المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) حقق هذا الجزء - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ١٩

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه

شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد

الجزء التاسع عشر

مؤسسة الرسالة

ص: 1

النسخ الخطية المعتمدة في مسند أنس بن مالك:

1 -

نسخة المكتبة الظاهرية (ظ 4).

2 -

نسخة دار الكتب المصرية (س).

3 -

نسخة المكتبة القادرية ببغداد (ق).

أثبتنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية في هامش هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهمِّ فروقها وما وقع فيها من سقط أو تحريف، وأشرنا إليها بـ (م).

الرموز المستعملة فى زيادات عبد الله بن أحمد، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره، هي:

• دائرة صغيرة سوداء لزياداته.

° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.

* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.

ستأتي إحصائية الأحاديث الصحيحة والحسنة والضعيفة في آخر مسند أنس إن شاء الله.

ص: 7

ترجمة أنس بن مالك رضي الله عنه

هو الصحابيُّ الجليلُ، أنسُ بن مالك بن النَّضْر بن ضَمْضَم، من بني عَدِي بن النَّجَّار، أبو حمزة الأنصاريُّ الخَزْرجيُّ.

خادمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرابتُه من جهة النساء، وتلميذُه، وتبعُه، وأحد المكثرين من الرواية عنه، ومن آخر أصحابه موتاً، إن لم يكن آخرهم.

ولِد قبل عام الهجرة بعشر سنين.

غزا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم غير مرةٍ، وبايع تحت الشجرةِ.

خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدرٍ وهو غلام يخدُمُه، وإنما لم يَعُدَّه أصحابُ المغازي في البدريين، لكونه حضرها صبياً ولم يكن في سن من يقاتل، بل بقي في رِحال الجيش.

وصحَّ عنه ان النبيَّ صلى الله عليه وسلم دعا له بطلب من أمِّه أم سُليم، فقال:" اللهم ارزُقْه مالاً وولداً، وبارِكْ له فيه ". ثم ذكر أن ماله كثير، وأن أولاده لَيَتَعَادُّونَ نحو المئة. انظر " المسند " حديث رقم (12053).

كانت إقامتُه بعد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، ثم شَهِدَ الفتوح، ثم قَطَنَ البصرة ومات بها.

اختلف في سنة وفاته رضي الله عنه، والراجح أنها كانت في سنة ثلاث وتسعين، فيكون عمره على هذا مئة وثلاث سنين. رحمه الله ورضي عنه.

انظر "سير أعلام النبلاء" للذهبي 3/ 395 - 406، و"الإصابة" لابن حجر 1/ 126 - 129.

ص: 8

مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ

11941 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنْ كَانَتِ الْأَمَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَنْطَلِقُ بِهِ فِي حَاجَتِهَا (1).

11942 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ. وَإِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، حميد -وهو ابن أبي حميد الطويل- سمع من أنس شيئاً كثيراً، وفي صحيح البخاري من ذلك جملةُ أحاديث صَرَّحَ فيها بالسماع منه، وما لم يصرِّح فيه بالسماع منه، فهو محمولٌ على الاتصال، لأنه سمعه من ثابت بن أسلم البُنَاني أو ثَبَّتَهُ فيه كما قال شعبة، وثابت ثقة حُجَّة من رجال الشيخين، هشيم: هو ابن بشير بن القاسم بن دينار السلمي.

وأخرجه البخاري (6071) تعليقاً من طريق هشيم، أخبرنا حميد الطويل، حدثنا أنس بن مالك ولفظه فتنطلق به حيث شاءت.

وسيأتي الحديث برقم (12780) من طريق علي بن زيد، عن أنس بلفظ: إن كانت الوليدة من ولائد أهل المدينة لتجيء، فتأخذَ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت. وبنحوه سيأتي برقم (12197) من طريق حميد، وبرقم (14046) من طريق ثابت، كلاهما عن أنس.

قوله: "لَتَأخذ بيد رسول الله"، المراد بالأخذ باليد لازمه وهو الانقياد، وهذا دالٌّ على فريد تواضعه ومكارم أخلاقه، وبراءته من جميع أنواع الكبر صلى الله عليه وسلم. أفاده العيني والعسقلاني والقسطلاني.

ص: 9

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(1).

11943 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن عُلَيَّة. وهو حديث متواتر، انظر ما سلف في مسند أبي هريرة برقم (8266).

وأخرجه ابن الجوزي في مقدمة "الموضوعات" 1/ 78 من طريق المصنِّف، عن هشيم وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (3904) من طريق هشيم، به.

وأخرجه مسلم في مقدمة "صحيحه"(2)، والنسائي في "الكبرى"(5913)، والبغوي في "الجعديات"(1476) من طريق إسماعيل ابن علية وحده، به.

وأخرجه البخاري (108)، والنسائي في "الكبرى"(593)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 17، والقضاعي في "مسند الشهاب"(548)، وابن الجوزي 1/ 79 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به.

وسيأتي برقم (13188) من طريق شعبة عن عبد العزيز وقرن به غير واحد.

وأخرجه البزار (212 - كشف الأستار)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 361 من طريق عائذ بن شريح، والطبراني في "الأوسط"(1918)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 188 من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، والطبراني (7289)، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 217، والخطيب 9/ 311 من طريق عبد الرحمن الأغر، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 246، والخطيب 5/ 222 من طريق كثير بن عبد الله، والخطيب أيضاً 13/ 127 من طريق حميد الطويل، ستتهم عن أنس.

وله طرق أخرى عن أنس، ستأتي بالأرقام (12110) و (12154) و (12764) و (13100) و (13189) و (13332) و (13970) و (13980).

ص: 10

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ أَوْلَمَ، قَالَ: فَأَطْعَمَنَا خُبْزًا وَلَحْمًا (1).

11944 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ قَالَ:" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَتَكْثُرُ النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ قَيِّمَ خَمْسِينَ امْرَأَةً رَجُلٌ وَاحِدٌ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيأتي ضمن قصة زواجه صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش برقم (12023).

وانظر أيضاً ما سيأتي بالأرقام (12669) و (12716) و (12759) و (13025) و (13361) و (13378) و (13538) من طرق عن أنس.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرح قتادة بسماعه من أنس في أكثر مصادر التخريج.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(81)، وفي "خلق أفعال العباد"(342)، والترمذي (2205)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 342، والبيهقي في "المدخل"(846) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (20801)، ومن طريقه عبد بن حميد (1193)، وأبو يعلى (3040) عن معمر، ومسلم (2671)، وأبو يعلى (2901) و (2931) و (3070) و (3085) من طريق سعيد بن أبي عروبة، وأبو يعلى (2961) من طريق حماد بن سلمة، وأبو يعلى أيضاً (3062) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، أربعتهم عن قتادة، به.

وقصة كثرة النساء ستأتي ضمن حديث برقم (14047) من طريق ثابت عن أنس.

وسيتكرر الحديث برقم (13883)، وسيأتي من طرق عن قتادة بالأرقام (12209) و (12806) و (12807) و (13095) و (13230) و (13882) =

ص: 11

11945 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي بُرْدَةِ حِبَرَةٍ، قَالَ: أَحْسَبُهُ عَقَدَ بَيْنَ طَرَفَيْهَا (1).

11946 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَطُوفُ عَلَى جَمِيعِ نِسَائِهِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ (2).

= و (13946) و (14078).

وسيأتي عن أبي التياح، عن أنس برقم (12527).

وفي باب قبض العلم عن أبي هريرة، سلف برقم (7488).

وفي باب كثرة النساء وقلة الرجال عن أبي موسى الأشعري عند البخاري (1414)، ومسلم (1012).

وعن كعب بن عجرة عند الطبراني 19/ (346).

قوله: "قيم خمسين امرأة"، قال السندي: القيم: من يقوم بالأمر، وقيامه عليهنَّ، إما بسبب القرابة أو بسبب الزواج، يدل على أنه يتزوج أحدُهم بغير عدد جهلاً بالحكم الشرعي، والمراد بخمسين حقيقة العدد أو الكثرة، ويؤيد الثاني اختلاف العدد في أحاديث الباب، فقد جاء في حديث أبي موسى الأشعري "يتبع الرجلَ الواحد أربعون امرأة".

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين وهشيم -وإن كان مدلساً وقد عنعن- تابعه حماد بن سلمة كما سيأتي برقم (13510).

"بردة حبرة": هي ثوب من قطن أو كتان مخطَّط كان يُصنَعُ في اليمن.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرَّح هشيم بالتحديث في أكثر مصادر التخريج.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 147، وأبو يعلى (3718)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 129، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 232، وابن =

ص: 12

11947 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ "(1).

= حبان (1207) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (12967) عن إسماعيل ابن عُلية، عن حميد.

وأخرجه ابن ماجه (589)، والطحاوي 1/ 129، والطبراني في "الصغير"(692) من طريق الزهري، عن أنس.

وللحديث طرق أخرى عن أنس ستأتي بالأرقام (12097) و (12640) و (13355) و (13505).

وسيأتي في حديث أبي رافع 6/ 8: أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف على نسائه في ليلة، وكان يغتسل عند كل واحدة منهن. وفي إسناده ضعف.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرَّح هشيم بالتحديث عند مسلم وغيره. عبد العزيز: هو ابن صهيب.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 1، ومسلم (375)، وأبو يعلى (3902)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(17)، والبغوي في "الجعديات"(1474) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (675)، والبخاري في "الأدب المفرد"(713)، ومسلم (375)، وأبو داود (4)، والترمذي (6) والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(74)، وأبو عوانة في "مسنده" 1/ 216، وابن السني (17)، والبغوي في "الجعديات"(1474)، والطبراني في "الدعاء"(359)، والبيهقي 1/ 95 من طرق عن عبد العزيز بن صهيب، به.

وسيأتي برقم (11983) و (13999).

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 1، والطبراني في "الدعاء"(355) و (356) و (357) و (358) و (360) من طرق عن أنس- وفيه زيادة.

وفي الباب من حديث زيد بن أرقم، سيأتي 4/ 369. =

ص: 13

11948 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ "(1).

11949 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَنَا، عَنْ أَنَسٍ. وَيُونُسُ، عَنْ الْحَسَنِ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا (2) أَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ ظَالِمًا؟ قَالَ:" تَحْجُزُهُ، تَمْنَعُهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ "(3).

= الخُبث: بضمتين: جمع خبيث، والخبائث: جمع خبيثة، والمراد ذكور الشياطين وإناثهم، وقد جاءت الرواية بإسكان الباء في الخبث أيضاً إما على التخفيف، أو على أنه اسم بمعنى الشر، وحينئذٍ فالخبائث صفة النفوس، فيشمل ذكور الشياطين وإناثهم جميعاً، والمراد التعوذ من الشر وأصحابه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (6258)، ومسلم (2163) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وانظر ما سيأتي بالأرقام (12115) و (12141) و (13193) و (13211) و (13531).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4563)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

لفظة "هذا" ليست في (ظ 4).

(3)

إسناده الأول صحيح على شرط الشيخين، وإسناده الثاني -وهو هشيم عن يونس عن الحسن- مرسل. يونس: هو ابن عبيد البصري، والحسن: هو ابن أبي الحسن البصري.

وأخرجه البخاري (2443) و (6952) من طريق هشيم، بالإسناد الأول. =

ص: 14

11950 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ. وَإِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً "(1).

= وقرن في الموضع الأول منه بعبيد الله بن أبي بكر حميداً، وستأتي طريق حميد برقم (13079).

وأخرجه عبد بن حميد (1401)، وأبو يعلى (3838) من طريق يزيد بن هارون عن سليمان التيمي، عن الحسن البصري مرسلاً، وعن سليمان التيمي، عن حميد الطويل، عن أنس.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 94 من طريق داود بن أبي هند، عن أنس.

وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/ 323 - 324.

وعن ابن عمر عند ابن حبان (5166).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة.

وأخرجه مسلم (1095)، وابن خزيمة (1937) من طريق هشيم وإسماعيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 8، وابن الجارود (383)، وابن عدي 3/ 1213 من طريق إسماعيل ابن عُلية وحده، به.

وأخرجه عبد الرزاق (7598)، وابن ماجه (1692)، وابن خزيمة (1937)، وابن عدي 3/ 1213 و 4/ 1344، والطبراني في "الصغير"(60)، والخطيب في "تاريخه" 1/ 354 و 4/ 82 و 138 و 5/ 72، و 6/ 140، والقضاعي في "مسند الشهاب"(677)، والبيهقي في "الشعب"(3908) من طرق عن عبد العزيز بن صهيب، به.

وأخرجه البزار (976 - كشف الأستار)، وابن عدي 2/ 779 و 3/ 1152 و 6/ 2148 من طريق ثابت البناني، وابن عدي 7/ 2695، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 34 - 35 من طريق سليمان التيمي، وأبو نعيم أيضاً 6/ 339 من =

ص: 15

11951 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ خَاتَمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ فِضَّةٍ (1).

11952 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَفِيَّةَ، أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا، وَكَانَتْ ثَيِّبًا (2).

= طريق إسحاق بن عبد الله، ثلاثتهم عن أنس.

وسيأتي الحديث برقم (13704) من طريق حماد بن سلمة، وبرقم (13993) من طريق شعبة، كلاهما عن عبد العزيز بن صهيب.

وسيأتي من طريق قتادة عن أنس برقم (13245) و (13551)، ومن طريق عبد العزيز وقتادة معاً برقم (13390).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8898).

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، هشيم -وإن عنعن- قد توبع فيما سيأتي برقم (13804).

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 133 من طريق شريك النخعي، عن بيان أو غيره، عن أنس قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم كله من وَرِق.

وانظر ما سيأتي برقم (12631) من طريق الزهري، وبرقم (12647) من طريق ثابت، وبرقم (12941) من طريق عبد العزيز بن صهيب، ثلاثتهم عن أنس.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهشيم قد صرح بالتحديث عند أبي داود.

وأخرجه أبو داود (2123) عن وهب بن بقية وعثمان بن أبي شيبة، عن هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرج ابن حبان (4209) من طريق سفيان، عن حميد، عن أنس، عن =

ص: 16

11953 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ، قَالَ: شَهِدْتُ

= النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سبع للبِكْر، وثلاث للثَّيِّب".

وروي من طرق عن حميد عن أنس موقوفاً، أخرجه مالك 2/ 530، والطحاوي 3/ 28، والبيهقي 7/ 302.

وأخرجه كذلك البيهقي 7/ 302 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس.

وأخرجه مرفوعاً الدارمي (2209)، وابن ماجه (1916)، وابن حبان (4208)، والدارقطني 3/ 283، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 288 و 3/ 13 من طريق أيوب، عن أبي قِلابة، عن أنس.

وروي عن أيوب بهذا اللفظ موقوفاً على أنس، أخرجه عبد الرزاق (10642)، والطحاوي 3/ 27، والبيهقي 7/ 302.

وأخرج البيهقي 7/ 302، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 248 من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، عن أبي عاصم النبيل، عن سفيان الثوري، عن أيوب وخالد الحذَّاء، عن أبي قلابة الجرمي، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تزوَّج البكرَ على الثَّيِّب، أقام عندها سبعاً، وإذا تزوج الثيبَ على البكرِ، أقام عندها ثلاثاً".

وروي عن أيوب وخالد بهذا اللفظ موقوفاً على أنس، أخرجه عبد الرزاق (10643)، والبخاري (5213) و (5214)، ومسلم (1461)(44) و (45)، وأبو داود (2124)، والترمذي (1139)، والبيهقي 7/ 301 و 302، والبغوي (2326). ولم يذكر أيوبَ البخاريُّ ومسلمٌ كلاهما في الموضع الأول وأبو داود والترمذي.

قال أبو قلابة بإثر هذا الحديث: ولو شئت لقلت: إن أنساً رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

الثَّيِّب: المرأة فارقت زوجَها، أو دُخِلَ بها.

ص: 17

وَلِيمَتَيْنِ مِنْ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَمَا أَطْعَمَنَا فِيهِمَا خُبْزًا وَلَا لَحْمًا، قَالَ: فَمَهْ؟ قَالَ: الْحَيْسَ، يَعْنِي التَّمْرَ وَالْأَقِطَ بِالسَّمْنِ (1).

11954 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنَا الْأَزْهَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِ (2)، وَلَا تَنْقُشُوا فِي (3) خَوَاتِيمِكُمْ عَرَبِيًّا "(4).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان.

وأخرجه ابن ماجه (1910) من طريق سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد ابن جدعان، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (13807) من طريق عبد الله بن عمر العمري، عن إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس. وعبد الله ضعيف، لكن يتحسن الحديث بمجموع الطريقين.

وفيما يأتي برقم (12078) عن سفيان، عن الزهري، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أَولَمَ على صفية بتمرٍ وسويقٍ.

(2)

في (م) ونسخة على هامش (س): المشركين.

(3)

لفظة "في" أثبتناها من (ظ)، وليست في (م) وبقية النسخ.

(4)

إسناده ضعيف لجهالة الأزهر بن راشد البصري. العوَّام: هو ابن حوشب.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 455، والنسائي 8/ 176 - 177، الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 263، والبيهقي في "السنن" 10/ 127، وفي "الشعب"(9375)، والضياء في "المختار"(1546) من طرق عن هشيم ابن بشير، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري 4/ 16 من طريق سليمان بن أبي سليمان مولى بني هاشم =

ص: 18

11955 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ

= عن أنس، به. وإسناده ضعيف لجهالة سليمان.

وأخرج ابن أبي شيبة 8/ 460 من طريق يحيى بن آدم، عن أبي عوانة، عن قتادة، عن أنس: أن عمر قال: لا تَنقُشوا ولا تكتبوا في خواتمكم بالعربية. وإسناده صحيح.

وأخرج البخاري 1/ 455 عن خليفة بن خياط، عن معاذ بن هشام الدستوائي، سمع أباه عن قتادة، عن أنس: نَهَى عمرُ أن يُنقَشَ في الخواتيم بالعربية. وإسناده حسن.

قلنا: وهذا هو الصحيح عن أنس أنه من قول عمر، وليس مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وأما معنى حديث أنس المرفوع، فقد جاء تفسيره في الحديث نفسه عن الحسن البصري عند غير المصنف، فقد قال الحسن: أما قوله: "لا تنقشوا في خواتيمكم عربياً" محمد صلى الله عليه وسلم، وأما قوله "لا تستضيئوا بنار المشرك" يقول: لا تستشيروا المشركين في أموركم، ثم قال الحسن: تصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: {يا أيها الذين امنوا لا تَتَّخذوا بطانةً من دُونكم} [آل عمران: 118].

لكن تَعقَّب الحافظُ ابن كثير في "تفسيره" 2/ 89 تفسير الحسن هذا فقال: فيه نظر، ومعناه ظاهر:"لا تنقشوا في خواتيمكم عربياً"، أي بخط عربي، لئلا يشابه نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم، فأنه كان نقشه محمد رسول الله، ولهذا جاء في الحديث الصحيح أنه نهى أن ينقش أحد على نقشه.

وأما الاستضاءةُ بنار المشركين، فمعناه، لا تقاربوهم في المنازل بحيث تكونون معهم في بلادهم، بل تباعدوا منهم وهاجروهم من بلادهم، ولهذا روى أبو داود:"لا تتراءى ناراهما"، وفي الحديث الآخر:"من جامع المشرك أو سَكَن معه، فهو مثله"، فحَمْلُ الحديث على ما قاله الحسنُ رحمه الله والاستشهادُ عليه بالآية، فيه نظر، والله أعلم.

ص: 19

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ خَشْفةً (1) بَيْنَ يَدَيَّ، فَإِذَا هِيَ الْغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ " أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (2).

11956 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَشُجَّ فِي جَبْهَتِهِ حَتَّى سَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ:" كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ؟! " فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128](3).

(1) في (م) و (ق) ونسخة على هامش (س): خَشْخَشَةً. وهو بمعنى الخَشْفة -بتسكين الشين وفتحها-: وهو الصوت والحركة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 429 - 430، والنسائي في "الكبرى"(8384)، وأبو يعلى (3822)، والطبراني في "الكبير" 25/ 318 من طرق عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك.

وسيأتي الحديث من طريق حميد برقم (12035) و (12256)، ومن طريق ثابت برقم (13514) و (13829).

وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/ 372.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 2/ 44، والترمذي (3002)، وأبو يعلى (3738)، والطبري في "التفسير" 4/ 87، وابن حبان (6574) من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد.

وقُرِن بهشيم عند ابن حبان يزيدُ بن هارون، وستأتي رواية يزيد عند =

ص: 20

11957 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَعْتَقَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا (1).

= المصنف برقم (13083).

وأخرجه ابن ماجه (4027)، والنسائي في "الكبرى"(11077)، والطبري 4/ 86، والواحدي في "أسباب النزول" ص 103، والبغوي في "شرح السنة"

(3748)

، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/ 107 - 108 من طرق عن حميد الطويل، به.

وعلقه البخاري بإثر الحديث رقم (4068) من طريق حميد وثابت، عن أنس.

وسيأتي الحديث من طريق حميد بالأرقام (12831) و (13083) و (13138)، ومن طريق ثابت برقم (13657) و (14072).

الرَّبَاعِيَة -كثَمانِيَة-: السِّنُّ التي بين الثنِيَّة والناب، والثنايا: هي الأسنان الأربعة التي في مقدم الفم، اثنان في الفك العلوي، واثنان في السُّفلي.

وشُجَّ، أي: جُرِح.

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وهشيم متابع.

وأخرجه مسلم ص 1045 (85)، وأبو داود (2054)، والترمذي (1115)، والنسائي 6/ 114، وابن حبان (4091) من طريق أبي عوانة، عن عبد العزيز بن صهيب، بهذا الإسناد. وقرنوا بعبد العزيز قتادةَ، وستأتي رواية قتادة عند المصنف برقم (12687). وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وسيأتي من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بالأرقام (12933) و (13506) و (13998) و (14103)، وضمن حديث مطول في قصه فتح خيبر برقم (11992) ومن طريق عبد العزيز وثابت برقم (12940) و (13545).

وأخرجه مسلم ص 1045 (85) من طريق أبي عوانة، عن أبي عثمان، عن أنس. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (182) من طريق الزهري، عن أنس. =

ص: 21

11958 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ جَمِيعًا، يَقُولُ:" لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا، لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا "(1).

= وله طرق أخرى عن أنس، انظر (12865) و (13506).

وفي الباب عن عائشة عند ابن ماجه (1958)، والطبراني في "الأوسط"(2120) و (5638)، والدارقطني 3/ 285.

وعن صفية بنت حُيَي عند أبي يعلى (7118)، والطبراني في "الكبير" 24/ (194)، وفي "الأوسط"(4950) و (8497)، والحاكم 1/ 547.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن أبي إسحاق: هو الحضرمي مولاهم، البصري النَّحْوي.

وأخرجه أبو داود (1795) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1251)، والنسائي 5/ 150، وابن خزيمة (2619)، والبيهقي 5/ 9 من طريق هشيم، به.

وأخرجه مسلم (1251) من طريق ابن علية، عن يحيى وحميد، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 99 من طريق إسماعيل ابن علية، والدولابي في "الكنى" 1/ 198 من طريق أيوب بن محمد أبي سهل اليمامي، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 367 من طريق داود الطائي، ثلاثتهم عن يحيى وحده، به.

وأخرجه ابن سعد 2/ 175، والدارمي (1924)، والترمذي (821)، وابن ماجه (2969)، وأبو يعلى (3648) و (3805)، وابن الجارود (430)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 153، وفي "شرح مشكل الآثار"(2441)، والدارقطني 2/ 288، والحاكم 1/ 472، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 250، والبيهقي 5/ 40، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 81، والبغوي (1882) من طرق عن حميد وحده، به. =

ص: 22

11959 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ - وَأَظُنُّنِي قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ أَنَسٍ -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِرَجُلٍ يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقَالَ:" ارْكَبْهَا " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ! قَالَ: " ارْكَبْهَا " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا (1).

= وسيأتي الحديث من طرق عن حميد بالأرقام (12091) و (12870) و (13806) و (14002)، ومن طريقين عن يحيى برقم (12946) و (14001).

وأخرجه الطيالسي (2121)، والنسائي 5/ 150، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 102 من طريق أبي أسماء عمرو بن مرثد الرحبي، وأبو يعلى (3603)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1146) من طريق الزهري، وأبو يعلى (4044)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 153 من طريق حميد بن هلال، وابن عدي في "الكامل" 1/ 348 - 349 من طريق يحيى بن أبي كثير، وهو أيضاً 2/ 519 من طريق ثابت بن قيس، خمستهم عن أنس بن مالك.

وسيأتي الحديث من طرق عن أنس بالأرقام (11961) و (12448) و (12678) و (12745) و (12898) و (12899) و (13159) و (13981).

وانظر ما سيأتي بالأرقام (12447) و (12502) و (13153).

وفي الباب عن الهرماس بن زياد وأبي طلحة الأنصاري وسراقة بن مالك وأم سلمة، ستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/ 485 و 4/ 28 و 175 و 6/ 297.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1323)(373)، والبيهقي 5/ 236 من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1411)، والنسائي 5/ 176، وأبو يعلى (3810) و (3869)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 161، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 207 من طرق عن حميد بن أبي حميد الطويل، به.

وأخرجه أبو يعلى (2763) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، وأبو نعيم =

ص: 23

11960 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، وَكَانَ يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ وَاضِعًا عَلَى صِفَاحِهِمَا قَدَمَهُ (1).

= في "الحلية" 5/ 64 من طريق محمد بن جحادة، كلاهما عن الحسن، وأخرجه أبو يعلى (3625) من طريق عكرمة، كلاهما (الحسن وعكرمة) عن أنس.

وسيأتي من طريق حميد برقم (12040)، وللحديث طرق أخرى، انظر (12711) و (12735) و (12774) و (12892) و (13090) و (13415) و (13456) و (13632) و (13750) و (13909) و (13910) و (13931) و (14098).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7350)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً برقم (13879).

وأخرجه النسائي 7/ 230، وأبو يعلى (3076) و (5901)، وابن حبان (5900) و (5901) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1945)، والطيالسي (1968)، والبخاري و (5558)، ومسلم (1966) و (18)، وابن ماجه (3120)، وأبو يعلى (3247) و (3248)، وابن الجارود (909)، وابن خزيمة (2896)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7321) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه البخاري (5565)، ومسلم (1966)(17)، والترمذي (1494)، والنسائي 7/ 220، والبيهقي 9/ 283 من طريق أبي عوانة، وعبد الرزاق (8129) عن معمر، وأبو يعلى (3118) من طريق الحجاج، ثلاثتهم عن قتادة، به- وفي بعضها زيادة.

وسيأتي من طريق قتادة بالأرقام (12147) و (12183) و (12466) و (12736) و (12893) و (12894) و (12968) و (13202) و (13234) =

ص: 24

11961 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ: قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ جَمِيعًا. فَحَدَّثْتُ بِذَاكَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: لَبَّى بِالْحَجِّ وَحْدَهُ. فَلَقِيتُ أَنَسًا، فَحَدَّثْتُهُ بِقَوْلِ ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: مَا

= و (13323) و (13681) و (13713) و (13714) و (13876) و (13877) و (13956) و (13972).

وسيأتي برقم (11984) و (13995) من طريق عبد العزيز بن صهيب، وبرقم (12830) من طريق ثابت البناني، كلاهما عن أنس.

وسيأتي ضمن حديث برقم (12120) من طريق محمد بن سيرين، وبرقم (13831) من طريق أبي قلابة، كلاهما عن أنس.

وفي الباب عن أبي الدرداء، سيأتي 5/ 196.

وعن جابر عند أبي داود (2795)، وسيأتي مختصراً 3/ 375.

وعن ابن عباس عند الطبراني (11329).

وعن أبي هريرة وعائشة عند ابن ماجه (3122)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 177.

وعن أبي طلحة الأنصاري عند أبي يعلى (1417)، والطبراني (4736).

ولا يخلو إسناد واحد منها من مقال.

قوله: "أقرنين"، قال السندي: الأقرن: عظيم القرن، أو حَسَن القرن، وصفه به لأنه أكملُ وأحسن صورة.

"أملحين"، الأَملَح: ما بياضُه كثر من سواده، وقيل: نقيُّ البياض.

"على صِفاحِهما": بكسر الصاد، أي: على صفحة الوجه أو العنق منهما، وهي جانبه، فلعلَّ ذلك ليكون أثبت وأمكن لئلَّا تضطرب الذبيحة برأسها فتمنعه من إكمال الذبح أو تؤذيه، كذا ذكروا.

ص: 25

تَعُدُّونَا إِلَّا صِبْيَانًا! سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا "(1).

11962 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، حَسِبْتُهُ قَالَ: عَطَسَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلَانِ، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا - أَوْ قَالَ: سَمَّتَ - وَتَرَكَ الْآخَرَ، فَقِيلَ: رَجُلَانِ عَطَسَ أَحَدُهُمَا فَشَمَّتَّهُ وَلَمْ تُشَمِّتِ الْآخَرَ! فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 174، ومسلم (1232)، والنسائي 5/ 150، والبيهقي 5/ 9 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4353) و (4354)، وابن الجارود (431)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2441) و (2442)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 152، وابن حبان (3933)، والبيهقي 5/ 40 من طرق عن حميد الطويل، به.

وسلف من طرق عن حميد عند المصنف في مسند ابن عمر بالأرقام (4996) و (5147) و (5509).

وأخرجه الدارمي (1925)، ومسلم (1232)(186)، وأبو يعلى (4154)، وابن الأعرابي في "معجمه"(496) من طريق حبيب بن الشهيد، وأبو يعلى (4155) وابن خزيمة (2618) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن بكر بن عبد الله المزني، به.

وانظر ما سلف برقم (11958).

قوله: "ما تعدُّونا إلا صبياناً"، قال السندي: أي: كأنَكم ما تعتمدون على قولي، بزَعْم أني كنت صبياً حينئذٍ فلعلّي ما حقَّقتُ الأمرَ، وليس كذلك، بل حقَّقتُ اللفظ الذي يُلبِّي به.

ص: 26

حَمِدَ اللهَ عز وجل " (1).

11963 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يَلِيَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فِي الصَّلَاةِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان والد معتمر: هو ابن طَرْخان التَّيْمي.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(222)، وأبو عوانة في الرقاق كما في "الإتحاف" 2/ 38 من طريق معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2065)، وعبد الرزاق (19678)، والحميدي (1208)، والدارمي (2660)، وابن أبي شيبة 8/ 683، والبخاري في "الصحيح"(6221) و (6225)، وفي "الأدب"(931)، ومسلم (2991)، وأبو داود (5039)، والترمذي (2742)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(222)، وابن ماجه (3713)، وأبو يعلى (4060)، وابن حبان (600) و (601)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(247)، والطبراني في "الدعاء"(1989) و (1990) و (1991) و (1992) و (1993) و (1994)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 34، وفي "تاريخ أصبهان" 2/ 186، والبيهقي في "الأدب"(320)، والخطيب في "تاريخه" 3/ 305، وفي "الفقيه والمتفقه" 2/ 149، والبغوي (3343)، وابن الجوزي في "مشيخته"(55) من طرق عن سليمان التيمي، به.

وسيأتي بالأرقام (12167) و (12798).

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (8346).

وعن أبي موسى عند مسلم (2992).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1925) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =

ص: 27

11964 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا، وَلْيَمْسَحْ مَا بِهَا مِنَ الْأَذَى وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ "(1).

11965 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ، وَخَضَبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَخَضَبَ عُمَرُ بِالْحِنَّاءِ (2).

= وأخرجه عبد الرزاق (2457)، وابن ماجه (977)، والنسائي في "الكبرى"(8311)، وأبو يعلى (3816)، والحاكم 1/ 218، والبيهقي 3/ 97، والضياء (1922) و (1924) و (1927) و (1929) من طرق عن حميد، به.

وسيأتي من طريق حميد بالأرقام (13064) و (13135) و (13774).

ويشهد له حديث ابن مسعود وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لِيَلِني منكم أولو الأحلام والنُّهى". انظر مسند ابن مسعود، الحديث رقم (4373).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3818) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، عن حميد الطويل، به. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (12815) و (14089) من طريق ثابت عن أنس.

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي في مسنده 3/ 301.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان التيمي، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

وأخرجه أبو يعلى (3729) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، عن حميد الطويل، بهذا الإسناد- دون قصة اختضاب أبي بكر وعمر. =

ص: 28

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه كذلك أبو زرعة الدمشقي (20)، وأبو يعلى (3572) و (3590) من طريق قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أنس. وقرة بن عبد الرحمن حديثه حسن في الشواهد.

وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 1/ 431، وابن ماجه (3629)، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه"(23)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/ 67 من طرق عن حميد قال: سئل أنس بن مالك: أخضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إنه لم ير من الشيب إلا نحو سبعة عشر أو عشرين شعرة في مقدم لحيته. وفي بعض الروايات: لم يشنه الشيب. وسيأتي الحديث بنحو هذه الرواية من طريق حميد الطويل بالأرقام (12054) و (12828) و (12956) و (13078) و (13809).

وانظر ما سيأتي بالأرقام (12326) و (12474) و (12635) و (12994) و (13051).

وأخرج ابن سعد 3/ 190 من طريق عبيد الله بن عمر العمري، عن حميد الطويل، عن أنس، قال: خضب أبو بكر بالحناء والكتم.

وأخرج ابن سعد 3/ 191، والبخاري (3919)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 248 من طريق إبراهيم بن أبي عبلة، وابن حبان (5469)، والإسماعيلي كما في "تغليق التعليق" 4/ 97 من طريق أبي عبيد المذحجي، كلاهما عن عقبة ابن وساج، عن أنس، قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم وليس في أصحابه أشمط غير أبي بكر، فغلفها بالحناء والكتم. وعلقه البخاري (3920) من طريق أبي عبيد المذحجي، به.

وأخرجه بهذا اللفظ أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 283 من طريق كثير بن مروان، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أنس -لم يذكر فيه عقبة بن وساج، وهو خطأ من كثير بن مروان، فإنه شديد الضعف، وقد سلف من هذا الطريق ضمن قطعة فيها زيادات لأبي بكر القطيعي على "المسند"، انظر الجزء الخامس ص 131. =

ص: 29

11966 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: حَجَمَ أَبُو طَيْبَةَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْطَاهُ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، وَكَلَّمَ أَهْلَهُ، فَخَفَّفُوا عَنْهُ (1).

11967 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَتَمِّ النَّاسِ صَلَاةً

= وأخرج الحاكم 2/ 607، وعنه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 239 من طريق جعفر بن برقان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: قدم أنس بن مالك المدينة وعمر بن عبد العزيز واليها، فبعث إليه عمر، وقال للرسول: سَلْه: هل خَضَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فإني رأيت شعراً من شعره قد لُوِّن. فقال أنس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد مُتِّعَ بالسواد، ولو عددتُ ما أقبل عليَّ من شيبه في رأسه ولحيته ما كنت أزيدهن على إحدى عشرة شيبة، وإنما هذا الذي لوِّن من الطيب الذي كان يطيب به شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي غيَّر لونَه. وابن عقيل ليس بذاك القويِّ.

وفي الباب عن عبد الله بن عمر سلف برقم (5633).

وعن عبد الله بن بسر عند البخاري (3546)، وسيأتي 4/ 187.

وعن جابر بن سمرة عند مسلم (2344)، وسيأتي 5/ 86.

والكَتَم: نَبات يُصبَغ به الشعر يكسر بياضه أو حُمرته إلى الدُّهمة وهو الوسمة (وهو نبت يختضب به للسواد)، وقيل: هو غير الوسمة، ولكنه يخلط معها لذلك، وربما سود صبغه. أفاده القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 1/ 335.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيأتي بأتمَّ مما هنا برقم (12883) عن يحيى بن سعيد، عن حميد، فانظر تخريجه هناك.

ص: 30

وَأَوْجَزِهِ (1).

11968 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَخْضَرَ بْنَ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَاعَ قَدَحًا وَحِلْسًا فِي مَنْ يَزِيدُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 57، وأبو يعلى (3699)، وابن حبان (1759)، والبغوي (840) من طرق عن حميد الطويل، به.

وسيأتي من طريق حميد برقم (12878) و (13126).

وأخرجه أبو عوانة 2/ 89 من طريق المختار بن فلفل، وابن خزيمة (1717)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 289، والطبراني في "الكبير"(726)، والضياء في "المختارة"(2333) و (2334) من طريق عطاء، وابن حبان (1856) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن حبان أيضاً (2138) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 232 من طريق بيان بن بشر، والخطيب في "تاريخ بغداد" من طريق الزهري، ستتهم عن أنس.

وله طرق أخرى عن أنس، انظر (11990) و (12654) و (12734) و (12879) و (13445) و (13759) و (14009)، وانظر أيضاً (12465).

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/ 337.

وعن أبي واقد الليثي، سيأتي 5/ 219.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة حال أبي بكر الحنفي -واسمه عبد الله-، وقال البخاري فيما نقله الحافظ ابن حجر في "التهذيب": لا يصحُّ حديثه.

وأخرجه المزي في ترجمة عبد الله الحنفي من "تهذيب الكمال" 16/ 339، والضياء في "المختارة"(2264) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن =

ص: 31

11969 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَخْضَرِ (1). وحَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ - يَعْنِي صَاحِبَ شُعْبَةَ - عَنْ الْأَخْضَرِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ (2).

11970 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا غَالِبٌ الْقَطَّانُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ

= أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 59 و 12/ 338، والترمذي في "العلل الكبير" 1/ 479، والنسائي 7/ 259 من طريق معتمر بن سليمان، به- وقرن ابن أبي شيبة في الموضع الثاني والنسائي بمعتمرٍ عيسى بنَ يونس، ووقع في رواية معتمر عند ابن أبي شيبة والترمذي: أنس بن مالك عن رجل من الأنصار أن النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 66 عن عون بن عمارة، عن الأخضر، عن أبي بكر الحنفي، عن أنس.

وسيأتي بأطول مما هنا برقم (12134) عن يحيي بن سعيد، عن الأخضر ابن عجلان.

قال ابن القطان الفاسي في "الوهم والايهام" 5/ 57 ونقله الزيلعي في "نصب الراية" 4/ 23: والحديث معلول بأبي بكر الحنفي، فإني لا أعرف أحداً نقل عدالته، فهو مجهول الحال، وإنما حسن الترمذي حديثه (1218) على عادته في قَبُول المساتير، وقد روى عنه جماعة ليسوا من مشاهير أهل العلم.

قلنا: وقد كره بعض أهل العلم بيع المزايدة، ولم يَرَوْا صحة هذا الحديث، وجمهور أهل العلم على جوازه، انظر "فتح الباري" 4/ 354، و"تحفة الأحوذي" 2/ 230.

الحِلْس: كساء رقيق يُجعَل تحت برذعة البعير.

(1)

في (م): عن أبي الأخضر. وهو خطأ.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه.

ص: 32

عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدُنَا أَنْ يُمَكِّنَ وَجْهَهُ مِنَ الْأَرْضِ، بَسَطَ ثَوْبَهُ فَسَجَدَ عَلَيْهِ (1).

11971 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. غالب القطان: هو ابن خطَّاف بن أبي غيلان، وبكر بن عبد الله: هو المزني.

وأخرجه أبو داود (660) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 269، والدارمي (1337)، والبخاري (385) و (1208)، ومسلم (620)، وابن ماجه (1033)، وأبو يعلى (4152)، وأبو عوانة 1/ 346، وابن خزيمة (675)، وابن حبان (2354)، والبيهقي 2/ 105 و 106 من طريق بشر بن المفضل، به.

وأخرجه البخاري (542)، والترمذي (584)، والنسائي 2/ 216، وأبو يعلى (4153)، وأبو عوانة 1/ 346، والبغوي (357) من طريق خالد بن عبد الرحمن، عن غالب القطان، به.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي، وهو من رجال البخاري، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. أيوب هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.

وأخرجه أبو يعلى (2797) عن سريج بن يونس، عن محمد بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. =

ص: 33

11971 م - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَنَمْ "(1).

11972 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ. وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَإِنَّمَا كَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا " قَالَ

= وسيأتي برقم (13412) من طريق سماك بن عطية، و (13600) من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن أيوب، به.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 83 من طريق معمر، عن قتادة، عن أنس.

وسيأتي برقم (12076) من طريق الزهري، و (13491) من طريق حميد، كلاهما عن أنس.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4709)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه النسائي 1/ 215 - 216، وأبو يعلى (2803) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (2801) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به.

وسيأتي بالأرقام (12446) و (12520) و (13611).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8231).

وعن عائشة، سيأتي 6/ 56.

قال النووي في "شرح مسلم" 6/ 74 في أحاديث هذا الباب: فيه الحثُّ على الإقبال على الصلاة بخشوع وفراغ قلب ونشاط، وفيه أمر الناعس بالنوم أو نحوه مما يُذهِب عنه النُّعاس، وهذا عامٌّ في صلاة الفرض والنَّفْل في الليل والنهار، وهذا مذهبُنا ومذهبُ الجمهور، لكن لا يُخرِج فريضة عن وقتها، قال القاضي: وحمله مالك وجماعة على نَفْل الليل، لأنه محلُّ النوم غالباً.

ص: 34

يَزِيدُ: " فَكَفَّارَتُهَا أَنْ "(1).

11973 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة، ورواية يزيد بن هارون عنه قبل الاختلاط.

وأخرجه أبو يعلى (3109) من طريق إسحاق الأزرق، و (2855) و (3086) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البغوي (395) من طريق يزيد بن هارون، عن سعيد وهمام وأبي العلاء أيوب القَصَّاب، عن قتادة، به.

وأخرجه الدارمي (1229)، ومسلم (684)(315)، والنسائي في الشروط من "الكبرى" كما في "التحفة" 1/ 313، وأبو يعلى (3177)، وابن خزيمة (992)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(450)، وفي " شرح معاني الآثار" 1/ 466، وأبو عوانة 1/ 385 و 2/ 260، والبيهقي 2/ 456، والبغوي (395) من طرق عن سعيد، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 63 - 64، وابن عدي في "الكامل" 1/ 346، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 119، والبغوي (395) من طريق أبي العلاء القصّاب، وابن عدي 3/ 1258 من طريق سويد أبي حاتم، كلاهما عن قتادة، به.

وسيأتي من طرق عن قتادة (12909/ 1) و (13262) و (13550) و (13822) و (13848)(14007).

وفي الباب عن سمرة بن جندب، سيأتي 5/ 22.

وعن أبي هريرة ضمن حديث طويل عند مسلم (680)(309)، وانظر تمام تخريجه في "صحيح ابن حبان"(2069).

وعن أبي قتادة كذلك، وسيأتي في مسنده 5/ 298.

وعن أبي سعيد الخدري عند أبي يعلى (1190)، والطبراني في "الأوسط"(8195). وفيه عنعنة الحسن البصري.

ص: 35

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ، فَيَحْمَدَ اللهَ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ "(1).

11974 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَدَمْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تِسْعَ سِنِينَ، فَمَا أَعْلَمُهُ قَالَ لِي قَطُّ: هَلَّا فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا، وَلَا عَابَ عَلَيَّ شَيْئًا قَطُّ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زكريا: هو ابن أبي زائدة.

وأخرجه مسلم (2734)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "الإتحاف" 2/ 21، وابن الأعرابي في "معجمه"(58)، وابن منده في "التوحيد"(143)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1099)، والمزي في ترجمة سعيد بن أبي بردة من "التهذيب" 10/ 347 من طريق إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(901)، والقضاعي (1098) من طرق عن زكريا بن أبي زائدة، به.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2078) من طريق حميد، عن أنس بلفظ:"إن الله لَيُدخِلُ العبد الجنة بالأكلة أو الشربة يحمد الله عز وجل عليها".

وسيأتي برقم (12168) عن أبي أسامة، عن زكريا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (4335) من طريق إسحاق الأزرق، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2309)، وأَبو يعلى (4333) من طريق محمد بن بشر، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 22 من طريق أبي زهير، كلاهما عن زكريا ابن أبي زائدة، به. =

ص: 36

11975 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ عَقِلْتَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيْنَ صَلَّى الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ؟ قَالَ: بِمِنًى. وَأَيْنَ صَلَّى الْعَصْرَ يَوْمَ النَّفْرِ؟ قَالَ: بِالْأَبْطَحِ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: افْعَلْ كَمَا يَفْعَلُ أُمَرَاؤُكَ (1).

= وأخرجه مسلم (2309)، وأبو داود (4773) من طريق إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، وأبو يعلى (2992) من طريق قتادة، و (3628) من طريق سالم ابن أبي الجعد، ثلاثتهم عن أنس. وإسنادا أبي يعلى ضعيفان.

وله طرق أخرى عن أنس، انظر ما سيأتي بالأرقام (11988) و (12251) و (13021) و (13418).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق: هو ابن يوسف الأزرق، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه الدارمي (1872)، وابن حبان (3846) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقرن به الدارميُّ محمدَ بنَ أحمد بن أبي خلف.

وأخرجه البخاري (1653) و (1763)، ومسلم (1309)، وأبو داود (1912)، والترمذي (964)، والنسائي 5/ 249، وابن الجارود (494)، وابن خزيمة (958) و (2796)، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 2/ 104، والبيهقي 5/ 112، والبغوي (1923) من طريق إسحاق الأزرق، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح يُستَغرب من حديث إسحاق بن يوسف الأزرق عن الثوري.

قال الحافظ في "الفتح" 3/ 507 - 508: وأظن أن لهذه النكتة أردفه البخاري بطريق أبي بكر بن عياش عن عبد العزيز (1654) وهي متابعة قوية لطريق إسحاق.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف بالأرقام (2306) و (2700) و (2701). =

ص: 37

11976 -

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَغَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي مَسْلَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ (1).

= وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (1218) وغيره في حديث حجة النبي صلى الله عليه وسلم الطويل.

يوم التَّروية، قال الحافظ في "الفتح" 3/ 507: أي: يوم الثامن من ذي الحجَّة، وسُمِّي التروية -بفتح المثناة وسكون الراء وكسر الواو وتخفيف التحتانية- لأنهم كانوا يروون فيها إبلهم ويَتروَّوْن من الماء، لأن تلك الأماكن لم تكن إذ ذاك فيها آبار ولا عيون.

والنَّفْر: هو الرجوع من مِنى بعد انقضاء أعمال الحجِّ.

والأبطح: قال فيه أيضاً 3/ 590: أي: البطحاء التي بين مكة والمدينة، وهي ما انبطح من الوادي واتَّسع، وهي التي يقال لها: المُحَصَّب والمُعَرَّس، وحدُّها ما بين الجبلين إلى المقبرة.

وقوله: "افعل كما يفعل أمراؤك"، قال الحافظ في "الفتح" أيضاً 3/ 508: بين له المكان الذي صَلَّى فيه النبي صلى الله عليه وسلم الظهرَ يوم التروية، وهو مِنىً، ثم خشي عليه أن يحرصَ على ذلك فيُنْسَب إلى المخالفة، أو تفوته الصلاة مع الجماعة، فقال له: صلِّ مع الأمراء حيث يُصَلُّون، وفيه إشعار بان الأمراء إذ ذاك كانوا لا يواظبون على صلاة الظهر ذلك اليوم بمكان معيَّن، فأشار أنس إلى أن الذي يفعلونه جائز وان كان الإتباعُ أفضلَ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عَبَّاد بن عَبَّاد -وهو ابن حبيب بن المهلَّب الأزدي أبو معاوية الأزدي-، وأما متابعه غسان بن مضر فليس على شرطهما، لأنه من رجال النسائي، وهو ثقة وسيتكرر من طريقه برقم (12699).

وأخرجه النسائي 2/ 74 من طريق عمرو بن علي، عن يزيد بن زريع =

ص: 38

11977 -

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ أَبُو خِدَاشٍ الْيُحْمَدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَا أَعْرِفُ شَيْئًا الْيَوْمَ مِمَّا كُنَّا عَلَيْهِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: قُلْنَا لَهُ: فَأَيْنَ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: أَوَلَمْ تَصْنَعُوا فِي الصَّلَاةِ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ (1).

= وغسان بن مضر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارقطني 1/ 316 من طريق العباس بن يزيد، عن غسان بن مضر، به -وفيه زيادة. وصحح الدارقطني إسناده.

وأخرجه الدارمي (1377)، والبخاري (386) و (5850)، ومسلم (555)، وابن الجارود (174)، وأبو يعلى (3667) و (4342)، وابن خزيمة (1010)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 511، والبيهقي 2/ 431، والبغوي (532) من طرق عن سعيد بن يزيد، به.

وسيأتي برقم (12699) و (12965).

وأخرج أبو يعلى (2912) من طريق عمر بن نبهان عن قتادة عن أنس: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في خفيه ونعليه.

وفي الباب عن أبي سعيد، سلف برقم (11153).

وعن عبد الله بن الشخير، سيأتي 4/ 25.

وعن عمرو بن حريث، سيأتي 4/ 307.

وعن أبي هريرة عند أبي داود (655)، وابن أبي شيبة 2/ 418، وابن حبان (3182)، والحاكم 1/ 260، والبغوي (301).

وعن أبي بكرة عند أبي يعلى (2633)، والبزار (600).

وعن شداد بن أوس عند أبي داود (652)، والحاكم 1/ 260، والبيهقي 2/ 432.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، زياد بن الربيع من رجال =

ص: 39

11978 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: نَهَى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ (1).

= البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين. أبو عمران الجَوْني: هو عبد الملك ابن حبيب.

وأخرجه أبو يعلى (4184) عن نصر بن علي، عن زياد بن الربيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2447) عن محمد بن عبد الله بن بزيع، عن أبي عمران الجوني، به.

وسيأتي برقم (13168) من طريق عثمان بن سعد، و (13861) من طريق ثابت، كلاهما عن أنس.

وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 13/ 366 و 15/ 70 من طريق حصين بن عبد الله، والبخاري (529) من طريق غيلان بن جرير، و (530) من طريق الزهري، وأبو يعلى (4149) من طريق معاوية بن قرة، أربعتهم عن أنس بن مالك.

وسبب قول أنس هذا أن بعض الأمراء كان يؤخر الصلاة إلى آخر وقتها، انظر ما سيأتي برقم (13862)، و"فتح الباري" 2/ 13.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة.

وأخرجه الشافعي 1/ 314، ومسلم (2101)، وأبو داود (4179)، والترمذي (2815)، والنسائي 5/ 141 و 141 - 142 و 8/ 189، وأبو يعلى (3888)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 127 و 128، وابن خزيمة (2674)، وأبو عوانة 2/ 66 و 5/ 511، وابن حبان (5464)، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 182، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 229 - 230 و 10/ 13، والبيهقي في "السنن" 5/ 36، وفي "الآداب"(583)، والبغوي (3160) من =

ص: 40

11979 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَتَمَنَّيَنَّ (1) أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا (2) الْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي "(3).

= طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2063)، والبخاري (5846)، والنسائي 8/ 189، وأبو يعلى (3925)، وأبو عوانة 2/ 66 و 5/ 512، والطحاوي 2/ 127، وابن خزيمة (2674)، وابن عبد البر 2/ 182، والبيهقي 5/ 36 من طرق عن عبد العزيز ابن صهيب، به.

وسيأتي برقم (12942).

قوله: "أن يتزعفر الرجل"، قال السندي: أي يستعمل الزعفران، قيل: المراد استعماله في الجسد، لأن تزعفر الجسد من الرفاهية التي نهى الشارع عنها، ثم النهي محمول على الكراهة دون التحريم، فلا يشكل الحديث بما جاء من صبغ الثياب بالزعفران، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 10/ 304.

(1)

في (م) و (س) و (ق): لا يتمنَّى، والمثبت من (ظ 4) ونسخة في (س).

(2)

المثبت من (ظ 4) و (ق)، وفي (م) و (س): متمني الموت.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (6351)، ومسلم (2680)، والترمذي (971)، والنسائي في "السنن" 4/ 3، وفي "عمل اليوم والليلة"(1057)، وأبو يعلى (3891)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1484) من طرق عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3108)، وابن ماجه (4265)، والبغوي في =

ص: 41

11980 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ، وَلَا يَقُلْ: اللهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّ اللهَ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ "(1).

11981 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: سَأَلَ قَتَادَةُ أَنَسًا: أَيُّ دَعْوَةٍ كَانَ أَكْثَرَ يَدْعُو بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ:

= "الجعديات"(1484)، وابن حبان (3000) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز، به،

وأخرجه أبو داود (3109)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1060)، وأبو يعلى (3227) من طريق قتادة، عن أنس.

وسيأتي برقم (13994) عن عبد العزيز بن صهيب، وبرقم (13166) عن عبد العزيز بن صهيب وعلي بن زيد، وعن علي بن زيد وحده برقم (12755)، وله طرق أخرى عن أنس، انظر (12015) و (12664) و (13708).

وفي باب النهى عن تمنِّي الموت انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7578).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 198، والبخاري في "الصحيح"(6338)، وفي "الآداب"(608)، ومسلم (2678)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(584) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(7464)، وفي "الأدب المفرد"(659)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "الإتحاف" 2/ 116 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز، به.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7314).

ص: 42

كَانَ أَكْثَرُ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ". وَكَانَ أَنَسٌ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدَعْوَةٍ، دَعَا بِهَا، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدُعَاءٍ، دَعَا بِهَا فِيهِ (1).

11982 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَقَالَ مَرَّةً: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - قَالَ: كَانَ مُعَاذٌ يَؤُمُّ قَوْمَهُ، فَدَخَلَ حَرَامٌ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَسْقِيَ نَخْلَهُ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ لِيُصَلِّيَ مَعَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا رَأَى مُعَاذًا طَوَّلَ، تَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ، وَلَحِقَ بِنَخْلِهِ يَسْقِيهِ، فَلَمَّا قَضَى مُعَاذٌ الصَلَاة (2)، قِيلَ لَهُ: إِنَّ حَرَامًا دَخَلَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلية.

وأخرجه مسلم (2690)(26)، وأبو داود (1519)، والنسائي في "الكبرى"(11035)، وفي "عمل اليوم والليلة"(1056)، وأبو يعلى (3893)، وابن حبان (939) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(4522) و (6389)، وفي "الأدب المفرد"(682)، وأبو داود (1519)، وابن حبان (940) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به.

وأخرج نحوه البخاري في "الأدب"(727) من طريق حميد الطويل، عن أنس.

وسيأتي الحديث من طريق ثابت عن أنس برقم (13163).

(2)

في (م) و (س) و (ق): صَلَاتَهُ.

ص: 43

الْمَسْجِدَ (1).

11983 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: " أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ "(2).

11984 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ. قَالَ أَنَسٌ: وَأَنَا أُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ (3).

11985 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيأتي مطولاً من هذا الطريق برقم (12247)، فانظر تخريجه هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (375)، وابن ماجه (298)، والنسائي 1/ 20، والبغوي في "الجعديات"(1474) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

وانظر (11947).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعي 1/ 160 - 161، والنسائي 7/ 219 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد- ولم يذكر فيه الشافعي قول أنس: وأنا أضحي بهما.

وأخرجه بنحوه الدارقطني 4/ 285 من طريق المبارك بن سحيم، عن عبد العزيز بن صهيب، به- وفيه زيادة.

وسيأتي برقم (13995) من طريق شعبة عن عبد العزيز، وانظر ما سلف برقم (11960).

ص: 44

فِي الدُّنْيَا، فَلَنْ يَلْبَسَهُ فِي الْآخِرَةِ " (1).

11986 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، وَحَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ، فَقَالَ:" مَا هَذَا؟ " قَالُوا: لِزَيْنَبَ تُصَلِّي، فَإِذَا كَسِلَتْ - أَوْ فَتَرَتْ - أَمْسَكَتْ بِهِ. فَقَالَ:" حُلُّوهُ " ثُمَّ قَالَ: " لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا كَسِلَ - أَوْ فَتَرَ - فَلْيَقْعُدْ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 345، ومسلم (2073)، وابن ماجه (3588)، والنسائي في "الكبرى"(9582) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 246، والبغوي في "الجعديات"(1470) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به.

وسيأتي برقم (13992).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11179)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (784)، وأبو داود (1312)، والنسائي في "الكبرى"(1306)، وابن خزيمة (1180)، وابن حبان (2492)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 411 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد- وسُمِّيت المرأة في رواية الخطيب وإحدى روايتي أبي داود "حمنة بنت جحش" بدلاً من زينب.

وأخرجه البخاري (1150)، ومسلم (784)، والنسائي 3/ 218 - 219، وابن ماجه (1371)، وأبو عوانة 2/ 297 - 298، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 411، والبغوي (942) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد =

ص: 45

11987 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (1)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَجِيٌّ لِرَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ حَتَّى نَامَ (2) الْقَوْمُ (3).

= العزيز بن صهيب، به.

وأخرجه ابن خزيمة (1181)، والخطيب ص 411 من طريق مسلم بن يحيى مؤذن مسجد بني رفاعة، عن شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، به- وسمَّى المرأة ميمونة بنت الحارث. قلنا: ومسلم بن يحيى هذا لم نقف له على ترجمة، وأشار الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/ 36 إلى ان هذه الرواية شاذَّة.

وسيأتي برقم (12916) من طريق حميد، عن أنس، وفيه: حمنة بنت جحش.

قال الحافظ في "الفتح" 3/ 36 تعليقاً على قوله "قالوا: هذا حبل لزينب": جزم كثير من الشراح تبعاً للخطيب في "مبهماته" بأنها بنت جحش أم المؤمنين، ولم أر ذلك في شيء من الطرق صريحاً. وأخرجه أبو داود عن شيخين له عن إسماعيل، فقال عن أحدهما "زينب" ولم ينسبها، وقال عن آخر "حمنة بنت جحش" فهذه قرينة في كون زينب هي بنت جحش. وروى أحمد من طريق حماد عن حميد عن أنس أنها حمنة بنت جحش أيضاً، فلعل نسبة الحبل إليهما باعتبار أنه ملك لإحداهما، والأخرى متعلقة به. قال: وقد تقدم في كتاب الحيض أن بنات جحش كانت كل واحدة منهن تدعى زينب فيما قيل، فعلى هذا فالحبل لحمنة، وأطلق عليها زينب باعتبار اسمها الآخر.

(1)

في (ظ 4) و (ق): عبد العزيز بن بكر! وكان مثله في (س) ثم رمِّج "بن بكر" وهو الصواب، فإن عبد العزيز هذا: هو ابن صهيب.

(2)

تحرفت في (م) إلى: قام.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 414، ومسلم (376)(123)، والنسائي 2/ 81، =

ص: 46

11988 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَنَسًا غُلَامٌ كَيِّسٌ، فَلْيَخْدُمْكَ. قَالَ: فَخَدَمْتُهُ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، وَاللهِ مَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا؟ وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ: لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا؟ (1).

= وابن خزيمة (1527)، وأبو عوانة 2/ 30 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (642)، ومسلم (376)(123)، وأبو داود (544)، والبيهقي 2/ 22 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به.

وسيأتي برقم (12314) من طريق شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، وبرقم (12128) من طريق حميد، و (12633) من طريق ثابت.

نَجِيّ، أي: متكلِّم بالسِّر.

وقوله: "نام القومُ" يعني وهم جالسون ينتظرون الصلاة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2309)(52) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2768) و (6911)، ومسلم (2309)(52)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 107 من طرق عن إسماعيل ابن علية، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(164) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به.

وسيأتي برقم (13797) من طريق عمارة عن ثابت وعبد العزيز، عن أنس.

وانظر ما سلف برقم (11974).

ص: 47

11989 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: اصْطَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا، فَقَالَ:" إِنَّا قَدِ اصْطَنَعْنَا خَاتَمًا وَنَقَشْنَا فِيهِ نَقْشًا، فَلَا يَنْقُشُ أَحَدٌ عَلَيْهِ "(1).

11990 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يُوجِزُ الصَّلَاةَ وَيُكْمِلُهَا (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2092) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 268، وابن سعد 1/ 475، ومسلم (2092)، وابن ماجه (3640)، والنسائي 8/ 193، وأبو عوانة 5/ 500، وابن حبان (5498) من طرق عن إسماعيل ابن علية، به.

وأخرجه بنحوه البخاري في "الصحيح"(5874)، وفي "خلق أفعال العباد"(489)، والنسائي 8/ 176 و 193، وأبو عوانة 5/ 499 - 500، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 70، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6338) من طرق عن عبد العزيز بن صهيب، به.

وسيأتي عن عبد العزيز عن أنس برقم (12941) و (14091).

وانظر ما سيأتي بالأرقام (12647) و (12720) و (13183).

وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم (2091)(55)، وانظر "المسند"(4734).

والنقش الذي كان في خاتمه صلى الله عليه وسلم هو: محمد رسول الله، كما جاء مبيَّناً في بعض الروايات.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 54 عن إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (706)، والبيهقي 3/ 115 من طريق عبد الوارث بن =

ص: 48

11991 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (1).

= سعيد، ومسلم (469)(188)، وابن ماجه (985)، وأبو عوانة 2/ 89، والبيهقي 3/ 115 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن عبد العزيز بن صهيب، به.

وسيأتي برقم (13997) من طريق شعبة عن عبد العزيز. وانظر ما سلف برقم (11967).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (2980) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(121)، وأبو يعلى (2981) و (2984) و (3131)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 202، وأبو عوانة 2/ 122، وابن حبان (1798) و (1803) من طريق سعيد بن أبي عروبة، به- وقرن ابن حبان في الموضع الأول بسعيدٍ حميداً الطويلَ.

وأخرجه الحميدي (1199)، والبخاري في "جزء القراءة"(124)، والترمذي (246)، والنسائي 2/ 133، وابن ماجه (813)، وابن خزيمة (491) من طريق أبي عوانة اليشكري، عن قتادة، به.

وأخرجه البخاري في "جزء القراءة"(120)، ومسلم (399)(52)، والطحاوي 1/ 203 من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، والبخاري (128) من طريق مالك بن دينار، والطحاوي 1/ 203 من طريق محمد بن سيرين والحسن البصري ومحمد بن نوح، خمستهم عن أنس بن مالك.

والحديث بهذا اللفظ سيأتي عن قتادة بالأرقام (12084) و (12135) و (12887) و (13125) و (13337) و (13680) و (13890) و (13891) و (14077)، وعن قتادة وثابت برقم (13103)، وعن قتادة وثابت وحميد برقم (12714) و (14051). =

ص: 49

11992 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، غَزَا خَيْبَرَ، فَصَلَّيْنَا عِنْدَهَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ بِغَلَسٍ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَكِبَ أَبُو طَلْحَةَ، وَأَنَا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ، فَأَجْرَى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي زُقَاقِ خَيْبَرَ، وَإِنَّ رُكْبَتَيَّ لَتَمَسُّ فَخِذَ (1) نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَانْحَسَرَ الْإِزَارُ عَنْ فَخِذِ نَبِيِّ

= وسيأتي بلفظ "لم أسمع أحداً يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم" عن قتادة، عن أنس بالأرقام (12810) و (12845) و (13337) و (13892) و (13915)، وعن ثابت برقم (13784)، وعن أبي نعامة الحنفي برقم (13259).

قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 3/ 54: ذهب أكثر أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم إلى ترك الجهر بالتسمية، بل يُسِرُّ بها، منهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي وغيرهم، وهو قول إبراهيم النخعي، وبه قال مالك، والثوري، وابن المبارك، واحمد، وإسحاق، وأصحاب الرأي. وروي عن عبد الله بن مغَفَّل قال: سمعني أبي وانا أقول: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: أي بُنَيّ، إياك والحدث، قد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومع أبي بكر، ومع عمر، ومع عثمان، فلم أسمع أحداً منهم يقولها، فلا تقلها، إذا أنت صليت، فقُلْ:(الحمدُ للهِ ربِّ العالمين). أخرجه أحمد 4/ 85، والنسائي 2/ 135، والترمذي (244)، وحسنه.

وذهب قوم إلى أنه يجهر بالتسمية للفاتحة والسورة جميعاً، وبه قال من الصحابة أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو الزبير، وهو قول سعيد بن جبير، وعطاء، وطاووس، ومجاهد، وإليه ذهب الشافعي، واحتجوا بحديث ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم أخرجه الترمذي (245) وقال: وليس إسناده بذاك. وقال العقيلي: ولا يصحُّ في الجهر بالبسملة حديث. وانظر "نصب الراية" 1/ 330 - 332.

(1)

في (م) و (س) و (ق): فَخِذَيْ.

ص: 50

اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنِّي لَأَرَى بَيَاضَ فَخِذِ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا دَخَلَ الْقَرْيَةَ قَالَ:" اللهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ " قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ. قَالَ: وَقَدْ خَرَجَ الْقَوْمُ إِلَى أَعْمَالِهِمْ، فَقَالُوا: مُحَمَّدٌ! قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: وَالْخُمُيسُ (1).

قَالَ: فَأَصَبْنَاهَا عَنْوَةً، فَجُمِعَ السَّبْيُ. قَالَ: فَجَاءَ دِحْيَةُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ. قَالَ:" اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً " قَالَ: فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ؟! مَا (2) تَصْلُحُ إِلَّا لَكَ. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:" ادْعُوهُ بِهَا " فَجَاءَ بِهَا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرَهَا " ثُمَّ إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا.

فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، مَا أَصْدَقَهَا؟ قَالَ: نَفْسَهَا، أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالطَّرِيقِ جَهَّزَتْهَا أُمُّ سُلَيْمٍ فَأَهْدَتْهَا لَهُ مِنَ اللَّيْلِ، وَأَصْبَحَ النَّبِيُّ عَرُوسًا فَقَالَ:" مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ، فَلْيَجِئْ بِهِ " وَبَسَطَ نِطْعًا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْأَقِطِ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالتَّمْرِ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالسَّمْنِ - قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَدْ ذَكَرَ السَّوِيقَ - قَالَ: فَحَاسُوا حَيْسًا، فَكَانَتْ وَلِيمَةَ

(1) في (م): الْخُمُسُ، ودون واو، وهو تحريف.

(2)

في (م) و (س) و (ق): والله ما.

ص: 51

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (371)، ومسلم ص 1043 - 1044 (84) وص 1426 - 1427 (120)، وأبو داود (2998) و (3009)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 131 - 134، وفي "الكبرى"(6599)، وابن خزيمة (351) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد- واقتصر أبو داود في الموضع الثاني على قوله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر فأصبناها عنوةً فجمع السبي، واقتصر ابن خزيمة على قوله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر، قال: فصلينا عندها الغداة بغلس.

وأخرجه أبو داود (2998) و (3009) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به.

وسيأتي مختصراً برقم (12940) من طريق حماد بن زيد، عن ثابت وعبد العزيز بن صهيب.

وله طرق أخرى عن أنس مطولة ومختصرة، ستأتي بالأرقام (12086) و (12616) و (12671) و (12940) و (13140).

وأخرج الشطر الأول منه أبو عوانة 4/ 363 من طريق عبد الله بن عون، عن عمرو بن سعيد، عن أنس.

وأخرجه مختصراً الطيالسي (2127)، وابن حبان (6521) من طريق مبارك ابن فضالة، عن الحسن عن أنس.

وقول أنس: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أعتقها وتزوجها، وسؤال ثابت له عن صداقها، سيأتي مفرداً عن إسماعيل ابن عُلية برقم (12933).

وسلفت قطعة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بصفية وإن عتقها صداقها برقم (11957) من

طريق عبد العزيز بن صهيب.

الغَلَس: ظلمة آخر الليل.

فأَجْرى: من الإجراء، أي: حمل مطيَّتَه على الجَرْي. زُقاق خيبر، أي: سكة خيبر، أي السِّكة التي قُبيلها.

والخَميس: هو الجيش، سُمِّي بذلك، لأنه خمسة أقسام: مقدمة، وساقة =

ص: 52

11993 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ دِرْعُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرْهُونَةً، مَا وَجَدَ مَا يَفْتَكُّهَا حَتَّى مَاتَ (1).

11994 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عز وجل "(2).

= (وهي المؤخرة)، وميمنة، وميسرة، وقلبٌ. فأهدتها، أي: زفَّتها. والعَرُوس: يُطلَق على الزوج والزوجة.

والنطع: بساط من الجِلْد. والأَقِط: لبن يابس مستَحجِر.

والحَيْس: هو في الأصل: الخَلْط، وهو من الأطعمة: تمر يُنْزَع نواه ويُخلَط بسَمْن وأَقِط، فيُعجَن شديداً.

والسَّوِيق: طعام يُعمَل من الحنطة والشعير.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فإن الأعمش -وهو سليمان بن مهران- لم يسمع من أنس، وإنما رآه رؤيةً.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(326) عن واصل بن عبد الأعلى، عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

وسيأتي بنحوه في آخر الحديث عن قتادة عن أنس برقم (13497)، وإسناده صحيح.

ويشهد له حديث ابن عباس، وقد سلف برقم (2109).

وحديث عائشة، عند البخاري (2916)، وسيأتي مختصراً في مسندها 6/ 42.

وحديث أسماء بنت يزيد، سيأتي 6/ 453.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، المختار بن فلفل من رجال مسلم، ومحمد بن فضيل من رجال الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3953) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن محمد بن =

ص: 53

11995 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ قَالَ لِي: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا يَزَالُونَ يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ، حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا اللهُ خَلَقَ النَّاسَ، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ؟ "(1).

11996 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: أَغْفَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِغْفَاءَةً فَرَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، إِمَّا قَالَ لَهُمْ، وَإِمَّا قَالُوا لَهُ: لِمَ ضَحِكْتَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ " فَقَرَأَ (2)" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} " حَتَّى خَتَمَهَا، قَالَ: " هَلْ

= فضيل، بهذا الإسناد.

وسيأتي بأطول مما هنا عن محمد بن فضيل برقم (11996).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (136)، وابن منده في "الإيمان"(367) من طريق محمد ابن فضيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (136)، وأبو عوانة 1/ 82، وابن منده (366) و (367) من طرق عن المختار بن فُلفل، به.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(7296) من طريق أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، وفي "الأدب المفرد"(1286) من طريق سعيد بن المرزبان، كلاهما عن أنس. وسعيد بن المرزبان ضعيف.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7790).

وعن خزيمة بن ثابت، سيأتي 5/ 214.

وعن عائشة، سيأتي 6/ 257 - 258.

(2)

في (م) و (س) و (ق): فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 54

تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " هُوَ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّي عز وجل فِي الْجَنَّةِ، عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ الْكَوَاكِبِ، يُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي! فَيُقَالُ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مطولاً ومختصراً هناد في "الزهد"(133)، ومسلم (400) و (2304)، وأبو داود (784) و (4747)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 333، والبيهقي في "البعث والنشور"(114)، والبغوي في "شرح السنة"(579) من طرق عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 11/ 437 و 13/ 144، ومسلم (400) و (2304)، وابن أبي عاصم في "السنة"(764)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 133 - 134، وفي "الكبرى"(11702)، وأبو يعلى (3951)، وأبو عوانة في "مسنده" 2/ 121 و 121 - 122، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(325)، والبيهقي في "البعث والنشور"(113)، والبغوي في "تفسيره" 4/ 533 من طرق عن المختار بن فلفل، به.

وسلف من طريق محمد بن فضيل مختصراً. برقم (11994).

وانظر ما سيأتي بالأرقام (12008) و (12418) و (12542) و (12675) و (13306) و (13353) و (13405) و (13496) و (13991).

وفي باب تفسير الكوثر عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (5355).

وفي باب آنية الحوض انظر حديث أبي برزة الآتي في مسنده 4/ 424 وحديث عبد الله بن عمرو عند البخاري (6579).

وفي باب ذود رجال عن الحوض انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7968)، وحديث أبي سعيد السالف برقم (11138)، وانظر تتمة شواهده =

ص: 55

11997 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، وَقَدِ انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي إِمَامُكُمْ فَلَا تَسْبِقُونِي بِالرُّكُوعِ وَلَا بِالسُّجُودِ، وَلَا بِالْقِيَامِ وَلَا بِالْقُعُودِ وَلَا بِالِانْصِرَافِ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ أَمَامِي وَمِنْ خَلْفِي.

وَايْمُ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا رَأَيْتَ؟ قَالَ:" رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ "(1).

= هناك.

قوله: "بسم الله الرحمن الرحيم"، قال السندي: استدلَّ به من ادَّعى دخول البسملة في السورة، لأن المقروء وقع بياناً للسورة. ثم ضعَّف هذا الاستدلال لاحتمال أنه قُرئ لمجرد التبرُّك.

"يُختلج": على بناء المفعول، أي: يُسلب من عندي.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (426)(113)، وأبو يعلى (3957) و (3963)، وابن خزيمة (1602) و (1716) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد- واقتصر أبو يعلى في الموضع الأول على الشطر الثاني من الحديث.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 328، ومسلم (426)(112) و (113)، والنسائي 3/ 83، وأبو يعلى (3952) و (3960) و (3965)، وابن خزيمة (1715) و (1716)، والبيهقي في "السنن" 2/ 91 - 92، وفي "الدلائل" 6/ 74 من طرق عن المختار بن فلفل، به- واقتصر بعضهم على الشطر الأول منه.

وسيأتي من طريق المختار عن أنس بالأرقام (12276) و (12569) و (13278) و (13527) و (13571) و (14087). =

ص: 56

11998 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَمْرٍو - يَعْنِي يُونُسَ ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ - عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ "(1).

= وانظر ما سيأتي بالأرقام (12011) و (12148) و (12646) و (13382).

وقوله صلى الله عليه وسلم: "لو تعلمون ما أعلم

" سيأتي برقم (12859).

وفي باب النهي عن مبادرة الإمام بالركوع والسجود انظر حديث معاوية بن أبي سفيان الآتي في مسنده 4/ 92.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق، وهو من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1564) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 517، والنسائي في "المجتبى" 3/ 50، وفي "عمل اليوم والليلة"(62) و (362) و (363)، وابن حبان (904)، والحاكم 1/ 550، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1554)، والبغوي (1365)، والضياء في "المختارة"(1566) و (1567) و (1568) من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، به.

وسيأتي برقم (13754) عن أبي نعيم، عن يونس.

الجماعة عن يونس مخلدُ بن يزيد، فقد أخرج النسائي في "عمل اليوم والليلة"(63)، والضياء في "المختارة"(187) من طريقه عن يونس بن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن الحسن البصري، عن أنس. فأدخل في الإسناد الحسنَ، ومخلدٌ -مع كونه ثقةً عند غير واحدٍ- له بعض الأوهام، وإن كان حفظ فيه الحسنَ، فيكون هذا الإسناد من المزيد في متصل الأسانيد، فبريد والحسن كلاهما سمع من أنس، وقد صرَّح بريد بسماعه في هذا الحديث =

ص: 57

11999 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (1)، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ حِينَ صَلَّيْنَا الظُّهْرَ، فَدَعَا الْجَارِيَةَ بِوَضُوءٍ، فَقُلْنَا لَهُ: أَيُّ صَلَاةٍ تُصَلِّي؟ قَالَ: الْعَصْرَ. قَالَ: قُلْنَا: إِنَّمَا صَلَّيْنَا الظُّهْرَ الْآنَ! فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ، يَتْرُكُ الصَّلَاةَ حَتَّى إِذَا

= في رواية أبي نعيم الآتية عند المصنف وفي غير ما مصدر من مصادر التخريج.

وأخرجه أبو يعلى (3681) من طريق يوسف بن إسحاق السَّبيعي، عن جده أبي إسحاق السَّبيعي، عن بريد بن أبي مريم، به. وهذا إسناد صحيح.

وخالف يوسف فيه أبو سلمة المغيرة بن مسلم، فرواه عن أبي إسحاق، عن أنس دون واسطة، أخرجه من طريقه الطيالسي (2122)، والنسائي في "اليوم والليلة"(61)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 4.

وخالفه أيضاً إبراهيم بن طهمان، فرواه كالمغيرة بن مسلم دون واسطة بين أبي إسحاق وبين أنس بن مالك، أخرجه من طريقه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 146، وأبو يعلى (4002)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(380)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 347، والبيهقي 2/ 249.

قلنا: وذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل"(528) أنه سال أباه عن أبي إسحاق: سمع من أنس؟ فقال: لا يصحُّ لأبي إسحاق عن أنس رؤية ولا سماعٌ.

وأخرجه البخاري في "الأدب"(642)، والقاضي إسماعيل في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"(4) من طريق سلمة بن وردان، عن أنس- وفيه قصة. وسلمة هذا ضعيف.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8854).

وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6568)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

في (م): محمد بن أبي إسحاق، وهو خطأ.

ص: 58

كَانَتْ فِي قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ - أَوْ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ - صَلَّى، لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا " (1).

12000 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَتَبْسُطُ لَهُ نِطْعًا، فَيَقِيلُ عَلَيْهِ، فَتَأْخُذُ مِنْ عَرَقِهِ فَتَجْعَلُهُ فِي طِيبِهَا، وَتَبْسُطُ لَهُ الْخُمْرَةَ، فَيُصَلِّي عَلَيْهَا (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه عنعنة محمد بن إسحاق، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو يعلى (3696) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2130)، ومسلم (622)، والترمذي (160)، والنسائي 1/ 254، وابن خزيمة (333) و (334)، وابن حبان (259) و (262) و (263)، والدارقطني 1/ 254 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به.

وسيأتي من طريق مالك عن العلاء برقم (12509) و (12929)، ومن طريق حفص بن عبيد الله عن أنس برقم (13589).

وانظر في باب تعجيل العصر ما سيأتي من حديث أنس بالأرقام (12331) و (12644) و (13181) و (13239) و (13384) و (13482) و (13861).

قوله: "حتى إذا كانت" أي: الشمس، "في قَرْني الشيطان" أي: جانبي رأسه، وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4612).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السّختياني.

وأخرجه ابن خزيمة (281)، وابن حبان (4528)، والبيهقي 2/ 421 من طرق عن عبد الوهاب بن عبد المجيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (2791) و (2795)، والبيهقي 2/ 421 من طريق أيوب، =

ص: 59

12001 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ، وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ (1).

= عن أبي قِلابة، عن أنس. وسيأتي من هذا الطريق نفسه عن أنس، عن أم سليم في مسندها 6/ 376.

وسيأتي الحديث بنحوه من طريق ثابت بالأرقام (12396) و (12483) و (13218) و (13423) و (13508) و (14059)، ومن طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة (13310) و (13366)، ومن طريق حميد (13409) كلهم عن أنس، وفي بعض هذه الروايات ذُكِرَ الشَّعر مكان العرق.

ولقصة الصلاة على الخمرة، انظر ما سيأتي (12340).

قوله: "فيقيل عليه" قال السندي: من "قال"، إذا استراح نصفَ النهار، أو نام، وهو من القيلولة.

الخُمرة، بضم فسكون: سجادة.

والنِّطْع: البساط من جلد.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وأخرجه مسلم (378)(5)، والنسائي 2/ 3، وابن خزيمة (366)، وأبو عوانة 1/ 328، والدارقطني 1/ 140، والحاكم 1/ 198 من طريق عبد الوهاب ابن عبد المجيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (1794)، وابن أبي شيبة 1/ 205، والدارمي (1195)، والبخاري (605)، ومسلم (378)(5)، وأبو داود (508)، وأبو يعلى (2792) و (2804)، وابن خزيمة (366) و (375) و (376)، والطحاوي 1/ 132 و 133، وأبو عوانة 1/ 327 و 328، وابن حبان (1675)، والدارقطني 1/ 239 - 240، والبيهقي 1/ 412 و 413، والبغوي (405) من طرق عن أيوب السختياني، به- زاد بعضهم "إلا الإقامة" يعني أنه كان يشفع قوله: قد قامت =

ص: 60

12002 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُوقَدَ لَهُ نَارٌ فَيُقْذَفَ فِيهَا "(1).

= الصلاة.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 328 من طريق سليمان بن طرخان التيمي، عن أبي قلابة، به.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 328 - 329، والطبراني في "الصغير"(1073) من طريقين عن قتادة، عن أنس.

وسيأتي من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة برقم (12971).

وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (5569)، وذُكِرَت شواهده هناك.

قوله: "أُمر بلال"، قال السندي: على بناء المفعول، قالوا: هذا في حكم الرفع ضرورة، إذ لا آمِر يومَئذٍ في مثل هذه الأمور إلا هو صلى الله عليه وسلم.

"يوتر الإقامة" قد أخذ به الجمهور، وقد جاء تثنية الإقامة، وأخذ به قومٌ، ولا معارضةَ في الأفعال، بل الكل سنةٌ، والله تعالى اعلم. وانظر "الاعتبار" للحازمي ص 67 - 70، و"نصب الراية" للزيلعي 1/ 258 وما بعدها.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 27 و 2/ 288 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (16) و (6941)، ومسلم (43)(67)، والترمذي (2624)، وأبو يعلى (2813)، وابن حبان (238)، وابن منده في "الإيمان"(281)، والبيهقي في "الشعب"(405) من طرق عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، به. =

ص: 61

12003 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا وَإِنَّ لَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ، غَيْرَ الشَّهِيدِ، يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ فَيُقْتَلَ، لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ " أَوْ مَعْنَاهُ (1).

= وأخرجه عبد الرزاق (20320) من طريق أبان بن يزيد العطار، والنسائي 8/ 97 من طريق حميد الطويل، والعقيلي 2/ 344 - 345، والطبراني في "الكبير"(724)، وفي "الصغير"(728) من طريق نعيم بن عبد الله المُجْمِر، والبيهقي في "الشعب"(9512) من طريق محمد بن قيس، أربعتهم عن أنس.

وسيأتي الحديث عند المصنف من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12122) و (12765) و (12783) و (13151) و (13152).

وفي الباب عن أبي رزين العُقيلي، سيأتي 4/ 11 - 12.

ولقوله: "وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله" انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7967).

قوله: "ثلاث" قال السندي: أي: ثلاث خصال، وهو مبتدأ للتخصيص، والجملة الشَّرطية خبر، أو صفة.

"وجد بهن" أي: بسبب وجودهن فيه، أو اجتماعهن فيه.

"حلاوة الإيمان" أي: انشراح الصدر به، ولَذَّةً في القلب تُشبهُ لذةَ الشيء الحلو في الفم، وللإيمان لذةٌ في القلب تشبه الحلاوة الحسيَّة، بل ربما تغلب عليها حتى يُدفَعَ بها أشدُّ المرارات.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن الهيثم، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطيالسي (1964)، وعبد بن حميد (1167)، والدارمي (2409)، وأبو يعلى (3056) و (3224) و (3260)، وأبو الشيخ في "طبقات =

ص: 62

12004 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ "(1).

= المحدثين بأصبهان" (851)، والبيهقي في "الشعب" (4244) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (1661)، وأبو يعلى (3019) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.

وأخرجه أبو الشيخ (851)، وابن حبان (4661)، والبيهقي (4244) من طريق معاوية بن قرة، عن أنس.

وسيأتي الحديث من طريق قتادة بالأرقام (12771) و (13628) و (13926) و (13964) و (14083)، ومن طريق حميد برقم (13964)، ومن طريق ثابت برقم (12273) كلاهما عن أنس.

وفي الباب عن عبد الرحمن بن أبي عميرة، سيأتي 4/ 216.

وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/ 318.

قوله: "أو معناه"، قال السندي: عطف على مَقُول القول، أي: قال ذاك الكلام، أو كلاماً آخر ذاك معناه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه الطيالسي (1963)، والبخاري (7131) و (7408)، وأبو داود (4316)، وأبو يعلى (3265)، وابن منده في "الإيمان"(1048)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 312 و 312 - 313 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2933)(102)، وأبو يعلى (3016) و (3073)، وابن منده في "الإيمان"(1050) من طريق هشام الدستوائي، وأبو يعلى (3092) من طريق همام بن يحيى، كلاهما عن قتادة، به. ورواية هشام مطولة. =

ص: 63

12005 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي حُجْرَتِهِ، فَجَاءَ أُنَاسٌ فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ، فَخَفَّفَ فَدَخَلَ الْبَيْتَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَعَادَ مِرَارًا، كُلَّ ذَلِكَ يُصَلِّي، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، صَلَّيْتَ وَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ تَمُدَّ فِي صَلَاتِكَ! قَالَ:" قَدْ عَلِمْتُ بِمَكَانِكُمْ، وَعَمْدًا فَعَلْتُ ذَلِكَ "(1).

= وسيأتي الحديث من طريق قتادة بالأرقام (12770) و (13145) و (13149) و (13394) و (13438) و (13925) و (14094).

وسيأتي من طريق حميد برقم (12145)، ومن طريق شعيب بن الحبحاب برقم (13206)، وعنهما جميعاً برقم (13385) كلاهما عن أنس.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4804).

وعن أبي بكرة، سيأتي 5/ 38.

قوله: "إلا أنذر أمته الأعور الكذاب" قال السندي: بيان لعِظَم فتنته، حتى اهتم بها كلُّ نبيٍّ، وأن وقت خروجه لم يكن معلوماً للأنبياء، حتى ظنَّ كلُّ نبي أنه يحتمل الخروج على أمته، والله تعالى اعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حُميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

وأخرجه البزار (731 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (3755)، وابن خزيمة (1627) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (13065) من هذا الطريق.

وسيأتي بنحوه من طريق ثمامة برقم (12570)، ومن طريق ثابت برقم (13012)، كلاهما عن أنس.

قوله: "في حجرته" قال السندي: الظاهر أن المراد بها ما اتخذه حُجرةً من الحصير في المسجد ليصلي فيه بالليل، لا حُجرة البيت.

"فدخل البيت" أي: لينصرف الناسُ. =

ص: 64

12006 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ النَّحْرِ "(1).

12007 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ صَوْتًا مِنْ قَبْرٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ:" مَتَى دُفِنَ هَذَا؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، دُفِنَ هَذَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ، وَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ

= "أن تمُدَّ" أي: تُطوِّل في الصلاة.

(1)

إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1911) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 3/ 179، والفريابي في "أحكام العيدين"(1)، وأبو يعلى (3820)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1488)، والبيهقي في "السنن" 3/ 277، وفي "معرفة السنن والآثار"(1861)، والبغوي (1098)، والضياء (1908) و (1909) من طرق عن حميد، به.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(3710) من طريق الربيع بن صبيح، عن حُميد والحسن البصري، به.

وسيأتي بالأرقام (12827) و (13470) و (13622).

ص: 65

الْقَبْرِ " (1).

12008 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتَاهُ (2) خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى مَا يَجْرِي فِيهِ الْمَاءُ، فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللهُ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي 4/ 102، وابن حبان (3126)، والآجري في "الشريعة" ص 360، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(91) والبغوي (1526) من طرق عن حميد، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث بالأرقام (12123) و (13080)، وسيأتي من طريق ثابت وحميد جميعاً برقم (12553) و (12791) و (14031).

وسيأتي من طريق قتادة برقم (12808) و (13447)، ومن طريق قاسم الرحال وسيأتي بنحوه دون قوله: "لولا أن لا تدافنوا

" من طريق عبد العزيز بن صهيب برقم (12530)، ومن طريق هلال بن علي برقم (13719).

وفي الباب عن زيد بن ثابت، سيأتي 5/ 190.

وعن أم مبشر، سيأتي 6/ 362.

قوله: "حائطاً" قال السندي: أي: بستاناً.

"فسمع صوتاً" دلَّ على أنه معذَّب.

"فأعجبه ذلك" أي: أعجبه كونُه لم يكن من المسلمين.

(2)

في (ظ 4): حافته، وعلى هامشها كما هو مُثبت.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل. =

ص: 66

12009 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالَ:" إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَقَوْمًا، مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ فِيهِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟! قَالَ:" وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ "(1).

= وأخرجه حسين المروزي في زوائده على "زهد" ابن المبارك (1612)، والطبري في "تفسيره" 30/ 323 - 324، والآجري في "الشريعة" ص 396 من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 437 و 13/ 147، وهناد في "الزهد"(134)، والنسائي في "الكبرى"(11706)، وأبو يعلى (3823) و (3290)، والآجري ص 396، وابن حبان (6473)، والحاكم 1/ 79 - 80، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(327)، والبغوي (4343) من طرق عن حميد، به.

وسيأتي من طريق حميد برقم (12151) و (13776)، ومن طريق ثابت برقم (12542)، ومن طريق قتادة برقم (12675).

"حافتاه": حافة الطريق، بخفةِ فاء مفتوحة: جانبه.

"إلى ما يجري فيه الماء" أي: إلى مَسِيله، أي: طينه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (2764) عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (9547)، وابن سعد 2/ 168، وابن أبي شيبة 14/ 546، وعبد بن حميد (1402)، والبخاري (2838) و (2839)، و (4423)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(264)، وأبو يعلى (3839)، وابن حبان (4731)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 362، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 267، والبغوي (2637) من طرق عن حميد، به. وصرَّح حميد =

ص: 67

12010 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ، وَكَانَتْ لَا تُسْبَقُ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ فَسَبَقَهَا، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وُجُوهِهِمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، سُبِقَتِ الْعَضْبَاءُ؟! فَقَالَ:" إِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ لَا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ "(1).

= بسماعه من أنس عند البخاري وغيره.

وسيأتي من طريق حميد برقم (12874)، ومن طريق حميد عن موسى بن أنس عن أنس برقم (12629).

وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/ 300.

قوله: "إلا كانوا معكم فيه" قال السندي: أي: إلا شاركوكم في أجره بحُسْن النية.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "الزهد" ص 37 - 38 للإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 1/ 493، وابن أبي شيبة 12/ 507 - 508 و 13/ 224، والبخاري (2871) و (2872) و (6501)، وأبو داود (4803)، والنسائي 6/ 227 و 228، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1903)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 153، وابن حبان (703)، والدارقطني 4/ 303، والبيهقي في "السنن" 10/ 16 و 17 و 25 وفي "شعب الإيمان"(10510)، والبغوي (2652) من طرق عن حميد، به.

وسيأتي من طريق ثابت عن أنس برقم (13659).

وفي الباب عن أبي هريرة عند البزار (3694)، والدارقطني 4/ 302.

قوله: "على قَعُود" قال السندي: بفتح القاف، والقَعُود من الإبل: ما أمكن أن يُرْكَبَ، وأدناه ان يكون له سنتان، ثم هو قعودٌ إلى أن يدخل في السنة =

ص: 68

12011 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ:" أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي "(1).

= السادسة، ثم هو جمل.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(69)، وعبد الرزاق (2462)، وابن أبي شيبة 1/ 351، وعبد بن حميد (1406)، والبخاري (725)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 92 و 105، وفي "الكبرى"(888) وأبو يعلى (3291) و (3720) و (3721) و (3858)، وابن عدي 7/ 2673، وابن حبان (2173)، والبيهقي 2/ 21، والخطيب البغدادي 8/ 88، والبغوي (807) من طرق عن حميد الطويل، به. وعند بعضهم زيادة: فكان أحدُنا يُلزقُ منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه.

وأخرجه البخاري (718)، ومسلم (434)، وأبو عوانة 2/ 39، والبيهقي 3/ 100 من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس.

وسيأتي من طريق حميد بالأرقام (12255) و (12884) و (13396) و (13777) و (13778) و (14054)، ومن طريق ثابت برقم (12646).

وقوله: "إني أراكم من وراء ظهري" سلف ضمن حديث المختار بن فلفل عن أنس برقم (11997).

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7199). وانظر شرحه هناك.

قوله: "تراصُّوا"، قال السندي: أي: تلاصقوا حتى لا يكون بينكم فُرْجة، من: رَصَّ البناءَ، بالتشديد: إذا لصق بعضه ببعض.

ص: 69

12012 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: مَا كُنَّا نَشَاءُ أَنْ نَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْنَاهُ، وَمَا كُنَّا نَشَاءُ أَنْ نَرَاهُ نَائِمًا إِلَّا رَأَيْنَاهُ، وَكَانَ يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ مِنْهُ شَيْئًا، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ مِنْهُ شَيْئًا (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1141) و (1972) و (1973)، والترمذي في "السنن"(769)، وفي "الشمائل"(292)، وابن خزيمة (2134)، وابن حبان (2618)، والبغوي (932) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.

وأخرج الشطر الأول منه عبد بن حميد (1394)، والنسائي 3/ 213، وأبو يعلى (3852)، وابن حبان (2617)، والبيهقي 3/ 17، من طرق عن حميد الطويل، به.

وأخرج شطره الثاني عبد بن حميد (1395)، وأبو يعلى (3819) و (3828) من طرق عن حميد الطويل، به.

وسيأتي الحديث مطولاً ومقطعاً من طريق حميد بالأرقام (12129) و (12832) و (12882) و (13473) و (13651) و (13781).

وسيأتي شطره الثاني من طريق ثابت عن أنس برقم (12624)، ومن طريق أنس بن سيرين برقم (13403).

وفي باب كثرة صيامه صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس، سلف برقم (1998).

وعن عائشة، سيأتي 6/ 39.

وعن أبي هريرة عند أبي داود (2435).

قوله: "ما كنا نشاء" قال السندي: أي: ما كان يتقيد في صلاة الليل بوقت دون وقت، وأنه إذا صام سَرَدَ أياماً، وإذا ترك ترك أياماً، لكن قد جاء أنه في آخر العمر جعل صلاته في آخر الليل، والله تعالى أعلم.

ص: 70

12013 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَيَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى قِيَامُ السَّاعَةِ؟ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ:" أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ " قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَبِيرِ عَمَلٍ، صَلَاةٍ، وَلَا صِيَامٍ (1)، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ".

قَالَ أَنَسٌ: فَمَا رَأَيْتُ الْمُسْلِمِينَ فَرِحُوا بَعْدَ الْإِسْلَامِ بِشَيْءٍ مَا فَرِحُوا بِهِ (2).

(1) هكذا في (س) و (ق)، وعلى هامشهما "لا صلاة ولا صيام" بزيادة "لا"، وهي كذلك في (م)، وفي (ظ 4):"صلاةً ولا صياماً" دون "لا" في أوله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(718) وحسين المروزي في "زوائده"(1019)، والترمذي (2385)، وأبن حبان (105) و (7348)، والخطيب 4/ 259، والبغوي (3479) من طرق عن حميد، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث من طريق حميد برقم (13068).

وأخرجه مسلم (2639)(161)، وابن منده في "الإيمان"(292)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 338 - 339 من طريق إسحاق بن عبد الله، وأبو يعلى (3920) من طريق عبد العزيز بن صهيب، كلاهما عن أنس.

وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12075) و (12703) و (12715) و (12762) و (12769) و (13092) و (13224).

وسيأتي قوله: "المرء مع من أحب" ضمن حديث آخر برقم (12625) من =

ص: 71

12014 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَقَدْ كَانَ بَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ نِسَائِهِ شَيْءٌ، فَجَعَلَ يَرُدُّ بَعْضَهُنَّ عَنْ بَعْضٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: احْشُ (1) يَا رَسُولَ اللهِ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ، وَاخْرُجْ إِلَى الصَّلَاةِ (2).

= طريق ثابت عن أنس.

ويشهد لقوله: "المرء مع من أحب" حديث ابن مسعود، سلف برقم (3718) وذُكِرت شواهده هناك.

قوله: "أن يجيء الرجل من أهل البادية"، قال السندي: لأنهم (أي: أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منعوا عن إكثار السؤال، وكانوا يُحبون العلم، فأرادوا ذلك.

قوله: "ما فرحوا به" ما مصدرية، وضمير "به" للحديث السابق، أي: مثلَ فرحهم أو قدر فرحهم بهذا الحديث، لأن كل مؤمن يحب الله ورسوله وإن كانت مراتب المحبة مختلفة، فهذا الحديث بِشارة عظيمة للمؤمنين. اللهم أَمِتْنا على الإيمان، واجعلنا من أهل هذه البِشارة.

(1)

في (م) احثُ، وكذا في مصادر التخريج، والمثبت من عامة الأصول.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13136).

وأخرجه البزار (1494 - كشف الأستار) من طريق ابن المثنى، وأبو يعلى (3745) من طريق موسى بن محمد بن حيان، كلاهما عن محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (3767) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، و (3795) من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما عن حميد الطويل، به.

وأخرجه مسلم مطولاً (1462)(46) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس. =

ص: 72

12015 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَتَمَنَّيَنَّ (1) أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي "(2).

12016 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ لا يُكْثِرُ (3) الصَّوْمَ عَلَى عَهْدِ

= وسيأتي برقم (13490).

قوله: "احشُ"، قال السندي: من حشا الوسادة ونحوها بالقطن: إذا مَلَأها به، فالظاهر: احشُ أفواههن بالتراب، والمراد: اتركهن وأَعرضْ عنهن حتى يسكتن بسكوت من في فمه التراب، فلا يَقْدِرُ على التكلم، والله أعلم.

(1)

في (ظ 4): يتمنَّ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحسين المروزي في زوائده على "زهد" ابن المبارك (1011)، وابن أبي شيبة 10/ 265 و 437، وعبد بن حميد (1398)، والنسائي 4/ 3، وأبو يعلى (3799) و (3847)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(550)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 393، وابن حبان (969) و (2966)، والطبراني في "الدعاء"(1433) و (1434)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(937)، من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مختصراً.

وانظر ما سلف برقم (11979).

(3)

لفظة "لا" سقطت من (م)، وكانت كذلك في (ظ 4) ثم كتب على هامشها: صوابه لا يكثر، وصحح عليها. ويؤيد هذا التصويب في رواية حميد، رواية ثابت عند البخاري برقم (2828) ولفظها: كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أجل الغزو

الخ.

ص: 73

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يُفْطِرُ إِلَّا فِي سَفَرٍ أَوْ مَرَضٍ (1).

12017 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ مُقِيمًا اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، وَإِذَا سَافَرَ اعْتَكَفَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ عِشْرِينَ (2).

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: لَمْ أَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا مِنْ ابْنِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 3/ 506 عن يزيد بن هارون، والبغوي في "الجعديات"(1514) من طريق شعبة، كلاهما عن حميد الطويل، بهذا الإسناد. وفيه عند ابن سعد: كان يكثر الصوم، ولعل "لا" سقطت من المطبوع.

وأخرجه بنحوه ابن سعد 3/ 506، وأبو زرعة في "التاريخ" 1/ 562، والطبراني في "الكبير"(4681)، والحاكم 3/ 353 من طريق حماد بن سلمة، والبغوي في "الجعديات"(1513) و (1514)، والبخاري (2828)، والطبراني (4680) من طريق شعبة، كلاهما عن ثابت البناني، عن أنس.

قوله: "لا يكثر الصوم" قال السندي: أي للجهاد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (3662) و (3664) عن محمد بن عبد الرحمن السامي، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (803)، وابن خزيمة (2226) و (2227)، والحاكم 1/ 439، والبيهقي 4/ 314، والبغوي (1834) من طريق ابن أبي عدي، به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، وصححه الحاكم على شرط الشيخين.

وفي الباب عن أبي بن كعب، سيأتي 5/ 141.

ص: 74

أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ.

12018 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَصَبِيٌّ فِي الطَّرِيقِ، فَلَمَّا رَأَتْ أُمُّهُ الْقَوْمَ، خَشِيَتْ عَلَى وَلَدِهَا أَنْ يُوطَأَ، فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى وَتَقُولُ: ابْنِي ابْنِي. وَسَعَتْ فَأَخَذَتْهُ، فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُلْقِيَ ابْنَهَا فِي النَّارِ. قَالَ: فَخَفَّضَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" وَلَا (1) اللهِ عز وجل لَا يُلْقِي حَبِيبَهُ فِي النَّارِ "(2).

12019 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ:

(1) تحرف في (م) إلى: ولاء.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البزار (3476 - كشف الأستار) عن محمد بن المثنى، عن محمد ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (3747) و (3748) و (3749)، والحاكم 1/ 58 و 4/ 177 من طرق عن حميد الطويل، به.

وسيأتي عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن حميد برقم (13467).

قوله: "ما كانت هذه لتلقي .. الخ"، قال السندي: أي: فكيف يلقي أرحمُ الراحمين عبادَه في النار؟

"فخفَّضَهم" ضبط بالتشديد، أي: سَكَّنهم وهَوَّن الأمر عليهم من الخَفْض، بمعنى الدَّعَةِ والسكون، كأنه عَظُم عليهم الإشكالُ، فخفض عليهم أمرهم بالجواب عنه.

والظاهر أن حاصل الجواب أنه أرحمُ الراحمين لأحبَّائه فلا يُلقي منهم في النار أحداً.

ص: 75

سُئِلَ أَنَسٌ: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ؟ فَقَالَ: قِيلَ لَهُ يَوْمَ جُمُعَةٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَحَطَ الْمَطَرُ، وَأَجْدَبَتِ الْأَرْضُ، وَهَلَكَ الْمَالُ. قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، فَاسْتَسْقَى، وَلَقَدْ رَفَعَ يَدَيْهِ (1) وَمَا يُرَى فِي السَّمَاءِ سَحَابَةً، فَمَا (2) قَضَيْنَا الصَّلَاةَ حَتَّى إِنَّ قَرِيبَ الدَّارِ الشَّابَّ لَيُهِمُّهُ الرُّجُوعَ إِلَى أَهْلِهِ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الَّتِي تَلِيهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، وَاحْتُبِسَ (3) الرُّكْبَانُ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سُرْعَةِ مَلَالَةِ ابْنِ آدَمَ، وَقَالَ:" اللهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا " فَتَكَشَّطَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ (4).

(1) قوله: "فاستسقى ولقد رفع يديه" تكرر في (م) مرتين.

(2)

في (م) و (س) و (ق): فلما.

(3)

في (م) و (ق) ونسخة في (س): احتبست.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 10/ 346 و 11/ 480 - 481، وعبد بن حميد (1417)، والبخاري في "الأدب المفرد"(612)، وفي "رفع اليدين"(96)، والنسائي 3/ 165 - 166، وأبو يعلى (3863)، وابن خزيمة (1789)، والطحاوي 1/ 322 و 323، وابن حبان (2859)، والبغوي (1168) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.

وسيأتي عن عَبيدة -وهو ابن حميد-، عن حميد الطويل برقم (12949).

وأخرجه بنحوه مالك في "الموطأ" 1/ 191، والبخاري في "صحيحه"(1013) و (1014) و (1016) و (1017) و (1019)، ومسلم (897)(8)، وأبو داود (1175)، والنسائي 3/ 154 - 155 و 159 - 160 و 161 - 163، وابن خزيمة (1788)، والطحاوي 1/ 321 - 322 و 322، وابن حبان (992) و (2857)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(371)، والبيهقي في "السنن" 3/ 354 - 355 و 355، والبغوي (1166) من طريق شريك بن عبد الله بن أبي =

ص: 76

12020 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعَ الْمُسْلِمُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُنَادِي عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ: " يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، يَا عُتْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ، يَا شَيْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ، يَا أُمَيَّةُ بْنَ خَلَفٍ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، تُنَادِي قَوْمًا قَدْ جَيَّفُوا! قَالَ:" مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُجِيبُوا "(1).

= نمر، عن أنس. وعلقه البخاري من هذا الطريق برقم (1030) و (6341).

وأخرجه بنحوه مسلم (897)(12) من طريق حفص بن عبيد الله بن أنس، عن أنس.

وأخرجه مختصراً ومطولاً البخاري (1029) و (1030) معلقاً، والنسائي 3/ 160 - 161، وابن خزيمة (1417)، والبيهقي في "السنن" 3/ 357 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس.

وأخرجه بنحوه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 141 و 142 من طريق مسلم الملائي، عن أنس.

وله طرق أخرى عن أنس، ستأتي عند المصنف بالأرقام (13016) و (13566) و (13693) و (13700).

وفي الباب عن ابن عباس عند ابن ماجه (1270)، والطبراني (10673).

قوله: "قَحَطَ" قال السندي: بفتحتين، ولبعضهم بضم فكسر، وبناء الفاعل أجود، أي: احتبس وأقلع.

"وأَجدَبت" على بناء الفاعل، أي: قَلَّ نباتها.

"وهلك المال" أي: الماشية المحتاجة إلى المرعى.

"فتكشَّطت" أي: تقطعت وتفرقت.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: اسمه محمد بن إبراهيم. =

ص: 77

12021 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا، فَهَدَاكُمُ اللهُ بِي، أَلَمْ آتِكُمْ مُتَفَرِّقِينَ، فَجَمَعَكُمُ اللهُ بِي، أَلَمْ آتِكُمْ أَعْدَاءً، فَأَلَّفَ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ بِي (1)؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " أَفَلَا تَقُولُونَ: جِئْتَنَا خَائِفًا فَآمَنَّاكَ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ " فَقَالُوا: بَلْ لِلَّهِ الْمَنُّ بِهِ عَلَيْنَا وَلِرَسُولِهِ (2).

= وأخرجه عبد بن حميد (1211) و (1405)، وابن أبي عاصم في "السنة"(878) و (879) و (880) و (881) و (882)، والنسائي 4/ 109، وأبو يعلى (3808) و (3809) و (3857)، وابن حبان (6525) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث من طريق حميد الطويل برقم (12873) و (13773)، ومن طريق قتادة برقم (12471)، ومن طريق ثابت البناني برقم (13296).

وقد روي الحديث من طريق ثابت، عن أنس، عن عمر بن الخطاب. وقد سلف في مسنده برقم (182).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4864).

وعن أبي طلحة، سيأتي 4/ 29.

وعن عائشة، سيأتي 6/ 276.

وعن ابن مسعود عند ابن أبي عاصم (884)، والطبراني في "الكبير"(10320).

قوله: "جيَّفوا" بتشديد الياء على بناء الفاعل، أي: صاروا جِيَفاً، والجِيفَة، بكسر الجيم: جثة الميت إذا أنتن، فهو أخصُّ من المَيْتة.

(1)

لفظة "بي" لم ترد في (ظ 4).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "فضائل الصحابة" =

ص: 78

12022 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " لَمَّا سَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ خَرَجَ فَاسْتَشَارَ النَّاسَ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ اسْتَشَارَهُمْ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ عُمَرُ، فَسَكَتَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ؛ إِنَّمَا يُرِيدُكُمْ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ لَا نَكُونُ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا، إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ، وَلَكِنْ وَاللهِ لَوْ ضَرَبْتَ أَكْبَادَهَا (1) حَتَّى تَبْلُغَ بَرْكَ الْغِمَادِ، لَكُنَّا مَعَكَ (2).

= للمصنِّف (1435) بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8347) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن حميد، به.

وسيأتي الحديث من طريق ثابت البناني عن أنس برقم (13655).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11547).

وعن عبد الله بن زيد بن عاصم، سيأتي 4/ 42.

(1)

في (م) و (ق): أكباد الإبل.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1438)، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8348)، وأبو يعلى (3766) و (3803)، وابن حبان (4721)، وابن مردويه -كما في "تفسير ابن كثير" 2/ 41 - من طرق عن حميد الطويل، به.

وسيأتي عن عبيدة بن حميد، عن حميد برقم (12954)، ومن طريق ثابت البناني برقم (13296).

قوله: "إنما يريدكم" قال السندي: أي ما يريد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالاستشارة إلا كلامكم ورأيكم، فاذكروا رأيكم له.

"أكبادَها" أي: أكباد الإبل. اهـ. =

ص: 79

12023 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَلِيمَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَبِيحَةَ بَنَى بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَأَشْبَعَ الْمُسْلِمِينَ خُبْزًا وَلَحْمًا، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ، فَأَتَى حُجَرَ نِسَائِهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ، فَدَعَوْنَ لَهُ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ، وَأَنَا مَعَهُ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَيْتِ، فَإِذَا رَجُلَانِ قَدْ جَرَى بَيْنَهُمَا الْحَدِيثُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا بَصَرَ بِهِمَا وَلَّى رَاجِعًا، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلَانِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ وَلَّى عَنْ بَيْتِهِ، قَامَا مُسْرِعَيْنِ، فَلَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ أَوْ أُخْبِرَ بِهِ، فَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنَهُ وَبَيْنِي، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ (1).

= وقوله: "بِرْك" قال البكري: بكسر أوله، وإسكان ثانيه، على وزن فِعْل. وقال صاحب "القاموس": بالكسر، ويفتح.

و"الغُِماد" بالغين المعجمة تضم وتكسر، لغتان، بعدها ميم والف ودال مهملة. وهي بلد في أقصى اليمن، وقيل: هو موضع وراء مكة بخمس ليال مما يلي البحر. انظر "معجم ما استعجم" للبكري 1/ 243 - 244، و"معجم البلدان" لياقوت الحموي 1/ 399 - 400، و"البلدان اليمانية عند ياقوت" ص 41 و 43.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/ 37 - 38 من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه ابن سعد 8/ 106، والبخاري (5154)، والنسائي في "الكبرى"(6908)، وفي "عمل اليوم والليلة"(272)، وابن حبان (4062)، والبغوي (2313) من طرق عن حميد الطويل، به. ورواية البغوي مختصرة.

وسيأتي بنحوه عن يزيد بن هارون عن حميد برقم (13072)، وعن عبد الله ابن بكر عن حميد برقم (13769)، وانظر (11943). =

ص: 80

12024 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَرْمِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنْ خَلْفِهِ لِيَنْظُرَ إِلَى مَوَاقِعِ نَبْلِهِ. قَالَ: فَتَطَاوَلَ أَبُو طَلْحَةَ بِصَدْرِهِ يَقِي بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ (1).

= وأخرجه بنحوه البخاري (4791) و (6239) و (6271)، ومسلم (1428)(92)، والنسائي في "الكبرى"(11420)، والطحاوي 4/ 334، والبيهقي 7/ 87، والواحدي في "أسباب النزول" ص 242 من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي مجلز، عن أنس.

وأخرجه أيضاً بنحوه الترمذي (3217)، والطبري 22/ 38 من طريق عمرو ابن سعيد، عن أنس.

وله طرق أخرى مطولة ومختصرة عن أنس ستأتي بالأرقام (12669) و (12716) و (12759) و (13025) و (13361) و (13502) و (13538).

ويعني أنس بقوله: "آية الحجاب" الآية الثالثة والخمسين من سورة الأحزاب، والتي فيها {وإذا سألتموهنَّ متاعاً فاسألوهنَّ من وراءِ حِجَابٍ} .

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "فضائل الصحابة"(1567) للمصنف بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 311، والنسائي في "الكبرى"(8284)، وأبو يعلى (3778)، وابن حبان (4582) و (7181)، والحاكم 3/ 353 من طرق عن حميد الطويل، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين.

وسيتكرر الحديث برقم (13139).

وأخرجه بنحوه ضمن قصة البخاري (2880) و (3811) و (4064)، ومسلم (1811)، وأبو يعلى (3921)، والبيهقي 9/ 30 من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس. =

ص: 81

12025 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ؟ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ "(1).

= وسيأتي الحديث من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة برقم (13800)، ومن طريق ثابت برقم (14058).

وانظر ما سيأتي برقم (13745).

قوله: "كان أبو طلحة يرمي

" أي: يوم أُحدٍ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1446) بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1400)، والنسائي في "الكبرى"(8338)، وأبو يعلى (3650) و (3855)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2809)، وابن حبان (7284) و (7285)، والبغوي (3979) من طرق عن حميد الطويل، به. وقرن عبد بن حميد بحُميد الطويل يحيى الصوافَ.

وأخرجه المصنف في "الفضائل"(1437) من طريق معمر عن ثابت وقتادة، عن أنس. وسلف هذا الطريق في مسند أبي هريرة برقم (7629).

وسيأتي الحديث من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس برقم (13094).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7628). وذُكِرَت شواهده هناك.

قوله: "بخير دور الأنصار" قال السندي: أي: بخير قبائلهم، وكانت كل قبيلة منهم تسكن محلَّةً، فتُسمَّى تلك المحلة دار بني فلان. وقالوا: وسَبقُهم على قدر سَبْقِهم إلى الإسلام. وقيل: يحتمل أن المراد بالدور ظاهرها، وخيريتها بخيرية أهلها، وما يوجد فيها من الطاعات والمَبَرَّات. =

ص: 82

12026 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ أَقْوَامٌ هُمْ أَرَقُّ مِنْكُمْ قُلُوبًا ". قَالَ: فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ فِيهِمْ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ كَانُوا يَرْتَجِزُونَ (1):

غَدًا نَلْقَى (2) الْأَحِبَّهْ

مُحَمَّدًا وَحِزْبَهْ (3)

= قلت (القائل السندي): يحتمل أن تكون الخيرية باعتبار الفضائل المخصوصة بنوع الإنسان كالشجاعة والسخاوة ونحو ذلك كما جاء فى خيرية قريش ونحوهم، وأن يكون باعتبار التقوى والسَّبق إلى الإسلام ونحو ذلك، والله تعالى اعلم.

(1)

في (م) و (س) و (ق): يرتجزون يقولون.

(2)

في (ظ 4) وحدها: نلاقي.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1944) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 106 عن محمد بن عبد الله الأنصاري، والنسائي في "الكبرى"(8352) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن حميد، به.

وسيأتي الحديث من طريق حميد بالأرقام (12582) و (12872) و (13334) و (13768). وسيأتي بنحوه من طريق حميد أيضاً برقم (13212) و (13624).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7202)، وذُكِرَت شواهده هناك.

قوله: "هم أرق منكم قلوباً" قال السندي: أي: قلوبهم أسرعُ إلى قَبُول الحق، ولذلك آمنوا، وهاجروا إليه بلا سبق محاربةٍ. قيل: الرِّقَّة ضدُّ الغِلْظة، فإذا بَعُدَ القلب عن الحق، وأعرض عن قبوله، ولم يتأثر بالآيات والنُّذُر يوصف بالغِلَظ، وإذا كان عكس ذلك يوصف بالرِّقة واللِّين.

ص: 83

12027 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ. وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، أَظُنُّهَا (1) عَائِشَةَ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ مَعَ خَادِمٍ لَهَا بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، قَالَ: فَضَرَبَتِ الْأُخْرَى بِيَدِ الْخَادِمِ، فَكُسِرَتِ الْقَصْعَةُ بِنِصْفَيْنِ، قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " غَارَتْ أُمُّكُمْ " قَالَ: وَأَخَذَ الْكَسْرَيْنِ (2)، فَضَمَّ إِحْدَاهُمَا إِلَى الآخْر (3)، فَجَعَلَ فِيهَا الطَّعَامَ، ثُمَّ قَالَ:" كُلُوا " فَأَكَلُوا وَحَبَسَ الرَّسُولَ وَالْقَصْعَةَ حَتَّى فَرَغُوا، فَدَفَعَ إِلَى الرَّسُولِ قَصْعَةً أُخْرَى، وَتَرَكَ الْمَكْسُورَةَ مَكَانَهَا (4).

(1) في (م) و (س) و (ق): قال: أظنها.

(2)

في (م) الكسرتين.

(3)

في (م) و (س) و (ق): فَضَمَّ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 215، والدارمي (2598)، وأبو يعلى (3849) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2481) و (5225)، وأبو داود (3567)، وابن ماجه (2334)، والترمذي (1359)، والنسائي 7/ 70، وأبو يعلى (3774)، وابن الجارود (1022) من طرق عن حُميد، به.

وسيأتي عن عبد الله بن بكر، عن حميد برقم (13772).

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (3339)، والطبراني في "الصغير"(568)، والدارقطني 4/ 153 من طريق ثابت البناني، عن أنس.

وأخرج الترمذي (1360)، عن علي بن حجر، عن سويد بن عبد العزيز، عن حميد، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم استعار قصعةً، فضاعَتْ، فضمنها لهم. =

ص: 84

12028 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: اشْتَكَى ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَتُوُفِّيَ الْغُلَامُ، فَهَيَّأَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ الْمَيِّتَ، وَقَالَتْ لِأَهْلِهَا: لَا يُخْبِرَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ أَبَا طَلْحَةَ بِوَفَاةِ ابْنِهِ. فَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ: مَا فَعَلَ الْغُلَامُ؟ قَالَتْ: خَيْرُ مَا كَانَ. فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِمْ عَشَاءَهُمْ فَتَعَشَّوْا، وَخَرَجَ الْقَوْمُ، وَقَامَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى مَا تَقُومُ إِلَيْهِ الْمَرْأَةُ، فَلَمَّا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ، قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، أَلَمْ تَرَ إِلَى آلِ فُلَانٍ اسْتَعَارُوا عَارِيَةً فَتَمَتَّعُوا بِهَا، فَلَمَّا طُلِبَتْ كَأَنَّهُمْ كَرِهُوا ذَاكَ. قَالَ: مَا أَنْصَفُوا. قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ كَانَ عَارِيَةً مِنَ اللهِ تبارك وتعالى، وَإِنَّ اللهَ قَبَضَهُ. فَاسْتَرْجَعَ وَحَمِدَ اللهَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ:" بَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا ".

فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللهِ، فَوَلَدَتْهُ لَيْلًا وَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ

= وقال عقبه: حديث غير محفوظ. قلنا: وسويد بن عبد العزيز ضعيف.

وفي الباب عن عائشة عند ابن أبي شيبة 14/ 214، والنسائي 7/ 70، وابن ماجه (2338)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3356).

وعن أم سلمة عند النسائي 7/ 70 - 71، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3354).

قوله: "فضربت الأخرى" قال السندي: أي التي عندها النبي صلى الله عليه وسلم.

"غارت أمكم" اعتذاراً عنها.

"الكسرين" بفتح فسكون، أي: النصفين.

ص: 85

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَحَمَلْتُهُ غُدْوَةً، وَمَعِي تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ، فَوَجَدْتُهُ يَهْنَأُ أَبَاعِرَ لَهُ أَوْ يَسِمُهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتِ اللَّيْلَةَ، فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ:" أَمَعَكَ شَيْءٌ؟ " قُلْتُ: تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ. فَأَخَذَ بَعْضَهُنَّ فَمَضَغَهُنَّ، ثُمَّ جَمَعَ بُزَاقَهُ فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ، فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ:" حُبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَمِّهِ. قَالَ:" هُوَ عَبْدُ اللهِ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 5/ 75 - 76 و 8/ 431 - 432، وأبو يعلى (3882) من طريق عبد الله بن بكر، عن حميد الطويل، به.

وأخرجه مختصراً ابن سعد 8/ 432 عن عبد الوهاب بن عطاء، عن حميد، به- بقصة تسميته عبد الله.

وأخرجه مختصراً ومطولاً ابن سعد 8/ 431 و 434، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 58 من طريق عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة، وابن سعد 8/ 433 - 434 من طريق أم يحيى الأنصارية، والبخاري (1301)، والبيهقي 7/ 34 - 35 من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 199 - 200 من طريق زياد النميري، أربعتهم عن أنس.

وسيأتي الحديث من طريق حميد الطويل برقم (12029) و (12958)، ومن طريق ابن سيرين (12030)، ومن طريق ثابت البناني (12795) ثلاثتهم عن أنس. وانظر ما سيأتي برقم (12725) و (14027).

وفي الباب عن عباية بن رفاعة عند ابن سعد 8/ 434، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 198.

وعن عباية عن أم سليم عند أبي نعيم في "الحلية" 2/ 59.

قوله: "اشتكى ابن لأبي طلحة" قال السندي: أي مرض، وهذا الابن هو =

ص: 86

• 12029 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1): حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ

= أبو عمير صاحب النُّغَير [كما في رواية عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس عند ابن سعد 8/ 431، وأبي يعلى (3398) وابن حبان (7188) وابن السني: (618)].

"فهيأت" بتشديد الياء بعدها همزة أي: فعلت ما يحتاج إليه الميت من الغسل وغيره.

"خير ما كان" بالنصب أي: حاله خير مما كان حيث كان في شدة النَّزْع، وقد خلص منه بالموت، وفهم منه أبو طلحة أنه خفَّ مرضه، وهذا من باب المعاريض المباحة عند الحاجة.

"تحنكه" من التحنيك، وهو ان يمضغ شيئاً حلواً حتى يصير مائعاً بحيث يُبتَلَع، ثم يفتح فم المولود، فيضعه فيه، ليدخل شيءٌ منها جوفَه.

"يَهْنَأ" هو أن يطليَ بالقَطِرَان. "الأباعر" جمع بعير.

"أو يسمها" من الوَسْم، وفيه جواز وَسْمِ الحيوان ليتميز وليعرف فيرده من وجده.

"فأَوجَرَه" أي: جعله في فمه.

"يتلمظ" أي: يحرك لسانه ليبتلع.

قوله: "حب الأنصار التمر" قال النووي: روي بضم الحاء وكسرها، فالكسر بمعنى المحبوب، كالذِّبح بمعنى المذبوح، وعلى هذا فالباءُ مرفوعة، اي: محبوبُ الأنصار التمر، وأما من ضمَّ الحاءَ، فهو مصدر، وفي الباء على هذا وجهان: النصب، وهو الأشهر بتقدير: انظروا حبَّ الأنصار، والرفع على أنه مبتدأ حُذِفَ خبرُه، أي: حُبُّ الأنصارِ التمرَ عادةٌ لهم من صغرهم، والتمر على الأول مرفوع، وعلى الوجهين الأخيرين منصوب.

وفي الحديث مناقب لأم سُليم رضي الله عنها من عِظَم صبرها، وحسن رضاها بقضاء الله، وجزالة عقلها في إخفاء موته على أبيه أول الليل ليبيت مستريحاً بلا حزن.

(1)

هذا الحديث سقط من (ظ 4)، وفي (م) والنسخ المتأخرة: حدثنا =

ص: 87

بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ وَعَلَيْهِ بُرْدَةٌ (1).

12030 -

حَدَّثَنَا (2) ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ. عَنْ أَنَسٍ: فَأَتَيْتُهُ وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ لَهُ، وَهُوَ فِي الْحَائِطِ يَسِمُ الظَّهْرَ الَّذِي قَدِمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: رُوَيْدَكَ أَفْرُغُ لَكَ. قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِىٍّ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ: إِنَّ أَبَا طَلْحَةَ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: " بِتُّمَا عَرُوسَيْنِ؟ ". قَالَ: " فَبَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي عُرْسِكُمَا ". وَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ: كَيْفَ ذَاكَ الْغُلَامُ؟ قَالَتْ: هُوَ أَهْدَأُ مِمَّا كَانَ (3).

= عبد الله حدثني أبي، بزيادة أبيه، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 1/ 366 فالحديث من رواية عبد الله عن بندار.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بندار: هو محمد بن بشار بن عثمان العبدي. وانظر ما قبله.

(2)

في (م): حدثنا بندار، حدثنا ابن أبي عدي، بزيادة "حدثنا بندار"، وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، ومحمد هو ابن سيرين.

وأخرجه البخاري بإثر الحديث (5470) و (5824)، ومسلم (2119)(109)، وابن حبان (4532)، والبيهقي 7/ 35 من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد- بعضهم يرويه مختصراً، وبعضهم يرويه مطولاً بنحو حديث حميد السابق.

وأخرجه مسلم (2144)(23)، وأبو عوانة في اللباس كما في "إتحاف المهرة" 2/ 279 من طريق حماد بن مسعدة، عن عبد الله بن عون، به. =

ص: 88

12031 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: تَزَوَّجَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ - وَهِيَ أُمُّ أَنَسٍ وَالْبَرَاءِ - فَوَلَدَتْ لَهُ وَلَدًا كَانَ (1) يُحِبُّهُ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" فَبِتُّمَا عَرُوسَيْنِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِكُمَا؟! " فَقَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " بَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا "(2).

= وخالف يزيدُ بن هارون محمد بن أبي عدي، فقال فيه: أنس بن سيرين، بدل محمد بن سيرين، فقد أخرجه كذلك ابن سعد 5/ 75 و 8/ 433، والبخاري (5470)، ومسلم (2144)(23)، وأبو عوانة في الأسامي كما في "إتحاف المهرة" 2/ 279، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8631) من طريق يزيد بن هارون، عن عبد الله بن عون، عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك.

لكن وقع في رواية مسلم والبيهقي: ابن سيرين دون تسمية.

وسيأتي من طريق محمد بن سيرين برقم (12031) و (12865).

(1)

في (م) و (س) و (ق): وكان يحبه، بزيادة واو.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، موسى بن هلال -وهو العبدي شيخ المصنف- حسن الحديث، فقد روى عنه جمع، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقال الذهبي: صالح الحديث.

هشام: هو ابن حسان القردوسي. وسيأتي الحديث مطولاً برقم (12865) عن موسى بن هلال، عن همام، بدل هشام.

قوله: "وهي أم أنس والبراء" قال السندي: هو البراء بن مالك بن النضر أخو أنس، قال أبو حاتم: أخوه لأبيه، وقال ابن سعد: لأبيه وأمه. قال الحافظ في "الإصابة" 1/ 280: وفيه نظر بما في ترجمة شريك بن سحماء أنه أخو البراء بن مالك لأمه، أمهما سحماء، وأما أم أنس فأم سُليم بلا خلاف، انتهى. قلت (القائل السندي): هذا الحديث يؤيِّد قول ابن سعد كما لا يخفى، إلا أن في سنده موسى بن هلال، وقد تكلموا فيه، وأما ما في ترجمة شريك =

ص: 89

12032 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ. وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، الْمَعْنَى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نُودِيَ بِالصَّلَاةِ، فَقَامَ كُلُّ قَرِيبِ الدَّارِ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَبَقِيَ مَنْ كَانَ أَهْلُهُ نَائِيَ الدَّارِ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِخْضَبٍ مِنْ حِجَارَةٍ، فَصَغُرَ أَنْ يَبْسُطَ كَفَّهُ (1) فِيهِ، قَالَ: فَضَمَّ أَصَابِعَهُ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ بَقِيَّتُهُمْ.

قَالَ حُمَيْدٌ: وَسُئِلَ أَنَسٌ: كَمْ كَانُوا؟ قَالَ: ثَمَانِينَ أَوْ زِيَادَةً (2).

12033 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ

= فقد أجاب عنه الحافظ بنفسه في ترجمة شريك، بأنه يمكن حملُه على إنه أخوه لأُمه رَضاعاً، والله تعالى اعلم.

(1)

في (م): أكفه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، ويزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 475، والبخاري (3575)، والفريابي في "دلائل النبوة"(24) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (195)، وابن حبان (6545) من طريق عبد الله بن بكر، عن حميد الطويل، به.

وسيأتي من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12348) و (12412) و (12694) و (13266).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2268).

وعن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (4393).

وعن جابر، سيأتي 3/ 357 - 358.

وعن أبي قتادة، سيأتي 5/ 298.

المِخْضب: إناء صغير من حجارة.

ص: 90

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ بَنِي سَلِمَةَ أَرَادُوا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْ مَنَازِلِهِمْ، فَيَسْكُنُوا قُرْبَ الْمَسْجِدِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَرِهَ أَنْ تُعْرى الْمَدِينَةُ، فَقَالَ:" يَا بَنِي سَلِمَةَ، أَلَا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. فَأَقَامُوا (1).

12034 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ الْمَعْنَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْعَى، فَانْتَهَى وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ أَوْ انْبَهَرَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الصَّفِّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 207، والبخاري (655) و (656) و (1887)، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 77، وابن ماجه (784)، والبيهقي 3/ 64، والبغوي في "شرح السنة"(469) من طرق عن حميد، بهذا الإسناد، وقرن ابن شبة بحميد سعيد بن المسيب.

وسيأتي من طريق حميد برقم (12876) و (13770).

وفي باب فضل كثرة الخُطا إلى المساجد لبعد المنزل، حديث أبي هريرة السالف برقم (8618)، وذُكرت شواهده هناك ونزيد عليها هنا حديث أبي سعيد الخدري عند الترمذي (3226).

قوله: "إن بني سَلِمة": بكسر اللام: قبيلة من الأنصار، وليس في العرب بكسر اللام غيرهم.

وقوله: أن تُعرَى: أي: أن تترك خالية.

"ألا تحتسبون آثاركم" أي: ألا تطلبون أجور خُطاكم إلى المسجد، أي: لو رأيتم لها أجراً عند الله لما اخترتم قُربَ المسجد، ولا كرهتم بُعْده، والله تعالى أعلم. "فتح الباري" 2/ 140، وحاشية السندي.

ص: 91

قَالَ: " أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ فَقَالَ: " أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ؟ فَإِنَّهُ قَالَ خَيْرًا، وَلَمْ يَقُلْ بَأْسًا " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا أَسْرَعْتُ الْمَشْيَ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى الصَّفِّ، فَقُلْتُ الَّذِي قُلْتُ. قَالَ:" لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا " ثُمَّ قَالَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ، فَلْيَمْشِ عَلَى هِينَتِهِ، فَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ، وَلْيَقْضِ مَا سُبِقَهُ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة محمد بن أبي عدي، وأما متابعه سهل بن يوسف -وهو الأنماطي- فمن رجال البخاري.

وأخرجه عبد الرزاق (2561)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5624) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.

وأخرج قصة قضاء ما فات المسبوقَ البخاريُّ في "القراءة خلف الإمام"(166) ومعلقاً (167)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 397، والطبراني في "الأوسط"(4403) من طرق عن حميد، به.

وسيأتي الحديث من طريق حميد عن أنس بالأرقام (12713) و (12960) و (13397) و (13558) و (13645).

وسيأتي من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12713) و (12988) و (13645) و (13844).

وفي باب قصة الرجل المتكلم بذكر الله حديث ابن عمر السالف برقم (4627)، وذُكرت شواهده هناك، ونزيد عليها:

عن وائل بن حجر، سيأتي 4/ 317.

وعن رفاعة بن رافع، سيأتي 4/ 340.

وفي باب المشي بسكينة إلى الصلاة، حديث أبي هريرة السالف برقم (7230).

قوله: "وقد حفزه النفس" قال السندي: بفتح الحاء المهملة، والفاء والزاي =

ص: 92

12035 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ بَيْنَ يَدَيَّ (1) خَشَفَةً، فَإِذَا أَنَا بِالْغُمَيْصَاءِ بِنْتِ مِلْحَانَ "(2).

12036 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ

= المعجمة، و"النفس" بفتحتين، أي: جهده من شدة السعي إلى الصلاة، وأصل الحَفْز: الدفع العنيف، وفي "النهاية": الحَفْز: الحثُّ والاستعجال.

"أو انْبَهَر" كلمة "أو" للشك، وهو من البُهر بضم الموحدة: ما يعتري الإنسان عند السعي الشديد والعَدْو من تتابع النَّفَس.

"طيباً" من الرِّياء والسمعة.

"مباركاً فيه" بالنماء والزيادة إلى حيث شاء الله تعالى.

"يبتدرونها" أي: كل منهم يريد أن يسبق غيره في رفعها إلى محل العرض أو القبول.

"أيهم يرفعها" حال، أي: قاصدين ظهور أيهم يرفعها.

"على هينته" بكسر الهاء، أصله الواو من الهَون بالفتح، وهو الرفق.

"سُبقه" على بناء المفعول والتعدية إلى المفعول الثاني على الحذف والإيصال، أي: ما سبق به، أو على بناء الفاعل وضمير الفاعل للإمام، وبه مقدر في الكلام، والله تعالى أعلم.

وأما قوله: "أيكم المتكلم" فظاهره يعارض قولَه صلى الله عليه وسلم فيما سلف من حديث أنس أيضاً برقم (11997): "إني أراكم من أمامي ومن خلفي"، لكن حَمَلَ بعضُ أهل العلم الرؤيةَ هنا على أنها رؤية علم، أي: يُلقي الله في قلبه ما هم عليه في صلواتهم من الخشوع فيها وما سواه مما يكونون عليه فيها خلفه، فبهذا ينتفي التعارضُ بينهما، والله تعالى اعلم. انظر "شرح مشكل الآثار" 14/ 287 - 290.

(1)

لفظة "بين يدي" ليست في (ظ 4).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (11955).

ص: 93

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا، اسْتَعْمَلَهُ " قَالُوا: وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟ قَالَ: " يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ مَوْتِهِ "(1).

12037 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (970)، وابن أبي عاصم في "السنة"(399) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2143)، وابن أبي عاصم (397) و (398)، وابن حبان (341)، والطبراني في "الأوسط"(1962)، والحاكم 1/ 339 - 340، والبغوي و (4098) من طرق عن حميد، به.

وسيأتي الحديث من طريق حميد مطولاً ومختصراً بالأرقام (12214) و (13408) و (13695).

وفي الباب عن عمر الجمعي، سيأتي 4/ 135.

وعن أبي عنبة، سيأتي 4/ 200.

وعن عمرو بن الحَمِق، سيأتى 5/ 224.

"استعمله" أي: في الخير.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 53 - 54، وأبو يعلى (3430) و (3754) و (3812) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12272) و (12931) و (13824). =

ص: 94

12038 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ، قَالَ:" مَا هَذَا؟ " قَالُوا: نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ أَنْ يُعَذِّبَ هَذَا نَفْسَهُ ". فَأَمَرَهُ فَرَكِبَ (1).

12039 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، رَأَى رَجُلًا يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ،

= وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2894)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (1537) عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه النسائي 7/ 30، والطحاوي 3/ 128 - 129 و 129، وابن حبان (4382)، والبغوي (2444) من طرق عن حميد الطويل، به.

وسيأتي الحديث من طريق حميد عن ثابت برقم (12039)، ومن طريق حميد وثابت برقم (13866).

وأخرج الترمذي (1536) من طريق عمران القطان، عن حميد، عن أنس قال: نذرت امرأة أن تمشي إلى بيت الله، فسئل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال:"إن الله لغنيٌّ عن مشيها، مروها فلتركَبْ". وقال عقبه: حديث حسن صحيح.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8859)، وذُكِرت شواهده هناك.

قوله: "يُهادَى" قال السندي: على بناء المفعول، أي: يمشي بينهما معتمداً عليهما من ضعفٍ به.

"أن يمشي" أي: إلى بيت الله تعالى.

ص: 95

فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

12040 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً قَدْ جَهَدَهُ الْمَشْيُ. فَقَالَ: " ارْكَبْهَا ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا بَدَنَةٌ. قَالَ:" ارْكَبْهَا وَإِنْ كَانَتْ بَدَنَةً "(2).

12041 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَسُوقُ بِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشَةُ، فَاشْتَدَّ فِي السِّيَاقَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ثابت: هو ابن أسلم البناني.

وأخرجه عبد بن حميد (1201)، والبخاري (1865) وتعليقاً باثر الحديث (6701)، ومسلم (1642)، والترمذي (1537)، والنسائي 7/ 30، وأبو يعلى (3424) و (3532) و (3842) و (3881)، وابن الجارود (939)، وابن خزيمة (3044)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 129، وابن حبان (4383)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 329، والبيهقي 10/ 78 من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (3044) من طريق بشر بن المفضل، عن حميد، قال: إما سمعت أنساً، وإما عن ثابت عن أنس.

وسيأتي الحديث من طريق حميد، عن ثابت بالأرقام (12127) و (12889) و (13468)، ومن طريق حميد وثابت معاً برقم (13866).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (11959).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 96

12042 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَسْلَمَ نَاسٌ مِنْ عُرَيْنَةَ فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى ذَوْدٍ لَنَا فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا " - قَالَ حُمَيْدٌ: وَقَالَ قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ:" وَأَبْوَالِهَا " - فَفَعَلُوا، فَلَمَّا صَحُّوا كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، وَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُؤْمِنًا أَوْ مُسْلِمًا، وَسَاقُوا ذَوْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهَرَبُوا مُحَارِبِينَ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي آثَارِهِمْ فَأُخِذُوا، فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ، وَتَرَكَهُمْ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا (1).

= وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12090) و (12761) و (12935) و (13144) و (13642). وسيأتي من حديث أنس عن أم سليم في مسندها 6/ 376.

قوله: "يا أنجشة" قال السندي: بفتح الهمزة والجيم بينهما نون ساكنة، وجاء أن أنجشة كان غلام النبي صلى الله عليه وسلم، وكان حبشياً يكنى أبا مارية.

"رويدك": اسم فعل بمعنى: أَمهِلْ. "سَوْقاً": وفي رواية: سوقَك، هو مفعول لرويدك.

"بالقوارير": بالنساء، استعير اسم القارورة للمرأة لضعف بنائها ورقتها، ولَطافَتها.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي 7/ 96 - 97 عن محمد بن المثنى، عن محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 262، وابن ماجه (2578) و (3503)، والنسائي 7/ 95 - 96 و 96، وأبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 1/ 605، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 107 و 3/ 180، وفي "شرح =

ص: 97

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مشكل الآثار" (1814)، وابن حبان (4471)، والبغوي بإثر الحديث (2569) من طرق عن حميد الطويل، به.

وسيتكرر برقم (13128)، وسيأتي عن يزيد، عن حميد برقم (13129)، وسيأتي من طريق حميد وقتادة وثابت، ثلاثتهم عن أنس برقم (14061). وسيأتي من طريق أبي قلابة برقم (12639)، ومن طريق قتادة برقم (12668) كلاهما عن أنس.

وأخرجه مسلم (1671)(9)، والنسائي في "الكبرى"(7571)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1817)، وأبو عوانة في الحدود كما في "الإتحاف" 2/ 105، والدارقطني 1/ 131 من طريق هشيم بن بشير، عن عبد العزيز بن صهيب وحميد الطويل، كلاهما عن أنس.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 262 و 14/ 197، وأبو يعلى (3905)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 180 من طريق عبد العزيز بن صهيب وحده، عن أنس.

وأخرجه بنحوه مسلم (1671)(13)، وأبو عوانة في الحدود كما في "الإتحاف" 2/ 340، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 180 - 181 و 4/ 311، وفي "شرح مشكل الآثار"(1818)، وابن حبان (1387) من طريق معاوية بن قرة، عن أنس.

وأخرجه بنحوه النسائي 1/ 160 - 161 و 7/ 98، وأبو عوانة في الحدود كما في "الإتحاف" 2/ 376، وابن حبان (1386) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الصغير"(258) من طريق غيلان بن جرير، عن أنس.

وأخرج مسلم (1671)(14)، والترمذي (73)، والنسائي 7/ 100، وابن الجارود (847)، وابن خزيمة وأبو عوانة، كلاهما في الحدود كما في "الإتحاف" 2/ 39، وابن حبان (4474)، والدارقطني 3/ 136، والحاكم =

ص: 98

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 4/ 367، والبيهقي 9/ 62 و 70 من طريق سليمان التيمي، عن أنس قال: إنما سَمَلَ النبيُّ أعينَ أولئك، لأنهم سَمَلُوا أعينَ الرِّعاء.

وأخرج البيهقي 9/ 70 من طريق داود بن أبي هند، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما مَثَّلَ بهم لأنهم مَثَّلُوا بالراعي.

وفي الباب عن أبي هريرة عند عبد الرزاق (18541).

وعن ابن عمر عند أبي داود (4369)، والنسائي 7/ 100.

وعن عائشة عند ابن ماجه (2579)، والنسائي 7/ 99.

قوله: "اجتَوَوا المدينة" أي: استوخموها كما جاء مفسراً في رواية أخرى، أي: لم توافقهم وكرهوها لسقمٍ أصابهم، وهو مشتق من الجَوَى: وهو داء في الجوف.

"ذَوْد"، أي: إبل.

"محارِبِين"، أي: لله ورسوله.

"وسَمَر أعيُنَهم"، أي: كحلها بمسامير مَحْمِيَّة.

قال النووي في "شرح مسلم" 11/ 154: واستدلَّ أصحاب مالك وأحمد بهذا الحديث أن بول ما يؤكل لحمه ورَوْثه طاهران، وأجاب أصحابنا وغيرهم من القائلين بنجاستهما بان شربهم الأبوالَ كان للتداوي، وهو جائز بكل النجاسات سوى الخمر والمسكرات.

وهذا الحديثُ أصلٌ في عقوبة المحاربين، وهو موافقٌ لقول الله تعالى {إنما جزاءُ الذينَ يُحارِبُون اللهَ ورسولَه ويَسْعَوْنَ في الأرضِ فساداً ان يُقَتَّلُوا أو يُصَلَّبُوا أو تُقَطَّعُ أيديهم وأرجلُهم من خلافٍ أو يُنْفَوْا من الأرض} [المائدة: 33].

واختلف العلماءُ في المراد بالآية الكريمة، فقال مالك: هيَ على التخيير، فيُخير الإمام بين هذه الأمور إلا ان يكون المحاربُ قد قَتَل فيتحتَّم قتلُه، وقال أبو حنيفة وأبو مصعب المالكي: الإمامُ بالخيار وإن قتلوا، وقال الشافعي وآخرون. هي على التقسيم، فإن قَتَلوا ولم يأخذوا المالَ، قُتِلوا، وإن قَتَلوا =

ص: 99

12043 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ: اللهُ اللهُ "(1).

= وأخذوا المال، قُتِلُوا وصُلِبُوا، فإن أخذوا المالَ ولم يقتلوا قُطِّعَتْ أيديهم وأرجلُهم من خلاف، فإن أخافوا السبيلَ ولم يأخذوا شيئاً ولم يقتلوا طلبوا حتى يُعَزَّرُوا، وهو المرادُ بالنفي عند الشافعية.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الترمذي (2207) عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن.

وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(449) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، والحاكم 4/ 494 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن حميد، به. ولفظ الحاكم: حتى لا يقال في الأرض: "لا إله إلا الله" وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وأخرجه الترمذي باثر الحديث (2207) عن محمد بن المثنى، عن خالد بن الحارث، عن حميد، عن أنس موقوفاً. ورجَّحه على المرفوع!

وأخرج الحاكم 4/ 495، والخطيب 3/ 82 من طريقين عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة على رجل يقول: لا إله إلا الله، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر

". وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم

، فتعقبه الذهبي بقوله: سنان لم يرو له مسلم. قلنا: وحديثه حسن في الشواهد.

وسيأتي الحديث من طريق حميد الطويل برقم (13082)، ومن طريق ثابت البناني برقم (12660)، كلاهما عن أنس.

وفي الباب عن ابن مسعود عند الحاكم 4/ 494، وصححه على شرط الشيخين.

وعن أبي هريرة عند ابن عدي في "الكامل" 6/ 2092، والخطيب في =

ص: 100

12044 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ

= "تاريخه" 8/ 262.

وعن ابن عمر وابن عباس وعبد الله بن عمرو عند أبي نعيم في " الحلية " 3/ 305.

قوله: "الله الله" قال القرطبي: قَيَّدنا الكلمتين بالنصب، وهو كالنصب في قوله: الأسدَ الأسدَ، بفعلٍ لا يظهر لنيابة التكرار عنه، ولذا إذا لم يُكرروا الفعلَ، يُظهرون الفعلَ، فيقولون: احذرِ الأسدَ، وقَيَّدَهما بعضهم بالرفع على الابتداء ورفع الخبر.

قلنا: ورواه بعضهم من حديث أنس فقال فيه مكان هذا الحرف: "لا إله إلا الله"، قال القاضي عياض: هو تفسير لرواية "الله الله"، لأن ذكر الاسم لا ينقطع لعدم إنكار الصانع.

ولا يقال: فيه جواز رِدَّة كل الأمة، لأنه فرق بين الأمة ارتدت، والأمة لم يبق منهم أحد، والحديث من معنى حديث:"لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق وحثالتهم" وذلك بعد قبض أرواح المؤمنين بالريح اليمانية بعد أن يقاتلوا الدجال ويجتمعوا بعيسى عليه السلام، وليس هو بمعارِضٍ لحديث:"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة" لأن التقدير: إلى قرب قيام الساعة، وهو وقت بعث الريح، لأن بعثها أحد الأشراط، وقُربُ وقت الشيء بمنزلة حضوره. انظر "شرح الأُبِّي" 1/ 430.

قلنا: وأخطأ من استنبط من المتأخرين من هذا مشروعية الذكر بالاسم المفرد، وذلك لأنه لم يشرع في كتاب ولا سنة، ولا هو مأثور عن سلف الأمة، والذكر نوع من العبادة، فلا مجال للرأي فيه، ولأن الذكرَ ثناءٌ على الله سبحانه، وهو لا يكونُ إلا بجملة تامة يَحْسُنُ السكوتُ عليها مثل "لا إله إلا الله" ومثل "سبحانُ الله والحمد لله" ومثل "لا حول ولا قوة إلا بالله" وما كان من هذه البابة من الأذكار المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم، والاسم وحْدَهُ لا يَحْسُنُ السكوتُ عليه، ولا هو جملةٌ تامة، ولا كلام مفيد كما هو مقرر عند أهل العربية.

ص: 101

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا حَدَّثْتُكُمْ " قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَبِي؟ قَالَ:" أَبُوكَ حُذَافَةُ ".

فَقَالَتْ أُمُّهُ: مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَرِيحَ. قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ فِيهِ. قَالَ حُمَيْدٌ: وَأَحْسَبُ هَذَا عَنْ أَنَسٍ.

قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ عُمَرُ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضِبِ اللهِ وَغَضِبِ رَسُولِهِ (1).

12045 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ، وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ، وَلَا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ "(2).

12046 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12192) و (12659) و (12786) و (12820) و (13147) و (13666) و (13667) و (13834).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12883).

"القُسْط" بضم القاف: بخورٌ معروف.

"بالغَمْز" قال السندي: أي: من العُذْرة، وهو بضم عين مهملة، وسكون ذال معجمة: وجع أو ورم يهيج في الحلق من الدم أيام الحر، وكانوا يغمزون موضعه بالأصابع ليخرج منه دم أسود، فأرشدهم إلى أن القسط يُغني عنه.

ص: 102

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِشَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ. قُلْتُ: لِمَنْ: قَالُوا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ " قَالَ: " فَلَوْلَا مَا عَلِمْتُ مِنْ غَيْرَتِكَ لَدَخَلْتُهُ " فَقَالَ عُمَرُ: عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَغَارُ؟ (1).

12047 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ. قَالَ: " لَيْسَ ذَاكَ كَرَاهِيَةَ الْمَوْتِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حُضِرَ، جَاءَهُ الْبَشِيرُ مِنَ اللهِ، بِمَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ، فَلَيْسَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 27، والترمذي (3688)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1266)، والنسائي في "الكبرى"(8127)، وأبو يعلى (3860)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3012)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1957) و (1959) و (1960)، وابن حبان (6887)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 162، وفي "معرفة الصحابة"(195) و (196)، والضياء في "المختارة"(2069) و (2070) و (2071) و (2072) و (2074) و (2077) من طرق عن حميد الطويل، به.

وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة"(451)، والضياء (2073) من طريق زائدة بن قدامة، عن حميد الطويل والمختار بن فلفل، عن أنس.

وسيأتي الحديث من طريق حميد برقم (12834) و (13775)، ومن طريق حميد الطويل وأبي عمران الجوني برقم (12983)، ومن طريق قتادة برقم (13847).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8470)، وذُكِرت شواهده هناك.

ص: 103

شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَكُونَ قَدْ لَقِيَ اللهَ، فَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ - أَوِ الْكَافِرَ - إِذَا حُضِرَ، جَاءَهُ بِمَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ مِنَ الشَّرِّ - أَوْ مَا يَلْقَى مِنَ الشَّرِّ - فَكَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ " (1).

12048 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: مَا مَسِسْتُ شَيْئًا قَطُّ خَزًّا وَلَا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا شَمَمْتُ رَائِحَةً أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه حسين المروزي في زوائده على الزهد لابن المبارك (971) عن محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (780 - كشف الأستار) من طريق خالد بن الحارث، وأبو يعلى (3877) من طريق عبد الله بن بكر، كلاهما عن حميد، به- رواية البزار مختصرة.

وسيأتي من طريق قتادة عن أنس عن عبادة بن الصامت 5/ 316.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8133)، وذُكِرت شواهده هناك.

قوله: "إذا حُضِر"، أي: حضَره الموتُ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرج شطره الأول أبو يعلى (3762) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.

وأخرج الشطر نفسه الطبراني في "الأوسط"(2773) من طريق قتادة، والعقيلي في "الضعفاء" 7/ 2738 من طريق يغنم بن سالم بن قنبر، كلاهما عن أنس.

وسيأتي الحديث من طريق حميد الطويل بالأرقام (13074) و (13715) =

ص: 104

12049 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ. وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَادَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ صَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ " قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَقُولُ: اللهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" سُبْحَانَ اللهِ! لَا تُطِيقُهُ وَلَا تَسْتَطِيعُهُ، فَهَلَّا قُلْتَ: اللهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ". قَالَ: فَدَعَا اللهَ عز وجل، فَشَفَاهُ اللهُ عز وجل (1).

= و (13818) ويأتي تتمة تخريجه عندها.

وسيأتي من طريق ثابت البناني برقم (13317)، ومن طريق ثابت وعبد العزيز بن صهيب برقم (13797).

قوله: "ما مسست" قال السندي: بكسر المهملة الأولى على الأفصح، وكذا "شممت" بكسر الميم الأولى، والمضارع بالفتح فيهما، وقد جاء فيهما فتح العين فالمضارع بضمها.

"خَزّاً": هو الثوب المتخذ من الحرير المخلوط بالصوف.

"ولا حريراً" خالصاً.

"من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم": أراد به رائحته الطيبة التي هي له من غير أن يستعمل طيباً في بدنه، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: اسمه محمد بن إبراهيم.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(973)، ومسلم (2688)(23)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1053)، وفي "الكبرى"(7506) من طريق =

ص: 105

12050 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَيُسْلِمُ لِشَيْءٍ يُعْطَاهُ مِنَ الدُّنْيَا، فَمَا (1) يُمْسِي حَتَّى يَكُونَ الْإِسْلَامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ وَأَعَزَّ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا (2).

= ابن أبي عدي وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 329 من طريق عبد الله بن بكر وحده، به.

وأخرجه مسلم (2688)(23)، والترمذي (3487)، والنسائي في "اليوم والليلة"(1053)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2048)، وابن حبان (936) و (941)، والبغوي في "تفسيره" 1/ 177 من طرق عن حميد، به. وسقط من مطبوع "اليوم والليلة" ثابتٌ، ويستدرك من "التحفة" 1/ 132.

وأخرجه ضمن حديث مطول أبو يعلى (3429) من طريق عباد بن كثير، عن ثابت، عن أنس، وعباد بن كثير متروك.

وسيأتي الحديث من طريق حماد بن سلمة عن ثابت برقم (14067).

وأخرجه عبد بن حميد (1399)، والبخاري في "الأدب المفرد"(728)، وأبو يعلى (3759) و (3802) و (3837)، والطبري 2/ 300، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(555) من طرق عن حميد، عن أنس.

وأخرجه مسلم (2688)(24)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1055) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس.

وأخرجه أبو يعلى (4010) من طريق الأعمش، عن أنس، والأعمش لم يسمع من أنس.

(1)

في (م) و (س) و (ق): فلا، والمثبت من (ظ 4) ونسخة في (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3750) من طريق يزيد بن زريع، و (3880) من طريق عبد الله بن بكر، كلاهما عن حميد الطويل، به. =

ص: 106

12051 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يُسْأَلُ شَيْئًا عَلَى الْإِسْلَامِ إِلَّا أَعْطَاهُ، قَالَ: فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ، فَأَمَرَ لَهُ بِشَاءٍ كَثِيرٍ بَيْنَ جَبَلَيْنِ مِنْ شَاءِ الصَّدَقَةِ، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ، أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً مَا يَخْشَى الْفَاقَةَ (1).

12052 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَعَثَتْ مَعِي أُمُّ سُلَيْمٍ بِمِكْتَلٍ فِيهِ رُطَبٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ أَجِدْهُ وَخَرَجَ قَرِيبًا إِلَى مَوْلًى لَهُ دَعَاهُ، صَنَعَ لَهُ طَعَامًا، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَإِذَا هُوَ يَأْكُلُ، فَدَعَانِي لِآكُلَ مَعَهُ، قَالَ:

= وانظر ما بعده.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن خزيمة (2371)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 2/ 347 من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2312)، وأبو عوانة، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 51، والبيهقي 7/ 19 من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً ابن خزيمة (2372)، وابن حبان (6374) من طريق حميد، عن أنس- دون ذِكر موسى.

وأخرج أبو الشيخ ص 51 من طريق إسحاق بن عبد الله، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يُسأَل شيئاً إلا أعطاه.

وانظر ما قبله.

وسيأتي عن ثابت عن أنس برقم (12790).

الفاقة: الحاجَةُ والفقر.

ص: 107

وَصَنَعَ لَهُ ثَرِيدًا بِلَحْمٍ وَقَرْعٍ، قَالَ: وَإِذَا هُوَ يُعْجِبُهُ الْقَرْعُ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَجْمَعُهُ فَأُدْنِيهِ مِنْهُ، قَالَ: فَلَمَّا طَعِمَ رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ، قَالَ: وَوَضَعْتُ لَهُ الْمِكْتَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَيَقْسِمُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ آخِرِهِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (3303) من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، بهذا الإسناد. وصحح البوصيريُّ إسناده.

وأخرجه ابن سعد 8/ 429، وابن ماجه (3302)، وابن حبان (6380)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 213، والبغوي في "شرح السنة"(2860) من طرق عن حميد، به. وحديث ابن ماجه مختصر بلفظ: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب القرع.

وأخرجه بنحوه البخاري (5420) و (5433) و (5435)، والنسائي في "الكبرى"(6761)، وأبو عوانة 5/ 390 و 391 من طريق ثمامة بن عبد الله بن أنس، وأبو عوانة 5/ 391 من طريق هشام بن زيد، وأبو يعلى (3906) من طريق عبد العزيز بن صهيب، و (4170) من طريق شعيب بن الحبحاب، أربعتهم عن أنس، قال: كنت غلاماً أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على غلامٍ له خياطٍ، فأتاه بقصعةٍ فيها طعام وعليه دباءٌ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبعُ الدباء. قال: فلما رأيت ذلك جعلتُ أجمعُهُ بين يديه، فأقبلَ الغلامُ على عملهِ. قال أنس: لا أزال أحبُّ الدباء بعدما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع ما صنع. واللفظ للبخاري.

وأخرج الترمذي (1849) من طريق معاوية بن صالح، عن أبي طالوت قال: دخلت على أنس بن مالك وهو يأكل القرع وهو يقول: يالكِ شجرةً ما أحبكِ إلا لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكِ. وقال: حديث غريب من هذا الوجه.

وسيأتي الحديث من طريق حميد برقم (13783)، ومختصراً من طريق حميد وثابت برقم (12787). =

ص: 108

12053 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ، وَكَانَ صَائِمًا، فَقَالَ:" أَعِيدُوا تَمْرَكُمْ فِي وِعَائِهِ، وَسَمْنَكُمْ فِي سِقَائِهِ ". ثُمَّ قَامَ إِلَى نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، ثُمَّ دَعَا لِأُمِّ سُلَيْمٍ وَلِأَهْلِهَا بِخَيْرٍ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً. قَالَ:" مَا هِيَ؟ " قَالَتْ: خَادِمُكَ أَنَسٌ. قَالَ: فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ، وَلَا دُنْيَا، إِلَّا دَعَا لِي بِهِ، وَقَالَ:" اللهُمَّ ارْزُقْهُ مَالًا وَوَلَدًا، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ ".

قَالَ: فَمَا مِنَ الْأَنْصَارِ إِنْسَانٌ أَكْثَرُ مَالًا مِنِّي. وَذَكَرَ أَنَّهُ لَا يَمْلِكُ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً غَيْرَ خَاتَمِهِ. قَالَ: وَذَكَرَ أَنَّ ابْنَتَهُ الْكُبْرَى أُمَيْنَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهُ دُفِنَ مِنْ صُلْبِهِ إِلَى مَقْدَمِ الْحَجَّاجِ نَيِّفًا عَلَى عِشْرِينَ وَمِئَةٍ (1).

= وسيأتي الحديث مطولاً ومختصراً من طرق أخرى عن أنس، ستأتي بالأرقام (12513) و (12546) و (12630) و (12728) و (12811) و (12861) و (13115) و (13142) و (13359) و (13643) و (13894) و (13966) و (14085) و (14092).

المِكْتَل: وعاء يسع خمسة عشر صاعاً.

والقَرْع: الدُّبَّاء.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

وأخرجه ابن سعد 8/ 429، والبخاري (1982) وبإثره معلقاً، والنسائي في "الكبرى"(8292)، وأبو يعلى (3878)، وابن حبان (990) و (7186)، =

ص: 109

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والبيهقي في "الدلائل" 6/ 195، والبغوي (1820) من طرق عن حميد بن أبي حميد الطويل، بهذا الإسناد. وروايتا البيهقي والبغوي مختصرتان.

وسيأتي من طريق حميد برقم (12953).

وأخرج قصة الدعاء منه الطيالسي (1987)، والبخاري (6334) و (6344) و (6380) و (6381)، ومسلم (2480)، وأبو يعلى (3200)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 194 من طرق عن شعبة، عن قتادة، عن أنس.

وأخرجها البخاري (6379)، ومسلم (2480)، وأبو يعلى (3239) من طريق شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس.

وأخرجه مسلم (2480)(143)، وابن حبان (7177)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 194 - 195 من طريق عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس قال: جاءت بي أمي، أم أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أَزَّرَتْني بنصف خمارها ورَدَّتْني بنصفه، فقالت: يا رسول الله، هذا أُنيسٌ ابني، أتيتُكَ به يخدُمُكَ، فادعُ الله له. فقال:"اللهم أكثِرْ مالَه وولَدَه". قال أنس: فوالله إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي لَيتعادُّون على نحو المئة اليوم. واللفظ لمسلم.

وأخرجه ابن سعد 7/ 19، وأبو يعلى (4236) من طريق حماد بن زيد، والبخاري في "الأدب المفرد"(653) من طريق سعيد بن زيد، كلاهما عن سنان بن ربيعة، عن أنس بن مالك، قال: ذهبت بي أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، خُويدِمُك ادع الله له. قال:"اللهم كثر مالَه وولدَه، وأَطِلْ عمره، واغفر ذنبَه" قال أنس: فقد دفنت من صلبي مئة غير اثنين، أو قال: مئة واثنين، وإن ثمرتي لتحمل في السنة مرتين، ولقد بقيت حتى سئمت الحياة، وأنا أرجو الرابعة. وسنده حسن في الشواهد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 1/ (710) من طريق هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن أنس بن مالك- بقصة الدعاء وقول أنس: لقد دفنت من صلبي

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/ 196 من طريق نوح بن قيس، عن ثمامة =

ص: 110

12054 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ: هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَرَ مِنَ الشَّيْبِ إِلَّا نَحْوًا مِنْ سَبْعَ عَشْرَةَ، أَوْ عِشْرِينَ شَعْرَةً فِي مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ، وَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يُشَنْ بِالشَّيْبِ. فَقِيلَ لِأَنَسٍ: أَشَيْنٌ هُوَ؟ قَالَ: كُلُّكُمْ يَكْرَهُهُ، وَلَكِنْ خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَخَضَبَ عُمَرُ بِالْحِنَّاءِ (1).

= بن أنس، عن أنس بن مالك- بقصة الدعاء.

وأخرجه مسلم (2481)(144)، والترمذي (3827)، والنسائي في "الكبرى"(8293)، وأبو يعلى (4354)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 196 من طريق جعفر بن سليمان، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعت أمي أم سليم صوته، فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله أنيسٌ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات، فقد رأيت منها اثنتين في الدنيا، وأنا أرجو الثالثة في الآخرة.

وخُويصة: ضبطه الحافظ ابن حجر بتشديد الصاد وتخفيفها تصغير خاصة، وقال: وهو مما اغتُفِرَ فيه التقاءُ الساكنين.

وانظر ما سيأتي بالأرقام (12081) و (12103) و (12626) و (13019).

وسيأتي من حديث أنس عن أم سُليم في مسندها 6/ 430.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم.

وأخرجه ابن ماجه (3629) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وسلف الحديث مختصراً من طريق حميد برقم (11965).

وأخرج مسلم (2341)(105) من طريق أبي إياس معاوية بن قرة، عن أنس أنه سئل عن شيب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما شانه الله ببيضاءَ.

وأخرج الترمذي في "الشمائل"(47) من طريق عمرو بن عاصم، عن =

ص: 111

12055 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ (1) رَجُلٌ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ بِمِشْقَصٍ مَعَهُ، فَتَأَخَّرَ الرَّجُلُ (2).

= حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس قال: رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مخضوباً. قال حماد: وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عقيل قال: رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أنس بن مالك مخضوباً. وعمرو بن عاصم الكلابي وابن عَقيل ليسا بذَينِك القويَّيْن.

وقد جاء عن غير واحد من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خضب، فعن ابن عمر فيما سلف برقم (4672): أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصفِّر لحيته، وعن أبي رمثة فيما سلف برقم (7104): أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وبرأسه رَدْع حِنَّاء، وعن أم سلمة فيما سيأتي 6/ 296: أنها أخرجت شعراً من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مخضوباً بالحِنَّاء والكَتَم.

وقد جمع النووي في "شرح مسلم" 15/ 95 بينها وبين حديث أنس بقوله: والمختار أنه صلى الله عليه وسلم صبغ في وقتٍ وتركه في معظم الأوقات، فأخبر كلٌّ بما رأى، وهو صادق، وهذا التأويل كالمتعيِّن، فحديث ابن عمر في "الصحيحين".

(1)

في (م) و (س): إليه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1072)، والترمذي (2708)، وأبو يعلى (3864) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وسيأتي الحديث من طريق حميد برقم (12257) و (12829)، وله طرق أخرى عن أنس انظر (12425) و (12985) و (13507).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7313). وانظر تتمة شواهده هناك. =

ص: 112

12056 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا مُوسَى اسْتَحْمَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَوَافَقَ مِنْهُ شُغْلًا، فَقَالَ:" وَاللهِ لَا أَحْمِلُكَ ". فَلَمَّا قَفَّا دَعَاهُ، فَحَمَلَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنِي! قَالَ:" فَأَنَا أَحْلِفُ لَأَحْمِلَنَّكَ "(1).

12057 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ

= والمِشقَص: نَصْل السَّهم، وهو رأسه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1988) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1391)، والبزار (1344 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (3835)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 72، والضياء (1984) و (1985) و (1986) و (1987) من طرق عن حميد الطويل، به.

وسيأتي من طريق حميد عن أنس برقم (12835) و (13471)، ومن طريقه عن أنس عن أبي موسى برقم (12836) و (13620) في مسند أنس.

وسيأتي في مسند أبي موسى من غير هذا الطريق 4/ 398.

قوله: "استحمل"، قال السندي: أي: طلب منه أن يحمله على دابَّةٍ للجهاد. اهـ.

وقوله: "فأنا أحلف لأحملنَّك" فمعناه على ما روي عنه صلى الله عليه وسلم في هذه القصة نفسها من حديث أبي موسى عند البخاري (3133) وغيره: "وإني والله -إن شاء الله- لا أحلفُ على يمين فأرى غيرَها خيراً منها، إلا أتيتُ الذي هو خيرٌ وتحلَّلْتُها".

ص: 113

الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ. قَالَ:" سَلْ " قَالَ: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ وَمَا أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ مِنْهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ وَمِنْ أَيْنَ يُشْبِهُ الْوَلَدُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ عليه السلام آنِفًا " قَالَ: ذَلِكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ. قَالَ: " أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْمَشْرِقِ، فَتَحْشُرُ النَّاسَ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ مِنْهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ، زِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَأَمَّا شَبَهُ الْوَلَدِ أَبَاهُ وَأُمَّهُ، فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ إِلَيْهِ الْوَلَدُ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ نَزَعَ إِلَيْهَا ". قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ. وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ، وَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي يَبْهَتُونِي عِنْدَكَ، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِمْ فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي: أَيُّ رَجُلٍ ابْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ؟ قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ:" أَيُّ رَجُلٍ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ؟ " قَالُوا: خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا، وَعَالِمُنَا وَابْنُ عَالِمِنَا، وَأَفْقَهُنَا وَابْنُ أَفْقَهِنَا. قَالَ:" أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ تُسْلِمُونَ؟ ". قَالُوا: أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: فَخَرَجَ ابْنُ سَلَامٍ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ. قَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا، وَجَاهِلُنَا وَابْنُ جَاهِلِنَا. فَقَالَ ابْنُ سَلَامٍ: هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَتَخَوَّفُ مِنْهُمْ (2).

(1) لفظة "رجل" سقط من (م) و (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد بن حميد (1389)، وابن أبي شيبة =

ص: 114

12058 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، نَادَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا انْهَزَمُوا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ كَفَى ". قَالَ: فَأَتَاهَا أَبُو طَلْحَةَ وَمَعَهَا مِعْوَلٌ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ قَالَتْ: إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بَعَجْتُهُ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، انْظُرْ مَا تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ (1).

= 13/ 125، والبخاري (3329) و (3938) و (4480)، وابن أبي عاصم في "الأوائل"(193)، والنسائي في "الكبرى"(8254)، وأبو يعلى (3856) و (3742)، وابن حبان (7161)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(336)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 528 - 529 و 6/ 260 - 261، والبغوي في "شرح السنة"(3769)، وفي "معالم التنزيل" له 4/ 165، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" 2/ 420 - 421 من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طريق حميد برقم (12059) و (12970)، ومن طريق حميد وثابت برقم (13868). وانظر أيضاً (13205).

قوله: "زيادة كبد حوت" قال السندي: هكذا في النسخ بدون الفاء مع وجود "أمّا" في أول الكلام، وهذا قليل، والغالب وجود الفاء بعد "أمّا"، قيل: والمراد بزيادة كبد حوتٍ طرفها، وهي أطيب ما يكون من الكبد، وقيل: هي القطعة المتعلقة بالكبد، وهو في غاية اللَّذة في الطعم.

"نزع إليه": أَشبَهَه وجَذَبَه إليه.

"بُهُت" بضمتين، أو بسكون الثاني، أي: عادتهم الإكثار في البُهتان والكذب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيأتي مختصراً من طريق ثابت برقم (12108)، وبأطول مما هنا من =

ص: 115

12059 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: لَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُسْلِمَ، أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنِّي سَائِلُكَ. فَقَالَ: " سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ " قَالَ: قُلْتُ: مَا أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

12060 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ. وَيَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمَ - قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: عَلَيْنَا - وَأَخَذَ بِيَدِي فَبَعَثَنِي فِي حَاجَةٍ، وَقَعَدَ فِي ظِلِّ حَائِطٍ أَوْ جِدَارٍ حَتَّى رَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَبَلَّغْتُ الرِّسَالَةَ الَّتِي بَعَثَنِي فِيهَا، فَلَمَّا أَتَيْتُ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ لَهُ. قَالَتْ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ سِرٌّ. قَالَتْ: احْفَظْ

= طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة برقم (12977).

وقوله: "اقتل مَن بعدنا أنهزموا" يوضحه رواية إسحاق، ففيها:"اقتل من بعدنا من الطلقاء، أنهزموا بك".

(1)

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وسلف الحديث بطوله برقم (12057) عن ابن أبي عدي عن حميد.

ص: 116

عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِرَّهُ. قَالَ: فَمَا حَدَّثْتُ بِهِ أَحَدًا بَعْدُ (1).

12061 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ: " أَسْلِمْ " قَالَ: أَجِدُنِي كَارِهًا. قَالَ: " أَسْلِمْ وَإِنْ كُنْتَ كَارِهًا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، ويزيد: هو ابن هارون، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1139)، وابن ماجه (3700)، وأبو داود (5203)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3382)، والبغوي (3307) من طرق عن حميد بن أبي حميد الطويل، بهذا الإسناد- وروايتا أبي داود والبغوي مختصرتان، ورواية ابن ماجه مقتصرة على قوله: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن صبيان فسلَّم علينا.

وسيأتي الحديث من طريق حميد عن أنس برقم (13469).

وله طرق أخرى عن أنس ستأتي بالأرقام (12784) و (13293) و (13979)، والطريقان الأخيران اقتصر فيهما المصنف على قصة سرِّ النبي صلى الله عليه وسلم.

وقصة التسليم على الصبيان ستأتي من طريق ثابت البناني، عن أنس بالأرقام (12337) و (12724) و (12896).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1990) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (3765) و (3879)، ومن طريقه (1989) و (1992) من طريقين عن حميد الطويل، به. وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك لرجل من بني النجار.

وسيأتي برقم (12868) عن يحيى القطان، عن حميد. وانظر ما سيأتي =

ص: 117

12062 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا (1).

12063 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ

= أيضاً برقم (12543).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وابن جعفر: هو محمد، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه أبو يعلى (3161) عن أبي موسى محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (476)، وأبو يعلى (3087) و (3155)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(972) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وأخرجه عبد الرزاق (1697)، ومسلم (552)، وأبو داود (475)، والترمذي (572)، والنسائي 4/ 50، وأبو يعلى (2850) و (2885)، والطبراني في "الصغير"(101)، وابن حبان (1635) و (1637)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 98، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 396، والبيهقي 2/ 291 من طرق عن قتادة، به.

وسيأتي بالأرقام (12775) و (12890) و (12891) و (13182) و (13433) و (13450) و (13906) و (13948).

وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي 5/ 178.

وعن أبي أمامة، سيأتي 5/ 260.

وعن بريدة الأسلمي، سيأتي 5/ 354.

النُّخاعة: هي البزقة التي تخرج من أصل الفم، مما يلي أصل النخاع. "النهاية".

ص: 118

عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّهُ مُنَاجٍ رَبَّهُ، فَلَا يَتْفُلَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ عَنْ يَمِينِهِ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: فَلَا يَتْفُلُ أَمَامَهُ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ - وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ "(1).

12064 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، الْمَعْنَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ رِعْلٌ، وَذَكْوَانُ، وَعُصَيَّةُ، وَبَنُو لِحْيَانَ، فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا، فَاسْتَمَدُّوهُ عَلَى قَوْمِهِمْ، فَأَمَدَّهُمْ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ بِسَبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نُسَمِّيهِمْ فِي زَمَانِهِمُ الْقُرَّاءَ، كَانُوا يَحْطِبُونَ بِالنَّهَارِ، وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ، فَانْطَلَقُوا بِهِمْ، حَتَّى إِذَا أَتَوْا بِئْرَ مَعُونَةَ، غَدَرُوا بِهِمْ،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وابن جعفر: هو محمد الملقب بغُندَر، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه أبو يعلى (3169) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، و (3190) من طريق خالد بن الحارث، وأبو عوانة 1/ 405 من طريق سعيد بن عامر، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (531) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.

وسيأتي من طريق قتادة بالأرقام (12809) و (12991) و (13243) و (13451) و (13567) و (13846) و (13889) و (13953) و (14099)، وبأطول منه من طريق حميد بالأرقام (12959) و (13066).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4509).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (8234). وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عمر.

ص: 119

فَقَتَلُوهُمْ، فَقَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَدْعُو عَلَى هَذِهِ الْأَحْيَاءِ: رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، وَبَنِي لِحْيَانَ.

قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ: أَنَّهُمْ قَرَؤُوا بِهِ قُرْآنًا - وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّا قَرَأْنَا بِهِمْ قُرْآنًا - " بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا، فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا " ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ بَعْدُ. وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ أَوْ رُفِعَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (3064)، وأبو يعلى (3159) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وقرن به البخاريُّ سهلَ بنَ يوسف.

وأخرجه ابن سعد 2/ 53، والبخاري (4090)، وأبو عوانة 5/ 44، وأبو يعلى (2921)، والبيهقي في "السنن" 2/ 199، وفي "الدلائل" 3/ 348 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وأخرجه البخاري (4088)، والحازمي في "الاعتبار" ص 86 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس نحوه.

وسيأتي برقم (13683) من طريق قتادة، وبرقم (13462) من طريق حميد بن أبي حميد الطويل، وبرقم (12402) من طريق ثابت البناني، وبرقم (13195) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. وفي حديث حميد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت خمسة عشر يوماً.

وسيأتي الشطر الأول برقم (12087) من طريق عاصم الأحول، وبرقم (13255) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.

وسيأتي مختصراً بقصة قنوت النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه على هذه الأحياء برقم (12150) من طريق قتادة، وبرقم (12655) من طريق عاصم الأحول، وبرقم (12152) من طريق لاحق بن حميد أبي مجلز، وبرقم (13724) من طريق موسى بن أنس. =

ص: 120

12065 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ. وَالْخَفَّافُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ "، وَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ:" لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ "(1).

= وسيأتي برقم (12849) من طريق قتادة، وبرقم (13431) من طريق حنظلة السدوسي، وبرقم (12911) من طريق أنس بن سيرين، وبرقم (13280) من طريق عاصم الأحول، كلهم عن أنس: إن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهراً، وفي بعض الروايات: ان قنوته كان بعد الركوع. وانظر في ذلك ما سيأتي برقم (12117).

وسيأتي أن قنوته صلى الله عليه وسلم كان عشرين يوماً برقم (13158) من طريق حميد الطويل.

وسيأتي أنه قنت حتى فارق الدنيا برقم (12657) من طريق الربيع بن أنس. وهو ضعيف.

وأخرج ابن خزيمة (620) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت إلا إذا دعا لقوم أو دعا على قوم.

وفي باب قصة قتل القراء عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3952).

وعن عروة مرسلاً ضمن حديث عائشة عند البخاري (4093).

وفي باب القنوت بالدعاء لقوم أو على قوم عن ابن عباس، سلف برقم (2746).

وعن ابن عمر، سلف برقم (6349).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (7260) و (7464) و (7465).

وعن خفاف بن إيماء، سيأتي 4/ 57.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. من جهة ابن أبي عدي وابن =

ص: 121

12066 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، عَنْ سَعِيدٍ (1)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَفْتَرِشْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ كَالْكَلْبِ "(2).

= جعفر، واما متابعهما الخفاف -وهو عبد الوهاب بن عطاء- فمن رجال مسلم دون البخاري.

وأخرجه أبو يعلى (3160) من طريق ابن أبي عدي وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1044)، وأبو يعلى (3160)، وابن خزيمة (475) و (476)، وابن حبان (2284) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وأخرجه الطيالسي (2019)، وأبو يعلى (3191)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 337 من طرق عن قتادة، به.

وسيأتي بالأرقام (12104) و (12146) و (12155) و (12426) و (13710).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8408).

(1)

تحرف في (م) إلى: حميد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة محمد بن أبي عدي، وأما متابعه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، فمن رجال مسلم دون البخاري، وهو صدوق.

وأخرجه أبو يعلى (2986) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (892)، والنسائي 2/ 183 و 213 - 214 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به- وقرن به النسائي في الموضع الأول حماد بن سلمة.

وأخرجه أبو يعلى (2853)، وعنه ابن حبان (1927) من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة، به.

وسيأتي بالأرقام (12149) و (12812) و (12840) و (12991) و (13091) و (13232) و (13420) و (13896) و (13897) و (13898) و (13973) =

ص: 122

12067 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ. وَابْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنِّي لَأَدْخُلُ الصَّلَاةَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُطِيلَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَاوَزُ فِي صَلَاتِي، مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ "(1).

= و (14097). وانظر ما سيأتي برقم (12758).

وفي الباب عن جابر بن عبد الله والبراء بن عازب وعائشة، ستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/ 315 و 4/ 283 و 6/ 31.

قوله: "اعتدلوا في السجود"، قال السندي: أي: توسَّطوا فيه بين الافتراش والقبض بوضح الكفين على الأرض ورفع المرفقين عنها، والبطن عن الفخذ، وافتراش الكلب: هو وضع المرفقين مع الكفَّين على الأرض.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وعبدُ الوهاب بن عطاء الخفاف من رجال مسلم وحده.

وأخرجه البخاري (710)، وابن خزيمة (1610) من طريق محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (3158) من طريق أبي موسى محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، به.

وأخرجه البيهقي 2/ 393 من طريق يحيى بن أبي طالب، عن عبد الوهاب الخفاف وحده، به.

وأخرجه البخاري (709)، ومسلم (470)(192)، وابن ماجه (989)، وأبو يعلى (3144)، وأبو عوانة 2/ 88، وابن حبان (2139)، والبيهقي 2/ 393، والبغوي (845) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وأخرجه البيهقي 3/ 118، والحافظ ابن حجر في "التغليق" 2/ 298 من طريق أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، به. وعلقه البخاري من هذا الطريق بإثر الحديث (710). =

ص: 123

12068 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " اقْتُلُوهُ "(1).

= وسيأتي بنحوه عن ثابت عن أنس برقم (12547)، وعن حميد برقم (12877)، وعن شريك برقم (13445)، وعن علي بن زيد وحميد وثابت برقم (13701).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9581).

وعن أبي قتادة، سيأتي 5/ 305، وهو عند البخاري (707).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/ 423.

ومن طريق مالك أخرجه ابن سعد 2/ 139، وابن أبي شيبة 14/ 492، والحميدي (1212)، والدارمي (1938) و (2456)، والبخاري (1846) و (3044) و (4286) و (5808)، ومسلم (1357)، وأبو داود (2685)، والترمذي في "السنن"(1693)، وفي "الشمائل"(105) و (106)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 200 و 201، وفي "الكبرى"(8584)، وابن ماجه (2805)، وأبو يعلى (3539) و (3540) و (3541)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 125، وابن خزيمة (3063)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 258 - 259، وفي "شرح مشكل الآثار"(4519) و (4520)، وابن حبان (3719) و (3721) و (3805)، وابن الأعرابي في "معجمه"(586)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 446، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 139، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 150، والبيهقي 5/ 177 و 6/ 323 و 7/ 59 و 8/ 205، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 273 و 415 و 2/ 57 و 10/ 351، والبغوي (2006)، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 159 و 160 - واقتصر بعض أصحاب هذه المصادر على قول أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح وعلى رأسه مِغْفَر. وسقط مالك من رواية أبي يعلى (3540). =

ص: 124

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَفِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ - يَعْنِي مَالِكًا - قَالَ: وَلَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ مُحْرِمًا، وَاللهُ أَعْلَمُ.

12069 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ - يَعْنِي يَوْمَ عَرَفَةَ -؟ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ الْمُهِلُّ مِنَّا فَلَا يُنْكِرُ عَلَيْهِ، وَيُكَبِّرُ الْمُكَبِّرُ مِنَّا، فَلَا يُنْكِرُ عَلَيْهِ (1).

= وسيأتي من طرق عن مالك بالأرقام (12681) و (12852) و (12932) و (13345) و (13413) و (13436) و (13518).

وأخرجه ابن سعد 2/ 139 - 140، وابن عدي 4/ 1500 من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله الأصبحي، وأبو نعيم 10/ 290 - 291 من طريق ابن أبي ذئب، كلاهما عن ابن شهاب، به- واقتصر ابن عدي وأبو نعيم على قصة المغفر، وهذان الإسنادان ضعيفان، فإن أبا أويس يضعَّف إذا روى ما يخالف من هو أوثق منه، وأما إسناد أبي نعيم، ففيه أحمد بن عيسى أبي طاهر رماه الدارقطني بالكذب كما في "الميزان" 1/ 126.

وقد ذكر ابن عبد البر وغيره أن مالكاً انفرد بهذا الحديث، ولا يُحفَظ عن غيره من طريق صحيح.

والمِغْفَر: ما غطَّى الرأسَ من السلاح كالبيضة وشبهها، من حديدٍ كان أو من غيره.

وأما قتل ابن خَطَل فسببه أنه كان مسلماً ثم ارتدَّ وقتل مسلماً، وكان يسبُّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ويهجوه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومحمد بن أبي بكر: هو ابن عوف الثقفي. وهو في "الموطأ" 1/ 337.

ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/ 352، والدارمي (1877)، والبخاري =

ص: 125

12070 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا "(1).

قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ بِهِ (2).

= (970) و (1659)، ومسلم (1285)(274)، والنسائي 5/ 250، وابن حبان (3847)، والبيهقي 3/ 313 و 5/ 112، والبغوي (1924).

وأخرجه الحميدي (1211)، ومسلم (1285)(275)، والنسائي 5/ 251 من طريق موسى بن عقبة، وابن ماجه (3008) من طريق محمد بن عقبة، كلاهما عن محمد بن أبي بكر، به.

وسيأتي برقم (13521) عن أبي سلمة الخزاعي عن مالك، وبرقم (12493) من طريق عبد العزيز ابن الماجشون عن محمد بن أبي بكر.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4458).

المُهِلُّ: هو الملبِّي، أي القائل: لبَّيك اللهم لبَّيك. وسلف الكلام على الحديث في مسند ابن عمر.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وسيتكرر برقم (12928).

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 30 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (2991) من طريق سليمان التيمي، والطبري في "تفسيره" 27/ 183، والطبراني في "الأوسط"(2540) من طريق عمران القطان، والطبري 27/ 184 من طريق أبي هلال، ثلاثتهم عن قتادة، به- وعند أبي يعلى وقع "ألف عام"!

وسيأتي بالأرقام (12390) و (12677) و (13155) و (13458).

(2)

القائل "فحدثت به أبي" هو سَليم بن حيان، وأبوه: هو حيان بن =

ص: 126

12071 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ، وَأَنْ يُنْبَذَ فِيهِ (1).

= بسطام الهُذَلي البصري، وهذا لم يرو عنه سوى ابنه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن حديث أبي هريرة صحيح من غير هذا الطريق، وقد سلف في مسنده برقم (7498).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه الشافعي 2/ 94، والحميدي (1185)، ومسلم (1992)(31)، وأبو عوانة 5/ 310، والبيهقي 8/ 109 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2110)، والبخاري (5587)، ومسلم (1992)(30)، والنسائي 8/ 305، وأبو عوانة 5/ 311 و 312 و 312 - 313، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 226، وابن حبان كما في "إتحاف المهرة" 2/ 313 (وليس هو في "الإحسان")، والطبراني في "الأوسط"(376)، والبيهقي 8/ 308 - 309 من طرق عن الزهري، به.

وسيأتي الحديث من طريق معمر عن الزهري برقم (12684)، ومن طريق المختار بن فلفل برقم (12099)، ومن طريق عمارة بن عاصم برقم (12707)، ثلاثتهم عن أنس.

الدُّبَّاءُ: هو القَرْع اليابس. والمزفَّت: المطلي بالزِّفت.

قلنا: وتحريم الانتباذ في هذه الأوعية منسوخ، وستأتي الإشارة إلى نسخه في حديث أنس نفسه برقم (13487) و (13615). وكذا هو منسوخ بحديث بريدة الأسلمي الذي ذكرناه عند حديث أبي هريرة السالف برقم (7288).

قوله: "وأن يُنبَذ فيه" قال السندي: عطف على الدُّبَّاء والمزفَّت، كما في أعجبني زيدٌ وعلمُه، وضمير "فيه" لكل واحد.

ص: 127

12072 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ: آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، كَشَفَ السِّتَارَةَ، وَالنَّاسُ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَنَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ كَأَنَّهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، فَأَرَادَ النَّاسُ أَنْ يَتَحَرَّكُوا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ: أَنْ اثْبُتُوا، وَأَلْقَى السَّجْفَ، وَتُوُفِّيَ فِي آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ صلى الله عليه وسلم (1).

12073 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَهُ مِنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (1188)، ومسلم (419)(99)، وابن ماجه (1624)، والترمذي في "الشمائل"(367)، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/ 152، والنسائي 4/ 7، وأبو يعلى (3548) و (3596)، وابن خزيمة (1650)، وأبو عوانة 2/ 118 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (754) و (1205) و (4448)، وابن خزيمة (867) و (1650)، وابن حبان (6620) من طرق عن الزهري، به.

وسيأتي بالأرقام (12666) و (13028) و (13029) و (13030) و (13093) من طريق الزهري، ومن طريق عبد العزيز بن صهيب برقم (13204).

قوله: "كأنه ورقة مصحف"، قال النووي 4/ 142: عبارة عن الجمال البارع، وحُسْن البشرة، وصفاء الوجه واستنارته. وفي المصحف ثلاث لغات: ضَمُّ الميم، وكسرها، وفتحها.

والسجف -بفتح السين وكسرها-: السِّتْر.

ص: 128

وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ (1).

12074 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَهُ مِنْ أَنَسٍ قَالَ: سَقَطَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ فَرَسٍ فَجُحِشَ شِقُّهُ الْأَيْمَنُ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُودُهُ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى قَاعِدًا وَصَلَّيْنَا قُعُودًا، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: " إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: - فَإِذَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2091)، والحميدي (1183)، ومسلم (2559)، والترمذي (1935)، وأبو يعلى (3549) و (3550)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 2/ 305 و 306 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 907، والطيالسي (2091) و (2092)، والبخاري في "الصحيح"(6076)، وفي "الأدب المفرد"(398)، ومسلم (2559)، وأبو داود (4910)، وأبو يعلى (3551) و (3612)، وأبو عوانة كما في "الإتحاف" 2/ 306، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(454)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2741، والطبراني في "الأوسط"(7870)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 374، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 257، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 116، والبغوي (3522) من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه أبو يعلى (3771) من طريق حميد الطويل، عن أنس.

وسيأتي من طريق الزهري بالأرقام (12691) و (13053) و (13180) و (13354)، ومن طريق قتادة برقم (13179).

ويشهد لشطره الأول حديث أبي بكر السالف برقم (5).

ولشطره الثاني في النهي عن الهجران حديث سعد بن أبي وقاص السالف برقم (1519)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 129

سَجَدَ فَاسْجُدُوا - وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِنْ صَلَّى قَاعِدًا، فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعُونَ " (1).

12075 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 325 و 14/ 174، والحميدي (1189)، والبخاري (805) و (1114)، ومسلم (411)(77)، والنسائي 2/ 83 و 195 - 196، وابن ماجه (1238)، وأبو يعلى (3558) و (3595)، وابن الجارود (229)، وابن خزيمة (977)، وأبو عوانة 2/ 105 و 106، وابن حبان (2102)، والبيهقي 3/ 78، والبغوي (850) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 135، والشافعي في "الرسالة"(696)، وفي "المسند" 1/ 111، والطيالسي (2090)، وعبد الرزاق (4079)، والدارمي (1256)، (1310)، والبخاري (689) و (732) و (733)، ومسلم (411)(78) و (79) و (80)، وأبو داود (601)، والترمذي (361)، والنسائي 2/ 98 - 99، وأبو عوانة 2/ 106 و 107، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5637)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 403، وابن حبان (2103) و (2108) و (2113)، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 125، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 373، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 86، والبيهقي 3/ 79، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 132 و 134، والبغوي (850) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طريق الزهري برقم (12652) و (12656)، ومن طريق حميد برقم (13071).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7144). وانظر تتمة شواهده والكلام على الحديث هناك.

ص: 130

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ:" مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ شَيْءٍ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ شَيْءٍ - وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ". وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً أُخْرَى: " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ "(1).

12076 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1018)، والحميدي (1190)، ومسلم (2639)(162)، وأبو يعلى (3556) و (3557) و (3597)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(475)، وابن حبان (563)، وابن منده في "الإيمان"(289)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 309، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 255 و 8/ 461، والبغوي (3476) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(1190)، وابن منده (291)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 160 من طرق عن الزهري، به مختصراً.

وسيأتي من طريق الزهري برقم (12692). وانظر ما سلف برقم (12013).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (1181)، وابن أبي شيبة 2/ 420، والدارمي (1281)، ومسلم (557)، والترمذي (353)، والنسائي 2/ 111، وابن ماجه (933)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1990)، وابن خزيمة (934) و (1651)، وأبو عوانة 2/ 14، وأبو يعلى (3546) و (3547) و (3598)، والبيهقي 3/ 72، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 101، والبغوي (800) من طريق =

ص: 131

12077 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَهُ مِنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ، وَمَاتَ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ، وَكُنَّ أُمَّهَاتِي تَحُثُّنِي عَلَى خِدْمَتِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا، فَحَلَبْنَا لَهُ مِنْ شَاةٍ دَاجِنٍ، وَشِيبَ لَهُ مِنْ بِئْرٍ فِي الدَّارِ، وَأَعْرَابِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَسَارِهِ، وَعُمَرُ نَاحِيَةً، فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عُمَرُ: أَعْطِ أَبَا بَكْرٍ. فَنَاوَلَ الْأَعْرَابِيَّ وَقَالَ: " الْأَيْمَنُ فَالْأَيْمَنُ "(1).

= سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1281)، والبخاري (672)، ومسلم (557)، وابن الجارود (223)، وأبو يعلى (3577)، والطحاوي (1991) و (1992)، وابن حبان (2066)، والبيهقي 3/ 72 - 73 من طرق عن الزهري، به- زاد بعضهم "وهو صائم".

وسيأتي برقم (12645) من طريق معمر عن الزهري. وانظر ما سلف برقم (11971).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، والزهري هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري.

وأخرجه ابن سعد 7/ 20، والحميدي (1182)، ومسلم (2029)(125)، وأبو يعلى (3552) و (3553) و (3554) و (3555) و (3600)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 285، وفي "الآداب"(552)، وفي "شعب الإيمان"(6034)، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 152، والبغوي (3053) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2094)، والدارمي (2116)، والبخاري (2352) و (5612)، والنسائي في "الكبرى"(6861)، وأبو يعلى (3561) و (3562) و (3563) و (3613)، وابن حبان (5336)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" =

ص: 132

وقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنَا أَنَسٌ.

12078 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْلَمَ عَلَى صَفِيَّةَ بِتَمْرٍ وَسَوِيقٍ (1).

= ص 224، وأبو نعيم في "الحلية " 3/ 374، والبغوي (3052) من طرق عن الزهري، به- وهو عند بعضهم مختصر.

وسيأتي من طريق الزهري بالأرقام (12121) و (13038) و (13422)، ومن طريق عبد الله بن عبد الرحمن برقم (13512).

وفي الباب عن سهل بن سعد، سيأتي 5/ 333.

قوله: "كنَّ أمهاتي"، قال السندي: أي أمِّي وخالتي وقرابتهما.

"داجن": هي الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم.

"الأيمن فالأيمن": بالنصب، أي: قدِّم الأيمنَ، أو بالرفع، أي: يتقدمُ أو أحقُّ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3559)، وابن الجارود (727) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (1184)، وأبو داود (3744)، وابن ماجه (1909)، والترمذي في "السنن"(1095) و (1096)، وفي "الشمائل"(178)، والنسائي في "الكبرى"(6601)، وأبو يعلى (3580)، وابن حبان (4061) و (4064)، والطبراني في "الكبير" 24/ (184)، والبيهقي 7/ 260 من طرق عن سفيان بن عيينة، عن وائل بن داود، عن ابنه بكر بن وائل، عن الزهري، به. وقد تحرف عند بعضهم ابنه إلى: أبيه. قال الترمذي عقبه: وكان سفيان بن عيينة يدلس في هذا الحديث، فربما لم يذكر فيه عن وائل عن ابنه، وربما ذكره.

قلنا: قد بَيَّنَ ابنُ عيينة سببَ ذلك، فقد روى عنه الحميدي ومن طريقه أبو =

ص: 133

12079 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مَيْسَرَةَ، وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ سَمِعْتُهُمَا يَقُولَانِ: سَمِعْنَا (1) أَنَسًا يَقُولُ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَبِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ (2).

= يعلى عقب الحديث قوله: وقد سمعت الزهريَّ يحدِّث به، فلم أحفظه، وكان بكر بن وائل يجالس الزهريَّ معنا.

وانظر ما سلف برقم (11953).

قوله: "سَوِيق": هو الطعام المتخذ من مدقوق الحنطة والشعير.

(1)

في (ظ 4): سمعا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (12098).

وأخرجه عبد الرزاق (4317)، والدارمي (1508)، ومسلم (690)(11)، وأبو داود (1202)، والترمذي (546)، والنسائي 1/ 235، وأبو يعلى (3633)، والبغوي (1020) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (1191) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر وحده، به.

وأخرجه ابن حبان (2746) من طريق عمرو بن الحارث، عن محمد بن المنكدر، به- وذكر مكان ذي الحليفة: الشجرةَ، وهو موضع فيه.

وأخرجه الحميدي (1193)، وابن أبي شيبة 2/ 443، وعنه أبو يعلى (3665) عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة وحده، به.

وسيأتي الحديث من طريق محمد بن المنكدر وإبراهيم بن ميسرة برقم (12818)، ومن طريق محمد بن المنكدر وحده برقم (13488) وفي مسند جابر 3/ 378، ومن طريق أبي قلابة عن أنس برقم (12083). وانظر ما سيأتي برقم (12299).

قوله: "بذي الحُليفة ركعتين" قال السندي: أي حين خرج لحجة الوداع، فمن خرج مسافراً يَقْصُر وان لم يقطع مسافة السفر، ولا يلزم منه أن يكون ذو =

ص: 134

12080 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ (1) بْنُ أَبِي بَكْرٍ، سَمِعَ أَنَسًا يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثٌ: أَهْلُهُ، وَمَالُهُ، وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى وَاحِدٌ: يَرْجِعُ (2) أَهْلُهُ وَمَالُهُ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ "(3).

= الحليفة من المدينة مسافة سفر يصح فيها القصر، وهو ظاهر.

(1)

جاء في النسخ الخطية: عُبيد الله بالتصغير، وهو خطأ قديم، وبناءً عليه أورد الحافظ ابن حجر هذا الحديث في "أطراف المسند" 1/ 441 في ترجمة عُبيد الله بن أبي بكر بن أنس، والصواب أنه من حديث عَبد الله -بالتكبير- بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وهو المحفوظ كما في رواية البخاري وغيره.

(2)

لفظة "يرجع" سقطت من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(636)، والحميدي (1186)، والبخاري (6514)، ومسلم (2960)، والترمذي (2379)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 53، وفي الرقائق من "الكبرى"(2064)، وفيها كما في "تحفة الأشراف" 1/ 250، وابن حبان (3107)، والحاكم 1/ 74، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 4، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3339) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2013)، وابن حبان (3108)، والحاكم 1/ 371، والبيهقي في "الشعب"(3340) من طريق عمران القطان، عن قتادة، عن أنس مرفوعاً:"لابن آدم ثلاثة أخِلَّاء: أما خليلٌ، فيقول: ما أنفقت فلك، وما أمسكتَ فليس لك، فهذا ماله، وأما خليلٌ، فيقول: أنا معك، فإذا أتيت باب الملك تركتُك ورجعت، فذلك أهله وحشمه، وأما خليل فيقول: أنا معك حيث دخلتَ وحيث خرجتَ، فهذا عمله، فيقول: إنْ كنتَ لأهون الثلاثة عليَّ". وإسناده حسن، وصححه الحاكم.

ص: 135

12081 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّيْتُ أَنَا وَيَتِيمٌ كَانَ عِنْدَنَا فِي الْبَيْتِ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فِي بَيْتِنَا - خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي دَارِهِمْ، وَصَلَّتْ أُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا (1).

12082 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَهْرِيقُوا عَلَيْهِ ذَنُوبًا - أَوْ سَجْلًا - مِنْ مَاءٍ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن عبد الله: هو ابن أبي طلحة.

وأخرجه الشافعي 1/ 106 والحميدي (1194)، والبخاري (727) و (871)، والنسائي 2/ 118، وابن خزيمة (1539) و (1540)، وأبو عوانة 2/ 75، والبيهقي في "السنن" 3/ 106، والبغوي (829) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث بالأرقام (12340) و (12507) و (12680). وانظر ما سلف (12053).

قوله: "وأم سليم خلفنا" قال السندي: أي خلف الاثنين هو واليتيم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد الأنصاري.

وأخرجه الشافعي 1/ 25، والحميدي (1196)، والترمذي (148)، وأبو عوانة 1/ 214، والبيهقي 2/ 427 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (1660)، وابن أبي شيبة 1/ 193، والدارمي (740)، والبخاري (221)، وبإثر الحديث (220)، ومسلم (284)(99)، والنسائي 1/ 47 و 48، والطحاوي 1/ 13، وأبو عوانة 1/ 213 - 214، والبيهقي 2/ 427 =

ص: 136

12083 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ (1).

12084 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ (2)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَكَانُوا يَفْتَتِحُونَ بِالْحَمْدُ (3).

= من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

وسيأتي الحديث من طريق يحيى الأنصاري برقم (12132) و (12709)، ومن طريق إسحاق بن عبد الله برقم (12984) ومن طريق ثابت برقم (13368).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7255).

الذَّنُوب والسَّجْل، كلاهما بمعنىً: وهو الدَّلْو المملوءة ماءً.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتِياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وأخرجه الحميدي (1192) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(14)، وعبد الرزاق (4315)، والبخاري (1547) و (1548) و (2951)، ومسلم (690)(10)، والنسائي 1/ 237، وأبو يعلى (2794)، وابن حبان (2743) و (2744)، والبيهقي 5/ 10 من طرق عن أيوب السختياني، به.

وسيأتي الحديث من طريق أبي قلابة برقم (12934)، ومطولاً برقم (13831). وانظر ما سلف برقم (12079).

(2)

تحرف في (م) إلى: أبي أيوب.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعي 1/ 78، والحميدي (1199)، والبخاري في "جزء القراءة =

ص: 137

12085 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى، قِيلَ لِسُفْيَانَ: يَعْنِي: سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ يَقُولُ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْأَنْصَارَ لِيُقْطِعَ لَهُمُ الْبَحْرَيْنِ، فَقَالُوا: لَا، حَتَّى تُقْطِعَ لِإِخْوَانِنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِثْلَنَا. فَقَالَ:" إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي "(1).

= خلف الإمام" (127)، والنسائي 2/ 133، وابن ماجه (813)، وابن الجارود (182)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 51، وفي "معرفة السنن والآثار" (723) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. زادوا في رواياتهم:{لله رب العالمين} إلا البخاري. وانظر (11991).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، ويحيى: هو ابن سعيد الأنصاري.

وأخرجه الحميدي (1195)، والبخاري (3794)، ومن طريقه البغوي (2192) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2376) و (3163)، وأبو يعلى (3649) و (3651)، وابن حبان (7276)، والبيهقي 6/ 143 - 144 من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

وعلقه البخاري (2377)، فقال: قال الليث، عن يحيى بن سعيد، عن أنس .. فذكره.

وسيأتي الحديث من طريق أبي معاوية عن يحيى بن سعيد الأنصاري برقم (12706)، ومن طريق يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري برقم (12885).

وسيأتي دون قصة البحرين من طريق هشام بن زيد عن أنس برقم (12749).

وسيأتي ضمن قصة مطولة في تقسيم الغنائم يومَ حُنين من طريق الزهري، عن أنس برقم (12696).

وأخرج الطيالسي (1969) عن شعبة، عن قتادة، عن أنس: أن رجلاً من =

ص: 138

12086 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَبَّحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ بُكْرَةً وَقَدْ خَرَجُوا بِالْمَسَاحِي، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ. ثُمَّ أَحَالُوا يَسْعَوْنَ إِلَى الْحِصْنِ، وَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، ثُمَّ كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ:" خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ ". فَأَصَبْنَا حُمُرًا خَارِجَةً مِنَ الْقَرْيَةِ، فَاطَّبَخْنَاهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل وَرَسُولَهُ

= الأنصار قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: يا رسولَ الله، استعملت فلاناً ولم تستعملني. فقال:"إنكم سترون بعدي أثرةً، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض". وستأتي هذه القصة من طريق شعبة عن قتادة عن أنس عن أُسيد بن حُضَير 4/ 351.

وفي الباب عن عبد الله بن زيد المازني، سيأتي 4/ 42، وهو متفق عليه.

وعن البراء بن عازب، سيأتي 4/ 292.

وعن أبي قتادة الأنصاري، سيأتي 5/ 304.

قوله: "ليقطع لهم البحرين"، أي: ليجعل خَراجَه لهم ويعطيهم، مِنْ: أقطعَ الإمامُ فلاناً أرضاً: إذا أعطاه إياها، وقد جاء في الأحاديث: قَطَعها له باللام، بهذا المعنى، فالمذكور في هذا الحديث يحتمل أن يكون من الإقطاع، وهو المشهور، أو القَطْعِ.

"أَثَرة" بفتحتين: اسم من الاستيثار، وكذا بضم وسكون.

"فاصبروا"، أي: على الإيثار.

قال الحافظ في "الفتح" 7/ 118: وأشار صلى الله عليه وسلم بذلك إلى أن الأمر يصير في غيرهم، فيختصُّون دونهم بالأموال، وكان الأمر كما وصف صلى الله عليه وسلم.

ص: 139

يَنْهَيَانِكُمْ عَنِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، فَإِنَّهَا رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ومحمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه البخاري (2991) و (4198)، والنسائي 7/ 203 - 204 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرج الشطر الأول منه الحميدي (1198)، والبخاري (3647) من طريق سفيان بن عيينة، به.

أما الشطر الثاني -وهو النهي عن لحوم الحمر الأهلية- فأخرجه أبو عوانة 5/ 167 من طريق أحمد بن حنبل، به.

وأخرجه كذلك الحميدي (1200)، ومسلم (1940)(34)، والنسائي 1/ 56، وأبو عوانة 5/ 167 - 168، والطحاوي 4/ 205، والبيهقي 9/ 331 من طريق سفيان بن عيينة، به.

وسيأتي مطولاً ومختصراً من طريق هشام بن حسان عن ابن سيرين برقم (12140) و (12217)، ومن طريق أيوب عن ابن سيرين برقم (12670) و (12679).

ولقوله: "خربت خيبر

" انظر ما سلف من طريق عبد العزيز بن صهيب برقم (11992).

وفي باب النهي عن لحوم الحمر الأهلية عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7039). وذُكِرت بعضُ شواهده هناك.

تنبيه: جاء في التعليق على هذا الحديث في مسند ابن عمرو تعليل النهي عن الحمر الأهلية بما رواه مسلم (1939)(32) عن ابن عباس بأنه كان حمولة الناس، فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن تذهب حمولتهم.

والاقتصار على هذا التعليل خطأ، كيف وقد شك ابن عباس في هذا الحديث نفسه عند مسلم (1939) وكذا عند البخاري (4227) فقال: لا أدري =

ص: 140

قَالَ سُفْيَانُ: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، يَقُولُ: وَالْجَيْشُ.

12087 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى سَرِيَّةٍ مَا وَجَدَ عَلَيْهِمْ، كَانُوا يُسَمَّوْنَ الْقُرَّاءَ.

قَالَ سُفْيَانُ: نَزَلَ فِيهِمْ " بَلِّغُوا قَوْمَنَا عَنَّا أَنَّا قَدْ رَضِينَا وَرُضِيَ عَنَّا " قِيلَ لِسُفْيَانَ: فِيمَنْ نَزَلَتْ؟ قَالَ: فِي أَهْلِ بِئْرِ مَعُونَةَ (1).

12088 -

قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: مَا وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ مَا وَجَدَ عَلَى السَّبْعِينَ الَّذِينَ أُصِيبُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ (2).

12089 -

قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا

= أَنَهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أنه كان حَمولَة الناس، فكره أن تذهب حمولتهم، أو حرَّمه في يوم خيبر. يعني على إطلاقه.

والذي دلَّ عليه حديث أنس نصّاً أنه صلى الله عليه وسلم إنما حرمه مطلقاً من أجل أنه رِجْسٌ. وانظر "فتح الباري" 9/ 655 - 656.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول.

وأخرجه الحميدي (1207)، وابن سعد 2/ 54، ومسلم (677)(302) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وليس فيه عندهم قول سفيان في آخره.

وسيأتي من طريق عاصم برقم (12088) و (13027). وانظر ما سلف برقم (12064).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.

ص: 141

عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: حَالَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فِي دَارِنَا. قَالَ سُفْيَانُ: كَأَنَّهُ يَقُولُ: آخَى (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول.

وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(655)، والحميدي (1205)، والبخاري في "الأدب المفرد"(569)، وأبو داود (2926) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2294) و (6083)، ومسلم (2529)(205)، وأبو يعلى (4023) و (4024)، وابن حبان (4520)، والبيهقي 6/ 262 من طرق عن عاصم الأحول، به.

وأخرجه أبو يعلى (3356) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس.

وسيأتي الحديث من طريق عاصم الأحول بالأرقام (12472) و (13986) و (13987).

قوله: "حالف رسول الله صلى الله عليه وسلم

إلخ"، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 424 - 425: أي: آخى بينهم وعاهد، وأصلُ الحِلْف: المعاقَدَةُ والمعاهَدَة على التعاضد والتساعُد والاتِّفاق، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات، فذلك الذي ورَدَ النهيُ عنه في الإسلام بقوله صلى الله عليه وسلم: "لا حِلْفَ في الإسلام" وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم، وصلة الأرحام، كحلف المُطيَّبين وما جرى مجراه، فذلك الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: "وأيُّما حِلْفٍ كان في الجاهلية لم يزده الإسلامُ إلا شدةً" يريد من المعاقدة على الخير، ونُصْرة الحق، وبذلك يجتمع الحديثان، وهذا هو الحِلفُ الذي يقتضيه الإسلام، والممنوع منه ما خالف حُكم الإسلام.

وقيل: المحالفة كانت قبلَ الفتح، وقوله:"لا حِلفَ في الإسلام" قاله زمنَ الفتح، فكان ناسخاً. (كما في حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم: =

ص: 142

12090 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ لَهُ (1) حَادٍ يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشَةُ، وَكَانَتْ أُمُّ أَنَسٍ مَعَهُمْ، فَقَالَ:" يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ بِالْقَوَارِيرِ "(2).

12091 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي بِالْبَيْدَاءِ:" لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ مَعًا "(3).

= 6692).

(1)

في (ظ 4): وله حاد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. التيمي: هو سليمان بن طرخان.

وأخرجه الحميدي (1209)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(529)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 30، وابن الأعرابي في "معجمه"(42) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 430، ومسلم (2323)(72)، وأبو يعلى (4064)، وابن حبان (5800) و (5802)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 143، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 208 من طرق عن سليمان التيمي، به.

وسيأتي الحديث عن يحيى القطان برقم (12165)، وعن إسماعيل ابن علية برقم (12799)، كلاهما عن سليمان التيمي.

وسيأتي الحديث في مسند أم سُلَيم 6/ 376 من طريق سليمان التيمي، عن أنس، عن أم سليم.

وانظر ما سلف برقم (12041).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد =

ص: 143

12092 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ (1)، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا رَمَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْجَمْرَةَ (2) وَنَحَرَ هَدْيَهُ، حَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: وَأَعْطَى الْحَالِقَ - شِقَّهُ الْأَيْمَنَ فَحَلَقَهُ، فَأَعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ، ثُمَّ حَلَقَ الْأَيْسَرَ، فَأَعْطَاهُ النَّاسَ (3).

= الطويل.

وأخرجه الحميدي (1215)، وأبو يعلى (3737)، والبغوي (1881) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (11958).

(1)

تحرف "ابن سيرين عن أنس" في (م) إلى: عن أنس وابن سيرين!

(2)

في (س) و (ق) و (م): جمرة العقبة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن سيرين: هو محمد.

وأخرجه الحميدي (1220)، ومسلم (1305)(326)، وأبو داود (1982)، والترمذي (912)، والنسائي في "الكبرى"(4116)، وابن خزيمة (2928)، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 2/ 280، وابن حبان (3879)، والبيهقي 1/ 25 و 7/ 67 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1305)(323) و (324) و (325)، وأبو داود (1981)، والنسائي في "الكبرى"(4102)، وأبو يعلى (2827)، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 2/ 280، وابن حبان (1371)، والبيهقي 5/ 103 من طرق عن هشام بن حسان، به.

وسيأتي بالأرقام (13164) و (13242) و (13685).

وأخرج البخاري (171)، والبيهقي 7/ 67 من طريق عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حلق رأسه كان أبو طلحة أول من أخذ من شعره.

ص: 144

12093 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَهْدَى أُكَيْدِرُ دُومَةَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي - حُلَّةً فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ حُسْنِهَا (1)، فَقَالَ:" لَمِنْدِيلُ (2) سَعْدٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ - أَوْ أَحْسَنُ - مِنْهَا "(3).

= وانظر ما سيأتي برقم (12363) و (12483).

قوله: "حَجَم" قال السندي: فيه إطلاق الحجامة على حلق الرأس.

"فأعطاه أبا طلحة"، أي: ليتبرَّك به هو وأهله.

(1)

في (م) و (س) و (ق): فأعجب الناسَ حسنها.

(2)

في (م) و (س) و (ق): لَمَنَادِيلُ.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن جدعان -وهو علي بن زيد بن عبد الله- لكنه قد توبع.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 309 - 310 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (1203) عن سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5347)، وفي "مسند الشاميين"(1693) من طريق الزهري، عن أنس.

وسيأتي الحديث من طريق علي بن زيد بن جدعان برقم (13400) و (13626)، ومن طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12223) و (13148) و (13492).

وفي الباب عن البراء بن عازب، سيأتي 4/ 289.

قوله: "أُكَيْدر دُومَة" بضم الهمزة وفتح الكاف وسكون التحتية: هو الكِنْدي صاحب دومة الجَنْدَل، مدينة بين الشام والحجاز، قرب تبوك. ذكره ابن منده وأبو نعيم في الصحابة وقالا: كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأرسل إليه سرية مع خالد بن الوليد، ثم إنه اسلم، وأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حلة سيراء، فوهبها لعمر، وتعقب ذلك ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 135، فقال: إنما أهدى إلى النبي =

ص: 145

12094 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ جُدْعَانَ، قَالَ: قَالَ ثَابِتٌ لِأَنَسٍ: يَا أَنَسُ، مَسِسْتَ يَدَ (1) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَرِنِي أُقَبِّلُهَا (2).

12095 -

قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُدْعَانَ (3)

= صلى الله عليه وسلم وصالحه، ولم يسلم، وهذا لا خلاف فيه بين أهل السير، وأما من قال: إنه أسلم، فقد أخطأ خطأً ظاهراً، بل كان نصرانياً، ولما صالحه النبي صلى الله عليه وسلم عاد إلى حصنه، وبقي فيه، ثم إن خالد بن الوليد أسره في أيام أبي بكر، فقتله كافراً.

قوله: "حُلَّة" بالضم: إزار ورداء، ولا تسمى حلة حتى تكون ثوبين.

قوله: "لمنديل سعد" قال السندي: قاله تزهيداً لهم في الدنيا، وترغيباً في الآخرة حين خاف عليهم أن يميلوا في الدنيا، والله تعالى أعلم.

(1)

لفظة "يد" ليست في (ظ 4).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف على بن زيد بن جدعان. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه الدارمي (50) ضمن حديث، والبخاري في "الأدب المفرد"(974) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

ويشهد له حديث سلمة بن الأكوع الآتي في مسنده 4/ 54 - 55، ففيه عن عبد الرحمن بن رَزين: أنه نزل الرَّبَذَة هو وأصحابه يريدون الحجَّ، قيل لهم: هاهنا سلمة بن الأكوع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيناه فسلَّمنا عليه، ثم سألناه فقال: بايعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هذه. وأخرج لنا كفَّه كفّاً ضخمة. قال: فقمنا إليه فقبَّلنا كفَّيه جميعاً. وإسناده حسن.

(3)

في (س) و (ق): سمعت من ابن جدعان.

ص: 146

عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ "(1).

12096 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعَ قَاسِمٌ الرَّحَّالُ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن جدعان: هو علي بن زيد، وهو ضعيف، لكن تابعه ثابت البناني في الحديث الآتي برقم (13105). سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه أبو يعلى (3991)، والحاكم 3/ 352 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طريق علي بن زيد (12101) و (13604) و (13745). وهو في الموضع الأخير مطوَّل، وانظر تمام تخريج الحديث فيه.

وأخرجه ابن سعد 3/ 505، والحاكم 3/ 352 من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر أو عن أنس، بلفظ "خير من ألف رجل". وقال الحاكم بإثره: ورواته عن آخرهم ثقات، وإنما يعرف هذا المتن من حديث علي بن زيد بن جدعان عن أنس.

قوله: "خير من فئة" قال السندي: أي: أَهْيَبُ في صدور العدو "من فئة"، أي: جماعة، وفي رواية: "لصوت أبي طلحة أَشَدُّ

" قلنا: ستأتي هذه الرواية برقم (13105) و (13604).

وأبو طلحة هذا: هو الصحابي الجليل زيد بن سهل الخزرجي، من بني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحدُ أعيان البدريِّين، وهو زوج أم سُليم والدة أنس، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح. مات أبو طلحة بالمدينة سنة أربع وثلاثين، وصلَّى عليه عثمان، رضي الله عنهما.

ص: 147

أَنَسًا يَقُولُ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَرِبًا لِبَنِي النَّجَّارِ، كَأَنَّهُ (1) يَقْضِي فِيهَا حَاجَةً، فَخَرَجَ إِلَيْنَا مَذْعُورًا - أَوْ فَزِعًا - وَقَالَ:" لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَسَأَلْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ أَهْلِ الْقُبُورِ مَا أَسْمَعَنِي "(2).

12097 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُطِيفُ بِنِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ، يَغْتَسِلُ غُسْلًا وَاحِدًا (3).

(1) في (م) و (س): وكانَ، وفي (ق): كان، دون الواو.

(2)

إسناده صحيح، قاسم الرحال: هو ابن يزيد، ترجم له الحافظ في "التعجيل"(875)، روى عنه سفيان بن عيينة وحماد بن سلمة، ووثقه ابن معين في رواية إسحاق بن منصور، وابن خلفون، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال: ربما أخطأ. وسفيان شيخ أحمد: هو ابن عيينة.

وأخرجه الحميدي (1187)، وأبو يعلى (3693)، وابن أبي داود في "البعث"(14)، وابن الأعرابي في "معجمه"(33)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(93) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (12007).

الخَرِب، بفتح الخاء وكسر الراء: جمع خَرِبَةٍ، مثل كَلِمةٍ وكَلِم، والخَرِبةُ: موضع الخَراب. ويجوز في ضبطه: خِرَب، بكسر الخاء وفتح الراء، وهي أيضاً جمعُ خَرِبةٍ، وخِرْبةٍ، وهما بمعنى.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد البصري.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9037)، وابن خزيمة (229) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال ابن خزيمة: هذا خبر غريب، والمشهور عن معمر، عن قتادة، عن أنس. قلنا: سيأتي من طريق معمر عن قتادة برقم =

ص: 148

12098 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مَيْسَرَةَ وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، يَقُولَانِ: سَمِعْنَا (1) أَنَسًا يَقُولُ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَبِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ (2).

12099 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُخْتَارَ بْنَ فُلْفُلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ الشُّرْبِ فِي الْأَوْعِيَةِ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُزَفَّتَةِ، وَقَالَ:" كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ". قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الْمُزَفَّتَةُ؟ قَالَ: الْمُقَيَّرَةُ.

قَالَ: قُلْتُ: فَالرَّصَاصُ وَالْقَارُورَةُ؟ قَالَ: مَا بَأْسٌ بِهِمَا. قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَهُمَا! قَالَ: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ كُلَّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ.

قَالَ: قُلْتُ لَهُ: صَدَقْتَ، السُّكْرُ حَرَامٌ، فَالشَّرْبَةُ وَالشَّرْبَتَانِ

= (12640).

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 232 من طريق سفيان، عن مِسعر بن كِدام، عن ثابت، به. وقال: غريبٌ من حديث مسعر عن ثابت، لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

وسيأتي من طريق ثابت بالأرقام (12632) و (12926) و (13648). وانظر ما سلف برقم (11946).

قوله: "يطيف" قال السندي: من أَطافَ يُطيفُ، بمعنى: طاف يطوف.

(1)

في (ظ 4): سمعا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12079).

ص: 149

عَلَى طَعَامِنَا؟ قَالَ: مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ (1).

وَقَالَ: الْخَمْرُ مِنَ الْعِنَبِ، وَالتَّمْرِ، وَالْعَسَلِ، وَالْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَالذُّرَةِ، فَمَا خَمَّرْتَ مِنْ ذَلِكَ فَهِيَ الْخَمْرُ (2).

(1) في (ظ 4): ما أسكر، قليله وكثيره، حرام.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، المختار بن فلفل من رجاله، وعبد الله بن إدريس من رجالهما.

وهو عند المصنف في "الأشربة"(190) و (191).

وأخرجه النسائي 8/ 308، وأبو يعلى (3954) و (3966) من طريق عبد الله بن إدريس بهذا الإسناد. واقتصر النسائي وأبو يعلى في الموضع الأول على الفقرة الأولى منه، ورواية النسائي أخصر.

وأخرج أبو يعلى (3971) من طريق ابن إدريس أيضاً، به: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن شراب باليمن يقال له: البِتْع والمِزْر، فقال:"ما أسكر فهو حرام".

وأخرج البزار (2920 - كشف الأستار) من طريق القاسم بن مالك، عن المختار بن فلفل، عن أنس قال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنها كلمةٌ حُكْمٌ أخذ بها من كان قبلكم، وكل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام.

وسيأتي مختصراً من طريق المختار بن فلفل برقم (12196) و (12568).

وأخرج البزار (2911) و (2912)، وأبو يعلى (3589) من طريق ابن إسحاق، عن الزهري، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"كل مسكر حرام". زاد أبو يعلى في أوله النهي عن الظروف والمزفتة والدُّبَّاء. وقال البزار بإثره: لا نعلم رواه عن الزهري عن أنس إلا ابن إسحاق، وإنما يروى عن الزهري عن أنس في الدُّباء والمزفت، وزاد ابن إسحاق:"كل مسكر حرام". قلنا: انظر حديث الزهري برقم (12071). وانظر تمام تخريجه فيه.

وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 300 من طريق مالك بن دينار عن =

ص: 150

12100 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَبَرَّزَ لِحَاجَتِهِ،

= أنس رفعه: "كل مسكر حرام".

وقوله: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" سيأتي مرفوعاً برقم (12550) وفي إسناده جهالة.

وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر حرام" عن ابن عمر، سلف برقم (4645)، وعنده تتمة أحاديث الباب.

وفي باب قوله: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما مرفوعاً، سلف في مسنده برقم (1723)، وإسناده صحيح.

وعن ابن عمر مرفوعاً أيضاً عند الطبراني في "الصغير"(284)، وأبي الشيخ في "الأمثال"(40)، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 243، وفي "الحلية" 6/ 352، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 220 و 387 و 6/ 386، والقضاعي في "مسند الشهاب"(645).

وفي باب قوله: ما أسكر كثيره فقليله حرام، عن ابن عمر مرفوعاً، سلف برقم (5648)، وذُكرت شواهده هناك.

وفي باب قوله في آخر الحديث: الخمر من العنب، والتمر .. عن عمر بن الخطاب موقوفاً عند البخاري (4619)، ومسلم (3032)، ولفظه عن عمر رضي الله عنه قال: نزل تحريم الخمر وهي من خمسة: من العنب، والتمر، والعسل، والحنطة، والشعير، والخمر ما خامر العقل.

وعن أبي هريرة مرفوعاً، سلف برقم (7753).

وعن النعمان بن بشير مرفوعاً، سيأتي 4/ 267.

قوله: "ما خَمَرَتْ"، من التخمير: وهو الستر والتغطية، أي: ما سترت العقل مما ذكر من الأنواع.

ص: 151

أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَيَغْسِلُ بِهِ (1).

12101 -

قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ "(2).

12102 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (3)، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضَعًا فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ، فَكَانَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 195 و 221 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (217)، ومسلم (271)(71)، وأبو يعلى (3663)، وابن خزيمة (84) من طريق إسماعيل ابن علية، به.

وأخرجه مسلم (270)، وأبو داود (43)، وأبو عوانة 1/ 195 من طريق خالد الواسطي، عن خالد الحذاء، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطاً، وتبعه غلام معه مِيضَأَة، هو أصغرنا، فوضعها عند سِدْرةٍ، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته، فخرج علينا وقد استنجى بالماء.

وسيأتي من طريق شعبة عن عطاء بالأرقام (12754) و (13110) و (13717) و (14026).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن جدعان: وهو علي بن زيد. وهو مكرر (12095).

(3)

في (م): حدثنا سفيان، حدثنا إسماعيل، بزيادة "حدثنا سفيان"، وهو خطأ.

ص: 152

يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَإِنَّهُ لَيُدَّخَنُ - وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا - فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ، ثُمَّ يَرْجِعُ.

قَالَ عَمْرٌو: فَلَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِي، وَإِنَّهُ مَاتَ فِي الثَّدْيِ، وَإِنَّ لَهُ ظِئْرَيْنِ يُكْمِلَانِ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن سعيد -وهو البصري- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" ومسلم وأصحاب السنن. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 263، وفي "شعب الإيمان"(11011) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. ورواية "السنن" مختصرة.

وأخرجه ابن سعد 1/ 136 و 139، ومسلم (2316)، وابن أبي الدنيا في "العيال"(177)، وأبو يعلى (4195) و (4196)، وابن حبان (6950) من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب"(376)، وأبو يعلى (4197)، وعنه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 65 من طريق وهيب بن خالد، عن أيوب السختياني، به. ولم يذكر عندهم قول عمرو بن سعيد في آخر الحديث. ورواية الطيالسي مختصرة.

وأخرجه الطيالسي (2115). وأخرجه أبو يعلى (4192)، وعنه أبو الشيخ ص 65 عن أبي الربيع الزهراني، كلاهما (الطيالسي وأبو الربيع) عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أنس. لم يذكر فيه عمرو بن سعيد، ولم يذكر قوله في آخر الحديث. وهذا إسناد منقطع، فإن أيوب رأى أنس بن مالك رؤيةً ولم يسمع منه، والواسطة بينهما هو عمرو بن سعيد كما تقدم.

وسيأتي بنحوه من طريق ثابت عن أنس برقم (13014). =

ص: 153

12103 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَارُودِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَنَعَ بَعْضُ عُمُومَتِي لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَأْكُلَ فِي بَيْتِي، وَتُصَلِّيَ فِيهِ. قَالَ: فَأَتَاهُ وَفِي الْبَيْتِ فَحْلٌ مِنْ تِلْكَ الْفُحُولِ، فَأَمَرَ بِجَانِبٍ مِنْهُ، فَكُنِسَ وَرُشَّ، فَصَلَّى وَصَلَّيْنَا مَعَهُ (1).

= وحديث عمرو بن سعيد المرسل في آخره روي بإسناد متصل من حديث البراء بن عازب عند البخاري (1382)، وسيأتي 4/ 283، فهو مرسل صحيح، ولعله أخذه عن أنس كباقي الحديث.

"ظِئره"، قال السندي: بكسر الظاء المعجمة، مهموز، يطلق على المرضعة وزوجها، وهو المراد.

"قيناً" بفتح القاف: الحَدّاد.

"يُكملان": من التكميل، أي تشريفاً للنبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فالجنة ليست دار حاجة إلى الرضاعة، والله تعالى أعلم.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد بن المنذر بن الجارود، فقد روى عنه أنس بن سيرين هذا الحديث، واختلف في إسناده، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 398 - 399، وأبو يعلى (4206) و (4227) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "غريب الحديث" 3/ 419، وابن حبان (5295) من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن عون، به.

وسيأتي الحديث برقم (12303) عن ابن أبي عدي عن عبد الله بن عون.

وسيأتي برقم (12329) من طريق شعبة، عن أنس بن سيرين، عن أنس، =

ص: 154

12104 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ فِي صَلَاتِهِمْ "، فَاشْتَدَّ (1) فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ:" لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ "(2).

= نحو هذه القصة، وفي آخره: فقال رجل من آل الجارود لأنس: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ فقال أنس: ما رأيته صلاها إلا يومئذٍ. وفي رواية البخاري في "صحيحه"(1179) لهذا الحديث: وقال فلان بن فلان ابن جارود. قال الحافظ في "النكت الظراف" 1/ 266: ويشبه ان يكون هو عبد الحميد بن المنذر بن الجارود، وهذه علة لهذا الخبر، هل حمله أنس بن سيرين بواسطة أَوْ لا؟ وقال في "الفتح" 2/ 158 بعد أن ذكر الحديث الذي في إسناده عبد الحميد: اقتضى ذلك أن في رواية البخاري انقطاعاً، وهو مندفع بتصريح أنس بن سيرين عنده بسماعه من أنس، فحينئذٍ رواية ابن ماجه (يعني التي فيها عبد الحميد بن المنذر، وسيأتي تخريجها عند الحديث: (12303) إما من المزيد في متصل الأسانيد، وإما أن يكون فيها وهم لكون ابن الجارود كان حاضراً عند أنس لما حدَّث بهذا الحديث وسأله عما سأله من ذلك.

قلنا: سيأتي أيضاً ما يشبه هذه القصة عند الحديث (12340)، وفيه أن من دعا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم هي مُليكة جدة أنس.

وانظر حديث عِتْبان بن مالك الآتي 4/ 44.

قوله: "فحل من تلك الفحول"، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 416: الفَحْل ها هنا: حصير معمول من سَعَف فُحَّال النخل، وهو فحلُها وذَكَرُها الذي تُلقَّح منه، فسُمِّي الحصيرُ فحلاً مجازاً.

(1)

في (م): فاشتد قوله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان وقد سمع من سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل اختلاطه، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وسيأتي مكرراً برقم (12146) و (12155). =

ص: 155

12105 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ. وَابْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالْمَرْأَةُ مِنْ نِسَائِهِ يَغْتَسِلَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ بِخَمْسِ مَكَاكِيَّ، وَيَتَوَضَّأُ بِمَكُّوكٍ " (1).

= وأخرجه البخاري (750)، وأبو داود (913)، والنسائي 3/ 7، وأبو يعلى (2965)، والبيهقي 2/ 282 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقرن البيهقي به خالد بن الحارث. وانظر (12065).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن عبد الله بن جبر: هو ابن عَتِيك الأنصاري المدني، وقيل في اسمه: ابن جابر بن عتيك، وقيل: إنهما اثنان، والصواب أنهما واحد. ابن جعفر: هو محمد. وسيتكرر الحديث من طريق يحيى بن سعيد برقم (12157).

وأخرج قصة الغسل من إناء واحد البخاري (264)، والبيهقي 1/ 189 من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 25 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجها أبو يعلى (4309) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله بن جبر، به.

وستأتي منفصلة من طريق عبد الله بن عبد الله بن جبر بالأرقام (12315) و (12368) و (13184) و (13597).

وفي هذا الباب عن عبد الله بن عباس، سلف برقم (3465)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وأخرج القطعة الثانية منه النسائي 1/ 57 و 179 من طريق يحيى بن سعيد القطان وحده، به.

وأخرجها الدارمي (689)، ومسلم (325)(50)، والنسائي 1/ 127، وابن خزيمة (116)، وأبو عوانة 1/ 232، وابن حبان (1203) و (1204)، والبيهقي 1/ 194، والبغوي (277) من طرق عن شعبة، به. =

ص: 156

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرج البخاري (201)، ومسلم (325)(51)، وأبو عوانة 1/ 232، والبيهقي 1/ 194، والبغوي (276) من طريق مسعر بن كِدام، عن عبد الله بن عبد الله بن جبر، عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمُدِّ، ويغتسل بالصاع، إلى خمسة أمداد.

وأخرج أبو عوانة 1/ 233 من طريق سفيان الثوري، [عن عبد الله بن عيسى]، عن عبد الله بن جبر، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يكفي من الوضوء المُدُّ، ويكفي من الغسل الصاعُ". وسيأتي من هذا الطريق برقم (13788).

وستأتي منفصلة من طريق ابن جبر بالأرقام (13716) و (14000) و (14093)، وهي بنحوها من هذا الطريق بالأرقام (12839) و (12843) و (13788).

وأخرج الدارقطني 1/ 94 و 2/ 153 من طريق جرير بن يزيد، عن أنس بن مالك: ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ برطلين، ويغتسل بالصاع ثمانية أرطال. وقال بإثره: تفرد به موسى بن نصر، وهو ضعيف الحديث. قلنا: وجرير بن يزيد لم نجد له ترجمة، وقد ضعف البيهقي هذه الرواية في "سننه" 4/ 172.

وأخرج الدارقطني أيضاً 2/ 154 من طريق ابن أبي ليلى، ذكره عن عبد الكريم بن رشيد، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بمد رطلين، ويغتسل بصاعٍ ثمانية أرطال. وقد ضعف البيهقي هذا الإسناد أيضاً. وهو كما قال.

وأخرج الطبراني في "الأوسط"(926) من طريق إبراهيم بن عبد الملك القناد، قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع. قال أبو زرعة كما في "العلل" لابن أبي حاتم 1/ 12: هذا خطأ، إنما هو: قتادة، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلنا: سيأتي حديث عائشة في "المسند" 6/ 121.

قوله: مكاكيّ: جمع مَكُّوك، على إبدال الياء من الكاف الأخيرة، وأصلها: مَكاكيك. والمكوك اسم لمكيال يختلف قدره حسب اصطلاح كل بلد، =

ص: 157

12106 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1)، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ

= والمقصود به في حديث أنس هو المُدُّ، قال ذلك ابن خزيمة وأبو خيثمة زهير بن حرب، ورجَّح ذلك النووي في "شرح مسلم" 2/ 7، والبغوي في "شرح السنة" 2/ 52، وابن الأثير في "النهاية" 4/ 350، وبذلك توافق روايةُ شعبة روايةَ مسعر عن ابن جبر، ففي رواية مسعر: كان يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد. والصاع أربعة أمداد. أي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ربما اغتسل بالصاع، وربما زاد عليه إلى خمسة أمداد.

قال الحافظ في "الفتح" 1/ 305: كأن أنساً لم يَطَّلِع على أنه استعمل في الغسل أكثر من ذلك، لأنه جعلها النهاية، وقد روى مسلم (321) من حديث عائشة رضي الله عنها: أنها كانت تغتسل هي والنبي صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد هو الفَرَق، قال ابن عيينة والشافعي وغيرهما: هو ثلاثة آصُع، وروى مسلم أيضاً من حديثها: أنه صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من إناءٍ يسع ثلاثة أمداد (وسيأتي 6/ 37)، فهذا يدلُّ على اختلاف الحال في ذلك بقدر الحاجة، وفيه ردٌّ على من قَدَّرَ الوضوء والغسل بما ذُكِرَ في حديث الباب (أي الوضوء بمد، والغسل بصاع) .. وحمله الجمهور على الاستحباب، لأن أكثر من قَدَّرَ وضوءَه وغُسلَه صلى الله عليه وسلم من الصحابة قدَّرهما بذلك، ففي "مسلم" عن سفينة مثله (سيأتي 5/ 222)، ولأحمد (3/ 303) وأبي داود بإسناد صحيح عن جابر مثله، وفي الباب عن عائشة وأم سلمة وابن عباس وابن عمر وغيرهم، وهذا إذا لم تَدْعُ الحاجةُ إلى الزيادة، وهو أيضاً في حق من يكون خَلْقُه معتدلاً. اهـ.

وقال في "القاموس": قال الداوودي: معيار الصاع الذي لا يختلفُ: أربع حَفَنات بكَفَّي الرجل الذي ليس بعظيم الكفين ولا صغيرهما، إذ ليس كلُّ مكان يوجد فيه صاعُ النبي صلى الله عليه وسلم. قال الفيروز آبادي: وجَرَّبتُ ذلك فوجدته صحيحاً.

(1)

في (س) و (ق) و (م): شعبة، وما أثبتناه من (ظ 4)، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 1/ 465 و"إتحاف المهرة" 2/ 213، ومصادر التخريج. =

ص: 158

أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ أُحُدًا، فَتَبِعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمُ (1)، فَقَالَ:" اسْكُنْ، نَبِيٌّ (2) وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ "(3).

= وسعيد: هو ابن أبي عروبة.

(1)

في (م): فرجف بهم الجبل.

(2)

في (م): عليك نبي، ولفظة "عليك" ليست في شيء من النسخ الخطية، وإنما تقدر تقديراً، أي الذي عليك نبي

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (246).

وأخرجه البغوي (3901) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3675) و (3699)، وأبو داود (4651)، والترمذي (3697)، والنسائي في "الكبرى"(8134) و (8135)، وأبو يعلى (2964) و (3171)، وابن حبان (6908) من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه البخاري (3686)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1437) و (1438)، والنسائي في "الكبرى"(8135)، وأبو يعلى (2910) و (3196)، وابن عدي 6/ 2356، وابن حبان (6865)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 350 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به. ووقع في رواية عند البيهقي: حراء، بدل "أحد".

وأخرجه الطيالسي (1985)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة"(1439) عن عمران القطان، عن قتادة، به- وفيه أن الحادثة كانت على حراء، وعند ابن أبي عاصم وحده: أن من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم هم عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. وانظر التحقيق في اختلاف مكان هذه القصة في "فتح الباري" 7/ 38.

وقد روي الحديث من طريق قتادة، عن أبي غلّاب البصري، عن بعض =

ص: 159

12107 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ " قَالَ: فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، آمَنَّا بِكَ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا: قَالَ: فَقَالَ: " نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ عز وجل يُقَلِّبُهَا "(1).

= أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه المصنف في "الفضائل"(255)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1440) من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، به. وعند ابن أبي عاصم أن الجبل هو حراء.

وهذا الإسناد صحيح، فلا تضر جهالة الصحابي، ولعل قتادة رواه على الوجهين.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9430)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده قوي على شرط مسلم، أبو سفيان -واسمه طلحة بن نافع- من رجاله، وروى له البخاري مقروناً، وفيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2223) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 10/ 209 و 11/ 36، والترمذي (2140)، وأبو يعلى (3687) و (3688)، وابن أبي عاصم في "السنة"(225)، والطبري في "تفسير" 3/ 188، والحاكم في "مستدركه" 1/ 526، والبغوي (88)، والضياء (2222) و (2224) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، به.

وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 317، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 122، والضياء (2225) من طريق فضيل بن عياض، عن الأعمش، به.

ص: 160

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه البخاري في "الأدب"(683) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، عن الأعمش، عن أبي سفيان ويزيد الرَّقاشي، عن أنس. وأخرجه ابن ماجه (3834) من طريق عبد الله بن نمير، والطبراني في "الدعاء"(1261) من طريق سليمان بن طرخان، والآجري في "الشريعة" ص 317 من طريق إبراهيم بن عيينة، ثلاثتهم عن الأعمش، عن يزيد الرقاشي وحده عن أنس. ويزيد ضعيف لكن تابعه أبو سفيان كما سلف.

وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير"(759) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن قيس بن الربيح، عن الأعمش، عن ثابت، عن أنس، وهذا إسناد ضعيف. إسماعيل بن عمرو ضعيف، وقيس بن الربيع تكلم في أحاديثه أيضاً.

وأخرجه أبو يعلى (2317)، والطبري في "تفسيره" 3/ 188، والحاكم 2/ 288 - 289، والبيهقي في "شعب الإيمان" (756) من طريق سفيان الثوري: عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله.

قال الترمذي بعد روايته الحديثَ من طريق أنس: حديثٌ حسن، وهكذا روى غير واحد عن الأعمشِ عن أبي سفيانَ عن أنس، وروى بعضُهم عن الأعمش عن أبي سفيانَ عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثُ أبي سفيانَ عن أنسٍ أصح.

وسيأتي من طريق أبي سفيان (13696).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6569)، وسلفت عنده أحاديث الباب، ونزيد عليها هنا حديث عاصم بن كليب، عن أبيه، عن جده، عند الترمذي (3587).

قال السندي: "فهل تخاف علينا؟ " كأنهم رأوا أن دعاءه لتعليم الأمة خوفاً =

ص: 161

12108 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَ حُنَيْنٍ يُضْحِكُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تَرَ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ! فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا تَصْنَعِينَ بِهِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ " قَالَتْ: أَرَدْتُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنْهُمْ طَعَنْتُهُ بِهِ (1).

12109 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قُلْنَا لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: مَا أَنْكَرْتَ مِنْ حَالِنَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَنْكَرْتُ أَنَّكُمْ لَا تُقِيمُونَ الصُّفُوفَ (2).

= عليهم، أو أنهم لما رأوه يدعو لنفسه بالتثبيت علموا أنهم أحق بمثله، فقالوا ذلك.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن المغيرة روى له البخاري مقروناً وتعليقاً، واحتجَّ به مسلم وأصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 523 عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.

وسيأتي عن ثابت برقم (13042) و (14049). وانظر ما سلف برقم (12058).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، عقبة بن عبيد -وكنيته أبو الرَّحَّال- الطائي الكوفي روى عنه جمع، وسأل عبد الله بن أحمد أباه عن توثيقه فقال: وكم يُروى عنه؟ إنما يروي حديثين أو ثلاثة. وتكلم في حفظه ابن حبان في "المجروحين"، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. أي: حيث يتابع وإلا فهو لين الحديث، وقد تابعه عليه أخوه سعيد بن عبيد الطائي، وهو ثقة من رجال الشيخين، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. =

ص: 162

12110 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(1).

= أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه المزي في ترجمة أبي الرحال من "تهذيب الكمال" 33/ 311 - 312، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 301 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وعلقه البخاري بإثر الحديث (724) عن عقبة بن عبيد، به.

وأخرجه موصولاً (724) من طريق سعيد بن عبيد أخي عقبة، عن بشير بن يسار، به. وسعيد هذا ثقة من رجال الشيخين.

وسيأتي (12124) عن يحيى القطان عن عقبة بن عبيد.

وفي الحث على إقامة الصفوف انظر ما سلف برقم (12011).

قوله: "في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم" قال السندي: أي: مع ملاحظة عهده صلى الله عليه وسلم، وبالقياس إليه. و"في" هذه للمقايسة، مثلها في قوله تعالى:{ما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل} [التوبة: 38].

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/ 759، وأبو يعلى (4025)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1876، والطبراني في "المعجم الأوسط"(3251)، وفي "طرق حديث من كذب عليَّ

" (119)، وابن الجوزي في "الموضوعات" 1/ 79 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في " شرح مشكل الآثار "(408)، والطبراني في "طرق حديث من كذب عليَّ

" من طريق أبي الأحوص سلّام بن سليم، عن عاصم الأحول، به.

وأخرجه الدارمي (238)، وابن عدي 5/ 1876، والطبراني في "طرق حديث من كذب علي

" من طريق أبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان =

ص: 163

12111 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مِسْحَاجٌ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَقُلْنَا: زَالَتِ الشَّمْسُ أَوْ لَمْ تَزُلْ، صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ ارْتَحَلَ (1).

= المؤدب، عن عاصم الأحول، عن عمر بن بشر، عن أنس بن مالك. بزيادة عمر بن بشر بين عاصم وأنس، وهذه الزيادة خطأ، فإن أبا إسماعيل المؤدب تفرد بها، وخالف بها أبا معاوية الضرير وأبا الأحوص. وأبو إسماعيل ثقة، لكن له غرائب، وأبو معاوية وأبو الأحوص أوثق منه، فروايتهما هي الصواب. أما عمر بن بشر الذي ناده أبو إسماعيل، فهو مجهول.

تنبيه: تحرف عمر بن بشر عند الدارمي إلى: محمد بن بشر، وهو خطأ قديم في نسخ الدارمي، فقد أورده الحافظ في "إتحاف المهرة" 2/ 277 في ترجمة محمد بن بشر عن أنس. وتحرف أيضاً في "الكامل" إلى: عثمان بن بشر.

وأخرجه ابن عدي 6/ 1876 من طريق أبي إسماعيل، عن عاصم الأحول، عن محمد بن سيرين، عن أنس. وقال بإثره: وأظن أن من قال فيه: عن محمد بن سيرين، عن أنس، أراد أن يقول: عن عمر بن بشر، عن أنس، فصحف عمر بن بشر، فقال: محمد بن سيرين.

وانظر ما سلف برقم (11942).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسحاج الضبي، فمن رجال أبي داود، وقد روى عنه جمع، ووثقه ابن معين وأبو داود، وقال أبو زرعة: لا بأس به.

وأخرجه المزي في ترجمة مسحاج من "تهذيب الكمال" 27/ 443 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1204) من طريق مسدد، عن أبي معاوية، به.

وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 3/ 32 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن مسحاج الضبي، به. =

ص: 164

12112 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، وَهُوَ جَالِسٌ حَزِينًا قَدْ خُضِبَ بِالدِّمَاءِ، ضَرَبَهُ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: مَا لَكَ؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: " فَعَلَ بِي هَؤُلَاءِ وَفَعَلُوا " قَالَ: فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام: أَتُحِبُّ أَنْ أُرِيَكَ آيَةً؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى شَجَرَةٍ مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي، فَقَالَ: ادْعُ بِتِلْكَ الشَّجَرَةِ. فَدَعَاهَا فَجَاءَتْ تَمْشِي، حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: مُرْهَا فَلْتَرْجِعْ، فَأَمَرَهَا فَرَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" حَسْبِي "(1).

= وانظر ما سيأتي بالأرقام (12204) و (12388) و (13584).

قلنا: قد فهم ابن المبارك من هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى الظهر قبل الزوال وقبل الوقت، وتابعه على ذلك ابن حبان، وبناءً عليه جرح راويه مسحاجاً وأورده في كتابه، وقال: لا يجوز الاحتجاج به!

والصواب أن هذا الحديث محمول على التعجيل بالصلاة، لا على أدائها قبل وقتها، أو أدائها وهو شاكٌّ بدخول وقتها، فالمراد منه -كما يقول السندي- أنه صلى في أول الوقت بحيث إن بعض الناس لم يظهر لهم زوال الشمس بنظرهم، فعلى ذلك فلا وجه لاستنكار الحديث وتضعيف الراوي بسببه.

(1)

إسناده قوي على شرط مسلم، أبو سفيان -واسمه طلحة بن نافع- من رجاله وروى له البخاري مقروناً، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2226) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

ص: 165

12113 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ، وَالْبُخْلِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ "(1).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 478 - 479، والدارمي (23)، وابن ماجه (4028)، وأبو يعلى (3685) و (3686)، والفاكهي في "أخبار مكة"(2437)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 154 من طريق أبي معاوية، به.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1954).

وعن عمر بن الخطاب عند البزار (2410 - كشف الأستار)، وأبي يعلى (215). وإسناده ضعيف.

وانظر "دلائل النبوة" للبيهقي 6/ 13 - 27، و"مجمع الزوائد" للهيثمي 9/ 5 - 11.

قوله: "أتحب أن أريك آيه" قال السندي: تدلُّ على ما لَكَ عند الله من الكرامة والشرف الذي تنسى في جنبه ما يلحق بك من التعب في تبليغ الرسالة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل ابن إبراهيم: هو ابن عُلية، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان.

وأخرجه مسلم (2706)(50) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(2823) و (6367)، وفي "الأدب"(671)، ومسلم في "صحيحه"(2706)(50) و (51)، وأبو داود (1540) و (3972)، والنسائي 8/ 257، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهره" 2/ 31، وابن حبان (1009)، والطبراني في "الدعاء"(1348)، والبيهقي في "الدعوات"(292)، والبغوي (1356) من طرق عن سليمان التيمي، به.

ورواية أبي داود الثانية مختصرة. وسيأتي من طريق سليمان التيمي برقم =

ص: 166

12114 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ - وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَتَذْرِفَانِ - ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدٌ مِنْ (1) غَيْرِ إِمْرَةٍ فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، وَمَا يَسُرُّنِي أَنَّهُمْ عِنْدَنَا " أَوْ قَالَ: " مَا يَسُرُّهُمْ أَنَّهُمْ عِنْدَنَا "(2).

= (12166).

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(4707)، ومسلم (2706)(52)، والطبراني في "الدعاء"(1350) من طريق شعيب بن الحبحاب، والبخاري في "الصحيح"(6371)، وفي "الأدب"(615) من طريق عبد العزيز بن صهيب، والنسائي 8/ 257 من طريق المنهال بن عمرو، و 258 من طريق عبد الله بن المطلب، والطبراني (1352) من طريق العلاء بن زياد، كلهم عن أنس.

وسيأتي من طريق حميد برقم (12833)، ومن طريق قتادة برقم (13172)، ومن طريق عمرو بن أبي عمرو برقم (12225).

وفي الباب عن عمر بن الخطاب، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي هريرة، وسلفت أحاديثهم (145) و (1585) و (2168) و (6734) و (7870).

وعن زيد بن أرقم، وعن عائشة، وأبي بكرة، وستأتي أحاديثهم 4/ 371 و 5/ 36 و 6/ 57.

(1)

في (ظ 4): عن.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وسيأتي مكرراً برقم (12172).

وأخرجه البخاري (2798) و (3063)، وأبو يعلى (4190)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5171)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 366 - 367، =

ص: 167

12115 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ زَادَوَيْهِ، قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: نُهِينَا - أَوْ قَالَ: أُمِرْنَا - أَنْ لَا نَزِيدَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَلَى: وَعَلَيْكُمْ (1).

= والبغوي (2667) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (6057)، وابن سعد 4/ 39، والبخاري (1246) و (3630) و (3757) و (4262)، والنسائي 4/ 26، وأبو يعلى (4189)، والطبراني في "الكبير"(1459) و (1460)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(458)، والبيهقي في "السنن" 4/ 70 و 8/ 154، وفي "دلائل النبوة" 4/ 365 - 366 و 366 من طرق عن أيوب، بهذا الإسناد- وهو عند بعضهم مختصر، وسقط حميد من المطبوع من "مصنف عبد الرزاق".

وفي الباب عن عبد الله بن جعفر، وعبد الله بن عباس، سلف برقم (1750) و (2317).

وعن أبي قتادة الأنصاري، وأسماء بنت عميس، وسيأتيان 5/ 299 و 6/ 370.

وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب عند البخاري (4260) و (4261).

قوله: "من غير إمرة" قال السندي: من غير أن أجعله أميراً.

"أَنهم عندنا": أي: ما لهم عند الله من الكرامة خير من الحياة الدنيا.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حميد بن زادويه، وهو حميد الأزرق، وقد أخطأ من ظنه الطويل. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطَبان.

وأخرجه عبد الرزاق (9838)، وابن أبي شيبة 8/ 631، والبخاري في "التاريخ" 2/ 348 و 348 - 349، والطحاوي 4/ 343 من طرق عن ابن عون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(242) من طريق شريك بن عبد الله، عن حميد -لم يعينه- عن أنس. =

ص: 168

12116 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَقَارِبَةً، وَصَلَاةُ أَبِي بَكْرٍ، حَتَّى مَدَّ عُمَرُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ (1).

12117 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: هَلْ قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، بَعْدَ الرُّكُوعِ. ثُمَّ سُئِلَ بَعْدَ ذَلِكَ مَرَّةً أُخْرَى: هَلْ قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ؟ قَالَ: نَعَمْ، بَعْدَ الرُّكُوعِ يَسِيرًا (2).

= وانظر ما سلف برقم (11948).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

وأخرجه أبو يعلى (3817) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن حميد الطويل، به.

وسيأتي بالأرقام (13073) و (13130) و (13466) من طريق حميد الطويل، وضمن الحديث (13577) من طريق ثابت البناني.

وانظر ما سلف برقم (11967). وانظر الآثار الواردة عن عمر رضي الله عنه في تطويل صلاة الفجر في "مصنف عبد الرزاق" 2/ 113، و"مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 353.

قوله: "متقاربة" أي: موجزة.

ومَدَّ، أي: طَوَّل.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وابن سيرين: هو محمد.

وأخرجه مسلم (677)(298)، وأبو يعلى (2832)، والدارقطني 2/ 33، والبيهقي 2/ 206 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

ص: 169

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الدارمي (1599)، والبخاري (1001)، وأبو داود (1444)، وابن ماجه (1184)، والنسائي 2/ 200، وأبو عوانة 2/ 281، والطحاوي 1/ 243، والدارقطني 2/ 32 - 33، والبيهقي 2/ 206، والحازمي في "الاعتبار" ص 89 من طرق عن أيوب، به. ولفظ ابن ماجه والدارقطني والحازمي مختصر: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع. وفي إحدى روايات البيهقي زيادة في آخره: فلا أدري: اليسيرُ القيامُ أو القنوت؟

وسيأتي برقم (12698) و (13185) من طريق محمد بن سيرين. وفيه زيادة في ذِكْر قنوت عمر.

وأخرج عبد الرزاق (4963)، ومن طريقه الحازمي ص 96 عن أبي جعفر الرازي، عن عاصم الأحول، عن أنس قال: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصبح بعد الركوع يدعو على أحياء من أحياء العرب، وكان قنوته قبل ذلك وبعده قبلَ الركوع. وأبو جعفر الرازي سيئ الحفظ.

وسيأتي برقم (12705) من طريق عاصم الأحول عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت قبل الركوع. وإسناده صحيح.

وأخرج البخاري (4088) من طريق عبد العزيز بن صهيب، قال: سأل رجل أنساً عن القنوت، أبعد الركوع، أو عند فراغ من القراءة؟، قال: لا، بل عند فراغ من القراءة.

وأخرج عبد الرزاق (4966)، وابن ماجه (1183)، والحازمي في "الاعتبار" ص 96 من طريق حميد الطويل، عن أنس أنه سئل عن القنوت في صلاة الصبح، فقال: كنا نقنت قبل الركوع وبعده. وإسناده صحيح.

قلنا: وسيأتي في حديث قتادة (12150)، وفي حديث أبي مجلز (12152)، وفي حديث حنظلة السدوسي (13431): أن القنوت كان بعد الركوع. وحديثا قتادة وأبي مجلز صحيحان.

قال البيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 208: ورواة القنوت بعد الركوع أكثر وأحفظ، فهو أولى.

ص: 170

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد جمع الحافظ بين مختلف روايات حديث أنس بقوله في "فتح الباري" 2/ 491: ومجموع ما جاء عن أنس من ذلك أن القنوت للحاجة بعد الركوع، لا خلاف عنه في ذلك، وأما لغير الحاجة فالصحيح عنه أنه قبل الركوع.

وقد روي القنوت بعد الركوع من غير حديث أنس رضي الله عنه في حديث ابن عباس: سلف برقم (2746). وفي حديث ابن عمر سلف برقم (6349). وفي حديث أبي هريرة، سلف بالأرقام (7260) و (7464) و (7465). وفي حديث خُفاف بن إيماء، سيأتي 4/ 57.

وروي القنوت قبل الركوع من حديث أبي بن كعب عند النسائي 3/ 235، وابن ماجه (1182)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4501) و (4503) و (4504). وإسناده صحيح.

ومن حديث عبد الله بن مسعود عند الطحاوي (4500)، ومن حديث الحسن بن علي عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(415)، وإسناداهما ضعيفان.

قلنا: وقد صح القنوت قبل الركوع من فعل بعض الصحابة. انظر "شرح مشكل الآثار" 11/ 365 - 378. قال الحافظ في "الفتح" 2/ 491: اختلف عمل الصحابة في ذلك، والظاهر أنه من الاختلاف المباح.

ومحل القنوت في الصبح بعد الركوع عند أكثر من يختار القنوت فيها، وهو قول الشافعي. أما قنوت الوتر فقد ذهب الشافعي وأحمد أنه بعد الركوع، وفي رواية عن أحمد: أنه بعد الركوع، لكن إن قنت قبله فلا بأس. وقال مالك وأبو حنيفة: يقنت قبل الركوع. انظر "شرح السنة" 3/ 126، و"المغني" 2/ 581 - 582.

وانظر ما سلف برقم (12064).

قوله: "نعم بعد الركوع يسيراً"، قال السندي: قيل: المراد أن الغالب كان قنوته قبل الركوع، وقنت بعد الركوع أياماً. وقيل: بل المراد أنه قنت بعد الركوع أياماً، ثم نسخ القنوت فتركه. والله تعالى أعلم. =

ص: 171

12118 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ شَعْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ (1).

= قلنا: وإنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفجر في النوازل فقط.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية.

وأخرجه مسلم (2338)(96)، وأبو داود (4186)، والترمذي في "الشمائل"(23)، والنسائي 8/ 183، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 1/ 655، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 221 - 222، والبغوي (3638) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 1/ 428 من طريق مندل بن علي، عن حميد، به. وزاد فيه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالجعد ولا بالسبط. ولهذه القطعة انظر ما سيأتي برقم (12382).

وسيأتي الحديث برقم (12445) و (13606) من طريق حميد بلفظ "كان لا يجاوز شعره أذنيه".

وسيأتي بلفظ حديثنا "إلى أنصاف أذنيه" من طريق الأشعث بن عبد الله برقم (12693). وهذا اللفظ رواية عن ثابت.

وسيأتي من طريق ثابت برقم (12389)، ولفظه: لا يجاوز شعره أذنيه، ومن طريق قتادة برقم (12175)، ولفظه: كان يضرب شعره منكبيه.

وفي الباب عن البراء بن عازب، سيأتي 4/ 281، وفي حديثه: إلى شحمة أذنيه. وفي رواية له: إلى منكبيه.

وعن عائشة، سيأتي 6/ 108، ولفظه: كان فوق الوَفْرة ودون الجُمَّة. وفي رواية لها: فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وَفْرة. والوَفْرة: ما سال من الشعر على الأذنين، والجُمَّة: فوق ذلك.

قال الحافظ في "الفتح" 6/ 572: قال ابن التين تبعاً للداوودي: قوله: "يبلغ شحمة أذنيه" مغاير لقوله: إلى منكبيه. وأجيب بأن المراد أن معظم شعره كان عند شحمة أذنيه، وما استرسل منه متصل إلى المنكب، أو يحمل =

ص: 172

12119 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ وَقْتِ صَلَاةِ الصُّبْحِ، قَالَ: فَأَمَرَ بِلَالًا حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ أَسْفَرَ مِنَ الْغَدِ حَتَّى أَسْفَرَ، ثُمَّ قَالَ:" أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ؟ مَا بَيْنَ هَاتَيْنِ - أَوْ قَالَ: هَذَيْنِ - وَقْتٌ "(1).

12120 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ: " مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَلْيُعِدْ " فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا يَوْمٌ يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ. وَذَكَرَ هَنَةً مِنْ جِيرَانِهِ، فَكَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَدَّقَهُ، قَالَ: وَعِنْدِي جَذَعَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ. قَالَ: فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَا أَدْرِي بَلَغَتْ رُخْصَتُهُ مَنْ سِوَاهُ أَمْ لَا؟

قَالَ: ثُمَّ انْكَفَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى كَبْشَيْنِ فَذَبَحَهُمَا، وَقَامَ

= على حالتين.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي 1/ 271، والبزار (380 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (3801)، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 332 - 333 من طرق عن حميد الطويل، به.

وسيأتي بالأرقام (12219) و (12875) و (12963).

وفي الباب عن بريدة الأسلمي مطولاً، سيأتي 5/ 349.

وعن أبي هريرة عند ابن حبان (1493). وإسناده حسن.

قوله: "حتى أسفر"، أي: دخل في الإسفار: وهو ضَوْء الصبح.

ص: 173

النَّاسُ إِلَى غُنَيْمَةٍ فَتَوَزَّعُوهَا. أَوْ قَالَ: فَتَجَزَّعُوهَا؛ هَكَذَا قَالَ أَيُّوبُ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة، ومحمد: هو ابن سيرين. وسيأتي مكرراً برقم (12171).

وأخرجه البخاري (954) و (5549) و (5561)، ومسلم (1962)(10)، والنسائي 7/ 223 - 224، وابن ماجه (3151)، وأبو يعلى (2826)، وأبو عوانة 5/ 226، والبيهقي 9/ 262 و 263 من طرق عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد- والحديث عند بعضهم مختصر.

وأخرجه البخاري (984)، ومسلم (1962)(11)، وأبو عوانة 5/ 226، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 173، والبيهقي 9/ 277 من طريق حماد بن زيد، وعلقه البخاري بإثر الحديث (5557)، ووصله مسلم (1962)(12)، والنسائي 3/ 193 و 7/ 220، وأبو عوانة 5/ 225، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 7 من طريق حاتم بن وردان، كلاهما (حماد وحاتم) عن أيوب، به- وقرن بعضهم بأيوب هشامَ بن حسان القُردوسي، والحديث عند بعض هؤلاء مختصر أيضاً.

وأخرج البخاري (5546)، ومن طريقه البغوي (1113) عن مسدَّد، عن إسماعيل ابن عُلية، به- ولفظه "من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نُسُكه، وأصاب سُنَّة المسلمين".

وانظر للشطر الثاني ما سلف برقم (11960).

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، وعويمر بن أشقر، وأبي بردة بن نيار، والبراء بن عازب، وجندب بن سفيان، وستأتي أحاديثهم على التوالي 3/ 364 و 454 و 4/ 45 و 281 - 282 و 312.

والرجل الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أبو بردة بن نِيَار كما في أحاديث الباب، وهو أنصاريٌّ شهد بدراً وما بعدها، وتوفي في أول خلافة معاوية.

ويؤخذ من أحاديث الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص له بذبح الجذعة بعد الصلاة، لا =

ص: 174

12121 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ، وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَنَاوَلَهُ الْأَعْرَابِيَّ (1) وَقَالَ:" الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ "(2).

= بإجزاء ذبحه قبل الصلاة، وقول أنس: فلا أدري بلغت رخصته من سواه أم لا، صح في أحاديث أخرى عن غيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للذي سأله -وهو أبو بردة بن نيار كما في حديثه وحديث البراء-:"لن تجزيء عن أحدٍ بعدك".

قوله: "فليُعِد"، قال السندي: من الإعادة، ظاهرهُ وجوب الأضحيَّة، ومن لا يقول به يحمله على أن المقصود بالبيان أن السُّنَّة لا تتأدى بالأولى، بل تحتاج إلى الثانية، فالمراد: فليعد لتحصيل سنة الأضحى إن أرادها.

هَنَة: بفتحتين، تأنيث هَن، ويكون كناية عن كل اسم جنس، والمراد الحاجة، أي: لأجل اشتهاء اللحم في هذا اليوم وفقر الجيران عجلت في التضحية.

جذعة: بفتحتين، هي من الضأن ما تَمَّ له سنة، وقيل: دون ذلك.

وقوله: "هي أحب"، أي: أطيب وانفع لسِمَنِها.

انكفأ، أي: مال ورجع.

غُنَيمة، بالتصغير، أي: إلى قليل من الغنم.

فتوزَّعُوها، أو قال: فَتَجزَّعُوها. قال الحافظ في "الفتح" 7/ 10: شكٌّ من الراوي، والأول من التوزيع، وهو التفرقة، أي: تفرَّقوها. والثاني من الجزع، وهو القطع، أي: اقتسموها حصصاً، وليس المراد أنهم اقتسموها بعد الذبح، فأخذ كل واحد قطعة من اللحم، وإنما المراد أخذ حصة من الغنم.

(1)

لفظة "الأعرابي" أثبتناها من (ظ 4) و (ق)، وسقطت من (م) و (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، ومالك: هو ابن أنس الإمام، وابن شهاب: هو الزهري.

وهو في "الموطأ" 2/ 926، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (5619)، =

ص: 175

12122 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حُرِّمَ عَلَى النَّارِ، وَحُرِّمَتِ النَّارُ عَلَيْهِ: إِيمَانٌ بِاللهِ، وَحُبُّ اللهِ، وَأَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ فَيُحْرَقَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ "(1).

12123 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِحَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ صَوْتًا مِنْ قَبْرٍ، فَقَالَ:" مَتَى مَاتَ صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ؟ " قَالُوا: مَاتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ "(2).

= ومسلم (2029)، وأبو داود (3726)، والترمذي (1893)، وابن ماجه (3425)، وأبو عوانة 5/ 349، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 193، وابن حبان (5333) و (5337)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 315 و 7/ 336، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 151. وانظر (12077).

(1)

إسناده حسن، نوفل بن مسعود روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه أبو يعلى (4282)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 390 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

قلنا: وقد سلف الحديث بإسناد صحيح برقم (12002) مع خلاف في لفظه، فأنظره.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3727) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا =

ص: 176

12124 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ، حَدَّثَنِي بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: جَاءَ أَنَسٌ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقُلْنَا لَهُ: مَا أَنْكَرْتَ مِنَّا مِنْ عَهْدِ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: مَا أَنْكَرْتُ مِنْكُمْ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّكُمْ لَا تُقِيمُونَ صُفُوفَكُمْ (1).

12125 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْبَرَكَةُ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ "(2).

= الإسناد. وقرن به يزيد بن هارون. وانظر (12007).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين. وسلف الكلام عليه برقم (12109).

وأخرجه ابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 301 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُّبَعي.

وأخرجه البخاري (2851)، ومسلم (1874)، والنسائي 6/ 221، والقضاعي في "مسند الشهاب"(222) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 481، وسعيد بن منصور (2427)، والبخاري (3645)، ومسلم (1874)، والنسائي 6/ 221، وأبو يعلى (4173) و (4177)، وأبو عوانة 5/ 13، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1451)، وابن حبان (4670)، والبيهقي 6/ 329، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2643) من طرق عن شعبة، به. =

ص: 177

12126 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ "(1).

12127 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ، قَالُوا: نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ. قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا لِنَفْسِهِ لَغَنِيٌّ "(2). فَأَمَرَهُ أَنْ يَرْكَبَ (3).

= وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4616). وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(7346) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (693) و (7142)، وابن ماجه (2860)، والآجري في "الشريعة" ص 39، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 155 من طريق يحيى بن سعيد، به.

وأخرجه الطيالسي (2087)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/ 88، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 125، والبغوي (2452) عن شعبة، به.

وسيأتي برقم (12752)، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حديثه هذا مخاطباً أبا ذر رضي الله عنه. وسيأتي الحديث في مسنده 5/ 161.

وفي الباب عن العرباض بن سارية، وأم حُصين الأحمسية، وسيأتي حديثهما 4/ 126 و 6/ 402.

قوله: "استُعمل عليكم"، قال السندي: على بناء المفعول، أي: جُعِلَ أميراً عليكم.

(2)

المثبت من (س) و (ق) و (ظ 4)، لكن في (ظ 4) وحدها:"نفسَه" بدل "لنفسه"، وفي (م) وقع الحديث بلفظ:"إن الله لغني عن تعذيب هذا لنفسه".

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 178

12128 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَرَسُولُ اللهِ نَجِيٌّ لِرَجُلٍ حَتَّى نَعَسَ - أَوْ كَادَ يَنْعَسُ - بَعْضُ الْقَوْمِ (1).

12129 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ، فَقَالَ: مَا كُنَّا نَشَاءُ أَنْ

= وأخرجه البخاري (6701)، وأبو داود (3301)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 129 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وسيتكرر برقم (12889). وانظر (12039).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (2035) من طريق هشيم بن بشير، والبغوي (443) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن حميد الطويل، به.

وسيأتي من طريقه أيضاً بالأرقام (12881) و (13060) و (13134) و (13428).

وأخرج البخاري (643)، وأبو داود (542) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي قال: حدثنا حميد، قال: سالت ثابتاً البناني عن الرجل يتكلم بعدما تقام الصلاة، فحدثني عن أنس بن مالك .. وذكر نحو القصة. قال الحافظ في "الفتح" 2/ 125: إنه ظاهر في كون حميد أخذه عن أنس بواسطة، وقد قال البزار: إن عبد الأعلى تفرد عن حميد بذلك، ورواه عامة أصحاب حميد عنه عن أنس بغير واسطة .. قال الحافظ: لم أقف في شيء من طرقه على تصريح حميد بسماعه له من أنس، وهو مدلس، فالظاهر أن رواية عبد الأعلى هي المتصلة. قلنا: لكن روايته عن أنس أينما وُجدت حُمِلت على الاتصال، وذلك لأنه قد عُرفت الواسطة بينهما كما في هذا الحديث، وهو ثابت البناني، وهو ثقة حُجَّة.

وانظر ما سلف برقم (11987).

ص: 179

نَرَاهُ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْنَاهُ، وَلَا نَائِمًا إِلَّا رَأَيْنَاهُ (1).

12130 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ بِالْبَقِيعِ، فَنَادَى رَجُلٌ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: لَمْ أَعْنِكَ. قَالَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي "(2).

12131 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حَمَّادٍ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: " مَنْ قَتَلَ كَافِرًا، فَلَهُ سَلَبُهُ ". قَالَ: فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ عِشْرِينَ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً برقم (12882).

وانظر (12012).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 671، والبخاري (2121)، ومسلم (2131)، وأبو يعلى (3787)، وابن حبان (5813)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 308 - 309، وفي "الآداب"(478) من طرق عن حميد الطويل، به.

وسيأتي بالأرقام (12218) و (12731) و (12961).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7377).

وعن جابر، سيأتي 3/ 298.

وعن عبد الرحمن بن أبي عَمرة عن عمه، سيأتي 3/ 450.

قوله: "لم أعنِكَ"، أي: ما قصدتك بالنداء.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الدارمي (2484) من طريق الحجاج بن منهال، والطحاوي في =

ص: 180

12132 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (1) - قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ الْمَسْجِدَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَالَ فَنَهَوْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" دَعُوهُ " وَأَمَرَ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْهِ - أَوْ أُهَرِيقَ عَلَيْهِ - الْمَاءُ (2).

12133 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي إِنَائِهِ ثَلَاثًا، وَكَانَ أَنَسٌ يَتَنَفَّسُ ثَلَاثًا (3).

= "شرح معاني الآثار" 3/ 227 من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (12236) و (13041) ومطولاً برقم (12977) و (13975).

وفي الباب عن سلمة بن الاكوع وأبي قتادة، وسيأتيان 4/ 45 و 5/ 36.

(1)

قوله: "عن يحيى بن سعيد" سقط من (م)، ويحيى بن سعيد شيخ المصنف: هو القطان، وشيخه يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (284)(99) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (12082).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(944) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. ولكن فيه:"كان يتنفس مرتين مرتين"!

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 218، والدارمي (2120)، والبخاري (5631)، والنسائي في "الكبرى"(6884)، وأبو عوانة 5/ 345 و 345 - 346 و 346، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 222، وفي "طبقات المحدثين بأصبهان" =

ص: 181

12134 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ الْأَخْضَرِ بْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا (1) مِنَ الْأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " فَأَتَاهُ بِحِلْسٍ وَقَدَحٍ، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ يَشْتَرِي هَذَا؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ. قَالَ: " مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ:" مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ. قَالَ: " هُمَا لَكَ " ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا

= (687)، وابن الأعرابي في "معجمه"(915) و (941) و (942) و (943)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 70/ 284، وفي "الآداب"(541) من طرق عن عزرة بن ثابت، به. وقرن بعزرة في إحدى الطرق عند أبي عوانة عبد الله بن المثنى الأنصاري، وفي بعض رواياتهم: مرتين أو ثلاثة. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6886) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن ثمامة، عن أنس. وقال النسائي: قتادة في هذا الحديث خطأ، والصواب حديث عزرة.

وسيأتي من طريق عزرة، عن ثمامة بالأرقام (12193) و (12295) و (12924). وعن أبي عصام المزني عن أنس برقم (12186).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2571).

قال السندي: قوله: يتنفس في إنائه، أي: في حال الشرب مع إبانة الإناء من الفم، والذي جاء النهي عنه هو أن يكون الإناء في الفم. وانظر "فتح الباري" 10/ 93.

(1)

في (ظ 4): عن رجل.

ص: 182

لِأَحَدِ ثَلَاثٍ: ذِي دَمٍ مُوجِعٍ، أَوْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ فَقْرٍ مُدْقِعٍ " (1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة حال أبي بكر الحنفي. وللقطعة الأخيرة منه وهي قوله: "إن المسالة

" شواهد تصح بها.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2263) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1641)، وابن ماجه (2198)، وابن الجارود (569)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 19، والبيهقي 7/ 25، والضياء في "المختارة"(2265) و (2266) من طرق عن الأخضر بن عجلان، به.

ووقع في رواية أبي داود وابن ماجه زيادة ولفظها:

أنا آخذها بدرهمين، فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين، فأعطاها الأنصاري، وقال:"اشتر بأحدهما طعاماً فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوماً، فائتني به" ففعل، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشد فيه عوداً بيده وقال:"اذهب فاحتطب ولا أراك خمسة عشر يوماً"، فجعل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فقال:"اشتر ببعضها طعاماً وببعضها ثوباً"، ثم قال: فهذا خير لك من أن تجيء والمسألة نكتة في وجهك يوم القيامة". ونحو هذه الزيادة عند الضياء والبيهقي.

ويشهد لهذه الزيادة بنحوها حديث الزبير بن العوام السالف برقم (1407)، وحديث أبي هريرة السالف برقم (7317).

واقتصر الطحاوي في روايته على القطعة الأخيرة من الحديث، وستأتي مستقلة برقم (12280) من طريق عبيد الله بن شميط، عن عبد الله الحنفي، عن أنس.

وأخرجه الترمذي (1218) من طريق حميد بن مسعدة، عن عبيد الله بن شميط بن عجلان، عن الأخضر بن عجلان، به. وليس عنده في آخر الحديث: "إن المسالة

" وحسنه!

وأخرجه كذلك الطيالسي (2146) من طريق عبيد الله بن شميط، عن أبيه وعمه، عن أبي بكر الحنفي، عن أنس. وقد سلف مختصراً برقم (11968) =

ص: 183

12135 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الْقِرَاءَةَ: بِالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (1).

12136 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ، ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُنَا إِلَى بَنِي سَلِمَةَ وَهُوَ يَرَى مَوَاقِعَ نَبْلِهِ (2).

= و (11969).

ويشهد للقطعة الأخيرة في المسألة حديث قبيصة بن مخارق، سيأتي 3/ 477.

وحديث حُبْشي بن جنادة عند الترمذي (653) و (654)، وعند القضاعي في "مسند الشهاب"(1014)، والبغوي (1623).

فتصح هذه القطعة بهذين الشاهدين.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستوائي.

وأخرجه أبو يعلى (2983) و (3128) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1243)، وأبو داود (782) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام، به. وانظر (11991).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2005) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 328، والضياء (2006) و (2007) و (2008) و (2009) من طرق عن حميد، به. وسقط حميد من "مصنف ابن أبي شيبة".

وسيأتي من طريق حميد بالأرقام (12964) و (13059) و (13131). =

ص: 184

12137 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ لِأَبِي طَلْحَةَ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ، فَكَانَ النَّبِيُّ يُضَاحِكُهُ، قَالَ: فَرَآهُ حَزِينًا فَقَالَ: " يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ "(1).

= وأخرجه بنحوه أبو داود (416)، وأبو يعلى (3308)، وابن خزيمة (338)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 212، والبغوي في "الجعديات"(3473)، والبيهقي 1/ 447، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 89 من طريق ثابت عن أنس.

وفي الباب عن جابر بن عبد الله وناس من الأنصار وزيد بن خالد الجهني ورافع بن خديج، وستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/ 303 و 4/ 36 و 117 و 142.

قوله: "وهو يرى مواقع نَبْله" قال الحافظ في "الفتح" 2/ 41: أي: المواضع التي تصل إليها سهامه إذا رمى بها

ومقتضاه المبادرة بالمغرب في أول وقتها، بحيث إن الفراغ منها يقع والضَّوء باقٍ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

وأخرجه الحميدي (1416)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(332) و (333)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 194، وابن أبي الدنيا في "العيال"(400)، والبغوي (3378) من طرق عن حميد، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوع النسائي خطأ في الإسناد، فجعل محمد بن قيس راويَه عن أبي التياح، والصواب إنه رواه عن حميد، وجاء على الصواب في "تحفة الأشراف" 1/ 205.

وأخرجه أبو يعلى (2836)، والطبراني (5610)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 32 من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أنس. =

ص: 185

12138 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ ثَمَرَةِ النَّخْلِ حَتَّى تَزْهُوَ. قِيلَ: لِأَنَسٍ: مَا تَزْهُو؟ قَالَ: تَحْمَرُّ (1).

= وأخرجه بنحوه الطيالسي (2147)، وابن سعد 8/ 427، والطبراني في "الأوسط"(2556) من طريق ربعي بن عبد الله، عن الجارود بن أبي سبرة، عن أنس.

وسيأتي من طريق حميد برقم (12957) و (13077)، ومن طريق ثابت برقم (13325)، ومن طريق قتادة برقم (13954)، ومن طريق أبي التياح برقم (12199).

النُّغَير: تصغير نُغَر: وهو البُلبُل، أو فرخ العصفور.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مالك 2/ 618، والشافعي 2/ 148 و 149، والبخاري (1488) و (2195) و (2197) و (2208)، ومسلم (1555)، والنسائي 7/ 264، وأبو يعلى (3740) و (3850)، وابن الجارود (604)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 24، وابن حبان (4990)، وأبو نعيم 6/ 340، والبغوي (2080) و (2081) من طرق عن حميد الطويل، به- وعند بعضهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثِّمار حتى تُزهي. فقيل له: يا رسول الله، وما تُزهِي؟ فقال:"حين تحمرُّ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرأيت إذا مَنَعَ الله الثمرةَ، فبِمَ يأخذُ أحدُكم مالَ أخيه؟ ".

وسيأتي بنحوه عن حميد برقم (13314) و (13613)، وعن شيخ لسفيان الثوري عن أنس برقم (12638).

وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7559).

ص: 186

12139 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ - وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: عَنْ قَتَادَةَ - عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَلَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ - قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: أَرْبَعِينَ - فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ، وَدَنَا النَّاسُ مِنَ الرِّيفِ وَالْقُرَى، قَالَ لِأَصْحَابِهِ: مَا تَرَوْنَ؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: اجْعَلْهَا كَأَخَفِّ الْحُدُودِ. فَجَلَدَ عُمَرُ ثَمَانِينَ (1).

12140 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ، فَقَالَ: أُكِلَتِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1706)(36)، وأبو داود (4479)، وأبو يعلى (3127)، وابن حبان (4448) من طريق يحيى القطان وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1970)، والبخاري (6773) و (6776)، ومسلم (1706)(36)، والنسائي في "الكبرى"(5277)، وأبو يعلى (3015)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 157، والبيهقي 8/ 319 من طرق عن هشام الدستوائي، به- ولم يذكر فيه البخاري والنسائي قصة عمر وعبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه مختصراً ابن ماجه (2570) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به- ولم يذكر فيه قصة أبي بكر وعمر.

وسيأتي الحديث عن قتادة بالأرقام (12805) و (12855) و (13583) و (13880).

وفي الباب عن علي، سلف برقم (624).

وعن السائب بن يزيد، سيأتي 3/ 449.

الجريد: هو غصن النخلة جُرِّد عنه الورق.

ص: 187

الْحُمُرُ. مَرَّتَيْنِ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: أُفْنِيَتِ الْحُمُرُ. قَالَ: فَنَادَى: " إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ (1) الْحُمُرِ، فَإِنَّهَا رِجْسٌ "(2).

12141 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَأَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْنَا، فَكَيْفَ نَرُدُّ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ:" فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ ".

وَحَجَّاجٌ مِثْلَهُ، قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ أَسْأَلْ قَتَادَةَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ: هَلْ سَمِعْتَهُ مِنْ أَنَسٍ؟ (3).

(1) في (م): لحم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارمي (1991)، ومسلم (1940)(35)، وأبو عوانة 5/ 168 و 168 - 169 من طرق عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. وانظر (12086).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن جعفر: هو محمد، وحجاج المذكور في آخر الحديث: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وهو شيخ ثالث للإمام أحمد في هذا الحديث. وسيتكرر برقم (13881).

وأخرجه مسلم (2163)(7)، وأبو يعلى (3179) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة في الاستئّذان كما في "إتحاف المهرة" 2/ 260 من طريق حجاج بن محمد، به.

وأخرجه مسلم (2163)(7)، وأبو داود (5207)، والنسائي في "عمل =

ص: 188

12142 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ، وَتَبْقَى مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ وَالْأَمَلُ "(1).

12143 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى (2)، حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ

= اليوم والليلة" (386) و (387)، وأبو عوانة من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي من طريق قتادة بالأرقام (12427) و (12467) و (12995) و (13087) و (13211) و (13240) و (13320) و (13459) و (13766) و (13934) و (14084)، وفي بعض هذه المواضع قصة.

وانظر ما سلف برقم (11948).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13917).

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(10260) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(256) عن شعبة، به.

وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(480) من طريق شعيب بن حرب، عن شعبة، به.

وأخرجه الطيالسي (2005)، والبخاري (6421)، ومسلم (1047)(115)، وأبو يعلى (2979) و (3010)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 218، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 261 و 8/ 160 من طرق عن قتادة، به- وذكره بعضهم بلفظ "المال والعُمُر".

وسيأتي بالأرقام (12202) و (12721) و (12998) و (13694) و (13917).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8211).

(2)

في (م) و (س) و (ق): حدثنا يحيى عن شعبة، بزيادة "عن شعبة" وهي زيادة مقحمة من الحديث السالف، ولم ترد في (ظ 4) و"أطراف المسند" =

ص: 189

عَنْ أَنَسٍ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: " مَنْ يَنْظُرُ مَا فَعَلَ أَبُو جَهْلٍ؟ " فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَوَجَدَ ابْنَيْ عَفْرَاءَ قَدْ ضَرَبَاهُ حَتَّى بَرَدَ، فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ فَقَالَ: أَنْتَ أَبُو جَهْلٍ؟! فَقَالَ: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ - أَوْ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟ (1).

= 1/ 404، وهو الصواب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 373، والبخاري (3962) وبإثر الحديث (3963) و (4020)، ومسلم (1800)، وأبو يعلى (4063) و (4074)، وأبو عوانة 4/ 228 و 228 - 229، والبيهقي في "السنن" 9/ 92، وفي "الدلائل" 3/ 86 من طرق عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (12304) و (13477).

وفي الباب عن ابن مسعود نفسه برقم (3824).

وانظر قصة مقتل أبي جهل أيضاً في حديث عبد الرحمن بن عوف الذي سلف برقم (1673).

ابنا عفراء: هما معاذ ومعوِّذ، وعفراء أمُّهما.

وقوله: "حتى بَرَدَ"، أي: مات، هكذا فسَّروه، ووقع في رواية محمد بن عبد الله الأنصاري عن التيمي عند أحمد (13477):"حتى بَرَكَ"، قال القاضي عياض: وهذه الرواية أولى، لأنه قد كلَّم ابن مسعود، فلو كان مات كيف كان يكلمه؟

قال الحافظ في "الفتح" 7/ 294: ويحتمل أن يكون المرادُ بقوله: "حتى برد" أي: صار في حالة من الموت، ولم يَبْق فيه سوى حركة المذبوح، فأُطلق عليه باعتبار ما سيؤول إليه، ومنه قولهم للسيوف: بوارد، أي: قواتل، وقيل لمن قُتِل بالسيف: بَرَدَ، أي: إصابه متن الحديد، لأن طبع الحديد البُرودة، وقيل: معنى قوله: بَرَدَ، أي: فَتَر وسكن، يقال: جَدَّ في الأمر حتى بَرَد، أي: فتَر، وبَرَدَ النبيذُ، أي: سكن غليانُه. =

ص: 190

12144 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]، وَ {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245] قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَائِطِي الَّذِي (1) بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا. وَاللهِ (2) لَوِ اسْتَطَعْتُ أَنْ أُسِرَّهَا لَمْ أُعْلِنْهَا. فَقَالَ:" اجْعَلْهُ فِي فُقَرَاءِ أَهْلِكَ "(3).

= وقوله: "أنت أبا جهل" هكذا كان في (ظ 4)، وهي كذلك في نسخة على هامش (س)، ثم صحح في (ظ 4) إلى:"أنت أبو جهل"، وهي على هذه الصورة موافقة لما في (م) و (س) و (ق)، والأول هو الصواب في حديث يحيى القطان، فقد أخرجه الإسماعيلي في "مستخرجه" - كما في "الفتح" 7/ 295 - من طريق محمد بن أبي بكر المقدَّمي عن يحيى القطان فذكر الحديث وفيه "قال: أنت أبا جهل" قال المقدَّمي: هكذا قالها يحيى القطان. وهو المعتمد في حديث أنس هذا، فقد صرَّح إسماعيل ابن عُلية عن سليمان التيمي عند البخاري (4020) بأنه هكذا قالها أنس. قال الحافظ ابن حجر: وقد وُجِّهت هذه الرواية بالحَمْل على لغة من يُثبت الألف في الأسماء الستة في كل حالة كقوله: إن أباها وأبا أباها. وقيل: هو منصوب بإضمار "أعني"، وتعقَّبه ابنُ التِّين بأن شرط هذا الإضمار أن تكثُر النُّعوت. وقيل: إن قوله: "أنت" مبتدأ محذوف الخبر، وقوله: "أبا جهل" منادى محذوف الأداة، والتقدير: أنت المقتول يا أبا جهل، وخاطبه بذلك مقرِّعاً له، ومتشفِّياً منه، لأنه كان يؤذيه بمكة أشد الأذى.

(1)

في (م) و (س) و (ق): الذي كان.

(2)

لفظة "والله" ليست في (ظ 4).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1413)، وأبو يعلى (3865)، والطبري في =

ص: 191

12145 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ بِعَيْنِ (1) الشِّمَالِ، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ " أَوْ قَالَ: " كَفَرَ "(2).

12146 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ

= "تفسيره" 3/ 348، وابن خزيمة (2458) و (2459)، والدارقطني 4/ 191 من طرق عن حميد، به.

وأخرجه البخاري (4555)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 289 و 4/ 386، وفي "شرح مشكل الآثار"(4701)، والدارقطني 4/ 191، والبيهقي 6/ 280 من طريق ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس- وزاد في آخره: فجعلها لحسانَ بن ثابتٍ وأبي بن كعب، وكانا اقرب إليه مني.

وسيأتي الحديث عن حميد برقم (12781) و (13767)، وعن إسحاق بن عبد الله برقم (12438)، وعن ثابت برقم (14036).

(1)

في (م) و (س) و (ق): أعور العين.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2022) من طريق عبد الرحمن بن بشر، عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (3768)، والضياء (2024) من طريق خالد بن الحارث، والبغوي (4257)، والضياء (2023) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، كلاهما عن حميد، به.

وسيأتي من طريق حميد برقم (13081)، ومن طريقه وطريق شعيب بن الحبحاب معاً برقم (13385) و (13621). وانظر ما سلف برقم (12004).

الظَّفَرة -بفتحتين-: جُليدة تغشِّي العين.

ص: 192

يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ "، فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: " لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ " (1).

12147 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ وَاضِعًا عَلَى صِفَاحِهِمَا قَدَمَهُ، وَيُسَمِّي، وَيُكَبِّرُ (2).

12148 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِي - وَرُبَّمَا قَالَ: مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي - إِذَا رَكَعْتُمْ، وَإِذَا سَجَدْتُمْ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12104).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3136) عن عبيد الله بن عمر القواريري، عن يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (13877) عن يحيى بن سعيد القطان مقروناً معه وكيعٌ. وانظر (11960).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً برقم (13895).

وأخرجه عبد بن حميد (1170)، والبخاري (742)، ومسلم (425)، والنسائي 2/ 193، وأبو يعلى (2971)، والبغوي (615) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(641) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، به. =

ص: 193

12149 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ "(1).

12150 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ (2) مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَرَكَهُ (3).

= وسيأتي بالأرقام (12321) و (12733) و (12821) و (13453) و (13842) و (13895) و (13973). وانظر ما سلف برقم (11997).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (1977)، والدارمي (1322)، ومسلم (493)، وأبو داود (897)، والترمذي (276)، والنسائي 2/ 213 - 214، وأبو يعلى (3216)، وابن حبان (1926)، والبيهقي 2/ 113 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (12066).

(2)

في (م) و (س) و (ق): حيٍّ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.

وأخرجه ابن حبان (1982) و (1985) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الطيالسي (2016)، والبخاري (4089)، ومسلم (677)(304)، وابن ماجه (1243)، والنسائي 2/ 203، وأبو يعلى (3028) و (3069) و (3231)، والبيهقي 2/ 201 و 206 من طرق عن هشام الدستوائي، به. ولم يقل فيه مسلم: بعد الركوع، وذكر ابن ماجه أن القنوت كان في صلاة الصبح.

وسيأتي من طريق قتادة بألفاظ متقاربة بالأرقام (12849) و (12990) و (13265) و (13274) و (13601) و (13602) و (13641) و (13725) =

ص: 194

12151 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي فِي مَجْرَى الْمَاءِ، فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ اللهُ - أَوْ أَعْطَاكَ رَبُّكَ "(1).

12152 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ، يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ، وَقَالَ:" عُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ "(2).

= و (13752) و (13951) و (13952) و (14004).

وانظر ما سلف مطولاً (12064).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 45 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (3726)، وابن حبان (6472) من طريق يحيى بن سعيد، به. وانظر (12008).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القَطَّان، والتَّيمي: هو سليمان بن طَرْخان، وأبو مِجْلَز: هو لاحق بن حميد.

وأخرجه ابن حبان (1973) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقرن ابن حبان القطان بيحيى يزيدَ بنَ زُرَيع.

وأخرجه البخاري (1003) و (4094)، ومسلم (677)(299)، والنسائي 2/ 200، وأبو عوانة 2/ 286، والطحاوي 1/ 244، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 36، والبيهقي في "السنن" 2/ 244، وفي "الدلائل" 3/ 350 من طرق عن سليمان التيمي، به. =

ص: 195

12153 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُلْهَمُونَ ذَلِكَ، فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا، فَأَرَاحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ (1) يُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا. فَيَقُولُ لَهُمْ آدَمُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ ذَنْبَهُ الَّذِي أَصَابَ، فَيَسْتَحْيِي رَبَّهُ وَيَقُولُ: وَلَكِنْ أْتُوا نُوحًا، فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ. فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ. وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ: سُؤَالَهُ (2) رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ، فَيَسْتَحْيِي رَبَّهُ مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ أْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ. فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى، عَبْدًا كَلَّمَهُ اللهُ، وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ.

فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ. وَيَذْكُرُ لَهُمُ النَّفْسَ الَّتِي قَتَلَ بِغَيْرِ نَفْسٍ، فَيَسْتَحْيِي رَبَّهُ مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ أْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللهِ وَرَسُولَهُ، وَكَلِمَتَهُ (3) وَرُوحَهُ. فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ أْتُوا مُحَمَّدًا، عَبْدًا غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا

= وسيأتي برقم (13120) عن معاذ بن معاذ عن سليمان التيمي. وانظر ما سلف برقم (12064) و (12117).

(1)

في (م) و (س) و (ق): ربنا.

(2)

في (م) و (ق) ونسخة في هامش (س): وسؤاله.

(3)

في (ظ 4): ومن كلمه.

ص: 196

تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي ".

قَالَ الْحَسَنُ (1) هَذَا الْحَرْفَ: " فَأَقُومُ فَأَمْشِي بَيْنَ سِمَاطَيْنِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ".

قَالَ أَنَسٌ: " حَتَّى أَسْتَأْذِنَ عَلَى رَبِّي، فَيُؤْذَنَ لِي، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي - وَقَعْتُ أَوْ خَرَرْتُ - سَاجِدًا لِرَبِّي، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدَعَنِي ". قَالَ: " ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، قُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْهِ الثَّانِيَةَ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ - أَوْ خَرَرْتُ - سَاجِدًا لِرَبِّي. فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، قُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْهِ الثَّالِثَةَ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ - أَوْ خَرَرْتُ - سَاجِدًا لِرَبِّي، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا بَقِيَ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ ".

(1) الحسن هذا: هو البصري، وقد روى الحسن هذا الحديث عن أنس كما ذكر معبد بن هلال في آخر حديثه عند البخاري ومسلم وغيرهما، وانظره في تخريجنا لهذا الحديث.

ص: 197

فَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عروبة: هو سعيد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(807)، وأبو عوانة 1/ 180، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(830) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 450 - 451، والبخاري (4476)، ومسلم (193)(323) و (325)، وابن ماجه (4312)، وابن أبي عاصم (810)، والنسائي في "الكبرى"(11243)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 607 و 607 - 609، وأبو عوانة 1/ 179 - 180، وابن منده في "الايمان"(862) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (2010)، وعبد بن حميد (1187)، والبخاري (4476) و (6565) و (7410) و (7516)، ومسلم (193)، وابن أبي عاصم في "السنة"(805) و (806) و (808) و (809)، والنسائي في "الكبرى"(10984) و (11433)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 603 - 605 و 605 - 606، وأبو عوانة 1/ 178 - 179 و 180، وابن حبان (6464)، والآجري في "الشريعة" ص 349، وابن منده (861) و (864) و (865)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 191 و 315، وفي "الاعتقاد" ص 89 و 192 - 194، والبغوي (4334) من طرق عن قتادة.

وسيأتي برقم (13562) من طريق همام عن قتادة. والقطعة الأخيرة منه فقط ستأتي برقم (12772) من طريق شعبة عن قتادة، وانظر تمام تخريجها =

ص: 198

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هناك.

وأخرجه البخاري (7510)، ومسلم (193)(326)، والنسائي في "الكبرى"(11131)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 714 - 716، وأبو عوانة 1/ 183، وابن منده في "الإيمان"(873)، والبغوي (4333)، والمزي في ترجمة معبد من "تهذيب الكمال" 28/ 241 - 243 من طريق معبد بن هلال العنزي، عن أنس.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(816) و (817)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 716 - 717، وابن منده (874) من طريق حميد الطويل، عن أنس موقوفاً.

وسيأتي من طريق ثابت برقم (13590). وانظر (12419) و (12469) و (12824).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9623). وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "يُلَهمون ذلك"، وفي بعض الروايات "فيهتمُّون لذلك"، قال النووي في "شرح مسلم" 3/ 53: معنى اللفظتين متقارب، فمعنى الثانية: أنهم يعتنون بسؤال الشفاعة، وزوال الكَرْب الذي هم فيه، ومعنى الأولى: أن الله تعالى يلهمهم سؤال ذلك.

وقوله: "لست هُنَاكم"، معناه: لست أهلاً لذلك.

وقوله: "بين سِماطين"، قال السندي: أي: بين صفَّين من الناس.

وقوله: "فيحدُّ لي حدّاً": كأن يقال: أَدخِل الجنةَ من عمل كذا وكذا.

وقوله: "إلا من حَبَسه القرآن"، قال النووي: أي: وَجَبَ عليه الخلود (كما فسره قتادة في بعض الطرق) ومعناه: من أخبرَ القرآن أنه مخلَّد في النار، وهم الكفار، كما قال الله تعالى:{إنَّ الله لا يغفرُ أن يُشركَ به} [النساء: 48 و 116]، وفي هذا دلالة لمذهب أهل الحق وما أجمع عليه السلفُ: أنه لا يُخَلَّدُ في النار أحد مات على التوحيد، والله أعلم.

ص: 199

12154 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ التَّيْمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " مُتَعَمِّدًا (1)، قَالَهُ مَرَّتَيْنِ، وَقَالَ مَرَّةً:" مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا "(2).

(1) لفظة "متعمداً" هكذا وقعت هنا في النسخ الخطية، وجاءت في (م) بعد قوله "من كذب عليَّ" وهو خطأ، إذ أشار المصنف في آخر الحديث إلى أنه روي مرة أخرى بلفظ "من كذب علي متعمداً"، ولعل وجه ما وقع في النسخ الخطية ان تكون كلمة "متعمداً" بيان من الراوي أن الكذب المراد في حديثه هو المتعمَّد، ثم رواه فيما بعد كرواية غيره، فقال:"من كذب عليَّ متعمداً"، والله أعلم.

وأما قوله: "قاله مرتين" فالمراد به أن أنساً كان حدَّث به مرتين دون ذِكْر كلمة "متعمداً" في صلب الحديث، ومرة بذكرها فيه، يوضِّح ذلك رواية النسائي في "السنن الكبرى"(5914) من طريق إسماعيل ابن علية عن التيمي.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والتَّيمي: هو سليمان بن طَرْخان.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(404) من طريق بكر بن خلف، عن يحيى بن سعيد ومعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 763، وأبو يعلى (4061) و (4062)، والطبراني في "طرق حديث من كذب عليَّ متعمداً"(103) و (105) و (108)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 33، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 149، وابن الجوزي في "الموضوعات" 1/ 78 و 79 - 80 من طرق عن سليمان التيمي، به.

وسيأتي بالأرقام (12702) و (12800) و (13961). وانظر ما سلف برقم (11942).

ص: 200

12155 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ فِي صَلَاتِهِمْ "، قَالَ: فَاشْتَدَّ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: " لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ "(1).

12156 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمَرْأَةُ مِنْ نِسَائِهِ يَغْتَسِلَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ بِخَمْسِ مَكَاكِيَّ، وَيَتَوَضَّأُ بِمَكُّوكٍ (2).

12157 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ اللهَ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا، قَالَ: أَيْ رَبِّ نُطْفَةٌ، أَيْ رَبِّ عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ مُضْغَةٌ، فَإِذَا قَضَى الرَّبُّ خَلْقَهَا، قَالَ: أَيْ رَبِّ أَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؟ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى؟ فَمَا الرِّزْقُ وَمَا الْأَجَلُ؟ قَالَ: فَيَكْتُبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ " (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12104).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12105).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (12500).

وأخرجه أبو عوانة في القدر كما في "إتحاف المهرة" 2/ 133 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (318) و (3333) و (6595)، ومسلم (2646)، وابن =

ص: 201

• 12158 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ أَبُو مُعَاذٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ (2).

12159 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ بَرِيرَةَ تُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِصَدَقَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ "(3).

= أبي عاصم في "السنة"(187)، وأبو عوانة كما في "الإتحاف" 2/ 133، والآجري في "الشريعة" ص 184، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 280، والبيهقي 7/ 421 من طرق عن حماد بن زيد، به.

وسيأتي أيضاً برقم (12158) و (12499).

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3624). وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

وقع هذا الحديث في (م) والنسخ الخطية على أنه من رواية عبد الله ابن أحمد عن أبيه، لكن نصَّ الحافظ في "أطراف المسند" 1/ 441، و"إتحاف المهرة" 2/ 133 على أنه من زيادات عبد الله بن أحمد على "المسند". قلنا: ويحيى بن أيوب -وهو المقابري- قد اشترك في الرواية عنه الإمام أحمد وابنه عبد الله، فالوجهان محتملان، والله تعالى اعلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن أيوب -وهو المَقَابري- فمن رجال مسلم. وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وسيأتي مكرراً برقم (13923).

وأخرجه الطيالسي (1962)، وابن سعد 8/ 259 - 260، ومسلم (1074)(170)، وأبو داود (1655)، وأبو يعلى (3244)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4388)، والبيهقي 7/ 33، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 103 - 104 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. =

ص: 202

12160 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ! إِنَّ اللهَ لَمْ يَقْضِ قَضَاءً، إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ "(1).

= وعلقه البخاري بإثر الحديث (1495) عن أبي داود الطيالسي أنبأنا شعبة عن قتادة: سمع أنساً رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو في "مسنده"(1962)، ووصله من طريقه الحافظ في "التغليق" 3/ 34 - 35، وقال فيه: قتادة عن أنس. كذا معنعناً، لم يصرح عنه بالسماع. قال الحافظ: وقد رواه الإسماعيلي من طريق معاذ عن شعبة عن قتادة سمع أنساً، به.

وسيأتي بالأرقام (12324) و (12858) و (13922).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2542).

وعن عائشة، سيأتي 6/ 45 - 46.

وعن جويرية بنت الحارث، سيأتي 6/ 429.

بَريِرةُ: هي مولاة عائشة رضي الله عنها.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، القاسم بن شريح لم يرو عنه غير سفيان الثوري، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 7/ 111: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 335، وقد توبع. وثعلبة بن عاصم -وهو أبو بحر مولى أنس بن مالك- روى عنه جمع، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 2/ 463: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 99 وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1815) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه هناد في "الزهد"(399) من طريق حجاج بن ارطاة، وأبو يعلى (4217) و (4218)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9951)، والقضاعي في =

ص: 203

12161 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُصْبَرَ الْبَهَائِمُ (1).

= "مسند الشهاب"(596)، والضياء (1816) و (1818)، والذهبي في "السير" 15/ 342 من طريق الحسن بن عبيد الله، كلاهما عن ثعلبة بن عاصم، به. وحجاج حسن الحديث، والحسن بن عبيد الله ثقة.

وسيأتي من زيادات عبد الله في مسند أبي المليح عن أبيه 5/ 24 من طريق عاصم الأحول، عن ثعلبة بن عاصم، عن أنس. وعاصم ثقة، وصححه ابن حبان (728).

وأخرجه أبو يعلى (4019) من طريق محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أنس. والأعمش لم يسمع من أنس.

وسيأتي برقم (12906) عن وكيع، عن سفيان الثوري.

وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1487). وإسناده حسن.

وعن صهيب، سيأتي 4/ 332 و 6/ 16. وإسناده صحيح.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1956)، وابن الجارود (898) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقرن مسلم بيحيى عبدَ الرحمن بنَ مهدي.

وأخرجه الطيالسي (2070)، وابن أبي شيبة 5/ 398، والبخاري (5513)، ومسلم (1956)، وأبو داود (2816)، والنسائي 7/ 238، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 183، وأبو عوانة 5/ 194، والبيهقي 9/ 334 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسيأتي بالأرقام (12746) و (12862) و (12982).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4622). وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "أن تُصبَر"، من الصَّبْر، أي: تُحبَس وتُجعَل هدفاً فيُرمَى إليها.

ص: 204

12162 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ - يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ -، عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:" لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا هُوَ شَرٌّ مِنَ الزَّمَانِ (1) الَّذِي قَبْلَهُ ". سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم مَرَّتَيْنِ (2).

12163 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ. وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ نَفِيعٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ أَحَدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَنِيٍّ وَلَا فَقِيرٍ، إِلَّا وَدَّ أَنَّمَا كَانَ أُوتِيَ مِنَ الدُّنْيَا قُوتًا ". قَالَ

(1) لفظة "الزمان" ليست في (ظ 4).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.

وأخرجه أبو يعلى (4036)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(903)، والسهمي في "تاريخ جرجان"(471) من طرق عن مالك بن مِغول، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(468)، والطبراني في "المعجم الصغير"(52)، والسهمي في "تاريخ جرجان"(471)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 173 من طرق عن الزبير بن عدي، به.

وسيأتي بالأرقام (12347) و (12817) و (12838) و (13753).

وأخرجه ابن ماجه (4039)، والحاكم 4/ 441، والمزي في ترجمة محمد ابن خالد الجندي من "التهذيب" 25/ 147 - 148 من طريق الحسن البصري، والطبراني في "الصغير"(485)، والحاكم 4/ 442 - 443 من طريق عبد العزيز ابن صهيب، كلاهما عن أنس مرفوعاً، بلفظ:"لا يزداد الزمان إلا شدة، ولا يزداد الناس إلا شحاً، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس" وزِيْدَ في رواية الحسن: "ولا المهدي إلا عيسى ابن مريم". والإسنادان ضعيفان.

ونقل الحافظ في "الفتح" 13/ 21 عن الحسن البصري أنه حمل قوله: "إلا هو شرٌّ" في هذا الحديث على الأكثر الأغلب. وانظر تتمة كلامه فيه.

ص: 205

يَعْلَى: " فِي الدُّنْيَا "(1).

12164 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا ذَا الْأُذُنَيْنِ "(2).

(1) إسناده ضعيف جداً، نُفَيع: هو ابن الحارث أبو داود الأعمى، متروك الحديث. إسماعيل: هو ابن أبي خالد.

وأخرجه ابن ماجه (4140) من طريق عبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/ 69 - 70 من طريق ابن نمير وحده، به.

وأخرجه عبد بن حميد (1235)، وابن حبان في "المجروحين" 3/ 56، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10378)، وابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 131 من طريق يعلى بن عبيد وحده، به.

وأخرجه هناد في "الزهد"(599)، وأبو يعلى (3713) و (4341)، وابن عدي 7/ 2524، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 69، والبيهقي في "الشعب"(10378) من طريق أبي معاوية الضرير، وأبو يعلى (4339) من طريق مروان ابن معاوية، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

وأخرجه وكيع في "الزهد"(117) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن نُفيع أبي داود، عن أنس موقوفاً.

وسيأتي الحديث من طريق يعلى بن عبيد وحده برقم (12710).

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2301) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي في "سننه"(1992) و (3828)، وفي "الشمائل"(235)، =

ص: 206

12165 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُنَّ يَسُوقُ بِهِنَّ سَوَّاقٌ، فَأَتَى عَلَيْهِنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَيْ - أَوْ يَا - أَنْجَشَةُ، سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ "(1).

= وابن الأعرابي في "معجمه"(509)، والبغوي (3606)، والضياء (2303) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (5002)، وأبو يعلى (4029)، والطبراني في "الكبير"(663)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(420)، والبيهقي في "السنن" 10/ 248، وفي "الآداب"(409)، والضياء (2304) و (2305) و (2306) من طرق عن شريك، به.

وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.

وأخرجه الخطيب 13/ 46 من طريق موسى بن حيان البُندار، حدثنا حفص ابن عمر، حدثنا شعبة، عن عاصم، به، وهذه متابعة قوية لشريك، رجاله ثقات مشهورون عدا موسى هذا، فقد ترجمه الخطيب ولم يذكر فيه شيئاً، ولم نقف له على ترجمة عند غيره.

وذكر الدارقطني متابعاً آخراً لشريك لكنه وهَّم روايته، وذلك فيما نقله عنه الضياء في "المختارة" 6/ 290 قال: رواه محمد عن أبي أحمد الزبيري، عن الثوري، عن عاصم. ووهم فيه على أبي أحمد، والصواب عن أبي أحمد ما رواه نصر بن علي وأحمد بن سنان، عنه، عن شريك، عن عاصم.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(662) من طريق حرب بن ميمون، عن النضر بن أنس، عن أنس. وإسناده حسن.

وسيأتي الحديث من طريق شريك بالأرقام (12285) و (13544) و (13738).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، =

ص: 207

12166 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْهَرَمِ وَالْبُخْلِ، وَالْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ". وَقَدْ ذَكَرَ فِيهِ " الْمَحْيَا وَالْمَمَاتَ "(1).

12167 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: عَطَسَ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَشَمَّتَ - أَوْ سَمَّتَ - أَحَدَهُمَا، فَقيلَ لَهُ: رَجُلَانِ عَطِسَا، فَشَمَّتَّ - أَوْ سَمَّتَّ - أَحَدَهُمَا (2)؟! فَقَالَ:" إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللهَ، وَإِنَّ ذَاكَ لَمْ يَحْمَدِ اللهَ "(3).

قَالَ يَحْيَى: وَرُبَّمَا قَالَ: هَذَا أَوْ نَحْوَهُ.

12168 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ

= وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان. وانظر (12090).

وقوله: "سَوْقَك"، قال السندي: بالنصب، أي: أَحسِن أو راعِ، أو بالرفع، أي: إن سوقك متعلق بالقوارير، فراعِها، وقد سبق بلفظ:"رُوَيدًا سوقَك بالقوارير" وهو يؤيد النصب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه حفص الدوري في "قراءات النبي"(32) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وانظر (12113).

(2)

قوله: "فقيل له: رجلان عطسا، فشَمّتَّ -أو سَمّتَّ- أَحَدَهما؟ " سقط من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

التيمي: هو سليمان بن طَرْخان. وانظر (11962).

ص: 208

أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ، فَيَحْمَدَ اللهَ عَلَيْهَا "(1).

12169 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: " الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ، الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ". حَتَّى جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُغَرْغِرُ بِهَا صَدْرُهُ، وَمَا يَكَادُ يَفِيصُ بِهَا لِسَانُهُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.

وأخرجه هناد في "الزهد"(775)، وابن أبي شيبة 8/ 307 و 10/ 344، ومسلم (2734)، والترمذي في "السنن"(1816)، وفي "الشمائل"(195)، والنسائي في "الكبرى"(6899)، وأبو يعلى (4332)، وأبو عوانة كما في "الإتحاف" 2/ 21، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(486)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6046)، والبغوي في "شرح السنة"(2831) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. وقرن ابن أبي شيبة، ومسلم، وأبو يعلى، وابن السني بأبي أسامة محمدَ بن بشر. وانظر (11973).

(2)

حديث صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن سليمان التيمي اختلف عليه وخولف فيه كما سيأتي بيانه في التخريج.

وأخرجه ابن سعد 2/ 352، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3202) من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبري"(7095)، وابن حبان (6605)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 205، وفي "الشعب"(8552) من طريق جرير، وابن ماجه =

ص: 209

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (2697)، وأبو يعلى (2933) و (2990) من طريق معتمر بن سليمان، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 240 من طريق أبي شهاب الحناط، ثلاثتهم عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن أنس. وقال النسائي: سليمان التيمي لم يسمع هذا الحديث من أنس.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7096) من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، عن صاحب له، عن أنس نحوه.

وأخرجه ابن سعد 2/ 253، والطحاوي (3201) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، عن سليمان التيمي، عمن سمع أنس بن مالك يقول، فذكره.

وأخرجه عبد بن حميد (1214)، والنسائي في "الكبرى"(7094)، والطحاوي (3199)، والضياء في "المختارة"(2155) و (2156) و (2157) من طريق سفيان الثوري، والطحاوي (3200)، والحاكم 3/ 57 من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن سليمان، عن أنس. وفي رواية الحاكم قال: زهير وغيره، عن سليمان.

وخالف سليمانَ التيميَّ فيه همامٌ، فرواه عن قتادة، عن صالح أبي خليل، عن سفينة مولى أم سلمة، عن أم سلمة. وستأتي هذه الرواية في "المسند" 6/ 311 و 321.

وخالفه أيضاً سعيدُ بن أبي عروبة، وأبو عوانة، فروياه بإسناد همام لكن لم يذكرا فيه صالحاً أبا خليل. ورواية سعيد ستأتي في "المسند" 6/ 290 و 315، أما رواية أبي عوانة فانظر تخريجها هناك.

وبناءً على هذه الروايات فقد خطَّأ أبو حاتم وأبو زرعة رواية سليمان التيمي فيما نقله عنهما ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 110 - 111.

وفي الباب عن علي، سلف في "المسند" برقم (585).

قو له: "الصلاة" بالنصب: أي: أحفظوها.

وقوله: "وما ملكت إيمانكم": الظاهر أن المراد به المماليك، أي: احفظوا حقوقهم، أو الأموال مطلقاً، أي: أَدّوا حقوق المال من الزكاة وغيرها. قاله =

ص: 210

12170 -

حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ (1)، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا اسْتَجَارَ عَبْدٌ مِنَ النَّارِ ثَلَاثَ مِرَارٍ، إِلَّا قَالَتِ النَّارُ: اللهُمَّ أَجِرْهُ مِنِّي. وَلَا سَأَلَ الْجَنَّةَ إِلَّا قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللهُمَّ أَدْخِلْهُ إِيَّايَ "(2).

12171 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ

= السندي.

وقوله: "وما يكاد يفيصُ بها لسانه"، قال البغوي في "شرح السنة" 9/ 350: هو بالصاد غير معجمة يعني: ما يَبينُ كلامه، يقال: فلان ما يَفِيصُ بكلمة: إذا لم يقدر على أن يتكلم ببيان، وفلان ذو إفاصة، لي: ذو بيان.

(1)

المثبت من نسخة في (ظ 4) وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 1/ 285، و"إتحاف المهرة" 1/ 432، وفي (م) والنسخ الخطية: يونس عن أبي إسحاق، ولم يقع لنا في شيء من المصادر رواية يونس لهذا الحديث عن أبي إسحاق، ويؤيِّد ما أثبتناه أن الحديث سيأتي مرة أخرى عند المصنف -دون خلاف في النسخ- من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن بريد بالأرقام (12439) و (12585) و (13755)، وانظر تخريجه عندها.

وأما ما وقع في المطبوع من "سنن الترمذي" باثر (2572) من قوله: "هكذا روى يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق هذا الحديث" بزيادة: عن أبي إسحاق، فهو خطأ، وقد صححنا هذا الخطأ من نسخنا الخطية للسنن ومن "تحفة الأشراف" 1/ 99.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق، وقد توبع، فسيأتي برقم (13173) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق السبيعي عن بريد، وانظر تمام تخريجه هناك.

ص: 211

عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ: " مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ " فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا يَوْمٌ يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ - وَذَكَرَ هَنَةً مِنْ جِيرَانِهِ، كَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَدَّقَهُ - قَالَ: وَعِنْدِي جَذَعَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ. قَالَ: فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَا أَدْرِي أَبَلَغَتْ رُخْصَتُهُ مَنْ سِوَاهُ أَوْ لَا؟ قَالَ: ثُمَّ انْكَفَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى كَبْشَيْنِ فَذَبَحَهُمَا، فَقَامَ النَّاسُ إِلَى غُنَيْمَةٍ فَتَوَزَّعُوهَا. أَوْ قَالَ: فَتَجَزَّعُوهَا (1).

12172 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: " أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدٌ عَنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ ". وَقَالَ: " مَا يَسُرُّهُمْ - أَوْ قَالَ: مَا يَسُرُّنِي - أَنَّهُمْ عِنْدَنَا ". قَالَ: وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَتَذْرِفَانِ (2).

12173 -

حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ الرُّؤَاسِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ يُوسُفَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الرُّقْيَةِ مِنْ الْعَيْنِ،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ومحمد: هو ابن سيرين. وهو مكرر (12120).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12114).

ص: 212

وَالْحُمَةِ، وَالنَّمْلَةِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يوسف بن عبد الله الراوي عن أنس، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان. وسيأتي مكرراً برقم (12194).

وأخرجه ابن حبان (6104) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (3516)، والترمذي (2056)، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 2/ 292 - 293، والبيهقي 9/ 348 من طرق عن سفيان، به. ووقع في رواية البيهقي "اللقوه" بدل: العَين.

وأخرجه مسلم (2196)(57)، وأبو عوانة من طريق زهير بن معاوية، ومسلم (2196)(58) من طريق حسن بن صالح، كلاهما عن عاصم بن سليمان، به.

وأخرجه أبو داود (3889)، والحاكم 4/ 413 من طريق شريك النخعي، عن العباس بن ذريح، عن الشعبي، عن أنس مرفوعاً بلفظ:"لا رقية إلا من عين أو حُمة أو دم يرقأ". وشريك سيئ الحفظ.

وأخرجه أبو يعلى (2819) من طريق عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، مرفوعاً بلفظ: أَذِنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل بيت من الأنصار أن يَرْقوا من الحُمة، وأَذِنَ بِرُقية العين والنفس. وإسناده ضعيف لضعف عباد بن منصور.

وأخرجه الترمذي (2056) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي، حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن عاصم، عن عبد الله بن الحارث، عن أنس. وقال الترمذي بعد رواية يحيى بن آدم وأبي نعيم، عن سفيان: هذا حديث حسن غريب، وهذا (قولهم فيه: يوسف بن عبد الله) عندي أصح من حديث معاوية بن هشام، عن سفيان. وقد جاءت الرواية على الصواب عند ابن ماجه (3516).

وسيأتي برقم (12174) و (12282) من طريق يوسف عن أنس. وفي الباب عن جابر سيأتي في المسند 3/ 333. =

ص: 213

12174 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

12175 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ. قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَعْرٌ يُصِيبُ مَنْكِبَيْهِ. وَقَالَ بَهْزٌ: يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ (2).

= وعن طلق بن علي سيأتي 4/ 23.

وعن عمران بن حصين سيأتي 4/ 436.

وعن عائشة سيأتي 6/ 30 و 63.

وعن حفصة بنت عمر سيأتي 6/ 286، وعن الشفاء بنت عبد الله سيأتي 6/ 372.

وعن أم سلمة عند البخاري (5739)، ومسلم (2197).

وعن بريدة بن الحصيب عند ابن ماجه (3513).

وعن عمرو بن حزم كما في "أطراف المسند" 5/ 131، وقد سقط من النسخة الميمنية من "المسند".

قوله: "الحُمَة" قال السندي: بضم ففتح مخفف: السم.

و"النملة": بفتح نون وسكون ميم: قروح تخرج في الجنب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله ابن الزبير، وسفيان: هو الثوري. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذِي، وقتادة: هو ابن دعامة السَّدوسي.

وأخرجه ابن سعد 1/ 428، والبخاري (5903) و (5904)، ومسلم (2338)(95)، والنسائي 8/ 183، وأبو عوانة في المناقب كما فى "الإتحاف" 2/ 262، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 220 - 221 من طرق عن همام، بهذا =

ص: 214

12176 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِطِيبٍ لَمْ يَرُدَّهُ (1).

12177 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وَإِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَفْطَرَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتٍ قَالَ: " أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ "(2).

= الإسناد.

وسيأتي بالأرقام (12265) و (13564) و (13841)، وبنحوه برقم (12382) و (13106). وانظر ما سلف برقم (12118).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي 8/ 189 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2582)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 99 و 230، وفي "طبقات المحدثين بأصبهان"(689)، والبيهقي في "الآداب"(753)، وفي "شعب الإيمان"(6069) و (6434) من طرق عن عزرة بن ثابت، به.

وسيأتي الحديث برقم (12356) و (13749) من طريق عزرة بن ثابت، وسيأتي برقم (13617) من طريق إسماعيل بن عبد الله عن أنس.

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (8264).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، يحيى بن أبي كثير لم يسمع من أنس بن مالك، لكن سيأتي الحديث من طريق أخرى موصولة صحيحة عن أنس برقم (12406).

إسحاق الأزرق: هو ابن يوسف، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي. =

ص: 215

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 100، وأبو يعلى (4319)، والطبراني في "الأوسط"(303) من طريق وكيع وحده، بهذا الإسناد، لكن زاد الطبراني بين وكيع وهشام سفيانَ، وقال: لم يرو هذا الحديث عن وكيع، عن سفيان إلا زهير بن عباد، ورواه الناس عن وكيع، عن هشام، ولم يذكروا سفيان.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(296) و (297)، وأبو يعلى (4320)، والطبراني في "الدعاء"(922)، والبيهقي 4/ 239 من طرق عن هشام الدستوائي، به.

وقال النسائي والبيهقي: يحيى بن أبي كثير لم يسمعه من أنس. وزاد البيهقي: إنما سمعه عن رجل من أهل البصرة يقال له: عمرو بن زبيب، ويقال: ابن زُنيب. قلنا: وهو في عداد المجهولين.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(298) من طريق ابن المبارك، عن هشام، عن يحيى قال: حُدِّثت عن أنس.

وأخرجه أبو يعلى (4322) من طريق الخليل بن مرة أن يحيى بن أبي كثير حدَّثه عن أنس.

ثم رواه الخليل على وجه آخر عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ذكر ذلك أبو نعيم في "الحلية" 3/ 72، والخليل هذا ضعيف لا يُحتمل منه هذا الاختلاف.

وأخرجه ابن السني (482)، والطبراني في "الدعاء"(925) من طريق سليمان بن يوسف وإبراهيم بن المستمر، عن شعيب بن بيان، عن عمران القطان، عن قتادة، عن أنس. وسنده حسن في الشواهد والمتابعات.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6158)، وفي "الدعاء"(923) من طريق علي بن سعيد، عن أنس. وفيه جماعة غير معروفين.

وسيأتي الحديث من طريق يحيى بن أبي كثير برقم (13086)، ومن طريق ثابت عن أنس برقم (12406).

وفي الباب عن عبد الله بن الزبير عند ابن ماجه (1747)، وابن حبان =

ص: 216

12178 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ مَوْضِعُ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِبَنِي النَّجَّارِ، وَكَانَ فِيهِ النَّخْلُ (1) وَقُبُورُ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" ثَامِنُونِي بِهِ " فَقَالُوا: لَا نَأْخُذُ لَهُ ثَمَنًا. وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَبْنِيهِ، وَهُمْ يُنَاوِلُونَهُ، وَهُوَ يَقُولُ:

أَلَا إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ

فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ

قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يُبْنَى الْمَسْجِدُ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ (2).

12179 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ وَالدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي

= (5296)، وإسناده ضعيف.

وعن عائشة عند الطبراني في "الدعاء"(926)، وإسناده حسن.

(1)

في (م) و (س): نخل.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُّبَعي.

وأخرجه ابن ماجه (742) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2085)، وأبو داود (454)، وأبو عوانة 1/ 397 - 398 و 4/ 354 من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي الحديث مختصراً من طريق وكيع برقم (12850).

وسيأتي بالأرقام (12242) و (13208) و (13561).

وانظر الرَّجز فيما سيأتي برقم (12722) من طريق قتادة عن أنس.

قوله: "ثَامِنُوني به": أي: أعطوني بالثمن.

ص: 217

الْفَأْلُ ". قَالَ: " وَالْفَأْلُ: الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ الطَّيِّبَةُ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الدستوائي: هو هشام بن أبي عبد الله.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (1961)، ومن طريقه أبو يعلى (3211)، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 312 من طريق يحيى بن سعيد القطان، كلاهما (الطيالسي ويحيى) عن شعبة وهشام، بهذا الإسناد.

ورواية يحيى مختصرة: "لا طيرة"، وستأتي مطولة عن شعبة وحده برقم (13949).

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 41، ومن طريقه ابن ماجه (3537) عن يزيد بن هارون، وأخرجه الطحاوي 4/ 312 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما عن شعبة وحده، به.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(5756)، وفي "الأدب المفرد"(913)، وأبو داود (3916)، والطحاوي 4/ 312، والبيهقي 8/ 139، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 378 من طريق مسلم بن إبراهيم، والترمذي (1615)، والطبري في "تهذيب الآثار" مسند علي ص 15 من طريق ابن أبي عدي، كلاهما عن هشام الدستوائي وحده، به.

وسيأتي الحديث من طريق شعبة وهشام برقم (13920) بزيادة "لا عدوى"، ومن طريق شعبة وحده بالأرقام (12323) و (12778) و (13634)، ومن طريق هشام وحده برقم (12564) و (12822)، ومن طريق همام، عن قتادة، عن أنس برقم (13633).

وفي الباب عن سعد، سلف برقم (1502).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (7618).

وعن جابر، سيأتي 3/ 293.

وعن عابس التميمي، سيأتي 4/ 67.

وعن عائشة، سيأتي 6/ 129 - 130.

ص: 218

12180 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي هَمَّامٌ، عَنْ غَالِبٍ، هَكَذَا قَالَ وَكِيعٌ: غَالِبٍ، وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو غَالِبٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّهُ أُتِيَ بِجِنَازَةِ رَجُلٍ، فَقَامَ عِنْدَ رَأْسِ السَّرِيرِ، ثُمَّ أُتِيَ بِجِنَازَةِ امْرَأَةٍ، فَقَامَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ حِذَاءَ (1) السَّرِيرِ، فَلَمَّا صَلَّى، قَالَ لَهُ الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، أَهَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ مِنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ، نَحْوًا مِمَّا رَأَيْتُكَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ، فَقَالَ: احْفَظُوا (2).

12181 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ ذَاتَ

(1) في (ظ 4) و (ق): عند.

(2)

إسناده صحيح. همام: هو ابن يحيى بن دينار العوذي، وأبو غالب: اسمه نافع أو رافع، الباهلي مولاهم.

وأخرجه الطيالسي (2149)، وابن ماجه (1494)، والترمذي (1034)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 491، والبيهقي 4/ 33 من طرق عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3194)، والطحاوي 1/ 491، والبيهقي 4/ 33 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أبي غالب، به.

وسيأتي الحديث برقم (13114).

وفي باب مقام الإمام من المرأة في الجنازة عن سمرة بن جندب، سيأتي 5/ 14.

قوله: "فقام أسفل من ذلك حذاء السرير": أي: في وسطها كما جاء في الرواية الآتية، وفي حديث سمرة بن جندب.

ص: 219

يَوْمٍ: " مَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟ " قَالَ عُمَرُ: أَنَا. قَالَ: " مَنْ عَادَ مِنْكُمْ مَرِيضًا؟ " قَالَ عُمَرُ: أَنَا. قَالَ: " مَنْ تَصَدَّقَ؟ " قَالَ عُمَرُ: أَنَا. قَالَ: " مَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا؟ " قَالَ عُمَرُ: أَنَا. قَالَ: " وَجَبَتْ، وَجَبَتْ "(1).

12182 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: أَنْفَجْنَا أَرْنَبًا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، قَالَ: فَسَعَى عَلَيْهَا الْغِلْمَانُ حَتَّى لَغَبُوا، قَالَ: فَأَدْرَكْتُهَا، فَأَتَيْتُ بِهَا أَبَا طَلْحَةَ، فَذَبَحَهَا، ثُمَّ بَعَثَ مَعِي بِوَرِكِهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَبِلَ (2).

(1) إسناده ضعيف لضعف سلمة بن وَرْدان، والصحيح رواية مسلم في "صحيحه"(1028) و 4/ 1857 من حديث أبي هريرة، أن القائل فيه:"أنا .. أنا" هو أبو بكر، وليس عمر.

وأما حديث أنس، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 235 - 236 و 12/ 37 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(585)، والبزار (1043 - كشف الأستار)، وابن عدي 3/ 1180، والبغوي (1647) من طرق عن سلمة بن وَرْدان، به.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام بن زيد: هو ابن أنس بن مالك الأنصاري.

وأخرجه الطيالسي (2066)، والدارمي (2013)، والبخاري (2572) و (5489) و (5535)، ومسلم (1953)، والترمذي (1789)، والنسائي 7/ 197، وابن الجارود (891)، وأبو عوانة 5/ 182 - 183 و 183 و 183 - 184، والبيهقي 9/ 320، والبغوي (2801) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. =

ص: 220

12183 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَذْبَحُ أُضْحِيَّتَهُ بِيَدِهِ (1).

12184 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَأَلَ الْقَضَاءَ، وُكِلَ إِلَيْهِ، وَمَنْ أُجْبِرَ عَلَيْهِ، نَزَلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ فَيُسَدِّدُهُ (2) "(3).

= وسيأتي الحديث برقم (12747) و (14106) من طريق هشام بن زيد، وبرقم (13430) من طريق عبيد الله بن أبي بكر.

قوله: "أَنْفَجْنا"، قال السندي: هو بنون وفاء وجيم من الإنفاج: وهو التهيج والإثارة.

وقوله: "مَرّ الظَّهران": هو موضع قرب مكة.

وقوله: "لَغبوا": بفتح اللامِ، والغينُ مثلثة، أي: تعبوا، ومنه قوله تعالى:{وما مَسَّنا مِن لُغُوبٍ} [ق: 38] أي: إعياء وتعب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1966)(18) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وسيتكرر من هذا الطريق برقم (12893) و (13956)، وسيأتي برقم (12894) عن وكيع مقروناً بمحمد بن جعفر، وبرقم (13877) مقروناً بيحيى ابن سعيد. وانظر (11960).

(2)

في (ظ 4): فسدده.

(3)

إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى بن عامر الثعلبي وبلال بن أبي موسى: وهو ابن مِرداس. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 235 - 236، والترمذي (1323)، وابن ماجه (2309)، ومحمد بن خلف الملقب بوكيع في "أخبار القضاة" 1/ 63، والضياء في "المختارة"(1581) من طريق وكيع بن الجرَّاح، بهذا الإسناد. =

ص: 221

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه أبو داود (3587)، ووكيع 1/ 62، والحاكم 4/ 92، والبيهقي 10/ 100، والضياء (1580) من طرق عن إسرائيل، به.

وأخرجه الترمذي (1324)، ووكيع 1/ 62، والبيهقي 10/ 100 من طريق يحيى بن حماد، ووكيع 1/ 61 - 62 من طريق يحيى بن غيلان، كلاهما عن أبي عوانة، عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي عن بلال بن مِرداس، عن خَيثمة بن أبي خيثمة، عن أنس. وخيثمة هذا أيضاً ضعيف.

وفي الباب عن ابن عباس أخرجه البيهقي 10/ 88، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 176 و 14/ 120 من طريق العلاء بن عمرو الحنفي، حدثنا يحيى بن يزيد الأشعري، عن ابن جريج، عن عطاء عنه رفعه بلفظ: "إذا جلس القاضي في مكانه، هبط عليه ملكان يسددانه ويوفقانه ويرشدانه ما لم يَجُر

"، قال الخطيب: ويحيى هذا ضعيف، قال صالح جزرة: يروي عن جده أحاديث مناكير، وحديث: "إذا جلس القاضي

" ليس له أصل، ابن جريج لا يحتمل مثل هذا.

وذكره الذهبي في "الميزان" 4/ 365 وقال: والعلاء هذا واهٍ، ثم قال عن الحديث: منكر.

وعن أبي هريرة أخرجه البزار (1350 - كشف الأستار)، والطبراني في "الأوسط" (6060) بلفظ:"من ولي من أمر المسلمين شيئاً وكَّل الله به ملكاً عن يمينه -أحسبه قال: وملكاً عن شماله- يوفقانه ويسددانه، إذا أُريدَ به خيراً .. " قال الهيثمي وابن حجر: وفيه إبراهيم بن خيثم بن عراك وهو ضعيف.

وعن واثلة بن الأسقع أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ 204 قريباً من الألفاظ السابقة، قال الهيثمي في "المجمع" 2/ 2: وفيه جناح مولى الوليد ضعفه الأزدي، وذكره ابن حبان في "الثقات". قلنا: وفيه أيضاً عنبسة بن سعيد وهو ضعيف، وحماد مولى بني أمية قال الأزدي: متروك.

وعن عمران بن حُصين أخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ 602 بالألفاظ =

ص: 222

12185 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ قَائِمًا (1).

= السابقة، وفيه نفيع بن الحارث أبو داود الأعمى، وهو كذاب.

ويغني عن هذه الأحاديث كلها ما جاء عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الرحمن بن سَمُرة، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أُوتيتها عن مسألة وُكِلْتَ إليها، وإن أُوتيتها من غير مسألةٍ أُعِنْت عليها" أخرجه البخاري (6622)، ومسلم (1652)، وسيأتي في "المسند" 5/ 61.

وعن عائشة مرفوعاً: "من ولي منكم عملاً فأراد الله به خيراً، جعل له وزيراً صالحاً إن نَسِي ذكَّره، وإن ذَكَرَ أعانه"، أخرجه أبو داود (2932)، والنسائي 7/ 159، وسيأتي في "المسند" 6/ 70 وإسناده صحيح.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الدستوائي: هو هشام بن أبي عبد الله.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 206، ومسلم (2044)(113) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2000)، وأبو داود (3717)، وأبو عوانة 5/ 340، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 272، وفي "شرح مشكل الآثار"(2096) و (2097)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 346 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (3111)، وأبو عوانة 5/ 342 من طريق مطر الوَرَّاق، عن قتادة، عن أنس. وزاد مطر:"والأكل قائماً". ولعلها من أوهام مطر.

وسيأتي الحديث من طريق هشام بالأرقام (12490) و (13231) و (13618).

ومن طريق سعيد بن أبي عروبة عن أنس سيأتي برقم (12338)، ومن طريق شعبة عن أنس سيأتي برقم (12871) و (13943)، ومن طريق همام عن أنس سيأتي بالأرقام (13062) و (13618) و (14105) =

ص: 223

12186 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ أَبِي عِصَامٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثًا، وَيَقُولُ:" هَذَا أَهْنَأُ، وَأَمْرَأُ، وَأَبْرَأُ "(1).

12187 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ: أَسَمِعْتَ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلنُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ:

= وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7808). وانظر تتمة شواهده والكلام عليه هناك.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل أبي عصام: وهو المزني البصري.

وأخرجه مسلم (2028)(123)، والنسائي في "الكبرى"(6887)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 394 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3727)، وأبو عوانة 5/ 346، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 394، والبيهقي في "السنن" 7/ 284، وفي "الآداب"(542)، وفي "الشعب"(6008) من طرق عن هشام الدستوائي، به.

وأخرجه ابن حبان (5330)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 110، وفي "الجامع لأخلاق الراوي"(1373) من طريق شعبة، والبيهقي في "الشعب"(6008) من طريق عبد الرزاق بن سعيد، كلاهما عن أبي عصام، به.

وسيأتي الحديث عن أبي عصام أيضاً بالأرقام (12923) و (13207) و (13635). وانظر ما سلف برقم (12133).

قوله: "هذا أهنأ وأمرأ وأبرأ"، قال السندي: قالوا: الشرب بثلاث دفعات أقمع للعطش، وأقوى على الهضم، وأقل أثراً في برد المعدة وضعف الأعصاب، وهو معنى كونه أهنأ وأمرأ: من هنأني الطعام ومرأني، إذا لم يثقل على المعدة وانحدر عنها طيباً. وأبرأ من البُرْء، أي: أكثر برءاً، أي: صحة للبدن.

ص: 224

" ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ "؟ قَالَ: نَعَمْ (1).

12188 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ ابْنَةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، وَفِي الْبَيْتِ قِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فَشَرِبَ مِنْ فِيهَا وَهُوَ قَائِمٌ، قَالَ: فَقَطَعَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ فَمَ الْقِرْبَةِ، فَهُوَ عِنْدَنَا (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي 5/ 106، وأبو يعلى (4148) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2527) عن أبي نعيم، عن شعبة، به.

وسيأتي الحديث من طريق معاوية بالأرقام (12756) و (12777) و (13321) و (13416). وسيأتي قوله: "ابن أخت القوم منهم" ضمن قصة للأنصار برقم (12766) من طريق قتادة، و (13084) من طريق حميد، و (13574) من طريق ثابت.

وأخرج البخاري (6761) عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة، عن معاوية بن قرة وقتادة، عن أنس، رفعه:"مولى القوم من أنفسهم" أو كما قال.

وفي الباب عن رفاعة بن رافع، سيأتي 4/ 340.

وعن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/ 396.

قوله: "ابن أخت القوم منهم"، قال السندي: أي: أنه يغدو واحداً منهم.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة ابن بنت أنس -واسمه البراء بن زيد- فإنه لم يرو عنه غير عبد الكريم الجَزَرَي، والصحيح أن هذه القصة وقعت لكبشة بنت ثابت الأنصارية كما سيأتي في مسندها 6/ 434 بإسناد صحيح.

وأما حديث أنس هذا فقد أخرجه الترمذي في "الشمائل"(215) من طريق ابن جريج، عن عبد الكريم بن مالك الجَزَري، بهذا الإسناد. =

ص: 225

12189 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَيْتَامٍ وَرِثُوا خَمْرًا، فَقَالَ:" أَهْرِقْهَا ". قَالَ: أَفَلَا نَجْعَلُهَا خَلًّا؟ قَالَ: " لَا "(1).

= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2110) من طريق شريك، عن حميد، عن أنس مختصراً: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب من قربة معلقة وهو قائم. وشريك سيئ الحفظ، وقد اضطرب في إسناده فرواه أيضاً عن عبد الكريم الجَزَري، عن البراء ابن ابنة أنس، عن أنس، عن أم سليم، عند الدارمي (2134)، فعاد الحديث إلى البراء بن زيد.

وسيأتي الحديث في مسند أم سليم 6/ 376 و 431 من طريق زهير وابن جريج، عن عبد الكريم الجرزي، عن البراء بن زيد، عن أنس، عن أمه.

وسلف النهي عن الشرب قائماً برقم (12185).

(1)

إسناده حسن من أجل السدي -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن- وهو وإن كان من رجال مسلم، فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

سفيان: هو الثوري، وأبو هبيرة: هو يحيى بن عباد بن شيبان الأنصاري. وسيأتي مكرراً برقم (12854).

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 202، وأبو داود (3675)، وأبو يعلى (4051) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(282)، ومسلم (1983)، والترمذي (1294)، وابن الجارود (854)، وأبو يعلى (4045)، وأبو عوانة 5/ 274 و 274 - 275 و 275، والدارقطني 4/ 265، والبيهقي 6/ 37 من طرق عن سفيان الثوري، به- وبعضهم يرويه مختصراً.

وسيأتي برقم (13732) و (13733). وانظر أيضاً ما سيأتي برقم (13275). =

ص: 226

12190 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ تَمْرَةً فَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ تَكُونِي مِنَ الصَّدَقَةِ لَأَكَلْتُكِ "(1).

12191 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ عَلَى الْأَخْدَعَيْنِ وَعَلَى

= وفي باب الأمر بإهراق الخمر عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11205).

وعن جابر عند البيهقي 6/ 37.

ولمسألة اتخاذ الخلِّ من الخمر وأقوال العلماء فيها انظر "المغني" 12/ 517 - 518.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وطلحة: هو ابن مُصَرِّف اليامِيُّ.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 214، ومسلم (1071)(164)، والنسائي في اللقطة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 1/ 244 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2055) و (2431)، والنسائي في اللقطة، وأبو عوانة 4/ 41، وفي الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 2/ 58، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 9، وابن الأعرابي في "معجمه"(812)، والبيهقي في "السنن" 6/ 195، وفي "الشعب"(5742) من طرق عن سفيان، به.

وأخرجه مسلم (1071)(165)، والبيهقي 6/ 195 من طريق زائدة بن قدامة، عن منصور بن المعتمر، به.

وسيأتي الحديث عن طلحة برقم (12343)، وعن قتادة برقم (12913)، وعن ثابت برقم (13533).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8206).

ص: 227

الْكَاهِلِ (1).

12192 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَيْنَ أَبِي؟ قَالَ " فِي النَّارِ " قَالَ: فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وَجْهِهِ قَالَ: " إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد تكلم بعض أهل العلم في رواية جرير عن قتادة بسبب أنه روى أحاديث منكرة عن قتادة لم يروها غيره، ولعل الضعف يكون ممن دونه، على أنه في هذا الحديث متابع.

وأخرجه ابن ماجه (3483) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1994)، وابن أبي شيبة 8/ 26، وأبو داود (3860)، والترمذي (2051)، وأبو يعلى (3048)، وابن حبان (6077)، والحاكم 4/ 210، والبيهقي 9/ 340، وابن أبي عدي في "الكامل" 2/ 550 من طرق عن جرير بن حازم، به.

وأخرجه الترمذي في "السنن"(2051)، وفي "الشمائل"(357)، والحاكم 4/ 210 من طريق همام، عن قتادة، به.

وسيأتي الحديث برقم (13001) عن بهز عن جرير. وانظر ما سيأتي برقم (12682).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2091).

قوله: "على الأخدعين وعلى الكاهل": قال السندي: الأخدعان: عِرْقان في جانب العنق، والكاهل: ما بين كتفي الإنسان، وقيل: موضع العنق في الصلب.

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم، وقد تفرد برواية هذا الحديث بهذا اللفظ، وخالفه معمر عن ثابت -فيما قاله السيوطي في رسالته" مسالك الحنفا في والدي المصطفى" المدرجة في =

ص: 228

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الحاوي" 2/ 402، 444 - فلم يذكر "إن أبي وأباك في النار"، ولكن قال له:"إذا مررت بقبر كافر فبشِّره بالنار"، ومعمر أثبت من حيث الرواية من حماد بن سلمة، فإن حماداً تكُلِّم في حفظه، ووقع في أحاديثه مناكير ذكروا أن ربيبه ابن أبي العوجاء دسَّها في كتبه، فحدَّث بها فوهم فيها، أو أنه تصرَّف فرواه في المعنى، وأما معمر فلم يُتَكلَّم في حفظه ولا استُنكر شيء من حديثه. قلنا: ورواية معمر هذه التي أشار إليها السيوطي لم تقع لنا، لكن ورد من حديث سعد بن أبي وقاص وابن عمر بإسنادين صحيحين بمثل لفظ رواية معمر، وسيأتي تخريجهما فيما بعد. قال السيوطي: فعُلِم أن هذا اللفظ الأول (وهو لفظ رواية حماد) من تصرُّف الراوي، رواه بالمعنى على حسب فهمه، وقد وقع في "الصحيحين" روايات كثيرة من هذا النمط فيها لفظٌ تصرَّف فيه الراوي، وغيره أثبت منه.

وأخرج حديث حماد بن سلمة، أبو داود (4718)، وأبو عوانة 1/ 99، والبيهقي في "السنن" 7/ 190، وفي "دلائل النبوة" 1/ 191 من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (13834) عن عفان بن مسلم، عن حماد بمثله.

ويشهد له حديث عمران بن حصين عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2527)، والطبراني في "الكبير"(3552) و (3553) و 18/ (548) و (549). وإسناده ضعيف.

وأما حديث سعد بن أبي وقاص، فقد أخرجه البزار (1089)، والطبراني (326)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(595)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 191 - 192 من طرق عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه: أن أعرابياً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أين أبي؟ قال:"في النار". قال: فأين أبوك؟ قال: "حيثما مررتَ بقبر كافر فبشِّره بالنار".

وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وأعله بعضهم بالإرسال! انظر "العلل" لابن أبي حاتم 2/ 256، والدارقطني 4/ 334. =

ص: 229

12193 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثًا (1).

12194 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ يُوسُفَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الرُّقْيَةِ مِنَ الْعَيْنِ، وَالنَّمْلَةِ وَالْحُمَةِ (2).

= وأما حديث ابن عمر، فقد أخرجه ابن ماجه (1573) عن محمد بن إسماعيل بن البَخْتَري، عن يزيد بن هارون، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أبي كان يصل الرحم، وكان وكان، فأين هو؟ قال:"في النار" قال: فكأنه وجَدَ من ذلك، فقال: يا رسول الله، فأين أبوك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حيثما مررتَ بقبرِ مشركٍ، فبشِّره بالنار". قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 101 - 102: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، محمد بن إسماعيل وثقه ابن حبان والدارقطني والذهبي، وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 377 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 219، ومسلم (2028)(122)، والنسائي في "الكبرى"(6885)، وأبو عوانة 5/ 346، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 223، وابن حبان (5329) من طريق وكيع، به. وانظر (12133).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يوسف -وهو ابن عبد الله بن الحارث- فمن رجال مسلم. وهو مكرر (12173). =

ص: 230

12195 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ويَحْيَى (1)، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [بْنِ] الْأَصَمِّ، سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانَ يُتِمُّونَ التَّكْبِيرَ، فَيُكَبِّرُونَ إِذَا سَجَدُوا، وَإِذَا رَفَعُوا. قَالَ يَحْيَى: أَوْ خَفَضُوا، قَالَ: كَبَّرُوا (2).

12196 -

حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُخْتَارَ بْنَ فُلْفُلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ الشُّرْبِ فِي الْأَوْعِيَةِ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُزَفَّتَةِ، وَقَالَ:" كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ "(3).

12197 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ امْرَأَةً لَقِيَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي طَرِيقٍ مِنْ

(1) وقع في (س) و (ق) و (م): حدثنا وكيع عن يحيى. والحديث برمته سقط من (ظ 4). والصواب ما أثبتنا، فإن الحديث سيأتي من طريق وكيع عن سفيان برقم (12848)، ومن طريق يحيى عن سفيان برقم (12259).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن الأصم، فمن رجال مسلم. والأصمُّ لقب أبيه، يقال: اسمه عبد الله، وقيل: عمرو. وكيع: هو ابن الجراح، ويحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري.

وسيأتي الحديث مرفوعاً أيضاً من طريق وكيع وحده برقم (12848)، ومن طريق يحيى وحده برقم (12259).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وسلف من هذا الطريق مطولاً. برقم (12099).

ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الخَوْلاني.

ص: 231

طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً؟ قَالَ:" يَا أُمَّ فُلَانٍ، اجْلِسِي فِي أَيِّ نَوَاحِي السِّكَكِ شِئْتِ، أَجْلِسْ إِلَيْكِ ". قَالَ: فَقَعَدَتْ، فَقَعَدَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَضَتْ حَاجَتَهَا (1).

12198 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كَانَ يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ مَدًّا (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مروان بن معاوية: هو الفَزَاري.

وأخرجه أبو داود (4818)، والبغوي (3672) من طريق مروان بن معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(324) من طريق سويد بن عبد العزيز، عن حُميد، به. وانظر (11941).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 520 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 1/ 376، والبخاري في "الصحيح"(5045)، وفي "خلق أفعال العباد"(296) و (297)، وأبو داود (1465)، والترمذي في "الشمائل"(315)، وأبو يعلى (3047)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 184، وابن عدي 2/ 550، وابن حبان (6316) و (6317)، والدارقطني 1/ 308، والحاكم 1/ 233، والإسماعيلي في "مستخرجه"، وابن أبي داود في "المصاحف" -كما في "الفتح" 9/ 91 - ، والبيهقي 2/ 52 من طرق عن جرير ابن حازم، به.

وأخرجه ابن سعد 1/ 376، والبخاري في "الصحيح"(5046)، وفي "خلق أفعال العباد"(298)، وابن حبان (6317)، وابن أبي داود في =

ص: 232

12199 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخَالِطُنَا، حَتَّى يَقُولَ لِأَخٍ لِي صَغِيرٍ:" يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ ". طَيْرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، قَالَ: وَنَضَحَ بِسَاطًا لَنَا، قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَصَفَّنَا خَلْفَهُ (1).

= "المصاحف"، والدارقطني 1/ 308، والحاكم 1/ 233، والبغوي (1214) من طريق همام، عن قتادة، به.

وسيأتي بالأرقام (12283) و (12341) و (13002) و (13050) و (14076).

وفي الباب عن عبد الله بن مغفل، سيأتي 4/ 85.

وعن أم سلمة، سيأتي 6/ 294.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 400 و 9/ 14، وابن ماجه (3720) و (3740)، والترمذي في "السنن"(333) وبإثر الحديث (1989)، وفي "الشمائل"(236)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(335)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1454) و (1456)، وابن حبان (2308) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2088)، والبخاري في "صحيحه"(6129)، وفي "الأدب المفرد"(269)، والترمذي (1989)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(334)، وأبو عوانة 2/ 72، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1455) و (1456)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 194 - 195، وابن حبان (2506)، والبيهقي 5/ 203، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3377) من طرق عن شعبة، به- ورواه بعضهم دون قصة الصلاة.

وأخرجه دون قصة الصلاة أيضاً أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 32 =

ص: 233

12200 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (1)، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ - يَعْنِي مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ "(2).

= من طريق أبي هلال، عن أبي التياح، به.

وسيأتي الحديث من طريق أبي التياح بالأرقام (12753) و (12979) و (13209).

وانظر ما سلف برقم (12137).

وانظر لقصة الصلاة على الحصير ما سيأتي برقم (12340).

(1)

قوله: "حدثنا وكيع" سقط من (م).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف زيد العَمِّي: وهو ابن الحَوَارِي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 225، والترمذي (212) و (3594)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(68)، وأبو يعلى (4147) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (1909)، وأبو داود (521)، والترمذي (212) و (3594) و (3595)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(68) و (69)، وابن عدي 3/ 1056، والطبراني في "الدعاء"(483)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(120)، والبغوي (425)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 373 من طرق عن سفيان، به.

وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(820) من طريق عبد الله بن عيسى، عن زيد العمي، به.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(70) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به موقوفاً.

وأخرجه موقوفاً كذلك النسائي (71) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، =

ص: 234

12201 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْزِلُ مِنَ الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَيُكَلِّمُهُ الرَّجُلُ فِي الْحَاجَةِ، فَيُكَلِّمُهُ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ إِلَى مُصَلَّاهُ فَيُصَلِّي (1).

= عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن أنس. وإسناده صحيح.

لكن أخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 391 من طريق أَسيد بن زيد عن ابن المبارك، فرفعه. وأَسيد هذا ضعيف.

وأخرجه أبو يعلى (4109)، والطبراني في "الأوسط"(9191) بنحوه، وفي "الدعاء"(485) و (486) و (487)، وابن عدي 2/ 712 و 3/ 1152 و 6/ 2042، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 324 و 347 و 8/ 70 من طرق عن أنس. وأسانيدها ضعيفة.

وسيأتي الحديث برقم (12584) من طريق بريد بن أبي مريم عن أنس. وإسناده صحيح.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6601).

وعن سهل بن سعد عند عبد الرزاق (1910)، وأبي داود (2540)، وابن خزيمة (419)، والطبراني في "الدعاء"(489)، والحاكم 1/ 198. لكن رواه مالك 1/ 70 موقوفاً.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 127، وابن خزيمة (1838) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2043)، وعبد بن حميد (1260)، وأبو داود (1120)، والترمذي (517)، والنسائي 3/ 110، وأبو يعلى (3452)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 31، وابن حبان (2805)، والحاكم 1/ 290، والبيهقي 3/ 224 من طرق عن جرير بن حازم، به. =

ص: 235

12202 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: ابْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ: عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ، وَتَبْقَى مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ وَالْأَمَلُ "(1).

12203 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَتَّابٍ (2) مَوْلَى ابْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فَقَالَ:" فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ "(3).

= وسيأتي الحديث برقم (12284) و (13228).

وقد زعم بعض أهل العلم أن جريراً قد وَهِمَ في هذا الحديث، وأن الصحيح ما روي عن ثابت عن أنس أن الصلاة كانت تقام، فيكلم النبي صلى الله عليه وسلم الرجل في حاجة تكون له حتى يَنعَسَ بعض القوم من طول قيام النبي صلى الله عليه وسلم. وسيأتي عند المصنف بالأرقام (12633) و (12642) و (13503).

قلنا: وتحمل الروايتان على أنهما حادثتان مختلفتان، ولا خطأ فى أحد منهما، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه وكيع في "الزهد"(187)، ومن طريقه أبو يعلى (3268)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 268، وفي "الزهد الكبير"(451)، وفي "الآداب"(971)، وفي "الشعب"(10260).

وأخرجه مسلم (1047) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسيتكرر الحديث من طريق محمد بن جعفر برقم (12721) و (13917). وانظر (12142).

(2)

تصحف في (م) والنسخ الخطية إلى: غياث.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =

ص: 236

12204 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمْزَةَ الضَّبِّيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا لَمْ يَرْتَحِلْ (1) حَتَّى يُصَلِّيَ الظُّهْرَ. قَالَ: فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو لِأَنَسٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، وَإِنْ كَانَ بِنِصْفِ النَّهَارِ؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَ بِنِصْفِ النَّهَارِ (2).

= عتاب، فقد روى له ابن ماجه، ولم يرو عنه غير شعبة، ووثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فحديثه من باب الحسن.

وأخرجه ابن ماجه (2868)، وأبو يعلى (4327) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2083)، وأبو عوانة 4/ 352، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1531)، والضياء في "المختارة"(2314) و (2315)، والمزي في ترجمة عتاب من "تهذيب الكمال" 19/ 295 من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي الحديث من طريق عتاب بالأرقام (12763) و (12921) و (13116)، ومن طريق جعفر بن معبد برقم (13264). وإسناد هذا الأخير محتمل للتحسين.

ويشهد له حديث ابن عمر، سلف برقم (4565). وهو متفق عليه.

وحديث جرير بن عبد الله، سيأتي 4/ 361. وهو متفق عليه.

(1)

في (ظ 4): يرحل.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حمزة الضَّبِّي -وهو ابن عمرو العائذي- فقد روى له مسلم مقروناً، وهو ثقة.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2102) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (4324) و (4325)، ومن طريقه الضياء (2105) من =

ص: 237

12205 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي أَبُو خُزَيْمَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ، الْمَنَّانَ بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَقَدْ سَأَلْتَ اللهَ بِاسْمِ اللهِ الْأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى "(1).

= طريق وكيع، به.

وأخرجه أبو داود (1205)، والنسائي في "الكبرى"(1485)، وأبو يعلى (4326)، وابن خزيمة (975)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 185، والضياء (1206) من طريق يحيى بن سعيد، وعبد الرزاق (2066)، والضياء (2104) من طريق عبد الله بن كثير، كلاهما عن شعبة، به. ووقع في رواية عبد الله بن كثير: عن رجل من بني ضبة، وهو حمزة الضبي نفسه.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1493)، والضياء (2107) من طريق عنطوانة بن سعيد، عن حمزة الضبي، به. وعنطوانة هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 306، وذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً 7/ 46.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 29 من طريق بكر بن عبد الله المزني، عن أنس.

وسيأتي الحديث من طريق حمزة الضبي برقم (12308) و (12309).

وانظر ما سيأتي برقم (13584)، وما سلف برقم (12111).

(1)

حديث صحيح، أبو خزيمة: إن كان هو العبديَّ نصر بن مرداس، فالإسناد حسن، وإن كان يوسف بن ميمون الصباغ، فالإسناد ضعيف، وعلى كلا الحالين، فالحديث صحيح بطرقه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 2720، وابن ماجه (3858)، والضياء في =

ص: 238

12206 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ لَا يَظْلِمُ أَحَدًا أَجْرًا (1).

= "المختارة"(1552) و (1553) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (3544) من طريق سعيد بن زربي، عن عاصم الأحول وثابت، كلاهما عن أنس. وسعيد بن زربي ضعيف، وقال الترمذي: حديث غريب من حديث ثابت عن أنس.

وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 347، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" ص 314 من طريق سعيد بن عامر، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس: أن أبا عياش الزرقي قال: اللهم إني أسألك

فذكره مصرحاً باسم الرجل الذي دعا، وسيأتي مصرحاً به أيضاً برقم (13798).

وأخرج الطبراني في "الكبير"(4722)، وفي "الدعاء"(117) من طريق حماد بن سلمة، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل وهو يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد

فذكر الحديث، فجعله من مسند أبي طلحة. وأبان متروك الحديث.

وسيأتي من طريق حفص بن عمر برقم (12611) و (13570) وإسناده قوي، ومن حديث إبراهيم بن عبيد بن رفاعة برقم (13798) وإسناده قابل للتحسين.

قوله: "ذا الجلال"، قال السندي: منصوب على المدح. قلنا: ويحتمل أن يكون منصوباً للنداء مع حذف أداته.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، عمرو بن عامر: هو الأنصاري.

وأخرجه مسلم (1577)(77) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (3710)، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 2/ 155 من طريق يعلى بن عبيد، وأبو عوانة في الطب من طريق محمد ابن عبيد، كلاهما عن مسعر، به. =

ص: 239

12207 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي كَلِمَاتٍ أَدْعُو بِهِنَّ. قَالَ:" تُسَبِّحِينَ اللهَ عَشْرًا، وَتَحْمَدِينَهُ عَشْرًا، وَتُكَبِّرِينَهُ عَشْرًا (1)، ثُمَّ سَلِي حَاجَتَكِ، فَإِنَّهُ يَقُولُ: قَدْ فَعَلْتُ، قَدْ فَعَلْتُ "(2).

= وأخرجه ابن ماجه (2164)، وأبو يعلى (2835)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 130، وابن حبان (5151) من طريق يونس بن عبيد، عن ابن سيرين، عن أنس.

وسيأتي الحديث من طريق عمرو بن عامر بالأرقام (12816) و (13253) و (13751).

وانظر ما سلف برقم (11966).

(1)

في (ظ 4) ونسخة في (س): تسبحي الله عز وجل عشراً، وتحمديه عشراً، وتكبريه عشراً.

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة بن عمار، فقد روى له مسلم وأصحاب السنن، وله أوهام تنزله عن رتبة الصحيح.

وأخرجه النسائي 3/ 51، وابن خزيمة (850)، وابن حبان (2011)، والضياء في "المختارة"(1517) و (1518) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (481)، والحاكم 1/ 255 و 317، والضياء (1515) و (1516) من طريق ابن المبارك، عن عكرمة بن عمار، به.

وأخرجه أبو يعلى (4292)، والبزار (3096 - كشف الأستار)، والطبراني في "الدعاء"(725) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، عن الحسين ابن أبي سفيان، عن أنس قال: زار رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أمَّ سُليم، فصلَّى في بيتها صلاة تطوعٍ، فقال: يا أُمَّ سُلَيم، إذا صليتِ المكتوبةَ، فقولي:

فذكره =

ص: 240

12208 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ - يَعْنِي الْمَاجِشُونَ -، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ الْنُمَيْرِيِّ (1)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ (2) عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَأَنْتُمْ تَفْتَرِقُونَ عَلَى مِثْلِهَا، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا فِرْقَةً "(3).

= وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق وجهالة شيخه.

(1)

تحرف في (م) إلى: العميري.

(2)

في (م): قد افترقت.

(3)

حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف النُّميري: وهو زياد بن عبد الله. وكيع: هو ابن الجراح، وعبد العزيز الماجشون: هو ابن عبد الله بن أبي سلمة.

وأخرجه ابن ماجه (3993)، وابن أبي عاصم في "السنة"(64) عن هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، عن الاوزاعي، عن قتادة، عن أنس، بلفظ: كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة. وهذا إسناد حسن في الشواهد.

وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "السنة"(53)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(148)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 52 - 53 من طريق الأوزاعي، وأبو يعلى (4127) من طريق عكرمة بن عمار، كلاهما عن يزيد الرقاشي، عن أنس بلفظ:"الجماعة". ويزيد ضعيف.

وللحديث طرق أخرى لا يُفرح بها لما في أسانيدها من وهن شديد: فقد أخرجه أبو يعلى (3938) و (3944)، والآجري في "الشريعة" ص 17 من طريق عبد العزيز بن صهيب. وفي سنده مبارك بن سحيم وهو متروك.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 8/ (7659)، والآجري ص 54 - 55 من طريق عبد الله بن يزيد الدمشقي. وفي سنده كثير بن مروان الفلسطيني، وهو ضعيف، وكذبه ابن معين في رواية.

وأخرجه أبو يعلى (3668)، والآجري ص 16 من طريق زيد بن أسلم. =

ص: 241

12209 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَأُحَدِّثَنَّكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُحَدِّثُكُمْ أَحَدٌ بَعْدِي، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ فِي الْخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ، وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ،

= وفيه أبو معشر وهو ضعيف.

وأخرجه أيضاً ص 17 من طريق سليمان بن طريف. وفيه من لم نعرفه.

وسيأتي من طريق سعيد بن أبي هلال، عن أنس برقم (12479)، وفي إسناده ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8396). وإسناده حسن.

وعن معاوية، سيأتي 4/ 102 بلفظ:"كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة" وإسناده محتمل للتحسين.

وعن عوف بن مالك، عند ابن ماجه (3992)، وابن أبي عاصم (63)، والطبراني في "الكبير" 18/ (91) و (129)، واللالكائي (149). بلفظ:"الجماعة". وإسناده قوي.

وعن ابن عمرو عند الترمذي (2641)، ومحمد بن نصر المروزي (59)، والآجري ص 15 و 16، والحاكم 1/ 128 - 129، واللالكائي (146)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 242. وإسناده ضعيف.

وعن أبي أمامة عند ابن أبي عاصم (68)، ومحمد بن نصر المروزي (55) و (56)، والطبراني 8/ (8035) و (8051 - 8054)، واللالكائي (151) و (152)، والبيهقي 8/ 188، ولفظه:"إلا السواد الأعظم". وإسناده حسن.

وعن سعد بن أبي وقاص عند محمد بن نصر المروزي (57)، والآجري ص 17 - 18. وإسناده ضعيف.

وعن عمرو بن عوف عند الحاكم 1/ 129. وإسناده ضعيف.

ص: 242

وَيَقِلَّ الرِّجَالُ " (1).

12210 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى مُوسَى قَائِمًا (2) يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.

وسيأتي الحديث بأطول مما هنا من طريق هشام برقم (13230). وانظر (11944).

(2)

في (م): فرأيته قائماً.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان.

وأخرجه مسلم (2375)(165)، وأبو يعلى (4085)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 2/ 35 من طريق عبدة بن سليمان، عن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2375)(165)، والنسائي 3/ 216، وأبو يعلى (4067) و (4084)، وأبو عوانة في المناقب، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 882، وابن حبان (49)، والبغوي (3760) من طرق عن سليمان التيمي، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 216 من طريق معتمر بن سليمان وابن أبي عدي، كلاهما عن سليمان التيمي، عن أنس، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وإسناده صحيح.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 1695، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 328 من طريق عمر بن حبيب، عن سليمان، عن أنس، عن أبي هريرة.

وعمر ضعيف.

وسيأتي الحديث من طريق سليمان وثابت معاً عن أنس برقم (12504) =

ص: 243

12211 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: خُطَبَاءُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا مِمَّنْ كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ، أَفَلَا يَعْقِلُونَ "(1).

= و (13593).

وانظر في بيان معنى الحديث "شرح مسلم" 2/ 228 - 229، و"صحيح ابن حبان" 1/ 243.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، لكن قد توبع كما سيأتي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وسيتكرر من هذا الطريق برقم (12856).

وهو في "الزهد" لوكيع (297)، ومن طريقه أخرجه أيضاً ابن أبي شيبة 14/ 308، وأبو يعلى (3996).

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(819)، وعبد بن حميد (1222)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(513)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 199 - 200 و 12/ 47، وفي "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 170، والبغوي في "شرح السنة"(4159)، وفي "تفسيره" 1/ 68 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (4069)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4965) من طريق معتمر بن سليمان، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 172 من طريق ابن المبارك، كلاهما عن سليمان التيمي، عن أنس. والإسنادان صحيحان.

وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير سورة البقرة (476)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4966) من طريق هشام الدستوائي، عن المغيرة بن حبيب ختن مالك =

ص: 244

12212 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللهِ، وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَأُخِفْتُ فِي اللهِ، وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثَةٌ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَمَا لِي وَبِلَالٍ (1) طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إِلَّا مَا يُوَارِي إِبِطُ بِلَالٍ "(2).

= ابن دينار، عن ثُمامة، عن أنس. وإسناده محتمل للتحسين.

وأخرجه البيهقي (4966) من طريق صدقة بن موسى، عن مالك بن دينار، عن ثمامة، عن أنس. وصدقة ضعيف.

وأخرجه أبو يعلى (4160)، وابن حبان (53)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 386 - 387 من طريق المغيرة بن حبيب، وأبو نعيم 8/ 43 - 44 من طريق إبراهيم بن أدهم، كلاهما عن مالك بن دينار، عن أنس- بإسقاط ثمامة.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(4967) من طريق سفيان، عن خالد بن سلمة المخزومي، عن أنس. وإسناده منقطع، خالد لم يسمع من أنس.

وسيأتي من طريق علي بن زيد برقم (13421) و (13515).

وفي الباب عن أسامة بن زيد، سيأتي 5/ 205.

(1)

المثبت من (ظ 4) ومصادر التخريج، وفي (م) و (س) و (ق): ولعيالي.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1634) من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 464 و 14/ 300، وابن ماجه (151)، وأبو يعلى (3423)، وابن حبان (6560) من طريق وكيع، به.

وأخرجه عبد بن حميد (1317)، والترمذي في "السنن"(2472)، وفي =

ص: 245

12213 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ (1).

12214 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَعْجَبُوا بِأَحَدٍ حَتَّى تَنْظُرُوا بِمَ يُخْتَمُ لَهُ، فَإِنَّ الْعَامِلَ يَعْمَلُ زَمَانًا مِنْ عُمْرِهِ، أَوْ بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِ، بِعَمَلٍ صَالِحٍ، لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلًا سَيِّئًا، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْبُرْهَةَ مِنْ دَهْرِهِ بِعَمَلٍ سَيِّئٍ، لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ النَّارَ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟ قَالَ " يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ "(2).

= "الشمائل"(137)، والبيهقي في "الشعب"(1632)، والضياء (1633) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وفيه: أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة.

وهذا لفظ الحديث التالي، والحديث الآتي برقم (14055).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9249).

وعن عائشة، سيأتي 6/ 50.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1393)، وأبو يعلى (3840)، والآجري في "الشريعة" ص 185، والضياء في "المختارة"(1980) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي عاصم في "السنة"(393) و (394) =

ص: 246

12215 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ كَانَ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ جَدَّ فِينَا - يَعْنِي عَظُمَ - فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُمْلِي عَلَيْهِ: غَفُورًا رَحِيمًا، فَيَكْتُبُ: عَلِيمًا حَكِيمًا، فَيَقُولُ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اكْتُبْ كَذَا وَكَذَا، اكْتُبْ كَيْفَ شِئْتَ " وَيُمْلِي عَلَيْهِ: عَلِيمًا حَكِيمًا، فَيَقُولُ: أَكْتُبُ سَمِيعًا بَصِيرًا؟ فَيَقُولُ: " اكْتُبْ (1) كَيْفَ شِئْتَ ". فَارْتَدَّ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ، وَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِمُحَمَّدٍ، إِنْ كُنْتُ لَأَكْتُبُ كَيْفَمَا (2) شِئْتُ، فَمَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْأَرْضَ لَمْ تَقْبَلْهُ ".

وقَالَ أَنَسٌ: فَحَدَّثَنِي أَبُو طَلْحَةَ أَنَّهُ أَتَى الْأَرْضَ الَّتِي مَاتَ فِيهَا ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَوَجَدَهُ مَنْبُوذًا، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: مَا شَأْنُ هَذَا

= و (395) و (396)، وأبو يعلى (3756)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(320)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 192، والضياء (1977) و (1980) و (1981) من طرق عن حميد، به.

وسيأتي الحديث برقم (13408) و (13695).

وقوله: "وإذا أراد الله بعبد خيراً

الخ" سلف برقم (12036) عن ابن أبي عدي، عن حميد، به. مرفوعاً. وسيأتي عن ابن أبي عدي موقوفاً دون هذه القطعة برقم (13333).

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3624).

(1)

في (م) و (س): اكتب اكتب. مرتين.

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: ما.

ص: 247

الرَّجُلِ؟ قَالُوا: قَدْ دَفَنَّاهُ مِرَارًا. فَلَمْ تَقْبَلْهُ الْأَرْضُ (1).

12216 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَكْتُبُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، يُعَدُّ فِينَا عَظِيمًا (2)، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ يَزِيدَ (3).

12217 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ ابْنِ سِيرِينَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(54)، والبغوي (3725) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3212) من طريق يحيى بن أيوب المصري، وابن حبان (744) من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما عن حميد، به.

وأخرجه البخاري (3617)، وأبو يعلى (3919) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس.

وسيأتي الحديث برقم (12216) من طريق حميد، ومن طريق ثابت برقم (13324).

قلنا: وعامة الروايات في هذا الحديث جاءت مطلقة غير مقيَّدة، وليس فيها أنه كان يكتب الوحيَ، وقد ذهب الطحاويُّ إلى أنه كان يكتب الرسائل يبعث بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في دعائِه الناسَ إلى الإسلام. انظر "شرح مشكل الآثار" 8/ 240 - 241.

(2)

لفظة "عظيماً" ليست في (ظ 4).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3211) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

ص: 248

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا طَلْحَةَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ يُنَادِي: " إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ (1) عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، فَإِنَّهَا رِجْسٌ ". قَالَ: فَأُكْفِئَتِ الْقُدُورُ (2).

12218 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ بِالْبَقِيعِ، فَنَادَى رَجُلٌ رَجُلًا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الرَّجُلُ لَمْ أَعْنِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا عَنَيْتُ فُلَانًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي ".

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ فِي حَدِيثِهِ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي "(3).

12219 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ

(1) في (م) و (س) و (ق): ينهياكم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان القُردُوسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 262، وأبو عوانة 4/ 206 و 5/ 168 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (12086).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1408)، والترمذي (2841)، وأبو يعلى (3811)، وأبو عوانة في الأسامي كما في "الإتحاف" 1/ 652، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 338، والبغوي (3364) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد.

وانظر (12130).

ص: 249

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ وَقْتِ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَأَمَرَ بِلَالًا، فَأَذَّنَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَخَّرَ حَتَّى أَسْفَرَ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يُقِيمَ فَصَلَّى، ثُمَّ دَعَا الرَّجُلَ فَقَالَ:" مَا بَيْنَ هَذَا وَهَذَا وَقْتٌ "(1).

12220 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ (2) حُنَيْنٍ: " اللهُمَّ إِنْ تَشَأْ (3) أَنْ لَا تُعْبَدَ بَعْدَ الْيَوْمِ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي 2/ 11، وأبو يعلى (3862)، والبيهقي 1/ 377 - 378 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (12119).

(2)

في (م): بعد.

(3)

في (م) و (س) و (ق): شئت.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 351 و 14/ 522 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طريق ثابت (12538) أنه قال ذلك يومَ أُحدٍ. وإسناده صحيح.

وقد سلف في مسند عمر (208) أنه قال يوم بدر: "اللهم إنك إن تُهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبداً". وإسناده حسن.

قلنا: ولا يَبْعد إن يكون تكرَّر هذا الدعاءُ منه صلى الله عليه وسلم في هذه المواضع الثلاثة وفي غيرها، والله تعالى أعلم.

قوله: "اللهم إن شئت أن لا تُعبد بعد اليوم"، قال السندي: هذا شرط، والجزاء مقدَّر، أي: جعلت الكفرة غالبين على المسلمين، أي: وعبادتك =

ص: 250

12221 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَأَتَاهُ آتٍ، فَأَخَذَهُ فَشَقَّ بَطْنَهُ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَرَمَى بِهَا، وَقَالَ: هَذِهِ نَصِيبُ الشَّيْطَانِ مِنْكَ. ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ، فَأَقْبَلَ الصِّبْيَانُ إِلَى ظِئْرِهِ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ، قُتِلَ مُحَمَّدٌ، فَاسْتَقْبَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدِ انْتَقَعَ (1) لَوْنُهُ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَقَدْ كُنَّا نَرَى أَثَرَ الْمَخِيطِ فِي صَدْرِهِ (2).

= مطلوبة، فلا تجعل الكفرة غالِبين والمطلوب التوسُّل إلى عدم غلبة الكفرة بأنه مفوِّت لأمر محبوب، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ظ 4): استنقع.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن سعد 1/ 150 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1308)، ومسلم (162)(261)، وأبو عوانة 1/ 125، وأبو يعلى (3374)، وابن حبان (6334) و (6336)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(168)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 146، وابن عساكر في "السيرة النبوية" ص 370 و 371 من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي برقم (12506) و (14069) من طريق حماد، به.

وأخرجه مسلم (162)(260) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، به. مختصراً.

وأخرجه البخاري (7517)، ومسلم (162)(262)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 521 - 528، وأبو عوانة 1/ 125 - 126 من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس.

وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 34، والبخاري (349) =

ص: 251

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= و (1636) و (3342)، ومسلم (163)، والنسائي في "الكبرى"(314)، وأبو عوانة 1/ 333 - 335 و 335، وابن حبان (7406). والآجري في "الشريعة" ص 481 - 482، والبغوي (3754) من طريق الزهري، عن أنس، عن أبي ذر. فجعله من حديث أبي ذر الطويل في الإسراء.

وسيأتي بنحو حديث أبي ذر 4/ 207 - 208 من طريق قتادة، عن أنس، عن مالك بن صعصعة، و 5/ 122 و 143 - 144 من طريق الزهري، عن أنس، عن أُبي بن كعب.

وفي الباب عن أُبي بن كعب، سيأتي 5/ 139 من طريق محمد بن كعب ابن أُبي بن كعب، عنه. وإسناده ضعيف.

وعن عتبة بن عبد، سيأتي 4/ 184 - 185. وإسناده ضعيف.

وعن شداد بن أوس، عند ابن عساكر ص 380 - 384. وإسناده ضعيف.

وعن حليمة السعدية، عند ابن حبان (6335). وإسناده منقطع.

وعن عائشة، عند الطيالسي (1539). وإسناده ضعيف.

قلنا: وقع في رواية أنس عن أبي ذر ومالك بن صعصعة وأبي بن كعب أن حادثة شق الصدر كانت في ليلة الإسراء والمعراج، ورواية أبي ذر ومالك في "الصحيحين".

أما رواية محمد بن كعب عن أبي بن كعب، ففيها أنها وقعت وهو ابن عشر سنين، وأما رواية عتبة بن عبد، ورواية شداد بن أوس، ورواية حليمة السعدية ففيها أن هذه الحادثة وقعت وهو صغير في ديار بني سعد. وأما رواية عائشة ففيها أن هذه الحادثة وقعت عند مجيء جبريل له بالوحي في غار حراء.

هذا ويترجح لدينا -بعد دراسة أسانيد هذه الأحاديث- أن الذي صح في هذه الحادثة أنها وقعت له صلى الله عليه وسلم مرتين: الأولى: وهو صغير عند ظئره في بني سعد كما فى رواية أنس هنا. والثانية: في ليلة الإسراء والمعراج كما في رواية أنس عن أبي ذر ومالك بن صعصعة وأبي بن كعب. =

ص: 252

12222 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، الْمَعْنَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ امْرَأَةٍ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ رَأَتْ ذَلِكَ مِنْكُنَّ، فَأَنْزَلَتْ، فَلْتَغْتَسِلْ ".

قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَوَ يَكُونُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، مَاءُ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّهُمَا سَبَقَ - أَوْ عَلَا - أَشْبَهَهُ الْوَلَدُ "(1).

= قوله: "علقة"، قال السندي: بفتحات: دم غليظ أسود، قيل: هو أمُّ المفاسد والمعاصي في القلب.

"ثم لأمه"، قال: بفتح لام وهمزة وميم كَمَنعَ، أي: أصلحه وضمَّه.

"ظِئْره"، قال: بكسر فسكون، أي: مرضعته حليمة.

"انتقع"، قال: أي: تغير.

"المخيط"، قال: هو بكسر ميم وسكون خاء وفتح ياء، هو الأبرة. ذكره النووي، ويفهم من كلام بعضهم أنه بفتح فكسر، فقيل: يحتمل أنه مصدر يعني: الخياط، وأن يكون اسم مفعول.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وسيأتي مكرراً من طريق محمد بن جعفر وحده برقم (14010).

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 80، وأبو يعلى (2920)، وأبو عوانة 1/ 289، والبيهقي 9/ 161، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 337 - 338 من طريق يزيد ابن هارون وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (601)، وأبو يعلى (3164) من طريق ابن أبي عدي وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، والنسائي 1/ 112 و 115 - 116، وابن حبان =

ص: 253

12223 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنِي وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ - قَالَ مُحَمَّدٌ: وَكَانَ وَاقِدٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، وَأَعْظَمِهِمْ وَأَطْوَلِهِمْ - قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ. قَالَ: إِنَّكَ بِسَعْدٍ أَشْبَهُ، ثُمَّ

= (1164) من طريق عبدة بن سليمان، وأبو عوانة 1/ 290 من طريق محمد بن بكر، أربعتهم عن سعيد بن أبي عروبة، به-واقتصر ابن حبان على الشطر الأول.

وسيأتي عن عبد الأعلى عند المصنف برقم (13055)، وفيه التصريح بأن الشك في "سبق أو علا" هو من سعيد.

وأخرجه الدارمي (764)، وأبو عوانة 1/ 290 من طريق الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس- لكن في الشطر الثاني عندهما: قالت أم سلمة: وهل للنساء من ماءٍ؟ قال: "نعم، فأنَّى يشبههنَّ الولد؟ إنما هن شقائق الرجال".

وسيأتي من هذا الوجه عند المصنف في مسند أم سليم 6/ 377 لكن لم يذكر إسحاق فيه أنساً وجعله عن جدته أم سليم.

وأخرج الشطر الأول منه مسلم (310) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وهو أيضاً (312)، والبيهقي 1/ 168 من طريق أبي مالك الأشجعي، والبزار (156 - كشف الأستار) من طريق أبي سعد سعيد بن المرزبان، والطبراني في "الأوسط"(8351) من طريق الحسن البصري، أربعتهم عن أنس.

وسيأتي الحديث بنحوه عن أم سلمة في مسندها 6/ 292.

وله شاهد من حديث عائشة، سيأتي 6/ 92، وهو عند مسلم (314).

ويشهد للشطر الأول منه حديث ابن عمر، وقد سلف برقم (5636).

وحديث خولة بنت حكيم، وسيأتي 6/ 409. وفي إسناديهما ضعف.

ص: 254

بَكَى وَأَكْثَرَ الْبُكَاءَ، فَقَالَ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَى سَعْدٍ، كَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ، وَأَطْوَلِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشًا إِلَى أُكَيْدِرَ دُومَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِجُبَّةٍ مِنْ (1) دِيبَاجٍ مَنْسُوجٍ فِيهَا الذَّهَبُ، فَلَبِسَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، أَوْ جَلَسَ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْمِسُونَ الْجُبَّةَ، وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا " قَالُوا: مَا رَأَيْنَا ثَوْبًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ، أَحْسَنُ مِمَّا تَرَوْنَ "(2).

12224 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ - يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ -، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَهْدَى الْأُكَيْدِرُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَرَّةً مِنْ مَنٍّ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الصَّلَاةِ، مَرَّ عَلَى الْقَوْمِ

(1) لفظة "من" ليست في (ظ 4).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- فهو صدوق حسن الحديث، وروى له البخاري مقروناً بغيره، ومسلم في المتابعات.

وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة"(1495)، وابن سعد 3/ 435 - 436، وابن حبان (7037)، والبيهقي 3/ 273 - 274 من طريق يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 144 و 14/ 413، والترمذي (1723)، والنسائي 8/ 199 من طرق عن محمد بن عمرو، به. وانظر ما سلف برقم (12093).

ص: 255

فَجَعَلَ يُعْطِي كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قِطْعَةً، فَأَعْطَى جَابِرًا قِطْعَةً، ثُمَّ إِنَّهُ رَجَعَ إِلَيْهِ فَأَعْطَاهُ قِطْعَةً أُخْرَى، فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ أَعْطَيْتَنِي مَرَّةً. قَالَ: " هَذَا لِبَنَاتِ عَبْدِ اللهِ "(1).

12225 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ ثَمَانٍ: الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَغَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الْعَدُوِّ " (2).

(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان.

وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 12/ 468، والبزار (1936 - كشف الأستار) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد -لكن وقع عند البزار: ملك ذي يزن، مكان الأُكيدر.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، والمسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، ثقة إلا أنه كان قد اختلط في آخر عمره، وروى يزيد بن هارون عنه بعد اختلاطه فيما قالوا، لكن قد تابع المسعوديَّ في هذا الحديث غير واحد من الثقات، فبان أنه أدّى الحديث على وجهه، وإنما يضَعَّف حديث المختلط إذا ظهر أثرُ ذلك في حديثه، وعمرو بن أبي عمرو -وهو مولى المطلب- صدوق جيد الحديث.

وأخرجه أبو داود (1541) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، والترمذي (3484) من طريق أبي المصعب المدني، والنسائي 8/ 257 من طريق محمد بن إسحاق، ثلاثتهم عن عمرو بن أبي عمرو، به- واقتصر أبو داود على التعوذ من الهمِّ والحزن وغلبة الدين والرجال.

وأخرجه النسائي 8/ 274، والطبراني في "الدعاء"(1349) من طريق =

ص: 256

12226 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا. لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [الفتح: 1 - 2].

قَالَ الْمُسْلِمُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَنِيئًا لَكَ مَا أَعْطَاكَ اللهُ، فَمَا لَنَا؟ فَنَزَلَتْ:{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزًا عَظِيمًا} [الفتح: 5](1).

= إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، به. وسيأتي من هذا الطريق ضمن حديث مطوَّل برقم (12616).

وله طرق أخرى عن عمرو ستأتي بالأرقام (13304) و (13365) و (13524).

وأخرجه النسائي 8/ 258 من طريق سعيد بن سلمة، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الله بن المطَّلب، عن أنس. قال النسائي: سعيد بن سلمة شيخ ضعيف، وإنما أخرجناه للزيادة في الحديث. يعني زيادة عبد الله بن المطلب في الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (12113).

قوله: "الهم والحَزَن"، قال السندي في حاشيته على النسائي: بفتحتين وبضم فسكون، مثل: رَشَد ورُشْد، قيل: الفرق بينهما أن الحزن على ما وقع، والهم فيما يتوقع، وكثير منهم يجعلونه من باب التكرير والتأكيد، وكثيراً ما يجيءُ مثل هذا التأكيد بالعطف مراعاةً لتغاير اللفظ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهمام: =

ص: 257

12227 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْحُدَيْبِيَةِ، هَبَطَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ ثَمَانُونَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فِي السِّلَاحِ، مِنْ قِبَلِ جَبَلِ التَّنْعِيمِ، فَدَعَا عَلَيْهِمْ، فَأُخِذُوا، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ

= هو ابن يحيى العَوْذي وأول الحديث عن أنس، والشطر الثاني منه عن عكرمة، بين ذلك شعبةُ في حديثه عن قتادة الآتي برقم (12779).

وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" ص 256 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1786)، والطبري في "تفسيره" 26/ 69 من طريق أبي داود الطيالسي، وأبو عوانة 4/ 248 من طريق عمرو بن عاصم، كلاهما عن همام، به.

وأخرجه مسلم (1786)، وعبد بن حميد (1188)، وأبو عوانة 4/ 247 - 248 من طريق شيبان بن عبد الرحمن، ومسلم (1786)، وأبو عوانة 4/ 247، والطبري 26/ 69، والواحدي في "أسباب النزول" ص 255 من طريق سليمان التيمي، والحاكم 2/ 460 من طريق الحكم بن عبد الملك، ثلاثتهم عن قتادة، به.

وأخرجه ابن حبان (371) من طريق الحسن البصري، عن أنس.

وسيأتي الحديث من طرق عن قتادة بالأرقام (12374) و (12779) و (13035) و (13246) و (13639).

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (4421).

وعن مجمع بن جارية، سيأتي 3/ 420.

وعن سهل بن حنيف سيأتي 3/ 485 - 486. وهو متفق عليه.

وعن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم عند الحاكم 2/ 459.

ص: 258

أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 24] قَالَ: يَعْنِي جَبَلَ التَّنْعِيمِ مِنْ مَكَّةَ (1).

12228 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: فَلَا أَدْرِي، أَشَيْءٌ نَزَلَ عَلَيْهِ أَمْ شَيْءٌ يَقُولُهُ؟ - وَهُوَ يَقُولُ:" لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ، لَابْتَغَى لَهُمَا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. وسيتكرر برقم (12254).

وأخرجه مسلم (1808)، وأبو عوانة 4/ 233 - 234، والبغوي في "تفسيره" 4/ 198 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1208)، وأبو داود (2688)، والترمذي (3264)، والطبري 26/ 94، وأبو عوانة 4/ 233، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 141 من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي الحديث برقم (14090).

وفي الباب عن عبد الله بن مغفل، سيأتي 4/ 86 - 87.

وعن سلمة بن الاكوع عند مسلم (1807).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارمي (2778) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (2196)، ومن طريقه أبو يعلي (3267)، وأخرجه أبو يعلى أيضاً (2951) و (3143) من طريق حَرَمي بن عمارة، كلاهما (الطيالسي وحرمي) عن شعبة، به. ورواية أبى يعلى الأولى من طريق حرمي ليس فيها قول أنس: فلا أدري شيء نزل عليه أم شيء يقوله. =

ص: 259

12229 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ نَعْلَا (1) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَهُمَا قِبَالَانِ (2).

= وأخرجه دون قول أنس ابن حبان (3236) من طريق سليمان التيمي، والخطيب 2/ 347 من طريق عمر بن إبراهيم العبدي، كلاهما عن قتادة، به.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 284، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" بإثر الحديث (2036)، وعلقه البخاري برقم (6440) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عَنْ أبي بن كعب قال: كنا نرى هذا الحرف من القرآن

فذكره.

وسيأتي الحديث بقول أنس من طريق محمد بن جعفر وحجاج، عن شعبة بالأرقام (12803) و (12804) و (13873).

وسيأتي دون قول أنس من طريق أبي عوانة برقم (12997) و (13552)، ومن طريق أبان بن يزيد برقم (12996)، ومن طريق علي بن مسعدة (13049)، ومن طريق شيبان (13498)، أربعتهم عن قتادة.

وسيأتي دونه أيضاً من طريق الزهري، عن أنس برقم (12717).

وقد سلف الكلام مطولاً على قول أنس هذا عند حديث ابن عباس السالف برقم (3501)، وبيَّنَّا هناك أن هذا الكلام ليس قرآناً.

(1)

في (ظ 4): نعل. وفي (م) نعال.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13102).

وأخرجه ابن سعد 1/ 478، وابن أبي شيبة 8/ 419، وعبد بن حميد (1177)، وابن ماجه (3615) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5857)، وأبو داود (4134)، والترمذي في "سننه"(1772) و (1773)، وفي "الشمائل"(71)، والنسائي 8/ 217، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 134، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 342 من طرق عن همام بن يحيى، به. =

ص: 260

12230 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ - يَعْنِي ابْنَ يَحْيَى - عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ شَكَوَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقَمْلَ، فَرَخَّصَ لَهُمَا فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ، فَرَأَيْتُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَمِيصًا مِنْ حَرِيرٍ (1).

= وأخرجه ابن سعد 1/ 478، والبخاري (3107) و (5858)، والترمذي في "الشمائل"(73)، والبغوي (3152) من طريق عيسى بن طهمان، عن أنس.

وسيأتي الحديث من طريق قتادة برقم (13568) و (13845).

وفي الباب عن أبي هريرة عند الترمذي في "الشمائل"(75) و (81)، والبزار (2961).

وعن ابن عباس عند الترمذي في "الشمائل"(72)، وابن ماجه (3614)، وأبي نعيم في "الحلية" 8/ 376.

وعن أوس بن أوس، وعن ابن عمر عند أبي الشيخ ص 134 و 136.

وقِبال النعل، قال في "القاموس": ككِتابٍ: زِمامٌ (أي سَيْر من جلدٍ) بين الإصبع الوسطى والتي تليها.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 109 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2920)، والترمذي (1722)، والنسائي في "الكبرى"(9637)، وأبو يعلى (2880)، وأبو عوانة 5/ 461 - 462، والطحاوي 1/ 109، وابن حبان (5432)، والبيهقي 3/ 267 - 268 من طرق عن همام، به.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 462 من طريق عمر بن عامر، عن قتادة، به. وقال فيه: وآذاهما الهَوامُّ.

وسيأتي الحديث من طريق همام برقم (12992) و (13640).

وقد خالف هماماً فيه شعبة وسعيد بن أبي عروبة، فقالا: من حكة كانت بهما، بدل قوله هنا: شكوا القمل. =

ص: 261

12231 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ مِنْ حُسْنِ الصَّلَاةِ إِقَامَةَ الصَّفِّ "(1).

12232 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: وَقَّتَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي قَصِّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ، فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْمًا مَرَّةً (2).

= فأما طريق شعبة فستأتي بالأرقام (12288) و (12863) و (13682) و (13885) و (13886) و (13887)، لكن قال في الروايتين الأخيرتين: لعلة كانت بهما. في حين اختصر الأخيرة عطفاً على التي قبلها، فلم يذكر فيها السبب.

وأما طريق سعيد بن أبي عروبة فستأتي برقم (13248) و (13252).

قال الحافظ في "الفتح" 6/ 101: ورجَّح ابنُ التِّين الرواية التي فيها الحكة، وقال: لعل أحد الرواة تأوَّلها فأخطأ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد الرزاق (2426)، ومن طريقه أبو يعلى (3189) عن معمر، عن قتادة، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحضُّ على تسوية الصفوف من طريق شعبة عن قتادة بالأرقام (12813) و (12841) و (13899) و (13900) و (13901) و (13969) و (14096)، وموقوفاً برقم (13664)، ومن طريق أبان عن قتادة برقم (13735) و (14017).

وانظر ما سلف برقم (12011).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف صدقة بن موسى الدَّقِيقي، لكنه قد توبع.

أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب. وسيتكرر الحديث برقم =

ص: 262

12233 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ رَبُّكُمْ: إِنْ تَقَرَّبَ عَبْدِي مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي مَاشِيًا، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً "(1).

= (13111).

وأخرجه أبو يعلى (4185)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3415)، وابن الأعرابي في "معجمه"(624) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4200)، والترمذي (2758)، والبغوي في "الجعديات"(3413) و (3414)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 208، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1394 من طرق عن صَدَقة، به.

وأخرجه الطيالسي (2141)، ومسلم (258)، والترمذي (2759)، وابن ماجه (295)، والنسائي 1/ 15، وأبو عوانة 1/ 90، والبغوي في "الجعديات"(3417)، والعقيلي 2/ 208، والبيهقي 1/ 150 من طريق جعفر بن سليمان، وابن عدي 1/ 259 - 260 من طريق عبد الله بن عمران، كلاهما عن أبي عمران، به.

وسيأتي برقم (13677).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه عبد بن حميد (1168)، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1967)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (3270)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 457، وأخرجه البخاري في "صحيحه"(7536)، وفي "خلق افعال العباد"(426) من طريق سعيد بن الربيع، كلاهما (الطيالسي وسعيد بن الربيع) عن شعبة، به. ورواية الطيالسي وإحدى روايتي البيهقي دون قوله:"وإن أتاني ماشياً أتيته هرولة".

وانظر ما سيأتي بالأرقام (12287) و (12319) و (12405) و (13872) =

ص: 263

12234 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْكَبُ وَأَبُو بَكْرٍ رَدِيفُهُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُعْرَفُ فِي الطَّرِيقِ لِاخْتِلَافِهِ إِلَى الشَّامِ، وَكَانَ يَمُرُّ بِالْقَوْمِ فَيَقُولُونَ: مَنْ هَذَا بَيْنَ يَدَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَيَقُولُ: هَادٍ يَهْدِينِي. فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ، بَعَثَا (1) إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا مِنَ الْأَنْصَارِ، إِلَى أَبِي أُمَامَةَ وَأَصْحَابِهِ، فَخَرَجُوا إِلَيْهِمَا، فَقَالُوا: ادْخُلَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ. فَدَخَلَا، قَالَ أَنَسٌ: فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا قَطُّ أَنْوَرَ وَلَا أَحْسَنَ مِنْ يَوْمِ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ الْمَدِينَةَ، وَشَهِدْتُ وَفَاتَهُ، فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا قَطُّ أَظْلَمَ وَلَا أَقْبَحَ مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ (2)(3).

= و (14013).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7422)، وانظر تتمة شواهده هناك، وفاتنا أن نذكر عنده حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11361)، فيستدرك من هنا.

(1)

في (م) و (س) و (ق): بعث.

(2)

لفظة "فيه" ليست في (ظ 4).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو يعلى (3486) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه مقطعاً المصنف في "فضائل الصحابة"(605)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/ 496، والحاكم في "المستدرك" 3/ 12 و 57 من طرق عن حماد بن سلمة، به. =

ص: 264

12235 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ. وَعَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ:" مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ؟ " فَأَخَذَهُ قَوْمٌ فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَقَالَ:" مَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ؟ " فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ، فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكٌ: أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ. فَأَخَذَهُ فَفَلَقَ هَامَ الْمُشْرِكِينَ (1).

12236 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ

= وسيأتي الحديث من طريق ثابت برقم (14063)، ومن طريق عبد العزيز بن صهيب مطولاً برقم (13205).

وقوله في آخر الحديث: ما رأيت يوماً

ستأتي بالأرقام (13312) و (13522) و (13830)، وسيأتي نحو هذه القطعة في آخر الحديث (13318).

وأبو أمامة: هو أسعد بن زرارة الخَزْرجي النَّجَّاري.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن سعد 3/ 556، وابن أبي شيبة 14/ 398، ومسلم (2470)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 1/ 483، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 232 من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1327)، وأبو عوانة، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(292)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 230 من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وفي الباب عن الزبير بن العوام عند البزار (979)، والدولابي في "الكنى" 1/ 69، والحاكم 3/ 230، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 233.

قوله: "ففلق هامَ المشركين"، أي: شقَّ رؤوسَهم.

ص: 265

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: " مَنْ قَتَلَ رَجُلًا فَلَهُ سَلَبُهُ ". فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَئِذٍ عِشْرِينَ رَجُلًا، فَأَخَذَ أَسْلَابَهُمْ (1).

12237 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ. وَبَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، الْمَعْنَى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ الْمُؤْمِنَ حَسَنَةً يُعْطَى عَلَيْهَا فِي الدُّنْيَا، وَيُثَابُ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ (2) حَسَنَاتِهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ، لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُعْطَى بِهَا خَيْرًا "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 524، والضياء في "المختارة"(1523) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (12131).

(2)

في (م) و (س) و (ق): فيعطيه.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وبهز: هو ابن أَسد العَمِّي.

وأخرجه عبد بن حميد (1178)، ومسلم (2808)(56) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(327) عن همام بن يحيى، به- مختصراً.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(432) عن حفص بن عمر، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 2/ 248، وابن حبان (377) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن همام، به. =

ص: 266

12238 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ صلى الله عليه وسلم، جَمَعَ أَصَابِعَهُ فَوَضَعَهَا عَلَى الْأَرْضِ، فَقَالَ:" هَذَا ابْنُ آدَمَ " ثُمَّ رَفَعَهَا فَوَضَعَهَا خَلْفَ ذَلِكَ قَلِيلًا، وَقَالَ:" هَذَا أَجَلُهُ " ثُمَّ رَمَى بِيَدِهِ أَمَامَهُ قَالَ: " وَثَمَّ أَمَلُهُ "(1).

= وأخرجه الطيالسي (2011)، ومسلم (2808)(57)، وأبو عوانة، والطبري فى "تفسيره" 5/ 89 و 30/ 270 من طرق عن قتادة، به.

وسيأتي برقم (12264) و (14018).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(252)، والترمذي (2334)، والنسائي في الرقائق كما في "التحفة" 1/ 286، وابن ماجه (4232)، وابن حنان (2998)، والطبراني في "الأوسط"(739)، والبغوي (4092) من طرق عن حماد، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حسن صحيح. ولفظه عند الطبراني: "هذا ابن آدم، ثم وضع يده تحت ذقنه، ثم بسط يده فقال: هذا أمله".

وأخرجه البخاري (6418)، والنسائي في الرقائق كما في "التحفة" 1/ 91 من طريق همام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطاً فقال: "هذا الأمل، وهذا الأجل، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخطُّ الأقربُ".

ويأتي عن عبيد الله بن أبي بكر، بالأرقام (12387) و (12444) و (13697)، وعن ثابت عن أنس برقم (13795).

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3652).

وعن أبي سعيد، سلف برقم (11132).

وعن بريدة، أخرجه الترمذي (2870)، وحسَّنه.

ص: 267

12239 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَعَا، جَعَلَ ظَاهِرَ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي وَجْهَهُ، وَبَاطِنَهُمَا، مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ (1).

12240 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ صَفِيَّةَ وَقَعَتْ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ وَقَعَتْ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ جَارِيَةٌ جَمِيلَةٌ. فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ، فَجَعَلَهَا عِنْدَ أُمِّ سُلَيْمٍ حَتَّى تُهَيَّأَ وَتَعْتَدَّ - فِيمَا يَعْلَمُ حَمَّادٌ - فَقَالَ النَّاسُ: وَاللهِ مَا نَدْرِي أَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ تَسَرَّاهَا؟ فَلَمَّا حَمَلَهَا سَتَرَهَا وَأَرْدَفَهَا خَلْفَهُ، فَعَرَفَ النَّاسُ أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ النَّاسُ، وَأَوْضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَذَلِكَ كَانُوا يَصْنَعُونَ، فَعَثَرَتِ النَّاقَةُ، فَخَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَخَرَّتْ مَعَهُ، وَأَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرْنَ، فَقُلْنَ: أَبْعَدَ اللهُ الْيَهُودِيَّةَ، وَفَعَلَ بِهَا، وَفَعَلَ. فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَتَرَهَا وَأَرْدَفَهَا خَلْفَهُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، ويزيد ابن هارون وثابت من رجال الشيخين.

وقد روي من طرق أخرى عن حماد بن سلمة، بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظَهْر كفَّيه إلى السماء. انظر ما سيأتي برقم (12554) و (13536).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 461 - 462 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد- =

ص: 268

12241 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: صَارَتْ صَفِيَّةُ لِدِحْيَةَ فِي قَسْمِهِ - فَذَكَرَ نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: حَتَّى إِذَا جَعَلَهَا فِي ظَهْرِهِ نَزَلَ، ثُمَّ ضَرَبَ عَلَيْهَا (1) الْقُبَّةَ (2).

12242 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ مَوْضِعُ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِبَنِي النَّجَّارِ، وَكَانَ فِيهِ نَخْلٌ وَحَرْثٌ وَقُبُورٌ مِنْ قُبُورِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ثَامِنُونِي " فَقَالُوا: لَا نَبْتَغِي بِهِ ثَمَنًا إِلَّا عِنْدَ اللهِ عز وجل. فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، وَبِالْحَرْثِ فَأُفْسِدَ، وَبِالْقُبُورِ فَنُبِشَتْ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ ذَلِكَ يُصَلِّي

= بأطول مما هنا، وبنحو حديث عفان عن حماد الآتي عند المصنف برقم (13575)، وانظر تمام تخريجه هناك.

قوله: "أوْضَعَ"، قال السندي: أي: أسرعوا مطاياهم.

"ينظرن": كأنه كان في قرب المدينة، وهنَّ خرجنَ إلى بعض البيوت المشرفةِ سطوحُها على الطريق.

(1)

في (ظ 4): عليه. يعني: على الظَّهر.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمِّي. وسيتكرر (13023).

وأخرجه مسلم ص 1047 (88) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم أيضاً من طريق شبابة بن سوار، عن سليمان، به.

وسيأتي برقم (13024) عن هاشم، عن سليمان. وانظر (13575).

ص: 269

فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ (1).

12243 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ جَارًا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَارِسِيًّا، كَانَ طَيِّبَ الْمَرَقِ، فَصَنَعَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جَاءَهُ يَدْعُوهُ فَقَالَ:" وَهَذِهِ؟ " لِعَائِشَةَ، فَقَالَ: لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا " ثُمَّ عَادَ يَدْعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَهَذِهِ؟ " قَالَ: لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا " ثُمَّ عَادَ يَدْعُوهُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2)" وَهَذِهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ فِي الثَّالِثَةِ. فَقَامَا يَتَدَافَعَانِ حَتَّى أَتَيَا مَنْزِلَهُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُّبعي. وانظر (12178). ولقصة الصلاة في مرابض الغنم انظر (12335).

(2)

قوله: "لا. ثم عاد يدعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" سقط من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2037) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1290)، والنسائي 6/ 158، وأبو يعلى (3354)، وابن حبان (5301) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه الدارمي (2067) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، به.

وسيأتي برقم (13869).

قوله: "يتدافعان" قال السندي: أي: يمشي كلُّ واحد منهما في أثر صاحبه.

ص: 270

12244 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمَدِينَةُ يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ، فَيَجِدُ الْمَلَائِكَةَ يَحْرُسُونَهَا، فَلَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ وَلَا الطَّاعُونُ إِنْ شَاءَ اللهُ "(1).

12245 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ " وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه البخاري (7134) و (7473)، والترمذي (2242)، وأبو يعلى (3051) و (3234)، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 2/ 251، وابن حبان (6804)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 166 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواية أبي يعلى في الموضع الثاني دون قوله: "

ولا الطاعون إن شاء الله".

وسيأتي الحديث (13089) و (13145) و (13393) و (13949) من طريق قتادة، وبرقم (12986) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7234)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1167) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2214)، وأبو يعلى (2925) و (3146) و (3263)، والبغوي في "الجعديات"(1457) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه مسلم (2951)(135)، والخطيب 6/ 281 من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن معبد بن هلال، عن أنس.

وسيأتي من طريق قتادة بالأرقام (12322) و (13010) و (13287) =

ص: 271

12246 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَأَنْفُسِكُمْ، وَأَلْسِنَتِكُمْ "(1).

12247 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ - وَقَالَ مَرَّةً: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ -

= و (13908) و (14014)، ومن طريق أبى التياح برقم (12334)، ومن طريق أبي التياح وقتادة وحمزة برقم (13319) و (13950)، ومن طريق إسماعيل ابن عبيد الله برقم (13336)، ومن طريق زياد بن أبي زياد برقم (13483).

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، وأبى جحيفة السوائي، وسهل بن سعد، وجابر بن سمرة، وستأتي أحاديثهم 3/ 310 و 4/ 309 و 330 و 5/ 92.

وعن أبي هريرة عند هناد في "الزهد"(523)، والبخاري (6505)، وابن ماجه (4040)، وابن حبان (6642).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1905) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 6/ 7، والضياء (1902) من طريق يزيد بن هارون، به.

وأخرجه الدارمي (2431)، وأبو داود (2504)، والنسائي 6/ 51، وابن عدي 3/ 916، والحاكم 2/ 81، والبيهقي 9/ 20، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 1/ 233 من طرق عن حماد بن سلمة، به- وفي بعض روايات الحديث:"جاهدوا المشركين بأيديكم". وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

وسيأتي برقم (12555) و (13638).

ص: 272

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَؤُمُّ قَوْمَهُ، فَدَخَلَ حَرَامٌ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَسْقِيَ نَخْلَهُ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ لِيُصَلِّيَ مَعَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا رَأَى مُعَاذًا طَوَّلَ، تَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ وَلَحِقَ بِنَخْلِهِ يَسْقِيهِ، فَلَمَّا قَضَى مُعَاذٌ الصَّلَاةَ، قِيلَ لَهُ: إِنَّ حَرَامًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا رَآكَ طَوَّلْتَ تَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ وَلَحِقَ بِنَخْلِهِ يَسْقِيهِ. قَالَ: إِنَّهُ لَمُنَافِقٌ، أَيَعْجَلُ عَنِ الصَّلَاةِ مِنْ أَجْلِ سَقْيِ نَخْلِهِ! قَالَ: فَجَاءَ حَرَامٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمُعَاذٌ عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَسْقِيَ نَخْلًا لِي، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ لِأُصَلِّيَ مَعَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا طَوَّلَ، تَجَوَّزْتُ فِي صَلَاتِي وَلَحِقْتُ بِنَخْلِي أَسْقِيهِ، فَزَعَمَ أَنِّي مُنَافِقٌ. فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى مُعَاذٍ فَقَالَ:" أَفَتَّانٌ أَنْتَ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟! لَا تُطَوِّلْ بِهِمْ، اقْرَأْ بِسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَنَحْوِهِمَا "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2292) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (481 - كشف الأستار)، والنسائي في "الكبرى"(11674)، وأبو العباس السَّرَّاج في "مسنده" كما في "الإتحاف" 2/ 113، والضياء (2293) من طرق عن إسماعيل ابن علية، به.

وقد سلف مختصراً برقم (11982).

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/ 299، وهو متفق عليه.

وعن رجل من بني سلمة يقال له: سُليم، سيأتي 5/ 74.

ص: 273

12248 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: وَاصَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم آخِرَ الشَّهْرِ، وَوَاصَلَ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" لَوْ مُدَّ لَنَا الشَّهْرُ، لَوَاصَلْتُ وِصَالًا يَدَعُ الْمُتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ، إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي "(1).

12249 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْوَلِيدِ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا غَزَا، أَوْ سَافَرَ، فَأَدْرَكَهُ اللَّيْلُ، قَالَ: " يَا أَرْضُ، رَبِّي وَرَبُّكِ اللهُ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّكِ، وَشَرِّ مَا خُلِقَ فِيكِ، وَشَرِّ مَا فِيكِ، وَشَرِّ مَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم.

وأخرجه ابن خزيمة (2070) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (7241) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومسلم (1104)(60)، وابن خزيمة (2070) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن حميد، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 82 من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن حميد، عن أنس.

وسيأتي من طريق ثابت برقم (13070) و (13656)، ومن طريقه أيضاً في آخر حديث مطوَّل برقم (13012). وانظر ما سيأتي برقم (12740) و (13040).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4721). وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "لو مُدَّ"، أي: طُوِّلَ.

ص: 274

دَبَّ عَلَيْكِ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ سَاكِنِ الْبَلَدِ، وَمِنْ شَرِّ وَالِدٍ وَمَا وَلَدَ، وَمِنْ شَرِّ أَسَدٍ وَأَسْوَدَ، وَحَيَّةٍ وَعَقْرَبٍ " (1).

12250 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عُمِّرَ مِئَةَ سَنَةٍ غَيْرَ سَنَةٍ (2).

12251 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَخَذَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ بِيَدِي مَقْدَمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَأَتَتْ بِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا ابْنِي، وَهُوَ غُلَامٌ كَاتِبٌ. قَالَ: فَخَدَمْتُهُ تِسْعَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ قَطُّ صَنَعْتُهُ: أَسَأْتَ، أَوْ: بِئْسَ مَا صَنَعْتَ (3).

(1) إسناده ضعيف، وهذا الحديث من مسند ابن عمر، وقد سلف عنه من هذا الطريق برقم (6161).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ مدينة دمشق" 3/ ق 179 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/ 196، وابن عساكر من طريق أحمد بن حنبل، به. دون قوله:"غير سنة"، وقال في آخره: ومات سنة إحدى وتسعين.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً برقم (13067).

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (3629) و (3753)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 36، والطبراني (1100)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8758) من طرق عن حميد الطويل، به- مطولاً ومختصراً.

وسيأتي برقم (13686) من طريق ابن المبارك عن حميد. وانظر ما سلف بالأرقام (11974) و (11988).

ص: 275

12252 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ حَارِثَةَ خَرَجَ نَظَّارًا، فَأَتَاهُ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَرَفْتَ مَوْقِعَ حَارِثَةَ مِنِّي، فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِلَّا رَأَيْتَ مَا أَصْنَعُ. قَالَ:" يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا لَيْسَتْ بِجَنَّةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَكِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّ حَارِثَةَ لَفِي أَفْضَلِهَا " أَوْ قَالَ: " فِي أَعَلَى الْفِرْدَوْسِ "، شَكَّ يَزِيدُ (1).

12253 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْأَرْضَ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 510 - 511، وأبو يعلى (3500) من طرق عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(159)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 873، والطبراني في "الكبير"(3234) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي من طريق ثابت بالأرقام (13250) و (13871) و (14011)، ومن طريق قتادة برقم (13200)، ومن طريق حميد برقم (13787).

قوله: "نَظَّاراً"، قال السندي: أي ينظر ما يجري بين الناس.

وحارثة المقتول: هو حارثة بن سُراقة بن الحارث الأنصاري النّجّاري، وأمه الرُّبَيِّع بنت النضر عمَّة أنس بن مالك. وحادثة استشهاده هذه في يوم بدر كما جاء مصرحاً به في بعض الروايات، ووقع في رواية الطبراني: يوم أحد، وهو وهم، والمعتمد الأول. انظر "الإصابة" 1/ 614 - 615.

ص: 276

جَعَلَتْ تَمِيدُ، فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَأَلْقَاهَا عَلَيْهَا، فَاسْتَقَرَّتْ، فَتَعَجَّبَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ خَلْقِ الْجِبَالِ، فَقَالَتْ: يَا رَبِّ، هَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْجِبَالِ؟ قَالَ: نَعَمْ، الْحَدِيدُ. قَالَتْ: يَا رَبِّ، هَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْحَدِيدِ؟ قَالَ: نَعَمْ، النَّارُ. قَالَتْ: يَا رَبِّ، هَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: نَعَمْ، الْمَاءُ. قَالَتْ: يَا رَبِّ، فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْمَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ، الرِّيحُ. قَالَتْ: يَا رَبِّ، فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الرِّيحِ؟ قَالَ: نَعَمْ، ابْنُ آدَمَ، يَتَصَدَّقُ بِيَمِينِهِ يُخْفِيهَا مِنْ شِمَالِهِ " (1).

12254 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ

(1) إسناده ضعيف، سليمان بن أبي سليمان -وهو مولى ابن عباس- لم يرو عنه غير العوام بن حوشب، وقال ابن معين: لا أعرفه، وتساهل ابن حبان فذكره في "الثقات" وذكر أنه روى عن أبي هريرة وأبي سعيد، وروى عنه العوام بن حوشب وقتادة، والصواب أنهما اثنان، فالراوي عن أبي سعيد وعنه قتادة راوٍ آخر، وهو ليثي بصري بخلاف هذا، وقد فرَّق بينهما البخاري وابن أبي حاتم، وكلاهما مجهول.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2148) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1215)، والترمذي (3369)، وأبو يعلى (4310)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3441)، والضياء (2149) و (2150)، والمزي في ترجمة سليمان بن أبي سليمان من "تهذيب الكمال" 11/ 443 - 444 من طرق عن يزيد بن هارون، به.

وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه.

ص: 277

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ جَبَلِ التَّنْعِيمِ، مُتَسَلِّحِينَ، يُرِيدُونَ غِرَّةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، فَأَخَذَهُمْ سِلْمًا، فَاسْتَحْيَاهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 24](1).

12255 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو خَالِدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقْبِلُ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ قَبْلَ أَنْ يُكَبِّرَ فَيَقُولُ: " تَرَاصُّوا وَاعْتَدِلُوا، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي "(2).

12256 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ بَيْنَ يَدَيَّ خَشَفَةً فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: الْغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ " أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (3).

12257 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: اطَّلَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ خَلَلٍ، فَسَدَّدَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (12227).

الغِرَّة: الغفلة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل سليمان بن حيان.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2092) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد، وانظر (12011).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (11955).

ص: 278

مِشْقَصًا حَتَّى أَخَّرَ رَأْسَهُ. قَالَ يَحْيَى: قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ؟ يَعْنِي حُمَيْدًا، قَالَ: أَنَسٌ (1).

12258 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ. وَرَوْحٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، الْمَعْنَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يَدْخُلُ النَّارَ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي، حَتَّى إِذَا كَانُوا حُمَمًا أُدْخِلُوا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَيُقَالُ: هُمْ الْجَهَنَّمِيُّونَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (6889) عن مسدد، عن يحيى القطان، بهذا الإسناد. وانظر (12055). وقوله:"حتى أخر رأسه"، أي: أخرجها من المكان الذي اطَّلَعَ فيه، وفاعل "أخر" هو الرجل.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن أبي صالح -وهو أبو حبيب الدباغ- فقد روى عنه جمع، ووثقه ابن معين وابن حبان، وقال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس، وكان أوثق من بقي بالبصرة من أصحاب أنس، وقال أبو زرعة: لا بأس به. روح: هو ابن عبادة.

وأخرجه الطيالسي (1237)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 670 - 671 و 678 من طرق عن يزيد بن أبي صالح، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(848)، والطبراني في "الأوسط"(1177) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن أبي عمرو، عن أنس. وأبو عمرو: مجهول.

وسيأتي الحديث عن وكيع برقم (12897)، وعن روح برقم (13678) كلاهما عن يزيد بن أبي صالح.

وسيأتي من طريق قتادة برقم (12361)، ومن طريق قتادة وثابت برقم (12662). =

ص: 279

12259 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [بْنِ] الْأَصَمِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، كَانُوا يُتِمُّونَ التَّكْبِيرَ، يُكَبِّرُونَ إِذَا سَجَدُوا، وَإِذَا رَفَعُوا. قَالَ يَحْيَى: أَوْ خَفَضُوا (1).

= وانظر ما سيأتي برقم (12469).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7717) ضمن حديث طويل.

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11441).

وعن جابر وعمران بن حصين وحذيفة، ستأتي احاديثهم 3/ 308 و 4/ 434 و 5/ 402.

قوله: "هم الجهنميون"، قال السندي: لُقِّبُوا بذلك تذكيراً لهم بنعمة الله تعالى، فيبقى لقبهم ذاك مدة ثم يزول، والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن الأصم -يقال: اسمه عبد الرحمن بن عبد الله الأصم، ويقال: ابن عمرو الأصم، وهو مؤذن الحجاج- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطحاوي 1/ 221 من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ولم يشك في قوله: وإذا رفعوا، وزاد: وإذا قاموا من الركعة.

وأخرجه الطحاوي 1/ 221، والبيهقي 1/ 68 من طرق عن سفيان الثوري به.

وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن الأصم بالأرقام (12349) و (12848) و (13765) ومطولاً برقم (13636) و (13699).

وسلف دون ذكر النبي صلى الله عليه وسلم برقم (12195).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7220)، وذكرت شواهده هناك.

قوله: "يُتمُّون التكبير" قال السندي: أي: يأتون به عند كل رفع وخفض. =

ص: 280

12260 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143] قَالَ: قَالَ: هَكَذَا؛ يَعْنِي أَنَّهُ أَخْرَجَ طَرَفَ الْخِنْصَرِ - قَالَ: أَبِي: أَرَانَاهُ مُعَاذٌ -. قَالَ: فَقَالَ لَهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ: مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرَهُ ضَرْبَةً شَدِيدَةً وَقَالَ: مَنْ أَنْتَ يَا حُمَيْدُ، وَمَا أَنْتَ يَا حُمَيْدُ؟ يُحَدِّثُنِي بِهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَتَقُولُ أَنْتَ: مَا تُرِيدُ إِلَيْهِ؟ (1).

= "قال يحيى: أو خفضوا" أي زاد بعد قوله: رفعوا، قولَه: أو خفضوا. ومفعول الفعلين مقدر، أي: رفعوا رؤوسهم أو خفضوها.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1673) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3074)، وابن أبي عاصم في "السنة"(481)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 258 - 259، وابن أبي حاتم في تفسير سورة الأعراف (937) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الترمذي (3074)، وابن أبي عاصم (480)، والطبري في "تفسيره" 9/ 53، وابن خزيمة 1/ 260 و 260 - 261 و 261 - 263، وابن عدي 2/ 677، والحاكم 1/ 25 و 2/ 320 - 321 و 577، والضياء (1672) و (1675) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة، وصححه الحاكم على شرط مسلم. =

ص: 281

12261 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَأَلُوهُ أَنْ يَبْعَثَ مَعَهُمْ رَجُلًا يُعَلِّمُهُمْ، فَبَعَثَ مَعَهُمْ أَبَا عُبَيْدَةَ، وَقَالَ:" هُوَ أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ "(1).

= وأخرجه ابن منده في "الرد على الجهمية"(59) من طريق أحمد بن محمد الصيدلاني البغدادي، عن سعيد بن عامر، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس قوله. وقال: غريب من حديث شعبة. قلنا: ورجاله ثقات إلا أحمد الصيدلاني فلم نجد له ترجمة إلا في "تاريخ بغداد" 5/ 137 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وروى عنه جمعٌ منهم ثلاثة حفاظ: الطبراني وأبو الشيخ وابن الأعرابي، فحديث مثله يصلح للاعتبار.

وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم (482) و (483) من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس قوله.

وأخرجه الطبري 9/ 53 من طريق قرة بن عيسى، عن الأعمش، عن رجل، عن أنس مرفوعاً. وفيه رجل مبهم، ومن لم نجد له ترجمة.

وسيأتي الحديث عن روح بن عبادة عن حماد بن سلمة برقم (13178).

وفي الباب عن ابن عباس موقوفاً عند ابن أبي عاصم (484)، وعند الطبري 9/ 52 - 53 و 53. وفي إسناده ضعف.

قوله: "قال: قال هكذا"، قال السندي: يعني أنه أخرج طرف الخِنصر بياناً للتجلّي، ولعلَّ المراد به أنه تجلَّى له أدنى تجلِّي، كأنه بمنزلة إخراج الخنصر من الإنسان، وقد قرَّرنا مِراراً أن الوجه في أمثال هذه الأحاديث التفويض والتسليم مع الإيمان بأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1279). =

ص: 282

12262 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ، فَقَالَ:" يَا فُلَانَةُ " يُعْلِمُهُ أَنَّهَا زَوْجَتُهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَظُنُّ بِكَ (1)؟! قَالَ: فَقَالَ: " إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُدْخِلَ

= وأخرجه ابن سعد 3/ 411، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/ 488 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2038)، وابن سعد 3/ 411، وعبد بن حميد (1345)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 487 - 488، وأبو عوانة في المناقب، والحاكم 3/ 267 من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه أبو نعيم 7/ 175 من طريق شعبة، عن ثابت، به.

وأخرجه الترمذي ضمن حديث (3790) من طريق قتادة، ويعقوب بن سفيان 1/ 488 من طريق الزهري، وأبو نعيم 7/ 175 من طريق قتادة وعاصم الأحول، ثلاثتهم عن أنس.

وسيأتي من طريق تابت البناني بالأرقام (12481) و (12789) و (13217) و (14048)، ومن طريق أبي قلابة عن أنس برقم (12357).

وفي الباب عن حذيفة، سيأتي 5/ 385 و 401، وهو متفق عليه.

وعن أبي بكر عند الحاكم 3/ 267، وفي إسناده انقطاع.

قوله: "هو أمين هذه الأمة"، قال السندي: قال النووي: الأمانة مشتركة بينه وبين غيره من الصحابة، لكن النبي صلى الله عليه وسلم خصَّ بعضهم بصفات غَلَبَت عليهم، وكانوا بها أخصَّ. انتهى. قلت (أي السندي): يحتمل أن يكون سبب ذلك هو اتصاف أبي عبيدة بغاية من الأمانة قبل الإسلام أيضاً، بخلاف غيره، فإن اتصافهم بغاية من الأمانة يكون بواسطة الإسلام، وإلا فلا يظهر أن يكون نحو أبي بكر أقلّ أمانةً من أبي عبيدة بعد الإسلام، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م) و (س) و (ق): أتظن بي.

ص: 283

عَلَيْكَ الشَّيْطَانُ " (1).

12263 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَطْرُقُ أَهْلَهُ لَيْلًا، كَانَ يَدْخُلُ (2) غُدْوَةً أَوْ عَشِيَّةً (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6799) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ولفظه: أن رجلاً مرَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس مع امرأة من نسائه، فقال:"يا فلانُ هلمَّ، إن هذه زوجتي فلانة" قال: يا رسول الله، من كنت أظن به فإني ما كنت لأظنَّ بك. فقال:"إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدمِ من العروق".

وسيأتي مطولاً هكذا برقم (12592)، ويأتي تخريجه وشرحه هناك. وسيأتي أيضاً برقم (14042).

وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/ 309.

وعن صفية أم المؤمنين، سيأتي 6/ 337.

(2)

في (م) و (س) و (ق): يدخل عليهم.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.

وأخرجه مسلم (1928) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1800)، وأبو عوانة في الجهاد كما في "إتحاف المهرة" 1/ 417، والبيهقي في "السنن" 5/ 260، وفي "الآداب"(822)، والبغوي (2764) من طرق عن همام بن يحيى، به.

وسيأتي الحديث من طريق همام برقم (13119) و (13526). وبنحوه ضمن حديث طويل من طريق ثابت عن أنس برقم (13026). =

ص: 284

12264 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ الْمُؤْمِنَ حَسَنَةً، يُثَابُ عَلَيْهَا الرِّزْقَ فِي الدُّنْيَا، وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ، فَيُطْعَمُ (1) بِحَسَنَاتِهِ فِي الدُّنْيَا، فَإِذَا لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُعْطَى بِهَا خَيْرًا "(2).

12265 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَضْرِبُ شَعْرُهُ مَنْكِبَهُ (3)(4).

12266 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ - أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ ضَخْمَ الْقَدَمَيْنِ، ضَخْمَ الْكَفَّيْنِ، حَسَنَ الْوَجْهِ لَمْ أَرَ بَعْدَهُ

= وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5814).

وعن جابر، سيأتي 3/ 299.

قوله: "لا يطرق أهله ليلاً" قال السندي: أي: لا يدخل عليهم من السفر الليل من غير سبق علم بمجيئه، ومعنى الطَّرْق في الأصل: الدَّق، والآتي ليلاً يحتاج إلى دق الباب عادةً.

"غدوة" أي: أول النهار.

"عشية" أي: آخر النهار.

(1)

في (م) و (س) و (ق): فيُعطَى.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12237).

(3)

في (م): إلى منكبيه.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12175).

ص: 285

مِثْلَهُ (1).

12267 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ بَعَثَتْهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقِنَاعٍ عَلَيْهِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من حديث أنس، وأما حديث أبي هريرة ففيه رجل لم يُسمَّ، وسلف في مسنده برقم (10053) من طريق شعبة، عن قتادة. وسلف هناك تخريج الحديث من طريق همام بن يحيى.

وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 1/ 414 عن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم القدمين، كثير العرق، لم أر بعده مثله.

وأخرجه البخاري (5907)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 242، والبغوي (3636) من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل، عن جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس قال: كان النبي ضخم اليدين والقدمين، لم أَرَ قبله ولا بعده مثله، وكان بسط الكفين. زاد البيهقي: سائل العرق. وعند البغوي بدل ضخم اليدين: ضخم الرأس. وقرن البيهقي بأبي النعمان سليمانَ بن داود.

وأخرجه البخاري (5906)، والبيهقي 1/ 242 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن جرير، عن قتادة، عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين، لم أر بعده مثله، وكان شعر النبي صلى الله عليه وسلم رَجِلاً، لا جعداً، ولا سبطاً.

وعلقه البخاري جزماً (5910)، ووصله البيهقي 1/ 243 عن هشام بن يوسف، عن معمر، عن قتادة، عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم شَثْنَ القدمين والكفين. والشَّثْن بمعنى الضخم.

وعلقه البخاري جزماً (5911)، ووصله البيهقي 1/ 244 عن أبي هلال، عن قتادة، عن أنس -أو جابر بن عبد الله-: كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخمَ الكفين والقدمين، لم أر بعده شبيهاً له. قلنا: وأبو هلال -واسمه محمد بن سُليم الراسبي- ليس بذاك القوي.

ص: 286

رُطَبٌ، فَجَعَلَ يَقْبِضُ قَبْضَةً (1) فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُ الْقَبْضَةَ فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ، ثُمَّ جَلَسَ فَأَكَلَ بَقِيَّتَهُ أَكْلَ رَجُلٍ يُعْلَمُ أَنَّهُ يَشْتَهِيهِ (2).

12268 -

حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ، يَأْكُلُهُنَّ إِفْرَادًا (3).

(1) في (م) و (س): قبضته.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.

وأخرجه أبو يعلى (2896)، وابن حبان (695) من طريق هدبة بن خالد، وأبو عوانة في الأطعمة كما في "إتحاف المهرة" 2/ 233 من طريق عمرو بن عاصم، كلاهما عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.

وسيأتي عن عفان بن مسلم، عن همام برقم (13843).

قوله: "بقناع" قال السندي: بكسر قاف وخفة نون، وهو الطبق الذي يُؤْكل عليه.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل مُرجّى بن رجاء، وباقي رجاله رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري معلقاً (953)، وابن خزيمة (1429)، والدارقطني 2/ 45، والبيهقي 3/ 282 من طريق مُرَجّى بن رجاء، بهذا الإسناد. وعندهم بدل إفراداً: وتراً.

وأخرجه البخاري (953)، وابن ماجه (1754)، والدارقطني 2/ 45، والبيهقي 3/ 282، والبغوي (1105) من طريق هشيم بن بشير، وأخرجه ابن حبان (2814)، والحاكم 1/ 294، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 283، =

ص: 287

12269 -

حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ فِي رَمَضَانَ، فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ، فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ أَفْطَرُوا (1).

= وفي معرفة "السنن والآثار"(1885) من طريق عتبة بن حميد، كلاهما عن عبيد الله بن أبي بكر، به- وفي رواية عتبة بن حميد: يأكل تمرات ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو أقل من ذلك أو أكثر من ذلك وتراً. ووقف ابن حبان في روايته إلى "سبعاً". وصححه الحاكم على شرط مسلم.

وسيأتي الحديث بهذه الزيادة موقوفة على أنس عن علي بن عاصم عن عبيد الله بن أبي بكر برقم (13426).

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 160، وعبد بن حميد (1237)، والدارمي (1601)، والترمذي (543)، والبزار (650 - كشف الأستار)، وابن خزيمة (1428)، وابن حبان (2813)، والحاكم 1/ 294، والبيهقي 3/ 282 من طريق حفص بن عبيد الله، عن أنس. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح. وصححه الحاكم أيضاً على شرط مسلم.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11226).

قوله: "لم يخرج" أي: إلى المصلى.

"إفراداً" أي: وتراً كما فسَّرته الروايات الأخرى.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3806) و (3807) من طريق معتمر بن سليمان، عن حميد الطويل، بهذا الإسناد. والرواية الأولى ضمن حديث.

وأخرجه ابن خزيمة (2039)، والطحاوي 2/ 66 من طريق يحيى بن أيوب، عن حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، عن أنس. ويحيى بن أيوب -وهو الغافقي المصري- حسن الحديث، فإن كان حفظه، فهو من المزيد في متصل الأسانيد. =

ص: 288

12270 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا أَبْصَرَهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ قَالُوا: هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ "(1).

12271 -

حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَيُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ - لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، فَقَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَقْعَدًا فِي الْجَنَّةِ " قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا ".

قَالَ رَوْحٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ قَتَادَةُ: فَذَكَرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ لَهُ فِي

= وسيأتي الحديث عن علي بن عاصم برقم (13429)، ومن طريق حماد بن سلمة برقم (13619) كلاهما عن حميد الطويل، عن أنس.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11160).

قوله: "فوضعه على يده" أي: وشرب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. والحديث هنا مختصر، وسيتكرر برقم (13679)، وسيأتي بأطول مما هنا من طريق قتادة برقم (12361)، ويأتي هناك تخريجه وإحالاته.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 663 من طريق سليمان بن طرخان، عن قتادة، به.

وسلف الحديث من طريق يزيد بن أبي صالح عن أنس برقم له (12258).

ص: 289

قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَيُمْلَأُ عَلَيْهِ خَضِرًا إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ.

ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ فَيُقَالُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ. فَيُقَالُ لَهُ: لَا دَرَيْتَ، وَلَا تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً فَيَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ ". وَقَالَ بَعْضُهُمْ: " يُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلَاعُهُ "(1).

(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة، ويونس: هو ابن محمد المؤدب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.

وأخرجه البخاري (1338) و (1374)، ومسلم (2870)(71)، وابن أبي عاصم في "السنة"(863)، والنسائي 4/ 96 و 97 - 98، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 2/ 252، وابن حبان (3120)، والآجري في "الشريعة" ص 365 - 366، وابن منده في "الإيمان"(1066)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(15)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2132)، والبغوي (1522) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وأخرجه عبد بن حميد (1180)، ومسلم (2870)(70)، والنسائي 4/ 97، والبيهقي (17) من طريق يونس بن محمد المؤدب، به.

وأخرجه أبو عوانة في "البعث"، والبيهقي (16) من طريق حسين بن محمد المرُّوذي، عن شيبان النحوي، به.

وسيأتي الحديث من طريق قتادة برقم (13446)، ومطولاً ضمن قصة برقم (13447).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11000).

وعن جابر، سيأتي 3/ 346.

وعن البراء بن عازب، سيأتي 4/ 287 - 288. =

ص: 290

12272 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ، جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ "(1).

= وعن أبي هريرة عند الترمذي (13270)، وصححه ابن حبان برقم (3117)، وعنه من وجه آخر صححه ابن حبان برقم (3113)، وإسنادهما حسن، وفيهما ما يشهد لقول قتادة: "فذكر لنا

الخ". ويشهد لهذه القطعة أيضاً حديث أبي هريرة عند ابن حبان (3122) وغيره، وإسناده حسن في الشواهد.

قوله: "في هذا الرجل" قال السندي: الإشارة إليه صلى الله عليه وسلم لاشتهار المعنى عن الحضور، وقولهما:"هذا الرجل" دون هذا الرسول لئلا يتلقن إكرامه فيعظمه تقليداً له، لأن المقام مقام الامتحان.

"فيراهما جميعاً" فيزداد فرحاً إلى فرح، ويعرف نعمة الله تعالى عليه بتخليصه من النار، وإدخاله الجنة، وقد جاء مثله في الكافر ليزداد غماً إلى غمٍّ، وحسرةً إلى حسرة، بتفويت الجنة وحصول النار له.

"خَضِراً" بفتح فكسر، ومعناه: يُملُأ نِعماً غَضَّة ناعمة، وأصله من خُضْرة الشجرة.

"ولا تَلَيْتَ" أصله: تلوت، بمعنى قرأت، قُلِبت الواو ياءً للازدواج، أو معناه: ولا يتبع أهل الحق، أي: ما كنت محققاً للأمر، ولا مقلداً لأهله.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2174) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

وهو في "موطأ مالك" 2/ 956، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (6983)، وابن ماجه (3893)، والنسائي في "الكبرى"(7624)، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 1/ 414، وابن حبان (6043)، والبغوي =

ص: 291

12273 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ لَهَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ، يَسُرُّهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، إِلَّا الشَّهِيدُ، فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى، لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ "(1).

12274 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبَّابًا، وَلَا لَعَّانًا، وَلَا فَحَّاشًا، كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمُعَاتَبَةِ:" مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ "(2).

= (3273).

وسيأتي الحديث عن إسحاق بن عيسى ابن الطباع عن مالك برقم (12508).

وسلف الحديث من طريق حميد عن أنس برقم (12037).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(216)، وأبو يعلى (3498)، وأبو عوانة 5/ 34، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4244) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث من طريق ثابت برقم (12557) و (14033).

وسيأتي ضمن حديث من طريق ثابت أيضاً بالأرقام (12342) و (13162) و (13511).

وسلف الحديث من طريق قتادة عن أنس برقم (12003).

(2)

إسناده حسن من أجل فليح -وهو ابن سليمان بن أبي المغيرة- وباقي =

ص: 292

12275 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: شَهِدْنَا ابْنَةً لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ:" هَلْ فِيكُمْ رَجُلٌ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ؟ " فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: نَعَمْ، أَنَا. قَالَ:" فَانْزِلْ ". قَالَ: فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا (1).

= رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي.

وأخرجه ابن سعد 1/ 369 عن أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(396) والبخاري في "الصحيح"(6031) و (6046)، وفي "الأدب المفرد"(430)، وابن السُّني في "عمل اليوم والليلة"(324)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 129، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 193، وفي "الدلائل" 1/ 314 من طرق عن فليح بن سليمان، به.

وسيأتي الحديث من طريق فليح بن سليمان برقم (12463) و (12609).

وفي باب قوله: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سباباً .. " عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6504)، وذُكرت شواهده هناك.

وفي باب المعاتبة بالتتريب عن أم سلمة، سيأتي 6/ 301.

قوله: "تَرِب" قال السندي: أي لصق بالتراب، والمقصود في مثله إظهار العتاب لا المعنى الأصلي.

(1)

إسناده حسن كسابقه.

وأخرجه البخاري (1285)، والترمذي في "الشمائل"(327)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2514) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2116)، وابن سعد 8/ 38، والبخاري في "صحيحه"(1342)، وفي "التاريخ الأوسط" 1/ 44، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 163، والدولابي في "الذرية الطاهرة"(82)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2514) والبيهقي 4/ 53 من طرق عن فليح بن سليمان، =

ص: 293

12276 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ

= به. ورواية الطيالسي مختصرة.

وقال البخاري بإثر الحديث (1342): قال ابن المبارك: قال فليح: أُراه يعني الذنب!

وستأتي الحديث عن يونس وسريج، عن فليح برقم (13383)، وسيأتي من طريق ثابت عن أنس برقم (13398).

قوله: "شهدنا ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

الخ" قال الحافظ في "الفتح" 3/ 158: هي أم كلثوم زوج عثمان رواه الواقدي عن فليح بن سليمان بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" في ترجمة أم كلثوم 8/ 38، وكذا الدولابي في "الذرية الطاهرة"، وكذلك رواه الطبري والطحاوي من هذا الوجه، ورواه حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس فسماها رقية. أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" والحاكم في "المستدرك" 4/ 47، قال البخاري: ما أدري ما هذا، فإن رقية ماتت والنبي صلى الله عليه وسلم ببدر لم يشهدها. قلت:(أي: ابن حجر): وَهِمَ حَمادٌ في تسميتها فقط، ويؤيد الأول ما رواه ابن سعد أيضاً في ترجمة أم كلثوم 8/ 38 من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، قالت: نزل في حفرتها أبو طلحة.

قوله: "لم يقارف" بقاف وفاء، زاد ابن المبارك عن فليح:"أُراه يعني الذنب" ذكره المصنف (يعنى البخاري) في باب: من يدخل قبر المرأة تعليقاً، ووصله الإسماعيلي، وكذا سريج بن النعمان عن فليح أخرجه أحمد عنه (13383 - قلنا: لكن القائل فيه سريج، ووصله من طريق ابن المبارك يعقوب ابن سفيان في "المعرفة" 3/ 163، والبيهقي 4/ 53).

وقيل: معناه لم يجامع تلك الليلة، وبه جزم ابن حزم، وقال: معاذ الله أن يتبجح أبو طلحة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنه لم يذنب تلك الليلة انتهى. ويقويه أن في رواية ثابت المذكورة بلفظ: لا يدخلِ القبرَ أحدٌ قارف أهلَه البارحة، فتنحى عثمان.

وانظر "شرح مشكل الآثار" 6/ 323.

ص: 294

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا " قَالُوا: مَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: " رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ".

وَحَضَّهُمْ عَلَى الصَّلَاةِ، وَنَهَاهُمْ أَنْ يَسْبِقُوهُ إِذَا كَانَ إِمَامَهُمْ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَأَنْ يَنْصَرِفُوا قَبْلَ انْصِرَافِهِ مِنَ الصَّلَاةِ، وَقَالَ لَهُمْ:" إِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ أَمَامِي، وَمِنْ خَلْفِي ".

وَسَأَلْتُ أَنَسًا عَنْ صَلَاةِ الْمَرِيضِ، فَقَالَ: يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ قَاعِدًا فِي الْمَكْتُوبَةِ (1).

12277 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ مَاهَانَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عَلَى نَاقَتِهِ تَطَوُّعًا فِي السَّفَرِ لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المختار بن فلفل، فمن رجال مسلم. زائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه الدارمي (1317)، وأبو داود (624)، وأبو عوانة 2/ 136، والحاكم 1/ 218 من طرق عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد، والحديث عندهم -إلا أبا عوانة مختصر، بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم حضهم على الصلاة، ونهاهم أن ينصرفوا قبل انصرافه من الصلاة. زاد الدارمي: وقال: "إني أراكم من خلفي وأمامي". وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وانظر (11997).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، بكار بن ماهان تفرد بالرواية عنه عبد الصمد بن عبد الوارث، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 121، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 108. =

ص: 295

12278 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ شُمَيْطٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ الْحَنَفِيَّ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ "(1).

12279 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ " فَقِيلَ: مَنْ أَهْلُ اللهِ مِنْهُمْ؟ قَالَ: " أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ

= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 121، وابن حبان في "الثقات" 6/ 108 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرج أبو يعلى (2781) من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على راحلته.

وسيأتي مطولاً بنحوه برقم (13113)، ومن طريق الجارود بن أبي سبرة برقم (13109).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4470)، وانظر تتمة شواهده هناك. ونزيد هنا عن شقران مولى النبي صلى الله عليه وسلم، سيرد 3/ 495.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أبي بكر الحنفي.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2261) من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2145)، ومن طريقه الضياء (2262) عن عبيد الله بن شميط، به. وانظر (12134).

ص: 296

وَخَاصَّتُهُ " (1).

12280 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَّالِ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

(1) إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن بديل العقيلي، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الطيالسي (2124)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 88، وابن ماجه (215)، وابن الضُّريس في "فضائل القرآن"(75)، والنسائي في "الكبرى"(8031)، والحاكم 1/ 556، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 63 و 9/ 40، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2988) و (2989)، والذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 549 من طرق عبد الرحمن بن بُديل، بهذا الإسناد. وصحح البوصيري إسناده في "مصباح الزجاجة" ورقة 15.

وأخرجه الدارمي (3329) عن مسلم بن إبراهيم، عن الحسن بن أبي جعفر، عن بُديل بن ميسرة، به. والحسن ضعيف.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 311، وفي "الموضح" 2/ 373 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، عن مالك، عن الزهري، عن أنس. وأسند عن الدارقطني أن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان كذاب، ومرة: متروك، وأنه لا يصح عن مالك ولا عن الزهري.

وسيأتي الحديث من طريق عبد الرحمن بن بديل برقم (12292) و (13542).

قوله: "ان لله أهلين" قال السندي: بكسر اللام جمع "أهل" جمع السلامة، والأهل يجمح جمع السلامة، ومنه قوله تعالى:{شغلتنا أموالُنا وأَهلونا} وإنما جمع تنبيهاً على كثرتهم.

"أهل القرآن" أي: حَفَظَة القرآن الذين يقرؤونه آناء الليل وإطراف النهار العاملون به.

"أهل الله" أي: أولياؤه المختصون به.

ص: 297

دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، مُلْتَحِفًا وَرِدَاؤُهُ مَوْضُوعٌ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: تُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي هَكَذَا (1).

12281 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَعِدَ أَكَمَةً أَوْ نَشَزًا قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ الشَّرَفُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَمْدٍ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل موسى بن إبراهيم بن أبي ربيعة، فقد روى عنه جمع، وقال علي ابن المديني: وَسَطٌ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1513) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 311 - 312، وعنه أبو يعلى (4030)، وأخرجه البزار (592 - كشف الأستار) عن عبد الله بن سعيد، كلاهما (ابن أبي شيبة وعبد الله بن سعيد) عن عبد الله بن الأجلح، عن عاصم الأحول، عن أنس. ولفظ ابن أبي شيبة: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوب واحد خالف بين طرفيه. ولفظ البزار: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد. وقال: لا نعلم رواه عن عاصم عن أنس إلا عبد الله بن الأجلح.

وسيأتي مكرراً برقم (12297). وانظر ما سيأتي أيضاً برقم (12617).

وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/ 387.

(2)

إسناده ضعيف لضعف عمارة بن زاذان، وزيادٍ -وهو ابن عبد الله- النميريّ. =

ص: 298

12282 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الرُّقْيَةِ مِنَ الْعَيْنِ، وَالْحُمَةِ، وَالنَّمْلَةِ (1).

= روح: هو ابن عبادة.

وأخرجه أبو يعلى (4297)، والطبراني في "الدعاء"(849)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(522)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1735، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(413)، والذهبي في "معجم الشيوخ" 2/ 326 من طرق عن عمارة بن زاذان، بهذا الإسناد.

وسيأتي عن حسن بن موسى الأشيب عن عمارة بن زاذان برقم (13504).

قلنا: والمحفوظ التكبير كلما صَعِدَ شرفاً، والتسبيح عند النزول، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4496).

وحديث جابر عند البخاري (2993) و (2994).

قوله: "أكَمة" قال السندي: بفتحات، هي دون الجبل وأعلى من الرابية، وقيل: دون الرابية.

"نشزاً" بفتحتين وإعجام الزاي، وقد تسكن شينه، أي: رابية، والنَّشَز: المرتفع من الأرض.

"الشرف": العلو، فيه أنه ينبغي ان يذكر العبد علوَّ الخالق عند ظهور ارتفاع المخلوق الظاهري.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعاصم: هو الأحول.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 36 و 37 - 38، ومسلم (2196)، والترمذي (2056)، والنسائي في "الكبرى"(7541)، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 2/ 392 - 393، والبيهقي 9/ 348، والبغوي (3244) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وانظر (12173).

ص: 299

12283 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَدًّا، يَمُدُّ بِهَا مَدًّا (1).

12284 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكَلَّمُ فِي الْحَاجَةِ بَعْدَ مَا يَنْزِلُ مِنَ الْمِنْبَرِ (2).

12285 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ. وَأَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا ذَا الْأُذُنَيْنِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن المقرئ: هو عبد الله بن يزيد، وجرير: هو ابن حازم. وانظر (12198).

قوله: "يمد بها" قال السندي: أي بالقراءة مدّاً، أو المراد تمديد حروف المد، وهذا تفسير قوله: مداً، والظاهر أن ذلك كان مراعاة للترتيل الذي أُمِرَ به، وهذه القراءة أعون على التأويل في معاني القرآن والنظر فيها، والتدبر في لطائفه، والله تعالى أعلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12201).

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وسلف الحديث عنه برقم (12164).

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2302) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن حجاج بن محمد وحده، بهذا الإسناد.

ص: 300

12286 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ (1) - أَوْ خَيْثَمَةَ -، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَنَّانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَقْلَةٍ كُنْتُ أَجْتَنِيهَا (2).

12287 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَالَ رَبُّكُمْ: إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً "(3).

(1) تحرف في (م) إلى: أبي نضرة.

(2)

إسناده ضعيف. شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وجابر -وهو ابن يزيد الجعفي- وأبو نصر خيثمة بن أبي خيثمة البصري، ضعيفان.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ ورقة 154 من طريق داود بن عمرو، عن شريك النخعي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (3830) من طريق شعبة، عن جابر الجعفي، به.

وسيأتي بالأرقام (12637) و (13432) و (13737) من هذا الطريق، وبرقم (12328) من طريق جابر الجعفي، عن حميد بن هلال، عن أنس، وبرقم (13737) من طريق شريك، عن عاصم الأحول، عن أنس.

قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 440 في شرح الحديث: أي: كناه أبا حمزة.

وقال الأزهري: البقلة التي جناها أنس كان في طعمها لَذْعٌ فَسُمِّيت حمزة بفعلها، يقال: رُمَّانة حامزة، أي: فيها حموضة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وأخرجه أبو يعلى (3269) من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. =

ص: 301

12288 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: رُخِّصَ - أَوْ رَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ مِن حَكَّةٍ (1) كَانَتْ بِهِمَا (2).

12289 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُقَالُ لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ، أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهِ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: نَعَمْ. قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ، قَدْ أَخَذْتُ عَلَيْكَ فِي ظَهْرِ آدَمَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا، فَأَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ (3) "(4).

= وسيأتي عن حجاج ومحمد بن جعفر برقم (13872).

وانظر (12233).

(1)

في (م) و (س) و (ق): لحكة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3249)، وأبو عوانة 5/ 461، وابن حبان (5431) من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1972)، وأبو يعلى (3148) و (3250)، وأبو عوانة 5/ 461، والبيهقي 3/ 268 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسيأتي عن حجاج ومحمد بن جعفر برقم (13885). وانظر (12230).

(3)

في (م): تشرك بي.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب. =

ص: 302

12290 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْبَرَكَةُ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ "(1).

= وأخرجه البخاري (3334)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 315، وأبو عوانة في البعث كما في "الإتحاف" 2/ 124 - 125 من طريق خالد بن الحارث، ومسلم (2805)(51)، وابن أبي عاصم في "السنة"(99)، وأبو عوانة من طريق معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2393، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 77 من طريق مطر الوراق، عن أنس. وقال أبو نعيم: غريب من حديث مطر، تفرد به علي بن الحسين -وهو ابن واقد- عن أبيه، عنه. قلنا: وذكر أبو زرعة أن رواية مطر عن أنس مرسلة.

وسيأتي من طريق أبي عمران برقم (12312)، ومن طريق قتادة برقم (13288). وسيأتي ضمن حديث من طريق ثابت برقم (13511).

قوله: "قد أردت منك" قال السندي: قالوا: المراد بالإرادة ها هنا الأمر، وإلا فمراده لا يتخلف عن إرادته تعالى عن ذلك، ولذلك قال: أردت منك، دون أردت بك، ولو أراد به أن لا يشرك لما أشرك.

"في ظهر آدم" إشارة إلى أخذ الميثاق بقوله: {ألستُ بربِّكم} [الأعراف: 172] فإن بني آدم أخرجوا من ظهره، ثم أُدخلوا فيه، وهذا يدل على أن معنى {ألستُ بربكُم} أي: وحدي لا يشاركني في ذلك غيري، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو التياح: هو يزيد بن حميد.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 13 عن يوسف بن مسلم، عن حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. وانظر (12125).

قوله: "البركة في نواصي الخيل" قال السندي: أي: إنها في الخيل، فكأنها ربطت بنواصيها، وقد جاء تفسير البرة بالأجر والغنيمة.

ص: 303

12291 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُلَاثَةَ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ". ثُمَّ أَتَاهُ مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " ثُمَّ أَتَاهُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" تَسْأَلُ رَبَّكَ (1) الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِنَّكَ إِذَا أُعْطِيتَهُمَا فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ أُعْطِيتَهُمَا فِي الْآخِرَةِ، فَقَدْ أَفْلَحْتَ "(2).

(1) في (ظ 4): الله.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سلمة بن وردان المدني.

وأخرجه مختصراً هناد في "الزهد"(446) عن قبيصة بن عقبة، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(255) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن سفيان الثوري، عن سلمة بن وردان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً أبو الشيخ في "طبقات أصبهان"(995) من طريق الفريابي، عن الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أنس. وهذا غير محفوظ، والمحفوظ: سلمة بن وردان، ويغلب على ظننا أنه سبق قلم من الناسخ أو غيره.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(637) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وابن ماجه (384) من طريق ابن أبي فديك، والترمذي (3512) من طريق الفضل بن موسى، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1181 من طريق عبد الله ابن وهب، أربعتهم عن سلمة بن وردان، به- وعند بعضهم مختصر. وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه، إنما نعرفه من حديث سلمة بن وردان. =

ص: 304

12292 -

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ " قَالَ: قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَهْلُ الْقُرْآنِ، هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ "(1).

12293 -

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ سَلَّامٍ أَبِي الْمُنْذِرِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" حُبِّبَ إِلَيَّ (2) النِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ "(3).

= وفي الباب عن أبي بكر، سلف برقم (10).

وعن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم، سلف برقم (1766).

وعن ابن عباس عند ابن حبان (951)، والحاكم 1/ 529، والبيهقي في "الدعوات"(250).

وعن عبد الله بن جعفر عند الحاكم 3/ 568.

وعن عبد الله بن عمر عند الترمذي (3515) و (3548)، والبيهقي (254).

(1)

إسناده حسن، من أجل عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة العقيلي، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبيدة الحداد: هو عبد الواحد بن واصل السدوسي.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" بإثر الحديث (2689) من طريق أبي عبيدة الحداد، بهذا الإسناد. وانظر (12279).

(2)

في (م) و (س) و (ق) زيادة: من الدنيا، وسيتكرر الحديث برقم (13057) بدونها.

(3)

إسناده حسن من أجل سلام أبي المنذر، وهو ابن سليمان المزني القارئ، وهو غير سلام بن أبي الصهباء العدوي المكنى أبا بشر، فقد فرق =

ص: 305

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بينهما البخاري وابن أبي حاتم والعقيلي، وخالفهم بذلك ابن عدي في "الكامل" 3/ 1151 فجعلهما واحداً فأخطأ، والأول صدوق حسن الحديث، والثاني ضعيف. وجَوَّد إسنادَه العراقي، وقواه الذهبي في "الميزان" 2/ 177، وحسَّنه الحافظ في "التلخيص الحبير" 3/ 116.

وسيأتي مكرراً من هذا الطريق برقم (13057).

وأخرجه محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(322) و (323)، وأبو يعلى (3482)، والطبراني في "الأوسط"(5199)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 98 و 229، والبيهقي 7/ 78، والضياء في "المختارة"(1737) من طرق عن سلام أبي المنذر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(235)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1151، وأبو الشيخ ص 98 من طريق سلام بن أبي الصهباء، عن ثابت البناني، به. وسلام أبو الصهباء هذا ضعيف.

وأخرجه النسائي 7/ 61 - 62، والحاكم 2/ 160 من طريق سيار بن حاتم، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم! قلنا: وسيار بن حاتم ليس من رجال مسلم، ثم هو ضعيف.

ونقل الضياء في "المختارة" 5/ 113 عن الدارقطني قوله: رواه سلام أبو المنذر وسلام بن أبي الصهباء وجعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس، وخالفهم حماد بن زيد عن ثابت مرسلاً، والمرسل أشبه بالصواب.

وأخرجه عبد الرزاق (7939) عن معتمر بن سليمان، عن سليمان بن طرخان وليث بن أبي سليم، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وأخرج الطبراني في "الأوسط"(5768)، وفي "الصغير"(741)، والخطيب في "تاريخه" 14/ 190، والضياء (1533) من طريق يحيى بن عثمان الحربي، والضياء (1532) من طريق عمرو بن هاشم البيروتي، كلاهما عن هقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة، عن أنس مرفوعاً:"جعلت قرة عيني في الصلاة". =

ص: 306

12294 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ الْقَارِئُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ "(1).

12295 -

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ

= وأخرجه كذلك الخطيب 14/ 190 من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن إسحاق مرسلاً.

وأخرج النسائي 6/ 217 و 7/ 62 من طريق قتادة، عن أنس: لم يكن شيء أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل. وإسناده حسن.

وسيأتي الحديث من طريق سلام أبي المنذر برقم (12294) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، و (14037) عن عفان، كلاهما عن سلام أبي المنذر، وفيهما:"حبب إلى من الدنيا"، قال المناوي في "فيض القدير" 3/ 370: زاد الزمخشري والقاضي لفظ: ثلاث، وهو وهم، قال الحافظ العراقي في "أماليه": لفظ "ثلاث" ليست في شيء من كتب الحديث، وهي تفسد المعنى. وقال الزركشي: لم يرد فيه لفظ "ثلاثة"، وزيادتها مُخِلَّة للمعنى، فإن الصلاة ليست من الدنيا. وقال ابن حجر في تخريج "الكشاف": لم يقع في شيء من طرقه.

وفي الباب عن عائشة عند ابن سعد 1/ 398 من طريق أبي إسحاق السبيعي عن رجل حدَّثه عن عائشة قالت: كان يُعجب نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ثلاثة أشياء: الطيب والنساء والطعام، فأصاب اثنتين وثم يصب واحدة، أصاب النساء والطيب، ولم يصب الطعام. وإسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عائشة.

(1)

إسناده حسن، من أجل سلام أبي المنذر. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن، بن عبد الله بن عبيد. وانظر ما قبله.

ص: 307

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا شَرِبَ تَنَفَّسَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَكَانَ أَنَسٌ يَتَنَفَّسُ ثَلَاثًا (1).

12296 -

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أَنَسًا وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ. قَالَ: فَقَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ: كُلُوا، فَمَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا بِعَيْنِهِ، وَلَا أَكَلَ شَاةً سَمِيطًا قَطُّ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبيدة -وهو عبد الواحد بن واصل الحدَّاد- فمن رجال البخاري. وانظر (12133).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبيدة -وهو عبد الواحد بن واصل- فمن رجال البخاري. همام: هو ابن يحيى العوذي.

وأخرجه ابن سعد 1/ 404، والبخاري (5385) و (5421) و (6457)، وابن ماجه (3309) و (3339)، وأبو يعلى (2890)، وابن حبان (6355)، والبغوي (2844)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 342 من طرق عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه الأولى مختصرة.

وأخرج ابن ماجه من طريق سعيد بن بشير (3337)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 266 من طريق سويد بن إبراهيم، كلاهما عن قتادة، به. ولفظهما متقاربان: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رغيفاً محوَّراً بواحد من عينيه حتى لحق بالله. والمُحوَّر: المُنَخَّل.

وسيأتي الحديث برقم (12373) و (13610)، وضمن حديث برقم (12325).

قوله: "مرققاً" قال السندي: هو الرغيف الواسع الرقيق.

"سميطاً": هو المشويُّ بعد أن أزيل شعره.

ص: 308

12297 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْمَوَّالِ -، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، مُتَلَحِّفًا بِهِ، وَرِدَاؤُهُ مَوْضُوعٌ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْنَا لَهُ: أَتُصَلِّي وَرِدَاؤُكَ مَوْضُوعٌ؟! قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي (1).

12298 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، فَدَخَلَ صَاحِبٌ لَنَا إِلَى خَرِبَةٍ يَقْضِي حَاجَتَهُ، فَتَنَاوَلَ لَبِنَةً لِيَسْتَطِيبَ بِهَا، فَانْهَارَتْ عَلَيْهِ تِبْرًا، فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ قَالَ:" زِنْهَا ". فَوَزَنَهَا فَإِذَا مِئَتَا دِرْهَمٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هَذَا رِكَازٌ، وَفِيهِ الْخُمْسُ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل موسى بن إبراهيم بن أبي ربيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي. وهو مكرر (12280).

(2)

إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد: وهو ابن أسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. زهير: هو ابن محمد التميمي.

وأخرجه البزار (893 - كشف الأستار)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1584، والبيهقي 4/ 155 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلمه عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا روى زيد عن أنس إلا هذا.

وفي باب إخراج الخمس من الركاز عن أبي هريرة، وقد سلف حديثه برقم (7120). =

ص: 309

12299 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ، أَنَّ أَنَسًا أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ صَلَّى الظُّهْرَ بِالشَّجَرَةِ سَجْدَتَيْنِ (1).

= وعن جابر، وسيأتي 3/ 335.

وعن عبادة بن الصامت، وسيأتي 5/ 326.

قوله: "إلى خربة" قال السندي: ككَلِمة أو كعِنَبة أو كنِعْمة: البناء المنهدم.

"يستطيب بها" أي: يستنجي.

"فانهارت" أي: سقطت.

"تِبراً": ذهباً.

والركاز سلف بيانه عند حديث أبي هريرة.

(1)

إسناده حسن من أجل فليح: وهو ابن سليمان، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 108، وأبو داود (1084)، وأبو يعلى (4329) من طريق زيد بن الحباب، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد- دون قوله:"وكان إذا خرج إلى مكة صلى الظهر بالشجرة سجدتين".

وأخرج ابن حبان (2746) من طريق عمرو بن الحارث، عن محمد بن المنكدر، عن أنس قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهرَ بالمدينة أربع ركعات، ثم خرج إلى بعض أسفاره فصلى لنا عند الشجرة ركعتين.

وسيأتي الحديث برقم (12515)، وضمن حديث برقم (13384) من طريق عثمان بن عبد الرحمن التيمي. وانظر ما سلف برقم (12079).

والشجرة: هي موضع قريب من ذي الحليفة على ستة أميال من المدينة، وهي على طريق من أراد الذهاب إلى مكة من المدينة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينزلها من المدينة، ويُحرم منها. =

ص: 310

12300 -

حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى حَمْزَةَ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَرَآهُ قَدْ مُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ فِي نَفْسِهَا، لَتَرَكْتُهُ حَتَّى تَأْكُلَهُ الْعَافِيَةُ - وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: تَأْكُلَهُ الْعَاهَةُ - حَتَّى يُحْشَرَ مِنْ بُطُونِهَا ثُمَّ قَالَ: دَعَا بِنَمِرَةٍ فَكَفَّنَهُ فِيهَا. قَالَ: وَكَانَتْ إِذَا مُدَّتْ عَلَى رَأْسِهِ، بَدَتْ قَدَمَاهُ، وَإِذَا مُدَّتْ عَلَى قَدَمَيْهِ، بَدَا رَأْسُهُ. قَالَ: فَكَثُرَ الْقَتْلَى وَقَلَّتِ الثِّيَابُ. قَالَ: فَكَانَ

= قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 387: روى ابن أبي شيبة من طريق سويد بن غفلة: أنه صلى مع أبي بكر وعمر حين زالت الشمس. إسناده قوي.

وفي "الموطأ" عن مالك بن أبي عامر، قال: كنت أرى طَنْفَسةً لعَقِيل بن أبي طالب تُطرَح يوم الجمعة إلى جدار المسجد الغربي، فإذا غشيها ظلُّ الجدار خرج عمر. إسناده صحيح، وهو ظاهر في أن عمر كان يخرج بعد زوال الشمس.

وفي حديث السقيفة (انظر البخاري: 6830) عن ابن عباس، قال: فلما كان يومُ الجمعة وزالت الشمس خرج عمر فجلس على المنبر.

وروى ابن أبي شيبة من طريق أبي إسحاق: أنه صلى خلف عليٍّ الجمعةَ بعد ما زالت الشمس. إسناده صحيح.

وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن سماك بن حرب قال: كان النعمان ابن بشير يصلي بنا الجمعة بعد ما تزول الشمس.

وأخرج ابن أبي شيبة أيضاً من طريق الوليد بن العيزار قال: ما رأيت إماماً كان أحسن صلاة للجمعة من عمرو بن حُريث، كان يصليها إذا زالت الشمس. إسناده صحيح أيضاً.

ص: 311

يُكَفَّنُ، أَوْ يُكَفِّنُ الرَّجُلَيْنِ - شَكَّ صَفْوَانُ - وَالثَّلَاثَةَ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُ عَنْ أَكْثَرِهِمْ قُرْآنًا، فَيُقَدِّمُهُ إِلَى الْقِبْلَةِ. قَالَ: فَدَفَنَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ.

وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: فَكَانَ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ وَالثَّلَاثَةُ يُكَفَّنُونَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ (1).

(1) حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أسامة بن زيد -وهو الليثي- فقد روى له مسلم متابعة، وفيه كلام ينزله عن رتبة أهل الضبط، وقد أشار إلى خطئه في روايته هذا الحديث عن الزهري، عن أنس، البخاري -فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 411 - فقال: وحديث أسامة بن زيد، عن ابن شهاب، عن أنس غير محفوظ، غلط فيه أسامة بن زيد. وقال: عبد الرحمن بن كعب عن جابر بن عبد الله في شهداء أحد هو حديث حسن. قلنا: وحديث جابر هذا رواه البخاري (1343) وغيره من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن كعب. وانظر مسند جابر 3/ 299.

وأما حديث أسامة بن زيد، فقد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 226 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 3/ 14 - 15، وابن أبي شيبة 14/ 291 - 292، وأبو داود (3136)، والطبراني في "الكبير"(2938) من طريق زيد بن الحباب وحده، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن سعد 3/ 14 - 15، والحاكم 1/ 365، والبيهقي 4/ 10 - 11 من طريق عثمان بن عمر وروح بن عبادة، وأبو داود (3137)، والطحاوي 1/ 502 - 503، والدارقطني 4/ 116 - 117 و 117، والحاكم 3/ 196 من طريق عثمان بن عمر وحده، وابن أبي شيبة 14/ 260، وعبد بن حميد (1164)، وأبو يعلى (3568) من طريق عبيد الله بن موسى =

ص: 312

12301 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " انْتَهَيْتُ إِلَى السِّدْرَةِ، فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ الْجِرَارِ، وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، فَلَمَّا غَشِيَهَا

= العبسي، وأبو داود (3136)، والترمذي (1016) من طريق أبي صفوان عبد الله بن سعيد الأموي، والحاكم 2/ 120 من طريق عبد الله بن وهب، خمستهم عن أسامة بن زيد الليثي، به. وجاء في رواية عثمان بن عمر: ولم يُصلِّ على أحد من الشهداء غيره.

قال الدارقطني: لم يقل هذا اللفظ غير عثمان بن عمر: "ولم يُصلِّ على أحد من الشهداء غيره" وليست بمحفوظة.

وأخرجه الشافعي مختصراً 1/ 204 فقال: أخبرنا بعض أصحابنا، عن أسامة بن زيد، به: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُصلِّ على قتلى أُحد، ولم يغسلهم.

وأخرج أبو داود (3135)، والطحاوي 1/ 502، والدارقطني 4/ 117، والحاكم 1/ 365 - 366، والبيهقي 4/ 10 من طريق عبد الله بن وهب، عن أسامة بن زيد، به: أن شهداء أحد لم يغسلوا، ودفنوا بدمائهم، ولم يصلّ عليهم.

وفي الباب عن كعب بن مالك عند ابن سعد 3/ 13، والبيهقي 4/ 11.

وعن ابن عباس عند ابن سعد 3/ 14، والبيهقي 4/ 12.

وفي تكفين حمزة في نمرة عن جابر، سيأتي 3/ 329 و 357.

قوله: "قد مُثِّل به" بضم فكسر مع التخفيف أو التشديد للمبالغة، والاسم المُثْلة: وهي تعذيب الإنسان أو الحيوان بقطع أعضائه وتشويه خلقه قبل أن يقتل أو بعده، بأن يقطع أنفه أو أُذنه ونحو ذلك.

"لولا أن تجد صفية" أي: تحزن وتجزع.

"العافية" كل طالب رزق من أنواع الحيوان، والمراد السباع والطيور التي تأكل الأموات، والجمع العوافي، وكأن ذلك ليتمَّ به الأجر له ويكمل، ويكون كل البدن مصروفاً في سبيله تعالى.

ص: 313

مِنْ أَمْرِ اللهِ مَا غَشِيَهَا، تَحَوَّلَتْ يَاقُوتًا أَوْ زُمُرُّدًا أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ " (1).

12302 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ الرُّبَيِّعَ عَمَّةَ أَنَسٍ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ، فَطَلَبُوا إِلَى الْقَوْمِ الْعَفْوَ، فَأَبَوْا، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" الْقِصَاصُ " قَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُكْسَرُ ثَنِيَّةَ فُلَانَةَ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا أَنَسُ، كِتَابُ اللهِ الْقِصَاصُ " قَالَ: فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّةُ فُلَانَةَ. قَالَ: فَرَضِيَ الْقَوْمُ فَعَفَوْا وَتَرَكُوا الْقِصَاصَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ أَبَرَّهُ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 27/ 53 من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وسيأتي ضمن حديث الإسراء الطويل من طريق ثابت برقم (12505)، وضمن حديث قتادة برقم (12673)، كلاهما عن أنس.

قوله: "إلى السدرة" قال السندي: أي: سدرة المنتهى.

"فإذا نبقها" بفتح فكسر أو بكسر فسكون، أي: ثمرها.

"مثل الجِرار" بكسر الجيم، وقد جاء: كقلال هَجَر.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (2649) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 222، والبخاري (2806) و (4500) و (4611)، وأبو داود (4595)، وابن ماجه (2649)، والنسائي 8/ 26 و 27 و 27 - 28، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 62 - 63، وابن الجارود (841)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 271، وفي "شرح مشكل الآثار"(675) و (4951) =

ص: 314

12303 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ أَنَسٍ (1)، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَارُودٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَنَعَ بَعْضُ عُمُومَتِي طَعَامًا، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَأْكُلَ فِي بَيْتِي، وَتُصَلِّيَ فِيهِ. قَالَ: فَأَتَى وَفِي الْبَيْتِ فَحْلٌ مِنْ تِلْكَ الْفُحُولِ، قَالَ: فَأَمَرَ بِنَاحِيَةٍ مِنْهُ، فَكُنِسَ وَرُشَّ، وَصَلَّى وَصَلَّيْنَا (2).

= و (4952)، وابن حبان (6490)، والحاكم 2/ 273، والبغوي (2529) من طرق عن حميد، به- والحديث عند بعض هؤلاء مختصر.

وسيأتي عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن حميد برقم (12704).

وسيأتي الحديث من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس برقم (14028) وفيه أن التي ارتكبت الجناية أخت الرُّبيِّع، وأن الذي أقسم على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أم الرُّبيِّع، وهو وهم، وسيأتي التنبيه عليه هناك.

قوله: "جارية" قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 12/ 224: في رواية معتمر (عند أبي داود) امرأة، بدل: جارية، وهو يوضح أن المراد بالجارية المرأةُ الشَّابةُ لا الأَمَة الرقيقة.

"القِصاصَُ" قال السندي: بالنصب، أي: خذوه، أو بالرفع، أي: الحكمُ القصاصُ.

"من لو أقسم على الله أبرَّه" قال الحافظ: وجه تعجُّبه أن أنس بن النضر أقسم على نفي فعل غيره مع إصرار ذلك الغير على إيقاع ذلك الفعل، فكان قضية ذلك في العادة أن يحنث في يمينه، فألهم اللهُ الغير العفوَ فبرَّ قسم أنس.

(1)

في (م) و (س): عن ابن عون، عن عبد الحميد، وفي (ظ 4): عن ابن عون، عن أنس، وعن عبد الحميد .. الخ، والمثبت من (ق) ومن مصادر التخريج، ومما سلف برقم (12103). وأنس: هو ابن سيرين.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =

ص: 315

12304 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: " مَنْ يَنْظُرُ مَا فَعَلَ أَبُو جَهْلٍ؟ " قَالَ: فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَكَ. قَالَ: فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، وَقَالَ: أَنْتَ أَبا (1) جَهْلٍ؟! قَالَ: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ. أَوْ قَالَ: قَتَلْتُمُوهُ (2)؟!

12305 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامٍ - قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ - قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ عَفَّانُ: مَعَهَا ابْنٌ لَهَا - فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: قَالَ: فَخَلَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:

= عبد الحميد بن المنذر بن الجارود، وهو قوي الحديث. ابن عون: هو عبد الله ابن عون بن أَرْطَبان.

وأخرجه المزي في ترجمة عبد الحميد بن المنذر من "تهذيب الكمال" 16/ 460 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (756) عن يحيى بن حكيم، عن ابن أبي عدي، به. وانظر (12103).

(1)

وقع في (م) والنسخ الخطية: أَبُو جَهْلٍ، وهو منافٍ للرواية، صوابه: أبا جهل، كما أثبتنا، وهكذا هو عند البخاري (3963)، وسلف الكلام عليه برقم (12143).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن طَرْخان التيمي.

وأخرجه البخاري (3963) عن محمد بن المثنى، عن محمد بن أبي عدي، بذا الإسناد. ووقع في رواية البخاري: بَرَدَ، بدل: برك، وسلف الكلام عليهما عند الحديث السالف برقم (12143).

ص: 316

وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - إِنَّكُمْ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1).

12306 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم. وسيأتي عن عفان وحده برقم (13711).

وأخرجه البخاري (5234)، ومسلم (2509) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 359 من طريق عفان بن مسلم وحده، به.

وأخرجه البخاري (3786) و (6645)، ومسلم (2509)، والنسائي في "الكبرى"(8329) و (8330)، وأبو عوانة من طرق عن شعبة، به. وتحرف في الموضع الثاني من مطبوع النسائي "شعبة" إلى: هشام!

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 166، ومن طريقه ابن حبان (7270) عن عبد الله بن إدريس، عن شعبة، به -بلفظ: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءً وصبياناً من الأنصار مقبلين من العرس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم:"أنتم أحب الناس إلي".

قلنا: وهذا اللفظ محفوظ من حديث ثابت وعبد العزيز بن صهيب، كلاهما عن أنس، وسيأتيان في "المسند" بالأرقام (12522) و (12797).

وسيأتي الحديث عن سليمان بن داود، عن شعبة برقم (12306). وانظر ما سيأتي برقم (12950).

قوله: "فخلا بها" قال السندي: أي: انفرد بها، والمراد جرى الكلام بينهما سِرّاً ونحوه، لا الخلوة الممنوعة.

"إنكم" معشر الأنصار.

"لأحب الناس" أي: لمن أحب الناس، أو المراد ما عدا المهاجرين، أو ما عدا أهل القُرَب منهم، ويؤيِّد الوجه الأول الحديث الآتي (12306)، فكأن الإمام أحمد ذكره بعد هذا ليكون كالتفسير لهذا.

ص: 317

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْأَنْصَارِ: " إِنَّكُمْ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ "(1).

12307 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيٍّ أَبِي الْأَسَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ وَهْبٍ الْجَزَرِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا مَا أُحَدِّثُهُ كُلَّ أَحَدٍ؟ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ، وَنَحْنُ فِيهِ، فَقَالَ:" الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا، وَلَكُمْ عَلَيْهِمْ حَقًّا مِثْلَ ذَلِكَ، مَا إِنْ اسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا، وَإِنْ عَاهَدُوا وَفَوْا، وَإِنْ حَكَمُوا عَدَلُوا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجال ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود -وهو الطيالسي- فمن رجال مسلم.

وهو في "مسنده" برقم (2067)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 359. وانظر ما قبله.

(2)

حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة بكير بن وهب الجَزَري، فإنه لم يرو عنه غير أبي الأسد، وقال الأزدي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأما أبو الأسد فقد سماه شعبة علياً، وسماه الأعمش ومسعر سهلاً أبا الأسد، وهو الصواب فيما قاله الدارقطني وغيره.

وأخرجه المزي في ترجمة علي أبي الأسد من "تهذيبه" 21/ 183 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 112 معلقاً، والنسائي في "السنن الكبرى"(5942)، والدولابي في "الكنى" 1/ 106 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به. وسقط من مطبوع "السنن" محمد بن جعفر. =

ص: 318

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(2122) من طريق عباد المهلبي، عن شعبة، به.

وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 99 فقال: وروى شعبة، عن أبي الأسد، به. واقتصر على أوله ولم يسقه بتمامه.

وسيأتي الحديث من طريق بكير بن وهب برقم (12900).

وأخرجه بنحوه الطيالسي (2133)، والبخاري في "التاريخ" تعليقاً 2/ 112، والبزار (1578 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (3644)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 171، والبيهقي 8/ 144 من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أنس. ورجاله ثقات، وقال البزار: لا نعلم أسند سعد عن أنس إلا هذا.

وأخرجه الحاكم 4/ 501، والبيهقي 8/ 144 من طرق عن الصَّعْق بن الحَزْن، عن علي بن الحكم، عن أنس. وإسناده حسن.

وأخرجه بنحوه البزار (1580) من طريق أبي العلاء الخفاف، والطبراني في "الكبير"(725) من طريق ابن جريج، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، عن أنس. ورواية البزار مختصرة.

وأخرجه بنحوه البيهقي 8/ 144 من طريق محمد بن عبد الوهاب، عن جعفر ابن عون، عن موسى الجهني، عن منصور عمن سمع أنساً.

وذكره البخاري 2/ 112 و 4/ 99 من طريق يعلى بن موسى الجهني، عن منصور، عن أنس. وقال: هذا مرسل. يعني إنه منقطع، فإن منصوراً لم يدرك أنساً.

وذكره البخاري في "التاريخ" 2/ 112 من طريق أبي إسحاق الشيباني، عن رجل من آل أنس بن مالك، وفي 2/ 113 من طريق عمر بن عبد الله بن يعلى ابن مرة، كلاهما عن أنس. وقال البخاري: وعمر هذا يتكلمون فيه.

وأخرجه البزار (1579) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس وإسناده ضعيف.

وأخرجه بنحوه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 8 من طريق حماد بن أبي رجاء =

ص: 319

12308 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمْزَةَ الضَّبِّيِّ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَعَلَّ اللهَ يَنْفَعُكَ بِهِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا لَمْ يَرْتَحِلْ حَتَّى يُصَلِّيَ الظُّهْرَ. قَالَ: فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: وَإِنْ كَانَ بِنِصْفِ النَّهَارِ؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَ بِنِصْفِ النَّهَارِ (1).

12309 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ (2) الضَّبِّيُّ، قَالَ: لَقِيتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ بِفَمِ النِّيلِ، وَمَشَى بَيْنِي وَبَيْنَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، فَذَكَرَ (3) مِثْلَهُ.

= السلمي، عن أبي حمزة السكري، عن محمد بن سوقة، عن أنس. وفي إسناده من لا يُعرف.

وذكره البخاري 4/ 99 فقال: ويروى عن الليث، عن غالب، عن أنس. وغالب هذا لم نعرفه.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7653) و (8761)، وذُكِرت شواهده هناك.

وفي باب الأئمة من قريش انظر كتاب "السنة" لابن أبي عاصم 2/ 527 - 534.

(1)

إسناده صحيح، حمزة الضبي -وهو ابن عمرو العائذي- روى له مسلم مقروناً وأبو داود والنسائي، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2103) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (12204).

(2)

تحرف في (م) إلى: حدثنا شعبة وحمزة.

(3)

في (ظ 4): وقد ذكر.

ص: 320

قَالَ: فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: وَإِنْ كَانَ بِنِصْفِ النَّهَارِ؟ (1).

12310 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ، قَالَ: كُنَّا نَبْتَدِرُهُمَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: وَسَأَلْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ فَقَالَ: كُنَّا نَبْتَدِرُهُمَا، وَلَمْ يَقُلْ: عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) إسناده صحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. وانظر ما قبله.

والنِّيل المراد به هنا نهر متفرِّع من الفرات إلى دجلة، وهذا النهر يعرف اليوم بشط النيل، وكان عليه قديماً مدينة تُعرف باسمه. انظر "بلدان الخلافة الشرقية" ص 98 و 99، و"معجم البلدان" لياقوت 5/ 334.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، يعلى بن عطاء وأبو فزارة -وهو راشد بن كيسان- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 356 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2144)، ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5498) عن شعبة، به. وتصحف في مطبوع الطيالسي "أبو فزارة" إلى: أبي قتادة.

وسيأتي بنحوه من طريق موسى بن أنس بن مالك برقم (1305)، ومن طريق عمرو بن عامر الأنصاري برقم (13983)، ومن طريق علي بن زيد بن جُدعان، برقم (14008)، ثلاثتهم عن أنس.

وأخرجه بنحوه مختصراً ومطولاً الطيالسي (527)، وعبد بن حميد (1332)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5501)، والدارقطني 1/ 267 من طريق ثابت البناني، وعبد الرزاق (3980) عن معمر عن إبان بن أبي =

ص: 321

12311 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي صَدَقَةَ مَوْلَى أَنَسٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرَ بَيْنَ صَلَاتَيْكُمْ هَاتَيْنِ، وَالْمَغْرِبَ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَالْعِشَاءَ إِذَا غَابَ الشَّفَقُ، وَالصُّبْحَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ إِلَى أَنْ يَنْفَسِحَ (1) الْبَصَرُ (2).

= عياش، ومسلم (836)(302)، وأبو داود (1282)، وأبو يعلى (3956)، وأبو عوانة 2/ 31 - 32 و 32 و 265، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5496)، والدارقطني 1/ 268، والبيهقي 2/ 475 من طريق المختار بن فلفل، ومسلم (837)(303)، وأبو عوانة 2/ 265، والدارقطني 1/ 267 و 268، والبيهقي 2/ 475، والبغوي (895) من طريق عبد العزيز بن صهيب البُناني، والطحاوي (5497) من طريق مصعب بن سليم، خمستهم عن أنس.

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (3983) عن ابن جريج، قال: حُدِّثتُ عن أنس ابن مالك.

وأخرج عبد الرزاق (3982) من طريق يعلى بن عطاء، عن ثمامة ابن عبد الله بن أنس بن مالك، قال: كان ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يُصلُّون الركعتين قبل المغرب.

قلنا: وثمامة حفيد أنس أدرك جده وروى عنه.

وفي الباب عن عبد الله بن المغفل المزني، سيأتي 5/ 55.

وعن أبي أمامة، أخرجه البيهقي 2/ 476.

قوله: "كنا نبتدرهما" أي: يتسابقون إلى أدائهما قبل إقامة الصلاة.

(1)

في (ظ 4): يفسح البصر.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل أبي صدقة -وهو توبة =

ص: 322

12312 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَقُولُ اللهُ

= الأنصاري- فقد روى عنه جمع، ووثَّقه النسائي في "الكنى" فيما نقله ابن حجر في "تهذيبه"، ووثقه أيضاً الذهبي في "الميزان".

وأخرجه الطيالسي (2136)، وأخرجه النسائي 1/ 273 من طريق خالد بن الحارث، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 191 - 192 من طريق وهب ابن جرير، ثلاثتهم (الطيالسي وخالد ووهب) عن شعبة، بهذا الإسناد. واقتصر وهب في روايته على بيان وقت العصر.

وأخرجه عبد بن حميد (1231) من طريق مسلم الملائي، وأبو يعلى (4004) من طريق بيان بن بشر، كلاهما عن أنس. في رواية أبي يعلى: بين صلاتيكم الأولى والعصر.

وسيأتي الحديث عن حجاج عن شعبة برقم (12723).

وسلف بيان وقت صلاة الصبح من طريق حميد عن أنس برقم (12119).

وفي التبكير بصلاة المغرب انظر (12136).

ووقت العصر سيأتي برقم (12331).

ووقت الظهر سيأتي برقم (12643).

وتأخير وقت العشاء سيأتي برقم (12880).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11249).

قوله: "بين صلاتيكم هاتين" قال السندي في حاشية النسائي: الظاهر أن المراد بهما الظهر والعصر، أي: يصلي العصر بين ظهركم وعصركم، والمقصود أنه صلى الله عليه وسلم كان يعجل، وأنهم يؤخرون.

"إلى أن ينفسح البصر" أي: يتسع، وهذا آخر وقته، ولا يلزم منه أنه أخَّر الوقت بمعنى أنه لا يجوز بعده، بل ذاك هو الذي يدل عليه حديث "من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس" الحديث، والله تعالى أعلم.

ص: 323

لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا: لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ، كُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ مَا هُوَ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا، وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ: أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي، فَأَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ بِي " (1).

12313 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ الْهُنَائِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ قَصْرِ الصَّلَاةِ، قَالَ: كُنْتُ أَخْرُجُ إِلَى الْكُوفَةِ، فَأُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى أَرْجِعَ، وَقَالَ أَنَسٌ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ، أَوْ ثَلَاثَةِ فَرَاسِخَ - شُعْبَةُ الشَّاكُّ - صَلَّى رَكْعَتَيْنِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عمران الجَوْني: هو عبد الملك بن حبيب.

وأخرجه أبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 2/ 124 - 125، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 315 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6557)، ومسلم (2805)(51)، والبغوي (4403) من طريق محمد بن جعفر، به. وانظر (12289).

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن يزيد الهُنائي، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث، فقد روى عنه جمع، وأخرج له مسلم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": لا بأس به، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": مقبول.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 443، ومسلم (691)، وأبو داود (1201)، وأبو =

ص: 324

12314 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَرَجُلٌ يُنَاجِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا زَالَ يُنَاجِيهِ حَتَّى نَامَ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى (1).

12315 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَغْتَسِلُ هُوَ وَامْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (2).

12316 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ:

= يعلى (4198)، وأبو عوانة 2/ 346، وابن حبان (2745)، والبيهقي 3/ 146 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن ابن عمر موقوفاً عند ابن أبي شيبة 2/ 443.

قوله: "إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال" قال السندي: ظاهره أن هذا المقدار مسيرة القصر، لكن أصل هذا الحديث فيما يظهر ما جاء عن أنس في حجة الوداع: أنه صلى بذي الحليفة ركعتين، فالمراد أنه إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال بنية سفر طويل صلى ركعتين. وانظر "فتح الباري" 2/ 567.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز: هو ابن صهيب.

وأخرجه البخاري (6292)، وابن خزيمة (1527)، وابن حبان في "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" 2/ 109 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (376)(124)، وأبو عوانة 1/ 266 و 2/ 30 من طريق معاذ بن معاذ العنبري، عن شعبة، به. وانظر (11987).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12105).

ص: 325

سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " آيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُهُمْ "(1).

12317 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الصَّبْرُ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2101)، والبخاري (17) و (3784)، ومسلم (74)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 116، وفي "السنن الكبرى"(8331)، وأبو يعلى (4308)، وأبو عوانة في الإيمان كما في "إتحاف المهرة" 2/ 89، والبيهقي في "الشعب"(1510)، والبغوي (3966) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. ولفظه عند أبي عوانة:"الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن".

وأخرجه أبو يعلى (4175)، ومن طريقه ابن عدي 6/ 2099 من طريق كريد بن رواحة، عن شعبة، عن أبي التياح، عن أنس. وكريد ضعيف.

وسيأتي الحديث من طريق عبد الله بن عبد الله بن جبر، بالأرقام (12369) و (13607).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (10508)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1302)، ومسلم (926)، والترمذي (988)، والنسائي 4/ 22، والبيهقي 4/ 65 من طرق عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 388، والقضاعي في "مسند الشهاب"(249) من طريقين عن شعبة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 388، وابن ماجه (1596)، والترمذي (987)، وابن عدي 3/ 1192، والبيهقي في "الآداب"(895) من طريق سعد بن سنان، =

ص: 326

12318 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرِ امْرَأَةٍ قَدْ دُفِنَتْ (1).

= عن أنس. وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه. قلنا: وسعد بن سنان، ويقال: سنان بن سعد، فيه ضعف ويصلح للاعتبار.

وسيأتي الحديث من طريق ثابت مطولاً برقم (12458) ويأتي تتمة تخريجه هناك، ومختصراً برقم (13273).

وفي الباب عن أبي هريرة عند البزار (791 - كشف الأستار)، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 463، وإسناده ضعيف.

وعن ابن عباس عند البزار (792)، وإسناده ضعيف.

وعن أبي أمامة -وهو حديث قُدْسي- عند ابن ماجه (1597)، وصحح البوصيري إسناده في "الزوائد" ورقة 104، قلنا: بل هو حسن.

قوله: "الصبر عند أول صدمة" قال السندي: من الصَّدْم: وهو ضرب الشيء الصُّلب بمثله، ثم استُعمِل في مكروه حصل بغتةً، والمعنى: الصبر الذي يُحمَد عليه صاحبه ويثاب عليه فاعله بجزيل الأجر، ما كان منه عند مفاجأة المصيبة بخلاف ما بعد ذلك، فإنه على الأيام يَسْلُو.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (1531)، وابن حبان (3084)، وأبو عوانة في الجنائز كما في "الإتحاف" 1/ 449، والدارقطني 2/ 77، والبيهقي 4/ 46، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 270 - 271 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (955)، وأبو يعلى (3454)، وأبو عوانة، والدارقطني 2/ 77، والبيهقي 4/ 46. وابن عبد البر 6/ 270 من طريق محمد بن جعفر، به.

وسيأتي بأطول مما هنا من طريق ثابت البناني عن أنس برقم (12517).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8634)، وانظر تتمة شواهده هناك. =

ص: 327

12319 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَالَ رَبُّكُمْ: إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي (1) ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ (2) بَاعًا، وَإِذَا أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً "(3).

12320 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: " إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البينة: 1] " قَالَ: وَسَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " فَبَكَى (4).

= قوله: "قد دُفِنت" قال السندي: الظاهر أنهم ما دفنوها إلا بعد الصلاة عليها، ففيه دليل على تكرار الصلاة، وعلى الصلاة على القبر، ومن لا يقول بذلك، يدَّعي في أمثاله الخصوص، والله تعالى أعلم.

(1)

لفظة "مني" لما ليست في (ظ 4).

(2)

لفظة "منه" ليست في (ظ 4).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3180) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث عن محمد بن جعفر وحجاج بن محمد برقم (13872). وانظر (12233).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة في فضائل القران كما في "الإتحاف" 2/ 183 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =

ص: 328

12321 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ - يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِي - وَرُبَّمَا قَالَ: مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي - إِذَا رَكَعْتُمْ وَسَجَدْتُمْ "(1).

= وأخرجه البخاري (3809) و (4959)، ومسلم (799)(246) وص 1915 (122)، والترمذي (3792)، وأبو يعلى (2995)، والبغوي في "تفسيره" 4/ 514 من طرق عن محمد بن جعفر، به.

وسيأتي عن محمد بن جعفر وحجاج بن محمد برقم (13884).

وأخرجه مسلم (799)(246) وص 1915 (122)، والنسائي في "الكبرى"(8238) من طريق خالد بن الحارث، وأبو عوانة في المناقب، والبيهقي في "شعب الايمان"(2203) من طريق بكر بن بكّار، كلاهما عن شعبة، به.

وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(59) عن قتادة، به.

وسيأتي الحديث من طريق قتادة بالأرقام (12403) و (12919) و (13286) و (13442) و (14032).

وفي الباب عن أبي حبة البَدْري، سيأتي 3/ 489.

وعن أُبيّ بن كعب نفسه، سيأتي 5/ 132.

قوله: "أن أقرا عليك" قال السندي: أي: كقراءة الشيخ على تلميذه لا كقراءة التلميذ على شيخه.

"وسماني؟ " قاله طلباً للتحقيق، لاحتمال أن الله يأمره بالقراءة على واحد من أمته من غير تعيين.

"فبكى" فرحاً بذلك، وفيه تفضيلٌ لأبي في القراءة على غيره، ولذلك جاء:"أقرؤكم أُبيّ".

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. =

ص: 329

12322 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ ".

قَالَ شُعْبَةُ: وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ فِي قِصَصِهِ: " كَفَضْلِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى " فَلَا أَدْرِي ذَكَرَهُ عَنْ أَنَسٍ أَمْ قَالَهُ قَتَادَةُ! (1).

= وأخرجه البخاري (742)، ومسلم (425)(110)، وأبو يعلى (3157)، والبغوي (615) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1170) عن يزيد بن هارون وحده، به. وانظر (12148).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2951)(133)، وأبو يعلى (2999) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسيأتي عن محمد بن جعفر وحجاج بن محمد برقم (13908). وانظر (12245).

قوله: "كفضل إحداهما على الأخرى" ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/ 349 أنه لم ير هذه الزيادة في شيء من الطرق عن أنس، وذكر شاهدين لها: الأول من حديث المستورد بن شداد، ولفظه:"بعثت في نفس الساعة فسبقتُها كما سبَقَت هذه هذه" لأصبعيه السبابة والوسطى. أخرجه الترمذي (2213)، والطبراني في "الكبير" 20/ (732)، وفي إسناده ضعف، وقال الترمذي: غريب من حديث المستورد. والثاني: من حديث أبي جَبيرة بن الضحاك الأنصاري مرفوعاً بنحوه أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (971)، ورواه مرة أخرى برقم (972) فجعله عن أبي جبيرة عن أشياخ من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم. =

ص: 330

12323 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ " قِيلَ: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: " كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ "(1).

12324 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِلَحْمٍ، فَقِيلَ لَهُ: تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ فَقَالَ لَهُ: " هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ "(2).

12325 -

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا أَكَلَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى خِوَانٍ، وَلَا

= قلنا: وأَحد إسناديه صحيح إلى أبي جبيرة، وأبو جبيرة مختلف في صحبته.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5776)، ومسلم (2224)(112)، وأبو يعلى (3027)، والطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص 15، وابن خزيمة في التوكل كما في "الإتحاف" 2/ 261 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرج منه قوله "لا عدوى" ابنُ أبي عاصم في "السنة"(269) عن يزيد ابن هارون، عن شعبة، به. وانظر (12179).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2577)، ومسلم (1074)(170)، وأبو يعلى (3004) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (12159).

ص: 331

فِي سُكُرُّجَةٍ، وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ. قَالَ: قُلْتُ لِقَتَادَةَ: فَعَلَامَ كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: عَلَى السُّفَرِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يونس -وهو ابن أبي الفرات الإسكاف- فمن رجال البخاري.

وأخرجه البخاري (5386) و (5415)، والترمذي (178)، وفي "الشمائل"(149)، وابن ماجه (3292)، والنسائي في "الكبرى"(6625) و (6626) و (6634)، وأبو يعلى (3014)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 198 - 199، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2427، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 47، والمزي في ترجمة يونس من "تهذيب الكمال" 32/ 537، والذهبي في "السير" 12/ 268 من طرق عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب.

وأخرجه البخاري (6450)، والترمذي في "السنن"(2363)، وفي "الشمائل"(152)، وابن ماجه (3293)، والنسائي في "الكبرى"(6638)، وابن عدي 3/ 1233، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1457) من طريق سعيد ابن أبي عَروبة، عن قتادة، به.

وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من حديث ابن أبي عروبة.

وانظر (12296).

الخوان: بضم الخاء وكسرها، وإخوان أيضاً: وهي المائدة المُعَدَّة للطعام من خشب وشبهه.

السُّكُرُّجة: هو بمضمومات ثلاث وشدة راء، وصُوِّب فتح الراء: إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الإدام، ويوضح فيه المشهِّيات حول الأطعمة للتشهي، وقيل: هي قصاع صغار. وهي كلمة فارسية.

السُّفَر: جمع سُفْرةٍ، وهي في الأصل طعام المسافر، ثم سُمِّي به ما يحمل به هذا الطعام، وهو جلد مستدير في الغالب.

قال القاضي عياض: قوله في حديث آخر: على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يريد =

ص: 332

12326 -

حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَهُوَ يَقُولُ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً، لَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ (1).

= به ما يضع عليه طعامه صيانة له من الأرض من سُفْرةٍ ومنديل وشبههما، لا الموائد المعدَّة لها، التي تُسمى خواناً.

المُرَقَّق: هو الرغيف الواسع الرقيق. "مشارق الأنوار" 1/ 248 و 2/ 226، و"حاشية السندي".

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ربيعة: هو ابن أبي عبد الرحمن التيمي مولاهم المدني، الملقب بربيعة الرأي.

وأخرجه ابن سعد 1/ 432، وأبو يعلى (3641)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 5، والطحاوى في "شرح مشكل الآثار"(3690) من طرق عن أنس بن عياض، بهذا الإسناد. وهو عند ابن سعد والطحاوي بذكر قصة الشَّعر فقط.

وأخرجه أبو يعلى (3637) من طريق عبد العزيز الدراوردي، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 229 من طريق سعيد بن أبي هلال، كلاهما عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، به. وزاد عند أبي يعلى في أوله: بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس أربعين. وزاد عند البيهقي في آخره: قال ربيعة: فرأيت شعراً من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هو أحمر، فسألت، فقيل: من الطِّيب.

وسيأتي من طريق ربيعة برقم (12501) و (12920)، وضمن حديث مطوَّل عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم برقم (13519). وانظر ما سلف برقم (11965).

وأخرجه ابن سعد 2/ 308، وأبو يعلى (3572) و (3590) من طريق قرة ابن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أنس. وهذا إسناد ضعيف لضعف قرة ابن عبد الرحمن.

وسيأتي نحوه ضمن حديث مطوَّل برقم (12529) من طريق أبي غالب الباهلي، عن أنس. =

ص: 333

12327 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ الْأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ مَثَلَ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ، لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَوْ آخِرُهُ "(1).

= وقد روي عن أنس خلاف ذلك في عمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج البخاري في "التاريخ الأوسط"(المسمى "الصغير" خطأً) 1/ 56، ومسلم (2348)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 11، وابن حبان (6389) من طريق حكَّام بن سَلْمٍ، حدثنا عثمان بن زائدة، عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك قال: توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وعمر وهو ابن ثلاث وستين.

قال الحافظ في "إتحاف المهره": وهو أصح من قول ربيعة المتقدم.

وانظر التعليق على الحديث السالف برقم (1846) في مسند ابن عباس، والتعليق على حديث أنس عند ابن حبان (6387).

(1)

حديث قوي بطرقه وشواهده، وهذا إسناد حسن، حماد بن يحيى -وهو الأَبَحُّ- صدوق حسن الحديث، روى له الترمذي وأبو داود في "القدر"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حسن الأشيب: هو ابن موسى. وسيأتي الحديث مكرراً برقم (12461).

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/ 6: وهو حديث حسن له طرق قد يرتقي بها الى الصحة.

وأخرجه الطيالسي (2023)، والترمذي (2869)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(330)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 309 - 310، وابن عدي في "الكامل" 3/ 663، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(273)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1352)، والبيهقي في "الزهد الكبير"(400) من طرق عن حماد بن يحيى الأبَحّ، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب. =

ص: 334

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه أبو يعلى (3475) و (3717) من طريق يوسف بن عطية، عن ثابت، به.

ويوسف بن عطية -وهو الصفار- متروك.

وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال"(69) من طريق عبيد بن مسلم صاحب السابري، عن ثابت البناني، به. وعبيد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو حسن الحديث، لكن شيخ الرامهرمزي في هذا الحديث لم نتبينه.

وأخرجه الرامهرمزي أيضاً في "الأمثال"(68) من طريق إبراهيم ابن حمزة بن أنس، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، به. وإبراهيم بن حمزة لم نجد له ترجمة.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1638 من طريق عبيد الله بن تمام، والقضاعي (1351) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن يونس بن عبيد، عن الحسن البصري، عن أنس.

قلنا: عبيد الله بن تمام ضعيف، ومتابعه يزيد بن زريع ثقة مشهور، لكن الراوي عنه عند القضاعي هو محمد بن زياد الزيادي، وقد روى عنه البخاري مقروناً، وروى عنه جمع، ووثقه ابن حبان، وقال: ربما اخطأ. وقد جاء الحديث عن الحسن مرسلاً، رواه عن يونس حمادُ بن سلمة، وقرن بيونس حميداً الطويل وثابتاً البناني، وهو الحديث الآتي برقم (12462)، وهو الصواب عن الحسن.

وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 3/ 90، وأبو الشيخ في "الأمثال"(331)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 114، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 254، والذهبي في "الميزان" 4/ 300 من طريق هشام بن عبيد الله الرازي، عن مالك، عن الزهري، عن أنس. ووقع عند أبي الشيخ: هشام بن بلال، بدل هشام بن عبيد الله! وهشام بن عبيد الله قال فيه أبو حاتم: صدوق، ما رأيت بدمشق أعظم قدراً منه، ووثقه ابن عبد البر، وقال فيه ابن حبان: كان يهم ويخطئ على الثقات. ونقل ابن حجر في "التهذيب" 4/ 275 عن =

ص: 335

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الدارقطني أنه قال عن هذا الحديث: وهم فيه هشام، ودخل عليه حديث في حديث. وقال الذهبي عن الحديث: باطل!

وأخرجه ابن عدي 3/ 918 من طريق خليد بن دعلج، عن قتادة، عن أنس. وخليد بن دعلج متفق على ضعفه.

وللحديث شاهد من حديث عمار بن ياسر، سيأتي 4/ 319، وهو من رواية الحسن البصري عنه، وثم يثبت سماعه منه، لكن له متابعة عند ابن حبان (7226) بإسناد يعتبر به.

ومن حديث عمران بن حصين الخزاعي عند البزار (2844 - كشف الأستار)، والطبراني في "الأوسط"(3673). وفي إسناد البزار عباد بن راشد وهو حسن الحديث عند المتابعة، وفيه تدليس الحسن البصري عن عمران بن حصين. وفي إسناد الطبراني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف، وقد سقط الحسن البصري من (كشف الأستار). واستدركناه من "مختصر زوائد البزار" لابن حجر (2075). وانظر تتمة الكلام على حديث عمران بن الحصين وحديث عمار المذكور قبله عند الموضع الآتي برقم (12462).

ومن حديث ابن عمر عند ابن الأعرابي في "المعجم"(1122)، وأبي نعيم في "الحلية" 2/ 231، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 430، والقضاعي (1349) و (1350) من طريق عبيس بن ميمون التيمي الرقاشي، عن بكر ابن عبد الله المزني، عن ابن عمر. وعبيس هذا متفق على ضعفه، وهو من رجال "التهذيب" وقد تحرف في المصادر التي خرجته إلى: عيسى بن ميمون، وجاء على الصواب في "مجمع الزوائد" 10/ 68، وبناءً على التحريف الذي وقع في المصادر السابقة صحَّح الشيخ ناصر الدين الألباني هذا الإسناد في "صحيحه" 5/ 358!

ومن حديث عبد الله بن عمرو عند الطبراني في "الكبير"(65 - القطعة الملحقة بالجزء 13)، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 253 - 254، وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وهو ضعيف. =

ص: 336

12328 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكَنِّينِي بِبَقْلَةٍ كُنْتُ أَجْتَنِيهَا (1).

12329 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ ضَخْمٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُصَلِّيَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُصَلِّيَ مَعَكَ، فَلَوْ أَتَيْتَ مَنْزِلِي فَصَلَّيْتَ، فَأَقْتَدِيَ بِكَ. فَصَنَعَ الرَّجُلُ طَعَامًا، ثُمَّ دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَنَضَحَ طَرَفَ حَصِيرٍ لَهُمْ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ آلِ الْجَارُودِ لِأَنَسٍ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُهُ صَلَّاهَا إِلَّا يَوْمَئِذٍ (2).

= قال السندي في شرح الحديث: أي: المطر كله خير، أوله ينبت، وآخره يربي. كذلك هذه الأمة المرحومة المباركة كلها خير، ولم يرد الشك، وإنما أراد أنهم من كثرة الخير تشابه أمرهم، وكاد لا يتميز أولهم من آخرهم. وهذا لا ينافي أن أولهم خير في الواقع، كما جاء: "خير القرون قرني

الحديث". قيل: الأولون أقاموا الدين، والآخرون مهدوا قواعده. وقيل: بل الآخرون أهل زمان عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فإنهم يعودون في الصلاح والخير إلى حال الأولين، والله تعالى أعلم. قلنا: وانظر "التمهيد" 20/ 250 - 255، و"فتح الباري" 6/ 7، و"فيض القدير" 5/ 516 - 517.

(1)

إسناده ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجُعْفي- وقد سلف برقم (12286) من طريقه، عن أبي نصر خيثمة بن أبي خيثمة، عن أنس.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 337

12330 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ .. فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

= وأخرجه عبد بن حميد (1221)، والبخاري (670) و (1179)، وأبو داود (657)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1184)، وابن حبان (2070)، والبيهقي 2/ 308 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(6080)، وفي "الأدب المفرد"(347)، وابن حبان (2309)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3005) من طريق خالد الحذاء، عن أنس بن سيرين، به- مختصراً.

وأخرج الطيالسي (2097) عن شعبة، به: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صَلَّى على حصير.

وأخرج بإثره (2098) عن شعبة، عن أنس بن سيرين، قال: قال رجل لأنس: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصلِّ الضحى. قال: ما رأيته صلَّاها. قلنا: وهذه الرواية بإطلاق النفي خطأ، والصواب قول أنس الذي في حديثنا: ما رأيته صلاها إلا يومئذ. يعني في القصة التي ذكرت في الحديث.

وسيأتي الحديث بالأرقام (12330) و (12910) و (12917) و (14101). وانظر لزاماً ما سلف برقم (12103).

وسيأتي برقم (12353) من طريق عبيد الله بن رواحة عن أنس: أنه لم ير رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي الضحى إلا أن يخرج في سفرٍ، أو يقدم من سفر. وإسناده حسن.

وسيأتي برقم (12486) من طريق الضحاك بن عبد الله القرشي، عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر صلى سبحة الضحى ثمان ركعات

وفي الإسناد مقال.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.

ص: 338

12331 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِي الْأَبْيَضِ - قَالَ حَجَّاجٌ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ -، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ مُحَلِّقَةٌ (1).

12332 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، أبو الأبيض نسب في هذا الحديث إلى بني عامر، وقيل في نسبته: العنسي الشامي، وقيل: المدني، روى عنه ثلاثة، وذكره ابن أبي حاتم ولم يأثر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ووثقه العجلي والذهبي وابن حجر، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ومنصور: هو ابن المعتمر. وسيتكرر من طريق حجاج برقم (12726).

وأخرجه الطيالسي (2132)، ومن طريقه البزار (373 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 191، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 11، والمزي في ترجمة أبي الأبيض من "تهذيب الكمال" 33/ 11 عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسيأتي مكرراً عن حجاج وحده برقم (12726). وسيأتي برقم (12912) و (13434) من طريقين آخرين عن منصور، وفيه قصة.

وأخرجه بلفظ: "الشمس بيضاء نقية" ضمن حديث: عبد بن حميد (1231) من طريق مسلم الملائي، والبيهقي 3/ 192 من طريق خالد بن دينار، كلاهما عن أنس.

وانظر (12644) و (13181) و (13239) و (13842).

قوله: "محلِّقة"، قال السندي: اسم فاعل من التحليق، بمعنى الارتفاع، أي: مرتفعة.

قلنا: ذكر الطحاوي إن في هذا الحديث تأخير صلاة العصر، والصواب أنه يدل على تعجيلها، دلّت عليه الروايه المطولة الآتية برقم (12912).

ص: 339

جَارَنَا يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: " اعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، أبو حمزة جار شعبة: اسمه عبد الرحمن بن عبد الله -وقيل: ابن أبي عبد الله- المازني، روى له مسلم حديثاً واحداً متابعة، وقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي: حيث يتابع، وإلا فلين الحديث، وقد تابعه في هذا الحديث قتادة وسليمان التيميّ وغيرهما، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/ 173 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10971)، وأبو يعلى (4202)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 789 - 790، وابن منده في الإيمان" (94) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه النسائي (10972)، ومن طريقه ابن منده (94) من طريق النضر ابن شميل، عن شعبة، به.

وأخرجه أبو يعلى (3899) و (3937) و (3941)، وابن منده (96) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك. وقد روي عن عبد العزيز، عن أنس، عن معاذ بن جبل، وسيأتي في مسنده 5/ 240.

وأخرجه أبو يعلى (4239) من طريق سعيد بن سُليم الضبي، عن أنس. وروايته مطولة، وسعيد بن سليم ضعيف.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 174 من طريق صدقة بن يسار، عن أنس. وهو عند ابن خزيمة 2/ 790 من هذا الطريق، لكنه عن أنس، عن معاذ. وصدقة غير منسوب عند ابن خزيمة، فلذلك قال: هو رجل من آل أبي الأحوص! فلعله لم يعرفه =

ص: 340

12333 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ. وَهَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قَالَ أَبُو التَّيَّاحِ: وَسَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَسَكِّنُوا وَلَا تُنَفِّرُوا "(1).

= وسيأتي الحديث برقم (12606) من طريق سليمان التيمي عن أنس أنه ذُكِر له أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ

وسيأتي من حديث أنس بن مالك عن معاذ في مسنده 5/ 229 و 230 و 240 و 241.

وقد روي الحديث من طريق سلمة بن وردان، عن أنس، وفيه: أن أنساً سمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن سمعه من معاذ، أخرجه ابن خزيمة 2/ 791 و 791 - 792 و 796. وسلمة ضعيف، وقد خطَّأه ابن خزيمة في هذا الحديث.

وروي الحديث عن أنس وفيه قصة أخرى غير قصة معاذ، أخرجه ابن خزيمة 2/ 797، والطبراني في "الأوسط"(6518)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 64 من طريق الزهري، عن أنس. وفي إسناده سلامة بن روح بن خالد، وهو ضعيف.

وقد روى أنس في حديث الشفاعة إخراجَ كلِّ من قال: لا إله إلا الله من النار، وقد سلف برقم (12154)، وروى في قصة عِتْبان بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فلن تطعمه النار"، وسيأتي برقم (12384). وانظر (12351).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، وعن أبي هريرة، سلفا برقم (6586) و (9466). وسلفت عندهما أحاديث الباب. ونزيد على ما فيهما حديث أبي موسى الأشعري الآتي 4/ 402، وحديث أبي هريرة عند مسلم (31)(52).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو التياح: اسمه يزيد بن حميد الضُبعي.

وأخرجه مسلم (1734) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. =

ص: 341

12334 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ ". وَبَسَطَ أُصْبُعَيْهِ: السَّبَّابَةَ، وَالْوُسْطَى (1).

= وأخرجه أبو عوانة 4/ 83 من طريق هاشم بن القاسم، ومن طريق حجاج ابن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2066)، والبزار (75 - كشف الأستار)، والبخاري في "الصحيح"(69) و (6125)، وفي "الأدب"(473)، ومسلم (1734)، والنسائي في "الكبرى"(5890)، وأبو يعلى (4172)، وأبو عوانة 4/ 83، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(144)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 84، والقضاعي في "مسند الشهاب"(625)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2474) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(455)، وأبو نجم في "أخبار أصبهان" 2/ 322 من طريق أبان بن أبي عياش، عن أنس. وأبان متروك الحديث.

وسيأتي الحديث من طريق أبي التياح برقم (13175).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2136).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (7255).

وعن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/ 399.

وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط"(7412). قال الهيثمي في "المجمع" 1/ 166: ورجاله موثوقون.

قال السندي: قوله: "سكنوا" من التسكين. "ولا تنفروا": من التنفير، أي: عامِلُوا الخَلق باللطف حتى يجتمعوا على الخير ولا يتفرقوا عنه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2951)(134) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2759)، وأبو عوانة في "الفتن" كما في "إتحاف المهرة" =

ص: 342

12335 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ قَبْلَ أَنْ يُبْنَى الْمَسْجِدُ (1).

12336 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْكَبَائِرَ، أَوْ سُئِلَ عَنِ الْكَبَائِرِ، فَقَالَ: " الشِّرْكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ

=2/ 388 من طريق وهب بن جرير، وأخرجه الطيالسي (2089)، ومسلم (2951)(134) من طريق معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، به.

وسيأتي من طريق أبي التياح مقروناً به حمزة الضبي وقتادة برقم (13319) و (13950)، وانظر ما سلف برقم (12245).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.

وأخرجه الطيالسي (2085)، وابن أبي شيبة 1/ 385، والبخاري (234) و (429)، ومسلم (524)(10)، والترمذي (350)، وأبو عوانة 1/ 396 و 397 - 398 و 4/ 354، وابن حبان (1385)، والبغوي (501) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسيتكرر الحديث من طريق حجاج وحده برقم (13018). وسلف ضمن قصة بناء المسجد برقم (12178) و (12242)، وسيأتي ضمنها أيضاً برقم (13208) و (13561).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9825)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 343

الْوَالِدَيْنِ " وَقَالَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ. " قَالَ: " قَوْلُ الزُّورِ " - أَوْ قَالَ: " شَهَادَةُ الزُّورِ ". قَالَ شُعْبَةُ: أَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ: " شَهَادَةُ الزُّورِ " (1).

12337 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَيَّارٍ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، فَمَرَّ بِصِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَحَدَّثَ: أَنَّهُ كَانَ يَمْشِي مَعَ أَنَسٍ، فَمَرَّ بِصِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَحَدَّثَ أَنَسٌ: أَنَّهُ كَانَ يَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّ بِصِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5977)، ومسلم (88)، والطبري في "تفسيره" 5/ 42، وابن منده في "الإيمان"(475) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2075)، ومن طريقه أبو عوانة 1/ 54، والبخاري (2653) و (6871)، ومسلم (88)، والترمذي (1207) و (3018)، والنسائي 7/ 88 و 8/ 63، والطبري في "تفسيره" 5/ 42، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(897)، وابن منده في "الإيمان"(473) و (474)، والبيهقي في "السنن" 8/ 20 و 10/ 121، وفي "الاعتقاد" ص 249 - 250 من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي الحديث برقم (12371).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6884).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سَيَّار: هو أبو الحَكَم العَنَزي.

وأخرجه مسلم (2168)(15)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(330) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2636)، والبخاري في "صحيحه"(6247)، وفي "الأدب المفرد"(1043)، والترمذي (2696)، وأبو عوانة في الاستئذان كما =

ص: 344

12338 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ قَائِمًا.

قَالَ: فَقُلْنَا لِأَنَسٍ: فَالطَّعَامُ؟ قَالَ: ذَلِكَ أَشَدُّ أَوْ أَنْتَنُ. قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: أَوْ أَخْبَثُ (1).

= في "إتحاف المهرة" 1/ 537، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 64، والبغوي (3305) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه مسلم (2168)(14)، وأبو عوانة من طريق هشيم، عن سيَّار أبي الحكم، به.

وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (2696)، والنسائي في "الكبرى"(8349)، وفي "عمل اليوم والليلة"(329)، والبغوي (3306)، وأبو الشيخ ص 64 من طريقين عن ثابت، به. ولفظه عند النسائي والبغوي: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح برؤوسهم. ولم يذكر الترمذي لفظه.

وأخرجه ابن ماجه (3700) من طريق حميد، وأبو الشيخ ص 65 من طريق قتادة، ومن طريق أبي التياح الضُّبَعي، ثلاثتهم عن أنس.

وسيأتي الحديث من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت برقم (12724)، ومن طريق حبيب القيسي عن ثابت برقم (12896).

وسيأتي مطولاً ضمن قصة من طريق حماد بن سلمة عن ثابت برقم (12784).

وانظر ما سلف مطولاً أيضاً من طريق حميد عن أنس برقم (12060).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه مسلم (2024)(113)، والترمذي (1879)، وابن ماجه (3424)، وأبو يعلى (2973) و (3165) و (3195)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 272، وفي "شرح مشكل الآثار"(2095) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة بهذا الإسناد. =

ص: 345

12339 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مَحْمُودٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَنَسٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَدَفَعْنَا إِلَى السَّوَارِي، فَتَقَدَّمْنَا أَوْ تَأَخَّرْنَا، فَقَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نَتَّقِي هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

= وانظر (12185).

(1)

إسناده صحيح، عبد الحميد بن محمود: هو المعولي، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: شيخ، ووثقه النسائي والذهبي وابن حجر، وقال الدارقطني: كوفي يحتج به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسَّن الترمذي حديثه هذا، وباقي رجاله ثقات.

سفيان: هو الثوري، ويحيى بن هانئ: هو ابن عُرْوة المُرادي. وصحح هذا الإسناد الحافظُ ابن حجر في "الفتح" 1/ 578.

وأخرجه المزي في ترجمة عبد الحميد بن محمود من "تهذيبه" 16/ 458 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (673) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.

وأخرجه عبد الرزاق (2489)، وابن أبي شيبة 2/ 369، والترمذي (229)، والنسائي 2/ 94، وابن خزيمة (1568)، وابن حبان (2218)، والحاكم 1/ 210 و 218، والبيهقي 3/ 104 من طرق عن سفيان الثوري، به.

ويشهد له حديث قرة بن إياس المزني عند الطيالسي (1073)، وابن ماجه (1002)، وابن خزيمة (1567)، وابن حبان (2219)، والطبراني 19/ (39) و (40)، والحاكم 1/ 218، والبيهقي 3/ 104، وإسناده حسن في الشواهد.

قال أبو بكر ابن العربي في "العارضة" 2/ 27 - 28 في تعليل النهي: إما لانقطاع الصف وهو المراد من التبويب، وإما لأنه موضع جمع النعال، والأول أشبه، لأن الثاني محدث، ولا خلاف في جوازه عند الضِّيق، وأما مع السَّعة فهو مكروه للجماعة، فأما الواحد فلا بأس به، وقد صَلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الكعبة بين سواريها. وانظر "المغني" 3/ 60، و"الفتح" 1/ 578.

ص: 346

12340 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قُومُوا فَلَأُصَلِّي لَكُمْ " قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ، فَقَامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُمْتُ، أَنَا وَالْيَتِيمُ وَرَاءَهُ، وَقَامَتِ (1) الْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ (2).

(1) لفظة "قامت" ليست في (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.

وهو في "موطأ مالك" 1/ 153، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 105 و 106، والدارمي (1287) و (1374)، والبخاري (380) و (860) و (1164)، ومسلم (658)(266)، وأبو داود (612)، والترمذي (234)، والنسائي 2/ 85، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 307، وابن حبان (2205)، والبغوي (828).

واقتصر الدارمي في الموضع الثاني على قول أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صَلَّى على حصير، واقتصر البخاري في الموضع الأخير على قوله: صَلَّى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم انصرف.

وأخرجه النسائي 2/ 56 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن إسحاق ابن عبد الله، به. مقتصراً على قصة الصلاة على الحصير.

وسيأتي الحديث بتمامه من طريق إسحاق بن عبد الله برقم (12507) و (12680)، وستأتي منه قصة الصلاة على الحصير، من هذا الطريق بالأرقام (12475) و (12844) و (13367).

وأخرج هذه القصة أبو داود (658) من طريق قتادة، عن أنس. =

ص: 347

12341 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ يَمُدُّ صَوْتَهُ مَدًّا (1).

12342 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ -، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يُؤْتَى بِالرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ اللهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، خَيْرَ مَنْزِلٍ، فَيَقُولُ: سَلْ وَتَمَنَّهْ؟ فَيَقُولُ: مَا أَسْأَلُ وَأَتَمَنَّى، إِلَّا أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا، فَأُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ عَشْرَ

= وقد سلف من طريق أبي التياح عن أنس برقم (12199) أنه صلى الله عليه وسلم صلَّى على بساط. والبساط مفسر بالحصير كما بينه أنس في رواية أبي داود (658).

وانظر ما سلف برقم (12103).

ولقصة الصف في صلاة الجماعة انظر (12081).

قوله: "من طول ما لبس" قال العَيْني في "عمدة القاري" 4/ 111: كناية عن كثرة الاستعمال، وأصل هذه المادة تدلُّ على مخالطة ومداخلة، وليس ها هنا لُبِس من: لَبِستُ الثوبَ، وإنما هو من قولهم: لَبِستُ امرأةٌ، أي: تمتَّعتُ بها زماناً، فحينئذٍ يكون معناه: قد اسْوَدَّ من كثرة ما تمتع به طولَ الزمان. قلنا: وفي بعض طرق الحديث عند المصنف: من طول ما لَبِثَ، وهو بمعناه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (1353)، والنسائي 2/ 179، وأبو يعلى (2906) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (12198).

ص: 348

مَرَّاتٍ، لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ " (1).

12343 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَرَى التَّمْرَةَ، فَلَوْلَا أَنَّهُ يَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً لَأَكَلَهَا (2).

12344 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَطَّانِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ مَرَّتَيْنِ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ مَعَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.

وأخرجه النسائي 6/ 36، وأبو عوانة 5/ 33 - 34 و 34 من طرق، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث بأطول مما هنا برقم (13161) و (13511). وانظر تمام تخريجه هناك. وانظر (12271).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12190).

(3)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمران القطان -وهو ابن داوَر- فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث.

وأخرجه أبو داود (595) و (2931)، وابن الجارود (310)، وأبو يعلى (3110) و (3138)، والبيهقي 3/ 88 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد- ولم يذكر أبو داود قصة القادسية.

وأخرج قصة القادسية وحدها ابنُ سعد 4/ 212، وأبو يعلى (3123)، والطبري 30/ 51 من طرق عن قتادة، به.

وستأتي قصة الاستخلاف برقم (13000) عن بهز بن أسد عن عمران بن =

ص: 349

12345 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ (1)، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا كَانَ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا، لِمَا يَعْلَمُونَ (2) مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ (3).

12346 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَا، قَالَ: قُلْتُ: وَأَنْتُمْ كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ

= داور القطان، وقيَّده بالصلاة بهم.

ويشهد لها حديث عائشة عند ابن حبان بالأرقام (2134) و (2135). وإسناده صحيح.

قال الخطَّابي في "معالم السنن" 3/ 3: إنما ولَّاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصلاةَ دون القضايا والأحكام، فإن الضرير لا يجوز له أن يقضي بين الناس، لأنه لا يُدرك الأشخاص، ولا يُثبِت الأعيان، ولا يدري لمن يحكم وعلى من يحكم، وهو مقلِّد في كل ما يليه من هذه الأمور، والحكم بالتقليد غير جائز.

(1)

قوله: "عن حميد" سقط من (م) و (س) و (ق).

(2)

في (م) و (س) و (ق): يعلموا.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 63 - 64 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 586، والبخاري في "الأدب المفرد"(946)، وأبو يعلى (3784)، وأبو الشيخ ص 63 من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي الحديث بالأرقام (12370) و (12526) و (13623).

ص: 350

بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، مَا لَمْ نُحْدِثْ (1).

12347 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الزُّبَيْرِ - يَعْنِي ابْنَ عَدِيٍّ - قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ:" اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ عَامٌ أَوْ يَوْمٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ " سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر الحديث برقم (12364).

وأخرجه الترمذي (60)، وأبو يعلى (3708) من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (720)، والبخاري في "صحيحه"(214)، وفي "التاريخ الكبير" 6/ 356، والترمذي (60)، وأبو يعلى (3692)، والبيهقي 1/ 162، والبغوي (230) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الترمذي (58)، والحازمي في "الاعتبار" ص 53 من طريق محمد ابن إسحاق، عن حميد، عن أنس. وقال الترمذي: حديث حميد عن أنس حديث حسن غريب من هذا الوجه، والمشهور عند أهل الحديث حديث عمرو ابن عامر الأنصاري عن أنس.

وسيأتي الحديث بالأرقام (12565) و (13017) و (13734).

وفي الباب عن بريدة الأسلمي، سيأتي 5/ 350.

قال الترمذي: وكان بعض أهل العلم يرى الوضوء لكل صلاة استحباباً، لا على الوجوب.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، سفيان: هو الثوري، وسيتكرر برقم (12817).

وأخرجه أبو يعلى (4037) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. =

ص: 351

12348 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَحَانَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَالْتَمَسَ النَّاسُ الْوَضُوءَ، فَلَمْ يَجِدُوا، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِوَضُوئِهِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ الْإِنَاءِ يَدَهُ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّؤُوا مِنْهُ، فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ النَّاسُ حَتَّى تَوَضَّؤُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ (1).

12349 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [بْنِ] الْأَصَمِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، كَانُوا يُتِمُّونَ التَّكْبِيرَ إِذَا رَفَعُوا، وَإِذَا وَضَعُوا (2).

= وأخرجه البخاري (7068) عن محمد بن يوسف، وابن حبان (5952) من طريق عصام بن يزيد جَبّر، كلاهما عن سفيان الثوري، به. وانظر (12162).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "موطأ مالك" 1/ 32، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 186، والبخاري (169) و (3573)، ومسلم (2279)(5)، والترمذي (3631)، والفريابي في "دلائل النبوة"(19) و (20)، والنسائي 1/ 60، وابن حبان (6539)، وقال الترمذي: حديث أنس حديث حسن صحيح.

وانظر ما سلف برقم (12032).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن الأصم، فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو يعلى (4281) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (12259).

ص: 352

12350 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(1).

12351 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُغِيرُ عِنْدَ صَلَاةِ (2) الْفَجْرِ، فَيَسْتَمِعُ فَإِن (3) سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ، وَإِلَّا أَغَارَ. قَالَ: فَتَسَمَّعَ ذَاتَ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 286، ومسلم (1880)، وابن أبي عاصم في "الزهد"(242)، وفي "الجهاد"(56)، وأبو عوانة 5/ 47، وابن حبان (4602)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4256) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث بزيادة: "ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها" من طريق ثابت برقم (12556) و (13161) وانظر تخريجه هناك.

وسيأتي مختصراً من طريق حميد برقم (12602)، ومطولاً برقم (12436).

وأخرجه ابن ماجه (2775)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(70) من طريق شبيب بن بشر، عن أنس رفعه:"من راح روحة في سبيل الله، كان له بمثل ما أصابه من الغبار مِسْكاً يوم القيامة". وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (10883). وانظر تتمة شواهده هناك.

الغَدوة: السَّير أول النهار إلى الزوال.

والروحة: السَّير من الزوال إلى آخر النهار.

(2)

في (م) و (س) و (ق): طلوع.

(3)

في (م) و (س) و (ق): فَإِذَا.

ص: 353

يَوْمٍ قَالَ: فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ. فَقَالَ:" عَلَى الْفِطْرَةِ " فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. فَقَالَ: " خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه بتمامه مسلم (382)، والترمذي (1618)، وأبو يعلى (3307)، وابن خزيمة (400)، وابن حبان (4753)، والبيهقي 1/ 405 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرج الشطر الأول منه فقط -أي: إلى قوله: وإلا أغار- الطيالسي (2034)، وابن أبي شيبة 14/ 461 - 462، وعبد بن حميد (1299)، والدارمي (2445)، وأبو داود (2634)، وأبو عوانة 1/ 335، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 208، والبيهقي 9/ 107 - 108 من طرق عن حماد بن سلمة أيضاً، به. ورواية ابن أبي شيبة ضمن حديث طويل في غزوة خيبر وزواجه صلى الله عليه وسلم من صفية.

وسيأتي الحديث بتمامه عن يونس عن حماد بن سلمة برقم (13399)، وعن عفان عن حماد برقم (13652).

وسيأتي الشطر الثاني منه عن مؤمل عن حماد برقم (13532)، وعن عفان عن حماد برقم (13852).

وسيأتي الشطر الأول من طريق حميد عن أنس برقم (12618).

وأخرج النسائي في "عمل اليوم والليلة"(828)، وابن خزيمة (399)، وابن حبان (1665) من طريقين عن قتادة عن أنس. سمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً وهو في مسيرٍ له يقول: الله أكبر الله أكبر. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "على الفطرة"، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال:"خَرَجَ من النار". فاستبق القومُ إلى الرجل، فإذا راعي غنم حضرته الصلاة فقام يؤذن.

ويشهد له حديث ابن مسعود، سلف برقم (3861)، وانظر تتمة شواهده وشرحه هناك. وانظر (12332).

ص: 354

12352 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَتِمُّوا الصَّفَّ الْأَوَّلَ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، فَإِنْ كَانَ نَقْصٌ (1) فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ "(2).

12353 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبَانَ - يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ -، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَنَّهُ لَمْ يَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى إِلَّا أَنْ يَخْرُجَ فِي سَفَرٍ، أَوْ يَقْدَمَ مِنْ سَفَرٍ (3).

(1) في (م) وسائر الأصول: نقصاً، والصواب ما أثبتناه على أن "كان" تامَّة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وسيتكرر الحديث برقم (13247).

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2379) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (671)، والنسائي 2/ 93، وأبو يعلى (3163)، وابن حبان (2155)، وابن خزيمة (1546)، والبيهقي 3/ 102، والبغوي (820)، والضياء (2376) و (2377) و (2378) و (2380) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وأخرجه ابن خزيمة (1547) من طريق شعبة، عن قتادة، به.

وسيأتي من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن سعيد برقم (13439).

وسيأتي برقم (13440) من طريق شيبان النحوي عن قتادة قال: كان يقال: "أتموا الصف

".

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبان بن خالد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين في "معرفة الرجال" 1/ 89: لا بأس به، وكذا قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 299. وعبيد الله بن =

ص: 355

12354 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ مِنْهُمْ لَمْ يُؤَاكِلُوهُنَّ، وَلَمْ يُجَامِعُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ، فَسَأَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قِلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} [البقرة: 222] حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا النِّكَاحَ " فَبَلَغَ ذَلِكَ الْيَهُودَ، فَقَالُوا: مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ يَدَعَ مِنْ أَمْرِنَا شَيْئًا إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ؟ فَجَاءَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَالَتْ: كَذَا وَكَذَا، أَفَلَا نُجَامِعُهُنَّ؟ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ وَجَدَ عَلَيْهِمَا، فَخَرَجَا، فَاسْتَقْبَلَتْهُمَا هَدِيَّةٌ مِنْ لَبَنٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ فِي آثَارِهِمَا، فَسَقَاهُمَا، فَعَرَفَا أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ عَلَيْهِمَا (1).

= رواحة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 16 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (4337) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 454 عن موسى بن إسماعيل، عن أبان، به.

وسيأتي برقم (12622) من طريق ابن المبارك، عن أبان بن خالد. وانظر ما سلف برقم (12329).

وله شاهد من حديث عائشة، سيأتي 6/ 31، وهو عند مسلم (717).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

ص: 356

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ لَا يَمْدَحُ أَوْ يُثْنِي عَلَى شَيْءٍ مِنْ حَدِيثِهِ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ، مِنْ جَوْدَتِهِ.

12355 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى كِسْرَى، وَقَيْصَرَ، وَأُكَيْدِرِ دُومَةَ، يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ عز وجل (1).

= وأخرجه مسلم (302)، والترمذي (2977)، وأبو يعلى (3533)، والبغوي في "شرح السنة"(314) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2052)، والدارمي (1053)، وأبو داود (258) و (2165)، والترمذي (2977)، والنسائي 1/ 152 و 187، وابن ماجه (644)، وأبو عوانة 1/ 311، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 38، وابن حبان (1362)، والبيهقي 1/ 313، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 163، والبغوي في "التفسير" 1/ 196، والواحدي في "أسباب النزول" ص 46 من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص 73 من طريق عمرو بن عاصم، عن ثابت، به.

وسيأتي الحديث برقم (13576).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل عمران القطان: وهو عمران ابن داور.

وأخرجه أبو عوانة 4/ 195 - 196، وابن حبان (6554) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1774)، وأبو عوانة 4/ 195، وابن حبان (6553)، والبيهقي 9/ 107 من طريق خالد بن قيس، ومسلم (1774)، والترمذي (2716)، والنسائي في "الكبرى"(8847)، وأبو عوانة 4/ 195 من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، به. وفي بعض الروايات جعل =

ص: 357

12356 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَنَسًا كَانَ لَا يَرُدُّ الطِّيبَ، قَالَ: وَزَعَمَ أَنَسٌ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَرُدُّ الطِّيبَ (1).

12357 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ "(2).

= النجاشي بدل أكيدر دومة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وروي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر يدعوهما إلى الإسلام، انظر ما سلف برقم (2184) و (2370). وفي كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك انظر "طبقات" ابن سعد 1/ 509، و"زاد المعاد" لابن القيم 3/ 689.

وأُكيدر دُومة سلف التعريف به عند الحديث رقم (12093).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 46 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي في "السنن"(2789)، وفي "الشمائل"(218)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 99 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وانظر (12176).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد: هو ابن مِهْران الحَذَّاء، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيدٍ الجَرْمي.

وأخرجه البخاري (4382) و (7255)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 488، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 83، وابن حبان (7001)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 175، والبغوي (3928) من =

ص: 358

12358 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ السُّدِّيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: لَوْ عَاشَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَكَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (1).

= طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3744)، والنسائي في "الكبرى"(8199) و (8200) من طرق عن خالد الحذَّاء، به.

وسيأتي الحديث برقم (12966) و (13563)، وضمن حديث برقم (12904) و (13990).

وسلف من طريق ثابت عن أنس برقم (12261).

(1)

إسناده حسن من أجل السُّدي: وهو إسماعيل بن عبد الرحمن. وسيأتي برقم (13985) ضمن حديث مطول من طريق آخر عن السدي.

وقد أخرج البخاري في "صحيحه"(6199) من طريق إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لابن أبي أوفى: رأيت إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: مات صغيراً، ولو قُضِي أن يكون بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبيٌّ عاش ابنُه، ولكن لا نبيَّ بعده. وسيأتي الحديث في "المسند" 4/ 353.

وأخرجه ابن ماجه (1511) من طريق مقسم، عن ابن عباس قال: لما مات إبراهيمُ ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صَلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:"إن له مُرضعاً في الجنة، ولو عاش لكان صِدِّيقاً نبياً، ولو عاش لَعَتَقَتْ أخوالُه القبطُ، وما استُرِقَّ قبطيٌ".

وإسناده ضعيف جداً، فيه إبراهيم بن عثمان العبسي، وهو متروك الحديث.

وللكلام على هذا الحديث انظر "الفتح" 10/ 578 - 579.

تنبيه: سقط هذا الحديث من (ظ 4).

ص: 359

12359 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الصَّلَاةِ عَنْ يَمِينِهِ (1).

12360 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّهُ مَشَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ

قَالَ: وَقَدْ رَهَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دِرْعًا لَهُ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِالْمَدِينَةِ، فَأَخَذَ مِنْهُ شَعِيرًا لِأَهْلِهِ، قَالَ: وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ يَقُولُ: " مَا أَمْسَى عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَاعُ حَبٍّ، وَلَا صَاعُ بُرٍّ " وَإِنَّ عِنْدَهُ تِسْعَ

(1) إسناده حسن لأجل إسماعيل السُّدي.

وأخرجه الدارمي (1352)، وأبو عوانة 1/ 250، وابن حبان (1996)، والبيهقي 2/ 295 من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1351) من طريق إسرائيل، عن السدي، به.

وسيأتي بالأرقام (12846) و (13277) و (13985).

وقد سلف عن ابن مسعود برقم (3631): أن أكثر انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عن شماله. وانظر الجمع بين الحديثين هناك.

وفي جواز الانصراف عن اليمين وعن الشمال انظر حديث هلب الطائي سيأتي 5/ 226، وحديث عائشة سيأتي 6/ 87. وحديث أبي هريرة عند البيهقي 2/ 295.

ونقل البيهقي عن الشافعي قوله: فإن لم يكن له حاجة في ناحية وكان يتوجه ما شاء، أحببتُ أن يكون توجُّهُه عن يمينه لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبُّ من التيامن، غير مضيق على شيء من ذلك.

ص: 360

نِسْوَةٍ يَوْمَئِذٍ (1).

12361 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيُصِيبَنَّ نَاسًا سَفْعٌ مِنَ النَّارِ، عُقُوبَةً بِذُنُوبٍ عَمِلُوهَا، ثُمَّ يُدْخِلُهُمُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: الْجَهَنَّمِيُّونَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.

وأخرجه البيهقي 6/ 36 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2069) و (2508)، وابن ماجه (2437)، والترمذي (1215)، والنسائي 7/ 288، وابن حبان (6349)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 263 و 278، والبيهقي 6/ 36، والبغوي (4078) من طرق عن هشام الدستوائي، به.

واقتصر ابن ماجه على قصة رهن الدرع مقابل الشعير، وأما رواية النسائي فهي دون قوله: "ما أمسى

"، ورواية أبي الشيخ الثانية دون قصة رهن الدرع، واقتصر ابن حبان على قوله: "ما أصبح عند آل محمد صاع بُرٍّ

الخ".

وسيأتي الحديث بالأرقام (13169) و (13435) و (13497).

وقد سلف مختصراً بقصة رهن الدرع برقم (11993) من طريق الأعمش عن أنس.

وفي باب: قوله "ما أمسى

الخ" عن ابن مسعود عند ابن ماجه (8418).

قوله: "إهالة"، قال السندي: بكسر الهمزة: المذاب من الأَلْية، وقيل: هو الدهن الذي يُؤتدَم به مطلقاً.

وقوله: "سَنِخة" بفتح فكسر وإعجام خاء: متغيرة الرائحة من طول الزمان.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 361

12362 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ وأَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مِثْلُ مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي، مِثْلُ مَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَصَنْعَاءَ، أَوْ مِثْلُ مَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَعُمَانَ " وَقَالَ أَزْهَرُ: " مِثْلُ ". وَقَالَ: " وعُمَانَ "(1).

= وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(878) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (7450)، وابن أبي عاصم في "السنة"(845)، وأبو يعلى (2978) و (3013)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 660 و 661 و 662 و 901، وابن منده في "الإيمان"(878) و (920) و (921)، والبغوي (4350) من طرق عن هشام الدستوائي، به.

وسيأتي الحديث من طريق قتادة بالأرقام (12375) و (12489) و (13171) و (13679) و (13740) و (13839). ومن طريق قتادة وثابت البناني برقم (12662). وسلف الحديث مختصراً من طريق قتادة برقم (12270).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أزهر: هو ابن القاسم، متابع أبي عامر فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه وهو حسن الحديث.

وأخرجه الطيالسي (1993)، ومسلم (2303)(42)، وابن ماجه (4304)، وأبو عوانة الإسفراييني في المناقب كما في "الإتحاف" 2/ 232، وابن حبان (6451)، والآجري في "الشريعة" ص 354 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2303)(41) و (42)، وأبو عوانة في المناقب، وابن حبان (6448)، والبيهقي في "البعث والنشور"(119) من طرق عن قتادة، به.

وسيأتي برقم (13261) و (13294). =

ص: 362

12363 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ. عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْحَلَّاقُ يَحْلِقُهُ، وَقَدْ أَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ، مَا يُرِيدُونَ أَنْ تَقَعَ شَعَرَةٌ إِلَّا فِي يَدِ رَجُلٍ (1).

= وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (6162).

قوله: "مَثَل" وقال أزهر: "مِثْل" هكذا ضبطناه من نسخة (س)، وهي نسخة مقروءة ومقابلة على عدة نسخ.

وكذا ضبطنا عَمَّان وعُمَان منها. وقال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 2/ 108 في ضبط هذا الحرف الذي في حديث الحوض: رويناه عن شيوخنا بفتح العين مشدَّد الميم، وهي قرية من عمل دمشق، وكذا قاله الخطَّابي بفتح العين وتخفيف الميم، قال: وبعضهم يشدِّد الميم وذكره في ما يُثقَّل، والصواب تخفيفه

ثم نقل القاضي عياض عن أبي عبيد البكري أنه يقال فيه أيضاً: عُمَان بالضم والتخفيف، وهو وهم، فإن الذي قاله البكري في "معجم ما استعجم" ص 970 هو: عَمَان، دون التنصيص على ضبط العين بالضم، والذي يفهم منه أنه أراد إبقاء العين بالفتح، وذلك لأنه نقل الضبطين عن الخطابي، ونص كلام الخطابي في "إصلاح خطأ المحدثين" ص 46: عَمان: مفتوحة العين خفيفة الميم، وقال بعضهم: مشددة الميم. وقال ابن الأثير في "النهاية": عمان، مفتوحة العين خفيفة الميم، وقال بعضهم: مشددة الميم. مدينة قديمة بالشام من أرض البلقاء، فأما بالضم والتخفيف، فهو صقع عند البحرين.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن المغيرة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 1/ 529، والبيهقي 7/ 68 من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة في المناقب من طريق سعيد بن سليمان، عن سليمان بن المغيرة، به.

وسيأتي برقم (12400).

وانظر ما سلف برقم (12092). وما سيأتي برقم (12483).

ص: 363

12364 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ. قُلْتُ: فَأَنْتُمْ كَيْفَ كنتم (1) تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ (2).

12365 -

حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ - قَالَ جَعْفَرٌ: لَا أَحْسَبُهُ إِلَّا عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مُطِرْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَخَرَجَ، فَحَسَرَ ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ الْمَطَرُ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ:" لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ "(3).

(1) لفظة "كنتم" سقطت من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وهو مكرر (12346).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر بن سليمان الضُّبعي، فمن رجال مسلم.

وأخرجه البخاري في "الأدب"(571)، ومسلم (898)، وأبو داود (5100)، والنسائي في "الكبرى"(1837)، وابن أبي عاصم في "السنة"(622)، وأبو يعلى (3426)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 260، وابن حبان (6135)، والحاكم 4/ 285، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 291، والبيهقي 3/ 359، والبغوي (1171) من طرق عن جعفر بن سليمان، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (13820).

وأخرج أبو الشيخ ص 260 من طريق مجاشع بن عمرو، عن يوسف بن =

ص: 364

12366 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ جِئْتُ أَدْخُلُ كَمَا كُنْتُ أَدْخُلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وَرَاءَكَ يَا بُنَيَّ "(1).

= عطية الصفار، عن ثابت، عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجرد للمطر، ويأمر أهل بيته بذلك. وإسناده ضعيف جداً، يوسف بن عطية متروك.

قوله: "حديث عهد بربه"، قال السندي: أي: بتكوينه أو بإنزاله.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سلم -وهو ابن قيس- العلوي حَسَّنَ الرأيَ فيه ابنُ معين، ووثَّقه في بعض الروايات عنه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "المجروحين"، قال ابن عدي في "الكامل" 3/ 1176: وسَلْم العلوي قليلُ الحديث جداً، ولا أعلمُ له جميع ما يروي إلا دون خمسة أو فوقها قليل، وبهذا المقدار لا يُعتبر فيه حديثه أنه صدوق أو ضعيف، ولا سيما إذا لم يكن في مقدار ما يروي متن منكر. قلنا: فحديثه -إن شاء الله- حَسَن في المتابعات والشواهد.

وأخرجه أبو يعلى (4276)، والطحاوي 4/ 334، وابنُ السني في "عمل اليوم والليلة"(322)، وابن عدي 3/ 1176، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7795) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وسيأتي بالأرقام (13061) و (13176) و (13379) و (13494) من طريق سلم العلوي، واقتصر المصنف في الموضع الأول على أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأنس:"يا بني"، وتابع سَلْماً عليه هكذا مختصراً الجعدُ أبو عثمان فيما يأتي برقم (14038)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسلف من طريق حميد برقم (12023)، وسيأتي من طريق ثابت برقم (13025) في قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش عن أنس قال: =

ص: 365

12367 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى عَلَى رَجُلٍ صُفْرَةً، فَكَرِهَهَا قَالَ:" لَوْ أَمَرْتُمْ هَذَا أَنْ يَغْسِلَ هَذِهِ الصُّفْرَةَ ".

قَالَ: وَكَانَ لَا يَكَادُ يُوَاجِهُ أَحَدًا فِي وَجْهِهِ بِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ (1).

12368 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ

= فانطلق -يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم حتى دخل البيت، فذهبتُ أدخل معه، فالقى الستر بيني وبينه، ونزل الحجاب. وإسنادهما صحيحان.

(1)

إسناده حسن كسابقه.

وأخرجه الطيالسي (2126)، والبخاري في "الأدب المفرد"(437)، وأبو داود (4182) و (4789)، والترمذي في "الشمائل"(341)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(235) و (236)، وأبو يعلى (4277)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 128، وفي "شرح مشكل الآثار"(5884)، وابن عدي 3/ 1176، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 317، وفي "الآداب"(202)، وفي "شعب الإيمان"(6324) و (8100) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(82) من طريق خالد بن خِرَاش، عن حماد بن زيد، به -واقتصر على قول أنس: كان لا يكاد يواجه أحداً في وجهه بشيء يكرهه.

وسيأتي برقم (12573) و (12628).

قوله: "إثر صُفْرة"، أي: من زعفران، كما قال بعضُ شراح الحديث، وقد سلف النهي عن التزعفر للرجال برقم (11978)، وهو متفق عليه.

وقوله: "لا يكاد يواجه أحداً"، قال السندي: أي: يحترز عن ذلك في الأمور الجزئية من شدة الحياء، ولذلك كثيراً ما كان يقول:"ما بال أقوام" أو "قوم يفعلون كذا". قلنا: سيأتي ذلك عن عائشة 6/ 45، وهو متفق عليه.

ص: 366

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ مَعَ الْمَرْأَةِ مِنْ نِسَائِهِ مِنَ الْإِنَاءِ الْوَاحِدِ (1).

12369 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَبْرٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " آيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الْأَنْصَارِ، وَآيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ "(2).

12370 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ مَرَّةً عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَمَرَّةً عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ شَخْصًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَا يَقُومُ لَهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ، لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ (3).

12371 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْكَبَائِرِ، أَوْ ذَكَرَهَا، قَالَ:" الشِّرْكُ، وَالْعُقُوقُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ " أَوْ " قَوْلُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12105).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12316).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. أبو كامل: هو مظفَّر بن مُدرِك الخراساني. وانظر (12345).

ص: 367

الزُّورِ " (1).

12372 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَبْدُ الصَّمَدِ - الْمَعْنَى - قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قُلْتُ: كَمْ حَجَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: حَجَّةً وَاحِدَةً، وَاعْتَمَرَ أَرْبَعَ مِرَارٍ: عُمْرَتَهُ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَعُمْرَتَهُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَعُمْرَتَهُ مِنَ الْجِعِرَّانَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنِيمَةَ حُنَيْنٍ، وَعُمْرَتَهُ مَعَ حَجَّتِهِ (2).

12373 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ، قَالَ: فَقَالَ يَوْمًا: كُلُوا، فَمَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا، وَلَا شَاةً سَمِيطًا قَطُّ. قَالَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بَهْز: هو ابن أسد العَمِّي. وانظر (12336).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.

وأخرجه مسلم (1253) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1787)، والبخاري (1778) و (1779) و (1780) و (4148)، ومسلم (1253)، وأبو داود (1994)، والترمذي (815)، وابن خزيمة (3071)، وأبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 2/ 219، والطحاوي 2/ 153، وابن حبان (3764)، والبيهقي 5/ 10، والبغوي (1846) من طرق عن همام بن يحيى، به. وسيأتي برقم (13565) و (13687).

وللحديث عن عُمَرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم انظر ما سلف في مسند ابن عمر برقم (5383) وانظر "الفتح" 3/ 600 - 602.

ص: 368

عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: حَتَّى لَحِقَ بِرَبِّهِ (1).

12374 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّهَا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَأَصْحَابُهُ مُخَالِطُونَ (2) الْحُزْنَ، وَالْكَآبَةَ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَنَاسِكِهِمْ (3)، وَنَحَرُوا الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِ:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} إِلَى قَوْلِهِ: {صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [الفتح: 1 - 2]، قَالَ:" لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَتَانِ، هُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا " قَالَ: فَلَمَّا تَلَاهُمَا قَالَ رَجُلٌ: هَنِيئًا مَرِيئًا يَا نَبِيَّ اللهِ، قَدْ بَيَّنَ اللهُ لَكَ مَا يَفْعَلُ بِكَ، فَمَا يَفْعَلُ بِنَا؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل الْآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ (4).

12375 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا يُصِيبُهُمْ سَفْعٌ مِنَ النَّارِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيِّينَ ".

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12296).

(2)

في (م) و (س) و (ق): يخالطون.

(3)

تحرفت في (م) إلى: مساكنهم.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12226).

ص: 369

قَالَ: فَكَانَ قَتَادَةُ يُتْبِعُ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ: وَاللهُ أَعْلَمُ، وَلَكِنْ أَحَقُّ مَنْ صَدَّقْتُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، الَّذِينَ اخْتَارَهُمُ اللهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ، وَإِقَامَةِ دِينِهِ (1).

12376 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً قَدْ دَعَا بِهَا، فَاسْتُجِيبَ لَهُ، وَإِنِّي اسْتَخْبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (6559)، وعلقه بإثر الحديث (7450)، وأبو يعلى (2886) و (3206)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 670، والآجري في "الشريعة" ص 345 - 346، وابن منده في "الإيمان"(923)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2060) من طرق عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.

وانظر (12364).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر من طريق عفان وحده برقم (13705).

وأخرجه أبو يعلى (3097)، وابن منده في "الإيمان"(916) من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(797)، وأبو يعلى (2842)، وابن منده (916) من طرق عن همام بن يحيى، به.

وأخرجه الحاكم 1/ 69 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به. بلفظ:"شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي". وسيأتي بهذا اللفظ من طريق أشعث الحراني عن أنس برقم (13222).

وسيأتي الحديث عن قتادة بالأرقام (13170) و (13281) و (13932) =

ص: 370

12377 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: أَيُّ اللِّبَاسِ كَانَ أَعْجَبَ - قَالَ عَفَّانُ: أَوْ أَحَبَّ - إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: الْحِبَرَةُ (1).

12378 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ (2)، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُنْبَذَ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ

= و (14111)، وعن سليمان التيمي برقم (13290).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2546) ضمن حديث الشفاعة.

وعن أبي هريرة، سلف برقم (7714).

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11148).

وعن جابر، سيأتي 3/ 384.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر من طريق عفان وحده برقم (13625).

وأخرجه أبو عوانة 5/ 466 - 467 من طريق عفان وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 1/ 456، والبخاري (5812)، ومسلم (2079)، وأبو داود (4060)، وأبو يعلى (2873) و (3090)، وأبو عوانة 5/ 466 و 466 - 467، وابن حبان (6396)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 113، والبيهقي 3/ 245، والبغوي (3067) من طرق عن همام، به.

وسيأتي برقم (12905) و (14108).

قوله: حبرة: قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 328: الحَبِير من البُرود: ما كان مَوْشيّاً مخطَّطاً، يقال: برد حبير، وبرد حِبَرة، بوزن عِنَبَة، على الوصف والإضافة، وهو بردٌ يَمان، والجمع: حِبَرٌ وحِبَرات.

(2)

قوله: "حدثنا همام" سقط من (م).

ص: 371

جَمِيعًا (1).

12379 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (2891) و (3103) عن هدبة بن خالد، عن همام، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1981)، وأبو عوانة 5/ 254 - 255، وابن حبان (5380)، والبيهقي 8/ 308 من طريق عمرو بن الحارث، عن قتادة، به.

وأخرج النسائي 8/ 291 من طريق المختار بن فلفل، عن أنس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجمع بين شيئين نبيذاً يبغي أحدُهما على صاحبه. قال: وسألته عن الفضيخ، فنهاني عنه، قال: كان يكره المذنَّب من البسر مخافة أن يكونا شيئين، فكنا نقطعه.

وسيأتي الحديث من طريق قتادة برقم (13196) و (13628)، ومن طريق حميد برقم (12423) و (12599)، ومن طريق خالد بن الفرز برقم (12575).

وانظر (12869) و (13275).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2499).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (9750). وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عباس.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد =

ص: 372

12380 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبَانُ - قَالَ بَهْزُ: بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ -، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ " قَالَ: " فَيُدَلِّي فِيهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَدَمَهُ " قَالَ: " فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ بِعِزَّتِكَ، وَلَا يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ، حَتَّى يُنْشِئَ اللهُ لَهَا خَلْقًا آخَرَ فَيُسْكِنَهُ فِي فُضُولِ الْجَنَّةِ "(1).

= الجَرمي. وسيتكرر برقم (12536).

وأخرجه أبو داود (449)، والنسائي 2/ 32، وابن ماجه (739)، وأبو يعلى (2798)، وابن خزيمة (1322) و (1323)، وابن حبان (1614) و (6760)، والطبراني في "الكبير"(752)، وفي "الصغير"(1087)، والضياء في "المختارة"(2236) و (2238)، والبغوي (465)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 237 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد- وقرن أبو داود وابن خزيمة والطبراني بأبي قلابة قتادةَ السدوسيَّ.

وأخرجه أبو يعلى (2817)، وابن خزيمة (1321)، والضياء في "المختارة"(2239)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 236 من طريق أبي عامر صالح بن رستم، عن أبي قلابة، عن أنس مرفوعاً بلفظ "يأتي على الناس زمان يَتباهَوْن بالمساجد لا يَعمُرونها إلا قليلاً".

وإسناده حسن.

وسيأتي الحديث من طريق أبي قلابة بالأرقام (12473) و (13404) و (14020).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبان بن يزيد العطار روى له البخاري تعليقاً. ومسلم احتجاجاً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 221 من طريق بهز بن أسد، بهذا =

ص: 373

12381 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْإِسْلَامُ عَلَانِيَةٌ، وَالْإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ " قَالَ: ثُمَّ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: " التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا "(1).

= الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة أيضاً 1/ 220 من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبان ابن يزيد، به.

وأخرجه بنحوه البخاري تعليقاً (7384)، وابن أبي عاصم في "السنة"(533)، والطبري في "تفسيره" 26/ 170 و 171، وابن خزيمة في "التوحيد"(125) من طريق سليمان التيمي، عن قتادة، به موقوفاً.

وأخرجه كذلك موقوفاً الطبري 26/ 170 عن محمد بن حميد، عن يحيى ابن واضح، عن الحسين بن واقد، عن ثابت، عن أنس. ومحمد بن حميد الرازي ضعيف.

وسيأتي مرفوعاً من طريق قتادة بالأرقام (12440) و (13402) و (13457) و (13968).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7718). وانظر شرح الحديث هناك.

وعن أبي سعيد، سلف برقم (11099).

قوله: "فيُدَلِّي"، قال السندي: من التدلية، أي: يُدخِل.

"فينزوي"، أي: ينضمُّ.

(1)

إسناده ضعيف، تفرُّد به عليُّ بن مسعدة، وقد ضعَّفه البخاري فقال: فيه نظر، وأبو داود والنسائي وابن حبان والعقيلي، وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. وقد وثقه الطيالسي، وقال ابن معين: صالح، وفي رواية: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: لا بأس به. قلنا: فالرأي في هذا الراوي أنه ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد، وهو هنا قد تفرد بهذا الحديث. =

ص: 374

12382 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا عَنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كَانَ شَعْرُهُ رَجِلًا لَيْسَ بِالْجَعْدِ، وَلَا بِالسَّبْطِ، كَانَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ (1).

12383 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ

= وأخرجه ابن أبي شيبة في "الإيمان"(6)، وأبو يعلى (2923)، والبزار (20 - كشف الأستار)، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 250، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1850، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 111، والخطيب في "الموضح" 2/ 249 من طرق عن علي بن مَسْعَدة، بهذا الإسناد.

واما قوله: "التقوى هاهنا" فله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2564)(32)، وسلف في مسنده برقم (7727).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 1/ 428، والبخاري (5905) و (5906)، ومسلم (2338)(94)، والترمذي في "الشمائل"(26)، والنسائي 8/ 131، وأبو يعلى (2847)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 2/ 262، وابن حبان (6291)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 219 و 220، والبغوي (3637) من طرق عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث برقم (13104).

وسيأتي الشطر الأول ضمن حديث مطول برقم (13519) من طريق ربيعة ابن أبي عبد الرحمن، عن أنس.

وسلف نحو الشطر الثاني برقم (12175) من طريق همام عن قتادة.

قال السندي: "رَجِلاً" بفتح فكسر، أي: لم يكن شديد الجعودة، ولا شديد السُّبُوطة، بل بينهما. "بالجَعْد" بفتح فسكون. "ولا بالسبط" بكسر سين وفتحها مع سكون باء وكسرها وفتحها: هو الشعر المنبسط المسترسل، وضده الجَعْد. =

ص: 375

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَالَ: " لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ "(1).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي هلال -وهو محمد بن سليم الراسبي- فقد روى له أصحاب السنن وعلَّق له البخاري، وضعفه البخاري والنسائي وابن سعد وغيرهم، ووثقه أبو داود، وقال ابن معين: صدوق، وقال مرة: ليس به بأس. قلنا: فهو ضعيف يعتبر به، وحديثه هذا لم يتفرد به، بل روي من طرق اخرى عن أنس، وهي -وإن كانت ضعيفة- يشدُّ بعضها بعضاً فيتحسَّن الحديث إن شاء الله تعالى.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 11، وعبد بن حميد (1198)، وأبو يعلى (2863)، والبزار (100 - كشف الأستار)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"

(493)

، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 154، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 27، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2221، والطبراني في "الأوسط"(2627)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(849) و (850)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 288 و 9/ 231، وفي "شعب الإيمان"(4354)، والبغوي (38) من طرق عن أبي هلال الراسبي، بهذا الإسناد. وحسَّنه البغوي.

وسيأتي من هذا الطريق برقم (12567) و (13199).

وسيأتي برقم (13637) من طريق حماد بن سلمة، عن المغيرة بن زياد الثقفي، عن أنس، والمغيرة بن زياد هذا لا يُعرف.

وأخرجه أبو يعلى (3445)، وعنه ابن حبان (194) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن حماد، عن ثابت، عن أنس. ومؤمَّل سيئ الحفظ.

وأخرجه ابن عدي 3/ 1192، والبيهقي 4/ 97 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن ابن أبي حبيب، عن سنان بن سعد الكندي، عن أنس. وسنان ضعيف يعتبر به في المتابعات.

وفي الباب عن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط"(2313)، وفيه زيادة، وفيه مندل بن علي وهو ضعيف. =

ص: 376

12384 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ عِتْبَانَ اشْتَكَى عَيْنَهُ، فَبَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ لَهُ مَا أَصَابَهُ، وقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَعَالَ صَلِّ فِي بَيْتِي حَتَّى أَتَّخِذَهُ مُصَلًّى. قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَنْ شَاءَ اللهُ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَصْحَابُهُ يَتَحَدَّثُونَ بَيْنَهُمْ، فَجَعَلُوا يَذْكُرُونَ مَا يَلْقَوْنَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَأَسْنَدُوا عُظْمَ ذَلِكَ إِلَى مَالِكِ بْنِ دُخَيْشِمٍ، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:

= وعن ابن عباس عند أبي يعلى (2458)، قال الهيثمي 1/ 172: وفيه حسين بن قيس الملقب بحنش، وهو متروك الحديث.

وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(7798) و (7972)، وفي "مسند الشاميين"(171) و (172)، وفيه القاسم أبو عبد الرحمن، وهو ضعيف عند الأكثرين كما في "المجمع" 1/ 96.

وعن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير"(10553)، وفيه حصين بن مذكور عن قريش التميمي، ولا يعرفان.

قوله: "لا إيمان"، قال السندي: قيل: المراد في الموضعين نفيُ الكمال، وقيل: معناه: لا إيمان لمن لا يؤدِّي الأمانة مستحلاً لذلك، ولا دينَ لمن لا يَفي بالعهد مستَحِلاً لذلك، ثم قيل: المراد بالأمانة أمانةُ العباد من الودائع وغيرها، وأمانة الله من الصلاة والصوم والزكاة وأمثالها، وحفظ الفَرج من الحرام، والجوارح من الآثام، والمرادُ بالعهد عهد العباد ووعدهم، وعهد الله ووَعْدُه، وقيل: هو تغليظ وتشديد كما هو شأن الوعيد، وليس المرادُ به نفيَ الإيمان، وقال بعضهم: معنى "لا دين لمن لا عهدَ له" أي: مَن جرى بينه وبين أحدٍ عهدٌ وميثاقٌ، ثم غَدَر من غير عُذْر شرعي، فدِينُه ناقص، أما مع العُذْر كنقض الإمام المعاهدة مع الحربيِّ إذا رأى المصلحة فإنه جائز، والله تعالى أعلم. =

ص: 377

" أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " فَقَالَ قَائِلٌ: بَلَى، وَمَا هُوَ مِنْ قَلْبِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَلَنْ تَطْعَمَهُ النَّارُ " أَوْ قَالَ: " لَنْ يَدْخُلَ النَّارَ "(1).

12385 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُعْجِبُهُ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ، فَرُبَّمَا

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً. وسيأتي برقم (12788) عن مؤمل عن حماد عن ثابت.

وهذا الحديث إنما رواه أنس عن محمود بن الربيع عن عِتبان بن مالك، ثم سمعه من عِتْبان نفسه، كما سيأتي في مسند عتبان 5/ 449 عن حجاج بن محمد، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس.

وأخرج قصة مالك بن دُخَيشم -ويقال: دُخْشُم- دون قصة عتبان: النسائيُّ في "عمل اليوم والليلة"(1105) من طريق آدم بن أبي إياس، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة، عن أنس.

قوله: "اشتكى عينه" قيل: اشتكى ضعفَ بصره كما لمسلم، أو عَمَاه كما عند غيره.

"عُظْم ذلك": بضمٍّ فسكون، أي: معظمه.

ومالك بن الدُّخَيشِم: أنصاريٌّ أوسيٌّ، قال أبو عمر ابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/ 352 - 353: شهد العقبةَ في قول ابن إسحاق وموسى بن عقبة والواقدي، ولم يشهدها في قول أبي معشر وداود بن الحُصين، ولم يختلفوا أنه شهد بدراً وما بعدها من المشاهد، وهو الذي أَسَرَ يومَ بدرٍ سُهيلَ بنَ عمرو، وكان يُتَّهم بالنفاق ولا يصحُّ عنه النفاقُ، وقد ظَهَرَ من حُسْنِ إسلامه ما يمنع من اتهامه. والله أعلم.

ص: 378

قَالَ: " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا؟ " فَإِذَا رَأَى الرَّجُلُ رُؤْيَا سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، كَانَ أَعْجَبَ لِرُؤْيَاهُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُ كَأَنِّي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ بِهَا وَجْبَةً، ارْتَجَّتْ (1) لَهَا الْجَنَّةُ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا قَدْ جِيءَ بِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، وَفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، حَتَّى عَدَّتْ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا وَقَدْ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً قَبْلَ ذَلِكَ، قَالَتْ: فَجِيءَ بِهِمْ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ طُلْسٌ، تَشْخُبُ أَوْدَاجُهُمْ. قَالَتْ: فَقِيلَ: اذْهَبُوا بِهِمْ إِلَى نَهْرِ الْبَيْذَخِ (2) - أَوْ قَالَ: إِلَى نَهَرِ الْبَيْدَحِ - قَالَ: فَغُمِسُوا فِيهِ، فَخَرَجُوا مِنْهُ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ. قَالَتْ: ثُمَّ أَتَوْا بِكَرَاسِيَّ مِنْ ذَهَبٍ فَقَعَدُوا عَلَيْهَا، وَأُتِيَ بِصَحْفَةٍ - أَوْ كَلِمَةٍ نَحْوِهَا - فِيهَا بُسْرٌ، فَأَكَلُوا مِنْهَا، فَمَا يُقَلِّبُونَهَا لِشِقٍّ إِلَّا أَكَلُوا مِنْ فَاكِهَةٍ مَا

(1) في (ظ 4) ونسخة في (س): الْتجَّت. قال السندي في شرحه على "ارتجَّت": أي: اضطربت، افتعال من الرَّج: وهو الحركة، وفي بعض النسخ: التجَّت، وهو قريب من معنى "ارتجت" فقد جاء:"مَن ركب البحر إذا التجَّ -وفي رواية: ارتجَّ- فقد برئت منه الذمة" فمعنى "التجَّ" أي: تلاطمت أمواجُه، من التجَّ الأمرُ: إذا عَظُمَ واختلط، ولُجَّة البحر: معظمُه، ومعنى:"ارتجَّ" أي: اضطرب.

(2)

في (م) و (س) و (ق): السدخ: والمثبت من (ظ 4) و"المختارة" للضياء. والبَيْذَخ وكذا البَيْدَح: يقال للمرأة البادِن، أي: السمينة الممتلئة. وفي "القاموس": البِدْح -بالكسر-: الفضاء الواسع، وبَدَاح -كسَحَاب-: المتَّسع من الأرض، أو اللِّينة الواسعة. فلعلَّ هذا مأخوذ منه.

وأما السدح: فهو بسط الشيء على الأرض.

ص: 379

أَرَادُوا، وَأَكَلْتُ مَعَهُمْ.

قَالَ: فَجَاءَ الْبَشِيرُ مِنْ تِلْكَ السَّرِيَّةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ مِنْ أَمْرِنَا كَذَا وَكَذَا، وَأُصِيبَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ. حَتَّى عَدَّ الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ عَدَّتْهُمُ الْمَرْأَةُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" عَلَيَّ بِالْمَرْأَةِ " فَجَاءَتْ، قَالَ:" قُصِّي عَلَى هَذَا رُؤْيَاكِ " فَقَصَّتْ، قَالَ: هُوَ كَمَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ (1).

12386 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، الْمَعْنَى (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1716) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (3289)، ومن طريقه ابن حبان (6054)، والضياء (1715)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 26 من طريق شيبان بن فرّوخ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 26 من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن سليمان بن المغيرة، به.

وأخرج النسائي في "الكبرى"(7622) أوله فقط من طريق أبي هشام، عن سليمان بن المغيرة، به.

وسيأتي بالأرقام (12386) و (13698).

قوله: "وَجْبة"، قال السندي: السقطة مع الهدَّة، وقيل: صوت السقوط.

"طُلس" جمع أطلس، وهو الأَسود والوسخ، ومنه رجال طُلْس، أي: مُغْبَرُّ الألوان.

"تَشخَب"، أي: تسيل.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وسليمان: هو ابن المغيرة. =

ص: 380

12387 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَامِلَهُ، فَنَكَتَهُنَّ فِي الْأَرْضِ، فَقَالَ:" هَذَا ابْنُ آدَمَ " وَقَالَ: بِيَدِهِ خَلْفَ ذَلِكَ قَالَ: " وَهَذَا أَجَلُهُ "، قَالَ: وَأَوْمَأَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: " وَثَمَّ أَمَلُهُ " ثَلَاثَ مِرَارٍ (1).

12388 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي فِي أَيَّامِ الشِّتَاءِ، وَمَا نَدْرِي لَمَا مَضَى مِنَ النَّهَارِ أَكْثَرُ أَوْ مَا بَقِيَ (2).

= وأخرجه عبد بن حميد (1275)، والضياء في "المختارة"(1717) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وانظر (12238).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، موسى أبو العلاء لا يعرف، ومن دونه ثقات من رجال الصحيح. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.

وسيأتي برقم (12634) عن أبي كامل وعفان عن حماد بن سلمة.

وأخرج البخاري في "الصحيح"(906)، وفي "الأدب المفرد"(1162)، والنسائي 1/ 248، والبيهقي 3/ 191 من طريق أبي خلدة خالد بن دينار قال: صلَّى بنا أميرٌ الجمعةَ، ثم قال لأنسٍ: كيف كان النبيُّ يصلِّي الظهر؟ قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أشتدَّ البَرْدُ بَكَّرَ بالصلاة، وإذا اشتدَّ الحرُّ أبرَدَ بالصلاة.

وانظر ما سلف برقم (12111).

قوله: "كان يصلي في أيام الشتاء" يعنى صلاة الظهر، والمراد بقوله: "وما =

ص: 381

12389 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يُجَاوِزُ شَعْرُهُ أُذُنَيْهِ (1).

12390 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا "(2).

= ندري لَمَا مضى من النهار اكثر أو ما بقي" أنه من شدة التعجيل والتبكير بها كان يشتبه على بعضهم هل صلّاها قبل الزوال أو بعده.

(1)

إسناده صحيح. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني.

وأخرجه ابن سعد 1/ 428، وعبد بن حميد (125) و (1340)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 1/ 478 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. زاد أبو عوانة في إحدى طريقيه: كأنه شعر قتادة، وكان شعره رَجِلاً، وسيأتي نحو هذه الزيادة في "المسند" برقم (13238) من طريق حميد عن أنس.

وأخرجه عبد الرزاق (20519)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1242)، وأبو داود (4185)، والنسائي 8/ 133، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 220، والبغوي (3639). وأخرجه ابن سعد 1/ 428، والترمذي في "الشمائل"(28) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما (عبد الرزاق وابن المبارك) عن معمر، عن ثابت، به. بلفظ: كان شعرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أُذُنيه.

وسيأتي الحديث من طريق ثابت برقم (12601). وانظر ما سلف برقم (12118).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً برقم (12677).

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20876)، وفي "تفسيره" 3/ 72، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1183)، والترمذي (3293)، وأبو يعلى =

ص: 382

12391 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ "(1).

= (3038)، والبيهقي في "البعث والنشور"(270).

وأخرجه الطبري 27/ 184 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، بهذا الإسناد. وانظر (12070).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20919)، وفي "تفسيره" 1/ 121، ومن طريقه أخرجه المصنف أيضاً في "فضائل الصحابة"(1325) و (1337)، والترمذي (3878)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2960)، وأبو يعلى (3039)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(147)، وابن حبان (6951) و (7003)، والسَّراج في "مسنده" كما في "الاستيعاب" 4/ 365، والطبراني في "المعجم الكبير" 22/ (1003) و 23/ (3)، والحاكم 3/ 157، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 344، والبغوي في "شرح السنة"(3955)، وفي "التفسير" 1/ 301.

وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة"(1332) و (1338)، ومن طريقه الحاكم 3/ 157 عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2961)، والطبري 3/ 263، وابن عدي 4/ 1533، والطبراني في "الكبير" 22/ (1004)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 404، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 4/ 277، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 83 من طريق أبي جعفر الرازي، عن ثابت، عن أنس. وأبو جعفر سيئ الحفظ. لكن حديثه حسن في المتابعات وهذا منها.

وفي الباب عن علي، سلف برقم (938).

وعن ابن عباس، سلف برقم (2668).

ص: 383

12392 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَلَغَ صَفِيَّةَ أَنَّ حَفْصَةَ قَالَتْ: ابْنَةُ يَهُودِيٍّ، فَبَكَتْ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ:" مَا شَأْنُكِ؟ " فَقَالَتْ: قَالَتْ لِي حَفْصَةُ: إِنِّي ابْنَةُ يَهُودِيٍّ! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّكِ ابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ " فَقَالَ: " اتَّقِي اللهَ يَا حَفْصَةُ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1795) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20921)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1248)، والترمذي (3894)، والنسائي في "الكبرى"(8919)، وأبو يعلى (3437)، وابن حبان (7211)، والطبراني 24/ (186)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 55، والضياء (1793) و (1794) و (1796) و (1797). وقال الترمذي: حسن صحيح.

وصفية أم المؤمنين: هي ابنة حُيي بن أَخطبَ من بني النضير، وهو من سِبْط لاوي بن يعقوب، ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام، ولذلك قال لها النبي صلى الله عليه وسلم:"إنك ابنة نبيٍّ، وإن عمَّك لَنَبيّ".

وأخرج الترمذي (3892) من طريق هاشم بن سعيد الكوفي، عن كنانة مولى صفية قال: حدثتنا صفيةُ بنت حيي قالت: دَخَلَ عليَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلامٌ، فذكرتُ ذلك له فقال:"ألا قلتِ: فكيف تكونان خيراً مني وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى؟ " وكان الذي بلغها إنهم قالوا: نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وقالوا: نحن أزواجُ النبي صلى الله عليه وسلم وبنات عمه. قال الترمذي: وهذا حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إلا من حديث هاشم الكوفي، وليس إسناده بذلك القوي.

ص: 384

12393 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى جُلَيْبِيبٍ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى أَبِيهَا، فَقَالَ: حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " فَنَعَمْ إِذًا ".

قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا، فَقَالَتْ: لَا هَا اللهُ إِذًا، مَا وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا جُلَيْبِيبًا، وَقَدْ مَنَعْنَاهَا مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ؟! قَالَ: وَالْجَارِيَةُ فِي سِتْرِهَا تَسْتَمِعُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَرُدُّوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرَهُ؟! إِنْ كَانَ قَدْ رَضِيَهُ لَكُمْ، فَأَنْكِحُوهُ. قَالَ: فَكَأَنَّهَا جَلَتْ عَنْ أَبَوَيْهَا، وَقَالَا: صَدَقْتِ. فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ قَدْ رَضِيتَهُ فَقَدْ رَضِينَاهُ. قَالَ: " فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهُ ". فَزَوَّجَهَا.

ثُمَّ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، فَرَكِبَ جُلَيْبِيبٌ فَوَجَدُوهُ قَدْ قُتِلَ وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ قَتَلَهُمْ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا وَإِنَّهَا لَمِنْ أَنْفَقِ ثَيِّبٍ (1) فِي الْمَدِينَةِ (2).

(1) في (م) و (س) و (ق): بيت، والمثبت من (ظ 4) وهو الصواب الموافق لما في مصادر التخريج.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(10333)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1245)، والبزار (2741)، وابن حبان (4059).

ويشهد له حديث أبي برزة الأسلمي، وسيأتي في مسنده 4/ 422 بإسناد صحيح، وصححه ابن حبان (4035). =

ص: 385

12394 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي ذُو مَالٍ كَثِيرٍ، وَذُو أَهْلٍ وَوَلَدٍ وَحَاضِرَةٍ فَأَخْبِرْنِي كَيْفَ أُنْفِقُ، وَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" تُخْرِجُ الزَّكَاةَ مِنْ مَالِكَ، فَإِنَّهَا طُهْرَةٌ تُطَهِّرُكَ (1)، وَتَصِلُ أَقْرِبَاءَكَ، وَتَعْرِفُ حَقَّ السَّائِلِ وَالْجَارِ وَالْمِسْكِينِ ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقْلِلْ لِي. قَالَ:" فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ، وَالْمِسْكِينَ، وَابْنَ السَّبِيلِ، وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا " فَقَالَ: حَسْبِي يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَا أَدَّيْتُ الزَّكَاةَ إِلَى رَسُولِكَ، فَقَدْ بَرِئْتُ مِنْهَا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" نَعَمْ، إِذَا أَدَّيْتَهَا إِلَى رَسُولِي فَقَدْ بَرِئْتَ مِنْهَا، فَلَكَ أَجْرُهَا، وَإِثْمُهَا عَلَى مَنْ بَدَّلَهَا "(2).

= وأخرج أبو يعلى (3343) من طريق ديلم بن غزوان، عن ثابت، عن أنس قال: كان رجلٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: جليبيب، في وجهه دَمامَةٌ، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم التزويج، فقال: إذًا تجدني كاسدًا. فقال: "غير أنك عند الله ليس بكاسدٍ". وإسناده صحيح.

(1)

في (ظ 4): طهر يطهِّرك.

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن قيل في رواية سعيد بن أبي هلال عن أنس: إنها مرسلة. ليث: هو ابن سعد، وخالد بن يزيد: هو الجمحي أبو عبد الرحيم المصري.

وأخرجه الحاكم 2/ 360 - 361 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

قوله: "وحاضرة"، قال السندي: في "القاموس": الحاضرة خلاف البادية، وكأن المراد ذو بيوت ومساكن.

"طُهْرة"، أي: تطهير من الذنوب.

ص: 386

12395 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَهِيَ مُحَمَّةٌ، فَحُمَّ النَّاسُ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ وَالنَّاسُ قُعُودٌ يُصَلُّونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" صَلَاةُ الْقَاعِدِ نِصْفُ صَلَاةِ الْقَائِمِ ". فَتَجَشَّمَ النَّاسُ الصَّلَاةَ قِيَامًا (1).

12396 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عِنْدَنَا، فَعَرِقَ، وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ، فَجَعَلَتْ تَسْلُتُ الْعَرَقَ فِيهَا، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ؟ " فَقَالَتْ: هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا، وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن أبن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلس ولم يصرح بسماعه من ابن شهاب.

وأخرجه أبو يعلى (3583) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (4121) عن ابن جريج، به.

وسيأتي من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد برقم (13236)، وإسناده صحيح.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6512). وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "محمَّة"، بفتح الميم والحاء، وبضم الميم وكسر الحاء، في "القاموس": أرض محمَّة: ذات حُمَّى، أو كثيرتها.

"فتجشَّم"، أي: تكلَّف.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =

ص: 387

12397 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ. قَالَ: يَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لَا أَفْتَحَ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ "(1).

= سليمان -وهو ابن المغيرة- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً.

وأخرجه عبد بن حميد (1268)، ومسلم (2331)(83)، والبغوي (3661) من طرق عن هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (289)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 61، والبيهقي في "الشعب"(1429) من طرق عن سليمان بن المغيرة، به.

وأخرجه النسائي 8/ 218 من طريق محمد بن موسى، عن عبد الله ابن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك.

وسيأتي برقم (13423) و (14059) من طريق ثابت. وانظر ما سلف برقم (12000).

قوله: "فقال" من القيلولة: وهو النوم في الظهيرةِ.

و"تسلُت"، قال السندي: أي: تمسح العرقَ عن محله، وتجمعه في القارورة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (1271)، ومسلم (197)، وأبو عوانة 1/ 158 - 159، وابن منده في "الإيمان"(867)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 480، والبغوي (4339) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد- زوائد نعيم"(400) عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولم يذكر أنساً!

وسيأتي نحوه ضمن حديث الشفاعة الطويل من طريق ثابت برقم (13590). =

ص: 388

12398 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بُسَيْسَةَ عَيْنًا يَنْظُرُ مَا صَنَعَتْ (1) عِيرُ أَبِي سُفْيَانَ، فَجَاءَ وَمَا فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا أَدْرِي مَا اسْتَثْنَى بَعْضَ نِسَائِهِ - فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَتَكَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّ لَنَا طَلِبَةً، فَمَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا، فَلْيَرْكَبْ مَعَنَا ". فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذِنُونَهُ فِي ظَهْرٍ لَهُمْ فِي عُلُوِّ الْمَدِينَةِ، قَالَ:" لَا إِلَّا مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا ". فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ حَتَّى سَبَقُوا الْمُشْرِكِينَ إِلَى بَدْرٍ، وَجَاءَ الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَى شَيْءٍ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُؤْذِنُهُ ". فَدَنَا الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا

= وأخرج الحميدي (1204)، والدارمي (50)، والترمذي (3148)، وأبو يعلى (3989) و (3997)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 621 من طريق علي ابن زيد بن جدعان، عن أنس: أنه ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة، فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فآخذ بحلقة الجنة فأُقْعْقِعُها". وعلي بن زيد ضعيف، لكن حديثه هذا يُشدُّ بغيره.

وأخرج ابن أبي شيبة 4/ 95 و 12/ 503، ومسلم (196)(331)، وابن أبي عاصم في "الأوائل"(6)، وأبو يعلى (3964)، وابن حبان (6481)، والطبراني في "الأوائل"(5)، وابن منده في "الإيمان"(888)، والبغوي (4338) من طريق المختار بن فلفل، عن أنس مرفوعاً:"أنا أول من يقرع باب الجنة". وفيه عند بعضهم زيادات.

وانظر ما سيأتي برقم (12469).

(1)

في (م) و (س) و (ق): فعلت.

ص: 389

السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ".

قَالَ: يَقُولُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ، جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ؟ قَالَ:" نَعَمْ " فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ " قَالَ: لَا وَاللهِ، يَا رَسُولَ اللهِ، إِلَّا رَجَاءَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا. قَالَ:" فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا ". قَالَ: فَاخْتَرَجَ (1) تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي، هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ. قَالَ: ثُمَّ رَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ (2).

(1) في (م) و (ق): فَأَخْرَجَ، وكذلك هي في "صحيح مسلم"، والمثبت من (ظ 4) و (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أحمد بن عبد الواحد المقدسي في "فضل الجهاد والمجاهدين"(21) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد -واقتصر على قصة عمير بن الحمام.

وأخرجه عبد بن حميد (1272)، ومسلم (1901)، وأبو داود (2618)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(55)، وأبو عوانة 5/ 35 - 37، والحاكم 3/ 426، والبيهقي في "السنن" 9/ 43، وفي "الدلائل" 3/ 68 - 69 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، به- واقتصر الحاكم وعنه البيهقي في "السنن" على قصة عمير بن الحمام.

قوله: "عِير أبي سفيان"، قال السندي: بكسر العين، هي دوابُّ تحمل الطعام وغيره من الأمتعة.

"ما استثنى": "ما" مصدرية، أي: استثناءَه، أو نافية، أي: ما استثنى أَمِ استثنى.

"طَلِبَة"، أي: مطلوباً. =

ص: 390

12399 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات: 2]، وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ رَفِيعَ الصَّوْتِ، فَقَالَ: أَنَا الَّذِي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَبِطَ عَمَلِي، أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ! وَجَلَسَ فِي أَهْلِهِ حَزِينًا، فَتَفَقَّدَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِلَيْهِ، فَقَالُوا لَهُ: تَفَقَّدَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَا لَكَ؟ فَقَالَ: أَنَا الَّذِي أَرْفَعُ صَوْتِي فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ، وَأَجْهَرُ بِالْقَوْلِ، حَبِطَ عَمَلِي وَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ. فَأَتَوْا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ بِمَا قَالَ، فَقَالَ:" لَا، بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ".

قَالَ أَنَسٌ: وَكُنَّا نَرَاهُ يَمْشِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ كَانَ فِينَا بَعْضُ الِانْكِشَافِ، فَجَاءَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَقَدْ تَحَنَّطَ وَلَبِسَ كَفَنَهُ، فَقَالَ

= "ظَهره"، أي: مركوبه.

"بخ بخ": جاء فيه إسكان الخاء وكسرها منوَّناً، وهي كلمة تُطلَقُ لتفخيم الأمر وتعظيمه في الخير.

"من قَرَنه"، قال النووي: بقاف وراء مفتوحتين ثم نون، وهو وعاءٌ من جلود يُجعَل للسهام.

وأما بُسَيسة، ويقال: بَسْبَسة، وهو الذي صوَّبه ابن حجر في "الإصابة" 1/ 288، ويقال له: بَسْبَس، بغير هاء: وهو ابن عمرو بن ثعلبة الجهني، حليف الخزرج، وذكر ابن حجر أنه شهد بدراً باتفاق.

ص: 391

بِئْسَمَا تُعَوِّدُونَ أَقْرَانَكُمْ. فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (1209)، وأبو عوانة 1/ 69، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 354 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(557)، ومسلم (119)(188)، وأبو يعلى (3331)، وابن حبان (7168) من طرق عن سليمان بن المغيرة، به.

وأخرجه مسلم (119)(188)، وأبو يعلى (3427)، والواحدي في "أسباب النزول" ص 258 من طريق جعفر بن سليمان، ومسلم (119)(188)، والنسائي في "الكبرى"(8227) و (11513)، وأبو يعلى (3381)، وابن حبان (7169) من طريق سليمان التيمي، كلاهما عن ثابت، به.

وأخرجه البخاري (3613) و (4846)، وأبو عوانة 1/ 69، والبغوي (3996)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 275 من طريق أزهر بن سعد، والإسماعيلي في "مستخرجه" -كما في "الفتح" 6/ 620 - من طريق ابن المبارك، كلاهما عن ابن عون، قال: أخبرني موسى بن أنس، عن أبيه أنس.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1309) من طريق أزهر بن سعد، عن ابن عون، عن ثمامة بن عبد الله، عن أنس. وابن عون: هو عبد الله، وهو من الثقات المكثرين، فلا يبعد أن يكون عنده على الوجهين.

وأخرجه البخاري (2845) من طريق ابن عون، عن موسى بن أنس، عن أنس- بقصة التحنط فقط.

وسيأتي الحديث من طريق ثابت البناني برقم (12480) و (14060).

وفي الباب عن ثابت بن قيس نفسه، أخرجه ابن حبان (7167).

قوله: "رفيع الصوت"، قال السندي: أي: جهيره طبعاً، وكان خطيب الأنصار، وجاء أنه خَطَبَ مقدَم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فقال: نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا، فما لنا؟ قال:"الجنة". قالوا: رَضِينا. ويقال له: خطيب النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً.

"حَبِط"، أي: ضَلَّ وبَطَلَ.

ص: 392

12400 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْحَلَّاقُ يَحْلِقُهُ، وَأَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَمَا يُرِيدُونَ أَنْ تَقَعَ شَعْرَةٌ إِلَّا فِي يَدِ رَجُلٍ (1).

12401 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ جَاءَ خَدَمُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِآنِيَتِهِمْ فِيهَا الْمَاءُ، فَمَا يُؤْتَى بِإِنَاءٍ إِلَّا غَمَسَ يَدَهُ فِيهَا، فَرُبَّمَا جَاؤُوهُ فِي الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ، فَغَمَسَ يَدَهُ فِيهَا (2).

12402 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَكَتَبَ كِتَابًا بَيْنَ أَهْلِهِ، فَقَالَ: اشْهَدُوا يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ. قَالَ ثَابِتٌ: فَكَأَنِّي كَرِهْتُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، لَوْ سَمَّيْتَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ. قَالَ: وَمَا بَأْسُ ذَلِكَ أَنْ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (1273)، ومسلم (2325) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وانظر (12363).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان -وهو ابن المغيرة- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وثابت: هو ابن أسلم البُنَاني.

وأخرجه عبد بن حميد (1274)، ومسلم (2324)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/ 533، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 331 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

ص: 393

أَقُولَ (1) لَكُمْ قُرَّاءٌ، أَفَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ إِخْوَانِكُمُ الَّذِينَ كُنَّا نُسَمِّيهِمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرَّاءَ؟

فَذَكَرَ أَنَّهُمْ كَانُوا سَبْعِينَ، فَكَانُوا إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ، انْطَلَقُوا إِلَى مُعَلِّمٍ لَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، فَيَدْرُسُونَ فِيهِ الْقُرْآنَ حَتَّى يُصْبِحُوا (2)، فَإِذَا أَصْبَحُوا فَمَنْ كَانَتْ لَهُ قُوَّةٌ اسْتَعْذَبَ مِنَ الْمَاءِ، وَأَصَابَ مِنَ الْحَطَبِ، وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ سَعَةٌ اجْتَمَعُوا فَاشْتَرَوْا الشَّاةَ فَأَصْلَحُوهَا، فَيُصْبِحُ ذَلِكَ مُعَلَّقًا بِحُجَرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أُصِيبَ خُبَيْبٌ بَعَثَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ وَفِيهِمْ خَالِي حَرَامٌ، فَقَالَ حِرَامٌ لِأَمِيرِهِمْ: دَعْنِي فَلْأُخْبِرْ هَؤُلَاءِ أَنَّا لَسْنَا إِيَّاهُمْ نُرِيدُ، حَتَّى يُخَلُّوا وَجْهَنَا - وَقَالَ عَفَّانُ: فَيُخَلُّونَ وَجْهَنَا - فَقَالَ لَهُمْ حَرَامٌ: إِنَّا لَسْنَا إِيَّاكُمْ نُرِيدُ، فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ بِالرُّمْحِ، فَأَنْفَذَهُ مِنْهُ، فَلَمَّا وَجَدَ الرُّمْحَ فِي جَوْفِهِ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. قَالَ: فَانْطَوَوْا عَلَيْهِمْ، فَمَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

فَقَالَ أَنَسٌ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ عَلَى شَيْءٍ قَطُّ، وَجْدَهُ عَلَيْهِمْ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّمَا صَلَّى (3) الْغَدَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ (4) فَدَعَا عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، إِذَا أَبُو طَلْحَةَ يَقُولُ لِي: هَلْ

(1) في (م) والأصول: أقل، وهو خطأ، والصواب ما أثبتنا.

(2)

في (م) و (س): فيدرسون الليلَ حتى يصبحوا، والمثبت من (ظ 4) و (ق).

(3)

في (م) و (س) و (ق): في صلاة، والمثبت من (ظ 4) وهامشي (س) و (ق).

(4)

في (ظ 4) وهامش (ق): يدَه.

ص: 394

لَكَ فِي قَاتِلِ حَرَامٍ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا لَهُ فَعَلَ اللهُ بِهِ وَفَعَلَ؟ قَالَ: مَهْلًا، فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ.

وَقَالَ عَفَّانُ: رَفَعَ يَدَهُ (1) يَدْعُو عَلَيْهِمْ. وقَالَ أَبُو النَّضْرِ: رَفَعَ يَدَيْهِ (2)(3).

12403 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ (4)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: " أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ أَقْرَأَ

(1) المثبت من (ظ 4) وهامش (ق)، وفي (م) و (س) و (ق): يديه.

(2)

في (ظ 4) وحدها: يده.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (1276) من طريق هاشم بن القاسم وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 40 - 41، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 349 من طريق عفان بن مسلم وحده، به.

وأخرجه البخاري (4092)، والنسائي في "الكبرى"(8297) من طريق عبد الله بن معمر، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس قال: لما طُعِنَ حرامُ ابن ملحان -وكان خاله- يوم بئر معونة قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ورأسه، ثم قال: فزت ورب الكعبة.

وسيأتي مختصراً برقم (13854) من طريق حماد عن ثابت. وانظر ما سلف برقم (12064).

قوله: "جنَّهم الليل"، قال السندي: سَتَرهم بظُلْمته.

"معلم": بفتح ميم ولام (كما ضبط في ظ 4): هو ما جعل علامة لشيء، فكأنهم جعلوه علامةً لاجتماعهم فيه، وقيل: هي أرض مستوية ليس فيها حَدَب يردُّ البصر، ولا بناء يستر ما وراءه ولا علامة غيره.

(4)

زاد في (م) بعد "معمر": عن الزهري. وهو خطأ.

ص: 395

عَلَيْكَ الْقُرْآنَ " قَالَ أُبَيٌّ: أَوَسَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". فَبَكَى أُبَيٌّ (1).

12404 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ وَرَجُلًا آخَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ تَحَدَّثَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً فِي حَاجَةٍ لَهُمَا، حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةٌ، وَلَيْلَةٌ شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ، ثُمَّ خَرَجَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْقَلِبَانِ، وَبِيَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عُصَيَّةٌ، فَأَضَاءَتْ عَصَا أَحَدِهِمَا لَهُمَا حَتَّى مَشَيَا فِي ضَوْئِهَا، حَتَّى إِذَا افْتَرَقَ بِهِمَا الطَّرِيقُ، أَضَاءَتْ لِلْآخَرِ عَصَاهُ، فَمَشَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي ضَوْءِ عَصَاهُ حَتَّى بَلَغَ إِلَى أَهْلِهِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1193)، والنسائي في "الكبرى"(7999)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2202) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20411)، ومن طريقه أبو يعلى (3033) عن معمر، عن قتادة وأبان بن أبي عياش، عن أنس. وانظر (12403).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1244)، والمروزي في "قيام الليل" ص 50، وابن حبان (2030)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 77 - 78، والبغوي (3988)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/ 78 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وعلَّقه البخاري عن معمر بإثر الحديث (3805).

وأخرجه بنحوه البخاري (465) و (3639) و (3805)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 77، والبغوي (3987) من طريق قتادة عن أنس.

وسيأتي من طريق ثابت برقم (12980) و (13870).

ص: 396

12405 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، إِنْ ذَكَرْتَنِي فِي نَفْسِكَ، ذَكَرْتُكَ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرْتَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُكَ فِي مَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ - أَوْ قَالَ: فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ - وَإِنْ دَنَوْتَ مِنِّي شِبْرًا، دَنَوْتُ مِنْكَ ذِرَاعًا، وَإِنْ دَنَوْتَ مِنِّي ذِرَاعًا، دَنَوْتُ مِنْكَ بَاعًا، وَإِنْ أَتَيْتَنِي تَمْشِي، أَتَيْتُكَ أُهَرْوِلُ ". قَالَ قَتَادَةُ: فَاللهُ عز وجل أَسْرَعُ بِالْمَغْفِرَةِ (1).

12406 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ أَوْ غَيْرِهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَأْذَنَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ " فَقَالَ سَعْدٌ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ. وَلَمْ يُسْمِعِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَلَّمَ ثَلَاثًا، وَرَدَّ عَلَيْهِ سَعْدٌ ثَلَاثًا وَلَمْ يُسْمِعُوهُ فَرَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَاتَّبَعَهُ سَعْدٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا سَلَّمْتَ تَسْلِيمَةً إِلَّا هِيَ بِأُذُنِي، وَلَقَدْ رَدَدْتُ عَلَيْكَ وَلَمْ أُسْمِعْكَ، أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْتَكْثِرَ مِنْ سَلَامِكَ وَمِنَ الْبَرَكَةِ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ الْبَيْتَ، فَقَرَّبَ لَهُ زَبِيبًا، فَأَكَلَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: " أَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20575)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1169)، والبغوي (1250). وانظر (12233).

ص: 397

الْمَلَائِكَةُ، وَأَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ " (1).

12407 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُشِيرُ فِي الصَّلَاةِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1783) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7907) و (19425)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3854)، والطبراني في "الدعاء"(924)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/ 240 و 7/ 287، وفي "الآداب"(329)، وفي "شعب الايمان"(6048) و (6049) و (6050)، والبغوي (3320)، والضياء (1784). ووقع عند الطبراني والبيهقي في بعض طرقه: عن أنس، دون شك، ووقع الحديث عند بعضهم مختصراً.

وأخرجه البزار (2007)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1577)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 287، وفي "الآداب"(571) من طريق ابن أبي الشوارب، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس- دون شك. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الترمذي (2696)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1329)، وفي "السنن الكبرى"(8349) من طريق قتيبة بن سعيد، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، به. واقتصروا على أوله.

وأخرج قصة الدعاء منه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 280 من طريق عيسى بن شعيب، عن عبد الحكم بن زياد -ويقال: ابن عبد الله القسملي-، عن أنس بن مالك. وعبد الحكم بن زياد ضعيف.

وانظر في هذا الدعاء ما سلف برقم (12177).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3276)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد =

ص: 398

12408 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فِي السَّفَرِ (1).

= (1162)، وأبو داود (943)، وأبو يعلى (3569) و (3588)، وابن خزيمة (885)، وابن حبان (2264)، والدارقطني 2/ 84، والبيهقي 2/ 262، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 105.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(695)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 292 من طريق يزيد بن السمط، حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن أنس.

وفي الباب عن ابن عمر عند الدارقطني 2/ 84، والبيهقي 2/ 262، بإسناد صحيح، كلفظ حديث أنس.

وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (413) وغيره في قصة شكوى النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: فأشار إلينا فقعدنا. وسيأتي في مسنده 3/ 334.

وبنحوه عن عائشة عند البخاري (688)، ومسلم (412)، وفيه: فأشار إليهم: أن اجلسوا. وسيأتي في مسندها 6/ 51.

وعنون ابن حبان في "صحيحه" على حديث أنس بقوله: ذِكْر الإباحة للمرء أن يشير في صلاته لحاجة تبدو له.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطحاوي 1/ 162 من طريق أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.

وعلقه البخاري في "صحيحه"(1108) عن حسين بن ذكوان وعلي بن المبارك وحرب بن شداد، ثلاثتهم عن يحيى بن كثير، به.

وقد وصله من طريق علي بن المبارك أبو نعيم في "مستخرجه" كما في "تغليق التعليق" 2/ 426 - 428.

وأما طريق حرب بن شداد، فقد وصلها البخاري برقم (1110)، وستأتي =

ص: 399

12409 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي بِمَكَّةَ مَالًا، وَإِنَّ لِي بِهَا أَهْلًا، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ آتِيَهُمْ، فَأَنَا فِي حِلٍّ إِنْ أَنَا نِلْتُ مِنْكَ أَوْ قُلْتُ شَيْئًا؟ فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ مَا شَاءَ، فَأَتَى امْرَأَتَهُ حِينَ قَدِمَ فَقَالَ: اجْمَعِي لِي مَا كَانَ عِنْدَكِ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ مِنْ غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، فَإِنَّهُمْ قَدِ اسْتُبِيحُوا، وَأُصِيبَتْ أَمْوَالُهُمْ. قَالَ: فَفَشَا ذَلِكَ بِمَكَّةَ (1)، فانْقَمَعَ الْمُسْلِمُونَ، وَأَظْهَرَ الْمُشْرِكُونَ فَرَحًا وَسُرُورًا. قَالَ: وَبَلَغَ الْخَبَرُ الْعَبَّاسَ فَعَقِرَ، وَجَعَلَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُومَ.

قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ، عَنْ مِقْسَمٍ، قَالَ: فَأَخَذَ ابْنًا لَهُ يُقَالُ لَهُ: قُثَمُ، فَاسْتَلْقَى فَوَضَعَهُ عَلَى صَدْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ:

حِبِّي قُثَمْ (2) شَبِيهُ ذِي الْأَنْفِ الْأَشَمّ

نَبِيِّ ذِي النَّعَمْ بِرَغْمِ مَنْ رَغَِمْ

قَالَ ثَابِتٌ (3)، عَنْ أَنَسٍ: ثُمَّ أَرْسَلَ غُلَامًا إِلَى الْحَجَّاجِ بْنِ

= في "المسند" برقم (12525).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4472).

ولمسألة الجمع في السفر انظر "الفتح" 2/ 580.

(1)

في (م) و (س) و (ق): فِي مَكَّةَ.

(2)

تحرفت في (م) و (س) و (ق) إلى: حيي قثم، وكررت مرتين في (م) وحدها.

(3)

أقحم في (م) بين ثابت وأنس: "عن الحجاج" وليست في شيء من الأصول.

ص: 400

عِلَاطٍ: وَيْلَكَ، مَا جِئْتَ بِهِ وَمَاذَا تَقُولُ؟ فَمَا وَعَدَ اللهُ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتَ بِهِ. قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ لِغُلَامِهِ: اقْرَأْ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: فَلْيَخْلُ لِي فِي بَعْضِ بُيُوتِهِ لِآتِيَهُ، فَإِنَّ الْخَبَرَ عَلَى مَا يَسُرُّهُ، فَجَاءَ غُلَامُهُ فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ الدَّارِ، قَالَ: أَبْشِرْ يَا أَبَا الْفَضْلِ. قَالَ: فَوَثَبَ الْعَبَّاسُ فَرَحًا حَتَّى قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَأَخْبَرَهُ مَا قَالَ الْحَجَّاجُ، فَأَعْتَقَهُ. ثُمَّ جَاءَهُ الْحَجَّاجُ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدِ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَغَنِمَ أَمْوَالَهُمْ، وَجَرَتْ سِهَامُ اللهِ عز وجل فِي أَمْوَالِهِمْ، وَاصْطَفَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ فَاتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ، وَخَيَّرَهَا أَنْ يُعْتِقَهَا وَتَكُونَ زَوْجَتَهُ، أَوْ تَلْحَقَ بِأَهْلِهَا، فَاخْتَارَتْ أَنْ يُعْتِقَهَا وَتَكُونَ زَوْجَتَهُ، وَلَكِنِّي جِئْتُ لِمَالٍ كَانَ لِي هَاهُنَا أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَهُ فَأَذْهَبَ بِهِ، فَاسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنَ لِي أَنْ أَقُولَ مَا شِئْتُ، فَأَخْفِ عَنِّي ثَلَاثًا، ثُمَّ اذْكُرْ مَا بَدَا لَكَ. قَالَ: فَجَمَعَتْ امْرَأَتُهُ مَا كَانَ عِنْدَهَا مِنْ حُلِيٍّ وَمَتَاعٍ، فَجَمَعَتْهُ فَدَفَعَتْهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ انْشَمَرَ (1) بِهِ.

فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثٍ أَتَى الْعَبَّاسُ امْرَأَةَ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ زَوْجُكِ؟ فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ قَدْ ذَهَبَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَقَالَتْ: لَا يَحْزُنُكَ (2) اللهُ يَا أَبَا الْفَضْلِ، لَقَدْ شَقَّ عَلَيْنَا الَّذِي بَلَغَكَ. قَالَ:

(1) في (م) و (س) و (ق): اسْتَمَرَّ، والمثبت من (ظ 4) و"المصنَّف"، و"المعجم الكبير"، و"الدلائل".

(2)

في (م) و (س) و (ق): يُخْزِيكَ، والمثبت من (ظ 4) وبعض مصادر التخريج.

ص: 401

أَجَلْ لَا يَحْزُنِّي (1) اللهُ، وَلَمْ يَكُنْ بِحَمْدِ اللهِ إِلَّا مَا أَحْبَبْنَا: فَتَحَ اللهُ خَيْبَرَ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَجَرَتْ فِيهَا سِهَامُ اللهِ، وَاصْطَفَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ لِنَفْسِهِ، فَإِنْ كَانَتْ لَكِ حَاجَةٌ فِي زَوْجِكِ فَالْحَقِي بِهِ. قَالَتْ: أَظُنُّكَ وَاللهِ صَادِقًا. قَالَ: فَإِنِّي صَادِقٌ، الْأَمْرُ عَلَى مَا أَخْبَرْتُكِ.

فَذَهَبَ حَتَّى أَتَى مَجَالِسَ قُرَيْشٍ وَهُمْ يَقُولُونَ إِذَا مَرَّ بِهِمْ: لَا يُصِيبُكَ إِلَّا خَيْرٌ يَا أَبَا الْفَضْلِ. قَالَ لَهُمْ: لَمْ يُصِبْنِي إِلَّا خَيْرٌ بِحَمْدِ اللهِ، قَدْ أَخْبَرَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ أَنَّ خَيْبَرَ قَدْ فَتَحَهَا اللهُ عَلَى رَسُولِهِ وَجَرَتْ فِيهَا سِهَامُ اللهِ، وَاصْطَفَى صَفِيَّةَ لِنَفْسِهِ، وَقَدْ سَأَلَنِي أَنْ أُخْفِيَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا، وَإِنَّمَا جَاءَ لِيَأْخُذَ مَالَهُ، وَمَا كَانَ لَهُ مِنْ شَيْءٍ هَاهُنَا، ثُمَّ يَذْهَبَ.

قَالَ: فَرَدَّ اللهُ الْكَآبَةَ الَّتِي كَانَتْ بِالْمُسْلِمِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، وَخَرَجَ الْمُسْلِمُونَ، وَمَنْ كَانَ دَخَلَ بَيْتَهُ مُكْتَئِبًا حَتَّى أَتَوُا الْعَبَّاسَ، فَأَخْبَرَهُمُ الْخَبَرَ، فَسُرَّ الْمُسْلِمُونَ، وَرَدَّ (2) مَا كَانَ مِنْ كَآبَةٍ أَوْ غَيْظٍ أَوْ حُزْنٍ عَلَى الْمُشْرِكِينَ (3).

(1) في (م) و (س) و (ق): يخزني، والمثبت من (ظ 4) وبعض مصادر التخريج.

(2)

في (م) و (س) و (ق): وَرَدَّ اللهُ، يَعْنِي مَا كَانَ

الخ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9771)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1288)، والبزار (1816 - كشف الأستار)، والنسائي في "الكبرى"(8646)، =

ص: 402

12410 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ أَنَسٍ قَدَحَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهِ ضَبَّةٌ مِنْ فِضَّةٍ (1).

= وأبو يعلى (3479)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3213)، وابن حبان (4530)، والطبراني في "الكبير"(3196)، والبيهقي في "السنن" 9/ 150 - 151، وفي "الدلائل" 4/ 268. رواية النسائي مختصرة.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 507 - 509، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 4/ 266 - 267 عن زيد بن المبارك، عن محمد بن ثور، عن معمر، به نحوه.

وسلفت قصة عتق صفية من طريق عبد العزيز بن صهيب برقم (11957).

قوله: "الحجاج بن عِلاط" قال السندي: بكسر عين مهملة، وتخفيف لام، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر، فأسلم وسكن المدينة.

"فأذن له رسول الله" يدلُّ على جواز الكذب لحفظ المال ونحوه، وعلى أنه إذا كان ذاك الكذبُ كلاماً في أحدٍ، فاستأذن منه المتكلم، فليأذن له فيه لئلا يتضرَّرَ بضياع المال.

"انقمع" في "القاموس": دخل البيت مستخفياً.

"فعقر" أي: صار كالمعقور الذي لا يستطيع القيام من محله.

"شبيه ذي الأنف الأشم" بتشديد الميم من الشَمَم -بفتحتين-، وهو ارتفاع قصبة الأنف وحسنها واستواء أعلاها وانتصاب الأرنبة، يريد بذي الأنف الأشم النبيَّ صلى الله عليه وسلم.

"ذي النِّعَم" هو الله سبحانه وتعالى.

"برغم من رغم" في "القاموس" الرَِّغم: الكره، ورغمه كعلمه ومنعه: كرهه، ورغم أنفُه: ذلَّ عن كره. وهذا وما بعده يدل على إيمان العباس يومئذٍ، وأن هذا الحُبَّ له بالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن لمجرد القرابة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وهو وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع. عاصم: هو =

ص: 403

12411 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَدَحًا كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهِ ضَبَّةُ فِضَّةٍ (1).

12412 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، حَدِّثْنَا مِنْ هَذِهِ الْأَعَاجِيبِ شَيْئًا شَهِدْتَهُ، لَا تُحَدِّثُهُ عَنْ غَيْرِكَ. قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الظُّهْرِ يَوْمًا، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى قَعَدَ عَلَى الْمَقَاعِدِ الَّتِي كَانَ يَأْتِيهِ عَلَيْهَا جِبْرِيلُ، فَجَاءَ بِلَالٌ فَنَادَاهُ بِالْعَصْرِ، فَقَامَ كُلُّ مَنْ كَانَ لَهُ

= ابن سليمان الأحول. وسيأتي الحديث مكرراً برقم (12577) و (13722).

وأخرجه مطولاً البخاري (5638)، والبيهقي 1/ 30 من طريق أبي عوانة الوضاح، عن عاصم بن سليمان الأحول، به.

وأخرجه بنحوه البخاري (3109)، والبزار في "مسنده" كما في "الفتح" 6/ 214، والبيهقي 1/ 29 و 29 - 30 من طريق أبي حمزة السكري، عن عاصم بن سليمان، عن ابن سيرين، عن أنس: أن قدح النبي صلى الله عليه وسلم انكسر، فاتخذ مكان الشَّعبْ سلسلة من فضة، قال عاصم: رأيتُ القَدَح وشربت فيه. والشَّعب: الصَّدْع.

وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (12948).

والضبة: هي قطعة عريضة من أي معدن يصلح بها ما كُسِرَ.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير شريك وهو متابع. وانظر ما قبله.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 485 عن الفضل بن دكين، عن شريك النخعي، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث مكرراً برقم (12576) و (13721).

ص: 404

بِالْمَدِينَةِ أَهْلٌ يَقْضِي الْحَاجَةَ، وَيُصِيبُ مِنَ الْوَضُوءِ، وَبَقِيَ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَيْسَ لَهُمْ أَهَالِي بِالْمَدِينَةِ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ أَرْوَحَ، فِيهِ مَاءٌ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَفَّهُ فِي الْإِنَاءِ، فَمَا وَسِعَ الْإِنَاءُ كَفَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّهَا، فَقَالَ بِهَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ فِي الْإِنَاءِ. ثُمَّ قَالَ:" ادْنُوا فَتَوَضَّؤُوا " وَيَدُهُ فِي الْإِنَاءِ، فَتَوَضَّؤُوا حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا تَوَضَّأَ. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، كَمْ تَرَاهُمْ؟ قَالَ: بَيْنَ السَّبْعِينَ وَالثَّمَانِينَ (1).

12413 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْأَعَاجِيبِ لَا تُحَدِّثُهُ عَنْ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان -وهو ابن المغيرة- فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 177 - 178، وعبد بن حميد (1284) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الفريابي في "دلائل النبوة"(23)، وأبو يعلى (3327)، وابن حبان (6543) من طريق سليمان بن المغيرة، به.

وسيأتي من طريق ثابت بالأرقام (12413) و (12497) و (12727) و (12794) و (13595)، ومن طريق ثابت وقتادة برقم (12694).

وانظر ما سلف برقم (12032).

قو له: "أَروَحُ" أي: واسع.

وقوله: فقال بهؤلاء الأربع، أي: أن الإناء لم يسع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها، فاقتصر على وضع أربع أصابع منها، والعرب تجعل القولَ عبارة عن جميع الأفعال، وتطلق على غير الكلام واللسان على المجاز والاتساع، فنقول: قال بيده، أي: أخذ، وقال برجله، أي: مشى، وقال بثوبه، أي: رفعه.

ص: 405

غَيْرِكَ. قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الظُّهْرِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

12414 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: شَقَّ عَلَى الْأَنْصَارِ النَّوَاضِحُ، فَاجْتَمَعُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَهُ أَنْ يُكْرِيَ لَهُمْ نَهْرًا سَيْحًا (2) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَرْحَبًا بِالْأَنْصَارِ، مَرْحَبًا بِالْأَنْصَارِ (3)، وَاللهِ لَا تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَيْتُكُمُوهُ، وَلَا أَسْأَلُ اللهَ لَكُمْ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَانِيهِ " فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اغْتَنِمُوهَا وَسَلُوا (4) الْمَغْفِرَةَ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لَنَا بِالْمَغْفِرَةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ "(5).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله.

(2)

في (ظ 4): أسيحاً. وهو خطأ.

(3)

قوله: "مرحباً بالأنصار" ذكر في (م) و (س) و (ق) مرة واحدة.

(4)

في (م) و (س) و (ق): وَاطْلُبُوا.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل المبارك -وهو ابن فضالة- فإنه مدلس وقد عنعن، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

وأخرجه البزار (2808 - كشف الأستار) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3316) عن هدبة بن خالد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5814)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3968) من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن المبارك بن فضالة، به- واقتصروا على قوله: "اللهم اغفر

" الخ. =

ص: 406

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه البزار (2808)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(314) من طريق يزيد بن أبي زياد، والطحاوي (5815) من طريق يوسف بن عبدة، كلاهما عن ثابت البناني، به. وقُرِن عند الطحاوي بثابت البناني حميدٌ الطويل، واقتصر الطحاوي على الدعاء بالمغفرة. قلنا: ويزيد بن أبي زياد: ضعيف، ويوسف بن عبده حسن الحديث.

وأخرج منه الدعاء بالمغفرة فقط: مسلم (2507)(173)، وأبو عوانة كما في "الإتحاف" 1/ 409، وابن حبان (7282) من طريق عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس. وزاد فيه:"ولموالي الأنصار"، وعكرمة حسن الحديث.

وأخرج الدعاء أيضاً الطبراني في "الأوسط"(1516) و (6042)، وفي "الصغير"(354)، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 7/ 375 من طريق عبد الله ابن المنيب المديني، عن أبيه، عن أنس. وزاد فيه:"ولأزواج الأنصار" وإسناده حسن في المتابعات.

وأخرجه كذلك الترمذي (3909) من طريق إسحاق بن منصور، عن جعفر الأحمر، عن عطاء بن السائب، عن أنس. وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه. قلنا: وإسناده حسن في المتابعات أيضاً.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(735)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2230 من طريق محمد بن عمرو الأنصاري، عن محمد بن سيرين، عن أنس. قال ابن عدي: ومحمد بن عمرو أبو سهل هذا عزيز الحديث، وله غير ما ذكرت أحاديث أيضاً، وأحاديثه أفرادات، ويكتب حديثه في جملة الضعفاء.

وسيأتي الحديث من طرق عن أنس بالأرقام (12651) و (12651 م) و (13226) و (13268) و (13268 م)، وضمن حديث برقم (12594).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11730).

وعن زيد بن أرقم، سيأتي 4/ 339.

وعن رافع الزرقي عند ابن حبان (7283). =

ص: 407

12415 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَلْحَدُ. وَآخَرُ يَضْرَحُ، فَقَالُوا: نَسْتَخِيرُ رَبَّنَا، وَنَبْعَثُ إِلَيْهِمَا، فَأَيُّهُمَا سَبَقَ تَرَكْنَاهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا، فَسَبَقَ صَاحِبُ اللَّحْدِ، فَأَلْحَدُوا لَهُ (1).

12416 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ

= وعن جابر بن عبد الله عند عبد بن حميد (1144)، وعند الطبراني في "الأوسط"(3742).

وعن البراء بن عازب عند الطبراني في "الأوسط"(7209).

وعن عوف أبي سلمة الأنصاري عند الطبراني في "الكبير" 18/ (152).

قوله: "النواضح" قال السندي: أي الإبل التي يُسقَى عليها، أي: شقَّ عليهم سقيُ الأراضي بالنواضح، فطلبوا أن يكون لهم نهر جارٍ، لا يحتاجون في السقي منه الى تعب.

"يكري" يقال: كريت الأرض وكروتها: إذا حفرتها، أي: يدعو لهم بنهر فإذا جاء النهر فكأنه حفر لهم.

"نهراً سَيْحاً" أي: جارياً.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل المبارك -وهو ابن فضالة- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

وأخرجه ابن ماجه (1557) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وقال البوصيري في "الزوائد" ورقة 100: إسناده صحيح، رجاله ثقات!

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2661)، وذُكِرت شواهده هناك.

قوله: "يَلْحَد" هو فِعْل الشَّق الذي يُعمَل في جانب القبر لموضع الميت، لأنه أَمْيَل عن وسط القبر إلى جانبه.

"يَضْرَح" أي: يعمل الضريح، وهو القبر، من الضَّرح: الشقُّ في الأرض.

ص: 408

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَوَانِي أَبُو طَلْحَةَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِنَا، فَمَا نُهِيتُ عَنْهُ (1).

12417 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى سَرِيرٍ مُرْمَلٌ بِشَرِيطٍ، وَتَحْتَ رَأْسِهِ وَسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَدَخَلَ عُمَرُ، فَانْحَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْحِرَافَةً، فَلَمْ يَرَ عُمَرُ بَيْنَ جَنْبِهِ وَبَيْنَ الشَّرِيطِ ثَوْبًا، وَقَدْ أَثَّرَ الشَّرِيطُ بِجَنْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَبَكَى عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ؟ " قَالَ: وَاللهِ مَا أَبْكِي (2)

(1) إسناده حسن من أجل عمران -وهو ابن داوَر القطان-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وهو في "مسند الطيالسي"(2015).

وأخرجه الطحاوي 4/ 321، والحاكم 4/ 417 من طريق عمرو بن مرزوق الباهلي، عن عمران القطان، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده.

وعلق البخاري في "صحيحه"(5721) عن عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس قال: كُوِيت من ذات الجَنْب ورسول الله صلى الله عليه وسلم حيٌّ، وشهدني أبو طلحة وأنس بن النَّضْر وزيد بن ثابت، وأبو طلحة كَوَاني.

وأخرج فيه موصولاً برقم (5719) عن عارم، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس: أن أبا طلحة وأنس بن النضر كَوَياه، وكواه أبو طلحة بيده.

وانظر في الكلام على الكيِّ "شرح معاني الآثار" 4/ 320 - 324، و"فتح الباري" 10/ 155 - 156.

(2)

قوله: "ما أبكي" سقط في (م).

ص: 409

إِلَّا أَنْ أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، وَهُمَا يَعِيثَانِ فِي الدُّنْيَا فِيمَا يَعِيثَانِ فِيهِ، وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ بِالْمَكَانِ الَّذِي أَرَى! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ؟ " قَالَ عُمَرُ: بَلَى. قَالَ: " فَإِنَّهُ كَذَاكَ "(1).

12418 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل مبارك -وهو ابن فضالة- وهو وإن كان مدلساً، قد صرح بالتحديث في بعض مصادر التخريج.

وهو في "الزهد" للمصنف ص 399، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب"(1163)، وابن أبي عاصم في "الزهد"(223)، وأبو يعلى (2782) و (2783)، وابن حبان (6362)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 162 - 163 و 163، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 337، والذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 637 من طرق عن المبارك بن فضالة، به.

وقال الذهبي: إسناده صالح.

وفي الباب عن عمر، سلف برقم (222).

وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2744).

وحديث ابن مسعود (3709).

قوله: "سرير مُرمَّل" قال السندي: بفتح الميم مشددة أو مخففة أي: منسوج، يقال: رَمَل الحصير بالتخفيف، وأرمله، ورمَّله بالتشديد للتكثير، أي: نسجه.

"بشريط" أي: بحبل يُفْتَل من خُوصٍ.

"من أَدَم" بفتحتين، أي: جلد.

"يعيثان" يقال: عاث في ماله: إذا بذَّره وأفسده.

ص: 410

رَجُلَانِ مِمَّنْ قَدْ صَحِبَنِي، فَإِذَا رَأَيْتُهُمَا رُفِعَا لِي، اخْتُلِجَا دُونِي " (1).

12419 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ فِي الْجَنَّةِ "(2).

(1) ضعيف بهذا اللفظ، فقد تفرد به مبارك -وهو ابن فضالة- وهو مدلس وقد عنعن، ورواه وهيب بن خالد عن عبد العزيز بن صهيب -كما سيأتي في "المسند" برقم (13991) - بلفظ:"لَيَرِدَن الحوضَ عليَّ رجالٌ .... " الخ وهو الصحيح، وهو عند الشيخين هكذا.

وسلف بنحوه ضمن حديث برقم (11996) من طريق المختار بن فلفل، عن أنس.

قوله: "اختُلجا" قال السندي: على بناء المفعول، أي أُخذا وسُلبا.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المختار بن فلفل، فمن رجال مسلم. حسين بن علي: هو ابن الوليد الجُعْفي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 436 و 14/ 95، والدارمي (51)، ومسلم (196)(332)، وابن أبي عاصم في "السنة"(796)، وفي "الأوائل" له (8)، وأبو يعلى (3968)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 618، والآجري في "الشريعة" ص 461، وابن منده في "الإيمان"(886) و (887) من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد- وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه مسلم (196)(330)، وأبو يعلى (3959) و (3968) و (3973)، وأبو عوانة 1/ 158، وابن منده (889) و (890) من طرق عن المختار بن فلفل، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه ابن منده (885)، والبيهقي في "السنن" 9/ 4، وفي "الاعتقاد" ص 191، والخطيب في "تاريخه" 12/ 400 من طريق القاسم بن مالك، عن =

ص: 411

12420 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُبَارَكٌ الْخَيَّاطُ جَدُّ وَلَدِ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ثُمَامَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسَأَلَ عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ أَنَّ الْمَاءَ الَّذِي يَكُونُ مِنْهُ الْوَلَدُ أَهْرَقْتَهُ عَلَى صَخْرَةٍ، لَأَخْرَجَ اللهُ مِنْهَا - أَوْ يُخْرِجُ (1) مِنْهَا وَلَدًا، الشَّكُّ مِنْهُ - وَلَيَخْلُقَنَّ اللهُ نَفْسًا هُوَ خَالِقُهَا "(2).

= المختار بن فلفل، به؟ ولفظه:"أنا أول شفيع يوم القيامة" بدل "في الجنة".

وأخرج ابن خزيمة 2/ 619 من طريق أبي قلابة، عن أنس مرفوعاً:"محمد رسول الله يوم القيامة أولُ من يدخل الجنة، وأولُ من يشفع".

وانظر حديث الشفاعة الطويل السالف برقم (12153).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (10972).

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10987).

(1)

في (م) و (س) و (ق): لخرج منها ولد، والمثبت من (ظ 4) ومن "المختارة".

(2)

إسناده ضعيف، أبو عمرو مبارك الخياط في عداد المجهولين، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يُؤْثَر عن أحد غيره توثيقه. وقد ثبت الحديث عن ابن مسعود موقوفاً كما سيأتي. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1820) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(366)، والبزار (2163)، وابن حبان في "ثقاته" 7/ 502، والضياء (1819) و (1821) من طريق أبي عاصم الضحاك، بهذا الإسناد. وقال البزار: لا نعلمه يروى عن أنس إلا بهذا =

ص: 412

12421 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ أُحُدًا فَقَالَ: " جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ "(1).

12422 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ وَحُمَيْدٍ

= الإسناد.

وله شاهد عن ابن عباس عند الطبراني في "الأوسط"(6880)، قال الهيثمي في "المجمع" 4/ 296: وفيه من لم أعرفه.

وعن ابن مسعود موقوفاً عند عبد الرزاق (12568)، والطبراني في "الكبير"(9664) وإسناده حسن. وهو في "سنن سعيد بن منصور"(2221) بإسناد رجاله ثقات رجال الصحيح لكن فيه انقطاع.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11204).

وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/ 313.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (4083)، ومسلم (1393)، وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 81، وأبو يعلى (2948) و (3139)، وأبو عوانة في "الحج" كما في "إتحاف المهرة" 2/ 203، وابن حبان (3725) من طرق عن قرة بن خالد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (3115) من طريق عبد الله بن مِكْنَف، عن أنس- وزاد فيه:"وهو على تُرعة من ترع الجنة، وعَيْرٌ على ترعة من ترع النار". وإسناده ضعيف.

وسيأتي الحديث ضمن حديث آخر من طريق عمرو مولى المطلب برقم (12510).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8450). وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 413

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ النُّهْبَةِ (1)، وَ " مَنْ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا "(2).

12423 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُنْبَذَ التَّمْرُ وَالزَّبِيبُ جَمِيعًا، وَأَنْ يُنْبَذَ التَّمْرُ وَالْبُسْرُ جَمِيعًا (3).

(1) في (ظ 4): النُّهبى، وكلاهما صحيح.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو جعفر -وهو عيسى بن أبي عيسى الرازي- حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد توبع. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2124) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" مقطعاً (3091) و (3092) و (3093) و (3094)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1316)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 49، والضياء (2125) من طريق علي بن الجعد، عن أبي جعفر الرازي، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 57، والبزار (1733 - كشف الأستار)، والضياء (2126) من طرق عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس وحده، به.

وسيأتي كذلك برقم (12598) عن خلف بن الوليد عن أبي جعفر.

وسيأتي ضمن حديث من طريق ثابت عن أنس برقم (13032).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8317)، وذُكِرت شواهده هناك.

قوله: "النُّهْبة"، قال السندي: بضم فسكون: المال المنهوب، وبالفتح مصدر، وفي بعض النسخ "النُّهْبَى" بضم نون فسكون هاءٍ، مقصورٌ. قيل: هذا النهي في أخذ مال المسلم قهراً، وأخذ الأموال المشتركة بينهم.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو جعفر -وهو الرازي- متابع. =

ص: 414

12424 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ طَلْحَةَ -، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْإِزَارُ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، وَإِلَى الْكَعْبَيْنِ، لَا خَيْرَ فِي أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ "(1).

12425 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ الْبَكْرِيُّ (2)، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ حَتَّى اطَّلَعَ فِي حُجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ مِشْقَصًا، فَجَاءَ حَتَّى حَاذَى

= وسيأتي برقم (12599) عن خلف بن الوليد، عن أبي جعفر.

ولنهيه عن خلط التمر والبسر جميعاً انظر ما سلف برقم (12378).

ويشهد لنهيه عن خلط التمر والزبيب جميعاً غير ما حديث، انظرها عند حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (10991).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن طلحة -وهو ابن مصرِّف-، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين"(4247) من طريق محمد بن إسحاق، والبيهقي في "الشعب"(6136) من طريق عبد ربه ابن نافع أبي شهاب، كلاهما عن حميد الطويل، بهذا الإسناد. وزاد البيهقي فيه:"فشق ذلك على الناس".

وسيأتي الحديث بهذه الزيادة من طريق حميد بالأرقام (13605) و (13692).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7467). وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

كذا وردت في الأصول، ولم ينسبه أحدٌ ممن ترجمه بَكْرياً أو نُكرياً، ويغلب على ظننا أنها محرفة عن الكوفي، أو البصري، فهو بصري سكن الكوفة، والله تعالى أعلم.

ص: 415

بِالرَّجُلِ، وَجَاءَ بِهِ، وَأَخْنَسَ الرَّجُلُ، فَذَهَبَ (1).

12426 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ " قَالَ: فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: " لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ "(2).

12427 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ يَهُودِيًّا سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ السَّامُ عَلَيْكَ. قَالَ: " رُدُّوهُ عَلَيَّ ". قَالَ: " أَقُلْتَ: السَّامُ عَلَيْكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ مِنْ (3) أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكَ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيسى بن طهمان، فمن رجال البخاري. وانظر (12055).

المِشقَصِ: نَصل السَّهم، وهو رأسه.

و"وَجَأَ به"، أي: طعن به، وهو هنا برفق، وأراد به إبعاده.

وقوله: "وأَخَنَسَ الرجلَ"، أي: أَخّره وأبعده.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 240، وعبد بن حميد (1196)، والدارمي (1302)، وأبو يعلى (2918)، وابن حبان في "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" 2/ 170 من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد. وانظر (12065).

(3)

قوله: "أحد من" سقط من (م).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 8/ 630، وعنه ابن ماجه (3697) عن =

ص: 416

12428 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَمْنَعَنَّكُمْ (1) أَذَانُ بِلَالٍ مِنَ السُّحُورِ، فَإِنَّ فِي بَصَرِهِ شَيْئًا "(2).

12429 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ حَرْمَلَةَ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُمْطَرَ النَّاسُ مَطَرًا عَامًّا، وَلَا تَنْبُتَ الْأَرْضُ شَيْئًا "(3).

= محمد بن بشر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 630، وابن ماجه (3697)، والبزار (2010)، وأبو يعلى (2916) و (3153)، والطبري في "تفسيره" 28/ 15، وابن حبان (503) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وأخرجه الترمذي (3301)، وأبو يعلى (3114)، والواحدي في "أسباب النزول" ص 275 - 276 من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن قتادة، به. وانظر (12141).

(1)

في (م) و (س) و (ق): يمنعكم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 9، والبزار (982 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (2917)، والطحاوي 1/ 140 من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (6050)، وانظر شواهده والكلام على معناه هناك.

(3)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف، معاذ بن حرملة الأزدي مجهول، فقد تفرد بالرواية عنه حسين بن واقد، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه الحاكم 4/ 513، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 69 - 70 من طريق زيد بن الحباب، عن حسين بن واقد، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم! =

ص: 417

12430 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ مَرَّ رَجُلٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا الرَّجُلَ. قَالَ:" هَلْ أَعْلَمْتَهُ ذَلِكَ؟ "، قَالَ: لَا. قَالَ: " قُمْ فَأَعْلِمْهُ ". قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا هَذَا، وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللهِ. قَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ (1).

= وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 362 من طريق علي بن حسين بن واقد، عن أبيه، به.

وسيأتي ضمن حديث من طريق ثابت البناني، عن أنس برقم (14047)، وإسناده صحيح.

وصح عن أبي هريرة مرفوعاً: "إن السَّنَة ليس بأن لا يكون فيها مطر، ولكن السَّنَة أن تُمطِرَ السماءُ، ولا تنبت الأرض" وقد سلف في مسنده برقم (8511).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1619) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(182)، وابن حبان (571)، والضياء (1618) من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، به.

وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 318 فقال: وقال الصلت بن محمد، عن عمارة بن زاذان، عن ثابت، به.

وسيأتي الحديث من طريق مبارك بن فضالة عن ثابت برقم (12514) و (12590).

ورواه حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، واختلف عليه فيه: =

ص: 418

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فرواه مؤمَّل بن إسماعيل، عنه، عن ثابت، عن أنس، وسيأتي في "المسند" برقم (13535).

وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 318 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد، عن ثابت، عن حبيب بن سبيعة، عن رجل حدثه أنه كان إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم

وذكره البخاري 2/ 318 - 319 من طريق سليمان بن حرب، والنسائي (184) من طريق الحجاج بن محمد، كلاهما عن حماد، عن ثابت، عن حبيب، عن الحارث، عن رجل حدثه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم.

وذكره البخاري 2/ 318 عن يحيى بن إسحاق، والنسائي (183) من طريق الحسن بن موسى، كلاهما عن حماد، عن ثابت، عن حبيب بن سبيعة، عن الحارث، قال: مَرَّ رجل بالنبي صلى الله عليه وسلم

وذكره البخاري 2/ 319 من طريق عبد الله بن المبارك، عن حماد، عن سبيعة بن حبيب -مقلوباً- عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلنا: ومع هذا الاضطراب الذي وقع في حديث حماد، صوَّب النسائي في "عمل اليوم والليلة" ص 223، والدارقطني في "العلل" فيما نقله عنه الضياء في "المختارة" 5/ 18 - 19 حديث حماد عن ثابت عن حبيب بن سبيعة عن الحارث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم!!

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (20319)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(9011)، والبغوي (3482)، والضياء (1547) و (1548) عن معمر، عن الأشعث بن عبد الله، عن أنس. وزاد فيه:"أنت مع من أحببت ولك ما احتسبت".

وقد ذكره من هذا الطريق الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 1/ 280، ولم يقع لنا فيه.

وفي الباب عن المقدام بن معدي كرب، سيأتي 4/ 130.

وعن أبي ذر، سيأتي 5/ 145. =

ص: 419

12431 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي ثَابِتٌ البُنَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَفَعَ إِلَى حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ رَجُلًا فَقَالَ لَهَا: " احْتَفِظِي بِهِ " قَالَ: فَغَفَلَتْ حَفْصَةُ، وَمَضَى الرَّجُلُ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:" يَا حَفْصَةُ، مَا فَعَلَ الرَّجُلُ؟ " قَالَتْ: غَفَلْتُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللهِ فَخَرَجَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَطَعَ اللهُ يَدَكِ ". فَرَفَعَتْ يَدَيْهَا هَكَذَا، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" مَا شَأْنُكِ يَا حَفْصَةُ؟ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْتَ قَبْلُ (1): كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ لَهَا: " ضَعِي (2) يَدَيْكِ، فَإِنِّي سَأَلْتُ اللهَ: أَيُّمَا إِنْسَانٍ مِنْ أُمَّتِي دَعَوْتُ اللهَ عَلَيْهِ، أَنْ يَجْعَلَهَا لَهُ مَغْفِرَةً "(3).

= وعن ابن عمر عند ابن حبان (569)، وانظر له شواهد أخرى هناك.

قوله: "هل أعلمته" قال السندي: فيه أنه ينبغِي الإعلام بذلك، ليزداد الحب من الطرفين، وأنه ينبغي لمن يحبُّه أن يدعوَ، له بحب الله تعالى، والله أعلم.

(1)

في (م): قبلُ لي.

(2)

في (م) و (س) و (ق): صفي.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1620) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الضياء أيضاً (1621) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن حسين بن واقد، به. وفي هذه الرواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع الأسير إلى إنسان، ولم يُسمِّه.

وقد روى البيهقي مثل هذه القصة لعائشة في "سننه" 9/ 89 من طريق ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ذكوان مولى عائشة، عنها. =

ص: 420

12432 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ هَذِهِ السُّورَةَ، {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ "(1).

= والإسناد صحيح.

وأخرج مسلم (2603)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 1/ 408، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(6005)، وابن حبان (5791) و (6514) ضمن حديث آخر من طريق عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي، أني اشترطت على ربي، فقلت: إنما أنا بشر، أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فأيما أحدٍ دعوت عليه من أمتي، بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهوراً وزكاة وقربة تقربه بها منه يوم القيامة".

ويشهد للحديث بنحو لفظ حديث اسحاق بن عبد الله هذا غيرُ ما شاهد، انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7311).

قوله: "دفع إلى حفصة رجلاً" قال السندي: كان محبوساً في محل لم يكن له إغلاق، فقال لحفصة انظري لئلا يخرج من محله.

"ضعي" من الوضع، كذا في بعض النسخ، وهو الموافق للرفع فيما سبق، وكذلك هو في "المجمع"، وفي بعض النسخ "صُفِّي" من الصف بإهمال صاد وتشديد فاء.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل مبارك -وهو ابن فضالة-، وهو -وإن كان مدلساً- قد صرَّح بالتحديث في إسناد الحديث التالي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

وأخرجه عبد بن حميد (1306) عن هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1374)، والدارمي (3435)، والترمذي (2901)، وأبو يعلى (3336)، وابن حبان (792)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" =

ص: 421

12433 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ هَذِهِ

= (690)، وابن منده في "التوحيد"(6) و (7)، والبغوي في "شرح السنة"(1210)، وفي "التفسير" 4/ 545 من طرق عن المبارك بن فضالة، به.

وسيأتي برقم (12433) و (12512) من طريق المبارك بن فضالة.

وأخرجه البخاري تعليقاً (774)، والترمذي (2901)، وأبو يعلى (3335)، وابن خزيمة (537)، وابن حبان (794)، والطبراني في "الأوسط"(902)، والحاكم 1/ 240 - 241، والبيهقي 2/ 60 - 61 و 61، والضياء في "المختارة"(1749) و (1750) من طريق عبد العزيز الدراوردي، والضياء (1751) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن عُبيد الله بن عمر، عن ثابت، به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن عمر، عن ثابت. وقال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن عبيد الله إلا عبد العزيز. وصححه الحاكم على شرط مسلم. قال الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 317: وروي عن سليمان بن بلال عن عبيد الله بن عمر، فإن كان محفوظاً فهو يردُّ على الطبراني في دعواه تفرد الدراوردي به.

وقال الدارقطني في "العلل" -فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 2/ 258 - إن حماد بن سلمة خالف عُبيد الله في إسناده، فرواه عن ثابت بن حبيب بن سبيعة مرسلاً. قال: وهو أشبه بالصواب. وإنما رجحه لأن حماد بن سلمة مقدم في حديث ثابت، لكن عبيد الله بن عمر حافظ حجة، وقد وافقه مبارك في إسناده، فيحتمل ان يكون لثابت فيه شيخان.

وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم"(1143) من طريق شريك النخعي، عن ثابت، به.

قوله: "أحب هذه السورة" أي: لما فيها من وصف الله تعالى، فلذلك استَحَقَّ الجنة بحبها. قاله السندي.

ص: 422

السُّورَةَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

12434 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قَالَتْ فَاطِمَةُ ذَلِكَ؛ يَعْنِي لَمَّا وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ كَرْبِ الْمَوْتِ مَا وَجَدَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ: وَاكَرْبَاهُ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا بُنَيَّةُ، إِنَّهُ قَدْ حَضَرَ مِنْ أَبِيكِ (2) مَا لَيْسَ اللهُ بِتَارِكٍ مِنْهُ أَحَدًا لِمُوَافَاةِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

(2)

في (م) و (س) و (ق): بأبيك.

(3)

إسناده حسن من أجل مبارك بن فضالة، وقد صرح بالتحديث في إسناد الحديث التالي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 7/ 212 من طريق آدم بن أبي إياس، عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1629)، والترمذي في "الشمائل"(379)، وأبو يعلى (3441) من طريق عبد الله بن الزبير الباهلي، عن مبارك، به. وزادوا:"لا كرب على أبيك بعد اليوم".

قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 107: هذا إسناد فيه عبد الله بن الزبير الباهلي أبو الزبير، ويقال: أبو معبد البصري، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال الدارقطني: بصري صالح.

وأخرج الزيادة المذكورة وحدها الطيالسيُّ (2045) عن مبارك بن فضالة، به.

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (2769)، وابن حبان (6613) من طريق مصعب ابن المقدام، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن البصري، عن أنس قال: لما نزل برسول الله الموت، قالت فاطمة: واكرباه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا بنيةُ، لا كَرْبَ على أبيك بعد اليوم". =

ص: 423

12435 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، حَدَّثَنِي ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قَالَتْ فَاطِمَةُ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

12436 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ

= وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 7/ 211 - 212 من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن المبارك، عن الحسن مرسلاً. كلفظ حديث أبي النضر عن مبارك.

قلنا: وأحمد بن عبد الجبار ضعيف.

وبنحو حديث الحسن عن أنس أخرجه ابن سعد 2/ 311، وعبد بن حميد (1364)، والبخاري (4462)، وأبو يعلى (3380)، وابن حبان (6622)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 212 - 213، والخطيب في "تاريخه" 6/ 262، والبغوي (3831) من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس وزادوا: فلما مات قالت: يا أبتاه، أجاب ربّاً دعاه، يا أبتاه، مَنْ جنةُ الفردوس مأواه، يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه، فلما دُفِنَ قالت فاطمة: يا أنس، أَطابَتْ أنفسكم أن تَحْثُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم الترابَ.

وأخرجه كذلك دون قوله: "يا بنية، لا كرب على أبيك بعد اليوم": الطيالسيُّ (1374)، والدارمي (87)، وابن ماجه (1630)، والحاكم 1/ 381 - 382، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 212 من طريق حماد بن زيد، به.

وسيأتي قول فاطمة لأنس: "يا أنس أطابت أنفسكم

" الخ من طريق حماد بن زيد برقم (13117).

قوله: "من كَرْبِ الموتِ"، قال السندي: بفتح فسكون: ما اشتَدَّ من الغمِّ، وأخذ النفس، ويحتمل أن يكون بضم كاف وفتح راء على أنه جمع كُرْبة.

"الموافاة" أي: لأجل ملاقاة يوم القيامة وحضورها.

(1)

إسناده حسن كسابقه. خلف: هو ابن الوليد.

ص: 424

رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ، أَوْ مَوْضِعُ قِدِّهِ - يَعْنِي سَوْطَهُ - مِنَ الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوِ اطَّلَعَتْ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى الْأَرْضِ، لَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا، وَلَطَابَ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن طلحة -وهو ابن مصرِّف الياميُّ- روى له الشيخان، لكن فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. وسيتكرر الحديث برقم (13779).

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (2792) و (2796)، وابن ماجه (2757)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(57) و (58)، وفي "الزهد"(243)، وأبو يعلى (3775)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 146، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(380)، والبغوي (2616) من طرق عن حميد الطويل، عن أنس مرفوعاً.

وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(23)، ونعيم بن حماد في "زوائده على الزهد"(257)، وأبو حاتم في "العلل" لابنه 1/ 310 من طريق حميد عن أنس موقوفاً.

وقال أبو حاتم: حديث حميد فيه مثل ذا كثير، واحد عنه يسند، وآخر يوقف.

وسيأتي من طريق حميد بالأرقام (12437) و (12492) و (12602) و (12603) و (13780).

وانظر ما سلف برقم (12350).

وفي باب فضل الغدو في سبيل الله تعالى، عن ابن عباس، سلف برقم (2317). =

ص: 425

12437 -

حَدَّثَنَا الْهَاشِمِيُّ - يَعْنِي سُلَيْمَانَ - عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، مَعْنَاهُ (1).

12438 -

حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ

= وعن سهل بن سعد الساعدي وأبي أمامة ومعاوية بن حُدَيْج، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 3/ 433 و 5/ 266 و 6/ 401.

ولبقية الحديث انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (10270).

قوله: "لَغَدْوة" قال السندي: بالفتح، قيل: هو المرة من الغُدُوِّ: وهو سيرُ أول النهار، نقيض الرواح، والغُدْوة بالضم: ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس، والظاهر أنه لا يختص بالغدو والرواح من بلدته، بل يحصل بكل غَدْوة ورَوْحة في طريقه إلى الغزو. كذا في "المجمع" في موضع، وقال في موضع آخر: الغَدْوة المرة من الذهاب، والرَّوْحة المرة من المجيء.

"لَقَاب قوس" أي: قدره.

"قِدّه" بكسر وتشديد الدال: السَّوط. أي: قدر موضع يسع سوطه من الجنة.

"ما بينهما" أي: بين السماء والأرض، أو بين المشرق والمغرب.

"ريحاً" أي: عطراً أو طيباً.

"ولنَصِيفها" بفتح نون وكسر صاد: هو الخِمار.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات، رجال الشيخين غير سليمان الهاشمي -وهو ابن داود أبو أيوب- فمن رجال السنن. وإسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير.

وأخرجه البخاري (6568)، والترمذي (1651)، وابن حبان (7398)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(55)، والبغوي (4376) من طرق عن إسماعيل ابن جعفر، بهذا الإسناد.

وسيأتي عن الهاشمي مكرراً برقم (13780). وانظر ما قبله.

ص: 426

سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالًا، وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءُ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ، فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]. قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ يَقُولُ:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءُ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" بَخٍ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ، وَأَنَا أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ " فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "موطأ مالك" 2/ 995 - 996، ومن طريقه أخرجه الدارمي (1655)، والبخاريُّ (1461) و (2318) و (2752) و (2769) و (4554) و (5611)، ومسلم (998)(42)، والنسائي في "الكبرى"(11066)، وأبو عوانة في الزكاة كما في "الإتحاف" 1/ 412، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 289 - 290، وابن حبان (3341) و (7182)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 338، والبيهقي 6/ 164 - 165 و 275، والبغوي في "شرح السنة"(1683)، وفي "التفسير" 1/ 325 - 326 عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، بهذا الإسناد. ورواية البخاري (2752) مختصرة.

وأخرجه البخاري معلقاً (2758)، والطحاوي 3/ 288 - 289 من طريق عبد العزيز الماجشون، عن إسحاق بن عبد الله، به.

وسيأتي من طريق همام بن يحيي، عن إسحاق برقم (13688). =

ص: 427

12439 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا يَسْأَلُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ اللهَ الْجَنَّةَ ثَلَاثًا إِلَّا قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللهُمَّ أَدْخِلْهُ، وَلَا اسْتَجَارَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ اللهَ مِنَ النَّارِ ثَلَاثًا، إِلَّا قَالَتِ النَّارُ: اللهُمَّ أَجِرْهُ "(1).

12440 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ

= وانظر ما سلف برقم (12144).

قوله: "بَيْرَُحاء" قال السندي: قيل فيه وجوه، أقواها: فتح الباء الموحدة، وسكون المثناة، وفتح الراء، ممدود أو مقصور: اسم لبستان بالمدينة.

"البرّ" اسم لجوامع خصال الخير كما في قوله تعالى {ولكنَّ البِرَّ مَن آمن بالله واليومِ الآخر} [البقرة: 177]. والمعنى: إنكم وإن أتيتم بكل الخيرات لن تفوزوا بإحراز خصلة البر، ولن تبلغوا حقيقتها حتى تكون نفقتكم من الأموال المحبوبة لديكم.

"بخ" باسكان الخاء أو كسرها منوناً، يقال عند التعجب والمدح والرضا بالشيء.

"رابح" قال النووي في "شرح مسلم" 7/ 86: ضبطناه هنا بوجهين: بالياء وبالباء. وقال القاضي: روايتنا فيه في كتاب مسلم بالباء الموحدة، واختلفت الرواة فيه عن مالك في البخاري و"الموطأ" وغيرهما، فمن رواه بالموحدة فمعناه ظاهر، ومن رواه "رايح" بالمثناة، فمعناه: رايح عليك أجرُه ونفعُه في الآخرة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق، وقد توبع.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 421، وأبو يعلى (3672) و (3683)، وابن حبان (1014)، والبغوي (1365) من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وانظر (12170).

ص: 428

تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ فَيَقُولُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، فَيَضَعُ قَدَمَهُ فِيهَا، فَيَنْزَوِي (1) بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: بِعِزَّتِكَ قَطْ قَطْ، وَلَا يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ حَتَّى يُنْشِئَ اللهُ خَلْقًا آخَرَ، فَيُسْكِنَهُ فِي فُضُولِ الْجَنَّةِ " (2).

12441 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ الطَّالَقَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [ابْنِ] الْأَصَمِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عُمَرَ بِجُبَّةِ سُنْدُسٍ، قَالَ: فَلَقِيَ عُمَرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: بَعَثْتَ إِلَيَّ بِجُبَّةِ سُنْدُسٍ، وَقَدْ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ؟! قَالَ:" إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا، إِنَّمَا بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتَبِيعَهَا، أَوْ تَسْتَنْفِعَ بِهَا "(3).

(1) في (ظ 4): فيزوي. وكلاهما صحيح.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وأبان: هو ابن يزيد العطار.

وأخرجه مسلم (2848)(37)، وابن أبي عاصم في "السنة"(534)، والطبري في "تفسيره" 26/ 171، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 218 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة 1/ 220 من طريق موسى بن إسماعيل التَّبُوذَكي، عن أبان، به. وانظر (12380).

قوله: "فيقول ربُّ العالمين" هو من باب إطلاق القول على الفعل.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير هشام بن سعيد الطالقاني، فقد روى له البخاري في "الأدب" وأبو داود والنسائي، وهو ثقة. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه الطيالسي (2077)، ومسلم (2072)، وأبو عوانة الإسفراييني =

ص: 429

12442 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي سُهَيْلٌ، أَخُو حَزْمٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الْآيَةَ: {أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} [المدثر: 56] قَالَ: " قَالَ رَبُّكُمْ: أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى، فَلَا يُجْعَلْ مَعِي إِلَهٌ، فَمَنْ اتَّقَى أَنْ يَجْعَلَ مَعِي إِلَهًا، كَانَ أَهْلًا (1) أَنْ أَغْفِرَ لَهُ "(2).

= 2/ 68 و 5/ 451 - 452، والمزي في "تهذيب الكمال" 16/ 535 - 536 من طرق عن أبي عوانة الوضاح، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (12496) و (12605).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4713)، وذُكِرت شواهده هناك.

قوله: "السُّنْدُس" هو ما رَقَّ من الحرير.

(1)

في (س): فأنا أهل.

(2)

إسناده ضعيف لضعف سهيل أخي حزم: وهو ابن أبي حزم القُطَعي، قال أحمد: روى أحاديث منكرة، وقال البخاري: لا يتابع في حديثه يتكلمون فيه، وقال مرة: ليس بالقوي عندهم، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به وأخوه حزم أتقن منه، وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه أفراد يتفرَّد بها عمن يرويه.

وأخرجه ابن ماجه (4299)، والترمذي (3328)، من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وسهيل ليس بالقوي في الحديث، وقد تفرَّد بهذا الحديث عن ثابت.

وأخرجه الدارمي (2724)، وابن أبي عاصم في "السنة"(969)، والنسائي في "الكبرى"(11630)، وأبو يعلى (3317)، وابن أبي حاتم -كما في "تفسير ابن كثير" 8/ 299 - ، وأبو الحسن القطان بإثر الحديث (4299) في زياداته على ابن ماجه، والطبراني في "الأوسط"(8510)، وابن عدي في =

ص: 430

12443 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ "(1).

12444 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ (2)، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " هَذَا ابْنُ آدَمَ، وَهَاهُنَا

= "الكامل" 3/ 1288، والبغوي في "تفسيره" 4/ 420 من طرق عن سهيل، به. وقال الطبراني: لم يروه إلا سهيل.

وسيأتي عن سريج بن النعمان عن سهيل برقم (13549).

وأخرجه الخطيب 5/ 52 من طريق أحمد بن محمد التمار، عن عثمان بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس. وأحمد هذا ضعيف.

وأخرج نحوه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "الدر المنثور" 8/ 340 من طريق عبد الله بن دينار، عن أبي هريرة وابن عمر وابن عباس. فإن خلا إسناده إلى عبد الله بن دينار من الضعف، فهو شاهد جيد لحديث أنس.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي.

وأخرجه عبد بن حميد (1302)، والبخاري (3187)، وأبو عوانة 4/ 74، والبيهقي 8/ 160 من طريق أبي الوليد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1302)، وابن أبي شيبة 12/ 461، ومسلم (1737)، وأبو عوانة 4/ 74 من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي برقم (12518) و (13612) و (13857).

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3900). وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

قوله: "حدثنا عفان" سقط من (م) و (س) و (ق).

ص: 431

أَجَلُهُ، وَثَمَّ أَمَلُهُ ". وَقَدَّمَ عَفَّانُ يَدَهُ (1).

12445 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يُجَاوِزُ شَعَرُهُ أُذُنَيْهِ (2).

12446 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي (3)، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَنَمْ، حَتَّى يَعْلَمَ مَا يَقُولُ "(4).

12447 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ قَدِمُوا مَكَّةَ وَقَدْ لَبَّوْا بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا طَافُوا

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وسيتكرر برقم (13697). وانظر (12238).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن سعد 1/ 428 - 429 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وسيتكرر برقم (13606). وانظر (12118).

(3)

قوله: "حدثني أبي" سقط من (م).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.

وأخرجه البخاري (213)، وأبو يعلى (2800) و (2802) من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (11971 م).

ص: 432

بِالْبَيْتِ، وَسَعَوْا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، أَنْ يُحِلُّوا وَأَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، وَكَأنَّ الْقَوْمُ هَابُوا ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْلَا أَنِّي سُقْتُ هَدْيًا لَأَحْلَلْتُ " فَأَحَلَّ الْقَوْمُ وَتَمَتَّعُوا (1).

12448 -

حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي قُدَامَةَ الْحَنَفِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ سَبْعَ مِرَارٍ " بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ، بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ "(2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أشعث -وهو ابن عبد الملك الحُمراني- فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1869) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 5/ 225، وابن حبان (3931)، والضياء (1868) من طرق عن الأشعث بن عبد الملك، به. واقتصر ابن حبان على أول الحديث في التلبية بالحج والعمرة.

وانظر ما سلف برقم (11958).

وسيأتي بنحوه من طريق أبي أسماء الصيقل برقم (12502)، ومختصراً من طريق مروان الأصفر، برقم (12927) كلاهما عن أنس.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف (4822)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "وكأن القوم" قال السندي: كأن بتشديد النون لإفادة الظن، أي: أنهم توقفوا في الفسخ، فكأنهم هابوا ذلك، حيث لم يكن معتاداً في العبادات فَسْخُ النية، وهذا من طبع الإنسان أنه يتوقف في غير المعتاد وينظر، وإلا فلا وجه لذلك بعد أمره صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي قدامة الحنفي -واسمه محمد بن عبيد- فقد روى عنه أكثر من اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات". =

ص: 433

12449 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا الطَّوِيلَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ الرُّطَبِ وَالْخِرْبِزِ (1).

= وقد صحَّ الحديث من طرق عن أنس من غير ذكر العدد، انظر ما سلف برقم (11958).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهب بن جرير: هو ابن حازم. وسيأتي مكرراً برقم (12460).

وأخرجه ابن حبان (5248) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(200)، والنسائي في "الكبرى"(6726) من طريق وهب بن جرير، به.

وأخرجه أبو يعلى (3867) من طريق حَبان بن هلال، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 217 من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن جرير بن حازم، به.

وأخرج أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 216، والحاكم 4/ 120 - 121 من طريق يوسف بن عطية الصفار، عن مطر الوراق، عن قتادة، عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بيمينه والبطيخ بيساره، فيأكل الرطب بالبطيخ، وكان أحبَّ الفاكهة إليه. قال الحاكم: تفرد به يوسف بن عطية، ولم يحتجا به. ووهَّاه الذهبي.

وفي الباب عن عائشة عند أبي داود (3836)، والترمذي (1843)، والنسائي في "الكبرى"(6722) و (6727)، وصححه ابن حبان (5246) و (5247).

وعن جابر عند أبي الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 216، وإسناده ضعيف، ففي إسناده راوٍ مبهم.

وعن عبد الله بن جعفر قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب، سلف =

ص: 434

12450 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ -، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ بِشَرِيكِ ابْنِ سَحْمَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" انْظُرُوهَا، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ جَعْدًا أَكْحَلَ، حَمْشَ السَّاقَيْنِ، فَهُوَ لِشَرِيكِ ابْنِ سَحْمَاءَ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَبْيَضَ سَبْطًا قَضِيءَ الْعَيْنَيْنِ، فَهُوَ لِهِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ ". فَجَاءَتْ بِهِ جَعْدًا أَكْحَلَ حَمْشَ السَّاقَيْنِ (1).

12451 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ الْمَرَئِيُّ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ

= برقم (1741)، وهو متفق عليه.

قوله: "الخِرْبِز" بكسر الخاء والباء وسكون الراء: نوع من البطيخ الأصفر.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1218)، وأبو يعلى (2825)، والطحاوي 3/ 102 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1496)، والنسائي 6/ 171 - 172، والبيهقي 7/ 405 - 406 من طريقين عن هشام بن حسان، به.

وأخرجه النسائي 6/ 172 - 173، وأبو يعلى (2824)، والطحاوي 3/ 101 - 102، وابن حبان (4451) من طريق مخلد بن حسين عن هشام بن حسان، به. وفيه قصة اللِّعان المطوَّلة.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2131).

وعن سهل بن سعد، سيأتي 5/ 334.

"حَمْش الساقين" بالشين المعجمة أي: دقيقهما.

"قَضِيء العينين" أي: فاسدهما، وذلك بكثرة دمعهما أو احمرارهما أو غير ذلك.

ص: 435

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ الْتَقَيَا، فَأَخَذَ أَحَدُهُمَا بِيَدِ صَاحِبِهِ، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَحْضُرَ دُعَاءَهُمَا، وَلَا يُفَرِّقَ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا حَتَّى يَغْفِرَ لَهُمَا "(1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ميمون المرئي -وهو ابن موسى-، وميمون بن سِيَاه، فهما صدوقان. محمد بن بكر: هو البُرْساني.

وأخرجه البزار (2004 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (4139)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2409 من طريق ميمون بن عجلان، عن ميمون بن سياه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 252، وأبو يعلى (2960)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 45، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 293، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(194) من طريق درست بن حمزة، عن مطر الوراق، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما من عبدين متحابَّين في الله يستقبل أحدهما صاحبه فيصافحه، ويصليان على النبي، إلا لم يفترقا حتى تغفر ذنوبهما، ما تقدم منها وما تأخر " ودرست هذا قال البخاري: لا يتابع عليه، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً.

وفي الباب عن البراء بن عازب، سيأتي 4/ 289.

وعن أبي هريرة عند البزار (2005)، وفيه مصعب بن ثابت، قال الهيثمي: وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور.

وعن حذيفة بن اليمان، عند الطبراني في "الأوسط"(247)، وابن وهب في "الجامع"(250) وإسناده حسن.

وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(8076)، قال الهيثمي في "المجمع" 8/ 37: وفيه مهلب بن العلاء ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

وعن سلمان الفارسي عند الطبراني في "الكبير"(6150)، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير سالم بن غيلان، وهو ثقة.

قوله: "يحضر دعاءهما" قال السندي: أي: يستجيب.

ص: 436

12452 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ اجْعَلْ بِالْمَدِينَةِ ضِعْفَيْ مَا بِمَكَّةَ مِنَ الْبَرَكَةِ "(1).

12453 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مَيْمُونٌ الْمَرَئِيُّ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللهَ، لَا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَهُ، إِلَّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ، قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأَيْلي.

وأخرجه البخاري (1885)، ومسلم (1369)، وأبو يعلى (3578) و (3620) من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري تعليقاً بإثر الحديث (1884)، وأبو يعلى (3581)، والإسماعيلي كما في "الفتح" 4/ 98 - 99 من طرق عن يونس بن يزيد، به.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1161 من طريق عُقيل بن خالد، عن الزهري، به.

وسيأتي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة بالبركة في آخر حديث من طريق عمرو بن أبي عمرو عن أنس برقم (12616).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (6064)، وذُكِرَت شواهده هناك.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ميمون المَرَئي -وهو ابن موسى-، وميمون بن سياه، وهما صدوقان.

وأخرجه البزار (3061 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (4141)، والطبراني =

ص: 437

12454 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ فِيمَا سَلَفَ مِنَ النَّاسِ، انْطَلَقُوا يَرْتَادُونَ لِأَهْلِهِمْ، فَأَخَذَتْهُمُ السَّمَاءُ، فَدَخَلُوا غَارًا، فَسَقَطَ عَلَيْهِمْ حَجَرٌ مُتَجَافٍ حَتَّى مَا يَرَوْنَ مِنْهُ خَصَاصَةً، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: قَدْ وَقَعَ الْحَجَرُ وَعَفَا الْأَثَرُ، وَلَا يَعْلَمُ بِمَكَانِكُمْ إِلَّا اللهُ، فَادْعُوا اللهَ بِأَوْثَقِ أَعْمَالِكُمْ.

قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِي وَالِدَانِ، فَكُنْتُ أَحْلِبُ لَهُمَا فِي إِنَائِهِمَا فَآتِيهُمَا، فَإِذَا وَجَدْتُهُمَا رَاقِدَيْنِ قُمْتُ عَلَى رُؤُوسِهِمَا كَرَاهِيَةَ أَنْ أَرُدَّ سِنَتَهُمَا فِي رُؤُوسِهِمَا، حَتَّى يَسْتَيْقِظَا مَتَى اسْتَيْقَظَا، اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ، وَمَخَافَةَ عَذَابِكَ، فَفَرِّجْ عَنَّا. قَالَ: فَزَالَ ثُلُثُ الْحَجَرِ.

وَقَالَ الْآخَرُ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا عَلَى

= في "الأوسط"(1579)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2409 من طريق ميمون ابن عجلان، عن ميمون بن سياه، بهذا الإسناد.

وأخرج البزار (3062) من طريق زائدة بن أبي الرقاد، عن زياد النميري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن للهِ سَيَّارةً من الملائكةِ يطلبون حلقَ الذِّكْر .. ".

وذكر نحو حديث أبي هريرة السالف برقم (7424).

قوله: "إلا ناداهم منادٍ" قال السندي: تشريفاً لهم، وإن لم يعلموا به، وهم قد علموا بخبر الصادق، فينبغي أن يرغبوا فيه كما لو سمعوا، والله تعالى أعلم.

ص: 438

عَمَلٍ يَعْمَلُهُ، فَأَتَانِي (1) يَطْلُبُ أَجْرَهُ وَأَنَا غَضْبَانُ، فَزَبَرْتُهُ، فَانْطَلَقَ فَتَرَكَ أَجْرَهُ ذَلِكَ، فَجَمَعْتُهُ وَثَمَّرْتُهُ حَتَّى كَانَ مِنْهُ كُلُّ الْمَالِ، فَأَتَانِي يَطْلُبُ أَجْرَهُ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ ذَلِكَ كُلَّهُ، وَلَوْ شِئْتُ لَمْ أُعْطِهِ إِلَّا أَجْرَهُ الْأَوَّلَ، اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ، وَمَخَافَةَ عَذَابِكَ، فَفَرِّجْ عَنَّا. قَالَ: فَزَالَ ثُلُثَا (2) الْحَجَرِ.

وَقَالَ الثَّالِثُ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ أَعْجَبَتْهُ امْرَأَةٌ، فَجَعَلَ لَهَا جُعْلًا، فَلَمَّا قَدَرَ عَلَيْهَا وَفَّرَ لَهَا نَفْسَهَا، وَسَلَّمَ لَهَا جُعْلَهَا، اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ، وَمَخَافَةَ عَذَابِكَ، فَفَرِّجْ عَنَّا. فَزَالَ الْحَجَرُ، وَخَرَجُوا مَعَانِيقَ يَتَمَاشَوْنَ " (3).

(1) في (ظ 4): فأتى.

(2)

في (ظ 4): ثلث.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليَشْكُري.

وأخرجه أبو يعلى (2938)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 2/ 234 - 235 من طريق يحيى بن حماد، بهذا الإسناد. ولم يسق أبو يعلى لفظه.

وأخرجه الطيالسي (2014)، والبزار (1868 - كشف الأستار)، وأبو عوانة الإسفراييني، والطبراني في "الدعاء"(192) من طرق عن أبي عوانة وضاح اليشكري، به. وقال البزار: لا نعلم أحداً حدث به إلا أبو عوانة عن قتادة، عن أنس.

وأخرجه البزار (1870)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1149)، والطبراني في "الدعاء"(200)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 273، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 6/ 208 من طرق عن الهيثم بن جميل الأنطاكي، عن مبارك بن =

ص: 439

• 12455 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1): حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ (2)، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (3).

= فضالة، عن الحسن البصري، عن أنس. ولم يسوقوا متن الحديث.

قال البزار: لم يرو هذا الحديث أحدٌ عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس إلَّا الهيثم، وكلُّ من حدث به عن الهيثم غير محمد بن عوف، فقد قيل فيه واتُّهِم- يعني أنه رواه جمع عن الهيثم بن جميل، وكلهم متكلم فيه سوى محمد بن عوف. قلنا: وهو ثقة حافظ، والهيثم ثقة أيضاً، وأما مبارك بن فضالة فصدوق.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5973)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "يرتادون لأهلهم" قال السندي: أي يطلبون الرزق ونحوه.

"متجاف" أي منفصل عن مكانه، أو غليظ عظيم سدَّ عليهم فم الغار.

"خَصاصة" بفتح خاء معجمه، أي: فرجة.

"وعَفَا الأثر" أي: انمحى، فهو لازم، ويمكن أن يكون متعدياً، والأثر بالنصب، أي: محى ذلك الحجرُ الأثرَ، فما بقي لفم الغار أَثر، أو ما بقي لنا أثر به يعرف الناس أننا في الغار.

"أردّ" من الرد. "السِّنة" أول النوم.

"فزبرته" أي: منعته.

"جُعْلاً" بفم فسكون أي: اجراً مجعولاً.

"وَفَّر" من التوفير، أي: ترك لها.

(1)

تحرف في (م) إلى: قال أبو عبيد بن عبد الله، وتحرف في (س) و (ق) إلى: قال أبو عبد الله. والتصحيح من (ظ 4)، ونسخة في (س)، وأبو عبد الرحمن كنية عبد الله ابن الإمام أحمد، وفي "غاية المقصد" ورقة 237، و"الأطراف" 1/ 475: قال عبدُ الله.

(2)

في (س) و (ق): عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

إسناده صحيح. أبو بحر: هو عبد الواحد بن غياث البصري.

وأخرجه موقوفاً أبو يعلى (2937) عن أبي بحر عبد الواحد بن غياث، =

ص: 440

12456 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ. عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ (1) انْطَلَقُوا، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ (2).

12457 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا قَدْ نُهِينَا أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَيْءٍ (3)، فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ الْعَاقِلُ، فَيَسْأَلُهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَتَانَا رَسُولُكَ فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَكَ. قَالَ:" صَدَقَ " قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ قَالَ: " اللهُ " قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ قَالَ: " اللهُ " قَالَ: فَمَنْ نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ، وَجَعَلَ فِيهَا مَا جَعَلَ؟ قَالَ:" اللهُ " قَالَ: فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ، وَنَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ:" نَعَمْ ".

قَالَ: فَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا. قَالَ: " صَدَقَ " قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ:" نَعَمْ ".

= بهذا الإسناد. وقرن بعبد الواحد سعيدَ بن أبي الربيع.

(1)

في (ظ 4): أن نفراً ثلاثة.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. بهز: هو ابن أسد. وانظر ما قبله.

(3)

قوله: "عن شيء" ليس في (ظ 4).

ص: 441

قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا زَكَاةً فِي أَمْوَالِنَا. قَالَ: " صَدَقَ " قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ. آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: " نَعَمْ ".

قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرِ (1) فِي سَنَتِنَا. قَالَ: " صَدَقَ "(2). قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ:" نَعَمْ ".

قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا حَجَّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا. قَالَ: " صَدَقَ ".

قَالَ: ثُمَّ وَلَّى، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ (3)، لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ شَيْئًا، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ شَيْئًا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَئِنْ صَدَقَ، لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ "(4).

(1) في (م) و (س) و (ق): "شهر رمضان"، ولم ترد لفظة "رمضان" في (ظ 4).

(2)

في (م): نعم صدق.

(3)

في (م): والذي بعثك بالحق نبياً، بزيادة "نبياً".

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. سليمان بن المغيرة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1285)، ومسلم (12)(10)، وابن منده في "الإيمان"(129)، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 5، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 47، وفي "الأسماء والصفات" ص 16 - 17 من طريق هاشم بن القاسم أبي النضر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 9 - 11، والدارمي (650)، والترمذي (619)، والنسائي 4/ 121 - 122، وأبو عوانة 1/ 2 - 3 و 3، وابن حبان (155)، وابن منده في "الإيمان"(129)، والبغوي (5) من طرق عن سليمان بن المغيرة، به. وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه. =

ص: 442

12458 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَأَبُو دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ - الْمَعْنَى -، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ لِامْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ: أَتَعْرِفِينَ فُلَانَةَ؟ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهَا وَهِيَ تَبْكِي عَلَى قَبْرٍ، فَقَالَ لَهَا:" اتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي " فَقَالَتْ لَهُ: إِلَيْكَ (1) عَنِّي، فَإِنَّكَ لَا تُبَالِي بِمُصِيبَتِي. قَالَ: وَلَمْ تَكُنْ عَرَفَتْهُ، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَهَا مِثْلُ الْمَوْتِ، فَجَاءَتْ إِلَى بَابِهِ، فَلَمْ تَجِدْ عَلَيْهِ بَوَّابًا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكَ. فَقَالَ:" إِنَّ الصَّبْرَ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ "(2).

= وسيأتي الحديث عن بهز وعفان، عن سليمان بن المغيرة برقم (13011).

وسيأتي من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس برقم (12719)، وفيه: أن الرجل من أهل البادية هو ضِمام بن ثعلبة أحد بني سعد ابن بكر.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2380).

وعن أبي هريرة عند النسائي 4/ 124.

(1)

تحرف في (م) إلى: إياك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الصمد -وهو ابن عبد الوارث-، وأما متابِعُه أبو داود -وهو سليمان بن داود الطيالسي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه البخاري (7154)، ومسلم (926)، وأبو يعلى (3458) و (3504)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1411) من طرق عن عبد الصمد وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1068) عن عمرو بن علي، =

ص: 443

12459 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي. وَعَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ - يَعْنِي ابْنَ الْحَبْحَابِ - عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَكْثَرْتُ عَلَيْكُمْ فِي السِّوَاكِ "(1).

= وأبو القاسم البغوي (1411) و (1412) عن علي بن مسلم، كلاهما عن أبي داود الطيالسي، به.

وهو في "مسند الطيالسي"(2040) من رواية يونس بن حبيب عنه، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(9701) مختصراً.

وأخرجه عبد بن حميد (1203)، والبخاري (1252) و (1283)، ومسلم 926) (15)، وأبو داود (3124)، وأبو عوانة في الجنائز كما في "الإتحاف" / 539، وأبو القاسم البغوي (1411)، وابن حبان (2895)، والبيهقي في السنن" 4/ 65 و 10/ 101. وفي "الشعب" (9702)، وأبو محمد البغوي (1539) من طرق عن شعبة، به. وانظر (12317).

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6240) من طريق يوسف بن عطية السعدي، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس بأطول مما عندنا. قال الهيثمي في "المجمع" 3/ 2 - 3: وفيه يوسف بن عطية، وهو ضعيف.

وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي يعلى (6067)، قال في "المجمع" 3/ 2 وفيه أبو عبيدة الناجي، وهو ضعيف.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد العنبري، وعفان: هو ابن مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 171 عن عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد. وسيأتي مكرراً عنه برقم (13598).

وأخرجه الدارمي (682)، والبخاري (888)، والنسائي 1/ 11، وأبو يعلى (4171)، وابن حبان (1066)، والبيهقي 1/ 35 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، به. =

ص: 444

12460 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا الطَّوِيلَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ الرُّطَبِ وَالْخِرْبِزِ (1).

12461 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ، لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَوْ آخِرُهُ "(2).

12462 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ وَيُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَثَلُ أُمَّتِي " فَذَكَرَهُ (3).

= وأخرجه الدارمى (681) من طريق سعيد بن زيد، عن شعيب ابن الحبحاب، به.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7339)، ولفظه:"لولا أن أشق على أمَّتي، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، وتأخير العشاء"، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "أكثرت عليكم في السواك" قال السندي: أي: بالغتُ في تكرير طلبه منكم، وفي هذا الإخبار ترغيبٌ فيه، وهذا بمنزلة التأكيد لِمَا سبق من التكرير لمن عَلِمَ به سابقاً، وبمنزلة التعليم والتأكيد جميعاً لمن لم يعلم به.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12449).

(2)

حديث قوي بطرقه وشواهده، وهذا إسناد حسن من أجل حماد بن يحيى: وهو الأبحُّ. وهو مكرر (12327).

(3)

مرسل، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال =

ص: 445

12463 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبَّابًا، وَلَا فَحَّاشًا، وَلَا لَعَّانًا، وَكَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتَبَةِ:" مَا لَهُ، تَرِبَ (1) جَبِينُهُ "(2).

= مسلم. ثابت: هو البناني، وحميد: هو الطويل، ويونس: هو ابن عبيد، والحسن: هو البصري.

وقد روي عن الحسن عن أنس بن مالك عند ابن عدي في "الكامل" 4/ 1638، والقضاعي (1351)، وفيه ضعف سلف بيانه عند الحديث رقم (12327).

وروي عن الحسن، عن عمار بن ياسر، وسيأتي 4/ 319، ولم يثبت سماع الحسن من عمار.

وروي عن الحسن عن عمران بن حصين، أخرجه البزار (2844 - كشف الأستار)، و (2075 - مختصر زوائد البزار لابن حجر) من طريق إسماعيل بن نصر، حدثنا عباد بن راشد، عن الحسن، عن عمران بن حصين مرفوعاً. وعباد بن راشد روى له البخاري مقروناً، ووثقه أحمد، وقال عنه ابن معين في رواية عنه: صالح، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، ووثقه البزار وابن شاهين وابن خلفون، وقال: ثقة ثقة. وقال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق": صدوق، وكذلك قال الساجي والأزدي. وضعفه وجرحه جمع، منهم يحيى بن معين في رواية، وأبو داود، وذكره البخاري في "الضعفاء".

قلنا: وإسناد المرسل أصح من الأسانيد المتصلة، وهو الصواب إن شاء الله عن الحسن.

(1)

في (م) و (س) و (ق): تَربَتْ.

(2)

إسناده حسن من أجل فليح -وهو ابن سليمان بن أبي المغيرة-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج -وهو ابن النعمان- فمن رجال البخاري. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدِّب، وهلال بن علي: هو ابن =

ص: 446

12464 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُمَرَ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُثْمَانَ رَكْعَتَيْنِ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ (1).

12465 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسَاحِقٍ،

= أسامة العامري.

وأخرجه أبو يعلى (4220)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 37، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 314، والبغوي (3669) من طريق يونس بن محمد وحده، بهذا الإسناد. ورواية أبي يعلى وعنه أبو الشيخ: تربت يمينه، بدل "جبينه".

وأخرجه البيهقي في "الآداب"(416) من طريق سريج بن النعمان وحده، به. وانظر (12274).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن عبد الله بن أبي سليم، لم يرو عنه غير بكير بن عبد الله، ووثقه النسائي، وروى له هذا الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وتجهيله مدفوع بتوثيق النسائي له. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 128، والنسائي 3/ 120، وأبو يعلى (4271)، والطحاوي 1/ 418 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (12478) و (12718).

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3593)، وانظر تتمة شواهده هناك. لكن نزيد عليها هنا حديثي عمران بن حصين، وأبي ذر الغفاري رضي الله عنهما، وسيأتيان في "المسند" 4/ 430 و 5/ 165.

ص: 447

عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ -، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ إِمَامًا أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِمَامِكُمْ هَذَا؛ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَ عُمَرُ لَا يُطِيلُ الْقِرَاءَةَ (1).

12466 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ - يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْعَطَّارَ -، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ بِيَدِهِ،

(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمد بن مساحق، فإنه لم يرو عنه غير فليح بن سليمان، ولم يُؤْثَر توثيقه عن غير ابن حبان، وفليح بن سليمان حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد روي الحديث من طرق أخرى عن أنس، فيتقوى بها ويصير حسناً.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 235 من طريق يحيى بن عباد، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث من طريق عامر بن عبد الله برقم (13307) و (13720).

وأخرج قول أنس منه الطبراني في "الأوسط"(322) من طريق ربيعة الرأي، و (8907)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1467 من طريق أبي النضر سالم بن أبي أمية المدني، كلاهما عن أنس بن مالك.

وسيأتي بنحوه من طريق سعيد بن جبير برقم (12661)، ومن طريق زيد ابن أسلم برقم (13350)، ومن طريق عثمان بن بوذويه برقم (13673).

وقد سلف في مسند أبي هريرة ضمن الحديث (8366) من طريق الضحاك بن عثمان، عمن سمع أنس بن مالك. وقوَّيناه هناك، وصفة صلاة عمر بن عبد العزيز فيه: أنه كان يطيل الأوليين من الظهر، ويخفف الأخريين، ويخفف العصر، ويقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصل، ويقرأ في الأوليين من العشاء من وسط المفصل، ويقرأ في الغداة بطوال المفصل.

وانظر ما سلف برقم (11967).

ص: 448

وَكَانَ يُكَبِّرُ عَلَيْهَا (1).

12467 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ إِذْ مَرَّ بِهِمْ يَهُودِيٌّ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" رُدُّوهُ "، فَقَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: سَامٌ عَلَيْكُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكَ "، أَيْ: مَا قُلْتَ (2).

12468 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ (3) - يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ -، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ قَالَ: إِذَا ابْتُلِيَ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ ثُمَّ صَبَرَ، عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ " يُرِيدُ عَيْنَيْهِ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان العطار، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. يونس: هو ابن محمد.

وأخرجه أبو يعلى (2859) عن هدبة بن خالد، عن أبان العطار، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (13713) عن عفان عن أبان. وانظر (11960).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبان: هو ابن يزيد العطار. وانظر (12141).

(3)

تحرف في (م) إلى: زيد.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو -وهو ابن أبي عمرو المدني مولى المطلب- فقد روى له الشيخان، وقال أحمد وأبو حاتم: لا بأس به، ووثقه أبو زرعة والعجلي وابن حبان، وقال: =

ص: 449

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ربما أخطأ، يعتبر حديثه من رواية الثقات عنه، وتكلم فيه غير واحد، لكنه قد توبع، فيرتقي الحديث بهذه المتابعات إلى الصحة.

ليث: هو ابن سعد، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي.

وأخرجه أبو يعلى (3711) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(5653)، وفي "الأدب المفرد"(534)، والبيهقي في "السنن" 3/ 375، وفي "الآداب"(913)، وفي "شعب الإيمان"(9958)، والبغوي (1426)، وابن بَلَبان في "المقاصد السنية" ص 476 من طرق عن الليث بن سعد، به.

وعلقه البخاري بإثر الحديث (5653)، ووصله بنحوه عبد بن حميد (1227)، والترمذي (2400)، وأبو يعلى (4211)، والدولابي في "الكنى" 2/ 6، والطبراني في "الأوسط"(8850)، والبيهقي في "الشعب"(9960)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 36 من طريق أبي ظلال القسملي، عن أنس- وذكر بعضهم فيه قصة. وأبو ظلال ضعيف.

وأخرجه عبد بن حميد (1228) من طريق أبي بكر بن عبيد الله بن أنس، والطبراني في "الصغير"(398) من طريق عاصم الأحول، والعسكري في "تصحيفات المحدثين" ص 1095 من طريق قتادة، والبيهقي في "الشعب"(9963) من طريق هلال بن سويد، أربعتهم عن أنس. وهذه الطرق في كل منها ضعف.

وأخرجه أبو يعلى (4237)، ومن طريقه ابن عدي 3/ 1238، والذهبي في "الميزان" 2/ 142 - 143 من طريق سعيد بن سُلَيم الضبي، عن أنس- وزاد في الحديث: أو واحدة؟ قال: "وإن كانت واحدة". وسعيد بن سُليم ضعيف. فزيادته هذه منكرة كما قال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية"(2427).

وسيأتي الحديث من طريق النضر بن أنس برقم (12595)، ومن طريق أشعث بن عبد الله الحُدَّاني برقم (14021). =

ص: 450

12469 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ -، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ (1) أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنِّي لَأَوَّلُ النَّاسِ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْ جُمْجُمَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا فَخْرَ، وَأُعْطَى لِوَاءَ الْحَمْدِ، وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا فَخْرَ.

وَإِنِّي آتِي بَابَ الْجَنَّةِ، فَآخُذُ بِحَلْقَتِهَا، فَيَقُولُونَ: مَنْ هَذَا؟ فَأَقُولُ: أَنَا مُحَمَّدٌ. فَيَفْتَحُونَ لِي، فَأَدْخُلُ، فَإِذَا الْجَبَّارُ مُسْتَقْبِلِي، فَأَسْجُدُ لَهُ، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أُمَّتِي، أُمَّتِي يَا رَبِّ. فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ، فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ مِنَ الْإِيمَانِ، فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ. فَأُقْبِلُ، فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ ذَلِكَ، فَأُدْخِلُهُ (2) الْجَنَّةَ.

فَإِذَا الْجَبَّارُ مُسْتَقْبِلِي، فَأَسْجُدُ لَهُ، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا

= وانظر ما سيأتي برقم (12586).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7597)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "عوضته منهما" قال السندي: أي بَدَلهما، ولأجل فقدهما مع صبره عليه. وفيه أن الأجر للمصيبة، والصبر شرطٌ.

(1)

تحرف في (م) إلى: بن.

(2)

في (ظ 4): فأدخلهم.

ص: 451

مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ أُمَّتِي، أُمَّتِي أَيْ رَبِّ. فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ، فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ نِصْفَ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ مِنَ الْإِيمَانِ، فَأَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ. فَأَذْهَبُ، فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَلِكَ، أَدْخَلْتُهُمُ الْجَنَّةَ.

فَإِذَا الْجَبَّارُ مُسْتَقْبِلِي، فَأَسْجُدُ لَهُ، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي، أُمَّتِي. فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ، فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنَ الْإِيمَانِ، فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ. فَأَذْهَبُ، فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَلِكَ أَدْخَلْتُهُمُ الْجَنَّةَ.

وَفَرَغَ اللهُ (1) مِنْ حِسَابِ النَّاسِ، وَأَدْخَلَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّتِي النَّارَ مَعَ أَهْلِ النَّارِ، فَيَقُولُ أَهْلُ النَّارِ: مَا أَغْنَى عَنْكُمْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْبَدُونَ اللهَ لَا تُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئًا؟! فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: فَبِعِزَّتِي لَأُعْتِقَنَّهُمْ مِنَ النَّارِ. فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ، فَيَخْرُجُونَ وَقَدِ امْتَحَشُوا، فَيَدْخُلُونَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي غُثَاءِ السَّيْلِ، وَيُكْتَبُ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ: هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ اللهِ، فَيُذْهَبُ بِهِمْ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ.

(1) لفظ الجلالة لم يرد في (ظ 4)، فالجملة فيها على البناء للمفعول: "وفُرِغَ من حساب الناس، وأُدخِلَ

".

ص: 452

فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَلْ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الْجَبَّارِ " (1).

(1) إسناده جيد بهذه السياقة من اجل عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، فقد روى له الشيخان، وفيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، لكنه قد توبع في معظم الفاظ هذا الحديث.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2345) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(877)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 479، وفي "الشعب"(1489) من طريق يونس بن محمد، به- واقتصر البيهقي في "الشعب" على أوله.

وأخرجه الدارمي (52)، والنسائي في "الكبرى"(7690)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 710 - 711 من طرق عن الليث بن سعد، به. ولم يذكر الدارمي قصة إدخال مَن في قلبه نصف حبة شعير من الإيمان في الجنة، واقتصر النسائي على أوله.

وأخرجه ابن خزيمة 2/ 711 - 712 من طريق عبد الرحمن بن سلمان الحَجْري، عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وأخرجه أبو يعلى (4130) و (4137) من طريق يزيد بن أبان الرقاشي، عن أنس. ويزيد ضعيف.

وقد سلفت قصة فتح باب الجنة من طريق ثابت، عن أنس برقم (12397)، وسلفت قصة الشفاعة من طريق قتادة، عن أنس برقم (12153).

وأخرج أوله أبو يعلى (4305) من طريق زياد النميري، عن أنس. وزياد النميري ضعيف.

وأخرج الدارمي (48)، والترمذي (3610)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 484 من طريق الربيع بن أنس، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أول الناس خروجاً إذا بُعِثوا وأنا خطيبهم إذا وَفَدوا، وأنا مبشرهم إذا أَيِسوا، لواءُ الحمد يومئذ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر". وإسناده ضعيف. =

ص: 453

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرج ابن خزيمة 2/ 619 من طريق أبي قلابة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "محمد رسول الله يوم القيامة، أول من يدخل الجنة، وأول من يشفع". وفي إسناده ريحان بن سعيد، عن عباد بن منصور، وكل منهما فيه كلام، واستنكرت أحاديث ريحان عن عباد خاصةً.

وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 397 من طريق الحسن البصري، عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر".

وأما قصة إخراج من بقي من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من النار في آخر الحديث فقد أخرجها البخاري (7510)، ومسلم (193)(326)، والنسائي في "الكبرى"(11131)، وابن خزيمة 2/ 694 - 695 و 714 - 716، وأبو عوانة 1/ 183، وابن منده (873)، والبغوي (4333)، والمزي في ترجمة معبد من "تهذيب الكمال" 28/ 241 - 243 من طريق معبد بن هلال العنزي، وذكر حديث أنس الطويل في الشفاعة، وذكر في آخره أنهم أتوا الحسن البصري، فزادهم عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"ثم أعود الرابعةَ، فأحمده بتلك، ثم أَخرُّ له ساجداً، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يُسمع، وسل تُعطَ، واشفع تُشَفَّع، فأقول: يا رب ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأُخرِجن منها من قال: لا إله إلا الله".

وأخرجها ابن أبي عاصم (82)، وأبو يعلى (2786)، وابن خزيمة 2/ 694 من طريق عمران العمي، عن الحسن، عن أنس، وفيه زيادة على رواية معبد بن هلال عن الحسن أن الله تعالى يقول للنبي صلى الله عليه وسلم حين يستشفعه في المرة الرابعة فيمن قال لا إله إلا الله: "ليست هذه لك يا محمد، إنما هي لي، وعزتي وجلالي

" وذكر الحديث. وعمران العَمِّي روى عنه جمع، وقال فيه يحيى بن سعيد وأبو حاتم: ليس به بأس.

وأخرجها الطبراني في "الأوسط"(7289) من طريق عبد الرحمن الأغر، عن أنس بن مالك.

وانظر لهذه القطعة الحديث السالف برقم (12258). =

ص: 454

12470 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَقُولُ: " إِنِّي لَأَوَّلُ (1) النَّاسِ

" فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " كَمَا تَلْبَثُ (2) الْحِبَّةُ (3).

12471 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: وَحَدَّثَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِبِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ، فَأُلْقُوا فِي طَوِيٍّ مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ. قَالَ: وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، قَالَ: فَلَمَّا ظَهَرَ عَلَى أَهْلِ (4) بَدْرٍ أَقَامَ ثَلَاثَ لَيَالٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْيَوْمُ (5) الثَّالِثُ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشُدَّتْ بِرَحْلِهَا، ثُمَّ مَشَى وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ، قَالُوا: فَمَا نَرَاهُ يَنْطَلِقُ إِلَّا لِيَقْضِيَ

= امتحشوا، أي: احترقوا واسوَدُّوا.

والحِبَّة: واحدة الحِبِّ: وهو بِزْرُ ما لا يُقْتاتُ، مثل بُزُور الرياحين وغيرها.

وغُثاء السَّيل: حَمِيله، وهو ما يحمله من البذور والطين وغيرهما.

(1)

في (ظ 4): أول.

(2)

في (س) و (م): تنبت، والصواب ما أثبتناه، لأن الإمام أحمد هنا يشير إلى الإختلاف بين رواية أبي سلمة الخزاعي ورواية يونس بن محمد المؤدب.

(3)

إسناده جيد كسابقه. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة.

(4)

لفظة "أهل" أثبتناها من (ظ 4) و (ق).

(5)

لفظة "اليوم" سقطت من (م).

ص: 455

حَاجَتَهُ. قَالَ: حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ الطَّوِيِّ، قَالَ: فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ، وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ:" يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ، أَسَرَّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللهَ وَرَسُولَهُ؟ هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ (1) رَبُّكُمْ حَقًّا؟ " قَالَ عُمَرُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لَا أَرْوَاحَ فِيهَا؟! قَالَ:" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ ".

قَالَ قَتَادَةُ: أَحْيَاهُمُ اللهُ عز وجل لَهُ، حَتَّى سَمِعُوا قَوْلَهُ تَوْبِيخًا وَتَصْغِيرًا وَتَقْمِيةً (2).

(1) في (م) ونسخة في (س): وَعَدَكُمْ.

(2)

في (م) و (س): ونقيمةً، والمثبت من (ظ 4) و (ق)، وهو الصواب. ومعناه: إذلالاً، ويقال: أَقمى الرجل عدوَّه، إذا أذلَّه. قاله في "لسان العرب" عن ابن الأعرابي.

والحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين. والقائل فيه: وحُدِّثَ أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم

هو أنس نفسه، لأنه لم يشهد الوقعة، وقد سمع هذا الحديث من أبي طلحة الأنصاري، كما في الرواية الآتية في مسند أبي طلحة 4/ 29، وهي في "الصحيحين".

وانظر ما سلف برقم (12120).

قوله: "في طَوِيٍّ"، قال السندي: بفتح طاءٍ، وكسر واوٍ، وتشديد تحتية، أي: بئر مطوية، أي: مبنية الجوانب بالحجارة أو غيرها، فَعِيل بمعنى مفعول، فلذا جمع على إطواء، كشريف وإشراف.

قوله: "خبيث مخبث": في "المجمع" في تفسير هذا الكلام: أي فاسد مُفسدٍ لما يقع فيه، فأخرجه على المعنى الأول، ويمكن إخراجه على المعنى الثاني، أي: خبيث وأصحابه خبثاء.

"إذا ظهر على قوم": أي غلب عليهم.

"بالعَرْصة": أي بمحل الغلبة، لإظهار شعائر الإسلام. =

ص: 456

* 12472 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَهُوَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبُ -، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ عَبَّادٍ -، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَالَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ فِي دَارِي الَّتِي بِالْمَدِينَةِ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبُ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ. وَعَظَّمَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمْرَهُ جِدًّا (1).

12473 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ (2)، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ

= "أسرَّكُم": الهمزة للاستفهام، وهو من السرور.

ومعنى "أنكم أطعتم" أي: فرضه وتقريره، والمراد: أَظهرَ لكم أنكم لو أطعتُم لكنتم مسرورين بها.

"ما تكلم": "ما" استفهامية، و"تُكلم" من التكليم، أي: أيَّ كلام تكلم أجساداً كذا؟ أي: أهو كلام مفيد مسموع أم لا؟

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيلَ بن محمد، فليس له رواية في الكتب الستة، وقد وثقه الإمام أحمد، وأثنى عليه ابنه عبد الله كما في الحديث. عباد بن عباد: هو ابن حبيب المهلبي الأزدي البصري.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 265 - 266 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (7340) عن مسدد بن مسرهد، عن عباد بن عباد، به. وانظر (12089).

(2)

قوله: "حدثنا عبد الصمد" سقط من (م)، وأُقحم بعده في (ظ 4) خطأً: حدثنا أبي.

ص: 457

حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ " (1).

12474 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ - يَعْنِي إِسْحَاقَ - قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: هَلْ سَأَلْتَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ؟ قَالَ ثَابِتٌ: سَأَلْتُ أَنَسًا: هَلْ شَمِطَ (2) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَقَدْ قَبَضَ اللهُ عز وجل رَسُولَهُ وَمَا فَضَحَهُ بِالشَّيْبِ، مَا كَانَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ يَوْمَ مَاتَ ثَلَاثُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ. فَقِيلَ لَهُ: أَفَضِيحَةٌ هُوَ؟ قَالَ: أَمَّا أَنْتُمْ فَتَعُدُّونَهُ فَضِيحَةً، وَأَمَّا نَحْنُ فَكُنَّا نَعُدُّهُ زَيْنًا (3).

12475 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ -، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي. وهو مكرر (12379).

(2)

تحرفت لفظة "شمط" في (م) و (س) إلى: سمعت.

(3)

إسناده صحيح، أبو يعقوب: هو إسحاق بن عثمان الكُلَابي، وقد وثقه أحمد وأبو حاتم وابن حبان، وقال ابن معين: صالح، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وقال ابن حجر في "التقريب"؛ هو صدوق، وهو من رجال أبي داود. وأبو سعيد: مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وهو ثقة من رجال البخاري، وثابت البناني من رجال الشيخين.

وسيأتي من طرق أخرى عن ثابت برقم (12690) و (13372) و (13662). وانظر ما سلف برقم (11965).

قوله "شمط" قال السندي: بكسر الميم، أي: هل اختلط بياض شعره بالسواد؟.

ص: 458

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ عَلَى حَصِيرٍ قَدِيمٍ، قَدْ تَغَيَّرَ مِنَ الْقِدَمِ، قَالَ: وَنَضَحَتْهُ بِشَيْءٍ (1) مِنْ مَاءٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ (2).

12476 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ وَأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ أَمَّا أَهْلُ الْجَنَّةِ، فَكُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، أَشْعَثَ ذِي طِمْرَيْنِ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ، وَأَمَّا أَهْلُ النَّارِ، فَكُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ، جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ، ذِي تَبَعٍ "(3).

(1) لفظة "بشيء" سقطت من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم، فمن رجال البخاري. وانظر (12340).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -واسمه عبد الله- سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية التيمي المدني مولى عمر بن عبد الله.

وأخرجه أبو يعلى (3987) من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن أنس. ولم يذكر فيه أهل النار. وزاد في آخره عند ذكر أهل الجنة:"منهم البراء بن مالك". وعلي بن زيد ضعيف.

قلنا: وهو مع ضعفه قد وهم في هذا الحديث، ودخل عليه هذا بحديث آخر هو:"كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يُؤْبَه له، لو أقسم على الله لأَبرَّه، منهم البراء بن مالك". وذاك الحديث -أي: "كم من أشعث أغبر

"- روي من طريق علي بن زيد وغير واحد عن أنس. وحسنه الترمذي (3854).

وأخرج الحديث المصنف في "الزهد" ص 13 من طريق زائدة بن قدامة، عن الأعمش قال: سمعتهم يذكرونه عن أنس. ولم يذكر فيه أهل النار. =

ص: 459

12477 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ فِحْلَةَ فَرَسِهِ (1).

= وللحديث شاهد عن حارثة بن وهب عند البخاري (4918)، ومسلم (2853)، وسيأتي 4/ 306.

وعن غير واحد من الصحابة، انظرها عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6580).

قوله: "متضعف"، قال السندي: فتح العين أشهر، أي محقر بين الناس، وعلى الكسر أي خامل متذلل، أو رقيق القلب وليِّنُه للإيمان، أو مبالغ في أسباب ضعفه ساعٍ فيها بترك الدنيا وأهلها.

"ذو طمرين" بكسر الطاء وسكون الميم وراء: الثوب الخَلَق.

"جعظري"، أي: فظ غليظ متكبر.

"جَوَّاظ": هو الجَمُوع المَنُوع، وقيل: الكثير اللحم، المختال في مِشْيته، وقيل: القصير البطين.

"ذي تَبَعٍ"، بفتحتين، أي: ذي خَدَمٍ من عبيد وإماء. والمراد أن الغالب في القسم الأول أنه من أهل الجنة، والثاني بالعكس. وقيل: المراد أغلب أهل الجنة هؤلاء، وأغلب أهل النار هؤلاء. وفيه نظر. والله أعلم.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3592) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 381 من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، به. ولم يذكر عقيل بن خالد. وقال بإثره عن أبيه: إنما يُرْوى من كلام أنس، ويزيدُ لم يسمع من الزهري، إنما كتب إليه. قلنا: رواية ابن =

ص: 460

12478 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّاهَا أَبُو بَكْرٍ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّاهَا عُمَرُ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّاهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ أَرْبَعَ سِنِينَ، ثُمَّ أَتَمَّهَا بَعْدُ (1).

= وهب عن ابن لهيعة صالحة، وقد صحَّ رفع الحديث عن أنس من غير هذا الطريق.

فقد أخرج الترمذي (1274)، والنسائي 7/ 310، والطبراني في "الصغير"(1032)، والبيهقي في "السنن" 5/ 339 من طريق يحيى بن آدم، عن إبراهيم ابن حميد الرؤاسي، عن هشام بن عروة، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أنس بن مالك: أن رجلاً من كلاب سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عَسْب الفحل، فنهاه، فقال: يا رسول الله، إنا نُطرِقُ الفحل فنُكرَمُ. فرخَّص له في الكرامة. وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(3505) و (3506) من طريق شبيب بن عبد الله البجلي، عن أنس مرفوعاً: أن رسول الله نهى عن ثمن عَسْب الفحل.

وله شاهد عن علي بن أبي طالب، وابن عمر، سلفا بالأرقام (1254) و (4630). وحديث ابن عمر إسناده صحيح على شرط البخاري، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "فِحلةَ فرسه" قال السندي: الفحلة بكسر الفاء: الذكورة، فالحديث في معنى "نهى عن عسيب الفحل"، أي: ضرابه أو ماؤه، والله تعالى أعلم.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وبكير بن الأشج: هو بكير بن عبد الله بن الأشجّ. =

ص: 461

12479 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَهَلَكَتْ سَبْعُونَ فِرْقَةً، وَخَلَصَتْ فِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ، وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، تَهْلِكُ إِحْدَى وَسَبْعُونَ فِرْقَةً، وَتَخْلُصُ فِرْقَةٌ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ تِلْكَ الْفِرْقَةُ؟ قَالَ:" الْجَمَاعَةُ الْجَمَاعَةُ (1) "(2).

12480 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ (3)، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا

= وقوله فيه: "أربع سنين" جاء ما يخالفه في حديث ابن عمر السالف برقم (4858)، ففيه: أن عثمان رضي الله عنه بقي يقصر ستَّ سنين. وهذه الرواية عند مسلم (694)(18) بلفظ: ثماني سنين أو قال: ست سنين.

وأما حديث أنس فقد أخرجه أبو يعلى (4271) عن محمد بن جامع العطار، عن الحسن بن موسى، عن الليث بن سعد، عن بكير بن عبد الله، بهذا الإسناد. ومحمد بن جامع العطار ضعيف. وقد سلف الحديث عن يونس ابن محمد، عن الليث بن سعد، عن بكير بن عبد الله برقم (12464).

(1)

لفظة "الجماعة" الثانية لم ترد في (ظ 4).

(2)

صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، ورواية سعيد بن أبي هلال عن أنس مرسلة. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وخالد بن يزيد: هو الجمحي المصري، وكلاهما من رجال الشيخين. وانظر ما سلف برقم (12208).

(3)

في (ظ 4): حدثنا يونس، مكان:"حدثنا حسن"، وهو سبق قلم من الناسخ.

ص: 462

الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ}

إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [الحجرات: 2] جَلَسَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ فِي بَيْتِهِ، فَقَالَ: أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ. وَاحْتَبَسَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فَقَالَ:" يَا أَبَا عَمْرٍو، مَا شَأْنُ ثَابِتٍ؟! أَشْتَكَى؟ " فَقَالَ سَعْدٌ: إِنَّهُ لَجَارِي، وَمَا عَلِمْتُ لَهُ شَكْوَى. قَالَ: فَأَتَاهُ سَعْدٌ فَذَكَرَ لَهُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ ثَابِتٌ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْفَعِكُمْ صَوْتًا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ. فَذَكَرَ ذَلِكَ سَعْدٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (119)(187)، والبغوي في "تفسيره" 4/ 209 - 210 من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد. وانظر (12399). وقد تفرد حماد بن سلمة بذكر سعد بن معاذ في هذا الحديث، قال الحافظ في "الفتح" 6/ 620 - 621: واستَشْكَل ذلك الحفَّاظُ، بأن نزول الآية المذكورة كان في زمن الوفود بسبب الأقرع بن حابس وغيره، وكان ذلك في سنة تسع كما سيأتي (يعني في "صحيح البخاري": 4845، وهو في "المسند" 4/ 6 من حديث عبد الله بن الزبير)، وسعد بن معاذ مات قبل ذلك في بني قريظة، وذلك سنة خمس، ويمكن الجمع بأن الذي نزل في قصة ثابت مجرد رفع الصوت، والذي نزل في قصة الأقرع أول السورة، وهو قوله:{لا تُقَدِّمُوا بينَ يَدَي الله ورسولِه}

وروى ابنُ المنذر في "تفسيره" من طريق سعيد بن بشير (وهو ضعيف) عن قتادة، عن أنس في هذه القصة: فقال سعد بن عبادة: يا رسول الله هو جاري

الحديث. وهذا أشبه بالصواب، لأن سعد بن عبادة من قبيلة =

ص: 463

12481 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ (1)، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا يُعَلِّمُنَا، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، فَأَرْسَلَهُ مَعَهُمْ، فَقَالَ:" هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ "(2).

12482 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً، وَأَنَا أُقِيمُ حَائِطِي بِهَا، فَأْمُرْهُ أَنْ يُعْطِيَنِي حَتَّى أُقِيمَ حَائِطِي بِهَا. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ " فَأَبَى، فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَقَالَ: بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي. فَفَعَلَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي. قَالَ: فَاجْعَلْهَا لَهُ، فَقَدْ أَعْطَيْتُكَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَمْ مِنْ عَِذْقٍ رَدَاحٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ " قَالَهَا مِرَارًا. قَالَ: فَأَتَى امْرَأَتَهُ

= ثابت بن قيس، فهو أشبه أن يكون جاره من سعد بن معاذ، لأنه من قبيلة أخرى.

قلنا: لا يَبْعُد أن يكون ذِكْرُ سعد بن معاذ في هذا الحديث وهماً، وأما تعيين قدوم وفد تميم في سنة تسع ففيه نظر، فقد صحَّ أن الأقرع بن حابس -وهو من سادات تميم- كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين، وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من عطايا المؤلَّفة قلوبُهم كما سيأتي برقم (13574)، وذكر أنه شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وغزوتا الفتح وحنين كانتا سنة ثمان، فلعلَّ تميماً وَفَدَتْ على النبي صلى الله عليه وسلم مرتين، والله تعالى أعلم.

(1)

قوله: "حدثنا حسن" سقط من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12261).

ص: 464

فَقَالَ: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ، فَإِنِّي قَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ. فَقَالَتْ: رَبِحَ الْبَيْعُ. أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (1334) عن الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (7159)، والطبراني 22/ (763)، والحاكم 2/ 20، وعنه البيهقي في "الشعب"(3451) من طريق أبي نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار، عن حماد بن سلمة، به.

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/ 328.

وعن ابن مسعود عند سعيد بن منصور (417)، والطبراني 22/ (764)، والبيهقي في "الشعب"(3452). وإسناده ضعيف.

وانظر قوله صلى الله عليه وسلم: "كم من عذق رَدَاح

" في حديث جابر بن سمرة عند مسلم (965)، وسيأتي 5/ 90.

قوله: "فأبى" قال السندي: قيل: كان قوله صلى الله عليه وسلم ذاك شفاعةً لا أمراً، وإلا عصى بخلافه.

"عذِق" قيل: بالكسر الغصن، وبالفتح النخلة أو الحائط، والظاهر أن المراد ها هنا النخلة أو الحائط، لقوله تعالى:{مَن جاء بالحسنةِ فله عشرُ أمثالها} [الأنعام: 160]، وقوله:{واللهُ يُضاعِفُ لمن يشاء} [البقرة: 261]، واقتصار النبي صلى الله عليه وسلم على الواحدة لبيان أنها تكفي في الرغبة في الخير، والله تعالى أعلم.

وقال القاضي عياض في "المشارق" 2/ 71: قيل: إنما يقال للنخلة: عَذْق، إذا كانت بحملها، وللعُرْجُونِ: عذق، إذا كان تامّاً بشماريخه وتمره. قلنا: والشماريخ: جمع شِمراخ، وهو ما يكون عليه الرطب.

وقوله: "رَدَاح" قال السندي: بفتح راء، وخفة مهملة، أي: الثقيل لكثرة ما فيه من الثمار. =

ص: 465

12483 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَحْلِقَ الْحَجَّامُ رَأْسَهُ، أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِشَعْرِ أَحَدِ شِقَّيْ رَأْسِهِ بِيَدِهِ، فَأَخَذَ شَعَرَهُ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، قَالَ: فَكَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ تَدُوفُهُ فِي طِيبِهَا (1).

12484 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ وَفَاءٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نَقْرَأُ، فِينَا الْعَرَبِيُّ وَالْعَجَمِيُّ، وَالْأَسْوَدُ وَالْأَبْيَضُ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَنْتُمْ فِي خَيْرٍ، تَقْرَؤُونَ كِتَابَ اللهِ، وَفِيكُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُثَقِّفُونَهُ كَمَا يُثَقِّفُونَ الْقِدْحَ، يَتَعَجَّلُونَ

= قلنا: وأبو الدحداح رضي الله عنه لم يعرف اسمه ولا نسبه، وإنما عُرِف أنه حليف للأنصار. وقد قيل: إنه ثابت بن الدحداح، وتوفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وردّه الحافظ ابن حجر في "الإصابة"، وروي في قصة لا تصح أنه عاش إلى زمن معاوية وروى حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم. انظر "الإصابة" 7/ 119 - 121.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وسيأتي مكرراً من طريق حسن بن موسى برقم (13508)، ومن طريقين آخرين عن حماد برقم (13218) و (14059).

وانظر ما سلف برقم (12000) و (12092).

قوله: "تدوفه في طيبها" قال السندي: أي: تخلطه فيه، يقال: دافَه بماءٍ، يدوفُه ويُدِيفه: إذا بَلَّه به وخلطه، وقال بذال معجمة، والإهمال أكثر.

ص: 466

أُجُورَهُمْ، وَلَا يَتَأَجَّلُونَهَا " (1).

(1) إسناده ضعيف، وفاء الخولاني: هو ابن شراحيل، وهو في عِداد المجهولين، لم يرو عنه غير بكر بن سواد، ولم يُؤْثَر توثيقه عن غير ابن حبان 5/ 498، وسيأتي الحديث برقم (12581) من طريق ابن لهيعة بهذا الإسناد، لكن جعل مكان وفاء الخولاني أبا حمزة الخولاني، وأبو حمزة هذا ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 362، ونقل عن أبي زرعة أنه قال فيه: هو مصري لا يعرف اسمه. ويغلب على ظننا أنهما راوٍ واحد، وسواء أكانا واحداً أم اثنين، فالجهالة قائمة.

ثم إن في إسناد الحديث ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.

وقد روي الحديث عن ابن لهيعة وعمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن وفاء بن شريح الحضرمي، عن سهل بن سعد الأنصاري، وسيأتي 5/ 338، وصححه ابن حبان (760).

وقال البخاري أيضاً في "تاريخه" 8/ 191: ويروى عن زياد بن نعيم، عن وفاء بن شريح، عن رويفع بن ثابت الأنصاري. قلنا: فهو إسناد مضطرب لا تقوم به حُجَّة.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القران" ص 69 و 206 عن حجاج بن محمد المصيصي الأعور، والفريابي في "فضائل القرآن"(175) عن قتيبة بن سعيد، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. لكن الراوي عندهما عن أنس هو أبو حمزة الخولاني، لم يسمياه وفاءً.

وفي الباب نحوه وبأخصر منه عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/ 357، ورجاله ثقات، لكنه معلٌّ بالإرسال، ورجال إسناد المرسل أيضاً ثقات.

قوله: "يثقفونه" قال السندي: من التثقيف: بمثلثة وقاف وفاء، بمعنى التسوية.

"القِدْح" بكسر فسكون: السهم.

"أجورهم" أي: في الدنيا.

وانظر التعليق على حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (10985).

ص: 467

12485 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مَوْهُوبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ كَانَ يُخَالِفُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا؟ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلَاةً، مَتَى تُوَافِقُهَا أُصَلِّي (1) مَعَكَ، وَمَتَى تُخَالِفُهَا أُصَلِّي وَأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي (2).

12486 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ صَلَّى سُبْحَةَ الضُّحَى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: " إِنِّي

(1) كذا وقع في النسخ الخطية في الموضعين، والجادة بحذف الياء فيهما، ورفع جواب الشرط المضارع إذا كان فعله مضارعاً جائز على ضعفٍ.

(2)

إسناده ضعيف، موهوب بن عبد الرحمن بن أزهر القرشي لم يرو عنه غير محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي المدني المعروف بابن أبي ذئب، ولم يوثقه غير ابن حبان فهو في عداد المجاهيل، وباقى رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابن وهب: هو عبد الله.

قوله: "يخالف عمر بن عبد العزيز" قال السندي: أي: فيصلي قبله منفرداً، أو لا يصلي معه أحياناً.

"متى توافقها" أي: تلك الصلاة بأن تراعي وقتها.

قلنا: لو صح السند، كان لا بد من حمله على ما قاله السندي بخصوص وقت الصلاة، لأن أنس بن مالك ثبت عنه أنه كان يثني على صلاة عمر بن عبد العزيز ويشبهها بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما سلف برقم (12465).

ص: 468

صَلَّيْتُ صَلَاةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ، سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا، فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً: سَأَلْتُه (1) أَنْ لَا يَبْتَلِيَ أُمَّتِي بِالسِّنِينَ، فَفَعَلَ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ، فَفَعَلَ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَلْبِسَهُمْ شِيَعًا، فَأَبَى عَلَيَّ " (2).

(1) في (م) و (س) في الموضعين: سَأَلْتُ.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الضحاك بن عبد الله القرشي ذكره البخاري في "تاريخه" 4/ 334، ومال إلى أنه هو الضحاك بن عبد الله بن خالد بن حزام جد عيسى بن المغيرة بن الضحاك، وقال: إن لم يكن هذا فلا أعرفه. قلنا: والضحاك هذا لم يرو عنه غير بكير بن عبد الله بن الأشج، ولم يُؤْثَر توثيقُه عن غير ابن حبان، فهو مجهول، وأما من شك في أنه الضحاك بن عثمان بن عبد الله المترجَم في "التقريب" فهو احتمال بعيد، لأن كلاً منهما من طبقة مختلفة، وإن صحَّ ما رجَّحه البخاري يكون الضحاكُ بن عبد الله عمَّ الضحاك بن عثمان.

قلنا: والضحاك بن عبد الله روى له النسائي هذا الحديث، فهو من شرط "التهذيب"، ولم يذكره المزي، فيستدرك عليه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب الأنصاري. وبكير بن الأشج: هو بكير بن عبد الله بن الأشج المدني.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 1/ 242، وابن خزيمة (1228)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 326، والضياء في "المختارة"(2221) من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وفي سند أبي نعيم سقط.

وأخرجه ابن خزيمة (1228)، والحاكم 1/ 314، والضياء (2220) من طريق بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وسيأتي برقم (12589).

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(1) من طريق مبارك بن فضالة، عن الحسن البصري، عن أنس. ولم يذكر فيه صلاة الضحى، وفيه جنادة بن مروان، قال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث، وفيه أيضاً عنعنة الحسن =

ص: 469

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ومبارك بن فضالة.

ويشهد له حديث سعد بن أبي وقاص السالف برقم (1516).

وحديث ثوبان عند أحمد 5/ 278، ومسلم (2889).

وحديث خباب بن الأرت الآتي 5/ 109، وصححه الترمذي (2175)، وابن حبان (7236).

وأحاديث شداد بن أوس، ومعاذ بن جبل، وجابر بن عتيك، وأبى بصرة الغفاري، وستأتي 4/ 123 و 5/ 240 و 445 و 6/ 396.

وحديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط"(1883). قال الهيثمي في "المجمع" 7/ 222: رجاله ثقات.

وحديث خالد الخزاعي عند ابن أبي عاصم في "الاحاد والمثاني"(2233)، والطبراني في "الكبير" (4112) و (4113) و (4114). قال الحافظ في "الإصابة" 2/ 257: ورجاله ثقات.

وحديث علي بن أبي طالب عند الطبراني (179). قال الهيثمي: فيه أبو حذيفة الثعلبي، لم أعرفه.

وحديث ابن عباس عند الطبراني (12274) وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ.

وسلف عن أنس بإسناد حسن برقم (12353): أنه لم يَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي الضحى إلا أن يخرج في سفر، أو يَقْدَم من سفر.

قوله: "رغبة ورهبة" قال السندي: أي: صلاة دعوت فيها راغباً فى الإجابة، راهباً عن ردها.

"بالسنين"، أي: بالقحط، والمراد القحط العام المؤدي إلى الهلاك.

"أن لا يظهر" من الإظهار، أي: أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم من فرق الكفر يستأصلهم كما جاء.

"أن لا يَلبِسَهم" بكسر الباء الموحدة، أي: أن لا يخلطهم في معارك المحاربة.

"شيعاً": فرقاً يحارب بعضهم بعضاً. =

ص: 470

* 12487 - حَدَّثَنَا هَارُونُ - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ غَيْرَ مَرَّةٍ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ قَتَادَةَ بْنَ دِعَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ تَوَضَّأَ وَتَرَكَ عَلَى قَدَمِهِ مِثْلَ مَوْضِعِ الظُّفُرِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ "(1).

= "فأبى عليَّ" أي: ما استجاب لي. وفيه: أن الاستجابه بإعطاء عين المدعوِّ له ليست كلية، بل قد تتخلف مع تحقق شرائط الدعاء.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد أخرج الشيخان لجرير بن حازم من روايته عن قتادة، مع أن بعض أهل العلم قد تكلم في روايته عنه، وعَدَّ ابن عدي هذا الحديث من غرائبه، وقال أبو داود: ليس بمعروفٍ من حديث جرير بن حازم. قلنا: ولا يضرُّ تفرُّدُه به، فاصل الحديث صحيح من حديث عمر بن الخطاب وغيره كما سيأتي.

وأخرجه أبو داود (173)، وأبو يعلى (2944)، وأبو عوانة 1/ 253، والبيهقي 1/ 83، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 330 من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (665)، وابن خزيمة (164)، والطبراني في "الأوسط"(6521)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 550، والدارقطني 1/ 108 من طرق عن عبد الله بن وهب، به. وقال الدارقطني بإثره: تفرد به جرير بن حازم، عن قتادة، وهو ثقة.

وله شاهد عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (134) وهو عند مسلم (243).

وعن خالد بن معدان عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي 3/ 424.

وعن أبي بكر الصديق عند أبي عوانة 1/ 253، والدارقطني 1/ 109، وإسناده ضعيف. ولفظه:"ارجع فأتم وضوءك". =

ص: 471

12488 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} رُبُعُ الْقُرْآنِ، وَ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} رُبُعُ الْقُرْآنِ، وَ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ} رُبُعُ الْقُرْآنِ "(1).

= وعن الحسن مرسلاً عند أبي داود (174)، ورجاله ثقات.

وانظر حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6809)، والأحاديث التي في بابه.

قال النووي في "شرح مسلم" 3/ 132: قوله صلى الله عليه وسلم: "أحسن وضوءك" محتمل للتتميم والاستئناف، وليس حمله على أحدهما أَوْلى من الآخر.

(1)

إسناده ضعيف لضعف سلمة بن وردان. عبد الله بن الوليد: هو العدني، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(2530) من طريق أبي حذيفة النهدي، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 380 من طريق أبي هاشم عبد الملك بن عبد الرحمن، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2893)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 243، والبيهقي في "الشعب"(2516) من طريق الحسن بن سَلْم بن صالح العجلي، عن ثابت البناني، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ {إذا زلزلت} عُدِلت له بنصف القرآن، ومن قرأ {قل يا أيها الكافرون} عُدِلَت له بربع القرآن، ومن قرأ {قل هو الله أحد} عُدِلَت له بثلث القرآن". والحسن بن سلم مجهول.

وسيأتي مطولاً ضمن قصةٍ برقم (13309) عن عبد الله بن الحارث عن سلمة بن وردان، وزيد فيه {قل هو الله أحد} وآية الكرسي.

وله شاهد من حديث ابن عباس عند أبي عبيد في "فضائل القرآن" ص 262 - 263 و 265، والترمذي (2894)، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(299)، والحاكم 1/ 566، والبيهقي في "الشعب" (2514) قال: قال رسول =

ص: 472

12489 -

حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيُصِيبَنَّ أَقْوَامًا سَفْعٌ مِنَ النَّارِ عُقُوبَةً بِذُنُوبٍ عَمِلُوهَا، ثُمَّ لَيُدْخِلُهُمُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: الْجَهَنَّمِيُّونَ "(1).

12490 -

حَدَّثَنَا أَزْهَرُ (2) بْنُ الْقَاسِمِ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ وَهُوَ قَائِمٌ (3).

12491 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ - قَالَ حَمَّادٌ: وَالْجَعْدُ قَدْ ذَكَرَهُ - قَالَ: عَمَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى نِصْفِ مُدٍّ شَعِيرٍ فَطَحَنَتْهُ، ثُمَّ عَمَدَتْ إِلَى عُكَّةٍ كَانَ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ سَمْنٍ، فَاتَّخَذَتْ مِنْهُ خَطِيفَةً، قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ

= الله صلى الله عليه وسلم: " {إذا زلزلت الأرض زلزالها} تعدل نصف القرآن، و {قل يا أيها الكافرون} تعدل ربع القرآن، و {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن" وقال الترمذي: هذا حديث غريب، ولا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة. قلنا: ويمان ضعيف.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل أزهر بن القاسم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام: هو الدستوائي. وانظر (12361).

(2)

تحرف في (م) إلى: بهز.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. وانظر (12185).

ص: 473

أَرْسَلَتْنِي إِلَيْكَ تَدْعُوكَ. فَقَالَ: " أَنَا وَمَنْ مَعِي " قَالَ: فَجَاءَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ.

قَالَ: فَدَخَلْتُ فَقُلْتُ لِأَبِي طَلْحَةَ: قَدْ جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَنْ مَعَهُ. فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ، فَمَشَى إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا هِيَ خَطِيفَةٌ اتَّخَذَتْهَا أُمُّ سُلَيْمٍ مِنْ نِصْفِ مُدٍّ شَعِيرٍ. قَالَ: فَدَخَلَ فَأَتَى بِهِ، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهَا، ثُمَّ قَالَ:" أَدْخِلْ عَشَرَةً " قَالَ: فَدَخَلَ عَشَرَةٌ: فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ دَخَلَ عَشَرَةٌ فَأَكَلُوا (1)، ثُمَّ عَشَرَةٌ فَأَكَلُوا (1)، ثُمَّ عَشَرَةٌ فَأَكَلُوا (1)، حَتَّى أَكَلَ مِنْهَا أَرْبَعُونَ، كُلُّهُمْ أَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، قَالَ: وَبَقِيَتْ كَمَا هِيَ، قَالَ: فَأَكَلْنَا (2).

(1) لفظة: "فأكلوا" لم ترد في (ظ 4) في المواضع الثلاثة، وفيها بعد هذا زيادة:"ثم عشرة".

(2)

هذا الحديث له إسنادان، في الإسناد الأول: حماد بن زيد، عن هشام ابن حسان القردوسي، عن محمد بن سيرين، عن أنس.

وفي الإسناد الثاني: حماد بن زيد، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس. والإسنادان صحيحان على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5450) والطبراني في "الكبير" 25/ (285) من طريق الصلت بن محمد، عن حماد بن زيد، بالإسنادين جميعاً- وزادا فيه إسناداً ثالثاً، وهو: حماد بن زيد، عن سنان أبي ربيعة، عن أنس.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 383 - 384، والطبراني 25/ (286) من طريق لُوَين بن سليمان، عن حماد بن زيد بالإسناد الأول.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 384 من طريق لُوَين، عن حماد، بالإسناد الثاني.

وأخرجه أبو يعلى (8230) من طريق أشعث الحُمْراني، عن محمد بن =

ص: 474

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= سيرين، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 927 - 928، ومن طريقه أخرجه الشافعي 2/ 188، وعبد بن حميد (1238)، والبخاري (422) و (3578) و (5381) و (6688)، ومسلم (2040)(142)، والترمذي (3630)، والنسائي في "الكبرى"(6617)، والفريابي في "دلائل النبوة"(6) و (7)، وأبو عوانة 5/ 380 و 380 - 381، وابن حبان (6534)، والطبراني 25/ (276)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1483)، وأبو نعيم في "الدلائل"(322)، والبيهقي في "السنن" 7/ 273، وفي "الاعتقاد" ص 280، وفي "دلائل النبوة" 6/ 88 - 89 و 90، والبغوي (3721) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس- مطولاً ومختصراً.

وأخرجه بنحوه مسلم (2040)(143)، وأبو نعيم (323)، وأبو عوانة 5/ 384 - 386 من طريق أسامة بن زيد، عن يعقوب بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس.

وأخرجه بنحوه أيضاً مسلم (2040)(143)، وأبو عوانة 5/ 387 من طريق عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس.

وأخرجه مسلم (2040)(143) من طريق جرير بن زيد، والطبراني 25/ (278) من طريق أسامة بن زيد، كلاهما عن عمرو بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس.

وأخرجه مسلم (2040)(143)، وأبو عوانة 5/ 388، والطبراني 25/ (279) من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة المازني المدني، عن أبيه، عن أنس.

وأخرجه ابن ماجه (3342) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الجمحي القرشي، عن حميد الطويل، عن أنس.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 389 من طريق سهل بن أسلم العدوي، عن يزيد بن أبي منصور، عن أنس. ولم يسق متن الحديث.

ص: 475

12492 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسِي

= وأخرجه الفريابي في "دلائل النبوة"(11)، وأبو يعلى (1451)، وابن حبان (5285)، والطبراني 25/ (280) من طريق مبارك بن فضالة، عن بكر بن عبد الله المزني وثابت، عن أنس.

وأخرجه الفريابي (8)، والطبراني 25/ (282) من طريق عمارة بن غزية، عن ربيعة الرأي، عن أنس.

وسيأتي برقم (13283) و (13427) و (13547) من طرق اخرى عن أنس.

وأخرجه أبو يعلى (1426)، وأبو عوانة 5/ 388 - 389، والطبراني في "الأوسط"(2786) من طريق معاوية بن أبي مُزَرِّد، عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، عن أبيه عبد الله بن أبي طلحة، عن أبي طلحة الأنصاري.

وقد تفردت رواية حماد بن زيد في حديثنا بذكر أن الذين جاؤوا مع النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أربعين. وجاء في الروايات الأخرى التي ذكرت عددهم أنهم سبعون أو ثمانون. وقال بعض الشراح: هما واقعتان.

وانظر حديث أنس الآتي برقم (12669).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9466)، وسلفت عنده أحاديث أخرى في الباب.

وعن جابر بن عبد الله، وسمرة بن جندب، وسيأتيان 3/ 377 و 5/ 18.

قوله "إلى عُكَّةٍ"، قال السندي: بضم مهملة وتشديد كاف، إناء صغير يوضع فيه السمن أو العسل.

"خطيفة": قيل: هي بفتح معجمة وكسر مهملة، شيء يتخذ من الدقيق واللبن ونحوه، يختطف بالملاعق.

ص: 476

بِيَدِهِ لَوْ اطَّلَعَتْ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا بِرِيحِهَا، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (1).

12493 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ (2) أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ عَرَفَةَ، مِنَّا الْمُكَبِّرُ وَمِنَّا الْمُهِلُّ (3)، لَا يُعَابُ عَلَى الْمُكَبِّرِ تَكْبِيرُهُ، وَلَا عَلَى الْمُهِلِّ إِهْلَالُهُ (4).

12494 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ، قَالَ: وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً، فَانْطَلَقَ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَاجِعًا، قَدِ اسْتَبْرَأَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أعله أبو حاتم بالوقف كما في "العلل" 2/ 214، ولا وجه لذلك، فرواة الرفع ثقات كُثر. حُجَين: هو ابن المثنى.

وأخرجه ابن حبان (7399) من طريق حُجَين بن المثنى، بهذا الإسناد. وانظر (12436).

ونَصِيف المرأة: هو خمارها، أو يطلق على كل ما يوضع على الرأس.

(2)

تحرفت في (م) إلى: عن.

(3)

في (ظ 4): المهلل.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3014) من طريق صالح بن مالك، عن عبد العزيز بن الماجشون، بهذا الإسناد. وانظر (12069).

ص: 477

لَهُمُ الصَّوْتَ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ، وَفِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، وَهُوَ يَقُولُ لِلنَّاسِ:" لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا " وَقَالَ لِلْفَرَسِ: " وَجَدْنَاهُ بَحْرًا، وَإِنَّهُ لَبَحْرٌ ".

قَالَ أَنَسٌ: وَكَانَ الْفَرَسُ قَبْلَ ذَلِكَ يُبَطَّأُ، قَالَ: مَا سُبِقَ بَعْدَ ذَلِكَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وثابت: هو ابن أسلم البناني.

وأخرجه الطيالسي (2025)، وعبد بن حميد (1341)، والبخاري في "الصحيح"(2820) و (2866) و (2908) و (3040) و (6033)، وفي "الأدب المفرد"(303)، ومسلم (2307)(48)، وابن ماجه (2772)، والترمذي (1687)، والنسائي في "الكبرى"(8829)، وفي "عمل اليوم والليلة"(1065)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/ 455 - 456، وابن حبان (6369)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 60 - 61، والبغوي (3688) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد- والحديث عند بعضهم مختصر. وقال الترمذي: حديث صحيح.

وسيأتي الحديث من طريق ثابت بالأرقام (12663) و (12922) و (13865).

وسيأتي من طريق قتادة برقم (12744)، ومن طريق محمد بن سيرين برقم (13747).

قوله: "فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً" قال السندي: "راجعاً" حال مؤكِّدة، أو هو مصدر على وزن فاعل، أي: رجوعاً.

"استبرأ" بالهمز: من استبرأ الخبر، أي: طلب آخره ليعرفه ويقطع الشبهة عنه.

وقوله: "عُرْي" قال البغوي في "شرح السنة" 13/ 252: يقال فرسٌ =

ص: 478

12495 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَزْرَعُ زَرْعًا، أَوْ يَغْرِسُ غَرْسًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ "(1).

12496 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [ابْنِ] الْأَصَمِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِجُبَّةِ سُنْدُسٍ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَعَثْتَ بِهَا إِلَيَّ وَقَدْ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ؟ فَقَالَ: " إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا، وَإِنَّمَا بَعَثْتُ

= عُرْيٌ، وخيلٌ أعراء، ولا يقال: رجلٌ عُرْي، ولكن عُرْيان.

"لم تراعوا" معناه: لا فزع ولا روع، فاسكنوا. يقال: رِيعَ فلانٌ، إذا فَزِعَ

وتضع العرب "لم" و"لن" بمعنى "لا".

وقوله: "وجدناه بحراً" قال ابن الاثير في "النهاية" 1/ 99: أي: واسعَ الجرْي، وسُمِّي البحر بحراً لِسَعَتِه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه البخاري (2320) و (6012)، ومسلم (1553)، والترمذي (1382)، وأبو يعلى (2851)، والبيهقي 6/ 137، والبغوي (1649) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق قتادة بالأرقام (12999) و (13389) و (13553) و (13554).

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، ومعاذ بن أنس الجهني، والسائب بن خلاد، ورجل شهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي أيوب الأنصاري، وأم مبشر، وأبي الدرداء، وستأتي أحاديثهم على التوالي: 3/ 391 و 438 و 4/ 55 و 61 و 5/ 415 و 6/ 362 و 444.

ص: 479

بِهَا إِلَيْكَ لِتَنْتَفِعَ (1) بِثَمَنِهَا أَوْ تَبِيعَهَا " (2).

12497 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَعَا بِمَاءٍ فِي قَدَحٍ رَحْرَاحٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَصَابِعَهُ فِي الْقَدَحِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبَُعُ، وَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَوَضَّؤُونَ مِنْهُ، وَيَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، قَالَ: وَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَوَضَّؤُونَ، قَالَ: فَحَزَرْتُ الْقَوْمَ، فَإِذَا مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ (3).

12498 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ

(1) في (ظ 4) لتستنفع.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن ابن الأصم، فقد روى له مسلم هذا الحديث، وهو ثقة. وانظر (12441).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ثابت: هو ابن أسلم البناني.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 178، وعبد بن حميد (1365)، والبخاري (200)، ومسلم (2279)، والفريابي في "دلائل النبوة"(22)، وأبو يعلى (3329)، وابن خزيمة (124)، وابن حبان (6546)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 122، وفي "الاعتقاد" ص 273 - 274 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وانظر (12412).

القدح الرَّحْراح: هو القريب القعر مع سَعَةٍ فيه.

ص: 480

أَوْ ثَلَاثَ بَنَاتٍ، أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ أَخَوَاتٍ، حَتَّى يَبِنَّ (1) أَوْ يَمُوتَ عَنْهُنَّ، كُنْتُ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ " وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى (2).

(1) في (م) و (س) و (ق): حتى يمتن، والمثبت من (ظ 4) ومصادر التخريج. ومعنى "يَبِنَّ"، أي: ينفصلن عنه بتزويج أو موت.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. والشك في صحابيِّه لا يضر، وقد روي من طريق ثابت وغيره عن أنس بن مالك دون شك.

وأخرجه عبد بن حميد (1378)، وابن أبي الدنيا في "العيال"(110)، وابن حبان (447)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 81 من طرق عن حماد ابن زيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه البخاري في "تاريخه" 1/ 83 من طريق زياد بن خيثمة، والخطيب 8/ 315 - 316 من طريق يونس العبدي، كلاهما عن ثابت، به.

وسيأتي من طريق محمد بن زياد البرجمي عن ثابت برقم (12593).

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 552، والبخاري في "الأدب"(894)، ومسلم (2631)، والترمذي (1914)، والطبراني في "الأوسط"(561)، والحاكم 4/ 177، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8674)، وفي "الآداب"(24)، والخطيب في "الموضح" 1/ 37، والبغوي (1682) من طريق محمد بن عبد العزيز الراسبي، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، عن أنس بلفظ:"من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا". ووقع عند ابن أبي شيبة والترمذي والحاكم والخطيب والبغوي "أبو بكر بن عبيد الله بن أنس"، قال الترمذي: والصحيح هو: عبيد الله بن أبي بكر بن أنس.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 551، وابن أبي الدنيا في "العيال"(115) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن يزيد الرقاشي، عن أنس. والرقاشي متروك.

لكن أخرجه الخطيب 8/ 285 من طريق أبي معاوية، ولم يذكر الرقاشيَّ =

ص: 481

12499 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ قَالَ:" إِنَّ اللهَ قَدْ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، نُطْفَةٌ، أَيْ رَبِّ، عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ، مُضْغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهَا " قَالَ: " يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى؟ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الْأَجَلُ؟ " قَالَ: " فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ "(1).

12500 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ (2).

12501 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ -، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ (3).

= في إسناده.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11384)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12157).

(2)

اسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12157).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب.

وأخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخ دمشق"(19) عن أبي نعيم الفضل ابن دكين، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، بهذا الإسناد. وانظر (12326).

ص: 482

12502 -

حَدَّثَنَا، أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَوْ حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الصَّيْقَلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجْنَا نَصْرُخُ بِالْحَجِّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً، وَقَالَ:" لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، لَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً، وَلَكِنْ سُقْتُ الْهَدْيَ وَقَرَنْتُ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ "(1).

12503 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَنَسٍ - قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا ابْتَلَى اللهُ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ، قَالَ اللهُ: اكْتُبْ لَهُ صَالِحَ عَمَلِهِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبى أسماء الصقيل، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. زهير: هو ابن معاوية الجُعْفي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السَّبيعي.

وأخرجه أبو يعلى (4345)، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 2/ 395، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 153 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد. وقرن أبو عوانة الطحاوي بالحسن بن موسى الأشيب عبدَ الله بن محمد بن علي بن نُفيل النُّفيلي.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1073) من طريق أبي جعفر، عن زهير ابن معاوية، به. وأبو جعفر: هو عبد الله بن محمد النُّفيلي.

وسيأتي برقم (13813) عن أحمد بن عبد الملك عن زهير بن معاوية. وانظر ما سلف برقم (12447).

ص: 483

الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ. فَإِنْ شَفَاهُ، غَسَلَهُ وَطَهَّرَهُ، وَإِنْ قَبَضَهُ، غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَهُ " (1).

12504 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَتَيْتُ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سنان بن ربيعة أبو ربيعة حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وروى له البخاري حديثاً مقروناً بغيره، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وسيأتي عن حسن بن موسى وحده برقم (13501)، وعن عفان وحده برقم (13712).

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 233، والبغوي (1430) من طريق عفان وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب"(501)، وأبو يعلى (4233) و (4235) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب"(501) من طريق سعيد بن زيد، عن سنان ابن ربيعة، به.

وله شواهد عن غير واحد من الصحابة، انظرها عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6482).

ونزيد هنا في شواهده حديث شداد بن أوس، وسيأتي في "المسند" 4/ 123.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (1205)، وابن أبي شيبة 4/ 307، وأحمد في "الزهد" 1/ 74، ومسلم (2375)، والنسائي 3/ 215 - 216، وأبو يعلى =

ص: 484

12505 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فَرَكِبْتُهُ فَسَارَ بِي حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ فِيهَا الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ دَخَلْتُ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، قَالَ جِبْرِيلُ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ.

قَالَ: ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. فَقِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ.

ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ جِبْرِيلُ. فَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. فَقِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ. قَالَ: فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِابْنَيِ

= (3325)، وابن حبان (50)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 253 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، بعض هؤلاء يرويه عن سليمان التيمي، وبعضهم، يرويه عن ثابت.

وأخرجه النسائي 3/ 215 من طريق معاذ بن خالد، أنبأنا حماد بن سلمة، عن سليمان، عن ثابت، عن أنس. فخالف معاذٌ الجماعة، ولذلك صوَّب النسائيُّ الرواية السابقة. وانظر (12210).

ص: 485

الْخَالَةِ: يَحْيَى وَعِيسَى، فَرَحَّبَا وَدَعَوَا لِي بِخَيْرٍ.

ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. فَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. فَقِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ، فَإِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ، فَرَحَّبَ، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ.

ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. فَقِيلَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ الْبَابُ، فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ، فَرَحَّبَ بِي، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ.

ثُمَّ قَالَ: يَقُولُ اللهُ: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 57].

ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. فَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. فَقِيلَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِهَارُونَ، فَرَحَّبَ، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ.

ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. فَقِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى فَرَحَّبَ، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ.

ص: 486

ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ، وَإِذَا هُوَ مُسْتَنِدٌ (1) إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ.

ثُمَّ ذَهَبَ بِي إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَإِذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ، وَإِذَا ثَمَرُهَا كَالْقِلَالِ، فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللهِ مَا غَشِيَهَا، تَغَيَّرَتْ، فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصِفَهَا مِنْ حُسْنِهَا ".

قَالَ: " فَأَوْحَى اللهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى، وَفَرَضَ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسِينَ صَلَاةً، فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، قَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، وَإِنِّي قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ. قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي فَقُلْتُ: أَيْ رَبِّ، خَفِّفْ عَنْ أُمَّتِي. فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: حَطَّ عَنِّي خَمْسًا. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَاكَ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ. قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي وَبَيْنَ مُوسَى، وَيَحُطُّ عَنِّي خَمْسًا خَمْسًا، حَتَّى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هِيَ خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ، فَتِلْكَ خَمْسُونَ

(1) في (ظ 4): مستسند.

ص: 487

صَلَاةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَشْرًا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ شَيْئًا، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً. فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَاكَ ". فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى لَقَدِ اسْتَحَيْتُ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (162)(259)، وأبو يعلى (3375) و (3450) و (3451) و (3499)، وأبو عوانة 1/ 126 - 128، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 382 - 384، والبغوي (3753) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد- وهو في المواضع الثلاثة الأولى عند أبي يعلى مقطَّع.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 125 - 126 من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس.

وقوله: "أُعطي يوسف شطر الحسن" سيأتي عن عفان، عن حماد بن سلمة برقم (14050).

وقصة البيت المعمور ستأتي عن حسن بن موسى، عن حماد بن سلمة برقم (12558).

وقصة سدرة المنتهى ستأتي من طريق قتادة، عن أنس برقم (12673).

وقوله: "أتيت على إدريس في السماء الرابعة" سيأتي من طريق قتادة، عن أنس برقم (13739).

قصة فرض الصلاة ستأتي مختصرة من طريق الزهري، عن أنس برقم (12641).

وستأتي مطولة من طريق الزهري، عن أنس ضمن حديث أنس، عن أبي =

ص: 488

12506 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَهُ، فَصَرَعَهُ، وَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ، ثُمَّ شَقَّ الْقَلْبَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَقَالَ:" هَذِهِ حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ " قَالَ: فَغَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ، قَالَ: وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ - يَعْنِي ظِئْرَهُ - فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ. قَالَ: فَاسْتَقْبَلُوهُ، وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ. قَالَ أَنَسٌ: وَكُنْتُ أَرَى أَثَرَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ (1).

12507 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى - يَعْنِي الطَّبَّاعَ - حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ

= بن كعب 5/ 143.

وسيأتي الحديث بطوله من طريق قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة 4/ 207 - 208.

وأخرجه البخاري (349) و (1636) و (3342)، ومسلم (163)، وأبو عوانة 1/ 133 - 135، والبغوي (3754) من طريق الزهري، عن أنس، عن أبي ذر.

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3394)، ومسلم (168)، وأبي عوانة 1/ 129 - 130.

وعن ابن مسعود عند مسلم (173)، والبزار (59)، وأبي يعلى (5036)، وأبي عوانة 1/ 128 - 129، والبغوي (3756).

الطَّرْف: البصر.

والقِلال: بكسر القاف، جمع قُلَّة -بالضم-: وهي الجرَّة العظيمة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حسن: هو ابن موسى الأشيب، وحماد: هو ابن سلمة، وانظر (12221).

ص: 489

إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:" قُومُوا، فَأُصَلِّيَ بِكُمْ "(1) قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ فَقَامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقُمْتُ أَنَا وَالْيَتِيمُ وَرَاءَهُ، وَالْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى بِنَا (2) رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ (3).

12508 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ، جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ "(4).

12509 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَقَامَ يُصَلِّي الْعَصْرَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ تَذَاكَرْنَا تَعْجِيلَ الصَّلَاةِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ

(1) في (م) و (س) و (ق): لكم.

(2)

في (ظ 4): لنا.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى، فمن رجال مسلم. وانظر (12081).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12272).

ص: 490

اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَجْلِسُ أَحَدُهُمْ (1) حَتَّى إِذَا اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ، وَكَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، قَامَ فَنَقَرَ (2) أَرْبَعًا، لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا "(3).

12510 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَلَعَ لَهُ أُحُدٌ فَقَالَ: " هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، اللهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا "(4).

(1) في (ظ 4): أحدكم.

(2)

في (ظ 4) و (ق): فيقرأ، وهو تحريف.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وهو في "موطأ مالك" 1/ 153، ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق (2080)، وأبو داود (413)، وابن خزيمة (333)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 192، وأبو عوانة 1/ 356، وابن حبان (261)، والبيهقي 1/ 444، والبغوي (368). وانظر (11999).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، عمرو مولى المطَّلب -وهو عمرو بن أبي عمرو- من رجال الشيخين، لكن فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وقد توبع.

وهو في "موطأ مالك" 2/ 889، ومن طريقه أخرجه البخاري (3367) و (4084) و (7333)، وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 81، والترمذي (3922)، وأبو يعلى (3702)، وأبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 2/ 156، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 193، والبيهقي 5/ 197. ورواية ابن شبة مختصرة بقصة الجبل.

وأخرجه عبد الرزاق (17170)، والبخاري (2889)، والطحاوي 4/ 193 =

ص: 491

12511 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، فَرَأَى (1) امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ، فَكَأَنَّهُ دَخَلَهُ - لَا أَدْرِي مِنْ قَوْلِ حَمَّادٍ، أَوْ فِي الْحَدِيثِ -، فَجَاءَ زَيْدٌ يَشْكُوهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ، وَاتَّقِ اللهَ " قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ} إِلَى قَوْلِهِ {زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37] يَعْنِي زَيْنَبَ (2).

= من طرق عن عمرو بن أبي عمرو، به. ورواية عبد الرزاق مختصرة بقصة الجبل أيضاً.

وسيأتي بالأرقام (12616) و (13525) و (13548).

وسيأتي تحريم المدينة من طريق عاصم الأحول عن أنس برقم (13063).

وقد سلفت قصة جبل أحد من طريق قتادة، عن أنس برقم (12421).

وفي باب تحريم المدينة عن أبي هريرة، سلف برقم (7218).

لابتا المدينة: هما حَرَّتاها: حرَّة واقمٍ وهي الشرقية، وحرَّة الوَبَرة وهي الغربية.

(1)

في (م) ونسخة في (س) و (ق): فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(2)

إسناده ضعيف، وفي متنه غرابة، مؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ، وقد رواه جماعة من الثقات عن حماد بن زيد دون قوله: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم منزل زيد بن حارثة فرأى امرأته زينب، فكأنه دخله! وسيأتي ضمن حديث طويل برقم (13025) من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: لما انقضت عدة زينب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة:"اذهب فاذكرها عليَّ" فانطلق حتى أتاها وهي تخمر عجينها، قال زيد: فلما رأيتُها عَظُمَتْ في صدري، حتى ما أستطيع أن أنظر إليها .. وإسناده صحيح. ففيه أن الذي أتى =

ص: 492

12512 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ هَذِهِ السُّورَةَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ "(1).

12513 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَمِّهِ أَنَسٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَّبِعُهُ مِنَ الصَّحْفَةِ، فَلَا أَزَالُ أُحِبُّهُ أَبَدًا (2).

= المنزل هو زيد بن حارثة، وأن الذي دخله -أي: وجد في نفسه شيئاً- هو زيد، وهذا هو الصواب، والله تعالى أعلم.

وأما حديث حماد، فقد أخرجه -دون قوله: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم .... كما سبق-: عبد بن حميد (1207)، والبخاري (4787) و (7420)، والترمذي (3212) و (3213)، والنسائي في "الكبرى"(11407)، وابن حبان (7045)، والطبراني في "الكبير" 24/ (116)، والحاكم 2/ 417، والبيهقي في "السنن" 7/ 57، وفي "الأسماء والصفات" ص 416 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد- وهو عند بعضهم مختصر.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. حسين بن محمد: هو ابن بَهْرام المرُّوذي، والمبارك: هو ابن فضالة. وانظر (12432).

(2)

إسناد صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (1213)، والترمذي (1850)، وأبو عوانة 5/ 390 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وهو في "موطأ مالك" 2/ 546، ومن طريق مالك أخرجه الدارمي (2050)، والبخاري (2092) و (5379) و (5436) و (3437) و (5439)، ومسلم (2041) =

ص: 493

12514 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" فَأَخْبَرْتَهُ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَأَخْبِرْهُ " قَالَ: فَلَقِيَهُ بَعْدُ، فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللهِ، فَقَالَ لَهُ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ (1).

12515 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا الْجُمُعَةَ حِينَ

= (144)، وأبو داود (3782)، والترمذي في "الشمائل"(163)، والنسائي في "الكبرى"(6662)، وأبو عوانة 5/ 389 - 390، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(162)، وابن حبان (4539)، والبيهقي في "الشعب"(5864)، والبغوي (2858) و (2859).

وانظر ما سلف برقم (12052).

قوله: "يتبعه" يعني الدُّبَّاءَ، وهو القرع كما جاء في بعض الروايات.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل مبارك بن فضالة، وقد توبع فيما سلف برقم (12430).

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(9006)، وفي "الآداب"(216) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 2/ 319 معلقاً، وأبو داود (5125)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(189)، والحاكم 4/ 171 من طرق عن المبارك ابن فضالة، به.

ص: 494

تَمِيلُ الشَّمْسُ (1).

12516 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَطِيَّةَ - يَعْنِي الْحَكَمَ -، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فِيهِ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، وَمَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنْ حُبْوَتِهِ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَيَتَبَسَّمُ إِلَيْهِمَا، وَيَتَبَسَّمَانِ إِلَيْهِ (2).

12517 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ - يَعْنِي الْخَزَّازَ -، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَسْوَدَ كَانَ يُنَظِّفُ الْمَسْجِدَ فَمَاتَ، فَدُفِنَ لَيْلًا، وَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأُخْبِرَ، فَقَالَ:" انْطَلِقُوا إِلَى قَبْرِهِ " فَانْطَلَقُوا إِلَى قَبْرِهِ، فَقَالَ:" إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مُمْتَلِئَةٌ عَلَى أَهْلِهَا ظُلْمَةً، وَإِنَّ اللهَ يُنَوِّرُهَا بِصَلَاتِي عَلَيْهَا " فَأَتَى الْقَبْرَ فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَخِي مَاتَ وَلَمْ تُصَلِّ عَلَيْهِ. قَالَ:

(1) إسناده حسن من أجل فليح بن سليمان.

وهو في "مسند الطيالسي"(2139)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (504)، وابن الجارود (289). وقال الترمذي: حسن صحيح.

وانظر (12299).

(2)

إسناده ضعيف، الحكم بن عطية، ضعيف يعتبر به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وهو في "مسند الطيالسي"(2064) ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1298)، والترمذي (3668)، وأبو يعلى (3387)، والحاكم 1/ 121 - 122.

ص: 495

فَأَيْنَ قَبْرُهُ؟ " فَأَخْبَرَهُ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ الْأَنْصَارِيِّ (1).

12518 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ أَبِي: وَأَمْلَاهُ عَلَيْنَا - يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ - مَعَ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، فَقَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: أَخْبَرَنِي ثَابِتٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ " أَحْسَبُهُ قَالَ: " يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

12519 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ:

(1) صحيح لغيره دون قصة الأنصاري في آخره، وهذا إسناد حسن، أبو عامر الخزاز: هو صالح بن رستم روى له البخاري تعليقاً، ومسلم وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الدارقطني 2/ 77 من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 4/ 46 من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس.

وانظر (12318).

وأخرجه الطيالسي (2446) عن صالح بن رستم وحماد بن زيد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة. قال البيهقي 4/ 46 - 47: وهو محفوظ من الوجهين جميعاً.

قلنا: وحديث أبي هريرة هذا سلف في مسنده برقم (8634).

وقد سلف الكلام على قوله: "إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة

الخ" في مسند أبي هريرة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود -وهو الطيالسي- فمن رجال مسلم. وانظر (12443).

ص: 496

سَأَلَ (1) أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: بِمَا مَاتَ ابْنُ أَبِي عَمْرَةَ؟ فَقَالُوا: بِالطَّاعُونِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ "(2).

12520 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَلْيَنْصَرِفْ، فَلْيَنَمْ حَتَّى يَعْلَمَ مَا يَقُولُ "(3).

12521 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ (4)، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَبِي طَلْحَةَ: " أَقْرِئْ قَوْمَكَ السَّلَامَ، فَإِنَّهُمْ - مَا عَلِمْتُ - أَعِفَّةٌ صُبُرٌ "(5).

(1) في (م): سألت، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وثابت: هو ابن يزيد الأحول، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وحفصة: هي بنت سيرين.

وأخرجه مسلم (1916)، وأبو عوانة 5/ 97، وابن خزيمة في التوكل كما في "الإتحاف" 2/ 412 من طرق عن عاصم بن سليمان الأحول، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث بالأرقام (13305) و (13335) و (13709) و (13801).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8092).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد، وأيوب: هو ابن أبي تَميمة السَّختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي. وهو مكرر (12446).

(4)

قوله: "حدثنا ثابت" سقط من (م).

(5)

إسناده ضعيف لضعف محمد بن ثابت بن أسلم البناني. =

ص: 497

12522 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَقْبَلَهُ نِسَاءٌ وَصِبْيَانٌ وَخَدَمٌ، جَائِينَ مِنْ عُرْسٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ:" وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكُمْ "(1).

12523 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ، فَارْتَعُوا " قَالُوا: وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: " حِلَقُ الذِّكْرِ "(2).

= وأخرجه الترمذي (3903)، والحاكم 4/ 79 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2049)، ومن طريقه الترمذي (3903)، وأبو يعلى (1420) و (3389)، والحاكم 4/ 79 عن محمد بن ثابت، به.

وقد جعله هؤلاء المخرِّجون -غير الطيالسي في "المسند" - من حديث أنس عن أبي طلحة، وذكر بعضهم أن ذلك كان في مرض موته صلى الله عليه وسلم.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن ثابت، لكنه قد توبع، تابعه حماد بن سلمة فيما سيأتي برقم (14043).

وأخرجه ابن عدي 6/ 2148 من طريق عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث بإسناد صحيح من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس برقم (12797).

وانظر ما سلف برقم (12305).

(2)

إسناده ضعيف لضعف محمد: وهو ابن ثابت البُناني.

وأخرجه الترمذي (3510) من طريق عبد الوارث بن عبد الصمد، عن أبيه عن عبد الصمد، بهذا الإسناد. =

ص: 498

12524 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، أَخْبَرَنَا عَمَّارٌ - يَعْنِي أَبَا هَاشِمٍ صَاحِبَ الزَّعْفَرَانِيِّ -، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ بِلَالًا بَطَّأَ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا حَبَسَكَ؟ "، فَقَالَ: مَرَرْتُ بِفَاطِمَةَ وَهِيَ تَطْحَنُ، وَالصَّبِيُّ يَبْكِي، فَقُلْتُ لَهَا: إِنْ شِئْتِ كَفَيْتُكِ الرَّحَا وَكَفَيْتِنِي

= وأخرجه أبو يعلى (3432)، وابن عدي 6/ 2147، والبيهقي في "شعب الإيمان"(529) من طريق أبي عبيدة الحداد، عن محمد بن ثابت، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ثابت عن أنس.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1890)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 268، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/ 12 من طريق زائدة بن أبي الرقاد، عن زياد النميري، عن أنس. وزائدة وزياد ضعيفان.

وفي الباب عن ابن عمر عند أبي نعيم في "الحلية" 6/ 354، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/ 12 من طريق محمد بن عبد بن عامر ابن السمرقندي، عن قتيبة، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر. وابن السمرقندي معروف بالوضع، كما في "لسان الميزان" 5/ 271، فلا يفرح بهذا الشاهد.

وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(11158) بلفظ مجالس العلم، وفيه راو لم يُسمَّ.

وعن أبي هريرة عند الترمذي (3509). لكن فيه رياض الجنة هي المساجد، وفيه حميد المكي، وهو مجهول.

وعن جابر عند أبي يعلى (1865) و (2138)، والطبراني في "الدعاء"(1891)، والحاكم 1/ 494 - 495، والبيهقي في "شعب الإيمان"(528)، وصححه الحاكم! فتعقبه الذهبي بقوله: عمر مولى غفرة ضعيف.

وعن عبد الله بن عمرو عند الخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/ 13. وإسناده ضعيف.

وعن ابن مسعود عند الخطيب أيضاً 1/ 13. وإسناده ضعيف لانقطاعه.

ص: 499

الصَّبِيَّ، وَإِنْ شِئْتِ كَفَيْتُكِ الصَّبِيَّ، وَكَفَيْتِنِي الرَّحَا. فَقَالَتْ: أَنَا أَرْفَقُ بِابْنِي مِنْكَ، فَذَاكَ حَبَسَنِي. قَالَ:" فَرَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللهُ "(1).

(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، عمار -وهو ابن عمارة- لم يدرك أنساً. وهذا الحديث مما تفرد به الإمام أحمد.

ص: 500