المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإِمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) حقق هذا الجزء - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ١٨

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند الإِمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه

شعيب الأرنؤوط

محمد نعيم العرقسوسي - إبراهيم الزيبق

الجزء الثامن عشر

مؤسسة الرسالة

ص: 1

11405 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسٍ مِنَ الذَّوْدِ صَدَقَةٌ، وَلَا خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ، وَلَا خَمْسَةِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ "(1).

11406 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللهُ وَجْهَهُ مِنْ جَهَنَّمَ مَسِيرَةَ سَبْعِينَ عَامًا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وعمرو بن يحيى: هو ابن عمارة المازني.

وأخرجه الطيالسي (2197) عن شعبة، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11030)، وسيكرر برقم (11747).

(2)

حديث صحيح، وهذا الإِسناد خالف شعبة فيه أصحاب سهيل بن أبي صالح، فقد رووه عنه، عن النعمان بن أبي عياش، كما سيرد في الرواية (11790)، لا عن صفوان -وهو ابن أبي يزيد، ويقال: ابن يزيد، ويقال: ابن سليم، الحجازي المدني- نصَّ على ذلك الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 2، =

ص: 5

11407 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يَبْغُضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ "(1).

= ثم قال: وكان شعبة رحمه الله يغلط في أسماء الرجال لاشتغاله بحفظ المتن. قلنا: لكن الحافظ في "الفتح" 6/ 48 قال: لعل لسهيل فيه شيخين.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 13/ 217 (ترجمة صفوان بن أبي يزيد) من طريق الإِمام أحمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 173 من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه الطيالسي (2186) عن شعبة، به.

وأخرجه النسائي 4/ 173 من طريق أبي معاوية الضرير، عن سهيل بن أبي صالح، عن سعيد المقبري، عن أبي سعيد، به.

قال الحافظ في "الفتح" 6/ 48: وهم فيه أبو معاوية، وإنما يرويه المقبري، عن أبي هريرة، لا عن أبي سعيد، وإنما رواه سهيل من حديث أبي هريرة، عن أبيه، عنه، لا عن المقبري، كذلك أخرجه النسائي من طريق سعيد بن عبد الرحمن، عن سهيل، عن أبيه، وكذا أخرجه أحمد عن أنس بن عياض، عن سهيل.

قلنا: رواية النسائي التي ذكرها الحافظ هي في "المجتبى" 4/ 173. ورواية أحمد سلفت 2/ 300.

وقد سلف برقم (11210)، وسيرد بإسناد صحيح برقم (11790).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم بن القاسم: هو أبو النضر، وشعبة: هو ابن الحجَّاج، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وذكوان: هو أبو صالح الزيات. =

ص: 6

11408 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1)، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَقَدْ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يَتَصَدَّقُ عَلَى

= وأخرجه الطيالسي (2182)، وابن منده (536)، والبيهقي في "الشعب"(1508) من طريق شعبة، بهذا الإِسناد. وفيه تصريح الأعمش بسماعه من أبي صالح. ورواية البيهقي مطولة بزيادة الرواية الآتية في "المسند" برقم (11517).

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/ 163 - 164، ومن طريقه مسلم (77)، وأبو يعلى (1007)، وابن حبان (7274)، وابن منده في "الإِيمان"(538)، عن أبي أسامة، وابن منده في "الإِيمان" كذلك (537) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الأعمش، به.

وأخرجه بسياق آخر مطولاً البزار (65) و (66)"زوائد" من طريق عطية العوفي، عن أبي سعيد.

قال الهيثمي -وقد أورد سياق البزار في "المجمع" 10/ 29 - : رواه البزار بإسنادين، وفيهما كلاهما عطية، وحديثه يكتب على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وسلف برقم (11300).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2818)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب ونزيد عليها هنا:

عن أنس بن مالك، سيرد 3/ 134، وهو عند البخاري (17)، ومسلم (74).

وعن الحارث بن زياد، سيرد 3/ 429.

وعن معاوية، سيرد 4/ 96.

(1)

في (ق): شعبة، وهو تحريف.

ص: 7

هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ؟ ". فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَصَلَّى مَعَهُ (1).

11409 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (2). وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّمَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ إِبْرَاهِيمَ، وَمَسْجِدِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ ".

قَالَ: وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلَاةٍ فِي سَاعَتَيْنِ بَعْدَ الْغَدَاةِ - وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: بَعْدَ الْفَجْرِ (3) - حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ. وَنَهَى عَنْ صَوْمِ (4) يَوْمَيْنِ: الْفِطْرِ وَالنَّحْرِ، وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُسَافِرَ الْمَرْأَةُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، أَوْ ثَلَاثِ لَيَالٍ، إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ. قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ (5) فِي حَدِيثِهِ: قَزَعَةُ

(1) حديث صحيح، محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد: وهو ابن أبي عروبة بعد الاختلاط- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان: وهو الأسود الناجي، فقد روى له أبو داود والترمذي، وهو ثقة. أبو المتوكل: هو علي بن داود -ويقال: ابن دؤاد- الناجي.

وقد سلف برقم (11019).

(2)

في (س) وهامش (ص): شعبة، وجاء في هامش (س): سعيد، وعليها علامة الصحة.

(3)

قوله: بعد الفجر، ليس في (ظ 4).

(4)

في (م): صيام.

(5)

في (م): عبد العزيز، وهو خطأ.

ص: 8

مَوْلَى زِيَادٍ (1).

11410 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَزَعَةَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عَنْ صَلَاةٍ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى تُشْرِقَ الشَّمْسُ - وَلَمْ يَشُكَّ - ثَلَاثَ لَيَالٍ (2).

(1) حديث صحيح، محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد- وهو ابن أبي عروبة -بعد الاختلاط- تابعه عبد الوهَّاب -وهو ابن عطاء الخفّاف- وهو ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط، وكان عالماً به. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وقَزَعَة: هو ابن يحيى البصري.

وأخرجه بتمامه البيهقي في "السنن" 2/ 452 من طريق روح بن عبادة -وهو ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط- عن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مختصراً مسلم 2/ 976 (827)(418)، والنسائي في "الكبرى"(2791) من طريق ابن أبي عدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(578) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن قتادة، به، مسلم بالنهي عن سفر المرأة، والنسائي بالنهي عن صوم اليومين، والطحاوي بشدّ الرحال.

وقد سلف برقم (11040).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بكر: هو البرساني، وهشام بن أبي عبد الله: هو الدستوائي.

وأخرجه بتمامه البيهقي في "السنن" 2/ 452 من طريق روح بن عبادة، عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مختصراً مسلم 2/ 976 (827)(418)، والطيالسي (2238)، والنسائي في "الكبرى"(2792) و (2793) من طرق عن هشام الدستوائي، به، مسلم بالنهي عن سفر المرأة إلا مع ذي محرم، ومن بعده بالنهي عن صوم اليومين.

وكر متنه بتمامه في الرواية التي قبله، وقد سلف برقم (11040).

ص: 9

11411 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ. وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عِيسَى. قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ أَبِي عِيسَى الْحَارِثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ قَائِمًا (1).

11412 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِتَمْرٍ رَيَّانَ، وَكَانَ تَمْرُ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَمْرًا بَعْلًا فِيهِ يُبْسٌ، فَقَالَ:" أَنَّى لَكُمْ هَذَا التَّمْرُ؟ " فَقَالُوا: هَذَا تَمْرٌ ابْتَعْنَا صَاعًا بِصَاعَيْنِ مِنْ تَمْرِنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَصْلُحُ (2) ذَلِكَ، وَلَكِنْ بِعْ تَمْرَكَ، ثُمَّ ابْتَعْ (3)

(1) إسناده صحيح، محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد: وهو ابن أبي عروبة بعد اختلاطه- قد توبع، وأبو عيسى: هو الأُسواري البصري، سلف الكلام عليه في الرواية رقم (11278)، ونسبه عبد الوهَّاب: الحارثي، وتابعه عبد الأعلى فيما ذكره البخاري في "الكنى" 9/ 57، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الوهَّاب: وهو ابن عطاء الخفاف، فقد روى له مسلم، وهو صحيح الحديث عن سعيد، فقد سمعه قبلَ اختلاطه، وكان عالماً به. روح: هو ابن عبادة، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وقد سلف برقم (11278).

(2)

في (ق): لا يصح -وهي رواية النسائي-، وجاء في هامشها: في نسخة الأصل: لا يصلح.

(3)

في (س) و (ق): ابتاع، وضُبِّب فوقها في (س)، قال السندي: هكذا =

ص: 10

حَاجَتَكَ " (1).

= في النسخ، والصواب: ثم ابتع. والله تعالى أعلم.

(1)

حديث صحيح، محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد- وهو ابن أبي عروبة -بعد اختلاطه- متابع، قتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 272، وابن حبان (5020) من طريق خالد بن الحارث -وهو ممن سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل اختلاطه- عن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 68 من طريق هشام -وهو الدستوائي-، عن قتادة، به.

وأخرجه بنحوه مالك في "الموطأ" 2/ 623، والبخاري (2201) و (2202) و (2302) و (2303) و (4244) و (4245) و (7350) و (7351)، ومسلم (1593)(94) و (95)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 271 - 272، والدارمي 2/ 258، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 67، وابن حبان (5021)، والدارقطني في "السنن" 3/ 17، والبيهقي في "السنن" 5/ 285 و 291، والبغوي في "شرح السنة"(2064) من طريق عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف، والدارقطني 3/ 17 من طريق مسلمة بن أسلم، كلاهما عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، به.

وعلَّقه البخاري (4246) و (4247) بصيغة الجزم عن عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي-، عن عبد المجيد بن سهيل، عن سعيد بن المسيب، أن أبا سعيد وأبا هريرة. وعن عبد المجيد، عن أبي صالح السمان، عن أبي سعيد وأبي هريرة

مثله. وقد وصله الدارقطني في "السنن " 3/ 17. قال الحافظ في "الفتح": فلعبد المجيد فيه شيخان.

وقد سلف برقم (10992)، وذكرنا هناك أطرافه.

قال السندي: قوله: تمراً بَعْلاً، بفتح فسكونِ مهملةٍ: هو كلُّ نخلٍ وشجرٍ =

ص: 11

11413 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً بَقِيَتْ مِنْ رَمَضَانَ مَخْرَجَهُ إِلَى حُنَيْنٍ، فَصَامَ طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ، وَأَفْطَرَ آخَرُونَ، فَلَمْ يَعِبِ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ، وَلَا الْمُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ (1).

11414 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ

= وزرعٍ لا يُسقى، أو ما سقته السماء، كذا في "القاموس".

(1)

حديث صحيح، محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد: وهو ابن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 17 - ومن طريقه مسلم (1116)(94) - عن محمد بن بشر العبدي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 68 من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن سعيد، به.

وأخرجه مسلم (1116)(94) من طريق سليمان التيمي، وأخرجه الطيالسي (2157)، ومسلم أيضاً (1116)(94)، والطحاوي 2/ 68 من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، ومسلم (1116)(94)، والطبري في "التفسير"(2852) من طريق عمربن عامر السُّلَمي، ثلاثتهم عن قتادة، به.

قال مسلم: غير أن في حديث التيمي وعمر بن عامر وهشام: لثمانَ عشرة خلت، وفي حديث سعيد: في ثنتي عشرة. وشعبة: لسبع عشرة أو تسع.

قلنا: رواية شعبة ستأتي برقم (11684)، وستأتي برقم (11871)، وفيها: في ثمان عشرة، وسلفت برقم (11191)، وفيها: لسبع عشرة أو ثمان عشرة. وانظر (11083).

ص: 12

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ فِي الْجَنِينِ:" ذَكَاتُهُ ذَكَاةُ أُمِّهِ "(1).

11415 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ - قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ - عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَمَرَنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم أَنْ نَقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَمَا تَيَسَّرَ (2).

11416 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَكُونُ أُمَّتِي فِرْقَتَيْنِ، يَخْرُجُ بَيْنَهُمَا مَارِقَةٌ يَلِي قَتْلَهَا أَوْلَاهُمَا بِالْحَقِّ "(3).

(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن، وعطية: وهو ابن سعد العَوْفي.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(242) و (467)، والخطيب في "تاريخه" 8/ 412 من طرق عن عطية، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11260).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وعفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، همام: هو ابن يحيى العَوْذي، قتادة: هو ابن دعامة السَّدوسي.

وقد سلف برقم (10998).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة -وهو المنذر بن مالك بن قُطَعة العبدي- فمن رجال مسلم، وأخرج له =

ص: 13

11417 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي، وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ. وَلَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ إِلَّا مَعَ زَوْجٍ، أَوْ ذِي مَحْرَمٍ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ "، وَنَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ النَّحْرِ (1).

11418 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، قَالَ:

= البخاري تعليقاً، وهو ثقة. بهز: هو ابن أسد، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وأخرجه مسلم (1064)(151)، والنسائي في "الكبرى"(8555)، وأبو يعلى (1036) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11196)، وانظر (11008).

وسيكرر برقم (11611) و (11612).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بَهْز: هو ابن أسد، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وقزعة: هو ابن يحيى البصري.

وأشار إليه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 204 من طريق حفص بن عمر، عن همام، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11040).

ص: 14

لَا أَشْرَبُ نَبِيذًا بَعْدَمَا سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: جِيءَ بِرَجُلٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالُوا: إِنَّهُ نَشْوَانُ، فَقَالَ: إِنَّمَا شَرِبْتُ زَبِيبًا وَتَمْرًا فِي دُبَّاءَةٍ قَالَ: فَخُفِقَ بِالنِّعَالِ، وَنُهِزَ بِالْأَيْدِي. وَنَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ أَنْ يُخْلَطَا (1).

11419 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُصْمٍ (2) أَبِي (3) عُلْوَانَ (4) قَالَ: سَمِعْتُ أَبِا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، أَنْ يَحِلَّ صِرَارَ نَاقَةٍ بِغَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا، فَإِنَّهُ خَاتَمُهُمْ (5) عَلَيْهَا، فَإِذَا كُنْتُمْ بِقَفْرٍ، فَرَأَيْتُمُ الْوَطْبَ أَوِ الرَّاوِيَةَ أَوِ السِّقَاءَ مِنَ اللَّبَنِ، فَنَادُوا أَصْحَابَ الْإِبِلِ ثَلَاثًا، فَإِنْ سَقَاكُمْ فَاشْرَبُوا وَإِلَّا فَلَا، وَإِنْ كُنْتُمْ مُرْمِلِينَ " قَالَ أَبُو النَّضْرِ: " وَلَمْ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الوَدَّاك -وهو جبر بن نَوْف البِكالي- فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُّبَعي.

وقد سلف برقم (11297)، وانظر (10991).

(2)

في (م): عاصم، وهو تحريف.

(3)

في (ق): بن، وهو خطأ.

(4)

في (ظ 4) و (ق) زيادة: الحنفي.

(5)

في (ظ 4) وهامش (ق): حانقهم، وهو تحريف.

ص: 15

يَكُنْ مَعَكُمْ طَعَامٌ، فَلْيُمْسِكْهُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ، ثُمَّ اشْرَبُوا " (1).

11420 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ

(1) إسناده ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عُصْم، فقد روى له أصحاب السنن ما عدا النسائي، ووثقه ابن معين، وقال أبو زرعة: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: شيخ.

وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 241، وفي "شرح مشكل الآثار"(2826)، والبيهقي في "السنن" 9/ 360 من طريقين، عن شريك، بهذا الإِسناد.

وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 241، وفي "شرح مشكل الآثار"(2825) من طريق إسرائيل، عن عبد الله بن عصم، به، موقوفاً. وإسناده حسن.

ويشهد له حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4471)، ولفظه: إن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تحلب مواشي الناس إلا بإذنهم. وإسناده صحيح.

قال السندي: قوله: "أن يحل صرار ناقة": من حل يحُلُّ، بضم الحاء المهملة: إذا فكَّه، والصِّرار: ككتاب: ما يشد به الشيء، أي: إذا وجدتم ناقة مربوطة الضرع، فليس لكم أن تفكوا صرارها، وتشربوا لبنها بلا إذن أهلها.

قوله: "فإنه خاتمهم عليها"، أي: إن ربطهم الضرع أمارة على منعهم من ذلك، فلا يحل لكم مع إمارة المنع.

قوله: "بقفر" بفتح قاف وسكون فاء: المكان الخالي من العمارة.

قوله: "فرأيتم الوطب": بفتح واو، فسكون مهملة: سقاء اللبن، وهو جلد الجذع فما فوقه.

قوله: "وإن كنتم مرملين" من أرمل: إذا احتاج.

قوله: "فليمسكه رجلان"، أي: لئلا يؤدي ذلك إلى القتال بينكم وبينه.

ص: 16

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ فِي الْوَهْمِ:" يُتَوَخَّى "، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فِيمَا أَعْلَمُ (1).

11421 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ (2).

11422 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَهَاشِمٌ قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ. قَالَ: هَاشِمٌ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ (3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان اليشكري، وهو ابن قيس البصري، فمن رجال الترمذي وابن ماجه، وهو ثقة، وقد أثبت البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 31 سماع عمرو بن دينار المكي منه هذا الحديث. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، شعبة: هو ابن الحجاج.

وقد سلف برقم (11349).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجّاج: هو ابن محمد المصيصي، وهو مكرر الإِسناد الثاني في الرواية (11024).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وهاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. =

ص: 17

11423 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَهَرٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالنَّاسُ صِيَامٌ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ (1) مُشَاةً، وَنَبِيُّ اللهِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ، فَقَالَ:" اشْرَبُوا أَيُّهَا النَّاسُ " قَالَ: فَأَبَوْا قَالَ (2): " إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَيْسَرُكُمْ، إِنِّي رَاكِبٌ "، فَأَبَوْا، قَالَ: فَثَنَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخِذَهُ، فَنَزَلَ، فَشَرِبَ، وَشَرِبَ النَّاسُ، وَمَا كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَشْرَبَ (3).

= وهو مكرر الرواية (11023)، لكن لم يرد هنا ذكر يونس.

(1)

في (ق): الصيف، وفي هامشها: صائف.

(2)

في (ظ 4): فقال.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم، وعبد الوارث بن سعيد والد عبد الصمد سمع من الجُرَيري: وهو سعيد بن إياس قبل الاختلاط.

وأخرجه أبو يعلى (1214) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو يعلى (1080)، وابن حبان (3556) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، وابن حبان (3550) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن خزيمة (1966) من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن الجريري، به.

وقد سلف برقم (11160)، وانظر (11083).

وقال السندي: قوله على نهر من السماء، أي: من ماء المطر.

قوله مشاة: خبر بعد خبر.

قوله: "إني أيسركم" من اليسار، أي: أغناكم عن الماء أو الإِفطار. =

ص: 18

11424 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" حَدِّثُوا عَنِّي وَلَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ "(1).

11425 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ضَلَّ سِبْطَانِ (2) مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَرْهَبُ أَنْ تَكُونَ الضِّبَابَ "(3).

= قوله: وما كان يريد أن يشرب: فيه دليل على أنه يجوز للمسافر الإفطار بعد أن شرع في الصوم بلا ضرورة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، همام: هو ابن يحيى العَوْذي، وزيد: هو ابن أسلم.

وأخرجه أبو يعلى (1209) من طريق عبد الصمد، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11085) و (11344).

(2)

في النسخ الخطية: سبطين، وضبب فوقها في (س)، وقال السندي: هكذا في النسخ، والظاهر سبطان، أي: غابا، ولعله من ضل فلان فرسه إذا ذهب عنه، والتقدير: ضل سبطين أهلهما، أي: غابا عنهم، إلا أنه حذف أهلهما، وأضمر ضميره في ضَلَّ لظهوره، إذ لا يضل الشخص إلا أهله، وإفراد الضمير لإِفراد الأهل لفظاً، والله تعالى أعلم.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعة العبدي من رجاله، ومن فوقه من رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السَّدُوسي. =

ص: 19

11426 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ الْإِيَادِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الدُّنْيَا فَقَالَ:" إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَاتَّقُوهَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ " ثُمَّ ذَكَرَ نِسْوَةً ثَلَاثة (1) مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، امْرَأَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ تُعْرَفَانِ، وَامْرَأَةً قَصِيرَةً لَا تُعْرَفُ، فَاتَّخَذَتْ رِجْلَيْنِ مِنْ خَشَبٍ، وَصَاغَتْ خَاتَمًا، فَحَشَتْهُ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ الْمِسْكِ، وَجَعَلَتْ لَهُ غَلَقًا، فَإِذَا مَرَّتْ بِالْمَلَإِ أَوْ بِالْمَجْلِسِ قَالَتْ بِهِ؛ فَفَتَحَتْهُ، فَفَاحَ رِيحُهُ، قَالَ الْمُسْتَمِرُّ بِخِنْصَرِهِ الْيُسْرَى، فَأَشْخَصَهَا دُونَ أَصَابِعِهِ الثَّلَاثِ شَيْئًا، وَقَبَضَ الثَّلَاثَةَ (2).

= وانظر (11013).

(1)

في (ظ 4) و (س) و (ص): ثلاث، وضبب فوقها في (س)، والمثبت من (ق).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن خزيمة (1699)، وابن حبان (5591)، وأبو يعلى (1293) من طريق عبد الصمد، بهذا الإِسناد.

وقوله: "إن الدنيا خضرة حلوة، فاتقوها واتقوا النساء"، سلف برقم (11169).

وقوله: ثم ذكر نسوة ثلاثة

، سلف برقم (11364). وانظر (11269).

قوله: "قالت به" قال ابن الأثير في "النهاية" 4/ 124: العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال، وتطلقه على غير الكلام واللسان، فتقول: قال بيده، أي: أخذ، وقال برجله، أي: مشى. قال الشاعر:

وقالت له العينان سمعاً وطاعةً

أي: أومأت. وقال بالماء على يده، أي: قلب. وقال بثوبه، أي: رفعه. =

ص: 20

11427 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْمُسْتَمِرُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُرْفَعُ لَهُ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ، أَلَا وَلَا غَادِرَ أَعْظَمُ مِنْ غَدْرَةِ أَمِيرِ (1) عَامَّةٍ "(2).

11428 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْمُسْتَمِرُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَوْ بَشَرٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ إِذَا رَآهُ أَوْ عَلِمَهُ، أَوْ رَآهُ أَوْ سَمِعَهُ "(3).

= وكلُّ ذلك على المجاز والاتساع ..

(1)

في (ظ 4): من أمير، وجاءت "من" في هامش (ق)، وفي رواية مسلم:"ألا ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة".

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (1738)(16)، وأبو يعلى (1213)، والبيهقي 8/ 160 من طريق عبد الصمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2159) عن المستمر، به.

وأخرجه أبو يعلى (1297) من طريق عثمان بن عمر، عن المستمر، به. موقوفاً.

وقد سلف بنحوه برقم (11303)، وانظر (11038).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو يعلى (1212) من طريق عبد الصمد، به.

وأخرجه الطيالسي (2158) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 98 - 99 - عن المستمر، به. =

ص: 21

11429 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا (1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، مِثْلًا بِمِثْلٍ "(2).

11430 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (3) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْوَرِقُ بِالْوَرِقِ، وَ (4) لَا تُفَضِّلُوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ "(5).

= وأخرجه بنحوه مطولاً أبو يعلى (1297) من طريق عثمان بن عمر، عن المستمر، به.

وقد سلف برقم (11017).

(1)

في (م) و (ص) و (ق): قال.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل: وهو ابن أبي صالح ذكوان السمان، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وحسن بن موسى: هو الأشيب، وعبد العزيز بن مسلم: هو القَسْمَلي.

وقد سلف برقم (11062)، وانظر (11006).

(3)

في (ظ 4) عن أبي هريرة، وجاء في هامش (س) و (ص) ما نصه: في بعض النسخ بدل عن أبي سعيد، عن أبي هريرة.

قلنا: ذكره ابن حجر في "أطراف المسند" 6/ 344 كذلك في مسند أبي سعيد، وهذا الاختلاف في اسم الصحابي لا يضر بصحة الحديث.

(4)

أشير إلى الواو في (س) و (ص): أنها نسخة.

(5)

حديث صحيح لغيره، فليح: وهو ابن سليمان الخزاعي -وإن احتج به =

ص: 22

11431 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ (1).

11432 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا، اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، وَاجْعَلْ مَعَ الْبَرَكَةِ بَرَكَتَيْنِ "(2).

= البخاري وأصحاب السنن، وروى له مسلم حديثاً واحداً- ضعفه يحيى بن معين، والنسائي، وأبو داود. وقال الساجي: هو من أهل الصدق، وكان يهم، وقال الدارقطني: مختلف فيه، ولا بأس به. وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة مستقيمة، وغرائب، وهو عندي لا بأس به، فحديثه حسن في المتابعات والشواهد. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سُرَيج: هو ابن النعمان الجوهري، وسهيل: هو ابن أبي صالح ذكوان السَّمَّان.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11006)، وانظر (11429).

(1)

هو مكرر سابقه. وسعيد بن منصور: هو ابن شعبة الخراساني المروزي، ثقة من رجال الشيخين، وقد حدث عنه أحمد وهو حيٌّ.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى المهري، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وحرب: هو ابن شداد.

وأخرجه مسلم (1374)(476) من طريق عبد الصمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم أيضاً (1374)(476) من طريق شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، به.

وأخرجه مسلم مطولاً (1374)(475) من طريق يحيى بن أبي إسحاق، عن =

ص: 23

11433 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ (1)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قُلْنَا (2): يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا السَّلَامُ عَلَيْكَ قَدْ عَلِمْنَاهُ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ:" قُولُوا: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (3) وَآلِ إِبْرَاهِيمَ "(4).

= أبي سعيد مولى المهري، به.

وقد سلف برقم (11301).

(1)

في (ظ 4) و (س) و (م): الزاهري، وهو تصحيف، والمثبت من (ص) و (ق)، وهامش (س) و (ص).

(2)

في (س) و (ق) وهامش (ص): قلت، وجاء في هامش (س): قلنا، وعليها علامة الصحة.

(3)

في (ظ 4): كما باركت على آل إبراهيم. يعني دون ذكر: على إبراهيم، وأشير إلى ذلك في (س) و (ص). قلنا: وهو الموافق لرواية أبي صالح عن الليث، عن ابن الهاد، وقد علقها البخاري في "صحيحه" في الرواية رقم (4798).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن جعفر: وهو المَخْرَمي الزُّهْري، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وعبد الله بن خَبَّاب: هو الأنصاري المدني.

وأخرجه ابن ماجه (903) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإِسناد. =

ص: 24

11434 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قُبَاءَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ،

= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 507، ومن طريقه ابن ماجه (903) عن خالد بن مخلد، عن عبد الله بن جعفر، به.

وأخرجه البخاري (4798) و (6358)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 49، وفي "الكبرى"(1216)، وأبو يعلى (1364)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2236)، والبيهقي في "السنن" 2/ 147 من طرق عن يزيد بن الهاد، به.

وعلقه البخاري بصيغة الجزم في الرواية رقم (4798) عن أبي صالح، عن الليث، عن يزيد بن الهاد، به.

وفي الباب عن طلحة بن عبيد الله، سلف برقم (1396).

وعن زيد بن خارجة، سلف برقم (1714).

وعن كعب بن عجرة عند البخاري (3370)، ومسلم (406)، سيرد 4/ 241.

وعن أبي مسعود الأنصاري عند مسلم (405)، سيرد 4/ 118، و 5/ 273 - 274.

وعن أبي حميد السَّاعدي عند البخاري (3369)، ومسلم (407)، وسيرد 5/ 424.

وعن رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سيرد 5/ 374.

قال السندي: قوله: هذا السلامُ عليك قد علمناه: أي أن الله تعالى أمرنا بالصلاة والسلام عليك، فالسلام معلوم عندنا، فيمكن لنا العمل به، والمراد به أنه كسلام بعضنا على بعض، أو أنه كالسلام في التشهد، وعلى التقديرين هو معلوم، لكن الصلاة غير معلومة، فلا بُدَّ من بيانها، إذ لا يمكن العمل بدونه.

ص: 25

فَمَرَرْنَا فِي بَنِي سَالِمٍ، فَوَقَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَابِ بَنِي عِتْبَانَ، فَصَرَخَ وَابْنُ عِتْبَانَ عَلَى بَطْنِ امْرَأَتِهِ، فَخَرَجَ يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَعْجَلْنَا الرَّجُلَ "، قَالَ ابْنُ عِتْبَانَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ إِذَا أَتَى امْرَأَتَهُ (1) وَلَمْ يُمْنِ (2) عَلَيْهَا، مَاذَا عَلَيْهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّمَا الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ "(3).

(1) في (ظ 4)، وهامشي (س) و (ص): امرأة.

(2)

في هامشي (س) و (ص): فلم، وفي (ظ 4): فلم يمني.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وزهير: هو ابن محمد التميمي.

وأخرجه ابن خزيمة (234)، وأبو يعلى (1236)، وأبو عوانة 1/ 286 من طريق عبد الملك بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (343)(80)، وأبو عوانة 1/ 285 - 286 من طريق إسماعيل بن جعفر، وأبو عوانة 1/ 286 من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن شريك، به. ورواية إسماعيل بن جعفر: عتبان لا ابن عتبان.

وأخرجه أبو يعلى (1072) من طريق سعيد بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن أبي سعيد، به.

وسلف مختصراً بالأرقام (11043) و (11243) و (11308)، وانظر (11162).

قوله: ابن عتبان، هكذا في رواية أحمد هذه، وفي رواية إسماعيل بن جعفر عند مسلم: عتبان، وهو الأصح -وهو عتبان بن مالك الأنصاري-، وسيرد الحديث في "مسنده" 4/ 342 على الشك عتبان أو ابن عتبان، وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" 19/ 296 - 298، و"صحيح مسلم" بشرح النووي 4/ 36 - 37، والحافظ =

ص: 26

11435 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَهْلِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْأَلُهُ طَعَامًا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" مَنْ يَصْبِرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ (1) يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَعفِفْ (2) يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَا رُزِقَ الْعَبْدُ رِزْقًا أَوْسَعَ لَهُ مِنَ الصَّبْرِ "(3).

11436 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ؛ نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ: " فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا ". قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ،

= ابن حجر في "الفتح" 1/ 284، وذكر فيه أن عتبان كان قد طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيه فيصلي في بيته في مكان يتخذه مصلى، فأجابه، فيحتمل أن تكون هذه الواقعة، وقدَّم الاغتسال ليكون متأهباً للصلاة معه، والله أعلم.

(1)

في (ظ 4): يستغني. وانظر تعليق السندي على الحديث (11091).

(2)

في (ق): يَسْتَعِفَّ وهو الموافق لرواية البخاري (6470).

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (11091). عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وهشام: هو ابن سعد، وزيد: هو ابن أسلم.

وقد سلف أول مرة برقم (10989)، ومضى شرحه برقم (11091)، وانظر (11890).

ص: 27

وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ " (1).

11437 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: مُرَّ عَلَى مَرْوَانَ بِجَنَازَةٍ، فَلَمْ يَقُمْ قَالَ: فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ، فَقَامَ، قَالَ: فَقَامَ مَرْوَانُ (2).

11438 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ (3) يُونُسَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ

(1) حديث صحيح، وهذا سند حسن، هشام: وهو ابن سَعْد المدني، حسن الحديث، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الملك: هو ابن عمرو أبو عامر العقدي، زيد: هو ابن أسلم.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(958) عن عبد الملك بن عمرو، به.

وأخرجه مسلم (2121) -وهو مكرر في ج 4/ 1704 - ، والبيهقي في "الشعب"(9085) و (9088) من طرق عن هشام، به.

وقد سلف برقم (11309).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهب بن جرير: هو ابن حازم الأزدي البصري، وشعبة: هو ابن الحجّاج، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 487 عن ابن مرزوق، عن وهب، بهذا الإِسناد.

وأخرجه دون ذكر مروان: النسائي في "المجتبى" 4/ 45 من طريق سعيد بن الربيع، عن شعبة، به، ومن طريق زكريا، عن الشعبي، به.

وقد سلف برقم (11195)، وسيأتي برقم (11506).

(3)

في (س) و (ق) وهامش (ص): حدثنا، وفي هامش (س): عن، وعليها =

ص: 28

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَصَبْنَا سَبْيًا (1)، يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَكُنَّا نَلْتَمِسُ فِدَاءَهُنَّ، فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ " اصْنَعُوا مَا بَدَا لَكُمْ، فَمَا قَضَى اللهُ فَهُوَ كَائِنٌ، فَلَيْسَ مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ "(2).

11439 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ذُكِرَ الْمِسْكُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " هُوَ أَطْيَبُ الطِّيبِ "(3).

11440 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ. وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ،

= علامة الصحة.

(1)

في (ق) و (ظ 4) وهامش (س): سبايا.

(2)

حديث صحيح، وهذا سند حسن، يونس بن عمرو -وهو ابن عبد الله السبيعي- مختلف فيه، قال الإِمام أحمد: حديثه مضطرب، وقال أبو حاتم: كان صدوقاً إلا أنه لا يحتج بحديثه، ووثقه ابن معين وابن سعد والعجلي، وقال مرة: جائز الحديث، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الودّاك -وهو جبر بن نوف الهمداني البكالي-، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.

وقد سلف برقم (11204)، وسيأتي برقم (11462).

وقد سلف بنحوه برقم (11602) وفيه أنهم أصابوا السبايا في غزوة بني المصطلق.

وانظر (11078).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (11269) سنداً ومتناً.

ص: 29

عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ إِذَا رَأَى أَمْرًا لِلَّهِ فِيهِ مَقَالٌ أَنْ يَقُولَ فِيهِ فَيُقَالُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِيهِ، فَيَقُولُ (1): رَبِّ خَشِيتُ النَّاسَ، قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ أَنْ تَخْشَى ". وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ - يَعْنِي فِي الْحَدِيثِ -: " وَإِنِّي كُنْتُ أَحَقُّ أَنْ تَخَافَنِي (2) "(3).

11441 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَخْرُجُ النَّاسُ مِنَ النَّارِ

(1) في (ظ 4) و (ق): قال: فيقول: مخافة الناس. قال: فإني لحق أن تخاف.

(2)

في (ظ 4) و (ق): تخاف.

(3)

إسناده ضعيف، أبو البختري -وهو سعيد بن فيروز الطائي- لم يسمع من أبي سعيد، بينهما راوٍ، هو رجل مبهم كما بينه شعبة في روايته الآتية برقم (11868)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وزبيد: هو ابن الحارث اليامي، وعمرو بن مرة: هو المرادي الجَمَلي.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(972) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 384 من طريق الفريابي، كلاهما عن سفيان الثوري، به.

وقد سلف برقم (11255).

قال السندي: "إذا رأى أمراً" بالتنوين لا بالإضافة إلى ما بعده.

ص: 30

بَعْدَمَا احْتَرَقُوا، وَصَارُوا فَحْمًا، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيَنْبُتُونَ فِيهَا كَمَا يَنْبُتُ الْغُثَاءُ (1) فِي حَمِيلِ السَّيْلِ " (2).

11442 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلَيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ السَّعْدَانَةُ (3).

11443 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَبِعَ جَنَازَةً لَمْ يَجْلِسْ حَتَّى تُوضَعَ (4).

(1) في (ق): القثاء.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن مسلم: وهو العَبْدي، فمن رجال مسلم. أبو المتوكل: هو علي بن داود الناجي.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 281، وابن منده في "الإِيمان"(836) من طريقين عن إسماعيل بن مسلم، به.

وقد سلف نحوه مطولاً برقم (11016).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير نُبَيح العَنَزِي: وهو ابن عبد الله، فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه أبو زرعة والعجلي وابن حبان، وصحح حديثه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم. علي بن صالح: هو ابن حي الهَمْداني، والأسود بن قيس: هو العَبْدي.

وقد سلف مطولاً برقم (11016)، وفيه:"فينبتون نبات الحِبَّة في حميل السيل"، وشُرِحَ هناك.

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله =

ص: 31

11444 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ شُمَيْخٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اجْتَهَدَ فِي الْيَمِينِ قَالَ: " لَا وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ "(1).

11445 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَبَهْزٌ قَالَا: حَدَّثَنَا مُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ. وَوَكِيعٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عِيسَى، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عُودُوا الْمَرْضَى، وَاتَّبِعُوا الْجَنَائِزَ، تُذَكِّرُكُمُ الْآخِرَةَ "(2).

11446 -

حَدَّثَنَا (3) عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي عِيسَى الْأُسْوَارِيِّ؛ فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: الْمَرِيضَ (4).

= النخعي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح- فمن رجال مسلم، وأخرج البخاري له مقروناً، وهو ثقة. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ووالد سهيل هو أبو صالح ذكوان السمان.

وسيرد برقم (11927) بإسنادٍ صحيح على شرط الشيخين.

وقد سلف برقم (11328)، بلفظ:"إذا تبعتم جنازة فلا تجلسوا حتى توضع"، وبرقم (11195) بلفظ:"إذا رأيتم جنازة فقوموا لها، فمن اتبعها فلا يقعد حتى توضع".

(1)

سلف مطولاً بهذا الإِسناد برقم (11285).

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (11180) و (11270). بهز: هو ابن أسد.

(3)

في (ظ 4): حدثناه.

(4)

إسناده صحيح، وهو مكرر (11270)، إلا أنَّ شيخ أحمد هنا هو عفَّان، وهو ابن مسلم.

وأخرجه القضاعي (727) من طريق عفان، بهذا الإِسناد. =

ص: 32

11447 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّبْعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْجَوْزَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُفْتِي فِي الصَّرْفِ قَالَ: فَأَفْتَيْتُ بِهِ زَمَانًا، قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُهُ فَرَجَعَ عَنْهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَلِمَ (1)؟ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ رَأْيٌ رَأَيْتُهُ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهُ (2).

11448 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ الْعَبْدِيُّ

= وقد سلف برقم (11180).

(1)

لفظ "ولم" ليس في (ظ 4).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن علي الرَّبَعي، فمن رجال مسلم. أبو الجوزاء: هو أوس بن عبد الله الرَّبَعي.

وأخرجه ابن ماجه (2258) من طريق حماد بن زيد، عن سليمان بن علي، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11047)، وسيأتي برقم (11479).

قال السندي: قوله: يفتي في الصرف، أي: بجواز الزيادة فيه مع اتحاد الجنس إذا كان يداً بيدٍ.

قوله: إنما هو رأي رأيته: قد جاء أنه كان يروي فيه حديث أسامة: "إنما الربا في النسيئة"، فكأنه جعله رأياً، نظراً إلى أن الحديث يحتمل تخصيصه بمختلف الجنس، فحملُه على العموم يكون رأياً منه. وأما معنى "نهى عنه" في حديث أبي سعيد، هو أنه نهى عن الزيادة مع اتحاد الجنس، والله تعالى أعلم.

ص: 33

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَمْرُقُ (1) مَارِقَةٌ عِنْدَ فِرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ "(2).

11449 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كُلُوا لُحُومَ الْأَضَاحِي وَادَّخِرُوا "(3).

11450 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(1) في (س): تحتمل القراءتين -بالياء والتاء-، وفي (ق): تمرق.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم وهو مكرر (11275) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو ثقة، عبد الرحمن: هو ابن مهدي البصري، وزهير: هو ابن محمد التميمي، وشريك: هو عبد الله بن أبي نمر.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 34، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 185، والحاكم 4/ 232 من طريق أبي عامر العقدي، عن زهير بن محمد، بهذا الإِسناد. وصححه الحكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، مع أن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري لم يحتج به البخاري، إنما أخرج له تعليقاً.

وسيرد الحديث في مسند قتادة بن النعمان 6/ 384.

وانظر الحديث السالف برقم (11176).

ص: 34

" مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلَا نَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ وَلَا حَزَنٍ، وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللهُ مِنْ خَطَايَاهُ "(1).

11451 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا، فَمَنْ اتَّبَعَهَا (2) فَلَا يَقْعُدْ حَتَّى تُوضَعَ "(3).

11452 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نُرْزَقُ تَمْرَ الْجَمْعِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد سلف في مسند أبي هريرة 2/ 303 سنداً ومتناً.

(2)

في (ق) و (ظ 4) وهامش (س): تبعها.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وهشام: هو الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وقد سلف برقم (11195).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وهشام: هو الدستوائي، ويزيد: هو ابن هارون الشيخ الثاني لأحمد في هذا الحديث، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. =

ص: 35

11453 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ "(1).

= وسيرد مطولاً برقم (11457) ونخرجه هناك.

قال السندي: قوله: نُرْزَقُ تمر الجمع، على بناء المفعول، أي: يُعطينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم تمراً مجتمعاً من أنواع شتى، وهذا المتن مختصر، ستجيء بقيته قريباً.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه وضعف شهر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أسباط بن محمد: هو ابن عبد الرحمن القرشي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وجعفر بن إياس: هو أبو بشر بن أبي وحشية.

وأخرجه ابن ماجه بنحوه (3453) من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإِسناد، وفيه: والعجوة من الجنة، وهي شفاء من الجِنَّة.

وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى"(6674) و (6675) من طريق أبي خيثمة و (6676) و (6677) من طريق جرير، كلاهما عن الأعمش، به.

وقد اختلف قيه على الأعمش، فأخرجه النسائي في "الكبرى"(6676) و (6677) من طريق جرير، وابن ماجه (3453) من طريق سعيد بن مسلمة، كلاهما عن الأعمش، عن جعفر، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6678) من طريق شيبان، عن الأعمش، عن المنهال، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي سعيد، به، مختصراً.

واختلف فيه على أبي بشر بن أبي وحشية، فأخرجه النسائي فى "الكبرى"(6673) من طريق شعبة، عن أبي بشر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، وقد سلف 2/ 301. =

ص: 36

11454 -

حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ

= واختلف فيه على شهر بن حوشب، فأخرجه الترمذي (2068)، والنسائي في "الكبرى"(6671) من طريق قتادة، وابن ماجه (3455) من طريق مطر الوراق، والنسائي في "الكبرى"(6672) من طريق خالد الحذاء، ثلاثتهم عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، به، مرفوعاً.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6670) من طريق سعيد، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غُنْم، عن أبي هريرة، به، مرفوعاً.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6668) من طريق محمد بن شبيب الزهراني، عن شهر بن حوشب، عن عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد، به، مرفوعاً.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6669) من طريق عبد الجليل بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، به، مرفوعاً.

وقوله: "الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين": له شاهد من حديث سعيد بن زيد عند البخاري (5708)، ومسلم (2049)، وقد سلف برقم (1625).

وآخر من حديث بريدة الأسلمي، سيرد 5/ 346، وإسناده صحيح.

وقوله: "والعجوة من الجنة": له شاهد من حديث بريدة الأسلمي، سيرد 5/ 346، وإسناده صحيح.

وآخر من حديث رافع بن عمرو المُزَني، سيرد 3/ 426، 5/ 31، وإسناده قوي.

وقوله: "وهي شفاء من السم": له شاهد من حديث عائشة عند مسلم (2048)(156)، وسيرد 6/ 77، ولفظه عند مسلم:"إن في عجوة العالية شفاء -أو إنها ترياق- أول البُكْرة".

وآخر من حديث سَعْد بن أبي وقاص عند البخاري (5768) و (5769)، ومسلم (2047)، وقد سلف برقم (1571)، ولفظه عند مسلم: "من أكل سبع =

ص: 37

قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ (1)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ، وَأَحَقُّهُمْ بِالْإِمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ "(2).

11455 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ ابْنِ (3) أَبِي عُتْبَةَ

= تمرات، مما بين لابتيها حين يصبح، لم يضرَّه سُمٌّ حتى يمسي".

قال الحافظ في "الفتح" 10/ 239، قال الخطابي: كون العجوة تنفع من السم والسحر إنما هو ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لتمر المدينة لا لخاصية في التمر، وقال ابن التين: يحتمل أن يكون المراد نخلاً خاصاً بالمدينة لا يعرف الآن.

(1)

وقع في النسخ: عن سعيد بن زيد، عن أبي نضرة، وهو خطأ من النساخ، فقد جاء كما أثبتناه في "أطراف المسند" 6/ 366، وجاء في هامش (ظ 4): في نسخة ابن المذهب: سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي نضرة، وسيرد كذلك بهذا الإِسناد في الرواية (11795)، وكذلك جاء في مصادر التخريج.

(2)

حديث صحيح، شجاع بن الوليد -وإن لم يتحرر لنا أمره أسمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط أو بعده- متابع، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة -وهو المنذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وأخرجه أبو يعلى (1291)، وأبو عوانة 2/ 9 من طريق شجاع بن الوليد، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11190).

(3)

لفظ "ابن" استدرك في هامش (ظ 4)، وهو عبد الله بن أبي عتبة.

ص: 38

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ "(1).

11456 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدٍ (2)، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَكُونُ بَعْدِي (3) خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا، وَلَا يَعُدُّهُ عَدًّا "(4).

11457 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كُنَّا نُرْزَقُ تَمْرَ الْجَمْعِ - قَالَ يَزِيدُ: تَمْرًا مِنْ تَمْرِ الْجَمْعِ (5) - عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَبِيعُ الصَّاعَيْنِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري. وبقية رجاله سلف ذكرهم في الرواية (11217)، وشيخ أحمد هناك هو سويد بن عمرو الكلبي. وانظر أيضاً (11219).

(2)

في جميع النسخ الخطية و (م) زيد، وهو تحريف، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 6/ 357، وفي الرواية رقم (11581).

(3)

لفظ "بعدي" ليس في (ظ 4) و (ص).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وأبان: هو ابن يزيد العطار، وسعيد بن يزيد: هو ابن مسلمة الأزدي، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.

وقد سلف برقم (11012)، وسيأتي برقم (11581).

(5)

قوله: "قال يزيد: تمراً من تمر الجمع" ليس في (ظ 4).

ص: 39

بِالصَّاعِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" لَا صَاعَيْ تَمْرٍ بِصَاعٍ، وَلَا صَاعَيْ حِنْطَةٍ بِصَاعٍ، وَلَا دِرْهَمَيْنِ بِدِرْهَمٍ ". قَالَ يَزِيدُ: لَا صَاعَا تَمْرٍ بِصَاعٍ (1)، وَلَا صَاعَا حِنْطَةٍ بِصَاعٍ (2).

11458 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَخِيهِ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ

(1) لفظة "بصاع" ليس في (ق) ولا (ظ 4).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، ويزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو الدستوائي، وأبو سَلَمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 272، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 276 من طريقين عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (14191)، والبخاري (2080)، ومسلم (1595)(98)، والنسائي 7/ 272 - 273، والبيهقي في "السنن" 5/ 291 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.

وأخرجه بنحوه ابن ماجه (2256)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 68، وفي "شرح مشكل الآثار"(6108) من طريقين عن أبي سلمة، به.

وأخرجه الطحاوي 4/ 68، وابن حبان (5024) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدري، به.

وقد سلف برقم (10992). وانظر (11452).

قال السندي: قوله: قال يزيد: لا صاعا تمر، أي: بالرفع على إبطال عمل "لا"، أو على أنها "لا" المشبهة بليس، أو على أن تقديره: لا يصح صاعا تمر، أي: بيعهما.

ص: 40

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لَهُ: سَمِعْتَهُ (1) مِنْ أَبِي سَعِيدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْعَزْلِ قَالَ: " لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا (2) ذَلِكُمْ، فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ "(3).

11459 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي (4) زُهَيْرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ (5)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَتْرُكْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ "(6).

(1) في (ق) و (ظ 4): سمعه. قلنا: والذي عند مسلم: سمعته، ونصَّ أنها رواية بهز.

(2)

في (ق): أن تفعلوا.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي. وشعبة: هو ابن الحجاج.

وأخرجه مسلم (1438)(129) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإِسناد.

وسلف برقم (11078).

(4)

في (ظ 4) و (ص): حدثنا، وهي نسخة في هامش (س).

(5)

في النسخ الخطية و (م): زيد بن أبي أنيسة، وهو خطأ قديم من النُّسَّاخ، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 6/ 258، وكذلك سيأتي على الصواب من رواية أبي يعلى كما في التخريج.

(6)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن أبي سعيد، فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، زهير: هو ابن محمد التميمي العنبري. =

ص: 41

11460 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدَّمَ الْخُطْبَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ مَرْوَانُ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا مَرْوَانُ، خَالَفْتَ السُّنَّةَ. قَالَ: تُرِكَ مَا هُنَاكَ يَا أَبَا فُلَانٍ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ (1) أَضْعَفُ الْإِيمَانِ "(2).

11461 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ (3) حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بَعْثًا إِلَى

= وأخرجه أبو يعلى (1248) من طريق أبي عامر العقدي، عن زهير، به.

وقد سلف برقم (11299).

(1)

في (ظ 4): وذاك، وهي نسخة في هامش (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وقيس بن مسلم: هو الجَدَلي، وطارق بن شهاب: هو الأحمسي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 111 - 112، والترمذي (2172) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(5649)، والبيهقي في "السنن" 6/ 94 - 95 من طريق الفريابي، كلاهما عن الثوري، به.

وقد سلف بالأرقام (11073) و (11150).

(3)

تحرف في (ص) و (م) إلى: الْمَهْدِيِّ بالدال بدل الراء.

ص: 42

بَنِي لِحْيَانَ مِنْ هُذَيْلٍ فَقَالَ: " لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا، وَالْأَجْرُ بَيْنَهُمَا "(1).

11462 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَصَبْنَا سَبْيًا يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَجَعَلْنَا نَعْزِلُ عَنْهُمْ (2) وَنَحْنُ نُرِيدُ الْفِدَاءَ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: تَفْعَلُونَ ذَلِكَ وَفِيكُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " لَيْسَ مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ، إِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا لَمْ يَمْنَعْهُ شَيْءٌ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو سعيد مولى المهري من رجاله، وباقي رجال الإِسناد ثقات من رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.

وأخرجه الطيالسي (2204)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/ 40 عن حرب بن شداد، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11110).

(2)

في هامش (ظ 4): عنهن.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الودّاك -وهو جَبْرُ بن نَوْف البِكَالي- من رجاله، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.

وأخرجه أبو يعلى (1153) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 34 من طريق مؤمَّل، عن سفيان، به، ووقع فيه: خيبر، بدل حنين، والظاهر أنه تصحيف، وانظر ما يأتي.

وأخرجه ابنُ طهمان في "مشيخته"(94) عن منصور بن المعتمر، والطيالسي (2175)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 34، وفي "شرح مشكل الآثار" =

ص: 43

11463 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَا جَلَسَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ، إِلَّا حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ "(1).

= (3705)، وابن حبان (4191) من طريق شعبة، والطحاوي أيضاً في "شرح معاني الآثار" 3/ 33، وفي "شرح مشكل الآثار"(3704) من طريق مطرف، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به، وعندهم عدا ابن طهمان: يوم خيبر، والظاهر أنه تصحيف، فقد ورد عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 33 من طريق وهيب بن خالد، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن يحيى بن حبّان، عن ابن المحيريز، عن أبي سعيد الخُدْري، أنه يوم أوطاس، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وهذا قاطع في أنه يوم حنين، ثم إنه لا يمكن الجمع بين الروايتين لأن مخرج الحديث واحد.

وأخرجه مسلم (1438)(133)، والبيهقي في "السنن" 7/ 229، وفي "الأسماء والصفات" ص 141، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 140 من طريق علي بن أبي طلحة، عن أبي الوداك، به.

وقد سلف بالأرقام (11078) و (11204).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأغر أبي مسلم: وهو المديني، نزيل الكوفة، فمن رجال مسلم عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 24 من طريق أحمد، بهذا الإِسناد، وقال: غريب من حديث الثوري، تفرد به عبد الرحمن.

وأخرجه الترمذي (3378) من طريق عبد الرحمن، به. وقال: هذا حديث =

ص: 44

11464 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ خَلِيطِ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ، وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ (1).

11465 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. وَحَجَّاجٌ قَالَ (2): أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حُبِسْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَنِ الصَّلَاةِ، حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ بِهَوِيٍّ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى كُفِينَا، وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى:{وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25]، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلَالًا، فَأَقَامَ صَلَاةَ الظُّهْرِ، فَصَلَّاهَا، وَأَحْسَنَ صَلَاتَهَا، كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ

= حسن صحيح.

وقد سلف برقم (11287).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة، وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 293 من طريقين عن هشام، به.

وقد سلف برقم (10991).

(2)

في (م): قالا.

ص: 45

أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعَصْرَ، فَصَلَّاهَا، وَأَحْسَنَ صَلَاتَهَا، كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْمَغْرِبَ، فَصَلَّاهَا كَذَلِكَ. قَالَ: وَذَلِكُمْ (1) قَبْلَ أَنْ يُنْزِلَ اللهُ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ: {فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: 239](2).

11466 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: لَا وَاللهِ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، سَوَاءً بِسَوَاءٍ، مَنْ زَادَ أَوْ ازْدَادَ فَقَدْ أَرْبَى، الْآخِذُ وَالْمُعْطِي فِيهِ سَوَاءٌ "(3).

(1) في (ظ 4): وذلك.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن أبي سعيد الخُدْري، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو ثقة. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وحجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث.

وقد سلف برقم (11198)، وسيأتي برقم (11644).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن علي، وهو الرَّبَعي الأَزْدِي، فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة، =

ص: 46

11467 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَهْلَ عِلِّيِّينَ لَيَرَاهُمْ مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُمْ كَمَا يُرَى الْكَوْكَبُ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَمِنْهُمْ وَأَنْعَمَا "(1).

= وأبو المتوكل النَّاجي: هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 277 من طريق خالد بن الحارث، عن سليمان بن علي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مختصراً ابن الجارود في "المنتقى"(648)، وأبو يعلى (1217) من طريق عبد الله الزعفراني، والطيالسي (2225) من طريق المثنى بن سعيد، كلاهما، عن أبي المتوكل، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5447) من طريق أبي صالح، عن أبي سعيد، به. دون قوله:"الآخذ والمعطي فيه سواء".

وأخرجه أبو يعلى (1325) من طريق عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد، به، بلفظ:"الذهب بالذهب مثلاً بمثل، فما زاد فهو رباً، والفضة بالفضة مثلاً بمثل، فما زاد فهو ربا".

وسيأتي بالأرقام (11556) و (11635) و (11928)، وانظر (11006).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبيد -وهو ابن حساب- فمن رجال مسلم، وهو ثقة.

وأخرجه عبدُ بن حميد في "المنتخب"(887) عن محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد، وفيه متابعة سالم المرادي لإسماعيل بن أبي خالد.

وفي آخره: قال سالم: يعني بقوله: وأنعما: أرفعا. =

ص: 47

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَقُولُ: وَأَنْعَمَا، قَالَ: وَأَهْلًا.

11468 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنِي عِيَاضُ بْنُ هِلَالٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَنَسِيَ كَمْ صَلَّى (1) - أَوْ قَالَ فَلَمْ يَدْرِ زَادَ أَمْ نَقَصَ - فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، وَإِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ (2): إِنَّكَ قَدْ أَحْدَثْتَ فَلْيَقُلْ: كَذَبْتَ إِلَّا مَا سَمِعَهُ بِأُذُنِهِ، أَوْ وَجَدَ رِيحَهُ بِأَنْفِهِ "(3).

11469 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَجَدَّ

= وقد سلف برقم (11206)، وذكرنا هناك شواهده.

(1)

قوله: كم صلى، ليس في (ظ 4)، وأشير في (س) أنها نسخة.

(2)

في (س) و (ص) زيادة: له.

(3)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عياض بن هلال الأنصاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطَّائي.

وقوله: إذا صلى أحدكم

أخرجه النسائي في "الكبرى"(587) من طريق حسن بن موسى، به.

وقد سلف برقم (11082).

ص: 48

ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ عِمَامَةً أَوْ قَمِيصًا أَوْ رِدَاءً ثُمَّ يَقُولُ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ خَيْرَهُ، وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ، وَمِنْ شَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ "(1).

11470 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ:" لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُجْعَلَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ، يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ "(2).

11471 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ، فَمِنَّا الصَّائِمُ، وَمِنَّا الْمُفْطِرُ، فَلَا يَعِيبُ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ، وَلَا الْمُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ (3).

(1) حديث حسن كما قال الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 122، وهذا إسناده ضعيف، سعيد الجريري: وهو ابن إياس قد اختلط، وسماع عبد الله بن المبارك منه بعد اختلاطه، وبقية رجاله ثقات. علي بن إسحاق: هو السُّلَمي مولاهم المروزي. وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.

وقد سلف برقم (11248).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (11058) سنداً ومتناً.

(3)

حديث صحيح، علي بن عاصم: وهو الواسطي -وإن يكن ضعيفاً- قد تُوبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سعيد بن إياس: هو الجُرَيْرِي، وأبو =

ص: 49

11472 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ النُّعْمَانِ أَبُو النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيُّ بِالْكُوفَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ (1)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا، فَكُنْتُ فِيهِمْ، فَأَتَيْنَا عَلَى قَرْيَةٍ، فَاسْتَطْعَمْنَا (2) أَهْلَهَا، فَأَبَوْا أَنْ يُطْعِمُونَا شَيْئًا، فَجَاءَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْقَرْيَةِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ، فِيكُمْ رَجُلٌ يَرْقِي؟ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ (3)؟ قَالَ: مَلِكُ الْقَرْيَةِ يَمُوتُ. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، فَرَقَيْتُهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَرَدَّدْتُهَا (4) عَلَيْهِ

= نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 188، والبغوي في "شرح السنة"(1762) من طريق حماد بن زيد، عن الجريري، به.

وأخرجه مسلم (1116)(95)، والترمذي (712)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 188 من طريق أبي مسلمة سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة، به. وأبو مَسْلَمة تحرف في مطبوع النسائي إلى أبي سَلَمة!

وأخرجه مسلم (1117)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 188 - 189، وابن خزيمة (2029)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 68، والبيهقي في "السنن" 4/ 244 من طريق عاصم بن سليمان الأحول، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد وجابر، به.

وقد سلف نحوه برقم (11083).

(1)

تحرف في (م) إِلى: قتيبة.

(2)

في (ظ 4): واستطعمنا.

(3)

في (س) و (ق): ذلك. وجاء في هامش (س): ذاك، وعليها علامةُ الصحة.

(4)

في (ظ 4) وهامش (س) و (ص): ورددتها.

ص: 50

مِرَارًا، فَعُوفِيَ، فَبَعَثَ إِلَيْنَا بِطَعَامٍ وَبِغَنَمٍ تُسَاقُ. فَقَالَ أَصْحَابِي: لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا بِشَيْءٍ، لَا نَأْخُذُ مِنْهُ شَيْئًا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسُقْنَا الْغَنَمَ حَتَّى أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَحَدَّثْنَاهُ، فَقَالَ:" كُلْ وَأَطْعِمْنَا مَعَكَ، وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: أُلْقِيَ فِي رَوْعِي (1).

11473 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَتَشٍ (2)، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ وَاسْتَفْتَحَ صَلَاتَهُ وَكَبَّرَ، قَالَ " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ " ثُمَّ يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " ثَلَاثًا. ثُمَّ يَقُولُ: " أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه ضعف، عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري، قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابنُ حبّان في "الثقات"، وضعفه ابنُ معين، وقال ابنُ المديني: مجهول، وقال الذهبي: ضعفهُ راجح، وذكر الحافظ في "التهذيب" أن الدارقطني جعله اثنين، أحدهما: الراوي عن محمد بن كليب بن جابر، وقال فيه: متروك، ثانيهما: الراوي عن سليمان بن قتة، -كما في هذه الرواية-، وجعله من الثقات.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/ 64 من طريق أبي نعيم، عن عبد الرحمن بن النعمان، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (10985).

(2)

في (س) و (ص) و (ق) و (م): أنس، وهو تصحيف، والمثبت من (ظ 4).

ص: 51

مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ ". ثُمَّ يَقُولُ: " اللهُ أَكْبَرُ " ثَلَاثًا. ثُمَّ يَقُولُ: " أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ " (1).

(1) إسناده ضعيف. جعفر بن سليمان: هو الضُّبَعي، تفرد بهذا الحديث، وهو مختلف فيه، فقد وثقه ابن معين، وقال أحمد: لا بأس به، وقال ابن سعد: كان ثقة، وبه ضعف، وكان يتشيَّع. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وأحاديثه ليست منكرة، وهو عندي ممن يجب أن يُقبل حديثه. وضعفه يحيى بن سعيد القطان، وكان لا يكتب عنه، وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه، وقال ابن المديني: أكثر عن ثابت البناني، وكتب عنه مراسيل، فيها مناكير.

وعلي بن علي اليشكري: هو علي بن علي بن نجاد بن رفاعة الرفاعي اليشكري، مختلف فيه كذلك، فقد وثقه ابن معين ومحمد بن عبد الله بن عمار، وقال النسائي: لا بأس به، وقال أحمد: لم يكن به بأس إلا أنه رفع أحاديث، وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 112: كان ممن يخطئ كثيراً على قلة روايته، وينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات، لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد. قلنا: وقد انفرد بهذا الحديث. أبو المتوكل الناجي: هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد.

وهذا الحديث قد أعله الأئمة كما سيأتي في التخريج.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(2554)، وأبو داود (775)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 197 - 198، والبيهقي في "السنن" 2/ 35، وفي "المعرفة"(3005) من طريق عبد السلام بن مطهر، والترمذي (242)، وابن خزيمة (467) من طريق محمد بن موسى الحَرَشي، والدارمي 1/ 282، والبيهقي في "السنن" 2/ 34 من طريق زكريا بن عدي، وأبو يعلى (1108)، والدارقطني في "السنن" 1/ 298 - 299 من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل. ستتهم عن جعفر بن سليمان الضُّبَعي، بهذا الإِسناد. وألفاظهم متقاربة. =

ص: 52

11474 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنِ الْمُعَلَّى الْقُرْدُوسِيِّ، عَنْ الْحَسَنِ

= قال الترمذي: وقد تُكُلِّمَ في إسناد حديث أبي سعيد، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي الرفاعي، وقال أحمد: لا يصح هذا الحديث.

وقال ابن خزيمة: لا نعلم في هذا خبراً ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل المعرفة بالحديث، ولا استعمل هذا الخبر على وجهه.

وضعفه النووي في "المجموع" 3/ 278.

وقال أبو داود: هذا الحديث يقولون: هو عن علي بن علي، عن الحسن، مرسلاً، الوهم من جعفر.

وقد أخرجه أبو داود مرسلاً عن الحسن في "مراسيله"(32)، عن أبي كامل، عن خالد بن الحارث، عن عمران بن مسلم، عن الحسن، ولكن فيه أن التهليل والتكبير والتعوذ كان قبل تكبيرة الإِحرام، وليس فيه ذكر دعاء الافتتاح بعد تكبيرة الإِحرام، ولفظ التعوذ فيه:"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، وإسناده إلى الحسن صحيح على شرط مسلم.

وقوله فيه: "سبحانك اللهم وبحمدك" .. الى قوله: "لا إله غيرك" فحسب: أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 232، والنسائي في "المجتبى" 2/ 132، وفي "الكبرى"(973)، وابن ماجه (804) من طريق زيد بن الحباب، والنسائي في "المجتبى" 2/ 132، وفي "الكبرى"(972) من طريق عبد الرزاق، كلاهما عن جعفر بن سليمان، به.

وسيأتي برقم (11657).

وله شاهد من حديث عائشة عند أبي داود، (776)، والترمذي (243)، وابن ماجه (806) بإسنادين كلاهما ضعيف.

وآخر صحيح، موقوفاً من قول عمر عند ابن أبي شيبة 1/ 232، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 198، والدارقطني 1/ 299، والحاكم 1/ 235، =

ص: 53

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ، فَإِنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ، وَلَا يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ أَوْ يُذَكِّرَ بِعَظِيمٍ "(1).

= والبيهقي في "السنن" 2/ 34 - 35، وقال: وأصح ما روي فيه الأثر الموقوف على عمر.

قال السندي: قوله: "تعالى جدُّك": في "النهاية": أي: علا جلالك وعظمتك.

وسلف شرح بقية ألفاظ الحديث في مسند عبد الله بن مسعود في الرواية رقم (3828).

(1)

حديث صحيح دون قوله: "فإنه لا يقرب من أجل، ولا يباعد من رزق أن يقول بحق، أو يذكر بعظيم"، وهذا إسناد ضعيف، لضعف محمد بن الحسن: وهو ابن أَتَش الصنعاني، ولانقطاعه، الحسن: وهو البصري ثم يسمع من أبي سعيد. والمعلى القُرْدُوسي: هو ابن زياد، من رجال مسلم.

وأخرجه أبو يعلى (1411)، والطبراني في "الأوسط"(2825) من طريق قطن بن نُسَيْر، عن جعفر، بهذا الإِسناد. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن المعلَّى إلا جعفر.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11017).

قال السندي: قوله: "أن يقول بحق"، أي: يتكلم به.

قوله: فإنه: أي المتكلم بحق، وقوله:"أن يقول بحق" بدل منهما، والضمير للشأن، وأن يقول بحق فاعل الفعلين على التنازع.

قوله: لا يقرب: من التقريب.

قوله: أو يذكر بعظيم: على بناء المفعول، أي: أو يذكره الناس بكلام عظيم =

ص: 54

11475 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نُرْزَقُ تَمْرَ الْجَمْعِ - وَقَالَ يَزِيدُ: تَمْرٌ (1) مِنْ تَمْرِ الْجَمْعِ - عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَبِيعُ الصَّاعَيْنِ بِالصَّاعِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" لَا صَاعَيْ تَمْرٍ بِصَاعٍ، وَلَا صَاعَيْ حِنْطَةٍ بِصَاعٍ، وَلَا دِرْهَمَيْنِ بِدِرْهَمٍ "(2).

11476 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا، فَمَنْ تَبِعَهَا فَلَا يَقْعُدْ حَتَّى تُوضَعَ "(3).

11477 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رِفَاعَةَ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ لِي وَلِيدَةً وَأَنَا أَعْزِلُ عَنْهَا، وَأَنَا أُرِيدُ مَا يُرِيدُ الرَّجُلُ، وَأَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ، وَإِنَّ الْيَهُودَ تَزْعُمُ أَنَّ الْمَوْؤُودَةَ الصُّغْرَى

= يطعنون به فيه، أو يلومون به عليه، والله تعالى أعلم.

(1)

ضبب فوق كلمة "تمر" في (س). قلنا: ذاك أنها جاءت "تمراً" بالنصب في الرواية (11457).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (11457) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (11451) سنداً ومتناً.

ص: 55

الْعَزْلُ، فَقَالَ:" كَذَبَتْ يَهُودُ إِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَهُ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَصْرِفَهُ "(1).

11478 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا (2) هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عِيَاضٌ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَقَالَ: إِنَّ أَحَدَنَا يُصَلِّي فَلَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ أَحْدَثْتَ فِي صَلَاتِكَ فَلْيَقُلْ: كَذَبْتَ، إِلَّا مَا وَجَدَ رِيحًا بِأَنْفِهِ، أَوْ سَمِعَ صَوْتًا بِأُذُنِهِ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف عِلَّتُه أبو رِفاعة، سلف الحديثُ عنه في الرواية (11288)، واسمه هناك أبو مطيع بن رِفَاعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام: هو الدستوائي، ومحمد بن عبد الرحمن: هو ابن ثوبان.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9079)، من طريق معاذ بن هشام، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 31، وفي "شرح مشكل الآثار"(1916) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (2171)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/ 230 من طريق أبان، والنسائي في "الكبرى"(9082) من طريق أبي إسماعيل القنّاد، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به.

وقد سلف برقم (11288)، وسيرد برقم (11502)، وانظر (11078).

(2)

في (ظ 4): أخبرنا، والمثبت من (س) و (ص) و (ق)، وعليها علامة الصحة في (س).

(3)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عياض: وهو ابن هلال =

ص: 56

11479 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّبْعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوْزَاءِ (1) غَيْرَ مَرَّةٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الصَّرْفِ يَدًا بِيَدٍ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ، اثْنَيْنِ بِوَاحِدٍ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ وَأَقَلُّ، قَالَ: ثُمَّ حَجَجْتُ مَرَّةً أُخْرَى، وَالشَّيْخُ حَيٌّ، فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الصَّرْفِ، فَقَالَ: وَزْنًا بِوَزْنٍ. قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّكَ قَدْ أَفْتَيْتَنِي اثْنَيْنِ بِوَاحِدٍ، فَلَمْ أَزَلْ أُفْتِي بِهِ مُنْذُ أَفْتَيْتَنِي. فَقَالَ: إِنَّ ذَلِكَ كَانَ عَنْ رَأْيِي، وَهَذَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَرَكْتُ رَأْيِي إِلَى حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

11480 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا (3) ابْنُ عَوْنٍ، (4) عَنْ نَافِعٍ، قَالَ:

= الأنصاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي.

وأخرجه بنحوه ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 26 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11082).

(1)

في (م): أبو الجواز، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن علي الرَّبَعي، فمن رجال مسلم. أبو الجوزاء: هو أوس بن عبد الله الرَّبَعي.

وقد سلف برقم (11447)، وانظر (11047).

(3)

في (س) و (ق) و (ص): أنبأنا.

(4)

تحرفت في (م) إلى: ابن عمر.

ص: 57

كَانَ رَجُلٌ يُحَدِّثُ ابْنَ عُمَرَ بِحَدِيثٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي الصَّرْفِ، قَالَ: فَقَدِمَ أَبُو سَعِيدٍ فَنَزَلَ هَذِهِ الدَّارَ، فَأَخَذَ ابْنُ عُمَرَ بِيَدِي وَيَدِ الرَّجُلِ، حَتَّى أَتَيْنَا أَبَا سَعِيدٍ فَقَامَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا يُحَدِّثُنِي هَذَا عَنْكَ؟ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: نَعَمْ، بَصُرَ عَيْنِي، وَسَمِعَ أُذُنِي - وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ إِلَى عَيْنَيْهِ وَأُذُنَيْهِ، فَمَا نَسِيتُ قَوْلَهُ بِإِصْبَعَيْهِ - مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ نَهَى عَنِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ، وَالْوَرِقِ بِالْوَرِقِ، إِلَّا سَوَاءً بِسَوَاءٍ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، أَلَا لَا تَبِيعُوا غَائِبًا بِنَاجِزٍ، وَلَا تُشِفُّوا أَحَدَهُمَا عَلَى الْآخَرِ (1).

11481 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ. قَالَ أَبِي: وحَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ، وَأَحَقُّهُمْ بِالْإِمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عون: هو عبد الله البصري، ونافع: هو مولى ابن عمر.

وأخرجه مسلم (1584)(76)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 279 من طريقين، عن ابن عون، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11006).

(2)

إسناداه صحيحان على شرط مسلم، محمد بن بكر -وهو البُرساني-، سمع من سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط، وباقي رجالهما ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة -وهو المنذر بن مالك بن قُطَعة العبدي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. عفان: هو ابن مسلم، وهمَّام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: =

ص: 58

11482 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ (1)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَنَزَلُوا رُفَقَاءَ، رُفْقَةٌ مَعَ فُلَانٍ، وَرُفْقَةٌ مَعَ فُلَانٍ، قَالَ: فَنَزَلْتُ فِي رُفْقَةِ أَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ مَعَنَا أَعْرَابِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَنَزَلْنَا بِأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْأَعْرَابِ، وَفِيهِمْ امْرَأَةٌ حَامِلٌ، فَقَالَ لَهَا الْأَعْرَابِيُّ: أَيَسُرُّكِ (2) أَنْ تَلِدِي غُلَامًا؟ إِنْ أَعْطَيْتِنِي شَاةً وَلَدْتِ غُلَامًا. فَأَعْطَتْهُ

هو ابن دعامة السدوسي.

وأخرجه الدارمي 1/ 286، وأبو يعلى (1319)، وأبو عوانة 2/ 9 من طريق عفان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(878)، وأبو عوانة 2/ 9 من طريقين، عن همام، به.

وقد سلف بالأرقام (11190) و (11298).

(1)

في (س) و (ق) و (ص) و (م): ربيح، وهو تحريف، والمثبت من (ظ 4)، ونبيح: وهو ابن عبد الله العَنَزِي، يروي عن أبي سعيد، ويروي عنه الأسود بن قيس العبدي، ولم يذكر حديثه في "أطراف المسند". أما ربيح: فهو ابن عبد الرحمن بن أبي سعيد، لم تذكر كتب الرجال رواية الأسود عنه، والأسود من طبقة أعلى منه، ثم إن ربيحاً إنما يروي عن أبيه، عن جده، ولم يذكر ابن حجر في "أطراف المسند" هذه الرواية، فاستدركها محققه 6/ 248 متابعةً منه للطبعة الميمنية على أنه ربيح، لكنه تصَرَّف، فزاد فيه، فقال: ربيح بن أبي سعيد، عن أبيه، ظناً منه أن ربيحاً هو الصَّواب.

(2)

في (ظ 4): يسرُّك.

ص: 59

شَاةً، وَسَجَعَ لَهَا أَسَاجِيعَ، قَالَ: فَذَبَحَ الشَّاةَ، فَلَمَّا جَلَسَ الْقَوْمُ يَأْكُلُونَ، قَالَ رَجُلٌ: أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ الشَّاةُ؟ فَأَخْبَرَهُمْ، قَالَ: فَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ مُتَبَرِّزًا (1) مُسْتَنْبِلًا (2) مُتَقَيِّئًا (3).

11483 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي قَزَعَةُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م): متبرياً، وفي (ظ 4)، وهامش (س): متبرزاً، وهي كذلك في نسخة السندي، وقال: من تبرز، أي: خرج إلى الفضاء لقضاء الحاجة.

(2)

في هامش (س) و (ق): مستقبلاً، قال السندي: مستنبلاً: النَّبل: بنون، ثم باء مفتوحتين: حجارة يستنجى بها، فلعل استنبل يكون بمعنى طلب النبل للاستنجاء بها كما هو المعتاد بعد قضاء الحاجة.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نبيح: وهو ابن عبد الله العَنَزِي، فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه أبو زرعة والعجلي وابن حبان، وصحح حديثه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم. زهير: هو ابن معاوية الجُعْفي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 92، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. قلنا: والظاهر أنه في نسخة الهيثمي على الصواب، إذ لو كان في نسخته ربيح لأشار إلى انقطاع إسناده.

قال السندي: قوله: رفقة: بضم راء أو كسرها وسكون فاء، جماعة نرفقهم في السفر.

وقوله: سجع، كمنع، أي: نطق بكلام له فواصلٌ، وهي الأساجيع، والمراد أنه فعل لها فعل الكهان، فإن عادتهم الأسجاع لترويج أباطيلهم.

ص: 60

فَأَعْجَبَنِي، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، وَكَانَ فِي نَفْسِي، حَتَّى أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: آنْتَ سَمِعْتَهُ (1) مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، قَالَ: فَأُحَدِّثُ (2) عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ أَسْمَعْ (3)! نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ".

وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ زَوْجِهَا، (4) أَوْ ذِي مَحْرَمٍ مِنْهَا ".

وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا صِيَامَ فِي يَوْمَيْنِ: يَوْمِ الْأَضْحَى، وَيَوْمِ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ ".

وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاتَيْنِ: صَلَاةِ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَصَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ "(5).

11484 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا

(1) في (م): سمعت.

(2)

في (ق): أفأحدث.

(3)

في (م): أَسْمَعْهُ

(4)

جاء في (ظ 4) ذكر النهي عن صيام اليومين قبل ذكر النهي عن سفر المرأة دون محرم.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية، وعبد الملك بن عمير: هو اللَّخْمي الفرسي، وقزعة: هو ابن يحيى البصري.

وقد سلف برقم (11040).

ص: 61

الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ الْمِعْوَلِيُّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ بَشِيرٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي، عَلَى اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ، وَزَلَازِلَ (1)، فَيَمْلَأُ (2) الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، وَيَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الْأَرْضِ، وَيَمْلَأُ اللهُ قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ غِنًى، فَلَا يَحْتَاجُ أَحَدٌ إِلَى أَحَدٍ، فَيُنَادِي مُنَادٍ (3): مَنْ لَهُ فِي الْمَالِ حَاجَةٌ؟ قَالَ: فَيَقُومُ رَجُلٌ فَيَقُولُ: أَنَا. فَيُقَالُ لَهُ: إِيتِ السَّادِنَ - يَعْنِي الْخَازِنَ - فَقُلْ لَهُ: قَالَ لَكَ الْمَهْدِيُّ: أَعْطِنِي. قَالَ: فَيَأْتِي السَّادِنَ فَيَقُولُ لَهُ: فَيُقَالُ لَهُ: احْتَثِي، فَيَحْتَثِي، فَإِذَا أَحْرَزَهُ قَالَ: كُنْتُ أَجْشَعَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ نَفْسًا أَوَ عَجَزَ عَنِّي مَا وَسِعَهُمْ، قَالَ: فَيَمْكُثُ سَبْعَ سِنِينَ، أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ، أَوْ تِسْعَ سِنِينَ، ثُمَّ لَا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ أَوْ فِي (4) الْعَيْشِ بَعْدَهُ "(5).

(1) في (ظ 4): وزلزال.

(2)

في (ظ 4): يملأ.

(3)

في (س) و (ظ 4) و (ص): منادي.

(4)

لفظ "في" ليس في (ظ 4).

(5)

إسناده ضعيف لجهالة حال العلاء بن بشير المزني، فقد انفرد بالرواية عنه المُعَلَّى بن زياد المَعْوَلي -وهو القُرْدُوسي، ومَعْوَلة بَطْن من الأزد-، ولم يُؤثر توثيقه إلا عن ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو. =

ص: 62

11485 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ بَشِيرٍ الْمُزَنِيِّ - وَكَانَ بَكَّاءً عِنْدَ الذِّكْرِ، شُجَاعًا عِنْدَ اللِّقَاءِ -، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مِثْلَهُ، وَزَادَ فِيهِ:" فَيَنْدَمُ، فَيَأْتِي بِهِ السَّادِنَ، فَيَقُولُ لَهُ: لَا نَقْبَلُ شَيْئًا أَعْطَيْنَاهُ "(1).

11486 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنِي فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ مَوْلَى بَنِي عِتْر (2)، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ أَحَدٌ إِلَّا بِرَحْمَةِ اللهِ " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا أَنْتَ؟ قَالَ:" وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ بِرَحْمَتِهِ "(3) وَقَالَ: بِيَدِهِ فَوْقَ رَأْسِهِ (4).

= وقد سلف برقم (11326)، وانظر (11130).

(1)

إسناده ضعيف كسابقه. جعفر بن سليمان: هو الضُّبَعي.

(2)

في (س) و (ق) و (م) عنز، وهو تصحيف، والمثبت من (ظ 4) و (ص)، وكذلك ضبطه ابن ماكولا في "الإِكمال" 6/ 293، ونقله عنه ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 6/ 373.

(3)

لفظ "برحمته" ليس في (ظ 4).

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(892) عن أبي نعيم، عن فضيل بن مرزوق، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/

، وقال: رواه أحمد، وإسناده حسن! =

ص: 63

11487 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِزْرَةُ الْمُسْلِمِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَمَا كَانَ إِلَى الْكَعْبِ فَلَا بَأْسَ، وَمَا تَحْتَ الْكَعْبِ فَفِي النَّارِ "(1).

11488 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَجِيحٍ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: إِنَّ مِنَّا رِجَالًا هُمْ أَقْرَؤُنَا لِلْقُرْآنِ، وَأَكْثَرُنَا صَلَاةً، وَأَوْصَلُنَا لِلرَّحِمِ، وَأَكْثَرُنَا صَوْمًا، خَرَجُوا عَلَيْنَا بِأَسْيَافِهِمْ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَخْرُجُ قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ "(2).

= وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (6463)، ومسلم (2816)، وقد سلف برقم 2/ 235.

وآخر من حديث جابر عند مسلم (2817)، وسيرد 3/ 337.

وثالث من حديث عائشة عند البخاري (6467)، ومسلم (2818)، وسيرد 6/ 125.

(1)

حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً، وقد عنعن- توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصَّحيح.

وقد سلف برقم (11256)، وانظر (11010).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سويد بن نجيح، فقد =

ص: 64

11489 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى حَصِيرٍ، وَيَسْجُدُ عَلَيْهِ (1).

11490 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ فِي الْحَرِّ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَوْحِ جَهَنَّمَ " هَكَذَا قَالَ الْأَعْمَشُ: مِنْ

= وثقه ابن معين، وقال أحمد: ما أرى به بأساً، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، وهو من رجال التعجيل. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، ويزيد الفقير: هو ابن صهيب.

وأورده ابن كثير في "البداية والنهاية" 7/ 300، وقال: تفرد به أحمد، ولم يخرجوه في الكتب الستة، ولا واحد منهم، وإسناده لا بأس به، رجاله كلهم ثقات، وسويد بن نجيح هذا مستور!

وقد سلف بنحوه برقم (11008).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان: وهو طلحة بن نافع الواسطي، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً بغيره. جابر: هو ابن عبد الله الصَّحابي.

وأخرجه أبو يعلى (1308) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11071).

(2)

في (م): قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح.

ص: 65

فَوْحِ جَهَنَّمَ (1).

11491 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، محمد بن عبيد: هو الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وأخرجه أبو يعلى (1309) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد، وفيه: من فيح جهنم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 324، والبخاري (538)، وابن ماجه (679)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 186، والبيهقي في "السنن" 1/ 437 من طرق عن الأعمش، به.

وسيأتي بالأرقام (11497) و (11573)، ومن حديث أبي هريرة برقم (11496)، وانظر (11062).

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (536)، ومسلم (615)، وقد سلف 2/ 229.

وعن أبي ذر عند البخاري (335)، ومسلم (616)، وسيرد 5/ 155.

وعن ابن عمر عند البخاري (533).

وعن المغيرة بن شعبة، سيرد 4/ 250.

وعن صفوان بن مخرمة، سيرد 4/ 262.

وعن رجل من الصحابة، سيرد 5/ 368.

قوله: أبردوا بالظهر في الحر، يعني: أخروا صلاة الظهر إلى أن يبرد الوقت، يقال: أبرد إذا دخل في البرد، والأمر بالإِبراد أمر استحباب، قاله الحافظ في "الفتح" 2/ 16، وانظر تتمة كلامه.

وقوله: من فوح جهنم، أي: شدة غليانها وحرها، وجاء بالياء، وهو بمعنى، يقال: فاحت الريح تفيح وتفوح فيحاً وفوحاً، وقال أبو زيد: الفوح من الريح، والفوح إذا كان لها صوت، وفوح الحر: شدة سطوعه.

ص: 66

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَلَكَ الْمُثْرُونَ " قَالُوا: إِلَّا مَنْ؟ قَالَ: " هَلَكَ الْمُثْرُونَ " قَالُوا: إِلَّا مَنْ؟ قَالَ: " هَلَكَ الْمُثْرُونَ " قَالَ: حَتَّى خِفْنَا أَنْ يَكُونَ قَدْ وَجَبَتْ. قَالَ: " إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَقَلِيلٌ مَا هُمْ "(1).

11492 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَخْرَجَ الْمِنْبَرَ يَوْمَ الْعِيدِ مَرْوَانُ، وَأَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا مَرْوَانُ، خَالَفْتَ السُّنَّةَ، أَخْرَجْتَ الْمِنْبَرَ وَلَمْ يَكُ يُخْرَجُ، وَبَدَأْتَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ. قَالَ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ رَأَى مُنْكَرًا، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يُغَيِّرَهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ "(2).

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (11259) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، إسماعيل بن رجاء: وهو ابن ربيعة الزُّبيدي، ووالده من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(906)، والبيهقي في "السنن" 10/ 90، وفي "الآداب"(181) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11073).

ص: 67

11493 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي مُتَوَشِّحًا (1).

11494 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ قَالَ: بَلَغَ ابْنَ عُمَرَ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَأْثُرُ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّرْفِ، فَأَخَذَ يَدِي، فَذَهَبْتُ أَنَا وَهُوَ وَالرَّجُلُ فَقَالَ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ تَأْثُرُهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّرْفِ؟ فَقَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلَا الْفِضَّةَ بِالْفِضَّةِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلَا تُفَضِّلُوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلَا تَبِيعُوا مِنْهَا غَائِبًا بِنَاجِزٍ "(2).

11495 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَدَّاكِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان: وهو طلحة بن نافع الواسطي، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً بغيره. جابر: هو ابن عبد الله الصحابي.

وأخرجه أبو يعلى (1373) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد.

وقد سلف نحوه برقم (11072).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.

وقد سلف برقم (11006).

ص: 68

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ جَنِينِ النَّاقَةِ وَالْبَقَرَةِ، فَقَالَ:" إِنْ شِئْتُمْ فَكُلُوهُ، فَإِنَّ ذَكَاتَهُ ذَكَاةُ أُمِّهِ "(1).

11496 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ "(2).

(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد، وهو ابن سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن سعيد: هو القطان، وأبو الودَّاك: هو جبر بن نوف البكالي.

وأخرجه الترمذي (1476)، وأبو يعلى (992)، والدارقطني في "السنن" 4/ 272 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

وقد سلف برقم (11260).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وذكوان: هو أبو صالح السمان.

وقد سلف من حديث أبي سعيد برقم (11490)، وقد سلف من حديث أبي هريرة (8900).

وقد نقل الحافظ في "الفتح" 2/ 19 عن الذهلي قوله: هذا الحديث رواه أصحاب الأعمش، عنه، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وهذه الطريق أشهر. والطريقان محفوظان، لأن الثوري رواه عن الأعمش بالوجهين.

قلنا: يشير إلى رواية سفيان الآتية برقم (11573).

ص: 69

11497 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم [أَنَّهُ قَالَ] (1):" شِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ "(2).

11498 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ هَيْبَةُ النَّاسِ، أَنْ يَتَكَلَّمَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ أَوْ سَمِعَهُ ". فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ. وقَالَ أَبُو نَضْرَةَ: وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ (3).

11499 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا (4) يَحْيَى، عَنْ عِيَاضٍ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: أَحَدُنَا يُصَلِّي لَا يَدْرِي كَمْ

(1) ما بين حاصرتين من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وقد سلف برقم (11490)، وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والتيمي: هو سليمان بن طرخان.

وقد سلف برقم (11017).

(4)

في (م): عن.

ص: 70

صَلَّى؟ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ، فَإِنْ أَتَاهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ أَحْدَثْتَ، فَلْيَقُلْ: كَذَبْتَ، إِلَّا مَا وَجَدَ رِيحًا بِأَنْفِهِ، أَوْ صَوْتًا بِأُذُنِهِ "(1).

11500 -

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِلَالِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ "، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

11501 -

قَالَ: حَدَّثَنَاهُ يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ هِلَالِ بْنِ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عياض: وهو ابن هلال الأنصاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتَوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي.

وهو مكرر رقم (11321) سنداً ومتناً.

وقد سلف برقم (11082).

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، هلال بن عياض: هو عياض بن هلال الأنصاري، وقد قلب اسمه هنا، وهو مجهول، وقد ذكرنا الاختلاف في اسمه في الرواية رقم (11082)، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سويد بن عمرو: هو أبو الوليد الكلبي، وأبان: هو ابن يزيد العطار، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي.

وأخرجه أبو داود (1029) من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبان، بهذا الإِسناد.

وانظر ما قبله.

ص: 71

عِيَاضٍ. وحَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيَاضُ بْنُ هِلَالٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ؛ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

11502 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رِفَاعَةَ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِي أَمَةً وَأَنَا أَعْزِلُ عَنْهَا، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ، وَإِنَّ الْيَهُودَ تَزْعُمُ أَنَّهَا الْمَوْؤُودَةُ الصُّغْرَى؟ قَالَ:" كَذَبَتْ يَهُودُ، لَوْ (2) أَرَادَ اللهُ أَنْ يَخْلُقَهُ، لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَرُدَّهُ"(3).

11503 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْعَزْلِ: "أَنْتَ تَخْلُقُهُ، أَنْتَ تَرْزُقُهُ، أَقِرَّهُ قَرَارَهُ، فَإِنَّمَا ذَلِكَ الْقَدَرُ"(4).

(1) حديث صحيح لغيره، وهذان الإِسنادان ضعيفان، لجهالة عياض بن هلال: وهو الأنصاري، وقد قلب اسمه في رواية أبان، وهو خطأ.

وقد سلف إسناد عبد الرزاق برقم (11320)، وانظر ما قبله.

(2)

في (م). إِذَا.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (11477)، غير أن شيخ أحمد هناك هو يزيد بن هارون، وشيخه هنا هو يحيى: وهو ابن سعيد القطان.

(4)

إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن: وهو البصري، لم يسمع من أبي =

ص: 72

11504 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، وَحَدَّثَنَا (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ "(2).

11505 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَصُومُوا يَوْمَيْنِ، وَلَا تُصَلُّوا صَلَاتَيْنِ، وَلَا تَصُومُوا يَوْمَ الْفِطْرِ، وَلَا يَوْمَ الْأَضْحَى، وَلَا تُصَلُّوا بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ ثَلَاثًا إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ، وَلَا تُشَدُّ الرِّحَالُ

= سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن أبي عروبة: هو سعيد، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وسيأتي بالأرقام (11744) و (11909).

قال السندي: قوله: "أقره قراره"، أي: اجعل الماء في مقره، أي: لا تعزل.

قلنا: قد سلف الحديث الصحيح بجواز العزل برقم (11078)، وانظر ما قبل هذا الحديث.

(1)

في (س): عن، وفي هامشها: حدثنا، وعليها علامة الصحة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وعطاء بن يزيد: هو الليثي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9862) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(34) -، وابن خزيمة (411) من طريق يحيى، بهذا الإِسناد.

وقد سلف من طريق عبد الرحمن بن مهدي برقم (11020).

ص: 73

إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي، وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ " (1).

11506 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى وَوَكِيعٌ، عَنْ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي عَامِرٌ قَالَ: كَانَ أَبُو سَعِيدٍ وَمَرْوَانُ جَالِسَيْنِ، فَمُرَّ عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ، فَقَامَ أَبُو سَعِيدٍ، فَقَالَ مَرْوَانُ: اجْلِسْ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ. فَقَامَ مَرْوَانُ، وَقَالَ وَكِيعٌ: مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ، فَقَامَ (2).

11507 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عِيَاضَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ يُصَلِّي تَيْنِكَ الرَّكْعَتَيْنِ (3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف مجالد، وهو ابن سعيد الهمداني، وباقي رجاله ثقات، يحيى: هو ابن سعيد القطان، من رجال الشيخين، وأبو الودَّاك: هو جبر بن نوف الهمداني من رجال مسلم.

وقد سلف برقم (11040).

(2)

حديث صحيح، زكريا -وهو ابن أبي زائدة، وإن كان يدلس عن الشعبي-، متابع بعبد الله بن أبي السَّفَر في الرواية السالفة برقم (11437)، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، ووكيع: هو ابن الجيل الرؤاسي، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/ 357 عن وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 45 من طريق يحيى، به.

وقد سلف برقم (11195).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن =

ص: 74

11508 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عِيَاضٌ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ يَوْمَ الْعِيدِ قَالَ يَحْيَى: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى، فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ، فَيَقُومُ قَائِمًا، فَيَسْتَقْبِلُ النَّاسَ بِوَجْهِهِ، وَيَقُولُ (1):" تَصَدَّقُوا " فَكَانَ أَكْثَرَ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: بِالْخَاتَمِ وَالْقُرْطِ وَالشَّيْءِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ أَوْ أَرَادَ أَنْ يَضَعَ (2) بَعْثًا، تَكَلَّمَ، وَإِلَّا انْصَرَفَ (3).

11509 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَفَّانُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي عِيسَى الْأُسْوَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: زَجَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا (4).

= قيس: وهو الفراء، فمن رجال مسلم. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وعياض بن عبد الله: هو ابن سعد بن أبي سَرْح.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5634) مطولاً، وسيأتي بعضها في الرواية التالية.

(1)

في (ظ 4): فيقول، وهي نسخة في هامش (س).

(2)

ضبب فوقها في (س)، ورواية النسائي: يبعث.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. يحيى: هو ابن سعيد القطان.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 190 من طريق يحيى، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11315)، وانظر ما قبله.

(4)

إسناده صحيح، أبو عيسى الأُسواري، سلف الكلام عليه في الرواية رقم =

ص: 75

11510 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ؟ فَقَالَ: ثَلَاثًا. فَقَالَ: إِنِّي كَثِيرُ الشَّعَرِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَكْثَرَ شَعَرًا مِنْكَ وَأَطْيَبَ (1).

= (11278)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجيل الرؤاسي، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وأخرجه أبو يعلى (1321)، والبغوي (3045) من طريق عفان، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11278).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سعد العوفي. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 65، وابن ماجه (576) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 270، وقال: رواه أحمد، وفيه عطية، وثقه ابن معين، وضعفه جماعة تضعيفاً ليناً. قلنا: وهو ليس على شرطه، فقد أخرجه ابن ماجه كما سلف. وسيأتي برقم (11694).

وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند البخاري (252) و (256)، ومسلم (329)(57)، سيرد 3/ 298.

وآخر من حديث جبير بن مطعم عند البخاري (254)، ومسلم (327)، وسيرد 4/ 85.

وثالث من حديث أبي هريرة، سلف 2/ 251.

ورابع من حديث أنس بن مالك عند أبي يعلى (3739). =

ص: 76

11511 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا فَقَالَ: " تَقَدَّمُوا فَأْئْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، وَلَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ "(1).

11512 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ مَوْلًى لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِي سَعِيدٍ وَهُوَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَدَخَلُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَأَى رَجُلًا جَالِسًا وَسَطَ الْمَسْجِدِ، مُشَبِّكًا (2) بَيْنَ أَصَابِعِهِ، يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَفْطِنْ، قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ فَقَالَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلَا يُشَبِّكَنَّ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، فَإِنَّ

= قال السندي: قوله: سأله رجل عن الغسل من الجنابة، أي: كم مرة يغسل فيه الرأس، فقال: ثلاثاً، أي: ثلاث مرات يغسل فيه الرأس، وبهذا ظهر ارتباط هذا الكلام بما بعده.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة العبدي: وهو المنذر بن مالك، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وأبو الأشهب: هو جعفر بن حَيَّان العُطَارِدي.

وأخرجه ابن خزيمة (1612)، وأبو يعلى (1181) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11142).

(2)

في (ظ 4) و (س): مشبك، وفي هامش (س): مشبكاً، وعليها علامة الصحة.

ص: 77

التَّشْبِيكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَزَالُ فِي صَلَاةٍ، مَا دَامَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ " (1).

11513 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فِي صَلَاتِهِ، فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ أَحْدَثْتَ، فَلْيَقُلْ: كَذَبْتَ، مَا لَمْ يَجِدْ رِيحًا بِأَنْفِهِ، أَوْ يَسْمَعْ صَوْتًا بِأُذُنِهِ "(2).

11514 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ عِيدٍ قَبْلَ الصَّلَاةِ، مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: الصَّلَاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ؟ فَقَالَ مَرْوَانُ: تُرِكَ مَا

(1) إسناده ضعيف. عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، ليس بالقوي، وعمه: وهو عبيد الله بن عبد الله بن موهب، مجهول، ومولى أبي سعيد لم نعرفه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 75 عن وكيع، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11385).

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عياض بن هلال: وهو الأنصاري.

وأخرجه أبو يعلى (1141)، وابن خزيمة (29) من طريق وكيع، به.

وأخرجه الحاكم 1/ 134 - 135 من طريق يزيد بن زريع، عن علي بن المبارك، به.

وقد سلف مطولاً برقم (11082)، وذكرنا هناك شاهده، وانظر (11912).

ص: 78

هُنَالِكَ أَبَا فُلَانٍ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا، فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ "(1).

11515 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ سَفَرَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَصَاعِدًا، إِلَّا مَعَ أَبِيهَا، أَوْ أَخِيهَا، أَوْ ابْنِهَا، أَوْ زَوْجِهَا، أَوْ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وقيس بن مسلم: هو الجَدَلي، وطارق بن شهاب: هو الأحمسي.

وأخرجه مسلم (49)(78)، وابن حبان (306) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وقد سلف بالأرقام (11073) و (11460).

(2)

إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، أحفظ الناس لحديث الأعمش، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 4 - 5، ومسلم (1340)(423)، وأبو داود (1726)، وابن ماجه (2898) من طريق وكيع، عن الأعمش، بهذا الإِسناد. =

ص: 79

11516 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ "(1).

11517 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ (2).

= وأخرجه مسلم (1340)(423) أيضاً، وأبو داود (1726)، والترمذي (1169) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به.

وأخرجه الدارمي 2/ 288 - 289 عن يعلى، عن الأعمش، به.

وقد سلف مطولاً برقم (11040).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 174، ومسلم (2541)(222)، وابن ماجه (161)، وابن حبان (7253)، والبيهقي في "السنن" 10/ 209، والبغوي في "شرح السنة"(3859) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. إلا أنه وقع عند ابن ماجه: عن أبي هريرة، وهو وهم كما سلف بيانه.

وقد سلف برقم (11079).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. شعبة: هو ابن الحجاج.

وأخرجه الطيالسي (2183)، والبخاري (3673)، ومسلم (2541)(222)، والترمذي (3861)، والنسائي في "الكبرى"(8308)، وابن أبي عاصم في "السنة"(989)، وابن حبان (7255)، والبغوي في "شرح السنة"(3859) من =

ص: 80

11518 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ مِثْلَهُ (1).

11519 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، فَلْيَجْعَلْ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ "(2).

11520 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ حَيْوَةُ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ خَبَّابٍ حَدَّثَهُمْ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ:" لَعَلَّهُ أَنْ تَنْفَعَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُجْعَلَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ، يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ "(3).

= طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11079)، وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وسيأتي برقم (11608).

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن إسحاق: وهو المروزي، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك.

وقد سلف برقم (11116)، وانظر (11072).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هارون بن معروف: هو المروزي، وابن وهب: هو عبد الله المصري، وحيوة: هو ابن شُرَيح المصري، وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، وعبد الله بن خَبَّاب: هو الأنصاري =

ص: 81

11521 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ حَيْوَةُ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً "(1).

= المدني.

وأخرجه ابن حبان (6271) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، به.

وقد سلف برقم (11058).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وأخرجه البخاري (646)، والبيهقي في "السنن" 3/ 60 من طريق الليث بن سعد، عن يزيد ابن الهاد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 2/ 479 - 480 - ومن طريقه عبد بن حميد في "المنتخب"(976) -، وأبو داود (560)، وابن ماجه (788)، وأبو يعلى (1011)، وابن حبان (1749) و (2055)، والحاكم 1/ 208، والبغوي في "شرح السنة" (788) من طريق أبي معاوية: وهو محمد بن خازم، عن هلال بن ميمون، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً، وعندهم زيادة ما عدا ابن ماجه:"فإن صلاها بأرض فلاة، فأتم وضوءها وركوعها وسجودها بلغت صلاته خمسين صلاة"، وهذا لفظ ابن أبي شيبة. وحكى أبو داود عن عبد الواحد بن زياد في هذا الحديث:"صلاة الرجل في الفلاة تضاعف على صلاته في الجماعة".

قلنا: وإسناد هذه الزيادة جيد، فهلال بن ميمون، وثقه ابن معين، وقال النسائي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، يكتب حديثه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وقد أخطأ الحاكم في تعيينه، فظنه هلال بن أبي ميمونة -وهو هلال بن علي بن أسامة الذي أخرج له الشيخان- فقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. فقد اتفقا على الحجة بروايات =

ص: 82

11522 -

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَآنِي الْحَقَّ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَكَوَّنُ بِي "(1).

11523 -

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ذَكَرَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ، فَيُرِيدُ أَنْ يَنَامَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ، ثُمَّ يَنَامَ (2).

= هلال بن أبي ميمونة .. وتابعه الذهبي على خطئه. وبقية رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين.

وقد أختلف في تفسير هذه الزيادة، هل هي في صلاته منفرداً في فلاة، أم في صلاته في الجماعة، فحكي أبو داود عن عبد الواحد بن زياد في هذا الحديث قوله: صلاة الرجل في الفلاة تضاعف على صلاته في الجماعة، وتعقبه الحافظ في "الفتح" 2/ 135، فقال: وكأنه -أي عبد الواحد- أخذه من إطلاق قوله: "فإن صلاها" لتناوله الجماعة والانفراد، لكن حمله على الجماعة أولى، وهو الذي يظهر من السياق.

وسيأتي برقم (11529)، وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن مسعود، في الرواية رقم (3564).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين إسناد سابقه.

وأخرجه البخاري (6997) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد ابن الهاد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 56، وابن ماجه (3903) من طريق عطية العوفي، عن أبي سعيد، به.

وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن مسعود في الرواية رقم (3559).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. =

ص: 83

11524 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرَيْطٍ (1) أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَعَرَفَ (2) حُدُودَهُ، وَتَحَفَّظَ مِمَّا كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَحَفَّظَ فِيهِ، كَفَّرَ مَا قَبْلَهُ "(3).

= وأخرجه ابن ماجه (586)، وأبو يعلى (1365) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن عبد الله ابن الهاد، به.

وقد سلف نحوه برقم (11036).

(1)

وهو كذلك بالتصغير عند ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، والحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" ص 233، لكن قال الحافظ: ورأيته بخط الصدر البكري "ابن قرط" بغير تصغير، قلنا: وهو كذلك عند ابن حبان وأبي يعلى والبيهقي.

(2)

في (ظ 4): فعرف، وهي نسخة في هامش (ق).

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف. عبد الله بن قريط، انفرد بالرواية عنه يحيى بن أيوب: وهو المصري، وقال الحسيني في "الإِكمال": مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأورده ابن أبي حاتم 5/ 140، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وبقية رجاله ثقات. علي بن إسحاق: هو السُّلَمي المروزي.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(98) -زوائد نعيم بن حماد-، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (1058)، وابن حبان (3433)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 180، والبيهقي في "السنن" 4/ 304، وفي "الشعب"(3623)، والخطيب في "تاريخه" 8/ 392. وقال أبو نعيم: غريب، لم يروه عن عطاء إلا عبد الله بن قريط، تفرد به عنه يحيى بن أيوب.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 143 - 144، وقال: رواه أحمد وأبو =

ص: 84

11525 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا إِمَامٌ عَادِلٌ، وَإِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَشَدَّهُمْ عَذَابًا (1) إِمَامٌ جَائِرٌ "(2).

11526 -

حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ اللَّيْثِيِّ

= يعلى بنحوه، وفيه عبد الله بن قريط، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

ويشهد له حديث أبي هريرة، رفعه:"من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"، أخرجه البخاري (38)، ومسلم (760)(175).

قال السندي: قوله: "وعرف حدوده"، لي: عرف ما ينبغي الوقوف عنده من الحدود، ولا يحسن تجاوزه مما كان ينبغي.

قوله: "مما كان ينبغي له أن يتحفظ فيه": من الكذب والغيبة، وأمثالهما.

(1)

في هامش (س): عقاباً، وعليها علامة الصحة.

(2)

إسناده ضعيف لضعف عطية العوفي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق -وهو السلمي المروزي- فمن رجال الترمذي، وهو ثقة، وفضيل بن مرزوق، فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث. عبد الله: هو ابن المبارك.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 88، وفي "الشعب"(7366) من طريق عبدان بن عثمان، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11174).

ص: 85

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ وَمَثَلُ الْإِيمَانِ، كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي آخِيَّتِهِ، يَجُولُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى آخِيَّتِهِ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَسْهُو ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الْإِيمَانِ، فَأَطْعِمُوا طَعَامَكُمُ الْأَتْقِيَاءَ، وَأَوْلُوا مَعْرُوفَكُمُ الْمُؤْمِنِينَ ". قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَهَذَا أَتَمُّ (1).

(1) إسناده ضعيف. أبو سليمان الليثي، وعبد الله بن الوليد: وهو ابن قيس التجيبي، سلف الكلام عليهما في الرواية رقم (11335)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير يعمر بن بشر، فمن رجال "التعجيل"، وهو من كبار أصحاب عبد الله بن المبارك، وثقه ابن المديني والدارقطني ومحمد بن حمدويه، وقال أحمد: ما أرى كان به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات". عبد الله: هو ابن المبارك، وسعيد بن أبي أيوب: هو المصري.

هو عند ابن المبارك في "الزهد"(73)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (616)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 179، والبيهقي في "الشعب"(10964) و (10965)، والبغوي في شرح السنة" (3485). وقال أبو نعيم: هذا لا يعرف إلا من حديث أبي سعيد، بهذا الإِسناد.

وقوله: "فأطعموا طعامكم الأتقياء، وأولوا معروفكم المؤمنين":

أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(713) و (714) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، به.

وقال الحافظ في "التعجيل" ص 492: وقال أبو الفضل بن طاهر في الكلام على أحاديث الشهاب: حديث غريب لا يذكر إلا بهذا الإِسناد.

وأورده بتمامه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 201، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح غير أبي سليمان الليثي وعبد الله بن الوليد التميمي (كذا فيه والصواب التجيبي)، وكلاهما ثقة! كذا قال مع أن أبا سليمان مجهول، =

ص: 86

11527 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بَعْثًا إِلَى بَنِي لِحْيَانَ، قَالَ: يَعْنِي: " لِيَنْبَعِثْ (1) مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ رَجُلٌ "(2)، وَقَالَ لِلْقَاعِدِ:" أَيُّكُمَا خَلَفَ الْخَارِجَ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ بِخَيْرٍ، كَانَ لَهُ مِثْلُ نِصْفِ أَجْرِ الْخَارِجِ "(3).

= وعبد الله بن الوليد لين الحديث.

وفي الباب عن ابن عمر عند الرامهرمزي في "الأمثال" ص 126 عن قتادة بن رستم الطائي، عن عبيد بن آدم العسقلاني، عن أبيه، عن ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن والإيمان كمثل الفرس في آخيته يجول ما يجول، ثم يرجع إلى آخيته، وكذلك المؤمن يقترف، ثم يرجع إلى الإيمان، فأطعموا طعامكم الأبرار، وخصوا بمعروفكم المؤمنين"، قال الذهبي في "الميزان": قتادة بن رستم مجهول.

وقد سلف مختصراً من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ برقم (11335).

(1)

في (ظ 4) وهامش (س): ليبعث.

(2)

في (ظ 4) و (س) و (ق): رجلاً، وضُبِّب فوقها في (س).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة، سمع منه عبد الله -وهو ابن المبارك- قبل احتراق كتبه، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتَّاب -وهو ابن زياد الخراساني- فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة، ويزيد بن أبي سعيد مولى المَهْري وأبيه فمن رجال مسلم، وهما ثقتان.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 283، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن.

وقد سلف برقم (11110) بإسناد صحيح على شرط مسلم.

ص: 87

11528 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ حَدَّثَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أُتِيَ بِتَمْرٍ، فَأَعْجَبَهُ جَوْدَتُهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا أَخَذْنَا صَاعًا (1) بِصَاعَيْنِ لِنَطْعَمَهُ (2)، فَكَرِهَ ذَلِكَ وَنَهَى عَنْهُ (3).

11529 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً "(4).

11530 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِلَّهِ عز وجل مِئَةُ

(1) في (ق): صاعه.

(2)

في (ق): لتطعمه.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، المبارك -وهو ابن فضالة- يدلس ويسوي -فيما قال الحافظ في "التقريب"-، وهو شر أنواع التدليس، والحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي سعيد الخدري.

وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (10992).

(4)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن الحجاج: وهو أبو العباس المروزي، فمن رجال البخاري. عبد العزيز بن أبي حازم: هو المدني. وعبد الله بن خَبَّاب: هو الأنصاري المدني.

وقد سلف برقم (11521).

ص: 88

رَحْمَةٍ، فَقَسَمَ مِنْهَا جُزْءًا وَاحِدًا بَيْنَ الْخَلْقِ، فَبِهِ يَتَرَاحَمُ النَّاسُ وَالْوَحْشُ وَالطَّيْرُ " (1).

11531 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لِلَّهِ مِئَةُ رَحْمَةٍ، عِنْدَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَجَعَلَ عِنْدَكُمْ وَاحِدَةً، تَرَاحَمُونَ بِهَا بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَبَيْنَ الْخَلْقِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ضَمَّهَا إِلَيْهَا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وعبد الواحد: هو ابن زياد العبدي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان.

وأخرجه أبو يعلى (1098) عن العباس بن الوليد، عن عبد الواحد بن زياد، به.

وأخرجه بنحوه ابن ماجه (4294) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به.

وقال البوصيري في "الزوائد": حديث أبي سعيد صحيح، رجاله ثقات.

وسيأتي برقم (11531) من حديث أبي هريرة.

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (6000)، ومسلم (2752)، وسلف 2/ 434.

وعن جندب بن عبد الله البجلي، سيرد 4/ 312.

وعن سلمان الفارسي عند مسلم (2753)، وسيرد 5/ 439.

قال السندي: قوله: "فقسم منها جزءاً واحداً": أي: رحمة واحدة.

قوله: "فبه"، أي: فبسبب ذلك الجزء المقسوم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية =

ص: 89

11532 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَسْوَأَ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ صَلَاتَهُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَسْرِقُهَا؟ قَالَ:" لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا "(1).

= رجاله ثقات رجال الصحيح، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وحماد: هو ابن سلمة، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وقد سلفت شواهده في الحديث قبله.

وقوله: "فإذا كان يوم القيامة ضمها إليها": له شاهد من حديث سلمان عند مسلم (2753)(21)، ولفظه:"فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة".

وقد سلف من طريق حماد في مسند أبي هريرة (10810).

قال السندي: قوله: "تراحمون بها"، أي: تتراحمون بتلك الرحمة الواحدة تراحماً واقعاً بين الخلائق من الجن والإِنس وغيرهما.

قوله: "ضمها إليها"، أي: حتى يتم المئة.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وحماد: هو ابن سلمة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 288، وأبو يعلى (1311) من طريق عفان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(990)، والبزار (536)(زوائد)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1843، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 302 من طرق عن حماد، به. =

ص: 90

11533 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ تبارك وتعالى: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ (1) مِنْ إِيمَانٍ (2) فَأَخْرِجُوهُ. قَالَ: فَيُخْرَجُونَ قَدِ امْتَحَشُوا، وَعَادُوا فَحْمًا (3) فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ نَهَرُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ (4) السَّيْلِ، أَوْ قَالَ:

= وقال أبو نعيم: تفرد به علي بن زيد: وهو ابن جدعان، عن سعيد، وعنه حماد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 120، وقال: رواه أحمد والبزار وأبو يعلى، وفيه علي بن زيد، وهو مختلف في الاحتجاج به، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن حبان (1888)، وإسناده حسن.

وآخر من حديث أبي قتادة، سيرد 5/ 310، وإسناده ضعيف، وفي إسناده الوليد بن مسلم، وقد عنعن.

وثالث من حديث عبد الله بن مغفَّل، وهو عند الطبراني في "الأوسط"(3416)، و"الصغير"(335)، وجوَّد إسناده المنذري في "الترغيب" 1/ 335.

(1)

في (ق): من خردل، وهو الموافق لرواية البخاري.

(2)

في (ظ 4)، وهامش (ق): خير، وأشار إلى هذه الرواية البخاري برقم (22).

(3)

في (ظ 4)، وهامش (ق): حُمَماً، وهو الموافق لرواية البخاري.

(4)

في (ظ 4): حَمِيَّة، وهي نسخة في هامش (س)، وعليها علامة الصحة، قلنا: وهي الموافقة لرواية البخاري ومسلم.

ص: 91

فِي حَمِيلَةِ السَّيْلِ ". فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَمْ تَرَوْا أَنَّهَا تَنْبُتُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً " (1).

11534 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: اشْتَكَيْتَ يَا مُحَمَّدُ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ ". فَقَالَ: " بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفّار، ووهيب: هو ابن خالد البصري، وعمرو بن يحيى: هو ابن عمارة بن أبي حسن المازني.

وأخرجه مسلم (184)(305) من طريق عفان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (6560)، وأبو يعلى (1219)، وأبو عوانة 1/ 185، وابن منده في "الإيمان"(822)، والبيهقي في "السنن" 10/ 191، وفي "الشعب"(316)، وفي مستدركات "البعث"(236) من طرق عن وهيب، به.

وأخرجه البخاري (22)، ومسلم (184)(304) و (305)، وابن أبي عاصم في "السنة"(842)، وأبو عوانة 1/ 185، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5672)، وابن حبان (182) و (222)، والآجري في "الشريعة" ص 345، وابن منده في "الإِيمان"(820) و (821) و (823)، والبغوي في "شرح السنة"(4357) من طريقين عن عمرو بن يحيى، به.

وقد سلف نحوه برقم (11016).

قوله: "قد امتحشوا"، قال الحافظ في "الفتح" 11/ 457 بفتح المثناة والمهملة وضم المعجمة، أي: احترقوا، وزنه ومعناه، والمحش احتراق الجلد وظهور العظم.

ص: 92

شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ عَيْنٍ وَنَفْسٍ يَشْفِيكَ، بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ " (1).

11535 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ. وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ. أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ " قَالُوا: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " مُؤْمِنٌ اعْتَزَلَ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ - أَوِ الشُّعْبَةِ - كَفَى النَّاسَ شَرَّهُ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو نضرة -وهو المنذر بن مالك العبدي العَوَقي- من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وعبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 329 من طريق عفان، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11225)، وذكرنا هناك مكرراته وأحاديث الباب.

(2)

حديث صحيح، سليمان بن كثير: وهو العَبْدِي -وإن يكن ضعيفاً، ويخطئ في حديث الزهري- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 335 - 336 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الجهاد"- وأبو عوانة 5/ 56 من طريق عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (2485)، والحاكم 2/ 71 من طريق أبي الوليد الطيالسي، وأبو عوانة 5/ 56 من طريق سعيد بن سليمان، كلاهما عن سليمان بن كثير، به. وعند أبي داود والحاكم خالف فيه سليمان بن كثير لفظ الجماعة، فقال: سئل: "أيُّ المؤمنين أكمل إيماناً"؟، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط =

ص: 93

11536 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ، فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ، فَلْيَمْحُهُ " وَقَالَ: " حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، حَدِّثُوا عَنِّي وَلَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ (1) " قَالَ: " وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ " قَالَ هَمَّامٌ: أَحْسَبُهُ قَالَ: " مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(2).

11537 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

= الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: سليمان بن كثير يخطئ في حديث الزهري.

وقد أشار البخاري في "صحيحه" بإثر الرواية رقم (6494) إلى رواية سليمان بن كثير، عن الزهري.

وقد سلف برقم (11125).

(1)

كلمة "عليَّ" ليست في (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.

وأخرجه مختصرا ابن أبي شيبة 8/ 762، والنسائي في "الكبرى"(8008)، والخطيب في "تقييد العلم" ص 29 من طريق عفان، بهذا الإِسناد.

وقد سلف بالأرقام (11085) و (11344).

وقوله: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، برقم (6486).

ص: 94

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقْسِمُ قِسْمًا إِذْ جَاءَهُ ابْنُ ذِي الْخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ فَقَالَ: اعْدِلْ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ: " وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ " فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَأْذَنُ لِي فِيهِ، فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْتَقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَيُنْظَرُ فِي قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ فِي نَضِيِّهِ (1) فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ فِي رِصَافِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ فِي نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، مِنْهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ فِي إِحْدَى يَدَيْهِ " أَوْ قَالَ: " إِحْدَى ثَدْيَيْهِ (2) مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ، تَدَرْدَرُ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ النَّاسِ، فَنَزَلَتْ فِيهِمْ:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} الْآيَةَ [التوبة: 58]، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا حِينَ قَتَلَهُ (3) وَأَنَا مَعَهُ جِيءَ بِالرَّجُلِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).

(1) في (ق) و (ص) و (م): نضيته.

(2)

في (س): ثديه، وضبب فوقها.

(3)

في (ظ 4): قتلهم.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، والزُّهْري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله. =

ص: 95

11538 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ

= وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18649)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة"(925)، والواحدي في "أسباب النزول" ص 247، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (6933)، والنسائي في "الكبرى"(11220)، وابن أبي عاصم في "السنة"(925)، والطبري في "التفسير"(16817)، من طرق عن معمر، به.

وأخرجه البخاري (3610)، ومسلم (1064)(148)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4071)، والبيهقي في "السنن" 8/ 171، وفي "الدلائل" 5/ 187، والبغوي (2552) من طريقين عن الزهري، به. وعندهما: أتاه ذو الخويصرة، ليس فيها "ابن". وهو ما سيأتي بالرواية رقم (11621).

وأخرجه أبو يعلى (1022) من طريق أبي معشر، حدثنا أفلح بن عبد الله بن المغيرة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي سعيد، به، وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، وقال الحافظ في "الفتح" 12/ 292:"وقد شذ أفلح بن عبد الله بن المغيرة عن الزهري" فروى هذا الحديث عنه، فقال: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي سعيد، أخرجه أبو يعلى.

وانظر (11008) و (11291).

قوله: "في نضيه" قال الحافظ في "الفتح" 6/ 618: بفتح النون -وحكي ضمها- وبكسر المعجمة بعدها تحتانية ثقيلة، قد فسره في الحديث بالقِدْح: بكسر القاف وسكون الدال، أي: عود السهم قبل أن يراش وينصل

قال ابن فارس: سمي بذلك، لأنه بري حتى عاد نضواً، أي: هزيلاً.

قوله: "في إحدى يديه -أو قال: إحدى ثدييه-: قال الحافظ في "الفتح" 12/ 294 - 295: هكذا للأكثر بالتثنية فيهما مع الشك، هل هي تثنية يد أو ثدي =

ص: 96

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا لِخَمْسَةٍ: لِعَامِلٍ عَلَيْهَا، أَوْ رَجُلٍ اشْتَرَاهَا بِمَالِهِ، أَوْ غَارِمٍ، أَوْ غَازٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ مِسْكِينٍ تُصُدِّقَ عَلَيْهِ مِنْهَا؛ فَأَهْدَى مِنْهَا لِغَنِيٍّ "(1).

= بالمثلثة

ووقع في رواية الأوزاعي: "إحدى يديه" تثنية يد ولم يشك، وهذا هو المعتمد، فقد وقع في رواية شعيب ويونس:"إحدى عضديه".

قوله: "البضعة": قال الحافظ في "الفتح" 12/ 295: أي القطعة من اللحم.

قوله: "تدردر" قال الحافظ في "الفتح" 12/ 295: بفتح أوله، ودالين مهملتين مفتوحتين، وبينهما راء ساكنة، وآخره راء، وهو على حذف إحدى التاءين، وأصله: تتدردر، ومعناه: تتحرك، وتذهب وتجيء.

وقال الحافظ في "الفتح" 6/ 618: وقوله في هذه الرواية: "فقال عمر: ائذن لي أضرب عنقه" لا ينافي قوله في تلك الرواية [يعني التي سلفت برقم (11008)]، "فقال خالد" لاحتمال أن يكون كل منهما سأل في ذلك.

ثم قال الحافظ في "الفتح" 12/ 293: ثم رأيت عند مسلم [(1064) (145)] من طريق جرير عن عمارة بن القعقاع بسنده فيه: "فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: "لا". ثم أدبر، فقام إليه خالد بن الوليد سيف الله، فقال: يا رسول الله، أضرب عنقه؟ قال: "لا". فهذا نص في أن كلًّا منهما سأل.

وقال الحافظ في "الفتح" 6/ 619: وفي هذا، وفي قوله صلى الله عليه وسلم:"تقتل عماراً الفئة الباغية" دلالة واضحة على أن علياً ومن معه كانوا على الحق، وأن من قاتلهم كانوا مخطئين في تأويلهم، والله أعلم.

(1)

حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين لكن اختلف في وصله وإرساله، وصحح الموصول ابنُ خزيمة والحاكم والبيهقي وابن عبد البر والذهبي. =

ص: 97

11539 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ

= وعلى فرض إرساله يتقوى بعمل الأئمة ويعتضد. ورجح المرسل الدارقطني وابن أبي حاتم.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(7151)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (1636)، وابن ماجه (1841)، وابن الجارود في "المنتقى"(3605)، وابن خزيمة (2374)، والدارقطني في "السنن" 2/ 121، والحاكم 1/ 407 - 408، والبيهقي في "السنن" 7/ 15، 22، وفي "المعرفة"(13347)، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 96 - 97، وصححه الحاكم موصولاً، ووافقه الذهبي!

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/ 121، وفي "العلل" 3/ الورقة 234 من طريق محمد بن سهل بن عسكر، والبيهقي في "السنن" 7/ 15 من طريق أبي الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر والثوري، عن زيد، به. قرنا الثوري مع معمر.

وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 3/ الورقة 234 الاختلاف عن عبد الرزاق في ذلك، وقال: عن عبد الرزاق، عن معمر وحده هو الصحيح.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(7152) عن الثوري، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 268 - ومن طريقه أبو داود (1635)، والحاكم 1/ 408، والبيهقي في "السنن" 7/ 15، والبغوي في "شرح السنة"(1604) -، وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 96 من طريق ابن عيينة، وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 210 من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، مرسلاً، وعند ابن أبي شيبة: ابن السبيل، بدلاً من الغارم.

وقد رواه الثوري عن زيد، عن الثبت، دون أن يسمي عطاءً وعلقه أبو داود =

ص: 98

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَبْدَأُ يَوْمَ الْفِطْرِ،

= عقب الحديث (1636) رواية الثوري عن زيد، قال: حدثني الثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد وصله الدارقطني في "العلل" 3/ الورقة 234 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن زيد بن أسلم، قال: حدثني الثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال. فذكر الحديث، وقال الدارقطني: وهو الصحيح. يعني في أنه لم يسم رجلاً.

وقد أعل ابن أبي حاتم في "العلل"(642) رواية عبد الرزاق الموصولة، وقال عن أبيه وأبي زرعة: رواه الثوري، عن زيد بن أسلم، قال: حدثني الثبت، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الأشبه. ونقل عن أبيه أبي حاتم قوله: فإن قال قائل: الثبت من هو؟ أليس هو عطاء بن يسار، قيل له: لو كان عطاء بن يسار لم يُكْنِ عنه. قلت لأبي زرعة: أليس الثبت هو عطاء؟ قال: لا، لو كان عطاء ما كان يكني عنه. وقد رواه ابن عيينة، عن زيد، عن عطاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل: قال أبي: والثوري أحفظ.

قلنا: قد رواه ابن أبي شيبة من طريق سفيان، وقد سمَّى عطاء بن يسار كما سلف في التخريج.

وقد أخذ بهذا الحديث الإِمام الشافعي، وفصل في ذلك الإِمام النووي في "المجموع" 6/ 218، وقال: هذا الحديث حسن أو صحيح، رواه أبو داود من طريقين: أحدهما عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والثاني: عن عطاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وإسناده جيد في الطريقين، وجمع البيهقي طرقه، وفيها أن مالكاً وابن عيينة أرسلاه وأن معمراً والثوري وصلاه، وهما من جملة الحفاظ المعتمدين، وقد تقررت القاعدة المعروفة لأهل الحديث والأصول أن الحديث إذا روي متصلاً ومرسلاً كان الحكم للاتصال على المذهب =

ص: 99

وَيَوْمَ الْأَضْحَى بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ يَخْطُبُ، فَتَكُونُ خُطْبَتُهُ الْأَمْرَ بِالْبَعْثِ وَالسَّرِيَّةِ (1).

11540 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا أَرَادَ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَ سُتْرَتِكَ أَحَدٌ فَارْدُدْهُ، فَإِنْ أَبَى فَادْفَعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَقَاتِلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ "(2).

= الصحيح، وقدمنا أيضاً عن الشافعي رضي الله عنه أن يحتج بالمرسل إذا اعتضد بأحد أربعة أمور: إما حديث مسند، وإما حديث مرسل من طريق آخر، وإما قول صحابي، وإما قول أكثر العلماء، وهذا قد وجد فيه أكثر، فقد روي مسنداً، وقال به العلماء من الصحابة وغيرهم.

وانظر (11268).

(1)

إسناده حسن، الحارث بن عبد الرحمن: وهو ابن أبي ذباب، مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وابن جريج: وهو عبد الملك بن عبد العزيز، صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5635).

وقد سلف نحوه مطولاً بإسنادٍ صحيح برقم (11315).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن قيس: وهو الفراء المدني، وعبد الرحمن بن أبي سعيد، كلاهما من رجال مسلم. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2328)، وفيه قصة.

وقد سلف برقم (11299).

ص: 100

11541 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ حَبِيبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْمُثَنَّى يَقُولُ: سَمِعْتُ مَرْوَانَ يَسْأَلُ (1) أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَنْهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: فَإِنِّي لَا أُرْوَى يَا رَسُولَ اللهِ مِنْ نَفَسٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: " فَأَبِنْ الْقَدَحَ عَنْ فِيكَ، ثُمَّ تَنَفَّسْ " قَالَ: إِنِّي أَرَى الْقَذَى فِيهِ؟ قَالَ: " فَأَهْرِقْهُ (2) "(3).

11542 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الرَّجُلِ غَنَمٌ، يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ، وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ "(4).

(1) في (ظ 4) وهامش (س): سأل.

(2)

في النسخ: فأهريقه، وضبب فوقها في (س).

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر (11203)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرزاق. وسلف تخريجه هناك.

(4)

إسناده صحيح على شرط البخاري، على قلبٍ في إسناده، ففيه: عبد الله بن عبد الرحمن، وإنما الصواب هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، كما بينا في الرواية رقم (11032).

وقد سلف من طريق مالك برقم (11391).

ص: 101

11543 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، وَعَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ كِلَاهُمَا يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ أَحَدُهُمَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي كُنْتُ حَرَّمْتُ لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَكُلُوا وَتَزَوَّدُوا، وَادَّخِرُوا مَا شِئْتُمْ ". وَقَالَ الْآخَرُ: " كُلُوا وَأَطْعِمُوا، وَادَّخِرُوا مَا شِئْتُمْ "(1).

11544 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَرَوْحٌ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو قَزَعَةَ أَنَّ أَبَا نَضْرَةَ أَخْبَرَهُ، وَحَسَنًا أَخْبَرَهُمَا، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا أَتَوْا نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، جَعَلَنَا اللهُ فِدَاكَ، مَاذَا يَصْلُحُ لَنَا مِنْ (2)

(1) إسناده المتصل صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وأيوب: هو السختياني، وابن سيرين: هو محمد. ورواه أيوب، عن أبى قلابة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 236، وفي "الكبرى"(4523) من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن عون، عن ابن سيرين، بهذا الإِسناد.

وأخرجه بنحوه مسلم (1973)، وأبو يعلى (1196)، وابن حبان (5928)، والحاكم 4/ 232، والبيهقي في "السنن" 9/ 292، من طريقين عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، به. قال الحاكم: صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، وهو عند مسلم كما سلف.

وانظر (11176).

(2)

في (م): في.

ص: 102

الْأَشْرِبَةِ؟ فَقَالَ: " لَا تَشْرَبُوا فِي النَّقِيرِ " فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، جَعَلنَا اللهُ فِدَاكَ، أَوَتَدْرِي مَا النَّقِيرُ؟ قَالَ:" نَعَمْ، الْجِذْعُ يُنْقَرُ وَسَطُهُ، وَلَا فِي الدُّبَّاءِ، وَلَا فِي الْحَنْتَمَةِ وَعَلَيْكُمْ بِالْمُوكَى " قَالَ رَوْحٌ: " بِالْمُوكَى " مَرَّتَيْنِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قَزَعة: وهو سويد بن حُجَير، وأبي نَضْرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وروح: هو ابن عُبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز: وقد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه.

وذكر الحسن في هذا الإِسناد قد عُدَّ من المشكلات، واضطربت فيه أقوال الأئمة. قال الحافظ في "النكت الظراف على الأطراف" 3/ 465: وقع في هذا الموضع لجماعة المحدثين خبط، وظنوا أن أبا قزعة روى هذا الحديث عن أبي نضرة وعن الحسن البصري، وأخطؤوا في ذلك. وقد جمع أبو موسى المديني في ذلك جُزْءاً مُفْرداً تكلَّم فيه على هذا الموضع، وأَطْنَب، وحاصِلُ ما قال: إنَّ

أبا نَضْرة حدث أبا قَزَعة والحسن بهذا الحديث عن أبي سعيد، فأخبر أبو قَزَعة بالواقع، وهو أَنَّ حديث أبي نضرة له بهذا الحديث كان بحضرة الحسن، وليس للحسن فيه رواية.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (16929)، ومن طريقه أخرجه مسلم (18)(28).

وأخرجه مسلم (18)(28)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 225 - 226، وفي "شرح مشكل الآثار"(5616) من طريقين عن ابن جريج، به.

وانظر (10991).

قال السندي: قوله بالموكى -بلا همز- هو اسم مفعول من الإيكاء، أي: المربوط رأسه بالحبل، والمراد القِرْبة.

ص: 103

11545 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْعَزْلِ؟ فَقَالَ: " أَوَ إِنَّكُمْ تَفْعَلُونَ؟ "(1) قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " فَلَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَقْضِ لِنَفْسٍ أَنْ يَخْلُقَهَا إِلَّا هِيَ كَائِنَةٌ "(2).

11546 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو النَّدَبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُوَاصِلُوا " قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ أُطْعَمُ وَأُسْقَى "(3).

(1) في (ظ 4): لتفعلون.

(2)

حديث صحيح، وهذا الإِسناد خالف فيه معمرٌ يونسَ وعقيل وشُعيبَ بن أبي حمزة ومن تابعهم في روايته عن الزهري، عن ابن محيريز، عن أبي سعيد، فذكر عطاء بن يزيد، بدل: ابن محيريز، فيما ذكره الدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 236، وقال: والصحيح قول يونس وعقيل ومن تابعهما. قلنا: سيرد على الوجه الصحيح من رواية شعيب عن الزهري برقم (11839).

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (12576)، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى"(9086).

وقد سلف برقم (11078).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي عمرو النَّدَبي؛ وهو بِشْر بن حَرْب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. =

ص: 104

11547 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: اجْتَمَعَ أُنَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالُوا: آثَرَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَجَمَعَهُمْ، ثُمَّ خَطَبَهُمْ، فَقَالَ:" يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَمْ تَكُونُوا أَذِلَّةً فَأَعَزَّكُمُ اللهُ؟ " قَالُوا: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: " أَلَمْ تَكُونُوا ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللهُ؟ " قَالُوا: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: " أَلَمْ تَكُونُوا فُقَرَاءَ فَأَغْنَاكُمُ اللهُ؟ " قَالُوا: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ قَالَ:" أَلَا تُجِيبُونَنِي، أَلَا تَقُولُونَ: أَتَيْتَنَا طَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَأَتَيْتَنَا خَائِفًا فَأَمَّنَّاكَ، أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاءِ وَالْبُقْرَانِ - يَعْنِي الْبَقَرَ - وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ، فَتُدْخِلُونَهُ بُيُوتَكُمْ (1)، لَوْ أَنَّ النَّاسَ سَلَكُوا وَادِيًا أَوْ شُعْبَةً، وَسَلَكْتُمْ وَادِيًا أَوْ شُعْبَةً، لَسَلَكْتُ (2) وَادِيَكُمْ أَوْ شُعْبَتَكُمْ، لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَإِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ "(3).

= وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7755).

وقد سلف برقم (11251)، وسلف نحوه بإسنادٍ صحيح، برقم (11055).

(1)

في (ظ 4): دوركم.

(2)

في (س) و (ص) و (م): سلكت، والمثبت من (ظ 4) و (ق).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن خالد، ورباح: وهو ابن زيد الصنعانيين، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهما ثقتان. معمر: هو ابن راشد، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. =

ص: 105

11548 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} [الأعراف: 43]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ، فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقْتَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ "(1).

= وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(19918)، ومن طريقه عبد بن حميد في "المنتخب"(915)، وأبو نعيم -مختصراً- في "تاريخ أصبهان" 2/ 72 عن معمر، بهذا الإِسناد.

وسيأتي نحوه بالأرقام (11730) و (11842)، ومختصراً برقم (11636).

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3779)، وقد سلف 2/ 315.

وعن أنس عند البخاري (4331)، وسيرد 3/ 104 و 191.

وعن عبد الله بن زيد عند البخاري (4330)، ومسلم (1061)، وسيرد 4/ 24.

وقوله: "إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض".

قد سلفت أحاديث الباب كذلك في مسند عبد الله بن مسعود في التعليق على الرواية رقم (3641).

قال السندي: قوله: "لولا الهجرة"، أي: لولا شرفها وجلالة قدرها عند الله.

قوله: "لكنت امْرَأً من الأنصار"، أي: لعددت نفسي واحداً منهم لكمال فضلهم وشرفهم بعد فضل الهجرة وشرفها، والمقصود الإخبار بما لهم من المزية بعد مزية الهجرة، وأنها مزية يرضى بها مثله، وإلا فالانتقال لا يتصور، سيما الانتساب بالنسب، فإنه حرام ديناً، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم: وهو ابن خالد، =

ص: 106

11549 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ تَبُوكَ خَطَبَ النَّاسَ وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى نَخْلَةٍ، فَقَالَ:" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ وَشَرِّ النَّاسِ؟ إِنَّ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ رَجُلًا عَمِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ، أَوْ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهِ، أَوْ عَلَى قَدَمَيْهِ، حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ، وَإِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ رَجُلًا فَاجِرًا جَرِيئًا (1) يَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ لَا يَرْعَوِي إِلَى شَيْءٍ مِنْهُ "(2).

11550 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَخْبَرَاهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي حَائِطِ الْمَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَصَاةً

= ورباح: وهو ابن زيد الصنعانيان، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهما ثقتان. معمر: هو ابن راشد الأزدي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو المتوكل: هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد الناجي.

وقد سلف نحوه مطولاً برقم (11098).

(1)

في النسخ: جريّاً. والمثبت من (م). وهما واحد.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (11319)، وذكرنا هناك علته. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وسلف تخريجه وذكر شواهده في الرواية المذكورة.

ص: 107

فَحَتَّهَا، ثُمَّ قَالَ:" إِذَا تَنَخَّعَ (1) أَحَدُكُمْ، فَلَا يَتَنَخَّمْ قِبَلَ وَجْهِهِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، لِيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى "(2).

11551 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ (3) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أُصِيبَ رَجُلٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ثِمَارٍ ابْتَاعَهَا، فَكَثُرَ دَيْنُهُ. قَالَ (4): فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَصَدَّقُوا عَلَيْهِ " قَالَ: فَتَصَدَّقَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ وَفَاءَ

(1) في (ظ 4)، وهامش (ق): انتخع، وقد ضبب فوقها في (ظ 4)، وجاء في هامشها:"تنخع".

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد بن عَقيل الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري.

وأخرجه البخاري (410) و (411) من طريق يحيى بن بكير، عن ليث، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(1681) من طريق معمر، ومسلم (548)(52)، وابن خزيمة (875)، وأبو عوانة 1/ 402، وابن حبان (2268)، والبيهقي في "السنن" 2/ 293 من طريق يونس، كلاهما عن الزهري، به.

وقد سلف في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11025)، وفي مسند أبي هريرة برقم (7405).

(3)

وقع في الأصول: سعيد. وهو خطأ.

(4)

لفظ "قال" هذا والذي بعده لم يرد في (ظ 4)، وأشير إلى هذا في (س) أنه نسخة.

ص: 108

دَيْنِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ، وَلَيْسَ لَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ "(1).

11552 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا، أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِهَا؟ يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهَا الْإِنْسَانُ لَصُعِقَ "(2).

11553 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، يَعْنِي أَبَا سَلَمَةَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: لَصَعِقَ (3).

11554 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، وَحَدَّثَنَاهُ (4) الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد، وبكير بن عبد الله: هو ابن الأشج، وعياض بن عبد الله بن سعد: هو ابن أبي سرح.

وقد سلف برقم (11317)، ومضى تخريجه هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وقد سلف برقم (11372).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

(4)

في (س) و (ص) و (ق) و (م): وحدثنا، والمثبت من (ظ 4).

ص: 109

أَنَّهُ جَاءَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ لَيَالِي الْحَرَّةِ، فَاسْتَشَارَهُ فِي الْجَلَاءِ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَشَكَا إِلَيْهِ أَسْعَارَهَا وَكَثْرَةَ عِيَالِهِ، وَأَخْبَرَهُ أَنْ (1) لَا صَبْرَ لَهُ عَلَى جَهْدِ الْمَدِينَةِ. فَقَالَ: وَيْحَكَ، لَا آمُرُكَ بِذَلِكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يَصْبِرُ أَحَدٌ عَلَى جَهْدِ الْمَدِينَةِ وَلَأْوَائِهَا فَيَمُوتُ إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِذَا كَانَ مُسْلِمًا "(2).

11555 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ صَاحِبَ التَّمْرِ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِتَمْرَةٍ، فَأَنْكَرَهَا، فَقَالَ:" أَنَّى لَكَ هَذَا؟ " قَالَ: اشْتَرَيْنَا بِصَاعَيْنِ مِنْ تَمْرِنَا صَاعًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَرْبَيْتُمْ "(3).

(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م): أَنَّهُ، والمثبت من (ظ 4) وهامش (ق)، وهي الموافقة لرواية مسلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى المهري، فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، والخزاعي: هو أبو سلمة منصور بن سلمة، وليث: هو ابن سعد، وسعيد بن أبي سعيد: هو المقبري.

وأخرجه مسلم (1374)(477)، والنسائي في "الكبرى"(4280)، عن قتيبة بن سعيد، وأبو يعلى (1266) من طريق يونس بن محمد المؤدب، كلاهما عن ليث به.

وقد سلف برقم (11246).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (10992) سنداً ومتناً.

ص: 110

11556 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ وَأَبَا هُرَيْرَةَ وَأَبَا سَعِيدٍ حَدَّثُوا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ مِثْلًا بِمِثْلٍ. عَيْنًا (1) بِعَيْنٍ، مَنْ زَادَ أَوْ ازْدَادَ، فَقَدْ أَرْبَى ". قَالَ شُرَحْبِيلُ: إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ فَأَدْخَلَنِي اللهُ النَّارَ (2).

11557 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَهُ (3)

(1) في (ظ 4) و (س): عين، وجاء في هامش (س): عيناً، وعليها علامة الصحة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شُرَحْبيل: وهو ابن سعد الخَطْمي المدني، مولى الأنصار، لكن يعتبر بحديثه كما قال الدارقطني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول.

وأخرجه أبو يعلى (1016) من طريق معتمر، بهذا الإِسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 113، وقال: حديث أبي سعيد وأبي هريرة في الصحيح، رواه أحمد، وفيه شرحبيل بن سعد، وثقه ابن حبان، والجمهور على تضعيفه.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11466)، وانظر أحاديث الباب في الرواية (11006).

(3)

في (ظ 4): فجاء. وأشير إلى الهاء في (س) أنها نسخة.

ص: 111

جِبْرِيلُ فَرَقَاهُ، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ كُلِّ عَيْنٍ وَحَاسِدٍ يَشْفِيكَ". أَوْ قَالَ:" اللهُ (1) يَشْفِيكَ "(2).

11558 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَجِيءُ النَّبِيُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلَانِ وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ. فَيُدْعَى قَوْمُهُ فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ بَلَّغَكُمْ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ قَوْمَكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيُقَالُ لَهُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ. فَيُدْعَى وَأُمَّتُهُ (3)، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ بَلَّغَ هَذَا قَوْمَهُ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيُقَالُ: وَمَا عِلْمُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جَاءَنَا نَبِيُّنَا فَأَخْبَرَنَا: أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} قَالَ: يَقُولُ: عَدْلًا، {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ

(1) في (ظ 4): والله. وهي رواية مصادر التخريج الآتي ذكرها.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وهو حسن الحديث، وهو متابع. داود: هو ابن أبي هند.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 48 و 10/ 317، وعبد بن حميد في "المنتخب"(881)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2904)، والطبراني في "الدعاء"(1091) من طريق أبي شهاب -وهو عبد ربه بن نافع-، عن داود، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11225).

(3)

في (م) فيدعى محمد وأمته.

ص: 112

وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143] " (1).

11559 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الزَّهْوِ وَالتَّمْرِ، وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ (2).

(1) إِسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان.

وأخرجه النسائي في "التفسير"(27)، وابن ماجه (4284) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد.

وقد سلف مختصراً برقم (11068)، ومطولاً برقم (11283).

قال السندي: قوله: "يجيء النبي ومعه الرجل"، أي: ما أسلم من قومه إلا رجل، فيجيء معه يوم القيامة.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إِسناد ضعيف، أبو أرطاة غير منسوب، لم يذكروا في الرواة عنه غير حبيب: وهو ابن أبي ثابت، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نُمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 289، وفي "الكبرى"(6797) من طريق ابن نمير، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو يعلى (1176) من طريق جرير، عن الأعمش، به.

وانظر (10991).

قال السندي: قوله: عن الزهو والتمر: الزَّهو: بفتح زاي أو ضمها، وسكون هاء: البُسْر الملون بدا فيه حمرة أو صفرة، وطاب، والمعنى: أنه نهى عن الجمع بين الزهو والتمر في الانتباذ.

ص: 113

11560 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنِ سُمَيٍّ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ النَّارَ عَنْ وَجْهِهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا "(1).

11561 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ، لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي، الثَّقَلَيْنِ، وَأَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ، كِتَابُ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، أَلَا وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا (2) حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ "(3).

11562 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد معلول، وهو مكرر (11210) سنداً ومتناً. سفيان: هو الثوري.

(2)

في (ظ 4): يتفرقا.

(3)

حديث صحيح دون قوله: "وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض"، وهو مكرر (11211) سنداً ومتناً، إلا أن في المتن هنا زيادة:"ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي"، بين "تركت فيكم" و"الثقلين".

وقد سلف برقم (11104)، وذكرنا هناك شواهده ومعناه.

ص: 114

حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا (1).

11563 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى حَصِيرٍ (2).

11564 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ الْأَوْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " لَيْسَ فِيمَا دُونَ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان: وهو طلحة بن نافع الواسطي، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً بغيره. جابر: هو ابن عبد الله الصحابي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 311، ومسلم (519)(284) و (285)، وابن ماجه (1048)، وأبو يعلى (1123) و (1251)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 381، من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه أبو يعلى (1090) من طريق عطية العوفي، عن أبي سعيد، به.

وقد سلف برقم (11493)، وانظر (11072).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 421 من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11071).

ص: 115

خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ زَكَاةٌ، وَالْوَسْقُ سِتُّونَ مَخْتُومًا " (1).

11565 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: نَهَى عَنْ اسْتِئْجَارِ الْأَجِيرِ حَتَّى يُبَيَّنَ لَهُ أَجْرُهُ، وَعَنِ النَّجْشِ، وَاللَّمْسِ، وَإِلْقَاءِ الْحَجَرِ (2).

(1) صحيح دون قوله: "والوسق ستون مختوماً"، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو البختري: وهو سعيد بن فيروز الطائي لم يسمع من أبى سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، إدريس الأودي: هو ابن يزيد بن عبد الرحمن: وعمرو بن مرة: هو الجَمَلي المرادي.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/ 98 - 99 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(1425) و (1589)، وأبو داود (1559)، وابن ماجه (1832)، وابن خزيمة (2310)، والبيهقي في "السنن" 4/ 121 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، والدارقطني 2/ 99 من طريق القاسم بن معن، كلاهما عن إدريس الأودي، به.

وقال أبو داود: أبو البختري لم يسمع من أبي سعيد.

وقال ابن خزيمة: يريد المختوم الصاع، ولا خلاف بين العلماء أن الوسق ستون صاعاً. قلنا: ورواية ابن ماجه بلفظ: "الوسق ستون صاعاً". وسيأتي بهذا اللفظ برقم (11785). وقوله: ليس فيما دون خمسة أوساق زكاة قد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11030).

(2)

صحيح لغيره، دون قوله: نهى عن استئجار الأجير حتى يبين له أجره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، إبراهيم: وهو ابن يزيد النخعي لم يسمع من أبي =

ص: 116

11566 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ: " لَيْسَ مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَخْلُقَ مِنْهُ شَيْئًا (1)

= سعيد، وحماد الراوي عن إبراهيم: هو ابن أبي سليمان الأشعري، ثقة، روى له مسلم مقروناً، وقال أحمد: لكن حماد -يعني ابن سلمة- عنده عنه تخليط.

قلنا: وهو الراوي عنه هنا. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني، روى له أبو داود في كتاب "التفرد"، والنسائي، وهو ثقة.

وقوله: نهى عن استئجار الأجير حتى يبين له أجره.

أخرجه أبو داود في "المراسيل"(181)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 6/ 120 من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه موقوفاً النسائي في "المجتبى" 7/ 31 - 32، وفي "الكبرى"(4673) من طريق شعبة، عن حماد: وهو ابن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن أبي سعيد قال: إذا استأجرت أجيرا فأعلمه أجره. قال أبو زرعة: الصحيح موقوف عن أبي سعيد، فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل"(1118).

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 97، وقال: رواه أحمد، وقد رواه النسائي موقوفاً، ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن إبراهيم النخعي لم يسمع من أبي سعيد فيما أحسب.

وسيأتي بالأرقام (11649) و (11676).

والنهي عن النجش له شاهد من حديث ابن عمر بإسنادٍ صحيح برقم (4531)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

والنهي عن اللمس سلف بإسنادٍ صحيح برقم (11022).

والنهي عن إلقاء الحجر، له شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (1513)، وقد سلف 2/ 250.

(1)

في النسخ: شيء، وضبب فوقها في (س) و (ظ 4).

ص: 117

لَمْ يَمْنَعْهُ شَيْءٌ " (1).

11567 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِنْ صَلَاتِهِ، إِنَّ اللهَ جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ مِنْ صَلَاتِهِ خَيْرًا "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الودّاك -وهو جَبْرُ بن نَوْف البِكالي- فمن رجال مسلم، عمربن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي، ولا يعرف سماعه من أبي إسحاق -وهو السبيعي- هل هو قبل الاختلاط أم بعده.

وقد سلف من طريق أبي الوداك برقم (11462).

وسلف أيضاً أول مرة برقم (11078).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان: وهو طلحة بن نافع الواسطي، فقد احتج به مسلم، وروى له البخاري مقروناً بغيره. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وجابر: هو ابن عبد الله الصحابي.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4837).

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(970)، والخطيب في "تاريخه" 4/ 311 من طريق قبيصة بن عقبة، وابن ماجه (1376)، وابن خزيمة (1206)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 27 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبيهقي في "السنن" 2/ 189 من طريق الحسين بن حفص، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(969) من طريق شجاع بن الوليد، عن الأعمش، به. =

ص: 118

11568 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا (1) مِنْ صَلَاتِهِ، فَإِنَّ اللهَ جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ مِنْ صَلَاتِهِ خَيْرًا "(2).

11569 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ

= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 255، ومسلم (778)(210)، وأبو يعلى (1943)، وابن خزيمة (1206)، وابن حبان (2490)، والبيهقي في "السنن" 2/ 189 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، وأبو يعلى (2286) من طريق عبد الله بن نمير، وابن خزيمة (1206) من طريق أبي خالد الأحمر، وعبدة بن سليمان، والبغوي في "شرح السنة"(999) من طريق سفيان، خمستهم عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، مرفوعاً، به. دون ذكر أبي سعيد. وسيرد في مسند جابر 3/ 316.

وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب في الرواية (4511).

وقد سلف برقم (11112).

(1)

في (س): نصيبه.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. معاوية بن عمرو: هو المهلَّبي الأزدي، زائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 189 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 255 من طريق حسين بن علي، عن زائدة، به.

وانظر ما قبله.

ص: 119

أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

11570 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوِصَالِ فِي الصِّيَامِ، وَهَذِهِ أُخْتِي تُوَاصِلُ، وَأَنَا أَنْهَاهَا (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، ولعنعنة أبي الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، وبقية رجاله ثقات، موسى: هو ابن داود الضَّبِّي.

وانظر ما قبله.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف بشر بن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 82 عن وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2173)، وأبو يعلى (1133) من طريقين عن حماد، به.

وقد سلف النهي عن الوصال بإسنادٍ صحيح برقم (11055).

قوله: وهذه أختي تواصل، وأنا أنهاها. ذهب بعض السلف إلى أن الوصال يحرم على من شق عليه، ويباح لمن لم يشق عليه، وكان عبد الله بن الزبير ممن يواصل خمسة عشر يوماً، وحجتهم في ذلك أنه صلى الله عليه وسلم واصل بأصحابه بعد النهي، فلو كان النهي للتحريم لما أقرهم على فعله -كما في حديث أبى هريرة عند البخاري (1965)، فعلم أنه أراد بالنهي الرحمة لهم، والتخفيف عنهم كما صرحت به عائشة في حديثها عند البخاري برقم (1964). وكانت أخت أبي سعيد ممن ذهب هذا المذهب. ولكن الأكثر على تحريم الوصال، وقد بسط الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/ 204 - 205 مذاهب العلماء فيه، فليراجعه من شاء.

ص: 120

11571 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ مِنْ حَبٍّ وَلَا تَمْرٍ (1) صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةِ (2) أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ "(3).

11572 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ، وَقَالَ: تَمْرٍ، وقَالَ

(1) نص مسلم على أن عبد الرزاق قال: ثمر بدل تمر، وانظر الرواية الآتية عقب هذه الرواية.

(2)

كذا في النسخ الخطية و (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن يوسف: هو المعروف بالأزرق، وعبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وإسماعيل بن أمية: هو ابن عمرو بن سعيد الأموي، ويحيى بن عمارة: هو ابن أبي حسن الأنصاري المازني.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7254).

وأخرجه مسلم (979)(5)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 40، وفي "الكبرى"(2264)، والدارمي 1/ 384 - 385، وابن الجارود في "المنتقى"(349)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 35، وابن حبان (3277)، والبيهقي في "السنن" 4/ 128 من طرق عن سفيان الثوري، به. وسقط من مطبوع "السنن الكبرى" شطر من الإِسناد.

وقد سلف برقم (11030)، وسيأتي من طريق عبد الرزاق برقم (11697).

ص: 121

عَبْدُ الرَّزَّاقِ: ثَمَرٍ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ وَ (1) الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ؛ فَذَكَرَهُ (2).

11573 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ "(3).

11574 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَزَعَةَ مَوْلَى زِيَادٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ

(1) سقطت الواو من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرطهما كسابقه.

وأخرجه مسلم (979)(5)، والبيهقي في "السنن" 4/ 128 من طريق يحيى بن آدم، به.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7255) - ومن طريقه أخرجه مسلم (979)(5) عن معمر والثوري، به. وقال مسلم: غير أنه قال (يعني عبد الرزاق): بدل التَّمْر، ثَمَر.

وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو السَّمَّان.

وأخرجه البخاري (3259) عن محمد بن يوسف، عن سفيان، به.

وقد سلف برقم (11490).

ص: 122

صَلَاتَيْنِ: بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ (1) الشَّمْسُ " (2).

11575 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ، وَلَا خَمْسَةِ (3) أَوَاقٍ، وَلَا خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ "(4).

(1) في (س) و (ق): تغيب. وفي هامشيهما: تغرب، وعليها علامة الصحة في (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وعبد الملك: هو ابن عُمير بن سويد اللخمي الفَرَسي، وقَزَعة: هو ابن يحيى البصري.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(965) عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11033).

(3)

كذا في النسخ الخطية.

(4)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الله -وهو ابن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعَة- وأبيه، فمن رجال البخاري.

وهو في "الموطأ" 1/ 244 - 245، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 231، 232، وعبد الرزاق في "المصنف"(7258)، وابن زنجويه في "الأموال"(1609)، والبخاري (1459) و (1484)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 36، وفي "الكبرى"(2254)، وابن خزيمة (2303)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" =

ص: 123

11576 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، وَمَالِكٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ (1).

11577 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ

= 2/ 35، والبيهقي في "السنن" 4/ 84، و 134، وفي "المعرفة"(7847) و (8122) و (8253)، والبغوي في "شرح السنة"(1569).

وقد سلف برقم (11030).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وشعبة: هو ابن الحجاج، ومالك: هو ابن أنس، وعمرو بن يحيى: هو ابن عمارة بن أبي حسن المازني.

وأخرجه الترمذي (627)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 17، وفي "الكبرى"(2225)، وابن خزيمة (2263)، وابن حبان (3275)، والخطيب في "تاريخه" 8/ 337 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد.

وهو في "موطأ" مالك 1/ 244، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 231، 233، وأبو عبيد في "الأموال"(1176)، والبخاري (1447)، وأبو داود (1558)، والبيهقي في "المعرفة"(7849) و (8123) و (8251).

وأخرجه ابن خزيمة (2298)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 35، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1789، والدارقطني في "السنن" 2/ 93، والبيهقي في "السنن" 4/ 120 من طريق ابن وهب، عن عبد الله بن عمر، ويحيى بن عبد الله بن سالم، وسفيان الثوري، ومالك، بهذا الإِسناد.

وزاد ابن عدي والدارقطني والبيهقي: سفيان بن عيينة.

وقد سلف برقم (11030).

ص: 124

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ وَالْمُحَاقَلَةِ، وَالْمُزَابَنَةُ: اشْتِرَاءُ الثَّمَرَةِ فِي رُؤُوسِ النَّخْلِ بِالتَّمْرِ كَيْلًا، وَالْمُحَاقَلَةُ: كِرَاءُ الْأَرْضِ (1).

11578 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ. قَالَ أَبِي: وحَدَّثَنَاهُ أَبُو سَلَمَةَ، يَعْنِي الْخُزَاعِيَّ، أَنْبَأَنَا (2) مَالِكٌ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" غُسْلُ يَوْمِ (3) الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ "(4).

11579 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (11021) سنداً ومتناً.

(2)

في (ظ 4): أخبرنا.

(3)

"يَوْمِ" ليست في (م).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سَلَمة: هو منصور بن سَلَمة بن عبد العزيز.

وهو في "موطأ" مالك 1/ 102، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 133 - 134 (ترتيب السندي)، والبخاري (879) و (895)، ومسلم (846)(5)، وأبو داود (341)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 93، وفي "الكبرى"(1668)، والدارمي 1/ 361، وابن خزيمة (1742)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 116، وابن حبان (1228)، والبيهقي في "السنن" 1/ 294 و 3/ 188، وفي "المعرفة"(2091).

وقد سلف برقم (11027).

ص: 125

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ (1) السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، ثُمَّ يَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، وَيَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، وَيَتَمَارَى فِي الْفُوقِ ". قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا بِهِ مَالِكٌ، يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ (2).

11580 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا (3) هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَأَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، وَكَانَ صَدِيقًا لِي، فَقُلْتُ: اخْرُجْ بِنَا إِلَى النَّخْلِ،

(1) في (م): مرق.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وأبو سلمة بن عبد الرحمن: هو ابن عوف.

هو عند مالك في "الموطأ" 1/ 204، ومن طريقه أخرجه البخاري (5058)، والنسائي في "الكبرى"(8089)، وابن حبان (6737)، بهذا الإِسناد، وفي رواية: تنظر .. وتتمارى.

وقد سلف بنحوه برقم (11291)، وانظر (11008).

قوله: "ويتمارى في الفُوق"، الفوق: موضع الوتر من السهم، أي: يتشكك هل بقي فيها شيء من الدم. قاله الحافظ في "الفتح" 12/ 290.

(3)

في (س) و (ق): أنبأنا.

ص: 126

فَخَرَجَ، وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ لَهُ، فَقُلْتُ: سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ، اعْتَكَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَشْرَ الْوَسَطَ مِنْ رَمَضَانَ، فَخَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَبِيحَةَ عِشْرِينَ، فَقَالَ:" أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَأُنْسِيتُهَا "، أَوْ قَالَ:" فَنَسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي الْوَتْرِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ أَنِّي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ، فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلْيَرْجِعْ ". فَرَجَعْنَا وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً، فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَمُطِرْنَا حَتَّى سَالَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ فِي جَبْهَتِهِ (1).

11581 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مِنْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 3/ 76 - 77 - ومن طريقه ابن ماجه (1766) - عن إسماعيل، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (2187)، والبخاري (669) و (836) و (2016)، ومسلم (1167)(216)، والنسائي في "الكبرى"(3388)، وأبو يعلى (1158) من طرق عن هشام، به.

وأخرجه البخاري (2036)، ومسلم (1167)(216)، وابن حبان (3685)، والبيهقي في "السنن" 4/ 320 من طريقين عن يحيى بن أبي كثير، به.

وقد سلف بالأرقام (11034) و (11186).

ص: 127

خُلَفَائِكُمْ خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا، لَا يَعُدُّهُ عَدًّا " (1).

11582 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الصَّرْفِ، فَقَالَ: يَدٌ بِيَدٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: لَا بَأْسَ. قَالَ: فَلَقِيتُ (2) أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الصَّرْفِ. فَقَالَ: لَا بَأْسَ. فَقَالَ: أَوَ قَالَ ذَاكَ؟ أَمَّا إِنَّا سَنَكْتُبُ إِلَيْهِ فَلَنْ يُفْتِيَكُمُوهُ. قَالَ: فَوَاللهِ لَقَدْ جَاءَ بَعْضُ فِتْيَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِتَمْرٍ، فَأَنْكَرَهُ، فَقَالَ:" كَأَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ تَمْرِ أَرْضِنَا "، فَقَالَ: كَانَ فِي تَمْرِنَا الْعَامَ بَعْضُ الشَّيْءِ، وَأَخَذْتُ (3) هَذَا، وَزِدْتُ بَعْضَ الزِّيَادَةِ، فَقَالَ:" أَضْعَفْتَ، أَرْبَيْتَ، لَا تَقْرَبَنَّ هَذَا، إِذَا رَابَكَ مِنْ تَمْرِكَ شَيْءٌ فَبِعْهُ، ثُمَّ اشْتَرِ الَّذِي تُرِيدُ مِنَ التَّمْرِ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة، وسعيد بن يزيد: هو ابن مسلمة أبو مسلمة الأزدي.

وأخرجه مسلم (2914)(68) من طريق إسماعيل، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (2914)(68)، وأبو يعلى (1294) من طريقين عن سعيد بن يزيد، به

وقد سلف برقم (11012).

(2)

في (م): قلت: نعم، قال: لا بأس، فلقيت.

(3)

في (ق): فأخذت، وكذلك رواية مسلم.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي =

ص: 128

11583 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: لَمْ نَعْدُ أَنْ فُتِحَتْ خَيْبَرُ، وَقَعْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي تِيكَ الْبَقْلَةِ فِي الثُّومِ، فَأَكَلْنَا مِنْهَا أَكْلًا شَدِيدًا، وَنَاسٌ جِيَاعٌ، ثُمَّ رُحْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَوَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرِّيحَ فَقَالَ:" مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ الْخَبِيثَةِ شَيْئًا فَلَا يَقْرَبْنَا (1) فِي الْمَسْجِدِ " فَقَالَ نَاسٌ: حُرِّمَتْ، حُرِّمَتْ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم،

= نَضْرة -وهو المنذر بن مالك العَبْدي العَوَقي- فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة، وقد سمع من الجُرَيري -وهو سعيد بن إياس- قبل اختلاطه.

وأخرجه مسلم (1594)(99)، وأبو يعلى (1371)، من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه بنحوه مسلم (1594)(100) من طريق داود، عن أبي نضرة، به.

وقد سلف مختصرا برقم (10992).

قال النووي: يعني بالصرف هنا بيع الذهب بالذهب متفاضلاً.

وقولُ ابنِ عباس: لا بأس: يعني أنه كان يعتقد أنه لا ربا فيما كان يداً بيد، كان يرى جواز بيع الجنس بالجنس بعضه ببعض متفاضلاً، وأن الربا لا يحرم في شيء من الأشياء إلا إذا كان نسيئة، ثم رجع عن ذلك.

قال السندي: قوله: قلت: نعم. لا بأس، أي: قال: لا بأس به. وحذف القول اختصاراً كثير في الكلام.

(1)

في هامش (س): يقربنَّا (يعني بتشديد النون)، وجاء أيضاً في هامشها: بيان، في نسخ البخاري فلا يقربْنَا بدون تأكيد.

ص: 129

فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي تَحْرِيمُ مَا أَحَلَّ اللهُ، وَلَكِنَّهَا شَجَرَةٌ أَكْرَهُ رِيحَهَا "(1).

11584 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يُصِيبُهُ وَصَبٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا حَزَنٌ وَلَا سَقَمٌ (2) وَلَا أَذًى، حَتَّى الْهَمُّ يُهِمُّهُ إِلَّا اللهُ يُكَفِّرُ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ "(3).

11585 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ دَخَلَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ وَأَنَا مَعَهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا حَدَّثَنِي حَدِيثًا يَزْعُمُ أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَفَسَمِعْتَهُ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ، وَلَا الْوَرِقَ (4) بِالْوَرِقِ، إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلَا تُشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلَا تَبِيعُوا شَيْئًا غَائِبًا مِنْهَا بِنَاجِزٍ "(5).

11586 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر رقم (11804).

(2)

في (م): نصب ولا وصب ولا سقم ولا حزن.

(3)

هو مكرر (11007) سنداً ومتناً.

(4)

في (ظ 4): والورق (دون لا).

(5)

إسناده صحيح وهو مكرر (11006).

ص: 130

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطَّرِيقِ " وَرُبَّمَا قَالَ مَعْمَرٌ: عَلَى الصُّعُدَاتِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا بُدَّ لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا. قَالَ:" فَأَدُّوا حَقَّهَا " قَالُوا: وَمَا حَقُّهَا؟ قَالَ: " رُدُّوا السَّلَامَ، وَغُضُّوا الْبَصَرَ (1)، وَأَرْشِدُوا السَّائِلَ، وَأْمُرُوا (2) بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ "(3).

11587 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ

(1) في (م)، وهامش (س):"ردوا السلام، وغضوا البصر".

(2)

في (ظ 4): ومروا.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإِبهام الراوي عن أبي سعيد، ولعله عطاء بن يسار كما سلف في الروايتين رقم (11309) و (11436)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19786). وفيه: السابل.

وقد سلف برقم (11309) بإسناد صحيح دون زيادة: وأرشدوا السائل، وهذه الزيادة لها شاهد:

من حديث أبي هريرة عند أبي داود (4816)، وصححه ابن حبان (596)، والحاكم 4/ 264 - 265، ووافقه الذهبي.

وآخر من حديث البراء، سيرد 4/ 282، وإسناده منقطع.

وثالث من حديث عمر عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(165).

وقوله: الصعدات: بضمتين جمع صعد -بضمتين أيضاً- وقد يفتح أوله، وهو جمع صعيد كطريق وطرقات وزناً ومعنىً، والمراد به ما يراد من الفناء، قاله الحافظ في "الفتح" 5/ 113.

ص: 131

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْعَصْرِ ذَاتَ يَوْمٍ بِنَهَارٍ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَنَا (1) إِلَى أَنْ غَابَتِ الشَّمْسُ، فَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا مِمَّا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا حَدَّثَنَاهُ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَ، وَنَسِيَ ذَلِكَ مَنْ نَسِيَ (2)، وَكَانَ مِمَّا قَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، أَلَا إِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ، يُنْصَبُ عِنْدَ اسْتِهِ يُجْزَى بِهِ، وَلَا غَادِرَ أَعْظَمُ مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ ". ثُمَّ ذَكَرَ الْأَخْلَاقَ فَقَالَ: " يَكُونُ الرَّجُلُ سَرِيعَ الْغَضَبِ، قَرِيبَ الْفَيْئَةِ، فَهَذِهِ بِهَذِهِ، وَيَكُونُ بَطِيءَ الْغَضَبِ، بَطِيءَ الْفَيْئَةِ، فَهَذِهِ بِهَذِهِ، فَخَيْرُهُمْ بَطِيءُ الْغَضَبِ سَرِيعُ الْفَيْئَةِ، وَشَرُّهُمْ (3) سَرِيعُ الْغَضَبِ بَطِيءُ الْفَيْئَةِ "، قَالَ:" وَإِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ تَتَوَقَّدُ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ، وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ، فَلْيَجْلِسْ "، أَوْ قَالَ:" فَلْيَلْصُقْ بِالْأَرْضِ "، قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ الْمُطَالَبَةَ، فَقَالَ: " يَكُونُ الرَّجُلُ حَسَنَ الطَّلَبِ، سَيِّئَ الْقَضَاءِ، فَهَذِهِ بِهَذِهِ، وَيَكُونُ حَسَنَ الْقَضَاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ، فَهَذِهِ

(1) في (س) و (م): يخطبنا، وجاء في هامش (س): فخطبنا، وعليها علامة الصحة.

(2)

في (ظ 4) و (س) و (ق): نسيه، وجاء في هامش (س): نسي، وعليها علامة الصحة.

(3)

في هامش (ق): وأشرهم (نسخة).

ص: 132

بِهَذِهِ، فَخَيْرُهُمُ الْحَسَنُ الطَّلَبِ الْحَسَنُ الْقَضَاءِ، وَشَرُّهُمُ السَّيِّئُ الطَّلَبِ السَّيِّئُ الْقَضَاءِ "، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ النَّاسَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ، فَيُولَدُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيَعِيشُ مُؤْمِنًا، وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا، وَيُولَدُ الرَّجُلُ كَافِرًا، وَيَعِيشُ كَافِرًا، وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَيُولَدُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيَعِيشُ مُؤْمِنًا، وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَيُولَدُ الرَّجُلُ كَافِرًا، وَيَعِيشُ كَافِرًا، وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا "، ثُمَّ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: " وَمَا شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنْ كَلِمَةِ عَدْلٍ تُقَالُ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ، فَلَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ اتِّقَاءُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ ". ثُمَّ بَكَى أَبُو سَعِيدٍ فَقَالَ: قَدْ وَاللهِ مَنَعَنَا ذَلِكَ.

قَالَ: " وَإِنَّكُمْ تُتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ "، ثُمَّ دَنَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ فَقَالَ:" وَإِنَّ مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا مِثْلُ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ "(1).

11588 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَالِدًا يَقُولُ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي الْوَدَّاكِ أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَرَوْنَ أَهْلَ عِلِّيِّينَ، كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ

(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. معمر: هو ابن راشد الأزدي، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20720)، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11143).

ص: 133

الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وإنَّ (1) أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَمِنْهُمْ وَأَنْعَمَا "، فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ مُجَالِدٍ عَلَى الطِّنْفِسَةِ: وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِكَ (2).

11589 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَرْجُمَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ، خَرَجْنَا بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَوَاللهِ مَا حَفَرْنَا لَهُ، وَلَا أَوْثَقْنَاهُ، وَلَكِنَّهُ قَامَ لَنَا، فَرَمَيْنَاهُ بِالْعِظَامِ وَالْخَزَفِ، فَاشْتَكَى، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ، حَتَّى انْتَصَبَ لَنَا فِي عُرْضِ الْحَرَّةِ، فَرَمَيْنَاهُ بِجَلَامِيدِ الْجَنْدَلِ حَتَّى سَكَتَ (3).

(1) في النسخ عدا (ظ 4) و (س): إن، دون واو.

(2)

صحيح لغيره، وهذان إسنادان ضعيفان، لضعف مجالد -وهو ابن سعيد الهمداني الكوفي- في الأول منهما، وضعف عطية العوفي في الإِسناد الثاني. أبو الودّاك: هو جبر بن نوف.

وقد سلف الحديث بالإِسناد الأول برقم (11206) إلا أن شيخ أحمد فيه هو يحيى القطان.

وبالإِسناد الثاني برقم (11467)، إلا أن شيخ أحمد هناك هو محمد بن عبيد بن حساب.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. يحيى بن زكريا من رجال الشيخين، وباقي رجاله من رجال مسلم. أبو نَضْرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعة العبدي =

ص: 134

11590 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَطْيَبُ

= العَوَقي.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 220 - 221 من طريق الإِمام أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1694)، وأبو داود (4431)، والدارمي 2/ 178، والبيهقي 8/ 220 - 221 من طرق عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، به.

وأخرجه مسلم (1694) أيضاً، وأبو داود (4431)، والنسائي في "الكبرى"(7198) و (7199)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(436)، وابن حبان (4438)، والحاكم 4/ 362 من طرق عن داود، به.

وقد سلف برقم (10988).

قال السندي: قوله: ولا أوثقناه، أي: ولا ربطناه بالحبل.

والخَزَف، بخاء وزاي معجمتين مفتوحتين وفاء: كل ما عُمل من طين وشُوي بالنار حتى يكون فخاراً. كذا في "القاموس".

فاشتكى، أي: ثَقُلَ عليه ذلك.

يشتد، أي: يجري.

في عُرْض الحَرّة: بضم عين فسكون راء، أي: في جانبها.

بجلاميد الجَنْدل: الجلاميد: بجيم، آخره دال: الحجارة الكبار، جمع جَلْمود، بفتح جيم. والجَنْدل، كجعفر: ما يقلُّه الرجل من الحجارة، ويكسر الدال، وبضم الجيم والدال: الموضع الذي تجتمع فيه الحجارة.

قلنا: وقوله: حتى سكت، هو بالتاء في آخره، قال النووي في "شرح مسلم" 11/ 198: هذا هو المشهور في الروايات، قال القاضي: ورواه بعضهم "سكن" بالنون، والأول الصواب، ومعناهما: مات.

ص: 135

الطِّيبِ الْمِسْكُ " (1).

11591 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيِّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ تَقُولُ: إِنَّ رَحِمَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا تَنْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟! وَاللهِ إِنَّ رَحِمِي لَمَوْصُولَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَإِنِّي أَيُّهَا النَّاسُ فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ "(2).

11592 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُسَافِرْ امْرَأَةٌ ثَلَاثًا، إِلَّا مَعَ ذِي رَحِمٍ (3) "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وقد سلف برقم (11311).

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (11139).

(3)

في (ظ 4): محرم.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر -وهو ابن عياش- فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في المقدمة، وسهم بن منجاب، فمن رجال مسلم. مغيرة: هو ابن مِقْسَم الضبي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وقزعة: هو ابن يحيى البصري.

وسيأتي مطولاً بهذا الإِسناد برقم (11733)، وقد سلف برقم (11040).

ص: 136

11593/ 1 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ - قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ -، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُسَافِرْ امْرَأَةٌ فَوْقَ يَوْمَيْنِ، إِلَّا وَمَعَهَا زَوْجُهَا، أَوْ ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا "(1).

وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده، وأحسبني قد سمعته منه مواضع أخر:

11593/ 2 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ النَّاجِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَدَّدَ آيَةً حَتَّى أَصْبَحَ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا الإِسناد أخطأ فيه يحيى بن آدم بقوله: عبد الملك بن ميسرة، قال الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 1: ولا يصح. يعني أن الصواب عبد الملك بن عمير، وقد ذكره يحيى بن آدم على الصواب في الرواية السالفة برقم (11483). وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. مسعر: هو ابن كدام، وقزعة: هو ابن يحيى البصري.

وسلف مطولاً برقم (11040).

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد فيه إسماعيل بن مسلم الناجي لم نظفر له بترجمة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، أبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 273، وقال: رواه أحمد، وفيه إسماعيل بن مسلم الناجي، ولم أجد من ترجمه. =

ص: 137

11594 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ "(1).

11595 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ بْنُ أَبِي سَلَّامٍ (2) الْحَبَشِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَبْدِ الْغَافِرِ يَقُولُ:

= وفي الباب عن أبي ذر بإسناد حسن عند النسائي 2/ 177، وابن ماجه (1350)، وصححه البوصيري والحاكم 1/ 241، ووافقه الذهبي، ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية، فرددها حتى أصبح:{إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [المائدة: 118]، وسيرد 5/ 149 و 156.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد: وهو القُرَشي الهاشمي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو نُعيم: هو الفضل بن دُكَيْن، وسفيان: هو الثوري، وعبد الرحمن بن أبي نُعْم: هو البَجَلي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8526)، والبغوي في "شرح السنة"(3936) من طريق الفضل بن دُكين، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/ 96، والترمذي (3768)، والطبراني في "الكبير"(2613) من طرق عن سفيان، به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه الترمذي (3768)، والنسائي في "الكبرى"(8527)، والطبراني في "الكبير"(2612) من طرق عن يزيد بن أبي زياد، به.

وقد سلف برقم (10999).

(2)

في (م): معاوية بن أبي سلام. نسبه إلى جده.

ص: 138

سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: جَاءَ بِلَالٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِتَمْرٍ، فَقَالَ:" مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ " فَقَالَ: كَانَ عِنْدِي تَمْرٌ رَدِيءٌ، فَبِعْتُهُ بِهَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَوَّهْ، عَيْنُ الرِّبَا، عَيْنُ الرِّبَا، فَلَا تَقْرَبَنَّهُ، وَلَكِنْ بِعْ تَمْرَكَ بِمَا شِئْتَ، ثُمَّ اشْتَرِ (1) بِهِ مَا بَدَا لَكَ "(2).

(1) في (ق) و (ظ 4): اشتري. بإشباع الكسرة.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعيد: وهو الطالقاني، فمن رجال أبي داود والنسائي، وروى له البخاري في "الأدب"، وثقه أحمد وابن سعد والذهبي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال عبد الله بن أحمد: كان يحيى بن معين لا يروي عنه شيئاً. وهو متابع.

وأخرجه البخاري (2312)، ومسلم (1594)(96) من طرق عن معاوية بن سلام، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 273، وابن حبان (5022) من طريق يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، به، دون قوله: ولكن بع تمرك .. الخ.

وأخرجه الطحاوي 4/ 68، وابن حبان (5024) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، به، بلفظ الرواية السالفة برقم (11457).

وقد سلف نحوه برقم (10992).

قوله: "أوّه، عين الربا"، وقع عند البخاري:"أوّه أوّه"، قال الحافظ في "الفتح" 4/ 490: كذا فيه بالتكرار مرتين، ووقع في مسلم مرة واحدة (قلنا: وهو ما في رواية أحمد هذه)، ومرادُه بعينِ الربا نَفْسُه، وقوله:"أوّه" كلمة تُقال عند =

ص: 139

11596 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ وَقَيْسُ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي سَبْيِ أَوْطَاسٍ:" لَا تُوطَأُ حَامِلٌ "، قَالَ أَسْوَدُ:" حَتَّى تَضَعَ، وَلَا غَيْرُ حَامِلٍ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً ". قَالَ يَحْيَى: " أَوْ تُسْتَبْرَأُ بِحَيْضَةٍ "(1).

11597 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا وِصَالَ " يَعْنِي فِي الصَّوْمِ (2).

= التوجع، وهي مشددة الواو مفتوحة، وقد تكسر، والهاء ساكنة، وربما حذفوها، ويقال بسكون الواو وكسر الهاء، وحكى بعضُهم مد الهمز بدل التشديد. قال ابنُ التين: إنما تأوّه ليكون أبلغ في الزجر، وقاله إمّا للتألّم من هذا الفعل، وإما من سوء الفهم.

قال السندي: قوله: فلا تَقْربَنْه: ضُبط بالنون الخفيفة، ويحتمل الثقيلة.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (11228) سنداً ومتناً، إلا أن في هذا متابعة أسود بن عامر ليحيى بن إسحاق، وهو ثقة من رجال الشيخين.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3048) من طريق الأسود بن عامر، بهذا الإِسناد.

وقوله: قال يحيى: "أو تستبرأ بحيضة" قد سلفت روايةُ يحيى بلفظ: "حتى تحيض حيضة".

(2)

إسناده قوي، عبد الله بن الوليد: وهو ابن ميمون العدني، من رجال أبي =

ص: 140

11598 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ وَمُعَاوِيَةُ قَالَا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنِ التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ، وَعَنِ الزَّهْوِ وَالتَّمْرِ، فَقُلْتُ لِسُلَيْمَانَ: أَنْ يُنْبَذَا جَمِيعًا؟ قَالَ: نَعَمْ (1).

= داود والترمذي والنسائي، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، ووثقه العقيلي والدارقطني، وصحح أحمد حديثه عن سفيان، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال البخاري: مقارب، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يحتج به، ونقل الساجي أن ابن معين ضعفه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وقَزَعَة: هو ابن يحيى البَصْري.

وأخرجه ابن حبان (3578) من طريق عبد الله بن الوليد، به. وقرن معه مؤمل بن إسماعيل.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11055).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مالك بن الحارث: وهو السُّلَمي الرَّقِّي، فمن رجال مسلم، وأبو سعيد: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، مولى بني هاشم، روى له البخاري متابعة، وهو ثقة، وقد توبع. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلَّب الأَزْدي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه أبو يعلى (1259) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 290، وفي "الكبرى"(5062) من طريق عمر بن سعيد، وأبو يعلى (1139) من طريق أبي بكر بن عيَّاش، كلاهما عن الأعمش، به.

وقد سلف برقم (11559)، وانظر (10991).

ص: 141

11599 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: عَامَّةُ طَعَامِ أَهْلِي يَعْنِي الضِّبَابَ، فَلَمْ يُجِبْهُ، فَلَمْ يُجَاوِزْ إِلَّا قَرِيبًا، فَعَاوَدَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، فَعَاوَدَهُ ثَلَاثًا فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَعَنَ أَوْ غَضِبَ عَلَى سِبْطٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَمُسِخُوا دَوَابَّ، فَلَا أَدْرِي لَعَلَّهُ بَعْضُهَا، فَلَسْتُ بِآكِلِهَا وَلَا أَنْهَى عَنْهَا "(1).

11600 -

حَدَّثَنَا حَمَّادٌ الْخَيَّاطُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ الْأَحْوَلُ، عَنْ سَعِيدِ (2) بْنِ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، يُقَالُ لَهُ فُلَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَوْ مُعَاوِيَةُ بْنُ فُلَانٍ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي سعيد: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، مولى بني هاشم، فقد روى له البخاري متابعةً، وقد توبع. أبو عَقيل: هو بشير بن عقبة الدَّوْرقي البصري، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعة العبدي.

وأخرجه الطيالسي (2153) -ومن طريقه البيهقي 9/ 325 - عن شعبة، ومسلم (1951)(51) من طريق بهز بن أسد العمي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 198، وفي "شرح مشكل الآثار"(3283) من طريق أبي الوليد الطيالسي، ثلاثتهم عن أبي عقيل، به. وعند الطحاوي: فما أظنهم إلا هؤلاء.

وانظر (11013) ففيه بيان أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل أن يعلم بأن الممسوخ لا يبقى هو وذريته بعد ثلاثة أيام.

(2)

في هامش (س): سَعْد، نسخة. وقد أشار إلى ذلك البخاري في ترجمته له في "التاريخ الكبير" 3/ 499.

ص: 142

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " الْمَيِّتُ يَعْرِفُ مَنْ يُغَسِّلُهُ، وَيَحْمِلُهُ وَيُدَلِّيهِ " قَالَ: فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِ أَبِي سَعِيدٍ، إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَمَرَّ أَبُو سَعِيدٍ فَقَالَ لَهُ (1): مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ؟ قَالَ: مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

11601 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ - يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ -، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" " لَا يَنْظُرِ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، وَلَا تَنْظُرِ الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ، وَلَا يُفْضِ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ فِي الثَّوْبِ، وَلَا تُفْضِ الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِي الثَّوْبِ " (3).

(1) في (م): فقال له ابن عمر.

(2)

إسناده ضعيف لإِبهام راويه عن أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات. حماد الخياط: هو ابن خالد. عبد الملك الأحول: هو عبد الملك بن حسن بن أبي حكيم الحارثي. سعيد بن عمرو بن سُلَيم: هو الزُّرَقي الأنصاري.

وقد سلف برقم (10997).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، الضحاك بن عثمان: وهو ابن عبد الله الحزامي، وعبد الرحمن بن أبي سعيد، من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "المعرفة"(13494) من طريق الإِمام أحمد، بهذا الإِسناد. وعنده: عرية، بدل: عورة.

وأخرجه مسلم (338)، وأبو داود (4018)، والنسائي في "الكبرى"(9229)، وأبو يعلى (1136)، وابن خزيمة (72)، وأبو عوانة 1/ 283، =

ص: 143

11602 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ (1)، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ الشَّامِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا صِرْمَةَ الْمَازِنِيَّ وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولَانِ: أَصَبْنَا

= والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3257)، وابن حبان (5574)، والطبراني في "الكبير"(5438)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 745، والبيهقي في "السنن" 7/ 98، وفي " الآداب"(717) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، به.

وعندهم خلا ابنَ خزيمة والطبراني والبيهقي في "السنن" وابن عدي: عرية، بدل: عورة.

قال النووي: ضبطنا هذه على ثلاثة أوجه: عِرْية وعُرْية وعُرَيَّة، وكلها صحيحة، قال أهل اللغة: عرية الرجل هي متجرده. والثالثة على التصغير.

وعند ابن عدي: عبد الرحمن بن أبي ربيعة، وهو خطأ، صوابه: عبد الرحمن بن أبي سعيد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 106، ومسلم (338)(74)، والترمذي (2793)، وابن ماجه (661)، والبغوي في "شرح السنة"(2250) من طريق زيد بن الحُبَاب، عن الضحاك بن عثمان، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف (3609).

وعن ابن عباس، سلف (2773).

قال السندي: قوله: "لا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب":

الإفضاء الوصول، أي: لا يصل إليه من داخل الثوب، قيل: لا يجوز أن يضطجع رجلان في ثوب واحد متجردين، وكذا المرأتان، ومن يفعل ذلك يعزر. وقيل: هو نهي تحريم إذا لم يكن بينهما حائل، بأن يكونا متجردين، وإن كان بينهما حائل فتنزيه.

(1)

قوله: "بن حبان" ليس في (م).

ص: 144

سَبَايَا فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَهِيَ الْغَزْوَةُ الَّتِي أَصَابَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جُوَيْرِيَةَ، وَكَانَ مِنَّا مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَتَّخِذَ أَهْلًا، وَمِنَّا مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَسْتَمْتِعَ وَيَبِيعَ، فَتَرَاجَعْنَا فِي الْعَزْلِ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَعْزِلُوا، فَإِنَّ اللهَ قَدَّرَ (1) مَا هُوَ خَالِقٌ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(2).

(1) في (ق) و (ظ 4): قد قدر.

(2)

حديث صحيح، وهذا الإِسناد زاد فيه الضحاك بن عثمان أبا صرمة، وقد قال الدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 236: وليس ذكر أبي صرمة في هذا الحديث محفوظاً. وكذا قال الحافظ في "الفتح" 9/ 306 - 307، والضحاك بن عثمان هذا هو ابنُ عبد الله بن خالد بن حِزام الحِزَامي الأَسدي، وثقه أحمد وابن معين ومصعب الزبيري وابن سعد وأبو داود، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو صدوق، وقال الذهبي في "الميزان": قال يعقوب بن شيبة: صدوق، في حديثه ضعف، وقال ابن عبد البر 4/ 447: كان كثير الخطأ، ليس بحجة، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم، قلنا: قد روى له الجماعة سوى البخاري، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. محمد بن إسماعيل: هو ابن مسلم بن أبي فُديك، قال ابن سعد: كان كثير الحديث ليس بحجة، فتعقبه الحافظ في "مقدمة الفتح" بقوله: كذا قال ابن سعد، ولم يوافقه على ذلك أئمة الجرح والتعديل، وقد احتج به الجماعة. وابن مُحَيْريز: هو عبد الله. وأبو صِرْمة المازني: هو ابن أبي قيس الأنصاري، ذكره الحافظ في "الإِصابة"، وقال: قيل: اسمه: قيس بن مالك، وقيل: مالك بن قيس، وقيل: ابن أبي قيس

ثم قال: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في العزل. قلنا: يريد الحافظ هذه الرواية، وذكرُهُ فيها ليس محفوظاً، كما نقلنا عن الدارقطني آنفاً. =

ص: 145

11603 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّارِ، فَيُحْتَبَسُونَ (1) عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقْتَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى لِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا "(2).

= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9089) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 347 من طريق أبي بكر الحنفي، عن الضحاك بن عثمان، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 33، وفي "شرح مشكل الآثار"(3701) من طريق أبي الزناد، عن محمد بن يحيى بن حبان، به، وليس فيه ذكر أبي صرمة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 222، وابن أبي عاصم في "السنة"(361) من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز، قال: دخلت أنا وأبو صرمة المازني، فوجدنا أبا سعيد الخدري

وفيه عنعنة ابن إسحاق، لكنه صحيح، وجاء ذكر أبي صرمة على الصواب ليس من رجال الإِسناد.

وانظر الرواية السالفة برقم (11078).

(1)

في (ق): فيحبسون، وقد سلفت في الرواية رقم (11095).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، روح: وهو ابن عبادة، سمع من =

ص: 146

11604 -

حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ بَشِيرٍ الْمُزَنِيُّ - وَكَانَ وَاللهِ مَا عَلِمْتُ شُجَاعًا عِنْدَ اللِّقَاءِ، بَكَّاءً عِنْدَ الذِّكْرِ -، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ فِي حَلْقَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، إِنَّ بَعْضَنَا لَيَسْتَتِرُ بِبَعْضٍ مِنَ الْعُرْيِ، وَقَارِئٌ لَنَا يَقْرَأُ عَلَيْنَا، فَنَحْنُ نَسْمَعُ إِلَى كِتَابِ اللهِ، إِذْ وَقَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَعَدَ فِينَا لِيَعُدَّ نَفْسَهُ مَعَهُمْ، فَكَفَّ الْقَارِئُ فَقَالَ:" مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ؟ " فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ قَارِئٌ لَنَا يَقْرَأُ عَلَيْنَا كِتَابَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ وَحَلَّقَ بِهَا، يُومِئُ إِلَيْهِمْ: أَنْ تَحَلَّقُوا، فَاسْتَدَارَتِ الْحَلْقَةُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَرَفَ مِنْهُمْ أَحَدًا غَيْرِي، قَالَ: فَقَالَ: " أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ الصَّعَالِيكِ، تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِنِصْفِ يَوْمٍ، وَذَلِكَ خَمْسُ مِئَةِ عَامٍ "(1).

= سعيد: وهو ابن أبي عروبة قبل الاختلاط. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو المتوكل الناجي: هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد.

وقد سلف برقم (11098).

(1)

حديث حسن، إسناده ضعيف لجهالة العلاء بن بشير المزني، قال ابن المديني: لم يرو عنه غير المعلى بن زياد. وسيّارُ بنُ حاتم: ضعَّفه ابنُ المديني والعقيلي والقواريري، وقال الحاكم والأزدي: عنده مناكير، ووثقه ابن معين وابن حبان، وهو متابع، وبقية رجاله رجال الصحيح غير أن جعفر -وهو ابن سليمان الضبعي- مختلف فيه، وهو حسن الحديث. أبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو. =

ص: 147

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه مطولاً أبو داود (3666)، والبغوي في "شرح السنة"(3992)، وفي "التفسير" 2/ 138 من طريق مسدد، وأبو يعلى (1151) عن الحسن بن عمرو بن شقيق، كلاهما عن جعفر بن سليمان، بهذا الإِسناد.

وقوله: "فقراء المهاجرين يدخلون

" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (84) من طريق أبي عبيدة بن فضيل بن عياض، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن شعبة، عن زيد العَمِّي، عن أبي الصديق الناجي، به. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 259، وقال: وفيه أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض، ولم أعرفه، وزيد العَمِّي ضعفه الجمهور، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه الترمذي (2351)، وابن ماجه (4123) من طريقين، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد، به. وعطية العوفي ضعيف.

وسيرد برقم (11915).

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند الترمذي (2353) و (2354)، وابن ماجه (4122)، وسلف برقمي (7946) و (8521) من طرق عن محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص-، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً، بلفظ:"يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم خمس مئة عام"، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، إلا أن يحيى بن معين قال فيه: ما زال الناس يتقون حديثه، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه، ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

وآخر من حديث ابن عمر عند ابن أبي شيبة 13/ 244، وابن ماجه (4124)، وفي إسناده موسى بن عبيدة، وهو ضعيف.

وجاء عند أحمد -كما سيرد 5/ 366 - من طريق شعبة، عن زيد العَمِّي، عن أبي الصِّدِّيق، عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بأربع مئة عام"، قال: فقلت: إن الحسن يذكر "أربعين عاماً"، فقال: عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أربع مئة عام". =

ص: 148

11605 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي لَيَشْفَعُ لِلْفِئَامِ مِنَ النَّاسِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْفَعُ لِلْقَبِيلَةِ مِنَ النَّاسِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْفَعُ لِلرَّجُلِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ "(1).

11606 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا فُلَيْحٌ. وَسُرَيْجٌ قَالَ (2): حَدَّثَنَا

= وفي إسناده زيد العمي، وهو ضعيف.

وقد جاء في "الصحيح" عند مسلم (2979) من حديث عبد الله بن عمرو -وسلف برقم (6578) - أن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفاً.

وهو ما جاء في حديث أنس عند الترمذي (2352)، وفي إسناده الحارث بن النعمان الليثي، وهو ضعيف.

وفي حديث جابر بن عبد الله عند الترمذي (2355)، وفي إسناده عمرو بن جابر الحضرمي، وهو ضعيف. ويقية رجاله ثقات، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وسيرد 3/ 324.

قال السندي: قوله: ليَعُدَّ نَفْسَه معهم، أي: ليجعل نفسه واحداً منهم من العد.

أن تحلقوا: من التحلُّق. وأن تفسيرية.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي.

وقد سلف مطولاً برقم (11148)، وذكرنا هناك شواهده.

(2)

في (ق) و (ظ 4): قالا، وهو خطأ.

ص: 149

فُلَيْحٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرَّ بِي ابْنُ عُمَرَ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ أَصْبَحْتَ غَادِيًا أَبَا (1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ وَادِّخَارِهِ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَكُلُوا وَادَّخِرُوا، فَقَدْ جَاءَ (2) اللهُ بِالسَّعَةِ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْأَشْرِبَةِ وَالْأَنْبِذَةِ (3)، فَاشْرَبُوا، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَإِنْ زُرْتُمُوهَا فَلَا تَقُولُوا هُجْرًا "(4).

(1) في (ق): يا أبا.

(2)

في (ق): جاد.

(3)

في (ظ 4): أو الأنبذة.

(4)

حديث صحيح، غير قوله:"فقد جاء الله بالسعة"، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عمرو بن ثابت -وهو العتواري الليثي-، قال أبو حاتم: لا أعرفه، ولم يذكروا في الرواة عنه غير فليح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبوه عمرو لم يذكروا في الرواة عنه غير ولديه محمد ونافع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وهو وولده محمد من رجال "التعجيل"، وفُليح -وهو ابنُ سليمان-، قال الحافظ: صدوق، تكلم بعضُ الأئمة في حفظه، ولم يخرج البخاري من حديثه في الأحكام إلا ما توبع عليه، وأخرج له في المواعظ والآداب وما شاكلها طائفة من أفراده. قلنا: وأخرج له مسلم، وباقي رجال الإِسناد ثقات، هشام بن سعيد: هو الطالقاني، من رجال أبي داود والنسائي، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وسريج: هو ابن النعمان، من رجال البخاري وأصحاب السنن. =

ص: 150

11607 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ وَبَهْزٌ قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ - قَالَ بَهْزٌ: السَّمَّانُ -، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ - قَالَ بَهْزٌ: إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ - فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلْيَدْفَعْ فِي نَحْرِهِ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ "(1).

= وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 485 عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن أبي سعيد، بهذا الإِسناد، دون قوله:"فقد جاء الله بالسعة". وهذا إسناد منقطع، ربيعة بن أبي عبد الرحمن -وهو ربيعة الرأي- لم يدرك أبا سعيد الخدري.

وقوله: "فلا تقولوا هجراً" له شواهد كثيرة في النهي عن النياحة.

وقد سلف برقم (11329) دون هاتين الزيادتين، وانظر (11176).

قال السندي: قوله: فلا تقولوا هُجْراً، بضم فسكون، أي: كلاماً قبيحاً من الويل والثبور.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، سليمان: هو ابن المغيرة القيسي، حميد: هو ابن هلال العدوي، أبو صالح السمان: هو ذكوان.

وأخرجه أبو يعلى (1240)، وابن خزيمة (819)، وأبو عوانة 2/ 44 من طريق أبي النضر، عن سليمان، به. وعند أبي يعلى وابن خزيمة ذكرا قصة.

وأخرجه البخاري (509)، ومسلم (505)(259)، وأبو داود (700)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2612)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 461، والبيهقي في "السنن" 2/ 267 من طرق عن سليمان، بهذا الإِسناد. وفي "الصحيحين" وغيرهما ذكروا قصة.

وأخرجه البخاري (509) و (3274)، وابن خزيمة (818)، والبيهقي في =

ص: 151

11608 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ "(1).

11609 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنِي شَهْرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَذُكِرَتْ عِنْدَهُ صَلَاةٌ فِي الطُّورِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَنْبَغِي لِلْمَطِيِّ أَنْ تُشَدَّ رِحَالُهُ إِلَى مَسْجِدٍ يُبْتَغَى (2) فِيهِ الصَّلَاةُ غَيْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَلَا يَنْبَغِي لِامْرَأَةٍ دَخَلَتِ الْإِسْلَامَ (3)، أَنْ تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهَا مُسَافِرَةً إِلَّا مَعَ بَعْلٍ، أَوْ ذِي (4) مَحْرَمٍ مِنْهَا، وَلَا يَنْبَغِي الصَّلَاةُ فِي سَاعَتَيْنِ مِنَ النَّهَارِ: مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْفَجْرِ إِلَى أَنْ تَرْحَلَ (5) الشَّمْسُ، وَلَا بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ

"السنن" 2/ 267 - 268 من طريق يونس بن عبيد، عن حميد، به.

وقد سلف برقم (11299).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (11518).

(2)

وقع في (م) و (ق): ينبغي، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 4) و"أطراف المسند" 6/ 257.

(3)

في (ق): في الإسلام.

(4)

في (م): أو مع ذي.

(5)

في (ق): تدخل.

ص: 152

الشَّمْسُ، وَلَا يَنْبَغِي الصَّوْمُ فِي يَوْمَيْنِ مِنَ الدَّهْرِ: يَوْمِ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ وَيَوْمِ النَّحْرِ " (1).

11610 -

[حَدَّثَنَا عَفَّانُ](2)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَرْفَى (3) مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر وهو ابن حوشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد -وهو ابن بهرام- فمن رجال الترمذي وابن ماجه، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال علي ابن المديني: ثقة عندنا، وإنما كان يروي عن شهر بن حوشب من كتاب كان عنده، وقال ابن عدي: هو في نفسه لا بأس به، وإنما عابوا عليه كثرة روايته عن شهر، وشهر ضعيف. قلنا: قد وقع في "أطراف المسند" 6/ 257: عبد الحميد بن جعفر، وهو سهو. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر.

وأخرجه أبو يعلى (1326) من طريق ليث -وهو ابن أبي سُلَيم-، عن شهر، بهذا الإِسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 3، وقال: هو في الصحيح بنحوه، وإنما أخرجته لغرابة لفظه، ورواه أحمد، وشهر فيه كلام، وحديثه حسن.

وقد سلف بنحوه برقم (11040)، وسيرد مختصراً برقم (11883).

قال السندي: قوله: لا ينبغي للمطي: هو المركوب، والنهي حقيقة للراكب.

والرحال: جمع رحل، وهو ما يوضع على البعير، وقد يطلق على البعير، لكن غير مراد هاهنا.

(2)

ما بين حاصرتين ساقط من النسخ الخطية والمطبوع، وقد استدرك من "أطراف المسند" لابن حجر 6/ 266 - 267، وقد صرح أحمد بسماعه هذا الحديث من عفان في "العلل" 3/ (4166).

(3)

في (ظ 4) شرقيّ -بالقاف وتشديد الياء- هكذا جاء في بعض المراجع، =

ص: 153

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ (1)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ "(2).

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: إِسْحَاقُ بْنُ شَرْفَيْ حَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ: إِسْحَاقُ بْنُ شَرْفَيْ.

= وهو خطأ، وقد اضطربت النسخ في ضبطه، وذكره ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 5/ 319، فقال: شرفي، بالسكون وتخفيف الياء

وأمال اسم أبيه عبد الغني المقدسي. قلنا: وقد اختلف في ضبط اسم أبيه، بين شَرْفي وشَرْفَى، ويبدو أن الإِمام أحمد ذكره على الجادة: الشرفي، وانفرد عبد الواحد بن زياد بالشرفى، ولذلك نبه عليه الإِمام أحمد.

(1)

قال: حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، ساقط من (م).

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. أبو بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، هو أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، روايته عن جد أبيه منقطعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن شَرْفي، فقد وثقه أحمد، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 392، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 244، وابن حبان في "الثقات"، ولم يذكره ابن حجر في "التعجيل" وهو على شرطه. عفان: هو ابن مسلم الصفار، عبد الواحد بن زياد: هو العبدي البصري.

وأخرجه أبو يعلى (1341)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/ 70، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 92، والخطيب في "تاريخه" 4/ 403 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. =

ص: 154

11611 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ

= وقد سلف بإسناد صحيح برقم (11003)، ولفظه:"ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة" وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وفي الباب (يعني بلفظ: قبري) عن ابن عمر عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2874)، والطبراني في "الكبير"(13156)، و"الأوسط"(614)، وهو عند الطحاوي من طريق أحمد بن يحيى المسعودي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، وأحمد بن يحيى ضعفه الدارقطني، وقال ابن حبان: يخطئ ويخالف، وقد تابعه عبد الله بن نافع الصائغ عند العقيلي 4/ 73، وأبي نعيم في "الحلية" 9/ 324، وهو لين الحفظ، وقد قال الطحاوي: هذا من حديث مالك، يقول أهل العلم بالحديث: إنه لم يحدث به عن مالك غير أحمد بن يحيى، وغير عبد الله بن نافع الصائغ. قلنا: وقد عرفت حالهما. وثانيهما حباب بن جبلة عند العقيلي، وقد ذكره الذهبي في "الميزان" ونقل قول الأزدي فيه: كذاب. قلنا: يعني: فلا تصلح متابعته.

وهو عند الطبراني في "الكبير" من طريق إدريس بن عيسى القطان، عن محمد بن بشر العبدي، عن عبيد الله بن عمر، عن أبي بكر بن سالم، عن سالم، عن ابن عمر. وإدريس بن عيسى القطان لم نقع له على ترجمة، وباقي رجاله ثقات.

وهو في "الأوسط" من طريق أبي حَصِين الرازي، عن يحيى بن سليم الطائفي، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن نافع، عن ابن عمر. ويحيى بن سليم الطائفي وثقه ابن معين وابن سعد، وقال أبو حاتم: محله الصدق ولم يكن بالحافظ، يكتب حديثه، ولا يحتج به. قال الدارقطني: سيئ الحفظ، وقال ابن حبان في "الثقات": يخطئ، وقال العقيلي: قال أحمد: أتيته فكتبت عنه شيئاً، فرأيته يخلط في الأحاديث فتركته، وفيه شيء.

وعن أم سلمة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2872) أخرجه =

ص: 155

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَكُونُ فِي

= عن عبد الغني بن أبي عقيل، عن سفيان بن عيينة، عن عمَّار الدهني، عن أبي سلمة، عنها. وهذا إسناد صحيح. عبد الغني بن أبي عقيل ثقة من رجال أبي داود، وباقي رجال الإِسناد من رجال الشيخين غير عمار الدهني، فمن رجال مسلم.

وعن سعد بن أبي وقاص -على الشك بين لفظي: قبري وبيتي- عند البزار (1195)"زوائد" أخرجه من طريق إسحاق بن محمد، عن عبيدة بنت نابل، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما بين بيتي ومنبري -أو قبري ومنبري-

روضة من رياض الجنة"، قال الهيثمي في "المجمع" 4/ 9: ورجاله ثقات، فتعقبه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي بقوله: قلت: كلا، بل فيه إسحاق بن محمد الفروي، وليس بثقة، وإن خرج له البخاري. قلنا: وقد نسبه الهيثمي في "المجمع" أيضاً إلى الطبراني في "الكبير"، وهو فيه برقم (1/ 332) لكنه بلفظ: "ما بين بيتي ومصلاي روضة من رياض الجنة"، وهذا اللفظ أخرجه البزار برقم (1194) "زوائد" لكن من حديث أبي بكر، وفي إسناده أبو بكر بن أبي سبرة، وهو وضاع.

قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/ 72: "وفي هذا الحديث معنى يجب أن يوقف عليه، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة" على ما في أكثر هذه الآثار، وعلى ما في سواه، منها: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، فكان تصحيحهما يجب به أن يكون بيته هو قبره، ويكون ذلك علامة من علامات النبوة جليلة المقدار، ولأن الله عز وجل قد أخفى على كل نفس سواه الأرض التي يموت بها، لقوله عز وجل: {وما تدري نفس بأي أرض تموت} فأعلمه الموضع الذي يموت فيه، والموضع الذي فيه قبره، حتى علم بذلك في حياته، وحتى أعلمه من أعلمه من أمته، فهذه منزلة لا منزلة فوقها، زاده الله تعالى شرفاً وخيراً".

وقال الحافظ في "الفتح" 4/ 100: "نعم وقع في حديث سعد بن أبي وقاص =

ص: 156

أُمَّتِي (1) فِرْقَتَانِ (2) يَخْرُجُ بَيْنَهُمَا مَارِقَةٌ، يَلِي (3) قَتْلَهَا أَوْلَاهُمَا بِالْحَقِّ " (4).

11612 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (5).

11613 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَسْوَدُ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ

= عند البزار بسند رجاله ثقات، وعند الطبراني من حديث ابن عمر بلفظ: القبر، فعلى هذا المراد بالبيت في قوله:"بيتي" أحد بيوته لا كلها، وهو بيت عائشة الذي صار فيه قبره".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "القاعدة الجليلة" ص 74: "في بيتي". هذا هو الثابت الصحيح، ولكن بعضهم رواه بالمعنى، فقال:"قبري" وهو صلى الله عليه وسلم حين قال هذا لم يكن قد قبر صلى الله عليه وسلم، لهذا لم يحتج بهذا أحد من الصحابة حيث تنازعوا في موضع دفنه، ولو كان هذا عندهم لكان هذا نصاً في محل النزاع، ولكن دفن في حجرة عائشة في الموضع الذي مات فيه، بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه.

(1)

في (ظ 4): تكون أمتي. وهي نسخة في هامش (ق).

(2)

في النسخ الخطية: فرقتين. وضبب فوقها في (س).

(3)

في (س) و (ق): تلي.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (11416)، إلا أن شيخ أحمد هناك هو بهز بن أسد. وشيخه هنا عفان: وهو ابن مسلم الصفار.

(5)

هو مكرر سابقه سنداً ومتناً.

ص: 157

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ وَقَدْ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ "(1).

11614 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَخْرُجُ أُنَاسٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان الأسود: وهو أبو محمد الناجي، فمن رجال أبي داود والترمذي، وهو ثقة. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي، وأبو المتوكل: هو علي بن داود -ويقال ابن دؤاد- الناجي.

وأخرجه الدارمي 1/ 318، والبيهقي في "السنن" 3/ 69، وفي "المعرفة"(5629) من طريق عفان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (574)، والدارمي 1/ 318، وابن الجارود في "المنتقى"(330)، وابن حبان (2397) و (2398)، والطبراني في "الصغير"(606) و (665)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 209، والبيهقي في "المعرفة"(5628)، والبغوي في "شرح السنة"(859) من طرق عن وهيب، به.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، سليمان الأسود هذا هو سليمان بن سحيم، قد احتج مسلم به وبأبي المتوكل، وهذا الحديث أصل في إقامة الجماعة في المساجد مرتين، ووافقه الذهبي.

قلنا: وهم الحاكم وتابعه على ذلك الذهبي، فسمى سليمان الأسود بسليمان بن سحيم، وإنما هو سليمان الناجي كما جاء مصرحاً به في الرواية رقم (11019)، وهو لم يحتج به مسلم، ولا روى عنه.

ص: 158

الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ، حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ عَلَى فُوقِهِ " قِيلَ: مَا سِيمَاهُمْ؟ قَالَ: " سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ وَالتَّسْبِيتُ "(1).

11615 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، وَسَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ومهدي بن ميمون: هو الأزدي المِعْوَلي.

وأخرجه سعيد بن منصور (2904)، والبخاري (7562)، وأبو يعلى (1193)، والبغوي في "شرح السنة"(2558) من طرق عن مهدي، بهذا الإِسناد.

وعند سعيد بن منصور والبخاري والبغوي: التحليق أو التسبيد -بالدال- على الشك.

قلنا: التسبيد والتسبيت، كلاهما بمعنى الحَلْق.

قال السندي: قوله: "سيماهم التحليق والتسبيت": هما بمعنى، والمراد: حلق الرأس، أو المراد بالثاني: لُبْس النِّعال السِّبْتِيَّة، والمراد أنهم أهل التنعم، لا كالعرب، والله تعالى أعلم.

قلنا: طرف الحديث صريحة في إرادة حلق الرأس، والتسبيد هو المبالغة في استئصال الشعر، والله أعلم.

وقد سلف نحوه برقم (11018).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد: وهو ابن سلمة، وأبو نضرة: =

ص: 159

11616 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اسْتِهِ "(1).

11617 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ، وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ "(2).

= وهو المنذر بن مالك العبدي، كلاهما من رجاله، والباقي من رجال الشيخين. والجريري: وهو سعيد بن إياس، اختلط، وسماع حماد بن سلمة منه قبل اختلاطه، وقد توبع. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

إخرجه البزار (1932)(زوائد) من طريق عفان، عن حماد، عن الجريري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أيضاً (1931) من طريقين عن حماد، عن قتادة، به. وقال: تفرد به حماد، وهو معروف، به.

قلنا: قد رواه أيضاً معمر عن الجريري كما سلف برقم (11325)، وقد سلف مطولاً برقم (11045).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وقد سلف برقم (11303).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (11217)، إلا أن شيخ أحمد هناك هو سويد بن عمرو الكلبي. ومكرر (11455)، وشيخ أحمد فيه هو =

ص: 160

11618 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَفَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَائِهِمْ، إِلَّا مَا كَانَ لِمَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ "(1).

= عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري. عفان: هو ابن مسلم.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد: وهو القرشي الهاشمي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وخالد بن عبد الله: هو الواسطي، وعبد الرحمن بن أبي نُعْم: هو البَجَلي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8514)، وأبو يعلى (1169) من طريق جرير، عن يزيد بن أبي زياد، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 201، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح!

قلنا: يزيد بن أبي زياد، أخرج له مسلم متابعةً، وهو ضعيف.

وقد سلف بإسناد صحيح برقم (10999)، وانظر (11594).

وقوله: "وفاطمة سيدة نسائهم إلا ما كان لمريم بنت عمران" له شاهد من حديث حذيفة بن اليمان، سيرد 5/ 391 - 392، وإسناده صحيح، ولفظه:"وإن فاطمة سيدة نساء أهل الجَنَّة".

وآخر من حديث عائشة عند النسائي في "الكبرى"(8512)، ولفظه:"وأني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران"، وإسناده صحيح.

وثالث من حديث أم سلمة عند النسائي في "الكبرى"(8513)، ولفظه: "

ثم أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أني سيدة نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران

" وإسناده ضعيف. =

ص: 161

11619 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي إِبِلًا (1)، وَإِنِّي أُرِيدُ الْهِجْرَةَ، فَمَا تَأْمُرُنِي؟

= ورابع من حديث ابن عباس، سلف برقم (2668)، ولفظه:"أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران"، وإسناده صحيح.

وخامس من حديث فاطمة عند الطبري في "التفسير" 3/ 264، ولفظه:"أنتِ سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم البتول"، وإسناده ضعيف.

وسادس من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الكبير" 22/ (1006)، ولفظه:"أن ملكاً من السماء لم يكن زارني، فاستأذن الله في زيارتي، فبشرني أو أخبرني أن فاطمة سيدة نساء أمتي". وإسناده ضعيف.

وسابع من حديث علي بن أبي طالب عند الطبراني، ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: "ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة، وابناك سيدا شباب أهل الجنة" أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 301، وقال: رواه الطبراني، وفيه جابر الجُعْفي، وهو ضعيف.

وسيرد برقم (11756).

قال السندي: قوله: وفاطمة سيدة نسائهم، أي: نساء أهل الجنة.

قوله: إلا ما كان لمريم، أي: فسيادتها فوق سيادة نساء أهل الجنة إلا السيادة التي كانت لمريم، ولا يلزم من هذا زيادة لمريم كما لا يلزم زيادة لفاطمة عليها، فيحتمل أنهما متساويتان، أو أن مريم أفضل منها، والله تعالى أعلم.

(1)

في النسخ: إبل، وضبب فوقها في (س). قال السندي: هو بالنصب، والرفع بتقدير ضمير الشأن بعيد.

ص: 162

قَالَ: " هَلْ تَمْنَحُ مِنْهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " وَتُؤَدِّي زَكَاتَهَا (1)؟ "، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " وَتَحْلِبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: " انْطَلِقْ، وَاعْمَلْ وَرَاءَ الْبِحَارِ، فَإِنَّ اللهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا، وَإِنَّ شَأْنَ الْهِجْرَةِ شَدِيدٌ "(2).

11620 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَكْثُرُ الصَّوَاعِقُ عِنْدَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ، حَتَّى يَأْتِيَ الرَّجُلُ الْقَوْمَ، فَيَقُولَ: مَنْ صُعِقَ قِبَلَكُمْ (3) الْغَدَاةَ؟ فَيَقُولُونَ: صُعِقَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ "(4).

(1) في هامش (س) و (ظ 4) و (ق): تؤتي، وفي (ظ 4): تدني ركابها، وضبب فوقها.

(2)

حديث صحيح. محمد بن مصعب: وهو ابن صدقة القَرْقَساني، مختلف فيه، قال أحمد: لا بأس به، حديثه عن الأوزاعي مقارب، وقال أبو زرعة: صدوق، ولكنه حدث بأحاديث منكرة، ووثقه ابن قانع، وضعفه ابن معين والنسائي وأبو حاتم، وقال الخطيب: كان كثير الغلط لتحديثه من حفظه، ويذكر عنه الخير والصلاح. ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب.

وأخرجه أبو يعلى (1271) من طريق محمد بن مصعب، به.

وقد سلف برقم (11105).

(3)

في (م): تلكم.

(4)

حديث صحيح، محمد بن مصعب: وهو ابن صدقة القرقساني، مختلف فيه، قال أحمد: لا بأس به، حديثه عن الأوزاعي مقارب، وقال أبو زرعة: صدوق، ولكنه حدث بأحاديث منكرة، ووثقه ابن قانع، وضعفه ابن معين والنسائي =

ص: 163

11621 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَالضَّحَّاكِ الْمِشْرَقِيِّ (1)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ يَقْسِمُ مَالًا، إِذْ أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ؛ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ، فَوَاللهِ مَا عَدَلْتَ مُنْذُ الْيَوْمَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وَاللهِ لَا تَجِدُونَ بَعْدِي أَعْدَلَ عَلَيْكُمْ مِنِّي " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَقَالَ عُمَرُ: يَا

= وأبو حاتم، وقال الخطيب: كان كثير الغلط لتحديثه من حفظه، ويذكر عنه الخير والصلاح، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات. عمارة: هو ابن مهران المِعْولي، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.

وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(791)، والحاكم 4/ 444 من طريق محمد بن مصعب، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: عمارة ثقة، لم يخرجوا له.

وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(791) عن إبراهيم بن محمد بن الحسن: وهو ابن متوية، عن إبراهيم بن سعيد: وهو الجوهري، عن قرة بن حبيب: وهو التستري -مقروناً بمحمد بن مصعب-، عن عمارة، به. وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 9، وقال: رواه أحمد عن محمد بن مصعب، وهو ضعيف.

قال السندي: قوله: "من صُعِقَ": على بناء المفعول، أي: أصيب بالصاعقة.

قوله: "قبلكم" الظاهر أنه بكسر، ففتح، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م): المشرفي -بالفاء- وهو خطأ، والمشرق بطن من همدان، وقيل: موضع باليمن، انظر "توضيح المشتبه" 8/ 171 - 172.

ص: 164

رَسُولَ اللهِ، أَتَأْذَنُ لِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ؟ فَقَالَ:" لَا، إِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَنْظُرُ صَاحِبُهُ إِلَى فُوقِهِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى يَدَيْهِ كَالْبَضْعَةِ، أَوْ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ، يَخْرُجُونَ عَلَى فُرْقَةٍ (1) مِنَ النَّاسِ، يَقْتُلُهُمْ أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِاللهِ " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنِّي شَهِدْتُ عَلِيًّا حِينَ قَتَلَهُمْ، فَالْتَمَسَ فِي الْقَتْلَى فَوَجَدَ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) في (م): فِرْقَتَيْنِ

(2)

حديث صحيح. محمد بن مصعب: هو القرقساني، فيه كلام من جهة حفظه إلا أن أحمد قال: حديثه عن الأوزاعي مقارب، ثم هو متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وأبو سَلَمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، والضَّحَّاك المِشْرَقي: هو ابن شراحيل -ويقال: شُرَحبيل- الهَمْداني.

وأخرجه بنحوه البخاري (6163)، والنسائي في "الكبرى"(8561)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 427 من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه بنحوه مسلم (1064)(148)، وابن حبان (6741) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4072) من طريق بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(924) من طريق عبد الحميد بن أبي =

ص: 165

11622 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، يَعْنِي ابْنَ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّائِحَةَ وَالْمُسْتَمِعَةَ (1)(2).

= العشرين، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والضحاك بن قيس، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 329، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة"(923) عن يحيى بن آدم، حدثنا يزيد بن عبد العزيز، حدثنا إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، والضحاك بن قيس، عن أبي سعيد، به.

قلنا: عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، كان كاتب الأوزاعي، فيه ضعف، وإسحاق بن راشد: هو الجزري، ضعيف في روايته عن الزهري، فلعلهما أخطآ بقولهما: الضحاك بن قيس. فإنه ليس له رواية عن أبي سعيد.

وقد سلف نحوه مطولاً برقم (11537)، وانظر (11008) و (11018).

قال السندي: قوله: فقال عمر: يا رسول الله، أتأذن لي فأضرب عنقه؟ فقال: "لا إن له أصحاباً

": هذا الكلام زائد في الإِفادة بعد تمام الجواب، أو هو تعليل لقوله: "لا"، أي: لا يقتلهم، فإن الشر لا يندفع بقتله، فإن له أصحاباً كثيرة، والله تعالى أعلم.

(1)

في نسخة السندي: النائحة والمستنيحة.

(2)

إسناده مسلسل بالضعفاء، محمد بن الحسن بن عطية، ضعيف هو وأبوه وجده، ومحمد بن ربيعة: هو الكلابي، روى له أصحاب السنن، والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة.

وأخرجه أبو داود (3128)، والمزي في "تهذيب الكمال" 6/ 212 من طريق محمد بن ربيعة، بهذا الإِسناد =

ص: 166

11623 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثُ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَكَ وَخَيْبَرَ قَالَ: فَفَتَحَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ فَدَكَ وَخَيْبَرَ، فَوَقَعَ النَّاسُ فِي بَقْلَةٍ لَهُمْ، هَذَا الثُّومُ وَالْبَصَلُ، قَالَ: فَرَاحُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ رِيحَهَا فَتَأَذَّى بِهِ، ثُمَّ عَادَ الْقَوْمُ فَقَالَ:" أَلَا لَا تَأْكُلُوهُ، فَمَنْ أَكَلَ مِنْهَا شَيْئًا، فَلَا يَقْرَبَنَّ مَجْلِسَنَا "(1).

قَالَ: وَوَقَعَ النَّاسُ يَوْمَ خَيْبَرَ فِي لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، وَنَصَبُوا الْقُدُورَ، وَنَصَبْتُ قِدْرِي فِيمَنْ نَصَبَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَنْهَاكُمْ عَنْهُ، أَنْهَاكُمْ عَنْهُ " مَرَّتَيْنِ، فَأُكْفِئَتْ (2) الْقُدُورُ، فَكَفَأْتُ

= وله شاهد من حديث ابن عباس عند البزار (793)(زوائد)، والطبراني في "الكبير"(11309)، وإسناده ضعيف. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 13، وقال: رواه البزار والطبراني في "الكبير"، وفيه الصباح أبو عبد الله، ولم أجد من ذكره.

وآخر من حديث ابن عمر، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 14، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه الحسن بن عطية، وهو ضعيف. قلنا: لم نجده في مطبوع الطبراني.

وفي نسخة السندي: النائحة والمستنيحة، وقال: أي: الطالبة للنوح منها، الراضية به، وفي الأصل القديم: المستمعة، أي: الملقية أذنها إلى صوت النائحة، الطالبة لسماع صوتها، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ق): مسجدنا.

(2)

في (س): فكفئت، وفي هامشها: فأكفئت.

ص: 167

قِدْرِي فِيمَنْ كَفَأَ (1).

11624 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَسُرَيْجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ (2) سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ وَهُوَ فِي صَلَاةٍ، يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ "

قَالَ: وَقَلَّلَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ. قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ قُلْتُ: وَاللهِ لَوْ جِئْتُ أَبَا سَعِيدٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ السَّاعَةِ أَنْ يَكُونَ (3) عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ، فَأَتَيْتُهُ، فَأَجِدُهُ يُقَوِّمُ عَرَاجِينَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، مَا هَذِهِ الْعَرَاجِينُ الَّتِي أَرَاكَ تُقَوِّمُ؟ قَالَ: هَذِهِ عَرَاجِينُ جَعَلَ اللهُ لَنَا فِيهَا بَرَكَةً، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّهَا وَيَتَخَصَّرُ (4) بِهَا، فَكُنَّا نُقَوِّمُهَا وَنَأْتِيهِ بِهَا، فَرَأَى بُصَاقًا فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ وَفِي يَدِهِ عُرْجُونٌ، مِنْ تِلْكَ الْعَرَاجِينِ، فَحَكَّهُ، وَقَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَا يَبْصُقْ

(1) إسناده ضعيف لضعف بشر بن حَرْب: وهو الأزدي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب البغدادي.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11084).

ونهيه صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الأهلية، سيأتي بالأرقام (11778) و (11936)، وسلف في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب بإسنادٍ صحيح برقم (4720)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(2)

في (ظ 4) و (ق): إنَّ في يوم الجمعة.

(3)

في (ظ 4): إن يكن.

(4)

في (ق): ويختصر.

ص: 168

أَمَامَهُ، فَإِنَّ رَبَّهُ أَمَامَهُ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ، فَإِنْ لَمْ " قَالَ سُرَيْجٌ:" فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَبْصَقًا فَفِي ثَوْبِهِ أَوْ نَعْلِهِ " قَالَ: ثُمَّ هَاجَتِ السَّمَاءُ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ بَرَقَتْ بَرْقَةٌ، فَرَأَى قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ، فَقَالَ:" مَا السُّرَى يَا قَتَادَةُ؟ " قَالَ: عَلِمْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَنَّ شَاهِدَ الصَّلَاةِ قَلِيلٌ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْهَدَهَا. قَالَ:" فَإِذَا صَلَّيْتَ فَاثْبُتْ حَتَّى أَمُرَّ بِكَ ". فَلَمَّا انْصَرَفَ أَعْطَاهُ الْعُرْجُونَ، وَقَالَ:" خُذْ هَذَا فَسَيُضِيءُ لك (1) أَمَامَكَ عَشْرًا وَخَلْفَكَ عَشْرًا، فَإِذَا دَخَلْتَ الْبَيْتَ، وَتَرَاءَيْتَ (2) سَوَادًا فِي زَاوِيَةِ الْبَيْتِ، فَاضْرِبْهُ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ "(3) قَالَ: فَفَعَلَ، فَنَحْنُ نُحِبُّ هَذِهِ الْعَرَاجِينَ لِذَلِكَ.

قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَنَا عَنِ السَّاعَةِ الَّتِي فِي الْجُمُعَةِ، فَهَلْ عِنْدَكَ مِنْهَا عِلْمٌ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ (4) النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْهَا، فَقَالَ:" إِنِّي كُنْتُ قَدْ أُعْلِمْتُهَا، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، كَمَا أُنْسِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ " قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ (5).

(1) لفظ "لك" ليس في (م).

(2)

في (ظ 4): ورأيت.

(3)

في (ظ 4): الشيطان.

(4)

في (ظ 4): سألنا.

(5)

بعضه صحيح، وبعضه حسن، وهذا إسناد فيه فليح -وهو ابن سليمان-، تكلم فيه الأئمة من قبل حفظه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سُريج -وهو ابن النعمان الجوهري البغدادي- فمن رجال البخاري، وهو ثقة. يونس: هو ابن =

ص: 169

11625 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ الْمُنْكَدِرِ

= محمد المؤدِّب، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه بتمامه البزار (620)"زوائد" من طريق فليح بن سليمان، بهذا الإِسناد، وزاد فيه بعد قوله: حتى أتيت دار عبد الله بن سلام (ولم يذكر عنده اسمه بل قال: دار رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قلت: هذا رجل قد قرأ التوراة، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فدخلت عليه، فقلت: أخبرني عن هذه الساعة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيها ما يقول في الجمعة؟ قال: نعم، خلق الله آدم يوم الجمعة، وأسكنه الجنة يوم الجمعة، وأهبطه إلى الأرض يوم الجمعة، وتوفاه يوم الجمعة، وهو اليوم الذي تقوم فيه الساعة، وهي آخر ساعة من يوم الجمعة. قال: قلت: ألستَ تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "في صلاة"؟ قال: أولست تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من انتظر صلاة فهو في صلاة". قال الهيثمي: لم أره بتمامه عند أحد، وأورده في "مجمع الزوائد" 2/ 166 - 167، وقال: رواه أحمد والبزار .. ورجالهما رجال الصحيح.

وحديث أبي هريرة، مرفوعاً:"إنَّ في الجمعة ساعةً .. " سلف في مسنده (10302) و (10303)، وهو حديث صحيح.

وحديث أبي سعيد في ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب العراجين وحتَّ بها نخامة في قبلة المسجد، سلف بإسنادٍ حسن برقم (11185)، ومختصراً برقم (11064)، لكن ليس فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخصَّرُ بها. فمن تفرُّدِ فليح بن سليمان.

وقوله فيه: "إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبصُق أمامه .. الخ" أخرجه ابن خزيمة (881) من طريق سُريج بن النعمان، بهذا الإِسناد، وسلف بإسنادٍ صحيح برقمي (11025) و (11550)، دون قوله:"فإن لم يجد مبصقاً ففي ثوبه أو نعله" لكن ورد ذكر الثوب في الرواية (11185) بإسنادٍ حسن. وله شاهد من حديث أنس عند البخاري (405) و (417). =

ص: 170

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلَى كُلِّ

= وقصة شهود قتادة بن النعمان صلاة العشاء الآخرة وأخذه العرجون من النبي صلى الله عليه وسلم، مع قوله صلى الله عليه وسلم:"خذ هذا فسيضيء لك .. إلى قوله: فإنه شيطان" أخرجه ابن خزيمة (1660) من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإِسناد.

وله شاهد من حديث قتادة نفسه عند البزار (2709)، والطبراني في "الكبير" 19/ (9)، وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 41، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" .... ورجاله موثقون. قلنا: لكن في إسناده عمر بن قتادة بن النعمان، لم يرو عنه غير ابنه عاصم بن عمر بن قتادة. وفات الهيثمي أن ينسبه إلى البزار هنا، ونسبه إليه في "المجمع" 9/ 318 - 319.

وقوله صلى الله عليه وسلم في ساعة الجمعة: "إني كنت قد أُعلمتُها، ثم أنسيتها" أخرجه ابن خزيمة (1741)، والحاكم 1/ 279 - 280 من طريق يونس بن محمد المؤدب، به، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي دون ذكر شرط الشيخين. قلنا: لكن تفرد به فليح بن سليمان، وقد تُكُلِّم فيه من قبل حفظه، كما سلف.

قال السندي: قوله: أن يكون عنده منها علم، أي: رجاء أن يكون عنده منها علم. وفي الأصل القديم: إن يكن عنده، بإن الشرطية، والجواب مقدر، أي: يجبني به.

يقم: من التقويم.

ويتخصر بها، أي: يتخذ منها مِخْصَرة، بكسر ميم وسكون معجمة وبمهملة: ما يتوكأ عليه من العصا والسوط، وكانت المخصرة من شعار الملوك.

بَرَقت برقة، أي: لمعت.

فرأى، أي: النبيُّ صلى الله عليه وسلم في ضوء تلك البرقة.

"ما السرى": السُّرى، كهُدى، هو السير بالليل، لي: ما سبب مجيئك في هذا الوقت.

وسيضيء: من الإِضاءة. عشراً: الظاهر أن المراد عشر أذرع. =

ص: 171

مُحْتَلِمٍ الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَلْبَسُ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ، وَإِنْ كَانَ لَهُ طِيبٌ مَسَّ مِنْهُ " (1).

11626 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرَةَ هِيَ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ الْأَنْصَارِيَّةُ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُخْبِرَتْ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، تَعْنِي (2) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَصْلُحُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُسَافِرَ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ لَهَا "(3).

= أُعلمتها ثم أُنسيتها: الفعلان على بناء المفعول من الإِعلام والإِنساء.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو بكر بن المنكدر لم يسمع أبا سعيد، بينهما عمرو بن سُلَيم، كما جاء مصرحاً به عند الطيالسي. وفليح: وهو ابن سليمان الخزاعي، صدوق، تكلم بعض الأئمة في حفظه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب.

وأخرجه الطيالسي (2216) عن فليح، عن أبي بكر بن المنكدر، عن عمرو بن سُلَيم، عن أبي سعيد، به. وفيه: وأن يستاك، بدل قوله: ويلبس من صالح ثيابه. وعنده زيادة: فأما الغسل فأشهد أنه واجب، وأما الاستنان والطيب، فالله أعلم واجب أم لا، ولكن هكذا قال.

قلنا: وهذه الزيادة هي من قول عمرو بن سليم كما جاء مصرحاً به عند البخاري (880)، وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (11252) دون قوله: ويلبس من صالح ثيابه، وسترد هذه الزيادة برقم (11768) بإسنادٍ حسن.

(2)

في "أطراف المسند" 6/ 390: يُفْتِي.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، وابن شهاب: هو الزهري.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 115 من طريق ابن وهب، عن =

ص: 172

11627 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ مَرَّ بِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ، وَعَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْأَشْرِبَةِ، وَعَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ مُحَدِّثٌ (1) عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: " إِنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلَاثٍ، فَكُلُوا وَادَّخِرُوا، فَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالسَّعَةِ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْأَشْرِبَةِ أَوِ الْأَنْبِذَةِ، فَاشْرَبُوا، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَإِنْ زُرْتُمُوهَا فَلَا تَقُولُوا هُجْرًا "(2).

11628 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ (3) السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كُنَّا (4)

= ليث، بهذا الإِسناد.

وقد سلف مطولاً برقم (11040).

(1)

في (ق) و (ظ 4): تحدث.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (11606)، غير أن شيخ أحمد هنا هو يونس بن محمد المؤدب.

(3)

في (م): عن، وهو تحريف.

(4)

في (ظ 4): قال: كنا.

ص: 173

نُؤْذِنُهُ لِمَنْ حُضِرَ مِنْ مَوْتَانَا (1)، فَيَأْتِيهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ فَيَحْضُرُهُ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ، وَيَنْتَظِرُ مَوْتَهُ. قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ رُبَّمَا حَبَسَهُ الْحَبْسَ الطَّوِيلَ، فَيَشُقُّ (2) عَلَيْهِ. قَالَ: فَقُلْنَا أَرْفَقُ بِرَسُولِ اللهِ أَنْ لَا نُؤْذِنَهُ بِالْمَيِّتِ حَتَّى يَمُوتَ. قَالَ: فَكُنَّا إِذَا مَاتَ مِنَّا الْمَيِّتُ آذَنَّاهُ بِهِ، فَجَاءَ فِي أَهْلِهِ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ إِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَشْهَدَهُ، انْتَظَرَ شُهُودَهُ، وَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَنْصَرِفَ انْصَرَفَ. قَالَ: فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ طَبَقَةً أُخْرَى قَالَ: فَقُلْنَا: أَرْفَقُ (3) بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَحْمِلَ مَوْتَانَا إِلَى بَيْتِهِ، وَلَا نُشْخِصَهُ وَلَا نُعَنِّيَهُ، قَالَ: فَفَعَلْنَا ذَلِكَ، فَكَانَ الْأَمْرُ (4).

(1) في (ظ 4): بمن حضر موتانا.

(2)

في (ق) و (م): فشق.

(3)

في (ظ 4): إن أرفق.

(4)

رجاله ثقات غير فليح: وهو ابن سليمان الخزاعي، فقد تكلم بعض الأئمة في حفظه، ولم يخرج له البخاري في الأحكام إلا ما توبع عليه، وأخرج له في المواعظ والآداب وما شاكلها طائفة من أفراده، وروى له مسلم حديثاً واحداً، وهو حديث الإفك، وضعفه يحيى بن معين والنسائي وأبو داود، وقال الساجي: هو من أهل الصدق، وكان يهم. وقال الدارقطني: مختلف فيه ولا بأس به، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة مستقيمة وغرائب، وهو عندي لا بأس به. وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، كثير الخطأ.

وأخرجه ابن حبان (3006)، والحاكم 1/ 357، والبيهقي في "السنن" 4/ 74 من طريقين عن فليح، بهذا الإِسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 26، وقال: رواه أحمد، ورجاله =

ص: 174

11629 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِابْنِ صَائِدٍ:" مَا تَرَى؟ " قَالَ: أَرَى عَرْشًا عَلَى الْبَحْرِ وحوله (1) الْحَيَّاتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَرَى (2) عَرْشَ إِبْلِيسَ "(3).

= ثقات!

قال السندي: قوله: ولا نشخصه: من الإِشخاص بمعنى الإِحضار.

قوله: ولا نعنيه: من عنّي بتشديد النون، أصله العناء، أي: لا نتعبه.

(1)

في (س) و (م): حوله.

(2)

في (ظ 4) و (ق): ترى.

(3)

إسناده ضعيف، لضعف علي: وهو ابن زيد بن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب البغدادي، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.

وأخرجه أبو يعلى (1220) من طريق روح بن أسلم، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 4، وقال: رواه أحمد، وفيه علي بن زيد، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات!

وأخرجه بنحوه مطولاً مسلم (2925) من طريق سالم بن نوح، والترمذي (2247) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، كلاهما عن الجُريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر في بعض طرق المدينة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتشهد أني رسول الله؟ " فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آمنت بالله وملائكته وكتبه. ما ترى؟ " قال: أرى عرشاً على الماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ترى عرش إبليس على البحر. وما =

ص: 175

11630 -

وحَدَّثَنَاهُ مُؤَمَّلٌ فَقَالَ: عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ (1).

11631 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَسُرَيْجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلَاتَيْنِ، وَعَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ، وَعَنْ لِبْسَتَيْنِ: عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ (2) الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَنَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْعِيدَيْنِ، وَعَنْ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ. قَالَ يُونُسُ فِي حَدِيثِهِ: لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ شَيْءٌ.

= ترى؟ " قال: أرى صادِقَيْنِ وكاذباً أو كاذِبَيْن وصادقاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لُبِسَ عليه، دعوه"، وهذا لفظ مسلم. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

وسيأتي برقم (11926)، وانظر ما بعده.

قلنا: وعن خبر ابن صائد انظر تعليقنا على الرواية رقم (3610) فىٍ مسند عبد الله بن مسعود.

(1)

حديث حسن وإسناده ضعيف كسابقه. وقوله: فقال: عن أبي نضرة، عن جابر. يعني: رواه مؤمل: وهو ابن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن جابر.

وأخرجه بنحوه مطولاً مسلم (2926)(88)، وابن حبان (6784) من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، به، مرفوعاً. ولم يسق مسلم لفظه بل أحال فيه على حديث أبي سعيد الذي سلف بالرواية رقم (11629)، وقد أوردناه هناك بتمامه.

وسيأتي في مسند جابر 3/ 368.

(2)

في (ظ 4): تغرب.

ص: 176

وَقَالَ (1) سُرَيْجٌ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْأَضْحَى، وَيَوْمِ الْفِطْرِ (2).

11632 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ لِبْسَتَيْنِ، وَعَنْ بَيْعَتَيْنِ: اللِّمَاسِ، وَالنِّبَاذِ (3).

(1) في (ظ 4): قال. دون واو.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل فُليح، وهو ابن سليمان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، يونس: هو ابن محمد المؤدب، وسُريج: هو ابن النعمان أبو الحسين الجوهري اللؤلؤي البغدادي.

وقوله: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاتين، سلف تخريجه برقم (11033).

وقوله: نهى عن صيامين، سلف برقم (11040).

وقوله: نهى عن لبستين، سلف برقم (11022).

وسلف الحديث مختصراً برقم (11033)، وذكرنا هناك مكرراته.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي.

وأخرجه البخاري (2147) عن عياش بن الوليد، عن عبد الأعلى، بهذا الإِسناد. وفيه: الملامسة والمنابذة، بدل: اللماس والنباذ، وهما بمعنى.

وقد سلف برقم (11022).

والمنابذة: أن ينبذ الرجل إلى الرجل ثوبه، وينبذ الآخر بثوبه، ويكون بيعهما من غير نظر.

والملامسة: أن يلمس الثوب بيده ولا ينشره ولا يقلبه، إذا مسَّه وجب البيع.

واللِّبْسَتان اللتان نهى عنهما، سلف ذكرهما برقم (11022).

وانظر "فتح الباري" 4/ 359 - 360، ففيه تفصيل نفيس.

ص: 177

11633 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الْعَلَانِيَةِ (1) قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ هَذَا الْجَرِّ (2) قَالَ: قُلْتُ: فَالْجُفُّ، قَالَ: ذَاكَ أَشَرُّ وَأَشَرُّ (3).

(1) في النسخ: أبو العالية، وهو وهم نَبَّه عليه النسائي كما سيرد، وقد أخرج المزي هذا الحديث في "تهذيب الكمال" 34/ 160 من طريق الإِمام أحمد، بهذا الإِسناد، وجاء فيه على الصَّواب.

(2)

في (ظ 4) و (ق): عن نبيذ الجر، وجاء في (س) فوق "هذا" علامة الصحة.

(3)

إسناده صحيح، لكنه منسوخ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي العلانية: وهو البصري، المَرَئي، فقد أخرج له النَّسائي، وهو ثقة. يزيد: هو ابن هارون، هشام: هو ابن حَسَّان القُرْدُوسي، محمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه أبو يعلى (1307) من طريق يزيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6836) من طريق مخلد بن يزيد، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي العالية، به.

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (16947) عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي العالية، به.

قال المزي في "تهذيب الكمال " 34/ 160: رواه -أي النسائي- عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن هشام بن حسان، مختصراً، "نهى عن نبيذ الجر"، ورواه مخلد بن يزيد (س)، عن هشام، عن محمد، عن أبي العالية، عن أبي سعيد. قال النسائي في حديث يحيى: هذا الصواب، والذي قبله خطأ، والله أعلم، يعني حديث مخلد بن يزيد. =

ص: 178

11634 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ مُضِبَّةٍ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ:" بَلَغَنِي أَنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ دَوَابَّ (1)، فَلَا أَدْرِي أَيُّ الدَّوَابِّ هِيَ؟ " قَالَ: فَلَمْ يَأْمُرْ وَلَمْ يَنْهَ (2).

11635 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ سَوَاءٌ بِسَوَاءٍ مِثْلٌ بِمِثْلٍ، مَنْ زَادَ أَوْ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى، الْآخِذُ وَالْمُعْطِي سَوَاءٌ "(3).

= وانظر (10991).

قال السندي: قوله: قلت فالجُف: ضبط بضم جيم، وتشديد فاء: هو وعاءٌ من جلود، لا يوكأ، أي: لا يشد ولا يربط، وقيل: نصف قِرْبة، تقطع من أسفلها، ويتخذ دلواً.

(1)

في النسخ: دواباً، وضبب فوقها في (س).

(2)

هو مكرر (11144) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن علي: وهو الرَّبَعي الأَزْدِي، يزيد: هو ابن هارون، وأبو المتوكل الناجي: هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(862)، ومسلم (1584)(82)، من =

ص: 179

11636 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ (1) بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ فِي وَادٍ أَوْ شِعْبٍ، وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ وَشِعْبَهُمْ "(2).

11637 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ. وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَنْهَى

= طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11466).

(1)

في (م): عمرو، وهو تحريف.

(2)

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (11730)، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجال الإِسنادين ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون. وأبو الزناد، شيخ محمد بن إسحاق: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.

وسيأتي من حديث أبي سعيد مطولاً برقم (11730)، وقد سلف نحوه برقم (11547).

وأما حديث أبي هريرة عند البخاري (7244) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وأبو يعلى (6318) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، كلاهما عن أبي الزناد، به. وانظر ما سلف في مسند أبي هريرة برقم (8169).

ص: 180

عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ، وَعَنْ صَلَاتَيْنِ، وَعَنْ نِكَاحَيْنِ، سَمِعْتُهُ يَنْهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَعَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى، وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا، وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لعنعنة ابن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يعقوب بن عُتْبة -وهو ابن المغيرة بن الأخنس الثقفي- فمن رجال أبي داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. يزيد: هو ابن هارون، ومحمد بن عبيد: هو الطنافسي.

وأخرجه بتمامه أبو يعلى (1268) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

والنهي عن الصلاتين، سلف برقم (1033).

والنهي عن صيام اليومين: أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 104 من طريق يزيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 104 أيضاً من طريق ابن نمير، وأبو يعلى (1143) من طريق يونس، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به.

وقد سلف أيضاً في الرواية (11040).

والنهي عن الجمع بين المرأة وعمتها: أخرجه النسائي في "الكبرى"(5427) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 4/ 246 عن ابن نمير، والنسائي في "الكبرى"(5427)، وابنُ ماجه (1930) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5962) من طريق ابن لهيعة -وهو ضعيف-، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن ابن محيريز، عن أبي سعيد، به. =

ص: 181

11638 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ (1).

11639 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلْقَمَةَ بْنَ

= وقد ذكرنا أحاديث الباب بإثر حديث ابن عباس السالف برقم (3530).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو: هو ابن وقاص الليثي، تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، وأخرج له الشيخان، أما البخاري فمقروناً بغيره، وأما مسلم فمتابعة، وروى له الباقون، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه أبو يعلى (1269) من طريق يزيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 130، والنسائي في "المجتبى" 7/ 39، والدارمي 2/ 252، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2695) من طرق عن محمد بن عمرو، به، ولفظه عند الطحاوي: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة في الزرع، والمزابنة في التمر. قال: والمحاقلة: الرجل يأتي الزرع وهو في كُدْسه، فيقول: أشتري منك هذا الكدس بكذا وكذا، يعني من الحنطة، والمزابنة: أن يأتي التمر في رؤوس النخل، فيقول: آخذ منك هذا بكذا وكذا من التمر.

قلنا: وهذا معنى آخر للمحاقلة غير كراء الأرض، كما سلف في الرواية رقم (11021)، وهو في معنى المزابنة.

(2)

في (س) و (ظ 4) و (ق) و (م): عمرو، وهو تحريف.

ص: 182

مُجَزِّزٍ (1) عَلَى بَعْثٍ أَنَا فِيهِمْ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَأْسِ غَزَاتِنَا، أَوْ كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، أَذِنَ لِطَائِفَةٍ مِنَ الْجَيْشِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللهِ بْنَ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ، وَكَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ - يَعْنِي مُزَاحًا (2) -، وَكُنْتُ مِمَّنْ رَجَعَ مَعَهُ، فَنَزَلْنَا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، قَالَ: وَأَوْقَدَ الْقَوْمُ نَارًا لِيَصْنَعُوا عَلَيْهَا صَنِيعًا لَهُمْ، أَوْ يَصْطَلُونَ. قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: أَلَيْسَ لِي عَلَيْكُمُ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَمَا أَنَا بِآمِرِكُمْ بِشَيْءٍ إِنْ صَنَعْتُمُوهُ (3)؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: أَعْزِمُ عَلَيْكُمْ بِحَقِّي وَطَاعَتِي لَمَا تَوَاثَبْتُمْ فِي هَذِهِ النَّارِ. فَقَامَ نَاسٌ فَتَحَجَّزُوا، حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُمْ وَاثِبُونَ قَالَ: احْبِسُوا أَنْفُسَكُمْ، فَإِنَّمَا كُنْتُ أَضْحَكُ مَعَكُمْ. فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ قَدِمُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ أَمَرَكُمْ مِنْهُمْ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا تُطِيعُوهُ "(4).

(1) في (م): محرز، وهو تصحيف.

(2)

في (ظ 4): مزاح، وهي نسخة في هامش (س).

(3)

في (م) يأمركم بشيء أن صنعتموه.

(4)

إسناده حسن، محمد بن عمرو: هو ابن وقاص الليثي، حسن الحديث، ويقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 543 و 14/ 341، وابن ماجه (2863)، وأبو يعلى (1349)، وابن حبان (4558)، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب، في الرواية رقم (4668).

قال السندي: قوله: علقمة بن مجزز -هو بجيم وزايين معجمتين، أولهما =

ص: 183

11640 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ غُلَامًا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَتَاهُ ذَاتَ يَوْمٍ بِتَمْرٍ رَيَّانَ، وَكَانَ تَمْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْلًا فِيهِ يُبْسٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَنَّى لَكَ هَذَا التَّمْرُ؟ " فَقَالَ: هَذَا صَاعٌ اشْتَرَيْنَاهُ بِصَاعَيْنِ مِنْ تَمْرِنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ هَذَا لَا يَصْلُحُ، وَلَكِنْ بِعْ تَمْرَكَ وَاشْتَرِ مِنْ أَيِّ تَمْرٍ شِئْتَ "(1).

= مشددة مكسورة-. وفي "الإِصابة"[7/ 53 - 54]: ذكر الواقدي أن هذه السرية كانت إلى ناس من الحبشة بساحل يقال له الشعيبة، وكانت في ربيع الآخر سنة تسع، وروى ابن عائذ في "المغازي" بسند ضعيف إلى ابن عباس قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك بعث منها علقمة بن مجزز إلى فلسطين.

قوله: أمَّر: من التأمير.

قوله: ليصنعوا

إلخ، أي: يطبخوا عليها شيئاً.

قوله: أو يصطلون: كأنه عطف على ليصنعوا لا على الفعل المنصوب، أي: أو أوقد ناراً يصطلون، أي: يقون أنفسهم من البرد.

قوله: لما تواثبتم، أي: إلا تواثبتم: من التواثب.

قوله: فتحجزوا، أي: أعدوا أنفسهم للوثوب، واجتمعوا لذلك.

قوله: "من أمركم منهم"، أي: من الأمراء.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وقد سمع من سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل اختلاطه، قَتَادة: هو ابن دِعَامة السَّدُوسي.

وقد سلف بهذا الإِسناد عدا شيخ أحمد بهذا المتن برقم (11412).

وسلف نحوه برقم (10992).

ص: 184

11641 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جُلِدَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَمْرِ بِنَعْلَيْنِ أَرْبَعِينَ، فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ، جُلِدَ (1) بَدَلَ كُلِّ نَعْلٍ سَوْطًا (2).

11642 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ وَأَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ يَزِيدُ: أَخْبَرَنَا (3) ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ (4). قَالَ أَبُو النَّضْرِ: أَنْ يُشْرَبَ مِنْ أَفْوَاهِهَا.

(1) في هامش (ظ 4): جعل، نسخة. قلنا: هي موافقة لرواية ابن أبي شيبة.

(2)

إسناده ضعيف لضعف زيد العَمِّي: وهو ابن الحواري، والمسعودي: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة قد اختلط، وسماع يزيد -وهو ابن هارون- منه بعد الاختلاط. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 547 عن يزيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 157 عن محمد بن بحر، عن يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن زيد العمي، عن أبي الصديق أو أبي نضرة، عن أبي سعيد، به، على الشك.

وقد سلف نحوه برقم (11277).

قال السندي: قوله: جلد بدل كل نعلٍ سوطاً: كان هذا في أول الأمر، وإلا فقد جاء أنه جعل في آخر الأمر ثمانين.

(3)

في هامش (س): أنبأنا، نسخة.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وأبو النضر: =

ص: 185

11643 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ، فَأَتَانَا (1) بِزُبْدٍ وَكُتْلَةٍ، فَأُسْقِطَ ذُبَابٌ فِي الطَّعَامِ، فَجَعَلَ أَبُو سَلَمَةَ يَمْقُلُهُ بِأُصْبُعِهِ فِيهِ، فَقُلْتُ: يَا خَالُ، مَا تَصْنَعُ؟ فَقَالَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ

= هو هاشم بن القاسم، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي العامري، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله.

وأخرجه الدارمي 2/ 119 عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (5625)، وأبو عوانة 5/ 339، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 277، والبيهقي في "المعرفة"(14460)، وفي "الشعب"(6016) من طرق عن ابن أبي ذئب، به.

وقال الحافظ في "الفتح" 10/ 90: وجزم الخطابي أن تفسير الاختناث من كلام الزهري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 207، والبيهقي في "الشعب"(6018) من طريق يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب، به، بلفظ: شرب رجل من سقاء، فانساب في بطنه جان، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اختناث الأسقية. وقال البيهقي: هو بهذا اللفظ من حديث ابن أبي ذئب غريب.

وبهذا اللفظ أخرجه البيهقي أيضاً في "السنن" 7/ 285، وفي "الشعب"(6017) من طريق يزيد بن هارون، عن إسماعيل المكي، عن الزهري، به.

وقال البيهقي في "الشعب": وإسماعيل هذا غير قوي في الحديث، وهو بهذا الإِسناد أشبه، ولا أراه من حديث ابن أبي ذئب بهذا اللفظ محفوظاً، والله أعلم.

قلنا: إسماعيل المكي هو ابن مسلم، ضعيف.

وقد سلف برقم (11026).

(1)

في (ظ 4): فأتى، وأشير إلى لفظة "نا" في (س) أنها نسخة.

ص: 186

أَحَدَ جَنَاحَيِ الذُّبَابِ سُمٌّ وَالْآخَرَ شِفَاءٌ، فَإِذَا وَقَعَ فِي الطَّعَامِ فَامْقُلُوهُ، فَإِنَّهُ يُقَدِّمُ السُّمَّ، وَيُؤَخِّرُ الشِّفَاءَ " (1).

11644 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ وَحَجَّاجٌ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حُبِسْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ، حَتَّى ذَهَبَ هَوِيٌّ مِنَ

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سعيد بن خالد: وهو القارظي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه ابن ماجه (3504)، والبغوي (2815) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2188) وعبد بن حميد في "المنتخب"(884)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3289)، والبيهقي في "السنن" 1/ 253 من طرق عن ابن أبي ذئب، به.

وقد سلف برقم (11189).

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5782)، وقد سلف 2/ 229 - 230.

وآخر من حديث أنس عند البزار (2866)(زوائد)، أورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 38، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في "الأوسط".

قال السندي: قوله: بزبد: بضم فسكون: زبد اللبن. وكتلة: بضم فسكون: القطعة المجتمعة من التمر ونحوه.

ص: 187

اللَّيْلِ، حَتَّى كُفِينَا، وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ:{وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25]، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلَالًا، فَأَمَرَهُ فَأَقَامَ، فَصَلَّى الظُّهْرَ، وَأَحْسَنَ كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ أَقَامَ لِلْعَصْرِ، فَصَلَّاهَا كَذَلِكَ، ثُمَّ أَقَامَ الْمَغْرِبَ، فَصَلَّاهَا كَذَلِكَ، ثُمَّ أَقَامَ الْعِشَاءَ، فَصَلَّاهَا كَذَلِكَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ. قَالَ حَجَّاجٌ: فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: 239](1).

11645 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَخِيهِ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْعَزْلِ شَيْئًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْنَا: الرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الْمَرْأَةُ الْمُرْضِعُ، فَيُصِيبُ مِنْهَا، وَيَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ، فَيَعْزِلُ عَنْهَا، وَالرَّجُلُ تَكُونُ (2) لَهُ الْجَارِيَةُ لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرَهَا، فَيُصِيبُ مِنْهَا، وَيَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ، فَيَعْزِلُ عَنْهَا؟ فَقَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (11465)، إلا أن في هذه الرواية زيادة. يزيد: وهو ابن هارون، بدل: أبي عامر العقدي هناك.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 70 و 14/ 272 - 273، والدارمي 1/ 358، وأبو يعلى (1296) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11198).

(2)

في (م): وتكون، دون كلمة "الرجل".

ص: 188

" لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا، فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ "(1).

11646 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ وَالْمُسْتَمِرِّ قَالَا: سَمِعْنَا أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، حَشَتْ خَاتَمَهَا مِسْكًا، وَالْمِسْكُ (2) أَطْيَبُ الطِّيبِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان الأزدي القُردوسي من أثبت الناس في ابن سيرين، محمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5047)، وأبو يعلى (1306) من طريقين عن يزيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1438)(131) من طريق عبد الأعلى، عن هشام، به.

وقد سلف برقم (11078).

(2)

في النسخ الخطية: أو المسك، وعليها علامة الصحة في (س). قلنا: رواية مسلم وأبي يعلى والبيهقي، وكذلك في مصادر التخريج من طريق يزيد، وليس فيها "أو".

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. خليد بن جعفر، والمستمر: وهو ابن الريان، وأبو نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، ثلاثتهم من رجاله، والباقي من رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه مسلم (2252)(19)، وأبو يعلى (1232)، والبيهقي في "السنن" 3/ 405 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 190 من طريق عبد الرحمن، عن شعبة، به. =

ص: 189

11647 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ. قَالَ أَبِي (1): وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَرَأَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَأَصَبْنَا سَبَايَا مِنْ سَبْيِ (2) الْعَرَبِ، فَاشْتَهَيْنَا النِّسَاءَ، وَاشْتَدَّتْ عَلَيْنَا الْعُزْبَةُ، وَأَحْبَبْنَا الفداء (3)، وَأَرَدْنَا أَنْ نَعْزِلَ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ (4)، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:" مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا، مَا مِنْ نَسَمَةٍ كَائِنَةٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَهِيَ كَائِنَةٌ "(5).

= وأخرجه النسائي 8/ 151 من طريق شبابة، عن شعبة، عن خليد، به (ولم يقرن به المستمر).

سلف بالأرقام (11269) و (11311)، ومطولاً بالأرقام (11364) و (11426).

(1)

في (س): وقال أبي.

(2)

في (ق) وهامش (س): سبايا.

(3)

عبارة: "وأحببنا الفداء" ليست في (ظ 4)، وجاءت في (م):"وأحببنا الْعَزْلَ".

(4)

قوله: "عن ذلك" ليس في (م).

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك: هو ابن أنس، وإسحاق: هو ابن عيسى ابن الطباع من رجال مسلم، =

ص: 190

11648 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ وَهُوَ بِالْيَمَنِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذُهَيْبَةٍ فِي تُرْبَتِهَا، فَقَسَمَهَا بَيْنَ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي مُجَاشِعٍ، وَبَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ، وَبَيْنَ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ، وَبَيْنَ زَيْدِ الْخَيْرِ الطَّائِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ، قَالَ: فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ فَقَالُوا: يُعْطِي

= متابع، وربيعة بن أبي عبد الرحمن: هو المعروف بربيعة الرأي. وابنُ مُحَيْريز: هو عبد الله.

وهو في "موطأ" مالك 2/ 594، ومن طريقه أخرجه البخاري (2542)، وأبو داود (2172)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 33، وفي "شرح مشكل الآثار"(3919)، والبيهقي في "السنن" 7/ 229، والبغوي في "شرح السنة"(2295).

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 427 - 428، وسعيد بن منصور (2220)، والبخاري (4138)، ومسلم (1438)(125)، والنسائي في "الكبرى"(5045)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3702) من طرق عن ربيعة، به.

وقد سلف برقم (11078).

قوله: فطالت علينا الغُرْبة، وأحببنا الفداء: قال النووي: معناه احتجنا إلى الوطء، وخفنا من الحَبَل، فتصير أمَّ ولد يمتنع علينا بيعها، وأخذُ الفداءِ فيها. قلنا: ولفظ الرواية الآتية برقم (11839): فنحب الأثمان.

قوله: ما عليكم أن لا تفعلوا: قال النووي: معناه: ما عليكم ضرر في ترك العزل، لأن كل نفس قدر الله خلقها لا بد أن يخلقها سواء عزلتم أم لا، وما لم يقدر خلقها لا يقع، سواء عزلتم أم لا، فلا فائدة في عزلكم، فإنه إن كان الله تعالى قدر خلقها سبقكم الماء، فلا ينفع حرصكم في منع الخلق.

ص: 191

صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا؟ قَالَ: " إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ " قَالَ: فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِئُ الْجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، مَحْلُوقٌ، قَالَ: فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اتَّقِ اللهَ. قَالَ:" فَمَنْ يُطِيعُ (1) اللهَ إِذَا عَصَيْتُهُ؟ أَيَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَلَا تَأْمَنُونِي! " قَالَ: فَسَأَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ قَتْلَهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُرَاهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَمَنَعَهُ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ:" مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ، كَمَا مُرُوقِ (2) السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ "(3).

(1) في (س) و (ق) و (م): يُطِع، وضبب فوقها في (س).

(2)

في (م): كما مروق.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو ابن سعيد بن مسروق الثوري، وابن أبي نُعْم: هو عبد الرحمن البَجَلي.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18676)، ومن طريقه أخرجه البخاري (7432)، والنسائي 7/ 118، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (3344) و (4667)، وأبو داود (4764) عن محمد بن كثير، والبخاري (7432) عن قبيصة، كلاهما عن سفيان، به.

وأخرجه سعيد بن منصور في "السنن"(2903)، ومسلم (1064)(143)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 87 - 88، وفي "الكبرى"(11221)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 426 - 427 من طريق أبي الأحوص سلام بن سُلَيم، عن سعيد بن مسروق، به. =

ص: 192

11649 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ اسْتِئْجَارِ الْأَجِيرِ حَتَّى يُبَيَّنَ أَجْرُهُ، وَعَنِ النَّجْشِ، وَاللَّمْسِ، وَإِلْقَاءِ الْحَجَرِ (1).

11650 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَصْدَقُ الرُّؤْيَا بِالْأَسْحَارِ "(2).

= وقد سلف برقم (11008)، وسيكرر برقم (11695).

(1)

صحيح لغيره، دون قوله: نهى عن استئجار الأجير حتى يبين أجره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وقد سلف الكلام على إسناده وتخريجه في الرواية رقم (11565). سُرَيج: هو ابن النعمان الجوهري.

(2)

إسناده ضعيف لضعف دراج -وهو ابن سمعان- في روايته عن أبي الهيثم -وهو سليمان بن عمرو العتواري- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج -وهو ابن النعمان- فمن رجال البخاري. ابن وهب: هو عبد الله.

تنبيه: قد وقع في "أطراف المسند" 6/ 375 أن شيخ أحمد في هذا الحديث هو هارون بدل سريج، وهو سبقُ قلمٍ من الحافظ رحمه الله، فالنسخ الخطية التي عندنا جميعُها اتفقت على أنه سريج، وهو كذلك في الطبعة الميمنية.

وأخرجه الدارمي 2/ 125، وأبو يعلى (1357)، وابن حبان (6041)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 980 و 4/ 1519، والحاكم 4/ 392، والبيهقي في "الشعب"(4768) من طرق عن ابن وهب، بهذا الإِسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! قال ابن عدي -وقد ذكر هذا الحديث ضمن أحاديث أخرى-: =

ص: 193

11651 -

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسْجِدَ، فَاشْهَدُوا عَلَيْهِ بِالْإِيمَانِ. قَالَ اللهُ عز وجل: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ، مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} "(1).

= وعامةُ هذه الأحاديث التي أمليتُها مما لا يُتابع دراج عليه

ومما لا ينكر من أحاديثه بعضُ ما ذكرت، وهو قوله:"أصدقُ الرؤيا بالأسحار".

وقد سلف برقم (11240).

(1)

إسناده ضعيف وهو إسناد سابقه.

وأخرجه الترمذي (2617) و (3093)، والدارمي 1/ 278، وابن خزيمة (1502)، وابن حبان (1721)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 981، والحاكم 1/ 212 - 213، 2/ 332، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 327، والبيهقي في "السنن" 3/ 66، من طرق عن ابن وهب، بهذا الإِسناد، وقال الترمذي: هذا حديث غريب حسن، وقال الحاكم 1/ 212 - 213: هذه ترجمة للمصريين لم يختلفوا في صحتها وصدق رواتها، غير أن شيخي الصحيح لم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: دراج كثير المناكير.

وأخرجه الترمذي (3093)، وابن ماجه (802)، وابن عدي 3/ 1013 من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، به.

وسيأتي برقم (11725).

قال السندي: قوله: "يعتاد المسجد"، أي: يلازمه ويرجع إليه كرة بعد أخرى.

قلنا: ومع ضعف إسناده يرد عليه حديث سعد بن أبي وقاص السالف برقم (1522)، وفيه أنه قال: يا نبيَّ الله، أعطيت فلاناً وفلاناً، ولم تعط فلاناً شيئاً وهو مؤمن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أو مسلم". حتى أعادها سعد ثلاثاً، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول:"أو مسلم"، وهو عند البخاري (27)، ومسلم (150)(237).

ص: 194

[التوبة: 18].

11652 -

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَقُولُ الرَّبُّ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ: سَيُعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ (1) مِنْ أَهْلِ الْكَرَمِ " فَقِيلَ: وَمَنْ أَهْلُ الْكَرَمِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مَجَالِسُ الذِّكْرِ فِي الْمَسَاجِدِ "(2).

11653 -

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللهِ حَتَّى يَقُولُوا مَجْنُونٌ "(3).

(1) لفظ اليوم، ليس في (س) و (ق) و (ص) و (م)، والمثبت من (ظ 4).

(2)

إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11650).

وأخرجه أبو يعلى (1046)، وابن حبان (816)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 980، والبيهقي في "الشعب"(535) من طرق عن ابن وهب، بهذا الإِسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 76، وقال: رواه أحمد بإسنادين، وأحدهما حسن، وكذلك أبو يعلى!

قلنا: الإِسناد الآخر سيأتي برقم (11722)، وهو ضعيف كذلك.

(3)

إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11650).

وأخرجه ابن حبان (817)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(4)، وابن عدي 3/ 980، والحاكم 1/ 499، والبيهقي في "الشعب"(526) من طرق عن ابن وهب، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم، وقد سقط هذا الحديث من مطبوع "تلخيص المستدرك" للذهبي، وهو على الأغلب لا يوافقه على تصحيح حديث يرويه بهذا الإِسناد، فقد تعقبه في غير ما حديث من هذه الأحاديث بقوله: دراج كثير المناكير، وقد ساق لدراج في "ميزان الاعتدال" أحاديث منكرة، وعدَّ هذا منها. =

ص: 195

11654 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَسُرَيْجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْجُهَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مَرْوَانَ وَهُوَ يَسْأَلُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ: هَلْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَنَفَّسَ وَهُوَ يَشْرَبُ فِي إِنَائِهِ؟ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنِّي لَا أُرْوَى مِنْ نَفَسٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ:" فَإِذَا تَنَفَّسْتَ فَنَحِّ الْإِنَاءَ (1) عَنْ وَجْهِكَ " قَالَ: فَإِنِّي أَرَى الْقَذَى (2) فَأَنْفُخُهَا؟ قَالَ: " فَإِذَا رَأَيْتَهَا فَأَهْرِقْهَا، وَلَا تَنْفُخْهَا "(3).

11655 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، يَعْنِي أَبَا إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبَ، حَدَّثَنَا

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 75 - 76، وقال: رواه أحمد، وفيه دراج، وقد ضعفه جماعة، ووثقه غير واحد، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد ثقات.

وسيأتي برقم (11674).

قال السندي: قوله: "أكثروا ذكر الله حتى يقولوا": أي لأحدكم.

قوله: "مجنون"، أي: هو مجنون، وبهذا ظهر وجه إفراد مجنون، وإلا فالظاهر الجمع، وضمير يقولوا: المنافقين، أضمروا بلا سبق ذكر اعتماداً على الظهور، إذ مثل هذا القول لا يكون إلا منهم.

(1)

في (م): الماء.

(2)

في (م): القذاة.

(3)

حديث صحيح، فليح -وهو ابن سليمان، وإن تكلم بعض الأئمة في حفظه- توبع. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وسريج: هو ابن النعمان.

وقد سلف برقم (11203).

ص: 196

مَرْوَانُ، يَعْنِي ابْنَ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيَّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ (1) بْنُ حَمْزَةَ الْعُمَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ مَوْلَى آلِ أَبِي سُفْيَانَ (2) سَمِعْتُ (3) أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا "(4).

(1) في (م): عمرو، وهو تحريف.

(2)

في (م): آل أبي سعيد، وهو تحريف.

(3)

في (ظ 4): قال: سمعت ..

(4)

إسناده على شرط مسلم، عمر بن حمزة العمري، قال أحمد: أحاديثه مناكير، وضعفه ابن معين والنسائي وابن حجر، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان ممن يخطئ، وأورد الذهبي هذا الحديث له في "ميزان الاعتدال" 3/ 192، وقال: هذا مما استنكر لعمر، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 391، ومسلم (1437)(123)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(619)، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 236، والبيهقي في "السنن" 7/ 193 - 194، وفي "الشعب"(5231)، وفي "الآداب"(55) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1437)(124)، وأبو داود (4870)، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 236 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن عمر بن حمزة، به.

وانظر (11235).

وفي الباب من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (10977).

وعن أسماء بنت يزيد، سيرد 6/ 456 - 457، وهو حديث صحيح بشواهده.

قال السندي: قوله: "إن من أعظم الأمانة"، أي: من أعظم نقض الأمانة وهتكها وزراً. =

ص: 197

11656 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو لَيْلَى، قَالَ أَبِي: سَمَّاهُ سُرَيْجٌ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَيْسَرَةَ الْخُرَاسَانِيَّ، عَنْ غياث (1) الْبَكْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نُجَالِسُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ بِالْمَدِينَةِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ خَاتَمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي كَانَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَقَالَ بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ هَكَذَا: لَحْمٌ نَاشِزٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ صلى الله عليه وسلم (2).

= قوله: "الرجل"، أي: هتك أمانة الرجل.

قوله: "يفضي": الظاهر أن تعريف الرجل للجنس، ولم يقصد به معيَّن، فهو في حكم النكرة، فلذلك وصف بالجملة المصدرة بالمضارع، ومثله قوله تعالى:{كمثل الحمار يحمل أسفاراً} ، وقول الشاعر: ولقد أمر على اللئيم يسبّني، والله تعالى أعلم.

قوله: "سرها"، أي: ما جرى بينه وبينها حال المخالطة، وفيه تحريم إفشاء ما يجري بين الزوجين من أمور الاستمتاع، ووصف تفاصيل ذلك، وما يجري من المرأة قولاً أو فعلاً أو نحوهما، وأما ذكر الجماع مجرداً فمكروه بلا فائدة.

(1)

كذا في النسخ الخطية و (م)، وفي "أطراف المسند" لابن حجر 6/ 307، وترجم له البخاري في "التاربخ الكبير" 7/ 55، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 12، وابن حبان في "الثقات" 5/ 274 باسم عَتَّاب، وقال ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 6/ 145 فيما نقله عن البخاري: وقال بعضهم: غياث، ولا يصح غياث، وحكى ابن ماكولا في "الإِكمال" 6/ 133 فيه القولين، ولم يرجح أحدهما.

(2)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن ميسرة الخراساني، وعتاب البكري، انفرد بالرواية عنه عبد الله بن ميسرة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ ابن حجر في "التعجيل" وهو على شرطهما. سريج: هو ابن النعمان الجوهري. =

ص: 198

11657 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى

= وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 1/ 265 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن عبد الله بن ميسرة، به، ولفظه: الختم الذي بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم لحمة ناتئة.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 44، والترمذي في "الشمائل" (21) من طريق بشر بن وضاح: وهو البصري عن بشير بن عقبة الدورقي، عن أبي نضرة، سألت أبا سعيد عن خاتم النبي صلى الله عليه وسلم -يعني خاتم النبوة-، قال: كان بضعة ناشزة. وهذا إسناد حسن.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 280، وقال: رواه أحمد، وفيه عبد الله بن ميسرة، وثقه ابن حبان، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات! قلنا: فاته أن يعله أيضاً بعتاب، فإنه مجهول كما سلف.

وفي وصف خاتم النبوة أحاديث كثيرة، جاء منها في المسند حديث أبي رمثة، سلف (7109).

وحديث قرة بن إياس، سيرد 3/ 434.

وحديث جابر بن سمرة، سيرد 5/ 90.

وحديث عبد الله بن سرجس، سيرد 5/ 82 - 83.

وحديث عمرو بن أخطب الأنصاري، سيرد 5/ 77.

وفي غير المسند حديث السائب بن يزيد عند البخاري (190)، ومسلم (2345).

قال السندي: قوله: لحم ناشز، أي: مرتفع عن الجسم.

وانظر في صفته "فتح الباري" 6/ 562 - 563.

ص: 199

جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ " (1).

11658 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ خَالِدٍ، يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ (2)، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ سُلَيْمٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَالسِّوَاكَ، وَأَنْ يَمَسَّ مِنَ الطِّيبِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ "(3).

11659 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ

(1) إسناده ضعيف وقد سلف الكلام على إسناده في الرواية رقم (11473).

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 198 من طريق الحسن بن الربيع: وهو ابن سليمان البوراني، عن جعفر، به.

(2)

في (م): زيد، وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير الحسن بن سَوَّار، فقد روى له أبو داود والترمذي والنَّسائي، وهو ثقة. ليث: هو ابن سعد، خالد بن يزيد: هو الجمحي المصري، وسعيد: هو ابن أبي هلال، عمرو بن سُلَيم: هو الزُّرَقي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 97، وفي "الكبرى"(1688) من طريق الحسن بن سَوَّار، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (1743) من طريقين عن الليث، به.

وقد سلف تخريج طريق سعيد بن أبي هلال برقم (11251).

ص: 200

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ صَبَرَ بِالْمَدِينَةِ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

11660 -

حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ أَحَدَ الصَّالِحِينَ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَهُوَ يَمُوتُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَقْرِئْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنِّي السَّلَامَ (2).

11661 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ هُوَ ابْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (3) بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا حَلِيمَ إِلَّا ذُو عَثْرَةٍ، وَلَا حَكِيمَ إِلَّا ذُو تَجْرِبَةٍ "(4).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وسلمة بن الفضل: وهو الأبرش الأنصاري، مختلف فيه.

وقد سلف برقم (11246).

(2)

هذا الأثر إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي إبراهيم إسماعيل بن محمد، فمن رجال التعجيل، وهو ثقة. يوسف بن الماجشون: هو يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون. مولى آل المنكدر.

(3)

قوله: عبد الله، ليس في (ظ 4)، وأشير إليها في (س) أنها نسخة.

(4)

إسناده ضعيف لضعف دراج -وهو ابن سمعان أبو السمح- في روايته عن أبي الهيثم -وهو سليمان بن عمرو العُتْواري- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. =

ص: 201

11662 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: أَنْبَأَنَا (1) عَبْدُ اللهِ. وعَتَّاب (2) قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ: أَنْبَأَنَا (1) يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ (3).

11663 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ

= وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 54 من طريق أحمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1521، وأبو الشيخ في "الأمثال"(41) من طريق هارون بن معروف، به. ولفظه عند أبي الشيخ:"لا حليم إلا ذو أناة، ولا حكيم إلا ذو تجربة".

وقد سلف برقم (11056).

(1)

في (ظ 4) و (م): أخبرنا.

(2)

في (م): عبد الله بن عتاب، وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق: وهو المروزي، فمن رجال الترمذي، وعتاب: وهو ابن زياد الخراساني، من رجال ابن ماجه، وكلاهما ثقتان، وقد توبعا، عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله. وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود.

وأخرجه البخاري (5626) عن محمد بن مقاتل، عن عبد الله، به.

وأخرجه مسلم (2023)(111)، وابن ماجه (3418)، وأبو عوانة 5/ 339، وابن حبان (5317) من طريق ابن وهب، عن يونس، به.

وقد سلف برقم (11026).

واختناث الأسقية: ثني فمها إلى خارج والشرب منها.

ص: 202

أَبِي الْمَوَالِ -مَوْلًى لِآلِ عَلِيٍّ- قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: كَانَتْ جَنَازَةٌ فِي الْحِجْرِ، فَجَاءَ (1) أَبُو سَعِيدٍ، فَوَسَّعُوا لَهُ، فَأَبَى أَنْ يَتَقَدَّمَ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ خَيْرَ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا "(2).

11664 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ خَلَا مِنَ النَّاسِ رَغَسَهُ اللهُ مَالًا وَوَلَدًا، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ دَعا (3) بَنِيهِ، فَقَالَ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ، قَالَ: فَإِنَّهُ وَاللهِ مَا ابْتَأَرَ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا قَطُّ. فَإِذَا مَاتَ فَأَحْرِقُوهُ حَتَّى إِذَا كَانَ فَحْمًا فَاسْحَقُوهُ، ثُمَّ أَذْرُوهُ فِي يَوْمٍ - يَعْنِي - رِيحٍ عَاصِفٍ "(4).

(1) في (ق): فجاءها.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- فقد أخرج له البخاري متابعةً، والنسائي وابن ماجه وأبو داود في "فضائل الأنصار"، وهو ثقة، وثَّقه ابن معين وأحمد والبغوي والدارقطني والطبراني، وذكره ابن شاهين، وقال أبو حاتم: ما كان به بأس. وغير عبد الرحمن بن أبي الموال فمن رجال البخاري، وهو ثقة. عبد الرحمن بن أبي عَمرة: هو الأنصاري البخاري.

وقد سلف برقم (11137).

(3)

في (ق) و (م): ودعا.

(4)

في (س) و (ص) و (م): ريحاً عاصفاً، والمثبت من (ظ 4) و (ق)، وهامش =

ص: 203

قَالَ: وَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَرَبِّي، فَفَعَلُوا وَرَبِّي، لَمَّا مَاتَ أَحْرَقُوهُ حَتَّى إِذَا كَانَ فَحْمًا سَحَقُوهُ، ثُمَّ أَذْرَوْهُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ. قَالَ رَبُّهُ: كُنْ، فَإِذَا هُوَ رَجُلُ قَائِمٌ، قَالَ لَهُ رَبُّهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى الَّذِي صَنَعْتَ؟ قَالَ: رَبِّ خِفْتُ عَذَابَكَ. قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا تَلَافَاهُ غَيْرُهَا أَنْ غَفَرَ اللهُ لَهُ ". قَالَ الْحَسَنُ مَرَّةً: مَا تَلَاقَاهُ غَيْرُهَا أَنْ غَفَرَ اللهُ لَهُ. قَالَ قَتَادَةُ: رَجُلٌ خَافَ عَذَابَ اللهِ، فَأَنْجَاهُ اللهُ مِنْ مَخَافَتِهِ (1).

= (س)، وعليها علامة الصحة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وعقبة بن عبد الغافر: هو الأَزْدي العَوْذِي.

وأخرجه مسلم (2757)(28) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (3478)، ومسلم (2757)(27) و (28)، وابن حبان (649)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 510 - 511، من طريقين عن قتادة، به.

وقد سلف نحوه برقم (11096)، وسيأتي برقم (11736).

قال السندي: قوله: "ممن خلا"، أي: مضى وسبق.

قوله: "رَغَسه" كمنعه: براء مهملة، ثم غين معجمة، ثم سين مهملة، أي: أعطاه وأكثر له منهما.

قوله: "ما ابتأر": على صيغة المتكلم، افتعال من بأر، موحدة، ثم همز، ثم اختلف في أنه راء مهملة أو زاي معجمة، أي: لم يقدم لنفسه، ولم يدَّخر.

قوله: "وربي" على لفظ القسم، من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 204

11665 -

حَدَّثَنَا (1) الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تُمْلَأُ الْأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي، يَمْلِكُ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا، فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا "(2).

11666 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَلَا إِنَّ لِكُلِّ

(1) في (س) و (م) و (ق): قال، والمثبت من (ظ 4).

(2)

حديث صحيح دون قوله: "يملك سبعاً أو تسعاً". مطر الوَرَّاق: وهو ابن طهمان، وإن كان فيه ضعف من جهة حفظه متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي هارون العَبْدي: وهو عمارة بن جُوين، فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وهو متروك، وقد توبع.

وأخرجه الحاكم 4/ 558 من طريق أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي.

وقد سلف برقم (11223) من طريق حماد بن سلمة، عن مطر والمعلى بن زياد، عن أبي الصديق، وانظر ما ذكرناه هناك، وانظر (11130).

وسلف أيضاً برقم (11313)، من طريق عوف بن أبي جميلة، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد دون قوله:"يملك سبعاً أو تسعاً"، وهذا إسناد صحيح.

ص: 205

غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ، أَلَا وَلَا غَدْرَ أَعْظَمُ مِنْ إِمَامِ عَامَّةٍ " (1).

11667 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " آخِرُ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ رَجُلانِ، يَقُولُ اللهُ لِأَحَدِهِمَا: يَا (2) ابْنَ آدَمَ مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ؟ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا أَوْ رَجَوْتَنِي؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، وَهُوَ أَشَدُّ أَهْلِ النَّارِ حَسْرَةً. وَيَقُولُ لِلْآخَرِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ؟ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا أَوْ رَجَوْتَنِي؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ. قَدْ كُنْتُ أَرْجُو إِذْ (3) أَخْرَجْتَنِي أَنْ لَا تُعِيدَنِي فِيهَا أَبَدًا (4). فَتُرْفَعُ (5) لَهُ شَجَرَةٌ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ،

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن بن موسى: هو الأشيب، أبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.

وأخرجه ابن ماجه (2873) عن عمران بن موسى الليثي، عن حماد بن زيد، به.

وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (11427)، وانظر (11303).

(2)

لفظ "يا" ليس في (ظ 4)، وأشير إليه في (س) أنه نسخة.

(3)

في (ظ 4): إن.

(4)

لفظ "أبداً"، ليس في (ظ 4)، وأشير إليه في (س) أنه نسخة.

(5)

في (ظ 4): فيرفع.

ص: 206

أَقِرَّنِي تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَآكُلَ مِنْ ثَمَرِهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَى، وَأَغْدَقُ مَاءً، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، أَقِرَّنِي تَحْتَهَا، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَآكُلَ مِنْ ثَمَرِهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا. فَيُقِرُّهُ تَحْتَهَا، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَيَيْنِ، وَأَغْدَقُ مَاءً. فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَأَقِرَّنِي تَحْتَهَا، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَآكُلَ مِنْ ثَمَرِهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا. فَيُقِرُّهُ تَحْتَهَا، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلَا يَتَمَالَكُ. فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ تبارك وتعالى: سَلْ وَتَمَنَّ، فَيَسْأَلُ وَيَتَمَنَّى (1)، وَيُلَقِّنُهُ اللهُ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ، فَيَسْأَلَ وَيَتَمَنَّى مِقْدَارَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: ابْنَ آدَمَ، لَكَ مَا سَأَلْتَ " (2). قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ:" وَمِثْلُهُ مَعَهُ ". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ ". ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: حَدِّثْ بِمَا سَمِعْتَ،

(1) قوله: فيسأل ويتمنى، مثبتة من (ظ 4).

(2)

في (ق): ما شئت.

ص: 207

وَأُحَدِّثُ بِمَا سَمِعْتُ (1).

11668 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَفْلَحَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " حُبُّ الْأَنْصَارِ إِيمَانٌ، وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ "(2).

(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(991) عن الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وقوله: قال أبو سعيد الخدري: "ومثله معه"، قال أبو هريرة:"وعشرة أمثاله" هو مقلوب، والصحيح ما سلف بيانه في الرواية التي سلفت برقم (11200)، ووقع عند البزار على وفق ما في "الصحيح"، فقد أخرجه في "الزوائد"(3555) من طريق الحجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، به. وفيه: قال أبو هريرة: "ومثله معه"، قال أبو سعيد:"وعشرة أمثاله".

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 400، وقال: رواه أحمد، والبزار بنحوه إلا أنه قال: عن أبي سعيد: وعشرة أمثاله، وعن أبي هريرة: مثله، ورجالهما رجال الصحيح غير علي بن زيد، وقد وثق على ضعف فيه.

قلنا: قد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11200)، وانظر (11016).

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، حماد بن سلمة لم يدرك أفلح، وهو مولى أبي أيوب الأنصاري.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 29، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. قلنا: لم يشر إلى انقطاع سنده.

وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن عباس في الرواية (2818)، وتتمتها =

ص: 208

11669 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَدَخَلَ أَعْرَابِيٌّ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، فَجَلَسَ الْأَعْرَابِيُّ فِي آخِرِ النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَرَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: فَأَمَرَهُ، فَأَتَى الرَّحَبَةَ (1) الَّتِي عِنْدَ الْمِنْبَرِ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ (2).

11670 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَوَجَدَ رِيحَ ثُومٍ مِنْ رَجُلٍ، فَقَالَ لَهُ لَمَّا فَرَغَ: " يَنْطَلِقُ

في تخريج الرواية السالفة برقم (11407).

(1)

في (ظ 4): فأتى عند الرحبة.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن وردان، فقد روى له أصحاب السنن، والبخاري في "الأدب المفرد"، وثقه أبو داود والعجلي ويعقوب بن سفيان، وقال أبو حاتم والدارقطني: لا بأس به، وقال أبو حاتم في موضع آخر: ليس بالمتين يُكتب حديثه، وضعّفه ابنُ معين، وقال في موضع آخر: صالح، وذكره ابن حبان في "المجروحين"، وقال: كان ممن فحش خطؤه حتى كان يروي عن المشاهير الأشياء المناكير. قال الذهبي في "الميزان": وجاء تضعيفه عن أبي داود أيضاً. حسن: هو ابن موسى الأشيب.

وقد سلف مطولاً برقم (11197).

ص: 209

أَحَدُكُمْ فَيَأْكُلُ مِنْ (1) هَذَا الْخَبِيثِ ثُمَّ يَأْتِي فَيُؤْذِينَا " (2).

11671 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ (3).

11672 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:{كَالْمُهْلِ} ، قَالَ:" كَعَكَرِ الزَّيْتِ، فَإِذَا قَرُبَ (4) إِلَيْهِ، سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِهِ فِيهِ "(5).

(1) لفظ "من" ليس في (ظ 4)، وأشير إليه في (س) أنه نسخة.

(2)

إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن هُبيرة: هو عبد الله السبئي الحضرمي، وحنش بن عبد الله: هو أبو رشدين السبئي.

وانظر (11084).

(3)

إسناده ضعيف كسابقه. يحيى بن إسحاق: هو السَّيْلَحيني، وانظر ما قبله.

(4)

في (ظ 4): قربه، وهي نسخة في هامش (س).

(5)

إسناده ضعيف، درَّاج: وهو أبو السمح يضعف في روايته عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العتواري. حسن: هو ابن موسى الأشيب.

وأخرجه أبو يعلى (1375) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" -زوائد نعيم بن حماد- (316)، وعبد بن =

ص: 210

11673 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، طُوبَى لِمَنْ رَآكَ وَآمَنَ بِكَ، قَالَ:" طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، ثُمَّ طُوبَى ثُمَّ طُوبَى ثُمَّ طُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي " قَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَمَا طُوبَى؟ قَالَ: " شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ مِئَةِ عَامٍ، ثِيَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا "(1).

= حميد في "المنتخب"(930)، والترمذي (2581) و (2584) و (3322)، وابن حبان (7473)، والطبري في "التفسير" 15/ 239، والحاكم 2/ 501 و 4/ 604، والبيهقي في "البعث"(604) من طريقين عن عمرو بن الحارث، عن دراج، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، ومع ذلك صححه الحاكم، ووافقه الذهبي!

وفي الباب عن أبي أمامة، سيرد 5/ 265، وإسناده ضعيف.

وعن ابن عباس، موقوفاً، عند البيهقي في "البعث"(606).

قال السندي: قوله: "كعكر الزيت": هو بفتحتين: الدنس والدرن الذي تحت الزيت.

قوله: "قرب": من التقريب.

قوله: "فروة وجهه"، أي: جلده، وأصله فروة الرأس لجلدته، استعارها من الرأس للوجه.

قوله: "فيه"، أي: في العكر.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه دون قوله: "طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني" فحسن لغيره.

وأخرجه أبو يعلى (1374) من طريق حسن بن موسى الأشيب، بهذا الإِسناد. =

ص: 211

11674 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللهِ، حَتَّى يَقُولُوا مَجْنُونٌ "(1).

= وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 4/ 91 من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، به.

وأخرجه الطبري في "التفسير" 13/ 149، وابن حبان (7230) و (7413) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به.

وأخرجه مختصرا ابن أبي عاصم في "السنة"(1487) من طريق وكيع، عن إبراهيم أبي إسحاق، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، به، بلفظ:"طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني"، وإسناده ضعيف، إبراهيم أبو إسحاق شيخ وكيع غير منسوب، فإن كان إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع أو إبراهيم بن الفضل المخزومي، فالضعف باق لأن كلًّا منهما ضعيف.

وله شاهد من حديث أنس، سيرد 3/ 155.

وآخر من حديث أبي أمامة، سيرد 5/ 248.

وثالث من حديث أبي عبد الرحمن الجهني، سيرد 4/ 152.

ورابع من حديث أبي هريرة عند ابن حبان (7232).

وخامس من حديث عبد الله بن بسر عند الحاكم 4/ 86.

وسادس من حديث ابن عمر عند الطيالسي (1845).

ولا يخلو إسناد واحدٍ منها من مقال غير حديث أبي عبد الرحمن الجهني فإسناده حسن على قول من أثبت صحبته.

قال السندي: قوله: "طوبى ثم طوبى ثم طوبى" إلخ: كأنه قصد به تعظيم إيمان من لم يره، لأنه آمن بغير صرف (أي حيلة)، بخلاف من رآه فإنه قد شاهد من المعجزات والآيات ما جعل الأمر عنده كالعِيان.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه. =

ص: 212

11675 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو نَضْرَةَ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْوَتْرِ، فَقَالَ:" أَوْتِرُوا قَبْلَ الْفَجْرِ "(1).

11676 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، نَهَى عَنْ اسْتِئْجَارِ الْأَجِيرِ حَتَّى يُبَيَّنَ لَهُ أَجْرُهُ، وَعَنْ إِلْقَاءِ الْحَجَرِ، وَاللَّمْسِ، وَالنَّجْشِ (2).

= وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(925)، وأبو يعلى (1376) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11653).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان -وهو ابن يزيد العطار البصري-، وأبي نَضْرة -وهو المنذر بن مالك العَبْدي العَوَقي- فمن رجال مسلم، وأخرج لهما البخاري تعليقاً. عفان: هو ابن مسلم أبو عثمان الصَّفَّار البصري.

وأخرجه الدارمي 1/ 372 عن عفان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2163)، ومن طريقه أبو عوانة 2/ 309 عن أبان بن يزيد، به، وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبان، به.

وسلف بالأرقام (11097) و (11302) و (11324)، وبنحوه برقم (11001).

(2)

صحيح لغيره دون قوله: نهى عن استئجار الأجير حتى يبين له أجره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وقد سلف الكلام على إسناده وتخريجه في الرواية رقم (11565). حسن: هو ابن موسى الأشيب.

ص: 213

11677 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: خَرَجْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، طفنا (1)، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اجْعَلُوهَا عُمْرَةً إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ " فَلَمَّا كَانَ عَشِيَّةُ التَّرْوِيَةِ أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ (2).

11678 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا مَهَابَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُومَ بِحَقٍّ إِذَا عَلِمَهُ ". قَالَ: ثُمَّ بَكَى أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: قَدْ وَاللهِ شَهِدْنَاهُ فَمَا قُمْنَا بِهِ (3).

(1) طفنا، ليست في (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وداود: هو ابن أبي هند، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعة العَبْدِي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 193، وفي "شرح مشكل الآثار"(2438) و (4308) من طريق حجاج بن منهال، عن يزيد بن زُرَيع، به.

وقد سلف برقم (11014).

(3)

مرفوعة صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، ولانقطاعه، الحسن: وهو البصري لم يسمع من أبي سعيد.

وأخرجه الترمذي مطولاً (2191)، وابن ماجه (4007) عن عمران بن موسى، عن حماد بن زيد، به.

وقول أبي سعيد: قد والله شهدناه، فما قمنا به. سيأتي بإسنادٍ صحيح برقم =

ص: 214

11679 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اطْلُبُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ (1): فِي تِسْعٍ يَبْقَيْنَ، وَسَبْعٍ يَبْقَيْنَ، وَخَمْسٍ يَبْقَيْنَ، وَثَلَاثٍ يَبْقَيْنَ "(2).

11680 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ أَهْلَ قُرَيْظَةَ لَمَّا نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ - أَوْ إِلَى خَيْرِكُمْ -"، فَقَالَ: " إِنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا

= (11793) وفيه: فحملني على ذلك أن ركبت إلى معاوية، فملأت أذنيه، ثم رجعت.

وانظر (11017) و (11403).

(1)

في (م) زيادة: من رمضان.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد بن سلمة وأبو نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، من رجاله، والبقية من رجال الشيخين. حُميد: هو ابن أبي حُميد الطَّويل خال حماد بن سلمة.

وأخرجه مختصراً الطيالسي (2166)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5482)، وفي "معاني الآثار" 3/ 90 من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وقد سلف مطولاً برقم (11076).

ص: 215

عَلَى حُكْمِكَ " قَالَ: إِنِّي أَحْكُمُ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ. قَالَ: " لَقَدْ حَكَمْتَ بِحُكْمِ الْمَلِكِ " (1).

11681 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ أَنْبَأَنِي قَالَ: سَأَلْتُ قَزَعَةَ (2) مَوْلَى زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: أَرْبَعٌ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْجَبْنَنِي وَآنَقْنَنِي قَالَ: " لَا تُسَافِرْ امْرَأَةٌ مَسِيرَةَ يَوْمَيْنِ أَوْ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَمَعَهَا زَوْجُهَا أَوْ ذُو مَحْرَمٍ، وَلَا يَصُومُ يَوْمَيْنِ: يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاتَيْنِ: بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَمَسْجِدِي هَذَا "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار، وشعبة: هو ابن الحجاج، وسَعْد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 3/ 424، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 18 من طريق عفان، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11168)، وانظر (11170).

(2)

وقع في النسخ عدا (ظ 4): عكرمة، وهو خطأ، والتصويب من (ظ 4)، ومن "أطراف المسند"، ومن الرواية السالفة برقم (11294)، فهذه الرواية مكررة عنها.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وشعبة: هو ابن الحجاج، وعبد الملك بن عمير: هو اللَّخْمي الفَرَسي، وقَزعة: هو ابن يحيى البصري. =

ص: 216

11682 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُنْتَبَذَ (1) الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ جَمِيعًا، وَالزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ جَمِيعًا (2).

11683 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ (3).

= وهو مكرر الرواية (11294) إلا أن هناك زيادة محمد بن جعفر مع عفان.

وقد سلف برقم (11040).

(1)

في (م): ينبذ.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة، وهو المنذر بن مالك العَبْدِي، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقَتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 293 من طرق، عن همام، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11464)، وانظر (10991).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بَهْز: هو ابن أسد العَمِّي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السَّدوسي، وعبد الله بن أبي عُتْبة: هو مولى أنس بن مالك.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(676)، وابن أبي شيبة 8/ 523 - 524، والبخاري في "صحيحه"(3562) و (6102) و (6119)، وفي "الأدب المفرد" =

ص: 217

11684 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِتِسْعَ عَشْرَةَ، أَوْ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ، فَصَامَ صَائِمُونَ، وَأَفْطَرَ مُفْطِرُونَ، فَلَمْ يَعِبْ هَؤُلَاءِ عَلَى هَؤُلَاءِ، وَلَا هَؤُلَاءِ عَلَى هَؤُلَاءِ (1).

11685 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَخِيهِ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ

= (467) و (599)، ومسلم (2320)، وابن ماجه (4180)، وأبو يعلى (991) و (1156)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1000)، وابن حبان (6306) و (6307) و (6308)، والبيهقي في "السنن" 1/ 1920، وفي "الشُّعَب"(7331)، وفي "الدلائل" 1/ 316، وفي "الآداب"(180)، والبغوي في "شرح السنة"(3693) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه مختصراً الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 49 من طريق أبي صالح، عن أبي سعيد، به.

وسيأتي بالأرقام (11748) و (11833) و (11862) و (11874).

قال السندي: قوله: من العذراء: هي البكر، وهي أبداً توصف بالحياء.

قوله: في خدرها، بكسر معجمة: السِّتْر أو البيت.

قوله: عرفناه، أي: لم يذكره من شدة الحياء، ولكن يظهر في وجهه أنه يكرهه، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (1116)(94)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 68، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 176 من طرق، عن شعبة، به.

وقد سلف بالأرقام (11191) و (11413)، وانظر (11083).

ص: 218

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لَهُ: سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ -، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْعَزْلِ قَالَ:" لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا، فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ "(1).

11686 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قُلْنَ النِّسَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ، غَلَبَ عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَعِدْنَا مَوْعِدًا، فَوَعَدَهُنَّ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَيُّمَا امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ قَدَّمَتْ ثَلَاثًا مِنْ وَلَدِهَا كَانُوا لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ " قَالَتْ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا قَدَّمْتُ اثْنَيْنِ. قَالَ:" وَاثْنَيْنِ "(2).

11687 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ رَجُلًا قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَقَدْ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَلَيْسَتْ لَهُ تَوْبَةٌ، قَالَ: فَانْتَضَى سَيْفَهُ فَقَتَلَهُ، فَكَمَّلَ مِئَةً، ثُمَّ إِنَّهُ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (11458) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ذكوان: هو أبو صالح السَّمَّان.

وقد سلف برقم (11296).

قال السندي: قوله: قلن النساء: على لغة أكلوني البراغيث.

ص: 219

أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ قَتَلَ مِئَةَ نَفْسٍ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ، اخْرُجْ مِنَ الْقَرْيَةِ الْخَبِيثَةِ الَّتِي أَنْتَ بِهَا إِلَى قَرْيَةِ كَذَا وَكَذَا، فَاعْبُدْ رَبَّكَ عز وجل فِيهَا، قَالَ: فَخَرَجَ، وَعَرَضَ لَهُ أَجَلُهُ، فَاخْتَصَمَ فِيهِ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، وَمَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ، قَالَ إِبْلِيسُ: إِنَّهُ لَمْ يَعْصِنِي سَاعَةً قَطُّ. قَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: إِنَّهُ خَرَجَ تَائِبًا " فَزَعَمَ حُمَيْدٌ أَنَّ بَكْرًا حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: " فَبَعَثَ اللهُ مَلَكًا، فَاخْتَصَمَا إِلَيْهِ " رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ قَتَادَةَ قَالَ:" انْظُرُوا إِلَى أَيِّ الْقَرْيَتَيْنِ كَانَ أَقْرَبَ، فَأَلْحِقُوهُ بِهَا "، قَالَ قَتَادَةُ " فَقَرَّبَ اللهُ مِنْهُ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ، وَبَاعَدَ عَنْهُ (1) الْقَرْيَةَ الْخَبِيثَةَ، فَأَلْحَقُوهُ بِأَهْلِهَا "(2).

11688 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ أَنَّهُمْ أَصَابُوا

(1) في (ظ 4) و (ق): منه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذِي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو الصديق: هو بكر بن عمرو الناجي.

وأخرجه ابن ماجه (2622) من طريق عفان، بهذا الإِسناد.

وقول قتادة: فقرب الله منه القرية الصالحة

الخ، إنما رواه عن الحسن البصري، وهو من مراسيله، كما سلف برقم (11154)، وانظره لزاماً.

ص: 220

سَبَايَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَسْتَمْتِعُوا بِهِنَّ وَلَا يَحْمِلْنَ، فَسَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا، فَإِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ كَتَبَ مَنْ هُوَ خَالِقٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(1).

11689 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى، فَلْيَبْنِ عَلَى الْيَقِينِ، حَتَّى إِذَا اسْتَيْقَنَ أَنْ قَدْ أَتَمَّ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، فَإِنَّهُ إِنْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصّفّار، ووهيب: هو ابن خالد، وابنُ محيريز: هو عبد الله.

وأخرجه البخاري (7409) من طريق عفان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 33، وفي "شرح مشكل الآثار"(3703) من طريق الخصيب بن ناصح، عن وهيب، به.

وأخرجه مسلم (1438)(126)، وابن حبان (4193)، والبيهقي في "السنن" 9/ 125 من طريقين عن موسى بن عقبة، به.

وعلقه البخاري بصيغة الجزم بإثر (7409) عن مجاهد، عن قزعة، عن أبي سعيد، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليست نفس مخلوقة إلا الله خالقها"، ووصله الحميدي (747)، وسعيد بن منصور (2218)، ومسلم (1438)(132)، وأبو داود (2170)، والترمذي (1138)، والنسائي في "الكبرى"(9090)، والبيهقي في "السنن" 7/ 229 من طريق سفيان بن عيينة، وأبو يعلى (1135) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، كلاهما عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.

وقد سلف برقم (11078).

ص: 221

كَانَتْ صَلَاتُهُ وِتْرًا، صَارَتْ شَفْعًا، وَإِنْ كَانَتْ شَفْعًا كَانَ ذَلِكَ (1) تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ " (2).

(1) في (ظ 4): ذينك.

(2)

حديث صحيح، فُلَيح: وهو ابن سليمان الخُزَاعي -وإن تكلم بعض الأئمة في حفظه- توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس بن محمد: هو ابن مسلم المؤدب البغدادي.

وأخرجه الدارقطني 1/ 375 من طريق محمد بن أبان، عن فليح، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 25، ومسلم (571)، وأبو داود (1024)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 27، وفي "الكبرى"(584) و (585) و (1161)، وابن ماجه (1210)، وابن خزيمة (1023) و (1024)، وأبو عوانة 2/ 193، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 433، وابن حبان (2664) و (2667)، والدارقطني 1/ 372، 375، والبيهقي في "السنن" 2/ 331 من طرق عن زيد بن أسلم، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 95، ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(3466)، وأبو داود (1026)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 433، والبيهقي في "السنن" 1/ 332، 338، والبغوي في "شرح السنة"(754) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، مرسلاً.

وأخرجه ابن حبان (2663)، والبيهقي 2/ 338 - 339، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 19 من طريق الوليد بن مسلم، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 20 من طريق يحيي بن راشد المازني، كلاهما عن مالك، عن زيد بن أسلم، به، متصلاً.

قال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 18: هكذا روى هذا الحديث عن مالك جميع رواة الموطأ عنه (يعني مرسلاً)، ولا أعلم أحداً أسنده عن مالك إلا الوليد بن مسلم، فإنه وصله وأسنده عن مالك، وتابعه على ذلك يحيى بن راشد -إن صح- =

ص: 222

11690 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ (1)، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا "(2).

11691 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا (3) سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ

= عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلنا: وأخرجه أبو داود (1027) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، مرسلاً.

قال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 19: والحديث متصل مسند صحيح، لا يضره تقصير من قصر به في اتصاله، لأن الذين وصلوه حفاظ مقبولة زيادتهم، وبالله التوفيق.

وسيأتي بالأرقام (11782) و (11794) و (11830)، وانظر (11082)، وانظر حديث عبد الله بن مسعود، السالف برقم (3602)، والتعليق عليه.

(1)

في (ظ 4): في أفق من آفاق السماء. وقوله: "من آفاق" نسخة في هامش (س).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وقد سلف برقم (11213) عن ابن نمير، عن الأعمش، بهذا الإِسناد.

وسلف برقم (11206) من طريق أبي الوداك، عن أبي سعيد، به، وذكرنا هناك شواهده.

(3)

في (ظ 4) و (م): أخبرنا.

ص: 223

أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَصَبْنَا نِسَاءً مِنْ سَبْيِ أَوْطَاسٍ، وَلَهُنَّ أَزْوَاجٌ، فَكَرِهْنَا أَنْ نَقَعَ عَلَيْهِنَّ وَلَهُنَّ أَزْوَاجٌ، فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24]، قَالَ: فَاسْتَحْلَلْنَا بِهَا فُرُوجَهُنَّ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع فيما ذكر المزي في "تهذيب الكمال"، فقد قال في رواية أبي الخليل -وهو صالح بن أبي مريم- عن أبي سعيد: مرسل. وقد أخرجه مسلم (1456)(35)، بهذا الإِسناد من طريق شعبة وسعيد عن قتادة، عن أبي الخليل، عن أبي سعيد. فقال النووي في "شرح مسلم" 10/ 34: هكذا هو في جميع نسخ بلادنا، وكذا ذكره أبو علي الغساني من رواية الجلودي وابن ماهان. قال: وكذلك ذكره أبو معود الدمشقي. قال: ووقع في نسخة ابن الحذاء بإثبات أبي علقمة بين أبي الخليل وأبي سعيد. قال الغساني: ولا أدري ما صوابه. قال القاضي عياض: قال غيرُ الغساني: إثباتُ أبي علقمة هو الصواب. قلت (يعني النووي): ويحتمل أن إثباته وحذفه كلاهما صواب، ويكون أبو الخليل سمع بالوجهين، فرواه تارة كذا، وتارة كذا. قلنا: وقد قال العلائي في "جامع التحصيل"(295) في رواية أبي خليل المرسلة هذه عند مسلم: وروايته عن أبي سعيد في "صحيح مسلم" على قاعدته. قلنا: قال المزي في "تحفة الأشراف"(4077): هكذا وقع في "صحيح مسلم"، والمحفوظ حديث سعيد. قلنا: يعني بإثبات أبي علقمة بين أبي الخليل وأبي سعيد، وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 8 أن إثبات أبي علقمة أصح. وسيرد مثبتاً في الروايتين (11797) و (11798). ورجال الإِسناد ثقات رجال الصحيحين غير عثمان البَتِّي -وهو ابن مسلم، فمن رجال الأربعة، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه الطبري في "التفسير"(8970) من طريق عبد الرزاق، شيخ أحمد، =

ص: 224

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5491)، وأبو يعلى (1148)، والواحدي في "أسباب النزول" ص 141 من طريقين عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الترمذي (1132) و (3017)، والنسائي فى "الكبرى"(11097)، -وهو في "التفسير"(117) -، وأبو يعلى (1231)، والطبري في "التفسير"(8969)، والواحدي ص 142 من طرق عن عثمان البَتِّي، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وليس في هذا الحديث عن أبي علقمة، ولا أعلم أن أحداً ذكر أبا علقمة في هذا الحديث، إلا ما ذكر همام عن قتادة. قلنا: بل ذكر أبا علقمة أيضاً سعيدُ بنُ أبي عروبة، وشعبة، وهشام الدستوائي، ثلاثتهم عن قتادة، كما سيرد في الرواية (11797) وتخريجها.

وأخرجه مسلم (1456)(35)، من طريق شعبة وسعيد عن قتادة، عن أبي الخليل، عن أبي سعيد، به.

وأخرجه عبد الرزاق في "التفسير" 1/ 153 - 154 عن معمر، عن قتادة، عن أبي الخليل أو غيره، عن أبي سعيد. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبري في "التفسير"(8971)، لكن ليس في الإِسناد عنده: أو غيره.

وسيرد برقمي (11797) و (11798)، وانظر (11228).

وفي الباب عن ابن عباس عند النسائي في "الكبرى"(11098) -وهو في "التفسير"(118) - ولم يذكر لفظه، إنما أحال على حديث أبي سعيد، فقال: عن ابن عباس مثله. وأخرجه من حديثه أيضاً الطبراني في "الكبير"(12637) بإسناد آخر، وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 3.

قال السندي: قوله: فاستحللنا بها، أي: بهذه الآية، فروجهن: قالوا: المراد بقوله: {ما ملكت أيمانكم} : المَسْبِيَّات بشأن النزول، ولا يخفى أن هذا يقتضي أن شأن النزول قد يخصص عموم اللفظ، فقولهم: العبرة لعموم اللفظ لا لخصوص السبب أكثري لا كلي. والله تعالى أعلم. قال البغوي في "شرح السنة" =

ص: 225

11692 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا (1) سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَبْغَضَنَّ (2) الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ "(3).

11693 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي تُرْبَتِهَا، فَقَسَمَهَا بَيْنَ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي مُجَاشِعٍ، وَبَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ، وَبَيْنَ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ، وَبَيْنَ زَيْدِ الْخَيْرِ الطَّائِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4).

11694 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، يَعْنِي ابْنَ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنْ غَسْلِ الرَّأْسِ،

= 9/ 320: وتأول ابن عباس الآية على الأَمَة المزوجة يشتريها رجلٌ، وجعل بيعها طلاقاً، وأحلَّ للمشتري وطأها، وعامةُ أهلِ العلم على خلافه، ولم يجعلوا بيع الأمة ذات الزوج طلاقاً.

(1)

في (ظ 4) و (م): أخبرنا.

(2)

في (س) و (م): يَبْغَضَنَّ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وقد سلف بالأرقام (11300) و (11407)، وفي الثاني منهما تخريجه.

(4)

إسناده صحيح على شرطهما، وهو مكرر (11648) سنداً ومتناً.

ص: 226

فَقَالَ: يَكْفِيكَ ثَلَاثُ حَفَنَاتٍ، أَوْ ثَلَاثُ أَكُفٍّ. ثُمَّ جَمَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنِّي رَجُلٌ كَثِيرُ الشَّعْرِ. قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَكْثَرَ شَعْرًا مِنْكَ وَأَطْيَبَ (1).

11695 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي تُرْبَتِهَا، فَقَسَمَهَا بَيْنَ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي مُجَاشِعٍ، وَبَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ، وَبَيْنَ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ، وَبَيْنَ زَيْدِ الْخَيْرِ الطَّائِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ. قَالَ: فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ. قَالُوا: يُعْطِي صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا. قَالَ: " إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ " قَالَ: فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِئُ الْجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، مَحْلُوقٌ، قَالَ: فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ، اتَّقِ اللهَ. قَالَ:" فَمَنْ يُطِيعُ اللهَ إِذَا (2) عَصَيْتُهُ، يَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَلَا تَأْمَنُونِي " قَالَ: فَسَأَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ قَتْلَهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُرَاهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَمَنَعَهُ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: " إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْماً (3) يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام على رجاله في الرواية رقم (11510)، وذكرنا هناك شواهده التي يصحُّ بها.

(2)

في (ق): إن.

(3)

في النسخ: قَوْمٌ، بالرفع، وضبب فوقها في (س).

ص: 227

أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ " (1).

11696 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّورِ قَدِ الْتَقَمَ الصُّورَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ، وَأَصْغَى سَمْعَهُ، يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ "(2).

11697 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ

(1) إسناده صحيح على شرطهما، وهو مكرر (11648) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده ضعيف لضعف العَوْفي: وهو عطية بن سعد، ولاضطرابه فيه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وهو عند عبد الرزاق في "التفسير" 2/ 175.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 130 - 131، والبغوي في "شرح السنة"(4299)، وفي "التفسير" 2/ 147 من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، به، وزادا: فقالوا: يا رسول الله، فكيف تأمرنا؟ قال:"قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل". قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، لا أعلم رواه غير أبي حذيفة.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 105 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن قيس، عن عطية، به. وقال: غريب من حديث الثوري، عن عمرو، لم نكتبه إلا من حديث الفريابي.

وقد سلف مطولاً برقم (11039)، وذكرنا الاضطراب فيه هناك.

ص: 228

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ فِي حَبٍّ وَلَا ثَمَرٍ (1) صَدَقَةٌ، حَتَّى يَبْلُغَ خَمْسَةَ أَوْسَاقٍ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ "(2).

11698 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، حَدَّثَنَا عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نُؤَدِّي صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ جَاءَتِ السَّمْرَاءُ، فَرَأَى أَنَّ مُدًّا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ (3).

(1) نص الإِمامان أحمد ومسلم أن عبد الرزاق قال ثمر -بالثاء- بدل تمر -بالتاء-، وقد جاءت في النسخ الخطية تمر -بالتاء- وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقم (7254).

وسلفت تتمة تخريجه برقم (11571)، وانظر (11030).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5780).

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (1505) و (1508)، والترمذي (673)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 51، وفي "الكبرى"(2291)، والدارمي 1/ 393، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 41، وفي "شرح مشكل الآثار"(3399)، والبيهقي 4/ 164 من طرق عن سفيان، به. وعندهم زيادة:"أو صاعاً من طعام". وستأتي برقم (11932). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، يرون من كل شيء صاعاً، وهو قول الشافعي وأحمد =

ص: 229

11699 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ أَنْ يَرَى أَمْراً للهِ (1) فِيهِ مَقَالًا (2) فَلَا يَقُولُ فِيهِ، فَيُقَالُ

= وإسحاق. وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: من كل شيء صاع إلا من البر، فإنه يجزئ نصف صاع، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك، وأهل الكوفة يرون نصف صاع من بُرٍّ.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 284، ومن طريقه الشافعي في "المسند" 1/ 251 - 252 (بترتيب السندي)، والبخاري (1506)، ومسلم (985)(17)، والدارمي 1/ 393، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 42، وفي "شرح مشكل الآثار"(3400)، والبيهقي 4/ 164، والبغوي (1595)، عن زيد بن أسلم، به. وفيه الزيادة السالفة.

وبنحوه أخرجه البخاري (1510)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 42، وفي "شرح مشكل الآثار"(3404)، من طرق عن زيد بن أسلم، به.

وأخرجه الطيالسي (2226) عن زهير بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عن أبي سعيد قال: كنا نخرج صدقة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً صاعاً وإن كان طعامهم يومئذٍ التمر والزبيب.

وقال أبو داود عقب الحديث رقم (1617). وقد ذكر معاوية بن هشام في هذا الحديث عن الثوري، عن زيد بن أسلم، عن عياض، عن أبي سعيد:"نصف صاع من بر"، وهو وهم من معاوية بن هشام، أو ممن رواه عنه.

وقد سلف برقم (11182).

(1)

في (م) أَمْرَ اللهِ، وهو خطأ.

(2)

كذا في النسخ، وضبب فوقها في (س)، وانظر تعليق السندي السالف بالرواية رقم (11255).

ص: 230

لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكُونَ قُلْتَ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: مَخَافَةُ النَّاسِ. فَيَقُولُ: إِيَّايَ أَحَقُّ أَنْ تَخَافَ " (1).

11700 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، لَا يَشِفُّ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلَا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، لَا يَشِفُّ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلَا تَبِيعُوا غَائِبًا بِنَاجِزٍ "(2).

(1) إسناده ضعيف، أبو البختري: وهو سعيد بن فيروز الطائي، لم يسمع من أبي سعيد، بينهما راوٍ، هو رجل مبهم كما بينه شعبة في الرواية رقم (11868)، وبقية رجاله ثقات، رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وزبيد: هو ابن الحارث الهامي، وعمرو بن مرة: هو الجملي المرادي.

وقد سلف برقم (11440)، وانظر (11255).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني الحمصي، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، ويحيى بن أبي كثير: هو الطائي، ونافع: هو مولى ابن عمر.

وأخرجه الترمذي (1241) من طريق شيبان، وهو عبد الرحمن النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإِسناد، وقال: وحديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرِّبا حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم. إلا ما روي عن ابن عباس أنه كان لا يرى باساً أن يُباع الذهب بالذهب متفاضلاً، والفضة بالفضة متفاضلاً، إذا كان يداً بيد. وقال: إنما الربا =

ص: 231

11701 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، أَوْ عَطِيَّةَ (1)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. وعَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ فِي التَّطَوُّعِ، حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ، يُومِئُ إِيمَاءً، وَيَجْعَلُ السُّجُودَ أَخْفَضَ مِنَ الرُّكُوعِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَالصَّوَابُ عَطِيَّةُ (2).

= في النسيئة. وكذلك رُوي عن بعض أصحابه شيء من هذا. وقد رُوي عن ابن عباس أنه رجع عن قوله حين حدثه أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم. والقول الأول أصح. والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق. ورُوي عن ابن المبارك أنه قال: ليس في الصَّرْف اختلاف.

وقد سلف برقم (11006).

(1)

في (م): وعطية، وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذان إسنادان ضعيفان، لضعف ابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن، وقد رواه عن عطية، عن أبي سعيد -وشك فيه، ولكن الصواب عن عطية كما ذكر عبد الله بن أحمد، وكما سيأتي في التخريج، وعطية: هو ابن سعد العوفي، ضعيف كذلك ورواه عن نافع، عن ابن عمر. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 493 عن وكيع، بالإِسنادين وفيه: عن عطية من غير شك.

وأخرجه البزار (691)"زوائد" من طريق عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 162، وقال: حديث ابن عمر في الصحيح باختصار، وحديث أبي سعيد رواه أحمد والبزار، وفي إسنادهما محمد بن =

ص: 232

11702 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ "(1).

11703 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ، لَا يَشْكُرُ اللهَ عز وجل "(2).

= أبي ليلى، وفيه كلام.

قلنا: ويشهد له حديث جابر بن عبد الله، سيرد 3/ 332، وهو حديث صحيح.

وقد سلف من حديث ابن عمر مختصراً برقم (4470)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد بن بهرام، فمن رجال الترمذي وابن ماجه، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال علي ابن المديني: ثقة عندنا، وإنما كان يروي عن شهر بن حوشب من كتاب كان عنده، وقال ابن عدي: هو في نفسه لا بأس به، وإنما عابوا عليه كثرة روايته عن شهر، وشهر ضعيف.

وقد سلف برقم (11033).

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن، وعطية العوفي: وهو ابن سعد، أما محمد بن ربيعة فهو =

ص: 233

11704 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ: أَلَا تَخْرُجُ بِنَا إِلَى النَّخْلِ نَتَحَدَّثُ؟ قَالَ: فَخَرَجَ، قَالَ: قُلْتُ: حَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَشْرَ الْأُوَلَ مِنْ رَمَضَانَ، فَاعْتَكَفْنَا مَعَهُ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ أَمَامَكَ، فَاعْتَكِفِ (1) الْعَشْرَ الْوَسَطَ مِنْ رَمَضَانَ، وَاعْتَكَفْنَا مَعَهُ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ أَمَامَكَ (1) فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةُ عِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ، قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا فَقَالَ:" مَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلْيَرْجِعْ، فَإِنِّي أُرِيتُ (2) لَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَإِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فِي وَتْرٍ، وَإِنِّي أُنْسِيتُهَا، وَإِنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي أَسْجُدُ فِي طِينٍ وَمَاءٍ " قَالَ: وَمَا نَرَى (3) فِي السَّمَاءِ - قَالَ هَمَّامٌ: أَحْسَبُهُ قَالَ: قَزَعَةً، سَمَّى الْغَيْمَ بِاسْمٍ - فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ، وَكَانَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ جَرِيدَ النَّخْلِ. فَأُمْطِرْنَا، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ وَالْمَاءِ عَلَى جَبْهَةِ

= الكلابي، ثقة، روى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد".

وقد سلف برقم (11280).

(1 - 1) ما بينهما من (ظ 4).

(2)

في (س): أريت أن، وفي (ق): رأيت أن.

(3)

في (ق): ترى.

ص: 234

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَرْنَبَتِهِ، تَصْدِيقًا لِرُؤْيَاهُ (1).

11705 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِسِتَّ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ، فَمِنَّا مَنْ صَامَ، وَمِنَّا مَنْ أَفْطَرَ، فَلَمْ يَعِبِ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ، وَلَا الْمُفْطِرُ (2) عَلَى الصَّائِمِ (3).

11706 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} [الأعراف: 43]، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيَّ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ، فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.

وأخرجه البخاري (813) عن موسى بن إسماعيل، عن همام، بهذا الإِسناد.

وقد سلف بالأرقام (11034) و (11580).

(2)

في (ق) و (م) ولم يعب المفطر.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي.

وأخرجه مسلم (1116)(93)، وأبو يعلى (1035) من طريق هَدَّاب بن خالد، عن همام، به.

وقد سلف برقم (11191)، وانظر (11083).

ص: 235

فَيُقْتَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ " قَالَ:" فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى لِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ لِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا " قَالَ قَتَادَةُ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا يُشْبِهُ لَهُمْ (1) إِلَّا أَهْلُ جُمُعَةٍ حِينَ انْصَرَفُوا مِنْ جُمُعَتِهِمْ (2).

11707 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ "(3).

(1) في (ظ 4): بهم، وهي الأشبه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد بن زُريع سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو المتوكل: هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد.

وأخرجه الطبري في "التفسير" 14/ 38، وابن منده في "الإيمان"(837) من طريق عفان، بهذا الإِسناد. غير أن رواية عفان عند الطبري جعل القَسَم من كلام قتادة. قال الحافظ في "الفتح" 11/ 399: وظاهره أنه مرفوع كله، وكذا في سائر الروايات إلا في رواية عفان عند الطبري.

وأخرجه البخاري (6535)، وابن أبي عاصم في "السنة"(858)، والطبري في "التفسير" 14/ 37 - 38، وابن منده في "الإِيمان"(837)، والبيهقي في "الشعب"(345) من طرق عن يزيد بن زُرَيع، به.

وقد سلف برقم (11098)، وانظر (11095).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد الباهلي، =

ص: 236

11708 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ آخِرَ رَجُلَيْنِ يَخْرُجَانِ مِنَ النَّارِ يَقُولُ اللهُ لِأَحَدِهِمَا: يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ؟ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ رَجَوْتَنِي؟ فَيَقُولُ: لَا أَيْ رَبِّ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَهُوَ أَشَدُّ أَهْلِ النَّارِ حَسْرَةً، وَيَقُولُ لِلْآخَرِ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَاذَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ؟ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ أَوَرَجَوْتَنِي؟ (1) فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ. إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أَرْجُوكَ. قَالَ: فَيَرْفَعُ لَهُ شَجَرَةً، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَقِرَّنِي تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَآكُلَ مِنْ ثَمَرِهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، فَيُقِرُّهُ تَحْتَهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَى، وَأَغْدَقُ مَاءً، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَقِرَّنِي تَحْتَهَا، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَآكُلَ مِنْ ثَمَرِهَا، (2)، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ

= وعمرو بن يحيى: هو ابن عمارة بن أبي حسن المازني الأنصاري.

وقد سلف برقم (11030).

(1)

في (ق): ورجوتني.

(2)

قوله: وآكل من ثمرها، ليست في (ظ 4)، وأشير إليها في (س) أنها نسخة.

ص: 237

غَيْرَهَا، فَيُقِرُّهُ تَحْتَهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَتَيْنِ، وَأَغْدَقُ مَاءً. فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ هَذِهِ أَقِرَّنِي تَحْتَهَا، فَيُدْنِيَهُ مِنْهَا، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلَا (1) يَتَمَالَكْ. فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ الْجَنَّةَ، أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ اللهُ عز وجل: سَلْ وَتَمَنَّهْ، فَيَسْأَلَهُ وَيَتَمَنَّى (2) مِقْدَارَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، وَيُلَقِّنُهُ اللهُ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ، فَيَسْأَلُ وَيَتَمَنَّى، فَإِذَا فَرَغَ قَالَ: لَكَ مَا سَأَلْتَ ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: " وَمِثْلُهُ مَعَهُ ". وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ ". قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: حَدِّثْ (3) بِمَا سَمِعْتَ، وَأُحَدِّثُ بِمَا سَمِعْتُ (4).

11709 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَوْ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا فَلَمَّا طُفْنَا بِالْبَيْتِ قَالَ: " اجْعَلُوهَا عُمْرَةً "، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، أَحْرَمْنَا بِالْحَجِّ (5).

(1) في (ق) و (م): فَلَمْ.

(2)

في (م): فيسأله ويتمنى بمقدار ..

(3)

في (س): تحدث.

(4)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وقد سلف برقم (11667).

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهيب: =

ص: 238

11710 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَوْ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اشْتَكَى، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ كُلِّ حَاسِدٍ وَعَيْنٍ، اللهُ (1) يَشْفِيكَ " (2).

11711 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" كُلُّ حَرْفٍ مِنَ الْقُرْآنِ يُذْكَرُ فِيهِ الْقُنُوتُ، فَهُوَ الطَّاعَةُ "(3).

= هو ابن خالد الباهلي، وداود: هو ابن أبي هند، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي.

وأخرجه مسلم (1248)، والبيهقي 5/ 40 من طريق معلى بن أسد، عن وهيب، به، دون شك.

وقد سلف من حديث أبي سعيد الخدري وحده برقم (11014).

(1)

في (ظ 4) و (ق): والله.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود -وهو ابن أبي هند-، وأبي نَضْرة -وهو منذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم، إلا أنه وهم فيه وُهيب -وهو ابن خالد-، فقال: أو عن جابر بن عبد الله. قال الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 4: والصحيح عن أبي سعيد. عفان: هو ابن مسلم.

وقد سلف برقم (11557) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن داود، به، من غير ذكر جابر، وسلف بالأرقام (11225) و (11534) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد.

(3)

إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، ولضعف دَرَّاج: وهو ابن =

ص: 239

11712 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" وَيْلٌ: وَادٍ فِي جَهَنَّمَ، يَهْوِي فِيهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ، وَالصَّعُودُ: جَبَلٌ مِنْ نَارٍ، يَتَصَعَّدُ (1) فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا، ثُمَّ (2) يَهْوِي بِهِ كَذَلِكَ فِيهِ أَبَدًا "(3).

= سمعان أبو السَّمْح في روايته عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العُتْواري. حسن: هو ابن موسى الأشيب.

وأخرجه أبو يعلى (1379) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبري في "التفسير" 3/ 265 - 266 من طريق محمد بن حرب، عن ابن لهيعة، به.

وأخرجه ابن حبان (309)، والطبراني في "الأوسط"(5177)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 325 من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به. وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإِسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 320، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الأوسط"، وفي إسناد أحمد وأبي يعلى ابن لهيعة، وهو ضعيف.

قال ابن كثير في "تفسيره" 1/ 161: في هذا الإِسناد ضعف لا يعتمد عليه، ورفع هذا الحديث منكر، وقد يكون من كلام الصحابي أو من دونه، والله أعلم.

وكثيراً ما يأتي بهذا الإِسناد تفاسير فيها نكارة، فلا يغتر بها، فإن السند ضعيف، والله أعلم.

(1)

في (س) و (ق) و (م): يصعد، والمثبت من (ظ 4)، وهامش (س)، وهو الموافق لرواية عبد بن حميد، والترمذي.

(2)

لفظ "ثم" ليس في (س) و (ق) و (م)، والمثبت من (ظ 4).

(3)

إسناده ضعيف كسابقه. =

ص: 240

11713 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ " قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْمِلَّةُ " قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْمِلَّةُ " قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " التَّكْبِيرُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالتَّحْمِيدُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(1).

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(924)، -ومن طريقه الترمذي (2576) و (3164) -، وأبو يعلى (1383) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث ابن لهيعة.

قلنا: لم ينفرد ابن لهيعة برفعه، فقد تابعه عمرو بن الحارث كما سيأتي، وآفة هذا الإِسناد رواية دراج عن أبي الهيثم، وهي رواية ضعيفة.

وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(537) من طريق كامل: وهو ابن طلحة الجحدري، عن ابن لهيعة، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن المبارك في "الزهد"(334) من زوائد نعيم بن حماد -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(4409) -، والطبري في "التفسير" 29/ 155، وابن حبان (7467)، والحاكم 2/ 507 و 4/ 596، والبيهقي في "البعث والنشور"(512) و (513) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (1384) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1696)، والبغوي في "شرح السنة"(1282) من طريقين عن ابن لهيعة، به. =

ص: 241

11714 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يُنْصَبُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِقْدَارُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، كَمَا لَمْ يَعْمَلْ فِي

= وأخرجه الطبري في "التفسير" 15/ 255، وابن حبان (840)، والطبراني في "الدعاء"(1697)، والحاكم 1/ 512 - 513، والبيهقي في "الشعب"(605) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 87، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى .. وإسنادهما حسن!

قلنا: ويشهد له حديث عثمان بن عفان، وقد سلف برقم (513)، وإسناده حسن.

وآخر من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط"(4039)، و"الصغير"(407)، والحاكم 1/ 541، وإسناده ضعيف، ففي طريقه محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، ورواية ابن عجلان عنه ضعيفة.

وثالث من حديث أنس عند الطبراني في "الأوسط"(3203)، وفي إسناده كثير بن سُلَيم، وهو ضعيف.

قال السندي: قوله: "استكثروا من الباقيات الصالحات": أي: من الكلمات التي تبقي لصاحبها من حيث الجزاء الصالحات للتقرب بها إلى الله تعالى.

قوله: "المِلَّة": قيل هي لغة: ما شرع الله لعباده على ألسنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وتستعمل في جملة الشرائع لا في آحادها، فالمراد هاهنا المبالغة بأن هذه الكلمات كأنها تمام الدين، أو المراد: كلمات الملة أو أذكارها، على تقدير المضاف، بمعنى أنها أذكار لها اختصاص بالدين لا يعرفها إلا أصحاب الدين، ولا يخفى أن من رسخت معرفة هذه الكلمات في قلبه على وجهها فهو في الدين من الراسخين، والله تعالى أعلم.

ص: 242

الدُّنْيَا، وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيَرَى جَهَنَّمَ، وَيَظُنُّ أَنَّهَا مُوَاقِعَتُهُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً " (1).

11715 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَّكِئُ فِي الْجَنَّةِ سَبْعِينَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَتَحَوَّلَ، ثُمَّ تَأْتِيهِ امْرَأَتُهُ، فَتَضْرِبُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، فَيَنْظُرُ وَجْهَهُ فِي خَدِّهَا أَصْفَى مِنَ الْمِرْآةِ، وَإِنَّ أَدْنَى لُؤْلُؤَةٍ عَلَيْهَا تُضِيءُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، فَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ ". قَالَ (2): فَيَرُدُّ السَّلَامَ، وَيَسْأَلُهَا مَنْ أَنْتِ؟ وَتَقُولُ: أَنَا مِنَ الْمَزِيدِ، وَإِنَّهُ لَيَكُونُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ ثَوْبًا أَدْنَاهَا مِثْلُ النُّعْمَانِ مِنْ

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (1385) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبري في "التفسير" 15/ 265، والحاكم 4/ 597 من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 336، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وإسناده حسن على ما فيه من ضعف!

قلنا: ويشهد له حديث أبي هريرة عند ابن حبان (7352)، وإسناده حسن.

قال السندي: قوله: "ينصب للكافر"، أي: يجعل له يوم القيامة طويلاً هذا الطول.

قوله: "كما لم يعمل"، أي: لما لم يعمل الخير في الدنيا، فالكاف للتعليل.

قوله: "مواقعته"، أي: آخذته بالغلبة والقهر.

(2)

لفظ "قال" ليس في (ظ 4)، وهي نسخة في هامش (س).

ص: 243

طُوبَى (1) فَيَنْفُذُهَا بَصَرُهُ حَتَّى يَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ، وَإِنَّ عَلَيْهَا مِنَ التِّيجَانِ إِنَّ أَدْنَى لُؤْلُؤَةٍ عَلَيْهَا (2) لَتُضِيءُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " (3).

(1) في (ظ 4) و (س): طوى، وجاء في هامش (س): طوبى، وعليها علامة الصحة. قال السندي: وهي اسم شجرة كما سبق قريباً، قلنا: انظر الرواية رقم (11673).

(2)

في (ظ 4): منها.

(3)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (1386) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مختصراً ومطولاً ابن المبارك في "الزهد"(236) و (258) -زوائد نعيم بن حماد-، والترمذي (2562)، والطبري في "التفسير" 26/ 175 - 176، وابن حبان (7397)، والحاكم 2/ 426 - 427 و 475، والبيهقي في "البعث والنشور"(330) و (375)، والبغوي في "شرح السنة"(4381) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: دراج صاحب عجائب.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 419، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وإسنادهما حسن!

قلنا: وانظر (11126).

قال السندي: قوله: "ليتكئ في الجنة سبعين سنة"، أي: على شق واحد.

قوله: "قبل أن يتحول": إلى شقٍّ آخر، لعل المراد بيان طول الفراغ، وعدم لحوق التعب بالاتكاء على جانب حتى يحتاج إلى التقلب إلى جانب آخر، أو المراد: طول التلذذ بالأهل، وكثرة القوة على ذلك على أن المراد يتكئ، أي: متلذذاً بأهله.

قوله: "أنا من المزيد": المذكور في قوله تعالى: {لهم ما يشاؤون فيها ولدينا =

ص: 244

11716 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ "(1).

= مزيد} [سورة ق: 35]. قال الطيبي: ومن المزيد أيضاً ما في قوله تعالى: {للذين أحسنوا الحُسْنى وزيادة} [سورة يونس: 26]، أي: الجنة، وما يزيد عليها رؤية الله تعالى، وإنما سميت زيادة لأن الحُسْنى هي الجنة، وهي ما وعد الله تعالى بفضله جزاءً لأعمال المكلَّفين، والزيادة فضل على فضل.

قوله: "مثل النعمان": قيل: لفظ "تذكرة القرطبي" من حديث ابن عباس مثل شقائق النعمان -قلنا: وقد جاءت هذه العبارة في هامش (س) - وفي "القاموس": النعمان -بالضم- الدم، وأضيف الشقائق إليه لحمرته، أو هو إضافةٌ إلى ابن المنذر، لأنه حماه.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (1386) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 297، وفي "الشعب"(3940) من طريق أبي الأسود، عن ابن لهيعة، به، وزاد:"قصر نهاره فصام، وطال ليله فقام".

وأخرجه أبو يعلى (1061)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 981، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 325 من طريق عمرو بن الحارث، عن درَّاج، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 200، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وإسناده حسن!

وفي الباب عن عامر بن مسعود، سيرد 4/ 335 بلفظ:"الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة"، وإسناده ضعيف.

ومن حديث أنس عند الطبراني في "الصغير"(716)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1210، وإسناده ضعيف. =

ص: 245

11717 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا (1) كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، مَا أَطْوَلَ هَذَا الْيَوْمَ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُخَفَّفُ عَلَى الْمُؤْمِنِ، حَتَّى يَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ مِنْ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ يُصَلِّيهَا فِي الدُّنْيَا "(2).

11718 -

وَعَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ الْمَجَالِسَ ثَلَاثَةٌ: سَالِمٌ، وَغَانِمٌ، وَشَاجِبٌ "(3).

= ومن حديث أبي هريرة، موقوفاً عند البيهقي في "السنن" 4/ 297.

(1)

كذا في النسخ الخطية، وهو الموافق لرواية ابن حبان، قال السندي: ولعله بتقدير ما أطول يوماً

الخ، ويكون ما أطول هذا اليوم تفسيراً للمحذوف.

(2)

إسناده ضعيف، لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، ولضعف رواية درَّاج -وهو ابن سمعان أبو السمح-، عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العُتْواري. حسن: هو ابن موسى الأشيب.

وأخرجه أبو يعلى (1390) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبري في "التفسير" 29/ 72، وابن حبان (7334) من طريق عمرو بن الحارث، عن دَرَّاج، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 3370، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وإسناده حسن على ضعف في راويه!

وحَسَّن الحافظ إسناده في "الفتح" 11/ 448.

(3)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (1394) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو يعلى (1062)، وابن حبان (585)، والطبراني في "الكبير" =

ص: 246

11719 -

وَعَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: 34]، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ ارْتِفَاعَهَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَإِنَّ مَا (1) بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَمَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ "(2).

= 17/ (837)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 980، و 1013 من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به. وعند الطبراني:"الناس ثلاثة".

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 129 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف.

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البيهقي في "الشعب"(10814)، وإسناده ضعيف، في إسناده مخراق مؤذن سعيد بن جبير، تفرد بالرواية عنه موسى الجهني، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.

قال السندي: قوله: "المجالس ثلاثة": الظاهر أنه اسم فاعل من المجالسة، أي: الذي يجالس غيره ثلاثة أنواع، ويحتمل أنه جمع مجلس، واعتبر المجلس سالماً ونحوه على طريق المجاز.

قوله: "شاجب": بالشين المعجمة والجيم، أي: هالك، أي: إما سالم من الإِثم، أو غانم للأجر، أو هالك بالإِثم، ويروى: الناس ثلاثة: السالم: الساكت، والغانم: الذي يأمر بالخير، وينهى عن المنكر، والشاجب: الناطق بالخنا، المعين على الظلم.

(1)

في (ظ 4): لما، وجاءت في هامش (س)، وعليها علامة التضبيب.

(2)

إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11717).

وأخرجه أبو يعلى (1395) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة"(357) من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، به. =

ص: 247

11720 -

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْعِبَادِ أَفْضَلُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ:" الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ:" لَوْ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ فِي الْكُفَّارِ وَالْمُشْرِكِينَ حَتَّى يَنْكَسِرَ، وَيَخْتَضِبَ دَمًا، لَكَانَ الذَّاكِرُونَ اللهَ أَفْضَلَ مِنْهُ دَرَجَةً "(1).

11721 -

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: هَاجَرَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَجَرْتَ الشِّرْكَ وَلَكِنَّهُ الْجِهَادُ، هَلْ بِالْيَمَنِ أَبَوَاكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:" أَذِنَا لَكَ؟ " قَالَ: لَا، فَقَالَ

= وأخرجه الترمذي (2540) و (3294)، والطبري في "التفسير" 27/ 185، وابن حبان (7405)، وأبو الشيخ في "العظمة"(274) و (595)، والبيهقي في "البعث والنشور"(342) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب.

قال السندي: قوله: "إن ارتفاعها كما بين السماء والأرض". قال العلماء: معنى الحديث إن الفرش تكون في الدرجات، وبين الدرجات كما بين السماء والأرض. وقيل: المراد تنضيد الفرش بعضها إلى بعض إلى ذلك الحد، والأول أوجه لما في الحديث:"إن في الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض"، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11717).

وأخرجه أبو يعلى (1401) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الترمذي (3376)، والبغوي في "شرح السنة"(1246) من طريقين، عن ابن لهيعة، به.

وقال الترمذي: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث درَّاج.

ص: 248

لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ارْجِعْ إِلَى أَبَوَيْكَ، فَاسْتَأْذِنْهُمَا، فَإِنْ فَعَلَا، وَإِلَّا فَبِرَّهُمَا "(1).

11722 -

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" يَقُولُ الرَّبُّ عز وجل: سَيُعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مِنْ أَهْلِ الْكَرَمِ ". فَقِيلَ: وَمَنْ أَهْلُ الْكَرَمِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَهْلُ الذِّكْرِ فِي الْمَسَاجِدِ "(2).

(1) إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11717).

وأخرجه أبو يعلى (1402) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه سعيد بن منصور في "السنن"(2334)، وأبو داود (2530)، وابن حبان (422)، والحاكم 2/ 103 - 104، والبيهقي في "السنن" 9/ 26 من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما اتفقا على حديث عبد الله بن عمرو "ففيهما فجاهد". وتعقبه الذهبي بقوله: دراج واهٍ.

قلنا: حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6765)، وانظر (6525).

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 137 - 138، وقال: رواه أحمد، وإسناده حسن! قلنا: فاته أن ينسبه إلى أبي يعلى.

قال السندي: قوله: "هجرت الشرك"، أي: تركته، قال له ذلك تبشيراً.

قوله: "ولكنه"، أي: الأمر العظيم الذي ينبغي الاشتغال به الجهاد.

قوله: "أذنا لك"، أي: في الجهاد.

قوله: "فبرَّهما"، أي: فإنه يقوم مقام الجهاد، والله تعالى أعلم.

(2)

إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11717).

وأخرجه أبو يعلى (1403) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/ 129 - 130 من طريق الوليد بن =

ص: 249

11723 -

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً الَّذِي لَهُ ثَمَانُونَ أَلْفَ خَادِمٍ، وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ زَوْجَةً، وَيُنْصَبُ لَهُ قُبَّةٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَيَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ، كَمَا بَيْنَ الْجَابِيَةِ وَصَنْعَاءَ "(1).

11724 -

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ دَرَجَةً، رَفَعَهُ اللهُ دَرَجَةً، حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي عِلِّيِّينَ. وَمَنْ تَكَبَّرَ عَلَى اللهِ دَرَجَةً، وَضَعَهُ (2) اللهُ دَرَجَةً، حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي أَسْفَلِ السَّافِلِينَ "(3).

= مسلم، عن ابن لهيعة، به.

وقد سلف برقم (11652).

(1)

إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11717).

وأخرجه أبو يعلى (1404) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(422) -زوائد نعيم بن حماد-، والترمذي (2562)، وابن حبان (7401)، والبغوي في "شرح السنة"(4381) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب.

والجابية: من قرى حوران في الشام، تقع على بعد 4 كم إلى الشمال الغربي من مدينة نوى، وفيها أَلقى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطبته المشهورة، وذلك عام (17 هـ).

(2)

في (س): يضعه، وجاء في هامشها "وضعه"، وعليها علامة الصحة. قلنا: يضعه هي الموافقة لرواية أبي يعلى، وابن ماجه، وابن حبان.

(3)

إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11717).

وأخرجه أبو يعلى (1109) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.=

ص: 250

11725 -

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسْجِدَ، فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَانِ، فَإِنَّ اللهَ قَالَ: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: 18] "(1).

11726 -

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (2) فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ " قَالَهَا ثَلَاثًا، قَالَ: وَمَا كَرَامَةُ الضَّيْفِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا جَلَسَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ "(3).

= وأخرجه ابن ماجه (4176)، وابن حبان (5678) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به.

وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (309).

وآخر من حديث أبي هريرة، سلف 2/ 386.

قال السندي: قوله: "رفعه الله درجة"، أي: كلما تواضع، وبه ظهر تعلق قوله:"حتى يجعله الله في عِلِّيين" بالكلام.

(1)

إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11717).

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(923) عن الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11651).

(2)

في (ظ 4) و (ق): من كان يؤمن بالله ورسوله، وجاء لفظ "ورسوله" نسخة في هامش (س)، وقد ضرب على لفظ "واليوم الآخر" في (ظ 4).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 176، وقال: رواه أحمد مطولاً هكذا، ومختصراً بأسانيد، وأبو يعلى والبزار، وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح. =

ص: 251

11727 -

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى خَيْرًا مِنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا تَرْكُهَا "(1).

11728 -

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَبْدَ أَثْنَى عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ (2) لَمْ يَعْمَلْهَا، وَإِذَا أَبْغَضَ اللهُ الْعَبْدَ أَثْنَى عَلَيْهِ مِنَ الشَّرِّ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ (2) لَمْ يَعْمَلْهَا "(3).

11729 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ

= قلنا: سلف برقم (11045)، وانظر مكرراته.

وقوله: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"، سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6621)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وقوله: "الضيافة ثلاثة أيام

"، سلف برقم (11045)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11717).

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 183، وقال: رواه أحمد، وإسناده حسن!

قلنا: وقوله: "فكفارتها تركها" مخالف للروايات الصحيحة التي توجب الكفارة بالحنث فيها، وانظر تعليقنا على حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6736)، وانظر (6907).

(2)

كذا في (س) و (ظ 4)، وعليها علامة التضبيب في (س) في الموضعين، وجاءت في (ق): أصناف. قلنا: وردت في كلا اللفظين في الرواية رقم (11338)، وقد أشرنا إلى ذلك في التخريج.

(3)

إسناده ضعيف كسابقه. =

ص: 252

أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" قَالَ إِبْلِيسُ: أَيْ رَبِّ (1) لَا أَزَالُ أُغْوِي بَنِي آدَمَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ. قَالَ: فَقَالَ الرَّبُّ عز وجل: لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي "(2).

11730 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَعْطَى مِنْ تِلْكَ الْعَطَايَا فِي قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ، وَلَمْ يَكُنْ (3) فِي الْأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ وَجَدَ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِهِمْ، حَتَّى كَثُرَتْ فِيهِمُ الْقَالَةُ حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ: لَقِيَ (4) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَوْمَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا الْحَيَّ قَدْ

= وقد سلف برقم (11338).

(1)

في (ظ 4): ربي.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (11237) غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن إسحاق، وهو السَّيْلَحيني.

وسلف ذكر مكرراته برقم (11237)، وسلف بإسناد آخر برقم (11244) و (11367).

(3)

في (ظ 4): يك.

(4)

في (ظ 4) و (ق): لقي والله ..

ص: 253

وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْفَيْءِ الَّذِي أَصَبْتَ، قَسَمْتَ فِي قَوْمِكَ، وَأَعْطَيْتَ (1) عَطَايَا عِظَامًا فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ، وَلَمْ يَكُ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الْأَنْصَارِ شَيْءٌ قَالَ:" فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَنَا إِلَّا امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِي، وَمَا أَنَا؟ قَالَ:" فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ فِي هَذِهِ الْحَظِيرَةِ " قَالَ: فَخَرَجَ سَعْدٌ، فَجَمَعَ الْأَنْصَارَ (2) فِي تِلْكَ الْحَظِيرَةِ قَالَ: فَجَاءَ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَتَرَكَهُمْ، فَدَخَلُوا، وَجَاءَ آخَرُونَ فَرَدَّهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَتَاهُ سَعْدٌ فَقَالَ: قَدِ اجْتَمَعَ لَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ، ثُمَّ قَالَ:" يَا مَعْشَرَ (3) الْأَنْصَارِ، مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللهُ؟ وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللهُ؟ وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلِ (4) اللهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ. قَالَ: " أَلَا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ " قَالُوا: وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ. قَالَ: " أَمَا وَاللهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ (5)، أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ،

(1) في (ظ 4) و (ق): فأعطيت.

(2)

في (م): الناس.

(3)

في (ق): معاشر.

(4)

في (ق): بلى.

(5)

في (ظ 4) وهامش (س): ولصدقتم، وهي نسخة السندي.

ص: 254

وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَعَائِلًا فَآسَيْنَاكَ (1)، أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا، تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا، وَوَكَلْتُكُمْ (2) إِلَى إِسْلَامِكُمْ؟ أَفَلَا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللهِ فِي رِحَالِكُمْ؟ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا (3) الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ، اللهُمَّ ارْحَمِ الْأَنْصَارَ، وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ " قَالَ: فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ. وَقَالُوا: رَضِينَا بِرَسُولِ اللهِ قِسْمًا وَحَظًّا. ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَفَرَّقُوا (4).

(1) في (س) و (م): فأغنيناك، وجاء في هامش (س): فآسيناك، وعليها علامة الصحة.

(2)

في هامش (س): ووكلتم. نسخة.

(3)

في (ظ 4): أن لولا، وجاءت "أن" نسخة في هامش (س).

(4)

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 156 - 157، 14/ 528 - 529، وأبو يعلى (1092)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 176 - 177 من طريقين عن محمد بن إسحاق، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 29 - 30، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، وقد صَرَّح بالسماع. =

ص: 255

11731 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، ثُمَّ الظَّفَرِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ

= وقد سلف مختصراً برقم (11636)، وبنحوه برقم (11547).

قال السندي: قوله: من تلك العطايا، أي: مما حصلت من غنائم حنين.

قوله: "لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه"، أي: فمال إليهم وأعرض عنا.

قوله: "فأين أنت من ذلك"، أي: مما عليه قومك.

قوله: "امرؤ من قومي"، أي: أوافقهم في ذلك.

قوله: "وما أنا"، أي: منفرداً عنهم، ويحتمل أن المراد: فأين أنت من ذلك، أي: من أن ترد عليهم ذلك الرأي، وتبين لهم طريق الصواب، فأجاب بأني واحد منهم، فلا أقدر عليه.

قوله: "في هذه الحظيرة": هي في الأصل موضع يحاط عليه لتأوي إليه الغنم والإِبل، تقيها البرد والريح، ولعل المراد هاهنا الخيمة.

قوله: "ألم آتكم"، أي: جئتكم.

قوله: "ضُلَّالاً": حال، و"عالة": فقراء.

قوله: "ألا تجيبونني": يريد أن يُعَيِّن أنه ما نسي إحسانهم، وأن ما فعل من إيثار غيرهم بالأموال ليس مبنياً على النسيان.

قوله: "فلصدقتم": على بناء الفاعل، من الصدق.

قوله: "ولصدقتم": على بناء المفعول، من التصديق.

قوله: "مكذباً": اسم مفعول، وهو حال.

قوله: "طريداً"، أي: مخرجاً من بلادك.

قوله: "فآسيناك"، أي: راعيناك بالمال.

قوله: "في لعاعة" بضم لامٍ، وبمهملتين: الجرعة من الشراب، والمراد: الشيء اليسير، والقدر القليل. =

ص: 256

أَحَدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يُفْتَحُ (1) يَأْجُوجُ وَمأْجُوجُ، يَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ، كَمَا قَالَ اللهُ عز وجل: {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96]، فَيَغْشَوْنَ الْأَرْضَ، وَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ عَنْهُمْ إِلَى مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيَهُمْ، وَيَشْرَبُونَ مِيَاهَ الْأَرْضِ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَمُرُّ بِالنَّهَرِ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهِ، حَتَّى يَتْرُكُوهُ يَبَسًا، حَتَّى إِنَّ مَنْ بَعْدَهُمْ لَيَمُرُّ بِذَلِكَ النَّهَرِ فَيَقُولُ: قَدْ كَانَ هَاهُنَا مَاءٌ مَرَّةً، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَحَدٌ فِي حِصْنٍ أَوْ مَدِينَةٍ قَالَ قَائِلُهُمْ: هَؤُلَاءِ أَهْلُ الْأَرْضِ قَدْ فَرَغْنَا مِنْهُمْ، بَقِيَ أَهْلُ السَّمَاءِ "، قَالَ: " ثُمَّ يَهُزُّ أَحَدُهُمْ حَرْبَتَهُ ثُمَّ يَرْمِي بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ إِلَيْهِ (2) مُخْتَضِبَةً دَمًا لِلْبَلَاءِ وَالْفِتْنَةِ، فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ، بَعَثَ (3) اللهُ دُودًا فِي أَعْنَاقِهِمْ كَنَغَفِ الْجَرَادِ (4) الَّذِي يَخْرُجُ فِي أَعْنَاقِهِ (5)، فَيُصْبِحُونَ مَوْتَى لَا يُسْمَعُ لَهُمْ

= قوله: "أخضلوا": بلوا.

(1)

في (ق): تفتح، وهو الموافق لرواية ابن حبان.

(2)

لفظ "إليه" ليس في (م).

(3)

في (م): إذ بعث.

(4)

في (م): الجرار، وهو تصحيف.

(5)

في (ق) و (م): أعناقهم.

ص: 257

حِسًّا (1) فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: أَلَا رَجُلٌ يَشْرِي لَنَا (2) نَفْسَهُ فَيَنْظُرَ مَا فَعَلَ هَذَا الْعَدُوُّ. قَالَ: " فَيَتَجَرَّدُ رَجُلٌ مِنْهُمْ لِذَلِكَ مُحْتَسِبًا لِنَفْسِهِ (3) قَدْ أَطَّنَّهَا (4) عَلَى أَنَّهُ مَقْتُولٌ، فَيَنْزِلُ، فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَيُنَادِي: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَلَا أَبْشِرُوا، فَإِنَّ اللهَ قَدْ كَفَاكُمْ عَدُوَّكُمْ. فَيَخْرُجُونَ مِنْ مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَيُسَرِّحُونَ مَوَاشِيَهُمْ، فَمَا يَكُونُ لَهَا رَعْيٌ إِلَّا لُحُومُهُمْ، فَتَشْكَرُ عَنْهُ كَأَحْسَنِ مَا تَشْكَرُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ النَّبَاتِ أَصَابَتْهُ قَطُّ "(5).

(1) كذا في النسخ، وقد ضبب عليها في (س)، وقال السندي: حِسّاً: على بناء المفعول على لغة من يجعل الجار والمجرور نائب الفاعل مع وجود المفعول به، أو على بناء الفاعل، أي: لا يسمع سامع أو أحد.

(2)

لفظ "لنا": ليس في (م).

(3)

في (ظ 4) و (ق): بنفسه.

(4)

في (م): أظنها، وهو تصحيف، وقال السندي: أطنَّها: ضبط بتشديد النون على أنه من طنَّ إذا صوَّت، والهمزة للتعدية، أي: جعلها تصيح، والأقرب عندي أنه بتشديد الطاء المهملة، أصله: وطَّنها، والهمزة بدل من الواو .. ويدل عليه رواية ابن ماجه:"قد وطن نفسه على أن يقتلوه".

(5)

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهةُ تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

وأخرجه أبو يعلى (1351)، وابن حبان (6830) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن ماجه (4079)، وأبو يعلى (1144)، والطبري في "تفسيره" =

ص: 258

11732 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

= 16/ 21، و 17/ 90، والحاكم 2/ 245، 4/ 489 - 490 من طريقين عن ابن إسحاق، به، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: ابن إسحاق أخرج له مسلم متابعة، ولم يحتج به.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف 2/ 510، وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3556).

قال السندي: قوله: "يفتح يأجوج ومأجوج": الظاهر أن "يفتح" على بناء الفاعل، أي: يفتحون سدهم، ويحتمل على بناء المفعول بتقدير المضاف، أي: يفتح سدهم، وهو الموافق للقرآن. قلنا: يعني قوله تعالى: {حتى إذا فُتِحَتْ يأجوج ومأجوج .. } [الأنبياء: 96].

قوله: {من كل حَدَب} : مرتفع من الأرض.

قوله: {ينسلون} : يسرعون.

قوله: "فيغشون" بالغين المعجمة من غشي كرضي، وفي نسخة السندي: فيفشون: من فشا الأمر: إذا انتشر، والفواشي: المال المنتشر كالغنم والإِبل السوائم، قال: وفي أصل قديم: فيغشون -بالغين المعجمة-.

قوله: "وينحاز": من انحاز القوم إذا تركوا مركزهم إلى آخر.

قوله: "كنغف الجراد": النغف -بفتحتين وإعجام العين- دود يكون في أنوف الإبل والغنم، وفي رواية ابن ماجه:"كنغف الجراد، فتأخذ بأعناقهم فيموتون موت الجراد".

قوله: "رعي": بكسر فسكون: الكلأ، ومثله كثير: كذِبْحٍ بمعنى مذبوح، ويمكن أن يكون: بفتح فسكون على أنه مصدر بمعنى مفعول.

قوله: "فتشكَرُ": بفتح الكاف، أي: تسمن وتمتلئ شحماً.

ص: 259

يَقُولُ: " سَيَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ قَدِ احْتَرَقُوا، وَكَانُوا مِثْلَ الْحُمَمِ، فَلَا (1) يَزَالُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَرُشُّونَ عَلَيْهِمُ الْمَاءَ، حَتَّى يَنْبُتُونَ (2) كَمَا تَنْبُتُ الْغُثَاءُ (3) فِي حَمِيلَةِ السَّيْلِ "(4).

* 11733 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَهْمٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا صَوْمَ يَوْمَ عِيدٍ، وَلَا تُسَافِرْ امْرَأَةٌ ثَلَاثًا إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ، وَلَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى "(5).

(1) في (ق): فما.

(2)

في (م): فينبتون.

(3)

في (م) و (ق): القثاء.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وعنعنة ابن الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس. يحيى بن إسحاق: هو السَّيْلحيني.

وأخرجه أبو يعلى (1254) عن زهير بن حرب أبي خيثمة، عن روح، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير -قال أبو خيثمة- أراه عن جابر، عن أبي سعيد، به.

وقد سلف مطولاً برقم (11077)، وانظر (11016).

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهم =

ص: 260

* 11734 - قَالَ: وَوَدَّعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا فَقَالَ لَهُ: " أَيْنَ تُرِيدُ؟ " قَالَ: أُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَصَلَاةٌ (1) فِي هَذَا الْمَسْجِدِ أَفْضَلُ " يَعْنِي مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ (2).

= وهو ابن مِنْجاب -فمن رجال مسلم، وعبد الله بن الإِمام أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وقد توبع. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومغيرة: هو ابن مقسم الضبي، وإبراهيم: هو النخعي، وقزعة: هو ابن يحيى البصري.

وأخرجه مختصراً بلفظ "لا تسافر المرأة .. " مسلم 2/ 976 (827)(417) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه بتمامه أبو يعلى (1166) و (1167) عن أبي خيثمة، عن جرير، به.

وقوله: "لا صوم يوم عيد" أخرجه النسائي في "الكبرى"(2790) عن محمد بن قدامة المصيصي، عن جرير، به.

وقد سلف مختصراً برقم (11592)، وسلف مطولاً برقم (11040).

(1)

في (ق): الصلاة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم إسناد سابقه.

وأخرجه ابن حبان (1624) من طريق عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البزار (429)(زوائد) عن يوسف بن موسى، وأبو يعلى (1165) عن زهير بن حرب، وابن حبان (1623) من طريق إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، ثلاثتهم عن جرير، به. وعند أبي يعلى وابن حبان: أفضل من مئة صلاة، ولم يسق البزار لفظه بل لحال به على الرواية الآتية.

فأخرجه البزار (428)"زوائد" من طريق عبد الواحد بن زياد، عن إسحاق ابن الشرقي، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن ابن عمر، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً، وفيه: أفضل من ألف صلاة

وقال البزار: لا نعلمه عن ابن عمر، عن أبي =

ص: 261

11735 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ نَهَارٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ لَيَسْأَلُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْأَلُهُ يَقُولُ: أَيْ عَبْدِي، رَأَيْتَ مُنْكَرًا فَلَمْ تُنْكِرْهُ، فَإِذَا لَقَّنَ اللهُ عَبْدًا حُجَّتَهُ قَالَ: يَا رَبِّ وَثِقْتُ بِكَ، وَخِفْتُ النَّاسَ "(1).

= سعيد إلا بهذا الإِسناد، وإسحاق لا نعلم حدث عنه إلا عبد الواحد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 6، وقال: رواه أبو يعلى والبزار بنحوه

ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. قلنا: وقد فاته أن ينسبه إلى أحمد.

وقد سلفت شواهده في مسند سَعْد بن أبي وقاص في الرواية رقم (1605).

(1)

إسناده حسن، نهار العبدي -وهو ابن عبد الله المدني- روى له ابن ماجه، قال ابن خراش: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وعبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري: هو ابن معمر بن حزم أبو طُوالة.

وأخرجه الحميدي (739)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/ 90، والخطابي في "العزلة" ص 110، عن سفيان بن عيينة، وابن ماجه (4017) من طريق محمد بن فضيل، وابن حبان (7368) من طريق عبد الوهاب الثقفي، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد. وصححه البوصيري في "الزوائد" 2/ 300.

وقوله: "لقى" كذا في الأصول، وفي بعض مصادر التخريج، وهي بمعنى لَقَّنَ كما في بقية المصادر على حد قوله تعالى:{فتلقى آدم} ، أي: تلقن.

وقد سلف برقم (11214) فانظره.

ص: 262

11736 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا فِيمَنْ (1) سَلَفَ - أَوْ قَالَ: فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ - ثُمَّ ذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا: أَعْطَاهُ اللهُ مَالًا وَوَلَدًا قَالَ: " فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَبْتَئِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا قَطُّ " قَالَ: فَفَسَّرَهَا قَتَادَةُ: لَمْ يَدَّخِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا " وَإِنْ يَقْدِرِ اللهُ عَلَيْهِ يُعَذِّبْهُ، فَإِذَا أَنَا مُتُّ، فَأَحْرِقُونِي، حَتَّى إِذَا صِرْتُ فَحْمًا فَاسْحَقُونِي (2) - أَوْ قَالَ: فَاسْهَكُونِي - ثُمَّ إِذَا كَانَ رِيحٌ عَاصِفٌ فَاذْرُونِي فِيهَا " قَالَ نَبِيُّ اللهِ: " فَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ " قَالَ: " فَفَعَلُوا ذَلِكَ وَرَبِّي، فَلَمَّا مَاتَ أَحْرَقُوهُ، ثُمَّ سَحَقُوهُ - أَوْ سَهَكُوهُ - ثُمَّ ذَرُّوهُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ، قَالَ: فَقَالَ اللهُ لَهُ: كُنْ، فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ قَائِمٌ، قَالَ اللهُ: أَيْ عَبْدِي (3)، مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: يَا رَبِّ مَخَافَتَكَ، أَوْ فَرَقًا مِنْكَ. قَالَ: فَمَا تَلَافَاهُ أَنْ رَحِمَهُ وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: فَمَا تَلَافَاهُ غَيْرُهَا أَنْ رَحِمَهُ " قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهَا أَبَا عُثْمَانَ فَقَالَ: سَمِعْتُ هَذَا مِنْ سَلْمَانَ (4) غَيْرَ مَرَّةٍ غَيْرَ أَنَّهُ زَادَ: " ثُمَّ أَذْرُونِي فِي

(1) في (ق): فيما.

(2)

في (م): فاستحقوني، وهو خطأ.

(3)

في (ظ 4): عبد.

(4)

في (س) و (ص) و (ق) و (م): سليمان، وهو تحريف، والمثبت من =

ص: 263

الْبَحْرِ " أَوْ كَمَا حَدَّثَ (1).

= (ظ 4)، وانظر التعليق آخر التخريج.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، ومعتمر: هو ابن سليمان بن طَرْخان التيمي. وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي، وعقبة بن عبد الغافر: هو الأزدي.

وأخرجه البخاري (6481) و (7508)، ومسلم (2757)(28)، وأبو يعلى (1047)، وابن حبان (650)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 261 - 262 من طرق عن معتمر، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11664)، وانظر (11096).

قال السندي: قوله: "وإن يقدر الله عليه يعذبه": ظاهر هذا الكلام يدل على أنه أراد بما أمر به تعجيزه تعالى عن القدر عليه، ولا يخفى أنه كفر، والكافر لا يغفر له، فكيف غفر له؟ ويمكن الجواب أنه يحتمل أنه رأى أن جمعه يكون حينئذٍ مستحيلاً، والقدرة لا تتعلق بالمستحيل، والكفر إنما هو نفي القدرة على ممكن، غاية الأمر أنه اعتقد غير المستحيل مستحيلاً، وبمثله لا يثبت الكفر. أو يقال: إن شدة الخوف طيرت عقله، فصار في حكم المجنون الذي لا يدري ما يقول أو يفعل. وقيل: إنه رجل لم تبلغه الدعوة، والله تعالى أعلم.

قوله: "فاسهكوني": السهك بمعنى السحق، ويقال: هو دونه، قاله الحافظ في "الفتح" 11/ 314.

قوله: "فما تلافاه أن رحمه"، أي: تداركه، و"ما" موصولة، أي: الذي تلافاه هو الرحمة، أو نافية وصيغة الاستثناء محذوفة، أو الضمير في تلافاه لعمل الرجل، قاله الحافظ في "الفتح" 11/ 315.

قوله: قال: فحدثت بها أبا عثمان، فقال: سمعت هذا من سلمان غير مرة. القائل: هو سليمان التيمي والد معتمر، وأبو عثمان: هو النهدي عبد الرحمن بن مل، وسلمان: هو الفارسي الصحابي الجليل، وحديثه عند الطبراني في "الكبير" =

ص: 264

11737 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ (1).

11738 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ قُسَيْمٍ (2) مَوْلَى عُمَارَةَ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

= (6123) ذكر ذلك الحافظ في "الفتح" 11/ 315 - 316 و 13/ 472 - 473.

(1)

حديث صحيح، ولا يضر جهالة الرواة الذين حدث عنهم قتادة، لأنهم جمع- فقد خرج البخاري (3642) الذي شرط الصحة حديث عروة البارقي: سمعت الحي يتحدثون عن عُروة، ولم يكن ذلك الحديث في جملة المجهولات، وقال مالك في "الموطأ" 2/ 877 في القسامة عن أبي ليلى، عن سهل بن أبي حثمة أنه لخبره رجال من كبراء قومه

وفي "صحيح مسلم"(945)(52) عن الزهري: حدثني رجال عن أبي هريرة: "من صلى على جنازة فله قيراط"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.

وأخرجه أبو يعلى (1211)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 224 من طريقين عن همام، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (10991).

(2)

تحرف في (م) إلى: قسم. قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 344: وضبطوه بوزن عظيم. قلنا: كذلك ضبطه الذهبي في "المشتبه"، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 7/ 218.

ص: 265

"لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ، الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَمَسْجِدِي "(1).

11739 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا، رَجُلٌ مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى كَعْبَيْهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى أَرْنَبَتِهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى صَدْرِهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ قَدِ اغْتُمِرَ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، قَسِيم مولى عمارة لم يذكر في الرواة عنه غير أبان بن صالح، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 204، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 148، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو من رجال "التعجيل"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق -وهو محمد- فقد أخرج له مسلم متابعة، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو صدوق يدلس، لكنه صرح هنا بالتحديث، وأبان بن صالح روى له البخاري تعليقاً، وأصحاب السنن الأربعة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وقَزَعة: هو ابن يحيى البصري.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 203 - 204 من طريق يعقوب، بهذا الإِسناد.

وقد سلف مطولاً برقم (11040).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (11100) سنداً ومتناً.

ص: 266

11740 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" افْتَخَرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أَيْ رَبِّ يَدْخُلُنِي الْجَبَابِرَةُ وَالْمُلُوكُ وَالْعُظَمَاءُ وَالْأَشْرَافُ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: أَيْ رَبِّ يَدْخُلُنِي الْفُقَرَاءُ وَالضُّعَفَاءُ وَالْمَسَاكِينُ، فَقَالَ تبارك وتعالى لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مِنْ أَشَاءُ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَيُلْقَى فِيهَا أَهْلُهَا، وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، حَتَّى يَأْتِيَهَا تبارك وتعالى فَيَضَعُ قَدَمَهُ عَلَيْهَا فَتُزْوَى، وَتَقُولُ: قَدْنِي قَدْنِي. وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَتَبْقَى مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَبْقَى، ثُمَّ يُنْشِئُ اللهُ لَهَا خَلْقًا بِمَا يَشَاءُ " وقَالَ حَسَنٌ الْأَشْيَبُ: " وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَتَبْقَى مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَبْقَى "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عطاء بن السائب، صدوق، روى له أصحاب السنن، والبخاري متابعةً، وقد صححوا سماع حماد بن سلمة منه قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (1313) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11099).

قال السندي: قوله: "وتقول: قدني قدني": كأنه اسم فعل، فلذا زيد نون الوقاية، وقد سبق بدون نون، فيعتبر حينئذ اسماً بمعنى حسب، والمعنى قريب، أي: يكفيني.

ص: 267

11741 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرٌ أَنَّهُ أَخْبَرَ (1) أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَأَى رُؤْيَا أَنَّهُ يَكْتُبُ {ص} فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى سَجْدَتِهَا قَالَ: رَأَى الدَّوَاةَ وَالْقَلَمَ، وَكُلَّ شَيْءٍ بِحَضْرَتِهِ انْقَلَبَ سَاجِدًا قَالَ: فَقَصَّهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَزَلْ يَسْجُدُ بِهَا بَعْدُ (2).

(1) في (ق) و (م) أخبره.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، بكر -وهو ابن عبد الله المُزَني- لم يسمع من أبي سعيد الخدري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حميد -وهو ابن أبي حميد الطويل- فقد روى له البخاري متابعةً وتعليقاً، واحتج به مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار.

وأخرجه الحاكم 2/ 432 من طريق حماد بن سلمة، عن حميد، بهذا الإِسناد. وقد سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: على شرط مسلم!

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 320، وفي "الدلائل" 7/ 20 من طريق هشيم، عن حميد، عن بكر، قال: أخبرني مخبر، عن أبي سعيد، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 284، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح!

وأخرجه بنحوه أبو يعلى مطولاً (1069) عن الجراح بن مخلد، عن اليمان بن نصر، عن عبد الله بن سعد المزني، قال: حدثني محمد بن المنكدر، حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عوف، قال: سمعت أبا سعيد يقول: رأيت فيما يرى النائم كأني تحت شجرة، وكأن الشجرة تقرأ {ص}. فلما أتت على السجدة سجَدَتْ فقالت في سجودها:"اللهم اغفر لي بها، اللهم حُطَّ عني بها وزراً، وأحدث لي بها شكراً، وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته". فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: "سجدتَ أنت يا أبا سعيد؟ " قلت: لا. قال: =

ص: 268

11742 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ (1)، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ "(2).

11743 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:

= "فأنت أحق بالسجود من الشجرة". ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة (ص)، ثم أتى على السجدة، وقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها. وإسناده ضعيف. عبد الله بن سعد المزني لم نقع على ترجمته، واليمان بن نصر مجهول.

وأخرج أبو داود (1410)، والدارمي 1/ 342، وابن خزيمة (1455) و (1795)، وابن حبان (2765) و (2799)، والدارقطني في "السنن" 1/ 408، والحاكم 1/ 284 - 285 و 2/ 431 - 432، والبيهقي 2/ 318 من طريقين عن عياض بن عبد الله بن سعد، عن أبي سعيد أنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ص، فلما بلغ السجدة نزل فسجد، وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها، فلما بلغ السجدة تشزَّنَ الناس للسجود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنما هي توبة نبي، ولكني رأيتكم تشزَّنتم للسجود" فنزل فسجد، وسجدوا، وهذا لفظ أبي داود، وإسناده صحيح.

وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (1069)، وقد سلف (3387)، وفيه أنَّ ابن عباسٍ قال في السجود في "ص": ليست من عزائم السجود، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها.

(1)

في (م): حدثنا غندر، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء بن يزيد: هو الليثي.

وقد سلف برقم (11020).

ص: 269

سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ قَرَظَةَ يُحَدِّثُ (1) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قُلْتُ: سَمِعَهُ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ مُحَمَّدٌ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: اشْتَرَيْتُ أُضْحِيَّةً، فَجَاءَ الذِّئْبُ، فَأَكَلَ مِنْ ذَنَبِهَا، أَوْ أَكَلَ ذَنَبَهَا، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" ضَحِّ بِهَا "(2).

11744 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْعَزْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ:" أَنْتَ تَخْلُقُهُ؟ أَنْتَ تَرْزُقُهُ؟ أَقِرَّهُ قَرَارَهُ، أَوْ مَقَرَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ "(3).

11745 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (4)، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ أَنَّهُ سَمِعَ

(1) لفظ: يحدث، ليس في (م).

(2)

إسناده ضعيف لضعف جابر: وهو ابن يزيد الجعفي، ومحمد بن قرظة سلف الكلام فيه في الرواية رقم (11274).

وأخرجه الطيالسي (2237)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 170 من طريق عبد الرحمن بن زياد، كلاهما عن شعبة، به.

وقد سلف برقم (11274).

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن: وهو البصري لم يسمع من أبي سعيد، ومحمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد: وهو ابن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد توبع. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وقد سلف برقم (11503).

(4)

في (ق) و (م) محمد بن شعبة، وهو خطأ.

ص: 270

رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32]، قَالَ:" هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ وَكُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ "(1).

11746 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ لَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ، وَلَكِنَّهَا تُصِيبُ قَوْمًا بِذُنُوبِهِمْ - أَوْ خَطَايَاهُمْ - حَتَّى إِذَا صَارُوا فَحْمًا أُذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ، فَيُخْرَجُونَ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ (2)، فَيُلْقَوْنَ عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ

(1) إسناده ضعيف لإِبهام الرجل من ثقيف، والرجل من كنانة وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد: هو ابن جعفر، وشعبة: هو ابن الحجَّاج.

وأخرجه الترمذي (3225)، والطبري في "التفسير" 22/ 137 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

وأخرجه الطيالسي (2236)، ومن طريقه البيهقي في "البعث والنشور"(61) عن شعبة، به.

قال السندي: قوله: "هؤلاء بمنزلة واحدة"، أي: في شمول الإيمان لهم.

(2)

في (ظ 4): ضبائر، غير مكررة، وجاءت اللفظة الثانية في هامش (س)، نسخة.

ص: 271

الْجَنَّةِ أَهْرِيقُوا عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَاءِ قَالَ: فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ " (1).

11747 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسٍ مِنَ الذَّوْدِ صَدَقَةٌ، وَلَا فِي خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ، أَوْ خَمْسِ (2) أَوَاقٍ صَدَقَةٌ "(3).

11748 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّهُ سَمِعَ مَوْلًى لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ حَيَاءً

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العَبْدي، فمن رجال مسلم. أبو مَسْلَمة: هو سعيد بن يزيد البصري.

وأخرجه مسلم (185)(307)، وابن منده في "الإيمان"(830) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(868)، وأبو عوانة 1/ 186 من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، به.

وقد سلف برقم (11077)، وانظر (11016).

(2)

في (ظ 4) و (ص) و (ق): أو عدة خمس أواق صدقة. وفي (م): أو خمس، والمثبت من (س). وهو الموافق لما سلف برقم (11405).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (11405) سنداً ومتناً.

ص: 272

مِنْ عَذْرَاءَ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ (1).

11749 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَقْبَلْنَا فِي جَيْشٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، قِبَلَ هَذَا الْمَشْرِقِ، قَالَ: فَكَانَ فِي الْجَيْشِ عَبْدُ اللهِ بْنُ صَيَّادٍ، وَكَانَ لَا يُسَايِرُهُ أَحَدٌ، وَلَا يُرَافِقُهُ، وَلَا يُؤَاكِلُهُ، وَلَا يُشَارِبُهُ، وَيُسَمُّونَهُ الدَّجَّالَ، فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ نَازِلٌ فِي مَنْزِلٍ لِي، إِذْ رَآنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ صَيَّادٍ جَالِسًا، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا يَصْنَعُ بي (2) النَّاسُ، لَا يُسَايِرُنِي أَحَدٌ، وَلَا يُرَافِقُنِي أَحَدٌ، وَلَا يُشَارِبُنِي أَحَدٌ وَلَا يُؤَاكِلُنِي أَحَدٌ، وَيَدْعُونِي الدَّجَّالَ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنْتَ يَا أَبَا سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الدَّجَّالَ لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ "، وَإِنِّي وُلِدْتُ بِالْمَدِينَةِ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ الدَّجَّالَ لَا يُولَدُ لَهُ " وَقَدْ وُلِدَ لِي، فَوَاللهِ لَقَدْ هَمَمْتُ مِمَّا يَصْنَعُ بِي هَؤُلَاءِ النَّاسُ أَنْ آخُذَ حَبْلًا، فَأَخْلُوَا، فَأَجْعَلَهُ فِي عُنُقِي، فَأَخْتَنِقَ، فَأَسْتَرِيحَ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ، وَاللهِ مَا أَنَا بِالدَّجَّالِ، وَلَكِنْ وَاللهِ لَوْ شِئْتَ، لَأَخْبَرْتُكَ بِاسْمِهِ، وَاسْمِ أَبِيهِ، وَاسْمِ أُمِّهِ، وَاسْمِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ومولى أنس: هو عبد الله بن أبي عُتْبة كما جاء مصرَّحاً به في الرواية رقم (11683)، وقد سلف تخريجه هناك، فانظره.

(2)

لفظ "بي" ليس في (م)، ووقع في (ق): في.

ص: 273

الْقَرْيَةِ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا (1).

11750 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَفْتَرِقُ أُمَّتِي فِرْقَتَيْنِ، فَتَمْرُقُ بَيْنَهُمَا مَارِقَةٌ، فَيَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ "(2).

11751 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نَضْرَة -وهو المنذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. محمد بن جعفر: هو الملقب غندر، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.

وقد سلف بنحوه بالأرقام (11209) و (11390).

قال السندي: قوله: فكان في الجيش عبد الله بن صياد، وفي بعض النسخ: ابن الصائد، وبالجملة فهذا الحديث يدل على أن اسمه كان عبد الله، وقد جاء ما يدل على أن اسمه كان صافياً، فيحتمل أن يقال: إطلاق عبد الله عليه بالمعنى الإِضافي، أو أن الصافي كان لقبه. والله تعالى أعلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. محمد بن جعفر: هو المعروف بغندر، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.

وقد سلف برقم (11196).

(3)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سَعْد العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، =

ص: 274

° 11752 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أبي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُتَعَالِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ: هَلْ يُقِرُّ الْخَوَارِجُ بِالدَّجَّالِ؟ فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي خَاتَمُ أَلْفِ نَبِيٍّ وَأَكْثَرُ (1)، مَا

= وزكريا: هو ابن أبي زائدة.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(890) عن أبي نعيم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البزار (6)(زوائد)، وأبو يعلى (1026) من طريقين، عن زكريا، به. وقال البزار: ولا نعلم رواه عن عطية أثبت من زكريا.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 17، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح! قلنا: عطية لم يرو له الشيخان في الصحيح إلا البخاري في "الأدب المفرد"، وهو ضعيف كما سلف.

وأخرج نحوه مطولاً عبد بن حميد في "المنتخب"(968)، وأبو يعلى (1314) من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الله بن راشد مولى عثمان، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بين يدي الرحمن للوحاً فيه ثلاثُ مئة وخمسَ عشرةَ شريعةً، يقول الرحمن: وعزَّتي وجلالي، لا يأتي عبد من عبادي لا يشرك بي شيئاً، فيه واحدة منها، إلا دخل الجنة"، وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد، وعبد الله بن راشد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 36، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه عبد الله بن راشد، وهو ضعيف، قلنا: فاته أن يعله كذلك بعبد الرحمن بن زياد.

وقد سلفت شواهده في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، في الرواية رقم (6586).

(1)

في (م): وأكثر، وهو خطأ.

ص: 275

بُعِثَ نَبِيٌّ يُتَّبَعُ إِلَّا قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ، وَإِنِّي قَدْ بُيِّنَ لِي مِنْ أَمْرِهِ مَا لَمْ يُبَيَّنْ لِأَحَدٍ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَعَيْنُهُ الْيُمْنَى عَوْرَاءُ جَاحِظَةٌ وَلَا تَخْفَى، كَأَنَّهَا نُخَامَةٌ فِي حَائِطٍ مُجَصَّصٍ، وَعَيْنُهُ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، مَعَهُ مِنْ كُلِّ لِسَانٍ، وَمَعَهُ صُورَةُ الْجَنَّةِ خَضْرَاءُ، يَجْرِي فِيهَا الْمَاءُ، وَصُورَةُ النَّارِ سَوْدَاءُ تَدَّاخَنُ (1) " (2).

(1) في (م): تداخن، وهو تصحيف.

(2)

إسناده ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد، وعبد المتعال بن عبد الوهَّاب: هو الأنصاري، ترجمه الحافظ في "التعجيل" ص 264 - 265، وذكر أن أبا أحمد الحاكم ذكره في "الكنى"، وذكر كذلك أن الرواة عنه ثلاثة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن سعيد: هو ابن أبان الأموي، وأبو الوداك: هو جَبْر بن نوف البكالي.

وأخرجه الحاكم 2/ 597 من طريق مروان بن معاوية، عن مجالد، به، بلفظ:"إني خاتم ألف نبي أو أكثر". وسكت عنه، وتعقبه الذهبي بقوله: مجالد ضعيف.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 346، وقال: رواه أحمد، وفيه مجالد بن سعيد، وثقه النسائي في روايةٍ، وقال في أخرى: ليس بالقوي، وضعفه جماعة.

وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب، في الرواية رقم (4743) و (4804).

قال السندي: قوله: هل يقر الخوارج: من الإِقرار، أي: هل يعتقدون بوجوده، ويقولون به أم لا؟

قوله: "يتَّبع" على بناء المفعول، من الافتعال أو المجرد.

قوله: "جاحظة": بجيم، ثم مهملة، ثم معجمة: جحوظ العين نتؤها وانزعاجها.

ص: 276

11753 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُتَعَالِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ذُكِرَ ابْنُ صَيَّادٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَا يَمُرُّ بِشَيْءٍ إِلَّا كَلَّمَهُ (1).

* 11754 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: فِيَّ الْجَبَّارُونَ، وَالْمُتَكَبِّرُونَ. وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فِيَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَمَسَاكِينُهُمْ، قَالَ: فَقَضَى بَيْنَهُمَا إِنَّكِ الْجَنَّةُ رَحْمَتِي، أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَإِنَّكِ النَّارُ عَذَابِي، أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكِلَاكُمَا عَلَيَّ مِلْؤُهَا "(2).

= وقوله: "كأنها نخامة"، أي: أنه لا نور فيها، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 4، وقال: رواه أحمد، وفيه مجالد بن سعيد، وهو ضعيف، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات!

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وقد توبع. عثمان بن محمد: هو ابن أبي شيبة، وجرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(188) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإِسناد. =

ص: 277

* 11755 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ:] وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ الْأَفْعَى، وَالْعَقْرَبَ، وَالْحِدَاءَ، وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ، وَالْفُوَيْسِقَةَ " قُلْتُ مَا الْفُوَيْسِقَةُ؟ قَالَ: " الْفَأْرَةُ " قُلْتُ: وَمَا شَأْنُ الْفَأْرَةِ: قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، اسْتَيْقَظَ وَقَدْ أَخَذَتِ الْفَتِيلَةَ، فَصَعِدَتْ بِهَا إِلَى السَّقْفِ لِتُحَرِّقَ عَلَيْهِ (1).

= وأخرجه مسلم (2847) عن عثمان بن محمد، به.

وأخرجه أبو يعلى (1172) عن أبي خيثمة، عن جرير، به.

وقد سلف مطولاً برقم (11099).

قال السندي: قوله: "أنك الجنة رحمتي": الظاهر أن أصله: أنك أيها الجنة رحمتي، ثم حذف أيها لظهور الأمر، وجعل الجنة خبراً، ورحمتي خبراً بعد خبر لا يخلو عن بُعْد، وكذا أنك النار، والله تعالى أعلم.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد: وهو القرشي الهاشمي مولاهم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النَّسائي، وقد توبع. جرير: هو ابن عبد الحميد الضَّبِّي.

وأخرجه أبو يعلى (1170) عن أبي خيثمة، عن جرير، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن ماجه (3089) من طريق محمد بن فضيل، عن يزيد، به. وفيه ذكر السبع العادي بدل الحدأة.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1223) من طريق أبي بكر بن عياش، عن يزيد بن أبي زياد، به، ولفظه: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فإذا فأرة قد أخذت الفتيلة، فصعدت بها إلى السقف لتحرق عليهم البيت، فلعنها النبي صلى الله عليه وسلم، وأَحَلَّ قتلها للمحرم. =

ص: 278

* 11756 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ:] وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ "(1).

* 11757 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ:] وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَخْرُجُ عِنْدَ انْقِطَاعٍ مِنَ الزَّمَانِ، وَظُهُورٍ مِنَ الْفِتَنِ، رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ السَّفَّاحُ، فَيَكُونُ إِعْطَاؤُهُ الْمَالَ حَثْيًا "(2).

= وقد سلف نحوه برقم (10990)، ومختصراً برقم (11273).

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد: وهو ابن أبي زياد الهاشمي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة، وقد توبع. عثمان بن محمد: هو ابن أبي شيبة، وجرير: هو ابن عبد الحميد، وعبد الرحمن بن أبي نُعْم: هو البَجَلي.

وأخرجه مطولاً أبو يعلى (1169) عن أبي خيثمة، عن جرير، بهذا الإِسناد.

وسلف مطولاً برقم (11618)، وذكرنا هناك شواهده.

(2)

إسناده ضعيف لضعف عطية العَوْفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة، وقد توبع. عثمان بن محمد: هو ابن أبي شيبة، وجرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 15/ 196، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" =

ص: 279

* 11758 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي (1) فُلَانٍ ثَلَاثِينَ (2) رَجُلًا، اتَّخَذُوا مَالَ اللهِ دُوَلًا، وَدِينَ اللهِ دَخَلًا (3)، وَعِبَادَ اللهِ خَوَلًا "(4).

= 2/ 136 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به. ولفظه عند ابن أبي شيبة:"يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان، وظهور من الفتن يكون عطاؤه حثياً".

وأخرجه أبو يعلى (1105) من طريق فضيل بن مرزوق، عن عطية، به، ولفظه:"يكون في آخر الزمان على تظاهر العمر، وانقطاع من الزمان إمام يكون أعطى الناس. يجيئه الرجل فيحثو له في حجره، يهمه من يقبل عنه صدقة ذلك المال، ما بينه وبين أهله، لما يصيب الناس من الخير".

وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 314، وقال: رواه أحمد، وفيه عطية العوفي، وهو ضعيف، ووثقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات.

قال السندي: قوله: "يقال له السفاح": الظاهر أنه الذي مضى من بني العَبَّاس!

(1)

في (ق): آل.

(2)

في (س) و (ظ 4): ثلاثون، وجاء في هامش (س): ثلاثين، نسخة.

(3)

في (ظ 4): دغلاً، وهو الموافق لبعض الروايات. قال السندي: أي: يخدعون به الناس.

(4)

إسناده ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سَعْد العَوْفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة، وقد توبع. عثمان: هو ابن محمد بن أبي شيبة، وجرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو =

ص: 280

* 11759 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةُ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ

= سليمان بن مهران.

وأخرجه البزار (1620)"زوائد"، والحاكم 4/ 480، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 507 من طرق عن جرير، بهذا الإِسناد، وعندهم: بنو أبي العاص.

وأخرجه البزار (1621)"زوائد"، وأبو يعلى (1152)، والطبراني في "الأوسط"(7781)، والحاكم 4/ 480 من طريق مطرف بن طريف، عن عطية، به. ولم يسق البزار لفظه، وفي رواية أبي يعلى: بنو الحكم.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 241، وقال: رواه أحمد والبزار، والطبراني في "الأوسط"، وأبو يعلى، وفيه عطية العوفي، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وله شاهد موقوف على أبي هريرة عند أبي يعلى (6523).

وآخر من حديث أبي ذر عند الحاكم 4/ 479 و 480، وإسناده ضعيف.

وثالث من حديث معاوية بن أبي سفيان عند البيهقي في "الدلائل" 6/ 508، وإسناده ضعيف لا يفرح به، وفي متنه غرابة ونكارة فيما ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية" 6/ 242.

قال السندي: قوله: "دُولاً": بضم داله أو كسرها، وفتح واو، جمع دُوْلة -بضم فسكون-، أي: يتداولون المال، ولا يجعلون لغيرهم نصيباً فيه، أو يستأثرون أهل الشرف بحقوق الفقراء من بيت المال.

قوله: "دَخَلاً" -بفتحتين-، أي: يُدخلون في دين الله أموراً لم تجرِ بها السنة.

قوله: "خَوَلاً" -بفتحتين-، أي: خدماً وعبيداً، يعني أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم.

ص: 281

إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ عِنْدَهُ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ زَوْجِي صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ يَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ، وَيُفَطِّرُنِي إِذَا صُمْتُ، وَلَا يُصَلِّي صَلَاةَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ قَالَ - وَصَفْوَانُ عِنْدَهُ - قَالَ: فَسَأَلَهُ عَمَّا قَالَتْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَّا قَوْلُهَا: يَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ، فَإِنَّهَا تَقْرَأُ سُورَتَيْنِ (1)، فَقَدْ نَهَيْتُهَا عَنْهَا. قَالَ: فَقَالَ: " لَوْ كَانَتْ سُورَةٌ وَاحِدَةٌ لَكَفَتِ النَّاسَ ". وَأَمَّا قَوْلُهَا: يُفَطِّرُنِي. فَإِنَّهَا تَصُومُ وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ، فَلَا أَصْبِرُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ: " لَا تَصُومَنَّ امْرَأَةٌ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا ". قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُهَا: بِأَنِّي لَا أُصَلِّي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ لَنَا ذَاكَ، لَا نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. قَالَ:" فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ "(2).

(1) كذا في رواية عثمان إلا ما كان عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" فهي "سورتيَّ"، وهو الموافق لما سيأتي برقم (11801).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة، وقد توبع. عثمان: هو ابن محمد بن أبي شيبة، وجرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وأخرجه أبو داود (2459)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2044)، والحاكم 1/ 436، والبيهقي في "السنن" 4/ 303 من طريق عثمان، بهذا الإِسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

وأخرجه أبو يعلى (1037)، وابن حبان (1488) من طريقين، عن جرير، به. =

ص: 282

* 11760 - حَدَّثَنَا هَارُونُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ (1) وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشُّرْبِ مِنْ ثُلْمَةِ الْقَدَحِ، وَأَنْ يُنْفَخَ فِي الشَّرَابِ (2). قَالَ أَبُو

= وسيأتي برقم (11801).

وقوله: "لا تصومَنَّ امرأة إلا بإذن زوجها" له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5192)، ومسلم (1026)، وقد سلف 2/ 245.

وتفسير قوله: "إنها تقرأ سورتين" ما قاله الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 5/ 287 من أن ذلك محتملاً أن يكون ظن أنها إذا قرأت سورته التي يقوم بها أنه لا يحصل لهما بقراءتهما إياهما جميعاً إلا ثواباً واحداً، ملتمساً أن تكون تقرأ غير ما يقرأ، فيحصل لهما ثوابان، فأعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ذلك يحصل لهما به ثوابان، لأن قراءة كل واحد منهما إيَّاها غير قراءة الآخر إياها.

وقوله: وأنا رجل شاب، فلا أصبر: قال الحافظ في "الإِصابة" في ترجمة صفوان: يشكل عليه أن عائشة قالت في حديث الإِفك: إن صفوان قال: والله ما كشف كنف أنثى قط. وقد أورد هذا الإِشكال قديماً البخاري، ومال إلى تضعيف حديث أبي سعيد بذلك، ويمكن أن يجاب بأنه تزوج بعد ذلك.

(1)

في (س) و (ص) و (ق) و (م): وهب، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 4).

(2)

حديث حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سمرة بن عبد الرحمن: وهو ابن حيويل المعافري فهو من رواة أصحاب "السنن"، وروى له مسلم مقروناً بغيره، وضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: لم أر له حديثاً منكراً جداً، وأرجو أنه لا بأس به، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": صدوق له مناكير.

وأخرجه أبو داود (3722)، وابن حبان (5315)، والبيهقي في "الشعب" =

ص: 283

عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ.

11761 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ. قَالَ مُجَالِدٌ: أَخْبَرَنَا عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثَةٌ يَضْحَكُ اللهُ إِلَيْهِمْ: الرَّجُلُ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ، وَالْقَوْمُ إِذَا صَفُّوا لِلصَّلَاةِ (1)، وَالْقَوْمُ إِذَا صَفُّوا لِلْقِتَالِ "(2).

= (6019) من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإِسناد.

والنهي عن الشرب من ثلمة القدح له شاهد من حديث سهل بن سعد الساعدي، عند الطبراني في "الكبير"(5722)، قال الهيثمي في "المجمع" 5/ 78: رواه الطبراني، وفيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل، وهو ضعيف.

وآخر من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط"، وقال الهيثمي في "المجمع": رجاله ثقات رجال الصحيح.

وثالث من حديث ابن عباس وابن عمر عند الطبراني في "الكبير"(11055)، وفي إسناده إبراهيم بن مهاجر، وهو لين الحديث، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 78، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، وانظر (11026).

وقوله: "وأن ينفخ في الشراب" له شاهد من حديث أبي قتادة عند البخاري (5630)، سيرد 5/ 295، وانظر (11654).

قال السندي: قوله: "من ثلمة القدح": بضم مثلثة وسكون لام: موضع الانكسار، لأنه ربما ينصب الماء منه على الثوب أو البدن، وأيضاً لا يناله التنظيف التام إذا غسل الإِناء.

قوله: "وأن ينفخ" لما يخاف من خروج شيء من فمه.

(1)

عبارة: والقوم إذا صفوا للصلاة، ليست في (م).

(2)

إسناده ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد الهَمْداني، وهُشيم: وهو =

ص: 284

11762 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " أَلَا إِنَّ أَحْرَمَ الْأَيَّامِ يَوْمُكُمْ هَذَا، وَإِنَّ أَحْرَمَ الشُّهُورِ شَهْرُكُمْ هَذَا، وَإِنَّ أَحْرَمَ الْبِلَادِ بَلَدُكُمْ هَذَا، أَلَا وَإِنَّ أَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي

= ابن بشير، مدلس وقد عنعن، وهو لم يسمع من مجالد فيما ذكر أحمد في "العلل"(2230)، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. علي بن عبد الله: هو ابن المديني، وأبو الودَّاك: هو جبر بن نوف الهَمْدَاني.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 289، وأبو يعلى (1004)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 472 من طرق عن هشيم، به.

وأخرجه ابن ماجه (200) من طريق عبد الله بن إسماعيل، عن مجالد، به. وفيه:"وللرجل يقاتل -أراه قال- خلف الكتيبة"، بدل قوله:"والقم إذا صفوا للقتال". وعبد الله بن إسماعيل مجهول.

وأخرجه بغير هذه السياقة البزار (715)"زوائد" من طريق محمد بن أبي ليلى، عن عطية -وهو العوفي-، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله ليضحك إلى ثلاثة نَفَر، رجل قام في جوف الليل، فأحسن الطهور وصلى، ورجل نام وهو ساجد، ورجل أحسبه كان في كتيبة فانهزمت، وهو على فرس جواد لو شاء أن يذهب لذهب". وإسناده ضعيف لضعف محمد بن أبي ليلى، وعطية العوفي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 256، وقال: رواه البزار، وفيه محمد بن أبي ليلى، وفيه كلام كثير لسوء حفظه لا لكذبه، قلنا: فاته أن يعله كذلك بعطية العوفي.

ص: 285

شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ "(1).

11763 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ؛ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن بحر: وهو ابن بري القطان، فقد روى له أبو داود والترمذي، والبخاري تعليقاً، وهو ثقة. عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السَّبيعي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وأخرجه ابن ماجه (3931) عن هشام بن عمار، عن عيسى بن يونس، بهذا الإِسناد. وقال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح، رجاله ثقات.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2036).

وعن جابر، سيرد 3/ 313.

وعن عمرو بن الأحوص، سيرد 3/ 426.

وعن نبيط بن شريط، سيرد 4/ 305 - 306.

وعن أبي الغادية، سيرد 4/ 76.

وعن أبي بكرة، سيرد 5/ 37.

وعن العَداء بن خالد، سيرد 5/ 30.

قال السندي: قوله: "ألا إن أحرم الأيام"، أي: أكثرها حرمة.

قوله: "أموالكم"، أي: أموال بعضكم على بعض حرام.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسيكرر في مسند جابر 3/ 371 سنداً ومتناً.

وانظر ما قبله.

ص: 286

11764 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أَرَادَ الْمُؤْمِنُ الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ (1) كَمَا يَشْتَهِي "(2).

11765 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى إِحْدَى خِصَالٍ ثَلَاثٍ: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى مَالِهَا، وَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى جَمَالِهَا، وَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى دِينِهَا، فَخُذْ ذَاتَ الدِّينِ وَالْخُلُقِ تَرِبَتْ يَمِينُكَ "(3).

(1) في (ق) ساعة واحدة، وهي الموافقة للرواية السالفة برقم (11064).

(2)

إسناده قوي، وهو مكرر (11064) سنداً ومتناً.

(3)

صحيح لغيره، وهذا سند حسن عمة سعد بن إسحاق: هي زينب بنت كعب بن عجرة البلوي، زوجة أبي سعيد الخدري، مختلف في صحبتها، وروى عنها ابنا أخويها، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وأخرج لها أصحاب السنن، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعد بن إسحاق: وهو ابن كعب بن عجرة البلوي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. علي بن عبد الله: هو المديني، ومحمد: هو ابن موسى الفِطْري المدني.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 310 - 311، وعبد بن حميد في "المنتخب"(988)، والبزار (1403)(زوائد)، وأبو يعلى (1012)، وابن حبان (4037)، =

ص: 287

11766 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ خَبَّابٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخدْرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ، بَيْنَمَا هُوَ لَيْلَةً

= والدارقطني في "السنن" 3/ 303، والحاكم 2/ 161 من طريقين عن محمد بن موسى، به.

وقال البزار: لا نعلم روى أحد في الخلق شيئاً إلا أبو سعيد، بهذا الإِسناد.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه بهذه الزيادة، ووافقه الذهبي!

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 254، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجاله ثقات.

ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (5090)، ومسلم (1466)، وقد سلف 2/ 428، ولفظه عند البخاري:"تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".

وآخر من حديث جابر عند مسلم (715)(54)، سيرد 3/ 302.

قال السندي: قوله: "تنكح المرأة على إحدى خصال ثلاث"، أي: الناس يراعون هذه الخصال في المرأة، ويرغبون فيها لأجلها، ولم يرد أنه ينبغي أن يراعي هذه، وإنما الذي ينبغي أن يراعى الدين، كما يدل عليه آخر الحديث، وقد جاء أربع خصال بزيادة الحسب.

قوله: "والخُلُق" بضمتين -ويجوز سكون الثاني.

قوله: "تربت يداك": بكسر الراء: من ترب إذا افتقر، فلصق بالتراب، وهذه الكلمة تجري على لسان العرب مقام المدح والذم، ولا يراد بها الدعاء على المخاطب دائماً، وقد يراد بها الدعاء أيضاً، والمراد هاهنا إما المدح، أي: اطلب ذات الدين أيها العاقل الذي يحسد عليك لكمال عقلك، فيقول الحاسد حسداً: تربت يداك، أو الذم، أو الدعاء عليه بتقدير: إن خالفت هذا الأمر.

ص: 288

يَقْرَأُ فِي مِرْبَدِهِ، إِذْ جَالَتْ فَرَسُهُ، فَقَرَأَ، ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى، فَقَرَأَ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقَالَ أُسَيْدٌ: فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَهُ - فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي، فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا. قَالَ: فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَيْنَمَا أَنَا الْبَارِحَةَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، أَقْرَأُ فِي مِرْبَدِي، إِذْ جَالَتْ فَرَسِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اقْرَأْ ابْنَ حُضَيْرٍ " قَالَ: فَقَرَأْتُ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اقْرَأْ ابْنَ حُضَيْرٍ ". فَقَرَأْتُ ثُمَّ جَالَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اقْرَأْ ابْنَ حُضَيْرٍ ". قَالَ: فَانْصَرَفْتُ. وَكَانَ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا، فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَهُ، فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ، كَانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ لَا تَسْتَتِرُ مِنْهُمْ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، ويزيد ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، وعبد الله بن خَبَّاب: هو الأنصاري المدني.

وأخرجه مسلم (796)، والنسائي في "الكبرى"(8244) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8016) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن يزيد ابن الهاد، به.

وعلقه البخاري (5018) بصيغة الجزم عن الليث بن سعد، عن يزيد ابن =

ص: 289

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أسيد بن حضير

وقال: قال ابن الهاد: وحدثني هذا الحديث عبد الله بن خَبَّاب، عن أبي سعيد الخدري، عن أسيد بن حضير.

وقد وصله أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 26 عن يحيى بن بكير وعبد الله بن صالح، كلاهما عن الليث بن سعد، بالإِسنادين جميعاً.

وأخرجه بنحوه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 27، وابن حبان (779)، والطبراني في "الكبير"(566)، والحاكم 1/ 554 من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البُنَاني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير، به.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 27 عن عبد الله بن صالح، والحاكم 1/ 553 من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن الليث، عن ابن شهاب، عن ابن كعب بن مالك، عن أسيد بن حضير، به.

وأخرجه الحاكم 1/ 553 - 554 من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أسيد بن حضير، به.

وفي الباب عن البراء بن عازب، سيرد 4/ 281.

قال السندي: قوله: في مربده: بكسر ميم، وفتح موحدة: هو الموضع الذي ييبَّس فيه التمر.

قوله: إذ جالت: توثبت، والفرس تؤنث أيضاً.

قوله: أمثال السرج: ضبط بضمتين. جمع سراج.

قوله: "اقرأ": كأنه صلى الله عليه وسلم علم من أول الأمر أن ما حصل لفرسه من علامات أن قراءته مقبولة محضورة، فأمره بالقراءة فيما بعد لما ظهر فيها من البركات، أو هذا الأمر منه لبيان أنك لا تجعل مثله مانعاً عن القراءة فيما بعد، بل امض على قراءتك فيما بعد. وقال النووي: معناه كان ينبغي أن تستمر على القراءة، وتغتنم ما حصل لك من نزول السكينة والملائكة، وتستكثر من القراءة التي كانت هي سبب بقائهما.

ص: 290

11767 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا (1) ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ مُوسَى قَالَ: أَيْ رَبِّ، عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ تُقَتَّرُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا! قَالَ: فَيُفْتَحُ لَهُ بَابُ من (2) الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا، قَالَ: يَا مُوسَى، هَذَا مَا أَعْدَدْتُ لَهُ. فَقَالَ مُوسَى: أَيْ رَبِّ، وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ، لَوْ كَانَ أَقْطَعَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ يُسْحَبُ عَلَى وَجْهِهِ مُنْذُ يَوْمَ خَلَقْتَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَكَانَ هَذَا مَصِيرَهُ، لَمْ يَرَ بُؤْسًا قَطُّ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ مُوسَى: أَيْ رَبِّ، عَبْدُكَ الْكَافِرُ تُوَسِّعُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا! قَالَ: فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ النَّارِ. فَيُقَالُ (3): يَا مُوسَى هَذَا مَا أَعْدَدْتُ لَهُ. فَقَالَ مُوسَى: أَيْ رَبِّ، وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ، لَوْ كَانَتْ (4) لَهُ الدُّنْيَا مُنْذُ يَوْمَ خَلَقْتَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَكَانَ هَذَا مَصِيرَهُ كَأَنْ لَمْ يَرَ خَيْرًا قَطُّ "(5).

(1) في (ظ 4): أخبرنا.

(2)

لفظ "من" ساقط من (م).

(3)

في (س): فيقول.

(4)

في (ظ 4): كان.

(5)

إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، ولضعف دراج: وهو ابن سمعان أبو السَّمْح في روايته عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العُتْواري.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 266 - 267، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة ودراج، وقد وثقا على ضعف فيهما.

ص: 291

11768 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاسْتَاكَ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ (1) إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ ثُمَّ رَكَعَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْكَعَ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا " قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " وَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ زِيَادَةٌ، إِنَّ اللهَ جَعَلَ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا "(2).

(1) في (س): من الطيب، وفي هامشها: من طيب، وعليها علامة الصحة.

(2)

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزُّهْري.

وأخرجه الحاكم 1/ 283، وعنه البيهقي في "السنن" 3/ 243 من طريق الإِمام أحمد، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن محمد بن إسحاق، به. ولم نجد هذا الطريق في "مسند أحمد".

وأخرجه أبو داود (343) من طريق محمد بن سلمة، وابن خزيمة (1762) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرجه مسلم (857) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة، مرفوعاً بلفظ:"من اغتسل، ثم أتى الجمعة، فصلَّى ما قدر له، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته، ثم يصلي معه، غُفِرَ له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وفضل ثلاثة أيام". =

ص: 292

11769 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ قَعَدَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ فَيَكْتُبُونَ النَّاسَ مَنْ جَاءَ مِنَ النَّاسِ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، فَرَجُلٌ قَدَّمَ جَزُورًا، وَرَجُلٌ قَدَّمَ بَقَرَةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ شَاةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ دَجَاجَةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ عُصْفُورًا، وَرَجُلٌ قَدَّمَ بَيْضَةً. قَالَ: فَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، وَجَلَسَ الْإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ، طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ، يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ "(1).

= وانظر تمام تخريجه في مسند أبي هريرة برقم (9483).

وانظر (11027) و (11250).

(1)

إسناده حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صرح بالتحديث هنا، والعلاء بن عبد الرحمن: هو ابن يعقوب الحُرَقي، مختلف فيه، ولا ينزل حديثه عن درجة الحسن، فيما قال الذهبي في "السير" 6/ 187، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف"(4137) من طريق محمد بن مسلمة،- والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2606)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 180 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 177، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (929)، ومسلم (850)، وقد سلف =

ص: 293

11770 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ، وَلَا نَصَبٍ، وَلَا سَقَمٍ، وَلَا حَزَنٍ، وَلَا أَذًى، حَتَّى الْهَمِّ يُهِمُّهُ إِلَّا اللهُ يُكَفِّرُ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ "(1).

11771 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَسَمَ بَيْنَهُمْ طَعَامًا مُخْتَلِفًا، بَعْضُهُ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ، قَالَ: فَذَهَبْنَا نَتَزَايَدُ بَيْنَنَا، فَمَنَعَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَتَبَايَعَهُ إِلَّا كَيْلًا بِكَيْلٍ لَا زِيَادَةَ فِيهِ (2).

= (7519).

وعن أبي أمامة، سيرد 5/ 260.

وعن سمرة بن جندب عند ابن ماجه (1093).

وعن علي بن أبي طالب (719).

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق، صرّح بالتحديث، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ومحمد بن عمرو بن عطاء: هو ابن عياش القرشي العامري.

وقد سلف برقم (11007).

(2)

إسناده حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صرَّح بالتحديث، =

ص: 294

11772 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ (1) مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ مِثْلَ ذَلِكَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، مَا هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَالْوَرِقُ بِالْوَرِقِ مِثْلًا بِمِثْلٍ "(2).

11773 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

= وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 101 عن ابن نمير، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، به.

وانظر (10992).

(1)

في (ق) و (م): عم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم، وعمه محمد بن مسلم: هو ابن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، وسالم بن عبد الله: هو ابن عمر بن الخطاب.

وأخرجه البخاري (2176) من طريق يعقوب، بهذا الإِسناد.

وسلف مطولاً برقم (11006).

ص: 295

سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: كُنَّا جُلُوسًا نَنْتَظِرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ بَعْضِ بُيُوتِ نِسَائِهِ، قَالَ: فَقُمْنَا مَعَهُ، فَانْقَطَعَتْ نَعْلُهُ، فَتَخَلَّفَ عَلَيْهَا عَلِيٌّ يَخْصِفُهَا، فَمَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَضَيْنَا مَعَهُ، ثُمَّ قَامَ يَنْتَظِرُهُ وَقُمْنَا مَعَهُ فَقَالَ:" إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تَأْوِيلِ هَذَا الْقُرْآنِ، كَمَا قَاتَلْتُ عَلَى تَنْزِيلِهِ " فَاسْتَشْرَفْنَا وَفِينَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالَ: " لَا، وَلَكِنَّهُ خَاصِفُ النَّعْلِ ". قَالَ: فَجِئْنَا نُبَشِّرُهُ قَالَ: وَكَأَنَّهُ (1) قَدْ سَمِعَهُ (2).

(1) في هامش (س): فكأنه، نسخة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير فطر: وهو ابن خليفة المخزومي، فقد روى له البخاري مقروناً، وقد توبع. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المَرُّوذي، ورجاء والد إسماعيل: هو ابن ربيعة.

وأخرجه القطيعي في زوائده على "الفضائل" لأحمد (1071) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 67 - ، والحاكم 3/ 122 - 123 من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن فطر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 64 من طريق عبد الملك بن حميد بن أبي غنية -ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" 7/ 2666 - ، والقطيعي في زوائده على "الفضائل" لأحمد (1083)، والنسائي في "الكبرى"(8541)، وأبو يعلى (1086)، وابن حبان (6937)، والحاكم 3/ 122 - 123، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 436، والبغوي في "شرح السنة"(2557)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(386) من طريق الأعمش، كلاهما عن إسماعيل بن رجاء، به.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. =

ص: 296

11774 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ مَرْوَانَ الْكَلَاعِيِّ وَعَقِيلِ بْنِ مُدْرِكٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَهُ فَقَالَ: أَوْصِنِي. فَقَالَ: سَأَلْتَ عَمَّا سَأَلْتُ عَنْهُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قَبْلِكَ: " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ، وَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ، فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ

= قلنا: ضعفه ابن الجوزي بإسماعيل بن رجاء ظناً منه أنه إسماعيل بن رجاء الحِصْني، فهو منكر الحديث كما ذكر ابن حبان في "المجروحين" 1/ 130، وهذا وهم من ابن الجوزي رحمه الله. وقد نبه على ذلك الإِمام الذهبي في "تلخيص العلل المتناهية" ورقة 18.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" في موضعين 5/ 186 وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، و 9/ 133، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير فطر بن خليفة، وهو ثقة.

وقد سلف برقم (11258)، وسيأتي (11775).

قال السندي: قوله: "من يقاتل على تأويل القرآن"، أي: يقاتل البغاة معتمداً فيه على تأويل القرآن، وهو قوله تعالى:{فقاتلوا التي تبغي} ، ولك لأن معرفة أن هؤلاء بغاة يستحقون القتال يحتاج إلى التأمل والفهم، فجعل قتال أولئك مبنياً على التأويل.

قوله: "على تنزيله"، أي: قاتل المشركين معتمداً على تنزيل الله تعالى قتالهم في القرآن بقوله: {قاتلوا المشركين} ، أي: فيكم من يجمع بين قتال البغاة والمشركين .. وفي هذا الحديث معجزة له صلى الله عليه وسلم، فقد أخبر قبل الوقوع، فوقع كما أخبر، والله تعالى أعلم.

قوله: "خاصف النعل": الخصف: الجمع والضم، يقال: خصف نعله، أي: خرزها.

ص: 297

الْإِسْلَامِ، وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللهِ، وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ رَوْحُكَ فِي السَّمَاءِ، وذِكْرٌ لكَ (1) فِي الْأَرْضِ " (2).

(1) في (م): وَذِكْرُكَ.

(2)

إسناده ضعيف، عقيل بن مدرك السُّلَمي، لم يدرك أبا سعيد، والحجاج بن مروان الكلاعي، لم نقع له على ترجمة في كتب الرجال إلا ما ذكره الحافظ ابن حجر في "التعجيل" ص 87 نقلاً عن الحسيني في "الإِكمال" ص 88 من أنه ليس بمشهور، وبقية رجاله ثقات. حسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي، وإسماعيل بن عياش ثقة في روايته عن الشاميين.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(840) -ومن طريقه مختصراً ابن أبي عاصم في "الزهد"(43) -، عن إسماعيل بن عياش، عن عقيل بن مدرك، عن أبي سعيد، به. وزاد ابن المبارك:"وعليك بالصمت إلا في حقٍّ، فإنك به تغلب الشيطان".

وأخرجه ابنُ الضريس في "فضائل القرآن"(68)، وأبو يعلى (1000)، والطبراني في "الصغير"(949)، والبيهقي في "الآداب"(1014) من طريق يعقوب بن عبد الله القمي، عن ليث بن أبي سُلَيم، عن مجاهد، عن أبي سعيد، به. وعندهم عدا البيهقي:"وعليك بذكر الله فإنه نور في الأرض، وذكر لك في السماء". وعند البيهقي: "فإنهما نور لك". وعندهم زيادة ما خلا البيهقي: "واخزن لسانك إلا من خير، فإنك بذاك تغلب الشيطان". وإسناده ضعيف لضعف ليث.

وقد سقط من مطبوع ابن الضريس اسم مجاهد من الإِسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 215، 10/ 301، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات! وأبو يعلى بنحوه، وفي إسناده ليث بن أبي سليم، وهو مدلس. =

ص: 298

11775 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: كُنَّا جُلُوسًا نَنْتَظِرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَّا أَنَّهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ لِأُبَشِّرَهُ قَالَ: فَلَمْ يَرْفَعْ بِهِ رَأْسًا، كَأَنَّهُ قَدْ سَمِعَهُ (1).

= وفي الباب عن أبي ذر عند ابن حبان (361)، وأبي نعيم في "الحلية" 1/ 166 - 168 من حديث طويل، وفي إسناده إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، وهو متروك.

قال السندي: قوله: فإنه رأس كل شيء"، أي: لا قبول لشيء عند الله إلا بمراعاته، فهو كالرأس له.

قوله: "رهبانية الإسلام"، أي: الانقطاع إليه تعالى في هذا الدين.

قوله: "روحك في السماء" بضم الراء، أي: سبب حياتك عند الله، قال تعالى:{وكذلكم أوحينا إليكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا} [الشورى: 52]، ولذلك يسمى القرآن روح الله، أو بفتح الراء، أي: سبب رحمتك وقربك. قال تعالى: {فأَمَّا إِنْ كانَ مِن المُقَرِّبين فَرَوْحٌ ورَيْحان} [الواقعة: 88، 89]، والوجه الأول.

قوله: "وذكر لك"، أي: شرف لك. قال تعالى: {وإنه لَذِكْرٌ لك ولقومك وسوف تُسألون} [الزخرف: 44].

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر: وهو ابن خليفة المخزومي، فقد روى له البخاري مقروناً، وهو ثقة. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وإسماعيل بن رجاء: هو ابن ربيعة الزُّبيدي.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/ 435 من طريق أبي نعيم، بهذا الإِسناد.

وقد سلف تخريجه برقم (11773)، وانظر (11258).

ص: 299

11776 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ (1) بْنِ جُمَيْعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَ صَيَّادٍ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ قَالَ: " أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قَالَ هُوَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا "(2) قَالَ: دُخٌّ. قَالَ: " اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ "(3).

(1) في النسخ الخطية و (م): الوليد بن عبد الملك بن جميع، وهو تحريف، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 6/ 334.

(2)

في (ق): خبأ.

(3)

حديث صحيح، الوليد بن عبد الله بن جُميع: هو الزهري الكوفي، وثقه ابن معين والعجلي، وقال أحمد وأبو داود وأبو زرعة: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال ابن سعدة كان ثقة، له أحاديث، واضطرب فيه ابن حبان، فذكره في "الثقات"، ثم عاد فذكره في "المجروحين "، وقال: كان ممن ينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات، فلما فحش ذلك منه بطل الاحتجاج به، وقال العقيلي: في حديثه اضطراب، وقال الحاكم: لو لم يخرج له مسلم لكان أولى، وقال ابن حجر: صدوق يهم، ورمي بالتشيع، وذكره الذهبي فيمن تكلم فيه وهو موثق، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن الزُّهري.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2951) من طريق أبي نعيم، بهذا الإِسناد.

وله شاهد صحيح من حديث عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3610)، وذكرنا هناك أحاديث الباب، واستوفينا الكلام في شرحه.

ص: 300

11777 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ "(1).

11778 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْوَدَّاكِ جَبْرُ بْنُ نَوْفٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: أَصَبْنَا سَبَايَا يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَكُنَّا نَعْزِلُ عَنْهُنَّ، نَلْتَمِسُ أَنْ نُفَادِيَهُنَّ مِنْ أَهْلِهِنَّ. فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: تَفْعَلُونَ هَذَا وَفِيكُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ائْتُوهُ فَسَلُوهُ، فَأَتَيْنَاهُ أَوْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ، قَالَ:" مَا مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ، إِذَا قَضَى اللهُ أَمْرًا كَانَ ". وَمَرَرْنَا بِالْقُدُورِ وَهِيَ تَغْلِي، فَقَالَ لَنَا:" مَا هَذَا اللَّحْمُ؟ " فَقُلْنَا: لَحْمُ حُمُرٍ، فَقَالَ لَنَا:" أَهْلِيَّةٍ أَوْ وَحْشِيَّةٍ؟ "، فَقُلْنَا لَهُ: بَلْ أَهْلِيَّةٍ. قَالَ: فَقَالَ لَنَا: " فَاكْفِؤُوهَا "، قَالَ: فَكَفَأْنَاهَا وَإِنَّا لَجِيَاعٌ نَشْتَهِيهِ. قَالَ: وَكُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نُوكِي الْأَسْقِيَةَ (2).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (11594) سنداً ومتناً.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يونس: وهو ابن إسحاق السَّبيعي- مختلف فيه، وهو حسن الحديث وقد سلف الكلام عنه برقم (11438)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الودّاك -وهو جَبْرُ بن نَوْف البِكَالي- فمن رجال مسلم. أبو نعيم: هو الفضلُ بنُ دُكَيْن.

وهذا الحديث هو ثلاثة أحاديث كلها صحيحة: =

ص: 301

11779 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ الْمِشْرَقِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ:" قَوْمٌ (1) يَخْرُجُونَ عَلَى فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ مُخْتَلِفَةٍ، يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحَقِّ "(2).

11780 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مَسَرَّةُ بْنُ مَعْبَدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ

= الأول: حديث العزل، وهو مكرر (11438)، غير أن شيخ أحمد هناك هو وكيع.

الثاني: حديث تحريم لحوم الحمر الأهلية، وأخرجه أبو يعلى (1183) من طريق وكيع، عن يونس، بهذا الإِسناد.

وسلف برقم (11623)، وسيأتي برقم (11936).

الثالث: حديث الأمر بإيكاء الأسقية، سلف برقم (11544)، وسيرد برقم (11852).

(1)

في (ظ 4)، وهامش (س): قوماً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وسفيان: هو الثوري، والضحاك المِشْرَقي: هو ابن شراحيل الهَمْداني.

وأخرجه مسلم (1064)(153)، وأبو يعلى (1274)، والبيهقي في "الدلائل " 6/ 424 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8559) من طريق الأجلح بن عبد الله الكندي، عن حبيب، به.

وقد سلف مطولاً برقم (11621)، وانظر (11008).

ص: 302

حَاجِبُ (1) سُلَيْمَانَ قَالَ رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ اللَّيْثِيَّ قَائِمًا يُصَلِّي، مُعْتَمًّا بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ، مُرْخِي طَرَفَهَا مِنْ خَلْفِهِ (2)، مُصْفَرَّ اللِّحْيَةِ، فَذَهَبْتُ أَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَرَدَّنِي ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَامَ فَصَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ وَهُوَ خَلْفَهُ، فَقَرَأَ، فَالْتَبَسَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ:" لَوْ رَأَيْتُمُونِي وَإِبْلِيسَ، فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي، فَمَا زِلْتُ أَخْنُقُهُ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ لُعَابِهِ بَيْنَ إِصْبَعَيَّ هَاتَيْنِ - الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا - وَلَوْلَا دَعْوَةُ أَخِي سُلَيْمَانَ لَأَصْبَحَ مَرْبُوطًا بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، يَتَلَاعَبُ بِهِ صِبْيَانُ الْمَدِينَةِ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لَا يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ أَحَدٌ فَلْيَفْعَلْ "(3).

(1) في النسخ الخطية و (م): صاحب، وهو تحريف، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 6/ 283، وهو كذلك في "تهذيب الكمال" وفروعه، وكان يحجب سليمان بن عبد الملك.

(2)

في (ق) و (م): خلف.

(3)

إسناده حسن، مسرَّة بن معبد: هو اللَّخْمي، رضي عنه جمع، وقال أبو حاتم: شيخ، ما به بأس، وقال الذهبي في "الكاشف": وثق، وذكره البخاري في "تاريخه الكبير"، ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال أبو زرعة الدمشقي: شيخ لنا قديم من أهل فلسطين .. حدث عنه من الأجلة ضمرة ووكيع، واضطرب فيه ابن حبان، فذكره في "الثقات"، ثم أعاد ذكره في "المجروحين "، وقال: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، له أوهام، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير =

ص: 303

11781/ 1 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَدْخُلُ

= الزبيري، وأبو عُبيد: هو المَذْحِجي، حاجب سليمان بن عبد الملك.

وأخرجه مختصراً أبو داود (699) من طريق أبي أحمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(946) مختصراً من طريق أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 87 دون قوله: "فمن استطاع .. "، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.

وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود في الرواية رقم (3926)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وقوله: "فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل". سلف نحوه برقم (11299).

قال السندي: قوله: "لو رأيتموني وإبليس" بالنصب: عطف على المفعول، وجعلُه مفعولاً معه بعيد.

قوله: "فأهويت بيدي"، أي: أخذته بيدي.

قوله: "لأصبح مربوطاً": لم يرد أن الدعوة منعت عن ربط الشيطان، لأنه يلزم منه عدم استجابتها، لأن الدعوة كانت بتمام الملك، وربط الشيطان لا يوجب عدم استجابتها، وإنما أراد أنه كان من أخص ملك سليمان ربط الشياطين والتصرف فيها، فربطه كان موهماً لعدم استجابة الدعوة، فتركه دفعاً للإِيهام غير اللائق، والله تعالى أعلم.

قلنا: يشير صلى الله عليه وسلم إلى قوله تعالى على لسان سليمان: {وَهَبْ لي مُلْكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي إنك أنت الوهَّاب} [سورة ص: 35].

ص: 304

الْجَنَّةَ صَاحِبُ خَمْسٍ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا مُؤْمِنٌ بِسِحْرٍ، وَلَا قَاطِعُ رَحِمٍ، وَلَا كَاهِنٌ، وَلَا مَنَّانٌ " (1).

11781/ 2 - حَدَّثَنَا (2) أَبُو الْجَوَابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ خَمْسٍ: مُدْمِنُ سكر، وَلَا مُؤْمِنٌ بِسِحْرٍ، وَلَا قَاطِعُ رَحِمٍ، وَلَا مَنَّانٌ، وَلَا كَاهِنٌ "(3).

11782 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَمْ أَرْبَعًا، فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ، وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ،

(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مندل بن علي وعطية العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد الطائي فمن رجال البخاري، وهو ثقة. يحيى بن أبي بكير: هو القيسي.

وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" ص 295 من طريق عيسى بن جعفر، عن مندل، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11107).

(2)

هذا الحديث ساقط من (م).

(3)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سعد العوفي، أبو الجواب: هو أحوص بن جواب الضبي، وانظر ما قبله.

ص: 305

فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا، كَانَتْ شَفْعًا لِصَلَاتِهِ " قَالَ مُوسَى مَرَّةً:" فَإِنْ (1) كَانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ لَهُ صَلَاتَهُ، وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامَ أَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ "(2).

11783 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْوَسِيلَةُ دَرَجَةٌ عِنْدَ اللهِ لَيْسَ فَوْقَهَا دَرَجَةٌ، فَسَلُوا اللهَ أَنْ يُؤْتِيَنِي الْوَسِيلَةَ "(3).

(1) في (ظ 4): وإن.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن داود: وهو الضَّبِّي، فمن رجال مسلم. سليمان بن بلال: هو القرشي التيمي.

وأخرجه مسلم (571)(88)، وأبو عوانة 2/ 192 - 193، والدارقطني في "السنن" 1/ 371، والبيهقي في "السنن" 2/ 331 من طريق موسى بن داود، به.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 192 - 193، وابن حبان (2669) من طريق خالد بن مَخْلَد القَطَواني، عن سليمان، به.

وقد سلف برقم (11689).

قال السندي: قوله: "كانتا"، أي: السجدتان. "شفعاً لصلاته"، أي: بمنزلة الركعة السادسة.

(3)

إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وموسى بن وردان، روى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وثقه أبو داود والعجلي ويعقوب بن سفيان، وقال أبو حاتم والدارقطني: لا بأس به، وقال أبو حاتم في=

ص: 306

11784 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ

= موضع آخر: ليس بالمتين، يكتب حديثه. وضعفه ابن معين، وقال في موضع آخر: صالح، وذكره ابن حبان في "المجروحين"، وقال: كان ممن فحش خطؤه حتى كان يروي عن المشاهير الأشياء المناكير، وقال الذهبي في "الميزان": وجاء تضعيفه عن أبي داود أيضاً. موسى بن داود: هو الضبي.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(265) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، عن روح بن صلاح، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عمارة بن غزية، عن موسى بن وردان، به: قلنا: شيخ الطبراني أحمد بن محمد بن رشدين ضعيف جداً، وقد نسب إلى الكذب.

وأخرجه كذلك (1489) عن أحمد بن محمد بن صدقة، عن يحيى بن محمد بن السكن، عن محمد بن جهضم، عن إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غزية، عن موسى بن وردان، به، وفيه:"فسلوا الله عز وجل أن يوتيني الوسيلة على خلقه". قلنا: وشيخ الطبراني لم نقع له على ترجمة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 332، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف.

ويشهد له حديث أبي هريرة السالف 2/ 265، وإسناده ضعيف.

وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف (6568)، ولفظه:"ثم سلوا لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة". وإسناده صحيح على شرط مسلم.

الوسيلة في الأصل: ما يُتوصل به إلى الشيء، ويتقرب به، وجمعها: وسائل، والمراد به في هذا الحديث: القرب من الله، وقيل: هي الشفاعة يوم القيامة.

وقيل: هي منزلة من منازل الجنة كما هو مبين في الحديث.

ص: 307

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ الْأَرْضِ مَسْجِدٌ وَطَهُورٌ إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ "(1).

(1) حديث صحيح، محمدُ بنُ إسحاق -وإن عنعن-، قد تُوبع، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح. أحمدُ بنُ عبد الملك: هو ابن واقد الحراني، ومحمدُ بنُ سلمة: هو الحراني. وهذا الحديث رُوي بإسنادٍ مرسل أيضاً رواه سفيان الثوري، واختُلف في أيِّهما أصح وصلُه أم إرسالُه؟ فَرَجَّح إرسالَه الترمذي في "سننه"، فقال بإثر الرواية (317) عنده: وكأنَّ رواية الثوري عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أثبت وأصح. وقال الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 3: والمرسلُ المحفوظ. ونقل الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 324 أن النووي ضعَّفه في "الخلاصة"، ونقل عن الشيخ ابن دقيق العيد قولَه في "الإِمام": حاصلُ ما أُعِلَّ به الإِرسال، وإذا كان الرافعُ ثقةً فهو مقبول. قلنا: قد رفعه حمادُ بنُ سلمة كما سيرد برقم (11919)، وتابعه الدراوردي -كما سيرد في التخريج- وعبد الواحد بن زياد كما سيرد برقم (11919)، ومحمدُ بنُ إسحاق في هذه الرواية، وعمارةُ بن غزية عن يحيى بن عمارة عند ابن خزيمة والبيهقي كما سيرد، فهؤلاء خمسة رفعوه، أكثرهم ثقات، مما يرجح وصله على إرسال الثوري وحده.

وأخرجه الترمذي (317)، والدارمي 1/ 323، والبيهقي في "السنن" 2/ 435، والبغوي في "شرح السنة"(506) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن يحيى بن عمارة، بهذا الإِسناد. وصححه ابنُ خزيمة (791). ولم يرد عندهم لفظ:"وطهور"، فقد انفرد به أحمد في هذه الرواية. ولم يرد في الروايات الآتية. قال الترمذي: هذا حديث فيه اضطراب. قلنا: يعني من جهة إسناده، حيث رُوي مرسلاً وموصولاً، وبسطنا القول في ذلك آنفاً، وسيرد مزيد بحثٍ فيه في الرواية المرسلة الآتية برقم (11788).

وسيأتي بالأرقام (11788) و (11789) و (11919).

وفي الباب عن ابن عمر عند الترمذي (346)، وابن ماجه (746)، والبغوي =

ص: 308

11785 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْوَسْقُ سِتُّونَ صَاعًا "(1).

= في "شرح السنة"(507)، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يُصَلَّى في سبع مواطن .. وعدَّ منها المَقْبُرة والحمام. وفي إسناده زيد بن جَبِيرة، وهو ضعيف جداً.

وعن أنس بن مالك عند أبي يعلى (2888)، وابن حبان (1698) و (2315)، بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يُصَلَّى بين القبور. ورجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة الحسن.

وعن عبد الله بن عمرو -أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في المقبرة- عند ابن حِبّان (2319)، ورجاله ثقات إلَّا أن فيه عنعنة الأعمش وابن جريج.

وعن علي عند أبي داود (490) ولفظ: إن حبيبي صلى الله عليه وسلم نهاني أن أصلي في المقبرة. وإسناده حسن إن كان أبو صالح الغفاري سمع من علي. فقد قال ابنُ يونس: روايته عن علي مرسلة وما أظنه سمع من علي.

وذكر الترمذي من أحاديث الباب حديثَ أبي مَرْثَد الغَنَوي، لكن لفظه:"لا تجلسوا على القبور ولا تُصَلُّوا إليها"، وهو عند مسلم (972)(98)، وسيرد 4/ 135.

قال السندي: قوله: "إلا المقبرة": بضم الباء وتفتح: موضع دفن الموتى، وهذا لاختلاط تُرابها بصديد الموتى ونجاساتهم، فإن صلَّى في مكان طاهر صحَّت، وكذا إن صلى في الحمام في مكان نظيف، وقال بظاهره جماعةٌ، فكره الصلاةَ فيها وإن كانت التربةُ طاهرة. كذا في "النهاية".

قلنا: وانظر "المجموع" للنووي 3/ 164 - 165.

(1)

إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو البختري: وهو سعيد بن فيروز الطائي لم =

ص: 309

11786 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ ضُرِبَ الْجَبَلُ بِمَقْمَعٍ (1) مِنْ حَدِيدٍ لَتَفَتَّتَ، ثُمَّ عَادَ كَمَا كَانَ، وَلَوْ أَنَّ دَلْوًا مِنْ غَسَّاقٍ يُهَرَاقُ فِي الدُّنْيَا لَأَنْتَنَ أَهْلُ الدُّنْيَا "(2).

= يسمع من أبي سعيد، ولضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، وابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أحمد بن عبد الملك: هو ابن واقد الحَرَّاني، وعمرو بن مُرَّة: هو الجَمَلي المُرَادي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 138 عن شريك، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11564)، وانظر (11030).

(1)

تحرف في (م) إلى: بقمع.

(2)

إسناده ضعيف عِلَّته درّاج -وهو ابنُ سمعان أبو السمح- فإنه ضعيف في روايته عن أبي الهيثم -وهو سليمان بن عمرو العتواري-. وابن لهيعة -وهو عبد الله، وإن يكن سيئ الحفظ- متابع.

والقسم الأول منه، وهو قوله: "لو ضُرِب الجبل

ثم عاد كما كان" أخرجه أبو يعلى (1377) من طريق الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/ 601 من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به، بلفظ:"لو ضُرِبَ بمقمع من حديد جهنم الجبل لتفتت كما يُضرب به أهل النار، فصار رماداً" قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي!

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 388، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه ابنُ لَهِيعة، وقد وُثِّق على ضعفه.

وقوله: "ولو أنَّ دلواً من غسّاق

" حسن لغيره، وقد سلف برقم (11230) =

ص: 310

11787 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَخِيهِ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَزَلْنَا مَنْزِلًا فَأَتَتْنَا امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ سَلِيمٌ فَهَلْ مِنْكُمْ مِنْ رَاقٍ؟ قَالَ: فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مَا كُنَّا نَظُنُّهُ يُحْسِنُ رُقْيَةً، فَانْطَلَقَ مَعَهَا، فَرَقَاهُ فَبَرِأَ فَأَعْطَوْهُ ثَلَاثِينَ شَاةً. قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَدْ قَالَ: وَأَسْقَوْنَا لَبَنًا. فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْنَا قُلْنَا لَهُ: أَكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً؟ قَالَ: لَا، إِنَّمَا رَقَيْتُهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُمْ: لَا تُحْدِثُوا فِيهَا شَيْئًا حَتَّى نَأْتِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا قَدِمْنَا أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" مَا كَانَ يُدْرِيهِ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا بِسَهْمِي مَعَكُمْ "(1).

= مطولاً، وذكرنا هناك شواهده.

قال السندي: قوله: "بمقمع من حديد"، أي: الذي يُضرب به الكافر.

ثم عاد، أي: الكافر.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان الأزدي القردوسي أثبت الناس في ابن سيرين، محمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه مسلم (2201)(66)، وأبو داود (3419)، وابن حبان (6113) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (5007)، ومسلم (2201)(66) أيضاً من طريق وهب بن جرير، عن هشام بن حسان، به.

وقد سلف برقم (10985).

ص: 311

11788 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ حَمَّادٌ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَلَمْ يُجِزْ سُفْيَانُ أَبَاهُ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ "(1).

(1) حديث صحيح، وله إسنادان: أحدهما موصول من طريق حماد بن سلمة، والآخر مرسل من طريق سفيان الثوري، وهذا معنى قوله:"ولم يجز سفيان أباه" يعني: ثم يذكر أبا سعيد بعد يحيى بن عمارة والد عمرو بن يحيى، وهذا تصريح أن رواية الثوري مرسلة، وصرح أيضاً بكونها مرسلة الترمذي في "سننه"، وكذلك البيهقي في "السنن" 2/ 434 - 435، فقال:"حديث الثوري مرسل"، ثم ذكر أن من وَصَلَه فقد أخطأ، فقال:"وقد رُوي موصولاً وليس بشيء"، ومع ذلك ظن الشيخ أحمد شاكر من سياقة إسناد البيهقي -وهو من طريق يزيد بن هارون شيخ أحمد بهذين الإِسنادين- أن طريق الثوري موصول أيضاً. غيرَ ملتفتٍ إلى تصريح البيهقي في إرساله وخطأ من وَصَلَه، فقال في تعليقه على "سنن" الترمذي 2/ 133: ولا أدري كيف يزعم الترمذي ثم البيهقي أن الثوري رواه مرسلاً في حين أن روايته موصولة أيضاً! ثم قال: وأنا لم أجده مرسلاً من رواية الثوري، إنما رأيتُه كذلك من رواية سفيان بن عيينة، فلعله اشتبه عليهم سفيان بسفيان. قلنا: كيف يشتبه عليهم واحد بآخر؟! وهذه هي رواية الثوري المرسلة في هذا الحديث، وأخرجها مرسلةً أيضاً عبدُ الرزاق وابنُ أبي شيبة كما سيرد، وهي كذلك عند البيهقي، لكن خفيت عليه رحمه الله تعالى. ويظهر أن الحافظ ابن حجر عزل قولَ البيهقي:"وقد روي موصولاً وليس بشيء" عما قبله -وهو في تأكيد إرسال رواية الثوري فقط- فظن أنه يرجح المرسل، كما ذكر في "تلخيص الحبير" 1/ 277.

وأخرجه ابن ماجه (745)، وأبو يعلى (1350)، والبيهقي في "السنن" =

ص: 312

11789 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فِيمَا يَحْسَبُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).

11790 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ مَسِيرَةَ سَبْعِينَ خَرِيفًا "(2).

= 2/ 434 - 435، من طريق يزيد بن هارون، بهذين الإِسنادين الموصول والمرسل.

وأخرجه مرسلاً عبد الرزاق (1582)، وابن أبي شيبة 2/ 379 عن وكيع، كلاهما عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه أبو داود (492) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به، موصولاً.

وأخرجه الشافعي في "المسند"(198)"بترتيب السندي" عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن يحيى، به، مرسلاً. ثم قال الشافعي: وجدتُ هذا الحديث في كتابي في موضعين، أحدهما منقطعاً، والآخر عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد سلف برقم (11784)، وسيرد بالأرقام (11789) و (11919).

(1)

حديث صحيح، وشك حماد في وصله لا يضر، فقد رواه يزيد بن هارون من طريقه من غير شك، في الرواية السالفة برقم (11788).

وقد سلف برقم (11784)، وسيرد برقم (11919).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وسهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وأخرج البخاري لهما تعليقاً، ولسهيل مقروناً أيضاً. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(977) عن روح بن عبادة، والدارمي =

ص: 313

11791 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَطَلَبَهَا، فَلَمْ يَقْدِرْ

= 2/ 202 - 203، وابن خزيمة (2113) من طريق حجاج بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (9685)، ومن طريقه البخاري (2840)، ومسلم (1153)(168)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 173، والبيهقي في "السنن" 9/ 173 عن ابن جريج، وعبد الرزاق أيضاً (9686) من طريق ابن عيينة، وسعيد بن منصور في "السنن"(2423)، وابن خزيمة (2112) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، ومسلم (1153)(167)، والنسائي 4/ 173، وابن ماجه (1717)، وأبو يعلى (1257) من طريق يزيد بن الهاد، ومسلم (1153)(167) أيضاً من طريق عبد العزيز الدراوردي، والترمذي (1623)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 174، والدولابي في "الكنى" 2/ 164 من طريق سفيان الثوري، والنسائي أيضاً 4/ 173 من طريق حميد بن الأسود، وابن حبان (3417) من طريق سليمان التيمي، والدولابي 1/ 179 من طريق عبد الواحد بن زياد، والبيهقي في "السنن" 4/ 296 من طريق علي بن عاصم، والبغوي في "شرح السنة"(1811) من طريق إبراهيم بن طهمان، جميعهم عن سهيل بن أبي صالح، به. وقد قرن عبد الرزاق مع سهيلٍ يحيى بنَ سعيد الأنصاري، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وسقط من مطبوع الدولابي 1/ 179 لفظ:"عن سهيل".

وقد سلف الحديث برقم (11210) من رواية عبد الله بن نمير، عن سفيان، لكنه وهم، فجعل الراوي عن النعمان سُمَيّاً القُرشي، بدل سهيل بن أبي صالح، وسلف ذكر ذلك مفصلاً هناك، فانظره -وقد ذكرنا هناك أيضاً أحاديث الباب-، وانظر (11406).

ص: 314

عَلَيْهَا، فَتَسَجَّى لِلْمَوْتِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعَ وَجْبَةَ الرَّاحِلَةِ حِينَ بَرَكَتْ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، فَإِذَا هُوَ بِرَاحِلَتِهِ " (1).

11792 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ، فَأَخَذَهَا، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي، فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ، فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ قَالَ (2):

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سعد العوفي، وفضيل بن مرزوق: هو الرقاشي، مختلف فيه، وثقه أحمد وابن معين والثوري وابن عيينة، وضعفه النسائي والدارمي، وقال الحاكم كما في "سؤالات السجزي" له: ليس من شرط الصحيح، وقد عيب على مسلم بإخراجه في الصحيح. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه أبو يعلى (1302) من طريق يزيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن ماجه (4249) من طريق وكيع بن الجراح، عن فضيل، به.

وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 218 مختصراً من طريق عمرو بن عطية، عن عطية، به.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3627)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "أفرح بتوبة عبده"، أي: أرضى وأكثر محبة لها.

قوله: "فتسجى"، أي: تغطى بثوبه ليموت نائماً.

قوله: "وجبة الراحلة": بفتح فسكون، أي: صوتُ وَقْعِ رجلها.

(2)

في (ظ 4): فقال.

ص: 315

أَلَا تَتَّقِي اللهَ، تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللهُ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا عَجَبِي (1)، ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ؟ فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم بِيَثْرِبَ، يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ قَالَ: فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ، فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ. فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ لِلرَّاعِي (2):" أَخْبِرْهُمْ ". فَأَخْبَرَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" صَدَقَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ، وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ، وَشِرَاكُ نَعْلِهِ، وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا (3) أَحْدَثَ (4) أَهْلُهُ بَعْدَهُ "(5).

(1) في (ق): يا عجباً.

(2)

في (ظ 4) وهامش (س): للأعرابي.

(3)

في (ظ 4) وهامش (س): ما.

(4)

في (م): حدث.

(5)

رجاله ثقات رجال الصحيح، القاسم بن الفضل الحُدَّاني، وأبو نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(877)، والبزار (2431)"زوائد"، والترمذي (2181) -دون ذكر قصة الذئب-، والحاكم 4/ 467، 467 - 468، وأبو نعيم في "الدلائل"(270)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 41 - 42، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 478 من طرق، عن القاسم بن الفضل، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب! لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل، والقاسم بن الفضل ثقة مأمون عند أهل الحديث، وثقه يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم =

ص: 316

11793 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا شَهِدَهُ، أَوْ عَلِمَهُ " قَالَ شُعْبَةُ: فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ قَتَادَةَ فَقَالَ: مَا هَذَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ،

= يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح!

وأخرجه ابن حبان (6494)، وأبو نعيم في "الدلائل"(270) من طريق هدبة بن خالد القيسي، عن القاسم بن الفضل الحُدَّاني، حدثنا أبو نضرة، به، مرفوعاً. وعند ابن حبان: زيادة الجُرَيري في الإِسناد بين القاسم وأبي نضرة، وهو مقحم فيه.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 291، وقال: رواه أحمد، والبزار بنحوه باختصار، ورجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح.

وسيأتي بنحوه بالأرقام (11841) و (11844)، وفي سنده شهر بن حوشب، وهو ضعيف.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف 2/ 306، وانظر حديث أبي هريرة السالف 2/ 382.

قال السندي: قوله: فأقعى الذئب: من الإقعاء، وهو جلوس الكلب ونحوه.

قوله: بأنباء ما قد سبق، أي: بأخبار الأمم السالفة مخبر بها عن الله تعالى من غير سبق تعلم منه لذلك، ففيه شهادة له صلى الله عليه وسلم بالرسالة.

قوله: فزواها -بزاي معجمة-، أي: جمعها وضمها إلى طرف من أطراف المدينة.

قوله: الصلاة جامعة: بنصب الجزأين، أي: ائتوها جامعة. أو برفعهما. وفي نسخة السندي: فنودي بالصلاة جامعة بزيادة الباء. =

ص: 317

عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؟ حَدَّثَنِي أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا شَهِدَهُ أَوْ عَلِمَهُ " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَحَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ أَنْ (1) رَكِبْتُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَمَلَأْتُ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ رَجَعْتُ. قَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنِي هَذَا الْحَدِيثَ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ: قَتَادَةُ، وَأَبُو مَسْلَمَةَ (2)، وَالْجُرَيْرِيُّ، (3)، وَرَجُلٌ آخَرُ (4).

(1) في (م): أَنِّي، وهو تحريف.

(2)

في (س) و (ص) و (ق) و (م): أبو سلمة، وهو تحريف.

(3)

في (م): الجريري (بدون واو العطف)، وهو خطأ.

(4)

حديث صحيح، وله إسنادان، الأول: يزيد بن هارون، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن رجل، عن أبي سعيد. وهذا إسناد ضعيف لإِبهام الرجل الراوي عن أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عمرو بن مرة: هو الجملي المرادي، أبو البختري: هو سعيد بن فيروز الطائي.

والثاني: يزيد بن هارون، عن شعبة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. قتادة: هو ابن دعامة السَّدوسي.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 99 من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، عن قتادة، به.

وقد سلف برقم (11017)، وسيأتي برقم (11869).

قال السندي: قوله: فحملني على ذلك أن ركبت إلى معاوية: الظاهر أن المشار إليه بذلك مبهم، تفسيره قوله أن ركبت، أي: فحملني -أي: ما سبق ذكره من الحديث- أن ركبت إلى معاوية، والله تعالى أعلم.

ص: 318

11794 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمْ يَدْرِ ثَلَاثًا صَلَّى أَمْ أَرْبَعًا، فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ رَكْعَةً " - قَالَ يَزِيدُ: " حَتَّى يَكُونَ الشَّكُّ فِي الزِّيَادَةِ - ثُمَّ لِيَسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ، فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعَتَا لَهُ صَلَاتَهُ، وَإِنْ كَانَ صَلَّى أَرْبَعًا فَهُمَا يُرْغِمَانِ الشَّيْطَانَ "(1).

11795 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى. قَالَ أَبِي: وَأَبُو بَدْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ، وَأَحَقُّهُمْ بِالْإِمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

وأخرجه الدارقطني 1/ 371 من طريق يزيد وأبي النضر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(241)، وابن خزيمة (1024) من طريق يزيد بن هارون، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 27، وفي "الكبرى"(1162)، والدارمي 1/ 351، وأبو عوانة 2/ 193، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 433، والدارقطني 1/ 371، والبيهقي في "السنن" 2/ 331 من طرق عن عبد العزيز، به.

وقد سلف برقم (11689).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

ص: 319

11796 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، أَلَا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً، وَإِنَّ أَكْثَرَ ذَاكُمْ غَدْرًا أَمِيرُ الْعَامَّةِ " فَمَا نَسِيتُ رَفْعَهُ بِهَا صَوْتَهُ (1).

11797 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَصَابُوا سَبَايَا يَوْمَ أَوْطَاسٍ، لَهُنَّ أَزْوَاجٌ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ، فَكَانَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَفُّوا، وَتَأَثَّمُوا مِنْ غِشْيَانِهِنَّ. قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي ذَلِكَ: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ، إِلَّا مَا مَلَكَتْ

= وهو بالإِسناد الأول مكرر (11481) إلا أن شيخ أحمد هنا هو يزيد: وهو ابن هارون.

وبالإِسناد الثاني مكرر (11454).

وقد سلف أول مرة (11190).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن البصري لم يسمع من أبي سعيد. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن عون: هو عبد الله.

وقسمه الأول -وهو إلى قوله: "واتقوا النساء"- سلف بإسناد صحيح برقم (11169).

وقسمه الأخير سلف بإسناد صحيح برقم (11427)، وانظر (11666).

وقد سلف الحديث بتمامه مطولاً برقم (11143).

ص: 320

أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24](1).

11798 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: نِسَاءً (2).

(1) حديث صحيح، ابنُ أبي عدي -وهو محمد بن إبراهيم، وإن روى عن سعيد- وهو ابن أبي عروبة -بعد الاختلاط-، متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي علقمة -وهو الهاشمي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. قَتَادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسي، وصالح أبو الخليل: هو ابن أبي مريم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 265، ومسلم (1456)(34)، والطبري في "التفسير"(8968)، والبيهقي في "السنن" 9/ 124 من طريق عبد الأعلى -وهو ابن عبد الأعلى السامي-، ومسلم (1456)(33)، وأبو داود (2155)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 110، وفي "الكبرى"(5492)، والطبري في "التفسير"(8967)، والبيهقي في "السنن" 7/ 167، والواحدي في "أسباب النزول" ص 142، من طريق يزيد بن زُريع، والنسائي في "الكبرى"(11096) -وهو في "التفسير"(116) - من طريق خالد -وهو ابن الحارث ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد، وهم ممن سمع منه قبل الاختلاط. زاد يزيد بن زريع في رواية: أي: فهنَّ لكم حلال إذا انقضت عدتهن.

وأخرجه الطيالسي (2239) عن هشام الدستوائي، ومسلم (1456)(34) من طريق شعبة، كلاهما عن قتادة، به.

وقد سلف برقم (11691)، وسيأتي بعده برقم (11798).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي علقمة الهاشمي فمن رجال مسلم، وهو ثقة. بهز: هو ابن أسد، وعفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو =

ص: 321

11799 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: رَأَيْتُ رُؤْيَا وَأَنَا أَكْتُبُ سُورَةَ {ص} ، قَالَ: فَلَمَّا بَلَغْتُ السَّجْدَةَ، رَأَيْتُ الدَّوَاةَ وَالْقَلَمَ وَكُلَّ شَيْءٍ بِحَضْرَتِي انْقَلَبَ سَاجِدًا. قَالَ: فَقَصَصْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَزَلْ يَسْجُدُ بِهَا (1).

11800 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعْتُمُوهُمْ " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ:" فَمَنْ؟ "(2).

= الخليل: هو صالح بن أبي مريم.

وأخرجه أبو يعلى (1318) من طريق عفان شيخ أحمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الترمذي (1132) و (3016) من طريق حبان بن هلال، عن همام بن يحيى، به.

وسلف قبله برقم (11797) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.

وقد سلف برقم (11691).

وقوله: إلا أنه قال: نساء. يعني بدل قوله: سبايا.

(1)

إسناده ضعيف لانقطاعه، بكر المزني -وهو ابن عبد الله- لم يسمع من أبي سعيد. وهو مكرر (11741) غير أنَّ شيخ أحمد هنا هو ابن أبي عدي -وهو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي- وهو ثقة من رجال الشيخين.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عُبادة، وزهير بن =

ص: 322

11801 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةُ صَفْوَانَ بْنِ مُعَطَّلٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: إِنَّ صَفْوَانَ يُفَطِّرُنِي إِذَا صُمْتُ، وَيَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ، وَلَا يُصَلِّي الْغَدَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: " مَا تَقُولُ هَذِهِ؟ " قَالَ: أَمَّا قَوْلُهَا: يُفَطِّرُنِي، فَإِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ، وَقَدْ نَهَيْتُهَا أَنْ تَصُومَ. قَالَ: فَيَوْمَئِذٍ نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَصُومَ الْمَرْأَةُ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا. قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُهَا: إِنِّي أَضْرِبُهَا عَلَى الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا تَقْرَأُ بِسُورَتَيْ، فَتُعَطِّلُنِي. قَالَ:" لَوْ قَرَأَهَا النَّاسُ مَا ضَرَّكَ ". وَأَمَّا قَوْلُهَا: إِنِّي لَا أُصَلِّي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِنِّي ثَقِيلُ الرَّأْسِ، وَأَنَا مِنْ أَهْلِ (1) بَيْتٍ يُعْرَفُونَ بِذَاكَ، بِثِقَلِ الرُّؤُوسِ. قَالَ: " فَإِذَا قُمْتَ

= محمد: هو التميمي العنبري.

وأخرجه الطيالسي (2178)، والبخاري (3456) و (7320)، ومسلم (2669)، وابن أبي عاصم في "السنة"(74)، وابن حبان (6703)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/ 155، والبغوي في "شرح السنة"(4196) من طرق عن زيد بن أسلم، به.

وسيأتي برقم (11897)، وسيكرر برقم (11843).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف 2/ 327.

وعن شداد بن أوس، سيرد 4/ 125.

وعن أبي واقد الليثي، سيرد 5/ 218.

وعن سهل بن سعد، سيرد 5/ 340.

(1)

في (ق): وإنا أهل ..

ص: 323

فَصَلِّ " (1).

11802 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الْوَلِيدِ أَبِي بِشْرٍ (2)، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ فِي الظُّهْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قَدْرَ قِرَاءَةِ ثَلَاثِينَ آيَةً، وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قَدْرَ قِرَاءَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ آيَةً، وَكَانَ يَقُومُ فِي الْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قَدْرَ قِرَاءَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ آيَةً، وَفِي الْأُخْرَتَيْنِ قَدْرَ نِصْفِ ذَلِكَ (3).

(1) حديث صحيح، أبو بكر: وهو ابن عياش، ثقة عابد إلا أنه لما كَبِرَ ساء حفظُه، وكتابه صحيح، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وقد سلف (11759).

(2)

في (م): الوليد بن بشر، وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد أبي بشر -وهو ابن مسلم بن شهاب العنبري- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في جزء القراءة. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبو عوانة: هو وضَّاح اليشكري، وأبو الصديق: هو بكر بن عمرو- ويقال: ابن قيس- الناجي.

وأخرجه مسلم (452)(157)، والدارمي 1/ 295، وأبو عوانة 2/ 152، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4625) و (4626)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 207، وابن حبان (1825)، والبيهقي في "السنن" 2/ 64، والبغوي في "شرح السنة"(593) من طريق أبي عوانة، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (10986).

ص: 324

11803 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِعَرَفَةَ هَكَذَا، يَعْنِي بِظَاهِرِ كَفِّهِ (1).

11804 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ بِشْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ الْأَضْحَى (2).

(1) إسناده ضعيف لضعف بشر بن حَرْب: وهو الأَزْدِي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وقد سلف برقم (11093).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لِضعف بشر بن حرب، ولما سيأتي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2794)، وأبو يعلى (1134) من طريق عبد الأعلى، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. قال النسائي: بشر ضعيف، وإنما أخرجناه لعلة الحديث، والصواب حديث سعيد وهشام. والله أعلم.

قلنا: يظهر أن العلة هي اضطراب حماد بن سلمة فيه، فقد رواه هنا عن بشر بن حرب، ورواه -عند النسائي (2794) أيضاً- عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، ورواه أيضاً عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد، عند أبي يعلى (1134)، وقد قال الإِمام الذهبي في حماد بن سلمة: كان ثقة، له أوهام. أما حديث سعيد -وهو ابن أبي عروبة- السالف برقم (11409)، وحديث هشام -وهو الدستوائي- السالف برقم (11410)، فكلاهما عن قَتَادة، عن قَزَعة، عن =

ص: 325

11805 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَسُرَيْجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ بِشْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْكُرَّاثِ، وَالْبَصَلِ، وَالثُّومِ. فَقُلْنَا: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهُ (1).

11806 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ، فَجَعَلَ يَدْعُو هَكَذَا، وَجَعَلَ ظَهْرَ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي وَجْهَهُ، وَرَفَعَهُمَا فَوْقَ ثَنْدُوَتِهِ، وَأَسْفَلَ مِنْ مَنْكِبَيْهِ (2).

11807 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، يَعْنِي ابْنَ أَبَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ:

= أبي سعيد. والحديث حديث قزعة.

وقد سلف مطولاً برقم (11040).

(1)

إسناده ضعيف لضعف بشر: وهو ابن حرب الأزدي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب البغدادي، وسريج: هو ابن النعمان الجوهري، وحماد: هو ابن زيد.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11084)، وانظر أحاديث الباب، فقد ورد بأسانيد صحيحة نهيه صلى الله عليه وسلم مَنْ أكل البصل والثوم والكُرَّاث أن يقرب المسجد.

(2)

إسناده ضعيف لضعف بشر بن حَرْب: وهو الأَزْدِي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدِّب البغدادي.

وقد سلف بالأرقام (11093) و (11803).

ص: 326

حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ: إِنَّا (1) كُنَّا نَتَزَوَّدُ مِنْ وَشِيقِ الْحَجِّ، حَتَّى يَكَادَ يَحُولُ عَلَيْهِ الْحَوْلُ (2).

11808 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ النَّاجِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ الظُّهْرَ قَالَ: فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَا حَبَسَكَ يَا فُلَانُ عَنِ الصَّلَاةِ؟ " قَالَ: فَذَكَرَ شَيْئًا اعْتَلَّ بِهِ. قَالَ: فَقَامَ يُصَلِّي فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ؟ " قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَصَلَّى مَعَهُ (3).

(1) لفظ "إنا" ليس في (م).

(2)

إسناده قوي، الحكم بن أبان: هو العدني، وثقه ابن معين والنسائي وابن نمير، وقال أبو زرعة: صالح، وقال ابن المبارك: ارم به، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد بن أبي حكيم: هو الكناني العَدَني، وعكرمة: هو مولى ابن عباس.

وانظر (11176).

قال السندي: قوله: إنا كنا نتزود من وشيق الحج. الوشيقة: أن يؤخذ اللحم، فَيُغْلى قليلاً ولا ينضج، ويحمل في الأسفار، وقيل: هي القديد، ويجمع على وشيق ووشائق.

(3)

حديث صحيح دون قوله: ما حبسك يا فلان عن الصلاة، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم: وهو الواسطي، وبقية رجاله ثقات. سليمان الناجي: هو أبو محمد الأسود، وأبو المتوكل: هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد. =

ص: 327

11809 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: غَلَا السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا لَهُ: لَوْ قَوَّمْتَ لَنَا سِعْرَنَا قَالَ: " إِنَّ اللهَ هُوَ الْمُقَوِّمُ أَوِ الْمُسَعِّرُ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أُفَارِقَكُمْ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَطْلُبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي مَالٍ وَلَا نَفْسٍ "(1).

= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 45، وقال: رواه أحمد- وروى أبو داود والترمذي بعضه ورجاله رجال الصحيح!

قلنا: علي بن عاصم وسليمان الناجي لم يرو له الشيخان ولا أحدهما. والحديث سلف بإسنادٍ صحيح دون هذه الزيادة برقم (11613)، وانظر (11019).

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم: وهو الواسطي، والجُريري: وهو سعيد بن إياس قد اختلط، وسماع الواسطي منه بعد اختلاطه، لأن علي بن عاصم لم يدرك أيوب السختياني، وقد قال أبو داود: كل من أدرك أيوب فسماعه من الجريري جيد. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5952) عن محمد بن محمد التمار، عن أبي معن الرقاشي، والخطيب في "تاريخه" 9/ 451 عن الحسن بن أبي طالب، عن يوسف بن عمر القواس، عن يحيى بن محمد بن صاعد، عن عبد الله بن خالد بن يزيد اللؤلؤي، كلاهما (يعني الرقاشي واللؤلؤي) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن الجريري، به.

قلنا: وهذه متابعة جيدة لعاصم بن علي الواسطي، لأن عبد الأعلى سمع من الجريري قبل اختلاطه، ولكننا ثم نقع على ترجمة شيخ الطبراني ولا شيخ الخطيب. =

ص: 328

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن ماجه (2201) عن محمد بن زياد: وهو الزيادي، عن عبد الأعلى: وهو ابن عبد الأعلى السامي، عن سعيد: وهو ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد: قال: غلا السِّعْر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: لو قومت يا رسول الله، قال:"إني لأرجو أن أفارقكم ولا يطلبني أحد منكم بمظلمة ظلمته". وهذا إسناد يحتمل التحسين. محمد بن زياد: وهو الزيادي. روى له البخاري متابعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ، وضعفه ابن منده، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، وسعيد بن أبي عروبة اختلط، ولكن سماع عبد الأعلى منه قبل اختلاطه.

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (1354) عن زهير بن حرب، عن معلى بن منصور، عن عبد العزيز بن محمد، عن داود بن صالح، عن أبيه، عن أبي سعيد، قال: قدم نبطي من الشام بثلاثين حمل شعير وتمر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسعَّر، يعني مدّاً بدرهم بمدِّ النبي صلى الله عليه وسلم، وليس في الناس يومئذٍ طعام غيره، فشكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاء السعر، فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"ألا لألقين الله تبارك وتعالى قبل أن أعطي أحداً من مال أحدٍ بغير طيب نفسه"، وإسناده حسن.

ويشهد له حديث أبي هريرة، سلف 2/ 337، ولفظه: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: سعر، فقال:"إن الله يرفع ويخفض، ولكني لأرجو أن ألقى الله عز وجل وليس لأحد عندي مظلمة"، وإسناده حسن.

وآخر من حديث أنس بن مالك، سيرد 3/ 156، ولفظه: غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، لو سعرت؟ فقال: إن الله هو الخالق القابض، الباسط الرازق المسعر، وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال". وإسناده صحيح على شرط مسلم.

قال السندي: قوله: "إن الله هو المقوم أو المسعر": شك من الراوي، أي: هو الذي يرخص الأشياء ويغليها، أي: فمن سعر فقد نازعه فيما له تعالى، وليس =

ص: 329

11810 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً، فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى تُوضَعَ "(1).

11811 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لَنَا

= للنازع.

قوله: "بمظلمة": بكسر اللام: هي ما تطلبه من عند الظالم مما أخذه منك، وفيه إشارة إلى أن التسعير تصرُّفٌ في أموال الناس بغير إذن أهلها، فيكون ظلماً، فليس للإِمام أن يسعر، لكن يأمرهم بالإِنصاف والشفقة على الخلق، والنصيحة لهم، والله تعالى أعلم.

وقال المناوي في "فيض القدير" 2/ 266: وأفاد الحديث أن التسعير حرام، لأنه جعله مظلمة، وبه قال مالك والشافعي، وجوزه ربيعة، وهو مذهب عمر، لأن به حفظ نظام الأسعار، وقال ابن العربي المالكي: الحق جواز التسعير، وضبط الأمر على قانون ليس فيه مظلمة لأحد من الطائفتين، وما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم حق، وما فعله حكم، لكن على قوم صحت نياتهم وديانتهم، أما قوم قصدوا أكل مال الناس، والتضييق عليهم فباب الله أوسع، وحكمه أمضى.

(1)

حديث صحيح، علي بن عاصم -وهو الواسطي، وإن يكن ضعيفاً- متابع، سهيل بن أبي صالح ثقة من رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً، وأبوه أبو صالح ذكوان السمان ثقة من رجال الشيخين.

وقد سلف بالأرقام (11195) و (11328).

ص: 330

عِيَالًا، قَالَ:" كُلُوا وَادَّخِرُوا وَأَحْسِنُوا "(1).

11812 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا أَتَيْتَ عَلَى حَائِطٍ، فَنَادِ صَاحِبَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنْ أَجَابَكَ وَإِلَّا فَكُلْ مِنْ (2) غَيْرِ أَنْ لا تُفْسِدَ، وإِذَا (3) أَتَيْتَ عَلَى رَاعٍ فَنَادِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنْ أَجَابَكَ، وَإِلَّا فَاشْرَبْ (4) مِنْ غَيْرِ أَنْ لا تُفْسِدَ " قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ

(1) حديث صحيح، عبد الوهَّاب بن عطاء -وهو الخفاف- سمع من الجريري -وهو سعيد بن إياس- قبل الاختلاط، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نَضْرة -وهو المنذر بن مالك بن قُطَعة العبدي- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو ثقة.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/ 292، وفي "معرفة السنن"(19071) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1973)، والبيهقي في "السنن" 9/ 292 من طريق عبد الأعلى، وأبو يعلى (1078)، وابن حبان (5928) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، وأبو يعلى (1196) من طريق إسماعيل ابن علية، والحاكم 4/ 232 من طريق يزيد بن هارون، أربعتهم عن الجُريري، به. واللفظ عندهم:"كلوا وأطعموا واحبسوا".

وقد سلف برقم (11176).

(2)

في (ظ 4): في، وهي نسخة في هامش (س).

(3)

في (م): وَإِنْ.

(4)

في (م): فَكُلْ وَاشْرَبْ.

ص: 331

اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا بَعْدُ فَصَدَقَةٌ "(1).

11813 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ - وَهُمَا رَجُلَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَا ثِقَةً - عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ - وَهُمَا مِنْ رَهْطِهِمَا، وَكَانَا ثِقَةً -، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ مِنَ الْوَرِقِ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسٍ مِنَ الْإِبِلِ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ صَدَقَةٌ "(2).

(1) حديث ضعيف دون قوله: "الضيافة ثلاثة أيام فما بعد فصدقة" فهو صحيح. علي بن عاصم الواسطي ضعيف، وسماعه من الجريري بعد الاختلاط. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.

وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 240، وفي "شرح مشكل الآثار"(2824) من طريق علي بن عاصم، به.

وقد سلف برقم (11045)، وانظر (11325).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، فمن رجال البخاري. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 37، وفي "الكبرى"(2252) من طريق يعقوب، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 282، والنسائي في "المجتبى" 5/ 36 - 37، وفي =

ص: 332

11814 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَمَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ (1) وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ " قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الدِّينُ ". قَالَ يَعْقُوبُ: مَا أُحْصِي مَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ (2).

= "الكبرى"(2255)، وابن ماجه (1793)، والبيهقي في "السنن" 4/ 134 من طريق الوليد بن كثير المخزومي، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، به.

وقد سلف برقم (11030).

(1)

"الواو" نسخة في (س) و (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، وأبو أمامة بن سهل: هو أسعد بن سهل بن حُنَيْف الأنصاري.

وأخرجه البخاري (7008)، ومسلم (2390)، والترمذي (2286)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 113 - 114، وفي "الكبرى"(8121)، وأبو يعلى (1290)، والبغوي في "شرح السنة"(3294) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (23)، ومسلم (2390)، والنسائي في "الكبرى"(7645)، والدارمي 2/ 127، وابن حبان (6890) من طرق عن إبراهيم بن سعد، به.

وأخرجه البخاري (3691) و (7009) من طريق عقيل بن خالد الأيلي، عن الزهري، به. =

ص: 333

11815 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلِيطُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْحَكَمِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يُسْتَقَى لَكَ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ بِئْرِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَهِيَ بِئْرٌ يُطْرَحُ فِيهَا مَحَايضُ النِّسَاءِ وَلَحْمُ الْكِلَابِ وَعُذَرُ النَّاسِ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ "(1).

= وسيرد 5/ 373 - 374 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الترمذي (2286) أن حديث أبي سعيد أصح.

قال السندي: قوله: "ما يبلغ الثدي"، أي: لقصره لا ينزل أسفل منها. والمشهور أنه بضم المثلثة أو كسرها، وكسر الدال، وتشديد الياء: جمع ثدي بفتح فسكون، وجوز إفراده.

قوله: "الدين": بالنصب. قيل: القميص في النوم الدين، وجرُّه دليل لبقاء آثاره الجميلة، وسننه الحسنة في المسلمين بعد وفاته ليقتدى به.

وقال الحافظ في "الفتح" 12/ 396: قالوا: وجه تعبير القميص بالدين أن القميص يستر العورة في الدنيا والدين يسترها في الآخرة، ويحجبها عن كل مكروه، والأصل فيه قوله تعالى:{ولباس التقوى ذلك خير} الآية. والعرب تكني عن الفضل والعفاف بالقميص، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لعثمان:"إن الله سيلبسك قميصاً فلا تخلعه". ونقل عن ابن العربي قوله: إنما أوله النبي صلى الله عليه وسلم بالدين، لأن الدين يستر عورة الجهل كما يستر الثوب عورة البدن.

(1)

حديث صحيح بطرقه وشواهده، عبيد الله بن عبد الرحمن -ويقال: ابن =

ص: 334

11816 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَوْ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ

= عبد الله- بن رافع، تقدم الكلام عليه في الرواية (11257)، وسليط بن أيوب: روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق وهو محمد، فقد روى له مسلم متابعة، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 31 من طريق يعقوب، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (67)، والدارقطني في "السنن" 1/ 30، والبيهقي في "السنن" 1/ 257 من طريق محمد بن سلمة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 11، والدارقطني 1/ 31، والمزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة سليط بن أيوب) من طريق أحمد بن خالد الوهبي، كلاهما عن ابن إسحاق، به. لكن وقع عند الدارقطني 1/ 30: عبد الرحمن بن رافع، بدل عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع. والظاهر أنه وهم لأن الدارقطني ذكر هذه الطريق في "العلل" 3/ 236 - 237، وقال: هو أشبه بالصواب، وليس كذلك، فليس هناك راو يروي عن أبي سعيد الخدري اسمه عبد الرحمن بن رافع.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 31 و 32 من طريق يعقوب، به، إلا أن فيه عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، بدل سليط بن أيوب.

وأخرجه الطيالسي (2199)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 11 من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع، به. ليس فيه سليط.

وقد سلف مع ذكر شواهده برقم (11119)، وذكرنا هناك معناه.

وسيرد بإسنادٍ آخر برقم (11118)، فانظره.

ص: 335

يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ أُرِيتُ (1) لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا. وَرَأَيْتُ أَنَّ فِي ذِرَاعِي سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَكَرِهْتُهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا هَذَيْنِ الْكَذَّابَيْنِ: صَاحِبَ الْيَمَنِ، وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ "(2).

(1) في (س) و (ق): رأيت، وجاء في هامش (س): أريت، وعليها علامة الصحة.

(2)

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، والشك في الإِسناد بين عطاء أو أخيه يسار لا يؤثر، لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

وأخرجه أبو يعلى (1063) من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً دون شك. ويونس بن بكير أكثر عن محمد بن إسحاق، وحديثه حسن كذلك.

وأخرجه البزار (2134)"زوائد" عن أبي طلحة الخزاعي، حدثنا موسى بن عبد الله، حدثنا بكر بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن عبد الله، عن عطاء بن يسار، عن سليمان بن يسار، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلنا: كذا ورد الإِسناد في مطبوع البزار، ولعل لفظ "حدثنا" بين الخزاعي وموسى بن عبد الله مقحم، لأن موسى بن عبد الله يكنى أبا طلحة الخزاعي، وقد وثقه النسائي. وبكر بن سليمان هو البصري الأسواري، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجم له البخاري في "تاريخه الكبير"، والذهبي في "ميزان الاعتدال"، فيكون هذا الإِسناد من المزيد في متصل الأسانيد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 181، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجالهما ثقات. قلنا: فاته أن ينسبه إلى أبي يعلى. =

ص: 336

11817 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبٍ، وَكَانَتْ عِنْدَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: اشْتَكَى عَلِيًّا النَّاسُ قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا خَطِيبًا، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَشْكُوا عَلِيًّا، فَوَاللهِ إِنَّهُ لَأُخَيْشِنُ (1) فِي ذَاتِ اللهِ، أَوْ فِي سَبِيلِ اللهِ "(2).

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (7037)، ومسلم (2274)، وقد سلف 2/ 338.

(1)

في (م): لأخشن، وهو تصحيف.

(2)

زينب بنت كعب، زوجة أبي سعيد، مختلف في صحبتها، روى عنها ابنا أخويها، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وأخرج لها أصحاب السنن، وابن إسحاق: وهو محمد، صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة، فمن رجال "تعجيل المنفعة"، وهو ثقة.

وأخرجه الحاكم 1/ 68 من طريق أحمد، بهذا الإِسناد. وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 68 من طريق زياد بن عبد الله، وهو البكائي، عن ابن إسحاق، به. قلنا: وقد تحرف في المطبوع إلى أبي إسحاق.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 129، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.

قال السندي: اشتكى علياً الناس: بالرفع، أي: اشتكوا شدته في المعاملة.

قوله: "لأخيشن": تصغير الخشن، أي أن فيه خشونةً في الله، لا يراعي فيه أحداً، وهذا لا يوجب الشكاية منه.

ص: 337

11818 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَتَوَضَّأُ (1) مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ وَهِيَ بِئْرٌ يُطْرَحُ فِيهَا الْمَحِيضُ، وَلُحُومُ (2) الْكِلَابِ، وَالنَّتْنُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ "(3).

11819 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ أَنَّهُ سَمِعَ يَحْيَى بْنَ

(1) في (ق): أنتوضأ، وأهملت في (ظ 4).

(2)

في (ظ 4) وهامش (س) و (ق): لحم.

(3)

حديث صحيح بطرقه وشواهده، عبيد الله بن عبد الرحمن -ويقال: ابن عبد الله- بن رافع بن خديج، سلف الكلامُ عليه في الرواية (11257)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي سلمة -وهو الماجشون- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه الدارقطني 1/ 31 و 32 من طريق يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي سلمة، بهذا الإِسناد.

وقد سرد الدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 236 ب أسانيد هذا الحديث، ثم قال: وأحسنها إسناداً حديث الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب، وحديث ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.

قلنا: حديث الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب سلف برقم (11257).

وقد ذكرنا شواهد الحديث عند الرواية (11119).

ص: 338

عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ وَعَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ يُحَدِّثَانِ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا صَدَقَةَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ مِنَ الْوَرِقِ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسٍ مِنَ الْإِبِلِ "(1).

11820 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ قَرَظَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ اشْتَرَى كَبْشًا لِيُضَحِّيَ بِهِ، فَأَكَلَ الذِّئْبُ مِنْ ذَنَبِهِ أَوْ ذَنَبَهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:" ضَحِّ بِهِ "(2).

11821 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ مُجَالدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَتَضْرِبَنَّ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صَرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، فمن رجال البخاري.

وقد سلف برقم (11813).

(2)

إسناده ضعيف، جابر: وهو ابن يزيد الجعفي، ومحمد بن قرظة، سلف الكلام عليهما في الرواية رقم (11274)، وقد سلف تخريجه هناك. حجاج بن محمد: هو المصيصي الأعور. وشعبة: هو ابن الحجاج.

ص: 339

مُضَرُ عِبَادَ اللهِ حَتَّى لَا يُعْبَدَ لِلَّهِ اسْمٌ، وَ (1) لَيَضْرِبَنَّهُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى لَا يَمْنَعُوا ذَنَبَ تَلْعَةٍ " (2).

11822 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْوِصَالِ، فَقَالَ: " مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنَ الْوِصَالِ، فَلْيُوَاصِلْ مِنَ السَّحَرِ إِلَى

(1) في (ظ 4): أو، وهي نسخة في هامش (س).

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد بن سعيد: وهو الهمداني، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير خلف بن الوليد: وهو العتكي الجوهري، فمن رجال التعجيل، وهو ثقة. عباد بن عباد: هو المهلبي. وأبو الودَّاك: هو جبر بن نوف الهمداني.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 313، وقال: رواه أحمد، وفيه مجالد، وثقه النسائي، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.

قلنا: وفي الباب من حديث حذيفة، سيرد 5/ 390 ولفظه:"إن هذا الحي من مضر لا تدع لله في الأرض عبداً صالحاً إلا أفتنته وأهلكته حتى يدركها الله بجنودٍ من عباده، فيذلها حتى لا تمنع ذنب تلعة". وإسناده صحيح.

قال السندي: قوله: "لتضربن مضر": أراد به مشركي قريش وأمثالهم.

قوله: "حتى لا يعبد"، أي: لا يذكر.

قوله: "حتى لا يمنعوا ذنب تلعة": الذنب -بفتحتين- الأسفل، والتَلْعة -بفتح فسكون- مسيل الماء من أعلى إلى أسفل، وأذناب المسايل: أسافل الأودية، والمراد: وصفهم بالذل والضعف، وأنهم يصيرون بحيث لا يقدرون على منع أحد من أسفل وادٍ من أوديتهم، والله تعالى أعلم.

ص: 340

السَّحَرِ ". قِيلَ (1): يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ لي (2) مُطْعِمٌ يُطْعِمُنِي، وَسَاقٍ يَسْقِينِي " (3).

11823 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. وَقَيْسُ بْنُ وَهْبٍ عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ أَوْطَاسٍ: " لَا تُوطَأُ الْحُبْلَى حَتَّى تَضَعَ، وَلَا غَيْرُ ذَاتِ حَمْلٍ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً "(4).

11824 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ الْقُرْدُوسِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا رَهْبَةُ (5) النَّاسِ إِنْ عَلِمَ حَقًّا أَنْ يَقُومَ بِهِ "(6).

(1) في (ظ 4): فقيل.

(2)

لفظ "لي" ليس في (س) و (م).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي سعيد: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، مولى بني هاشم، فقد أخرج له البخاري متابعة، وهو ثقة. عبد الله بن جعفر: هو المَخْرَمي. يزيد بن عبد الله: هو ابن أسامة بن الهاد الليثي، عبد الله بن خباب: هو الأنصاري المدني.

وقد سلف برقم (11055).

(4)

حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (11596) سنداً ومتناً. وسلف أيضاً برقم (11228).

(5)

في (س): هيبة، وجاء في هامشها: رهبة، وعليها علامة الصحة.

(6)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن: وهو البصري =

ص: 341

11825 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: آذَنَّا (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالرَّحِيلِ عَامَ الْفَتْحِ فِي لَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ رَمَضَانَ، فَخَرَجْنَا صُوَّامًا، حَتَّى إِذَا بَلَغْنَا الْكَدِيدَ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْفِطْرِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ مِنْهُمُ الصَّائِمُ، وَمِنْهُمُ الْمُفْطِرُ حَتَّى إِذَا بَلَغَ (2) أَدْنَى مَنْزِلٍ تِلْقَاءَ الْعَدُوِّ وَأَمَرَنَا بِالْفِطْرِ، فَأَفْطَرْنَا أَجْمَعِينَ (3).

= لم يسمع من أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير خلف بن الوليد: هو الجوهري العتكي، فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة. عباد بن عباد: هو ابن حبيب بن المهلب الأَزْدِي.

وقد سلف برقم (11017).

(1)

في (س): أذن، وفي هامشها: آذنا، وعليها علامة الصحة.

(2)

في (س) و (ق): بلغنا، وجاء في هامش (س): بلغ، وعليها علامة الصحة.

(3)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، والراوي المبهم في هذا الإِسناد هو قزعة بن يحيى، كما بينته الرواية السالفة برقم (11242)، والآتية برقم (11826).

وأخرجه ابن خزيمة (2038)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 66 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، والبيهقي في "السنن" 4/ 241 من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي، كلاهما عن سعيد، به.

قوله: حتى إذا بلغ أدنى منزل تلقاء العدو: هو مَرَّ الظهران كما بينته الرواية السالفة برقم (11242)، ورواية أبي عاصم، وانظر ما بعده. =

ص: 342

11826 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالرَّحِيلِ عَامَ الْفَتْحِ فِي لَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ رَمَضَانَ، فَخَرَجْنَا صُوَّامًا حَتَّى بَلَغْنَا الْكَدِيدَ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْفِطْرِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ شَرْجَيْنِ؛ مِنْهُمُ الصَّائِمُ وَالْمُفْطِرُ (1).

11827 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ:

= قال السندي: قوله: فخرجنا صواماً؛ بضم فتشديد: جمع صائم، كحكام: جمع حاكم.

قوله: الكديد، بفتح: هو موضع بين قُدَيد وعُسْفان.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، سعيد بن عبد العزيز: وهو التنوخي، وعطية بن قيس: وهو الحمصي، كلاهما من رجاله، والباقي من رجال الشيخين. الحكم بن نافع: هو أبو اليمان الحمصي، وقزعة: هو ابن يحيى أبو الغادية البصري.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 242، وفي "الدلائل" 5/ 24 من طريق الحكم بن نافع، به.

وانظر ما قبله.

قال السندي: قوله: شرجين: بالشين المعجمة والجيم، وقد ضبط بفتح فسكون: يعني نصفين.

ص: 343

" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ". قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، لَا نَازِعَ (1) لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ "(2).

11828 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَزَعَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ". قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ

(1) في (م): لا مانع، والمثبت من النسخ الخطية، وهي كذلك في نسخة السندي، وهي رواية عند النسائي في "الكبرى"، وابن خزيمة والطحاوي كما سيأتي في تخريج الرواية الآتية برقم (11828)، وقد غيرها محقق ابن خزيمة إلى:"لا مانع" على خلاف أصله!

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، سعيد بن عبد العزيز: وهو التنوخي، وعطية بن قيس: وهو الكلابي، من رجاله، والراوي المبهم عن أبي سعيد هو قزعة بن يحيى أبو الغادية البصري كما جاء مصرَّحاً به في الرواية رقم (11828). أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الحمصي.

وانظر الرواية الآتية برقم (11828).

قال السندي: قوله: "أهل الثناء والمجد": بالنصب، أي: يا أهل الثناء، أو بالرفع، أي: أنت أهل الثناء.

قوله: "أحق ما قال العبد"، أي: أحق كلام قاله العبد في مقام ثنائك، وأليق بمقام عظمتك وكبريائك هذا الكلام، وهو لا نازع لما أعطيت

الخ.

ص: 344

الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ " (1).

11829 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ لَتُرَى غُرَفُهُمْ فِي الْجَنَّةِ كَالْكَوْكَبِ الطَّالِعِ الشَّرْقِيِّ، أَوِ الْغَرْبِيِّ فَيُقَالُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَيُقَالُ: هَؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ عز وجل "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه مسلم (477)، وأبو داود (847)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 198 - 199، وفي "الكبرى"(655)، وأبو يعلى (1137)، وابن خزيمة (613)، وأبو عوانة 2/ 176، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 239، وابن حبان (1905)، والبيهقي في "السنن" 2/ 94 من طرق عن سعيد بن عبد العزيز، به. وعند النسائي في "الكبرى"، وابن خزيمة والطحاوي: لا نازع، بدل: لا مانع، وانظر حاشيتنا رقم 2، ص 174. وقد سقط اسم عطية بن قيس من الإِسناد في مطبوع أبي يعلى.

وقد سلف من حديث عبد الله بن عباس برقم (2440)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وانظر ما قبله.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو حازم: وهو سلمة بن دينار لم يسمع من أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. علي بن عياش: هو ابن مسلم الألهاني، ومحمد بن مطرف: هو المدني. =

ص: 345

11830 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلْيُلْقِ الشَّكَّ، وَلْيَبْنِ عَلَى الْيَقِينِ، وَلْيُصَلِّ سَجْدَتَيْنِ، فَإِنْ كَانَتْ خَمْسًا شَفَعَ بِهِمَا، وَإِنْ كَانَ صَلَّى َأَرْبَعًا، كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ "(1).

11831 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ الْحَقَّ إِذَا رَآهُ "(2).

= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 422، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

قال السندي: قوله: "إن المتحابين"، أي: في الله تعالى، ويدل عليه آخر الحديث.

قوله: "لترى" على بناء المفعول.

قوله: "غرفهم"، أي: قصورهم ومنازلهم من الارتفاع.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عياش: وهو أبو الحسن الألهاني، فمن رجال البخاري. محمد بن مطرف: هو الليثي المدني.

وقد سلف برقم (11689).

(2)

حديث صحيح، الجريري: وهو سعيد بن إياس -وإن كان قد اختلط، =

ص: 346

11832 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ذُكِرَ (1) الْمِسْكُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَوَلَيْسَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ؟ "(2).

11833 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ عَذْرَاءَ

= ولم يتحرر لنا سماع خالد -وهو ابن عبد الله الواسطي- منه، أكان قبل الاختلاط أو بعده- قد توبع، وبقية رجاله ثقات. خلف بن الوليد: هو العتكي الجوهري، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العَبْدي.

وأخرجه ابن حبان (275) من طريق خلف بن هشام البزار، عن خالد بن عبد الله، به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(7573) من طريق علي بن عاصم الواسطي، عن الجريري، به. وعلي بن عاصم ضعيف.

وقد سلف برقم (11017) من طريق سليمان التيمي، وبرقم (11403) من طريق أبي مسلمة، وبرقم (11428) من طريق المستمر بن الريان، وسيأتي برقم (11869) من طريق قتادة بن دعامة السدوسي، أربعتهم عن أبي نضرة، به.

(1)

في (ظ 4): ذكروا.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، خليد بن جعفر، وأبو نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، كلاهما من رجاله، والباقي من رجال الشيخين. هاشم بن القاسم: هو أبو النضر، وشعبة: هو ابن الحجاج.

وقد سلف برقم (11269).

ص: 347

فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ (1).

11834 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا اسْتُخْلِفَ مِنْ خَلِيفَةٍ إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْخَيْرِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، فَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللهُ "(2).

11835 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وابن أبي عتبة: هو عبد الله مولى أنس بن مالك.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 368 عن هاشم، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11683).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق: وهو السُّلَمي المروزي، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة، وكان معروفاً بصحبة عبد الله: وهو ابن المبارك. يونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله. وأبو سلمة بن عبد الرحمن: هو ابن عوف.

وأخرجه البخاري (6611)، والبيهقي في "السنن" 10/ 111 من طريقين عن عبد الله بن المبارك، به.

وقد سلف برقم (11342).

ص: 348

يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَبَّنَا (1)، فَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلَا أَسْخَطُ عليكم (2) بعده أَبَدًا " (3).

(1) في (ظ 4): يا رب، وهي الموافقة لرواية الصحيحين.

(2)

في (س) و (ص) و (م): بدون "عليكم"، والمثبت من (ظ 4) و (ق)، وهي الموافقة لرواية الصحيحين.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق: وهو السلمي المروزي، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك.

وأخرجه ابن المبارك برواية نعيم بن حماد في "الزهد"(430)، ومن طريقه أخرجه البخاري (6549)، ومسلم (2829)، والترمذي (2555)، والنسائي في "الكبرى"(7749)، وابن منده في "الإِيمان"(819)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 342، 8/ 184، وفي "صفة الجنة"(282)، والبيهقي في "البعث"(490)، وفي "الأسماء والصفات" ص 502، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه البخاري (7518)، ومسلم (2829)، وابن حبان (7440)، وابن منده في "الإيمان"(819)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 342، وفي "صفة الجنة"(282)، والبيهقي في "البعث"(490)، وفي "الأسماء والصفات" ص 221، والبغوي في "شرح السنة"(4394) من طريق ابن وهب، عن مالك، به.

وقد سلف نحوه مطولاً برقم (11898).

وفي الباب عن جابر عند ابن حبان (7439)، وصححه الحاكم 1/ 82، ووافقه الذهبي. =

ص: 349

11836 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو شُجَاعٍ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} "[المؤمنون: 104]، قَالَ:" تَشْوِيهِ النَّارُ، فَتَقَلَّصُ شَفَتُهُ الْعُلْيَا، حَتَّى تَبْلُغَ وَسَطَ رَأْسِهِ، وَتَسْتَرْخِي شَفَتُهُ السُّفْلَى حَتَّى تَضْرِبَ سُرَّتَهُ "(1).

= وقال السندي: قوله: "فيقولون: وما لنا لا نرضى": فيه أن الإِنسان في تلك الدار لا يبقى على هذا الحرص في هذه الدار، بل يظهر فيه آثار الغنى ويزول حال الفقر، وإلا فقد جاء أنه لو كان له واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثاً، والله تعالى أعلم.

وقال الحافظ في "الفتح" 13/ 488: وفيه -أي هذا الحديث- دليل على رضا كل من أهل الجنة بحاله مع اختلاف منازلهم وتنويع درجاتهم، لأن الكل أجابوا بلفظ واحد وهو:"أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك"، وبالله التوفيق.

(1)

إسناده ضعيف لضعف أبي السَّمْح -وهو دَرَّاج بن سمعان- في روايته عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العُتْواري، وبقية رجاله ثقات. علي بن إسحاق: هو السُّلَمي المروزي، عبد الله: هو ابن المبارك.

وأخرجه الترمذي (2587) و (3176)، وأبو يعلى (1367)، والحاكم 2/ 246، 395، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 182، والبيهقي في "البعث والنشور"(558)، والبغوي في "شرح السنة"(4416) من طرق عن عبد الله بن المبارك، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب! وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!

قال السندي: قوله: "فتقلص"، أي: ترتفع، وهذا بيان لما يعرضه من قبح الصورة.

ص: 350

11837 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: مُحَمَّدٌ - يَعْنِي الزُّهْرِيَّ -: أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَخْبَرَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي حَائِطِ الْمَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَصَاةً، فَحَتَّهَا ثُمَّ قَالَ:" إِذَا تَنَخَّمَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَا يَتَنَخَّمْ قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ (1) عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى "(2).

11838 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ أَنَّهُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ". فَقَالُوا: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ، يَتَّقِي اللهَ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ "(3).

(1) في هامش (ظ 4) زيادة: ولكن، نسخة.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشر بن شعيب، فمن رجال البخاري. محمد الزهري: هو ابن مسلم بن عبيد الله. حميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف.

وقد سلف برقم (11550)، وانظر (11025).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وعطاء بن يزيد: هو الليثي.

وأخرجه البخاري (2786) و (6494)، وأبو عوانة 5/ 56، وابن منده في =

ص: 351

11839 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ الْجُمَحِيُّ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا نُصِيبُ سَبْيًا، فَنُحِبُّ الأَثْمَانَ، فَكَيْفَ تَرَى فِي الْعَزْلِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وَإِنَّكُمْ لَتَفْعَلُونَ ذَلِكُمْ، لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا ذَلِكُمْ، فَإِنَّهَا لَيْسَتْ نَسَمَةٌ كَتَبَ اللهُ أَنْ تَخْرُجَ، إِلَّا هِيَ (1) خَارِجَةٌ "(2).

= "الإِيمان"(247) و (456)، والبيهقي في "السنن" 9/ 159، وفي "الشُّعَب"(4214)، والبغوي في "شرح السنة"(2622) من طريق أبي اليمان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 56 من طريق سعيد بن كثير، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(36) مختصراً من طريق بشر بن شعيب، كلاهما عن شعيب، به.

وقد سلف برقم (11125).

(1)

كلمة "هي" ليست في (ص).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 347 من طريق الإِمام أحمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (2229)، والنسائي في "الكبرى"(5042)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 33، وفي "شرح مشكل الآثار"(3700) من طريق أبي اليمان، به.

وأخرجه البخاري (5210)، ومسلم (1438)(127)، والبيهقي في "السنن" =

ص: 352

11840 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَوْزاعِيِّ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ شُعَيْبٍ (1).

= 7/ 229 من طريق مالك، والبخاري (6603)، والنسائي في "الكبرى"(5043)، وأبو يعلى (1230) من طريق يونس بن يزيد، والنسائي في "الكبرى"(5046) من طريق عقيل، ثلاثتهم عن الزهري، به.

وقد سلف برقم (11078).

قوله: نحب الأثمان، أي: المال، وهو لفظ رواية البخاري (6603). وهذه الأثمان إنما تحصل من الفداء، فإذا صارت أم ولد امتنع بيعها وأخذ الفداء فيها. ولفظ الرواية (11647): وأحببنا الفداء.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو المهلَّبي الأزدي، وأبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وعطاء: هو ابن يزيد الليثي.

وعلقه البخاري (6494) بصيغة الجزم عن محمد بن يوسف الفريابي، ووصله من طريقه مسلم (1888)(124)، وأبو يعلى (1225)، وأبو عوانة 5/ 55، وابن منده في "الإيمان"(455)، وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" ص 65 - 66، وأخرجه الترمذي (1660)، وابن منده في "الإيمان"(455) من طريق الوليد بن مسلم، وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(246)، والبيهقي في "الآداب"(288) من طريق الوليد بن مزيد، ثلاثتهم عن الأوزاعي، به. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.

وقد سلف برقم (11838).

ص: 353

11841 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنِي شَهْرٌ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بَيْنَا أَعْرَابِيٌّ فِي بَعْضِ (1) نَوَاحِي الْمَدِينَةِ فِي غَنَمٍ لَهُ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ، فَأَخَذَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، فَأَدْرَكَهُ الْأَعْرَابِيُّ، فَاسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ وَهَجْهَجَهُ، فَعَانَدَهُ الذِّئْبُ يَمْشِي، ثُمَّ أَقْعَى مُسْتَذْفِرًا بِذَنَبِهِ يُخَاطِبُهُ فَقَالَ: أَخَذْتَ رِزْقًا رَزَقَنِيهِ اللهُ. قَالَ: وَاعَجَبًا مِنْ ذِئْبٍ مُقْعٍ مُسْتَذْفِرٍ بِذَنَبِهِ يُخَاطِبُنِي. فَقَالَ: وَاللهِ إِنَّكَ لَتَتْرُكُ أَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَمَا أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي النخلات (2) بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ يُحَدِّثُ النَّاسَ عَنْ نَبَإِ مَا قَدْ سَبَقَ وَمَا يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ ". قَالَ: فَنَعَقَ الْأَعْرَابِيُّ بِغَنَمِهِ حَتَّى أَلْجَأَهَا إِلَى بَعْضِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ مَشَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى ضَرَبَ عَلَيْهِ بَابَهُ، فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَيْنَ الْأَعْرَابِيُّ صَاحِبُ الْغَنَمِ ". فَقَامَ الْأَعْرَابِيُّ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " حَدِّثِ النَّاسَ بِمَا (3) سَمِعْتَ وَمَا رَأَيْتَ ". فَحَدَّثَ الْأَعْرَابِيُّ النَّاسَ بِمَا رَأَى مِنَ الذِّئْبِ، وَسَمِعَ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: " صَدَقَ، آيَاتٌ تَكُونُ قَبْلَ السَّاعَةِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ

(1) في (ظ 4): ببعض.

(2)

في (م): النَّخْلَتَيْنِ.

(3)

في (ظ 4): ما، وهي نسخة في هامش (س) و (ص).

ص: 354

حَتَّى يَخْرُجَ أَحَدُكُمْ مِنْ أَهْلِهِ، فَتُخْبِرَهُ نَعْلُهُ أَوْ سَوْطُهُ أَوْ عَصَاهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ " (1).

11842 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لِأَصْحَابِهِ: أَمَا وَاللهِ لَقَدْ كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ أَنَّهُ لَوْ قَدِ اسْتَقَامَتِ الْأُمُورُ قَدْ آثَرَ عَلَيْكُمْ. قَالَ: فَرَدُّوا عَلَيْهِ رَدًّا عَنِيفًا، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَجَاءَهُمْ. فَقَالَ لَهُمْ أَشْيَاءَ لَا أَحْفَظُهَا. قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَكُنْتُمْ لَا تَرْكَبُونَ الْخَيْلَ؟ " قَالَ: فَكُلَّمَا (2) قَالَ لَهُمْ شَيْئًا قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَلَمَّا رَآهُمْ لَا يَرُدُّونَ عَلَيْهِ شَيْئًا قَالَ: " أَفَلَا

(1) إسناده ضعيف لضعف شهر: وهو ابن حوشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة، وعبد الله بن أبي حسين: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين القرشي.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/ 42 - 43، من طريق معقل بن عبد الله عن شهر بن حوشب، به.

وقد سلف نحوه برقم (11792).

قال السندي: وقوله: وهجهجه: في "القاموس": هجهج بالسبع: صاح، وبالجمل: زجره.

قوله: "مستذفراً": كأن الذال المعجمة مقلوبة من الثاء المثلثة، والاستثفار: إدخال الكلب ذنبه بين فخذيه حتى يلزقه ببطنه.

(2)

في (ظ 4): كلما.

ص: 355

تَقُولُونَ: قَاتَلَكَ قَوْمُكَ فَنَصَرْنَاكَ، وَأَخْرَجَكَ قَوْمُكَ فَآوَيْنَاكَ؟ " قَالُوا: نَحْنُ لَا نَقُولُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْتَ تَقُولُهُ: قَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَذْهَبُونَ أَنْتُمْ بِرَسُولِ اللهِ؟ "(1). قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَا تَرْضَوْنَ لَوْ أَنَّ النَّاسَ لَوْ سَلَكُوا وَادِيًا، وَسَلَكْتُمْ وَادِيًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، الْأَنْصَارُ كَرِشِي، وَأَهْلُ بَيْتِي، وَعَيْبَتِي (2) الَّتِي آوِي إِلَيْهَا، فَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ: أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنَا أَنَّنَا سَنَرَى بَعْدَهُ أَثَرَةً؟ قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَا أَمَرَكُمْ؟ قُلْتُ: أَمَرَنَا أَنْ نَصْبِرَ قَالَ: " فَاصْبِرُوا إِذًا "(3).

(1) في (س) و (ق) و (ص) و (م): صلى الله عليه وسلم، والمثبت من (ظ 4).

(2)

في (ظ 4): عيبتي، وأشير إلى الواو في (س) أنها نسخة.

(3)

إسناده ضعيف بهذه السياقة لضعف عطية العوفي.

وأخرجه أبو يعلى (1358) من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 12/ 158 - 159، والترمذي (3904) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن عطية، به.

وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (11547)، وبإسناد حسن برقم (11730).

قال السندي: قوله: قال رجل من الأنصار: أي بعد الفتح، حين أعطى غنائم حنين لغيرهم. =

ص: 356

11843 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعْتُمُوهُمْ ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ:" فَمَنْ؟ "(1).

11844 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنِي شَهْرٌ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ فِي غُنَيْمَةٍ لَهُ، يَهُشُّ عَلَيْهَا فِي بَيْداءِ ذِي الْحُلَيْفَةِ، إِذْ عَدَا عَلَيْهِ ذِئْبٌ، فَانْتَزَعَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، فَجَهْجَأَهُ الرَّجُلُ، فَرَمَاهُ بِالْحِجَارَةِ، حَتَّى اسْتَنْقَذَ مِنْهُ شَاتَهُ، ثُمَّ إِنَّ الذِّئْبَ أَقْبَلَ حَتَّى أَقْعَى مُسْتَذْفِرًا بِذَنَبِهِ مُقَابِلَ الرَّجُلِ،

= قوله: أحدثكم: من التحديث، أي: قبل ذلك.

قوله: استقامت الأمور، أي: أمور الدين.

قوله: آثر: من الإيثار، أي: أثر عليكم غيركم.

قوله: فردوا عليه، أي: حين كان يحدثهم بذلك قبل الفتح.

قوله: "فكنتم لا تركبون الخيل"، أي: قبل أن أجيء إليكم، ثم رزقكم الله تعالى ركوبها.

قوله: "كرشي": هو لنحو الشاة كالمعدة للإِنسان، مجمع العلف.

قوله: "وعيبتي": هو بفتح مهملة، وبتحتية ساكنة، فموحدة هو ما يجعل فيه أفضل الثياب، والمراد أنهم أحقاء بوضع الأسرار والعلوم، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (11800) سنداً ومتناً.

ص: 357

فَذَكَرَهُ نَحْوَ حَدِيثِ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ (1).

11845 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ إِسْمَاعِيلُ الْمُلَائِيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ (2): وُجِدَ قَتِيلٌ بَيْنَ قَرْيَتَيْنِ أَوْ مَيِّتٌ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذُرِعَ مَا بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ إِلَى أَيِّهِمَا كَانَ أَقْرَبَ؟ فَوُجِدَ أَقْرَبَ إِلَى أَحَدِهِمَا بِشِبْرٍ، قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شِبْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَهُ عَلَى الَّذِي كَانَ أَقْرَبَ (3).

11846 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وحَدَّثَنَاهُ قُتَيْبَةُ قَالَ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي

(1) إسناده ضعيف لضعف شهر: وهو ابن حوشب، وعبد الحميد: هو ابن بهرام الفزاري، قال ابن عدي: هو في نفسه لا بأس به، وإنما عابوا عليه كثرة رواياته عن شهر، وشهر ضعيف. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/ 43 من طريق يونس بن بكير، عن عبد الحميد، به.

وقد سلفت رواية شعيب برقم (11841)، وسلف نحوه برقم (11792).

قال السندي: قوله: فجهجأه، أي: زبره. أراد جهجهه، فأبدل الهاء همزةً لكثرة الهاءات وقرب المخرج، كذا في "النهاية".

(2)

في (م) زيادة مقحمة، وهي: عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(3)

إسناده ضعيف جداً لضعف أبي إسرائيل المُلَائي، وعطية: وهو ابن سَعْد العوفي.

وقد سلف برقم (11341).

ص: 358

أَنَسٍ (1)، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: تَمَارَى رَجُلَانِ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى. فَقَالَ أَحَدُهُمَا: هُوَ مَسْجِدُ قُبَاءٍ. وَقَالَ الْآخَرُ: هُوَ مَسْجِدُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " هُوَ مَسْجِدِي هَذَا "(2).

11847 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَعَبْدُ الصَّمَدِ وَأَبُو عَامِرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ - قَالَ أَبُو عَامِرٍ: عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيِّ -، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ حَلَّقُوا رُؤُوسَهُمْ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ غَيْرَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأَبِي قَتَادَةَ، فَاسْتَغْفَرَ

(1) في (م): عمران بن أبي أنس، عن ابن أبي أنس، عن ابن أبي سعيد، بزيادة ابن أبي أنس، وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح. سعيد بن أبي سعيد، هكذا سماه موسى بن داود، وتابعه شعيب بن ليث عند الطبري (17221)، وأبهمه قتيبة في هذه الرواية، وصرح عند الترمذي بأنه عبد الرحمن بن أبي سعيد، وهو المحفوظ كما قال الحافظ في "التعجيل" ص 151. موسى بن داود: هو الضبي، وليث: هو ابن سعد.

وأخرجه الطبري في "التفسير"(17221) من طريق شعيب بن الليث، عن أبيه، به.

وأخرجه الترمذي (3099)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 36، وفي "الكبرى"(776) عن قتيبة، بهذا الإِسناد. وعند الترمذي: عبد الرحمن بن أبي سعيد، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، من حديث عمران بن أبي أنس.

وقد سلف برقم (11046).

ص: 359

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثَ مِرَارٍ (1)، وَلِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً (2).

11848 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، أَنَّ أَبَا إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ قَالَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3).

11849 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ خَلِيطِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، وَالْبُسْرِ وَالتَّمْرِ (4)(5).

(1) في هامش (ص): مرات. نسخة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي إبراهيم الأنصاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وأبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي.

وقد سلف برقم (11149)، وسلف تخريجه هناك.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي إبراهيم الأنصاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير.

وقد سلف برقم (11149). وانظر ما قبله.

(4)

في (ظ 4): بالتمر، وهي نسخة في هامش (ق).

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة، وهشام بن أبي عبد الله: هو الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وقد سلف برقم (10991).

ص: 360

11850 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَأَنْ يُخْلَطَ بَيْنَ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، وَالْبُسْرِ وَالتَّمْرِ (1).

11851 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَأَنْ يُخْلَطَ بَيْنَ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، وَالْبُسْرِ وَالتَّمْرِ (2).

11852 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة، فمن رجال مسلم، وروح: وهو ابن عبادة، ومحمد بن بكر: وهو البُرْساني، سمعا من سعيد: وهو ابن أبي عروبة قبل الاختلاط.

النهي عن الدُّباء والحنتم والنقير والمزفت، سلف برقم (11175).

والنهي عن خلط الزبيب والتمر، والبسر والتمر، سلف برقم (11464).

وانظر (10991).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحسن: وهو البصري لم يسمع من أبي سعيد الخُدْري، وبقية رجاله ثقات. روح: هو ابن عبادة، وأشعث: هو ابن عبد الملك الحُمْراني.

وهو مكرر سابقه، وانظر (10991).

ص: 361

وَالنَّقِيرِ واَلْمُزَفَّتِ. وَقَالَ: " انْتَبِذْ فِي سِقَائِكَ وَأَوْكِهِ "(1).

11853 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَنْ لَقِيَ الْوَفْدَ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ فِيهِمُ الْأَشَجُّ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِنَّا حَيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ. فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ يَحْيَى، وَلَمْ يَذْكُرْ:" أَنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ "(2).

11854 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى الْقَصِيرُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشُّرْبِ فِي الْحَنْتَمَةِ، وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ (3).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وهو مكرر سابقه، وقد سلف بنحوه أيضاً برقم (11544)، وفيه: عليكم بالموكى، وإسناده صحيح.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم، وروح: وهو ابن عبادة سمع من سعيد: وهو ابن أبي عَروبة، قبل الاختلاط.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 291 - 292 من طريق روح، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11175) من رواية يحيى، وانظر (10991).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، روح: هو ابن عبادة، والمثنى القصير: هو المثنى بن سعيد الضُّبَعي، وأبو المتوكل النَّاجي: هو علي بن داود، وقيل: ابن دؤاد. =

ص: 362

11855 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" سَيَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ النَّارِ، قَدِ احْتَرَقُوا وَكَانُوا مِثْلَ الْحُمَمِ، ثُمَّ لَا يَزَالُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَرُشُّونَ عَلَيْهِمُ الْمَاءَ، حَتَّى يَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْغُثَاءِ فِي السَّيْلِ "(1).

11856 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" سَيَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ النَّارِ " فَذَكَرَهُ (2).

= وأخرجه أبو عوانة 5/ 305 من طريق روح، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2220)، ومسلم (1996)(45)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 306، وفي "الكبرى"(5143)، وابن ماجه (3403) من طرق عن المثنى، به.

وانظر (10991).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكِّي لم يسمع من أبي سعيد، والظاهر أن بينهما جابراً كما سلف برقم (11732)، وكما سيأتي (11856)، ولكن أبا الزبير مدلس، وقد عنعن فيهما.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 281 من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به.

قال ابن خزيمة: حدثناه محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم، هذا مرسل، أبو الزبير ثم يسمع من أبي سعيد شيئاً نعلمه.

وقد سلف برقم (11732)، وانظر (11016).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، =

ص: 363

11857 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَخْرُجُ ضَِبَارَةٌ مِنَ النَّارِ قَدْ كَانُوا فَحْمًا " قَالَ: " فَيُقَالُ: بُثُّوهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَرُشُّوا عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَاءِ "، قَالَ:" فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: كَأَنَّكَ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ يَا رَسُولَ اللهِ (1).

11858 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ رَافِعَ بْنَ إِسْحَاقَ أَخْبَرَهُ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ نَعُودُهُ، فَقَالَ لَنَا أَبُو سَعِيدٍ: أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ أَوْ صُورَةٌ " شَكَّ إِسْحَاقُ لَا يَدْرِي أَيَّتَهُمَا قَالَ

= وعنعنة أبي الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس. موسى: هو ابن داود الضَّبِّي.

وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العَبْدي فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.

وأخرجه أبو يعلى (1255)، وابن منده في "الإِيمان"(835) من طريق روح، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 276، 287، وابن منده في "الإِيمان"(835) من طرق عن عوف، به.

وقد سلف برقم (11016).

ص: 364

أَبُو سَعِيدٍ (1).

11859 -

حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ: " أَنَّهُ يَبْلُغُ الْعَرَقُ مِنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَقَالَ أَحَدُهُمَا: إِلَى شَحْمَتِهِ، وَقَالَ الْآخَرُ:" يُلْجِمُهُ " فَخَطَّ ابْنُ عُمَرَ. وَأَشَارَ أَبُو عَاصِمٍ بِأُصْبُعِهِ مِنْ أَسْفَلِ شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ إِلَى فِيهِ. فَقَالَ: مَا أَرَى ذَاكَ إِلَّا سَوَاءً (2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن رافع: هو المدني، فمن رجال الترمذي والنسائي: وهو ثقة. روح: هو ابن عُبادة.

وأخرجه الترمذي (2805)، وأبو يعلى (1303) من طريق روح، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 965 - 966، ومن طريقه ابن حبان (5849)، والبيهقي في "الشعب"(6309).

وفي الباب عن علي بن أبي طالب، وقد سلف برقم (608).

وعن ابن عباس، سلف (2508).

وعن أبي هريرة، سلف 2/ 305.

وعن أبي طلحة، سيرد 4/ 28.

وعن عائشة، سيرد 6/ 142 - 143.

وعن ميمونة، سيرد 6/ 330.

(2)

إسناده حسن، عبد الحميد بن جعفر: هو ابن عبد الله بن الحكم الأنصاري، مختلف فيه، وثقه أحمد وابن معين ويحيى بن سعيد في روايةٍ عنه، =

ص: 365

11860 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ

= والنسائي في روايةٍ عنه، وابن حبان، وابن سعد، والساجي، وابن نمير، وضعفه النسائي ويحيى بن سعيد وسفيان الثوري لرأيه في القدر، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": صدوق، رمي بالقدر، وقال الذهبي في "السير" 7/ 22: حسن الحديث. وسعيد بن عمير الأنصاري اختلف في اسمه، فترجم له البخاري في "تاريخه الكبير" 3/ 501 ترجمتين، فقال: "سعيد بن عمير الحارثي، سمع ابن عمر وأبا سعيد

"، ثم قال في الأخرى: "سعيد بن عمير الأنصاري، روى عنه وائل بن داود"، وكذلك فعل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 52 فقال في الأول: سعيد بن عمير الحارثي، وزاد في الرواة عنه عبد الحميد بن جعفر، ثم ذكر سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار الأنصاري، فقال: روى عن أبيه، ويقال عن عمه أبي بردة بن نيار، روى عنه وائل بن داود، سمعت أبي يقول ذلك: حدثنا عبد الرحمن، أخبرنا يعقوب بن إسحاق الهروي فيما كتب إليَّ قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: سألت يحيى بن معين، عن سعيد بن عمير بن عقبة، فقال: لا أعرفه.

وأما ابن حبان فذكر ثلاثة في طبقة التابعين في "ثقاته" 4/ 287 - 288، الأول: سعيد بن عمير الحارثي، وهو الراوي عن أبي سعيد وابن عمر، والثاني: سعيد بن عمير بن عبيد الأنصاري، يروي عن أبي برزة الأسلمي، روى عنه وائل بن داود الثوري، أحسبه الأول، والثالث: سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار، يروي عن عمه أبي بردة بن نيار، روى عنه سعيد بن سعيد التغلبي. وقد عَدَّهم واحداً المزي في "تهذيب الكمال" وهو الأشبه. وقال الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/ 101:"سعيد بن عمير .. لا بأس به، كوفي".

وأخرجه الطرسوسي (32)، وأبو يعلى (5711)، وابن حبان في "الثقات" 4/ 287، والحاكم 4/ 571، 608 من طريق الضحاك بن مخلد، بهذا الإِسناد. =

ص: 366

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ "، وَقَالَ مَالِكٌ: الْمُنَادِيَ " فَقُولُوا مِثْلَ يَقُولُ " زَادَ مَالِكٌ: " الْمُؤَذِّنَ "(1).

11861 -

حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لَهُ وَلِابْنِهِ عَلِيٍّ: انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا، فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ

= وسقط من مطبوع الطرسوسي اسم سعيد بن عمير من الإِسناد، وتحرف في مطبوع الحاكم 4/ 608 إلى سعيد بن جبير، وسقط عنده كذلك والد جعفر من الإِسناد.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 335، وقال: حديث ابن عمر في "الصحيح"، رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح غير سعيد بن عمير، وهو ثقة.

قلنا: سلفت رواية ابن عمر برقم (4613)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس بن يزيد: هو الأيلي.

وأخرجه الدارمي 1/ 272، وابن خزيمة (411)، وأبو عوانة 1/ 337، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 143 من طريق عثمان بن عمر، عن يونس، به.

وأخرجه ابن خزيمة (411)، وأبو عوانة 1/ 337، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 143 من طريق ابن وهب، عن مالك ويزيد، به.

وأخرجه الطيالسي (2214) عن ابن المبارك، عن يونس، به.

وقد سلف برقم (11020).

ص: 367

لَهُ، فَلَمَّا رَآنَا أَخَذَ رِدَاءَهُ، فَجَاءَنَا (1)، فَقَعَدَ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا حَتَّى أَتَى عَلَى ذِكْرِ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ قَالَ: كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسرٍ يَحْمِلُ لَبِنَتَيْنِ، لَبِنَتَيْنِ (2). قَالَ: فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ. وَيَقُولُ: " يَا عَمَّارُ، أَلَا تَحْمِلُ لَبِنَةً كَمَا يَحْمِلُ أَصْحَابُكَ " قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ الْأَجْرَ مِنَ اللهِ. قَالَ: فَجَعَلَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ وَيَقُولُ: " وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ " قَالَ: فَجَعَلَ عَمَّارٌ يَقُولُ: أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنَ الْفِتَنِ (3).

(1) في (ظ 4): فجاء، وأشير في (س) إلى الضمير "نا" على أنه نسخة.

(2)

في (ظ 4): لبنتين: مرة واحدة، وأشير إلى الثانية في (س) على أنها نسخة.

(3)

حديث صحيح. محبوب بن الحسن: هو محمد بن الحسن بن هلال بن أبي زينب، ومحبوب لقبه. قال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه النسائي، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، روى له البخاري مقروناً بغيره، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. خالد: هو ابن مهران الحَذَّاء، وعكرمة: هو مولى ابن عباس.

وأخرجه البخاري (447) و (2812)، وابن حبان (7078) و (7079)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 546 و 547 من طرق عن خالد، به.

وقد سلف مختصراً برقم (11166)، وانظر (11011).

وانظر "الفتح" 1/ 542.

قال السندي: قوله: "ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، ويدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار" لعل المراد أنه يدعوهم إلى طاعة الإِمام الحق التي هي سبب لدخول الجنة، وهم يدعونه إلى طاعة الإِمام الباطل التي هي سبب لدخول النار =

ص: 368

11862 -

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ الشَّيْءَ عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ (1).

11863 -

حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أُنَيْسُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ، قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى صَعِدَ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: فَقَالَ: " إِنِّي السَّاعَةَ لَقَائِمٌ عَلَى الْحَوْضِ " قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ عَبْدًا عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَاخْتَارَ الْآخِرَةَ ". فَلَمْ يَفْطُنْ لَهَا أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، بَلْ نَفْدِيكَ بِأَمْوَالِنَا، وَأَنْفُسِنَا، وَأَوْلَادِنَا، قَالَ: ثُمَّ هَبَطَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

= لمن علم ببطلانه، كعمار، ولا يلزم من ذلك أنها سبب لدخول النار لمن كان [له التزام] بمعاوية، وهذا ظاهر، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود: وهو سليمان بن داود الطيالسي، فمن رجال مسلم.

هو عند الطيالسي (2222)، ومن طريقه أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 368، وعبد بن حميد في "المنتخب"(978)، والترمذي في "الشمائل"(351).

وقد سلف برقم (11683).

ص: 369

عَنِ الْمِنْبَرِ، فَمَا رُئِيَ عَلَيْهِ حَتَّى السَّاعَةِ (1).

11864 -

حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنَا أُنَيْسُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَرَجُلًا مِنْ بَنِي خُدْرَةَ امْتَرَيَا فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فَقَالَ الْعَوْفِيُّ: هُوَ مَسْجِدُ قُبَاءٍ. وَقَالَ الْخُدْرِيُّ: هُوَ مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَأَتَيَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: " هُوَ مَسْجِدِي هَذَا، وَفِي ذَلِكَ (2) خَيْرٌ كَثِيرٌ "(3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. صفوان بن عيسى: هو الزهري، وأنيس بن أبي يحيى: هو الأسلمي، وأبوه سمعان.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(964)، وأبو يعلى (1155)، وابن حبان (6593) من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 559، والدارمي 1/ 36 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن أُنيس، به.

وانظر الحديث رقم (11134).

قال السندي: قوله: فاتبعته، صيغة المتكلم، من اتَّبع -بالتشديد- كأنه ذكره للتنبيه على تحقق سماعه على أحسن وجه.

قوله: "إني الساعة لقائم على الحوض"، أي: مطَّلع عليه كالقائم عليه، يريد أنه ظهر له الحوض وهو هنالك.

قوله: بل نفديك: قاله تعظيماً لأمر وفاته عليهم، وأنهم لو أمكن لهم فداؤه بكل وجه لفعلوا ذلك، وفيه بيان أنه أحب إليهم وأعظم في صدورهم من كل شيء حتى من الأموال والأولاد والنفوس، والله تعالى أعلم.

(2)

في (ظ 4)، وهامش (س) و (ص): ذاك.

(3)

إسناده صحيح صفوان: هو ابن عيسى الزهري. =

ص: 370

11865 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ فَقَالَ:" إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا " فَقَالَ رَجُلٌ: أَوَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ تُكَلِّمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا يُكَلِّمُكَ؟ قَالَ: وَأُرِينَا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ قَالَ: فَأَفَاقَ يَمْسَحُ عَنْهُ الرُّحَضَاءَ وَقَالَ: " أَنَّى (1) هَذَا السَّائِلُ؟ " وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ فَقَالَ: " إِنَّهُ لَا يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ، إِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ إِلَّا آكِلَةَ الْخَضِرِ، فَإِنَّهَا أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَلَأَتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ، فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ، ثُمَّ رَتَعَتْ، وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةً وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ هُوَ لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ الْيَتِيمَ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ". أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَإِنَّ الَّذِي يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، فَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

= وأخرجه الطبري في "تفسيره"(17224) من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11178)، وانظر (11046).

(1)

في (س) و (م): أين. وجاء في هامش (س): أَنَّى، وعليها علامة الصحة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف =

ص: 371

11866 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قام (1) عَلَى الْمِنْبَرِ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ:" إِنَّ مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ: " يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ "(2).

11867 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ. وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بَعْثًا إِلَى بَنِي لَحْيَانَ مِنْ بَنِي هُذَيْلٍ - قَالَ رَوْحٌ: مِنْ هُذَيْلٍ - قَالَ: " لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا، وَالْأَجْرُ بَيْنَهُمَا ".

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا وَصَاعِنَا،

= بابن عُلَيَّة، والدستوائي: هو هشام بن أبي عبد الله.

وأخرجه مسلم (1052)(123)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 90 من طريق إسماعيل، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11157)، وانظر (11035).

(1)

في (س) و (ص) و (م): قَالَ، والمثبت من (ظ 4) و (ق).

(2)

حديث صحيح، فليح: وهو ابن سليمان المدني -وإن تكلم بعض الأئمة في حفظه- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج: وهو ابن النعمان الجوهري، فمن رجال البخاري. هلال بن علي: هو ابن أبي ميمونة.

وأخرجه البخاري (2842) عن محمد بن سنان، عن فليح، به.

وانظر ما قبله.

ص: 372

وَاجْعَلْ مَعَ الْبَرَكَةِ بَرَكَتَيْنِ " (1).

11868 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ إِذَا رَأَى أَمْرًا لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالاً (2) فَلَا يَقُولُ بِهِ، فَيَلْقَى اللهَ وَقَدْ أَضَاعَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: مَا مَنَعَكَ؟ فَيَقُولُ: خَشِيتُ (3) النَّاسَ، فَيَقُولُ: أَنَا كُنْتُ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى "(4).

(1) إسناداه صحيحان على شرط مسلم، رجالهما ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى المهري، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن علية البصري، وروح: هو ابن عبادة.

وبالإِسناد الأول أخرجه مسلم مقطعاً (1896)(137) و (1374)(476)، وأبو يعلى (1284) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو يعلى بتمامه (1282)، والبيهقي في "السنن" 9/ 40 دون قسمه الثاني من طريق روح بن عبادة، به.

وقد سلف بالأرقام (11110) و (11301) و (11461).

(2)

في (س) ضبب فوقها، وانظر تعليق السندي في الحاشية رقم (3)، في الرواية رقم (11255).

(3)

في (ظ 4): خشية، وهي نسخة في هامش (س).

(4)

إسناده ضعيف لإِبهام الرجل الراوي عن أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عمرو بن مرة: هو المرادي الجَمَلي. وأبو البختري: هو سعيد بن فيروز الطائي.

وأخرجه الطيالسي (2206) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(7571) - عن =

ص: 373

11869 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِحَقٍّ إِذَا عَلِمَهُ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَمَا زَالَ بِنَا الْبَلَاءُ حَتَّى قَصَّرْنَا وَإِنَّا لَنَبْلُغُ فِي الشَّرِّ. وقَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ (1).

= شعبة، بهذا الإِسناد.

وعند البيهقي: قال الإِمام أحمد رحمه الله: وهذا فيمن يتركه خشية ملامة الناس، وهو قادر على القيام به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 384 من طريق يزيد بن سنان، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن مشفعة، عن أبي سعيد، به. ومشفعة لا يعرف.

وقال الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 9: يرويه عمرو بن مرة عن أبي البختري، واختلف عنه، فرواه زبيد اليامي وعمرو بن قيس الملائي، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي سعيد، وخالفهما شعبة، فرواه عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن رجل لم يسمه، عن أبي سعيد، وقال يزيد بن سنان: عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن مشفعة، عن أبي سعيد. ومشفعة لا يعرف. والقول قول شعبة عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن رجل لم يسمه، عن أبي سعيد.

قلنا: سلف من رواية عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي سعيد بالأرقام (11255) و (11440) و (11699)، وانظر (11017).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي =

ص: 374

11870 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي ثَمَانَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ، فَصَامَ صَائِمُونَ، وَأَفْطَرَ مُفْطِرُونَ، فَلَمْ يَعِبْ هَؤُلَاءِ عَلَى هَؤُلَاءِ، وَلَا هَؤُلَاءِ عَلَى هَؤُلَاءِ (1). قَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ أَرْبَعَةٌ أَحَدُهُمْ قَتَادَةُ، وَهَذَا حَدِيثُ قَتَادَةَ.

11871 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ. قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ أَخِي انْطَلَقَ (2) بَطْنُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اسْقِهِ عَسَلًا "، فَسَقَاهُ، فَقَالَ (3): إِنِّي سَقَيْتُهُ، فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا، فَقَالَ لَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،

= نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، شعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وأخرجه الطيالسي (2151)، وابن حبان (278)، والبيهقي 10/ 90، وفي "الشعب"(7572) من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد.

وقد سلف بالأرقام (11017) و (11793).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وقد سلف بالأرقام (11191) و (11413)، وانظر (11083).

(2)

في (ظ 4): استُطلق.

(3)

في (ظ 4): فسقاه ثم جاء فقال.

ص: 375

ثُمَّ جَاءَ (1) الرَّابِعَةَ، فَقَالَ:" اسْقِهِ عَسَلًا "، فَقَالَ: قَدْ سَقَيْتُهُ، فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" صَدَقَ اللهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ " فَسَقَاهُ، فَبَرَأَ (2).

11872 -

حَدَّثَنَا (3) رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (4)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (5).

11873 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ سُلَيْمَانَ أَوْ أَبِي سُلَيْمَانَ. وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي (6) شُعْبَةُ، وَقَالَ:

(1) في (ص): جاءه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجّاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو المتوكل: هو علي بن دؤاد.

وأخرجه البخاري (5716)، ومسلم (2217)(91)، والترمذي (2082)، والبيهقي في "السنن" 9/ 344، وفي "الدلائل" 6/ 164، والبغوي في "شرح السنة"(3232) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11146)، وانظر ما بعده.

(3)

في (ظ 4): حدثناه.

(4)

في (ظ 4): سعيد، والمثبت من بقية النسخ، ومن "أطراف المسند" 6/ 352، ونصَّ الحافظ أيضاً على أنه شعبة في "الفتح" 10/ 169.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو روح: وهو ابن عُبادة.

وقد سلف برقم (11146).

(6)

في هامش (س): حدثنا، وعليها علامة الصحة.

ص: 376

رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" سَيَكُونُ أُمَرَاءُ يَغْشَاهُمْ غَوَاشٍ - أَوْ حَوَاشٍ - مِنَ النَّاسِ، يَظْلِمُونَ وَيَكْذِبُونَ، فَمَنْ أَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، وَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَا أَنَا مِنْهُ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ مِنِّي "(1).

11874 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ. قَالَ حَجَّاجٌ: ابْنُ عُتْبَةَ مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ عَذْرَاءَ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، علَّتُه سليمان أو أبو سليمان، فيما قال محمد بن جعفر عن شعبة، ولم يسمه حجاج عنه، فقال: رجل من قريش، وسماه يحيى القطان في الرواية السالفة برقم (11192) سليمان بن أبي سليمان، وهو مجهول، سلف تحرير القول فيه في الرواية السالفة المذكورة. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وقَتَادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وقد سلف تخريجه في الرواية (11192).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.

وقد سلف من طريق بهز: وهو ابن أسد العمي، في الرواية رقم (11683).

ص: 377

11875 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ "(1).

11876 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ مَرْوَانَ خَطَبَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: الصَّلَاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، فَقَالَ لَهُ (2) مَرْوَانُ: تُرِكَ ذَاكَ يَا أَبَا فُلَانٍ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ، قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُنْكِرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأغر أبي مسلم: وهو المديني، نزيل الكوفة، فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.

وأخرجه الطيالسي (2233) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(530) -، ومسلم (2700)(39)، وأبو يعلى (1252)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 204 - 205، والبغوي في "شرح السنة"(1240) من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11287).

(2)

كلمة "له" ليست في (ظ 4)، وأشير إليها في (س) و (ص) أنها نسخة.

ص: 378

فَبِقَلْبِهِ، وَذَاكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " (1).

11877 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ صَلَاتِهِ خَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ، فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ خَلَعُوا نِعَالَهُمْ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ:" مَا بَالُكُمْ أَلْقَيْتُمْ نِعَالَكُمْ " قَالُوا: رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ نَعْلَيْكَ، فَأَلْقَيْنَا نِعَالَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا " أَوْ قَالَ: " أَذًى فَأَلْقَيْتُهُمَا، فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَلْيَنْظُرْ فِي نَعْلَيْهِ، فَإِنْ رَأَى فِيهِمَا قَذَرًا " أَوْ قَالَ: " أَذًى فَلْيَمْسَحْهُمَا، وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا " قَالَ أَبِي: لَمْ يَجِئْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بَيَانُ مَا كَانَ فِي النَّعْلِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وقيس بن مسلم: هو الجدلي، وطارق بن شهاب: هو الأحمسي.

وأخرجه مسلم (49)(78) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وقد سلف بالأرقام (11150) و (11073).

(2)

إسناده صحيح، أبو كامل -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- ثقة من رجال النسائي، وروى له أبو داود في كتاب "التفرد"، وباقي رجاله ثقات رجال مسلم. حماد: هو ابن سلمة، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعَة العبدي.

وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 2/ 418 من طريق عفان، عن حماد، بهذا الإِسناد. =

ص: 379

11878 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ:" إِنْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ نَسَمَةٌ قَضَى اللهُ أَنْ تَكُونَ إِلَّا هِيَ كَائِنَةٌ "(2).

11879 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ أَخْبَرَهُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي جِدَارِ

= وقد سلف برقم (11153).

(1)

في النسخ عدا (ظ 4): عبد الله، وهو خطأ، وهو على الصواب في (ظ 4)، وهو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، نسب في هذا الإِسناد إلى جده.

(2)

حديث صحيح، وهذا الإِسناد خالف فيه إبراهيم بنُ سعد شعيبَ بنَ أبي حمزة ويونس بن يزيد ومن تابعهما في روايته عن الزهري، عن ابن محيريز، عن أبي سعيد، فرواه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بدل ابن محيريز، والصحيح قول يونس وشعيب ومن تابعهما فيما ذكره الدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 236. -قلنا: قد سلف من رواية شعيب بن أبي حمزة برقم (11839) - أبو كامل: هو المظفر بن مدرك الخراساني.

وأخرجه الطيالسي (2207)، وسعيد بن منصور (2217)، والنسائي في "الكبرى"(9085)، وابن ماجه (1926)، والدارمي 2/ 148، وأبو يعلى (1050) من طريق إبراهيم بن سعد، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11078).

ص: 380

الْمَسْجِدِ نُخَامَةً، فَتَنَاوَلَ حَصَاةً، فَحَتَّهَا، ثُمَّ قَالَ:" إِذَا انَتَخَمَ (1) أَحَدُكُمْ، فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ (2) الْيُسْرَى "(3).

11880 -

حَدَّثَنَا سَكَنُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولَانِ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نُخَامَةً فِي الْقِبْلَةِ، فَتَنَاوَلَ حَصَاةً، فَحَكَّهَا بِهَا، ثُمَّ قَالَ:" لَا يَتَنَخَّمْ أَحَدٌ، فِي الْقِبْلَةِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ (4) عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ رِجْلِهِ الْيُسْرَى "(5).

(1) في (ق) و (ص) و (م): تنخم.

(2)

في (م): قدم.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل: هو المُظفُّر بن مُدْرك الخُراساني، فقد روى له النسائي، وأبو داود في كتاب "التفرد"، وهو ثقة، وقد توبع. إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم الزهري. وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله وحميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف.

وأخرجه البخاري (408) و (409)، ومسلم (548)، وابن ماجه (761)، والدارمي 1/ 325، وأبو عوانة 1/ 402 من طرق عن إبراهيم، به.

وقد سلف برقم (11550)، وانظر (11025).

(4)

في (ظ 4) وهامش (س): وليبسق.

(5)

حديث صحيح، صالح: وهو ابن أبي الأخضر -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سكن بن نافع، فمن رجال التعجيل، =

ص: 381

11881 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّتَيْنِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَزْنًا بِوَزْنٍ "(1).

11882 -

حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَفْصَةَ، وَالْأَعْمَشُ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ صُهْبَانَ وَكَثِيرٌ النَّوَّاءُ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ الطَّالِعَ فِي

= وهو ثقة.

وانظر ما قبله.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل مروان بن شجاع: وهو الجَزَرِي الحَرَّاني، وخُصَيْف: وهو ابن عبد الرحمن الجَزَري، مجاهد: هو ابن جَبْر المكي.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 13/ 147 من طريق مروان بن شجاع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2347) من طريق عَتَّاب بن بشير الحَرَّاني، عن خُصَيْف، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2346) من طريق خُصَيْف، عن نافع، عن ابن عمر، به.

وقد سلف برقم (11429)، وانظر (11006).

ص: 382

أُفُقٍ (1) مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، أَلَا وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا " (2).

11883 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ شَهْرٍ قَالَ: لَقِينَا أَبَا سَعِيدٍ وَنَحْنُ نُرِيدُ الطُّورَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تُشَدُّ الْمَطِيُّ (3) إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ "(4).

(1) قوله: "في أفق" ليس في (ص)، وجاء في هامشها:"في أفق السماء" نسخة.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي. ابن فضيل -وهو محمد-، والأعمش -وهو سليمان بن مهران- ثقتان من رجال الشيخين. وبقية رجال الإِسناد ضعفاء من أصحاب السنن غير أن سالم بن أبي حفصة مختلف فيه. كثير النواء: هو ابن إسماعيل، ويقال: ابن نافع، أبو إسماعيل التيمي، وابنُ أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن.

وأخرجه الترمذي (3658)، وأبو يعلى (1299)، والبيهقي في "البعث والنشور"(276) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإِسناد، غير أنه لم يذكر الأعمش عند أبي يعلى، ولا سالم بن أبي حفصة عند البيهقي.

قال الترمذي: هذا حديث حسن.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2975) من طريق كثير النواء وغيره، عن عطية، به.

وقد سلف برقم (11213) من طريق عطية، وبرقم (11206) من طريق أبي الوداك، عن أبي سعيد، وذكرنا هناك شواهده.

(3)

في (ق): الرحال.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث: وهو ابن أبي سُلَيم، =

ص: 383

11884 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ:" لَيْسَ مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ، إِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا لَمْ يَمْنَعْهُ شَيْءٌ "(1).

11885 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ. وَهَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ "، وَقَالَ هَاشِمٌ:" يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ "(2).

= وشهر: وهو ابن حوشب. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، من رجال الشيخين.

وأخرجه مطولاً أبو يعلى (1326) من طريق جرير، عن ليث، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(951) من طريق سفيان الثوري، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد، به. وأبو هارون العبدي ضعيف.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 66 من طريق جرير، عن ليث، به، موقوفاً، وتحرف فيه شهر إلى: مسهر.

وسلف مطولاً برقم (11609) من طريق عبد الحميد بن بهرام، عن شهر، به.

وقد سلف برقم (11040) بإسناد صحيح على شرط الشيخين.

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر (11566) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وهاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وشعبة: هو ابن الحجاج، وذكوان: هو أبو صالح الزيات. =

ص: 384

11886 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ "(1).

11887 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنْ لَا نَتْرُكَ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَإِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ نَدْفَعَهُ، أَوْ نَحْوَ هَذَا (2).

= وقد سلف من طريق عبد الرزاق برقم (11300).

ومن طريق هاشم بن القاسم برقم (11407) ومضى هناك تخريجه.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العَوْفي: وهو ابن سَعْد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (17951).

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(900) من طريق الفضيل بن عياض، والبزار (2063)(زوائد)، وأبو يعلى (1179) من طريق جرير، كلاهما عن الأعمش، به. وزاد ابن حميد:"فإن الله تبارك وتعالى خلق آدم على صورته".

وهذه الزيادة لها شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (6227)، ومسلم وقد سلف (2612)(115).

برقم (11330)، وذكرنا هناك شاهده.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي سعيد: وهو عبد الرحمن، فمن رجال مسلم.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2329). =

ص: 385

11888 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ. وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ (1).

= وقد سقط من مطبوعه اسم عبد الرحمن بن أبي سعيد.

وقد سلف من طريق عبد الرزاق برقم (11540)، وانظر (11299).

(1)

حديث صحيح، وله إسنادان: الأول: عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وعبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود.

وأخرجه مسلم (2023) عن عبد بن حميد، والبيهقي في "السنن" 7/ 285 من طريق أحمد بن منصور الرمادي، كلاهما عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.

وهو في "مصنفه"(19599) عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله أو عطاء بن يزيد -معمر شك-، عن أبي سعيد، به.

وقد سلف برقم (11026).

والإِسناد الثاني: عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد. وهذا الإِسناد أخطأ فيه معمر، فقال فيه عطاء بن يزيد، بدل: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. كما رواه عنه عبد الرزاق في الإِسناد السالف، ومعمر كان يحدث في اليمن من كتبه، فلا يقع له الوهم، وأما ما حدث به خارج اليمن، فكان يحدث به من حفظه، فيقع له بعض الوهم.

وقد أشار إلى هذا الوهم الدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 236 فقال: وقال معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد الخدري. وقال ابن عيينة: عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل =

ص: 386

11889 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مَعَ التَّثَاؤُبِ "(1).

11890 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَسَأَلُوهُ، فَأَعْطَاهُمْ، قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَسْأَلُهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا أَعْطَاهُ، حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَ أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ بِيَدِهِ: " وَمَا يكُنْ (2) عِنْدَنَا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ نَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَإِنَّهُ مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَلَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا

= لسفيان: إن معمراً يقوله عن عطاء بن يزيد، فقال: أخطأ معمر. قال ذلك الحميدي عن ابن عيينة.

قلنا: قد سلفت رواية سفيان بن عيينة برقم (11026).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (11323) سنداً ومتناً، إلا أن فيه هناك ذكر الصلاة.

(2)

في (س) و (م): يَكُونُ، وهي رواية البخاري، وجاء في هامش (س): يكن، وعليها علامة الصحة. قال الحافظ في "الفتح" 11/ 304 في شرح "ما يكون": ما موصولة متضمنة معنى الشرط، وفي رواية صوبها الدمياطي: ما يكن، و"ما" حينئذ شرطية، وليست الأولى خطأ.

ص: 387

وأَوْسَعَ (1) مِنَ الصَّبْرِ " (2).

11891 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فَذَكَرَ مِثْلَ مَعْنَاهُ (3).

(1) في (م): أوسع، بدون واو قبلها.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(20014)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1053).

وأخرجه البخاري (6470)، وأبو يعلى (1352)، والبيهقي في "الآداب" من طريقين، عن الزهري، به.

وانظر ما بعده، وقد سلف برقم (10989).

قوله: "فلن نَدّخِره عنكم" قال الحافظ في "الفتح" 3/ 336: أدخره عنكم، لي: أحبسه وأخبؤه، وأمنعكم إياه منفرداً به عنكم، وفيه ما كان عليه من السخاء وإنفاذ أمر الله، وفيه الاعتذار إلى السائل.

وقال الحافظ في "الفتح" 11/ 304: وفي الحديث الحضّ على الاستغناء عن الناس، والتعفُّف عن سؤالهم بالصبرِ والتوكُّلِ على الله، وانتظارِ ما يرزقه الله، وأنَّ الصبر أفضلُ ما يُعطاه المرء لكون الجزاء عليه غيرَ مقدرٍ ولا محدود. اهـ. وانظر شرح الحديث (11091).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن سليمان: هو الرازي أبو يحيى.

وهو في "الموطأ" 2/ 997 (وبرواية أبي مصعب 2107)، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1469)، ومسلم (1053)، وأبو داود (1644)، والترمذي =

ص: 388

11892 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ، إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَتَغَشَّتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ".

وَقَالَ: " إِنَّ اللهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ نَزَلَ اللهُ عز وجل إِلَى هَذِهِ السَّمَاءِ فَنَادَى: هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ يَتُوبُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ إِلَى الْفَجْرِ "(1).

= (2024)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 95 - 96، والدارمي 1/ 387، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(403)، وابن حبان (3400)، والبيهقي في "السنن" 4/ 195، وفي "الشعب"(3503)، والبغوي في "شرح السنة" (1613). قال الترمذي: حسن صحيح.

وانظر ما قبله، وقد مضى برقم (10989).

(1)

حديث صحيح، ومعمر: وهو ابن راشد الأزدي -وإن لم يتحرر لنا أسمع من أبي إسحاق: وهو السبيعي قبل الاختلاط أم بعده- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأغر أبي مسلم: وهو المديني، نزيل الكوفة، فمن رجال مسلم.

وهو مطولاً في "مصنف" عبد الرزاق (20557)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(861)، والبغوي في "شرح السنة"(947)، ولكن في رواية المصنف: حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول.

وقوله: "إن الله يمهل

". =

ص: 389

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هو كذلك في "مصنف" عبد الرزاق (19654)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الدعاء"(141)، والآجري في "الشريعة" ص 310.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 340 - 341، ومسلم (758)(172)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(481)، وابن أبي عاصم في "السنة"(502)، وأبو عوانة 2/ 288 - 289، وابن حبان (921)، والطبراني في "الدعاء"(143) و (144) و (145) و (146) و (147)، والآجري في "الشريعة" ص 309، 310، من طرق عن أبي إسحاق، به. وكلهم: حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول غير أبي عوانة فعنده: حتى ذهب ثلث الليل الأوسط.

وقوله: "حتى إذا كان ثلث الليل الآخر" له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (1145)، ومسلم (758)(168)، وقد سلف في مسنده برقم (8974) من طريق أبي عوانة، عن أبي إسحاق، عن الأغر، به.

وآخر من حديث عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3673) ذكر الحافظ في "الفتح" 3/ 31 الاختلاف في تعيين الوقت، ونقل عن الترمذي قوله: رواية أبي هريرة أصح الروايات في ذلك، ويقوي ذلك أن الروايات المخالفة اختلف فيها على رواتها، ثم قال: وسلك بعضهم طريق الجمع

فيجمع بذلك بين الروايات بأن فى ذلك يقع بحسب اختلاف الأحوال، لكون أوقات الليل تختلف في الزمان وفي الآفاق باختلاف تقدم الليل عند قوم، وتأخره عند آخرين، وقال بعضهم: يحتمل أن يكون النزول يقع في الثلث الأول، والقول يقع في النصف وفي الثلث الثاني. وقيل: يحمل على أن ذلك يقع في جميع الأوقات التي وردت بها الأخبار، ويحمل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم بأحد الأمور في وقت، فأخبر به، ثم أعلم به في وقت آخر، فأخبر به، فنقل الصحابة فى ذلك عنه، والله أعلم.

وقد سلف بالأرقام (11295) و (11386).

وقد سلفت أحاديث الباب في رواية عبد الله بن مسعود رقم (3673).

وقوله: "ما اجتمع قوم يذكرون الله

" سلف برقم (11287) وإسناده صحيح.

ص: 390

11893 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: وَضَعَ رَجُلٌ يَدَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: وَاللهِ مَا أُطِيقُ أَنْ أَضَعَ يَدِي عَلَيْكَ، مِنْ شِدَّةِ حُمَّاكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّا مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ، يُضَاعَفُ لَنَا الْبَلَاءُ، كَمَا يُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْرُ، إِنْ كَانَ النَّبِيُّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يُبْتَلَى (1) بِالْقُمَّلِ حَتَّى يَقْتُلَهُ (2)، وَإِنْ كَانَ النَّبِيُّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى يَأْخُذَ (3) الْعَبَاءَةَ فَيَجُوبَهَا (4)، وَإِنْ كَانُوا لَيَفْرَحُونَ بِالْبَلَاءِ كَمَا تَفْرَحُونَ بِالرَّخَاءِ "(5).

(1) في (ظ 4): ليبتلى.

(2)

في (ظ 4) و (ق): قتله.

(3)

في (س) و (ق)، وهامش (ص): فيأخذ، وجاء في هامش (س): حتى يأخذ، وعليها علامة الصحة.

(4)

في (م): فيخونها، وهو تصحيف، والمعنى: أي يقطعها ليلبسها في عنقه، قاله السندي. وفي مطبوع ابن ماجه: يُحَوِّيها، والتحوية أن يدير كساء حول سنام البعير، ثم يركبه. ولا تناسب المعنى، فلعلها يجوبها، وقد اضطرب السندي في "شرحه لابن ماجه" 2/ 490، فقال: يحوبها -من حبى- بحاء مهملة وباء موحدة في آخره -أي يجعل لها جيباً! وقد اضطرب رسمها كذلك في مطبوع المصنف: فيحولها، وفي مطبوع أبي يعلى: يحويها!

(5)

إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20626).

وأخرجه ابن ماجه (4024)، وأبو يعلى (1045)، والطحاوي مختصراً في "شرح مشكل الآثار"(2210) من طريق هشام بن سعد المَدَني، عن زيد بن =

ص: 391

11894 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا عَجِلَ أَحَدُكُمْ، أَوْ أَقْحَطَ فَلَا يَغْتَسِلَنَّ "(1).

11895 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (2)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ رَأَى الطِّينَ فِي أَنْفِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَرْنَبَتِهِ، مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، وَكَانُوا مُطِرُوا مِنَ اللَّيْلِ (3).

11896 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

= أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً. وهشام بن سعد ضعيف.

وقد سلف نحوه بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3618).

وآخر بإسناد حسن من حديث سعد بن أبي وقاص برقم (1481).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (963).

وقد سلف برقم (11162)، وهو منسوخ بحديث "إذا التقى الختانان".

(2)

في (م): الزهري بين معمر ويحيى، وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7685) مطولاً، ومن طريقه أخرجه مسلم (1167)(216)، وأبو داود (895).

وأخرجه أبو داود (894) و (911) من طريقين عن معمر، به.

وقد سلف مطولاً بالأرقام (11034) و (11580).

ص: 392

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرُون (1) بِالْقِرَاءَةِ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ، فَكَشَفَ السُّتُورَ، وَقَالَ:" أَلا إِنَّ كُلَّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ، فَلَا يُؤْذِيَنَّ (2) بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَلَا يَرْفَعَنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ "(3)، أَوْ قَالَ:" فِي الصَّلَاةِ "(4).

11897 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَتَتَّبِعُنَّ

(1) في (س) و (ص) و (م): يجهروا.

(2)

في (ق): فلا يؤذي، قلنا: وهي الموافقة لرواية عبد الرزاق في "المصنف".

(3)

في (ظ 4): فِي الْقِرَاءَةِ. قلنا: وهي الموافقة لرواية عبد الرزاق في "المصنف".

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، وإسماعيل بن أمية: هو ابن عمرو بن سعيد الأموي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري.

هو في "مصنف" عبد الرزاق (4216)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(883)، وأبو داود (1332)، والنسائي في "الكبرى"(8092)، وابن خزيمة (1162)، والحاكم 1/ 310 - 311، والبيهقي في "السنن" 3/ 11. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 13/ 175 من طريق رباح: وهو ابن زيد الصنعاني، عن معمر، به، ولفظه:"كلكم مناجٍ ربه، فلا يؤذ بعضكم بعضاً".

وفي الباب عن البياضي، سيرد 4/ 344.

ص: 393

سُنَنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعْتُمُوهُمْ فِيهِ " (1). وَقَالَ مَرَّةً:" لَتَبِعْتُمُوهُ فِيهِ "(2).

11898 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَمِنُوا، فَمَا مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ فِي الْحَقِّ (3) يَكُونُ لَهُ فِي الدُّنْيَا، بِأَشَدَّ مُجَادَلَةً لَهُ، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ فِي إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ " قَالَ: " يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَحُجُّونَ مَعَنَا

(1) جاء في هامش (ظ 4): هنا نقص نحو ورقتين، وأشارت إلى هذا النقص كذلك نسخة (ق)، وهي منقولة عن (ظ 4)، وفيها: من هنا ناقص من نسخة الأصل اثنان وستون سطراً إلى قوله: فليمسك يده على فيه. قلنا: يعنى إلى الحديث رقم (11916).

(2)

إسناده ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20764)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(75).

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11800).

(3)

في (ق): بالحق.

ص: 394

فَأَدْخَلْتَهُمُ النَّارَ " قَالَ: " فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا (1) مَنْ عَرَفْتُمْ. فَيَأْتُونَهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ، لَا تَأْكُلُ النَّارُ صُوَرَهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى كَعْبَيْهِ، فَيُخْرِجُونَهُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنَا، ثُمَّ يَقُولُ: أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ دِينَارٍ مِنَ الْإِيمَانِ، ثُمَّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ نِصْفِ دِينَارٍ، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ بِهَذَا، فَلْيَقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40]، قَالَ: " فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَدْ أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنَا، فَلَمْ يَبْقَ فِي النَّارِ أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ " قَالَ:" ثُمَّ يَقُولُ اللهُ: شَفَعَتِ الْمَلَائِكَةُ، وَشَفَعَ الْأَنْبِيَاءُ (2)، وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ، وَبَقِيَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ "، قَالَ:" فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ - أَوْ قَالَ: " قَبْضَتَيْنِ - نَاسٌ لَمْ يَعْمَلُوا لِلَّهِ خَيْرًا قَطُّ قَدِ احْتَرَقُوا حَتَّى صَارُوا حُمَمًا "، قَالَ: " فَيُؤْتَى بِهِمْ إِلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ: مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، فَيَخْرُجُونَ مِنْ أَجْسَادِهِمْ مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ، فِي أَعْنَاقِهِمُ الْخَاتَمُ: عُتَقَاءُ اللهِ " قَالَ: " فَيُقَالُ لَهُمْ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَمَا

(1) في النسخ الخطية: فأخرجوهم، وفي (م): فأخرجوا، وهو الوارد في مصادر التخريج.

(2)

في (م): وشفع الأنبياء.

ص: 395

تَمَنَّيْتُمْ أَوْ رَأَيْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لَكُمْ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ هَذَا " قَالَ: " فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا وَمَا أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ " قَالَ: " فَيَقُولُ: رِضَائِي عَلَيْكُمْ فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ أَبَدًا " (1).

11899 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ (2)، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو (3) بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُلَامَسَةِ، وَالْمُلَامَسَةُ: يُمَسُّ الثَّوْبُ، لَا يُنْظَرُ إِلَيْهِ. وَعَنِ الْمُنَابَذَةِ، وَهُوَ طَرْحُ الثَّوْبِ الرَّجُلُ بِالْبَيْعِ قَبْلَ أَنْ يُقَلِّبَهُ وَيَنْظُرَ إِلَيْهِ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20857)، ومن طريقه أخرجه مطولاً ومختصراً الترمذي (2598)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 112 - 113، وابن ماجه (60)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 309، والبغوي في "شرح السنة" (4348). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وانظر (11016) و (11127) و (11835).

(2)

وقع في "أطراف المسند" 6/ 260 معمر، بدل: ابن جريج، وهو خطأ.

(3)

كذا في جميع النسخ وفي "مصنف" عبد الرزاق، وجاء عند عبد الرزاق (14990): كذا قال، والصواب عمر بن سعد. قال الدارقطني في "العلل" 3/ الورقة الأخيرة: ولا يصح، والصحيح حديث عامر بن سعد.

قلنا: وهو الذي في "الصحيحين" وغيرهما من مصادر التخريج، وهو الوارد في الرواية الآتية برقم (11902)، ولم يجزم الحافظ بالصواب في "أطراف المسند" 6/ 260، فقال: عامر أو عمر.

(4)

حديث صحيح، وقوله في الإِسناد: عمرو خطأ، صوابه عامر، كما بينا =

ص: 396

11900 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ الْجُنْدَعِيِّ، سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم " لَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ". وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: " حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ "(1).

11901 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ قَالَا: أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ (2) بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عِيَاضٍ، وَعَطَاءِ بْنِ

= في التعليق السابق.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7884) و (14990).

وقد سلف برقم (11022).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد البُرْساني، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وابن شهاب: هو الزهري.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(3958)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 1/ 381.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 278، وفي "الكبرى"(465) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 304 من طريق أبي عاصم، كلاهما عن ابن جريج، به.

وأخرجه مسلم (827) من طريق يونس بن يزيد، والنسائي في "المجتبى" 1/ 278، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1602 من طريق عبد الرحمن بن نمر، كلاهما عن ابن شهاب، به.

وقد سلف برقم (11033).

(2)

في (م): عمرو، وهو خطأ.

ص: 397

بُخْتٍ - كِلَاهُمَا يُخْبِرُ عُمَرَ (1) بْنَ عَطَاءٍ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُمَا سَمِعَاهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى اللَّيْلِ "(2).

11902 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، وَحَدَّثَ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُلَامَسَةِ، وَالْمُلَامَسَةُ: لَمْسُ الثَّوْبِ، لَا يُنْظَرُ إِلَيْهِ، وَعَنِ الْمُنَابَذَةِ. وَالْمُنَابَذَةُ: طَرْحُ الرَّجُلِ ثَوْبَهُ إِلَى الرَّجُلِ قَبْلَ أَنْ يُقَلِّبَهُ (3).

(1) في (م): يخبر عن عمر، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن عطاء بن أبي الخوار، فمن رجال مسلم وأبي داود، وعبيد الله بن عياض، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهما ثقتان، وعطاء بن بخت ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 463، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 331، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو متابع. ابن بكر: هو محمد البُرساني، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (3959)، وتحرف فيه عبد الله بن عياض إلى: عبيد الله.

وقد سلف برقم (11033)، وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو =

ص: 398

11903 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ الْجُنْدَعِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرَ مِثْلَهُ، يَعْنِي مِثْلَ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَابْنِ بَكْرٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، وَقَالَ:" حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ "(1).

11904 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لِبْسَتَيْنِ،

= الزهري، وعامر بن سعد: هو ابن أبي وقاص.

وأخرجه مسلم (1512)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 261، وفي "الكبرى"(6105) من طريقين عن يعقوب، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (5820)، وفي "الأدب المفرد"(1175)، ومسلم (1512)(3)، وأبو داود (3379)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 260، وفي "الكبرى"(6101) و (6102)، والبيهقي في "السنن" 5/ 341 و 342، وفي "الآداب"(720) من طريقين، عن الزهري، به.

وقد سلف برقم (11899)، وانظر (11022).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو الزهري.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 380 - 381 من طريق يعقوب، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (586) من طريق إبراهيم بن سعد والد يعقوب، به.

وقد سلف برقم (11033)، وانظر (11900).

ص: 399

وَعَنْ بَيْعَتَيْنِ، أَمَّا اللِّبْسَتَانِ: فَاشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ، أَنْ يَشْتَمِلَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَضَعَ طَرَفَيِ (1) الثَّوْبِ عَلَى عَاتِقِهِ الْأَيْسَرِ، وَيَتَّزِرَ بِشِقِّهِ الْأَيْمَنِ، وَالْأُخْرَى أَنْ يَحْتَبِيَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، وَيُفْضِيَ بِفَرْجِهِ إِلَى السَّمَاءِ. وَأَمَّا الْبَيْعَتَانِ: فَالْمُنَابَذَةُ، وَالْمُلَامَسَةُ، وَالْمُنَابَذَةُ، أَنْ يَقُولَ: إِذَا نَبَذْتَ هَذَا الثَّوْبَ، فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ. وَالْمُلَامَسَةُ: أَنْ يَمَسَّهُ بِيَدِهِ، وَلَا يَلْبَسَهُ، وَلَا يُقَلِّبَهُ، إِذَا مَسَّهُ وَجَبَ الْبَيْعُ (2).

11905 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَقَالَ: قَالَ الثَّوْرِيُّ فَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ أَنَّ الْأَغَرَّ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" يُنَادِي مُنَادٍ أَنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلَا تَمُوتُوا أَبَدًا، وَأَنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا أَبَدًا، وَأَنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا وَلَا تَهْرَمُوا (3)، وَأَنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا وَلَا تَبْأَسُوا أَبَدًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} "(4)[الأعراف: 43].

(1) في (ق): طرف.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وقد سلف مختصراً برقم (11024)، وسلف تخريجه هناك.

وسلف أول مرة برقم (11022).

(3)

في (ق): ولا تهرموا أبداً. وهي الموافقة لرواية مسلم.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأغر: =

ص: 400

11906 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ، تَمْرُقُ بَيْنَهُمَا مَارِقَةٌ يَقْتُلُهَا أَوْلَاهُمَا بِالْحَقِّ "(1).

= وهو أبو مسلم المديني نزيل الكوفة، فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.

وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة"(290) من طريق أحمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(942)، ومسلم (2837)، والترمذي (3246)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(290)، والبيهقي في "البعث والنشور"(265) من طريق عبد الرزاق، به.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(428) -بزيادات نعيم بن حماد-، عن سفيان الثوري، به، موقوفاً.

وقد سلف برقم (11332).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق" (18658)، ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (2555)، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الحميدي (749) عن سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد، به.

وقوله: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، دعواهما واحدة.

سلف من حديث أبي هريرة 2/ 313، بإسنادٍ صحيح.

قوله: تمرق بينهما مارقة يقتلهما أولاهما بالحق. =

ص: 401

11907 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، تَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ حَتَّى يَنْصَرِفَ أَوْ يُحْدِثَ " فَقُلْتُ: مَا يُحْدِثُ؟ فَقَالَ: " كَذَا " قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ، فَقَالَ: يَفْسُو أَوْ يَضْرِطُ (1).

11908 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الصَّهْبَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ قَالَ:" إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ أَعْضَاءَهُ تُكَفِّرُ لِلِّسَانِ، تَقُولُ: اتَّقِ اللهَ فِينَا، فَإِنَّكَ إِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَأَنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا "(2).

= سلف نحوه برقم (11196) بإسنادٍ صحيح.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 36، وقال: رواه أحمد، وفيه علي بن زيد بن جدعان، وفي الاحتجاج به اختلاف.

ويشهد له حديث أبي هريرة عند مسلم (649)(274) 1/ 459، وسلف 2/ 289 - 290.

وسلف نحوه مطولاً برقم (10994).

(2)

إسناده حسن، أبو الصهباء الكوفي، روى عنه جمع، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وقائل: لا أعلمه إلا رفعه هو =

ص: 402

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حماد بن زيد كما جاء مصرحاً به عند حسين المروزي، وقد روي موقوفاً، وقال الترمذي: هو أصح، قلنا: لكنه في حكم المرفوع.

وأخرجه الحسين بن الحسن المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (1012) عن بشر بن السري، وعبد بن حميد في "المنتخب"(979) عن سليمان بن حرب، والترمذي (2407) من طريق محمد بن موسى البصري، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 309 من طريق عارم ومسدد وسهل بن محمود، والبيهقي في "الشعب"(4945) من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد الحَرَّاني، سبعتهم عن حماد بن زيد، بهذا الإِسناد.

وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث حماد بن زيد، وقد رواه غير واحد، عن حماد بن زيد، ولم يرفعوه.

وقال أبو نعيم: غريب من حديث سعيد، تفرد به حماد عن أبي الصهباء.

وأخرجه الترمذي (2407) من طريق صالح بن عبد الله، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(1) من طريق مسدد بن مسرهد، كلاهما عن حماد بن زيد، عن أبي الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن أبي سعيد الخدري، قال: أحسبه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الترمذي (2407) من طريق حماد بن أسامة أبي أسامة، عن حماد بن زيد، به، ولم يرفعه. قال الترمذي: وهذا أصح من حديث محمد بن موسى. قلنا: يعني المرفوع.

قال السندي: قوله: "إذا أصبح ابن آدم فإن أعضاءه تكفر للسان": من التكفير، بمعنى الخضوع، أي: إن الأعضاء كلها تطلب منه الاستقامة طلب من يخضع لغيره ليفيض عليه بالمطلوب بواسطة الخضوع لديه، والمراد بالأعضاء الظاهرة، وهذا لا ينافي أن يكون المدار على صلاح القلب، وأن يكون استقامة اللسان به، كما جاء:"في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله". =

ص: 403

11909 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَنْتَ تَخْلُقُهُ أَنْتَ تَرْزُقُهُ؟ فَأَقْرِرْهُ (1) مَقَرَّهُ، فَإِنَّمَا كَانَ قُدِّرَ (2) "(3).

11910 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو (4) بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ: يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ الْأَضْحَى، وَعَنْ لِبْسَتَيْنِ: الصَّمَّاءِ، وَأَنْ

= قوله: "تقول": قيل: بلسان الحال، ولا يبعد الحمل على لسان القال.

قوله: "فينا"، أي: في حفظنا.

قوله: "استقمت": بقلة الكلام، وترك ما لا يعني، والاشتغال بالأذكار ونحوها.

قوله: "اعوججنا": لعله لهذا قَلَّ ما ترى المكثر في الكلام خاشعاً حتى في نحو الصلاة، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ق): فأقره.

(2)

في (ق): القدر.

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن: وهو البصري، لم يسمع من أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(369) من طريق هدبة، عن همام، به.

وقد سلف برقم (11503).

(4)

وقع في النسخ: عمر، وهو خطأ ناسخ.

ص: 404

يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ (1)، وَعَنْ صَلَاةٍ فِي سَاعَتَيْنِ: بَعْدَ الصُّبْحِ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ (2).

11911 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحَسَنٌ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِعَرَفَةَ قَالَ حَسَنٌ: وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ هَكَذَا، يَجْعَلُ ظَاهِرَهُمَا فَوْقَ، وَبَاطِنَهُمَا أَسْفَلَ. وَوَصَفَ حَمَّادٌ، وَرَفَعَ حَمَّادٌ يَدَيْهِ وَكَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ (3).

(1) في (م): في الثوب الواحد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري، وعمرو بن يحيى: هو ابن عمارة بن أبي حسن المازني.

وأخرجه الطيالسي (2242)، وأخرجه البخاري (1991) و (1992)، وأبو داود (2417) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن وهيب، بهذا الإِسناد، ولم يرد عند الطيالسي ذكر اللبستين.

وأخرجه مسلم (827)(141) 2/ 800، والترمذي (772) من طريقين عن عمرو بن يحيى، به، بذكر النهي عن صوم اليومين. قال الترمذي: حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أهل العلم.

وقوله: نهى عن صيامين، سلف برقم (11040).

وقوله: نهى عن لبستين، سلف برقم (11020).

وقوله: نهى عن صلاتين، سلف برقم (11033).

(3)

إسناده ضعيف لضعف بشر بن حَرْب: وهو الأزدي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وحسن: هو ابن موسى الأشيب، =

ص: 405

11912 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ، فَيَأْخُذُ شَعْرَةً مِنْ دُبُرِهِ، فَيَمُدُّهَا فَيَرَى أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَلَا يَنْصَرِفَنَّ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا "(1).

11913 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، وَعَنْ (2) سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ، فَيَأْخُذُ شَعْرَةً مِنْ دُبُرِهِ، فَيَمُدُّهَا فَيَرَى أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَلَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا "(3).

= وحماد: هو ابن سلمة.

وقد سلف برقم (11093).

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه نحوه ابن ماجه (514) من طريق المحاربي، عن معمر بن راشد، عن الزهري، عن سعيد، به.

قال البوصيري في "الزوائد": رجاله ثقات إلا أنه معلل بأن الحفاظ من أصحاب الزهري رووه عنه، عن سعيد بن عبد الله بن زيد. وكان الإِمام أحمد ينكر حديث المحاربي عن معمر، لأنه لم يسمع من معمر، لا سيما أنه كان يدلس.

وقد سلف نحوه برقم (11082)، وذكرنا هناك شواهده.

(2)

في (م): عن سعيد (دون واو).

(3)

إسناده ضعيف كسابقه.

ص: 406

11914 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيَبْعَثَنَّ اللهُ عز وجل فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَلِيفَةً يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا، وَلَا يَعُدُّهُ عَدًّا "(1).

11915 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي مُزَيْنَةَ -، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُمْ كَانُوا جُلُوسًا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ وَيَدْعُونَ. قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ سَكَتْنَا، فَقَالَ:" أَلَيْسَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ كَذَا وَكَذَا؟ " قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: " فَاصْنَعُوا كَمَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ ". وَجَلَسَ مَعَنَا، ثُمَّ قَالَ:" أَبْشِرُوا صَعَالِيكَ الْمُهَاجِرِينَ بِالْفَوْزِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِ مِئَةٍ " أَحْسَبُهُ (2) قَالَ: " سَنَةً "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعَة العَبْدي.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11012).

(2)

لفظ "أحسبه" ليس في (ص).

(3)

إسناده ضعيف لجهالة العلاء -وهو ابن بشير- سلف الحديث عنه في الرواية (11604)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير المعلى بن زياد، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو ثقة. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي. =

ص: 407

11916 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُمْسِكْ (1) يَدَهُ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ "(2).

11917 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى (3) عَنِ الْوِصَالِ فِي الصَّوْمِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ أَصْحَابُهُ، حَتَّى رَخَّصَ لَهُمْ مِنَ السَّحَرِ إِلَى السَّحَرِ (4).

11918 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ،

= وأخرجه أبو يعلى (1317) من طريق عفان، بهذا الإِسناد.

وقد سلف مطولاً برقم (11604)، وذكرنا هناك أحاديث الباب مع ذكر الاختلاف بينها في مدة السبق.

(1)

إلى هنا ينتهي السقط من (ظ 4).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل: وهو ابن أبي صالح السمان، وابن أبي سعيد: وهو عبد الرحمن فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي.

وقد سلف برقم (11262).

(3)

في (س): عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى، وفى (م): أنه نهى.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف بشر بن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11055).

ص: 408

عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: افْتَخَرَ أَهْلُ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْإِبِلِ، وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ ". وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بُعِثَ مُوسَى عليه السلام وَهُوَ يَرْعَى غَنَمًا عَلَى أَهْلِهِ، وَبُعِثْتُ أَنَا وَأَنَا أَرْعَى غَنَمًا لِأَهْلِي بِجِيَادٍ "(1).

(1) حديث صحيح لغيره، دون قوله:"بعث موسى .. " فهو حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة، وعطية بن سعد العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(898)، والبزار (2370)"زوائد" من طريق يونس بن محمد، عن حجاج، بهذا الإِسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 65 و 8/ 256، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس.

وقوله: "الفخر والخيلاء في أهل الإبل، والسَّكينة والوقار في أهل الغنم "، له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (4388)، ومسلم (52)(91)، وقد سلف 2/ 418.

وقد سلف برقم (11380).

وقوله: "بُعِثَ موسى عليه السلام وهو يرعى غنماً على أهله، وبعثت أنا وأنا أرعى غنماً لأهلي بجياد"، له شاهد من حديث نصر بن حَزْن عند الطيالسي (1311)، والبخاري في "الأدب المفرد"(577)، والنسائي في "الكبرى"(11324) -وهو في "التفسير"(344) - من طرق عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن ابن حَزْن، قال: افتخر أهل الإِبل والشاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعث موسى عليه السلام وهو راعي غنم، وبعث داود عليه السلام وهو راعي غنم، وبعثت =

ص: 409

11919 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الْغِلَابِيُّ (1)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْأَرْضُ

= أنا أرعى غنماً لأهلي بأجياد". وهذا لفظ النسائي، وإسناده صحيح إلى ابن حزن، وقد اختلف في اسمه، فقيل: عبدة بن حزن، وقيل: عَبيدة، وقيل: نصر بن حزن، واختلف كذلك في صحبته، فإن صحت فالحديث صحيح، وإلا فهو مرسل.

وأخرجه منقطعاً الحسين المروزي في زياداته على زهد ابن المبارك (1177) عن الهيثم بن جميل، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، قال: كان بين أصحاب الإبل والغنم تنازع، فاستطال أصحاب الإبل على أصحاب الغنم، فبلغنا أن ذلك ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث.

قلنا: والإِسناد الأول أصح، فإن زهير بن معاوية سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط.

ويشهد له كذلك حديث أبي هريرة عند البخاري (2262)، ولفظه:"ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم"، فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: "نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة".

وثالث من حديث جابر عند البخاري (3406)، ومسلم (2050)(163)، وسيأتي 3/ 326، ولفظه عند البخاري: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نجني الكَبَاث، فقال:"عليكم بالأسود منه، فإنه أطيبه"، قالوا: أكنت ترعى الغنم؟ قال: "وهل من نبي إلا وقد رعاها".

جياد: موضع بأسفل مكة، قاله السندي. قلنا: قال في "الروض المعطار": أجياد: أحد جبال مكة، وهو الجبل الأخضر العالي بغربي المسجد الحرام، وهو الآن حي من أحياء مكة.

(1)

تحرف في (م) إلى: الكلابي.

ص: 410

كُلُّهَا مَسْجِدٌ، إِلَّا الْحَمَّامَ وَالْمَقْبَرَةَ " (1).

11920 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ جَاءَ جِنَازَةً فِي أَهْلِهَا (2) فَتَبِعَهَا حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ مَضَى مَعَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ مِثْلُ أُحُدٍ "(3).

11921 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَمْرُقُ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي معاوية الغلابي -وهو غسان بن المفضل- فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة، عمرو بن يحيى: هو ابن عمارة.

وأخرجه أبو داود (492)، وابن خزيمة (791)، وابن حبان (1699) و (2316) و (2321)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 251، والبيهقي في "السنن" 2/ 435 من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإِسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

وقد سلف بالأرقام (11784) و (11788) و (11789).

(2)

في (ظ 4): أهله.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووُهَيب: هو ابن خالد، وعمرو بن يحيى: هو ابن عمارة المازني.

وقد سلف بالأرقام (11152) و (11218).

ص: 411

مَارِقَةٌ عِنْدَ فِرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، تَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ " (1).

11922 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَمَرَنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم أَنْ نَقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَمَا تَيَسَّرَ (2).

11923 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: حَجَجْنَا، فَنَزَلْنَا تَحْتَ ظِلِّ شَجَرَةٍ، وَجَاءَ ابْنُ صَائِدٍ، فَنَزَلَ إِلَى جَنْبِي، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا صَبَّ اللهُ هَذَا عَلَيَّ! فَجَاءَنِي، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، أَمَا تَرَى مَا أَلْقَى مِنَ النَّاسِ؟ يَقُولُونَ: أَنْتَ الدَّجَّالُ، أَمَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ الدَّجَّالَ لَا يُولَدُ لَهُ، وَلَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ وَلَا مَكَّةَ "، وَقَدْ جِئْتُ الْآنَ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَأَنَا هُوَ ذَا أَذْهَبُ إِلَى مَكَّةَ - وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ: وَقَدْ دَخَلْتُ مَكَّةَ (3) -، وَقَدْ وُلِدَ لِي، حَتَّى رَقَقْتُ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ إِنَّ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، والقاسم بن الفضل: هو الحُدَّاني، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.

وقد سلف برقم (11275)، وانظر (11008).

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (11415)، وانظر (10998).

(3)

في (م): دخل.

ص: 412

أَعْلَمَ النَّاسِ بِمَكَانِهِ السَّاعَةَ أَنَا. فَقُلْتُ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ (1).

11924 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدٍ (2) الْأَعْشَى، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بُشَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ، فَأَدَّبَهُنَّ (3)، وَرَحِمَهُنَّ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، فَلَهُ الْجَنَّةُ "(4). قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي رحمه الله: مَاتَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، يَعْنِي الطَّحَّانَ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَأَبُو الْأَحْوَصِ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ إِلَّا أَنَّ مَالِكًا مَاتَ قَبْلَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ بِقَلِيلٍ.

قَالَ أَبِي: وَفِي تِلْكَ السَّنَةِ طَلَبْتُ الْحَدِيثَ، كُنَّا عَلَى بَابِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وأبي نضرة -وهو المنذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم، وهما ثقتان. عفان: هو ابن مسلم.

وقد سلف برقم (11390)، وانظر أيضاً (11209).

(2)

في هامش (ص): هو سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل.

(3)

في (ظ 4): وأدبهن.

(4)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (11384). عفان: هو ابن مسلم الصفار، وخالد: هو ابن عبد الله الواسطي الطحان.

وأخرجه أبو داود (5147) -ومن طريقه البيهقي في "الآداب"(28) - عن مسدد، عن خالد، به.

وقد سلفت أحاديث الباب في الرواية رقم (11384).

ص: 413

هُشَيْمٍ، وَهُوَ يُمْلِي عَلَيْنَا - إِمَّا قَالَ: الْجَنَائِزَ أَوِ الْمَنَاسِكَ - فَجَاءَ رَجُلٌ بَصْرِيٌّ، فَقَالَ: مَاتَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.

11925 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ عَنِ الْإِزَارِ، فَقَالَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، وَلَا حَرَجَ - أَوْ لَا جُنَاحَ - فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ، مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَمَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ "(1).

11926 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِابْنِ صَائِدٍ:" مَا تَرَى؟ " قَالَ: أَرَى عَرْشًا عَلَى الْبَحْرِ حَوْلَهُ الْحَيَّاتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ذَاكَ عَرْشُ إِبْلِيسَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وقد سلف برقم (11010).

(2)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.

وأخرجه أبو يعلى (1316) من طريق عفان، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11629)، فانظره لزاماً.

ص: 414

11927 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ مَرْوَانَ، فَمَرَّتْ جِنَازَةٌ، فَمَرَّ بِهِ أَبُو سَعِيدٍ، فَقَالَ: قُمْ أَيُّهَا الْأَمِيرُ، فَقَدْ عَلِمَ هَذَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا تَبِعَ جِنَازَةً، لَمْ يَجْلِسْ حَتَّى تُوضَعَ (1).

11928 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ مِثْلًا بِمِثْلٍ، يَدًا بِيَدٍ، فَمَنْ زَادَ أَوْ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى، الْآخِذُ وَالْمُعْطِي فِيهِ سَوَاءٌ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، والمَقْبُري: هو سعيد بن أبي سعيد كيسان المَقْبُري.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/ 310 عن وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (1309)، والبيهقي في "السنن" 4/ 26، من طريق أحمد بن يونس، عن ابن أبي ذئب، به. وزادا فيه: فقال أبو هريرة: صدق.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 44 - 45 من طريق ابن جريج، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: ما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد جنازة قط فجلس حتى توضع.

وقد سلف برقم (11195).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =

ص: 415

11929 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا ثَلَاثَةٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ ابْنِ السَّبِيلِ، أَوْ رَجُلٍ كَانَ لَهُ جَارٌ فَتُصُدِّقَ عَلَيْهِ فَأَهْدَى لَهُ "(1).

11930 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَوْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ صَدَقَةٌ "(2).

= إسماعيل بن مسلم العبدي، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجرَّاح الرؤاسي، وأبو المتوكيل النَّاجي: هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 104 - 105، ومن طريقه مسلم (1584)(82) 3/ 1211، والبيهقي في "السنن" 5/ 278 عن وكيع، بهذا الإِسناد.

وقد سلف برقم (11466).

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (11268) سنداً ومتناً.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو البختري -وهو سعيد بن فيروز الطائي- لم يسمع من أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين عمرو بن مُرَّة: هو الجَمَلي المُرَادي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 40، وفي "الكبرى"(2265)، وأبو يعلى (1200) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وقد تحرفت "أوساق" في "المجتبى" إلى:"أواق".

وقد سلفت بإسنادٍ صحيح برقم (11030)، وانظر ما بعده.

ص: 416

11931 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ مِنْ تَمْرٍ، وَلَا حَبٍّ صَدَقَةٌ "(1).

11932 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نُخْرِجُ صَدَقَةَ الْفِطْرِ إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وإسماعيل بن أمية: هو ابن عمرو بن سعيد الأموي، ويحيى بن عمارة: هو ابن أبي حسن المازني الأنصاري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 137، ومسلم (979)(4)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 39، وفي "الكبرى"(2262)، وأبو يعلى (1201) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وقد سلف مطولاً برقم (11571)، وانظر (11030).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن قيس الفراء، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 51، وفي "الكبرى"(2292)، وابن ماجه (1829)، وابن خزيمة (2418)، وابن حبان (3305) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وفيه زيادة سنذكرها عقب التخريج. =

ص: 417

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 252 (ترتيب السندي)، ومسلم (985)(18)، وأبو داود (1616)، والدارمي 1/ 392، وابن خزيمة (2408)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 42، وفي "شرح مشكل الآثار"(3401) و (3402) و (3403)، والدارقطني 2/ 146، والبيهقي 4/ 165، والبغوي (1596) من طرق عن داود بن قيس، به، وعندهم زيادة، لفظها عند مسلم: فلم نزل نخرجه حتى قدم علينا معاوية بن أبي سفيان حاجاً أو معتمراً، فكلم الناس على المنبر، فكان فيما كلَّم الناس أن قال: إني أرى أنَّ مُدَّين من سمراء الشام تعدل صاعاً من تمر. فأخذ الناس بذلك. قال أبو سعيد: فأما أنا فلا أزال أخرجه كما كنت أخرجه أبداً ماعشت.

وقد سلف بالأرقام (11182) و (11698).

قال السندي: قوله: كنا نخرج صدقة الفطر إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، أو صاعاً من تمر: اسم الطعام مطلقاً ينصرف الى الحنطة عندهم، سيما وقد قوبل هاهنا بسائر الأصناف، فتعين الحنطة مرادة به، وإلا لما صحت المقابلة، لكن مقتضى أحاديث أبي سعيد وغيرهم في الباب أنهم ما كانوا يخرجون يومئذ من الحنطة، وهذا هو مقتضى النظر أيضاً. فقيل: إنه من عطف الخاص على العام، والمراد بيان أنواع الطعام التي كانوا يخرجون منها، ولا يخفى أن العطف بـ "أو" يأبى ذلك، وبالجملة، فهذا الحديث لا يخلو عن إشكال، ولا يصح الاستدلال لمن استدل بمثله، والله تعالى أعلم.

قلنا: قال الحافظ في "الفتح" 3/ 373: قال ابن المنذر: ظن بعض أصحابنا أن قوله في حديث أبي سعيد: "صاعاً من طعام " حجة لمن قال: صاعاً من حنطة، وهذا غلط منه، وذلك أن أبا سعيد أجمل الطعام ثم فسَّره، ثم أورد طريق حفص بن ميسرة عند البخاري (1510)، وهي ظاهرة فيما قال، ولفظه: كنا نخرج في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفطر صاعاً من طعام. قال أبو سعيد: وكان طعامنا الشعيرُ والزبيب والأقط والتمر. وأخرج الطحاوي نحوه من طريق أخرى عن =

ص: 418

11933 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ، قَالَ: سَمِعْتُ

= عياض، وقال فيه: ولا نخرج غيره. قال الطحاوي: وفي قوله: "فلما جاء معاوية وجاءت السمراء" دليل على أنها لم تكن قوتاً قبل هذا. فدل على أنها لم تكن كثيرة ولا قوتاً، فكيف يتوهم أنهم أخرجوا ما لم يكن موجوداً.

وأخرج ابن خزيمة (2419)، والحاكم 1/ 411 من طريق ابن إسحاق، عن عبد الله بن عثمان بن حكيم بن حزام، عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح، قال: قال أبو سعيد -وذكروا عنده صدقة رمضان-: فقال: لا أخرج إلا ما كنت أخرج في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: صاع تمر، أو صاع شعير، أو صاع أقط، فقال له رجل من القوم: أو مدين من قمح؟ فقال: لا، تلك قيمة معاوية، لا أقبلها، ولا أعمل بها. قال ابن خزيمة: ذكر الحنطة في خبر أبي سعيد غير محفوظ، ولا أدري ممن الوهم. وقوله: فقال له رجل من القوم: أو مدين من القمح، دال على أن ذكر الحنطة في أول القصة خطأ أو وهم، إذ لو كان أبو سعيد قد أعلمهم أنهم كانوا يخرجون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاع حنطة لما كان لقول الرجل "أو مدين من قمح" معنى.

وقد أشار أبو داود 2/ 269 إلى رواية ابن إسحاق هذه، وقال: إن ذكر الحنطة فيه غير محفوظ، وذكر أن معاوية بن هشام روى في هذا الحديث عن سفيان: نصف صاع من بر، وهو وهم، وأن ابن عيينة حدث به عن ابن عجلان، عن عياض، فزاد فيه: أو صاعاً من دقيق، وأنهم أنكروا عليه فتركه. قال أبو داود: وذكر الدقيق وهم من ابن عيينة.

وأخرج ابن خزيمة (2406) من طريق فضيل بن غزوان، عن نافع، عن ابن عمر، قال: لم تكن الصدقة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا التمر والزبيب والشعير، ولم تكن الحنطة. وإسناده صحيح.

ولمسلم (985)(20) من وجه آخر عن عياض، عن أبي سعيد: كنا نخرج من ثلاثة أصناف: صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من أقط. قال =

ص: 419

عِيَاضَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: كُنَّا نُخْرِجُ؛ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

11934 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ غَيْرِهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ "(2).

11935 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ (3).

11936 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَدَّاكِ جَبْرُ بْنُ نَوْفٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَصَبْنَا حُمُرًا يَوْمَ خَيْبَرَ، فَكَانَتِ الْقُدُورُ

= الحافظ: وكأنه سكت عن الزبيب لقلته بالنسبة إلى الثلاثة المذكورة. وهذه الطرق كلها تدل على أن المراد بالطعام في حديث أبي سعيد غير الحنطة، فيحتمل أن تكون الذُّرة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5779)، ومن طريقه أخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(358).

وانظر ما قبله.

(2)

إسناده ضعيف، علته الجهالة والاضطراب، وهو مكرر (11276) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده ضعيف لإبهام راويه عن أبي سعيد، ولاضطرابه، وقد سلف الكلام عليه وتخريجه في الرواية رقم (11276).

ص: 420

تَغْلِي بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا هَذِهِ؟ " فَقُلْنَا: حُمُرٌ أَصَبْنَاهَا، فَقَالَ:" وَحْشِيَّةٌ أَوْ أَهْلِيَّةٌ؟ " قَالَ: قُلْنَا: لَا بَلْ أَهْلِيَّةٌ، قَالَ:" اكْفِؤُوهَا "، قَالَ: فَكَفَأْنَاهَا (1).

11937 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِرَجُلٍ فِي حَدٍّ، قَالَ: فَضَرَبَه (2) بِنَعْلَيْنِ أَرْبَعِينَ. قَالَ: مِسْعَرٌ: أَظُنُّهُ فِي شَرَابٍ (3).

11938 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ:" {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} "[الأنعام: 158]، قَالَ:" طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا "(4).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يونس -وهو ابن أبي إسحاق السبيعي- مختلف فيه، سلف الكلام عنه في الرواية (11438)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الوداك جبر بن نوف، فمن رجال مسلم، وكيع: هو ابن الجراح.

وأخرجه أبو يعلى (1183) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وقد سلف بالأرقام (11623) و (11778).

(2)

في (س) و (ص) و (م): فَضَرَبْنَا، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 4) و (ق)، وهو الموافق للرواية السالفة برقم (11277).

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (11277) سنداً ومتناً.

(4)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (11266) سنداً =

ص: 421

11939 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى يَرَاهُمْ مَنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ (1)، كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الطَّالِعَ فِي الْأُفُقِ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا "(2).

11940 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ (3)، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ وَاللهِ مَا يَأْتِي عَلَيْنَا أَمِيرٌ إِلَّا هُوَ (4) شَرٌّ مِنَ الْمَاضِي، وَلَا عَامٌ إِلَّا وَهُوَ شَرٌّ مِنَ الْمَاضِي قَالَ: لَوْلَا شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقُلْتُ مِثْلَ مَا يَقُولُ، وَلَكِنْ

= ومتناً.

(1)

عند ابن أبي شيبة: من هو أسفل منهم.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية بن سعد: وهو العوفي، وبقية رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 6، وابن ماجه (96) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وقد سلف من طريق عطية برقم (11213)، وبرقم (11206) من طريق أبي الوداك، عن أبي سعيد، وذكرنا هناك شواهده.

(3)

بن سعيد، ساقطة من (م).

(4)

في (م): وهو.

ص: 422

سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أُمَرَائِكُمْ أَمِيرًا يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا، وَلَا يَعُدُّهُ عَدًّا، يَأْتِيهِ الرَّجُلُ يَسْأَلُهُ (1)، فَيَقُولُ: خُذْ. فَيَبْسُطُ الرَّجُلُ ثَوْبَهُ، فَيَحْثِي فِيهِ " وَبَسَطَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِلْحَفَةً غَلِيظَةً، كَانَتْ عَلَيْهِ، يَحْكِي صَنِيعَ الرَّجُلِ، ثُمَّ جَمَعَ إِلَيْهِ أَكْنَافَهَا، قَالَ:" فَيَأْخُذُهُ ثُمَّ يَنْطَلِقُ "(2).

(1) في (س) و (م): فيسأله، وفي هامش (س): يسأله، وعليها علامة الصحة.

(2)

إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد، وبقية رجاله ثقات. خلف بن الوليد: هو العتكي الجوهري، وعباد بن عباد: هو المهلَّبي، وأبو الودَّاك: هو جبر بن نوف الهَمْدَاني.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11012).

ص: 423