المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ)   حقق هذا الجزء - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ١٥

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه

شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد

الجزء الخامس عشر

مؤسسة الرسالة

ص: 1

تتمة مسند أبي هريرة رضي الله عنه

9019 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَخَذَ مِنَ الْأَرْضِ شِبْرًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ "(1).

9020 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" هُنَّ (2) أَيَّامُ طُعْمٍ ". قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: يَعْنِي: أَيَّامَ التَّشْرِيقِ (3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات، ضعيف عند التفرد، وباقي رجال الإِسناد ثقات من رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وسيأتي الحديث من طريق صحيح عن أبي صالح عن أبي هريرة برقم (9044)، ومن طريق عجلان عن أبي هريرة برقم (9582).

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3767).

وعن وائل بن حجر، سيأتي 4/ 317.

(2)

في (ظ 3)، ونسخة على هامش (س): هي.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7134).

ص: 7

9021 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ: مَا الطِّيَرَةُ؟ قَالَ: " لَا طَائِرَ "، ثَلَاثَ مَرَّاتِ، وَقَالَ:" خَيْرُ الْفَأْلِ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ "(1).

9022 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ الْإِقَامَةَ، فَلْيَأْتِ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكَ فَلْيُصَلِّ، وَمَا فَاتَهُ فَلْيُتِمَّ "(2).

9023 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَعَنَ اللهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ فِي الْحُكْمِ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (8393).

(2)

حديث صحيح، وإسناده حسن كسابقه. وانظر (7252).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة" 1/ 47، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 254 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الترمذي (1336)، وابن الجارود (585)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5661) و (5662)، وابن حبان (5076)، والحاكم 4/ 103، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 254 من طرق عن أبي عوانة، به. =

ص: 8

9024 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَنْظُرْ مَا الَّذِي يَتَمَنَّى، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا الَّذِي يُكْتَبُ لَهُ مِنْ أُمْنِيَّتِهِ "(1).

9025 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أُحُدًا هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ "(2).

[قَالَ عَبْدُ اللهِ]: قَالَ أَبِي فِيهَا كُلِّهَا، فِي هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ: قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ (3).

9026 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خُذُوا مِنَ الشَّوَارِبِ،

= وسيتكرر الحديث برقم (9031).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6533) وإسناده قوي، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده ضعيف لضعف عمر بن أبي سلمة عند التفرد. وانظر (8689).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات، ضعيف عند التفرد. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وانظر (8450).

(3)

قوله: "قال أبي

الخ" ليس في (ظ 3)، ورمج في (عس).

ص: 9

وَأَعْفُوا اللِّحَى " (1).

9027 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُونَ يَسْأَلُونَ حَتَّى يُقَالُ: هَذَا اللهُ خَلَقَنَا، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ عز وجل؟ ".

قَالَ: فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَوَاللهِ إِنِّي لَجَالِسٌ يَوْمًا إِذْ قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ: هَذَا اللهُ خَلَقَنَا، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ عز وجل؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَجَعَلْتُ أُصْبُعَيَّ فِي أُذُنَيَّ، ثُمَّ صِحْتُ، فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، اللهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 1/ 140 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد. وانظر (7132).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن أبي سلمة متابع.

وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 9 عن سهل بن بكار، عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (135)(215)، وأبو عوانة 1/ 81، وابن منده في "الإِيمان"(363) من طريق يحيى بن أبي كثير، وأبو داود (4722)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(661)، وابن أبي عاصم (653) من طريق عتبة بن مسلم المدني، كلاهما عن أبي سلمة، به. ولم يذكر عتبة بن مسلم في روايته قصة الذي سأل أبا هريرة، وزاد في المرفوع: "فإذا قالوا ذلك، فقولوا: الله أحد، الله الصمد، =

ص: 10

9028 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل يَغَارُ، وَمِنْ غَيْرَةِ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حُرِّمَ عَلَيْهِ "(1).

9029 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُوتِرْ "(2).

9030 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا أَبَقَ الْعَبْدُ - وَقَالَ مَرَّةً: إِذَا سَرَقَ الْعَبْدُ - فَبِعْهُ، وَلَوْ بِنَشٍّ ". وَالنَّشُّ: نِصْفُ الْأُوقِيَّةِ (3).

9031 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ،

= لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كُفُواً أحد، ثم ليتفُلْ عن يساره ثلاثاً، وليستَعِذْ بالله من الشيطان".

وانظر ما سلف برقم (7790).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (8519).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7221).

(3)

إسناده ضعيف، عمر بن أبي سلمة ضعيف فيما يتفرد به. وانظر (8439).

ص: 11

عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَعَنَ اللهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ فِي الْحُكْمِ "(1).

9032 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ: عِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَشُهُودُ الْجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللهَ عز وجل "(2).

9033 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ (3) أَكْثَرَ عَذَابِ الْقَبْرِ فِي الْبَوْلِ "(4).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (9023).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (8675).

(3)

لفظة: "إنَّ" أثبتناها من (ظ 3)، ولم ترد في (م) وبقية النسخ.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 122، وابن ماجه (348)، والآجري في "الشريعة" ص 363، والدارقطني 1/ 128، والحاكم 1/ 183، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(120) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وسيتكرر برقم (9059)، وانظر (8331).

ص: 12

9034 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ "(1).

9035 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قُرَيشٌ وَالْأَنْصَارُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارٌ وَمُزَيْنَةُ وَجُهَيْنَةُ وَأَشْجَعُ مَوَالِيَّ، لَيْسَ لَهُمْ دُونَ اللهِ وَلَا رَسُولِهِ مَوْلًى "(2).

9036 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ - وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: قَالَ: زَعَمَ ذَاكَ ثُمَامَةُ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعَنْ (3) حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْمِسْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَالْآخَرِ دَوَاءً ".

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الربيع بن مسلم، فمن رجال مسلم. وانظر (7504).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إسحاق -وهو ابن عبد الله بن الحارث المدني- صدوقٌ حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7904).

(3)

لفظة: "وعن" ليست في (ظ 3) و (عس). والراوي عن حبيب بن الشهيد هو حماد بن سلمة.

ص: 13

وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: " فَإِنَّ أَحَدَ جَنَاحَيْهِ "(1).

9037 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ إِنْسَانًا كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ أَسْوَدَ، فمَاتَ - أَوْ مَاتَتْ - فَفَقَدَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" مَا فَعَلَ الْإِنْسَانُ الَّذِي كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ؟ "، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: مَاتَ، قَالَ:" فَهَلَّا آذَنْتُمُونِي بِهِ؟ " فَقَالُوا: إِنَّهُ كَانَ لَيْلًا. قَالَ: " فَدُلُّونِي عَلَى قَبْرِهَا " قَالَ: فَأَتَى الْقَبْرَ فَصَلَّى عَلَيْهَا. قَالَ ثَابِتٌ عِنْدَ ذَاكَ، أَوْ فِي حَدِيثٍ آخَرَ:" إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللهَ عز وجل يُنَوِّرُهَا بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ "(2).

(1) حديث صحيح، وله إسنادان، الأول: حماد بن سلمة، عن ثمامة بن عبد الله، عن أبي هريرة، ورجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه منقطع، فإن ثمامة لم يسمع من أبي هريرة. والثاني: حماد، عن حبيب بن الشهيد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، وهذا سند صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(3292) من طريق عفان بن مسلم، بالإسنادين جميعاً. وانظر (8657).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي 4/ 47 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وسيأتي عن عفان مختصراً برقم (9272)، وانظر (8634).

وقوله: "ينوِّرها بصلاتي عليهم"، قال السندي: أُخِذَ منه خصوص الصلاة على القبر به صلى الله عليه وسلم.

ص: 14

9038 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ غَالِبٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عِنْدَهُ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الْإِيمَانُ بِاللهِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ " قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ ذَاكَ؟ قَالَ: فَأَيُّ الرِّقَابِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: " أَغْلَاهَا ثَمَنًا، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا " قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ؟ قَالَ: " قَوِّمْ ضَائِعًا، أَوِ اصْنَعْ لِأَخْرَقَ "(1) قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ ذَاكَ؟ قَالَ: " فَاحْبِسْ نَفْسَكَ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّه صَدَقَةٌ حَسَنَةٌ تَصَدَّقْ (2) بِهَا عَلَى نَفْسِكَ "(3).

(1) كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ:"فتعين ضائعاً، أو تصنع لأخرق".

(2)

المثبت من (ظ 3) و (عس) ونسخة على هامش (س)، وفي (م) وبقية النسخ: تصدقت.

(3)

إسناده حسن، خليفة بن غالب صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه المزي في ترجمة خليفة من "تهذيب الكمال" 8/ 322 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(155)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(28)، والدولابي في "الكنى" 2/ 168 - 169 من طرق عن خليفة بن غالب، به. ورواية البخاري وابن أبي عاصم مختصرة.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(154) عن موسى بن إسماعيل، عن خليفة بن غالب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مختصراً، ولم يذكر =

ص: 15

9039 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا طَلَعَ النَّجْمُ صَبَاحًا قَطُّ، وَتَقُومُ عَاهَةٌ، إِلَّا رُفِعَتْ عَنْهُمْ أَوْ خَفَّتْ "(1).

9040 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ صَوْتًا، فَأَعْجَبَهُ، فَقَالَ:" قَدْ أَخَذْنَا فَأْلَكَ مِنْ فِيكَ "(2).

= أبا سعيد.

وسيأتي برقم (10878)، وانظر ما سلف برقم (7511).

قوله: "ضائعاً"، قال ابن الأثير في النهاية" 3/ 107، أي: ذا ضَياع، مِن فَقر، أو عِيال، أو حالٍ قَصّر عن القيام بها، ورواه بعضهم بالصاد المهملة والنون، وقيل: إنه هو الصواب، وقيل: هو في حديث بالمهملة، وفي آخر بالمعجمة، وكلاهما صواب في المعنى.

وقوله: "لأخرق"، قال السندي: من الخُرق بالضم، وهو الجهل والحمق، أي: جاهل بما يجب عليه أن يعمله، ولم يكن في يده صنعةٌ يَكتسبُ بها.

(1)

حديث حسن، عسل بن سفيان -وإن كان ضعيفاً- قد توبع. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2286) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وانظر (8495).

(2)

إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة.

وأخرجه أبو داود (3917) عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد. =

ص: 16

9041 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أُمِّ بُرْثُنٍ حَدَّثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَتَبَ اللهُ الْجُمُعَةَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَاخْتَلَفُوا فِيهَا، وَهَدَانَا اللهُ لَهَا، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهَا تَبَعٌ، فَلِلْيَهُودِ غَدًا، وَلِلنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ "(1).

9042 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ (2) فِيهِ الْبَقَرَةُ "(3).

9043 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:" إِذَا تَكَلَّمْتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَدْ لَغَوْتَ وَأَلْغَيْتَ "(4).

= وانظر ما سلف في الفأل برقم (7618).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وقد سلف من هذا الطريق برقم (7214).

(2)

في (م): البيت الذي تقرأ.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن ذكوان السمان أبي صالح- فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم.

وأخرجه ابن الضُريس (184) عن عبد الأعلى بن حماد، عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد. وانظر (7821).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. =

ص: 17

9044 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ "(1).

9045 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

9046 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ

= وأخرجه ابن خزيمة (1804) من طريق حبان بن هلال، عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد. وانظر (7332).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطيالسي (2410)، ومن طريقه البيهقي 6/ 99 عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1611) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن حبان (5161) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به.

وانظر ما سلف برقم (9019).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان.

وأخرجه مسلم (2590)(72) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (18934) عن معمر، ومسلم (2590)(71) من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن سهيل، به. وشك أحد الرواة عند عبد الرزاق برفعه.

وسيأتي الحديث من طريق سهيل برقم (9248) و (10761)، وسلف برقم (7427) من طريق الأعمش عن أبي صالح ضمن حديث مطول.

ص: 18

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: قَالَ فِيهَا كُلِّهَا: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، هَكَذَا قَالَهَا أَبِي (2).

9047 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَوُهَيْبٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ "(3).

9048 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ حَتَّى تَخْلُصَ إِلَيْهِ، خَيْرٌ لُهُ مِنْ أَنْ يَطَأَ عَلَى قَبْرِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ "(4).

9049 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ فَتَمَضْمَضَ،

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7791).

(2)

قول عبد الله بن أحمد لم يرد في (ظ 3)، ورُمِّجَ في (عس).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (8517).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (8108).

ص: 19

وَغَسَلَ يَدَهُ وَصَلَّى (1).

9050 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ أَثْوَارَ أَقِطٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْهُ، ثم (2) صَلَّى (3).

9051 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَنَافَسُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطيالسي (2411) عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(177)، وابن ماجه (493)، والبزار (297 - كشف الأستار)، وابن خزيمة (42)، والطحاوي 1/ 67، وابن حبان (1151)، والبيهقي 1/ 156 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وزادوا فيه -عدا ابن ماجه- الحديث التالي في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم من أكل الأقط.

وانظر التعليق على الحديث السالف برقم (7605).

(2)

المثبت من (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: وصلى.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله، وما سلف برقم (7605).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(400) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، ومسلم (2563)(31) من طريق حبان بن هلال، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد. =

ص: 20

9052 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فَتَفَرَّقُوا عَنْ غَيْرِ ذِكْرِ اللهِ، إِلَّا كَأَنَّمَا تَفَرَّقُوا عَنْ جِيفَةِ حِمَارٍ، وَكَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً "(1).

= وانظر ما سيأتي برقم (10219) و (10649)، وما سلف برقم (7727).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو داود (4855)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(408)، وابن حبان (590)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(445)، والحاكم 1/ 941 - 492 و 492، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 207، وفي "أخبار أصبهان" 2/ 224 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9965) و (10680) و (10825).

وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3380) من طريق أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة. وقرن بأبي هريرة أبا سعيد الخدري.

وله طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي برقم (9583) و (9764) و (10413).

وفي الباب عن جابر عند الطيالسي (1756)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(58) و (411)، والطبراني في "الدعاء"(1928)، والبيهقي في "الشعب"(1570).

وعن أبي سعيد الخدري عند الترمذي بإثر الحديث (3380)، والنسائي (409)، والبيهقي (1571) مرفوعاً، ورواه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(55)، والنسائي (410) موقوفاً.

وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(7751)، وفي "الدعاء"(1921).

وعن عبد الله بن مغفل عند الطبراني في "الأوسط"(3756)، وفي "الدعاء"(1920). =

ص: 21

9053 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ كُلَّ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ (1)، فَيُغْفَرُ ذَلِكَ الْيَوْمَ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا امْرَأً كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا "(2).

9054 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ الدِّينُ (3) كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ "(4).

= قوله: "عن جيفة حمار"، قال السندي: أي: قاموا عن أمر مكروه مُسْتَقذَر، لأن المجلس لا يخلو عن كلام زائد أو ناقص عادةً، وذكر الله تعالى بمنزلة الكفارة لما جرى فيه.

وقوله: "حسرة"، قال: لِما فات عنهم من الخير، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ظ 3) و (عس): ويوم خميس.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطيالسي (2403) عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد. وانظر (7639).

(3)

في (م): ويعود غَرِيبًا، وكانت كذلك في (عس) ثم رُمجت كلمة "غَرِيبًا".

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو القاصُّ المدني نزيل كرمان- وقد سلفت ترجمته عند الحديث رقم (8985). =

ص: 22

9055 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ "(1).

9056 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاصُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنْ دَاءٍ إِلَّا فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ مِنْهُ شِفَاءٌ، إِلَّا السَّامُ "(2).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 237 عن عفان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(691)، والطبراني في "الأوسط"(2798)، وابن منده في "الإِيمان"(422) من طريق روح بن القاسم، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وسقط من المطبوع من "المعجم الأوسط" عبد الرحمن والد العلاء.

وأخرجه مسلم (145)، وابن ماجه (3986)، وأبو عوانة 1/ 101 - 102، والآجري في "الغرباء"(4)، وابن منده (423)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(174)، والبيهقي في "الزهد"(204)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 307، وفي "شرف أصحاب الحديث"(37) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، وابن مسعود، سلفا على التوالي (1604) و (3784) وذُكرَتْ باقي أحاديث الباب هناك.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (8289).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. =

ص: 23

9057 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ: مَثَلُ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ (1) مِنْ حَدِيدٍ، قَدِ اضْطُرَّتْ أَيْدِيهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَكُلَّمَا هَمَّ الْمُتَصَدِّقُ بِصَدَقَةٍ، اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ حَتَّى تُعَفِّيَ أَثَرَهُ، وَكُلَّمَا هَمَّ الْبَخِيلُ بِصَدَقَةٍ، انْقَبَضَتْ عَلَيْهِ كُلُّ حَلْقَةٍ مِنْهَا إِلَى صَاحِبَتِهَا، وَتَقَلَّصَتْ عَلَيْهِ "، قَالَ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَعْنِي يَقُولُ:" فَيَجْهَدُ أَنْ يُوَسِّعَهَا فَلَا تَتَّسِعُ "(2).

9058 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَرَى رَبَّنَا عز وجل

= وأخرجه مسلم (2215)(89)، والبغوي (3227) من طريق إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (10282)، وانظر ما سلف برقم (7287).

(1)

كذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: جُبتان، بالباء، وانظر التعليق عليها عند الحديث رقم (7483).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي.

وأخرجه النسائي 5/ 72 من طريق عفان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (1443) و (2917) عن موسى بن إسماعيل، ومسلم (1021)(77) من طريق أحمد بن إسحاق الحضرمي، كلاهما عن وهيب بن خالد، به. وانظر (7335).

ص: 24

يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ الشَّمْسَ بِنِصْفِ النَّهَارِ لَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابَةٌ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابَةٌ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَرَوُنَّ اللهَ عز وجل، وَلَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ كَمَا لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا "(1).

9059 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ أَكْثَرَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ "(2).

9060 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مصعب بن محمد، فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وروى عنه جمع من الثقات، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال سفيان بن عيينة: كان صالحاً، وقال أحمد: لا أعلم إلا خيراً.

وأخرجه أبو داود (4730) من طريق سهيل بن أبي صالح، وابن ماجه (178)، والترمذي (2554) من طريق الأعمش، كلاهما عن أبي صالح، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7717).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وهو مكرر (9033).

ص: 25

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ عز وجل:{فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 50]، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ كُنْتُ أَنَا، لَأَسْرَعْتُ الْإِجَابَةَ وَمَا ابْتَغَيْتُ الْعُذْرَ "(1).

9061 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ وَحُسَيْنٌ (2)، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ. وَيَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لَغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ "(3).

9062 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ "(4).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، فإنه حسن الحديث، وهو مكرر (8554).

(2)

كذا في (ظ 3)، وفي (م) وبقية النسخ، ونسخة على هامش (ظ 3): حسن. وأثبتنا ما في (ظ 3) لأنه جاء في "أطراف المسند" 7/ 231 مصرحاً به أنه حسين بن محمد، وحسن وحسين كلاهما ثقة.

(3)

حديث صحيح، وقد سلف الكلام على إسناده عند الحديث رقم (8908). أبو حصين: هو عثمان بن عاصم، ويحيى بن إسحاق: هو السَّيلَحيني، شيخ أحمد.

(4)

إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم. =

ص: 26

9063 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ عليه السلام النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: إِنِّي جِئْتُ الْبَارِحَةَ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَدْخُلَ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فِي الْبَيْتِ صُورَةٌ أَوْ كَلْبٌ (1).

9064 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَلَا يُنَجِّيهِ مِنَ النَّارِ، إِلَّا بِرَحْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ " قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا أَنْتَ؟ قَالَ:" وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ "، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ،

= وأخرجه البخاري (6446)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1207)، والبيهقي في "الشعب"(10342) من طريق أحمد بن يونس، والترمذي (2373) عن أحمد بن بديل، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(276) من طريق القعقاع بن حكيم، وابن الأعرابي في "معجمه"(1064)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1210) من طريق الأعمش، كلاهما عن أبي صالح، به.

وانظر ما سلف برقم (7316).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله. وانظر (8045).

ص: 27

يَقْبِضُهَا وَيَبْسُطُهَا (1).

9065 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ زَيْدٍ (2) عَمِّي، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ، فَمَرَّ شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ كَأَنَّهُ مُسْتَرْخِي الْإِزَارِ، قَالَ: ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَجَعَلَ يَعْتَذِرُ، فَقَالَ: إِنَّهُ اسْتَرْخَى. وَإِنَّهُ مِنْ كَتَّانٍ، فَلَمَّا مَضَى قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ لَهُ، مُعْجَبًا (3) بِنَفْسِهِ، إِذْ خَسَفَ اللهُ بِهِ الْأَرْضَ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(4).

9066 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا ذَوَّادٌ (5) أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7203).

(2)

في النسخ الخطية: يزيد، ثم رمجت في (ظ 3) وكتب فوقها: زيد، على الصواب.

(3)

المثبت من (ظ 3) و (عس)، وفي (م) وبقية النسخ: معجب.

(4)

إسناده حسن، جرير بن زيد روى عنه ثقتان، ولم يرو له البخاري سوى هذا الحديث، ومسلم حديثاً آخر في الأشربة متابعةً، قال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(5790)، وفي "التاريخ الكبير" 2/ 212، والنسائي في "الكبرى"(9679)، وأبو عوانة 5/ 471 من طريق وهب بن جرير، عن أبيه جرير بن حازم، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7630).

(5)

كلمة "ذوَّاد" لم ترد في (م)، ورمجت في (عس)، وتحرفت في سائر الأصول الخطية إلى: داود، والصواب ما أثبتنا.

ص: 28

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا هَجَّرْتُ إِلَّا وَجَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، قَالَ: فَصَلَّى، ثُمَّ قَالَ:" اشِكَنْبْ دَرْدْ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: " قُمْ فَصَلِّ، فَإِنَّ فِي الصَّلَاةِ شِفَاءً "(1).

(1) إسناده ضعيف. ذوَّاد أبو المنذر -وهو ابن عُلبة الحارثي- ضعيف، وكذا ليث -وهو ابن أبي سليم-.

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(269) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (3458)، وأبو الحسن القطان في زياداته على ابن ماجه بإثر (3458)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 48، وابن عدي في "الكامل" 3/ 985، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 255، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(271) و (272) من طرق عن أبي المنذر ذواد بن عُلبة، به.

وأخرجه ابن الجوزي (273)، وأبو الشيخ ص 255 من طريق الصلت بن الحجاج، عن ليث بن أبي سليم، به.

وأخرجه موقوفاً العقيلي 2/ 48 من طريق ابن الأصبهاني، عن ذواد، به.

وأخرجه موقوفاً أيضاً العقيلي 2/ 48 من طريق شريك النخعي، وابن عدي 3/ 985، وابن الجوزي (275) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وابن عدي 3/ 985 من طريق عبد السلام بن حرب، ثلاثتهم عن ليث بن أبي سليم، به.

وسيأتي الحديث مرفوعاً برقم (9240) عن موسى بن داود، عن ذَوَّاد بن عُلبة.

وفي الباب عن أبي الدرداء، عند ابن الجوزي في "العلل" (274). وقال ابن الجوزي بإثره: هذان حديثان لا يصحان (يعني حديث أبي هريرة وحديث أبي الدرداء)، أما حديث أبي هريرة فالطرق الأربعة المتقدمة منه يرويها ذوَّاد بن علبة أبو المنذر الحارثي، قال يحيى: لا يكتب حديثه، وقال مرة: ليس بشيء. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا أصل له، والطريق الخامس يرويها =

ص: 29

9067 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيَدَعَنَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ الْمَدِينَةَ وَهِيَ خَيْرُ مَا يَكُونُ، مُرْطِبَةٌ مُونِعَةٌ "، فَقِيلَ: فَمَنْ يَأْكُلُهَا؟ قَالَ: " الطَّيْرُ وَالسِّبَاعُ "(1).

9068 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ

= الصلت بن الحجاج، قال ابن عدي: عامة حديثه منكر. ولعله أخذه من ذواد، ثم جميع الطرق عن ليث، وقد ضعفه ابن عيينة، وقال أحمد: مضطرب الحديث، وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره، فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم. تركه يحيى القطان ويحيى بن معين وابن مهدي وأحمد.

ثم قال: وقد روي هذا الحديث عن أبي هريرة موقوفاً، وهو أصح.

قوله: "ما هجرت"، قال السندي: من التهجير، وهو التبكير إلى الصلاة، والمبادرة إليها.

قوله: "اشكنب درد": كذا جاء في الأصول، وفي "سنن ابن ماجه""أشِكَمَتْ". وفي "العلل المتناهية" وردت اشكنب كما في "المسند"، وفي "قاموس الفارسية" للدكتور عبد النعيم محمد حسنين: شكم: البطن، ويُسمى أيضاً: اشكم، أي: تشتكي بطنك، كما جاء في بعض الروايات.

قوله: "لا" كذا جاء في رواية الحديث في نسخ "المسند"، والجادة أن يقول:"نعم" وهو الموافق لسياق الحديث ومصادر التخريج.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي المهزم: وهو يزيد -وقيل: عبد الرحمن- بن سفيان، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح.

وقد سلف الحديث برقم (7193) و (8999) بإسناد صحيح عن أبي هريرة.

ص: 30

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَذِهِ صَدَقَةُ قَوْمِي (1)، وَهُمْ أَشَدُّ النَّاسِ عَلَى الدَّجَّالِ " يَعْنِي بَنِي تَمِيمٍ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا كَانَ قَوْمٌ مِنَ الْأَحْيَاءِ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْهُمْ، فَأَحْبَبْتُهُمْ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ هَذَا (2).

9069 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نِعِمَّا لِلْمَمْلُوكِ إِذَا أَدَّى حَقَّ اللهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ "(3).

(1) في (ل)، ونسخة على هامش (س): قوم، وفي رواية البخاري (4366): صدقات قومِ أو قومي. قال العيني: قوله "قومِ" بالكسر بلا تنوين، لأنه قد حذف منه ياء المتكلم، "أو قومي" شكٌّ من الراوي.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإِبهام الراوي عن أبي زرعة، وقد رُوي الحديث من طريقين صحيحين عن أبي هريرة.

فأخرجه البخاري (2543) و (4366)، ومسلم (2525)، وأبو يعلى (6108)، وابن حبان (6808)، والبيهقي 7/ 11 من طريق عمارة بن القعقاع، والبخاري (2543)، ومسلم (2525)، وأبو يعلى (6108) من طريق الحارث بن يزيد العكلي، كلاهما عن أبي زرعة، عن أبي هريرة. وزادوا فيه قوله: وكانت سبيَّةٌ منهم عند عائشة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أعتِقيها، فإنها من وَلَد إسماعيل".

وأخرجه مسلم (2525)، والحاكم 4/ 84، والبيهقي 9/ 75 من طريق داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، عن أبي هريرة، بنحوه، غير أنه قال:"هم أشد الناس قتالا في الملاحم" ولم يذكر الدجالَ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس، والأعمش: هو سليمان بن مهران. =

ص: 31

قَالَ كَعْبٌ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، لَا حِسَابَ عَلَيْهِ، وَلَا عَلَى مُؤْمِنٍ مُزْهِدٍ.

9070 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّمَا مُسْلِمٍ لَعَنْتُهُ أَوْ آذَيْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَقُرْبَةً "(1).

9071 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ

= وأخرجه البخاري (2549) من طريق أبي أسامة، والترمذي (1985) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (7428).

قوله: "نعما"، قال النووي: فيها ثلاث لغات: إحداها: كسر النون مع إسكان العين، والثانية: كسرهما، والثالثة: فتح النون مع إسكان العين، والميم مشددة في جميع ذلك، أي: نعم شيءٌ هو، ومعناه: نعم ما هو، فأدغمت الميم في الميم. وقال العيني تعليقاً على لفظ رواية البخاري:"نعما لأحدكم يحسن عبادة ربه": والمخصوص بالمدح محذوف، وقوله:"يحسن" مبيِّن له، تقديره: نعمَّا المملوك لأحدهم يحسن عبادة ربه، وينصح لسيده.

وقوله: "قال كعب" يوضحه ما سلف في الرواية (7428) قال (القائل: أبو هريرة): فحدثتهما كعباً، قال كعب: ليس عليه حساب ولا على مومن مُزْهِد.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارمي (2765) من طريق عبد الواحد بن زياد، والبيهقي 7/ 61 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طريق الأعمش برقم (10336)، وانظر ما بعده، وما سلف برقم (7311).

ص: 32

أَنَّهُ قَالَ: " زَكَاةً وَرَحْمَةً "(1).

9072 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي (2) نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَخْتَصِمَنَّ كُلُّ شَيْءٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى الشَّاتَانِ فِيمَا انْتَطَحَتَا "(3).

9073 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَحَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، يَبِيعُ قَوْمٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ، الْمُتَمَسِّكُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيتكرر من هذا الطريق برقم (10435)، وانظر ما قبله.

(2)

في (م) وعامة النسخ الخطية، عدا (ظ 3) و (عس): ألا والذي.

(3)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ. ابن حجيرة: اسمه عبد الرحمن.

وسيأتي هذا الحديث في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11238) عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن دَرَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد.

وانظر الحديث السالف برقم (7204).

ص: 33

يَوْمَئِذٍ بِدِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ - أَوْ قَالَ: عَلَى الشَّوْكِ - ". قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ: " خَبَطِ (1) الشَّوْكِ " (2).

9074 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ

(1) في (ظ 3) و (عس): يخبط.

(2)

حديث صحيح دون قوله: "المتمسك يومئذ بدينه

الخ" فحسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو يونس: هو سليم بن جبير مولى أبي هريرة.

وأخرجه الفريابي في "صفة المنافق"(100) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (8030).

ولقوله: "المتمسك يومئذ بدينه

إلخ" شاهد من حديث أنس بلفط: "يأتي على الناس زمان، الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر". عند الترمذي (2260)، وآخر من حديث أبي ثعلبة الخشني ضمن حديث مطول عند أبي داود (4341)، والترمذي (3058)، وابن ماجه (4014)، وابن حبان (385) بلفظ: "فإن من ورائكم أياماً، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر". وإسنادهما ضعيفان.

قوله: "فِتناً"، قال السندي: بالنصب على أنه حال من فاعل "اقترب"، أي: حال كون ذلك الشر فتناً.

قوله: "بعرض" بفتحتين، أي: متاع.

قلنا: والخَبَط، بالتحريك: ما يَتساقط من الشجر إذا ضُرِبَ بالعصا.

تنبيه: تكرر هذا الحديث في (م) بعد الحديث التالي، وليس هو في سائر أصولنا الخطية.

ص: 34

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ إِنِّي أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّمَا عَبْدٍ جَلَدْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَقُرْبَةً "(1).

9075 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبُي يُونُسَ. وَحَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ (2)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمُكْثِرُونَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا "، قَالَ يَحْيَى:" وَقَلِيلٌ مَا هُمْ "، قَالَ حَسَنٌ: وَأَشَارَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ (3).

9076 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَنَّ اللهَ عز وجل

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ.

وانظر ما سلف برقم (7311).

(2)

قوله: "عن أبي يونس، وحسن قال: حدثنا ابن لهيعة" سقط من (م)، واستدركناه من أصولنا الخطية و"أطراف المسند" لابن حجر 7/ 306.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ. حسن: هو ابن موسى، وأبو يونس: هو سُليم بن جُبَير مولى أبي هريرة.

وانظر ما سلف برقم (8085).

ص: 35

قَالَ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ " (1).

9077 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْروٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللهُ عز وجل: مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَ خَلْقِي؟! فَلْيَخْلُقْ ذَرَّةً أَوْ حَبَّةً ". وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " وَمَنْ "(2).

9078 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ -، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا ضَحَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة.

وأخرجه ابن حبان (639) من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (7426).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. يزيد بن عمرو: هو المَعافِري المِصري.

وانظر ما سلف برقم (7166).

(3)

إسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وذكر ابن أبي حاتم في "العلل"(1605) أن بعض الناس قد رواه عن الحسن بن صالح، فقال: عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، مرسلاً، ونقل عن أبيه أنه صوَّب الرواية =

ص: 36

9079 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " النَّاسُ مَعَادِنُ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا فِي الدِّينِ "(1).

= المرسلة على الموصولة.

وأخرجه موصولاً ابن عدي في "الكامل" 2/ 727، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 34 من طريق أسود بن عامر شاذان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن عدي 2/ 727 من طريق سلمة بن عبد الملك العَوْصي، عن الحسن بن صالح، به.

وفي الباب عن ابن عباس، عند الطبراني في "الكبير"(12710)، وإسناده ضعيف فيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف، وزيد بن الحريش وهو مجهول الحال، كما قال ابن القطان الفاسي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ.

والأُضْحِيَّة: بضم الهمزة وكسرها وتشديد الياء فيهما، نص عليه القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 2/ 56، وابن أبي الفتح البعلي في "المُطلِع" ص 205، وهكذا ضُبِطَت الياء مشدَّدة ضبط قلم في المعاجم اللُّغوية غير ما وقع في "القاموس المحيط " فقد ضبطت فيه بالتخفيف ضبط قلم أيضاً، ونقل البدر العيني في "عمدة القاري" 21/ 144 عن السرقسطي في "الدلائل" أنه نص على التخفيف فيها، وأما علي القاري فقد ضبطها في "مرقاة المفاتيح" 2/ 259 بتشديد الياء على ما وقع في أصوله المصححة من "المشكاة"، وقال: وأما قول ابن حجر: وبتخفيفها، فمحتاج إلى نقل صريح أو دليل صحيح.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. أبو علقمة الراوي عن أبي هريرة: هو الفارسي المصري مولى بني هاشم.

وانظر ما سلف برقم (7496).

ص: 37

9080 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ بَيَّاعِ الْمُلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 13 - 14]، شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَنَزَلَتْ:{ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 39 - 40]، فَقَالَ:" أَنْتُمْ ثُلُثُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، بَلْ أَنْتُمْ نِصْفُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَتُقَاسِمُونَهُمُ النِّصْفَ الْبَاقِي "(1).

9081 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَبِّئْنِي بِأَحَقِّ النَّاسِ مِنِّي صُحْبَةً. فَقَالَ: " نَعَمْ، وَاللهِ

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي -سيئ الحفظ، ووالد محمد بياع المُلاء -وهو عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة- مجهولٌ.

وأورد نحو هذا الحديث ابنُ كثير في "تفسيره" 2/ 85، وقال: قال الطبراني: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا موسى بن غَيلان، حدثنا هاشم بن مخلد، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن سفيان، عن أبي عمرو، عن أبيه، عن أبي هريرة

فذكره.

وأبو عمرو: هي كنية محمد بياع المُلاء نفسه، فالإِسناد ضعيف لجهالة والده.

لكن يشهد لقوله: "أنتم ثلث أهل الجنة .. الخ" حديث ابن مسعود، سلف برقم (4328).

وحديث جابر، سيأتي 3/ 346 و 383.

ص: 38

لَتُنَبَّأَنَّ " قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: " أُمُّكَ " قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " أُمُّكَ " قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أَبُوكَ " (1).

9082 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَ الْحَدِيثَ، قَالَ: " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ خَلَقَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان ضعيفاً لسوء حفظه- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 541، وعنه مسلم (2548)(3)، وابن ماجه (2706)، وأخرجه البغوي (3416) من طريق عبد الغفار بن الحكم، كلاهما عن شريك، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الحميدي (1118)، وابن ماجه (3658)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1670) و (1671)، وابن حبان (433) من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري (5971)، ومسلم (2548)(1)، وأبو يعلى (6082)، وابن حبان (434) من طريق جرير بن عبد الحميد، ومسلم (2548)(2)، وأبو يعلى (6094) من طريق فضيل بن غزوان، والطحاوي في "مشكل الآثار"(1672) من طريق حبان بن علي، أربعتهم عن عمارة بن القعقاع، به.

وانظر (8344).

قوله: "أبوك" هكذا أثبتناه بالرفع على الجادَّة من مصادر التخريج، وهو في أصولنا الخطية: أباك، ووجهه السندي بقوله: ثم أباك، أي: اخدم أباك وأرضه، أو: ثم اصحب أباك بأحسن وجه. قلنا: ويمكن أن يخرج على مذهب من يعامل الأسماء الخمسة معاملة الاسم المقصور فيقدر الحركات الثلاث على الألف للتعذر، فيقول: هذا أباه، ورأيت أباه، ومررت بأباه، وعليه قول الشاعر:

إن أباها وأبا أباها

قد بَلَغا في المجدِ غايتاها

ص: 39

خَلْقًا كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا مِثْلَ خَلْقِي، ذَرَّةً أَوْ ذُبَابَةً أَوْ حَبَّةً " (1).

9083 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ ابْنِ عُمَيْرٍ - يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ -، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " أَشْعَرُ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ:

أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ

وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ " (2).

9084 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ، قَالَ: " لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُونَ (3) حَتَّى تَحَابُّوا، أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى رَأْسِ ذَلِكَ - أَوْ مِلَاكِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل شريك النخعي، وانظر (7166).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه مسلم (2256)(2)، والترمذي في "السنن"(2849)، وفي "الشمائل"(247)، وأبو يعلى (6015)، وابن حبان (5783) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. وشريك قد تابعه عند مسلم غيرُ واحد.

وسيأتي من طريقه برقم (9737) و (10230)، وسلف برقم (7383) من طريق زائدة بن قدامة، عن عبد الملك بن عمير.

(3)

في بعض النسخ المتأخرة: لا تؤمنوا، وهي رواية مسلم، ووجهها شُراحُه على أن النون حذفت للتخفيف، وهي لغة معروفة.

ص: 40

ذَلِكَ -؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ "، وَرُبَّمَا قَالَ شَرِيكٌ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ " (1).

(1) حديث صحيح، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وانظر ما بعده.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 624 - 625، ومسلم (54)(93)، والترمذي (2688)، وابن ماجه (68) و (3692)، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(463)، وأبو عوانة 1/ 30، وابن حبان (236)، وابن منده (331)، والبيهقي في "الشعب"(8745) من طريق أبي معاوية، ومسلم (54)(94)، ومحمد بن نصر (462) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو داود (5193)، وأبو عوانة 1/ 30 - 31، وابن منده (330)، والبغوي بإثر الحديث (3300) من طريق زهير بن معاوية، ومحمد بن نصر (463)، وابن منده (332) من طريق عمر بن عبيد، أربعتهم عن الأعمش، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (9085) و (9709) و (10177) و (10431) و (10650).

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(260) من طريق إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، عن أبي هريرة. وزاد في آخره:"وإياكم والبغضة فإنها هي الحالقة، لا أقول لكم: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين".

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(980)، وابن منده (333) و (334). من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة.

وأخرجه ابن منده (335)، والبيهقي في "الشعب"(8746)، والخطيب في "الموضح" 2/ 386 من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

وأخرج الترمذي (1854) من طريق محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، واضربوا الهام، تورثوا الجنان". وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من حديث محمد بن زياد، عن أبي هريرة.

وانظر ما سلف برقم (7932). =

ص: 41

9085 -

وحَدَّثَنَاهُ ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ مَعْنَاهُ (1).

9086 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا يَرِيهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا "(2).

9087 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللهِ - وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ - يَأْتِي الْجُرْحُ لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ "(3).

= وفي باب إفشاء السلام عن الزبير بن العوام، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، سلفت في "المسند" على التوالي (1412) و (6450) و (6587).

وعن هانئ بن يزيد المذحجي عند ابن حبان (490).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 624 - 625، وابن ماجه (3692)، وأبو عوانة 1/ 30، وابن منده (329) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإِسناد.

وسيتكرر بهذا الإِسناد برقم (10431).

(2)

حديث صحيح، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (8655).

(3)

حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي النخعي- وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2211) عن علي بن الجعد، عن شريك النخعي، بهذا الإِسناد. =

ص: 42

9088 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ، قَالَ: نَهَى عَنِ الْمُحَاقَلَةِ: وَهُوَ اشْتِرَاءُ الزَّرْعِ وَهُوَ فِي سُنْبُلِهِ بِالْحِنْطَةِ، وَنَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ: وَهُوَ اشْتِرَاءُ الثِّمَارِ بِالتَّمْرِ (1).

9089 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ

= وسيأتي من طريق شريك أيضا برقم (10936)، وتابعه زائدة بن قدامة برقم (9175)، وأبو إسحاق برقم (9189)، وسفيان الثوري برقم (9193) و (10870)، وأبو بكر بن عياش برقم (10653).

وسيأتي برقم (9188) من طريق سهيل بن أبي صالح، و (10740) من طريق القعقاع بن عمرو، كلاهما عن أبي صالح.

وانظر ما سلف برقم (7302).

(1)

حديث صحيح، شريك قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البيهقي 5/ 308 من طريق يزيد بن هارون، عن شريك، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (9435) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل، وبرقم (10279) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1960).

وعن ابن عمر، سلف برقم (4490).

وعن أبي سعيد الخدري، وجابر، ورافع بن خديج، وسترد في "المسند" على التوالي: 3/ 6 و 313 و 464.

وقد ورد تفسير المحاقلة في حديث أبي سعيد الخدري بأنها كراء الأرض، وانظر الكلام عليه مفصلاً هناك.

ص: 43

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ، قَالَ:" لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُِفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ "(1).

9090 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يُبْعَثُ النَّاسُ - وَرُبَّمَا قَالَ شَرِيكٌ: يُحْشَرُ النَّاسُ - عَلَى نِيَّاتِهِمْ "(2).

9091 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً، وَكَانَ نَبِيُّ اللهِ مُوسَى مِنْهُ الْحَيَاءُ وَالسِّتْرُ، وَكَانَ يَسْتَتِرُ إِذَا اغْتَسَلَ، فَطَعَنُوا فِيهِ بِعَوْرَةٍ. قَالَ: فَبَيْنَا نَبِيُّ اللهِ مُوسَى يَغْتَسِلُ يَوْمًا، وَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى صَخْرَةٍ، فَانْطَلَقَتِ الصَّخْرَةُ بِثِيَابِهِ، فَاتَّبَعَهَا

(1) حديث صحيح، شريك بن عبد الله قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر ما سلف برقم (7566).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك وليث -وهو ابن أبي سليم-.

وأخرجه ابن ماجه (4229) من طريق يزيد بن هارون، وأبو يعلى (6247) عن بشر بن الوليد، كلاهما عن شريك النخعي، بهذا الإِسناد.

وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (7108)، ومسلم (2879)، وسلف في "المسند" برقم (4985). وذُكِرَ له شاهدان هناك عن عائشة وأم سلمة، ونزيد عليها هنا حديث جابر عند مسلم (2878)، وسيأتي 1/ 333.

ص: 44

نَبِيُّ اللهِ ضَرْبًا بِعَصَاهُ، وَهُوَ يَقُولُ: ثَوْبِي يَا حَجَرُ، ثَوْبِي يَا حَجَرُ، حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى مَلَإٍ مِنْ (1) بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَتَوَسَّطَهُمْ، فَقَامَتْ، وَأَخَذَ نَبِيُّ اللهِ ثِيَابَهُ، فَنَظَرُوا، فَإِذَا أَحْسَنُ النَّاسِ خَلْقًا، وَأَعْدَلُهُ صُورَةً، فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: قَاتَلَ اللهُ أَفَّاكِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَكَانَتْ بَرَاءَتُهُ الَّتِي بَرَّأَهُ اللهُ عز وجل بِهَا " (2).

9092 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ: وَأَحْسِبُهُ ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا

(1) لفظة: "من " ثم ترد في (ظ 3) و (عس).

(2)

حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن - وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة، لكن تابعه عند البخاري وغيره محمدُ بن سيرين عن أبي هريرة، وسماعه منه ثابت. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.

وأخرجه البخاري (3404) و (4799)، والترمذي (3221) من طريق عوف الأعرابي، عن الحسن، عن أبي هريرة، وقرنا بالحسن خلاسَ بن عمرو ومحمد بن سيرين، ورواية البخاري الثانية مختصرة.

وسيأتي الحديث من طريق الحسن موصولاً برقم (10914)، ومرسلاً برقم (10678).

وانظر ما سلف برقم (8173).

قوله: "بعورة"، قال السندي: أي: بكل مُسْتَقْبَحة، أو بشيء في العورة، أو بسبب العورة، حيث إنه ما كشفها.

"أفّاكي بني إسرائيل": هو جمع أفَّاك بالتشديد، للمبالغة في الإِفك، بمعنى الكذب، أضيف إلى بني إسرائيل.

ص: 45

هِجْرَةَ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَمَنْ هَجَرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَمَاتَ، دَخَلَ النَّارَ " (1).

9093 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَرْقُدَنَّ جُنُبًا حَتَّى تَتَوَضَّأَ "(2).

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن منصور بن المعتمر شكَّ في رفعه هنا، وأخرجه مرفوعاً من غير شك أبو داود (4914) من طريق سفيان الثوري، وأبو نعيم 8/ 126 من طريق فضيل بن عياض، والنسائي في "الكبرى"(9161) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن منصور بن المعتمر، بهذا الإِسناد.

وسيأتي عند المصنف برقم (9881) من طريق شعبة عن منصور، به. وقال شعبة فيه: رفعه مرة -يعني منصور بن المعتمر- ثم لم يرفعه بَعْدُ.

وأخرجه موقوفاً الخطيب في "تاريخه" 6/ 141 من طريق محمد بن جحادة، عن منصور، به.

فالصحيح من الحديث مرفوعاً هو قوله: "لا هجرة فوق ثلاث" فقط، انظر ما سلف برقم (8919)، وأما قوله:"فمن هجر أخاه فوق ثلاث فمات، دخل النار" فلم يصح في الأحاديث المرفوعة.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة. سفيان: هو ابن عيينة، كما قيده الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 8/ 221، وحسين: هو ابن محمد بن بهرام المرُّوذي.

وأخرجه الحميدي (996) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. ولفظه:"من كانت به جنابة فلا ينم حتى يتوضأ وضوءه للصلاة".

وأخرج الطحاوي 1/ 126 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا أراد أن ينام وهو جُنُبٌ، يغسل فرجَه =

ص: 46

9094 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:" تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا (1) بِكُنْيَتِي "(2).

9095 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقِيَ آدَمَ مُوسَى، فَقَالَ: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، ثُمَّ صَنَعْتَ مَا صَنَعْتَ؟! فَقَالَ آدَمُ لِمُوسَى: أَنْتَ الَّذِي كَلَّمَه اللهُ، وَأَنْزَلَ عَلَيْه التَّوْرَاةَ؟! قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ تَجِدُهُ مَكْتُوبًا عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى "(3).

9096 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ دَاوُدَ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَكْثَرُ مَا يَلِجُ بِهِ الْإِنْسَانُ النَّارَ الْأَجْوَفَانِ: الْفَمُ وَالْفَرْجُ، وَأَكْثَرُ مَا يَلِجُ بِهِ الْإِنْسَانُ الْجَنَّةَ:

= ثم يتوضأ وضوءَه للصلاةِ. وسنده حسن.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4662)، وهو متفق عليه. وانظر تتمة شواهده هناك. وانظر "فتح الباري" 1/ 394.

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: تكنَّوا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن حازم بن زيد الأزدي، ومحمد: هو ابن سيرين. وانظر (7377).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7636).

ص: 47

تَقْوَى اللهِ عز وجل، وَحُسْنُ الْخُلُقِ " (1).

9097 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْتُورُ (2) - يَعْنِي ابْنَ عَبَّادٍ -، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: لَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَجُلٌ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنْتَ نَهَيْتَ النَّاسَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: لَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهُ (3).

9098 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُخْتَارِ الْأَنْصَارِيَّ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ فَيْرُوزَ الدَّانَاجَ -، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ الصَّائِغُ، قَالَ:

(1) حديث حسن بالمتابعات، وقد سلف الكلام على إسناده عند الحديث رقم (7907).

(2)

وقع في عامة أصولنا الخطية: المستورد، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، انظر ترجمته في "تهذيب الكمال"، ووقع في (م): المستورد بن أبي عباد، وهو خطأ أيضاً.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المستور بن عباد الهُنائي، فقد روى له النسائي هذا الحديث الواحد، وهو ثقة. يونس: هو ابن محمد المؤدب، ومحمد بن جعفر منسوب لجده، واسم أبيه: عبَّاد.

وأخرجه المزي في ترجمة المستور من "تهذيب الكمال" 27/ 436 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2750) من طريق خالد بن الحارث، عن مستور بن عباد، به.

وانظر ما سلف برقم (7388).

ص: 48

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ثَلَاثَةٌ حَفِظْتُهُنَّ عَنْ خَلِيلِي أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: الْوَتْرُ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى (1).

9099 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ مَوْلَى حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَزْرَقِ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَحَدِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ جَاءَهُ نَاسٌ صَيَّادُونَ فِي الْبَحْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا أَهْلُ أَرْمَاثٍ، وَإِنَّا نَتَزَوَّدُ مَاءً يَسِيرًا، إِنْ شَرِبْنَا مِنْهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا نَتَوَضَّأُ بِهِ، وَإِنْ تَوَضَّأْنَا مِنْهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا نَشْرَبُ، أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" نَعَمْ، فَهُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدّب، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.

وأخرجه الطيالسي (2447) عن عبد العزيز بن المختار، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (721)، والبيهقي 3/ 47 من طريق معلى بن أسد، عن عبد العزيز بن المختار، به.

وانظر ما سلف برقم (7138).

(2)

حديث صحيح، سلف الكلام عليه برقم (7233)، ووقع في إسناد المصنف هنا خطأ، حيث قال فيه أبو أويس:"سعيد بن سلمة، عن أبي بردة"، والصواب أنه من رواية سعيد بن سلمة، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة، كما قال مالك فيما أشار إليه المصنف بعد هذا الحديث، وفيما سلف برقم =

ص: 49

9100 -

حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ (1).

9101 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَوْتَ "(2).

9102 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ

= (7233)، وأبو أويس -وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس- لا يقارَن مثلُه بالإِمام مالك.

قوله: "إنا أهل أرماث"، قال السندي: جمع رَمَث بفتحتين، وهو خشب يُضم بعضه إلى بعض، ثم يُشد ويُركب في الماء، ويُسمى الطوف، فَعْل بمعنى مفعول، من رمثته بمعنى أصلحته.

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر (7233).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد المروذي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن.

وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(44)، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة"(1750) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وابن ماجه (1110) من طريق شبابة بن سوار، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد. وانظر (7686).

ص: 50

تُنْتِجُ الْبَهِيمَةَ، هَلْ تَكُونُ فِيهَا جَدْعَاءُ؟! " (1).

9103 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ:" اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ "(2).

9104 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا أَمَمْتُمُ النَّاسَ فَخَفِّفُوا، فَإِنَّ مِنْهُمُ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَالصَّغِيرَ ".

وَقَالَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (3) مَوْلَى عَمْرِو بْنِ خِدَاشٍ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1385) عن آدم بن أبي إياس، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1359) و (4775)، ومسلم بإثر الحديث (2658) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، به.

وأخرجه البخاري (1358) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أبي هريرة، لم يبين الواسطة بينهما، وذكر في أوله كلاماً للزهري.

وانظر ما سلف برقم (7181).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7520).

(3)

لفظة: "مولى" سقطت من (م) وسائر أصولنا الخطية، واستدركناها من "أطراف المسند" 8/ 209، ومصادر ترجمته.

(4)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الوليد، وقد سلف =

ص: 51

9105 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ "(1).

9106 -

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سِنٌّ مِنَ الْإِبِلِ، فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ، فَطَلَبُوا لَهُ، فَلَمْ يَجِدُوا إِلَّا سِنًّا فَوْقَ سِنِّهِ، فَقَالَ:" أَعْطُوهُ " فَقَالَ: أَوْفَيْتَنِي أَوْفَى اللهُ لَكَ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً "(2).

9107 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا

= الكلام عليه عند الحديث رقم (7473). حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المروذي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وانظر (7474).

(1)

صحيح، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (7473).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه البخاري (2305) و (2393)، والنسائي 7/ 291، والبيهقي 6/ 21 من طريق الفضل بن دُكين، بهذا الإِسناد. وانظر (8897).

قوله: "سِنّ"، أي: جَمَل له سِننٌ مُعيَّن.

ص: 52

الْأَرْبَعِ، ثُمَّ جَهَدَهَا، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ " (1).

9108 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تُكَلِّمْ بِهِ أَوْ تَعْمَلْ بِهِ "(2).

9109 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (3)، عَنْ صَالِحِ بْنِ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، والحسن: هو البصري، وأبو رافع: هو نُفَيع الصائغ.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 85 - 86، والدارمي (761)، والبخاري (291)، وأبن ماجه (610)، وابن الجارود (92)، والطحاوي 1/ 56، وأبو عوانة 1/ 288، والبيهقي 1/ 163، والبغوي (241) و (242) من طريق أبي نعيم، بهذا الإِسناد. وانظر (7198).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5269)، وأبو داود (2209)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1632)، وابن منده في "الإِيمان"(349)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 282 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد. وانظر (7470).

(3)

في (ظ 3) ونسخة على هامش (عس) و (س): شيبان، وكتب فوقه في (ظ 3): سفيان خ، يعني في نسخة، وفي (عس): سفيان، وضُبِّب عليه، وقد سلف الحديث برقم (7875) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، من غير خلاف في النسخ، وهو كذلك في "أطراف المسند" 7/ 314.

ص: 53

تَدَابَرُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا (1)، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (2).

9110 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ:

أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ

وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ " (3).

9111 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ الْأُكْلَةُ وَالْأُكْلَتَانِ (4)، أَوِ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ (5)، وَلَكِنَّ

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: تنافسوا. والمثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل).

(2)

حديث صحيح، وهذا إِسناد حسن، صالح بن نبهان حسن الحديث، لكن كان قد اختلط، ورواية سفيان الثوري عنه بعد الاختلاط، وقد تابعه في هذا الحديث عن أبي هريرة غيرُ واحد من الثقات، انظر (7858). وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. وانظر (7875).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 695، والبخاري (3841)، وابن حبان (5784) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (10074) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، وانظر (7383).

(4)

في (ظ 3): أو الأُكلتان

أو التمرتان.

ص: 54

الْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يَسْأَلُ شَيْئًا، وَلَا يُفْطَنُ بِمَكَانِهِ فَيُعْطَى " (1).

9112 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَقُولُ اللهُ عز وجل: الصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى اللهَ عز وجل، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "(2).

9113 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو صالح: هو ذكوان السمان.

وأخرجه أبو داود (1631) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن خزيمة (2363) من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (7539).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارمي (1771)، والبخاري (7492)، والبيهقي 4/ 235 و 273 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإِسناد. وانظر (7174).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وسفيان: هو الثوري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، =

ص: 55

9114 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يَقُولُ اللهُ عز وجل: يَشْتُمُنِي ابْنُ آدَمَ، وَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتُمَنِي، وَيُكَذِّبُنِي، وَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُكَذِّبَنِي، أَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ: قَوْلُهُ: إِنَّ لِي وَلَدًا، وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ: قَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي "(1).

9115 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " لَا يُبَالُ فِي الْمَاءِ الَّذِي

= وعبد الرحمن الأعرج: هو ابن هرمز.

وأخرجه الحميدي (1047)، والبخاري (5365)، ومسلم (2527)(200) من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري (5082) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث من طريق الأعرج، عن أبي هريرة برقم (9797)، وانظر (7650).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن ذكوان: هو عبد الله بن ذكوان أبو الزناد، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.

وأخرجه البخاري (3193) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (4974)، وابن أبي عاصم في "السنة"(693)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 112، وفي "الكبرى"(2205) و (7667)، وابن حبان (267)، وابن منده في "الإِيمان"(1072) من طرق عن أبي الزناد، به. وانظر (8220).

ص: 56

لَا يَجْرِي، ثُمَّ يُغْتَسَلُ مِنْهُ " (1).

9116 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل موسى بن أبي عثمان وأبيه. وقد سلف الكلام عليهما عند الحديث رقم (7343). أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه عبد الرزاق (302)، والطحاوي 1/ 14 من طريق أبي نعيم ومحمد بن يوسف الفريابي، ثلاثتهم (عبد الرزاق وأبو نعيم ومحمد) عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الشافعي 1/ 22، والحميدي (969)، والنسائي 1/ 125 و 197، وابن خزيمة (66)، وابن حبان (1254)، والبيهقي 1/ 256 و 238 من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، به.

وأخرجه الطحاوي 1/ 14 من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، به.

وسيأتي الحديث من طريق سفيان الثوري أيضاً برقم (9988).

وانظر ما سلف برقم (7525).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 284، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(769)، وابن حبان (5713)، والبغوي (3387) عن أبي الزناد بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (2246)(4) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، والحاكم 2/ 453 من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن أبي الزناد، به. ورواية الحاكم =

ص: 57

9117 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ عِلْمَهُ، فَهُوَ عِلْمُهُ "(1).

= بلفظ: "استقرضت من عبدي فأبى أن يقرضني، وسبني عبدي ولا يدري، يقول: وادهراه وادهراه، وأنا الدهر". وقد سلف هذا اللفظ من طريق محمد بن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة برقم (7988).

وانظر ما سلف برقم (7245).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي لبيد، فقد روى له البخاري مقروناً. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وسفيان: هو الثوري.

هذا الحديث تفرد به الإمام أحمد.

وله شاهد من حديث معاوية بن الحكم، سيأتي 5/ 447 ضمن حديث مطوّل، وهو عند مسلم (537).

وقوله: "فمن وافق عِلمَهُ، فهو عِلْمُه"، ولفظ مسلم:"فمن وافق خطه فذاك"، وصورته كما في "شرح مسلم" للأبي 2/ 436: أن يأتي ذو الحاجة إلى الحازي (الذي يحزر الأشياء ويقدرها بظنه)، ومع الحازي غلام معه ميل فيخط الأستاذ في أرض رخوة خطوطاً مُعجِّلاً لئلا يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحوها على مهل خطين خطين، فإن بقي خطان، فهو علامة النجح، وإن بقي واحد، فهو علامة

الخيبة.

قلنا: وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن إتيان الكهان والعرافين والمنجمين وأصحاب الرمل، وعن تصديقهم فيما يزعمونه، لأنه ليس عندهم علم حقيقي، وإنما هو ظن وتخمين مبني على أمارات معتادة، كثيراً ما تتخلف ويظهر كذبهم =

ص: 58

9118 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ غِرٌّ كَرِيمٌ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ خَبٌّ لَئِيمٌ "(1).

= فيها، وقد أكذبهم الشرع ونهى عن تصديقهم وإتيانهم، قال ابن حجر المكي في "فتاويه الحديثية": تعلم الرمل وتعليمه حرام شديد التحريم، وكذا فعله لما فيه من إبهام العوام أن فاعله يشارك الله في غيبه، وما استأثر بمعرفته، ولم يُطْلِع عليه إلا أنبياءه ورسله.

وهذا الحديث محمول على إنه علق الحِلَّ بالموافقة بخط ذلك النبي، وهي غير واقعة في ظن الفاعل، إذ لا دليل عليه إلا بخبر معصوم، ولم يوجد، فبقي النهر على حاله، لأنه علق الحِلَّ بشرط ولم يوجد.

وانظر "شرح مسلم" للنووي 5/ 23.

(1)

حسن، والراوي المبهم في الإسناد كان الحجاج بن فُرافصة يضطرب في تعيينه، فمرة يسميه يحيى بن أبي كثير، ومرة يشك فيه، فيقول: يحيى بن أبي كثير أو غيره، ومرة يُبهمُه، والحجاج ينحط عن رتبة الصحيح، وحديثه من باب الحسن، وقد تابعه على هذا الحديث بشر بن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، كما سيأتي في التخريج، وبشر ضعيف، لكن يتقوى الحديث بمجموع الطريقين.

وأخرجه أبو داود (4790)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(159)، والبيهقي في "الشعب"(8115) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 117 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه أبو يعلى (6008)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3128) و (3129)، وأبو الشيخ في "مكارم الأخلاق"(11)، والحاكم في "المستدرك" =

ص: 59

9119 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ

= 1/ 43، وفي "معرفة علوم الحديث" ص 117، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 110، والقضاعي في "مسند الشهاب"(133)، والبيهقي في "السنن" 10/ 195، وفي "الشعب"(8115) و (8116)، والخطيب في "تاريخه" 9/ 38، والبغوي (3506) من طرق عن سفيان الثوري، عن الحجاج بن فرافصة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به.

وأخرجه الطحاوي (3117) من طريق الحجاج بن فرافصة، عن يحيى بن أبي كثير أو غيره، عن أبي سلمة، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(418)، وأبو داود (4790)، والترمذي (1964)، وأبو يعلى (6007)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 141، وابن عدي في "الكامل" 2/ 445، والحاكم 1/ 43 و 44، والبيهقي في "الشعب"(8117) من طرق عن بشر بن رافع أبي أسباط، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلنا بشر بن رافع ضعيف.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(679)، وابن وهب في "جامعه" ص 39 من طريق أسامة بن زيد، عن رجل من بلحارث بن عقبة -في رواية ابن وهب: رجل من أهل نجران-، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، مرسلاً.

وفي الباب عن كعب بن مالك مرفوعاً عند الطبراني 19/ 82، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2620، وإسناده ضعيف.

وقوله: "المومن غِرٌّ كريم"، قال في "النهاية" 3/ 354 - 355: أي: ليس بذي نُكْرٍ، فهو ينخدع لانقياده ولينه، وهو ضد الخَبِّ، يقال: فتى غِرٌّ وفتاة غِرٌّ، وقد غَرِرْتَ تَغِرُّ غَرَارَةً. يريد أن المؤمن المحمود من طبعه الغَرارة، وقلة الفِطنة للشر، وترك البحث عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كرم وحسن خُلق. =

ص: 60

فِي صَلَاةٍ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، وَالْمَلَائِكَةُ يَقُولُونَ (1): اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ " (2).

9120 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، لَا يَبِيعَنَّ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَا تَلَقَّوْا الرُّكْبَانَ بِبَيْعٍ، وَأَيُّمَا امْرِئٍ ابْتَاعَ شَاةً فَوَجَدَهَا مُصَرَّاةً، فَلْيَرُدَّهَا، وَلْيَرُدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، وَلَا يَسُومْ أَحَدُكُمْ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَتِهِ، وَلَا تَسْأَلِ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا فِي إِنَائِهَا، فَإِنَّ رِزْقَهَا عَلَى اللهِ عز وجل "(3).

= والخَب بالفتح: الخداع -وهو الذي يسعى بين الناس بالفساد- رجل خبٌّ وامرأة خَبَّةٌ، وقد تكسر خاؤه، فأما المصدر فبالكسر لا غير.

(1)

في (ظ 3): تقول.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، كثير بن زيد صدوق حسن الحديث كما قال البوصيري في "الزوائد"، وشيخه الوليد بن رباح روى له البخاري في "الأدب المفرد" ونقل الترمذي عنه قوله فيه: حسن الحديث.

وانظر ما سلف برقم (7430).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 345، وفي "شعب الإِيمان"(11154) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإِسناد. واقتصر في "السنن" على قوله:"لا يسومن أحدكم على سوم أخيه، ولا يخطب على خطبته".

ص: 61

9121 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُوشِكُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ أَنْ يَنْزِلَ حَكَمًا قِسْطًا، وَإِمَامًا عَدْلًا، فَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَتَكُونَ الدَّعْوَةُ وَاحِدَةً ".

فَأَقْرِئُوهُ، أَوْ أُقْرِئْهُ السَّلَامَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأُحَدِّثُهُ فَيُصَدِّقُنِي، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ: أَقْرِئُوهُ مِنِّي السَّلَامَ (1).

9122 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ - يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدِ اللهِ -، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الصَّدَقَةُ عَنْ ظَهْرِ

= وقد سلف النهي عن تصرية الغنم برقم (7305) من طريق الأعرج عن أبي هريرة.

وسيأتي النهي عن السوم على السوم من طرق عن أبي هريرة برقم (9334) و (9518) و (9959) و (10316) و (10346).

وانظر ما سلف برقم (7248).

قوله: "ولا يسوم"، قال في "النهاية" 2/ 425: السوم: المجاذبة بين البائع والمشتري على السلعة وفصل ثمنها. يقال: سام يسوم سَوْماً، وساوم واستام. والمنهي عنه أن يتساوم المتبايعان في السلعة، ويتقارب الانعقاد فيجيء رجل آخر يريد أن يشتري تلك السلعة، ويخرجها من يد المشتري الأول بزيادة على ما استقر الأمر عليه بين المتساومَين ورضيا به قبل الانعقاد، فذلك ممنوع عند المقاربة، لما فيه من الإِفساد، ومباح في أول العرض والمساومة.

(1)

المرفوع منه صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وانظر ما سلف برقم (7269).

ص: 62

غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى " (1).

9123 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَكَثْرَةِ الْمَالِ "(2).

9124 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ - يَعْنِي الْعَطَّارَ -، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ تَزَوَّجَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، أَوْ عَلَى خَالَتِهَا (3).

9125 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ - يَعْنِي الْعَطَّارَ -، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، معقل بن عبيد الله من رجال مسلم، وفيه كلام يُنزله عن رتبة الصحيح، وهو صدوق، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وانظر (7155).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.

وسيأتي برقم (9720) عن وكيع، عن سفيان الثوري، وسلف برقم (8699) من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، ويحيى: هو ابن أبي كثير. وانظر (7133).

ص: 63

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ جَهَنَّمَ اسْتَأْذَنَتْ رَبَّهَا، فَنَفَّسَهَا فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّتَيْنِ، فَشِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ، وَشِدَّةُ الْقُرِّ (1) مِنْ زَمْهَرِيرِهَا.

وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ "(2).

9127 -

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُفْرَدَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ بِصَوْمٍ (3).

(1) المثبت من (ظ 3) و (عس) ونسخة على هامش (س)، وفي (م) وبقية النسخ: البرد. وهما بمعنىً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيأتي برقم (9955) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان مقروناً بأبي سلمة، عن أبي هريرة.

وانظر ما سلف برقم (7130) و (7247).

تنبيه: كان قد وقع خطأ هنا في ترقيم الأحاديث في بداية العمل في مسند أبي هريرة، ثم تنبهنا له الآن بعد أن أحيلت الأحاديث على بعضها بهذا الترقيم فلذلك أبقيناه كما هو.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، هوذة بن خليفة صدوق لا بأس به، من رجال ابن ماجه، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة.

وأخرجه مسلم (1144)(148)، والنسائي في "الكبرى"(2751) و (2755)، وابن خزيمة (1176)، وابن حبان (3612) و (3613)، والحاكم 1/ 311، =

ص: 64

9128 -

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إن مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى رُعَاةُ الشَّاءِ رُؤُوسَ النَّاسِ، وَأَنْ يُرَى الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ الْجُوَّعُ يَتَبَارَوْنَ فِي الْبِنَاءِ، وَأَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّهَا وَرَبَّتَهَا (1) "(2).

9129 -

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ: فَبُشْرَى مِنَ اللهِ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ، فَلْيَقُصَّهَا إِنْ شَاءَ، وَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلَا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ "(3).

= والبيهقي 4/ 302 من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، بهذا الإِسناد. ولفظه عندهم:"لا تَختصُّوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تختصُّوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صومٍ يصومُه أحدُكم".

وانظر ما سلف برقم (8025).

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: أو ربتها.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.

وأخرجه الدارقطني 3/ 257 من طريق عبد الله بن حمران، عن عوف الأعرابي، بهذا الإِسناد.

وسيأتي ضمن حديث جبريل الطويل من طريق أبي زرعة عن أبي هريرة برقم (9501).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، هوذة صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإِسناد ثقات من رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، ومحمد: =

ص: 65

9130 -

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللهُ عَلَيْهِ "(1).

9131 -

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا (2) بِكُنْيَتِي "(3).

9132 -

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " النَّاسُ أَتْبَاعٌ لِقُرَيْشٍ فِي

= هو ابن سيرين.

وأخرجه ابن ماجه (3906) من طريق هوذة بن خليفة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري بإثر الحديث (7017) من طريق معتمر بن سليمان، عن عوف بن أبي جميلة، عن ابن سيرين، قال: وكان يقال: الرؤيا ثلاثة

الخ.

وانظر ما سلف برقم (7642).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، هوذة بن خليفة صدوق لا بأس به، من رجال ابن ماجه، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. محمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه ابن منده في "الإِيمان"(1025) من طريق هَوذة بن خليفة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11179) من طريق عيسى بن يونس، وابن منده (1025) من طريق عثمان بن الهيثم المؤذن، كلاهما عن عوف بن أبي جميلة، به. وانظر (7711).

(2)

في (ل) و (س): تكنَّوا.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. وانظر (7377).

ص: 66

هَذَا الشَّأْنِ، كُفَّارُهُمْ أَتْبَاعٌ لِكُفَّارِهِمْ، وَمُسْلِمُوهُمْ أَتْبَاعٌ لِمُسْلِمِيهِمْ " (1).

9133 -

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" عَلَى كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَاءِ ابَنِ آدَمَ صَدَقَةٌ "(2).

9134 -

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" وَاللهِ لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلًا، فَيَنْطَلِقَ إِلَى هَذَا الْجَبَلِ، فَيَحْتَطِبَ مِنَ الْحَطَبِ، فيَبِيعَهُ، فيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنِ النَّاسِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، أَعْطَوْهُ أَوْ حَرَمُوهُ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، خلاس لم يسمع من أبي هريرة فيما قاله عوف الأعرابي والإِمام أحمد، لكنه توبع.

وأخرجه أبو يعلى (6439) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن عوف الأعرابي، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (7306).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع كسابقه. وانظر ما سلف برقم (8183).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، خلاس -وهو ابن عمرو الهَجَري- لم يسمع من أبي هريرة فيما قاله عوف وأحمد.

وانظر ما سلف برقم (7317).

ص: 67

9135 -

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ - هُوَ ابْنُ عَمْرٍو الْهَجَرِيُّ - فِيمَا أَحْسَبُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " بَيْنَمَا امْرَأَةٌ فِيمَنْ كَانَ (1) قَبْلَكُمْ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا، إِذْ مَرَّ بِهَا فَارِسٌ مُتَكَبِّرٌ، عَلَيْهِ شَارَةٌ حَسَنَةٌ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: اللهُمَّ، لَا تُمِيتَنَّ (2) ابْنِي هَذَا حَتَّى أَرَاهُ مِثْلَ هَذَا الْفَارِسِ، عَلَى مِثْلِ هَذَا الْفَرَسِ. قَالَ: فَتَرَكَ الصَّبِيُّ الثَّدْيَ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَ هَذَا الْفَارِسِ.

قَالَ: " ثُمَّ عَادَ إِلَى الثَّدْيِ يَرْضَعُ، ثُمَّ مَرُّوا بِجِيفَةٍ حَبَشِيَّةٍ - أَوْ زِنْجِيَّةٍ - تُجَرُّ، فَقَالَتْ: أُعِيذُ ابْنِي بِاللهِ أَنْ يَمُوتَ مِيتَةَ هَذِهِ الْحَبَشِيَّةِ - أَوِ الزِّنْجِيَّةِ - فَتَرَكَ الثَّدْيَ، وَقَالَ: اللهُمَّ أَمِتْنِي مِيتَةَ هَذِهِ الْحَبَشِيَّةِ - أَوِ الزِّنْجِيَّةِ -، فَقَالَتْ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ سَأَلْتُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَكَ مِثْلَ ذَلِكَ الْفَارِسِ، فَقُلْتَ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَسَأَلْتُ رَبَّكَ أَنْ لَا يُمِيتَكَ مِيتَةَ هَذِهِ الْحَبَشِيَّةِ - أَوِ الزِّنْجِيَّةِ -، فَسَأَلْتَ رَبَّكَ أَنْ يُمِيتَكَ مِيتَتَهَا!

قَالَ: فَقَالَ الصَّبِيُّ: إِنَّكِ دَعَوْتِ رَبَّكِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِثْلَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الْحَبَشِيَّةَ - أَوِ الزِّنْجِيَّةَ - كَانَ أَهْلُهَا يَسُبُّونَهَا

(1) لفظة: "كان" ليست في (ظ 3) و (س).

(2)

لفظة: "تميتن" أثبتناها من (ظ 3) و (عس)، وفي (م) والنسخ المتأخرة: تُمِت.

ص: 68

وَيَضْرِبُونَهَا، وَيَظْلِمُونَهَا، فَتَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ، حَسْبِيَ اللهُ " (1).

9136 -

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ وَمُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَعَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا صَامَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا فَنَسِيَ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ "(2).

(1) إسناده منقطع، خلاس لم يسمع من أبي هريرة وقد سلف بسند صحيح بسياقة أخرى، لم يذكر فيه أن الأَمَة كانت ميتةً، انظر (8071).

(2)

حديث صحيح، وهذا سند قوي متصل من جهة محمد بن سيرين، ومنقطع من جهة خلاس، أما رواية الحسن البصري، عن النبي صلى الله عليه وسلم فمرسلة، وستأتي مرة أخرى برقم (10392).

وأخرجه البيهقي 4/ 229 من طريق هوذة بن خليفة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (6669)، وابن ماجه (1673)، والترمذي (722)، والدارقطني 2/ 180 من طريق حماد بن أسامة، عن عوف الأعرابي، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3275)، وابن الجارود في "المنتقى"(389) من طريق عيسى بن يونس، عن عوف، به. لكن جاء في إسناد النسائي محمد وحدَه، وفي إسناد ابن الجارود خلاس وحدَه.

وأخرجه بنحوه أبو داود (2398)، والترمذي (721)، وأبو يعلى (6038) و (6058) و (6071)، والطبراني في "الأوسط"(953)، والدارقطني 2/ 179 - 180 و 180، والبيهقي 4/ 229 من طرق عن محمد بن سيرين وحده، به.

وأخرجه عبد الرزاق (7372) من طريق أيوب السختياني، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة موقوفاً.

وسيأتي من طريق محمد بن سيرين وحده مرفوعاً أيضاً برقم (9489) و (10369) و (10393) و (10665). =

ص: 69

9137 -

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ وَمُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ "(1).

9138 -

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "، قَالَ: " قَالَ رَبُّكُمْ عز وجل: عَبْدِي تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي، وَالصَّوْمُ لِي، وَأَنَا

= وأخرجه الدارمي (1727) من طريق الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عمه، عن أبي هريرة.

وسيأتي أيضاً من طريق أبي رافع، عن أبي هريرة برقم (10348).

وأخرج النسائي في "الكبرى"(3277)، وابن خزيمة (1990)، والدارقطني 2/ 178، والحاكم 1/ 430، والبيهقي 4/ 229 من طريق أبي سلمة، والدارقطني 2/ 178 - 179 من طريق ابن سيرين، و 2/ 179 من طريق سعيد المقبري وعطاء بن يسار، والوليد بن عبد الرحمن مولى أبي هريرة، خمستهم عن أبي هريرة رفعه:"من أكل أو شرب في رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة" لكن قال في رواية النسائي: "الله أطعمه وسقاه"، وأسانيدها ضعيفة سوى طريق أبي سلمة فحسنة.

وفي الباب عن أم إسحاق الغنوية، سيأتي 6/ 367.

وعن أبي سعيد الخدري عند الدارقطني 2/ 178.

(1)

حديث صحيح، وإسناده قوي متصل من جهة محمد بن سيرين، ومنقطع من جهة خلاس، فهو لم يسمع من أبي هريرة.

وقد سلف الحديث من طريق محمد بن سيرين وحده برقم (7682).

ص: 70

أَجْزِي بِهِ " (1).

9139 -

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَأَرَادَ الطُّهُورَ، فَلَا يَضَعَنَّ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ "(2).

9140 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ -، قَالَ: أَخْبَرَنِي شَرِيكٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي نَمِرٍ -، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، أَوِ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، إِنَّ الْمِسْكِينَ الْمُتَعَفِّفُ " اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273](3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وانظر (7195).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.

وسيأتي برقم (10589)، وانظر ما سلف برقم (7282).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، شريك -وإن كان من رجال الشيخين- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجال الإِسناد ثقات.

وأخرجه مسلم (1039)(102)، والنسائي 5/ 84 - 85، وأبو يعلى (6378)، والطبري 10/ 160 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (4539)، ومسلم (1039)(102)، والبيهقي 4/ 195 - 196 من طريق محمد بن جعفر، عن شريك، به، لكن قرنوا بعطاءٍ عبدَ الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري.

وانظر ما سلف برقم (7539).

ص: 71

9141 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُوتِيتُ خَوَاتِيمَ الْكَلَامِ، وَبَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُوتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَتْ فِي يَدِي "(1).

9142 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الْبَرِيَّةِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، كُلَّمَا كَانَتْ هَيْعَةٌ اسْتَوَى عَلَيْهِ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " رجُلٌ فِي ثُلَّةٍ مِنْ غَنَمِهِ، يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ. أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ الْبَرِيَّةِ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " الَّذِي يُسْأَلُ بِاللهِ وَلَا يُعْطِي بِهِ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ، وقد توبع.

وأخرجه أبو يعلى (6287) من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبد الرحمن الأعرج، بهذا الإسناد. وابن أبي الزناد -واسمه عبد الرحمن- حسن الحديث.

وانظر ما سلف برقم (7632).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر -وهو نجيح بن =

ص: 72

9143 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ، فَأُرِيدُ إِنْ شَاءَ اللهُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، شَفَاعَةً لِأُمَّتِي "(1).

9144 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ "(2).

= عبد الرحمن السندي- وجهالةِ أبي وهب مولى أبي هريرة.

وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (9723) و (10766) و (10779)، لكن دون قوله: "ألا أخبركم بشرِّ البرية؟

إلخ".

ويشهد له جميعاً حديث ابن عباس السالف برقم (2116)، وإسناده صحيح.

وحديث أبي سعيد الخدري، سيأتي في "المسند" 3/ 16 لكن دون الإِخبار عن شرِّ البرية.

قوله: "كلما كانت هيعة استوى عليه". الهيعة: الصوت الذي تفزع منه وتخافه من عدو، وقد هاع يهيع هُيوعاً: إذا جَبُنَ.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو أويس -وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس- وإن روى له مسلم، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وهو حسن الحديث في المتابعات، وباقي رجال الإِسناد ثقات.

وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(1042) من طريق منصور بن أبي مزاحم، عن أبي أويس، بهذا الإِسناد. وانظر (8959).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7826).

ص: 73

9145 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الْأَعْرَجَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ سَأَلَهُ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ، فَلَا يَمْنَعْهُ ".

ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا لِي أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ؟! وَاللهِ لَأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ (1).

9146 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ وَأَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، مِثْلَهُ (2).

9147 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ "(3).

9148 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: إِنَّ أَبَا عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ لَيُسْتَجَابُ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7278).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر ما قبله.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7686).

ص: 74

لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ رَبِّي فَلَمْ يَسْتَجِبْ لِي " (1).

9149 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَقَالَ: " اللهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ،

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(85) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(654)، ومسلم (2735)(91)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(878) من طرق عن ابن شهاب الزهري، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(655)، ومسلم (2735)(92)، والطبراني في "الدعاء"(82)، وابن حبان (881) و (976)، والبغوي (1390) من طريق أبي إدريس الخولاني، والبخاري في "الأدب المفرد"(711)، والترمذي كما في "تحفة الأشراف" 10/ 245 - 246، و"تحفة الأحوذي" 4/ 291 من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، والترمذي كما في "تحفة الأشراف" 9/ 454، و"تحفة الأحوذي" 4/ 291 من طريق زياد -غير منسوب-، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(879) و (880) من طريق أبي صالح، أربعتهم عن أبي هريرة.

وسيأتي من طريق مالك، عن ابن شهاب برقم (10312).

وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي في "المسند" 3/ 193.

ص: 75

وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (1)، وَالْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ". قَالَ: فَوَافَقَهُ الْقَاسِمُ عَلَى أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ (2).

9150 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" فَضْلُ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاةِ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ جُزْءًا "(3).

9151 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " تَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، قَالَ: فَيَجْتَمِعُونَ فِي

(1) في (ظ 3): المؤمنين، وضُبِّب عليها، وكتب في هامشها: المسلمين.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. عباد بن منصور ضعيف يُكتب حديثه للمتابعات.

وانظر ما سلف برقم (7260).

والقاسم: هو -فيما يغلب على ظننا- القاسم بن محمد بن أبي بكر أحد فقهاء المدينة.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو أويس -وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس- روى له مسلم، لكن فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وهو حسن الحديث في المتابعات، وباقي رجال الإِسناد ثقات، وانظر (7185).

ص: 76

صَلَاةِ الْفَجْرِ، قَالَ: فَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، وَتَثْبُتُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ، قَالَ: وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ، قَالَ: فَيَصْعَدُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ، وَتَثْبُتُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ". قَالَ سُلَيْمَانُ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ قَالَ فِيهِ: " فَاغْفِرْ لَهُمْ يَوْمَ الدِّينِ "(1).

9152 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ أَنْ يَجِدَ ثَلَاثَ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ؟ "، قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ:" فَثَلَاثُ آيَاتٍ يَقْرَؤُهُنَّ فِي الصَّلَاةِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْهُنَّ "(2).

9153 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، زائدة: هو ابن قدامة الثقفي.

وأخرجه ابن خزيمة (322) من طريق أبي عوانة، و (321)، وابن حبان (2061) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7491).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارمي (3314) من طريق أبي إسحاق إبراهيم الفزاري، والبخاري في "القراءة خلف الإِمام"(87) من طريق أبي حمزة السكري، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإِسناد.

وسيأتى الحديث برقم (10016) و (10446). وانظر ما سلف برقم (8606).

ص: 77

حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خُبَيْبٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ مِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي، وَإِنَّ مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْنَ بَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَصَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ "(1).

9154 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمِسْوَرِ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَ حَدِيثِ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصٍ، لَمْ يَزِدْ وَلَمْ يَنْقُصْ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق فقد روى له مسلم في المتابعات وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث كما هنا. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2878) من طريق زهير بن معاوية، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإِسناد.

وللشطر الأول منه، وهو إلى قوله:"روضة من رياض الجنة"، انظر (7223).

وأما الشطر الثاني، فسيأتي برقم (10839)، وانظر ما سلف برقم (7253).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، المِسْوَر بن رفاعة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى عنه مالك في "موطئه"، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد. =

ص: 78

9155 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْسُورًا مَوْلَى قُرَيْشٍ فِي حَلْقَةِ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقُرَشِيّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ مَرَّ بِهِ فَتًى يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَوَكَزَهُ بِحَدِيدَةٍ (1) كَانَتْ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ يَبْلُغْكَ مَا قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى الَّذِي يَجُرُّ إِزَارَهُ بَطَرًا "(2).

9156 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ الضَّبِّيُّ الْأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ زُرَيْقٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحَدِّثُ نَفْسِي بِالْحَدِيثِ، لَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ. قَالَ:" ذَلِكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ "(3).

= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" بإثر الحديث (2878) من طريق بن معاوية، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإِسناد.

وانظر (8721) و (8738).

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: بجريدة، والمثبت من (ظ 3) و (عس) ونسخة هامش (س).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ميسور مولى قريش، وقد فات الحسينيَّ وابنَ حجرٍ ترجمتُه في "الإِكمال" و"التعجيل" مع أنه من شرطهما.

وقد أخرج الحديث مع القصة ابن ماجه (3571) من طريق أبي سلمة، عن هريرة. وإسناده حسن.

وسلف الحديث برقم (9004) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، وهو على شرط مسلم. =

ص: 79

9157 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ زُرَيْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ خَبَّبَ خَادِمًا عَلَى أَهْلِهَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ أَفْسَدَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا فَلَيْسَ

= وأخرجه مسلم (132)(210)، وأبو عوانة 1/ 78 - 79، وابن منده في "الإِيمان"(340)، والبيهقي في "شعب الإِيمان"(337) من طريق أبي الجواب، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (132)(210)، وأبو داود الطيالسي (2401)، وابن أبي عاصم في "السنة"(657)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 9/ 357، وابن منده (341) و (342) من طريق شعبة عن الأعمش، به.

وأخرجه مسلم (132)(209)، وأبو داود (5111)، وابن أبي عاصم (654)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(664)، وأبو عوانة 1/ 78، وابن حبان (148)، وابن منده (343) و (344)، والبيهقي (338) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبي صالح، به.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 9/ 357 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن بعض أصحابي النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه أبو داود في "المراسيل"(46)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 9/ 357 من طريق سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح، مرسلاً.

وسيأتي برقم (9694) و (9876) و (9877).

وفي الباب عن ابن عباس بنحوه، سلف برقم (2097).

وعن عائشة، سيأتي 6/ 106. =

ص: 80

مِنَّا (1) " (2).

9158 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثٌ فِي

= وعن ابن مسعود عند مسلم (133)(211).

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: فليس هو منا، بزيادة لفظة:"هو".

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه الحاكم 2/ 196، والبيهقي في "السنن" 8/ 13، وفي "الشعب"(5432) و (11115)، وفي "الآداب"(74) من طريق الأحوص بن جواب، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 396، وأبو داود (2175) و (5170)، والبيهقي في "الشعب"(5433) من طريق زيد بن الحباب، والنسائي في "الكبرى"(9214)، وابن حبان (568) و (5560) من طريق معاوية بن هشام، كلاهما عن عمار بن رزيق، به.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/ 2589، والخطيب في "تاريخه" 11/ 123 - 124 من طريق هارون بن محمد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال ابن عدي: هارون ليس بمعروف.

وفي الباب عن بريدة بن الحصيب، سيأتي 5/ 352 ولفظه:"ليس منا من حلف بالأَمانة، ومن خبب على امرئ زوجته أو مملوكه فليس منا".

وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط"(4834) و (8018)، وفي "الصغير"(698)، والخطيب 11/ 54 - 55.

وعن ابن عباس عند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 395 - 396، والطبراني في "الأوسط"(1824).

قوله: "خبب"، قال السندي: أي: أفسد وخدع.

ص: 81

الْمُنَافِقِ، وَإِنْ صَلَّى وَإِنْ صَامَ وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ " (1).

9159 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل كَتَبَ كِتَابًا بِيَدِهِ لِنَفْسِهِ، قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَوَضَعَهُ تَحْتَ عَرْشِهِ، فِيهِ: رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (59)(110)، والفريابي في "صفة المنافق"(5)، وأبو عوانة 1/ 21، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 31 و 32، وابن حبان (257)، وابن منده (530)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 255، والبيهقي 6/ 288، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 437، والبغوي (36)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 4/ 219 - 220 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (10925). وانظر ما سلف برقم (8685).

(2)

حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي النخعي- وإن كان في حفظه شيء، متابع، وباقي رجال الإِسناد رجال الصحيح.

قوله: "بيده": زيادة منكرة في حديث الأعمش، تفرد بها شريك عنه، وهو سيئ الحفظ، وخالفه ثقتان حُجَّتان فلم يذكراها في حديث الأعمش، أحدهما سفيان الثوري، وسيأتي حديثه عند المصنف برقم (10014).

والثاني أبو حمزة السكري، أخرج حديثه البخاري (7404)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 135.

وقد وقعت هذه الزيادة أيضاً في حديث عجلان عن أبي هريرة، وسيأتي =

ص: 82

9160 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ - قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يُنْقِصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يُنْقِصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا "(1).

= الكلام عليها برقم (9597). والحديث قد روي عن أبي هريرة من غير هذه الزيادة، انظر (7500) و (8127) و (8958).

(1)

إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي ثقة روى له أصحاب السنن، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة.

وأخرجه الدارمي (513)، ومسلم (2674)(16)، وأبو داود (4609)، والترمذي (2674)، وأبو يعلى (6489)، وابن حبان (112)، والبغوي في "شرح السنة"(109)، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 230، واللالكائي (6) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن ماجه (206) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(113) عن ابن حميد، عن عبد العزيز بن أبي حازم (وقد تحرف في الأصل إلى جرير بن أبي حازم)، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن أبي هريرة. ابن حميد: هو يعقوب بن حميد بن كاسب المدني، وهو ضعيف يعتبر به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد التبس أمر ابن حميد على الشيخ ناصر الألباني فظنه =

ص: 83

9161 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَاءِ الْمَدِينَةِ وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ، إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْ شَهِيدًا "(1).

9162 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ التَّثَاؤُبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ "(2).

= محمد بن حميد الرازي، وصوب أن يكون جرير بن أبي حازم المحرف في الأصل جرير بن عبد الحميد الضبي!!!

وأخرجه مالك في "الموطأ" بلاغاً 1/ 218.

وانظر ما سيأتي برقم (10556) و (10749).

وفي الباب عن جرير بن عبد الله عند مسلم (1017)، وسيأتي 4/ 357.

وعن حذيفة بن اليمان، سيأتي 5/ 387.

(1)

إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه مسلم (1378)(484)، وأبو يعلى (6487)، وابن خزيمة وأبو عوانة كلاهما في الحج كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 213، وابن حبان (3739)، والبغوي (2019) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" أيضاً من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء، به.

وانظر ما سلف برقم (7865).

(2)

إسناده صحيح. =

ص: 84

9163 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَجْتَمِعُ كَافِرٌ وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ أَبَدًا "(1).

9164 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ

= وأخرجه مسلم (2994)(56)، والترمذي (370)، وأبو يعلى (6456)، وابن خزيمة (920)، وابن حبان (2357)، والبيهقي 2/ 289، والبغوي (728) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وفي رواية علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر عند الترمذي وابن خزيمة والبغوي: "التثاؤب في الصلاة من الشيطان" قيده بحالة الصلاة، انظر "فتح الباري" 10/ 612.

وأخرجه أيضاً مقيداً بحالة الصلاة ابن حبان (2359) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وانظر (7294).

وقوله: "التثاؤب من الشيطان"، قال ابن بطال: إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإِرادة، أي: إن الشيطان يحب أن يرى الإِنسان متثائباً، لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه، لا أن المراد أن الشيطان فَعَلَ التثاؤبَ.

وقال ابن العربي: قد بَيَّنَّا أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان، لأنه واسطته، وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى المَلَكِ، لأنه واسطته.

(1)

إسناده صحيح.

وأخرجه مسلم (1891)(130)، وأبو داود (2495)، وأبو يعلى (6505)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 831، وأبو عوانة 5/ 62، والبيهقي 9/ 165، والبغوي (2621) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد، وانظر (8816).

ص: 85

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ عز وجل مِنَ الْعُقُوبَةِ، مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، مَا قَنَطَ مِنْ رَحْمَتِهِ أَحَدٌ "(1).

9165 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا هَامَةَ، وَلَا نَوْءَ "(2).

(1) إسناده صحيح، سليمان -وهو ابن داود الهاشمي- ثقة روى له أصحاب السنن، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة.

وأخرجه مسلم (2755)(23) من طريق يحيى بن أيوب وقتيبة وعلي بن حُجْر، وأبو يعلى (6507)، وابن حبان (656) من طريق يحيى بن أيوب ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد. وانظر (8415).

(2)

إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه مسلم (2220)(106)، والبغوي (3252)، والخطيب في "تاريخه" 6/ 118 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (3912)، وابن حبان (6133) من طريق عبد العزيز بن محمد، وابن أبي عاصم (275) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به.

وانظر ما سلف برقم (7620).

ولقوله: "ولا نوء" انظرما سلف برقم (7908).

قال البغوي في "شرح السنة" 4/ 420: والنوء للكواكب الثمانية والعشرين التي هي منازل القمر، يسقطُ منها كل ثلاث عشرة ليلة نجم منها في المغرب مع طلوع الفجر، ويَطْلُعُ آخَر يُقابلُه من المشرق من ساعته، فيكون انقضاء السنة =

ص: 86

9166 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يَأْتِي الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَهِمَّتُهُ الْمَدِينَةُ، حَتَّى يَنْزِلَ دُبُرَ أُحُدٍ، ثُمَّ تَصْرِفُ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، وَهُنَالِكَ يَهْلِكُ "(1).

قَالَ عَبْدُ اللهِ: كَذَا قَالَ أَبِي فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ (2).

9167 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ دِينَارٍ

= مع انقضاء هذه الثمانية والعشرين. وأصل النوء: هو النهوض، سمي نوءاً، لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق ينوءُ نوءاً وذلك النهوض، وقد يكون النوء للسقوط، وكانت العرب تقول في الجاهلية: إذا سقط منها نجم وطلع آخر لابد من أن يكون عند ذلك مطر، فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى النجم، فيقولون: مُطرنا بنوء كذا.

وهذا التغليظ فيمن يرى ذلك من فعل النجم، فأما من قال: مطرنا بنوء كذا، وأراد: سقانا الله بفضله في هذا الوقت فذلك جائز.

(1)

إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه مسلم (1380)(486)، وأبو يعلى (6459)، وابن حبان (6810)، والبغوي (2023) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الترمذي (2243) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء، به.

وسيأتي برقم (9286) و (9895). وانظر ما سلف برقم (7234).

(2)

كذا في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة، وفي (عس) و (ك): حدثنا عبد الله، حدثني أبي في هذه الأحاديث، بهذا الإِسناد، ثم رمج في (عس)، ولم يذكر شيء من ذلك في (ظ 3).

ص: 87

- يَعْنِي عَبْدَ اللهِ -، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنْيَانًا، فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ، وَيتَعَجَّبُونَ (1) لَهُ، وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ؟ قَالَ: فَأَنَا تِلْكَ اللَّبِنَةُ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ "(2).

9168 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ مَوْلَى بَنِي تَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ مَوْلَى بَنِي زُرَيْقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: ويعجبون، وهي رواية البخاري ومسلم، والمثبت من (ظ 3) و (عس).

(2)

إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي ثقة، روى له أصحاب السنن، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير الأنصاري.

وأخرجه البخاري (3535)، ومسلم (2286)(22)، والنسائي في "الكبرى"(11422)، والآجري في "الشريعة" ص 456، وابن حبان (6405)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 366، والبغوي (3621) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7322).

ص: 88

شِفَاءً، وَفِي الْآخَرِ دَاءً " (1).

9169 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَني عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ مَوْلَى بَنِي تَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ مَوْلَى بَنِي زُرَيْقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ "(2).

9170 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا سَمِعَ الشَّيْطَانُ الْمُنَادِيَ يُنَادِي بِالصَّلَاةِ، وَلَّى وَلَهُ ضُرَاطٌ، حَتَّى لَا يَسْمَعَ الصَّوْتَ، فَإِذَا فَرَغَ رَجَعَ فَوَسْوَسَ، فَإِذَا أَخَذَ فِي الْإِقَامَةِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ "(3).

(1) إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه البخاري (5782)، والبغوي (2813) من طريق قتيبة بن سعيد، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2038)، والبخاري (3320)، وابن ماجه (3505)، وابن الجارود (55)، والطحاوي (3291)، والبيهقي 1/ 252، والبغوي (2814)، من طرق عن عتبة بن مسلم، به.

وانظر ما سلف برقم (7141).

(2)

إسناده صحيح. وانظر ما سلف برقم (7346).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المُهَلَّب بن عمرو الأَزْدي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي.

وأخرجه مسلم (389)(16)، والبيهقي 1/ 432 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، بهذا الإِسناد. =

ص: 89

9171 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" تَجِدُ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِحَدِيثِ هَؤُلَاءِ، وَهَؤُلَاءِ بِحَدِيثِ هَؤُلَاءِ "(1).

9172 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَيُؤْمِنَ النَّاسُ أَجْمَعُونَ، فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا.

وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ، فَيَفِرَّ الْيَهُودِيُّ وَرَاءَ الْحَجَرِ، فَيَقُولَ الْحَجَرُ: يَا عَبْدَ اللهِ، يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي.

وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ " (2).

= وأخرجه مسلم (389)(17) و (18)، وأبو عوانة 1/ 334 و 334 - 335، والبغوي (413) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به. مختصراً:"إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان وله حصاص" أي: ضراط، وقيل: الحصاص: شدة العَدْو.

وسيأتي من طريق زائدة أيضا برقم (10878). وانظر ما سلف برقم (8139).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي. وانظر (8438) و (10427).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي، =

ص: 90

9173 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1): " مَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ (2).

= وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي.

وأخرج الفقرة الأولى منه مسلم (157) من طريق حسين بن علي، عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.

وأخرجها البخاري ضمن حديث مطول (6506) و (7121) من طريق شعيب ابن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به. وانظر (8599).

وأخرج الفقرة الثانية البخاري (2926) من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة.

وستأتي من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة برقم (10857)، ومن طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9398).

وأما الفقرة الثالثة فأخرجها الحميدي (1101)، والبخاري (2929)، ومسلم (2912)(64)، وابن ماجه (4097)، والبيهقي 9/ 175 - 176 من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري (3587) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن أبي الزناد، بهذا الإِسناد.

وأخرجها البخاري (2928) من طريق صالح بن كيسان، عن الأعرج، به.

وستأتي برقم (10860) و (10861). وانظر ما سلف برقم (7263).

(1)

قوله: "عن النبي صلى الله عليه وسلم" سقط من (م).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: "لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلًا وَلَا صَرْفًا"، والمثبت من (ظ 3) و (عس)، وكذا في الموضعين التاليين.

ص: 91

وَالْمَدِينَةُ حَرَامٌ (1)، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ.

وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ" (2).

(1) في (ظ 3): حرم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرج الفقرة الأولى وحدها أبو داود (5114) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وأخرجها مسلم (1508)(19) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة ابن قدامة، به.

وأخرجها مسلم (1508)(19) من طريق شيبان النَّحْوي، عن الأعمش، به.

وأخرجها مسلم (1508)(18) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به.

وستأتي برقم (9400).

وأخرج الفقرة الثانية والثالثة معاً مسلم (1371)(470) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، به.

وستأتيان برقم (9808) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة.

أما الفقرة الثانية وحدها فأخرجها مسلم (1371)(469) من طريق حسين بن الجعفي، عن زائدة، به.

وأخرجها البيهقي 5/ 196 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به.

وستأتي برقم (10804)، وانظر ما سلف برقم (7218). =

ص: 92

9174 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " تَوَكَّلَ اللهُ بِحِفْظِ امْرِئٍ

= وأما الفقرة الثالثة وحدها فأخرجها ابن أبي شيبة 12/ 455 عن حسين بن علي، عن زائدة، به.

وأخرجها أبو نعيم في "الحلية" 7/ 243 من طريق مسعر، عن الأعمش، به.

وانظر ما سلف برقم (8780).

وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (615).

وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/ 332 و 342.

وعن أنس بن مالك، سيأتي 3/ 238.

قوله: "من تولى قوماً بغير إذن مواليه"، قال النووي في "شرح مسلم" 10/ 149: معناه أن ينتميَ العتيقُ إلى ولاء غير مُعتِقِه، وهذا حرام، لتفويته حق المنعم عليه، لأن الولاء كالنسب، فيحرم تضييعُه كما يحرم تضييعُ النسب وانتساب الإِنسان إلى غير أبيه.

وقوله: "لا يقبل منه صرف ولا عدل"، قال في "النهاية" 3/ 24، الصرف: التوبة، وقيل: النافلة، والعدل: الفدية، وقيل: الفريضة.

وقوله: "فمن أحدث فيها، أو آوى محدثاً"، قال النووي 9/ 140: قال القاضي: معناه: من أتى فيها إثماً أو آوى من أتاه، وضَمَّه إليه، وحماه.

قوله: "وذمة المسلمين واحدة"، قال النووي 9/ 144: المراد بالذمة هنا الأمان، معناه: أن أمان المسلمين للكافر صحيح، فإذا أمَّنه به أحد المسلمين حَرُمَ على غيره التعرض له ما دام في أمان المسلم، وللأمان شروط معروفة.

وقوله: "فمن أخْفَر مسلماً"، قال النووي: معناه: من نقض أمان مسلم، فتعرض لكافر أمَّنه مسلم، قال أهل اللغة: يقال: أخفرتُ الرجل، إذا نقضتَ عهده، وخَفَرتُه: إذا أمَّنتَه.

ص: 93

خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَتَصْدِيقٌ بِكَلِمَاتِ اللهِ، حَتَّى يُوجِبَ لَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يُرْجِعَهُ إِلَى بَيْتِهِ، أَوْ مِنْ حَيْثُ خَرَجَ " (1).

9175 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ كُلِمَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ كُلِمَ فِي سَبِيلِهِ، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُرْحُهُ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ جُرِحَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ رِيحُ (2) مِسْكٍ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 30 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 443 - 444، ومن طريقه أخرجه البخاري (3123)، و (7457) و (7463)، والنسائي 6/ 16، وابن حبان (4610)، وأخرجه الحميدي (1087)، وسعيد بن منصور في "سننه"(2311)، والدارمي (2391) من طريق سفيان الثوري، ومسلم (1876)(104)، والبيهقي 9/ 197 من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحِزامي، وسعيد بن منصور (2312) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، خمستهم عن أبي الزناد، به.

وانظر ما سلف برقم (7157).

(2)

لفظة: "ريح" ليست في (عس) و (س) و (ل)، وأثبتناها من (ظ 3) ونسخة على هامش (س). وهي مثبتة كذلك في (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 351، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(245) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإِسناد. وانظر (9087).

ص: 94

9176 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، قَالَ: فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، أَغْوَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ؟! قَالَ: فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي (1) اصْطَفَاكَ اللهُ بِكَلَامِهِ، تَلُومُنِي عَلَى عَمَلٍ أَعْمَلُهُ، كَتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟! قَالَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى "(2).

9177 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ذَكْوَانَ - يُكْنَى أَبَا الزِّنَادِ -، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ

(1) لفظة "الذي" تحرفت في (م) والنسخ المتأخرة إلى: "أنت".

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 252 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الترمذي (2134)، وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 87، وابن أبي عاصم في "السنة"(140) و (141)، والنسائي في "الكبرى"(11130) و (11443)، وأبو يعلى (1204)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 124 - 125 و 125 و 153 و 153 - 154، وابن حبان (6179) من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم (157)، والنسائي في "الكبرى"(10986) من طريق القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

وانظر ما سلف برقم (7387).

ص: 95

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ عز وجل، لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ، عَمَّةَ النَّبِيِّ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، سَلَانِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا "(1).

9178 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا ذَاكُمْ يُحَوَّلُ ذَهَبًا، يَكُونُ عِنْدِي بَعْدَ ثَلَاثٍ مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْئًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ. إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ " عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ، وَوَرَاءَهُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (206)(352) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 19/ 120 من طريق أبي أسامة، عن زائدة بن قدامة، به.

وأخرجه البخاري (3527)، وأبو يعلى (6327)، وأبو عوانة 1/ 95 و 95 - 96 و 96 من طرق عن أبي الزناد، به. وانظر (8601).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عاصم -وهو ابن أبي النجود- حسن الحديث.

ولقوله: "ما أحب أن أحداً ذاكم

" انظر ما سلف برقم (7484). =

ص: 96

9179 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو -، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ - أَوْ عَلَى أُمَّتِي (1) - لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ "(2).

9180 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ - هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ -، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو؛ فَذَكَرَ مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ (3).

9181 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِرًا (4).

= ولقوله: "إن الأكثرين هم الأقلون

" انظر (8323).

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: على أمتي أو على المومنين.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو. وانظر (7513).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (7853). وانظر ما قبله.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 84 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 84 من طريق يحيى بن يعلى بن الحارث وحسين الجعفي، كلاهما عن زائدة بن قدامة، به. وانظر (7175).

ص: 97

9182 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ "(1).

9183 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ذَكْوَانَ أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ أَدْرَكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ سَجْدَةً، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ، وَمَنْ أَدْرَكَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ سَجْدَةً، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ "(2).

9184 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ - يَعْنِي ابْنَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 304 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أيضاً من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، به. وانظر (7176).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (6284) و (6302) و (6332) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، والدارقطني 2/ 84 من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طريق الأعرج مقروناً بعطاء بن يسار، وبسر بن سعيد، عن أبي هريرة برقم (9954)، ومن طريق الأعرج وحده برقم (10129).

وانظر ما سلف برقم (7216).

ص: 98

خَالِدٍ -، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، فَأَطْعَمَهُ طَعَامًا، فَلْيَأْكُلْ مِنْ طَعَامِهِ، وَلَا يَسْأَلْهُ عَنْهُ، وَإِنْ سَقَاهُ شَرَابًا مِنْ شَرَابِهِ، فَلْيَشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ، وَلَا يَسْأَلْهُ عَنْهُ "(1).

9185 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف مسلم بن خالد الزَّنجي، لكن روي الحديث من وجه آخر عن أبي هريرة لا بأس به، كما سيأتي في التخريج. وسمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث.

وأخرجه أبو يعلى (6358)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/ 222، والطبراني في "الأوسط"(2461) و (5301)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2311، والحاكم 4/ 126، والبيهقي في "الشعب"(5801)، والخطيب في "تاريخه" 3/ 87 - 88 من طرق عن مسلم بن خالد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الحاكم 4/ 126 من طريق بثر بن موسى، عن الحميدي، عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة رواية، أي: مرفوعاً. وهذا سند قوي.

لكن أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 290 عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد، موقوفاً.

قوله: "ولا يسأله عنه"، قال السندي: يريد أن الاعتماد على ظاهر الحِل يكفي، ولا حاجة إلى البحث عن حقيقة الأمر، وظاهرٌ أن الظاهر في مال المسلم هو الحِل، نعم إذا ظهرت علامة الحرمة، فذاك أمر آخر، والله أعلم.

ص: 99

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ، أَوْ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، سَأَلَهُمْ:" هَلْ تَرَكَ دَيْنًا؟ " فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ:" هَلْ تَرَكَ وَفَاءً؟ " فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، صَلَّى عَلَيْهِ، وَإِنْ قَالُوا: لَا، قَالَ:" صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ "(1).

9186 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ أَبَدًا اجْتِمَاعًا يَضُرُّ أَحَدَهُمَا " قَالُوا: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مُؤْمِنٌ يَقْتُلُهُ كَافِرٌ، ثُمَّ يُسَدَّدُ بَعْدُ (2) "(3).

9187 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَضَمَّنَ اللهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانًا بِي، وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي، أَنْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي، وأبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري. وانظر (8950).

(2)

في (عس) ونسخة على هامش (س): بعده، وفي (م) والنسخ المتأخرة: بعد ذلك، والمثبت من (ظ 3).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1891)(131)، والبيهقي 9/ 165 من طريق عبد الله بن عون، عن أبي إسحاق الفزاري، بهذا الإِسناد. وانظر (7575).

ص: 100

أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، نَائِلًا مَا نَالَ، مِنْ أَجْرٍ، أَوْ غَنِيمَةٍ " (1).

9188 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِهِ، إِلَّا لَقِيَ اللهَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ جُرِحَ (2)، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ رِيحُ مِسْكٍ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 31 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1876)(107)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(50)، وابن منده (237)، والبيهقي 9/ 39 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن سهيل بن أبي صالح، به.

وسيأتي برقم (9477). وانظر ما سلف برقم (7157).

قوله: "لا يخرجه إلا إيماناً بي وتصديقاً برسلي"، قال النووي: هكذا هو في جميع النسخ، وهو منصوب على أنه مفعول له، وتقديره: لا يخرجه المخرج ويحركه المحرك إلا للجهاد والإيمان والتصديق. معناه: لا يخرجه إلا محض الإيمان، والاخلاص لله تعالى.

(2)

في (ظ 3) و (عس): يجرح.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 31 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1876)(107) ضمن الحديث المطول من طريق جرير بن =

ص: 101

9189 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ (1).

9190 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ يُعْرَضُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ (2).

9191 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ

= عبد الحميد، والترمذي (1656)، وأبو عوانة 5/ 32 من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به. وانظر (9087).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 31 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وقد سلف الحديث من طريق الأعمش، انظر (9087).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن إسحاق -وهو السَّيلحيني- فمن رجال مسلم. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم.

وأخرجه البخاري (4998)، وابن ماجه (1769)، والنسائي في "الكبرى"(7992) من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإِسناد. وزادوا فيه:"وكان يعتكف كل عام عشراً، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه".

وقد سلفت هذه الزيادة وحدها برقم (8435) عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2042).

ص: 102

أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ "(1).

9192 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ فَيْحَهَا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ "(2).

9193 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُكْلَمُ عَبْدٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ، يَجِيءُ جُرْحُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ رِيحُ مِسْكٍ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 3 عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإِسناد. وانظر (7840).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-. وقد سلف برقم (8900). وانظر لزاماً التعليق على الحديث (10802).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، عبد الصمد بن حسان روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق، ووثقه ابن سعد وابن حبان، وذكره =

ص: 103

9194 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ - إِنْ كَانَ قَالَهُ -:" لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ ".

وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَقَدْ كُنْتُ أَسْتَنُّ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ، وَبَعْدَ مَا أَسْتَيْقِظُ، وَقَبْلَ مَا آكُلُ وَبَعْدَمَا آكُلُ، حِينَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ مَا قَالَ (1).

9195 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ، أَنَّهُ قَالَ: رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ، وَعَلَيْهِ سَرَاوِيلُ مِنْ تَحْتِ قَمِيصِهِ، فَنَزَعَ سَرَاوِيلَهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَرَفَعَ فِي عَضُدَيْهِ الْوُضُوءَ، وَرِجْلَيْهِ، فَرَفَعَ فِي سَاقَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي

= الذهبي في "الميزان" 2/ 620، وقال: صدوق إن شاء الله، ونقل عن البخاري قوله: كتبت عنه وهو مقارب. ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.

وانظر (9087).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، الحسن بن سوار صدوق لا بأس به، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. الليث: هو ابن سعد، وخالد بن يزيد: هو الجمحي المصري. وانظر (7339).

قوله: "إن كان قاله"، قال السندي: لتحقيق أنه قاله وتقريره وتأكيد على أنَّ "إنْ" مخففة من الثقيلة، وحَذْف اللام بعدها جائز وارد في كلام العرب كما صرح به بعض أهل التحقيق، وإن كان ظاهر كلام النحاة خلافه.

ص: 104

سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ، فَلْيَفْعَلْ "(1).

9196 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، خَتَنُ سَلَمَةَ الْأَبْرَشِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَا يَكُونُ فِي ذَلِكَ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا سند قوي. نُعَيم المجمِر: هو نعيم بن عبد الله.

وأخرجه البخاري (136)، وأبو عوانة 1/ 224، والبيهقي 1/ 57، والبغوي (218) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (246)(35)، وأبو عوانة 1/ 224، وابن حبان (1049)، والبيهقي 1/ 57 من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، به. وانظر (8413).

(2)

حديث صحيح بطريقيه وشواهده، سلمة بن الفضل الأبرش حسن الحديث وهو من أثبت الناس في ابن إسحاق، وهذا الأخير مدلس وقد عنعن.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8052) من طريق أبي تُميلة يحيى بن واضح، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة برقم (10774)، وهذا سند قوي.

وفي الباب عن عبد الله بن أبي أوفى، سيأتي 4/ 353 - 354، وهو في "صحيح مسلم"(1742). =

ص: 105

9197 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ إِسْحَاقَ مَوْلَى زَائِدَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ، مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ "(1).

* 9198 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْمُؤْمِنُ مَأْلَفٌ، وَلَا خَيْرَ

= وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند عبد الرزاق (9518)، وابن أبي شيبة 12/ 461 - 462، وعبد بن حميد (330)، والدارمي (2440)، والبيهقي 9/ 153.

وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط" كما في "المجمع" 5/ 328، وفي "الصغير"(790)، والحاكم 3/ 38.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عمر بن إسحاق في عداد المجهولين، روى عنه اثنان، وخرج له مسلم هذا الحديث الواحد متابعة.

وأخرجه مسلم (233)(16)، والبيهقي 10/ 187، والمزي في ترجمة عمر بن إسحاق من "تهذيبه" 21/ 274 - 275 من طريق هارون بن سعيد الأيلي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (233)(16) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7129).

ص: 106

فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ " (1).

9199 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى مَالِكٍ: سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تُفْتَحُ يَوْمَ

(1) إسناده حسن، أبو صخر -وهو حميد بن زياد- مختلف فيه، وهو حسن الحديث إلا عند المخالفة، روى له مسلم، وباقي رجال الإِسناد ثقات من رجال الشيخين. أبو حازم: هو سلمة بن دينار المدني، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وأخرجه الحاكم 1/ 23، والبيهقي في "السنن" 10/ 236 - 237 من طريق هارون بن معروف، بهذا الإِسناد. لكن لم يذكر فيه الحاكم أبا صالح، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولا أعلم له علة، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: علته انقطاعه، فإن أبا حازم هذا هو المديني لا الأشجعي، وأبو صخر لم يلقَ الأشجعيَّ، ولا المدينيُّ لقي أبا هريرة.

وأخرجه البزار (3591 - كشف الأستار)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(180)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 685، والبيهقي في "الشعب"(8119) من طرق عن عبد الله بن وهب، به.

وأخرجه ابن عدي 2/ 685 من طريق خالد بن الوضاح، عن أبي حازم، به. وخالد هذا لم نجد له ترجمة فيما بين أيدينا من المصادر.

وفي الباب عن سهل بن سعد، سيأتي 5/ 335، وإسناده ضعيف.

وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط"(5783)، والبيهقي في "الشعب"(7658)، وإسناده ضعيف أيضاً.

قوله: "مألف"، قال السندي: هكذا بالميم في النسخ، أي: هو محل ومظنة للإِلْف، ومن شأنه ذلك، لحُسْن خُلُقه، وكرم طبعه، ومحبته لغيره، مثل ما يُحِبُّ لنفسه.

ص: 107

الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا " مَرَّتَيْنِ (1).

9200 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زَحْرٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ عز وجل فَرَضَ لَكُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ الصَّلَاةَ، فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ (2).

9201 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيَتَمَجَّدَنَّ (3) اللهُ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وهو في "موطأ مالك" 2/ 908، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(411)، ومسلم (2565)(35)، وابن حبان (5666) و (5668)، والبيهقي في "الشعب"(6626)، وفي "الآداب"(281)، والبغوي (3523). وانظر (7639).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن زحر مختلف فيه، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (598)، وفيه انقطاع بين عبيد الله وبين أبي هريرة. المفضل: هو ابن فضالة القتباني.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2124) بإسناد صحيح، وهو مخرج في "صحيح مسلم".

وانظر حديث عائشة الآتي 6/ 272.

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: ليتحمدن، والمثبت من (ظ 3) و (عس). وهما =

ص: 108

يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أُنَاسٍ، مَا عَمِلُوا مِنْ خَيْرٍ قَطُّ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا احْتَرَقُوا، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ، بَعْدَ شَفَاعَةِ مَنْ يَشْفَعُ " (1).

9202 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي زُمْرَةٌ، هُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ "، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ، يَرْفَعُ نَمِرَةً عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ:" اللهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ "، ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ:" سَبَقَكَ عُكَّاشَةُ "(2).

= بمعنى، أي: يتكرَّم ويتمنَّن عليهم.

(1)

حسن لغيره، وصالح مولى التوأمة كان قد اختلط، ولم ينصَّ أحد على رواية ابن أبي الزناد عنه هل هي قبل اختلاطه أم بعده.

لكن يشهد له حديث أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/ 56.

وحديث أنس، سيأتي 3/ 143.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، إبراهيم بن إسحاق صدوق لا بأس به، روى له مسلم في المقدمة، وأبو داود والترمذي، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه البخاري (6542)، وابن منده في "الإِيمان"(970)، والبغوي (4323)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 184 - 185 من طرق عن ابن المبارك، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (216)(369)، وأبو عوانة 1/ 140 - 141، وابن منده (970) =

ص: 109

9203 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يُونُسَ. وَعَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ (1)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا، وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا (2).

= من طريق ابن وهب، عن يونس، به.

وأخرجه البخاري (5811)، والمروزي في زوائده على "زهد ابن المبارك"(1576)، وابن منده (971)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(245)، والبيهقي 10/ 139 من طرق عن الزهري، به.

وانظر ما سلف برقم (8016).

(1)

قوله: "وعلي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس" لم يرد في (ظ 3) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ ورقة 161، و"أطراف المسند" 8/ 6، وهو ثابت في (عس) و (ل) والنسخ المتأخرة.

(2)

إسناده صحيح، إبراهيم بن إسحاق -وهو الطالقاني- صدوق لا بأس به، ومتابعه علي بن إسحاق -وهو السلمي مولاهم أبو الحسن المروزي- ثقة، روى له الترمذي، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري (5110)، والبيهقي 7/ 165 من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، عن ابن المبارك، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1408)(36)، وأبو داود (2066)، والنسائي 6/ 96 من طرق عن يونس بن يزيد، به.

وأخرجه مسلم (1408)(35) من طريق عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن ابن شهاب، به.

وسيأتي الحديث من طرق عن الزهري برقم (9834) و (10712) و (10717). =

ص: 110

9204 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي أَنَسٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ "(1).

9205 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ. وَعَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فُلَانٍ الْخَثْعَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا زُرْعَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ سَفَرًا، فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ، قَالَ: " اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ - قَالَ: وَأُرَاهُ، يَعْنِي قَالَ: وَالْحَامِلُ عَلَى الظَّهْرِ -، اللهُمَّ أَصْحَبْنَا بِنُصْحٍ، وَاقْلِبْنَا بِذِمَّةٍ، نعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ (2) السَّفَرِ، وَكَآبَةِ

= وانظر ما سلف برقم (7133).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، إبراهيم بن إسحاق صدوق، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. ابن أبي أنس: اسمه نافع بن مالك بن أبي عامر.

وأخرجه مسلم (1079)(2)، والنسائي 4/ 128، وأبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 239، وابن حبان (3434)، والبيهقي في "السنن" 4/ 303، وفي "فضائل الأوقات"(32) من طريق ابن وهب عن يونس بن يزيد، بهذا الإِسناد. وانظر (7780).

(2)

وقع في (م) والنسخ المتأخرة: "نعوذ بك من ملح وعناء السفر"، بزيادة كلمة "ملح" ولا وجه لها، ورمجت في (س).

ص: 111

الْمُنْقَلَبِ " (1).

9206 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَجْلَحُ، أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ فِي

(1) حديث حسن، والراوي المبهم فيه "فلان الخثعمي": هو عبد الله بن بشر الخثعمي كما في مصادر التخريج عدا الحاكم، وهو صدوق، أو ولده عمير بن عبد الله كما في رواية الحاكم، وهو ثقة، وكلاهما من رجال "التهذيب"، وباقي رجال الإسناد ثقات. عتاب: هو ابن زياد الخراساني.

وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3438) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد، وحسَّنه.

وأخرجه الترمذي (3438)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 273 - 274، وفي "عمل اليوم والليلة"(503)، والطبراني في "الدعاء"(807)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(498) من طريق ابن أبي عدي، عن شعبة، عن عبد الله بن بشر الخثعمي، عن أبي زرعة، به.

وأخرجه الحاكم 2/ 99 من طريق عبد الجبار بن العباس، عن عمير بن عبد الله، عن أبي زرعة، به.

وسيأتي بنحوه من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة برقم (9599).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف (2311).

وعن ابن عمر، سلف (6311).

وعن عبد الله بن سرجس، سيأتي 5/ 82.

قوله: "على الظهر"، قال السندي: أي: المركب بإعطائه وتسخيره.

"واقلِبْنا"، أي: ارجِعْنا. "بذِمَّة"، أي: بأمان.

ص: 112

الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، مَا دَعَا اللهَ فِيهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِشَيْءٍ، إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ " (1).

9207 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، الأجلح -وهو ابن عبد الله بن حُجية الكندي- حسن الحديث إذا لم يأت بما يُنكَر، وباقي رجال الإسناد ثقات. علي بن إسحاق: هو السلمي مولاهم المروزي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 149 عن علي بن مسهر، والطبراني في "الدعاء"(178) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن الأجلح، بهذا الإِسناد. وانظر (7151).

(2)

إسناده صحيح، علي بن إسحاق -وهو السلمي مولاهم المروزي- ثقة من رجال الترمذي، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه النسائي 3/ 89 - 90 عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (854)(17)، والبيهقي في "الشعب"(2970) من طريق عبد الله بن وهب، والنسائي في "الكبرى"(1662 م) من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، كلاهما عن يونس بن يزيد، به. وفي رواية البيهقي زيادة:"ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة". =

ص: 113

9208 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ. وَعَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ شَهِدَ الْجِنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا، فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ - وَقَالَ عَتَّابٌ: حَتَّى تَفْرُغَ - فَلَهُ قِيرَاطَانِ ". قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ يَا رَسُولَ

= وسيأتي من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري برقم (10645)، ومن طريق أبي الزناد، عن الأعرج برقم (9409)، ومن طريق عبد الله بن فروخ عن أبي هريرة برقم (10970)، وسيأتي ضمن حديث طويل برقم (10303) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة. وانظر الحديث السالف برقم (7687).

وأخرجه الحاكم 1/ 277، وعنه البيهقي في "الشعب"(2971) من طريق الربيع بن سليمان، عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة بلفظ: "سيد الأيام يوم الجمعة

". وصححه الحاكم على شرط مسلم، فغلط، ففي الإسناد غير واحد ممن لم يخرِّج له مسلم، والإِسناد لا يعدو كونه حسناً إذا ثبت اتصاله.

فقد أخرجه ابن خزيمة (1728) عن الربيع بن سليمان، بهذا الإِسناد، إلا أنه لم يذكر فيه أبا عثمان التبَّان والد موسى. ثم قال بعده: غلطنا في إخراج هذا الحديث، لأن هذا مرسل، موسى بن أبي عثمان لم يسمع من أبي هريرة، أبوه أبو عثمان التبان، روى عن أبي هريرة أخباراً سمعها منه.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 423 من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، عن عبد الملك بن عبد العزيز، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، واقتصر على قوله:"خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة".

وفي الباب عن أبي لبابة، سيأتي 3/ 430.

وعن سعد بن عبادة، سيأتي 5/ 284.

ص: 114

اللهِ؟ قَالَ: " مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ "(1).

9209 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ، فَخَالِفُوهُمْ "(2).

9210 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَنْثُرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ "(3).

(1) إسناده صحيح. عتاب: هو ابن زياد الخراساني.

وأخرجه النسائي 4/ 76 من طريق سويد بن نصر، عن ابن المبارك، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (1325)، والبيهقي 3/ 412 من طريق شبيب بن سعيد، ومسلم (945)(52)، وابن حبان (3078) من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن يونس بن يزيد، به.

وانظر ما سلف برقم (7188).

(2)

إسناده صحيح. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأَيْلي.

وأخرجه النسائي 8/ 137، وابن حبان (5470)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3673)، وأبو عوانة 5/ 514، والبغوي (3174) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس بن يزيد، بهذا الإِسناد. وانظر (7274).

(3)

إسناده صحيح. أبو إدريس الخَوْلاني، اسمه: عائذ الله بن عبد الله، وعبد الله: هو ابن المبارك. =

ص: 115

9211 -

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي لَهِيعَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِيَّاكُمْ وَالْخَيْلَ الْمُنَفِّلَةَ، فَإِنَّهَا إِنْ تَلْقَ تَفِرَّ، وَإِنْ تَغْنَمْ تَغْلُلْ "(2).

9212 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْعَشْرَ الْأَوَاسِطَ، فَمَاتَ حِينَ (3) مَاتَ وَهُوَ يَعْتَكِفُ عِشْرِينَ يَوْمًا (4).

= وأخرجه البخاري (161) من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، وابن خزيمة (75) من طريق عتبة بن عبد الله، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (237)(22)، وأبو عوانة 1/ 248، وابن خزيمة (75)، وابن حبان (1438) من طرق عن يونس بن يزيد، به. وانظر (7221).

(1)

وقع هذا الإسناد في (م) والنسخ المتأخرة هكذا: حدثنا عتاب بن زياد، قال عبد الله بن لهيعة، قال لهيعة بن عقبة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: حدثني لهيعة بن عقبة. وفي (م) وحدها: وعن يزيد، بزيادة الواو. وكل هذا خطأ، والصواب ما أثبتناه من النسخ العتيقة المتقنة، و"أطراف المسند" 8/ 208.

(2)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (8676).

(3)

في بعض النسخ: حيث.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان بن داود، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وانظر (8435).

ص: 116

9213 -

حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي الْعُمَرِيَّ -، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ مِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ "(1).

9214 -

حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله -وهو ابن عمر بن حفص- العمري، وجهم بن أبي الجهم في عداد المجهولين. نوح بن ميمون: هو ابن عبد الحميد البغدادي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 25، وابن أبي عاصم في "السنة"(1250)، من طريق خالد بن مخلد، عن عبد الله العمري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البزار (2501 - كشف الأستار) من طريق أبي عامر العقدي، عن الجهم بن أبي الجهم، به.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة"(315)، وأبو بكر القطيعي في زياداته على "الفضائل"(524) و (684)، وابن حبان (6889) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1247) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5145)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري. =

ص: 117

9215 -

حَدَّثَنَا نُوحٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ "(1).

9216 -

حَدَّثَنَا نُوحٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي الْعُمَرِيَّ -، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يُوشِكُ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ إِلَى الْمَدِينَةِ، حَتَّى تَصِيرَ مَسَالِحُهُمْ بِسَلَاحٍ "(2).

= وأخرجه عبد الرزاق (5243) عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإِسناد. وانظر (7223).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(98) من طريق عبد الرحمن بن أشرس، عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 8/ 221 - 222 من طريق عبيد الله بن عمر، عن أبي الزناد، به، إلا أنه قال:"ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي".

وانظر ما سلف برقم (8721).

(2)

إسناده ضعيف. وقد تفرد به الإِمام أحمد.

وفي الباب عن ابن عمر عند أبي داود (4250) و (4299) وإسناده ضعيف.

وعن عمرو بن عوف عند ابن ماجه (4094)، لكن قال:"حتى تكون أدنى مسالح المسلمين ببَوْلاءَ" وإسناده ضعيف جداً. وبَوْلاء اسم مكان لم نقف على تعيينه.

قوله: "أن يرجع الناس"، قال السندي: لغلبة العدو عليهم.

وقوله: "مسالحهم"، قال: هي العسكر الحافظة للثغر، والمراد هاهنا الثغور، =

ص: 118

9217 -

حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ: الْوَتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى (1).

9218 -

حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: " بِرَّ أُمَّكَ " ثُمَّ عَادَ، فَقَالَ:" بِرَّ أُمَّكَ "، ثُمَّ عَادَ، فَقَالَ " بِرَّ أُمَّكَ "، ثُمَّ عَادَ الرَّابِعَةَ، فَقَالَ:" بِرَّ أَبَاكَ (2) "(3).

= أي: أبعد ثغورهم هذا الموضع القريب من خيبر. قيل: لعل هذا من الدَّجَّال، أو يكون في وقتٍ.

وقوله: "سلاح"، قال: بفتح السين، وذكر السيوطي في "حاشية أبي داود"، ضمها: موضع قريب من خيبر.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، طارق بن عبد الرحمن -وهو البجلي الأحمسي- روى له البخاري خبراً واحداً متابعةً، واحتج به مسلم والباقون، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. سفيان: هو الثوري، زاذان: هو أبو عمر الكندي.

وانظر ما سلف برقم (7512).

(2)

في (ظ 3): ثم أباك.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يحيى بن أيوب -وهو الغافقي المصري- وإن روى له الشيخان، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح. =

ص: 119

9219 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُشَاكُ بِشَوْكَةٍ فِي الدُّنْيَا، يَحْتَسِبُهَا، إِلَّا قُصَّ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

9220 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: وَحَدَّثَ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ أَيْضًا عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ

= وهو عند ابن المبارك في كتاب "البر والصلة" كما في "الفتح "10/ 403، و"تغليق التعليق" 5/ 84. ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (6)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1673).

وانظر (8344).

(1)

قوله: "أخبرنا عبد الله" سقط من (م) والنسخ المتأخرة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبيد الله بن عبد الله بن موهب. عبد الله: هو ابن المبارك.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(507) عن بشر بن محمد السختياني، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (7386).

قوله: "قُصَّ بها"، قال السندي: على بناء المفعول، وتشديد الصاد، أي: نقص وأُخِذ. "وبها": أي: بسببها، أو في مقابلتها.

ص: 120

بِالْكَلِمَةِ، يُضْحِكُ بِهَا جُلَسَاءَهُ، يَهْوِي بِهَا مِنْ أَبْعَدِ مِنَ الثُّرَيَّا " (1).

9221 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ "(2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الزبير بن سعيد.

وهو في "زهد" ابن المبارك (948)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5716)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 164 و 8/ 187 - 188، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(71).

وانظر ما سلف برقم (7215)، وفيه قوله:"لا يرى بها بأساً"، بدل قوله:"يضحك بها جلساءه".

وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/ 38، وإسناده ضعيف.

ومن حديث معاوية بن حيدة، سيأتي 5/ 3، وإسناده حسن.

(2)

إسناده صحيح، علي بن إسحاق روى له الترمذي وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الصحيح.

وسيأتي برقم (9232).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5670)، وذكرت شواهده هناك.

قوله: "خمسة أَوسُق"، أي: ما يعادل 3، 825 كيلو غراماً.

والأوقية: 40 درهماً، والدرهم يعادل 9645، 2 غراماً.

والذود: قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 171: الذود من الإِبل: ما بين الثنتين إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر، واللفظة مؤنثة، ولا واحد لها من لفظها كالنَّعَم. وقال أبو عبيد: الذَّود من الإِناث دون الذكور، والحديث عامٌّ =

ص: 121

9222 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنِ التَّلَقِّي، وَأَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ (1).

9223 -

حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ "(2).

= فيهما؛ لأن من ملك خمسةً من الإِبل وجبت عليه فيها الزكاة ذكوراً كانت أو إناثاً.

(1)

إسناده صحيح، من فوق علي بن إسحاق ثقات من رجال الشيخين. عبد الله: هو ابن المبارك.

وأخرجه البخاري (2162) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن عبيد الله العمري، بهذا الإِسناد.

وقد سلف النهي عن التلقي برقم (7305)، والنهي عن أن يبيع حاضر لباد برقم (7248).

(2)

إسناده صحيح، يعمر بن بشر -وهو الخراساني- ثقة، وثّقه ابن المديني وابن حبان والدارقطني، وقال أحمد: ما أرى به بأساً، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه البخاري (1426)، والبيهقي 4/ 180 من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، وابن أبي الدنيا في "العيال"(8) عن أحمد بن جميل، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الإِسناد. =

ص: 122

9224 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِلْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ الْمُصْلِحِ أَجْرَانِ ".

وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، لَوْلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْحَجُّ، وَبِرُّ أُمِّي، لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ (1).

9225 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ "(2).

= وأخرجه النسائي 5/ 69، وابن خزيمة (2439) من طريق عبد الله بن وهب، يونس بن يزيد، به.

وأخرجه البخاري (5356) من طريق عبد الرحمن بن خالد، عن الزهري، به.

وانظر ما سلف برقم (7155).

(1)

إسناده صحيح، إبراهيم بن إسحاق روى له أبو داود والترمذي وهو ثقة، وثقه ابن معين ويعقوب بن شيبة وابن حبان، وقال الذهبي: ثبت، ومن فوقه ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري (2548) عن بشر بن محمد، والبيهقي 8/ 12 من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد. وانظر (8372).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة -واسمه عبد الله- سيئ =

ص: 123

9226 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " حَدٌّ يُعْمَلُ فِي الْأَرْضِ، خَيْرٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا ثَلَاثِينَ صَبَاحًا "(1).

9227 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو ثِفَالٍ الْمُرِّيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْجَذَعُ مِنَ الضَّأْنِ خَيْرٌ مِنَ السَّيِّدِ مِنَ الْمَعْزِ "(2).

= الحفظ، لكن الراوي عنه ابن المبارك، وهو ممن روى عنه قبل أن يسوء حفظه، فالإِسناد حسن، وباقي رجال الإِسناد ثقات.

وانظر ما سلف برقم (7492).

(1)

إسناده ضعيف لضعف جرير بن يزيد. وانظر (8738).

(2)

إسناده ضعيف لضعف أبي ثِفال: وهو ثمامة بن وائل.

وأخرجه الحاكم 4/ 227 من طريق إبراهيم بن إسحاق الحنيني، عن داود بن قيس، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البزار (1207)، والبيهقي 9/ 271 من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنيني، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم

وذكر قصة، وفيها أن جبريل قال: إن الجذع من الضأن خير من السيد من المعز. قال البيهقي: وإسحاق ينفرد به، وفي حديثه ضعف. وقال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا إسحاق الحنيني ولم يتابعه عليه غيره، وإنما أُتِي في أحاديثه لَمَّا كُفَّ بصرُه، وبَعُدَ عن المدينة، حدث =

ص: 124

قَالَ دَاوُدُ: السَّيِّدُ: الْجَلِيلُ.

9228 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَافِعٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنِ الرَّمِيَّةِ: أَنْ تُرْمَى الدَّابَّةُ، ثُمَّ تُؤْكَلَ، وَلَكِنْ تُذْبَحُ، ثُمَّ لْيَرْمُوا إِنْ شَاؤُوا (1).

9229 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ

= بأحاديث عن أهل المدينة، فأنكر بعضها عليه.

وأخرج الحاكم 4/ 227 من طريق قزعة بن سويد، عن الحجاج بن الحجاج، عن سلمة بن جنادة، عن حنش بن الحارث، عن أبي هريرة: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجذع من الضأن مهزول خسيس، وجذع من المعز سمين يسير، فقال: يا رسول الله هو خيرهما أفأضحي به؟ فقال: ضَحَّ به، فإن الله أغنى. قال الحاكم: صحيح. وتعقبه الذهبي قائلاً: قزعة ضعيف.

وانظر ما سيأتي برقم (9739).

قوله: "الجذع من الضأن"، الأشهر عند أهل اللغة إن الجذع ما تم له سنة ودخل في الثانية، وهو الأصح عند الشافعية، وقال الحنفية والحنابلة: هو ما أتم ستة أشهر. انظر "المغني" 13/ 368، و"البناية" 9/ 156 - 157.

والسيد، قال في "القاموس": ككَيِّس وإِمَّعٍ: المُسِنُّ من المعز.

(1)

ابن لهيعة سيئ الحفظ، وقد تفرد به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8612) من طريق عمران بن هارون، عن ابن لهيعة، بهذا الإِسناد، دون قوله:"ثم يرموا إن شاؤوا".

وقد سلف النهي عن صبر البهائم من حديث ابن عمر برقم (4622) و (5587)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 125

الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ، فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى الله عز وجل إِلَيْهِ: فِي أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ، أَهْلَكْتَ أُمَّةً مِنَ الْأُمَمِ تُسَبِّحُ؟! "(1).

9230 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، أُرَاهُ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لِرَجُلٍ: أُوَدِّعْكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2): " اسْتَوْدَعْتُكَ اللهَ الَّذِي لَا يُضَيِّعُ وَدَائِعَهُ "(3).

(1) إسناده صحيح، عتاب -وهو ابن زياد الخراساني- ثقة روى له ابن ماجه، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وهو في "مسند ابن المبارك" برقم (197)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (5851).

وأخرجه البخاري (3019)، ومسلم (2241)(148)، وأبو داود (5266)، وابن ماجه (3225)، والنسائي 7/ 210 - 211، وأبو يعلى (5848)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(874)، وابن حبان (5614)، والبيهقي 5/ 213 من طرق عن ابن المبارك، به.

وانظر ما سلف برقم (8130).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة قوله: "أو كما ودع رسول الله صلى الله عليه وسلم" وزيدت أيضاً على هامش (ظ 3) ثم رمجت.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد، حسن بن ثوبان وموسى بن وردان صدوقان، وباقي رجال الإِسناد ثقات. =

ص: 126

9231 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنِّي، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ، وَيَعِيهِ بِقَلْبِهِ، وَكُنْتُ أَعِيهِ بِقَلْبِي، وَلَا أَكْتُبُ بِيَدِي، وَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْكِتَابِ عَنْهُ، فَأَذِنَ لَهُ (1).

= وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(508)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(5941)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(505) من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني في "الدعاء"(820) من طريق عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير، ثلاثتهم عن الليث، بهذا الإسناد. وقرن ابن وهب بالليث سعيد بن أبي أيوب. وفيه: أن موسى بن وردان قال: أتيت أبا هريرة أودعه، فقال: ألا أعلمك يا ابن أخي شيئاً علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوله عند الوداع؟ قلت: بلى، قال: قل: أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(823) من طريق رشدين بن سعد، عن الحسن بن ثوبان، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ:"من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلف: أستودعكم الله الذي لا يضيع ودائعه". وانظر (8694).

(1)

صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق وعمرو بن شعيب صدوقان، وباقي رجال الإِسناد ثقات.

وأخرجه البيهقي في "المدخل"(751)، والخطيب البغدادي في "تقييد العلم" ص 83 من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه"(1515)، والطحاوي 4/ 318، =

ص: 127

9232 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ "(1).

9233 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ، قَالَ:

= والبيهقي (751)، والخطيب البغدادي ص 82 - 83 من طريق أحمد بن خالد الوَهْبي، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(329) من طريق عبد الأعلى السامي، والخطيب البغدادي ص 83 من طريق إبراهيم بن سعد، ثلانتهم عن محمد بن إسحاق، به. ورواية عبد الأعلى السامي وإبراهيم بن سعد عن المغيرة بن حكيم وحده.

وأخرجه الخطيب البغدادي ص 83 - 84 من طريق عبد الرحمن بن سلمان، عن عقيل بن خالد، عن عمرو بن شعيب، عن المغيرة بن حكيم، عن أبي هريرة.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 334 من طريق عبد الرحمن بن سلمان، عن عقيل بن خالد، عن المغيرة بن حكيم، عن أبي هريرة.

وانظر ما سلف برقم (7389).

وسلف استئذان عبد الله بن عمرو الرسولَ صلى الله عليه وسلم بالكتابة في مسنده برقم (6510).

(1)

إسناده صحيح، عتاب -وهو ابن زياد الخراساني- ثقة، روى له ابن ماجه، وباقي رجال الإِسناد ثقات من رجال الصحيح. عبد الله: هو ابن المبارك. وانظر (9221).

ص: 128

قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. قَالَ: " قُلْ: لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (1).

9234 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً، إِلَّا وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَهَا عَلَيْهِ "(2).

9235 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " خِيَارُكُمْ أَطْوَلُكُمْ أَعْمَارًا، وَأَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا "(3).

9236 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُتَلَقَّى الْجَلَبُ،

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي بلج، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الصحيح. وانظر (7966).

(2)

إسناده ضعيف جداً، سلف الكلام عليه برقم (8107).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد سلف برقم (7212).

ص: 129

فَإِنِ ابْتَاعَ مُبْتَاعٌ، فَصَاحِبُ السِّلْعَةِ بِالْخِيَارِ إِذَا وَرَدَتِ السُّوقَ (1).

9237 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ اللُّؤْلُؤِيُّ وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ سُرَيْجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَخْرُجَنَّ رِجَالٌ مِنَ الْمَدِينَةِ رَغْبَةً عَنْهَا، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ "(2).

9238 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرٌ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ، فَلْيُفْرِغْ عَلَى يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا فِي الْإِنَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِيمَ بَاتَتْ يَدُهُ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك، فمن رجال البخاري.

وأخرجه أبو داود (3437)، والترمذي (1221)، وأبو يعلى في "مسنده"(6078)، وفي "معجم شيوخه"(274)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 9، والبيهقي 5/ 348 من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإِسناد. وانظر (7825).

(2)

إسناده صحيح، أبو كامل -وهو مُظَفَّر بن مُدْرِك البغدادي - ثقة روى له الترمذي والنسائي، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الصحيح. وانظر (9015).

(3)

حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجال الإِسناد ثقات من رجال مسلم. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس =

ص: 130

9239 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ قَالَ: وَقَدْ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ "(1).

9240 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ذَوَّادُ بْنُ عُلْبَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُهَجِّرُ، قَالَ: فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ جِئْتُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ:" يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، اشْكَنْبْ دَرْدْ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: لَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " صَلِّ، فَإِنَّ فِي الصَّلَاةِ شِفَاءً "(2).

9241 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ

= المكي.

وأخرجه أبو يعلى (5863) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (278)(88)، وأبو عوانة 1/ 263 - 264، والبيهقي 1/ 47 من طريق معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، به.

وانظر ما سلف برقم (7282).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، لكن للحديث طرق أخرى يصحُّ بها، فانظر ما سلف برقم (7151).

(2)

إسناده ضعيف لضعف ذوَّاد بن عُلبة، وليثٍ: وهو ابن أبي سليم.

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(270) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وانظر (9066).

قوله: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يهجر"، التهجير: التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه.

ص: 131

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ: قَوْلُهُ حِينَ دُعِيَ إِلَى آلِهَتِهِمْ: {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89]، وَقَوْلُهُ: {فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63]، وَقَوْلُهُ لِسَارَةَ: إِنَّهَا أُخْتِي ".

قَالَ: " وَدَخَلَ إِبْرَاهِيمُ قَرْيَةً، فِيهَا مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ - أَوْ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ - فَقِيلَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ اللَّيْلَةَ بِامْرَأَةٍ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْمَلِكُ - أَوِ الْجَبَّارُ - مَنْ هَذِهِ مَعَكَ؟ قَالَ: أُخْتِي، قَالَ: أَرْسِلْ بِهَا، قَالَ: فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ، وَقَالَ لَهَا: لَا تُكَذِّبِي قَوْلِي، فَإِنِّي قَدْ أَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِي، إِنْ عَلَى الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَتْ إِلَيْهِ، قَامَ إِلَيْهَا، قَالَ: فَأَقْبَلَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي، وَتَقُولُ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ، وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي، فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ. قَالَ: فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ - قَالَ أَبُو الزِّنَادِ (1): قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهَا قَالَتْ: اللهُمَّ إِنَّهُ إِنْ يَمُتْ، يُقَلْ: هِيَ قَتَلَتْهُ - قَالَ: فَأُرْسِلَ، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي، وَتَقُولُ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ،

(1) كذا وقع في رواية ورقاء: "قال أبو الزناد"، وفي رواية شعيب بن أبي حمزة عند البخاري (2217)، والنسائي: "قال عبد الرحمن الأعرج: قال أبو سلمة

"، وعلى كلٍّ فهذا طريق ثان عن أبي هريرة.

ص: 132

وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي، فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ. قَالَ: فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ - قَالَ أَبُو الزِّنَادِ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: اللهُمَّ إِنَّهُ إِنْ يَمُتْ، يُقَلْ: هِيَ قَتَلَتْهُ - قَالَ: فَأُرْسِلَ، فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ، أَوِ الرَّابِعَةِ: مَا أَرْسَلْتُمْ إِلَيَّ إِلَّا شَيْطَانًا، ارْجِعُوهَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَأَعْطُوهَا هَاجَرَ. قَالَ: فَرَجَعَتْ، فَقَالَتْ لِإِبْرَاهِيمَ: أَشَعَرْتَ أَنَّ اللهَ تعالى رَدَّ كَيْدَ الْكَافِرِ، وَأَخْدَمَ وَلِيدَةً؟! " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن حفص، فمن رجال مسلم. ورقاء: هو ابن عمر اليشكري.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (2217) و (2635) و (6950)، والنسائي في "الكبرى"(8373) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والترمذي (3166) من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن أبي الزناد، بهذا الإِسناد. ولم يذكر شعيب أول الحديث في الكذبات الثلاث، بينما لم يذكر ابن إسحاق قصة إبراهيم مع الملك.

وأخرجه أبو داود (2212)، والنسائي في "الكبرى"(8374)، وأبو يعلى (6039)، وابن حبان (5737) من طريق هشام بن حسان، والنسائي (8375) من طريق عبد الله بن عون، كلاهما عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. ورواية ابن عون موقوفة على أبي هريرة.

ورواه عن ابن سيرين أيضاً أيوب السختياني، لكن قد اختُلف عليه في وقفه ورفعه، فقد أخرجه البخاري (3357) و (5084)، ومسلم (2371)، والبيهقي في "السنن" 7/ 366، وفي "الأسماء والصفات" ص 282 من طريق جرير بن حازم، عن أيوب السختياني، مرفوعاً- رواية البخاري في الموضع الأول مختصرة بقصة الكذبات الثلاث فقط، وفي الموضع الثاني لم يسق لفظه.

وأخرجه عن أيوب موقوفاً البخاري (3358) و (5084)، والبيهقي في "السنن" =

ص: 133

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 7/ 366 من طريق حماد بن زيد، عنه- ولم يسق البخاري لفظه في الموضع الثاني.

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح " 6/ 391: وكذا رواه عبد الرزاق عن معمر غير مرفوع.

وفي الباب عن أنس ضمن حديث الشفاعة الطويل، عند النسائي في "الكبرى"(11433).

وعن أبي سعيد الخدري، عند أبي يعلى (1040) بسند ضعيف.

قوله: "ثلاث كذبات"، قال الحافظ في "الفتح" 6/ 392: قال ابن عقيل: دِلالة العقل تصرف ظاهر إطلاقِ الكذب على إبراهيم، وذلك أن العقل قطع بأن الرسول ينبغي أن يكون موثوقاً به، ليُعلم صدقُ ما جاء به عن الله، ولا ثقةَ مع تجويزِ الكذبِ عليه، فكيف مع وجودِ الكذبِ منه، وإنما أُطلق عليه ذلك لكونه بصورة الكذب عند السامع، وعلى تقديرهِ، فلم يَصدر ذلك من إبراهيم عليه السلام -يعني إطلاق الكذب عليه- إلا في حال شدة الخوف لعلوِّ مقامه، وإلا فالكذبُ المحضُ في مثل تلك المقامات يجوز، وقد يجب لتحمل أخف الضررين دفعاً لأعظمهما، وأما تسميته إياها كذبات فلا يريد أنها تذم، فإن الكذب وإن كان قبيحاً مُخِلاًّ لكنه قد يحسن في مواضع، وهذا منها.

قال السندي: والمراد أنها كذبات ظاهراً وإن كانت في الحقيقة معاريض، وهي من قبيل التورية لا الكذب.

قوله: "إني سقيم"، قال: أي: مريض القلب من كفركم، أو سأمرض، والإِنسان لا يخلو عن ذلك، ولخفاء هذا المعنى، وظهور معنىً لا تَحَقُّقَ له، عُدَّ كذباً.

قوله: "فعله كبيرهم"، قال: أي: ينبغي على زعمهم الفاسد أنهم آلهة أن يكون كبيرهم هو الفاعل المتولي لأمر كسر الصغار، ولكن لما كان هذا المعنى خفياً، والمعنى الظاهر غير واقع عُدَّ كذباً. =

ص: 134

9242 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ

= قوله: "فغط"، قال: بضم الغين المعجمة وتشديد الطاء المهملة، أي: أخذ بمجاري نَفَسِه حتى سمع له غطيط.

قوله: "ركض برجله"، قال: أي: ضرب بها الأرض.

قوله: "وليدة"، قال: أي: جارية.

وقوله: "إنها أختي"، قال الحافظ في "الفتح" 6/ 393: اختُلف في السبب الذي حمل إبراهيم على هذه الوصية مع أن ذلك الظالم يريد اغتصابها على نفسها أختاً كانت أو زوجة، فقيل: كان من دين ذلك الملك أن لا يتعرض إلا لذوات الأزواج، كذا قيل، ويحتاج إلى تتمة وهو أن إبراهيم أراد دفع أعظم الضررين بارتكاب أخفهما، وذلك أن اغتصاب الملك إياها واقع لا محالة، لكن إن علم أن لها زوجاً في الحياة حملته الغيرة على قتله وإعدامه أو حبسه وإضراره، بخلاف ما إذا علم أن لها أخاً فإن الغيرة حينئذٍ تكون من قِبَلِ الأخ خاصة لا من قِبَلِ الملك فلا يبالي به. وقيل: أراد إن علم أنك امرأتي ألزمني بالطلاق، والتقرير الذي قررته جاء صريحاً عن وهب بن منبه فيما أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" من طريقه. وقيل: كان من دين الملك أن الأخ أحق بأن تكون أخته زوجته من غيره فلذلك قال: هي أختي اعتماداً على ما يعتقده الجبار فلا ينازعه فيها، وتُعُقِّبَ بأنه لو كان كذلك لقال: هي أختي وأنا زوجها فلِمَ اقتصر على قوله: "هي أختي؟ " وأيضاً فالجواب إنما يفيد لو كان الجبار يريد أن يتزوجها لا أن يغتصبها نفسها. وذكر المنذري في "حاشية السنن"، عن بعض أهل الكتاب أنه كان من رأى الجبار المذكور أن من كانت متزوجة لا يقربها حتى يقتل زوجها، فلذلك قال إبراهيم:"هي أختي"، لأنه إن كان عادلاً خطبها منه ثم يرجو مدافعته عنها، وإن كان ظالماً خلص من القتل، وليس هذا ببعيد مما قررته أولاً، وهذا أخذ من كلام ابن الجوزي في "مشكل الصحيحين"، فإنه نقله عن بعض علماء أهل الكتاب أنه سأله عن ذلك فأجاب به.

ص: 135

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ اللهِ عز وجل (1) أَنَّهُ قَالَ:" مَرِضْتُ، فَلَمْ يَعُدْنِي ابْنُ آدَمَ، وَظَمِئْتُ، فَلَمْ يَسْقِنِي ابْنُ آدَمَ، فَقُلْتُ: أَتَمْرَضُ يَا رَبِّ؟ قَالَ: يَمْرَضُ الْعَبْدُ مِنْ عِبَادِي مِمَّنْ فِي الْأَرْضِ، فَلَا يُعَادُ، فَلَوْ عَادَهُ، كَانَ مَا يَعُودُهُ لِي، وَيَظْمَأُ فِي الْأَرْضِ، فَلَا يُسْقَى، فَلَوْ سُقِيَ، كَانَ مَا سَقَاهُ لِي "(2).

9243 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ الْجَوَادُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ سَنَةٍ، وَإِنَّ وَرَقَهَا لَيُخَمِّرُ الْجَنَّةَ "(3).

(1) قوله: "عن الله عز وجل" لم يرد في (ظ 3) و (عس) و (ل)، وهو ثابت في (م) والنسخ المتأخرة. وهو الأولى.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الله بن لهيعة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8717) من طريق الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن صفوان بن سليم، عن أبي سعيد، عن أبي هريرة.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(517)، ومسلم (2569)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 261، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 220 من طريق ثابت البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة.

(3)

حديث صحيح دون قوله: "وإن ورقها ليخمِّر الجنة"، وهذه الزيادة تفرد بها ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ. أبو يونس: هو سليم بن جبير مولى أبي هريرة.

وانظر ما سلف برقم (7498).

"يخمِّر": يغطِّي.

ص: 136

9244 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا، وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ، وَأُومِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَغُدِيَ عَلَيْهِ، وَرِيحَ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَكُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْمُرَابِطِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(1).

(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة.

وأخرجه عبد الرزاق (9622)، والطبراني في "الأوسط"(5258)، والبيهقي في "الشعب"(9895) من طريق إبراهيم بن محمد، عن موسى بن وردان، بهذا الإِسناد. ولفظ الطبراني:"من مات مريضاً مات شهيداً" كذا مختصراً، ولفظ البيهقي: "من مات غريباً مات شهيداً، وَوُقي فتَّانَي، وغُدي ورِيح عليه برزقه من الجنة، وإبراهيم بن محمد هذا: هو ابن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك.

وأخرجه ابن ماجه (2767)، وأبو عوانة 5/ 91 من طريق عبد الله بن وهب، عن الليث، عن زهرة بن معبد، عن أبيه، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف لجهالة معبد بن عبد الله بن هشام والد زهرة.

وأخرجه البزار (1655 - كشف الأستار) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن زهرة بن معبد، عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان، عن عثمان وأبي هريرة. وإسناده ضعيف، عبد الله بن صالح سيئ الحفظ، وأبو صالح مولى عثمان مجهول.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(297)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 59، والطبراني في "الأوسط"(9308) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وعبد الرحمن بن زيد هذا ضعيف.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 200 - 201، والبيهقي في "الشعب"(9897) من طريق عبد العزيز بن أبي رواد، عن محمد بن عمرو، عن عطاء، عن =

ص: 137

9245 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صِبْرَةَ وَعَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ، وَلَا يَقْبَلُ مِنْهَا إِلَّا الطَّيِّبَ، يَقْبَلُهَا (1) بِيَمِينِهِ تبارك وتعالى، يُرَبِّيهَا لِعَبْدِهِ الْمُسْلِمِ (2) كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ أَوْ فَصِيلَهُ، حَتَّى يُوَافَى بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلَ أُحُدٍ "(3).

= أبيه، عن أبي هريرة. ولفظه:"من مات مريضاً مات شهيداً، وَوُقي فتَّانَي القبر، وغُديَ ورِيحَ عليه برزقه من الجنة"، ولم نتبين رجاله ممن فوق عبد العزيز بن أبي رواد، ويحتمل أن يكون محمد بن عمرو هو ابن علقمة الليثي، وعطاء هو ابن السائب بن مالك الثقفي، والله أعلم.

وفي الباب عن سلمان الفارسي عند مسلم (1913)، وسيأتي 5/ 440 و 441.

وعن فضالة بن عبيد، سيأتي 6/ 20، وإسناده صحيح.

قوله: "وغُدِيَ عليه ورِيحَ برزقه"، قال السندي: غُدي: على بناء المفعول، من الغدوة، وهو المجيء أول النهار، ورِيح: من الروحة: وهو المجيء آخر النهار. قلنا: وهذا الحديث موافق لقوله تعالى: {أَحياءٌ عند ربهم يُرزَقُونَ) [آل عمران: 169].

(1)

كذا في (ظ 3) و (عس)، ونسخة على هامش (س): يقبضها، وفي (م) وبقية النسخ: يقبلها.

(2)

وقع بعد هذا في (م) والنسخ المتأخرة لفظة: اللقمة، وهي ليست موجودة في النسخ العتيقة الصحيحة.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عباد بن منصور فيه ضعف، =

ص: 138

9246 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ - يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ -، عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" دَخَلَ عَبْدٌ الْجَنَّةَ، بِغُصْنِ شَوْكٍ (1) عَلَى طَرِيقِ (2) الْمُسْلِمِينَ، فَأَمَاطَهُ عَنْهُ "(3).

9247 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَدْعُو عِنْدَ النَّوْمِ: " اللهُمَّ رَبَّ السَّماوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ لَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ لَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ لَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ لَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ

= وعبد الواحد بن صبرة مجهول الحال، له ترجمة في "الجرح والتعديل" 6/ 22، وفات الحسينيَّ وابن حجر ترجمتُه مع أنه على شرطهما. المبارك: هو ابن فضالة.

وسيأتي الحديث من طريق عباد برقم (10088)، وسلف برقم (7634) من طريق أيوب عن القاسم، وهو إسناد صحيح.

(1)

في (ظ 3): بغصن من شوك، بزيادة "من".

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: على ظهر طريق، بزيادة "ظهر".

(3)

حديث صحيح، إسماعيل بن عياش الحمصي -وإن كان قد وصف بالتخليط في أهل غير بلده- قد توبع، انظر (8506).

ص: 139

عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ " (1).

9248 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا، إِلَّا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

9249 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قال: كَانَ يَمُرُّ بِآلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هِلَالٌ، ثُمَّ هِلَالٌ، لَا يُوقَدُ فِي شَيْءٍ مِنْ بُيُوتِهِمُ النَّارُ، لَا لِخُبْزٍ، وَلَا لِطَبِيخٍ، فَقَالُوا: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانُوا يَعِيشُونَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ، وَكَانَ لَهُمْ جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَجَزَاهُمُ اللهُ خَيْرًا، لَهُمْ مَنَائِحُ، يُرْسِلُونَ إِلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْ لَبَنٍ (3).

(1) حديث صحيح، إسماعيل بن عياش قد توبع، انظر (8960).

(2)

حديث صحيح، إسماعيل بن عياش قد توبع فيما سلف برقم (9045).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر: وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.

وأخرجه البزار (3675 - كشف الأستار) من طريق جابر بن إسحاق، عن أبي معشر، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (7962).

وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/ 108. وإسناده صحيح.

قوله: "منائح"، قال السندي: أي: بهائم ذات لبن.

ص: 140

9250 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَهَادَوْا، فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَغَرَ الصَّدْرِ "(1).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر. سعيد: هو المقبري كما جاء منسوباً في "مسند الطيالسي" و"مسند الشهاب" للقضاعي، وكما نقله الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 9/ 500 عن أبي العباس الطرقي وأقَرَّه عليه، وقد أورد هذا الحديث في ترجمته من "أطراف المسند" 7/ 242. وذكره ابن عساكر، وتبعه المزي في "تحفة الأشراف" 10/ 74 أنه سعيد بن المسيب. والأول أرجح، ويويده أن حديثَه هذا قد أورده المصنف ضمن أحاديث سعيد المقبري.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (2333)، والترمذي (2130)، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(358)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(656) من طرق عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: غريب.

وزاد الطيالسي والترمذي وابن أبي الدنيا قوله: "ولا تحقرن جارة لجارتها ولو شق فِرْسِنِ شاةٍ". وسلفت هذه القطعة برقم (7591).

وأخرج البخاري في "الأدب المفرد"(594)، وأبو يعلى (6148)، والدولابي في "الكنى" 1/ 150 و 2/ 7، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1424، والبيهقي في "السنن" 6/ 169، وفي "الشعب"(8976)، والمزي في ترجمة ضمام بن إسماعيل من "تهذيب الكمال" 13/ 313 - 314 من طريق ضمام بن إسماعيل، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة ولفظه:"تهادوا تحابوا". وإسناده حسن.

وفي الباب عن عائشة عند الطبراني في "الأوسط"(5771) و (7236)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(655) و (660).

وعن أم حكيم بنت وادع الخزاعية عند الطبراني 25/ (393)، والقضاعي في =

ص: 141

9251 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ عُمِّرَ سِتِّينَ سَنَةً، أَوْ سَبْعِينَ سَنَةً، فَقَدْ عُذِرَ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ "(1).

9252 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ الطُّهَوِيِّ، عَنْ ذُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَرْمَلْنَا، وَأَنْفَضْنَا، فَآتَيْنَا عَلَى إِبِلٍ مَصْرُورَةٍ بِلِحَاءِ الشَّجَرِ، وَابْتَدَرَهَا الْقَوْمُ لِيَحْتَلِبُوهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ هَذِهِ عَسَى أَنْ يَكُونَ فِيهَا قُوتُ أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَتُحِبُّونَ لَوْ أَنَّهُمْ أَتَوْا عَلَى مَا فِي أَزْوَادِكُمْ فَأَخَذُوهُ؟ " ثُمَّ قَالَ: " إِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ فَاعِلِينَ، فَاشْرَبُوا وَلَا تَحْمِلُوا "(2).

= "مسند الشهاب"(659) ولفظه: "تهادوا فإنه يضعِّف الحب، ويذهب بغوائل الصدر".

وعن عبد الله بن عمرو عند القضاعي (657).

وعن أنس عند البخاري في "الأدب المفرد"(595)، والطبراني في "الأوسط"(1549).

ولا يخلو إسناد واحد من هذه الشواهد من ضعف، وبعضها يشتد ضعفه.

قوله: "وَغرَ"، قال السندي: بفتح فسكون وقد تفتح: الحقد والضِّغْن والعداوة والتوقد من الغيظ، أي: أنها تزيل العداوة، وتزيد المحبة.

(1)

حديث صحيح، أبو معشر قد توبع، انظر (7713).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الطُّهَوي -وهو سَليط بن =

ص: 142

9253 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ سِيلَانَ

= عبد الله-، وجهالة ذهيل -وهو ابن عوف بن شَمَّاخ-، والحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعن. عباد بن عباد: هو ابن حبيب بن المهلب البصري.

وأخرجه ابن ماجه (2303)، والبزار (1326 و 1327 و 2863 - كشف الأستار)، والبيهقي 9/ 360 و 361 من طرق عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإِسناد. ورواية البزار مختصرة: عن أبي هريرة أنه قال: قلت: يا رسول الله، ما يحل لأحدنا من مال أخيه؟ قال:"يأكل ولا يحمل، ويشرب ولا يحمل".

وأخرجه البيهقي 9/ 361 من طريق شريك، عن حجاج بن أرطاة، عن سليط، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عما يحل للرجل من مال أخيه، قال:"يأكل حتى يشبعَ إن كان جائعاً، ويشرب حتى يَرْوى". قال البيهقي: شريك النخعي خالف في إسناده من مضى. قلنا: وشريك سيئ الحفظ.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/ 7 - 8 مرفوعاً:"إذا أتى أحدكم حائطاً فأراد أن يأكل فلينادِ: يا صاحبَ الحائط، ثلاثاً، فإن أجابه، وإلا فليأكل، وإذا مَرَّ أحدكم بإبلٍ، فأراد أن يشرب من ألبانها فلينادِ: يا صاحبَ الإِبلِ، أو يا راعي الإِبل، فإن أجابه، وإلا فليشرب، والضيافةُ ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة". وإسناده صحيح.

وعن عبد الله بن عمرو، سلف (6683) ضمن حديث مطول، سئل عن الثمار، وما أخذ منها في أكمامها، قال:"من أخذ بفمه، ولم يتخذ خُبنة فليس عليه شيء، ومن احتمل فعليه ثمنه مرتين وضرباً ونكالاً".

وعن سمرة بن جندب عند أبي داود (2619)، والترمذي (1296) ولفظه:"إذا أتى أحدكم على ماشية، فإن كان فيها صاحبها فليستأذنه، فإن أذن له، فليحتلب وليشرب، وإن لم يكن فيها أحد، فليصوت ثلاثاً، فإن أجابه أحد فليستأذنه، فإن لم يجبه أحد، فليحتلب وليشرب، ولا يحمل". وإسناده صحيح =

ص: 143

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَدَعُوا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَإِنْ طَرَدَتْكُمُ الْخَيْلُ "(1).

= إلى الحسن، فمن صحَّح سماعه من سمرةَ صَحَّحَهُ، ومن لا أَعَلَّه بالانقطاع.

وقد سلف الكلام على هذه المسألة عند حديث ابن عمر (4471) مرفوعاً: أن تحلب مواشي الناس إلا بإذنهم. وإسناده صحيح.

قوله: "فأرملنا"، قال السندي: أي: افتقرنا واحتجنا.

"وأنفضنا"، أي: فنيَ زادنا، لأنهم نفضوا ما فيه زادهم.

"مصرورة": مربوطة الضروع، وكانت عادة العرب أنهم إذا أرسلوا الحلوبات إلى المرعى، ربطوا ضروعها، وأرسلوها، ويسمون ذلك الرباط: صراراً.

"بلحاء الشجر" قال في "القاموس": لحاء ككساء: قشر الشجر.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة ابن سيلان: وهو عبد ربه، وقيل: جابر. خالد: هو ابن عبد الله الطحان، عبد الرحمن بن إسحاق: هو ابن عبد الله المدني.

وأخرجه أبو داود (1258) عن مسدد، والطحاوي 1/ 299 من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، كلاهما عن خالد بن عبد الله، بهذا الإِسناد.

وسيأتي مكرراً برقم (9258).

وأخرج بنحوه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1126 ضمن حديث من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف جداً، فيه سليمان بن داود اليمامي، قال البخاري: منكر الحديث، وكذا قال أبو حاتم وزاد: ضعيف الحديث، ما أعلم له حديثاً صحيحاً، وقال البزار كما في "كشف الأستار" (736): لا يتابع على حديثه، وليس بالقوي، وأحاديثه تدل على ضعفه، وقال الدارقطني في "سؤالات البرقاني" له (192) و (193): متروك.

قلنا: ويغني عن هذا الحديث في المحافظة على ركعتي الفجر حديث عائشة الآتي في مسندها 6/ 43، قالت: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل =

ص: 144

9254 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عز وجل قَالَ:" مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ مِنَ النَّاسِ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَطْيَبَ "(1).

9255 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى "(2).

= أشد معاهدة من الركعتين قبل الفجر. وهو عند البخاري (1169)، ومسلم (724)(94).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عطاء بن السائب، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. الأغر: هو -فيما يغلب على ظننا- أبو مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 309 عن عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وانظر (8650).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وحميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري.

وأخرجه الطيالسي (2531)، والبخاري (3416) و (4631)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1012)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 316، وابن حبان (6238) من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد. جاء الحديث في رواية الطحاوي مرفوعاً إلى الله عز وجل، وسيأتي كذلك عند تخريج الحديث رقم (10043).

ص: 145

9256 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ قَاضٍ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَذْنَبْتُ ذَنْبًا، فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ عز وجل: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ، فَغَفَرَ لَهُ.

ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَذْنَبْتُ ذَنْبًا، فَاغْفِرْهُ، فَقَالَ رَبُّهُ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ، فَغَفَرَ لَهُ.

ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ،

= وأخرج البخاري (4604) و (4805)، والحاكم 2/ 583 - 584 من طريق فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة مرفوعاً:"من قال: أنا خير من يونس بن مَتَّى، فقد كذب". وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. كذا قال، مع أنه عند البخاري كما ترى من طريقه وبلفظه!

وسيأتي الحديث برقم (10043) و (10952).

وسيأتي ضمن حديث مطول من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (9821).

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3703)، وانظر شواهده هناك.

ص: 146

أَذْنَبْتُ ذَنْبًا، فَاغْفِرْهُ، فَقَالَ رَبُّهُ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي " (1).

9257 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَانَ زَكَرِيَّا نَجَّارًا "(2).

9258 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ سِيلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَدَعُوا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَإِنْ طَرَدَتْكُمُ الْخَيْلُ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العوذي. وانظر (7948).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(981) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وانظر (7947).

قوله: "كان زكريا نجاراً" قال السندي: لعله أراد الترغيب في الكسب بأنه من عادات الخِيارِ.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة ابن سيلان، وهو عبد ربه، وقيل جابر. وهو مكرر (9253). =

ص: 147

9259 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ دَاوُدُ بْنُ فَرَاهِيجَ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَا كَانَ لَنَا طَعَامٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا الْأَسْوَدَانِ (1): التَّمْرُ وَالْمَاءُ (2).

9260 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ الَّذِي يَسْمَعُ الْحِكْمَةَ وَيَتَّبِعُ شَرَّ مَا يَسْمَعُ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى رَاعِيًا فَقَالَ لَهُ (3): أَجْزِرْنِي شَاةً مِنْ غَنَمِكَ. فَقَالَ: اذْهَبْ فَخُذْ بِأُذُنِ خَيْرِهَا شَاةً. فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الْغَنَمِ "(4).

9261 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ

= تنبيه: هذا الحديث ليس في (ظ 3)، وكتب فوقه في (عس): مُعاد.

(1)

في (ظ 3): الأسودين.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل داود بن فراهيج، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيتكرر برقم (9381)، وانظر (7962).

(3)

لفظة: "له" لم ترد في (ظ 3) و (عس).

(4)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، ولجهالة أوس بن خالد. وقد سلف الحديث برقم (8639) من طريق عفان بن مسلم وحسن بن موسى الأشيب.

ص: 148

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى لَهَا الْأَغْنِيَاءُ، وَيُدْفَعُ عَنْهَا الْفُقَرَاءُ، وَمَنْ تَرَكَ الدَّعْوَةَ، فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ (1).

9262 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ:" الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ "(2).

9263 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُورَدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لضعف النعمان بن راشد -وهو الجزري-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهيب: هو ابن خالد الباهلي.

وأخرجه الطيالسي (2303) عن زمعة بن صالح الجندي، عن الزهري، عن سعيد أو غيره، عن أبي هريرة. وانظر (7279) و (7624).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7619).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5770) و (5771) من طريق هشام بن يوسف، والطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص 6 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السَّامي، كلاهما عن معمر، بهذا الإِسناد. =

ص: 149

9264 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:

= وأخرجه البخاري (5773) و (5774)، ومسلم (2221) و (104) و (105)، والطبري ص 6، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1660)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 303، وابن حبان (6115)، والبيهقي 7/ 216 - 217 و 217 من طرق عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

قال أبو سلمة: كان أبو هريرة يحدثُهما كليهما (يعني هذا الحديث وحديث: "لا عدوى") عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم صمت أبو هريرة بعد ذلك عن قوله "لا عدوى"، وأقام على أن "لا يورد ممرض على مصح"، قال: فقال الحارث بن أبي ذباب (وهو ابن عم أبي هريرة): قد كنت أسمعك يا أبا هريرة تحدثنا مع هذا الحديث حديثاً آخر قد سَكَتَّ عنه، كنت تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى" فأَبى أبو هريرة أن يعرف ذلك، وقال:"لا يورد مُمرِض على مُصِح" فماراه الحارث في ذلك حتى غضب أبو هريرة فرَطَنَ بالحَبشِية، فقال للحارث: أتدري ماذا قلتُ: قال: لا. قال أبو هريرة: قلت: أَبَيْتُ.

قال أبو سلمة: ولَعَمْري لقد كان أبو هريرة يحدثُنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى" فلا أدري أنسي أبو هريرة، أو نَسَخَ أحدُ القولين الآخر. واللفظ لمسلم.

وأخرج عبد الرزاق (19507)، ومن طريقه أبو داود (3911)، والبيهقي 7/ 216، والبغوي (3248) عن معمر، عن الزهري، قال: حدثني رجل عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يُورِدنَّ ممرضٌ على مُصِحٍّ"، قال: فراجعه الرجل، فقال: أليس قد حدثتنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى ولا صفر ولا هامة"؟ قال: لم أُحدِّثْكُموه، قال الزهري: قال أبو سلمة: قد حَدَّثَ به، وما سمعت أبا هريرة نسي حديثاً قطُّ غيره.

وأخرج البيهقي 7/ 217 من طريق ابن لهيعة، عن بكير بن الأشج، عن أبي إسحاق مولى بني هاشم، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى، =

ص: 150

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ، أَكَلَ، وَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ، قَالَ:" كُلُوا "، وَلَمْ يَأْكُلْ (1).

9265 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، رَأَى رَجُلًا مُبَقَّعَ الرِّجْلَيْنِ، فَقَالَ: أَحْسِنُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ "(2).

9266 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:

= ولا يَحُلُّ الممرض على المُصحِّ، وليَحُلَّ المُصحُّ حيث شاء"، قيل: ما بال ذلك يا رسول الله؟ قال: "إنه أذى".

وأخرج أيضاً 7/ 217 من طريق مالك، عن بكير بن الأشج، عن أبي عطية الأشجعي، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا عدوى ولا هام ولا صفر"، ثم ذكر نحو حديث أبي إسحاق.

وانظر ما سلف برقم (7620).

قوله "لا يُورِدُ ممرض على مصح"، قال السندي: الممرض الذي له إبل مرضى، والمصح: صاحب الصحاح، وهو نهي للممرض أن يسقي أو يرعى إبله مع إبل المصح لأن ذلك من الأسباب العادية للمرض، فلا بد من النهي عنه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو الجمحي.

وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 1/ 389، وابن حبان (6382) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وانظر (8014).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وسيأتي مكرراً برقم (9283)، وانظر (7122).

ص: 151

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ يَقُولُ: " الدَّابَّةُ الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ (1)، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ "(2).

9266 م - " وَمَنِ ابْتَاعَ شَاةً فَوَجَدَهَا مُصَرَّاةً، فَهُوَ بِالْخِيَارِ، إِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ "(3).

9267 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِتَمْرٍ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَأَمَرَ فِيهِ بِأَمْرٍ، فَحَمَلَ الْحَسَنَ - أَوِ الْحُسَيْنَ - عَلَى عَاتِقِهِ، فَجَعَلَ لُعَابُهُ يَسِيلُ عَلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ يَلُوكُ تَمْرَةً، فَحَرَّكَ خَدَّهُ، وَقَالَ:" أَلْقِهَا يَا بُنَيَّ، أَلْقِهَا يَا بُنَيَّ، أَمَا شَعَرْتَ أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ لَا يَأْكُلُونَ الصَّدَقَةَ "(4).

(1) لفظة: "جُبار" سقطت من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (9005).

(3)

إسناده صحيح إسناد سابقه. وهو مكرر (9006).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده "(52) عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 1/ 418 من طريق عبد الواحد بن غياث، عن حماد بن سلمة، به. وانظر (7758).

ص: 152

9268 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَسَيِّدَهُ، فَلَهُ أَجْرَانِ "(1).

9269 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا جَاءَ خَادِمُ أَحَدِكُمْ بِطَعَامِهِ، قَدْ كَفَاهُ حَرَّهُ وَعَمَلَهُ، فَإِنْ لَمْ يُقْعِدْهُ مَعَهُ لِيَأْكُلَ، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً مِنْ طَعَامِهِ "(2).

9270 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَإنِّي (3) أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7574).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن راهويه (512) عن النضر بن شميل، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3436) عن علي بن الجعد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (9984) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد. وانظر ما سلف برقم (7338).

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: وَأَنَا.

ص: 153

مَرْيَمَ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ: رَجُلٌ مَرْبُوعٌ (1) إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَيُهْلِكُ اللهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ اللهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، ثُمَّ تَقَعُ الْأَمَنَةُ عَلَى الْأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الْأُسُودُ مَعَ الْإِبِلِ، وَالنِّمَارُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ، لَا تَضُرُّهُمْ، فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى، وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ " (2).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: رجلاً مربوعاً.

(2)

حديث صحيح، عبد الرحمن بن آدم -وهو مولى أم بُرثُن- صدوق حسن الحديث، روى له مسلم حديثاً واحداً متابعةً وأبو داود، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين، إلا أن قتادة مدلس وقد عنعن، وذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل"(633) عن أبيه، عن إسحاق بن منصور، عن ابن معين أنه قال: لم يسمع قتادة من عبد الرحمن مولى أم بُرثُن. فعلى هذا يكون الإسناد منقطعاً،

ومع ذلك فقد صححه الحافظ ابن حجري في "الفتح" 6/ 493، وقال الحافظ ابن كثير في "نهاية البداية" 1/ 188: هذا إسناد جيد قوي!

وأخرجه الحاكم 2/ 595 عن عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وصححه، ووافقه الذهبي.

وأخرجه أبو داود (4324)، وابن حبان (6821) من طريق هدبة بن خالد، عن همام بن يحيى، به. ورواية أبي داود مختصرة.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 3/ 291 من طريق الحسن بن دينار، عن قتادة، =

ص: 154

9271 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ:

= به. وزاد: "وأنه خليفتي على أهلي". قلنا: والحسن بن دينار متروك.

وأخرجه عبد الرزاق (20845) وعنه ابن راهويه (44) عن معمر، عن قتادة، عن رجل، عن أبي هريرة. والرجل المجهول هو عبد الرحمن بن آدم نفسه، فالحديث لا يحفظ عن أبي هريرة إلا من طريقه.

وسيأتي برقم (9632) و (9633) و (9634).

وقوله: "الأنبياء إخوة لعَلّات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد، وأنا أولي الناس بعيسى ابن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي"، سلف نحوه برقم (7529) من طريق الأعرج عن أبي هريرة، وذكرنا هناك بقية طرقه في "المسند".

وقصة نزول عيسى ابن مريم وكسره الصليب، وقتله الخنزير، ووضعه الجزية سلفت برقم (7269) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وأحلنا هناك إلى بقية طرقه.

وقوله: "ثم تقع الأمنة على الأرض

الخ"، سيأتي من طريق آخر برقم (10261) بسند حسن في الشواهد.

ويشهد لما وقع في هذا الحديث من أن عيسى عليه السلام يمكث في الأرض أربعين سنة حديث عائشة الذي سيأتي في مسندها 6/ 75، وصححه ابن حبان (6822)، وإسناده قوي، وأما ما وقع في "صحيح مسلم"(2940) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن مدة مكث عيسى عليه السلام تكون سبع سنين، ففي إسناده يعقوب بن عاصم بن عروة، لم يوثقه غير ابن حبان، وهو رجل غير مشهور، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول، أي: عند المتابعة والا فهو ليِّن، ولم يتابعه على هذا أحد فيما نعلم، والله تعالى أعلم.

قوله: "المربوع": هو المعتدل القامة.

"ثوبان ممصَّران"، أي: فيهما صُفْرة.

ص: 155

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " عَجِبَ رَبُّنَا عز وجل مِنْ رِجَالٍ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي السَّلَاسِلِ "(1).

9272 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرٍ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وانظر (8013).

قال ابن حبان في "صحيحه" 1/ 343: قوله صلى الله عليه وسلم: "عجب ربُّنا": من ألفاظ التعارف التي لا يتهيأ علمُ المخاطب بما يخاطب به في القصد إلا بهذه الألفاظ التي استعملها الناس فيما بينهم، والقصد في هذا الخبر السبيُ الذين يسبيهم المسلمون من دار الشرك مُكَتَّفين بالسلاسل يقادون بها إلى دور الإِسلام حتى يسلموا فيدخلوا الجنة، وهذا المعنى أراد صلى الله عليه وسلم بقوله في خبر الأسود بن سريع:"أوليس خيارَكم أولادُ المشركين" وهذه اللفظة أُطلقت أيضاً بحذف "من" عنها يريد: أوليس من خياركم.

وقال ابن الجوزي: معناه أنهم أُسِرُوا وقيدوا، فلما عرفوا صحة الإِسلام دخلوا طوعاً فدخلوا الجنة، فكان الإِكراه على الأسر والتقييد هو السبب الأول، وكأنه أطلق على الإكراه التسلسل، ولما كان هو السبب في دخول الجنة أقام المسبب مقام السبب.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رأفع: هو نفيع الصائغ.

وأخرجه البيهقي 4/ 48 - 49 من طريق حماد بن واقد الصفار، عن ثابت، بهذا الإِسناد. ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر بعد ثلاثة أيام. وقال البيهقي بإثره: حماد بن واقد ضعيف، وهذا التأقيت لا يصحُّ البتّةَ، وإنما يصح ما ذكره بعض الرواة عن حماد بن زيد: فسأل عنها بعد أيام. =

ص: 156

9273 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، تَقُولُ: يَا رَبِّ إِنِّي قُطِعْتُ، يَا رَبِّ إِنِّي أُسِيءَ إِلَيَّ، يَا رَبِّ إِنِّي ظُلِمْتُ، يَا رَبِّ، قَالَ: فَيُجِيبُهَا (1): أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَنْ أَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ "(2).

9274 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " مَا مِنْ قَوْمٍ يَجْتَمِعُونَ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ عز وجل، يَقْرَؤُونَ وَيَتَعَلَّمُونَ كِتَابَ اللهِ عز وجل يَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَسْلُكُ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ بِهِ الْعِلْمَ، إِلَّا سَهَّلَ لَهُ بِهِ - أَوْ سُهِّلَ بِهِ - طَرِيقًا الْجَنَّةِ (3)، وَمَنْ يُبْطِئُ

= وقد سلف الحديث مطولاً من طريق عفان برقم (9037) بقصة الرجل أو المرأة السوداء التي كانت تقمُّ المسجد.

(1)

في (ظ 3): فيجيبها ربها.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عبد الجبار -وهو الأنصاري- مجهولٌ، وللحديث طرق أخرى يصح بها ذكرت عند الحديث السالف برقم (7931).

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: إلا سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، والمثبت من النسختين العتيقتين (ظ 3) و (عس) ومن (ل).

ص: 157

بِهِ عَمَلُهُ، لَا يُسْرِعُ بِهِ نَسَبُهُ " (1).

9275 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلِيمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "(2).

9276 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ فَاسْتَقْبَلَتْنَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَجَعَلْنَا نَضْرِبُهُنَّ بِسِيَاطِنَا وَعِصِيِّنَا وَنَقْتُلُهُنَّ، فَسُقِطَ فِي أَيْدِينَا، فَقُلْنَا: مَا صَنَعْنَا وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ؟! فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " لَا بَأْسَ، صَيْدُ الْبَحْرِ "(3).

9277 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الِاثْنَيْنِ يَكْفِي الْأَرْبَعَةَ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وسلف الحديث بأطول مما هنا برقم (7427).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليم: هو ابن حيان، وسعيد: هو ابن مينا. وانظر (8057).

(3)

إسناده ضعيف جداً، أبو المهزم متروك الحديث. وهو مكرر (8060).

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -هو ابن جدعان- ولإِبهام الراوي عن أبي هريرة، لكن يشهد له حديث جابر عند مسلم (2059)، وسيأتي في مسنده 3/ 382، وحديث ابن عمر عند عبد بن حميد =

ص: 158

9278 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ "(1).

وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ: إِذَا قَالَ: " وَأَمْرَ الْعَامَّةِ "، قَالَ: أَيْ: أَمْرُ السَّاعَةِ.

9279 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْسِبُ حَمَّادٌ - قَالَ: إِنَّهُ مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ يَنْعَمْ وَلَا يَبْؤُسْ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ، فِي الْجَنَّةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ " (2).

= (788)، وحديث ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير"(10093)، وسلف حديث أبي هريرة برقم (7320)، ولفظه:"طعام الاثنين كافي الثلاثة، والثلاثة كافي الأربعة". وانظر "فتح الباري" 9/ 536.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن رياح، فمن رجال مسلم. همام: هو ابن يحيى العَوْذي، والحسن: هو البصري.

وأخرجه المزي في ترجمة زياد بن رياح من "تهذيب الكمال" 9/ 463 - 464 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وسلف الحديث برقم (8303) عن عبد الصمد وعفان.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد -وهو ابن سلمة- من رجاله، =

ص: 159

9280 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" حُسْنُ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ "(1).

9281 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَيْسَ فِي عَبْدِ الرَّجُلِ وَلَا فِي فَرَسِهِ صَدَقَةٌ "(2).

= وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، وشكُّ حماد في رفعه لا يضر، فقد روي الحديث من طرق عن أبي هريرة مرفوعاً، انظر التعليق على الحديث السالف برقم (8827)، وسيتكرر برقم (9391). ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.

(1)

إسناده ضعيف لضعف شتير بن نهار، وقد سلف الكلام عليه وعلى الحديث برقم (7956).

وأخرجه عبد بن حميد (1425)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(973) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وقرن عبد بن حميد بعفان أبا الوليد الطيالسي.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد.

وأخرجه الطيالسي (2528)، والبخاري بإثر الحديث (1464)، وأبو يعلى (6138) من طريق وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد. وقرن الطيالسيُّ بوهيبٍ حمادَ بن زيد. وسقط هذا الإِسناد من "فتح الباري" الطبعة السلفية.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 151، ومسلم (982)(9)، والنسائي 5/ 36، =

ص: 160

9282 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْسِبُ حَمَّادٌ - أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَبِيعُ الْخَمْرَ فِي سَفِينَةٍ، وَمَعَهُ فِي السَّفِينَةِ قِرْدٌ، فَكَانَ يَشُوبُ الْخَمْرَ بِالْمَاءِ، قَالَ: فَأَخَذَ الْقِرْدُ الْكِيسَ، ثُمَّ صَعِدَ بِهِ فَوْقَ الذِّرْوِ (1)، وَفَتَحَ الْكِيسَ، فَجَعَلَ يَأْخُذُ دِينَارًا فَيُلْقِهِ فِي السَّفِينَةِ، وَدِينَارًا فِي الْبَحْرِ، حَتَّى جَعَلَهُ نِصْفَيْنِ (2).

9283 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَأَى رَجُلًا مُبَقَّعَ الرِّجْلَيْنِ، فَقَالَ: أَحْسِنُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" وَيْلٌ لِلْعَقِبِ مِنَ النَّارِ "(3).

= والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 29، وفي "شرح مشكل الآثار"(2253)، والبيهقي 4/ 117 من طرق عن خثيم بن عراك، به. وانظر (7295).

(1)

المثبت من (عس) وهامش (ظ 3)، وفي (ظ 3): الزَّور، وفي (م) والنسخ المتأخرة: الدور. وسلف في الرواية رقم (8427): فصعد الذِّرو، يعني: الدَّقَل. قلنا: والدقل: هو صاري السفينة.

(2)

رجاله ثقات رجال الصحيح ووقْفُه هو الصوابُ عندنا كما سلف بيانه عند الحديث رقم (8055).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم المدني.

وهو مكرر (9265)، وانظر (7122).

ص: 161

9284 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلَّا فِي صَوْمٍ مُتَتَابِعٍ (1). (2)

9285 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبَيْدِ اللهِ (3) بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيِّ، أَوْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبْيَدِ اللهِ (3) الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَدْعُو فِي دُبُرِ صَلَاةِ الظُّهْرِ:" اللهُمَّ خَلِّصِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَضَعَفَةَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً، وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا "(4).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: إلا صوماً متتابعاً.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة. وانظر كلامنا على الحديث السالف برقم (8025).

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة في الموضعين: عَبْد اللهِ، مكبر، والمثبت من (ظ 3) و (عس) و (ك)، و"أطراف المسند" لابن حجر 7/ 393.

(4)

صحيح دون قوله: "دبر صلاة الظهر"، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وعبيد الله بن إبراهيم لم نجد له ترجمة، وقد ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 41، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 2، وابن حبان في "الثقات" 7/ 9: عبد الله -مكبر- ابن إبراهيم القرشي، يروي عن مولى لهم عن جابر بن عبد الله. روى عنه أيوب السختياني. ولم يذكروا اختلافاً في اسمه. =

ص: 162

9286 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْكُفْرُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالْفَخْرُ وَالرِّيَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ، يَأْتِي الْمَسِيحُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَهِمَّتُهُ الْمَدِينَةَ، حَتَّى إِذَا جَاءَ دُبُرَ أُحُدٍ، ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، وَهُنَالِكَ يَهْلِكُ ". وَقَالَ مَرَّةً: " صَرَفَتِ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ "(1).

9287 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ

= وممن يروي عن أبي هريرة إبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري، ويقال: عبد الله بن إبراهيم الزهري، وهو قرشي.

وانظر ما سلف برقم (7260).

(1)

صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو القاصّ المدني وإن كان ضعيفاً- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الترمذي (2243)، وابن حبان (5774)، وأبو عوانة 1/ 59 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. ورواية أبي عوانة مختصرة دون قصة المسيح.

ولقطعة الإيمان، انظر (8846).

ولقطعة المسيح الدجال، انظر (9166).

قوله: "ضربت الملائكة وجهه"، قال السندي: من ضرب بمعنى جعل، قال تعالى:{فاضرب لهم طريقاً في البحر} [طه: 77]، أي: اجعل.

ص: 163

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقَدَّمُوا بَيْنَ يَدَيْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَجُلٌ كَانَ صِيَامَهُ، فَلْيَصُمْهُ "(1).

9288 -

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَإِنَّهُ يُغْفَرُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "(2).

9289 -

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَإِنَّهُ يُغْفَرُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "، (3).

قَالَ عَفَّانُ: وَحَدَّثَنَا أَبَانُ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ بِمِثْلِهِ.

9290 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمٌ الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَتَى حَائِضًا، أَوِ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ، فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أُنْزِلَ (4) عَلَى مُحَمَّدٍ "(5).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العَوْذي. وهو مكرر (8575).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7280).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (8576).

(4)

في (م) والنسخ المتأخرة: مما أنزل الله.

(5)

حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو تميمة الهجيمي -واسمه طريف بن مجالد- لا يُعرف له سماع من أبي هريرة، فيما قاله البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 16 - 17، وحكيم الأثرم وثّقه ابن المديني وأبو داود، وقال =

ص: 164

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري بعد أن ساق له هذا الحديث: لا يتابع عليه، وقال البزار: حدث عنه حماد بحديث منكر، وقال ابن عدي: يعرف بهذا الحديث وليس له غيره إلا اليسير.

وهذا الحديث قد ضعفه البخاري فيما نقله الترمذي، والبغوي فيما نقله المناوي في "الفيض"، وقال الذهبي في "الكبائر" ليس إسناده بالقائم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 252 - 253، والدارمي (1136)، والبخاري في "تاريخه" 3/ 16 - 17، وأبو داود (3904)، والترمذي (135)، والنسائي في "الكبرى"(9017)، وابن الجارود (107)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 45، وفي "شرح مشكل الآثار"(6130)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 318، وابن عدي في "الكامل" 2/ 637، والبيهقي 7/ 198 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (10167) عن وكيع، عن حماد بن سلمة.

وقال العقيلي بعدما خرَّجه: وهذا رواه جماعة عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي هريرة، موقوفاً. وسمى هؤلاء الجماعة في مكان آخر 1/ 149 وهم: سفيان الثوري، ومعمر بن راشد، وأبو بكر بن عياش، والمحاربي، ويزيد بن عطاء اليشكري، وعلي بن الفضيل.

قلنا: قد أخرجه هكذا النسائي في "سننه الكبرى"(9018) و (9019) و (9020) من طريق سفيان الثوري، عن ليث بن أبي سليم، به. لكن بقصة إتيان النساء من الدبر فقط.

وليث بن أبي سليم سيئ الحفظ إلا أنه قد توبع، فقد أخرجه النسائي أيضاً (9021) من طريق أبي سعيد المؤدب، عن علي بن بذيمة، عن مجاهد، به. موقوفاً على أبي هريرة، وسنده حسن.

قلنا: وتضعيف أهل العلم لهذا الحديث واستنكارهم له إنما هو من أجل ورود لفظ التكفير أو البراءة مما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد ورد في غير ما =

ص: 165

9291 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ حَمَّادٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ، ثُمَّ قَالَ حَمَّادٌ: أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى،

= حديثٍ التغليظُ على من أَقْدَمَ على شيء مما ذكر، وجاءت صيغ الترهيب على نحو "ملعون من أتى"، أو "لا ينظر الله إليه" الخ، وقد أشار الترمذي إلى نحو هذا، فقال في "سننه" بعدما خرَّج هذا الحديث: فلو كان إتيان الحائض كفراً لم يؤمر فيه بالكفارة. ومعنى هذا عند أهل العلم على التغليظ.

قلنا: وإتيان المرأة وهي حائض محرّم باتفاق، لقوله تعالى:{فاعتزلوا النساء في المَحِيضِ ولا تقربوهنَّ حتى يَطْهُرْنَ} [البقرة: 222]، ولقوله صلى الله عليه وسلم:"اصنعوا كلَّ شيء إلا النكاحَ" أخرجه أحمد 3/ 132، ومسلم (302) وغيرهما من حديث أنس، ولقوله صلى الله عليه وسلم:"أَقبِل وأَدبِر، واتقوا الدُّبُرَ والحيضةَ". وقد سلف من حديث ابن عباس برقم (2703)، وسنده حسن.

وانظر ما سلف برقم (7684) في الترهيب من إتيان المرأة في الدبر، وما سيأتي برقم (9536) في الترهيب من إتيان الكاهن والعَرَّاف.

وفي باب الترهيب من إتيان الكهان والعرَّافين عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم (2230)، ولفظه:"من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة"، وسيأتي في "المسند" 4/ 68 و 5/ 380.

وعن جابر عند البزار (3045 - كشف الأستار)، وفي سنده عقبة بن سنان، قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 311: صدوق، لكن ضعفه الهيثمي في "المجمع" 5/ 117.

وعن عمران بن حصين عنده أيضاً (3044)، وفي سنده انقطاع.

قوله: "من أتى حائضاً"، أي: جامعها في قُبُلِها.

"فقد برئ"، وفي رواية:"فقد كفر"، قيل: هذا إن كان مستحلًّا لذلك، وقيل: بل هو تغليظ وتشديد، أي: عَمِلَ عَمَلَ من كفر. قاله السندي.

ص: 166

فَأَرْصَدَ اللهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ الْمَلَكُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أَزُورُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عز وجل، قَالَ: فَإِنِّي (1) رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ: إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ " (2).

9292 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَقْبَرَةِ، فَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِهَا، قَالَ:" سَلَامٌ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا " قَالُوا: أَوَلَسْنَا بإِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانِي الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ (3) عَلَى الْحَوْضِ "، قَالُوا: وَكَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ "

(1) في (ظ 3) و (عس): "فإني يعني رسول الله" بزيادة لفظة "يعني" ولا معنى لإِثباتها، ولذلك حذفناها، وتحرفت هذه الزيادة في (م) والنسخ المتأخرة إلى: بعثني.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وانظر (7919).

(3)

وقع في هذا الموضع والموضع الآخر في الحديث في (م) والنسخ المتأخرة: فرطكم.

ص: 167

قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ - يَقُولُهَا ثَلَاثًا - وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ، أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، أُنَادِيهِمْ: أَلَا هَلُمَّ، فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا "(1).

9293 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَزْرَقِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ جَالِسًا ذَاتَ يَوْمٍ بِالسُّوقِ، فَمُرَّ بِجِنَازَةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا، فَعَابَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ وَانْتَهَرَهُمْ، فَقَالَ لَهُ سَلَمَةُ بْنُ الْأَزْرَقِ: لَا تَقُلْ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ، وَتُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ مِنْ كَنَائِنِ مَرْوَانَ، فَشَهِدَهَا مَرْوَانُ، فَأَمَرَ بِالنِّسَاءِ اللَّاتِي يَبْكِينَ فَضُرِبْنَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: دَعْهُنَّ يَا أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ، فَإِنَّهُ مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِجِنَازَةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا، وَأَنَا مَعَهُ وَمَعَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَانْتَهَرَ عُمَرُ اللَّاتِي يَبْكِينَ مَعَ الْجِنَازَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" دَعْهُنَّ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، فَإِنَّ النَّفْسَ مُصَابَةٌ، وَإِنَّ الْعَيْنَ دَامِعَةٌ، وَإِنَّ الْعَهْدَ لَحَدِيثٌ ". قَالَ: آنْتَ سَمِعْتَهُ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ ". قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو القاصّ المدني، وإن كان فيه كلام- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (7993).

(2)

إسناده ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سلمة بن الأزرق، وقد =

ص: 168

9294 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ الْغُبَرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ: مِنَ النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ "(1).

9295 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ صَاحِبُ (2) الزِّيَادِيِّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ (3)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ ثَلَاثَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنَ بِخَيْرٍ، إِلَّا قَالَ اللهُ عز وجل: قَدْ قَبِلْتُ شَهَادَةَ عِبَادِي عَلَى مَا عَلِمُوا، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا أَعْلَمُ "(4).

9296 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: قَالَ مَعْمَرٌ: وَزَادَنِي غَيْرُ هَمَّامٍ

= سلف الكلام عليه في الحديث (7691).

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 395 عن عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كثير الغبري فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو داود (3678)، وأبو عوانة في الأشربة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 302 من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإِسناد. وانظر (7753).

(2)

لفظة: "صاحب" ليست في (م) والنسخ المتأخرة.

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: من أهل العلم، وهو خطأ.

(4)

إسناده ضعيف لإبِهام الشيخ البصري. وهو مكرر (8989).

ص: 169

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَكْذَبُ النَّاسِ الصُّنَّاعُ "(1).

9297 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الْغُبَرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ: النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ "(2).

9298 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،

(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة، وحق هذا الحديث أن يذكر في "المسند" بإثر الحديث السالف برقم (8175) كما هو في "مصنف عبد الرزاق"، فقد أخرجه عبد الرزاق (15355) قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبِّه، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "إن من الظُّلْم مَطْلَ الغني، وإذا أُتْبِعَ أحدُكم على مَليءٍ فليَتْبَعْ". قال معمر: وزادني رجل في هذا الحديث عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"وأكذب الناس الصُّنَّاع". وانظر ما سلف برقم (7920).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن مصعب -وهو القَرْقَسائي- مختلف فيه، وهو حسن الحديث في المتابعات. وهو هنا متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أحمد في "الأشربة"(215)، وابن أبي شيبة 8/ 109، والدارمي (2096)، ومسلم (1985)(15)، والترمذي (1875)، والنسائي 8/ 294، وأبو يعلى (6002)، وأبو عوانة في الأشربة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 302، والبيهقي 8/ 289 - 290 و 290 من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإِسناد. وانظر (7753).

ص: 170

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ، فَقَالَ:" هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ "، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَمَا أَلْوَانُهَا " قَالَ: رُمْكٌ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " ألَيْسَ َرُبَّمَا (1) جَاءَتْ بِالْبَعِيرِ الْأَوْرَقِ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَعَمْ. قَالَ:" فَأَنَّى تَرَى ذَلِكَ؟ "، قَالَ: أُرَاهُ نَزَعَهُ عِرْقٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " وَهَذَا نَزَعَهُ عِرْقٌ "(2).

9299 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ثَابِتٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِطَرِيقِ مَكَّةَ

(1) في (م): أربما ليس.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن مصعب ينحطُّ عن رتبة الصحيح، وهو مُتابَع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الشافعي 2/ 31، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 411، وفي "المعرفة"(4588)، وأخرجه البخاري (6847)، والبيهقي 7/ 410 - 411 و 8/ 251 - 252 و 10/ 265 من طريق إسماعيل بن أبي أُويس، والبخاري (5305) من طريق يحيى بن قزعة، والبغوي (2377) من طريق أبي مصعب الزهري، أربعتهم (الشافعي وإسماعيل ويحيي وأبو مصعب) عن مالك، بهذا الإِسناد. وانظر (7189).

قوله: "رُمْك"، قال السندي: بضم فسكون، جمع أَرْمَكَ: وهو ما في لونه كُدرة. وقال صاحب "القاموس": الرُّمكة بالضم: لون الرماد.

ص: 171

إِذْ هَاجَتْ رِيحٌ، فَقَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ: الرِّيحَ، قَالَ: فَلَمْ يَرُدُّوا إلَيْهِ (1) شَيْئًا، قَالَ: فَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ، فَاسْتَحْثَثْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بَلَغَنِي أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيحِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللهَ (2) خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا "(3).

9300 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ الْأَصَمِّ قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، فَمَرَّتْ بِهِمَا جِنَازَةٌ، فَقَامَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَلَمْ يَقُمْ مَرْوَانُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ. فَقَامَ (4) عِنْدَ ذَلِكَ مَرْوَانُ (5).

(1) في (ل) والنسخ المتأخرة: عليه، وفي (م): عَلَيّ، والمثبت من (ظ 3) و (عس) و (ك).

(2)

لفظ الجلالة أثبتناه من (ل)، ولم يرد في باقي الأصول الخطية.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، كسابقه. ومحمد بن مصعب متابع. وانظر (7413).

(4)

لفظة: "فقام" الثانية سقطت من (م) وهي ثابتة في كافة الأصول.

(5)

إسناده ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وفيه مخالفة لحديث أبي سعيد، فقد أخرج البخاري في "صحيحه"(1309) عن أبي سعيد المقبري، قال: كنا في جنازة، فأخذ أبو هريرة بيد مروان فجلسا قبل أن توضع، فجاء أبو سعيد (أي الخدري) فأخذ بيد مروان، فقال: قم، فواللهِ لقد علم هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن ذلك. فقال أبو هريرة: =

ص: 172

9301 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْفَرَعِ وَالْعَتِيرَةِ (1).

قَالَ مُحَمَّدٌ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ مَعْمَرٍ.

9302 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْوَلَدُ لِصَاحِبِ الْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ "(2).

= صدق. وسيرد حديث أبي سعيد هذا في مسنده (11927).

وانظر ما سلف برقم (7593) و (7860).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (2307)، ومن طريقه النسائي 7/ 167 عن شعبة، بهذا الإِسناد. وقرن شعبةُ بمعمرٍ سفيانَ بن حسين الواسطي.

وسيتكرر برقم (10356)، وانظر (7135).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجُمحي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (53) عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وروايته مقتصرة على الشطر الأول.

وأخرجه الطيالسي (2488)، والبخاري (6818)، والبغوي في "الجعديات"(1155)، والبيهقي 7/ 412، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 295 من طرق عن شعبة، به.

ص: 173

9303 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ، فَتُسْتَجَابُ لَهُ، وَإِنِّي أُرِيدُ إِنْ شَاءَ اللهُ أَنْ أُؤَخِّرَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

9304 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ وَهُمْ يَتَوَضَّؤُونَ فِي الْمَطْهَرَةِ (2)، فَيَقُولُ لَهُمْ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي

= وسيأتي الحديث من طريق محمد بن جعفر برقم (10153). وانظر (9003).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (68)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 631، وابن منده في "الإِيمان"(909) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (69)، ومسلم (199)(340)، وابن خزيمة 2/ 634، وابن منده (908) و (909) و (910) من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي برقم (9553) عن يحيى القطان ومحمد بن جعفر، عن شعبة. وانظر ما سلف برقم (7714).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: في المطهرة، وفي (ظ 3): بمر الظهران! والمثبت من (عس) وهامش (ظ 3).

ص: 174

سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ "(1).

9305 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَعْمِلُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا رَأَى إِنْسَانًا يَجُرُّ إِزَارَهُ، ضَرَبَ بِرِجْلِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ، قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ. ثُمَّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (1088) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (7122).

المَِطهرة: بكسر الميم وفتحها، لغتان مشهورتان، فمَنْ كسر الميم جعلها آلةً، ومن فتحها جعلها موضعاً للتطهير.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 192 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (70)، ومسلم (2087)، والنسائي في "الكبرى"(9723) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه الطيالسي (2487)، وإسحاق بن راهويه (71) و (72)، ومسلم (2087)، وأبو عوانة 5/ 475، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 192 من طرق عن شعبة، به. وانظر (9004). ورواية مسلم الثانية جاء فيها: أن أبا هريرة كان أميراً على البحرين، وهي من طريق معاذ العنبري عن شعبة، وهي مخالفة لرواية الجماعة عن شعبة أنه كان يستعمله مروان على المدينة.

ص: 175

9306 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ (1): إنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَحْفِهِمَا جَمِيعًا، أَوْ أَنْعِلْهُمَا جَمِيعًا، فَإِذَا لَبِسْتَ فَابْدَأْ بِالْيُمْنَى (2)، وَإِذَا خَلَعْتَ فَابْدَأْ بِالْيُسْرَى "(3).

9307 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ (4)، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ - أَوْ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ، شُعْبَةُ شَكَّ - فَإِنَّهُ وَلِيَ عِلَاجَهُ وَحَرَّهُ "(5).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: يحدث.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: باليمين.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (73) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق أيضاً (74) عن النضر بن شميل، وابن حبان (5461) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، كلاهما عن شعبة، به. وانظر (7179).

(4)

في (م) والنسخ المتأخرة: بِطَعَامٍ.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن راهويه (92)، والدارمي (2074)، والبخاري (2557) و (5460)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1167)، والبيهقي في "السنن" 8/ 8، وفي "الشعب"(8566) من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد. وانظر (7805).

ص: 176

9308 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ الْحَسَنَ أَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كِخْ كِخْ، أَلْقِهَا، أَمَا شَعَرْتَ أَنَّا (1) لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ "(2).

9309 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو الْقَاسِمِ: " لَوْ أَنَّ الْأَنْصَارَ سَلَكُوا وَادِيًا أَوْ شِعْبًا (3)، لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ "(4).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: "أنَّا أهل بيت لا نأكل الصدقة"، وهذه الزيادة لم ترد في (ظ 3) و (عس) و (ك)، ولا في روايتي البخاري ومسلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (3072)، ومسلم (1069) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2482)، وإسحاق بن راهويه (51)، والدارمي (1642)، والبخاري (1491)، ومسلم (1069)(161)، والنسائي (8645)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1158)، والطحاوي 2/ 9، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 242، والبيهقي 7/ 29، وأبو محمد البغوي في "شرح السنَّة"(1605) من طرق عن شعبة، به. وانظر (7758).

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة: وسلك الناس وادياً أو شعباً لسلكت

الخ. وهذه الزيادة لم ترد في (ظ 3) و (عس) ولا في "جامع المسانيد" 7/ ورقة 174.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 177

قَالَ: فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَا ظَلَمَ بِأَبِي وَأُمِّي، لَقَدْ آوَوْهُ وَنَصَرُوهُ، وَكَلِمَةً أُخْرَى.

9310 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا تُصَرُّوا الْإِبِلَ وَالْغَنَمَ، فَمَنِ اشْتَرَى مُصَرَّاةً، فَهُوَ بِآخِرِ (1) النَّظَرَيْنِ، إِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَرَدَّ مَعَهَا (2) صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ".

قَالَ: " وَلَا يَبِيعُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا بِصَحْفَتِهَا، فَإِنمَا لَهَا مَا كُتِبَ لَهَا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَلَقَّوْا الْأَجْلَابَ "(3).

= وأخرجه إسحاق بن راهويه (86)، والبخاري (3779)، والنسائي في "الكبرى"(8319) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2484)، وابن راهويه (85) و (87)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1177) من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي من طريق شعبة، عن محمد بن زياد برقم (9364) و (10063)، وانظر ما سلف برقم (8169).

(1)

في (م): بأحد.

(2)

في (عس) و (ل): إن ردها رد معها.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- لم يسمع من أبي هريرة.

المغيرة: هو ابن مقسم الضبي. =

ص: 178

9311 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ "(1).

9312 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَجَّ هَذَا

= وأخرج القسم الأول منه، وهو قوله:"لا تصروا الإِبل - إلى قوله: من تمر" عبد الرزاق (14861) عن الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي، عن أبي هريرة موقوفاً.

وسلف القسم الأول منه بسند صحيح برقم (7305) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة. وسلف القسم الثاني بسند صحيح أيضاً برقم (7248) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.

وسيأتي الحديث بطوله من طريق إبراهيم النخعي، عن أبي هريرة برقم (9456).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

وأخرجه مسلم (1350)، والطبري في "تفسيره" 2/ 276 من طريق محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2519)، والدارمي (1796)، والبخاري (1819)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(926) و (1809) و (1810)، والطبري 2/ 276، والبيهقي 5/ 261 - 262 من طرق عن شعبة، به. وانظر (7136).

ص: 179

الْبَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ مثل يوم وَلَدَتْهُ (1) أُمُّهُ " (2).

9313 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ أَوْ رِيحٍ "(3).

(1) هكذا في (ظ 3) و (عس) و (ك)، وهي رواية محمد بن جعفر، وفي (م) وبقية النسخ: رجع كما ولدته.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سيار: هو أبو الحكم العَنَزي.

وأخرجه الطبري 2/ 276 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2519)، وإسحاق بن راهويه (224)، والبخاري (1521)، والطبري 2/ 276 و 277، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(926) و (1809) و (1810)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 316، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 15، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1841)، وفي "التفسير" 1/ 173 من طرق عن شعبة، به. وانظر (7136).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن ماجه (515)، وابن خزيمة (27) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن ماجه (515)، وابن خزيمة (27) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبيهقي 1/ 117 و 220 من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن شعبة، به.

والحديث في هذه المصادر كلها بلفظ: "

إلا من صوت أو ريح" وسيأتي بهذا اللفظ برقم (10093) عن وكيع، عن شعبة. وأشار البيهقي إلى أن هذا =

ص: 180

9314 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ يُحَدِّثُ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَيْسَ عَلَى غُلَامِ الْمُسْلِمِ وَلَا عَلَى فَرَسِهِ صَدَقَةٌ "(1).

9315 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: كُنَّا قُعُودًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَمَّا هَذَا، فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم (2).

= الحديث مختصر من الحديث الآتي برقم (9355) من طريق حماد بن سلمة، عن سهيل. وانظر ما سلف برقم (8369).

وسيأتي كرواية المصنف برقم (9614) عن يحيى القطان، عن شعبة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2527)، والدارمي (1632)، والبخاري (1463)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1657)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 29، وفي "شرح مشكل الآثار"(2248)، وابن حبان (3271)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1574) من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد. وسيتكرر برقم (10054)، وانظر (7295).

(2)

صحيح، وهذا إسناد حسن، إبراهيم بن المهاجر -وهو ابن جابر البجلي- حسن في المتابعات، وقد تابعه أشعث بن أبي الشعثاء -وهو ثقة- فيما سيأتي برقم (10572). أبو الشعثاء المحاربي: هو سُليم بن أسود بن حنظلة.

وأخرجه ابن خزيمة (1506) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. =

ص: 181

9316 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ أَبَا صَالِحٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَصَوَّرُ بِي - قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: لَا يَتَشَبَّهُ بِي -، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا (1) فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(2).

= وأخرجه إسحاق بن راهويه (230)، والدارمي (1205)، وابن خزيمة (1506) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (231) عن عمر بن عبيد الطنافسي، ومسلم (655)(58)، وابن ماجه (733) من طريق أبي الأحوص، كلاهما عن إبراهيم بن المهاجر، به.

وأخرجه النسائي 2/ 29، وأبو عوانة 2/ 8 من طريق أبي صخرة جامع بن شداد، عن أبي الشعثاء، به.

وسيأتي الحديث من طريق إبراهيم بن المهاجر برقم (9382) و (10095)، ومن طريق أشعث بن أبي الشعثاء برقم (10572) و (10933) و (10934) كلاهما عن أبي الشعثاء.

وأخرجه ابن حبان (2062) من طريق محمد بن جحادة، عن أبي صالح ميزان، عن أبي هريرة. وسنده قوي.

قال النووي في "شرح مسلم" 5/ 157: وفي الحديث كراهة الخروج من المسجد بعد الأذان حتى يصلي المكتوبة إلا لعذر.

(1)

لفظة: "متعمداً" لم ترد في (ظ 3).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حَصِين: هو عثمان بن عاصم بن =

ص: 182

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حُصَين الأسدي. وسيتكرر الحديث بشطريه برقم (10055).

وأخرج الشطر الأول منه الترمذي في "الشمائل"(389) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه كذلك أبو داود الطيالسي (2420) عن أبي عوانة، عن أبي حصين، به.

وأخرجه بشطريه البخاري (110) و (6197) من طريق أبي عوانة، عن أبي حصين، به.

وأخرج الثاني منه مسلم (3)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(550) من طريق أبي عوانة، عن أبي حصين، به.

وسلف الشطر الأول من الحديث من طريق أبي صالحٍ، في مسند ابن مسعود برقم (3798)، وسيأتي برقم (9966)، وسلف أيضاً من طريق كليب بن شهاب، عن أبي هريرة برقم (7168).

وسيأتي الثاني منه من طريق أبي صالح برقم (10728).

وللحديث طرق أخرى انظر (8266) و (9350) و (10513).

قوله صلى الله عليه وسلم: "من رآني في المنام فقد رآني، إن الشيطان لا يتصوَّر بي"، وفي رواية:"من رآني في المنام، فقد رآني، فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي"، وفي رواية:"لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي"، وفي رواية:"من رآني فقد رأى الحق"، وفي رواية:"من رآني في المنام فسيراني في اليقظة" أو: "لكأنما رآني في اليقظة".

قال أبو بكر ابن الباقلاني: معناه أن رؤياه حق ليست بأضغاثِ أحلامٍ ولا من تخييل الشيطان، وإن رآه على غير الصفة التي كان عليها في الحياة، وإنما تلك الأمثلة من فعل الله جعلها علماً على ما تُؤوَّل به من تبشير أو إنذار فينبغي أن يبحث عن تأويلها.

وروى إسماعيل القاضي، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن =

ص: 183

9317 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى

= أيوب، قال: كان محمد بن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال: صف لي الذي رأيته، فإن وصف له صفة لا يعرفها، قال: لم تره، وسنده صحيح.

قال القاضي عياض: ويحتمل أن يكون قوله صلى الله عليه وسلم: "فقد رآني"، أو:"فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي" المراد به إذا رآه على صفته المعروفة له في حياته، فإن رأى على خلافها كانت رؤيا تأويل لا رؤيا حقيقة، وتعقبه النووي فقال: هذا ضعيف، بل الصحيح أنه يراه حقيقة سواء كانت على صفته المعروفة أو غيرها.

قال الحاقظ: ولم يظهر لي من كلام القاضي ما ينافي ذلك بل ظاهر قوله "إنه يراه" حقيقة في الحالين، لكن في الأولى تكون الرؤيا مما لا يحتاج إلى تعبير، والثانية مما يحتاج إلى تعبير، فيسعى في تأويلها ولا يهمل أمرها، لأنها إما بشرى بخير، أو إنذار من شر، إما ليخيف الرائي وإما لينزجر عنه، وإما لينبه على حكم يقع له في دينه أو دنياه. "فتح الباري" 12/ 384 - 385.

وقال بعض العلماء: قد خص الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بعموم صدق رؤياه كلها ومنع الشيطان أن يتمثل بشيءٍ منها حتى لو كانت مضادة لحاله في الحياة لئلا يتذرع بالكذب على لسانه في النوم، كما منعه ذلك في اليقظة، إذ لو أمكن من ذلك، لوقع اللبس بين الحق والباطل، ولم يوثق بما جاء من أمر النبوة، فحمى الله أنبياءه عليهم الصلاة والسلام، وحمى مرائيهم في النوم ورُؤيا غيرهم لهم في النوم من كيد الشيطان وتمثيله، لتصح رؤياه في الوجهين، ويكون طريقاً إلى علم صحيح.

انظر "شرح مسلم" للنووي 15/ 204 - 205، وشرحه للأبي 7/ 497 - 499.

ص: 184

الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُشْرِكَانِهِ " (1).

9318 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَا أَدْرِي أذَكَرَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - ثُمَّ يَخْلُفُ (2) مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ يُحِبُّونَ السِّمَانَةَ، ويَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ "(3).

9319 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَسْفَلَ مِنَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وذكوان: هو أبو صالح السمان.

وأخرجه الطيالسي (2433) عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (7443).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: خَلَفَ.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق -وهو العقيلي- فمن رجال مسلم. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية. وسيتكرر برقم (10211).

وأخرجه مسلم (2534) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (94) عن النضر بن شميل، عن شعبة، به. وانظر (7123).

ص: 185

الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ " يَعْنِي الْإِزَارَ (1).

9320 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أَفْلَسَ رَجُلٌ بِمَالِ قَوْمٍ، فَرَأَى رَجُلٌ مَتَاعَهُ بِعَيْنِهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ "(2).

9321 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ (3) بْنِ الْمُسَيِّبِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 192 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (5787)، والنسائي 8/ 207، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 192، والخطيب في "تاريخه" 9/ 385، والبيهقي 2/ 244، والبغوي (3081) من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي الحديث برقم (9934) و (10461). وانظر ما سلف برقم (7467).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1559)(24) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2450)، وإسحاق بن راهويه (104)، ومسلم (1559)(24)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 164، وفي "شرح مشكل الآثار"(4602)، والبيهقي 6/ 46 من طرق عن شعبة، به. وسيتكرر برقم (10048)، وانظر (8566).

(3)

لفظة: "سعيد" ليست في (ظ 3) و (عس).

ص: 186

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ "(1).

9322 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ الْقُرْدُوسِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَذَرُ (2) طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ بجَرَّايَ (3)، الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ عِنْدَ اللهِ أَطْيَبُ (4) مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "(5).

9323 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " يُوشِكُ مَنْ عَاشَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ إِمَامًا مَهْدِيًّا وَحَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيتكرر برقم (10338)، وانظر (7139).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: يدع.

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: من جراي. وفي بعضها. جرائي. قال في "اللسان": وقولهم: فعلت ذلك من جَرَاكَ، ومن جَرَائِكَ، أي: من أجلك، لغة في جَرَّاك.

(4)

في (ظ 3) وحدها: أطيب عند الله.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7195).

ص: 187

الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَتُوضَعُ (1) الْجِزْيَةَ، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا " (2).

9324 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي "(3).

9325 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، فَإِنْ عَمِلَهَا، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ (4) أَمْثَالِهَا إِلَى

(1) في (م) و (ل): ويضع، وعليه تضبط الأفعال السابقة على البناء للفاعل.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط "(1331) من طريق عبد الله بن عون، عن ابن سيرين، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7269).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2266)، والطبراني في "الأوسط"(8001) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب السختياني وهشام بن حسان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الترمذي (2280) من طريق قتادة، والطبراني في "الأوسط" أيضاً (958) من طريق سالم الخياط، كلاهما عن ابن سيرين، به. وهو عند الترمذي ضمن حديث.

وسيأتي برقم (10109)، وانظر ما سلف برقم (7168).

(4)

في (ظ 3): عشرة. والمثبت موافق لقوله تعالى: {فله عشر أمثالها} وقد =

ص: 188

سَبْعِ مِئَةٍ وَسَبْعِ أَمْثَالِهَا، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ تُكْتَبْ (1)، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَاحِدَةً، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ " (2).

9326 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: الْفَأْرَةُ مِمَّا مُسِخَ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ يُوضَعُ لَهَا لَبَنُ اللِّقَاحِ فَلَا تَقْرَبُهُ، وَإِذَا وُضِعَ لَهَا لَبَنُ الْغَنَمِ، أَصَابَتْ مِنْهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَأُنْزِلَتْ عَلَيَّ التَّوْرَاةُ؟! (3).

9327 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " الْبَهِيمَةُ عَقْلُهَا جُبَارٌ،

= قالوا: إنما ذكر العدد والمعدود مذكر، لأنه راعى الموصوف المحذوف، والتقدير:"فيه عشر حسنات أمثالها"، ثم حذف الموصوف فأقام صفته مقامه تاركاً العدد على حاله.

(1)

من هنا إلى آخر الحديث أثبتناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) و (ك)، وسقط من (م) وبقية النسخ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو مكرر (7196).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين. وانظر (7197)، وقد بينا فيه أن هذا الحديث منسوخ بحديث ابن مسعود عند مسلم (2663) رفعه:"إن الله لم يجعل لمسخ نسلاً ولا عَقِباً، وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك".

ص: 189

وَالْبِئْرُ (1) جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ (2)، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (3).

9328 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ (4)، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَشَاهِدُ الصَّلَاةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حَسَنَةً، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا "(5).

(1) في (عس) و (ل) و (ك) و (س): "والبئر عقلها جبار".

(2)

قوله: "والمعدن جبار" سقط من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7120).

قوله: "عقلها جبار"، قال السندي: أي: الدية التي يوجبها الجرح ظاهراً، إذا جرحت.

"جبار"، أي: غير واجب.

(4)

كذا وقع هنا في الأصول الخطية: "أبو عثمان" وهو تحريف، والصواب فيه:"أبو يحيى" فإن هذا الحديث سيأتي مكرراً من طريق محمد بن جعفر برقم (9906) وفيه: "أبو يحيى" على الصواب، وتابعه على ذلك عند المصنِّف يحيى القطان برقم (9542)، وعبد الرحمن بن مهدي برقم (9935).

وهذا التحريف في هذا الموضع وقع قديماً في نسخ "المسند"، فقد وضع هذا الحديث بناءً عليه الحافظان ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن"، وابن حجر في "أطراف المسند" في موضعين: في ترجمة أبي عثمان التبان، وفي ترجمة أبي يحيى.

(5)

حديث صحيح بطرقه وشواهده، وسيأتي الكلام على إسناده من طريق موسى بن أبي عثمان عن أبي يحيى -على الصواب- برقم (9542).

وسلف الحديث برقم (7611) من طريق منصور بن المعتمر، عن عباد بن =

ص: 190

9329 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَإِنْ صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ "(1).

9330 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ -، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ - أَظُنُّهُ حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ -، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: فِي كُلِّ الصَّلَوَاتِ يَقْرَأُ فِيهَا، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا، أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ (2).

9331 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَاللِّسَانُ يَزْنِي، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ، وَيُحَقِّقُ ذَلِكَ أَوْ

= أُنيس، عن أبي هريرة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- روى له أصحاب السنن والبخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7144).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7503).

ص: 191

يُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ " (1).

9332 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَأَتَى عَلَى جُمْدَانَ، فَقَالَ:" هَذَا جُمْدَانُ، سِيرُوا، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ " قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ قَالَ: " الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا ". ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفَرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو المدني القاص- حسن الحديث في المتابعات، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. وانظر (8843).

(2)

حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات، وعبد الرحمن متابع.

وأخرج الشطر الأول منه مسلم (2676)، وابن حبان (858)، والبيهقي في "الشعب"(504)، وفي "الدعوات الكبير"(18)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 32 من طريق روح بن القاسم، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإِسناد. وانظر (8290).

وأخرج الشطر الثاني مسلم (1302) من طريق روح بن القاسم، عن العلاء، به. وانظر (7158).

جُمدان: جبلٌ في طريق مكة، يَبْعُدُ عنها شمالاً أقل من مئة كيلو متر للمتَّجه إلى المدينة، يُشاهَدُ على اليسار من الطريق القديم المارِّ بعُسْفان، وعلى اليمين من الطريق المار بجُدَّة بين وادي خُليص وبين البحر، له قِمَّتان مرتفعتان يتخيلُهما =

ص: 192

9333 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ "(1).

9334 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يَسُومُ (2) الرَّجُلُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ (3) الْمُسْلِمِ، وَلَا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَتِهِ "(4).

= الرائي جبلين. قاله الأستاذ الفاضل حمد الجاسر في تعليقه على "الأماكن" للحازمي 1/ 410.

(1)

حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات، وعبد الرحمن بن إبراهيم متابع. وانظر (7204).

(2)

في (ظ 3) و (ل): لا يسم، والمثبت من باقي الأصول، وهو نفي بمعنى النهي.

(3)

لفظة: "أخيه" لم ترد في (ظ 3) و (عس).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن إبراهيم متابع.

وأخرجه مسلم (1413)(54)، وأبو يعلى (6514)، والبيهقي 5/ 345، والبغوي (2095) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (9899) و (9959) و (10850).

وانظر ما سلف برقم (7248) و (9120).

ص: 193

9335 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ هَذَا الْحَرَّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ "(1).

9336 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَمِعَ الشَّيْطَانُ الْأَذَانَ، وَلَّى وَلَهُ ضُرَاطٌ، حَتَّى لَا يَسْمَعَ الصَّوْتَ "(2).

9337 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ " قِيلَ: مَا هُنَّ أَيْ رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أُعْطِيتُ جَوَامِعَ

(1) حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن إبراهيم متابع.

وأخرجه مسلم (615)(182)، وأبو عوانة 1/ 348 - 349، وابن حبان (1504) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وأبو عوانة 1/ 348 - 349 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7130).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو القاصّ الكرماني- حديثه حسن في المتابعات. وانظر (8139).

ص: 194

الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ طَهُورًا وَ مَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ.

مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى قَصْرًا، فَأَكْمَلَهُ وَأَحْسَنَ بِنْاءَهُ (1) إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَنَظَرَ النَّاسُ إِلَى الْقَصْرِ، فَقَالُوا: مَا أَحْسَنَ بُنْيَانَ هَذَا الْقَصْرِ، لَوْ تَمَّتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ، أَلَا وكُنْتُ أَنَا اللَّبِنَةَ، أَلَا وكُنْتُ أَنَا اللَّبِنَةَ " (2).

9338 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي

(1) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: فأكمل بناءه وأحسن بنيانه، والمثبت من (ظ 3) و (عس) و (ك).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه، عبد الرحمن بن إبراهيم متابع.

وأخرج الشطر الأول من الحديث مسلمٌ (523)(5)، وابن ماجه (567)، والترمذي بإثر الحديث (1553)، وأبو يعلى (6491) و (6492)، وأبو عوانة 1/ 395، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1025)، وابن حبان (2313) و (6401) و (6403)، والبيهقي 2/ 433 و 9/ 5، والبغوي (3617) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.

ورواية ابن ماجه مختصرة بلفظ: "جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً" وقد سلفت مختصرة هكذا برقم (7266) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب -على الشك-، عن أبي هريرة.

وسلف في "المسند" مختصراً برقم (7403)، وسيأتي مختصراً أيضا برقم (9705)، ومطولاً برقم (10517) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة.

وسلف الشطر الثاني من طرق عن أبي هريرة، انظر (7322).

ص: 195

صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ، وَمَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَحُجْرَتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ "(1).

9339 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي، وَإِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَأَقْنَى، مَا سِوَى ذَلِكَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ "(2).

9340 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَنْذِرُوا، فَإِنَّ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وسيأتي من طريق حماد بن سلمة برقم (10908).

وانظر ما سلف برقم (7223).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو المدني القاص-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه العقيلي 2/ 321 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وانظر (8813).

قوله: "فأقنى"، قال السندي: أي: فأبقى لنفسه.

ص: 196

النَّذْرَ لَا يُقَدِّمُ مِنَ الْقَدَرِ شَيْئًا، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ " (1).

9341 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاصُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ " قَالُوا: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِذَا لَقِيَكَ (2) فسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاصْحَبْهُ "(3).

9342 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَجْتَمِعُ كَافِرٌ وَقَاتِلُهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي النَّارِ أَبَدًا "(4).

9343 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7208).

(2)

هكذا في (ظ 3) و (عس)، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: لقيته.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (8845).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (8816).

تنبيه: تأخر ترتيب هذا الحديث في (ظ 3) و (عس) إلى ما بعد الحديث رقم (9344).

ص: 197

رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ ويَجْهَلُونَ عَلَيَّ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ، لَكَأَنَّمَا (1) تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَادُمْتَ عَلَى ذَلِكَ "(2).

9344 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {لِلَّهِ مَا فِي السَّماَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 284]، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلِّفْنَا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ: الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْجِهَادَ وَالصَّدَقَةَ، وَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ، وَلَا نُطِيقُهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا، بَلْ قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ "

(1) كذا في الأصول، والجادة:"فكأنما"، ويُخرَّج ما هنا على أن القسم مُقدَّر على حد قوله تعالى:{وان أطعتموهم إنكم لمشركون} ، انظر "الدر المصون" 5/ 132.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7992).

ص: 198

فَقَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

فَلَمَّا أَقَرَّ بِهَا الْقَوْمُ، وَذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ، أَنْزَلَ اللهُ عز وجل فِي أثرِهَا:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285]، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ، نَسَخَهَا اللهُ عز وجل قَالَ عَفَّانُ: قَرَأَهَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ (1): يُفَرِّقُ (2) - فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286]، فَصَارَ لَهُ مَا كَسَبَ مِنْ خَيْرٍ، وَعَلَيْهِ مَا اكْتَسَبَ (3) مِنْ شَرٍّ، فَسَّرَ الْعَلَاءُ هَذَا:{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قَالَ: نَعَمْ، {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قَالَ: نَعَمْ، {رَبَّنَا وَلَا

(1) سلّام أبو المنذر: هو ابن سليمان المزني مولاهم البصري، قال ابن الجزري في "غاية النهاية": ثقة جليل، ومقرئ كبير مات سنة إحدى وسبعين ومئة، أخذ القراءة عرضاً عن عاصم بن أبي النجود وأبي عمرو بن العلاء وغيرهما. وهذه القراءة قرأ بها ابن جبير وابن يعمر وأبو زرعة بن عمرو، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي أحد القراء العشرة، ورويت عن أبي عمرو بن العلاء، حملاً على لفظ (كل) أي: لا يفرق ذلك الكل من المؤمنين بين أحد من رسله. انظر "البحر المحيط" و"الدر المصون".

(2)

قول عفان هذا جاء في (م) والنسخ المتأخرة بعد قوله في الآية: {لا نفرق بين أحد من رسله} .

(3)

في (ظ 3) وحدها: كسب.

ص: 199

تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} قَالَ: نَعَمْ، {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (1).

9345 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَ:" يَا أُبَيُّ " فَالْتَفَتَ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ صَلَّى أُبَيٌّ فَخَفَّفَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيْ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه مسلم (125)، وأبو عوانة 1/ 76 - 77 و 77، وابن حبان (139) من طريق روح بن القاسم، والطبري 3/ 143 من طريق مصعب بن ثابت، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإِسناد.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2070).

قلنا: ولفظ النسخ الوارد في الحديث لا يعني النسخ المصطلح عليه عند الأصوليين، وإنما المراد به التخصيص، فإن الآية الأولى:{وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} تفيد أنهم محاسبون حتى على حديث النفس، وجاءت الآية الثانية:{لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} نصاً في أن التكليف إنما هو بحسب الوسع والطاقة، وهي على هذا التفسير تكون قد خصصت العموم الذي في الأولى ولم تنسخه.

وقد ذهب غير واحد من أهل العلم إلى إحكام هذه الآية، لأنها خبر، والنسخ إنما يدخل على الأمر والنهي. انظر "تفسير الطبري" 6/ 113 - 121، و"نواسخ القرآن" ص 231 - 235 لابن الجوزي، و"الناسخ والمنسوخ" ص 168 لمكي بن أبي طالب، و"الناسخ والمنسوخ" ص 104 لأبي جعفر النحاس.

ص: 200

رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَعَلَيْكَ " قَالَ: " مَا مَنَعَكَ أَيْ أُبَيُّ إِذْ دَعَوْتُكَ أَنْ تُجِيبَنِي ". قَالَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، كُنْتُ فِي الصَّلَاةِ. قَالَ:" أَفَلَسْتَ تَجِدُ فِيمَا أَوْحَى اللهُ إِلَيَّ أَنْ {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]، قَالَ: قَالَ: بَلَى أَيْ رَسُولَ اللهِ، لَا أَعُودُ. قَالَ: " أَتُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ (1) أَيْ رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تَخْرُجَ مِنْ هَذَا الْبَابِ حَتَّى تَعْلَمَهَا " قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي يُحَدِّثُنِي وَأَنَا أَتَبَاطَأُ (2) مَخَافَةَ أَنْ يَبْلُغَ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ الْحَدِيثَ، فَلَمَّا أَنْ دَنَوْنَا مِنَ الْبَابِ قُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، مَا السُّورَةُ الَّتِي وَعَدْتَنِي؟ قَالَ: " مَا (3) تَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ؟ "، قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ أُمَّ الْقُرْآنِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْزَلَ اللهُ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلَهَا، وَإِنَّهَا لَلسَّبْعُ مِنَ الْمَثَانِي " (4).

(1) في (ظ 3): "قلت: إي نعم"، بزيادة "إي".

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: أتبطأ.

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: فكيف تقرأ في الصلاة.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" 14/ 59 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الترمذي (2875)، بإثر الحديث (3125)، والطبري 14/ 58، وابن =

ص: 201

9346 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ أَتَى أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّةٍ لَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّةٍ لَهُ قَدْ أَعْجَبَتْهُ جُمَّتُهُ وَبُرْدَاهُ، إِذْ خُسِفَ بِهِ الْأَرْضُ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ "(1).

9347 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ

= خزيمة (861)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1208)، والبيهقي في "السنن" 2/ 275 - 276، وفي "القراءة خلف الإمام"(104) و (105) و (106)، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 218، والبغوي (1188) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسقط من المطبوع من "تفسير الطبري" العلاء بن عبد الرحمن.

وسلف آخر الحديث برقم (8682) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني.

وأخرجه مسلم (2088)(50)، وأبو عوانة 5/ 474 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وأخرجه أبو عوانة 5/ 473 من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل، وابن حبان (5684) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.

وانظر ما سلف برقم (7630).

ص: 202

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أَفْلَسَ الرَّجُلُ، فَالْغَرِيمُ أَحَقُّ بِمَالِهِ (1) إِذَا وَجَدَهُ بِعَيْنِهِ "(2).

9348 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَرَأَ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فَسَجَدَ، قُلْتُ: أَلمْ (3) أَرَكَ سَجَدْتَ؟ قَالَ: لَوْ لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِيهَا مَا سَجَدْتُ (4).

9349 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ

(1) لفظة: "بماله" أثبتناها من (ظ 3) و (عس) و (ك)، وفي (م) وباقي النسخ المتأخرة: بِمَتَاعِهِ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8566).

(3)

في (ظ 3) و (ك): "لم أرك" على النفي، وهو خطأ، وزاد في (م) وباقي النسخ المتأخرة لفظة "فيها" بعد قوله:"سجدت".

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيي العوذي.

وأخرجه الدارمي (1468)، ومسلم (578)(107)، والطحاوي 1/ 358 من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث برقم (9607) و (9803) و (9859) و (10019) و (10314) و (10845).

وانظر ما سلف برقم (7140).

ص: 203

مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مَمْحَقَةٌ لِلْكَسْبِ " (1).

9350 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ - يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ، وَكَانَ يَبْتَدِئُ حَدِيثَهُ بِأَنْ يَقُولَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو الْقَاسِمِ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(2).

9351 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللهُ عز وجل: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو المدني القاص-، وقد توبع. انظر (7207).

(2)

حديث متواتر، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير كليب -وهو ابن شهاب بن المجنون الجرمي-، روى له أصحاب السنن، وهو قوي الحديث.

وأخرجه ابن راهويه في "مسنده "(264) عن المغيرة بن سلمة، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (593) من طريق صالح بن عمر، عن عاصم بن كليب، به.

وانظر ما سلف برقم (8266).

تنبيه: من بعد هذا الحديث إلى الحديث رقم (9464) ليس في نسختنا المصورة من (ظ 3).

ص: 204

فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُم، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَمَنْ جَاءَنِي يَمْشِي، جِئْتُهُ هَرْوَلَةً (1) " (2).

9352 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا، قَالَ: فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ.

وَإِنَّ اللهَ عز وجل إِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ " (3).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: مهرولاً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7422).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح السمان- فمن رجال مسلم. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وانظر (7625).

ص: 205

9353 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَا احْتَذَى النِّعَالَ وَلَا انْتَعَلَ، وَلَا رَكِبَ الْمَطَايَا، وَلَا لَبِسَ الْكُورَ مِنْ رَجُلٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَفْضَلُ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. يَعْنِي فِي الْجُودِ وَالْكَرَمِ (1).

9354 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة - وهو أبو عبد الله مولى ابن عباس فمن رجال البخاري، وروى له مسلم مقروناً. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي، وخالد: هو ابن مهران الحذاء.

وأخرجه الترمذي (3764)، والنسائي في "الكبرى"(8157)، والحاكم 3/ 41 و 209 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، والطبراني في "الأوسط"(7069) من طريق خارجة بن مصعب، كلاهما عن خالد الحذاء، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. ولفظه عندهم: ركب الكور، بدل: لبس الكور.

قال السندي: "الكور" بضم الكاف: رَحْل الناقة، ومن فتح الكاف أخطأ، كذا في "المجمع"، وقال في موضع آخر: هو سرج البعير، قلت (أي السندي): فمعنى "لبس" أنه فرش تحته، ورواية الترمذي:"ولا ركب الكور"، وهو أظهر، والعرب تسمي الفراش لباساً، ففي حديث أنس في الحصير: قد اسودَّ من طول ما لُبِسَ.

وَأخرج البخاري (3708) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: إنْ كنتُ لأستقرئ الرجلَ الآية هي معي كي ينقلِبَ بي فيطعمني، وكان أخيرَ الناس للمساكين جعفرُ بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان لَيُخْرِجُ إلينا العُكَّةَ التي ليس فيها شيء، فيشقها فنلعق ما فيها.

ص: 206

- يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ - قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَأَلْجَأَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَلْجَأَهُ إِلَى عُمَرَ، قَالَ أَحَدُهُمَا: نَهَى عَنِ الزِّقَاقِ وَالْمُزَفَّتِ، وَعَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ، وَقَالَ الْآخَرُ: نَهَى عَنِ الزِّقَاقِ وَالْمُزَفَّتِ، وَعَنِ الدُّبَّاءِ وَالْجَرِّ أَوِ الْفَخَّارِ. شَكَّ مُحَمَّدٌ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد بن إبراهيم: هو التستري.

وأخرجه مسلم (1992)(33)، وأبو داود (3693)، وأبو يعلى (6077)، وابن حبان (5405)، والدارقطني 4/ 258، والبيهقي 8/ 309 من طرق عن نوح بن قيس، عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة وحده.

ولفظه عند الدارقطني: "لا تشربوا في نقير، ولا مقيَّر، ولادُبَّاء، ولا حَنْتَم، ولا مَزادَة، ولكن اشربوا في سقاء أحدكم غير مسكر، فإن خشي شدَّته فليصبَّ عليه الماء". قلنا: وزيادة: "فإن خشي شدته

الخ" تفرد بها أحمد بن المقدام عن نوح بن قيس عند الدارقطني.

وأخرجه الطحاوي 4/ 226 من طريق هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة وحده.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6837) من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد بن أبي سعيد النحوي، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن نبيذ الجَرِّ.

وأخرجه أيضاً (6838) من طريق الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن يزيد بن أبي سعيد النحوي، عن ابن سيرين، عن ابن عمر أن عمر نهى عن نبيذ الجر. فجعله من كلام عمر.

وأخرجه الطيالسي (16)، والنسائي أيضاً (6840) من طريق سلمة بن كهيل، عن أبى الحكم عمران بن الحارث، سألت ابن عمر فحدثنا عن عمر أن رسول =

ص: 207

9355 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ حَرَكَةً فِي دُبُرِهِ، فَأَشْكَلَ عَلَيْهِ أَحْدَثَ أَوْ لَمْ يُحْدِثْ، فَلَا يَنْصَرِفْ، حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا "(1).

9356 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَصَالِحٌ الْمُعَلِّمُ وَحُمَيْدٌ وَيُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ،

= الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الدُّباء والمزفت. وسلف هذا الحديث في "المسند" برقم (185).

وسيأتي حديث ابن سيرين عن أبي هريرة برقم (10373). وانظر ما سلف برقم (7288).

الزِّقاق: جمع زِقٍّ: وهو السِّقاء من جلدٍ.

وسلف الكلام على بقية الحديث برقم (7288).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الدارمي (721) عن يحيى بن حسان، وأبو داود (177) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (362)(99)، والترمذي (75)، وابن خزيمة (24) و (28)، والبيهقي 1/ 117 و 161 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وانظر ما سلف برقم (8369).

ص: 208

وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ " (1).

9357 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ "(2).

9358 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْمُخْتَلِعَاتُ وَالْمُنْتَزِعَاتُ هُنَّ الْمُنَافِقَاتُ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من أبي هريرة. علي بن زيد: هو ابن عبد الله بن زهير بن جدعان، وصالح المعلم: من أهل البصرة في عداد المجهولين، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 289، وابن حبان في "الثقات" 4/ 377، وحميد: هو الطويل، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار البصري.

وأخرجه الطيالسي (2470) عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وحده، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (7129).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني.

وأخرجه ابن حبان (1018) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7237).

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، فالحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة. =

ص: 209

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه النسائي 6/ 168 من طريق المغيرة بن سلمة، والبيهقي 7/ 316 من طريق عبد الأعلى بن حماد، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. ووقع في رواية النسائي عن الحسن، قال: لم أسمعه من غير أبي هريرة. فعلق عليه النسائي بقوله: الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئاً.

قلنا: والحق ما قاله النسائي، وجمهور أهل العلم عليه، وقد روى ابن سعد في "طبقاته" 7/ 158 بأسانيد صحيحة عن أيوب وعلي بن زيد بن جدعان ويونس عبيد -وهم أصحاب الحسن البصري- أنهم قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة. وقال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول: لم يسمع الحسن من أبي هريرة، قيل له: ففي بعض الحديث: حدثنا أبو هريرة! قال: ليس بشيء. ونحوه

قال أبو حاتم كما في "المراسيل" لابنه ص 36.

قلنا: والعجب من الحافظ ابن حجر بعد هذا كيف مشى على ظاهر إسناد النسائي، فقال في ترجمة الحسن البصري من "تهذيبه" بعد أن أورد هذا الإسناد: هو يؤيد أن الحسن سمع من أبي هريرة في الجملة.

ولعل مراد الحسن في قوله: "لم أسمعه من غير أبي هريرة" أنه لم يحصل في علمه أن هذا الحديث قد روي عن غير أبي هريرة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 271 عن وكيع، عن أبي الأشهب جعفر بن حيان، عن الحسن مرسلاً.

وفي الباب عن ثوبان عند الترمذي (1186)، وعند الطبري في "التفسير" 2/ 467، وعند البيهقي ضمن حديث في "الشعب" (5503). وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي.

قلنا: وهو ضعيف جداً، فيه غير ما علةٍ.

وعن عبد الله بن مسعود عند الخطيب 3/ 358، وأبي نعيم في "الحلية" 8/ 376، وإسناده ضعيف جداً. =

ص: 210

9359 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (1)، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عز وجل قَالَ:" الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، مَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ "(2).

= وعن عقبة بن عامر عند الطبري في "تفسيره" 2/ 467، والطبراني في "الكببر" 17/ (935)، وفي إسناده ضعيفان.

قوله: "المختلعات والمنتزعات" قال السندي: في "النهاية": هن اللاتي يطلبن الخُلْعَ والطلاق من أزواجهن بغير عذر.

"هنَّ المنافقات"، أي: عملاً لا اعتقاداً، أي: مثل هذا الفعل ينبغي أن لا يتحقق من المؤمنة، وإنما يتحقق من المنافقة، والله تعالى أعلم.

(1)

وقع في (م) بين حماد بن سلمة وعطاء بن السائب: سهيل، وهو خطأ لم يرد في أيٍّ من الأصول الخطية.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عطاء بن السائب حسن الحديث، إلا إنه اختلط، وحماد بن سلمة روى عنه قبل الاختلاط وبعده في رأي بعض أهل العلم، وقد تابعه غيرُ واحد ممن روى عن عطاء قبل الاختلاط، انظر ما سلف برقم (7382) و (8894). وعطاء بن السائب متابعٌ أيضاً، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. الأغر: هو أبو مسلم المديني نزيل الكوفة.

وأخرجه الطيالسي (2387)، وأبو داود (4090)، وابن حبان (328) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن حبان (5671) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن سلمان الأغر، عن أبي هريرة. هكذا وقع في رواية ابن حبان: سلمان الأغر، وكنيته أبو عبد الله، وله رواية عن أبي =

ص: 211

9360 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ أَبِي، فَاطَّلَعَ أَبِي فِي دَارِ قَوْمٍ، فَرَأَى امْرَأَةً، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ لَوْ فَقَؤُوا عَيْنِي لَهَدَرَتْ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنِ اطَّلَعَ فِي دَارِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَفَقَؤُوا عَيْنَهُ، هَدَرَتْ "(1).

وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: عَيْنَيَّ (2).

9361 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا، أَفْضَلُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْعَظْمِ عَنِ الطَّرِيقِ،

= هريرة، لكن كل من روى هذا الحديث جعله عن الأغر أبي مسلم، فلعل ما وقع في رواية ابن حبان خطأ من عطاء بن السائب، وقد سبق التفريق بينهما عند الحديث السالف برقم (7382).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطيالسي (2426)، وأخرجه أبو داود (5172) عن موسى بن محمد، والبيهقي 8/ 338 من طريق الحجاج بن منهال، ثلاثتهم (الطيالسي وموسى وحجاج) عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. ووقع عند الطيالسي: عن وهيب أو حماد. وانظر (7616).

(2)

في (س): عين، وضُبب عليها، والمثبت من (عس). يعني أن عفان روى مرة في كلام أبي صالح: عَيْنِي، على الإفراد، ومرة: عَيْنَيَّ، على التثنية.

ص: 212

وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو داود (4676) عن موسى بن إسماعيل، والبغوي (18) من طريق حجاج الأنماطي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (35)(58)، وابن ماجه بإثر الحديث (57)، وابن حبان (166)، والآجري في "الشريعة" ص 110 و 110 - 111، وابن منده (147)، والبغوي (17) من طريق جرير بن عبد الحميد، والآجري ص 110 من طريق خالد الواسطي، ثلاثتهم عن سهيل بن أبي صالح، به. ورواية مسلم وابن ماجه وابن حبان:"بضع وستون أو بضع وسبعون".

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 8/ 522 و 9/ 28 و 11/ 40، والبخاري (9)، ومسلم (35)(57)، وابن ماجه بإثر (57)، والنسائي 8/ 110، وابن حبان (167) و (181) و (190)، وابن منده (144) و (145) و (146) و (147) و (171) و (172) و (173) من طرق عن عبد الله بن دينار، به.

وجاء في بعض الروايات: "بضع وستون"، وفي بعضها:"بضع وسبعون"، وفي بعضها:"بضع وستون أو بضع وسبعون"، وجاء في روايتي ابن حبان (181)، وابن منده (173):"سبعون أو اثتان وسبعون"، وفي رواية ابن منده (171):"ستون أو سبعون".

وأخرجه الطيالسي (2403) عن وهيب بن خالد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. فأسقط منه عبد الله بن دينار!

وسيأتي الحديث من طريق سفيان الثوري، عن سهيل دون قوله:"الحياء شعبة من الإيمان" برقم (9748)، وهذه القطعة ستأتي منفردة برقم (9710) من طريق سفيان أيضاً.

وسلف دون هذه القطعة برقم (8926) من طريق عمارة بن غزية عن أبي صالح. =

ص: 213

9362 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ "(1).

9363 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ رَبَّكُمْ عز وجل يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ عز وجل مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَإِنْ جَهِلَ عَلَى أَحَدِكُمْ جَاهِلٌ وَهُوَ صَائِمٌ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ "(2).

= وسيأتي من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة برقم (10512) ولفظه: "الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار".

وفي باب الحياء من الإيمان عن ابن عمر، سلف برقم (4554)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام والد معاذ: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وانظر (8998).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الوارث: هو ابن سعيد بن ذكوان العنبري.

ص: 214

9364 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ سَلَكَتِ الْأَنْصَارُ وَادِيًا - أَوْ شِعْبًا - لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ - أَوْ وَادِيَ الْأَنْصَارِ -، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ ".

فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمَا ظَلَمَ بِأَبِي وَأُمِّي، آوَوْهُ (1) وَنَصَرُوهُ. قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَوَاسَوْهُ (2).

9365 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، أَنْبَأَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الرَّبِيعِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي لَنْ يَدَعُوهَا: التَّطَاعُنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالنِّيَاحَةُ، وَمُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا،

= وأخرجه الترمذي (764) من طريق عمران بن موسى القزاز، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة يصح بها، انظر ما سلف برقم (7174) و (7340) و (7492)، وما سيأتي برقم (10540).

وأخرج النسائي في "الكبرى"(3257)، وابن حبان (3484) من طريق الوليد بن مسلم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رفعه:"إذا سُبَّ أحدكم وهو صائم، فليقل: إني صائم"، ينهى بذلك عن مراجعة الصائم. وفيه عنعنة الوليد.

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: لآووه، بزيادة لام التوكيد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي، مولاهم المدني. وانظر (9309).

ص: 215

اشْتَرَيْتَ بَعِيرًا أَجْرَبَ - أَوْ فَجَرِبَ - فَجَعَلْتَهُ فِي مِئَةِ بَعِيرٍ فَجَرِبَتْ، مَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟ " (1).

9366 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ قَاسِمُ بْنُ مِهْرَانَ أَخْبَرَنِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَافِعٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي الْقِبْلَةِ، قَالَ: كَانَ يَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى فَحَتَّهَا، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: قُمْتُ فَحَتَتُّهَا (2)، ثُمَّ قَالَ:" أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا كَانَ فِي صَلَاتِهِ أَنْ يُتَنَخَّمُ (3) فِي وَجْهِهِ - أَوْ يُبْزَقَ فِي وَجْهِهِ - إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلَا يَبْزُقَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ بِثَوْبِهِ هَكَذَا "(4).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الربيع -وهو المدني- فحسن الحديث، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث (7908).

وأخرجه الطيالسي (2395)، ومن طريقه الترمذي (1001)، والبيهقي في "الشعب"(5143) عن شعبة والمسعودي، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.

وانظر (7908).

(2)

في (م) ونسخة على هامش (س): فحتَّيْتُها.

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: يَتَنخَّعُ. والتنخُّم والتنخُّع كلاهما بمعنىً: وهو إخراج الشيء من الصدر أو الخيشوم.

(4)

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير قاسم بن =

ص: 216

9367 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُوشِكُ أَنْ يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلَ عَلَيْهِ النَّاسُ، حَتَّى يُقْتَلَ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ تِسْعَةٌ، وَيَبْقَى وَاحِدٌ "(1).

9368 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى جَنْبِهِ الْأَيْمَنِ "(2).

= مهران -وهو القيسي خال هشام- فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (550)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 163، والبيهقي 2/ 291 من طريق محمد بن جعفر، وأبو عوانة 1/ 403 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، والبيهقي 2/ 291 من طريق شبابة بن سوار، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإِسناد. وانظر (7405).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وهو مكرر (8559).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو داود (1261)، والترمذي (420)، وابن خزيمة (1120)، وابن حبان (2468)، والبيهقي 3/ 45، والبغوي (887) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإِسناد -وذكر بعضهم فيه قصة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه-. =

ص: 217

9369 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ - يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ -، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ ذَلِكَ الْبَرَكَةُ "(1).

9370 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ "(2).

= وأخرجه ابن ماجه (1199)، والنسائي في "الكبرى"(1456) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يضطجع بعد ركعتي الفجر على شقه الأيمن ثم يجلس.

وأخرج البيهقي 3/ 45 من طريق محمد بن إبراهيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفصل بين ركعتيه من الفجر وبين الصبح بضجعة على شقه الأيمن.

وفي الباب عن عائشة، عند البخاري (626)، ومسلم (736)، وسيأتي 6/ 254.

وعن ابن عباس، عند البيهقي 3/ 45.

(1)

حديث صحيح، وهذا ضعيف لإِبهام الراوي عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (8499).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (6913)، ومسلم (1710)(46)، والدارقطني 3/ 154، والبيهقي 8/ 110 و 343 من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد. زاد آدم بن أبي إياس عن شعبة في رواية الدارقطني، ورواية البيهقي الثانية:"والرِّجْل جُبَار"، قال =

ص: 218

9371 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ هَذَا غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ:" الرَّكَائِزُ "(1).

9372 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُهْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا مَهْرِيُّ، نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الْمُومِسَةِ، وَكَسْبِ الْحَجَّامِ، وَكَسْبِ عَسْبِ (2) الْفَحْلِ (3).

9373 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ يَقُولُ:

= الدارقطني: وهو وهمٌ. وانظر (9005).

قوله: "والرِّجل جُبَار"، قال ابن الأثير: أي: ما أصابت الدابَّةُ برِجْلها، فلا قَوَدَ على صاحبها.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- روى له البخاري مقروناً، ومسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7254).

وأخرجه مسلم (1710)(46) من طريق الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر (7254).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: عسيب! وهو خطأ.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الفضل بن معدان والد القاسم وجهالة حال المهري، وهو معاوية، جاء مسمىً في الرواية السالفة برقم (8389).

ص: 219

تَضَيَّفْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصْحَابِهِ تَمْرًا، فَأَصَابَنِي سَبْعُ تَمَرَاتٍ، إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ، فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنْهَا، شَدَّتْ مَضَاغِي (1).

9374 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، تَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، حَتَّى يَنْصَرِفَ أَوْ يُحْدِثَ ". قُلْتُ: وَمَا يُحْدِثُ؟ قَالَ: يَفْسُو أَوْ يَضْرِطُ (2).

9375 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ مُرْدًا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. العباس الجريري: هو ابن فرُّوخ، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ. وانظر (7965).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.

وأخرجه الطيالسي (2448)، ومسلم ص 459 (274)، وأبو داود (471)، وأبو يعلى (6430)، وابن خزيمة (360) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 23 من طريق حماد بن زيد، عن ثابت البناني، به.

وسيأتي الحديث من طريق حماد بن سلمة برقم (10833). وانظر ما سلف برقم (7430).

ص: 220

بِيضًا جِعَادًا مُكَحَّلِينَ، أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ: سَبْعِينَ ذِرَاعًا فِي سَبْعَةِ أَذْرُعٍ " (1).

9376 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " صُومُوا الْهِلَالَ لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ "(2).

9377 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ "(3).

(1) حديث حسن بطرقه وشواهده دون قوله: "في سبعة أذرع" كما سلف بيانه عند الحديث (7933)، وفيه هناك:"على خلق آدم ستون ذراعاً" وهو الصحيح الذي تشهد له الطرق الأخرى.

وهذا الحديث من هذا الطريق مكرر (8524).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم المدني.

وأخرجه الطيالسي (2481) عن شعبة وحماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1081)(18) من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، به.

وسيأتي من طريق محمد بن زياد بالأرقام (9556) و (9853) و (9885) و (10060). وانظر ما سلف برقم (7516).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. =

ص: 221

9378 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ؟ قَالَ:" أَنْ تَتَصَدَّقَ (1) وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْبَقَاءَ، وَلَا تَمَهَّلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ "(2).

9379 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كَانَتْ شَجَرَةٌ تُؤْذِي أَهْلَ الطَّرِيقِ، فَقَطَعَهَا رَجُلٌ فَنَحَّاهَا، فَدَخَلَ الْجَنَّةَ "(3).

= وأخرجه ابن ماجه (3256) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2521)، ومن طريقه أبو عوانة 5/ 428 - 429، وأخرجه البخاري (5397) عن سليمان بن حرب، كلاهما (الطيالسي وسليمان)، عن شعبة، به. وتحرف شعبة في مطبوع "مسند" الطيالسي إلى: شعيب.

وسيأتي الحديث من طريق شعبة برقم (9874). وانظر ما سلف برقم (7497).

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: تتصدق.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1419)، ومسلم (1032)(93)، وأبو داود (2865)، والبغوي (1671) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وانظر (7159).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد =

ص: 222

9380 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ، يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ "(1).

9381 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ فَرَاهِيجَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا كَانَ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامٌ إِلَّا الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ (2).

= -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وهو مكرر (8520).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(896) عن شهاب بن معمر العوفي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الحاكم 2/ 570 - 571 من طريق سعيد بن عامر، عن محمد بن عمرو، به. وصححه على شرط مسلم! وزاد في آخره:"نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله ".

وانظر (8391).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل داود بن فراهيج، وسلفت ترجمته عند الحديث رقم (7522)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (9259).

ص: 223

9382 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيَّ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَسْجِدٍ، فَخَرَجَ رَجُلٌ وَقَدْ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: فَقَالَ: أَمَّا هَذَا، فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم (1).

9383 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَّرَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، حَتَّى كَادَ يَذْهَبُ ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ قِرَابُهُ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ وَفِي النَّاسِ رِقَّةٌ وَهُمْ عِزُونَ، فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: " لَوْ أَنَّ رَجُلًا نَدَبَ (2) النَّاسَ إِلَى عَرْقٍ أَوْ مِرْمَاتَيْنِ، لَأَجَابُوا لَهُ، وَهُمْ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ هَذِهِ الصَّلَاةِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا، فَيَتَخَلَّفَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الدُّورِ الَّذِينَ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ هَذِهِ الصَّلَاةِ، فَأُحَرِّقَهَا

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، إبراهيم بن المهاجر -وهو ابن جابر البجلي- روى له مسلم حديثين متابعة، وهو حسن الحديث، وقد تابعه أشعث بن أبي الشعثاء فيما سيأتي برقم (10572)، وباقي رجال الإِسناد ثقات من رجال الشيخين. أبو الشعثاء المحاربي: هو سليم بن أسود بن حنظلة.

وانظر (9315).

(2)

في عامة النسخ الخطية: بدا، ولا وجه له، وقد روى هذا الحديث الطحاوي عن عفان شيخ المصنف فيه، فقال:"ندب" كما أثبتناه، وهو الصواب. ووقع في حاشية السندي:"أبدى الناس"، وقال: أي: أخرجهم إلى البادية، ودعاهم إليها. قلنا: ومعناه غير ظاهر.

ص: 224

عَلَيْهِمْ بِالنِّيرَانِ " (1).

9384 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو المُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ فَاطِمَةَ، أَوْ أُمَّ سَلَمَةَ، أَنْ تَجُرَّ ذَيْلَهَا ذِرَاعًا (2).

9385 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عاصم بن بهدلة حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 169، وفي "شرح مشكل الآثار"(5874) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (1212) من طريق حجاج بن منهال وعمرو بن عاصم، عن حماد بن سلمة، به. وانظر (8903).

قوله: "قِرابُه"، قال السندي: بكسر القاف، أي: ما يقارب ثلث الليل، وهو في الأصل مصدر قارَبَ.

"رقة": كقِلَّة وزناً ومعنىً.

"عِزُون": متفرقين.

"عَرْق" بفتح عين وسكون راء: العَظْم الذي أُخِذَ منه معظم اللحم، وبقي عليه قليل.

(2)

إسناده ضعيف جداً، أبو المهزم -اسمه يزيد بن سفيان- متروك. وانظر (7573).

ص: 225

يَقُولُ: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي. إِنَّمَا الْأَمِيرُ مِجَنٌّ، فَإِنْ صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا - أَوْ قُعُودًا -، فَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِنَّهُ إِذَا وَافَقَ قَوْلُ أَهْلِ الْأَرْضِ قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ، غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذَنْبِهِ "(1).

9386 -

قَالَ: " وَيَهْلِكُ قَيْصَرُ فَلَا يَكُونُ قَيْصَرُ بَعْدَهُ، وَيَهْلِكُ كِسْرَى، فَلَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ "(2).

9387 -

وَقَالَ: " اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ خَمْسٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا، وَالْمَمَاتِ، وَفِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يعلى بن عطاء، وأبي علقمة -وهو الفارسي المصري، مولى بني هاشم- فهما من رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وبهز: هو ابن أسد العَمِّي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه عبد بن حميد (1462)، وأبو عوانة 4/ 444 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد - وقف فيه أبو عوانة الإِسفراييني إلى قوله:"جلوساً".

وأخرج أولَ الحديث مسلم (1835)(33) عن أبي كامل الجحدري، عن أبي عوانة، به. وانظر (9015).

(2)

اسناده صحيح على شرط مسلم، كسابقه.

وأخرجه عبد بن حميد (1462) عن أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة الوضاح، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7184).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. =

ص: 226

9388 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ آمَنَ بِي عَشَرَةٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ، لَآمَنَ بِي كُلُّ يَهُودِيٍّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ "(1).

= وأخرجه عبد بن حميد (1462) عن أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة الوضاح، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 286، وفي "الكبرى"(7948) عن أبي داود الحراني، عن أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن أبي علقمة، به. فزاد في روايته:"عن أبيه" وهو عطاء. وقال: هذا خطأ، والصواب: يعلى بن عطاء، عن أبي علقمة.

وانظر ما سلف برقم (7870).

(1)

حديث صحيح لغيره، أبو هلال -واسمه محمد بن سليم الراسبي، وإن كان فيه ضعف-، متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (8555).

قوله: "قال كعب: اثنا عشر مصداقهم في سورة المائدة"، قال السندي: لعل المراد بذلك قوله تعالى: {وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً} [المائدة: 12]، فيعلم منه أنهم كانوا يعتمدون على شهادة هذا العدد، فلو شهد هذا العدد بحقيَّة دينه، لاعتمدوا عليه، والله تعالى أعلم.

وكعب: هو كعب بن ماتع الحِميريُّ المعروف بكعب الأحبار، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم في خلافة أبي بكر، ويقال: في خلافة عمر، مات سنة 32 أو 34. ولم يُؤْثَر توثيقه عن أحد من المتقدمين إلا أن بعض الصحابة أثنى عليه بالعلم، ولم يُخرَّج له في "الصحيحين" ولا في أحدهما، وإنما جرى ذِكْرُهُ عرضاً، وعامة ما يرويه إنما هو مما نقله إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل، من الأوابد والغرائب والعجائب مما كان ومما لم يكن، ومما حُرِّف وبُدِّل ونُسِخ، وقد أغنانا الله عنه بما هو أصح منها وأنفع وأوضح وأبلغ، وفي "صحيح البخاري" أن معاوية وصفه =

ص: 227

قَالَ: كَعْبٌ: اثْنَا عَشَرَ مِصْدَاقُهُمْ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ!

9389 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسٌ وحَبِيبٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: فِي كُلِّ الصَّلَوَاتِ يُقْرَأُ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَنَّا أَخْفَيْنَا عَنْكُمْ (1).

9390 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَنْبَأَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِمِنًى يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَقَاضَاهُ، فَأَغْلَظَ لَهُ، قَالَ: فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ:" دَعُوهُ، فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا " قَالَ: " اشْتَرُوا لَهُ بَعِيرًا فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ "، قَالُوا: لَا نَجِدُ إِلَّا سِنًّا أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ. قَالَ: " فَاشْتَرُوهُ فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ، فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً "(2).

= بأنه من أصدق المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب، ومع ذلك كان يبلو عليه الكذب، وصح عن عمر أنه قال لكعب: لتتركن الأحاديث أو لأُلحقنَّكَ بأرض القردة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. قيس: هو ابن سعد المكي، وحبيب: هو ابن الشهيد الأزدي. وهو مكرر (8525).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2306) و (2390) و (2401) و (2606) و (2609)، وابن ماجه (2423)، والترمذي (1317)، والبيهقي 5/ 351، والبغوي (2137) من =

ص: 228

9391 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْسَبُ حَمَّادٌ - أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لَا يَبْؤُسُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ، فِي الْجَنَّةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ "(1).

9392 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيُّ (2)، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بُعِثْتُ فِي خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا، حَتَّى كُنْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ "(3).

= طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد.

رواية البخاري رقم (2401) مختصرة إلى قوله: "فإن لصاحب الحق مقالاً"، واقتصر ابن ماجه على قوله:"إن من خيركم أحسنكم قضاءً". وانظر (8897).

قولهم: "سِنّاً": أي: جمل له سِنٌّ مُعيَّن.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. وشكُّ حمادٍ في رفعه لا يضرُّ، فقد روي الحديث من طرق عن أبي هريرة مرفوعاً. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.

وهو مكرر (9279).

(2)

جاء على هامش (عس) و (ل) تعليقاً على "القارِيَّ" ما نصه: "من قبيلة يقال لها: قارة، من الأنصار، ونزل الإِسكندرية بلد باب مصر فقيل له: الإِسكندراني"، وقد أُقحم هذا التعريف في النسخ المتأخرة إلى داخل الإِسناد.

(3)

إسناده جيد، عمرو بن أبي عمرو -وإن كان من رجال الشيخين-، ينزل =

ص: 229

9393 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَقُولُ اللهُ عز وجل: مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ، إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إِلَّا الْجَنَّةُ "(1).

9394 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ

= حديثه عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري (3557) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(1392) من طريق يحيى بن يزيد بن ضماد المرادي، عن يعقوب بن عبد الرحمن، به. وانظر (8857).

(1)

إسناده جيد كسابقه.

وأخرجه البخاري (6424) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(9861) من طريق سعيد بن منصور، عن يعقوب بن عبد الرحمن، به.

وأخرجه البيهقي أيضاً (9862) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/ 415.

قوله: "إذا قبضْتُ صفيَّهُ"، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/ 242: بفتح الصاد المهملة وكسر الفاء وتشديد التحتانية، وهو الحبيب المصافي كالولد والأخ وكل من يحبه الإِنسان، والمراد بالقبض قبض روحه، وهو الموت.

قوله: "ثم احتسبه إلا الجنة"، قال الجوهري: احتسب ولده: إذا مات كبيراً، فإن مات صغيراً قيل: أفرطه، وليس هذا التفصيل مراداً هنا، بل المراد بـ"احتسبه" صبر على فَقْدِه، راجياً الأجر من الله على ذلك، وأصل الحِسْبة -بالكسر- الأُجْرة، والاحتساب: طلب الأَجْر من الله تعالى خالصاً.

ص: 230

سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ عَمَّرَهُ اللهُ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ "(1).

9395 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ، حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ، وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا، وَحَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ ". قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ الْقَتْلُ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن عبد الرحمن القارِيُّ، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار المدني.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/ 142 من طريق محمد بن سوار، عن يعقوب بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال"(28)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(424)، والبيهقي في "السنن" 3/ 370، وفي "الآداب"(976) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، به. وانظر (7713).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح- فمن رجال مسلم.

وأخرجه مقطعاً مسلم ص 70 (60) وص 2215 (18)، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 145، وابن حبان (6681) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرج أوله إلى قوله: "يقبلها منه": أبو عوانة في الزكاة أيضاً من طريق عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح، به. =

ص: 231

9396 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا "(1).

9397 -

وَقَالَ: " مَنِ ابْتَاعَ شَاةً مُصَرَّاةً، فَهُوَ فِيهَا بِالْخِيَارِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ شَاءَ أَمْسَكَهَا، وَإِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَرَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ "(2).

= ولشطره الأول انظر ما سلف برقم (8135).

ولشطره الثاني انظر (8833).

(1)

إسناده صحيح إسناد سابقه.

وأخرجه مسلم (101)(164) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (101)(164) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل، به.

وأخرج الشطر الأول منه البخاري في "الأدب المفرد"(1280)، وابن ماجه (2575)، وأبو عوانة 1/ 58 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن سهيل، به.

وأخرج الشطر الثاني ابن أبي شيبة 7/ 290 من طريق سليمان بن بلال، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1331)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(352) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن سهيل، به.

وانظر ما سلف برقم (7292) و (8359).

(2)

إسناده صحيح إسناد سابقه.

وأخرجه مسلم (1524)(24) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي 4/ 19 من طريق عبد الله بن وهب، عن يعقوب بن عبد الرحمن، به. =

ص: 232

9398 -

وَقَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلَهُمُ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءَ الْحَجَرِ وَالشَّجَرَةِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرَةُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ "(1).

9399 -

وَقَالَ: " مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا، نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ "(2).

9400 -

وَقَالَ: " مَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ

= وانظر ما سلف برقم (7305)، وما سيأتي برقم (10586).

(1)

إسناده صحيح إسناد سابقه.

وأخرجه مسلم (2922) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 145 من طريق أبي رجاء وحسان بن عبد الله الواسطي، والخطيب في "تاريخه" 7/ 207 من طريق عبد الله بن وهب، ثلاثتهم عن يعقوب بن عبد الرحمن، به.

وأخرجه أبو عوانة في الفتن أيضاً من طريق سليمان بن بلال، عن سهيل بن أبي صالح، به.

وانظر ما سلف برقم (9172).

(2)

إسناده صحيح إسناد سابقه.

وأخرجه مسلم (2832)(12)، وابن حبان (7231)، والبغوي (3843) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة في صفة الجنة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 124 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن سهيل بن أبي صالح، به.

وانظر ما سلف برقم (8141).

ص: 233

وَالْمَلَائِكَةِ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا " (1).

9401 -

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَالَ الْقَارِئُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقَالَ مَنْ خَلْفَهُ: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ (2) الْحَمْدُ، فَوَافَقَ قَوْلُهُ ذَلِكَ (3) قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "(4).

9402 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ، وَيُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ (5).

(1) إسناده صحيح إسناد سابقه.

وأخرجه مسلم (1508)(18) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (9173).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: ولك، بزيادة الواو.

(3)

في (م) والأصول الخطية: فوافق ذلك قوله قول

الخ، وهو خطأ.

(4)

إسناده صحيح إسناد سابقه.

وأخرجه مسلم (409)(71)، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 9/ 422 عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من طريق سمي، عن أبي صالح برقم (9923)، وجاء مختصراً ضمن حديث برقم (8502) من طريق مصعب بن محمد، عن أبي صالح. وانظر ما سلف برقم (9015).

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح السمان- فمن رجال مسلم. يعقوب: هو ابن عبد الرحمن القارِيُّ.

وأخرجه مسلم (392)(32) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. =

ص: 234

9403 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: شَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَتْحَ مَا بَيْنَ الْمِرْفَقَيْنِ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَسْتَعِينُوا بِالرُّكَبِ (1).

9404 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَمُ عَفْرَاءَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دَمِ سَوْدَاوَيْنِ "(2).

= وانظر ما سلف برقم (7220).

(1)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -وهو محمد- فقد أخرج له مسلم في الشواهد والبخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو صدوق قوي الحديث. سمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المدني. وانظر (8477).

(2)

إسناده ضعيف، أبو ثفال -واسمه ثمامة بن وائل بن حصين الشاعر- قال البخاري فيما نقله عنه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 177: أبو ثفال المري عن رباح بن عبد الرحمن: في حديثه نظر، وقال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان -كما في "العلل" لابن أبي حاتم 1/ 52 - : مجهول، وقال البزار: مشهور، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. ورباح بن عبد الرحمن -وهو ابن أبي سفيان بن حويطب، قاضي المدينة- ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان في المصدر السابق: مجهول. ثم في سماعه من أبي هريرة نظر، فقد قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": في حديثه عن أبي هريرة عندي نظر، والظاهر أنه مقطوع. =

ص: 235

9405 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ يُخَرِّبُ بَيْتَ اللهِ عز وجل "(1).

= وأخرجه الحاكم 4/ 227، والبيهقي 9/ 273 من طريق أبي الجماهر محمد بن عثمان التنوخي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 197 - 198 من طريق توبة العنبري، عن سُلمى بن عتاب، عن أبي هريرة. موقوفاً. وقال عَقِبَهُ: ويرفعه بعضهم ولا يصح. قلنا: ورجاله ثقات رجال الصحيح غير سلمى بن عتاب فمجهول.

وفي الباب عن كبيرة بنت سفيان عند الطبراني في "الكبير" 25/ (9)، قال في "المجمع" 4/ 18 بعد أن عزاه إلى الطبراني: وفيه محمد بن سليمان بن مسمول وهو ضعيف، قلنا: وشيخ الطبراني محمد بن السري بن مهران: لم نجد له ترجمة.

وعن ابن عباس ضمن حديث عند الطبراني في "الكبير" أيضاً (11201)، قال في "المجمع" 4/ 66: وفيه حمزة النصيبي، وهو متروك.

قوله: "دم عفراء"، قال السندي: هو بمهملة وفاء وراء ومدّ، أي: الشاة البيضاء المائلة إلى حُمرة، والمراد أن التضحية بعفراء خير من التضحية بالسوداء!

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز -وهو ابن محمد الدراوردي- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً، وهو صدوق لا بأس به. ثور بن زيد: هو الدِّيلي المدني، وأبو الغيث: هو سالم مولى ابن مطيع المدني.

وأخرجه مسلم (2909)(59) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (8094).

ص: 236

9405 م - وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ "(1).

9406 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا قَرَأَ:{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: 3]، قَالَ [رَجُلٌ]: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَأَلَهُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ، وَقَالَ:" لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه.

وأخرجه مسلم (2910)(60) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 156 من طريق يحيى بن صالح وخالد بن خداش، عن عبد العزيز الدراوردي، به.

وأخرجه البخاري (3518) و (7117)، وأبو عوانة في الفتن أيضاً، والبغوي (4254) من طريق سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، به.

وانظر الكلام على الحديث في "فتح الباري" 6/ 545 و 13/ 77 - 78.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه لأجل عبد العزيز الدراوردي، وهو متابع.

وأخرجه مسلم (2546)(231)، والنسائي في "الكبرى"(8278)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 2 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (4898)، وابن حبان (7308)، وأبو نعيم في "أخبار =

ص: 237

9407 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا، أَدَّى الله عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيدُ - يَعْنِي - تَلَفَهَا، أَتْلَفَهُ اللهُ عز وجل "(1).

= أصبهان" 1/ 2 من طرق عن عبد العزيز الدراوردي، به.

وأخرجه البخاري (4897)، وأبو نعيم 1/ 2 من طريق سليمان بن بلال، والترمذي (3310) و (3933)، وأبو نعيم 1/ 2 من طريق عبد الله بن جعفر، كلاهما عن ثور بن زيد، به.

وأخرجه الترمذي (3260) و (3261)، والطبري في "تفسيره" 26/ 66 و 67، وابن حبان (7123)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 2 و 3، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 334 من طريق عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي، وأبو نعيم 1/ 3 - 4 و 5 و 6 و 6 - 7 من طريق أبي صالح، و 1/ 4 - 5 و 6 من طريق سعيد بن مينا، و 1/ 4 من طريق سعيد المقبري، و 1/ 5 من طريق خالد بن سعد، و 1/ 6 من طريق عطاء بن أبي رباح، جميعهم عن أبي هريرة، وبعضهم يزيد فيه على بعض، وهو في بعض المصادر بلفظ:"لو كان الإيمان"، وفي بعضها بلفظ:"لو كان الدِّين".

وانظر ما سلف برقم (7950).

وفي الباب عن قيس بن سعد عند ابن أبي شيبة 12/ 206، والبزار (2835)، وأبو يعلى (1438)، والطبراني (10470). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 65: رجالهم رجال الصحيح.

وعن عبد الله بن مسعود وجابر وسلمان وعلي عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 6 - 8.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه لأجل عبد العزيز الدراوردي، وهو متابع. وانظر (8733).

ص: 238

9408 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً بِالْقَدُومِ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، المغيرة بن عبد الرحمن القرشي -وهو ابن عبد الله بن خالد بن حزام -روى له الشيخان، وقال أحمد وأبو داود: لا بأس به، ووثقه الدارقطني في "السنن" 1/ 117، والذهبي في الطبقة الثامنة عشرة من "تاريخ الإِسلام"، وابن حجر في "التقريب".

وقال عباس الدوري عن ابن معين: ليس بشيء. وقال الآجري: سألت أبا داود عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي (وهو راوٍ آخر غير الحزامي) فقال: ضعيف، فقلت له: إن عبّاساً حكى عن يحيى بن معين أنه ضَعَّفَ الحزاميَّ ووَثَّقَ المخزوميَّ، قال: غلط عباسٌ. وقال النسائي: ليس بالقوي! كذا نقل المزيُّ عنه، وقد قال في "سننه الكبرى" (8634): كان يحيى بن معين يضعف المغيرة بن عبد الرحمن، وقد نظرنا في حديثه فلم نجد شيئاً يدل على ضعفه، ويحيى كان أعلم منا، والله أعلم. وقال ابن عدي: عامة رواياته عن أبي الزناد شيء يوافقه الثقات عليها عن أبي الزناد، ومنه ما لا يُوافَق عليه.

قلنا: وهذا الرجل أقل أحواله أن يكون صدوقاً قوي الحديث، وما أتى به مما يُنكَر عليه، فيُسلَكُ فيه سبيلَ غيره من الثقات والمشهورين، فيُرَدُّ ما لا يُتابَع عليه، والله تعالى أعلم، وهو هنا في هذا الحديث متابع وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري برقم (3356) وبإثر الحديث (6298)، ومسلم (2370)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2354، والبيهقي 8/ 325 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وانظر (8281).

ص: 239

9409 -

وَقَالَ: " خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ "(1).

9410 -

وقَالَ: " وَقَالَ اللهُ عز وجل: إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي، أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي، كَرِهْتُ لِقَاءَهُ "(2).

9411 -

وَقَالَ: " رَأْسُ الْكُفْرِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه.

وأخرجه مسلم (854)(18)، والترمذي (488)، والبيهقي 3/ 251 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو يعلى (6286) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، والطبراني في "الأوسط"(4332) من طريق هشام بن عروة، كلاهما عن أبي الزناد، به. وانظر (9207).

(2)

حديث صحيح، وإسناده قوي كسابقه.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 10، وفي "الكبرى"(1961) و (7744) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مالك 1/ 240، ومن طريقه أخرجه البخاري (7504)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 10، وفي "الكبرى"(1961) و (7744)، وابن حبان (363)، والبغوي (1448) عن أبي الزناد، به.

وأخرجه أبو يعلى (6339) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، به.

وانظر ما سلف برقم (8133).

ص: 240

أَهْلِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ الْفَدَّادِينَ، أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ " (1).

9412 -

وَقَالَ: " تَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ أَشَدَّهُمْ كَرَاهِيَةً لِهَذَا الشَّأْنِ حَتَّى يَقَعَ فِيهِ "(2).

9413 -

وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ يَقُولُ: " اللهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ "(3).

(1) حديث صحيح، وإسناده قوي كسابقه.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 970، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه"(3301)، وفي "الأدب المفرد"(574)، ومسلم (52)(85)، وأبو عوانة 1/ 60، وابن منده في "الإِيمان"(434)، والبغوي (4003)، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (6340) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1759) من طريق الزهري، عن الأعرج، به.

وسيأتي الحديث من طريق الأعرج عن أبي هريرة برقم (10579).

وانظر ما سلف برقم (7432) و (7505).

(2)

حديث صحيح، وإسناده قوي. وسلف تخريجه عند الحديث رقم (7496).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.

وأخرجه البخاري (1006) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. =

ص: 241

9414 -

وَقَالَ: " غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ "(1).

9415 -

وَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا "(2).

9416 -

وَقَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ " قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ فِي ذَا مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي، فَاكْلَفُوا مَا لَكُمْ بِهِ طَاقَةٌ "(3).

= وأخرجه البخاري (3386) من طريق شعيب بن أبي حمزة، و (2932) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي الزناد، به.

وانظر ما سلف برقم (7260).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.

وأخرجه البخاري بإثر الحديث (1006) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (2515) من طريق ورقاء بن عمر، وأبو يعلى (6329) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، كلاهما عن أبي الزناد، به.

وسيأتي من طريق محمد بن زياد، عن أبي هريرة برقم (10064).

وأخرجه البخاري (3514)، ومسلم (2515)، والخطيب في "تاريخه" 11/ 116 من طريق محمد بن سيرين، ومسلم (2516)، والحاكم 4/ 82 من طريق عراك بن مالك، كلاهما عن أبي هريرة.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4702)، وانظر بقية شواهده هناك.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وانظر (4799).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.

وأخرجه مسلم (1103)(58) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وانظر (7229).

ص: 242

9417 -

وَقَالَ: " فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ، يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ سَنَةٍ، لَا يَقْطَعُهَا "(1).

9418 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى - يَعْنِي الْمَخْزُومِيَّ -، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ "(2).

(1) حديث صحيح، وإسناده قوي.

وأخرجه مسلم (2826)(7) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (7498).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة يعقوب بن سلمة الليثي ووالده، ثم في اتصاله نظر، فقد قال البخاري: لا يعرف لسلمة سماع من أبي هريرة، ولا ليعقوب من أبيه.

وأخرجه أبو داود (101)، والترمذي في "العلل الكبير" 1/ 111، والطبراني في "الأوسط"(8076)، والدارقطني 1/ 79، والحاكم 1/ 146، والبيهقي 1/ 43، والبغوي (209)، والمزي في ترجمة سلمة الليثي من "تهذيبه" 11/ 332 - 333 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي عقبه: سألت محمداً (يعني البخاري) عن هذا الحديث، فقال: محمد بن موسى المخزومي: لا بأس به، مقارب الحديث، ويعقوب بن سلمة: مدني لا يعرف له سماع من أبيه، ولا يعرف لأبيه سماع من أبي هريرة. ثم قال الترمذي: سمعت إسحاق بن منصور يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا أعلم في هذا الباب حديثاً له إسناد جيد.

وأخرجه ابن ماجه (399)، وأبو يعلى (6409)، والدارقطني 1/ 79، والحاكم 1/ 146 من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن محمد بن موسى، به. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد، وقد احتج مسلمٌ بيعقوب بن أبي سلمة الماجشون! =

ص: 243

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وتعقبه الذهبي في "تلخيصه" بأنه الليثي، وليَّنَ إسناده.

وأخرج الدارقطني 1/ 71، والبيهقي 1/ 44 من طريق محمود بن محمد الظفري، عن أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً:"ما توضأ من لم يذكر اسم الله عليه، وما صلى من لم يتوضأ". وقال البيهقي عقبه: هذا الحديث لا يعرف من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة إلا من هذا الوجه، وكان أيوب بن النجار يقول: لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إلا حديثاً واحداً، وهو حديث:"الْتَقى آدم وموسى"، وقال: ذكره يحيى بن معين فيما رواه عنه ابن أبي مريم، فكان حديثه هذا منقطعاً، والله أعلم.

قلنا: وله علة أخرى، فقد ذكر الذهبي في "الميزان" محمود بن محمد الظفري، وقال: قال الدارقطني: ليس بالقوي، فيه نظر.

وأخرج الطبراني في "الصغير"(196) من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن إبراهيم بن محمد البصري، عن علي بن ثابت، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة إذا توضأت فقل: بسم الله والحمد لله، فإنَّ حَفَظَتَكَ لا تستريح، تكتب لك الحسنات حتى تُحدِث من ذلك الوضوء" وقال: لم يروه عن علي بن ثابت إلا إبراهيم بن محمد، تفرد به عمرو بن أبي سلمة. وقال ابن عدي: إبراهيم بن محمد روى عنه عمرو بن أبي سلمة وغيره مناكير. وقال ابن حجر في "لسانه" 1/ 98 عن هذا الحديث: منكر. قلنا: وعمرو بن أبي سلمة مختلف فيه.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/ 41، وفي سنده مقال.

وعن رباح بن عبد الرحمن، عن جدته، عن أبيها -قيل: هو سعيد بن زيد- سيأتي 4/ 70 و 5/ 381 - 382 و 6/ 382، وفي إسناده جهالة واضطراب.

وعن سهل بن سعد عند ابن ماجه (400)، والحاكم 1/ 269، والبيهقي 2/ 379، والطبراني في "الكبير" 6/ (5698) وإسناده ضعيف.

وعن عيسى بن سبرة بن أبي سبرة، عن أبيه، عن جده عند الدولابي في =

ص: 244

9419 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْخَرَّاطِ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا، لَمْ يَأْتِ إِلَّا لِخَيْرٍ يَتَعَلَّمُهُ أَوْ يُعَلِّمُهُ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ جَاءَه لِغَيْرِ ذَلِكَ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ "(1).

9420 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ صَالِحِ (2) بن

= "الكنى والأسماء" 1/ 36، والطبراني في "الأوسط"(1119)، والبغوي في "الصحابة" كما في "نتائج الأفكار" 1/ 236، وقال البغوي: عيسى منكر الحديث.

وعن عائشة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، عند البزار (261 - كشف الأستار)، وأبي يعلى (4687)، والدارقطني 1/ 72، وإسناده ضعيف بمرة.

قلنا: ومع ذلك كله، فقد نقل الحافظ ابن حجر في "النتائج" 1/ 237 عن ابن الصلاح أنه قال: ثبت بمجموعها ما يثبت به الحديث الحَسَنُ، والله أعلم.

وقال في "التلخيص الحبير" 1/ 75: والظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث منها قوةٌ تدلُّ على أن له أصلاً.

(1)

حديث ضعيف، وسلف الكلام عليه عند الحديث رقم (8603).

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 209، وعنه ابن ماجه (227)، وأبو يعلى (6472)، وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 691 من طريق أبي مصعب الزهري، كلاهما (ابن أبي شيبة وأبي مصعب) عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الحاكم 1/ 91 من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي صخر حميد الخراط، به.

(2)

وقع في الأصول: "مسلم بن محمد"، وهو خطأ قديم، أشار إليه =

ص: 245

مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ إِلَّا قَالَ: " يَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى طَاعَتِكَ "(1).

9421 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَفْتَحُ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ، إِلَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ، يَأْخُذُ الرَّجُلُ حَبْلَهُ فَيَعْمِدُ إِلَى الْجَبَلِ، فَيَحْتَطِبُ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَأْكُلُ بِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ

= الحافظان الحسيني وابن حجر، وصوابه: صالح بن محمد كما ذكرا، وكما هو في مصادر التخريج.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح بن محمد بن زائدة.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(304) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1518) عن عبد الملك بن عمرو العقدي، وأبو يعلى (4824) من طريق محمد بن عباد، كلاهما عن حاتم بن إسماعيل، به.

وسيأتي من طريقين آخرين عن عائشة في مسندها 6/ 91 و 250 - 251، وهما ضعيفان.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف في مسنده برقم (6569)، وانظر بقية شواهده هناك.

قوله: "يا مصرف القلوب

الخ"، قال السندي: أي: تعليماً للأُمَّة، وإظهاراً لحاجة العبد لربه في كل حين، وأنه لا ينبغي له الاعتماد على حسن حاله، ولا يستغني به عن الدعاء والتضرع، والله تعالى أعلم.

ص: 246

أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ مُعْطًى أَوْ مَمْنُوعًا " (1).

9422 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَرَّمَ كُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ (2).

(1) إسناده قوي، عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن حبان (3387) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد.

وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(821) من طريق عبد العزيز القسملي و (822) من طريق أبي غسَّان محمد بن مطرف، كلاهما عن العلاء، به. واقتصر أبو غسان في روايته على الشطر الأول منه.

وأخرج الشطر الأول فقط أبو يعلى (6691) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن المجبَّر، عن العلاء، به. قال محمد بن عبد الرحمن: وعن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. ومحمد هذا متروك.

وسيأتي هذا الشطر ضمن الحديث (9624)، والشطر الثاني سلف برقم (7317) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة.

قوله: "باب مسألة"، قال السندي: أي: باب سؤال من غيره تعالى.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة بن وقَّاص الليثي.

وأخرجه الترمذي (1479) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وحسَّنه.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3483)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 190 من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن محمد بن عمرو، به. وانظر =

ص: 247

9423 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ أَبَا الْحُبَابِ أخْبَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا طَيِّبًا، وَلَا يَصْعَدُ إِلَى (1) السَّمَاءِ إِلَّا طَيِّبٌ، إِلَّا وَهُوَ يَضَعُهَا فِي يَدِ الرَّحْمَنِ - أَوْ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ -، فَيُرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ - أَوْ فَصِيلَهُ - حَتَّى إِنَّ التَّمْرَةَ لَتَكُونُ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ "(2).

9424 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا، الْمَلَائِكَةُ جُلَسَاؤُهُمْ، إِنْ غَابُوا يَفْتَقِدُونَهُمْ (3)، وَإِنْ مَرِضُوا عَادُوهُمْ،

= (8789).

(1)

لفظة: "إلى" لم ترد في (م) والنسخ المتأخرة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعةً، وهو صدوقٌ لا بأس به.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 143 من طريق سعيد بن الحكم ابن أبي مريم، عن بكر بن مضر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الحميدي (1154)، والشافعي 1/ 220، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة"(2424)، والبغوي (1631) عن سفيان بن عيينة، وابن حبان (3319) من طريق ورقاء بن عمر، كلاهما عن ابن عجلان، به. وانظر (8381).

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: يفتقدونهم، بإثبات نون الرفع.

ص: 248

وَإِنْ كَانُوا فِي حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ " (1).

9425 -

وَقَالَ: " جَلِيسُ الْمَسْجِدِ عَلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ: أَخٍ مُسْتَفَادٍ، أَوْ كَلِمَةٍ مُحْكَمَةٍ، أَوْ رَحْمَةٍ مُنْتَظَرَةٍ "(2).

9426 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ الْعَرَقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيَذْهَبُ فِي الْأَرْضِ سَبْعِينَ بَاعًا، وَإِنَّهُ لَيَبْلُغُ إِلَى أَفْوَاهِ النَّاسِ، أَوْ

(1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ. درّاج: هو ابن سمعان المصري أبو السمح، وابن حجيرة: هو عبد الرحمن المصري.

وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد.

وروي نحوه عن عطاء الخراساني مرسلاً، أخرجه عبد الرزاق (20585) عن معمر، عنه.

قوله: "إن للمساجد أوتاداً"، قال السندي: أي: رجالاً يلازمونها لزوم الأوتاد لمحالِّها.

(2)

إسناده ضعيف، إسناد سابقه.

قوله: "ثلاث خصال"، قال السندي: أي: لا يخلو عن ثلاثة أمور مطلوبة للإنسان.

"أخ مستفاد" بالجر، بدل من ثلاث خصال بمعنى ثلاثة أمور. والمراد أنه لا يخلو من أن يستفيد أخاً، أو يسمع كلاماً نافعاً، أو ينتظر رحمة، وذلك لأن المسجد محل لمرور الإِخوان في الله، وذكر العلوم، ونزول الرحمة، والله تعالى أعلم.

ص: 249

إِلَى آذَانِهِمْ " (1). شَكَّ ثَوْرٌ أَيُّهُمَا قَالَ (2).

9427 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ (3)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا أُحِبُّ أَنَّ عِنْدِي أُحُدًا ذَهَبًا، يَأْتِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ، وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْءٌ أَرْصُدُهُ فِي قَضَاءِ دَيْنٍ يَكُونُ عَلَيَّ "(4).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: آنافهم، جمع أنف، والمثبت من النسخ العتيقة، ومصادر التخريج.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي- لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ثور: هو ابن زيد الدِّيلي، وأبو الغيث: هو سالم مولى ابن مطيع المدني.

وأخرجه مسلم (2863)(61) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 156 من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به.

وأخرجه البخاري (6532)، وأبو عوانة 5/ ورقة 156، والبغوي (4254) من طريق سليمان بن بلال، به.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4613)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(3)

في (م): أبي مالك، بزيادة "أبي"، وهو خطأ.

(4)

إسناده قوي من أجل عبد العزيز -وهو ابن محمد الدراوردي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو سهيل: هو نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي.

وأخرجه ابن ماجه (4132) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7484).

ص: 250

9428 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، فَأَرْشَدَ اللهُ الْأَئِمَّةَ، وَغَفَرَ لِلْمُؤَذِّنِينَ "(1).

9429 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ عز وجل "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، إن كان سهيل سمع الحديث من أبيه، فقد روي الحديث عنه، عن الأعمش، عن أبي صالح، وجزم البيهقي بأنه لم يسمعه من أبيه، وإنما سمعه من الأعمش. قلنا: ولا يبعد أن يكون سهيل قد سمعه منهما، والإسنادان جميعاً محفوظان، فتكون رواية سهيل عن الأعمش من المزيد في متصل الأسانيد.

وأخرجه ابن حبان (1672) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 1/ 58، ومن طريقه البيهقي 1/ 430 عن إبراهيم بن محمد، وعبد الرزاق (1839) عن سفيان بن عيينة، وابن خزيمة (1531)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(257) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، وابن خزيمة (1531) من طريق محمد بن عمار، والخطيب في "تاريخه" 6/ 167 من طريق شعبة، خمستهم عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2188) من طريق روح بن القاسم، وابن خزيمة (1528) من طريق عبد العزيز الدراوردي، والبيهقي 1/ 430 من طريق محمد بن جعفر، ثلاثتهم عن سهيل بن أبي صالح، عن الأعمش، عن أبي صالح، به. وانظر (7169).

(2)

إسناده قوي كسابقه. =

ص: 251

9430 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى حِرَاءٍ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اهْدَأْ، فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ "(1).

= وأخرجه الترمذي (766) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقال: حديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن خزيمة (1897) عن أحمد بن عبدة الضبي، عن عبد العزيز بن محمد، به- ضمن حديث مطول. وانظر (7174).

(1)

إسناده قوي على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2417)(50)، والترمذي (3696)، والنسائي في "الكبرى"(8207) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث صحيح.

وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة"(248)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1441)، والبغوي (3924) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به.

وأخرجه مسلم (2417)(50)، وابن حبان (6983)، والخطيب في "تاريخه" 8/ 161 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سهيل، به. زاد مسلم في روايته: سعد بن أبي وقاص، واقتصر الخطيبُ على ذِكْر أبي بكر وعمر وعثمان.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1442) من طريق عبد الله بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف ضمن حديث طويل برقم (420). بذكر عثمان فقط.

وعن سعيد بن زيد، سلف برقم (1630). وفيه زيادة: سعد وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد.

وعن بريدة الأسلمي، سيأتي 5/ 346. بذكر أبي بكر وعمر وعثمان فقط.

وعن ابن عباس في "فضائل الصحابة"(249) بنحو حديث سعيد بن زيد. =

ص: 252

9431 -

وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ "(1).

= وعن أنس بن مالك عند البخاري (3675)، وسيأتي 3/ 116 واسم الجبل أحد، بدل حراء.

ومثله عن سهل بن سعد، سيأتي 5/ 321.

(1)

إسناده قوي كسابقه.

وأخرجه الترمذي (3795)، والحاكم 3/ 289 و 425 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: حسن، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، واقتصر في روايته في الموضع الأول على ذِكْر أُسيد بن حضير، وفي الثاني على معاذ بن عمرو بن الجَمُوح.

وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة"(354)، وابن سعد في "الطبقات" 3/ 605، وابن أبي عاصم في "السنة"(1244) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به. واقتصر ابن سعد في روايته على ذكر أُسيد بن حضير، وابن أبي عاصم على أبي بكر وعمر وأبي عبيدة.

وأخرجه أيضاً في "فضائل الصحابة"(197)، والبخاري في "الأدب المفرد"(337)، وابن أبي عاصم (1244)، والنسائي في "الكبرى"(8230) و (8243)، وابن حبان (6997) و (7129)، والحاكم 3/ 233 و 268، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 42 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وزاد النسائي وأبو نعيم في روايتيهما: سهيل بن بيضاء، وزاد البخاري، وابن حبان في موضعيه، والحاكم في الموضع الأول: "بئس الرجل فلان وفلان حتى عد سبعة

الخ".

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 11 - 12 و 136 - 137 عن أبي معاوية الضرير، عن =

ص: 253

9432 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي الْقَارِيَّ -، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كَانَ دَاوُدُ النَّبِيُّ فِيهِ غَيْرَةٌ شَدِيدَةٌ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ أُغْلِقَتِ الْأَبْوَابُ، فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَى أَهْلِهِ أَحَدٌ حَتَّى يَرْجِعَ، قَالَ: " فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ وَأُغلقَتِ الدَّارُ، فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ تَطَّلِعُ إِلَى الدَّارِ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ وَسَطَ الدَّارِ، فَقَالَتْ لِمَنْ فِي الْبَيْتِ: مِنْ أَيْنَ دَخَلَ هَذَا الرَّجُلُ الدَّارَ، وَالدَّارُ مُغْلَقَةٌ؟ وَاللهِ لَنُفْتَضَحَنَّ بِدَاوُدَ. فَجَاءَ دَاوُدُ، فَإِذَا الرَّجُلُ قَائِمٌ وَسَطَ الدَّارِ، فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي لَا أَهَابُ الْمُلُوكَ، وَلَا يَمْتَنِعُ مِنِّي الْحُجَّابُ (1). فَقَالَ دَاوُدُ: أَنْتَ وَاللهِ إِذَنْ مَلَكُ الْمَوْتِ، مَرْحَبًا بِأَمْرِ اللهِ. فَرَمَلَ دَاوُدُ مَكَانَهُ حَيْثُ قُبِضَتْ رُوحُهُ حَتَّى فُرِغَ مِنْ شَأْنِهِ، وَطَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ لِلطَّيْرِ: أَظِلِّي عَلَى دَاوُدَ، فَأَظَلَّتْ عَلَيْهِ الطَّيْرُ حَتَّى أَظْلَمَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ، فَقَالَ لَهَا سُلَيْمَانُ: اقْبِضِي جَنَاحًا جَنَاحًا " (2).

= سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: شيء، والمثبت من النسخ العتيقة.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن المطلب -وهو ابن عبد الله بن حنطب- لم يسمع من أبي هريرة كما قال البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 17، وأبو حاتم في "المراسيل" لابنه ص 209، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

قوله: "فرَمَلَ"، قال السندي: براء مهملة وتخفيف، أي: أسرع في المشي إلى الموضع الذي أراد أن تقبض روحه فيه، وفي بعض النسخ: بزاي معجمة وتشديد، أي: غطّى نفسه في ذلك المكان. =

ص: 254

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يُرِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ فَعَلَتِ الطَّيْرُ، وَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَدَهُ (1) وَغَلَبَتْ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ الْمَصْرِّحِيَّةُ.

9433 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَتَصَدَّقُ أَحَدٌ بِتَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، إِلَّا أَخَذَهَا اللهُ بِيَمِينِهِ، يُرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ - أَوْ فَصِيلَهُ -، حَتَّى تَكُونَ لَهُ مِثْلَ الْجَبَلِ أَوْ أَعْظَمَ "(2).

9434 -

وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ رَجُلًا (3) مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَتِ الْأَنْصَارُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَهُمْ أَوْ شِعْبَهُمْ. الْأَنْصَارُ شِعَارِي، وَالنَّاسُ دِثَارِي "(4).

= "وغلبت عليه يومئذ المصرحية" الظاهر أنه اسم فاعل من التصريح، لحقته الياء والتاء المصدريتان، أي: غلبت عليه صفة التصريح والإِيضاح في البيان حتى يوضِّحَ المرام بالكلام، ويستعين عليه بالإِشارة باليد، والله تعالى أعلم.

(1)

لفظة: "يده" سقطت من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (1014)(64) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (8961).

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: امرأً.

(4)

إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8323)، وابن منده في "الإِيمان"(539) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. =

ص: 255

9435 -

وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ لُبْسَتَيْنِ: الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ بِثَوْبِهِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَعَنِ الْمُلَامَسَةِ وَالْمُنَابَذَةِ وَالْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ " (1).

9436 -

وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَنْزِلُ اللهُ عز وجل إِلَى السَّمَاءِ (2) كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ - مَرَّتَيْنِ - مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنَ الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ

= وأخرج أوله دون قوله: "ولولا الهجرة

الخ" مسلم (76)(130) عن قتيبة بن سعيد، به.

ونسب هذا الحديث الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 9/ 394 إلى مسلم من طريق إسماعيل بن جعفر، عن سهيل، به. ولم نجده في مطبوع "صحيح مسلم".

وانظر ما سلف برقم (8169).

قوله: "الأنصار شِعاري"، قال السندي: الشِّعَار ككِتاب: ما يلي الجسد من الثوب، أي: أنهم بمنزلة ذلك الثوب، وأنهم الخاصة والبطانة وأَلْصَق الناس بي.

"الناس": المراد بهم غير المهاجرين، أو الغالب دون الكل.

"دِثاري": هو الثوب الذي فوق الشِّعَار، أي: أنهم الخاصة، والناس العامة، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مقطعاً مسلم (1511) و (1545)(104)، والترمذي (1224) و (1758)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 360، والبيهقي 5/ 308 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وانظر (8949) و (9088).

(2)

في (م) ونسخة على هامش (س): السماء الدنيا.

ص: 256

حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ " (1).

9437 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثِ بْنِ طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْقَ بْنَ مُعَاوِيَةَ: قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ بِصَبِيٍّ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لَهُ، فَقَدْ دَفَنْتُ ثَلَاثَةً. فَقَالَ:" لَقَدِ احْتَظَرْتِ بِحَِظَارٍ شَدِيدٍ مِنَ النَّارِ "(2).

قَالَ حَفْصٌ: سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَمْ أَبْلُغْ عَشْرَ سِنِينَ، وَسَمِعْتُ حَفْصًا يَذْكُرُ هَذَا الْكَلَامَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِئَةٍ.

* 9438 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (758)(169)، والترمذي (446)، والبغوي (946) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (7792).

(2)

إسناده قوي، طلق بن معاوية روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" ووثقه الذهبي، وروى له مسلم هذا الحديث الواحد، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير البجلي.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(147)، والمزي في ترجمة طلق من "التهذيب" 13/ 460 من طريق علي ابن المديني، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(144)، ومسلم (2636)(155)، والنسائي 4/ 26، والبيهقي 4/ 67، والمزي 13/ 460 من طرق عن حفص بن غياث، به.

وأخرجه مسلم (2636)(156)، والنسائي 4/ 26 من طرق عن جرير بن =

ص: 257

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا "(1).

* 9439 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (2) - قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ -، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَدْعُو، فَقَالَ:" أَحِّدْ أَحِّدْ "(3).

= عبد الحميد، عن طلق بن معاوية، به.

وسيأتي برقم (10923)، وانظر ما سلف برقم (7265).

قوله: "ادع الله له"، قال السندي: أي بالحياة.

"احتظرت" افتعال من الحظر، وهو المنع، أي: امتنعت.

"بحَِظار" بفتح أو كسر هو حائظ البستان، وما يجعل حوله من القضبان، أي: احتميت بحمى عظيم من النار، يقيك حرها.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان الأزدي، وابن عجلان: هو محمد. وسلف تخريجه عند الحديث رقم (8889).

(2)

وقع في (م) والنسخ المتأخرة: عبد الله بن محمد بن أحمد، بزيادة "بن أحمد" وهو خطأ، فإن اسم جده إبراهيم وليس في آبائه من اسمه أحمد، والله أعلم.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين لكن اختلف فيه على الأعمش كما سيأتي.

وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 2/ 484 و 10/ 381، ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (215). ولفظه عند ابن أبي شيبة في الموضع: أبصر النبي صلى الله عليه وسلم سعداً وهو يدعو بإصبعيه كلتيهما، فنهاه، وقال:"بإصبع واحدة باليمنى".

ورواه أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن سعد بن أبي وقاص نفسه، أخرجه الدورقي في "مسند سعد"(126)، وأبو داود (1499)، والنسائي 3/ 38، وأبو يعلى (793)، والطبراني (216)، والحاكم 1/ 536، =

ص: 258

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والضياء المقدسي في "المختارة"(947). قال الحاكم عن هذا الإِسناد: صحيح على شرطهما إن كان أبو صالح السمان سمعه من سعد. قلنا: قد ذكر المزي في ترجمة أبي صالح من "تهذيب الكمال" 8/ 513 أنه سأل سعداً مسألة في الزكاة، وشهد يوم الدار زمن عثمان، وصرَّح الذهبي في "السير" 5/ 36 أنه سمع منه، وذكر أنه وُلِدَ في خلافة عمر.

وروي الحديث أيضاً عن أبي صالح مرسلاً، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 485، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(264) من طريق وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم سعداً

فذكره.

قال الدارقطني في "العلل" 4/ 397: يرويه الأعمش، واختلف عنه، فرواه أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن سعد.

وخالفه عقبة بن خالد، فرواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بسعد.

وقال حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى سعداً.

ولم يتابَعْ حفص على قوله، وقول أبي معاوية أشبه بالصواب.

قلنا: رواية عقبة بن خالد التي أشار إليها الدارقطني لم نقع عليها مسندةً، وأما قوله:"لم يتابع حفص على قوله" فغير مقبول، فقد تابعه ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، وسيأتي عند المصنف برقم (10739)، لكن وقع فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً

، ولم يذكر سعداً، وإسناده قوي.

وقد صح الحديث من طريق آخر عن أبي هريرة، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 10/ 382، وابن حبان (884) من طريق حفص بن غياث، والطبراني في "الأوسط"(3574) من طريق مسلم بن أبي مسلم الجرمي، عن مخلد بن الحسين، كلاهما عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. قال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا مخلد بن الحسين، تفرد به مسلم الجرمي!! قلنا: ومخلد ثقة، ومسلم صدوق له ترجمة في "تاريخ =

ص: 259

9440 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ كَانَ الْعِلْمُ بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ نَاسٌ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ "(1).

9441 -

حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ -، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ مَرْجَانَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهُا (2) إِرْبًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ، حَتَّى أَنَّهُ لَيَعْتِقُ بِالْيَدِ الْيَدَ، وَبِالرِّجْلِ الرِّجْلَ، وَبِالْفَرْجِ الْفَرْجَ ".

فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: أأَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: نَعَمْ. فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ لِغُلَامٍ لَهُ أَفْرَهَ غِلْمَانِهِ: ادْعُ لِي

= بغداد" 13/ 100، و"لسان الميزان" 6/ 32، ثم لم يتفرد به كما أسلفنا فقد رواه عن هشامٍ حفصُ بن غياث، وإسناده صحيح، لكن رواية ابن أبي شيبة وحده موقوفة على أبي هريرة!

وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي في مسنده 3/ 183.

وعن رجل من الأنصار عن جده عند ابن أبي شيبة 10/ 383.

قوله: "أحِّدْ أحِّدْ"، قال السندي: أراد وحِّدْ من التوحيد، فقلبت الواو همزة، والمعنى أشر بإصبع واحدة، لأن الذي تدعوه واحد، وهو الله سبحانه وتعالى.

(1)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. وانظر (7950).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: منه.

ص: 260

مُطَرِّفًا (1). قَالَ: فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ عز وجل (2).

(1) تحرفت في (م) وبعض النسخ المتأخرة إلى: مطرياً.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن أبي حكيم، فمن رجال مسلم. علي بن الحسين المذكور في الحديث هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4875)، وابن الجارود في "المنتقى"(968)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(719)، والبيهقي في "السنن" 6/ 273، وفي "الشعب"(4339) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإِسناد- ولم يذكر فيه النسائي والطحاوي قصة عتق غلام علي بن الحسين.

وسيأتي بالأرقام (9540) و (9541) و (9562) و (9773) و (10801) من طريق سعيد بن مرجانة.

وأخرجه بنحوه البخاري (6715)، ومسلم (1509)(22)، والبيهقي في "السنن" 10/ 272، وفي "الشعب"(4336) و (4337)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 225 من طريق داود بن رُشيد، عن الوليد بن مسلم، عن أبي غسان محمد بن مُطرَّف، عن زيد بن أسلم، عن زين العابدين علي بن الحسين، عن سعيد بن مرجانة، به. ولم يذكر قصة عتق غلام علي بن الحسين سوى الخطيب.

وأخرجه بنحوه دون القصة مسلم (1509)(23)، والترمذي (1541)، والنسائي في "الكبرى"(4874)، والطحاوي (721) و (722) و (723)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 106، والبيهقي في "السنن" 10/ 272، والبغوي (2416) من طرق عن يزيد ابن الهاد، عن عمر بن زين العابدين علي بن الحسين، عن سعيد بن مرجانة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.

وأخرجه ابن حبان (4308)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(724) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن صالح بن عبيد، عن نابل =

ص: 261

9442 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَسْلَمُ وَغِفَارٌ وَشَيْءٌ مِنْ جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ، خَيْرٌ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ تَمِيمٍ، وَأَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَهَوَازِنَ وَغَطَفَانَ "(1).

9443 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ

= صاحب العباء، عن أبي هريرة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4652) من طريق عطاف بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبان، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سليمان بن يسار إلا عبد الرحمن بن أبان، تفرد به العطاف بن خالد.

وفي الباب عن واثلة بن الأسقع، وأبي نجيح السلمي، وعقبة بن عامر الجهني، وكعب بن مرة، والبراء بن عازب، ومالك بن عمرو القشيري، وأبي موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل، ستأتي أحاديثهم على التوالي في "المسند" 3/ 490 و 4/ 113 و 147 و 235 و 299 و 344 و 404 و 5/ 244.

وعن أبي أمامة الباهلي عند الترمذي (1547)، وقال: حسن صحيح غريب.

وعن علي بن أبي طالب عند النسائي في "الكبرى"(4877)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(715).

أفره غلمانه، أي: أحذقهم وأحسنهم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وهو في مصنف عبد الرزاق (19877)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (3855). وانظر (7150).

ص: 262

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نِسَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ "(1).

9444 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي مع رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ (2) الظُّهْرِ، سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ رَكْعَتَيْنِ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَمْ تَقْصُر الصَّلاة وَلَمْ أَنْسَهْ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَحَقٌّ مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَقَامَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ آخِرَيَيْنِ.

قَالَ يَحْيَى: حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بْنُ جَوْسٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: ثُمَّ سَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَجْدَتَيْنِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يونس بن عبيد: هو ابن دينار العبدي البصري. وانظر (8542).

(2)

قوله: "مع رسول الله صلى الله عليه وسلم" لم ترد في (م) والنسخ المتأخرة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ضمضم بن جوس، فمن رجال السنن، وهو ثقة. وليحيى بن أبي كثير فيه شيخان: أبو سلمة وضمضم. شيبان بن عبد الرحمن: هو التميمي النحوي، مولاهم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(562) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإِسناد.

ص: 263

9445 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بن أبي كثير، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "(1).

= وأخرجه مسلم (573)(100)، وأبو عوانة 2/ 197، والبيهقي 2/ 357، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 357 من طرق عن شيبان النحوي، به.

وأخرجه مسلم (573)(99)، والنسائي في "الكبرى"(563)، وابن خزيمة (1038)، وأبو عوانة 2/ 196 - 197 و 197، والطحاوي 1/ 445، والبيهقي 2/ 340 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. ولفظ البيهقي:"إذا سها أحدكم فلم يَدْرِ أزاد أو نقص، فليسجد سجدتين وهو جالس ثم يسلم".

وأما حديث ضمضم بن جوس فقد أخرجه النسائي في "الكبرى"(570) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. ولفظه:"سجد يوم ذي اليدين سجدتين بعد السلام".

وأخرجه البيهقي 2/ 357 من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، به.

وأخرجه البزار (576)، والنسائي في "الكبرى"(602) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، به. ولفظ البزار:"أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة العصر أو الظهر، فقام في الركعتين، فسبحوا به فمضى في صلاته، فلما قضى الصلاة سجد سجدتين ثم سلم". قال البزار: قصة ذي اليدين غير هذه. وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ عن أبي هريرة إلَّا بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (1016)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 66، وفي "الكبرى"(569) و (1253)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 357 من طريق عكرمة بن عمار، عن ضمضم بن جوس، به. وانظر (9010).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 264

9446 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يقَولَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ وَخَالَتُهَا، وَلَا الْمَرْأَةُ وَعَمَّتُهَا "(1).

9447 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ "(2).

= وأخرجه النسائي 4/ 156 - 157 من طريق معاوية بن سلام، عن يحيي بن أبي كثير، بهذا الإِسناد. وانظر (7280).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1408)(37)، والبيهقي 7/ 195 من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، بهذا الإِسناد. وانظر (7133).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 236 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 236 من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، به.

وأخرجه عبد الرزاق (6755)، والنسائي 4/ 103 و 8/ 275، وأبو عوانة 2/ 236، والحاكم 1/ 273 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1374) من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، به. =

ص: 265

9448 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ أَنْ تُسَافِرَ يَوْمًا فَمَا فَوْقَهُ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو حُرْمَةٍ "(1).

9449 -

حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ المُوصِلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَبْشًا أَغْثَرَ، فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، وَيُقَالُ لِأَهْلِ النَّارِ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، وَيَرَوْنَ أَنْ قَدْ جَاءَ الْفَرَجُ، فَيُذْبَحُ فَيُقَالُ: خُلُودٌ لَا مَوْتَ "(2).

= وسيأتي برقم (10181) و (10768) من طريق أبي سلمة، وانظر ما سلف برقم (7237).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وانظر (7222).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، غسان بن الربيع الموصلي روى عنه جمعٌ، منهم الإمامان أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وقال الخطيب في "تاريخه" 12/ 329 - 330: كان نبيلاً فاضلاً ورعاً، ونقل عن الدارقطني في رواية أنه صالح، وفي أخرى أنه ضعيف. وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" 2/ 106: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان ثقة فاضلاً ورعاً، وأخرج له في

"صحيحه" من روايته عن أبي يعلى عنه. قلنا: وقول ابن حبان فيه، لم نجده =

ص: 266

9450 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَاهُ (1).

9451 -

حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلَا يَقُولَنَّ الْمَمْلُوكُ: رَبِّي وَرَبَّتِي، لِيَقُلِ الْمَالِكُ: فَتَايَ وَفَتَاتِي، وَلْيَقُلِ الْمَمْلُوكُ: سَيِّدِي وَسَيِّدَتِي، فَإِنَّهُمُ الْمَمْلُوكُونَ، وَالرَّبُّ اللهُ عز وجل "(2).

= في مطبوع "الثقات" 9/ 2.

وأخرجه الدارمي (2811) عن حجاج بن منهال، والآجرّي في "الشريعة" ص 400 - 401 من طريق النضر بن شميل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر (8907).

قوله: "أغثر"، قال في "لسان العرب" 5/ 7: ليس بأحمر ولا أسود ولا أبيض. وقال صاحب "النهاية" 3/ 342: هو الكَدِرُ اللون كالأغبر والأربد.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ومحمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وسيأتي في مسند أبي سعيد الخدري 3/ 9، ويأتي تخريجه هناك إن شاء الله.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل غسان بن الربيع، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(210)، وأبو داود (4975)، والنسائي =

ص: 267

9452 -

حَدَّثَنَا غَسَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِمَّا تَدَاوَوْنَ بِهِ خَيْرٌ، فَفِي الْحِجَامَةِ "(1).

* 9453 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ - قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ

= في "عمل اليوم والليلة"(243)، وابن حبان كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 251 - وهو ساقط من النسخة الخطية للإِحسان-، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(390)، والبيهقي في "الآداب"(395) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(210)، وأبو داود (4975)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(365)، والنسائي (243)، وابن حبان فيه أيضاً، وابن السني (390)، والبيهقي (395) من طريقين عن محمد بن سيرين، به.

وأخرجه عبد الرزاق (19868) عن معمر، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، موقوفاً.

وسيأتي برقم (10368) و (10603) و (10604). وانظر ما سلف برقم (8197).

(1)

إسناده حسن لأجل غسان بن الربيع، وهو متابع، فقد تابعه عفان بن مسلم في الحديث السالف برقم (8513)، ولأجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- فقد روى له مسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

ص: 268

اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ " (1).

9454 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْرُوفُ بْنُ سُوَيْدٍ الْجُذَامِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ رَبَاحٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ (2)، وَالْعَيْنُ حَقٌّ "(3).

9455 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قال: حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " لَيْسَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عطاء بن السائب اختلط، ورواية محمد بن فضيل عنه بعد اختلاطه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة، ومحمد بن فضيل: هو ابن غزوان الضبي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وانظر (8133).

(2)

في (عس): طائر.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، معروف بن سويد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الطبري في مسند على من "تهذيب الآثار" ص 9، والطحاوي 4/ 309 و 312، والمزي في ترجمة معروف بن سويد من "تهذيب الكمال" 28/ 268 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإِسناد. رواياتهم مختصرة إلا المزي.

ولقوله: "لا عدوى"، انظر ما سلف برقم (7620).

ولقوله: "ولا طيرة"، انظر ما سلف برقم (7618).

ولقوله: "والعين حق" انظر ما سلف برقم (7883).

ص: 269

فِي الْعَبْدِ صَدَقَةٌ، إِلَّا صَدَقَةَ الْفِطْرِ " (1).

9456 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُصَرُّوا الْإِبِلَ وَالْغَنَمَ، فَمَنْ ابْتَاعَ مُصَرَّاةً فَهُوَ بِآخِرِ النَّظَرَيْنِ، إِنْ شَاءَ أَمْسَكَهَا، وَإِنْ شَاءَ رَدَّهَا بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ. وَلَا تَسْأَلِ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا. وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلَا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ "(2).

9457 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مَوْلَى شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ فِي الْمَسْجِدِ ضَالَّةً فَلْيَقُلْ: لَا أَدَّاهَا اللهُ إلَيْكَ،

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مخرمة بن بكير -وهو ابن عبد الله بن الأشج- فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (982)(10)، وابن خزيمة (2289)، والدارقطني 2/ 127 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإِسناد. وانظر (7295).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- لم يسمع من أبي هريرة، وانظر (9310).

المغيرة: هو ابن مِقْسَم الضَّبِّي.

ص: 270

فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِذَلِكَ " (1).

9458 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَيْوَةَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى غِفَارَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَمْنَعُوا (2) فَضْلَ الْمَاءِ، وَلَا تَمْنَعُوا الْكَلَأَ فَيَهْزُلَ الْمَالُ، وَيَجُوعَ الْعِيَالُ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو عبد الله مولى شداد -واسمه سالم بن عبد الله النَّصري- من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حيوة: هو ابن شريح، ومحمد بن عبد الرحمن: هو ابن نوفل الأسدي أبو الأسود يتيم عروة.

وأخرجه مسلم (568)، وابن ماجه (767)، وابن خزيمة (1302)، وأبو عوانة 1/ 406، والبيهقي 2/ 447 و 6/ 196 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وانظر (8588).

(2)

في (م): لا تبيعوا.

(3)

حديث صحيح دون قوله: "فيهزل المال

الخ"، وهذا إسناد قابل للتحسين، أبو سعيد مولى غفار تابعي لم يؤثر فيه جرح، وروى عنه اثنان ثقتان، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 573، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن حبان (4956) من طريق حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7324).

قوله: "فيهزل المال"، قال السندي: من هَزَلَ كنَصَرَ (قلنا: كذا في "القاموس"، وفي غيره: كضَرَبَ)، أي: يضعف المواشي فيقلُّ لبنُها، فيجوع =

ص: 271

9459 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ - إِنْ كَانَ قَالَهُ: - " جِهَادُ الْكَبِيرِ وَالضَّعِيفِ وَالْمَرْأَةِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ "(1).

= لذلك العيال.

(1)

إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن محمد بن إبراهيم التيمي لم يدرك أبا هريرة، وقوله في هذا الإسناد:"إن كان قاله" كأنه يشير إلى إرساله عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخرجه عبد الرزاق (9709) عن ابن جريج، عمن حدثه، عن يزيد بن الهاد، و (9710) عن إبراهيم، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.

واختُلِفَ في إسناده على يزيد بن عبد الله بن الهاد، فروي عنه منقطعاً بين محمد بن إبراهيم وأبي هريرة كما عند المصنِّف، وأخرجه كذلك سعيد بن منصور في "سننه"(2344) عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث الأنصاري المصري، عن يزيد بن الهاد، بهذا الإِسناد.

وخالف عَمْراً سعيدُ بنُ أبي هلال فوصله، فقد أخرجه النسائي 5/ 113، والطبراني في "الأوسط"(8746)، والبيهقي في "السنن" 4/ 350 و 9/ 23 من طرق عن الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وليس فيه:"إن كان قاله". قلنا: وعمرو بن الحارث أوثق وأضبط من سعيد بن أبي هلال.

وفي الباب عن عائشة أنها قالت: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد، فقال:"جهادكنَّ الحجُّ"، أخرجه البخاري (2875)، وسيأتي 6/ 67. وفي رواية في "المسند" 6/ 75:"الحج والعمرة هو جهاد النساء". =

ص: 272

9460 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ (1)، أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ رَبِيعَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا هَامَ، لَا هَامَ "(2).

= وعن أم سلمة مرفوعاً: "الحج جهاد كلِّ ضعيف"، أخرجه ابن ماجه (2902)، وسيأتي في مسندها 6/ 294، وإسناده منقطع.

وثالث من حديث طلحة بن عبيد الله عند ابن ماجه (2989)، والطبراني في "الأوسط" (6719) بلفظ:"الحج جهاد، والعمرة تطوع". قال البوصيري في "مصباح الزجاجة": في إسناده ابن قيس المعروف بمندل، ضعفه أحمد وابن معين وغيره، والحسن (يعني ابن يحيى الخشني) أيضاً ضعيف.

ورابع من حديث الحسين بن علي أو علي بن الحسين عند عبد الرزاق (8809)، وسعيد بن منصور (2342)، والبغوي في "الجعديات"(2478)، والطبراني في "الكبير"(2910)، ولفظه: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني جبان وإني ضعيف، قال:"هلم إلى جهاد لا شوكة فيه، الحج". قال الهيثمي في "المجمع" 3/ 206: رجاله ثقات.

وخامس من حديث الشفاء بنت عبد الله عند الطبراني في "الكبير" 24/ (792) وفيه قصة كقصة حديث الحسين بن علي. قال الهيثمي: فيه الوليد بن أبي ثور، ضعفه أبو زرعة وجماعة، وزكاه شريك.

(1)

نُسِبَ عمرو بن الحارث في (م) ونسخة على هامش (س) تيمياً، وهو خطأ من بعض النساخ ولم ترد في الأصول العتيقة ولا في المصادر التي خرجت الحديث. وعمرو بن الحارث أنصاري مولى لقيس بن سعد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. جعفر بن ربيعة: هو ابن شرحبيل بن حسنة.

وأخرجه أبو يعلى (6297)، والطبري في "تهذيب الآثار" في مسند علي ص 9، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2890) من طرق عن عبد الله بن =

ص: 273

* 9461 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ - قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا صَالِحٍ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ "(1).

وهب، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7620).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمارة بن غزية، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (482) عن هارون بن معروف، بهذا الإِسناد. وقرن بهارون عَمْرو بن سَوادٍ.

وأخرجه أبو داود (875)، والنسائي 2/ 226، وأبو عوانة 2/ 180، والطبراني في "الدعاء"(613)، والبيهقي 2/ 110، والبغوي (658) من طرق عن ابن وهب، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 234، والطبراني في "الدعاء"(611) و (612) من طريق يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، به.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1900)، وفيه:"وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقَمِنٌ أن يُستَجاب لكم".

قوله: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد"، قال السندي: الظاهر أن "ما" مصدرية، و"كان" تامة، والجارُّ متعلق بالقرب، وخبر "أقرب" محذوف، تقديره: حاصل له، وجملة "وهو ساجد" حال من ضمير "حاصل"، والمعنى: أقرب أكوان العبد من ربه تبارك وتعالى حاصل حين كونه ساجداً.

قال القرطبي: هذا أقرب بالرتبة والكرامة، لا بالمسافة والمساحة.

ص: 274

9462 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَحَدَكُمْ مَا قَعَدَ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، فِي صَلَاةٍ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَدْعُو لَهُ الْمَلَائِكَةُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ "(1).

9463 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَا أَنْزَلَ اللهُ عز وجل مِنَ السَّمَاءِ بَرَكَةً، إِلَّا أَصْبَحَ فريقٌ (2) مِنَ النَّاسِ بِهَا كَافِرِينَ، يُنَزِّلُ اللهُ عز وجل الْغَيْثَ، فَيَقُولُونَ: بِكَوْكَبِ كَذَا وَكَذَا "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي، ابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، وابن هرمز: هو عبد الرحمن الأعرج.

وأخرجه مسلم ص 460 (276) عن حرملة بن يحيى ومحمد بن سلمة المرادي، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (10307). وانظر ما سلف برقم (7430).

(2)

في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: كثير.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي يونس مولى أبي هريرة -واسمه سليم بن جبير- فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (72)(126) من طريق محمد بن سلمة المرادي وعمرو بن سوَّاد، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (8739).

ص: 275

9464 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ - يَعْنِي ابْنَ بَهْرَامَ -، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ لَهُ فِي السَّلَفِ الْخَالِي لَا يَقْدِرَانِ عَلَى شَيْءٍ، فَجَاءَ الرَّجُلُ مِنْ سَفَرِهِ، فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ جَائِعًا، قَدْ أَصَابَتْهُ مَسْغَبَةٌ شَدِيدَةٌ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: أَعِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، أَبْشِرْ أَتَاكَ رِزْقُ اللهِ. فَاسْتَحَثَّهَا فَقَالَ: وَيْحَكِ، ابْتَغِي إِنْ كَانَ عِنْدَكِ شَيْءٌ. قَالَتْ: نَعَمْ، هُنَيَّةً، نَرْجُو رَحْمَةَ اللهِ. حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَيْهِ الطَّوَلُ (1) قَالَ: وَيْحَكِ، قُومِي، فَابْتَغِي إِنْ كَانَ عِنْدَكِ خُبْزٌ، فَأْتِينِي بِهِ، فَإِنِّي قَدْ بُلِغْتُ (2) وَجَهِدْتُ. فَقَالَتْ: نَعَمْ، الْآنَ يَنْضَجُ التَّنُّورُ فَلَا تَعْجَلْ. فَلَمَّا أَنْ سَكَتَ عَنْهَا سَاعَةً، وَتَحَيَّنَتْ أَيْضًا أَنْ يَقُولَ لَهَا، قَالَتْ هِيَ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهَا: لَوْ قُمْتُ فَنَظَرْتُ إِلَى تَنُّورِي. فَقَامَتْ فَوَجَدَتْ تَنُّورَهَا مَلْآنَ جُنُوبَ الْغَنَمِ، وَرَحْيَيْهَا تَطْحَنَانِ، فَقَامَتْ إِلَى الرَّحَى، فَنَفَضَتْهَا وَاستَخْرَجَتْ (3) مَا فِي تَنُّورِهَا مِنْ جُنُوبِ الْغَنَمِ.

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: الطوى، وهو الجوع، والمثبت من النسخ العتيقة، قال الزمخشري في "أساس البلاغة" ص 399: ومن المجاز: طال طَوْلُك: إذا طال تماديه في الأمر أو تراخيه عنه.

(2)

في (عس) و (ل) و (ك): أبلغت، والمثبت من (م) والنسخ المتأخرة، وهو الموافق لما في معاجم اللغة، قال في "لسان العرب": بُلِغَ فلانٌ، أي: جُهِدَ.

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: وأخرجت.

ص: 276

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ عَنْ قَوْلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَخَذَتْ مَا فِي رَحْيَيْهَا وَلَمْ تَنْفُضْهَا لَطَحَنَتْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (1).

9465 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ وَعَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَنَازَعُونَ فِي الشَّجَرَةِ الَّتِي اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَحْسَبُهَا الْكَمْأَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ لِلسُّمِّ "(2).

(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وسيأتي بنحوه من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة برقم (10658).

قوله: "لا يقدران على شيء"، قال السندي: أي: لفقدهما.

"مسغبة": جوع.

"فاستحثها"، أي: طلب منها بسرعة.

"هُنية" بالتصغير، أي: اصبر قليلاً.

"رَحْيَيْها" تثنية الرَّحى، والمراد الطرفان.

(2)

حديث حسن دون قصة الشجرة، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وانظر تفصيل الكلام على إسناده عند الحديث رقم (8002).

وأخرج قصة العجوة فقط الدارمي (2840) عن يزيد بن هارون، عن عباد بن منصور وحده، بهذا الإِسناد.

"اجتثت"، أي: قُطِعت.

ص: 277

9466 -

حَدَّثَنَا فَزَارَةُ بْنُ عَمْرَ (1)، قَالَ: أَخْبَرَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (2)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَأَرْمَلَ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ، وَاحْتَاجُوا إِلَى الطَّعَامِ، فَاسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَحْرِ الْإِبِلِ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَجَاءَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِبِلُهُمْ تَحْمِلُهُمْ وَتُبَلِّغُهُمْ عَدُوَّهُمْ، يَنْحَرُونَهَا؟ بَلْ ادْعُ يَا رَسُولَ اللهِ بِغُبَّرَاتِ الزَّادِ، فَادْعُ اللهَ عز وجل فِيهَا بِالْبَرَكَةِ. قَالَ:" أَجَلْ ". قَالَ: فَدَعَا بِغُبَّرَاتِ الزَّادِ، فَجَاءَ النَّاسُ بِمَا بَقِيَ مَعَهُمْ، فَجَمَعَهُ ثُمَّ دَعَا اللهَ عز وجل فِيهِا بِالْبَرَكَةِ، وَدَعَاهُمْ (3) بِأَوْعِيَتِهِمْ فَمَلَأَهَا وَفَضَلَ فَضْلٌ كَثِيرٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ:" أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَمَنْ لَقِيَ اللهَ عز وجل بِهِمَا (4) غَيْرَ شَاكٍّ دَخَلَ الْجَنَّةَ "(5).

(1) تحرف في (م) إلى: عَمْرو.

(2)

قوله: "عن أبيه" ليس في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة، وأثبتناه من النسختين العتيقتين (ظ 3) و (عس).

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة عدا (ك): ودعا.

(4)

هكذا في (م) والنسخ المتأخرة، وهي رواية مسلم، وفي (ظ 3) و (عس): بها.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فزارة بن عمر لم يرو عنه غير الإِمام أحمد، وقال عنه أبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف": لا أعرفه، وقال الحسيني في "الإكمال": فيه نظر، قلنا: وهو متابع، وفليح بن سليمان -وإن روى =

ص: 278

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= له البخاري- ليس بذاك القوي، وهو حسن الحديث في المتابعات، وقد خولف في إسناد هذا الحديث، فقد رواه من هو أوثق منه، فأدخل في الإِسنادين بين سهيل بن أبي صالح وأبيه سليمان الأعمش، كما سيأتي في التخريج لاحقاً.

وأخرجه كما عند المصنف ابن منده في "الإيمان" بإثر الحديث (36) من طريق يحيي بن صالح الوحاظي، و (89) من طريق المعافى بن سليمان، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 467 من طريق أبي غزية محمد بن موسى بن مسكين، ثلاثتهم عن فليح بن سليمان، بهذا الإِسناد. واقتصر الخطيب في روايته على قول النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث: "أشهد أن لا إله إلا الله

".

وقد روي الحديث عن سهيل، عن الأعمش، عن أبي صالح بإدخال الأعمش بين سهيل بن أبي صالح وأبيه، فقد أخرجه النسائي في "الكبرى"(8796)، وأبو عوانة 1/ 8 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، به.

تنبيه: جاء في رواية النسائي "عبد العزيز" غير منسوب، فجعله المزي في "تحفة الأشراف" 9/ 356 عبد العزيز الدراوردي، وهو خطأ فيما نظن، فقد جاء منسوباً في رواية أبي عوانة أنه ابن أبي حازم، فالأَوْلى حملُه عليه، والله أعلم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8797)، وأبو عوانة 1/ 8 من طريق قتادة بن الفضل، وابن منده في "الإِيمان"(35)، والبغوي (53) من طريق وكيع بن الجراح، كلاهما عن الأعمش، عن أبي صالح، به. ووقع في رواية وكيع:"عن أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري" على الشك. ورواية وكيع مختصرة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أشهد أن لا إله إلا الله

الخ".

وقد رواه أبو معاوية الضرير عن الأعمش، على أبي صالح على الشك أيضاً:"عن أبي هريرة أو أبي سعيد"، وستأتي روايته في مسند أبي سعيد الخدري 3/ 11 - وهي في "صحيح مسلم"(27)(45).

وأخرجه بنحوه مسلم (27)(44)، والنسائي (8794)، وأبو عوانة 1/ 8 - 9، =

ص: 279

9467 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنْتَ نَهَيْتَ النَّاسَ أَنْ يَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: لَا لَعَمْرُ

= وابن منده (90)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 228 - 229، 6/ 120 من طرق عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن أبي صالح، به.

وقد روي من هذا الطريق مرسلاً، فقد أخرجه النسائي (8795) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن أبي صالح، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وانظر الحديث السالف برقم (8624).

وفي الباب عن أبي عمرة الأنصاري، سيأتي 3/ 417 - 418. وإسناده جيد.

وعن أبي خنيس الغفاري عند البزار (2419 - كشف الأستار)، والطبراني في "الأوسط"(3552)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 122. قال الهيثمي 8/ 304: ورجاله ثقات، وحسن إسناده الحافظ في "الإِصابة" 7/ 110.

وعن عمر بن الخطاب عند أبي يعلى (230)، وإسناده ضعيف.

وفي باب قول النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث: "أشهد أن لا إله إلا الله

" عن عثمان بن عفان، سلف برقم (447) و (464) و (498).

وعن أنس بن مالك في أحاديث، ستأتي 3/ 116 و 131 و 135 و 157.

وعن أبي ذر الغفاري، وسيأتي 5/ 166.

وعن معاذ بن جبل، وسيأتي 5/ 229.

وعن عبادة بن الصامت، وسيأتي 5/ 313 - 314 و 318.

وعن أبي الدرداء، وسيأتي 6/ 442.

قوله: "فأرمل فيها المسلمون"، قال السندي: أي: افتَقَر.

و"غُبَّرات الزاد" بضم غين وفتح موحدة مشددة، أي: بقاياه.

ص: 280

اللهِ، غَيْرَ أَنَّ (1) وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ، وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا فِي أَيَّامٍ يَصُومُهُ فِيهَا ".

قَالَ: فَجَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنْتَ نَهَيْتَ النَّاسَ أَنْ يُصَلُّوا فِي نِعَالِهِمْ؟ قَالَ: لَا لَعَمْرُ اللهِ، غَيْرَ أَنْ (1) وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ، وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَى هَذَا الْمَقَامِ وَإِنَّ عَلَيْهِ نَعْلَيْهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُمَا عَلَيْهِ (2).

9468 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ -، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ ثُمَّ جَلَسَ، لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ أَوْ يَقُومْ "(3).

(1) المثبت من (ظ 3) و (عس) و (ك)، وهي المخففة من "أنَّ" الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف، وفي (م) والنسخ المتأخرة: أني.

(2)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل الحارثي -وهو زياد الحارثي-، سبقت ترجمته عند الحديث (7384). أبوعوانة: الوضاح بن عبد الله. وأخرجه الطحاوي 1/ 511 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد. وانظر (8772).

(3)

حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً وقد عنعنه- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، والعلاء بن عبد الرحمن: هو ابن يعقوب الحرقي. وانظر (7551).

ص: 281

9469 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عُمَرِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ (1) -، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ فِرَاشَهُ فَلْيَنْزِعْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ، ثُمَّ لِيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا حَدَثَ عَلَيْهِ بَعْدَهُ، ثُمَّ لِيَضْطَجِعْ عَلَى جَنْبِهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ (2) بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ "(3).

9470 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ

(1) ما بين معترضتين ليس في (ظ 3) و (ك).

(2)

المثبت من (ظ 3)، وفي (م) وباقي النسخ: حفظت.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(257) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1210)، ومسلم (2714) من طريق عبدة بن سليمان، والبخاري في "الأدب"(1217)، ومسلم (2714)، وابن حبان (5534) من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" -كما في "الفتح" 11/ 128 - ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 139 (رواية ابن حجر من طريق الطبراني في "الأوسط") من طريق إسماعيل بن زكريا، والطبراني في "الدعاء"(257) من طريق عثمان بن أبي شيبة وأبي أسامة، خمستهم عن عبيد الله بن عمر، به. =

ص: 282

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا زَنَتْ خَادِمُ أَحَدِكُمْ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتِ الثَّانِيَةَ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتِ الثَّالِثَةَ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتِ الرَّابِعَةَ فَلْيَجْلِدْهَا وَلْيَبِعْهَا بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ " أَوْ " بِضَفِيرٍ مِنْ شَعَرٍ "(1).

9471 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الْإِسْلَامَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا "(2).

9472 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ،

= وسيأتي برقم (9590) من طريق زهير بن معاوية، عن عبيد الله بن عمر. وانظر ما سلف برقم (7811).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. وسيتكرر برقم (9571).

وأخرجه مسلم (1703)(31)، وأبو داود (4471)، والنسائي في "الكبرى"(7244) من طريق محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد، به.

وسيأتي برقم (10405). وسلف الحديث برقم (7395) لكن عن سعيد المقبري، ولم يذكر فيه أباه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7846).

ص: 283

وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمُ الشَّهْرُ، فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ " (1).

9473 -

حَدَّثَنَا غَسَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ شِفَاءٌ من كُلِّ (2) دَاءٍ إِلَّا السَّامَ ". وَالسَّامُ: الْمَوْتُ (3).

9474 -

حَدَّثَنَا غَسَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَعَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ الْأَذَانَ وَالْإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ، فَلَا يَدَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ مِنْهُ "(4).

(1) حديث صحيح، الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، لكن للحديث طرق أخرى يصحُّ بها، انظر ما سلف برقم (7516)، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1244) من طريق عمار بن خالد الواسطي، عن يحيي بن سعيد الأُموي، بهذا الإِسناد. وقال: لم يرو هذا الحديثَ عن حجاج إلا يحيى.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: شفاء لكل.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. غسان: هو ابن الربيع الأزدي البصري. وانظر (7287).

(4)

إسناده حسن من الطريق الأول، وإسناده الثاني -وهو حماد، عن يونس بن عبيد، عن الحسن البصري- منقطع، فإن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. =

ص: 284

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لكن قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 123 - 124 و 256 - 257: سألت أبي عن حديث رواه روح بن عبادة، عن حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -وذكر حديثنا هذا-، وروح أيضاً عن حماد، عن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة مثله، وزاد فيه:"وكان المؤذن يوذن إذا بَزَغَ الفجرُ"، قال أبي: هذان الحديثان ليسا بصحيحين، أما حديث عمار فعن أبي هريرة موقوف، وعمار ثقة، والحديث الآخر ليس بصحيح.

قلنا: وسيأتي الحديث عن روح، عن حماد، بهذا الإِسناد برقم (10629)، وحديث عمار برقم (10630). وفيه الزيادة. ولم نقف عليه موقوفاً على أبي هريرة كما قال أبو حاتم!

وأخرجه أبو داود (2350)، والدارقطني 2/ 165، والحاكم 1/ 203 من طرق عن حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

وصححه الحاكم على شرط مسلم، مع أن مسلماً خرّج لمحمد بن عمرو متابعة، ولم يحتجَّ به.

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/ 348. وإسناده ضعيف.

قوله: "إذا سمِع أحدكم الأذان"، قال السندي: قال الخطابي: أي: أذان بلال، لأنه كان يؤذِّن بليلٍ، فقيل لهم: كلوا واشربوا حتى يؤذِّن ابن أم مكتوم، فإنه لا يوذن حتى يطلع الفجرُ، وكذا ظاهر قوله تعالى:{حتى يتَبَيَّن لكم الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ من الفَجْرِ} يرى أن مدار الأمر على تبيُّن الفجر، وهو يتأخر عن أوائل الفجر، فيجوز الشرب حينئذٍ إلى أن يتبين. لكن هذا خلافُ المشهور بين العلماء، فلا اعتماد عليه عندهم، وكذا القول بأن طلوع الفجر لما كان من الأمور الخفية جداً، وهو مما يقع في الاشتباه والالتباس والخطأ كثيراً، فقول المؤذن في مثله لا يفيد الظنَّ بل الحاصل به الشك، والليل كان ثابتاً بيقين، فحكمه لا يزول بالشك، فالحديث مبنيٌّ على هذا، فإن هذا مخالف لما عليه العلماءُ في هذا الباب، والله تعالى أعلم بالصواب.

وانظر "فتح الباري" 4/ 135 - 136.

ص: 285

9475 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عز وجل ".

قَالَ: فَلَمَّا كَانَتِ الرِّدَّةُ قَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ: تُقَاتِلُهُمْ وَقَدْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللهِ لَا أُفَرِّقُ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، وَلَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا. قَالَ: فَقَاتَلْنَا مَعَهُ، فَرَأَيْنَا ذَلِكَ رَشَدًا (1).

9476 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحَمِيرِ: فِيهَا زَكَاةٌ، فَقَالَ:" مَا جَاءَنِي فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ الْفَاذَّةُ: {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8] "(2).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (67) في مسند أبي بكر الصديق، وسلف تخريجه هناك. وقد فاتنا هناك أن نحيله إلى هذا الموضع من مسند أبي هريرة.

وانظر ما سلف برقم (8163).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. =

ص: 286

9477 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَضَمَّنَ اللهُ لِمَنْ يَخْرُجُ فِي سَبِيلِهِ، أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرُدَّهُ إِلَى مَنْزِلِهِ، نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ "(1).

9478 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ "(2).

9478/ 1 - وَكَذَا حَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ كَمَا قَالَ مُحَمَّدٌ:" أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ "(3).

= وانظر (7563).

(1)

إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 287 عن أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وانظر (9187).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي. وانظر (7169).

(3)

حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيئ الحفظ- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أسود: هو ابن عامر.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2186) من طريق أبي غسان =

ص: 287

9478/ 2 - وَكَذَا قَالَ - يَعْنِي - ابْنَ فُضَيْلٍ أَيْضًا (1).

9478/ 3 - وَزَائِدَةُ أَيْضًا حَدَّثَنَاهُ مُعَاوِيَةُ - يَعْنِي - عَنْهُ (2).

9479 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ "(3).

9480 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقَدْ (4) هَمَمْتُ أَنْ لَا أَتَخَلَّفَ عَنْ سَرِيَّةٍ تَخْرُجُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا

= مالك بن إسماعيل النهدي، عن شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد. وانظر (7169).

(1)

يعني عن الأعمش. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وابن فضيل: هو محمد بن فضيل بن غزوان شيخ المصنف. وسلف هذا الحديث عن محمد بن فضيل برقم (7169).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلَّب، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (2404) عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد. وانظر (7169).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. وانظر (7508).

(4)

لفظة: "لقد" ليست في (ظ 3) و (عس).

ص: 288

أَحْمِلُهُمْ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ " (1).

9481 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا بِعَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ. قَالَ:" لَا تُطِيقُونَهُ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ: قَالُوا: أَخْبِرْنَا فَلَعَلَّنَا نُطِيقُهُ. قَالَ: " مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللهِ، لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ، وَلَا صَلَاةٍ، حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ إِلَى أَهْلِهِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 287، ومسلم (1876)(106) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 465، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 5/ 28، وابن حبان (4736)، والبغوي (2614) عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

وأخرجه مسلم (1876)(106)، وأبو عوانة 5/ 28 من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

وأخرجه بنحوه مسلم (1876)(107) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به.

وسيأتي الحديث من طريق يحيي بن سعيد الأنصاري بأطول مما هنا برقم (10126) و (10442). وانظر ما سلف برقم (7157).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. =

ص: 289

9482 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عُذِّبَتْ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ، رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تُرْسِلْهَا فَتَأْكُلَ مِنْ حَشَرَاتِ الْأَرْضِ "(1).

9483 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ

= وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 287، ومسلم (1878)، وابن حبان (4627) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد.

وأخرجه بنحوه سعيد بن منصور (2320)، وابن أبي شيبة 5/ 333، ومسلم (1878)، والترمذي (1619)، وأبو عوانة 5/ 44 - 45 و 45، والبيهقي في "السنن" 9/ 158، وفي "الشعب"(4218) من طرق عن سهيل، به.

وأخرجه بنحوه ابن المبارك (11)، وعبد الرزاق (9530)، والبخاري (2787)، والنسائي 6/ 17 و 18، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(29) و (30)، وأبو يعلى (5845) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.

وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(13) عن محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 173 من طريق محمد بن عجلان، عن أبيه، كلاهما عن أبي هريرة.

وسيأتي الحديث من طريق شعبة، عن سهيل برقم (9927)، وسلف نحوه برقم (8540) من طريق أبي حصين، عن أبي صالح.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام بن عروة: هو ابن الزبير بن العوام.

وأخرجه مسلم (2243) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وانظر (7847).

ص: 290

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ (1): رَأَيْتُهُ يَضْرِبُ جَبْهَتَهُ بِيَدِهِ وَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، تَزْعُمُونَ أَنِّي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لِيَكُنْ لَكُمُ الْمَهْنَأُ، وَعَلَيَّ الْإِثْمُ، أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَمْشِ فِي الْأُخْرَى حَتَّى يُصْلِحَهَا، وَإِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَتَوَضَّأْ حَتَّى يَغْسِلَهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ "(2).

(1) القائل هنا هو أبو رزين.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي رزين -واسمه مسعود بن مالك الأسدي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9797) من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد.

وأخرج الشطر الأول منه البخاري في "الأدب المفرد"(956)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 218 من طريق أبي معاوية، به.

وأخرجه أيضاً ابن أبي شيبة 8/ 416، ومسلم (2098) من طريق عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، به.

وأخرج شطر الثاني ابن ماجه (363) من طريق أبي معاوية، به. وانظر (7447).

قوله: "لكم المهنأ"، قال السندي: بفتح ميم سكون هاء وفتح نون، آخره همزة، وقد تخفف: هو ما أتاك بلا مشقةٍ، والحاصل أنكم إذا أخذتم بالحديث الذي رويت لكم وعملتم به، ذلكم الأجر لأنكم عملتم به على أنه حديث رسول اللُه صلى الله عليه وسلم، وإن كنت كاذباً في الرواية يكون الإثمُ عليَّ، وأيُّ عاقل يرضى بذلك، فتَرَوْنَ أني أفعل؟!

ص: 291

9484 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَدَنَا (1) وَأَنْصَتَ وَاسْتَمَعَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ "، قَالَ:" وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا "(2).

(1) لفظة: "فدنا" سقطت من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 97، ومسلم (857)(27)، وأبو داود (1050)، وابن ماجه (1025) و (1090)، والترمذي (498)، وابن خزيمة (1756) و (1818)، وابن حبان (1231)، والبيهقي 3/ 223 من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.

واقتصر ابن ماجه في موضعه الأول على مس الحصى، ورواية ابن حبان ليس فيها مس الحصى، وسقط من مطبوع ابن خزيمة في الموضع الثاني أبو معاوية.

وأخرجه أبو عوانة في الجمعة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 133 من طريق يحيى بن سعيد الأموي، عن الأعمش، به.

وأخرجه مسلم (857)(26)، وأبو عوانة في الجمعة أيضاً، وابن حبان (2780)، والبغوي (1059) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، وعندهم "من اغتسل"، بدل:"من توضأ"، ولم يذكروا فيه مس الحصى.

وأخرجه بنحوه الطيالسي (2364)، وأبو داود (343)، وابن خزيمة (1762)، والحاكم 1/ 283، والبيهقي 3/ 243 من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقرنوا بأبي هريرة أبا سعيد، وبأبي سلمة أبا أمامة بن سهل -إلا الطيالسي-، وسيأتي في "المسند" من هذا الطريق 3/ 81. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! =

ص: 292

9485 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ أُهْدِيَتْ لِي ذِرَاعٌ لَقَبِلْتُ، وَلَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ "، قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ:" لَوْ أُهْدِيَ (1) إِلَيَّ ذِرَاعٌ "(2).

= قلنا: ومحمد بن إسحاق روى له مسلم في المتابعات، ولم يحتج به.

وأخرج ابن خزيمة (1803)، والبيهقي 3/ 243 من طريق صالح بن كيسان، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً:"إذا كان يوم الجمعة فاغتسل الرجلُ، وغسل رأسه، ثم تطيب من أطيب طِيبِه، ولبس من صالح ثيابه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يُفَرِّق بين اثنين، ثم استمعَ للإِمام غُفِرَ له من الجمعة وزيادة ثلاثة أيام" وإسناده صحيح.

وأخرج أبو يعلى (6549) من طريق عبيد الله بن عمر، عن المقبري، عن أبي هريرة، مرفوعاً:"من اغتسل يومَ الجمعة، ولبس من أحسن ثيابه، وغَدَا وابتكر حتى يأتي، فاستمع وأنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى" وفي إسناده سويد بن سعيد، وهو ضعيف.

وانظر ما سلف برقم (7129).

وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي 5/ 177 و 180.

وعن سلمان الفارسي، سيأتي 5/ 438 و 440.

وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط"(7395)، وإسناده ضعيف.

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: "لو أُهْدِيَتْ " بالتاء، وهو خطأ، إذ لا فرق حينئذٍ بين رواية وكيع وبين رواية أبي معاوية.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

وأخرجه البخاري (5178) من طريق أبي حمزة محمد بن ميمون، وابن حبان (5291)، والبغوي (1609) من طريق أسباط بن محمد، كلاهما عن سليمان بن =

ص: 293

9486 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ. وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَثْقَلُ الصَّلَاةِ عَلَى

= مهران الأعمش، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 6/ 169 من طريق وكيع وحده، به.

وسيأتي الحديث برقم (10212) و (10243) و (10651).

وأخرج ابن عدي 5/ 1688 من طريق عمر بن يزيد، عن عطاء، عن أبي هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس الصوف، ويجلس على الأرض ويأكل عليها، ويركب الحمار، ويعتقلُ الشاة ويحتلبُها، ويُجيبُ دعوة الملوك ويقول:"لو دُعِيتُ إلى كُراعٍ لأجبتُ" وعمر بن يزيد قال ابن عدي: منكر الحديث عن عطاء وغيره، وقال: هذا الحديث عن عطاء غير محفوظ.

وأخرج أيضاً 5/ 1937 من طريق عبد الواحد بن سليمان، عن عبد الله بن عون، عن ابن سيربن، عن أبي هريرة، مرفوعاً:"لو دعيت إلى كراعٍ لأجبت، ولو أهدي إليَّ كراع لقبلت". وقال عقبه: لا يتابِعُ عبدَ الواحد عليها (أي على أحاديثه) أحدٌ، يتفرد به عن ابن عون.

وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي في "المسند" 3/ 209.

وعن أم حكيم بنت وداع عند الطبراني في "الكبير" 25/ (392).

قوله: "كراع" قال الحافظ في "الفتح" 9/ 245: بضم الكاف وتخفيف الراء وآخره عين مهملة: هو مُستَدقُّ الساق من الرِّجْل، ومن حدِّ الرسغ من اليد، وهو من البقر والغنم بمنزلة الوظيف من الفرس والبعير، وقيل: هو ما دون الكعب من الدواب، وقال ابن فارس: كراع كل شيء: طرفه.

ثم قال: وفي الحديث دليل على حسن خُلُقه صلى الله عليه وسلم وتواضعه وجبره لقلوب الناس، وعلى قَبُول الهدية وإجابة من يدعوه إلى منزله، ولو علم أن الذي يدعوه إليه شيء قليل، وفيه الحضُّ على المواصلة والتحابِّ والتآلف، وإجابة الدعوة لما قلَّ أو كثُر، وقبول الهدية كذلك.

ص: 294

الْمُنَافِقِينَ، صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ الْمُؤَذِّنَ فَيُؤَذِّنَ (1)، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزُمُ الْحَطَبِ إِلَى قَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الصَّلَاةِ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ " (2).

9487 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ مَوْلَى اللَّيْثِيِّينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا سَبَقَ إِلَّا فِي

(1) لفظة: "فيؤذن" سقطت من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله الهَمْداني.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 332، ومسلم (651)(252)، وأبو داود (548)، وابن ماجه (791) و (797)، وابن خزيمة (1484)، وأبو عوانة 2/ 5، والبيهقي 3/ 55 من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (651)(252)، وابن خزيمة (1484)، وأبو عوانة 2/ 5 من طريق عبد الله بن نمير، به.

وأخرجه عبد الرزاق (1987)، والبخاري (657)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 169، وفي "شرح مشكل الآثار"(5873)، والبغوي (792) من طرق عن الأعمش، به.

وسيأتي من طريق الأعمش برقم (10016 م) و (10100) و (10217) و (10877)، واقتصر في الموضعين الأولين على الشطر الأول منه، وسلف هذا الشطر بنحوه من طريق سميّ، عن أبي صالح برقم (7226) بلفط: "لو يعلمُ الناسُ ما في العشاء

".

وأما الشطر الثاني فقد سلف برقم (8903) من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح.

ص: 295

حَافِرٍ أَوْ خُفٍّ " (1).

9488 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ رَآنِي فِي مَنَامِهِ، فَقَدْ رَأَى (2) الْحَقَّ، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي "(3).

9489 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ -، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ. وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ "(4).

9490 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:" يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ ".

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي الحكم، وسلف الكلام عليه عند الحديث (7482). محمد بن عمرو: هو ابن علقمة الليثي.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: من رآني في المنام فقد رآني.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7553).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1155)(171)، والدارقطني 2/ 178 من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن عُلية وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (1726)، والبخاري (1933)، وأبو داود (2398)، والنسائي في "الكبرى"(3276)، وأبو يعلى (6058)، وابن خزيمة (1989)، وابن حبان (3519)، والبيهقي 4/ 229، والبغوي (1754) من طرق عن هشام بن حسان، به. وانظر (9136).

ص: 296

قَالَ هِشَامٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).

9491 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ (2) بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الثَّيِّبُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ:" أَنْ تَسْكُتَ "(3).

9492 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَامِرٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عُرِضَ عَلَيَّ أَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَأَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ، فَأَمَّا أَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: فَالشَّهِيدُ، وَعَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَنَصَحَ لِسَيِّدِهِ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ، وَأَمَّا أَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ: فَأَمِيرٌ مُسَلَّطٌ، وَذُو ثَرْوَةٍ مِنْ مَالٍ لَا يُعْطِي حَقَّ مَالِهِ، وَفَقِيرٌ فَخُورٌ "(4).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، وسلف الكلام عليه مفصلاً برقم (7983). إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن عُليَّة.

(2)

زِيْدَ في (م) بين إسماعيل والحجاج: هشامٌ، وهو خطأ، لم يرد في شيء من الأصول الخطية.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7404).

(4)

إسناده ضعيف، عامر -وهو ابن عقبة، وقيل ابن عبد الله- العقيلي، لم =

ص: 297

9493 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا

= يرو عنه غير يحيى بن أبي كثير، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي: لا يُعرف، وكذا أبوه لا يُعرف، ووقع في رواية الحاكم: عامر بن شبيب، ونسب في "الثقات" لابن حبان 7/ 250: عامر بن عبد الله بن شقيق، وبناءً عليه فقد أورد الحافظ ابن حجر في "التهذيب" احتمالية أن يكون الاسم عند الحاكم محرفاً عن شقيق، والله تعالى أعلم.

وأخرجه الطيالسي (2567)، وابن أبي شيبة 14/ 124، وابن خزيمة (2249)، والحاكم 1/ 387، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(80)، والبيهقي 4/ 82، والمزي في ترجمة عامر بن عقبة العقيلي من "تهذيب الكمال" 14/ 71 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: عامر بن شبيب العقيلي شيخ من أهل المدينة مستقيم الحديث! وهذا أصل في هذا الباب تفرد به عنه يحيى بن أبي كثير ولم يخرجاه.

وأخرجه عبد بن حميد (1446) من طريق حميد بن مهران، عن يحيى بن أبي كثير، به.

وأخرج شطره الأول ابن أبي شيبة 5/ 351 عن يزيد بن هارون، وابن حبان (4312)(7248) من طريق معاذ بن هشام، كلاهما عن هشام الدستوائي، به.

وأخرج شطره الثاني ابن حبان (7481) من طريق معاذ بن هشام الدستوائي، عن أبيه، به.

وأخرجه بشطريه ابن عدي 4/ 1429 من طريق طلحة بن زيد، عن الخليل بن مرة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف جداً.

وسيأتي برقم (10205) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير.

ص: 298

فَإِنَّهُ يُنْقِصُ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ، إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ " (1).

9494 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ - يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ -، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ: أَنَّهُ خَافَ زَمَنَ زِيَادٍ - أَوْ ابْنِ زِيَادٍ - فَأَتَى الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَانْتَسَبَنِي فَانْتَسَبْتُ (2)، فَقَالَ: يَا فَتَى، أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَرْحَمُكَ اللهُ. قَالَ: " إِنَّ مِنْ (3) أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ، قَالَ: يَقُولُ رَبُّنَا عز وجل لِمَلَائِكَتِهِ، وَهُوَ أَعْلَمُ: انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي، أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ. ثُمَّ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُليَّة.

وأخرجه مسلم (1575)(59) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (2322) عن معاذ بن فضالة، عن هشام الدستوائي، به.

وأخرجه البخاري (3324)، ومسلم (1575)(59)، وابن ماجه (3204)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 56، وفي "شرح مشكل الآثار"(4682)، وابن حبان (5652) و (5654)، والبيهقي 6/ 10 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإِسناد. وانظر (7621).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: فانتسبت له.

(3)

لفظة: "من" جاءت في (م) والنسخ المتأخرة بعد قوله: "يوم القيامة".

ص: 299

تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ " قَالَ يُونُسُ: وَأَحْسَبُهُ قَدْ ذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (1).

9495 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا يُؤْمَنُ الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ فِي صَلَاتِهِ قَبْلَ الْإِمَامِ، أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ "(2).

9496 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ إِذَا صَلَّى

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وسلف الكلام عليه برقم (7902). الحسن: هو البصري.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 34، وأبو داود (864)، والحاكم 1/ 262، والبيهقي 2/ 386 من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، عن يونس بن عُبيد، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

وأخرجه البخاري 2/ 33 - 34 من طريق عبد الوارث، عن يونس، به، موقوفاً. وأخرجه أيضاً 2/ 33 من طريق قتادة، عن الحسن، به.

وأخرجه 2/ 34 من طريق قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة. ولم يذكر أنس بن حكيم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (427)(115) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد، وانظر (7534).

ص: 300

أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ، أَوْ (1) عَنْ يَمِينِهِ - أَوْ عَنْ شِمَالِهِ " (2).

(1) لفظة "أو" سقطت من (ظ 3) و (عس).

(2)

إسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن إسماعيل، ويقال: إسماعيل بن إبراهيم السلمي، ويقال: الشيباني، وحجاج بن عبيد، ويقال: ابن أبي عبد الله، ويقال: ابن يسار؛ مجهولان، وليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف، وأسانيد الحديث فيها اضطراب.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 208، وعنه ابن ماجه (1427) عن إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإِسناد. وفيه زيادة: يعني السبحة.

وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 1/ 340، وأبو داود (1006)، والبيهقي 2/ 190 من طريق حماد بن زيد، وأبو داود (1006)، والبغوي (706) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن ليث بن أبي سليم، به. ولفظه عند البيهقي:"إذا أراد أحدكم أن يتطوع بعد الفريضة فليتقدم أو ليتأخر، أو عن يمينه أو عن شماله".

وأخرجه البخاري 1/ 340 من طريق شيبان النحوي، عن ليث، عن حجاج بن أبي عبد الله، به. سمى حجاجاً ابن أبي عبد الله.

وأخرجه أيضاً 1/ 341 من طريق أبي جعفر الرازي، عن ليث، عن حجاج بن يسار، به. سمى حجاجاً ابنَ يسار، وأبو جعفر الرازي سيئ الحفظ.

وأخرجه البيهقي 2/ 190 من طريق معتمر بن سليمان، عن ليث، عن حجاج بن عبيد، عن إسماعيل بن إبراهيم، به. فانقلب اسم إبراهيم بن إسماعيل عنده، ونقل عن البخاري أنه قال: إسماعيل بن إبراهيم أصح، والليث يضطرب فيه.

وذكره البخاري 1/ 340 عن همام بن يحيى، عن ليث، عن أبي حمزة، قال: حُدِّثتُ به، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال البخاري بعد هذه الأسانيد: لم يثبت هذا الحديث. وقال في "صحيحه" في باب مكث الإِمام في مصلاه من كتاب الأذان، ويذكر عن أبي هريرة رفعه: =

ص: 301

9497 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ "(1).

9498 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ "(2).

= لا يتطوع الإمام في مكانه. ولم يصحَّ.

وفي الباب عن المغيرة بن شعبة عند أبي داود (616)، وابن ماجه (1428).

ولفظه: "لا يصلِّ الإِمام في الموضع الذي صلى فيه حتى يتحول"، وإسناده منقطع.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، وهو مكرر (7148)، وسلف الكلام عليه هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وسماع إسماعيل ابن علية منه قبل اختلاطه، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وزرارة: هو ابن أوفى العامري.

وأخرجه مسلم (127)(202) من إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 53، ومسلم (127)(202)، وابن ماجه (2040)، وأبو عوانة 1/ 78، وابن منده في "الإِيمان"(350) من طرق عن سعيد بن أبي =

ص: 302

9499 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ:" الْإِيمَانُ يَمَانٍ، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، رَأْسُ الْكُفْرِ الْمَشْرِقُ، وَالْكِبْرُ وَالْفَخْرُ فِي الْفَدَّادِينَ: أَصْحَابِ الْوَبَرِ "(1).

9500 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَالْعَمَّةُ عَلَى بِنْتِ أَخِيهَا، وَالْمَرْأَةُ عَلَى خَالَتِهَا، وَالْخَالَةُ عَلَى بِنْتِ أُخْتِهَا، لَا تُنْكَحُ الصُّغْرَى عَلَى الْكُبْرَى، وَلَا الْكُبْرَى عَلَى الصُّغْرَى (2).

= عروبة، به. وانظر (7470).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو مصعب -واسمه هلال بن يزيد المازني- روى عنه ثلاثةٌ، وأورده البخاري وابن أبي حاتم، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والجُريري -وهو سعيد بن إياس- رواية إسماعيل ابن علية عنه قبل اختلاطه.

وقد سلف هذا الحديث من طرق صحيحة عن أبي هريرة، وانظر (8846).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن أبي هند، فمن رجال مسلم.

وأخرجه عبد الرزاق (10758)، وسعيد بن منصور (652)، وابن أبي شيبة 4/ 246، وإسحاق بن راهويه (154) و (155) و (156)، والدارمي (2178)، وأبو داود (2065)، والترمذي (1126)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 98، وفي =

ص: 303

9501 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ:" الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكِتَابِهِ وَلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الْآخِرِ ".

قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: " الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤْتِيَ (1) الزَّكَاةَ

= "الكبرى"(5430)، وابن الجارود (685)، وأبو يعلى (6641)، والطحاوي في "شرح المشكل"(5951)، وابن حبان (4117) و (4118)، والبيهقي 7/ 166 من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإِسناد. وبعضهم يرويه مختصراً.

وعلَّقه البخاري بإثر الحديث (5108) من طريق داود بن أبي هند، به.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(628) من طريق سُليم مولى الشعبي، عن الشعبي، به. وإسناده ضعيف لضعف سُليم مولى الشعبي ولجهالة مَن تحته.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5431)، والبيهقي 7/ 166 من طريق عبد الله بن عون، عن الشعبي، عن أبي هريرة، موقوفاً.

وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" بشرح علي القاري ص 255 عن الشعبي، عن أبي هريرة وجابر، به.

وأخرجه الخباري (5108)، والنسائي 6/ 98 من طريق عاصم الأحول، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله. وسيأتي تمام تخريجه في مسنده 3/ 338 و 382، وقد أشار إلى هذا الاختلاف في صحابيِّ الحديث الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/ 161، ثم رجَّح أن الحديثين محفوظان من الطريقين جميعاً.

وسلف الحديث مختصراً من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (7133).

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: وتؤتي.

ص: 304

الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ ".

قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ:" أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَرَاهُ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ ".

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ:" مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا: إِذَا وَلَدَتِ الْأَمَةُ (1) رَبَّهَا، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا كَانَتِ الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ (2) رُؤُوسَ النَّاسِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ "، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الْآيَةَ:{إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34].

ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" رُدُّوا عَلَيَّ (3) الرَّجُلَ "

(1) في (ظ 3) و (عس): المرأة. وهي رواية عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عند مسلم وغيره.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة كلمة "الجُفاة"، وهذه الزيادة لم ترد في (ظ 3).

(3)

لفظة: "عليَّ" ليست في (ظ 3) و (عس).

ص: 305

فَأَخَذُوا لِيَرُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فَقَالَ:" هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيَّان التَّيمي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 5 و 15/ 167 و 168، والبخاري (50)، ومسلم (9)(5)، وابن ماجه (64) و (4044)، وابن خزيمة (2244)، وابن منده في "الإِيمان"(15)، والبيهقي في "الشعب"(385)، وفي "الاعتقاد" ص 126 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد.

والحديث عند ابن أبي شيبة وابن ماجه في إحدى روايتيه مختصر.

وأخرجه البخاري (4777)، ومسلم (9)(6)، وابن خزيمة (2244)، وابن حبان (159)، وابن منده بإثر الحديث (15) و (158) من طرق عن أبي حيان، به.

وأخرجه مسلم (10)(7)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2985)، وابن منده (16) و (159) من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، به.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(189)، وأبو داود (4698)، والنسائي 8/ 101، وابن منده (160) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن أبي فروة الهمداني، عن أبي زرعة، عن أبي ذر وأبي هريرة. ورواية البخاري مختصرة.

وسلف من الحديث قصة أشراط الساعة برقم (9128) من طريق شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.

وستأتي الإِشارة إلى تطاول الناس بالبنيان من طريق الأعرج، عن أبي هريرة برقم (10858).

وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (184).

قوله: "ولقائه"، قال السندي: قيل: الموت. قلت (يعني السندي): موت كلِّ أحدٍ بخصوصه أمر معلوم لا يمكن أن ينكره أحد، فلا يَحسُنُ التكليف بالإِيمان به، فالمراد -والله تعالى أعلم- موتُ العالَم وفناؤه كليةً، وقيل: هو الجزاء =

ص: 306

9502 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَعْتَقَ شَقِيصًا (1) لَهُ فِي عَبْدٍ فَخَلَاصُهُ فِي مَالِهِ، إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ اسْتُسْعِيَ الْعَبْدُ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ "(2).

9503 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَذَكَرَ الْغُلُولَ فَعَظَّمَهُ وَعَظَّمَ أَمْرَهُ ثُمَّ قَالَ: " لَا أُلْفِيَنَّ (3) يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ.

لَا أُلْفِيَنَّ يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ،

= والحساب، وعلى التقديرين هو غير البعث.

والبُهْم: بضمٍّ فسكون، أي: الإِبل السود، أو بفتحٍ فسكون: الصِّغار من أولاد المعز والضأن، والمراد برعاء البهم: الأعراب وسكان البوادي.

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: شِقصاً. وهما بمعنى: وهو النصيب.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1503)(3)، وص 1287 (54)، النسائي في "الكبرى"(4964)، والدارقطني 4/ 128 - 129 من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإِسناد. وانظر (7468).

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة في المواضع كلها: لألفين.

ص: 307

فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ.

لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ.

لَا أُلْفِيَنَّ يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ نَفْسٌ لَهَا صِيَاحٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ.

لَا أُلْفِيَنَّ يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ.

لَا أُلْفِيَنَّ يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان التَّيمي.

وأخرجه مسلم (1831)(24) عن زهير بن حرب، عن إسماعيل بن إبراهيم ابن عُليَّة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 492 - 493، والبخاري (3073)، ومسلم (1831)، وأبو يعلى (698)، والطبري في "تفسيره" 4/ 158، وابن حبان (4848)، والبيهقي في "السنن" 9/ 101، وفي "الشعب"(4330) من طرق عن =

ص: 308

9504 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً

= أبي حيان يحيى بن سعيد، به- بعضهم يختصر منه حرفاً أو اثنين، وبعضهم يزيد فيه حرفاً.

وأخرجه مسلم (1831)، وأبو يعلى (6083)، وابن حبان (4847) من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، به.

وفي الباب عن أبي حميد الساعدي عند مسلم (1832)، وسيأتي في "المسند" 5/ 423 - 424.

قال السندي: قوله: "لا أُلفِينَّ" بضمِّ الهمزة وكسر الفاء بنون ثقيلة، أي: لا أجِدنَّ، والمقصود نهيُ الناس عن الخيانة وقتل النفس، فإنه إذا فعل ذلك يجيء يوم القيامة كذلك، فيجده النبي صلى الله عليه وسلم على تلك الحالة.

رُغاء -بضم مهملة وبغين معجمة-: صوت الإِبل، والصوت يكون لفضيحته على رؤوس الأشهاد.

ثُغاء -بمثلثة مضمومة فمعجمة-: صياح الغنم.

حمحمة -بفتح مهملة-: صوت الفرس دون الصَّهيل.

"على رقبته نفسٌ"، أي: عبدٌ سرقه من الغنيمة، وهذا هو المناسب بالمقام، ويحتمل أن المراد قتلها.

رِقاع: ضُبِط بكسر الراء: جمع رقعة: وهي الخرقة، أراد بها ثياباً غلَّها من الغنيمة.

تَخفِق: ضُبِط بكسر الفاء، أي: تضطرب اضطراب الراية.

صامت: أي: الذي لا يتكلم من الذهب والفضة.

ص: 309

مُسْتَجَابَةً، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي- يَعْنِي (1) شَفَاعَةً - لِأُمَّتِي، فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا " (2).

(1) لفظة: "يعني" لم ترد في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة، وأثبتناها من (ظ 3) و (عس) و (ك) ونسخة على هامش (س) ومن "جامع المسانيد" 7/ ورقة 22، وإثباتها هو الصواب -فيما نرى- للتفرقة بين روايتي أبي معاوية ويعلى بن عبيد، حيث لم يذكر أبو معاوية في روايته الحديث للإمام أحمد كلمة "شفاعة"، بينما ذكرها يعلى بن عبيد في روايته على أن هذه الكلمة ثابتة في رواية أبي معاوية

عند غير المصنِّف، والله تعالى أعلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السَّمان.

وأخرجه أبوعوانة 1/ 90 من طريق أبي معاوية ويعلى بن عبيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (199)(338)، والترمذي (3602)، وابن ماجه (4307)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 631، وابن منده في "الإِيمان"(913)، والبيهقي في "السنن" 8/ 17، وفي "الشعب"(313) من طريق أبي معاوية وحده، به.

وأخرجه ابن منده (912)، والبيهقي في "الآداب"(1022)، والبغوي (1237) من طريق يعلى بن عبيد وحده، به.

وأخرجه ابن خزيمة 2/ 265 من طريق جرير بن عبد الحميد، والطبراني في "الأوسط"(1748)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 424 من طريق داود الطائي، كلاهما عن الأعمش، به.

وانظر ما سلف برقم (7714).

ص: 310

قَالَ يَعْلَى: شَّفَاعَةٌ (1).

9505 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، كَمَثَلِ نَهْرٍ جَارٍ غَمْرٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ "(2).

9506 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ:" فَمَا يُبْقِي ذَلِكَ مِنَ الدَّرَنِ؟ "(3).

(1) هكذا في (ظ 3) و (عس) و (ك)، وفي (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: الشفاعة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع الإسكاف- فمن رجال مسلم.

وسيأتي مكرراً في مسند جابر 3/ 317 بسنده ومتنه، وانظر تخريجه هناك.

(3)

حديث صحيح، وهذا الإِسناد وقع فيه إشكالان:

الأول: قوله: "حدثنا عَبْدُ الله"، فعند إطلاقه يتبادر إلى الذهن أنه ابن المبارك، لكنَّ أحداً لم يذكر رواية لأبي معاوية عنه، ولا له عن يزيد بن عبد الله بن أسامة.

الثاني: قوله: "عن يزيد بن عبد الله بن أسامة"، فظاهره أنه ابن الهاد، فإن كان هو فالإِسناد معضل، فقد سلف الحديث برقم (8924) من طريقه عن محمد بن إبراهيم التَّيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

والذي يغلب على ظننا أن الصواب في هذا الإِسناد أن يكون يزيد هو: =

ص: 311

9507 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَابَ طَعَامًا قَطُّ، كَانَ إِذَا اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِذَا لَمْ يَشْتَهِهِ سَكَتَ (1).

= يزيد بن عبد الله بن قُسَيط بن أسامة، نُسِبَ هنا إلى جده، وهو معدود في الرواة عن أبي هريرة، وأن يكون "عَبْد الله" مُحرَّفاً عن "عُبَيْد الله" بالتصغير، وهو عُبيد الله بن عمر العمري، فقد روى عنه أبو معاوية، وروى هو عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيط بن أسامة، فعندها يكون الإسناد صحيحاً على شرط الشيخين، لكنَّ أحداً ممن خَدَمَ هذا "المسندَ" قبلنا لم يشر إلى ذلك، والله تعالى أعلم.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي يحيى مولى جعدة، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.

وقد اختلف فيه على الأعمش، فروي عنه، عن أبي يحيى مولى جعدة كما هو عند المصنِّف هنا. وسيأتي مكرراً برقم (10421).

وأخرجه كذلك مسلم (2064)(188)، وابن ماجه بإثر الحديث (3259)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 190، والبيهقي في "الشعب"(5866) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً أبو الشيخ ص 190 من طريق سفيان، عن الأعمش، به.

وروي عنه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، وسيأتي من هذا الطريق برقم (10141).

وروي عنه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أخرجه من هذا الطريق أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 190 و 191.

وروي عنه، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أخرجه من هذا الطريق أيضاً أبو الشيخ ص 189.

وأصح هذه الطرق عنه طريق أبي حازم، عن أبي هريرة، والله تعالى أعلم.

ص: 312

9508 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللهُ عز وجل: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدَةً مِنْهُمَا، أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ "(1).

9509 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، تَابَ اللهُ عَلَيْهِ "(2).

9510 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ لَقِيَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقَالَ لَهُ: اكْشِفْ عَنْ بَطْنِكَ (3) حَيْثُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ مِنْهُ. قَالَ: فَكَشَفَ عَنْ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وقد سلف الكلام عليه برقم (7382).

إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن عُلَيَّة، والأغر: هو أبو مسلم، والأغرُّ اسمه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2703)(43) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (2703)(43)، وابن حبان (629)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1214، وابن منده في "الإِيمان"(1024)، والبغوي في "شرح السنة"(1299)، وفي "التفسير" 1/ 144 من طرق عن هشام بن حسان، به. وانظر (7711).

(3)

في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة: "حتى أقبِّل"، ولم ترد =

ص: 313

بَطْنِهِ فَقَبَّلَهُ (1).

9511 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " طُهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ، أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ "(2).

9512 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَلْيُخَالِفْ بَيْنَ (3) طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ "(4).

= هذه الزيادة في النسخ العتيقة، وسيأتي هذا الحديث مكرراً بسنده ومتنه برقم (10326) وليست فيه هذه الزيادة كذلك.

(1)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه مفصلاً برقم (7462).

إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن عُلَيَّة، وابن عون: هو عبد الله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي 1/ 240 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 173، ومسلم (279)(91)، وابن خزيمة (95)، وابن حبان (1297) من طريق إسماعيل ابن علية، به.

وسلف دون قوله: "أولاهن بالتراب" برقم (7604).

(3)

في (م): ما بين.

(4)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة -وهو أبو عبد الله مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري. =

ص: 314

9513 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامٍ. وَيَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ -، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِلَّهِ عز وجل تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مِئَةٌ إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا كُلَّهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ "(1).

9514 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ فَلَا يَسْعَى إِلَيْهَا أَحَدُكُمْ، وَلَكِنْ لِيَمْشِ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ، صَلِّ مَا أَدْرَكْتَ، وَاقْضِ مَا سَبَقَكَ "(2).

= وأخرجه أبو داود (627)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 381 من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإِسناد. وانظر (7466).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، وابن سيرين: هو محمد.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 9/ 133 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الترمذي (3506)، وابن حبان (807) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن هشام بن حسان، به.

وأخرجه الحاكم 1/ 17، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 7 من طريق عبد العزيز بن حصين، عن أيوب وهشام بن حسان، به. وسردا فيه الأسماء، وعبد العزيز بن حصين ضعيف منكر الحديث.

وانظر (7623).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (602)(154) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد. =

ص: 315

9515 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُتْبَعُ الْجِنَازَةُ بِنَارٍ وَلَا صَوْتٍ "(1).

9516 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا

= وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(187) و (189)، ومسلم (602)(154)، وأبو عوانة 2/ 83 - 84 و 84، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 396، والبيهقي 2/ 298 من طرق عن هشام بن حسان، به. وانظر (8967).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة. يحيى: هو ابن أبي كثير.

وسيأتي برقم (10831) و (10885) من طريق يحيى، عن باب بن عمير الحنفي، عن رجل من أهل المدينة، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وأخرج مالك في "موطئه" 1/ 226 عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: أنه نهى أن يُتْبَعَ بعد موته بنار. وسنده صحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 271 من طريق يحيى بن سعيد، عن الجعدي، عن إبراهيم بن نافع، عن أبي هريرة، قال: لا تتبعوني بنار. وسنده ضعيف.

وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند أبي يعلى (2627). وسنده ضعيف.

ومن حديث أبي سعيد الخدري عند ابن أبي شيبة 3/ 272، وسنده ضعيف أيضاً.

وانظر ما سلف في مسند عبد الله بن عمر برقم (5668).

والصوت: المراد به النائحة.

ص: 316

نَامَ وَلَمْ يُصَلِّ الْبَارِحَةَ شَيْئًا حَتَّى أَصْبَحَ. فَقَالَ: " بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ "(1).

قَالَ يُونُسُ: وَقَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ بَوْلَهُ وَاللهِ ثَقِيلٌ.

9517 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ رَجُلٍ يَأْخُذُ مِمَّا فَرَضَ (2) اللهُ وَرَسُولُهُ كَلِمَةً أَوِ اثْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا، فَيَجْعَلُهُنَّ فِي طَرَفِ رِدَائِهِ، فَيَعْمَلُ بِهِنَّ وَيُعَلِّمُهُنَّ؟ " قُلْتُ: أَنَا. وَبَسَطْتُ ثَوْبِي، وَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ حَتَّى انْقَضَى حَدِيثُهُ، فَضَمَمْتُ ثَوْبِي إِلَى صَدْرِي، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ لَمْ أَنْسَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ (3).

9518 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَسُومُ (4) الرَّجُلُ عَلَى

(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين لكن فيه عنعنة الحسن البصري. وانظر (7537).

إسماعيل: هو ابن علية، ويونس: هو ابن عبيد البصري.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: قضى.

(3)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن فيه عنعنة الحسن البصري. وانظر (8409).

(4)

في (م) والنسخ المتأخرة: يَسُم.

ص: 317

سَوْمِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ " (1).

9519 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ (2) بْنِ قَارِظٍ - أَوْ قَارَضٍ لَا أَدْرِي شَكَّ إِسْمَاعِيلُ -، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَكَلَ أَثْوَارَ أَقِطٍ فَتَوَضَّأَ، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مِمَّ تَوَضَّأْتُ؟ إِنِّي أَكَلْتُ أَثْوَارَ أَقِطٍ فَتَوَضَّأْتُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ "(3).

9520 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ذُكِرَ الشَّهِيدُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: " لَا تَجِفُّ الْأَرْضُ مِنْ دَمِهِ حَتَّى تَبْتَدِرَهُ زَوْجَتَاهُ، كَأَنَّهُمَا ظِئْرَانِ أَضَلَّتَا فَصِيلَيْهِمَا فِي بَرَاحٍ مِنَ الْأَرْضِ بِيَدِ - أَوْ قَالَ: فِي يَدِ - كُلِّ وَاحِدَةٍ

(1) حديث صحيح، الحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة، لكن للحديث طرق أخرى يصحُّ بها، انظر ما سلف برقم (7248) و (9334).

(2)

قوله: "بن عبد الله" لم يرد في (ظ 3) و (عس).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 50، والنسائي 1/ 105، وابن حبان (1146) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد. وانظر (7605).

وقوله: "من أثوار أقط": هو جمع ثور: وهو القطعة، والأقط: لبن مجفف يابس، والوضوء مما مسته النار منسوخ عند الجمهور أو محمول على الندب.

ص: 318

مِنْهُمَا حُلَّةٌ هِيَ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (1).

9521 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" تُنْكَحُ النِّسَاءُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَجَمَالِهَا، وَحَسَبِهَا، وَدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ "(2).

(1) إسناده ضعيف لجهالة هلال بن أبي زينب وضعف شيخه شهر بن حوشب. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان. وانظر (7955).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.

وأخرجه الدارمي (2170)، والبخاري (5090)، ومسلم (1466)، وأبو داود (2047)، والنسائي 6/ 68، وأبو يعلى (6578)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 383، والبغوي (2240) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/ 80 - 81.

وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/ 302.

وعن عائشة، سيأتي 6/ 152.

قال السندي: قوله: "لأربعٍ"، أي: الناس يراعون هذه الخصال في المرأة، ويرغبون فيها لأجلها، ولم يَرِدِ الأمرُ بمراعاتها.

والحَسَبُ: شرف الآباء، أو حسنُ الأفعال.

وقوله: "تربت يداك"، قال ابن الأثير في "النهاية": تَرِب الرجلُ: اذا افتقر، أي: لصق بالتراب، وأَتْرَبَ: إذا استغنى، وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون بها الدعاءَ على المخاطَب ولا وقوع الأمر به، كما يقولون: قاتله الله. وقيل: معناها: للهِ دَرُّكَ. وقيل: أراد بها المَثَلَ ليرى المأمورُ بذلك الجِدَّ وأنه إن خالفه فقد أساء. ثم قال: وكثيراً تَرِدُ للعرب ألفاظٌ ظاهرها الذمُّ، وإنما يريدون =

ص: 319

9522 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ يَسِيرُ، فَلَعَنَ رَجُلٌ نَاقَةً، فَقَالَ:" أَيْنَ صَاحِبُ النَّاقَةِ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا. قَالَ: " أَخِّرْهَا، فَقَدْ أُجِبْتَ فِيهَا "(1).

9523 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ أَنْبِيَاءَهُمْ، وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَيْهِمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَانْتَهُوا، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ "(2).

= بها المدحَ كقولهم: لا أبَ لك، ولا أمَّ لك، وهَوَتْ أمُّه، ولا أرضَ لك، ونحو ذلك.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد، ابن عجلان -وهو محمد- وأبوه صدوقان.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8815)، وعنه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3540) من طريق الليث بن سعد، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(73) من طريق حميد بن الأسود، كلاهما عن ابن عجلان، بهذا الإِسناد.

وفي الباب عن أبي برزة الأسلمي، سيأتي 4/ 420.

وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/ 429 و 431.

وعن عائشة أم المومنين، سيأتي 6/ 138.

وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (3009)، وأبي داود (1532)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3539)، وابن حبان (5742).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. وانظر (7367).

ص: 320

9524 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ، فَإِنْ تَحْرِصْ عَلَى إِقَامَتِهِ تَكْسِرْهُ، وَإِنْ تَتْرُكْهُ تَسْتَمْتِعْ بِهِ وَفِيهِ عِوَجٌ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(468) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن حبان (4180) من طريق عبد الله بن رجاء، عن ابن عجلان، به.

وأخرجه الحاكم 4/ 74 عن أبي سهل بن زياد، عن الحسن بن مُكرَم، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن عجلان، به. وإسناد الحاكم إلى ابن عجلان سقط من مطبوع الحاكم، واستدركناه من "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 223.

وسيأتي الحديث من طريق الأعرج، عن أبي هريرة بالأرقام (9795) و (10448) و (10856).

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 276، والبخاري (3331) و (5186)، ومسلم (1468)(60)، والنسائي في "الكبرى"(9140)، والبيهقي 7/ 295، والبغوي (2332) من طريق حسين بن علي، عن زائدة بن قدامة، عن ميسرة الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة.

وأخرجه مسلم (1468)(65)، والترمذي (1188)، وابن أبي الدنيا في "العيال"(469) من طريق ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(9077) من طريق الوضين بن عطاء، عن عطاء الخراساني، عن الحسن، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن سمرة بن جندب وأبي ذر وعائشة، ستأتي أحاديثهم في =

ص: 321

9525 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَأَبَا الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْ أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ عَلَيْكَ فِي بَيْتِكَ، فَحَذَفْتَهُ بِحَصَاةٍ فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ، لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ جُنَاحٌ "(1).

9526 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْمُكْثِرُونَ هُمُ

= "المسند" على التوالي 5/ 8 و 150 - 151 و 6/ 279.

وفي قوله: "المرأة كالضلع" دليل على أن المراد تشبيه المرأة بالضلع في العوج، لا أنها خُلقت منه، ويفهم من هذا الحديث الندب إلى مداراة النساء وتألف قلوبهن بالعفو عنهن والصبر عليهن، وأن من رام تقويمهن فاته النفح بهن، مع أنه لا غنى للإنسان عن زوجة يسكن إليها، ويستعين بها على معاشه، فكأنه قال: الاستمتاع بها لا يتم إلا بالصبر عليها.

(1)

حديث صحيح، وله عن محمد بن عجلان إسنادان: الأول: عن أبيه، عن أبي هريرة، وهو جيد، والثاني: عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وهو قوي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" ص 84، وابن الجارود في "المنتقى"(791)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(932)، وابن حبان (6002) من طرق عن ابن عجلان، عن أبيه، به.

وأخرجه ابن حبان بإثر الحديث (6002) من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد، به.

وسلف الحديث برقم (7313) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج.

ص: 322

الْأَسْفَلُونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا " أَمَامَهُ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَخَلْفَهُ (1).

9527 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ " قِيلَ: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ "(2).

9528 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَبْلَى وَيَأْكُلُهُ التُّرَابُ، إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ، مِنْهُ خُلِقَ، وَفِيهِ يُرَكَّبُ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، محمد بن عجلان وأبوه صدوقان.

وأخرجه ابن ماجه (4131) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (8482).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. وانظر ما سلف برقم (7186).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد روى له مسلم بضعة عشر حديثاً في الشواهد، واحتج به أصحاب السنن، وهو صدوق لا بأس به. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2289) من طريق صفوان بن عيسى، عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد. وانظر (8283).

ص: 323

9529 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ أَنْ يَخْرُجَ فَيُنَادِيَ أَنْ (1): " لَا صَلَاةَ إِلَّا بِقِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَمَا زَادَ "(2).

(1) لفظة: "أن" رُمِّجَت في (ظ 3) و (عس).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جعفر بن ميمون.

وأخرجه كرواية المصنِّف: البخاري في "القراءة خلف الإِمام"(7)، وأبو داود (820)، وابن الجارود (186)، والدارقطني في "السنن" 1/ 321، والحاكم 1/ 239، والبيهقي في "القراءة خلف الإِمام"(41) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. وتساهل الحاكم فصححه ووثَّق جعفر بن ميمون!

وأخرجه إسحاق بن راهويه (126)، والبخاري في "القراءة"(84) و (99) و (300)، وأبو داود (819)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 190، وابن حبان (1791)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 124، والبيهقي في "السنن" 2/ 37 و 59 و 375، وفي "القراءة خلف الإمام"(38) و (39) و (40) و (42) و (43) و (44) و (45) من طرق عن جعفر بن ميمون، به. واخلتف عليه في لفظه، فرواه بعضهم عنه بلفظ رواية يحيى القطان، وبعضهم لم يذكر فيه قوله:"فما زاد"، وبعضهم رواه عنه بلفظ:"لا صلاة إلا بقرآن ولو بفاتحة الكتاب فما زاد".

وأخرجه البيهقي في "القراءة"(46) من طريق أبي يوسف القلوسي، عن معلَّى بن أسد، عن منصور بن سعد، عن عبد الكريم بن رشيد، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة: أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى في طرق المدينة: أن "لا صلاة إلا بقراءةٍ ولو بفاتحة الكتاب". وسنده حسن، لكن قد اختلف على معلَّى في لفظه، فقد ذكر البيهقي بإثره أن محمد بن إسحاق بن خزيمة رواه عن أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم -وهو المعروف بصاعقة- عن معلَّى باسناده هذا بلفظ:"لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب". =

ص: 324

9530 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل

= وأخرجه بمثل رواية عبد الكريم بن رشيد: الخطيبُ البغدادي في "تاريخه" 4/ 216 من طريق نعيم بن حماد، عن عبد الله بن المبارك، عن أبي حنيفة، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة. وفي إسناده إلى نعيم ضعف، ونعيم سيئ الحفظ.

وأخرج ابن خزيمة (490)، وابن حبان (1789) و (1794) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب". قال ابن حبان: لم يقل في خبر العلاء هذا: "لا تجزئ صلاة" إلا شعبة، ولا عنه إلا وهب بن جرير ومحمد بن كثير. قلنا: كأنه يشير -والله أعلم- إلى أن المحفوظ عن شعبة من حديث العلاء هو ما سيأتي عند المصنف برقم (9898) و (10198) وهو بلفظ: "كل صلاة لا يُقرَأ فيها بأم الكتاب فهي خداج، فهي خداج، فهي خداج غير تمامٍ".

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي في مسنده برقم (10998). وإسناده صحيح.

وفي الباب دون قوله: "فما زاد" عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سيأتي 5/ 81.

وعن أبي قتادة، سيأتي 5/ 308.

وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/ 322.

(1)

وقع اضطراب في سند هذا الحديث في (م)، وصوبناه من الأصول الخطية.

ص: 325

يُحِبُّ الْعُطَاسَ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَمَنْ عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ، فَحَقٌّ عَلَى مَنْ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ: يَرْحَمُكَ اللهُ، وَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَرْدُدْهُ مَا اسْتَطَاعَ، وَلَا يَقُلْ: آهْ آهْ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا فَتَحَ فَاهُ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ مِنْهُ - أَوْ بِهِ - "، قَالَ: حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: " وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ، فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي العامري، والحديث مرويٌّ من كلا الطريقين عنه، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وأخرجه مختصراً ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(257) من طريق يحيى بن سعيد وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(215) من طريق الحجاج بن محمد وحده، به.

وأخرجه الطيالسي (2315)، والبخاري في "الصحيح"(3289) و (6223) و (6226)، وفي "الأدب المفرد"(919) و (928)، وأبو داود (5028)، والترمذي (2747)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(214)، والحاكم 4/ 264، والبيهقي 2/ 289 من طرق عن ابن أبي ذئب، به- بعضهم يرويه مختصراً. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!!

وأخرجه النسائي (216) من طريق القاسم بن يزيد الجرمي، وابن حبان (598) من طريق عيسى بن يونس، والبغوي (3340) من طريق أسد بن موسى، ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. لم يذكروا فيه أبا سعيد المقبري. =

ص: 326

9531 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْأَبْعَدُ فَالْأَبْعَدُ مِنَ الْمَسْجِدِ، أَعْظَمُ أَجْرًا "(1).

9532 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَجْلَانُ مَوْلَى الْمُشْمَعِلِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُسَابَّ وَأَنْتَ صَائِمٌ، فَإِنْ سَبَّكَ إِنْسَانٌ فَقُلْ: إِنِّي (2) صَائِمٌ "(3).

= وسلف الحديث من طريق محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة برقم (7599).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وسلف الكلام عليه برقم (8618).

وأخرجه المزي في ترجمة عبد الرحمن بن سعد المدني من "تهذيب الكمال" 17/ 138 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (556)، والحاكم 1/ 52، والبيهقي 3/ 64 - 65، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 11/ 32 - 33 من طريق يحيى بن سعيد، به.

(2)

في (ظ 3) و (عس)، ونسخة على هامش (س): أنا.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عجلان مولى المشمعل، فقد روى له النسائي، وقال: لا بأس به.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (2367)، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3259) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن خزيمة (1994)، وعنه ابن حبان (3483) من طريق عثمان بن عمر، ثلاثتهم (الطيالسي، وابن المبارك، وعثمان) عن ابن =

ص: 327

9533 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ (1) بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: بَيْنَمَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، إِذْ قَالَ:" يَا عَائِشَةُ، نَاوِلِينِي الثَّوْبَ " قَالَتْ: إِنِّي لَسْتُ أُصَلِّي. قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ فِي يَدِكِ " فَنَاوَلَتْهُ (2).

9534 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: عَرَّسْنَا مَعَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ نَسْتَيْقِظْ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ

= أبي ذئب، بهذا الإِسناد. وزادوا جميعاً:"وإن كنت قائماً فاجلس". وزاد الطيالسي وحده: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".

وسيأتي الحديث بهاتين الزيادتين من طريق ابن أبي ذئب، عن عجلان برقم (10564). وانظر ما سلف برقم (7340).

(1)

تصحف في (م) إلى: زيد.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان -وهو اليشكري- فمن رجال مسلم. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 314 عن محمد بن إسحاق الصاغاني، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (299)(13)، والنسائي 1/ 146 و 192، وأبو عوانة 1/ 314، والبيهقي 1/ 189 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5382)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قول عائشة: "إني لست أصلي"، تعني به أنها حائض.

ص: 328

بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ، فَإِنَّ هَذَا مَنْزِلٌ حَضَرَنَا فِيهِ الشَّيْطَانُ "، قَالَ: فَفَعَلْنَا، قَالَ: فَدَعَا بِالْمَاءِ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى الْغَدَاةَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 251 - 252 عن أبي أمية الطرسوسي، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (680)(310)، والنسائي 1/ 298، وابن خزيمة (988) و (999) و (1118) و (1252)، وأبو عوانة 2/ 251 - 252، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3990)، وابن حبان (2651)، والبيهقي في "السنن" 2/ 218 و 483 - 484، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 251 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 251، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3989)، وابن حبان (1459) من طرق عن يزيد بن كيسان، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 64، وابن الجارود (240) من طريق بشير بن سلمان أبي إسماعيل، عن أبي حازم الأشجعي، به.

وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3991)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 402 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وأخرجه مسلم (680)(309)، وأبو داود (435)، وابن ماجه (697)، والنسائي 1/ 296، وأبو عوانة 2/ 253، وابن حبان (2069)، والبيهقي في "السنن" 2/ 217 و 218، وفي "الدلائل" 4/ 272 - 273، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 250 - 251، والبغوي بإثر الحديث (437) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، وأبو داود (436)، وأبو عوانة 2/ 253 - 254، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3988)، والبيهقي في "السنن" 2/ 218 من طريق معمر بن راشد، =

ص: 329

9535 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " احْشُدُوا، فَإِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ". قَالَ: فَحَشَدَ مَنْ حَشَدَ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَرَأَ:{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ، ثُمَّ دَخَلَ فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: هَذَا خَبَرٌ جَاءَهُ مِنَ السَّمَاءِ، فَذَاكَ الَّذِي أَدْخَلَهُ. ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: " إِنِّي قَدْ قُلْتُ

= والنسائي 1/ 295، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 386 - 387 من طريق محمد بن إسحاق، وأبو داود في "سننه" برواية أبي الطيب الأشناني كما في "تحفة الأشراف" 10/ 64 من طريق الأوزاعي، والترمذي (3163) من طريق صالح بن أبي الأخضر، خمستهم عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة- بعضهم يرويه مطولاً. وقال الترمذي عقبه: هذا حديث غير محفوظٍ، رواه غير واحد من الحفاظ، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا فيه: عن أبي هريرة! وصالح بن أبي الأخضر يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قِبَل حفظه. قلنا: قد رواه أربعة غير صالح فوصلوه بذكر أبي هريرة.

وأخرجه مطولاً مالك 1/ 13 - 14، وعنه الشافعي 1/ 55، والبغوي (437)، وأخرجه عبد الرزاق (2244) مختصراً، ومطولاً (2237)، ومن طريقه ابن عبد البر 6/ 401 - 402، والنسائي مختصراً كما في "تحفة الأشراف" 10/ 73 من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر بن راشد، كلاهما (معمر ومالك) عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. ووقع الحديث في مطبوع النسائي 1/ 296 موصولا بذكر أبي هريرة، وهو خطأ.

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3657). وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 330

لَكُمْ: إِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، وَإِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ " (1).

9536 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خِلَاسٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَالْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (812)(261)، والترمذي (2900)، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(251)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1223) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن الضريس (266) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، وأبو يعلى (6180) من طريق عبد الرحيم بن سليمان الكناني، كلاهما عن يزيد بن كيسان، به.

وأخرجه مسلم (812)(262)، وابن الضريس (259)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1212) من طريق بشير بن سلمان أبي إسماعيل، عن أبي حازم، به.

وأخرجه ابن ماجه (3787)، والترمذي (2899)، وابن الضريس (249)، والطحاوي (1221) و (1222) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه موقوفاً الدارمي (3432)، والطبراني مرفوعاً في "الأوسط"(5829) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وإبراهيم ضعيف.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6613)، وانظر شواهده هناك.

(2)

حديث حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن خلاس -وهو ابن عمرو الهجري- لم يسمع من أبي هريرة. وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، =

ص: 331

9537 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا اخْتَلَفْتُمْ - أَوْ تَشَاجَرْتُمْ - فِي الطَّرِيقِ، فَدَعُوا سَبْعَةَ أَذْرُعٍ "(1).

= والحسن: هو البصري.

وأخرجه الحاكم 1/ 8 من طريق أحمد بن مهران الأصبهاني، عن عبيد الله بن موسى، ومن طريق الحارث بن أبي أسامة، عن روح بن عبادة، عن عوف، عن خلاس ومحمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وقال: هذا حديث صحيح على شرطهما جميعاً من حديث ابن سيرين، ولم يخرجاه.

قلنا: أما طريق الحارث بن أبي أسامة فهي في "مسنده" 2/ 187/ 1 كما في "إرواء الغليل" 7/ 69، ومن طريقه أخرجه أبو بكر بن خلاد في "الفوائد" 1/ 221/ 1 وليس في طريقه ذِكْر لابن سيرين، وأما الطريق الأخرى ففيها أحمد بن مهران الأصبهاني، وهو معروف بالزهد ولا يُعرَف في باب الرواية، ولم يوثر توثيقه عن كبير أحد، وله ذِكْرٌ عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 95، فرواية الإِمام أحمد هي الأصوب إن شاء الله تعالى. وانظر ما سلف برقم (9290) فهو طريق آخر للحديث.

وله طريق ثالث عند الطحاوي 3/ 44 بسند ضعيف يتقوى بهما.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشير بن كعب، فمن رجال البخاري.

وأخرجه الترمذي (1356)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1192) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2555)، وأخرجه أبو داود (3633)، والطحاوي (1191) من طريق مسلم بن إبراهيم كلاهما (الطيالسي، ومسلم) عن المثنى بن سعيد، به.

وسيأتي مكرراً برقم (10135)، وبرقم (10012) عن وكيع بن المثنى. وانظر =

ص: 332

9538 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى رَجُلٍ تَرَكَ دِينَارَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" كَيَّتَانِ (1) - أَوْ ثَلَاثَةٌ "(2).

= ما سلف برقم (7126).

(1)

في (ظ 3) و (عس): كيتين.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

وأخرجه البزار (3650 - كشف الأستار) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 372 عن عبد الله بن نمير، عن فضيل بن غزوان، به. وسيأتي برقم (10400).

ويحمل حديث أبي هريرة هذا على غيره من الأحاديث، وهو أن هذا الرجل كان من أهل الصُّفَّة، جاء ذلك في حديثي علي وابن مسعود السالفين برقم (788) و (3914)، وحديث أبي أمامة الآتي في مسنده 5/ 253. قال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 58: وإنما كان ذلك لأنه ادَّخَر مع تلبُّسه بالفقر ظاهراً، ومشاركته الفقراء فيما يأتيهم من الصدقة، والله أعلم.

وله وجهٌ ثانٍ: وهو ما ذكره ابن حبان في "صحيحه "(الإِحسان 8/ 55) حيث قال: ذِكْرُ الخبر الدال على أن قوله صلى الله عليه وسلم: "كيتان" و"ثلاث كيات" أراد به أن المتوفَّى كان يسأل الناس إلحافاً وتكثراً، ثم ساقه بسنده إلى أبي سعيد الخدري، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ذهباً إذ أتاه رجل، فقال: يا رسول الله أعطني، فأعطاه، ثم قال: زدني، فزاده ثلاث مرات، ثم ولّى مدبراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتيني الرجل فيسألني، فأعطيه، ثم يسألني فأعطيه، ثلاث مرات، ثم ولّى مدبراً، وقد جعل في ثوبه ناراً إذا انقلب إلى أهله. وأخرجه الإِمام أحمد كما في "أطراف =

ص: 333

9539 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى (1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ "(2).

* 9540 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي (3) حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ مَرْجَانَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً،

= المسند" 6/ 384، وسقط من المطبوع. وانظر ما سلف برقم (8678).

(1)

وقع في (م) بين يحيى القطان ومحمد بن عمرو "عن ابن عجلان"، وهذه الزيادة كانت في (ظ 3) ثم رمِّجت، وهي ليست في شيء من النسخ الخطية، لكن أُشِير في هامش (س) إلى وجودها في بعض نسخها، وليست هذه الزيادة في "أطراف المسند" ولا في "الأشربة" للمصنِّف، ولا في "سنن" النسائي، وهو الصواب.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو عند المصنف في "الأشربة"(116).

وأخرجه النسائي 8/ 297 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 103، وابن ماجه (3401)، ووكيع في "أخبار القضاة" 3/ 43، والطحاوي 1/ 215 - 216 من طرق عن محمد بن عمرو، به. وقرن الطحاويُّ بأبي هريرة عبدَ الله بنَ عمر.

وسيأتي الحديث برقم (10510) ضمن النهي عن الانتباذ في بعض الأوعية.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4644)، وذكرت شواهده هناك.

(3)

لفظة: "أبي" سقطت من الأصول الخطية.

ص: 334

أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهُ (1) إِرْبًا مِنَ النَّارِ " (2).

9541 -

حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَقَالَ:" أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهَا إِرْبًا مِنَ النَّارِ "(3).

9542 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ فَمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَشَاهِدُ الصَّلَاةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حَسَنَةً، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا "(4).

(1) في (م): "بكل إربٍ منها إرباً منه"، وهو خطأ، وسيشير المصنِّفُ في الحديث التالي إلى الفرق بين الروايتين.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن أبي حكيم، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (1509)(22)، والنسائي بنحوه في "الكبرى"(4876) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.

وسيتكرر برقم (9562). وانظر (9441).

قوله: "إرب منه"، قال السندي: تذكير الضمير باعتبار أن المراد بالرقبة: الإِنسان، وأما التأنيث فلمراعاة اللفظ.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد سلف هذا الحديث مطولاً عن مكي بن إبراهيم برقم (9441).

وحديث مكي هذا سقط من (م) في هذا الموضع، وهو ثابت في جميع النسخ الخطية.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، أبو يحيى مولى جعدة هكذا قيده =

ص: 335

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يحيى القطان في روايته عن شعبة، ورواه غير واحد عن شعبة، فلم يقيده، لكن ذكر أبو عبيد الآجري أنه قيل لأبي داود: موسى بن عثمان، عن أبي يحيى، عن أبي هريرة؟ قال: هذا المكيُّ، يعني أبا يحيى وجعلهما المزي في ترجمتين منفصلتين، وذكر في ترجمة المكي أن موسى بن أبي عثمان روى عنه، بينما ذكر في ترجمة مولى جعدة أن سليمان الأعمش روى عنه، وممن فرق بينهما أيضاً أبو الحسن ابن القطان الفاسيُّ، فقد نقل عنه الذهبي في "الميزان" 4/ 587 أنه قال في أبي يحيى الذي يروي عنه موسى: لا يُعرَف، وقال في مولى جعدة: ثقة.

قلنا: وهما -فيما نرى- راوٍ واحد، فإن جعدة مولى أبي يحيى: هو جعدة بن هبيرة المخزومي، ابن أم هانئ بنت أبي طالب، وهو مكيٌّ، وعليه فإن مولاه أبا يحيى مكيٌّ أيضاً، ولعل رواية يحيى القطان هذه لم تقع لمن فرَّق بينهما، والله أعلم.

وأما ما وقع لابن حبان في "صحيحه" بإثر الحديث (1666)، وفي "الثقات" 4/ 345 من تقييد أبي يحيى هذا بأنه سمعان الأسلمي مولاهم، وأنه من أهل المدينة فلم يُتابَع عليه. وفاتنا أن ننبه عليه هناك، فليؤخذ من هنا.

وبناءً على ما سلف، فإن أبا يحيى هذا قد روى عنه اثنان: موسى بن أبي عثمان، وسليمان الأعمش، وروى له مسلم حديثاً واحداً متابعةً برقم (2064)(188)، ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 457 عن يحيى بن معين أنه قال: أبو يحيى مولى جعدة ثقة.

وأخرجه الطيالسي (2542)، والبخاري في "خلق أفعال العباد"(176) و (177) و (178) و (179)، وابن ماجه (724)، وأبو داود (515)، والنسائي 2/ 12 - 13، وابن حبان (1666)، والبيهقي 1/ 397، والبغوي (411) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. روايات البخاري والنسائي مختصرة.

وسيأتي برقم (9906) و (9935) من طريق شعبة.

وسلف الحديث برقم (7611) من طريق منصور بن المعتمر، عن عباد بن =

ص: 336

9543 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا السَّامُ؟ قَالَ:" الْمَوْتُ "(1).

9544 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَيَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، مِثْلَهُ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ (2).

9545 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رِيحَ ثُومٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ:" مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا "(3).

= أنيس، عن أبي هريرة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (5918) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (7287).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (7557).

يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. يحيى: هو ابن سعيد القطان.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 411 من طريق الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7583).

ص: 337

9546 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْعُمْرَى مِيرَاثٌ لِأَهْلِهَا " أَوْ " جَائِزَةٌ لِأَهْلِهَا "(1).

9547 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

9548 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خِلَاسٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ دَجَّالِينَ كَذَّابِينَ، كُلُّهُمْ يَقُولُ: أَنَا نَبِيٌّ، أَنَا نَبِيٌّ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن أبى عروبة -واسمه سعيد- رواية يحيى القطان عنه قبل اختلاطه.

وأخرجه ابن الجارود (985) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 143 عن محمد بن بشر، وابن راهويه (107) عن عبدة بن سليمان، ومسلم (1626) من طريق خالد بن الحارث، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، به. وانظر (8567).

وسيتكرر في مسند جابر 3/ 319.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح، وجابر: هو ابن عبد الله بن حرام الصحابي المشهور، وسيأتي الحديث في مسنده 3/ 319، فانظر تخريجه هناك.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، خلاس -وهو ابن عمرو الهجري- لم يسمع من أبي هريرة، وروى له البخاري عن أبي هريرة مقروناً بغيره، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. =

ص: 338

9549 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ " أَوْ " مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ "(1).

9550 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، وَكَانَ كَاتِبًا لِعَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَخْلِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَاسْتَخْلَفَهُ مَرَّةً فَصَلَّى الْجُمُعَةَ، فَقَرَأَ سُورَةَ الْجُمُعَةِ، وَ {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} ، فَلَمَّا انْصَرَفَ مَشَيْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ (2)، قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ قَرَأَ بِهِمَا عَلِيٌّ. قَالَ: قَرَأَ بِهِمَا حِبِّي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم (3).

= وانظر ما سلف برقم (7228).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 386، والبيهقي 1/ 37 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد. وانظر (7513).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: أبا هِرّ.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر بن محمد -وهو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب- فمن رجال مسلم، وهو ثقة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1735)، وابن خزيمة (1843) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 142، ومسلم (877)(61)، وأبو داود (1124)، =

ص: 339

9551 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَصَلَّى عَلَيْهَا، وَأَقَامَ حَتَّى تُدْفَنَ، رَجَعَ بِقِيرَاطَيْنِ مِنَ الْأَجْرِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا وَرَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ "(1).

9552 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خِلَاسٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَثَلُ الَّذِي يَعُودُ فِي

= وابن ماجه (1118)، والترمذي (519)، وابن الجارود في "المنتقى"(301)، وابن خزيمة (1844)، والطحاوي 1/ 414، وابن حبان (2806)، والبيهقي 3/ 200، والبغوي (1088) من طرق عن جعفر بن محمد بن علي، به- رواية الطحاوي مختصرة دون ذكر القصة، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وسيأتي برقم (10036) عن محمد بن علي، أن رجلاً قال لأبي هريرة

، دون ذكر عبيد الله بن أبي رافع!

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1993).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، ومحمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه البخاري (47)، ومن طريقه البغوي (1501) من طريق روح بن عبادة، وأبو نعيم في "المستخرج" كما في "الفتح" 1/ 109 من طريق عثمان بن الهيثم المؤذن، كلاهما عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإِسناد. وقَرَن روح في حديثه بابن سيرين الحسنَ البصريَّ.

وسيأتي برقم (10391) عن محمد بن جعفر وإسحاق الأزرق عن عوف. وانظر ما سلف برقم (7188).

ص: 340

هِبَتِهِ، مَثَلُ الْكَلْبِ، إِذَا شَبِعَ قَاءَ ثُمَّ عَادَ فِي قَيْئِهِ " (1).

9553 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ. وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ غُنْدَرٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً دَعَا بِهَا، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُؤَخِّرَ (2) دَعْوَتِي إِنْ شَاءَ اللهُ شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ:" فِي أُمَّتِهِ "(3).

9554 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ مِنَ الْمَطْهَرَةِ، فَيَقُولُ لَنَا: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ "، قَالَ حَجَّاجٌ:" الْعَقِبِ "(4).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، خلاس -وهو ابن عمرو الهجري- لم يسمع من أبي هريرة، وقد تابعه محمد بن سيرين، فيما سيأتي برقم (10382)، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. وانظر (7524).

(2)

في (م) و (ظ 3): ادَّخر.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم المدني. وسلف الحديث عن محمد بن جعفر وحده برقم (9303).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 251 من طريق حجاج بن محمد وحده، بهذا الإِسناد.

وسيتكرر برقم (10459) عن حجاج وحده، وانظر (7122).

ص: 341

9555 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ إِنْ شَاءَ اللهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَخْلِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَيَضْرِبُ بِرِجْلِهِ، فَيَقُولُ: خَلُّوا الطَّرِيقَ، خَلُّوا الطَّرِيقَ (1)، قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ، قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ، قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم:" لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا "(2).

9556 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ "(3).

(1) لفظة "الطريق" الثانية لم ترد في (م) والنسخ المتأخرة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهذا الحديث مروي عن شعبة من غير طريق يحيى القطان، انظر (9305) و (9855).

وسلف الحديث من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، برقم (9004).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2481)، والدارمي (1685)، والبخاري (1909)، ومسلم (1081)(19)، والنسائي 4/ 133، وابن الجارود (376)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1154)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(500)، وابن حبان (3442)، والطبراني في "الصغير"(161)، والدارقطني 2/ 162، والبيهقي 4/ 205 و 205 - 206 من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد. وانظر (9376).

ص: 342

9557 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَحْفِهِمَا جَمِيعًا أَوْ انْعَلْهُمَا (2) جَمِيعًا، فَإِذَا انْتَعَلْتَ فَابْدَأْ بِالْيُمْنَى (3)، وَإِذَا خَلَعْتَ فَابْدَأْ بِالْيُسْرَى "(4).

9558 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا جَاءَ خَادِمُ أَحَدِكُمْ بِطَعَامِهِ، فَلْيُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً، أَوْ أُكْلَتَيْنِ، أو لقمة أو لقمتين - وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ (5) - فَإِنَّهُ وَلِيَ عِلَاجَهُ وَحَرَّهُ "(6).

9559 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ

(1) قوله: "حدثنا شعبة" سقط من (م).

(2)

في (ظ 3) و (عس): انتعلهما.

(3)

في (ظ 3) و (عس): باليمين.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف الحديث عن محمد بن جعفر برقم (9306)، وأما رواية يحيى القطان فلم تقع لنا عند غير المصنِّف.

(5)

من قوله: "أو لقمة" إلى هنا سقط من (م) والنسخ المتأخرة.

(6)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسلف الحديث عن محمد بن جعفر برقم (9307).

ص: 343

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ اشْتَرَى شَاةً مُصَرَّاةً فَرَدَّهَا، رَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، لَا سَمْرَاءَ "(1).

9560 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ اسْمُ زَيْنَبَ بَرَّةَ، فَسَمَّاهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1169) من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، بهذا الإسناد. ولفظه عنده:"من اشترى مصراة فهو بالخيار ثلاثاً، فإن ردَّها، رد معها صاعاً من تمر". وانظر (9006).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو رافع: هو نفيع الصائغ.

وأخرجه الدارمي (2698) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2445)، ومن طريقه البيهقي 9/ 307، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(832) عن عمرو بن مرزوق، ومسلم (2141) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، وإسحاق بن راهويه (25)، وابن حبان (5830) من طريق النضر بن شميل، وإسحاق (26) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، خمستهم (الطيالسي وعمرو ومعاذ والنضر وعبد الصمد) عن شعبة، به. وسمى عمرو بن مرزوق اسم المرأة في روايته: ميمونة، ورواية الطيالسي وعبد الصمد عن شعبة، على الشك، سماها رسول الله ميمونة أو زينب.

وسيأتي الحديث برقم (9914) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به.

وفي الباب عن زينب بنت أم سلمة عند البخاري في "الأدب المفرد"(821)، ومسلم (2142)، وأبي داود (4953).

وفي باب تغيير الاسم انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4682)، والشواهد =

ص: 344

9561 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1): أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: {الم تَنْزِيلُ} ، وَ {هَلْ أَتَى} (2).

= التي عنده.

(1)

وقع بعد هذا في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة زيادة: "وابن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أحفظه" وهذه الزيادة لم ترد في النسختين العتيقتين للمسند (ظ 3) و (عس)، وكذا لم يوردها الحافظان ابن كثير في "جامع المسانيد"، وابن حجر في "أطراف المسند" في ترجمة محمد بن زياد عن أبي هريرة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه النسائي 2/ 159، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 4/ 106 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (1542)، والبخاري (1068) عن محمد بن يوسف، والبخاري (891) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه مسلم (880)(66)، وابن ماجه (823) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد الرحمن الأعرج، به.

وسيأتي الحديث برقم (10102).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1993).

وعن سعد بن أبي وقاص، عند ابن ماجه (822)، وأبي يعلى (813).

وعن عبد الله بن مسعود، عند ابن ماجه (824)، والطبراني في "الصغير"(986)، وزاد الطبراني:"يديم ذلك". قال الحافظ في "الفتح" 2/ 378 في إسناد الطبراني: ورجاله ثقات، لكن صوب أبو حاتم إرساله. قلنا: وفيه عنده علة أخرى، وهي عنعنة الوليد بن مسلم -في طبقات الإِسناد فيمن فوق شيخه-، وقد =

ص: 345

9562 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ مَرْجَانَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً، أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهُ إِرْبًا مِنَ النَّارِ "(1).

9563 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِي الْحَارِثُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" كَتَبَ اللهُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ حَظَّهَا مِنَ الزِّنَى "(2).

= كان يدلس تدليس التسوية.

قال السندي في حديث المصنف: قال علماؤنا: لا دلالة فيه على المداومة عليها، نعم قد ثبت قراءتهما فينبغي للأئمة قراءتهما، ولا يَحْسُنُ المداومة على تركهما بالمرة، وقد قال بعض الشافعية: قد جاء في بعض الروايات ما يدل على المداومة، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن أبي حكيم فمن رجال مسلم. وهو مكرر (9540).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، الحارث: وهو ابن عبد الرحمن القرشي العامري، صدوق لا بأس به، روى له أصحاب السنن، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي عاصم (193) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه بأطول مما هنا الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(98) و (2713) من طريق ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، به.

وانظر ما سلف برقم (7719).

ص: 346

9564 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الضِّيَافَةَ ثَلَاثَةٌ، فَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَةٌ "(1).

9565 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ إِلَّا طَيِّبٌ، إِلَّا كَأَنَّمَا يَضَعُهَا فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ عز وجل، فَيُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ (2) فَلُوَّهُ - أَوْ فَصِيلَهُ - حَتَّى إِنَّ التَّمْرَةَ لَتَعُودُ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ "(3).

9566 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنِ الْمُحَرِّرِ بْنِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/ 197 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 477 عن علي بن مسهر، عن محمد بن عمرو، به. وانظر (7873).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: الرجل.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، محمد بن عجلان صدوق لا بأس به، روى له مسلم في الشواهد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7759)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 142 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد. وانظر (8381).

ص: 347

أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ النَّاسُ يَسْأَلُونَ، حَتَّى يَقُولُوا: كَانَ اللهُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، فَمَا كَانَ قَبْلَهُ؟ "(1).

9567 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نُعْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَبِيُّ التَّوْبَةِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ بَرِيئًا مِمَّا قَالَ لَهُ، إِلَّا قَامَ عَلَيْهِ - يَعْنِي - الْحَدَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد بن عمير الهَمْداني. عامر: هو ابن شراحيل الشعبي.

وانظر ما سلف برقم (7790).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي نُعم: هو عبد الرحمن البجلي.

وأخرجه البخاري (6858)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(193)، والبيهقي 8/ 10، والبغوي (2412) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1468)، ومسلم (1660)، وأبو داود (5165)، والترمذي (1947)، والنسائي في "الكبرى"(7352)، والطحاوي (190) و (191) و (192)، والبيهقي 8/ 10 من طرق عن فضيل بن غزوان، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال النسائي: هذا حديث جيد.

وسيأتي برقم (10488).

قوله: "إلا أقام" هكذا في نسخ "المسند" بزيادة: "إلا"، وفي رواية غيره =

ص: 348

9568 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: " أَتْقَاهُمْ " قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: " فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللهِ، ابْنُ نَبِيِّ اللهِ، ابْنِ نَبِيِّ اللهِ (1)، ابْنِ خَلِيلِ اللهِ "، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: " فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي؟ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا "(2).

9569 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم: " إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ

= بدونها، قال السندي: وهو الأظهر، ثم وَجَّهَ رواية "المسند" بأن "مَن" استفهامية للإِنكار، فصار بمنزلة "ما قذف أحدٌ" فصحَّ الاستثناء.

(1)

قوله: "ابن نبي الله" في المرة الثانية لم يرد في (ظ 3) و (عس).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.

وأخرجه الدارمي (223)، والبخاري (3353) و (3490)، ومسلم (2378)، والنسائي في "الكبرى"(11249)، وابن حبان (648) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد- غير ابن حبان، فإنه لم يُذكر في إسناده أبو سعيد المقبري.

وأخرجه كذلك دون ذِكْر أبي سعيدٍ البخاريُّ في "صحيحه"(3374) و (3383) و (4689)، وفي "الأدب المفرد"(129)، والنسائي في "الكبرى"(11250) من طرق عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبي هريرة.

ولقوله: "فيوسف نبي الله

"، انظر ما سلف برقم (8391).

ولقصة معادن العرب، انظر ما سلف برقم (7496).

ص: 349

الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ، وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ، فَإِنَّهُ دَعَا مَنْ قَبْلَكُمْ فَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ، وَسَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَقَطَّعُوا أَرْحَامَهُمْ " (1).

9570 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ "، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

9571 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "الآداب"(97) من طريق ثور بن زيد الدِّيلي، عن سعيد المقبري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(470) من طريق أبي رافع، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. ولم يذكر فيه:"وإياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش والتفحش". وانظر ما بعده.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5662)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، ابن عجلان -وهو محمد- صدوق لا بأس به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(487) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الحميدي (1159)، وابن حبان (5177) و (6248)، والحاكم 1/ 12 من طرق عن ابن عجلان، به.

وانظر ما قبله.

ص: 350

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا زَنَتْ خَادِمُ أَحَدِكُمْ " فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1).

9572 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا تَقَاضَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعِيرًا، فَقَالُوا: مَا نَجِدُ إِلَّا أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ. فَقَالَ: " أَعْطُوهُ " فَقَالَ: أَوْفَيْتَنِي، أَوْفَى اللهُ لَكَ. فقَالَ:" خِيَارُ النَّاسِ أَحْسَنُهُمْ قَضَاءً "(2).

9573 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ (3): وَسَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قُلْتُ (4) لِيَحْيَى: كِلَاهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (9470)، فانظر تخريجه هناك.

ورواية يحيى بن سعيد القطان التي أشير إليها في آخر الحديث أخرجها أبو داود في "سننه"(4470) عن مسدد، عن يحيى بن سعيد القطان، به. لكن دون ذِكْر أبي سعيد في الإِسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2392) من طريق يحيى القطان، بهذا الإِسناد. وانظر (8897).

(3)

القائل هو محمد بن عجلان.

(4)

القائل هو أحمد بن حنبل.

ص: 351

نَعَمْ، قَالَ:" مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ، إِلَّا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا، لَا يَفُكُّهُ إِلَّا الْعَدْلُ، أَوْ يُوبِقُهُ الْجَوْرُ "(1).

(1) إسناده قوي، محمد بن عجلان وأبوه عجلان مولى فاطمة صدوقان.

وأخرجه البزار (1640 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (6614) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. قال البزار: لا نعلم أحداً جمع ابن عجلان، عن سعيد، وابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة إلا يحيى.

وأخرجه أبو يعلى (6570) من طريق عبد الله بن رجاء، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري وحده، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 219، وأبو يعلى (6629)، والطبراني في "الأوسط"(6221)، والبيهقي في "السنن" 3/ 129 و 10/ 95 و 96، وفي "الشعب"(7382)، والبغوي (2467) من طرق عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة. ولفظ ابن أبي شيبة:"ما من أمير ثلاثة"، وشيخه فيه أبو خالد الأحمر، وله أوهام.

وأخرجه البزار (1638 - كشف الأستار) من طريق عبيد بن عمرو القيسي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد، عن أبي هريرة. قال البزار: هكذا رواه عبيد، والثقات يروونه عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار، عن أبى هريرة، وهو الصواب.

وأخرجه الدارمي (2515)، والبزار (1639) أيضاً من طريق حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(274) من طريق روح بن صلاح، عن سعيد بن أبي أيوب، عن زيد بن أبي العتاب، عن عبد الله بن نافع، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن سعد بن عبادة، سيأتي 5/ 284. وإسناده ضعيف.

وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/ 323. وإسناده ضعيف. =

ص: 352

9574 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ (1): وَسَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ قُلْتُ (2) لِيَحْيَى: كِلَاهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:" شُعْبَتَانِ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، لَا يَتْرُكُهُمَا النَّاسُ أَبَدًا: النِّيَاحَةُ، وَالطَّعْنُ فِي النَّسَبِ "(3).

9575 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مِنْ حِينِ يَخْرُجُ أَحَدُكُمْ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى مَسْجِدِي، فَرِجْلٌ تَكْتُبُ حَسَنَةً، وَأُخْرَى تَمْحُو سَيِّئَةً "(4).

= وعن معقل بن يسار، سيأتي 5/ 25، وهو عند البخاري (7150)، ومسلم (142) ولفظه:"ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحُطْها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة".

(1)

القائل هو محمد بن عجلان.

(2)

القائل هو أحمد بن حنبل.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(395) عن أبي عاصم النبيل، عن ابن عجلان، عن أبيه عجلان، عن أبي هريرة.

وانظر ما سلف برقم (7908).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين سوى الأسود بن العلاء بن جارية، فمن رجال مسلم. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. =

ص: 353

9576 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا، عَلَيْهِ نَعْلَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ "(1).

9577 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا "(2).

9578 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي

= وأخرجه النسائي 2/ 42، وابن حبان (1622) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. ولفظ النسائي:"من بيته إلى مسجده". وزاد ابن حبان في روايته: "حتى يرجع".

وانظر (8257).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد، محمد بن عجلان وأبوه صدوقان. وسيتكرر برقم (9660).

وأخرجه الدارمي (2848)، وابن حبان (7472)، والحاكم 4/ 580 من طرق عن ابن عجلان، بهذا الإِسناد.

وأخرج هناد في "الزهد"(307) عن يعلى بن عبيد، عن يحيى بن عبيد الله بن موهب، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليعلمن عمي أني نفعته يوم القيامة، إنه لفي ضحضاح من نار ينتعل بنعين من نار، يغلي منهما دماغه" ويحيى بن عبيد الله متروك، وأبوه لا يُعرَف.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2636)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. وانظر ما سلف برقم (7499).

ص: 354

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي فَرَسِهِ، وَلَا مَمْلُوكِهِ صَدَقَةٌ "(1).

9579 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

9580 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ " قَالَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عراك: هو ابن مالك الغفاري.

وأخرجه المزي في ترجمة خثيم من "التهذيب" 8/ 230 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (1464)، والنسائي 5/ 35، والبيهقي 4/ 117 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وانظر (7295).

(2)

حديث صحيح، سلف الكلام على إسناده عند الحديث رقم (7757). أسامة: هو ابن زيد الليثي، وهو حسن الحديث.

وأخرجه أبو يعلى (6564)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 29، وفي "شرح مشكل الآثار"(2251)، والدارقطني 2/ 127، والبيهقي 4/ 117 من طرق عن أسامة بن زيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو يعلى (6563) من طريق عقبة بن خالد، وأبي أسامة حماد بن أسامة، والدارقطني 2/ 127 من طريق أبي أسامة، والبيهقي 4/ 117 من طريق جعفر بن عون، ثلاثتهم عن أسامة بن زيد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة.

وسيأتي الحديث من طريق وكيع عن أسامة برقم (10187)، وانظر (7295).

ص: 355

يَحْيَى: قَالَهَا ثَلَاثًا " لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ "(1).

9581 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَوْتَ صَبِيٍّ فِي الصَّلَاةِ، فَخَفَّفَ الصَّلَاةَ (2).

9582 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ "(3).

(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، وحجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.

وأخرجه الطيالسي (2316)، والبخاري في "صحيحه"(2566)، وفي "الأدب المفرد"(123)، والبيهقي 6/ 168 - 169 من طريق عاصم بن علي، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (10575) عن يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب، وسلف برقم (7591) عن أبي كامل، عن ليث.

(2)

إسناده جيد، محمد بن عجلان وأبوه صدوقان. وقد تفرد الإمام أحمد من حديث أبي هريرة.

وفي الباب عن أنس عند البخاري (708)، ومسلم (470)، وسيأتي 3/ 109.

وعن أبي قتادة الأنصاري عند البخاري (707)، وسيأتي 3/ 109.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. =

ص: 356

9583 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا فَلَمْ يَذْكُرُوا اللهَ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مَشَى طَرِيقًا فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً، وَمَا مِنْ رَجُلٍ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً ".

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (1)، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، وَلَمْ يَقُلْ:" إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ "(2).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 566 من طريق سليمان بن بلال، وابن حبان (5162) من طريق بكر بن مضر، والطبراني في "الأوسط"(6222) من طريق عبد الله بن محمد بن عجلان، ثلاثتهم عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (9019).

(1)

كذا في (ظ 3) و (عس): أبي إسحاق، بزيادة "أبي"، وفي (م) والنسخ المتأخرة: إسحاق، وهو خطأ، وأما في الموضع الأول فهو "إسحاق" هكذا في أصولنا الخطية، وهو كذلك في بعض روايات النسائي، وهو وهم كما نبَّه عليه الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 10/ 425، والصواب أنه أبو إسحاق.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي إسحاق مولى عبد الله بن الحارث، فإنه لم يرو عنه سوى سعيد المقبري.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(406)، والطبراني في "الدعاء"(1927) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد. وليس عند النسائي: "وما من رجل أوى إلى فراشه

".

وأخرجه النسائي (405) من طريق عبد الله بن المبارك، و (817) من طريق =

ص: 357

9584 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعَتَيْنِ فِي بَيْعَةٍ، وَعَنْ لِبْسَتَيْنِ: أَنْ يَشْتَمِلَ أَحَدُكُمُ الصَّمَّاءَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، أَوْ يَحْتَبِيَ بِثَوْبٍ وَاحِدٍ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ شَيْءٌ (1).

= محمد بن إبراهيم بن دينار، والحاكم 1/ 550 من طريق آدم بن إياس، ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه النسائي (407) من طريق قاسم بن يزيد، عن ابن أبي ذئب، عن إسحاق، عن أبي هريرة- ولم يذكر فيه سعيداً المقبريَّ.

وأخرجه ابن حبان (853) من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. فأسقط منه أبا إسحاق، والمحفوظ من حديث ابن أبي ذئب وجوده في الإِسناد، ولعل الوليد دلَّسه، فقد كان يدلِّس تدليس التسوية.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الحميدي (1158)، وأبو داود (4856) و (5059)، والنسائي (404) و (818)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(747) من طريق محمد بن عجلان، والنسائي (403)، والطبراني في "الدعاء"(1922)، والحاكم 1/ 492 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، كلاهما عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ولم يذكرا أبا إسحاق أيضاً.

وانظر ما سلف برقم (9052).

(1)

إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- صدوق حسن الحديث، وحديثه في "الصحيحين" مقرون، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي 7/ 295 - 296، والبيهقي 5/ 343 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. مختصراً في النهي عن البيعتين في بيعة. =

ص: 358

9585 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَالْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ "(1).

9586 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ

= وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 120، وأبو داود (3461)، والترمذي (1231)، وأبو يعلى (6124)، وابن حبان (4973) و (4974)، والحاكم 2/ 45، والبيهقي 5/ 343 من طرق عن محمد بن عمرو، به. واقتصر فيه بعضهم على البيع. ولفظه عند أبي داود وابن حبان والبيهقي:"من باع بيعتين في بيعة فله أوكسها أو الربا".

وسيأتي برقم (10148) و (10535).

وسلف هذا الحديث برقم (8251)، وسيأتي برقم (10371) و (10441) و (10846) من طرق عن أبي هريرة، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيعتين وهي: الملامسة والمنابذة، ولم يُذكَر في شيءٍ من هذه الطرق نهيه عن بيعتين في بيعة.

وفي باب النهي عن بيعتين في بيعة عن عبد الله بن مسعود، سلف (3725)، وانظر بقية شواهده والكلام على معناه هناك.

(1)

إسناد الموصول منه صحيح على شرط الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وهو الراوي عن الحسن الرواية المرسلة أيضاً، ومحمد: هو ابن سيرين.

وسيأتي مكرراً بإسناديه ومتنه برقم (10114).

وأخرجه النسائي 3/ 12، والطحاوي 1/ 448 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد. ولم يذكرا فيه الرواية المرسلة.

وانظر ما سلف برقم (7893). وقد سلفت الرواية المرسلة برقم (7894).

ص: 359

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا عَلَى خَالَتِهَا "(1).

9587 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا (2)، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلَا تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِهَا، وَلَا فِي مَالِهِ "(3).

9588 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا سَالَمْنَاهُنَّ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ، مَنْ تَرَكَ شَيْئًا خِيفَةً (4)، فَلَيْسَ مِنَّا " يَعْنِي الْحَيَّاتِ (5).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه النسائي 6/ 98 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الترمذي (1125) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والطحاوي 3/ 4 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، كلاهما عن هشام، به.

وسيتكرر الحديث برقم (10139)، وسيأتي مطولاً برقم (10346) و (10605) و (10689).

وانظر ما سلف برقم (7133).

(2)

لفظة "إليها" ليست في (ظ 3).

(3)

إسناده قوي، ابن عجلان -وهو محمد- صدوق لا بأس به، روى له مسلم متابعة. وهو مكرر (7421).

(4)

في (م) والنسخ المتأخرة: خشية.

(5)

إسناده جيد، محمد بن عجلان وأبوه صدوقان. =

ص: 360

9589 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، وَلْيَتَوَسَّدْ يَمِينَهُ، ثُمَّ لِيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، اللهُمَّ إِنْ أَمْسَكْتَهَا، فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا، فَاحْفَظْهَا بِمَا حَفِظْتَ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ "(1).

9590 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهُوَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ "، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

= وأخرجه أبو داود (5248) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، بهذا الإِسناد. وانظر (7366).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(792)، وابن حبان (5535)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 69، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 139 - 140 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. وانظر (7811).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك الحراني، فمن رجال البخاري. زهير: هو ابن معاوية.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(256) عن محمد بن النضر الأزدي، عن أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (6320)، وأبو داود (5050) من طريق أحمد بن يونس، =

ص: 361

9591 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1)، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ، وَلَأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ - أَوْ نِصْفِ اللَّيْلِ -، فَإِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ - أَوْ نِصْفُ اللَّيْلِ - نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَقَالَ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ "(2).

= والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(791) من طريق الحسن بن محمد بن أعين، كلاهما عن زهير بن معاوية، به. وانظر (7811).

(1)

قوله: "عن عبيد الله" سقط من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد الرزاق (2106)، والدارقطني في "النزول"(39) و (41) و (42) و (43) من طرق عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإِسناد. وتحرف "عبيد الله" في المطبوع من "مصنف" عبد الرزاق إلى: عبد الله، مكبراً.

وأخرج الشطر الأول دون قصة الوضوء الترمذيُّ (167) من طريق عبدة بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، به. وقال: حديث حسن صحيح.

وانظر ما سلف برقم (7412).

وأخرج الشطر الثاني الدارقطني في "النزول"(38) من طريق يحيى بن سعيد، به.

وأخرجه أيضاً ابن أبي عاصم في "السنة"(499)، والدارقطني في "النزول"(40) من طريق حماد بن سلمة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(483) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 306 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر، به.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 306 من طريق هشام بن حسان، عن =

ص: 362

9592 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ "، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ:" فَإِنَّ اللهَ عز وجل يَنْزِلُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا "، وَقَالَ فِيهِ:" حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ "(1).

9593 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ، خِيَارُهُمْ أَتْبَاعٌ لِخِيَارِهِمْ، وَشِرَارُهُمْ أَتْبَاعٌ

= سعيد المقبري، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم (498) من طريق يحيى بن سعيد، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(484)، والدارقطني في "النزول"(44) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة. ورواية ابن أبي عاصم والنسائي مقتصرة على الشطر الثاني، بينما أخرجه الدارقطني بشطريه.

وسيأتي الحديث بشطريه من طريق سعيد عن أبي هريرة بعد هذا الحديث، ومن طريق عطاء مولى أم حبيبة عن أبي هريرة برقم (10623). وللشطر الثاني انظر ما سلف برقم (7509).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.

وأخرجه الدارقطني في "النزول"(41) من طريق عبد الله بن نمير، به.

وأخرجه مقتصراً على قصة تأخير العشاء ابنُ أبي شيبة 1/ 331، وعنه ابن ماجه (691) عن عبد الله بن نمير، به.

وأخرجه مقتصراً على قصة السواك مع الوضو ابن ماجه (287)، عن ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن نمير، به. وانظر ما قبله.

ص: 363

لِشِرَارِهِمْ " (1).

9594 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْإِمَامُ الْكَذَّابُ، وَالشَّيْخُ الزَّانِي، وَالْعَائِلُ (2) الْمَزْهُوُّ "(3).

9595 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم -وهو ابن عباس بن محمد الهاشمي- فقد روى له مسلم حديثين متابعةً وأصحاب السنن، وهو ثقة. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.

وانظر ما سلف برقم (7306).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: والعامل! ووجهه السندي على أنه الأجير عند الناس. والعائل: هو الفقير.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، محمد بن عجلان وأبوه صدوقان.

وأخرجه النسائي 5/ 86 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3490) من طريق أبي عاصم النبيل، وابن حبان (4413) من طريق حماد بن مسعدة، كلاهما عن ابن عجلان، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 86، وفي "الكبرى"(7139)، وأبو يعلى (6597)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3491)، وابن حبان (7337) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ولفظه عند النسائي:"أربعة يبغضهم الله عز وجل: البياع الحلاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإِمام الجائر".

وسيأتي من طريق أبي حازم عن أبي هريرة برقم (10227).

وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي 5/ 153.

ص: 364

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يُؤْذِيَنَّ (1) جَارَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ ". وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: " أَوْ لِيَصْمُتْ "(2).

9596 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَبُلْ (3) أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، وَلَا يَغْتَسِلْ فِيهِ مِنَ الْجَنَابَةِ "(4).

(1) كذا في (م) والنسخ المتأخرة، وفي (ظ 3) و (عس): يؤذي، بالياء دون النون على النفي بمعنى النهي، وله وجه في العربية.

(2)

حديث صحيح، وهو إسناد جيد.

وأخرجه هناد في "الزهد"(1051) و (1105) عن حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن عجلان، به مختصراً.

وانظر ما سلف برقم (7626).

(3)

كذا في (م) والنسخ المتأخرة، وهو الجادة، وفي (ظ 3) ونسخة على هامش (س): لا يبولن، وهو صواب أيضاً، وفي (عس): لا يبول، بالنفي بمعنى النهي، وله وجه في العربية.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد.

وأخرجه أبو داود (70)، وابن حبان (1257)، والبيهقي 1/ 238، والبغوي (285) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 141، وعنه ابن ماجه (344) عن أبي خالد الأحمر، والبيهقي 1/ 238 من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن محمد بن عجلان، به. والحديث عند ابن ماجه مختصرٌ، ليس فيه:"ولا يغتسل فيه من الجنابة". =

ص: 365

9597 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ بِيَدِهِ عَلَى نَفْسِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي "(1).

9598 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَجْمَعُوا بَيْنَ اسْمِي

= وأخرج مسلم (283)(97)، وابن ماجه (605)، والنسائي 1/ 124 و 176 و 197، وابن الجارود (56)، وابن خزيمة (93)، وأبو عوانة 1/ 276، والطحاوي 1/ 14، وابن حبان (1252)، والدارقطني 1/ 51 - 52، والبيهقي 1/ 237 من طريق أبي السائب مولى هشام بن زهرة، عن أبي هريرة مرفوعاً:"لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم، وهو جنب"، فقال: كيف يفعل يا أبا هريرة؟ قال: يتناوله تناولاً. وانظر ما سلف برقم (7525).

(1)

إسناده جيد.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 134 و 135 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 180، وابن ماجه (189) و (4295)، والترمذي (3543)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 19 و 134، وابن حبان (6145) من طرق عن ابن عجلان، به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.

قوله: "بيده" زيادة شاذة، لم يروها عن أبي هريرة سوى عجلان، وهو ليس بذاك الثقة، وقد خالف من هو أوثق منه فرووه عن أبي هريرة دونها، انظر ما سلف برقم (7500) و (8127) و (8958).

وقد وقعت هذه الزيادة في حديث شريك النخعي عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة الذي سلف برقم (9159)، وذكرنا هناك أنها زيادة منكرة في حديث الأعمش.

ص: 366

وَكُنْيَتِي، فَإِنِّي أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، اللهُ عز وجل يُعْطِي، وَأَنَا أَقْسِمُ " (1).

9599 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَافَرَ قَالَ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ، اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ (2) اطْوِ لَنَا الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(844)، والترمذي (2841)، وابن حبان (5814) و (5817) من طرق عن ابن عجلان، بهذا الإِسناد. ولفظه عند الترمذي: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجمع أحد بين اسمه وكنيته، ويُسمِّيَ محمداً أبا القاسم. واقتصر ابن حبان في الموضع الأول على قوله:"لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي".

وانظر ما سلف برقم (7377).

ولقوله: "الله عز وجل يعطي، وأنا أقسم". انظر ما سلف برقم (7194).

(2)

لفظة "اللهم" ليست في (عس)، وأضيفت في (ظ 3) ثم رمجت.

(3)

إسناده قوي، محمد بن عجلان صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.

وأخرجه أبو داود (2598)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(500)، والطبراني في "الدعاء"(808)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(799) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وقوله: "اللهم اطْوِ لنا الأرض، وهَوِّن علينا السفر" سلف نحوه برقم (8310) من طريق أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري.

وانظر ما سلف برقم (9205).

ص: 367

9600 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَغْلِبَنَّكُمْ أَهْلُ الْبَادِيَةِ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ "(1).

9601 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ "(2).

(1) إسناده قوي.

وأخرجه ابن ماجه (705) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن ابن عجلان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن ماجه (705) عن يعقوب بن حميد، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وفي إسناده ضعف من جهة يعقوب بن حميد.

وسيتكرر الحديث برقم (9659).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4572)، وانظر الكلام عليه هناك.

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح مولى التوأمة، فقد روى له أصحاب السنن غير النسائي، وهو صدوق كان قد اختلط، وقد اختلف في رفع حديث أبي هريرة هذا ووقفه، كما سلف بيانه عند الحديث (7689).

وأخرجه الطيالسي (2314)، وابن أبي شيبة 3/ 269 و 369، والبيهقي 1/ 303، والبغوي (339) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد.

وسيأتي مطولاً برقم (9862)، ومكرراً برقم (10108).

ص: 368

9602 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ جُرَيْجٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَتِهِ، قَالَ: فَأَتَتْهُ أُمُّهُ، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، أَنَا أُمُّكَ، فَكَلِّمْنِي. قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَصِفُ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصِفُهَا، وَضَعَ يَدَهُ عَلَى حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ، قَالَ: فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي، فَقَالَ: يَا رَبِّ، أُمِّي وَصَلَاتِي! فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، فَرَجَعَتْ، ثُمَّ أَتَتْهُ، فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، أَنَا أُمُّكَ، فَكَلِّمْنِي. فَقَالَ: يَا رَبِّ، أُمِّي وَصَلَاتِي! فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، ثُمَّ أَتَتْهُ، فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، أَنَا أُمُّكَ، فَكَلِّمْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ، أُمِّي وَصَلَاتِي! فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، فَقَالَتْ: اللهُمَّ هَذَا جُرَيْجٌ، وَإِنَّهُ ابْنِي، وَإِنِّي كَلَّمْتُهُ، فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي، اللهُمَّ فَلَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَاتِ. وَلَوْ دَعَتْ عَلَيْهِ أَنْ يُفْتَتَنَ لَافْتُتِنَ.

قَالَ: وَكَانَ رَاعٍ يَأْوِي إِلَى دَيْرِهِ (1)، قَالَ: فَخَرَجَتْ امْرَأَةٌ، فَوَقَعَ عَلَيْهَا الرَّاعِي، فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقِيلَ: مِمَّنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ: هُوَ مِنْ صَاحِبِ الدَّيْرِ. فَأَقْبَلُوا بِفُؤُوسِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ، وَأَقْبَلُوا إِلَى الدَّيْرِ فَنَادَوْهُ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ، فَأَخَذُوا يَهْدِمُونَ دَيْرَهُ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا:

(1) كذا في (م) والنسخ المتأخرة ونسخة على هامش (ظ 3): ديره، بإثبات الهاء، وفي (ظ 3) و (عس): دير، بدونها.

ص: 369

سَلْ هَذِهِ الْمَرْأَةَ. قَالَ: أُرَاهُ تَبَسَّمَ. قَالَ: ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَ الصَّبِيِّ، فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: رَاعِي الضَّأْنِ. فَقَالُوا: يَا جُرَيْجُ، نَبْنِي مَا هَدَمْنَا مِنْ دَيْرِكَ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ. قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَعِيدُوهُ تُرَابًا كَمَا كَانَ. فَفَعَلُوا (1). (2).

9603 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كَانَ رَجُلٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ تَاجِرًا، وَكَانَ يَنْقُصُ مَرَّةً، وَيَزِيدُ أُخْرَى، قَالَ: مَا فِي هَذِهِ التِّجَارَةِ خَيْرٌ، لَأَلْتَمِسُ تِجَارَةً، هِيَ خَيْرٌ مِنْ هَذِهِ. فَبَنَى صَوْمَعَةً، وَتَرَهَّبَ فِيهَا، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ (3).

(1) كذا في (ظ 3) و (س) والنسخ المتأخرة، وفي (عس) ونسخة في (ظ 3): فعلاه. وقد جاء في مسلم: ثم علاه، وفي رواية أخرى: ففعلوا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو حديث مرفوع كما يفهم من قوله: "وكان أبو هريرة يصف كما كان رسول الله يصفها"، وكما سلف برقم (8994).

وأخرجه مسلم (2550)(7)، والبيهقي في "الشعب"(7878) من طريق شيبان بن فروخ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 261، والبيهقي في "الشعب"(7878) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإِسناد. وانظر ما بعده.

(3)

إسناده ضعيف من أجل عمر بن أبي سلمة، وقد تفرَّد بمطلع هذا الحديث بهذه السياقة.

وانظر ما قبله.

ص: 370

9604 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ، وَلَا يَقُلْ: قَبَّحَ اللهُ وَجْهَكَ، وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ "(1).

9605 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُنْكَحُ الْأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ:" أَنْ تَسْكُتَ "(2).

9606 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ لَا شَكَّ

(1) إسناده قوي. وهو مكرر (7420).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير.

وأخرجه البخاري (5136) و (6968)، ومسلم (1419)(64)، والنسائي 6/ 86، وابن الجارود (707)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 367، والبيهقي 7/ 119 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7404).

ص: 371

فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَالْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ " (1).

9607 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَجَدَ فِي: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، قُلْتُ: تَسْجُدُ فِيهَا؟ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ فِيهَا (2).

9608 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، الْمَعْنَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَمْعَانَ، قَالَ: أَتَانَا أَبُو هُرَيْرَةَ فِي مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، قَالَ: ثَلَاثٌ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْمَلُ بِهِنَّ، قَدْ تَرَكَهُنَّ النَّاسُ: كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَدًّا إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، وَيُكَبِّرُ كُلَّمَا رَكَعَ وَرَفَعَ، وَالسُّكُوتُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ يَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ. قَالَ يَزِيدُ: يَدْعُو وَيَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ (3).

(1) حسن لغيره، وسلف الكلام على إسناده برقم (7510). يحيى شيخ المصنف: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو الدستوائي، وشيخه يحيي: هو ابن أبي كثير.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2340)، والبخاري (1074)، ومسلم (578)(107)، والطحاوي 1/ 358، والبيهقي 2/ 315، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 125 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد. وانظر (9348).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين غير سعيد بن سمعان، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإِمام" وأصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. =

ص: 372

9609 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" لِلَّهِ مِئَةُ رَحْمَةٍ، أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى أَوْلَادِهَا، وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ "(1).

= وأخرجه أبو داود (753)، والنسائي 2/ 124، وابن خزيمة (460) و (473)، والبيهقي 2/ 195 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. واقتصر أبو داود على رفع اليدين.

وأخرجه الطيالسي (2374)، والبخاري في "القراءة خلف الإِمام"(279)، والترمذي (240)، وابن خزيمة (459) و (460) و (473)، والطحاوي 1/ 195، وابن حبان (1777)، والحاكم 1/ 234، والبيهقي 2/ 27 من طرق عن ابن أبي ذئب، به.

وأخرجه مقتصراً على رفع اليدين مدّاً الترمذيُّ (239)، وابن خزيمة (458)، والبيهقي 2/ 27 من طريق يحيى بن يمان، عن ابن أبي ذئب، به. ولفظه: كان رسول الله إذا كبَّر للصلاة نشر أصابعه.

وسيأتي برقم (10492) عن محمد بن عبد الله بن الزبير، عن ابن أبي ذئب.

ولرفع اليدين في الصلاة، انظر ما سلف في مسند ابن عمر برقم (6163) من حديث أبي هريرة، و (8875).

وللتكبير، انظر ما سلف برقم (7220).

وللسكوت قبل القراءة، انظر ما سلف برقم (7164).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك: وهو ابن أبي سليمان العرزمي، فمن رجال مسلم. عطاء: هو ابن أبي رباح. =

ص: 373

9610 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَمِّهِ: " قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدْ لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ: لَوْلَا أَنْ تُعَيِّرَنِي قُرَيْشٌ، يَقُولُونَ: إِنَّمَا حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ الْجَزَعُ، لَأَقْرَرْتُ بِهَا عَيْنَكَ. فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56](1).

9611 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُشِيرُ بِأُصْبُعَيْهِ (2) مِرَارًا: وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ

= وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد"(893)، ومسلم (2752)(19)، وابن ماجه (2493)، والبغوي (4179) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (8415).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان، فمن رجال مسلم. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

وأخرجه مسلم (25)(42)، والترمذي (3188)، والطبري 20/ 92، وابن منده في "الإِيمان"(38)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 344، والواحدي في "أسباب النزول" ص 228 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (25)(41)، والطبري 20/ 92، وابن حبان (6270)، وابن منده (39)، والبيهقى 2/ 344 - 345 من طرق عن يزيد بن كيسان، به.

وانظر ما سيأتي برقم (9693).

وفي الباب عن المسيب بن حزن، سيأتي 5/ 433.

(2)

في (م) و (س): بأصبعه.

ص: 374

بِيَدِهِ، مَا شَبِعَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا (1) مِنْ خُبْزِ حِنْطَةٍ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا (2).

(1) لفظة "تباعاً" سقطت من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2976)(33) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (2976)(32)، وابن ماجه (3343) من طريق مروان بن معاوية الفَزاري، والترمذي (2358)، وأبو يعلى (6175)، وعنه ابن حبان (6346) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، كلاهما عن يزيد بن كيسان، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه بنحوه وكيع في "الزهد"(107)، والبخاري (5374)، وابن حبان (6345) من طريق الفضيل بن غزوان، عن أبي حازم، به.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 403، والخطابي في "غريب الحديث" 2/ 420، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 256 من طريق عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم: قال أبو هريرة: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكِسَرِ اليابسة حتى فارق الدنيا، وأصبحتم تهذِرُون بالدنيا، ونَقَرَ بأصابعه. وعبد الحميد بن سليمان ضعيف، وقوله:"تَهذِرون"، قال الخطابي: يريد تبذير المال وتفريقه في كل وجه.

وأخرج البخاري (5414)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 265، والبغوي (4076) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه مَرَّ بقوم بين أيديهم شاة مصليَّةٌ، فدعَوْه، فأبى أن يأكل، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من الخبز الشعير.

وفي الباب عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وعن سهل بن سعد، وعن عائشة أم المومنين رضي الله عنهم، وستأتي أحاديثهم على التوالي 4/ 197 - 198، و 5/ 332، و 6/ 42.

وعن عبد الرحمن بن عوف عند البزار (3684). قال الهيثمي في "المجمع" =

ص: 375

9612 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يُورِدُ الْمُمْرِضُ عَلَى الْمُصِحِّ ". وَقَالَ: " لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ، فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟! "(1).

9613 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ". وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: " لَا صَدَقَةَ إِلَّا مِنْ ظَهْرِ غِنًى "(2).

= 10/ 312: إسناده حسن.

وعن سلمان الفارسي عند الطبراني (6173). وإسناده ضعيف.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق حسن الحديث.

وأخرج قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يورِدُ مُمرِض على مصحٍّ" ابن أبي شيبة 9/ 45، وعنه ابن ماجه (3541) عن علي بن مسهر، والطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص 17 من طريق عبدةَ بنِ سليمان، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وانظر (7620) و (9263).

قال السندي: "المُمرِض" اسم فاعل من "أَمْرَضَ"، و"المُصِحُّ" اسم فاعل من "أصَحَّ"، أي: صاحب الإِبل المريضة على صاحب الإِبل الصحيحة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجالُ الشيخين غير عبدِالملك -وهو ابن أبي سليمان العَرزَميُّ- فمن رجال مسلم. عطاء: هو ابن =

ص: 376

9614 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ أَوْ رِيحٍ "(1).

9615 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ. وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ - يَعْنِي الْأَعْوَرَ -، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ - الْمَعْنَى -، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ فِي مَالٍ أَوْ عِرْضٍ (2)، فَلْيَأْتِهِ فَلْيَسْتَحِلَّهَا مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ - أَوْ تُؤْخَذَ - وَلَيْسَ عِنْدَهُ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ، أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَأُعْطِيَهَا هَذَا، وَإِلَّا أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ هَذَا فَأُلْقِيَتْ عَلَيْهِ (3) "(4).

= أبي رباح، ويحيى: هو ابنُ سعيد القطان.

وقد سلف الحديث بمثل رواية يحيى القطان الثانية التي ذكرها المصنف برقم (7155) عن يعلى بن عبيد، عن عبد الملك العرزمي.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وانظر (9313).

(2)

المثبت من (ظ 3) و (عس) وهامش (س)، وفي (س) و (م) والنسخ المتأخرة: ماله أو عِرضه.

(3)

في (ظ 3): فأُلقِينَ عليها، وفي (م) والنسخ المتأخرة: فأُلقِيَ عليه، والمثبت من (عس).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي العامري، ويحيى: هو ابن سعيد القطان. =

ص: 377

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه البخاري (6534) عن إسماعيل بن أبي أويس، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(189) من طريق عبد الله بن وهب، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 343 من طريق زيد بن أبي أنيسة، ثلاثتهم عن مالك، بهذا الإسناد.

وقد روي الحديث عن مالك بإدخال أبي سعيد المقبري بين سعيد وأبي هريرة، أخرجه ابن حبان (7362) من طريق زيد بن أبي أنيسة، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 344 من طريق إسحاق بن محمد الفروي، كلاهما عن مالكٍ، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، ولفظه: "رحم الله عبداً كانت لأخيه عنده مظلمةٌ في نفسٍ أو مالٍ، فأتاه، فاستحلَّ منه قبل أن يؤخذ من حسناته

" فذكره. قلنا: إسحاق الفروي -وإن روى له البخاري- تُكُلِّم في روايته عن مالك، وهو هنا متابع.

أما زيد بن أبي أنيسة فهو ثقة من رجال الشيخين، لكن اختلف عليه في هذا الحديث، فروي عنه بذكر أبي سعيد المقبري، وروي عنه بإسقاطه -كما سلف-، وروي عنه، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة -كما سيأتي- دون ذِكْر مالكٍ.

وقد خالف إسحاقَ وزيداً في هذا الإسناد يحيى بنُ سعيد القطان، وهو الحافظ الجليل، وعبدُ الله بن وهب، وهو من كبار أصحاب مالك، واسماعيلُ بن أبي أويس عند البخاري في "صحيحه"، فرووه دون ذِكْر أبي سعيد، ورواه ابن أبي ذئب وغيره عن سعيد المقبري، فلم يذكروا فيه أباه، فالرواية عن مالك بإسقاط أبي سعيد المقبري أصحُّ. قال الدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 188: زيادة أبي سعيد المقبري في الإِسناد غير مقبولة، لأن الذين رووه عن مالك أثبت من إسحاق الفروي.

وأخرجه الطيالسي (2321)، والبخاري (2449)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2868)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(187) و (188)، والبهيقي 3/ 369، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(4163) من طرق عن ابن أبي ذئب، به. =

ص: 378

9616 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كُلُّ الصَّلَاةِ يُقْرَأُ (1) فِيهَا، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا أَخْفَيْنَا (2) عَلَيْكُمْ (3).

9617 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ يَحْيَى: وَرُبَّمَا ذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَتَقَرَّبُ الْعَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا، إِلَّا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَلَا يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ ذِرَاعًا، إِلَّا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا - أَوْ بُوعًا - "(4).

= وأخرجه الطيالسي (2327) عن عبد الله بن عمر العمري، والترمذي (2419)، وأبو يعلى (6539) من طريق زيد بن أبي أنيسة، و (6596) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المديني، ثلاثتهم عن سعيد المقبري، به. ورواية عبد الرحمن بن إسحاق المديني: "من كان عليه دين

"، بدل: "مظلمة". وقال الترمذي: حسن صحيح.

وسيأتي برقم (10573) و (10574). وانظر الحديث السالف برقم (8029).

وفي الباب عن ابن عمر عند ابن ماجه (2414)، ولفظه:"من مات وعليه دينار أو درهم قضي من حسناته، ليس ثَمَّ دينار ولا درهم". وإسناده حسن في الشواهد.

(1)

في (ظ 3): نقرأ، وفي (عس): تقرأ.

(2)

في (ظ 3): أخفيناه.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وانظر (7503).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. والشك في رفعه لا يضر، فقد روي =

ص: 379

9618 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " الَّذِي يَطْعَنُ نَفْسَهُ إِنَّمَا يَطْعَنُهَا فِي النَّارِ، وَالَّذِي يَتَقَحَّمُ فِيهَا يَتَقَحَّمُ فِي النَّارِ، وَالَّذِي

= من طريق المعتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، وفيه التصريح برفعه، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى، كما سيأتي لاحقاً. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسليمان التيمي: هو ابن طرخان، وأنس: هو الصحابي الجليل أنس بن مالك.

وأخرجه البخاري (7537)، ومسلم ص 2067 (20) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد. زاد مسلم:"وإذا أتاني يمشي، أتيته هرولة".

وأخرجه البخاري معلقاً بإثر الحديث (7537)، ومسلم ص 2067 (20)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 118، وابن حبان (376)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 458، وابن حجر في "التغليق" 5/ 371 - 372 من طريق معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، عن أنس، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله عز وجل

" الحديث. وزاد في آخره عند ابن حبان وابن حجر: "وإذا أتاني مشياً، أتيته هرولةً، وإن هرول سعيت إليه، والله أوسع بالمغفرة".

قال البرقاني كما في "الفتح" 13/ 514: زيادة: "وإن هرول سعيت إليه، والله أوسع بالمغفرة" لم أجدها عند غير محمد بن المتوكل (راويه عن المعتمر عند ابن حبان وابن حجر). وزاد البيهقي في آخره: "وإذا تقرب مني بوعاً أتيته أهرول"، وستأتي هذه الزيادة في الرواية الآتية برقم (10619) من طريق المعتمر عن أبيه. وانظر (7422).

وقد روي الحديث عن أنس، ليس فيه أبو هريرة، وسيأتي فى مسنده 3/ 277.

قوله: "باعاً أو بوعاً"، قال في "اللسان": الباع والبَوْع والبُوع: مسافة ما بين الكفين إذا بسطتهما، الأخيرة هذلية.

ص: 380

يَخْنُقُ نَفْسَهُ، يَخْنُقُهَا فِي النَّارِ " (1).

9619 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي -: " قَالَ اللهُ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -وهو محمد- فقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم في الشواهد وأصحاب السنن، وهو صدوق، وقد توبع. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.

وأخرجه ابن حبان (5987) من طريق الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (1365) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(195) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد ومالك بن أنس، ثلاثتهم عن أبي الزناد، به - ولم يذكر شعيب في حديثه قوله:"والذي يتقحم فيها يتقحم في النار".

وانظر ما سلف برقم (7448).

قال السندي: قوله: "الذي يطعن نفسه"، أي: في الدنيا، أي: فيقتلها بالطعنة.

"إنما يطعنها في النار"، أي: في نار جهنم، بالنظر إلى المآل، أي أن جزاء تلك الطعنة في الدنيا هو الطعن في الآخرة، حتى كأن فاعلَ هذا فاعلُ ذاك.

"يتقحم"، أي: يوقع نفسه في المهالك، بأن يتردى من جبل، أو يفعل نحوه.

"فيها"، أي: في الدنيا. أو المراد: الذي يرمي نفسه في نار الدنيا.

"يتقحَّم في النار"، أي: يرميها في نار الآخرة، جزاوه أن يقال له: ارمها في نار الآخرة. والله تعالى أعلم.

ص: 381

عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا خَيْرُ الشُّرَكَاءِ، مَنْ عَمِلَ لِي عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي، فَأَنَا بَرِيءٌ مِنْهُ، وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ " (1).

9620 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ مِنَ الْمَالِ، بِحَلَالٍ أَوْ بِحَرَامٍ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، العلاء بن عبد الرحمن -وهو ابن يعقوب الحرقي- وأبوه كلاهما من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. وانظر (7999).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي.

وأخرجه الدارمي (2536)، والبخاري (2059) و (2083)، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة"(203)، وابن حبان (6726)، والبيهقي في "السنن" 5/ 264، وفي "الدلائل" 6/ 535، وفي "الشعب"(5566)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 327، والبغوي (2033) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث برقم (9838) و (10563) من طريق ابن أبي ذئب.

قلنا: أخرج النسائيُّ هذا الحديث في "سننه" من طريق سفيان الثوري، لكن اختلف الرواة عنه -أي: عن النسائي- في إسناده، فقال ابن السني في روايته عنه كما في "المجتبى" 7/ 243: سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن، عن المقبري، عن أبي هريرة، وأما ابن الأحمر وابن سيار فقد قالا فى روايتيهما عنه كما في "النكت الظراف" للحافظ ابن حجر 10/ 128: عن الشعبي، مكان المقبري. وبناءً عليه فقد وهَّم الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/ 296 الحافظَ =

ص: 382

9621 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو. وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ "(1).

9622 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ ابْنُ

= المزيَّ حيث أورده في "تحفة الأشراف" 9/ 487 للنسائي من طريق ابن أبي ذئب عن المقبري، فقال: وهم المزي في "الأطراف" فظن أن محمد بن عبد الرحمن هو ابن أبي ذئب، فترجم به للنسائي مع طريق البخاري هذه عن ابن أبي ذئب (أي: عن سعيد المقبري)، وليس كما ظن، فإني لم أقف عليه في جميع النسخ التي وقفت عليها من النسائي إلا عن الشعبي، لا عن سعيد، ومحمد بن عبد الرحمن المذكور عنه أظنه ابن أبي ليلى لا ابن أبي ذئب، لأني لا أعرف لابن أبي ذئب رواية عن الشعبي.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه الدارمي (2043) عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2015) من طريق يزيد بن هارون، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 321، وأبو يعلى (2069)، وأبو عوانة 5/ 428 من طرق عن محمد بن عمرو، به.

وانظر ما سلف برقم (7497).

ص: 383

ثَمَانِينَ، اخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ " (1).

9623 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ، فَدُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً (2)، ثُمَّ قَالَ: " أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَلْ تَدْرُونَ لِمَ ذَلِكَ؟ يَجْمَعُ اللهُ عز وجل الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمُ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، عجلان والد محمد -وهو مولى فاطمة بنت عتبة المدني- علق له البخاري، وروى له مسلم وأصحاب السنن. وابنه محمد علق له البخاري، واستشهد به مسلم، وروى له أصحاب السنن، وهما صدوقان.

وأخرجه ابن حجر في "تغليق التعليق" 4/ 15 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وعلقه البخاري بإثر الحديث رقم (3356) عن ابن عجلان، عن أبي هريرة.

وخالف الليثُ بن سعد يحيى بنَ سعيد في لفظه، فقد أخرجه ابن حبان (6205) من طريقه، عن ابن عجلان، به - ولفظه:"اختتن إبراهيم النبي حين بلغ عشرين ومئة سنة، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة، واختتن بالقدوم".

قلنا: ورواية يحيى بن سعيد القطان هي المحفوظة، فقد رجَّح أهل العلم أن سنَّ إبراهيم عند اختتانه كان ثمانين سنة، وانظر ما سلف برقم (8281).

(2)

في (ظ 3): فنَهَشَ منها نَهشةً بالمثلثة. قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 3/ 66: وكلاهما صحيح، بمعنى: أخذ بأطراف أسنانه.

ص: 384

الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ (1) النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: أَلَا تَرَوْنَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ؟ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ؟ أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ عز وجل؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: أَبُوكُمْ آدَمُ.

فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا (2) لَكَ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ: آدَمُ عليه السلام: إِنَّ رَبِّي عز وجل قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ.

فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، وَسَمَّاكَ اللهُ عَبْدًا شَكُورًا، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ (3)، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ نُوحٌ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ،

(1) في (ظ 3) و (عس): فبَلَغَ.

(2)

في (ظ 3): "ليسجدوا"، وفي نسخة على هامشها:"فسجدوا" كما هو مثبت.

(3)

في (م): عند ربك.

ص: 385

وَإِنَّهُ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ (1) عَلَى قَوْمِي، نَفْسِي نَفْسِي، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ.

فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ - فَذَكَرَ كَذِبَاتِهِ - نَفْسِي نَفْسِي، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى.

فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِتَكْلِيمِهِ عَلَى النَّاسِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ مُوسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا، نَفْسِي نَفْسِي، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى.

فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، أَنْتَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ - قَالَ: هَكَذَا هُوَ - وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ - وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا -،

(1) في هامش (ظ 3) إضافة: دعوتُ بها.

ص: 386

اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ.

فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ رَسُولُ اللهِ وَخَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ، غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبَكَ وَمَا تَأَخَّرَ (1)، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَأَقُومُ، فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عز وجل، ثُمَّ يَفْتَحُ اللهُ عَلَيَّ، وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ (2) تُعْطَهْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ (3) أُمَّتِي أُمَّتِي، يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، يَا رَبِّ. فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ مِنَ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْأَبْوَابِ "، ثُمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَمَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ، كَمَا (4) بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرَ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى " (5).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: غفر الله لك ذنبك، ما تقدم منه وما تأخر.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: وسَلْ.

(3)

في (ظ 3) و (عس): رَبِّ، دون حرف النداء.

(4)

في (ظ 3): لَكَما.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: اسمه يحيى بن سعيد بن حيان التيمي الكوفي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11286)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 592 - 596 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. =

ص: 387

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(101)، وابن أبي شيبة في "المصنف" 11/ 444 و 13/ 128، وإسحاق بن راهويه (185)، والبخاري (3340) و (3361) و (4712)، ومسلم (194)(327)، والترمذي (2434)، وابن أبي عاصم في "السنة"(811)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 593، وأبو عوانة 1/ 170 - 173 و 173 - 174، وابن حبان (7389)، وابن منده في "الإِيمان"(879) و (880) و (881)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(175)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 476 - 478، وفي "الأسماء والصفات" ص 315، والبغوي (4332) من طرق عن أبي حيان، به- بعضهم يرويه مختصراً، ووقع في رواية البخاري (4712)، والبغوي في آخر الحديث:"حِمْير"، بدل:"هجر"، وصوَّب القاضي عياض في "المشارق" 1/ 202 رواية:"هجر".

وأخرجه إسحاق بن راهويه (184)، ومسلم (194)(328)، وابن حبان (6465)، وابن منده (882)، وأبو نعيم (175) من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، به. وزاد في هذه الرواية ذكر الكذبات في قصة إبراهيم، وهي قوله في الكوكب:{هذا ربِّي} ، وقوله لآلهتهم:{بل فعله كبيرهم هذا} ، وقوله:{إنِّي سَقيم} . ورواية أبي نعيم مقتصرة على قصة مِصْراعَي الجنة التي في آخر الحديث.

وأخرجه بنحوه مختصراً جداً مسلم (195)، وابن خزيمة 2/ 600 - 601، وأبو عوانة 1/ 174، وابن أبي داود في "البعث"(29)، وابن منده (883) من طريق أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. وعن ربعي بن حِراشٍ، عن حذيفة بن اليمان، مرفوعاً.

وقد سلفت قصة حب النبي صلى الله عليه وسلم للذراع فقط برقم (8377) من طريق أبي عقيل عبد الله بن عقيل، عن أبي حيان. وانظر ما سيأتي برقم (10972).

وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (4476)، ومسلم (193)، سلف برقم (2693) في مسند ابن عباس، وسيأتي في مسنده 3/ 116. =

ص: 388

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وعن أبي بكر الصديق، سلف برقم (15).

وعن ابن عباس، سلف برقم (2546).

وعن ابن عمر عند البخاري (1474) و (1475).

وعن أبي سعيد الخدري عند الترمذي (3148).

وعن سلمان الفارسي عند ابن أبي شيبة 11/ 447، والطبراني (6117).

وعن عقبة بن عامر الجهني عند الطبراني 17/ (887).

قوله: "ينفذهم البصر"، قال الحافظ في "الفتح" 8/ 396: بفتح أوله وضم الفاء، من الثلاثي، أي: يخرِقُهم. وبضم أوله وكسر الفاء، من الرباعي، أي: يحيط بهم، والذال معجمة في الرواية، وقال أبو حاتم السجستاني: أصحاب الحديث يقولونه بالمعجمة، وإنما هو بالمهملة، ومعناه: يبلغ أولهم وآخرهم. وأجيب بأن المعنى: يحيط بهم الرائي، لا يخفى عليه منهم شيء لاستواء الأرض، فلا يكون فيها ما يستتر به أحد من الرائي، وهذا أولى من قول أبي عبيد [في "غريب الحديث" 4/ 52]: يأتي عليهم بصر الرحمن، إذ رؤية الله تعالى محيطة بجميعهم في كل حال، سواء الصعيد المستوي وغيره، ويقال: نفذه البصر: إذا بلغه وجاوزه، والنَّفاذ: الجواز والخلوص من كل شيء، ومنه: نَفَذَ السهم: إذا خرق الرَّمِيَّةَ وخرج منها.

وقوله: "فذكر كذباته"، وقع في رواية البخاري: فذكرهن أبو حيان في الحديث، يعني: أن مَن دون أبي حيان اختصرها من الحديث، وقد ذُكِرَت في رواية عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، كما أشرنا في التخريج، لكن وقع عنده أنها قوله عليه السلام في الكوكب:{هذا ربي} ، وقوله:{بل فعله كبيرهم هذا} ، وقوله:{إني سقيم} . وجاء في الحديث السالف برقم (9241) قوله: "لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات

"، وذكر بدلَ قولهِ في الكوكب: {هذا ربي}، قوله في سارة: "إنها أختي".

وقوله: "لمَا بين مِصْراعَين

" الخ، قال النووي في "شرح مسلم" 3/ 69: =

ص: 389

9624 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا شَتَمَ أَبَا بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعْجَبُ وَيَتَبَسَّمُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ رَدَّ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَامَ، فَلَحِقَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَانَ يَشْتُمُنِي وَأَنْتَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَدَدْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ غَضِبْتَ وَقُمْتَ! قَالَ:" إِنَّهُ كَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يَرُدُّ عَنْكَ، فَلَمَّا رَدَدْتَ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، وَقَعَ الشَّيْطَانُ، فَلَمْ أَكُنْ لِأَقْعُدَ مَعَ الشَّيْطَانِ ".

ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ، ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ: مَا مِنْ عَبْدٍ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ فَيُغْضِي عَنْهَا لِلَّهِ عز وجل، إِلَّا أَعَزَّ اللهُ بِهَا نَصْرَهُ، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ عَطِيَّةٍ يُرِيدُ بِهَا صِلَةً، إِلَّا زَادَهُ اللهُ بِهَا كَثْرَةً، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ، يُرِيدُ بِهَا كَثْرَةً، إِلَّا زَادَهُ اللهُ عز وجل بِهَا قِلَّةً "(1).

= المِصْراعان -بكسر الميم-: جانبا الباب.

وهَجَر -بفتح الهاء والجيم-: وهي مدينة عظيمة هي قاعدة بلاد البحرين.

قال الجوهري في "صحاحه": هجر اسم بلد مذكر مصروف. قال: والنسبة إليه هاجري، وقال أبو القاسم الزجاجي في "الجمل": هجر يُذَكَّر ويؤنَّث. قلت: وهجر هذه غير هجر المذكورة في حديث: "إذا بلغ الماء قلتين بقلال هجر" تلك قرية من قرى المدينة كانت القِلال تُصنَع بها وهي غير مصروفة.

(1)

حسن لغيره، وقد خولف ابن عجلان في إسناد هذا الحديث، فقد رواه الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن بشير بن المحرَّر، عن سعيد بن المسيب، مرسلاً، ورجحها البخاري في "التاريخ" 2/ 102، والدارقطني في =

ص: 390

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "العلل" 8/ 153، فإن الليث أصح الناس روايةً عن المقبري، وأما ابن عجلان فيقع له في أحاديثه عن سعيد المقبري بعض الأوهام، لكن للحديث متابعات وشواهد تنهض به إلى التحسين.

وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(820)، والبيهقي في "السنن" 10/ 236، وفي "الآداب"(149) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. ولم يذكر البيهقي في حديثه قصة الحض على الصلة والنهي عن المسألة.

وأخرجه أبو داود (4897)، والبيهقي في "الآداب"(150 م)، والبغوي (3586) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، به. واقتصر أبو داود ومن طريقه البيهقي على الشطر الأول منه.

وأما الرواية المرسلة، فقد أخرجها البخاري في "تاريخه" 2/ 102، وأبو داود (4896)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(6669)، وفي "الآداب"(150). وإسنادها ضعيف لجهالة بشير بن المحرَّر راويه عن سعيد بن المسيب، فلم يرو عنه غير سعيد المقبري، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان" 1/ 329: لا يُعرَف.

وقد رُوي موصولاً عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فقد أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7235) من طريق القاسم بن دينار، حدثنا حسين بن علي الجعفي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن علي بن زيد إلا سفيان بن عيينة، ولا رواه عن سفيان إلا حسين الجعفي، تفرد

به القاسم بن دينار، ورواه الناس عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فإن كان حسين الجعفي حفظه فهو غريب من حديث علي بن زيد، عن ابن المسيب. قلنا: وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف. =

ص: 391

9625 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: مَرَّ أَبِي عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: غُنَيْمَةً لِي. قَالَ: نَعَمْ، امْسَحْ رُعَامَهَا، وَأَطِبْ مُرَاحَهَا، وَصَلِّ فِي جَانِبِ

= وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره"، سلف بنحوه بإسناد صحيح على شرط مسلم برقم (7206)، وقوله صلى الله عليه وسلم:"ما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرةً إلا زاده الله عز وجل بها قِلَّةً"، سلف بإسناد قوي برقم (9421).

وللشطر الأول من الحديث شاهد من حديث النعمان بن مقرِّن، سيأتي 5/ 445، لكن ليس فيه ذِكْر لأبي بكر رضي الله عنه، وإنما قال: رجل، ولم يسمه، وإسناده منقطع.

وشاهد آخر من مرسل زيد بن أُثيع عند معمر في "جامعه" الملحق "بمصنف عبد الرزاق"(20255)، وفيه التصريح باسم أبي بكر، وزيد بن أُثيع -ويقال يثيع- لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ووثقه ابن حبان والعجلي وابن حجر في "التقريب".

ولتتمة الحديث مقطعاً شواهد من حديث عبد الرحمن بن عوف، سلف برقم (1674).

ومن حديث أبي كبشة، سيأتي 4/ 231، وصححه الترمذي في "سننه"(2325).

وشاهد ثالث من حديث أم سلمة عند الطبراني في "الأوسط"(2291)، والقضاعي (817). قال الهيثمي في "المجمع" 3/ 105: فيه زكريا بن دويد: وهو ضعيف جداً.

ورابع من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(12150)، والقضاعي (816). وإسناده ضعيف.

ص: 392

مُرَاحِهَا، فَإِنَّهَا مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ، وَانْتَسِئْ (1) بِهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّهَا أَرْضٌ قَلِيلَةُ الْمَطَرِ ". قَالَ: يَعْنِي الْمَدِينَةَ (2).

(1) اختلفت النسخ في رسم هذا الحرف، وأثبتنا ما في النسخة التي أشير إليها في هامش (ظ 3)، فإنها أقربها إلى الصواب، والمعنى: تباعَدْ بها عن أرض المدينة، وذكر العِلَّة في ذلك، وهي أنها قليلة المطر، يقال: انتسَأَ عنه: إذا تأخَّرَ وتباعَدَ.

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، وهو قوي، لكن لم يصرح فيه وهب بن كيسان بسماعه من أبي هريرة، وقد قيل -دون جزم كما عند المِزِّي-: إنه رآه، لكن جزم بذلك الذهبي في "السير" 5/ 226. قلنا: وقد تابعه حميد بن مالك عليه دون القسم المرفوع منه، فقد أخرجه مالك في "الموطأ" برواية يحيى 2/ 933، وبرواية أبي مصعب الزهري (1965)، ومن طريقه المزي في ترجمة حميد من "تهذيب الكمال" 7/ 390، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(572) عن إسماعيل بن أبي أويس، كلاهما (مالك وإسماعيل) عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن حميد بن مالك، عن أبي هريرة وفيه قصة. وهذا إسناد صحيح.

وروي هذا القسم مرفوعاً، أخرجه البزار (444 - كشف الأستار) عن عبد الله بن جعفر بن نجيح، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن وهب بن كيسان، عن حميد بن مالك، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن جعفر بن نجيح -وهو والد علي ابن المديني-، وقد أخطأ فيه أيضاً، فأدخل وهب بن كيسان بين محمد بن عمرو بن حلحلة وحميد بن مالك، وزاد رفعَه، قال البيهقي في "السنن" 2/ 450 بعد أن أشار إلى هذه الرواية: والموقوف أصح.

وأخرجه مرفوعاً أيضاً الطبرانى في "الأوسط"(5342)، والخطيب في "تاريخ =

ص: 393

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بغداد" 7/ 432، والبيهقي 2/ 450 من طريق إبراهيم بن عيينة أخي سفيان، عن أبي حيان يحيى بن سعيد، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن عيينة. ثم إن في هذا الإِسناد اضطراباً، فقد قال أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 1/ 137 - 138: كنت أستحسن هذا الإِسناد، فبان لي خطؤه، فإذا قد رواه عمار بن محمد، عن أبي حيان، عن رجل من بني هاشم، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، وهو أشبه. قلنا: وعمار هذا لم نتبيَّنه، إلا أن يكون هو الثوريَّ، قال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ. والرجل الهاشميُّ مجهول.

وأخرجه مرفوعاً كذلك ابن عدي في "الكامل" 6/ 2088، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/ 449 من طريق يعقوب بن كاسب، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف يعقوب بن حميد بن كاسب، فقد تكلم فيه غير واحد، وذكر بعضهم أنه أَسنَد مراسيل، وله مناكير وغرائب.

وأخرج البزار (1329)، والخطيب في "تاريخه" 9/ 145 من طريق سليم بن إبراهيم الوَرّاق، عن سعيد بن محمد الزهري، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحسنوا إلى الماعز، وأميطوا عنها الأذى، فإنها من دواب الجنة". وهذا إسناد واهٍ، سعيد بن محمد الزهري ضعيف، وسلم بن إبراهيم متهم بالكذب.

وأخرج نحو هذا المتن البزار (1330) من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن داود بن فراهيج، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف جداً، يزيد النوفلي ضعيف جداً، وداود بن فراهيج مختلف فيه. ورواه يزيد بن عبد الملك بإسناد آخر فجعله من حديث أبي سعيد الخدري، أخرجه عبد بن حميد (987).

وفي هذا الباب عن ابن عمر مرفوعاً عند ابن ماجه (2306)، وابن عدي 2/ 472، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1102) بلفظ: "الشاة من دواب =

ص: 394

9626 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُ الشِّكَالَ مِنَ الْخَيْلِ (1).

9627 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

= الجنة"، وفي إسناده زَرْبيُّ بنُ عبد الله، وهو متفق على ضعفه.

وعن ابن عباس كذلك عند الخطيب في "تاريخه" 7/ 435، وفي إسناده الحسن بن مهدي الكيساني المروزي، قال الدارقطني: مجهول.

وقول أبي هريرة: "صَلِّ في مُراحها" قد ورد في المرفوع ما يشدُّه من إباحة الصلاة في مرابض الغنم، انظر ما سيأتي برقم (9825).

وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: "إنها أرض قليلة المطر" فلم يرد عن أبي هريرة عند غير المصنف، وله شاهد من حديث عبد الله بن ساعدة أخي عويم بن ساعدة عند الطبراني في "الكبير" كما في "مجمع الزوائد" 4/ 67، قال الهيثمي: فيه محمد بن سليمان بن مسمول، وهو ضعيف.

قوله: "امسح رُعامها"، قال السندي:"رُعامها" بالضم: هو ما يسيل من أنوفها، والمراد حسنُ تعهدها. قلنا: وقع في نسخة ابن عساكر بإعجام العين، والرغام: التراب، قال ابن الأثير في "النهاية": كذا رواه بعضهم بالغين المعجمة، وقال: إنه ما يسيل من الأنف، والمشهور فيه والمروي بالعين المهملة، ويجوز أن يكون أراد مسح التراب عنها رعايةً لها وإصلاحاً لشأنها.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، سَلم بن عبد الرحمن -وهو النخعي- ثقة، خرَّج له مسلم هذا الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري. وهو مكرر (7408).

ص: 395

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " رَحِمَ اللهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ. وَرَحِمَ (1) اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ "(2).

9628 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ بَيْعِ الْحَصَاةِ، وَبَيْعِ الْغَرَرِ (3).

9629 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الزُّرَقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِنَّهَا تَجِيءُ بِالرَّحْمَةِ وَالْعَذَابِ، وَلَكِنْ سَلُوا اللهَ مِنْ خَيْرِهَا، وَتَعَوَّذُوا مِنْ شَرِّهَا "(4).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: ورحم.

(2)

إسناده قوي من أجل محمدِ بنِ عَجْلان. أبو صالح: هو ذكوان السمان. وهو مكرر (7410).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو مكرر (7411).

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (7413).

ص: 396

9630 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، تُسَافِرُ يَوْمًا إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ "(2).

9631 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ عَلَى اللهِ عز وجل عَوْنُهُ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل، وَالنَّاكِحُ لِيَسْتَعْفِفَ، وَالْمُكَاتَبُ يُرِيدُ الْأَدَاءَ "(3).

(1) قوله: "عن أبيه" ثابت في عامَّة الأصول الخطية، لكنه رُمِّج في (ظ 3) وضبب عليه في كل من (عس) و (ل)، وهو ثابت في الموضع السابق للحديث، حيث سلف بإسناده ومتنه برقم (7414). وفي "أطراف المسند" ذُكر هذا الحديث مرتين، مرة في ترجمة سعيد المقبري عن أبي هريرة 7/ 236، ومرة في ترجمة أبي سعيد عن أبي هريرة 8/ 11، فكأنَّ الحافظ يشير إلى أن أبا سعيد ذُكِرَ مرةً، ولم يُذكَر مرةً، فيكون الصواب حذفَه من هذا الموضع، لأنه ثابت في الموضع السالف، ويؤيد هذا الإحتمال أن الحديث مروي من طريق ابن أبي ذئب عن سعيد، عن أبي هريرة عند ابن ماجه (2899) دون ذِكْر أبي سعيد، فلعل ابن أبي ذئب رواه على الوجهين، والله أعلم بالصواب.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7414).

(3)

إسناده قوي من أجل محمد بن عجلان. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وهو مكرر (7420).

قوله: "ليستعفف"، قال السندي: هكذا بفك الإدغام في النسخ، والظاهر: ليستعفَّ، إذ اللام الداخلة عليه لام تعليل، بمعنى "كي"، وليست لام الأمر، =

ص: 397

9632 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، دِينُهُمْ وَاحِدٌ وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ.

وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ، إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، سَبْطٌ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُعَطِّلُ الْمِلَلَ، حَتَّى تَهْلِكَ (1) فِي زَمَانِهِ الْمِلَلُ كُلُّهَا غَيْرَ الْإِسْلَامِ.

وَيُهْلِكُ اللهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ (2) الْكَذَّابَ، وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ فِي الْأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الْإِبِلُ مَعَ الْأُسْدِ جَمِيعًا، وَالنُّمُورُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ وَالْغِلْمَانُ (3) بِالْحَيَّاتِ لَا يَضُرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ يُتَوَفَّى، فَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ وَيَدْفِنُونَهُ " (4).

= وفك الإِدغام إنما يحسن مع لام الأمر، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: حتى يُهلك الله في زمانه.

(2)

في (ظ 3) و (عس): مسيح الدجال، من باب معاملةِ الصفة معاملةَ الاسم، أو إضافة الموصوف إلى صفته.

(3)

في (ظ 3): أو الغلمان، على الشَّكَّ.

(4)

حديث صحيح، وفي هذا الإِسناد انقطاع، فلم يثبت سماع قتادة من =

ص: 398

9633 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ

" فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " حَتَّى يَهْلِكَ فِي زَمَانِهِ مَسِيحُ الضَّلَالَةِ الْأَعْوَرُ الْكَذَّابُ " (1).

9634 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ (2) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ آدَمَ

= عبد الرحمن بن آدم، وهو مولى أم بُرثُن. وابن أبي عروبة -واسمه سعيد- اختلط بأخرة، لكن يحيى القطان روى عنه قبل الاختلاط، وكذا من تابعه في مصادر التخريج الآتية. وانظر (9270).

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 158 - 159 عن محمد بن بِشر، والطبري في "تفسيره" 6/ 22 من طريق يزيدَ بن زُريع، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد.

السَّبِطُ، والسَّبَطُ، والسَّبْطُ: هو الشعر المسترسل، وهو نقيض الجَعْدِ.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع كسابقه. هشام: هو ابن عبد الله الدَّستُوائي، وعبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف.

وأخرجه الطيالسي (2575)، وأخرجه إسحاق بن راهويه (43)، وابن حبان (6814) من طريق معاذ بن هشام، والآجري في "الشريعة" ص 380 من طريق وهب بن جرير، ثلاثتهم (الطيالسي، ومعاذ، ووهب) عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد. وانظر ما قبله.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: حدَّثنا، وهو خطأ، فلم يثبت سماع قتادة من عبد الرحمن بن آدم كما أسلفنا، وما أثبتناه من النسختين العتيقتين المتقنتين (ظ 3) و (عس).

ص: 399

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

9635 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمَ، فَرَدَّ عليه السلام وَقَالَ:" ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ". فَرَجَعَ (2)، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا، فَعَلِّمْنِي. قَالَ:" إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع كسابقه. حسين: هو ابن محمد بن بَهرامَ المَرُّوذي، وشيبان الذي روى عنه التفسير: هو شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي. وانظر ما قبله.

(2)

لفظة "فرجع" لم ترد في (ظ 3) و (عس).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(757) و (793) و (6252)، وفي "القراءة خلف الإِمام"(113)، ومسلم (397)(45)، وأبو داود (856)، والترمذي (303)، والنسائي 2/ 124، وأبو يعلى (6577) و (6622)، وابن خزيمة (461) و (590)، وأبو عوانة 2/ 103 - 104، والطحاوي 1/ 233، وابن حبان (1890)، =

ص: 400

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والبيهقي 2/ 88 و 117 و 371 - 372، وابن حزم في "المحلى" 3/ 256 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

واقتصر البخاري في الموضع الثالث من "الصحيح" على قوله: "ثم ارفع حتى تطمئن جالساً"، واقتصر في "القراءة" على قوله:"إذا أقيمت الصلاة فكبِّر، ثم اقرأ، ثم اركع". ولم يسق البيهقي لفظه في الموضع الأول والثاني. وسقط أبو سعيد المقبري من رواية ابن حبان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 287 - 288، والبخاري في "صحيحه"(6251) و (6667)، وفي "القراءة خلف الإِمام"(114) و (115)، ومسلم (397)(46)، وأبو داود (856)، وابن ماجه (1060) و (3695)، والترمذي (2692)، وابن خزيمة (454)، وأبو عوانة 2/ 103 - 104 و 104، والبيهقي 2/ 126 و 372، والبغوي (552) من طرق عن عُبَيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. دون ذِكْر أبي سعيد المقبري.

واقتصر البخاري في "القراءة خلف الإِمام" على قوله: "كبِّر واقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع". واقتصر ابن ماجه في الموضع الثاني على قول أبي هريرة: أن رجلاً دخل المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد، فصلى ثم جاء فسلم، فقال:"وعليك السلام". ولم يسق الترمذي لفظه.

قال الحافظ في "الفتح" 2/ 277: قال الدارقطني: خالف يحيى القطان أصحابَ عبيد الله كلهم في هذا الإِسناد، فإنهم لم يقولوا: عن أبيه، ويحيى حافظ، قال: فيشبه أن يكون عبيد الله حدَّث به على الوجهين، وقال البزار: لم يتابع يحيى عليه، ورجح الترمذي رواية يحيى.

ثم قال: لكلٍّ من الروايتين وجه مرجِّح، أما رواية يحيى، فللزيادة من الحافظ، وأما الرواية الأخرى فللكثرة، ولأن سعيداً لم يوصف بتدليس، وقد ثبت سماعه من أبي هريرة، ومن ثَمَّ أخرج الشيخان الطريقين.

قلنا: وأخرجه البيهقي 2/ 373 - 374 من طريق ابن وهب، عن عَبْد الله بن عمر =

ص: 401

9636 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ -، قَالَ حَدَّثَنَا زِيَادٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا كِسْرَى بَعْدَ كِسْرَى، وَلَا قَيْصَرَ بَعْدَ قَيْصَرَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل "(1).

9637 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَيَزِيدُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يُصَلِّي بِهِمْ بِالْمَدِينَةِ نَحْوًا مِنْ صَلَاةِ قَيْسٍ، وَكَانَ قَيْسٌ لَا يُطَوِّلُ، قَالَ: قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، أَوْ أَوْجَزَ. وَقَالَ يَزِيدُ: أَوْ أَوْجَزَ (2). حَدَّثَنَاهُ وَكِيعٌ، قَالَ: نَعَمْ، وَأَوْجَزَ (3).

9638 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ

= العمري، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وعبد الله بن عمر ضعيف.

وفي الباب عن رفاعة بن رافع، سيأتي 4/ 340.

(1)

حديث صحيح، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (7478). زياد: هو المخزومي.

(2)

يعني أن رواية يزيد ليس فيها كلمة "نعم".

(3)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وسلف برقم (8888) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وبَيَّن فيه هناك أن قيساً هو ابن أبي حازم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 56 عن وكيع، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة أيضاً عن عبد الله بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

ص: 402

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، وَجَابِرٍ، اثْنَيْنِ (1) مِنْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الصَّرْفِ (2).

9639 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْوَرِقُ بِالْوَرِقِ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، يَدًا بِيَدٍ، مَنْ زَادَ أَوْ ازْدَادَ، فَقَدْ أَرْبَى "(3).

9640 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَسْبِ الْإِمَاءِ (4).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: "أو اثنين" بزيادة "أو".

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أشعث: وهو ابن عبد الملك الحُمْراني، فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو ثقة. محمد: هو ابن سيرين.

وسيأتي الحديث مكرراً في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11049).

قوله: "نهى عن الصرف"، قال السندي: أي: بالنسيئة، أو بالزيادة مع الاتحاد. قلنا: وهو بمعنى الحديث الذي بعده.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي نُعْم: اسمه عبد الرحمن. وانظر (7558).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

وأخرجه ابن الجارود (587) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. =

ص: 403

9641 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي "(1).

9642 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" الْمُؤْمِنُ يَغَارُ، وَاللهُ أَشَدُّ غَيْرًا "(2).

9643 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا عَفَا رَجُلٌ إِلَّا زَادَهُ اللهُ بِهِ عِزًّا، وَلَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَلَا عَفَا رَجُلٌ قَطُّ، إِلَّا زَادَهُ اللهُ عِزًّا "(3).

9644 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ

= وانظر (7851).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري.

وأخرجه البخاري (1888)، ومسلم (1391)، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 287 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. وانظر (7223).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقة. وانظر (7210).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7206).

ص: 404

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَرْفَعُ اللهُ بِهِ الدَّرَجَاتِ، وَيُكَفِّرُ بِهِ الْخَطَايَا؟ كَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ "(1).

9645 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ، وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7209).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن عمرو، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن خزيمة (1679)، وابن حبان (2214) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 102، وفي "السنن المأثورة"(190)، وعبد الرزاق (5121)، والحميدي (978)، وابن أبي شيبة 2/ 383، والدارمي (1279) و (1279 م)، وأبو داود (565)، وابن الجارود (332)، وأبو يعلى (5915) و (5933)، وابن خزيمة (1679)، والبيهقي 3/ 134، والبغوي (860) من طرق عن محمد بن عمرو، به.

وسيأتي مكرراً بإسناده ومتنه برقم (10144)، وعن محمد بن عبيد، عن محمد بن عمرو برقم (10835)، وانظر ما سلف برقم (7356).

وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (283).

وعن عائشة، سيأتي في "المسند" 6/ 69 - 70.

قوله: "تَفِلات"، قال السندي: جمع تَفِلَة، بفتح المثنَّاة الفوقية وكسر الفاء، أي: غير مستعملات الطِّيب، وأصل التَّفَل: الرائحة الكريهة.

ص: 405

9646 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَعَى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّجَاشِيَّ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَخَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى، فَصَفَّ أَصْحَابُهُ خَلْفَهُ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا (1).

9647 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ "(2).

9648 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ، حَدَّثَنَي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: " مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل، مَثَلُ الْقَانِتِ الصَّائِمِ فِي بَيْتِهِ الَّذِي لَا يَفْتُرُ، حَتَّى

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "موطأ مالك" 1/ 226، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/ 208، والبخاري (1245) و (1333)، ومسلم (951)، وأبو داود (3204)، والنسائي 4/ 69 - 70 و 72، وابن الجارود (543)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 495، وابن حبان (3068) و (3098)، والبيهقي في "السنن" 4/ 35، وفي "معرفة السنن والآثار"(2165)، والبغوي (1489).

وسيتكرر الحديث برقم (9663)، وانظر (7147).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7555).

ص: 406

يَرْجِعَ بِمَا رَجَعَ مِنْ غَنِيمَةٍ، أَوْ يَتَوَفَّاهُ اللهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ " (1).

9649 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ "، وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17](2).

9650 -

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا " فَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن عمرو، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (4622)، والبغوي (2612) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(30) من طريق ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة، به مختصراً:"مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم".

وانظر ما سلف برقم (9481).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 101 - 102، والدارمي (2828)، والترمذي (3292)، والنسائي في "الكبرى"(11085)، والطبري 21/ 105، والبغوي (4372) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (8143).

ص: 407

[الواقعة: 30](1).

9651 -

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "، وَقَرَأَ:{فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185](2).

9652 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا كَبَّرَ الْإِمَامُ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا

(1) حديث صحيح، وإسناده حسن إسناد سابقه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 101 - 102، وهناد في "الزهد"(113)، والدارمي (2838)، وابن ماجه (4335)، والترمذي (3292)، والنسائي في "الكبرى"(11085)، والطبري 27/ 183 و 184، والبغوي (4372) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7498).

(2)

حديث صحيح، وإسناده حسن إسناد سابقه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 101 - 102، وهناد في "الزهد"(113)، والدارمي (2820)، والترمذي (3013) و (3292)، والنسائي في "الكبرى"(11085)، والطبري 3/ 200، وابن حبان (7417)، والحاكم 2/ 299، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(53) والبيهقي في "البعث"(389)، والبغوي (4372) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (8167).

ص: 408

جُلُوسًا " (1).

9653 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" النَّاسُ مَعَادِنٌ، فَخِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا "(2).

9654 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَقَدَّمُوا الشَّهْرَ بِيَوْمٍ وَلَا بيَوْمَيْنِ، إِلَّا أَنْ يُوَافِقَ أَحَدُكُمْ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ. صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ، فَأَتِمُّوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا، ثُمَّ أَفْطِرُوا "(3).

9655 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7144).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7543).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه الشافعي 1/ 274 - 275، والترمذي (684)، والطحاوي 2/ 84، وابن حبان (3459)، والدارقطني 2/ 159 - 160 و 162 - 163، والبيهقي 4/ 206 و 207، والبغوي (1719) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد- لكن أخرج الطحاوي الشطر الأول منه، وابن حبان الشطر الثاني.

وسيأتي من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (10456).

وسلف الشطر الأول منه برقم (7200)، والثاني برقم (7516).

وروى الشطر الأول من الحديث أبو خالد الأحمر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن ابن عباس. أخرجه النسائي 4/ 149، وقال: هذا خطأ.

ص: 409

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" فِي الْجَنِينِ غُرَّةٌ: عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ ". فَقَالَ الَّذِي قُضِيَ عَلَيْهِ: أَيُعْقَلُ مَنْ لَا أَكَلَ وَلَا شَرِبَ، وَلَا صَاحَ وَلَا اسْتَهَلَّ؟ فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ. فَقَالَ:" إِنَّ هَذَا ليقَوْلُ بِقَوْلِ شَاعِرٍ، فِيهِ غُرَّةٌ: عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ "(1).

9656 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه أبو يعلى (5917) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 250 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والترمذي (1410) من طريق ابن أبي زائدة، وابن ماجه (2639)، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 74 من طريق محمد بن بشر، وأبو داود (4579)، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 75، وابن حبان (6022)، والدارقطني 3/ 114 - 115، والبيهقي 8/ 115 من طريق عيسى بن يونس، أربعتهم عن محمد بن عمرو، به- زاد فيه عيسى بن يونس: أو فرسٌ أو بغل.

قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 36: يقال: إن عيسى بن يونس قد وهم فيه، وهو يغلط أحياناً فيما يرويه.

وسيأتي الحديث برقم (10467) عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، به- دون الزيادة.

وانظر (7217).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2177) من طريق يحيى بن =

ص: 410

9657 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَنَامُ عَيْنِي وَلَا يَنَامُ قَلْبِي "(1).

9658 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ:" الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلَا تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ "(2).

9659 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَغْلِبَنَّكُمْ أَهْلُ الْبَادِيَةِ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ "(3).

= سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(904)، والبغوي (3276) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو، به.

وقد سلف الحديث برقم (8819) من طريق أبي سلمة دون قوله: يراها أو تُرى له. وسيأتي هذا الحرف ضمن الحديث برقم (10430) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة.

(1)

إسناده قوي، محمد بن عجلان روى له مسلم بضعة عشر حديثاً في الشواهد وأصحاب السنن، وهو صدوق لا بأس به. وهو مكرر (7417).

(2)

إسناده قوي. وانظر ما سلف برقم (7421).

(3)

إسناده قوي. وهو مكرر (9600).

ص: 411

9660 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا، رَجُلٌ يُجْعَلُ لَهُ نَعْلَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ "(1).

9661 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أُقَاتِلُ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا (2)، مَنَعُوا (3) مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا "(4).

9662 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُمَيٌّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَطَسَ وَضَعَ يَدَهُ، أَوْ ثَوْبَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، وَخَفَضَ - أَوْ غَضَّ - مِنْ صَوْتِهِ (5).

(1) إسناده قوي. وهو مكرر (9576).

(2)

في (ل): "فإذا قالوها لا إله إلا الله"، وفي (م) والنسخ المتأخرة:"فإذا قالوا: لا إله إلا الله"، والمثبت من (ظ 3) و (عس).

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: عصموا.

(4)

إسناده قوي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 213 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (8163).

(5)

إسناده قوي. سمي: هو أبو عبد الله المدني مولى أبي بكر بن =

ص: 412

9663 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَعَى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّجَاشِيَّ الْيَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَخَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى، فَصَفَّ أَصْحَابُهُ خَلْفَهُ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا (1).

9664 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَجْلِسِ، فَلْيُسَلِّمْ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَجْلِسَ فَلْيَجْلِسْ، ثُمَّ إِنْ قَامَ وَالْقَوْمُ جُلُوسٌ، فَلْيُسَلِّمْ، فَلَيْسَتِ الْأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ الْآخِرَةِ "(2).

= عبد الرحمن بن الحارث، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وأخرجه أبو داود (5029)، والترمذي (2745)، والبيهقي في "السنن" 2/ 90، والبغوي (3346) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الحميدي (1157)، وأبو يعلى (6663)، والبيهقي في "السنن" 2/ 290، وفي "الآداب"(322) من طرق عن ابن عجلان، به.

وأخرجه الحاكم 4/ 264 من طريق ابن وهب، عن عبد الله بن عياش، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا عطس أحدكم فليضع كفيه على وجهه وليخفض صوته". وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: فيه عبد الله بن عياش وهو ضعيف.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (9646).

(2)

إسناده قوي. ابن عجلان: هو محمد، وسعيد: هو المقبري.

وأخرجه أبو يعلى (6567) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد. وانظر (7142).

ص: 413

9665 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُتَعَلِّقٌ بِالْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ عز وجل، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ أَخْفَاهَا، لَا تَعْلَمُ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ (1) ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا، قَالَ: أَنَا أَخَافُ اللهَ عز وجل "(2).

(1) لفظة "امرأة" ليست في (عس) و (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري.

وأخرجه البخاري (660) و (1423) و (6479)، ومسلم (1031)(91)، والترمذي (2391)، وابن خزيمة في "صحيحه"(358)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5846) و (5847)، والبيهقي في "السنن" 4/ 190 و 8/ 162 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد- وبعض الرواة عن يحيى قال فيه:"لا تعلم يمينه ما تنفق شماله"، وبعضهم قال:"لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" وهو الصواب، لأن السنة المعهودة في الصدقة إعطاوها باليمين. وانظر "الفتح" 2/ 146.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1342)، ومن طريقه البخاري (6806)، والنسائي 8/ 222 - 223، وابن حبان (4486)، والبيهقي في "السنن" 3/ 65 - 66 عن عبيد الله بن عمر، به. =

ص: 414

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه البيهقي في "الشعب"(549) و (7357)، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 281 - 282 من طريق حماد بن زيد، عن عبيد الله بن عمر، به.

وأخرجه الطيالسي (2462) عن مبارك بن فضالة، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 371 من طريق شعبة، كلاهما عن خُبيب بن عبد الرحمن، به.

وأخرجه مالك 2/ 952، ومن طريقه مسلم (1031)(91)، والترمذي (2391)، وأبو عوانة 4/ 411، والطحاوي في "مشكل الآثار"(5844)، وابن حبان (7338)، والبيهقي في "الشعب"(3439)، والبغوي (470) عن خُبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد الخدري أو أبي هريرة. هكذا على الشك.

قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 280: روى هذا الحديثَ عن مالك كلُّ من نقل "الموطأ" عنه فيما علمتُ على الشك في أبي هريرة وأبي سعيد إلا مصعباً الزبيري، وأبا قرة موسى بن طارق، فإنهما قالا فيه: عن مالك، عن خُبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة وأبي سعيد، ثم رواه من طريقيهما عن مالك، بالإِسناد الذي ذكر، وقال بإثره: وكذلك رواه أبو معاذ البلخي

عن مالك.

ثم أخرجه 2/ 281 من طريق سعيد بن أحمد الوقار، عن عبد الله بن وهب وعبد الرحمن بن القاسم ويوسف بن عمر بن يزيد، كلهم عن مالك، عن خبيب، عن حفص، عن أبي سعيد وحده. وقال بإثره: لم يتابَع الوقار على ذلك عنهم، وإنما هو في "الموطأ" عنهم على الشك في أبي هريرة أو أبي سعيد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5845) من طريق الليث، أن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم حدثه عن جدِّه، عن أبي هريرة. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ستة يظلهم الله في ظله

" ولم يذكر قصة الرجل الذي ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(794)، والخطيب في "تاريخ بغداد" =

ص: 415

9666 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اللهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ "(1).

9667 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ

= 9/ 253 - 254 من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.

قوله: "سبعة" لا يفيد الحصر، فقد وردت أحاديثُ أخرى تفيد أن هناك مَن يظلهم الله في ظله غير هؤلاء السبعة، انظر تفصيل ذلك في "الفتح" 2/ 143 - 144.

قوله: "في ظِلِّه"، قال القاضي عياض فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح": إضافة الظل إلى الله إضافة ملك، وكل ظلٍّ فهو ملكه.

قلنا: وقد يكون هذا الظل لعرشه كما جاء في حديث آخر سلف برقم (8711)، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده قوي من أجل محمد بن عجلان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.

وأخرجه ابن ماجه (3678)، والنسائي في "الكبرى"(9149) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي (9150) عن أحمد بن بكار، عن محمد بن سلمة، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن أبيه، عن أبي شريح الخزاعي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره.

وقوله: "أحَرِّج"، قال السندي: من التحريج، بمعنى التضييق، أي: أضيقه وأحرمه على من ظلمهما، ولعل المراد بيان التشديد في حقهما والتغليظ، والله تعالى أعلم.

ص: 416

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشِّغَارِ.

قَالَ (1): وَالشِّغَارُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ وَأُزَوِّجُكَ ابْنَتِي، أَوْ زَوِّجْنِي أُخْتَكَ وَأُزَوِّجُكَ أُخْتِي.

قَالَ: وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ، وَعَنِ الْحَصَاةِ (2).

9668 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرٌ - يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ -، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْعَيْنُ حَقٌّ، وَيَحْضُرُ (3) بِهَا الشَّيْطَانُ وَحَسَدُ ابْنِ آدَمَ "(4).

(1) أي: أحد الرواة، ويغلب على الظن أنه ابن نمير.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وسيتكرر برقم (10439).

وأخرج النهي عن الشغار ابن أبي شيبة 4/ 380، ومن طريقه مسلم (1416)(61)، وابن ماجه (1884)، والبيهقي 7/ 200 عن ابن نمير، بهذا الإِسناد. وقرن به أبا أسامة حماد بن أسامة، إلا أن حديث أبي أسامة ليس فيه تفسير الشغار.

وسلف عن أبي أسامة عند المصنف برقم (7843).

وأما النهي عن بيغ الغرر والحصاة فقد سلف برقم (7411) عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر.

(3)

في (ظ 3): ويحُصُّ. والحَصُّ: العدد الشديد، وقيل: هو الضراط.

(4)

إسناده منقطع، مكحول لم يسمع من أبي هريرة. وقوله:"العين حق" فقط صحيح، وقد سلف برقم (8245) من غير هذا الطريق.

قال السندي: قوله: "يحضر بها"، أي: معها، أي: عندها الشيطان وحسد ابن آدم، وفي لفظ "الجامع الصغير": يحضرها الشيطان، وكذا هو في "المجمع".

ص: 417

9669 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" غُفِرَ لِرَجُلٍ نَحَّى غُصْنَ شَوْكٍ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ "(1).

9670 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى السَّعْدِيِّينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ رِجَالًا يَسْتَنْفِرُونَ عَشَائِرَهُمْ، يَقُولُونَ: الْخَيْرَ الْخَيْرَ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا - أَوْ شَفِيعًا - يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّهَا لَتَنْفِي أَهْلَهَا، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ رَاغِبًا عَنْهَا، إِلَّا أَبْدَلَهَا اللهُ عز وجل خَيْرًا مِنْهُ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير. وانظر (7847).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو صالح مولى السعديين، قال أبو زرعة -كما في "الجرح والتعديل" 9/ 392 - : لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 590.

وأخرجه بنحوه مسلم (1381)، وابن حبان (3734) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، وابن حبان (3733)، وأبو يعلى (5943) من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة. =

ص: 418

9671 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ. وَوَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَأَبَتْ عَلَيْهِ، فَبَاتَ وَهُوَ غَضْبَانُ، لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ ". قَالَ وَكِيعٌ: " عَلَيْهَا سَاخِطٌ "(1).

9672 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ

= ولقوله: "إن رجالا يستنفرون عشائرهم

" انظر ما سلف برقم (8458).

ولقوله: "إنها لتنفي أهلها

" انظر ما سلف برقم (7232).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (200)، ومسلم (1436)(122)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 246 من طريق وكيع وحده، بهذا الإِسناد- إلا أن إسحاق قرن بوكيع أبا معاوية.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 306، وإسحاق بن راهويه (200)، والبخاري (3237) و (5193)، ومسلم (1436)(122)، وأبو داود (2141)، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/ 83، وأبو يعلى (6196) و (6212)، وابن حبان (4172) و (4173)، والبيهقي 7/ 292، والبغوي (2328) من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه مسلم (1436)(121) من طريق يزيد بن كيسان، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة، قال صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها، فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها".

وسيأتي الحديث برقم (10225) عن وكيع وحده. وانظر ما سلف برقم (7471).

ص: 419

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا بِلَالُ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ عِنْدَكَ مَنْفَعَةً، فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خَشْفَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ " فَقَالَ بِلَالٌ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا فِي الْإِسْلَامِ أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً، إِلَّا أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا تَامًّا فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كَتَبَ اللهُ لِي أَنْ أُصَلِّيَ (1).

9673 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ - يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ -، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ، هَذَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَهَذَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَهُوَ يَلْثِمُ هَذَا مَرَّةً، وهَذَا (2) مَرَّةً، حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُحِبُّهُمَا. فَقَالَ:" مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان.

وأخرجه مسلم (2458) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإِسناد. وانظر (8403).

قوله: "خشف نعليك"، قال السندي: بفتح خاء معجمة وسكون شين معجمة، وجُوِّز فتحها، بمعنى الصوت.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: ويلثم هذا.

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن مسعود، وهو =

ص: 420

9674 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ، وَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ، وَكُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ ".

قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: " كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ "(1).

9675 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا! قَالَ:" هِيَ فِي النَّارِ ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ،

= ابن نِيَار الأنصاري.

وهو عند المصنف في "الفضائل"(1376)، ومن طريقه أخرجه الحاكم 3/ 166.

وأخرجه البزار (2627 - كشف الأستار) من طريق عبد الله بن بشير، عن حجاج بن أرطاة، عن جعفر بن إياس، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7876).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم.

وأخرجه مسلم (2839) من طريق أبي أسامة وابن نمير، بهذا الإِسناد. وانظر (7886).

ص: 421

وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا! قَالَ: " هِيَ فِي الْجَنَّةِ "(1).

9676 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ عَادَ مَرِيضًا وَمَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ وَعْكٍ كَانَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَبْشِرْ، إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا، لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنَ النَّارِ فِي الْآخِرَةِ "(2).

(1) إسناده حسن، أبو يحيى مولى جعدة لم يرو عنه غير سليمان الأعمش، وروى له مسلم متابعة، والبخاري في "الأدب المفرد"، وابن ماجه، ووثقه ابن معين وابن حبان والذهبي في "الميزان"، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (5764) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(119)، والبزار (1902 - كشف الأستار)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(385) و (616)، والحاكم 4/ 166، والبيهقي في "الشعب"(9545) و (9546) من طرق عن الأعمش، به.

قوله: "أَثوار أَقِط"، الأثوار: جمع ثَوْرٍ: وهي القطعة من الأَقِط، والأَقِط -بفتح الهمزة وكسر القاف، وقد تسكَّن القاف للتخفيف مع فتح الهمزة وكسرها-: لَبَنٌ جامد مُستَحجِر.

(2)

إسناده جيد، أبو صالح الأشعري لا يعرف اسمه، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: لا بأس به، ووثقه الذهبي، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 345، والترمذي (2088)، وابن ماجه (3470)، والحاكم 1/ 345، والبيهقي في "الشعب"(9844) من طريق أبي أسامة، بهذا =

ص: 422

9677 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، طَوْقٌ مِنْ ذَهَبٍ؟ قَالَ:" طَوْقٌ مِنْ نَارٍ ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ؟ قَالَ:" سِوَارَانِ مِنْ نَارٍ ". قَالَتْ: قُرْطَانِ مِنْ ذَهَبٍ؟ قَالَ: " قُرْطَانِ مِنْ نَارٍ ". قَالَ: وَكَانَ عَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَرَمَتْ بِهِمَا، ثُمَّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ إِحْدَانَا إِذَا لَمْ تَزَّيَّنْ لِزَوْجِهَا صَلِفَتْ عِنْدَهُ. قَالَ: فَقَالَ: " مَا يَمْنَعُ إِحْدَاكُنَّ تَصْنَعُ قُرْطَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ، ثُمَّ تُصَفِّرُهُمَا بِالزَّعْفَرَانِ "(1).

= الإِسناد.

وأخرج ابن ماجه (3469) من طريق موسى بن مرثد، عن علقمة بن مرثد، عن حفص بن عبيد الله، عن أبي هريرة قال: ذُكِرَت الحُمى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبَّها رجل، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لا تسبَّها، فإنها تنفي الذنوب كما تنفي النار خَبَثَ الحديد" وإسناده ضعيف لضعف موسى بن مرثد.

وسيأتي الحديث في مسند أبي أمامة 5/ 252 بنحوه من طريق أبي الحصين، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي أمامة.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد صاحب أبي هريرة. أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن، ومطرف: هو ابن طريف، وأبو الجهم: هو سليمان بن الجهم.

وأخرجه النسائي 8/ 159، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4813) من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي 8/ 159 من طريق خالد بن عبد الله، عن مطرف بن طريف، =

ص: 423

9678 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو -، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل أَنْزَلَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ: عَلِيمٌ حَكِيمٌ، غَفُورٌ رَحِيمٌ "(1).

= به.

وانظر ما سلف برقم (8416).

وفي الباب عن أخت حذيفة، سيأتي 5/ 398 و 6/ 357. وهو ضعيف.

وعن أسماء بنت يزيد، سيأتي 6/ 455. وهو ضعيف.

وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند النسائي 8/ 158، والطحاوي (4812).

وعن عائشة عند النسائي 8/ 159، والطحاوي (4803).

قال السندي في حاشيته على النسائي 8/ 157: هذا منسوخ بحديث: "إن هذين حرام على ذكور أمتي حِلٌّ لإِناثها"، قال ابن شاهين في "ناسخه": كان في أول الأمر تلبس الرجال خواتيمَ الذهب وغير ذلك، وكان الحظر قد وقع على الناس كلهم، ثم أباحه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم للنساء دون الرجال، فصار ما كان على النساء من الحظر مباحاً لهن، فنَسَخَت الإباحةُ الحظرَ، وحكى النوويُّ في "شرح مسلم" 14/ 32 - 33 إجماع المسلمين على ذلك.

وانظر "شرح مشكل الآثار" 12/ 295 وما بعده.

قولها: "طوق من ذهب"، قال السندي: أي: عندي طوق من ذهب، أي: ما جزاؤه؟

وقولها: "صَلِفَت عنده": ضُبطت بكسر اللام، أي: صارت قليلة الحظِّ عنده، ثقيلة عليه، بغيضة لديه.

وقوله: "تصفِّرهما" من التصفير، أي: فيكون لونهما كلون الذهب.

(1)

إسناده حسن. وانظر (8390).

ص: 424

9679 -

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ مَا كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن أبي سلمة: وهو عُمَر، حسن الحديث في المتابعات والشواهد. أبو داود الحفري: هو عمر بن سعد بن عبيد، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه الدارمي (2591)، والبيهقي 6/ 76 من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد.

ورواه أيضاً هكذا وكيع وأبو نعيم عن سفيان، سيأتي حديثهما عند المصنف برقم (10156)، وخالفهم عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان، فأسقط منه أبا سلمة، وسيأتي حديثه برقم (10157)، والصواب رواية الجماعة عن سفيان.

وأخرجه الشافعي 2/ 190، وابن ماجه (2413)، والترمذي (1079)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 14 - 15، والبغوي (2147) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، به. وحسنه الترمذي والبغوي.

ورواه زكريا بن أبي زائدة عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، فأسقط منه عمر بن أبي سلمة، وسيأتي حديثه برقم (10599)، ورجَّح الترمذي رواية إبراهيم بن سعد على رواية زكريا.

وأخرجه ابن حبان (3061) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، به. وإسناده صحيح.

وفي الباب عن سمرة، سيأتي 5/ 20.

وعن ثوبان، سيأتي 5/ 276. ولا بأس بهما.

وفي معنى الحديث قال في "مرقاة المفاتيح" 3/ 340: المعنى أنه لا يظفر بمقصوده من دخول الجنة، أو من المرتبة العالية، أو في زمرة عباد الله الصالحين، =

ص: 425

9680 -

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي مِنْ أَهْلِ النَّارِ، لَمْ أَرَهُمْ بَعْدُ، نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مَائِلَاتٌ مُمِيلَاتٌ، عَلَى رُؤُوسِهِنَّ أَمْثَالُ أَسْنِمَةِ الْإِبِلِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَرِجَالٌ مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ، يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ "(1).

9681 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ "(2).

9682 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

= أو لا تجد روحُه اللَّذَّة ما دام عليه الدَّين، ثم قيل: المَدِين الذي يُحبَس عن الجنة حتى يقع القصاص هو الذي صَرَفَ ما استدانه في سفهٍ أو سرفٍ، وأما ما استدانه في حقٍّ واجبٍ كفاقةٍ، ولم يترك وفاءً، فإن الله تعالى لا يحبسه عن الجنة إن شاء الله تعالى، لأن السلطان كان عليه أن يؤدِّيَ عنه (انظر الحديث السالف برقم: 7899)، فإذا لم يؤدِّ عنه يقضي الله تعالى عنه بإرضاء خصمائه

(انظر الحديث السالف برقم: 8733).

(1)

حديث صحيح، شريك -وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع- وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وانظر (8665).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7550).

ص: 426

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا أَنْ لَا نُبَادِرَ الْإِمَامَ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ " وَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا قَالَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّهُ إِذَا وَافَقَ كَلَامَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لِمَنْ فِي الْمَسْجِدِ، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ "(1).

9683 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ بَدَا جَفَا، وَمَنْ تَبِعَ الصَّيْدَ غَفَلَ، وَمَنْ أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانِ افْتُتِنَ، وَمَا ازْدَادَ عَبْدٌ مِنَ السُّلْطَانِ قُرْبًا، إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللهِ عز وجل بُعْدًا "(2).

9684 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ الْأَوْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 9/ 367، وابن ماجه (960)، وأبو عوانة 2/ 110 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (415)، وابن خزيمة (1576) و (1582) من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، به.

وانظر ما سلف برقم (8502).

(2)

حديث ضعيف، سلف الكلام على إسناده عند الحديث رقم (8836).

وأخرجه أبو داود (6860)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(9404) عن محمد بن عبيد وحده، بهذا الإِسناد.

ص: 427

رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإِسراء: 79]، قَالَ:" هُوَ الْمَقَامُ الَّذِي أَشْفَعُ لِأُمَّتِي فِيهِ "(1).

9685 -

حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَكَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ "(2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف داود: وهو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأَودي.

وأخرجه الطبري 15/ 145 - 146 من طريق مكي بن إبراهيم، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 90 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن داود الأودي، بهذا الإسناد.

وسيتكرر بإسناده ومتنه برقم (10839)، وانظر (9735).

وفي الباب عن كعب بن مالك، سيأتي 3/ 456، وإسناده صحيح.

وعن ابن عمر عند البخاري (1475) و (7418).

وعن أبي سعيد الخدري عند الترمذي (3148)، وإسناده ضعيف.

(2)

إسناده حسن. أبو خالد الأحمر: وهو سليمان بن حيان، وأسامة: وهو ابن زيد الليثي، صدوقان.

وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(75)، ومن طريقه ابن ماجه (1690)، والنسائي في "الكبرى"(3250)، وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(1425) من طريق زيد بن شعيب، كلاهما (ابن المبارك وزيد بن شعيب) عن أسامة بن زيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي (3249) من طريق عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، عن أبيه أبي سعيد، عن أبي هريرة. =

ص: 428

9686 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ -، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرٍ فَقَالَ: " ائْتُونِي بِجَرِيدَتَيْنِ " فَجَعَلَ إِحْدَاهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَالْأُخْرَى عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقِيلَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيَنْفَعُهُ ذَلِكَ؟ قَالَ:" لَنْ يَزَالَ يُخَفَّفَ عَنْهُ بَعْضُ عَذَابِ الْقَبْرِ مَا كَانَ فِيهِمَا نُدُوٌّ "(1).

9687 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَمِّهِ: " قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدْ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: لَوْلَا أَنْ تُعَيِّرَنِي

= وقد سلف برقم (8856) من طريق عمرو بن أبي عمرو، عن أبي سعيد.

وأخرجه النسائي مرة ثالثة (3251) من طريق ابن المبارك أيضاً، عن أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة موقوفاً.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان، فمن رجال مسلم، وهو ثقة، وله بعض ما يخطَّأ فيه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 376، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(207)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(123) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1980).

وعن يعلى بن مرة، سيأتي 4/ 172.

وعن أبي بكرة، سيأتي 5/ 35 - 36.

وعن أبي أمامة، سيأتي 5/ 266.

وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (3012)، وابن حبان (6524).

ص: 429

قُرَيْشٌ لَأَقْرَرْتُ عَيْنَكَ بِهَا. قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: 56](1).

9688 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَبَكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا، فَأَذِنَ لِي، فَزُورُوا الْقُبُورَ، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(208)، والطبري 20/ 92 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (9610).

(2)

إسناده على شرط مسلم، وقد تفرد به يزيد بن كيسان بهذا الحديث عن أبي حازم الأشجعي، ويزيد قد وثقه ابن معين والنسائي ويعقوب بن سفيان والدارقطني، لكن قال يحيى بن سعيد القطان: ليس هو ممن يعتمد عليه، هو صالح وسط، وقال أبو حاتم: لا يكتب حديثه، محله الصدق، صالح الحديث، فسأله ابنه: يُحتَجُّ بحديثه؟ فقال: لا، هو بابة فضيل بن غزوان وذويه، بعض ما يأتي به صحيح وبعض لا، قال ابن أبي حاتم: وكان البخاري قد أدخله في كتاب "الضعفاء"، فقال أبي: يُحوَّل منه. وقال ابن حبان في "الثقات": كان يخطئ ويخالف، لم يفحش خطؤه حتى يُعدَلَ به عن سبيل العدول، ولا أتى من الخلاف بما تنكره القلوب، فهو مقبول الرواية إلا ما يعلم أنه أخطأ فيه، =

ص: 430

9689 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَا لَمَمٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَشْفِيَنِي. قَالَ:" إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يَشْفِيَكِ، وَإِنْ شِئْتِ فَاصْبِرِي وَلَا حِسَابَ عَلَيْكِ ". قَالَتْ: بَلْ أَصْبِرُ وَلَا حِسَابَ عَلَيَّ (1).

= فحينئذٍ يترك خطؤه كما يُترك خطأ غيره من الثقات. قلنا: هو كما قال ابن حبان، مقبول الرواية إلا ما يعلم أنه أخطأ فيه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 343، وإسحاق بن راهويه (206)، ومسلم (976)، وأبو داود (3234)، وابن ماجه (1569) و (1572)، والنسائي 4/ 90، والبيهقي 4/ 76، والبغوي (1554)، والحازمي في "الاعتبار" ص 130 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد، ورواية ابن ماجه الأولى مختصرة:"زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة".

وأخرجه مسلم (976)، وأبو يعلى (6193) من طريق مروان بن معاوية، وإسحاق بن راهويه (205)، وابن حبان (3169)، والحاكم 1/ 375 من طريق يعلى بن عبيد، كلاهما عن يزيد بن كيسان، به. ورواية مروان مختصرة بلفظ:"استأذنتُ ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي".

وفي الباب عن بريدة، سيأتي 5/ 359. وإسناده ضعيف.

(1)

إسناده حسن، محمد بن عمرو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (2909)، والبغوي (1424) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه هناد في "الزهد"(288)، والبزار (772 - كشف الأستار)، وابن حبان =

ص: 431

9690 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثِنْتَانِ هُمَا بِالنَّاسِ كُفْرٌ: نِيَاحَةٌ عَلَى الْمَيِّتِ، وَطَعْنٌ فِي النَّسَبِ "(1).

9691 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ الْأَعْمَشُ: لَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ رَفَعَهُ -، قَالَ:" وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ أَمْرٍ قَدِ اقْتَرَبَ، أَفْلَحَ مَنْ كَفَّ يَدَهُ "(2).

= (2909)، والحاكم 4/ 218 من طرق عن محمد بن عمرو، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(502)، والبيهقي في "الشعب"(9969) من طريق قرة بن حبيب، عن إياس بن أبي تميم، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة- ضمن قصة مطولة.

قوله: "بها لَمَمٌ"، أي: صرع، كما جاء في حديث ابن عباس السالف برقم (3240).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (67)، وابن منده في "الإِيمان"(660)، والبيهقي في "السنن" 10/ 246، وفي "الشعب"(6673) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد. وانظر (8905).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو داود (4249)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2299) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن الأعمش، بهذا الإِسناد مرفوعاً.

ورواية أبي معاوية الموقوفة التي أشار إليها الإمام أحمد بإثر الحديث أخرجها ابن أبي شيبة 15/ 55 عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

ص: 432

وَوَقَفَهُ (1) أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

9692 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا مَثَلُ هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ مَثَلُ نَهْرٍ جَارٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَمَاذَا يُبْقِينَ مِنْ دَرَنِهِ؟ "(2).

9693 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالْإِيمَانُ فِي جَوْفِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، وَلَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ "(3).

9694 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَيَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: ووافقه، وهو تحريف.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 389، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4967)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(93) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (8924).

(3)

صحيح بطرقه وشواهده، وسلف الكلام على إسناده برقم (7480).

ص: 433

مَا يَسُرُّنَا [أَنْ] نَتَكَلَّمَ بِهِ، وَلَا (1) أَنَّ لَنَا مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ. قَالَ:" أَوَجَدْتُمْ ذَلِكَ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ "(2).

9695 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ -، عَنْ أَبِي مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ؟ " قَالُوا: الَّذِي يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يُقْتَلَ. قَالَ: " إِنَّ الشَّهِيدَ فِي أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، الْقَتِيلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالطَّعِينُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيقُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالْخَارُّ عَنْ دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالْمَجْنُوبُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ ".

قَالَ مُحَمَّدٌ: الْمَجْنُوبُ: صَاحِبُ الْجَنْبِ (3).

(1) لفظة "لا" لم ترد في (م) والنسخ المتأخرة، وهي في هذا الموضع زائدة والواو حاليَّة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو صدوق حسن الحديث. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1284)، وابن أبي عاصم في "السنة"(662)، وأبو يعلى (5914) و (5923)، وابن حبان (145) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد. وانظر (9156).

(3)

إسناده ضعيف، أبو مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي روى عن أبيه وعمر بن الحكم، وروى عنه محمد بن إسحاق والوليد بن كثير، ولم يوثقه أحد، فهو في عداد المجهولين، ومحمد بن إسحاق -وإن كان صدوقاً- مدلس، وقد =

ص: 434

9696 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ مِنَ النَّاسِ النَّارَ الْأَجْوَفَانِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْأَجْوَفَانِ؟ قَالَ:" الْفَرْجُ وَالْفَمُ " قَالَ: " أَتَدْرُونَ أَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ؟ تَقْوَى اللهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ "(1).

9697 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقُومَنَّ (2) أَحَدُكُمْ

= عنعن، وباقي رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 332 عن عبد الله بن نمير، والبيهقي في "شعب الإِيمان"(9881) من طريق أحمد بن خالد، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وانظر الحديث السالف برقم (8092).

وفي باب الشهادة من ذات الجنب عن عقبة بن عامر، سيأتي 4/ 157.

وعن جابر بن عتيق، سيأتي 5/ 446.

المجنوب: الذي أخذته ذات الجَنْب: وهي -كما زعم بعضُ أطبَّاء العرب- قَرحة تصيب الإِنسان في داخل جنبه، وفي الطب الحديث: التهابٌ في الغشاء المحيط بالرِّئة. انظر "قاموس الأطباء" لمَدْين بن عبد الرحمن المصري 1/ 23، و"المعجم الوسيط" 1/ 138.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، داود -وهو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي- ضعيف لكن تابعه أخوه إدريس بن يزيد، وهو ثقة، وأبوهما يزيد حسن الحديث، فانظر (7907).

(2)

في (ظ 3) و (عس): لا يقوم، على النفي بمعنى النهي.

ص: 435

إِلَى الصَّلَاةِ وَبِهِ أَذًى ". يَعْنِي: الْبَوْلَ وَالْغَائِطَ (1).

9698 -

حَدَّثَنَا تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَجَّافِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَفَاطِمَةَ، فَقَالَ:" أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ "(2).

(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 422، وابن راهويه في "مسنده"(467)، وابن ماجه (618) من طريق إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وإدريس بن يزيد ثقة، وأبوه صدوق حسن الحديث.

وسيأتي برقم (10094) عن وكيع، عن داود الأودي.

وأخرج أبو داود (91) من طريق أبي حي المؤذن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصلي وهو حَقِن حتى يتخفف". وإسناده حسن.

وفي الباب عن عبد الله بن أرقم، سيأتي 3/ 383، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وعن ثوبان، سيأتي 5/ 280، وإسناده حسن.

وعن عائشة، سيأتي 6/ 43، وهو عند مسلم (560).

(2)

إسناده ضعيف جداً، تليد بن سليمان اتفقوا على ضعفه، واتُّهم بالكذب. أبو الجحاف: هو داود بن أبي عوف، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1350).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2621)، والحاكم 3/ 149 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وتساهل الحاكم فحسنه فقال: =

ص: 436

9699 -

حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَلَّيْتُمْ بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَصَلُّوا أَرْبَعًا " فَإِنْ عَجِلَ بِكَ شَيْءٌ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَرَكْعَتَيْنِ إِذَا رَجَعْتَ (1).

قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: وَلَا أَدْرِي هَذَا فِي حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْ لَا.

9700 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَفْضَلُ الْإِيمَانِ عِنْدَ اللهِ إِيمَانٌ لَا شَكَّ فِيهِ، وَغَزْوٌ لَا غُلُولَ فِيهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ ".

= هذا حديث حسن من حديث أبي عبد الله أحمد بن حنبل، عن تليد بن سليمان، فإني لم أجد له رواية غيرها!

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 516 - 517 من طريق إسماعيل بن موسى السري، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 136 - 137، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(431) من طريق أحمد بن حاتم، كلاهما عن تليد بن سليمان، به. قال ابن الجوزي: وهذا لا يصح، تليد بن سليمان كان رافضياً يشتم عثمان، قال أحمد ويحيى: كان كذاباً.

وفي الباب عن زيد بن أرقم عند ابن ماجه (145)، والترمذي (3870)، وابن حبان (6977). وإسناده ضعيف.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (7400).

ص: 437

قَالَ: فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ يُكَفِّرُ خَطَايَا تِلْكَ السَّنَةِ (1).

قَالَ مَرْوَانُ: أَشَكُّ فِيهِ (2): عَنِ الْحَجَّاجِ الصَّوَّافِ، أَوْ عَنْ هِشَامٍ!

9701 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا صَبِيحٌ أَبُو الْمَلِيحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَا يَسْأَلْهُ يَغْضَبْ عَلَيْهِ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو جعفر -وهو الأنصاري المؤذن- في عداد المجهولين، لكنه قد توبع، وانظر ما سلف برقم (7511).

وأما شك مروان الفزاري في روايته: أهي عن حجاج الصواف أو عن هشام الدَّستوائي، فلا يضرُّ، فكلاهما ثقة من رجال الشيخين.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: لا شك فيه، وهو خطأ.

(3)

إسناده ضعيف، أبو صالح -وهو الخُوزي- لم يرو عنه غير صبيح أبي المليح، فهو في عداد المجهولين، وليس له غير هذا الحديث، وهو مختلف فيه، فقد ضعفه ابن معين، وقوَّاه أبو زرعة فقال: لا بأس به! وأما الحافظ ابن حجر فقال في "التقريب": ليِّن الحديث.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(658)، وأبو يعلى (6655)، والحاكم 1/ 491 من طريق مروان بن معاوية الفزاري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" بإثر الحديث (658)، والترمذي (3373) من طريق حاتم بن إسماعيل، والترمذي أيضاً بإثر الحديث (3374)، والطبراني في "الأوسط"(2452)، وفي "الدعاء"(23)، والحاكم 1/ 491، والمزي في ترجمة أبي صالح الخوزي من "تهذيب الكمال" 33/ 418 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، كلاهما عن أبي المليح، به. حديث أبي عاصم عند الترمذي وقع خطأً بإثر حديث أبي موسى الأشعري، وهو خطأ صوَّبناه من =

ص: 438

9702 -

حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ "(1).

9703 -

حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءٍ - يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ -، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَقُولُ اللهُ عز وجل: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي شَيْئًا مِنْهُمَا أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ "(2).

9704 -

حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ قُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ خَلِيلِي أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا تَنْطَحَ ذَاتُ قَرْنٍ جَمَّاءَ "(3).

= "تحفة الأحوذي" 4/ 224، و"تحفة الأشراف" 11/ 84.

وسيأتي برقم (9719) و (10178).

قوله: "من لا يسأله"، قال السندي: أي: الله، والإِضمار لتعيُّن هذا الوصف له، بحيث لا يُظن غيرُه.

(1)

إسناده حسن من أجل أبي عثمان التَّبَّان. وانظر (8001).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عطاء بن السائب. وانظر (7382).

(3)

إسناده ضعيف، الصلت بن قويد في عداد المجهولين، قال النسائي: لا أدري كيف هو، حديثه منكر، ثم ذكر له هذا الحديث، كما قاله في "الميزان" =

ص: 439

9705 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا "(1).

9706 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ الْمُطَوِّسِ، عَنِ الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ، مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ، لَمْ يَجْزِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ "(2).

= 2/ 319.

وأخرجه البخاري في "التاريخ" 4/ 300، والدولابي في "الكنى" 1/ 116، وابن عرفة في "جزئه"، وعنه ابن حجر في "اللسان" 3/ 198 من طريق عمار بن محمد، بهذا الإِسناد.

قال في "الميزان": واختُلِفَ فيه على عمار، فقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثناه إبراهيم بن عبد الله الهروي، حدثنا عمار، حدثنا الصلت بن قويد الحنفي، عن أبي أحمر، عن أبي هريرة، ورواه الإمام أحمد وابن عرفة، عن عمار بدون أبي أحمر.

قلنا: والصواب رواية الإِمام أحمد وابن عرفة، فإن أبا أحمر هي كنية الصلت بن قويد.

ولوقوع الأمنة في آخر الزمان انظر الحديث السالف برقم (9270).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (7403).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة ابن المطوِّس وأبيه، واسم ابن المطوِّس يزيد، وقيل: عبد الله بن المطوِّس. سفيان: هو الثوري، وحبيب: هو ابن أبي ثابت، وقد كان حبيبٌ يروي هذا الحديث عن عمارة بن عمير ثم لقي ابن المطوِّس =

ص: 440

9707 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ عُتْبَةُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ، فَأَمْسِكُوا عَنِ الصَّوْمِ حَتَّى يَكُونَ رَمَضَانُ "(1).

= فسمعه منه كما سيأتي في الروايتين (10080) و (10081).

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 105، وإسحاق بن راهويه (273)، وابن ماجه (1672) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (7475)، والدارمي (1714)، والنسائي (3278) و (3280)، وابن حبان في "المجروحين" 3/ 157، والدارقطني 2/ 211 من طرق عن سفيان، به.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو العميس: هو عتبة بن عبد الله بن عتبة المسعودي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 21 عن وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2911) من طريق محمد بن ربيعة، عن أبي العميس، به.

وأخرجه عبد الرزاق (7325)، والدارمي (1740) و (1741)، وأبو داود (2337)، وابن ماجه (6151)، والترمذي (738)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 82، وابن حبان (3589)، والبيهقي 4/ 209 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به. قال أبو داود: وكان عبد الرحمن لا يُحدِّث به، قلت لأحمد: لم؟ قال: لأنه كان عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَصِلُ شعبانَ برمضان، وقال عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه، قال أبو داود: وليس هذا عندي خلافه، ولم يجئ به غير العلاء عن أبيه.

ونقل البيهقي عن أبي داود، عن أحمد بن حنبل أنه قال: هذا حديث منكر! =

ص: 441

9708 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْهِرُّ سَبُعٌ "(1).

9709 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ،: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

= وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من هذا الوجه على هذا اللفظ. ومعنى الحديث عند بعض أهل العلم: أن يكون الرجلُ مفطراً، فإذا بقي من شعبان شيء أَخَذ في الصوم لحال شهر رمضان.

وقد روي [عن أبي سلمة] عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يُشبِهُ قولهم حيث قال صلى الله عليه وسلم:"لا تَقَدَّموا شهر رمضان بصيام إلا أن يوافقَ ذلك صوماً كان يصومه أحدُكم"(وهو حديث صحيح سلف تخريجه برقم: 7200).

وقد دلَّ في هذا الحديث أَنَّما الكراهيةُ على من يتعمَّدُ الصيامَ لحال رمضان.

قلنا: ولبعض أهل العلم مذهب آخر في الجمع بين هذين الحديثين: وهو أن حديث العلاء بن عبد الرحمن محمول على من يُضعِفُه الصومُ، وحديث أبي سلمة مخصوص بمن يحتاط بزعمه لرمضان، وهو جمع حسنٌ كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/ 129، وانظر "شرح معاني الآثار" للطحاوي 2/ 84 - 85.

(1)

إسناده ضعيف لضعف عيسى بن المسيب.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 32، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(178)، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 386، والدارقطني 1/ 63، والحاكم 1/ 183، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(547) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وانظر (8342).

ونقل ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 44 عن أبي زرعة قوله: لم يرفعه أبو نعيم، وهو أصح، وعيسى ليس بقوي. قلنا: رواية أبي نعيم لم تقع لنا.

ولما صحح الحاكم إسناده في "المستدرك" وقوَّى أمر عيسى بن المسيب، تعقبه الذهبي بتضعيفه.

وقال ابن الجوزي: حديث لا يصحُّ.

ص: 442

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا (1) حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ "(2).

9710 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ "(3).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: تؤمنون، بإثبات النون، وقد سلف التعليق على هذا الحرف عند الحديث رقم (9084).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "الزهد" لوكيع (331).

ومن طريق وكيع أخرجه مسلم (54)(93)، وابن ماجه (68)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(463)، وأبو عوانة 1/ 30، وابن منده (328) و (332)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 331، والبيهقي في "السنن" 10/ 232، وفي "الشعب"(8745)، والبغوي (3300).

وسيتكرر برقم (10177). وانظر ما سلف برقم (9084).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه ابن ماجه (57) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. ضمن حديث: "الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون باباً

".

وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 8/ 521 - 522، والبخاري في "الأدب المفرد"(598)، والنسائي 8/ 110، وابن منده في "الإِيمان"(170) من طرق عن سفيان الثوري، به. =

ص: 443

9711 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَؤُمُّنَا، فَيَجْهَرُ وَيُخَافِتُ، فَجَهَرْنَا فِيمَا جَهَرَ، وَخَافَتْنَا فِيمَا خَافَتَ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" لَا صَلَاةَ إِلَّا بِقِرَاءَةٍ "(1).

9712 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ خَالِهِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ فِي النَّجْمِ، إِلَّا رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ، أَرَادَا بِذَلِكَ الشُّهْرَةَ (2).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 522، وابن ماجه (57)، والنسائي 8/ 110 من طريق محمد بن عجلان، عن عبد الله بن دينار، به.

وقد سلف الحديث جميعاً برقم (9361) من طريق حماد بن سلمة، عن سهيل، به.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الحديث من طريق ابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- برقم (8076).

(2)

إسناده قوي، الحارث بن عبد الرحمن صدوق من رجال أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 8 عن وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الشافعي 1/ 123 عن ابن أبي ذئب، به.

وأخرجه بنحوه الطحاوي 1/ 353 من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي سلمة، به.

وانظر ما سلف برقم (8034).

ص: 444

9713 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَيَعْلَى وَمُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَيْ عُبَيْدٍ -، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ، اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ، أُمِرَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ، فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَعَصَيْتُ، فَلِي النَّارُ "(1).

9714 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إِلَى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ، إِلَى مَا شَاءَ اللهُ، قَالَ اللهُ عز وجل: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (81)، والبغوي بإثر الحديث (653) من طريق وكيع وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البغوي (653) من طريق يعلى بن عبيد وحده، به.

وأخرجه مسلم (81)، وابن ماجه (1052)، وابن حبان (2759) من طريق أبي معاوية، وابن خزيمة (549)، والبغوي بإثر الحديث (653) من طريق جرير وأبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، به.

قوله: "يا ويله"، قال السندي: يريد به الشيطان نفسه، وضمير الغيبة إما من الحاكي لكراهة الإِضافة إلى النفس صورة، أو لأن الشيطان اعتبر نفسه غائباً تبعيداً لها، لأنه وقع في سوئها، أو يُحتمل أنه أراد به آدم، قاله غضباً عليه، حيث خالفه ولم يوافقه، والله تعالى أعلم.

ص: 445

وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ " (1).

9715 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ وَأَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ؛ وَالْأَعْمَشُ يَرْفَعُهُ:" إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَمْشِي فِي النَّعْلِ الْوَاحِدَةِ "(2).

9716 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ (3)، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 5، ومسلم (1151)(164)، وابن ماجه (1638)، والبيهقي 3/ 304 و 4/ 27 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وسيتكرر الحديث برقم (10175)، وانظر (7174).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي رزين -وهو مسعود بن مالك الأسدي- متابع أبي صالح، فمن رجال مسلم.

وسيتكرر الحديث برقم (10188)، وانظر (7447).

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة زيادة: الصبحي! وضبب عليها في (س).

(4)

إسناده ضعيف لضعف النهاس بن قَهم، وشداد -وهو ابن عبد الله القرشي مولاهم- لم يسمع من أبي هريرة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 406، وإسحاق بن راهويه (462)، وابن ماجه (1382) عن وكيع، بهذا الإِسناد. =

ص: 446

9717 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَمْ يُوتِرْ، فَلَيْسَ مِنَّا "(1).

9718 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ "(2).

= وأخرجه ابن راهويه (329)، وعبد بن حميد (1422)، والترمذي (476)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2523 من طرق عن النَّهَّاس بن قهم، به.

وسيأتي برقم (10447) و (10480).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الخليل بن مرة، وفي الإِسناد انقطاع، معاوية بن قرة لم يسمع من أبي هريرة.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (97)، وابن أبي شيبة 2/ 297 عن وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4024) من طريق عبد الله بن أبي رومان الإِسكندراني، عن عيسى بن واقد، عن محمد بن عمرو الليثي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، بلفظ:"من لم يوتر فلا صلاة له". وإسناده ضعيف جداً، مسلسل بالضعفاء والمجاهيل.

وفي الباب عن بريدة، سيأتي 5/ 357. وإسناده حسن.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وهو عند المصنف في "الزهد" ص 18.

والحديث في "الزهد" لوكيع (181)، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (321). =

ص: 447

9719 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَلِيحٍ الْمَدَنِيُّ، سَمِعَهُ مِنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَمْ يَدْعُ اللهَ، غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ "(1).

9720 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: عَلَى جَمْعِ الْمَالِ، وَطُولِ الْحَيَاةِ "(2).

9721 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ

= وأخرجه إسحاق بن راهويه (320) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن جعفر بن برقان، به موقوفاً.

وسيأتي الحديث من طريقين آخرين عن جعفر بن برقان برقم (10958) و (10965)، وانظر ما سلف برقم (7316).

(1)

إسناده ضعيف من أجل أبي صالح: وهو الخُوزِيُّ، وانظر (9701).

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 200، وابن ماجه (3827)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2750، والبغوي (1389) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وسيتكرر برقم (10178).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.

وهو في "الزهد" لوكيع (188)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 368، وفي "الشعب"(10262).

وسيأتي مكرراً برقم (9776)، وسلف برقم (9123) عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان الثوري.

ص: 448

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي طَعَامِ أَحَدِكُمْ، أَوْ شَرَابِهِ، فَلْيَغْمِسْهُ إِذَا أَخْرَجَهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً وَفِي الْآخَرِ شِفَاءً، وَإِنَّهُ يُقَدِّمُ الدَّاءَ "(1).

9722 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّهَّاسُ، عَنْ شَيْخٍ بِمَكَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الْأَسَدِ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن الفضل، لكن قد توبع، انظر (7141).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة، ولضعف النَّهَّاس: وهو ابن قَهْم القيسي، لكن سيأتي للحديث طريق آخر يصحُّ بها.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 320 و 9/ 44 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 139، وفي "الأوسط" 2/ 76، والبيهقي 7/ 218، والخطيب في "تاريخه" 2/ 317 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. ضمن حديث:"لا عدوى ولا طيرة". وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الله.

وعلقه البخاري (5707)، ومن طريقه البغوي (3247) قال: قال عفان: حدثنا سَلِيم بن حنان، حدثنا سعيد بن ميناء، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، وفرّ من المجذوم كما تفرّ من الأسد". ورجاله ثقات رجال الشيخين.

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/ 158: وقد وصله أبو نعيم من طريق أبي داود الطيالسي وأبي قتيبة سَلْم بن قتيبة، كلاهما عن سَلِيم بن حيان شيخ عفان =

ص: 449

9723 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ بَعْجَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، يَكُونُ أَفْضَلُ النَّاسِ فِيهِ بِمَنْزِلَةِ، رَجُلٍ أَخَذَ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، كُلَّمَا سَمِعَ بِهَيْعَةٍ اسْتَوَى عَلَى مَتْنِهِ، ثُمَّ طَلَبَ الْمَوْتَ مَظَانَّهُ، وَرَجُلٌ فِي شِعْبٍ مِنْ هَذِهِ الشِّعَابِ، يُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَدَعُ النَّاسَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ "(1).

= فيه، وأخرجه أيضاً من طريق عمرو بن مرزوق عن سليم لكن موقوفاً، ولم يستخرجه الإِسماعيلي. وقد وصله ابن خزيمة أيضاً.

قلنا: ووصله البيهقي أيضاَ في "السنن" 7/ 135 من طريق عمرو بن مرزوق، عن سليم بن حيان، به. مرفوعاً.

وأبو داود الطيالسي وأبو قتيبة وعمرو بن مرزوق ثلاثتهم ثقات.

ويشهد لهذا المتن ما سلف عن أبي هريرة برقم (9263): "لا يُورِد مُمرِضٌ على مُصِح".

وفي الباب عند مسلم (2231)، وابن أبي شيبة 8/ 319 - 320 و 9/ 43 - 44، والبيهقي 7/ 218 عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم:"إنا قد بايعناك فارجع".

وللكلام على الحديث انظر "الفتح" 10/ 158 - 163.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أسامة بن زيد -وهو الليثي- خرج له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث، لكن تابعه أبو حازم سلمة بن دينار كما سيأتي في التخريج، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 291، ومسلم (1889)(127) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. =

ص: 450

9724 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ سَفَرًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي. قَالَ:" أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ " فَلَمَّا مَضَى قَالَ: " اللهُمَّ ازْوِ لَهُ الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ "(1).

9725 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ الْجُهَنِيُّ، عَنْ سَعْدٍ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي مُدِلَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْإِمَامُ الْعَادِلُ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُ "(2).

= وأخرجه مسلم (1889)(125) و (126)، وسعيد بن منصور في "سننه"(2436)، وابن ماجه (3977)، والنسائي في "الكبرى"(8830) و (11277) من طريق أبي حازم، عن بعجة، به.

وانظر الحديث السالف برقم (9142).

(1)

إسناده حسن، أسامة بن زيد خرّج له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الحاكم 1/ 445 - 446 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 359 و 12/ 517، وابن ماجه (2771)، وابن خزيمة (2561)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(520)، والبغوي (1346) من طريق وكيع بن الجراح، به.

وسيتكرر الحديث برقم (10165)، وانظر (8310).

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، أبو المدِلَّة -وهو مولى عائشة أم =

ص: 451

9726 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ - وَهُوَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ -، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا لَقِيتُمُ الْيَهُودَ فِي الطَّرِيقِ، فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا، وَلَا تَبْدَؤُوهُمْ بِالسَّلَامِ ". قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: " الْمُشْرِكِينَ بِالطَّرِيقِ "(1).

9727 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ،

= المؤمنين- مجهول لم يرو عنه غير سعد الطائي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 536 و 12/ 220، وإسحاق بن راهويه (302)، والطبراني في "الدعاء"(1322) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1316) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وإسناده حسن.

والحديث قطعة من حديث مطول سلف برقم (8043).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه مسلم (2167) من طريق وكيع وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1111)، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 150، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 140 - 141، والبيهقي في "الشعب"(9381) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، به- وقرن أبو عوانة بالفضلِ بن دكينٍ محمدَ بن يوسف الفريابيَّ، وقرن به أبو نعيم الحافظ والبيهقي محمدَ بنَ كثير.

وأخرجه عبد الرزاق (9837) عن معمر وسفيان الثوري، به. وانظر (7567).

ص: 452

ثُمَّ خَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ لِيُوجَدَ رِيحُهَا، لَمْ يُقْبَلْ مِنْهَا صَلَاةٌ حَتَّى تَغْتَسِلَ اغْتِسَالَهَا مِنَ الْجَنَابَةِ " (1).

9728 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ - الْمَعْنَى -، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَلَاكَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" كِخْ كِخْ، فَإِنَّا لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ "(2).

9729 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ لِعَبْدِهِ: عَبْدِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: فَتَايَ، وَلَا يَقُلِ الْعَبْدُ لِسَيِّدِهِ: رَبِّي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: سَيِّدِي "(3).

(1) حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله. ولتتمة الكلام على إسناده انظر التعليق على الحديث رقم (7356).

وأخرجه أبو داود (4174) مطولاً عن محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 214، وإسحاق بن راهويه (50)، ومسلم (1069)، وابن حبان (3294) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وسيأتي مكرراً من طريق وكيع برقم (10173)، وانظر (7758).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2249)، وأبو عوانة في الأسامي كما في "إتحاف المهرة" =

ص: 453

9730 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَيْسَ لَهُ شَيْءٌ "(1).

= 5/ ورقة 148 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (2249)(14)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(242)، وأبو عوانة في الأسامي كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 149، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1568) و (1570) من طرق عن الأعمش، به.

وسيأتي برقم (10436)، وانظر ما سلف برقم (8197).

(1)

إسناده ضعيف، صالح مولى التوأمة كان قد اختلط، والكلام عليه هنا في هذا الحديث من بابة الكلام على حديثه السالف برقم (8803)، فراجعه لزاماً.

وقد ضعف هذا الحديث الإمام أحمد وغيره، قال الإمام أحمد: هو مما تفرد به صالح مولى التوأمة، وقال ابن حبان: خبر باطل، ورُدَّ بحديث عائشة، وقال البيهقي: هذا الحديث يُعد في أفراد صالح، وحديث عائشة أصح منه، وصالح مولى التوأمة مختلف في عدالته، كان مالك بن أنس يجرحه، وقال ابن عبد البر: لا يثبت عن أبي هريرة، وقال ابن الجوزي: لا يصح.

قلنا: حديث عائشة الذي أشار إليه البيهقي، أخرجه مسلم (973)، وسيأتي في "المسند" 6/ 79 من طريق عباد بن عبد الله بن الزبير: أن عائشة أمرت أن يُمَرَّ بجنازة سعد بن أبي وقاص في المسجد، فتصلي عليه، فأنكر الناس ذلك عليها، فقالت: ما أسرعَ ما نسي الناسُ! ما صلى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد.

وأما حديث أبي هريرة فقد أخرجه ابن ماجه (1517)، والبيهقي 4/ 52 من =

ص: 454

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2310)، وعبد الرزاق (6579)، وابن أبي شيبة 3/ 364 - 365، وأبو داود (3191)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2846) و (2848)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 492، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 366، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 93، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1374، والبيهقي 4/ 52، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1493)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(696) من طرق عن ابن أبي ذئب، به- لفظ رواية أبي داود:"فلا شيء عليه"، ولفظه في الموضع الثاني عند أبي القاسم البغوي:"ليس له أجر".

قال صالح في رواية الطيالسي: وأدركت رجالاً ممن أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر إذا جاؤوا فلم يجدوا إلَّا أن يصلوا في المسجد رجعوا فلم يصلوا. وفي رواية البيهقي قال: فرأيت الجنازةَ توضَعُ في المسجد فرأيت أبا هريرة إذا لم يَجِدْ موضعاً إلا في المسجد انصرف ولم يصلِّ عليها.

وسيأتي الحديث برقم (9865) و (10561).

قال الحافظ ابن عبد البر في "الاستذكار" 8/ 273: وفي هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان: أحدهما حديث عائشة، والثاني حديث يُروَى عن أبي هريرة لا يثبت عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

فذكره، ثم قال: وقد يحتمل قوله في حديث أبي هريرة هذا: "فلا شيء له"، أي: فلا شيء عليه، كما قال الله عز وجل:{إِنْ أحْسَنْتُم لأنْفُسِكُم وإِنْ أسَأْتُمْ فلها} [الإِسراء: 7]، بمعنى عليها.

وسُئِلَ أحمد بن حنبل -وهو إمامُ أهل الحديث والمُقَدَّم في معرفة علل النَّقْل فيه- عن الصلاة على الجنازة في المسجد؟ فقال: لا بأسَ بذلك، وقال بجَوَازِه. فقيل: فحديث أبي هريرة؟ فقال: لا يثبت، أو قال: حتى يثبت. ثم قال: رواه صالح مولى التوأمة، وليس بشيء فيما انفرد به.

فقد صَحَّحَ أحمد بن حنبل السنة في الصلاة على الجنائز في المسجد وقال =

ص: 455

9731 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ (1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ، فَرَأَى عُمَرُ امْرَأَةً فَصَاحَ بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" دَعْهَا يَا عُمَرُ، فَإِنَّ الْعَيْنَ دَامِعَةٌ، وَالنَّفْسَ مُصَابَةٌ، وَالْعَهْدَ حَدِيثٌ "(2).

= بذلك.

وهو قولُ الشافعيِّ وجمهور أهل العلم، وهي السنة المعمول بها في الخليفتين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلَّى عمرُ على أبي بكر الصديق في المسجد، وصَلَّى صهيبٌ على عمر في المسجد بمحضر كبار الصحابة وصدر السلف من غير نكير، وما أعلم من ينكر ذلك إلا ابن أبي ذئب.

ورُوِيتْ كراهيةُ ذلك عن ابن عباس من وجوه لا تصحُّ ولا تثبت، وعن بعض أصحاب مالك. ورواه ابن القاسم عن مالك، وقد رُوِيَ عنه جوازُ ذلك من رواية أهل المدينة وغيرهم.

وانظر تتمة كلام ابن عبد البر في "الاستذكار"، و"التمهيد" له 21/ 217 - 223.

قلنا: وقد قَوَّى أمرَ هذا الحديث جماعةٌ، ورأَوا العمل به، انظر "زاد المعاد" 1/ 501 - 502، و"الجوهر النقي" لابن التركماني 4/ 52، و"إعلاء السنن" للتهانوي 8/ 228 - 230.

(1)

في (ظ 3) و (عس): عن عطاء، وهو خطأ.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن محمد بن عمرو بن عطاء لم يسمعه من أبي هريرة، بينما فيه سلمة بن الأزرق كما سلف برقم (7691) وهو مجهول.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 285 و 395، ومن طريقه ابن ماجه (1587) عن وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الحاكم 1/ 381 من طريق عبْدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، به.

ص: 456

9732 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ حَتَّى تَحْتَرِقَ ثِيَابُهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ "(1).

9733 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ (2) فِي دُبُرِهَا "(3).

9734 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه النسائي 4/ 95 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (971) من طريق أبي أحمد الزبيري، والطحاوي 1/ 516 من طريق أبي حذيفة، كلاهما عن سفيان الثوري، به. وانظر (8108).

(2)

في (ظ 3) و (عس): امرأةً.

(3)

حديث حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحارث بن مخلد، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحديثه عند أبي داود والنسائي وابن ماجه.

وأخرجه أبو داود (2162)، والنسائي في "الكبرى"(9015) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (1140) عن عبيد الله بن موسى، عن سفيان، به.

وسيتكرر الحديث برقم (10206)، وانظر (7684).

ص: 457

مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَصُومُ (1) الْمَرْأَةُ يَوْمًا وَاحِدًا وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ". قَالَ وَكِيعٌ: " إِلَّا رَمَضَانَ "(2).

9735 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ الزَّعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قَالَ:" الشَّفَاعَةُ "(3).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: تَصُم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (7343).

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 96 عن وكيع، بهذا الإِسناد. وسقط منه سفيان الثوري.

وأخرجه الدارمي (1721) عن محمد بن يوسف الفريابي، والنسائي في "الكبرى"(2920)، وعنه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2046) من طريق يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي، والطحاوي أيضاً (2045) من طريق أبي حذيفة النهدي، والحاكم 4/ 173 من طريق قبيصة بن عقبة، خمستهم عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

وسيأتي عن عبد الرحمن وحده برقم (9986)، وعن وكيع وحده برقم (10168)، وبرقم (10494) عن محمد بن عبد الله بن الزبير، عن سفيان الثوري. وسلف برقم (7343) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد.

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف داود: وهو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي.

وأخرجه الترمذي (3137)، والطبري 15/ 145، والخطيب في "موضح أوهام =

ص: 458

9736 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُخَاصِمُونَهُ فِي الْقَدَرِ، فَنَزَلَتْ:{يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ. إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 48 - 49](1).

= الجمع والتفريق" 2/ 91 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وسيأتي بنحوه بهذا الإِسناد برقم (10200)، وانظر (9684).

(1)

إسناده حسن، زياد بن إسماعيل -وهو القرشي المخزومي- ضعفه ابن معين، وقال يعقوب بن سفيان: ليس حديثه بشيء، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه مسلم (2656)، وابن ماجه (83)، والترمذي (2157) و (3290)، والطبري في "التفسير" 27/ 110، والمزي في ترجمة زياد بن إسماعيل من "تهذيب الكمال" 9/ 430 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(134) و (135)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 3/ 236، وابن أبي عاصم (349)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 252، وابن حبان (6139)، والطبري 27/ 110 و 111، والبيهقي في "الشعب"(183)، وفي "الاعتقاد" ص 135، والواحدي في "أسباب النزول" ص 268 - 269، والبغوي في "شرح السنة"(81)، وفي "تفسيره" 4/ 265، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(946) و (947) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وسيأتي مكرراً برقم (10164).

ص: 459

9737 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " أَشْعَرُ كَلِمَةٍ قَالَتْهَا الْعَرَبُ كَلِمَةُ (1) لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ:

أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ " (2).

9738 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَرِيكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ، وَلَا جَرَسٌ "(3).

9739 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ (4): حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدٍ - يَعْنِي

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: قول، والمثبت من (ظ 3) و (عس) ونسخة على هامش (س).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وسيتكرر برقم (10230)، وانظر (9083).

(3)

حديث صحيح، شريك: وهو ابن عبد الله النخعي -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 228 عن وكيع، بهذا الإِسناد.

وسيتكرر برقم (10161)، وانظر (7566).

(4)

في (م): "حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، حدثني عثمان"، والصواب حذف:"حدثنا سفيان".

ص: 460

الْعُمَرِيَّ -، عَنْ كِدَامِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي كِبَاشٍ، قَالَ: جَلَبْتُ غَنَمًا جُذْعَانًا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَسَدَتْ عَلَيَّ، فَلَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " نِعْمَ - أَوْ نِعْمَتِ - الْأُضْحِيَّةُ الْجَذَعُ مِنَ الضَّأْنِ " فَانْتَهَبَهَا النَّاسُ (1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة كدام بن عبد الرحمن وأبي كباش، وقد رواه غير عثمان بن واقد عن أبي هريرة موقوفاً، قاله الترمذي عن البخاري في "العلل" 2/ 646.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (307)، والترمذي (1499)، والبيهقي 9/ 271 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

قال الترمذي: حديث غريب، ووقع في المطبوع منه: حديث حسن غريب، والصواب حذف كلمة "حسن"، انظر "تحفة الأشراف" 11/ 89، و"تحفة الأحوذي" 2/ 356.

وانظر ما سلف برقم (9227).

قلنا: ويغني عن هذا الحديث عند أحمد 6/ 338، وابن ماجه (3139) عن أم بلال بنت هلال عن أبيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يجوزُ الجذعُ مِن الضأن أضحية" وفي سنده امرأة مجهولة.

وعن عقبة بن عامر قال: ضحَّينا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بجذع من الضأن. أخرجه أحمد 4/ 152، والنسائي 7/ 19، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5720)، وسنده قوي فيما قاله الحافظ في "الفتح" 10/ 15، هذا لفظ النسائي، ولفظ أحمد: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجذع، فقال:"ضحِّ به، لا بأس به".

وعن عاصم بن كليب عن أبيه، قال: كنا نُؤَمِّر علينا في المغازي أصحاب محمد وكنا بفارس، فعَلَت علينا يوم النحر المَسَانُّ، فكنا نأخذ المسنة بالجذعين =

ص: 461

9740 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ سَفَرِهِ، فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ "(1).

9741 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُسَافِرْ امْرَأَةٌ مَسِيرَةَ يَوْمٍ تَامٍّ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ "(2).

= والثلاثة، فقام فينا رجل من مزينة فقال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأصبنا مثل هذا اليوم، فكنا نأخذ المُسِنَّة بالجذعين والثلاثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الجذع يُوفي مما يُوفي الثَّنِي".

أخرجه أحمد 5/ 368، والنسائي 7/ 219، وإسناده صحيح، وصححه الحاكم 4/ 226.

قلنا: وجمهور أهل العلم على جواز الجذع من الضأن مع وجود غيره وعدمه، لكن اختلفوا في سنه، فالأصحُّ عند الشافعية، وهو الأشهر عند أهل اللغة: ما أكمل سنةً ودخل في الثانية، وقال الحنفية والحنابلة: ما أكمل ستةَ أشهرٍ، ونَقَلَ الترمذي عن وكيع إنه ابن ستَة أشهر أو سبعة أشهر، وقال صاحب "الهداية": إنه إذا كان عظيماً بحيث لو اختلط بالثَّنِيِّ اشتبه على الناظر من بعيد، أجزأ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث. وانظر (7225).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن =

ص: 462

9742 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ سُفْيَانُ: يَرْفَعُهُ - قَالَ: " إِنَّ الْمَيِّتَ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ "(1).

9743 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِي مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مُدِلَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثَةٌ لَا يُرَدُّ دُعَاؤُهُمْ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، يَرْفَعُهَا اللهُ فَوْقَ الْغَمَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عز وجل: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ "(2).

= عبد الرحمن بن المغيرة. وانظر (7222).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، والد السُّدي -وهو عبد الرحمن بن أبي كريمة- لم يرو عنه غير ابنه إسماعيل، ولم يوثقه سوى ابن حبان، فهو مجهول الحال كما قال الحافظ في "التقريب"، وباقي رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 378، والبزار (873 - كشف الأستار)، وابن حبان (3118)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 113 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (8563).

(2)

حديث صحيح بطرقه وشواهده، دون قوله "يوم القيامة"، وهذا الإِسناد ضعيف لجهالة أبي مُدلة: وهو مولى عائشة أم المؤمنين، فلم يرو عنه غير أبي مجاهد: وهو سعد الطائي.

وأخرجه المزي في ترجمة أبي المدلة من "تهذيب الكمال" 34/ 269 - 270 =

ص: 463

9744 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي مُدِلَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا عَنِ الْجَنَّةِ، مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ:" لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، مِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، حَصْبَاؤُهَا الْيَاقُوتُ وَاللُّؤْلُؤُ، وَتُرْبَتُهَا الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ، مَنْ يَدْخُلُهَا يَخْلُدُ لَا يَمُوتُ، وَيَنْعَمُ لَا يَبْؤُسُ، لَا يَبْلَى شَبَابُهُمْ وَلَا تُخَرَّقُ ثِيَابُهُمْ "(1).

9745 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ

= من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1752) من طريق وكيع، به.

وأخرجه الترمذي (3598) من طريق عبد الله بن نمير، والبغوي (1395) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن سعدانَ، به.

وأخرجه ابن خزيمة (1901) من طريق عمرو بن قيس الملائي، عن أبي مجاهد، به. وقال بإثره: أبو مُدِلَّة مولى أبي هريرة. وهذا خطأ، والصواب أنه مولى عائشة.

وسيأتي الحديث مختصراً: "الصائم لا ترد دعوته" من طريق وكيع برقم (10183). وسلف مختصراً أيضاً: "الإمام العادل لا ترد دعوته" من طريق وكيع برقم (9725).

والحديث بطوله قطعة من حديث سلف برقم (8043).

(1)

حديث صحيح، وإسناده ضعيف كسابقه. وانظر (8043).

ص: 464

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ "(1).

9746 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ -، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَازَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ "(2).

9747 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالطَّوَّافِ عَلَيْكُمْ، الَّذِي تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ، وَاللُّقْمَتَانِ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الْمُتَعَفِّفُ "(3).

9748 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه مسلم (1510) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وانظر (7143).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (3674)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 240 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وانظر (8046).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وانظر (7540).

ص: 465

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا، فَأَدْنَاهُ إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَأَرْفَعُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "(1).

9749 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن ماجه (57)، والترمذي (2614) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وفي رواية ابن ماجه على الشك: "بضع وستون أو بضع وسبعون"، وزاد في آخره:"والحياء شعبة من الإيمان"، وسلفت هذه الزيادة وحدها بهذا الإِسناد برقم (9710). وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 521 - 522، والبخاري في "الأدب المفرد"(598)، والنسائي 8/ 110، وابن حبان (191)، وابن منده في "الإِيمان"(147) و (170) من طرق عن سفيان الثوري، به. ورواية ابن أبي شيبة والبخاري والنسائي وابن منده مثل رواية ابن ماجه، إلا أن في رواية النسائي "بضع وسبعون شعبة" دون شك.

وانظر (8926).

تنبيه: تكرر متن هذا الحديث في (م) بإسناد الحديث التالي له، وهو خطأ، وليس هو في شيء من النسخ الخطية.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2675)(19)، والترمذي (2388) من طريق وكيع، بهذا =

ص: 466

9750 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، وَالْبُسْرِ وَالتَّمْرِ، وَقَالَ:" يُنْبَذُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَةٍ "(1).

9751 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ، عَنْ زُيَيْنَةَ (2) ابْنَةِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْأَوْعِيَةِ إِلَّا وِعَاءً يُوكَأُ رَأْسُهُ (3).

= الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وسيأتي برقم (10961)، وانظر ما سلف برقم (7422).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عكرمة بن عمار، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه مسلم (1989)(26 م) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1989)، وابن ماجه (3396)، والنسائي 8/ 293، وأبو عوانة 5/ 286، وابن حبان (5381)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1912 من طرق عن عكرمة بن عمار، به.

وسيأتي برقم (10807).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2499)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

هكذا في (ظ 3) و (عس)، وترجم لها الحافظ ابن حجر في "التعجيل" فقال: زُبَيبة، بموحَّدتين، وقيل: بنونين. ووقع اسمها في (م) والنسخ المتأخرة: زينب بنت النعمان، والله أعلم بالصواب، وهي على كل حال مجهولة.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة زُيَينة بنت النعمان. =

ص: 467

9752 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدُّخَانُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ "(1).

9753 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا "(2).

= وانظر ما سيأتي برقم (10373)، وما سلف برقم (7288).

وفي الباب عن عائشة عند مسلم (2005)(85).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 178، ومسلم (158) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (158)، والترمذي (3072)، وأبو يعلى (6170) و (6172)، والطبري 8/ 103، وأبو عوانة 1/ 107، وابن منده في "الإِيمان"(1023)، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 213 من طرق عن فضيل بن غزوان، به. وفي الحديث عندهم "الدجال"، مكان "الدخان".

وانظر ما سلف برقم (7161) و (8303).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الزهد" للمصنف ص 8، وسيأتي مكرراً برقم (10237).

وهو عند وكيع في "الزهد"(119)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة =

ص: 468

9754 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَرِيضًا - كَذَا قَالَ - كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ "(1).

= 13/ 240، ومسلم (1055) وص 2281 (19)، والترمذي (2361)، وابن ماجه (4139)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/ 23.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (175)، ومسلم ص 2281 (19)، والنسائي في الرقاق من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/ 442، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 268، وابن حبان (6343)، والبيهقي في "السنن" 7/ 46 و 2/ 150، وفي "الشعب"(1454)، وفي "دلائل النبوة" 1/ 339 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، وابن حبان (6344)، والخطيب في "الموضح" 2/ 314 من طريق محاضر بن الموَرِّع، كلاهما عن الأعمش، به.

وأخرجه أبو يعلى (6103) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش: نُبِّئت عن أبي زرعة، به! كذا قال أبو معاوية عن الأعمش، وما رواه الجماعة عنه من ذِكْر عمارة بن القعقاع فيه أصوب، وتابع الأعمشَ عليه فضيلُ بن غزوان فيما سلف برقم (7173).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جرير بن أيوب.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1537).

وأخرجه أبو يعلى (6106) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البزار (2682 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (6106) من طريق أبي أسامة، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 197 - 198 من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن جرير بن أيوب البجلي، به.

ص: 469

9755 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هُوَ أَحَقُّ بِمَجْلِسِهِ إِذَا رَجَعَ إِلَيْهِ "(1).

9756 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ، يَعْنِي السُّمَّ (2).

9757 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ ثُوَيْبٍ

= وابن أم عبد: هو عبد الله بن مسعود، وقد سلف الحديث في مسنده برقم (4255)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "غريضاً"، قال السندي: قيل: أي: طرياً، والمشهور في الحديث "غضاً"، قال: وكأنه لهذا قال الراوي: كذا قال.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري. وانظر (7568).

(2)

إسناده حسن لأجل يونس بن أبي إسحاق -وهو السبيعي- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجيل الرؤاسي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.

وأخرجه عبد الله بن أبي شيبة في "مصنفه" 8/ 5، ومن طريقه ابن ماجه (3459)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 374 - 375 عن وكيع، بهذا الإسناد. وقرن أبو نعيم بعبد الله بن أبي شيبة أخاه عثمان. وليس في رواية "المصنَّف" و"الحلية":"يعني السم".

وسيتكرر الحديث برقم (10194). وانظر (8048).

ص: 470

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَشْتَكِي - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: يَعُودُنِي - فَقَالَ: " أَلَا أُعَلِّمُكَ؟ ". قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةٍ رَقَانِي بِهَا جِبْرِيلُ عليه السلام؟ " قُلْتُ: بَلَى بِأَبِي وَأُمِّي. قَالَ: " بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، وَاللهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُؤْذِيكَ، وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ "(1).

9758 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجَرْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ

(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله -وهو العمري- وجهالة زياد بن ثويب، فإنه لم يرو عنه غير عاصم هذا. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه ابن ماجه (3524)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1003) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، بهذا الإسناد- وزاد ابن ماجه: ثلاث مرات.

وأخرجه بهذه الزيادة الحاكم 2/ 541 من طريق القاسم بن الحكم، عن سفيان، به.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند مسلم (2186)، وسيأتي برقم (11225).

وعن عائشة عند مسلم أيضاً (2185)، وسيأتي 6/ 160.

وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/ 323.

وعن ميمونة، سيأتي 6/ 332.

قوله: "النفاثات في العقد": هنَّ السواحر، والنوافث: السواحر حين يَنفُثْنَ في العُقَد بلا ريق، والنَّفْث: النفخ. "اللسان".

ص: 471

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الضُّحَى قَطُّ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً (1).

9759 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا "(2).

(1) إسناده قوي، عاصم بن كليب الجَرمي وأبوه صدوقان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 407، والنسائي في "الكبرى"(477) من طريق وكيع بن الجرَّاح، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (696 - كشف الأستار) من طريق قبيصة بن عقبة، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 236 من طريق النعمان بن عبد السلام، كلاهما عن سفيان الثوري، به.

وسيأتي مكرراً برقم (10199) دون لفظة: "واحدة"، وهي لم ترد هنا في (م) و (عس).

(2)

إسناده قوي، أبو الجَحَّاف -واسمه داود بن أبي عوف- صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

وأخرجه الحاكم 3/ 177 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد - بلفظ:"اللهم إني أُحبه فأَحبه" يعني الحسين. قال الحاكم: هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد روي بإسناد في الحسن مثله وكلاهما محفوظان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 95 - 96 عن وكيع، به.

وأخرجه البزار (2626 - كشف الأستار) من طريق سالم بن أبي حفصة، عن أبي حازم، به.

ص: 472

9760 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَوْشَبُ بْنُ عَقِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَهْدِيٌّ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فِي بَيْتِهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ صَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ (1).

9761 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هَارُونَ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: فِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا لَمْ يُسْمِعْنَا لَمْ نُسْمِعْكُمْ (2).

9762 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ

= وقد سلف حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لحسن:"اللهم إني أُحبه فأحبه وأحب من يحبه" برقم (7398).

(1)

إسناده ضعيف لجهالة مهدي العبدي، وباقي رجال الإِسناد ثقات. عكرمة: هو أبو عبد الله البربري مولى ابن عباس.

وأخرجه ابن ماجه (1732) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإِسناد. وانظر (8031).

(2)

إسناده صحيح، هارون الثقفي: هو أبو محمد البربري، واسم أبيه إبراهيم، ويقال: ميمون بن أيمن مولى عَقَّار بن المغيرة بن شعبة، وهو ثقة، وثَّقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم، له ترجمة في "الجرح والتعديل" 9/ 96، وذكره في "التهذيب" تمييزاً، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وانظر (7503).

ص: 473

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِشِعْبٍ فِيهِ عَيْنٌ عَذْبَةٌ، قَالَ: فَأَعْجَبَهُ (1) - يَعْنِي طِيبَ الشِّعْبِ - فَقَالَ: لَوْ أَقَمْتُ هَاهُنَا وَخَلَوْتُ! ثُمَّ قَالَ: لَا، حَتَّى أَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:" مُقَامُ أَحَدِكُمْ - يَعْنِي فِي سَبِيلِ اللهِ - خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَحَدِكُمْ فِي أَهْلِهِ سِتِّينَ سَنَةً، أَمَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَتَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ؟ جَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ "(2).

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: فأعجبته.

(2)

إسناده حسن، هشام بن سعد صدوق حسن الحديث.

وأخرجه الترمذي (1650)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(135)، والبزار (1652 - كشف الأستار)، والحاكم 2/ 68، والبيهقي 9/ 160 من طرق عن هشام بن سعد، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (10786)، وانظر ما سلف برقم (9142).

ويشهد له حديث أبي أمامة الباهلي، سيأتي 5/ 266، وإسناده ضعيف.

وفي باب قوله: "مقام أحدكم

" عن عمران بن حصين عند الدارمي (2396)، والبزار (1666)، والحاكم 2/ 68، والبيهقي 9/ 161، وإسناده ضعيف.

وفي باب قوله: "من قاتل في سبيل الله

" عن عمرو بن عبسة، سيأتي 4/ 387، وإسناده ضعيف.

وعن معاذ بن جبل، سيأتي 5/ 230، وإسناده صحيح.

قوله: "مرَّ بشِعْب"، قال السندي: هو ما انفرج بين جبلين، وقيل: الطريق فيه.

وقوله: "فُواق ناقة": بضم الفاء وتفتح، هو ما بين الحَلْبتين من الراحة.

ص: 474

9763 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، لَا تَعَادَوْا وَلَا تَبَاغَضُوا، سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا "(1).

9764 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي مَجْلِسٍ فَتَفَرَّقُوا، وَلَمْ يَذْكُرُوا اللهَ عز وجل، وَيُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ، إِلَّا كَانَ مَجْلِسُهُمْ تِرَةً عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وسيأتي برقم (10068).

ولقوله: "كونوا عباد الله إخوانا، ولا تباغضوا

" انظر ما سلف برقم (7727).

ولقوله: "سددوا وقاربوا

" انظر ما سلف برقم (7386).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح مولى التوأمة -وهو ابن نبهان- صدوق حسن الحديث، لكنه اختلط، ورواية سفيان -وهو الثوري- عنه بعد الاختلاط، لكن تابعَ سفيانَ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب فيما سيأتي برقم (9843)، وزياد بن سعد فيما سيأتي برقم (10422)، وعمارةُ بن غزية كما سيأتي في التخريج، وهم ممن رووا عن صالح قبل الاختلاط، ثم هو متابع، انظر ما سلف برقم (9052). وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(54)، والطبراني في "الدعاء"(1923)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 130، والبيهقي في "السنن" 3/ 210، والبغوي (1254) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد. وزادوا =

ص: 475

9765 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا حَجَّ بِنِسَائِهِ قَالَ: " إِنَّمَا هِيَ هَذِهِ الْحَجَّةُ، ثُمَّ الْزَمْنَ ظُهُورَ الْحُصْرِ "(1).

= جميعاً في آخره: "إن شاءَ عفا عنهم، وإن شاءَ آخَذَهم"، وستأتي هذه الزيادة في "المسند" عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري برقم (10277).

وأخرجه بهذه الزيادة الطبراني (1924) و (1925)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(449)، والبيهقي في "الشعب"(1569) من طريق عمارة بن غزية، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة.

وسيأتي من طريق سفيان، عن صالح برقم (10244) و (10277) و (10278).

(1)

إسناده حسن.

وأخرجه الطيالسي (1647) و (2312)، وابن سعد في "الطبقات" 8/ 55، وأبو يعلى (7154)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5603)، والبيهقي 5/ 228 من طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، بهذا الإِسناد. وجاء عندهم زيادة: فكُنَّ يحججنَ إلا سودة بنت زَمْعة، وزينب بنت جحش، فإنهما كانتا تقولان: والله لا تُحَرِّكنا دابة بعد أن سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وسيأتي الحديث مع هذه الزيادة في مسند زينب بنت جحش 6/ 324 عن حجاج بن محمد المصيصي ويزيد بن هارون وإسحاق بن سليمان، عن ابن أبي ذئب، به.

وأخرجه أبو يعلى (7158) من طريق إسحاق بن سليمان وحده، عن ابن أبي ذئب، به.

وأخرجه ابن سعد 8/ 55، والبزار (1078 - كشف الأستار) من طريق صالح بن كيسان، والبزار (1077) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن صالح مولى التوأمة، به. قال البزار: أحسبه عن سفيان، عن ابن أبي ذئب، عن صالح، =

ص: 476

9766 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نِعْمَ الْإِبِلُ الثَّلَاثُونَ، تَحْمِلُ عَلَى نَجِيبِهَا، وَتُعِيرُ أَدَاتَهَا، وَتُمْنَحُ غَزِيرَتُهَا، وَتحْلُبُهَا (1) يَوْمَ وِرْدِهَا فِي أَعْطَانِهَا "(2).

= ولكن هكذا قال قبيصة، ورواه جماعة عن صالح، منهم: ابن أبي ذئب وصالح بن كيسان. وروايتا البزار دون الزيادة، وقال صالح في رواية ابن سعد: كانت سودة تقول: لا أحج بعدها أبداً.

وأخرج الطحاوي في "شرح المشكل"(5610) من طريق جبلة بن أبي رواد -وهو ضعيف- عن عمه، قال للقاسم بن محمد: ما بال عائشة كانت تتم في السفر؟ قال: لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هذه ثم ظهور الحصر"! والحديث مرسل.

وفي الباب عن أبي واقد الليثي، سيأتي 5/ 218. وهو حسن في الشواهد.

وعن ابن عمر عند ابن حبان (3706)، والطبراني في "الأوسط"(7926)، وإسناده ضعيف.

وعن أم سلمة عند أبي يعلى (6885)، والطبراني في "الكبير" 23/ (706)، وإسناده حسن.

قوله: "الحُصُر"، قال السندي: بضمتين وتسكين الصاد تخفيفاً: جمع حصير، يُبسط في البيوت، ولعل المراد به تطييب أنفسهنَّ بترك الحجِّ بَعْدُ إن لم يتيسر، أو جواز الترك لهن، لا النهي عنه، فقد ثبت حَجُّهن بعده صلى الله عليه وسلم.

(1)

في (م): ويجبيها.

(2)

إسناده صحيح، محمد بن شريك -هو المكي- ثقة روى له أبو داود، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 32 عن وكيع بن الجراح، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(6860) من طريق ابن جريج، عن عطاء، به موقوفاً. =

ص: 477

9767 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ شَيْخٍ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُخَيَّرُ الرَّجُلُ فِيهِ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالْفُجُورِ، فَلْيَخْتَرِ الْعَجْزَ عَلَى الْفُجُورِ "(1).

9768 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ: رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ شَحِيحٌ أَوْ صَحِيحٌ، تَأْمُلُ الْعَيْشَ

= وانظر ما سيأتي في آخر الحديث رقم (10350).

وفي الباب عن سلمة بن الأكوع مرفوعاً عند الطبراني في "الكبير"(6276): "نعم الإِبل الثلاثون يخرج منها في زكاتها واحدة، ويرحل منها في سبيل الله واحدة، ويمنح منها واحدة، وهي خير من الأربعين والخمسين والستين والسبعين والثمانين والتسعين والمئة، وويل لصاحب المئة من المئة"، وإسناده ضعيف.

قوله: "تحمل على نجيبها"، قال السندي: النجيب من الإبل: القوي السريع، ويقال: ناقة تجيب ونجيبة.

"تعير أداتها": كالدلو.

"وتمنح غزيرتها"، أي: تعطي كثيرة اللبن منها للفقير ليشرب لبنها ما دام فيها لبن.

"يوم وردها" بكسر الواو، أي: في اليوم الذي تأتي فيه للشرب.

"أعطانها"، أي: مبارِك الإِبل حول الماء.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة الراوي المبهم عن أبي هريرة. وانظر (7744).

ص: 478

وَتَخْشَى الْفَقْرَ، وَلَا تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بِالْحُلْقُومِ قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ " (1).

9769 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَاتِهِ عَلَى جِدَارِهِ "(2).

9770 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمَدِينَةُ مَنْ صَبَرَ عَلَى شِدَّتِهَا وَلَأْوَائِهَا، كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا - أَوْ شَهِيدًا - يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه النسائي 5/ 68 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (2748) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن سفيان، به.

وانظر (7159).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عكرمة المخزومي، وضعف منصور بن دينار، ضعفه ابن معين، وقال البخاري: في حديثه نظر.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 256 عن وكيع، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7154).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أفلح: هو ابن حميد بن نافع الأنصاري، وأبو بكربن محمد: اسمه وكنيته واحد. =

ص: 479

9771 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا، فَأَرَادَتْ أَنْ تَأْخُذَ وَلَدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اسْتَهِمَا فِيهِ " فَقَالَ الرَّجُلُ: مَنْ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلِابْنِ: " اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ ". فَاخْتَارَ أُمَّهُ، فَذَهَبَتْ بِهِ (1).

9772 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ وأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا شَهِدَا لِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ (2): " مَا قَعَدَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ، إِلَّا حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَتَغَشَّتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ

= وانظر ما سلف برقم (7865).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي ميمونة، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 237، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3088)، والبيهقي 8/ 3 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(3087) من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن أبي هريرة. ولم يذكر في إسناده أبا ميمونة، فهو منقطع. وانظر (7352).

(2)

زاد هنا في (م) والنسخ المتأخرة: وأنا أشهد عليهما.

ص: 480

فِيمَنْ عِنْدَهُ " (1).

9773 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ -، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ مَرْجَانَةَ أَنَّهُ حَدَّثَ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً، كَانَ لَهُ بِعِتْقِ كُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عِتْقُ عُضْوٍ مِنَ النَّارِ " حَتَّى ذَكَرَ الْفَرْجَ. قَالَ: فَدَعَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ غُلَامًا لَهُ فَأَعْتَقَهُ (2).

9774 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَامَ الرَّجُلُ مِنْ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأغر أبي مسلم: وهو المديني، نزيل الكوفة، فمن رجال مسلم. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 307 - 308، وابن ماجه (3791)، وابن حبان (855)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 206 - 207 من طرق عن أبي إسحاق، بهذا الإِسناد.

وسيتكرر الحديث في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11287). وانظر ما سلف برقم (7424).

(2)

حديث صحيح، وقد سقط من إسناد وكيع هذا إسماعيل بن أبي حكيم، فقد رواه مكي بن إبراهيم ويحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى القطان فزادوا فيه إسماعيل بين سعيد بن أبي هند وبين سعيد بن مرجانة، انظر (9441) و (9540) و (9562).

ص: 481

مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (1).

9775 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ الطُّفَاوِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُبَاشِرُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، وَلَا الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، إِلَّا الْوَلَدَ وَالْوَالِدَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد سلف مختصراً من هذا الطريق برقم (9755).

(2)

حديث صحيح دون قوله: "إلا الولد والوالد"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الطفاوي شيخ أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الصحيح. الجريري: هو سعيد بن إياس، وسماع سفيان -وهو الثوري- منه قبل الاختلاط.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (124)، ومن طريقه ابن حبان (5583) عن وكيع بن الجراح، بهذا الإِسناد. وزاد في إسناد إسحاق بن راهويه: عن أبيه، بعد الطفاوي. وسقط الطفاوي من إسناد ابن حبان. وجاء في رواية إسحاق بن راهويه:"ولا الولدَ الولدَ"، وفي رواية ابن حبان:"إلا الوالد الولد".

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 396 من طريق مروان بن معاوية، عن الجريري، به. وجاء فيه:"ولا الوالد ولده، ولا الولد والده".

وسيأتي الحديث مطولاً برقم (10977) عن إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، عن سعيد الجريري، به.

وانظر ما سلف برقم (8318) من طريق ابن سيرين عن أبي هريرة.

قوله: "إلا الولد والوالد"، وقع في (م) والنسخ المتأخرة: والوالدة، والمثبت من (ظ 3) و (عس).

ص: 482

9776 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: جَمْعِ الْمَالِ، وَطُولِ الْحَيَاةِ "(1).

9777 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمْ، فَسَهَا، فَلَمَّا سَلَّمَ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ (2).

9778 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: أَرَى أَبَا صَالِحٍ (3)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُصَلِّي بِاللَّيْلِ، فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ! قَالَ:" إِنَّهُ سَيَنْهَاهُ مَا تَقُولُ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (9720).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيأتي برقم (9925) وفيه قصة ذي اليدين، وبرقم (10887).

وانظر ما سلف برقم (7201).

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: أخبرنا أبو صالح.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. والشك الذي وقع من الأعمش هو في صحابي الحديث هل هو أبو هريرة أم جابر، فقد رواه مرة أخرى فجعله من حديث جابر كما سيأتي في التخريج.

ومن حديث أبي هريرة أخرجه البزار (720 - كشف الأستار) من طريق محاضر بن المورع، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2056)، وابن حبان =

ص: 483

9779 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ -، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَامِلًا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى عَاتِقِهِ، وَلُعَابُهُ يَسِيلُ عَلَيْهِ (1).

9780 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا

= (2560) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن الأعمش سليمان بن مهران، بهذا الإسناد. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه البزار (721) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: أراه عن جابر. على الشك.

وأخرجه أيضاً (722) من طريق زياد بن عبد الله، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر. وقال: وهذا اختلف فيه كما ترى.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2160) من طريق قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر- فجعله عن أبي سفيان مكان أبي صالح.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم.

وأخرجه ابن ماجه (658) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإِسناد. وتحرف في المطبوع منه "الحسن" إلى:"الحُسين"، والتصويب من "مصباح الزجاجة" ورقة 45، و"تحفة الأشراف" 10/ 322.

ص: 484

أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَاتَّبِعُوهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ (1) فَاجْتَنِبُوهُ " (2).

9781 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَهُ سَكْتَةٌ فِي الصَّلَاةِ (3).

9782 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا كَامِلٌ أَبُو الْعَلَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ

(1) في (م) والنسخ المتأخرة: أمر.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وسيأتي برقم (9887)، ومطولاً برقم (10607). وانظر ما سلف برقم (7367).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي 2/ 128 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإِمام"(280) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان الثوري، به.

وقد سلف الحديث مطولاً برقم (7164)، وفيه بيان أن السكتة كانت بين التكبير والقراءة.

تنبيه: أُعيد هذا الحديث في (ظ 3) بإسناد الحديث الذي بعده، وهو:"وكيع، حدثني كامل أبو العلاء، قال: سمعت أبا صالح" ثم كتب في رأسه: معاد، وفي آخره: إلى، إشارةً إلى حذفه. ومع ذلك فقد أثبته الحافظ ابن حجر بهذا الإِسناد في "أطراف المسند" 8/ 186. قلنا: وهو -والله أعلم- وَهَم، فإن الحديث ليس محفوظاً من طريق أبي صالح، ولم يخرجه أحدٌ عنه.

ص: 485

رَأْسِ السَّبْعِينَ، وَمن إِمَارَةِ الصِّبْيَانِ " (1).

9783 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ (2)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَجِبَ رَبُّنَا عز وجل مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي السَّلَاسِلِ "(3).

9784 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الطُّفَيْلُ وَأَصْحَابُهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ دَوْسًا قَدِ اسْتَعْصَتْ. قَالَ: " اللهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ بِهِمْ "(4).

(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي صالح -وهو مولى ضباعة- وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (8318).

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 49 عن وكيع، بهذا الإِسناد. وانظر (8319).

(2)

وقع إسناد هذا الحديث في (م) والنسخ المتأخرة كإسناد سابقه، وهو:"وكيع، قال: حدثنا كامل أبو العلاء، قال: سمعت أبا صالح" وهو خطأ، وصوبناه من (ظ 3) و (عس)، وأورده الحافظان ابن كثير في "جامع المسانيد"، وابن حجر في "أطراف المسند" في ترجمة محمد بن زياد على الصواب.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم. وانظر (8013).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. =

ص: 486

9785 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِلَّهِ عز وجل فِي مَسْأَلَةٍ، إِلَّا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ، إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَهَا لَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ "(1).

9786 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَلَمَّا كَبَّرَ

= وأخرجه البخاري (4392)، وابن حبان (979)، والطبراني في "الكبير"(8217) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد. وانظر (7315).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عم عبيد الله بن عبد الرحمن، وهو عبيد الله بن عبد الله بن موهب.

وأخرجه الحاكم 1/ 497 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(711)، والبيهقي في "الشعب"(1126) من طريق ابن أبي فديك، والترمذي كما في "تحفة الأشراف" 10/ 245 من طريق يحيى بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، كلاهما عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، بهذا الإسناد. وزادوا فيه:"ما لم يعجل" قالوا: يا رسول الله، وما عجلتُه؟ قال:"يقول: دعوت ودعوت، ولا أُراه يستجاب لي"، وقد سلفت

هذه الزيادة برقم (9148).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي برقم (11133)، وإسناده جيد.

وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/ 329، وإسناده حسن.

ص: 487

انْصَرَفَ، وَأَوْمَأَ إِلَيْهِمْ: أَنْ كَمَا أَنْتُمْ، ثُمَّ خَرَجَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ جَاءَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، فَصَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ:" إِنِّي كُنْتُ جُنُبًا فَنَسِيتُ أَنْ أَغْتَسِلَ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أسامة بن زيد الليثي صدوق له أوهام، وقوله في هذا الحديث:"فلما كبر انصرف" من أوهامه كما سيأتي بيانه عقب التخريج. ابن ثوبان: هو محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان.

وأخرجه الدارقطني 1/ 361، والبيهقي 2/ 97 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1220) من طريق عبيد الله بن موسى، عن أسامة بن زيد، به

وأخرجه البيهقي 2/ 398 من طريق الحسن بن عبد الرحمن الحارثي، عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. قال البيهقي: تفرد به الحسن بن عبد الرحمن الحارثي (قلنا: وهو في عداد المجهولين)، ورواه إسماعيل ابن علية وغيره عن ابن عون، عن محمد، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وكذلك رواه أيوب وهشام، عن محمد، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً وهو المحفوظ، وكل ذلك شاهد لحديث أبي بكرة.

وقوله في هذا الحديث: "فلما كبَّر انصرف" من أوهام أسامة بن زيد الليثي، فقد روي الحديث عن أبي هريرة من طريق صحيح، وفيه أن انصراف الرسول صلى الله عليه وسلم من مقامه كان قبل أن يكبر ويدخل في الصلاة، وقد سلف عند المصنف برقم (7238) و (8466).

وأما ما وقع في حديث أبي بكرة وأنس من أن ذلك كان بعد دخوله في الصلاة فحمَلَه بعضُ أهل العلم على قرب الدخول فيها لا حقيقة الدخول. انظر "شرح مشكل الآثار" للطحاوي (623) و (624) على أن في إسناديهما مقالاً.

وبنحو حديثيهما روي عن علي بن أبي طالب، وقد سلف برقم (668)، =

ص: 488

9787 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَنْعَتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَانَ شَبْحَ الذِّرَاعَيْنِ، أَهْدَبَ أَشْفَارِ الْعَيْنَيْنِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، يُقْبِلُ إِذَا أَقْبَلَ جَمِيعًا، وَيُدْبِرُ إِذَا أَدْبَرَ جَمِيعًا. قَالَ رَوْحٌ فِي حَدِيثِهِ: بِأَبِي وَأُمِّي، لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا سَخَّابًا بِالْأَسْوَاقِ (1).

9788 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: فِي أُمِّ الْقُرْآنِ: " هِيَ أُمُّ الْقُرْآنِ، وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَهِيَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ "(2).

= وإسناده ضعيف.

ورجح الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 121 - 122 ما في حديث أبي هريرة الصحيح على ما وقع في هذه الأحاديث.

(1)

إسناده حسن، سماع ابن أبي ذئب من صالح مولى التوأمة قديم قبل اختلاطه. وانظر (8352).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم بن القاسم: هو ابن مسلم الليثي مولاهم، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، والمقبري: هو سعيد بن أبي سعيد المقبري.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 14/ 59 من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (3374)، والبخاري في "صحيحه"(4704)، وفي "القراءة =

ص: 489

9789 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَهَاشِمٌ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ هَاشِمٌ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: لَوْلَا أَمْرَانِ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَمْلُوكًا، وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَا خَلَقَ اللهُ عَبْدًا يُؤَدِّي حَقَّ اللهِ وَحَقَّ سَيِّدِهِ، إِلَّا وَفَّاهُ اللهُ أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ ". قَالَ يَزِيدُ: إِنَّ الْمَمْلُوكَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصْنَعَ فِي مَالِهِ شَيْئًا (1).

= خلف الإمام" (149)، وأبو داود (1457)، والترمذي (3124)، والطبري 14/ 59، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1210)، والبيهقي 2/ 376، والبغوي (1187) من طرق عن ابن أبي ذئب، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه بنحوه الطبري 14/ 58 و 58 - 59 من طريق إبراهيم بن الفضل المدني، والبيهقي 2/ 376 من طريق نوح بن أبي بلال، كلاهما عن سعيد المقبري، به.

وسيأتي برقم (9790). وانظر ما سلف برقم (8682).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي 5/ 326 من طريق ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من طريق سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة برقم (9840). وانظر ما سلف برقم (7428) و (8372).

قوله: "إن المملوك

الخ" هو من قول أبي هريرة، وسيأتي مصرحاً به برقم (9840)، وليس هو من قول يزيد بن هارون كما هو الظاهر، وإنما أشار بقوله: "قال يزيد" إلى أنه في روايته دون رواية هاشم.

ص: 490

9790 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:{الْحَمْدُ لِلَّهِ} أُمُّ الْقُرْآنِ، وَأُمُّ الْكِتَابِ، وَالسَّبْعُ الْمَثَانِي " (1).

9791 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ، وَسَتَصِيرُ نَدَامَةً وَحَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَنِعْمَتِ الْمُرْضِعَةُ، وَبِئْسَتِ الْفَاطِمَةُ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عمر، فمن رجال مسلم. وانظر (9788).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (7148)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 162 و 8/ 225 - 226، وفي "الكبرى"(5927) و (8747)، وابن حبان (4482)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 93، والبيهقي 3/ 129 و 10/ 95، والبغوي (2465) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (10162).

وأخرجه موقوفا البخاري بإثر الحديث (7148) تعليقاً، قال: قال محمد بن بشار، والنسائي في "الكبرى"(5928) عن يزيد بن سنان، كلاهما عن عبد الله بن حُمران، عن عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم، عن أبي هريرة. وعمر بن الحكم ثقة من رجال مسلم. =

ص: 491

9792 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: اخْتَصَمَ آدَمُ وَمُوسَى عليهما السلام، فَخَصَمَ آدَمُ مُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَشْقَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ؟! فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ، أَلَيْسَ تَجِدُ فِيهَا أَنْ قَدْ قَدَّرَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟ قَالَ: بَلَى - قَالَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ: فَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى (1) -. قَالَ مُحَمَّدٌ: يَكْفِينِي أَوَّلُ الْحَدِيثِ: فَخَصَمَ آدَمُ مُوسَى عليهما السلام (2).

= وقال الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 286:

ورأيت في "مستخرج أبي نعيم" بعد أن ذكره، قال البخاري: حدثنا محمد بن بشار. فاعتبره الحافظ ابن حجر موصولًا.

قوله: "فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة": وقع في (م) وكافة النسخ الخطية عدا (ظ 3) مقلوباً: "فبئست المرضعة ونعمت الفاطمة"، والصواب ما أثبتناه من (ظ 3) ومصادر التخريج.

ونقل الحافظ ابن حجر في "الفتح" 13/ 126 عن بعض الشراح قولهم: نعم المرضعة لما فيها من حصول الجاه والمال ونفاذ الكلمة وتحصيل اللذات الحسية والوهمية حال حصولها، وبئست الفاطمة عند الانفصال عنها بموت أو غيره، وما يترتب عليها من التبعات في الآخرة.

(1)

هذا الإِسناد وهو: ابن عون، عن عمرو بن سعيد، عن حميد بن عبد الرحمن، تفرد به المصنِّف، ولم نقع عليه عند غيره. وعمرو بن سعيد: هو القرشي أو الثقفي مولاهم أبو سعيد البصري، وعمرو وحميد ثقتان.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن =

ص: 492

9793 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ -، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللهِ، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللهِ، لَا أُغْنِي عَنْكُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا، سَلَانِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا "(1).

9794 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ -، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ يَوْمٌ لَأَنْ يَرَانِي، ثُمَّ لَأَنْ يَرَانِي (2)، أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ مِثْلُ أَهْلِهِ وَمَالِهِ "(3).

= أرطبان، ومحمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 8/ 263 من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، بهذا الإِسناد. وانظر (7636).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق -وإن كان عنعن- قد تابعه زائدة بن قدامة فيما سلف برقم (9177).

(2)

أشار في (ظ 3) فوق هذا الحرف إلى أنه في نسخة أخرى: "لا يراني"، كذا! والذي في رواية همام بن منبه عن أبي هريرة (عند غير المصنف):"يوم لا يراني ثم لأن يراني"، وانظر رواية همام فيما سلف برقم (8141).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق -وإن كان عنعنه- قد توبع. =

ص: 493

9795 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَسْتَقِيمُ لَكَ الْمَرْأَةُ عَلَى خَلِيقَةٍ وَاحِدَةٍ، إِنَّمَا هِيَ كَالضِّلَعِ إِنْ تُقِمْهَا (1) تَكْسِرْهَا، وَإِنْ تَتْرُكْهَا تَسْتَمْتِعْ بِهَا وَفِيهَا عِوَجٌ "(2).

9796 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ -، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، وَفِي مُؤَخَّرِ الصُّفُوفِ رَجُلٌ، فَأَسَاءَ الصَّلَاةَ، فَلَمَّا سَلَّمَ نَادَاهُ رَسُولُ اللهِ

= وأخرجه البخاري (3589) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.

وسيتكرر الحديث برقم (10551)، وانظر ما سلف برقم (8141).

(1)

في (ظ 3) و (عس) و (ل): تقيمها، بإثبات الياء، وهو لحن وقع من بعض الرواة أو النساخ، والصواب ما أثبتناه من النسخ المتأخرة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق -وإن كان عنعنه- قد توبع.

وأخرجه البغوي (2333) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2222)، والبخاري (5184) من طريق مالك، عن أبي الزناد، به.

وسيأتي الحديث برقم (10448) من طريق سفيان، وبرقم (10856) من طريق ورقاء، كلاهما عن أبي الزناد. وانظر ما سلف برقم (9524).

ص: 494

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا فُلَانُ، أَلَا تَتَّقِي اللهَ؟ أَلَا تَرَى كَيْفَ تُصَلِّي؟ إِنَّكُمْ تَرَوْنَ أَنَّهُ يَخْفَى عَلَيَّ شَيْءٌ مِمَّا تَصْنَعُونَ، وَاللهِ إِنِّي لَأَرَى مِنْ خَلْفِي كَمَا أَرَى مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ "(1).

9797 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ "(2).

9798 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيْسَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق قد توبع، وقد صرح بالتحديث عند ابن خزيمة.

وأخرجه ابن خزيمة (474) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، و (664) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر، كلاهما عن محمد بن إسحاق، حدثني (قال أبو خالد: عن) سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وأخرجه مسلم (423)، والنسائي 2/ 118 - 119، والبيهقي 2/ 290 من طريق الوليد بن كثير، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وانظر (7199).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق قد توبع، انظر (9113).

ص: 495

بِالَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُعْطَى " (1).

9799 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَمُحَمَّدٌ، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا صَالِحٍ السَّمَّانَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ "(2).

9800 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِكُلِّ أَهْلِ عَمَلٍ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وموسى بن يسار: هو المطَّلبي مولاهم عمُّ محمد بن إسحاق.

وانظر ما سلف برقم (7540).

(2)

حديث صحيح، ولمحمد بن إسحاق فيه إسنادان: الأول حسن من أجله، والثاني ضعيف لإبهام الراوي عن أبي صالح السمان -واسمه ذكوان-، لكن سلف الحديث من طريق حماد عن ابنه سهيل عنه برقم (8339).

وأخرجه إسحاق بن راهويه (376)، وابن حبان (5604) من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (2612)(112) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، وأبو يعلى (6311) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، ثلاثتهم عن أبي الزناد، بهذا الإِسناد.

وسلف برقم (7323) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، ولفظه: "إذا ضرب

".

ص: 496

بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يُدْعَوْنَ مِنْهُ بِذَلِكَ الْعَمَلِ، وَلِأَهْلِ الصِّيَامِ بَابٌ يُدْعَوْنَ مِنْهُ، يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ أَحَدٌ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ " (1).

9801 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَزَلَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِجَِهَازِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَأُحْرِقَتْ بِالنَّارِ، فَأَوْحَى الله عز وجل إِلَيْهِ: فَهَلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- صدوق حسن الحديث، لكن يغلب على ظننا أن وقوعه هنا في هذا الإسناد خطأ قديم من النساخ، وأن الصواب أن الراوي عن أبي الزناد هنا هو محمد بن إسحاق، يشير إلى ذلك صنيعُ المصنف في إدراج هذا الحديث ضمن نسخة ابن إسحاق.

وقد جاء التصريح بأنه ابن إسحاق في رواية ابن أبي شيبة، أخرجه في "مصنفه" 3/ 7 و 12/ 20 عن يزيد بن هارون، عنه، بهذا الإِسناد.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه البخاري (3319)، وأبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 210 من طريق مالك، ومسلم (2241)(149)، وأبو داود (5265)، والنسائي في "الكبرى"(8615) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، والنسائي أيضاً (8615) من طريق محمد بن عجلان، وأبو يعلى (6304)، =

ص: 497

9802 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْم (1) بْنِ عَبْدٍ - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2): لَمْ يُضْبَطْ إِسْنَادُهُ إِنَّمَا هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ الْعُتْوَارِيُّ، وَهُوَ أَبُو الْهَيْثَمِ صَاحِبُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ إِنِّي أَتَّخِذُ لِي (3) عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ، أَوْ شَتَمْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَصَلَاةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(4).

= والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(876) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، أربعتهم عن أبي الزناد، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (8130).

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: سُلَيْمَان، وهو خطأ.

(2)

أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن أحمد.

(3)

لفظة "لي" أثبتناها من (ظ 3) و (عس) ونسخة على هامش (س).

(4)

حديث صحيح، ولمحمد بن إسحاق فيه إسنادان:

الأول: عن عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب، عن عمرو بن سليم بن عبد، عن أبي سعيد الخدري، وقد ذكر أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد أن أحد الرواة -ولعله يزيد بن هارون كما يفهم مما سيأتي في مسند أبي سعيد برقم (11290) - لم يضبط هذا الإسناد، وأن الصواب فيه: سليمان بن عمرو بن عبدٍ العُتواري عن أبي سعيد. قلنا: ويحتمل أيضاً أن يكون قد أخطأ في تسمية جده فقط، ففي الرواة عمرو بن سليم بن خَلْدة الزُّرَقي الأنصاري، روى عن أبي سعيد في =

ص: 498

9803 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَجَدَ فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، فَقُلْتُ: سَجَدْتَ فِي سُورَةٍ مَا نَسْجَدُ فِيهَا! قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِيهَا (1).

9804 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

= "الصحيحين"، وذكر الحافظ المزي في الرواة عنه عبيد الله بن المغيرة بن المعيقيب، وسواء أكان هذا أم سليمان بن عمرو العتواري فكلاهما ثقة.

الثاني: عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. والإِسنادان حسنان من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجالهما ثقات.

وأخرجه أبو يعلى (1262) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق بالإسنادين جميعاً. وفيه:"عن عمرو بن سليم".

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 338، وعنه عبد بن حميد (998) عن يزيد بن هارون، عن ابن إسحاق، عن عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب، عن عمرو بن سليم، عن أبي سعيد.

وسيأتي الحديث مكرراً بالإسنادين في مسند أبي سعيد برقم (11290)، وسلف من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة برقم (8199).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه الدارمي (1468) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (5950) من طريق خالد بن عبد الله، عن محمد بن عمرو، به. وانظر (9348).

ص: 499

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَالَ الْقَارِئُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَقَالَ مَنْ خَلْفَهُ: آمِينَ، فَوَافَقَ ذَلِكَ قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ: آمِينَ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "(1).

9805 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيْءٍ كَإِذْنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ، يَجْهَرُ بِهِ "(2).

9806 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، فَسَمِعَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه الدارمي (1245) عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البيهقي 2/ 55 من طريق النضر بن شميل، عن محمد بن عمرو، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 143 من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، وفي الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 11/ 28 من طريق سفيان بن عيينة، و 11/ 37 من طريق الأوزاعي، و 11/ 42 من طريق الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن، أربعتهم عن الزهري، عن أبي سلمة، به. وانظر (7187).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه الدارمي (1488) و (3497)، والبيهقي في "المعرفة"(5967)، وقي "الشعب"(2608) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 522، ومسلم (792)، وابن حبان (752)، والبغوي (1217) من طرق عن محمد بن عمرو، به. وانظر (7670).

ص: 500

قِرَاءَةَ رَجُلٍ، فَقَالَ:" مَنْ هَذَا؟ " قِيلَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ:" لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ "(1).

9807 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ "(2).

9808 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمَدِينَةُ؛ مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوْالِيهِ (3)، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا "(4).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 4/ 107، وابن أبي شيبة 10/ 463، والدارمي (3499)، وابن ماجه (1341)، والبغوي (1219) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وانظر (8646).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه البغوي (1286) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 297 و 13/ 461، والحسين المروزي في زياداته على "زهد ابن المبارك"(1138)، وأحمد في "الزهد" ص 7، وابن ماجه (3815)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(434)، والطبراني في "الدعاء"(1821) من طرق عن محمد بن عمرو، به. وانظر (7793).

(3)

في (ظ 3) و (م) والنسخ المتأخرة: مولاه، والمثبت من (عس) ونسخة على هامش (ظ 3).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن عمرو. =

ص: 501

9809 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ الْأَسْلَمِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ جَاءَهُ مِنْ شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ (1)، ثُمَّ جَاءَهُ مِنْ شِقِّهِ الْأَيْسَرِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ. فأعرض عنه، ثم قال يا رسول الله إني قد زنيت (2). فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ:" انْطَلِقُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ ".

قَالَ: فَانْطَلَقُوا بِهِ، فَلَمَّا مَسَّتْهُ الْحِجَارَةُ أَدْبَرَ يشْتَدُّ، فَلَقيَهُ (3) رَجُلٌ فِي يَدِهِ لَحْيُ جَمَلٍ، فَضَرَبَهُ بِهِ، فَذُكِرَ (4) لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِرَارُهُ حِينَ مَسَّتْهُ الْحِجَارَةُ، قَالَ:" فَهَلَّا تَرَكْتُمُوهُ "(5).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 725 - 726 عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد، مختصراً بلفظ:"من تولى غير مواليه، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين".

وانظر ما سلف برقم (9173).

(1)

قوله: "فأعرض عنه" ليس في (ظ 3) و (عس).

(2)

قوله: "فأعرض عنه، ثم قال: يا رسول الله، إني قد زنيت" سقط من (م).

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: أدبر واشتد فاستقبله.

(4)

في (ظ 3) و (عس): فذكر ذلك، بزيادة لفظة "ذلك".

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7204)، والبغوي (2584) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

ص: 502

9810 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ، إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ "(1).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 72، وابن ماجه (2554)، والترمذي (1428)، وابن الجارود (819)، وابن حبان (4439)، والبيهقي 8/ 228 من طرق عن محمد بن عمرو، به.

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (13340)، والبخاري في "الأدب المفرد"(737)، وأبو داود (4428) و (4429)، والنسائي في "الكبرى"(7164) و (7165) و (7166) و (7200)، وابن الجارود (814)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 143، وابن حبان (4399) و (4400)، والدارقطني 3/ 196 - 197، والبيهقي 8/ 227 - 228 من طرق عن أبي الزبير، عن عبد الرحمن بن الصامت ابن عم أبي هريرة. وإسناده ضعيف، عبد الرحمن بن الصامت، وقيل: عبد الرحمن بن الهضهاض، وقيل: ابن الهضاب، ابن عم أبي هريرة، وقيل: ابن أخي أبي هريرة: في عداد المجهولين.

وسيأتي برقم (9845)، وانظر (7850).

وفي الباب عن أبي بكر الصديق، وابن عباس، وقد سلفا برقم (41) و (2202).

وعن أبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، ونَصْر بن دَهْر الأسلمي، وأبي بَرْزة الأسلمي، وجابر بن سمرة، وأبي ذر، وهَزَّال بن يزيد الأسلمي، وبريدة الأسلمي، وستأتي أحاديثهم على التوالي: 2/ 303 و 323 و 431 و 4/ 423 و 5/ 86 و 179 و 216 - 217 و 347.

قوله: "لحي جمل"، اللحي: هو عَظْم الحَنَك، وهو الذي عليه الأسنان.

(1)

حديث صحيح دون قوله: "إن اليهود والنصارى يؤخرون"، وهذا إسناد =

ص: 503

9811 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أخبرنا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ أَوِ الْمُؤْمِنَةِ، فِي جَسَدِهِ، وَمَالِهِ، وَوَلَدِهِ، حَتَّى يَلْقَى اللهَ عز وجل وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ "(1).

9812 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أخبرنا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

= حسن لأجل محمد بن عمرو، وانظر ما سلف برقم (7241).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3313)، والبيهقي في "السنن" 4/ 237، وفي "الشعب"(3916) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواية النسائي دون قوله:"والنصارى".

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 12، وأبو داود (2353)، وابن ماجه (1698)، وابن خزيمة (2060)، وابن حبان (3503) و (3509)، والحاكم 1/ 431 من طرق عن محمد بن عمرو، به.

وأخرجه بنحوه البيهقي في "الشعب"(3915) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رفعه بلفظ:"لا يزال الناس بخير ما عَجَّلوا الفطر، ولم يؤخروه تأخير أهل المشرق".

وأخرج رواية ابن المسيب هذه مرسلة ابن أبي شيبة 3/ 12 عن حاتم بن إسماعيل، والبيهقي (3914) من طريق مالك، كلاهما عن عبد الرحمن بن حرملة، عن ابن المسيب.

وفي الباب عن أبي ذر، وسهل بن سعد، وعائشة، ستأتي أحاديثهم على التوالي 5/ 147 و 331 و 6/ 48.

وعن أنس بن مالك عند ابن حبان (3504).

(1)

إسناده حسن كسابقه. وانظر (7859).

ص: 504

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ "(1).

9813 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو -، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " غِفَارُ وَأَسْلَمُ وَمُزَيْنَةُ، وَمَنْ كَانَ مِنْ جُهَيْنَةَ، خَيْرٌ مِنَ الْحَلِيفَيْنِ (2) أَسَدٍ وَغَطَفَانَ، وَهَوَازِنَ وَتَمِيمٍ دُبُرٌ لَهُمْ (3)، فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الْخَيْلِ وَالْوَبَرِ "(4).

9814 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَرَكَ مَالًا

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه البغوي (454) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 253 من طريق سليمان بن بلال، عن محمد بن عمرو، به. وانظر (8721).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: الحيين الحليفين، بزيادة لفظة: الحيين.

(3)

قوله: "دبر لهم" ليس في (م) والنسخ المتأخرة، وفي رواية أبي يعلى مكانه: دونهم، وهما بمعنى.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن عمرو.

وأخرجه أبو يعلى (5980)، وابن حبان (7290) من طريق خالد الطحان، عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (10042) من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة.

وانظر ما سلف برقم (7150).

ص: 505

فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ ضِيَاعًا فَإِلَيَّ " (1).

9815 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً رَجُلٌ (2) يَتَمَنَّى عَلَى اللهِ عز وجل، فَيُقَالُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ، إِلَّا أَنَّهُ يُلَقَّى، فَيُقَالُ لَهُ: كَذَا وَكَذَا، فَيُقَالُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ". فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَيُقَالُ: ذَلِكَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ "(3).

9816 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم: " احْتَجَّتِ النَّارُ وَالْجَنَّةُ، فَقَالَتِ النَّارُ: يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ، وَقَالَتِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7861).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: مَنْ.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 110، والدارمي (2829) عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو يعلى (5939) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن محمد بن عمرو، به. ولم يذكر قول أبي سعيد.

وسلف هذا الحديث في آخر حديث الشفاعة الطويل برقم (7717). وانظر (8168).

قوله: "إلا أنه يُلَقَّى"، قال السندي: أي: يُذَكَّر ما لا يجيء في باله، فيقال له: اذكر كذا، اذكر كذا، ليتمنى ذلك.

ص: 506

الْجَنَّةُ: يَدْخُلُنِي الضُّعَفَاءُ، وَالْمَسَاكِينُ، فَقَالَ اللهُ عز وجل لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي، أَنْتَقِمُ بِكِ مِمَّنْ شِئْتُ. وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي، أَرْحَمُ بِكِ مَنْ شِئْتُ " (1).

9817 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أخبرنا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا، يَمُرُّ عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ، فَأَجِدُ مَنْ يَتَقَبَّلُهُ مِنِّي، إِلَّا أَنْ أَرْصُدَهُ فِي دَيْنٍ يَكُونُ عَلَيَّ "(2).

9818 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا دجَالًا، كُلُّهُمْ يَكْذِبُ عَلَى اللهِ وَرَسُولِهِ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه هناد في "الزهد"(245)، والترمذي (2561) من طريق عبدة بن سليمان، والبخاري في "الأدب المفرد"(589) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7718).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد: وهو ابن عمرو بن علقمة الليثي.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(5562) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7484).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. =

ص: 507

9819 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أخبرنا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، بَاعًا بِبَاعٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، وَشِبْرًا بِشِبْرٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ مَعَهُمْ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ:" فَمَنْ إِذًا "(1).

9820 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَمَا أَنَا عَلَى بِئْرٍ أَسْقِي، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِيهِمَا ضَعْفٌ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ، فَنَزَعَ حَتَّى اسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ (2) غَرْبًا،

= وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 170 عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (4334) من طريق معاذ العنبري، وأبو يعلى (5945) من طريق خالد بن عبد الله، كلاهما عن محمد بن عمرو، به.

وسيأتي برقم (10828)، وانظر ما سلف برقم (7228).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 102، وعنه ابن ماجه (3994)، وابن أبي عاصم في "السنة"(72) عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (10827). وانظر ما سلف برقم (8308).

(2)

قوله: "في يده" ليس في (ظ 3) و (عس).

ص: 508

وَضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا يَفْرِي فَرْيَهُ " (1).

9821 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ يَهُودِيٌّ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ. قَالَ: فَلَطَمَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: أَتَقُولُ هَذَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا! قَالَ: فَأَتَى الْيَهُودِيُّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68]، قَالَ: " فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَرَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلِي،

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 12/ 21 - 22، وعنه ابن أبي عاصم في "السنة"(1457) عن علي بن مسهر، والبغوي (3883) من طريق إسماعيل بن جعفر، و (3884) من طريق عبد العزيز الدراوردي، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، به.

وانظر ما سلف برقم (8239) و (8808).

الذَّنُوب: الدَّلْو الكبيرة.

استحالت غَرْباً، أي: تحوَّلت الدَّلْو غَرْباً، والغَرْب: الدَّلو العظيمة.

والفَرِيُّ: بكسر الراء وتشديد الياء، ويقال: بسكون الراء وتخفيف الياء، قال القاضي عياض في "المشارق" 2/ 154: وبالوجهين ضبطناه على شيوخنا أبي الحسين وغيره، وأنكر الخليل التثقيلَ وغلَّطَ قائله، ومعناه: يعمل عملَه، ويقوى قوتَه، يقال: فلان يَفْري الفَري، أي: يعمل العملَ البالغَ.

ص: 509

أَمْ كَانَ مِمَّنْ اسْتَثْنَى اللهُ.

وَمَنْ قَالَ: أَنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى، فَقَدْ كَذَبَ " (1).

9822 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أخبرنا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللهُ عز وجل: إِذَا أَحَبَّ الْعَبْدُ لِقَائِي، أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَإِذَا كَرِهَ الْعَبْدُ لِقَائِي، كَرِهْتُ لِقَاءَهُ ".

قَالَ: فَقِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: مَا مِنَّا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَهُوَ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَيَفْظَعُ بِهِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ كَشَفَ لَهُ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 455، وعنه ابن ماجه (4274) عن علي بن مسهر، والترمذي (3245)، والطبري 24/ 31 من طريق عبدة بن سليمان، والبغوي (4301) من طريق إسماعيل بن جعفر المدني، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (7589) من طريق أبي سلمة والأعرج دون قوله: "ومن قال: إني خير من يونس بن متى فقد كذب"، وقد سلف نحو هذه القطعة برقم (9255) من طريق حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 18/ 32، وفي "الاستذكار"(11892) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وجعله من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أحبَّ العبد لقاءَ الله

"، وكذا جعل القسم الموقوف منه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وانظر ما سلف برقم (8133).

ص: 510

9823 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِنِصْفِ يَوْمٍ؛ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ "(1).

9824 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو -، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَعْنِي: " قَالَ اللهُ عز وجل: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا بَعُوضَةً أَوْ لِيَخْلُقُوا ذَرَّةً "(2).

9825 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أخبرنا هِشَامٌ - يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ -، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا لَمْ تَجِدُوا إِلَّا مَرَابِضَ الْغَنَمِ، وَمَعَاطِنَ الْإِبِلِ، فَصَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا تُصَلُّوا فِي مَعَاطِنِ الْإِبِلِ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7946).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7521).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ومحمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 385، وعنه ابن ماجه (768) عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (1391)، وابن ماجه (768)، والترمذي (348)، وابن خزيمة (795)، وأبو عوانة 1/ 402، والطحاوي 1/ 384، وابن حبان (1384) =

ص: 511

9826 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ، خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ " فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ الْمِدْرَاسِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَادَاهُمْ:" يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا " فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ. فقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ذَاكَ أُرِيدُ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا " فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ (1).

= و (1700) و (1701)، والبيهقي 2/ 449، والبغوي (503) من طرق عن هشام بن حسان القُردوسي، به.

وأخرجه الترمذي (349) و (796) عن محمد بن العلاء أبي كريب، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً. وقوله:"عن أبي حصين" سقط من مطبوع ابن خزيمة.

وهذا الحديث جاء موقوفاً على أبي هريرة في مسند عقبة بن عامر الجهني 4/ 150 من طريق جرير بن حازم، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.

وسيأتي الحديث برقم (10365) و (10611).

وفي جواز الصلاة في مرابض الغنم انظر ما سلف برقم (9625).

وفي الباب عن ذي الغرَّة وعبد الله بن مغفل وعقبة بن عامر والبراء بن عازب وأسيد بن حضير وجابر بن سمرة، وستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي: 4/ 67 و 85 و 150 و 288 و 352 و 5/ 93.

ومرابض الغنم ومعاطن الإِبل: الأماكن التي تَبرُك فيها.

(1)

من قوله: "فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك أريد" إلى هنا سقط من (م).

ص: 512

قَالَ: " ذَاكَ أُرِيدُ " ثُمَّ قَالَهَا الثَّالِثَةَ، فَقَالَ:" اعْلَمُوا أَنَّمَا الْأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ مِنْ هَذِهِ الْأَرْضِ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ، وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ "(1).

9827 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ (2)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ليث: هو ابن سعد.

وأخرجه البخاري (3167) و (6944) و (7348)، ومسلم (1765)(61)، وأبو داود (3003)، والنسائي في "الكبرى"(8687)، وأبو عوانة 4/ 162 - 163 و 163، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4278)، والبيهقي 9/ 208 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.

بيت المِدراس: هو البيت الذي يدرسون فيه، ومِفْعال غريب في المكان. قاله ابن الأثير في "النهاية" 2/ 113.

وأما قول أبي هريرة: "بينما نحن في المسجد خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم

الخ" ففيه إشكال، لأن أبا هريرة تأخَّر إسلامه إلى فتح خيبر، والنبي صلى الله عليه وسلم كان قد أجلى يهود المدينة قبل ذلك، ولإِزالة هذا الإِشكال استظهر الحافظ ابن حجر في "الفتح" أنهم بقايا من اليهود تأخروا بالمدينة بعد إجلاء بني قينقاع وقريظة والنضير والفراغ من أمرهم، وردَّ على من فهم من بعض أهل العلم كالقرطبي في "المُفهِم" والطحاوي في "شرح المشكل" أن المراد بذلك بنو النضير، بأن ذلك لا يصحُّ لتقدمه على مجيء أبي هريرة، وأبو هريرة يقول في هذا الحديث: إنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم. والله تعالى أعلم بالصواب.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة أحال إلى الإسناد الذي قبله، والصواب أنه من حديث سعيد بن أبي سعيد -دون أبيه- عن أبي هريرة، كما هو مثبت من (ظ 3) و (عس)، وكذا هو في مصادر التخريج.

ص: 513

شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اجْمَعُوا لِي مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنَ الْيَهُودِ " فَجَمَعُوا لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ، فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَبُوكُمْ؟ " قَالُوا: أَبُونَا فُلَانٌ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَلْ كَذَبْتُمْ، أَبُوكُمْ فُلَانٌ " قَالُوا: صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ.

قَالَ لَهُمْ: " هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَهُمْ:" مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟ " قَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا، ثُمَّ تَخْلُفُونَنَا فِيهَا. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا ".

ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: " هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟ " فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ. فَقَالَ لَهُمْ: " هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟ " قَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا أَنْ نَسْتَرِيحَ مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ تَضُرَّكَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 31 - 32، والدارمي (69)، والبخاري (3169) و (4249) و (5777)، والنسائي في "الكبرى"(11355)، وابن سعد في "الطبقات" 2/ 115 - 116، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 256، والبغوي (3807) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. ورواية ابن أبي شيبة والبخاري الثانية مختصرة بقصة الشاة المسمومة. =

ص: 514

9828 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ (1) إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا مِثْلَهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ (2) وَحْيًا أَوْحَاهُ اللهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ

= وأخرجه أبو داود (4509)، والبيهقي في "السنن" 8/ 46 من طريق عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة. ولفظه: أن امرأة من اليهود أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاةً مسمومة، قال: فما عَرَضَ لها النبي صلى الله عليه وسلم. وسفيان بن حسين يُضعَّفُ في الزهري.

وأخرجه الحاكم 3/ 219، والطبراني في "الكبير"(1202)، والبيهقي 8/ 46 من طرق عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - بقصة الشاة، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلها بعد ما مات بشر بن البراء من أثر تلك الأكلة. وهو بمجموع طرقه إلى محمد بن عمرو حسن.

وأخرج هذه الرواية مرسلة الدارمي (67)، وأبو داود (4511) و (4512)، والبيهقي 8/ 46 من طرق عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة.

ولتحقيق القول في مسألة قتل هذه اليهودية انظر "الفتح" عند شرح الحديث رقم (4249).

وفي باب قصة الشاة المسمومة عن ابن عباس، سلف برقم (2784).

وعن أنس بن مالك، سيأتي 3/ 218.

وعن جابر عند الدارمي (68)، وأبي داود (4510)، والبيهقي 8/ 46.

وعن أم مبشر عند أبي داود (4513) و (4514)، والحاكم 3/ 219.

(1)

في (ظ 3): من نبي.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: أُوتيته.

ص: 515

الْقِيَامَةِ " (1).

9829 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَخِيهِ عَبَّادِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْأَرْبَعِ: مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ "(2).

9830 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ نُعَيْمٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ أَنَّهُ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَوْقَ هَذَا الْمَسْجِدِ فَقَرَأَ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فَسَجَدَ فِيهَا، وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِيهَا (3).

9831 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " لَنْ (4) يُنْجِيَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8491).

(2)

حديث صحيح، وقد سلف برقم (8488).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بكير بن عبد الله: هو ابن الأشج.

وأخرجه ابن خزيمة (559)، والطحاوي 1/ 357 من طريق شعيب بن الليث، عن الليث، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (7140).

(4)

في (م) والنسخ المتأخرة: لا.

ص: 516

أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ " فَقَالَ رَجُلٌ: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَتِهِ (1)، وَلَكِنْ سَدِّدُوا " (2).

9832 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ سَنَةٍ "(3).

9833 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنا سَعِيدٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ،

(1) في (ظ 3): برحمة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وبكير: هو ابن عبد الله بن الأشج.

وأخرجه مسلم (6816)(71) عن قتيبة بن سعيد، وابن حبان (348) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2816)(71) أيضاً من طريق عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، به.

وانظر ما سلف برقم (7202).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2826)(6)، والترمذي (2523)، والنسائي في "الكبرى"(11564)، والطبري 27/ 183، وابن أبي داود في "البعث" 67، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(401) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (7498).

ص: 517

فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ:" مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ " قَالَ: عِنْدِي - يَا مُحَمَّدُ - خَيْرٌ، إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ، فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ. فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ:" مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ " قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ، إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ، فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ. فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ، فَقَالَ:" مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ " فَقَالَ: عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ، إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ، فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " انْطَلِقُوا بِثُمَامَةَ " فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ (1) أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، يَا مُحَمَّدُ، وَاللهِ (2) مَا كَانَ عَلَى وَجْهٌ الْأَرْضِ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ كُلِّهَا إِلَيَّ، وْوَاللهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ

(1) لفظة "أشهد" ليست في (ظ 3) و (عس).

(2)

لفظة "والله" ليست في (عس) ورمجت في (ظ 3).

ص: 518

مِنْ دِينِكَ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ (1) إِلَيَّ، وَاللهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ، وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: صَبَأْتَ؟ فَقَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا وَاللهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

9834 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ خَالَةِ أَبِيهَا، وَالْمَرْأَةِ وَخَالَةِ أُمِّهَا، أَوْ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّةِ أَبِيهَا، أَوِ الْمَرْأَةِ وَعَمَّةِ أُمِّهَا، فَقَالَ: قَالَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا، وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا.

فَنَرَى خَالَةَ أُمِّهَا أوْ عَمَّةَ أُمِّهَا بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ، وَإِنْ كَانَ مِنَ

(1) في (م) وحدها: الأديان. وهي كذلك في الموضع السالف.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (462) و (469) و (2422) و (2423) و (4372)، ومسلم (1764)(59)، وأبو داود (2679)، والنسائي 1/ 109 - 110، وابن خزيمة (252)، وأبو عوانة 4/ 159 - 161 و 161، وابن حبان (1239)، والبيهقي في "السنن" 1/ 171، وفي "دلائل النبوة" 4/ 78 - 79 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد- وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (7361).

ص: 519

الرَّضَاعِ يَكُونُ فِي (1) ذَلِكَ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ (2).

9835 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا تَمْشُونَ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا "(3).

9836 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ قَالَ لِصَبِيٍّ: تَعَالَ هَاكَ، ثُمَّ لَمْ يُعْطِهِ، فَهِيَ كَذْبَةٌ "(4).

(1) في (م) وسائر النسخ الخطية عدا (ظ 3): من.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد بن عَقيل الأَيلي.

وأخرج المرفوع منه محمد بن نصر في "السنة"(272) من طريق يحيى بن أيوب وابن لهيعة، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، عن قبيصة وعروة وعبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة. وانظر (9203).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7252).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(375)، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(150)، وفي "الصمت"(523)، وابن حزم في "المحلى" 8/ 29 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. =

ص: 520

9837 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ. وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَنَا أَشْبَهُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، قَالَ: اللهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، قَالَا: وَكَانَ يُكَبِّرُ إِذَا رَكَعَ، وَإِذَا قَامَ مِنَ السُّجُودِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ (1).

9838 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ. وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2) قَالَ:" لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ مِنَ الْمَالِ (3) بِحَلَالٍ أَوْ بِحَرَامٍ "(4).

9839 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ. وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ

= وفي الباب عن عبد الله بن عامر، سيأتي 3/ 447.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، ويزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وانظر (8253).

(2)

قوله: "عن النبي صلى الله عليه وسلم" سقط من (ظ 3).

(3)

في (م) و (ل) ونسخة على هامش (س): من المال.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (9620).

ص: 521

الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ (1) طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ " (2).

(1) في (ظ 3): في أن يدع.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، ويزيد: هو ابن هارون.

وهو عند المصنِّف في "الزهد" ص 45 عن حجاج بن محمد وحده، بهذا الإِسناد.

وسيأتي عن يزيد بن هارون وحده برقم (10562).

وأخرجه البخاري (1903) و (6057)، وأبو داود (2362)، وابن ماجه (1689)، والترمذي (707)، والنسائي في "الكبرى"(3246) و (3247)، وابن خزيمة (1995)، وابن حزم 6/ 177 - 178، والبيهقي 4/ 270، والبغوي (1746) من طرق عن ابن أبي ذئب، به- بعضهم يرويه دون قوله:"والجهلَ". وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3248) من طريق عبد الله بن وهب، وابن حبان (3480) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة- لم يذكرا فيه أبا سعيد.

ورواية البخاري ذات الرقم (6057) لم يذكر فيها بعض الرواة عن البخاري "عن أبيه".

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3245) من طريق ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن ثعلبة بن صُعَير، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن أنس بن مالك عند عبد الرزاق (7455)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1984، والطبراني في "المعجم الصغير"(472).

قوله: "الزور"، قال السندي: أي: الكذب.

"فليس لله حاجة" كناية عن عدم القبول، وإلا فهو تعالى لا يحتاج إلى شيء =

ص: 522

9840 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: لَوْلَا أَمْرَانِ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا مَمْلُوكًا، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَمْلُوكَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصْنَعَ فِي مَالِهِ شَيْئًا، وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَا خَلَقَ اللهُ عَبْدًا يُؤَدِّي حَقَّ اللهِ وَحَقَّ سَيِّدِهِ، إِلَّا وَفَّاهُ اللهُ أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ "(1).

9841 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يُوطِنُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ، إِلَّا تَبَشْبَشَ اللهُ بِهِ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ "(2).

9842 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ (3) عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ:

= أصلاً.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (9789).

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سلف من هذا الطريق برقم (8350).

وانظر ما بعده.

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: "أَبِي عبيدة" وهو موافق للإِسناد السالف برقم (8065)، والمثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل) ونسخة على هامش (س)، وذكر الدارقطني في "العلل" أنه يقال له: أبو عبيدة وابن عبيدة.

ص: 523

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1).

9843 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ. وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً "(2).

9844 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْثٍ، وَقَالَ:" إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا - لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ - فَأَحْرِقُوهُمَا بِالنَّارِ ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: " إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللهُ، فَإِنْ

(1) إسناده ضعيف لجهالة ابن عبيدة، وسلف الكلام عليه برقم (8065)، وانظر ما قبله.

حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح مولى التوأمة، وسلف الكلام عليه برقم (9764).

وأخرجه الطيالسي (2311). وأخرجه البغوي (1255) من طريق أسد بن موسى، كلاهما (الطيالسي وأسد) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد.

والتِّرة في اللغة: النقص، ومعناها هاهنا: التَّبِعَة.

ص: 524

وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا " (1).

9845 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَنَادَاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَتَنَحَّى تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، حَتَّى ثَنَّى ذَلِكَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، دَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَقَالَ: " أَبِكَ جُنُونٌ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَهَلْ أَحْصَنْتَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اذْهَبُوا (2) فَارْجُمُوهُ ".

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: كُنْتُ فِيمَنْ رَجَمَهُ، فَرَجَمْنَاهُ فِي الْمُصَلَّى، فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ الْحِجَارَةُ هَرَبَ، فَأَدْرَكْنَاهُ بِالْحَرَّةِ فَرَجَمْنَاهُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ليث: هو ابن سعد، وبكير بن عبد الله: هو ابن الأشج. وانظر (8068).

(2)

في (م) و (ل): اذهبوا به.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عُقيل: هو ابن خالد بن عَقيل الأيلي، وأما الرجل المبهم الذي سمع منه ابن شهاب عن جابر، فهو أبو سلمة، وسيأتي الحديث موصولاً من طريقه في مسند جابر 3/ 323.

والحديث أخرجه البخاري (6815) و (6816) و (7167) و (7168)، والبيهقي =

ص: 525

9846 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ قَضَى فِيمَنْ زَنَى وَلَمْ يُحْصِنْ أَنْ يُنْفَى عَامًا مَعَ الْحَدِّ عَلَيْهِ (1).

= 8/ 213 - 214 من طريق يحيى بن بكير، ومسلم (1691)(16)، والبيهقي 8/ 214 من طريق شعيب بن الليث، والنسائي في "الكبرى"(7177) من طريق حجين بن المثنى، ثلاثتهم عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. ورواية النسائي ليس فيها قول جابر.

وأخرجه البخاري (5271) و (5272)، ومسلم (1691)(16)، والنسائي في "الكبرى"(7178)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 143، والبيهقي 8/ 219 من طريق شعيب بن أبي حمزة، والبخاري (6825) و (6826)، والبيهقي 8/ 225، والبغوي (2585) من طريق عبد الرحمن بن خالد، كلاهما عن الزهري، به. وروايات النسائي والطحاوي ليس فيها قول جابر، وسقط من مطبوع "السنن الكبرى" للنسائي:"عن أبي هريرة" واستدرك من "تحفة الأشراف" 10/ 19.

والرجل المبهم المرجوم في الحديث هو ماعز الأسلمي، وسلف الحديث مختصراً برقم (7850)، وصرح فيه باسمه.

قوله: "فلما أذلقته الحجارة"، أي: أضعفته.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 175 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (6833)، والنسائي في "الكبرى"(7237)، والبيهقي 8/ 222 من طرق عن الليث بن سعد، به.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1988 من طريق ابن لهيعة، عن عُقيل بن خالد، به. =

ص: 526

9847 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَني عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا "(1).

9848 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْمُتَوَفَّى عَلَيْهِ الدَّيْنُ، فَيَسْأَلُ:" هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ (2) مِنْ قَضَاءٍ؟ " فَإِنْ حُدِّثَ (3) أَنَّهُ تَرَكَ وَفَاءً، صَلَّى عَلَيْهِ، وَإِلَّا، قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ: " صَلُّوا عَلَى

= وسيأتي الحديث بقصةٍ في مسند زيد بن خالد الجهني 4/ 115 وقُرن به أبو هريرة.

وفي الباب عن سلمة بن المحبق، سيأتي 3/ 476.

وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/ 313.

وفي الكلام على النفي، انظر "فتح الباري" 12/ 157.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (5793) من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (6485) عن يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد، به.

وأخرجه ابن حبان (662) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب الزهري، به.

وانظر ما سلف برقم (7499).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: لذلك.

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: فإن قالوا: نعم.

ص: 527

صَاحِبِكُمْ " فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ الْفُتُوحَ، قَامَ فَقَالَ: " أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَمَنْ تُوُفِّيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَتَرَكَ دَيْنًا، فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ، وَمَنْ تَرَكَ مَالًا، فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ " (1).

9849 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ:" كَلِمَةٌ صَالِحَةٌ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ "(2).

9850 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ (3)، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2298) و (5371)، ومسلم (1619)(14)، والترمذي (1070) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. وانظر (7899).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2223)(110) من طريق شعيب بن الليث، والطحاوي في "شرح المشكل"(1843) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. وانظر (7618).

(3)

ني (م) ونسخة على هامش (س): اليهود والنصارى!

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7826).

ص: 528

9851 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُولُ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " حِينَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ، ثُمَّ يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ:" رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ " ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي سَاجِدًا، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي سَاجِدًا، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الصَّلَاةِ كُلِّهَا حَتَّى يَقْضِيَهَا، وَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنَ اللَّتَيْنِ (1) بَعْدَ الْجُلُوسِ " (2).

9852 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ دَارَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ، قَالَ: إِنَّا لَبِالْبَقِيعِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ إِذْ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَتَدَاكَّ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: إِيهٍ يَرْحَمُكَ اللهُ! قَالَ: يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ عَبْدٍ مُسْلِمٍ لَقِيَكَ

(1) في (عس) و (ل)، ونسخة في (س): الثِّنْتَيْنِ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (789)، والبيهقي 2/ 67، والبغوي (613) من طريق يحيى بن بكير، ومسلم (392)(29)، والنسائي 2/ 233 من طريق حُجين بن المثنى، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.

وانظر (7658) و (7659).

ص: 529

يُؤْمِنُ بِي، لَا يُشْرِكُ بِكَ " (1).

9853 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِيَ (2) عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ "(3).

9854 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:

(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن دارة، فهو حسن الحديث، وسلفت ترجمته عند الحديث رقم (436) من مسند عثمان بن عفان. وسيتكرر هذا الحديث برقم (10473).

قوله: "فتداكَّ الناس" قال السندي: بتشديد الكاف من الدَّكَّ بالتشديد: الكسر، أي: ازدحموا عليه حتى أَدَّى شدةُ الزحام إلى دفع بعضهم بعضاً.

"فقالوا: إيه يرحمك الله"، في "القاموس": إيهٍ بكسر الهمزة والهاء وفتحها، وتنوَّن المكسورة: كلمة استزادة واستنطاق. وفي الحديث جواز الدعاء بالمغفرة للمؤمنين عموماً، مع العلم بأن الله تعالى يعذب بعض العصاة، والله تعالى أعلم.

(2)

في (م) ونسخة على هامش (س): غُمَّ. قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 342: غَبِيَ: أي: خفي، ورواه بعضهم "غُبِّيَ" بضم الغين وتشديد الباء المكسورة، لما لم يُسمَّ فاعله، من الغَباء: شِبْه الغَبَرة في السماء.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم. وانظر (9376).

تنبيه: تكرر هذا الحديث في هذا الموضع في النسخ الخطية مرتين، فحذفنا المكرر الثاني.

ص: 530

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا، فَإِنَّ اللهَ عز وجل لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ "(1).

9855 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ (2).

9856 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَيُذَادَنَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي عَنِ الْحَوْضِ كَمَا تُذَادُ الْغَرِيبَةُ مِنَ الْإِبِلِ "(3).

9857 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جُحَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنْ كَسْبِ الْإِمَاءِ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (9004).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بديل -وهو ابن ميسرة العقيلي- وعبدِ الله بن شقيق، فمن من رجال مسلم. وانظر (7964).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم. وانظر (7968).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

ص: 531

9858 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: " الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ (1) الْخُمُسُ "(2).

قَالَ شُعْبَةُ: مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَقُولُ " الرَّكَائِزَ " غَيْرَهُ (3).

9859 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. وَأَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ سَجَدَ فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} (4).

= وانظر (7851).

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: الركاز، وهو خطأ هنا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (9005).

(3)

كذا قال شعبة رحمه الله، مع أنه قد رواه هو نفسه عن محمد بن عمرو بن علقمة فيما سلف برقم (9371) عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فقال فيه "الركائز"، بينما رواه عن محمد بن زياد الجمحي عن أبي هريرة فيما سلف برقم (9370)، وفيما سيأتي برقم (9882)، فقال فيه "الرِّكاز"!

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد العزيز بن عياش، فإنه لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وذكره ابن حبان في "الثقات"!

وأخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز"(70) من طريق =

ص: 532

9860 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" تَفْضُلُ صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاةِ الْوَحْدَةِ سَبْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً " أَوْ " خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً "(1).

9861 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ دَعَا بِمَاءٍ فَاسْتَنْجَى، ثُمَّ مَسَحَ بِيَدِهِ (2) عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ (3).

= عبد الرحمن بن غزوان، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 358 من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 2/ 161 من طريق محمد بن أبي فديك، والباغندي (69) من طريق أبي علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد، كلاهما عن ابن أبي ذئب، عن عبد العزيز بن عياش، عن محمد بن قيس، عن عمر بن عبد العزيز، به. بزيادة محمد بن قيس بين عبد العزيز وبين عمر. وانظر (9348).

(1)

حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وانظر (8349).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: يده.

(3)

إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. وانظر (8104).

ص: 533

9862 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ، وَمَنْ حَمَلَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ "(1).

9863 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ تَسَمَّى بِاسْمِي فَلَا يَتَكَنَّى بِكُنْيَتِي، وَمَنْ تَكَنَّى بِكُنْيَتِي فَلَا يَتَسَمَّى بِاسْمِي "(2).

9864 -

حَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح مولى التوأمة، فقد روى له أصحاب السنن غير النسائي، وهو صدوق كان قد اختلط، وقد اختلف في رفع حديث أبي هريرة هذا ووقفه، كما سلف بيانه عند الحديث رقم (7689).

وسلف حديث صالح هذا مختصراً برقم (9601).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير.

وأخرجه أبو يعلى (6102) عن زكريا بن يحيى الواسطي، عن شريك، بهذا الإسناد. وتحرف فيه "سلم" إلى: سالم.

وانظر (8109).

وأسود الذي في الإِسناد التالي: هو أسود بن عامر الملقَّب بشاذان، وهو ثقة من رجال الشيخين.

ص: 534

9865 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَا شَيْءَ لَهُ "(1).

9866 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ "(2).

9867 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَبَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَتْ فِي يَدَيَّ "(3).

(1) إسناده ضعيف من أجل صالح مولى التوأمة، وسلف الكلام على هذا الحديث مفصَّلاً برقم (9730).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عراك: هو ابن مالك الغفاري. وانظر (8069).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2977)، والبيهقي 5/ 471 من طريق يحيى بن بكير، والبخاري (7013) عن سعيد بن عفير، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. =

ص: 535

9868 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَأَنْ يَحْتَزِمَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةَ حَطَبٍ، فَيَحْمِلَهَا عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا يُعْطِيهِ أَوْ يَمْنَعُهُ "(1).

9869 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ، فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي إِنَائِهِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ مِنْهُ "(2).

= وانظر (7632).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبيد مولى عبد الرحمن: هو سعد بن عبيد الزهري.

وأخرجه البخاري (2074) و (2374) عن يحيى بن عبد الله بن بكير، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1042)(107)، والنسائي 5/ 93، وأبو يعلى (6242) من طرق عن ابن شهاب الزهري، به.

وانظر ما سلف برقم (7317).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق العقيلي، فمن رجال مسلم. خالد: هو ابن مهران الحذاء.

وأخرجه ابن خزيمة (100)، وابن حبان (1065)، والدارقطني 1/ 49، =

ص: 536

9870 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الضَّحَّاكِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا سَبْعِينَ - أَوْ مِئَةَ سَنَةٍ - هِيَ شَجَرَةُ الْخُلْدِ ".

قَالَ حَجَّاجٌ: " أَوْ مِئَةَ سَنَةٍ، شَجَرَةُ الْخُلْدِ "، قُلْتُ لِشُعْبَةَ: هِيَ شَجَرَةُ الْخُلْدِ "! قَالَ: لَيْسَ فِيهَا " هِيَ " (1).

= والبيهقي 1/ 46 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (278)(87)، وابن خزيمة (145)، وأبو عوانة 1/ 263، والبيهقي 1/ 46 من طريق بشر بن المفضل، وابن حبان (1064) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن خالد الحذاء، به.

وانظر ما سلف برقم (7282).

(1)

صحيح دون قوله: "شجرة الخلد"، وهذا إسناد ضعيف، أبو الضحاك عداده في أهل البصرة مجهول، روى له ابن ماجه حديثه هذا في "التفسير"، وتفرد بالرواية عنه شعبة، ولم يوثقه أحد، وقال الذهبي: لا يعرف، لكن شيوخ شعبة جِيَاد. وقال ابن حجر: مقبول، يعني عند المتابعة، وقد توبع، انظر ما سلف برقم (7498).

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 27/ 183 من طريق محمد بن جعفر وحده، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2547) وأخرجه عبد بن حميد (1457) عن سعيد بن الربيع، والدارمي (2839) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، ثلاثتهم (الطيالسي وسعيد وعبد الصمد) عن شعبة، به. قال شعبة في رواية ابن حميد: ولا أُراه إلا مئة عام. =

ص: 537

9871 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ. وَعَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ، يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، تَقُولُ: يَا رَبِّ إِنِّي قُطِعْتُ، يَا رَبِّ إِنِّي ظُلِمْتُ، يَا رَبِّ إِنِّي أُسِيءَ إِلَيَّ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ. فَيُجِيبُهَا رَبُّهَا عز وجل فَيَقُولُ: أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ".

حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (1): " إِنَّ الرَّحِمَ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

وَقَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقرَظِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

9872 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ

= وسيأتي الحديث عن عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة برقم (9950).

(1)

من هنا إلى آخر الحديث سقط من (م).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمد بن عبد الجبار، وقد سلف الكلام عليه وعلى الحديث برقم (7931).

وأخرجه الحاكم 4/ 162 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإِسناد. وقال: صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!!

ص: 538

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَنْ يَدَعُوهُنَّ: التَّطَاعُنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالنِّيَاحَةُ، وَمُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، وَالْعَدْوَى: الرَّجُلُ يَشْتَرِي الْبَعِيرَ الْأَجْرَبَ، فَيَجْعَلُهُ فِي مِئَةِ بَعِيرٍ فَتَجْرَبُ، فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟! "(1).

9873 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ "(2).

9874 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الربيع -وهو المدني- فهو حسن الحديث. وسلف الحديث برقم (7908).

وأخرجه الطيالسي (2395)، ومن طريقه الترمذي (1001)، والبيهقي في "الشعب"(5143) عن شعبة والمسعودي، بهذا الإِسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ورقاء: هو ابن عمر اليشكري.

وأخرجه مسلم (710)(63)، وأبو داود (1266)، وأبو عوانة 2/ 32، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4124)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 222، والبيهقي 2/ 482 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (1448)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 116 - 117، وفي "الكبرى"(938)، وابن خزيمة (1123) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 195 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، به. وانظر (8379).

ص: 539

ثَابِتٍ - قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ - قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، الْمَعْنَى، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ كَافِرٌ، فَكَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا، ثُمَّ إِنَّهُ أَسْلَمَ، فَكَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا قَلِيلًا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَإِنَّ الْمُسْلِمَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ "(1).

9875 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ - قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ - قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ، وَمَنْ تَرَكَ كَلًّا وُلِّيتُهُ ". قَالَ بَهْزٌ: " وَمَنْ تَرَكَ كَلًّا فَإِلَيْنَا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

وأخرجه ابن ماجه (3256) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6772) من طريق بهز بن أسد وحده، به.

وأخرجه البخاري (5397) عن سليمان بن حرب، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2020) من طريق عبد الرحمن بن زياد، كلاهما عن شعبة، به.

وانظر ما سلف برقم (7497).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1619) من طريق محمد بن جعفر وحده، عن شعبة، بهذا الإسناد. =

ص: 540

9876 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَحَدَنَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِالشَّيْءِ، مَا يُحِبُّ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَإِنَّ لَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ. قَالَ:" ذَاكَ مَحْضُ الْإِيمَانِ "(1).

9877 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، بِإِسْنَادِهِ

= وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(580)، وإسحاق بن راهويه (225)، وابن زنجويه في "الأموال"(845)، والبخاري (2398) و (6763)، ومسلم (1619)، وأبو داود (2955)، والبيهقي 6/ 201 و 351 من طرق عن شعبة، به.

وانظر ما سلف برقم (7861).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ذكوان: هو أبو صالح السمان.

وأخرجه ابن أبي عاصم (655)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "التحفة" 9/ 428، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(1660) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 9/ 428، وابن منده في "الإِيمان"(341)، وابن حبان (146)، واللالكائي (1661) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(665) من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفاً. وانظر (9156).

ص: 541

قَالَ: مِنْ شَأْنِ الرَّبِّ عز وجل (1).

9878 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الرَّبِيعِ - وَكَانَ يُقَاعِدُ أَبَا بُرْدَةَ - يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي

" فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. يَعْنِي نَحْوَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ (2).

9879 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَرْوَانَ الْأَصفَرِ (3)، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَافِعٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَجَدَ (4) فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، قَالَ:

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي.

وأخرجه ابن أبي عاصم (656)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 9/ 429 من طرق عن زائدة، بهذا الإِسناد.

وانظر ما قبله.

قوله: "مِن شأن الرب" هذا من كلام السائل في الحديث السابق، يعني أنه قال: إن أحدنا يحدِّث نفسه بالشيء من شأن الرب عز وجل.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الربيع -وهو المدني- فهو حسن الحديث. وانظر (7908).

وحديث محمد بن جعفر سلف قريباً برقم (9872).

(3)

تحرف في (م) إلى: الأصغر.

(4)

في (م) والنسخ المتأخرة: سجد.

ص: 542

فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: سَجَدَ فِيهَا خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم، وَلَا أَزَالُ أَسْجُدُ حَتَّى أَلْقَاهُ (1).

9880 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَقٌّ فَأَغْلَظَ لَهُ، فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ (2) لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا " وَقَالَ لَهُمْ: " اشْتَرُوا لَهُ سِنًّا فَأَعْطُوهُ " فَقَالُوا: إِنَّا لَا نَجِدُ إِلَّا سِنًّا أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ! فَقَالَ: " اشْتَرُوا لَهُ فَأَعْطُوهُ " وَقَالَ: " إِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ - أَوْ خَيْرُكُمْ - أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مروان الأصفر: هو أبو خلف البصري، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 3 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 357 من طريق روح بن عبادة، عن شعبة، به. وانظر (7140).

(2)

في الأصول: فإن، والمثبت من "صحيح مسلم".

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1601)(120)، وابن ماجه (2423)، والترمذي بإثر الحديث (1317) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد- ورواية ابن ماجه مقتصرة على قوله:"إن من خيركم أحسنكم قضاءً".

وانظر (8897).

ص: 543

9881 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ شُعْبَةُ: رَفَعَهُ مَرَّةً ثُمَّ لَمْ يَرْفَعْهُ بَعْدُ - أَنَّهُ قَالَ: " لَا هِجْرَةَ بَعْدَ ثَلَاثٍ - أَوْ فَوْقَ ثَلَاثٍ -، فَمَنْ هَاجَرَ (1) بَعْدَ ثَلَاثٍ - أَوْ فَوْقَ ثَلَاثٍ - فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ "(2).

9882 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ "(3).

9883 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ " قَالَ: فَقَالَ عُكَّاشَةُ: يَا

(1) في (ل) ونسخة على هامش (س): هجر.

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين، وسلف الكلام عليه برقم (9092).

وأخرجه مرفوعاً النسائي في "الكبرى"(9161) من طريق شبابة بن سَوَّار، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 157 من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن شعبة، بهذا الإِسناد.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1710)(46) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وانظر (9005).

ص: 544

رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ " قَالَ: فَقَامَ آخَرُ (1)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: فَقَالَ: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ "(2).

9884 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ حَجَّاجٌ: أَوْ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ -: " أَمَا يَخْشَى - أَوْ: أَلَا يَخْشَى - أَحَدُكُمْ أَنْ يَجْعَلَ اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ - أَوْ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ - إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ وَالْإِمَامُ سَاجِدٌ "(3).

(1) في (م) و (ل) ونسخة على هامش (س): رجل آخر.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (76)، ومسلم (216)(368)، وابن حبان (7244)، وابن منده في "الإِيمان"(973) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (77)، والدارمي (2807)، وابن منده (973) من طرق عن شعبة، به. وانظر (8016).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (66) عن محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (67)، والدارمي (1316)، والبخاري (691)، ومسلم (426)(116)، وأبو داود (623)، والبيهقي 2/ 93، والخطيب في "تاريخه" 4/ 398 من طرق عن شعبة، به. وانظر (7534).

ص: 545

9885 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ " أَوْ قَالَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غَبِيَ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ ".

قَالَ شُعْبَةُ: وَأَكْثَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ "(1).

9886 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ - أَنَّهُ قَالَ:" بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، مُرَجِّلًا جُمَّتَهُ، تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، إِذْ خُسِفَ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". وَقَالَ حَجَّاجٌ: " إِذْ خَسَفَ اللهُ بِهِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن راهويه (54) و (55) عن النضر بن شميل، عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (9376).

قوله: "غبي" انظر الكلام على ضبطها وتفسيرها عند الحديث رقم (9853).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (81)، ومسلم (2088)(49) من طريق محمد بن =

ص: 546

9887 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ (1) أَهْلُ الْكِتَابِ قَبْلَكُمْ - أَوْ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ - بِكَثْرَةِ اخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ وَكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ، فَانْظُرُوا مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ، فَاتَّبِعُوهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، فَدَعُوهُ " أَوْ " ذَرُوهُ "(2).

9888 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّكُمْ عز وجل:" كُلُّ الْعَمَلِ كَفَّارَةٌ، وَالصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "(3).

= جعفر وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن راهويه (80)، والبخاري (5789)، ومسلم (2088)(49)، وأبو عوانة 5/ 472 من طرق عن شعبة، به. وانظر (7630).

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: أهلك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (91) عن النضر بن شميل، ومسلم ص 1831 (131) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (9780).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (58) عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (3485)، وإسحاق بن راهويه (59)، والبخاري في =

ص: 547

9889 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" عَجِبَ اللهُ مِنْ أَقْوَامٍ يُجَاءُ بِهِمْ فِي السَّلَاسِلِ حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ "(1).

9890 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَيْسَ الْمِسْكِينُ مَنْ (2) تَرُدُّهُ الْأُكْلَةُ وَالْأُكْلَتَانِ، وَاللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ - أَوِ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ - شُعْبَةُ شَكَّ فِي اللُّقْمَةِ وَالتَّمْرَةِ -، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلَا يَسْأَلُ النَّاسَ إِلْحَافًا " أَوْ " يَسْتَحْيِي أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ إِلْحَافًا "(3).

= "صحيحه"(7538)، وفي "خلق أفعال العباد"(427) و (428) و (429) و (430)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 212 من طريق شعبة بن الحجاج، به.

وسيأتي برقم (10025) و (10026) و (10554). وانظر ما سلف برقم (7174).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (3010)، ومن طريقه البغوي (2711) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 149 عن شبابة بن سوار، عن شعبة، به.

وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 63 من طريق ابن لهيعة، عن محمد بن زياد، به. وانظر (8013).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: الذي.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 548

9891 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:" دَخَلَتِ النَّارَ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ "(1).

9892 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يُصَلِّي (2) يَسْأَلُ اللهَ عز وجل فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ "(3).

= وأخرجه إسحاق بن راهويه (78)، ومن طريقه ابن حبان (3298) عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه إسحاق (79)، والدارمي (1615)، والبخاري (1476) من طرق عن شعبة بن الحجاج، به. وانظر (7540).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (84) عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أيضاً (83) عن النضر بن شميل، عن شعبة، به. وزاد في هذه الرواية:"حتى ماتت".

وسيأتي برقم (10034) و (10208). وانظر ما سلف برقم (7547).

(2)

لفظة "يصلي" لم ترد في (م) والنسخ المتأخرة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن خزيمة (1735) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (90) من طريق النضر بن شميل، وأبو القاسم =

ص: 549

9893 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا - قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا - أَدَعُ يَوْمَ أَمُوتُ دِينَارًا، إِلَّا أَنْ أُرْصِدَهُ لِدَيْنٍ "(1).

9894 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ النَّخَعِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي ".

= البغوي في "الجعديات"(1164)، والطبراني في "الدعاء"(155) من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن شعبة، به. وانظر (7769).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (991) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإِيمان"(5564) من طريق شبابة بن سوّار، عن شعبة، به.

وأخرجه مسلم (991)، والبيهقي (5563) من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، به.

وسيأتي الحديث من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد برقم (10031). وانظر ما سلف برقم (7484).

وقوله: "أرصده" هو بفتح الهمزة وضم الصاد أو بضم الهمزة وكسر الصاد، أي: أُعِدُّه.

ص: 550

قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُ الشِّكَالَ مِنَ الْخَيْلِ، أَوِ الْأَشْكَالَ (1).

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: شُعْبَةُ يُخْطِئُ فِي هَذَا الْقَوْلِ: عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ، وَإِنَّمَا هُوَ سَلْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيُّ.

9895 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْكُفْرُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَإِنَّ السَّكِينَةَ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَإِنَّ الرِّيَاءَ

(1) قوله: "الإشكال"، كذا وقع في النسخ الخطية، ولا ندري ما وجهه، ولعل الصواب فيه:"الأَشْكَل"، وفي "لسان العرب" 11/ 357: الأشكل عند العرب: اللونان المختلطان.

والحديث إسناده صحيح على شرط مسلم، وعبد الله بن يزيد النخعي كذا سماه شعبة، والصواب أنه سَلْم بن عبد الرحمن النخعي كما ذكر المصنف عقب الحديث، وقد سلف على الصواب برقم (7408) و (8109).

وأخرجه إسحاق بن راهويه (180) عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرج شطره الثاني مسلم (1875)(102)، والنسائي 6/ 219 من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (2515)، ومن طريقه المزي في ترجمة عبد الله بن يزيد النخعي من "تهذيب الكمال" 16/ 309، وأخرجه مسلم (1875)(102)، والنسائي 6/ 219 من طرق عن شعبة، به.

والشطر الأول منه سلف برقم (8109)، وأما الثاني فقد سلف برقم (7408)، كلاهما من طريق أبي زرعة.

ص: 551

وَالْفَخْرَ فِي أَهْلِ الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ وَأَهْلِ الْخَيْلِ.

وَيَأْتِي الْمَسِيحُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَهِمَّتُهُ الْمَدِينَةُ، حَتَّى إِذَا جَاءَ دُبُرَ أُحُدٍ تَلَقَّتْهُ الْمَلَائِكَةُ، فَضَرَبَتْ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، هُنَالِكَ يُهْلَكُ، هُنَالِكَ يُهْلَكُ " (1).

9896 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " مَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ بِيَوْمٍ، وَلَا تَغْرُبُ بِأَفْضَلَ - أَوْ أَعْظَمَ - مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ.

وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا تَفْزَعُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، إِلَّا هَذَانِ الثَّقَلَانِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ.

وَعَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ يَكْتُبَانِ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ: كَرَجُلٍ قَدَّمَ بَدَنَةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَقَرَةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ شَاةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ طَيْرًا، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَيْضَةً، فَإِذَا قَعَدَ الْإِمَامُ طُوِيَتِ الصُّحُفُ " (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب.

وانظر الشطر الأول فيما سلف برقم (8846)، والشطر الثاني فيما سلف برقم (9166).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/ 229 - 230، وابن خزيمة (1727) و (1770) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد- رواية النسائي وابن خزيمة الثانية مقتصرة على القطعة الثالثة، ورواية ابن =

ص: 552

9897 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ ثَلَاثُونَ دَجَّالُونَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، وَيَفِيضَ الْمَالُ فَيَكْثُرَ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ " قَالَ: قِيلَ: أَيُّمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ الْقَتْلُ " ثَلَاثًا (1).

= خزيمة الأولى مقتصرة على القطعة الأولى والثانية.

وأخرجه النسائي 10/ 227 - 228 و 235، وأبو يعلى (6468)، وابن خزيمة (1727) و (1770)، وابن حبان (2770) و (2774)، والبغوي (1062) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به- وروايات النسائي وابن خزيمة وابن حبان الثانية مقتصرة على القطعة الثالثة، ورواية ابن حبان الأولى دونها.

وسلف الحديث بطوله من طريق ابن جريج، عن العلاء، عن أبي عبد الله إسحاق مولى زائدة، عن أبي هريرة برقم (7687).

ورواه محمد بن إسحاق، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، سيأتي عند المصنف برقم (11767).

قوله: "إلا تفزع ليوم الجمعة"، قال السندي: أي: خوفاً من أن تقوم فيه القيامة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو يعلى (6511)، وابن عبد البر فى "جامع بيان العلم" 1/ 151 من طريق إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، وابن حبان (6651) من طريق عبد العزيز الدراوردي، كلاهما عن العلاء، بهذا الإسناد.

وأخرج الشطر الأول أبو داود (4333) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن العلاء، به. وانظر ما سلف برقم (7228). =

ص: 553

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرج الشطر الثاني مسلم ص 2057 (12) من طريق إسماعيل بن جعفر، وابن ماجه (4047) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن العلاء، به. وانظر ما سلف برقم (7186).

ص: 554