الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241 هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط
محمد نعيم العرقسوسي - إبراهيم الزّيبق
الجزء السابع عشر
مؤسسة الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
النسخ الخطية المعتمدة في مسند أبي سعيد الخدري:
1 -
نسخة المكتبة الظاهرية (ظ 4).
2 -
نسخة دار الكتب المصرية (س).
3 -
نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالموصل (ص).
4 -
نسخة المكتبة القادرية ببغداد (ق).
5 -
وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية في هامش هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهمِّ فروقها وما وقع فيها من سقط أو تحريف، وأشرنا إليها بـ (م).
الرموز المستعملة في زيادات عبد الله بن أحمد، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره، هي:
• دائرة صغيرة سوداء لزياداته.
° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.
* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.
عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة لذاتها ولغيرها في هذا المسند: 816 حديثاً.
عدد الأحاديث الضعيفة فيه: 131 حديثاً.
عدد الأحاديث التي توقفنا في الحكم عليها: 9.
ترجمة أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه
بقلم السندي
هو سعدُ بنُ مالك بن سِنان الأَنصاريُّ الخزرجي، أَبو سعيد الخُدري، مشهورٌ بكنيته.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير، وروى عن الخلفاء الأربعة وغيرهم.
وروى عنه من الصحابة: ابنُ عباس، وابنُ عمر، وجابر، وغيرهم.
استُصغر بأحد، واستُشهد أبوه بها، غَزَا هو ما بعدها.
وهو مكثرٌ من الحديث.
قال حنظلةُ بنُ أبي سفيان عن أشياخه: كان من أفقه أحداث الصحابة.
وقال الخطيب: كان من أفاضل الصحابة، وحفظ حديثاً كثيراً، وجاء أنه من الذين بايعوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم على أن لا يأخُذَهم في الله لومةُ لائم.
وقال شعبةُ عن أبي مَسْلَمة: سمعتُ أبا نَضْرة عن أبي سعيد رفعه: "لا يمنعنَّ رجلاً منكم مخافةُ الناس أن يتكلَّم بالحق إذا رآه أو علمه "(1). قال أبو سعيد: فحملني ذلك على أن ركبتُ إلى معاوية، فملأتُ أذنيه، ثم رجعتُ.
وقال له قائلٌ: هنيئاً لك برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده.
قال الواقدي: مات سنة أربع وسبعين.
وقيل: أربع وستين.
وقيل: ثلاث وستين.
وقيل: سنة خمس وستين.
(1) سيرد في مسنده برقم (11403).
مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه
10985 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانُوا فِي سَفَرٍ، فَمَرُّوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَعَرَضَ لِإِنْسَانٍ مِنْهُمْ فِي عَقْلِهِ - أَوْ لُدِغَ - قَالَ: فَقَالُوا لِأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: نَعَمْ، فَأَتَى صَاحِبَهُمْ، فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَبَرَأَ، فَأُعْطِيَ قَطِيعًا (1) مِنْ غَنَمٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَقَيْتُهُ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ. قَالَ: فَضَحِكَ، وَقَالَ:" مَا (2) يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ " قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " خُذُوا، وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ "(3).
(1) في (ظ 4): قطيع، ورسمت فى (س) بالوجهين: قطيع وقطيعاً. وانظر تعليق السندي الآتي.
(2)
في (س) و (ق): وما.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشَيم: هو ابن بشير، وقد صرَّح =
10986 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، يَعْنِي ابْنَ زَاذَانَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ أَوْ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ
= بالتحديث، فانتفت شبهةُ تدليسه، وأبو بشر: هو جعفر بنُ أبي وحشية، وأبو المتوكل: هو الناجي عليُّ بنُ داود، ويقال: ابن دُؤاد.
وأخرجه مسلم (2201)(65)، والنسائي في "الكبرى"(10868) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1029) -، وابنُ ماجه (2156)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 126 - 127 من طريق هُشَيم، بهذا الإِسناد.
(تنبيه: وقع في إسناد المطبوع من ابن ماجه زيادة: عن ابن أبي المتوكل، بين أبي بشر وأبي المتوكل، وهو خطأ).
وتابع هُشَيماً أبو عوانة، فأخرجه البخاري (2276) و (5749)، وأبو داود (3418) و (3900)، والبيهقي في "السنن" 6/ 124، وفي "شعب الإِيمان"(2572) من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر، به.
وتابعهما شعبة أيضاً فأخرجه مسلم (2201)، والترمذي (2064)، والنسائي في "الكبرى"(10867)، -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1028) -، وابن ماجه (2156)، من طريق شعبة، عن أبي بشر، به.
قال الترمذي: هذا حديث صحيح، وهذا أصح من حديث الأعمش، عن جعفر بن إياس، وهكذا روى غير واحد هذا الحديث عن أبي بشر، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد.
قلنا: حديث الأعمش هو عن أبي بشر، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، يعني بذكر أبي نضرة بدل أبي المتوكل، وسيرد برقم (11070) ونتكلم عليه هناك.
وسيأتي بالأرقام (11070) و (11399) و (11472) و (11787).
وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (5737)، والبيهقي في "السنن" 6/ 124.
وعن عم خارجة بن الصلت عند أبي داود (3901)، والنسائي في "عمل اليوم =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: " كُنَّا نَحْزِرُ قِيَامَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
= والليلة" (1032)، سيرد 5/ 211.
وقد ذكر الحافظ في "الفتح" 4/ 455 و 10/ 199 أن حديث أبي سعيد وحديث ابن عباس إنما هما في قصة واحدة وقعت لهم مع الذي لُدغ، وحديث عم خارجة بن الصلت في قصة أخرى مع رجلٍ مصابٍ بعقله.
قال السندي: قوله: بحي من أحياء العرب، أي: بقبيلة من قبائلهم.
فاستضافوهم: أي: طلبوا منهم الضيافة على عادة ذلك الوقت.
فأبوا أن يضيفوهم: بتشديد الياء، أو تخفيفها، من ضَيَّفَه أو أضافه: أي: أنزله، وجعله ضَيْفاً.
فعُرض لإنسان: على بناء المفعول، أي: عَرَض له عارض.
أو لُدغ: شك من الراوي، والمشهور هو الثاني. قلنا: قد قال الحافظ في "الفتح" 4/ 455: ما وقع في رواية هشيم أنه مصاب في عقله. أو لَدِيغ شكٌّ من هشيم، وقد رواه الباقون فلم يشكوا في أنه لديغ، ولا سيما تصريح الأعمش بالعقرب. قلنا: قد مر أن حديث من أصيب في عقله إنما هو في قصة أخرى.
من راق: يعرض الرقية.
فبَرَأ: في "المشارق" بفتح الراء، أي: صحَّ، مهموز، وقال ابن دريد: يُهمز ولا يُهمز، وهذا على لغة أهل الحجاز، وأما تميم فيقولون بكسر الراء، وحكي بالضم، ويروى غير مهموز، وأما من الدَّين وغيره، فبالكسر لا غير.
فأعطي: على بناء المفعول، ونائب الفاعل ضمير الراقي.
قطيع: بالنصب، وكتابته على صورة غير المنصوب على عادة أهل الحديث، ويحتمل أن يكون بالرفع على أنه نائب الفاعل، والمفعول الأول ضمير منصوب محذوف راجع إلى الراقي.
والقطيع: طائفة من الغنم، من عشرة إلى أربعين، والمراد ثلاثون.
واضربوا لي بسهم معكم: قاله تطييباً لقلوبهم، ولبيان أنه حلال طيب. =
فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ. قَالَ: فَحَزَرْنَا قِيَامَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الظُّهْرِ
= وأُخذ منه حِلُّ أجرة تعليم القرآن، وضُعِّف بأنه لا يدلُّ إلا على حلِّ أجرة الطب بالقرآن. والله تعالى أعلم.
قلنا: وقد جاء في تعليقِ المُحَقِّقَيْنِ أحمد شاكر وحامدٍ الفقي على "مختصر المنذري" 5/ 71 ما نصه: ليس في الحديث دِلالة على أخذ الأجرة لا على قراءة القرآن، ولا على تعليمه، فإن أهلَ الحي ما طلبُوا أبا سعيد ليقرأَ لهم قرآناً ولا ليعلمهم، وإنما طلبوه لِيعالج مريضهم، فطلبوه طبيباً لا قارئاً ولا معلماً وهو لم يجهر بما قرأ، ولم يُعلمهم ما قرأ، ولم يكن يعلم أن في ذلك شفاءَ المريضِ، ولكنه أيقن أن الله عاقبَ أهلَ الحي على منعهم أبا سعيد ورفقته حقَّهم مِن الضيافة، فسلَّط على رئيسهم ما لَسَعَهُ من الهوَامِّ ليلجئهم إلى أبي سعيد ورفقته، ويضطرهم إلى أن يَرْضخوا لحكمه في ما يطلب من الجُعْلِ لأنه ورفقته بأشدِّ الحاجة إلى الطعام، كل هذا فهمه أبو سعيد وصحبه، وعلى ذلك لم يقع من أبي سعيد ولا غيره من صحبه أنهم فعلوا مرة أخرى ولو أنهم فهموا ذلك على أنه قاعدة مضطردة لفعلوه، وتتابعوا على فعله ولاشتهر ذلك، والله أعلم.
قلنا: وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم النهيُّ عن أخذ الأجرة على تلاوة القرآن، وعلى تعليمه، فقد روى ابن أبي شيبة 2/ 400، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 205، وأحمد 3/ 428 و 444، وأبو يعلى (1518)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4332)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 18 عن عبد الرحمن بن شبل الأنصاري، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرؤوا القرآن، ولا تَغْلُوا فيه، ولا تَجْفُوا عنه، ولا تأكُلُوا به، ولا تستكثروا به" وإسناده قوي كما قال الحافظ في "الفتح" 9/ 101.
وروى أحمد 5/ 324، والحاكم 3/ 356 عن عبادة بن الصامت، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشْغَلُ، فإذا قَدِمَ رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، دفعه إلى رجل منا يُعَلِّمُهُ القرآنَ، فدفع إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً، وكان معي في البيت أُعشيه =
فِي (1) الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ قَدْرَ قِرَاءَةِ ثَلَاثِينَ آيَةً، قَدْرَ قِرَاءَةِ سُورَةِ تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ. قَالَ: وَحَزَرْنَا (2) قِيَامَهُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ، وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ (3) عَلَى النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ عَلَى النِّصْفِ مِنَ الْأُولَيَيْنِ (4).
= عشاء أهل البيت، فكنت أقرئه القرآن، فانصرف انصرافةً إلى أهله، فرأى إن عليه حقاً، فأَهْدَى إليَّ قوساً لم أرَ أجودَ منها عوداً ولا أحسنَ منها عطفاً، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ما ترى يا رسول الله فيها؟ قال: "جمرةٌ بين كتفيك تقلدتها أو تعلقتها". وإسناده صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وانظر "صحيح البخاري" كتاب فضائل القرآن: باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به، أو فجر به.
وانظر أيضا الرسالة السابعة من مجموعة رسائل ابن عابدين الموسومة بـ "شفاء العليل وبل الغليل في حكم الوصية بالختمات والتهاليل".
(1)
كلمة "في" ليست في (ق) ولا (م).
(2)
في (م): قال: وحزرنا.
(3)
في (ظ 4): الأولتين.
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن مسلم -وهو ابن شهاب العنبري أبو بشر البصري- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في جزء القراءة. هُشَيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهةُ تدليسه، أبو المتوكل: هو الناجي علي بن داود، وأبو الصديق: هو الناجي بكر بن عمرو، ويقال: ابن قيس، والشكُّ في تعيين أحدهما في رواية
أحمد هذه لا يُؤَثِّر، لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة على إن جميع الذين رووه عن هشيم، رووه عن أبي الصدِّيق الناجي، من غير شك. =
10987 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 403، وعبد بن حميد (940)، ومسلم (452)(156)، وأبو داود (804)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 237، والدارمي 1/ 295، وأبو يعلى (1126) و (1292)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4627)، وابن حبان (1828) و (1858)، والدارقطني في "السنن" 1/ 337، والبيهقي في "السنن" 2/ 66 و 390 من طريق هُشَيم، بهذا الإِسناد، بذكر أبي الصِّدِّيق الناجي، من غير شك.
وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 1/ 237 من طريق أبي عوانة، عن منصور بن زاذان، عن الوليد أبي بشر، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم في الظهر، فيقرأ قدر ثلاثين آية في كل ركعة، ثم يقوم في العصر في الركعتين الأوليين قدر خمس عشرة آية.
وسيأتي برقم (11802).
وفي الباب عن أبي قَتَادة عند البخاري (759)، وابن حبان (1857).
وعن جابر بن سمرة عند البخاري (770)، ومسلم (453)، سلف برقم (1510).
وعن أبي هريرة عند النسائي في "المجتبى" 2/ 167 - 168، وابن ماجه (827).
قال السندي: قوله: كنا نحذر، بتقديم المعجمة على المهملة، من باب نصر أو ضرب، أي: نُقَدِّر ونُخَمِّن، ويمكن أن يكون بتقديم المهملة على المعجمة، أي: نحفظ، والأول أشهر روايةً وأقربُ معنىً، ولا يخفى ما في الحديث من الدلالة على أنه صلى الله عليه وسلم كان يزيد في الأخريين على الفاتحة أحياناً، والله تعالى أعلم.
وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ " (1).
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جُدعان، هُشَيم: هو ابن بَشِير، وأبو نَضْرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعَة العَبْدي العَوَقي.
وأخرجه ابنُ ماجه (4308) من طريق هُشَيم، بهذا الإِسناد، بزيادة:"وبيدي لواءُ الحمد ولا فخر".
وأخرجه الترمذي مطولاً بذكر قصة الشفاعة برقم (3148)، ومختصراً برقم (3615) من طريق سفيان -وهو ابن عيينة- عن عليِّ بن زَيْد بن جُدعان، به.
قال الترمذي: هذا حديثٌ حسن صحيح، وقد رُوي بهذا الإِسناد عن أبي نَضْرة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلنا: قد سلف في مسند ابن عباس برقم (2546) بذكر قصة الشفاعة.
وله شاهد أيضاً من حديث أبي هريرة عند مسلم (2278)، سيرد 2/ 540.
وثالث من حديث أنس سلف في مسند ابن عباس برقم (3693)، وسيرد 3/ 144.
ورابع من حديث واثلة بن الأسقع عند ابن حبان (6242) و (6475).
وخامس من حديث عبد الله بن سلام عند أبي يعلى (7493)، وابن حبان (6478)، وإسناده ضعيف.
وفي الباب في بعض أقسام الحديث أيضاً عن أبي بكر، سلف حديثه مطولاً برقم (15).
وعن أبي هريرة عند البخاري (3340)، سيرد 2/ 435.
وعن عبادة بن الصامت عند الحاكم 1/ 30.
وعن ابن عمر عند الترمذي (3692).
وعن أنس عند الترمذي (3610) بلفظ: "أنا أول الناس خروجاً إذا بُعِثوا".
وعن ابن عباس عند الترمذي (3616). =
10988 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
= وعن جابر عند ابن أبي عاصم في "السنة"(794).
قال السندي: قوله: "أنا سيِّدُ وَلَدِ آدم": قيل: السيدُ: هو الذي يفوقُ قومه في الخير، وقيل: هو الذي يُفْزَع إليه في النوائب والشدائد، فيقوم بأمورهم، ويتحمل مكارههم، ويدفعها عنهم. وفي "النهاية": السيِّدُ يُطلق على الربِّ، والمالك، والشريف، والفاضل، والكريم، والحليم، ومتحمل أذى قومه، والزوج، والرئيس، والمُقَدَّم.
والوَلَد، بفتحتين: يطلق على الواحد والجمع، والثاني هو المراد، وجاء في الجمع: وُلْد، بضم فسكون، كأُسْد في جمع أَسَد، والمشهور في الحديث بفتحتين، ويُحتمل أن يكون بضم فسكون، والمرادُ نوعُ الإِنسان ليشمل آدم، أو بنو آدم، ولا شكّ أن فيهم من هو أفضل من آدم، فيلزم من كونه سيدَ ولد آدم أنه أفضل من آدم أيضاً. والتقييدُ بيوم القيامة لظهور سيادته هناك بلا منازع، وأما هاهنا فقد نازعه ملوكُ الكفار، فهو مثلُ قوله:{لمن المُلْكُ اليوم للهِ الواحد القهّار} [غافر: 16].
والحديثُ يدلُّ على أنه صلى الله عليه وسلم أفضلُ الآدميين، والآدميُّ أفضلُ من المَلَك عند أهل السنة، فيلزم عندهم إنه صلى الله عليه وسلم أفضلُ الخلق، ولعله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إما لأنه أوحي إليه أن يقول، ليُعَرِّف الأُمَّةَ قدره صلى الله عليه وسلم، ليكون إيمانُهم به على حسبه، أو لأنه قصد به التحديث بالنعمة، فلا يُنافي حديث "لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير" لأن المراد هناك ليس له أن يقول افتخاراً ونحوه، ولهذا أتبعه بقوله:"ولا فخر"، أي: إن هذه الفضيلة التي نلتُها كرامةً من الله تعالى، لم أنَلْها من قِبَلِ نفسي، ولا بلَغْتُها بقُوَّتي، فليس لي أن أفتخر بها، وعلى هذا فمعنى "لا فخر"، أي: لا يليق بي ذلك، أو: ما قُلْتُ ذلك افتخاراً، فالجملةُ لدفع توهُّم أنه قاله افتخاراً، وقيل: هي حال، بتقدير: أقولُ هذا ولا فخر. والفَخْرُ: ادِّعاءُ العِظَم والمباهاةُ بالأشياء.
أول من تنشقُّ عنه الأرض: كناية عن كونه أول من يُبعث.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (1) قَالَ: جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَتَى فَاحِشَةً، فَرَدَّدَهُ (2) مِرَارًا. قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِهِ، فَرُجِمَ. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا، فَرَجَمْنَاهُ. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْحَرَّةِ، فَرَجَمْنَاهُ، ثُمَّ وَلَّيْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْنَاهُ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَشِيِّ، قَامَ (3) فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:" مَا بَالُ أَقْوَامٍ " سَقَطَتْ عَلَى أَبِي كَلِمَةٌ (4).
(1) في (ص) و (م) زيادة: الخُدري.
(2)
في (ص) و (م): فردَّه. وهو الموافق لرواية مسلم وابن حبان. وانظر شرح السندي الآتي.
(3)
في (س) و (م): قال. وفي هامش (س): قام.
(4)
حديث صحيح، هُشَيم -وهو ابن بَشِير، وإن عنعن- متابع. وباقي رجاله ثقات من رجال مسلم. أبو نَضْرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعَة العبدي.
وأخرجه مطولاً مسلم (1694)(21)، وابنُ حبّان (4438)، والحاكم 4/ 362 من طريق يزيد بن زُرَيع، عن داود بن أبي هند، بهذا الإِسناد، وعندهم الكلمة التي سقطت على الإِمام أحمد، وهي:"ما بالُ أقوامٍ إذا غزونا يتخلَّفُ أحدُهم عنّا، له نَبِيْبٌ كنَبِيب التَّيْس، عليَّ أن لا أُوتى برجلٍ فعل ذلك إلا نَكَّلْتُ به". قال: فما استغفر له ولا سبَّه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وهو عند مسلم كما مر.
والنَّبِيْبُ: صوتُ التيس عند السِّفَاد، وهو كناية عن إرادة الوقاع لشدة توقانه إليه.
وأخرجه مسلم (1694) أيضاً بنحوه من طرق أخرى عن داود، به.
وروى مسلم (1695) من حديث بريدة خبر ماعز بن مالك هذا، وجاء فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استغفروا لماعز بن مالك، قال: فقالوا: غفر الله لماعز بن =
10989 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَتْ بِهِ حَاجَةٌ، فَقَالَ لَهُ أَهْلُهُ: ائْتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَاسْأَلْهُ، فَأَتَاهُ وَهُوَ يَخْطُبُ، وَهُوَ يَقُولُ:" مَنْ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ، وَمَنْ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ، وَمَنْ سَأَلَنَا فَوَجَدْنَا لَهُ أَعْطَيْنَاهُ "، قَالَ: فَذَهَبَ، وَلَمْ يَسْأَلْ (1).
= مالك، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم".
وسيرد برقم (11589).
وفي الباب عن أبي بكر الصديق، سلف برقم (41).
وعن ابن عباس، سلف برقم (2129).
وعن أبي مالك الأسلمي، سلف ضمن مسند أبي هريرة 2/ 286.
وعن أبي هريرة، سلف برقم 2/ 453.
وعن جابر بن عبد الله، سيرد 3/ 323.
وعن نصر بن دهر الأسلمي، سيرد 3/ 431.
وعن أبي برزة، سيرد 4/ 423.
وعن جابر بن سمرة، سيرد 5/ 86، وهو عند مسلم (1692).
وعن هزّال، سيرد 5/ 216.
وعن بريدة، سيرد 5/ 347. وهو عند مسلم (1695).
قال السندي: قوله: فردَّدَه، أي: كرر ذلك الإِقرار.
مراراً، أي: أربع مرات.
ثم ولَّيْنا: من التولية، أي: انصرفنا عنه.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نَضْرة -وهو المنذرُ بنُ مالك بن قُطَعة العبدي- فمن رجال مسلم. هُشَيم: هو ابن بَشِير، وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهةُ تدليسه، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي =
10990 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ الْبَجَلِيُّ
= وحشية.
وأخرجه الطيالسي (2161) عن شعبة وهشام -وهو الدستوائي- عن أبي بشر، بهذا الإِسناد، وفيه: عن أبي سعيد أنه أصابه جوع، أو أصاب رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه ابنُ حبّان (3398) بإسناد حسن من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخُدْري، به، وفيه أن أبا سعيد هو الذي أراد أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه مطولاً ابنُ حبان (3399)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 370 من طريقين، عن الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي سعيد الخدري، أنَّ أهله شكوا إليه الحاجة
…
وسيأتي بالأرقام (11005) و (11060) و (11061) و (11091) و (11400) و (11401) و (11402) و (11435) و (11890) و (11891).
وفي الباب عن رجل من مُزَينة، سيرد 4/ 138. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 95: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وعن حكيم بن حِزَام عند البخاري (1427)، سيرد 4/ 403 و 434.
وعن أبي هريرة عند البخاري (1428).
وعن عبد الرحمن بن عوف عند البزار (914)، أورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 94، وقال: رواه البزار، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، قيل: إنه لم يسمع من أبيه. وقال البزار: لا نعلمه يُروى من طريقٍ أحسنَ من هذا.
وعن ابن عباس عند البزار (913)، بلفظ:"استغنوا عن الناس ولو بشَوْص سواك" أورده الهيثمي 3/ 94، وقال: رواه البزار والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات. اهـ. والشَّوص: الغَسْلُ والتنظيف، وبابه قال، يقال: هو يشوصُ فاه بالسواك. وفي "النهاية": ولو بشوصِ سواك، أي: بغُسالته، وقيل: بما يتفتت منه عند السواك. =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ مَا يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ؟ قَالَ:" الْحَيَّةَ، وَالْعَقْرَبَ، وَالْفُوَيْسِقَةَ، وَيَرْمِي الْغُرَابَ وَلَا يَقْتُلُهُ، وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ، وَالْحِدَأَةَ، وَالسَّبُعُ الْعَادِيَ "(1).
= وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3675)، وحديث ابن عمر السالف برقم (4638).
قال السندي: قوله: "مَن استعفَّ": "مَنْ" شرطية، أي: من طلب العفاف، أي: الكفَّ عن السؤال، أعطاه الله تعالى، ومن طلب الغنى من الله تعالى أعطاه ذلك. وقيل: من طلب من نفسه العفَّة عن السؤال، ولم يطلب الاستغناء، صيَّره الله عفيفاً، ومن ترقّى من هذه المرتبة إلي ما هو أعلى، وهو إظهارُ الاستغناءِ عن الخلق، يملأ اللهُ قلبه غنى، لكن إن أُعطي شيئاً لم يردَّه.
ومن سألَنا، بفتح اللام.
(1)
إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو القرشي الهاشمي مولاهم، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. هُشيم: هو ابن بشير.
وأخرجه أبو داود (1848) عن الإمام أحمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الترمذي (838) من طريق هشيم، بهذا الإِسناد، وقال: هذا حديث حسن، والعمل على هذا عند أهل العلم قالوا: المحرم يقتل السَّبُع العادي، وهو قول سفيان الثوري والشافعي. وقال الشافعي: كل سَبُعٍ عدا على الناس أو على دوابهم، فللمحرم قتلُه.
قلنا: تعقب الحافظُ ابن حجر في "التلخيص" 2/ 274 الترمذيَّ بقوله: وفي إسناده يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف وإن حسَّنه الترمذي، وفيه لفظة منكرة، وهي قوله:"ويرمي الغُرَاب ولا يقتله". اهـ. واستنكر هذا الخبر أيضاً الذهبي في "السير" 6/ 131.
وقد سلف بإسنادٍ صحيح من حديث عبد الله بن عمر برقم (4461)، وفيه أن المحرم يقتل الغراب. =
10991 -
حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو نَضْرَةَ (1)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجَرِّ أَنْ يُنْبَذَ فِيهِ، وَعَنِ التَّمْرِ وَالْبُسْرِ، وَعَنِ التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ أَنْ يُخْلَطَ بَيْنَهُمَا (2).
= وقد ذكرنا هناك شرحه وأحاديث الباب.
وسيأتي قتلُ الحية أيضاً برقم (11273) -وسنذكر هناك شواهده- ومطولاً برقم (11755).
قوله: "العادي"، أي: الظالم الذي يفترس الناس، والمرادُ الذي يقصد الإنسان والمواشي بالقتل والجرح كالأسد والذئب. قاله السندي.
(1)
في (ظ 4): حدثنا معتمر، قال أبي: حدثنا أبو نضرة.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نَضْرة، وهو -المنذر بن مالك بن قُطَعة العبدي العَوَقي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة، معتمر: هو ابن سليمان بن طَرْخان التَّيْمي.
وأخرجه مسلم (1987)(21)، وأبو عوانة 5/ 282 من طريق أبي مَسْلَمة، عن أبي نضرة، بهذا الإِسناد، دون قوله: نهى عن الجر أن يُنْبَذَ فيه.
وأخرجه مسلم (1987)(22) و (23)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 293 و 294، وفي "الكبرى"(5078) و (5079) و (5081) و (6810)، وأبو عوانة 5/ 282 - 283 من طريق أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد، ولفظه عند مسلم:"من شرب النبيذ منكم فليشربه زبيباً فرداً، أو تمراً فرداً، أو بُسْراً فرداً".
وأخرجه الطيالسي (2229)، وابنُ أبي شيبة 8/ 117 (3840)، والدارمي 2/ 117، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 224 من طريق أخي عبد الحكم السُّلَمي، ولفظه عند الطيالسي: نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الجَرِّ والدبّاء والمُزَفّت، وأن يخلط بين البُسْر والتمر، يعني النبيذ.
وسيأتي بالأرقام (11065) و (11175) و (11297) و (11418) و (11464) =
10992 -
حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ صَاحِبَ التَّمْرِ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِتَمْرَةٍ، فَأَنْكَرَهَا، قَالَ (1):" أَنَّى لَكَ هَذَا؟ " فَقَالَ: اشْتَرَيْنَا بِصَاعَيْنِ مِنْ تَمْرِنَا صَاعًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَرْبَيْتُمْ "(2).
و (11544) و (11559) و (11598) و (11633) و (11682) و (11737) و (11778) و (11849) و (11850) و (11851) و (11852) و (11853) و (11854).
وقد سلف النهي عن الانتباذ في الجر من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4465)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وفي الباب في النهي عن الخلط بين التمر والبُسْر والتمر والزبيب:
عن ابن عباس، سلف برقم (1961) و (2499).
وعن ابن عمر، سلف برقم (5067) و (5129).
وعن أنس بن مالك، سيرد 3/ 134.
وعن جابر، سيرد 3/ 294.
وعن أبي قتادة، سيرد 5/ 295.
وعن أم سلمة، سيرد 6/ 292.
قوله: "أن يُنبذ فيه": بدل من الجر، وهذا النهي عند الجمهور منسوخ، وقد صَحَّ ناسخه.
قوله: "أن يخلط بينهما": خوفاً من الوقوع فى المسكر، لأن الخلط يسرع الإِسكار، والجمهور قد أخذ بهذا النهي. قاله السندي.
(1)
في (ظ 4): فقال، والآتي بعد: قال.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي =
10993 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ قَوْلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "(1).
= نَضْرة -وهو المنذر بن مالك العَبْدي- فمن رجال مسلم. معتمر: هو ابن سليمان بن طَرْخان التيمي.
وأخرجه أبو يعلى (1226)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 68 من طريق يحيى بن سعيد، عن سليمان التيمي، بهذا الإِسناد، بلفظ:"أَضْعَفْتَ وأَرْبَيْت".
وأخرجه مسلم (1594)(97) من طريق أبي قَزَعَة الباهلي، عن أبي نَضْرة، به، بلفظ:"هذا الربا فردُّوه، ثم بيعوا تمرنا، واشتروا لنا من هذا".
وسيأتي بالأرقام (11075) و (11412) و (11452) و (11457) و (11475) و (11528) و (11555) و (11582) و (11595) و (11640).
وفي الباب عن بلال عند الدارمي 2/ 257، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 68.
وسلف ذكر بقية أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الرواية (4728).
قال السندي: قوله: "إنَّ صاحب التمر"، أي: الناظر على تمر خيبر، أو بلال، وكان عنده تمر، ففعل مثل هذا كما فعل ناظر خيبر.
أربيتم، أي: أتيتم بالربا.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمارة بن غَزِيَّة، فمن رجال مسلم. يحيى بن عمارة: هو ابن أبي حسن المازني. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 224 من طريق أحمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (916)(1)، وأبو داود (3117)، والترمذي (976)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 5، وفي "الكبرى"(1952)، وأبو يعلى (1096) و (1117)، وابن حبان (3003)، والبغوي (1465) من طريق بشر بن المفضل، به. وقال الترمذي: حديث أبي سعيد حديث حسن غريب صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 238، وعبد بن حميد في "المنتخب"(973)، ومسلم (1916)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 5، وفي "الكبرى"(1952)، وابن ماجه (1445)، وأبو يعلى (1239)، والسهمي في "تاريخ جرجان " ص 89، والبيهقي في "السنن" 3/ 383، وفي "الشعب "(9233) من طريقين عن عمارة، به
وفي الباب عن أنس بن مالك، سيرد 3/ 175، 268.
وعن أبي هريرة عند مسلم (917)، وابن ماجه (1444).
وعن معاذ بن جبل، سيرد 5/ 233.
وعن رجل من الصحابة، سيرد 3/ 474.
وعن ابن مسعود عند ابن أبي شيبة 3/ 238، والطبراني في "الكبير"(10417).
وعن عائشة عند النسائي في "المجتبى" 4/ 5، وفي "الكبرى"(1953).
وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(13024).
وعن جابر بن عبد الله عند البزار (زوائد)(785)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 310.
وعن علي عند الطبراني في "الأوسط"(578).
وعن عبد الله بن جعفر عند ابن ماجه (1446)، ورواه ابن أبي شيبة 3/ 238 موقوفاً على عبد الله بن جعفر.
قال السندي: قوله: "لقنوا موتاكم": المراد من حضره الموت، لا من مات، =
10994 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو (1)، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُكَفِّرُ اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَزِيدُ بِهِ فِي الْحَسَنَاتِ "؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى هَذِهِ الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا، فَيُصَلِّي مَعَ الْمُسْلِمِينَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ يَجْلِسُ فِي الْمَجْلِسِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ الْأُخْرَى، إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، فَإِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ، وَأَقِيمُوهَا، وَسُدُّوا (2) الْفُرَجَ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي، فَإِذَا قَالَ إِمَامُكُمُ: اللهُ أَكْبَرُ، فَقُولُوا: اللهُ أَكْبَرُ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَإِنَّ خَيْرَ الصُّفُوفِ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ، وَشَرُّهَا الْمُؤَخَّرُ، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرُ، وَشَرُّهَا الْمُقَدَّمُ. يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ إِذَا سَجَدَ الرِّجَالُ
= والتلقينُ بعد الموت قد جزم كثيرٌ أنه حادث، والمقصودُ من هذا التلقين أن يكون آخر كلامه لا إله إلا الله، ولذلك قيل: إنه إذا قال مرة فلا يعاد عليه إلا إن تكلم بكلام آخر.
(1)
في (م): عمر، وهو خطأ.
(2)
في هامش (س) و (ص): وسددوا، نسخة، وتقرأ في (ظ 4) على الوجهين.
فَاغْضُضْنَ أَبْصَارَكُنَّ لَا تَرَيْنَ عَوْرَاتِ الرِّجَالِ مِنْ ضِيقِ الْأُزُرِ " (1).
(1) حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات. عبد الله بن محمد بن عقيل ضعفه الأئمة لسوء حفظه، وما حسن الرأي فيه سوى الترمذي وشيخه البخاري، فقال الأول: صدوق، وقال الثاني: مقارب الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو العَقَدي، وزهير بن محمد: هو التميمي العنبري.
وأخرجه ابن خزيمة (177) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 1/ 7، 2/ 385، وابن ماجه (427) و (766)، وأبو يعلى (1355)، والبيهقي في "السنن" 2/ 16 من طريق يحيى بن أبي بكير، عن زهير، به. وعند أبي يعلى: فيصلي مع المسلمين الصلاة الجامعة.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد بن حميد في "المنتخب"(984)، والدارمي 1/ 177 - 178 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به. وعند ابن حميد: فيصلي مع المسلمين صلاة في جماعة.
وأخرجه مطولاً ومختصرا أبو يعلى (1102)، وابن خزيمة (177) و (357) و (1562) و (1693)، وابن حبان (402)، والحاكم 1/ 191 - 192 من طريق الضحاك بن مخلد أبي عاصم، عن سفيان، عن عبد الله بن أبي بكر، عن سعيد بن المسيب، به. قال ابن خزيمة: هذا الخبر لم يروه عن سفيان غير أبي عاصم، فإن كان أبو عاصم قد حفظه، فهذا إسناد غريب. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وهو غريب من حديث الثوري، فإني سمعت أبا علي الحافظ يقول: تفرَّد به أبو عاصم النبيل، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 222 - 223 من طريق عطاء بن عجلان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، به، ولفظه: خير صفوف الرجال الأول، وخير صفوف النساء الآخر، وكان يأمر النساء أن ينخفضن في سجودهن، وكان يأمر الرجال أن يفرشوا اليسرى وينصبوا اليمنى في التشهد، ويأمر النساء أن يتربعن، وقال:"يا معشر النساء، لا ترفعن أبصاركن في صلاتكن تنظرن إلى عورات الرجال"، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعطاء بن عجلان متروك الحديث.
وأورده الهيثمي بتمامه في "مجمع الزوائد" 2/ 93، وقال: روى ابن ماجه طرفاً من أوله، ورواه أحمد بطوله، وأبو يعلى أيضاً
…
وفيه: عبد الله بن محمد بن عقيل، وفي الاحتجاج به خلاف، وقد وثقه غير واحد.
وسيأتي مختصراً برقم (11121) و (11907).
قوله: "ألا أدلكم
…
" حتى قوله: "وانتظار الصلاة إلى الصلاة":
له شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (251)، وسلف 2/ 235.
وآخر من حديث جابر بن عبد الله عند البزار (449)(زوائد)، وابن حبان (1039).
وثالث من حديث علي عند البزار (447)(زوائد).
وقوله: "ما منكم من رجل يخرج من بيته متطهراً" .. إلى قوله: "اللهم اغفر له، اللهم ارحمه":
له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (445)، ومسلم (649)(276) 1/ 460، وسلف 2/ 421.
وقوله: "فإذا قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم" .. إلى قوله: "وسدُّوا الفُرَج": سلف بنحوه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (5724)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: "فإني أراكم من وراء ظهري":
له شاهد من حديث أنس عند البخاري (719)، وسيرد 3/ 125.
وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (418) ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هل ترون قِبلتي هاهنا؟ فوالله ما يخفى علي خشوعُكم ولا ركوعُكم، إني لأراكم من وراء ظهري".
وقوله: "فإذا كبَّر الإمام فكبِّروا
…
" إلى قوله: "ربنا لك الحمد": =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (722)، ومسلم (414)، وسلف 2/ 314.
وآخر من حديث أنس عند البخاري (378)، ومسلم (411)، وسيرد 3/ 162.
وثالث من حديث أبي موسى الأشعري عند مسلم (404)، وسيرد 4/ 401 - 402.
وقوله: "وخيرُ صفوف الرِّجال
…
" إلى قوله: "وشرها المقدَّم":
له شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (440)، وسلف 2/ 354.
وآخر من حديث جابر بن عبد الله، وسيرد 3/ 293.
وقوله: "يا معشر النساء إذا سجد الرجال
…
":
له شاهد من حديث جابر بن عبد الله، سيرد 3/ 293، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل.
ولمسلم (441) من حديث سهل بن سعد، قال: لقد رأيت الرجال عاقدي أُزُرهم في أعناقهم مثل الصبيان من ضيق الأزر خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فقال قائل: يا معشر النساء لا ترفعن رؤوسكن حتى يرفع الرجال.
قال السندي: قوله: "ألا أدلكم": ذكر ذلك ليلتفتوا إليه، فيأخذوا كلامه بأكمل اهتمام، وفيه تعظيم هذا الأمر، وإلا فإن لم يدل هو فمن يدل؟
قوله: "على ما يكفِّر اللهُ به": بالمغفرة أو بالمحو من كتب الحفظة.
قوله: "ويزيد به في الحسنات": فيترتب عليه رفع الدرجات في الجنة، وبه ظهر التوفيق بينه وبين حديث:"ويرفع به الدرجات".
قوله: "إسباغ الوضوء": إتمامُه بتطويل الغرة، والتثليث والدَّلك.
قوله: "على المكاره": جمع مكره -بفتح الميم- من الكُرْه بمعنى المشقَّة كبرد الماء، وألم الجسم، والاشتغال بالوضوء مع ترك أمور الدنيا، وقيل: ومنها الجد في طلب الماء، وشراه بالثمن الغالي.
10995 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ (1)، يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ،
قوله: "وكثرة الخطا": ببعد الدار.
قوله: "إلى هذه المساجد"، أي: المبنية للاجتماع في الصلاة بالأذان والإِقامة، لا مسجد الدار ونحوه.
قوله: "وانتظار الصلاة": بالجلوس لها في المسجد، أو تعلُّق القلب بها، والتأهُّب لها.
قوله: "إن الملائكة تقول": هذا بيان لصلاة الملائكة، فإن التقدير: إلا أنَّ الملائكة تصلي عليه. وتقدير الاستثناء: إما من أهل الحديث للاختصار وظهور الأمر، أو من جهة بعض الرواة للنسيان، ومقتضى أحاديث الباب هو الاحتمال الأخير.
قوله: "فإني أراكم": تعليل أمره بذلك، أي: إني أراكم فأعرف تقصيركم في هذا الأمر، فلذلك أمرتكم به.
قال الحافظ في "الفتح" 1/ 514: والصواب المختار أنه محمول على ظاهره، وأن هذا الإبصار إدراك حقيقي خاص به صلى الله عليه وسلم انخرقت له فيه العادة. وهو قول الإمام أحمد وجمهور العلماء، وهو علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، انظر "شرح مسلم" للإِمام النووي 4/ 149، و"التمهيد" 18/ 346 لأبي عمر ابن عبد البر.
قوله: "من ضيق الأزر"، قاله من جهة ضيق إزار الرجال، وهو عِلَّة للمنفي في قوله:"لا ترين"، لا للنفي، وهذا ظاهر، والله تعالى أعلم.
(1)
وقع في النسخ الخطية: عمار، وهو خطأ، وصحح في هامش (ق)، وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 6/ 359، وفي الرواية الآتية برقم (11000)، وعباد بن راشد هذا هو ابنُ أخت داود بن أبي هند، وليس في رجال "التهذيب" ولا "التعجيل" ولا في "التاريخ الكبير" ولا "الجرح والتعديل" من اسمه عمار بن راشد.
عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا لَهِيَ (1) أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُوبِقَاتِ (2).
(1) في (م) وهامش (س) و (ص): هي.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عباد بن راشد، فقد روى له البخاري مقروناً بغيره، وأصحاب السنن عدا الترمذي، قال أحمد: شيخ ثقة صدوق صالح، وقال ابن معين في رواية عباس الدوري عنه: حديثه ليس بالقوي ولكن يكتب، وقال في رواية الدورقي: ضعيف، وقال في رواية إسحاق بن منصور: صالح، وقال البخاري: تركه يحيى القطان، وقال أبو داود: ضعيف، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وأنكر على البخاري إدخاله في كتاب الضعفاء، وقال: يُحَوَّل من هناك. وقال البزار. بصري ثقة، وقال الذهبي والساجي والأزدي: صدوق، وله في "صحيح البخاري" حديث واحد متابعة برقم (4529). عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وأبو نَضْرة: هو المنذر بنُ مالك العَوَقي العبدي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 190، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث أنس عند البخاري (6492)، سيرد 3/ 157.
وآخر من حديث عبادة بن قرط -وقيل: ابن قرص- الليثي عند ابن المبارك في "الزهد"(181)، سيرد 3/ 470 و 5/ 79.
وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3818).
قال السندي: قوله: إنكم لتعملون أعمالاً: بيانٌ لتفاوت الأزمنة والأوقات، وعدمِ مبالاة الناس بالمعاصي. =
10996 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي رُبَيْحُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ مِنْ شَيْءٍ نَقُولُهُ فَقَدْ (1) بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ؟ قَالَ:" نَعَمْ، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا، وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا " قَالَ: فَضَرَبَ اللهُ عز وجل وُجُوهَ أَعْدَائِهِ بِالرِّيحِ، فَهَزَمَهُمُ (2) اللهُ عز وجل بِالرِّيحِ (3).
= من الموبِقات، بكسر الباء، أي: من الذنوب المهلِكات للدين، أو النفسِ باستحقاق النار.
وقال الحافظ في "الفتح" 11/ 320: قال ابن بطال: المُحَقَّراتُ إذا كثرت صارت كباراً مع الإِصرار، وقد أخرج أسد بن موسى في الزهد عن أبي أيوب الأنصاري قال: إن الرجل ليعمل الحسنة فيثق بها، وينسى المُحَقَّرات، فيلقى اللهَ وقد أحاطت به، وإنَّ الرجل ليعمل السيئة، فلا يزال منها مشفقاً حتى يلقى اللهَ آمناً.
(1)
في (ظ 4) وهامش (ق): قد.
(2)
في (ظ 4) وهامش (ق): هزمهم.
(3)
إسناده ضعيف، وفيه سقط، فرُبَيح: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، يروي عن أبيه عن جده، فيما ذكرت كتُبُ الرجال، وقد جاء على الصواب بذكر لفظة: عن جده، عند البزار، فيما سيأتي، ويظهرُ لنا أنَّ هذا السقط حصل بسببِ أن من ذكر رُبَيحاً نسبه إلى جده، دون ذكر أبيه، فقال: رُبَيح بن أبي سعيد الخدري، وهو سقط قديم، وقع في نسخة الحافظ ابن حجر كما في "أطراف المسند" 6/ 248، وفي نسخة الهيثمي كما ذكر في "المجمع" 10/ 136. ورُبَيح هذا: قال أحمد: رجل ليس بمعروف، وقال البخاري -فيما نقله الذهبي في "الميزان" عن الترمذي-: منكر الحديث، وذكره ابن حبان في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "الثقات". وأبو عامر: هو العَقَدي عبد الملك بن عمرو، والزبير بن عبد الله: هو ابن أبي خالد القرشي الأموي، قال ابن معين: يكتب حديثه، وقال الذهبي في "المغني": ليس بحجة، وقال في "الديوان": لا يترك، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري والد رُبَيح: ثقة.
وأخرجه البزار (3119)(زوائد)، والطبري في "التفسير" 21/ 127 من طريق أبي عامر العَقَدي شيخ أحمد، بهذا الإِسناد، بذكر "عن جده" بعد "عن أبيه". قال البزار: لا نعلم رواه بهذا الإِسناد إلا الزبير.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 136، وقال: رواه أحمد والبزار، وإسناد البزار متصل، ورجاله ثقات، وكذلك رجال أحمد، إلا أن في نسختي من "المسند": عن ربيح بن أبي سعيد، عن أبيه، وهو في البزار: عن أبيه، عن جده.
وفي الباب في الدعاء عن ابن عمر، سلف مطولاً برقم (4785) وإسناده صحيح.
وعن ابن عباس مطولاً عند البزار (3196)، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 175، وقال: وفيه يونس بن خباب، وهو ضعيف.
وعن خبّاب الخزاعي عند الطبراني في "الكبير"(3710) ولفظه: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم استر عورتي، وآمن روعتي، واقضِ عني ديني"، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 180، وقال: وفيه من لم أعرفه.
قال السندي: قوله: فقد بلغت القلوب الحناجر، أي: كادت تخرج من البدن، وتنشق من شدة الخوف.
"عوراتنا"، أي: عيوبنا وحرماتنا الظاهرة والباطنة.
"وآمن روعاتنا"، أي: آمنا منها، وأزلها عنا، قال تعالى:{وآمنهم من خوف} .
وفيه أنه ينبغي الاشتغال بهذا الدعاء عند اشتداد الخوف.
10997 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَسَنٍ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَّا - قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: نَسِيتُ اسْمَهُ، وَلَكِنْ اسْمُهُ مُعَاوِيَةُ أَوْ ابْنُ مُعَاوِيَةَ - يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الْمَيِّتَ يَعْرِفُ مَنْ يَحْمِلُهُ، وَمَنْ يُغَسِّلُهُ، وَمَنْ يُدَلِّيهِ فِي قَبْرِهِ " فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ أَبِي سَعِيدٍ. فَانْطَلَقَ (1) ابْنُ عُمَرَ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).
(1) في هامش (س) و (ص): زيادة: قال، أي: قال: فانطلق.
(2)
إسناده ضعيف لإبهام راويه عن أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي، وعبدُ الملك بن حسن الحارثي: هو ابن أبي حكيم الجاري أبو مروان الأحول. وسعيد بن عمرو بن سُلَيم: هو الزُّرَقي الأنصاري، من رجال التعجيل، وثقه أحمد وابن معين، وترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 499، وقال: يقال: سَعْد، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 50، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 349.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 12/ 212 من طريق أبي عامر العَقَدي، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 208 من طريق عطية العَوْفي، عن أبي سعيد، به. وعطية ضعيف.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 21، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الأوسط"، وفيه رجل لم أجد من ترجمه.
وسيأتي برقم (11600). =
10998 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَمَرَنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم أَنْ نَقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَمَا تَيَسَّرَ (1).
= قال السندي: قوله: "ومن يدليه": من التدلية أو الإِدلاء: أي: من يدخله في قبره.
وقال: لكن له شاهد في الصحيح من رواية أبي سعيد: "إذا وضعت الجنازة، فاحتملها الرجال، فإن كانت صالحة قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة، قالت لأهلها: يا ويلها، أبن تذهبون بها". ومثله جاء عن أبي هريرة، والله تعالى أعلم.
قلنا: حديث أبي سعيد هذا سيرد برقم (11372).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة -وهو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي العَوَقي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقَتَادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه أبو يعلى (1210)، وابن حبان (1790) من طريق عبد الصمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(879)، والبخاري في "القراءة خلف الإِمام"(16)، وأبو داود (818)، والبيهقي 2/ 60 من طريق أبي الوليد الطيالسي، والبيهقي أيضاً 2/ 60 من طريق بشر بن عمر، كلاهما عن همام، به، وقال الحافظ في "الفتح" 2/ 243 بعد أن أورده عن أبي داود: وسنده قوي.
وأخرجه الترمذي (238)، وابن ماجه (839) من طريقين عن أبي سفيان السعدي (وهو ضعيف) عن أبي نضرة، عن أبي سعيد رفعه، ولفظه:"لا صلاة لمن لم يقرأ بـ (الحمد لله) وسورة في فريضة أو غيرها"، وقال الترمذي: حديث حسن. =
10999 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْدَانْبَةَ (1)، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ "(2).
= وسيرد بالأرقام (11415) و (11922)، وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9529)، وسنده حسن في الشواهد.
قال السندي: قوله أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسَّر: ظاهره أنه لا بد من الزيادة على الفاتحة بما تيسَّر، والله تعالى أعلم.
(1)
وجد بخطِّ المِزِّي مضبوطاً بفتح الميم وسكون الراء المهملة، وفتح الدال المهملة، وبعد الألف نون ساكنة. انظر "تهذيب الكمال " 2/ 241.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن مردانبة، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة. محمد بن عبد الله الزُّبيري: هو أبو أحمد، وابن أبي نُعْم: هو عبد الرحمن البَجَلي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8525)، والطبراني في "الكبير"(2611)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 2/ 343، والخطيب في "تاريخه" 11/ 90 من طريق الفضل بن دكين، عن يزيد بن مردانبة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2614) من طريق عطاء بن يسار، والطبراني أيضاً (2615)، والخطيب في "تاريخه" 9/ 231 من طريق عطية العوفي، كلاهما عن أبي سعيد، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8169) و (8528)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 644، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1967)، وابن حبان (6959)، والطبراني في "الكبير"(2610)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 166 - 167، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 71، والخطيب في "تاريخه" 4/ 207 من طريق الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نُعْم، عن أبيه، به. وفيه زيادة: "إلا ابني =
11000 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جِنَازَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ
= الخالة: عيسى ابن مريم، ويحيى بن زكريا". قال الحاكم: هذا حديث قد صحَّ من أوجه كثيرة، وأنا أتعجب أنهما لم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله: الحكم فيه لين.
قلنا: الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نُعْم، وثقه الفسوي، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه ابن معين، فهو حسن الحديث.
وسيرد بالأرقام (11594) و (11618) و (11777).
وفي الباب عن حذيفة بن اليمان، سيرد 5/ 391 - 392 وإسناده صحيح.
وعن عبد الله بن مسعود عند الحاكم 3/ 167 وصححه، ووافقه الذهبي.
وعن قرة بن إياس، عند الطبراني في "الكبير"(2617)، وإسناده صحيح.
وعن البراء بن عازب، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 184، وقال: رواه الطبراني، وإسناده حسن.
وعن علي بن أبي طالب عند الطبراني في "الكبير"(2599)، و (2600) و (2601)، والخطيب في "تاريخه" 1/ 140 و 2/ 185، وإسناده ضعيف.
وعن أبي هريرة عند النسائي في "الكبرى"(8515)، والطبراني في "الكبير"(2604) و (2605)، وإسناده ضعيف.
وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الكبير"(2616)، وإسناده ضعيف.
وعن مالك بن الحويرث عند الطبراني في "الكبير" 19/ (650)، وإسناده ضعيف.
وعن ابن عمر عند ابن ماجه (118)، والحاكم 3/ 167، وإسناده ضعيف. =
تُبْتَلَى (1) فِي قُبُورِهَا، فَإِذَا الْإِنْسَانُ دُفِنَ، فَتَفَرَّقَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ، جَاءَهُ مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِطْرَاقٌ، فَأَقْعَدَهُ، قَالَ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: صَدَقْتَ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولُ: هَذَا كَانَ مَنْزِلُكَ لَوْ كَفَرْتَ بِرَبِّكَ، فَأَمَّا إِذْ آمَنْتَ فَهَذَا مَنْزِلُكَ، فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيُرِيدُ أَنْ يَنْهَضَ إِلَيْهِ، فَيَقُولُ لَهُ: اسْكُنْ، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ. وَإِنْ كَانَ كَافِرًا أَوْ مُنَافِقًا يَقُولُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا
= قال السندي: قوله: "سيدا شباب أهل الجنة" بفتح الشين، جمع شاب، ويطلق على خلاف المشيب، والمراد الأول. وتخصيص الشباب مع فضلهما على كثيرٍ ممن مات شيخاً لبيان موتهما شابين، أي إنهما فيمن مات شاباً من أهل الجنة، أي: في نوعهما سيدان. والمراد بمن مات شاباً مَنْ مات قبل أن يطعن في سن الشيخوخة، فشمل من مات كهلاً، فلا إشكال بما قيل: إنهما ماتا كهلين.
وقيل: المراد بقوله: سيدا شباب أهل الجنة، أنهما سيدا أهل الجنة، لأنَّ أهل الجنة كلهم في سن الشباب، ولا بد حينئذٍ من التخصيص بما عدا الأنبياء والخلفاء.
قلت (القائل السندي): لا يبقى حينئذٍ فائدة في ذكر الشباب، بل الظاهر حينئذ سيد أهل الجنة. وقيل: يمكن أن يراد: هما الآن سيدا شباب هم من أهل الجنة من شباب هذا الزمان. ثم قال السندي: لعل أباهما حينئذٍ كان شاباً، وهما كانا صغيرين، فليتأمل.
(1)
في (س) وهامش (ص): ترتهن. وفي هامش (س): تبتلى، وعليها علامة الصحة.
الرَّجُلِ؟ فَيَقُولَ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا، فَيَقُولُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ وَلَا اهْتَدَيْتَ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: هَذَا مَنْزِلُكَ لَوْ آمَنْتَ بِرَبِّكَ، فَأَمَّا إِذْ كَفَرْتَ بِهِ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل أَبْدَلَكَ بِهِ هَذَا، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ، ثُمَّ يَقْمَعُهُ قَمْعَةً (1) بِالْمِطْرَاقِ يَسْمَعُهَا (2) خَلْقُ اللهِ كُلُّهُمْ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ ". فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَحَدٌ يَقُومُ عَلَيْهِ مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِطْرَاقٌ إِلَّا هِيِلَ (3) عِنْدَ ذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:{يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم:27](4).
(1) في (س) و (ظ 4): مقمعة. وفي هامش (س): قمعة، وعليها علامة الصحة.
(2)
في (س) و (ظ 4): سمعها.
(3)
وقع في (م): هبل، بالموحدة، وهو خطأ. وعند ابن أبي عاصم في "السنة": ذهل.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عباد بن راشد، وقد سلف الكلام عنه في الرواية (10995)، أبو عامر: هو العَقَدي عبد الملك بن عمرو، وأبو نَضْرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعَة العَبْدي العَوَقي.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة"(865)، والبزار (872)(زوائد)، والطبري في "التفسير" 13/ 214 تفسير قوله تعالى:{يثبِّتُ الله الذين آمنوا بالقولِ الثابت} من طريق أبي عامر العَقَدي، بهذا الإِسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 47 - 48: وقال: رواه أحمد والبزار
…
ورجاله رجال الصحيح.
وقوله: "إنَّ هذه الأمة تُبْتَلى في قُبُورها" أخرجه مطولاً مسلم (2867) من =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= طريق سعيد الجُرَيري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن زيد بن ثابت وله شاهد من حديث أنس، سيرد 3/ 233 - 234، وهو بأخصر منه عند البخاري (1338)، ومسلم (2870)، سيرد أيضاً 3/ 126.
وآخر من حديث جابر، سيرد 3/ 346.
وثالث مختصر من حديث أسماء بنت أبي بكر عند البخاري (86) و (184)، وابن حبان (3114)، سيرد 6/ 345.
ورابع مختصر جداً من حديث البراء بن عازب عند مسلم (2871)، سيرد 4/ 287.
وخامس مطول من حديث أبي هريرة عند ابن حبان (3113).
وانظر حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6603).
قال السندي: قوله: "إن هذه الأمة"، أي: نوع الإنسان أو نوع المكلف، قاله احترازاً عن أنواع البهائم، أو المراد أمته، وتخصيصهم بالذكر، لأن المقصود بيان حالهم، ويحتمل أن يكون لاختصاص سؤال الملكين بهم، ولا يضره ما جاء من عذاب اليهود في القبور، لأنه يمكن أن يكون بلا سبق سؤال، والله تعالى أعلم.
تُبتلى، على بناء المفعول، أي: بسؤال الملكين.
فإذا الإنسانُ دُفن: يؤيد الوجه الأول، وهو أن المراد بالأمة نوع الإنسان، لكن السؤال والجواب يؤيدان الاختصاص، وحينئذ فالمراد بقوله:"فإذا الإِنسان" أي: منهم دُفن.
ملك، أي: هذا النوع، وإلا فقد ثبت أنهما ملكان.
مطراق، بكسر الميم: آلةٌ يضرب بها.
في هذا الرجل: المشتهر بينكم بدعوى الرسالة.
فأمّا إذ آمنت فهذا منزلك، أي: فهذا الذي يظهرُ بفتحِ بابٍ إلى الجنة =
11001 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْوَتْرُ بِلَيْلٍ "(1).
= منزلُك.
فيريد أن ينهض: يقوم.
اسكن: محلَّكَ حتى يجيء وقت دخولك في ذاك المنزل.
سمعتُ الناس يقولون شيئاً، أي: فتبعتهم، يريد أنه مقلد لغيره، فلا يسأل عن حقيقة الأمر، ثم إنه قلد غالب الناس أو كلهم، ولا يظن الخطأ بهم كلهم.
ولا تَلَيْتَ، أي: ولا قرأْتَ، أصله: تلوت، قُلبت الواو ياء للازدواج، أو: ولا تَبِعْتَ أهل الحق، أي: ما كُنْتَ مُحققاً للأمر، ولا مقلِّداً لأهله، ولا مهتدياً إلى معرفتهم، فضلاً عن تقليدهم.
ثم يقمعه: قَمَعَه كمنعه: ضربه بالمِقْمَعَة، كمِكْنَسَة: مِحْجَنٌ من حديد يُضرب به رأسُ الفيل، وخشبة يُضرب بها الإِنسانُ على رأسه، جَمْعُه: مقامع.
يسمعها، أي: يسمع صوتها.
إلا هِيْلَ عند ذلك، أي: أُوقع في الهول والفزع، على بناء المفعول، من هاله هَوْلاً: إذا أفزعه.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضْرة -وهو المنذر بن مالك بن قُطَعة العَبْدي العَوَقي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. عبد الصمد: هو ابنُ عبد الوارث العنبري، وهمّام: هو ابن يحيى العَوْذي، ويحيى: هو ابن أبي كثير.
وأخرجه أبو يعلى (1208) من طريق زهير، عن عبد الصمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو عوانة 2/ 309 من طريقين عن همام بن يحيى، به.
وأخرجه ابن خُزيمة (1092)، وابن حبان (2408)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 301 - 302، والبيهقي في "السنن" 2/ 478 من طريق أبي داود الطيالسي، عن =
11002 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ ابْنَ صَائِدٍ عَنْ تُرْبَةِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: دَرْمَكَةٌ بَيْضَاءُ، مِسْكٌ خَالِصٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" صَدَقَ "(1).
= هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد الخدري، بلفظ:"من أدرك الصبح ولم يوتر فلا وتر له".
وبهذا اللفظ هو عند الطيالسي (2192) عن هشام الدستوائي، عن عمارة العبدي، عن أبي سعيد، به.
وسيأتي بالأرقام (11097) و (11302) و (11324) و (11675).
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4492) و (4710) و (4952) بألفاظ مختلفة.
قال السندي: قوله: "الوتر بليل"، أي: وقته الليل، فبعد طلوع الفجر يكون قضاءً، أو المراد أنه لا يختصُّ بآخر الليل، بل يكون في الليل أوله أو آخره.
وذكر الحافظ في "الفتح" 2/ 480 أن قوله: "من أدرك الصبح ولم يوتر فلا وتر له" محمولٌ على التعمد، أو على أنه لا يقع أداءً، قال: لما رواه أبو داود من حديث أبي سعيد مرفوعاً: "من نسي الوتر أو نام عنه، فليصله إذا ذكره".
قلنا: حديث أبي سعيد هذا سيرد برقم (11264).
(1)
رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الجريري -واسمه سعيد بن إياس- قد اختلط، وحماد بن سلمة روى عنه قبل الاختلاط وبعده، ويرجح في هذه الرواية أنه مما رواه عنه بعد الاختلاط، فإن الرواية الثانية التي تنص على أن السائل هو ابن صائد، والمسئول هو النبي صلى الله عليه وسلم أظهر وأقرب إلى الصواب، فقد رواها عن الجريري أبو أسامة حماد بن أسامة، -وهي في صحيح مسلم- وهو أوثق من =
11003 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا بَيْنَ
= حماد بن سلمة.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(876) عن روح بن عبادة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو يعلى (1218) من طريق روح بن أسلم، عن حماد بن سلمة، به
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 96، ومن طريقه مسلم (2928)(93)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(158)، والبيهقي في "البعث والنشور"(285) من طريق أبي أسامة، عن الجريري، به. وفيه: أن ابن صائد هو الذي سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة؟ فقال: "درمكة بيضاء، مسك خالص". وذكر النووي في "شرحه" 18/ 52 عن القاضي عياض قوله: قال بعض أهل النظر: الرواية الثانية (يعني هذه) أظهر.
وأخرجه مسلم (2928)(92)، والبيهقي في "البعث والنشور"(287) عن نصر بن علي الجهضمي، حدثنا بشر بن المفضل، عن أبي سلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صائد: ما تربة الجنة
…
قال الأبي في "شرح مسلم": وحديث ابن أبي شيبة ومسلم وغيرهما الذي فيه أن السائل هو ابن صياد أظهر عند بعض أهل النظر من حديث نصر بن علي هذا.
وسيأتي برقم (11193) و (11194) و (11389).
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيرد 3/ 361.
قال السندي: قوله: "درمكة بيضاء"، هو الدقيق الحَوَّارى، من "النهاية". يريد أنها في البياض والنعومة درمكةً، وفي الطِّيْبِ مِسْك.
بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي " (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وخُبيب بن عبد الرحمن: هو ابن خبيب الأنصاري الخزرجي، وحفص بن عاصم: هو ابن عمر بن الخطاب.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2877)، والبيهقي في "البعث والنشور"(177)، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 2/ 286 من طريق روح، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 285 من طريق معن بن عيسى، عن مالك، به.
وقد سلف في مسند أبي هريرة (10008) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن عيسى الطباع، كلاهما عن مالك، بهذا الإِسناد، ولكن على الشك في أبي هريرة أو أبي سعيد.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 285: هكذا روى هذا الحديثَ عن مالك رحمه الله رواةُ "الموطأ" كلُّهم فيما علمت على الشك في أبي هريرة وأبي سعيد. إلا معن بن عيسى وروح بن عبادة وعبد الرحمن بن مهدي، فإنهم قالوا فيه: عن أبي هريرة وأبي سعيد جميعاً على الجمع لا على الشك.
قلنا: رواية عبد الرحمن التي رواها على الجمع لم نقع عليها، فلعل ذكر عبد الرحمن سبق قلم من ابن عبد البر.
وقد سلف برقم (7223) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، بهذا الإِسناد، من حديث أبي هريرة وحده، ولم يذكر معه أبا سعيد.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 286 - 287: والحديث محفوظ لأبي هريرة بهذا الإِسناد، وكذلك رواه عبيد الله بن عمر عن خبيب هذا.
قلنا: وهذه رواية البخاري (1888) كما سلف في "التخريج" في مسند أبي هريرة، وانظر (11610). =
11004 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ سَمِعْتُ فُلَانًا وَفُلَانًا يُحْسِنَانِ الثَّنَاءَ يَذْكُرَانِ أَنَّكَ أَعْطَيْتَهُمَا دِينَارَيْنِ، قَالَ: فَقَالَ (1) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَكِنَّ وَاللهِ فُلَانًا مَا هُوَ كَذَلِكَ، لَقَدْ أَعْطَيْتُهُ مِنْ عَشَرَةٍ إِلَى مِئَةٍ، فَمَا يَقُولُ ذَاكَ، أَمَا وَاللهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُخْرِجُ (2) مَسْأَلَتَهُ مِنْ عِنْدِي يَتَأَبَّطُهَا " يَعْنِي: تَكُونُ تَحْتَ إِبْطِهِ، يَعْنِي نَارًا (3) قَالَ: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ تُعْطِيهَا (4) إِيَّاهُمْ؟ قَالَ: " فَمَا أَصْنَعُ؟ يَأْبَوْنَ إِلَّا ذَاكَ، وَيَأْبَى اللهُ لِي الْبُخْلَ "(5).
= قال السندي: قوله: "ما بين بيتي": يريد بيت عائشة رضي الله تعالى عنها.
"روضة": قيل: سَبَبٌ لروضة، بمعنى أن العبادة فيها تؤدي إلى روضة من رياض الجنة. وقيل: بل هي منقولة من الجنة إلى هذا المحل، وستنقل من هنا إلى الجنة.
قوله: "على حوضي"، أي: سينقل إلى ذلك المحل، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ظ 4): قال.
(2)
في (ظ 4) و (ق): لتخرج.
(3)
في (ظ 4): نار.
(4)
في (ظ 4) و (ص): تعطها، وهي نسخة في هامش (س).
(5)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر -وهو ابن عياش- فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في المقدمة. أسود بن عامر: هو الملقب شاذان، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان. =
11005 -
حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْحَارِثِ مَوْلَى ابْنِ سِبَاعٍ
= وأخرجه البزار (925)"زوائد"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5936)، وابن حبان (3412) و (3414)، والحاكم 1/ 46 من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الحاكم 1/ 46 من طريق داود بن رشيد، عن معتمر بن سليمان، عن عبد الله بن بشر، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر عن عمر، وقال: هذا الحديث ليس بعلة لحديث الأعمش عن أبي صالح، فإنه شاهد له بإسنادٍ آخر. ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 94، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار بنحوه، ورجالُ أحمد رجال الصحيح.
وسيأتي برقم (11123) و (11124).
وفي الباب عن عمر بن الخطاب عند مسلم (1056)(127)، وقد سلف برقم (127) و (234).
قال السندي: قوله: يحسنان، من الإحسان.
قوله: لكن فلاناً: لكنَّ: بتشديد النون، فلاناً: بالنصب اسمها، والجملة القسمية معترضة. والإِبهام: إما من النبي صلى الله عليه وسلم للاحتراز عن الاغتياب، أو من الراوي، وكان الرجلُ ممن يجوز غيبته إما لاشتهاره بهذا العَيْب، أو لأنه قصد صلى الله عليه وسلم زجر عُمر إياه، وأن ينصحه.
قوله: "فما يقول ذاك": لعل المراد أنه ينكر النعمة، ولا يراها نعمة، بل يطمع في غيرها.
قوله: "ليُخرج": من الإخراج.
قوله: "يتأبطها يعني الخ
…
" هذا التفسير يدل على أن الضمير للنار باعتبار تلك المسألة ناراً.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ تَغَنَّى أَغْنَاهُ اللهُ، وَمَنْ تَعَفَّفَ أَعَفَّهُ اللهُ "(1).
11006 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرُ: لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقَ بِالْوَرِقِ، إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلَا تُشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلَا تَبِيعُوا شَيْئًا غَائِبًا مِنْهَا بِنَاجِزٍ، فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّمَاءَ " وَالرَّمَاءُ: الرِّبَا. قَالَ: فَحَدَّثَ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال الحارث مولى ابن سباع، فلم يذكروا في الرواة عنه غير عبد الرحمن بن معاوية، ولم يوثقه غيرُ ابن حبان، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 282، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 94 - 95، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
رِبْعيُّ بنُ إبراهيم: هو ابن مقسم الأسدي المعروف بابن عُلَيَّة، أخو إسماعيل ابن عُلَيَّة، وثَّقه ابنُ مَعِين، وقال النَّسائي: ليس به بأس.
وعبدُ الرحمن بنُ إسحاق: هو ابن عبد الله بن الحارث القرشي العامري المدني، حسن الحديث، فقد وثقه يحيى بن معين، وقال في موضع آخر: صالح الحديث، وقال أبو داود: قدري إلا أنه ثقة، وقال النسائي وابن خزيمة: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو قريب من محمد بن إسحاق، حسن الحديث، ليس بثبت ولا قوي، قال المَرُّوذي عن أحمد: أما ما كتبنا من حديثه فصحيح.
وعبد الرحمن بن معاوية: هو ابنُ الحويرث الأخباري الزُّرَقي أبو الحويرث، ضعيف لسوء حفظه، يكتب حديثه للمتابعات.
وقد سلف مطولاً برقم (10989).
رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ مِثْلَ (1) هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا تَمَّ مَقَالَتَهُ حَتَّى دَخَلَ بِهِ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ، وَأَنَا مَعَهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا حَدَّثَنِي عَنْكَ حَدِيثًا، يَزْعُمُ أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَفَسَمِعْتَهُ؟ فَقَالَ: بَصُرَ عَيْنِي، وَسَمِعَ أُذُنِي (2)، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ وَلَا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ، إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلَا تُشِفُّوا (3) بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلَا تَبِيعُوا شَيْئًا غَائِبًا مِنْهَا بِنَاجِزٍ "(4).
(1) كلمة "مثل" ليست في (م) و (ص)، وجاء في (ق): فحدث رجل ابن عمر بهذا الحديث.
(2)
اختلف في ضبطه، فروي: بَصُرَ وسَمِعَ، وبَصَّر وسَمَّع، وبَصَرٌ وسَمْعٌ، على أنهما اسمان، قاله ابن الأثير في "النهاية".
(3)
في (ظ 4): لا (دون واو).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(14564) عن معمر، عن أيوب، به، وفيه زيادة:"فمن زاد واستزاد فقد أربى".
وأخرجه بنحوه مختصراً عبد الرزاق في "المصنف"(14563) عن عبد الله بن عمر، ومسلم (1584)(76)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/ 157 من طريق ليث بن سعد، وأخرجه الطحاوي بنحوه مختصراً في "شرح معاني الآثار" 4/ 67، وفي "شرح مشكل الآثار"(6101)، من طريق ابن أبي رَوَّاد، والطبراني مختصراً في "الأوسط"(355) من طريق إسماعيل بن أمية، والطبراني أيضاً مختصراً في "الأوسط"(1678) من طريق عبد الكريم بن مالك الجزري، وأخرجه =
11007 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ
= مالك في "الموطأ" 2/ 632 - 633، ومن طريقه الشافعي في "المسند" 2/ 156 - 157 "بترتيب السندي"، والبخاري (2177)، ومسلم (1584)(75)، والنسائي 7/ 278 - 279، وابن الجارود في "المنتقى"(649)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 67، والبيهقي في "السنن" 5/ 276، والبغوي (2061)، ستَّتهم عن نافع، به، وعند عبد الرزاق ومسلم (1584) زيادة:"فمن زاد أو ازداد فقد أربى"، ولهذه الزيادة سترد برقم (11466).
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2179) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن أبي سعيد، به، بلفظ:"الذهب بالذهب مثلاً بمثل، والفضة بالفضة مثلاً بمثل، والتمر بالتمر مثلا بمثل، والملح بالملح مثلاً بمثل" وفيه قصة مع ابن عَبَّاس.
وسيأتي بالأرقام (11062) و (11429) و (11430) و (11431) و (11466) و (11480) و (11494) و (11556) و (11585) و (11635) و (11700) و (11772) و (11881) و (11928)، وانظر (10992).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8558).
وعن أبي بكرة عند البخاري (2175)، ومسلم (1590)، وسيرد 5/ 38.
وعن عبادة بن الصَّامت عند مسلم (1587)، وسيرد 5/ 319.
وعن فضالة بن عبيد عند مسلم (1591)، وسيرد 6/ 19.
وعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، سيرد 5/ 271.
قال السندي: "ولا تُشِفُّوا": من الإِشفاف، أي: لا تزيدوا.
قوله: "بعضها على بعض": الأموال الربوية.
قوله "بناجز": بحاضر.
قوله: "فإني أخاف"، تعليل للنهي، أي: نهيتكم عن ذلك خوفاً من الوقوع في الرَّمَاء. =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يُصِيبُهُ وَصَبٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا حَزَنٌ وَلَا سَقَمٌ وَلَا أَذًى، حَتَّى الْهَمُّ يُهِمُّهُ، إِلَّا يُكَفِّرُ اللهُ عَنْهُ (1) مِنْ سَيِّئَاتِهِ "(2).
= و"الرَّماء"، في "النهاية": بالفتح والمد: زيادة على ما يَحِلّ. والمراد: الربا. وفي "القاموس": الرَّماء كالسماء: الربا.
(1)
في (ظ 4): إلا الله يكفر عنه، وهي نسخة في هامش (س) و (ص).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صَرَّح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (11770)، فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة، ومحمد بن عمرو بن عطاء: هو ابن عَيَّاش القُرَشي العامري.
وأخرجه أبو يعلى (1256) من طريق إسماعيل ابن عُليّة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 230، ومسلم (2573)، والبيهقي في "السنن" 3/ 373، وفي "الشُّعَب"(9833) من طريق الوليد بن كثير، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد وأبي هريرة، به.
وسيأتي بالأرقام (11141) و (11188) و (11336) و (11450) و (11584) و (11770)، وانظر (11183).
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3618).
وعن أبي هريرة، سلف برقم 2/ 248.
وعن عائشة عند البخاري (5640)، ومسلم (2572)، وسيرد 6/ 88.
وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (2575).
قال السندي: قوله: "لا يصيبه وَصَب": بفتحتين، وكذا نصب. والوصب: دوامُ الوجع ولزومه، والنَّصَب: التعب.
قوله: "ولا حزن": بفتحتين أو بضم فسكون، والازدواج يقتضي الأول، وكذا السقم. والحزن: الغم الشديد، أو على ما فات، والهمّ: على ما هو آت. =
11008 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِذَهَبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ (1)، لَمْ تُحَصَّلْ (2) مِنْ تُرَابِهَا، فَقَسَمَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَرْبَعَةٍ: بَيْنَ زَيْدِ الْخَيْرِ، وَالْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ، وَعُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ أَوْ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ - شَكَّ عُمَارَةُ - فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ وَالْأَنْصَارُ وَغَيْرُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَا تَتَّمِنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، يَأْتِينِي خَبَرٌ مِنَ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً "(3). ثُمَّ أَتَاهُ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ،
= والسقم: المرض.
قوله: "حتى الهم": قيل: يجوز رفعه على الابتداء وما بعده خبر، أو على أن "حتى" عاطفة، والجر على أنها حرف جر بمعنى إلى.
قوله: "يهمه"، أي: يوقع المؤمن في الغم.
(1)
في جميع النسخ الخطية: مقروض، وقد ضُبب فوقها في (س)، وجاء في هامش (س) و (ص): كذا في نسختين، ولعله مقروظ، أي: مدبوغ بالقرظ. قلنا: وهو المثبت من (م)، ويوافق رواية البخاري ومسلم. وقال السندي: مقروض: هكذا في النسخ، أي: مقطوع، والمراد: في قطعة من الجلد، ذكره للدلالة على قلة الذهب. وقيل: لعله مقروظ، أي: مدبوغ بالقَرَظ.
قلنا: والقَرَظ: شجر عظام، لها سوقٌ غلاظ، أمثال شجر الجوز، وورقه أصغر من ورق التُّفَّاح، وهو أجود ما تُدبغ به الأُهُب. انظر "اللسان":(قرظ).
(2)
في (ظ 4): يحصل.
(3)
في (ظ 4): صباحَ مساء، وهي نسخة في هامش (س) و (ص).
مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، نَاشِزُ الْجَبْهَةِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مُشَمَّرُ الْإِزَارِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، فَقَالَ: اتَّقِ اللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ:" وَيْحَكَ، أَلَسْتُ (1) أَحَقَّ أَهْلِ الْأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ أَنَا؟ " ثُمَّ أَدْبَرَ، فَقَالَ خَالِدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" فَلَعَلَّهُ يَكُونُ يُصَلِّي " فَقَالَ: إِنَّهُ رُبَّ مُصَلٍّ (2) يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أُنَقِّبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ، وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ ". ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُقَفٍّ (3)، فَقَالَ:" هَا (4) إِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ "(5).
(1) في هامش (س): أليس. نسخة.
(2)
في (ظ 4): مصلي، بإشباع الكسرة.
(3)
في النسخ الخطية: مُقَفِّي. بإشباع الكسرة، وفي (م) وهامش (س) و (ص): مقف.
(4)
في (ظ 4) و (س): هاه إنه
…
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابنُ أبي نُعْم: هو عبد الرحمن البَجَلي.
وأخرجه مسلم (1064)(146)، وابن خزيمة (2373) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (4351)، ومسلم (1064)(144)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 71 - 72، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 421، من طريق عبد الواحد بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= زياد، عن عمارة بن القعقاع، به، وفيه زيادة: وأظنه قال: "لئن أدركتهم لأقتلنَّهم قتل ثمود"، وهذه الزيادة سترد بالرواية برقم (11648).
قلنا: وقد تابع عبدُ الواحد بن زياد محمد بن فضيل في روايته عن عمارة بالشك بين علقمة بن علاثة أو عامر بن الطفيل.
قال الحافظ في "الفتح" 8/ 68: جُزِمَ في رواية سعيد بن مسروق بأنه علقمة بن علاثة العامري، ثم أحد بني كلاب، وهو من أكابر بنى عامر، وكان يتنازع الرياسة هو وعامر بن الطفيل، وأسلم علقمة، فحسن إسلامه، واستعمله عمر على حوران، فمات بها في خلافته. وذكُر عامرِ بنِ الطفيل غلطٌ من عبد الواحد، فإنه كان مات قبل ذلك.
قلنا: ليس الغلط من عبد الواحد ولا ممن تابعه، وإنما الشك من عمارة، كما جاء مصرحاً به في روايتنا هذه، وقد جزم عمارةُ في رواية جرير عنه -عند مسلم وغيره كما سيأتي- بأنه علقمة بن علاثة، ورواية سعيد بن مسروق، التي أشار إليها الحافظ سترد برقم (11648).
وأخرجه مسلم (1064)(145)، وأبو يعلى (1163)، وابن حبان (25) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عمارة، به. ولم يذكر عامر بن الطفيل.
وسيأتي بالأرقام (11018) و (11196) و (11267) و (11275) و (11285) و (11291) و (11444) و (11448) و (11488) و (11537) و (11579) و (11611) و (11612) و (11614) و (11621) و (11648) و (11693) و (11695) و (11750) و (11779) و (11906) و (11921).
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن مسعود برقم (3831)، ومسند عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (7038).
قال السندي: قوله: بذَهَبَة: في "القاموس": الذهب: التبر، ويؤنث، واحدته بهاء، وكأنه كنى بالوحدة عن القلة.
قوله: في أديم، أي: جلد أحمر أو مدبوغ. =
11009 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا ضِرَارٌ - يَعْنِي ابْنَ مُرَّةَ - أَبُو سِنَانٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
= قوله: لم تُحَصَّل: على بناء المفعول من التحصيل، أي: مخلوطة بترابها غير مميزة منه.
قوله: فوَجَدَ، أي: غَضِبَ.
قوله: "ألا تَتَّمِنُونِي": ضُبِط بتشديد التاء الثانية، على أن أصله تأتمنوني: بهمز، ثم تاء، من الائتمان، افتعال من الأمانة، قُلبت الهمزةُ تاءً، ثم أُدغمت في تاء الافتعال، كما في اتَّزَر من الإِزار. وقد أنكر مثلَ هذا أهلُ اللغة والصرف. وقالوا: الصواب إثبات الهمز. قُلت: والأقربُ أنه تأمنونى كما فى مسلم، إلا أنه كتب الهمزة بصورة الياء، فزعم زاعمٌ أنه التاء المشدَّدة، والله تعالى أعلم.
قوله: غائر العينين: من الغور، وهو الذهاب إلى الباطن.
قوله: مشرف الوجنتين: الوجنة: مثلثة الواو: لحم الخد.
قوله: ناشز الجبهة، أي: مرتفعها.
قوله: كث اللحية: بفتح الكاف وتشديد المثلثة، أي: كبيرها.
قوله: محلوق الرأس: ذكر الحافظ في "الفتح" 8/ 68 أن سيما الخوارج كانت التحليق، وكان السلف يوفرون شعورهم لا يحلقونها، وكانت طريقة الخوارج حَلْقَ جميع رؤوسهم.
قال السندي: قوله: "أحق أهل الأرض" لأنه أعلمهم، والتقوى على قدر العلم. ثم أحق: بالرفع، مبتدأ، خبره أنا، والجملة خبر "لست".
قوله: قال خالد: قد جاء أن عمر استأذن في قتله، ولا منافاة لجواز استئذان كل منهما على حدة.
قوله: "يكون يصلي"، أي: لعله يظهرُ الإسلام العاصم لدمه، ظاهره أنه ما استحق القتل.
قوله: "أن أنقب": بتشديد القاف، أي: أمرت بالحكم بالظاهر، والله يتولى =
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: إِنَّ الصَّوْمَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إِنَّ لِلصَّائِمِ
= السرائر.
قوله: "وهو مُقَفٍّ": بتشديد فاء مكسورة؛ أي مولٍّ، أي: أعطانا قفاه.
قوله: "ها إنه": ها: حرف تنبيه.
قوله: من ضئضئ: بكسر ضادين معجمتين، بينهما همزة ساكنة، وآخره همزة، وهو أصل الشيء، وجوَّز بعضُهم إهمال الصادين، وهو صحيح لغة، والمعنى واحد، والمراد: بقبيلته.
قوله: "لا يُجاوز حناجرهم"، أي: بالصعود إلى محل القبول، أو بالنزول إلى القلب ليؤثر فيه.
قوله: " يمرقون": يخرجون.
قوله: "من الرَّمِيَّة": بفتح راء، وتشديد ياء، أي: البهيمة التي تُرْمى، أي: الصيد.
قلنا: وأما هؤلاء المؤلفة قلوبهم: فزيد الخير، هو زيد بن مهلهل بن زيد بن مُنْهِب الطائي النبهاني، المعروف بزيد الخيل، لكرائم الخيل التي كانت له، وسماه النبيُّ صلى الله عليه وسلم زيدَ الخير، وكان وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد طيئ سنة تسع، وأسلم وحَسُنَ إسلامه، وتُوفي منصرفه من عند النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: بل تُوفي آخر خلافة عمر. وكان شاعراً محسناً، خطيباً لسناً، شجاعاً كريماً.
والأقرعُ بن حابس: هو التميمي الحنظلي، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع عطارد بن حاجب بن زرارة، والزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم وغيرهم من أشراف تميم بعد فتح مكة.
وفي وفد تميم نزل قوله تعالى: {إنَّ الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون} ، أسلم، وشهد الفتوح، واستُشهد باليرموك، وقيل: بل عاش إلى خلافة عثمان، فأصيب بالجوزجان. =
فَرْحَتَيْنِ، إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ اللهَ فَجَزَاهُ فَرِحَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (1).
= وعُيينة بن حِصْن: هو ابن حذيفة بن بدر الفَزَاري، وقد ينسب إلى جَدِّه، فيقال: عيينة بن بدر، كان رئيس قومه، أسلم بعد الفتح، وقيل: أسلم قبل الفتح، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم الأحمق المطاع، وكان ممن ارتد وتبع طليحة الأسدي، ثم عاد إلى الإسلام.
وعلقمة بن علاثة: هو ابن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر العامري، كان رئيس بني كلاب مع عامر بن الطفيل، وكانا يتنازعان الشرف فيهم ويتفاخران، وكان علقمة قد ارتدَّ مع من ارتدَّ، ثم عاد إلى الإِسلام، ومات في خلافة عمر بحوران.
وعامر بن الطفيل مات مشركاً في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ضرار بن مُرّة، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "الأدب المفرد". أبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 5 ومن طريقه عبد بن حميد (921)، ومسلم (1151)(165)، وأبو يعلى (1005)، وأخرجه ابن خزيمة (1900) من طريق يعقوب الدورقي وعلي بن المنذر، ثلاثتهم عن ابن فضيل، بهذا الإِسناد. ولم يقل ابنُ أبي شيبة والدورقي:"فجزاه".
وأخرجه مسلم (1151)(165)، والبيهقي في "السنن" 4/ 273 - 274 من طريق عبد العزيز بن مسلم القَسْملي، عن ضرار بن مرة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 162، وفي "الكبرى"(2523) عن علي بن حرب، عن محمد بن فضيل، بهذا الإِسناد، لم يذكر أبا هريرة. =
11010 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1)، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ سُئِلَ عَنِ الْإِزَارِ، فَقَالَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ (2) إِلَى أَنْصَافِ السَّاقَيْنِ (3)، لَا جُنَاحَ، - أَوْ لَا حَرَجَ - عَلَيْهِ فِيمَا (4) بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ، مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ (5) فِي النَّارِ، لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا (6) "(7).
= وقد سلف في مسند أبي هريرة (7174).
وفي الباب أيضاً عن ابن مسعود، سلف برقم (4256)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب. وسلف هناك شرح السندي للحديث.
(1)
لفظ: ابن عبد الرحمن، ليس في (ظ 4)، وقد استدركت في هامش (س) و (ص).
(2)
في (ظ 4) و (س) وهامش (ص): إزار المسلم، وقد ضرب على كلمة المسلم في (س)، وجاء في هامشها: إزرة المؤمن، وعليها علامة الصحة. لكن أُثبتت علامة الصحة فوق رواية: إزرة المسلم، في الرواية الآتية برقم (11397).
(3)
في هامش (س) و (ص): السَّاق. نسخة.
(4)
في (ظ 4): ما.
(5)
لفظ: فهو، ليس في (ظ 4)، وأشير إليها في (س) على أنها نسخة.
(6)
في هامش (س) و (ص): من جَرَّ إزاره بطراً لم ينظر الله إليه. قلنا: هو الموافق لرواية أبي داود، وأبي عوانة، وإحدى روايات النسائي.
(7)
إسناده صحيح على شرط مسلم. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وشعبة: هو ابن الحجاج، والعلاء بن عبد الرحمن: هو ابن =
11011 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ، فَجَعَلْنَا نَنْقُلُ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَكَانَ عَمَّارٌ يَنْقُلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَتَتَرَّبُ رَأْسُهُ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَصْحَابِي، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ جَعَلَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ، وَيَقُولُ:" وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "(1).
= يعقوب الحُرَقي المَدَني.
وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته"(120) مختصراً، والطيالسي (2228)، وأبو داود (4093)، وأبو عوانة 5/ 483، من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 914 - 915، وأبو عوانة 5/ 483، والنسائي في "الكبرى"(9714) و (9716) و (9717)، وابن حبان (5447) و (5450)، والبيهقي في "السنن" 2/ 244، وفي "الشعب"(6133)، والبغوي (3080) من طرق عن العلاء، به.
وسيأتي بالأرقام (11028) و (11256) و (11352) و (11397) و (11487) و (11925).
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن عمر برقم (4489).
قال السندي: قوله: "إزرة المؤمن" بكسر الهمزة: أي: كيفية لبسة الإزار أن يكون الإزار إلى نصف الساق.
قوله: "فيما بينه"، أي: بين نصف الساق.
قوله: "في النار"، أي: موضعه في النار.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. داود: هو ابن أبي هند، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.
وأخرجه ابن سعد 3/ 252 من طريق وهيب بن خالد، والبزار (2687) =
11012 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
= "زوائد" من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن داود، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 296، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح.
قلنا: فاته أن ينسبه لأحمد.
وأخرجه الطيالسي (603) و (2168)، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 2/ 548 - 549 عن وهيب بن خالد، عن داود، به. وعنده أن ذلك كان يوم الخندق.
وأخرجه مسلم (2915)(70)، والنسائي في "الكبرى"(8548)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 548 من طريق شعبة، عن أبي مسلمة، عن أبي نَضْرة يحدث عن أبي سعيد الخدري، قال: أخبرني من هو خير مني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار، حين جعل يحفر الخندق، وجعل يمسح رأسه، ويقول:"بؤس ابنِ سمية تقتلك فئة باغية". واللفظ لمسلم.
قال البيهقي في "الدلائل" 2/ 549: يشبه أن يكون ذكر الخندق وهماً في رواية أبي نضرة، أو كان قد قالها عند بناء المسجد، وقالها يوم الخندق، والله أعلم.
قلنا: لا مانع من أنه صلى الله عليه وسلم قد قالها عند بناء المسجد، ويوم الخندق، فقد ورد ذكر يوم الخندق من حديث أم سلمة أيضاً بإسناد صحيح كما سيرد 6/ 289. وهذا الحديث من مراسيل الصحابة كما صرح بذلك أبو سعيد، والذي أخبره به هو أبو قَتَادة كما سيرد في مسنده 5/ 306، وسلف ذكرُ أحاديثِ الباب في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، في الرواية رقم (6499).
وسيأتي بالأرقام (11166) و (11221) و (11861).
قال السندي: قوله: "تقتلك الفئةُ الباغية": الخارجة على الإِمام الحق بالشبهة، والبغي لا ينافي الإِيمان، فلا يلزم منه كفرُ أصحابِ معاوية، وإنما يلزم =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ يُعْطِي الْمَالَ وَلَا (1) يَعُدُّهُ عَدًّا (2) "(3).
11013 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ مَضَبَّةٍ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ - أَوْ مَا تُفْتِينَا؟ - قَالَ:" ذُكِرَ لِي أَنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ " فَلَمْ يَأْمُرْ، وَلَمْ يَنْهَ.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ عُمَرُ: إِنَّ اللهَ لَيَنْفَعُ بِهِ غَيْرَ وَاحِدٍ، وَإِنَّهُ لَطَعَامُ عَامَّةِ الرِّعَاءِ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي لَطَعِمْتُهُ،
= منه أن يكون عليٌّ على الحق، وهم على خلافه، وهذا مما يكاد لا يختلف فيه مسلمان.
(1)
في (ظ 4): لا (دون واو).
(2)
لفظ: "عَدّاً" لم يرد في (س) و (ص)، وذكر في هامشيهما أنه جاء في نسخة.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 196، ومسلم (2914)(69)، والبغوي في "شرح السنة" (4281) من طريق أبي معاوية: عن داود، به، ولفظه عند ابن أبي شيبة: يعطي الحق بغير عدد.
وسيأتي بالأرقام (11339) و (11456) و (11581) و (11757) و (11914) و (11940).
قال السِّنْدي: قوله: "يعطي المال ولا يعده": مدحٌ له بكمال الجود أو بكثرة المال.
وَإِنَّمَا (1) عَافَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).
(1) في (ظ 4): إنما (دون واو) وهي موافقة لرواية مسلم.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (1951)(50)، والبيهقي في "السنن" 9/ 324 من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإِسناد.
وسيأتي بالأرقام (11144) و (11373) و (11376) و (11425) و (11599) و (11634).
وفي الباب في قوله صلى الله عليه وسلم: "ذكر لي أن أُمَّة من بني إسرائيل مُسخت".
عن عبد الرحمن بن حَسَنَة، سيرد 4/ 196.
وعن سَمُرَة بن جندب، سيرد 5/ 19.
وعن عبد الرحمن بن غُنْم، سيرد 4/ 227.
وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (1949)(48).
وعن ثابت بن وديعة، سيرد 4/ 220.
قال السندي: قوله: مُضَِبة: بضم ميم وكسر ضاد، رواية. والمعروف بفتحها، وهو على الأول: اسم فاعل من أضبت أرضه: كثر ضبابها.
قوله: "مُسِخت"، أي: خاف أنها مُسخت ضباباً، لعله قال ذلك قبل أن يعلم عدم بقاء الممسوخ وذريته، وإلا فقد صَحَّ أنه لا يبقى الممسوخ وذريته بعد ثلاث، وكأنه كره أولاً لهذا الاحتمال، ثم أذن لهم حين تبين له خلافه، وبهذا ظهر التوفيق بين أحاديث هذا الباب.
قلنا: وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3700)، و"شرح مشكل الآثار" 8/ 333 - 334.
وقوله: فلم يأمر، أي: بالأكل، ولم ينه، أي: عنه، بل ظهر ما يدل على نوع من الكراهة.
وقوله: إنما عافه، أي: كرهه طبعاً لا ديناً.
قلنا: وقد سلفت إباحة أكل الضبّ من حديث عبد الله بن عمر برقم =
11014 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا، حَتَّى إِذَا طُفْنَا بِالْبَيْتِ، قَالَ:" اجْعَلُوهَا عُمْرَةً، (1) إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ " قَالَ: فَجَعَلْنَاهَا عُمْرَةً (2)، فَحَلَلْنَا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، صَرَخْنَا بِالْحَجِّ، وَانْطَلَقْنَا إِلَى مِنًى (3).
= (4497)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1)
في (ظ 4): اجعلوها عمرة، قال: فجعلناها عمرة إلا من كان معه الهدي، فحللنا.
(2)
في (س) و (ص) و (ق): فجعلناها عمرة إلا من كان معه الهدي. وأشير في (س) و (ص) أنها نسخة، والمثبت من (م) ومما سيأتي برقم (11677) و (11709)، وهو الوارد في مصادر التخريج.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن خزيمة (2795)، وابن حبان (3793) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (1247)، وابن خزيمة (2795)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 195، والبيهقي 5/ 31 من طريقين عن داود، به.
وسيأتي برقم (11677) و (11709).
وقد سلف ذكر أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب، في الرواية رقم (4822).
قال السندي: قوله: نصرخ بالحج، أي: نلبي به، ظاهره أنهم كانوا مفردين بالحج، وكأنه باعتبار الغالب، وإلا فقد جاء من بعضهم خلافه.
قوله: "اجعلوها"، أي: حجتكم "عمرة": بالفسخ، والجمهور على خصوص الفسخ بهم، ومنهم من جَوَّز لغيرهم. والله تعالى أعلم. =
11015 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: انْتَظَرْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً صَلَاةَ الْعِشَاءِ، حَتَّى ذَهَبَ نَحْوٌ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ، قَالَ: فَجَاءَ فَصَلَّى بِنَا، ثُمَّ قَالَ:" خُذُوا مَقَاعِدَكُمْ، فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ أَخَذُوا مَضَاجِعَهُمْ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُمُوهَا، وَلَوْلَا ضَعْفُ الضَّعِيفِ وَسَقَمُ السَّقِيمِ، وَحَاجَةُ ذِي (1) الْحَاجَةِ، لَأَخَّرْتُ هَذِهِ الصَّلَاةَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ "(2).
= قلنا: قال ابنُ القيم في "زاد المعاد" 2/ 178 - 205: فلما كان صلى الله عليه وسلم بمكة أمر أمراً حتماً من لا هدي معه أن يجعلها عُمرةً، ويَحِلَّ من إحرامه، ومن معه هدي أن يُقيم على إحرامه، ولم ينسخ ذلك شيءٌ البتة، بل سأله سُراقةُ بن مالك عن هذه العمرة التي أمرهم بالفسخ إليها: هل هي لِعامهم ذلك؟ أم للأبد؟ قال: بل للأبد، وأن العمرة قد دخلت في الحج إلى يوم القيامة.
وقد روى عنه صلى الله عليه وسلم الأمرَ بفسخِ الحج إلى العمرة أربعةَ عشرَ من أصحابه وأحاديثُهم كُلُّها صحاح، ثم خرجها كُلَّها، ثم رَدَّ قول من يقول: إن ذلك كان خاصاً بالصحابة، ثم نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية أن اختصاصَ وجوبه بالصحابة، لأنهم كان قد فُرِضَ عليهم الفسخُ لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم به. وحتمه عليهم، وغضبه عندما توقَّفوا في المبادرة إلى امتثاله، وأما الجواز والاستحباب، فللأمة إلى يوم القيامة.
وقال الخرقي في "مختصره": ومن كان مفرداً أو قارناً، أحببنا له أن يفسخَ إذا طاف وسعى، ويجعلها عُمرة إلا أن يكونَ معه هدي، فيكون على إحرامه. انظر "المغني" 5/ 251 - 255.
(1)
في (ظ 4): ذو، وقد ضبب فوقها، وفي (ق): ذوي، وهي نسخة في هامش (س) و (ص).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن =
11016 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَّا أَهْلُ النَّارِ
= إبراهيم بن أبي عدي، وداود: هو ابن أبي هند، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعة العَبْدي.
وأخرجه ابن خزيمة (345) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو داود (422) من طريق بشر بن المفضل، والنسائي في "المجتبى" 1/ 268، وفي "الكبرى"(1520)، وابن ماجه (693)، وابن خزيمة (345) من طريق عبد الوارث بن سعيد العنبري، وابن خزيمة (345) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والبيهقي 1/ 375 من طريق علي بن عاصم، أربعتهم عن داود بن أبي هند، به.
وأخرجه البيهقي 1/ 375 من طريق أبي معاوية، عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، به.
وقال: هكذا رواه بشر بن المفضل وغيره عن داود بن أبي هند، وخالفهم أبو معاوية الضرير، عن داود، فقال: عن جابر بن عبد الله.
قلنا: سيرد نحوه من حديث جابر 3/ 367، وقد سلف من حديث ابن عمر برقم (5611)، وسلف ذكر أحاديث الباب في مسند عبد الله بن مسعود في الرواية رقم (3760).
قال السندي: قوله: "خذوا مقاعدكم"، أي: اقعدوا مكانكم، ولا تتفرقوا لأبشركم بثواب الانتظار. وأخذ منه جواز التكلم بعد العشاء بخير.
قوله: "أخذوا مضاجعهم"، أي: رقدوا.
قوله: "ولولا ضعف الضعيف
…
الخ"، أي: لولا التعب على هؤلاء بما لَهُم من ضعف وسُقْم وحاجة.
الَّذِينَ (1) هُمْ أَهْلُهَا لَا يَمُوتُونَ وَلَا يَحْيَوْنَ، وَأَمَّا أُنَاسٌ يُرِيدُ اللهُ بِهِمُ الرَّحْمَةَ فَيُمِيتُهُمْ فِي النَّارِ، فَيَدْخُلُ عَلَيْهِمُ الشُّفَعَاءُ، فَيَأْخُذُ الرَّجُلُ الضِّبَارَةَ (2)، فَيَبُثُّهُمْ - أَوْ قَالَ: فَيُبَثُّونَ (3) - عَلَى نَهَرِ الْحَيَا - أَوْ قَالَ: الْحَيَوَانِ، أَوْ قَالَ: الْحَيَاةِ، أَوْ قَالَ: نَهَرِ الْجَنَّةِ - فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ " قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَا تَرَوْنَ الشَّجَرَةَ تَكُونُ خَضْرَاءَ، ثُمَّ تَكُونُ صَفْرَاءَ - أَوْ قَالَ: تَكُونُ صَفْرَاءَ، ثُمَّ تَكُونُ خَضْرَاءَ ". قَالَ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ بِالْبَادِيَةِ (4).
(1) في (ظ 4) و (ق): الذي، وجاءت كذلك في هامش (س)، وعليها علامة الصحة. قلنا: تأتي في العربية "الذي" في موضع "الذين" بطريق الحذف والتخفيف.
(2)
في (ق) و (ص) و (م): أنصاره، وهو تحريف.
(3)
في (س) و (ص) و (م): فينبتون، والمثبت من (ظ 4) و (ق).
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 282، وابن منده في "الإيمان"(826) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(865)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 283، وأبو عوانة 1/ 186، وابن منده في "الإِيمان"(824) و (825)، من طرق عن سليمان التيمي، به.
وأخرجه بنحوه هَنَّاد في "الزهد"(205) من طريق جويبر بن سعيد، عن الضحاك بن مزاحم عن أبي سعيد وأبي هريرة، به. وهذا إسناد ضعيف جداً. جويبر بن سعيد قال النسائي وعلي بن الحسين بن الجنيد والدارقطني: متروك.
وسيأتي بالأرقام (11077) و (11081) و (11120) و (11127) و (11151) =
11017 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ فِي حَقٍّ إِذَا رَآهُ، أَوْ شَهِدَهُ، أَوْ سَمِعَهُ ". قَالَ: وَقَالَ (1) أَبُو سَعِيدٍ: وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ (2).
= و (11200) و (11201) و (11202) و (11216) و (11441) و (11442) و (11533) و (11667) و (11708) و (11732) و (11746) و (11855) و (11856) و (11857) و (11898).
وستأتي أحاديث الباب في الرواية رقم (11127).
قال السندي: قوله: "الضِّبارة" بفتح الضاد وكسرها لغتان، أشهرهما الكسر، حتى ثم يذكر كثير إلا الكسر، ومعناه: الجماعة.
وقوله: "فيبثهم" أي: ينشرهم.
وقوله: "الحبة" بكسر الحاء: بزور البقول وحب الرياحين.
وقوله: "في حميل السيل"، أي: فيما يحمله السيل، ويجيء به من طين وغيره، فإذا اتفقت فيه حبة، واستقرت على وسط مجرى السيل، فإنها تنبت في يوم وليلة، فشبه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليهم بعد إحراق النار لها.
قوله: كان بالبادية: حيث يعرف أحوال السيول.
(1)
في (ظ 4)، قال (دون واو)، وأشير إلى الواو في (س) و (ص) على أنها نسخة.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. سليمان: هو ابن طَرْخان التَّيْمي.
وسيأتي بالأرقام (11403) و (11428) و (11474) و (11498) و (11678) و (11793) و (11824) و (11831) و (11869).
ومطولاً برقم (11143) و (11587)، وانظر (11735).
قال السندي: قوله "أن يقول في حق"، أي: يتكلم فيه، ولا يسكت عنه.
قوله: أني لم أسمعه، أي: هذا الحديث لصعوبة العمل به على وجهه.
11018 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، ذَكَرَ قَوْمًا يَكُونُونَ فِي أُمَّتِهِ، يَخْرُجُونَ فِي فِرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ، سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ (1):" هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ - أَوْ مِنْ شَرِّ الْخَلْقِ - يَقْتُلُهُمْ أَدْنَى (2) الطَّائِفَتَيْنِ مِنَ الْحَقِّ " قَالَ: فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُمْ مَثَلًا - أَوْ قَالَ قَوْلًا - " الرَّجُلُ يَرْمِي الرَّمِيَّةَ - أَوْ قَالَ الْغَرَضَ - فَيَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا يَرَى بَصِيرَةً، وَيَنْظُرُ فِي النَّضِيِّ فَلَا يَرَى بَصِيرَةً، وَيَنْظُرُ فِي الْفُوقِ فَلَا يَرَى بَصِيرَةً ". قَالَ: قَالَ (3) أَبُو سَعِيدٍ: وَأَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ (4).
(1) في (ظ 4)، وهامش (ق): التحالق، وقد ضبب فوقها في (ظ 4)، وجاء في هامشها: التحليق. قلنا: التحالق موافق لرواية مسلم.
(2)
في هامش (ظ 4): أولى، نسخة.
(3)
في هامش (س) و (ص): فقال.
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نَضْرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وسليمان: هو ابن طَرْخان التيمي.
وأخرجه مسلم (1064)(149) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8558)، وابن حبان (6740) من طريق المعتمر عن سليمان، به.
وانظر (11008).
قال السندي: قوله: "يخرجون في فرقة": بضم الفاء، أي: في حال اختلاف بينهم.
قوله: "سيماهم": قصره أفصح من مَدِّه، أي: علامتهم. =
11019 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ النَّاجِيُّ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِأَصْحَابِهِ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ يَتَّجِرُ عَلَى هَذَا أَوْ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ " قَالَ: فَصَلَّى مَعَهُ رَجُلٌ (1).
= قوله: "التحليق"، أي: حلق الرأس، ولم يكن ذاك من عادة العرب.
قوله: "أدنى الطائفتين"، أي: أقربهما.
قوله: "في النصل": هو حديدة السهم.
قوله: "بصيرة": بفتح موحدة، وكسر صاد، أي: شيئاً من الدم يستدل به على إصابة الرَّمية، وهي في الأصل الدليل، كأن صاحبه يبصر به، وذلك لسرعة نفوذه وخروجه.
قوله: "النضي": بفتح نون، وكسر ضاد معجمة، وشدة تحتية: قيل: هو نصل السهم، وَرُدَّ بأنه ذكر مع النصل. وقيل: هو السهم قبل أن ينحت. وقيل: هو من السهم ما بين الريش والنصل.
قوله: "في الفُوق": بضم فاء: مدخل الوتر.
قوله: يا أهل العراق: يريد أصحاب علي رضي الله تعالى عنه.
(1)
حديث صحيح، محمد بن أبي عدي -وإن كان سماعه من سعيد بعد الاختلاط- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان الناجي، فقد روى له أبو داود والترمذي هذا الحديث، وهو ثقة.
وأخرجه أبو يعلى (1057)، وابن حبان (2399) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 322، والترمذي (220)، وابن خزيمة (1632) من طريق عبدة بن سليمان الكلابي، وعبد بن حميد (936)، والبيهقي في "السنن" =
11020/ 1 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَمِعْتُمُ
= 3/ 69 من طريق محمد بن بشر العَبْدي، وابن خزيمة (1632) من طريق عبد الأعلى السامي، ثلاثتهم عن سعيد، به. وهم ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط. وقال الترمذي: حديث أبي سعيد حديث حسن، وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم من التابعين قالوا: لا بأس أن يصلي القومُ جماعةً في مسجد قد صَلَّى فيه جماعة، وبه يقول أحمد وإسحاق.
وسيأتي بالأرقام (11408) و (11613) و (11808).
وفي الباب عن أبي أمامة، سيرد 5/ 254.
وعن أنس عند الدارقطني 1/ 276، والطبراني في "الأوسط"(7282) رواه الضياء في "المختارة" من طريق الدارقطني (1670)، ومن طريق الطبراني برقم (1671)، وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 46 وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه محمد بن الحسن، فإن كان ابن زبالة فهو ضعيف. قلنا: محمد بن الحسن هو الأسدي كما جاء مصرَّحاً به عند الدارقطني، وإسناده حسن.
قال السندي: قوله: "من يتجر على هذا": في "المجمع" في باب الهمزة: الرواية: إنما هي "يأتجر"، وإن صح "يتجر" فهو من التجارة. وفي باب التاء: هو من التجارة لأنه مشتري بعمله الثواب لا من الأجر، لأن الهمزة لا تدغم، كأنه حين صلى معه اتجر بتحصيل الثواب. وأما من الأجر، فيأتجر بمعنى: أيكم يحمل لنفسه أجراً بالصلاة معه، أو يعطيه الأجر بالصلاة معه.
قوله: "أو يتصدق": كأنه بالصَّلاة معه يتصدق عليه بفضل الجماعة، وفيه دليل على فضيلة الجماعة الثانية، وعلى أن الفضل في جماعة الفرض لا يتوقف على كون المقتدي مفترضاً.
النِّدَاءَ فَقُولُوا كَمَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ " (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء بن يزيد: هو الليثي.
وأخرجه أبو يعلى (1189)، والبيهقي في "السنن" 1/ 408 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد.
وهو في "موطأ" مالك 1/ 67، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 61 (بترتيب السندي)، وعبد الرزاق في "المصنف"(1842)، وابن أبي شيبة 1/ 227، والبخاري (611)، ومسلم (383)(10)، وأبو داود (522)، والترمذي (208)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 23، وفي "الكبرى"(1637)، وابن ماجه (720)، وابن المنذر في "الأوسط"(1188)، وابن حبان (1686)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 378، والبيهقي في "المعرفة"(2561)، والخطيب في "تاريخه" 9/ 335، والبغوي في "شرح السنة"(419).
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(1842)، وأبو عوانة 1/ 337، من طريقين عن الزهري، به.
وسيأتي بالأرقام (11020/ 2) و (11504) و (11742) و (11860).
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، برقم (6568)، وانظر حديث عبد الله بن مسعود، السالف برقم (3861).
قوله: "فقولوا كما يقول" ذكر الحافظ في "الفتح" 2/ 91 - 92 أنه يقول مثل قوله في جميع الكلمات، لكن حديث عمر [عند مسلم (385)]، وحديث معاوية [عند البخاري (612) و (613)] يدلان على أنه يستثني من ذلك "حي على الصلاة وحي على الفلاح" فيقول بدلهما "لا حول ولا قوة إلا بالله"، كذلك استدل به ابن خزيمة، وهو المشهور عند الجمهور.
ثم نقل الحافظ عن الطيبي قوله: معنى الحيعلتين: هلم بوجهك وسريرتك إلى الهدى عاجلاً، والفوز بالنعيم آجلاً، فناسب أن يقول: هذا أمر عظيم لا أستطيع مع ضعفي القيام به إلا إذا وفقني الله بحوله وقوته. =
• 11020/ 2 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، وَمُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً (1).
11021 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - هُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ (2) - حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ وَالْمُحَاقَلَةِ.
وَالْمُزَابَنَةُ: اشْتِرَاءُ الثَّمَرَةِ (3) فِي رُؤُوسِ النَّخْلِ بِالتَّمْرِ كَيْلًا، وَالْمُحَاقَلَةُ: كِرَاءُ الْأَرْضِ (4).
= وذكر ابن المنذر في "الأوسط" 3/ 35 أن هذا من الاختلاف المباح، إن شاء قال كما يقول المؤذن، وإن شاء قال كما في خبر معاوية، أيّ ذلك قال فهو مصيب.
(1)
إسناده صحيح، وانظر ما قبله.
(2)
قوله: هو ابن مهدي، ليس في (ظ 4)، وهو نسخة في هامشي (س) و (ص).
(3)
في (ص): الثمر، وهو الموافق لرواية البخاري ومسلم.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. داود بن الحُصَين: هو القرشي الأموي، وأبو سفيان: هو مولى عبد الله بن أبي أحمد بن جحش القرشي الأسدي.
وأخرجه أبو يعلى (1191) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد.
وهو في "موطأ" مالك 2/ 625، ومن طريقه أخرجه البخاري (2186)، ومسلم (1546)، ابن ماجه (2455).
وسيأتي بالأرقام (11052) و (11638)، وسيكرر برقم (11577).
في باب النهي عن المزابنة والمحاقلة، سلف من حديث أبي هريرة برقم =
11022 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ
= (9088).
وفي تفسير المزابنة والمحاقلة قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 313: قد جاء في هذا الحديث مع جودة إسناده تفسير المزابنة والمحاقلة، وأقل أحواله إن لم يكن التفسير مرفوعاً فهو من قول أبي سعيد الخدري، وقد أجمعوا أن من روى شيئاً وعَلِمَ مخرجه سُلِّم له في تأويله لأنه أعلم به. وانظر "فتح الباري" 4/ 385.
قلنا: والمحاقلة -وهي المزارعة- التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم مبيَّنة في حديث رافع بن خديج عن عمه ظُهَيْر بن رافع، قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما تصنعون بمحاقلكم (أي: مزارعكم)؟ قلت: نؤاجرها على الرَّبيع وعلى الأوسُق من التمر والشعير، قال:"لا تفعلوا ازرَعُوها، أو أَزرِعوها أو أمسكوها"، قال: قلت: سمعاً وطاعة. أخرجه البخاري (2339)، ومسلم (1548)(114).
وفي حديث الليث بن سعد عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن حنظلة بن قيس، عن رافع بن خديج عند البخاري (2346)، قال: حدثني عَمَّايَ أنهم كانوا يُكْرُون الأرضَ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بما ينبُتُ على الأربعاء أو شيء يستثنيه صاحبُ الأرض، فنهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك، قال حنظلة: فقلت لرافع: فكيف هي بالدينار والدرهم؟ قال رافع: ليس بها بأس بالدينار والدرهم.
قال الليث: وكان الذي نُهِيَ من ذلك ما لو نظر فيه ذوو الفهم بالحلال والحرام لم يجيزوه لما فيه من المخاطرة.
قال الحافظ ابن حجر: وكلام الليث هذا موافق لما عليه الجمهور من حمل النهي عن كراء الأرض على الوجه المُفْضِي إلى الغَرَرِ والجهالة، لا عن كرائها مطلقاً.
ولمسلم (1547)(116) من حديث رافع بن خديج أنه سئل عن كراء الأرض =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لِبْسَتَيْنِ وَعَنْ بَيْعَتَيْنِ، أَمَّا الْبَيْعَتَانِ (1): الْمُلَامَسَةُ، وَالْمُنَابَذَةُ، وَاللِّبْسَتَانِ (2): اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ، وَالِاحْتِبَاءُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ (3).
= بالذهب والفضة، فقال: لا بأس بذلك، إنما كان الناس يؤاجرون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الماذيانات وأقبال الجداول وأشياء من الزرع، فيهلِكُ هذا ويسلم هذا، ويسلم هذا ويهلك هذا، فلم يكن للناس كراء إلا هذا، فلذلك زُجِرَ عنه، فأما شيء معلوم مضمون، فلا بأس به.
وفي رواية: قال رافع بن خديج: كنا نكري الأرض على أن لنا هذه ولهم هذه، فربما أخرجت هذه، ولم تخرج هذه، فنهانا عن ذلك، وأما الوَرِقُ فلم ينهنا.
فهذه الأحاديث تصرح أن النهي عن كراء الأرض ليس على إطلاقه، بل هو محمول على ما إذا اشترط صاحب الأرض ناحية منها أو شرط ما ينبت على النهر لصاحب الأرض لما في كل ذلك من الغَرَرِ والجهالة.
قال صاحب "المغني" 7/ 555: معنى المزارعة: دفع الأرض لمن يزرعها ويعمل عليها، والزرع بينهما، وهي جائزة فى قول كثير من أهل العلم.
قال البخاري: قال أبو جعفر الباقر: ما بالمدينة أهل بيت إلا ويزرعون على الثلث والربع، وزراع على وسعد وابن مسعود، وعمر بن عبد العزيز والقاسم وعروة وآل أبي بكر وآل علي وابن سيرين، وممن رأى ذلك سعيد بن المسيب وطاووس وعبد الرحمن بن الأسود وموسى بن طلحة والزهري، وعبد الرحمن بن يزيد
…
وانظر لزاماً "الفتاوى" 29/ 79 - 125 لابن تيمية.
(1)
في (ظ 4): البيعتين. وهي نسخة في هامش (س) و (ص).
(2)
في (ظ 4): واللُّبستين. وهي نسخة في هامش (س) و (ص).
(3)
إسناده صحيح على الشيخين. =
11023 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ
= وأخرجه مطولاً ومختصراً الحميدي (730)، وابن أبي شيبة 7/ 43 و 8/ 485، والبخاري (6284)، وأبو داود (3377)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 260 و 8/ 210، وفي "الكبرى"(6103)، وابن ماجه (2170) و (3559)، والدارمي 2/ 253، وابن الجارود في "المنتقى"(592)، وأبو يعلى (976) و (1116).
وسيرد من طرق أخرى بالأرقام (11023) و (11024) و (11094) و (11421) و (11422) و (11632) و (11899) و (11902) و (11904).
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (368) و (1993) و (2145) و (5819) و (5821)، ومسلم (1511)، سيرد 2/ 319 و 379 و 491 و 521.
وعن جابر عند مسلم (2099)، سيرد 3/ 349.
وعن عائشة عند ابن أبي شيبة 8/ 486، وابن ماجه (3561).
وعن بُريدة عند ابن أبي شيبة 8/ 486 - 487.
وعن ابن عمر، أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 487، والنسائي في "المجتبى" 7/ 261، و"الكبرى"(6107) من حديث جعفر بن برقان، عن الزهري، عن سالم، عنه. قال النسائي: هذا خطأ، وجعفر بن برقان ليس بالقوي في الزهري خاصة، وفي غيره لا بأس به.
واشتمالُ الصّمّاء: قال الحافظ في "الفتح" 1/ 477: هو بالصاد المهملة والمدّ، قال أهل اللغة: هو أن يُجَلِّل جسده بالثوب لا يرفع منه جانباً، ولا يبقي ما يخرج منه يده. قال ابنُ قتيبة: سُمِّيَت صَمّاء لأنه يسدُّ المنافذ كلها، فتصير كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق. وقال الفقهاء: هو أن يلتحف بالثوب، ثم يرفعه من أحد جانبيه، فيضعه على منكبيه، فيصير فرجه بادياً. قال النووي: فعلى تفسير أهل اللغة يكون مكروهاً لئلا يعرض له حاجة، فيتعسَّرُ عليه إخراج يده، فيلحقه الضرر، وعلى تفسير الفقهاء: يحرم لأجل انكشاف العورة. قلت: =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ (1).
11024 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ. وحَدَّثَنَاهُ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى، فَذَكَرَ مِثْلَهُ يَعْنِي مِثْلَ الْحَدِيثِ (2).
= ظاهر سياق المصنف (يعني البخاري) من رواية يونس في اللباس أن التفسير المذكور فيها مرفوع، وهو موافق لما قال الفقهاء، ولفظه: والصماء أن يجعل ثوبه على أحد عاتقيه، فيبدو أحد شقيه.
قلنا: وهو موافق للتفسير الآتي في الرواية (11904)، وسيرد فيها أيضاً تفسير الملامسة والمنابذة.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وليث: هو ابن سعد، وابن شهاب: هو الزهري.
وأخرجه البخاري (367)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 210، والبيهقي في "السنن" 2/ 224 من طريقين عن ليث بن سعد، بهذا الإِسناد.
وسلف مطولاً برقم (11022)، وهناك شرحه.
(2)
إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7882) و (14987)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3378)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 261، وفي "الكبرى"(6106)، وابن =
11025 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَحَكَّهَا بِحَصَاةٍ، ثُمَّ نَهَى أَنْ يَبْصُقَ الرَّجُلُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِينِهِ، وَقَالَ:" لِيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى "(1).
11026 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ
= حبان (4976) و (5427)، والبيهقي في "السنن" 5/ 342.
وأخرجه البخاري (5822) من طريق مَخْلد بن يزيد، عن ابن جُريج، بالإِسناد الثاني.
وقد سلف برقم (11022)، وسيأتي برقم (11904).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وحميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف القرشي الزهري.
وأخرجه الطيالسي (2227)، والحميدي (728)، وابن أبي شيبة 2/ 364، والبخاري (414)، ومسلم (548)(52)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 51 - 52، وفي "الكبرى"(804)، وأبو يعلى (975)، وابن خزيمة (874)، والبغوي في "شرح السنة"(493) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإِسناد.
وسيأتي بالأرقام (11064) و (11185) و (11550) و (11624) و (11837) و (11879) و (11880).
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن عمر في الرواية رقم (4509).
قال السندي: قوله: "ليبصق": ظاهره الإِذن في ذلك في المسجد، ومن لا يرى ذلك يرى أنه محمول على خارج المسجد، وسوق الحديث يرده، والله تعالى أعلم.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ (1).
11027 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود.
وأخرجه مسلم (2023)(110)، وأبو داود (3720)، والترمذي (1890)، وأبو يعلى (996) و (1124)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 277، والبيهقي في "المعرفة"(14462)، والبغوي في "شرح السنة"(3041) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (2230)، وأبو عوانة 5/ 339 من طريقين عن الزُّهْري، به.
وسيأتي بالأرقام (11642) و (11662) و (11888).
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1989).
وعن أبي هريرة عند البخاري (5628)، وسلف 2/ 230.
وعن جابر عند ابن أبي شيبة 8/ 207.
وعن عائشة عند الحاكم 4/ 140.
قال السندي: قوله: "عن اختناث الأسقية": بسكون الخاء المعجمة وكسر التاء المثناة من فوق، ثم نون، وبعد الألف ثاء مثلثة: مصدر اختنث السقاء، أي: طوى فمه ليشرب منه. قيل: وما جاء على خلافه فمحمول على بيان الجواز، أو كان لضرورة، وقيل: يحتمل أن يكون النهي في غير المعلقة، والرخصة في المعلقة، لأن المعلقة أبعد من أن يدخل فيه هوام الأرض. وقيل: النهي لخوف تغير الماء بما يصيبه من بخار المعدة ونحوه، وذاك المحذور مأمون في شربه صلى الله عليه وسلم، فإن نكهته الشريفة صلى الله عليه وسلم أطيب من كل طيب، فلا يخشى منه تغير السقاء ونتنه، والله تعالى أعلم.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رِوَايَةً، وَقَالَ (1) مَرَّةً: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ - قَالَ -: هُوَ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ "(2).
11028 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ، هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْإِزَارِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ بِعِلْمٍ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ
(1) في (ظ 4) و (ص): قال، (دون واو).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 133 - 134 (ترتيب السندي)، وعبد الرزاق في "المصنف"(5307)، والحميدي (736)، وابن أبي شيبة 2/ 92، والبخاري (858) و (2665)، وابن ماجه (1089)، والدارمي 1/ 361، وابن الجارود في "المنتقى"(284)، وأبو يعلى (978) و (1127)، وابن خزيمة (1742)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 116، والبيهقي في "المعرفة"(2091) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1742)، وابن حبان (1229)، والطبراني في "الصغير"(1155) من طرق عن صفوان، به.
وسيأتي بالأرقام (11250) و (11578) و (11625) و (11658)، وانظر (11768).
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر في الرواية برقم (4466).
قال السندي: قوله: "هو واجب على كل محتلم"، أي: بالغ، قيل: كان كذلك فنسخ، أو معنى "واجب" أنه أمر مؤكد، والجمهور على أنه سنة.
سَاقَيْهِ، لَا جُنَاحَ عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ، وَمَا أَسْفَلَ (1) مِنَ الْكَعْبَيْنِ هُوَ (2) فِي النَّارِ " يَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (3).
11029 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ فِي حَلْقَةٍ مِنْ حِلَقِ الْأَنْصَارِ، فَجَاءَنَا (4) أَبُو مُوسَى كَأَنَّهُ مَذْعُورٌ، فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ أَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ، فَأَتَيْتُهُ، فَاسْتَأْذَنْتُ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، فَرَجَعْتُ، وَقَدْ قَالَ ذَلِكَ (5) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ اسْتَأْذَنَ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ " فَقَالَ: لَتَجِيئَنَّ بِبَيِّنَةٍ عَلَى الَّذِي تَقُولُ وَإِلَّا أَوْجَعْتُكَ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَتَانَا أَبُو مُوسَى مَذْعُورًا - أَوْ قَالَ (6) فَزِعًا - فَقَالَ: أَسْتَشْهِدُكُمْ، فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: لَا يَقُومُ مَعَكَ إِلَّا أَصْغَرُ الْقَوْمِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَكُنْتُ
(1) في (ظ 4) و (س) و (ص): وأسفل، (دون ما).
(2)
أشير إلى لفظ "هو" في (س) و (ص) على أنه نسخة.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم. سفيان: هو ابن عُيينة.
وأخرجه الحميدي (737)، والنسائي في "الكبرى"(9715)، وابن ماجه (3573)، وأبو يعلى (980)، وأبو عوانة 5/ 483، وابن حبان (5446)، والبيهقي "السنن" 2/ 244، وفي "الآداب"(615)، وفي "الشُّعَب"(6133) من طريق سفيان، بهذا الإِسناد، بزيادة:"لا ينظر الله إلى من جَرَّ إزاره بطراً".
وقد سلف بهذه الزيادة برقم (11010).
(4)
في هامش (س) و (ص): جاء. نسخة.
(5)
في (ظ 4) وهامش (س) و (ص): ذاك.
(6)
كلمة "قال" ليست في (ظ 4).
أَصْغَرَهُمْ، فَقُمْتُ مَعَهُ، وَشَهِدْتُ (1) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ اسْتَأْذَنَ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ "(2).
(1) في (ظ 4) و (ق) وهامش (س) و (ص): فشهدت.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي (734)، والبخاري (6245)، ومسلم (2153)(33)، وأبو داود (5180)، وأبو يعلى (981)، والبيهقي في "السنن" 8/ 339 من طرق عن سفيان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (2153)(34)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1578)، وابن حبان (5810)، والبيهقي في "الآداب"(254)، من طريق عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن بُسْر بن سعيد، به.
وأخرجه مالك 2/ 963 عن الثقة عنده، عن بُكَير بن الأشج، عن بُسْر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، عن أبي موسى الأشعري، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
قال ابن عبد البر في "تجريد التمهيد" ص 244: يقال: إن الثقة هاهنا عن بكير هو مَخْرَمة بن بُكير، ويقال: بل وجده مالك في كتب بُكير أخذها من مخرمة، وأما قوله: عن أبي سعيد، عن أبي موسى، فليس كذلك، ومعناه عن أبي سعيد، عن قصة أبي موسى أو في قصة أبي موسى.
وسيأتي برقم (11145).
وسيرد حديث أبي موسى في "المسند" 4/ 418.
وجاء في روايةٍ عند مسلم (2154) أن الذي شهد لأبي موسى أُبيُّ بنُ كعب، أخرجها من طريق طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري. قال الحافظ في "الفتح" 11/ 29: هكذا وقع في هذه الطريق، وطلحة بن يحيى فيه ضعف، ورواية الأكثر أولى أن تكون محفوظة، ويمكن الجمع بأن أبيَّ بن كعب جاء بعد أن شهد أبو سعيد. وانظر تتمة ما قاله الحافظ. =
11030 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رِوَايَةً فَذَكَرَ فِيهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ "(1).
= وانظر حديث أنس الآتي 3/ 138.
قال السندي: قوله: كأنه مذعور: مدهوش خائف من أمر.
من استأذن: تفسير المشار إليه بذلك في قوله: قال ذلك.
وإلا أوجعتك، أي: بالضرب، كأنه خاف عليه ذاك، حيث إنه روى الحديث موافقاً لغرضه، فهدده بذلك.
إلا أصغرُ القوم، أي: ليعلم عمر أنَّ أصغر الأنصار يعلم ما خفي على مثله من العلم، فيظهر به شرف الأنصار.
قلنا: جاء في رواية مسلم (2154)(37) أن عمر رضي الله عنه قال: إنما سمعت شيئاً، فأحببت أن أتثبت.
وقال الحافظ في "الفتح" 11/ 30: قد جاء في بعض طرق الحديث أن عمر قال لأبي موسى: أما إني لم أتهمك، ولكني أردت أن لا يتجرأ الناس على الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
وفي رواية عبيد بن حنين التي أشرت إليها آنفاً [يعني عند البخاري في "الأدب المفرد" (1073)]: فقال عمر لأبي موسى: والله إن كُنْتَ لأميناً على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكني أحببتُ أن أستثبت.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وعمرو بن يحيى بن عمارة: هو المازني.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 232 (ترتيب السندي)، والحميدي (735)، ومسلم (979)(1)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 17، و"الكبرى"(2225)، والدارمي 1/ 384، وابن الجارود في "المنتقى"(340)، وأبو يعلى (979)، وابن =
11031 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ
= عدي في "الكامل" 15/ 789، والبيهقي في "السنن" 4/ 133، وفي "المعرفة"(8252) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(7252) و (7253)، وابن أبي شيبة 3/ 117 و 124 و 137، و 14/ 281، وأبو عبيد في "الأموال"(1175) و (1422)، وابن زنجويه في "الأموال"(1608)، والبخاري (1405) و (1447)، ومسلم (979)(2)، والترمذي (626)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 18 و 36 و 40 - 41، وفي "الكبرى"(2226) و (2253) و (2263)، وأبو يعلى (1071)، وابن خزيمة (2293) و (2294) و (2295) و (2301)، والطحاوي فى "شرح معاني الآثار" 2/ 34 و 35، وابن حبان (3268) و (3276) و (3281) و (3282)، والطبراني في "الصغير"(658)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1789، والدارقطني في "السنن" 2/ 92 - 93، 129 من طرق عن عمرو بن يحيى، به.
وأخرجه مسلم (979)(3)، وابن خزيمة (2302) من طريق عمارة بن غزية، عن يحيى بن عمارة، به.
وأخرجه أبو يعلى (1034) من طريق عبد الله بن فلان الأنصاري، عن أبيه، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً.
وسيأتي بالأرقام (11253) و (11405) و (11564) و (11571) و (11572) و (11575) و (11576) و (11697) و (11707) و (11747) و (11785) و (11813) و (11819) و (11930) و (11931).
وقد سلف من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (5670)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قوله: "أواق": جمع أوقية: وهي أربعون درهماً باتفاق من الفضة الخالصة.
و"أوسق": جمع وسق، وهو ستون صاعاً باتفاق.
وقوله: "والذود": ما بين الثلاث إلى العشر من الإبل، ولا واحد له من لفظه، وإنما يقال للواحد: بعير، كما يقال للواحدة من النساء: امرأة.
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ، وَكَانَ فِي حَِجْرِهِ فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ، إِذَا أَذَّنْتَ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالْأَذَانِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَيْسَ شَيْءٌ يَسْمَعُهُ (1) إِلَّا شَهِدَ لَهُ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ، وَلَا حَجَرٌ "(2).
وقَالَ مَرَّةً: يَا بُنَيَّ، إِذَا كُنْتَ فِي الْبَرَارِيِّ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالْأَذَانِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يَسْمَعُهُ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا حَجَرٌ وَلَا شَيْءٌ يَسْمَعُهُ إِلَّا شَهِدَ لَهُ "(3).
(1) في (ق): سمعه.
(2)
قوله: جن ولا إنس، ولا حجر، ليست في (ظ 4).
(3)
إسناده صحيح على شرط البخاري، عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة وأبوه من رجاله، وقد قلب ابن عيينة اسمه في هذا الإِسناد، فقال: عبد الله بن عبد الرحمن، والصواب ما ذكره الإمام أحمد عقب هذه الرواية، وسيأتي أيضاً على الصواب من طريق مالك برقم (11305).
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(1865)، والحميدي (732)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(997)، وابن ماجه (723)، وأبو يعلى (982)، وابن خزيمة (389)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 298، والبيهقي في "المعرفة"(2506) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد.
وسيأتي بالأرقام (11305) و (11393).
وسلف من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (6201)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: وكان، أي: عبد الرحمن.
قوله: في حجره: بفتح مهملة أو كسرة ثم جيم، أي: حجر أبي سعيد. =
قَالَ أَبِي: وَسُفْيَانُ يُخْطِئُ (1) فِي اسْمِهِ، وَالصَّوَابُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ.
11032 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ شَيْخٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ، وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ "(2).
= قوله: "جن ولا إنس": بدل من شيء مقدم بحسب المعنى على الاستثناء، فذلك أظهر حرف النفي في قوله:"ولا إنس".
قوله: "في البراري": ليس التقييد للاحتراز، بل لبيان أن رفع الصوت مطلوب في البراري التي لا يطلب فيها بالأذان حضور الناس، فكيف بالعمران؟
قوله: "يسمعه"، أي: من شأنه أن يسمعه.
(1)
في (م): مخطئ.
(2)
إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه. وابن أبي صعصعة: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، ثقة من رجال البخاري، كان سفيان بن عيينة يقلب اسمه فيقول: عبد الله بن عبد الرحمن كما سلف في الرواية السالفة برقم (11031)، وسيأتي مقلوباً كذلك في رواية ابن نمير عن يحيى بن سعيد الأنصاري برقم (11254) ورواية عبد الرزاق عن مالك برقم (11542)، وقد أشار إلى الصواب الإمام أحمد كما في عقب الرواية السالفة، والمزي في "تحفة الأشراف" 3/ 375، وابن حجر في "أطراف المسند" 6/ 264، وسيأتي من طريق مالك على الصواب برقم (11391).
وأخرجه الحميدي (733)، وأبو يعلى (983)، وابن حبان (5955) من طريق سفيان، بهذا الإِسناد. =
11033 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ضَمْرَةَ
= وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(993)، والبخاري (3600) و (6495) من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، به.
وسيأتي بالأرقام (11254) و (11391) و (11542).
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2116).
وعن أبي هريرة عند مسلم (1889)(125)، سلف 2/ 396.
وعن كرز الخزاعي، سيرد 3/ 477.
وعن أم مالك البهزية عند الترمذي (2177).
وعن عبادة بن الصامت عند الحاكم 4/ 458.
قال السندي: قوله: "يوشك": بكسر معجمة، وفتحها لغة رديئة، أي: يقرب أن تكون العُزْلة خيراً من الخلطة لكثرة الفتن، وهذا حاصل الحديث.
قوله: "غنم": الظاهر نصبه كما هو رواية الجماعة في البخاري، ولا عبرة بالخط كما سلف مراراً، ورواية الأصيلي في البخاري: بنصب خير، ورفع غنم كما هو ظاهر خط الكتاب، وبه ضبط في النسخ.
قلنا: ذكر الحافظ في "الفتح" 1/ 69 خلاف ذلك، أن رواية الأصيلي برفع خير، ونصب غنماً على الخبرية، وقال 13/ 42: والأشهر رواية غنم بالرفع.
ثم قال السندي: وجوز ابن مالك رفعهما على الابتداء والخبر، على اعتبار ضمير الشأن في يكون، وردَّه الحافظ (يعني ابن حجر) بأنه ما جاءت به الرواية.
قوله: "يتبع" من الافتعال، أو من تبع، بكسر موحدة.
قوله: "شعف": بفتحتين، أي: رؤوس الجبال.
قوله: "القطر" بفتح فسكون، أي: المطر، أي: مواضع يجتمع فيها الماء كالأودية.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - قَالَ أَبِي: قُلْتُ: لِسُفْيَانَ (1): سَمِعَهُ؟ قَالَ: زَعَمَ (2) - نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلَاةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ (3)، وَبَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ (4).
(1) في (م): سفيان. وهو خطأ.
(2)
قد صرح ضمرة بسماعه من أبي سعيد عند الحميدي (731)، وأبي يعلى (1121).
(3)
في (ق): حتى تغرب الشمس. وجاءت كلمة "الشمس" في هامش (س) و (ص).
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم، ضمرة -وهو ابن سعيد بن أبي حَنَّة الأنصاري المدني- من رجاله، وباقي رجال الإِسناد من رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي (731)، وابن أبي شيبة 2/ 348، والنسائي في "المجتبى" 1/ 277 - 278، وفي "الكبرى"(1549)، وأبو يعلى (977) و (1121) من طرق عن سفيان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2242)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 304 من طريقين عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، به.
وأخرجه عبد الرزاق (3961) عن عبد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن ابن عاصم، عن أبي هريرة، عن أبي سعيد الخدري، به.
وأخرجه عبد الرزاق (3962) عن معمر، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، به، مطولا.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (11040) و (11294) و (11348) و (11409) و (11410) و (11417) و (11483) و (11505) و (11574) و (11609) و (11631) و (11637) و (11681) و (11702) و (11733) و (11900) و (11901) و (11903) و (11910). =
11034 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ. وَابْنُ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ. وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْوَسَطَ (1)، وَاعْتَكَفْنَا مَعَهُ، يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةُ عِشْرِينَ، مَرَّ بِنَا وَنَحْنُ نَنْقُلُ مَتَاعَنَا، فَقَالَ:" مَنْ كَانَ مُعْتَكِفًا فَلْيَكُنْ فِي مُعْتَكَفِهِ، إِنِّي رَأَيْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فَنُسِّيتُهَا، وَرَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ، وَعَرِيشُ الْمَسْجِدِ جَرِيدٌ " فَهَاجَتِ السَّمَاءُ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّ عَلَى أَنْفِهِ وَجَبْهَتِهِ أَثَرَ الْمَاءِ وَالطِّينِ (2).
= وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4612)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(1)
في (س) و (ق)، وهامش (ص): الأوسط، وجاء في هامش (س) الوسط، وعليها علامة الصحة. قال الحافظ في "الفتح" 4/ 257: الأوسط: هكذا وقع في أكثر الروايات، والمراد بالعشر الليالي، وكان من حقها أن توصف بلفظ التأنيث، لكن وصفت بالمذكر على إرادة الوقت
…
والوُسُط: بضم الواو والسين، جمع وسطى، ويروى بفتح السين.
(2)
حديث صحيح، وله ثلاثة أسانيد:
أولها: سفيان، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد.
وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو: هو ابن علقمة الليثي، صدوق حسن الحديث، أخرج له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الحميدي (756)، والبخاري (2040)، وابن خزيمة (2238) من =
11035 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ
= طريق سفيان، بهذا الإِسناد.
ثانيها: سفيان، عن ابن أبي لبيد، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد.
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ابن أبي لبيد: وهو عبد الله، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري متابعةً.
وأخرجه البخارى (2040) عن عبد الرحمن بن بشر، عن سفيان، بهذا الإِسناد، وفيه قال سفيان: وأظن أن ابن أبي لبيد حدثنا، عن أبي سلمة.
وثالثها: سفيان، عن ابن جريج، عن سليمان الأحول، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ابن جريج: وهو عبد الملك بن عبد العزيز، قد صرَّح بالتحديث عند الحميدي، فانتفت شبهة تدليسه. سليمان الأحول: هو ابن أبي مسلم المكي.
وأخرجه الحميدي (756)، والبخاري (2040)، وابن خزيمة (2238)، من طريق سفيان، بهذا الإِسناد.
وسيأتي بالأرقام (11186) و (11580) و (11704) و (11895)، وانظر (11076).
قال السندي: قوله: ونحن ننقل متاعنا، أي: من المعتكف إلى البيت، والمراد: ما كان معهم في الاعتكاف من الحوائج.
قوله: "هذه الليلة"، أي: ليلة القدر.
قوله: "ورأيتني أسجد": من صبيحتها.
قوله: "وعريش المسجد"، أي: سطحه.
قوله: "فهاجت السماء"، أي: تغيمت، وكثرت ريحها، يقال: هاج الشيء، أي: ثار، وهاجه غيره، كذا في "المجمع"، ويحتمل أن المراد بالسماء السحاب.
سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ، قَالَ: رَسُولُ (1) اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ (2): " إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مَا يُخْرِجُ اللهُ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ، وَزَهْرَةِ الدُّنْيَا " فَقَالَ رَجُلٌ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، أَوَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، قَالَ: وَغَشِيَهُ بُهْرٌ وَعَرَقٌ فَقَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ؟ " فَقَالَ: هَا أَنَا ذَا (3) وَلَمْ أُرِدْ إِلَّا خَيْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيْرِ، وَلَكِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَكُلُّ (4) مَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ، إِلَّا آكِلَةُ الْخَضِرِ، فَإِنَّهَا أَكَلَتْ حَتَّى امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا، وَاسْتَقْبَلَتِ الشَّمْسَ، فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ، ثُمَّ عَادَتْ فَأَكَلَتْ، فَمَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا بُورِكَ لَهُ فِيهِ (5)، وَمَنْ أَخَذَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا لَمْ يُبَارَكْ لَهُ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ ".
قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ الْأَعْمَشُ يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ (6).
(1) في (ص) و (ق) و (م): قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2)
قوله: وهو على المنبر، ليس في (ظ 4).
(3)
في (م): ها أنا.
(4)
في (س) و (ص) و (م): وَكَانَ، والمثبت من (ظ 4) و (ق)، وأشير إليها في هامشي (س) و (ص).
(5)
في (ظ 4): فيها.
(6)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. ابن عجلان: وهو محمد القرشي المدني، ينحط عن رتبة الصحيح قليلاً، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال =
11036 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ
= الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 311 من طريق أحمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الحميدي (740)، وابن أبي شيبة 13/ 241 - 242 عن سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه مسلم (1052)(121)، وابن ماجه (3995)، وابن حبان (3226) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عياض، به.
وسيأتي بالأرقام (11037) و (11157) و (11865) و (11866).
وفي الباب عن حكيم بن حزام عند البخاري (1472)، سيرد 3/ 402.
وقوله: "ولكن الدنيا خضرة حلوة"، سيأتي برقم (11169).
قال السندي: قوله: "إن أخوف ما أخاف عليكم" اسم التفضيل للمفعول كأشهر.
قوله: "ما يخرج الله"، أي: يفتح عليكم.
قوله: "من نبات الأرض"، أي: مما يخرج منها من جواهرها.
قوله: "وزهرة الدنيا" بفتح فسكون، أي: زينتها.
قوله: أَوَيأتي الخير، أي: المال خير، لقوله تعالى:{إن ترك خيراً} ، وقوله:{وإنه لحبِّ الخير لشديد} سيما إذا كان من جهة فتح البلاد على المسلمين، فكيف يترتب عليه الشر حتى يخاف منه؟
قوله: بُهْر، بضم فسكون: ما يعتري الإنسان عند السعي الشديد والعَدْو من تتابع النَّفَس.
قوله: إلا خيراً، أي: تحقيق العلم.
قوله: "إن الخير لا يأتي"، أي: إن الخير الصرف لا يأتي إلا بالخير، والمال ليس كذلك، بل هو مما يمازجه شر من جهة التحصيل والعرق، أو المراد أن الخير لا يأتي إلا بالخير، والشر هاهنا ما جاء من قبل المال، وإنما جاء من جهة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ما قارنه من جهد العبد في تحصيله وصرفه.
قوله: "خضرة حلوة"، أي: مرغوبة من جهة الزينة واللذة، فيقارنها الإفراط في تحصيلها وصرفها، فيؤدي ذلك إلى الهلاك.
قوله: "الربيع"، قيل: هو الفصل المشهور بالإنبات، وقيل: هو النهر الصغير المنفجر عن النهر الكبير.
قوله: "حبطاً" بفتحتين مع إهمال الحاء، أي: انتفاخاً.
قوله: "أو يلم" بضم ياء وكسر لام: من الإلمام، أي: يقرب من القتل.
قوله: "إلا آكلة الخضر": كلمة "إلا" استثنائية. والآكلة بمد الهمزة. والخَضر: بفتح خاء معجمة، وكسر ضاد معجمة، قيل: نوع من البقول ليس من جيدها وأحرارها. وقيل: هو كلأ الصيف اليابس، والاستثناء متقطع، أي: لكن آكلة الخضر تنفع بأكلها، فإنها تأخذ الكلأ على الوجه الذي ينبغي، وقيل: متصل، مفرغ في الإِثبات، أي: يقتل كل آكله إلا آكلة الخضر، والحاصل أن ما ينبته الربيع خير لكن مع ذلك يضر إذا لم تستعمله الأَكَلَة على وجهه، وإذا استعمل على وجهه لا يضر، فكذلك المال، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.
قوله: "حتى امتدت خاصرتاها"، أي: شبعت.
قوله: "واستقبلت الشمس": تستمرئ بذلك.
قوله: "فثلطت" بفتح مثلثة واللام، أي: ألقت رجيعها سهلاً رقيقاً.
وقال الأزهري: فيه مثلانِ ضُرِبَ أحدهما للمُفْرِطِ في جمع الدنيا ومنعها من حقها، وضُرِب الآخر للمقتصد في أخذها والانتفاع بها. فأما قوله: فإن مما ينبت الربيع يقتل حبطاً، فهو مثل للمفرط الذي يأخذها بغير حق، وذلك أن الربيع ينبت أحرار العشب فتستكثر منها الماشية حتى تنتفخ بطونها لما قد جاوزت حدَّ الاحتمال فتنشقُّ أمعاؤها فتهلِك، كذلك الذي يجمع الدنيا من غير حلها، ويمنع ذا الحق حقه يَهْلِكُ في الآخرة بدخول النار.
وأما مثل المقتصد، فقوله صلى الله عليه وسلم: "إلَّا آكِلة الخضِرِ
…
" وذلك أن الخضِر =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (1)، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَتَوَضَّأُ إِذَا جَامَعَ وَإِذَا (2) أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ "(3). قَالَ سُفْيَانُ: أَبُو سَعِيدٍ أَدْرَكَ الْحَرَّةَ.
= ليست من أحرار البقول التي ينبتها الربيع فتستكثر منها الماشية، ولكنها من كلأ الصيف التي ترعاها المواشي بعد هيج البقول شيئاً فشيئاً من غير استكثار، فضرب مثلاً لِمن يقتصد في أخذ الدنيا ولا يحمله الحرصُ على أخذها بغير حقها، فهو ينجو من وبالها.
(1)
في (ق): يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يتوضأ، يعني: إذا جامع. وكلمة "يعني" في الموضعين نسخة في هامشي كل من (س) و (ص).
(2)
في (ظ 4) و (ق): ثم إذا، وهي نسخة في هامش (س) وفي (ق): ثم أراد (دون إذا).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان بن عيينة، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو المتوكل: هو علي بن داود -ويقال: ابن دؤاد- النَّاجي.
وأخرجه الحميدي (753)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 142، وفي "الكبرى"(258)، وابن خزيمة (219) و (220) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 79، ومسلم (308)، وأبو داود (220)، والترمذي (141)، والنسائي في "الكبرى"(9038) و (9039) و (9040)، وابن ماجه (587)، وابن خزيمة (219)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 128 - 129، وابن حبان (1210)، والبيهقي في "السنن" 1/ 203 - 204، 7/ 192، وفي "المعرفة"(14040) من طرق، عن عاصم، به. وقال الترمذي: حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح.
وسيأتي بالأرقام (11161) و (11227) و (11523).
وقد سلف من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4662)، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر حديث عمر السالف برقم (94). =
11037 -
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ هِلَالٍ (1)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ خَبْطًا وَإِنَّمَا (2) هُوَ حَبَطًا (3).
11038 -
سَمِعْتُ سُفْيَانَ قَالَ: " وَإِنَّ اللهَ عز وجل مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا
= قال السندي: قوله: "يتوضأ"، أي: الوضوء الشرعي، إذ هو المتبادر في كلام الشارع، وقد جاء ما يقتضيه، ولعل وجهه أنه ينبغي ذكر الله قبيل الجماع، مثل: اللهم جنبنا الشيطان
…
الخ، فينبغي الوضوء ليكون ذاك على أكمل الأحوال، فلا وجه لقول من أنكر ذاك، وقال: الجماع حدث، فلا وجه للوضوء له.
قوله: "أن يرجع"، أي: إلى الجماع.
وقوله: "أدرك الحرة"، أي: يوم الحرة، وهي الوقعة المشهورة بين أهل الشام وبين أهل المدينة سنة 63 هـ في أيام يزيد بن معاوية وكان أميرَ جيشِ يزيد مسلمُ بن عقبة المُري الذي لقب بالمسرف لقبح صنيعه، فقد هتك مسرف -أو مجرم- الإِسلامَ هتكاً، وأنهب المدينة ثلاثاً، واستخف بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومُدت الأيدي إليهم ونُهبت دورهم.
والحرة التي وقع بها القتال هي حرة واقم، وهي تقع شرقي المدينة المنورة.
ونقل البيهقي في "السنن" 7/ 192 في باب الجنب يتوضأ كلما أراد إتيان واحدة أو أراد العود. قول الشافعي رحمه الله: قد روي فيه حديث وإن كان مما لا يثبت مثله، واعتذر عنه بقوله: إن كان الشافعي رحمه الله أراد هذا الحديث، فهذا إسناد صحيح، ولعله لم يقفْ على إسناده.
(1)
قوله: عن هلال، ليس في (ظ 4).
(2)
في (ظ 4): إنما (دون واو).
(3)
قوله: يقتل حبطاً، قطعة من حديث سيرد مطولاً بهذا الإِسناد متصلاً برقم (11157)، وإنما أورد هنا ضبط الكلمة، وقد سلف كذلك بإسناد آخر برقم (11035)، وذكرنا هناك شرحها وضبطها.
فَيَنْظُرُ (1) كَيْفَ تَعْمَلُونَ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اسْتِهِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ "، وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).
11039 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كَيْفَ أَنْعَمُ وَقَدِ الْتَقَمَ صَاحِبُ الْقَرْنِ الْقَرْنَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ وَأَصْغَى سَمْعَهُ، يَنْظُرُ (3) مَتَى يُؤْمَرُ "، قَالَ الْمُسْلِمُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا نَقُولُ؟ قَالَ:" قُولُوا: حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا "(4).
(1) في (ظ 4): فناظر، وهي نسخة في هامش (س).
(2)
حديث صحيح، علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سفيان: هو ابن عُيينة، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العَبْدي.
وأخرجه الحميدي مطولاً (752) عن سفيان، بهذا الإِسناد.
وقوله: وإن الله عز وجل مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، سيأتي بإسنادٍ صحيح برقم (11169).
وقوله: ألا وإن لكل غادر لواء
…
سيأتي بالأرقام (11303) و (11351) و (11427) و (11616) و (11666).
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن مسعود في الرواية رقم (3900)، وسيأتي مطولاً بالأرقام (11143) و (11587).
(3)
في (ق) و (ظ 4): ينتظر.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي وهو ابن سعد العَوْفي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، ومُطَرِّف: هو =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن طريف.
وأخرجه الحميدي (754)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(886)، والترمذي (3243)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 312 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد رواه الأعمش أيضاً عن عطية، عن أبي سعيد. قلنا: سترد روايته برقم (11696).
وأخرجه ابنُ المبارك في "الزهد"(1597)، ومن طريقه الترمذي (2431)، والدولابي في "الكنى" 2/ 50، والبغوي في "شرح السنة"(4298) عن خالد بن طهمان أبي العلاء الخفّاف، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5346)، والطبراني في "الأوسط"(2021)، وأبو الشيخ في "العظمة"(399) من طريق عمار الدهني، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5345)، وأبو الشيخ في "العظمة"(398) من طريق عمران البارقي، وابن ماجه (4273)، والطبري 16/ 29 من طريق حجاج بن أرطاة، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 105 من طريق عمرو بن قيس، والطبري في "التفسير" 16/ 29 من طريق مالك بن مِغْوَل، وأحمد كما سيرد برقم (11696) من طريق الأعمش، سبعتهم عن عطية العوفي، به.
ورواه خالد بن طهمان، عن عطية، فقال عن زيد بن أرقم، وسيأتي 4/ 374.
ورواه مُطَرِّفُ بن طريف، عنه، عن ابن عباس، وسلف برقم (3008).
وقد أورد الحديث ابنُ عدي في "الكامل" 3/ 891، وذكر الاختلاف فيه، فقال: وهذا يرويه خالد بن طهمان، عن زيد بن أرقم، ويرويه مطرف ومن تابعه عليه عن عطية، عن ابن عباس، ورواه جماعة كثيرة عن عطية، عن أبي سعيد، وهذا أصحُّها.
ورواه الثوري، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، كما سيرد برقم (11696).
ورواه جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، أخرجه أبو يعلى (1084)، والطحاوي (5342) و (5343)، وابن حبان (823)، =
11040 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ (1)، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رِوَايَةً يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:" لَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ " وَنَهَى عَنْ صِيَامِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ النَّحْرِ، وَنَهَى عَنْ صَلَاتَيْنِ: صَلَاةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى " (2).
= وهذا سند صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.
ورواه أبو يحيى التيمي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، أخرجه الحاكم 4/ 559، وأبو يحيى التيمي هذا: هو إسماعيل بن إبراهيم الأحول الكوفي فيه ضعف.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، وقد سلف برقم (6804).
وعن أبي هريرة عند الحاكم 4/ 558 - 559، وصححه ووافقه الذهبي، وحسنه الحافظ في "الفتح" 11/ 368.
وعن أنس عند الخطيب في "تاريخه" 5/ 153، ورجاله ثقات غير أبي بكر الخطيب أحمد بن منصور، فقد ترجم له، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وعن جابر بن عبد الله عند أبي نعيم في "الحلية" 3/ 189، وسنده حسن.
قال السندي: قوله: "كيف أنعَمُ" من النَّعْمة، بالفتح، وهي المسرة والفرح والترفُّه. والمعنى: كيف يطيب عيشي وقد قرب أن ينفخ في الصور، كنّى عن ذلك بأن صاحب الصور وضع رأس الصور في فمه، وهو مترصد لأن يؤمر فينفخ فيه. ذكره الطيبي.
(1)
في (م): عمرو، وهو خطأ.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الملك بن =
11041 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرًا يُحَدِّثُ
= عُمير: هو اللخمي الفَرَسي، وإن احتج به الشيخان قد تغير حفظه لكبر سنه، فقد عاش مئة وثلاث سنين، سفيان: هو ابن عيينة.
وهذا الحديث عدة أقسام:
فأخرجه بتمامه الحميدي (750) عن سفيان، بهذا الإِسناد، وفيه: ومسجدي هذا، ومسجد إيلياء.
وقوله: نهى عن صيام يوم الفطر ويوم النحر:
أخرجه ابنُ أبي شيبة 3/ 104 ومن طريقه ابنُ ماجه (1721) عن يحيى بن يعلى التيمي، عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم 2/ 800 (827)(141) من طريق يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري، والنسائي في "الكبرى"(2794)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 247 من طريق أبي نضرة، وأبو يعلى (1142) من طريق عطية العوفي، ثلاثتهم عن أبي سعيد، به.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4449)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
وقوله: ونهى عن صلاتين: صلاة بعد العصر
…
أخرجه ابن ماجه (1249) من طريق يحيى بن يعلى التيمي، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (11033).
وقوله: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد:
أخرجه الترمذي (326)، والفاكهي في "أخبار مكة"(1202)، وابن حبان (1617) من طريقين عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ
= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 374 و 4/ 66 من طريق يحيى بن يعلى التيمي، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 85 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، به.
وأخرجه ابن ماجه (1410)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(579) من طريق يزيد بن أبي مريم، عن قَزَعَة، عن أبي سعيد، وعبد الله بن عمرو بن العاص، به.
قال الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 1: الصحيح قولُ من قال: عن قَزَعة، عن أبي سعيد.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (1189)، ومسلم (1397)، سيرد 2/ 234.
وعن أبي بصرة الغفاري عند الطيالسي (1348)، والبزار (427)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(580) سيرد 6/ 7.
وعن ابن عمر موقوفاً عند ابن أبي شيبة 4/ 65.
وقوله: "لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا ومعها ذو محرم"، سلف من حديث عبد الله بن عمرو برقم (6712)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وسيرد الحديث بتمامه بالأرقام (11294) و (11409) و (11410) و (11417) و (11483) و (11505) و (11609) و (11681).
وسيرد برقم (11733) دون ذكر النهي عن الصلاتين.
وسيرد منه ذكر النهي عن سفر المرأة إلا مع ذي محرم بالأرقام: (11515) و (11592) و (11593) و (11626).
وسيرد منه ذكر شد الرحال بالأرقام (11738) و (11883).
وسيرد منه ذكر النهي عن صوم اليومين بالأرقام (11637) و (11804).
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيُقَالُ (1): نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيَقُولُونَ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ " (2).
(1) في (م): فيقولون.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار، وجابر: هو ابن عبد الله، وروايته عن أبي سعيد من رواية الأقران، وهي رواية صحابي عن صحابي.
وأخرجه الحميدي (743)، والبخاري (2897) و (3594) و (3649)، ومسلم (2532)(208)، وأبو يعلى (974)، وابن حبان (4768) و (6666)، والبغوي في "شرح السنة"(3864) من طرق عن سفيان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (2532)(209) من طريق أبي الزبير، عن جابر، به، ووقع عنده زيادة طبقة رابعة، ولفظه: "يأتي على الناس زمان يبعث منهم البعث، فيقولون: انظروا هل تجدون فيكم أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فيوجد الرجل، فيفتح لهم، ثم يبعث البعث الثاني، فيقولون: انظروا
…
إلى أن قال: ثم يكون البعث الرابع .... قال الحافظ في "الفتح" 7/ 5: ولهذه الرواية شاذة، وأكثر الروايات مقتصرة على الثلاثة.
وفي الباب عن واثلة بن الأسقع، مرفوعاً عند ابن أبي شيبة 12/ 178، بلفظ:"لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني"، قال الحافظ في "الفتح": وإسناده حسن.
وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3594) ولفظه: "خير الناس قرني، =
11042 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، سَمِعَ عَمْرٌو عَتَّابَ (1) بْنِ حُنَيْنٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: - وَقَالَ سُفْيَانُ: لَا أَدْرِي مَنْ عَتَّابٌ؟ -: " لَوْ أَمْسَكَ اللهُ الْقَطْرَ عَنِ النَّاسِ سَبْعَ سِنِينَ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ لَأَصْبَحَتْ طَائِفَةٌ بِهِ كَافِرِينَ، يَقُولُونَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ الْمِجْدَحِ "(2).
= ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم
…
" وذكرنا هناك أحاديث الباب بهذا اللفظ.
قال السندي: قوله: يغزو فئام، بكسر فاء وفتح همزة بعدها ألف ثم ميم، أي: جماعة من الناس، والفئام لا واحد له من لفظه.
مَنْ صاحب
…
الخ: مَنْ موصولة، وصاحَبَ، فعل من المفاعلة، وفي رواية البخاري: من صحب النبي صلى الله عليه وسلم.
(1)
في (م): عمرو بن عتاب، وهو خطأ.
(2)
حديث حسن، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب بن حنين، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وقال سفيان: لا أدري من عتاب كما ذكر الإِمام أحمد. عمرو: هو ابن دينار.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 274، والحميدي (751)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 165، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5218)، وابن حبان (6130)، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/ 290 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد.
ورواية النسائي: "خمس سنين"، ورواية الطحاوي:"تسع سنين".
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10762) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(926) -، والدارمي 2/ 314، وأبو يعلى (1312) من طريق حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، به. وفيه:"عشر سنين". =
11043 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ إِلَى قُبَاءَ (1).
= وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8739).
وعن معاوية الليثي، سيرد 3/ 429.
وعن زيد بن خالد عند البخاري (846)، ومسلم (71)، وسيرد 4/ 117.
وعن ابن عباس عند مسلم (73).
قال السندي: قوله: "لأصبحت طائفة به"، أي: بالله، أي: مع أن النوء كان موجوداً في السنين السابقة مع عدم المطر فيها، وهو دليل على أنه لا أثر له فيها.
قوله: "بنوء المجدح": ضبط بكسر ميم وسكون جيم، وفي "المجمع" المجدح: بكسر ميم: نجم، وقيل: هو الدبران، وقيل: ثلاث كواكب، كالأثافي، وهو عند العرب من الأنواء الدالة على المطر.
ونقل الحافظ في "الفتح" 2/ 523 عن الشافعي قوله: من قال مطرنا بنوء كذا وكذا على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى أنه مطر نوء كذا، فذلك كفر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن النوء وقت، والوقت مخلوق، لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً. ومن قال: مطرنا بنوء كذا، على معنى مطرنا في وقت كذا، فلا يكون كفراً، وغيره من الكلام أحب إلي منه، يعني حسماً للمادة، وعلى ذلك يحمل إطلاق الحديث.
(1)
إسناده قوي، شريك بن أبي نمر -وإن خرج له الشيخان- ينحط عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أبي سعيد: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، فقد أخرج له البخاري متابعة، وهو ثقة.
وسيأتي مطولاً برقم (11434)، وسيخرج هناك.
11044 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَأَلَ وَلَهُ قِيمَةُ أُوقِيَّةٍ فَقَدْ أَلْحَفَ "(1).
11045 -
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبدُ الرحمن بن أبي الرِّجال -واسم أبي الرجال محمدُ بنُ عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان الأنصاري النجّاري المدني- وثقه ابنُ مَعِين وأحمد والدارقطني، وقال ابنُ مَعِين في رواية ابن الجنيد: ليس به بأس، وقال أبو داود: لا بأس به، وقال في موضع آخر: أحاديث عمرة يجعلها كُلَّها عن عائشة، وقال أبو حاتم: صالح، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم.
وأخرجه أبو داود (1628) عن قتيبة بن سعيد وهشام بن عمار، وابنُ خُزيمة (2447)، وابنُ حبان (3390) من طريق عبد الله بن يوسف، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، بهذا الإِسناد.
وله شاهد من حديث رجل من بني أسد، سيرد بإسناد صحيح برقم 4/ 36.
وآخر من حديث ابن عمرو عند ابن خزيمة (2448)، والنسائي 5/ 98، أخرجاه من طريق سفيان بن عيينة، عن داود بن شابور، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عنه. وهذا إسناد حسن.
وذكرنا بقية أحاديث الباب عقب تخريج حديث ابن مسعود السالف برقم (3675).
وسيأتي مطولاً برقم (11060).
سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ حَائِطًا فَأَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ، فَلْيُنَادِ (1): يَا صَاحِبَ الْحَائِطِ، ثَلَاثًا، فَإِنْ أَجَابَهُ، وَإِلَّا فَلْيَأْكُلْ، وَإِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ بِإِبِلٍ فَأَرَادَ أَنْ يَشْرَبَ مِنْ أَلْبَانِهَا، فَلْيُنَادِ (1): يَا صَاحِبَ الْإِبِلِ، أَوْ يَا رَاعِيَ الْإِبِلِ، فَإِنْ أَجَابَهُ، وَإِلَّا فَلْيَشْرَبْ، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَةٌ "(2).
(1) في (ظ 4): فلينادي.
(2)
حديث حسن، مؤمل بن إسماعيل وإن كان سيئ الحفظ متابع، وله شواهد تشده وتقويه.
وسيأتي مطولاً ومختصراً برقم (11159) و (11615) و (11726) و (11812)، وانظر (11419).
قوله: إذا أتى أحدكم حائطاً، فأراد أن يأكل
…
له شاهد من حديث ابن عمر عند الترمذي (1287)، وابن ماجه (2301)، ولفظه عند الترمذي:"من دخل حائطاً فليأكل ولا يتخذ خبنة".
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (7094) وهو حديث حسن.
وقوله: إذا مَرَّ أحدكم بإبلٍ
…
له شاهد من حديث سمرة بن جندب، وهو حسن في الشواهد عند أبي داود (2619)، والترمذي (1296)، والبيهقي 9/ 359 من رواية الحسن البصري عن سمرة، ولفظه عند أبي داود:"إذا أتى أحدكم على ماشية، فإن كان فيها صاحبها فليستأذنه، فإن أذن له فليحتلب وليشرب، فإن لم يكن فيها فليصوت ثلاثاً، فإن أجابه فليستأذنه، وإلا فليحتلب وليشرب ولا يحمل".
وفي حديث الهجرة عند البخاري (3615) أن أبا بكر رضي الله عنه حلب =
11046 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ (1)، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: تَمَارَى رَجُلَانِ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: هُوَ مَسْجِدُ قُبَاءَ، وَقَالَ رَجُلٌ: هُوَ مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هُوَ مَسْجِدِي "(2).
= لرسول الله صلى الله عليه وسلم لبناً من غنم رجل من قريش يرعاها عبد له وصاحبها غائب في مخرجه إلى المدينة.
ومذهب إسحاق وأحمد حلب ماشية الغير بغير إذن صاحبها لغير المضطر إذا لم يكن المالك حاضراً. كما في "شرح السنة" 8/ 233.
وقوله: "الضيافة ثلاثة أيام
…
" سيأتي بإسنادٍ صحيح برقم (11325).
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7873).
وآخر من حديث أبي شريح الخزاعي عند البخاري (6135)، ومسلم (48)، وسيرد 4/ 31.
(1)
في (م): بن أبي قيس، وهو خطأ.
(2)
حديث صحيح، ابن أبي سعيد، -وإن اختلف في تعيينه- متابع، أبهمه إسحاق بن عيسى في هذه الرواية، وقتيبة بن سعيد في الرواية الآتية برقم (11846)، وسماه موسى بن داود سعيداً كما في الرواية رقم (11846)، وسماه قتيبة عند الترمذي (3099) عبد الرحمن بن أبي سعيد، قال الحافظ في "التعجيل" ص 151: وهو المحفوظ. قلنا: وكذلك جاء اسمه من طريق أبي سلمة برقم (11187)، وفيه أن أبا سلمة رواه عن أبي سعيد أيضاً دون واسطة. ليث: هو ابن سعد.
وأخرجه الطبري في "التفسير"(17220)، وابن حبان (1606) من طريقين، عن الليث، به. =
11047 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، أَنَّ مُحَمَّدًا حَدَّثَ: أَنَّ ذَكْوَانَ أَبَا صَالِحٍ حَدَّثَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمْ نُهُوا عَنِ الصَّرْفِ، وَرَفَعَهُ (1) رَجُلَانِ مِنْهُمْ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).
= وسيأتي بالأرقام (11178) و (11187) و (11846) و (11864).
وله شاهد من حديث سهل بن سَعْد، سيرد 5/ 331.
قال السندي: قوله: "تمارى رجلان"، أي: تجادلا واختصما واختلفا.
قوله: "هو مسجدي": وهذا نصٌّ صريحٌ في الباب، ولا وجه للاختلاف بعده، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ظ 4): رفعه (دون واو)، وأُشير في (س) و (ص) إلى الواو على أنها نسخة.
(2)
حديث صحيح، محمد بن جعفر سمع من سعيد: وهو ابن أبي عروبة بعد الاختلاط، ولم يجود إسناده، فأسقط منه مطراً الوراق بين سعيد ومحمد بن سيرين، وسيأتي متصلاً من رواية عبد الوهاب بن عطاء الخَفَّاف في الحديث التالي، وهو ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط، وكان عالماً به.
وقد وهم الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 6/ 344 فذكر مطراً في رواية محمد بن جعفر، وذكر الرواية على الصواب دون ذكر مطر في مسند جابر 2/ 11.
وسيأتي بالأرقام (11048) و (11049) و (11447) و (11479)، وانظر (11006)، وسيأتي من حديث جابر بهذا الإِسناد 3/ 297، وسلف في مسند أبي هريرة برقم (9638).
قال السندي: قوله: نهوا عن الصرف، أي: مع الزيادة عند الاتحاد، أو مع النسيئة.
11048 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، حَدَّثَنَا (1) سَعِيدٌ، عَنْ مَطَرٍ (2)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ ذَكْوَانَ أَبَا صَالِحٍ - قَالَ: وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا - حَدَّثَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمْ نُهُوا عَنِ الصَّرْفِ، رَفَعَهُ رَجُلَانِ مِنْهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).
11049 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَجَابِرٍ، اثْنَيْنِ (4) مِنْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الصَّرْفِ (5).
(1) في (ظ 4): أخبرنا، وجاء في هامش (س) أنبأنا، نسخة.
(2)
في (س) و (ص) و (م): مطرف، وهو تحريف.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، مطر: وهو ابن طهمان الورَّاق، روى له مسلم متابعة، وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الوهاب الخفاف: وهو ابن عطاء، سمع من سعيد: وهو ابن أبي عروبة قبل الاختلاط، وكان عالماً به.
وأخرجه أبو يعلى (1285) من طريق سعيد بن عامر، عن سعيد، بهذا الإِسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 4/ 114، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله
رجال الصحيح.
وانظر ما قبله.
(4)
في هامش (س): اثنان (نسخة).
(5)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أشعث: وهو ابن عبد الملك الحُمْراني، فقد روى له البخاري تعليقاً، وأصحاب السنن، وهو ثقة. =
11050 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمُؤْمِنُونَ فِي الدُّنْيَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ: الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا، وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالَّذِي يَأْمَنُهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ الَّذِي إِذَا أَشْرَفَ عَلَى طَمَعٍ تَرَكَهُ لِلَّهِ عز وجل "(1).
= وقد سلف في مسند أبي هريرة بهذا الإِسناد (9638).
وانظر ما قبله.
(1)
إسناده ضعيف لضعف رشدين: وهو ابن سعد المصري، وأبو السمح -وهو دراج بن سمعان- في حديثه عن أبي الهيثم -وهو سليمان بن عمرو العُتواري- ضعِّف. يحيى بن غيلان: هو الخزاعي الأسلمي. عمرو بن الحارث: هو المصري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 52، 63، وقال: رواه أحمد، وفيه دراج وقد وثق، وضعفه غير واحد.
قال السندي: قوله: "على ثلاثة أجزاء"، أي: على ثلاثة أقسام، لكن في التعبير بالأجزاء تنبيه على أنه ينبغي للمؤمنين أن يكونوا كنفس واحدة فى التعاطف والتواد، إذ الأجزاء لا تقال إلا فيما يقبل التجزئة من الأعيان، كذا ذكره الطيبي.
قوله: "ثم لم يرتابوا" قال الطيبي: كلمة "ثم" للتراخي في الرتبة، كما في قوله تعالى:{إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} [فصلت: 30] لأن الثبات على الاستقامة، وعلى عدم الارتياب أشرف وأبلغ من مجرَّد الإِيمان والعمل الصالح. قال: وكذا في قوله: "ثم الذي إذا أشرف على طمع": فإن المراد =
11051 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رُبَيْحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَحَّى بِكَبْشٍ أَقْرَنَ وَقَالَ (1):" هَذَا عَنِّي وَعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي "(2).
= بالطمع هو انبعاث هوى النفس إلى ما تشتهيه، فتؤثره على متابعة الحق، فترك مثله منتهى غاية المجاهدة. قال تعالى:{وأما من خاف مقام ربه} الآية [النازعات: 40]، وقال المحقق الدهلوي: الذين آمنوا بالله
…
الخ، اقتباس للآية، وهؤلاء نفعوا الخلائق فهم أعلى مرتبة، والذي يأمنه الناس هم الذين -وإن لم ينفعوا الناس بكمال خيرهم- لم يضروهم بشرّهم، ولم يخالطوهم، ولم يطمعوا فيهم، وهم أدنى مرتبة من الأولين. و"الذي إذا أشرف على طمع": هم الذين اختلط بالنَّاس، وكادوا أن يطمعوا، ويحرصوا في الدنيا، ولكن حفظهم الله في ذلك، فلم يقعوا في ذلك، هذا، ثم الطمع الحرص على الشيء، وقيل: سكون النفس إلى منفعة مشكوكة الوصول.
(1)
في (ظ 4): فقال.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد فيه ضعف خفيف، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ربيح بن عبد الرحمن، فقد روى عنه جمع، وقال أبو زرعة: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "علله الكبير" 1/ 113 بإثر حديث لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه: منكر الحديث.
سعيد بن منصور: هو الخراساني المروزي.
وأخرجه البزار (1209)(زوائد) عن يوسف بن سليمان، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1034 من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 178 من طريق إبراهيم الترجماني، والحاكم 4/ 228 =
11052 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، يَعْنِي الشَّافِعَيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ
= من طريق ابن وهب، والدارقطني 4/ 284 من طريق عبد الرحمن بن يونس السراج، خمستهم عن الدراوردي، به. ولفظه عند البزار: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي يوم النحر بكبشين أملحين، فذبح أحدهما فقال:"هذا عن محمد وأهل بيته"، وذبح الآخر، وقال:"هذا عمن لم يضح من أمتي".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 19 (5970)، وقال: رواه البزار وهذا لفظه، وأحمد باختصار، ورجاله ثقات.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!
وله شاهد من حديث جابر عند أبي يعلى (1792)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 177، والبيهقي 9/ 268 وسنده حسن، وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 22، ونسبه إلى أبي يعلى، وحسن إسناده.
وله طريق آخر عن جابر عند أبي داود (2810)، والترمذي (1521)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 177 - 178، والبيهقي 9/ 246، والدارقطني 4/ 285 من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن جابر، ورجاله ثقات، وسيرد في "المسند" 3/ 362، وصححه الحاكم 4/ 229، ووافقه الذهبي، وقول الترمذي بإثره: والمطلب بن عبد الله بن حنطب يقال: إنه لم يسمع من جابر يردُّه التصريح بسماعه منه عند الطحاوي والحاكم وغيرهما، وقول ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 359: يشبه أنه أدركه.
وآخر أيضاً عند أبي داود (2795)، والطحاوي 4/ 177، والدارمي 2/ 75، والبيهقي 9/ 285 من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عياش، عن جابر بن عبد الله، وهذا سند حسن في المتابعات، أبو عياش -وهو المعافري المصري- روى عنه ثلاثة، وقال الذهبي في "المجرد" ص 105: شيخ، =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ وَالْمُحَاقَلَةِ.
وَالْمُزَابَنَةُ: اشْتِرَاءُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ (1) فِي رُؤُوسِ النَّخْلِ،
= وباقي رجاله ثقات.
وآخر من حديث أنس عند أبي يعلى (3118)، والدارقطني 4/ 285، وفي إسناده الحجاج بن أرطاة، وهو ضعيف.
وثالث من حديث حذيفة عند الطبراني في "الكبير"(3059)، وفي إسناده يحيى بن نصر بن حاجب، وهو ضعيف.
ورابع من حديث أبي طلحة الأنصاري عند أبي يعلى (1417)، والطبراني في "الكبير"(4736)، وإسناده منقطع.
وخامس من حديث أبي رافع رواه الطبراني في "الأوسط"(246) عن عمارة بن غزية، حدثني المعتمر بن أبي رافع، عن أبيه قال: ذبح رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كبشاً ثم قال: "هذا عني وعن أمتي".
وسادس عن عائشة عند مسلم (1967) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد، فأتي به ليضحي به
…
وأخذه فأضجعه، ثم قال:"باسم الله، اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد"، ثم ضحى به.
فهذه الأطراف والشواهد يشد بعضها بعضاً، فيتقوى الحديث ويصح.
تنبيه: ما جاء في هذا الحديث من تضحيته صلى الله عليه وسلم عمن لم يضح من أمته إنما هو من خصائصه صلى الله عليه وسلم. كما ذكر الحافظ في "الفتح" 9/ 595، إذ لا يجوز في أضحية الشاة أن يُضَحى بها عن أكثر من واحد.
(1)
في (ق) و (م): التمر بالتمر، وفي (س) و (ص): التمر بالثمر، والمثبت من (ظ 4).
وَالْمُحَاقَلَةُ: اسْتِكْرَاءُ الْأَرْضِ بِالْحِنْطَةِ (1).
* 11053 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الضَّحَّاكِ الْمَشْرِقِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟ " قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالُوا: مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ (2) قَالَ: " يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فَهِيَ ثُلُثُ الْقُرْآنِ "(3).
(1) إسناده صحيح، الإمام الشافعي ثقة لا يُسأل عن مثله، ومن فوقه ثقات على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "المعرفة"(11249) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإِسناد.
وهو عند الشافعي في "الأم" 3/ 54 برواية الربيع عنه، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة"(11245)، لكن فيه عن أبي سعيد أو أبي هريرة، على الشك، قال البيهقي: هكذا رواه الربيع عن الشافعي بالشك، وقد رواه الحسن بن محمد الزَّعْفراني عن الشافعي، فقال: عن أبي سعيد لم يشك فيه، ورواه البخاري عن عبد الله بن يوسف (2186)، ومسلم (1546) من حديث ابن وهب عن مالك من غير شك، وكذلك رواها أحمد بن حنبل عن الشافعي، من غير شك.
قلنا: وقد سلف برقم (11021).
(2)
في (ظ 4): ذاك، وهي نسخة، في هامش (س).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي خالد الأحمر: وهو سليمان بن حَيَّان، فقد أخرج له البخاري متابعة، وعبد الله بن =
11054 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا
= أحمد بن حنبل، أخرج له النسائي وهو ثقة، وقد تُوبع. الأعمش: هو سليمان بن مهران، والضحاك المِشْرَقي: هو ابن شراحيل.
وأخرجه أبو يعلى (1018) من طريق ابن أبي شيبة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مختصرا أيضاً أبو يعلى (1017) عن محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، عن أبي خالد الأحمر، به.
وأخرجه أبو يعلى (1107) عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن أبي خالد الأحمر، عن الأعمش، به. وعن الأعمش، عن هلال بن يساف، عن ابن أبي ليلى. والأعمش، عن إبراهيم، به.
وأخرجه البخاري (5015)، وابن الضُّرَيْس في "فضائل القرآن"(256) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمشِ، عن الضحاك، به. وقرن به إبراهيم النخعي. قال البخاري: عن إبراهيم مرسل، وعن الضحاك المشرقي مسند.
قال الحافظ في "الفتح" 9/ 60: والمراد أن رواية إبراهيم النخعي عن أبي سعيد منقطعة، ورواية الضحاك عنه متصلة
…
ويؤخذ من هذا الكلام أن البخاري كان يطلق على المنقطع لفظ المرسل، وعلى المتصل لفظ المسند، والمشهور في الاستعمال أن المرسل ما يضيفه التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والمسند ما يضيفه الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشرط أن يكون ظاهر الإِسناد إليه الاتصال، وهذا الثاني لا ينافي ما أطلقه المصنف.
وسيأتي بالأرقام (11115) و (11181) و (11306) و (11392).
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، في الرواية رقم (6613).
رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللهِ، فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَلَيْهَا، وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، فَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا، وَلَا يَذْكُرُهَا لِأَحَدٍ، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ " (1).
11055 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي. عبد الله بن خَبَّاب: هو الأنصاري المدني.
وأخرجه الترمذي (3453)، والنسائي في "الكبرى"(10729) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(893) -، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(773)، والحاكم 4/ 392 من طريق قتيبة، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
قلنا: قد أخرجه البخاري (6985) و (7045)، وأبو يعلى (1363) من طرق عن يزيد ابن الهاد، به.
وفي الباب عن أبي قتادة عند البخاري (3292)، ومسلم (2261)، سيرد 5/ 296.
وعن جابر عند مسلم (2262)، سيرد 3/ 350.
قال السندي: قوله: "فإنما هي من الله"، أي: بشارة منه تعالى، وعلامة على لطفه ورحمته على عبده.
قوله: "من الشيطان"، أي: واقعة على رضاه وهواه، وإن كان كلاهما صادرة بخلقه وقدرته تعالى.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تُوَاصِلُوا، فَأَيُّكُمْ أَرَادَ أَنْ يُوَاصِلَ، فَلْيُوَاصِلْ حَتَّى السَّحَرِ " فَقَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ. قَالَ (1): " إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ لِي مُطْعِمٌ يُطْعِمُنِي، وَسَاقٍ يَسْقِينِي "(2).
(1) في (ظ 4): فقال.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه أبو داود (2361) عن قتيبة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (1963) و (1967)، والدارمي 2/ 8، وابن خزيمة (2073)، وابن حبان (3577)، والبيهقي في "السنن" 4/ 282 من طرق عن يزيد ابن الهاد، به.
وسيأتي بالأرقام (11251) و (11546) و (11570) و (11597) و (11822) و (11917).
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب، في الرواية رقم (4721).
قال السندي: قوله: "لا تواصلوا": من الوصال، وهو وصل الصيام بعضها ببعض من غير حلول إفطار بينهما.
قوله: "حتى السحر": بالجر، أي: إلى السحر، وقد جوَّز كثير منهم الوصال إلى السَّحَر، قيل: أطلق على الوصال إلى السحر اسم الوصال مشاكلة، وإلا فحقيقته أن لا يوجد الإفطار بين صومين.
قوله: "لست كهيئتكم"، أي: لست على حالكم، فالكاف بمعنى على، أو ليست هيئتي كهيئتكم، وعلى هذا ففي نسبة "لست" إلى المتكلم تجوز.
قوله: "لي مطعم": الجملة خبر أبيت.
قوله: "يطعمني"، أي: طعاماً لا يخل بالوصال، ولا يوجب الإِفطار. أو =
11056 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا حَلِيمَ إِلَّا ذُو عَثْرَةٍ (1)، وَلَا حَكِيمَ إِلَّا ذُو تَجْرِبَةٍ "(2).
= المراد: إني مواصل صورة، وبالنظر إلى طعام الدنيا، ولست بمواصل حقيقةً. أو المراد: أن الله تعالى يخلق فيَّ من القوة والصبر ما يغني عن الطعام والشراب، والله تعالى أعلم.
(1)
في (م): عزة، وهي تحريف.
(2)
إسناده ضعيف لضعف دَرَّاج: وهو ابن سمعان أبو السمح في روايته عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العُتْواري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن وهب: هو المصري، وعمرو بن الحارث: هو المصري.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(565)، والترمذي (2033)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1521، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 324، والخطيب في "تاريخه" 5/ 301 من طريق قتيبة، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلنا: لعل الترمذي تساهل فيه لأنه ليس من أحاديث الأحكام.
وأخرجه ابن حبان (193)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1256، 4/ 1521، والحاكم 4/ 293، والقضاعي (834) من طرق عن عبد الله بن وهب، به. قال ابن عدي: وهذا لا يرويه مِصْرِيٌّ عن ابن وهب، وإنما يرويه قوم غرباء ثقات سمعوه من ابن وهب بمكة، وليس هذا في نسخة عمرو بن الحارث من رواية ابن وهب، عنه. قلنا: ومع ذلك صححه الحاكم، ووافقه الذهبي! ..
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(565) عن سعيد بن عُفَير، عن يحيى بن أيوب الغافقي، عن ابن زحر، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد موقوفاً. =
11057 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ يُحَنَّسَ (1) مَوْلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ
= وهذا إسناد أصح إلا أن فيه عُبيد الله بن زحر، قال الذهبي في "المغني": مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب.
وسيأتي برقم (11661).
وقوله: "لا حكيم إلا ذو تجربة"، علقه البخاري في "صحيحه" عن معاوية موقوفاً في كتاب الأدب، باب: لا يلدغ المؤمن من جُحْر مرتين، وأخرجه متصلاً في "الأدب المفرد" (564) عن معاوية موقوفاً أيضاً بلفظ: لا حلم إلا تجربة.
قال السندي: قوله: "لا حكيم إلا ذو عثرة"، أي: إلا من وقع في خطيئة فأحب سترها، والعفو عنه، فيظهر له بذلك مقدار العفو عن الناس، فإنه يحلم ويعفو مهما أمكن، فيصير حليماً إن لم يكن الحلم له غريزة، ويكمل حلمه إن كان غريزة. وقيل: المعنى، لا يوصف المرء بالحلم حتى يركب الأمور، فيعثر فيها، فيعرف مواضع الخطأ فيتجنبها. ورُدَّ بأن هذا المعنى رجع إلى التجربة، فلا يظهر لتخصيص التجربة بالحكيم وجه، فالمعنى الأول أقرب.
قلنا: وقد حكم على الحديث أبو حفص عمر بن علي بن عمر القزويني بالوضع، ورد ذلك الحافظ ابن حجر في رسالته الأجوبة عن أحاديث المصابيح المطبوعة في نهاية "المشكاة" 3/ 1786، فقال: أخرجه أحمد والترمذي والحاكم من طريق عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، قال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: صحيح الإِسناد، قلت (القائل ابن حجر): وقد صحح ابن حبان هذه النسخة من رواية ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج أبي الهيثم، عن أبي سعيد، فأخرج كثيراً من أحاديثها في صحيحه.
(1)
قال السندي: هو بضم الياء، وفتح الحاء، وتشديد النون مكسورة أو مفتوحة.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْعَرْجِ، إِذْ عَرَضَ شَاعِرٌ يُنْشِدُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" خُذُوا الشَّيْطَانَ، أَوْ أَمْسِكُوا الشَّيْطَانَ، لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ رَجُلٍ قَيْحًا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يُحَنَّس مولى مصعب بن الزبير، فمن رجال مسلم. ليث: هو ابن سعد، وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي.
وأخرجه مسلم (2259)، والبيهقي في "السنن" 10/ 244 من طريق قتيبة، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (11368).
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب في الرواية رقم (4975).
قال السندي: قوله: بالعرج، هو بفتح عين مهملة، وسكون راء: قرية جامعة من عمل الفُرْع على نحو ثمانية وسبعين ميلاً من المدينة.
قوله: ينشد: من إنشاد الشعر.
قوله: "خذوا الشيطان": استدل به من يقول بكراهة الشعر مطلقاً، حيث سمَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الشاعر شيطاناً، والجمهور على أنه كلام حَسَنُهُ حَسَنٌ، وقبيحُهُ قبيحٌ، وأجابوا عن التسمية بأنه لعله كان كافراً، أو كان الشعر غالباً عليه، أو كان شعره مذموماً، فلا يَلْزَم منها أن يكون كل شاعرٍ شيطاناً.
قوله: "لأن يمتلئ": قالوا: المراد أن يكون الشعر غالباً عليه، بحيث يشغله عن القرآن وغيره من العلوم الشرعية، وذكر الله تعالى، وهذا مذموم من أي شعر كان، فأما إذا كان القرآن وغيره هو الغالب عليه، فلا يضره اليسير من الشعر، لعدم امتلاء الجوف منه حينئذٍ.
11058 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ:" لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُجْعَلَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ، يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ (1)، يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ "(2).
11059 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ الْحَنَّاطِ (3) قَالَ:
(1) في (ظ 4) و (س) و (ق) و (ص) و (م): كعبه، والمثبت من هامشي (س) و (ص)، وهو الموافق لرواية مسلم، ورواية أحمد التي ستأتي برقم (11470) من طريق قتيبة نفسه.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، وعبد الله بن خباب: هو الأنصاري المدني.
وأخرجه مسلم (210)، وابن منده في "الإيمان"(968) من طريق قتيبة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (3885)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 347 من طريقين، عن الليث، به.
وأخرجه البخاري (6564)، وأبو يعلى (1360)، وأبو عوانة 1/ 97، 98، وابن منده في "الإيمان"(968)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 347 من طرق عن يزيد ابن الهاد، به.
وسيأتي برقم (11520)، وسيكرر برقم (11470)، وانظر (11100).
وفي الباب عن العباس، سلف برقم (1763)، وسلف بيان معناه هناك.
وعن ابن عباس، سلف برقم (2636).
(3)
في (س) و (ص) و (ق) و (م): الخياط، والمثبت من (ظ 4)، وقال ابن =
شَهِدْتُ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْفِطْرَ بِالْمَدِينَةِ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ، فَسَأَلَهُ: كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَأَخْبَرَهُ أَبُو سَعِيدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يَخْطُبَ، فَصَلَّى يَوْمَئِذٍ قَبْلَ الْخُطْبَةِ (1).
11060 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَرَّحَتْنِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْأَلُهُ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَعَدْتُ، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَنِي، فَقَالَ:" مَنْ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ، وَمَنْ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ، وَمَنْ اسْتَكْفَى كَفَاهُ اللهُ، وَمَنْ سَأَلَ وَلَهُ قِيمَةُ أُوقِيَّةٍ فَقَدْ أَلْحَفَ "، قَالَ: فَقُلْتُ: نَاقَتِي الْيَاقُوتَةُ هِيَ خَيْرٌ مِنْ أُوقِيَّةٍ، فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَسْأَلْهُ (2).
= حجر في "التعجيل": هو بالمهملة والنون، ووقع في "أطراف المسند" 6/ 385: أبو يعفور الخياط، وهو تحريف.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي يعقوب الحَنَّاط، وهو من رجال التعجيل، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ليث: هو ابن سعد، وخالد بن يزيد: هو الجُمَحي المصري.
وسيأتي نحوه بالأرقام (11315) و (11316) و (11381) و (11507) و (11508) و (11539) و (11263).
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب في الرواية رقم (4602).
(2)
إسناده قوي، عبدُ الرحمن بن أبي الرِّجَال وثقه ابنُ معين والدارقطني، وقال ابن معين في موضع آخر: لا بأس به، وقال أبو داود: أحاديث عمرة يجعلها =
11061 -
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى (1)، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ نَحْوَهُ (2).
11062 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي الْقَارِي (3)، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَبِيعُوا
= كلها عن عائشة، وقال في موضع آخر: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صالح، وقال ابنُ عدي: أرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه النسائي 5/ 98 عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.
وقد سلف قوله: "ومن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف" برقم (11044). وخرجناه هناك.
قال السندي: قوله: سَرَّحَتني أمي: بتشديد الراء، أي: أرسلتني.
ومن استكف كفاه الله: هكذا في غالب الأصول: استكف، بلا ألف، والظاهر ثبوت الألف، وكأنها حُذفت تخفيفاً، كما حذفت الياء من قوله:{والليل إذا يَسْرِ} لذلك، ثم وجدتُ أصلاً قديماً فيه علامة قراءة الحافظ ابن حجر فيه وغيره ممن سلف، وقد أصلح بكتابة الألف فيه بعد أن كان في الأصل كما في غالب الأصول، وبالجملة فاللفظُ من الكفاية لا من الكفِّ، فإنه بعيد، والله تعالى أعلم.
قلنا: رواية النسائي -كما في المطبوع منه-: استكفى، بالألف.
(1)
وقع هذا الحديث في (ظ 4) على أنه من زيادات عبد الله، وأشير إليها في (س)، وجاء في بقية النسخ الخطية من حديث الإمام أحمد، ولم يورد الحافظ ابن حجر هذا الطريق في "أطراف المسند" 6/ 269.
(2)
إسناده قوي، وهو مكرر ما قبله.
(3)
في (ق): زيادة: من القارة، وهي نسخة في هامش (س).
الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ، وَلَا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ، إِلَّا وَزْنًا بِوَزْنٍ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، سَوَاءً بِسَوَاءٍ ". وقَالَ:" إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ (1) "(2).
11063 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا اشْتَهَى
(1) قوله: "إذا اشتدَّ الحر، فأبردوا بالصلاة، فإن شدَّة الحر من فيح جهنم" ليس في (ظ 4)، وهي في هامش (س) و (ص) نسخة.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل: وهو ابن أبي صالح ذكوان السَّمَّان، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً. قتيبة: هو ابن سعيد البَلْخي، ويعقوب القاري: هو ابن عبد الرحمن بن محمد الإِسكندراني.
وقوله: لا تبيعوا الذهب بالذهب
…
أخرجه مسلم (1584)(77) عن قتيبة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 67، وفي "شرح مشكل الآثار"(6107) من طريق ابن وهب، عن يعقوب، به.
وأخرجه الطيالسي (2181) من طريق وهيب بن خالد، عن سهيل، به.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (14546)، والحميدي (744) من طريق عمرو بن دينار، عن أبي صالح، به، وفيه قصة مع ابن عباس.
وقد سلف نحوه برقم (11006)، وسيأتي بالأرقام (11429) و (11430) و (11431).
وقوله: "إذا اشتد الحر
…
"، سيرد تخريجه في الرواية رقم (11490).
الْمُؤْمِنُ الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ، كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ كَمَا يَشْتَهِي " (1).
(1) إسناده حسن، عامر الأحول مع أنه من رجال مسلم مختلف فيه، فقد وثقه أبو حاتم وابن معين، وقال ابن عدي: لا أرى برواياته باساً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه أحمد والنسائي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. علي بن عبد الله: هو المديني، ومعاذ بن هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وأبو الصديق الناجي: هو علي بن داود.
وأخرجه الترمذي (2563)، وابن ماجه (4338)، والدارمي 2/ 337، وأبو يعلى (1051)، وابن حبان (7404)، وأبو الشيخ في "العظمة"(587)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(275) من طرق عن معاذ بن هشام، بهذا الإِسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال ابن القيم في "حادي الأرواح" ص 312: إسناد حديث أبي سعيد على شرط الصحيح، فرجاله محتج بهم فيه، ولكنه غريب جداً.
وأخرجه هناد في "الزهد"(93)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(939)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(275) من طريق أبان بن أبي عياش، عن أبي الصِّدِّيق، به. وأبان هذا متروك، فلا يفرح بهذا الطريق.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(440) من طريق سلام بن سليمان، عن سلام الطويل، عن زيد العَمِّي، عن أبي الصديق، به، وقال: هذا إسناد ضعيف بمرَّة.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(442)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(275)، وفي "ذكر أخبار أصبهان" 2/ 296 من طريق يحيى بن حفص الأسدي، عن عمرو بن العلاء، عن جعفر بن زيد العبدي، عن أبي الصديق، به. ويحيى بن حفص لم نهتد إلى ترجمته فيما بين أيدينا من مصادر.
وسيكرر برقم (11764). =
11064 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْعَرَاجِينَ يُمْسِكُهَا فِي يَدِهِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَرَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَحَتَّهَا بِهِ حَتَّى أَنْقَاهَا (1)(2).
= قال الترمذي: وقد اختلف أهل العلم في هذا، فقال بعضهم: في الجنة جماع ولا يكون ولد، هكذا روي عن طاووس ومجاهد وإبراهيم النخعي. وقال محمد -يعني البخاري-: قال إسحاق بن إبراهيم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعة واحدة كما يشتهي، ولكن لا يشتهي. قال محمد: وقد روي عن أبي رزين العقيلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أهل الجنة لا يكون لهم فيها ولد.
قلنا: حديث أبي رزين سيرد بطوله في "المسند" 4/ 13 - 14، وهو من زوائد عبد الله بن أحمد، وإسناده ضعيف. وقد بسط هذه المسألة الخلافية البيهقي في "البعث والنشور" ص 220 - 221، وابن القيم في "حادي الأرواح" ص 312 - 321 (طبعة مؤسسة الرسالة)، فليراجعها من يشاء.
(1)
في هامشي (س) و (ص): ألقاها، نسخة.
(2)
إسناده قوي من أجل ابن عجلان: وهو محمد، فقد روى له مسلم متابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعياض بن عبد الله: هو ابن سَعْد بن أبي سَرْح.
وحَكَّ النبي صلى الله عليه وسلم النخامة في قبلة المسجد، سلف بإسنادٍ صحيح برقم (11025)، وسيأتي مطولاً برقم (11185).
وحكُّه صلى الله عليه وسلم النُّخامة بالعرجون له شاهد من حديث جابر عند أبي داود (485).
قال السندي: قوله: "يحب العراجين": جمع عرجون، وهو عود أصفر، فيه شماريخ العذق.
11065 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ (1)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْجَرِّ أَنْ يُنْبَذَ (2) فِيهِ، وَعَنِ التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ أَنْ يُخْلَطَ بَيْنَهُمَا، وَعَنِ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ أَنْ يُخْلَطَ بَيْنَهُمَا (3).
(1) في (ظ 4): قال: حدثني أبو نضرة، وأشير إلى لفظة "حدثني" في هامش (س) أنها نسخة.
(2)
في (ظ 4) و (ق): ينتبذ، وهي نسخة في هامش (س) و (ص).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نَضْرة، وهو: المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان.
وأخرجه بتمامه الترمذي (1877)، وأبو عوانة 5/ 281، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 36، 99 من طرق عن سليمان التيمي، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
والنهي عن الانتباذ بالجر أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 124 (3860)، ومسلم (1996)، وأبو عوانة 5/ 297 - 298، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 226 من طرق عن سليمان التيمي، به، وهذا النهي منسوخ عند الجمهور، وناسخه في "صحيح مسلم".
والنهي عن الخلط بين التمر والزبيب، والبسر والتمر، أخرجه مسلم (1987)(20)، وأبو يعلى (1177)، وأبو عوانة 5/ 282، وابن حبان (5378) من طرق عن سليمان التيمي، به.
وقد سلف برقم (10991).
11066 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، يُجَاءُ بِالْمَوْتِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ، فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قَالَ: فَيَشْرَئِبُّونَ، فَيَنْظُرُونَ، وَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ، قَالَ: فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قَالَ: فَيَشْرَئِبُّونَ، فَيَنْظُرُونَ، وَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ، قَالَ: فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُذْبَحُ، قَالَ: وَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ لَا (1) مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ لَا (2) مَوْتَ "، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} [مريم: 39]، قَالَ: وَأَشَارَ بِيَدِهِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِهِ: فِي غَفْلَةٍ، قَالَ: أَهْلُ الدُّنْيَا فِي غَفْلَةِ الدُّنْيَاَ (3). قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِهِ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، يُجَاءُ بِالْمَوْتِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ (4).
(1) في (س): ولا، في هذا الموضع والذي سيأتي، وأشير إلى الواو أنها نسخة، وورد عند البخاري ومسلم والطبري والبيهقي: فلا، بالفاء.
(2)
في (ظ 4): خلوداً ولا موت.
(3)
من قوله: قال محمد بن عبيد في حديثه
…
إلى هنا، سقط من (م).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ومحمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن =
11067 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
= مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه مسلم (2849)(40)، والطبري في "التفسير" 16/ 87 - 88، والآجري في "الشريعة" ص 401، والبيهقي في "البعث والنشور"(640) من طرق عن أبي معاوية، بهذا الإِسناد.
وأخرجه هنّاد في "الزهد"(213)، ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(11316)، وفي "التفسير"(336) عن محمد بن عبيد، به.
وأخرجه هنّاد في "الزهد"(213)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(914)، والبيهقي في "البعث والنشور"(640)، من طريق يعلى بن عبيد، والبخاري (4730) من طريق حفص بن غياث، ومسلم (2849)(41)، وأبو يعلى (1175) من طريق جرير، والترمذي (3156) من طريق أبي المغيرة، أربعتهم عن الأعمش، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه بنحوه مختصراً ابنُ المبارك في "الزهد"(281)(زيادات نعيم بن حماد)، والترمذي (2558)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(106)، من طريق فضيل بن مرزوق، عن عطية العوقي، عن أبي سعيد، مرفوعاً.
وقد خالف المذكورين آنفاً وهم محمد بن عبيد ويعلى بن عبيد وجرير وغيرهم أسباطُ بنُ محمد فرواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، كما هو عند النسائي في "الكبرى"(11317)، والطبري في "التفسير" 16/ 88، وكذلك رواه عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، كما سبق في "المسند"(9449)، قال الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 7: والصحيح حديث أبي سعيد الخدري. قلنا: يعني من طريق أبي صالح.
وسيرد مختصراً برقم (11073/ ب).
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5993)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب. =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلِي وَمَثَلُ النَّبِيِّينَ مِنْ قَبْلِي (1) كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَتَمَّهَا إِلَّا لَبِنَةً وَاحِدَةً، فَجِئْتُ أَنَا فَأَتْمَمْتُ تِلْكَ اللَّبِنَةَ "(2).
11068 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]، قَالَ:" عَدْلًا "(3).
= قال السندي: قوله: كأنه كبش أملح: هو ما بياضه أكثر من سواده، وقيل: النقي البياض.
فيشرئبون: هو بهمز وباء مشددة بعده، أي: يرفعون رؤوسهم لينظروا إليه.
وقد مضى بقية شرحه في حديث ابن عمر (5993)، وانظر "فتح الباري" 11/ 421.
(1)
قوله: "من قبلي": ليست في (ظ 4)، وأشير إليها في (س) و (ص) أنها نسخة.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 499، ومسلم (2286)(22) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3535)، ومسلم (2286)(20)، وسلف 2/ 256 - 257.
وعن جابر عند البخاري (3534)، ومسلم (2287)(23)، وسيرد 3/ 361.
وعن أبي بن كعب، سيرد 5/ 137.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي (2961)، والنسائي في "التفسير"(26)، وأبو يعلى =
11069 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَاحِبَ الصُّورِ، فَقَالَ:" عَنْ يَمِينِهِ جِبْرِيلُ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِيكَائِيلُ عليهم السلام "(1).
= (1207)، وابن حبان (7216) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبري في "تفسيره"(2165) و (2166) من طريقين عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره"(2167)، والحاكم 2/ 268 من طريقين عن الأعمش، موقوفاً.
ووهم الهيثمي فأورده في "مجمع الزوائد" 6/ 316، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وهو ليس على شرطه.
قال السندي: قوله: "قال: عدلاً": إذ التوسط في العدالة، وطرفاها إفراط وتفريط.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (11271) و (11283) و (11558).
(1)
إسناده ضعيف لضعف عطية العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد الطائي، فمن رجال البخاري، وهو ثقة.
وأخرجه أبو داود (3999)، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 95، والحاكم 2/ 264 من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وعن ابن أبي داود: صاحب القرن. وتحرفت في المطبوع إلى: "القرآن"!
وأخرجه بنحوه أبو داود (3998)، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 95، وأبو الشيخ في "العظمة"(379)، والحاكم 2/ 264 من طرق عن الأعمش، به. =
11070 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ ثَلَاثِينَ رَاكِبًا، قَالَ: فَنَزَلْنَا بِقَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ: فَسَأَلْنَاهُمْ أَنْ يُضَيِّفُونَا، فَأَبَوْا، قَالَ: فَلُدِغَ سَيِّدُهُمْ، قَالَ: فَأَتَوْنَا، فَقَالُوا: فِيكُمْ أَحَدٌ يَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ أَنَا، وَلَكِنْ لَا أَفْعَلُ حَتَّى تُعْطُونَا شَيْئًا. قَالُوا: فَإِنَّا نُعْطِيكُمْ ثَلَاثِينَ شَاةً، قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهَا {الْحَمْدُ} (1) سَبْعَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَبَرَأَ. قَالَ: فَلَمَّا قَبَضْنَا الْغَنَمَ قَالَ: عَرَضَ فِي أَنْفُسِنَا مِنْهَا، قَالَ: فَكَفَفْنَا حَتَّى أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: فَقَالَ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ! اقْسِمُوهَا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ "(2).
= وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، السالف برقم (6507).
(1)
في (م): الحمد لله.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة -وهو المنذر بن مالك بن قُطَعة العَبْدي العَوَقي- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً، أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وجعفر بن إياس: هو أبو بشر.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 53 - 54، والترمذي (2063)، والنسائي في "الكبرى"(10869) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1030) -، وابنُ ماجه (2156)، وابنُ السُّنِّي (641)، والدارقطني 3/ 63 من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. =
11071 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَصِيرٍ (1).
= وأخرجه عبدُ بنُ حُميد (866)، والنسائي في "الكبرى"(10866) و (10869) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1030) -، وابنُ حبان (6112)، وابنُ السني (641) أيضاً، والدارقطني 3/ 64، والحاكم 1/ 559 من طرق عن الأعمش، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذا السياق، ووافقه الذهبي.
وقد سلف برقم (10985) من طريق هُشَيم، وسيرد برقم (11399) من طريق شعبة، كلاهما عن أبي بشر جعفر بن إياس، عن أبي المتوكل، بدل أبي نضرة، وتابعهما أبو عوانة، كما ذكرنا في تخريج (10985)، وخالفهم الأعمش في هذه الرواية، فجعل أبا نضرة بدل أبي المتوكل، وقد ذكر الترمذي أن طريق شعبة أصح من طريق الأعمش، وقال ابن ماجه: إنها الصواب، وذكر الحافظ في "الفتح" 4/ 455 أن الدارقطني رجَّحها في "العلل"، ولم يُرجِّح في "السنن" شيئاً، وكذا النسائي، ثم قال الحافظ: والذي يترجَّح في نقدي أن الطريقين محفوظان لاشتمال طريق الأعمش على زياداتٍ في المتن ليست فٍي رواية شعبة ومن تابعه، فكأنه كان عند أبي بشر عن شيخين، فحدث به تارةً عن هذا، وتارةً عن هذا، ولم يُصب ابنُ العربي في دعواه أنَّ هذا الحديث مضطرب، فقد رواه عن أبي سعيد أيضاً معبد بن سيرين، وسليمان بن قَتَّة.
قلنا: رواية معبد بن سيرين ستأتي برقم (11787).
ورواية سليمان بن قَتَّة ستأتي برقم (11472).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي سفيان: وهو طلحة بن نافع الواسطي، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً =
11072 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَاضِعًا طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ (1).
11073/ أ - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ،
= بغيره. جابر: هو ابن عبد الله الصحابي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 398، ومسلم (519)(285) و (661)(271)، وابن ماجه (1029)، وابن خزيمة (1004) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (519)(284) و (661)(271)، والترمذي (332)، وابن حبان (2307)، من طريقين عن الأعمش، به.
وسيأتي بالأرقام (11489) و (11563).
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2061).
وعن أنس بن مالك عند البخاري (380)، ومسلم (658)، وسيرد 3/ 119.
وعن ميمونة عند البخاري (381)، ومسلم (513) 1/ 458، سيرد 6/ 330.
وعن المغيرة بن شعبة عند أبي داود (659)، وسيرد 4/ 254.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه مسلم (519)(285) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد.
وسيأتي بالأرقام (11116) و (11493) و (11519) و (11562).
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2320).
وعن أبي هريرة، سلف برقم 2/ 255.
وعن أنس، سيرد 3/ 262.
وعن جابر، سيرد 3/ 294.
وعن عمر بن أبي سلمة، سيرد 4/ 26.
وانظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، السالف برقم (6356).
عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أَخْرَجَ مَرْوَانُ الْمِنْبَرَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، وَلَمْ يَكُنْ (1) يُخْرَجُ بِهِ، وَبَدَأَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَكُنْ يُبْدَأُ بِهَا قَالَ (2): فَقَامَ رَجُلٍ فَقَالَ: يَا مَرْوَانُ خَالَفْتَ السُّنَّةَ، أَخْرَجْتَ الْمِنْبَرَ فِي (3) يَوْمِ عِيدٍ، وَلَمْ يَكُ (4) يُخْرَجُ بِهِ (5) فِي يَوْمِ عِيدٍ، وَبَدَأْتَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَكُنْ يُبْدَأُ بِهَا (6). قَالَ: فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يُغَيِّرَهُ بِيَدِهِ فَلْيَفْعَلْ، - وَقَالَ مَرَّةً: فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ (7) - فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ بِيَدِهِ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ بِلِسَانِهِ (8) فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ (9) أَضْعَفُ الْإِيمَانِ "(10).
(1) في (ظ 4): يك في الموضعين، وفي (ق): في الموضع الأول، وأشير إلى الأول في هامش (س) على أنها نسخة.
(2)
في (ظ 4) و (س): فقال.
(3)
لفظ "في" ليس في (ق) و (ص) و (م).
(4)
في (ق): يكن.
(5)
في (ظ 4): ولم تك تخرج به.
(6)
في (ظ 4): ولم تكن تبدأ بها.
(7)
لفظ "بيده" ليس في (ظ 4).
(8)
لفظ "بلسانه" ليس في (ظ 4).
(9)
في (ظ 4): وذاك.
(10)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إسماعيل بن رجاء: وهو ابن ربيعة الزُّبيدي، وأبيه، فمن رجال مسلم، وقد توبعا. والقائل: "وعن قيس
…
" هو الأعمش، سليمان بن مهران. قيس بن مسلم: هو الجَدَلي.
وأخرجه مسلم (49)(79)، وأبو داود (1140) و (4340)، وابن ماجه (1275) و (4013)، وأبو يعلى (1203)، وابن حبان (307)، والبيهقي في "السنن" 3/ 296 - 297 من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو يعلى (1009)، والبيهقي 3/ 296 - 297، 7/ 265 - 266 من طريق ابن نمير، عن الأعمش، عن إسماعيل، عن أبيه، به.
وأخرجه النسائي 8/ 112 من طريق مالك بن مِغْوَل، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي سعيد، به.
وسيأتي بالأرقام (11150) و (11460) و (11492) و (11514) و (11876)، وانظر (11059).
قال السندي: قوله: "فبلسانه"، أي: فلينكره بلسانه. وكذا قوله: "فبقلبه"، أي: فلينكره بقلبه، أو فليكرهه بقلبه، وليس المراد فليغيره بلسانه أو بقلبه. أما في القلب فظاهر، وأما في اللسان فلأن المفروض أنه لا يستطيع أن يغير باليد، فكيف يغيره باللسان، إلا أن يقال: قد يمكن التغيير بطيب الكلام مع عدم استطاعة التغيير باليد، لكن ذاك نادر، قليل جداً، وليس الكلام فيه، لأن مثله ينبغي أن يتقدَّم على التغيير باليد إن أمكن التغيير به.
قوله: "وذلك أضعف الإيمان"، أي: الإنكار بالقلب فقط، لضعف في نفسه، فلا يكتفي به إلا من لا يستطيع غيره، نعم، إذا اكتفى به من لا يستطيع غيره، فليس منه بأضعف، فإنه لا يستطيع غيره، والتكليف بالوسع.
وقد شرح هذا الحديث الإمام النووي في "شرح مسلم" 2/ 22 - 24، فقال: أما قوله: "فليغيره" فهو أمر إيجاب بإجماع الأمة، وقد تطابق على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وهو أيضاً من النصيحة =
11073/ب - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ: {وَهُمْ فِي
= التي هي الدين، وأما قول الله عز وجل:{عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} فليس مخالفاً لما ذكرناه، لأن المذهب الصحيح عند المحققين في معنى الآية: إنكم إذا فعلتم ما كلفتم به، فلا يضركم تقصير غيركم، مثل قوله تعالى:{ولا تزر وازرة وزر أخرى} ، وإذا كان كذلك، فمما كُلف به الأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا فعله ولم يَمتثِلِ المخاطب، فلا عتب بعد ذلك على الفاعل، لكونه أدى ما عليه، فإنما عليه الأمر والنهي لا القبول. ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية إذا قام به بعض الناس سقط الحرج عن الباقين، وإذا تركه الجميع أثم كل من تمكن منه بلا عذر ولا خوف، وقال العلماء: ولا يشترط في الآمر والناهي أن يكون كامل الحال ممتثلاً ما يأمر به، مجتنباً ما ينهى عنه، بل عليه الأمر وإن كان مخلًّا بما يأمر به، والنهي وإن كان متلبساً بما ينهى عنه، فإنما يجب عليه شيئان: أن يأمر نفسه وينهاها، ويأمر غيره وينهاه، فإذا أخلَّ بأحدهما كيف يباح له الإِخلال بالآخر.
ثم إنه إنما يأمر وينهى من كان عالماً بما يأمر به وما ينهى عنه، وذلك يختلف باختلاف الشيء، فإن كان من الواجبات الظاهرة والمحرمات المشهورة كالصلاة والصيام والزنى والخمر ونحوها، فكل المسلمين علماء بها، وإن كان من دقائق الأفعال والأقوال ومما يتعلق بالاجتهاد، لم يكن للعوام مدخل فيه، ولا لهم إنكاره، بل لك للعلماء.
ثم العلماء إنما ينكرون ما أجمع عليه، أما المختلف فيه، فلا إنكار فيه، لأن على أحد المذهبين: كل مجتهد مصيب، وهذا هو المختار عند كثير من المحققين أو أكثرهم، وعلى المذهب الآخر: المصيبُ واحد، والمخطئ غير متعين لنا، والإثم مرفوع عنه.
غَفْلَةٍ} [مريم: 39]، قَالَ:" فِي الدُّنْيَا "(1).
11074 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَالَ حِينَ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، غَفَرَ اللهُ لَهُ ذُنُوبَهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ رَمْلِ عَالِجٍ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ عَدَدِ (2) وَرَقِ الشَّجَرِ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11331) و (11332)، وفي "التفسير"(351) و (352)، وأبو يعلى (1120) و (1224)، من طرق عن أبي معاوية، بهذا الإِسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (11066).
(2)
كلمة "مثل" ليست في (ص) و (ق) و (ظ 4)، وأشير في (س) إلى أنها نسخة.
(3)
إسناده ضعيف جداً، عبيد الله بنُ الوليد الوصّافي، قال أحمد: ليس بمحكم الحديث، يُكتب حديثه للمعرفة، وقال يحيى وأبو داود: ليس بشيء، وقال يحيى في موضع آخر وأبو زرعة وأبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال النسائي والفلاس: متروك الحديث، وقال العقيلي: في حديثه مناكير لا يتابع على كثير من حديثه، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الإثبات، وقال ابن عدي: ضعيف الحديث جداً، يتبين ضعفه على حديثه، وعطيّة =
11075 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ: أَسَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فِي الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةِ بِالْفِضَّةِ؟ قَالَ: سَأُخْبِرُكُمْ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ، جَاءَهُ صَاحِبُ تَمْرِهِ بِتَمْرٍ طَيِّبٍ، وَكَانَ تَمْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ: اللَّوْنُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا التَّمْرُ الطَّيِّبُ؟ (1) " قَالَ: ذَهَبْتُ بِصَاعَيْنِ مِنْ تَمْرِنَا، وَاشْتَرَيْتُ (2) بِهِ صَاعًا مِنْ هَذَا. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرْبَيْتَ " قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ:
= العَوْفي ضعيفٌ أيضاً. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه الترمذي (3397)، والبيهقي مختصراً في "الأسماء والصفات" ص 112 - 113، والبغوي (1320) من طرق عن أبي معاوية، بهذا الإِسناد، وعند الترمذي والبغوي زيادة: وإن كانت مثل عدد أيام الدنيا. قال الترمذي: هذا حديث حسن! غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الوصافي عبيد الله بن الوليد.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الدعاء"(1785) من طريق أشعث بن شعبة، عن عصام بن قدامة، عن عبيد الله بن الوليد الوصّافي، به، دون تقييد بوقت الإِيواء إلى الفراش.
وأخرجه الطبراني أيضاً (1784) من طريق عثمان بن هارون القرشي، عن عصام بن قدامة، عن عطية العوفي، به، بإسقاط عبيد الله بن الوليد الوصافي بين عصام وعطية، وعثمان بن هارون القرشي لم نعرفه، فلعله هو الذي أسقطه، فقد مرّ آنفاً قول الترمذي في الحديث أنه لا يعرف إلا من حديث الوصافي.
(1)
أُشير في (س) و (ص) إلى كلمة "الطيب" أنها نسخة.
(2)
في (ظ 4): فاشتريت.
فَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ أَرْبَى، أَمِ الْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ؟ (1).
11076 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ (2) مِنْ رَمَضَانَ، وَهُوَ يَلْتَمِسُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ قَبْلَ أَنْ تُبَانَ لَهُ، فَلَمَّا تَقَضَّيْنَ (3) أَمَرَ بِبُنْيَانِهِ فَنُقِضَ، ثُمَّ أُبِينَتْ لَهُ أَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ،
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو معاوية -وهو محمد بن خازم الضرير- من رجال الشيخين، وباقي رجاله من رجال مسلم. أبو نَضْرة: هو المنذرُ بنُ مالك العَوَقي العَبْدي.
وقد سلف بأخصر منه برقم (10992).
قال السندي: قوله: ثم قال أبو سعيد: التمر بالتمر أربى أم الفضة بالفضة إلخ
…
قوله: أربى، أي: أكثر ربا، وظاهره أنه أخذ حكم الذهب والفضة من دلالة حديث التمر، ولم يسمعه، وقد جاء ما يقتضي سماعه، فلعله ذكر الدلالة ليُقرِّبَ إليه الرِّبا في الذهب والفضة، لكن في الدلالة بحثٌ، لأنَّ لُزُوم الربا في اتحاد الجنس إنما هو فرع كون المال ربوياً، وإلا فيجوز الجَمَلُ بالجملين، ولا يلزم من كون المكيل كالتمر ربوياً كون الموزون كالذهب ربوياً، والله تعالى أعلم.
قال النووي: ذكر أبو سعيد هذا الطريق من الاستدلال، لأنه لم يحضره شيء من أحاديث النهي، وإلا فالأحاديثُ أقوى في الاستدلال، لأنها نصٌّ.
قلنا: قد روى أبو سعيد نفسه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث النهي عن الذهب بالذهب والفضة بالفضة فيما أخرجه مسلم (1584)، وهو نصٌّ في التحريم.
(2)
في (ظ 4): الوسُط، وأشير إليها في (س) و (ص) أنها نسخة.
(3)
في (س) و (ص): انقضين، وهي الموافقة لرواية مسلم.
فَأَمَرَ بِالْبِنَاءِ فَأُعِيدَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ، ثُمَّ خَرَجَ (1) عَلَى النَّاسِ فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهَا أُبِينَتْ لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ، فَخَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِهَا، فَجَاءَ رَجُلَانِ يَحِيفَانِ (2) مَعَهُمَا الشَّيْطَانُ، فَنُسِّيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ " فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ؛ إِنَّكُمْ أَعْلَمُ بِالْعَدَدِ مِنَّا، قَالَ: أَنَا أَحَقُّ بِذَاكَ (3) مِنْكُمْ، فَمَا التَّاسِعَةُ وَالسَّابِعَةُ وَالْخَامِسَةُ؟ قَالَ: تَدَعُ الَّتِي تَدْعُونَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَالَّتِي تَلِيهَا التَّاسِعَةُ، وَتَدَعُ الَّتِي تَدْعُونَ ثَلَاثَةً وَعِشْرِينَ وَالَّتِي (4) تَلِيهَا السَّابِعَةُ، وَتَدَعُ الَّتِي تَدْعُونَ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ وَالَّتِي تَلِيهَا الْخَامِسَةُ (5).
(1) في (ظ 4) و (س): فخرج، وجاء في هامش (س): ثم خرج، وعليها علامة الصحة.
(2)
هكذا في النسخ الخطية، قال السندي: وفي نسخ المسند قد ضبطه بعضهم على لفظ المضارع من الحيف بمعنى الجور والظلم، وبعضهم على لفظ تثنية النحيف بمعنى الضعيف.
قلنا: ورواية مسلم: يحتقَّان، قال النووي: هو بقاف، ومعناه: يطلب كل واحد منهما حقَّه، ويدَّعي أنه المحق. وفي رواية أخرى عنده: يختصمان. وهي عند أبي يعلى أيضاً.
(3)
في (ق): بذلك، وهي نسخة في هامش (س) و (ص). وهي الموافقة لرواية مسلم.
(4)
في (ظ 4): فالتي.
(5)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة، وسماعه من الجريري قبل الاختلاط. =
11077 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ (1)، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ،
= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3405)، وأبو يعلى (1324) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (1167)(217)، وأبو داود (1383)، وأبو يعلى (1076)، وابن خزيمة (2176)، وابن حبان (3661) و (3687)، والبيهقي في "السنن" 4/ 308 من طرق عن الجُريري، به.
وسيأتي نحوه برقم (11679)، وانظر (11186).
وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت عند البخاري (2023)، وسيرد 5/ 313.
وآخر من حديث ابن عباس، سلف برقم (2052).
قال السندي: قوله: فقلت يا أبا سعيد. قال الأُبي في "شرح مسلم": لما احتملت هاهنا أن تكون تاسعة ما مضى أو تاسعة ما بقي سأله، وقال: أنتم أعلم بهذا العدد. اهـ. قلت (القائل السندي): ولعله سأله لأنه قدّم التاسعة على السابعة والخامسة.
قوله: والتي تليها التاسعة: هذا التفسير لا يناسب ما ورد من التماس ليلة القدر في الأوتار، وكذا ما ظهر أنها كانت في تلك السنة ليلة إحدى وعشرين، إلا أن يجاب عن الأول: بأن المراد أوتار ما بقي، لا أوتار ما مضى، فإن طريقة العرب في التاريخ. إذا جاوزوا نصف الشهر فإنما يؤرخون بالباقي منه لا بالماضي، ولذلك جاء في حديث ابن عباس مرفوعاً:"التمسوها في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى"، وقد جاء عن مالك أن التاسعة ليلة إحدى وعشرين، والسابعة ليلة ثلاث وعشرين، والخامسة ليلة خمس وعشرين، لكن جاء أنه رجع عنه بعد ذلك. قلت (القائل السندي): بنى عن مالك على نقصان الشهر، وبنى عن أبي سعيد على تمامه، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ظ 4): زيد، وهو تصحيف.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَإِنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ، وَلَكِنْ نَاسٌ (1) - أَوْ كَمَا قَالَ - تُصِيبُهُمُ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ، - أَوْ قَالَ: بِخَطَايَاهُمْ (2) - فَيُمِيتُهُمْ إِمَاتَةً، حَتَّى إِذَا صَارُوا فَحْمًا أُذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ، فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ (3) ضَبَائِرَ، فَيُبَثُّوا (4) عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ "، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ حِينَئِذٍ: كَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ كَانَ بِالْبَادِيَةِ (5).
(1) في هامش (س) و (ص): أناس، نسخة.
(2)
في (ظ 4): خطاياهم.
(3)
في (ظ 4): ضبائراً، هو خطأ.
(4)
في (س) و (ص) و (م): فنبتوا، وفي هامش (س) فينبتوا -وهي نسخة السندي، وقال: من حذف النون للتخفيف، وهو موجود في اللغة-، وفي هامش (ص): فينبتون، والمثبت من (ظ 4) و (ق)، وهو الموافق لرواية مسلم.
(5)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم، سعيد بن يزيد: هو أبو مسلمة الأزدي البصري.
وأخرجه حسين المروزي في زيادات "زهد" ابن المبارك (1269)، وأبو يعلى (1097) و (1370)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 279 - 280، وابن حبان (7485)، وابن منده في "الإيمان"(832) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (185)(306)، وابن ماجه (4309)، والدارمي =
11078 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا (1) ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: فَرَدَّ الْحَدِيثَ حَتَّى رَدَّهُ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ذُكِرَ ذَلِكَ (2) عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " وَمَا ذَاكُمْ؟ " قَالُوا: الرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الْمَرْأَةُ تُرْضِعُ، فَيُصِيبُ مِنْهَا، وَيَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ مِنْهُ، وَالرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الْجَارِيَةُ، فَيُصِيبُ مِنْهَا، وَيَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ مِنْهُ؟ فَقَالَ:" فَلَا (3) عَلَيْكُمْ أَنْ تَفْعَلُوا ذَاكُمْ، فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ " قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَحَدَّثْتُ بِهِ الْحَسَنَ، فَقَالَ: " فَلَا (3) عَلَيْكُمْ لَكَأَنَّ (4) هَذَا زَجْرٌ (5).
= 2/ 331 - 332، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 282، وابن حبان (184)، والآجري في "الشريعة" ص 345، وابن منده في "الإيمان"(829) و (831) و (833) من طرق عن سعيد بن يزيد، به.
وقد سلف برقم (11016).
قال السندي: قوله: "فجيء بهم ضبائر"، أي: جماعات.
(1)
في (س) و (ص) و (ق): أنبأنا.
(2)
في (ظ 4): ذاك. والمراد به العزل، كما جاء مصرحاً به عند مسلم.
(3)
في (ظ 4) وهامش (ق): ولا.
(4)
في (ظ 4) و (ق): والله لكأن. وهي رواية مسلم والدارمي.
(5)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن بشر بن مسعود، فقد أخرج له مسلم متابعة، وروى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو متابع، إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان المُزَني أبو عون البصري، ومحمد: هو ابن سيرين. والحسن الذي سأله ابنُ عون هو البصري، وليس من رجال الإِسناد. =
11079 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
= وأخرجه مسلم (1438)(131)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 107 - 108، وفي "الكبرى"(5048) و (5486) و (9094)، والدارمي 2/ 148، والبيهقي في "السنن" 7/ 230، من طرق عن ابن عون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (1438)(130) من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، به. وجاء في آخره: قال محمد: وقوله: "لا عليكم" أقرب إلى النهي.
وسيرد بالأرقام (11172) و (11173) و (11204) و (11438) و (11458) و (11462) و (11545) و (11566) و (11602) و (11645) و (11647) و (11685) و (11688) و (11778) و (11839) و (11878) و (11884)، وانظر (11503).
وفي الباب عن جابر عند البخاري (5207)، ومسلم (1440)، سيرد 3/ 113 و 140.
وعن أبي سعيد الزُّرَقي عند النسائي 6/ 108، سيرد 3/ 450.
وعن أنس عند البزار (2163)، سيرد 3/ 140.
وعن عبادة وابن عباس وحذيفة وغيرهم، ذكرهم الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 196 - 197.
قال السندي: قوله: ترضع، أي: صبياً.
ويكره أن تحمل منه، أي: لئلا يفسد لبنها، فيتضرر به الصبي، أي: فهل له أن يعزل أم لا؟
فلا عليكم أن تفعلوا: ظاهره أن المعنى: لا بأس عليكم في فعل العزل، وهذا أقرب إلى الإذن لا المنع، كما روي عن الحسن، نعم قد جاء في الصحيح وغيره بلفظ:"لا عليكم أن لا تفعلوا" بزيادة "لا"، وهي ظاهرة في المنع، فكأن ما ذكره الحسن مبني على تلك الرواية، أو على أن "لا" مقدرة في هذه الرواية توفيقاً بين الروايات. والله تعالى أعلم. =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ (1) مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ "(2).
= وانظر "فتح الباري" 9/ 305 - 310.
(1)
في (ظ 4): ما أدرك، وهي الموافقة لرواية مسلم.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 174 - 175، ومسلم (2540)(221)، والترمذي (3861)، وابن ماجه (161)، وابن أبي عاصم في "السنة"(990)(991)، وأبو يعلى (1198)، وابن حبان (7255)، والبغوي (3859) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد، إلا أنه وقع عند مسلم وابن ماجه: عن أبي هريرة، وهو وهم، نبه عليه المزي في "تحفة الأشراف" 3/ 343 - 344، والحافظ في "الفتح" 7/ 35 - 36، فراجعه لزاماً.
وعلقه البخاري (3673) عن أبي معاوية، به.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(918)، ومسلم (2541)(222)، وابن ماجه (161)، وابن أبي عاصم في "السنة"(988)، وأبو يعلى (1171)، وابن حبان (6994)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 122، والخطيب في "تاريخه" 7/ 144، من طرق عن الأعمش، به. إلا أنه وقع عند ابن ماجه: عن أبي هريرة، وهو وهم كما سلف بيانه.
وأخرجه أبو يعلى (1087)، والطبراني في "الصغير"(982) من طريق داود بن الزبرقان، عن محمد بن جحادة، عن أبي صالح، به. قال الطبراني: لم يروه عن ابن جحادة، عن أبي صالح إلا داود بن الزبرقان. قلنا: داود متروك.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8309) من طريق حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلنا: الصحيح عن أبي صالح، عن أبي سعيد. وقد نقل الحافظ في "الفتح" 7/ 36 عن علي ابن المديني في "العلل" قوله: ورواه عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. قال: والأعمش أثبت في أبي صالح من عاصم. قال الحافظ: فعرف من كلامه أن من قال فيه: عن أبي صالح، عن أبي هريرة فقد شذ، وكأن سبب ذلك شهرةُ أبي صالح بالرواية عن أبي هريرة، فيسبق إليه الوهم ممن ليس بحافظ. وأما الحفاظ فيميزون ذلك.
وسيأتي بالأرقات (11516) و (11517) و (11518) و (11608).
قال السندي: قوله: "لا تسبوا أصحابي"، قيل: الخطاب لمن بعدَ الصحابة تنزيلاً لهم منزلة الموجودين الحاضرين. وقيل: للموجودين من العوام في ذلك الزمان الذين لم يُصاحبوه صلى الله عليه وسلم، ويفهم خطاب من بعدهم بدلالة النص. وقيل: الخطاب بذلك لبعض الصحابة، لما ورد أن سبب الحديث أنه كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شيء، فسبَّه خالد، فالمراد بأصحابي الأصحاب المخصوصون، وهم السابقون على المخاطبين في الإسلام. وقيل: ينزل السابُّ لتعاطيه ما لا يليق به من السب منزلة غيرهم، فخوطب خطاب غير الصحابة. وقال الشيخ تقي الدين السبكي: الظاهر أن المراد بقوله: "أصحابي" من أسلم قبل الفتح، وأنه خطاب لمن أسلم بعد الفتح، ويرشد إليه آخر الحديث مع قوله تعالى: {لا يَسْتَوي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الفَتْحِ وقَاتَلَ
…
} الآية [الحديد: 10]، ولا بد لنا من تأويل ليكون المخاطبون غير الأصحاب. قلت (القائل السندي): الداعي إلى التأويل هو قوله: لو أنفق أحدكم
…
الخ، وإلا فخطاب الصحابة بأن لا يسب بعضهم بعضاً غير بعيد، فإذا منع الصحابي عن السب فغيره بالأَوْلى. قوله:"مد أحدهم": المد، بضم فتشديد: مكيال معلم. والنصيف لغة في النصف، أو هو مكيال دون المد، والضمير على الأول للمد، وعلى الثاني لأحدهم.
11080 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - شَكَّ الْأَعْمَشُ - قَالَ: لَمَّا كَانَ غَزْوَةُ تَبُوكَ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَذِنْتَ لَنَا فَنَحَرْنَا نَوَاضِحَنَا، فَأَكَلْنَا وَادَّهَنَّا. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" افْعَلُوا ". فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ (1): يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُمْ إِنْ يَفعَلُوا (2) قَلَّ الظَّهْرُ، وَلَكِنْ ادْعُهُمْ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ، ثُمَّ ادْعُ لَهُمْ عَلَيْهِ بِالْبَرَكَةِ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ. فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنَطَعٍ فَبَسَطَهُ، ثُمَّ دَعَاهُمْ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِكَفِّ الذُّرَةِ، وَالْآخَرُ بِكَفِّ التَّمْرِ، وَالْآخَرُ بِالْكِسْرَةِ، حَتَّى اجْتَمَعَ عَلَى النَّطْعِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ يَسِيرٌ، ثُمَّ دَعَا عَلَيْهِ بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ (3):" خُذُوا فِي أَوْعِيَتِكُمْ " قَالَ: فَأَخَذُوا فِي أَوْعِيَتِهِمْ حَتَّى مَا تَرَكُوا فِي (4) الْعَسْكَرِ وِعَاءً إِلَّا مَلَؤُوهُ، وَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، وَفَضَلَتْ مِنْهُ فَضْلَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، لَا يَلْقَى اللهَ بِهَا عَبْدٌ، غَيْرُ شَاكٍّ، فَتُحْجَبَ عَنْهُ (5) الْجَنَّةُ "(6).
(1) في (ظ 4): فقال عمر: يا رسول الله
…
بدل: فجاء عمر فقال.
(2)
في (م): فَعَلُوا، وفي (ص): إن هم فَعَلُوا.
(3)
في (ظ 4): قال: ثم قال لهم.
(4)
في (م): من، وهو خطأ.
(5)
في (ظ 4): فيحجب عن الجنة، وهي الموافقة لرواية مسلم.
(6)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
11081 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ (2) بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ الْعُتْوَارِيِّ، أَحَدُ بَنِي لَيْثٍ (3)، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو هُوَ أَبُو الْهَيْثَمِ الَّذِي يَرْوِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (4) قَالَ:
= وأخرجه مسلم (27)(45)، وأبو يعلى (1199)، وأبو عوانة 1/ 7 - 8، وابن حبان (6530)، وابن منده في "الإيمان"(36)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 229 - 230 من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد.
وسلف حديث أبي هريرة في "مسنده"(9466).
وانظر حديث عبد الله بن مسعود، السالف برقم (3552).
قال السندي: قوله: مجاعة، أي: جوع.
قوله: نواضحنا، أي: إبلنا.
قوله: قَلَّ الظهر، أي: المركوب.
قوله: أن يجعل في ذلك، أي: خيراً وبركة.
قوله: بنطع، بفتح نون وكسرها، مع فتح طاء وسكونها، والأول أشهر الأربع.
قوله: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشهد
…
الخ": إشارة إلى أن ظهور المعجزة يؤيد الرسالة.
(1)
في (ظ 4): أخبرنا.
(2)
في (س) و (ص) و (ق) و (م): عبد الله، وهو تحريف.
(3)
في (س) و (ص) و (م): حدثني ليث. قال السندي: أحد بني ليث، هكذا في أصل قديم مقروء على مشايخ عظام من "المسند"، وكذا في "سنن" ابن ماجه، وقد صحف في بعض الأصول، فجعل: حدثني ليث. قلنا: وقد جاء في حاشية (س) و (ص) تنبيه على ذلك.
(4)
في (ظ 4): زيادة: الخدري، وقوله: الذي يروي عن أبي سعيد ليس =
سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يُوضَعُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، عَلَيْهِ حَسَكٌ كَحَسَكِ السَّعْدَانِ، ثُمَّ يَسْتَجِيزُ النَّاسُ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَمَجْرُوحٌ بِهِ، ثُمَّ نَاجٍ وَمُحْتَبَسٌ بِهِ، فَمَنْكُوسٌ (1) فِيهَا، فَإِذَا فَرَغَ اللهُ عز وجل مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ يَفْقِدُ الْمُؤْمِنُونَ رِجَالًا كَانُوا مَعَهُمْ فِي الدُّنْيَا يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِمْ، وَيُزَكُّونَ بِزَكَاتِهِمْ، وَيَصُومُونَ صِيَامَهُمْ، وَيَحُجُّونَ حَجَّهُمْ، وَيَغْزُونَ غَزْوَهُمْ، فَيَقُولُونَ: أَيْ رَبَّنَا عِبَادٌ مِنْ عِبَادِكَ كَانُوا مَعَنَا فِي الدُّنْيَا، يُصَلُّونَ صَلَاتَنَا، وَيُزَكُّونَ زَكَاتَنَا، وَيَصُومُونَ صِيَامَنَا، وَيَحُجُّونَ حَجَّنَا، وَيَغْزُونَ غَزْوَنَا لَا نَرَاهُمْ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا إِلَى النَّارِ، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِيهَا مِنْهُمْ فَأَخْرِجُوهُ. قَالَ: فَيَجِدُونَهُمْ قَدْ أَخَذَتْهُمُ النَّارُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى قَدَمَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَزَّرَتْهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى ثَدْيَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى عُنُقِهِ، وَلَمْ تَغْشَ الْوُجُوهَ فَيَسْتَخْرِجُونَهُمْ مِنْهَا، فَيُطْرَحُونَ فِي مَاءِ الْحَيَاةِ "(2)، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْحَيَاةُ (3)؟ قَالَ: " غُسْلُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ
= في (س) و (ص)، وقد جاء فيهما عقب الحديث: قال أبي: سليمان بن عمرو هو الذي يروي عن أبي سعيد، نسخة.
(1)
في (ق) و (م): منكوس، وليس في (ظ 4) لفظ: به.
(2)
في (ظ 4): الحيا.
(3)
في (ظ 4): الحيا، وفي (س) و (ص): الحياء، وفي مصادر التخريج: =
الزَّرْعَةِ، وَقَالَ مَرَّةً فِيهِ: كَمَا تَنْبُتُ الزَّرْعَةُ فِي غُثَاءِ السَّيْلِ، ثُمَّ يَشْفَعُ الْأَنْبِيَاءُ فِي كُلِّ مَنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصًا، فَيُخْرِجُونَهُمْ مِنْهَا، قَالَ: ثُمَّ يَتَحَنَّنُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ عَلَى مَنْ فِيهَا، فَمَا يَتْرُكُ فِيهَا عَبْدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ (1) مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا أَخْرَجَهُ مِنْهَا " (2).
= وما ماء الحياة؟
(1)
في (ظ 4): ذرة، وهي في هامش (س) و (ص)، وعليها علامة الصحة في (س)، وهي الموافقة لرواية حسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (1268)، وهي كذلك عند الطبري، وابن خزيمة.
(2)
إسناده حسن. عُبيد الله بن المغيرة، روى عنه جمع، ووثقه العجلي، ويعقوب بن سفيان، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة.
وأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (1268)، والطبري في "التفسير" 16/ 113، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 325 - 326، من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 176 - 177، وابن ماجه مختصراً (4280)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 585 - 586 من طريقين عن محمد بن إسحاق، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي. قلنا: عبيد الله بن المغيرة، وسليمان بن عمرو لم يخرج لهما مسلم.
وقد سلف نحوه مختصراً برقم (11016)، وانظر (11127).
قال السندي: قوله: "عليه حَسَك" بفتحتين، قيل: هو جمع حسكة، وهي شوكة صُلبة، والسعدان: نبت ذو شوك. =
11082 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا عِيَاضٌ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَحَدُنَا يُصَلِّي فَلَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، وَإِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ أَحْدَثْتَ، فَلْيَقُلْ: كَذَبْتَ، إِلَّا مَا وَجَدَ رِيحَهُ بِأَنْفِهِ، أَوْ سَمِعَ صَوْتَهُ بِأُذُنِهِ "(1).
= قوله: "مسلم" بتشديد اللام المفتوحة، أي: محفوظ.
قوله: "ومحتَبَس": بفتح الباء.
قوله: "فمنكوس فيها" هكذا في أصل قديم، وكذا في ابن ماجه، لكن بالواو، وقد سقط من بعض الأصول، أي: مقلوب، بأن صار رأسه أسفل.
قوله: "يفقد المؤمنون رجالاً "، أي: من العصاة.
قوله: "على قدر أعمالهم"، أي: معاصيهم.
قوله: "ومنهم من أزرته": بالتشديد. قال الجوهري: يقال: أَزَّرْتُهُ تأزيراً، فتأزَّر وائتزر.
قوله: "غسل أهل الجنة": بضم الغين، أي: ماء يغتسلون به، ولعلهم يغتسلون هناك تلذذاً، وإلا فلا تكليف ولا درن.
قوله: "في غثاء السيل" هو بضم ومد: ما يحمله السيل من العيدان والوسخ ونحوهما.
قوله: "ثم يتحنَّن": يتعطَّف.
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عياض: وهو ابن هلال الأنصاري، وقد اختلف في اسمه، فقيل: هلال بن عياض، وقيل: عياض بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عبد الله، وقيل: عياض بن أبي زهير الأنصاري، قال محمد بن يحيى الذهلي: الصواب عياض بن هلال. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة، والدستوائي: هو هشام بن أبي عبد الله، ويحيى بن أبي كثير: هو الطَّائي.
وأخرجه بتمامه أبو داود (1029)، وأبو يعلى (1241) من طريق إسماعيل، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن حبان (2665)، والحاكم 1/ 134 من طريق يزيد بن زريع، عن هشام، به.
وأخرجه الحاكم 1/ 134 من طريق حرب بن شداد، عن يحيى، به. غير أنه وهم في تعيين عياض، فقال: هو ابن عبد الله بن سَعْد بن أبي سَرْح، وحكم على ذلك بصحته، ووافقه الذهبي!
وقوله: "إذا صلَّى أحدكم فلا يدري كم صلى، فليسجد سجدتين وهو جالس" أخرجه الترمذي (396)، وابن ماجه (1204) من طريق إسماعيل، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(586) من طريق خالد بن الحارث، عن هشام، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(589) من طريق الأوزاعي، وأيضاً (590)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 432 من طريق عكرمة بن عمار، كلاهما عن يحيى، به، غير أن عكرمة سماه: هلال بن عياض.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (1231)، ولفظه: فإذا لم يدر أحدكم كم صلى -ثلاثاً أو أربعاً- فليسجد سجدتين، وهو جالس.
وظاهرُ هذا الحديث أنه لا يبني على اليقين، وسيأتي من وجه آخر عن أبي سعيد بإسنادٍ صحيح برقم (11782) وهو صريح في الأمر بطرح الشك والبناء على اليقين، وجمع الحافظ في "الفتح" 3/ 104 بينهما بحمل حديث أبي هريرة على من طرأ عليه الشك وقد فرغ قبل أن يسلم، فإنه لا يلتفت إلى ذلك الشك، =
11083 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمِنَّا الصَّائِمُ، وَمِنَّا الْمُفْطِرُ، فَلَا يَجِدُ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ، وَلَا الْمُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ، يَرَوْنَ أَنَّهُ - يَعْنِي مَنْ وَجَدَ قُوَّةً فَصَامَ فَإِنَّ ذَلِكَ (1) - حَسَنٌ. وَيَرَوْنَ أَنَّهُ مَنْ وَجَدَ ضَعْفًا، فَأَفْطَرَ فَإِنَّ ذَلِكَ (1).
= ويسجد للسهو كمن طرأ عليه بعد أن سلم، فلو طرأ عليه قبل ذلك بنى على اليقين كما في حديث أبي سعيد، وعلى هذا، فقوله فيه:"وهو جالس" يتعلق بقوله: "إذا شك" لا بقوله: "سجد".
وقوله: "وإذا جاء أحدكم الشيطان
…
":
أخرجه ابن خزيمة (29) من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، به.
ويشهد له حديث عبد الله بن زيد عند البخاري (137)، ومسلم (361)، وسيرد 4/ 39.
وآخر من حديث أبي هريرة عند مسلم (362)، وسلف 2/ 414.
قال السندي: قوله: "إنك قد أحدثت"، أي: لا يتبع تشكيك الشيطان في انتقاض الوضوء ولكن يتبع يقين نفسه، والمراد بقوله:"إلا ما وجد" الخ .. ما عَلِمَه وتيقَّنَهُ، والله تعالى أعلم.
قوله: "فليقل كذبت"، قال ابن خزيمة: أراد فليقل: كذبت بضميره، لا ينطق بلسانه، إذ المصلي غير جائز له أن يقول: كذبت، نطقاً باللسان.
وسيأتي بالأرقام (11320) و (11321) و (11383) و (11468) و (11478) و (11499) و (11500) و (11501) و (11513) و (11912) و (11913)، وانظر (11689).
(1)
في (ظ 4): ذاك.
حَسَنٌ " (1).
11084 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: لَمْ نَعْدُ أَنْ فَتَحْنَا (2) خَيْبَرَ، وَقَعْنَا فِي تِلْكَ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم، وسماع إسماعيل وهو ابن علية من الجُرَيري: وهو سعيد بن إياس قبل الاختلاط.
وأخرجه مسلم (1116)(96)، وأبو يعلى (1372)، والبيهقي في "السنن" 4/ 245 من طريق إسماعيل، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الترمذي (713)، وابن خزيمة (2030)، وابن حبان (3558)، والبغوي (1763)، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 176 من طرق عن الجريري، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 17 من طريق سليمان التيمي، عن أبي نضرة، به.
وسيأتي بالأرقام (11191) و (11242) و (11307) و (11413) و (11471) و (11684) و (11705) و (11825) و (11826) و (11870)، وانظر (11160).
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (1943)، ومسلم (1121)، وسيرد 6/ 46.
وعن أبي الدرداء عند البخاري (1945)، ومسلم (1122)، وسيرد 6/ 444.
وعن إنس عند البخاري (1947)، ومسلم (1118).
وعن جابر، سيرد 3/ 329.
وعن ابن مسعود، سلف برقم (3813)، وانظر هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "فلا يجد الصائم"، أي: لا يغضب عليه بأن ترك الطاعة وارتكب المعصية، وبهذا أخذ الجمهور.
(2)
في (ظ 4) و (م)، وعلى هامش (س): فتحت، وهي الموافقة لرواية =
الْبَقْلَةِ، فَأَكَلْنَا مِنْهَا أَكْلًا شَدِيدًا، وَنَاسٌ جِيَاعٌ، ثُمَّ رُحْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَوَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرِّيحَ، فَقَالَ:" مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ شَيْئًا فَلَا يَقْرَبْنَا فِي الْمَسْجِدِ "، فَقَالَ النَّاسُ: حُرِّمَتْ حُرِّمَتْ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي تَحْرِيمُ مَا أَحَلَّ اللهُ، وَلَكِنَّهَا شَجَرَةٌ أَكْرَهُ رِيحَهَا "(1).
= مسلم، ولما سيأتي برقم (11583).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 77 من طريق أحمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (565)(76)، وأبو يعلى (1195)، وابن خزيمة (1667)، والبغوي (2733) من طريق إسماعيل، به.
وأخرجه ابن خزيمة (1667)، وأبو عوانة 1/ 412 من طريقين، عن الجريري، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(1739) من طريق أبي هارون، عن أبي سعيد، به، مختصراً.
وأخرجه بنحوه مسلم (566)(77)، وأبو عوانة 1/ 412 - 413 من طريق ابن خباب، عن أبي سعيد، به، ولفظه عند مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ على زَرَّاعة بصل هو وأصحابه. فنزل ناس منه، فأكلوا منه، ولم يأكل آخرون، فرحنا إليه، فدعا الذين لم يأكلوا البصل، وأخَّر الآخرين حتى ذهب ريحها.
وأخرجه بنحوه أبو داود (3823)، والدولابي في "الكنى" 2/ 143، وابن حبان (2085)، والبيهقي 3/ 77 من طريق أبي النجيب، عن أبي سعيد، به.
وسيأتي بالأرقام (11623) و (11671) و (11805)، وسيكرر برقم (11583).
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب في الرواية رقم (4619). =
11085 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلَّا (1) الْقُرْآنَ، مَنْ كَتَبَ عَنِّي (2) شَيْئًا سِوَى الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ "(3)(4).
= قال السندي: قوله: لم نَعْدُ أن فتحنا خيبر، وقعنا: من عدا يعدو، بمعنى تجاوز، أي: ما تجاوزنا فتح خيبر حتى وقعنا، أي: متصلاً بفتح خيبر، ومقارناً معه.
قوله: وقعنا في تلك البقلة، أي: الثوم، كما في مسلم، أو البصل كما تدل عليه رواية أخرى لمسلم.
قوله: "ليس لي تحريم
…
الخ"، قال النووي: فيه دليل على عدم حرمة الثوم، وهو إجماعُ من يعتدُّ به.
(1)
في (س) و (ق) و (ص) و (م): سوى، والمثبت من (ظ 4)، وهامشي (س) و (ق)، وعليها علامة الصحة.
(2)
كلمة "عني" ليست في (م).
(3)
في (ظ 4) و (س) وهامش (ص): فليمحوه، وفي (ص) وهامش (س): فليمحه.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة، وهمام بن يحيى: هو العوذي.
وأخرجه الخطيب في "تقييد العلم" ص 31 من طريق أحمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (3004)، وأبو يعلى (1288)، وابن حبان (64)، والحاكم 1/ 126 - 127، والخطيب في "تقييد العلم" ص 29 و 30 و 31، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 79 من طرق عن همام، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: قد أخرجه مسلم =
11086 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ، فَلَا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ "(1).
= كما ترى.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1771 من طريق عمرو بن النعمان، عن الثوري، عن زيد، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 926 من طريق خارجة بن مصعب، عن زيد، به.
وأخرجه بنحوه الدارمي 1/ 119، والترمذي (2665) من طريق سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم، به.
وأخرجه أبو داود (3648) من طريق أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد، موقوفاً، بلفظ: ما كنا نكتب غير التشهد والقرآن.
وأخرجه الدارمي 1/ 122، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 79 - 80 من طريقين عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، موقوفاً، بلفظ: قال أبو نضرة لأبي سعيد: ألا تكتبنا، فإنَّا لا نحفظ. فقال: لا، إنا لن نكتبكم، ولن نجعله قرآناً، ولكن احفظوا عنا كما حفظنا نحن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسيأتي بالأرقام (11087) و (11092) و (11158) و (11344) و (11536).
قال السندي: قوله: "إلا القرآن"، قالوا: كان هذا في أول الأمر حيث خاف الاشتباه لِقلَّة الحَفَظَة، ثم جاء ما يدل على جواز كتابة الحديث، وعليه عمل أهل العلم من سابق الزمان.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أبي رفاعة، ويقال: =
11087 -
حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ
= رفاعة، ويقال: أبو مطيع بن رفاعة كما سيأتي برقم (11288)، ويقال: أبو مطيع، وهذا أصح فيما ذكر البخاري في "الكنى" 9/ 31، وذكره أيضاً ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 371، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/ 211، ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكروا في الرواة عنه غير محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وأنه معروف بحديث العزل الآتي برقم (11288)، وهو من رواية يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عنه، فيبدو أن في هذا الإِسناد انقطاعاً، فقد رواه يحيى هنا دون واسطة ابن ثوبان، ويحيى كان يدلِّس. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 150، وقال: رواه أحمد، وفيه أبو رفاعة، ولم أجد من وثقه ولا جرحه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وسيأتي برقم (11396)، ومختصراً برقم (11281).
وقوله: "السحور أكله بركة":
له شاهد من حديث أنس عند البخاري (1923)، ومسلم (1095)، وسيرد 3/ 229، ولفظه:"تسحروا، فإن في السحور بركة".
وآخر من حديث أبي هريرة، سلف 2/ 377.
وثالث من حديث عبد الله بن مسعود عند النسائي 4/ 140، وأبي يعلى (5073)، وابن خزيمة (1936).
وقوله: "فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء":
له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو عند ابن حبان (3476)، وإسناده حسن، ولفظه:"تسحروا، ولو بجرعة ماء".
وآخر من حديث أنس عند أبي يعلى (3340)، وفي إسناده: عبد الواحد بن =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا، فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا فَلْيَمْحُهُ "(1).
= ثابت الباهلي. قال العقيلي: لا يتابع عليه، وقال البخاري: منكر الحديث.
وثالث من حديث جابر، سيرد 3/ 367 بلفظ:"من أراد أن يتسحر فليتسحر بشيء"، وفي إسناده شريك بن عبد الله النخعي، وهو ضعيف.
وقوله: "إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين":
له شاهد من حديث السائب بن يزيد عند الطبراني في "الكبير" 7/ (6689) بلفظ: "يرحم الله المتسحرين"، وفي إسناده يزيد بن عبد الملك النوفلي، وهو ضعيف.
وآخر من حديث ابن عمر عند أبي نعيم في "الحلية" 8/ 320 بلفظ: "إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين"، وفي إسناده إدريس بن يحيى الخولاني، ولم نقع له على ترجمة في كتب الرجال التي بين أيدينا.
وثالث من حديث أبي سويد، عند البزار (974)"زوائد"، والطبراني في "الكبير" 22/ (845)، والدولابي في "الكنى" 1/ 36 ولفظه عند البزار: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على المتسحرين. وفي إسناده عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو لين الحديث.
قال السندي: قوله: "السحور" بفتح السين: ما يتسحر به من الطعام والشراب، وبالضم: الفعل، وهاهنا الفتح متعين.
قوله: "تدعوه": بفتح الدال، أي: فلا تتركوه.
قوله: "يجرع": في "القاموس": جرع الماء كسمع، ومَنَع: بلعه.
قوله: "جرعة": في "القاموس" مثلثة: من الماء: حسوة منه.
(1)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شعيب بن حرب، وهو المدائني فمن رجال البخاري.
وقد سلف برقم (11085).
11088 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الرَّجُلِ يَشْرَبُ وَهُوَ قَائِمٌ، قَالَ جَابِرٌ: كُنَّا نَكْرَهُ ذَلِكَ (1).
11089 -
حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَشْهَدُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم زَجَرَ عَنْ ذَاكَ، وَزَجَرَ أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ لِبَوْلٍ " (2)(3).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. موسى بن داود: هو الضَّبِّي، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي.
وانظر ما بعده.
(2)
في (س) و (ق) وهامش (ص): ببول، والمثبت من (ظ 4) و (م)، وهامش (س)، وعليها علامة الصحة.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن ماجه (321) من طريق أبي يحيى البصري، عن ابن لهيعة، به، بلفظ: نهاني أن أشرب قائماً، وأن أبول مستقبل القبلة.
وسيأتي برقم (11117).
والنهي عن الشرب قائماً:
أخرجه ابن ماجه (320) من طريق مروان بن محمد، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5441) من طريق أبي نضرة، عن أبي سعيد، به، ولفظه: نهى أن يشرب الرجل وهو قائم.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 79، وقال: رواه الطبراني، ورجاله =
11090 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ (1)، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ فَتَحَ خَوْخَةً لَهُ، وَعِنْدَهُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِمْ (2) حَيَّةٌ، فَأَمَرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بِقَتْلِهَا، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أَنْ نُؤْذِنَهُنَّ قَبْلَ أَنْ نَقْتُلَهُنَّ (3)(4).
= رجال الصحيح.
وسيأتي بالأرقام (11278) و (11411) و (11509).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف 2/ 283، وهو عند مسلم (2026).
وعن أنس، سيرد 3/ 118، وهو عند مسلم (2024).
وعن الجارود بن المعلى عند الترمذي (1881)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 272، وفي "شرح مشكل الآثار"(2093) و (2094) و (2095).
ويعارضه حديث الرخصة في الشرب قائماً، وقد سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6627)، وذكرنا هناك شاهده وهو حديث صحيح أيضاً، وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4601)، ولهذا حُمِلَ النهي عن الشرب قائماً للتنزيه، انظر "شرح مشكل الآثار" 5/ 346، و"فتح الباري" 10/ 82 - 84.
وقوله: "زجر أن تستقبل القبلة ببول":
سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4606)، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر تتمة أقوال العلماء في ذلك.
(1)
في (ق): سعيد، وهو تحريف.
(2)
في هامش (س) و (ص): عليه، نسخة.
(3)
في (س) و (ص) و (م): يؤذنهن قبل أن يقتلهن، وفي (ظ 4) مهملة، والمثبت من (ق)، ونسخة السندي.
(4)
إسناده حسن في الشواهد. هشام بن سَعْد: وهو المدني، فيه ضعف، =
11091 -
حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ (1) يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَا (2) أَجِدُ لَكُمْ رِزْقًا أَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ "(3).
= لكن حديثه حسن في المتابعات، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف نحوه في مسند عبد الله بن عمر برقم (4557) بإسناد صحيح، وفيه: أن الذي حدَّث ابنَ عمر بالنهي عن قتل ذوات البيوت هو أبو لبابة أو زيد بن الخطاب، وقد أخرجه البخاري (3310) و (3311)، وفيه: أبو لبابة من غير شك، وانظر رواية الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2937).
وسيأتي نحوه من حديث أبي سعيد برقم (11215) و (11369).
قال السندي: قوله: "أن نؤذنهن": من الإيذان، بمعنى الإعلام، والمراد تذكير العهد، وجاء في كيفيته أن يقول: إنا نسألك بعهد نوح وبعهد سليمان بن داود أن لا تؤذينا، رواه الترمذي [1485].
(1)
في (س) و (ظ 4): يستغني. وفي هامش (س): يستغن. وانظر تعليق السندي الآتي.
(2)
في (ظ 4): ما، وأشير إليها في (س).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، هشام بن سعد فيه ضعف، ويكتب حديثه للمتابعات، وهو أثبت الناس في زيد بن أسلم، فيما قاله أبو داود، وهو متابع وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير شعيب بن حرب -وهو المدائني أبو صالح البغدادي- فمن رجال البخاري.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 370 من طريق خالد بن نزار، عن هشام بن سعد، بهذا الإِسناد، وفيه:"ومن يسألنا نعطه"، بدل:"ومن يستعفف يعفه الله". =
11092 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا نَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ:" مَا هَذَا تَكْتُبُونَ؟ " فَقُلْنَا: مَا نَسْمَعُ مِنْكَ. فَقَالَ: " أَكِتَابٌ مَعَ كِتَابِ اللهِ؟ " فَقُلْنَا: مَا نَسْمَعُ، فَقَالَ: " أَكِتَابٌ غَيْرُ كِتَابَ
= وأخرجه أبو يعلى (1038) من طريق أبي عامر -وهو العَقَدي- عن هشام بن سعد، ببعضه:"ما أعطي أحد شيئاً أفضل من الصبر".
وأخرجه مطولاً ابن حبان (3399)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 370 من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي سعيد الخدري، به.
وسيرد بإسناد صحيح برقمي (11890) و (11891).
وقد سلف بنحوه برقم (10989).
قال السندي: قوله: "من يتصبر يصبره": "مَنْ" شرطية في المواضع الثلاثة، والأفعال كلها مجزومات، إلا أن قوله:"من يستغني" قد جاء بثبوت الألف، وهو لغة، وقد سبق تحقيقه مراراً، ولا يمكن جعل "من" موصولة لأن "يُغْنِه" مجزوم. والله تعالى أعلم.
قال القرطبي -فيما نقله الحافظ في "الفتح" 11/ 304 - : "ومن يتصبّر"، أي: يُعالج نفسه على ترك السؤال، ويصبِرُ إلى أن يحصل له الرزق. وقوله:"يصبره الله"، أي: فإنه يقويه ويمكنه من نفسه حتى تنقادَ له ويذعن لتحمل الشدة، فعند ذلك يكون الله معه، فيظفره بمطلوبه.
وقال ابن الجوزي: وإنما جعل الصبر خير العطاء، لأنه حبس النفس عن فعل ما تحبه، وإلزامها بفعل ما تكره في العاجل مما لو فعله أو تركه لتأذّى به في الآجل.
اللهِ؟ امْحِضُوا كِتَابَ اللهِ (1) وَأَخْلِصُوهُ " (2)، قَالَ: فَجَمَعْنَا مَا كَتَبْنَا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ أَحْرَقْنَاهُ بِالنَّارِ. قُلْنَا: أَيْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَتَحَدَّثُ عَنْكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ تَحَدَّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " قَالَ: فَقُلْنَا: يَا (3) رَسُولَ اللهِ، أَنَتَحَدَّثُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ:" نَعَمْ، تَحَدَّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، فَإِنَّكُمْ لَا تَحَدَّثُونَ عَنْهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا وَقَدْ كَانَ فِيهِمْ أَعْجَبَ مِنْهُ "(4).
(1) في (ظ 4): "اكتبوا كتاب الله، امحضوا كتاب الله"، وهي نسخة في هامش (س) و (ص)، وقد جمعت الروايتان في (م)!
(2)
في (م): أو خلصوه.
(3)
في (ظ 4): أي.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد: وهو ابن أسلم العدوي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع.
وأخرجه مختصراً البزار (194)"زوائد" من طريق يعقوب بن محمد، عن عبد الرحمن بن زيد، به، وقال: رواه همام، عن زيد، عن عطاء، عن أبي سعيد. وعبد الرحمن بن زيد، فقد أجمع أهل العلم بالنقل على تضعيف أخباره، وليس هو بحجة فيما ينفرد به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 150 - 151، ونسبه لأبي سعيد، فأخطأ، إنما هو عن أبي هريرة كما جاء أيضاً في "أطراف المسند" 7/ 419 - 420.
وسيأتي نحوه من حديث أبي سعيد بإسنادٍ صحيح برقم (11536).
وقوله: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" سلف برقم (10130)، وقوله:"من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" سلف برقم (8266).
11093 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاقِفًا بِعَرَفَةَ يَدْعُو هَكَذَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حِيَالَ ثَنْدُوَتَيْهِ، وَجَعَلَ بُطُونَ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ (1).
= وقوله: "أكتاب غير كتاب الله امْحَضُوا كتاب الله وأخلصوه" يشهد له حديث جابر، وسيأتي في "المسند" 3/ 338، وهو حديث حسن.
قال السندي: قوله: "أكتاب مع كتاب الله"، أي: يخلط كتاب آخر مع كتاب الله، أو أيحسن اتحاد كتاب آخر مع وجود كتاب الله بينكم.
قوله: فقلنا ما نسمع، أي: ما نسمع منك، لا أمر آخر يقابل كتاب الله حتى نخاف منه على كتاب الله.
قوله: "امحضوا": بحاء مهملة، وضاد معجمة.
قوله: "فإنكم لا تحدثون
…
الخ"، أي: غالب الأعاجيب المروية عنهم، فإنهم قد وقع فيهم أعجب مما تسمعون. والمقصود أنه لا جزم بكذب ما يذكرون من الأعاجيب حتى تُمتنع الرواية عنهم لذلك، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده ضعيف لضعف بشر بن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. روح: هو ابن عبادة، وحماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 177 من طريق حجاج، عن حماد، به. دون قوله: وجعل بطون كفيه مما يلي الأرض.
وسيأتي بالأرقام (11103) و (11803) و (11806) و (11911).
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 168 في كل رواياته التي سلفت أرقامها، وقال: رواها كلها أحمد، وفيها بشر بن حَرْب، وهو ضعيف.
قلنا: روى مسلم في "صحيحه"(896) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء. =
11094 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ (1).
11095 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّارِ، فَيُحْبَسُونَ (2) عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقْتَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا، أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي
= قال السندي: قوله حيال ثندوته -بمثلثة، ثم نون- في "المجمع" من ضَمَّ الثاء هَمَزَ، ومن فَتَحها لم يهمز، والثندوة للرجل كالثدي للمرأة.
وقوله: "وجعل
…
الخ": هكذا جاء الدعاء لدفع البلاء، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي.
وسلف تخريجه من طريق ابن جريج برقم (11024).
وسلف أول مرة برقم (11022)، وهناك شرحه.
(2)
في (ظ 4) و (ق): فيحتبسون، وهي نسخة في هامش (س) و (ص)، وستأتي في الرواية رقم (11603).
بِيَدِهِ لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى لِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا " (1).
11096 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا فِرَاسُ بْنُ يَحْيَى الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَقَدْ دَخَلَ رَجُلٌ الْجَنَّةَ مَا عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ. قَالَ لِأَهْلِهِ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ اذْرُوا (2) نِصْفِي فِي الْبَحْرِ، وَنِصْفِي فِي الْبَرِّ. فَأَمَرَ اللهُ الْبَرَّ وَالْبَحْرَ فَجَمَعَاهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ. قَالَ: فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، روح: وهو ابن عبادة سمع من سعيد: وهو ابن أبي عروبة قبل الاختلاط. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو.
وسيأتي بالأرقام (11098) و (11548) و (11603) و (11706).
قال السندي: قوله: " إذا هذبوا": على بناء المفعول، مخففاً ومشدداً، وهما بمعنى.
وقوله: "ونقوا": على بناء المفعول، من التنقية.
(2)
في (ق): ذُرُّوا.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العَوْفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير معاوية بن هشام: وهو القصار الأَزْدِي، فمختلف فيه، وهو حسن الحديث. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه أبو يعلى (1001) و (5055)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 134 من طريق معاوية بن هشام، بهذا الإِسناد.
وسيأتي نحوه بأسانيد صحيحة بالأرقام (11664) و (11736)، وسيكرر برقم =
11097 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ الْعَوْقِيِّ (1)، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَخْبَرَهُ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوَتْرِ، فَقَالَ:" أَوْتِرُوا قَبْلَ الصُّبْحِ "(2).
= (11128).
وقد سلف من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3785)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: " قال لأهله ": بيان لكيفية دخول الجنة بلا عمل.
قوله: "ثم اسحقوني": السحق هو الدق والطحن.
قوله: "ثم اذروا نصفي": من ذرى يذرو. قال تعالى: {تذروه الرياح} ، أو أذراه: أي: أطاره.
قوله: "في البحر" .. الخ، أي: لتتفرق الأجزاء بحيث لا يرجى جمعها.
قوله: "قال: مخافتك": هذا يدل على أن اليأس من الرحمة الموجب للكفر إنما هو ما كان من جهة اعتقاد نقص في الرحمة. وأما ما كان من جهة اعتقاد قصور في العمل فقد يصير سبباً للمغفرة، والله تعالى أعلم.
(1)
بالقاف بعد الواو، نسبة إلى العَوَقة: بطن من عبد القيس، فيما ذكره ابنُ ماكولا في "الإِكمال" 6/ 315، ونقله عنه أبو سعد السمعاني في "الأنساب" 9/ 91، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 6/ 392 - 393، وتصحف في (م) و (ق) و (ص) إلى: العوفي، بالفاء، وكتب في هامش (ص) على الصواب. وجاء في هامش (س): العبدي (نسخة)، وجاء فيه أيضاً: ذكر في "التقريب" أنه يقال له: العَبْدي والعَوَقي.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نَضْرة العَوَقي -وهو المنذر بن مالك بن قُطَعة العَبْدي- فمن رجال مسلم. هاشم: =
11098 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
= هو ابن القاسم أبو النضر، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير.
وأخرجه مسلم (754)(161)، وأبو عوانة 2/ 309، والبيهقي في "السنن" 2/ 478 من طرق عن شيبان النحوي، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 231، وفي "الكبرى"(1392)، وأبو عوانة 2/ 309، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4495) من طريق معاوية بن سلام بن أبي سلام، والنسائي أيضاً من طريق أبي إسماعيل القَنّاد، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 61 من طريق يزيد بن إبراهيم، ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرجه المروزي كما في "مختصر قيام الليل" ص 121 من طريق مندل، عن أبي سفيان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري: قلنا: يا رسول الله، أنوتر بعد الأذان؟ قال:"أوتر قبل الأذان" قلنا: يا رسول الله، بعد الأذان؟ قال:"أوتر قبل الأذان"، قلنا: يا رسول الله، أنوتر بعد الأذان؟ قال:"أوتر بعد الأذان" يعني رخّص لهم، كما في رواية الطبراني في "الأوسط"، فيما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 247، وقال: وفيه يوسف بن خالد السمتي، وهو ضعيف.
وقد سلف نحوه برقم (11001).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، حسين: هو ابن محمد بن بهرام المَرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو المتوكل الناجي: هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد. ولشيبان تفسير ذكره ابن النديم في "الفهرست" ص 36. =
11099 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " افْتَخَرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: يَا رَبِّ، يَدْخُلُنِي الْجَبَابِرَةُ وَالْمُتَكَبِّرُونَ وَالْمُلُوكُ وَالْأَشْرَافُ. وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: أَيْ رَبِّ (1) يَدْخُلُنِي الضُّعَفَاءُ وَالْفُقَرَاءُ وَالْمَسَاكِينُ. فَيَقُولُ اللهُ تبارك وتعالى لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا. فَيُلْقَى فِي النَّارِ أَهْلُهَا، فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، قَالَ: وَيُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، وَيُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ:
= وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(839)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(288) و (292) مقطعاً من طريق حسين، بهذا الإِسناد.
وعلقه البخاري (2440) بصيغة الجزم عن يونس بن محمد، ووصله عبد بن حميد (935)، وابن منده في "الإيمان"(839) من طريق محمد بن داود، كلاهما عن يونس بن محمد، عن شيبان، به. وقد تحرف شيبان في مطبوع البخاري إلى شعبان!
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(2440)، وفي "الأدب المفرد"(486)، وابن أبي عاصم في "السنة"(857)، وأبو يعلى (1186)، وابن حبان (7434)، وابن منده في "الإيمان"(838)، والحاكم 2/ 354 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به. وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وقد سلف برقم (11095).
(1)
في (ق): يا رب.
هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، حَتَّى يَأْتِيَهَا تبارك وتعالى فَيَضَعَ قَدَمَهُ عَلَيْهَا، فَتُزْوَى فَتَقُولُ: قَدِي قَدِي، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَيَبْقَى فِيهَا أَهْلُهَا مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يُبْقِي (1)، فَيُنْشِيءُ اللهُ لَهَا خَلْقًا مَا يَشَاءُ " (2).
(1) في (ظ 4) و (ق): فيَبْقَى فيها ما شاء الله أن يَبْقَى، وهي نسخة في هامشي (س) و (ص).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عطاء بن السائب، صدوق، روى له أصحاب السنن، وروى له البخاري متابعة، وقد صححوا سماع حماد بن سلمة منه قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وروح: هو ابن عُبادة.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(908) عن الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 98 من طريق روح، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(528)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 93، 94 - 95، وابن حبان (7454) من طرق عن حماد، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 112، وقال: في الصحيح بعضه محالاً على حديث أبي هريرة رواه أحمد، ورجاله ثقات، لأن حماد بن سلمة روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط.
قلنا: بل حديث أبي هريرة بطوله في البخاري (4850)، ومسلم (2846)(36)، وسلف 2/ 276.
ويشهد له أيضاً حديث أنس عند البخاري (4848)، ومسلم (2848)، وسيرد 3/ 134.
وسيأتي بالأرقام (11740) و (11754).
قال السندي: قوله: "فقالت النار" الخ: كأنها افتخرت بأنها عقوبة لأعداء =
11100 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا رَجُلٌ فِي رِجْلَيْهِ نَعْلَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ، وَمِنْهُمْ فِي النَّارِ إِلَى كَعْبَيْهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ (1) اغْتُمِرَ فِي النَّارِ إِلَى أَرْنَبَتِهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِي النَّارِ إِلَى صَدْرِهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَدِ اغْتُمِرَ فِي النَّارِ " قَالَ عَفَّانُ: " مَعَ إِجْرَاءِ
= الله، والجنة افتخرت بأنها راحة لأولياء الله، فقطع الله تعالى افتخارها بإضافة العذاب والرحمة إليه.
قوله: "وسعت كل شيء": يحتمل أنه على صيغة المتكلم، جاء معترضاً للمدح عند جري ذكر الرحمة، أي: وسعت كل شيء رحمة وعلماً. أو على صيغة الغيبة لمدح الرحمة مطلقاً لا الجنة، أي أن رحمتي وسعت كل شيء، وإن قلنا: إنه مَدْحٌ للجنة بخصوصها، فلا بُدَّ من اعتبار قيد المشيئة، أي: وسعت كل شيء أشاء، وحينئذٍ لو قرئ على صيغة خطاب المؤنث، ويجعل خبراً بعد خبر لأنت، لا معترضاً، كان له وجه، والله تعالى أعلم.
قوله: "فيضع قدمه عليها"، قال الحافظ في "الفتح" 8/ 596: واختلف في المراد بالقدم، فطريق السلف في هذا وغيره مشهورة، وهو أن تُمَرَّ كما جاءت، ولا يتعرض لتأويله، بل نعتقد استحالة ما يوهم النقص على الله.
وقوله: قدي، قدي: هي بمعنى كفى، ذكر ذلك الحافظ في "الفتح" 8/ 595.
(1)
في (ظ 4): من قد، بزيادة "قد".
الْعَذَابِ قَدِ اغْتُمِرَ " (1).
11101 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سَعْدٍ أَبِي الْمُجَاهِدِ الطَّائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أُرَاهُ قَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَيُّمَا
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، وأبي نضرة، كلاهما من رجال مسلم. وحماد سمع من الجريري قبل الاختلاط. حسن هو ابن موسى الأشيب، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، سعيد الجريري: هو ابن إياس، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العَبْدِي.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(875) عن الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البزار (3502)"زوائد"، والحاكم في "المستدرك" 4/ 581 من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد، به.
وقال البزار: لا نعلمه بهذا الإِسناد إلا عن حماد. قال الهيثمي: في الصحيح طرف منه، قلنا: سلف برقم (11216). وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 395، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح.
وستأتي رواية عفان برقم (11739)، وانظر (11058).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف 2/ 432.
وعن النعمان بن بشير عند البخاري (6561)، ومسلم (213)، وسيرد 4/ 271.
قال السندي: قوله: "مع إجراء العذاب": ظاهر النسخة القديمة أنه جمع جزء -بالزاي-، أي: مع سائر أنواع العذاب، أو مصدر أجزأ، أي: مع كفاية ذلك العذاب له. وظاهر بعض النسخ أنه مصدر أجرى -بالراء-، أي: مع إجراء العذاب على تمام بدنه، والله تعالى أعلم.
مُؤْمِنٍ سَقَى مُؤْمِنًا شَرْبَةً عَلَى ظَمَأٍ، سَقَاهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ كَسَا مُؤْمِنًا ثَوْبًا (1) عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ اللهُ مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ " (2).
11102 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ
(1) كلمة "ثوباً" ليست في (ظ 4).
(2)
إسناده ضعيف لضعف عطية بن سعد العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد أبي المجاهد الطائي، فمن رجال البخاري، وروى له أصحاب السنن غير النسائي، وهو ثقة. حسن: هو ابن موسى الأشيب، زهير: هو ابن معاوية الجُعْفي، وروي موقوفاً وهو الصحيح.
وأخرجه الترمذي (2449)، وأبو يعلى (1111) من طريق أبي الجارود زياد بن المنذر الهَمْدَاني، عن عطية، به. وأبو الجارود: متروك، وقال الترمذي: وقد روي هذا عن عطية، عن أبي سعيد، موقوفاً، وهو أصح عندنا وأشبه.
وأخرجه أبو داود (1682) من طريق أبي خالد الدالاني، عن نُبيح، عن أبي سعيد، به مرفوعاً. وأبو خالد الدَّالاني صدوق يخطئ كثيراً، وكان يدلس.
وأخرجه مختصراً أبو نعيم في "الحلية" 8/ 134 من طريق أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً. وأبو هارون العبدي متروك.
وأورده ابن أبي حاتم في "العلل"(2007)، ونقل عن أبيه قوله: الصحيح موقوف، الحُفَّاظ لا يرفعونه.
قال السندي: قوله: "من الرحيق المختوم": هو من أسماء خمر الجنة، والمختوم المصون الذي لم يتبدل لأجل ختامه.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي فَقَالَ: " يَا أَبَا سَعِيدٍ ثَلَاثَةٌ مَنْ قَالَهُنَّ: دَخَلَ الْجَنَّةَ " قُلْتُ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا ". ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا سَعِيدٍ وَالرَّابِعَةُ لَهَا مِنَ الْفَضْلِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ (1) وَهِيَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "(2).
(1) في (س) و (ق): والأرض، وجاء في هامش (س): إلى، وعليها علامة الصحة.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن إسحاق: هو السَّيْلَحيني، وخالد بن أبي عمران: هو التُّجيبي، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المَعَافري.
وأخرجه بنحوه سعيد بن منصور (2301)، ومسلم (1884)(116)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 19 - 20، وفي "الكبرى"(9834) - وهو في "عمل اليوم والليلة"(6) -، والبيهقي في "السنن" 9/ 158، والبغوي (2611) من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي هانئ الخولاني، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، به، ولفظه عند مسلم:"يا أبا سعيد، من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، وجبت له الجنة" فعجب لها أبو سعيد، فقال: أعدها عليَّ يا رسول الله، ففعل، ثم قال:"وأخرى يُرْفَع بها العبد مئة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض"، قال: وما هي يا رسول الله. قال: "الجهاد في سبيل الله. الجهاد في سبيل الله ".
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 10/ 241، وعبد بن حميد في "المنتخب"(922)، وأبو داود (1529)، والنسائي في "الكبرى"(9833) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(5) -، وابن حبان (863)، والحاكم 1/ 518، من طريق عبد الرحمن بن شريح، عن أبي هانئ الخولاني، عن عمرو بن مالك أبي علي =
11103 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ يَدْعُو هَكَذَا، وَجَعَلَ بَاطِنَ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ (1).
11104 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُلَائِيَّ، عَنْ عَطِيَّةَ
= الجَنْبي، عن أبي سعيد، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي.
وفي الباب عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم، سيرد 4/ 337.
وعن ثوبان عند الترمذي (3389).
وعن أبي هريرة عند البخاري (2790).
وعن معاذ بن جبل عند الترمذي (2530).
وعن أبي الدرداء عند النسائي 6/ 20.
قال السندي: قوله "ثلاثة"، أي: ثلاثة ألفاظ.
قوله: " من رضي بالله رباً": الظاهر أن المراد أن يقول: رضيت بالله رباً .. الخ، لكن أتى بهذا العنوان تنبيهاً على أن مجرد القول لا يكفي ما لم يكن من أهله، فليس له أن يقول: رضيت بالله إلا وأن يكون في القلب قد رضي به رباً، والله تعالى أعلم.
قوله: "والرابعة"، أي: الخصلة الرابعة.
(1)
إسناده ضعيف لضعف بشر بن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 287 عن حسن بن موسى، به.
وقد سلف برقم (11093).
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ، أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ، كِتَابُ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ "(1).
(1) حديث صحيح بشواهده دون قوله: "فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض"، وهذا إسناد ضعيف، عطية -وهو ابن سعد العوفي- ضعيف، وأبو إسرائيل المُلائي وثَّقه يعقوبُ بنُ سفيان، وقال ابنُ معين: صالح الحديث، وقال في موضع آخر: ضعيف، وقال أيضاً: أصحابُ الحديث لا يكتبون حديثه، وضعَّفه النَّسَائي والترمذي، وقال العُقيلي: في حديثه وهم واضطراب، وقال ابنُ حبان: منكر الحديث، وقال أبو أحمد الحاكم: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه، ويكتب حديثه، وهو سيئ الحفظ، وقال أبو زرعة: صدوق إلا أنَّ في رأيه غُلُوّاً، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق سيئ الحفظ. قلنا: وقد توبع. الأسود بن عامر: هو شاذان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 506 ومن طريقه ابنُ أبي عاصم في "السنة"(1554)، وأبو يعلى (1027) من طريق زكريا بن أبي زائدة، والطبراني في "الصغير"(363) من طريق كثير النوّاء، و (376) من طريق هارون بن سعد العجلي، وعبدُ الله بنُ الإِمام أحمد في زياداته على أبيه في "فضائل الصحابة"(170) من طريق أبي الجَحّاف داود بن أبي عوف، أربعتهم عن عطية العوفي، بهذا الإِسناد.
وله شاهد صحيح من حديث زيد بن أرقم عند مسلم (2408)، والنسائي (8175)، بلفظ:"وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتابُ الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به"، فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: "وأهلُ بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في أهل بيتي"، وسيرد 4/ 366 - 367.
وقد رواه بإسناد آخر النسائي (8148) و (8464)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1765)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1555)، والطبراني في "الكبير"(4969)، والحاكم 3/ 109 من طرق عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، بلفظ حديث أبي سعيد. وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، حبيب بن أبي ثابت: قال ابن المديني: لقي ابن عباس وسمع من عائشة، ولم يسمع من غيرهما من الصحابة، ولم يذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 313 سماعه إلا من ابن عباس وابن عمر. ومع فلك فقد صححه الحاكم على شرط الشيخين، وسكت عنه الذهبي.
ورواه الترمذي (3788) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن زيد بن أرقم. وهو منقطع أيضاً.
ورواه الحاكم 3/ 109 من طريق حسان بن إبراهيم الكرماني، عن محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، بلفظ:"إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما، وهما كتاب الله، وأهل بيتي عترتي". وهذا إسناد ضعيف، محمد بن سلمة بن كهيل ضعفه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 380، والجوزجاني، ونقل الحافظ في "اللسان" عن ابن معين أنه ضعيف، وذكره في الضعفاء ابنُ شاهين وابنُ عدي والذهبي. وحسان بن إبراهيم الكرماني: قال ابن عدي: حدث بإفراد كثيرة، وهو عندي من أهل الصدق، إلا أنه يغلط في الشيء ولا يتعمد.
ورواه الطبراني في "الكبير"(2681) و (4971) - من طريق عبد الله بن بكير الغنوي، عن حكيم بن جبير، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم مطولاً، وفيه:"فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين" فقال رجل: وما الثقلان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كتاب الله طَرَفٌ بيد الله، وطَرَفٌ بأيديكم، فاستمسِكوا به لا تَضِلُّوا، والآخر عِترتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= تعلموهما فإنهما أعلم منكم" وإسناده ضعيف، عبد الله بن بكير الغنوي: قال الساجي: ليس بقوي، وقال الذهبي في "المغني في الضعفاء": حديثه منكر، وذكر له ابن عدي مناكير. وحكيم بن جبير: قال أحمد: ضعيف الحديث مضطرب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: كان شعبة يتكلَّم فيه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال ابن حبان في "المجروحين": كان غالياً في التشيع، كثير الوهم فيما يروي، كان أحمد بن حنبل لا يرضاه.
وله شاهد آخر من حديث جابر عند الترمذي (3786)، والطبراني في "الكبير"(2680) روياه من طريق نصر بن عبد الرحمن الكوفي، عن زيد بن الحسن الأنماطي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عنه، مرفوعاً في خطبته صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بلفظ:"يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتُم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي"، وإسناده ضعيف لضعف زيد بن الحسن الأنماطي.
وقد رواه مسلم في "صحيحه"(1218)(147) ضمن حديث جابر الطويل في حجة النبي صلى الله عليه وسلم، ولفظه:"وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله"، ولم يذكر العترة في هذا الحديث.
وثالث من حديث علي عند ابن أبي عاصم في "السنة"(1558)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1760) من طريقين عن أبي عامر العَقَدي، عن كثير بن زيد، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عنه، مرفوعاً، بلفظ:"إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، سببه بيد الله، وسببه بأيديكم، وأهل بيتي"، وإسناده حسن.
وللبزار فيه إسناد آخر، فقد أخرجه (2612)"زوائد" عن الحسين بن علي بن جعفر، عن علي بن ثابت (وهو الدهان العطار الكوفي)، عن سعاد بن سليمان، عن أبي إسحاق (وهو السبيعي)، عن الحارث، عن علي، مرفوعاً، بلفظ: "إني مقبوض، وإني قد تركت فيكم الثقلين -يعني كتاب الله، وأهل بيتي- وإنكم لن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= تضلوا بعدهما" وهذا إسناد ضعيف، الحسين بن علي بن جعفر، قال أبو حاتم: لا أعرفه، وقال النسائي: صالح، وسعاد بن سليمان: ضعفه أبو حاتم، ولم يذكر فيمن سمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط، والحارث -وهو ابن عبد الله الأعور- ضعيف. وقال شعبة: لم يسمع أبو إسحاق من الحارث سوى أربعة أحاديث. اهـ. وكان يحيى بن سعيد يحدث من حديث الحارث ما قال فيه أبو إسحاق سمعت الحارث. قلنا: ولم يصرح أبو إسحاق هنا بالسماع.
ورابع من حديث زيد بن ثابت عند عبد بن حميد (240)، وابن أبي عاصم (754)، والطبراني في "الكبير"(4921) و (4922) و (4923) كلهم من طريق شريك، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، عنه، مرفوعاً، بلفظ:"إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض"، وإسناده ضعيف، شريك -وهو النخعي- سيئ الحفظ، والقاسم بن حسان قال البخاري -فيما نقله الذهبي في "الميزان"-: حديثه منكر، ولا يعرف، وقال الحافظ في "التهذيب": قال ابن القطان: لا يعرف حاله.
وخامس من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري مطولاً عند الطبراني في "الكبير"(2683) و (3052) من طريقين عن زيد بن الحسن الأنماطي، عن معروف بن خرَّبوذ، عن أبي الطفيل، عنه، مرفوعاً، وفيه:"وإني سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر، كتاب الله عز وجل، سَبَبٌ طرفهُ بيد الله، وطرفُه بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فانه قد نبأني اللطيف الخبير، أنهما لن ينقضيا حتى يردا عليَّ الحوض"، وإسناده ضعيف، زيد بن الحسن الأنماطي، قال أبو حاتم: منكر الحديث، وأورد الخطيب البغدادي هذا الحديث له في "تاريخ بغداد" 8/ 442، ومعروف بن خرَّبوذ ضعفه ابنُ معين، وقال أحمد في "العلل" 2/ 58: ما أدري كيف حديثه، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال: لا يتابع على حديثه، ولا يعرف =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إلا به. وقال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما وهم، وقال في مقدمة "الفتح": ما له في البخاري سوى موضع في العلم، وهو حديثه عن أبي الطفيل، عن علي: حدثوا الناس بما يعرفون
…
الحديث.
وسادس من حديث أبي هريرة عند البزار (2617)"زوائد"، والحاكم 1/ 93 روياه من طريقين عن داود بن عمرو الضبي، عن صالح بن موسى الطلحي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، مرفوعاً، بلفظ:"إني خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبداً، كتاب الله، ونسبي" لفظ البزار، وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح بن موسى الطلحي، ولفظه عند الحاكم:"وسنتي"، بدل:"ونسبي"، وقد أورده الحاكم شاهداً لحديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع:"يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً، كتاب الله، وسنة نبيه" أخرجه من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن ثور بن زيد الديلي، عن عكرمة، عنه، وقال: قد احتج البخاري بأحاديث عكرمة، واحتج مسلم بأبي أويس، وسائر رواته متفق عليهم، وهذا الحديث لخطبة النبي صلى الله عليه وسلم متفق على إخراجه في الصحيح:"يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم مسؤولون عني فما أنتم قائلون؟ "، وذكر الاعتصام بالسنة في هذه الخطبة غريب، ويحتاج إليها، قلنا: وورد بلفظ: "وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم" عند ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 269 من حديث عمرو بن عوف بإسناد ضعيف.
قال السندي: قوله: "إني تارك فيكم"، أي: بعد موتي.
الثَّقَلين: الثَّقَل، بفتحتين: كل شيء نفيس مصون، ومنه هذا الحديث، كذا في "القاموس".
أحدهما أكبر: هو الكتاب، لأنه إمام الكل: العترةِ، وغيرِهم.
حبل ممدود: له ليرتقي به أهل الأرض إلى أهل السماوات، وقد جاء:"الماهر في القرآن مع البررة الكرام"، أي: فعليكم مراعاته بعدي علماً وعملاً =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وحفظاً.
وعترتي: كأنه صلى الله عليه وسلم جعلهم قائمين مقامه، فكما كان في حياته القرآن والنبي، كذلك بعده القرآن وأهل بيته، ولكن قيامهم مقامه في وجوب المحبة والمراعاة والإحسان، لا في العمل بأقوالهم وآرائهم، بل المرجع في العمل: الكتاب والسنة، والله تعالى أعلم.
قلنا: وقد ورد التصريح بأن المراد من قوله صلى الله عليه وسلم: "وعترتي أهل بيتي" هو وجوب مراعاتهم ومحبتهم، واجتناب ما يسوؤهم، والاحتراز عما يؤذيهم، في حديث زيد بن أرقم عند مسلم -وقد ذكرناه في الشواهد آنفاً- ونصه:"وأهل بيتي، أذكركم اللهَ في أهل بيتي، أذكركم اللهَ في أهل بيتي، أذكركم اللهَ في أهل بيتي"، وما ورد مما يفهم منه وجوب الاقتداء بهم، والأخذ بأقوالهم والعمل بها، مثل قوله:"لن تضلوا بعدهما"، أو:"لن تضلوا إن اتبعتموهما"، فأسانيده ضعيفة لا يصلح الاحتجاج بها، كما بسطنا ذلك عند سرد الشواهد، وهذه التثنية:(بعدهما)(اتبعتموهما) من أوهام ضعفة الرواة، ويؤيد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع لم يذكر سوى وجوب الاعتصام بكتاب الله تعالى، فقال -كما عند مسلم من حديث جابر-:"تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله"، ولم يذكر العِتْرة، ولما قَفَل من حجة الوداع، ونزل غدير خُمّ، أحسَّ بدنو أجله، وقال:"يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب"، فأوصاهم بالاعتصام بكتاب الله مرة أخرى، وأردف ذلك بتذكيرهم بعترته أهل بيته، فقال:"إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي"، فقولُه هنا:"وعترتي أهلَ بيتي" منصوب بفعل محذوف، يعني:"احفظوا عترتي"، أو:"أذكركم الله في عترتي" كما هو نص مسلم. وهذا المعنى المراد هو الذي فهمه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج البخاري (3712) عن أبي بكر رضي الله عنه قال: والذي نفسي بيده لقرابةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ أن أصل من قرابتي. وأخرج عنه أيضاً (3713)، قال: ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في آل بيته. قال الحافظ في "الفتح": والمراقبة =
11105 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ (1) عَنِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ:" وَيْحَكَ، إِنَّ الْهِجْرَةَ شَأْنُهَا شَدِيدٌ، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:" هَلْ تُؤَدِّي صَدَقَتَهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:" هَلْ تَمْنَحُ مِنْهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ (2)، قَالَ:" هَلْ تَحْلِبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا؟ (3) " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:" فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ، فَإِنَّ اللهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا "(4).
= للشيء: المحافظة عليه، يقول: أحفظوه فيهم، فلا تؤذوهم، ولا تسيئوا إليهم.
قلنا: وهذا موافق لقوله تعالى: {قل لا أسألكُم عليه أجراً إلا المودَّة في القُربى} [الشورى: 23].
(1)
في (س) و (ق)، وهامش (ص): يسأله، وفي هامش (س): فسأله، وعليها علامة الصحة.
(2)
قوله: قال "هل تمنح منها"؟ قال: نعم. هذه العبارة ليست في (ظ 4).
(3)
في (ق): ورودها، وهي موافقة لإحدى روايات البخاري.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو المهلبي الأَزْدِي، وأبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وعطاء بن يزيد: هو الليثي.
وأخرجه البخاري (1452) و (3923) و (6165)، ومسلم (1865)(87)، وأبو داود (2477)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 143 - 144، وفي "الكبرى"(8699)، وابن حبان (3249) من طريق الوليد بن مسلم، والبيهقي في "السنن" 9/ 15 من طريق الوليد بن مَزْيد البيروتي، كلاهما عن الأوزاعي، به. وجاءت عندهم عدا =
11106 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَعْنِي ابْنَ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَدَّمَ ثَلَاثَةً مِنْ وَلَدِهِ حَجَبُوهُ مِنَ النَّارِ "(1).
= البخاري والبيهقي دون قوله: "فهل تحلبها يوم وردها"؟ قال: نعم.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم (2633) و (3923) عن محمد بن يوسف، ووصله مسلم من طريقه (1865) عن الأوزاعي، به.
وسيأتي برقم (11108) و (11619).
قال السندي: قوله فسأله عن الهجرة: هي ترك الوطن، والانتقال إلى المدينة تأييداً وتقوية للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين، وإعانة لهم على قتال الكفرة، وكانت فريضة في أول الأمر، ثم نسخ. فلعل السؤال كان حينئذٍ. أو لعله صلى الله عليه وسلم خاف عليه لما كان عليه الأعراب من الضعف، حتى إن أحدهم يقول إن حَصَلَ له مرض في المدينة، أقلني بيعتك. ونحو ذلك، ولذلك قال: إن شأنها شديد.
قوله: "ويحك": للترحم.
قوله: "تمنح منها": تعير ذات اللبن ما دام فيها لبن.
قوله: "يوم وردها": بكسر واو، أي: نوبة شربها.
قوله: "فاعمل من وراء البحار"، أي: فأتِ بالخير وإن كنت من وراء البحار، ولا يضرك بعدك عن المسلمين.
قوله: "لن يَتِرَكَ": بكسر التاء المثناة من فوق، أي: لن ينقصك، وإن أقمت من وراء البحار، وسكنتَ أقصى الأرض، فهو من التِّرَة كالعِدَة، والكاف مفعول به، ويمكن جعله من الترك، أي: لا يترك شيئاً من عملك مهملاً، بل يجازيك على جميع أعمالك في أي محل فعلت، لكن الرواية هي الوجه الأول، والله تعالى أعلم.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف سليمان بن قَرْم، وبقية =
11107 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ خَمْسٍ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا مُؤْمِنٌ بِسِحْرٍ، وَلَا قَاطِعُ رَحِمٍ (1)، وَلَا كَاهِنٌ، وَلَا مَنَّانٌ "(2).
= رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المَرُّوذي، وعبد الرحمن ابن الأصبهاني: هو ابن عبد الله بن الأصبهاني الجهني، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وسيأتي نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11296) و (11686).
(1)
في (س) و (ص): ولا قاطع، وفي هامشيهما: ولا قاطع رحم، نسخة.
(2)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية بن سعد: وهو العَوْفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد الطائي، فقد روى له البخاري، وأصحاب السنن عدا النسائي، وهو ثقة. معاوية بن عمرو: هو المهلَّبي، وأبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد الفَزَاري.
وأخرجه البزار (2932)(زوائد) من طريق عمار بن زريق، عن الأعمش، به.
وأخرجه أيضاً (2933) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن عطية، به. أسقط من الإِسناد سعداً الطائي، فوهم.
قال الدَّارقُطْني في "العلل" 3/ الورقة 238 في هذا الحديث: يرويه الأعمش، واختلف عنه، فرواه جرير بن عبد الحميد وعبد الله بن بشر، وقيل: عن حمزة الزيات، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد. وخالفهم أبو إسحاق الفزاري ومندل بن علي، وعمار بن زريق، فرووه عن الأعمش، عن سعد الطائي، عن عطية، عن أبي سعيد، وهو الصواب.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 74، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه =
11108 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ:" وَيْحَكَ، إِنَّ الْهِجْرَةَ شَأْنُهَا شَدِيدٌ، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:" أَلَسْتَ تُؤَدِّي صَدَقَتَهَا؟ " قَالَ: بَلَى، قَالَ:" أَلَسْتَ تَمْنَحُ مِنْهَا؟ " قَالَ: بَلَى، قَالَ:" أَلَسْتَ تَحْلُبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا؟ (1) " قَالَ: بَلَى، قَالَ:" فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ مَا شِئْتَ، فَإِنَّ اللهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا "(2).
11109 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، أَنَّ أَبَا النَّجِيبِ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَهُ:
= عطيه بن سعد وهو ضعيف، وقد وثق.
وسيأتي برقم (11781)، ومختصراً برقم (11222) و (11398).
وقد سلفت شواهده في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب في الرواية رقم (6180).
قال السندي: قوله: "صاحب خمس"، أي: صاحب خمس خصال.
قوله: "ولا مؤمن بسحر"، أي: مصدق به، أو من ملتبس بعمل السحر.
قوله: "ولا منان": لا يعطي شيئاً إلا مَنَّ.
(1)
في (ق): ورودها، وهي موافقة لإحدى روايات البخاري.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الحارث: وهو ابن عبد الملك المخزومي، فمن رجال مسلم.
وقد سلف برقم (11105).
أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ مِنْ نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ خَاتَمُ ذَهَبٍ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ، فَرَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَحَدَّثَهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ لَكَ لَشَأْنًا، فَارْجِعْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَأَلْقَى خَاتَمَهُ وَجُبَّةً كَانَتْ عَلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ أُذِنَ لَهُ، وَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَدَّ عليه السلام، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَعْرَضْتَ عَنِّي قَبْلُ حِينَ جِئْتُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّكَ جِئْتَنِي وَفِي يَدِكَ جَمْرَةٌ مِنْ نَارٍ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ جِئْتُ إِذًا بِجَمْرٍ كَثِيرٍ، وَكَانَ قَدْ قَدِمَ بِحُلِيٍّ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ مَا جِئْتَ بِهِ غَيْرُ مُغْنٍ عَنَّا شَيْئًا، إِلَّا مَا أَغْنَتْ حِجَارَةُ الْحَرَّةِ، وَلَكِنَّهُ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ". فَقَالَ الرَّجُلُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اعْذُرْنِي فِي أَصْحَابِكَ لَا يَظُنُّونَ أَنَّكَ سَخِطْتَ عَلَيَّ بِشَيْءٍ (1). فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَذَرَهُ، وَأَخْبَرَ أَنَّ الَّذِي كَانَ مِنْهُ إِنَّمَا كَانَ لِخَاتَمِهِ الذَّهَبِ (2).
(1) في (ظ 4): لشيء.
(2)
إسناده ضعيف، أبو النجيب -ويقال: أبو التُّجيب بالتاء المضمومة- لم يرو عنه غير بكر بن سوادة، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف، ومع ذلك ذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكر بن سوادة، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. ابن وهب: هو عبد الله أبو محمد المصري، وعمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب المصري.
وأخرجه بتمامه ابن حبان (5489) من طريق حرملة، عن ابن وهب، بهذا =
11110 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ
= الإِسناد.
وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 8/ 170، وفي "الكبرى"(9501) من طريق عمرو بن السرح، عن ابن وهب، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1022)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 175 - 176، وفي "الكبرى"(9532) من طريق ليث بن سعد، عن عمرو بن الحارث، به.
قال السندي: قوله: فألقى خاتمه وجُبّة -بضم جيم وتشديد باء- أي: وألقى جبّة كانت عليه كما ألقى خاتمه، وهذا يدل على أنه ألقى اتفاقاً لا أنه فهم كراهة لبس خاتم الذهب.
بجمر كثير: يريد أن ما جاء به من الذهب فهو جمر على هذا.
إنَّ ما جئتَ به، أي: إن الذي جئت به من المال، يريد أنها جمر في حق من يراها أحسن من حجارة الحرة، فيتزين بها، وأما من يراها مثل الحجارة وإنما يقضي بها حاجته الدنيوية، فلا تكون في حقِّه جمراً، والله تعالى أعلم.
قلنا: وقد ثبتت حرمة خاتم الذهب للرجال في غير ما حديث، منها حديث أبي هريرة في الصحيحين البخاري (5864)، ومسلم (2089)، وقد سلف 2/ 163.
ومنها حديث عبد الله بن عمرو عند البخاري في "الأدب المفرد"(1021)، وسلف برقم (6518)، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على بعض أصحابه خاتماً من ذهب، فأعرض عنه، فألقاه، واتخذ خاتماً من حديد، فقال:"هذا شر، هذا حلية أهل النار" فألقاه، فاتخذ خاتماً من ورق، فسكت عنه. وإسناده حسن.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلَى بَنِي لَحْيَانَ: " لِيَخْرُجْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ رَجُلٌ " ثُمَّ قَالَ لِلْقَاعِدِ: " أَيُّكُمْ خَلَفَ الْخَارِجَ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ بِخَيْرٍ، كَانَ لَهُ مِثْلُ نِصْفِ أَجْرِ الْخَارِجِ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن أبي سعيد مولى المَهْري وأبيه فمن رجال مسلم، ابن وهب: هو عبد الله أبو محمد المصري، وعمرو: هو ابن الحارث المصري.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2326)، ومن طريقه مسلم (1896)(138)، وأبو داود (2510)، والبيهقي في "السنن" 9/ 48، وأخرجه الحاكم 2/ 82، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/ 40 من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، والمزي في "تهذيب الكمال" 32/ 142 من طريق حرملة بن يحيى، ثلاثتهم عن ابن وهب، بهذا الإِسناد. قال الحاكم: صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، وهو عند مسلم كما سلف، وليس ليزيد بن أبي سعيد مولى المَهْري عنده وعند أبي داود سوى هذا الحديث.
وسيرد مطولاً ومختصرا بالأرقام (11301) و (11461) و (11527) و (11867).
وفي الباب عن زيد الجهني عند البخاري (2843)، ومسلم (1895) بلفظ:"من خلف غازياً في سبيل الله بخير فقد غزا"، وسيرد 4/ 115 و 116.
وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط"(536) بلفظ حديث زيد الجهني، وقد أرده الهيثمي في "المجمع" 5/ 283، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه رواد بن الجراح، وثقه أحمد في غير حديث سفيان، وكذلك ابن معين، وابن حبان، وقال: يخطئ ويخالف، وضعفه جماعة.
وعن معاذ بن جبل عند الطبراني في "الكبير" 20/ (357) بلفظ: "من جهز غازياً أو خلفه في أهله بخير فإنه معنا"، أورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 283، =
11111 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - قَالَ أَبِي: لَيْسَ مَرْفُوعًا (1) - قَالَ: " لَا يَصْلُحُ السَّلَفُ فِي الْقَمْحِ وَالشَّعِيرِ وَالسُّلْتِ حَتَّى يُفْرَكَ، وَلَا فِي الْعِنَبِ وَالزَّيْتُونِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ حَتَّى يُمَجِّجَ، وَلَا ذَهَبًا عَيْنًا بِوَرِقٍ دَيْنًا، وَلَا وَرِق (2) دَيْنًا بِذَهَبٍ عَيْنًا "(3).
= وقال: رواه الطبراني، وفيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف، ورجل لم يسم.
قال السندي: قوله: ثم قال للقاعد، أي: لجنس القاعد.
خَلَف، أي: قام مقامه، وصار خليفة له.
قال الحافظ في "الفتح" 6/ 50: فيه إشارة إلى أن الغازي إذا جهز نفسه، أو قام بكفاية من يخلفه بعده، كان له الأجر مرتين.
(1)
في (ظ 4): مرفوع.
(2)
في (م): وَلَا وَرِقاً.
(3)
إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات رجال مسلم غير حسن -وهو ابن موسى الأشيب- فمن رجال الشيخين، وهو ثقة. حنش بن عبد الله: هو الصنعاني، وابن هُبَيرة: هو عبد الله.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 104، ونسبه إلى أحمد، وقال: وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه كلام.
وانظر (11006).
قال السندي: قوله: لا يصلح السَّلَف، بفتحتين: هو على وجهين، أحدهما: قرض لا منفعة فيه للمقرض غير الأجر والشكر، والثاني: أن يُعطي مالاً في سلعة إلى أجل معلوم، وهو المراد هاهنا.
11112 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ (1): سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (2): " إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ حِينَئِذٍ، فَلْيُصَلِّ فِي بَيْتِهِ رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ (3) نَصِيبًا مِنْ صَلَاتِهِ، فَإِنَّ اللهَ جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ مِنْ صَلَاتِهِ خَيْرًا "(4).
= والسُّلْت، بضم سين وسكون لام: حب بين الحنطة والشعير لا قشر له كقشر الشعير، فهو كالحنطة في ملاسته، وكالشعير في طبعه وبرودته.
حتى يفرك: من الفرك: يقال: فرك السُّنْبُلَ: دلكه.
حتى يُمَجِّج: ضبط بضم ياء، وتشديد الجيم الأولى، أي: أدرك وطاب، وصار حلواً. والظاهر أن هذا مذهب أبي سعيد رضي الله تعالى عنه.
(1)
عبارة: أنه قال، من (ظ 4).
(2)
لفظ: يقول، من (ظ 4).
(3)
في (ص) و (م): في بيته.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، ولعنعنة أبي الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وجابر: هو ابن عبد الله الصحابي.
وسيأتي برقم (11569)، وبإسنادٍ صحيح برقم (11567) و (11568)، وسيخرج هناك.
قال السندي: قوله: "إذا قضى"، أي: أدَّى.
قوله: " صلاة"، أي: مكتوبة.
قوله: "فليصل"، أي: فليجعل الراتبة في بيته للبركة فيه.
11113 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، سَمِعْتُ أَبَا الْهَيْثَمِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ بَيَاضَ كَشْحِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ سَاجِدٌ (1).
11114 -
حَدَّثَنَاهُ مُوسَى (2)، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (3) بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ كَشْحِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ سَاجِدٌ (4).
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وبقية رجاله ثقات. يحيى بن إسحاق: هو السَّيْلَحيني، وعبيد الله بن المغيرة: هو ابن معيقيب السبئي، وأبو الهيثم: هو سليمان بن عمرو بن عبد العُتْواري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 125، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام.
وانظر ما بعده.
وقد سلفت شواهده في مسند عبد الله بن عباس في الرواية (2405).
قال السندي: قوله: رأيت بياض كشح .. إلخ: بيان أنه صلى الله عليه وسلم يجافي بين عضديه وما يليهما في السجود.
(2)
في (م): حدثناه موسى: هو ابن داود، وجاء في هامش (س): هو موسى بن داود.
(3)
في (س) و (ص) و (ق) و (م): عبد الله، وهو تحريف.
(4)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. موسى: هو ابن داود الضبي. =
11115 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَاتَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ يَقْرَأُ اللَّيْلَ كُلَّهُ بِـ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ عليه السلام: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَعْدِلُ نِصْفَ الْقُرْآنِ أَوْ ثُلُثَهُ "(1).
11116 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا (2) ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي ثَوْبٍ فَلْيَجْعَلْ طَرَفَيْهِ (3) عَلَى عَاتِقَيْهِ "(4).
= وانظر ما قبله.
(1)
إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة: وبقية رجاله ثقات. يحيى بن إسحاق: هو السَّيْلَحيني، والحارث بن يزيد: هو الحَضْرمي، وأبو الهيثم: هو سليمان بن عمرو العُتْواري.
قوله: "نصف القرآن" قال ابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 228: أو نصفه، شك من المحدث لا يجوز أن يكون شكاً من النبي صلى الله عليه وسلم، على أنها لفظة غير محفوظة في هذا الحديث ولا في غيره، والمحفوظ الثابت الصحيح في هذا الحديث وغيره: أنها تعدل ثلث القرآن دون شك.
قلنا: انظر ما سلف برقم (11053).
(2)
في (ظ 4): أخبرنا.
(3)
في (م): طرفه.
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وبقية رجاله =
11117 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَنِي جَابِرٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَجَرَهُ عَنْ ذَلِكَ، وَزَجَرَهُ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ لِبَوْلٍ (1).
وَهَذَا يَتْلُو حَدِيثَ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الرَّجُلِ يَشْرَبُ وَهُوَ قَائِمٌ؟ فَقَالَ: كُنَّا نَكْرَهُ ذَاكَ. ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي سَعِيدٍ.
11118 -
حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ مَطَرٍ الْحَبَطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو رُؤْبَةَ شَدَّادُ بْنُ عِمْرَانَ الْقَيْسِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي مَرَرْتُ بِوَادِي كَذَا وَكَذَا، فَإِذَا رَجُلٌ مُتَخَشِّعٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ يُصَلِّي، فَقَالَ (2) لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اذْهَبْ إِلَيْهِ فَاقْتُلْهُ ".
= ثقات رجال الصحيح. يحيى بن إسحاق: هو السَّيْلَحيني، وحبان بن واسع: هو ابن حبان بن منقذ الأنصاري.
وقد سلف نحوه برقم (11072).
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي.
وقد سلف بالأرقام (11088) و (11089).
(2)
في (ظ 4): قال.
قَالَ: فَذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَلَمَّا رَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ كَرِهَ أَنْ يَقْتُلَهُ. فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ (1): فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ: " اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ "، فَذَهَبَ عُمَرُ، فَرَآهُ عَلَى تِلْكَ (2) الْحَالِ الَّتِي رَآهُ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: فَكَرِهَ أَنْ يَقْتُلَهُ. قَالَ: فَرَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي مُتَخَشِّعًا فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ. قَالَ:" يَا عَلِيُّ اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ " قَالَ: فَذَهَبَ عَلِيٌّ فَلَمْ يَرَهُ. فَرَجَعَ عَلِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَمْ يُرَهْ، قَالَ (3): فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ (4) حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ فِي فُوقِهِ، فَاقْتُلُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ "(5).
(1) كلمة: "قال"، ليست في (ظ 4).
(2)
كلمة: "تلك"، ليست في (ظ 4).
(3)
كلمة: "قال"، ليست في (ظ 4).
(4)
في (س) و (ق) وهامش (ص): إليه.
(5)
إسناده ضعيف، أبو رؤبة شداد بن عمران القيسي مجهول الحال، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 226، وفي "الكنى" 9/ 30، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 329 - ونسباه قشيرياً، وقال البخاري: القشيري من قيس-، والحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 174، ونسبه ثعلبياً!، وذكر في الرواة عنه اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 358، ونسبه تغلبياً!. وقد ترجم ابن حبان في "الثقات" 4/ 357 لآخر اسمه شداد بن عبد الرحمن أبو رؤبة القشيري، وذكر أنه يروي عن أبي سعيد الخدري، وروى عنه أبو حنيفة، فمال الحافظ في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "التعجيل" إلى ترجيح أنهما واحد، اختلف في اسم أبيه ونسبه، لكن جزم ابن حبان أنهما اثنان، وبقية رجاله ثقات. بكر بن عيسى: هو أبو بشر البصري الراسبي.
ثم إن في متنه نكارة بيَّنها السندي كما سيأتي.
وأخرجه البخاري في "الكنى" 9/ 30 من طريق حفص بن عمر، عن جامع بن مطر، بهذا الإِسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 225، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات! وذكره الحافظ في "الفتح" 12/ 298 - 299، وجوَّد إسناده!
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن
…
" الخ، سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11008)، وسيأتي برقم (11648).
وفي الباب نحو هذه القصة عن أبي بكرة، سيرد 5/ 42.
وعن أنس عند أبي يعلى (90).
وعن جابر عند أبي يعلى (2215).
قال السندي: ولا يخفى ما في ظاهره من البعد، إذ كيف يكره أبو بكر ثم عمر قتل من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله، وقد جاء أن عمر استأذن في قتل من قال: إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم ما عدل في القسمة، وكذا خالد بن الوليد، والنبي صلى الله عليه وسلم ما أذن في قتله، وعلل ذلك بأنه مصل، والذي يظهر أن هذا الرجل المذكور في هذه الأحاديث هو ذاك الرجل الذي جاء فيه أنه استأذن عمر في قتله وخالد، ولا يخفى أن استئذان عمر في قتله أصح وأثبت من هذه الأحاديث، فهذا يقتضي أن في هذه الأحاديث شيئاً، ومن نظر في اختلاف عنوان الواقعة في هذه الأحاديث لا يستبعد ما قلنا، والله تعالى أعلم.
قلنا: قصة خالد سلفت برقم (11008)، وفيها: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم" وإسنادها صحيح على شرط الشيخين، وقصة عمر ستأتي برقم (11537)، وإسنادها صحيح على شرط =
11119 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي نَوْفٍ، عَنِ سَلِيطِ بْنِ أَيُّوبَ (1)، عَنْ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَوَضَّأُ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ تَوَضَّأُ مِنْهَا وَهِيَ يُلْقَى فِيهَا مَا يُلْقَى مِنَ النَّتْنِ! فَقَالَ: " إِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ "(2).
= الشيخين كذلك. وقد حاول الحافظ في "الفتح" 12/ 299 أن يجمع بين الروايتين؛ رواية النهي عن قتله، ورواية الأمر بقتله، بما لا مقنع فيه، والله أعلم.
(1)
قوله: "عن سليط بن أيوب"، سقط من نسخ المسند، وقد ثبت في "أطراف المسند" 6/ 269، وفي "تهذيب الكمال" في ترجمة خالد بن أبي نوف، وقد روى المزي الحديث من طريق الإمام أحمد بهذا الإِسناد، وثبت أيضاً في مصادر التخريج، فأثبتناه. وقد ذكر المزي في "تهذيب الكمال" أن خالد بن أبي نوف إنما يروي عن سَلِيط بن أيوب، لا عن ابن أبي سعيد الخدري، ويقال: عن محمد بن إسحاق، عن سليط بن أيوب.
(2)
حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، خالد بن أبي نوف وسليط بن أيوب، لم يذكر في الرواة عن كل منهما إلا اثنان، ولم يُؤْثر توثيقُهما إلا عن ابن حبان، وبقيةُ رجالِ الإِسناد ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. عبد العزيز بن مسلم: هو القَسْملي، ومطرف: هو ابن طريف.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 8/ 186 - 187 من طريق الإِمام أحمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 174، وأبو يعلى (1304)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 12، والبيهقي في "السنن" 1/ 257 - 258، والمزي =
11120 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
= في "تهذيب الكمال" 11/ 336 من طرق عن عبد العزيز بن مسلم، به. وسقط اسم سليط من مطبوع الطحاوي.
وأخرج الطيالسي (2155)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/ 258 عن قيس بن الربيع، عن طريف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا على غدير فيه جيفة، فتوضأ بعض القوم، وأمسك بعض القوم حتى يجيء النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم في أخريات الناس، فقال:"توضؤوا واشربوا، فإن الماء لا ينجسه شيء". وطريف: هو ابن شهاب أبو سفيان السعدي، ضعيف متروك. وقد رواه من طريقه بهذا الإِسناد ابن عدي في "الكامل" 4/ 1437 - 1438، والبيهقي في "السنن" 1/ 258 من رواية شريك عنه. لكن اختلف فيه على شريك، فقيل: عن شريك، عن طريف، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، فيما رواه ابن ماجه (520)، وقيل: عنه، عن جابر أو أبي سعيد بالشك، فيما رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 12. قال البيهقي: وأبو سعيد كأنه أصح.
وأخرج ابنُ ماجه (519)، والبيهقي في "السنن" 1/ 258 من طريقين عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الحياض التي بين مكة والمدينة، تَرِدُها السِّباع والكلاب والحُمُر، وعن الطهارة منها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لها ما حملت في بطونها، ولنا ما غبر، طهور" وفي إسناده عبد الرحمن بن زيد، قال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وضعفه ابن المديني جداً، قال البيهقي: لا يحتج بأمثاله، وقد روي من وجه آخر عن ابن عمر، مرفوعاً، وليس بمشهور.
وأخرج عبد الرزاق (255) عن معمر، عن ابن أبي ذئب، عن رجل، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ أو شرب من غدير كان يُلقى فيه لحوم =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عز وجل " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ نَرَى رَبَّنَا؟ قَالَ: فَقَالَ:
= الكلاب، قال: ولا أعلمه إلا قال: والجِيَف، فذكر ذلك له، فقال له:"إنَّ الماء لا ينجسه شيء".
وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خَديج، عن أبي سعيد، بالأرقام (11257) و (11815) و (11818).
وقد رُوي حديث بئر بضاعة من رواية سهل بن سعد، فقد قال الحافظ في "التلخيص" 1/ 13 بعد أن أورد حديث أبي سعيد وطرقه، قال: قال ابن القطان: وله طريق أحسن من هذه، قال قاسم بن أصبغ في "مصنفه": حدثنا محمد بن وضاح، حدثنا عبد الصمد بن أبي سكينة الحلبي بحلب، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، قال: قالوا: يا رسول الله، إنك تتوضأ من بئر بضاعة، وفيها ما ينجي الناس والمحائض والخبث! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الماء لا ينجسه شيء". قال قاسم بن أصبغ: هذا من أحسن شيء في بئر بضاعة، وقال ابن حزم: عبد الصمد (يعني ابن أبي سكينة) ثقة مشهور، قال قاسم: ويروى عن سهل بن سعد في بئر بضاعة من طرقٍ هذا خيرها. قال الحافظ: ابن أبي سكينة الذي زعم ابن حزم أنه مشهور، قال ابن عبد البر وغير واحد: إنه مجهول، ولم نجد عنه راوياً إلا محمد بن وضاح. قلنا: يعني أن إسناده ضعيف.
وحديث سهل أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 12، والبيهقي في "السنن" 1/ 259 من طريق حاتم بن إسماعيل، والدارقطني في "السنن" 1/ 32 من طريق فضيل بن سليمان، كلاهما عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن أمه، قالت: دخلنا على سهل بن سعد في أربع نسوة، فقال: لو سقيتكم من بئر بضاعة لكرهتم ذلك، وقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منها بيدي. وهذا إسناد ضعيف، أم محمد والدة محمد بن أبي يحيى الأسلمي، لم يرو عنها غير ابنها محمد بن أبي =
" هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ نِصْفَ النَّهَارِ؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " فَتُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " فَإِنَّكُمْ لَا
= يحيى، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، ومع ذلك حسن إسناده البيهقي، وتحرف في مطبوع "السنن" لفظ:"عن أمه"، إلى:"عن أبيه".
وقوله: "إنَّ الماء لا ينجسه شيء":
له شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (2100).
وآخر من حديث جابر عند ابن ماجه (520)، لكنه مختلف في روايته عن جابر أو أبي سعيد كما سلف في التخريج، وذكرنا قول البيهقي أنه عن أبي سعيد أصح.
وثالث عن أبي أمامة الباهلي عند ابن ماجه (521)، والدارقطني في "السنن" 1/ 28 - 29، أخرجاه من طريق رشدين بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عنه، مرفوعاً. بلفظ:"إن الماء لا ينجسه شيء إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه"، وفي إسناده رشدين بن سعد، وهو ضعيف، قال الدارقطني: لم يرفعه غير رشدين بن سعد عن معاوية بن صالح، وليس بالقوي، والصواب في قول راشد. قلنا: يعني في روايته مرسلاً. قال الحافظ في "التلخيص": وصحح أبو حاتم إرساله. قال الدارقطني في "السنن" 1/ 29: ووقفه أبو أسامة على راشد. ونقل الحافظ في "التلخيص" عن النووي قوله: اتفق المحدثون على تضعيفه.
ورابع من حديث سهل بن سعد عند الدارقطني في "السنن" 1/ 29.
وخامس من حديث عائشة عند البزار (249)، وأبي يعلى (4765)، وفي إسناده شريك بن عبد الله النخعي، وهو ضعيف، وذكره الحافظ في "التلخيص" 1/ 14، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط"، وأبي علي ابن السكن في "صحاحه"، ثم قال: ورواه أحمد من طريق أخرى صحيحة، لكنه موقوف. فالحديث بمجموع طرقه وشواهده يقوى ويصح، وقد صححه الإِمام أحمد بن حنبل ويحيى بنُ معين وأبو محمد بن حزم، فيما ذكر الحافظ في "التلخيص" 1/ 13، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وحسنه الترمذي فيما سيرد برقم (11257).
قال النووي في "المجموع" 1/ 131: واعلم أن حديث بئر بُضاعة عام مخصوص، خُصَّ منه المتغير بنجاسة، فإنه نجس للإجماع، وخُصَّ منه أيضاً ما دون قلتين إذا لاقته نجاسة. فالمراد الماء الكثير الذي لم تغيره نجاسة لا ينجسه شيء، وهذه كانت صفة بئر بُضَاعة، والله أعلم.
قال السندي: قوله: من بئر بُضاعة: بضم الباء، وبالضاد المعجمة، وأجيز كسر الباء، وحكي بالصاد المهملة. قلنا: قال الشافعي في "الأم" 1/ 8: بئر بُضاعة كثيرةُ الماء واسعة كان يُطرح فيها من الأنجاس ما لا يغير لها لوناً ولا طعماً، ولا يظهر له فيها ريح. قال أبو داود بإثر الحديث (67): وقدرتُ أنا بئر بُضاعة بردائي مددته عليها، ثم ذرعتُه، فإذا عرضُها ستة أذرع، وسألت الذي فتح لي البستان، فأدخلني إليه: هل غُيِّر بناؤها عما كانت عليه؟ قال: لا، ورأيتُ فيها ماءً متغير اللون.
قوله: توضأ منها، أي: أتتوضأ. قال السندي في حاشيته على النسائي: ظاهره أنه بصيغة الخطاب، ولذا جزم النووي أنه الصواب، لكن يجوز أن يكون للمتكلم مع الغير، أي: أيجوز لنا التوضؤ منها، وفيه من مراعاة الأدب ما لا يخفى، بخلاف الخطاب.
من النتن: ضبط بفتحتين، قيل: عادة الناس دائماً في الإسلام والجاهلية تنزيه المياه وصونها عن النجاسات، فلا يتوهم أن الصحابة وهم أطهر الناس وأنزههم كانوا يفعلون ذلك عمداً مع عزة الماء فيهم، وإنما كان ذلك من أجل أن هذه البئر كانت في الأرض المنخفضة، وكانت السيول تحمل الأقذار من الطرق وتلقيها فيها، وقيل: كانت الريح تلقي ذلك، ويجوز أن يكون السيل والريح تلقيان جميعاً.
لا ينجسه، أي: ما دام لا يغيره، وأما إذا غَيَّره فكأنه أخرجه عن كونه ماءً، فما بقي على الطهورية لكونها صفة الماء، والمُغَيَّر كأنه ليس بماء، والله تعالى =
تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي ذَلِكَ " قَالَ الْأَعْمَشُ: لَا تُضَارُّونَ يَقُولُ: لَا (1) تُمَارُونَ (2).
= أعلم.
(1)
لفظ "لا" في الموضعين ليس في (ظ 4) و (ق)، وأشير إليه في (س) على أنه نسخة.
(2)
إسناده صحيح على شرط البخاري، أبو بكر بن عياش من رجال البخاري، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه ابن ماجه (179)، وابن أبي عاصم في "السنة"(452)، وأبو يعلى (1006)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 169، والآجري في "الشريعة" ص 261، وابن منده في "الإِيمان"(810) من طريق عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد.
وأخرجه الترمذي (2554) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وقال بإثره: وروى عبد الله بن إدريس عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وحديث ابن إدريس عن الأعمش غير محفوظ، وحديث أبي صالح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أصح، وهكذا رواه سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روي عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه، مثل هذا الحديث، وهو حديث صحيح.
قلنا: إعلال الترمذي لحديث عبد الله بن إدريس بأنه غير محفوظ لا يُسلم له، فقد تابعه أبو بكر بن عياش، وهو ثقة، ولا مانع من أن يكون أبو صالح قد سمعه من أبي هريرة ومن أبي سعيد، وقد روي الحديث عن كليهما من طرق أخرى، ونقل ابن خزيمة في "التوحيد" ص 169 عن محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري: الحديثُ عندنا محفوظ عن أبي هريرة رضي الله عنه، وعن أبي سعيد. =
11121 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ، وَشَرُّهَا الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ، وَخَيْرُ
= وأخرجه بنحوه البخاري (4581)، ومسلم (183)(302)، وأبو عوانة 1/ 168، وابن منده في "الإيمان"(818) من طريق حفص بن ميسرة، والبخاري (7439)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 310، وابن حبان (7377)، والآجري في "الشريعة" ص 260، واللالكائي (818)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 344 من طريق سعيد بن أبي هلال، وأخرجه مسلم (183)(303)، وابن أبي عاصم (457) و (635)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 173 - 174، 307 - 308، وأبو عوانة 1/ 166، وابن منده في "الإِيمان"(816) و (817)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 582 - 584، والبيهقي في "مستدركات البعث"(252) من طريق هشام بن سعد، ثلاثتهم عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، به.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (6573)، ومسلم (182)، وسلف 2/ 275.
وعن جرير بن عبد الله البجلي عند البخاري (554)، ومسلم (633)(211)، وسيرد 4/ 360.
وعن أبي رزين العقيلي، سيرد 4/ 11.
وانظر (11127).
قال السندي: قوله: "هل تضارون": بفتح التاء، وتشديد الراء: هل يُصيبكم الضرر بسبب الزحام والدنو والاجتماع؟ فليس في الحديث إثبات جهة المرئي، وإنما فيه نفي الزحام في رؤيته، والله تعالى أعلم.
صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرُ، وَشَرُّهَا الْمُقَدَّمُ "، وَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ لَا تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ، إِذَا سَجَدْتُنَّ، لَا تَرَيْنَ عَوْرَاتِ الرِّجَالِ مِنْ ضِيقِ الْأُزُرِ " (1).
11122 -
حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ وَحُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِصْمَةَ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ الرَّايَةَ فَهَزَّهَا، ثُمَّ قَالَ:" مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا؟ "، فَجَاءَ فُلَانٌ فَقَالَ: أَنَا. قَالَ (2): " أَمِطْ "، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ:" أَمِطْ ". ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ، لَأُعْطِيَنَّهَا رَجُلًا لَا يَفِرُّ، هَاكَ يَا عَلِيُّ ". فَانْطَلَقَ حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ خَيْبَرَ وَفَدَكَ، وَجَاءَ بِعَجْوَتِهِمَا وَقَدِيدِهِمَا. قَالَ مُصْعَبٌ: بِعَجْوَتِهَا وَقَدِيدِهَا (3).
(1) حديث صحيح لغيره، دون قوله: يا معشر النساء .. ، فهو حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، وعبد الله بن محمد بن عقيل حسن الحديث إلا عند المخالفة، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (10994)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأورده الهيثمي مختصراً في "مجمع الزوائد" 2/ 93، وقال: رواه أحمد من رواية شريك عن ابن عقيل، ورواه أبو يعلى، ورجاله ثقات ليس فيهم ابن عقيل.
قلنا: سلف مطولاً برقم (10994)، وخرجناه هناك عن أبي يعلى، وذكرنا شواهده.
(2)
في (ظ 4): فقال.
(3)
إسناده ضعيف على نكارة في متنه، عبد الله بن عصمة العجلي: هو أبو =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عُلْوان الحنفي، اختلف في اسم أبيه: عصمة أو عُصْم، وقد رجح الإِمام أحمد عُصْم -دون هاء-، وقال الطبراني: وهو الصواب.
وقد تفرد هو بهذا الحديث، وهو ممن لا يحتمل تفرده، فقد قال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 5: منكر الحديث جداً على قلة روايته، وقال ابن عدي: أنكرت أحاديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ كثيراً، ووثقه ابن معين، وقال أبو زرعة: ليس به بأس. قلنا: يعني فيما لم ينفرد به، فإن الحُفَّاظ رووه بغير هذا اللفظ بأسانيد صحيحة كما سيأتي. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير مصعب بن المقدام، فقد روى له مسلم، وهو حسن الحديث. إسرائيل: هو ابن يونُس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
وأخرجه أبو يعلى (1346) من طريق حسين بن محمد، عن إسرائيل، بهذا الإِسناد.
وأورده ابن كثير في "البداية والنهاية" 4/ 185، وقال: تفرد به أحمد، وإسناده لا بأس به، وفيه غرابة. قلنا: لم يتفرد به أحمد، فقد رواه أيضاً أبو يعلى كما رأيت.
وفي الباب في فتح خيبر عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1608).
وعن أبي هريرة، سلف 2/ 384.
وعن سهل بن سعد عند البخاري (3701)، ومسلم (2406)، سيرد 5/ 333.
وعن بريدة بن الخصيب، سيرد 5/ 358.
وعن سلمة بن الأكوع عند البخاري (3702)، ومسلم (2407).
وعن علي عند النسائي في "الكبرى"(8401).
وعن عمران بن حصين عند النسائي في "الكبرى"(8407).
واللفظ عندهم جميعاً بنحو قوله: "لأعطين الراية رجلاً يحبُّ الله ورسولَه، ويحبُّهُ الله ورسولُهُ". =
11123 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَمِعْتُ فُلَانًا يَقُولُ خَيْرًا ذَكَرَ أَنَّكَ أَعْطَيْتَهُ دِينَارَيْنِ. قَالَ:" لَكِنْ فُلَانٌ لَا يَقُولُ ذَلِكَ وَلَا يُثْنِي بِهِ، لَقَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الْمِئَةِ - أَوْ قَالَ إِلَى الْمِئَتَيْنِ - وَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَسْأَلُنِي الْمَسْأَلَةَ فَأُعْطِيهَا إِيَّاهُ، فَيَخْرُجُ بِهَا مُتَأَبِّطُهَا وَمَا هِيَ لَهُمْ (1) إِلَّا نَارٌ " قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلِمَ تُعْطِيهِمْ؟ قَالَ: " إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ إِلَّا أَنْ يَسْأَلُونِي، وَيَأْبَى اللهُ لِي الْبُخْلَ "(2).
* 11124 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ -، حَدَّثَنَا
= قال السندي: قوله: "أمِطْ"، أي: تنحَّ واذهب.
قوله: "لا يفر"، أي: ليس من شأنه الفرار.
قوله: "هاك": بفتح الكاف، أي: خذ، وفي "القاموس": ها: حرف تنبيه كما في هذا، وتكون اسماً لفعل، وهو خذ، ويمدُّ، ويستعملان بكاف الخطاب، ويجوز في الممدودة أن تستغني عن الكاف بتصريف همزتها تصريف الكاف. انتهى. ومن هنا ظهر أنه يجوز مدُّها، وقصره مع الكاف، إلا أن المشهور القصر، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ظ 4): له.
(2)
إسناده صحيح على شرط البخاري.
وقد سلف برقم (11004).
جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1).
11125 -
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ فَقَالَ: " مُؤْمِنٌ مُجَاهِدٌ (2) بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ " قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَتَّقِي اللهَ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ "(3).
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سَعْد العَوْفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة، وقد توبع. عثمان بن محمد: هو ابن أبي شيبة، وجرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه البزار (زوائد)(924)، وأبو يعلى (1327) من طريقين عن جرير، به.
وقد سلف برقم (11004).
(2)
في (ظ 4): يجاهد.
(3)
حديث صحيح، النعمان: وهو ابن راشد الجَزَري -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وهب بن جرير: هو ابن حازم الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وعطاء بن يزيد: هو الليثي.
وأخرجه مسلم (1888)(122)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 11، وابن ماجه (3978)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(35) -مختصراً-، وأبو عوانة 5/ 55، وابن حبان (606) و (4599) من طريق محمد بن الوليد الزُّبيدي، عن الزهري، به. =
11126 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، عَنْ عَطِيَّةَ، (1)، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صُورَةُ وُجُوهِهِمْ عَلَى مِثْلِ صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالزُّمْرَةُ الثَّانِيَةُ عَلَى لَوْنٍ أَحْسَنَ مِنْ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ، لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ، عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ لُحُومِهَا وَدَمِهَا وَحُلَلِهَا "(2).
= وسيأتي بالأرقام (11322) و (11535) و (11838) و (11840).
قال السندي: قوله في "شعب": بكسر الشين، أي: في وادٍ. "من الشِّعاب": بكسر الشين، أي: من الأودية؛ يريد المعتزل عن الخَلْق. وفي قوله: "ويدع الناس" إشارة إلى أن صاحب العزلة ينبغي له أن ينظر في العزلة إلى ترك الناس من شره لا إلى خلاصه من شرهم، ففي الأول: تحقير للنفس، وفي الثاني: تحقيرهم.
(1)
في (س) و (ص) و (ق) و (م): عطاء، وهو تحريف، والمثبت من (ظ 4)، وكلك جاء على الصواب في "أطراف المسند" 6/ 293.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سَعْد العَوْفي.
وأخرجه الترمذي (2535)، والطبراني في "الأوسط"(919)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2045، وأبو الشيخ في "العظمة"(592)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(251)، والبغوي في "شرح السنة"(4374) من طرق عن فضيل، بهذا الإِسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 120، والترمذي (2522)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(251) من طريقين عن عطية، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. =
11127 -
حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ:" هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ " قَالَ: قُلْنَا: لَا. قَالَ: " فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ؟ " قَالَ: قُلْنَا: لَا. قَالَ: " فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَجْمَعُ اللهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ " قَالَ: " فَيُقَالُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتْبَعْهُ " قَالَ: فَيَتْبَعُ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَ الشَّمْسَ الشَّمْسَ، فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ، وَيَتْبَعُ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْقَمَرَ الْقَمَرَ، فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ، وَيَتْبَعُ
= وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (3246)، ومسلم (2834)، وسلف (8198)، ولفظه عند البخاري "أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين في إثرهم كأشد كوكبٍ إضاءةً، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، لكل امرئ منهم زوجتان: كل واحدةٍ منهما يُرَى مُخُّ ساقها من وراء لحمها من الحسن
…
".
وقوله: على كل زوجة سبعون حُلَّة
…
سلف أيضاً نحوه من حديث أبي هريرة (8542)، بإسناد صحيح على شرط مسلم.
وله شاهد آخر من حديث عبد الله بن مسعود، موقوفا عند الترمذي (2534)، وانظر تتمة تخريجه في "الإِحسان في تقريب صحيح ابن حبان"(7396).
وانظر (11715).
الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ الْأَوْثَانَ، وَالَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ الْأَصْنَامَ، فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ "، قَالَ: " وَكُلُّ مَنْ (1) كَانَ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ حَتَّى يَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ " قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَيَبْقَى الْمُؤْمِنُونَ وَمُنَافِقُوهُمْ بَيْنَ ظَهْرَيْهِمْ وَبَقَايَا أَهْلِ الْكِتَابِ ". وَقَلَّلَهُمْ بِيَدِهِ قَالَ: " فَيَأْتِيهِمُ اللهُ عز وجل فَيَقُولُ: أَلَا تَتَّبِعُونَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ "، قَالَ: " فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَعْبُدُ اللهَ، وَلَمْ نَرَ اللهَ، فَيُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ، فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ إِلَّا وَقَعَ سَاجِدًا، وَلَا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَسْجُدُ رِيَاءً وَسُمْعَةً، إِلَّا وَقَعَ عَلَى قَفَاهُ ". قَالَ:" ثُمَّ يُوضَعُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ وَالْأَنْبِيَاءُ بِنَاحِيتَيْهِ، قَوْلُهُمْ: اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَإِنَّهُ لَدَحْضُ مَزَلَّةٍ، وَإِنَّهُ لَكَلَالِيبُ وَخَطَاطِيفُ "، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَلَا أَدْرِي لَعَلَّهُ قَدْ قَالَ: " تَخْطَفُ النَّاسَ، وَحَسَكَةٌ تَنْبُتُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَانُ "، قَالَ: وَنَعَتَهَا لَهُمْ. قَالَ: " فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي لَأَوَّلَ (2) مَنْ مَرَّ أَوْ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ "، قَالَ: " فَيَمُرُّونَ عَلَيْهِ مِثْلَ الْبَرْقِ، وَمِثْلَ الرِّيحِ، وَمِثْلَ أَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَمَخْدُوشٌ مُكَلَّمٌ، وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ، فَإِذَا قَطَعُوهُ أَوْ فَإِذَا جَاوَزُوهُ فَمَا أَحَدُكُمْ فِي حَقٍّ يَعْلَمُ أَنَّهُ حَقٌّ لَهُ بِأَشَدَّ مُنَاشَدَةً مِنْهُمْ فِي إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي النَّارِ، يَقُولُونَ: أَيْ رَبِّ كُنَّا نَغْزُو
(1) في (ظ 4): ما، وهي نسخة السندي، وانظر تعليقه الآتي.
(2)
في (ظ 4) و (ق): أول، وهي نسخة في هامش (س) و (ص).
جَمِيعًا وَنَحُجُّ جَمِيعًا وَنَعْتَمِرُ جَمِيعًا، فِيمَ (1) نَجَوْنَا الْيَوْمَ وَهَلَكُوا؟ " قَالَ:" فَيَقُولُ اللهُ عز وجل: انْظُرُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ زِنَةُ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ ". قَالَ: " فَيُخْرَجُونَ "، قَالَ:" ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ زِنَةُ قِيرَاطٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ "، قَالَ:" فَيُخْرَجُونَ "، قَالَ:" ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ (2) مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ "، قَالَ:" فَيُخْرَجُونَ " قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ (3) أَبُو سَعِيدٍ: بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَأَظُنُّهُ يَعْنِي قَوْلَهُ: {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47]، قَالَ:" فَيُخْرَجُونَ مِنَ النَّارِ فَيُطْرَحُونَ فِي نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ: نَهَرُ الْحَيَوَانِ (4)، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ (5) الْحِبُّ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ أَلَا تَرَوْنَ مَا يَكُونُ مِنَ النَّبْتِ إِلَى الشَّمْسِ يَكُونُ أَخْضَرَ وَمَا يَكُونُ إِلَى الظِّلِّ يَكُونُ أَصْفَرَ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ كَأَنَّكَ كُنْتَ قَدْ رَعَيْتَ الْغَنَمَ؟ قَالَ: " أَجَلْ قَدْ رَعَيْتُ الْغَنَمَ "(6).
(1) في (ق) و (م): فبم، وهي نسخة السندي، وانظر تعليقه الآتي.
(2)
في (ظ 4) و (ق): من خردل.
(3)
في (ظ 4) و (ق): ويقول.
(4)
في (ظ 4): الحيا.
(5)
في (ظ 4): ينبت.
(6)
إسناده حسن، من أجل عبد الرحمن بن إسحاق، وهو المدني، روى له أصحاب السنن، ومسلم متابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير ربعي بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إبراهيم: وهو ابن مِقْسَم الأسدي، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" والترمذي وأبو داود في "القدر"، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(458) و (634)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 172، 309 من طريق ربعي بن إسماعيل، بهذا الإِسناد.
وأخرجه بغير هذه السياقة البخاري (4581)، ومسلم (183)(302)، وأبو عوانة 1/ 168، وابن منده في "الإيمان"(818) من طريق حفص بن ميسرة، والبخاري (4919) و (7439)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 310، وأبو عوانة 1/ 169، وابن حبان (7377)، والآجري في "الشريعة" ص 260، واللالكائي (818)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 344 من طريق سعيد بن أبي
هلال، وأخرجه مسلم (183)(303)، وابن أبي عاصم في "السنة"(457) و (635)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 173 - 174، 307 - 308، وأبو عوانة 1/ 166، وابن منده في "الإِيمان"(816) و (817)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 582 - 584، والبيهقي في "مستدركات البعث"(252) من طريق هشام بن سعد، ثلاثتهم عن زيد بن أسلم، به.
وقد سلف نحوه برقم (11081)، وانظر (11016).
قال السندي: قوله: "فليتبعه": هو من اتبع بالتشديد، أو تبع بالتخفيف.
قوله: "الذين كانوا يعبدون الأوثان": كأن المراد بها الشياطين والطواغيت دون الأصنام، والله تعالى أعلم.
قوله: "وكل ما كان يعبد": الظاهر أنه على بناء المفعول، وفي بعض النسخ: من كان، وظاهره أنه على بناء الفاعل، وكل منهما يحتمل العكس، وعلى الوجهين ففي الكلام تقدير، أي: كل معبود من دون الله يتبعه عابدوه حتى يتساقطون، أو: كل عابد من دون الله يتبع معبوده حتى يتساقطون.
قوله: "فيأتيهم الله"، أي: يظهر لهم بوجه لا يعرفون أنه هو.
قوله: "فيكشف عن ساق": على بناء الفاعل أو المفعول. قال النووي: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الجمهور على أن الساق هي الشدة، أي: يكشف عن شدة وأمر مهول، وهذا مثل تضربه العرب لشدة الأمر، وذلك لأن الإنسان إذا وقع في أمر شديد يقال: كشف عن ساقه للاهتمام به. وقيل: المراد هاهنا نور عظيم. وقيل: هي علامة بينه تعالى وبين المؤمنين. وقيل: المراد كشف الخوف وإزالة الرعب عنهم، فتطمئن نفوسهم حينئذٍ.
قلنا: وقد روى العالم الثقة يحيى بن زياد الفراء في "معاني القرآن" 3/ 177: حدثني سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس أنه قرأ:{يوم يكشف عن ساق} يريد القيامة والساعة لشدتها، قال: وأنشدني بعض العرب لجد أبي طرفة:
كَشَفَتْ لهم عن سَاقِها
…
وبدا مِنَ الشَّر البراحُ
وهذا سند صحيح من فوق الفراء من رجال الشيخين.
وأخرج البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 345 من طريق أسامة بن زيد عن عكرمة، عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تبارك وتعالى:{يوم يكشف عن ساق} ، قال: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه من الشعر، فإنه ديوان العرب، أما سمعتم قول الشاعر:
اصبرْ عقاقِ إنَّه شَرٌّ بَاقْ
…
قد سَنَّ قومُك ضَرْب الأعناقْ
وقامت الحربُ بنا على ساقْ
قال ابنُ عباس: هذا يوم كرب وشِدة.
قوله: "لدحض" بفتح دال، وسكون حاء مهملة بتنوين.
قوله: "مزلة" بفتح ميم، وبفتح زاي أو كسرها، ومعناهما جميعاً: الموضع الذي تزل وتزلق فيه الأقدام، ولا تستقر.
قوله: "لكلاليب": جمع كلوب، بفتح الكاف، وضم اللام المشددة: هي الخطاطيف، وهي جمع خطاف: بضم الخاء المعجمة، وتشديد الطاء المهملة: =
11128 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا فِرَاسُ بْنُ يَحْيَى الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ
= وهو حديدة معطوفة الرأس، يعلق عليها اللحم، ويرسل في التنور.
قوله: "وحسكة": بفتحتين: وهو شوك صلب.
قوله: "فأكون أنا وأمتي": يحتمل أن المراد أنه أول نبي، وأمته أول أمة في المرور، فلا يلزم تقدم غير الأنبياء عليهم، أو يقال: هو فضل جزئي، فيجوز.
أو يقال: إنهم يتقدمون تبعاً، ومثله لا يعد فضلاً للتابع، بل هو فضل للمتبوع.
قوله: "مسلم": بفتح اللام المشددة.
قوله: "ومخدوش"، أي: من قشر جلده.
قوله: "مكلم": بفتح اللام المشددة، أي: مجروح.
قوله: "ومكدوس": جاء بالمهملة، بمعنى ملقى في جهنم على التتابع. وبالمعجمة: بمعنى مسوق إليها. قال النووي: أي أنهم ثلاثة أقسام: قسم يسلم فلا يناله شيء أصلاً. وقسم يجرح ثم يخلص. وقسم يسقط في جهنم.
قوله: "بأشد مناشدة"، أي: أكثر مسألة ممن عليه الحق، أو من الله في خلاصه منه.
توله: "فبم نجونا"، أي: فبأي سبب حصل الفراق بيننا، مع أن مقتضى الرحمة أنك كما جمعتنا على الخير هناك، تجمعنا هاهنا على جزائه، وتغفر لمسيئنا ولمحسننا.
قوله: "زنة دينار من إيمان": قيل: المراد به ظاهره. وقال عياض: والصحيح أن المراد به شيء زائد على مجرد الإيمان، لأن مجرد الإيمان الذي هو التصديق لا يتجزأ، وإنما هذا التجزؤ لشيء زائد عليه من عمل صالح، أو ذكر خفي، أو عمل من أعمال القلب: من شفقته على مسكين، أو خوف من الله تعالى، أو نية صادقة.
قوله: بيني وبينكم، أي: إن لم تصدقوني في صحة الرواية.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَقَدْ دَخَلَ رَجُلٌ الْجَنَّةَ مَا عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ. قَالَ لِأَهْلِهِ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ اذْرُوا نِصْفِي فِي الْبَحْرِ وَنِصْفِي فِي الْبَرِّ، فَأَمَرَ اللهُ الْبَرَّ وَالْبَحْرَ فَجَمَعَاهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ (1)؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ. قَالَ: فَغُفِرَ لَهُ لِذَلِكَ (2) "(3).
11129 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ: قَلْبٌ أَجْرَدُ فِيهِ مِثْلُ السِّرَاجِ يَزْهَرُ، وَقَلْبٌ أَغْلَفُ مَرْبُوطٌ عَلَى غِلَافِهِ، وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ، وَقَلْبٌ مُصْفَحٌ، فَأَمَّا الْقَلْبُ الْأَجْرَدُ فَقَلْبُ الْمُؤْمِنِ سِرَاجُهُ فِيهِ نُورُهُ، وَأَمَّا الْقَلْبُ الْأَغْلَفُ: فَقَلْبُ الْكَافِرِ، وَأَمَّا الْقَلْبُ الْمَنْكُوسُ فَقَلْبُ الْمُنَافِقِ، عَرَفَ ثُمَّ أَنْكَرَ، وَأَمَّا الْقَلْبُ الْمُصْفَحُ فَقَلْبٌ فِيهِ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ، فَمَثَلُ الْإِيمَانِ فِيهِ كَمَثَلِ الْبَقْلَةِ يَمُدُّهَا الْمَاءُ الطَّيِّبُ، وَمَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كَمَثَلِ الْقُرْحَةِ يَمُدُّهَا الْقَيْحُ وَالدَّمُ، فَأَيُّ الْمَدَّتَيْنِ غَلَبَتْ عَلَى الْأُخْرَى غَلَبَتْ عَلَيْهِ "(4).
(1) في (ظ 4): صنعت، وهي نسخة في هامش (ق)، وقد سلفت في الرواية رقم (11096).
(2)
في (ظ 4) و (ق): بذلك، وقد سلفت في الرواية رقم (11096).
(3)
صحيحٍ لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي، وهو مكرر (11096) سندا ومتناً.
(4)
إسناده ضعيف لضعف ليث، وهو ابن أبي سُلَيم، ولانقطاعه، أبو =
11130 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ شَيْبَانُ، عَنْ مَطَرِ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ
= البختري -وهو سعيد بن فيروز- لم يدرك أبا سعيد الخدري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وعمرو بن مرة: هو الجَمَلي المرادي أبو عبد الله.
وأخرجه الطبراني في "الصغير"(1075)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 385 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، عن شيبان، بهذا الإِسناد.
قال الطبراني: لم يروه عن شيبان إلا أحمد الوهبي، ولا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإِسناد. قلنا: بل رواه عن شيبان أيضاً أبو النضر.
وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمرو، تفرد به شيبان عن ليث.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 63، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الصغير"، وفي إسناده ليث بن أبي سُلَيم.
وأورده ابن كثير في "تفسيره" تفسير قوله تعالى: {الله نور السماوات والأرض} [النور: 35]، والسيوطي في "الدر المنثور" تفسير قوله تعالى:{وقالوا قلوبنا غُلْف} [البقرة: 88]، وجوَّدا إسناده!
قال أبو نعيم في "الحلية" 4/ 385: ورواه جرير عن الأعمش، فخالف ليثاً، فقال: عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن حذيفة، فأرسله. قلنا: قد رواه من هذا الطريق ابنُ أبي شيبة 11/ 36 و 15/ 108 عن أبي معاوية، عن الأعمش، بهذا الإِسناد، من حديث حذيفة موقوفاً، وأبو البختري لم يسمع من حذيفة.
وقال السيوطي في "الدر المنثور" بعد ذكر حديث أبي سعيد: وأخرج ابنُ أبي حاتم عن سلمان الفارسي موقوفاً مثله سواء.
قال السندي: قوله: قلب أجرد، أي: خالٍ عن الغلاف والنفاق، وفي "المجمع"، أي: ليس فيه غل ولا غش، فهو على أصل الفطرة. =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، أَجْلَى أَقْنَى، يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ قَبْلَهُ ظُلْمًا، يَكُونُ سَبْعَ سِنِينَ "(1).
= يُزهر: في "القاموس": زهر السراجُ كمَنَعَ: تلألأ.
أغلف: ذو غلاف يمنع دخول الحق فيه.
مربوط على غلافه: حتى لا يزول، ولعل هذا إشارة إلى الختم المذكور في قوله تعالى:{ختم الله على قلوبهم} [البقرة: 7].
منكوس، أي: مقلوب، قُلِبَ حتى خرج منه ما دخل فيه من الخير صورة.
مُصْفَح: بضم فسكون ففتح: هو القلب الذي اجتمع فيه الإِيمان والنفاق، والمُصْفَح: هو الذي له وجهان، يلقى أهلَ الكفر بوجه، وأهل الإِيمان بوجه.
عَرَفَ، أي: على مقتضى ما ظهر منه، ويحتمل أن الكلام فيمن ارتد، فصار منافقاً بعد أن آمن من صدق قلب.
فيه إيمان ونفاق: كأنه المتردد الذي يغلب عليه الإيمان تارةً، والنفاق أخرى.
يُمدها: من الإِمداد، والله تعالى أعلم.
(1)
حديث صحيح دون قوله: "يكون سبع سنين". مطر بن طهمان: وهو الوَراَّق -وإن كان فيه ضعف من جهة حفظه- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو معاوية شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وأبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو.
وأخرجه أبو يعلى (1128) من طريق عدي بن أبي عمارة، عن مطر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الحكم 4/ 557 من طريق عمرو بن عاصم الكلابي، عن عمران القطان، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، مرفوعاً، بلفظ: "المهدي =
11131 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ طَلْحَةَ -، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنِّي أُوشِكُ أَنْ أُدْعَى فَأُجِيبَ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللهِ عز وجل، وَعِتْرَتِي. كِتَابُ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ أَخْبَرَنِي أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا
= منا أهل البيت، أشم الأنف، أقنى، أجلى، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يعيش هكذا، وبسط يساره وأصبعين من يمينه: المسبحة والإبهام، وعقد ثلاثة" وإسناده حسن، عمران القطان: وهو ابن داور، روى له أصحاب السنن، وهو حسن الحديث في المتابعات، وبقية رجاله ثقات. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: عمران ضعيف، ولم يُخرج له مسلم.
وسيأتي بالأرقام (11163) و (11212) و (11223) و (11313) و (11326) و (11484) و (11485) و (11665).
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود (3571)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "أجلى": بالجيم، من الجلاء، أي: أنور وأوضح وأوسع.
قوله: "وأقنى"، أي: أرفع وأعلا، قال الخطابي: الجلاءُ هو انحسار الشعر عن مقدم الرأس، وفي "النهاية": الأجلى: الخفيف الشعر ما بين النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته، والقنا في الأنف: طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه.
عَلَيَّ الْحَوْضَ، فَانْظُرُوا (1) بِمَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا " (2).
11132 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَرَزَ بَيْنَ يَدَيْهِ غَرْزًا، ثُمَّ غَرَزَ إِلَى جَنْبِهِ آخَرَ، ثُمَّ غَرَزَ الثَّالِثَ، فَأَبْعَدَهُ، ثُمَّ قَالَ:" هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " هَذَا الْإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ، وَهَذَا أَمَلُهُ، يَتَعَاطَى الْأَمَلَ، يَخْتَلِجُهُ دُونَ ذَلِكَ "(3).
(1) في (م): فانظروني.
(2)
حديث صحيح بشواهده دون قوله: "وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
…
" وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن محمد بن طلحة -وهو ابن مصرف اليامي- مختلف فيه، وهو حسن الحديث. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه أبو يعلى (1021) عن بشر بن الوليد، عن محمد بن طلحة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الترمذي (3788)، والطبراني في "الكبير"(2679) من طريقين عن الأعمش، به. ولفظ الترمذي:"إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وسلف برقم (11104)، وذكرنا هناك شواهده ومعناه.
(3)
إسناده جيد، علي بن علي: هو ابن نَِجاد بن رفاعة الرفاعي، وثقه ابن معين، وأبو زرعة، ووكيع، والنسائي، وابن عمار، وقال أحمد: لم يكن به بأس، حديثه صالح، وقال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس، ولا يحتج به، وقال الحافظ =
11133 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ
= في "التقريب": لا بأس به، رُمي بالقدر، وكان عابداً، وأفرط فيه ابن حبان فقال في "المجروحين" 2/ 112: كان ممن يخطئ كثيراً على قلة روايته، وينفرد عن الإثبات بما لا يشبه حديث الثقات، لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد. روى له البخاري في "الأدب المفرد"، و"أصحاب السنن". وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وأبو المتوكل: هو علي بن داود -ويقال: ابن دؤاد- النَّاجي.
وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال"(74)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 311، والبغوي في "شرح السنة"(4091) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن علي بن علي، بهذا الإِسناد. وقال أبو نعيم في "الحلية": غريب من حديث أبي المتوكل، لم يروه -فيما أعلم- إلا ابن علي الرفاعي، ورواه عن علي الكبار، منهم وكيع بن الجراح وطبقته.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(254) عن علي بن علي، عن أبي المتوكل، مرسلاً.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 255، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير علي بن علي الرفاعي، وهو ثقة.
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن مسعود في الرواية (3652).
قال السندي: قوله: "وهذا أجله"، أي: الذي في جنبه.
قوله: " يختلجه"، أي: الأجل، أي: يجتذبه.
قوله: "دون ذلك"، أي: دون الأمل.
يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا ". قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ؟ قَالَ: " اللهُ أَكْثَرُ " (1).
(1) إسناده جيد كسابقه.
وأخرجه البزار (3144)(زوائد) من طريق أبي عامر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 201، وعبد بن حميد في "المنتخب"(937)، والبخاري في "الأدب المفرد"(710)، والبيهقي في "الشعب"(1130)، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 344 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، وأخرجه أبو يعلى (1019)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 311، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 334 - 344، والمزي في "تهذيب الكمال" 21/ 75 من طريق شيبان بن فروخ الأيلي، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 312، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 344 - 345 من طريق جعفر بن سليمان الضُّبَعي، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/ 493 من طريق محمد بن يزيد أبي هشام، أربعتهم عن علي بن علي، به.
وقال أبو نعيم: غريب من حديث أبي المتوكل، تفرد برفعه عن علي -فيما أعلم- شيبان، ورواه علي بن الجعد، عن علي، مرسلاً.
قلنا: بل رفعه غيره كما هو مبين في التخريج، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد إلا أن الشيخين لم يخرجاه عن علي بن علي الرفاعي، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البزار (3143)(زوائد) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد، به، إلا أن فيه "وإما أن يغفر له بها ذنباً" بدل قوله:"وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها". وهذا إسناد محتمل للتحسين، سعيد بن بشير هو الأزدي الدمشقي، ضعفه الأئمة، ووثقه دحيم، وقال شعبة: صدوق اللسان. وقال البخاري: يتكلمون في حفظه، وهو يحتمل.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(1129) من طريق محمد بن عبيد الصابوني، عن أبي أسامة، عن ابن عوف، عن سليمان التيمي، عن أبي الصديق الناجي، =
11134 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ ". قَالَ (1): " فَاخْتَارَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مَا عِنْدَ اللهِ " قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَعَجِبْنَا لِبُكَائِهِ أَنْ خَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَبْدٍ خُيِّرَ، وَكَانَ (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
= عن أبي سعيد، به، مرفوعاً. وذكر البيهقي أن الصابوني قد أخطأ فيه، فقال: الصحيح عن أبي أسامة، عن علي بن علي، وروايته عن ابن عوف خطأ، والله تعالى أعلم، ونقل عن أحمد قوله في الصابوني: ولا أراه حفظه.
وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت عند الترمذي (3573)، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وسيرد 5/ 329.
وآخر من حديث أبي هريرة، سلف 2/ 448.
قال السندي: قوله: "يدعو بدعوة ليس فيها إثم": فيه أن الدعاء بمثل ذلك مردود، وهذا من رحمته تعالى، قال تعالى:{ولو يُعَجِّلُ اللهُ للنَّاس الشَّرَّ} الآية [سورة يونس: 11].
قوله: "إحدى ثلاث": لعل هذا هو المراد بنحو قوله: {ادْعُوني أَسْتَجِبْ لكم} [سورة غافر: 60]، وقوله:{أُجِيْبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعَانِ} [سورة البقرة: 186]، وعلى هذا لا ينبغي للعبد أن يقول: دعوت، فلم يستجب لي.
قوله: "إما أن يعجل": من التعجيل.
قوله: نكثر: من الإكثار، أي: الدعاء.
قوله: "الله أكثر"، أي: فضله وعطاؤه أكثر من دعائكم، والله تعالى أعلم.
(1)
كلمة "قال" ليست في (ظ 4)، وهو الموافق لرواية البخاري.
(2)
في (ظ 4) و (ق): فكان.
الْمُخَيَّرَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا غَيْرَ رَبِّي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ أَوْ مَوَدَّتُهُ، لَا يَبْقَى بَابٌ فِي الْمَسْجِدِ (1) إِلَّا سُدَّ إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ "(2).
(1) في (ظ 4): لا يبقى في المسجد باب.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فُلَيح: وهو ابن سليمان، قال الحافظ في "الفتح" 1/ 142: صدوق، تكلم بعض الأئمة في حفظه، لم يخرج البخاري من حديثه في الأحكام إلا ما توبع عليه، وأخرج له في المواعظ والآداب وما شاكلها طائفة من أفراده، وهذا منها، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي، وسالم أبو النضر: هو ابن أبي أمية القرشي التيمي، وبُسْر بن سعيد: هو المدني العابد.
وأخرجه البخاري (3654) من طريق أبي عامر، بهذا الإِسناد. وسيأتي (11135) و (11136).
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن عباس في الرواية (2432)، ومسند ابن مسعود في الرواية (3580).
قال السندي: قوله: "خَيَّر عبداً"، قال النووي: أبهمه ليظهر فهم أهل المعرفة.
قوله: "فبكى": حزناً على فراقه وانقطاع الوحي وغيره.
قوله: "أن خبر": بالتشديد. في "القاموس" خبره تخبيراً: أخبره، أي: لأن أخبر.
قوله: "أَمَنَّ الناس"، قال العلماء: معناه: أكثرهم جوداً وسماحة بنفسه وماله، وليس هو من المنّ الذي هو الاعتداد بالصنيعة، لأنه أذى مبطل للثواب، ولأن المنة لله ولرسوله في قبول ذلك وفي غيره. =
11135 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ وَبُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
= قوله: "غير ربي"، استثناء منقطع، لأن الخليل من الناس لا يشمل الرب تعالى، ثم الخُلَّة -بالضم- الصداقة والمحبة التي تخللت قلب المحب، وتدعو إلى إطلاع المحبوب على سره، والخليل فعيل منه، بمعنى الصديق، وقيل: هو من يعتمد عليه في الحاجة، فإن أصله الخَلَّة -بالفتح- بمعنى الحاجة، والمعنى على الأول: لو جاز لي أن أتخذ صديقاً من الخلق تتخلل محبته في باطن قلبي، ويكون مطلعاً على سِرِّي لاتخذت أبا بكر، لكن محبوبي بهذه الصفة هو الله. وعلى الثاني: لو اتخذت من أراجع إليه في الحاجات، واعتمد عليه في المهمات لاتخذت أبا بكر، ولكن اعتمادي في جميع أموري على الله، وهو ملجئي وملاذي.
قوله: "ولكن أخوة الإسلام"، أي: بيننا.
قوله: "باب"، أي: خوخة، وهي الباب الصغير كما جاءت به الروايات صريحاً.
(1)
حديث صحيح، إسناد حسن كسابقه. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب البغدادي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 227، وابن أبي شيبة 12/ 6، وابن أبي عاصم في "السنة"(1227) من طريق يونس، بهذا الإِسناد. وجاء في مطبوع "السنة": عن عبيد بن حنين، عن بسر، وهو خطأ.
وأخرجه ابن سعد 2/ 227، ومسلم (2382)، وابن حبان (6594)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 174 من طرق عن فليح، به. =
11136 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
11137 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي (2)، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ:
= وأخرجه البخاري (466) عن محمد بن سنان، عن فليح، به، إلا أن فيه:"عن عبيد بن حنين، عن بسر بن سعيد". قال الحافظ في "الفتح" 1/ 559: نقل ابن السكن عن الفربري عن البخاري أنه قال: هكذا حدث به محمد بن سنان، وهو خطأ، وإنما هو عن عبيد بن حُنين وعن بسر بن سعيد، يعني بواو العطف.
وانظر ما قبله.
(1)
إسناده حسن كسابقه. سُرَيج: هو ابن النعمان الجوهري، ثقة من رجال البخاري.
وأخرجه البخاري (3904)، ومسلم (2382)(2)، والترمذي (3660)، والنسائي في "الكبرى"(8103)، والطحاوي مختصراً في "شرح مشكل الآثار"(1002) و (1003) من طريق مالك، والخطيب في "تاريخه" 13/ 63 من طريق المعافى بن سليمان، كلاهما عن فليح، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (11134)، وانظر ما قبله.
(2)
في (ظ 4): الموال.
أُخْبِرَ (1) أَبُو سَعِيدٍ بِجِنَازَةٍ، فَعَادَ (2) تَخَلَّفَ، حَتَّى إِذَا (3) أَخَذَ النَّاسُ مَجَالِسَهُمْ، جَاءَ (4)، فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ تَشَذَّبُوا عَنْهُ (5)، فَقَامَ بَعْضُهُمْ لِيَجْلِسَ فِي مَجْلِسِهِ، فَقَالَ: لَا، إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ خَيْرَ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا، ثُمَّ تَنَحَّى، وَجَلَسَ (6) فِي مَجْلِسٍ وَاسِعٍ (7).
11138 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
(1) في هامش (ظ 4): أوذن (نسخة). قلنا: وهو لفظ البخاري في "الأدب المفرد"، والحاكم والقضاعي.
(2)
ضبب فوقها في (س)، وجاء بدلها عند البخاري وعبد بن حميد والقضاعي: فكأنه.
(3)
لفظ "إذا" لم يرد في (ظ 4).
(4)
في (ظ 4) و (ق) و (م): ثم جاء.
(5)
لفظ "عنه" ليس في (ظ 4).
(6)
في (ظ 4): فجلس.
(7)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن أبي الموالى فمن رجال البخاري، وهو ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود والترمذي والنسائي، وقال أحمد وأبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1136) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإِسناد. =
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ: " مَا بَالُ رِجَالٍ يَقُولُونَ: إِنَّ رَحِمَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا تَنْفَعُ قَوْمَهُ، بَلَى وَاللهِ إِنَّ رَحِمِي مَوْصُولَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَإِنِّي أَيُّهَا النَّاسُ فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، فَإِذَا جِئْتُمْ قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا فُلَانُ بْنُ
= وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد بن حميد في "المنتخب"(981)، وأبو داود (4820)، والحاكم 4/ 269، والبيهقي في "الشعب"(8241)، وفي "الآداب"(307)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1222) و (1223) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الموال، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، وسكت عنه الذهبي.
وله شاهد من حديث أنس أخرجه البزار (2013)، والطبراني في "الأوسط"(840)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 269، والبيهقي في "الشعب"(8240) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن مصعب بن ثابت، عن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، مرفوعاً، بلفظ:"خير المجالس أوسعها"، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير مصعب بن ثابت، فقد روى له أصحاب السنن سوى الترمذي، وهو ضعيف، وحسن البزار حديثه، وقد وهم الحاكم والذهبي، فصححاه على شرط مسلم! وقد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 59، ونسبه إلى البزار والطبراني في "الأوسط"، وقال: وفيه مصعب بن ثابت، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجال البزار ثقات.
قال السندي: قوله: فعاد، أي: فصار.
تخلَّف: تأخر عن الحضور، من التخلُّف، وهو التأخر.
تَشَذَّبوا: تفرقوا.
عنه، أي: عن مكانه.
فُلَانٍ، وَقَالَ آخَرُ (1): أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ "، قَالَ لَهُمْ: " أَمَّا النَّسَبُ فَقَدْ عَرَفْتُهُ، وَلَكِنَّكُمْ أَحْدَثْتُمْ بَعْدِي، وَارْتَدَدْتُمُ الْقَهْقَرَى " (2).
(1) في (م): أخوه، وهو تحريف.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حمزة بن أبي سعيد الخدري، قال الحافظ في "التعجيل": لم يذكر فيه ابنُ أبي حاتم جرحاً، ولا ذكروا له راوياً غير ابن عَقِيل، ثم إن في الإِسناد اضطراباً، فقد روي عن عبد الله بن محمد -وهو ابن عقيل بن أبي طالب- هنا، وفي الرواية الآتية برقم (11139) عن حمزة بن أبي سعيد، وروي عنه في الرواية الآتية برقم (11345) عن سعيد بن المسيب، وروي عنه عند أبي يعلى (1238) عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، وعبد الله بن محمد هذا قال أبو زرعة: يختلف عنه في الأسانيد، وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه، وقال أحمد: منكر الحديث، وقال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال مرةً: ليس بذاك، وقال الفلاس: الناس يختلفون عليه، وقال سفيان بن عيينة: كان ابنُ عَقِيل في حفظه شيء، أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو القيسي البصري، وزهير: هو ابن محمد التميمي.
وأخرجه أبو يعلى (1238) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن أبي عامر، بهذا الإِسناد، إلا أن فيه عبد الرحمن بن أبي سعيد بدل حمزة.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/ 74 - 75 من طريق زهير بن محمد، به، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الطيالسي (2221) عن عمرو بن ثابت، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 364، ونسبه إلى أبي يعلى، وفاته أن ينسبه لأحمد، وقال: ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن عقيل، وقد وُثِّق.
وسيأتي بالأرقام (11139) و (11345) و (11591). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقسمه الأول وهو قوله عليه الصلاة والسلام: "إنَّ رحمي موصولة في الدنيا والآخرة".
له شاهدٌ من حديث عمر بن الخطاب أخرجه ابنُ سعد 8/ 463 عن أنس بن عياض الليثي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عمر، مرفوعاً، بلفظ:"كلُّ نسبٍ وسببٍ منقطعٌ يوم القيامة إلا نسبي وسببي"، وإسناده منقطع، وأخرجه الحاكم 3/ 142 من طريق جعفر بن محمد أيضاً عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن عمر، به، وصححه الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: منقطع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2635) من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، عن عمر. وهذا إسناد مضطرب، فالأول: عن محمد الباقر، عن عمر، والإسناد الثاني: عن محمد الباقر، عن أبيه علي، عن عمر، والثالث: عن محمد الباقر، عن جابر، عن عمر.
وأخرجه الطبراني (2633) عن جعفر بن محمد بن سليمان النوفلي، عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن عبد العزيز الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن علي، عن عمر. وجعفر بن محمد بن سليمان النوفلي لم نجد من ترجم له، وباقي رجال الإِسناد رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني (2634) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن عبادة بن زياد الأسدي، عن يونس بن أبي يعفور، عن أبيه، عن ابن عمر، عن عمر. وإسناده ضعيف لضعف يونس بن أبي يعفور، فإنه يخطئ كثيراً.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 6/ 182 من طريقين عن إبراهيم بن مهران بن رستم المروزي، عن الليث بن سعد القيسي مولى بني رفاعة، عن موسى بن عُلَيّ بن رباح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر الجهني، عن عمر.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/ 114 من طريق سفيان بن وكيع بن الجراح، عن روح بن عبادة، عن ابن جريج، أخبره ابن أبي مليكة، عن حسن بن حسن، عن أبيه، عن عمر. وهذا إسناد ضعيف لضعف سفيان بن وكيع. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد زاد ابن كثير نسبته في "التفسير" تفسير قوله تعالى: {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} إلى البزار والهيثم بن كليب والضياء في "المختارة".
وشاهد آخر من حديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير"(11621) عن عيسى بن القاسم الصيدلاني البغدادي، عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم المروزي، عن موسى بن عبد العزيز العدني، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عنه، مرفوعا بلفظ:"كل سبب ونسب منقطعٌ يوم القيامة إلا سببي ونسبي" أورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 173، وقال: ورجاله ثقات.
وأخرجه مطولاً البزار (2363)، وفي إسناده إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، وهو متروك.
وثالث من حديث المسور بن مخرمة، سيرد 4/ 323 و 332، وقد أورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 203، ونسبه إلى الطبراني [20/ (30)]، وقال: وفيه أم بكر بنت المسور، ولم يجرحها أحد، ولم يوثقها، وبقية رجاله وثقوا. قلنا: فاته أن ينسبه لأحمد.
ورابع لا يُفرح به من حديث ابن عمر عند ابن عساكر فيما ذكره ابن كثير في "التفسير"، وفي إسناده إبراهيم بن يزيد الخوزي، وهو متروك. فيتقوى الحديث بمجموع هذه الشواهد.
وقوله: "وإني أيها الناس فرط لكم على الحوض
…
الخ":
له شاهد بنحوه من حديث أبي هريرة عند البخاري (6585) و (6586)، بلفظ:"يردُ عليَّ يوم القيامة رهطٌ من أصحابي، فيُجْلَون عن الحوض، فأقول: يارب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدُّوا على أدبارهم القهقرى".
وآخر من حديث ابن عباس، سلف برقم (2327)، بلفظ: "أنا فرطكم على الحوض، فمن ورد أفلح، ويؤتى بأقوام، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أي =
11139 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).
11140 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: اشْتَكَى أَبُو هُرَيْرَةَ - أَوْ غَابَ - فَصَلَّى بِنَا (2) أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، فَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وَحِينَ رَكَعَ، وَحِينَ
= رب، فيقال: ما زالوا بعدك يرتدُّون على أعقابهم".
وثالث من حديث ابن مسعود، سلف برقم (3639)، وذكرنا هناك أن حديث الحوض من الأحاديث المتواترة، روي من حديث (57) صحابياً، ذكرهم الكتاني في "نظم المتناثر" ص 151.
قال السندي: قوله: "وإني أيها الناس فرط لكم"، أي: متقدم عليكم أهيئ لكم ما تحتاجون إليه، أي: فرط لكم عموماً، فكيف لا ينتفع بي قرابتي.
وقوله: "فإذا جئتم": لبيان أنه يشترط في ذلك البقاء على الإسلام، ولا ينفع بدونه.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، تقدم بسط علته في الرواية التي قبله. زكريا بن عدي: هو الكوفي، وعبيد الله: هو ابن عمرو الرقي، كلاهما من رجال الشيخين.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(986) عن زكريا بن عدي، بهذا الإِسناد.
وسلف فيما قبله برقم (11138)، وسيكرر برقم (11591).
(2)
في (ظ 4): لنا، وهي الموافقة لرواية البخاري.
قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَحِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَحِينَ سَجَدَ، وَحِينَ قَامَ بَيْنَ الرَّكْعَتَيْنِ، حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ عَلَى ذَلِكَ، فَلَمَّا صَلَّى قِيلَ لَهُ: قَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ عَلَى صَلَاتِكَ، فَخَرَجَ فَقَامَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، وَاللهِ مَا أُبَالِي اخْتَلَفَتْ صَلَاتُكُمْ أَوْ لَمْ تَخْتَلِفْ، هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي (1).
11141 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا
(1) حديث صحيح وهذا إسناد حسن، فليح: هو ابن سليمان الخزاعي، قال الحافظ في "الفتح" 1/ 142: صدوق، تكلم بعض الأئمة في حفظه، ولم يخرج البخاري من حديثه في الأحكام إلا ما توبع عليه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وسعيد بن الحارث هو المَدَني.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(580) من طريق أبي عامر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (825) عن يحيى بن صالح، والبيهقي في "السنن" 2/ 18 من طريق يونس بن محمد، كلاهما عن فليح، به.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1886).
وعن أبي هريرة، سلف 2/ 236.
وعن عمران بن حصين، سيرد 4/ 429.
قال السندي: قوله: قيل له: قد اختلف الناس: لعل ذلك بسبب أنهم قد تركوا التكبيرات عند كل رفع وخفض، فحين سمعوا التكبير منه اشتبه عليهم الأمر، والله تعالى أعلم.
يُصِيبُ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ وَلَا حَزَنٍ، وَلَا غَمٍّ وَلَا أَذًى، حَتَّى الشَّوْكَةَ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللهُ عز وجل عَنْهُ (1) بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ " (2).
11142 -
حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" ائْتَمُّوا بِي يَأْتَمُّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ عز وجل "(3).
(1) كلمة "عنه" ليست في (م).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وزهير: هو ابن محمد التميمي. وقد سلف في مسند أبي هريرة (8424) سنداً ومتناً.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. منصور بن سلمة هو ابن عبد العزيز أبو سَلَمة الخُزَاعي، وأبو الأشهب العطاردي: هو جعفر بن حَيَّان.
وأخرجه الطيالسي (2162)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(874)، ومسلم (438)، وأبو داود (680)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 83، وفي "الكبرى"(870)، وابن ماجه (978)، وأبو يعلى (1065)، وابن خزيمة (1612)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 19، وفي "أخبار أصبهان" 2/ 225، والبيهقي في "السنن" 3/ 103 من طرق عن أبي الأشهب، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 83، وفي "الكبرى"(871) من طريق الجريري، عن أبي نضرة، به. =
11143 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ حَفِظَهَا مِنَّا مَنْ حَفِظَهَا، وَنَسِيَهَا (1) مَنْ نَسِيَ، فَحَمِدَ اللهَ. قَالَ عَفَّانُ، وَقَالَ حَمَّادٌ: وَأَكْثَرُ حِفْظِي أَنَّهُ قَالَ: بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، أَلَا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، أَلَا إِنَّ بَنِي آدَمَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ شَتَّى، مِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا وَيَحْيَا مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا،
= وعلَّقه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة التمريض في كتاب الأذان، باب الرجل يأتم بالإِمام، ويأتم الناس بالمأموم. قال الحافظ في "الفتح" 2/ 205: هذه الصيغة لا تختص بالضعيف بل قد تستعمل في الصحيح أيضاً، بخلاف صيغة الجزم، فإنها لا تستعمل إلا في الصحيح.
وفي الباب عن عائشة عند عبد الرزاق في "المصنف"(2453)، وأبي داود (679)، وابن خزيمة (1559)، وابن حبان (2156).
وسيأتي بالأرقام (11292) و (11511).
قال السندي: قوله: "ائتموا بي"، أي: اقتدوا بي في أمر الصلاة.
قوله: "من بَعْدَكم": من الصف الثاني وغيره، والخطاب بأهل الصف الأول أو من بعدكم من أتباع الصحابة، والخطاب بالصحابة مطلق.
قوله: "يتأخرون": عن الصفوف المتقدمة.
قوله: "حتى يؤخرهم الله عز وجل": عن رحمته أو جنته.
(1)
في (م): ونسيها منا.
وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ كَافِرًا وَيَحْيَا كَافِرًا وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا وَيَحْيَا مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ كَافِرًا وَيَحْيَا كَافِرًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا، أَلَا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ، أَلَا تَرَوْنَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَالْأَرْضَ الْأَرْضَ، أَلَا إِنَّ خَيْرَ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ بَطِيءَ الْغَضَبِ سَرِيعَ الرِّضَا، وَشَرَّ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ سَرِيعَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الرِّضَا، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ بَطِيءَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الْفَيْءِ، وَسَرِيعَ الْغَضَبِ سَرِيعَ الْفَيْءِ (1)، فَإِنَّهَا بِهَا. أَلَا إِنَّ خَيْرَ التُّجَّارِ مَنْ كَانَ حَسَنَ الْقَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ، وَشَرَّ التُّجَّارِ مَنْ كَانَ سَيِّئَ الْقَضَاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ حَسَنَ الْقَضَاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ، أَوْ كَانَ سَيِّئَ الْقَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ فَإِنَّهَا بِهَا، أَلَا إِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ، أَلَا وَأَكْبَرُ الْغَدْرِ غَدْرُ أَمِيرِ عَامَّةٍ. أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا (2) مَهَابَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ إِذَا عَلِمَهُ، أَلَا إِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ " فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ قَالَ:" أَلَا إِنَّ مِثْلَ مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا مِثْلُ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ "(3).
(1) في (ظ) و (ق): أو سريع الغضب، وفي (م): وسريع الفيء.
(2)
في (ظ 4): رجل.
(3)
إسناده ضعيف، لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو نضرة: هو المنذر بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= مالك العبدي.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(684) عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2156)، وأبو يعلى (1101)، والحاكم 4/ 505، والبيهقي في "الشعب"(8289) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وقال الحاكم: هذا حديث تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي، عن أبي نضرة، والشيخان رضي الله عنهما لم يحتجا بعلي بن زيد، وتعقبه الذهبي بقوله: ابن جُدْعان صالح الحديث!
وأخرجه الحميدي (752) عن سفيان بن عُيينة، والترمذي (2191)، والبغوي في "شرح السنة"(4039) من طريق حماد بن زيد، والخطيب في "تاريخه" 10/ 237 - 238 من طريق شعبة، ثلاثتهم عن علي بن زيد، به، وعند البغوي زيادة:"ألا وإن هذه الأمة توفي سبعين أمة هي آخرها وأكرمها على الله عز وجل". وقال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح! قلنا: هذه الزيادة ستأتي برقم (11587).
وقوله: "إن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء".
أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال"(18) من طريق هدبة، عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه ابن ماجه (4000) من طريق حماد بن زيد، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1141) من طريق يحيى بن سعيد، كلاهما عن علي بن زيد، به.
وسيأتي بإسنادٍ صحيح برقم (11169).
وقوله: "ألا إن لكل غادر لواء يوم القيامة
…
"
أخرجه ابن ماجه (2873) من طريق حماد بن زيد، عن علي بن زيد، به.
وقد سلف برقم (11038). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقوله: "ألا لا يمنعن رجلاً مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه".
سلف بإسنادٍ صحيح برقم (11017).
وقوله: "ألا إن أفضل الجهاد كلمة حقٍّ عند سلطان جائر":
أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(1141) من طريق يحيى بن سعيد، عن علي بن زيد، به، بلفظ:"وما من كلمة أفضل من كلمة عدل عند إمام جائر".
وأخرجه أبو داود (4344)، والترمذي (2174)، وابن ماجه (4011)، والخطيب في "تاريخه" 7/ 238 - 239 من طريق عطية العوفي، عن أبي سعيد، به. وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. قلنا: عطية ضعيف.
وله شاهد من حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(8081)، سيرد 5/ 251، وإسناده لا بأس به.
وآخر من حديث طارق بن شهاب عند النسائي 7/ 161، وسيرد 4/ 314، لكن نَصَّ على إرساله أبو حاتم فيما نقله العلائي في "جامع التحصيل" ص 243 - 244، لأن طارق بن شهاب رأى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمع منه شيئاً، فتعقبه العلائي بقوله: يلحق حديثه بمراسيل الصحابة. وقال الحافظ ابن حجر في "الإِصابة" 2/ 220: إذا ثبت أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابي على الراجح، وإذا ثبت أنه لم يسمع منه فروايته عنه مرسل صحابي، وهو مقبول على الراجح، وقد أخرج له النسائي عدة أحاديث، وذلك مصير منه إلى إثبات صحبته. قلنا: فالحديث بهذين الشاهدين حسن لغيره.
وقوله: "ألا إن مثل ما بقي من الدنيا فيما مضى منها
…
":
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1593) من طريق المعتمر بن سليمان، عن علي بن زيد، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(283) من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبي نضرة، به.
وقد سلف نحوه من حديث ابن عمر برقم (5911)، وهو حديث صحيح.
وسيأتي برقم (11587).
قال السندي: قوله: "إلى مغيربان الشمس": في "المجمع": غربت الشمس غروباً ومغيرباناً، وهو تصغير على غير مكبر، كأنه مصغر مغربان.
قوله: "بما هو كائن"، أي: خطب بما هو كائن، أي: من الأمور المتعلقة بالأمة.
قوله: "خضرة": بفتح خاء وكسر ضاد.
قوله: "حلوة": بضم مهملة، أي: ترغيب فيها لحسن لونها، وطيب طعمها.
قوله: "مستخلفكم"، أي: جاعلكم متصرفين.
قوله: "فاتقوا الدنيا"، أي: كلها، النساء من جملتها، فإنهن أعظم ضرراً منها.
قوله: "منهم من يولد مؤمناً
…
" الخ، أي: منهم من يكون على دين واحد على الدوام، إما الإيمان أو خلافه، ومنهم من تصير خاتمته على خلاف ما عليه في أول الأمر، ولعله قاله تحذيراً عن سوء العاقبة، وأن لا يغتر بأول الأمر، فإن العبرة بالخواتيم.
قوله: "جمرة"، أي: كجمرة.
قوله: "إلى حمرة عينيه": فإن أمثاله من آثار النار.
قوله: "فالأرض الأرض": بالنصب، أي: فليقصد الأرض. أو بالرفع، أي: فالأرض دافعة له، والمقصود: فليضطجع وليتلبد بالأرض -كما في رواية الترمذي-، وهذا بيان لطريق دفعه بعد بيان عظم مفسدته.
قوله: "فإنها بها"، أي: فإن أحديهما بالأخرى -كما في رواية الترمذي-، أي: فلا يستحق فاعلهما المدح ولا الذم.
قوله: "خير التجار": بكسر وتخفيف ككرام، أو بضم وتشديد كحكام. =
11144 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا (1) دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ مَضَبَّةٍ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ:" بَلَغَنِي أَنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ دَوَابَّ فَمَا (2) أَدْرِي أَيُّ الدَّوَابِّ هِيَ " فَلَمْ يَأْمُرْ، وَلَمْ يَنْهَ (3).
11145 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو مُوسَى عَلَى عُمَرَ
= قوله: "أمير العامة"، أي: الإمام الأعظم، فإنَّ شؤم غدره يعم الرعايا، فيكون أعظم ضرراً.
قوله: "ألا إن أفضل الجهاد": لأن من جاهد العدو فهو متردِّد بين رجاءٍ وخوف، وبين أن تكون الغلبة له أو لعدوه، وهاهنا الغالب الهلاك والتلف وغضب السلطان، فصار أفضل، وأيضاً الغالب أن الناس يتفقون على تخطئته وتوبيخه، وقَلَّ من يساعده على ذلك بخلاف القتال مع الكفرة، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ظ 4): أخبرنا.
(2)
في (ظ 4): فلا، وجاءت في هامش (ق)، وعليها علامة الصحة.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 267، وأبو يعلى (1184)، والبيهقي 9/ 324، والخطيب في "تاريخه" 11/ 336 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3240) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن داود، به.
وقد سلف برقم (11013).
ثَلَاثًا، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ عُمَرُ، فَرَجَعَ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ رَجَعْتَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ اسْتَأْذَنَ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَلْيَرْجِعْ ". قَالَ: لَتَأْتِيَنَّ عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ، أَوْ لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ، فَأَتَى مَجْلِسَ قَوْمِهِ، فَنَاشَدَهُمُ اللهَ عز وجل، فَقُلْتُ: أَنَا مَعَكَ، فَشَهِدُوا لَهُ بِذَلِكَ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ (1)(2).
11146 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
(1) في (م) و (س) و (ص): سَبِيلَهُمْ.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. يزيد -وهو ابن هارون- من رجال الشيخين، وباقي رجال الإِسناد من رجال مسلم. داود: هو ابن أبي هند، وأبو نَضْرة: هو المُنْذِرُ بن مالك بن قُطَعة العَوَقي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 261، ومن طريق ابن ماجه (3706) عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2164)، والدارمي 2/ 274 من طريقين، عن داود، به.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "المصنف"(19423)، ومسلم (2153)(35)، والترمذي (2690)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1579)، والبغوي (3318) من طريق سعيد بن إياس الجُريري وأبي مسلمة سعيد بن يزيد الأزدي، عن أبي نَضْرة، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن. وفي الباب عن علي وأم طارق مولاة سعد.
وقد سلف برقم (11029).
وسيأتي مكرراً سنداً ومتناً في مسند أبي موسى الأشعري 4/ 410.
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَخِي اسْتُطْلِقَ (1) بَطْنُهُ، قَالَ:" اسْقِهِ عَسَلًا "، قَالَ: فَذَهَبَ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: قَدْ سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا، قَالَ (2):" اسْقِهِ عَسَلًا "، فَذَهَبَ (3)، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: قَدْ سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا، قَالَ:" اسْقِهِ عَسَلًا "، قَالَ: فَذَهَبَ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: قَدْ سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا، فَقَالَ لَهُ فِي الرَّابِعَةِ:" اسْقِهِ عَسَلًا "، قَالَ: أَظُنُّهُ قَالَ: فَسَقَاهُ، فَبَرَأَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الرَّابِعَةِ:" صَدَقَ اللهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ "(4).
(1) قال الحافظ في "الفتح" 10/ 169: بضم المثناة، وسكون الطاء المهملة، وكسر اللام، بعدها قاف، أي: كثر خروج ما فيه، يريد الإِسهال.
(2)
في (ظ 4): فقال.
(3)
في (م): قال: فذهب.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي، وأبو المتوكل الناجي: هو عليُّ بن داود أو دؤاد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 85 - 86، وعبد بنُ حُميد في "المنتخب"(938)، وأبو يعلى (1261) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6705) و (7560) و (7561)، والحاكم 4/ 402 من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، به، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري (5684)، ومسلم (2217) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(20173)، والطبري في "التفسير" =
11147 -
حَدَّثَنَا حُسَينٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: ابْنُ أَخِي قَدْ عَرِبَ بَطْنُهُ، فَقَالَ:" اسْقِ ابْنَ أَخِيكَ عَسَلًا "، قَالَ: فَسَقَاهُ، فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا شِدَّةً، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الثَّالِثَةِ:" اسْقِ ابْنَ أَخِيكَ عَسَلًا، فَإِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ صَدَقَ، وَكَذَبَ بَطْنُ ابْنِ أَخِيكَ "، قَالَ: فَسَقَاهُ، فَعَافَاهُ اللهُ عز وجل (1).
= 14/ 140 من طريق معمر، عن قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، معضلاً.
وسيأتي بالأرقام (11147) و (11871) و (11872).
قال السندي: قوله: أستُطْلِقَ بطنُه: استطلاقُ البطنِ: مَشْيُهُ.
"اسقه عسلاً"، أي: ليخرج ما فيه من المادة، وذلك لأن العسل يزيد في الاستطلاق، فإذا كان الاستطلاق عن كثرة المادة الفاسدة في البطن، فاللائق إخراجها باستعمال ما يزيد في الاستطلاق، وعلى هذا فهذا ليس دواءً للاستطلاق على إطلاقه، بل لمن كان استطلاقُه لكثرة المادة، والله تعالى أعلم.
فبَرَأ: بفتح الراء.
"صدق الله": قيل: في قوله: {فيه شفاء للناس} [النحل: 69]، وقيل: فيما أوحى إليه في خصوص هذه القضية.
"وكذب بطنُ أخيك"، أي: فيما أظهر أنه لا يشفيه، فإن استطلاقه بعد استعمال العسل كان منه بمنزلة هذا الخبر، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بهرام التميمي المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وقتادة: هو ابن دعامة، =
11148 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَدْ أُعْطِيَ كُلُّ نَبِيٍّ عَطِيَّةً، فَكُلٌّ قَدْ تَعَجَّلَهَا، وَإِنِّي أَخَّرْتُ عَطِيَّتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي لَيَشْفَعُ لِلْفِئَامِ مِنَ النَّاسِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْفَعُ لِلْقَبِيلَةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْفَعُ لِلْعُصْبَةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْفَعُ لِلثَّلَاثَةِ وَلِلرَّجُلَيْنِ وَلِلرَّجُلِ "(1).
= وأبو الصِّدِّيق: هو بكر بن عمرو.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6706) من طريق شيبان، بهذا الإِسناد.
وقد خالف شيبان شعبةَ في الرواية السابقة بالمتن والإِسناد.
قال السندي: قوله: قد عَرِبَ، كسمع، أي: فسد.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وزكريا: هو ابن أبي زائدة. والحديث قسمان، فالأول منه، وهو إلى قوله:"وإني أخَّرتُ عطيتي شفاعة لأمتي":
أخرجه ابن أبي شيبة 11/ 454، وعبد بن حميد في "المنتخب"(903)، وأبو يعلى (1014)، والبزار (3458)"زوائد" من طريقين عن زكريا، بهذا الإِسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 371، وقال: رواه البزار وأبو يعلى وأحمد، وإسناده حسن لكثرة طرقه.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (6304)، ومسلم (198) و (199)، سلف (8132).
وآخر من حديث أنس عند البخاري (6305)، ومسلم (200)، سيرد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 3/ 219.
وثالث من حديث جابر عند مسلم (201)، سيرد 3/ 384.
والقسم الثاني، وهو قوله: وإن الرجل من أمتي ليشفع
…
الخ.
أخرجه الترمذي (2440)، وأبو يعلى (1013) من طريق الفضل بن موسى، عن زكريا بن أبي زائدة، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن.
وسيرد برقم (11605).
وله شاهد من حديث أنس عند البزار (3473) بلفظ: "إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة" أخرجه عن زهير بن حرب، والحسين بن مهدي، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس، مرفوعاً، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 382، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح.
وآخر بنحوه عند مسلم (183) ضمن حديث طويل، وفيه:"حتى إذا خلص المؤمنون من النار، فوالذي نفسي بيده، ما منكم من أحد بأشدَّ مناشدةً لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإِخوانهم الذين في النار، يقولون: ربَّنا، كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون، فيقال لهم: "أخرجوا من عرفتم"، وقد سلف بسياقة أخرى برقم (11081).
وثالث من حديث أبي برزة، سيرد 4/ 212، ولفظه:"إن من أمتي لمن يشفع لأكثر من ربيعة ومضر".
ورابع من حديث أبي أمامة عند الطبراني (7638) بلفظ: "ليدخلن الجنة بشفاعة الرجل الواحد ليس بنبي مثل الحيَّين -أو أحد الحيين- ربيعة ومضر"، سيرد 5/ 257 و 261 و 267.
وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (8058) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن مبارك بن فضالة، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، مرفوعاً، بلفظ:"يخرج من النار بشفاعة رجل من أمتي أكتر من ربيعة ومضر"، وبرقم (8059) من طريق الفضل بن =
11149 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَحْرَمَ وَأَصْحَابُهُ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ غَيْرَ عُثْمَانَ وَأَبِي قَتَادَةَ، فَاسْتَغْفَرَ لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثًا، وَلِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً (1).
= موسى، عن الحسين بن واقد، عن أبي غالب، عن أبي إمامة، مرفوعا، بلفظ:"يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من عدد مضر، ويشفع الرجل في أهل بيته، ويشفع على قدر عمله". أورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 382، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير أبي غالب، وقد وثقه غير واحد، وفيه ضعف.
وخامس من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: عبد الله بن أبي الجدعاء، سيرد عند أحمد 5/ 366 أخرجه عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن خالد، عن عبد الله بن شقيق، عنه، مرفوعاً، بلفظ:"ليدخلن الجنة من أمتي بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم"، وإسناده صحيح على شرط مسلم. وأورده أحمد أيضاً 3/ 469 و 470 من طرق عن خالد الحذاء، به.
وسادس من حديث واثلة بن الأسقع عند الطبراني في "الكبير" 22/ (188)، وفي إسناده سعيد بن بشير، وهو ضعيف.
قال السندي: قوله: عطيَّة، أي: دعوة مستجابة.
للفئام: بكسر الفاء، وهمزة بعدها، أي: للجماعة الكبيرة.
للعُصْبة: بضم، فسكون: لجماعة صغيرة.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو إبراهيم -وهو الأشهلي الأنصاري المدني- قال أبو حاتم: لا ندري من هو ولا أبوه، وقال الذهبي في "الكاشف" 3/ 269: مجهول. قلنا: ولم يذكروا في الرواة عنه غير يحيى بن أبي كثير، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو =
11150 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: خَطَبَ مَرْوَانُ قَبْلَ الصَّلَاةِ فِي يَوْمِ الْعِيدِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَتِ الصَّلَاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، فَقَالَ: تُرِكَ ذَلِكَ يَا أَبَا فُلَانٍ، فَقَامَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ فَقَالَ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ رَأَى مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ "(1).
= الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير.
وأخرجه ابن أبي شيبة ص 216 (الجزء الذي نشره العمروي)، وأبو يعلى (1263)، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابنُ طهمان في "مشيخته"(169)، والطيالسي (2224)، والمزِّي في "تهذيب الكمال"(ترجمة أبي إبراهيم الأنصاري) من طريق هشام الدستوائي، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1369) من طريق الأوزاعي، و (1368) مختصراً من طريق علي بن المبارك، والمزي في "تهذيب الكمال" من طريق أبان، ثلاثتهم، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 262، ونسبه إلى أحمد وأبي يعلى، وقال: وفيه أبو إبراهيم الأنصاري، جهله أبو حاتم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وسيأتي بالأرقام (11847) و (11848).
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4657)، وذكرنا هناك شواهده.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقيس بن مسلم: هو الجَدَلي، وطارق بن شهاب: هو الأحمسي.
وأخرجه الطيالسي (2196)، والبيهقي في "الشعب"(7559) من طريق =
11151 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَهْلَ النَّارِ الَّذِينَ لَا يُرِيدُ اللهُ عز وجل إِخْرَاجَهُمْ لَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ، وَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ الَّذِينَ يُرِيدُ اللهُ عز وجل إِخْرَاجَهُمْ يُمِيتُهُمْ فِيهَا إِمَاتَةً حَتَّى يَصِيرُوا فَحْمًا، ثُمَّ يُخْرَجُونَ ضَبَائِرَ فَيُلْقَوْنَ عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ - أَوْ يُرَشُّ عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ - فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ (1) الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ "(2).
= سعيد بن عامر الضُّبعي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (11073).
قال السندي: قوله: "تُرِك ذلك"، أي: استحق أن يترك لعدم مساعدة الوقت، ولكل وقت حكم يناسبه، والله تعالى أعلم.
(1)
في (س) و (ص): ينبت.
(2)
حديث صحيح، الجُرَيري: وهو سعيد بن إياس، وإن اختلط -وسماع يزيد: وهو ابن هارون، منه بعد اختلاطه- متابع، أبو نضرة: هو المنذر بن مالك العَبْدي.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(863) عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد، وعنده زيادة:"فيسميهم أهلُ الجنة الجهنميين، فيسألون الله أن يرفع ذلك الاسم عنهم، فيرفعه عنهم".
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 287، وابن منده في "الإيمان"(834) من طريق سالم بن نوح، عن الجريري، به، وفيه الزيادة. وسالم بن نوح سمع من الجريري بعد الاختلاط، لأنه لم يُدرك أيوب السختياني. قال أبو داود: كل من أدرك أيوب فسماعه من الجريري جيد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 287 - 288، من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، وابن منده في "الإِيمان"(834) من طريق مهدي بن ميمون، كلاهما عن الجريري، به، وعندهما هذه الزيادة إلا أن قوله: فيسألون الله أن يرفع ذلك الاسم عنهم. موقوفة. وعبد الوهَّاب بن عبد المجيد سمع من الجريري قبل الاختلاط، وهو حسن الحديث.
وقد وردت الزيادة من حديث حذيفة عند البيهقي في "البعث" ولفظها: فذكر لي أنهم استعفوا الله من ذلك الاسم فأعفاهم. أشار إلى ذلك الحافظ في "الفتح" 11/ 430، ولم نجده في المطبوع من "البعث"، وسير حديث حذيفة 5/ 391 دون هذه الزيادة.
وأخرج نحو هذه الزيادة مرفوعاً ابن حبان (7432) من طريق صالح بن أبي طريف، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 253 - 254 من طريق عطية العوفي، كلاهما عن أبي سعيد، مرفوعاً. وإسنادهما ضعيف. صالح بن أبي طريف لم يرو عنه غير أبي روق عطية بن الحارث الهمداني، ولم يُؤثر توثيقه عن أحدٍ غير ابن حبان، وإسناد أبي نعيم فيه خارجة بن مصعب: وهو متروك، وعطية العوفي: وهو ضعيف.
ولها شاهد مرفوع لا يُفرح به من حديث المغيرة بن شعبة، أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 289، وفي إسناده عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي، ضعيف، وله مناكير، وهذا منها. انظر "الكامل" لابن عدي 4/ 1613.
وأشار إلى هذه الزيادة الحافظ في "الفتح" 11/ 430، وذكر أن مسلماً خرجها من وجه آخر عن أبي سعيد، ولم نجدها فيه.
وأما تسميتهم بالجهنميين، فلها شاهد من حديث أنس بن مالك عند البخاري (6559)، وسيرد 3/ 134.
وآخر من حديث عمران بن حصين عند البخاري (6566)، وسيرد 4/ 434.
وثالث من حديث عبد الله بن مسعود، سلف برقم (4337).
11152 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ (1)، أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ وَشَيَّعَهَا كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا وَلَمْ يُشَيِّعْهَا كَانَ لَهُ قِيرَاطٌ، وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ "(2).
11153 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فَخَلَعَ
= وقد سلف نحوه برقم (11016) دون هذه الزيادة.
(1)
قوله: حدثنا يزيد، سقط من النسخ إلا من (ظ 4)، وقد ثبت في "أطراف المسند" 6/ 294.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير فضيل بن مرزوق فمن رجال مسلم، وهو مختلف فيه، وثقه أحمد وابن معين والثوري وابن عيينة، وضعفه النسائي والدارمي، فهو حسن الحديث. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه البزار (824)(زوائد) من طريق الحكم بن مروان، عن فضيل بن مرزوق، بهذا الإِسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 29، وزاد نسبته إلى أبي يعلى، وقال: وإسناده حسن.
وسيأتي بالأرقام (11218) و (11920) بإسناد قوي.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف بإسناد صحيح برقم (4453)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: وشيَّعها، أي: تبعها حتى تدفن.
نَعْلَيْهِ، فَخَلَعَ النَّاسُ نِعَالَهُمْ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ:" لِمَ خَلَعْتُمْ نِعَالَكُمْ؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْنَاكَ خَلَعْتَ فَخَلَعْنَا، قَالَ:" إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ بِهِمَا خَبَثًا، فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيَقْلِبْ نَعْلَهُ، فَلْيَنْظُرْ فِيهَا، فَإِنْ رَأَى بِهَا خَبَثًا فَلْيُمِسَّهُ بِالْأَرْضِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ فِيهِمَا "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال مسلم غير يزيد: -وهو ابن هارون- فمن رجال الشيخين، أبو نعامة: هو السعدي، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعة العبدي.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/ 417، وابن خزيمة (1017)، والحاكم 1/ 260، والبيهقي في "السنن" 2/ 402 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2154)، وابنُ سعد في "الطبقات" 1/ 480، وعبد بن حميد في "المنتخب"(880)، وأبو داود (650)، والدارمي 1/ 320، وأبو يعلى (1194)، وابن خزيمة (1017)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 511، وابن حبان (2185)، والبيهقي في "السنن" 2/ 402، والبغوي في "شرح السنة"(299) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وقد وقع اسم حماد بن سلمة في "سنن أبي داود" غير منسوب، فظنه محققه ابن زيد، فوهم.
وأخرجه عبد الرزاق (1516) عن معمر، عن أيوب، عن رجل حدثه عن أبي سعيد الخدري، به.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 403 من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، عن معمر، بإسناد عبد الرزاق لكنه سمى الرجل أبا نضرة. قال البيهقي في هذا الطريق: غير محفوظ، وسيأتي برقم (11877).
وفي الباب عن ابن مسعود عند البزار (606)(زوائد)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 511، والطبراني في "الكبير"(9972)، وفي إسناده أبو حمزة =
11154 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: لَا أُحَدِّثُكُمْ إِلَّا مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي: " إِنَّ عَبْدًا قَتَلَ تِسْعَةً
= ميمون الأعور، وهو ضعيف.
وعن أنس بن مالك عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 2/ 56، وقال: ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار باختصار، قلنا: هو في "كشف الأستار" برقم (605) بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم خلع نعليه في الصلاة.
وعن عبد الله بن الشِّخِّير عند الطبراني في "الكبير" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 2/ 56، وقال: وفيه الربيع بن بدر، وهو ضعيف.
وعن أبي هريرة أخرجه البزار (604) من طريق أيوب السختياني، عن ابن سيرين، عنه، لكنه معلول، قال الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 5: ومن قال فيه عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، فقد وهم.
وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(12097)، والدارقطني 1/ 399، وفي إسناده محمد بن عبيد الله العرزمي، وهو متروك.
وسيرد من حديث أنس 3/ 100 أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى في نعليه.
قال السندي: قوله: صلى فخلع نعليه، أي: نزعهما عن الرجلين في أثناء الصلاة.
فخلعنا: فيه دليل على أن الأصل في أفعاله المتابعة، ولا يترك ذاك إلا بدليل الخصوص.
خَبَثاً، بفتحتين أو بضم فسكون، وفيه دليل على أن المستقذر شرعاً كالنجاسة إذا لم يدره صحت صلاته، ومن لا يقول به حمله على المستقذر طبعاً كالنخاعة.
فليُمِسَّه بالأرض: وهو دليل على أن من تنجس نعله بأي نجاسة كانت إذا دلك على الأرض طهر، ومن لا يقول به أوَّلَ بما سبق، والله تعالى أعلم.
وَتِسْعِينَ نَفْسًا، ثُمَّ عَرَضَتْ لَهُ التَّوْبَةُ، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: بَعْدَ قَتْلِ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ نَفْسًا؟ قَالَ: فَانْتَضَى سَيْفَهُ فَقَتَلَهُ بِهِ، فَأَكْمَلَ بِهِ مِئَةً، ثُمَّ عَرَضَتْ لَهُ التَّوْبَةُ، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ مِئَةَ نَفْسٍ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ، اخْرُجْ مِنَ الْقَرْيَةِ الْخَبِيثَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ قَرْيَةِ كَذَا وَكَذَا، فَاعْبُدْ رَبَّكَ فِيهَا، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَى الْقَرْيَةِ (1) الصَّالِحَةِ، فَعَرَضَ لَهُ أَجَلُهُ فِي الطَّرِيقِ قَالَ: فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ قَالَ: فَقَالَ إِبْلِيسُ: أَنَا أَوْلَى بِهِ، إِنَّهُ لَمْ يَعْصِنِي سَاعَةً قَطُّ. قَالَ: فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: إِنَّهُ خَرَجَ تَائِبًا " قَالَ هَمَّامٌ: فَحَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: " فَبَعَثَ اللهُ عز وجل لَهُ مَلَكًا فَاخْتَصَمُوا إِلَيْهِ " ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ قَتَادَةَ، قَالَ: فَقَالَ: " انْظُرُوا أَيُّ الْقَرْيَتَيْنِ كَانَ أَقْرَبَ إِلَيْهِ، فَأَلْحِقُوهُ بِأَهْلِهَا ". قَالَ قَتَادَةُ: فَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: " لَمَّا عَرَفَ الْمَوْتَ احْتَفَزَ بِنَفْسِهِ، فَقَرَّبَ اللهُ عز وجل مِنْهُ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ، وَبَاعَدَ مِنْهُ الْقَرْيَةَ الْخَبِيثَةَ، فَأَلْحَقُوهُ بِأَهْلِ الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ "(2).
(1) في (س): الأرض، وفي هامشها: القرية، وعليها علامة الصحة، وفي هامش (ص): الأرض، نسخة.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهمام: هو =
11155 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ
= ابن يحيى العَوْذِي، وقتادة: هو ابن دعامة السَّدُوسي، وأبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو.
وأخرجه ابن ماجه (2622) من طريق يزيد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (3470)، ومسلم (2766)(47)(48)، وابن حبان (615)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 102 من طريق شعبة، ومسلم (2766)(46)، وابن حبان (611) من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، كلاهما عن قتادة، به.
وقوله: "فبعث الله عز وجل له ملكاً فاختصموا إليه"، مرسل من رواية أبي رافع وهو نُفَيع الصائغ، وقد جاء مرفوعاً عند مسلم من طريق هشام، عن قتادة، به، بلفظ:"فأتاهم ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم".
وقوله: لما عرف الموت احتفز بنفسه
…
الخ من مراسيل الحسن البصري، وقد جاء مرفوعاً عند البخاري ومسلم من طريق شعبة، عن قتادة، به، ولفظه عند البخاري:"فأدركه الموت، فناءَ بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأوحى الله إلى هذه أن تقرَّبي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما فَوُجِد إلى هذه أقرب، فَغُفِرَ له".
وسيأتي برقم (11687).
قال السندي: قوله: "ثم عرضت له التوبة"، أي: ظهر له أن يتوب إلى الله تعالى.
قوله: "على رجل" من أهل العبادة دون العلم.
قوله: "قال بعد قتل
…
" الخ: استبعاداً لأن يكون له توبة بعد قتله هذا المقدار.
قوله: " فانتضي" بالضاد المعجمة، أي: أخرجه من غمده.
قوله: "على رجل": هو عالم، وبهذا ظهر الفرق بين العالم والعابد، حيث =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى نَقُولَ: لَا يَدَعُهَا، وَيَدَعُهَا حَتَّى نَقُولَ: لَا يُصَلِّيهَا (1).
11156 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ (2)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - فَقُلْتُ لِفُضَيْلٍ: رَفَعَهُ؟ قَالَ: أَحْسِبُهُ قَدْ رَفَعَهُ - قَالَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ: اللهُمَّ إِنِّي
= إن الأول أخرجه من هلاك الآخرة مع حفظ نفسه من هلاك الدنيا، والثاني بالعكس.
قوله: "الخبيثة"، أي: التي لا خير فيها في حق هذا الرجل.
قوله: "أولى به"، أي: أولى بأن يكون من أهل إغوائي له.
قوله: "ملكاً"، أي: لهذا الاختصام ليقطع ويحكم بينهم.
قوله: "احتفز بنفسه": الباء للتعدية، أي: دفع نفسه إلى القرية الصالحة ليقرب منها بشيء، وهذا دليل على صدقه في عزيمته.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عطية العَوْفي، وفضيل بن مرزوق: هو الأغر الرَّقَاشي. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه أبو يعلى (1270) من طريق يزيد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد بن حُميد في "المنتخب"(891)، والترمذي في "جامعه"(477)، وفي "الشمائل"(286)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 244، 2/ 23، والبغوي في "شرح السنة"(1002) من طرق عن فضيل، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب!
وسيأتي برقم (11312).
قال السِّنْدي: قوله: "يصلي الضحى"، أي: أنه يصليها أياماً ويتركها أياماً، فإذا صلى نقول: داوم عليها، وإذا ترك نقول: داوم عليه.
(2)
كلمة "العوفي" ليست في (ظ 4).
أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ، فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً، خَرَجْتُ اتِّقَاءَ سَخَطِكَ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُنْقِذَنِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ. وَكَّلَ اللهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ، وَأَقْبَلَ اللهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ " (1).
11157 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ
(1) إسناده ضعيف كسابقه، وقد روي موقوفاً وهو أشبه.
وأخرجه ابن ماجه (778) من طريق الفضل بن الموفق، والطبراني في "الدعاء"(421)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(84) من طريق عبد الله بن صالح العِجْلي، كلاهما عن فضيل بن مرزوق، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 211 عن وكيع بن الجراح، عن فضيل، به، موقوفاً. قال أبو حاتم في "العلل" 2/ 184: الموقوف أشبه.
وله شاهد لا يفرح به من حديث بلال عند ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(83)، وفي إسناده الوازع بن نافع العُقيلي، قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك.
قال السندي: قوله: "بحق السائلين عليك"، أي: متوسلاً إليك في قضاء الحاجة وإمضاء المسألة بما للسائلين عندك من الفضل الذي يستحقونه عليك بمقتضى فضلك ووعدك وجودك وإحسانك، ولا يلزم منه الوجوب المتنازع فيه عليه تعالى، لكن لإبهامه الوجوب بالنظر إلى الأفهام القاصرة يحترز عنه علماؤنا الحنفية، ويرون أن إطلاقه لا يخلو عن كراهة.
وقوله: "أشراً" بفتحتين: افتخاراً.
وقوله: "ولا بطراً" بفتحتين: إعجاباً.
وقوله: "بوجهه"، أي: ينظر إليه نظرة رحمة ولطف.
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، فَقَالَ:" إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا يَفْتَحُ اللهُ عَلَيْكُمْ (1) مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَأَيْنَا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ (2)، فَقِيلَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ تُكَلِّمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا يُكَلِّمُكَ؟ فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَنْهُ الرُّحَضَاءَ، فَقَالَ:" أَيْنَ السَّائِلُ؟ " وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ فَقَالَ: " إِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي بِالشَّرِّ، وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ حَبَطًا، أَلَمْ تَرَ إِلَى آكِلَةِ الْخَضِرَةِ؛ أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَدَّتْ (3) خَاصِرَتَاهَا وَاسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ، فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ ثُمَّ رَتَعَتْ، وَإِنَّ الْمَالَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ هُوَ لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ " أَوْ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " وَإِنَّ الَّذِي أَخَذَهُ (4) بِغَيْرِ حَقِّهِ كَمَثَلِ الَّذِي
(1) في (ظ 4): مما يفتح عليكم، وأشير إلى لفظ الجلالة في (س) و (ص) على أنه نسخة.
(2)
في (ص) و (ق): ينزل عليه جبريل، وأشير إلى كلمة جبريل في (س) على أنها نسخة، وقد ضرب عليها في (ظ 4).
(3)
في (ظ 4) و (س): امتلت، وجاء في هامش (س): امتدت، وعليها علامة الصحة.
(4)
في (ظ 4): مثل الذي يأخذه، وقد استدركت كلمة "مثل" في هامشها، =
يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، فَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1).
11158 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَكْتُبُوا
= وهي رواية أبي يعلى.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه أبو يعلى (1242)، وابن حبان (3225) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2180)، والبخاري (921) و (1465) من طريقين، عن هشام، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(20028)، وابن حبان (3227) من طريق الأوزاعي، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرجه البخاري (6427)، ومسلم (1052)(122)، والبغوي (4051) من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء، به.
وقد سلف برقم (11035).
قال السندي: قوله: فسري: على بناء المفعول مخففاً أو مشدداً، أي: أزيل عنه صلى الله عليه وسلم ما كان فيه من الحالة عند الإيحاء إليه.
قوله: الرحضاء: بضم الراء وفتح الحاء المهملة، وضاد معجمة ممدودة: هو عرق يغسل الجلد لكثرته.
قوله: حمده، أي: رآه محموداً مرضياً لمبادرته إلى تحقيق العلم.
قوله: "وإن مما ينبت الربيع يقتل": قد سبق تحقيق هذا الحديث، لكن بقي الكلام في تحقيق إعراب هذه الرواية، وهي: إما مبنية، على أن "من" في "مما ينبت" تبعيضية، وهي اسم عند البعض، فيصح أن تكون اسم "إن"، ويقتل خبر "إن". أو كلمة ما مقدَّرة قبل يقتل، والموصول مع صلته اسم "إن"، والجار =
عَنِّي شَيْئًا إِلَّا الْقُرْآنَ، فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ " (1).
11159 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أَتَيْتَ عَلَى رَاعِي إِبِلٍ فَنَادِ: يَا رَاعِيَ الْإِبِلِ، ثَلَاثًا، فَإِنْ أَجَابَكَ، وَإِلَّا فَاحْلُبْ وَاشْرَبْ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُفْسِدَ (2)، وَإِذَا أَتَيْتَ عَلَى حَائِطِ (3) بُسْتَانٍ فَنَادِ: يَا صَاحِبَ الْحَائِطِ، ثَلَاثًا، فَإِنْ أَجَابَكَ، وَإِلَّا فَكُلْ " وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا زَادَ فَصَدَقَةٌ "(4).
= والمجرور، أعني مما ينبت" خبره، واعتبار ضمير الشأن لا يكفي، لأن قوله: مما ينبت الربيع يقتل لا يظهر الارتباط فيه ولا إعرابه إلا بما قلنا، والله تعالى أعلم.
وقوله: "وإن المال حلوة خضرة" قال الخطابي في "أعلام الحديث" 2/ 793: يريد أن صورة الدنيا ومتاعها حسنة المنظر مونقة، تعجب الناظر، ولذلك أُنِّث، والعرب تسمي الشيء المشرق الناضر خضراً، تشبيهاً له بالنبات الأخضر.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهمام بن يحيى: هو العَوْذِي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8008)، والدارمي 1/ 119، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 4 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وقد تحرف همام في مطبوع الدارمي إلى هشام!
وقد سلف برقم (11085).
(2)
في (ظ 4): أن لا تفسد.
(3)
في (س) و (ص): على حال حائط، وضبب فوق كلمة "حال" في (س).
(4)
حديث حسن. يزيد بن هارون، سمع من الجريري: وهو سعيد بن =
11160 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَمَرَرْنَا بِنَهَرٍ فِيهِ مَاءٌ مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ، وَالْقَوْمُ صِيَامٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اشْرَبُوا "، فَلَمْ يَشْرَبْ أَحَدٌ فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَشَرِبَ الْقَوْمُ (1).
11161 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ
= إياس بعد الاختلاط. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.
وأخرجه أبو يعلى (1244) و (1287)، وابن حبان (5281)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 99، 6/ 203 - 204، والبيهقي في "السنن" 9/ 359 - 360 من طريق يزيد بن هارون، وعندهم:"ولا يحملن" بدلاً من: "من غير أن تفسد".
وأخرجه مختصراً ابن ماجه (2300)، والحاكم 4/ 132 من طريق يزيد بن هارون، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم! ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي.
وقد سلف برقم (11045)، وانظر (11325).
(1)
حديث صحيح، يزيد: وهو ابن هارون -وإن سمع من الجريري: وهو سعيد بن إياس بعد الاختلاط- توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك العَبْدي.
وسيأتي برقم (11423)، وسيخرج هناك، وانظر (11083).
قال السندي: قوله: "اشربوا" الخ: فيه يجوز للمسافر الإفطار من غير عذر بعد أن شرع في الصوم.
(2)
في (م): عن أبي عاصم، وهو خطأ.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" إِذَا أَتَى الرَّجُلُ أَهْلَهُ ثُمَّ أَرَادَ الْعَوْدَ تَوَضَّأَ "(1).
11162 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَخَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ. فَقَالَ لَهُ:" لَعَلَّنَا أَعْجَلْنَاكَ " قَالَ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ:" إِذَا أُعْجِلْتَ أَوْ أُقْحِطْتَ فَلَا غُسْلَ عَلَيْكَ، عَلَيْكَ الْوُضُوءُ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو المتوكل: هو علي بن داود -ويقال: ابن دُؤاد- النَّاجي.
وأخرجه الطيالسي (2215)، وابن خزيمة (219) من طريق خالد بن الحارث، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 129 من طريق يوسف بن يعقوب، وابن خزيمة (221)، وابن حبان (1211)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 152، والبيهقي في "السنن" 1/ 204، و 7/ 192، والبغوي في "شرح السنة"(271) من طريق مسلم بن إبراهيم. أربعتهم عن شعبة، به.
وزاد مسلم بن إبراهيم في روايته عن شعبة: "فإنه أنشط للعود". وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما أخرجاه إلى قوله:"فليتوضأ فقط" ولم يذكرا فيه: "فإنه أنشط للعود"، وهذه لفظة تفرد بها شعبة عن عاصم، والتفرد من مثله مقبول عندهما، ووافقه الذهبي.
وقد سلف برقم (11036).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عُتيبة، وذكوان: =
11163 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدًا أَبَا الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الصِّدِّيقِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَشِينَا أَنْ يَكُونَ بَعْدَ نَبِيِّنَا حَدَثٌ، فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ فِي أُمَّتِي خَمْسًا أَوْ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا ". زَيْدٌ الشَّاكُّ قَالَ: قُلْنَا (1): أَيُّ شَيْءٍ؟ قَالَ: " سِنِينَ " ثُمَّ قَالَ: " يُرْسِلُ السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا، وَلَا تَدَّخِرُ الْأَرْضُ مِنْ نَبَاتِهَا شَيْئًا، وَيَكُونُ الْمَالُ كُدُوسًا ". قَالَ: " يَجِيءُ الرَّجُلُ
= هو أبو صالح السَّمَّان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 89، ومسلم (345)، وابن ماجه (606) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2185)، والبخاري (180)، وأبو عوانة 1/ 286، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 54، وابن حبان (1171)، والبيهقي في "السنن" 1/ 165 من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي بالأرقام (11207) و (11894)، وانظر (11243) و (11434).
قال السندي: قوله: "لعلنا أعجلناك" حتى اغتسلت قبل أن تنزل.
قوله: "إذا أعجلت": على بناء المفعول، أي: أعجلك أحد عن الإنزال.
قوله: "أو أقحطت": على بناء المفعول، أي: حبست عن الإنزال، والحاصل أنك إذا جامعت ثم ما أنزلت بسببٍ من الأسباب، فلا غُسْل عليك. والجمهور على أنه منسوخ بحديث:"إذا التقى الختانان"، بل قيل: إنه مما أجمع المتأخرون على نسخه، والله تعالى أعلم.
(1)
في (م): قلت.
إِلَيْهِ فَيَقُولُ: يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي أَعْطِنِي "، قَالَ: " فَيَحْثِي (1) لَهُ فِي ثَوْبِهِ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَحْمِلَ " (2).
(1) في (ظ 4): فَيُحْثَى، وهي نسخة في هامش (س) و (ص) و (ق)، وقد ضبب فوقها في (س).
(2)
إسناده ضعيف لضعف زيد أبي الحواري: وهو ابنُ الحَواري العَمِّي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو.
وأخرجه الترمذي مختصراً (2232) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
دون قوله: "ويرسل السماء عليهم مدراراً، ولا تدخر الأرض من نباتها شيئاً، ويكون الماء كدوساً"، وقال: هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه بنحوه أبن ماجه (4083)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1057، والحاكم في "المستدرك" 4/ 558 من طريق عمارة بن أبي حفصة، عن زيد العَمِّي، به، وقال ابن عدي: وهذا الحديث مداره على زيد العمي، وبه يعرف.
وأخرجه بنحوه الحاكم 4/ 465 من طريق عمر (في التلخيص: عمرو) ابن عبيد الله العدوي، عن معاوية بن قرة، عن أبي الصديق، به. وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: سنده مظلم. قلنا: فيه عمر (عمرو) بن عبيد الله، لم نجد من ترجم له، فهو مجهول.
وأخرج بنحوه الحاكم أيضاً 4/ 557 - 558 عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي، عن سعيد بن مسعود: وهو المروزي، عن النضر بن شُميل، عن سليمان بن عبيد، عن أبي الصديق، به، مرفوعاً، ولفظه:"يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتُخرج الأرض نباتها، ويُعطي المال صَحَاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً. يعني حججاً". وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح. قلنا: رجاله جميعهم ثقات، وسليمان بن عبيد: وهو السلمي البصري، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: =
11164 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زَيْدٍ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الصِّدِّيقِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نَبِيعُ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
= صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 25، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 129، ولم يخرج له أصحاب الكتب الستة.
وقد سلف نحوه مختصراً برقم (11130)، وسيأتي نحوه مختصراً أيضاً برقم (11313).
قال السندي: قوله: "يرسل السماء عليهم مدراراً": المراد بالسماء السحاب، والمدرار: كثير الدرور.
قوله: "كدوساً": ضبط بضم الكاف، أي: مجتمعاً.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطيالسي (2200) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/ 348 - ، والنسائي في "الكبرى"(5041)، والدارقطني 4/ 135 - 136، من طريق خالد بن الحارث، والحاكم 2/ 19 من طريق عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإِسناد.
وله شاهد من حديث جابر بإسناد صحيح، سيرد 3/ 321. قال البيهقي: ليس في شيء من هذه الأحاديث أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم علم بذلك، فأقرهم عليه.
وتعقبه السندي بقوله: لا يخفى أن الجمهور على أن حكم مثله الرفع، وما ذكر هذا القائل (يعني البيهقي) احتمال بعيد يؤدي إلى فسادِ أدلة كثيرة، والجمهور على أن هذا كان قبلَ النسخ، ثم نُسِخَ.
وانظر (11647) و (11839).
11165 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زَيْدٍ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الصِّدِّيقِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نَتَمَتَّعُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالثَّوْبِ (1).
11166 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَمَّارٍ:" تَقْتُلُهُ (2) الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "(3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه البزار (1441)(زوائد) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد، وقال: إنما كان الإذن في المتعة ساعةَ أَذِنَ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نهى عنها، وحرَّمها إلى يوم القيامة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 264، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح! قلنا: زيد بن أبي الحكاري وهو العَمِّي لم يرو له الشيخان، وهو ضعيف.
وقد سلف من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3986)، وقد ذكرنا هناك أحاديث النهي عن المتعة، وأنها منسوخة.
(2)
في (ق): تقتلك.
(3)
إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات من رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وخالد: هو ابن مهران الحذاء.
وعكرمة: هو مولى ابن عباس.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8547) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. =
11167 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ} قَالَ: قَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى خَتَمَهَا. وَقَالَ: " النَّاسُ حَيِّزٌ، وَأَنَا وَأَصْحَابِي حَيِّزٌ "، وَقَالَ:" لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ " فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ كَذَبْتَ، وَعِنْدَهُ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَهُمَا قَاعِدَانِ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لَوْ شَاءَ هَذَانِ لَحَدَّثَاكَ، وَلَكِنْ هَذَا يَخَافُ أَنْ تَنْزِعَهُ عَنْ عِرَافَةِ قَوْمِهِ، وَهَذَا يَخْشَى أَنْ تَنْزِعَهُ عَنِ الصَّدَقَةِ. فَسَكَتَا، فَرَفَعَ مَرْوَانُ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ لِيَضْرِبَهُ، فَلَمَّا رَأَيَا ذَلِكَ، قَالَا (1): صَدَقَ (2).
= وقد سلف برقم (11011).
(1)
في (س) و (ص) و (م): قالوا، والمثبت من (ظ 4) و (ق).
(2)
صحيح لغيره، دون قوله:"الناس حيز، وأنا وأصحابي حيز"، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو البختري الطائي: وهو سعيد بن فيروز لم يسمع من أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عمرو بن مُرَّة: هو المرادي الجَمَلي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 498 - 499 عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مختصراً الطيالسي (2205) -ومن طريقه الحاكم 2/ 257، والبيهقي في "الدلائل " 5/ 109 - 110 - ، والطبراني في "الكبير"(4444)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(845) من طريق عمرو بن مرزوق، والطبراني في "الكبير"(4786) من طريق عمرو بن حكام، ثلاثتهم عن شعبة، به. وقال الحاكم: هذا =
11168 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: نَزَلَ أَهْلُ قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدٍ، فَأَتَاهُ عَلَى حِمَارٍ، قَالَ: فَلَمَّا دَنَا قَرِيبًا مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ - أَوْ خَيْرِكُمْ - "، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ " قَالَ: تُقْتَلُ مُقَاتِلَتُهُمْ وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ (1) قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَقَدْ قَضَيْتَ بِحُكْمِ اللهِ " وَرُبَّمَا قَالَ: " قَضَيْتَ بِحُكْمِ الْمَلِكِ "(2).
= حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 250، و 10/ 17، وقال: رواه أحمد والطبراني باختصار كثير، رجال أحمد رجال الصحيح.
وتحرف في المطبوع عند بعضهم: حيز إلى خير -بالخاء-.
وسيكرر 5/ 187 سنداً ومتناً، في مسند زيد بن ثابت.
وقوله: "لا هجرة بعد الفتح
…
"، سلفت شواهده في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص في الرواية (7012).
قال السندي: قوله: "الناس حيز": بفتح حاء مهملة، وتشديد ياء مكسورة، ثم زاي، أي: في ناحية في الفضل، والمراد بالناس هم المذكورون في قوله تعالى: {رأيت الناس يدخلون في
…
} وهم الذين أسلموا بعد الفتح، وظاهر الحديث أنه أخرج أولئك عن فضل الصحبة والهجرة، وضم الصحابة إليه في الفضل، فلذلك غضب مروان.
(1)
في (ظ 4): نقتل مقاتلتهم ونسبي ذريتهم.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن جعفر غُنْدر، =
11169 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ
= وشعبة: هو ابن الحجاج، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وأبو أمامة بن سهل: هو أسعد بن سهل بن حُنيف، معروف بكنيته.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 425، والبخاري (4121)، ومسلم (1768)(64)، وأبو داود (5216)، والنسائي في "الكبرى"(8222)، والبيهقي في "الشعب"(8926) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2964)، وابن سعد 3/ 424 - 425، وعبد بن حميد في "المنتخب"(995)، والبخاري في "صحيحه"(3043) و (3804) و (6262)، وفي "الأدب المفرد"(945)، وأبو داود (5215)، والطبراني في "الكبير"(5323)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 171، والبيهقي في "السنن" 6/ 57 - 58 و 9/ 63 و 96 - 97، وفي "الشعب"(8925)، والبغوي في "شرح السنة"(2718) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطحاوي مختصراً في "شرح مشكل الآثار"(1120) من طريق علقمة بن وقاص الليثي، عن أبي سعيد، به، بلفظ:"قوموا إلى سيدكم".
وسيأتي بالأرقام (11170) و (11171) و (11680).
وفي الباب عن عائشة، سيرد 6/ 141 - 142، وإسناده حسن.
وعن سعد بن أبي وقاص عند النسائي في "الكبرى"(8223)، وهو من رواية محمد بن صالح، عن سعد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال الحافظ في "الفتح" 7/ 412، ورواية شعبة أصح (قلنا: يعني روايتنا هذه: سعد بن إبراهيم، عن أبي أمامة)، ويحتمل أن يكون لسعد بن إبراهيم فيه إسنادان.
قال السندي: قوله: فلما دنا قريباً من المسجد، أي: من المسجد الذي كان صلى الله عليه وسلم فيه.
قوله: "قوموا إلى سيدكم": استدل به للقيام للداخل، ورُدَّ بأنه لا يدل على =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ (1) قَالَ:" إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ اللهَ عز وجل مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، لِيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ "(2).
= القيام له، وإنما يدل على القيام إليه، وفرق بينهما.
قوله: "مقاتلتهم"، أي: من يصلح للقتال منهم.
(1)
لفظ "أنه" ليس في (م) و (ق).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. أبو مسلمة: هو سعيد بن يزيد الأزدي.
وأخرجه مسلم (2742)، والنسائي في "الكبرى"(9269)، وابن حبان (3221)، والبيهقي في "السنن" 7/ 91، وفي "الدلائل" 6/ 317، وفي "الأسماء والصفات" ص 479، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4326)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1142)، والبيهقي في "السنن" 7/ 91، وفي "الآداب"(744)، والبغوي في "شرح السنة"(2243) من طريق عثمان بن عمر، عن شعبة، به.
وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته"(68)، ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 479 من طريق قتادة، عن أبي نضرة، به.
وقد سلف نحوه مختصراً برقم (11038).
وقوله: "إن الدنيا خضرة حلوة":
له شاهد من حديث حكيم بن حزام عند البخاري (1472)، سيرد 3/ 402.
وآخر من حديث عائشة، سيرد 6/ 68.
وثالث من حديث خولة بنت قيس، سيرد 6/ 364.
ورابع عن معاوية عند ابن أبي شيبة 13/ 243. =
11170 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ (1) بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ فِي حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذُرِّيَّتُهُمْ. فَقَالَ: لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللهِ. وَقَالَ مَرَّةً: لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْمَلِكِ أَوِ الْمَلَكِ. شَكَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَحَدَّثَنَاهُ عَفَّانُ قَالَ: الْمَلِكُ (2).
11171 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:
= وقوله: "فاتقوا الدنيا واتقوا النساء
…
":
له شاهد من حديث أسامة بن زيد عند البخاري (5096)، ومسلم (2741)، وسيرد 5/ 200، ولفظه:"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النِّساء".
(1)
في (س) و (ص) و (ق): سعيد، وهو تصحيف.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1768)، وأبو يعلى (1188)، وابن حبان (7026) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد.
ورواية عفان ستأتي برقم (11680)، وقال ابن سعد 3/ 425: وقول عفان أصوب.
قلنا: ومن ضبطه بفتح اللام عنى به جبريل فيما أخبر به عن الله، ذكره الحافظ في "الفتح " 11/ 54.
وقد سلف برقم (11168).
تُقْتَلُ مُقَاتِلَتُهُمْ وَتُسْبَى ذُرِّيَّتُهُمْ. وَقَالَ: " قَضَيْتَ بِحُكْمِ الْمَلِكِ "(1). قَالَ: أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ.
11172 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْعَزْلِ، أَوْ قَالَ فِي الْعَزْلِ:" لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا (2) ذَلِكُمْ (3)، فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ "(4).
11173 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
(2)
في (ق): أن تفعلوا.
(3)
في (ظ 4): ذاكم.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. معبد: هو ابن سيرين، أكبر إخوته.
وأخرجه مسلم (1438)(129) من طريقين عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2177)، ومسلم (1438)(128) و (129)، وأبو يعلى (1154)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 33 - 34، والبيهقي في "السنن" 7/ 229 من طرق عن شعبة، به. وسقط اسم معبد من مطبوع الطيالسي.
وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته"(56) عن أنس بن سيرين، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 34 من طريق جرير بن حازم، عن محمد بن سيرين، عن أبي العالية، عن أبي سعيد، به.
وقد سلف مطولاً برقم (11078).
أَخِيهِ مَعْبَدٍ؛ فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1).
11174 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى اللهِ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَقْرَبَهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا إِمَامٌ عَادِلٌ، وَإِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَشَدَّهُ عَذَابًا إِمَامٌ جَائِرٌ "(2).
11175 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بهرام المرُّوذي.
وقد سلف برقم (11078).
(2)
إسناده ضعيف لضعف عطية -وهو ابن سعد العوفي-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير فضيل- وهو ابن مرزوق-، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه الترمذي (1329)، والقضاعي (1305)، والبغوي (2472) من طرق عن فضيل بن مرزوق، بهذا الإِسناد.
قال الترمذي: حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وأخرجه بنحوه أبو يعلى (1003) من طريق طلحة بن عبد الله، عن عطية، به.
وسيأتي برقم (11525).
قال السندي: قوله: إمام عادل: لكونه متخلقاً بخلقه تعالى ومنفذاً أمره في أرضه.
وأشده، أي: أشدهم، وإفراد الضمير لإفراد الناس لفظاً، والله تعالى أعلم.
قلنا: سيرد بلفظ: "وأشدهم" في الرواية (11525).
عَمَّنْ لَقِيَ الْوَفْدَ وَذَكَرَ أَبَا نَضْرَةَ (1).
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: إِنَّا حَيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ، وَلَسْنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الْحُرُمِ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ إِذَا نَحْنُ أَخَذْنَا بِهِ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ، وَنَأْمُرُ بِهِ - أَوْ نَدْعُو - مَنْ وَرَاءَنَا فَقَالَ:" آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ، اعْبُدُوا اللهَ وَلَا (2) تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا - فَهَذَا لَيْسَ مِنَ الْأَرْبَعِ -، وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَآتُوا الزَّكَاةَ، وَصُومُوا رَمَضَانَ، وَأَعْطُوا مِنَ الْغَنَائِمِ الْخُمُسَ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنِ الدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ ". قَالُوا: وَمَا عِلْمُكَ بِالنَّقِيرِ؟ قَالَ: " جِذْعٌ يُنْقَرُ، ثُمَّ يُلْقُونَ فِيهِ مِنَ الْقُطَيْعَاءِ - أَوِ التَّمْرِ - (3) وَالْمَاءِ حَتَّى إِذَا سَكَنَ غَلَيَانُهُ شَرِبْتُمُوهُ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَضْرِبُ ابْنَ عَمِّهِ بِالسَّيْفِ "، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ أَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ مِنْ ذَلِكَ، فَجَعَلْتُ أُخَبِّئُهَا حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَشْرَبَ؟ قَالَ: " فِي الْأَسْقِيَةِ الَّتِي يُلَاثُ عَلَى أَفْوَاهِهَا "، قَالُوا: إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ كَثِيرَةُ الْجُرْذَانِ لَا تُبْقَي (4) فِيهَا
(1) في (س) و (ق): أبو نضرة، وفي هامش (س): أبا نضرة، وعليها علامة الصحة.
(2)
في (ظ 4): لا، (دون واو).
(3)
في (م): الثمر، وفي (ق): أول التمر، وهي نسخة في هامش (س).
(4)
في (ظ 4) و (س): لا يبقى، وجاء في هامش (س): لا تُبقي، وعليها علامة الصحة، وفي (م) و (ق): لا تبقى، وهي رواية مسلم.
أَسْقِيَةُ الْأُدُمِ. قَالَ: " وَإِنْ أَكَلَتْهُ الْجُرْذَانُ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. وَقَالَ لِأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ " إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ عز وجل الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نَضْرة، وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم، وهو ثقة، ويحيى بن سعيد -وهو القطان- سمع من ابن أبي عَرُوبة -وهو سعيد- قبل الاختلاط. قتادة: هو ابن دعامة السَّدوسي.
وأخرجه بتمامه مسلم (18)(26) و (27)، وابن حبان (4541)، وابن منده في "الإِيمان"(155)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 325 - 326، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 442 - 443 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وقوله: "أنهاكم عن أربع: الدُّبَّاء والنقير والحنتم والمُزَفَّت":
أخرجه مسلم (1996)(44) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، وأبو عوانة 5/ 292 - 293 من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه مسلم (1996)(44) من طريق هشام بن أبي عبد الله الدَّسْتوائي، عن قتادة، به.
وأخرجه الطيالسي (2172) من طريق بشر بن حرب، عن أبي سعيد الخدري، به.
وانظر (10991).
وقوله: "إن فيك خَلَّتين
…
":
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(585) من طريق إسماعيل، والبيهقي في "السنن" 10/ 104 من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن سعيد، به.
وأخرجه ابن ماجه (4187) من طريق عمارة بن جوين أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، به، ولفظه:"يا أشج، إنَّ فيك لخصلتين يُحبهما الله: الحلم والتؤدة"، قال: يا رسولَ الله، أشيءٌ جُبِلْتُ عليه، أم شيء حدث لي؟ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "بل شيءٌ جُبِلْتَ عليه". وأبو هارون العبدي متروك.
قلنا: قد صحت هذه الزيادة عن غير أبي سعيد الخدري، فقد رواها أبو داود (5225)، والطبراني في "الكبير"(5313) عن زارع وكان في وفد عبد القيس
…
وفيه قال: يا رسول الله أنا أتخلَّقُ بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال: "بل الله جبلك عليهما"، ورجاله ثقات غير أم أبان بنت الوازع بن زارع، فإنها لا تعرف بجرح ولا تعديل، وجدها زارع: هو ابن عامر العبدي من عبد القيس عداده في أعراب البصرة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع الأشج.
ورواها البخاري في "الأدب المفرد"(587) من طريق قيس بن حفص، حدثنا طالب بن حجير العبدي، حدثني هود بن عبد الله بن سعد، سمع جده مزيدة العبدي قال: "جاء الأشج
…
وفيه: أجبلاً جُبِلْتُ عليه أو خلقاً مني؟ قال: لا، جبلت عليه، قال: الحمد لله الذي جبلني على ما يحب الله ورسوله" وسنده حسن في الشواهد.
ورواها أبو يعلى (6850)، والطبراني في "الكبير" 20/ (812) من طريق محمد بن صدران، عن طالب بن حجير العبدي، بهذا الإِسناد.
ورواها أحمد 4/ 205 - 206، وأبو يعلى (6848) من طريقين، عن يونس بن عبيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن الأشج بن عبد القيس، قال: قال لي رسول الله
…
ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد الرحمن بن أبي بكرة لم يدرك الأشج.
ورواها أبو يعلى (6849) وعنه ابن حبان (7203) عن محمد بن مرزوق، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا الحجاج بن حسان التيمي، حدثنا أبو منازل أحد بني غنم، عن الأشج العصري.
وأبو منازل ذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات، فهو حسن في الشواهد.
قال السندي: وقوله: فهذا ليس من الأربع: يحتمل أن يكون مرفوعاً أو موقوفاً على =
11176 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ
= الصحابي، أو على بعض من يعده، وبالجملة فهذه الرواية تدفع الإِيراد المشهور في روايات هذا الحديث بأن التفصيل فيه مخالفٌ للإِجمال، حيث ذكر أربعاً وعَدَّ خمساً، ثم إنه ما ذكر الحج، ولعل هذا كان قبل افتراضه.
وقولهم: "ما علمك
…
الخ"، لعلهم قالوا ذلك لعدم استعمال النقير بالمدينة.
قوله: القطيعاء: بضم قاف، وفتح مهملة: نوع من التمر صغار.
قوله: ليضرب ابن عمه بالسيف. قال النووي: معناه إذا شرب هذا الشراب سكر، فلم يبق له عقل، وهاج به الشر، فيضرب ابن عمه بالسيف الذي هو عنده من أحب أحبابه، وهذه مفسدة عظيمة. ونَبَّه بها على ما سواها من المفاسد.
قوله: يلاث: بضم مثناة من تحت، وتخفيف لام، آخره مثلثة، أي: يُلَفُّ الخيط على أفواهها، وتُربط به.
قوله: "الأدم": بفتحتين، جمع أديم، وهو الجلد الذي تَمَّ دباغه.
قوله: لأشج عبد القيس: اسمه المنذر بن عائذ على الصحيح.
قوله: الحِلْم: العقل.
وقوله: الأناة: التثبت وترك العجلة. قيل: سبب ذلك أن الوفد لما وصلوا إلى المدينة بادروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأقام الأشج عند رحالهم، فجمعها، وعقل ناقته، ولبس أحسن ثيابه، ثم أقبل، فقرَّبه النبي صلى الله عليه وسلم، وأجلسه إلى جانبه، ثم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:"تبايعون على أنفسكم وقومكم؟ " فقال القوم: نعم. قال الأشج: يا رسول الله، إنك لم تزاول الرجل عن شيء أشد عليه من دينه، نبايعك على أنفسنا، ونرسل إليهم من يدعوهم، فمن اتبعنا كان مِنَّا، ومن أبى قاتلناه. قال: "صدقت، إنَّ فيك خصلتين
…
" الحديث. قال القاضي: الأناة: تَرَبُّصُه حتى نظر في مصالحه، ولم يَعْجَل، والحلم: هذا القول الدَّال على صحة عقله، وجودة نظره للعواقب.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَقَالَ: فَقَدِمَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ أَخُو أَبِي سَعِيدٍ لِأُمِّهِ، فَقَرَّبُوا إِلَيْهِ مِنْ قَدِيدِ الْأَضْحَى، فَقَالَ: كَأَنَّ هَذَا مِنْ قَدِيدِ الْأَضْحَى؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو سَعِيدٍ: قَدْ حَدَثَ (1) فِيهِ أَمْرٌ؟ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ نَهَى أَنْ نَحْبِسَهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ رَخَّصَ لَنَا أَنْ نَأْكُلَ وَنَدَّخِرَ (2).
(1) في النسخ: أو قد حدث، والمثبت من هامشي (ظ 4) و (ق)، واللفظ فيهما: قال له قد حدث، وعليه علامة الصحة، ولفظ رواية النسائي وابن حبان -وهي من طريق يحيى شيخ أحمد- إنه قد حدث، وهذا لفظ رواية بعض نسخ المسند، فيما ذكر السندي، وهو ما أثبتناه.
(2)
زينب -وهي بنت كعب بن عجرة، زوجة أبي سعيد الخدري، مختلفٌ في صحبتها-، روى عنها ابنا أخويها، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وأخرج لها أصحاب السنن، وباقي رجال الإِسناد ثقات، يحيى: هو ابن سعيد القطان، من رجال الشيخين، وسعد بن إسحاق: هو ابن كعب بن عجرة البلوي المدني حليف الأنصار، من رجال الترمذي. وقد وقع قلبٌ في متن هذا الحديث، فاتنا أن ننبه عليه في "صحيح ابن حبان" فليستدرك من هنا، ففيه أن الممتنع من الأكل قتادة بن النعمان، وأن راوي الحديث أبو سعيد، والذي عند البخاري أنَّ الممتنع من الأكل أبو سعيد، وراوي حديث النسخ قَتَادة، قال الحافظ في "الفتح" 10/ 25: وما في الصحيح أصح، قلنا: سيرد الحديثُ موافقاً لما في الصحيح من مسند قتادة بن النعمان 4/ 15.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 234، وفي "الكبرى"(4517)، وأبو يعلى =
11177 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا بَيْنَ لَابَتَيْ الْمَدِينَةِ أَنْ يُعْضَدَ شَجَرُهَا أَوْ يُخْبَطَ (1).
= (997)، وابن حبان (5926) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه دون ذكر القصة الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 186 من طريق أنس بن عياض، عن سعد بن إسحاق، به.
وأخرجه البخاري (3997) و (5568)، والنسائي في "الكبرى"(4516)، وفي "المجتبى" 7/ 233، والبيهقي في "السنن" 9/ 292 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، عن عبد الله بن خبّاب، أنَّ أبا سعيد الخدري قدم من سفر، فقدَّم إليه أهلُه لحماً من لحوم الأضحى، فقال: ما أنا بآكله حتى أسأل، فانطلق إلى أخيه لأمه -وكان بدرياً- قَتَادَة بنِ النعمان، فسأله، فقال: إنه حَدَثَ بعدك أمرٌ
…
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 186 من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن زبيد، أن أبا سعيد أخبره أنه أتى أهله، فوجد عندهم قصعة ثريد، ولحماً من لحوم الأضاحي
…
إلخ، بنحو سياقة البخاري.
وسيرد بالأرقام (11329) و (11449) و (11543) و (11606) و (11627).
وقد تقدم النهي عن ادخار الأضحية فوق ثلاث في مسند ابن عمر في الرواية (4558)، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وذكرنا أيضاً أحاديث النسخ.
قال السندي: قوله: فقَدِم، بكسر الدال، أي: من سفر.
فقَرَّبوا: من التقريب.
أو قد حدث: باستفهام تقرير، وفي بعض النسخ: إنه قد حدث.
ثم رخَّص، أي: فنسخ النهي.
(1)
حديث صحيح، زينب -وهي بنت كعب بن عجرة، زوجة أبي سعيد الخدري، سلف الكلام عليها في الرواية السابقة- قد توبعت، وباقي رجال الإِسناد =
11178 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أُنَيْسِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ:
= ثقات. يحيى: هو ابن سعيد القطان من رجال الشيخين، وسعد بن إسحاق: هو ابن كعب بن عُجرة البلوي المدني حليف الأنصار، روى له أصحاب السنن.
وأخرجه أبو يعلى (998) من طريق يحيى القطان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 192 من طريق أنس بن عياض، عن سعد بن إسحاق، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 200، ومسلم (1374)(478)، وأبو يعلى (1010)، والبيهقي في "السنن" 5/ 198 من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، عن أبي سعيد، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إني حرَّمتُ ما بين لابتي المدينة، كما حرم إبراهيم مكة".
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (1869)، ومسلم (1372)، سيرد 2/ 236.
وعن أنس عند البخاري (1867)، ومسلم (1365) و (1366)، سيرد 3/ 199.
وعن عبد الله بن زيد بن عاصم عند مسلم (1360)، سيرد 4/ 40.
وعن رافع بن خديج عند مسلم (1361)، سيرد 4/ 141.
وعن جابر عند مسلم (1362)، سيرد 3/ 393.
وعن سعد بن أبي وقاص عند مسلم (1363).
وعن علي بن أبي طالب مطولاً عند البخاري (6755)، ومسلم (1370)، سلف في مسند علي برقم (615).
وعن سهل بن حنيف عند مسلم (1375)، وابن أبي شيبة 1/ 198 - 199.
وعن زيد بن ثابت عند ابن أبي شيبة 14/ 199 - 200، والبيهقي في "السنن" 5/ 199. =
سَمِعْتُ أَبَا سَعِيد (1): اخْتَلَفَ رَجُلَانِ - أَوْ امْتَرَيَا - رَجُلٌ مَنْ بَنِي خُدْرَةَ، وَرَجُلٌ مَنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، قَالَ الْخُدْرِيُّ: هُوَ مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ الْعَمْرِيُّ: هُوَ مَسْجِدُ قُبَاءَ، فَأَتَيَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:" هُوَ هَذَا الْمَسْجِدُ " لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:" فِي (2) ذَاكَ خَيْرٌ كَثِيرٌ " يَعْنِي مَسْجِدَ قُبَاءَ (3).
= وعن ابن عباس عند ابن أبي شيبة 14/ 200.
وعن عبد الرحمن بن عوف عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 191، والبيهقي في "السنن" 5/ 198.
وعن عبادة عند البيهقي في "السنن" 5/ 198.
قال السندي: أن يُعْضَد، على بناء المفعول، أي: يقطع.
أو يُخْبط، على بناء المفعول، من الخبط، وهو ضرب الشجر بالعصا، ليتناثر ورقها لعلف الإبل.
(1)
في (م): يقول.
(2)
في (ظ 4): وفي.
(3)
إسناده صحيح. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وأُنيس بن أبي يحيى: هو الأسلمي، وأبوه: هو سمعان.
وأخرجه أبو يعلى (985)، وابن حبان (1626) من طريق يحيى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 372، والترمذي (323)، والطبري فى "التفسير"(17222) و (17223)، والحاكم 1/ 487، والبغوي في "شرح السنة"(455) من طرق عن أُنيس، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! =
11179 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ دَاوُدَ السَّرَّاجِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الْآخِرَةِ "(1).
= قلنا: أُنيس وأبوه لم يخرج لهما مسلم.
وأخرجه الحاكم 2/ 334 من طريق محمد بن أبي يحيى -أخي أنيس- عن أبيه، به. دون قوله:"وفي ذاك خير كثير".
وقد سلف برقم (11046).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، داود السّرّاج، لم يرو عنه غير قتادة، قال ابنُ المديني: مجهولٌ لا أعرفه، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وهشام: هو الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة داود السراج) من طريق الإِمام أحمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2217)، والنسائي في "الكبرى"(9611)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 246، وابن حبان (5437)، والحاكم 4/ 191 من طريق هشام الدستوائي، به، بزيادة:"وإن دخل الجنة لبسه أهلُ الجنة ولم يلبسه هو".
وأخرجه عليُّ بنُ الجعد (981)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(3101)، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9607) من طريق يحيى بن سعيد، و (9608) من طريق أبي داود، ثلاثتهم عن شعبة، عن قتادة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9609) من طريق شيبان، و (9610) من طريق يحيى بن أبي بكير، كلاهما عن شعبة، عن قتادة، به، موقوفاً. قال شعبة: وأخبرني هشام وكان أصحب له مني إنه كان يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. =
11180 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي عِيسَى الْأُسْوَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" عُودُوا الْمَرِيضَ، وَامْشُوا مَعَ الْجَنَائِزِ تُذَكِّرْكُمُ الْآخِرَةَ "(1).
= وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب عند البخاري (5834)، ومسلم (2069)(11)، سلف برقم (251).
وآخر من حديث أنس عند البخاري (5832)، ومسلم (2073)، سيرد 3/ 101.
وثالث من حديث عبد الله بن الزبير عند البخاري (5833)، سيرد 4/ 6.
ورابع من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6556).
وخامس من حديث عقبة بن عامر، سيرد 4/ 247.
وسادس من حديث مسلمة بن مخلد عند أبي يعلى (1751)، وابن حبان (5436)، سيرد 4/ 156.
قال السندي: قوله: "لم يلبسه في الآخرة"، أي: وإن دخل الجنة، ولا ينافيه قوله تعالى:{ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم} لإمكان أن الله تعالى ينزع اشتهاء الحرير منه.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عيسى الأُسواري، فروى له مسلم متابعة، والبخاري في "الأدب المفرد"، وقد روى عنه جمع، ووثقه الطبراني، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البزار: بصري مشهور. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والمثنى: هو ابن سعيد الضبعي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه البزار (821)(زوائد) من طريق يحيى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2241)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(9180) عن =
11181 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تُعْدَلُ - أَوْ تَعْدِلُ - بِثُلُثِ الْقُرْآنِ "(1).
11182 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ، يَعْنِي ابْنَ قَيْسٍ، عَنْ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: لَمْ نَزَلْ نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَاعٌ (2) مِنْ تَمْرٍ، أَوْ شَعِيرٍ، أَوْ أَقِطٍ، أَوْ زَبِيبٍ (3).
= المثنى، به. وعنده متابعة همام للمثنى.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(518)، والبيهقي في "السنن" 3/ 379 - 380، وفي "الآداب"(330) من طريقين، عن قتادة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 29، ونسبه إلى أحمد والبزار، وقال: رجاله ثقات.
وسيأتي من طرق أخرى عن قتادة بالأرقام (11270) و (11445) و (11446).
قال السندي: تذكركم الآخرة، أي: هذه الأفعال من العيادة وأمثالها.
(1)
إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه ابن الضُّرَيْس في "فضائل القرآن"(249)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 227 - 228 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (11053).
(2)
هكذا في النسخ الخطية و (م)، وفي مصادر التخريج: صاعاً، وهو الجادة.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن قيس: وهو الفَرَّاء، فمن رجال مسلم. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعياض: =
11183 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ ابْنَةُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ
= هو ابن عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 53، وفي "الكبرى"(2296)، وابن الجارود في "المنتقى"(357)، وابن خزيمة (2407) من طريق يحيى، بهذا الإِسناد. وعند ابن الجارود زيادة: أو سُلْت. وعندهم زيادة، ولفظها عند النسائي: فلم نزل كذلك حتى كان في عهد معاوية، قال: ما أرى مُدَّين من سمراء الشام إلا تعدل صاعاً من شعير. قلنا: وهذه الزيادة ستأتي برقم (11698).
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق في "المصنف"(5781) و (5787)، والحميدي (742)، وابن أبي شيبة 3/ 172 - 173، ومسلم (985)(19) و (20) و (21)، وأبو داود (1617) و (1618)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 51، 52، 53، وفي "الكبرى"(2290) و (2297)، وأبو يعلى (1227)، وابن خزيمة (2413) و (2414)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 42، و"شرح مشكل الآثار"(3405) و (3406)، وابن حبان (3307)، والدارقطني 2/ 146، والبيهقي 4/ 172، من طرق عن عياض، به، مع الزيادة السالفة.
وأخرجه أبو داود (1618)، والنسائي في "الكبرى"(2293)، وفي "المجتبى" 5/ 52، والدارقطني 2/ 146 من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن عياض، به، وفيه: أو صاعاً من دقيق. ذكر أبو داود أنهم أنكروه عليه، فتركه سفيان، وقال: فهذه الزيادة وهم من ابن عيينة. وقال النسائي: لا أعلم أحداً قال في هذا الحديث دقيقاً غير ابن عيينة. وعند النسائي: ثم شك سفيان، فقال: دقيق أو سُلْت.
وأخرجه ابن خزيمة (2419)، وابن حبان (3306)، والدارقطني 2/ 145 - 146، والحاكم 1/ 411، والبيهقي 4/ 166 من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن عبد الله بن عثمان بن حكيم بن حزام، =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتَ هَذِهِ الْأَمْرَاضَ الَّتِي تُصِيبُنَا مَا لَنَا بِهَا؟ قَالَ: " كَفَّارَاتٌ " قَالَ أُبَيٌّ: وَإِنْ قَلَّتْ؟ قَالَ: " وَإِنْ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا " قَالَ: فَدَعَا أُبَيٌّ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يُفَارِقَهُ الْوَعْكُ حَتَّى يَمُوتَ فِي أَنْ لَا يَشْغَلَهُ عَنْ حَجٍّ وَلَا عُمْرَةٍ، وَلَا جِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَا صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فِي جَمَاعَةٍ،
= عن عياض، به، وفيه: أو صاعاً من حنطة. وعلقه أبو داود بإثر الحديث رقم (1616) عن ابن علية وعبدة وغيرهما عن ابن إسحاق، به، وقال: ليس بمحفوظ. وعندهم زيادة لفظها عند ابن خزيمة: فقال له رجل من القوم: أو مُدَّين من قمح؟ فقال: لا، تلك قيمة معاوية، لا أقبلها ولا أعمل بها. وعقب ابن خزيمة على هذا الحديث بقوله: ذكر الحنطة في خبر أبي سعيد غير محفوظ، ولا أدري ممن الوهم.
قوله: وقال له رجل من القوم: أو مدين من قمح؟ إلى آخر الخبر دالٌّ على أن ذكر الحنطة في أول القصة خطأ أو وهم. إذ لو كان أبو سعيد قد أعلمهم أنهم كانوا يخرجون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاع حنطة لما كان لقول الرجل: أو مدين من قمح، معنى.
قلنا: وذكر ابن التركماني في "الجوهر النقي": أن الحفاظ يتوقون ما انفرد به ابن إسحاق، وهذا مما انفرد به.
وسيأتي بالأرقام (11698) و (11932) و (11933).
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب في الرواية (4486).
السُّلْت: هو ضرب من الشعير أبيض لا قشر له.
والأَقِط: وهو لبن مجفف يابس مستحجر، يطبخ به. قاله ابن الأثير في "النهاية".
فَمَا مَسَّهُ إِنْسَانٌ إِلَّا وَجَدَ حَرَّهُ حَتَّى مَاتَ (1).
11184 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَوْفٌ (2)، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ "(3).
(1) إسناده حسن، زينب ابنة كعب -وإن لم يرو عنها إلا اثنان، ولم يوثقها غير ابن حبان-: هي زوجة أبي سعيد الخدري، والراوي عنها أبنا أخويها، ثم إنها مختلفٌ في صحبتها، وبقية رجال الإِسناد ثقات، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسعد بن إسحاق: هو ابن كعب بن عجرة البلوي المدني حليف الأنصار، روى له أصحابُ السنن.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7489)، وأبو يعلى (995)، وابن حبان (2928)، والحاكم 4/ 308 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 301 - 302، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله ثقات. قلنا: ليس على شرطه، فقد أخرجه النسائي في "الكبرى".
وقد أخرجه الطبراني في "الكبير"(540) نحوه من حديث أُبي بن كعب، وإسناده ضعيف، فيه مجهولان.
وله أصل صحيح سلف من حديث أبي سعيد برقم (11007)، ولفظه:"إن المؤمن لا يصيبه وَصَبٌ ولا نصب ولا حزن ولا سقم ولا أذى، حتى الهم يهمه إلا يكفر الله عنه من سيئاته"، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(2)
في (س) و (ص) و (ق) و (م): عون وهو تحريف، والمثبت من (ظ 4)، و"أطراف المسند" 6/ 366.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. =
11185 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعْجِبُهُ الْعَرَاجِينُ أَنْ يُمْسِكَهَا بِيَدِهِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ ذَاتَ يَوْمٍ وَفِي يَدِهِ وَاحِدٌ مِنْهَا، فَرَأَى نُخَامَاتٍ فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَحَتَّهُنَّ بِهِ حَتَّى أَنْقَاهُنَّ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ مُغْضَبًا فَقَالَ: " أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُ رَجُلٌ فَيَبْصُقَ
= يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8225)، والبزار (2701)"زوائد"، والحاكم 3/ 206 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 434، وابن أبي شيبة 12/ 142 و 14/ 416، وعبد بن حميد في "المنتخب"(871)، وأبو يعلى (1260)، والطبراني في "الكبير"(5334)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 274 من طرق، عن عوف، به.
وفي الباب عن جابر عند البخاري (3803)، ومسلم (2466)، وسيرد 3/ 349.
وعن أنس عند مسلم (2467)، سيرد 3/ 234.
وعن أسيد بن حضير، سيرد 4/ 352.
وعن الرميثة، سيرد 6/ 329.
وعن أسماء بنت يزيد، سيرد 6/ 456.
قال الحافظ في "الفتح" 7/ 124: المراد باهتزاز العرش استبشاره وسروره بقدوم روحه، يقال لكل من فرح بقدوم قادمٍ عليه اهتز له، ومنه اهتزت الأرض بالنبات إذا اخضرت وحسنت.
فِي وَجْهِهِ. إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ عز وجل وَالْمَلَكُ عَنْ يَمِينِهِ، فَلَا يَبْصُقْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى أَوْ عَنْ يَسَارِهِ، فَإِنْ عَجِلَتْ بِهِ بَادِرَةٌ فَلْيَقُلْ هَكَذَا " وَرَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، وَتَفَلَ يَحْيَى فِي ثَوْبِهِ، وَدَلَكَهُ (1).
11186 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: إِنَّهَا تَدُورُ مِنَ السَّنَةِ، فَمَشَيْنَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، سَمِعْتَ رَسُولَ
(1) إسناده قوي، ابن عجلان: هو محمد، صدوق قوي، أخرج له مسلم متابعة والبخاري تعليقاً، وبقية رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعياض بن عبد الله: هو ابن سعد بن أبي سَرْح.
وأخرجه أبو يعلى (993)، وابن خزيمة (880)، وابن حبان (2270)، والحاكم 1/ 257 من طريق يحيى، بهذا الإِسناد.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح مفسر في هذا الباب على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: ابن عجلان أخرج له مسلم متابعة.
وأخرجه الحميدي (729)، وابن أبي شيبة 2/ 363، وأبو داود (480)، وابن حبان (2271) من طرق عن ابن عجلان، به.
وأخرجه أبو يعلى (1081)، وابن خزيمة (926) من طريق أبي نضرة، عن أبي سعيد، به.
وقد سلف مختصراً برقم (11064)، وحتُّ النبي صلى الله عليه وسلم النخامة في قبلة المسجد، سلف برقم (11025) بإسنادٍ صحيح.
اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ، اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَشْرَ الْوَسَطَ مِنْ رَمَضَانَ، وَاعْتَكَفْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا صَبِيحَةَ عِشْرِينَ رَجَعَ، وَرَجَعْنَا مَعَهُ، وَأُرِيَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيَهَا. فَقَالَ:" إِنِّي رَأَيْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، فَأُرَانِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ، فَمَنْ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَرْجِعْ إِلَى مُعْتَكَفِهِ، ابْتَغُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي الْوَتْرِ مِنْهَا " وَهَاجَتْ عَلَيْنَا السَّمَاءُ آخِرَ تِلْكَ الْعَشِيَّةِ، وَكَانَ نِصْفُ الْمَسْجِدِ عَرِيشًا (1) مِنْ جَرِيدٍ، فَوَكَفَ، فَوَالَّذِي هُوَ أَكْرَمَهُ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ لَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي (2) بِنَا صَلَاةَ الْمَغْرِبِ لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَإِنَّ جَبْهَتَهُ وَأَرْنَبَةَ أَنْفِهِ لَفِي الْمَاءِ وَالطِّينِ (3).
(1) في النسخ الخطية: عريش، قال السندي: كأنه قال: النصف بناءً على أن بعض المسجد كان صحناً، وبعضه مسقفاً، وعريش بالنصب، ويحتمل أن يكون فى كان ضمير الشأن.
(2)
في (ق): صَلَّى.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو: هو ابن علقمة الليثي، تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، وأخرج له الشيخان، أما البخاري، فمقروناً بغيره، وأما مسلم، فمتابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (2220) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مختصراً ابن خزيمة (2220)، وابن حبان (3677) من طريقين عن
محمد بن عمرو، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 319، والبخاري (2018) و (2027)، ومسلم (1167)(213) و (214) و (215)، وأبو داود (1382)، والنسائي في "المجتبى" =
11187 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ الْخَرَّاطِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَرَّ بِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ سَمِعْتَ أَبَاكَ يَقُولُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى؟ قَالَ: قَالَ أَبِي: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْمَسْجِدَيْنِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى؟ فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى، فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ، قَالَ: " هُوَ هَذَا مَسْجِدُ
= 2/ 208، 3/ 79 - 80، وفي " الكبرى"(682) و (3342) و (3348) و (3387)، وابن ماجه (1775)، وابن خزيمة (2171) و (2243)، وابن حبان (3673) و (3674) و (3684)، والبيهقي في "السنن" 4/ 309 و 319 و 314 - 315، وفي "الشعب"(3673)، والبغوي في "شرح السنة"(1825) من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، به.
وزاد مسلم في روايته (1167)(215)، والنسائي في "الكبرى"(3348)، وابن ماجه (1775)، وابن خزيمة (2171)، وابن حبان (3684)، والبيهقي في "السنن" 4/ 314 - 315 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف في قبة تركية، على سُدَّتها حصير، قال: فأخذ الحصيرَ بيده فنحاها في ناحية القبة، ثم اطلع رأسه فكلَّم الناس. وهذا لفظ ابن ماجه.
وقد سلف برقم (11034).
وقوله: "ابتغوها في العشر الأواخر في الوتر منها"، سلف من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4547)، وانظر (4499).
قال السندي: قوله: فوكف، أي: سال.
قوله: صلاة المغرب: قد جاء صلاة الصبح. قلنا: وهي رواية محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة، وهي في "الصحيحين" وغيرهما كما هو مبين في التخريج السالف.
الْمَدِينَةِ " قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَشْهَدُ (1) لَسَمِعْتَ أَبَاكَ هَكَذَا يَذْكُرُهُ (2).
11188 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا أَصَابَ الْمُسْلِمَ مِنْ مَرَضٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا حَزَنٍ حَتَّى الْهَمَّ يُهِمُّهُ إِلَّا يُكَفِّرُ اللهُ عز وجل عَنْهُ مِنْ خَطَايَاهُ "(3).
(1) في (ق) و (م): أتشهد، وهو خطأ.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، حميد الخراط: وهو ابن زياد المدني، من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، أبو سلمة بن عبد الرحمن: هو ابن عوف.
وأخرجه مسلم (1398)(514)، والطبري في "التفسير"(17206)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 263 من طريق يحيى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 372 - 373، ومسلم (1398)، والبيهقي في "السنن" 5/ 246، وفي "الدلائل" 5/ 264 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن حميد الخراط، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد، به. ولم يذكر عبد الرحمن بن أبي سعيد في الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 372، والطبري في "تفسيره"(17207)، والحاكم 2/ 334، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 264 من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، به، موقوفاً.
وقد سلف نحوه برقم (11046).
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة: وهو ابن زيد الليثي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، يحيى: هو ابن سعيد القطان، =
11189 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي طَعَامِ أَحَدِكُمْ فَامْقُلُوهُ "(1).
= ومحمد بن عمرو بن عطاء: هو العامري القُرَشي.
وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 5/ 48 - 49 من طريق يحيى، بهذا الإِسناد. وفيه: من وصب ولا نصب.
وأخرجه الترمذي (966) من طريق وكيع، عن أسامة، به. وفيه: من نصب ولا حزن ولا وصب. وقال: هذا حديث حسن في هذا الباب.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2225)، والبيهقي في "الشعب"(9831) من طريق محمد بن عمرو بن حَلْحَلَة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، به.
وقد سلف برقم (11007).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سعيد بن خالد: وهو القارظي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 178 - 179، وأبو يعلى (986)، وابن حبان (1247)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 337 من طريق يحيى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3290) من طريق أبي عامر، عن ابن أبي ذئب، به.
وسيأتي مطولاً برقم (11643).
قال السندي: قوله: "فامقلوه " من مقل كنصر، أي: فأدخلوه في الطعام، ثم =
11190 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ وَشُعْبَةُ قَالَا: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ، وَأَحَقُّهُمْ بِالْإِمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ "(1).
= اطرحوه.
وانظر في معنى الحديث ومطابقته مع العلم الحديث كتاب "دفاع عن السنة" للدكتور محمد بن محمد أبو شهبة، ص 168 - 174، 331 - 354.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو نَضْرة -وهو المنذر بن مالك بن قُطَعة العبدي- من رجاله، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو الدستوائي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه ابن خزيمة (1508) من طريق محمد بن بشار، عن يحيى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (672) من طريق محمد بن بشار، عن يحيى، به. ليس فيه هشام.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 77، وفي "الكبرى"(857) من طريق عُبيد الله بن سعيد، عن يحيى، به، لم يذكر فيه شعبة.
وأخرجه ابن حبان (2132) من طريق يزيد بن زريع، عن شعبة وهشام، به، وزاد: في سفر.
وأخرجه الطيالسي (2152)، ومن طريقه أبو عوانة 2/ 9، والبيهقي في "السنن، 3/ 89 و 119، وأخرجه مسلم (672) من طريق معاذ بن هشام، كلاهما عن هشام، به.
وأخرجه ابن خزيمة (1508) من طريق عبد الغفار بن عبيد الله، وابن عدي =
11191 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى حُنَيْنٍ لِسَبْعَ عَشْرَةَ - أَوْ ثَمَانِ عَشْرَةَ - مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ، فَصَامَ صَائِمُونَ، وَأَفْطَرَ آخَرُونَ، وَلَمْ يَعِبْ هَؤُلَاءِ عَلَى هَؤُلَاءِ، وَلَا هَؤُلَاءِ عَلَى هَؤُلَاءِ (1).
= في "الكامل" 3/ 1261 من طريق سويد بن عبد العزيز، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (672)(289)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 103 - 104، والبغوي في "شرح السنة"(836) من طريق قتيبة بن سعيد، وأبو عوانة 2/ 9 من طريق الهيثم بن جميل، كلاهما عن أبي عوانة، عن قتادة، به.
وأخرجه مسلم (672)، وابن خزيمة (1701)، وابن عدي في "الكامل" 13/ 183، والدارقطني في "السنن" 1/ 273 من طريق الجُريري، عن أبي نضرة، به.
وقوله: "وأحقهم بالإمامة أقرؤهم":
في الباب عن أبي مسعود الأنصاري عند مسلم (673)، سيرد 4/ 118.
وعن أنس، سيرد 3/ 163.
وعن عمرو بن سلمة، سيرد 5/ 71.
وعن أبي هريرة عند البزار (466)(زوائد)، أورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 64، وقال: وإسناده حسن.
وسيأتي بالأرقام (11298) و (11314) و (11454) و (11481) و (11795).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. يحيى: هو ابن سعيد القطان، شعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وسيأتي برقم (11413)، وقد سلف نحوه برقم (11083).
11192 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَكُونُ (1) أُمَرَاءُ تَغْشَاهُمْ غَوَاشٍ - أَوْ حَوَاشٍ (2) - مِنَ النَّاسِ، يَظْلِمُونَ، وَيَكْذِبُونَ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ، فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ، وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَيُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَيُعِنْهُمْ (3) عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ "(4).
(1) في (ق) و (م): تكون.
(2)
في النسخ: غواشي أو حواشي.
(3)
في (س): ويعينهم. وفي هامشها: يعنهم نسخة. ورسم فوق فعل "يُعِنْهم" في (ظ 4) علامةُ التضبيب.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، سليمان بن أبي سليمان، قال الحسيني في "الإِكمال": مجهول، ونقله الحافظ في "التعجيل"، ثم قال: وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: روى عن أبي هريرة وأبي سعيد، روى عنه قتادة والعوامُ بن حوشب. كذا قال. وسبقه إلى ذلك عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وفرَّق البخاريُّ بين سليمان بن أبي سليمان شيخ قتادة، وبين سليمان بن أبي سليمان شيخ العوام بن حوشب، وهو الراجحُ، وتبعه ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيهما جرحاً. قلنا: وفرَّق بينهما الذهبي في "الميزان"، فقال في سليمان بن أبي سليمان شيخ العوام بن حوشب: روى عنه العوامُ بن حوشب وحده. اهـ. وقال البخاري في ترجمة الراوي عن أبي سعيد: ولم يذكر سماعاً من أبي سعيد. قلنا: ويؤكد جهالته أنه قد اختلف على شعبة في تسميته، فسماه يحيي هنا وسعيد بن عامر عند أبي يعلى (1286): سليمان بن أبي سليمان، وسماه محمد بن جعفر =
11193 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ ابْنَ صَائِدٍ عَنْ تُرْبَةِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: دَرْمَكَةٌ بَيْضَاءُ مِسْكٌ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَدَقَ "(1).
= عنه في الرواية (11873) سليمان أو أبا سليمان، وقال حجاج عنه في الرواية المذكورة: رجل من قريش. وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه أبو يعلى (1286)، والطيالسي (2223) مختصراً من طريق شعبة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو يعلى (1187)، وابن حبان (286) من طريق هشام الدستوائي، والطيالسي (2223) مختصراً من طريق عمران، كلاهما عن قتادة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 246 - 247، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه. وقال: وفيه سليمان بن أبي سليمان القرشي، ولم أعرفه، وبقيةُ رجاله رجال الصحيح.
وسيأتي برقم (11873).
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5702)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: غواش أو حش: يريد أراذلهم.
يظلمون، أي: الأمراء.
بكذبهم، أي: في كذبهم أو مع كذبهم.
(1)
رجاله ثقات رجال الصحيح. يونس بن محمد: هو ابن مسلم البغدادي المُؤدِّب، وحماد: هو ابن سلمة، والجُرَيري -وهو سعيد بن إياس-، قد اختلط، وسماعُ حماد بن سلمة منه قبل الاختلاط وبعده، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك =
11194 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ ابْنَ صَائِدٍ عَنْ تُرْبَةِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: دَرْمَكَةٌ بَيْضَاءُ مِسْكٌ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَدَقَ "(1).
11195 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا لَهَا، فَمَنْ اتَّبَعَهَا فَلَا يَقْعُدْ حَتَّى تُوضَعَ "(2).
= العبدي.
وقد سلف برقم (11002). وتكلمنا عليه هناك، وبينا إن رواية ابن أبي شيبة التي فيها إن السائل هو ابن صياد أصح وأظهر وأقرب إلى الصواب.
(1)
هو مكرر سابقه سنداً ومتناً. وهو على الأغلب سهو من الناسخ، فقد انتهى جزء من أجزاء المسند عند الحديث السابق، ثم ابتدأ بجزء آخر، فكرر الحديث خطأ، والله أعلم.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وهشام: هو الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطيالسي (2190)، وابن أبي شيبة 3/ 308 - 309 و 357 مقطعاً والبخاري (1310)، ومسلم (959)(77)، والترمذي (1043)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 44 و 77، وأبو يعلى (1157)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 487، والبيهقي في "السنن" 4/ 26، والبغوي في "شرح السنة"(1485)، من =
11196 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَفْتَرِقُ (1) أُمَّتِي فِرْقَتَيْنِ، فَيَمْرُقُ (2) بَيْنَهُمَا مَارِقَةٌ تَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ "(3).
= طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد. وقوله: عن هشام الدستوائي، تحرف في مطبوع ابن أبي شيبة 3/ 308 إلى: وهشام، وتحرف فيه 3/ 357 جملة: الفضل وكثير بن هشام إلى: عن كثير بن هشام، والفضل هذا: هو الفضل بن دكين.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(6327)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 77، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 487 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.
وسيأتي بالأرقام (11328) و (11366)(11443) و (11451) و (11476) و (11810) و (11927).
وقد ذكرنا أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، الرواية (6573).
(1)
في (م) و (ص): يفترق.
(2)
في (س): تحتمل القراءتين -بالياء والتاء-، وفي (ص): ليمرق، وفي (م): فيمترق.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8556)، وابن حبان (6735) من طريق يحيى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 99 - 100 من طريق هوذة بن خليفة، =
11197 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنَا عِيَاضٌ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، فَدَعَاهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ دَخَلَ الْجُمُعَةَ الثَّانِيَةَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، فَدَعَاهُ، فَأَمَرَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الْجُمُعَةَ الثَّالِثَةَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ:" تَصَدَّقُوا ". فَفَعَلُوا، فَأَعْطَاهُ ثَوْبَيْنِ مِمَّا تَصَدَّقُوا، ثُمَّ قَالَ:" تَصَدَّقُوا " فَأَلْقَى أَحَدَ ثَوْبَيْهِ، فَانْتَهَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَرِهَ مَا صَنَعَ. ثُمَّ قَالَ: " انْظُرُوا إِلَى هَذَا فَإِنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فِي هَيْئَةٍ بَذَّةٍ، فَدَعَوْتُهُ، فَرَجَوْتُ أَنْ تَفْطِنُوا لَهُ (1) فَتَصَدَّقُوا عَلَيْهِ، وَتُكْسُوهُ (2)، فَلَمْ تَفْعَلُوا، فَقُلْتُ: تَصَدَّقُوا،
= والبيهقي في "السنن" 8/ 187 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، كلاهما عن عوف، به.
وأخرجه مسلم (1064)(152)، والنسائي في "الكبرى"(8554) من طريق داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، به.
وأخرجه أبو يعلى (1008) من طريق مجالد بن سعيد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد، به، بلفظ:"يقتل المارقين أحب الفئتين إلى الله، وأقرب الفئتين من الله". ومجالد ضعيف.
وقد سلف بنحوه برقم (10018)، وانظر (11008).
قال السندي: قوله: "فيمرق بينهما مارقة"، أي: يخرج فرقة خارجة عن موافقة الطائفتين، أي: خارجة من الدين.
(1)
في (ق) و (ص) و (م): فرجوت أن تُعطوا له.
(2)
في النسخ: وتكسونه.
فَتَصَدَّقُوا (1)، فَأَعْطَيْتُهُ ثَوْبَيْنِ مِمَّا تَصَدَّقُوا (2)، ثُمَّ قُلْتُ: تَصَدَّقُوا، فَأَلْقَى أَحَدَ ثَوْبَيْهِ. خُذْ ثَوْبَكَ ". وَانْتَهَرَهُ (3).
(1) في (ظ 4): تصدقوا.
(2)
في هامش (س) و (ص): تتصدقوا.
(3)
إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -وهو محمد- فقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعةً، وهو قوي الحديث. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعياض: هو ابن عبد الله بن سعد بن أبي سرح.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 63، وأبو يعلى (994)، وابن حبان (2503) و (2505)، والبيهقي في "السنن" 4/ 181 من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً الشافعي في "مسنده" 1/ 141، وعبد الرزاق في "المصنف"(5516)، والحميدي (741)، والبخاري في "القراءة خلف الإمام"(162)، وأبو داود (1675)، والترمذي (511)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 106 - 107، وابن ماجه (1113)، والدارمي 1/ 364، وابن خزيمة (1799) و (1830) و (2481)، والبيهقي في "السنن" 3/ 217 - 218، والبغوي في "شرح السنة"(1085) من طريق سفيان بن عيينة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 266 من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن محمد بن عجلان، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيرد مختصراً برقم (11669).
وفي الباب -في صلاة الركعتين عند دخول المسجد- عن جابر عند البخاري (930) و (931)، ومسلم (875)، سيرد 3/ 316 - 317، وفيه أن الرجل الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة ركعتين هو سُلَيك الغَطَفَاني.
وعن أبي هريرة عند أبي داود (1116)، وابن ماجه (1114)، وابن حبان (2500)، وفيه تسمية الرجل أيضاً سُلَيك الغَطَفَاني. =
11198 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حُبِسْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَنِ الصَّلَوَاتِ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ هَوِيًّا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ فِي الْقِتَالِ مَا نَزَلَ، فَلَمَّا كُفِينَا الْقِتَالَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ:{وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25] أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلَالًا، فَأَقَامَ الظُّهْرَ، فَصَلَّاهَا كَمَا يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ أَقَامَ الْعَصْرَ، فَصَلَّاهَا كَمَا يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ أَقَامَ الْمَغْرِبَ، فَصَلَّاهَا كَمَا يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا (1).
= وعن أبي قتادة عند البخاري (444)، ومسلم (714)(69)، سيرد 5/ 295.
قال السندي: قوله: فأمر أن يصلي ركعتين: استدلَّ به من جَوَّز ركعتين لمن دخل المسجد والإِمام يخطب، وقد جاءت أحاديث صريحة في جوازهما، ولمن منع من ذلك كلام ضعيف، والله تعالى أعلم.
ففعلوا، أي: ما أمرهم به من التصدق.
بَذَّة، بتشديد ذال، أي: سيئة تدل على الفقر.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن أبي سعيد، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو ثقة.
يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث، وسعيد بن أبي سعيد: هو المقبري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 17، وابن خزيمة (996) و (1703) من طريق يحيى القطان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (2231)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/ 251، وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 196 - 197 (بترتيب السندي)، ومن طريقه ابن =
11199 -
حَدَّثَنَاهُ (1) أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، وَزَادَ فِيهِ قَالَ: وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ صَلَاةَ الْخَوْفِ: {فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: 239](2).
= عبد البر في "التمهيد" 5/ 235 - 236 عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وأخرجه ابن خزيمة (996) و (1703) من طريق عثمان بن عمر، والبيهقي في "السنن" 1/ 402 من طريق بشر بن عمر الزهراني، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 235 - 236 أيضاً من طريق عمار بن عبد الجبار الخراساني، خمستهم عن ابن أبي ذئب، به. وعندهم الزيادة التي سترد في الرواية التي بعد هذه.
وسيأتي بالأرقام (11199) و (11465) و (11644).
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3555)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: حُبِسْنا: على بناء المفعول.
عن الصلوات، أي: المتعددة.
حتى كان، أي: الزمان.
هَوِيّاً: ضبط بفتح فكسر فتشديد ياء، أي: زماناً طويلاً، وقيل: لا يستعمل لفظ "الهوي" إلا في الزمان الطويل من الليل.
ما نزل، أي: من صلاة الخوف، إشارة إلى علّة التأخير.
كُفينا: على بناء المفعول، القتال: بالنصب على أنه مفعولٌ ثانٍ للكفاية.
والحديث يدل على الترتيب بين الفوائت أعم من أن يكون واجباً أو ندباً.
(1)
في (س) و (ص) و (ق) و (م): حدثنا.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو خالد الأحمر، وهو سليمان بن حيان، ثقة من رجال الشيخين.=
11200 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: يُعْرَضُ النَّاسُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ عَلَيْهِ حَسَكٌ وَكَلَالِيبُ وَخَطَاطِيفُ تَخْطَفُ النَّاسَ قَالَ: فَيَمُرُّ النَّاسُ مِثْلَ الْبَرْقِ، وَآخَرُونَ مِثْلَ الرِّيحِ، وَآخَرُونَ مِثْلَ الْفَرَسِ الْمُجْرَى (1)، وَآخَرُونَ يَسْعَوْنَ سَعْيًا، وَآخَرُونَ يَمْشُونَ مَشْيًا، وَآخَرُونَ يَحْبُونَ حَبْوًا، وَآخَرُونَ يَزْحَفُونَ زَحْفًا. فَأَمَّا أَهْلُ النَّارِ فَلَا يَمُوتُونَ، وَلَا يَحْيَوْنَ، وَأَمَّا (2) نَاسٌ فَيُؤْخَذُونَ بِذُنُوبِهِمْ (3) فَيُحْرَقُونَ، فَيَكُونُونَ فَحْمًا، ثُمَّ يَأْذَنُ اللهُ فِي الشَّفَاعَةِ، فَيُؤْخَذُونَ (4) ضِبَارَاتٍ ضِبَارَاتٍ، فَيُقْذَفُونَ عَلَى نَهَرٍ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَلْ رَأَيْتُمُ الصَّبْغَاءَ؟ " فَقَالَ (5): " وَعَلَى النَّارِ (6)
= وقد سلف برقم (11198).
(1)
في (ق) و (م): المجد، وفي (س) و (ص): المجر، والمثبت من (ظ 4)، وهو الموافق لرواية ابن حبان.
(2)
في (ظ 4): فأما.
(3)
في (ظ 4): بذنوب.
(4)
في (ظ 4) و (ص) و (م) وهامش (س): فيوجدون، والمثبت من (ق) و (س).
(5)
في (ظ 4): قال.
(6)
في (ظ 4) و (ق): الصراط، وهي في هامش (س)، وهو الموافق لرواية أبي يعلى (1253).
ثَلَاثُ شَجَرَاتٍ، فَيَخْرُجُ - أَوْ يَخْرُجُ - رَجُلٌ مِنَ النَّارِ فَيَكُونُ عَلَى شَفَتِهَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنْهَا قَالَ: فَيَقُولُ: وَعَهْدِكَ وَذِمَّتِكَ لَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا، قَالَ: فَيَرَى شَجَرَةً فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْنِنِي (1) مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَآكُلُ مِنْ ثَمَرَتِهَا، قَالَ: فَيَقُولُ: وَعَهْدِكَ وَذِمَّتِكَ لَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا. قَالَ: فَيَرَى شَجَرَةً أُخْرَى أَحْسَنَ مِنْهَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَوِّلْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَآكُلَ مِنْ ثَمَرَتِهَا، فَيَقُولُ: وَعَهْدِكَ وَذِمَّتِكَ لَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا. قَالَ: فَيَرَى الثَّالِثَةَ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَوِّلْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ، أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَآكُلُ مِنْ ثَمَرَتِهَا، قَالَ: وَعَهْدِكَ وَذِمَّتِكَ لَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا. قَالَ: فَيَرَى سَوَادَ النَّاسِ، وَيَسْمَعُ أَصْوَاتَهُمْ فَيَقُولُ: رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ ". قَالَ (2): فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَرَجُلٌ آخَرُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اخْتَلَفَا فَقَالَ أَحَدُهُمَا: " فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ، فَيُعْطَى الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا ". وَقَالَ الْآخَرُ:" يُدْخَلُ الْجَنَّةَ فَيُعْطَى الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا "(3).
11201 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ
(1) في (ق): أدنيني.
(2)
القائل أبو نضرة كما جاء مصرحاً به عند أبي يعلى (1253).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، يحيى بن سعيد: هو القطان، وعثمان بن غياث: هو الرَّاسبي، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العَبْدي. وقول أبي سعيد: يعرض النَّاس على جسر جهنم. صَرَّح برفعه في الرواية الآتية عقيب هذه، وفي رواية يحيى عند ابن منده. =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " يَمُرُّ النَّاسُ
= وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(828) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد، مرفوعاً.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11327)، وابن منده في "الإيمان"(828)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 584 - 585 من طريق خالد بن الحارث، عن عثمان بن غياث، به، مرفوعاً. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقوله: "فقال أبو سعيد ورجل آخر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اختلفا، فقال أحدهما:
…
" هو الصحابي الجليل أبو هريرة لما أخرجه عبد الرزاق (20856)، والبخاري (6574) و (7438)، وسلف 2/ 275 من طريق الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة بنحو حديث أبي سعيد، وفي آخره: قال عطاء: وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة لا يغير عليه شيئاً من حديثه، حتى انتهى إلى قوله: "هذا لك ومثله معه"، قال أبو سعيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هذا لك وعشرة أمثاله"، قال أبو هريرة: حفظت "مثله معه"، وهذا لفظ البخاري (6574).
وانظر (11016) و (11216)، وحديث ابن مسعود السالف برقم (3714).
قال السندي: قوله: "هل رأيتم الصبغاء": بفتح صاد مهملة، وسكون موحدة، آخره غين معجمة، ممدود: في "المجمع" هو نبت ضعيف كالثمام، شبه نبات لحومهم بعد احتراقها بنبات الطاقة من النبت حين تطلع، تكون صبغاء مما يلي الشمس من أعاليها أخضر، ومما يلي الظل أبيض.
قوله: "على شفتها"، أي: شفة النار، أي: طرفها.
وقوله: "وعهدك": بالنصب، أي: أعطني عهدك، أو اذكر عهدك. وبالرفع، أي: عهدك بيني وبينك، أو نحو ذلك.
قوله: "سواد الناس"، أي: جماعتهم أو أشخاصهم. =
عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ ". فَذَكَرَهُ قَالَ: " بِجَنْبَتَيْهِ مَلَائِكَةٌ يَقُولُونَ: اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ " وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَا رَأَيْتُمُ الصَّبْغَاءَ شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي الْغُثَاءِ؟ " وَقَالَ: " وَأَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).
11202 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَمْلَاهُ عَلَيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الشَّفَاعَةَ فَقَالَ: " إِنَّ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ وَعَلَيْهِ حَسَكٌ، وَكَلَالِيبُ، تَخْطَفُ النَّاسَ، وَبِجَنْبَتَيْهِ (2) الْمَلَائِكَةُ، يَقُولُونَ: اللهُمَّ سَلِّمْ، سَلِّمْ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3).
11203 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى قَالَ:
= قوله: "ورجل آخر": هو أبو هريرة، وهو القائل بالمثل، وأبو سعيد بالعشرة، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه أبو يعلى (1253)، وابن حبان (7379)، وابن منده في "الإيمان"(828) من طريق روح، بهذا الإِسناد.
وانظر ما قبله.
(2)
في (س): وبجنبته، وفي هامشها: وبجنبتيه، وعليها علامة الصحة.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله.
كُنْتُ عِنْدَ مَرْوَانَ، فَدَخَلَ أَبُو سَعِيدٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنِّي لَا أُرْوَى مِنْ نَفَسٍ وَاحِدٍ، قَالَ:" أَبِنْهُ عَنْكَ، ثُمَّ تَنَفَّسْ " قَالَ: أَرَى فِيهِ الْقَذَاةَ، قَالَ:" فَأَهْرِقْهَا "(1).
(1) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أيوب بن حبيب -وهو الزهري مولى سعد بن أبي وقاص-، وأبي المُثَنَّى -وهو الجُهَني- فقد روى لهما الترمذي والنسائي في مسند مالك-: وهما ثقتان. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وهو في "موطأ" مالك 2/ 925، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 220، وعبد بن حميد في "المنتخب"(980)، والترمذي (1887)، والدارمي 2/ 119 و 122، وابن حبان (5327)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 139، والبيهقي في "الآداب"(540)، والبغوي في "شرح السنة" (3036). قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وقد وقع في مطبوع الدارمي 2/ 119: عن أيوب، عن الزهري، وهو خطأ، فالزهري هي نسبة أيوب بن حبيب كما سلف.
وسيأتي بالأرقام (11279) و (11541) و (11654).
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1907).
وعن أبي قتادة عند البخاري (153)، ومسلم (267)، سيأتي 4/ 384 و 5/ 295 و 296 و 309.
وعن أبي هريرة عند الحاكم 4/ 139، بلفظ:"لا يتنفس أحدكم في الإناء إذا كان يشرب منه، لكن إذا أراد أن يتنفس فليؤخره عنه، ثم يتنفس"، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
قال السندي: قوله: أَبِنْه: من الإِبانة.
وقال الحافظ في "الفتح" 10/ 94: قال المهلب: النهي عن التنفس في =
11204 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْعَزْلِ، قَالَ:" اصْنَعُوا مَا بَدَا لَكُمْ، فَإِنْ قَدَّرَ اللهُ شَيْئًا كَانَ "(1).
11205 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قُلْنَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ: إِنَّ عِنْدَنَا خَمْرًا لِيَتِيمٍ لَنَا، فَأَمَرَنَا، فَأَهْرَقْنَاهَا (2).
= الشرب كالنهي عن النفخ في الطعام والشراب، من أجل أنه قد يقع فيه شيء من الريق، فيعافه الشارب ويتقذره، إذ كان التقذر في مثل ذلك عادة غالبة على طباع أكثر الناس.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في الشواهد، مجالد: وهو ابن سعيد الهمداني، وإن كان فيه كلام، متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الودّاك، وهو جبر بن نوف الهمداني البكالي، فمن رجال مسلم. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(365) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الحميدي (748)، وسعيد بن منصور (2219)، وابن أبي عاصم (364) من طرق عن مجالد، به.
وسيرد الحديث من رواية أبي الوداك بالأرقام (11438) و (11462) و (11566) و (11884).
وقد سلف برقم (11078).
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد -وهو ابن سعيد الهمداني- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الودّاك -وهو جَبْرُ بن نَوْف- =
11206 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى لَيَرَوْنَ مَنْ فَوْقَهُمْ (1) كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ
= فمن رجال مسلم، وهو ثقة. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه الترمذي (1263)، وأبو يعلى (1277) من طريق عيسى بن يونس، عن مجالد، بهذا الإِسناد.
وله شاهد من حديث أنس أخرجه أحمد -فيما سيرد 3/ 119 - عن وكيع، عن سفيان -وهو الثوري-، عن السدي -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن-، عن أبي هُبَيرة -وهو يحيى بن عبّاد الأنصاري-، عن أنس بن مالك، أن أبا طلحة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أيتام ورثوا خمراً، فقال:"أهرقها"، قال: أفلا نجعلها خلًّا؟ قال: "لا". وإسناده حسن في الشواهد. وأخرجه الترمذي مختصراً (1294) من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان، به.
وقد أخرجه الترمذي (1293) من حديث أبي طلحة، رواه من طريق الليث، عن يحيى بن عبّاد، عن أنس، عن أبي طلحة، أنه قال: يا نبي الله، إني اشتريت خمراً لأيتام في حجري، قال:"أهرق الخمر، واكسر الدنان". وقد أعلَّ الترمذيُّ حديث أبي طلحة هذا، فقال: روى الثوريُّ هذا الحديث عن السُّدِّي، عن يحيى بن عبّاد، عن أنس، أن أبا طلحة
…
وهذا أصح من حديث الليث.
وفي باب تحريم بيع الخمر عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6997)، بلفظ:"إن الله ورسوله حرَّم بيع الخمر والميتة والخنزير .. ".
وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: فأمرنا فأهرقناها: يدل على أنه لا يجوز اتخاذ الخمر خلًّا، ولا توكيل الذمي لبيعها.
(1)
في "أطراف المسند" 6/ 382: من هو فوقهم. ولفظ الرواية (11588) وهي من طريق مجالد عن أبي الوداك أيضاً: إنَّ أهل الجنة لَيَرون أهلَ عِليِّين =
أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا " (1).
= كما ترون
…
ولفظ الروايات (11213) و (11467) و (11690) و (11882) و (11939)، وهي من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد:"ليراهم مَنْ تحتهم"، أو "من هو أسفل منهم".
(1)
إسناده ضعيف بهذه السياقة، مجالد -وهو ابن سعيد الهمداني- ضعيف، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين غير أبي الودّاك -وهو جبر بن نوف الهمداني- فمن رجال مسلم، وهو ثقة، يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه أبو يعلى (1278) من طريق مجالد، بهذا الإِسناد. ولفظه:"ليراهم من هو أسفلُ منهم" وهو نحو ما في الصحيح.
وأخرجه البخاري (3256)، ومسلم (2831)، وابن حبان (7393)، والبيهقي في "البعث والنشور"(274) من طريق مالك بن أنس، عن صفوان بن سُلَيم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، به، مرفوعاً، بلفظ:"إنَّ أهل الجنة ليتراءون أهل الغُرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدُّرِّي الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم"، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال:"بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله، وصدقوا المرسلين". قال الحافظ في "الفتح" 6/ 327: وهذا من صحيح أحاديث مالك التي ليست في "الموطأ".
وأخرجه البخاري (6556) من طريق أبي حازم سلمة بن دينار، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري، به، بلفظ:"إنَّ أهل الجنة ليتراءون الغُرف في الجنة كما تتراءون الكوكب الغارب في الأفق الشرقي والغربي".
وسيتكرر برقم (11588)، وسيأتي من طريق عطية العوفي، بالأرقام (11213) و (11467) و (11690) و (11882) و (11939).
وللحديث بتمامه شاهد من حديث جابر بن سمرة عند الطبراني في "الكبير" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (2065) بمثل لفظ أبي يعلى، قال الهيثمي في "المجمع" 9/ 54: رواه الطبراني، وفيه الربيع بن سهل الواسطي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وآخر من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط"(6003) بنحو لفظ الصحيح، عن محمد بن الحسين بن مكرم، حدثنا محمد بن خالد بن خداش، حدثنا سَلْم بن قتيبة، عن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن الشعبي، عن أبي هريرة، وهذا سند قوي، محمد بن الحسين بن مكرم: ثقة، ومن فوقه من رجال الصحيح غير محمد بن خالد بن خداش، فقد روى له ابن ماجه، وهو صدوق، وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/ 54، وقال: ورجاله رجال الصحيح غير سلم بن قتيبة، وهو ثقة! قلنا: بل هو من رجال البخاري، ومحمد بن خالد بن خداش لم يخرج له في الصحيح.
وله دون قوله: "وإن أبا بكر وعمر منهم
…
" شاهد من حديث سهل بن سعد عند البخاري (6555)، ومسلم (2830)، سيرد 5/ 340.
وآخر من حديث أبي هريرة، سلف 2/ 335.
قال السندي: قوله: ليرون: على بناء المفعول.
من فوقهم: "من" جارة لا موصولة، أي: من فوق قصورهم. قلنا: رواية "أطراف المسند" تبطل هذا التأويل، ففيه:"من هو فوقهم"، وهذا يفيد أن "ليرون" على بناء الفاعل، و"مَنْ" موصولة.
الدُّرِّي: المضيء.
وأنْعَما: من أَنْعَم إذا زاد، أي: زادا على تلك المرتبة والمنزلة، أو من أنعم: إذا دخل في النعيم.
قال السيوطي في حاشية الترمذي: في "تاريخ" ابن عساكر في آخر الحديث: فقلتُ لأبي سعيد: وما أنعما؟ قال: هما أهل لذلك. وفي رواية أخرى: وحق لهما ذلك، وصله عن سفيان.
قلنا: وجاء عند ابن حميد عقب رواية الحديث: قال سالم -وهو أحد رجال =
11207 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ السَّمَّانِ (1)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَتَى مَنْزِلَ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَخَرَجَ، وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، قَالَ: لَعَلَّنَا أَعْجَلْنَاكَ، قَالَ:" إِذَا أُعْجِلْتَ أَوْ أُقْحِطْتَ فَلَيْسَ عَلَيْكَ غُسْلٌ "(2).
11208 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْحُدَيْبِيَةِ، قَالَ:" لَا تُوقِدُوا نَارًا بِلَيْلٍ " قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَاكَ (3)
= الإِسناد عنده- يعني بقوله: وأنعما. أرفعا.
وجاء في "تاريخ السهمي" ص 181 عقب رواية الحديث: قال: أتدرون ما أنعما؟ قلنا: لا، قال: وحقٌّ لهما.
وجاء عند الطبراني في "الأوسط" عقب (5483): قلت لعطية: ما أنعما؟ قال: أَخْصَبا.
(1)
كلمة "السمان"، ليست في (ظ 4)، وهي نسخة في هامش (س) و (ص).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، والحكم: هو ابن عُتيبة وهذا الحديث منسوخ بقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاوز الختان فقد وجب الغسل".
وقد سلف برقم (11162).
(3)
في (ظ 4): ذلك. وهي رواية مصادر التخريج.
قَالَ: " أَوْقِدُوا وَاصْطَنِعُوا، فَإِنَّهُ لَا يُدْرِكُ قَوْمٌ بَعْدَكُمْ صَاعَكُمْ وَلَا مُدَّكُمْ "(1).
11209 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنِي (2) التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: لَقِيَنِي ابْنُ صَائِدٍ، فَقَالَ: عُدَّ النَّاسَ يَقُولُونَ - أَوْ أَحْسِبُ النَّاسَ يَقُولُونَ -، وَأَنْتُمْ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ! أَلَيْسَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ - أَوْ قَالَ: قَالَ (3) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هُوَ يَهُودِيٌّ " وَأَنَا مُسْلِمٌ، " وَإِنَّهُ أَعْوَرُ "، وَأَنَا صَحِيحٌ، " وَلَا يَأْتِي مَكَّةَ وَلَا الْمَدِينَةَ "، وَقَدْ حَجَجْتُ، وَأَنَا مَعَكَ الْآنَ بِالْمَدِينَةِ،
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات، محمد بن أبي يحيى: هو الأسلمي، وأبوه أبو يحيى اسمه سمعان، وذكره ابن خلفون وابن حبان في "الثقات"، وقال النسائي: ليتم به بأس، فهو حسن الحديث. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 169 من طريق الإِمام أحمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8854)، وأبو يعلى (984)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 36 من طريق يحيى القطان، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 145 ونسبه إلى أحمد، وقال: ورجاله ثقات، ثم أورده 9/ 161، ونسبه إلى أبي يعلى، وقال: ورجاله وثقوا، وفي بعضهم خلاف.
(2)
في (ظ 4): حدثنا.
(3)
لفظ "قال" هذا ليس في (ظ 4).
وَ" لَا يُولَدُ لَهُ "، وَقَدْ وُلِدَ لِي، ثُمَّ قَالَ: مَعَ ذَاكَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيْنَ وُلِدَ، وَمَتَى يَخْرُجُ، وَأَيْنَ هُوَ. قَالَ: فَلَبَّسَ عَلَيَّ (1).
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة المنذر بن مالك، فإنه -وإن احتج به مسلم- مختلف فيه، فقد وثقه يحيى بن معين وأبو زرعة والنسائي وابن سعد، وقد غمزه ابن عون، وقال ابن سعد بعد أن وثقه: وليس كل أحد يحتج به، وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ، وتفرد مثله بهذا المتن الذي فيه نكارة: لا يحتمل.
وأورده العقيلي في "الضعفاء" 4/ 200، وأسند كلمة ابن عون فيه، وانظر لزاماً "شرح مسلم" للأبي 9/ 377.
وأخرجه مسلم (2927)(90) من طريق معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (2927)(89) من طريق داود، عن أبي نضرة، به.
وسيأتي بالأرقام (11390) و (11749) و (11923).
قال السندي: قوله: "عُدَّ الناسَ" بضم عين، وتشديد دال على بناء المفعول، من العدِّ، وفاعل العد "هو" أي: ابن صائد، لكنه تركه لظهوره، والمعنى: أعدُّ الناسَ قائلين: إنه الدجال، أي: أعتقدهم أنهم يقولون هذا من جهلهم.
وأنتم يا أصحاب محمد، أي: تقولون ذلك أيضاً، وهذا منكم عجيب، ولفظ مسلم: عَذَرْتُ الناس، ما لي ولكم يا أصحاب محمد.
أليس، أي: الشأن، أو كلمة "ليس" حرف بمعنى "ما"، وإلا فالظاهر: ألستَ، بالخطاب.
فلَبَسَ: كضَرَبَ، أي: خلط، ويجوز التشديد.
على: فإن آخر كلامه يقتضي أنه هو، على خلاف أوله، فالتبس الأمر، والله تعالى أعلم.
11210 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَصُومُ عَبْدٌ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ النَّارَ عَنْ وَجْهِهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا الإِسناد مُعَلٌّ، فقد رواه ابنُ نمير -وهو عبد الله-، عن سفيان -وهو الثوري-، عن سُمَيّ -وهو القُرَشي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام-، عن النعمان بن أبي عياش، وذكر الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 2 أن غير ابن نمير يرويه عن الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، عن النعمان، ثم قال: وهو الصواب. قلنا: وأصحاب سهيل الذين رووه عنه سيرد ذكرهم في تخريج الرواية (11790).
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 174 عن عبد الله بن الإِمام أحمد، عن أبيه، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 306 عن ابن نمير، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(9685)، ومن طريقه البخاري (2840)، ومسلم (1153)(168)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 173، والبيهقي في "السنن" 9/ 173، عن ابن جريج، وأخرجه عبد الرزاق أيضاً (9686) عن ابن عيينة، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري وسهيل بن أبي صالح، عن النعمان بن أبي عياش، به.
وسيأتي بالأرقام (11406) و (11560) و (11790).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف 2/ 300.
وعن عُقبة بن عامر عند النسائي 4/ 174، وأبي يعلى (1767)، والطبراني في "الكبير" 17/ (927). =
11211 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطِيَّةَ
= وعن عتبة بن عبد عند الطبراني في "الكبير" 17/ (295)، أورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 160 و 194، وقال: وفيه الواقدي، وفيه كلام كثير، وقد وثق.
وعن سلامة بن قيصر عند أبي يعلى (921)، والطبراني في "الكبير"(6365)، و" الأوسط"(3142)، وإسناده ضعيف.
وعن معاذ بن أنس عند أبي يعلى (1486)، والطبراني في "الأوسط"(3143)، وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 194، وقال: فيه زبان بن فايد، وفيه كلام كثير، وقد وثق.
وعن أبي أمامة عند عبد الرزاق (9683)، والترمذي (1624)، والطبراني في "الكبير"(7806) و (7872) و (7902) من طرق عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة. قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أبي أمامة. وقال الهيثمي في "المجمع" 3/ 194: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه مطرح، وهو ضعيف.
وعن أبي الدرداء عند الطبراني في "الأوسط"(3598)، وفي إسناده شهر بن حوشب.
وعن عمرو بن عبسة عند عبد الرزاق (9684)، والطبراني في "الأوسط"(3273)، وزاد الهيثمي في "المجمع" 3/ 194 نسبته إلى الطبراني في "الكبير"، وقال: ورجاله موثقون.
وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط"(2194)، وفي إسناده بقية بن الوليد، وهو مدلس، وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 194. ورواه الطبراني عنه أيضاً في "الأوسط" (4823) بإسناد آخر، ثم قال: لم يروه عن الأعمش إلا أبو طيبة، تفرد بها ابنه أحمد.
وعن عبد الله بن سفيان الأزدي عند الطبراني في "الأوسط"(4657)، أورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 194، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ، أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ، كِتَابُ اللهِ عز وجل حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، أَلَا إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ "(1).
11212 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى، يَعْنِي الْجُهَنِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ
= بنحوه، وأبو بشر لا أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
قال السندي: قوله: في سبيل الله، أي: خالصاً لله، أو في الجهاد.
وقال الحافظ في "الفتح" 6/ 48: قوله: سبعين خريفاً: الخريف زمان معلوم من السنة، والمراد به هنا العام. قلنا: سيرد بلفظ: "سبعين عاماً" في الرواية (11406)، ثم قال الحافظ: قال القرطبي: وَرَدَ ذكرُ السبعين لإِرادة التكثير كثيراً. انتهى. ويؤيده أن النسائي أخرج الحديث المذكور عن عقبة بن عامر، والطبراني عن عمرو بن عبسة، وأبو يعلى عن معاذ بن أنس، فقالوا جميعاً في رواياتهم:"مئة عام".
(1)
صحيح بشواهده، دون قوله:"ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض" وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية -وهو ابن سعد العوفي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك بن أبي سليمان -وهو العرزمي- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو ثقة. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه بأطول من هذا ابنُ أبي عاصم في "السنة"(1553)، وأبو يعلى (1140)، والطبراني في "الكبير"(2678) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإِسناد.
وأخرج منه قوله: "كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض" الطبري في "التفسير"(7572) من طريق أسباط بن محمد، عن عبد الملك، به.
وقد سلف برقم (11104)، وذكرنا هناك شواهده وتفسيره.
زَيْدًا الْعَمِّيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الصِّدِّيقِ النَّاجِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " يَكُونُ مِنْ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ، فَإِنْ طَالَ عُمْرُهُ أَوْ قَصُرَ عُمْرُهُ عَاشَ سَبْعَ سِنِينَ، أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ، أَوْ تِسْعَ سِنِينَ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا، وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا، وَتُمْطِرُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا "(1).
11213 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ بِبَابِ هَذَا الْمَسْجِدِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ الطَّالِعَ فِي الْأُفُقِ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا "(2).
(1) إسناده ضعيف لضعف زيد العَمِّي: وهو ابن الحواري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو.
وقد سلف نحوه برقم (11130)، وفيه:"يكون سبع سنين"، وانظر تخريج الرواية رقم (11163).
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية بن سعد، وهو العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نُمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1416)، والبغوي في "شرح السنة"(3892) من طريق أبي معاوية، وأبو يعلى (1178) من طريق جرير، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإِسناد. قال البغوي: هذا حديث حسن. وحسنه الترمذي، فيما سيأتي برقم (11882). =
11214 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُسْأَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يَكُونَ فِيمَا يُسْأَلُ عَنْهُ أَنْ يُقَالَ: مَا مَنَعَكَ
= وأخرجه الحميدي (755) من طريق مالك بن مغول، وابن أبي عاصم (1417) من طريق عبد الملك بن عمير، وأبو يعلى (1130) من طريق كثير بن قاروندا، والطبراني في "الصغير"(353)، و"الأوسط"(3451) من طريق الهيثم بن حبيب الصيرفي، وفي "الصغير"(570) من طريق إسماعيل بن سميع، وفي "الأوسط"(5483) من طريق إسماعيل بن يعقوب الأسدي، و (7336) من طريق إبراهيم بن مهاجر، و (9484) من طريق محمد بن جحادة، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 237 من طريق فضيل بن مرزوق، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 250 من طريق مسعر، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 195 من طريق إبراهيم بن سليمان بن رزين، و 11/ 58 من طريق المسعودي، و 12/ 124 من طريق إسماعيل بن سميع، والبغوي في "شرح السنة"(3893) من طريق أبي إسماعيل، كلهم عن عطية العوفي، به.
وأخرجه أبو داود (3987) من طريق أبان بن تغلب، والطبراني في "الأوسط"(1799)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 180 - 181 من طريق مهدي بن الأسود الكندي، كلاهما عن عطية العوفي، به، بلفظ:"إن الرجل من أهل عليين ليُشرف على أهل الجنة، فتضيء الجنة لوجهه كأنها كوكب دري، وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما" لفظ أبي داود. ولفظ الآخرين:
…
فيضيء وجهه لأهلِ الجنة كما يضيء القمر ليلة البدر لأهل الدنيا .. ".
وقد سلف برقم (11206) من طريق أبي الودّاك، عن أبي سعيد، وذكرنا هناك شواهده.
أَنْ تُنْكِرَ الْمُنْكَرَ إِذْ رَأَيْتَهُ؟ " قَالَ: " فَمَنْ لَقَّنَهُ (1) اللهُ حُجَّتَهُ قَالَ: رَبِّ رَجَوْتُكَ، وَخِفْتُ النَّاسَ " (2).
(1) في (ظ 4): لقاه، وهي نسخة في هامش كل من (س) و (ص) و (ق).
(2)
إسناده حسن، نهار: هو ابن عبد الله العبدي المدني، روى له ابن ماجه، قال ابن خراش: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات". وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، وعبد الله بن عبد الرحمن: هو ابن معمر بن حزم أبو طوالة.
وأخرجه الحميدي (739) من طريق أبي عمير الحارث بن عمير، وعبد بن حميد في "المنتخب"(974)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7575) من طريق هشام بن سعد، وأبو يعلى (1089) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، والبيهقي في "الشعب"(7574) من طريق سعيد بن سليمان، أربعتهم عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، بهذا الإِسناد. وجوده الحافظ العراقي في "الإِحياء" 2/ 229.
وسيأتي بالأرقام (11245) و (11735).
وهو من حديث أنس بن مالك عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 228 أخرجه عن أبي بكر محمد بن إسحاق بن أبوب الصيدلاني، عن إبراهيم بن الحارث، عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، عن مسلم بن خالد الزنجي، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري أبي طوالة، عن أنس، ومسلم بن خالد ضعيف لسوء حفظه، وربما كان الوهم منه بإبدال أبي سعيد بأنس بن مالك.
وقد سلف من حديث أبي سعيد الخدري، مرفوعاً، برقم (11017)، ما نصه:"لا يمنعن أَحَدَكم هيبةُ الناس أن يقول في حقٍّ إذا رآه أو شهده أو سمعه"، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وسيرد من حديثه أيضاً برقم (11255) بلفظ: "لا يحقرنَّ أحدُكم نفسَه أن يرى أمراً لله عليه فيه مقالاً، ثم لا يقوله، فيقول الله: ما منعك أن تقول فيه؟ =
11215 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: وَجَدَ رَجُلٌ فِي مَنْزِلِهِ حَيَّةً، فَأَخَذَ رُمْحَهُ فَشَكَّهَا فِيهِ، فَلَمْ تَمُتِ الْحَيَّةُ حَتَّى مَاتَ الرَّجُلُ، فَأُخْبِرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنَّ مَعَكُمْ عَوَامِرَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا فَحَرِّجُوا عَلَيْهِ ثَلَاثًا، فَإِنْ رَأَيْتُمُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَاقْتُلُوهُ "(1).
= فيقول: ربي خشيت الناسَ، فيقول: وأنا أحقُّ أن تخشى"، وإسناده حسن بما قبله.
قال السندي: قوله: "فمن لقَّنَه": من التلقين.
رجوتُك، أي: عفوك، فإنك كريم.
وخفتُ الناس، أي: شرَّهم، إذ لا مسامحة عندهم.
قلنا: قد نقل البيهقي في "الشعب" عن الإمام أحمد قوله: ويحتمل أن يكون هذا فيمن يخاف سطوتَهم، وهو لا يستطيع دفعَها عن نفسه.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، صيفي -وهو ابن زياد الأنصاري، أبو زياد، ويقال: أبو سعيد المدني- لم يسمع هذا الحديث من أبي سعيد، بينهما أبو السائب مولى هشام بن زهرة كما في الرواية الآتية برقم (11369)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه الترمذي (1484) من طريق عبدة عن عبيد الله، به، وقال: هكذا روى عبيد الله بن عمر هذا الحديث عن صيفي، عن أبي سعيد الخدري، وروى مالك بن أنس هذا الحديث عن صيفي، عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث قصة، حدثنا بذلك الأنصاري، حدثنا معن، حدثنا مالك، وهذا أصح من حديث عبيد الله بن عمر، وروى محمد بن عجلان، عن صيفي نحو رواية مالك. قلنا: ستأتي رواية ابن عجلان =
11216 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي الْعَيَّاشِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً، رَجُلٌ صَرَفَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ قِبَلَ الْجَنَّةِ، وَمَثَّلَ لَهُ شَجَرَةً ذَاتَ ظِلٍّ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، قَدِّمْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَكُونَ فِي ظِلِّهَا، فَقَالَ اللهُ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فَعَلْتُ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ قَالَ: لَا وَعِزَّتِكَ. فَقَدَّمَهُ اللهُ إِلَيْهَا، وَمَثَّلَ لَهُ شَجَرَةً ذَاتَ ظِلٍّ وَثَمَرٍ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، قَدِّمْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَكُونُ فِي ظِلِّهَا، وَآكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا، فَقَالَ اللهُ لَهُ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ، فَيُقَدِّمُهُ اللهُ إِلَيْهَا فَتُمَثَّلُ لَهُ شَجَرَةٌ أُخْرَى ذَاتُ ظِلٍّ وَثَمَرٍ وَمَاءٍ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، قَدِّمْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَكُونُ فِي ظِلِّهَا، وَآكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا، وَأَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا. فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فَعَلْتُ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ. فَيُقَدِّمُهُ اللهُ إِلَيْهَا، فَيَبْرُزُ لَهُ بَابُ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، قَدِّمْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَأَكُونَ تَحْتَ نِجَافِ الْجَنَّةِ، وَأَنْظُرَ إِلَى أَهْلِهَا،
= برقم (11369)، وسيأتي في تخريجها رواية مالك.
وقال الدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 235 في هذا الحديث: صيفي لم يسمعه من أبي سعيد. وقال: ورواه مالك بن أنس، عن صيفي، عن أبي السائب، عن أبي سعيد، وهو الصواب.
وسيأتي نحوه حديث صحيح برقم (11369).
فَيُقَدِّمُهُ اللهُ إِلَيْهَا فَيَرَى أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا فِيهَا فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ. قَالَ: فَيُدْخِلُهُ اللهُ الْجَنَّةَ، قَالَ: فَإِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ قَالَ: هَذَا لِي. قَالَ: فَيَقُولُ اللهُ عز وجل لَهُ: تَمَنَّ. فَيَتَمَنَّى وَيُذَكِّرُهُ اللهُ: سَلْ مِنْ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الْأَمَانِيُّ قَالَ اللهُ عز وجل: هُوَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ، قَالَ: ثُمَّ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، يَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فَيَقُولَانِ لَهُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا وَأَحْيَانَا لَكَ. قَالَ: فَيَقُولُ (1): مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ. قَالَ: وَأَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا، يُنْعَلُ مَنْ نَارٍ بِنَعْلَيْنِ يَغْلِي دِمَاغُهُ مِنْ حَرَارَةِ نَعْلَيْهِ " (2).
(1) لفظ "قال" مستدركة من (ظ 4).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح: وهو السمان، فقد روى له البخاري مقروناً وتعليقاً. يحيى بن أبي بكير: هو الأسدي القيسي الكوفي، وزهير بن محمد: هو التميمي العنبري، والنعمان بن أبي العياش: هو الزُّرَقي الأنصاري.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 13/ 117 - 118، 157، ومسلم (188) و (211)، وأبو عوانة 1/ 98، وابن منده في "الإيمان"(840) و (963)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(446)، والبيهقي في "البعث"(470) من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإِسناد.
وانظر رقم (11200).
قال السندي: قوله: "قبل الجنة" بكسر قاف وفتح باء، أي: نحو الجنة.
قوله: "ومثل": على بناء الفاعل من التمثيل، أي: أظهر له. في "القاموس": مَثَّله له تمثيلاً: صوره له حتى كأنه ينظر إليه. =
11217 -
حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ "(1).
= قوله: "هل عسيت": على صيغة الخطاب.
قوله: "إن فعلت": بصيغة المتكلم، أي: هل يتوقع منك أن تسأل غيرها إن أعطيتك هذه الشجرة.
قوله: "فيبرز"، أي: يظهر.
قوله: "نجاف الجنة": هو بنون ثم جيم. وفي "القاموس": نجاف: ككتاب: أُسْكُفَّةُ الباب، أو ما يستقبلُ البابَ من أعلى الأُسْكُفَّة.
قوله: "هذا لي": كأنه يرى قصراً أو شيئاً، فيطمع فيه.
قوله: "ويذكره": من التذكير.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سويد بن عمرو الكلبي، فمن رجال مسلم، وهو ثقة، أبان: هو ابن يزيد العطار، وقَتَادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه ابن خزيمة (2507)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 453، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 16 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن أبان، بهذا الإِسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري (1593) من طريق حجاج بن حجاج، وعبد بن حميد في "المنتخب"(941) من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، به. وعند ابن حميد زيادة:"ويغرسون النخل"، وسقط من مطبوع "المنتخب" اسم عبد الله بن أبي عتبة.
وسيأتي بالأرقام (11219) و (11455) و (11617). =
11218 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْأَنْصَارِيِّ، وَأَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ جَاءَ إِلَى جَنَازَةٍ فَمَشَى مَعَهَا مِنْ أَهْلِهَا حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ انْتَظَرَ حَتَّى تُدْفَنَ، أَوْ يُفْرَغَ مِنْهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ مِثْلُ أُحُدٍ "(1).
= قال السندي: قوله: "لَيُحَجَّنَّ" على بناء المفعول، بفتح اللام المؤكدة، والنون الثقيلة وجَعْلُه بكسر اللام على أنه أمر لأمته -لبيان أن خروجهم لا يُسقط الحجَّ عن الناس- بعيد.
قلنا: قال البخاري بإثر رواية الحديث: "وقال عبد الرحمن، عن شعبة: لا تقوم الساعة حتى لا يُحَجَّ البيت" والأول أكثر.
فقال الحافظ في "الفتح" 3/ 455: أي: لاتفاق من تقدم ذكره -يعني من رواة حديثنا هذا- على هذا اللفظ، وانفراد شعبة بما يخالفهم، وإنما قال ذلك لأن ظاهرهما التعارض، لأن المفهوم من الأول أن البيت يحج بعد أشراط الساعة، ومن الثاني أنه لا يحج بعد ولكن يمكن الجمع بين الحديثين، فإنه لا يلزم من حج الناس بعد خروج يأجوج ومأجوج أن يمتنع الحج في وقت ما عند قرب ظهور الساعة، ويظهر -والله أعلم- أن المراد بقوله:"ليحجن البيت"، أي: مكان البيت، لما سيأتي بعد باب أن الحبشة إذا خربوه لم يعمر بعد ذلك.
(1)
هذا الحديث له إسنادان كل منهما قوي، فيهما محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجالهما ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود -وهو أبو داود الطيالسي البصري- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. وهيب: هو ابن خالد، وأبو سلمة: هو منصور بن سلمة الخزاعي، وعمرو بن يحيى: هو ابن عمارة المازني المدني. =
11219 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَيُحَجَّنَّ هَذَا الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ "(1).
11220 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" فَأَقُولُ: أَصْحَابِي أَصْحَابِي، فَقِيلَ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ "، قَالَ: " فَأَقُولُ:
= وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/ 321 عن خالد بن مخلد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1258) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطحاوي أيضاً (1259) من طريق سهل بن بكار، عن وهيب بن خالد، به.
وقد سلف برقم (11152)، وسيأتي برقم (11920).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمران -وهو ابن دُوار القطان- روى له أصحاب السنن، وهو حسن الحديث، ثم هو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود -وهو أبو داود الطيالسي- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، قتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه أبو يعلى (1030)، وابن خزيمة (2507)، وابن حبان (6832) من طريق سليمان بن داود الطيالسي، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (11217) من طريق أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، به.
بُعْدًا بُعْدًا "، أَوْ قَالَ: " سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي " (1).
11221 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا (2) شُعْبَةُ، عَنْ (3) عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هِشَامٍ (4)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِعَمَّارٍ:" تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "(5).
(1) حديث صحيح، عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار -وإن يكن فيه لين- متابع، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود -وهو الطيالسي- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. أبو حازم: هو الأعرج سلمة بن دينار.
وأخرجه البخاري (6584) و (7050) و (7051)، ومسلم (2291)، وابن أبي عاصم في "السنة"(774)، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 307 - 308 من طرق عن أبي حازم، بهذا الإِسناد. وصدر الحديث عندهم رواه أبو حازم عن سهل بن سعد، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني فرطكم على الحوض، من مرَّ عليَّ شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً، ليردنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يُحال بيني وبينهم "، قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش، فقال: هكذا سمعت من سهلٍ؟ فقلت: نعم. فقال: أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعتُه، وهو يزيد فيها: "فأقول
…
" ثم ذكر الحديث.
والحديث سيرد في مسند سهل 5/ 333 و 339.
وسلف حديث الحوض في مسند ابن مسعود برقم (3639)، فانظره.
(2)
في (ظ 4): أخبرنا.
(3)
في (م): بن، وهو تحريف.
(4)
في (ظ 4): عن أبي هاشم، وقد ضرب على هاشم في (س).
(5)
حديث صحيح. أبو هشام، ذكره البخاري في "الكنى" 9/ 80، وابن =
11222 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ، وَلَا عَاقٌّ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ "(1).
= أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 455، وقد تفرد بالرواية عنه عمرو بن دينار، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، ولم يترجم له الحسيني في "الإِكمال"، ولا ابن حجر في "التعجيل" مع أنه على شرطهما، وبقية رجال الإِسناد ثقات رجال الصحيح. سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وعمرو بن دينار: هو المكي.
وهو عند الطيالسي (2202)، ومن طريقه أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 252، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (11011).
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد: وهو ابن أبي زياد القرشي، ولانقطاعه، مجاهد: وهو ابن جبر المكي، لم يسمع من أبي سعيد، ذكر ذلك العلائي في "جامع التحصيل" ص 337، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: وهو ابن عبد الوارث العنبري، وعبد العزيز بن مسلم: هو القَسْملي.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(3428) من طريق عبد الله بن مسلمة، عن عبد العزيز بن مسلم، به.
وأخرجه أبو يعلى (1168) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 92، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(7874) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والنسائي في "الكبرى"(4920) من طريق =
11223 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مَطَرٌ وَالْمُعَلَّى (1)، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تُمْلَأُ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي يَمْلِكُ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا "(2).
11224 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي. وَعَفَّانُ (3)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ
= زائدة بن قدامة، كلاهما عن يزيد، عن مجاهد وسالم بن أبي الجعد، به.
وسيأتي برقم (11398)، وقد سلف مطولاً برقم (11107)، وذكرنا شواهده في حديث عبد الله بن عمر (6180).
(1)
في (س) و (ص) و (م) و (ق): أخبرنا مطرف المعلى، وهو تحريف، والمثبت من (ظ 4)، و"أطراف المسند" 6/ 346.
21) حديث صحيح دون قوله: "يملك سبعا أو تسعاً"، رجاله ثقات رجال الصحيح غير مطر بن طهمان، فقد روى له مسلم متابعةً، وهو حسن الحديث في المتابعات، والمُعَلَّى -وهو ابن زياد القُرْدوسي- بينه وبين أبي الصديق العلاء بن بشير وهو مجهول الحال كما رواه عنه جعفر بن سليمان الضُّبَعي في الروايتين (11326) و (11485)، وحماد بن زيد في الرواية (11484)، وهو أثبت من حماد بن سلمة، ثم إن حماداً لم يجوِّد إسناد هذا الحديث، فرواه هنا عن مطر والمعلى، ورواه في الرواية (11665) عن مطر وأبي هارون العبدي.
لكن تابع مطراً الوراق عوف بن أبي جميلة، كما سيأتي برقم (11313) دون قوله:"يملك سبعاً أو تسعاً" فيتقوى.
وقوله: "يملك سبعاً أو تسعاً" شك من أحد الرواة، وسلف برقم (11130) بلفظ:"سبع" دون شك.
(3)
في (ظ 4): وعفان قال: حدثنا.
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْبَهِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَطْمَئِنُّ إِلَيْهِمُ الْقُلُوبُ، وَتَلِينُ لَهُمُ الْجُلُودُ، ثُمَّ يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَشْمَئِزُّ مِنْهُمُ الْقُلُوبُ، وَتَقْشَعِرُّ مِنْهُمُ الْجُلُودُ "، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنُقَاتِلُهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَا مَا أَقَامُوا الصَّلَاةَ "(1).
(1) صحيح لغيره، وهذا سند ضعيف. الوليدُ صاحبُ عبد الله البَهي لم نعرفه، وسمى البيهقي أباه عبد الرحمن. وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين غير عبد الله البهي، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، وثَّقه ابنُ سعد، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لا يُحتج به، وهو مضطرب الحديث. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وعفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (1300) من طريق عبد الصمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1077)، والبيهقي في "الشعب"(7506) من طريقين عن عبد الوارث، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 218، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه الوليد صاحبُ عبد الله البهي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وسيكرر برقم (11231).
وله شاهد من حديث عوف بن مالك، مرفوعاً، عند مسلم (1855)، بلفظ:" خيارُ أئمتكم الذين تُحبونهم ويُحبونكم، ويُصلون عليكم، وتُصلون عليهم، وشرارُ أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم"، قيل: يا رسول الله، أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال:"لا، ما أقاموا فيكم الصلاة. وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه، فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يداً من طاعة"، وسيرد 6/ 24.
وآخر من حديث أم سلمة بنحوه عند مسلم (1854)، سيرد 6/ 305. =
11225 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، يَعْنِي ابْنَ صُهَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: اشْتَكَيْتَ يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ:" بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، وَعَيْنٍ يَشْفِيكَ، بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ "(1).
11226 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
= قال السندي: قوله: تطمئن، أي: تنشرحُ لإمارتهم الصدور لعدالتهم وحُسِن تدبيرهم.
تشمئزُّ، أي: تنفر وتنقبض.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نَضْرة -وهو المُنذر بن مالك العَبْدي العَوَقي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري.
وأخرجه مسلم (2186)، والترمذي (972)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1005)، وابنُ ماجه (3523)، وأبو يعلى (1066) من طريق بشر بن هلال الصواف، والنسائي في "الكبرى"(7660) من طريق عمران بن موسى، والطبراني في "الدعاء"(1092) من طريق مسدد، ثلاثتهم عن عبد الوارث، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي بالأرقام (11534) و (11557) و (11710).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9757).
قال السندي: قوله: "بسم الله أرقيك" فيه أن الرقية بأسماء الله تعالى لا تنافي كمال التوكل.
مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُفْطِرُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، وَكَانَ لَا يُصَلِّي قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَإِذَا قَضَى صَلَاتَهُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ " (1).
(1) قسمه الأول -وهو قوله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُفطر يوم الفطر قبل أن يخرج- صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عبد الله بن محمد بن عَقِيل: قال الحافظ في "تلخيص الحبير" 2/ 108: هو سيئ الحفظ، يصلح حديثُه للمتابعات، فأما إذا انفرد فيحسن، وأما إذا خالف فلا يُقبل. قلنا: وقد انفرد بقوله: فإذا قضى صلاته صلى ركعتين. وربما يكون هذا مخالفاً لما ورد في الصحيح أنه لم يصل قبلها ولا بعدها، لكن يُمكن الجمع بينهما كما سيرد. وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. زكريا بن عدي: هو ابن الصلت التيمي مولاهم أبو يحيى الكوفي، وعبيد الله: هو ابن عمرو الرقي.
وأخرجه بتمامه أبو يعلى (1347) من طريق زكريا بن عدي، بهذا الإِسناد.
وأخرجه بتمامه أيضاً ابن خزيمة (1469) من طريق أبي المطرف بن أبي الوزير، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، به.
وقسمه الأول أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 162 من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد، والبزار (652)"زوائد" من طريق أبي المطرف بن أبي الوزير، كلاهما عن عبيد الله، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4499) من طريق الواقدي، عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن عمر بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطعم يوم الفطر قبل أن يغدو، ويأمر الناس بذلك. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عمر بن عبد العزيز، إلا بهذا الإِسناد، تفرد به الواقدي. =
11227 -
حَدَّثَنَا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 199، وقال: رواه أبو يعلى وأحمد والبزار والطبراني في "الأوسط"، وفي إسناد الطبراني الواقدي وفيه كلام كثير، وفيما قبله عبد الله بن محمد بن عَقِيل، وفيه كلام، وقد وُثِّق.
وله شاهد من حديث أنس عند البخاري (953)، والترمذي (543)، وابن ماجه (1754)، وابن حبان (2813) و (2814)، والحاكم 1/ 294.
وآخر من حديث بريدة عند الترمذي (542)، وابن ماجه (1756)، وابن حبان (2812)، وسيرد 5/ 352.
وفي الباب أيضاً عن ابن عمر عند ابن ماجه (1755)، قال في "الزوائد": إسناده ضعيف قد تسلسل بالضعفاء.
وعن جابر بن سمرة عند البزار (649)(زوائد)، والطبراني في "الكبير"(2039)، أورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 199، وقال: وفيه ناصح بن عبد الله الحائك متروك.
وعن علي عند الطبراني في "الأوسط"(5832)، أورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 199، وقال: وفيه سوار بن مصعب، وهو ضعيف جداً.
وعن ابن عباس عند البزار (651)، والطبراني في "الكبير"(11296)، و"الأوسط"(454)، أورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 199، وقال: وإسناد الطبراني حسن، وفي إسناد البزار من لم أعرفه.
والقسم الثاني من الحديث أخرجه ابن ماجه (1293) من طريق الهيثم بن جميل، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، به، بلفظ:"فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين"، وحسنه الحافظ في "الفتح" 2/ 476.
وقد سلف من حديث عبد الله بن عمرو برقم (6688) أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُصَلِّ قبل صلاة العيد ولا بعدها. وقد جمع بينهما بأن هذا يُحمل على الصلاة في=
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا غَشِيَ أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَعُودَ، فَلْيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ "(1).
11228 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ وَهْبٍ وَأَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي سَبْيِ أَوْطَاسٍ:" لَا يَقَعُ عَلَى حَامِلٍ حَتَّى تَضَعَ، وَغَيْرِ حَامِلٍ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً "(2).
= المُصَلَّى، ورواية الإِمام أحمد هذه تُحمل على الصلاة في البيت، كما هو صريح رواية ابنِ ماجه وابنِ خُزيمة، وقد بسط الحافظُ أقوال الأئمة في ذلك في "الفتح" 2/ 476، ثم قال: والحاصل أن صلاة العيد لم يثبت لها سنة قبلها ولا بعدها خلافاً لمن قاسها على الجمعة، وأما مطلق النفل فلم يثبت فيه منع بدليل خاص إلا ان كان ذلك في وقت الكراهة الذي في جميع الأيام، والله أعلم.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محاضر بن المورع، قال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو زرعة: صدوق، ووثقه ابن سعد وابن قانع ومسلمة بن القاسم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد بن حنبل: كان مغفلاً جداً، لم يكن من أصحاب الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عاصم بن سليمان: هو الأحول، وأبو المتوكل: هو علي بن داود -ويقال: ابن دؤاد- النَّاجي.
وأخرجه أبو عوانة 1/ 280، والبيهقي في " السنن" 1/ 203 - 204 من طريق محاضر، بهذا الإِسناد.
وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (11036).
(2)
حديث صحيح لغيره، شريك -وهو ابن عبد الله النَّخَعي- سيئ الحفظ، =
* 11229 - حَدَّثَنَا هَارُونُ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ:] وسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ -، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَبِيدَةَ بْنِ مُسَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ شَيْئًا أَقْبَلَ رَجُلٌ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ، فَطَعَنَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعُرْجُونٍ كَانَ مَعَهُ،
= وروى له مسلم، مقروناً، وباقي رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي إسحاق -وهو السبيعي- فمن رجال الشيخين. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني، وأبو الودّاك: هو جَبْر بن نوف.
وأخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(18300) من طريق يحيى بن إسحاق السيلحيني، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو داود (2157)، والدارمي 2/ 171، والحاكم في "المستدرك" 2/ 195، والبيهقي في "السنن" 7/ 449، والبغوي في "شرح السنة"(2394) من طريق عمرو بن عون، عن شريك، به، لم يذكر فيه أبا إسحاق السبيعي. وصححه الحاكم على شرط مسلم، وسكت عنه الذهبي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3049)، والبيهقي في "السنن" 9/ 124، وفي "المعرفة"(15397) من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني، عن شريك، به، دون ذكر أبي إسحاق، وفيه متابعة مجالد -وهو ابن سعيد الهمداني- لقيس بن وهب.
وسيأتي بالأرقام (11596) و (11823).
ويشهدُ له أحاديثُ عددٍ من الصحابة سلف ذكرهم في تخريج حديث ابن عباس في مسنده برقم (2318).
قال السندي: قوله: "لا يقع"، أي: أحد، أي: يواقع، أي: ليس لأحدٍ أن يُجامع قبل الاستبراء، واستُدِلَّ به على وجوب الاستبراء.
فَجُرِحَ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" تَعَالَ فَاسْتَقِدْ "، قَالَ: قَدْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ اللهِ (1).
(1) حديث حسن لغيره. عَبِيدة بن مسافع لم يذكروا في الرواة عنه غير بُكيرِ بنِ عبد الله بن الأشج، وابنِه مالكِ بنِ عَبِيدة بن مسافع، ولم يُؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، ونقل الحافظُ ابنُ حجر في "تهذيب التهذيب" عن ابن المديني قوله فيه: مجهول، ولا أدري سمع من أبي سعيد أم لا؟ قلنا: وقد روى له أبو داود والنسائي هذا الحديث الواحد، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. هارون: هو ابن معروف المروزي، وابن وهب: هو عبد الله، وعمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري أبو أيوب.
وأخرجه أبو داود (4536)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 32، وابن حبان (6434)، والبيهقي في "السنن" 8/ 43 و 48 من طرق عن ابن وهب، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي 8/ 32 أيضاً من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن يحيى -وهو ابن سعيد الأنصاري-، عن بكير بن الأشج، به.
وفي الباب عن عمر بن الخطاب عند أبي داود (4537)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 34، سلف مطولاً برقم (286)، ولفظه عند النسائي: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقِصُّ من نفسه. وفي إسناده أبو فراس النهدي لم يرو عنه غيرُ واحد، ولم يوثقه غيرُ ابن حبان، وقال أبو زرعة: لا أعرفه.
وعن أُسَيد بن حُضَير عند أبي داود (5224)، أخرجه عن عمرو بن عون، عن خالد -وهو ابنُ عبد الله الواسطي-، عن حُصَين -وهو ابنُ عبد الرحمن السُّلَمي-، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أُسَيد بن حُضَير، قال: بينما هو يحدث القوم -وكان فيه مزاح- بينا يُضحكهم، فطعنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود، فقال: أَصْبِرني، فقال:"اصطبر"، قال: إنَّ عليك قميصاً وليس عليَّ قميص، فرفع النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن قميصه، فاحتضنه، وأخذ يُقَبِّلُ كَشْحه، قال: إنما أردتُ هذا يا =
11230/ 1 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ
= رسول الله. وإسنادُه صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه الحاكم 3/ 288، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/ 49 من طريق جرير -وهو ابن عبد الحميد-، عن حُصَين، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، قال: كان أسيد .. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وقوله: أصبرني: يريد أَقِدْني من نفسك.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "اصطبر" معناه: استقد.
وعن سواد بن عمرو عند البيهقي في "السنن" 8/ 48 - 49، أخرجه عن علي بن أحمد بن عبدان، عن أحمد بن عبيد الصفار، عن محمد بن يونس، عن وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن الحسن، عنه، قال: أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم وأنا متخلِّق بخَلُوق، فلما رآني قال لي:"يا سواد بن عمرو، خَلُوق ورس! أولم أَنْهَ عن الخَلُوق؟! " ونَخَسَني بقضيبٍ في يده في بطني، فأوجعني، فقلت: يا رسول الله، القِصَاص! قال:"القِصَاص"، فكشف لي عن بطنه، فجعلتُ أُقَبِّلُه، ثم قلت: يا رسول الله، أَدَعُه شفاعةً لي يوم القيامة. قال البيهقي: تابعه عُمر بن سليط، عن الحسن، عن سواد بن عمرو. قلنا: أحمدُ بنُ عبيد الصّفّار لم نعرف حاله، ومحمد بن يونس -وهو النَّسَائي- وثقه أبو داود، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يُعرف.
وقد رواه البيهقي أيضاً 8/ 48 من طريق ابن وهب، حدثني مالك، عن أبي النضر وغيره أخبروه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً متخلقاً، فطعنه بقدح كان في يده، ثم قال:"ألم أنهكم عن مثل هذا؟ "
…
إلخ، قال البيهقي: هذا منقطع، وقد رُوي موصولاً. فأخرجه بالإِسناد المتقدم.
وعن حبيب بن مسلمة عند الحاكم 4/ 331 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى القِصَاص من نفسه في خَدْشَةٍ خَدَشَها أعرابياً لم يتعمده، فأتاه جبريلُ عليه الصلاة =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ يَعْمَلُ فِي صَخْرَةٍ صَمَّاءَ، لَيْسَ لَهَا بَابٌ وَلَا كُوَّةٌ، لَخَرَجَ عَمَلُهُ لِلنَّاسِ كَائِنًا مَا كَانَ "(1).
= والسلام، فقال: يا محمد، إنَّ الله لم يبعثك جباراً ولا متكبراً، فدعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم الأعرابيَّ، فقال:"اقتصَّ مني"، فقال الأعرابي: قد أحللتُك بأبي أنت وأمي، وما كنتُ لأفعل ذلك أبداً ولو أتيت على نفسي. فدعا له بخير. قال الحاكم: تفرد به أحمد بن عبيد (يعني ابن ناصح النحوي)، عن محمد بن مصعب، ومحمد بن مصعب ثقة، فتعقبه الذهبي بقوله: قال ابن عدي: أحمد بن عبيد صدوق له مناكير، ومحمد ضعيف.
قال السندي: قوله: "تعال" بفتح اللام. "فاستقد"، أي: اطلب القِصَاص مني، والحديث يدلُّ على القِصَاص في التأديب إذا زاد على حَدِّه. قال السيوطي في "حاشية أبي داود": ورد في القِصَاص من نفسه أحاديث، منها عن أُسيد بن حُضَير، أخرجه أبو داود في آخر الكتاب، ومنها ما أخرجه الحاكم عن حبيب بن مسلمة
…
ومنها قصص أخر في عدة أحاديث أخرجتها في جزء.
(1)
إسناده ضعيف، ابنُ لهيعة -وهو عبد الله، وإن يكن سيئ الحفظ- متابع، لكن تبقى علَّتُه في درّاج -وهو ابنُ سمعان أبو السمح- فإنه ضعيف في حديثه عن أبي الهيثم -وهو سليمان بن عمرو العُتواري-.
وأخرجه أبو يعلى (1378) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مطولاً ابنُ حِبّان (5678) من طريق عمرو بن الحارث، عن درّاج، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 225، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وإسنادهما حسن!
قال السندي: قوله: "لخرج عمله للناس"، أي: ظهر لهم إذا أراد الله تعالى إظهاره.
11230/ 2 - وَعَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ أَنَّ دَلْوًا مِنْ غَسَّاقٍ يُهَرَاقُ فِي الدُّنْيَا لَأَنْتَنَ أَهْلَ الدُّنْيَا "(1).
(1) حديث حسن لغيره، وإسنادُه إسناد سابقه.
وأخرجه أبو يعلى (1381) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(566) من طريق يحيى بن يحيى، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه ابنُ المبارك في "الزهد" في زيادات نعيم بن حماد (316)، والترمذي (2584)، والطبري في "التفسير" 23/ 178 تفسير قوله تعالى:{هذا فليذوقوه حميم وغسّاق} و 30/ 14 تفسير قوله تعالى: {إلا حميماً وغسَّاقاً} ، والحاكم في "المستدرك" 2/ 501 و 4/ 601 - 602، والبيهقي في "البعث والنشور"(604) من طريق عمرو بن الحارث، عن درّاج، به، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي! ولفظ رواية الحاكم 2/ 501، والبيهقي:"غِسلين"، بدل:"غسَّاق".
وسيرد مطولاً برقم (11786).
ويشهدُ له حديثُ ابنِ عبّاس السالف في مسنده برقم (2735) بإسنادٍ صحيحٍ على شرط الشيخين، ولفظه:"ولو أنَّ قطرةً من الزَّقُّوم قُطِرت، لأَمَرَّتْ على أهل الأرض عَيْشَهم، فكيف من ليس له طعامٌ إلا الزَّقُّوم؟! ".
وفي الباب أيضاً عن عبد الله بن عمرو، موقوفاً، عند الطبري 30/ 14 قال: حدثت عن محمد بن حرب، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي مالك، عن عبد الله بن عمرو أنه قال: أتدرون أيُّ شيء الغسَّاق؟ قالوا: الله أعلم، قال: هو القيح الغليظ، لو أن قطرة منه تهراق بالمغرب لأنتن أهل المشرق، ولو تهراق بالمشرق لأنتن أهل المغرب. وإسناده فيه ضعف وانقطاع.
وعن أنس بن مالك مطولاً، مرفوعاً، عند البيهقي في "البعث والنشور"(599)، بلفظ: "
…
ولو كانت قطرة من النار معكم في دنياكم التي أنتم فيها خبثتها عليكم"، وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 453 - 454. ونسبه =
11230/ 3 - وَعَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " يَأْكُلُ التُّرَابُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْإِنْسَانِ إِلَّا عَجْبَ ذَنَبِهِ " قِيلَ: وَمِثْلُ مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْهُ تَنْبُتُونَ "(1).
11231 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي (2). وَعَفَّانُ قَالَ (3): حَدَّثَنَا
= للبيهقي، وقال: لا يحضرني الآن إسناده. قلنا: في إسناده عبد الرحمن بن سوار الهلالي وشيخه أبو عكرمة الطائي لم نقع لهما على ترجمة -والراوي عن عبد الرحمن هذا هو سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، قال أبو حاتم: صدوق مستقيم الحديث لكنه أروى الناس عن الضعفاء والمجهولين، وكان عندي في حَدِّ: لو أن رجلاً وضع له حديثاً لم يفهم وكان لا يميز.
وقال ابن حبان: إذا روى عن المجاهيل ففيها مناكير.
قال السندي: من غسّاق: من شراب أهل النار. وفي "النهاية": هو بالتخفيف والتشديد، من صديد أهل النار وغُسالتهم، أو من دموعهم، أو الزمهرير. أقوال.
(1)
حديث حسن لغيره، وإسناده إسناد سابقه.
وأخرجه أبو يعلى (1382) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن حبان (3140)، والحاكم 4/ 609 من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 332، ونسبه إلى أحمد، وحسَّن إسناده! ولم يعزه إلى أبي يعلى.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (4814)، ومسلم (2955)، سلف 2/ 322.
وعَجْبُ الذَّنَب: قال المنذري: بفتح العين وإسكان الجيم بعدها باء أو ميم، وهو العظم الذي يكون في أسفل الصُّلب.
(2)
عبارة: "حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبي" لم ترد في (ظ 4).
(3)
في (م): قالا. وهو خطأ.
عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْبَهِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَكُونُ أُمَرَاءُ تَلِينُ لَهُمُ الْجُلُودُ، وَتَطْمَئِنُّ إِلَيْهِمُ (1) الْقُلُوبُ، وَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَشْمَئِزُّ مِنْهُمُ الْقُلُوبُ، وَتَقْشَعِرُّ مِنْهُمُ الْجُلُودُ " قَالُوا: أَفَلَا نَقْتُلُهُمْ؟ قَالَ: " لَا مَا أَقَامُوا الصَّلَاةَ "(2).
11232 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَقْعَدُ الْكَافِرِ فِي النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَكُلُّ (3) ضِرْسٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَفَخِذُهُ (4) مِثْلُ وَرِقَانَ، وَجِلْدُهُ سِوَى لَحْمِهِ وَعِظَامِهِ أَرْبَعُونَ (5) ذِرَاعًا "(6).
(1) في (ق): لهم.
(2)
هو مكرر (11224) سنداً ومتناً، وهو حديث صحيح لغيره.
(3)
في (ظ 4) و (ق): كل. بدون واو قبلها.
(4)
في (ق): وفخذاه.
(5)
في (س) و (ص) و (ظ 4): أربعين، وضبب فوقها في (س)، وجاء في هامشها وهامش (ص): أربعون. قال السندي في شرح رواية أربعين: أي يكون أربعين، فهو خبر "يكون" مقدراً، أو مقدار أربعين، فهو من حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه مجروراً. ثم قال السندي: وبعضهم جعلوه "أربعون" كما هو الظاهر.
(6)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف درّاج -وهو ابن سمعان أبو السمح- في رايته عن أبي الهيثم -وهو سليمان بن عمرو العتواري-. ابنُ =
11233 -
وَعَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَوْ أَنَّ مِقْمَعًا مِنْ حَدِيدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ، فَاجْتَمَعَ لَهُ الثَّقَلَانِ مَا أَقَلُّوهُ مِنَ الْأَرْضِ "(1).
= لهيعة -وهو عبدُ الله، وإن يكن سيئ الحفظ- متابع. حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه أبو يعلى (11232) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/ 598 من طريق عمرو بن الحارث، عن درّاج، به. قال الحاكم: صحيح الإِسناد. ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمى في "المجمع" 10/ 391، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه ابنُ لهيعة، وقد وُثِّق على ضعفه.
وله شواهد يصح بها تقدم ذكرها في تخريج حديث ابن عمر السالف برقم (4800).
قال السندي: قوله: "مسيرة ثلاثة أيام": لعل هذا من قبيل الانتفاخ، أو هو زيادة في البدن لمجرد تقبيح الصورة، لا لتعذيب الأجزاء الزائدة حتى يلزم تعذيبها بلا ذنب، وهو تعالى قادر على كل شيء، فيمكن أن يُعَذِّب الأجزاء الأصلية، ويحفظ الزائدة من العذاب.
وَرِقان: في "النهاية": هو بوزن قَطِران: جبل. وفي "القاموس": بكسر الراء، أي: مع فتح الواو: جبل أسود بين العَرْج والرويثة بيمين المصعد من المدينة إلى مكة، حرسهما الله تعالى.
(1)
إسناده ضعيف، وهو إسنادُ سابقه.
وأخرجه أبو يعلى (1388) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(590) من طريق يحيى بن يحيى، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/ 600 من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به، وصححه الحاكم! وسكت عنه الذهبي. =
11234 -
وَعَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " لِسُرَادِقِ النَّارِ أَرْبَعُ جُدُرٍ كُثُفَ، كُلِّ جِدَارٍ مِثْلُ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً "(1).
11235 -
وَقَالَ: " الشِّيَاعُ حَرَامٌ "(2)، قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: يَعْنِي بِهِ
= وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 3880، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه ضعفاء وُثِّقوا.
قال السندي: قوله: "لو أن مِقْمَعاً" بكسر ميم: واحد المقامع، وهي سياط حديد، رؤوسها معوجة.
"ما أقلّوه"، بتشديد اللام، أي: ما رفعوه.
(1)
إسناده ضعيف، وهو إسناد (11232).
وأخرجه أبو يعلى (1389) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" في زيادات نعيم بن حماد (316)، والترمذي (2584)، والطبري في "التفسير" 15/ 239 في تفسير قوله تعالى:{إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سُرادقها} ، والحاكم 4/ 600 - 601 من طريق عمرو بن الحارث، عن درّاج، به. وصححه الحاكم، ولم يرد عند الذهبي في مطبوع "التلخيص".
قال السندي: قوله: "لِسُرادقِ النار"، السُّرَادق، بضم سين: الخيمة.
وقيل: هو الذي يحيط بالخيمة، وله باب يدخل منه الخيمة، وقيل: هو ما يمد فوق البيت. وقوله: "لسرادق النار" يُروى بفتح لام المبتدأ، وبكسرها. كُثُفٍ: جمع كثيف، وهو الثخين الغليظ.
(2)
إسناده ضعيف، وهو إسناد (11232).
وأخرجه أبو يعلى (1396) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل في الضعفاء" 3/ 980 من طريق كامل بن طلحة، عن ابن لهيعة، به، بلفظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن السباع. والسباع: =
الَّذِي يَفْتَخِرُ بِالْجِمَاعِ.
11236 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِلْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، لَوْ أَنَّ الْعَالَمِينَ اجْتَمَعُوا فِي إِحْدَاهُنَّ وَسِعَتْهُمْ (1) "(2).
= المباهاة في النكاح.
وأخرجه ابنُ عدي أيضاً 3/ 980، والبيهقي في "الشعب"(5232) من طريق عمرو بن الحارث، عن درّاج، به. بلفظ:"السِّباع حرام". وذكر ابنُ عدي أن هذا الحديث من جملة ما أُنكر من أحاديثه (يعني درّاج).
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 295، ونسبه إلى أبي يعلى، وفاته أن ينسبه لأحمد، وقال: وفيه درّاج، وثقه ابنُ معين، وضعّفه جماعة.
قال السندي: قوله: "الشياع حرام" ضُبِط بكسر شين معجمة، بعدها مثناة من تحت، في "النهاية": كذا رواه بعضهم، وفسَّره بالمفاخرة بكثرة الجماع. وقال أبو عمر (هو غلام ثعلب): إنه تصحيف، وهو بالسين المهملة والباء الموحدة، وإن كان محفوظاً فلعله من تسمية الزوجة شاعة. وقال في باب السين المهملة: السباع: الجماع، وقيل: كثرته، ومنه الحديث: إنه نهى عن السباع، وهو الفخار بكثرة الجماع. وقيل: هو أن يتسابَّ الرجلان، فيرمي كلُّ واحدٍ صاحبه بما يسوؤه، يقال: سَبَعَ فلانٌ فلاناً: إذا انتقصه وعابه. قلنا: قال الزمخشري في "الفائق" 2/ 146: واشتقاقُه من السَّبْع، لأنه يفعلُ بعِرْضِ أخيه ما يفعلُه السبع بالفريسة، ألا ترى إلى قولهم: يمزقُ فروته، ويأكل لحمه.
(1)
في (س) و (م) وهامش (ص): لوسعتهم. وفي هامش (س): وسعتهم.
وعليها علامة الصحة.
(2)
صحيح لغيره دون قوله: "لو أنَّ العالمين اجتمعوا في إحداهنَّ وسعتهم"، وهذا إسناد ضعيف، وهو إسناد (11232).
وأخرجه أبو يعلى (1398) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد. =
11237 -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ: وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ. قَالَ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي "(1).
= وأخرجه الترمذي (2532)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(231) و (232)، والبيهقي في "البعث والنشور"(262) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو نعيم (231) أيضاً من طريق عمرو بن الحارث، عن درّاج، به.
وأخرجه عبد بن حميد (922)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(230) من طريق زيد بن الحُباب، عن عبد الرحمن بن شريح، عن أبي هانئ -وهو حميد بن هانئ الخولاني-، عن أبي علي الجَنْبي -وهو عمرو بن مالك-، عن أبي سعيد الخدري، مرفوعاً، بلفظ:"إنَّ في الجنة مئة درجة، بين كل درجتين أبعد من السماء إلى الأرض"، وإسناده صحيح على شرط مسلم. (وتحرفت نسبتا أبي هانئ وأبي علي في مطبوع "مسند" عبد بن حميد إلى:"التجيبي").
وقوله: "إن للجنة مئة درجة" له شاهد من حديث أبي هريرة مطولا عند البخاري (2790) و (7423)، سلف 2/ 335 و 339.
وآخر من حديث معاذ عند الترمذي (2530)، سيرد 5/ 240 - 241.
وثالث من حديث عبادة بن الصامت عند الترمذي (2531)، سيرد 5/ 316 و 321.
(1)
حديث حسن بالطريق الآتية برقم (11244)، وإسناده إسناد الحديث (11233).
وأخرجه أبو يعلى (1399) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 133 - 134، والبغوي في "شرح السنة"(1293) من طريقين عن ابن لهيعة، به. بزيادة لفظ:"وارتفاع مكاني"، بعد:"وعزتي وجلالي". =
11238 -
وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيَخْتَصِمُ حَتَّى الشَّاتَانِ فِيمَا انْتَطَحَتَا (1) "(2).
= وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/ 261 من طريق عمرو بن الحارث، عن درّاج، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 207، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى
…
، والطبراني في "الأوسط"، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي أبي يعلى.
قلنا: رواه الطبراني بالإِسناد الآتي برقم (11244)، وهو الإِسناد الثاني لأحمد وأبي يعلى الذي أشار إليه الهيثمي بقوله: رجاله رجال الصحيح، قلنا: لكن فيه انقطاع.
وسيرد بالأرقام (11244) و (11367) و (11729).
وفي الباب عن أبي بكر، مرفوعاً عند أبي يعلى (136) بلفظ:"عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار، فأكثروا منهما، فإن إبليس قال: أهلكتُ الناس بالذنوبِ، فأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار، فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء، وهم يحسبون أنهم مهتدون"، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 207، وقال: وفيه عثمان بن مطر، وهو ضعيف. قلنا: وفيه غيره أيضاً ممن تكلم فيه.
قال السندي: قوله: "أُغوي " من الإِغواء، وهو الضلال.
"أغفر لهم" بيان لسعة رحمته تعالى، وترغيبٌ لهم في الإِكثار من الاستغفار، وبيان أن تابِعَ الشيطان المذكور في القرآن هو من يُصِرُّ ولا يستغفر، وهو المذكور في قوله:{لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ ومِمَّنْ تَبِعَكَ} الآية.
(1)
في (م) و (ص): انتطحا.
(2)
إسناده ضعيف، وهو إسناد الرواية (11232).
وأخرجه أبو يعلى (1400) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 349، وقال: رواه أبو يعلى وأحمد بنحوه، =
11239 -
وَعَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ فِي الْجَنَّةِ كَمَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً "(1).
= وإسناده حسن!
وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه أحمد فيما سلف (9072) عن يحيى بن إسحاق -وهو السيلحيني-، عن ابن لهيعة، عن درَّاج أبي السمح، عن ابن حُجَيرة، عنه. وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة.
وفي الباب أيضاً عن أبي هريرة كذلك عند مسلم (2582)، سلف (7204) بلفظ:"لتؤدُّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقتص للشاة الجمّاء من الشاة القرناء تنطحها".
وعن عثمان، سلف برقم (520) بلفظ:"إن الجَمَّاء لتقصُّ من القرناء يوم القيامة".
وعن أبي ذر، سيرد 5/ 162 وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان، فقال:"يا أبا ذر، هل تدري فيم تنتطحان؟ " قال: لا، قال:"لكن الله يدري، وسيقضي بينهما"، وإسناده ضعيف لجهالة من روى عن أبي ذر.
قال السندي: قوله: "إنه ليختصم"، أي: كُلُّ خصمين يوم القيامة عند الله.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو إسنادُ الرواية (11232).
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(926)، وأبو يعلى (1275) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة"(177)، والبيهقي في "البعث والنشور"(261) من طريق قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة"(177) أيضاً من طريق عمرو بن الحارث، عن درَّاج، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 397، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالُه وُثِّقوا على ضعف فيهم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ويشهد له حديثُ معاويةَ بنِ حَيْدة عند أحمد 5/ 3 أخرجه عن حسن -وهو ابن موسى-، عن حماد -وهو ابن سلمة-، عن الجُريري -وهو سعيد بن إياس-، عن حَكيم بن معاوية، عنه، مرفوعاً، بلفظ:"أنتم توفون سبعين أمة أنتم آخرها وأكرمها على الله عز وجل، وما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاماً، وليأتينَّ عليه يومٌ، وإنه لكظيظ" وإسناده صحيح، حماد بن سلمة سمع من الجُريري قبل اختلاطه، وباقي رجاله ثقات.
وحديثُ عتبة بن غُزوان عند مسلم (2967) مطولاً، وفيه: ولقد ذُكر لنا أنَّ ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام. وسيرد 4/ 174.
قال ابن القيم: فهذا موقوف، فان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذاكر لهم ذلك، كان هذا سعة ما بين باب من أبوابها، ولعله الباب الأعظم، وإن كان الذاكر لهم ذلك غير رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقدم على حديث أبي هريرة. قلنا: يعني الذي سنذكره عقب حديث عبد الله بن سلام في أن سعة ما بين مصراعي الجنة كما بين مكة وبصرى، أو كما بين مكة وهجر.
وحديث عبد الله بن سلام عند الطبراني في "المعجم الكبير"(387) في الجزء المنشور فيما بعد وهو قطعة من الجزء (13) بلفظ: "ما بين مصراعي الجنةِ مقدار أربعين عاماً، وليأتينَّ عليه يومٌ يُزاحَمُ عليه كإزحام الإِبل وردت لخمسٍ ظماء". قال الهيثمي في "المجمع " 10/ 397 بعد أن نسبه إلى الطبراني: وفيه زريك بن أبي زريك، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قلنا: زُرَيك بن أبي زُرَيك -بضم الزاي وفتح الراء كما في "التوضيح" 4/ 294 - ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 451، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 624 ونقل فيه أن ابن معين وابن الجنيد وثقاه، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 348.
وفي الباب كذلك عن أبي هريرة عند البخاري (4712)، ومسلم (194)، =
11240 -
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَصْدَقُ الرُّؤْيَا بِالْأَسْحَارِ "(1).
11241 -
وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا لَهُمْ (2)
= إلَّا أن لفظ البخاري: "ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحِمْير، أو كما بين مكة وبصرى"، ولفظ مسلم:"كما بين مكة وهجر، أو هجر ومكة"، قال القسطلاني: حمير، أي: صنعاء، لأنها بلد حمير. قلنا: وهجر مدينة هي قاعدة بلاد البحرين.
وعن عبد الله بن عمر عند الترمذي (2548)، وأبي نُعيم في "صفة الجنة" (179) بلفظ:"باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة عرضه مسيرةُ الراكب الجواد ثلاثاً، ثم إنهم ليُضْغَطُون عليه حتى تكاد مناكبهم تزول"، قال الترمذي: هذا حديث غريب، سألت محمداً عن هذا الحديث فلم يعرفه، وقال: لخالد بن أبي بكر مناكير عن سالم بن عبد الله.
قال ابن القيم في "حادي الأرواح" ص 44، بعد أن أورد أحاديث الباب ومنها حديث أبي هريرة هذا: فالصحيح المرفوع السالم عن الاضطراب والشذوذ والعلة حديث أبي هريرة المتفق على صحته.
قال السندي: قوله: "ما بين مصراعين": هما البابان المعلقان على منفذ واحد.
(1)
إسناده ضعيف، وهو إسناد الرواية (11232).
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(927) عن الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الترمذي (2274)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 26 و 11/ 342 من طريقين عن ابن لهيعة، به.
وسيأتي برقم (11650).
(2)
لفظ "لهم" ليس في (ق) ولا (م).
فِي التَّأْذِينِ لَتَضَارَبُوا عَلَيْهِ بِالسُّيُوفِ " (1).
11242 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ، مَرَّ الظَّهْرَانِ آذَنَنَا بِلِقَاءِ الْعَدُوِّ، فَأَمَرَنَا بِالْفِطْرِ، فَأَفْطَرْنَا أَجْمَعُونَ (2).
(1) إسناده ضعيف، وهو إسناد الرواية (11232).
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(934) من طريق ابن لهيعة، بالإسناد السابق.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 325، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (615)، ومسلم (437)، لكنه بلفظ:"لو يعلم الناس ما فى النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه".
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير إبراهيم بن إسحاق، وهو الطالقاني، فقد روى له مسلم في "المقدمة"، وأبو داود والترمذي، وهو ثقة وثَّقه ابن معين ويعقوب بن شيبة وابن حبان، وقال الذهبي: ثبت، وقال أبو حاتم: صدوق. ابن المبارك: هو عبد الله، وسعيد بن عبد العزيز: هو التنوخي، وعطية بن قيس: هو الحمصي، وقزعة: هو ابن يحيى أبو الغاوية البصري.
وأخرجه الترمذي (1684) عن أحمد بن محمد بن موسى السِّمْسار، عن عبد الله بن المبارك، به. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه مسلم (1120) عن محمد بن حاتم، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن =
11243 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ "(1).
= معاوية بن صالح، عن ربيعة، حدثني قزعة، قال: أتيت أبا سعيد الخدري وهو مكثور عليه، فلما تفرق الناس عنه
…
سألته عن الصوم في السفر، فقال:"سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام، قال: فنزلنا منزلاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم قد دنوتم من عدوكم والفِطْر أقوى لكم"، فكانت رخصة، فمنا من صام، ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلاً آخر، فقال: "إنكم مُصَبِّحُوا عَدُوِّكم والفِطر أقوى لكم فأفطروا"، وكانت عزمةً فأفطرنا.
وسيأتي بالأرقام (11825) و (11826)، وانظر (11083).
وفي الباب عن عمر، سلف برقم (140).
قال السندي: قوله: آذننا: بالمد من الإِيذان، أي: أعلمنا.
قوله: مر الظهران: الظهران واد قرب مكة، وعنده قرية يقال لها: مر، تضاف إلى هذا الوادي، فيقال: مَرّ الظهران، قاله ياقوت في "معجمه".
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، رشدين: -وهو ابن سعد- ضعيف لكنه قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن غيلان، فمن رجال مسلم، عمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب الأنصاري المصري، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وأبو سلمة بن عبد الرحمن: هو ابن عوف.
وأخرجه مسلم (343)(81)، وأبو داود (217)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 280، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 54، وابن حبان (1168)، والبيهقي في "السنن" 1/ 167 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، به. =
11244 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ لِرَبِّهِ: بِعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ لَا أَبْرَحُ أُغْوِي بَنِي آدَمَ مَا دَامَتِ الْأَرْوَاحُ فِيهِمْ، فَقَالَ لَهُ اللهُ: فَبِعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَبْرَحُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي "(1).
= وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف برقم (448).
وعن رافع بن خديج، سيرد 4/ 143 وفيه النسخ.
وعن عتبان بن مالك، سيرد 4/ 342.
وعن أبي بن كعب، سيرد 5/ 115 وفيه النسخ.
وعن أبي أيوب، سيرد 5/ 416.
وسيأتي برقم (11308)، ومطولاً برقم (11434)، وانظر (11162).
قال السندي: قوله: "الماء"، أي: وجوب الاغتسال بالماء "من الماء"، أي: من خروج الماء المعهود، لا بمجرد الجماع بلا إنزال، واتفقوا على أنه كان في أول الأمر، ثم نسخ، وقيل: هذا في الاحتلام.
(1)
حديث حسن، بالطريق السالفة (11237)، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن عمرو -وهو ابن أبي عمرو القرشي المخزومي أبو عثمان المدني مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب-، من صغار التابعين، وجلُّ روايته عن التابعين، ولم يذكروا من روايته عن الصحابة إلا أنس بن مالك، وقد توفي في أول خلافة أبي جعفر، يعني قرابة سنة 138 هـ، وتوفي أبو سعيد الخدري سنة 74 على الأكثر، وبين وفاتيهما أربع وستون سنة، فالظاهر أنه لم يسمع منه، وقد قال فيه ابن سعد: كان صاحب مراسيل، وقال الذهبي: حديثه صالح حسن منحط عن الدرجة العليا من الصحيح. قال الحافظ ابن حجر في قول الذهبي هذا: حق العبارة أن يحذف "العليا". أبو سلمة: هو منصور بن سلمة الخزاعي، وليث: =
11245 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نَهَارٍ الْعَبْدِيِّ أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى لَيَسْأَلُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يَقُولَ: مَا مَنَعَكَ إِذْ (1) رَأَيْتَ الْمُنْكَرَ تُنْكِرُهُ؟ فَإِذَا لَقَّى الله عَبْدًا حُجَّتَهُ قَالَ: يَا رَبِّ وَثِقْتُ بِكَ، وَفَرِقْتُ مِنَ النَّاسِ "(2).
= هو ابن سعد، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8783) من طريق الليث، بهذا الإِسناد. وقال: لا يروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإِسناد، تفرد به الليث.
قلنا: قد روي بإسنادٍ آخر برقم (11237)، وذكرنا هناك شرحه.
(1)
في (ظ 4) و (ق): إذا.
(2)
في (م): لقَّن.
(3)
إسناده حسن، نهار العبدي -وهو ابن عبد الله المدني- روى له ابن ماجه، قال ابن خراش: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. أبو سلمة: هو منصور بن سلمة الخزاعي، وقد وهم المزي فذكر أنه المغيرة بن سلمة المخزومي، وعبد الله بن عبد الرحمن: هو ابن معمر بن حزم الأنصاري أبو طُوالة.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة نهار العبدي، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو يعلى (1344) من طريق عبد الله بن مسلمة القَعنبي، عن سليمان بن بلال، به.
وقد سلف برقم (11214)، فأنظره.
11246 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، قَالَ: تُوُفِّيَ أَخِي، وَأَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّ أَخِي تُوُفِّيَ، وَتَرَكَ عِيَالًا، وَلِي عِيَالٌ، وَلَيْسَ لَنَا مَالٌ، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ بِعِيَالِي وَعِيَالِ أَخِي حَتَّى نَنْزِلَ بَعْضَ هَذِهِ الْأَمْصَارِ، فَيَكُونَ أَرْفَقَ عَلَيْنَا فِي مَعِيشَتِنَا، قَالَ: وَيْحَكَ لَا تَخْرُجْ، فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَبَرَ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).
11247 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَتَى أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ بَايَعْتَ أَمِيرَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَى أَمِيرٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، بَايَعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَجَاءَ أَهْلُ الشَّامِ، فَسَاقُونِي
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري، قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه ابن معين، وقال ابن المديني: مجهول، وقال الذهبي: ضعفه راجح. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(982) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري، به.
وسيأتي بالأرقام (11554) و (11659).
وقد سلفت شواهده في مسند ابن عمر في الرواية برقم (5935).
إِلَى حُبَيْشِ (1) بْنِ دَلَجَةَ (2) فَبَايَعْتُهُ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِيَّاهَا كُنْتُ أَخَافُ، إِيَّاهَا كُنْتُ أَخَافُ - وَمَدَّ بِهَا حَمَّادٌ صَوْتَهُ -، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَنَامَ نَوْمًا وَلَا يُصْبِحَ صَبَاحًا وَلَا يُمْسِيَ مَسَاءً إِلَّا وَعَلَيْهِ أَمِيرٌ "؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُبَايِعَ أَمِيرَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَى أَمِيرٍ وَاحِدٍ (3).
(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م): جيش، والمثبت من (ظ 4)، وكذلك هو في "توضيح المشتبه" 3/ 461، وقال السندي: حبيش -بحاء مهملة مضمومة، ثم موحدة مفتوحة في الأصل القديم، وقد أعلم فيه بعلامة الإهمال تحت الحاء
…
وفي بعض النسخ: جيش: بجيم مفتوحة، ثم ياء مثناة من تحت، وانظر ترجمته في "تاريخ دمشق" لابن عساكر.
(2)
الضبط من (ظ 4)، وانظر "الاشتقاق" لابن دريد: ص 195.
(3)
إسناده ضعيف لضعف بشر بن حرب: وهو أبو عمرو النَّدَبي، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(604)(زوائد) عن داود بن نوح، عن حماد، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 219، وقال: رواه أحمد، وبشر بن حرب ضعيف.
قال السندي: قوله: ألم أخبر: على بناء المفعول، وليس المقصود الاستفهام من الإخبار، فإن المرء أعلم بحاله من غيره، فلا يحسن السؤال عن غيره بأني أخبرت أم لا، بل المقصود الاستفهام من مطابقة الإخبار الواقع، كأنه قال: أكان الذي أخبرت به أم لا، ولذلك أجاب أبو سعيد بذلك.
قوله: إياها، أي: بيعة أميرين قبل اجتماعهم على واحد.
11248 -
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (1) قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ قَمِيصٌ أَوْ عِمَامَةٌ، ثُمَّ يَقُولُ:" اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ "(2).
(1) في (م) عن أبي سعيد الجريري عن أبي سعيد الخدري، بزيادة لفظة "أبي"، وسقط "عن أبي نضرة" من الإِسناد.
(2)
حيث حسن، وهذا إسناد ضعيف. سعيد الجُرَيري: وهو ابن إياس قد اختلط، وسماع عبد الله بن المبارك منه بعد اختلاطه، وبقية رجاله ثقات. خلف بن الوليد: هو أبو الوليد العتكي الجوهري، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العَبْدِي.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(882)، وأبو داود (4020)، والترمذي (1767)، وفي "الشمائل"(59)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ص 104، والبغوي في "شرح السنة"(3111) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب صحيح!
وزاد أبو داود: قال أبو نضرة: فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدهم ثوباً جديداً قيل له: تُبْلي ويُخْلِفُ الله تعالى.
وأخرجه ابن سعد 1/ 460، وأبو الشيخ ص 103 من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، وابن أبي شيبة في "المصنف" 10/ 403 من طريق يزيد بن هارون، وأبو داود (4021)، والنسائي في "الكبرى"(10141) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(309) -، وابن حبان (5421)، والطبراني في "الدعاء"(398)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(271) من طريق عيسى بن يونس، وأبو يعلى (1082)، وأبو الشيخ ص 102، والحاكم 4/ 192 من طريق حماد بن أسامة، وأبو يعلى (1079)، وابن حبان (5420) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والترمذي (1767) من طريق القاسم بن مالك المُزَني، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(14) من طريق يحيى بن راشد المازني البصري، وأبو داود (4022) من طريق محمد بن دينار، ثمانيتهم عن الجريري، به. وكلهم سمع منه بعد اختلاطه، غير خالد بن عبد الله الواسطي لم يتحرر أمره، أسمع منه قبل الاختلاط أم بعده فيما ذكر الحافظ في مقدمة "الفتح"، ومع ذلك صححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! وقد قال الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 124: وغفل ابن حبان والحاكم عن علته فصححاه.
وأشار أبو داود إلى رواية عبد الوهَّاب الثقفي عن الجريري، ولم يذكر فيه أبا سعيد، وسماع الثقفي منه قبل الاختلاط.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10142) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(310) - من طريق حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي العلاء بن عبد الله بن الشِّخِّير، مرسلاً، وقال: حماد بن سلمة في الجريري أثبت من عيسى بن يونس، لأن الجريري كان قد اختلط، وسماع حماد بن سلمة منه قديم قبل أن يختلط.
وقال يحيى بن سعيد القطان: قال كهمس: أنكرنا الجريري أيام الطاعون، وحديث حماد أولى بالصواب من حديث عيسى وابن المبارك، وبالله التوفيق.
قلنا: وقد حسَّنه الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 122. وإنما حسنه الحافظ لشاهده الذي رواه أبو داود والترمذي (3458) وحسَّنه، والحاكم 1/ 507 من حديث معاذ بن أنس.
وسيرد برقم (11469).
قال السندي: قوله: إذا استجدَّ ثوباً، أي: ليس ثوباً جديداً.
قوله: من خيره: بأن يستر عورة البدن، ويكون ملائماً له. =
11249 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ بْنِ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ (1) بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَّنِي جِبْرِيلُ فِي الصَّلَاةِ، فَصَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، وَصَلَّى الْعَصْرَ حِينَ كَانَ الْفَيْءُ قَامَةً، وَصَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، وَصَلَّى الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، وَصَلَّى الْفَجْرَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، ثُمَّ جَاءَهُ (2) الْغَدُ، فَصَلَّى الظُّهْرَ وَفَيْءُ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُهُ، وَصَلَّى الْعَصْرَ وَالظِّلُّ قَامَتَانِ، وَصَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، وَصَلَّى الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ، وَصَلَّى الصُّبْحَ حِينَ كَادَتِ الشَّمْسُ تَطْلُعُ، ثُمَّ قَالَ: الصَّلَاةُ فِيمَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ "(3).
= قوله: وخير ما صُنع له: هو استعماله في الطاعة.
(1)
في (س) و (ص) و (ق) و (م): بكر، وهو تحريف.
(2)
في (ظ 4): جاء.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عبد الله بن لهيعة خلط بعد احتراق كتبه، وإسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع-، قال أحمد: روى عن عبد الله بن لهيعة قبل احتراق كتبه، نقله عنه ابن عدي. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 147، والطبراني في "الكبير"(5443) من طريقين عن ابن لهيعة، بهذا الإِسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 303، وقال: رواه أحمد والطبراني =
11250 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
= في "الكبير"، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف.
وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله، سيأتي 3/ 330 - 331، وإسناده صحيح.
وآخر من حديث ابن عباس، سلف برقم (3081)، وإسناده حسن.
وثالث من حديث أبي مسعود الأنصاري عند الطبراني في "الكبير" 17/ (718)، والبيهقي في "السنن" 1/ 361 - 362، وفي "المعرفة"(2344).
ورابع من حديث أبي هريرة عند النسائي في "المجتبى" 1/ 249 - 250، البزار (368)، الحاكم 1/ 194.
وخامس من حديث عمرو بن حزم عند عبد الرزاق في "المصنف"(2032).
وسادس من حديث أنس عند الدارقطني في "السنن" 1/ 260.
وفي باب مواقيت الصَّلاة.
من حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6966).
وحديث أنس، سيرد 3/ 113.
وحديث أبي مسعود الأنصاري، سيرد 4/ 120 - 121.
وحديث بريدة الأسلمي، سيرد 5/ 349.
وحديث أبي موسى الأشعري عند مسلم (614)(178).
قال السندي: قوله: "وصلى العصر"، أي: يسرع فيها. وأما قوله فيما بعد: "فصلى الظهر وفيء كل شيء مثله"، فالمراد، أي: فرغ منها، إذ المطلوب ضبط الأوقات، وهو يحصل بالشروع في المرة الأولى والفراغ في المرة الثانية، فبالشروع في أول المرتين ينضبط أول الوقت، وبالفراغ في آخرهما ينضبط آخر الوقت، فاندفع ما قيل: إن هذا الحديث يقتضي التداخل بين الأوقات، أو نسخ أول وقت =
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَالسِّوَاكُ، وَأَنْ (1) يَمَسَّ مِنَ الطِّيبِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلَوْ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ "(2).
= العصر، والله تعالى أعلم.
قلنا: لم يذكر في حديث أبي سعيد هذا في صلاة المغرب سوى وقت واحد، والأصح أن وقتها يمتد إلى سقوط الشفق، وقد سلف ذلك مفصلاً في حديث ابن عباس ج 5/ 204، فأنظره.
(1)
في (م): وإنما.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه، وابن لهيعة قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، فمن رجال مسلم. بكير: هو ابن عبد الله الأشج.
وأخرجه ابن حبان (1233) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير، بهذا الإِسناد، وقرن مع بكير سعيد بن أبي هلال.
وأخرجه مسلم (846)(7)، والبيهقي في "السنن" 3/ 242، من طريق عمرو بن سواد العامري، وأبو داود (344)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 92 عن محمد بن سلمة المرادي، كلاهما عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال وبكير بن الأشج، به. وزادو في آخره: إلا أن بكيراً لم يذكر عبد الرحمن، وقال في الطيب: ولو من طيب المرأة.
وأخرجه البخاري (880)، وابن خزيمة (1745)، والبيهقي 3/ 242 من طريق شعبة، وابن خزيمة (1744)، وأبو يعلى (1100) من طريق محمد بن المنكدر، كلاهما عن أبي بكر بن المنكدر، عن عمرو بن سُلَيم، عن أبي سعيد، به دون ذكر عبد الرحمن بن أبي سعيد في الإِسناد. وقد سقط من مطبوع أبي يعلى اسم أبي بكر بن المنكدر. =
11251 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ:
= وأخرجه الطيالسي (2216)، عن فليح، عن أبي بكر بن المنكدر، عن عمرو بن سليم، عن أبي سعيد، دون ذكر عبد الرحمن بن أبي سعيد.
فيكون بُكير -في رواية- وشعبةُ وفليحٌ ومحمدُ بنُ المنكدر لم يذكروا في الإِسناد عبد الرحمن بن أبي سعيد، وذكره بكير -في رواية أحمد هذه، وعند ابن حبان- وسعيدُ بن أبي هلال، كما سيأتي برقم (11658).
قال الدارقطني في "العلل" 3/ الورقة 235 في هذا الحديث:
يرويه أبو بكر بن المنكدر، واختلف عنه، فرواه سعيد بن أبي هلال، وبكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبي بكر بن المنكدر، عن عمرو بن سُلَيم الزرقي، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، فضبطا إسناده وجوَّداه.
قلنا: يعني بزيادة عبد الرحمن بن أبي سعيد في الإِسناد. ووهم الحافظ في "الفتح" 2/ 365 في قوله: إن أحمد أخرج الحديث من طريق ابن لهيعة، عن بكير، ليس فيه عبد الرحمن، بل هو فيه كما تراه، والحافظ نفسه ذكره في "أطراف المسند" 6/ 271. وتعقب الحافظُ الدارقطنيَّ في قوله: فضبطا إسناده وجوَّداه بقوله: وليس كما قال، بل المنفرد بزيادة عبد الرحمن هو سعيد بن أبي هلال، وقد وافق شعبةَ وبكيراً على إسقاطه محمدُ بنُ المنكدر أخو أبي بكر، أخرجه ابن خزيمة، والعدد الكثير أولى بالحفظ من واحد.
قلنا: بل تابع سعيداً بإثبات هذه الزيادة بكيرٌ أيضاً في رواية أحمد.
ثم قال الحافظ: والذي يظهر أن عمرو بن سُلَيم سمعه من عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، ثم لقي أبا سعيد فحدثه، وسماعه منه ليس بمنكر لأنه قديم، ولد في خلافة عمر بن الخطاب، ولم يوصف بالتدليس.
قلنا: رواية عمرو بن سليم عن أبي سعيد في "الصحيحين"، وبزيادة عبد الرحمن بن أبي سعيد يكون الإِسناد من المزيد في متصل الأسانيد، على قول =
سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ [يَقُولُ](1): إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: نَهَى عَنِ الْوِصَالِ، قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا لَكَ أَنْتَ (2) تَفْعَلُهُ؟ قَالَ:" إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ، إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى "(3).
11252 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنَّا نَتَنَاوَبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَبِيتُ عِنْدَهُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ، أَوْ يَطْرُقُهُ أَمْرٌ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَبْعَثُنَا، فَيُكْثِرُ الْمُحْتَسِبِينَ (4)
الحافظ.
وانظر (11027).
قال السندي: قوله: "على كل محتلم"، أي: واجب عليه كما جاء به التصريح في رواية الحديث، والسواك، أي: واجب، وكذلك مَسّ الطيب، لكن الظاهر أن المراد بالواجب تأكيد الثبوت، وهو أن يكون سنة مؤكدة مثله، والله تعالى أعلم.
(1)
ما بين حاصرتين من (م).
(2)
في (م): أن، وهو تحريف.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف بشر بن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدِّب.
وأخرجه أبو يعلى (1407) من طريق خلف بن هشام، عن حماد بن زيد، به.
وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11055).
(4)
في النسخ: الْمُحْتَسِبِينَ، وضبب فوقها في (س)، وجاء في هامش (س) و (ص) و (ق): الْمُحْتَسِبُونَ. قال السندي: جاء بالنصب في الأصول على أن يُكْثِرُ =
وَأَهْلُ النُّوَبِ، فَكُنَّا نَتَحَدَّثُ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ:" مَا هَذِهِ النَّجْوَى، أَلَمْ أَنْهَكُمْ عَنِ النَّجْوَى؟ " قَالَ: قُلْنَا نَتُوبُ إِلَى اللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّمَا كُنَّا فِي ذِكْرِ الْمَسِيحِ فَرَقًا (1) مِنْهُ، فَقَالَ:" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْمَسِيحِ عِنْدِي؟ " قَالَ: قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: " الشِّرْكُ الْخَفِيُّ؛ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يَعْمَلُ لِمَكَانِ رَجُلٍ "(2).
= من الإِكثار، أي: فَيُكْثِرُ ذلك الفعل منَّا -وهو النزول والبيتوية- المحتسبين عنده، وفي بعض النسخ: الْمُحْتَسِبُونَ بالرفع، فيكون يَكْثُرُ من الكثرة.
(1)
في (ظ 4): فرقنا، وهي نسخة في هامش (ق).
(2)
إسناده ضعيف لضعف كثير بن زيد: وهو الأسلمي، ورُبَيْح بن عبد الرحمن، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البزار مختصراً (2447)(زوائد)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1781)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1034 من طريق محمد بن عبد الله بن الزبير، بهذا الإِسناد. وقال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4204) من طريق أبي خالد الأحمر، عن كثير، به.
وأخرجه الحاكم 4/ 329 من طريق دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم العُتواري، عن كثير، به. ودراج يضعف في روايته عن أبي الهيثم، ومع ذلك صححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" في موضعين 1/ 315، وقال: رواه أحمد رجاله موثقون! و 9/ 22 وقال: رواه البزار، رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف!
قال السندي: قوله: كنا نتناوب، أي: نحضر عنده بالنوبة.
قوله: فيبعثنا: من البعث، أي: في تلك الحاجة، وذلك الأمر.
قوله: فرقاً، بفتحتين، أي: خوفاً. =
11253 -
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي الْعُمَرِيَّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ (1) أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ "(2).
11254 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمًا يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ، وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ "(3).
= قوله: أن يقوم: بدل: أو بيان للشرك الخفي، والمراد الرياء في أعمال البر، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ظ 4): خمسة.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله: وهو ابن عمر العمري، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم. حماد بن خالد: هو الخياط القرشي، والعلاء بن عبد الرحمن: هو ابن يعقوب الحُرَقي.
وقد سلف برقم (11030).
(3)
إسناده صحيح على شرط البخاري، على قلب في إسناده، ففيه عبد الله بن عبد الرحمن، وإنما الصواب هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، كما بيناه في الرواية رقم (11032).
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 10، وابن ماجه (3980) من طريق ابن نمير، =
11255 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ أَنْ يَرَى أَمْرًا (1) لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالًا (2)، ثُمَّ لَا يَقُولُهُ، فَيَقُولُ اللهُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: رَبِّي خَشِيتُ النَّاسَ، فَيَقُولُ: وَأَنَا أَحَقُّ أَنْ تَخْشَى (3) "(4).
= بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (11032).
(1)
في (م): أمر الله، وهو خطأ.
(2)
قال السندي: هكذا بالنصب في النسخ، والظاهر الرفع، ولعل وجه النصب أنه بدل من "أمراً"، على معنى ان يرى لله عليه في أمره مقالاً.
(3)
في (م): يخشى.
(4)
إسناده ضعيف، أبو البختري: وهو سعيد بن فيروز الطائي، لم يسمع من أبي سعيد، بينهما راوٍ، هو رجل مبهم كما رواه شعبة برقم (11868)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمرو بن مرة: هو المرادي الجَمَلي.
وأخرجه ابن ماجه (4008) من طريق ابن نمير، بهذا الإِسناد، وقال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح رجاله ثقات!
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(971)، والبيهقي في "السنن" 10/ 90 - 91 من طريق محمد بن عبيد، وابن ماجه (4008)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 384 من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، به.
وسيأتي بالأرقام (11440) و (11699) و (11868)، وقد سلف نحوه بإسنادٍ =
11256 -
حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِزْرَةُ (1) الْمُؤْمَنِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ فَمَا كَانَ إِلَى الْكَعْبِ فَلَا بَأْسَ، وَمَا كَانَ تَحْتَ الْكَعْبِ فَفِي النَّارِ "(2).
11257 -
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ (3) بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
= صحيح (11017) ولفظه: "لا يمنعن أحدكم هيبةُ الناس أن يقول في حقٍّ إذا رآه أو شهده أو سمعه".
قال السندي: قوله: "لا يحقرن": من حقره -كضرب-، والتحقير بمعناه، فيمكن جعله منه.
قوله: "أن يرى"، أي: بأن يرى.
قوله: "عليه"، أي: على أحدكم.
قوله: "فيه"، أي: في ذلك الأمر.
قوله: "ثم لا يقوله": فإنه حقر نفسه في الدنيا: بأن خاف من غيره تعالى، وترك ما جعل الله تعالى له من الحكومة، وفي الآخرة: حيث جعل نفسه في محل الاعتراض، ثم العقوبة إن لم يكن عفو الكريم.
(1)
في (ظ 4): قدر إزرة، وقد استدرك لفظ "قدر" على هامشها.
(2)
حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً وقد عنعن- توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/ 391 عن يعلى بن عبيد، بهذا الإِسناد.
وقد سلف بالأرقام (11010) و (11028).
(3)
في (ظ 4) وهامش (س) و (ص): عن الوليد.
كَعْبٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ مَرَّةً: عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَتَوَضَّأُ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ، وَهِيَ بِئْرٌ يُلْقَى فِيهَا الْحِيَضُ وَالنَّتْنُ وَلُحُومُ الْكِلَابِ؟ قَالَ:" الْمَاءُ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ "(1).
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج، قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال، وقال ابن منده: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، والوليد بن كثير: هو المخزومي، ومحمد بن كعب: هو القرظي.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 19/ 84 (ترجمة عبيد الله بن عبد الله بن رافع) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 141 - 142، وأبو داود (66)، والترمذي (66)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 174، وابن الجارود في "المنتقى"(47)، والدارقطني في "السنن" 1/ 29 - 30، والبيهقي في "السنن" 1/ 4 و 257 من طريق أبي أسامة، بهذا الإِسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد جود أبو أسامة هذا الحديث، فلم يروِ أحدٌ حديث أبي سعيد في بئر بضاعة أحسن مما روى أبو أسامة، وقد رُوي هذا الحديث من غير وجهٍ عن أبي سعيد. وفي الباب عن ابن عباس وعائشة.
ونقل المزي عن الإمام أحمد قوله: حديث بئر بضاعة صحيح، وزاد الحافظ في "التلخيص" 1/ 13 أنه صححه أيضاً يحيى بن معين وأبو محمد بن حزم، ثم قال: ونقل ابن الجوزي أن الدارقطني قال: إنه ليس بثابت، ولم نر ذلك في "العلل" له ولا في "السنن"، وقد ذكر في "العلل" الاختلاف فيه على ابن إسحاق =
11258 -
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي فِطْرٌ (1)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" فِيكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ، كَمَا قَاتَلَ (2) عَلَى تَنْزِيلِهِ "(3).
11259 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَلَكَ
= وغيره، وقال في آخر الكلام عليه: وأحسنها إسناداً رواية الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب، يعني عن عبيد الله بن عبد الله بن رافع، عن أبي سعيد، وأعلّه القطان بجهالة راويه عن أبي سعيد، قال ابن القطان: وله طريق أحسن من هذه.
قلنا: يعني طريق سهل بن سعد، وقد ذكرناها مع الحكم عليها في الرواية السالفة برقم (11119)، وبسطنا هناك القول في شواهده أيضاً، وذكرنا طرقه الواردة في مسند أبي سعيد.
الحِيَض: بكسر الحاء وفتح الياء: الخرق التي يمسح بها دم الحَيْض. قاله السندي في حاشيته على النسائي.
(1)
في النسخ الخطية و (م): قطن، وهو تحريف، والمثبت من "أطراف المسند" 6/ 248.
(2)
في (ق): أقاتل، وهي نسخة في هامش (س) و (ص).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير فطر: وهو ابن خليفة المخزومي، فقد روى له البخاري، مقروناً، وقد توبع. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة بن زيد القرشي. وإسماعيل بن رجاء: هو ابن ربيعة الزُّبيدي.
وسيأتي بالأرقام (11289) و (11775)، ومطولاً برقم (11773)، وسنخرجه هناك.
الْمُثْرُونَ " قَالُوا: إِلَّا مَنْ؟ قَالَ: " هَلَكَ الْمُثْرُونَ "، قَالُوا: إِلَّا مَنْ؟ قَالَ: " هَلَكَ الْمُثْرُونَ "، قَالُوا: إِلَّا مَنْ؟ قَالَ: حَتَّى خِفْنَا أَنْ يَكُونَ قَدْ وَجَبَتْ، فَقَالَ: " إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ " (1).
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العَوْفي: وهو ابن سَعْد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي. والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(888) عن محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن ماجه مختصراً (4129)، وأبو يعلى (1083) من طريقين عن الأعمش، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 120، وقال: رواه ابن ماجه باختصار، ورواه أحمد، وفيه عطية بن سعد، وفيه كلام وقد وثق!
وسيكرر برقم (11491).
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف 2/ 309، ولفظه:"هلك المكثرون إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا -ثلاث مرات حثى بكفه عن يمينه، وعن يساره، وبين يديه- وقليل ما هم". وإسناده صحيح.
وآخر من حديث أبي ذر، سيرد 5/ 152، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وثالث من حديث ابن مسعود عند ابن حبان (3217).
ورابع من حديث ابن عباس عند الخطيب في "تاريخه" 7/ 264 - 265.
قال السندي: قوله: "هلك المثرون": اسم فاعل من أثرى: إذا كثر ماله.
قوله: "إلا من": تلقين لذكر الاستثناء إن كان في الباب استثناء.
11260 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجَنِينِ، يَكُونُ فِي بَطْنِ النَّاقَةِ أَوِ الْبَقَرَةِ أَوِ الشَّاةِ، فَقَالَ:" كُلُوهُ إِنْ شِئْتُمْ، فَإِنَّ ذَكَاتَهُ ذَكَاةُ أُمِّهِ "(1).
11261 -
حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، لضعف مجالد: وهو ابن سعيد، وقد توبع بالرواية الآتية برقم (11343)، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الوَدَّاك: هو جبر بن نوف البكالي.
وأخرجه عبد الرزاق (8650)، وابن أبي شيبة 14/ 179، وأبو داود (2827)، والترمذي (1476)، وابن ماجه (3199)، وابن الجارود في "المنتقى"(900)، والدارقطني في "السنن" 4/ 273، 274، والبيهقي في "السنن" 9/ 335، من طرق عن مجالد، بهذا الإِسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير هذا الوجه عن أبي سعيد، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي أحمد وإسحاق.
وسيأتي بالأرقام (11343) و (11414) و (11495).
وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند أبي داود (2828)، والدارمي 2/ 84، والدارقطني 4/ 273، وأبي نعيم في "الحلية" 7/ 92، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 92، والحاكم 4/ 114، والبيهقي 9/ 334 - 335، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قلنا: في إسناده أبو الزبير وهو مدلس، وقد عنعن. =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ
= وآخر من حديث ابن عمر عند الحاكم 4/ 114، والدارقطني 4/ 271، والطبراني في "الصغير"(20) و (1067)، والبيهقي في "السنن" 9/ 335، وفيه ضعف، والصحيح وقفه.
قال السندي: قوله: "كلوه"، أي: إذا خرج ميتاً بعد ذبح الأم.
قوله: "ذكاة أمه"، أي: ذبح الأم يكفي في حِلِّه، وعليه الجمهور، وخلافه غير قوي.
قلنا: يعني قول أبي حنيفة من أنه لا يحل أكل الأجنة إلا ما خرج من بطون الأمهات حية، فذبحت، واختلاف الحكم ناشئ من اختلاف قراءة الحديث، فقد ذكر ابن الأثير في "النهاية" (ذكا) أن هذا الحديث يروى بالرفع والنصب -كما في إحدى رواياته:"ذكاة الجنين ذكاة أمه"- فمن رفعه جعله خبر المبتدأ الذي هو ذكاة الجنين، فتكون ذكاة الأم هي ذكاة الجنين فلا يحتاج إلى ذبحٍ مستأنف، ومن نصب كان التقدير: ذكاة الجنين كذكاة أمه، فلما حذف الجارُّ نُصِبَ، أو على تقدير: يُذَكَّى تذكيةً مثل ذكاة أمه، فحذف المصدر وصفته وأقام المضاف إليه مقامه، فلا بد عنده من ذبح الجنين إذا خرج حيّاً. ومنهم من يرويه بنصب الذكاتين، أي: ذكُّوا الجنين ذكاةَ أمه.
وقال ابن المنذر، فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 4/ 192: لم يرو عن أحدٍ من الصحابة والتابعين، وسائر العلماء أن الجنين لا يؤكل إلا باستئناف الذكاة فيه، إلا ما روي عن أبي حنيفة، ولا أحسب أصحابه وافقوه عليه. قلنا: بل وافقه عليه زفر بن الهذيل والحسن بن زياد اللؤلؤي، وفي "المبسوط" روي عن محمد بن الحسن: إنما يؤكل الجنين إذا أشعر وتبينت خلقته، فأما قبل ذلك، فهو بمنزلة المضغة فلا يؤكل، وبه قال مالك والليث وأبو ثور. انظر "البناية" 9/ 56 للبدر العيني.
وقد شرط بعضهم الإِشعار، فقد روى عبد الرزاق (8642) بسند صحيح عن =
السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا صِغَارَ الْأَعْيُنِ، عِرَاضَ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ أَعْيُنَهُمْ حَدَقُ الْجَرَادِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ، وَيَتَّخِذُونَ الدَّرَقَ حَتَّى يَرْبُطُوا خُيُولَهُمْ بِالنَّخْلِ " (1).
= ابن عمر قال في الجنين: إذا خرج ميتاً وقد أشعر أو وَيَّر، فذكاته ذَكاة أُمِّه.
وانظر ما كتبه العلامة ابن القيم في "تهذيب مختصر سنن أبي داود" 4/ 119 - 121.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري، فإنه حسن الحديث على أنه قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان.
وأخرجه ابن ماجه (4099) من طريق عمار بن محمد، بهذا الإِسناد، وقال البوصيري في "الزوائد": إسناده حسن، وعمار بن محمد مختلف فيه.
وأخرجه ابن حبان (6747) من طريق أبي عبيدة عبد الملك بن معن، عن الأعمش، به.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2929)، ومسلم (2912)، وسلف 2/ 271.
وآخر من حديث عمرو بن تغلب عند البخاري (2927)، سيرد 5/ 69.
قال السندي: قوله: "حدق الجراد" بفتحتين، أي: أعين الجراد من الصِّغَر.
قوله: "ويتخذون الدَّرَق" بفتحتين، واحدها: درقة، قيل: هي ترس من جلود ليس فيه خشب ولا عصب.
قوله: "حتى يربطوا"، أي: يدخلون بلادكم حتى يربطوا.
وقوله: "المجان المطرقة"، أي: التراس التي ألبست العقب شيئاً فوق الشيء، ومنه طارَقَ النعل، إذا صيَّرها طاقاً فوق طاق، وركَّب بعضها فوق بعض، ورواه بعضهم بتشديد الراء للتكثير، والأول أشهر، قاله ابن الأثير في "النهاية":(طرق).
11262 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ (1)، فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ فِي فِيهِ "(2).
(1) لفظ: في الصلاة، ليس في (س) و (ق) و (ص) و (م)، وهي مثبتة من (ظ 4)، ومصادر التخريج من طريق وكيع.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، وابن أبي سعيد: وهو عبد الرحمن، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 427 - ومن طريقه مسلم (2995)(95)، والبيهقي في "السنن" 2/ 289 - ، وأبو داود (5027) -ومن طريقه البيهقي 2/ 289 - ، عن ابن العلاء، كلاهما عن وكيع، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(221) عن حسن بن بشر بن القاسم، عن سفيان، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(949) و (951)، ومسلم (2995)(57) و (58)، وأبو داود (5026)، وابن خزيمة (919)، والبيهقي في "الشعب"(9368) من طرق عن سهيل، به، دون زيادة: في الصلاة.
وأخرجه مسلم (2995)(59)، وأبو يعلى (1162)، وابن حبان (2360) من طريق جرير، عن سهيل، عن أبيه وعن أبي سعيد، به.
وقع في مطبوع مسند أبي يعلى: أو عن ابن أبي سعيد، على الشك، وهو خطأ.
وسيأتي بالأرقام (11323) و (11889) و (11916).
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (6226)، ومسلم (2994)، وقد سلف 2/ 397.
11263 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ قَائِمًا عَلَى رِجْلَيْهِ (1).
11264 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ نَامَ عَنِ (2) الْوَتْرِ أَوْ نَسِيَهُ، فَلْيُوتِرْ إِذَا ذَكَرَهُ أَوْ اسْتَيْقَظَ (3) "(4).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن قيس: وهو الفَرَّاء، فمن رجال مسلم.
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب في الرواية رقم (4919)، وانظر (11315).
(2)
في (م): على.
(3)
في (ظ 4): واستيقظ، بالواو بدل أو.
(4)
حديث صحيح، عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -وإن يكن ضعيفاً- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه الترمذي (465)، والمروزي في "قيام الليل" ص 142 (مختصراً) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. زاد المروزي: قال وكيع: يعني من ليلته.
وأخرجه ابنُ ماجه (1188) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر، وسويد بن سعيد، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، به.
وأخرجه المروزي في "قيام الليل" ص 142 من طريق عبد الله بن نافع، عن عبد الرحمن بن زيد، به، بلفظ: قيل له (يعني للنبي صلى الله عليه وسلم: أحدنا يُصبح، ولم =
11265 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ "(1).
= يُوتر، يغلبه النوم؟ قال:"فليُوتر وإن أصبح".
وقد تابع عبدَ الرحمن بنَ زيد محمدُ بن مطرف فيما أخرجه أبو داود (1431)، والدارقطني في "السنن" 2/ 22، والحاكم في "المستدرك" 1/ 302، والبيهقي في "السنن" 2/ 480 كلهم من طريق محمد بن مطرف المدني، عن زيد بن أسلم، به. وهذا إسناد صحيح على شرطهما. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الترمذي (466) من طريق عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ:"من نام عن وتره فليصل إذا أصبح"، وهذا مرسل. قال الترمذي: وهذا أصحُّ من الحديث الأول. ثم قال: سمعتُ أبا داود السِّجزي يقول: سألتُ أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؟ فقال: أخوه عبد الله لا بأس به. وسمعت محمداً (يعني البخاري) يذكر عن علي بن عبد الله (يعني المديني) أنه ضعَّف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقال: عبد الله بن زيد بن أسلم ثقة.
قال السندي: قوله: "فليُوتر إذا ذكره"، أي: ولو بعد الصبح، فيدلُّ الحديثُ على تأكد الوتر، وأنه يُقضى كالفرض، فيمكن أن يَسْتدِلَّ به من يُوجبه.
ونقل الحافظ في "الفتح" 2/ 480 عن ابن قدامة قوله: لا ينبغي لأحد أن يتعمد ترك الوتر حتى يصبح.
قلنا: وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام: "الوتر بليل"، وقد سلف برقم (11001)، وقوله:"أوتروا قبل الصبح"، وسلف برقم (11097).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، =
11266 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:{يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} [الأنعام: 158]، قَالَ:" طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا "(1).
= وسفيان: هو الثوري، وعمرو بن يحيى: هو ابن عمارة بن أبي حسن المازني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 509، ومسلم (2374)(163)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 315، وفي "شرح مشكل الآثار"(1027) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (6916)، ومسلم (2374)(163)، وأبو يعلى (1368)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 315، وفي "شرح مشكل الآثار"(1026)، وابن حبان (6237) من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه أبو داود (4668)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 315، وفي "شرح مشكل الآثار"(1028)، والطبراني في "الأوسط"(262) من طرق عن عمرو بن يحيى، به.
وسيأتي مطولاً بالأرقام (11286) و (11365)، وانظر (3703).
قال السندي: قوله: "لا تخيروا" من التخيير، أرشدهم إلى ما ينبغي لهم من التأدب مع الكل، إذ التخيير ربما يؤدي إلى التنقيص وسوء الأدب، وهذا لا ينافي أن يكون بعضُهم أفضلَ كما يدل عليه قوله تعالى:{تلك الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُم على بعض} [البقرة: 253].
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن، وعطية العوفي: وهو ابن سَعْد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(902)، والترمذي (3071)، وأبو يعلى (1353)، والطبري في "تفسيره"(14202) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. =
11267 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ الْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَةً: عَلْقَمَةَ بْنَ عُلَاثَةَ الْجَعْفَرِيَّ، وَالْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيَّ، وَزَيْدَ الْخَيْلِ الطَّائِيَّ، وَعُيَيْنَةَ بْنَ بَدْرٍ الْفَزَارِيَّ قَالَ: فَقَدِمَ عَلِيٌّ بِذَهَبَةٍ مِنَ الْيَمَنِ بِتُرْبَتِهَا، فَقَسَمَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمْ (1).
= وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواه بعضهم ولم يرفعه.
وأخرجه الطبري في "تفسيره"(14201) من طريق يحيى بن عيسى، عن ابن أبي ليلى، به.
وأخرجه موقوفاً ابن أبي شيبة 15/ 179 عن وكيع، به.
وسيكرر برقم (11938) سنداً ومتناً.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (4635)، ومسلم (157)(248)، وقد سلف 2/ 445 - 446.
وآخر من حديث أبي ذر عند مسلم (159)(250)، وسيرد 5/ 165.
وثالث من حديث صفوان بن عسال، سيرد 4/ 240، 241.
ورابع من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6881).
وخامس من حديث ابن عباس عند الطبري في "تفسيره"(14224).
وسادس من حديث عبد الله بن مسعود عند الطبري (14199).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات. والد وكيع: وهو الجرَّاح بن مليح الرؤاسي، مختلف فيه، وثقه ابن معين مرة، وضعّفه أخرى، وقال الدارقطني: ليس بشيء كثير الوهم، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو داود: =
11268 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: فِي سَبِيلِ اللهِ، وَابْنِ السَّبِيلِ، وَرَجُلٍ كَانَ لَهُ جَارٌ، فَتَصَدَّقَ عَلَيْهِ فَأَهْدَى لَهُ "(1).
= ثقة. فحديثه حسن في المتابعات، وقد توبع عليه دون قوله:"فقدم علي" فقد اتفقوا على أن علياً كان باليمن لم يحضر القسمة، ولكنه بعث بها. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد بن مسروق: هو الثوري والد سفيان، وابن أبي نُعْم: هو عبد الرحمن البَجَلي.
وأخرجه بنحوه مطولاً ابن أبي عاصم في "السنة"(910) من طريق عيسى بن يونس، عن الجراح بن مليح، به.
وقوله: فقدم عليٌّ .. ثبت بأسانيد صحيحة أن علياً كان إذ ذاك باليمن، ولم يحضر القسمة. انظر (11008) و (11648).
وقوله: علقمة بن علاثة الجعفري، نسبة إلى أحد أجداده فهو علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب.
وقد سلفت تراجمهم في الرواية رقم (11008).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن، وعطية: وهو ابن سعد العوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 210، وأبو يعلى (1202)، من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(895)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 19، والبيهقي في "السنن" 7/ 23 من طريق عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، به.
وأخرجه أبو داود (1637)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 19، =
11269 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُلَيْدِ (1) بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: ذُكِرَ الْمِسْكُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " هُوَ أَطْيَبُ الطِّيبِ "(2).
= والبيهقي في "السنن" 7/ 22 من طريق عمران البارقي، عن عطية، به.
وتحرف في مطبوع أبي داود عمران إلى: عمر.
وسيأتي برقم (11358)، وسيكرر برقم (11929)، وانظر (11538)، فقد رواه عن عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، وهذا إسناد صحيح، وقد أعل بما لا يقدح فيه كما سيأتي بيانه في موضعه.
قال السندي: قوله: "في سبيل الله"، أي: خارج في سبيل الله.
قوله: "ورجل .. ": المراد من انتقل إليه بسبب حلال صدقة تصدق بها على آخر.
(1)
في (م): حدثنا خليد.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، خليد بن جعفر: وهو ابنُ طريف الحنفي، وأبو نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي من رجاله، والباقي من رجال الشيخين.
وأخرجه الترمذي (992)، والحاكم 1/ 361 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق، وقد كره بعض أهل العلم المسك للميت.
وأخرجه الطيالسي (2169)، والترمذي (991)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 39، وفي "الكبرى"(2032)، والحاكم 1/ 361 من طرق، عن شعبة، به.
وسيأتي بالأرقام (11311) و (11426) و (11439) و (11590) و (11646) و (11832).
11270 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عِيسَى الْأُسْوَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عُودُوا الْمَرِيضَ، وَاتَّبِعُوا الْجَنَازَةَ، تُذَكِّرُكُمُ الْآخِرَةَ "(1).
11271 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" الْوَسَطُ الْعَدْلُ {جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} "(2)[البقرة: 143].
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عيسى الأُسواري، فقد روى له مسلم متابعة، والبخاري في "الأدب المفرد"، وروى عنه جمع، ووثقه الطبراني، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وهمَّام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 235، ومن طريقه عبد بن حميد في "المنتخب"(1001) عن وكيع، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابنُ المبارك في "الزهد"(248)، والطيالسي (2241)، والبزار (822)، وأبو يعلى (1119) و (1222)، وابن حبان (2955)، والقضاعي (727)، والبيهقي في "الشعب"(9180)، والبغوي في "شرح السنة"(1503) من طريق همام، به.
وقد سلف برقم (11180).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان.
وقد سلف برقم (11068)، وسيأتي مطولاً برقم (11283).
11272 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: " أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي "(1).
11273 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنِ الْمُحْرِمِ يَقْتُلُ الْحَيَّةَ؟ فَقَالَ:" لَا بَأْسَ بِهِ "(2).
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي: وهو ابن سَعْد، وفضيل بن مرزوق: وهو الأغر الرَّقاشي، صدوق حسن الحديث.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1381) و (1382)، والبزار (2526)"زوائد"، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 307 من طرق عن الأعمش، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 109، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه عطية العوفي، وثقه ابن معين، وضعفه أحمد وجماعة، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
ويشهد له حديث سعد بن أبي وقاص، السالف برقم (1583)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وآخر من حديث أسماء بنت عُميس، سيرد 6/ 369، وإسناده صحيح.
قال السندي: قوله: "إلا أنه لا نبيَّ بعدي"، أي: إلا أنك لست بنبي كما كان هارون، لأنه لا نبيَّ بعدي كما كان بعد موسى، ولعل المراد: بعد بعثتي ليناسب ذكر هارون، لأن نبوة هارون ما كانت بعد موسى، وإنما كانت بعد بعثته، والله تعالى أعلم.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريكٍ: -وهو ابن عبد الله =
11274 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَرَظَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: اشْتَرَيْتُ كَبْشًا أُضَحِّي بِهِ، فَعَدَا الذِّئْبُ، فَأَخَذَ (1) الْأَلْيَةَ، قَالَ: فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " ضَحِّ بِهِ "(2).
= النَّخَعي- ويزيدَ بنِ أبي زياد -وهو القرشي الهاشمي مولاهم-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجيل الرؤاسي، وابنُ أبي نُعْم: هو عبد الرحمن البَجَلي.
وله شاهد من حديث ابن عمر عند مسلم (1200)(75).
وآخر من حديث ابن مسعود، سلف برقم (3586)، وفيه قتل الحية بمنى.
وقد سلف مطولاً برقم (10990).
(1)
في (ظ 4) و (س): وأخذ، وجاء في هامش (س): فأخذ، وعليها علامة الصحة.
(2)
إسناده ضعيف لضعف جابر: وهو ابن يزيد الجُعْفي، وجهالة محمد بن قَرَظة: وهو الأنصاري، فقد تفرَّد جابر بالرواية عنه، وقال ابن القطان: لا يُعرف، وقال عبد الحق: يقال: إنه لم يسمع من أبي سعيد -وسيأتي في الرواية (11743) ما يفيد ذلك-، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمته) من طريق أحمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3146)، وابن حبان في "الثقات" 5/ 366، والبيهقي في "السنن" 9/ 289 من طريقين عن سفيان، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 169، والبيهقي في "السنن" 9/ 289 من طرق عن جابر، به.
وسيأتي بالأرقام (11388) و (11743) و (11820).
11275 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عِنْدَ فِرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يَقْتُلُهَا (1) أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ "(2).
11276 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رِيَاحِ (3) بْنِ عَبِيدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ غَيْرِهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ "(4).
(1) في (ظ 4): تقتلها.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. وكيع: هو ابن الجَرَّاح الرؤاسي، والقاسم بن الفضل: هو الحُدَّاني، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.
وأخرجه الطيالسي (2165)، ومسلم (1064)(150)، وأبو داود (4667)، والنسائي في "الكبرى"(8557)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1328)، وأبو يعلى (1246)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4074)، والبيهقي في "السنن" 8/ 170، وفي "الدلائل" 5/ 188 - 189، و 6/ 424 من طرق عن القاسم، به.
وقد سلف برقم (11196)، وسيأتي برقم (11921)، وانظر (11008).
(3)
في (م): رباح -بالموحدة- وهو خطأ.
(4)
إسناده ضعيف، إسماعيل بن رياح، قال الإمام الذهبي في "الميزان": شبه تابعي، ما أدري من ذا خرج له أبو داود، وروى عنه أبو هاشم الرماني وحدَه، وحديثه مضطرب، رياح بن عبيدة: وهو السُّلَمي الكوفي، فيه جهالة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري. وأبو هاشم الرماني، مختلف في اسمه، قيل: يحيي بن دينار، وقيل: يحيى بن =
11277 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ
= الأسود، وقيل: ابن أبي الأسود، وقيل: ابن نافع.
وأخرجه أبو داود (3850) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.
وقد اختلف فيه على سفيان:
فأخرجه الترمذي في "الشمائل"(193) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(2829) - عن محمود بن غيلان، عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان الثوري، عن أبي هاشم (غير منسوب)، عن إسماعيل بن رياح، عن رياح بن عبيدة، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10121) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(289) - عن أحمد بن سعيد الرباطي، عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن أبي هاشم إسماعيل بن كثير، ك عن إسماعيل بن رياح، عن رياح بن عبيدة، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً.
وقد تحرف في مطبوعي النسائي: الزُّبيري إلى الزبيدي.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(898) من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني، عن معاوية بن هشام، عن سفيان، عن أبي هاشم الرماني، عن رياح بن عبيدة، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً، ولم يذكر إسماعيل.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10120) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(298) - ومن طريقه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(466)، عن أحمد بن سليمان الرهاوي، عن معاوية بن هشام، عن سفيان، عن أبي هاشم (غير منسوب)، عن رياح. وقال مرة أخرى: عن رياح، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً، ولم يذكر إسماعيل.
وروي عن حجاج بن أرطاة، عن رياح، واختلف عنه.
فأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 309، 10/ 342، والترمذي (3457)، وابن ماجه (3283) من طريق أبي خالد الأحمر، عن حجاج بن أرطاة، عن رياح بن عبيدة، =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِرَجُلٍ. قَالَ مِسْعَرٌ:
= عن مولى لأبي سعيد، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً.
وقد سقط من مطبوع ابن أبي شيبة لفظة "عن" من الإِسناد، فأصبح: عن رياح بن عبيدة مولى أبي سعيد، وهو خطأ، وتصحف فيه كذلك رياح إلى رباح.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 1/ 354، والترمذي (3457) من طريق حفص بن غياث، عن حجاج بن أرطاة، عن رياح بن عبيدة، عن ابن أخي أبي سعيد، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(907) عن يزيد بن هارون، عن الحجاج بن أرطاة، عن رياح بن عبيدة، عن رجل، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 219 من طريق مسلمة بن علي
الخشني، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن رياح بن عبيدة بن أخت أبي سعيد، عن أبي سعيد، به.
وأخرجه موقوفاً ابن أبي شيبة 8/ 309 - 310، و 10/ 343 عن ابن إدريس، عن حصين: وهو عبد الرحمن السُّلَمي، عن إسماعيل بن أبي سعيد، قال: كان أبو سعيد
…
قلنا: كذا في المطبوع، وقد ذكر المزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة إسماعيل بن أبي إدريس): وقيل: عن حصين، عن إسماعيل (غير منسوب)، عن أبي سعيد.
وأخرجه موقوفاً كذلك النسائي في "الكبرى"(10122) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(290) - من طريق عبد الله بن مطيع، عن هشيم، عن حصين، عن إسماعيل بن أبي إدريس، عن أبي سعيد. في مطبوعي النسائي: إسماعيل بن إدريس، وهو خطأ.
وسيأتي برقم (11935)، وسيكرر برقم (11934).
قال السندي: قوله: "الذي أطعمنا": قدَّمه لزيادة الاهتمام به على مقتضى =
أَظُنُّهُ فِي شَرَابٍ، فَضَرَبَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِنَعْلَيْنِ أَرْبَعِينَ (1).
= الحال، ولما كان الطعام لا يخلو عن شراب في أثنائه أو بعده ذكره تبعاً وضمَّ إليه.
قوله: "وجعلنا مسلمين": للجمع بين الحمد على النعمة الدنيوية والأخروية.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف زيد العَمِّي: وهو ابن الحواري البصري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. مسعر: هو ابن كِدَام، وأبو الصديق: هو بكر بن عمرو النَّاجي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 548، والترمذي (1442)، وأبو يعلى (1205) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث أبي سعيد حديث حسن!
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5293) من طريق الفضل بن موسى، عن مسعر، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(13546) عن الثوري، عن زيد العمي، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد أن أبا بكر ضرب في الخمر بالنعلين أربعين.
وسيأتي برقم (11641)، وسيكرر (11937)، وانظر (11297).
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (624)، وفيه: جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وعن أنس بن مالك عند البخاري (6776)، ومسلم (1706)(37)، وسيرد 3/ 115، ولفظه عند مسلم: كان يضرب في الخمر بالنعال والجريد أربعين.
وعن السائب بن يزيد عند البخاري (6779)، وسيرد 3/ 449.
وعن أبي هريرة، سلف 2/ 299.
وعن عقبة بن الحارث عند البخاري (6775)، وسيرد 4/ 7.
وعن عبد الرحمن بن أزهر، سيرد 4/ 88.
وانظر اختلاف العلماء في ثبوت حد الأربعين، عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الحافظ في "الفتح" 12/ 70 - 75.
قال السندي: قوله: "بنعلين أربعين": يحتمل أنه بيان عدد الضربات، أو =
11278 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عِيسَى الْأُسْوَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: زَجَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ قَائِمًا (1).
11279 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ حَبِيبٍ مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْجُهَنِيِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فَدَخَلَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الشُّرْبِ (2)؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ (3): فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: فَإِنِّي لَا أُرْوَى
= عدد الضربات بنعلين حتى صار الضربات ثمانين، والمشهور الأول.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عيسى الأسواري، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الطبراني: بصري ثقة، وروى له مسلم هذا الحديث متابعة، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه مسلم (2025)(114)، وأبو يعلى (988)، والبيهقي في "السنن" 7/ 282، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 272، وفي "شرح مشكل الآثار"(2098) من طريقين عن همام، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 206، ومسلم (2025)(115)، وأبو يعلى (989)، والبيهقي 7/ 282 من طرق عن قتادة، به.
وقد سلف برقم (11089)، فأنظره لزاماً.
(2)
في (ظ 4): الشراب.
(3)
كلمة "قال" نسخة في هامش (ظ 4).
بِنَفَسٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: " أَبِنْهُ عَنْ فِيكَ، ثُمَّ تَنَفَّسْ "، قَالَ: فَإِنْ رَأَيْتُ قَذًى (1)؟ قَالَ: " فَأَهْرِقْهُ (2) "(3).
11280 -
حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللهَ "(4).
(1) في (ق) و (م): قذاء.
(2)
في (ظ 4): فأهريقه.
(3)
إسناده صحيح، وهو مكرر الرواية (11203)، إلا أنَّ شيخ أحمد هنا هو وكيع.
وأخرجه أبو يعلى (1301) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (11203).
(4)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن، وعطية العوفي: وهو ابن سَعْد. أما المطلب بن زياد: وهو ابن أبي زهير الثقفي الكوفي، فمختلف فيه، وهو حسن الحديث.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(894)، والترمذي (1955)، وأبو يعلى (1122) من طرق عن ابن أبي ليلى، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3606) من طريق مطرف بن طريف، عن عطية، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 181، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وإسناده حسن. =
11281 -
حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً "(1).
= قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد وأبي يعلى، ثم إنه ليس على شرطه.
وسيأتي برقم (11703).
ويشهد له حديث أبي هريرة، وقد سلف 2/ 258، وإسناده صحيح.
وآخر من حديث الأشعث بن قيس، سيرد 5/ 211، 212.
وثالث من حديث أسامة بن زيد عند الطبراني في "الكبير"(425).
ورابع من حديث جرير بن عبد الله عند الطبراني في "الكبير"(2501)، والبيهقي في "الشعب"(4419).
قال السندي: قوله: "من لم يشكر الناسَ" المشهور روايةُ نصب الجلالة والناس، والمعنى: من فات عنه شكر من جَرَتِ النعمةُ على يده من الناس لم يأت بشكره تعالى على الوجه الذي أمر به، ولك لأن المعطي حقيقة هو الله، فهو المستحق للشكر لكنه أمر بشكر من جرت النعمةُ على يده فعدَّ شُكره من شكر الله، فمن تركه، أو أخلَّ به، فقد أخل بشكر الله تعالى، ولم يأت بشكره على الوجه الذي أمر به.
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن، وعطية العوفي. المطلب: هو ابن زياد بن أبي زهير الثقفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 8 - 9 عن المطلب، بهذا الإِسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 151، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وفيه محمد بن أبي ليلى وعطية، كلاهما فيه كلام، وحديثهما حسن! =
11282 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الرَّجُلُ أَحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتِهِ، وَأَحَقُّ بِمَجْلِسِهِ إِذَا رَجَعَ (1) "(2).
= وقد سلف نحوه برقم (11086)، وذكرنا هناك شواهده.
قال السندي: قوله: "فإن في السحور" بالفتح: الطعام، وبالضم: أكله، والوجهان جائزان، ورجح الضم، لأن نسبة البركة إلى الفعل أقرب.
وقال الحافظ في "الفتح" 4/ 140: السحور: هو بفتح السين وبضمها، لأن المراد بالبركة الأجر والثواب، فيناسب الضم، لأنه مصدر بمعنى التسحر، أو البركة لكونه يقوي على الصوم، وينشط له، ويخفف المشقة فيه، فيناسب الفتح، لأنه ما يتسحر به.
(1)
في (ق): رجع إليه، بزيادة "إليه"، وهي نسخة في هامش (س) و (ص)، وهي كذلك في نسخة السندي.
(2)
إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع: وهو المدني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ومحمد بن يحيى: هو ابن حَبَّان المازني المدني.
وقد خالف إسماعيلَ عمرو بنُ يحيى بن عُمارة بن أبي حسن المازني: وهو ثقة فرواه -كما سيرد 3/ 422 - عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن عمه واسع بن حبان، عن وهب بن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قام الرجل من مجلسه فرجع إليه، فهو أحق به، وإن كانت له حاجة فقام إليها، ثم رجع، فهو أحق به". وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد " 8/ 61، وقال: رواه أحمد، وفيه إسماعيل بن رافع، قال البخاري: ثقة، مقارب الحديث، وضعفه جمهور الأئمة، وبقية رجاله رجال الصحيح. =
11283 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُدْعَى نُوحٌ عليه السلام يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيُدْعَى قَوْمُهُ فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ أَوْ مَا (1) أَتَانَا مِنْ أَحَدٍ، قَالَ: فَيُقَالُ لِنُوحٍ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]، قَالَ: الْوَسَطُ الْعَدْلُ، قَالَ: فَيُدْعَوْنَ، فَيَشْهَدُونَ (2) لَهُ بِالْبَلَاغِ. قَالَ: ثُمَّ أَشْهَدُ عَلَيْكُمْ "(3).
= وقوله صلى الله عليه وسلم: "الرجل أحق بصدر دابته":
له شاهد من حديث بريدة الأسلمي، سيرد 5/ 353، وإسناده صحيح، وانظر تتمة أحاديث الباب في حديث عمر بن الخطاب السالف برقم (119).
وقوله صلى الله عليه وسلم: "وأحق بمجلسه إذا رجع":
له شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2179)، وسلف 2/ 283، وانظر تتمة أحاديث الباب في حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4874).
قال السندي: قوله: "أحق بصدر دابته": إذا ركب معه غيره.
وقوله: "إذا رجع إليه"، أي: بعد أن قام بنية العود، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ظ 4) و (ق): وما، وهو الموافق لرواية ابن أبي شيبة وابن حميد والبيهقي في "الشعب".
(2)
في (ظ 4): فتدعون فتشهدون.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 454، وعبد بن حميد في "المنتخب"(913)، =
11284 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَقُولُ اللهُ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا آدَمُ، قُمْ فَابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، يَا رَبِّ وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ (1)، قَالَ: فَحِينَئِذٍ يَشِيبُ الْمَوْلُودُ، {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2] قَالَ: فَيَقُولُونَ: فَأَيُّنَا (2) ذَلِكَ الْوَاحِدُ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَمِنْكُمْ وَاحِدٌ "، قَالَ: فَقَالَ النَّاسُ: اللهُ
= والبخاري في "صحيحه"(3339) و (4487) و (7349)، وفي "خلق أفعال العباد" ص 41 - 42، والترمذي (2961)، وأبو يعلى (1173)، والطبري (2179) و (2180)، وابن حبان (6477)، والبيهقي في "الشعب"(264)، وفي "الأسماء والصفات" ص 216 من طرق عن الأعمش، به.
وقد سلف مختصراً بالأرقام (11271) و (11068).
قال السندي: قوله: "فيشهدون له بالبلاغ": قد يستنبط من هذا أنه يكفي في الشهادة مجرد العلم، ولا حاجة فيها إلى العيان، إلا أن يقال: لا تقاس شهادة الدنيا بشهادة الآخرة. ثم يقال: إن كفى علم الحاكم، فكفى بالله شهيداً، فأي حاجة إلى هذه الشهادة، وإلا فكيف يكفي علم هذه الأمة، مع أن علمهم من جهة إعلام الحاكم سبحانه وتعالى؟ فلعل المقصودَ إظهارُ شرف هذه الأمة، فلله الحمد على ما أنعم.
(1)
في (س): وتسعون، وجاء في هامشها: وتسعين، وعليها علامة الصحة.
(2)
في (ظ 4) و (ق): وأينا. قلنا: وهي الموافقة لرواية أبي عوانة والبيهقي.
أَكْبَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1):" وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ "، قَالَ: فَكَبَّرَ النَّاسُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَبْيَضِ "(2).
(1) في (م) هنا زيادة، وهي:"أفلا ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة"، وقد أُشير في (س) و (ص) إلى حذفها، وكأنها سبق قلم من الناسخ، إذ لم ترد في رواية وكيع عند أبي عوانة والبيهقي، ولم يشر إليها مسلم، وقد روى الحديث كذلك من طريقه ولم يسق ألفاظه، وإنما أحال به على رواية جرير التي ساقها بتمامها، وأشار إلى الاختلاف بين الروايتين. ولم يروها أحد ممن روى الحديث عن الأعمش، مما يرجح أنها زيادة مقحمة من الناسخ، لعلها اشتبهت عليه بما ورد في حديث ابن مسعود السالف برقم (3661)، فإنَّ فيه هذه اللفظة، ولكن في سياقٍ آخر.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين كإسناد سابقه.
وخرجه مسلم (222)(380)، وأبو عوانة 1/ 89، والبيهقي في "الشعب"(361)، وفي "الأسماء والصفات" ص 219 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(917)، والبخاري في "صحيحه"(3348) و (4741) و (6530) و (7483)، وفي "خلق أفعال العباد" ص 92، ومسلم (222)(379) و (380)، والنسائي في "الكبرى"(11339) -وهو في "التفسير"(359) -، والطبري في "تفسيره" 17/ 112، وأبو عوانة 1/ 89 - 90 من طرق عن الأعمش، به.
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن مسعود في الرواية رقم (3661). =
11285 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ شُمَيْخٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا حَلَفَ وَاجْتَهَدَ فِي الْيَمِينِ قَالَ: " لَا وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ، لَيَخْرُجَنَّ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي، تُحَقِّرُونَ أَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ " قَالُوا: فَهَلْ مِنْ عَلَامَةٍ يُعْرَفُونَ بِهَا؟ قَالَ: فِيهِمْ رَجُلٌ ذُو يُدَيَّةٍ أَوْ ثُدَيَّةٍ مُحَلِّقِي رُؤُوسِهِمْ " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَحَدَّثَنِي عِشْرُونَ أَوْ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه
= قال السندي: قوله: "بعث النار": بفتح فسكون، أي: المبعوث إليها.
قوله: "ما بعث النار؟ "، أي: ما قدرها.
قوله "يشيب المولود": من شدة هول ذلك، وكذا وضع الحمل، قيل: هذا على سبيل الفرض أو التمثيل، وأصله أن الهموم تُضعِفُ القوى وتُسرِعُ بالشيب. وقيل: أو يحمل على الحقيقة، لأن كل واحد يُبعث على ما مات عليه، فتبعث الحامل حاملاً، والمرضع مرضعة، والطفل طفلاً، فإذا قيل لآدم ذلك وسمعوه وقع بهم من الوجل ما يشيبُ له الطفل، وتسقط معه الحامل، وتذهل معه المرضعة.
قوله: "سكارى"، أي: كأنهم سكارى من شدة الأمر، قد دَهِشَتْ عقولُهم، وغابت أذهانُهم، فمن رآهم حَسِبَ أنهم سكارى.
قوله: "وما هم بسكارى": على الحقيقة.
قوله: "تسع مئة" أي: يخرج منهم هذا المقدار ومنكم الواحد.
قوله: الله أكبر: سروراً بهذه البشارة.
قوله: "أن تكونوا ربع أهل الجنة": خطاب لهذه الأمة، والحديث يدل على أن العدد لا يمنع الزيادةَ، وقد جاء أنهم الثلثان، فلله الحمد والمنة.
وَلِيَ قَتْلَهُمْ، قَالَ: فَرَأَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ بَعْدَمَا كَبِرَ، وَيَديْهِ (1) تَرْتَعِشُ يَقُولُ: قِتَالُهُمْ أَحَلُّ عِنْدِي مِنْ قِتَالِ عِدَّتِهِمْ مِنَ التُّرْكِ (2).
(1) في (م): وَيَدَاهُ.
(2)
إسناده ضعيف، عاصم بن شُمَيْخ لم يرو عنه غير اثنين ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال البزار في "مسنده": ليس بالمعروف. وعكرمة بن عمار: هو اليمامي حسن الحديث. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وقوله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حلف واجتهد في اليمين قال: "لا والذي نفس أبي القاسم بيده".
أخرجه أبو داود (3264) من طريق أحمد، بهذا الإِسناد.
وقوله: "ليخرجن قوم من أمتي .. ":
سلف نحوه بإسنادٍ صحيح (11018) وسيأتي برقم (11537).
وقوله: فحدثني عشرون أو بضع وعشرون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن علياً رضي الله عنه ولي قتلهم.
وسيأتي بإسناد صحيح (11537) أن أبا سعيد شهد مع علي قتاله للخوارج.
وقول أبي سعيد: قتالهم أحل عندي من قتال عدتهم من الترك.
أخرجه ابن أبي شيبة 15/ 305 عن وكيع، به. وقد تصحف فيه الترك إلى الشرك، ووضع محققه ما بين حاصرتين لفظة [أهل] من "الكنز" ليستقيم له الكلام مع التصحيف!
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 331 عن يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب، قال: حدثني من سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول في قتال الخوارج لهو أحب إلي من قتال الديلم. وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي سعيد.
قال السندي: قوله: "ذو يديه" أحدهما تصغير اليد، والآخر تصغير الثدي، وهما بتشديد التحتية الأخيرة.
قوله: "محلقي رؤوسهم": حال من مجرور فيهم. =
11286 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَفِيقُ فَأَجِدُ مُوسَى مُتَعَلِّقًا بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَجُزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ، أَوْ أَفَاقَ قَبْلِي؟ "(1).
11287 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ:
= قوله: ويديه، أي: ورأيت يديه.
قوله: ترتعش، أي: كل واحدة منهما.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وعمرو بن يحيى: هو ابن عمارة بن أبي حسن المازني.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (3398) و (4638) و (6917) و (7427)، ومسلم (2374)(162)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 395 من طرق عن سفيان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 526، والبخاري (2412) من طريق وهيب بن خالد الباهلي، عن عمرو بن يحيى، به.
وقد سلف مختصراً برقم (11265)، وسيأتي برقم (11365).
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2411)، سلف 2/ 264.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة"، سلف كذلك من حديث ابن عباس برقم (2546).
قال السندي: قوله: "أجزي" على بناء المفعول: من الجزاء، والهمزة للاستفهام.
أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا شَهِدَا [لِي](1) عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ - وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَيْهِمَا -:" مَا قَعَدَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ (2) إِلَّا حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَتَغَشَّتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ "(3).
11288 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي مُطِيعِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَتِ الْيَهُودُ: الْعَزْلُ الْمَوْؤُودَةُ الصُّغْرَى - قَالَ أَبِي: وَكَانَ فِي كِتَابِنَا أَبُو رِفَاعَةَ بْنُ مُطِيعٍ، فَغَيَّرَهُ وَكِيعٌ، وَقَالَ: عَنْ أَبِي مُطِيعِ بْنِ رِفَاعَةَ -، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" كَذَبَتْ يَهُودُ إِنَّ اللهَ لَوْ أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا، لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَصْرِفَهُ "(4).
(1) ما بين حاصرتين من (ظ 4)، وهو يوافق ما سلف من رواية وكيع في مسند أبي هريرة (9772).
(2)
في (م): تعالى.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأغر أبي مسلم: وهو المديني، نزيل الكوفة، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جَدِّه -وهو عمرو بن عبد الله السَّبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه.
وسيأتي برقم (11463) و (11875) و (11892)، وقد سلف في مسند أبي هريرة (9772) سنداً ومتناً، وانظر تخريجه فيه.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أبي مطيع بن رفاعة، =
11289 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ
= ويقال أبو رفاعة كما في الروايات (11086) و (11477) و (11502)، ويقال: رفاعة، ذكره البخاري في "الكنى" 9/ 31، وأبنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 371، والمِزيِّ في "تهذيب الكمال" 9/ 211، ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكروا في الرواة عنه غير محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، ولم يذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن علي بن المبارك روايةُ الكوفيين عنه، عن يحيى بن أبي كثير ضعيفة، وهذا منها، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي الكوفي، وهو متابع.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9081)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 31، وفي "شرح مشكل الآثار"(1917) من طريق هارون بن إسماعيل الخزّاز البصري، والنسائي في "الكبرى"(9080) من طريق عثمان بن عمر بن فارس العبدي البصري، كلاهما عن علي بن المبارك، بهذا الإِسناد.
وأخرجه بنحوه مطولاً ابن أبي شيبة 4/ 221 - 222، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة"(360) عن عبد الله بن نمير، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 32، وفي "شرح مشكل الآثار"(1919) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم -وهو ابن الحارث التيمي-، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي أمامة بن سهل، عن أبي سعيد الخدري، وهذا إسناد حسن لولا عنعنة ابن إسحاق.
وأخرجه البزار (1453)(زوائد)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 31 - 32، وفي "شرح مشكل الآثار"(1918) من طريقين عن عياش بن عقبة الحضرمي، عن موسى بن وردان، عن أبي سعيد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 297، وقال: رواه البزار، وفيه موسى بن ردان، وهو ثقة، وقد ضعف، وبقية رجاله ثقات.
وسيأتي من رواية أبي رفاعة والأرقام (11477) و (11502). =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تَأْوِيلِهِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَى تَنْزِيلِهِ " قَالَ: فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. فَقَالَ: " لَا، وَلَكِنَّهُ (1) خَاصِفُ النَّعْلِ ". وَعَلِيٌّ يَخْصِفُ نَعْلَهُ (2).
11290 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَقَالَ غَيْرُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ: عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ الْعُتْوَارِيِّ - وَهُوَ أَبُو الْهَيْثَمِ، وَكَانَ فِي حِجْرِ أَبِي سَعِيدٍ -، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ
= وقد سلف من طرق أخرى بروايات أولها برقم (11078).
قال السندي: قوله: العزل الموؤودة الصغرى: كأن المراد بالعزل النطفة التي تُعزل، والموؤودة بالهمز، أي: البنت المدفونة حية، وكانت العرب تفعله خشيةَ الإِملاق أو خوفَ العار، فأرادوا أنها في تفويت الحياة كالموؤودة، فاستحقت أن تُسَمَّى بالموؤودة الصغرى، وأرادوا بذلك إثباتَ الحرمة، فكذبهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وقال: إنما يلزم الوأد لو كان مراداً لله أن يخلق من تلك النطفة شيئاً، وحيث عُلم أنه ما أراد ذلك، فليس من الوأد في شيء، وما جاء أن العزل هو الوأدُ الخفي، فكأن معناه أنه له مناسبة به، فهو مكروه لا حرام، كما قالت اليهود، فلا منافاة، والله تعالى أعلم.
(1)
في (م): ولكن.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير فطر -وهو ابن خليفة المخزومي-، فقد روى له البخاري مقروناً، وقد توبع. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وإسماعيل بن رجاء: هو ابن ربيعة الزُّبيدي.
وقد سلف برقم (11258)، وسيأتي تخريجه في الرواية رقم (11773).
أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ، إِنِّي أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَا تُخْلِفْنِيهِ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ - أَوْ قَالَ: لَعَنْتُهُ - أَوْ جَلَدْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَزَكَاةً (1)، وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).
(1) في (ظ 4): زكاة وصلاة.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق، وإن كان عنعنه، قد توبع، وله هنا ثلاثة أسانيد:
الأول: يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب، عن عمرو بن سُلَيم، عن أبي سعيد.
والثاني: وقال غير يزيد: محمد بن إسحاق، عن عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب، عن سليمان بن عمرو بن عبد العتواري أبي الهيثم، عن أبي سعيد.
والثالث: يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن أبي الزناد -وهو عبد الله بن ذكوان-، عن الأعرج -وهو عبد الرحمن بن هرمز-، عن أبي هريرة.
وقد سلف سنداً ومتناً في مسند أبي هريرة برقم (9802).
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 338 - ومن طريقه عبد بن حميد في "المنتخب"(998) -، وأبو يعلى (1262) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب، عن عمرو بن سُلَيم، به.
وأخرجه أبو يعلى (1262) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن أبي الزناد، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 266، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وإسناده حسن!
قال السندي: قوله: "فإنما أنا بشر"، أي: فربما يجري مني شيء على مقتضى البشرية، ويكون اللائق بي تركه. =
11291 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ، فَقَالَ: هَلْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ فِي الْحَرُورِيَّةِ شَيْئًا؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ قَوْمًا يَتَعَمَّقُونَ فِي الدِّينِ، يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ عِنْدَ صَلَاتِهِمْ، وَصَوْمَهُ عِنْدَ صَوْمِهِمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، أَخَذَ سَهْمَهُ فَنَظَرَ فِي نَصْلِهِ، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ نَظَرَ فِي رُصَافِهِ، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ نَظَرَ فِي قِدْحِهِ (1)، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ نَظَرَ فِي الْقُذَذِ فَتَمَارَى، هَلْ يَرَى شَيْئًا أَمْ لَا (2).
= قوله: "آذيته": لا يتوهم في إيذائه أنه في غير محله، لكن قد يكون اللائق على مقتضى أنه رحمة للعالمين تركه، فلذلك أخذ هذا العهد حتى يكون أمره لله على مقتضى أنه رحمة للعالمين، وبهذا يظهر غاية الظهور وجه كونه رحمة للعالمين، والله تعالى أعلم.
(1)
في النسخ: "قدحته"، والمثبت من نسخة السندي ومن مصادر التخريج.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو: هو ابن علقمة الليثي، تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، وأخرج له الشيخان، أما البخاري، فمقروناً بغيره وتعليقاً، وأما مسلم، فمتابعةً، وروى له الباقون، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وأبو سَلَمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 315 - 316، ومن طريقه ابن ماجه (169) عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو يعلى (1233) من طريق الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، به. =
11292 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا، فَقَالَ:" تَقَدَّمُوا فَائْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).
11293 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ يَصْرِفُ رَاحِلَتَهُ فِي نَوَاحِي الْقَوْمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلٌ
= وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 322، والبخاري (6931)، ومسلم (1064)(147)، وابن أبي عاصم (935)، والبغوي (2553) من طرق عن أبي سلمة وعطاء بن يسار، عن أبي سعيد، به.
وقد سلف برقم (11008).
قال السندي: قوله: "أخذ سهمه فنظر"، أي: بعد أن خرج السَّهْم من الرَّمية، أخذه ليعرف سُرْعة خروجه.
قوله: "رصافة": بكسر الراء أو ضمها، جمع رَصَفَة بفتحتين، وهو عصب يكون على مدخل النصل.
قوله: "في قدحه": في "القاموس": القِدْح بالكسر: السهم قبل أن يراش وينصل.
قوله: "في القذذ": بضم القاف وفتح المعجمة الأولى: هو ريش السهم.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العَبْدي، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وأبو الأشهب: هو جعفر بن حيان العُطارِدي.
وقد سلف برقم (11142).
مِنْ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ (1) كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ " حَتَّى رَأَيْنَا أَنْ (2) لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ (3).
11294 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَفَّانُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَزَعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعًا، فَأَعْجَبْنَنِي، وَأَيْنَقْنَنِي - قَالَ عَفَّانُ: وَآنَقْنَنِي -: نَهَى أَنْ تُسَافِرَ الْمَرْأَةُ مَسِيرَةَ يَوْمَيْنِ - قَالَ عَفَّانُ: أَوْ لَيْلَتَيْنِ - إِلَّا وَمَعَهَا زَوْجُهَا أَوْ ذُو مَحْرَمٍ.
وَنَهَى عَنِ الصَّلَاةِ فِي سَاعَتَيْنِ بَعْدَ الْغَدَاةِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ.
(1) في (ظ 4): مَنْ (دون واو)، وأشير إلى "الواو" في (س) و (ص) أنها نسخة.
(2)
في (ظ 4): أنه، وهو الموافق لرواية مسلم.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه مسلم (1728)، وأبو داود (1663)، وأبو يعلى (1064)، وابن حبان (5419)، والبيهقي في "السنن" 4/ 182 و 10/ 3، وفي "الشعب"(3387)، وفي "الآداب"(814)، والبغوي في "شرح السنة"(2685) من طرق عن أبي الأشهب، بهذا الإِسناد.
قال السندي: قوله: يصرف راحلته: كأنه تعرض للسؤال على ألطف وجه.
قوله: "فليعد"، أي: فليعط من لا ظهر له.
وَنَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ، يَوْمِ النَّحْرِ، وَيَوْمِ الْفِطْرِ.
وَقَالَ: " لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ، مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَمَسْجِدِي هَذَا "، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ أَنْبَأَنِي قَالَ: سَمِعْتُ قَزَعَةَ مَوْلَى زِيَادٍ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وشعبة: هو ابن الحجاج، وعبد الملك بن عمير: هو اللخمي الفَرَسي، وقد أخرج له الشيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج، ومن رواية بعض المتأخرين عنه في المتابعات، وقد عيب عليه أنه تغير حفظه لكبر سنه، لأنه عاش مئة وثلاث سنين، وقَزَعة: هو ابن يحيى البصري.
وأخرجه مسلم 2/ 976 (827)(416) عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (1197) و (1864) و (1995)، والبيهقي في "السنن" 10/ 82، والبغوي في "شرح السنة"(450) من طرق عن شعبة، به. ورواية البيهقي: لا تسافر المرأة فوق ثلاثة أيام. ومثلها الرواية الآتية برقم (11409).
وأخرج منه قوله: لا تشد الرحال .. الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(577) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصرا مسلم 2/ 799 (827)(140) و 2/ 975 - 976 (827)(415)، وأبو يعلى (1160) من طريق جرير، عن عبد الملك بن عمير، به.
وقد سلف برقم (11040)، وسيكرر بهذا الإِسناد برقم (11681) قوله: آنقنني: قال ابنُ الأثير، أي: أَعْجَبْنَني، والأَنَق بالفتح: الفرح والسرور، والشيء الأنيق: المعجب، والمحدثون يروونه أينقنني (وهي الرواية المذكورة في الحديث)، وليس بشيء، وقد جاء في "صحيح" مسلم: لا أينق بحديثه، أي: =
11295 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل يُمْهِلُ حَتَّى يَذْهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَنْزِلُ فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ؟ " قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ؟ قَالَ: " نَعَمْ "(1).
= لا أعجب، وهي كذا تروى.
قال النووي: آنقنني، أي: أعجبنني، وإنما كرر المعنى لاختلاف اللفظ، والعرب تفعل ذلك كثيراً للبيان والتوكيد.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأغر: وهو أبو مسلم المديني، نزيل الكوفة، فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
وأخرجه مسلم (758)(172)، وابن خزيمة في "صحيحه"(1146)، وفي "التوحيد" 1/ 290 - 293، والآجري في "الشريعة" ص 310 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2232) و (2385)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 292 - 293، وأبو عوانة 2/ 288، والطبراني في "الدعاء"(142)، والدارقطني في "النزول" ص 132 - 133، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 450 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(500) و (501)، والآجري في "الشريعة" ص 309 من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد وأبي هريرة، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(500) و (501)، وأبو عوانة 2/ 288، =
11296 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النِّسَاءَ قُلْنَ: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا يَا رَسُولَ اللهِ نَأْتِيكَ فِيهِ، فَوَاعَدَهُنَّ مِيعَادًا فَأَمَرَهُنَّ، وَوَعَظَهُنَّ، وَقَالَ:" مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ يَمُوتُ لَهَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ إِلَّا كَانُوا لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ "، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: أَوِ اثْنَيْنِ (1) فَإِنَّهُ مَاتَ لِي اثْنَيْنِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوِ اثْنَيْنِ"(2).
= والآجري في "الشريعة" ص 309 من طريق الأعمش، وابن خزيمة 1/ 293 - 294 من طريق إسرائيل، والدارقطني في "النزول" ص 132 من طريق منصور، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، عن الأغر، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم (501) و (502)، والآجري في "الشريعة" ص 309 من طريق الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن الأغر، به.
وسيأتي برقم (11892)، وقد سلف في مسند أبي هريرة (7622).
(1)
في النسخ الخطية: اثنين في المواضع الثلاثة، وضبب في (ظ 4) و (س) على الثانية، قال السندي: أو اثنين: عطف على ثلاثة بالنظر إلى المعني، أي: تقدِّمُ ثلاثة أو اثنين كما في رواية البخاري في كتاب العلم، والمعنى: أي ما ذكرت مقتصر على ثلاثة، أو يشمل اثنين، وعلى الوجهين، فقولها: فإنه مات لي اثنين، نصبه على الحكاية، والله تعالى أعلم.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ذكوان: هو أبو صالح السَّمَّان.
وأخرجه البخاري (102)، ومسلم (2633)(153)، والنسائي في "الكبرى"(5896) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (101) و (1249)، ومسلم (2633)(153)، وأبو يعلى =
11297 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ وَدَّاكٍ - وَقَالَ حَجَّاجٌ: عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ - يَقُولُ: لَا أَشْرَبُ نَبِيذًا بَعْدَمَا سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ نَشْوَانَ فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَشْرَبْ خَمْرًا، إِنَّمَا شَرِبْتُ زَبِيبًا وَتَمْرًا فِي دُبَّاءَةٍ، قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ فَنُهِزَ بِالْأَيْدِي، وَخُفِقَ بِالنِّعَالِ، وَنَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَنَهَى عَنِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، يَعْنِي: أَنْ يُخْلَطَا (1).
= (1279)، وابن حبان (2944)، والبغوي في "شرح السنة"(1546) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(916)، والبخاري (7310)، ومسلم (2633)(152)، والنسائي في "الكبرى"(5897)، والبيهقي في "الشُعب"(9743) من طريقين عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، به.
وعلقه البخاري (125) بصيغة الجزم عن شريك، عن ابن الأصبهاني، حدثني أبو صالح، عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما. قال أبو هريرة:"لم يبلغوا الحِنْث".
وسيأتي برقم (11686)، وانظر (11106).
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن مسعود في الروايتين رقم (3554) و (3995).
قال السندي: قوله: عليك، أي: على أخذ العلم منك، أو على القرب منك، والدنو من مجلسك.
قوله: الرجال: فتعلموا منك، وفازوا بخير عظيم، وبقينا في أودية الجهل.
قوله: فأمرهن، أي: في ذلك اليوم.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي =
11298 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَسُئِلَ عَنِ الثَّلَاثَةِ يَجْتَمِعُونَ فَتَحْضُرُهُمُ الصَّلَاةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا اجْتَمَعَ (1) ثَلَاثَةٌ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ، وَأَحَقُّهُمْ بِالْإِمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ "(2).
= الوَدَّاك. وهو جَبْر بن نَوْف البِكالي، فمن رجال مسلم، وقول محمد بن جعفر: ابن الوداك، لم نجد أحداً تابعه عليه، ورواية حجاج التي أشار إليها الإِمام أحمد ستأتي برقم (11418). شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو التَّيَّاح: هو يزيد بن حُمَيْد الضُّبَعي.
وأخرجه الطيالسي (2176)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2451) من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، بهذا الإِسناد دون قوله: ونهى عن الزبيب والتمر أن يخلطا.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5292) من طريق عبد الله: وهو ابن المبارك، عن شعبة، به. دون قوله: ونهى عن الدُّبَّاء.
وانظر (10991).
قال السندي: قوله: برجل نشوان: كسكران لفظاً ومعنى.
قوله: زبيباً وتمراً، أي: نبيذهما.
قوله: فنهز: على بناء المفعول، أي: ضرب ودُفع.
(1)
في (ص) و (ظ 4) وهامش (س): اجتمعوا، وفي هامش (ص): اجتمع.
(2)
حديث صحيح، محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد، وهو ابن أبي عروبة، بعد الاختلاط- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة -وهو المنذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 343، ومسلم (672)، وابن خزيمة (1508)، وأبو =
11299 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي، فَلَا يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلْيَدْرَأْهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنْ أَبَى، فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ "(1).
= عوانة 2/ 9، والبيهقي 3/ 119، من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (11190).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن أبي سعيد، فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك: هو ابن أنس، وزيد بن أسلم: هو العدوي.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 154، ومن طريقه أخرجه مسلم (505)(258)، وأبو داود (697)، والنسائي 2/ 66، والدارمي 1/ 328، وابن الجارود في "المنتقى"(167)، وأبو عوانة 2/ 43، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 460، وفي "شرح مشكل الآثار"(2610)، وابن حبان (2367) و (2368)، والبيهقي في "السنن" 2/ 267.
وأخرجه ابن خزيمة (816) و (817)، وأبو عوانة 2/ 43 - 44، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 461 من طرق عن زيد بن أسلم، به. وفي أحد إسنادي ابن خزيمة قصة.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/ 279 و 283، وأبو داود (698)، وابن ماجه (954)، وابن حبان (2372)، والبيهقي في "السنن" 2/ 267 من طريق محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2611)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 460 من طريق ابن وهب، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن =
11300 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَبْغُضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ "(1).
= يسار، عن أبي سعيد، به. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 186: لم يروه أحد بهذا الإِسناد عن مالك! إلا ابن وهب.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 61 - 62، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 461، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 186 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن صفوان بن سُلَيم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، به. وفي رواية النسائي قصة. وقال ابن عبد البر: وحديث عطاء بن يسار مشهور أيضاً.
وأخرجه بنحوه أبو داود (699) من طريق عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد، به، بلفظ:"من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين قبلته أحد فليفعل".
وسيأتي بالأرقام (11394) و (11459) و (11540) و (11607) و (11887).
وفي الباب عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (5585).
قال السندي: قوله: "وليدرأه"، أي: ليدفعه.
قوله: "فليقاتله"، أي: ليدفعه بشدة.
قوله: "شيطان"، أي: تابعه في المرور بين يدي المصلي.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وروايته عن أبي صالح -وهو ذكوان السمان- محمولة على الاتصال، لأنه من المكثرين عنه، فيرتفع احتمال التدليس من قوله "عن" كما ذكر الإمام الذهبي في "الميزان"، وقد صرح بالسماع من أبي صالح من طريق شعبة، عنه، كما سيرد في تخريج الرواية (11407). =
11301 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بَعْثًا إِلَى لَحْيَانَ بْنِ (1) هُذَيْلٍ، قَالَ:" لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا، وَالْأَجْرُ بَيْنَهُمَا " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا وَصَاعِنَا، وَاجْعَلِ الْبَرَكَةَ بَرَكَتَيْنِ "(2).
= وسيكرر الحديث برقم (11692) و (11885) من رواية عبد الرزاق، عن سفيان، بهذا اللفظ.
وسيرد برقم (11407) و (11885) من طريق محمد بن جعفر وهاشم بن القاسم، بلفظ:"واليوم الآخر"، بدل:"ورسوله".
ويرد تخريجه برقم (11407) لموافقة لفظ: "واليوم الآخر" لمصادر التخريج.
ويرد بسياق آخر برقم (11668).
قال السندي: قوله: "لا يبغض الأنصار"، أي: من حيث كونهم أنصاراً، أو الأنصار جميعاً، وأما ما كان لأجل ما يجري من المعاملة، فلا كلام في مثله، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ق): "من" بدل "بن" وهي رواية مسلم.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى المَهْري، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقدي القيسي البصري، ويحيى: هو ابن أبي كثير.
وقوله: "لينبعث من كل رجلين أحدهما والأجر بينهما" أخرجه مسلم (1896)(137) من طريق إسماعيل ابن عُلية، عن علي بن المبارك، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 454 - 455، ومسلم أيضاً (1896)(137) من طريق شيبان، وابن حبان (4729) من طريق الأوزاعي، كلاهما عن يحيى بن أبي =
11302 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ سَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوَتْرِ، فَقَالَ:" أَوْتِرُوا قَبْلَ الصُّبْحِ "(1).
11303 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا خُلَيْدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ
= كثير، به.
وسلف برقم (11110).
وقوله: "اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا، واجعل البركة بركتين":
أخرجه مسلم (1374)(476) من طريق إسماعيل ابن علية، عن علي بن المبارك، به. ولفظه:"واجعل مع البركة بركتين".
وسيأتي برقم (11432)، ومطولاً برقم (11867).
وقد سلف ذكر أحاديث الباب في مسند ابن عمر الرواية (6064).
قال السندي: قوله: واجعل البركة بركتين، أي: ذات بركتين، كما جاء: واجعل مع البركة بركتين، أو المراد: واجعل البركة المدعوة ضعفي ما بمكة، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة -وهو المنذر بن مالك العَبْدي العَوَقي- فمن رجال مسلم. أبو عامر: هو العَقَدي عبد الملك بن عمرو القيسي، وعلي: هو ابن المبارك الهُنَائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير.
وأخرجه ابن خزيمة (1089)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 301، من طريقين عن أبي عامر العقدي، بهذا الإِسناد. قال الحاكم: تابعه معمر بن راشد: عن يحيى بن أبي كثير.
قلنا: رواية معمر سترد برقم (11324)، وقد سلف برقم (11097)، وانظر (11001).
أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (1):" لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ عِنْدَ اسْتِهِ "(2).
11304 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللهَ اصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ أَرْبَعًا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، كُتِبَ لَهُ عِشْرُونَ حَسَنَةً أَوْ حُطَّتْ (3) عَنْهُ عِشْرُونَ سَيِّئَةً، وَمَنْ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: الْحَمْدُ
(1) لفظ "قال" ليس في (م).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خليد بن جعفر: وهو ابن طريف الحنفي، وأبو نضرة: وهو المنذر بن مالك العَبْدي، كلاهما من رجال مسلم. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطَّيالسي، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه أبو يعلى (1245) من طريق أبي الوليد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (1738)(15) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (11038).
(3)
في (م): وحُطَّت.
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ كُتِبَ أَوْ كُتِبَتْ (1) لَهُ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً، وَحُطَّ أَوْ حُطَّتْ (2) عَنْهُ بِهَا ثَلَاثُونَ سَيِّئَةً " (3).
11305 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ قَالَ لَهُ: إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ فَإِنَّهُ " لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ، وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).
(1) كذا في (ق) و (م)، وجاء في (ظ 4):"كتبت" فقط، وفي (س) و (ص): كتب، وفي هامشيهما: كتبت. نسخة.
(2)
في (ظ 4): أو حُطَّ، وفي (س) و (ص): وحُطَّ. وجاء في هامشيهما: أو حُطَّت. نسخة.
(3)
سلف في مسند أبي هريرة (8012) سنداً ومتناً، وسيرد برقم (11327).
(4)
إسناده صحيح على شرط البخاري.
وهو في "موطأ" مالك 1/ 69، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 59 (ترتيب السندي)، والبخاري في "صحيحه"(609) و (3296) و (7548)، وفي "خلق أفعال العباد" ص 34، والنسائي في "المجتبى" 2/ 12، وفي "الكبرى"(1608)، وابن حبان (1661)، والبيهقي في "السنن" 1/ 397، 427، وفي "المعرفة"(2504) و (2505)، والبغوي في "شرح السنة"(410).
وقد سلف برقم (11031).
قوله: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، نقل الحافظ في "الفتح" 2/ 89 عن الكرماني، قال: أي هذا الكلام الأخير، وهو قوله: إنه لا يسمع
…
إلخ.
11306 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} يُرَدِّدُهَا مِنَ السَّحَرِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَانَ الرَّجُلُ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه.
وهو في "موطأ" مالك 1/ 208، ومن طريقه أخرجه البخاري (5013) و (6643) و (7374)، وأبو داود (1461)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 171، وفي "الكبرى"(1067) و (10534)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1217)، وابن حبان (791)، والبيهقي في "السنن" 3/ 21.
وعلقه البخاري (5014) و (7374)، فقال: "وزاد أبو معمر: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن مالك بن أنس، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد، أخبرني أخي قتادة بن النعمان أن رجلاً قام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
…
" فذكر نحوه.
وهذه الزيادة وصلها من طريق أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي النسائي في "الكبرى"(10536)، وأبو يعلى في "مسنده"(1548)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1218)، والبيهقي في "السنن" 3/ 21، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 226. ووقع في رواية النسائي: عبد الله بن أبي صعصعة، والصواب عبد الرحمن بن عبد الله.
وأخرجها النسائي في "الكبرى"(10535) من طريق محمد بن جهضم، عن إسماعيل بن جعفر، به.
وأخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 230 من طريق إبراهيم بن المختار، =
11307 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَزَعَةُ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ وَهُوَ مَكْثُورٌ (1) عَلَيْهِ، فَلَمَّا تَفَرَّقَ (2) النَّاسُ عَنْهُ قُلْتُ: إِنِّي لَا أَسْأَلُكَ عَمَّا سأَلَكَ (3) هَؤُلَاءِ عَنْهُ، قُلْتُ: أَسْأَلُكَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا لَكَ فِي ذَلِكَ (4) مِنْ خَيْرٍ، فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: كَانَتْ صَلَاةُ الظُّهْرِ تُقَامُ، فَيَنْطَلِقُ أَحَدُنَا إِلَى الْبَقِيعِ، فَيَقْضِي حَاجَتَهُ، ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ فَيَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى.
قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنِ الزَّكَاةِ، فَقَالَ: لَا أَدْرِي أَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
= عن مالك، به.
وقال ابن عبد البر: هذا الحديث سمعه أبو سعيد وقتادة جميعاً، من النبي صلى الله عليه وسلم، ورواية "الموطأ" وغيرها تدل على ذلك.
وقال الحافظ في "الفتح" 9/ 59: قوله: "إن رجلاً سمع رجلاً يقرأ
…
" القارئ هو قتادة بن النعمان
…
والذي سمعه لعله أبو سعيد، راوي الحديث، لأنه أخوه لأمه، وكانا متجاورين، وبذلك جزم ابن عبد البر، فكأنه أبهم نفسه وأخاه.
وقال السندي: قوله: "يتقالُّها"، أي: يعدها شيئاً قليلاً.
وقد سلف بالأرقام (11181) و (11053).
(1)
في (ظ 4): وهم مكبون، وهي نسخة في هامش (س).
(2)
في (ظ 4): انفرق.
(3)
في (ظ 4) و (م): يسألك، وهي الموافقة لرواية مسلم.
(4)
في (ظ 4): ذاك.
أَمْ لَا؟: " فِي مِئَتَيْ دِرْهَمٍ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ، وَفِي أَرْبَعِينَ شَاةً شَاةٌ إِلَى عِشْرِينَ وَمِئَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا شَاتَانِ إِلَى مِئَتَيْنِ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا ثَلَاثُ شِيَاهٍ إِلَى ثَلَاثِ مِئَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِي كُلِّ مِئَةٍ شَاةٌ، وَفِي الْإِبِلِ فِي خَمْسٍ شَاةٌ، وَفِي عَشْرٍ شَاتَانِ، وَفِي خَمْسَ عَشْرَةَ ثَلَاثُ شِيَاهٍ، وَفِي عِشْرِينَ أَرْبَعُ شِيَاهٍ، وَفِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ ابْنَةُ مَخَاضٍ إِلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا ابْنَةُ لَبُونٍ إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا حِقَّةٌ إِلَى سِتِّينَ، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا جَذَعَةٌ إِلَى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا ابْنَتَا لَبُونٍ إِلَى تِسْعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا حِقَّتَانِ إِلَى عِشْرِينَ وَمِئَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ ".
وَسَأَلْتُهُ عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ قَالَ: سَافَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ وَنَحْنُ صِيَامٌ، قَالَ: فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّكُمْ قَدْ دَنَوْتُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ، وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ "، فَكَانَتْ رُخْصَةً، فَمِنَّا مَنْ صَامَ، وَمِنَّا مَنْ أَفْطَرَ، ثُمَّ نَزَلْنَا مَنْزِلًا آخَرَ، فَقَالَ:" إِنَّكُمْ مُصْبِّحِي (1) عَدُوِّكُمْ، وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ، فَأَفْطِرُوا " فَكَانَتْ عَزِيمَةً (2).
(1) في (ق) و (م)، ونسخة على هامش (س): مُصَبِّحُو، وهي الموافقة لرواية مسلم، وهي الجادة. قال السندي: ولعل النصب بتقدير: صرتم مصبحي عدوكم.
(2)
في (ظ 4): عزمة، وهي الموافقة لرواية مسلم.
فَأَفْطَرْنَا، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا نَصُومُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ فِي السَّفَرِ (1).
11308 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير معاوية بن صالح: وهو الحضرمي، فمن رجال مسلم. ربيعة بن يزيد: هو الإيادي الدمشقي، وقزعة: هو ابن يحيى أبو الغاوية البصري.
وقوله: وسألته عن الصوم في السفر
…
أخرجه مسلم (1120)، وابن خزيمة (2023)، والبيهقي 4/ 242 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة مختصراً 12/ 330، وأبو داود (2406)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 65 - 66 من طريقين عن معاوية، به. وانظر (11083).
وقوله: سألته عن الزكاة، سلف نحوه من حديث أبي بكر الصديق، برقم (72)، وانظر شرحه هناك.
قال السندي: قوله: مالك في ذلك، أي: في علم صلاته. من خير: لأن العلم للعمل، وإلا يصير حُجَّةً على صاحبه، فلما لم يُمْكن العمل بعلمه، فلا خير للإِنسان في تعلُّمه.
قلنا: لا بد أن يورث العلم العمل إن أخلص صاحبه فيه النية لله تعالى.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن أبي سعيد، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً.
عبد الرحمن: هو ابن مهدي، زهير: هو ابن محمد التميمي، وشريك: هو ابن=
11309 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ "(1) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ، نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ:" فَأَمَّا إِذْ (2) أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ:" غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ "(3).
= عبد الله بن أبي نمر، وإن خرج له الشيخان ينحط عن رتبة الصحيح.
وأخرجه ابن خزيمة (233) من طريق سعيد بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، به.
وسيأتي مطولاً برقم (11434)، وسلف برقم (11243).
(1)
في (ظ 4): بالطرقات.
(2)
في (م) و (ق): إذا.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزهير بن محمد: هو التميمي العنبري.
وأخرجه البيهقي في "الشُّعب"(9087) من طريق أحمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (6229)، وأبو يعلى (1247)، وابن حبان (595)، والبيهقي في "السنن" 10/ 94، وفي "الشعب"(9085) و (9086)، وفي "الآداب"(225)، والبغوي في "شرح السنة"(3338) من طريقين عن زهير، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(2465)، وفي "الأدب المفرد"(1150)، ومسلم (2121) -وهو مكرر ج 4/ 1704 - ، وأبو داود (4815)، والطحاوي في =
11310 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَخْرُجِ الرَّجُلَانِ يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ، كَاشِفَانِ عَوْرَتَهُمَا، يَتَحَدَّثَانِ، فَإِنَّ اللهَ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ "(1).
= "شرح مشكل الآثار"(169)، والبيهقي في "السنن" 7/ 89، وفي "الشعب"(5423) من طرق عن زيد بن أسلم، به.
وسيأتي بالأرقام (11436) و (11586).
وفي الباب عن أبي طلحة الأنصاري، سيرد 4/ 30.
وعن البراء بن عازب، سيرد 4/ 282.
وعن أبي شريح الخزاعي، سيرد 6/ 385.
وعن عمر بن الخطاب عند البزار (2018)(زوائد)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(165).
وعن أبي هريرة عند أبي داود (4816)، وصححه ابن حبان (596)، والحاكم 4/ 264، ووافقه الذهبي.
قال السندي: قوله: ما لنا من مجالسنا بُدٌّ: لم يريدوا رَدَّ النهي وإنكاره، وإنما أرادوا عرض حاجتهم، وأنها هل تصلح للتخفيف أم لا.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فيه ثلاث علل:
أولاها: اضطراب رواية عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير فيما ذكر أئمة الجرح والتعديل.
ثانيها: جهالة هلال بن عياض، فلم يذكر في الرواة عنه غير يحيى بن أبي كثير، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. والأرجح في اسمه أنه عياض بن هلال، فيما ذكر البخاري وابن أبي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حاتم والخطيب وغيرهم. وقال محمد بن يحيى الذهلي: الصواب عياض بن هلال، وقال ابن حبان في "الثقات": من زعم أنه هلال بن عياض فقد وهم. وقال ابن خزيمة في "صحيحه": أحسب الوهم فيه من عكرمة بن عمار حين قال: هلال بن عياض، قال المزي: وقيل: عياض بن عبد الله.
ثالثها: اضطرابه، فقد قال الدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 238 وقد سئل عن هذا الحديث: يرويه يحيى بن أبي كثير، واختلف عنه، فرواه عكرمة بن عمار، واختلف عن عكرمة أيضاً، فرواه الثوري عن عكرمة، [عن يحيى]، عن عياض بن هلال، عن أبي سعيد، وكذلك قال عبد الملك بن الصباح، عن عكرمة.
وقال عُبَيد بن عَقِيل، عن عكرمة بن عمار، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وقال أبان العطار، عن يحيى، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه.
وقال مسكين بن بكير، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر بن عبد الله.
وقال غير مسكين، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، مرسلاً.
وأشبهها بالصواب حديثُ عياض بن هلال، عن أبي سعيد.
قلنا: يعني حديث المسند، وأخرجه أبو داود (15)، والنسائي في "الكبرى"(33)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 46، والبيهقي في "السنن" 1/ 99 - 100، والبغوي في "شرح السنة"(190) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد. قال أبو داود: لم يسنده إلا عكرمة بن عمار.
وأخرجه ابن ماجه (342) من طريق عبد الله بن رجاء، ومن طريق سلم بن إبراهيم الوراق، وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" عقب الرواية (71)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 157، والبيهقي في "السنن" 1/ 100 من طريق سلم بن إبراهيم الوراق، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(32)، وابن ماجه (342)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والحاكم في "المستدرك" 1/ 157 من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم عن عكرمة بن عمار، به. ووقع اسم عياض بن هلال عند ابن ماجه من طريق عبد الله بن رجاء: هلال بن عياض، ومن طريق سفيان الثوري: عياض بن عبد الله. وتقدم ذكر الاختلاف في ذلك في أول التخريج، وأن الصواب في ذلك عياض بن هلال.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح من حديث يحيى بن أبي كثير، عن عياض بن هلال الأنصاري، وإنما أهملاه لخلافٍ بين أصحاب يحيى بن أبي كثير فيه، فقال بعضهم: هلال بن عياض، وقد حكم أبو عبد الله محمد بن إسماعيل في "التاريخ" أنه عياض بن هلال الأنصاري، سمع أبا سعيد، سمع منه يحيى بن أبي كثير. قاله هشام ومعمر وعلي بن المبارك وحرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير -وقد وافقه الذهبي على تصحيح الحديث، مع أنه ذكر في "الميزان" عكرمة بن عمار، ونقل عن يحيى القطان وأحمد والبخاري أن أحاديثه عن يحيى بن أبي كثير ضعاف وليست بصحاح، وذكر عياض بن هلال وأنه لا يُعرف- ثم قال الحاكم: وقد كان عبد الرحمن بن مهدي يحدث به عن عياض بن هلال، ثم شك فيه، فقال: أو هلال بن عياض، رواه عن عبد الرحمن بن مهدي، عليُّ ابنُ المديني وعبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن المثنى: فاتفقوا على عياض بن هلال، وهو الصواب.
قال الحاكم: وقد حكم به إمامان من أئمتنا مثل البخاري وموسى بن هارون بالصحة لقول من أقام هذا الإِسناد عن عياض بن هلال الأنصاري.
قلنا: يعني أن الحاكم يحصر علة الحديث في الاختلاف على عياض بن هلال، وأن من سماه على الصواب فقد صح إسناده.
ثم قال الحاكم: وذكر البخاري فيه شواهد فصحَّ به الحديثُ.
قلنا: ويشهد للنهي عن كشف العورات قولُه صلى الله عليه وسلم: "لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة" وهو حديث صحيح أخرجه مسلم (338) من حديث أبي سعيد الخدري، وسيرد في "المسند" برقم (11601).
11311 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْمُسْتَمِرُّ (1) بْنُ الرَّيَّانِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَطْيَبُ الطِّيبِ الْمِسْكُ "(2).
11312 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى نَقُولَ: لَا يَتْرُكُهَا، وَيَتْرُكُهَا حَتَّى نَقُولَ: لَا يُصَلِّيهَا (3).
= ويشهد للنهي عن التحدث أثناء قضاء الحاجة حديثُ ابن عمر عند مسلم (370) وفيه أن رجلاً مرَّ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يبول، فسلَّم، فلم يردَّ عليه. قلنا: وهذا في ردَّ السلام مع إنه واجب، فكيف في غيره؟!
قال السندي: قوله: "لا يخرج الرجلان" بكسر الجيم على النهي، أو بضمها على النفي بمعناه.
"يضربان الغائط": من ضَرَبَ الغائطَ إذا أتى الخلاء.
كاشفان، أي: وهما كاشفان. وفي رواية أبي داود: كاشفين بالنصب.
والنهي راجع إلى الكشف والتحدث لا إلى نفس الخروج، والله تعالى أعلم.
(1)
في (م): المعتمر، وهو تحريف.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطيالسي (2160)، وأبو داود (3158)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 40، وفي "الكبرى"(2033)، والحاكم 1/ 361، القضاعي (1326) من طرق، عن المستمر بن الريان، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (11269).
(3)
إسناده ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سَعْد العوفي، وفُضَيْل: وهو ابن =
11313 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَمْتَلِئَ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا " قَالَ: " ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي مَنْ (1) يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا "(2).
11314 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ، وَأَحَقُّهُمْ بِالْإِمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ "(3).
= مرزوق، مختلف فيه.
وقد سلف برقم (11155).
(1)
لفظ "من" ليس في (ص) و (م).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة، وأبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو.
وأخرجه أبو يعلى (987) -ومن طريقه ابن حبان (6823) -، والحاكم 4/ 557، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 101 من طرق عن عوف، بهذا الإِسناد.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال أبو نعيم: مشهور من طريق أبي الصديق عن أبي سعيد، رضي الله عنه.
وانظر (11130).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو نضرة -وهو المنذر بن مالك =
11315 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ يَوْمَ الْعِيدِ فِي الْفِطْرِ، فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ تَيْنِكَ الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ، فَيَسْتَقْبِلُ النَّاسَ وَهُمْ جُلُوسٌ، فَيَقُولُ:" تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ: فَكَانَ أَكْثَرَ مَنْ (1) يَتَصَدَّقُ مِنَ النَّاسِ النِّسَاءُ بِالْقُرْطِ وَالْخَاتَمِ وَالشَّيْءِ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْبَعْثِ ذَكَرَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ انْصَرَفَ (2).
= العبدي- من رجاله، وباقي رجال الإِسناد ثقات من رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي، وهشام: هو الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وقد سلف برقم (11190).
(1)
في (م): ما.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن قيس، وهو الفراء، فمن رجال مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي، وعياض بن عبد الله: هو ابن سعد بن أبي سَرْح.
أخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 2/ 188، ومسلم (889)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 187، وابن ماجه (1288)، وأبو يعلى (1343)، وابن خزيمة (1449)، وابن حبان (3321)، والبيهقي في "السنن" 3/ 297 من طرق عن داود بن قيس، بهذا الإِسناد.
وأخرجه بنحوه الشافعي في "مسنده" 1/ 157 (ترتيب السندي)، والبخاري (304) و (1462) من طريق زيد بن أسلم، عن عياض، به.
وانظر (11059). =
11316 -
حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ، فَذَكَرَهُ، قَالَ: وَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَضْرِبَ عَلَى النَّاسِ بَعْثًا ذَكَرَهُ، وَإِلَّا انْصَرَفَ (1).
11317 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ (2) عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أُصِيبَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ثِمَارٍ ابْتَاعَهَا، فَكَثُرَ دَيْنُهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَصَدَّقُوا عَلَيْهِ " قَالَ: فَتَصَدَّقَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ وَفَاءَ دَيْنِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ، وَلَيْسَ لَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ "(3).
= قال السندي: فوله: بالقرط، بضم قاف، وسكون راء، نوع من حلي الأذن معروف.
قوله: البعث، بفتح فسكون، أي: بعث الجيش، وإرسالهم إلى محل.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. عبد الله بن الحارث: هو ابن عبد الملك المخزومي.
وانظر ما قبله.
(2)
تحرف في (م) إلى: عن.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل -وهو مُظَفَّر بن مدرك-، فقد روى له النسائي وأبو داود في كتاب "التفرد"، وهو ثقة متقن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 318 - 319، وعبد بن حميد (992)، ومسلم (1556)، وأبو داود (3469)، والترمذي (655)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 265 و 312، وفي "الكبرى"(6121) و (6274)، وابن ماجه (2356)، وابن الجارود في "المنتقى"(1027)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 35 - 36، وفي "شرح مشكل الآثار"(1879)، وابن حبان (5033)، والبيهقي في "السنن" =
11318 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا طَوِيلًا عَنِ الدَّجَّالِ، فَقَالَ فِيمَا يُحَدِّثُنَا قَالَ: " يَأْتِي الدَّجَّالُ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ الْمَدِينَةِ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ رَجُلٌ يَوْمَئِذٍ هُوَ (1) خَيْرُ النَّاسِ - أَوْ مِنْ خَيْرِهِمْ - فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ
= 6/ 49 - 50، والبغوي في "شرح السنة"(2135)، من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه كذلك مسلم (1556)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 312، وفي "الكبرى"(6274)، وابن الجارود (1027)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 35 - 36، وفي "شرح مشكل الآثار"(1879)، والحاكم في "المستدرك" 2/ 41، والبيهقي في "السنن" 5/ 305 من طريق عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. قلنا: بل أخرجه مسلم كما سلف. واسم عمرو بن الحارث وقع في مطبوع النسائي في "الكبرى": عثمان بن الحارث، وهو خطأ.
وسيرد برقم (11551).
وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند البيهقي في "السنن" 6/ 50.
قال السندي: قوله: "خذوا ما وجدتم وليس لكم إلا ذلك": ظاهره أنه وضع الجائحة بمعنى أنه لا يؤخذ منه ما عجز عنه، ويحتمل أن المعنى: ليس لكم في الحال إلا ذلك لوجوب الانتظار في غيره، لقوله تعالى:{فَنَظِرَةٌ إلى ميسرة} ، وحينئذ فلا وضع أصلاً، وبالجملة فهذا الحديثُ دليلٌ لمن يقول بعدم الوضع، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ق) و (م): وهو.
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَهُ، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ أَتَشُكُّونَ فِي الْأَمْرِ؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يُحْيِيهِ، فَيَقُولُ (1) حِينَ يَحْيَا: وَاللهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً فِيكَ مِنِّي الْآنَ. قَالَ: فَيُرِيدُ قَتْلَهُ الثَّانِيَةَ، فَلَا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ " (2).
(1) في (م): فيقولون. وهو خطأ.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عُبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله المدني.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(20824)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (6801).
وأخرجه البخاري (1882) و (7132)، ومسلم (2938)، والنسائي في "الكبرى"(4275)، والبغوي في "شرح السنة"(4258) من طرق عن الزهري، بهذا الإِسناد.
وأخرجه بنحوه مطولاً مسلم (2938)(113)، والبغوي في "شرح السنة"(4262) من طريق أبي الودّاك، عن أبي سعيد الخدري.
وأخرجه بسياق آخر عبد بن حميد في "المنتخب"(897)، والبزار (3394)(زوائد)، وأبو يعلى (1074) من طريق عطية العوفي، عن أبي سعيد. وفيه أنه يذبحه ثلاث مرات، ثم يعود فيذبحه الرابعة، فيضرب الله على حَلْقِهِ بصفحة نحاس فلا يستطيع ذبحه.
وفي باب أن الدجال لا يدخل المدينة عن أبي هريرة عند البخاري (1880) و (7133)، سلف 2/ 237.
وعن أبي بكرة عند البخاري (1879)، سيرد 5/ 41.
وعن أنس عند البخاري (1881)، ومسلم (2943)، سيرد 3/ 191.
قال السندي: قوله: الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه: قيل: معنى: حدثنا، =
11319 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ تَبُوكَ خَطَبَ النَّاسَ وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى نَخْلَةٍ، فَقَالَ:" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ وَشَرِّ النَّاسِ، إِنَّ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ رَجُلًا (1) عَمِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ، أَوْ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهِ، أَوْ عَلَى قَدَمَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ. وَإِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ رَجُلًا فَاجِرًا جَرِيئًا (2) يَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ وَلَا يَرْعَوِي (3) إِلَى شَيْءٍ مِنْهُ "(4).
= أي: حدث المسلمين، وأنا من جملة المسلمين. وقيل: المراد: أنه بلغنا من حديثه.
في الأمر: يريد أمره أنه الإله. قلت: لا إله إلا الله.
حين يحيا: على بناء المفعول من الإحياء، أو على بناء الفاعل من الحياة.
(1)
في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 4): رجل. في هذا الموضع والآتي. وفي هامش (س): رجلاً. نسخة. قال السندي في التعليق على رواية: رجل: الظاهر: رجلاً، وكأنه مبني على اعتبار ضمير الشأن، أو هو منصوب قراءة كما سبق له نظائر، ويؤيده أنه في بعض النسخ: رجلاً. قلنا: سيرد على الجادة بالنصب في الرواية (11549).
(2)
في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 4): فاجر جري. ويقال فيه ما قيل في التعليق السابق.
(3)
في (ظ 4): لا، دون واو قبلها. وقوله:"لا يرعوي" تحرف في (م) إلى: "ولا يدعو".
(4)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الخطاب، وهو المصري، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= جهله النسائي والدارقطني والذهبي والحافظ ابن حجر. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هاشم بن القاسم: هو أبو النضر، وليث: هو ابن سعد، وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليزني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 340 - 341، وعبد بن حميد (989)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 11 - 12، وفي "الكبرى"(4314)، والحاكم 2/ 67 - 68، والبيهقي في "السنن" 9/ 160، وفي "الشعب"(4290)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي الخطاب المصري)، من طرق عن ليث بن سعد، بهذا الإِسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! مع أنه ذكر في "الميزان" أنَّ أبا الخطَّاب مجهول.
وسيأتي برقمي (11374) و (11549).
ويشهد للقسم الأول من الحديث وهو الحديث عن خير الناس حديثُ ابن عباس، وقد سلف برقم (2116) بإسناد صحيح.
وحديث أبي هريرة عند الحاكم في "المستدرك" 2/ 67، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قلنا: في إسناده فليح بن سليمان، وهو حسن الحديث.
ويشهد للقسم الثاني من الحديث حديثُ عبد الرحمن بن شبل عند أبي عُبيد في "فضائل القرآن" برقم (1 - 29)، سيرد في "المسند" برقم (15529)، بلفظ:"اقرؤوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به"، قال الحافظ في "الفتح" 9/ 101: وسنده قوي.
وحديث أبي سعيد في "فضائل " أبي عبيد (2 - 29)، بلفظ:"تعلموا القرآن، واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله عز وجل"، وفي إسناده ابنُ لهيعة.
ووجه كون هذين الحديثين شاهدين للقسم الثاني من الحديث هو أن الفاجر =
11320 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيَاضُ بْنُ هِلَالٍ (1)، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا شَبَّهَ عَلَى أَحَدِكُمُ الشَّيْطَانُ وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ فَقَالَ: أَحْدَثْتَ فَلْيَقُلْ فِي نَفْسِهِ كَذَبْتَ، حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا بِأُذُنَيْهِ أَوْ يَجِدَ رِيحًا بِأَنْفِهِ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَمْ يَدْرِ أَزَادَ أَمْ نَقَصَ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالِسٌ "(2).
= يقرأ القرآن ليتأكل به، كما فسره الوليدُ بنُ قيس في الرواية الآتية برقم (11340).
قال السندي: جري: من الجرأة، أي: مجترئ على التكلم، أو على الأعمال السيئة.
لا يرعوي، أي: لا ينكف ولا ينزجر، من رعا يرعو، إذا كف عن الأمور، وقد ارعوى عن القبيح، والاسم: الرعيا، بالفتح والضم. وقيل: الارعواء: الندم إلى الشيء وتركه. كذا في "النهاية". قلت: لعل المعنى هاهنا: لا يلتفت إلى شيء من ذلك، والله تعالى أعلم.
(1)
في (س) و (ص) و (ق) و (م): هلال بن عياض، والمثبت من (ظ 4)، وهو نسخة في هامش (س).
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عياض بن هلال، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحاكم 1/ 135 من طريق أحمد، بهذا الإِسناد، وهو في "مصنف" عبد الرزاق (533) و (3463)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان مختصراً برقم (2666)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 344.
وقد سلف برقم (11082)، وذكرت شواهده هناك.
11321 -
حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِيَاضٍ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا سَعِيدٍ؛ فَذَكَرَهُ (1).
11322 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَوْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ - مَعْمَرٌ شَكَّ (2) -، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" مُؤْمِنٌ مُجَاهِدٌ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ " قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ، يَعْبُدُ رَبَّهُ عز وجل، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ "(3).
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عياض، وهو ابن هلال الأنصاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتَوائي، ويحيى بن أبي كثير: هو الطائي.
وانظر ما قبله.
(2)
في (ظ 4): يشك، وهي نسخة في هامشي (س) و (ص).
(3)
حديث صحيح، وشك معمر: وهو ابن راشد الأزدي في هذا الإِسناد لا يؤثر، فقد روي عنه من غير شك كما سيرد، والحديث هو حديث عطاء بن يزيد الليثي، كما ورد في رواياته في "المسند"، انظر (11125).
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20761)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 5/ 56 - 57.
وعلقه البخاري بإثر الرواية (6494) بصيغة الجزم عن معمر، به، على الشك.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(975)، ومسلم (1888)(123)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(37)، والخطابي في "العزلة" ص 66 من طريق =
11323 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مَعَ التَّثَاؤُبِ "(1).
11324 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَوْتِرُوا قَبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا "(2).
= عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، به، من غير شك.
وقد سلف برقم (11125).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، وابن أبي سعيد: وهو عبد الرحمن، فمن رجال مسلم.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (3325)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 289 - 290، والبغوي في "شرح السنة"(3347)، ولم يذكر الصلاة، وهو كذلك في الرواية الآتية برقم (11889).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نَضْرة -وهو المنذر بن مالك بن قُطَعة العَبْدي العَوَقي- فمن رجال مسلم. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومَعْمَر: هو ابن راشد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4589)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (468)، وابنُ ماجه (1189)، وأبو عوانة 2/ 308، والمروزي كما في "مختصر قيام الليل" ص 142. =
11325 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الضِّيَافَةُ ثَلَاثٌ: فَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ "(1).
11326 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ وَزَلَازِلَ، فَيَمْلَأُ
= وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/ 288، ومسلم (754)(160)، وابنُ خزيمة (1089)، وأبو عوانة 2/ 308، والحاكم في "المستدرك" 1/ 301، والبيهقي في "السنن" 2/ 478 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر، به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، مع أنه عند مسلم كما سلف.
وقد سلف بالأرقام (11097) و (11302)، وبنحوه برقم (11001).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. ومعمر: وهو ابن راشد الأزدي سمع من الجُرَيري: وهو سعيد بن إياس قبل اختلاطه.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20528) ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(870)، والبيهقي في "السنن" 9/ 197.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 478 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن الجريري، به، موقوفاً.
وقد سلف مطولاً برقم (11045)، وذكرنا هناك شواهده. وسيأتي برقم (11615).
الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الْأَرْضِ، يَقْسِمُ الْمَالَ صَحَاحًا " فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا صَحَاحًا؟ قَالَ: " بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ النَّاسِ "، قَالَ:" وَيَمْلَأُ اللهُ قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم غِنًى، وَيَسَعُهُمْ عَدْلُهُ، حَتَّى يَأْمُرَ مُنَادِيًا فَيُنَادِي، فَيَقُولُ: مَنْ لَهُ فِي مَالٍ حَاجَةٌ. فَمَا يَقُومُ مِنَ النَّاسِ إِلَّا رَجُلٌ (1) فَيَقُولُ (2): أنا، فيقول: ايتِ السَّدَّانَ، يَعْنِي الْخَازِنَ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ الْمَهْدِيَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُعْطِيَنِي مَالًا، فَيَقُولُ لَهُ: احْثِ حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ فِي حِجْرِهِ وَأَبْرَزَهُ نَدِمَ فَيَقُولُ: كُنْتُ أَجْشَعَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ نَفْسًا، أَوَعَجَزَ عَنِّي مَا وَسِعَهُمْ؟ قَالَ: فَيَرُدُّهُ، فَلَا يَقْبَلُ مِنْهُ، فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّا لَا نَأْخُذُ شَيْئًا أَعْطَيْنَاهُ، فَيَكُونُ كَذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ، ثُمَّ لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَهُ أَوْ قَالَ: ثُمَّ لَا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ بَعْدَهُ "(3).
(1) في (ظ 4): رجل واحد.
(2)
عبارة: فيقول: أنا، سقطت من (م).
(3)
إسناده ضعيف لجهالة حال العلاء بن بشر: وهو المُزَني، فقد انفرد بالرواية عنه المُعَلَّى بن زياد: وهو القُرْدُوسي، ولم يوثر توثيقه إلا عن ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. جعفر: هو ابن سليمان الضُّبعي، وأبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو.
وقد سلف نحوه مختصراً بإسنادٍ صحيح برقم (11313). وانظر (11130).
قال السندي: قوله: "يرضى عنه ساكن السماء"، أي: الملائكة.
قوله: "بالسوية"، أي: العدل الذي ينبغي، لا أنه يعطي كل أحد مثل ما =
11327 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ اصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ أَرْبَعًا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ. فَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، كُتِبَ لَهُ عِشْرُونَ حَسَنَةً، وَحُطَّ (1) عَنْهُ عِشْرُونَ سَيِّئَةً، وَمَنْ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، كُتِبَ لَهُ بِهَا ثَلَاثُونَ حَسَنَةً أَوْ حُطَّ عَنْهُ (2) ثَلَاثُونَ سَيِّئَةً "(3).
11328 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَبِعْتُمْ
= يعطي الأخر، فإن هذا غير ممدوح.
قوله: "ايت السَّدَّان" ضبط بفتح السين، وتشديد دالٍ.
قوله: "أجشع": أجزع.
قوله: "فلا يقبل منه"، أي: لا يقبل منه المهدي أو خازنه، ويقول له: إنا لا نأخذ
…
الخ.
(1)
في (ق) وهامش (س): أو.
(2)
في (ص): أو حط عنه بها.
(3)
سلف في مسند أبي هريرة (8093) سنداً ومتناً، وإسناده صحيح، وسلف هنا برقم (11304).
جَنَازَةً فَلَا تَجْلِسُوا حَتَّى تُوضَعَ " (1).
11329 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، فَإِنَّ فِيهَا عِبْرَةً، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ فَاشْرَبُوا، وَلَا أُحِلُّ مُسْكِرًا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ الْأَضَاحِيِّ، فَكُلُوا "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري، مقروناً، وهو ثقة، زهير: هو ابن معاوية، وأبو صالح والد سهيل: هو ذكوان السمان.
وأخرجه الطيالسي (2184) عن وهيب، ومسلم (959)، وأبو يعلى (1159)، والبيهقي في "السنن" 4/ 26 من طريق جرير، والبيهقي أيضاً من طريق إبراهيم بن طهمان، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 487 من طريق شعبة، والبغوي في "شرح السنة"(1486) من طريق جعفر بن أبي كثير، خمستهم عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد.
وخالفهم عَبِيدة بن حُميد عند ابن حبان (3104)، فرواه عن سهيل، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد، قال الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 7: وهم فيه، والأول أصح. قلنا: يعني روايتهم عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي سعيد.
وأخرجه أبو داود (3173) من طريق زهير، عن سهيل بن أبي صالح، عن ابن أبي سعيد الخدري، عن أبي سعيد.
وقد سلف برقم (11195).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة، وهو ابن زيد الليثي، =
11330 -
حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا رَمَى - أَوْ ضَرَبَ - أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْتَنِبْ وَجْهَ أَخِيهِ "(1).
= وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. ابن مبارك: هو عبد الله، وعم محمد بن يحيى بن حَبّان: هو واسع بن حَبّان.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(985) من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن ابن المبارك، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مقطعاً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 186 و 228، ومختصراً بالنهي عن النبيذ البيهقي في "السنن" 8/ 311 من طريق عبد الله بن وهب، عن أسامة الليثي، به.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (4319)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
والنهي عن الأضاحي ثم الترخيص فيها، سلف برقم (11176).
قال السندي: قوله: ونهيتكم عن النبيذ، أي: في الظروف المعلومة.
عن الأضاحي، أي: عن أكلها فوق ثلاثة أيام.
فكلوا، أي: ما بدا لكم.
(1)
صحيح بغير هذا اللفظ، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي إسرائيل: وهو المُلائي، وعطية: وهو ابن سَعْد العوفي.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 287 من طريق غسان بن الربيع، عن أبي إسرائيل، به. ولفظه:"إذا قاتل أحدكم فليتق وجه أخيه".
وأخرجه عبدُ بن حميد في "المنتخب"(889) من طريق الحجاج بن أرطاة، والبزار (2062)(زوائد)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 251 من طريق مسعر، كلاهما عن عطية، به، بلفظ:"إذا قاتل أحدكم أخاه، فليتق وجهه"، وهو لفظ ابن =
11331 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يَرْفَعُهُ قَالَ:" إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يُرِيدُ بِهَا بَأْسًا إِلَّا لِيُضْحِكَ بِهَا الْقَوْمَ، وَإِنَّهُ لَيَقَعُ مِنْهَا أَبْعَدَ مِنَ السَّمَاءِ "(1).
= حميد.
وسيأتي بهذا اللفظ في الرواية رقم (11886).
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 106، بالروايتين، وقال: رواه أحمد والبزار بنحوه، وفيه عطية العوفي، ضعفه جماعة، ووثقه ابن معين، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (2559)، ومسلم (2612)، وقد سلف 2/ 313، ولفظه عند البخاري:"إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه".
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر في الرواية رقم (4779).
(1)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 287 من طريق غسان بن الربيع، عن أبي إسرائيل، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" في موضعين 8/ 95، 10/ 297، وقال في الأول منه: رواه أحمد، وفيه أبو إسرائيل بن خليفة، وهو ضعيف.
وللحديث هذا أصل صحيح من حديث أبي هريرة عند البخاري (6477)، ومسلم (2988)، وقد سلف 2/ 355، ولفظه عند البخاري:"إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يَزِلُّ بها في النار أبعد مما بين المشرق".
قال السندي: قوله: "إلا ليضحك": من الإضحاك، وهذا استثناء مما يفهم من المقام، أي: لا يتكلم بها لشيء إلا ليضحك.
قوله: "ليقع"، أي: يسقط وينحط. =
11332 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَيُنَادَى مَعَ ذَلِكَ إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلَا تَمُوتُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلَا تَهْرَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلَا تَبْأَسُوا أَبَدًا "، قَالَ: " يُنَادَوْنَ بِهَؤُلَاءِ (1) الْأَرْبَعِ " (2).
11333 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ وَابْنُ لَهِيعَةَ قَالَا: أَخْبَرَنَا سَالِمُ بْنُ غَيْلَانَ التُّجِيبِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ دَرَّاجًا (3) أَبَا السَّمْحِ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْهَيْثَمِ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
= قوله: " منها"، أي: لأجلها.
قوله: "أبعد"، أي: موضعاً أبعد من السماء في التنزل والتسفل لا في التعلي والتصعد كالسماء، فإن المقصود بيان البعد لا التعلي، وهذا ظاهر، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ظ 4): فينادون بهذه، وفي (ق) وهامش (س) و (ص): فينادون بهؤلاء، وفي هامش (ق): بهذه، والمثبت من (س) و (ص) وهامش (ظ 4).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد سلف في مسند أبي هريرة برقم (8258) سنداً ومتناً.
وسيأتي برقم (11905).
(3)
في (م) و (ق): أنبأنا.
(4)
في (م): أبا دراج، وهو وهم.
يَقُولُ: " أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالدَّيْنِ ". فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُعْدَلُ الدَّيْنُ بِالْكُفْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" نَعَمْ "(1).
11334 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا السَّمْحِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْهَيْثَمِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُسَلَّطُ
(1) إسناده ضعيف. دراج أبو السمح في روايته عن أبي الهيثم -وهو سليمان بن عمرو العتواري- ضعيف، وبقية رجاله ثقات غير ابن لهيعة: وهو عبد الله ضعيف، وقد توبع. حيوة: هو ابن شريح المصري.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة سالم) من طريق أحمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 264، وفي "الكبرى"(7908) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة، وذكر آخر عن سالم، به.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(931)، وأبو يعلى (1330)، وابن حبان (1025) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ عن حيوة، عن سالم، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7909)، وفي "المجتبى" 8/ 265 عن محمد بن بشار، والحاكم 1/ 532 من طريق خشنام بن الصديق، كلاهما عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن دراج، به، دون ذكر سالم.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7920)، وفي "المجتبى" 8/ 267، وابن حبان (1026) من طريق ابن وهب، عن سالم، به، وفيه:"اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر".
قلنا: وبهذا اللفظ سيرد بإسنادٍ قوي من حديث أبي بكرة 5/ 36، ولفظه:"اللهم، إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر".
عَلَى الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ (1) تِنِّينًا، تَلْدَغُهُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَلَوْ (2) أَنَّ تِنِّينًا مِنْهَا نَفَخَ فِي الْأَرْضِ مَا أَنْبَتَتْ خَضِرًا " (3).
(1) في (ظ 4) و (س) و (ص) و (ق): وتسعين.
(2)
في (ظ 4) و (ق): ولو.
(3)
إسناده ضعيف لضعف دراج أبي السَّمح في روايته عن أبي الهيثم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 175، وعبد بن حميد في "المنتخب"(929)، والدارمي 2/ 331، وابن حبان (3121)، والآجري في "الشريعة" ص 359 من طريق أبي عبد الرحمن، به.
وأخرجه أبو يعلى (1329) عن زهير بن حرب، عن عبد الله بن يزيد، به، موقوفاً.
قلنا: لعل وقفه خطأ قديم في مسند أبي يعلى، إذ إن ابن حبان أخرجه من طريقه (3121)، مرفوعاً!
وأخرج نحوه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(61)، موقوفاً، من طريق عبد الله بن سليمان، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد أنه قال: إن المعيشة الضنك أن سُلَّط عليه تسعة وتسعون تنيناً ينهشنه في القبر.
وأخرجه بنحوه الطبري في "تفسيره" 16/ 227 موقوفاً من طريق ابن أبي هلال، عن أبي حازم، عن أبي سعيد أنه كان يقول: المعيشة الضنك عذاب القبر، إنه يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنيناً تنهشه، وتخدش لحمه حتى يبعث، وكان يقال: لو أن تنيناً منها نفخ الأرض لم تنبت زرعاً.
والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 55، وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى موقوفاً، وفيه دراج، وفيه كلام، وقد وثق!
وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي يعلى (6644)، وابن حبان (3122) من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي السمح، عن ابن حجيرة، عن =
11335 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ وَمَثَلُ الْإِيمَانِ (1) كَمَثَلِ الْفَرَسِ عَلَى آخِيَّتِهِ، يَجُولُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى آخِيَّتِهِ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَسْهُو ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الْإِيمَانِ "(2).
= أبي هريرة، مرفوعاً، ولفظه:"أتدرون ما المعيشة الضنكة"؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:"عذاب الكافر في قبره، والذي نفسي بيده، إنه يسلَّط عليه تسعة وتسعون تنيناً، أتدرون ما التنين سبعون حية، لكل حية سبع رؤوس يلسعونه، ويخدشونه إلى يوم القيامة"، وهذا إسناد حسن، فإن أبا السمح -وهو دراج- أحاديثه مستقيمة، إلا ما كان عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، وهو هنا رواه عن ابن حجيرة، وهو عبد الرحمن، قاضي مصر، أخرج له مسلم وأصحاب السنن، ووثقه النسائي وغيره.
قال السندي: قوله: "تنيناً": هو نوع من الحيات، كثير السم، كبير الجثة.
قوله: "خضرا": بفتح خاء وكسرها.
(1)
لفظة: ومثل الإِيمان، ليست في (م).
(2)
إسناده ضعيف، أبو سليمان الليثي، قال الحافظ في ترجمته في "التعجيل" ص 492، قال علي ابن المديني: مجهول، وذكره أبو أحمد الحاكم فيمن لا يُعرف اسمه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يزد على ذكر شيخه والراوي عنه. وعبد الله بن الوليد: هو ابن قيس التجيبي، قال البرقاني عن الدارقطني: لا يُعتبر به، وقال ابن حجر في "التقريب": لين الحديث. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وسعيد بن أبي أيوب: هو المصري. =
11336 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي زَيْنَبٍ (1)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ هَمٌّ، وَلَا حَزَنٌ، وَلَا نَصَبٌ، وَلَا وَصَبٌ، وَلَا أَذًى، إِلَّا كُفِّرَ بِهِ (2) عَنْهُ "(3).
= وأخرجه أبو يعلى (1106) و (1332)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(352) من طريق أبي عبد الرحمن، بهذا الإِسناد.
وعند أبي يعلى زيادة: "فأطعموا طعامكم الأتقياء، وأولوا معروفكم المؤمنين".
قلنا: وبهذه الزيادة سيأتي برقم (11526) فأنظره، وقد تحرف في مطبوع أبي يعلى الليثي إلى التيمي!
قال السندي: قوله: "كمثل الفرس على آخيته" بمد، وتشديد ياء: حبل أو عود يشد فيه الدابة، والمعنى، أي: كمثل الفرس معلقة على آخية.
قوله: "يجول"، أي: حول الآخية، قيل: يعني أنه يبعد عن ربه بالذنوب، وأصل إيمانه ثابت، وقيل: أراد بالإيمان شُعْبَةُ، فكما أن الدابة تبعد عن الآخية ثم تعود إليها، فكذا المؤمن قد يترك بعض الشعب، ثم يتداركه ويندم.
(1)
تحرفت في (ص) و (م) إلى: ذئب.
(2)
كلمة "به" ليست في (م). وفي (ق): إلا كَفَّرَ الله به عنه.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل -وهو غير منسوب- لم ندر من هو، ويزيد بن محمد القرشي: هو ابن قيس بن مخرمة بن المطلب لم يسمع من أبي سعيد الخدري، ولم يدرك أحداً من الصحابة، وإنما سمع من أبي الهيثم العتواري، صاحب أبي سعيد الخدري، وبقية رجاله ثقات، سليمان بن أبي زينب: هو أبو الربيع المصري السبائي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 14، وابن أبي =
11337 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنَا سَالِمُ بْنُ غَيْلَانَ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ قَيْسٍ التُّجِيبِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ - أَوْ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا تَصْحَبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ "(1).
= حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 118 - وفيه الشامي وهو تحريف-، ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل" وهو على شرطهما.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2218) من طريق سعيد بن أبي أبي أيوب، عن سليمان بن أبي زينب، به.
وقد سلف برقم (11007).
(1)
إسناده حسن، الوليد بن قيس التجيبي، روى عنه جمع، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات، والشاك هو سالم بن غيلان كما جاء مصرحاً به عند الترمذي، وهذا الشك لا يؤثر لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة.
وأخرجه الدارمي 2/ 103، وأبو يعلى (1315) عن زهير بن حرب، كلاهما عن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإِسناد، على الشك.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(364)، ومن طريقه أبو داود (4832)، والترمذي (2395)، والبغوي في "شرح السنة"(3484) عن حيوة، به على الشك، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، إنما نعرفه من هذا الوجه.
وأخرجه الحاكم 4/ 128 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن سالم، عن الوليد، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً، دون شك.
وأخرجه ابن حبان (560) من طريق ابن وهب، و (554) و (555)، والخطابي =
11338 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ غَيْلَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ اللهَ إِذَا رَضِيَ عَنِ الْعَبْدِ (1) أَثْنَى عَلَيْهِ سَبْعَةَ أَصْنَافٍ مِنَ الْخَيْرِ لَمْ يَعْمَلْهُ (2)، وَإِذَا سَخِطَ عَلَى الْعَبْدِ أَثْنَى عَلَيْهِ سَبْعَةَ أَصْنَافٍ مِنَ الشَّرِّ لَمْ يَعْمَلْهُ "(3).
= في "العزلة" ص 142 من طريق ابن المبارك، كلاهما عن حيوة، عن سالم، عن الوليد، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً، دون شك.
وأخرجه الطيالسي (2213) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(9383) - عن ابن المبارك، عن حيوة بن شريح الشامي، عن رجل قد سماه، عن أبي سعيد، به.
(1)
في (ص): على عبدٍ، وفي (ق): على العبد.
(2)
في (ظ 4): يعلمه، وجاء في هامش (ق): الأصل يعلمه، وبعِدَّةٍ: لم يعمله: قلنا: وهو الصواب.
(3)
إسناده ضعيف لضعف دراج أبي السمح في روايته عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العُتْواري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وحيوة: هو ابن شريح المصري.
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1382) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(928)، والحارث بن أبي أسامة (1105)(زوائد)، وأبو يعلى (1331)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(905)، وابن حبان (368)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 370، والبيهقي في "الشعب"(874) من طريق أبي عبد الرحمن، به. وعند أبي يعلى: تسعة أصناف.=
11339 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَجَابِرٍ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ يَقْسِمُ الْمَالَ وَلَا يَعُدُّهُ "(1).
= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(903) من طريق ابن وهب، عن حيوة، به.
وعند الحارث والطحاوي وابن حبان وأبي نعيم: أضعاف بدل: أصناف. وبهذه اللفظة ستأتي الرواية رقم (11728).
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 272 - 273، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال: تسعة أصناف، ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم!
وسيأتي بالأرقام (11363) و (11728).
قال السندي: قوله: "أثني عليه": على بناء المفعول، أي: يجري على ألسنة عباده مدحه بما يعمل. ويمكن أن يكون على بناء الفاعل بالمعنى المذكور.
قوله: "سبعة أصناف": منصوب على نزع الخافض، أي: بسبعة أصناف. قلنا: وبإثبات الباء وردت رواية ابن حبان.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الصمد بن عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري، وداود: هو ابن أبي هند، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعة العَبْدي.
وأخرجه مسلم (2914/ 2913)(69)، وأبو يعلى (1216) من طريق عبد الصمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (2913)(67) من طريق الجريري، عن أبي نضرة، عن جابر، به، مطولاً.
وأخرجه الحاكم 4/ 454 من طريق عبد الوهَّاب بن عبد الحميد، عن داود بن =
11340 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي بَشِيرُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ قَيْسٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَكُونُ خَلْفٌ مِنْ بَعْدِ سِتِّينَ سَنَةً أَضَاعُوا الصَّلَاةَ، وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ، فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا، ثُمَّ يَكُونُ خَلْفٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثَلَاثَةٌ: مُؤْمِنٌ، وَمُنَافِقٌ، وَفَاجِرٌ "، قَالَ بَشِيرٌ: فَقُلْتُ لِلْوَلِيدِ: مَا هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ؟ فَقَالَ: الْمُنَافِقُ كَافِرٌ بِهِ، وَالْفَاجِرُ يَتَأَكَّلُ بِهِ، وَالْمُؤْمِنُ يُؤْمِنُ بِهِ (1).
= أبي هند، عن أبي نضرة، عن جابر أو أبي سعيد، به، على الشك، وتعقبه الذهبي بقوله: رواه مسلم فقال: عن أبي سعيد، ولم يشكَّ.
وقد سلف برقم (11012)، وسيكرر في مسند جابر 3/ 333 بهذا الإِسناد.
(1)
إسناده حسن، الوليد بن قيس: هو التجيبي، روى عنه جمع، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وحيوة: هو ابن شُرَيح المِصْري.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص 118، وابن حبان (755)، والحاكم 2/ 374 و 4/ 547، والبيهقي في "الشعب"(2626)، وفي "الدلائل" 6/ 465 من طريق أبي عبد الرحمن، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وانظر (11319).
قال السندي: قوله: "يكون خلف": بفتح فسكون أشهر في الشر، وبفتحتين أشهر في الخير، ويجيء بالعكس على قلة.
قوله: "لا يعدو"، أي: لا يتجاوز بالصعود إلى محل القبول، أو بالنزول إلى =
11341 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَتِيلًا بَيْنَ قَرْيَتَيْنِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذُرِعَ مَا بَيْنَهُمَا، قَالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شِبْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَلْقَاهُ عَلَى أَقْرَبِهِمَا (1).
11342 -
حَدَّثَنَا وَهْبٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا بُعِثَ مِنْ نَبِيٍّ وَلَا اسْتُخْلِفَ مِنْ خَلِيفَةٍ إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ، بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ
= القلب.
(1)
إسناده ضعيف جداً، لضعف أبي إسرائيل: وهو المُلَائي الكوفي، وعطية: وهو ابن سَعْد العَوْفي. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وأخرجه البزار (1534)(زوائد)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 76، وابن عدي في "الكامل" 1/ 287، والبيهقي في "السنن" 8/ 126 من طرق عن أبي إسرائيل، بهذا الإِسناد. وقال البزار: لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلَّا بهذا الإِسناد، وأبو إسرائيل ليس بالقوي. وقال العقيلي: ما جاء به غيره، وليس له أصل. وقال البيهقي: تفرد به أبو إسرائيل عن عطية، وكلاهما لا يحتج بروايتهما.
قلنا: وقد تابع أبا إسرائيل الصبيُّ بنُ الأشعث السلولي فيما أخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1411، عنه، عن عطية، به، مرفوعاً. ولكن الصبي صاحب مناكير، وهذا الحديث أحدها فيما ذكر ابن عدي.
وقد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 290، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه عطية العوفي، وهو ضعيف.
وسيأتي برقم (11845).
بِالْخَيْرِ، وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ، وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللهُ " (1).
11343 -
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ جَبْرُ بْنُ نَوْفٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهب: هو ابن جرير بن حازم الأزدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه أبو يعلى (1228) من طريق وهب بن جرير، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (7198)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 158، وفي "الكبرى"(7825)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2113)، وابن حبان (6192)، والبيهقي في "السنن" 10/ 111، والبغوي في "شرح السنة"(2483) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2114) و (2115)، والبيهقي في
"السنن" 10/ 111، وفي "الشعب"(7404) من طرق عن الزهري، به.
وسيأتي برقم (11834).
وانظر حديث أبي هريرة السالف 2/ 237.
(2)
حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق: وهو السَّبيعي، وبقية رجاله ثقات. أبو عبيدة: هو عبد الواحد بن واصل الحداد.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/ 274، والبيهقي في "السنن" 9/ 335 من طريق أحمد، بهذا الإِسناد. =
11344 -
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلَّا الْقُرْآنَ، فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا فَلْيَمْحُهُ " وَقَالَ: " حَدِّثُوا عَنِّي، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(1).
11345 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
= وأخرجه ابن حبان (5889) من طريق أبي عبيدة، به.
وقد سلف برقم (11260).
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبيدة: وهو عبد الواحد بن واصل السدوسي الحداد، فقد أخرج له البخاري متابعة، وأبو داود والترمذي والنَّسائي، وهو ثقة، وقد توبع. همام بن يحيي: هو العَوْذي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(402)، والخطيب في "تقييد العلم" ص 30 - 31 من طريق أبي عبيدة، عن همام، بهذا الإِسناد. وفيه زيادة عند الخطيب:"وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج".
قلنا: وهذه الزيادة سترد في الرواية رقم (11424).
وأخرجه مسلم (3004) من طريق هدَّاب بن خالد، عن همام، به.
وقوله: "لا تكتبوا عني شيئاً إلا القرآن
…
"
سلف برقم (11058).
وقوله: "ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النَّار".
سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6478)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" تَزْعُمُونَ أَنَّ قَرَابَتِي لَا تَنْفَعُ قَوْمِي، وَاللهِ إِنَّ رَحِمِي مَوْصُولَةٌ (1) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُرْفَعُ (2) لِي قَوْمٌ يُؤْمَرُ بِهِمْ ذَاتَ الْيَسَارِ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ: يَا مُحَمَّدُ، أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، وَيَقُولُ الْآخَرُ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، فَأَقُولُ: أَمَّا النَّسَبُ فَقَدْ (3) عَرَفْتُ (4)، وَلَكِنَّكُمْ أَحْدَثْتُمْ (5) بَعْدِي، وَارْتَدَدْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ الْقَهْقَرَى "(6).
11346 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ (7)، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(8).
(1) في (ظ 4): لموصولة.
(2)
في (ظ 4): رُفع.
(3)
في (س) و (ص) و (م): قد.
(4)
في (ق): عرفته. وفي هامشها: عرفت.
(5)
في (ص): قد أحدثتم.
(6)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي ولاضطرابه، وقد بينا ذلك مفصلاً في الرواية (11138)، أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
(7)
تحرف في النسخ عدا (ظ 4) إلى خراش. وجاء في هامش (ق) ما نصه: نسخة الأصل: فراس.
(8)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية، وهو ابن سعد =
11347 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا تَطَهَّرَ الرَّجُلُ، فَأَحْسَنَ الطُّهُورَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَلَمْ يَلْغُ وَلَمْ يَجْهَلْ حَتَّى يَنْصَرِفَ الْإِمَامُ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ، وَفِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا
= العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير معاوية بن هشام، وهو القصار الأزدي، فقد أخرج له مسلم، وهو مختلف فيه، ويترجح أنه حسن الحديث. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني.
وأخرجه البزار (1686)(زوائد) من طريق معاوية بن هشام، بهذا الإِسناد.
وأرده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 258، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه عطية، وهو ضعيف.
وقد سلف ذكر أحاديث الباب في مسند ابن عمر في حديثه رقم (4616).
ونزيد هنا حديث أنس عند البخاري (2851)، ومسلم (1874)، سيرد 3/ 114، بلفظ:"البركة في نواصي الخيل".
وحديث سوادة بن الربيع عند البزار (1688)(زوائد)، قال البزار: لا نعلم روى سوادة إلَّا هذا. قال الهيثمي في "المجمع" 5/ 259: ورجاله ثقات.
وحديث أبي كبشة عند الطبراني في "الكبير" 22/ (849)، والحاكم في "المستدرك" 2/ 91. قال الهيثمي في "المجمع" 5/ 259: رواه الطبراني، ورجاله ثقات.
وحديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(7994)، قال الهيثمي في "المجمع" 5/ 260: فيه راشد بن يحيى المازني، ضعفه ابن معين، ووثقه ابن حبان، وقال: يخطئ ويخالف.
وغيرهم ذكرهم الهيثمي في "المجمع" 5/ 259، وفي أسانيد أحاديثهم مجاهيل.
يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُؤْمِنٌ (1) يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَالْمَكْتُوبَاتُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ " (2).
(1) في (س) وهامش (ص): مسلم. وفي هامش (س): مؤمن. وعليها علامة الصحة.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية، وهو ابن سعد العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام -وهو ابن معاوية القصار الأزدي- فمن رجال مسلم، وهو مختلف فيه حسنُ الحديث. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني.
وأخرجه -دون ذكر ساعة الجمعة والمكتوبات- ابنُ خزيمة في "صحيحه"(1817) من طريق معاوية بن هشام، بهذا الإِسناد.
وأخرجه بتمامه ابنُ أبي شيبة 2/ 97، وعبد بن حميد في "المنتخب"(901)، والبزار (632)(زوائد) من طرق عن ابن أبي ليلى، عن عطية، به. وعندهم:"فلم يله"، بدل:"فلم يلغ".
وأخرجه مختصراً كابنِ خزيمة الطبراني في "الأوسط"(5453) من طريق إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان، عن عطية، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 171 - 172، وقال: رواه أبو داود باختصار -رواه أحمد والبزار والطبراني في "الأوسط" إلا أنه زاد: "وركع شيئاً إن بدا له، كُفِّر عنه ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام" وفيه عطية، وفيه كلام كثير.
قلنا: لم نجد هذه الزيادة في الموضع الذي أحلنا عليه عند الطبراني، فلعله في موضع آخر عنده لم نقع عليه، والله أعلم.
وقوله: "إذا تطهر الرجل
…
كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة" يشهد له حديث أبي هريرة عند مسلم (857) (27)، ولفظه: "من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام. ومن مسَّ الحصى فقد لغا"، وسلف 2/ 424. =
11348 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ (1)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا صِيَامَ يَوْمَ الْفِطْرِ وَلَا يَوْمَ الْأَضْحَى "(2).
11349 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ
= وقوله: "وفي الجمعة ساعةُ
…
إلا أعطاه إياه" يشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (935)، ومسلم (852)، ولفظه: "إن في الجمعة لساعةً لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه"، وسلف 2/ 230.
وقوله: "والمكتوبات كفارات لما بينهن" يشهد له حديث عثمان بن عفان عند مسلم (231)(10) و (11)، وقد سلف برقم (406).
وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة عند مسلم (233)، سلف 2/ 359.
وثالث من حديث ابن مسعود، سلف برقم (3811).
قال السندي: قوله: "ولم يجهل"، أي: فلم يشتغل بمقتضى الجهل.
(1)
في (ص): عمار، وهو تحريف، انظر "أطراف المسند" لابن حجر 6/ 260.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر، وهو ابن يزيد الجعفي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وقد سلف النهي عن هاتين الصلاتين برقم (11033)، وسلف النهي عن صيام هذين اليومين مع النهي عن هاتين الصلاتين ضمن حديث مطول برقم (11040).
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ فِي الْوَهْمِ (1): " يُتَوَخَّى "(2) قَالَ لَهُ رَجُلٌ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فِيمَا أَعْلَمُ (3).
11350 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ (4):" مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَإِنَّ لَهُ بَيْتًا فِي النَّارِ "(5).
(1) قوله: "في الوهم" ليس في (ظ 4).
(2)
في (ظ 4): يتحرى، والمثبت من (س)، وعليها علامة الصحة.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان اليشكري: وهو ابن قيس البصري، فمن رجال الترمذي وابن ماجه، وهو ثقة، وقد أثبت البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 31 سماع عمرو بن دينار منه هذا الحديث. هاشم: هو ابن القاسم.
وقد سلف نحوه برقم (11782)، وفيه:"فليطرح الشك، وليبن على ما استيقن"، وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3602)، والتعليق عليه. وسيأتي هذا الحديث برقم (11420).
(4)
كلمة "قال" من (م).
(5)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سعد العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير معاوية بن هشام: وهو القصار الأزدي، فقد أخرج له مسلم، وهو حسن الحديث. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وفراس: هو ابن يحيى الهَمْدَاني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 762، وابن ماجه (37)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(401) من طريقين، عن عطية، به.
وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح بالأرقام (11344) و (11424).
11351 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُرْفَعُ لِلْغَادِرِ لِوَاءٌ بِغَدْرِهِ (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: هَذَا لِوَاءُ (2) غَدْرَةِ فُلَانٍ "(3).
11352 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ (4)، عَنْ عَطِيَّةَ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ حَدَّثَهُ عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ جَرَّ ثِيَابَهُ (5) مِنَ الْخُيَلَاءِ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالَ: وَحَدَّثَنِي بِهَذَا (6) ابْنُ عُمَرَ أَيْضًا (7).
(1) في (ظ 4): لغدره، وفي هامش (ق): لويٌّ لغدره.
(2)
في (ظ 4): لوي.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 11/ 384 من طريق مطرف بن طريف، عن عطية، به. وقرن به ابن عمر.
وقد سلف برقم (11303)، وانظر (11038).
وانظر أيضاً حديث ابن عمر السالف برقم (4648).
(4)
في (م): خراش، وهو تصحيف.
(5)
في (م): ثوبه.
(6)
في (ظ 4): وحدثنيها، وأشير إليها في (س).
(7)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سَعْد العوْفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير معاوية بن هشام، فقد روى له =
11353 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي بَيْنَ بُرْدَيْنِ مُخْتَالًا، خَسَفَ اللهُ بِهِ الْأَرْضَ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(1).
11354 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ
= مسلم، وقد توبع. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وفراس: هو ابن يحيى الهَمْدَاني.
وأخرجه ابن ماجه (3570) من طريق أبي معاوية، وأبو يعلى (1310) من طريق جرير، كلاهما عن الأعمش، عن عطية، به.
وقد سلف من حديث ابن عمر بإسناد صحيح برقم (4489).
وانظر (11010).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية، وهو ابن سعد العوفي. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير معاوية بن هشام -وهو الأزدي القصار- فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني.
وأخرجه البزار (2952)"زوائد" من طريق حجاج بن أرطاة، عن عطية، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البزار (2953) من طريق مطرف، عن أبي سعيد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 126، وقال: رواه أحمد والبزار بأسانيد، وأحد أسانيد البزار رجاله رجال الصحيح.
وسيرد برقم (11356).
وشواهده التي يصح بها سلف ذكرها في مسند ابن عمرو برقم (7074).
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَتَكَلَّمُ يَقُولُ: وُكِّلْتُ الْيَوْمَ بِثَلَاثَةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ، وَبِمَنْ جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، وَبِمَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، فَيَنْطَوِي عَلَيْهِمْ، فَيَقْذِفُهُمْ فِي غَمَرَاتِ جَهَنَّمَ "(1).
(1) بعضه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية، وهو ابن سعد العوفي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير معاوية بن هشام، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو حسن الحديث. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني الخارفي.
وأخرجه بأطول منه البزار (3500)"زوائد" من طريق سليمان، عن فراس، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 160، وعبد بن حميد في "المنتخب"(896)، وأبو يعلى (1146)، والبيهقي في "البعث والنشور"(577) من طريق محمد بن أبي ليلى، والبزار (3500)"زوائد" أيضاً من طريق الأعمش، و (3501) من طريق مطرف وأشعث بن سوار، وأبو يعلى (1138) من طريق محمد بن جحادة، والطبراني في "الأوسط"(3993) من طريق مطرف، والبيهقي في "البعث" أيضاً (578) من طريق سليمان التيمي، ستتهم عن عطية، به. وليس في رواية ابن أبي ليلى ذكر من قتل نفساً بغير نفس.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(320) من طريق الأعمش، عن سعيد بن عُبَيْدة، عن أبي سعيد، به.
وأورده الهيثمي بلفظ البزار في "المجمع" 10/ 392، وقال: رواه البزار، واللفظ له، وأحمد باختصار، وأبو يعلى بنحوه، والطبراني في "الأوسط"، وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح.
وللحديث دون قوله: "ومن قتل نفساً بغير نفس" شاهد من حديث أبي هريرة =
11355 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، وَكَانَ لَا يُصَلِّي قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَإِذَا قَضَى صَلَاتَهُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ (1).
11356 -
حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو الْمُغِيرَةِ الْقَاصُّ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَا رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَ فِي بُرْدَيْنِ أَخْضَرَيْنِ، يَخْتَالُ فِيهِمَا، أَمَرَ اللهُ الْأَرْضَ فَأَخَذَتْهُ، وَإِنَّهُ لَيَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(2).
= عند الترمذي (2574)، وقال: حسن غريب صحيح، وفيه ذكر المصورين، بدل:"من قتل نفساً بغير نفس"، وسلف 2/ 336.
وآخر من حديث عائشة، سيرد 6/ 110 وفيه ذكر من لا يؤمن بيوم الحساب، بدل: من قتل نفساً بغير نفس، وفي إسناده ابن لهيعة.
(1)
إسناده حسن وهو مكرر (11226) سنداً ومتناً.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف النضر بن إسماعيل، وعطية: وهو ابن سعد الكوفي.
وأخرجه البزار (2951)(زوائد) من طريق محمد بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، بلفظ:"بينما رجل في حلة يتبختر فيها إذ خُسف به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة"، قال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا أبو عبيدة.
وقد سلف برقم (11353).
11357 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللهُ بِهِ، وَمَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ اللهُ بِهِ "(1).
11358 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ جَارٌ فَقِيرٌ، فَيَدْعُوَهُ فَيَأْكُلَ مَعَهُ، أَوْ يَكُونَ ابْنَ سَبِيلٍ،
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سعد العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير معاوية -وهو ابن هشام- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو حسن الحديث. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني الخارفي.
وأخرجه الترمذي (2381)، وأبو يعلى (1059) من طريق معاوية بن هشام، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح من هذا الوجه!
وأخرجه ابن ماجه (4206) من طريق محمد بن أبي ليلى، عن عطية، به.
قال البوصيري في "الزوائد": في إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف، وكذلك محمد بن أبي ليلى، والحديث من حديث جندب في "الصحيحين".
قلنا: قد سلف ذكر حديث جندب، وبقية شواهد الحديث في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص في تخريج الرواية (6509).
قال السندي: قوله: "من يرائي"، أي: يقصد بعمله أن يراه الناس على ذلك العمل.
"يرائي الله به"، أي: يجازيه على ريائه، فسمَّى الجزاء باسمه.
"ومن يسمع": من أسمع أو من التسميع، والمعنى كما سلف.
أَوْ فِي سَبِيلِ اللهِ " (1).
11359 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ فَيْحِ (2) الْمِسْكِ. قَالَ: صَامَ هَذَا مِنْ أَجْلِي، وَتَرَكَ شَهْوَتَهُ عَنِ (3) الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مِنْ أَجْلِي، فَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ "(4).
11360 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطيالسي (2194) مختصراً، -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/ 22 - ، وأبو يعلى (1333) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما، عن شيبان، به.
وقد سلف برقم (11268).
(2)
في (س) و (ق) وهامش (ص): ريح.
(3)
في (ظ 4): من.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سَعد العَوْفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير معاوية: وهو ابن هشام القصار، فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني الخارفي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 180، وقال: رواه أحمد، وفيه عطية بن سعد، وفيه كلام كثير، وقد وثق.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (1894)، سلف 2/ 266.
وسلف مطولا بنحوه برقم (11009).
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ، فَيَقْرَأُ، وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً، حَتَّى يَقْرَأَ آخِرَ شَيْءٍ مَعَهُ "(1).
11361 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَقَرَّبَ إِلَى اللهِ شِبْرًا، تَقَرَّبَ اللهُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، تَقَرَّبَ إِلَيْهِ بَاعًا، وَمَنْ أَتَاهُ يَمْشِي أَتَاهُ اللهُ هَرْوَلَةً (2) "(3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطيةَ: وهو العوفي. وإسناده إسنادُ الذي قبله.
وأخرجه ابن ماجه (3780)، وأبو يعلى (1094) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان النحوي، بهذا الإِسناد.
وقد سلف في مسند أبي هريرة (10087) عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، أو أبي سعيد. شك الأعمش، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وله شاهد آخر من حديث عبد الله بن عمرو، سلف في مسنده برقم (6799) بإسناد حسن.
قال السندي: قوله: "اقرأ واصعد"، أي: ارتق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من القرآن، فمن استوفى جميعَ آياته استوى على أقصى درج الجنة، ومن قرأ جزءاً منها كان صعوده في الدرج على قدر ذلك، وهذا معنى ما جاء في بعض الروايات:"فإن منزلتك آخر آية".
(2)
في (ظ 4): يهرول. وجاء في هامش (ق): في الأصل: يهرول.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية: وهو العوفي. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير معاوية -وهو ابن هشام القصار- فمن رجال مسلم، =
11362 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ (1)
= وهو حسن الحديث. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني.
وأخرجه البزار (3646)(زوائد)، والخطيب في "تاريخه" 11/ 15 من طريقين عن معاوية، بهذا الإِسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 196، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه عطية العوفي، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (7405)، ومسلم (2675)، سلف 2/ 251.
وآخر من حديث أنس عند البخاري (7536)، سيرد 3/ 122.
وثالث من حديث أبي ذر عند مسلم (2687)، سيرد 5/ 155.
ورابع من حديث سلمان عند الطبراني في "الكبير"(6141)، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 197، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير زكريا بن نافع الأرسوفي، والسري بن يحيى، وكلاهما ثقة.
قلنا: قد اشتبه على الهيثمي إسناد هذا الحديث بإسناد حديث آخر، فمن ذكرهما إنما هما في إسناد الحديث رقم (6121)، أما هذا الحديث فهو من طريق علي بن عبد العزيز، عن عاصم بن علي، عن إسحاق الأزرق، عن سعيد الجريري، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان، مرفوعاً.
ورجاله من فوق شيخ الطبراني رجال الصحيح إلا أن سعيداً الجريري قد اختلط، وسماع إسحاق الأزرق منه إنما هو بعد الاختلاط.
قال السندي: قوله: "من تقرب إلى الله" إلخ: بيان لعظم رحمته تعالى، ووفور لطفه بالعباد، وأن ما يجعل للعبد من القرب برحمته أكثر مما يستحقه بعمله.
(1)
لفظ "الناس" لم يرد في (ق).
لَا يَرْحَمُهُ اللهُ " (1).
11363 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ غَيْلَانَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّمْحِ دَرَّاجًا يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْهَيْثَمِ يَقُولُ:
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية: وهو العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير معاوية -وهو ابن هشام القصار- فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(95)، والترمذي (2381)، من طريق معاوية بن هشام، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح من هذا الوجه!
وأورده الهيثمي -وليس على شرطه- في "مجمع الزوائد" 8/ 186، وقال: رواه أحمد، وفيه عطية العوفي، وهو ضعيف، وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (5997)، ومسلم (2318)، سلف 2/ 241.
وحديث جرير بن عبد الله عند البخاري (6013)، ومسلم (2319)، سيرد 4/ 362.
وحديث ابن عمر عند البزار (1952)، والطبراني في "الكبير"(13488)، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 187، ونسبه إليهما، وقال: وفيه عطية، وقد وثق على ضعفه، وبقية رجال البزار رجال الصحيح.
وحديث ابن مسعود عند الطبراني في "الأوسط"(3733)، قال الهيثمي في "المجمع" 8/ 187: وإسناده حسن.
وحديث الأشعث بن قيس عند الطبراني في "الأوسط"(6184)، قال الهيثمي في "المجمع" 8/ 187: وفيه من لم أعرفه.
سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، عَنْ (1) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا رَضِيَ اللهُ عَنِ الْعَبْدِ أَثْنَى عَلَيْهِ سَبْعَةَ أَصْنَافٍ مِنَ الْخَيْرِ لَمْ يَعْمَلْهَا، وَإِذَا سَخِطَ عَلَيْهِ أَثْنَى عَلَيْهِ سَبْعَةَ أَصْنَافٍ مِنَ الشَّرِّ لَمْ يَعْمَلْهَا "(2).
11364 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ (3)، حَدَّثَنَا الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ امْرَأَةٌ قَصِيرَةٌ، فَصَنَعَتْ رِجْلَيْنِ مِنْ خَشَبٍ، فَكَانَتْ تَسِيرُ بَيْنَ امْرَأَتَيْنِ قَصِيرَتَيْنِ (4)، وَاتَّخَذَتْ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، وَحَشَتْ (5) تَحْتَ فَصِّهِ
(1) في (م): أن
(2)
إسناده ضعيف لضعف دراج أبي السَّمْح في روايته عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العتواري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد، وحيوة: هو ابن شُريح المصري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(904)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 196، والبيهقي في "الزهد"(816) من طريق أبي عاصم، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (11338).
(3)
في (م): عمرو، وهو تحريف.
(4)
كذا في النسخ، قال السندي: قوله: بين امرأتين قصيرتين. في مسلم: طويلتين، ولذا قيل صوابه: طويلتين. قلنا: قد وردت من طريق عثمان بن عمر عند ابن حبان: طويلتين، وكلك في مصادر التخريج.
وسلف أيضاً في الرواية رقم (11426)، فلعلها وهم قديم من النساخ.
(5)
في (ظ 4): فحشت.
أَطْيَبَ الطِّيبِ الْمِسْكَ، فَكَانَتْ إِذَا مَرَّتْ بِالْمَجْلِسِ حَرَّكَتْهُ فَنَفَحَ (1) رِيحَهُ " (2).
11365 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ يَحْيَى الْمَازِنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: جَاءَ يَهُودِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَدْ ضُرِبَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ: ضَرَبَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، فَقَالَ لَهُ (3) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لِمَ فَعَلْتَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَضَّلَ مُوسَى عَلَيْكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَا تُفَضِّلُوا بَعْضَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَى بَعْضٍ، فَإِنَّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ التُّرَابِ، فَأَجِدُ مُوسَى عليه السلام عِنْدَ الْعَرْشِ لَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صُعِقَ أَمْ لَا؟ "(4).
(1) في (م): فنفخ، وهو تصحيف.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي.
وأخرجه ابن حبان (5592) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (2252)(18)، والنسائي 8/ 151 من طريق خليد بن جعفر، عن أبي نضرة، به.
وقد سلف برقم (11426)، وانظر (11269).
قال السندي: وفي الحديث بيان عظم مكرهن.
(3)
لفظ "له" ليس في (ظ 4)، وأشير إليه في (س) و (ص) أنه نسخة.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وورقاء: هو ابن عمر اليشكري، وعمرو بن يحيى المازني: هو ابن عمارة بن أبي =
11366 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا، فَمَنْ اتَّبَعَهَا (1) فَلَا يَقْعُدْ حَتَّى تُوضَعَ "(2).
11367 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو
= حسن.
وقد سلف برقم (11286)، ومختصراً برقم (11265).
قال السندي: قوله: قد ضرب في وجهه: على بناء المفعول.
قوله: فضَّل: من التفضيل.
قوله: "لا تفضلوا"، أي: لا تشتغلوا بالتفضيل بينهم، لأنه يؤدي إلى توهم التنقيص، وهذا لا ينفي التفاضل بينهم.
قوله: "يصعقون": من صعق -كعلم-، أي: يذهبون عن الحس.
قوله: "أول من يرفع"، أي: ممن علم صعقه، فلا يرد أن موسى كان أول من رفع على تقدير أنه صعق، وأراد بهذا أنكم كيف تفضلوني على موسى، وهو قد يؤدي إلى تنقيص قدره مع أنه من الفضل بهذه المثابة، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ظ 4) وهامش كل من (س) و (ص): تبعها.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان -وهو ابن يزيد العطار- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. يونس بن محمد: هو المؤدب، ويحيى: هو ابن أبي كثير.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 487، من طريق أبان، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (11195).
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ لِرَبِّهِ عز وجل: وَعِزَّتِكَ (1) وَجَلَالِكَ لَا أَبْرَحُ أُغْوِي بَنِي آدَمَ مَا دَامَتِ الْأَرْوَاحُ فِيهِمْ. فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ عز وجل: فَبِعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَبْرَحُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي "(2).
11368 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ يُحَنَّسَ مَوْلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْعَرْجِ، إِذْ عَرَضَ شَاعِرٌ يُنْشِدُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" خُذُوا الشَّيْطَانَ أَوْ أَمْسِكُوا الشَّيْطَانَ، لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ الرَّجُلِ قَيْحًا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا "(3).
11369 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ صَيْفِيٍّ أَبِي
(1) في (ظ 4): بعزتك.
(2)
هو مكرر (11244)، وبسطنا هناك القول في إسناده، غير أن شيخ أحمد هنا هو يونس، وهو ابن محمد المؤدب، ثقة من رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (1273) من طريق يونس، بهذا الإِسناد.
وسلف بإسناد آخر ضعيف برقم (11237)، وذكرنا هناك مكرراته.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يُحنَّس فمن رجال مسلم، يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب البغدادي، وليث: هو ابن سعد، ويزيد ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي.
وقد سلف برقم (11057).
سَعِيدٍ (1) مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَهُ إِذْ سَمِعْتُ تَحْتَ سَرِيرِهِ تَحْرِيكَ شَيْءٍ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا حَيَّةٌ، فَقُمْتُ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: مَا لَكَ؟ قُلْتُ: حَيَّةٌ هَاهُنَا. فَقَالَ: فَتُرِيدُ مَاذَا؟ فَقُلْتُ: أُرِيدُ قَتْلَهَا. فَأَشَارَ لِي إِلَى بَيْتٍ فِي دَارِهِ تِلْقَاءَ بَيْتِهِ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ عَمٍّ لِي كَانَ فِي هَذَا الْبَيْتِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ، اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِهِ - وَكَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِعُرْسٍ - فَأَذِنَ لَهُ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَذْهَبَ بِسِلَاحِهِ مَعَهُ، فَأَتَى دَارَهُ، فَوَجَدَ امْرَأَتَهُ قَائِمَةً عَلَى بَابِ الْبَيْتِ، فَأَشَارَ إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ فَقَالَتْ: لَا تَعْجَلْ حَتَّى تَنْظُرَ مَا أَخْرَجَنِي. فَدَخَلَ الْبَيْتَ، فَإِذَا حَيَّةٌ مُنْكَرَةٌ، فَطَعَنَهَا بِالرُّمْحِ، ثُمَّ خَرَجَ بِهَا فِي الرُّمْحِ تَرْتَكِضُ، قَالَ: لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا كَانَ أَسْرَعُ مَوْتًا، الرَّجُلُ أَوِ الْحَيَّةُ؟ فَأَتَى قَوْمُهُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ادْعُ اللهَ أَنْ يَرُدَّ صَاحِبَنَا؟ قَالَ: " اسْتَغْفِرُوا لِصَاحِبِكُمْ " مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ أَسْلَمُوا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ أَحَدًا مِنْهُمْ، فَحَذِّرُوهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ إِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدُ أَنْ تَقْتُلُوهُ، فَاقْتُلُوهُ بَعْدَ الثَّالِثَةِ "(2).
(1) في النسخ الخطية و (م): عن أبي سعيد، و"عن" زيادة مقحمة، وذلك لأن صيفياً يكنى بأبي سعيد، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 6/ 329، ومصادر التخريج.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، ابن عجلان: وهو محمد، روى له =
11370 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رُبَيْحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ
= البخاري تعليقاً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق قوي، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب، وليث: هو ابن سعد. وصيفي: هو ابن زياد الأنصاري، وأبو السائب: هو مولى هشام بن زهرة، ويقال: اسمه عبد الله بن السائب.
وأخرجه أبو داود (5257)، والنسائي في "الكبرى"(10806)، -وهو في "عمل اليوم والليلة"(970) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2939)، وابن حبان (6157) من طرق عن الليث، به. وليس في رواية النسائي ذكر القصة.
وأخرجه بنحوه مسلم (2236)(141)، وأبو داود (5258)، والنسائي في "الكبرى"(10807) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(971) -، وأبو يعلى (1192) من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، به، دون ذكر القصة.
وأخرجه بنحوه مطولاً مالك في "الموطأ" 2/ 976 - 977، ومن طريقه مسلم (2236)(139)، وأبو داود (5259)، والترمذي (1484)، والنسائي في "الكبرى"(8871) و (10808) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(972) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2938)، وابن حبان (5637)، والبغوي في "شرح السنة"(3264)، عن صيفي، به.
وأخرجه بنحوه مسلم (2236)(140)، والنسائي في "الكبرى"(10809) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(973) - من طريق أسماء بن عبيد، عن أبي السائب، به، وزاد:"اذهبوا فادفنوا صاحبكم".
وقد سلف نحوه بالأرقام (11090) و (11215).
وفي الباب عن سهل بن سعد عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2940)، والطبراني في "الكبير"(5935).
وآخر من حديث ابن أبي ليلى عند أبي داود (5260)، والترمذي (1485)، =
عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ "(1).
= والنسائي (10804).
وانظر حديث عبد الله بن عمر، السالف برقم (4557).
قال السندي: قوله: استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال النووي: قال العلماء: هذا الاستئذان امتثال لقوله تعالى: {وإذا كانوا معه على أمرٍ جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه} [سورة النور: 62].
قوله: بسلاحه: خوفاً عليه من اليهود.
قوله: فأشار إليها: من شِدَّة الغَيْرة.
(1)
إسناده ضعيف لضعف رُبَيْح بن عبد الرحمن، وكثير بن زيد -وهو الأسلمي-، حسن الحديث في المتابعات، ضعيف إذا انفرد، وهذا مما انفرد به، ونسبته بالليثي وهم، لعله من زيد بن الحباب في رواية أحمد فحسب، فقد روي من طرق عن زيد -كما سيأتي في التخريج- غير منسوب، وسيرد غير منسوب من رواية أبي أحمد الزبيري في الرواية الآتية.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 2 - 3، وابن ماجه (397)، وأبو يعلى (1060)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(26)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1034، والحاكم 1/ 147، والبيهقي في "السنن" 1/ 43 من طرق عن زيد بن الحباب، بهذا الإِسناد. وسقط من مطبوع ابن السني اسم زيد بن الحباب من الإِسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(910)، وابن ماجه (397)، والدارمي 1/ 176، والدارقطني في "السنن" 1/ 71 من طريق أبي عامر العقدي، عن كثير، به.
وروى ابن عدي في "الكامل" 3/ 1034 عن أحمد بن حفص السعدي، قال: سئل أحمد بن حنبل -يعني وهو حاضر- عن التسمية في الوضوء، فقال: =
11371 -
حَدَّثَنَا (1) أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ "(2).
11372 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا وُضِعَتِ الْجَنَازَةُ وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً
= لا أعلم فيه حديثاً يثبت، أقوى شيء فيه حديث كثير بن زيد، عن ربيح، وربيح رجل ليس بمعروف.
ونقل الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 113 قول البخاري: ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد منكر الحديث. قلنا: ومع ذلك حسنه البوصيري في "الزوائد"!
وسيأتي برقم (11371)، وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (9418).
(1)
هذا الحديث ساقط من (ق).
(2)
إسناده ضعيف كسابقه. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 2 - 3، والترمذي في "العلل الكبير" 1/ 112 - 113، وابن ماجه (397)، وأبو يعلى (1221) من طريق أبي أحمد، بهذا الإِسناد.
وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(552)، ونقل عن المروذي قوله: لم يصححه أحمد، وقال: ربيح ليس بالمعروف، وليس الخبر بصحيح.
وانظر الحديث الذي قبله.
قَالَتْ: قَدِّمُونِي، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ، قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا، أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِهَا؟ يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهَا الْإِنْسَانُ لَصَعِقَ ". قَالَ حَجَّاجٌ: لَصُعِقَ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم البغدادي المؤدب، وحجاج: هو ابن محمد المصيصي، والليث: هو ابن سعد، سعيد بن أبي سعيد: هو المَقْبُري.
وأخر أبو يعلى (1265)، وابن حبان (3038) من طريق يونس، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(933)، والبخاري (1314) و (1316) و (1380)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 41، وفي "الكبرى"(2036)، وابن حبان (3039)، والبيهقي في "السنن" 4/ 21 - 22، والبغوي في "شرح السنة"(1482) من طرق، عن الليث بن سعد، به.
وأخرجه بنحوه موقوفاً عبد الرزاق في "المصنف"(6250) من طريق نُبيح بن عبد الله العَنَزِي، عن أبي سعيد.
وسيأتي بالأرقام (11552) من طريق حجاج، و (11553)، وانظر (10997).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف 2/ 292.
قال السندي: قوله: "إذا وضعت الجنازة"، أي: الميت على النعش.
قوله: "قالت: قدِّموني"، أي: إلى ما أعد الله تعالى من الكرامة.
قوله: "يا ويلها": عدل إلى ذلك كراهة أن يضيف الويل إلى نفسه. وفي رواية أبي هريرة، قالت:"يا ويلتاه، أين تذهبون بي".
قوله: "لصعق": قال الحافظ في "الفتح" 3/ 185: أي: لغشي عليه من شدة ما يسمعه، وربما أطلق ذلك على الموت. قلنا: ويقال: صَعِقَ الرجل وصُعِقَ. انظر "اللسان"(صعق).
11373 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أُتِيَ بِضَبٍّ، فَقَلَّبَهُ بِعُودٍ كَانَ فِي يَدِهِ ظَهْرَهُ لِبَطْنِهِ، فَقَالَ:" تَاهَ سِبْطٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنْ يَكُنْ فَهُوَ هَذَا "(1).
11374 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ
(1) إسناده ضعيف لضعف بشر بن حرب: وهو الأزدي، وبقية رجاله ثقات. عباد بن عباد: هو المهلبي الأزدي، وإسماعيل بن محمد: هو ابن جَبَلَة أبو إبراهيم المعقب السراج، من رجال التعجيل.
وأخرجه ابن سعد 1/ 396 من طريق حماد بن سلمة، عن بشر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(8679) عن معمر، عن أبي عمران الجوني أو غيره -شك معمر-، عن أبي سعيد، به.
وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (11144)، وفيه قوله:"فما أدري، أي الدواب هي".
وانظر (11013).
قال السندي: قوله: "أتي" على بناء المفعول.
قوله: "بعود": سيجيء [في الرواية رقم (11376)] إنه أمر غيره بالقلب، فكأنه استعمل العود حين القلب بمنزلة من يعين غيره على فعل.
قوله: تاه، أي: ذهب وغاب، أو هلك بالمسخ.
قوله: فإن يكن، أي: باقياً بعد المسخ.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ تَبُوكَ، خَطَبَ النَّاسَ وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى نَخْلَةٍ، فَقَالَ:" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ وَشَرِّ النَّاسِ، إِنَّ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ رَجُلًا (1) عَمِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ، أَوْ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهِ، أَوْ عَلَى قَدَمَيْهِ، حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ. وَإِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ رَجُلًا فَاجِرًا جَرِيئًا (2)، يَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ لَا يَرْعَوِي إِلَى شَيْءٍ مِنْهُ "(3).
11375 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ كَانَ يَشْتَكِي رِجْلَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَخُوهُ (4) وَقَدْ جَعَلَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَهُوَ مُضْطَجِعٌ، فَضَرَبَهُ بِيَدِهِ
(1) في (س) و (ظ 4): رجل، وضبب فوقها في (س). وقد سلف التعليق عليها في الرواية (11319)، وسيرد على الجادة في الرواية (11549).
(2)
في النسخ الخطية: رجل فاجر جري. والمثبت من (م). وسلف التعليق عليها في الرواية (11319)، وسيرد على الجادة كما هو مثبت في الرواية (11549).
(3)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، علته أبو الخطاب، وهو المصري، وقد سلف الكلام عليه برقم (11319). وسلف تخريج الحديث وذكر شواهده هناك. يونس بن محمد: هو المؤدب.
(4)
في "أطراف المسند" لابن حجر 6/ 356: اخو أبي سعيد كأنه قتادة بن النعمان، لأنه أخوه لأُمه. قلنا: جاء مصرحاً به في رواية عند الطبراني في "الكبير" 19/ (18).
عَلَى رِجْلِهِ الْوَجِعَةِ، فَأَوْجَعَهُ، فَقَالَ: أَوْجَعْتَنِي، أَوَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ رِجْلِي وَجِعَةٌ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَى عَنْ هَذِهِ؟ (1).
11376 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِضَبٍّ فَقَالَ: " اقْلِبُوهُ لِظَهْرِهِ ". فَقُلِبَ لِظَهْرِهِ ثُمَّ قَالَ: " اقْلِبُوهُ لِبَطْنِهِ " فَقُلِبَ
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو النضر -وهو سالم بن أبي أمية القرشي- لم يسمع من أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم البغدادي، وليث: هو ابن سعد.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 19/ (18) بإسنادٍ ضعيفٍ من طريق سعيد بن الحارث، عن عبيد بن حنين، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 100، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا النضر لم يسمع من أبي سعيد.
وله شاهد من حديث جابر عند مسلم (2099)(72) و (73)، وسيأتي 3/ 297 - 298، ولفظه عند مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن اشتمال الصماء، والاحتباء في ثوب واحد، وأن يرفع رجليه على الأخرى وهو مستلق على ظهره.
ويعارضه حديث عبد الله بن زيد الأنصاري المازني عند البخاري (475)، ومسلم (2100)(75)، وسيأتي (16430)، ولفظه عند البخاري: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم مستلقياً في المسجد واضعاً إحدى رجليه على الأخرى.
قلنا: وقد ذكر الحافظ في "الفتح" 1/ 563 أن النهي يحمل حيث يخشى أن تبدو العورة، والجواز حيث يؤمن ذلك.
لِبَطْنِهِ فَقَالَ: " تَاهَ سِبْطٌ مِمَّنْ غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَإِنْ يَكُ فَهُوَ هَذَا، فَإِنْ يَكُ فَهُوَ هَذَا، فَإِنْ يَكُ فَهُوَ هَذَا "(1).
11377 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَهْضَمٌ، يَعْنِي الْيَمَامِيَّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ شِرَاءِ مَا فِي بُطُونِ الْأَنْعَامِ حَتَّى تَضَعَ، وَعَنْ (2) مَا فِي ضُرُوعِهَا إِلَّا بِكَيْلٍ، وَعَنْ شِرَاءِ الْعَبْدِ وَهُوَ آبِقٌ، وَعَنْ شِرَاءِ الْمَغَانِمِ حَتَّى تُقْسَمَ، وَعَنْ شِرَاءِ الصَّدَقَاتِ حَتَّى تُقْبَضَ، وَعَنْ ضَرْبَةِ الْغَائِصِ (3).
(1) إسناده ضعيف لضعف بشر: وهو ابن حرب الأزدي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب البغدادي.
وقد سلف برقم (11373)، وانظر (11013).
(2)
لفظ: "وَعَنْ "، ساقط من (م).
(3)
إسناده ضعيف جداً لجهالة محمد بن إبراهيم: وهو الباهلي، ومحمد بن زيد: وهو العبدي، ولضعف شهر بن حوشب، وجهضم اليمامي: وهو ابن عبد الله بن أبي الطفيل ثقة، إلا أن حديثه منكر فيما روى عن المجهولين، وهذا منها. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، مولى بني هاشم.
وأخرجه عبد الرزاق (14923)، وابن أبي شيبة مطولاً ومختصراً 3/ 189 و 6/ 131، 12/ 436، والترمذي (1563)، وابن ماجه (2196)، وأبو يعلى (1093)، والدارقطني في "السنن" 3/ 15، والبيهقي في "السنن" 5/ 338 من طرق عن جهضم، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
وأخرجه عبد الرزاق (14375) من طريق محمد بن زيد، به. وقال البيهقي: وهذه المناهي وإن كانت في هذا الحديث بإسنادٍ غير قوي، فهي داخلة في بيع =
11378 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلُ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، أَوْ فِي خُفٍّ وَاحِدٍ (1).
11379 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
= الغَرَر الذي نهي عنه في الحديث الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلنا: قد ثبت النهي عن بيع الغرر في حديث أبي هريرة عند مسلم (1513)، وقد سلف 2/ 250، وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4491).
قال السندي: قوله: "إلا بكيل": كأن المراد إلا بعد أن يجلب فيصلح لحلول الكيل فيه كما يدل عليه السوق، فإن الحديث مسوق للنهي عن الغرر.
قوله: "وعن ضربة الغائص": هو أن يقول: أغوص في البحر غوصة بكذا، فما أخرجته فهو لك.
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، وعروة: هو ابن الزبير.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8852) من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 139، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في "الأوسط".
قلنا: وقد سلف في مسند عبد الله بن عباس برقم (2948)، وذكرنا هناك الأحاديث الصحيحة التي تشهد له.
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ شَكَا (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَاجَتَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اصْبِرْ أَبَا سَعِيدٍ (2)، فَإِنَّ الْفَقْرَ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنْكُمْ، أَسْرَعُ مِنَ السَّيْلِ مِنْ (3) أَعْلَى الْوَادِي، وَمِنْ أَعْلَى الْجَبَلِ إِلَى أَسْفَلِهِ "(4).
(1) في (ظ 4): عن سعيد بن أبي سعيد أن أبا سعيد الخدري شكا.
(2)
في (ق): يا أبا سعيد، وهي نسخة في (س).
(3)
في (م): على.
(4)
إسناده ضعيف لإرساله فيما ذكر البيهقي في "الشعب"(1473) فإن عمرو بن الحارث المصري لم يثبت سماعه من سعيد بن أبي سعيد الخدري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن أبي سعيد، لم يرو عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(1473) من طريق بحر بن نصر، عن عمرو بن الحارث، به. وقال: هذا مرسل.
وفي الباب عن عبد الله بن المغفَّل عند الترمذي (2350)، والبيهقي في "الشعب"(1471)، وإسناده ضعيف.
وعن أنس بن مالك عند البزار (3595)، والبيهقي في "الشعب"(1470)، وفي إسناده بكر بن سُلَيم الصواف، وقد تفرد به، وفيه كلام.
وعن أبي ذر عند الحاكم 4/ 331، وفي إسناده عبد الله بن أبي طلحة من رجال مسلم، ولكن لم يثبت سماعه من أبي ذر، ومع ذلك صححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
وعن ابن عباس عند البيهقي في "السنن" 6/ 119، وفي إسناده الحسين بن قيس الرحبي، ولقبه حنش، وهو متروك.
قال البيهقي في "الشعب" 2/ 175: فإن صَحَّ شيء من هذه الأحاديث، فإنما =
11380 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجُ (1) بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: افْتَخَرَ أَهْلُ الْإِبِلِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْإِبِلِ "(2).
= هو زهادته صلى الله عليه وسلم في الدنيا واختياره الآخرة على الأولى لعلمه بمعايب الدنيا فلم يرضها لنفسه ولا لمن يحبه من أمته، أعاذنا الله من فتنة الدنيا وعذاب الآخرة برحمته.
وقال السندي: قوله: "فإن الفقر
…
"؛ لأن المحبة لا تتم إلا بالمجانسة. قلنا: ويناقض هذه الأحاديث الضعيفة أحاديث صحيحة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وفيها الاستعاذة من الفقر وقرنه مع الكفر، ومحبة الله سبحانه وتعالى للغني التقي، وامتداح المال المكتسب من طرق مشروعة، وامتداح فاعل ذلك إذا كان رجلاً صالحاً ينفق منه على نفسه وعياله وعلى الفقراء والمحتاجين، وأن اليد العليا وهي المنفقة خير من اليد السفلى وهي الآخذة، وعدَّ من يكتسب المال من حِلِّه ويتقي فيه ربه ويصل رحمه، ويعلم أن فيه لله حقاً عدَّه بأفضل المنازل. انظر حديث عائشة في البخاري (6377)، ومسلم (589)، وحديث عمرو بن العاص عند أحمد 4/ 197 و 202، وحديث عبد الله بن عمر عند البخاري (7529)، ومسلم (815)، وحديث أبي كبشة الأنماري عند الترمذي (2326)، وحديث أنس بن مالك عند ابن حبان (1023)، وحديث أبي هريرة عند ابن حبان أيضاً (1030)، وحديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم (2965)، وحديث أبي بكرة عنده أيضاً (1028)، وحديث أبي ذر عنده أيضاً (1006).
(1)
في (م): شريح، وهو تصحيف.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحجاج: وهو ابن =
11381 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ أَبُو الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ، حَدَّثَنَا عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ (1) بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا خَرَجَ يَوْمَ الْعِيدِ، يَوْمَ الْفِطْرِ، صَلَّى بِالنَّاسِ تَيْنِكَ الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ وَقَامَ، فَاسْتَقْبَلَ النَّاسَ وَهُمْ جُلُوسٌ، فَقَالَ:" تَصَدَّقُوا " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَكَانَ أَكْثَرَ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ بِالْقُرْطِ وَبِالْخَاتَمِ وَبِالشَّيْءِ، فَإِنْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَاجَةٌ أَنْ يَضْرِبَ عَلَى النَّاسِ بَعْثًا ذَكَرَهُ لَهُمْ، وَإِلَّا انْصَرَفَ (2).
11382 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَزَقَ فِي ثَوْبِهِ، ثُمَّ دَلَكَهُ (3).
= أرطاة، وعطية بن سعد: وهو العَوْفي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج بن النعمان: هو الجوهري، وحماد: هو ابن سلمة.
وسيأتي برقم (11918)، وسنخرجه هناك، ونذكر شواهده.
(1)
في (ص): سعيد، وهو تحريف.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، إسماعيل بن عمر، وداود بن قيس من رجاله.
وقد سلف برقم (11315)، وانظر (11059).
(3)
إسناده ضعيف لانقطاعه، وإرساله، ثابت: وهو ابن أسلم البناني لم يذكروا في كتب الرجال سماعه من أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي.
وقد أعل الدارقطني هذا الإِسناد في "العلل" 4/ الورقة 5 فقال: وفيه وهم، والصواب: عن ثابت، عن رجل، عن أبي نضرة، مرسلاً. =
11383 -
حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِذَا أَوْهَمَ (1) الرَّجُلُ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ أَزَادَ أَمْ نَقَصَ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ "(2).
= وأخرجه أبو داود (389)، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 23، عن موسى بن إسماعيل، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 23 عن عفان، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي نضرة، مرسلاً.
وأخرجه أبو داود (390)، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 23 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد، عن حميد، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
قلنا: ومن طريق حميد عن أنس أخرجه البخاري (241)، ولفظه: بزق النبي صلى الله عليه وسلم في ثوبه.
وقد سلف نحوه في مسند أبي هريرة (7531)، وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4509).
(1)
في (ق): وهم.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سعيد بن زيد: هو ابن دِرْهم الأزدي، أخو حماد بن زيد، مختلف فيه، فقد وثقه ابن معين، وقال أحمد: ليس به بأس، وقال مسلم بن إبراهيم: صدوق، حافظ، وضعفه يحيى بن سعيد القطان والجوزجاني وأبو حاتم والنسائي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، عارم: هو محمد بن الفضل السدوسي، وعلي بن الحكم: هو البُناني، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العَبْدي.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(872)، والطبراني في "الكبير"(5440) من طريق عارم، بهذا الإِسناد.
وقد سلف نحوه مطولاً برقم (11082).
11384 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُكْمِلٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ (1) الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَكُونُ لِأَحَدٍ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ، أَوْ ابْنَتَانِ، أَوْ أُخْتَانِ، فَيَتَّقِي اللهَ فِيهِنَّ، وَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ "(2).
(1) في (م): بشر، وهو تحريف.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل، فقد روى عنه اثنان، ولم يوثقه غير ابن حبان، ثم إنه قد اختلف في إسناده كما سيأتي في التخريج. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن الصبَّاح: هو الدولابي، وإسماعيل بن زكريا: هو الخُلْقاني، وسهيل: هو ابن أبي صالح السَّمَّان.
وأخرجه أبو داود (5148) من طريق جرير، والبيهقي في "الآداب"(27) من طريق علي بن عاصم، وابن أبي شيبة 8/ 552، والبخاري في "الأدب المفرد"(79) من طريق عبد العزيز بن محمد، ثلاثتهم عن سهيل، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الترمذي (1912) عن قتيبة، عن عبد العزيز بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد، به، دون ذكر أيوب بن بشير.
وروي من طريق أيوب بن بشير، عن سعيد الأعشى، عن أبي سعيد.
أخرجه كذلك الحميدي (738)، والترمذي (1916)، وابن حبان (446) من طريق سفيان بن عيينة، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 71 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن سهيل، عن أيوب بن بشير، عن سعيد الأعشى، عن أبي سعيد، به. وقال الترمذي: حديث غريب.
وسيأتي بنحوه برقم (11924). =
11385 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، يَعْنِي عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ مَوْلًى لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا مَعَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ فِي وَسَطِ الْمَسْجِدِ، مُحْتَبِيًا (1) مُشَبِّكٌ (2) أَصَابِعَهُ بَعْضَهَا فِي بَعْضٍ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَفْطِنِ الرَّجُلُ لِإِشَارَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَالْتَفَتَ (3) إِلَى أَبِي سَعِيدٍ فَقَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَا يُشَبِّكَنَّ، فَإِنَّ التَّشْبِيكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَزَالُ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَ (4) فِي الْمَسْجِدِ
= قلنا: ومتن الحديث صحيح لأحاديث الباب.
فعن ابن عباس، سلف برقم (2104).
وعن أنس عند مسلم (2631)، وسيرد 3/ 156.
وعن جابر، سيرد 3/ 303.
وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/ 154.
وعن عوف بن مالك، سيرد 6/ 27.
وعن عائشة عند البخاري (1418)، ومسلم (2629)، سيرد 6/ 33.
وعن أبي هريرة، سلف (8425).
وعن أم سلمة، سيرد 6/ 293.
(1)
في هامش (س): محتب، نسخة.
(2)
رفع مشبك على أنه خبر، إن كان "جالس" صفة، أو خبر بعد خبر إن كان "جالس" خبراً، ويحتمل أنه منصوب على الحالية ومضاف إلى ما بعده إضافة لفظية، قاله السندي.
(3)
في (م) زيادة: رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(4)
في (ظ 4): ما كان.
حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ " (1).
11386 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ
(1) إسناده ضعيف على خطأ فيه، عبيد الله بن عبد الله بن موهب، قال أحمد والشافعي: لا يعرف، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وعبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، ليس بالقوي، ومولى أبي سعيد لم نعرفه.
وقول عبيد الله بن عبد الله بن موهب: حدثني عمي، يعني عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، خطأ، إذ إن عبيد الله بن عبد الله هو عم عبيد الله بن عبد الرحمن، كما سيأتي على الصحيح في الرواية رقم (11512).
وقد أشار الحافظ في "الفتح" 1/ 566 إلى هذا الحديث، وقال: وفي إسناده ضعيف ومجهول.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 25، وقال: رواه أحمد، وإسناده حسن!
وسيأتي برقم (11512).
وفي الباب حديث كعب بن عجرة الآتي 4/ 242، وهو ضعيفٌ قال الحافظ في "الفتح" 1/ 566: في إسناده اختلاف ضعفه بعضهم بسببه.
قلنا: وقد وردت أحاديث صحيحة في جواز تشبيك الأصابع في المسجد وغيره، منها:
حديث عبد الله بن عمرو، السالف برقم (6508).
وحديث أبي موسى عند البخاري (481).
وحديث أبي هريرة عند البخاري (482).
وانظر "فتح الباري" للحافظ ابن حجر 1/ 565 - 567.
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ اللهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ هَبَطَ، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ مِنْ ذَنْبٍ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابُ لَهُ؟ "(1).
11387 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِصْمَةَ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: صَلَّى رَجُلٌ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَرْكَعُ قَبْلَ أَنْ يَرْكَعَ، وَيَرْفَعُ قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ، قَالَ:" مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ " قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، أَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ، تَعْلَمُ ذَلِكَ أَمْ لَا؟ فَقَالَ:(2): " اتَّقُوا خِدَاجَ الصَّلَاةِ إِذَا رَكَعَ الْإِمَامُ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا "(3).
(1) حديث صحيح، أبو عوانة: وهو وضاح بن عبد الله اليشكري -وإن سمع من أبي إسحاق: وهو السَّبيعي بعد الاختلاط- قد توبع، ثم إن عفان قد رواه عن أبي عوانة كما سلف في مسند أبي هريرة 2/ 383، وقال عقب الحديث: كان أبو عوانة حدثنا بأحاديث عن أبي إسحاق، ثم بلغني بَعْدُ أنه قال: سمعتها من إسرائيل، وأحسب هذا الحديث فيها. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج: هو ابن النعمان الجوهري، والأغر أبو مسلم: هو المديني، نزيل الكوفة.
وقد سلف في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11295)، وفي مسند أبي هريرة برقم (8974).
(2)
في (ظ 4): قال.
(3)
إسناده ضعيف لضعف أيوب بن جابر: وهو ابن سيار الحنفي اليمامي، وعبد الله بن عصمة الحنفي: هو أبو علوان، اختلف في اسم أبيه: عصمة أو =
11388 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، وَقَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ
= عُصْم، وقد رجح الإمام أحمد: عُصْم بدون هاء -وقد سلف الكلام في ذلك في الرواية رقم (11122)، وانظر (4790) -، وقد تفرد بهذا الحديث، وهو ممن لا يحتمل تفرده، فقد قال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 5: منكر الحديث جداً على قلة روايته، وقال ابن عدي: أنكرت أحاديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ كثيراً. ووثقه ابن معين، وقال أبو زرعة: ليس به بأس، قلنا: يعني فيما لم ينفرد به، فقد روي هذا الحديث بغير هذا اللفظ بإسناد صحيح كما سيأتي. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4513) من طريق قتيبة بن سعيد، عن أيوب بن جابر، بهذا الإِسناد.
وقال: لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن عصم إلا أيوب بن جابر، تفرد به قتيبة.
قلنا: قتيبة قد توبع كما في هذا الإِسناد، ولكن الحمل فيه على تفرد أيوب بن جابر عن عبد الله بن عصم، وتفرد ابن عصم عن أبي سعيد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 77، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وفيه أيوب بن جابر، قال أحمد: حديثه يشبه حديث الصدق، وقال ابن عدي: حديثه يحمل بعضه بعضاً وضعفه ابن معين وجماعة.
قلنا: لم نجد ترجمته في مطبوع ابن عدي، وقد نقل الذهبي في "الميزان" عن ابن عدي قوله: أنكرت أحاديثه.
ومتابعة الإمام في الصلاة لها شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (734)، ومسلم (414)(86)، وقد سلف 2/ 341 ولفظه عند البخاري: "إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالساً =
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الذِّئْبَ قَطَعَ ذَنَبَ شَاةٍ لِي، فَأُضَحِّي بِهَا؟ قَالَ:" نَعَمْ "، وَقَالَ عَفَّانُ: عَنْ ذَنَبِ شَاةٍ لَهُ، فَقَطَعَهَا الذِّئْبُ فَقَالَ: أُضَحِّي بِهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ "(1).
11389 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَأَلَ ابْنَ صَائِدٍ
= فصلوا جلوساً أجمعون".
وفي الباب من حديث أنس عند البخاري (689)، ومسلم (411)(77)، وسيرد 3/ 110.
وحديث عائشة عند البخاري (688)، ومسلم (412)(82)، وسيرد 6/ 51.
قال السندي: قوله: أحببت أن أعلم، تعلم ذلك أم لا: كأنه سمع قوله صلى الله عليه وسلم: "إني لأراكم من وراء ظهري"، فتعمد ذلك ليظهر له أنه هل علم النبي صلى الله عليه وسلم بفعله ذلك أم لا، فيظهر له تصديق قوله بمعاينة دليله، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده ضعيف لضعف الحجاج: وهو ابن أرطاة، وعطية بن سَعْد: وهو العَوْفي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج: هو ابن النعمان الجوهري، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وحماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(899)، وأبو يعلى (1015) من طريقين عن حماد، به.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/ 289 من طريق أبي معاوية، عن الحجاج بن أرطاة، عن شيخ من أهل المدينة عن أبي سعيد، به.
وقد سلف برقم (11274).
عَنْ تُرْبَةِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: دَرْمَكَةٌ بَيْضَاءُ، مِسْكٌ خَالِصٌ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَدَقَ "(1).
11390 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: حَجَجْنَا، فَنَزَلْنَا تَحْتَ شَجَرَةٍ، وَجَاءَ ابْنُ صَائِدٍ، فَنَزَلَ فِي نَاحِيَتِهَا، فَقُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ (2) مَا صَبَّ هَذَا عَلَيَّ! قَالَ: فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، مَا أَلْقَى مِنَ النَّاسِ وَمَا يَقُولُونَ لِي؟! يَقُولُونَ: إِنِّي الدَّجَّالُ! أَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الدَّجَّالُ لَا يُولَدُ لَهُ، وَلَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ وَلَا مَكَّةَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. وَقَالَ: قَدْ وُلِدَ لِي، وَقَدْ خَرَجْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَأَنَا أُرِيدُ مَكَّةَ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَكَأَنِّي رَقَقْتُ لَهُ، فَقَالَ: وَاللهِ إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِمَكَانِهِ لَأَنَا. قَالَ: قُلْتُ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ (3).
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح. عفَّان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، والجريري: هو سعيد بن إياس، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي العَوَقي.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(286) من طريق عفان، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (11002) وتكلمنا عليه هناك.
(2)
وقع في (ق): آمنا بالله، وجاء في هامشها ما نصه: نسخة الأصل: إنا لله.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، سُرَيج: هو ابن النعمان، وحماد: هو ابن سلمة، وسماعه من الجُريري -وهو سعيد بن إياس- قبل الاختلاط، أبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي. =
11391 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ، وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ "(1).
11392 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ
= وأخرجه مطولاً مسلم (2927)(91) من طريق سالم بن نوح، عن الجريري، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (11209).
قال السندي: قوله: ما صَبّ: بفتح صاد، وتشديد، أي: أيُّ شيء أوقع هذا البلاء عليَّ.
أما سمعتَ: بالخطاب.
بمكانه، أي: بمكان الدجال.
تبّاً لك: دعاء عليه بالهلاك حيث شبه الأمر عليه.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الرحمن بن عبد الله: هو ابن عبد الرحمن بن أبي صعصعة.
وهو في "موطأ" مالك 2/ 970، ومن طريقه أخرجه البخاري (19) و (3300) و (7088)، وأبو داود (4267)، والنسائي 8/ 123 - 124، وابن حبان (5958)، والخطابي في "العزلة" ص 65 - 66، والبغوي في "شرح السنة"(4227).
وقد سلف برقم (11032).
لِي جَارًا يَقُومُ اللَّيْلَ، وَلَا يَقْرَأُ إِلَّا:{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} كَأَنَّهُ يُقَلِّلُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ "(1).
11393 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ وَالْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ. وَقَالَ الْخُزَاعِيُّ: ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ لَهُ: إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ، فَإِنَّهُ " لَا يَسْمَعُ صَوْتَ الْمُؤَذِّنِ "، وَقَالَ الْخُزَاعِيُّ:" لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).
11394 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 142 عن إسحاق، بهذا الإِسناد.
وقد سلف بالأرقام (11306) و (11053).
(2)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة وأبيه فمن رجال البخاري، وإسحاق: وهو ابن عيسى ابن الطباع، فمن رجال مسلم، وقد توبع. الخزاعي: هو منصور بن سَلَمة.
وقد سلف بالأرقام (11305) و (11031).
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلْيَدْرَأْهُ (1) مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنْ أَبَى فَليُقَاتِلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ " (2).
11395 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ نَسِيَ الْوَتْرَ، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا (3) إِذَا ذَكَرَهَا، أَوْ إِذَا أَصْبَحَ "(4).
11396 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " السُّحُورُ أَكْلَةٌ بَرَكَةٌ، فَلَا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ
(1) في (ظ 4): وليرد، وهي نسخة في هامش (ق).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق: وهو ابن عيسى ابن الطباع، وعبد الرحمن بن أبي سعيد، كلاهما من رجال مسلم.
وقد سلف برقم (11299).
(3)
في (ق) و (ظ 4): فليصليها.
(4)
حديث صحيح، عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -وإن يكن ضعيفاً- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق -وهو ابن عيسى المعروفُ بابن الطباع-، فمن رجال مسلم.
وقد سلف برقم (11264).
اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ " (1).
11397 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ عَنِ الْإِزَارِ فَقَالَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِزْرَةُ الْمُسْلِمِ (2) إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، وَلَا حَرَجَ - أَوْ لَا جُنَاحَ - فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ، فَمَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي النَّارِ، مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ "(3).
11398 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: أَحْسِبُهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ، وَلَا عَاقٌّ، وَلَا مُدْمِنٌ "(4).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد: وهو ابن أسلم العدوي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع البغدادي.
وقد سلف برقم (11086).
(2)
في (س)، وهامش (ص): المؤمن، وفي هامش (س): المسلم، وعليها علامة الصحة، وانظر حاشيتنا رقم (2) ص 51.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وقد سلف برقم (11010).
(4)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد: =
11399 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقَالُوا: هَلْ فِيكُمْ دَوَاءٌ أَوْ رَاقٍ؟ (1) فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، وَلَا نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعًا مِنْ شَاءٍ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقْرَأُ أُمَّ الْقُرْآنِ، وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ، وَيَتْفُلُ، فَبَرَأَ الرَّجُلُ، فَأَتَوْهُمْ بِالشَّاءِ، فَقَالُوا: لَا نَأْخُذُهَا حَتَّى نَسْأَلَ عَنْهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَضَحِكَ، وَقَالَ:" مَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟! خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي فِيهَا بِسَهْمٍ "(2).
= وهو القرشي، ولانقطاعه، مجاهد -وهو ابن جبر المكي- لم يسمع من أبي سعيد، ذكر ذلك العلائي في "جامع التحصيل" ص 337، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 288 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (11222).
(1)
في (س) و (ق) و (ظ 4) و (ص): راقي.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية، وأبو المتوكل: هو الناجي علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد.
وأخرجه البخاري (5736)، ومسلم (2201)، والنسائي في "الكبرى" =
11400 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ، وَمَنْ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ، وَمَنْ سَأَلَنَا شَيْئًا فَوَجَدْنَاهُ، أَعْطَيْنَاهُ إِيَّاهُ "(1).
11401 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ هِلَالِ بْنِ حِصْنٍ قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فَضَمَّنِي وَإِيَّاهُ الْمَجْلِسُ، قَالَ: فَحَدَّثَ أَنَّهُ أَصْبَحَ ذَاتَ يَوْمٍ، وَقَدْ عَصَبَ عَلَى بَطْنِهِ حَجَرًا مِنَ
= (7547) و (10867) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1028) -، وابنُ ماجه (2156)، والدارقطني 3/ 64 من طرق عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وعلَّقه البخاري عن شعبة بصيغة الجزم عقب الحديث (2276)، فقال: وقال شعبة: حدثنا أبو بشر، سمعت أبا المتوكل
…
بهذا. وقد وصله الترمذي (2064) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، به. وإنما ذكره البخاري لأن فيه تصريح أبي بشر بالسماع من أبي المتوكل، كما ذكر الحافظ في "الفتح" 4/ 455. قال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وسلف برقم (10985) وذكرنا هناك مكرراته وشرحه.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نَضْرة -وهو المنذر بن مالك بن قُطَعة العَبْدي العَوَقي- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.
وأخرجه الطيالسي (2161) عن شعبة، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (10989)، وانظر ما بعده، و (11890) و (11891).
الْجُوعِ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ أَوْ أُمُّهُ: ائْتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَاسْأَلْهُ (1)، فَاسْأَلْهُ، فَقَدْ أَتَاهُ فُلَانٌ، فَسَأَلَهُ، فَأَعْطَاهُ، وَأَتَاهُ فُلَانٌ، فَسَأَلَهُ، فَأَعْطَاهُ، فَقَالَ: قُلْتُ حَتَّى أَلْتَمِسَ شَيْئًا. قَالَ: فَالْتَمَسْتُ، فَأَتَيْتُهُ، قَالَ حَجَّاجٌ: فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ وَهُوَ يَقُولُ:" مَنْ اسْتَعَفَّ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَنْ اسْتَغْنَى يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ سَأَلَنَا إِمَّا أَنْ نَبْذُلَ لَهُ، وَإِمَّا أَنْ نُوَاسِيَهُ - أَبُو حَمْزَةَ الشَّاكُّ -، وَمَنْ يَسْتَعِفُّ عَنَّا أَوْ يَسْتَغْنِي، أَحَبُّ إِلَيْنَا مِمَّنْ يَسْأَلُنَا " قَالَ: فَرَجَعْتُ، فَمَا سَأَلْتُهُ شَيْئًا، فَمَا زَالَ اللهُ عز وجل يَرْزُقُنَا، حَتَّى مَا أَعْلَمُ فِي الْأَنْصَارِ أَهْلَ بَيْتٍ أَكْثَرَ أَمْوَالًا مِنَّا (2).
(1) في (ق) و (ظ 4): فسَلْه.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، هلال بن حصن -وهو أخو بني قيس بن ثعلبة- لم يذكروا في الرواة عنه غير أبي حمزة وقتادة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وهو من رجال "تعجيل المنفعة"، وأبو حمزة -وهو عبد الرحمن بن عبد الله، ويقال: ابن أبي عبد الله المازني البصري، جار شعبة، وإن لم يرو عنه غير شعبة ويونس بن أبي الفرات، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حجّاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 211 عن محمد بن جعفر غندر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2211)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 16، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 203، والبيهقي في "شعب الإِيمان"(3504)، من طرق عن شعبة، به. وقد تصحف أبو حمزة في مطبوع بعض المصادر إلى أبي جمرة، وحصن إلى حصين. =
11402 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ حِصْنٍ أَخَا بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ دَارَ أَبِي سَعِيدٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
11403 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ (2) أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا مِنْكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ إِذَا رَآهُ أَوْ عَلِمَهُ "(3).
= وأخرجه بنحوه أبو يعلى (1129) و (1267)، والطبري في "التفسير"(6228)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 16 من طرق عن قتادة، عن هلال بن حصن، به.
وسلف قبله وبرقم (10989) بنحوه بإسناد صحيح.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر ما قبله، حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُّوذي.
(2)
في (ص) و (م): سلمة، وهو تحريف.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. أبو مسلمة: هو سعيد بن يزيد البصري.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(869)، عن النضر بن شُميل، والبيهقي 10/ 90 من طريق يحيى بن أبي بكير، كلاهما عن شعبة، به. وفيه: قال أبو سعيد: فقد حملني ذلك على أن ركبت إلى معاوية فملأت أذنيه، ثم رجعت. قلنا: وهذه الزيادة ستأتي في الرواية رقم (11793).
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(7573) من طريق علي بن عاصم الواسطي =
11404 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(1).
= عن أبي مسلمة، به. وقرن معه سعيد بن إياس الجُرَيري، وفيه: قال أبو سعيد: حملني هذا الحديث أن ركبت إلى معاوية، ووعظته، ثم أقبلت.
وقد سلف برقم (11017).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه أبو يعلى (1229)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(400) من طريق عمر بن فارس، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (11344).