاسْتَقْبَلَنَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَجَعَلْنَا نَضْرِبُهُنَّ بِعِصِيِّنَا وَسِيَاطِنَا، فَسُقِطَ

= في "عمل اليوم والليلة"(913) عن محمد بن المثنى، كلاهما (ابن أبي شيبة ومحمد بن المثنى) عن محمد بن عبد الله بن الزبير، بهذا الإِسناد.

وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند مسلم (2268)، وسيأتي 3/ 307.

قال السندي: "يَتَدَهْدَه"، أي: يتدحرج ويضطرب.

"يطرق أحدكم"، أي: يجيئه ليلاً.

"ثم يغدو"، أي: ذلك الأَحد.

"يخبر الناس": مضارع من الإِخبار، قاله على قصد الإِنكار بالإخبار بمثله وأنه لا ينبغي له الإِخبار، وإنما ينبغي له السكوت والإِعراض عنه، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م) وبعض النسخ المتأخرة: صُراخ.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، شعيب بن حرب من رجاله، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو مكرر (8269).

ص: 370

فِي أَيْدِينَا وَقُلْنَا: مَا صَنَعْنَا وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ! فَسَأَلْنَا (1) النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:" لَا بَأْسَ بِصَيْدِ الْبَحْرِ "(2).

8766 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ آذِيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ الْإِيمَانَ كُلَّهُ، حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ فِي الْمُزَاحِ، وَالْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ صَادِقًا "(3).

8767 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ (4).

(1) في (ظ 3) و (عس): فسألوا، وفي نسخة على هامش (ظ 3) كما هو مثبت عندنا من بقية النسخ.

(2)

إسناده ضعيف جداً، مؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ، وأبو المُهَزّم -واسمه يزيد، ويقال: عبد الرحمن بن سفيان- متروك. وانظر (8060).

(3)

إسناده ضعيف، منصور بن آذين مجهول، ومكحول لم يسمع من أبي هريرة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5099) من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإِسناد. وقال: لم يرو هذا الحديث عن مكحول إلا منصور بن آذين، تفرد به عبد العزيز بن أبي سلمة.

وانظر (8630).

(4)

وقع في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة مكان "موسى بن طلحة": عيسى بن طلحة، وما أثبتناه من (ظ 3) و (عس)، ومن "جامع المسانيد والسنن" 7/ ورقة 193، =

ص: 371

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ خَوْلَةَ بِنْتَ يَسَارٍ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (1)، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ لِي إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ وَأَنَا أَحِيضُ فِيهِ، قَالَ:" فَإِذَا طَهُرْتِ فَاغْسِلِي مَوْضِعَ الدَّمِ ثُمَّ صَلِّي فِيهِ "، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ لَمْ يَخْرُجْ أَثَرُهُ؟ قَالَ:" يَكْفِيكِ الْمَاءُ وَلَا يَضُرُّكِ أَثَرُهُ "(2).

= و"أطراف المسند" 8/ 63، حيث أورداه في ترجمة موسى بن طلحة، عن أبي هريرة.

وسيأتي الحديث برقم (8939) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، وسمى الراوي عن أبي هريرة "عيسى بن طلحة"، وكذلك هو من هذا الطريق في "جامع المسانيد والسنن" 7/ ورقة 160، و"أطراف المسند" 7/ 434، حيث أورداه في ترجمة عيسى بن طلحة عن أبي هريرة.

قلنا: موسى وعيسى أخوان، وكلاهما ثقة من رجال الشيخين، ورويا جميعاً عن أبي هريرة إلا أن المحفوظ في هذا الحديث "عيسى بن طلحة"، فإن عبد الله بن وهب روى هذا الحديث عن ابن لهيعة، فقال فيه: عيسى بن طلحة، أخرجه من طريقه البيهقي 2/ 408، ورواية ابن وهب عنه من أصح رواياته كما نص على ذلك أهل العلم.

(1)

زاد في (م) بعد هذا: في حج أو عمرة، وهي زيادة مقحمة لا وجه لها هنا.

(2)

حديث حسن، وقد روى هذا الحديث عن ابن لهيعة عبدُ الله بن وهب وقتيبة بن سعيد وعثمان بن صالح، وخالفوا فيه جميعاً موسى بنَ داود فقالوا: ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة، وهو المحفوظ، انظر ما سيأتي برقم (8939).

وفي الباب عن عائشة عند البخاري (308) بلفظ: كانت إحدانا تحيض ثم تقرص الدم من ثوبها عند طهرها فتغسله وتنضح على سائره ثم تصلي فيه.

وسيأتي عن عائشة أيضاً في "المسند" 6/ 66: أنها طرقتها الحيضة من الليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فأشارت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب فيه دم، فأشار إليها رسول =

ص: 372

8768 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَذَلِكَ قَبْلَ الْمِحْنَةِ - قَالَ عَبْدُ اللهِ (1): وَلَمْ يُحَدِّثْ أَبِي عَنْهُ بَعْدَ الْمِحْنَةِ بِشَيْءٍ -، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ - يَعْنِي الثَّقَفِيَّ -، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ "(2).

الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة: اغسليه، فغسلت موضع الدم، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الثوب فصلى فيه. وإسناده ضعيف.

وعن أسماء بنت أبي بكر عند البخاري (307): أن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، أرأيت إحدانا إذا أصاب ثوبها الدم من الحيضة كيف تصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيضة، فلتقرصه، ثم لتنضحه بماء، ثم لتصلي فيه". وسيأتي في "المسند" 6/ 345 مختصراً.

وأخرج البيهقي في "السنن" 2/ 408 عن معاذة العدوية، قالت: سألت عائشة عن الدم يكون في الثوب فأغسله فلا يذهب أثرُه، فقالت: الماء طهور. وسنده صحيح.

(1)

هو عبد الله ابن الإِمام أحمد ابن حنبل، والمحنة التي أشار إليها هي ما وقع في سنة (218 هـ) من إعلان المأمون رأيه بخَلْق القرآن، وأمره بامتحان العلماء فيه، وقد أجابه كثير إلى ما ذهب إليه خوفاً من الضرب والموت، وممن أجابه منهم علي ابن المديني رحمه الله، فلذلك كان الإِمام أحمد فيما بعد لا يحدث عنه بسبب ذلك، وعلي ابن المديني ثقة حجة إمام، أعلمُ أهل عصره بالحديث وعلله، حتى قال البخاري: ما استصغرتُ نفسي إلا عند علي ابن المديني.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة، وقد اختُلِف فيه على الحسن، فقد رواه مرةً عن أبي هريرة، وأخرى عن علي بن أبي طالب، وثالثة عن أسامة بن زيد، ورابعة =

ص: 373

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عن معقل بن سنان، وخامسة عن شداد بن أوس، ومرة سادسة عن ثوبان، وقال مرة: عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. انظر "العلل" للدارقطني 3/ 193 - 195 من المطبوع، والمجلد الثالث من المخطوط ورقة 173 - 174، وقال: فإن كان هذا القول محفوظاً عن الحسن، فيشبه أن تكون الأقاويل كلها تصح عنه. قال الحافظ في "الفتح" 4/ 177: يريد بذلك انتفاء الاضطراب، وإلا فالحسن لم يسمع من أكثر المذكورين. وقد أطنب النسائي في "السنن الكبرى" في تخريج هذا المتن وبيان الاختلاف فيه، فأجاد وأفاد.

قلنا: وأما حديث أبي هريرة فقد أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 50، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 180، والنسائي في "الكبرى"(3172)، وأبو يعلى (6239)، والدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 173 - 174 من طرق عن عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإِسناد. كما هو عند المصنف.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1149 من طريق سلام بن أبي خبزة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، به. وسلام متروك الحديث.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 50، والنسائي (3180) و (3181) و (3182)، وأبو يعلى (6365)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 99، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 62، والبيهقي 4/ 266 من طرق عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، مرفوعاً.

وروي عن عطاء أيضاً عن أبي هريرة، موقوفاً، أخرجه كذلك عبد الرزاق (7526)، والنسائي (3183) و (3184) و (3185) و (3187) و (3188)، والعقيلي 2/ 62.

وعطاء لم يسمع هذا الحديث من أبي هريرة، فقد أخرجه النسائي (3186)، والعقيلي 2/ 62 من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن رجل، عن أبي هريرة، موقوفاً. وصوَّب النسائي هذه الرواية.

وأخرجه ابن ماجه (1679)، والنسائي (3176) من طريق عبد الله بن بشر =

ص: 374

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الرقي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، مرفوعاً، وأورده البخاري في "تاريخه" 2/ 179، وإسناده منقطع، عبد الله بن بشر لم يسمع من الأعمش، وقال الحاكم: يحدث عن الأعمش مناكير.

وذكر البخاري أنه روي عن أبي هريرة موقوفاً، من طريق إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عنه. وابن طهمان أوثق من عبد الله بن بشر الرقي.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 2/ 179، والنسائي في "الكبرى"(3174)، والخطيب في "تاريخه" 12/ 208 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن خالد أبي عمرو، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وعبد الرحمن والد محمد ما روى عنه سوى ابنه محمد، فهو في عداد المجهولين.

وأخرجه النسائي (3175) من طريق ابن جريج، عن صفوان بن سليم، عن أبي سعيد مولى بني عامر، عن أبي هريرة، مرفوعاً. ولا بأس بإسناده إن كان ابن جريج سمعه من صفوان، فهو مدلس، وقد عنعن.

وأخرجه الطحاوي 2/ 99 من طريق ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وابن لهيعة سيئ الحفظ.

وأخرج عبد الرزاق (7527)، والبخاري 2/ 179، والنسائي (3178) من طريق خلاد بن عبد الرحمن، عن شقيق بن ثور بن عُفير، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: يقال: أفطر. الحاجم والمحجوم، ولو احتجمتُ ما باليتُ. أبو هريرة يقول هذا. وثور بن عُفير لم يرو عنه سوى ابنه.

وفي الباب عن رافع بن خديج، سيأتي 3/ 465، وصححه ابن حبان (3535).

وعن شداد بن أوس، سيأتي 4/ 122 - 123، وصححه ابن حبان (3533) و (3534).

وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيأتي 5/ 276، وصححه ابن حبان (3532). ونقل الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 362 عن البخاري أنه قال في حديث شداد وثوبان: هما أصح شيء في الباب. =

ص: 375

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وفي الباب أيضاً عن معقل بن سنان، سيأتي 3/ 474، والراوي عنه هو الحسن البصري.

وعن أسامة بن زيد، سيأتي 5/ 210، والراوي عنه أيضاً هو الحسن البصري.

وعن بلال بن رباح، سيأتي 6/ 12. وإسناده ضعيف.

وعن عائشة، سيأتي 6/ 157. وإسناده ضعيف.

قلنا: حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم" صحيح، صححه غير واحد من الأئمة، لكن ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم نسخه، قال ابن حزم: صح حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم" بلا ريب، لكن وجدنا من حديث أبي سعيد:"أرخص النبي صلى الله عليه وسلم في الحجامة للصائم"، وإسناده صحيح، فوجب الأخذ به، لأن الرخصة إنما تكون بعد العزيمة، فدل على نسخ الفطر بالحجامة، سواء كان حاجماً أو محجوماً. قلنا: والحديث المذكور أخرجه النسائي في "الكبرى"(3241)، وابن خزيمة (1967)، والدارقطني في "السنن" 2/ 183 من طريق المعتمر بن سليمان، عن حميد، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبلة للصائم والحجامة. قال الدارقطني: كلهم ثقات، وغير معتمر يرويه موقوفاً.

وله طريق آخر عن أبي المتوكل أخرجه الدارقطني 2/ 182، والبيهقي 4/ 264 من طريق إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد رفعه: رخص الرسول صلى الله عليه وسلم في الحجامة للصائم. قال الدارقطني: كلهم ثقات، ورواه الأشجعي أيضاً وهو من الثقات. ثم رواه من طريقه عن سفيان، به.

وله شاهد من حديث أنس عند الطبراني في "الأوسط"(2747)، ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني إبراهيم بن هاشم، وقد وثقه الدارقطني.

وأخرج الدارقطني 2/ 182، ومن طريقه البيهقي 4/ 268 عن أنس أيضاً أنه قال: أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم، =

ص: 376

8769 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ (1) بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ

= فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"أفطر هذان"، ثم رخص النبي صلى الله عليه وسلم بعدُ في الحجامة للصائم، وكان أنس يحتجم وهو صائم. قال الدارقطني: رجاله ثقات ولا أعلم له علة. وقول الحافظ: إلا أن في المتن ما ينكر، لأن فيه أن ذلك كان في الفتح، وجعفر كان قد استشهد قبل ذلك - فيه نظر، فليس المتن ما ذكره كما ترى.

قلنا: ومما استدل به على النسخ -وقال الحافظ في "الفتح" 4/ 178: وهو من أحسن ما ورد في ذلك- ما أخرجه عبد الرزاق (7535)، وأبو داود (2374) من طريق عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"نهى عن الحجامة للصائم، وعن المواصلة ولم يحرّمهما إبناء على أصحابه"، وإسناده صحيح، وجهالة الصحابي لا تضر، وقوله:"إبقاء على أصحابه" يتعلق بقوله: "نهى".

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 52 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحجامة للصائم والوصال في الصيام إبناء على أصحابه.

وأخرج البخاري في "صحيحه"(1940) عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة، قال: سمعت ثابتاً البناني، قال: سئل أنس بن مالك رضي الله عنه: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟ قال: لا، إلا من أجل الضعف، وزاد شبابة: حدثنا شعبة: على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. قلنا: سقط من الإِسناد رجل بين شعبة وثابت، وهو حميد كما بيّنه الحافظ في "الفتح" 4/ 178 - 179.

(1)

تحرف في (م) إلى: حَسَن.

ص: 377

الطَّيِّبَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، اخْرُجِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ. قَالَ: فَلَا يَزَالُ يُقَالُ ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ، ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: فُلَانٌ. فَيَقُولُونَ: مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، ادْخُلِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ. قَالَ: فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللهُ عز وجل.

وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السَّوْءُ، قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، اخْرُجِي ذَمِيمَةً، وأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ، وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٍ، فَلَا تَزَالُ تَخْرُجُ (1)، ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: فُلَانٌ. فَيُقَالُ: لَا مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، ارْجِعِي ذَمِيمَةً، فَإِنَّهُ لَا يُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ. فَتُرْسَلُ مِنَ السَّمَاءِ، ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، فَيُقَالُ لَهُ مِثْلُ مَا قِيلَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَيُجْلَسُ الرَّجُلُ السَّوْءُ، فَيُقَالُ لَهُ مِثْلُ مَا قِيلَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ " (2).

(1) هكذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: فلا يزال حتى يخرج.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيأتي في مسند عائشة 6/ 139 عن يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب. =

ص: 378

8770 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهَا زَكَاةٌ لَكُمْ، وَاسْأَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا دَرَجَةٌ فِي أَعَلَى الْجَنَّةِ لَا يَنَالُهَا إِلَّا رَجُلٌ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ "(1).

= وأخرجه ابن ماجة (4262) و (4268)، والنسائي في "الكبرى"(11442)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 276 - 277، والطبري في "التفسير" 8/ 177، والآجري في "الشريعة " ص 392، وابن منده في "الإِيمان"(1068) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى" 4/ 8 - 9، وفي الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/ 78 و 297، وابن حبان (3014)، والطبراني في "الأوسط"(746)، والحاكم 1/ 352 - 353 و 353، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 104 - 105 من طرق عن قتادة، عن قسامة بن زهير، عن أبي هريرة.

وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 9/ 300، وابن حبان (3013)، والحاكم 1/ 353 من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، عن أبي الجوزاء، عن أبي هريرة.

وأخرجه بنحوه مختصراً مسلم (2872)(75)، وابن منده في "الإِيمان"(1069) من طريق بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن البراء بن عازب، سيأتي 4/ 287 - 288.

وعن عائشة بنحوه مطولًا، سيأتي 6/ 139 - 140.

الرَّوْح: الرحمة، والرَّيحان: الطيب.

(1)

إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ، وليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف، وكعب لم يرو عنه غير ليث بن أبي سُليم- فهو مجهول، وانظر (7598).

ص: 379

8771 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ - يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ -، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَاهُنَا؟ مَا يَخْفَى عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْ خُشُوعِكُمْ، وَرُكُوعِكُمْ "(1).

8772 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْأَوْبَرِ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَنْهَى النَّاسَ أَنْ يُصَلُّوا عَلَيْهِمْ (2) نِعَالُهُمْ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَى هَذَا الْمَقَامِ وَعَلَيْهِ نَعْلَاهُ، وَانْصَرَفَ وَهُمَا عَلَيْهِ.

وَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي أَيَّامٍ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.

وأخرجه الحميدي (961) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد.

وسلف عن سفيان مختصراً برقم (7333)، وروي من طريق مالك عن أبي الزناد، سلف (8024)، وسيأتي برقم (8877).

وانظر ما سلف برقم (7199).

(2)

في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: وعليهم، والمثبت من (ظ 3) و (عس).

(3)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأوبر، وقد سلفت ترجمته عند الحديث (7384). زائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه ابن راهويه (237) و (238) عن جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإِسناد. =

ص: 380

8773 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ لِلْمَسْجِدِ، لَمْ تُقْبَلْ لَهَا صَلَاةٌ حَتَّى تَغْسِلَهُ عَنْهَا اغْتِسَالَهَا مِنَ الْجَنَابَةِ "(1).

8774 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ - يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ -، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: كَرَمُ الرَّجُلِ دِينُهُ، وَمُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ، وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ (2).

= والشطر الأول أخرجه مختصراً الدولابي في "الكنى" 1/ 117 من طريق حسين الجعفي، عن زائدة بن قدامة، بهذا الإِسناد. وانظر (7384).

وأما الشطر الثاني، وهو النهي عن صيام يوم الجمعة منفرداً، فانظر (8025).

وسيأتي الحديث بشطريه من طرق عن عبد الملك بن عمير برقم (9467) و (9902) و (9903) و (10805) و (10937)، وهذا الموضع الأخير لم يُذكَر فيه الشطر الثاني.

قوله: "إلا أن يكون في أيام"، قال السندي: أي: مع أيام، أي أنه يصوم أياماً يدخل فيها يوم الجمعة ولا يفرده بالصوم.

(1)

حديث محتمل للتحسين وإسناده ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم- وجهالة شيخه عبد الكريم. مولى أبي رهم: هو عبيد بن أبي عبيد. وانظر (7356).

(2)

إسناده ضعيف، مسلم بن خالد -هو المكي المعروف بالزنجي- سيئ الحفظ، كثير الأوهام.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(1)، وفي العقل وفضله (4)، =

ص: 381

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص (4)، وابن حبان (483)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2313، والدارقطني 3/ 303، والحاكم 1/ 123 و 2/ 163، والقضاعي في "مسند الشهاب"(190)، والبيهقي في "السنن" 7/ 136 و 10/ 195، وفي "الشعب"(8008) و (8030)، وفي "الآداب"(199)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" ص 110، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1003) من طرق عن مسلم بن خالد، بهذا الإِسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم، فتعقبه الذهبي في الموضعين بتضعيف مسلم بن خالد الزنجي، وبأن مسلماً لم يخرج له شيئاً.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1446 من طريق يحيى بن حمزة، عن عبد الله بن زياد، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة. وعبد الله بن زياد -وهو ابن سليمان بن سمعان- متروك الحديث.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6682) من طريق روَّاد بن الجراح، عن أبي غسان محمد بن مطرف، عن محمد بن عجلان، عن خالد بن اللجلاج، عن أبي هريرة. وخالد بن اللجلاج هذا الذى يرويه عن أبي هريرة يقال له أيضاً: حصين بن اللجلاج، وهو شيخ مجهول.

وأخرجه البزار (3607 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (6451)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(297) من طريق معدي بن سليمان، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة. ولفظ البزار:"حسب المرء ماله، وكرمه تقواه" أو قال: "الحسب المال، والكرم التقوى"، ولفظ أبي يعلى:"كرم المؤمن تقواه، ومروءته عقله، وحسبه دينه، والجبن والجرأة غرائز يضعها الله عز وجل حيث يشاء، فالجبان يفر من أبيه وأمه، والجريء يقاتل عما لا يبالي أن يؤوب به إلى أهله"، ولفظ القضاعي:"كرم المؤمن تقواه، ومروءته خُلقه، ونسبه دينه، والجبن والجرأة يضعها الله حيث يشاء". وهذا إسناد ضعيف لضعف معدي بن سليمان.

وفي الباب عن عمر موقوفاً عند البيهقي 10/ 195، بلفظ:"حسب المرء دينه، ومروءته خُلقه، وأصله عقله". وقال البيهقي: هذا الموقوف إسناده صحيح. =

ص: 382

8775 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" يَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَانَ رَايَاتٌ سُودٌ، لَا يَرُدُّهَا شَيْءٌ حَتَّى تُنْصَبَ بِإِيلِيَاءَ "(1).

= وروي عن سمرة بن جندب، مرفوعاً:"الحسب المال، والكرم التقوى"، سيأتي في مسنده 5/ 10، وفي إسناده ضعف.

(1)

إسناده ضعيف جداً، رشدين بن سعد ضعفه غير واحد من الأئمة، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وفيه غفلة، ويحدث بالمناكير عن الثقات، ضعيف الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال في موضع آخر: ضعيف الحديث لا يكتب حديثه.

وأخرجه الترمذي (2269) عن قتيبة بن سعيد وحده، بهذا الإِسناد. وقال: حديث غريب.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3560)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 516 من طريق عبد الله بن يوسف، عن رشدين بن سعد، به. وقال البيهقي: تفرد به رشدين بن سعد، عن يونس بن يزيد، ويروى قريب من هذا اللفظ عن كعب الأحبار ولعله أشبه، ثم أورده عن كعب من طريق يعقوب بن سفيان: حدثنا محدث، عن أبي المغيرة عبد القدوس، عن ابن عياش، عمن حدثه عن كعب، قال: تظهر رايات سود لبني العباس حتى ينزلوا الشام ويقتل الله على أيديهم كل جبار وعدو لهم. وهذا سند فيه مجهولان، ومع ذلك فقد رجحه البيهقي على المرفوع، مما يدل على أن المرفوع لا شيء عنده.

وفي الباب عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيأتي 5/ 277، بلفظ:"إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها، فإن فيها خليفة الله المهدي". وسنده ضعيف. =

ص: 383

8776 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي نَعِيمَةَ (1)، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ جَلِيسِ أَبِي هُرَيْرَةَ (2) عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ أُفْتِيَ بِفُتْيَا بِغَيْرِ عِلْمٍ، كَانَ إِثْمُ ذَلِكَ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ، وَمَنِ اسْتَشَارَ أَخَاهُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِأَمْرٍ، وَهُوَ يَرَى الرُّشْدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَقَدْ خَانَهُ "(3).

8777 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا

= وعن عبد الله بن مسعود عند ابن ماجه (4082)، وسنده ضعيف.

قلنا: ولا يصح في هذا الباب شيء، وكل ما فيه أخبار ضعيفة مؤوفة.

إِيلياء: هو بيت المقدس.

(1)

في بعض النسخ: تميمة!

(2)

زاد في (عس) وهامش (ل): عن أبي هريرة! وهذه الزيادة في (عس) مقحمة بخط يغاير خط الأصل، وقد ذهل الحافظ ابن حجر، فأورده من هذا الطريق في ترجمة أبي عثمان مسلم بن يسار، عن أبي هريرة من "الأطراف" 8/ 56، ولم يشر إلى إِرساله، وقد أورده الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 10/ 370 - 371 من طريق الإِمام أحمد ابن حنبل، ولم يذكر فيه أبا هريرة، على الصواب.

(3)

إسناده ضعيف لضعف رشدين -وهو ابن سعد- وجهالة عمرو بن أبي نعيمة، وهو هنا مرسل، وقد سلف موصولًا برقم (8266) من طريق سعيد بن أبي أيوب عن بكر بن عمرو المعافري.

ص: 384

بَيْنَ النَّاسِ، فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ ".

حَدَّثَنَاه بَعْدَ ذَلِكَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ وَالْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1).

8778 -

حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" جُزُّوا الشَّوَارِبَ، وَاعْفُوا اللِّحَى "(2).

(1) إسناده حسن من أجل عثمان بن محمد الأخنسي. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة، وعبد الله بن جعفر: هو المَخْرَمي، والمقبري: هو سعيد، والأعرج في الإسناد الثاني: هو عبد الرحمن بن هُرمز.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5925) من طريق أبي سلمة الخزاعي، بالإِسناد الأول. قال أبو سلمة: وقد ذكره مرة أو مرتين عن الأعرج والمقبري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 238، ومن طريقه ابن ماجه (2308)، والمزي في ترجمة عثمان بن محمد من "التهذيب" 19/ 489 عن معلى بن منصور، عن عبد الله بن جعفر، به.

وأخرجه بالإسناد الثاني وكيع محمد بن خلف في "أخبار القضاة" 1/ 7 من طريق أبي سلمة الخزاعي، به.

وأخرجه وكيع 1/ 7 و 8، والدارقطني 4/ 204، والبيهقي 10/ 96، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 151 من طرق عن عبد الله بن جعفر، به. وانظر (7145).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وسيأتي بهذا الإِسناد برقم (8785)، وزاد فيه:"وخالفوا المجوس".

ويأتي تخريجه هناك. وانظر ما سلف برقم (7132).

ص: 385

8779 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَخِيهِ عَبَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْأَرْبَعِ: مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ "(1).

8780 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يُجِيرُ عَلَى أُمَّتِي أَدْنَاهُمْ "(2).

(1) حديث صحيح، عَبَّاد أخو سعيد بن أبي سعيد المقبري لم يرو عنه غير أخيه، وذكره العجلي وابن حبان وابن خلفون في جملة الثقات، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ليث: هو ابن سعد. وانظر (8488).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن لأجل كثير بن زيد الأسلمي والوليد بن رباح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الترمذي (1579)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2088، والحاكم 2/ 141، والبيهقي 9/ 94 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن كثير بن زيد، بهذا الإِسناد. ولفظه عند الترمذي:"إن المرأة لتأخذ للقوم" يعني: تجير على المسلمين. وقال: حسن غريب، وسألت محمداً (يعني البخاري) فقال: هذا حديث صحيح.

وسيأتي ضمن حديث برقم (9173) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن علي، سلف برقم (615).

وعن أبي عُبيدة، سلف برقم (1695). =

ص: 386

8781 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ بِلَالٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَا يَنْبَغِي لِذِي الْوَجْهَيْنِ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا "(1).

= وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7012).

وعن أبي أمامة، سيأتي 5/ 250.

وعن أم هانئ، سيأتي 6/ 341.

وعن أم سلمة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1244)، والطبراني في "الكبير" 23/ (590)، و"الأوسط"(4819)، والحاكم 4/ 45، والبيهقي 9/ 95. وإسناده حسن.

وعن أنس عند الطحاوي في "مشكل الآثار"(1245)، والطبراني في "الكبير" 22/ (1049)، والحاكم 4/ 45. وإسناده ضعيف.

يجير: أي: يعطي الأمان.

(1)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن عجلان -وهو محمد- فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق قريب من الثقة.

وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(291)، والبيهقي في "السنن" 10/ 246، وفي "الآداب"(377)، وفي "الشعب"(4880) من طريق أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(313) عن خالد بن مخلد، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 261 - 262 من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، كلاهما عن سليمان بن بلال، عن عبيد الله بن سلمان الأغر، به. ولم يذكرا فيه محمد بن عجلان.

ولسليمان بن بلال فيه إسناد آخر، فقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(281) من طريق يحيى بن حسان، والقضاعي في "مسند الشهاب"(869) من =

ص: 387

8782 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَنْبَغِي لِلصَّدِيقِ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا "(1).

8783 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْجَرَسُ مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ "(2).

= طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة. وهذا إسناد حسن.

وتابع سليمانَ على هذا الإِسناد عبدُ العزيز بن أبي حازم عند ابن عدي في "الكامل" 6/ 2088.

وانظر (7890).

وسلف برقم (7341) من طريق الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً: "تجدون من شرِّ الناس ذا الوجهين

".

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. الخزاعي: منصور بن سلمة، وسليمان: هو ابن بلال، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة.

وهو مكرر (8447).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 13/ 70 من طريق أبي سلمة الخزاعي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (2556)، وابن خزيمة (2554)، وابن حبان (4704)، والحاكم 1/ 445، والبيهقي 5/ 253 من طرق عن سليمان بن بلال، به.

وصححه الحاكم على شرط مسلم، وذكر أنه لم يخرجه، فوهم، فالحديث في =

ص: 388

8784 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ "(1).

= "صحيحه" برقم (2114) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، وسيأتي من هذا الطريق عند المصنف برقم (8851).

(1)

إسناده حسن لأجل كثير بن زيد الأسلمي والوليد بن رباح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البيهقي 6/ 64 - 65 من طريق منصور بن سلمة أبي سلمة الخزاعي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (3594)، والدارقطني 3/ 27، والحاكم 2/ 49 من طريق ابن وهب، وابن حبان (5091) من طريق مروان بن محمد الطاطري، كلاهما عن سليمان بن بلال، به. وزادوا في أوله غير ابن حبان:"المسلمون على شروطهم"، وزاد ابن حبان وحده في آخره:"إلا صلحاً أحلّ حلالاً أو حرّم حراماً".

وأخرجه أبو داود (3594)، ومن طريقه البيهقي 6/ 65 من طريق مروان بن محمد الطاطري، عن سليمان بن بلال أو عبد العزيز بن محمد -شك أبو داود-، عن كثير بن زيد، به. وزاد فيه: "إلا صلحاً

".

وأخرجه ابن الجارود (638) من طريق سفيان بن حمزة، وابنُ عدي في "الكامل" 6/ 2088، والدارقطني 3/ 27، والبيهقي 6/ 63 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، والحاكم 4/ 101 من طريق عبد العزيز بن محمد، ثلاثتهم عن كثير بن زيد، به.

وأخرجه الدارقطني 3/ 27، والحاكم 2/ 50 من طريق عبد الله بن الحسين المصيصي، عن عفان، عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي =

ص: 389

8785 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" جُزُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى، وَخَالِفُوا الْمَجُوسَ "(1).

8786 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَخَلَ الْبَصَرُ،

= هريرة. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وهو معروف بعبد الله بن الحسين المصيصي وهو ثقة!! فتعقبه الذهبي بقوله: قال ابن حبان: يسرق الحديث.

ويشهد له حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه، عن جده، أخرجه ابن ماجه (2353)، والترمذي (1352)، والطبراني في "الكبير" 17/ (30)، والدارقطني 3/ 27، والحاكم 4/ 101، والبيهقي 6/ 79. وكثير بن عبد الله بن عمرو ضعيف.

قوله: "الصلح جائز بين المسلمين"، قال السندي: أي: جارٍ بينهم يجب عليهم الأخذ به، وقد جاء الاستثناء، أي:"إلا صلحاً حرم حلالاً أو أحلَّ حراماً".

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه البيهقي 1/ 150 من طريق يحيى بن صالح، عن سليمان بن بلال، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (260)، وأبو عوانة 1/ 188، والطحاوي 4/ 230 من طريق محمد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، به- وليس فيه عند الطحاوي "وخالفوا المجوس". وانظر (8778).

ص: 390

فَلَا إِذْنَ " (1).

8787 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ. وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّائِبَةَ

(1) إسناده حسن لأجل كثير بن زيد الأسلمي والوليد بن رباح. وحسنه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/ 24.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1089) من طريق أبي بكر بن أبي أويس، وأبو داود (5173)، والبيهقي 8/ 339 من طريق ابن وهب، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب"(1082) من طريق سفيان بن حمزة، والطبراني في "الأوسط"(1394) من طريق الوليد بن خيرة، كلاهما عن كثير بن زيد، به.

وفي الباب عن ثوبان رفعه: "لا يحل لامرئ من المسلمين أن ينظر في جوف بيت امرئٍ حتى يستأذن، فإن نظر فقد دخل"، وهو عند أصحاب السنن، وحسنه الترمذي، وسيأتي 5/ 280.

وعن سهل بن سعد قال: اطلع رجل من جُحر في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومعه مِدْرى (أي: مشط) يحكُّ به رأسه، فقال:"لو أعلمك تنظر لطعنتُ به عينك، إنما جُعِلَ الاستئذان من أجل البصر"، وهو متفق عليه، وسيأتي 5/ 330.

قوله: "إذا دخل البصر"، قال السندي: أي: إذا دخل بصر أحدٍ في بيت صاحبه فكأنه دخل فيه، فلا حاجة له إلى الإذن للدخول، والمراد تقبيح إدخال البصر في بيت آخَرَ، وأنه بمنزلة الدخول، لا أنه يجوز بعده الدخول بلا إذن.

ص: 391

وَبَحَرَ الْبَحِيرَةَ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشبخين. الخزاعي: هو منصور بن سلمة، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل"(45)، والطبري في "تفسيره" 7/ 86، وأبو عوانة في صفة النار كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 178، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1479)، وابن حبان (6260)، والطبراني في "الأوائل"(19)، والبيهقي 10/ 9 - 10، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/ 207 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.

وعلقه البخاري بإثر الحديث (4623)، فقال: ورواه ابن الهاد عن ابن شهاب، عن سعيد، عن أبي هريرة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه البخاري (3521) و (4623)، ومسلم (2856)(51)، والنسائي في "الكبرى"(11156)، وأبو عوانة في صفة النار، والبيهقي 6/ 163 من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (6121)، والطبري 7/ 87، وابن حبان (7490)، والحاكم 4/ 605 من طريق أبي سلمة، ومسلم (2856)(50)، وابن أبي عاصم في "الأوائل"(84)، والطبري 7/ 86 من طريق أبي صالح، كلاهما عن أبي هريرة.

وسلف برقم (7710) من طريق معمر، عن الزهري، عن أبي هريرة. لم يذكر فيه سعيداً.

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (4258)، وسنده ضعيف.

وعن عائشة عند البخاري (4624).

القُصْب: الأمعاء.

والسائبة سلف تفسيرها عند حديث ابن مسعود.

وأما البَحِيرة: فهي فعيلة بمعنى مفعولة، وهي التي كانت يُمنَع دَرُّها للأصنام، فلا يحتلبها أحد، والبَحْر: شق الأذن، كان ذلك علامة لها.

ص: 392

8788 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ "(1).

8789 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَرَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ كُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَالْمُجَثَّمَةَ، وَالْحِمَارَ الْإِنْسِيَّ (2).

= قال أبو عبيدة: جعلها قومٌ من الشاة خاصة إذا ولدت خمسة أبطن، بَحَروا أذنها، أي: شَقُّوها، وتركت فلا يمسُّها أحد، وقال آخرون: بل البحيرة: الناقة كذلك، وخَلَّوا عنها، فلم تُركَب ولم يقربها الفحل.

قال أبو عبيدة: كانوا يحرِّمون وَبَرَها وظَهرَها ولحمها ولبنها على النساء، وُيحِلُّون ذلك للرجال، وما ولدت من ذكر أو أنثى، فهو بمنزلتها، وإن ماتت البَحيرة اشترك الرجالُ والنساءُ في أكل لحمها. "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 1/ 177 و 179، و"فتح الباري" 8/ 284.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي 4/ 95 - 96 من طريق أبي سلمة الخزاعي، بهذا الإِسناد. وانظر (7831).

(2)

صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه الترمذي (1795)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 141 من طريق =

ص: 393

8790 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ - يَعْنِي الْفَزَارِيَّ -، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَنْفَقَ زَوْجًا - أَوْ قَالَ زَوْجَيْنِ - مِنْ مَالِهِ - أُرَاهُ قَالَ: فِي سَبِيلِ اللهِ - دَعَتْهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا خَيْرٌ هَلُمَّ إِلَيْهِ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا رَجُلٌ لَا تُوَى (1) عَلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ إِلَّا مَالُ أَبِي بَكْرٍ " قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: وَهَلْ نَفَعَنِي اللهُ إِلَّا بِكَ، وَهَلْ نَفَعَنِي اللهُ إِلَّا بِكَ، وَهَلْ نَفَعَنِي اللهُ إِلَّا بِكَ (2).

= حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وسيأتي الشطر الأول منه -في تحريم كل ذي ناب من السباع- برقم (9422) من طريق الدراوردي، عن محمد بن عمرو. وانظر ما سلف برقم (7224).

وفي باب تحريم المجثَّمة، عن ابن عباس، سلف برقم (1989)، وفُسِّر معناه هناك.

وعن جابر بن عبد الله، والعرباض بن سارية، وأبي ثعلبة الخشني، وأبي الدرداء ستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/ 323 و 4/ 127 و 194 و 6/ 445.

وفي باب تحريم الحُمُر الإِنسية عن ابن عمر، سلف برقم (4720)، وانظر تمام شواهده هناك.

(1)

تحرف في (م) إلى: تودي.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق الفزاري: اسمه إبراهيم بن محمد بن الحارث. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (32) بإسناده ومتنه.

وسلف الشطر الثاني بنحوه برقم (7446) عن أبي معاوية، عن الأعمش. وانظر ما سلف برقم (7633). =

ص: 394

8791 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ، أَوْ أَفْضَلُ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَلَا تَعْجِزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ: قَدَّرَ اللهُ، وَمَا شَاءَ صَنَعَ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوَّ، فَإِنَّ اللَّوَّ تُفْتَحُ مِنَ الشَّيْطَانِ "(1).

= قوله: لا تَوَى عليه، قال السندي: بفتحتين والقصر، أي: لا ضياع ولا خسارة، وأصل التَّوَى: الهلاك.

(1)

حديث حسن، ربيعة -وهو ابن عثمان بن ربيعة التيمي المدني- صدوقٌ حسن الحديث، وروى له مسلم هذا الحديث الواحد. ابن المبارك: هو عبد الله، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.

وقد اختلف في إسناد هذا الحديث.

فقد أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(623) و (624)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(260) و (261)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(348) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد. قال ابن المبارك -كما عند الطحاوي والنسائي في الموضع الثاني-: ثم سمعته من ربيعة، وحفظي له من محمد.

ورواه سفيان بن عيينة عن ابن عجلان، فاختلف عليه أيضاً:

فقد أخرجه الحميدي (1114) عنه، عن ابن عجلان، به. لكن وقع عنده: عن رجل من آل ربيعة، بدل: ربيعة بن عثمان.

وأخرجه ابن ماجه (4168) عن محمد بن الصباح، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(621) عن قتيبة بن سعيد وسليمان بن منصور، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(259) عن يونس بن عبد الأعلى، وابن حبان (5721) من طريق حسين بن حريث، خمستهم عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن الأعرج، عن أبي =

ص: 395

8792 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيَدَعَنَّ النَّاسُ فَخْرَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ لَيَكُونَنَّ أَبْغَضَ إِلَى اللهِ عز وجل مِنَ الْخَنَافِسِ "(1).

= هريرة. ولم يذكروا فيه ربيعة.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/ 296، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 223 من طريق عمرو بن عثمان المكي الصوفي، عن يونس بن عبد الأعلى، عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة. ووقع عند الخطيب: عن أبي هريرة أو غير أبي هريرة، الشك من أبي عبد الله، شيخ الخطيب. وقال أبو نعيم: غريب من حديث ابن عيينة عن ابن عجلان.

ورواه الفضيل بن سليمان، عن ابن عجلان، فقال: عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(622)، وقال: الفضيل بن سليمان ليس بالقوي.

وأخرجه مسلم (2664)، وابن ماجه (79)، وابن أبي عاصم في "السنة"(356)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(625)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(262)، وابن حبان (5722)، والبيهقي في "السنن" 10/ 89، وفي "الأسماء والصفات" ص 159، وفي "الاعتقاد" ص 159، والمزي في ترجمة ربيعة من "تهذيب الكمال" 9/ 135 من طريق عبد الله بن إدريس، عن ربيعة بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وعبد الله بن إدريس ومحمد بن يحيى ثقتان من رجال الشيخين، وهذا أصحها جميعاً، والله تعالى أعلم.

وسيأتي الحديث برقم (8829) عن عارم، عن عبد الله بن المبارك.

(1)

حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر -واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني-. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. =

ص: 396

8793 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مِكْرَزٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَجُلٌ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَهُوَ يَبْتَغِي مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا أَجْرَ لَهُ "، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، وَقَالُوا لِلرَّجُلِ: عُدْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَعَلَّهُ لَمْ يَفْقَهْ، فَأَعَادَ ذَلِكَ عَلَيْهِ (1) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ:" لَا أَجْرَ لَهُ "(2).

8794 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَرَّ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْرَابِيٌّ أَعْجَبَهُ صِحَّتُهُ وَجَلَدُهُ، قَالَ: فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَتَى حَسِسْتَ (3) أُمَّ مِلْدَمٍ؟ " قَالَ: وَأَيُّ شَيْءٍ أُمُّ مِلْدَمٍ؟ قَالَ: " الْحُمَّى "، قَالَ: وَأَيُّ شَيْءٍ الْحُمَّى؟ قَالَ: " سَخَنَةٌ تَكُونُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَالْعِظَامِ "، قَالَ: مَا بِذَاكَ لِي عَهْدٌ.

= وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/ 2517 من طريق محمد بن بكار، عن أبي معشر، بهذا الإِسناد. وانظر (8736).

(1)

لفظة: "عليه" ليست في (ظ 3)، وهي ثابتة في (عس) لكن مرمَّجة.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة يزيد بن مكرز، وقد سلف الحديث برقم (7900) عن يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب.

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة في الموضعين: أحسست. بالهمز، وكلاهما صحيح.

ص: 397

قَالَ: " فَمَتَى حَسَسْتَ بِالصُّدَاعِ؟ " قَالَ: وَأَيُّ شَيْءٍ الصُّدَاعُ؟ قَالَ: " ضَرَبَانٌ يَكُونُ فِي الصُّدْغَيْنِ وَالرَّأْسِ " قَالَ: مَا لِي بِذَاكَ عَهْدٌ. قَالَ: فَلَمَّا قَفَّى - أَوْ وَلَّى - الْأَعْرَابِيُّ قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَيْهِ "(1).

8795 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ، وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا فَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ "(2).

8796 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا مَا فِي الْبُيُوتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالذُّرِّيَّةِ، لَأَقَمْتُ الصَّلَاةَ، صَلَاةَ الْعِشَاءِ، وَأَمَرْتُ فِتْيَانِي يُحْرِقُونَ مَا فِي الْبُيُوتِ بِالنَّارِ "(3).

(1) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي.

وأخرجه أبو يعلى (6556) عن محمد بن بكار، عن أبي معشر، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (8395).

(2)

إسناده ضعيف لضعف أبي معشر.

وأخرجه الطيالسي (2330)، وابن أبي شيبة 10/ 275، والطبراني في "الدعاء"(1318)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(315)، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 2/ 271 - 272 من طرق عن أبي معشر، بهذا الإِسناد. وتحرف في مطبوعة أبي شيبة "أبو معشر"، إلى أبي مسعر.

وانظر في دعوة المظلوم ما سلف برقم (7510) و (8043).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر. =

ص: 398

8797 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا أُحِبُّ أَنَّ عِنْدِي أُحُدًا ذَهَبًا، يَمُرُّ بِي ثَلَاثٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ، إِلَّا شَيْئًا أَعْدَدْتُهُ لِغَرِيمِي (1) "(2).

8798 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا "(3).

8799 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ

= وانظر ما سلف برقم (7328).

(1)

في (ظ 3) وهامش (ل) و (س): لغريمٍ.

(2)

حديث صحيح، وهذا سند محتمل للتحسين، أبو الوليد -وهو مولى عمرو بن خراش- لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 9/ 450: شيخ مستقيم الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 566، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الطيالسي (2372) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث برقم (10570)، وانظر ما سلف برقم (7484).

(3)

إسناده صحيح. خلف بن الوليد ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. خالد بن عبد الله المزني: هو الطحان الواسطي، مولى المزنيين.

وأخرجه أبو داود (678) عن محمد بن الصباح، عن خالد بن عبد الله، بهذا الإِسناد. وقرن بخالدٍ إسماعيل بن زكريا. وانظر (8428).

ص: 399

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا: يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَكُمْ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ "(1).

8800 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِتَغْطِيَةِ الْوَضُوءِ، وَإِيكَاءِ السِّقَاءِ، وَإِكْفَاءِ الْإِنَاءِ (2).

8801 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا أَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ أَتَاهُ عَنِّي حَدِيثٌ وَهُوَ مُتَّكِئٌ فِي أَرِيكَتِهِ فَيَقُولُ: اتْلُوا عَلَيَّ

(1) إسناده صحيح كسابقه. وانظر (8334).

(2)

إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه الدارمي (2132)، وابن ماجه (3411)، وابن خزيمة (128)، والبيهقي 1/ 257 من طرق عن خالد بن عبد الله الواسطي، بهذا الإِسناد.

وسلف برقم (8752) من طريق الحسن عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أطفئوا السُّرُجَ، وأغلقوا الأبواب، وخَمِّروا الطعام والشراب".

قوله: "وإيكاء السقاء" قال السندي: أي: ربط فمها بخيط ونحوه.

"وإكفاء الإِناء": أي: وَضْع الإِناء الخالي مقلوباً.

ص: 400

بِهِ قُرْآنًا! مَا جَاءَكُمْ عَنِّي مِنْ خَيْرٍ قُلْتُهُ أَوْ لَمْ أَقُلْهُ، فَأَنَا أَقُولُهُ، وَمَا أَتَاكُمْ عَنِّي مِنْ شَرٍّ، فَأَنَا لَا أَقُولُ الشَّرَّ " (1).

8802 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ

(1) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي. وسيأتي برقم (10269) عن سريج بن النعمان، عن أبي معشر.

وأخرج الشطر الأول منه الآجري في "الشريعة" ص 50 من طريق عاصم بن علي، عن أبي معشر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن ماجه (21)، والخطيب في "تاريخه" 12/ 44 من طريق عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده، عن أبي هريرة. واختصر الشطر الثاني منه، فقال:"ما قيل من قولٍ حسن فأنا قلته". وعبد الله بن سعيد المقبري متروك.

وأخرج البزار (188 - كشف الأستار)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 32 - 33 من طريق أشعث بن بَراز، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة رفعه بلفظ:"إذا حُدِّثتم عني حديثاً يوافق الحق فخذوا به، حَدَّثْتُ به أو لم أحدث به". وأشعث بن بَراز ضعيف جداً.

وفي الباب عن المقدام بن معدي كرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يوشك الرجل، متكئاً على أريكته، يُحدَّث بحديث من حديثي، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وَجَدْنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرَّمناه، ألا وإنَّ ما حرَّم رسول الله مثل ما حرَّم الله"، سيأتي في مسنده 4/ 132، وسنده حسن.

وبنحوه عن أبي رافع، سيأتي 6/ 8، وهو حديث صحيح.

وعن أبي أسيد وأبي حميد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم، وتلين له أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب، فأنا أولاكم به، وإذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم، وتنفر أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم بعيد، فأنا أبعدكم منه"، سيأتي 3/ 497 و 5/ 425 وسنده صحيح، وصححه ابن حبان (63).

ص: 401

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ، وَأُرَاهُ ذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ فِي الصَّلَاةِ إِلَى السَّمَاءِ، أَوْ لَيَخْطِفَنَّ اللهُ أَبْصَارَهُمْ "(1).

8803 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ " قَالَ: بَرْبَرِيٌّ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قُمْ عَنِّي " قَالَ بِمِرْفَقِهِ هَكَذَا، فَلَمَّا قَامَ عَنْهُ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" إِنَّ الْإِيمَانَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فالحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة. وانظر (8408).

خلف: هو ابن الوليد، والمبارك: هو ابن فضالة.

(2)

إسناده ضعيف، ومتنه منكر، عبد الله بن نافع -وهو أبن أبي نافع الصائغ المدني- روى له مسلم، وأطلق القول بتوثيقه يحيى بن معين والنسائي والعجلي والخليلي، وقال أحمد: لم يكن صاحب حديث، كان ضيِّقاً فيه، لم يكن فيه بذاك، وقال البخاري: في حفظه شيء، وقال في موضع آخر: تعرف حفظَه وتُنكِر، وكتابه أصح، وقال أبو حاتم مثله وزاد: ليس بالحافظ هو ليِّن، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان صحيح الكتاب وإذا حدَّث من حفظه ربما أخطأ. قلنا: فمثله يكون حديثه من باب الحسن شريطة أن لا يكون في متنه ما يُنكَر.

وأخطأ الهيثمي في تعيين عبد الله بن نافع في "المجمع" 4/ 234، فظنه عبد الله بن نافع القرشي مولى ابن عمر، وضعفه به، وعبد الله بن نافع هذا من أقران ابن أبي ذئب، ولا تعرف له رواية عنه، والله تعالى أعلم. =

ص: 402

8804 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي "(1).

= وأما صالح مولى التوأمة، فهو صالح بن نبهان مولى التوأمة بنت أمية، هو في الأصل حسن الحديث، قد حسن القول فيه جماعة، وضعفه آخرون بسبب اختلاطه، وكان قد اختلظ اختلاطاً فاحشاً، حتى قال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 366: تغيَّر في سنة 125، وجعل يأتي بالأشياء التي تشبه الموضوعات عن الأئمة الثقات، فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم ولم يتميز، فاستحق التَّرك.

قلنا: وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أن ابن أبي ذئب كان سماعه منه قديماً قبل أن يتغير، وهذا مما لا نماري فيه لاتفاقهم على ذلك، لكن لا يبعد أن يكون قد سمع منه بعد الاختلاط أيضاً، لاجتماع دارهما ومكثهما فيها، وهي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتن هذا الحديث الذى أخرجه المصنف من طريقه أكبر برهان على ذلك، فالنكارة والتخليط بيِّنان عليه، والله تعالى أعلم.

وأما البربر، فهم قوم قد هداهم الله للإِسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بزمن، فقد افتتح المسلمون بلادهم في زمن معاوية بن أبي سفيان بقيادة البطل المظفر عقبة بن نافع القرشي رحمه الله، ثم كانوا فيما بعدُ مادَّة الجيش الإِسلامي في فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد البربري رحمه الله.

(1)

إسناده حسن لأجل عبد الله بن نافع، وقد سلفت ترجمته في الحديث السابق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج -وهو ابن النعمان الجوهري- فمن رجال البخاري.

وأخرجه أبو داود (2042) عن أحمد بن صالح، والطبراني في "الأوسط" =

ص: 403

8805 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِمَآخَذِ الْأُمَمِ وَالْقُرُونِ قَبْلَهَا، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمَا فَعَلَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ؟ قَالَ رَسُولُ

= (8026) من طريق مسلم بن عمرو الحذاء المديني، كلاهما عن عبد الله بن نافع، بهذا الإِسناد.

وسلف برقم (7358) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة رفعه: "اللهم لا تجعل قبري وثناً". وسنده قوي.

وقوله: "ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً"، سلف برقم (7821) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة. وسنده صحيح.

وسيأتي برقم (10815) من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قال:"ما من أحد يسلم عليَّ إلا ردّ الله عز وجل إلي روحي حتى أردَّ عليه السلام". وسنده جيد إن كان يزيد بن عبد الله سمعه من أبي هريرة.

وفي الباب عن علي عند أبي يعلى (469)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(20)، وسنده ضعيف.

وعن الحسن بن علي بن أبي طالب عند أبي يعلى (6761). وسنده ضعيف أيضاً.

وعن ابن مسعود، سلف برقم (3666)، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إن لله في الأرض ملائكة سيَّاحين، يبلِّغوني من أُمتي السلام". وسنده صحيح.

قوله: "لا تتخذوا قبري عيداً"، قال ابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" 2/ 447: نهيٌ لهم أن يجعلوه مجمعاً كالأعياد التي يقصد الناسُ الاجتماع إليها للصلاة. وانظر "مرقاة المفاتيح" 2/ 6.

ص: 404

اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَهَلِ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ؟ "(1).

8806 -

حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، يَعْنِي مِثْلَهُ (2).

8807 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ صَدَاقُنَا إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ أَوَاقٍ، وَطَبَّقَ بِيَدَيْهِ، وَذَلِكَ أَرْبَعُ مِئَةٍ (3).

8808 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ أَنْزِعُ بِدَلْوٍ (4)، ثُمَّ أَخَذَهَا أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ بِهَا ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ فِيهِمَا

(1) صحيح، وهذا إسناد حسن. سريج: هو ابن النعمان، وعبد الله بن نافع: هو الصائغ، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وانظر (8308).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (8308).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5053) من طريق إسماعيل بن عمر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (10406)، والنسائي 6/ 117، وابن الجارود (717)، وابن حبان (4097)، والدارقطني 3/ 222، والحاكم 2/ 175، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 21، والبيهقي 7/ 235 من طرق عن داود بن قيس، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

(4)

في (ظ 3): دلواً.

ص: 405

ضَعْفٌ وَاللهُ يَرْحَمُهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ، فَإِنْ بَرِحَ يَنْزِعُ حَتَّى اسْتَحَالَتْ غَرْبًا ثُمَّ ضَرَبَتْ بِعَطَنٍ، فَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَزْعِ عَبْقَرِيٍّ أَحْسَنَ مِنْ نَزْعِ عُمَرَ " (1).

8809 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا (2) وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل عاصم -وهو ابن بهدلة- فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوقٌ حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو الأزدي البغدادي، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وسلف الحديث بنحوه برقم (8239) من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة.

وأما معنى الحديث وتفسير غريبه فقد سلف بيانه عند حديث ابن عمر برقم (4814).

والقليب: هو البئر.

(2)

لم ترد الواو في (ظ 3) في الكلمات التالية: وشاهدنا، وصغيرنا، وذكرنا.

(3)

حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات.

وقد اختُلف فيه على يحيى بن أبي كثير، فرواه عنه كما رواه أيوب بن عتبة: سعيد بن يوسف عند أبي يعلى (6009)، والطبراني في "الدعاء"(1174 أ)، =

ص: 406

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهشام بن حسان عند الطبراني (1175)، وهشام الدستوائي عنده أيضاً (1176)، وعاصم -ويغلب على ظننا أنه ابن بهدلة- عنده (1177). وإسناد روايتي سعيد وعاصم ضعيف، وأما إسناد روايتي هشام بن حسان والدستوائي فحسن، وزاد سعيد بن بوسف في حديثه:"اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنَّا بعده".

ورواه عنه أيضاً الأوزاعيُّ، واختُلف عليه، فرواه عنه موصولًا كرواية المصنف وغيره: شعيبُ بن إسحاق عند أبي داود (3201)، ومن طريقه البيهقي 4/ 41، وهِقْل بن زياد عند الترمذي (1024)، والحاكم 1/ 358، وعنه البيهقي 4/ 41، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج عند النسائي في "عمل اليوم والليلة "(1080)، والطبراني في "الدعاء"(1174)، وإسماعيل بن عياش عند أبي يعلى (6009)، والطبراني (1174 أ) ومحمد بن كثير الصنعاني -وهو سيئ الحفظ لكنه متابع- عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(971)، والوليد بن مسلم عند ابن حبان (3070). وزاد إسماعيل بن عياش في حديثه:"اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنَّا بعده".

وأخرجه أبو يعلى (6010) من طريق سويد أبي حاتم، عن صاحب له، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن يحيى.

وأخرجه البيهقي 4/ 41 من طريق الوليد بن مزيد وبشر بن بكر، كلاهما عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو إبراهيم رجل من بني عبد الأشهل، قال: حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

فذكره. قال الأوزاعي: وحدثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، بهذا الحديث، يعني مرسلاً، لم يذكر فيه أبا هريرة. قال البيهقي: هذا هو الصحيح حديث أبي إبراهيم الأشهلي موصول، وحديث أبي سلمة مرسل!

وسبق البيهقيَّ إلى ذلك البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "سننه" بإثر الحديث (1024)، وصحح الحديث المرسل أيضاً أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" =

ص: 407

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 1/ 357.

قلنا: وحديث أبي إبراهيم هذا عن أبيه، سيأتي في "المسند" 4/ 170 من غير طريق الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، وأبو إبراهيم هذا لا يُعرف.

ورواه عن يحيى عن أبي سلمة مرسلًا أيضاً: معمر عند عبد الرزاق (6419)، وعلي بن المبارك عند ابن أبي شيبة 3/ 292.

ورواه همام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه مرفوعاً، سيأتي في "المسند" 4/ 170 و 5/ 299.

ورواه عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة مرفوعاً، أخرجه من هذا الطريق النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1079)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(972)، والحاكم 1/ 358 - 359، والبيهقي 4/ 41. قال الترمذي بإثر الحديث (1024): حديث عكرمة بن عمار غير محفوظ، وعكرمة ربما يهم في حديث يحيى.

قلنا: وأخرجه ابن ماجه (1498)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1081)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(973)، والطبراني في "الدعاء"(1173)، والبيهقي 4/ 41 من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه.

وأخرجه الطبراني (1172) من طريق إسماعيل بن عياش، عن محمد بن إسحاق، عن عمران بن أبي أنس، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ورواية إسماعيل بن عياش -وهو حمصي- عن غير أهل بلده مخلِّط فيها، وابن إسحاق مدني، وهذا الأخير مدلس، وقد عنعنه.

وروي هذا أيضاً عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام، موقوفاً عليه، أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 293 عن عبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عنه. وعبدة بن سليمان -وهو الكلابي- ثقة، وأما محمد بن عمرو فحسن الحديث.

قلنا: مما سلف يتبين أن الرواة قد اختلفوا في إسناد هذا الحديث اختلافاً =

ص: 408

8810 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنَّهُ قَدْ رَضِيَ مِنْكُمْ بِمَا تَحْقِرُونَ "(1).

= ظاهراً، فلذلك قال البخاري -فيما نقله عنه البيهقي 4/ 42 - : وحديث أبي سلمة عن أبي هريرة وعائشة وأبي قتادة في هذا الباب غير محفوظ، وأصحُّ شيء في هذا الباب حديث عوف بن مالك. يعني ما أخرجه مسلم في "صحيحه"(963) عنه، قال: صلى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول:"اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، وأغسله بالماء والثلج والبرد، ونقّه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلًا خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، أو من عذاب النار"، وسيأتي في "المسند" 6/ 23.

ويشهد للفظ حديث أبي سلمة عن أبي هريرة وغيره حديثُ عبد الرحمن بن عوف عند البزار (817 - كشف الأستار)، والطحاوي (974)، والطبراني في "الدعاء"(1165)، وإسناده ضعيف.

وحديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(12680)، وفي إسناده ضعف.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب الأزدي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

وأخرجه البزار (2850 - كشف الأستار) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 86 من طريق أبي حذيفة ومصعب بن ماهان عن سفيان الثوري، والبيهقي في "الشعب"(7264) من طريق أبي حمزة السكري، كلاهما (الثوري وأبو حمزة) عن الأعمش، به- قرن أبو حمزة بأبي هريرة أبا سعيد، =

ص: 409

8811 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَمْ تَرَوْا مَا قَالَ رَبُّكُمْ عز وجل: مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ كَافِرِينَ يَقُولُونَ: الْكَوْكَبُ (1) وَبِالْكَوْكَبِ "(2).

8812 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ - يَعْنِي الصَّنْعَانِيَّ -، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ عَلَى نَاسٍ جُلُوسٍ، فَقَالَ:" أَلَا (3) أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَأَعَادَهَا

= وفي رواية أبي حذيفة: عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد، على الشك.

وفي الباب عن جابر عند مسلم (2812)، وسيأتي 3/ 313.

وعن أبي الدرداء وعبادة بن الصامت، سيأتي 4/ 125 - 126.

وعن علي عند البزار (1181).

وعن ابن مسعود عند البيهقي في "شعب الإِيمان"(7263)، وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/ 189، وقال: رواه أبو يعلى وفيه إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف.

وعن معاذ بن جبل عند البيهقي في "الشعب"(6852).

قوله: "بما تحقرون"، أي: بما تستصغرون من الذنوب.

(1)

في (ظ 3): بالكوكب.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير هيثم بن خارجة، فمن رجال البخاري. وانظر (8739).

(3)

لفظة: "ألا" ليست في (ظ 3) و (عس).

ص: 410

ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ، وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ "(1).

8813 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي وَمَالِي، وَإِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَأَقْنَى، مَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ "(2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(11266) من طريق عبيد بن نسطاس، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

وأخرجه أيضاً برقم (11267) من طريق عبيد بن نسطاس، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وسيأتي الحديث برقم (8920) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن جابر عند القضاعي في "مسند الشهاب"(1248). وإسناده ضعيف.

وعن أنس عند أبي يعلى (3910)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2323. وإسناده ضعيف أيضاً.

(2)

إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه مسلم (2959)(4)، وابن حبان (3244) و (3328)، والبيهقي 3/ 368 - 369 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإِسناد.

وسيأتي (9339).

ص: 411

8814 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقَعَنَّ رَجُلٌ عَلَى امْرَأَةٍ وَحَمْلُهَا لِغَيْرِهِ "(1).

8815 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ يَلْكُزُهُ الشَّيْطَانُ فِي حِضْنَيْهِ (2)، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ وَابْنِهَا، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الصَّبِيِّ حِينَ يَسْقُطُ كَيْفَ يَصْرُخُ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ:

= وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3626).

وعن عبد الله بن الشخير عند مسلم برقم (2958)، وسيأتي في "المسند" 4/ 24.

قوله: "فأَقْنى"، قال السندي: أي: فادَّخَر له عند الله.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد. عمرو: هو ابن الحارث بن يعقوب بن عبد الله الأنصارىِ، وبكير: هو ابن عبد الله بن الأشج.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2998)، وفي "الصغير"(262)، من طريق الحجاج بن أرطاة، عن داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه نهى في غزوة أوطاس أن يقع الرجل على حامل حتى تضع. وإسناده ضعيف.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2318) وذكرنا شواهده هناك، وفاتنا أن نعزو حديث أبي سعيد الخدري إلى "المسند"، وسيأتي فيه 3/ 28.

(2)

هكذا في (ظ 3) و (س)، وفي (م) وبقية النسخ: بحضنيه.

ص: 412

ذَلِكَ حِينَ يَلْكُزُهُ الشَّيْطَانُ بِحِضْنَيْهِ " (1).

8816 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَجْتَمِعُ الْكَافِرُ وَقَاتِلُهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي النَّارِ أَبَدًا "(2).

8817 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يُجْمَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَطْلُعُ عَلَيْهِمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: أَلَا (3) تَتَّبِعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ؟ فَيَتَمَثَّلُ لِصَاحِبِ الصَّلِيبِ صَلِيبُهُ، وَلِصَاحِبِ الصُّوَرِ صُوَرُهُ، وَلِصَاحِبِ النَّارِ نَارُهُ، فَيَتَّبِعُونَ مَا كَانُوا

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر ما سلف برقم (7182).

اللَّكز: هو الوَكْز، وهو الدَّفع والطعن والضرب بجمع الكَفِّ.

والحِضْن: الجَنْب.

(2)

إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 62 من طريق عبد الله بن وهب، عن حفص بن ميسرة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 341 - 342 من طريق جعفر بن أبي كثير، عن العلاء بن عبد الرحمن، به.

وسيأتي (8922) و (9163) و (9342)، وانظر ما سلف برقم (7575).

(3)

في (ظ 3): الآن.

ص: 413

يَعْبُدُونَ، وَيَبْقَى الْمُسْلِمُونَ، فَيَطْلُعُ عَلَيْهِمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ، فَيَقُولُ: أَلَا تَتَّبِعُونَ النَّاسَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، اللهُ رَبُّنَا، وَهَذَا مَكَانُنَا حَتَّى نَرَى رَبَّنَا. وَهُوَ يَأْمُرُهُمْ وَيُثَبِّتُهُمْ، ثُمَّ يَتَوَارَى، ثُمَّ يَطْلُعُ فَيَقُولُ: أَلَا تَتَّبِعُونَ النَّاسَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، اللهُ رَبُّنَا، وَهَذَا مَكَانُنَا حَتَّى نَرَى رَبَّنَا. وَهُوَ يَأْمُرُهُمْ وَيُثَبِّتُهُمْ ".

قَالُوا: وَهَلْ نَرَاهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ تِلْكَ السَّاعَةَ، ثُمَّ يَتَوَارَى، ثُمَّ يَطْلُعُ فَيُعَرِّفُهُمْ نَفْسَهُ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، أَنَا رَبُّكُمْ، اتَّبِعُونِي. فَيَقُومُ الْمُسْلِمُونَ، وَيُوضَعُ الصِّرَاطُ، فَهُمْ عَلَيْهِ مِثْلُ جِيَادِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ، وَقَوْلُهُمْ عَلَيْهِ: سَلِّمْ سَلِّمْ، وَيَبْقَى أَهْلُ النَّارِ، فَيُطْرَحُ مِنْهُمْ فِيهَا فَوْجٌ فَيُقَالُ: هَلِ امْتَلَأْتِ؟ وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ. ثُمَّ يُطْرَحُ فِيهَا فَوْجٌ فَيُقَالُ: هَلِ امْتَلَأْتِ؟ وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ. حَتَّى إِذَا أُوعِبُوا فِيهَا، وَضَعَ الرَّحْمَنُ عز وجل قَدَمَهُ فِيهَا، وَزُوِيَ (1) بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ قَالَتْ: قَطْ قَطْ.

فَإِذَا صُيِّرَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ، أُتِيَ

(1) في (ظ 3) و (عس) وهامش (س): وأزوي، وهو خطأ، فإنه سيأتي في آخر الحديث الإِشارة إلى الخلاف بين روايتي هيثم بن خارجة وقتيبة بن سعيد، وأن في رواية قتيبة "فأُزوي" فيُفهم منه أن رواية هيثم "زوي".

ص: 414

بِالْمَوْتِ مُلَبَّبًا، فَيُوقَفُ عَلَى السُّورِ الَّذِي بَيْنَ أَهْلِ النَّارِ وَأَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ. فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ. فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ يَرْجُونَ الشَّفَاعَةَ، فَيُقَالُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَلِأَهْلِ النَّارِ: تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ: قَدْ عَرَفْنَاهُ، هُوَ الْمَوْتُ الَّذِي وُكِّلَ بِنَا. فَيُضْجَعُ فَيُذْبَحُ ذَبْحًا عَلَى السُّورِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ لَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ لَا مَوْتَ ".

وَقَالَ قُتَيْبَةُ فِي حَدِيثِهِ: " وَأُزْوِيَ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ثُمَّ قَالَ: قَطْ؟ قَالَتْ: قَطْ قَطْ "(1).

8818 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي

(1) حديث صحيح وله إسنادان: الأول إسناد هيثم بن خارجة، وهو صحيح، والثاني إسناد قتيبة بن سعيد، وهو قوي من أجل عبد العزيز -وهو ابن محمد الدراوردي-، وكلا رجال الإِسنادين رجال الصحيح.

وأخرجه الترمذي (2557) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقال: حسن صحيح.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 427، وابن منده في "الإِيمان"(815) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن عبد العزيز بن محمد، به.

وانظر ما سلف مطولًا برقم (7717) من طريق عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة. وقصة ذبح الموت وحدها سلفت برقم (7546) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة.

أُوعبوا: أي: أُدخلوا فيها جميعاً.

وزُوِي: أي: جُمِع وضُمَّ بعضها إلى بعض.

وملبَّباً: أي: مجموعة قوائمه إلى لَبَّته، وهي المَنْحَر.

ص: 415

صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كَفَّارَةُ الْمَجَالِسِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ "(1).

8819 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ "(2).

8820 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ يَقْرَأُ فَقَالَ: " لَقَدْ أُعْطِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ (3) "(4).

(1) حديث صحيح، إسماعيل بن عياش -وإن كان مخلطاً في روايته عن غير أهل بلده وهذا منها- قد توبع عن سهيل بن أبي صالح، انظر ما سيأتي برقم (10415).

(2)

إسناده صحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد التنوري، وحسين: هو ابن ذكوان المُعَلِّم، ويحيى: هو ابن أبي كثير اليمامي.

وأخرجه مسلم (2263) من طريق حرب بن شداد وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (9656). وانظر ما سلف برقم (7183).

(3)

في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة "النبي عليه السلام"، وهذه الزيادة ليست في (ظ 3) و (عس).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن أبي حفصة روى له البخاري =

ص: 416

8821 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ هُمُ الضُّعَفَاءُ الْمَظْلُومُونَ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ شَدِيدٍ (1) جَعْظَرِيٍّ "(2).

= حديثين أحدهما متابعة، وأما مسلم فقد روى له ثلاثة أحاديث متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 180، وفي "الكبرى"(1092)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1160)، وابن حبان (7196) من طريق عمرو بن الحارث، والطبراني في "الأوسط"(2700) من طريق إسحاق بن راشد، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (3492) من طريق الليث، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة مرسلاً.

وانظر (8646).

(1)

أثبت في هوامش بعض النسخ الخطية مقابل كلمة "شديد": سفيه.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف البراء بن عبد الله بن يزيد الغنوي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيأتي برقم (10595) عن يزيد بن هارون، عن البراء بن عبد الله بن يزيد.

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (6127)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 230، والطبراني في "الأوسط"(4275)، والبيهقي في "الشعب"(8176) من طريق إسرائيل، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئك بأهل الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال: "كل ضعيف متضعف ذي =

ص: 417

8822 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ " فَقَالَ: " هُمُ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا "(1).

= طمرين لا يؤبَه له، لو أقسم علي الله لأَبَرَّهُ، ألا أُنبئك بأهل النار؟ "قلت: بلى يا رسول الله، قال:"كل جَظٍّ جعظٍ مستكبر".

وانظر ما سلف برقم (7718).

وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، سلفت الإِشارة إلى أحاديثهم في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6580).

الجعظري: هو الفظُّ الغليظ المتكبر، والجظ: الرجل الضخم، والجعظ: العظيم في نفسه، وقيل: السيئ الخلق الذى يتسخط عند الطعام.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1308) من طريق يزيد بن هارون، والمزي في ترجمة البراء من "التهذيب" 4/ 39 - 40 من طريق شيبان بن فروخ، كلاهما عن البراء بن عبد الله بن يزيد الغنوي، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7212) و (7402).

وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني، سيأتي 4/ 193 مرفوعاً:"إن أحبكم وأقربكم مني في الآخرة محاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني في الآخرة مساوئكم أخلاقاً لثرثارون المتفيقهون المتشدقون".

وآخر بنحوه من حديث جابر عند الترمذي (2018)، وحسَّنه.

ومن حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6504).

المتشدقون، قال ابن الأثير: الأشداق: جوانب الفم، والمتشدقون هم المتوسِّعون في الكلام من غير احتياط واحتراز، وقيل: أراد بالمتشدِّق: المستهزئ =

ص: 418

8823 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الْبَرَاءُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَلِيلِي الصَّادِقُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْثٌ إِلَى السِّنْدِ وَالْهِنْدِ ".

فَإِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُ فَاسْتُشْهِدْتُ، فَذَاكَ، وَإِنْ أَنَا، فَذَكَرَ كَلِمَةً، رَجَعْتُ وَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ (1).

8824 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِتَقُمِ السَّاعَةُ وَثَوْبُهُمَا بَيْنَهُمَا لَا يَطْوِيَانِهِ وَلَا يَتَبَايَعَانِهِ، وَلِتَقُمِ السَّاعَةُ وَقَدْ حَلَبَ لِقْحَتَهُ لَا يَطْعَمُهُ، وَلِتَقُمِ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ لُقْمَتَهُ إِلَى فِيهِ وَلَا يَطْعَمُهَا، وَلِتَقُمِ السَّاعَةُ وَالرَّجُلُ يَلِيطُ حَوْضَهُ لَا يَسْقِي مِنْهُ "(2).

= بالناس يلوي شِدْقَه بهم وعليهم.

(1)

إسناده ضعيف لضعف البراء بن عبد الله الغنوي، ولانقطاعه، فإن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7128).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، علي بن حفص من رجاله، ومن فوقه من رجال الشيخين. ورقاء: هو ابن عمر اليشكري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.

وأخرجه ابن حبان (6845) من طريق شبابة بن سوار، عن ورقاء اليشكري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1603)، والحميدي (1103) و (1179)، والبخاري (6506) و (7121)، ومسلم (2954)(140)، وأبو يعلى (6271) من =

ص: 419

8825 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يُصْرَفُ عَنِّي شَتْمُ قُرَيْشٍ، يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّدٌ، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّدٌ "(1).

8826 -

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَسْلَمُ وَغِفَارٌ وَجُهَيْنَةُ، وَمَنْ كَانَ مِنْ مُزَيْنَةَ - أَوْ مُزَيْنَةُ وَمَنْ كَانَ

= طرق عن أبي الزناد، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه ابن حبان (6846) من طريق ميسور بن عبد الرحمن، عن أبي الحارث محمد بن زياد، عن أبي هريرة، مرفوعاً.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(20849) عن معمر، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، موقوفاً بلفظ:"إن الساعة لتقوم على الرجلين وهما ينشران الثوب يتبايعانه".

قوله: "لِتَقُم" كذا في سائر أصولنا الخطية، وهو مضارع مجزوم باللام، وهو أمر مرادٌ به الخبر، أي: تقومُ، كما في رواية مسلم، ومنه قوله تعالى:{من كان في الضلالةِ فليَمْدُدْ له الرحمنُ مدّاً} [مريم: 75]، وقوله:{اتَّبعوا سبيلَنا وَلْنَحْمِلْ خطاياكم} [العنكبوت: 12]، أي: فيمُدُّ، ونحملُ، وفي رواية البخاري:"لتقومَنَّ".

اللِّقحة: هي ذات الدَّر من النُّوق.

يَليط، في "اللسان": لاطَ الحوضَ بالطِّين لَوْطاً: طَيَّنه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وانظر (7331).

ص: 420

مِنْ جُهَيْنَةَ -، خَيْرٌ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَسَدٍ وطَيِّءٍ وَغَطَفَانَ " (1).

8827 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لَا يَيْؤُسُ، وَلَا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ، فِي الْجَنَّةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الحميدي (1048)، ومسلم (2521)(191)، والترمذي (3950) من طرق عن أبي الزناد، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه مسلم (2521)(191) من طريق صالح بن كيسان، عن الأعرج، به.

وانظر ما سلف برقم (7150).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. يحيى بن إسحاق: هو السَّيلحيني، وأبو رافع: نفيع الصائغ المدني نزيل البصرة، وثابت: هو ابن أسلم البُنَاني.

وأخرجه الدارمي (2819)، وأبو عوانة في صفة الجنة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 261، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(97) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرج الشطر الأول منه الدارمي (2828)، والترمذي (2539) من طريق شهر بن حوشب، وابن أبي داود في "البعث"(58)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(101) و (104) من طريق عبيد الله بن عمرو -رجل من أهل البصرة لم يرو عنه غير قتادة-، و (98) و (99) من طريق عجلان مولى فاطمة، و (104)، وفي "الحلية" 6/ 275 من طريق محمد بن سيرين أربعتهم عن أبي هريرة. ورواية شهر بن حوشب بلفظ:"أهل الجنة جرد مرد كحل لا يفنى شبابهم، ولا تبلى ثيابهم". =

ص: 421

8828 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ مَرَّتْ سَحَابَةٌ، فَقَالَ:" أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " الْعَنَانُ، وَرَوَايَا الْأَرْضِ، يَسُوقُهُ اللهُ إِلَى مَنْ لَا يَشْكُرُهُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَا يَدْعُونَهُ (1)، أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ فَوْقَكُمْ؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " الرَّقِيعُ، مَوْجٌ مَكْفُوفٌ، وَسَقْفٌ مَحْفُوظٌ، أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ " ثُمَّ قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا الَّتِي فَوْقَهَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " سَمَاءٌ أُخْرَى، أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ " حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ، ثُمَّ قَالَ:" أَتَدْرُونَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ:

= وسيأتي الحديث جميعاً من طريقين عن حماد برقم (9279) و (9391) و (9957).

والشطر الأول منه سلف ضمن حديث مطول برقم (8043) من طريق أبي المُدلة عن أبي هريرة، وسيأتي بنحو (8265) من طريق الأغر عن أبي هريرة.

والشطر الثاني سلف برقم (8143) من طريق همام عن أبي هريرة.

قوله: "ولا يبؤس"، بضم الهمزة، أي: لا يحزن ولا يرى بأساً. وفي رواية: "ولا يبأس"، بفتح الهمزة، ومعناه: لا يفتقر.

(1)

في (ظ 3) و (عس): يدعوا به! والصواب ما أثبتنا من بقية النسخ، ومعناه -كما قال صاحب "تحفة الأحوذي" 4/ 193 - : لا يعبدونه بل يعبدون غيره.

ص: 422

" الْعَرْشُ "، قَالَ:" أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهُ (1) وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ ".

ثُمَّ قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا هَذَا تَحْتَكُمْ؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَرْضٌ، أَتَدْرُونَ مَا تَحْتَهَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَرْضٌ أُخْرَى، أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهُمَا (2)؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ (3) عَامٍ " حَتَّى عَدَّ سَبْعَ أَرَضِينَ، ثُمَّ قَالَ:" وَايْمُ اللهِ، لَوْ دَلَّيْتُمْ أَحَدَكُمْ بِحَبْلٍ إِلَى الْأَرْضِ السُّفْلَى السَّابِعَةِ لَهَبَطَ " ثُمَّ قَرَأَ: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3](4).

(1) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: بينكم، والمثبت من (ظ 3) و (عس)، وهو الصواب.

(2)

هكذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وفي (م) وبقية النسخ: كم بينها وبينها.

(3)

في سائر الأصول الخطية: سبع مئة، لكن ضُبِّب عليه في (س) وأثبت على هامشها مصححاً عليه: خمس مئة، وهو الذى أثبتناه لأنه يوافق ما عند الترمذي والبيهقي.

(4)

إسناده ضعيف، الحكم بن عبد الملك مجمع على تضعيفه، وقتادة مدلِّس ولم يصرح بسماعه من الحسن البصري، والحسن لم يسمع من أبي هريرة. سريج: هو ابن النعمان الجوهري.

وأخرجه الترمذي (3298)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 399 - 400 من طريق شيبان بن عبد الرحمن، وابن أبي عاصم في "السنة"(578) من طريق أبي جعفر الرازي، كلاهما عن قتادة، بهذا الإِسناد. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة، وأبو جعفر الرازي سيئ الحفظ، وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه. =

ص: 423

8829 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَبِيعَةَ فَلَمْ أُنْكِرْ، قَالَ:" الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ، أَوْ أَفْضَلُ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَكُلٌّ إِلَى (1) خَيْرٍ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلَا تَعْجِزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ: قَدَّرَ اللهُ، وَمَا شَاءَ صَنَعَ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوَّ، فَإِنَّ اللَّوَّ يُفْتَحُ مِنَ الشَّيْطَانِ "(2).

8830 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ بَرَكَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ

= وفي الباب عن العباس بن عبد المطلب، سلف برقم (1770)، وسنده ضعيف جداً.

وعن أبي ذر مختصراً عند البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 401، وإسناده ضعيف لانقطاعه وضعف أحد رواته.

قال السندي: العَنان: هو بالفتح: السَّحاب، جمع عَنَانة.

وروايا الأرض: الروايا من الإِبل: الحوامل للماء.

الرقيع: قيل: الرقيع اسم لكل سماءٍ، وقيل: اسم للسماء الدنيا.

مكفوف: أي: ممنوع من السقوط بحفظ الله تعالى من أن يقع على الأرض، شبهها بالموج المكفوف في كونها معلَّقة بغير عَمَدٍ.

(1)

لفظة: "إلى" ليست في (م).

(2)

حديث حسن، وقد سلف تخريجه والكلام عليه مفصلاً برقم (8791).

عارم: هو لقب محمد بن الفضل السدوسي، وربيعة: هو ابن عثمان بن ربيعة التيمي المدني.

ص: 424

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ حَتَّى أَرَى بَيَاضَ إِبْطَيْهِ. قَالَ أَبِي - وَهُوَ أَبُو الْمُعْتَمِرِ -: لَا أَظُنُّهُ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ (1).

8831 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ أَبِي: حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ قَالَ: فَقِيلَ: نَعَمْ. فَقَالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى، يَمِينًا يُحْلَفُ بِهَا، لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ، لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ، وَلَأُعَفِّرَنَّ (2) وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ.

قَالَ: فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، زَعَمَ لَيَطَأُ عَلَى رَقَبَتِهِ، قَالَ: فَمَا فَجَأَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ، قَالَ: فقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ؟ قَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ دَنَا مِنِّي لَخَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بركة أبي الوليد البصري، فقد روى له أبو داود وابن ماجه، وهو ثقة. معتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي.

وأخرجه ابن ماجه (1271) من طريق عفان، والبزار (3147 - كشف الأستار) من طريق محمد بن يزيد، كلاهما عن معتمر، بهذا الإِسناد، وانظر (7213).

(2)

المثبت من (ظ 3) و (عس) وهامش (س)، وفي (م) وبقية النسخ: أو لأعفرن.

ص: 425

عُضْوًا عُضْوًا ".

قَالَ: فَأَنْزلَ - لَا أَدْرِي فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ شَيْءٌ بَلَغَهُ - {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى. أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى. إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى. أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى. عَبْدًا إِذَا صَلَّى. أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى. أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى. أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} ، يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ، {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى. كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ. نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ. فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} ، قَالَ: يَدْعُو قَوْمَهُ، {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} ، قَالَ: يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ، {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 6 - 19] (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نعيم بن أبي هند، فمن رجال مسلم. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي الكوفي.

وأخرجه مسلم (2797)(38)، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/ 92، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 185، وابن حبان (6571)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(158)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 189، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/ 507 - 508 من طرق عن معتمر بن سليمان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 256 عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن أبيه ثور، عن نعيم بن أبي هند، به.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف مختصراً دون ذكر الآيات في آخره برقم (2225).

قوله: "هل يعفِّر"، قال السندي: من التعفير، وهو التمريغ في التراب والتتريب فيه، يريد الصلاة على الأرض وسجوده على التراب. =

ص: 426

8832 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي، الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي "(1).

8833 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّا -، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا، وَحَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَمَكَّةَ لَا يَخَافُ إِلَّا ضَلالَ الطَّرِيقِ، وَحَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ "، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ "(2).

= وينكص، أي: يرجع القهقرى.

وهولًا: أي: مخافة من أمر لا يدري ما هجم عليه منه.

وأجنحة: هي الملائكة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فليح -وهو ابن سليمان الخزاعي وإن روى له الشيخان- فيه كلام يحطه عن رتبة الصحيح، وقد تابعه مالك فيما سلف برقم (7231)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن داود، فمن رجال مسلم. عبد الله بن عبد الرحمن: هو ابن معمر بن حزم الأنصاري أبو طوالة المدني، قاضي المدينة لعمر بن عبد العزيز.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح-، فمن رجال مسلم. محمد بن الصباح: هو الدولابي أبو =

ص: 427

8834 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتِلْكَ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ (1)، ثُمَّ قَالَ تَمَامُ الْمِئَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ "(2).

= جعفر البغدادي.

وأخرج القطعة الأولى فيما يتعلق بأرض العرب: الحاكم 4/ 477 من طريق سفيان عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد. وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وسيأتي الحديث بنحوه برقم (9395) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الإِسكندراني، عن سهيل بن أبي صالح. وانظر قصة الهرج فيما سلف برقم (7186).

المروج: الرياض والمزارع، والمرج: أرض واسعة ذات نبات كثير.

(1)

قي (ظ 3) و (عس): فبلغ تسعاً وتسعين.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم مع خطأ وقع في إسناده، في نسبة عطاء، والصواب أنه عطاء بن يزيد الليثي كما سيأتي برقم (10267)، وكلاهما من رجال الشيخين، وكذا بقية رجال الإِسناد غير سهيل وأبي عبيد -وهو مولى سليمان بن عبد الملك- فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (597) عن محمد بن الصباح، بهذا الإِسناد. ولم ينسب عطاءً. وانظر ما سلف برقم (7243). =

ص: 428

8835 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِئَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ، أَوْ زَادَ عَلَيْهِ "(1).

= وفي الباب عن زيد بن ثابت، سيأتي في "المسند" 5/ 184.

وعن أبي الدرداء، سيأتي 5/ 196.

وعن كعب بن عجرة عند مسلم برقم (596)(144).

وعن ابن عباس عند النسائي 3/ 78، والترمذي (410)، والبغوي (719).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. محمد: هو ابن الصباح الدولابي.

وأخرجه ابن حبان (859)، والحاكم 1/ 518 من طريق حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه مسلم (2692)، والترمذي (3469)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(568) من طريق عبد العزيز بن المختار، وأبو داود (5091)، وابن حبان (860) من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، عن سُمَي، عن أبي صالح، به. كذا ذكر سهيل سمياً بينه وبين أبيه، فلعله سمعه من الوجهين فحدث به مرة هكذا ومرة هكذا، والله تعالى أعلم.

وسلف بنحوه برقم (8009) من طريق مالك عن سمي.

تنبيه: وقع بعد هذا في (م) متن هذا الحديث مركباً عليه إسناد الحديث التالي وهو خطأ لم يرد في أي من النسخ الخطية، ولم يذكره الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" في ترجمة أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة.

ص: 429

8836 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ بَدَا جَفَا، وَمَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ، وَمَنْ أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانِ افْتُتِنَ، وَمَا ازْدَادَ عَبْدٌ مِنَ السُّلْطَانِ قُرْبًا إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللهِ بُعْدًا "(1).

(1) هذا حديث ضعيف للاضطراب الذى وقع في إسناده، فقد أخرجه كما هو عند المصنف هنا البزار (1618 - كشف الأستار)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(339)، والبيهقي في "السنن" 10/ 101 من طريق محمد بن الصَّبَّاح الدولابي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه كذلك ابن حبان في "المجروحين" 1/ 233، وابن عدي في "الكامل" 1/ 312، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(9403) من طريق أبي الربيع الزهراني، عن إسماعيل بن زكريا، به.

وخالف إسماعيل فيه يعلى ومحمد ابنا عبيد الطنافسي فروياه عن الحسن بن الحكم، عن عدي بن ثابت، عن شيخ من الأنصار، عن أبي هريرة، كما سيأتي عند المصنف برقم (9683)، وهذا هو المحفوظ عن عدي بن ثابت، إذ يعلى ومحمد ثقتان متقنان، وهما بلا شك أجلُّ وأوثق من إسماعيل بن زكريا الخُلقاني، فهذا قد اختلف قول المجرِّحين والمعدِّلين فيه، فمنهم من وثَّقَه ومنهم من ضعَّفه

ومنهم من جعله وسطاً مقارب الحديث، فمثل هذا إذا خالف من هو أوثق منه، لا سيما إذا كانا اثنين أو أكثر، فلا يعتبر بمخالفته، ويرجح قول غيره على قوله، فيُعَلُّ عندئذ حديث أبي هريرة بجهالة الراوي عنه.

وسيأتي أول هذا الحديث -وهو قوله: "من بدا جفا"- من مسند البراء بن عازب 4/ 297 عن ابن أبي شيبة، عن شريك النخعي، عن الحسن بن الحكم، عن عدي بن ثابت، عن البراء، فهذا اختلاف آخر، وشريك سيئ الحفظ. =

ص: 430

8837 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي أَبَا أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيَّ -، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ -، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمِّي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا لَهُ فِي أَنْ يَمْشِيَ بَيْنَ يَدَيْ أَخِيهِ مُعْتَرِضًا وَهُوَ يُنَاجِي رَبَّهُ، كَانَ لَأَنْ يَقِفَ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ مِئَةَ عَامٍ، أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَخْطُوَ "(1).

= قلنا: ولهذا الحديث علة أخرى، وهي تفرد الحسن بن الحكم به، فقد دارت هذه الأسانيد كلها عليه، وقد حسن القول فيه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل فوثقاه، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وغالى ابن حبان في "المجروحين" فقال فيه: يخطئ كثيراً ويهم شديداً، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. ثم ساق له هذا الحديث، إشارة منه إلى نكارته، وكذا فعل الذهبي، فعندما ترجم للحسن بن الحكم في "الميزان" 1/ 486، أورده أيضاً.

تنبيه: سلف هذا الحديث عن ابن عباس برقم (3362)، وفيه أبو موسى (أحد رواته) وهو مجهول، وحكمنا عليه بالتحسين من أجل حديث أبي هريرة هذا، ثم تبين لنا هنا بعد التحقيق والتدقيق أن حديث أبي هريرة ضعيف، فلذلك يُرجَع إلى حديث ابن عباس ويضعَّف، والله ولي التوفيق.

(1)

إسناده ضعيف، وفي الإِسناد قلب، فالعَمّ: هو عبيد الله بن عبد الله بن موهب، وابن أخيه: هو عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، لا العكس، وعبيد الله بن عبد الله بن موهب مجهول الحال، وابن أخيه عبيد الله بن عبد الرحمن ليس بذاك القوي.

وأخرجه ابن خزيمة (814) عن أحمد بن منيع، عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1452)، وابن ماجه (946)، وابن خزيمة (814)، =

ص: 431

8838 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنِ الْحُصَيْنِ - كَذَا قَالَ -، عَنْ أَبِي سَعْدِ الْخَيْرِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنِ اكْتَحَلَ فَلْيُوتِرْ، وَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ (1)، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ، وَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ، وَمَنْ أَكَلَ فَمَا تَخَلَّلَ فَلْيَلْفِظْ، وَمَنْ لَاكَ بِلِسَانِهِ فَلْيَبْتَلِعْ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ، وَمَنْ أَتَى الْغَائِطَ فَلْيَسْتَتِرْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلَّا أَنْ يَجْمَعَ كَثِيبًا، فَلْيَسْتَدْبِرْهُ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَلْعَبُ بِمَقَاعِدِ بَنِي آدَمَ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ "(2).

= والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(87)، وابن حبان (2365)، والطبراني في "الصغير"(420)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 299، وابن عبد البر في "الاستذكار" 6/ 169 من طرق عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن عمه عبيد الله بن عبد الله بن موهب، عن أبي هريرة. وفيه عند عبد بن حميد "أربعين عاماً" مكان قوله: مئة عام.

وفي الباب ما يغني عن حديث أبي هريرة هذا، وهو حديث أبي جهيم عند البخاري (510)، ومسلم (507)، وسيأتي في "المسند" 4/ 169، ولفظه:"لو يعلم المارّ بين يدي المصلي ماذا عليه، لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمُرَّ بين يديه". قال أبو النضر -وهو أحد رواته-: لا أدري أقال أربعين يوماً، أو شهراً، أو سنة.

(1)

في (م) والنسخ الخطية غير (ظ 3): فلا حرج عليه، بزيادة لفظة "عليه".

(2)

إسناده ضعيف لضعف حصين -وهو الحميري ثم الحبراني- ولجهالة أبي سعد الخير، ويقال: أبو سعيد. سريج: هو ابن النعمان الجوهري، وثور: هو ابن =

ص: 432

8839 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَسَمِعْنَا وَجْبَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " هَذَا حَجَرٌ أُرْسِلَ فِي جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَالْآنَ انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا "(1).

= يزيد الكلاعي الحمصي.

وأخرجه مطولًا ومختصراً أبو داود (35)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 121 - 122، والبيهقي في "السنن" 1/ 94 و 104، وفي "الشعب"(6053)، وفي "الآداب"(557)، والبغوي (3204) من طرق عن عيسى بن يونس، بهذا الإِسناد.

وأخرجه كذلك الدارمي (662) و (2087)، وابن ماجه (337) و (338) و (3498)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(138)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 122، وابن حبان (1410)، والحاكم 4/ 137، والبيهقي في "السنن" 1/ 94 و 104، وفي "الشعب"(6053) من طرق عن ثور بن يزيد، به. وذهل الحاكم فصحح إسناده، ووافقه الذهبي فأخطآ.

وانظر ما سلف برقم (8611) في قصة الاستجمار والكحل.

الكثيب: التلُّ.

(1)

إسناده على شرط مسلم، وقد تفرد يزيد بن كيسان برواية هذا الحديث بهذا اللفظ، ويزيد قد وثقه ابن معين والنسائي ويعقوب بن سفيان والدارقطني، لكن قال يحيى بن سعيد القطان: ليس هو ممن يعتمد عليه، هو صالح وسط، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، محلُّه الصدق، صالح الحديث، فسأله ابنه: يُحتَجُّ بحديثه؟ فقال: لا، هو بابة فضيل بن غزوان وذويه، بعض ما يأتي به صحيح وبعض لا، قال ابن =

ص: 433

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أبي حاتم: وكان البخاري قد أدخله في كتاب "الضعفاء" فقال أبي: يحوَّل منه. وقال ابن حبان في "الثقات": كان يخطئ ويخالف، لم يفحُش خطؤه حتى يُعدَلَ به عن سبيل العدول، ولا أتى من الخلاف بما تنكره القلوب، فهو مقبول الرواية إلا ما يُعلَم أنه أخطأ فيه، فحينئذ يُترَك خطؤه كما يُترك خطأ غيرِه من الثقات.

قلنا: هو كما قال ابن حبان، مقبول الرواية إلا ما يعلم أنه أخطأ فيه، ويغلب على ظننا أنه قد أخطأ في لفظ هذا الحديث فرواه على الإِخبار بسماع الصحابة في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم لصوت سقوط الحجر في جهنم، أخرجه كذلك غير المصنِّف: مسلم (2844)(31)، وابن حبان (7469)، والآجري في "الشريعة" ص 394، والبيهقي في "البعث والنشور"(482) من طرق عن خلف بن خليفة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أيضاً مسلم (2844) من طريق مروان بن معاوية، عن يزيد بن كيسان، به.

وروي هذا الحديث عن أبي هريرة مرفوعاً بغير هذا اللفظ، فقد أخرجه الحاكم 4/ 597 من طريق محمد بن عزيز الأيلي، عن عمه سلامة بن روح، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة بلفظ:"والذى نفس محمد بيده، إن قدر ما بين شفير النار وقعرها كصخرة زِنَتها سبع خَلِفاتٍ بشحومهن ولحومهن وأولادهن تهوي فيما بين شفير النار وقعرها إلى أن تقع قعرها سبعين خريفاً". وإسناده حسن من أجل محمد بن عزيز وسلامة بن روح، وتساهل الحاكم فصححه، وتبعه على ذلك الذهبي.

وروي نحوه من طريق آخر عن أبي هريرة، فقد أخرجه الحاكم أيضاً 4/ 606 من طريق أبي قتيبة سَلْم بن قتيبة الشَّعيري، عن فرقد بن الحجاج، عن عقبة بن أبي الحسناء، عن أبي هريرة، مرفوعاً:"لو أُخِذ سبع خَلِفات بشحومهن فأُلقِينَ من شفير جهنم، ما انتهين إلى آخرها سبعين عاما"، وسنده محتمل للتحسين يتقوى بما قبله، وقال الذهبي في "تلخيصه": سنده صالح.

قلنا: وهذا اللفظ في حديث أبي هريرة أشبه، ويشهد له حديث أبي موسى =

ص: 434

8840 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفٌ - يَعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ -، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: كُنْتُ (1) خَلْفَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، وَهُوَ يَمُدُّ (2) الْوَضُوءَ إِلَى إِبْطِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا هَذَا الْوُضُوءُ؟ قَالَ: يَا بَنِي فَرُّوخَ، أَنْتُمْ هَاهُنَا؟ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ هَاهُنَا مَا تَوَضَّأْتُ هَذَا الْوُضُوءَ، إِنِّي سَمِعْتُ خَلِيلِي يَقُولُ: " تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ (3) يَبْلُغُ

= الأشعري عند هناد في "الزهد"(251)، والبزار (3494 - كشف الأستار)، وابن حبان (7468)، والبيهقي في "البعث"(483)، ولفظه:"لو أن حجراً يُقذَف به في جهنم هوى سبعين خريفاً قبل أن يبلغ قعرها" وسنده حسن.

وحديث أنس بن مالك عند هناد (252)، وأبي يعلى (4103)، ولفظه:"لو أن حجراً مثل سبع خَلِفات أُلقي من شفير جهنم، هوى فيها سبعين خريفاً لا يبلغ قعرها"، وفي سنده يزيد الرقاشي الراوي عن أنس، وفيه ضعف، ولكن يتقوى هذا الحديث بما قبله وبما بعده.

وحديث بريدة بن الحصيب عند البزار (3493)، والطبراني (1158)، ولفظه:"إن الحجر ليهوي في جهنم فما يصل إلى قعرها سبعين خريفا". وفي سنده محمد بن أبان الجعفي، وهو ضعيف، ويتقوى بما قبله.

وعن عتبة بن غزوان في خطبة له قال: ذُكِر لنا أن الحجر يلقى من شفةِ جهنم، فيهوي فيها سبعين عاماً لا يدرك لها قعراً. أخرجه مسلم (2967)(14)، وسيأتي في "المسند" 4/ 174.

(1)

في (عس) و (ل): كنا.

(2)

هكذا في (ظ 3) و (عس) وهامش (س)، وفي (م) وبقية النسخ: يمر، بالراء.

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: إلى حيث.

ص: 435

الْوُضُوءُ " (1).

8841 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ -، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا وَلَمْ يُوصِ، فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ؟ فَقَالَ:" نَعَمْ "(2).

(1) إسناده قوي، خلف بن خليفة -وإن كان من رجال مسلم- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُّوذي، وأبو مالك الأشجعي: هو سعد بن طارق، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 244 من طريق حسين بن محمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (250)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 93، والبيهقي 1/ 56 - 57، والبغوي (219) من طريق قتيبة بن سعيد، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 181 من طريق يحيى بن زحمويه، كلاهما عن خلف بن خليفة، به.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 244، وأبو يعلى (6202)، وابن خزيمة (7) من طريق عبد الله بن إدريس، وأبو يعلى (6202)، وعنه ابن حبان (1045) من طريق علي بن مسهر، كلاهما عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، به.

وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/ 55 من طريق أبي زرعة، عن أبي هريرة.

وانظر ما سلف برقم (7166) و (8413).

فرُّوخ: معناه: السعيد طالعه، وهو فارسي ممنوع من الصرف للعُجمة والعلمية.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان بن داود -وهو الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقة.

وأخرجه مسلم (1630)(11)، والنسائي 6/ 251 - 252، وابن خزيمة =

ص: 436

8842 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟ "، قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ. قَالَ: " إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْضَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ "(1).

8843 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ

= (2498)، والبيهقي 6/ 278، والبغوي (1691) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن ماجه (2716) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن، به.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (3080).

وعن سعد بن عبادة، سيأتي 5/ 284 - 285.

وعن عائشة، سيأتي 6/ 51.

(1)

إسناده صحيح كسابقه.

أخرجه مسلم (2581)، والبيهقي 6/ 93، والبغوي (4164) من طريقين عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وانظر (8029).

ص: 437

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَاللِّسَانُ يَزْنِي، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ، يُحَقِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ أَوْ يُكَذِّبُهُ "(1).

8844 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ "(2).

(1) إسناده صحيح.

وأخرجه أبو يعلى (6501)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2714)، والبغوي (76) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي (2715) من طريق روح بن القاسم، وابن حبان (4419) من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به.

وسيأتي برقم (9331)، وانظر ما سلف برقم (7719).

(2)

إسناده صحيح.

وأخرجه الدارمي (559)، والبخاري في "الأدب المفرد"(38)، ومسلم (1631)(14)، وأبو داود في "السنن" برواية أبي الحسن ابن العبد كما في "تحفة الأشراف" 10/ 221، والترمذي (1376)، وابن أبي الدنيا في "العيال"(430)، والنسائي 6/ 251، وأبو يعلى (6457)، وابن خزيمة (2494)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(246)، وابن حبان (3016)، والطبراني في "الدعاء"(1251)، والبيهقي في "السنن" 6/ 278، وفي "الشعب"(3447)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 190، والبغوي (139) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، =

ص: 438

8845 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ " قِيلَ: مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ "(1).

= بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه أبو داود (2880)، والدولابي في "الكنى" 1/ 190، والطحاوي في "مشكل الآثار"(247)، والطبراني في "الدعاء"(1250) و (1252) و (1253) و (1254) و (1255)، والبيهقي 6/ 278، وابن عبد البر 1/ 15 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به.

وأخرجه الطبراني (1256) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وإسناده إلى سعيد ضعيف.

وأخرجه ابن ماجه (242)، وابن خزيمة (2490)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(3448) من طريق مرزوق بن أبي الهذيل، عن الزهري، عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، مرفوعاً، ولفظه:"إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، علماً علّمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه من بعد موته". وإسناده ضعيف، مرزوق بن أبي الهذيل ليِّن الحديث.

وفي الباب عن أبي قتادة عند ابن ماجه (241)، وابن حبان (93).

(1)

إسناده صحيح.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(925)، ومسلم (2162)(5)، وأبو يعلى (6504)، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 215، والبيهقي =

ص: 439

8846 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْكُفْرُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالْفَخْرُ وَالرِّيَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ (1) الْخَيْلِ وَالْوَبَرِ "(2).

= في "السنن" 5/ 347 و 10/ 108، وفي "الشعب"(9167)، وفي "الآداب"(221)، والبغوي (1405) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(991)، وأبو عوانة، وابن حبان (242)، من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به.

وسيأتي برقم (9341)، وانظر ما سلف برقم (8271).

(1)

لفظة: "أهل" سقطت من (م).

(2)

إسناده صحيح. سليمان: هو ابن داود الهاشمي، وإسماعيل: هو ابن جعفر، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقِيّ.

وأخرجه مسلم (52)(86)، وأبو يعلى (6510)، وابن منده في "الإِيمان"(428) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 59 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء، به.

وأخرجه الطيالسي (2503) عن موسى بن مطير، عن أبيه، والبخاري (4389) من طريق أبي الغيث، وابن منده (429) من طريق أبي الغيث، و (430) من طريق أبي يونس المصري، ثلاثتهم عن أبي هريرة. رواية موسى بن مطير وأبي الغيث مختصرة.

وسيأتي الحديث مقطعاً من طريق العلاء عن أبيه برقم (9286) و (9895) و (10283). وانظر ما سلف برقم (7432) و (7505).

وسيأتي الحديث تاماً برقم (8942) و (9499) من طريقين آخرين عن أبي هريرة.

ص: 440

8847 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقُ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى تُقَادَ الشَّاةُ الْجَلْحَاءُ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ "(1).

8848 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بَادِرُوا فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا "(2).

8849 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أَوِ الدَّجَّالَ، أَوِ الدُّخَانَ، أَوِ الدَّابَّةَ، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ، أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ "(3).

(1) إسناده صحيح.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(183)، ومسلم (2582)، وأبو يعلى (6513) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد. وانظر (7204).

(2)

إسناده صحيح.

وأخرجه مسلم (118)(186)، والفريابي في "صفة المنافق"(102)، وأبو يعلى (6515)، وابن منده في "الإِيمان"(451)، والبغوي في "شرح السنة"(4223) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد. وانظر (8030).

(3)

إسناده صحيح.

وأخرجه مسلم (2947)(128)، وأبو يعلى (6516)، وابن منده في "الإِيمان" =

ص: 441

8850 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ (1) أَجْمَعُونَ، يَوْمَئِذٍ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] "(2).

8851 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْجَرَسُ مَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ "(3).

= (1009)، والبغوي (4249) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد. وانظر (8446).

(1)

في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: حينثذ، والمثبت من (ظ 3) و (عس).

(2)

إسناده صحيح. سليمان: هو ابن داود الهاشمي، وإسماعيل: هو ابن جعفر، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقَة.

وأخرجه مسلم (157) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبري 8/ 98 من طريق محمد بن جعفر، وابن حبان (6838) من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن العلاء، به.

وانظر ما سلف برقم (7161).

(3)

إسناده صحيح.

وأخرجه مسلم (2114)، والنسائي في "الكبرى"(8812)، وأبو يعلى (6519)، والبيهقي في "السنن" 5/ 253، وفي "الآداب"(926) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد. وانظر (8783).

ص: 442

8852 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: سَعِّرْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " إِنَّمَا يَرْفَعُ اللهُ وَيَخْفِضُ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ عز وجل، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي مَظْلَمَةٌ ". وقَالَ آخَرُ: سَعِّرْ. قَالَ: " أَدْعُوا اللهَ عز وجل "(1).

8853 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اتَّقُوا اللَّاعِنَيْنِ "، قَالُوا: وَمَا اللَّاعِنَانِ (2) يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ "(3).

(1) إسناده صحيح.

وأخرجه أبو يعلى (6521) عن يحيى بن أيوب، والبغوي (2126) من طريق علي بن حجر، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(429) من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله، عن العلاء، به. وانظر (8448).

(2)

في (م) في الموضع الأول: اللَّعَّانَيْن، وفي الثاني: اللعّانان.

(3)

إسناده صحيح.

وأخرجه مسلم (269)، وأبو داود (25)، وأبو يعلى (6483)، وابن خزيمة (67)، وابن حبان (1415)، والحاكم 1/ 185 - 186، والبيهقي 1/ 97، والبغوي (191) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن الجارود (33)، وأبو عوانة 1/ 194، والحاكم 1/ 185 - 186 من طريق سليمان بن بلال، وأبو عوانة 1/ 194 من طريق محمد بن جعفر، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2715). وانظر تتمة شواهده هناك. =

ص: 443

8854 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دُاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، صَلَّى (1) الله عَلَيْهِ عَشْرًا "(2).

8855 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ "(3).

= قوله: "اللاعنين"، قال السندي: أي: الفعلين الجالبين لِلَّعن إلى الفاعل، الداعيين للناس إليه، وقيل: يجوز أن يكون الفاعل بمعنى المفعول، والمعنى: الملعون فاعلهما.

يتخلَّى: أي: يتغوَّطُ.

(1)

في (ظ 3): يصلي.

(2)

إسناده صحيح.

وأخرجه الدارمي (2772)، والبخاري في "الأدب المفرد"(645)، ومسلم (408)، وأبو داود (1530)، والترمذي (485)، والنسائي 3/ 50، وأبو يعلى (6495)، وابن حبان (906) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(8) و (9)، وأبو عوانة 2/ 234 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به.

وسيأتي برقم (8882) و (10287)، وانظر ما سلف برقم (7561).

وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي 3/ 102.

وعن أبي طلحة الأنصاري، سيأتي 4/ 29 - 30.

(3)

إسناده صحيح. سليمان: هو ابن داود الهاشمي، وإسماعيل: هو ابن =

ص: 444

8856 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو -، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ "(1).

= جعفر بن أبي كثير، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقة.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(121)، ومسلم (46)(73)، وأبو يعلى (6482)، وابن منده في "الإِيمان"(304) و (305)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(875)، والبيهقي في "الشعب"(9535) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 30 من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير وعبد العزيز بن أبي حازم، وابن منده (306) من طريق عبد العزيز أيضاً، كلاهما عن العلاء، به.

وانظر ما سلف (7878).

(1)

إسناده جيد، عمرو بن أبي عمرو -وهو المدني مولى المطَّلب- وإن روى له الشيخان، فيه كلام يحطه عن رتبة الصحيح، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين غير سليمان -وهو ابن داود الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن جعفر، وأبو سعيد المقبري: اسمه كيسان.

وأخرجه أبو يعلى (6551)، وابن خزيمة (1997)، والحاكم 1/ 431، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1426)، والبغوي (747) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (2720) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، وابن حبان (3481)، والبيهقي في "السنن" 4/ 270 من طريق عبد العزيز بن محمد، وفي "الشعب"(3642) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الإِسكندراني، ثلاثتهم عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. =

ص: 445

8857 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا، حَتَّى بُعِثْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ مِنْهُ "(1).

8858 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَلَّا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنْكَ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ خَالِصَةً مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ "(2).

= وسيأتي برقم (9685) من طريق أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، به.

وفي الباب عن ابن عمر عند الطبراني (13413)، والقضاعي (1424).

(1)

إسناده جيد كسابقه.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 25، وأبو يعلى (6553)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 175، والبغوي (3614) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (9392).

(2)

إسناده جيد.

وأخرجه البخاري (6570)، والنسائي في "الكبرى"(5842)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 699، والآجري في "الشريعة" ص 340، وابن منده في "الإِيمان"(906)، والبغوي (4336) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(825)، وابن منده (905) من طريق =

ص: 446

8859 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَدْرَكَ شَيْخًا يَمْشِي بَيْنَ ابْنَيْهِ، يَتَوَكَّأُ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا شَأْنُ هَذَا الشَّيْخِ؟ " قَالَ ابْنَاهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ عَلَيْهِ نَذْرٌ. فَقَالَ لَهُ:" ارْكَبْ أَيُّهَا الشَّيْخُ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل غَنِيٌّ عَنْكَ وَعَنْ نَذْرِكَ "(1).

8860 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ (2) النَّذْرَ لَا يُقَرِّبُ مِنَ ابْنِ آدَمَ شَيْئًا لَمْ يَكُنِ اللهُ قَدَّرَهُ لَهُ، وَلَكِنَّ النَّذْرَ يُوَافِقُ الْقَدَرَ، فَيُخْرَجُ

= عبد العزيز بن محمد، والبخاري (99)، وابن منده (904) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وانظر ما سلف برقم (8070).

(1)

إسناده جيد.

وأخرجه مسلم (1643)، وأبو يعلى (6354)، وابن خزيمة (3043)، والبيهقي 10/ 78 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (2336)، ومسلم (1643)، وابن ماجه (2135) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف بالأرقام (2134) و (2828) و (3442)، وذكرت في هذه المواضع أحاديث الباب. ونزيد عليها هنا حديث أنس بن مالك، سيأتي 3/ 114.

(2)

لفظة: "إن" ليست في (ظ 3) و (عس).

ص: 447

بِذَلِكَ مِنَ الْبَخِيلِ مَا لَمْ يَكُنِ الْبَخِيلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَ " (1).

8861 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو -، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" دَعَا اللهُ جِبْرِيلَ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، فَقَالَ: انْظُرْ إِلَيْهَا وَمَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا. فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا، فَحُجِبَتْ بِالْمَكَارِهِ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَيْهَا. فَرَجَعَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَقَدْ خَشِيتُ أَلَّا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ. ثُمَّ أَرْسَلَهُ إِلَى النَّارِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَمَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا. فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَا يَدْخُلُهَا أَحَدٌ يَسْمَعُ بِهَا. فَحُجِبَتْ بِالشَّهَوَاتِ، ثُمَّ قَالَ: عُدْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَيْهَا. فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا "(2).

(1) إسناده جيد.

وأخرجه مسلم (1640)(7)، وأبو يعلى (6355)، والحاكم 4/ 304، والبيهقي 10/ 77، والبغوي (2441) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1640)(7)، وابن أبي عاصم في "السنة"(312)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(843) من طريق عبد العزيز بن محمد، ومسلم (1640)(7) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القارِيِّ، كلاهما عن عمرو بن أبي عمرو، به. وانظر (7297).

(2)

إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- روى له البخاري =

ص: 448

8862 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو -، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (1) الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِنَ الصُّبْحِ يَوْمًا، فَأَتَى النِّسَاءَ فِي الْمَسْجِدِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِنَّ، فَقَالَ:" يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَوَاقِصِ عُقُولٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ بِقُلُوبِ ذَوِي الْأَلْبَابِ مِنْكُنَّ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنَّكُنَّ (2) أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَتَقَرَّبْنَ إِلَى اللهِ مَا اسْتَطَعْتُنَّ ".

وَكَانَ فِي النِّسَاءِ امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَأَتَتْ (3) إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا سَمِعَتْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَخَذَتْ حُلِيًّا لَهَا،

= مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوقٌ حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان -وهو ابن داود الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن وهو ثقة.

وأخرجه الحاكم 1/ 26، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 9 - 10، والبغوي (4115) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد. ورواية الحاكم مقتصرة على قصة الجنة فقط.

وانظر (8398).

(1)

هكذا في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وهو كذلك في "أطراف المسند" 8/ 14: أبو سعيد، وسقط لفظ "أبي" من (م) وبقية النسخ.

(2)

كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (س): رأيتكن، وعلى هامشها: أريتكن، وفي (ل) ونسخة على هامش (ظ 3): رأيت أنكن.

(3)

في نسخة على هامش (ظ 3): فانقلبت.

ص: 449

فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَيْنَ تَذْهَبِينَ بِهَذَا الْحُلِيِّ؟ فَقَالَتْ: أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ لَا يَجْعَلَنِي مِنْ أَهْلِ النَّارِ. فَقَالَ: وَيْلَكِ، هَلُمَّ (1) تَصَدَّقِي (2) بِهِ عَلَيَّ وَعَلَى وَلَدِي، فَأَنَا لَهُ مَوْضِعٌ. فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ حَتَّى أَذْهَبَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَذَهَبَتْ تَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: هَذِهِ زَيْنَبُ تَسْتَأْذِنُ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " أَيُّ الزَّيَانِبِ هِيَ؟ " فَقَالُوا: امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ. فَقَالَ: " ائْذَنُوا لَهَا "، فَدَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي سَمِعْتُ مِنْكَ مَقَالَةً، فَرَجَعْتُ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَحَدَّثْتُهُ، وَأَخَذْتُ حُلِيِّي أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللهِ وَإِلَيْكَ، رَجَاءَ أَنْ لَا يَجْعَلَنِي اللهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَقَالَ لِي ابْنُ مَسْعُودٍ: تَصَدَّقِي بِهِ عَلَيَّ وَعَلَى وَلَدِي، فَإِنَّا لَهُ مَوْضِعٌ، فَقُلْتُ: حَتَّى أَسْتَأْذِنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" تَصَدَّقِي بِهِ عَلَيْهِ وَعَلَى بَنِيهِ فَإِنَّهُمْ لَهُ مَوْضِعٌ ".

ثُمَّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَا سَمِعْتُ مِنْكَ حِينَ وَقَفْتَ عَلَيْنَا:" مَا رَأَيْتُ مِنْ نَوَاقِصِ عُقُولٍ قَطُّ وَلَا دِينٍ أَذْهَبَ بِقُلُوبِ ذَوِي الْأَلْبَابِ مِنْكُنَّ "، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعُقُولِنَا؟ فَقَالَ: " أَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنْ نُقْصَانِ دِينِكُنَّ: فَالْحَيْضَةُ الَّتِي تُصِيبُكُنَّ،

(1) المثبت من (ظ 3) و (س)، وفي (م) وبقية النسخ: هَلُمِّي، وقد سلف الكلام عليها عند الحديث رقم (8458).

(2)

المثبت من (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: فتصدقي.

ص: 450

تَمْكُثُ إِحْدَاكُنَّ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَمْكُثَ لَا تُصَلِّي وَلَا تَصُومُ، فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِكُنَّ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنْ نُقْصَانِ عُقُولِكُنَّ: فَشَهَادَتُكُنَّ، إِنَّمَا شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ نِصْفُ شَهَادَةٍ " (1).

8863 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَقْبِضُ اللهُ الْأَرْضَ يَوْمَ

(1) إسناده جيد من أجل عمرو بن أبي عمرو -وهو المدني مولى المطلب- فحديثه ينحط عن رتبة الصحيح، ووقع في حديثه هذا من قول زينب "أتقرب به إلى الله ورسوله"، ومرة "أتقرب به إلى الله وإليك"، وهذا لفظ منكر، فإنه لا يجوز التقرب إلى غير الله عز وجل بشيءٍ من القربات والطاعات.

سليمان: هو ابن داود الهاشمي، وإسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير.

وأخرجه مسلم (80)، وأبو يعلى (6585)، دابن خزيمة (2461)، وابن منده في "الإِيمان"(675)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 69 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد- ولم يسق مسلم فيه قصة زينب.

وأخرجه ابن منده (676) من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وأخرجه بنحوه دون قصة زينب: الترمذي (2613)، وابن خزيمة (1000)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2728)، وابن منده (677) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

وفي الباب عن غير واحد من الصحابة ذكرت فيما سلف من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3569).

ص: 451

الْقِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ؟ " (1).

8864 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ الْحَمِيمَ لَيُصَبُّ عَلَى

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، إبراهيم بن إسحاق -وهو الطالقاني- روى له مسلم في مقدمة "صحيحه" وأبو داود والترمذي، وهو صدوق، ومَنْ فوقَهُ ثقات من رجال الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه البخاري (6519)، والنسائي في "الكبرى"(7692)، وأبو يعلى (5850)، والآجري في "الشريعة" ص 320، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 323، والبغوي (4303) من طرق عن ابن المبارك، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (7382)، ومسلم (2787)(23)، وابن ماجه (192)، والنسائي في "الكبرى"(7692) و (11455)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 166 - 167، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 29 من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، به.

وأخرجه الطبري 24/ 27 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به.

وأخرجه الدارمي (2799)، والبخاري (4812)، وابن أبي عاصم (548) و (549)، وابن خزيمة (1/ 167 - 168 و 168 و 168 - 169) والطبراني في "الأوسط"(671)، والآجري في "الشريعة" ص 320، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 215 - 216 و 338 من طرق عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

وعلقه البخاري (7382) و (7413)، من طرق عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ووصله ابن حجر في "التغليق" 5/ 336 - 337 و 343.

وفي الباب عن عبد الله بن عمر عند البخاري (7412)، ومسلم (2788)، =

ص: 452

رُؤُوسِهِمْ، فَيَنْفُذُ الْجُمْجُمَةَ حَتَّى يَخْلُصَ إِلَى جَوْفِهِ، فَيَسْلُتَ مَا فِي جَوْفِهِ حَتَّى يَمْرُقَ مِنْ قَدَمَيْهِ " (1).

8865 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ وُهَيْبٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِغَزْوٍ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةِ نِفَاقٍ "(2).

= وانظر ما سلف في مسنده برقم (5414).

(1)

إسناده ضعيف لضعف أبي السمح -واسمه درَّاج بن سمعان القرشي- فقد ضعفه غير واحد من الأئمة.

وهو في "الزهد" لابن المبارك بزوائد نعيم (313).

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 17/ 133 - 134 من طريق إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" ص 20، والترمذي (2582)، والطبري 17/ 134، والحاكم 2/ 387، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 182، والبغوي في "شرح السنة"(4406)، وفي "التفسير" 3/ 281 من طرق عن عبد الله بن المبارك، به.

وزاد كل من خرّج هذا الحديث في آخره: "وهو الصَّهْرُ، ثم يعادُ كما كان".

"الحميم": الماء الحارُّ. "فيسلت": يقطع ويستأصل. قاله السندي.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، إبراهيم بن إسحاق قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. وهيب: هو ابن الورد المكي، وسمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 192، ومسلم (1910)(158)، وأبو داود (2502)، والنسائي 6/ 8، وأبو عوانة 5/ 84، والحاكم 2/ 79، وأبو نعيم في =

ص: 453

8866 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، سَمِعْتُ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنِ احْتَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللهِ، إِيمَانًا بِاللهِ وَتَصْدِيقًا بِمَوْعُودِهِ (1)، كَانَ شِبَعُهُ وَرِيُّهُ

= "الحلية" 8/ 159 - 160، والبيهقي في "السنن" 9/ 48، وفي "الشعب"(4223)، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 443 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 84 من طريق أبي ربيعة، عن وهيب بن الورد، به.

وأخرجه أبن أبي عاصم في "الجهاد"(43)، وابن الجارود في "المنتقى"(1036)، والحاكم 2/ 79 من طريق عبد الله بن رجاء، والبغوي في "التفسير" 1/ 188 من طريق سعيد بن عثمان العبدي، كلاهما عن عمر بن محمد بن المنكدر، به.

وأخرجه بنحوه الترمذي (1666)، وابن ماجه (2763)، وابن عدي 1/ 278، والحاكم 2/ 79 من طريق إسماعيل بن رافع، عن سمي، به.

وأخرجه عبد بن حميد (1434)، والطبراني في "مسند الشاميين"(287) من طريق مكحول، والطبراني (796) و (809) من طريق عبد الملك بن مروان، كلاهما عن أبي هريرة، بلفظ:"من لم يغز أو يجهز غازياً، أو يخلف غازياً في سبيل الله في أهله بخير أصابه الله بقارعة". وإسناد الطريق ضعيف. لكن يشهد لهذا اللفظ حديث أبي أمامة عند أبي داود (2503)، وابن ماجه (2762)، وإسناده حسن.

قوله: "ولم يحدِّث"، قال السندي: من التحديث، قيل: بأن يقول في نفسه: يا ليتني كنت غازياً، أو المراد: ولم ينو الجهاد، وعلامته إعداد الآلات، قال تعالى:{ولو أَرَادُوا الخُرُوجَ لأَعَدُّوا له عُدَّةً} [التوبة: 46].

(1)

كذا في (عس)، وفي (ظ 3): بموعده، وعلى هامش (س) لموعده، وفي (م) وبقية النسخ: لموعوده.

ص: 454

وَبَوْلُهُ وَرَوْثُهُ حَسَنَاتٍ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1).

8867 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الْآيَةَ: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4]، قَالَ:" أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّ أَخْبَارَهَا: أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ وَأَمَةٍ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، إبراهيم بن إسحاق قد توبع، ومن فوقه ثقات رجال الشيخين غير طلحة بن أبي سعيد فمن رجال البخاري.

وأخرجه البخاري (2853)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(2648)، وفي "التفسير" 2/ 259 عن علي بن حفص، وابن حبان (4673)، والبيهقي في "الشعب"(4303) من طريق حبان بن موسى، وفي "السنن" 10/ 16 من طريق عبدان، ثلاثتهم عن ابن المبارك، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي 6/ 225، وأبو يعلى (6568)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 274، والحاكم 2/ 92، والبيهقي في "السنن" 10/ 16 من طريق ابن وهب، عن طلحة بن أبي سعيد، به.

وأخرج ابن حبان (4675) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللُه صلى الله عليه وسلم: "مثل المنفق على الخيل، كالمتكفف بالصدقة"، فقلنا لمعمر: ما المتكفف بالصدقة، قال: الذى يعطي بكفيه.

وانظر ما سلف برقم (7563).

وفي الباب عن سهل ابن الحنظلية، سيأتي 4/ 179 - 180.

وعن أسماء بنت يزيد، سيأتي 6/ 455.

وعن أبي كبشة عند ابن حبان (4674).

وعن تميم الداري عند ابن ماجه (2791).

ص: 455

بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا، أَنْ تَقُولَ: عَمِلْتَ عَلَيَّ (1) كَذَا وَكَذَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا "، قَالَ: " فَهُوَ أَخْبَارُهَا " (2).

8868 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عِيسَى الثَّقَفِيِّ، عَنْ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي أهْلهِ، مَثْرَاةٌ فِي

(1) لفظة: "عليَّ" ليست في (ظ 3).

(2)

إسناده ضعيف، يحيى بن أبي سليمان، قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بالقوي، يكتب حديثه -يعني للمتابعات-، وقال ابن خزيمة: لا أعرفه بعدالة ولا جرح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن إسحاق -وهو الطالقاني-، فقد روى له مسلم في مقدمة "صحيحه"، وأبو داود والترمذي، وهو صدوق.

وأخرجه الترمذي (2429) و (3353)، والنسائي في "الكبرى"(11693)، وابن حبان (7360)، والحاكم 2/ 256، والبيهقي في "الشعب"(7298)، والبغوي في "شرح السنة"(4308)، وفي "التفسير" 4/ 15 من طرق عن ابن المبارك، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح.

وأخرجه الحاكم 2/ 532 من طريق عبد الله بن يزيد المقريء، عن سعيد بن أبي أيوب، به. وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وتعقَّبه الذهبي قائلاً: يحيى هذا منكر الحديث، قاله البخاري.

وفي الباب عن أنس بن مالك عند البيهقي في "الشعب"(7296). وفي إسناده يحيى بن أبي سليمان، راوي حديث أبي هريرة.

ص: 456

مَالِه (1)، مَنْسَأَةٌ فِي أَثَرِهِ " (2).

(1) هكذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: في الأهل، مثراة في المال.

(2)

إسناده حسن، عبد الملك بن عيسى الثقفي روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم -وهو ابن إسحاق الطالقاني- وهو صدوق. واسم مولى المنبعث: يزيد.

وأخرجه الترمذي (1979) من طريق أحمد بن محمد، والحاكم 4/ 161 من طريق عبدان، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه.

وأخرجه السمعاني 1/ 38 و 39 من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن عبد الملك بن عيسى، عن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وأخرجه السمعاني 1/ 39 و 39 - 40 من طريق الحكم بن عبد الله وأبي مطيع، كلاهما عن عبد الرحمن بن حرملة، عن عبد الملك بن عيسى، عن أبي هريرة، وقال: هكذا في هذه الرواية: عن عبد الملك، عن أبي هريرة رضي الله عنه، هكذا ذكره أبو نعيم الحافظ الأصبهاني في كتاب "العلم"، وكذا رواه أبو مطيع!

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8304)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 445، والحاكم 1/ 89، والسمعاني في "الأنساب" 1/ 40 من طريق أبي الأسباط بشر بن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -مختصراً:"تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم"، وسقط أبو سلمة من مسند السمعاني. وأبو الأسباط هذا ضعيف.

وأخرج البخاري في "الصحيح"(5985)، وفي "الأدب"(57)، وأبو يعلى (6620)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 44، والبيهقي في "الشعب"(7945) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، مرفوعاً:"من سره أن ينسأَ له في أَثَره، وُيبْسَطَ له في رِزْقِه، فَلْيَصِلْ رَحِمه". =

ص: 457

8869 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ "(1).

8870 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي

= وفي الباب عن العلاء بن خارجة (ويقال: جارية) عند الطبراني في "الكبير" 18/ (176)، وإسناده حسن.

ويشهد للشطر الأول حديث ابن عباس عند الطيالسي (2757)، ومن طريقه الحاكم 1/ 89 و 4/ 161، والسمعاني 1/ 40 - 41، وإسناده صحيح.

وحديث ابن عمر عند السمعاني 1/ 41، وإسناده ضعيف.

ويشهد للشطر الثاني منه حديث عليّ بن أبي طالب، وقد سلف في مسنده برقم (1213)، وسنده قوي.

وحديث أنس، سيأتي 3/ 156، وهو متفق عليه.

وحديث ثوبان، سيأتي 5/ 279.

قال السندي: "مثراة": من الثراء، وهي الكثرة.

"منسأة": مفعلة من النَّساءِ، وهو التأخير، يقال: نَسأْتُه بالهمز: أَخَّرتُه، وفي الترمذي: يعني به الزيادة في العمر، أي: مَظِنَّة لذلك وموضع له، وذلك بأن يُبارَكَ فيه بالتوفيق للطاعات، وعمارة أوقاته بالخيرات. وكذا بَسْط الرزق، عبارة عن البركة.

وقيل: من توسيعه. وقيل: إنه بالنظر إلى ما يظهر للملائكة في اللوح المحفوظ، أي: عمره ستون، وإن وَصَلَ فمئة، وقد علم الله ما سيقع. وقيل: هو ذِكْرُه الجميل بعده، فكأنه لم يمت.

وانظر التعليق على حديث علي بن أبي طالب برقم (1213).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، ومن فوق إبراهيم ثقات من رجال =

ص: 458

عَمْرُو بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَظَلَّكُمْ شَهْرُكُمْ هَذَا، بِمَحْلُوفِ (1) رَسُولِ اللهِ، مَا مَرَّ بِالْمُؤْمِنِينَ شَهْرٌ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْهُ، وَلَا بِالْمُنَافِقِينَ شَهْرٌ شَرٌّ لَهُمْ مِنْهُ، إِنَّ اللهَ عز وجل لَيَكْتُبُ أَجْرَهُ وَنَوَافِلَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَدْخُلَهُ، وَيَكْتُبُ إِصْرَهُ وَشَقَاءَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَدْخُلَهُ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُعِدُّ فِيهِ الْقُوَّةَ لِلْعِبَادَةِ مِنَ النَّفَقَةِ، وَيُعِدُّ الْمُنَافِقُ اتِّبَاعَ غَفْلَةِ النَّاسِ، وَاتِّبَاعَ عَوْرَاتِهِمْ، فَهُوَ غُنْمٌ لِلْمُؤْمِنِ يَغْتَنِمُهُ الْفَاجِرُ "(2).

8871 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَاسْتَقْبَلَنَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَجَعَلْنَا نَضْرِبُهُنَّ بِسِيَاطِنَا وَعِصِيِّنَا فَنَقْتُلُهُنَّ، فَسُقِطَ فِي أَيْدِينَا، فَقُلْنَا: مَا نَصْنَعُ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ؟! فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" لَا بَأْسَ "(3).

= الشيخين. وانظر ما سلف برقم (8111).

(1)

المثبت من (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: لمحلوف، باللام.

(2)

إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه عند الحديث رقم (8368).

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 260 من طريق نعيم بن حماد، والبيهقي 4/ 304 من طريق حِبان بن موسى، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الإِسناد.

(3)

إسناده ضعيف جداً، أبو المُهَزِّم -واسمه يزيد بن سفيان، وقيل: عبد الرحمن بن سفيان- متروك الحديث. وانظر (8060).

ص: 459

8872 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا "(1).

8873 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ (2) مِئَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِئَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ (3) عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ.

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم. سُمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو صالح: هو ذكوان المدني.

وانظر (7226).

(2)

قوله: "في يوم" سقط من (م).

(3)

المثبت من (ظ 3) و (عس) وهامش (س)، وفي (م): امرؤ، وفي (س) و (ل): آخر.

ص: 460

وَمَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِئَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ (1) خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ " (2).

8874 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي وَهُوَ بِطَرِيقٍ، إِذِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي بَلَغَنِي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ مَاءً، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقِيَ بِهِ، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْرًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ "(3).

(1) في (ظ 3) ونسخة على هامش (س): حطت له.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وهو في الحقيقة حديثان سلفا من طريق مالك برقم (8008) و (8009).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "الموطأ" 2/ 929 - 930.

ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "صحيحه"(2363) و (2466) و (6009)، وفي "الأدب المفرد"(378)، ومسلم (2244)، وأبو داود (2550)، وابن حبان (544)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(113)، والبيهقي 4/ 185 - 186 و 8/ 14.

وسيأتي في "المسند" من طريق مالك برقم (10699)، ومن طريق عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (10752). وانظر (10583).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7075).

ص: 461

8875 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَامَ - يَعْنِي إِلَى الصَّلَاةِ - رَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا (1).

8876 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ، لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ وَلَا الطَّاعُونُ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُّوذي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي العامري.

وأخرجه الطيالسي (2562)، ومن طريقه البيهقي 2/ 27، وأخرجه الدارمي (1237) عن عبيد الله بن عبد المجيد، كلاهما (الطيالسي وعبيد الله) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (10491) عن محمد بن عبد الله بن الزبير، عن ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو.

وسيأتي أيضاً برقم (9608) و (10492) ضمن حديث من طرق عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سِمعان، عن أبي هريرة، فيكون لابن أبي ذئب فيه شيخان.

قوله: "رفع يديه مداً" قال السندي: أي: رفعاً بليغاً، وهو مصدر من غير لفظ الفعل، كقعدت جلوساً، إلا أنه على الأول للنوع، وعلى الثاني للتأكيد.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. نعيم بن عبد الله: هو المدني المعروف بالمُجْمِر. وانظر (7234).

ص: 462

8877 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَاهُنَا؟ فَوَاللهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ، وَلَا رُكُوعُكُمْ، إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي "(1).

8878 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى الْمَقَابِرِ، فَقَالَ:" السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ (2) لَاحِقُونَ "(3).

8879 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وانظر (8024).

(2)

تحرف في (م) إلى: لكم.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي.

وهو في "موطأ" مالك 1/ 28 - 29، ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق (6719)، ومسلم (249)، وأبو داود (3237)، والنسائي 1/ 93 - 95، وابن خزيمة (6)، وأبو عوانة 1/ 138، وابن حبان (1046) و (3171) و (7240)، وابن السني (588)، والبيهقي 1/ 82 - 83، والبغوي (151)، والحديث عندهم مطول ضمن قصة، إلا رواية عبد الرزاق وابن السني، ورواية ابن حبان الثانية فكرواية المصنِّف.

وسلف عنده مطولًا برقم (7993).

ص: 463

عَنْ أَبِي هُرَيْرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَافَهُ ضَيْفٌ وَهُوَ كَافِرٌ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ فَحُلِبَتْ، فَشَرِبَ الْكَافِرُ (1) حِلَابَهَا، ثُمَّ أُخْرَى فَشَرِبَهُ، ثُمَّ أُخْرَى فَشَرِبَهُ، حَتَّى شَرِبَ حِلَابَ سَبْعِ شِيَاهٍ، ثُمَّ إِنَّهُ أَصْبَحَ فَأَسْلَمَ، فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ، فَشَرِبَ حِلَابَهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِأُخْرَى، فَلَمْ يَسْتَتِمَّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْمُؤْمِنُ يَشْرَبُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَشْرَبُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ "(2).

8880 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ قَالَ: مَا (3) نِمْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ:

(1) لفظة: "الكافر" لم ترد في (ظ 3) و (عس) و (ل).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2063)، وأبو عوانة 5/ 427 من طريق إسحاق بن عيسى ابن الطباع، بهذا الإِسناد.

وهو في "الموطأ" 2/ 924، ومن طريقه أخرجه الترمذي (1819)، والنسائي في "الكبرى"(6893)، وأبو عوانة 5/ 427، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2019)، وابن حبان (162) و (5235)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 116 - 117، والبغوي (2880).

وانظر ما سلف برقم (7497).

قوله: "حِلابها"، قال السندي: بكسر مهملة وخفة لام: اللبن الذي تحلبه.

"المؤمن يشرب .. الخ" يبارك له في قليله بخلاف الكافر.

(3)

في (م): لَمَّا.

ص: 464

أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّكَ " (1).

8881 -

حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْغَيْثِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ، أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، إِذَا اتَّقَى اللهَ ". وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وهو في "موطأ" مالك 2/ 951، ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(445)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(589)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(16)، وابن حبان (1021)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 170، والبغوي (93).

وانظر (7898).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، مَنْ فوق إسحاق ابن الطباع ثقات من رجال الشيخين. أبو الغيث: هو سالم المدني مولى ابن مطيع.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(11030) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (2983) من طريق إسحاق بن عيسى ابن الطباع، به.

وأخرجه ضمن حديثٍ ابنُ المبارك في "الزهد"(654)، ومن طريقه عبد بن حميد (1467)، والبخاري في "الأدب المفرد"(137)، وابن ماجه (3679) عن سعيد بن أبي أيوب، عن يحيى بن أبي سليمان المدني -وهو ضعيف-، عن زيد بن أبي عتاب، عن أبي هريرة. =

ص: 465

8882 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ -، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، يُصَلِّي اللهُ عَلَيْهِ عَشْرًا "(1).

8883 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

= وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1237) ضمن حديث من طريق محمد بن قيس المدني، عن أبيه -وهو مجهول-، عن أبي هريرة.

قلنا: ولمالك في هذا الحديث إسناد آخر، فقد أخرجه في "موطئه" 2/ 948 عن صفوان بن سُليم أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا وكافل اليتيم

" فذكره.

ووصله سفيان بن عيينة، فقد أخرجه الحميدي (838)، والبخاري في "الأدب المفرد"(133)، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 245 و 246 من طريقه عن صفوان بن سليم، عن امرأة يقال لها: أُنيسة، عن أم سعيد بنت مُرَّة الفِهْري، عن أبيها، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأُنيسة هذه قال الحافظ في "التقريب": لا تعرف.

وفي الباب عن سهل بن سعد، سيأتي 4/ 333.

وعن أبي أمامة، سيأتي 5/ 250.

وعن عائشة عند أبي يعلى (4866).

قوله: "أو لغيره"، قال السندي: أي: سواء كان اليتيم قريباً للكافل أو لا.

"كهاتين": كناية عن كمال قربه منه صلى الله عليه وسلم، وفيه ترغيب شديد في كفالة الأيتام.

"إذا اتقى الله": أشار إلى أنه لا يكفي في مثل هذا التقرب مجردُ الكفالة، بل لا بد من انضمام التقوى إليه.

(1)

إسناده صحيح، سليمان بن داود -وهو الهاشمي-، روى له أصحاب السنن، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (8854).

ص: 466

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَهَا كُلَّهَا "(1).

8884 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ (2)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ، وَعَنْ بَيْعِ الْحَصَاةِ (3).

8885 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبٍ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَسَافٍ -، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 372 و 2/ 80، والبيهقي 1/ 378 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإِمام"(211)، ومسلم (607)(162)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 274، وفي "الكبرى"(1742)، وأبو عوانة 1/ 372 و 2/ 80، وأبو يعلى (5967)، وابن حبان (1485)، والبيهقي 1/ 378 من طرق عن عبيد الله بن عمر، به. وانظر (7284).

(2)

قوله في الِإسناد: "عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج" تحرف في (م) إلى: عن الزهري، عن أبي سلمة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7411).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حفص بن عاصم: هو ابن عمر بن =

ص: 467

8886 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتْ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتْ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتْ فِي الرَّابِعَةِ فَلْيَبِعْهَا وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ، أَوْ ضَفِيرٍ مِنْ شَعَرٍ "(1).

8887 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل حَرَّمَ عَلَى لِسَانِي مَا بَيْنَ لَابَتَيْ الْمَدِينَةِ " ثُمَّ جَاءَ بَنُو فُلَانٍ، فَقَالَ:" مَا أَرَاكُمْ إِلَّا قَدْ خَرَجْتُمْ مِنَ الْحَرَمِ " ثُمَّ نَظَرَ فَقَالَ: " بَلْ أَنْتُمْ فِيهِ، بَلْ أَنْتُمْ فِيهِ "(2).

= الخطاب العمري.

وأخرجه البيهقي 5/ 246 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 439، والبخاري (6588)، ومسلم (1391)، والبيهقي 5/ 246 من طرق عن عبيد الله بن عمر، به. ورواية البيهقي الثانية:"ما بين قبري"، بدل:"بيتي". وانظر (7223).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي 8/ 242 و 244 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (13597)، ومسلم (1703)(31)، وأبو داود (4470) من طرق عن عبيد الله بن عمر، به. وانظر (7395).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7844).

ص: 468

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: ثُمَّ جَاءَ بَنُو جَارِيَةَ، وَإِنَّمَا هُمْ (1) بَنُو حَارِثَةَ.

8888 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ - وَقَالَ: وَكَانَ نَازِلًا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ بِالْمَدِينَةِ -، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي صَلَاةً لَيْسَتْ بِالْخَفِيفَةِ، وَلَا بِالطَّوِيلَةِ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ: نَحْوًا مِنْ صَلَاةِ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: أَهَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي؟ قَالَ: وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ: قُلْتُ: خَيْرًا، أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ. قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، وَأَوْجَزَ (2). (3)

8889 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الصَّاغَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ مُيَسَّرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا، وَإِذَا قَالَ: {وَلَا الضَّالِّينَ}، فَقُولُوا: آمِينَ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ "(4).

(1) في (عس) وهامش (ظ 3): هو، وضبب عليها في (عس).

(2)

في (م): قال فقلت: نعم أو أوجز.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وقد سلف الحديث برقم (8429).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن مُيسَّر الصاغاني، لكنه متابع. =

ص: 469

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الدارقطني 1/ 330، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2232، ومن طريقه البيهقي في "القراءة خلف الإِمام"(312) من طريق محمد بن ميسَّر الصاغاني، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 377 و 2/ 326 و 14/ 175، والبخاري في "القراءة خلف الإِمام" تعليقاً (265)، وأبو داود (604)، وابن ماجه (846)، والنسائي 2/ 141 - 142، والدارقطني 1/ 327، والبيهقي في "القراءة خلف الإِمام"(311) من طريق أبي خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة- وبعضهم يرويه مختصراً. وقال أبو داود: وهذه الزيادة: "وإذا قرأ فأنصتوا" ليست بمحفوظة، الوهم من أبي خالد. كذا قال أبوداود، مع أن أبا خالد قد توبع على هذه الزيادة، لكن قال النسائي: لا نعلم أحداً تابع ابنَ عجلان على قوله: "وإذا قرأ فأَنصِتوا".

وسيأتي الحديث من طريق أبي خالد الأحمر في "المسند" مختصراً برقم (9438).

وأخرجه النسائي 2/ 142، والدارقطني 1/ 328، والخطيب في "تاريخه" 5/ 320 من طريق محمد بن سعد الأشهلي الأنصاري، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، به. ومحمد بن سعد الأشهلي وثَّقه ابن معين والنسائي ومحمد بن عبد الله المخرمي، وقال أبو حاتم: ليس بمشهور، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

وأخرجه الدارقطني 1/ 329، والبيهقي في "سننه" 2/ 156 من طريق إسماعيل بن أبان الغنوي، عن محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم ومصعب بن شرحبيل، عن أبي صالح، به. وقال الدارقطني: إسماعيل بن أبان ضعيف. وأسند البيهقي عن ابن معين أنه قال: حديث ابن عجلان: "إذا قرأ فأنصتوا" قال: ليس بشيء. وأسند عن ابن أبي حاتم -وهو في "علله" 2/ 164 - قوله عن أبيه: ليست هذه الكلمة محفوظة، هي من تخاليط ابن عجلان، قال: وقد رواه خارجة بن مصعب أيضاً -يعني عن زيد بن أسلم-، وخارجة أيضاً ليس بالقوي، =

ص: 470

8890 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ

= ثم قال البيهقي بإثر ذلك: ورواه يحيى بن العلاء الرازي كما روياه، ويحيى بن العلاء متروك.

قلنا: وصحح حديث أبي هريرة هذا الإِمام مسلم في "صحيحه" ص 304 دون أن يخرجه، وصححه أيضاً الطبري في "تفسيره" 9/ 166، وابن حجر في "الفتح" 2/ 242. وانظر "تهذيب السنن" للحافظ المنذري 1/ 313.

وأخرجه البخاري تعليقاً في "القراءة خلف الإِمام"(266) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن مصعب بن محمد والقعقاع بن حكيم وزيد بن أسلم، ثلاثتهم عن أبي صالح، به- دون قوله:"وإذا قرأ فأنصتوا". وكاتب الليث سيئ الحفظ.

وأخرجه أيضاً (267) من طريق بكر بن مضر، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

وأخرج الدارقطني 1/ 331 من طريق محمد بن يونس الكديمي، عن عمرو بن عاصم الكلابي، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً:"إذا قال الإِمام: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فأنصتوا". ومحمد بن يونس ضعيف.

وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة من غير هذه الزيادة، انظر (7144)، وانظر بحثنا في القراءة خلف الإِمام عند الحديث السالف برقم (7270).

وقوله: "وإذا قال: {ولا الضالين} فقولوا: آمين" سلف من طريق ابن المسيب وأبي سلمة بسند صحيح برقم (7187).

وفي باب الإِنصات عند قراءة الإِمام حديث أبي موسى الأشعري عند مسلم (404)(63)، وسيأتي تخريجه إن شاء الله تعالى في مسند أبي موسى الأشعري 4/ 415.

ص: 471

فِتْيَانِي فَيَجْمَعُوا حَطَبًا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفُ إِلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الصَّلَاةِ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ، وَايْمُ اللهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّ لَهُ بِشُهُودِهَا عَرْقًا سَمِينًا أَوْ مِرْمَاتَيْنِ، لَشَهِدَهَا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهَا لَأَتَوْهَا وَلَوْ حَبْوًا " (1).

8891 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ "(2).

8892 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَؤْنَةِ عَامِلِي - يَعْنِي عَامِلَ أَرْضِهِ -

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي سعد محمد بن ميسَّر.

وأخرجه الدارمي (1274) عن أبي عاصم النبيل، وابن خزيمة (1482) من طريق صفوان بن عيسى وأبي عاصم النبيل، كلاهما عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (7328).

العَرْق: العَظْم إذا أُخِذَ عنه معظَم اللَّحم.

والمِرْماة، سلف تفسيرها عند الحديث (7328).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي سعد.

وانظر ما سلف برقم (7285).

ص: 472

فَهُوَ صَدَقَةٌ " (1).

8893 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ "(2).

8894 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الْأَغْرِّ (3)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي: قَالَ اللهُ -: " الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَدْخَلْتُهُ جَهَنَّمَ "(4).

8895 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وابن ذكوان: هو عبد الله أبو الزناد. وانظر (7303).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل من رجاله، وباقي رجال الإِسناد من رجال الشيخين. وانظر (7143).

(3)

تحرف في (ظ 3) و (م) والنسخ المتأخرة إلى: الأعرج، والمثبت من (عس) و (ل) وهامش (ظ 3) و"أطراف المسند" 7/ 135، و"جامع المسانيد" 6/ ورقة 92.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله رجال الصحيح غير عطاء بن السائب، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً متابعة، وروى له أصحاب السنن، وهو صدوق لكنه اختلط، ورواية سفيان الثوري عنه قبل الاختلاط. الأغر: هو أبو مسلم المديني، وسلف الحديث من طريق عطاء، عن الأغر برقم (7382).

ص: 473

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ قَالَ: " لَا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ (1) حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ "(2).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: ولا يسرق السارق.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ذكوان: هو أبو صالح السمان.

وأخرجه ابن منده في "الإِيمان"(518) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (13686)، ومن طريقه أخرجه مسلم (57)(105).

وأخرجه أبو داود (4689)، والترمذي (2625)، والنسائي 8/ 65، وابن حبان (4454)، والطبراني في "الأوسط"(5643)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 142 و 14/ 293 من طرق عن الأعمش، به. وبعضهم يرويه مختصراً، وزاد الخطيب في روايته الأولى:"ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم، وهو مؤمن"، وقد سلفت هذه الزيادة في حديث همام عن أبي هريرة برقم (8202).

وأخرجه عبد الرزاق (13688)، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" 10/ 456، عن ابن جريج، والنسائي 8/ 65، والآجري في "الشريعة" ص 113 من طريق محمد بن عجلان، كلاهما عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، به. ووقع في مطبوع "المصنف" أنه موقوف، ونحسب أنه خطأ، فإنه عند الخطيب من طريقه مرفوع، ووقع في رواية النسائي زيادة النهبة المذكورة.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 248 - 249 من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، به. وزاد فيه:"يُنزع منه الإيمان، ولا يعود حتى يتوب، فإذا تاب عاد إليه".

وأخرجه النسائي 8/ 65 من طريق يزيد بن أبي زياد، عن أبي صالح، به، موقوفاً. وزاد فيه: "فإذا فعل ذلك خلع رِبْقةَ الإِسلام من عنقه، فإن تاب تاب الله =

ص: 474

8896 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْمَطْلُ ظُلْمُ الْغَنِيِّ، وَمَنْ أُتْبِعَ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ "(1).

8897 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ يَتَقَاضَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعِيرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" الْتَمِسُوا لَهُ مِثْلَ سِنِّ بَعِيرِهِ " قَالَ: فَالْتَمَسُوا لَهُ، فَلَمْ يَجِدُوا (2) إِلَّا فَوْقَ سِنِّ بَعِيرِهِ. قَالَ:" فَأَعْطُوهُ فَوْقَ بَعِيرِهِ " فَقَالَ

= عليه". ويزيد ضعيف.

وسيأتي الحديث من طريق شعبة عن الأعمش برقم (10216)، وانظر ما سلف برقم (7318).

قوله: "والتوبة معروضة بعد"، قال السندي: أي أنها لا يمنع قبولها، بل لو فعل شيئاً منها ثم تاب، تاب الله عليه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن ذكوان: هو عبد الله أبو الزناد.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(15356).

وأخرجه البخاري (2288) عن محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (9973) عن وكيع، و (9978) عن عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سفيان الثوري، وسلف برقم (7336) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد.

(2)

في (ظ 3) و (عس): فلم يجدوا له.

ص: 475

الْأَعْرَابِيُّ: أَوْفَيْتَنِي أَوْفَاكَ اللهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ خَيْرَكُمْ خَيْرُكُمْ قَضَاءً "(1).

8898 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ فِي

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1601)(122) من طريق عبد الله بن نمير، عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 280 - 281 من طريق الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، عن أبي سلمة، بنحوه، وقال: غريب من حديث عبدة والأوزاعي، لم نكتبه إلا من حديث الفضل -يعني ابن دكين-.

وأخرجه عبد الرزاق (15358) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، مرسلاً.

وسيأتي من طريق سفيان الثوري برقم (9106) و (9572) و (10609)، ومن طريق شعبة برقم (9390) و (9880)، ومن طريق علي بن صالح برقم (10170)، ثلاثتهم عن سلمة بن كهيل.

وفي الباب عن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم (1600)، وسيأتي في مسند 65/ 390.

وعن العرباض بن سارية، سيأتي 4/ 127.

وعن عائشة، سيأتي في مسندها 6/ 268 - 269.

قوله: "جاء أعرابي يتقاضى"، قال السندي: أي: كان بعير الأعرابي دَيْناً على النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء بطلب قضاء دَيْنِه.

"إن خيركم"، أي: إن من خيركم.

ص: 476

السَّحُورِ بَرَكَةً " (1).

(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن-، وباقي رجاله ثقاث رجال الشيخين. وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7601).

وأخرجه النسائي 4/ 141 - 142 من طريق يحيى بن آدم، عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي 4/ 141 من طريق يحيى القطان، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 322 من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن محمد بن أبي ليلي، به.

قلنا: قد تابع محمدَ ابن أبي ليلى عبدُ الملك بن أبي سليمان عند النسائي 4/ 141، والطبراني في "الأوسط"(4987)، فقد أخرجاه من طريق أبي الربيع الزهراني، عن منصور بن أبي الأسود، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، به. وهذا إسناد قوي.

وأخرجه النسائي أيضاً 4/ 141 عن أحمد بن سليمان، عن يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن أبي هريرة، موقوفاً.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(9401) من طريق أبي إسماعيل المؤدب، عن يعقوب بن عطاء، عن أبيه عطاء، به، مرفوعاً. وإسناده ضعيف لضعف يعقوب بن عطاء.

وأخرجه النسائي 4/ 142 عن زكريا بن يحيى، عن أبي بكر بن خلاد، عن محمد بن فضيل، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وحسن إسناده، وقال: هو منكر، وأخاف أن يكون الغلط من محمد بن فضيل! قلنا: لا وجه لنكارته.

وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(345)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 194، والخطيب في "تاريخه" 5/ 233 من طريق أسيد بن =

ص: 477

8899 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي نَعْلَيْهِ (1).

8900 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ (2)، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ، فَإِنَّ

= عاصم، عن عمرو بن حكام، عن شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن حكام.

وسيأتي من طريق ابن أبي ليلى برقم (10185)، وانظر (7807).

وفي الباب عن أنس عند البخاري (1923)، ومسلم (1095)، وسيرد 3/ 99.

وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/ 32.

وعن ابن مسعود عند النسائي 4/ 140، وابن خزيمة (1936).

قوله: "فإن في السحور بركة"، قال السندي: بفتح السين، ما يتسحّر به من الطعام والشراب، وبالضمّ أكله، والوجهان جائزان هاهنا، وتوصيف الطعام بالبركة باعتبار ما في أكله من الأجر والثواب والتقوية على الصوم، وما يتضمنه من الذكر والدعاء في ذلك الوقت.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الرجل المبهم: هو زياد الحارثي أبو الأوبر، جاء مسمّىً في الرواية السالفة برقم (7384)، وسبق الكلام عليه هناك.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 512 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد.

(2)

قرن الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 7/ 202 مع أسود: يحيى بن آدم، ورواية يحيى هذه ليست في شيء من أصولنا الخطية!

ص: 478

حَرَّهَا مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (1).

8901 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي غَاضِرَةَ، قَالَ: قِيلَ (2) لِمَرْوَانَ: هَذَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى الْبَابِ، قَالَ: ائْذَنُوا لَهُ. قَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَوْشَكَ الرَّجُلُ أَنْ يَتَمَنَّى أَنَّهُ خَرَّ مِنَ الثُّرَيَّا وَأَنَّهُ لَمْ يَتَوَلَّ - أَوْ يَلِ، شَكَّ أَبُو بَكْرٍ - مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا ".

قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ هَلَاكَ الْعَرَبِ بِيَدَيْ فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ " قَالَ: قَالَ مَرْوَانُ: بِئْسَ - وَاللهِ - الْفِتْيَةُ هَؤُلَاءِ (3).

(1) حديث صحيح، وهذا سند حسن، عاصم -وهو ابن بهدلة- حديثه في "الصحيحين" مقرون، وهو صدوقٌ حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو بكر: هو ابن عياش الكوفي المقرئ، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وسيأتي برقم (9192) عن يحيى بن إسحاق السيلحيني، عن أبي بكر بن عياش، به. وسيأتي أيضاً في مسند أبي سعيد الخدري 3/ 53 عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، به. وسنده صحيح.

وانظر ما سلف برقم (7130).

(2)

لفظة: "قيل" أثبتناها من (ظ 3) و"جامع المسانيد" 7/ ورقة 266.

(3)

حديث حسن، والرجل المبهم من بني غاضرة: هو يزيد بن شريك العامري، جاء مسمّىً هكذا في الرواية الآتية برقم (10927)، ومسمّىً غير منسوب =

ص: 479

8902 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوِصَالِ. قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوَاصِلُ! قَالَ:" إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَظَلُّ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي "(1).

8903 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ فَرَآهُمْ

= في الرواية الآتية برقم (10737). وبنو غاضرة هم من بني عامر، ويزيد هذا لم نقف له على ترجمة، وفي طبقته يزيد بن شريك بن طارق التيمي الكوفي من تيم الرباب، وهو ثقة من رجال الشيخين.

ويشهد للشطر الأول من الحديث حديثُ أبي حازم عن أبي هريرة السالف برقم (8627)، ولفظه:"ويل للأمراء، ويل للعرفاء، ويل للأمناء، ليتمنيَّنَّ أقوامٌ يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثُّريا، يتذبذبون بين السماء والأرض، ولم يكونوا عملوا على شيء".

ويشهد للشطر الثاني منه حديث مالك بن ظالم، عن أبي هريرة السالف برقم (7871)، وحديث أبي زرعة عن أبي هريرة السالف برقم (8005).

قوله: "أوشك الرجل"، قال السندي: إما لقرب القيامة والحساب أو لقرب الموت، وبه ينكشف الأمر.

(1)

صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عاصم -وهو ابن بهدلة-، وروايته في "الصحيحين" مقرونة، وهو صدوق حسن الحديث. وانظر (7437).

ص: 480

عِزِينَ مُتَفَرِّقِينَ، قَالَ: فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، مَا رَأَيْنَاهُ غَضِبَ غَضَبًا أَشَدَّ مِنْهُ، قَالَ:" وَاللهِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ أَتَتَبَّعَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي دُورِهِمْ، فَأُحَرِّقَهَا عَلَيْهِمْ " وَرُبَّمَا قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْعِشَاءِ (1).

8904 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلَّا مِنْ أَمْرِ حَقٍّ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 169، وفي "شرح مشكل الآثار"(5875) من طريق مالك بن إسماعيل النهدي، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طريق عاصم بن بهدلة برقم (9383) و (10803) و (10935)، ومن طريق الأعمش برقم (9486) و (10217) و (10877)، كلاهما عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7328).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 122 و 12/ 374، ومسلم (21)(35)، وأبو داود (2640)، وابن ماجه (3927)، والترمذي (2606)، والنسائي 7/ 79، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 213، وابن منده (26) و (28)، والبيهقي 3/ 92 و 8/ 19 و 196 و 9/ 182 من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (8163).

ص: 481

8905 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اثْنَانِ هُمَا كُفْرٌ: النِّيَاحَةُ، وَالطَّعْنُ فِي النَّسَبِ "(1).

8906 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَبْشًا (2) أَمْلَحَ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر -وهو ابنُ عياش- فمن رجال البخاري.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 305 - 306 من طريق أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن منده في "الإِيمان"(662) من طريق جرير بن عبد الحميد، وبرقم (663)، والبيهقي 4/ 63 من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، به.

وأخرجه ابن منده (661) من طريق عبد الله بن يحيى بن ميسرة، عن خلاد بن يحيى، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به -ولفظه:"ثلاث لا يدعهن الناس: النياحة، والطعن في الأنساب، والعدوى: جرب بعير في إبل مئة، فجربت، فمن أعدى الأول؟ "وعبد الله بن يحيى مجهول.

وسيأتي الحديث برقم (9690) و (10434) من طريق الأعمش، وانظر ما سلف برقم (7560).

قوله: "كفر"، قال السندي: أي: من عادات الكَفَرة.

(2)

في (ظ 3) و (عس): كبش، وضبب عليها في (عس).

ص: 482

فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ مُشْفِقِينَ. قَالَ: يَقُولُونَ: نَعَمْ. قَالَ: ثُمَّ يُنَادَى أَهْلُ النَّارِ: تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. قَالَ: فَيُذْبَحُ، ثُمَّ يُقَالُ: خُلُودٌ فِي الْجَنَّةِ، وَخُلُودٌ فِي النَّارِ " (1).

8907 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ زَادَ فِيهِ:" فَيُؤْتَى بِهِ عَلَى الصِّرَاطِ فَيُذْبَحُ "(2).

8908 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وسيأتي مكرراً برقم (10656)، وانظر (7546).

(2)

صحيح، وهذا إسناد حسن، عاصم -وهو ابن بهدلة- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 16/ 88 عن عبيد بن أسباط بن محمد، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

وسيأتي من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9449)، ومكرراً برقم (10657).

ص: 483

لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ " (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن سالم بن أبي الجعد كثير الإِرسال عن الصحابة، ولم يصرح بسماعه من أبي هريرة، لكنه قد توبع على هذا الحديث. أبو حَصِين: هو عثمان بن عاصم بن حُصين الأسدي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 207، وابن ماجه (1839)، والنسائي 5/ 99، وابن الجارود (364)، وأبو يعلى (6401)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 14، وابن حبان (3290)، والدارقطني 2/ 118، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 308، والبيهقي 7/ 14 من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإِسناد. وقرن الدارقطني بأبي بكرٍ قيسَ بنَ الربيع.

وسيأتي من طريق أبي بكر بن عياش برقم (9061).

وأخرجه الدارقطني 2/ 118 من طريق منصور بن المعتمر، عن سالم بن أبي الجعد، به.

وأخرجه الطحاوي 2/ 14 من طريق معلى بن منصور الرازي، وأبو نعيم 8/ 308 من طريق معلى وفرات بن محبوب، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وهذا إسناد صحيح إن كان أبو بكر بن عياش حفظه، ويكون له في هذا الحديث عن أبي هريرة طريقان.

وأخرجه أبو يعلى (6199)، وابن خزيمة (2387)، والحاكم 1/ 407، والبيهقي 7/ 13 - 14 من طريق سفيان بن عيينة، عن منصور بن المعتمر، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة، رفعه سفيان في رواية ابن خزيمة والحاكم، وشك فيه عند أبي يعلى والبيهقي، وذكر البيهقي أن الحميدي رواه عن سفيان فرفعه، وإسناد طريق سفيان هذا صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7855)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(885) من طريق وهب بن بقية، عن خالد الطحان، عن حصين بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. وإسناده صحيح. =

ص: 484

8909 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، وَالْإِمَامُ ضَامِنٌ، اللهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ "(1).

8910 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبَّاسٍ (2) مَوْلَى عَقِيلَةَ بِنْتِ طَلْقٍ الْغِفَارِيَّةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُحَلِّقَ حَبِيبَهُ حَلْقَةً مِنْ نَارٍ، فَلْيَجْعَلْ لَهُ حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُطَوِّقَ حَبِيبَهُ طَوْقًا مِنْ نَارٍ، فَلْيُطَوِّقْهُ طَوْقًا مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُسَوِّرَ حَبِيبَهُ سِوَارًا مِنْ نَارٍ، فَلْيُسَوِّرْهُ سِوَارًا مِنْ ذَهَبٍ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ

= وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر ما سلف في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6530)، وانظر شرح الحديث هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن داود -وهو الضبي الطرسوسي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 207، وابن خزيمة (1530)، والطبراني في "الصغير"(750)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 341 من طريق موسى بن داود، بهذا الإِسناد. وسيتكرر برقم (10666)، وانظر (7169).

(2)

في (ظ 3) و (ل): ابن عياش، بالتحتانية والمعجمة، وفي (عس) و (س) وهامش (ظ 3): عباس، بالموحدة والمهملة. وكلاهما قد ذُكر في ترجمته، واختلف في اسم مولاته أيضاً، فقيل: عقيلة، كما هو هنا، وقيل: عَبْلة، كما في الحديث السالف برقم (8416).

ص: 485

بِالْفِضَّةِ، فَالْعَبُوا بِهَا " (1).

8911 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأُدْخِلَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ لَا مَوْتَ فِيهِ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ لَا مَوْتَ فِيهِ "(2).

8912 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ الْجُلَاحِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ نَاسًا أَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: إِنَّا نُبْعِدُ فِي الْبَحْرِ، وَلَا نَحْمِلُ مَعَنَا (3) مِنَ الْمَاءِ إِلَّا الْإِدَاوَةَ وَالْإِدَاوَتَيْنِ، لِأَنَّا لَا نَجِدُ الصَّيْدَ حَتَّى نُبْعِدَ، أَفَنَتَوَضَّأُ بِمَاءِ الْبَحْرِ؟ قَالَ:" نَعَمْ، فَإِنَّهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ، الطَّهُورُ مَاؤُهُ "(4).

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي- فقد روى له البخاري مقروناً ومعلقاً، وغير أسيد بن أبي أسيد -وهو البرَّاد-، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (8416).

وأخرجه أبو داود (4236)، ومن طريقه البيهقي 4/ 140 عن عبد الله بن مسلمة، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإِسناد.

(2)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -وهو محمد- فقد روى له مسلم متابعة، وهو قوي. ليث: هو ابن سعد. وانظر (8535).

(3)

لفظة: "معنا" زيدت من (ظ 3).

(4)

حديث صحيح، وإسناده مختلف فيه كما سيأتي لاحقاً في التخريج، وكما =

ص: 486

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= سلف بيانه عند الحديث رقم (7233). وسقط من إسناد المصنِّف هنا بين الليث والجُلاحِ يزيدُ بن أبي حبيب، وبين الجُلاحِ والمغيرةِ سعيدُ بن سلمة المخزومي:

فقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 478 عن عبد الله بن صالح كاتب الليث، والحاكم 1/ 141، والبيهقي في "السنن" 1/ 3، وفي "المعرفة"(5) من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الجلاح أبي كثير، عن سعيد بن سلمة المخزومي، عن المغيرة بن أبي بردة، بهذا الإِسناد. فزادوا في الإِسناد: يزيد وسعيداً.

وأخرجه البخاري 3/ 478، والبيهقي في "المعرفة"(7) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث المصري، عن الجلاح، عن سعيد بن سلمة، عن المغيرة، به. فتابع عمرٌو يزيدَ بن أبي حبيبٍ.

ورواه ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب، فاختلف عليه في إسناده، فسمى سعيد بن سلمة: عبد الله بن سلمة، ومرة سماه سلمة بن سعيد.

فأخرجه البخاري 3/ 478، والدارمي (728)، والبيهقي في "المعرفة"(8) من طريق محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الجلاح، عن عبد الله بن سعيد المخزومي، عن المغيرة بن أبي بردة، به. وفي رواية الدارمي: المغيرة عن أبيه، عن أبي هريرة بزيادة "أبيه" وهو خطأ.

وأخرجه البخاري أيضاً 3/ 479 من طريق عبد الرحمن بن مغراء، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن اللجلاج، عن عبد الله بن سعيد المخزومي، عن المغيرة، به. وقال عقبه -كما في "المعرفة" 1/ 135، ولم ترد في "التاريخ"-: وحديث مالك أصح (يشير إلى ما وقع في روايته من تسمية الراوي: جلاح كما سلف برقم: 7233)، واللجلاج خطأ. وقال الحافظ في "التقريب": لجلاج عن أبي سلمة، صوابه: الجلاح.

وأخرجه البخاري 3/ 478 - 479 من طريق سلمة بن الفضل الأبرش، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن اللجلاج، عن سلمة بن سعيد، عن المغيرة، =

ص: 487

8913 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: هَذَا أَبُوكُمْ آدَمُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. فَيَقُولُ لَهُ رَبُّنَا: أَخْرِجْ نَصِيبَ جَهَنَّمَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَكَمْ؟ فَيَقُولُ: مِنْ كُلِّ مِئَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِذَا أُخِذَ مِنَّا مِنْ كُلِّ مِئَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُينَ، فَمَاذَا يَبْقَى مِنَّا؟ قَالَ: " إِنَّ أُمَّتِي فِي الْأُمَمِ كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ " (2).

= به. فسمى سعيد بن سلمة: سلمة بن سعيد.

قال البيهقي: الليث بن سعد أحفظ من ابن إسحاق، فقد أقام إسناده عن يزيد بن أبي حبيب، وتابعه على ذلك عمرو بن الحارث. كما سبق.

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: يُؤتى.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي-، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً، وهو صدوق، وقد توبع. ثور: هو ابن زيد الدِّيلي، وأبو الغيث: هو سالم المدني.

وأخرجه البخاري (6529) عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه أبي بكر، عن سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، بهذا الإِسناد.

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3677).

وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (3348)، ومسلم (222)، وسيأتي 3/ 32 - 33.

وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/ 432.

ص: 488

8914 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اسْتَهَلَّ رَمَضَانُ، غُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ "(1).

8915 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، وَإِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، لَا يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ "(2).

8916 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن محمد، فمن رجال مسلم. أبو سهيل: هو نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي التيمي.

وأخرجه أبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 239 من طريق إبراهيم بن حمزة، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 150 من طريق القعنبي، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإِسناد. وانظر (7780).

قوله: "إذا استهلَّ رمضان"، قال السندي: على بناء الفاعل، أي: تَبيَّنَ هلالُه، أو المفعولِ، أي: رؤي هلاله، كذا ذكر الوجهين في "الصحاح".

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمد الدراوردي. سهيل: هو ابن ذكوان السمان أبي صالح.

وأخرجه الترمذي (2877) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقال: حسن صحيح. وانظر (7821).

ص: 489

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَعْنِي قَالَ لِنِسْوَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ:" لَا يَمُوتُ لِإِحْدَاكُنَّ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَحْتَسِبُهُ، إِلَّا دَخَلَتِ الْجَنَّةَ " فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَوِ اثْنَانِ (1) يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "أَوِ اثْنَانِ"(2).

8917 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"عَلَى أَبوابِ (3) الْمَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ، لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلَا الدَّجَّالُ"(4).

8918 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخَصِبِ، فَأَعْطُوا الْإِبِلَ حَظَّهَا مِنَ الْأَرْضِ، وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ، فَبَادِرُوا بِهَا نِقْيَهَا، وَإِذَا عَرَّسْتُمْ، فَاجْتَنِبُوا الطُّرُقَ، فَإِنَّهَا طُرُقُ الدَّوَابِّ، وَمَأْوَى الْهَوَامِّ بِاللَّيْلِ "(5).

(1) في الموضعين في (عس) ونسخة على هامش (س): أو اثنين، وكذا في (ظ 3) لكن ضبب عليها، وكتب في هامشها: صوابه اثنان.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه.

وأخرجه مسلم (2632)(151)، والبيهقي 4/ 67 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وانظر (7357).

(3)

في (م) ونسخة على هامش (ظ 3) والنسخ المتأخرة: أَنْقَابِ.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. وانظر (7234).

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. =

ص: 490

8919 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا هِجْرَةَ بَعْدَ ثَلَاثٍ "(1).

= وأخرجه مسلم (1926)، والترمذي (2858) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (2550) و (2556) عن أحمد بن عبدة الضبي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به - واقتصر في الموضع الثاني على الشطر الثاني منه.

وانظر (8442).

قوله: "الخِصْب"، قال السندي: هو بكسر الخاء: كثرة العشب والمرعى.

"حظها": نصيبها من النبات، أي: دعوها ساعة فساعة حتى ترعى.

"السَّنَة": القحط.

"نقيها": بكسر نون وسكون قاف: مخ العظم، أي: أسرعوا عليها السير ما دامت قوية قبل الضعف، لأنها لا تجد العشب فتضعف ويزول مخها.

"عرَّستم": من التعريس، أي: نزلتم آخر الليل.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز الدراوردي.

وأخرجه مسلم (2562)(27) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 6/ ورقة 217 من طريق عبد الله بن مسلمة، عن عبد العزيز بن محمد، به.

وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير وسليمان بن بلال، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به.

وسيأتي بأطول مما هنا برقم (9092) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة.

وأخرج البخاري في "الأدب المفرد"(414)، وأبو داود (4912)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(555) من طريق محمد بن هلال بن أبي هلال، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "لا يحل لرجل أن يهجر مؤمناً فوق ثلاثة أيام، فإذا مرت =

ص: 491

8920 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ عَلَى نَاسٍ جُلُوسٍ، فَقَالَ:" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ؟ " قَالَ: فَسَكَتُوا، فَقَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَخْبِرْنَا بِخَيْرِنَا مِنْ شَرِّنَا. قَالَ:" خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ، وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ، وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ، وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ "(1).

8921 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " هَذِهِ النَّارُ جُزْءٌ مِنْ مِئَةِ

= ثلاثة أيام، فليَلْقَه فليُسَلِّم عليه، فإنْ ردَّ عليه السلام فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يردَّ عليه، فقد برئ المسلم من الهجرة" وهلال مجهول.

وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1589)، وانظر تتمة شواهده هناك، ونزيد هنا في شواهده حديث المسور بن مخرمة، سيأتي في مسنده 4/ 327.

قوله: "لا هجرة بعد ثلاث"، قال السندي: أي: لا ينبغي المقاطعةُ بين المسلمين فوق ثلاث، ومحملُه ما إذا كان لأمرٍ دُنيوي، وأما إذا كان لتأديب الأهل أو لأمرٍ ديني فيجوزُ، وقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم اعتزل نساءه شهراً تأديباً، والله تعالى أعلم.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه.

وأخرجه الترمذي (2263) عن قتيبة بن سعيد، به. وقال: حسن صحيح.

وأخرجه ابن حبان (527) و (528)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1247)، والبيهقي في "شعب الإِيمان"(11268) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، والقضاعي (1246) من طريق ضِرار بن صُرَد، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد، به. وانظر (8812).

ص: 492

جُزْءٍ مِنْ جَهَنَّمَ " (1).

8922 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ (2)، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَجْتَمِعُ الْكَافِرُ وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ أَبَدًا "(3).

8923 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ (4).

(1) إسناده قوي، وقد صح الحديث من طرق عن أبي هريرة، بلفظ:"سبعين جزءاً"، انظر ما سلف برقم (7327).

وجاء هذا الحديث في (م) بعد الحديث رقم (8923) خلافاً للأصول الخطية.

(2)

هكذا وقع إسناد هذا الحديث في (عس) و (ل)، ووقع في (ظ 3) وبقية النسخ الخطية و"أطراف المسند" 7/ 200، و"جامع المسانيد والسنن" 7/ ورقة 44: حدثنا قتيبة، حدثنا عبد العزيز، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة. وإنما أثبتنا إسناد العلاء لأن هذا الحديث بهذا اللفظ قد روي من غير طريق عن العلاء، انظر (8816) و (9163) و (9342).

وروي نحو هذا الحديث أيضاً من طريق سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة لكن بلفظ:"لا يجتمع في النار من قتل كافراً، ثم سدَّدَ بعده" أو نحوه، انظر (7575) و (8479) و (8637) و (9186).

(3)

إسناده قوي.

وأخرجه ابن حبان (4665) من طريق عبد الله بن مسلمة، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإِسناد. وانظر (8816).

(4)

تحرف "عيسى بن طلحة" في المطبوع إلى: "أبي سلمة"! والتصويب من =

ص: 493

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الْعَبْدَ ليَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ "(1).

8924 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، مَا تَقُولُونَ؟ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ؟ " قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ (2) شَيْءٌ. قَالَ: " ذَاكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهَا (3) الْخَطَايَا "(4).

= الأصول الخطية، و"أطراف المسند" 7/ 433.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي المدني، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي.

وأخرجه مسلم (2988)(49)، والنسائي في الرقائق من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/ 294، وابن حبان (5707) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (6477)، والبيهقي في "السنن" 8/ 164، وفي "الشعب"(4956) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، ومسلم (2988)(50)، والبيهقي فيهما من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، كلاهما عن بكر بن مضر، به.

وأخرجه ابن حبان (5708) من طريق حيوة بن شريح، عن يزيد بن الهاد، به. وانظر (7215).

(2)

قوله: "قالوا: لا يبقى من درنه" سقط من (م).

(3)

لفظة: "بها" لم ترد في (ظ 3) و (عس).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. =

ص: 494

8925 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَادِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، لَمْ يَقُلْ: سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (1).

= وأخرجه مسلم (667)، والترمذي (2868)، وابن حبان (1726)، والبيهقي 3/ 62 - 63، والبغوي (342) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (528)، والبيهقي 3/ 62 - 63 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، والبخاري (528)، وأبو عوانة 2/ 20 - 21، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(92) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، كلاهما عن يزيد بن الهاد، به. وانظر ما بعده.

وسيأتي من طريق يزيد بن عبد الله بن أسامة برقم (9506)، ومن طريق أبي صالح برقم (9692)، كلاهما عن أبي هريرة.

وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف برقم (518).

وعن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1534).

وعن جابر، سيأتي 3/ 305.

وعن أبي الدرداء عند ابن أبي شيبة 2/ 388.

وعن أبي سعيد الخدري عند البزار (344 - كشف الأستار)، ومحمد بن نصر المروزي (86)، والطبراني في "الكبير"(5444)، وفي "الأوسط"(200).

وعن أنس، عند البزار (347 - كشف الأستار)، ومحمد بن نصر (94)، وأبي نعيم في "الحلية" 2/ 344.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقوله: "لم يقل سمع النبي صلى الله عليه وسلم" يقصد به أنه لم يقل. سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، بل قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه مسلم (667)، والترمذي (2868)، والنسائي 1/ 230 - 231، والبيهقي 3/ 62 - 63، والبغوي (342) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (1183)، وأبو عوانة 2/ 20 - 21، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4965) و (4966)، والبيهقي 1/ 361 من طرق عن الليث بن سعد، به. =

ص: 495

8926 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْإِيمَانُ أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ بَابًا، أَرْفَعُهَا وَأَعْلَاهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ "(1).

8927 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلنَّاسِ: " أَحْسِنُوا صَلَاتَكُمْ،

= وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمارة بن غزية، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الترمذي (2614)، وابن منده في "الإِيمان"(147) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وفيه:"بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة".

وسيأتي من طريق عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9361) و (9748).

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8999) عن المقدام بن داود، عن عمه سعيد بن عيسى، عن مفضل بن فضالة، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف لضعف شيخ الطبراني.

قوله: "الإِيمان"، قال السندي: أي: أعمال الإِيمان.

"أربعة وستون باباً"، أي: أنواع كثيرة على أن المراد بالعدد الكثرة، وبالأبواب الأنواع، وإلا فقد جاء أعداد مختلفة.

"أعلاها"، أي: أشرفها، فإنه بمنزلة الجزء من "الإِيمان"، ولا يظهر الإِيمان غالباً إلا به.

"إماطة الأذى"، أي: إزالته وتبعيده عن الطريق حتى لا يؤذي أحداً.

ص: 496

فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي كَمَا أَرَاكُمْ أَمَامِي " (1).

8928 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يُلْدَغُ مُؤْمِنٌ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ "(2).

8929 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَالْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، ابن عجلان وأبوه لا بأس بهما، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة"(354) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7199).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عُقيل: هو ابن خالد بن عَقيل.

وأخرجه البخاري (6133)، ومسلم (2998)، وأبو داود (4862)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1464)، والبيهقي في "السنن" 10/ 129، وفي "الآداب"(447)، والبغوي (3507) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (2781)، وابن ماجه (3982)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(10) من طرق عن الليث بن سعد، به.

وأخرجه الطحاوي (1463) من طريق سلامة بن روح، عن عقيل بن خالد، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1278)، ومسلم (2998)، والطحاوي (1462)، وابن حبان (663)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(9)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 127، والبيهقي في "السنن" 6/ 320 من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. وفي رواية البيهقي قصة.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5964). وانظر شرحه هناك.

ص: 497

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " سَبَقَ دِرْهَمٌ دِرْهَمَيْنِ "، قَالُوا: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" كَانَ لِرَجُلٍ دِرْهَمَانِ، فَتَصَدَّقَ أَجوَدَهُمَا، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عُرْضِ مَالِهِ فَأَخَذَ مِنْهُ مِئَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا "(1).

8930 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن عجلان، فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم في الشواهد، وهو صدوق لا بأس به.

وأخرجه النسائي 5/ 59 عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وعنده: "سبق درهم مئة ألف درهم

".

وأخرجه 5/ 59، وابن خزيمة (2443)، وابن حبان (3347)، والحاكم 1/ 416، والبيهقي 4/ 181 - 182 من طريق صفوان بن عيسى، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. وعندهم جميعاً: "سبق درهم مئة ألف درهم

".

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد- زوائد نعم"(95) عن داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، قال: قال أبو هريرة

فذكره. وهو منقطع، زيد بن أسلم لم يدرك أبا هريرة، بينهما أبو صالح كما في الإِسناد السابق.

قوله: "درهمين " كذا هي في جميع النسخ الخطية، وضبب عليها في (ظ 3) و (عس) وكأنها خطأ قديم، وجميع من أخرج الحديث بلفظ: مئة ألف درهم.

قوله: "عُرْض ماله"، قال السندي: بضم العين وسكون الراء، أي: جانبه، وظاهر الحديث أن صدقة الفقير أفضل بأضعافٍ من صدقة الغني، ويؤيده:"أفضل الصدقة جُهد المُقِلّ"(وسلف برقم 8702).

ص: 498

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَزَالُ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ عِصَابَةٌ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ خِلَافُ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ عز وجل وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ "(1).

8931 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ "(2).

(1) إسناد قوي كسابقه.

وأخرجه ابن حبان (6835) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وانظر (8274).

(2)

إسناده قوي من أجل محمد بن عجلان.

وأخرجه الترمذي (2627)، والنسائي 8/ 104 - 105 عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(637)، وابن حبان (180)، والحاكم 1/ 10 من طرق عن الليث بن سعد، به.

ووقع في هذه المصادر جميعها: "المسلمون"، بدلاً من:"الناس".

وأخرجه هناد في "الزهد"(1134)، والمروزي (638) من طريق يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ المؤمنين أفضل؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه". ويحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب متروك.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6925).

وعن أنس بن مالك، سيأتي 3/ 154. =

ص: 499

8932 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنْ بَنِي آدَمَ كُتِبَ حَظُّهُ مِنَ الزِّنَى، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنُ زِنَاهَا النَّظَرُ، وَالْآذَانُ زِنَاهَا الِاسْتِمَاعُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْمَشْيُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ "(1).

8933 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ ذَا زَبِيبَتَيْنِ، يَتْبَعُ صَاحِبَهُ وَهُوَ يَتَعَوَّذُ مِنْهُ، فَلَا

= وعن فضالة بن عبيد، سيأتي 6/ 21.

وسلف دون قوله: "والمؤمن من أمنه

الخ" من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6515)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده قوي كسابقه.

وأخرجه أبو داود (2154)، والبيهقي في "الشعب"(5430) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن حبان (4423) من طريق عيسى بن حماد، والحاكم 2/ 470 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، كلاهما عن الليث بن سعد، به. وانظر (8526).

ص: 500

يَزَالُ يَتْبَعُهُ حَتَّى يُلْقِمَهُ أُصْبُعَهُ " (1).

8934 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ فِي حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ وَكَثْرَةِ الْمَالِ "(2).

8935 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ وَأَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْمُلَامَسَةِ وَالْمُنَابَذَةِ (3).

(1) إسناده قوي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11217) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (2254)، وابن حبان (3258)، والحاكم 1/ 389 من طرق الليث بن سعد، به. وانظر (7756).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.

وأخرجه الترمذي (2338) عن قتيبة بن سعيد،. بهذا الإِسناد.

وسيتكرر برقم (8946)، وانظر ما سلف برقم (8211).

(3)

إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين غير محمد بن إدريس الشافعي الإمام، فقد علق له البخاري، وروى له أصحاب السنن الأربعة.

وهو في "مسند الشافعي" 2/ 144، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة "(11462).

وأخرجه البخاري (2146)، والنسائي 7/ 259، والبغوي (2101) من طريق =

ص: 501

8936 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي تَمِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ، لَا فَضْلَ بَيْنَهُمَا "(1).

8937 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ

= مالك، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 666 و 917، ومن طريقه البخاري (5821)، والبيهقي في "السنن" 3/ 236 عن أبي الزناد وحده، به. ورواية مالك الثانية والباقين مطولة.

وأخرجه مسلم (1511)(1) من طريق القاسم، عن مالك، عن محمد بن يحيى وحده، به.

وسيأتي برقم (9982) و (10169) و (10228) و (10846). وانظر ما سلف برقم (8251).

(1)

إسناده صحيح كسابقه.

وهو في "مسند الشافعي" 12/ 57، ومن طريقه أخرجه البيهقي 5/ 278.

والحديث في "الموطأ" 2/ 632، ومن طريق مالك أخرجه مسلم (1588)(85)، والنسائي 7/ 278، والطحاوي 4/ 69، وابن حبان (5012)، والبغوي (2058).

وأخرجه مسلم (1588)(85)، والبيهقي 5/ 278 من طريق سليمان بن بلال، عن موسى بن أبي تميم، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (10293)، وانظر ما سلف برقم (7558).

ص: 502

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلَا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَلَقَّوْا السِّلَعَ "(1).

8938 -

وَقَالَ: " مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ "(2).

8939 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ

(1) إسناده صحيح كسابقه.

وهو في "مسند الشافعي" 2/ 146 و 147 مقطعاً غير قوله: "ولا يبيع حاضرٌ لبادٍ"، وهو في "السنن المأثورة" له (262)، وسلفت هذه القطعة برقم (7312) عن سفيان، عن أبي الزناد.

وأخرجه النسائي 7/ 256 عن قتيبة بن سعيد، عن مالك، بهذا الإِسناد.

وسيأتي بأطول مما هنا برقم (10004) عن إسحاق بن عيسى، عن مالك، وانظر ما سلف برقم (7248).

وسلف النهي عن التناجش ضمن حديث آخر برقم (7858) من طريق الأعرج عن أبي هريرة.

(2)

إسناده صحيح كسابقه. وهو في "السنن المأثورة" للشافعي (245).

والحديث في "الموطأ" 2/ 674، ومن طريق مالك أخرجه الدارمي (2586)، والبخاري (2287)، ومسلم (1564)، وأبو داود (3345)، والنسائي 7/ 317، وأبو يعلى (6298) و (6344)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2752)، وابن حبان (5053) و (5090)، والبيهقي 6/ 70، والبغوي (2152).

وسيأتي من طريق مالك برقم (10002)، وسلف برقم (7336) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد.

ص: 503

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ خَوْلَةَ بِنْتَ يَسَارٍ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ، وَأَنَا أَحِيضُ فِيهِ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَقَالَ:" إِذَا طَهُرْتِ فَاغْسِلِيهِ، ثُمَّ صَلِّي فِيهِ " فَقَالَتْ: فَإِنْ لَمْ يَخْرُجِ الدَّمُ؟ قَالَ: " يَكْفِيكِ الْمَاءُ، وَلَا يَضُرُّكِ أَثَرُهُ "(1).

8940 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُنْضِي شَيَاطِينَهُ، كَمَا يُنْضِي أَحَدُكُمْ بَعِيرَهُ فِي السَّفَرِ "(2).

(1) حديث حسن، عبد الله بن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ-، قد روى عنه هذا الحديث أيضاً عبد الله بن وهب كما سيأتي، وروايته عنه صالحة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو داود (365) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البيهقي 2/ 408 من طريق عبد الله بن وهب وعثمان بن صالح، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن منده كما في "الإِصابة" 7/ 627، والبيهقي 2/ 408 - 409 من طريق علي بن ثابت، عن الوازع بن نافع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن خولة بنت يمان أو يسار. وتصحف في مطبوع "سنن البيهقي":"يمان"، إلى:"نمار".

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (615) من طريق علي بن ثابت، به -لكن سمَّى خوله: بنت حكيم الأنصارية-. والوازع بن نافع ضعيف.

وانظر (7867).

(2)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ. =

ص: 504

8941 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو (1)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَصْحَابَ الصُّوَرِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَهَا، يُعَذَّبُونَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ "(2).

= وأورده السيوطي في "الجامع"، وزاد نسبته إلى الحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا في "مكايد الشيطان".

قوله: "إن المؤمن لينضي"، قال السندي: من: أنضاه، أي: أهزله، والنِّضوُ: دابةٌ أهزلتها، وأذهب لحمها، والمراد أن من شأن المؤمن مخالفة الشياطين وتصغيرهم، وفي التشبيه تنبيهٌ على أن حق المؤمن أن يغلب على الشيطان حتى يكون الشيطان تحته مطيعاً له كالدابة، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: يزيد بن أبي عمرو، والمثبت من النسختين العتيقتين (ظ 3) و (عس)، ونسخة على هامش (س) وهو الصواب.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأن قتيبة بن سعيد لم يكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب عبد الله بن وهب، ثم يسمعه من ابن لهيعة، وابن وهب إنما سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه. يزيد بن عمرو: هو المعافري المصري.

وسيأتي الحديث عن يحيى بن إسحاق، عن ابن لهيعة برقم (9077) لكن بلفظ:"قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن أراد أن يخلق مثل خلقي، فليخلُق ذرةً أو حبة".

وبنحوه من طريق عكرمة عن أبي هريرة برقم (10549).

وانظر ما سلف برقم (7521).

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3558). وانظر تتمةَ شواهده فيه.

ص: 505

8942 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْفِقْهُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ، أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، فَهُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، وَأَلْيَنُ قُلُوبًا، وَالْكُفْرُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ وَالْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ "(1).

8943 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مَشْيِتِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَأَنَّمَا الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ، إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا، وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ثابت بن الحارث -وهو الأنصاري المصري- لا يكاد يُعرف، وقد صح الحديث عن أبي هريرة من غير هذا الطريق، انظر ما سلف برقم (7202) و (7432) و (7505) و (8846)، وما سيأتي برقم (9499).

(2)

إسناده حسن، وابن لهيعة قد توبع كما سلف بيانه عند الحديث رقم (8604)، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو يونس: هو سُليم بن جبير مولى أبي هريرة.

وأخرجه الترمذي في "السنن"(3648)، وفي "الشمائل"(115) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث غريب. وانظر (8604).

ص: 506

8944 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ "(1).

8945 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" سَافِرُوا تَصِحُّوا، وَاغْزُوا تَسْتَغْنُوا "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، قتيبة كَتَبَ حديث ابن لهيعة من كُتُب ابن وهب، ثم سمعها من ابن لهيعة. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، يتيم عُروة.

وانظر ما سلف برقم (7530).

(2)

إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، ودَرّاج -وهو ابن سمعان أبو السَّمْح- ضعيف صاحب مناكير.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8308) عن موسى بن زكريا التُّسْتَري، عن جعفر بن محمد بن فضيل الجزري، عن محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، عن زهير بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه:"اغزوا تغنموا، وصوموا تصحُّوا، وسافروا تستغنوا". وهذا إسناد ضعيف جداً، موسى بن زكريا شيخ الطبراني، قال الدارقطني: متروك.

وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(623) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن الردَّاد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه:"سافروا تصحُّوا وتغنموا"، وهذا إسناد ضعيف بمرّة، محمد بن عبد الرحمن بن الرداد، قال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال أبو زرعة: ليِّن، وقال ابن عدي: رواياته =

ص: 507

8946 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ فِي

= ليست محفوظة، وقال الأزدي: لا يُكتب حديثُه.

ورواه محمد بن عبد الرحمن مرةً أُخرى عن عبد الله بنِ دينار، عن ابن عمر مرفوعاً، فجعله من حديث ابن عمر، أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7396)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2198، والبيهقي 7/ 102، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 10/ 387، والقضاعي في "مسند الشهاب" (622). قال أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 2/ 306: هذا حديث منكر.

وفي الباب عن ابن عباس عند ابن عدي في "الكامل" 7/ 2521 بلفظ: "سافروا تصحوا، وصوموا تصحوا، واغزوا تغنموا"، وإسناده ضعيف لا يُفرح به، فيه نهشل بن سعيد متروك الحديث، وكذَّبه إسحاق بن راهويه.

وهو عند البيهقي في "السنن" 7/ 102 بلفظ: "سافروا تصحوا وتغنموا"، وفيه من لم نعرفهم.

وعن أبي سعيد الخدري عند ابن عدي 3/ 1292 بلفظ: "سافروا تصحوا"، وإسناده غاية في الضعف، فيه سوَّار بن مصعب، وهو متروك منكر الحديث، وفيه أيضاً عطية العوفي، وهو ضعيف.

وروي عن عمر موقوفاً عليه كلفظ حديث أبي سعيد، وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(20928)، ورجاله ثقات، إلا أنه منقطع بين طاووس وبين عمر، وهو أصح شيء في الباب.

قلنا: وهذا الحديث على ضعف إسناده، فإن قوله:"سافروا تصحوا" مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم: "السفر قِطعة من العذاب"، وهو متفق عليه، وسلف عند المصنف برقم (7225).

ص: 508

حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَكَثْرَةِ الْمَالِ " (1).

8947 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلَاءَ، عَنْ مُحْصِنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ رَاحَ فَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا، أَعْطَاهُ اللهُ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ صَلَّاهَا أَوْ حَضَرَهَا، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا "(2).

8948 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَيُّمَا ضَيْفٍ نَزَلَ بِقَوْمٍ،

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، ابن عجلان -واسمه محمد- روى له البخاري تعليقاً، ومسلم في المتابعات، وهو قوي الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (8934).

(2)

إسناده حسن، مُحصِن بن عليّ خرَّج له أبو داود والنسائي، وروى عنه ثلاثة من الثقات، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه المزي في ترجمة محمد بن طحلاء من "التهذيب" 25/ 409 من طريق محمد بن إسحاق الثقفي، عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1455)، وأبو داود (564)، والحاكم 1/ 208 - 209، والبيهقي 3/ 69، والبغوي (789) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، والنسائي 2/ 111 عن إسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!!

وفي الباب عن رجل من الأنصار عند أبي داود (563)، والبيهقي 3/ 69. وفي إسناده رجل مجهول.

ص: 509

فَأَصْبَحَ الضَّيْفُ مَحْرُومًا، فَلَهُ أَنْ يَأْخُذَ بِقَدْرِ قِرَاهُ، وَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ " (1).

8949 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لُبْسَتَيْنِ وَعَنْ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي طلحة -واسمه نعيم بن زياد الأنماري- فقد روى له أبو داود في "التفرد"، والنسائي في "السنن" وهو ثقة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2816) و (2817)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 242 من طريق عبد الله بن وهب وعبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح، بهذا الإِسناد.

وفي الباب عن عُقبة بن عامر عند البخاري (2461)، ومسلم (1727)(17)، وسيأتي 4/ 149.

وعن المقدام بن معدي كرب، سيأتي 4/ 130.

قوله: "فأصبح محروماً"، قال السندي: أي: ما ضَيَّفوه، فله أن يأخذ من مال القوم.

"بقدر قِراه": بكسر قاف مقصوراً، وبفتحها ممدوداً: ما يُصنَع للضيف من طعام أو شراب. قيل: هذا إذا نزل بقوم من أهل النِّعْمة من سكان البوادي، فعليهم الضيافة، إذا وضع عليهم الإِمام ضيافةَ المسلم المارِّ بهم، أو هو في حقِّ الضيف المضطر، وكان في بَدْءِ الإِسلام ثم نُسِخ، وعند بعض أهل العلم: الضيافة واجبة على أهل البادية مطلقاً، والله تعالى أعلم.

وانظر "فتح الباري" 5/ 108 و 10/ 533.

ص: 510

بَيْعَتَيْنِ، فَأَمَّا اللُّبْسَتَانِ: فَأَنْ يَتَلَحَّفَ (1) بِثَوْبِهِ، وَيُخْرِجُ شِقَّهُ، أَوْ يَحْتَبِي بِثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَيُفْضِي بِفَرْجِهِ إِلَى السَّمَاءِ. وَأَمَّا الْبَيْعَتَانِ: فَالْمُلَامَسَةُ: أَلْقِ (2) إِلَيَّ، وَأُلْقِي إِلَيْكَ، وَإلْقَاءُ (3) الْحَجَرِ (4).

8950 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ سَأَلَهُمْ: " أَعَلَيْهِ دَيْنٌ؟ "، فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ:" تَرَكَ وَفَاءً؟ "، فَإِنْ

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: يلتحف.

(2)

في (ظ 3) و (عس) بإثبات الياء: أَلقي إلي، وضبب عليها في (عس)، والجادَّة حذفها.

(3)

في (م) وحدها: وألقِ.

(4)

إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي ثقة فقيه جليل، روى له أصحاب السنن، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. أبو زبيد: هو عَبْثر بن القاسم الزُّبيدي الكوفي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5476) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً برقم (5475) من طريق سعيد بن عمرو الأشعثي، عن أبي زبيد عبثر بن القاسم، به.

وأخرج الشطر الأول منه أبو داود (4080) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به.

وسيأتي برقم (9435)، وانظر ما سلف برقم (8251).

ص: 511

قَالُوا: نَعَمْ، صَلَّى عَلَيْهِ، وَإِلَّا، قَالَ:" صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ "(1).

8951 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدٍ الزُّهْرِيُّ، وَكَانَ مِنَ الْقَارَةِ، وَهُوَ حَلِيفٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُمْ كَانُوا يَحْمِلُونَ اللَّبِنَ إِلَى بِنَاءِ الْمَسْجِدِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُمْ. قَالَ: فَاسْتَقْبَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَارِضٌ لَبِنَةً عَلَى بَطْنِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا قَدْ شُقَّتْ عَلَيْهِ، قُلْتُ: نَاوِلْنِيهَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" خُذْ غَيْرَهَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَإِنَّهُ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ "(2).

8952 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

(1) إسناده صحيح كسابقه. وسلف بأتمَّ مما هنا برقم (7899).

(2)

إسناده ضعيف، ابن عبد الله بن حنطب -واسمه المطلب- لم يسمع من أبي هريرة، فقد قال البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 17: لا يعرف للمطلب سماع من أبي هريرة، وقال أبو حاتم الرازي كما في "المراسيل" ص 209: عن أبي هريرة مرسل.

قلنا. والحديث لا يصح من جهة متنه، لأنه لا يمكن أن يشهد أبو هريرة بناء المسجد النبوي الذى تمَّ بناؤه في السنة الأولى للهجرة، وهو قد قَدِم المدينة فأسلم في السنة السابعة للهجرة.

وانظر حديث أنس عند البخاري (428)، ومسلم (524)، وسيأتي في مسنده 3/ 211 - 212.

ص: 512

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ "(1).

(1) صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله رجال الصحيح غير محمد بن عجلان، فقد روى له مسلم متابعة، وهو قوي الحديث.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 192، والبزار (2470 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4432)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 2، والبيهقي في "السنن" 10/ 191 - 192، وفي "الشعب"(7978) من طرق عن سعيد بن منصور، بهذا الإِسناد. في رواية البزار "مكارم الأخلاق".

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(273)، وفي "التاريخ الكبير" 7/ 188، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(13)، والحاكم 2/ 613، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1165)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 333 و 333 - 334 من طرق عن عبد العزيز بن محمد، به. وبعضهم يقول فيه أيضا:"مكارم الأخلاق".

وأخرجه البيهفي في "السنن" 10/ 192، وفي "الشعب"(7977) من طريق يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ" بلاغاً 2/ 904.

وفي الباب عن معاذ بن جبل عند ابن أبي الدنيا (14)، والبزار (1973)، والطبراني في "الكبير" 20/ (120).

وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني (6891)، والبيهقي في "الشعب"(7979).

وعن زيد بن أسلم مرسلاً عند ابن أبي شيبة 11/ 500 - 501.

قوله: "لأتمم صالح الأخلاق" قال ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 332: ويدخل في هذا المعنى الصلاحُ والخيرُ كُلُّه، والدينُ والفضل والمروءة والإِحسان والعدل، فبذلك بعث ليتممه، وقد قالت العلماء: إن أجمع آية للبر والفضل ومكارم الأخلاق قوله عز وجل {إن الله يأمر بالعدل والإِحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) [النحل: 90].

ص: 513

8953 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَقُتَيْبَةُ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ ". قَالَ قُتَيْبَةُ: الطَّاعَةُ، وَلَمْ يَقُلْ: السَّمْعَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو حازم: هو سلمة بن دينار الأعرج.

وأخرجه مسلم (1836)(35) عن سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(7504) من طريق سعيد بن منصور وحده، به.

وأخرجه النسائي 7/ 140، وأبو عوانة 4/ 449، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 258 من طريق قتيبة بن سعيد وحده، به.

وأخرجه أبو عوانة 4/ 449، والبيهقي في "السنن" 8/ 155، وفي "الشعب"(7504) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، وأبو عوانة 4/ 449 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن يعقوب بن عبد الرحمن، به.

وفي الباب عن أبي ذر وأبي أمامة وعبادة بن الصامت وأم الحصين، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 5/ 178 - 179 و 251 و 321 و 6/ 402.

قوله: "عليك السمع" قال السندي: أي: أن تسمع كلامي وتطيع أمري، وكذا من يقوم مقامي من الخلفاء من بعدي.

"منشطك ومكرهك" مَفْعَل، بفتح ميم وعين: من النشاط والكراهة، وهما مصدران، أي: في حال النشاط وانشراح الصدر وطيب القلب، وما يضاد ذلك.

"وأثرة " بفتحتين: اسم من الاستيثار، أي: وفي حال اصطفاء غيرك عليك =

ص: 514

8954 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ نُمَيْلَةَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَسُئِلَ عَنْ أَكْلِ الْقُنْفُذِ، فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ:{قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} [الأنعام: 145] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَ شَيْخٌ عِنْدَهُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " خَبِيثٌ (1) مِنَ الْخَبَائِثِ "، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ كَانَ قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَهُوَ كَمَا قَالَ (2).

8955 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ،

= في العطاء وغيره.

(1)

في (ظ 3) و (عس) و (ل): خبيثة، بالهاء، والمثبت من (م) وبقية النسخ. وقنفذ مُذَكَّرٌ، قال في "لسان العرب" 3/ 505: القنفذ: الشيَّهم، معروف، والأنثى قنفذة.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة عيسى بن نميلة الفزاري، وأبيه، ولإِبهام الراوي عن أبي هريرة.

وأخرجه المزي في ترجمة عيسى من "التهذيب" 23/ 52 - 53 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (3799)، ومن طريقه البيهقي 9/ 326 عن أبي ثور الكلبي، عن سعيد بن منصور، به.

ص: 515

فَلَا يَبْرُكْ كَمَا يَبْرُكُ الْجَمَلُ، وَلْيَضَعْ يَدَيْهِ ثُمَّ رُكْبَتَيْهِ " (1).

(1) إسناده قوي، لكن قال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 139 في ترجمة محمد بن عبد الله بن حسن: لا يُتابع عليه، ولا أدري سمع من أبي الزناد أم لا. كذا قال، مع أن سماعه منه محتمل جداً، فهو مدني وأبو الزناد مدني، وقد تعاصرا ما يزيد على أربعين عاماً.

وأخرجه أبو داود (840)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(182)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 254، وابن حزم في "المحلى" 4/ 128 - 129، والبيهقي 2/ 99، والبغوي (643)، والحازمي في "الاعتبار" ص 77 من طريق سعيد بن منصور، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البيهقي 2/ 100 من طريق الحسن بن علي بن زياد، عن سعيد بن منصور، به، بلفظ:"إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك الجمل، وليضع يديه على ركبتيه"، وقال عقبه: كذا قال: على ركبتيه، فإن كان محفوظاً كان دليلاً على أنه يضع يديه على ركبتيه عند الإِهواء إلى السجود. قلنا: والحسن بن علي بن زياد لم نجد له ترجمة.

وأخرجه الدارمي (1321)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 139، والنسائي في "المجتبى" 2/ 207، وفي "الكبرى"(678)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 254، والدارقطني 1/ 344 - 345 و 345 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به.

وأخرجه أبو داود (841)، والترمذي (269)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 207، وفي"الكبرى"(677)، والبيهقي 2/ 100 من طريق قتيبة بن سعيد، عن عبد الله بن نافع، عن محمد بن عبد الله بن الحسن، به. ولفظه:"يعمد أحدكم في صلاته فيبرك كما يبرك الجمل". قال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث غريب.

وأخرج ابن أبي شيبة 1/ 263، وأبو يعلى (6540)، والطحاوي 1/ 255، =

ص: 516

8956 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَّأَ إِنْسَانًا قَالَ: " بَارَكَ اللهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا عَلَى خَيْرٍ "(1).

= والبيهقي 2/ 100 من طريق محمد بن فضيل، عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده، عن أبي هريرة، مرفوعاً:"إذا سجد أحدكم، فليبدأ بركبتيه قبل يديه، ولا يبرك بروك الجمل" وعبد الله بن سعيد متروك.

وفي الباب عن ابن عمر عند أبي داود -في رواية ابن العبد كما في "التحفة" 6/ 156 - ، وابن خزيمة (627)، والطحاوي في "معاني الآثار" 1/ 254، والحاكم 6/ 226، والبيهقي 2/ 100 من طريق الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عنه مرفوعاً.

وأخرجه أبو داود أيضاً كما في "التحفة" من طريق الدراوردي، به موقوفاً. والدراوردي حديثه عن عُبيد الله بن عمر منكر. ثم اختلف على الدراوردي فيه فروي عنه مرفوعاً وموقوفاً.

قوله: "لا يبرك كما يبرك الجمل، وليضع يديه

الخ"، قال السندي: أي لا يضع ركبتيه على الأرض قبل يديه، وليضع يديه قبل ركبتيه، وبه قال البعض، وقد جاء خلافه فعلًا (أي من فِعل النبي صلى الله عليه وسلم، ويعني به حديث وائل بن حجر المخرّج في "السنن" وهو حسن لغيره) وقال به آخرون، والأقرب أن النهي للتنزيه، وما جاء من خلافه، فهو بيان الجواز، فإن قيل: كيف شبه وضع الركبتين قبل اليدين ببروك الجمل، مع أن الجمل يضعُ يديه قبلَ رجليه؟ قلنا: لأن ركبة الإِنسان في الرِّجل، وركبة الدواب في اليد، فإذا وضعَ ركبتيه أولًا، فقد شابه الجمل في البروك، كذا في "المفاتيح".

(1)

إسناده قوي، عبد العزيز بن محمد الدراوردي من رجال مسلم، وهو =

ص: 517

8957 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَفَّأَ إِنْسَانًا إِذَا تَزَوَّجَ قَالَ:" بَارَكَ اللهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ "(1).

= صدوق قوي الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وهو في "سنن" سعيد بن منصور برقم (522).

وأخرجه الدارمي (2174)، وابن ماجه (1905)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(259)، وابن حبان (4052)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة "(604)، والبيهقي 7/ 148 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإِسناد.

وانطر ما بعده.

وفي الباب عن عقيل بن أبي طالب، سلف برقم (1738). وانظر بقية شواهده هناك.

قوله: "إذا رَفَّأَ إِنساناً"، قال السندي: بتشديد الفاء، بعدها همزة، وقد لا يُهمز الفعل، والمراد بالترفئة هاهنا: التهنئة بالزواج، وأصلُه قول القائل: بالرِّفاء والبنين، والرِّفاء بكسر الراء والمد: الالتئام والموافقة، وكان من عادتهم أن يقولوا للمتزوج ذلك، فأبدله الشارعُ بما ذكر، لأنه لا يفيد، ولما فيه من التنفير عن البنات.

"بارك الله لك"، أي: عليها. و"بارك عليك"، أي: لها.

(1)

إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه أبو داود (2130)، والترمذي (1091)، والخطابي في "غريب الحديث" 1/ 295، والحاكم 2/ 183، والبيهقي 1/ 148 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وانظر ما قبله.

ص: 518

8958 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَمَّا خَلَقَ اللهُ عز وجل خَلْقَهُ، كَتَبَ: غَلَبَتْ - أَوْ سَبَقَتْ - رَحْمَتِي غَضَبِي، فَهُوَ (1) عِنْدَهُ عَلَى الْعَرْشِ "(2).

8959 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ، فَأُرِيدُ - إِنْ شَاءَ اللهُ - أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي ليَوْمِ الْقِيَامَةِ شَفَاعَةً لِأُمَّتِي "(3).

(1) في (ظ 3) ونسخة على هامش (عس) و (س): فهي، وكتب في هامش (ظ 3): في النسخ "فهو".

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن بحر، فقد علق له البخاري، وروى له أبو داود والترمذي، وهو ثقة.

وأخرجه البخاري (7554)، وأبو يعلى (6432) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، وابن حبان (6144) من طريق أحمد بن المقدام، كلاهما عن معتمر بن سليمان، بهذا الإِسناد.

وعلقه البخاري (7553)، قال: قال لي خليفة بن خياط عن معتمر، به.

وانظر ما سلف برقم (7500).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن بحر بن محمد، وهو ثقة. هشام بن يوسف: هو الصنعاني القاضي.

وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(893) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، بهذا الإسناد. =

ص: 519

8960 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ: " اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْأَرْضِ، وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ "(1).

= وأخرجه الدارمي (2805)، والبخاري (7474)، ومسلم (198)(334) و (335)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 628، وأبو عوانة 1/ 90، والآجري في "الشريعة" ص 341، وابن منده في "الإِيمان"(892) و (894) و (895) و (896)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1039) و (1045)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 165، والخطيب في "تاريخ بغداد " 11/ 141 من طرق عن الزهري، به.

وسيأتي برقم (9143)، وانظر ما سلف برقم (7714).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهيب: هو ابن خالد الباهلي.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 268 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1212)، وأبو داود (5051)، والنسائي في "الكبرى"(7668)، وابن خزيمة 1/ 267 - 268، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 9 - 10 من طرق عن وهيب بن خالد، به.

وأخرجه مسلم (2713)(61) و (62)، وأبو داود (5051)، وابن ماجه =

ص: 520

8961 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَصَدَّقُ بِالتَّمْرَةِ مِنَ الْكَسْبِ الطَّيِّبِ، فَيَضَعُهَا فِي حَقِّهَا، فَيَلِيهَا اللهُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ مَا تَبْرَحُ فَيُرَبِّيهَا كَأَحْسَنِ مَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ، أَوْ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ "(1).

= (3873)، والترمذي (3400)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(790)، وابن خزيمة 1/ 266 - 267، وابن حبان (5537)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(715)، والبيهقي ص 10 وص 226 - 227 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وليس في روايتي أبي داود والبيهقي في موضعه الأول: "اقض عني الدين وأغنني من الفقر".

وأخرجه مسلم (2713)(63)، وابن ماجه (3831)، والترمذي (3481)، والنسائي في "الكبرى"(7669)، وابن خزيمة 1/ 265 - 266، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 98 من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح، به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وعندهم جميعاً في أوله: جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً

وسيأتي الحديث من طريق أبي بكر بن عياش برقم (9247)، ومن طريق حماد بن سلمة برقم (10924) كلاهما عن سهيل بن أبي صالح.

وفي الباب عن عائشة عند النسائي في "عمل اليوم والليلة"(789)، وأبي يعلى (4774)، وإسناده منقطع.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (1014)(64) من طريق سليمان بن بلال وروح بن القاسم، عن سهيل، به. =

ص: 521

8962 -

وحَدَّثَنَا أَيْضًا - يَعْنِي عَفَّانَ -، عَنْ خَالِدٍ - أَظُنُّهُ الْوَاسِطِيَّ - بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" فَيَقْبَلُهَا اللهُ بِيَمِينِهِ "(1).

8963 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى بَقَرَةٍ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا، إِنَّمَا خُلِقْتُ لِلْحِرَاثَةِ. قَالَ: فَآمَنْتُ بِهِ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ.

قَالَ: وَأَخَذَ الذِّئْبُ شَاةً فَتَبِعَهَا الرَّاعِي، فَقَالَ الذِّئْبُ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ، يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي؟ قَالَ: فَآمَنْتُ بِهِ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ".

قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَمَا هُمَا يَوْمَئِذٍ فِي الْقَوْمِ (2).

= وأخرجه البخاري (1410) و (7430) من طريق عبد الله بن دينار، ومسلم (1014)(64)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 141 من طريق زيد بن أسلم، كلاهما عن أبي صالح، به.

وسيأتي برقم (8962) و (9433)، وانظر ما سلف برقم (7634).

الفَلُوُّ: المُهْرُ.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، فخالد الواسطي -وهو ابن عبد الله الطحان- يرويه عن سهيل بن أبي صالح، وسهيل من رجال مسلم، وباقي رجال الِإسناد من رجال الشيخين. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 522

8964 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" ائْتُوا الصَّلَاةَ وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَصَلُّوا مَا أَدْرَكْتُمْ، وَاقْضُوا مَا سُبِقْتُمْ (1) "(2).

= وأخرجه البخاري (2324)، ومسلم (2388)(13)، والترمذي بإثر الحديثين (3677) و (3695)، وابن حبان (6486) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. ولم يذكر الترمذي في الموضع الأول قصة الشاة، وقال: حديث حسن صحيح.

وأخرجه الطيالسي (2354)، ومن طريقه الترمذي (3677) و (3695) عن شعبة، به.

وأخرجه الحميدي (1055)، والبخاري بإثر الحديث (3471)، ومسلم (2388)(13) من طريق مِسعر بن كِدام، عن سعد بن إبراهيم، به. وانظر (7351).

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: سبقكم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده"(2350)، وأخرجه أبو داود السجستاتي في "سننه"(573) عن أبي الوليد الطيالسي، كلاهما (أبو داود وأبو الوليد الطيالسيان) عن شعبة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي 1/ 396 من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن شعبة، به- بلفظ:"فأتموا".

وأخرجه ابن خزيمة (1505) و (1772)، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 230 من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه سعد بن إبراهيم، به.

وأخرج الشطر الثاني منه البخاري في "القراءة خلف الإِمام"(175) من طريق الزهري، عن أبي سلمة، به. وانظر (7252).

ص: 523

8965 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيُفْرِغْ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ ".

فَقَالَ قَيْسٌ الْأَشْجَعِيُّ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَكَيْفَ إِذَا جَاءَ مِهْرَاسُكُمْ؟ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّكَ يَا قَيْسُ (1).

8966 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ. عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا نُودِيَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة- فحديثه في "الصحيحين" مقرون، وهو حسن الحديث.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 98، وأبو يعلى (5973) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن عمرو، به. واقتصر ابن أبي شيبة على المرفوع.

وسلف بهذا الإِسناد مختصراً برقم (8586).

تنبيه: هذا الحديث لم يرد في النسختين العتيقتين (ظ 3) و (عس)، وهو مثبت في بقية النسخ.

وقد تكرر بعد هذا الحديث في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة حديث رقم (8964).

قوله: "مهراسكم"، قال السندي: هو صخرة منقورة تسع كثيراً من الماء، أي: هل يدخل فيه يده قبل الغسل أم لا؟ فأشار بقوله: "أعوذ بالله" إلى أنه لا يدخل، والله تعالى أعلم.

ص: 524

بِالصَّلَاةِ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَلَكِنِ امْشُوا مَشْيًا عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ (1)، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا سَبَقَكُمْ فَاقْضُوا " (2).

8967 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ ذَلِكَ (3).

8968 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَقِيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا جُنُبٌ، فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى قَعَدَ، فَانْسَلَلْتُ فَأَتَيْتُ (4) الرَّحْلَ، فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ وَهُوَ

(1) في (ظ 3) و (عس): بالسكينة، وضبب عليها في (عس).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لِإرساله، ولم يَروهِ أحد متصلًا من جهة الحسن البصري؛ لكن روي هذا الحديثُ من طرق أخرى صحيحة، انظر ما سلف برقم (7230).

عوف: هو ابن أبي جميلة العبدي.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإِمام"(186) و (187) و (188)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 396 من طرق عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعاً. وروايات البخاري مقتصرة على شطره الثاني.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 359 من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة موقوفاً!

وسيأتي الحديث من طريق ابن سيرين برقم (9514)، وانظر ما سلف برقم (7230).

(4)

في (ظ 3): وانسللت حتى أتيت.

ص: 525

قَاعِدٌ، فَقَالَ:" أَيْنَ كُنْتَ؟ " فَقُلْتُ: لَقِيتَنِي وَأَنَا جُنُبٌ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْلِسَ إِلَيْكَ وَأَنَا جُنُبٌ، فَانْطَلَقْتُ فَاغْتَسَلْتُ. قَالَ:" سُبْحَانَ اللهِ! إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ "(1).

8969 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جُحَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنْ كَسْبِ الْإِمَاءِ (2).

8970 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ سَمِعْتُهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7211).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

وأخرجه ابن حبان (5158) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7851).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، والأعمش قد توبع، كما سلف بيانُه عندَ الحديث رقم (7169).

وأخرجه أبو داود (518)، وابن خزيمة (1529)، والبيهقي 1/ 430 - 431 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 207 - 208، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2193) من طريق شجاع بن الوليد، عن الأعمش، قال: حُدِّثت عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

ص: 526

8971 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ - يَعْنِي الرَّازِيَّ -، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ "(1).

8972 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ عز وجل مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا، يَبْتَغُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، وَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ، قَعَدُوا مَعَهُمْ، فَحَضَنَ (2) بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَؤُوا مَا

(1) صحيح، أبو جعفر الرازي -وهو عيسى بن أبي عيسى، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(371)، والنسائي في الركاز من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/ 198، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(2387) من طريق مالك، عن أبي الزناد، بهذا الإِسناد. ورواية الشافعي ومن طريقه البيهقي مقتصرة على قوله:"في الركاز الخمس".

وأخرجه الحميدي (1080)، والدارمي (2379)، والطحاوي 3/ 204، والبيهقي (2386) من طريق سفيان، عن أبي الزناد، به. وروايتا الطحاوي والبيهقي مختصرتان.

وانظر ما سلف برقم (7120).

(2)

في (ظ 3) و (عس): فحضر، وكتب فوقها في (ظ 3): فحضن، ثم رُمِّجت. قال السندي: قوله: "فحضر" هكذا في نسختنا من الحضور، أي: اجتمع بعضهم عند بعض، وفي بعض النسخ:"فحضن" بالنون، أي: انضم بعضهم إلى بعض.

ص: 527

بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا - أَوْ صَعِدُوا - إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ عز وجل، وَهُوَ أَعْلَمُ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ، يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ. قَالَ: وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا (1): يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ. قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: لَا، أَيْ رَبِّ. قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ قَدْ رَأَوْا جَنَّتِي؟! قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ. قَالَ: مِمَّا يَسْتَجِيرُونِي؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ. قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لَا. قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ. قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا. قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبِّ، فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ. قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ " (2).

8973 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنِ الْحَسَنِ وَغَيْرِهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " رَأَى عِيسَى رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ: يَا فُلَانُ، أَسَرَقْتَ؟ قَالَ: لَا وَاللهِ،

(1) في (ظ 3) و (عس): قال، وضبب عليها في (عس).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح- فمن رجال مسلم.

وهو مكرر (7426).

ص: 528

مَا سَرَقْتُ. قَالَ: آمَنْتُ بِاللهِ وَكَذَّبْتُ بَصَرِي " (1).

8974 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ يُمْهِلُ حَتَّى يَذْهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَهْبِطُ فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرُ لَهُ؟ "(2).

(1) صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة، وغير الحسن مبهم لم نعرف من هم.

وقد سلف الحديث من طريق همام عن أبي هريرة برقم (8154).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، الأغر من رجاله، وباقي رجاله رجال الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعى.

وأخرجه الدارقطني في "النزول" ص 134 و 134 - 135 من طريق مُسَدَّدٍ، عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 293 - 294، والآجري في "الشريعة" ص 310 من طريقين عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، عن جده، به.

وأخرجه مسلم (758)(172)، وابن أبي عاصم في "السنة"(500) و (501)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(481) و (482)، وأبو يعلى (1180) و (5936)، وابن خزيمة 1/ 293 - 294 و 294، وأبو عوانة 2/ 288 - 289، وابن حبان (921)، والآجري ص 309 و 310، والدارقطني ص 131 و 132 و 133 و 135 و 135 - 136 و 136 - 137 من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم (502)، وابن خزيمة 1/ 295 و 296 و 308، وأبو =

ص: 529

وقَالَ عَفَّانُ: وَكَانَ أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا بِأَحَادِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، ثُمَّ بَلَغَنِي بَعْدُ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ إِسْرَائِيلَ وَأَحْسَبُ هَذَا الْحَدِيثَ فِيهَا (1).

8975 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، تَقُولُ: يَا رَبِّ إِنِّي قُطِعْتُ، يَا رَبِّ إِنِّي أُسِيءَ إِلَيَّ، يَا رَبِّ إِنِّي ظُلِمْتُ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ. قَالَ: فَيُجِيبُهَا: أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ (2) مَنْ قَطَعَكِ؟ "(3).

= عوانة 2/ 288، والدارقطني ص 137 - 138 و 138 - 139 من طريق سليمان الأعمش، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة وحده.

وأخرجه ابن أبي عاصم (500) و (501)، والدارقطني 138 - 139 من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن الأغر، عنهما.

وأخرجه ابن أبي عاصم (502)، وابن خزيمة 1/ 295 - 296 و 308، والآجري ص 309، والدارقطني ص 137 - 138 من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن الأغر، عن أبي هريرة وحده.

وسيأتي الحديث في مسند أبي سعيد الخدري 3/ 34. وانظر ما سلف برقم (7509).

(1)

أبو عوانة وإسرائيل كلاهما ثقة، وأبو عوانة سمع من أبي إسحاق يقيناً، وروايته عن أبي إسحاق بواسطة إسرائيل من المزيد في متصل الأسانيد.

(2)

في (ظ 3) و (عس): وأن أقطع.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمد بن عبد الجبار. وانظر =

ص: 530

8976 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ جَالِسًا فِي الشَّمْسِ، فَقَلَصَتْ عَنْهُ، فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْ مَجْلِسِهِ "(1).

= (7931).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد منقطع، فإن محمد بن المنكدر لم يسمعه من أبي هريرة، كما في رواية ابن عيينة الآتية في التخريج، ثم اختُلِفَ في رفع الحديث ووقفه، فرواه عبد الوارث وابن عيينة مرفوعاً، ورواه معمر وإسماعيل بن إبراهيم بن أبان موقوفاً.

وأخرجه الحميدي (1138)، وأبو داود (4821)، ومن طريقه البيهقي 3/ 236 - 237 من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، قال: أخبرني من سمع أبا هريرة، فذكره مرفوعاً.

وأخرجه موقوفاً عبد الرزاق (19799)، ومن طريقه البيهقي 3/ 237، والبغوي (3335) عن معمر، عن ابن المنكدر، عن أبي هريرة. دون ذكر الواسطة بين ابن المنكدر وأبي هريرة.

وأخرجه عبد الرزاق (19801)، ومن طريقه البيهقي 3/ 237 عن إسماعيل بن إبراهيم بن أبان، قال: سمعت ابن المنكدر يحدث بهذا الحديث عن أبي هريرة، قال: وكنت جالساً في الظل وبعضي في الشمس، قال: فقمت حين سمعته، فقال لي ابن المنكدر: اجلس لا بأسَ عليك إنك هكذا جلست.

وأخرجه الحاكم 4/ 271 من طريق عبد الله بن رجاء، عن همام، عن قتادة، عن كثير بن أبي كثير، عن أبي عياض عمرو بن الأسود، عن أبي هريرة رفعه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجلس الرجل بين الشمس والظل، وقال: صحيح الإِسناد.

قلنا: وعبد الله بن رجاء صدوق إلا عندَ المخالفة، والحديث رواه غيره عن همام، فجعله من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في "المسند" 3/ 413 - 414. =

ص: 531

8977 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ (1)، إِلَّا جِيءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبِكَنْزِهِ، فَيُحْمَى عَلَيْهِ صَفَائِحُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَبِينُهُ وَجَنْبُهُ وَظَهْرُهُ، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ.

وَمَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا، إِلَّا جِيءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبِإِبِلِهِ كَأَوْفَرِ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ، فَيُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، كُلَّمَا مَضَى أُخْرَاهَا، عَادَ (2) عَلَيْهِ أُولَاهَا، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ

= وفي الباب بنحو لفظ حديث أبي عياض عن أبي هريرة: عن أبي حازم البجلي، سيأتي 3/ 426 و 4/ 262. وإسناده صحيح.

وعن بريدة الأسلمي عند ابن أبي شيبة 8/ 680، وابن ماجه (3722). وإسناده حسن.

قوله: "فقلصت عنه"، قال السندي: يقال: قَلَص بفتحتين، مخفف، ويُشدد للمبالغة، أي: ارتفع، والمعنى: ارتفع الظل عنه، وبقي في الشمس. "فليتحول" قيل: أي: فليقم، فإنه مُضِرٌّ، والحق في أمثاله التسليم لمقالته، فإنه يَعلَم ما لا نَعلَمُ، وقد جاء: فإنه مجلس الشيطان، وقيل: لعله يفسد مزاجه لاختلال حال البدن لما يحل به من المؤثِّرين المتضادَّين.

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: لا يؤدي زكاته.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: رُدَّ.

ص: 532

كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ.

وَمَا مِنْ صَاحِبِ غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا، إِلَّا جِيءَ بِهِ وَبِغَنَمِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَوْفَرِ مَا كَانَتْ، فَيُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، فَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، كُلَّمَا مَضَتْ أُخْرَاهَا، رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ ".

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالْخَيْلُ؟ قَالَ:" الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَهِيَ لِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَهِيَ عَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ، الَّذِي يَتَّخِذُهَا وَيَحْبِسُهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَمَا غَيَّبَتْ فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ (1)، وَلَوِ اسْتَنَّتْ مِنْهُ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا أَجْرٌ، وَلَوْ عَرَضَ لَهُ نَهْرٌ فَسَقَاهَا مِنْهُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ غَيَّبَتْهُ فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ - حَتَّى ذَكَرَ الْأَجْرَ فِي أَرْوَاثِهَا وَأَبْوَالِهَا -، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ، فَرَجُلٌ يَتَّخِذُهَا تَعَفُّفًا وَتَجَمُّلًا وَتَكَرُّمًا، وَلَا يَنْسَى حَقَّهَا فِي ظُهُورِهَا وَبُطُونِهَا فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ، فَرَجُلٌ يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا، وَرِئَاءَ النَّاسِ، وَبَذَخًا عَلَيْهِمْ "(2).

(1) في النسخ المتأخرة: فهو أجر، وفي (م): فهو له أجر.

(2)

لفظة "عليهم" أثبتناها من (عس) ونسخة على هامش (ظ 3)، وفي (م) =

ص: 533

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالْحُمُرُ؟ قَالَ: " مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ الْجَامِعَةُ الْفَاذَّةُ: {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8](1).

8978 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِ هَذَا الْكَلَامِ كُلِّهِ (2).

8979 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَ أَبُو عُمَرَ الْغُدَانِيُّ. قَالَ عَفَّانُ: بِهَذَا الْحَدِيثِ (3).

8980 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ - وَاسْمُهُ هَرِمُ (4) بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ -، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " انْتَدَبَ اللهُ

= وبقية النسخ: عليه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أبي صالح من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7563).

قوله: "بذخاً عليهم"، قال السندي: بفتحتين: الفخر والتطاول.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. انظر ما قبله.

وسلف قوله: "الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة" في مسند ابن عمر برقم (5769) عن عفان، بهذا الإِسناد.

وقد سلف الحديث بطوله برقم (7563) عن أبي كامل، عن حماد بن سلمة.

(3)

الحديث صحيح، وهذا الإِسناد ضعيف، أبو عمر -ويقال: عمرو- الغُدَاني تفرد بالرواية عنه قتادة بن دعامة، فهو مجهول.

وسيأتي الحديث برقم (10350) و (10351). وانظر ما قبله.

(4)

قوله: "واسمه هرم" لم ترد في (ظ 3).

ص: 534

لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِيمَانًا بِي، وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي، أَنَّهُ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ " (1).

8981 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنَ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مَكْلُومٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ كُلِمَ، وَكَلْمُهُ يَدْمَى (2)، اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (36)، وأبو عوانة 5/ 24، والبيهقي في "السنن" 9/ 157، وفي "شعب الإِيمان"(4236) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإِسناد.

وقد سلف هذا الحديث مجموعاً إلى الأحاديث الثلاثة التالية برقم (7157) عن محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع.

قوله: "انتدب الله"، قال السندي: أي: تكفّل.

"ضامن"، أي: ذو ضمان أو مضمون.

"أو أرجعه" بفتح الهمزة من رجعه، أي: رده، و"رجع" يجيء لازماً ومتعدياً، كقوله تعالى:{فَارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ} [الملك: 4].

(2)

في (ظ 3) و (عس): مُدْمَى.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5533)، وأبو عوانة 5/ 24، والبيهقي في "السنن" 9/ 157، وفي "الشعب"(4236) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وانظر (7157).

ص: 535

8982 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنَ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو (1) فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ، وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتْبَعُونِي، وَلَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا بَعْدِي "(2).

8983 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنْ أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ "(3).

8984 -

حَدَّثَنَا عَفَّانٌ (4)، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ

(1) في (م): تغدو.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (36)، وأبو عوانة 5/ 24، والبيهقي في "السنن" 9/ 157، وفي "الشعب"(4236) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإِسناد. رواية البخاري مختصرة، وانظر (7157).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (36)، وأبو عوانة 5/ 24، والبيهقي في "السنن" 9/ 157، وفي "الشعب"(4236) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإِسناد. وانظر (7157).

(4)

سقط من (م): "حدثنا عفان".

ص: 536

سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى، وَتَنْفِي الْخَبَثَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ "(1).

8985 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَا الْغِيبَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ". قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ، أَيْ رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:" إِنْ كَانَ فِي أَخِيكَ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري. وانظر (7232).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو القاصُّ المدنيُّ نزيل كرمان- قد اختلف في توثيقه وتضعيفه، وإنما تكلم فيه بعضُهم بسبب حديثينِ منكرين رُوِيا عنه، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، الأول:"اطلبوا الخير عند حِسان الوجوه"، والثاني:"من كان عليه صوم فليسرده ولا يقطعه"، وضعفه به الدارقطني في "السنن" 2/ 191، وأما الحديث الأول فليس

الضعف فيه من جهة عبد الرحمن هذا، ففي الطريق إليه محمد بن الأزهر البلخي -ونسبه الذهبي في "الميزان" 3/ 467: الجوزجاني-، وقد نهى الإِمام أحمد عن الكتابة عنه لكونه يروي عن الكذابين، وانظر "اللآلئ المصنوعة" 2/ 80، هذا كل ما أُنكِرَ عليه، وأما بقية أحاديثه، فهو متابع فيها، فلذلك فإننا نرى أن حديثه لا ينحطُّ عن رتبة الحسن، والله تعالى أعلم. =

ص: 537

8986 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ (1)، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كَانَ فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا نَزَلُوا أَرْسَلُوا إِلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي لِيَطْعَمَ، فَقَالَ لِلرُّسوُلِ (2): إِنِّي صَائِمٌ، فَلَمَّا وُضِعَ الطَّعَامُ وَكَادُوا يَفْرُغُونَ جَاءَ فَجَعَلَ يَأْكُلُ، فَنَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى رَسُولِهِمْ (3) فَقَالَ: مَا تَنْظُرُونَ؟ قَدْ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ صَائِمٌ! فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: صَدَقَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، صَوْمُ الدَّهْرِ " فَقَدْ (4) صُمْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَأَنَا مُفْطِرٌ فِي تَخْفِيفِ اللهِ، وَصَائِمٌ فِي تَضْعِيفِ اللهِ (5).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 575 - 576 عن عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وسلف هذا الحديث برقم (7146) من طريق شعبة، عن العلاء.

(1)

تحرف "ثابت" في (م) و (ل) إلى: ليث.

(2)

في (م) والأصول الخطية: للرسل، والمثبت من مصادر التخريج، وهو الصواب.

(3)

في (م): رسلهم.

(4)

في (ظ 3) و (عس): كنت، بدل:"فقد".

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم، ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملّ النهدي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(12)، والبيهقي 4/ 293 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وسلف الحديث دون القصة برقم (7577).

قوله: "مفطر في تخفيف الله"، قال السندي: أي: أفطرت لتخفيف الله تعالى عن المسافر أو المتطوع. =

ص: 538

8987 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِ لُوطٍ:{لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80]، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" كَانَ (1) يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، إِلَى رَبِّهِ عز وجل ". قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " فَمَا بَعَثَ اللهُ بَعْدَهُ (2) نَبِيٌّا إِلَّا فِي ثَرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ "(3).

8988 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنْ رَضِيَتْ فَلَهَا رِضَاهَا، وَإِنْ كَرِهَتْ فَلَا جَوَازَ عَلَيْهَا " يَعْنِي الْيَتِيمَةَ (4).

= "وصائم"، أي: وقد صمت لتضعيف الله تعالى.

(1)

في النسخ الخطية: "قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأوي

الخ"، وضبب عليه في (س)، والمثبت من (م).

(2)

لفظة: "بعده" ليست في (ظ 3) و (عس).

(3)

إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وباقي رجاله رجال الصحيح، وقد صح الحديث من طرق عن أبي هريرة ليس فيها: "فما بعث الله بعده نبياً

الخ".

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/ 88 من طريق الحجاج بن المنهال، والحاكم 2/ 561 من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم! وانظر (8329).

قوله: "ثروة"، قال السندي: بفتح مثلثة، وسكون مهملة، أي: العدد الكثير.

(4)

إسناده حسن كسابقه. =

ص: 539

8989 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عز وجل، قَالَ (1):" مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، يَشْهَدُ لَهُ ثَلَاثَةُ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنَ بِخَيْرٍ، إِلَّا قَالَ اللهُ عز وجل: قَدْ قَبِلْتُ شَهَادَةَ عِبَادِي عَلَى مَا عَلِمُوا، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا أَعْلَمُ "(2).

8990 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ: " لَأَدْفَعَنَّ الرَّايَةَ إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللهُ (3) عَلَيْهِ "، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، فَتَطَاوَلْتُ لَهَا وَاسْتَشْرَفْتُ، رَجَاءَ أَنْ يَدْفَعَهَا إِلَيَّ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ دَعَا عَلِيًّا فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ:

= وأخرجه أبو داود (2093)، والبيهقي 7/ 122 من طريق موسى بن إسماعيل، والطحاوي 4/ 364 من طريق عبيد الله بن محمد التيمي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر (7527).

(1)

لفظة: "قال" لم ترد في (ظ 3) و (عس) و (ك).

(2)

إسناده ضعيف لإِبهام الشيخ البصري. وسيأتي من هذا الطريق مرة أخرى برقم (9295).

وله شاهد من حديث أنس بن مالك، سيأتي في مسنده 3/ 242، وفي إسناده مؤمل بن إسماعيل، وهو ضعيف سيئ الحفظ، لكن حديثه في الشواهد حسن.

وانظر الحديث السالف برقم (7552).

(3)

لفظ الجلالة ليس في (ظ 3) و (ك).

ص: 540

" قَاتِلْ وَلَا تَلْتَفِتْ حَتَّى يُفْتَحَ عَلَيْكَ "، فَسَارَ قَرِيبًا، ثُمَّ نَادَى: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَى مَا أُقَاتِلُ؟ قَالَ:" حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، فَقَدْ مَنَعُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عز وجل "(1).

8991 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ: " قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ (2)، شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي.

وأخرجه الطيالسي (2441) عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (2405)، والنسائي في "الكبرى"(8149) و (8587) من طريق يعقوب بن أبي حازم، عن سهيل، به.

وأخرجه النسائي أيضاً (8151) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة.

وانظر ما سلف برقم (8163).

وفي الباب عن علي، سلف برقم (778).

وعن بريدة، سيأتي 5/ 353.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: شهر رمضان.

(3)

حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات إلا أن أبا قِلابة -واسمه =

ص: 541

8992 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ (1).

8993 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا سَبَقَ إِلَّا فِي خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ "(2).

8994 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ، كَانَ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ، فَأَتَتْهُ أُمُّهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَادَتْهُ، فَقَالَتْ: أَيْ جُرَيْجُ، أَيْ بُنَيَّ، أَشْرِفْ عَلَيَّ أُكَلِّمْكَ، أَنَا أُمُّكَ، أَشْرِفْ عَلَيَّ. قَالَ: أَيْ رَبِّ، صَلَاتِي وَأُمِّي! فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، ثُمَّ عَادَتْ، فَنَادَتْهُ مِرَارًا، فَقَالَتْ: أَيْ جُرَيْجُ، أَيْ بُنَيَّ، أَشْرِفْ عَلَيَّ. فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، صَلَاتِي وَأُمِّي! فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ،

= عبد الله بن زيد- روايته عن أبي هريرة مرسلة. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه عبد بن حميد (1429) عن سليمان بن حرب، والبيهقي في "شعب الإِيمان"(3600)، وفي "فضائل الأوقات"(34) من طريق عارم محمد بن الفضل، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإِسناد. وانظر (7148).

(1)

حديث صحيح، وإسناده كسابقه.

(2)

حديث صحيح، وسلف الكلام على إسناده برقم (7482).

ص: 542

فَقَالَتْ: اللهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَةَ.

وَكَانَتْ رَاعِيَةً تَرْعَى غَنَمًا لِأَهْلِهَا، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى ظِلِّ صَوْمَعَتِهِ، فَأَصَابَتْ فَاحِشَةً، فَحَمَلَتْ، فَأُخِذَتْ - وَكَانَ مَنْ زَنَى مِنْهُمْ قُتِلَ - قَالُوا: مِمَّنْ؟ قَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ صَاحِبِ الصَّوْمَعَةِ. فَجَاؤُوا بِالْفُؤُوسِ وَالْمُرُورِ، فَقَالُوا: أَيْ جُرَيْجُ، أَيْ مُرَاءٍ، انْزِلْ. فَأَبَى، وَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ يُصَلِّي، فَأَخَذُوا فِي هَدْمِ صَوْمَعَتِهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَزَلَ، فَجَعَلُوا فِي عُنُقِهِ وَعُنُقِهَا حَبْلًا، فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِمَا فِي النَّاسِ، فَوَضَعَ أُصْبُعَهُ عَلَى بَطْنِهَا، فَقَالَ: أَيْ غُلَامُ، مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: أَبِي فُلَانٌ رَاعِي الضَّأْنِ. فَقَبَّلُوهُ، وَقَالُوا: إِنْ شِئْتَ بَنَيْنَا لَكَ صَّوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ. قَالَ: أَعِيدُوهَا كَمَا كَانَتْ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.

وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 261 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي برقم (9602)، وانظر ما سلف برقم (8071).

المومسة: في "اللسان": (مَيَس): وامرأة مُومِسٌ ومُومِسة: فاجرة جهاراً.

والصومعة: هي البناء المرتفع المحدد الطرف الأعلى، ووزنها فوعلة: وهي مُتَعبَّد الرهبان، لأنهم ينفردون. =

ص: 543

8995 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أَفْلَسَ الرَّجُلُ، فَوَجَدَ غَرِيمُهُ مَتَاعَهُ عِنْدَ الْمُفْلِسِ بِعَيْنِهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ "(1).

= و"المُرُور": جمع مَرّ، وهي المِسحاة (أي: المِجْرفة).

قوله: "فوضع إصبعه على بطنها"، قال السندي: ظاهره أن الأمر كان قبل الوضع، وأن الغلام تكلم في بطن أمه، والروايات المشهورة الصحيحة تدل على خلاف ذلك.

وفي الحديث فوائد، منها: عظم برِّ الوالدين، وإجابة دعائهما، ولو كان معذوراً، لكن يختلف الحال في ذلك بحسب المقاصد.

وفيه أن صاحبَ الصدق مع الله لا تضرُّه الفتنُ.

وفيه قوةُ يقين جريج وصحة رجاله، لأنه استنطق المولود مع كون العادة أنه لا ينطق، ولولا صحة رجائه بنطقه ما استنطقه.

وفيه أن الأمرين إذا تعارضا بُدئ بأهمهما، فإن الله يجعل لأوليائه عند ابتلائهم مخارج، وإنما يتأخر ذلك عن بعضهم في بعض الأوقات تهذيباً لهم، وزيادة لهم في الثواب.

وفيه إثبات كرامات الأولياء، ووقوع الكرامة لهم باختيارهم وطلبهم.

وفيه أن المفزع في الأمور المهمة إلى الله يكون بالتوجه إليه في الصلاة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. قتادة: هو ابن دِعامة السدوسي.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 410 من طريق عبد الأعلى بن حماد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر (8566).

ص: 544

8996 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ (1) عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي رَافِعٍ - يَعْنِي الصَّائِغَ -، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لِلْمُؤْمِنِ زَوْجَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا (2) مِنْ فَوْقِ ثِيَابِهِمَا "(3).

8997 -

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنِ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَفَقَؤُوا عَيْنَهُ، فَلَا دِيَةَ لَهُ وَلَا قِصَاصَ "(4).

(1) قوله: "علي بن" سقط من (م).

(2)

المثبت من (ظ 3) و (عس) و (ك) ونسخة على هامش (س)، وفي (م) وبقية النسخ: ساقيهما.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، علي بن عبد الله -وهو ابن المديني- من رجال البخاري، وخلاس بن عمرو من رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً بغيره، وباقي رجال الإسناد من رجالهما، هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.

وأخرجه أبو يعلى (6437) من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب، عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (7152).

(4)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي ابن المديني، فمن رجال البخاري.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(939) من طريق علي ابن =

ص: 545

8998 -

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ "(1).

8999 -

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْمَدِينَةِ: " لَيَتْرُكُنَّهَا عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ، مُذَلَّلَةً لِلْعَوَافِي " يَعْنِي السِّبَاعَ وَالطَّيْرَ (2).

= المديني، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" ص 83، والنسائي 8/ 61، وابن الجارود (790)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(940)، وابن حبان (6004)، والدارقطني 13/ 99، والبيهقي 8/ 338 من طرق عن معاذ بن هشام، به.

وانظر ما سلف برقم (7313).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي ابن المديني، فمن رجال البخاري.

وأخرجه ابن راهويه (280)، والنسائي في "الكبرى"(8810) من طريق معاذ بن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (9362)، وانظر ما سلف برقم (7566).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي ابن المديني، فمن رجال البخاري. أبو صفوان: هو عبد الله بن سعيد بن عبد الملك يتيم ابن جريج، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. =

ص: 546

9000 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيَرْتَقِيَنَّ (1) جَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِنْبَرِي هَذَا "(2).

9001 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ حَمَّادٌ: وَثَابِتٌ، عَنِ

= وأخرجه مسلم (1389)(498) عن زهير بن حرب، عن أبي صفوان يتيم ابن جريج، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1389)(498)، وابن حبان (6772) من طريق ابن وهب، عن يونس بن يزيد، به.

وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 276 من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، به.

وأخرجه بنحوه مالك في "الموطأ" 2/ 888، ومن طريقه عمر بن شيبة 1/ 276، وابن حبان (6773)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 122 عن ابن حِماس، عن عمه، عن أبي هريرة.

وسلف من طريق سعيد بأطول مما هنا برقم (7193).

(1)

في (ظ 3) و (عس): لَيَنْعِقَنَّ، وفي نسخة على هامش (س): لَيَنْعَقِرَنَّ.

(2)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولجهالة الراوي عن أبي هريرة. عفان: هو ابن مسلم الصفار.

وهذا الحديث تفرد به الإِمام أحمد فيما نعلم، وسيأتي من هذا الطريق برقم (10764).

ص: 547

الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ "(1).

9002 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ -، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ "، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ " وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ (2).

(1) الحديث رواه أحمد بإسنادين، الأول: حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، والثاني: مرسل ضعيف.

وأخرجه الترمذي (683) من طريق عبدة بن سليمان وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وابن ماجه (1326) من طريق محمد بن بشر العبدي، وابن حبان (3682) من طريق ثابت بن يزيد الأحول، والبغوي (1707) من طريق النضر بن شميل، خمستهم عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد- دون قوله:"وما تأخر"، فقد انفرد بها حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، فهي زيادة شاذة. وانظر (7280).

وسيأتي الحديث برقم (10537) عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، به. دون هذه الزيادة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.

وسيأتي من طريق محمد بن زياد برقم (10061)، وانظر ما سلف برقم (7203).

قلنا: ظاهر قوله تعالى: {ادخُلُوا الجنةَ بما كنتُم تعملونَ} [النحل: 32]، وقوله:{وتلك الجنةُ التي أُورِثْتُموها بما كنتم تعملون} [الزخرف: 72] أن دخول =

ص: 548

9003 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ "(1).

9004 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَنْظُرُ

= الجنة بسبب الأعمال، والجمع بينها وبين هذا الحديث -كما قال الحافظ في "الفتح" 11/ 296 - بأن يُحمَلَ الحديثُ على أن العمل من حيث هو عملٌ، لا يستفيد به العامل دخولَ الجنة ما لم يكن مقبولاً، وإذا كان كذلك، فأمر القَبُول إلى الله تعالى، وإنما يحصل برحمة الله لمن يُقبَلُ منه، وعلى هذا فمعنى قوله تعالى:{ادخُلُوا الجنةَ بما كنتم تعملونَ} ، أي: تعملونه من العمل المقبول.

ثم قال الحافظ: ثم رأيت النووي (في "شرح مسلم" 17/ 161) جزم بأن ظاهر الآيات أن دخول الجنة بسبب الأعمال، والجمع بينها وبين الحديث أن التوفيق للأعمال والهداية للإخلاص فيها وقَبولِها برحمة الله تعالى وفَضْلِه، فيصحُّ أنه لم يدخل بمجرد العمل وهو مراد الحديث، ويصح أنه دخل بالأعمال وهي من رحمة الله تعالى.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 415 - 416 عن وكيع، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (9302) و (10021) و (10153). وانظر ما سلف برقم (7262).

ص: 549

اللهُ إِلَى الَّذِي يَجُرُّ إِزَارَهُ بَطَرًا " (1).

9005 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ "(2).

9006 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنِ اشْتَرَى شَاةً مُصَرَّاةً، فَهُوَ بِالْخِيَارِ، إِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه بهذا اللفظ مالك في "الموطأ" 2/ 914، والبخاري (5788)، وأبو عوانة 5/ 474 من طريق الأعرج، عن أبي هريرة.

وسيأتي من طريق محمد بن زياد برقم (9155) و (9305) و (9555) و (9855) و (10023) و (10207)، ومن طريق أبي سلمة برقم (10541).

وانظر ما سلف برقم (7467) و (8229).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4489).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 204 من طريق الحجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1710)(46) من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد به.

وسيأتي برقم (9266) و (9370) و (9858) و (9882) و (10035) و (10250). وانظر ما سلف برقم (7120).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =

ص: 550

9007 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ وَعَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" " لَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَزْنِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَغُلُّ حِينَ يَغُلُّ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ حِينَ يَنْتَهِبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ". وَقَالَ عَطَاءٌ:" وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ".

قَالَ بَهْزٌ: فَقِيلَ لَهُ، قَالَ: إِنَّهُ يُنْزَعُ مِنْهُ الْإِيمَانُ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ. وَقَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ قَتَادَةُ: وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: " نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ وَهُوَ مُؤْمِنٌ "(1).

= حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الباهلي.

وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(2492)، وأخرجه الطحاوي 4/ 17 من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما (الطيالسي وحجاج) عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (9266) و (9559) و (10058) و (10239). وانظر ما سلف برقم (7305).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عطاء -وهو ابن أبي رباح-، وأما الحسن -وهو البصري- فلم يسمع من أبي هريرة. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وأخرجه أبو يعلى (6364) و (6443) من طريق هُدبة بن خالد، عن همام، =

ص: 551

9008 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا (1) بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ عز وجل "(2).

9009 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3)، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَا الْغِيبَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ". قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ أَيْ رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنْ كَانَ فِي أَخِيكَ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدْ بَهَتَّهُ "(4).

= بهذا الإسناد، بأخصر مما هنا.

وانظر ما سلف يرقم (7318).

(1)

هكذا في (ظ 3) و (عس)، وهامش (ل) و (س)، وفي (م) وبقية النسخ: رجلًا.

(2)

حديث صحيح، وهذا سند حسن، عبد الرحمن بن إبراهيم القاص المدني وإن كان مختلفاً فيه، قد تابعه عليه غير واحد، انظر (7206).

(3)

الإسناد أثبتناه من (ظ 3)، ولم يذكر في (م) وعامة النسخ، وإنما فيها: وبهذا الإِسناد.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إسحاق، قد توبع. وهو مكرر (8985).

ص: 552

9010 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، قَالُوا: قَصُرَتِ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا سَلَّمَ (1).

9011 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ائْتُوا الصَّلَاةَ وَعَلَيْكُمُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 23، وفي "الكبرى"(560) و (1150) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (715) و (1227)، وأبو داود (1014)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 445، والبيهقي 2/ 250 و 357 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 23 - 24، وفي "الكبرى"(561) و (1151)، والطحاوي 1/ 445 من طريق عمران بن أبي أنس، وأخرجه الحميدي (984)، وابن خزيمة (1035)، والطحاوي 1/ 445 من طريق ابن أبي لبيد، كلاهما عن أبي سلمة، به.

وقوله في رواية عمران: "فأدركه ذو الشمالين" خطأ من بعض الرواة، ففي متن حديثه المرفوع قال صلى الله عليه وسلم:"أصدق ذو اليدين؟ " وانظر التعليق على حديث الزهري السالف برقم (7666).

وسيأتي حديث أبي سلمة برقم (9444) و (10041).

ص: 553

السَّكِينَةُ، فَصَلُّوا مَا أَدْرَكْتُمْ، وَاقْضُوا مَا سُبِقْتُمْ (1) " (2).

9012 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا، أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْكَعْبَةَ "(3).

9013 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا، لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ "(4).

9014 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ

(1) المثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل) ونسخة على هامش (س)، وفي (م) وبقية النسخ: سبقكم.

(2)

إسناده صحيح كسابقه. وانظر (8964).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأغر: هو سلمان أبو عبد الله المدني.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 145 من طريق أبي عباد يحيى بن عباد، عن شعبة، بهذا الإِسناد. وانظر (7481).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي. وانظر (7471).

ص: 554

رَمَضَانَ فِي غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللهُ لَهُ، فَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ الدَّهْرَ كُلَّهُ " (1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي المطوِّس وأبيه، واسم أبي المطوِّس يزيد، وقيل: عبد الله بن المطوِّس.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (2540)، وإسحاق بن راهويه (275)، والدارمي (1715)، وأبو داود (2396)، والنسائي في "الكبرى"(3281) و (3282) و (3283)، وابن خزيمة (1987) و (1988)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1521) و (1522)، والبيهقي في "السنن" 4/ 228، وفي "الشعب"(3653) و (3654)، وابن حجر في "التغليق" 3/ 170 من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد.

وليس في إسناد ابن راهويه والموضع الثاني من "المشكل" عمارة بن عمير. وسيأتي عند المصنف (10080) و (10081) عن حبيب أنه لقي ابن المطوس وسمع منه هذا الحديث.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 8/ 462 - 463 من طريق عبد الغفار بن القاسم، عن حبيب بن أبي ثابت، به.

وعلقه البخاري في كتاب الصوم باب رقم (29): إذا جامع في رمضان، فقال: ويُذْكَر عن أبي هريرة، يرفعه: "من أفطر

الخ".

وأخرجه الدارقطني 2/ 211 - 212 من طريق عبد الله بن مالك، عن أبي هريرة. وفي إسناده عمار بن مطر، وهو هالك، رُمِيَ بالكذب.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3284)، وأبن أبي حاتم في "العلل"(750) من طريق هلال بن العلاء، عن العلاء، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن علي بن الحسين، عن أبي هريرة، موقوفاً، ولفظه:"أن رجلًا أفطر في شهر رمضان، فأتى أبا هريرة، فقال: لا يقبل منه صوم سنة". قال أبو حاتم: إنما هو حبيب، عن عمارة بن عمير، عن أبي المطوِّس، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أفطر يوماً في شهر رمضان =

ص: 555

9015 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ - وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: الْأَنْصَارِيُّ (1) - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي، وَالْأَمِيرُ مِجَنٌّ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِنَّهُ إِذَا وَافَقَ ذَلِكَ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَكُمْ، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا "(2).

= من غير عذر لم يقض عنه صيام الدهر". قلنا: والعلاء بن هلال، والد هلال، لين الحديث.

وسيأتي الحديث (9706) و (9908) و (10080) و (10081) و (10082) من طريق أبي المطوِّس، عن أبيه.

(1)

رواية أبي عوانة التي يشير إليها المصنِّف ستأتي عنده برقم (9385).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.

وأخرجه مختصراً أبو عوانة 4/ 444 من طريق عارم محمد بن الفضل، عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي الحديث بطوله برقم (9385) و (10037).

ولقوله: "من أطاعني فقد أطاع الله

" انظر ما سلف برقم (7334).

ولقوله: "فإذا كبّر فكبّروا

" انظر ما سلف برقم (7144).

ولقوله: "فإنه إذا وافق ذلك قول الملائكة غُفِرَ لكم"، انظر (9401) و (9923).

قوله: "والأمير مِجَنٌّ": المِجَنُّ هو التُّرس، ومعناه: يقي مَنْ خلفَه الخطأَ والزَّلَلَ.

ص: 556

9016 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا وَتَبِعَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ ".

فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ بِهِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَإِنَّكَ تُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ، فَصَدَّقَتْ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا كَانَ يَشْغَلُنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّفْقُ فِي الْأَسْوَاقِ، مَا كَانَ يُهِمُّنِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا كَلِمَةً يُعَلِّمُنِيهَا أَوْ لُقْمَةً يَلْقُمُنِيهَا (1).

9017 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِقُرَيْشٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْغَنَائِمِ حَتَّى تُقْسَمَ، وَعَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى تُحْرَزَ مِنْ كُلِّ عَارِضٍ، وَأَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ حَتَّى يَحْتَزِمَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. الوليد بن عبد الرحمن: هو الجُرَشي الحمصي.

وأخرجه الطيالسي (2581)، وابن أبي شيبة 3/ 320 من طريق شعبة، عن يعلى بن عطاء، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7188).

(2)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة.

وأخرجه أبو داود (3369) من طريق حفص بن عمر، والبيهقي 2/ 240 من =

ص: 557

9018 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ:" امْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ، وَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ "(1).

= طريق النضر بن شميل، كلاهما عن شعبة، بهذا الإِسناد. ورواية البيهقي مختصرة بالاحتزام فقط.

وسيأتي الحديث برقم (9909) و (10105).

وللنهي عن بيع الثمرة حتى تحرز، انظر ما سلف برقم (7559).

وللنهي عن بيع المغانم حتى تقسم شاهد عن أبي سعيد الخدري، سيأتي في "المسند" 3/ 42. وإسناده ضعيف.

وعن ابن عباس عند النسائي 7/ 301، والحاكم 2/ 540، والبيهقي 5/ 338. وإسناده حسن.

ويشهد لقصة الاحتزام حديث سلمة بن الأكوع، وسيأتي في "المسند" 4/ 49، وإسناده حسن.

قال السندي: قوله: "حتى تحرز": من الحِرْز، أي: تُحفَظ.

وقوله: "حتى يحتزم"، أي: يشد وسطه، وهو أمرٌ بالتحزيمِ في الصلاة، وهو أن يشد ثوبه عليه، لأنهم ما كانوا أهل سراويل، ومن كان عليه إزار وكان جيبه واسعاً ولم يشدَّ وسطه، ربما انكشفت عورتُه.

(1)

إسناده ضعيف لانقطاعه، بين أبي عمران -وهو عبد الملك بن حبيب الجوني- وبين أبي هريرة رجل مبهم سقط من هذا الإِسناد، وهو مثبت في الرواية السالفة برقم (7576).

ص: 558