المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) أشرف على تحقيقه الشيخ - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ٢

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

أشرف على تحقيقه

الشيخ شعيب الأرنؤوط

حقق هذا الجزء وخرّج أحاديثه وعلّق عليه

شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد

الجزء الثاني

مؤسسة الرسالة

ص: 3

بسم الله الرحمن الرحيم

اعتُمد في تحقيق هذا الجزء على النسخ الخطية التالية:

1 -

نسخة المكتبة الظاهرية ورمزها [ظ 11].

2 -

نسخة مكتبة شستربتي ورمزها [ب].

3 -

نسخة مكتبة الرياض بالسعودية ورمزها [ح].

4 -

نسخة دار الكتب المصرية ورمزها [س].

5 -

نسخة المكتبة القادرية ببغداد ورمزها [ق].

6 -

نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالموصل ورمزها [ص].

7 -

وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية المصورة بدار صادر وغيرها، بحاشية هذه الطبعة، وأشرنا بالحواشي لأهم فروقها، وما وقع فيها من سقط أو تحريف. ورمزنا إليها بالحرف [م].

الرموز المستعملة في زيادات عبد الله، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.

• دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله.

° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.

* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.

عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة، لذاتها أو لغيرها في هذا الجزء: 627 حديثاً.

عدد الأحاديث الضعيفة في هذا الجزء: 172 حديثاً.

ص: 4

مُسْنَدُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (1) رضي الله عنه

562 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ فَقَالَ: " هَذَا الْمَوْقِفُ، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ " وَأَفَاضَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَرْدَفَ أُسَامَةَ، فَجَعَلَ يُعْنِقُ عَلَى بَعِيرِهِ، وَالنَّاسُ يَضْرِبُونَ يَمِينًا وَشِمَالًا، يَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ وَيَقُولُ:" السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ " ثُمَّ أَتَى جَمْعًا فَصَلَّى بِهِمِ الصَّلاتَيْنِ: الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، ثُمَّ بَاتَ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ أَتَى قُزَحَ، فَوَقَفَ عَلَى قُزَحَ، فَقَالَ:" هَذَا الْمَوْقِفُ، وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ " ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَتَى مُحَسِّرًا فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَرَعَ نَاقَتَهُ، فَخَبَّتْ حَتَّى جَازَ الْوَادِيَ، ثُمَّ حَبَسَهَا، ثُمَّ أَرْدَفَ الْفَضْلَ، وَسَارَ حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ فَرَمَاهَا، ثُمَّ أَتَى الْمَنْحَرَ، فَقَالَ:" هَذَا الْمَنْحَرُ، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ ".

قَالَ: وَاسْتَفْتَتْهُ جَارِيَةٌ شَابَّةٌ مِنْ خَثْعَمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ

(1) هو عليٌّ بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، أبو الحسن.

أولُ الناس إسلاماً في قول الكثير من أهل العلم، وُلِدَ قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح، فرُبِّي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُفارِقْه. =

ص: 5

أَفْنَدَ، وَقَدْ أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ فِي الْحَجِّ، فَهَلْ يُجْزِئُ عَنْهُ أَنْ أُؤَدِّيَ عَنْهُ؟ قَالَ:" نَعَمْ، فَأَدِّي عَنْ أَبِيكِ ". قَالَ: وَقَدْ لَوَى عُنُقَ الْفَضْلِ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ لَوَيْتَ عُنُقَ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ:" رَأَيْتُ شَابًّا وَشَابَّةً فَلَمْ آمَنِ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا ".

قَالَ: ثُمَّ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ. قَالَ:" انْحَرْ وَلا حَرَجَ ". ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَفَضْتُ قَبْلَ أَنْ أَحْلِقَ. قَالَ:" احْلِقْ أَوْ قَصِّرْ وَلا حَرَجَ ".

ثُمَّ أَتَى الْبَيْتَ فَطَافَ بِهِ، ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ، فَقَالَ:" يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، سِقَايَتَكُمْ، وَلَوْلا أَنْ يَغْلِبَكُمِ النَّاسُ عَلَيْهَا لَنَزَعْتُ بِهَا "(1).

= وشهد معه المشاهد إلا غزوةَ تبوك، فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة:"ألا تَرْضى أن تكون مني بمنزلة هارون مِن موسى؟ "، وزَوّجَه بنته فاطمة، وكان اللواءُ بيده في أكثر المشاهد، ومناقبُه كثيرة، حتى قال الإمام أحمد: لم يُنْقَلْ لأحدٍ من الصحابة ما نُقِل لعلي. وقال غيره: كان سبب ذلك بُغْض بني أمية له، وكان كلُّ من كان عنده علم في شيء من مناقبه من الصحابة بَثَّه، وكلما أرادوا إخمادَ فضله حدث بمناقبه، فلا يزداد إلا انتشاراً.

وقد روى له الرافضةُ مناقبَ موضوعةً هو غنيٌّ عنها، ويكفي في فضله ما صَحّ من قوله صلى الله عليه وسلم:"لأدْفَعَنَّ الراية غداً إلى رجل يحبُّ اللهََ ورسولَه، ويُحبُّه اللهُ ورسولُه، يفتح على يديه " فأعطاها علياً.

واتَّفَقَ أهلُ السنة- بعد اختلافٍ كان في القديم- أن الصواب في الوقائع التي وقعت بين علي وغيره مع علي، وظهر ذلك بقَتْلِ عمار.

قُتِلَ ليلة السابع عشر من شهر رمضان، سنة أربعين من الهجرة. "حاشية السندي" 1 / ورقة 24.

(1)

إسناده حسن، عبد الرحمن بن الحارث: هو ابن عبد الله بن عياش بن أبي =

ص: 6

563 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَوْلُ الْغُلامِ يُنْضَحُ عَلَيْهِ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ ".

قَالَ قَتَادَةُ: هَذَا مَا لَمْ يَطْعَمَا، فَإِذَا طَعِمَا غُسِلَ بَوْلُهُمَا (1).

= ربيعة المخزومي مختلف فيه، فقد وثّقه ابن سعد والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان من أهل العلم، وقال ابن معين: صالح، وفي رواية: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: شيخ، وضعفه ابن المديني، وقال النسائي: ليس بالقوي، فمثله يكون حَسَنَ الحديثِ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن علي- وهو ابن الحسين بن علي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه الترمذي (885)، وأبو يعلى (312) و (544)، وابن خزيمة (2837) و (2889)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/ 72 - 73، والبيهقي 5/ 122 من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض. قال الترمذي: حديث علي هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه من حديث علي إلا من هذا الوجه من حديث عبد الرحمن بن الحارث بن عياش.

وأخرجه ابن الجارود (471)، والبيهقي 5/ 122 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، به. وسيأتي برقم (564) و (613) و (768) و (1348).

قوله: "يُعنق"، العَنَق: ضرب من السير فيه سرعة وفسحة.

وقُزح: هو القرن الذي يقف عنده الإمامُ بالمزدلفة.

وخبَّتْ، أي: سارت الخَبَب، وهو ضرب من العَدْوِ.

وأفند: تكلَّم بالفَنَد، وهو في الأصل: الكذب، ثم قالوا للشيخ إذا هَرِم: قد أفنَد، لأنه يتكلَّم بالمحرَّف من الكلام عن سنَن الصحة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حرب بن أبي الأسود، فمن رجال مسلم. وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/ 38: إسناده =

ص: 7

• 564 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ بِعَرَفَةَ وَهُوَ مُرْدِفٌ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَقَالَ:" هَذَا الْمَوْقِفُ، وَكُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ " ثُمَّ دَفَعَ يَسِيرُ الْعَنَقَ، وَجَعَلَ النَّاسُ يَضْرِبُونَ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَهُوَ يَلْتَفِتُ وَيَقُولُ:" السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ " حَتَّى جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ، وَجَمَعَ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ، ثُمَّ وَقَفَ بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَوَقَفَ عَلَى قُزَحَ، وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، وَقَالَ:" هَذَا الْمَوْقِفُ، وَكُلُّ الْمُزْدَلِفَةِ مَوْقِفٌ " ثُمَّ دَفَعَ وَجَعَلَ يَسِيرُ الْعَنَقَ، وَالنَّاسُ يَضْرِبُونَ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَهُوَ يَلْتَفِتُ وَيَقُولُ:" السَّكِينَةَ، السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ " حَتَّى جَاءَ مُحَسِّرًا فَقَرَعَ رَاحِلَتَهُ فَخَبَّتْ، حَتَّى خَرَجَ،

= صحيح، إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه، وفي وصله وإرساله، وقد رجح البخاري صحته، وكذا الدارقطني، وصحح إسناد المرفوع في "الفتح" 1/ 326، قال عن الرواية الموقوفة: وليس ذلك بعلة قادحة. وانظر "العلل الكبير" 1/ 142، للترمذي.

وأخرجه الدارقطني 1/ 129 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (377)، ومن طريقه البيهقي 2/ 415 من طريق سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، عن أبي حرب، عن أبيه، عن علي موقوفاً.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 121، وعبد الرزاق (1488) من طريق سعيد، عن قتادة، عن أبي حرب، عن علي موقوفاً.

وأخرجه البيهقي 2/ 415 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام، عن قتادة، عن ابن أبي الأسود، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرسل. وسيأتي الحديث برقم (757) و (1148) و (1149).

وفي الباب عن عائشة وعن أم الفضل وعن أم قيس بنت محصن، وسترد في "المسند" على التوالي 2/ 56 و 339 و 355، وعن أبي السمح عند أبي داود (376)، =

ص: 8

ثُمَّ عَادَ لِسَيْرِهِ الْأَوَّلِ، حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ، ثُمَّ جَاءَ الْمَنْحَرَ فَقَالَ:" هَذَا الْمَنْحَرُ، وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ ".

ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ شَابَّةٌ مِنْ خَثْعَمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَقَدْ أَفْنَدَ، وَأَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ فِي الْحَجِّ، وَلا يَسْتَطِيعُ أَدَاءَهَا، فَيُجْزِئُ عَنْهُ أَنْ أُؤَدِّيَهَا عَنْهُ (1)؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" نَعَمْ "، وَجَعَلَ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْهَا.

ثُمَّ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي رَمَيْتُ الْجَمْرَةَ، وَأَفَضْتُ وَلَبِسْتُ (2) وَلَمْ أَحْلِقْ. قَالَ:" فَلا حَرَجَ، فَاحْلِقْ ". ثُمَّ أَتَاهُ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: إِنِّي رَمَيْتُ وَحَلَقْتُ وَلَبِسْتُ (2) وَلَمْ أَنْحَرْ. فَقَالَ: " لَا حَرَجَ فَانْحَرْ ".

ثُمَّ أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا بِسَجْلٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ مِنْهُ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ:" انْزِعُوا يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْلا أَنْ تُغْلَبُوا عَلَيْهَا لَنَزَعْتُ ".

قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَأَيْتُكَ تَصْرِفُ وَجْهَ ابْنِ أَخِيكَ؟ قَالَ:" إِنِّي رَأَيْتُ غُلامًا شَابًّا، وَجَارِيَةً شَابَّةً، فَخَشِيتُ عَلَيْهِمَا الشَّيْطَانَ "(3).

565 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ

= وابن ماجه (526)، والنسائي 1/ 158.

(1)

لفظة "عنه" لم ترد في (ظ 11) و (س) و (ق) و (ص).

(2)

في بعض النسخ: ونسيت، وفي (ح): ونسيت ولبست.

(3)

إسناده حسن. وهو مكرر (525). =

ص: 9

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَوَّذَ (1) مَرِيضًا، قَالَ:" أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا "(2).

566 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا دُونَ مَشُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ، لَأَمَّرْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ "(3).

= وأخرجه البزار (532) عن أحمد بن عبدة، بهذا الإسناد. وانظر (562).

(1)

في (س) وحاشية (ص): عاد.

(2)

حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف، الحارث - وهو ابنُ عبد الله الأعور الهَمْدَاني صاحب علي- ضعفوه.

وأخرجه عبدُ بن حميد (66)، والترمذي (3565)، والبزارُ (847) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 47 و 10/ 313 عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به.

قلنا: ومتنُ الحديث قد صَحَّ من حديث عائشة عندَ البخاري (5743)، ومسلم (2191) ومن حديث ابن مسعود عند أبي داود (3883).

ومن حديث أنس بن مالك عند البخاري (5742)، وأبي داود (3890)، والترمذي (973).

والبأس: الشدة والألم.

وقوله: " لا يغادر سقماً "، أي: لا يترك سقماً، وهو المرض.

(3)

إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 154، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" =

ص: 10

567 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ (1) بْنِ أَبِي الْحُسَامِ - مَدَنِيٌّ مَوْلًى لِآلِ عُمَرَ -، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ (2) عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: بَيْنَمَا نَحْنُ بِمِنًى إِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، فَلا يَصُومُهَا أَحَدٌ ". وَاتَّبَعَ النَّاسَ عَلَى جَمَلِهِ يَصْرُخُ بِذَلِكَ (3).

= 2/ 534، والبزار (852) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قرن يعقوب في روايته بعبيد الله بن موسى عبدَ الله بن رجاء. وسيأتي برقم (739) و (846) و (852).

وابن أم عبدٍ: هو عبد الله بن مسعود.

(1)

تحرف في (م) إلى: مسلمة.

(2)

كذا في الأصول التي بين أيدينا، وقد رواه المفضل بن فضالة (سيأتي برقم 821)، والليث بن سعد (سيأتي برقم 824)، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن عمرو بن سليم، نحوه. وأورده الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 1 / ورقة 211 بإثر حديث المفضل، وقال: وعن أبي سعيد، عن سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن يزيد بن عبد الله، نحوه. أي: نحو حديث المفضل، وقد سبق أن رواية المفضل فيها: عن عبد الله بن أبي سلمة، فالظاهر أنَّه سقط من "المسند" في هذا الموضع.

(3)

حديث صحيح، رجالُه ثقات رجالُ الصحيح غَيْرَ أم عمرو بن سليم، وهي صحابية سماها ابنُ سعد في "الطبقات" 5/ 72 في ترجمة ابنها عمرو بن سليم: النوّار بنت عبد الله بن الحارث بن جَمَّاز، وعامةُ من ألّف في الصحابة إنما ذكروها في قسم الكُنى. وانظر ما سيأتي برقم (821) و (824).

وقوله: " فلا يصومها "، قال أبو البقاء في "إعراب الحديث" ص 154 - 155، ونقله عنه السيوطي في "عقود الزبرجد" 1/ 280: كذا وقع في هذه الرواية، والوجه " فلا يَصُمْها " أو " فلا يصومنّها "، ووجه هذه الرواية أن تُضم الميم، ويكون لفظه لفظ الخبر، =

ص: 11

568 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، وَرَفَعَهُ، قَالَ:" مَنْ كَذَبَ فِي حُلْمِهِ، كُلِّفَ عَقْدَ شَعِيرَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

569 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ:" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ عِنْدَ الْإِقَامَةِ "(2).

= ومعناه الأمر، كقوله تعالى:{والمطلَّقاتُ يتربَّصْن} ، {والوالداتُ يُرضِعْنَ} .

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى- وهو ابن عامر الثعلبي-.

وأخرجه عبد بن حميد (86) عن أبي نعيم، والبزار (595) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (694) و (699) و (789) و (1070) و (1088) و (1089).

وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (7042) بلفظ: " من تحلَّم بحُلْم لم يَرَهُ، كُلِّف أن يَعقِدَ بين شعيرتين ولن يفعلَ ". وسيأتي تخريجه في "المسند" برقم (1866).

وفي معنى الحديث قال السندي: أي: كَما أنه نَظَم غير المنظوم، وعَقَد بين الكلمات غير المرتبطة أصلاً، كذلك يُكَلف بالعقد في شيء لا يقبله، ليكونَ العقابُ من جنس المعصية، ثم معلوم أنه لا يَعقِدُ أصلاً، وقد جاء به الروايات، فيمتدُّ عقابه بهذا التكليف إلى ما شاء الله، أو يدومُ إن كان كافراً، قيل: إنما زيد في عقوبته مع أنَّ كَذِبَه في المنام لا يزيد على كذبه في اليقظة، لأن الرؤيا بحكم الحديث جزءٌ من النبوة، وهي وحيٌ، فالكذب فيه كذبٌ على الله، وهو أعظم من الكذب على الخلق أو على نفسه.

(2)

إسناده ضعيف لضعف الحارث- وهو ابن عبد الله الأعور-. =

ص: 12

570 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْعُكْلِيِّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: كَانَتْ لِي سَاعَةٌ مِنَ السَّحَرِ أَدْخُلُ فِيهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنْ كَانَ قَائِمًا يُصَلِّي، سَبَّحَ بِي، فَكَانَ ذَاكَ إِذْنهُ لِي، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ يُصَلِّي، أَذِنَ لِي (1).

• 571 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

= وأخرجه البزار (856) من طريق أبي عامر العقدي، عن إسرائيل، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (4772) عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (659) و (764) و (884) و (929).

(1)

إسناده ضعيف، عبد الله بن نجي مختلف فيه، وثقه النسائي وابن حبان، وقال الحاكم بإثر حديث في "المستدرك" 1/ 171: من ثقات الكوفيين، ووافقه الذهبي، وقال البخاري وابن عدي: فيه نظر، وقال الدارقطني: ليس بالقوي في الحديث، وقال الشافعي: مجهول، ثم إنه لم يسمع من علي، بينه وبينه أبوه فيما قاله ابن معين، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله-، فمن رجال البخاري. أبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، قيل: اسمه هرم، وقيل: عمرو، وقيل: عبد الله، وقيل: عبد الرحمن، وقيل: جرير.

وأخرجه البزار (882) عن أبي كامل، وابن خزيمة (904) من طريق معلى بن أسد، كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وسقط من رواية البزار الحارث العكلي، وفيه "تنحنح". وسيأتي برقم (608) و (845) و (1289)، وأيضاً برقم (647) من طريق عبد الله بن نجي، عن أبيه، عن علي. وانظر (598).

ص: 13

سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَتَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا نَائِمٌ وَفَاطِمَةُ، وَذَلِكَ مِنَ السَّحَرِ، حَتَّى قَامَ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ:" أَلا تُصَلُّونَ؟ " فَقُلْتُ مُجِيبًا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا نُفُوسُنَا بِيَدِ اللهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا. قَالَ: فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ الْكَلامِ، فَسَمِعْتُهُ حِينَ وَلَّى يَقُولُ: وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54](1).

572 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ (2)، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ يَغْتَسِلُونَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (3).

(1) إسناده صحيح، إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني ثقة روى له النسائي وابن ماجه، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. أبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبي يزيد الحراني، وهو خال محمد بن سلمة.

وأخرجه البخاري (7347) من طريق إسحاق بن راشد، و (7465) من طريق محمد بن أبي عتيق، كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (575) و (705) و (900) و (901).

وفي الحديث جوازُ الانتزاع من القرآن، وفيه منقبة لعلي حيث لم يكتم ما فيه أدنى غضاضة، فقدَّم مصلحة نشر العلم وتبليغه على كتمه، وفيه أنه ليس للإمام أن يشدد في النوافل حيث قَنعَ صلى الله عليه وسلم بقول علي:" أنفُسُنا بيد الله "، وأن الإنسان طُبع على الدفاع عن نفسه بالقول والفعل، وأنه ينبغي له أن يجاهد نفسه أن يقبل النصيحة ولو كانت في غير واجبٍ. انظر "الفتح" 3/ 10 - 11 و 13/ 314 - 315.

(2)

تحرف في (م) إلى: الحارثة.

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 36، وابن ماجه (375)، والبزار (846) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقد تحرف " عبيد الله " في المطبوع من ابن =

ص: 14

573 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى قَوْمٍ قَدْ بَنَوْا زُبْيَةً لِلْأَسَدِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ يَتَدَافَعُونَ إِذْ سَقَطَ رَجُلٌ، فَتَعَلَّقَ بِآخَرَ، ثُمَّ تَعَلَّقَ رَجُلٌ بِآخَرَ، حَتَّى صَارُوا فِيهَا أَرْبَعَةً، فَجَرَحَهُمِ الْأَسَدُ، فَانْتَدَبَ لَهُ رَجُلٌ بِحَرْبَةٍ فَقَتَلَهُ، وَمَاتُوا مِنْ جِرَاحَتِهِمْ كُلُّهُمْ، فَقَامَ أَوْلِيَاءُ الْأَوَّلِ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْآخِرِ، فَأَخْرَجُوا السِّلاحَ لِيَقْتَتِلُوا، فَأَتَاهُمْ عَلِيٌّ رضي الله عنه عَلَى تَفِيئَةِ ذَلِكَ، فَقَالَ: تُرِيدُونَ أَنْ تَقَاتَلُوا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَيٌّ؟ إِنِّي أَقْضِي بَيْنَكُمْ قَضَاءً إِنْ رَضِيتُمْ فَهُوَ الْقَضَاءُ، وَإِلا حَجَزَ بَعْضُكُمْ عَنْ (1) بَعْضٍ حَتَّى تَأْتُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَيَكُونَ هُوَ الَّذِي يَقْضِي بَيْنَكُمْ، فَمَنْ عَدَا بَعْدَ ذَلِكَ فَلا حَقَّ لَهُ، اجْمَعُوا مِنْ قَبَائِلِ الَّذِينَ حَضَرُوا الْبِئْرَ رُبُعَ الدِّيَةِ، وَثُلُثَ الدِّيَةِ، وَنِصْفَ الدِّيَةِ، وَالدِّيَةَ كَامِلَةً، فَلِلْأَوَّلِ الرُّبُعُ، لِأَنَّهُ هَلَكَ مَنْ فَوْقَهُ، وَلِلثَّانِي ثُلُثُ الدِّيَةِ، وَلِلثَّالِثِ نِصْفُ الدِّيَةِ. فَأَبَوْا أَنْ يَرْضَوْا، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَصُّوا عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ:" أَنَا أَقْضِي بَيْنَكُمْ " واحْتَبَى، فَقَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنَّ عَلِيًّا قَضَى فِينَا. فَقَصُّوا عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَأَجَازَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

= أبي شيبة إلى: عبد الله.

وفي الباب عن عائشة عند البخاري (250)، ومسلم (319) بلفظ: كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد. وانظر تمام تخريجه في "صحيح ابن حبان"(1108).

وعن أنس عند البخاري (264) بلفظ: كان النبي صلى الله عليه وسلم والمرأةُ من نسائه يغتسلان من إناء واحد.

(1)

في (ظ 11) و (ب) و (ح) و (س): على.

(2)

إسناده ضعيف، حنش- وهو ابن المعتمر، ويقال: ابن ربيعة الكناني- قال =

ص: 15

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= البخاري: يتكلمون في حديثه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: ليس أراهم يحتجون بحديثه، وقال ابنُ حِبان: لا يُحتج بحديثه، وقال الحاكم: ليس بالمتين عندهم، وقال أبو داود: ثقة ولم يتابع، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام.

وأخرجه البيهقي 8/ 111 من طريق مصعب بن المقدام، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (114)، وابن أبي شيبة 9/ 400، والبزار (732)، ووكيع في "أخبار القضاة" 1/ 95 - 97 و 97، والبيهقي 8/ 111 مِن طُرُقٍ عن سماك، به، قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا نعلم له طريقاً عن علي إلا عن هذا الطريق. وسيأتي (574) و (1063) و (1310).

والزبية: حفيرة تُحْفَرُ وتُغَطَّى ليقع فيها الأسد فَيُصَادُ هو أو غيره، سُميت بذلك، لأنهم كانوا يحفرونها في موضع عال، والزُّبية في الأصل: الرابية التي لا يعلوها ماءٌ.

وقوله: "على تَفِيئة ذلك"، أي: على أثره.

قوله: "هلك مَن فوقَه"، ضبط في (ظ 11) و (س) بفتح الميم والقاف، وضبط في (ب) بكسرهما، قال السندي: أي: هَلَك بثِقَلِ ثلاثة من فوقه مع جَرْح الأسد، وقد تسبب لثقلهم عليه حيث جَرَّهم وتعلق بهم، إذ الثاني والثالث ما تعلق بآخَرَ إلا بسبب تعلُّقِ الأول به، فصار هو السبب لسقوط الثلاثة عليه وثقلهم، فسقط من ديته بقدرما تسبب له، وبالجُملة فقد مات باجتماع أربعة أسباب: الثلاثة منها ثقلُ ثلاثة من فوقه، والرابع: جَرْحُ الأسد، وقد تسبب لثلاثة، فسقط من الدّية ثلاثة أرباع، وبقي ربعُ الدية، وهو على مَن تسبب لوقوعه في البئر الذي أَدَّى إلى جرح الأسد، وهم أهلُ الزِّحام، ثم إن تعلقه بهم، وإن كان فعلاً له، إلا أنه تسبَّبَ عن سقوطه في البئر الذي وُجِدَ لأجل الزحام، وقد ترتب على هذا التعلق موتُه وموتُهم، فمن حيث إنه أدى إلى موته يُعتبر فعلاً له، فيسقط من ديته بقدر ذلك، ومن حيث إنه أَدَّى إلى موتهم يعتبر أنه أثر لزحامهم، فتجبُ ديتهم على أهل الزحام، وعلى هذا القياس.

قوله: "وللثاني ثلثُ الدية"، لأنه مات بثلاثة أسباب: ثقل اثنين فوقه، وهو سببٌ له، وجرح الأسد المترتب على سقوطه، وأهلُ الزحام سببٌ لذلك كما قرَّرْنا، وهكذا الباقي، =

ص: 16

574 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا سِمَاكٌ، عَنْ حَنَشٍ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: وَلِلرَّابِعِ الدِّيَةُ كَامِلَةً (1).

• 575 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: كَتَبْتُ إِلَيْكَ بِخَطِّي، وَخَتَمْتُ الْكِتَابَ بِخَاتَمِي، يَذْكُرُ أَنَّ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ حَدَّثَهُمْ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ حَدَّثَهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ، فَقَالَ:" أَلَا تُصَلُّونَ؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا. وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ، وَيَقُولُ:{وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} (2).

• 576 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي أَخِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ

= وبالجملة فهذا مبنيٌّ على أن الدية تُوَزَّعُ على أسباب الموت، ثم إنْ تَسبَّبَ هو لشيء من الأسباب يسقط من الدية بقدره، ثم إنْ أَدَّى ذلك السبب إلى موته وموت غيره، ففي حَقِّه تسقط الدية بقدره، وفي حق غيره يُنْظَرُ منشأ هذا السبب، وكل ذلك أمر معقول، سواء أخذ به أحد أم لا، فلا إشكال في الحديث، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه. بهز: هو ابن أسد العمِّي، وحماد: هو ابن سلمة.

وأخرجه الطيالسي (114)، ومن طريقه البيهقي 8/ 111 عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عقيل: هو ابن خالد الأيلي.

وأخرجه مسلم (775)، والنسائي 3/ 205 عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(955) عن يحيى بن بكير، وابن خزيمة (1140) من طريق حجين بن المثنى، كلاهما عن الليث، به. وانظر (571).

ص: 17

أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ، فَقَالَ:" مَنْ أَحَبَّنِي، وَأَحَبَّ هَذَيْنِ، وَأَبَاهُمَا، وَأُمَّهُمَا، كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

577 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) بْنُ هُبَيْرَةَ السَّبَئِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلا عَلَى خَالَتِهَا "(3).

(1) ضعيف، علي بن جعفر بن محمد روى عنه جمعٌ، ولكنه لا يُعْرَف بجرحٍ ولا تعديل، وباقي رجاله ثقات، قال الإمام الذهبي في "الميزان" 3/ 117 في ترجمة علي بن جعفر: ما هو مِن شرط الترمذي ولا حسنه

ثم ذكر هذا الحديث، وأورده في "السير" 12/ 135 في ترجمة نصر بن علي الأزدي شيخ عبد الله بن أحمد فيه، وقال: هذا حديث منكر جداً

وما في رواة الخبر إلا ثقة ما خلا علي بن جعفر، فلعله لم يَضْبِطْ لفظ الحديث، وما كان النبي- صلى الله عليه وسلم من حُبِّه وبثِّ فضيلة الحسنين ليجعل كلَّ من أحبَهما في درجته في الجنة، فلعله قال: فهو معي في الجنة، وقد تواتر قولُه عليه السلام:" المرء مع مَنْ أحب "، ونصر بن علي فمن أئمة السنة الأثبات.

وأخرجه الترمذي (3733) عن نصر بن علي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن غريب. كذا وقع في المطبوعة: حسن

وهي كذلك في "تحفة الأحوذي"، وكلمة " حسن " لم ترد في النسخ القديمة المسموعة التي اعتمدها الحافظ المزي في كتابه "تحفة الأشراف"، ولعلها وقعت في بعض النسخ دون بعض، والله أعلم.

(2)

تحرف في (س) و (ق) و (م) إلى: عبيد الله.

(3)

حديث حسن لغيره، ابن لهيعة- وإن كان سيئ الحفظ- حديثه حسن في =

ص: 18

578 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَأَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ (1)، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - قَالَ حَسَنٌ: يَوْمَ الْأَضْحَى - فَقَرَّبَ إِلَيْنَا خَزِيرَةً، فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللهُ، لَوْ قَرَّبْتَ إِلَيْنَا مِنْ هَذَا الْبَطِّ - يَعْنِي الْوَزَّ - فَإِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ أَكْثَرَ الْخَيْرَ. فَقَالَ: يَا ابْنَ زُرَيْرٍ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يَحِلُّ لِلْخَلِيفَةِ مِنْ مَالِ اللهِ إِلا قَصْعَتَانِ: قَصْعَةٌ يَأْكُلُهَا هُوَ وَأَهْلُهُ، وَقَصْعَةٌ يَضَعُهَا بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ "(2).

579 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَا رَمِدْتُ مُنْذُ تَفَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي عَيْنِي (3).

= الشواهد، وهذا منها، وباقي رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه البزار (888)، وأبو يعلى (360) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه محمد بن نصر في "السنة"(283) من طريق أبي الأسود، عن ابن لهيعة، به.

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5109)، ومسلم (1408).

(1)

تحرف في (م) إلى: أبو سعيد موسى بن هاشم.

(2)

إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

والخزيرة: لحم يُقطَّع صِغاراً ويُصب عليه ماءٌ كثير، فإذا نضج ذُرَّ عليه الدقيق.

(3)

إسناده حسن، أم موسى- وهي سُرية علي بن أبي طالب- قيل: اسمها فاختة، وقيل: حبيبة، لم يرو عنها غير مغيرة بن مقسم الضبي، قال الدارقطني: حديثُها مستقيم يخرج حديثها اعتباراً، وقال العجلي: كوفيةٌ تابعية ثقة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (189) عن أبي عَوانة، وأبو يعلى (593)، والطبري في "تهذيب =

ص: 19

580 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَفِي وَسَطِهِ، وَفِي آخِرِهِ، ثُمَّ ثَبَتَ لَهُ الْوَتْرُ فِي آخِرِهِ (1).

• 581 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ (2)، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، عَنْ حُسَيْنٍ

= الآثار" ص 168 من طريق جرير، كلاهما عن مغيرة، بهذا الإسناد.

ويشهد له حديث سهل بن سعد عند البخاري (4210)، وانظر شرحه للحافظ ابن حجر.

(1)

إسناده قوي، عاصم: هو ابن ضمرة، وثقه العجلي وعلي بن المديني وابن سعد والترمذي، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال البزار: صالح الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. مطرف: هو ابن طريف الكوفي، وقد تابعه شعبة وهو ممن روى عن أبي إسحاق السَّبيعي قبل تغيُّره.

وأخرجه البزار (681) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي 1/ 340 من طريق أسباط، عن مطرف، به.

وأخرجه الطحاوي 1/ 340 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أبي إسحاق، به.

وسيأتي برقم (653) و (825) و (1152) و (1215) و (1218) و (1260).

وفي الباب عن عائشة عند البخاري (996) ومسلم (745) وسيأتي في "المسند" 6/ 46.

(2)

كذا وقع هذا الإسناد في الأصول التي بين أيدينا، وفي "أطراف المسند" 1 / ورقة 199، و"غاية المقصد في زوائد المسند" ورقة 349، وقد جاء في هامش هذا الأخير ما نصه: "حاشية بخط المؤلف في الهامش ما صورته: صوابه عن الفرج بن فضالة، عن عبد الله بن عامر، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أمه =

ص: 20

عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمُجَذَّمِينَ، وَإِذَا كَلَّمْتُمُوهُمْ، فَلْيَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ قِيدُ رُمْحٍ "(1).

= فاطمة .. ". قلنا: وهذا هو الصواب، فالحديثُ من رواية محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أمه. انظر "التاريخ الكبير" 1/ 138، و"ميزان الاعتدال" 3/ 593، وعبد الله بن عمرو بن عثمان هو زوج فاطمة بنت الحسين، وليس ابنها، ولأن هذا الخطأ ثابت في الأصول القديمة من "المسند"، فقد أبقينا السند كما هو، فليسَ هو خطأ من الناسخين كما ظن الشيخ أحمد شاكر رحمه الله.

(1)

إسناده ضعيف، فرج بن فضالة ضعفه غير واحد، وقال أبو حاتم: صدوق يُكتب حديثه ولا يحتج به، ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان- وهو المعروف بالديباج لحُسنه- قال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 139 وفي "الضعفاء" (325): عنده عجائب، وقال ابن الجارود: لا يكاد يتابع على حديثه، وقال النسائي: ليس بالقوي،. وقال مرة: ثقة! ووثقه ابن حبان والعجلي. وأمه فاطمة بنت الحسين بن علي تابعية ثقة، قال ابن سعد في "الطبقات" 8/ 473: تزوَّجها ابن عمِّها حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، فولدت له عبدَ الله وإبراهيمَ وحسناً وزينب، ثم مات عنها فخلف عليها عبدُ الله بن عمرو بن عثمان بن عفان زوَّجها إياه ابنُها عبد الله بن حسن بأمرها، فولدت له القاسمَ ومحمداً ورقية.

قلنا: وقد وقع في هذا الحديث اضطراب، فقد أخرجه أبو يعلى (6774)، وابن عساكر 19 / لوحة 490 من طريق فرج بن فضالة، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1473 من طريق عبد الله بن الحارث، كلاهما عن عبد الله بن عامر الأسلمي، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أمه فاطمة بنت الحسين بن علي، عن أبيها، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

جعلوه من مسند الحسين، وعبد الله بن عامر ذاهب الحديث.

وأخرجه كذلك الطبراني (2897) من طريق يحيى الحماني، عن ابن المبارك، عن الحسين بن علي بن الحسين، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويحيى الحماني ضعيف. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 139، وفي "التاريخ =

ص: 21

• 582 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَلِيُّ، أَسْبِغِ الْوُضُوءَ وَإِنْ شَقَّ عَلَيْكَ، وَلا تَأْكُلِ الصَّدَقَةَ، وَلا تُنْزِ الْحَمِيرَ عَلَى الْخَيْلِ، وَلا تُجَالِسْ أَصْحَابَ النُّجُومِ "(1).

= الصغير" 2/ 77 فقال: وقال ابن المبارك، به.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" في مسند علي ص 20 من طريق أبي فضالة فرج بن فضالة، عن عبد الله بن عامر الأسلمي، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي، عن أمه فاطمة قالت - فيما أرى-: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره، وجعله من مسند فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم.

وسيأتي في "المسند" برقم (2075) من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن عبد الله بن عباس، وأورده الحافظ في "الفتح" 10/ 159 عن ابن ماجه، وضعف إسناده.

وأما حديث معاذ بن جبل الذي أخرجه الطبراني في "الكبير" 20 / (222) بلفظ: "المجذمين لا تديموا النظر إليهم"، ففيه الوليد بن حماد الرملي شيخ الطبراني، قال الهيثمي في "المجمع" 5/ 101: لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، هارون بن مسلم لينه أبو حاتم، وقال الحاكم: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وأخرج له هو وابنُ خزيمة في "صحيحيهما"، والقاسم بن عبد الرحمن: هو الأنصاري، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، مضطرب الحديث، وعلي بن الحسين والد محمد بن علي الباقر لم يُدْرِكْ جدَّه علي بن أبي طالب.

وأخرجه أبو يعلى (484) عن سويد بن سعيد، عن هارون بن مسلم، بهذا الإسناد.

وللحديث عدا قوله: "ولا تجالس أصحاب النجوم" شاهد من حديث ابن عباس =

ص: 22

583 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ عَلِيٌّ رضي الله عنه بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ وَهُوَ فِي الرَّحْبَةِ، فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَمَسَحَ وَجْهَهُ، وَذِرَاعَيْهِ، وَرَأْسَهُ، ثُمَّ شَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ، هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ (1).

= سيأتي برقم (1977).

ولإسباغ الوضوء شاهد من حديث لقيط بن صبرة وسيأتي في "المسند" 4/ 211، وصححه ابن حبان (1054)، وآخر من حديث ابن مسعود عند ابن حبان (1053)، وثالث من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم (241)، وصححه ابن حبان (1055)، ونهيه عن أكل الصدقة له شاهد عند مسلم (1069)، والنهي عن إنزاء الحمير له طرق أخرى يتقوى بها ستأتي برقم (738) و (785).

والنهي عن مجالسة أصحاب النجوم يريد به الذين يعتقدون تأثير الكواكب في حياة الإنسان في سعادته وشقاوته، وغناه وفقره، وهو ضرب من الكهانة والسحر، وسيأتي في "المسند"(2000) من حديث ابن عباس مرفوعاً "ما اقتبس رجلٌ علماً من النجوم إلا اقتبس بها شُعبة من السحر، ما زاد زاد".

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النزال بن سبرة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(210)، والبزار (781) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1005) و (1173) و (1174) و (1223) و (1316) و (1366) و (1372).

وقوله: "هذا وضوء من لم يحدث "، قال السندي في حاشيته على النسائي 1/ 85: فبيَّن أن لغير المحدِث أن يكتفي بالمسح موضع الغسل، ولعل ما جاء من مسح الرجلين =

ص: 23

584 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ (1) الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(2).

585 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ آخِرُ كَلامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الصَّلاةَ الصَّلاةَ، اتَّقُوا اللهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ "(3).

= من بعض الصحابة أحياناً- إن صحَّ - يكون مَحَلُّه غيرَ حالة الحدثِ، والله تعالى أعلم.

والرحبة: هي رحبة الكوفة كما جاء في بعض الروايات.

(1)

في (ب) و (ح) وعلى حاشيتي (س) و (ص): حدثنا.

(2)

حديث صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ثعلبة- وهو ابن يزيد الحماني- فقد روى له النسائي في "مسند علي" وقال: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: لم أجد له حديثاً منكراً، وقال البخاري: فيه نظر. حبيب: هو ابن أبي ثابت، موصوف بالتدليس وقد عنعن.

وأخرجه أبو يعلى (496) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (867)، وأبو يعلى (496) و (588)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 536 من طرق عن الأعمش، به.

وسيأتي برقم (629) من طريق ربعي بن حراش، عن علي، بنحوه. وبرقم (1075) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، وانظر ما تقدم برقم (326).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أم موسى سرية علي، فقد وثقها العجلي، وقال الدارقطني: حديثُها مستقيم، يُخَرَّجُ حديثها اعتباراً. المغيرة: هو ابن مِقسَم الضبي.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(158)، وأبو داود (5156)، وابن ماجه =

ص: 24

586 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَجْعَلَ خَاتَمِي فِي هَذِهِ السَّبَّاحَةِ، أَوِ الَّتِي تَلِيهَا (1).

587 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: ثُمَّ شَهِدْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ ذَلِكَ يَوْمَ عِيدٍ، بَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، وَصَلَّى بِلا أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى

= (2698)، وأبو يعلى (596) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

وله شاهد من حديث أم سلمة عند ابن ماجه (1625) وإسناده صحيح على شرط مسلم، ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه الذي توفي فيه: "الصلاةَ وما ملكت أيمانكم " فما زال يقولها حتى ما يُفِيصُ بها لسانه (أي: ما يقدر على الإفصاح بها). وسيأتي في "المسند"(6/ 290 الطبعة الميمنية).

وآخر من حديث أنس عنده أيضاً (2697) قال البوصيري في "الزوائد" ورقة 172: إسناده حسن لقصور أحمد بن المقدام (شيخ ابن ماجه فيه) عن درجة أهل الحفظ والضبط، وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين.

قوله: "فيما ملكت أيمانكم"، قال السندي: قيل: الأظهر أن المراد: المماليك، وإنما قَرَنه بالصلاة ليعلم أن القيام بمقدار حاجتهم من النفقة والكسوة واجب على مَنْ ملكهم وجوبَ الصلاة التي لا سَعَةَ في تركها، قلت: إن هذا العنوان في الكتاب والسنة صار كالعَلَم للمماليك، وقيل: أراد به الزكاة، لأن القرآن والحديث إذا ذكر فيهما الصلاة، فالغالب ذكر الزكاة بعدها.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عاصم بن كليب من رجال مسلم، وباقي السند من رجال الشيخين. وسيأتي تخريجه برقم (1124).

ص: 25

أَنْ يُمْسِكَ أَحَدٌ مِنْ نُسُكِهِ شَيْئًا فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف - ويقال: مولى ابن عمه عبد الرحمن بن أزهر-: هو سعدُ بن عبيد الزهري مولاهم المدني.

وأخرجه النسائي 7/ 232 - 233 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 1/ 161، وعبد الرزاق (5636)، ومن طريقه مسلم (1969)(25)، والطحاوي 4/ 184، والبيهقي 9/ 290 عن معمر، به.

وأخرجه البخاري (5573)، ومسلم (1969)(25)، والنسائي 7/ 233، والطحاوي 4/ 184 من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه الشافعي 1/ 161، ومن طريقه البيهقي 9/ 290 عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، به. وجعله موقوفاً على علي.

وقد خالف الشافعيَّ عبدُ الجبار بن العلاء فرواه عن سفيان بن عيينة مرفوعاً. أخرجه مسلم (1969)(24)، والبيهقي 9/ 290. وقد تقدم حديث علي برقم (435)، وسيأتي برقم (806).

وقد ذهب جماهير علماء الأمصار من الصحابة والتابعين فمن بعدهم إلى أن تحريم أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث وادخارها منسوخ بحديث جابر قال: كنا لا نأكل من لحوم بدننا فوق ثلاث مِنى فأرخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كلوا وتزودوا" أخرجه أحمد 3/ 317، والبخاري (1719)، ومسلم (1972).

وحديث عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما نهيتكم (أي عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث) من أجل الدَّافةِ التي دفت. فكلوا وادخروا وتصدقوا" أخرجه أحمد 6/ 102، والبخاري (5423)، ومسلم (1971).

وحديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أهل المدينة لا تأكلوا لحوم الأضاحي فوق ثلاث" فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال: "كلوا وأطعموا واحبسوا أو ادخروا" أخرجه أحمد 3/ 48، ومسلم (1973).

وحديث سلمة بن الأكوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من ضحى منكم فلا يصبحن في =

ص: 26

• 588 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ - يَعْنِي ابْنَ الْبَرِيدِ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ (1)، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ

= بيته بعد ثالثه شيئاً". فلما كان العام المقبل قالوا: يا رسول الله نفعل كما فعلنا عام أول؟ فقال: "لا. إن ذاك عام كان الناس فيه بجهد فأردت أن يفشو فيهم". أخرجه البخاري (5569)، ومسلم (1974).

وحديث ثوبان قال: ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحيته ثم قال: "يا ثوبان أصلح لحم هذه" فلم أزل أطعمه منها حتى قدم المدينة. أخرجه مسلم (1975).

وحكى النووي في "شرح مسلم" 13/ 129 عن علي عليه السلام وابن عمر أنهما قالا: يحرم الإمساك للحوم الأضاحي بعد ثلاث، وأن حكم التحريم باق، وحكاه الحازمي في "الاعتبار" ص 154 عن علي عليه السلام أيضاً والزبير وعبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر، ولعلهم لم يعلموا بالناسخ، ومن علم حجة على من لم يعلم، وقد أجمع على جواز الأكل والادخار بعد الثلاث من بعد عصر المخالفين في ذلك، ولا أعلم أحداً بعدهم ذهب إلى ما ذهبوا إليه.

وقال الإمام الشافعي فيما نقله عنه الحازمي: والرخصة بعدها (أي بعد الثلاث) في الإمساك والأكل والصدقة من لحوم الضحايا إنما هي لواحد من معنيين لاختلاف الحالتين، فإذا دفت الدافّة ثبت النهي عن إمساك لحوم الضحايا بعد ثلاث منسوخاً في كل حال، فيمسك الإنسان من ضحيته ما شاء ويتصدق بما شاء.

وقال القرطبي المحدث: حديثُ سلمة وعائشة نصٌ على أن المنع كان لِعلة، فلما ارتفعت، ارتفع لارتفاع موجبه، فَتَعَيَّنَ الأخذُ به، ويعود الحكمُ بعود العِلة، فلو قَدِمَ على أهل بلدٍ ناسٌ محتاجون في زمان الأضحى، ولم يكن عند أهلِ ذلك البلدِ سَعَةٌ يسدون بها فاقتهم إلا الضحايا تعيَّن عليهم أن لا يدخروها فوق ثلاث.

قال الحافظ: التقييد بالثلاث واقعة حالٍ وإلا فلو لم تستد الخلة إلا بتفرقة الجميع لزم على هذا التقرير عدمُ الإمساك ولو ليلة واحدة.

(1)

وقع في الأصول التي بأيدينا: "محمد بن عبيد الله بن علي بن أبي رافع "، ولعل =

ص: 27

عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَيَّرَ نِسَاءَهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ، وَلَمْ يُخَيِّرْهُنَّ الطَّلاقَ (1).

• 589 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وحَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَقَالَ: خَيَّرَ نِسَاءَهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَلَمْ يُخَيِّرْهُنَّ الطَّلاقَ (2).

590 -

حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْمُؤَدِّبُ يَعْقُوبُ جَارُنَا، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ "(3).

= الصواب ما أثبتناه بحذف "عليّ" من الاسم، وهو كذلك في "أطراف المسند" 1 / ورقة 206.

(1)

إسناده ضعيف، محمد بن عبيد الله بن أبي رافع قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جداً ذاهب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال الدارقطني: متروك وله معضلات، وعلي بن الحسين أبو عمر بن على بن الحسين لم يدرك جدَّه.

وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: ثم إن هذا الحديث خطأ يُخالف الأحاديث الصحاح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أزواجه الطلاق، فاخترن الله ورسوله رضي الله عنهن.

(2)

إسناده ضعيف. وهو مكرر ما قبله.

(3)

حديث صحيح، وإسناده حسن لقصور رتبة عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله المخزومي عن رتبة أهل الحفظ والضبط والإتقان، وباقي رجاله ثقات. أبو يوسف المؤدب: قال الخطيب في "تاريخه" 14/ 271: هو يعقوب بن عيسى بن ماهان مروزي =

ص: 28

591 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ:" مَلَأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى آبَتِ (1) الشَّمْسُ "(2).

592 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ حَسَنٍ وَعَبْدِ اللهِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ،

= الأصل، حدث عن إبراهيم بن سعد الزهري، روى عنه أحمد بن حنبل وابنه عبد الله بن أحمد وكان جاره، وأبو يعلى الموصلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 286، لكن وقع عنده يعقوب بن يوسف بن ماهان ويحتمل أنه كان يعقوب أبو يوسف. وهذا الحديث من مسند الحسين بن علي لا من مسند أبيه علي بن أبي طالب.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(6775) وفي "معجم شيوخه"(330) ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" 14/ 271 عن يعقوب بن عيسى أبي يوسف، بهذا الإسناد.

وفي الباب ما يشهد له في "المسند" من حديث سعيد بن زيد (1628)، ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (6522)، ومن حديث بريدة عند النسائي 7/ 116.

(1)

في (ص): غابت. وقوله: "حتى آبت الشمس" قال في "النهاية": أي: غربت من الأوب: الرجوع، لأنها ترجع بالغروب إلى الموضع الذي طلعت منه، ولو استعمل ذلك في طلوعها، لكان وجهاً لكنه لم يستعمل.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان- وهو الأعرج واسمه مسلم بن عبد الله- فمن رجال مسلم. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم القسملي البصري، وسعيد: هو ابن أبي عَروبة، وعَبيدة بفتح العين: هو ابن عمرو السَّلماني المرادي أبو عمرو الكوفي تابعي كبير مخضرم، أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ولم يلقه.

وأخرجه الترمذي (2984)، وأبو يعلى (384) من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.

ص: 29

عَنْ أَبِيهِمَا - وَكَانَ حَسَنٌ أَرْضَاهُمَا فِي أَنْفُسِنَا - أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ زَمَنَ خَيْبَرَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وحسن: هو ابن محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو محمد المدني، وأخوه عبد الله يكنى أبا هاشم، وأبوهما محمد بن علي المعروف بابن الحنفية وهي أمه واسمها خولة بنت جعفر بن قيس من بني حنيفة.

وأخرجه الطيالسي (111)، والحميدي (37)، وسعيد بن منصور (848)، وابن أبي شيبة 4/ 292 و 8/ 261، والدارمي (2197)، والبخاري (5115)، ومسلم (1407)(30)، والترمذي (1121) و (1794)، والنسائي 7/ 202، وأبو يعلى (576)، والبيهقي 7/ 201 و 202 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 542، والطيالسي (111)، والدارمي (1990)، والبخاري (4216) و (5523) و (6961)، ومسلم (1407)، وابن ماجه (1961)، والترمذي (1794)، والبزار (641) و (642)، والنسائي 6/ 125 و 126 و 7/ 202، وابن حبان (4143) من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (812) و (1204).

قال الإمام ابن القيم في "زاد المعاد" 3/ 343 - 345 طبع مؤسسة الرسالة: ولم تحرم المتعة يومَ خيبر، وإنما كان تحريمها عامَ الفتح هذا هو الصواب، وقد ظن طائفةٌ من أهل العلم أنه حرمها يوم خيبر، واحتجوا بما في "الصحيحين" من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية" وفي "الصحيحين" أيضاً: أن علياً رضي الله عنه، سمع ابن عباس يُلَيِّن في متعة النساء، فقال: مهلاً يا ابن عباس، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها يومَ خيبر، وعن لحوم الحمر الإنسية، وفي لفظ للبخاري عنه: ان رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية. =

ص: 30

593 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُقَسِّمَ بُدْنَهُ أَقُومُ عَلَيْهَا، وَأَنْ

= ولما رأى هؤلاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أباحها عام الفتح، ثم حرمها، قالوا: حُرِّمت، ثم أبيحت، ثم حرمت.

قال الشافعي: لا أعلم شيئًا حُرِّم، ثم أبيح، ثم حرم إلا المتعة، قالوا: نُسِخَت مرتين، وخالفهم في ذلك آخرون، وقالوا: لم تحرم إلا عام الفتح، وقبل ذلك كانت مباحة. قالوا: وإنما جمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه بين الإخبار بتحريمها، وتحريم الحمر الأهلية، لأن ابن عباس كان يُبيحهما، فروى له علي تحريمهما عن النبي صلى الله عليه وسلم رداً عليه، وكان تحريمُ الحمر يوم خيبر بلا شك، وقد ذكر يوم خيبر ظرفاً لتحريم الحمر، وأطلق تحريم المتعة، ولم يقيده بزمن، كما جاء ذلك في "مسند الإمام أحمد" بإسناد صحيح، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حرم لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر، وحرم متعة النساء" وفي لفظ: حرم متعة النساء، وحرم لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر، هكذا رواه سفيان بن عيينة مفصلاً مميزاً، فظن بعض الرواة أن يوم خيبر زمن للتحريمين، فقيدهما به، ثم جاء بعضهم، فاقتصر على أحد المحرمين وهو تحريم الحمر، وقيده بالظرف، فمن هاهنا نشأ الوهم.

وقصة خيبر لم يكن فيها الصحابة يتمتعون باليهوديات، ولا استأذنوا في ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ولا نقله أحد قط في هذه الغزوة، ولا كان للمتعة فيها ذكر البتة، لا فعلاً ولا تحريماً، بخلاف غزاة الفتح، فإن قصة المتعة كانت فيها فعلاً وتحريماً مشهورةً، وهذه الطريقة أصح الطريقتين.

وفيها طريقة ثالثة: وهي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحرمها تحريماً عاماً البتة، بل حرمها عند الاستغناء عنها، وأباحها عند الحاجة إليها، وهذه كانت طريقة ابن عباس حتى كان يفتي بها ويقول: هي كالميتة والدّم ولحم الخنزير، تُباح عند الضرورة وخشية العنت، فلم يفهم عنه أكثرُ الناس ذلك، وظنوا أنه أباحها إباحة مطلقة، وشببوا في ذلك بالأشعار، فلما رأى ابن عباس ذلك، رجع إلى القول بالتحريم.

ص: 31

أُقَسِّمَ جُلُودَهَا، وَجِلالَهَا، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أُعْطِيَ الْجَازِرَ مِنْهَا شَيْئًا، وَقَالَ:" نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا "(1).

594 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أُثَيْعٍ - رَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ - سَأَلْنَا عَلِيًّا: بِأَيِّ شَيْءٍ بُعِثْتَ؟ يَعْنِي يَوْمَ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي الْحَجَّةِ، قَالَ: بُعِثْتُ بِأَرْبَعٍ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ، وَلا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَمَنْ كَانَ (2) بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ فَعَهْدُهُ إِلَى مُدَّتِهِ، وَلا يَحُجُّ الْمُشْرِكُونَ وَالْمُسْلِمُونَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري، ومجاهد: هو ابن جبر المكي، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني ثم الكوفي.

وأخرجه الحميدي (41)، وابن أبي شيبة (القسم الذي حققه عمر العمروي) ص 212، ومسلم (1317)، وأبو د اود (1769)، وابن ماجه (3099)، والبزار (610)، والنسائي في "الكبرى"(4146)، وأبو يعلى (298) و (577)، وابن خزيمة (2922)، والبيهقي 9/ 294 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1317)، والبزار (611)، والنسائي (4144) من طريق ابن جريج، وأبو يعلى (568) من طريق الفرات بن سليمان، كلاهما عن عبد الكريم الجزري، به.

وأخرجه البزار (622)، وأبو يعلى (508) من طريق الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي ليلى، به، وسيأتي برقم (894) و (897) و (1002) و (1003) و (1100) و (1101) و (1209) و (1325) و (1326) و (1374) و (2881).

والجلال- وجمعها أَجِلَّة- جمع الجل بالضم والفتح: ما يطرح على ظهر البعير من كساء ونحوه.

(2)

في (ظ 11) و (س) و (ص): كانت.

(3)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن أثيع- ويقال: يثيع- =

ص: 32

595 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ: قَضَى مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ الدَّيْنَ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ، وَأَنْتُمْ تَقْرَؤُونَ الْوَصِيَّةَ قَبْلَ الدَّيْنِ، وَأَنَّ أَعْيَانَ بَنِي الْأُمِّ يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي الْعَلاتِ (1).

= فقد روى له الترمذي والنسائي، ولم يرو عنه غير أبي إسحاق، ووثقه ابن حبان والعجلي وابن حجر. أبو إسحاق: هو السبيعي عمرو بن عبد الله بن عبيد.

وأخرجه الحميدي (48)، والدارمي (1919)، والترمذي (871) و (872) و (3092)، وأبو يعلى (452)، والبيهقي 9/ 207 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه البزار (785) من طريق معمر، والطبري 10/ 64 من طريق زكريا بن أبي زائدة، والبيهقي 9/ 206 - 207 من طريق زهير بن معاوية، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به.

وقال الدارقطنى في "العلل" 3/ 164: وهو المحفوظ.

وأخرجه الحاكم 4/ 178 من طريقين عن محمد بن غالب، عن أبي حذيفة، عن سفيان هو الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن علي

وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي!

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 3/ 164 من طريق عُبيد الله بن موسى، حدثنا سفيان هو الثوري، عن أبي إسحاق، عن بعض أصحابه، عن علي.

وأخرجه الطبري 10/ 64 من طريق معمر، عن أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، عن علي.

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند المصنف 2/ 299 وسيخرج في موضعه.

وآخر من حديث ابن عباس عند الترمذي (3091)، وهو حسن كما قال بل أعلى.

وثالث من حديث جابر بن عبد الله عند ابن حبان (6645)، وانظر تمام تخريجه فيه. وانظر ما سيأتي برقم (1297).

(1)

إسناده ضعيف لضعف الحارث وهو الأعور.

وأخرجه الحميدي (55) و (56)، والترمذي (2095) و (2122)، وأبو يعلى (300) =

ص: 33

596 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا أُعْطِيكُمْ وَأَدَعُ أَهْلَ الصُّفَّةِ تَلَوَّى بُطُونُهُمْ مِنَ الْجُوعِ " وَقَالَ مَرَّةً: " لَا أُخْدِمُكُمَا وَأَدَعُ أَهْلَ الصُّفَّةِ تَطْوَى "(1).

• 597 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ

= من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (179)، وابن ماجه (2739)، والطبري 4/ 281 من طرق عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (1091) و (1222).

وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي إسحاق عن الحارث، عن علي، وقد تكلم بعضُ أهل العلم في الحارث، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم.

وقال ابن كثير في "التفسير" 2/ 199 بعد أن نسبه للإمام أحمد والترمذي وابن ماجه وأصحاب التفاسير في شأن الحارث: لكن كان حافظاً للفرائض معتنياً بها وبالحساب.

وقال أيضاً: أجمع العلماء من السلف والخلف على أن الدَّيْنَ مقدم على الوصية وذلك عند إمعانِ النظر يُفهم من فحوى الآية الكريمة.

وأعيانُ بني الأم: هم الإخوةُ لأب واحد وأم واحدة مأخوذ من عين الشيء وهو النفيسُ منه، وبنو العلات: هم الذين أمهاتهم مختلفة وأبوهم واحد، يُريد أنهم إذا اجتمعوا توارث الإخوة الأشقاء دون الإخوة لأب.

(1)

إسناده قوي. سفيان- وهو ابن عيينة- سماعه من عطاء بن السائب قديم.

وأخرجه الحميدي (44) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (838).

وقوله: "لا أُخدمكما" أي: لا أُعطيكما خادماً يخاطب علياً وفاطمة إذ جاءت تشكو إليه ما تلقى من مشقة في مهنة بيتها، وتطوى: من الطوى وهو الجوع.

(2)

في (ق) و (م) ورد هذا الحديث على أنه من رواية أحمد بن حنبل، والصواب =

ص: 34

الْقَطْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي حَرْبٌ أَبُو سُفْيَانَ الْمِنْقَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي، عَنْ أَبِيِ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فِي الْمَسْعَى كَاشِفًا عَنْ ثَوْبِهِ، قَدْ بَلَغَ إِلَى رُكْبَتَيْهِ (1).

• 598 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: كُنْتُ آتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْتَأْذِنُ، فَإِنْ كَانَ فِي صَلاةٍ سَبَّحَ (2)، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِ صَلاةٍ أَذِنَ لِي (3).

= أنه من زيادات ابنه عبد الله على المسند كما جاء في سائر أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1 / الورقة 210، و"غاية المقصد في زوائد المسند" الورقة 125.

(1)

إسناده حسن، حرب أبو سفيان: هو حرب بن سريج بن المنذر المنقري مختلف فيه، قال أبو الوليد الطيالسي وأحمد بن حنبل وابن عدي: ليس به بأس، وقال ابن معين: ثقة، وقال الدارقطني: صالح، وقال البخاري: فيه نظر، وضعفه العقيلي وابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ، وباقي رجاله ثقات. محمد بن علي: هو ابن الحسين بن علي أبو جعفر الباقر، وقوله: حدثني عمي، يعني عم أبيه محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبا القاسم بن الحنفية أخا الحسن والحسين من جهة الأب، وقوله:"عن أبي" يعني جده الأكبر علي بن أبي طالب.

وأخرجه البزار (637) عن عبد الرحمن بن الأسود، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا حرب بن سريج، عن محمد بن علي، عن محمد بن الحنفية، عن علي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمروة.

(2)

على حاشية (س) و (ص): تنحنح.

(3)

إسناده مسلسل بالضعفاء، عبيد الله بن زحر مختلف فيه، ضعفه أحمد وابنُ =

ص: 35

599 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: سَأَلْنَا عَلِيًّا: هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْءٌ بَعْدَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، إِلا فَهْمٌ يُؤْتِيهِ اللهُ عز وجل رَجُلًا فِي الْقُرْآنِ، أَوْ مَا فِي الصَّحِيفَةِ. قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: الْعَقْلُ، وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ، وَلا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ (1).

= المديني وابنُ حبان والحاكم والدارقطني والخطيب، ووثقه أحمد بن صالح، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال البخاري: مقارب الحديث، وعلي بن يزيد- وهو الألهاني- ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والترمذي والنسائي، وقال البخاري: منكر الحديث ضعيف، وقال الأزدي والدارقطني والبرقي: متروك، والقاسم - وهو ابن عبد الرحمن الشامي- قال أحمد: روى عنه علي بن يزيد أعاجيب، وما أراها إلا من قبل القاسم، وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 63: وإذا اجتمع في إسناد خبر عُبيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن لم يكن متن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، ومطرف: هو ابن طريف الحارثي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، وأبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله السُّوائي مشهور بكنيته صحابي معروف، صحب علياً وسماه وهب الخير.

وأخرجه الشافعي 2/ 104، والحميدي (40)، والبخاري (6903)، والنسائي 8/ 23، وابن الجارود (794)، وأبو يعلى (451)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 192، والبيهقي 8/ 28 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (91)، وعبد الرزاق (18508)، والدارمي (2356)، والبخاري (111) و (3046) و (6915)، وابن ماجه (2658)، والترمذي (1412)، والطحاوي 2/ 192، والبيهقي 8/ 28 من طرق عن مطرف، به.

وأخرجه البزار (486) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، به. وانظر =

ص: 36

600 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ - وَقَالَ: مَرَّةً إِنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ أَخْبَرَهُ - أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ، فَقَالَ:" انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً مَعَهَا كِتَابٌ، فَخُذُوهُ مِنْهَا ". فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَةَ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، قُلْنَا: أَخْرِجِي الْكِتَابَ. قَالَتْ: مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ. قُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ (1) الثِّيَابَ. قَالَ: فَأَخْرَجَتِ الْكِتَابَ مِنْ عِقَاصِهَا، فَأَخَذْنَا الْكِتَابَ، فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا حَاطِبُ، مَا هَذَا؟ " قَالَ: لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا، وَكَانَ مَنْ كَانَ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ أَهْلِيهِمْ بِمَكَّةَ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذَ فِيهِمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي، وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا، وَلا ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي، وَلا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ " فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي

= الحديث رقم (615).

وقوله: "العقل" أي: الدية، وإنما سميت به، لأنهم كانوا يعقلون فيها الإبل، ويربطونها بفناء دارِ المقتول بالعِقال، وهو الحبل، ووقع في رواية ابنِ ماجه بدل العقل = الديات، والمراد أحكامها ومقاديرها وأصنافها.

وقوله: "وفكاك الأسير" بفتح الفاء وكسرها، أي: أن فيها حكم تخليص الأسير من يد العدو والترغيب في ذلك.

(1)

في (م) و (ص): لنقلبن.

ص: 37

أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. فَقَالَ: " إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ إِلَى (1) أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ "(2).

(1) في (م) و (س) و (ق): على.

(2)

إسناده صحح على شرط الشيخين. عمرو: هو ابن دينار، والحسن بن محمد بن علي: هو ابن محمد بن الحنفية.

وأخرجه الحميدي (49)، والبخاري (3007) و (4274) و (4890)، ومسلم (2494)، وأبو داود (2650)، والترمذي (3305) والنسائي في "الكبرى"(11585)، وأبو يعلى (394) و (398)، والطبري 28/ 58، وابن حبان (6499)، والبيهقي في "السنن" 9/ 146، وفي "الدلائل" 5/ 17، والواحدي في "أسباب النزول" ص 283، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/ 328 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (397)، والطبري 28/ 59 من طريق أبي سنان، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن الحارث الأعور، عن علي. والحارث ضعيف، لكن يتقوى بالطريق التي قبله، وسيأتي من طريق أخرى برقم (827).

وروضة خاخ: مكان قريب من حمراء الأسد من المدينة.

والظعينة: المرأة، قال ابن الأثير: وأصل الظعينة الراحلة التي يرحل بها ويظعن عليها، أي: يُسار، وقيل للمرأة: ظعينة، لأنها تظعن مع الزوج حيثما ظعن، أو لأنها تحمل على الراحلة إذا ظعنت، وقيل: الظعينة: المرأة في الهودج، ثم قيل للهودج بلا امرأة، وللمرأة بلا هودج: ظعينة.

وقوله: "أو لنلقين" في "حاشية السندي" 1 / ورقة 25: "لتلقين" بالتاء المثناة، قال السندي: من الإلقاء على خطاب المرأة، بنون ثقيلة، قالوا: الصواب في العربية حذف الياء، أي: لتُلْقِنَّ بلا ياء؛ لأن النون الثقيلة إذا اجتمعت مع الياء الساكنة حُذفت الياء لالتقاء الساكنين.

وعِقاصها: أي: ضفائرها، جمع عَقيصة.

وحاطب بن أبي بلتعة: هو من بني راشدة من لخم، وكان حليفاً للزبير بن العوام من =

ص: 38

• 601 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الشَّاعِرُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ أَبِي جَهْضَمٍ، أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا حَدَّثَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانِي عَنْ ثَلَاثٍ - قَالَ: فَمَا أَدْرِي لَهُ خَاصَّةً، أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً -: نَهَانِي عَنِ الْقَسِّيِّ، وَالْمِيثَرَةِ، وَأَنْ أَقْرَأَ وَأَنَا رَاكِعٌ (1).

= بني أسد بن عبد العزى، ولذلك قال: إني كنت امرءاً ملصقاً في قريش، ولم أكن من أنفسها.

وقوله: "وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" قال السندي: لعل المراد به أنه تعالى عَلِمَ منهم أنه لا يجيءُ منهم ما ينافي المغفرةَ، فقال لهم ذلك إظهاراً لكمال الرِّضى عنهم، وأنه لا يُتَوَقعُ منهم بحسب الأعمِّ الأغلب إلا الخيرُ، وأن المعصية إن وقعت من أحدهم فهي نادرة مغفورة بكثرة الحسنات:{إِنَّ الحسناتِ يُذْهِبنَ السَّيئَات} [هود: 114]، فهذا كناية عن كمال الرِّضى عنهم، وعن كمال صلاح حالهم وتوفيقهم غالباً للخير، وليس المقصود به الإذن في المعاصي كيف شاؤوا، وهذا كما يقول أحد لخادمه أو امرأته إذا رأى الخير منهما: افعَلْ ما شئت

في المال والبيت، والله تعالى أعلم.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عطاء بن السائب قد اختلط وأبو عوانة سمع منه في الصحة والاختلاط، فلا يحتج بحديثه، ثم هو منقطع، فإن علي بن الحسين والد أبي جعفر الباقر لم يدرك جده عليَّ بن أبي طالب، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: فقوله: "أن علياً حدثهم" الظاهر أنه يريد به حدث الناس الذين سمعوا منه، والذين حدثوه عنه، لا أنه حدثه هو، ولعل هذا مما خلط فيه عطاء بن السائب.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9564) من طريق أبي حمزة، عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وللحديث طريق يتقوى بها انظر الحديث (710). =

ص: 39

• 602 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ - يَعْنِي الْيَمَامِيَّ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْيَمَامِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ:" يَا عَلِيُّ، هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَشَبَابِهَا بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ "(1).

= والقَسّي: ثياب يؤتى بها من مصر فيها حرير، منسوبة إلى بلاد يقال لها: القَسّ.

"غريب الحديث " لأبي عبيد 1/ 226.

والميثرة: من مراكب العجم، تعمل من حرير أو ديباج.

(1)

حديث صحيح وهذا إسناد حسن، الحسن بن زيد بن حسن بن علي بن علي بن أبي طالب حديثه عند النسائي، وروى عنه جمع، ووثقه ابن سعد والعجلي وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن معين: ضعيف، وهو والد السيدة نفيسة، وباقي رجاله ثقات.

عبد الله بن عمر اليمامي: هو عبد الله بن محمد اليمامي نزيل بغداد المعروف بابن الرومي، ويقال: اسم أبيه عمر، وهو من رجال مسلم.

وأخرجه من طريق الحارث الأعور عن علي الترمذي (3666)، وابن ماجه (95)، والخطيب 10/ 192 بلفظ "أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي".

وأخرجه من طريق عاصم بن بهدلة عن زر بن حبش عن علي الدولابيُّ في "الكنى" 2/ 99.

وأخرجه من طريق علي بن الحسين عن علي بن أبي طالب الترمذي (3665).

وفي الباب عن أنس عن الترمذي (3664) وحسنه.

وعن أبي جحيفة عند ابن ماجه (100)، وابن حبان (6904)، والدولابي في "الكنى" 1/ 120.

وعن جابر عند الطبراني في "الأوسط " كما في "المجمع" 9/ 53.

ص: 40

603 -

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، سَمِعَ عَلِيًّا يَقُولُ: أَرَدْتُ أَنْ أَخْطُبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ، فَقُلْتُ: مَا لِي مِنْ شَيْءٍ فَكَيْفَ؟ ثُمَّ ذَكَرْتُ صِلَتَهُ وَعَائِدَتَهُ، فَخَطَبْتُهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ:" هَلْ لَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ: " فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟ " قَالَ: هِيَ عِنْدِي. قَالَ: "فَأَعْطِنِيهَا (1) " قَالَ: فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهُ (2).

604 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ فَاطِمَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَسْتَخْدِمُهُ، فَقَالَ:" أَلا أَدُلُّكِ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ ذَلِكَ؟ تُسَبِّحِينَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَتُكَبِّرِينَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَتَحْمَدِينَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ" أَحَدُهَا أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ (3).

(1) في (م) و (س): فأعطها.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي سمع علياً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ والدِ عبد الله بن أبي نجيح- واسمه يسار- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الحُميدي (38) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه النسائي 6/ 129 - 130 من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن علي. وإسناده صحيح على شرط مسلم.

وفي الباب عن ابن عباس عند أبي داود (2125) و (2127)، والنسائي 6/ 130. وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عند أبي داود (2126).

الحُطَمِيَّة قال ابنُ الأثير: هي التي تحطِمُ السيوف، أي: تكسرها، وقيل: هي العريضة الثقيلة، وقيل: هي منسوبة إلى بطن من عبدِ القيس يقال لهم: حطمة بنُ محارب، كانوا يعملون الدروع، وهذا أشبه الأقوال.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 41

• 605 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مَسْلَمَةُ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْبَجَلِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدٍ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الْمُفَتَّنَ التَّوَّابَ "(1).

= وأخرجه الحميدي (43)، والبخاري (5362)، ومسلم (2727)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(814)، وأبو يعلى (578)، وابن حبان (5529)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(740) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2727)، والبزار (606) و (607)، والدارقطني في "العلل" 3/ 282 - 283 و 283 - 284 و 285 من طريق عطاء بن أبي رباح، عن مجاهد، به.

وأخرجه ابن السني (739)، والدارقطني في "العلل" 3/ 286 من طريقين عن ابن أبي ليلى، به.

وأخرجه الترمذي (3408)، والنسائي في " الكبرى"(9172) من طريق عبيدة، وأبو يعلى (551) من طريق هبيرة بن يريم، كلاهما عن علي، به. وقال الترمذي: حسن غريب. وسيأتي برقم (740) و (1141) و (1144) و (1229)، وانظر (596) و (838).

(1)

إسناده ضعيف جداً شبه موضوع، أبو عبد الله مسلمة الرازي لم نَقِفْ له على ترجمة، ولم يرد في "تعجيل المنفعة" وهو مِن شرطه، وأبو عمرو البجلي- اسمه عبيدة بن عبد الرحمن- قال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 199: يروي الموضوعات عن الثقات لا يَحلُّ الاحتجاج به بحال، وعبد الملك بن سفيان الثقفي مجهول.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 178 - 179 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (483) عن عبد الأعلى بن حماد، به. وسيأتي برقم (810) والمفتن بفتح التاء المشددة: هو الذي يُفتن ويمتحن بالذنوب.

ص: 42

• 606 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَكُنْتُ أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:" يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأُ "(1).

• 607 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ "(2).

608 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ، حَدَّثَنَي الْحَارِثُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. المنذر: هو ابن يعلى الثوري الكوفي.

وأخرجه مسلم (303)(17) من طريق هُشيم، عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزارُ (650) و (659) من طريقين عن محمد بن الحنفية، به. وقد تقدم برقم (618) وانظر (662) و (1009) و (1028) و (1071).

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات، عقبة بن مكرم ثقة من رجال مسلم، ويونس بن بُكير روى له مسلم متابعة وهو ثقة، ومحمد بن إسحاق: هو ابن يسار المطلبي مولاهم وهو صدوق حسنُ الحديث إلا أنه مدلس وقد عنعن، وباقي السند من رجال الشيخين.

وسيأتي برقم (968) عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن إسحاق، حدثني عمي عبد الرحمن بن يسار، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن علي.

وفي الباب عن أبي هريرة وسيأتي في "المسند" 2/ 245، وعن عائشة عند ابن حبان (1069) والبزار (493).

ص: 43

الْعُكْلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ لِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَدْخَلانِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَكُنْتُ إِذَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي تَنَحْنَحَ، فَأَتَيْتُهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ:" أَتَدْرِي مَا أَحْدَثَ الْمَلَكُ اللَّيْلَةَ؟ كُنْتُ أُصَلِّي، فَسَمِعْتُ خَشْفَةً فِي الدَّارِ، فَخَرَجْتُ فَإِذَا جِبْرِيلُ عليه السلام، فَقَالَ: مَا زِلْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ أَنْتَظِرُكَ، إِنَّ فِي بَيْتِكَ كَلْبًا، فَلَمْ أَسْتَطِعِ الدُّخُولَ، وَإِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا جُنُبٌ وَلا تِمْثَالٌ "(1).

(1) إسناده ضعيف، عبد الله بن نجي قال البخاري وأبو أحمد بن عدي: فيه نظر، وقال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث، وجهَّله الشافعي، وقال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ثم إنه لم يسمع من علي بينه وبينه أبوه كما قال ابن معين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 342 و 608، وابن ماجه (3078)، والنسائي 3/ 12 من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (904) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن ابن عياش، عن المغيرة، عن الحارث، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن عبد الله بن نجي، به.

بزيادة أبي زرعة بين الحارث وبين عبد الله بن نجي.

وأخرجه النسائي 3/ 12، وأبو يعلى (592)، وابن خزيمة (904) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن المغيرة، به. بزيادة أبي زرعة.

وأخرجه كذلك الدارمي (2663) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عمارة بن القعقاع، عن الحارث، به.

وأخرجه البزار (881) من طريق عبد الواحد بن زياد أيضاً، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، به. بإسقاط الحارث.

وأخرجه البزار (883) من طريق عبد الواحد، عن سالم بن أبي حفصة، عن عبد الله بن نجي، به. وانظر (570). =

ص: 44

609 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ النُّعْمَانِ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُضَحَّى بِالْمُقَابَلَةِ، أَوْ بِمُدَابَرَةٍ (1)، أَوْ شَرْقَاءَ، أَوْ خَرْقَاءَ، أَوْ جَدْعَاءَ (2).

= وأصل الحديث في "الصحيحين" من حديث أبي طلحة ومن حديث عائشة بلفظ: "إنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة"، وياتيان في "المسند" 4/ 28 و 6/ 142 - 143.

والخشفة، قال السندي: قيل: هي بفتح فسكون: الحس والحركة، وقيل: الصوت، وبفتحتين: الحركة، وقيل: هما بمعنى، وكذلك الخشف. و"إنَّا": أي: ملائكة الرحمة والبركة والوحي ونحو ذلك، وإلا فالكرام الكاتبون يدخلون كل بيت.

(1)

على حاشية (س) و (ص): أو بالمدابرة.

(2)

حسن، وهذا إسناد ضعيف، أبو بكر بن عياش سماعه من أبي إسحاق ليس بذاك القوي، قاله أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 35، وأبو إسحاق أيضاً لم يسمع هذا الحديث من شريح بن النعمان، بينهما سعيد بن عمرو بن أشوع، فقد أورد الحاكم في "المستدرك" 4/ 224 عن قيس بن الربيع بعد أن ساق هذا الحديث من طريقه عن أبي إسحاق، به، أنه قال: قلت لأبي إسحاق: سمعتَه من شريح؟ قال: حدثني ابنُ أشوع عنه، وأورد هذا أيضاً الدارقطني في "العلل" 3/ 239. وسعيد بن عمرو بن أشوع ثقة من رجال الشيخين.

ثم قال الدارقطني: ورواه الجراح بن الضحاك عن أبي إسحاق عن سعيد بن أشوع عن شريح بن النعمان عن علي مرفوعاً، وكذلك رواه قيس بن الربيع عن ابن أشوع سمعه منه مرفوعاً.

ورواه الثوري عن ابن أشوع عن شريح عن علي موقوفاً، ويثبه أن يكون القولُ قولَ الثوري، والله أعلم. ثم ساقه بسنده إلى سفيان الثوري.

وكذلك أورده البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 230 من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن شريح بن النعمان، به مرفوعاً، وقال: لم يثبت رفعه. ثم ساقه من طريق أبي =

ص: 45

610 -

حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُصَلَّى بَعْدَ الْعَصْرِ إِلا أَنْ تَكُونَ الشَّمْسُ بَيْضَاءَ مُرْتَفِعَةً "(1).

= نعيم ووكيع عن سفيان الثوري عن سعيد بن أشوع قال: سمعت شريح بن النعمان يقول: لا مقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء، سليمة العين والأذن.

وأخرجه ابن ماجه (3142)، والنسائي 7/ 217، وابن الجارود (906)، والطحاوي 4/ 169، والحاكم 4/ 224 من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!

وأخرجه النسائي 7/ 217، والطحاوي 4/ 169 من طريق زياد بن خيثمة، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (851) و (1061) و (1275).

والمقابلة: هي التي قُطِعَ من مقدم أُذنها، والمدابرة: هي التي قطع من مؤخر أذنها شيء ثم يترك معلقاً فيها، والشرقاء: المشقوقة الأذن باثنتين، والخرقاء: التي في أذنها ثقب مستدير، والجدعاء: المقطوعة الأذن أو الأنف أو الشفة.

(1)

رجاله ثقات رجال الصحيح غير وهب بن الأجدع فمن رجال أبي داود والنسائي، روى عنه هلال بن يساف والشعبي، ووثقه العجلي وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأورده ابن سعد في الطبقة الأولى من أهلِ الكُوفة، وقال: كان قليلَ الحديث. منصور: هو ابن المعتمر.

وقوله في هذا الحديث: "إلا أن تكونَ الشمس بيضاء مرتفعة"، مخالف لما في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة وأبي سعيد وعائشة وغيرهم من النهي المطلقِ عن الصلاة بعد العصر. انظر "سنن البيهقي" 2/ 459، و"تلخيص الحبير" 1/ 185.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 348 - 349، والنسائي 1/ 280، وأبو يعلى (581)، وابن خزيمة (1284)، وابن حبان (1562) من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد، وصححه في "طرح التثريب" 2/ 187، وحسنه في "الفتح" 2/ 61. وسيأتي برقم (1073) و (1194)، وانظر (1076). =

ص: 46

611 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقْرَأَ وَأَنَا رَاكِعٌ، وَعَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ الْقَسِّيِّ وَالْمُعَصْفَرِ (1).

612 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: جَاءَ أَبُو مُوسَى إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَعَائِدًا جِئْتَ أَمْ شَامِتًا؟ قَالَ: لَا، بَلْ عَائِدًا. قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: إِنْ كُنْتَ جِئْتَ عَائِدًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، مَشَى فِي خِرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى

= قوله: "إلا أن تكون الشمس

"، قال السندي: يدل على أن النهي إنما هو عن الصلاة عند الغروب لا عن الصلاة بعد العصر، وقد جاء النهي بعد العصر مطلقاً، وهذا الحديث رجاله ثقات كأحاديث الإطلاق، وقد جاءت أحاديث أخر موافقة لهذا الحديث الدال على التقييد أيضاً، فالوجه أن يقال: إن النهي عن الصلاة بعد العصر مطلقاً لئلا تكون ذريعة إلى الصلاة وقت الغروب، وعلى هذا التأويل يدل بعض الروايات عن عمر وغيره، والله تعالى أعلم.

(1)

حديث صحيح وإسناده حسن، ابن عجلان- وهو محمد- أخرج له مسلم متابعة، وهو صدوق، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه مسلم (480)(213)، والبزار (457)، والنسائي 2/ 188 و 8/ 191، وأبو يعلى (304) و (537)، وأبو عوانة 2/ 172 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (480)(212)(213)، والبزار (458) و (459)، والنسائي 2/ 188 =

ص: 47

عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ " (1).

= و 217، و 8/ 167، وأبو يعلى (603) و (604)، وأبو عوانة 2/ 171 و 172، وأبو نعيم 9/ 21 - 22، والخطيب 6/ 243 من طريقين عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، به. وسيأتي برقم (829) و (831) و (939) و (1004)، وانظر (601) و (710).

(1)

صحيح موقوفاً، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختُلِفَ في وقفه ورفعه، والوقفُ أصح.

فقد أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 234، وهناد في "الزهد"(372)، وأبوداود (3099)، وابن ماجه (1442)، والبزار (620)، والنسائي في "الكبرى"(7494)، وأبو يعلى (262)، والحاكم 1/ 341 - 342 و 349، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 380 وفي "الشعب"(9173) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، لأن جماعةً من الرواة أوقفوه عن الحكم بنِ عُتيبة ومنصور بن المعتمر، عن ابن أبي ليلى، عن علي رضي الله عنه من حديث شعبة وأنا على أصلي في الحكم لراوي الزيادة، ووافقه الذهبي.

قال الدارقطني في "العلل" 3/ 267 وقد سئل عن هذا الحديث: هو حديث رواه الحكمُ بنُ عُتيبة واختلف عنه، فرواه الأعمشُ عن الحكم، عن عبدِ الرحمن بن أبي ليلى عن علي.

حدث به عن الأعمش كذلك أبو شهاب الحناط، وأبو معاوية الضرير، وأبو بكر بن عياش، فاما أبو شهاب فوقفه على عليّ، ورفعه الآخران عن الأعمش.

ورواه شعبة عن الحكم فخالف روايةَ الأعمش، رواه عن الحكم عن عبد الله بن نافع عن علي واختلف عن شعبة في رفعه، فرفعه محمد بن أبي عدي، وأبو عبد الرحمن المقرئ.

قلنا: أما حديث ابن أبي عدي: فأخرجه الحاكم 1/ 350 بإثر حديث أبي معاوية من طريق محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، عن شعبة، بهذا الإسناد. ثم قال: هذا من النوع الذي ذكرته غير مرة أن هذا لا يُعلل ذلك، فإن أبا معاوية أحفظ أصحاب =

ص: 48

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الأعمش، والأعمش أعرف بحديث الحكم من غيره.

وأما حديث المقرئ: فقد أخرجه البيهقي 3/ 381 من طريق عبد الله بن أحمد بن زكريا، عن المقرئ، عن شعبة، به. وسيأتي حديث المقرئ هذا في "المسند" برقم (975). ثم قال: وكذلك رواه محمد بن أبي عدي عن شعبة مرفوعاً ورواه محمد بن كثير (وقد تحرف في المطبوع منه إلى محمد بن أبي كثير) عن شعبة موقوفاً.

وأخبرنا أبوعبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد الفاكهي ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة فذكر الحديث بنحوه وزاد، قال: قال لي ابن أبي مسرة: ثم وقفه المقرئ بعد ذلك على عليّ رضي الله عنه ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: بلغني أن عبد الملك الجُدِّي يقفه وهو أحفظ مني.

ثم قال الدارقطني: ووقفه غيرهما من أصحاب شعبة.

قلنا: منهم محمد بن كثير، فقد أخرجه أبو داود (3098) عن محمد بن كثير، عن شعبة، به موقوفاً.

ومنهم محمد بن جعفر وسيأتي عند المؤلف برقم (976).

قال الدارقطني: ويشبه أن يكونَ القولُ قول شعبة عن الحكم عن عبد اللُه بن نافع عن علي موقوفاً لكثرة من رواه عن شعبة كذلك.

قلنا: وكذا أخرجه أبو داود (3100) من طريق جرير، عن منصور، عن الحكم، به، موقوفاً أيضاً، ثم قال: أسند هذا عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه صحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 234 من طريق شريك، عن علقمة بن مرثد، عن بعض آل أبي موسى الأشعري: أنه أتى علياً

من قوله، وفيه شريك بن عبد الله وهو سيئ الحفظ.

وأخرجه أيضاً 3/ 235 عن عبد الله بن نمير، عن موسى الجهني، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه: أن أبا موسى انطلق عائداً للحسن

من قول الحسن. وهذا سند صحيح على شرط مسلم. وانظر (702) و (754) و (1166).

وقوله "خِرافة الجنة" بكسر الخاء، قال المنذري: أي في اجتناء ثمر الجنة.

ص: 49

• 613 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قُلْتُ لِسُوَيْدٍ: وَلِمَ سُمِّيَ الزَّنْجِيَّ؟ قَالَ: كَانَ شَدِيدَ السَّوَادِ (1) -، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ بِعَرَفَةَ، وَهُوَ مُرْدِفٌ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَقَالَ:" هَذَا مَوْقِفٌ، وَكُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ " ثُمَّ دَفَعَ فَجَعَلَ يَسِيرُ الْعَنَقَ، وَالنَّاسُ يَضْرِبُونَ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَهُوَ يَلْتَفِتُ وَيَقُولُ:" السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ " حَتَّى جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ، فَجَمَعَ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ.

ثُمَّ وَقَفَ بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَأَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، ثُمَّ وَقَفَ عَلَى قُزَحَ، فَقَالَ:" هَذَا الْمَوْقِفُ، وَكُلُّ الْمُزْدَلِفَةِ مَوْقِفٌ " ثُمَّ دَفَعَ، فَجَعَلَ يَسِيرُ الْعَنَقَ، وَالنَّاسُ يَضْرِبُونَ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَهُوَ يَلْتَفِتُ وَيَقُولُ:" السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ " فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى مُحَسِّرٍ قَرَعَ رَاحِلَتَهُ فَخَبَّتْ بِهِ، حَتَّى خَرَجَتْ مِنَ الْوَادِي، ثُمَّ سَارَ سَيْرَتَهُ، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَنْحَرَ، فَقَالَ:" هَذَا الْمَنْحَرُ، وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ "

فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مِثْلَهُ، أَوْ نَحْوَهُ (2).

(1) وقال إبراهيم الحربي: إنما سمي الزنجي، لأنه كان أشقر كالبصلة. وقال ابن سعد: حدثنا أبو بكر بن محمد المكي، قال: كان مسلم بن خالد أبيض مشرباً بحمرة وإنما قيل له الزنجي، لمحبته التمر، قالت له جاريته: ما أنت إلا زنجي لأكل التمر فبقي عليه هذا اللقب.

(2)

حديث حسن، سويد بن سعيد ومسلم بن خالد- وإن كان فيهما كلام - قد =

ص: 50

• 614 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَبِيرَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُبْغِضُ الْعَرَبَ إِلا مُنَافِقٌ "(1).

615 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَؤُهُ إِلا كِتَابَ اللهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ - صَحِيفَةٌ فِيهَا أَسْنَانُ الْإِبِلِ وَأَشْيَاءُ مِنَ الْجِرَاحَاتِ -، فَقَدْ كَذَبَ، قَالَ: وَفِيهَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى

= توبعا، وعبد الرحمن بن الحارث- وهو ابن عياش بن أبي ربيعة- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن علي، فقد روى له أصحاب السنن وهو ثقة، وقد تقدم برقم (525) و (564) من طريق أحمد بن عبدة، عن المغيرة، التي أحال عليها عبد الله في آخر هذا الحديث، وانظر (562).

و"سِيرته"، قال السندي: بكسر السين، أي: هيئته وطريقته في السير، فنصبه على أنه مصدر للنوع.

(1)

إسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشامييِن، وزيد بن جبيرة- وهو ابن محمود المدني- ضعيف جداً، قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جداً، متروك الحديث لا يُكتب حديثه، وقال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ضعيف. إسماعيل أبو معمر: هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهلالي القطيعي.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1059 قال: حدثنا صدقة بن منصور الحراني، حدثنا أبو معمر، بهذا الإسناد إلا أنه جعله من مسند عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم!

ص: 51

ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلًا وَلا صَرْفًا، وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلا عَدْلًا، وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ " (1).

616 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنَ

(1) إسناده صحح على شرط الشيخين. إبراهيم التيمي: هو إبراهيمُ بنُ يزيد بن شريك التيمي، وأخطأ الحافظُ في "التقريب" فنسبه إلى التدليس وهو بريئ منه لم يصفه بذلك أحد فيما نعلم، حتى هو لم يذكره في "طبقات المدلسين".

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 198، ومسلم (1370) وص 1147 (20)، والترمذي (2127)، وأبو يعلى (263) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (184)، والبخاري (3172) و (6755) و (7300)، والنسائي في "الكبرى"(4278)، وابن حبان (3716) من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (1037)، وانظر (599) و (959).

عَيْر وثور جبلان بالمدينة، وقد أخطأ من نَفَى وجود جبل ثور في المدينة، وردّه عليه غير واحد من أهل العلم، انظر التحقيق الجيد الذي كتبه الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله فيما علَّقه على "صحيح مسلم" عند الحديث رقم (1370).

وقال السندي: ذكر المتقدمون أن ثوراً غير معلوم بالمدينة، فقيل: هذا غلط، وقيل غير ذلك، وكأنه لذلك لم يقل بعض العلماء بحرم المدينة، لكن المتأخرون كالطبري وغيره قالوا: هو جبل صغير يدور خلف أحد، وقالوا: إنهم حققوا ذلك من العرب العارفين بتلك الأراضي، وإنما خفي عن أكابر العلماء لعدم شهرته وعدم بحثهم عنه.

ص: 52

السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ غَيْرِهِ فَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مُحَارِبٌ، وَالْحَرْبُ خَدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

617 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. خيثمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن أبي سَبْرَة الجعفي الكوفي، وسويد بنُ غفلة مخضرم من كبارِ التابعين قَدِمَ المدينة يومَ دُفِنَ النبي صلى الله عليه وسلم، وكان مسلماً في حياته ثم نزل الكوفة، ومات سنة ثمانين، وله مئة وثلاثون سنة.

وأخرجه مسلم (1066)، والبزار (568)، وأبو يعلى (261)، والبيهقي في "السنن" 8/ 170، وفي "دلائل النبوة" 6/ 430 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6930)، ومسلم (1066)، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 220، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات "(2689)، والطبراني في "الصغير"(1049)، والبغوي في "شرح السنة"(2554) من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه الطيالسي (168)، والبزار (566)، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 219 من طرق عن سويد بن غفلة، به. وسيأتي برقم (912) و (1086).

قوله: "خدعة"، قال السندي: قال الدَّمِيري: فيه لغات أفصحها الفتح والسكون، ويجوز الضم مع السكون، أو مع الفتح، واتَّفَقَ العلماءُ على جواز خداع الكفار في الحرب كيف أَمكن، إلا بنَقْض عهد أو أمان، فلا يَحِلُّ.

وظاهره: أنه لا فَرْقَ بين الوجوه المذكورة، إلا أن كلام غيره يقتضي الفرق، فبفتح الخاء للمرة، أي: إن الحرب ينقضي أمرُها بخَدْعة واحدة، فإنها قد تقوم مقام تمام الحرب، وبالضم مع السكون: اسم من الخداع، وبالضم مع الفتح معناه: أنها تعتاد الخداع وتكثره، كاللُّعَبَة والضُّحَكَة: لمن يُكثِر اللعب والضحك، أي: إن الحرب تخدع الرجال وتمنيهم ولا تفي لهم، والله تعالى أعلم.

ص: 53

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ: " شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى، صَلَاةِ الْعَصْرِ، مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا " ثُمَّ صَلَّاهَا بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ: بَيْنِ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (1).

618 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ مُنْذِرِ أَبِي يَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَجُلًا مَذَّاءً، فَاسْتَحْيَى أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَذْيِ، قَالَ: فَقَالَ لِلْمِقْدَادِ: سَلْ لِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَذْيِ. قَالَ: فَسَأَلَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فِيهِ الْوُضُوءُ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شتير بن شكل، فمن رجال مسلم. مسلم: هو ابن صُبيح الهمداني أبو الضحى الكوفي العطار.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 503، ومسلم (627)(205)، وأبو يعلى (392)، والطبري 2/ 558، وابن خزيمة (1337) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (2193)، والنسائي في "الكبرى"(358)، وأبو يعلى (391)، وابن خزيمة (1337) من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (911) و (1036) و (1246) و (1299). وانظر (591).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. منذر أبو يعلى: هو منذر بن يعلى الثوري، ومحمد بن الحنفية: هو محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي.

وأخرجه مسلم (303)(17)، وأبو يعلى (458) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (604)، وابن أبي شيبة 1/ 90، والبخاري (132) و (178)، والطحاوي 1/ 46 من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (811) و (1010) و (1182)، وقد تقدم برقم (606).

ص: 54

619 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنِ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْرَأَ الرَّجُلُ وَهُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ (1).

620 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ (2) الْأَعْمَشِ، عَنِ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ تَنَوَّقُ فِي قُرَيْشٍ وَتَدَعُنَا؟ قَالَ:" وَعِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، ابْنَةُ حَمْزَةَ. قَالَ:" إِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي، هِيَ ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ "(3).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث- وهو ابن عبد الله الأعور-.

وأخرجه البزار (843) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

وله طريق آخر صحيح يأتي برقم (924). وانظر رقم (710) و (1244). وفي الباب عن ابن عباس وسيأتي في "المسند"(1900).

(2)

في (س) و (ق) وعلى حاشية (ص): حدثنا.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 287، ومسلم (1446)(11)، والبزار (587)، والنسائي 6/ 99، وأبو يعلى (265) و (379) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1446)(11)، وأبو يعلى (380) من طريق جرير، عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (914) و (1038) و (1099) و (1358).

وقوله: "مالك تَنوَّقُ في قريش "، قال النووي في "شرح مسلم" 10/ 23: هو بتاء مثنَّاة فوق مفتوحة ثم نون مفتوحة ثم واو مفتوحة مشددة ثم قاف، أي: تختار وتبالغ في الاختيار، قال القاضي: وضبطه بعضهم بنائين مثناتين الثانية مضمومة، أي: تميل.

ص: 55

621 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسًا، وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ إِلا وَقَدْ عُلِمَ مَنْزِلُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ " قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَلِمَ نَعْمَلُ؟ قَالَ: " اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ:{أَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5 - 10](1).

622 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجُوا، قَالَ: وَجَدَ عَلَيْهِمْ فِي شَيْءٍ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَكُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُطِيعُونِي؟ قَالَ: قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَقَالَ: اجْمَعُوا حَطَبًا، ثُمَّ دَعَا بِنَارٍ فَأَضْرَمَهَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: عَزَمْتُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2647)(7)، وابن ماجه (78)، والبزار (584) و (588) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4946) و (4949) و (6217) و (6605) و (7552)، وفي " الأدب المفرد"(903)، ومسلم (2647)(7)، والترمذي (2136)، وابن حبان (334) و (335)، والآجري في "الشريعة" ص 172 من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (1067) و (1068) و (1110) و (1181) و (1349).

ص: 56

عَلَيْكُمْ: لَتَدْخُلُنَّهَا. قَالَ: فَهَمَّ الْقَوْمُ أَنْ يَدْخُلُوهَا، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ شَابٌّ مِنْهُمْ: إِنَّمَا فَرَرْتُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّارِ، فَلا تَعْجَلُوا حَتَّى تَلْقَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوهَا فَادْخُلُوهَا. قَالَ: فَرَجَعُوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ لَهُمْ:" لَوْ دَخَلْتُمُوهَا مَا خَرَجْتُمْ مِنْهَا أَبَدًا، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ "(1).

623 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ: شَهِدْتُ جَنَازَةً فِي بَنِي سَلِمَةَ، فَقُمْتُ، فَقَالَ: لِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ: اجْلِسْ، فَإِنِّي سَأُخْبِرُكَ فِي هَذَا بِثَبْتٍ: حَدَّثَنِي مَسْعُودُ بْنُ الْحَكَمِ الزُّرَقِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بِرَحَبَةِ الْكُوفَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنَا بِالْقِيَامِ فِي الْجِنَازَةِ، ثُمَّ جَلَسَ بَعْدَ ذَلِكَ وَأَمَرَنَا بِالْجُلُوسِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1840)(40)، والبزار (585) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (89) و (109)، والبخاري (4340) و (7145)، والنسائي في "الكبرى"(8722)، وأبو عوانة 4/ 454 من طرق عن الأعمش، به. وقد تحرف في المطبوع من مسند الطيالسي- الموضع الثاني- "شعبة عن الأعمش عن سعد بن عبيدة" إلى "شعبة بن عبيدة"، بإسقاط "عن الأعمش عن سعد".

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8722)، وأبو عوانة 4/ 451 - 452 من طريقين عن سعد بن عبيدة، به. وسيأتي برقم (724) و (1018) و (1065) و (1095).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- روى له البخاري مقروناً ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. =

ص: 57

624 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ، عَنْ حُضَيْنٍ أَبِي سَاسَانَ الرَّقَاشِيِّ، قَالَ: إِنَّهُ قَدِمَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَلَى عُثْمَانَ، فَأَخْبَرُوهُ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْوَلِيدِ - أَيْ: بِشُرْبِهِ الْخَمْرَ - فَكَلَّمَهُ عَلِيٌّ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: دُونَكَ ابْنَ عَمِّكَ، فَأَقِمْ عَلَيْهِ الْحَدَّ. فَقَالَ: يَا حَسَنُ، قُمْ فَاجْلِدْهُ. قَالَ: مَا أَنْتَ مِنْ هَذَا فِي شَيْءٍ، وَلِّ هَذَا غَيْرَكَ. قَالَ: بَلْ ضَعُفْتَ وَوَهَنْتَ وَعَجَزْتَ، قُمْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ. فَجَعَلَ عَبْدُ اللهِ يَضْرِبُهُ، وَيَعُدُّ عَلِيٌّ، حَتَّى بَلَغَ أَرْبَعِينَ، ثُمَّ قَالَ: أَمْسِكْ - أَوْ قَالَ: كُفَّ - جَلَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعِينَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ، وَكَمَّلَهَا عُمَرُ ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ (1).

= وأخرجه أبو يعلى (273)، والطحاوي 1/ 488، وابن حبان (3056)، والبيهقي 4/ 27 من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك 1/ 232، وعبد الرزاق (6314)، والحميدي (51)، ومسلم (962)(82)(83)، وأبو داود (3175)، والترمذي (1044)، والنسائي 4/ 77، وأبو يعلى (273) و (308)، والطحاوي 1/ 488، وابن حبان (3054) و (3055)، والبيهقي 4/ 27 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن واقد بن عمرو، به. وقد سقط من المطبوع من عبد الرزاق "واقد بن عمرو".

وأخرجه البزار (908) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن نافع بن جبير، به.

وأخرجه عبد الرزاق (6312)، والبزار (909) و (910)، والطحاوي 1/ 488 من طرق عن مسعود بن الحكم، به. وقد وقع في المطبوع من الطحاوي "إسماعيل بن الحكم بن مسعود عن أبيه "، وهو خطأ. وسيأتي برفم (631) و (1094) و (1167).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حضين- وهو =

ص: 58

625 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الْخَوْلانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ عَلِيٌّ بَيْتِي، فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَجِئْنَا (1) بِقَعْبٍ يَأْخُذُ الْمُدَّ أَوْ قَرِيبَهُ، حَتَّى وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَدْ بَالَ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَلا أَتَوَضَّأُ لَكَ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: بَلَى، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. قَالَ: فَوُضِعَ لَهُ إِنَاءٌ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ مَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدَيْهِ فَصَكَّ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَأَلْقَمَ إِبْهَامَهُ مَا أَقْبَلَ مِنْ أُذُنَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ عَادَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ ثَلاثًا، ثُمَّ أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، فَأَفْرَغَهَا عَلَى نَاصِيَتِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَهَا تَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى

= ابن المنذر بن الحارث الرقاشي- فمن رجال مسلم. عبد الله الداناج: هو عبد الله بن فيروز، والداناج: هو العالم بالفارسية.

وأخرجه مسلم (1707)(38)، وأبو داود (4481)، وابن ماجه (2571)، وأبو يعلى (598) من طريق إسماعيل بن عُلية، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (13545)، والنسائي في "الكبرى"(5269) من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وأخرجه الطيالسي (173)، والدارمي (2312)، ومسلم (1707)(38)، وأبو داود (4480)، وابن ماجه (2571)، والنسائي في "الكبرى"(5270)، وأبو يعلى (504) من طريق عبد العزيز بن المختار، عن عبد الله الداناج، به. وسيأتي برقم (1184) و (1230).

قوله: "وكلٌّ سنة"، قال النووي في "شرح مسلم" 11/ 216: معناه أن فِعْلَ النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر سنة يُعمل بها، وكذا فِعل عمر، ولكن فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر أحبُّ إليَّ (كما في رواية لمسلم).

(1)

على حاشية (س) و (ص): فجئته.

ص: 59

إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلاثًا، ثُمَّ يَدَهُ الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ مِنْ ظُهُورِهِمَا، ثُمَّ أَخَذَ بِكَفَّيْهِ مِنَ الْمَاءِ، فَصَكَّ بِهِمَا عَلَى قَدَمَيْهِ، وَفِيهِمَا النَّعْلُ، ثُمَّ قَلَبَهَا بِهَا، ثُمَّ عَلَى الرِّجْلِ الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ: فَقُلْتُ: وَفِي النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: وَفِي النَّعْلَيْنِ. قُلْتُ: وَفِي النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: وَفِي النَّعْلَيْنِ. قُلْتُ: وَفِي النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: وَفِي النَّعْلَيْنِ (1).

626 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: ذُكِرَ الْخَوَارِجُ فَقَالَ: فِيهِمْ مُخْدَجُ الْيَدِ - أَوْ مُودَنُ الْيَدِ، أَوْ مُثَدَّنُ الْيَدِ (2) -، لَوْلا أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ. قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ (3).

(1) إسناده حسن، فقد صَرَّحَ محمد بن إسحاق بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه.

إسماعيل: هو ابن عُلية، وعُبيد الله الخولاني: هو عبيد الله بن الأسود ويُقال ابن الأسد الخولاني ربيب ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه البزار (464)، وأبو يعلى (600)، وابن خزيمة (153)، وابن حبان (1080) من طريق إسماعيل بن عُلية بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (117)، والبزار (463)، والطحاوي 1/ 32 و 34 و 35، والبيهقي 1/ 53 - 54 من طرق عن محمد بن إسحاق، به.

والقَعْب: القَدَح الضخم. وقوله: "ثم قلبها بها"، قال السندي: أي: صرف رجله بالجفة وحركها عند صبها قصداً لاستيعاب الغسل للرِّجل.

(2)

مخدج، ومودن، ومثدن- أو مثدون كما في حاشية (ص) - كلها بمعنى واحد: وهو ناقص الخلق. ومُثَدَّن ضبطت في بعض أصولنا بالتخفيف "مُثْدَن "، وكلاهما ضبط به في كتب اللغة: كمُعَظَّم ومُكْرَم.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، =

ص: 60

627 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ مَا لَمْ يَكُنْ جُنُبًا (1).

= ومحمد: هو ابن سيرين، وعَبيدة: هو السَّلماني.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 303 - 304، ومسلم (1066)(155)، وابن ماجه (167)، وابن أبي عاصم في "السنة"(912)، والبزار (539)، وأبو يعلى (481) من طريق إسماعيل بن عُلية، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (18652)، والبزار (538) من طريقين عن أيوب، به.

وأخرجه الطيالسي (166)، والبزار (540) و (541) و (542) و (543) و (544)، وأبو يعلى (475) من طرق عن محمد بن سيرين، به. وسيأتي برقم (735) و (904) و (982) و (983) و (988) و (1224) و (1332).

(1)

إسناده حسن، عبد الله بن سلمة- بكسر اللام-: هو المرادي الكوفي حديثه عند أصحاب السنن، ووثقه ابن حبان، والعجلي، ويعقوبُ بن شيبة، وقال شعبة عن عمرو بن مرة: كان عبد الله بن سلمة يُحدثنا فكان قد كَبِرَ فكنا نعرف وننكر، وقال ابن عدي في "الكامل": وقد روى عبد الله بن سلمة عن علي وعن حذيفة وعن غيرهما غير هذا الحديث، وأرجو أنه لا بأسَ به، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق تغير حفظه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي من طرق عن شعبة بهذا الإسناد.

قال شعبة: هذا الحديث ثلث رأس مالي، وقال: لا أروي أحسن منه عن عمرو بن مرة، وقال الحافظ في "الفتح" 1/ 408: والحق أنَّه من قبيل الحسن يَصْلُحُ للحجة، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه الحميدي (57)، وابن حبان (799) و (800)، والدارقطني 1/ 119 من طريق سفيان بن عيينة، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (57)، وابن أبي شيبة 1/ 101 - 102 و 104، والترمذي (146)، =

ص: 61

628 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَا بَعَثْتَنِي أَكُونُ كَالسِّكَّةِ

= والبزار (706)، والنسائي 1/ 144، والطحاوي 1/ 87، وابن حبان (799) و (800)، والدارقطني 1/ 119 من طريقين، عن عمرو بن مرة، به. وسيأتي برقم (639) و (840) و (1011) و (1123).

وقد توبع عبد الله بن سلمة على معنى حديثه هذا عن عليّ فأخرج أحمد (872)، وأبو يعلى (365) من طريق عائذ بن حبيب، عن عامر بن السمط، عن أبي الغريف قال: أُتي عليّ رضي الله عنه بوضوء فمضمض

، ثم قال: هكذا رأيت رسول اللهُ صلى الله عليه وسلم ثم قرأ شيئاً من القرآن ثم قال: هذا لمن ليس بجنب، وأما الجنب فلا ولا آية. وهذا سند حسن، عائذ بن حبيب وثقه ابن معين وابن حبان وذكره أحمد فأحسن الثناء عليه فقال: كان شيخاً جليلاً عاقلاً ليس به بأس سمعنا منه، وعامر بن السمط وثقه يحيى بن سعيد القطان والنسائي وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن معين: صالح، وأبو الغريف: هو عبيد الله بن خليفة الهمداني المرادي روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" وكان على شرطة عليّ رضي الله عنه.

وأخرجه الدارقطني في سننه 1/ 118 من طريق يزيد بن هارون حدثنا عامر بن السمط حدثنا أبو الغريف عن عليّ موقوفاً عليه وقال: هو صحيح عن عليّ وكذلك رواه موقوفاً شريك بن عبد الله القاضي عند ابن أبي شيبة 1/ 102، والحسن بن حي، وخالد بن عبد الله عند البيهقي 1/ 89 و 90 ثلاثتهم عن عامر بن السمط، به.

وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن": حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سفيان بن مسلمة عن عبيدة السلماني عن عمر أنه كره للجنب أن يقرأ شيئاً من القرآن. قال ابن كثير في مسند عمر: هذا إسناد صحيح. والكراهة عند السلف تعني الحرمة. وانظر (639).

ص: 62

الْمُحْمَاةِ، أَمِ الشَّاهِدُ يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ؟ قَالَ:" الشَّاهِدُ يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ "(1).

(1) حسن لغيره، رجاله ثقات لكن محمد بن عمر- وهو ابن علي بن أبي طالب- لم يدرك جده.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 1/ 177 عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري أيضاً، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 92 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه البخاري 1/ 177 عن عبيد، والبزار (634)، وأبو نعيم 7/ 93، وأبو الشيخ في "الأمثال"(156) من طريق أبي كريب كلاهما عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن علي عن أبيه عن جده بأطول مما هنا. وهذا إسناد حسن متصل وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند البخاري.

وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(85) من طريق سليمان بن أحمد الحافظ حدثنا بكر بن سهل عن عبد الله بن يوسف أخبرنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وعقيل عن الزهري عن أنس رفعه. وهذا سند حسن في الشواهد.

وأخرجه أبو الشيخ (155) من طريق محمد بن عبد اللهُ بن أسيد، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا سعيد بن سليمان، عن هشيم بن بشير، عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه. محمد بن عبد اللُه بن أسيد له ترجمة في "أخبارأصبهان" 2/ 273، وباقي رجاله ثقات، فهو حسن في الشواهد.

وفي الباب عن ابن عباس أيضاً بلفظ: "ليس الخبر كالمعاينة" وسيأتي في "المسند" 1/ 215، وصححه ابن حبان (6213).

السِّكة- بالكسر-: حديدة منقوشة تُضرب عليها الدراهم. قال السندي: وهي لا تتصرف في النقش، بل هي دائماً تنقش النقش الذي فيها، يريد: أنه هل يكون مثلها في عدم التجاوز عن ما أُمر به، وإن رأى المصلحة في خلافه؟ أوله النظر والرأي فيما يَظهر له بسبب الحضور؟ فأجاز له النظر، لأنه قد يخفى على الغائب ما يظهر للشاهد.

ص: 63

629 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، قَالَ: سَمِعْتُ رِبْعِيًّا قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ، يَلِجِ النَّارَ "(1).

630 -

حَدَّثَنَاه حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ، يَلِجِ النَّارَ "(2).

631 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَدْ رَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فَقُمْنَا، وَقَعَدَ فَقَعَدْنَا (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وربعي: هو ابن حراش.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5911)، وأبو يعلى (627) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (107)، والبخاري (106)، والبزار (903)، والنسائي (5911) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه ابن ماجه (31)، والترمذي (2660) و (3715)، والبزار (905)، وأبو يعلى (513)، والقطيعي في "زيادات فضائل الصحابة"(1005) من طريقين عن منصور، به. وسيأتي برقم (630) و (1000) و (1001) و (1292).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن علي الجعفي. وهومكرر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسعود بن الحكم فمن رجال مسلم. =

ص: 64

632 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِى زُرْعَةَ، عَنِ ابْنِ نُجَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ جُنُبٌ، وَلا صُورَةٌ، وَلا كَلْبٌ "(1).

= وأخرجه مسلم (962)(84) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (150)، ومسلم (962)(84)، والنسائي 4/ 78، وأبو يعلى (288) و (570)، والبغوي في "الجعديات"(1744)، والطحاوي 1/ 488 من طرق عن شعبة، به.

(1)

حسن لغيره دون ذكر الجنب، وهذا إسناد ضعيف، نجي- وهو الحضرمي الكوفي- لم يرو عنه غير ابنه عبد الله، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: لا يعجبني الاحتجاجُ بخبره إذا انفرد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن نجي فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو مختلف فيه، وقد تقدم الكلام عليه عند رقم (570)، وانظر (608).

وأخرجه النسائي 1/ 141 و 7/ 185، وأبو يعلى (626) من طريق يحيى، به.

وأخرجه أبو داود (227) و (4152)، والنسائي 1/ 141، وأبو يعلى (313)، وابن حبان (1205)، والحاكم 1/ 171 من طرق عن شعبة، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي مع أنه قال في "الميزان": نجي الحضرمي لا يُدرى من هو!

وأخرجه الطيالسي (110) عن شعبة، به. إلا أنه لم يذكر فيه نجيًّا.

وأخرجه الدارمي (2663)، والبزار (881)، وأبو يعلى (592) من طريقَين عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي، عن عليّ، دون ذكر نجي أيضاً.

وأصل الحديث في "الصحيحين" دون ذكر الجنب من حديث أبي طلحة، ومن حديث عائشة، ويأتيان في "المسند" 4/ 28 و 6/ 142 - 143. وأخرج أبو داود (4180) من حديث عمار رفعه "ثلاث لا تقربهم الملائكة" وذكر منها "الجنب إلا أن يتوضأ" ورجاله ثقات إلا أن الحسن لم يسمع من عمار، وهو في "المسند" 4/ 320 من طريق عطاء الخراساني، عن يحيي بن يعمر، عن عمار. وعطاء الخراساني كثير الخطأ. وحديث الباب سيأتي برقم (647) و (815)(1172).

ص: 65

633 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ جُرَيِّ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُضَحَّى بِعَضْبَاءِ الْقَرْنِ وَالْأُذُنِ (1).

634 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ (2).

(1) إسناده حسن، جُري بن كليب هو السدوسي البصري صاحب قتادة روى عنه قتادة، وكان يثني عليه خيراً، وحسن الترمذي حديثه هذا، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وقال أبو حاتم: شيخ لا يحتج بحديثه، ووثقه العجلي وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيحين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.

وأخرجه أبو داود (2805) عن مسلم بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (791) و (1048) و (1066) و (1157) و (1158) و (1293) و (1294).

وله طريق أخرى ضعيفة ستأتي برقم (734)، ويأتي أيضاً بسند حسن عن علي قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرفَ العين والأذن، وفيه: أن رجلاً سأله عن مكسورة القرن، فقال: لا يضرك. وفي الباب عن عتبة بن عبدٍ السلمي عند أبي داود (2803) وإسناده ضعيف.

وقال في "المغني" 5/ 462: أما العضباء- وهي ما ذهب نصف أذنها أو قرنها- فلا تجزئ، وبه قال أبو يوسف ومحمد في عضباء الأذن، وعن أحمد: لا تجزئ ما ذهب ثلثُ أذنها، وبه قال أبو حنيفة، ورُوي عن علي وعمار وسعيد بن المسيب والحسن: تجزئ المكسورةُ القرنِ، لأن ذهاب ذلك لا يؤثر في اللحم، فأجزأت، كالجماء، وقال مالك: إن كان يدمي لم يجز، وإلا جاز، ثم احتج للرأي الأول بحديث علي هذا. قلنا: والعضباء: المكسورة القرن، قال ابن الأثير في "النهاية": وقد يكون العضب في الأذن أيضاً إلا أنه في القرن أكثر.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، =

ص: 66

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1): سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ بِالْكُوفَةِ عَنْ عَلِيٍّ حَدِيثٌ أَصَحُّ مِنْ هَذَا.

635 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، حَدَّثَنِي عَامِرٌ، عَنْ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَةً: آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ (2)، وَالْحَالَّ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمُسْتَوْشِمَةَ (3).

= وإبراهيم: هو ابن يزيد التيمي.

وأخرجه البخاري (5594)، والنسائي 8/ 305، وأبو يعلى (538)، والطحاوي 4/ 223 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1994)، والبزار (801)، وأبو يعلى (589) من طريقين عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (1180).

(1)

هوعبد الله بن أحمد بن حنبل.

(2)

في (ق) وعلى حاشية (س) و (ص): وشاهده.

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث الأعور. مجالد- وهو ابن سعيد- وإن كان فيه كلام متابع. وعامر: هو الشعبي.

وأخرجه البزار (2/ 819) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1935)، والترمذي (1119)، والبزار (820) و (821)، وأبو يعلى (402) و (516)، والخطيب في "تاريخه" 11/ 423 من طرق عن مجالد، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه عبد الرزاق (10792)، وابن ماجه (1935)، والبزار (822) و (827) و (828)، والنسائي 8/ 147 من طرق عن الشعبي، به.

وأخرجه الخطيب 7/ 424 من طريق خالد بن العباس، عن الحارث، به. وسيأتي =

ص: 67

636 -

حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ وَأَنَا حَدِيثُ السِّنِّ، قَالَ: قُلْتُ: تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ يَكُونُ بَيْنَهُمْ أَحْدَاثٌ، وَلا عِلْمَ لِي بِالْقَضَاءِ؟ قَالَ:" إِنَّ اللهَ سَيَهْدِي لِسَانَكَ، وَيُثَبِّتُ قَلْبَكَ ". قَالَ: فَمَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ بَعْدُ (1).

637 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا وَجِعٌ، وَأَنَا أَقُولُ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وَإِنْ كَانَ آجِلًا، فَارْفَعْنِي، وَإِنْ كَانَ بَلاءً فَصَبِّرْنِي. قَالَ:" مَا قُلْتَ؟ " فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ، فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ، فَقَالَ: " مَا

= برقم (660) و (671) و (721) و (844) و (980) و (1289) و (1364).

وله شاهد بإسناد صحيح على شرط البخاري يتقوى به من حديث ابن مسعود عند أحمد برقم (4283) و (4284) وسيخرج في موضعه.

وفي الباب عن جابر عند مسلم (1598)، وعن ابن عمر عند البخاري (5940).

وقوله "الحالّ": اسم فاعل من الثلاثي حل، وهو هنا متعدٍّ، قال الزمخشري في "الفائق" 1/ 308: يقال: حللتُ لفلان امرأته فأنا حالٌّ وهو محلول له: إذا نكحها لتحل للزوج الأول، وهو من حَلّ العُقدة، يقال: أحللتها له وحللتها.

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن أبا البختري- واسمه سعيد بن فيروز- لم يسمع من علي شيئاً، وله طريق أخرى متصلة ستأتي برقم (666) يصح بها.

وأخرجه النسائي في "خصائص عليّ"(32) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 2/ 337، وابن أبي شيبة 10/ 176 و 12/ 58، وعبد بن حميد (94)، وابن ماجه (2310)، والبزار (912)، والنسائي في "خصائص علي"(33) و (34)، ووكيع محمد بن خلف في "أخبار القضاة" 1/ 84، وأبو يعلى (401)، والحاكم =

ص: 68

قُلْتَ؟ " قَالَ: فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " اللهُمَّ عَافِهِ، أَوِ اشْفِهِ " قَالَ: فَمَا اشْتَكَيْتُ ذَلِكَ الْوَجَعَ بَعْدُ (1).

638 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ شَاكِيًا، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ:" اللهُمَّ عَافِهِ، اللهُمَّ اشْفِهِ "(2).

639 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ:

= 3/ 135 من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (1145).

(1)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن سلمة فقد روى له أصحاب السنن وحديثه يحتمل التحسين كما تقدم. وقال الترمذي عن حديثه هذا بعد أن أخرجه: حسن صحيح، وأخطأ الحاكم والذهبي فصححاه على شرط الشيخين، فإن عبد الله بن سلمة لم يخرجا له ولا أحدهما، وقال الحافظ ابن حجر فيما نقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" 4/ 44: هذا حديث صحيح.

وأخرجه ابن حبان (6940) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (143)، وعبد بن حميد (73)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1057)، وأبو يعلى (284)، والحاكم 2/ 620 - 621، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 96 - 97 من طرق عن شعبة، به. وقد سقط من المطبوع من "اليوم والليلة" للنسائي خالد بن الحارث الراوي عن شعبة.

وأخرجه البزار (710)، وأبو نعيم 5/ 96 - 97 من طريق سفيان، عن عمرو بن مرة، به. وسيأتي برقم (638) و (841) و (1057).

(2)

إسناده حسن، وانظر ما قبله. وفي آخر الحديث في (م) و (ق) ونسخة كما في حاشية (س) و (ص): فما اشتكيت ذلك الوجع بعد.

ص: 69

أَتَيْتُ عَلَى عَلِيٍّ أَنَا وَرَجُلانِ (1)، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي حَاجَتَهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَيَأْكُلُ مَعَنَا اللَّحْمَ، وَلا يَحْجِزُهُ - وَرُبَّمَا قَالَ: يَحْجُبُهُ - مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ لَيْسَ الْجَنَابَةَ (2).

640 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ "(3).

(1) في (ص) وحاشية (س): أنا ورجل.

(2)

إسناده حسن.

وأخرجه ابن الجارود (94) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 1/ 144، وأبو يعلى (287) و (407)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(61)، والطحاوي 1/ 87، والبغوي في "شرح السنة"(273) من طرق عن شعبة، به. وقد تقدم برقم (627)، وسيأتي برقم (840) و (1011) و (1123).

وقوله: "ليس الجنابة" قال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 76: معناه غير الجنابة، وحرف "ليس" لها ثلاثة مواضعٍ أحدها: أن تكون بمعنى الفعل ترفع الاسم وتنصب الخير كقولك: ليس عبد الله عاقلاً، وتكون بمعنى لا، كقولك: رأيت عبد الله ليس زيداً، تنصب به زيداً كما تنصب بلا، وتكون بمعنى غير، كقولك: ما رأيت أكرم من عمر ليس زيد، أي: غير زيد، وهو يجر ما بعده.

(3)

إسناده صحيح عى شرط الشيخين.

وأخرجه الحاكم 3/ 184 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 134، ومسلم (2430) من طريق عبد الله بن نمير، به.

وأخرجه عبد الرزاق (14006)، وابن أبي شيبة 12/ 134، والبخاري (3432) و (3815)، ومسلم (2430)، والترمذي (3877)، والبزار (467) و (468)، وأبو يعلى (522)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(348)، والبغوي في "شرح السنة"(2954) =

ص: 70

641 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ الْكِنْدِيِّ، عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ (1)، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا فِي الرَّحْبَةِ وَهُوَ يَنْشُدُ النَّاسَ: مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ، وَهُوَ يَقُولُ مَا قَالَ؟ فَقَامَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَشَهِدُوا أَنَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ:" مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ "(2).

642 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: وَاللهِ إِنَّهُ لَمِمَّا (3) عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ لَا يُبْغِضُنِي إِلا مُنَافِقٌ، وَلا يُحِبُّنِي إِلا مُؤْمِنٌ (4).

= من طرق، عن هشام، به. وسيأتي برقم (938) و (1109) و (1212).

وقوله: "خير نسائها"، قال القرطبي المحدث: الضمير عائد على غيرِ مذكور لكنه يفسره الحال والمشاهدةُ يعني به الدنيا.

(1)

تحرف في (م) إلى: زاذان بن عمر.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عبد الرحيم الكندي، لكن متن الحديثِ صحيح ورد من طرق كثيرة تزيد على ثلاثين صحابياً، قال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 8/ 335: متنه متواتر، وانظر صحيح ابن حبان (6930) و (6931).

وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة"(1372) من طريق إسحاق الأزرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد.

غدير خُم، قال السندي: بضم معجمة وتشديد ميم، غيضة بثلابة أميال من الجحفة، عندها غدير مشهور يضاف إليها.

(3)

في (م) و (ص): مما.

(4)

إسناده على شرط الشيخين إلا أنَّ عدي بن ثابت- وإن أخرجا له- قال فيه =

ص: 71

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= شعبة: كان رفاعاً، وقال أحمد: كان يتشيع، وقال ابن معين: شيعي مفرط، وقال الدارقطني: ثقة إلا أنه كان غالياً في التشيع، قلنا: وقد ردَّ أهلُ العلم من مرويات الثقة ما كان موافقاً لبدعته، وقد انتقد الدارقطني في "التتبع" ص 427 مسلماً لإخراجه هذا الحديث فقال: وأخرج مسلم حديث عدي بن ثابت: "والذي فلق الحبة

" ولم يخرجه البخاري.

قلنا: وقد اتفق الشيخان البخاري (3783)، ومسلم (75) على إخراج حديث:"الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافقٌ، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله" من طريق شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب رفعه.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" 4/ 40: السادس أن في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار"، وقال:"لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر"، فكان معرفة المنافقين في لحنهم ببغض الأنصار أولى، فإن هذه الأحاديث أصح مما يُروى عن عليّ أنه قال: لعهد النبي الأمي إلي: أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق، فإن هذا من أفراد مسلم، وهو من رواية عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي، والبخاري أعرض عن هذا الحديث بخلافِ أحاديث الأنصار، فإنها مما اتفق عليه أهلُ الصحيح كلهم البخاري وغيره، وأهلُ العلم يعلمون يقيناً أن النبى صلى الله عليه وسلم قاله، وحديث عليّ قد شك فيه بعضهم.

وقال الإمام الذهبي في "السير" 17/ 169: وقد جمعت طرقَ حديث الطير في جزء، وطرق حديث:"من كنت مولاه فعليّ مولاه" وهو أصح، وأصح منهما ما أخرجه مسلم عن عليّ قال: إنه لعهد النبي الأُمي صلى الله عليه وسلم إليَّ: "إنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق" وهذا أشكلُ الثلاثة، فقد أحبَّه قومٌ لا خلاق لهم، وأبغضه بجهلٍ قوم من النواصب، فالله أعلم.

قلنا: وقد رد بعضهم هذا الإشكال، فقال: المراد: لا يحبك الحبَّ الشرعي المعتدَّ به عند الله تعالى، أما الحب المتضمن لتلك البلايا والمصائب، فلا عبرة به، بل هو وَبَالٌ على صاحبه كما أحبَّتِ النصارى المسيح. =

ص: 72

643 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: جَهَّزَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ فِي خَمِيلٍ، وَقِرْبَةٍ، وَوِسَادَةِ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفُ الْإِذْخِرِ (1).

644 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَيْنَا الْكَعْبَةَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اجْلِسْ " وَصَعِدَ عَلَى مَنْكِبَيَّ، فَذَهَبْتُ لِأَنْهَضَ بِهِ، فَرَأَى

= وأخرجه ابن ماجه (114) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (58)، وابن أبي شيبة 12/ 56، ومسلم (78)، وابن ماجه (114)، والترمذي (3736)، وابن أبي عاصم (1325)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الفضائل"(1107)، والبزار (560)، والنسائي 8/ 115 - 116، وفي "الكبرى"(8153)، وفي "خصائص عليّ"(100) و (102)، وأبو يعلى (291)، وابن حبان (6924)، وابن منده في "الإيمان"(261)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 185، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 426، والبغوي في "شرح السنة"(3909) من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه أبو نعيم 4/ 185 من طريق حسان بن حسان، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، به. قال ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 400 - 401: سمعت أبي يقول: هذا الحديث رواه الأعمش عن عدي عن زر بن حبيش عن علي، وقد روى عن الأعمش الخلق، والحديث معروف بالأعمش، ومن حديث شعبة غلط ولو كان هذا الحديث عند شعبة كان أول ما يُسأل عن هذا الحديث. وسيأتي برقم (731) و (1062).

(1)

إسناده قوي، زائدة- وهو ابن قدامة- روى عن عطاء بن السائب قديماً.

وأخرجه النسائي 6/ 135 من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (715) و (838) و (853).

ص: 73

مِنِّي ضَعْفًا، فَنَزَلَ، وَجَلَسَ لِي نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:" اصْعَدْ عَلَى مَنْكِبَيَّ " قَالَ: فَصَعِدْتُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، قَالَ: فَنَهَضَ بِي، قَالَ: فَإِنَّهُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنِّي لَوْ شِئْتُ لَنِلْتُ أُفُقَ السَّمَاءِ، حَتَّى صَعِدْتُ عَلَى الْبَيْتِ، وَعَلَيْهِ تِمْثَالُ صُفْرٍ أَوْ نُحَاسٍ، فَجَعَلْتُ أُزَاوِلُهُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، حَتَّى إِذَا اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اقْذِفْ بِهِ " فَقَذَفْتُ بِهِ، فَتَكَسَّرَ كَمَا تَتَكَسَّرُ الْقَوَارِيرُ، ثُمَّ نَزَلْتُ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَسْتَبِقُ حَتَّى تَوَارَيْنَا بِالْبُيُوتِ، خَشْيَةَ أَنْ يَلْقَانَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ (1).

645 -

حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا يَاسِينُ الْعِجْلِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، يُصْلِحُهُ اللهُ فِي لَيْلَةٍ "(2).

(1) إسناده ضعيف، نعيم بن حكيم وثقه العجلي وابن حبان، واختلف قول معين فيه فوثقه في رواية عبد الخالق بن منصور، ونقل الساجي عنه تضعيفه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن سعد: لم يكن بذاك. وأبو مريم- وهو الثقفي- مجهول.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" في مسند علي ص 237 من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 488 - 489، والبزار (769)، وأبو يعلى (292)، والطبري ص 236، والحاكم 2/ 366 - 367 من طريقين عن نعيم بن حكيم، به. وصحح الحاكم إسناده، واستدرك عليه الذهبي فقال: إسناده نظيف ومتنه منكر. وسيأتي برقم (1302).

(2)

إسناده ضعيف، إبراهيم بن محمد ابن الحنفية لم يوثقه غير العجلي وابن حبان، وأخرج له البخاري في "تاريخه" هذا الخبر 1/ 317 من طريق أبي نعيم، به، =

ص: 74

646 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَاضِي الرَّيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيًّا يَقُولُ: اجْتَمَعْتُ أَنَا وَفَاطِمَةُ وَالْعَبَّاسُ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَبِرَ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، وَكَثُرَتْ مُؤْنَتِي، فَإِنْ رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ تَأْمُرَ لِي بِكَذَا وَكَذَا وَسْقًا مِنْ طَعَامٍ فَافْعَلْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"نَفْعَلُ". فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْمُرَ لِي كَمَا أَمَرْتَ لِعَمِّكَ فَافْعَلْ. فَقَالَ

= وقال: وفي إسناده نظر، وياسين العجلي قال الذهبي: قال البخاري: فيه نظر، وروى عباس عن ابن معين: ليس به بأس، وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 257 بعد أن أورده عن عثمان بن أبي شيبة عن أبي داود الحَفَري عن ياسين العجلي، به: هذا إسناد فيه مقال، إبراهيم بن محمد وثقه العجلي وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري في "التاريخ": في إسناده نظر وياسين العجلي فيه نظر، قال: ولا أعلم له حديثاً غير هذا، وقال ابن معين وأبو زرعة: لا بأس به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 197، والبزار (644)، والعقيلي في "الضعفاء"(2100)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 170 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 197، وابن ماجه (4085)، وأبو يعلى (465)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 177 من طريقين عن ياسين العجلي، به.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" من طريق محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية، به.

وهذه المتابعة لا يفرح بها، فإن سالم بن أبي حفصة ضعفه غير واحد، ثم هو من الغلاة في التشيع.

ص: 75

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَفْعَلُ ذَلِكَ "(1)، ثُمَّ قَالَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنْتَ أَعْطَيْتَنِي أَرْضًا كَانَتْ مَعِيشَتِي مِنْهَا، ثُمَّ قَبَضْتَهَا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَرُدَّهَا عَلَيَّ فَافْعَلْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" نَفْعَلُ ذَاكَ ".

قَالَ: فَقَلت أَنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُوَلِّيَنِي هَذَا الْحَقَّ الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ لَنَا فِي كِتَابِهِ مِنْ هَذَا الْخُمُسِ، فَأَقْسِمُهُ فِي حَيَاتِكَ كَيْ لَا يُنَازِعَنِيهِ أَحَدٌ بَعْدَكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" نَفْعَلُ ذَاكَ " فَوَلانِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَسَمْتُهُ فِي حَيَاتِهِ، ثُمَّ وَلانِيهِ أَبُو بَكْرٍ فَقَسَمْتُهُ فِي حَيَاتِهِ، ثُمَّ وَلانِيهِ عُمَرُ فَقَسَمْتُه فِي حَيَاتِهِ، حَتَّى كَانَتْ آخِرُ سَنَةٍ مِنْ سِنِي عُمَرَ، فَإِنَّهُ أَتَاهُ مَالٌ كَثِيرٌ (2).

(1) من قوله: "فقالت فاطمة" إلى هنا سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.

(2)

إسناده ضعيف، الحسين بن ميمون وهو الخندفي الكوفي قال ابن المديني: ليس بمعروف قلَّ من روى عنه، وقال أبو زرعة: شيخ، وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث، يكتب حديثه، وذكر ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ، وأورد البخاري في "التاريخ الكبير" حديثه هذا في ترجمته من طريق ابن نمير عن محمد بن عبيد بهذا الإسناد، وقال: وهو حديث لم يُتابع عليه، وكذا قال العقيلي وابن عدي.

وأخرجه البزار (626)، وأبو يعلى (364) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 470، وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 2/ 645 - 647، وأبو داود (2984)، والبيهقي 6/ 343 - 344 من طريق عبد الله بن نمير، عن هاشم بن البريد، به.

وأخرجه أبو داود (2983)، والحاكم 2/ 128، والبيهقي 6/ 363 من طريق مطرف بن طريف، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، لكن ذكر الدارقطني في "العلل" 3/ 280: أن مطرفاً لم يسمع من ابن أبي ليلى، بينهما رجل يقال له: كثير، وهو مجهول.

ص: 76

647 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُدْرِكٍ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) بْنِ نُجَيٍّ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: كَانَتْ لِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلَةٌ لَمْ تَكُنْ لِأَحَدٍ مِنَ الْخَلائِقِ، إِنِّي كُنْتُ آتِيهِ كُلَّ سَحَرٍ فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ حَتَّى يَتَنَحْنَحَ، وَإِنِّي جِئْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللهِ. فَقَالَ: " عَلَى رِسْلِكَ يَا أَبَا حَسَنٍ حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ " فَلَمَّا خَرَجَ إِلَيَّ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَغْضَبَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ:" لَا " قُلْتُ: فَمَا لَكَ لَا تُكَلِّمُنِي فِيمَا مَضَى حَتَّى كَلَّمْتَنِي اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: " إِنِّي سَمِعْتُ فِي الْحُجْرَةِ حَرَكَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَنَا جِبْرِيلُ. قُلْتُ: ادْخُلْ. قَالَ: لَا، اخْرُجْ إِلَيَّ. فَلَمَّا خَرَجْتُ قَالَ: إِنَّ فِي بَيْتِكَ شَيْئًا لَا يَدْخُلُهُ مَلَكٌ مَا دَامَ فِيهِ. قُلْتُ: مَا أَعْلَمُهُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ. فَفَتَحْتُ الْبَيْتَ فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ شَيْئًا غَيْرَ جَرْوِ كَلْبٍ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ الْحَسَنُ، قُلْتُ: مَا وَجَدْتُ إِلا جَرْوًا. قَالَ: إِنَّهَا ثَلاثٌ لَنْ يَلِجَ مَلَكٌ مَا دَامَ فِيهَا أَبَدًا وَاحِدٌ مِنْهَا: كَلْبٌ، أَوْ جَنَابَةٌ، أَوْ صُورَةُ رُوحٍ "(2).

648 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُدْرِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ

(1) تحرف في (م) إلى: عبيد الله.

(2)

إسناد. ضعيف، عبد الله بن نجي مختلف فيه، وأبوه نُجي لم يروعنه غير ابنه، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال: لا يعجبني الاحتجاجُ بخبره إذا انفرد.

وأخرجه البزار (879)، وابن خزيمة (902) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 3/ 12 من طريق أبي أسامة، عن شرحبيل بن مدرك، به. وانظر (608) و (632).

ص: 77

نُجَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَارَ مَعَ عَلِيٍّ، وَكَانَ صَاحِبَ مِطْهَرَتِهِ، فَلَمَّا حَاذَى نِينَوَى وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِلَى صِفِّينَ، فَنَادَى عَلِيٌّ: اصْبِرْ أَبَا عَبْدِ اللهِ، اصْبِرْ أَبَا عَبْدِ اللهِ، بِشَطِّ الْفُرَاتِ. قُلْتُ: وَمَا ذَا؟ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وَعَيْنَاهُ تَفِيضَانِ، قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَغْضَبَكَ أَحَدٌ، مَا شَأْنُ عَيْنَيْكَ تَفِيضَانِ؟ قَالَ:" بَلْ قَامَ مِنْ عِنْدِي جِبْرِيلُ قَبْلُ، فَحَدَّثَنِي أَنَّ الْحُسَيْنَ يُقْتَلُ بِشَطِّ الْفُرَاتِ " قَالَ: فَقَالَ: " هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ أُشِمَّكَ مِنْ تُرْبَتِهِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. فَمَدَّ يَدَهُ، فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَأَعْطَانِيهَا، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ أَنْ فَاضَتَا (1).

649 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَزْهَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْكَاهِلِيُّ، عَنْ الْخَضِرِ بْنِ الْقَوَّاسِ، عَنْ أَبِي سُخَيْلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلِ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى حَدَّثَنَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، " وَسَأُفَسِّرُهَا لَكَ يَا عَلِيُّ: مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مَرَضٍ، أَوْ عُقُوبَةٍ، أَوْ بَلاءٍ فِي الدُّنْيَا، فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ، وَاللهُ تَعَالَى أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عَلَيْهِمِ الْعُقُوبَةَ فِي الْآخِرَةِ، وَمَا عَفَا اللهُ تَعَالَى عَنْهُ فِي الدُّنْيَا، فَاللهُ تَعَالَى أَحْلَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ بَعْدَ عَفْوِهِ " (2).

(1) إسناده ضعيف كالذي قبله. وأخرجه البزار (884)، وأبو يعلى (363)، والطبراني (2811) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده ضعيف، الأزهر بن راشد الكاهلي ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: مجهول، والخضر بن القواس مجهول وكذا أبو سخيلة. =

ص: 78

650 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: سَأَلْنَا عَلِيًّا عَنْ تَطَوُّعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالنَّهَارِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَا تُطِيقُونَهُ. قَالَ: قُلْنَا: أَخْبِرْنَا بِهِ نَأْخُذْ مِنْهُ مَا أَطَقْنَا. قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ أَمْهَلَ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا - يَعْنِي مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ - مِقْدَارُهَا مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ مِنْ هَاهُنَا - مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ -، قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا - يَعْنِي مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ - مِقْدَارُهَا مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ مِنْ هَاهُنَا - يَعْنِي مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ - قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعًا، وَأَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَأَرْبَعًا قَبْلَ الْعَصْرِ، يَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، وَالنَّبِيِّينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ. وَقَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: تِلْكَ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً، تَطَوُّعُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالنَّهَارِ، وَقَلَّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَيْهَا (1).

= وأخرجه أبو يعلى (453) و (608)، والدولابي في "الكنى" 1/ 185 - 186 من طريق مروان بن معاوية، بهذا الإسناد. وقال الهيثمي في "المجمع" 7/ 104 بعد أن عزاه لأحمد وأبي يعلى: وفيه أزهر بن راشد وهو ضعيف. وانظر لزاماً رقم (775).

(1)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الجراح والد وكيع فمن رجال مسلم، وغير عاصم بن ضمرة السلولي، فقد روى له أصحاب السنن وهو صدوق، وقول حبيب بن أبي ثابت في آخر الحديث لأبي إسحاق: يسوى حديثك هذا ملء مسجدك ذهباً، أراد به تصحيحَ الحديث وتقويته.

وأخرجه ابن ماجه (1161) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وإخرجه أبو يعلى (622) من طريق وكيع، عن سفيان وحده، به.

ص: 79

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ لأَبِي إِسْحَاقَ، حِينَ حَدَّثَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، يَسْوَى حَدِيثُكَ هَذَا مِلْءَ مَسْجِدِكَ ذَهَبًا.

651 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ وَحُسَيْنٌ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مِنْ أَوَّلِهِ، وَأَوْسَطِهِ، وَآخِرِهِ، فَثَبَتَ الْوَتْرُ آخِرَ اللَّيْلِ (1).

652 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ

= وأخرجه عبد الرزاق (4806) عن سفيان، به.

وأخرجه الترمذي (424) و (429)، والبزار (675) من طريق أبي عامر العقدي، عن سفيان، به.

وأخرجه البزار (676) من طريق روح، عن إسرائيل وحده، به.

وأخرجه الطيالسي (128)، وعبد الرزاق (4806) و (4807)، ومحمد بن عاصم في "جزئه"(29)، والبزار (672)، والنسائي 2/ 120، وفي "الكبرى"(337) و (347) و (471)، والبيهقي 2/ 473 من طرق عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (682) و (885) و (1202) و (1203) و (1208) و (1242) و (1252) و (1258) و (1375).

وقوله- في كلام حبيب بن أبي ثابت- يسوى: هو بفتح الياء والواو بينهما سين ساكنة أي يساوي. قال الليث كما في "اللسان": يسوى نادرة ولا يقال منها سَوِيَ ولا سَوَى كما أن نكراء جاءت نادرة ولا يقال لذكرها أنكر ويقولون: نكر، ولا يقولون: ينكر، قال الأزهري: وقولهم لا يسوى أحسبه لغة أهل الحجاز وقد رُوي عن الشافعي. وهذا الكلام قد سقط من (ظ 11).

(1)

إسناده ضعيف، لضعف الحارث الأعور، وقد تقدم من طريق عاصم بن ضمرة عن علي برقم (580) وهذا إسناد قوي. وسيأتي برقم (653) أيضاً.

وأخرجه البزار (848) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

ص: 80

عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: الْوَتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ مِثْلَ الصَّلاةِ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

653 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَآخِرِهِ وَأَوْسَطِهِ، فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ (2).

654 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ بَدْرٍ وَنَحْنُ نَلُوذُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَأْسًا (3).

(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن ضمرة، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق، وسماع سفيان الثوري من أبي إسحاق السبيعي قديم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 296، والنسائي في "الكبرى"(1385)، وأبو يعلى (618) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (684) من طريق أبي نعيم، والبيهقي 2/ 467 - 468 من طريق أبي أحمد الزبيري، كلاهما عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الطيالسي (88) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (761) و (786) و (842) و (927) و (969) و (1220) و (1232) و (1262).

(2)

إسناده قوي، شعبة من القدماء الذين رووا عن أبي إسحاق.

وأخرجه ابن ماجه (1186) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (115)، وعبد بن حميد (72) من طريقين عن شعبة، به. وقد تقدم برقم (580).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ حارثة بن مضرب، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن وهو ثقة، وإسرائيلُ سماعه من جده في =

ص: 81

655 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَكُونُ بِالْبَادِيَةِ فَتَخْرُجُ مِنْ أَحَدِنَا الرُّوَيْحَةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اللهَ عز وجل لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، إِذَا فَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ، وَلا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَعْجَازِهِنَّ " وَقَالَ مَرَّةً: " فِي أَدْبَارِهِنَّ "(1).

= غاية الإتقان للزومه إيّاه وكان خِصيصاً به.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 14/ 357 و 358، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ص 57 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1042) و (1347).

(1)

إسناده ضعيف، مسلم بن سلام لم يرو عنه غيرُ واحد ولم يُوثقه غير ابن حبان.

وإدراجُ هذا الحديث في مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه، خطأ، فإنه من مسند علي بن طلق، نَبَّه على ذلك ابن عساكرفي كتابه "ترتيب أسماء الصحابة" ص 84 وابن كثير في "تفسيره" 1/ 583، وقال النسائي في "الكبرى" 5/ 324: ذكر حديث علي بن طلق في إتيان النساء في أدبارهن، ثم أورد الحديث، وأورد. المزي في "تحفة الأشراف" تحت مسند علي بن طلق.

وأخرجه الترمذي في "السنن"(1166) وفي "علله الكبير"(27) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال بإثره: وعلي هذا هو علي بن طلق.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9024) من طريق أحمد بن خالد، عن عبد الملك بن مسلم بن سلام، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، به.

وأخرجه أبو داود (205) و (1005)، والترمذي في "سننه "(1164) وفي "العلل"(27)، والنسائي في "الكبرى"(9024) و (9025) و (9026)، وابن حبان (2337) و (4199)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 45، والدارقطني 1/ 153، والبيهقي 2/ 255، والبغوي في "شرح السنة"(752) من طرق عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن علي بن طلق. وقال الترمذي: حديث علي بن طلق حديث حسن، وسمعت محمداً- يعني البخاري- يقول: لا أعرف لعلي بن طلق عن =

ص: 82

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث الواحد، ولا أعرف هذا الحديث من حديث طلق بن علي السحيمي، وكأنه رأى أن هذا رجل آخر من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم.

ونسب هذا الحديث ابن كثير في "تفسيره" 1/ 385 إلى الإمام أحمد فقال: قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن عاصم، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن علي بن طلق، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تؤتى النساء في أدبارهن، فإن الله لا يستحي من الحق.

وأخرجه أحمد أيضاً عن أبي معاوية، وأبو عيسى الترمذي من طريق أبي معاوية أيضاً عن عاصم الأحول وفيه زيادة.

ومِنَ الناس من يُورِدُ هذا الحديثَ في مسند علي بن أبي طالب كما وقع في مسند الإمام أحمد بن حنبل، والصحيحُ أنه علي بن طلق.

وقال أيضا 1/ 387: قال الإمامُ أحمد: حدثنا غندر ومعاذُ بن معاذ، قالا: حدثنا شعبةُ، عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حِطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بن يزيد أو يزيد بن طلق، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الله لا يستحي من الحَقِّ لا تأتوا النِّساءَ في أستاههن". قلنا: ولم نجد هذه الروايات في المسند المطبوع، وهي في "جامع المسانيد" 3 / ورقة 221، وفي "أطراف المسند " 1 / الورقة 198.

قال: وكذا رواه غير واحد عن شعبة، ورواه عبد الرزاق، عن معمر، عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بن علي، والأشبه أنه علي بن طلق كما تقدم.

وقال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة طلق بن يزيد 2/ 224: ذكره أحمد وابن أبي خيثمة وابن قانع والبغوي وابنُ شاهين من طريق شعبة، عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بن يزيد أويزيد بن طلق، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الله لا يستحي من الحقِّ لا تأتوا النساءَ في أستاههن" هكذا رواه، وخالفه معمر عن عاصم، فقال طلقُ بنُ علي ولم يشك وكذا قال أبو نعيم عن عبدِ الملك بنِ سلام، عن عيسى بنِ حطان، قال ابنُ أبي خيثمة: هذا هو الصوابُ.

وأخرجه عبدُ الرزاق (529) عن معمر، عن عاصم بن سليمان، عن مسلم بن =

ص: 83

656 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عِيَاضِ بْنِ عَمْرٍو الْقَارِيِّ، قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادٍ فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، وَنَحْنُ عِنْدَهَا جُلُوسٌ، مَرْجِعَهُ مِنَ الْعِرَاقِ لَيَالِيَ قُتِلَ عَلِيٌّ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ، هَلْ أَنْتَ صَادِقِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ؟ تُحَدِّثُنِي عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ. قَالَ: وَمَا لِي لَا أَصْدُقُكِ؟ قَالَتْ: فَحَدِّثْنِي عَنْ قِصَّتِهِمْ. قَالَ: فَإِنَّ عَلِيًّا لَمَّا كَاتَبَ مُعَاوِيَةَ، وَحَكَّمَ الْحَكَمَيْنِ (1)، خَرَجَ عَلَيْهِ ثَمَانِيَةُ آلافٍ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ، فَنَزَلُوا بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: حَرُورَاءُ، مِنْ جَانِبِ الْكُوفَةِ، وَإِنَّهُمْ عَتَبُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا: انْسَلَخْتَ مِنْ قَمِيصٍ أَلْبَسَكَهُ اللهُ تَعَالَى، وَاسْمٍ سَمَّاكَ اللهُ تَعَالَى بِهِ، ثُمَّ انْطَلَقْتَ فَحَكَّمْتَ فِي دِينِ اللهِ، فَلا حُكْمَ إِلا لِلَّهِ تَعَالَى.

فَلَمَّا أَنْ بَلَغَ عَلِيًّا مَا عَتَبُوا عَلَيْهِ، وَفَارَقُوهُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ مُؤَذِّنًا فَأَذَّنَ: أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلا رَجُلٌ قَدْ حَمَلَ الْقُرْآنَ. فَلَمَّا أَنِ امْتَلاتِ الدَّارُ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ، دَعَا بِمُصْحَفٍ إِمَامٍ عَظِيمٍ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ،

= سلام، عن عيسى بن حطان، عن قيس بن طلق.

والقطعة الأخيرةُ من الحديث: "لا تأتوا النساء في أدبارهن" صحيحة بشواهدها، فلها شاهد من حديث عمر عند النسائي في "الكبرى"(9009)، ونسبه المنذري في "الترغيب" 3/ 289 إلى أبي يعلى وجَوَّد إسناده، ومن حديث خزيمة بن ثابت عند أحمد 5/ 213، وصححه ابن حبان (4198)، ونسبه المنذري إلى الطبراني في "الأوسط" وقال: رواته ثقات، ومن حديث أبي هريرة عند النسائي في "الكبرى"(9010)، وانظر "تحفة الأشراف" 11/ 25، ومن حديث ابن عباس صححه ابن حبان (4203).

والرُّويحة: تصغير الرِّيحة، والمراد بها: الريح القليل الخارج من المسلك المعتاد.

(1)

في (م) و (س) و (ق) و (ص): وحَكّم الحكمانِ.

ص: 84

فَجَعَلَ يَصُكُّهُ بِيَدِهِ وَيَقُولُ: أَيُّهَا الْمُصْحَفُ، حَدِّثِ النَّاسَ. فَنَادَاهُ النَّاسُ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَسْأَلُ عَنْهُ إِنَّمَا هُوَ مِدَادٌ فِي وَرَقٍ، وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِمَا رُوِينَا مِنْهُ، فَمَاذَا تُرِيدُ؟ قَالَ: أَصْحَابُكُمْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ خَرَجُوا، بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ كِتَابُ اللهِ عز وجل، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فِي امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ:{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35]، فَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَعْظَمُ دَمًا وَحُرْمَةً مِنَ امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ.

وَنَقَمُوا عَلَيَّ أَنْ كَاتَبْتُ مُعَاوِيَةَ: كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَقَدْ جَاءَنَا سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَةِ، حِينَ صَالَحَ قَوْمَهُ قُرَيْشًا، فَكَتَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فَقَالَ سُهَيْلٌ: لَا تَكْتُبْ (1): بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فَقَالَ: " كَيْفَ نَكْتُبُ (2)؟ " فَقَالَ: اكْتُبْ: بِاسْمِكَ اللهُمَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَاكْتُبْ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ " فَقَالَ: لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ لَمْ أُخَالِفْكَ. فَكَتَبَ: هَذَا مَا صَالَحَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قُرَيْشًا. يَقُولُ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب: 21].

فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَخَرَجْتُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا تَوَسَّطْنَا عَسْكَرَهُمْ، قَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ: يَا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ، إِنَّ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ فَأَنَا أُعَرِّفُهُ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَا يَعْرِفُهُ بِهِ، هَذَا مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ وَفِي قَوْمِهِ:{قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف:

(1) في (ظ 11) و (ب) وعلى حاشية (س) و (ص): لا أكتب.

(2)

في (ظ 11) و (ب) و (س): تكتب.

ص: 85

58]، فَرُدُّوهُ إِلَى صَاحِبِهِ، وَلا تُوَاضِعُوهُ كِتَابَ اللهِ. فَقَامَ خُطَبَاؤُهُمْ فَقَالُوا: وَاللهِ لَنُوَاضِعَنَّهُ كِتَابَ اللهِ، فَإِنْ جَاءَ بِحَقٍّ نَعْرِفُهُ لَنَتَّبِعَنَّهُ، وَإِنْ جَاءَ بِبَاطِلٍ لَنُبَكِّتَنَّهُ بِبَاطِلِهِ. فَوَاضَعُوا عَبْدَ اللهِ الْكِتَابَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَرَجَعَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلافٍ كُلُّهُمْ تَائِبٌ، فِيهِمُ ابْنُ الْكَوَّاءِ، حَتَّى أَدْخَلَهُمْ عَلَى عَلِيٍّ الْكُوفَةَ، فَبَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى بَقِيَّتِهِمْ، فَقَالَ: قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِنَا وَأَمْرِ النَّاسِ مَا قَدْ رَأَيْتُمْ، فَقِفُوا حَيْثُ شِئْتُمْ، حَتَّى تَجْتَمِعَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا تَسْفِكُوا دَمًا حَرَامًا، أَوْ تَقْطَعُوا سَبِيلًا، أَوْ تَظْلِمُوا ذِمَّةً، فَإِنَّكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ فَقَدْ نَبَذْنَا إِلَيْكُمِ الْحَرْبَ عَلَى سَوَاءٍ، إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ.

فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ شَدَّادٍ، فَقَدْ قَتَلَهُمْ! فَقَالَ: وَاللهِ مَا بَعَثَ إِلَيْهِمْ حَتَّى قَطَعُوا السَّبِيلَ، وَسَفَكُوا الدَّمَ، وَاسْتَحَلُّوا أَهْلَ الذِّمَّةِ. فَقَالَتْ: آللَّهُ؟ قَالَ: آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ كَانَ. قَالَتْ: فَمَا شَيْءٌ بَلَغَنِي عَنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ يَتَحَدَّثُونَهُ؟ يَقُولُونَ: ذُو الثُّدَيِّ، وَذُو الثُّدَيِّ. قَالَ: قَدْ رَأَيْتُهُ، وَقُمْتُ مَعَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ فِي الْقَتْلَى، فَدَعَا النَّاسَ فَقَالَ: أَتَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَمَا أَكْثَرَ مَنْ جَاءَ يَقُولُ: قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلَانٍ يُصَلِّي، وَرَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلَانٍ يُصَلِّي، وَلَمْ يَأْتُوا فِيهِ بِثَبَتٍ يُعْرَفُ إِلَّا ذَلِكَ. قَالَتْ: فَمَا قَوْلُ عَلِيٍّ حِينَ قَامَ عَلَيْهِ كَمَا يَزْعُمُ أَهْلُ الْعِرَاقِ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ. قَالَتْ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْهُ أَنَّهُ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ قَالَ: اللهُمَّ لَا. قَالَتْ: أَجَلْ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، يَرْحَمُ اللهُ عَلِيًّا إِنَّهُ كَانَ مِنْ كَلَامِهِ لَا يَرَى شَيْئًا يُعْجِبُهُ إِلَّا قَالَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَيَذْهَبُ أَهْلُ الْعِرَاقِ يَكْذِبُونَ عَلَيْهِ، وَيَزِيدُونَ عَلَيْهِ فِي الْحَدِيثِ (1).

(1) إسناده حسن، يحيى بن سُليم- وهو الطائفي- مختلف فيه يتقاصر عن رتبة =

ص: 86

657 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْهُذَلِيِّ (1)، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ، فَقَالَ:" أَيُّكُمْ يَنْطَلِقُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلا يَدَعُ بِهَا وَثَنًا إِلا كَسَرَهُ، وَلا قَبْرًا إِلا سَوَّاهُ، وَلا صُورَةً إِلا لَطَّخَهَا؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَانْطَلَقَ، فَهَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ، فَرَجَعَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَنْطَلِقُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَانْطَلِقْ " فَانْطَلَقَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَدَعْ بِهَا وَثَنًا إِلا كَسَرْتُهُ، وَلا قَبْرًا إِلا سَوَّيْتُهُ، وَلا صُورَةً إِلا لَطَّخْتُهَا. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ عَادَ لِصَنْعَةِ شَيْءٍ مِنْ هَذَا، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم " ثُمَّ قَالَ: " لَا تَكُونَنَّ فَتَّانًا وَلا مُخْتَالًا، وَلا تَاجِرًا إِلا تَاجِرَ خَيْرٍ، فَإِنَّ أُولَئِكَ هُمِ الْمَسْبُوقُونَ بِالْعَمَلِ "(2).

= الصحيح له في البخاري حديثٌ واحد، واحتجَّ به مسلم والباقون، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ عبيد الله بن عياض بن عمرو، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وهو ثقة، وقال ابنُ كثير في "تاريخه" 7/ 292 بعد أن ذكر من رواية أحمد: تَفَرَّدَ به أحمد وإسناده صحيح، واختاره الضياء (يعني في "المختارة").

وأخرجه أبو يعلى (474) عن إسحاق بنِ أبي إسرائيل، عن يحيى بنِ سُليم، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/ 235 - 237 ونسبه إلى أبي يعلى، ولم ينسبه إلى أحمد مع أنَّه من شرطه! وقال: رجاله ثقات.

(1)

قال شعبة: يكنيه أهل البصرة أبا مورع، وأهلُ الكوفة يكنونه بأبي محمد. انظر ذلك في رقم (658).

(2)

إسناده ضعيف، أبو محمد الهذلي ويُكنى أيضاً بأبي المورع قال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

معاوية: هو ابنُ عمرو بن المهلب الأزدي الكوفي، وأبو إسحاق: هو إبراهيمُ بنُ =

ص: 87

658 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: وَيُكَنِّيهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ أَبَا مُوَرِّعٍ، قَالَ: وَأَهْلُ الْكُوفَةِ يُكَنُّونَهُ بِأَبِي مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَلَمْ يَقُلْ: عَنْ عَلِيٍّ. وَقَالَ: " وَلا صُورَةً إِلا طَلَخَهَا ". فَقَالَ: مَا أَتَيْتُكَ يَا رَسُولَ اللهِ حَتَّى لَمْ أَدَعْ صُورَةً إِلا طَلَخْتُهَا. وَقَالَ: " لَا تَكُنْ فَتَّانًا وَلا مُخْتَالًا "(1).

659 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ يُوتِرُ عِنْدَ الْأَذَانِ، وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْإِقَامَةِ (2).

= محمد الفزاري، والحكم: هو ابنُ عُتيبة.

وأخرجه الطيالسي (96)، وأخرجه أبو يعلى (506) من طريق يزيد بنِ زريع كلاهما (الطيالسي ويزيد بن زريع) عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 172 - 173 وقال: رواه أحمدُ وابنه عبد الله، وفيه أبو محمد الهذلي، ويقال: أبو المورع، ولم أجد من وثقه، وقد روى عنه جماعة، ولم يُضعفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح. وسيأتي برقم (881) و (1170) و (1175) و (1176) و (1177) وانظر ما بعده.

وقصة طمس الصورة وتسوية القبر المشرف ستأتي بإسناد صحيح برقم (741).

(1)

إسناده ضعيف لجهالة أبي المورع. وهو مكرر ما قبله. والطلخ: اللطخ.

(2)

إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظِ، والحارث - وهو ابن عبد الله الأعور- ضعيف.

وأخرجه الطيالسي (126)، وابنُ أبي شيبة 2/ 241 - 242 و 286، وابن ماجه =

ص: 88

660 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ - يَعْنِي الرَّازِيَّ -، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا أَشُكُّ إِلَّا أَنَّهُ عَلِيٌّ -، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَالْمُحِلَّ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ، وَكَانَ يَنْهَى عَنِ النَّوْحِ (1).

661 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَلِيُّ، إِنْ أَنْتَ وَلِيتَ الْأَمْرَ بَعْدِي، فَأَخْرِجْ أَهْلَ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ "(2).

= (1147)، والبزار (857) من طريق شريكٍ، بهذا الإسناد. وذكر ابنُ أبي شيبة في سنده متابعاً لشريك وهو أبو الأحوص، وقد تقدم برقم (569).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو جعفر الرازي: سيئ الحفظ، والحارث الأعور: ضعيف.

وأخرجه أبو داود (2077) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن حُصين بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (635).

(2)

إسناده ضعيف جداً، قيس- وهو ابن الربيع الأسدي الكوفي- تغير بأخرة، وأشعث بن سوار ضعيف. خلف: هو ابن الوليد العتكي، وأبو ظبيان: هو حصين بن جندب الكوفي.

وأخرجه عبد الرزاق (9994) و (19373) من طريق الحسن بن عمارة، عن عدي بن ثابت، بهذا الإسناد.

ص: 89

662 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ (1) - يَعْنِي الرَّازِيَّ -، وَخَالِدٌ - يَعْنِي الطَّحَّانَ -، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَمَّا الْمَنِيُّ فَفِيهِ الْغُسْلُ، وَأَمَّا الْمَذْيُ فَفِيهِ الْوُضُوءُ "(2).

663 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ (3)، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ قَبْلَ الْعِشَاءِ وَبَعْدَهَا، يُغَلِّطُ أَصْحَابَهُ وَهُمْ يُصَلُّونَ (4).

(1) تحرف في (م) إلى: حدثنا خلف بن أبي جعفر.

(2)

حديث صحيح، وهذا سند ضعيف، يزيد بن أبي زياد وهو الهاشمي مولاهم الكوفي ضعيف علق له البخاري وروى له مسلم مقروناً، وقد سلف برقم (618) بإسناد صحيح على شرطهما.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 90، وابن ماجه (504)، والترمذي (114)، والبزار (630)، وأبو يعلى (314) و (457)، والطحاوي 1/ 46 من طرق عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي برقم (869) و (890) و (891) و (893) و (977). وانظر (618).

(3)

تحرف في (م) إلى: حدثنا خلف بن خالد.

(4)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف الحارث الأعور. مطرف: هو ابن طريف.

وأخرجه أبو يعلى (497) عن وهب بن بقية الواسطي، عن خالد بن عبد الله الطحان، بهذا الإسناد.

وذكره الهيثمي في "المجمع" 2/ 265، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه الحارث =

ص: 90

664 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، بْنِ أَبِي مُوسَى (1)، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " سَلِ اللهَ تَعَالَى الْهُدَى وَالسَّدَادَ، وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَاذْكُرْ بِالسَّدَادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ "(2).

* 665 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ (3): وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُلَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ كَانَ قَبْلِي إِلا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ نُقَبَاءَ وُزَرَاءَ نُجَبَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ

= وهو ضعيف. وسيأتي برقم (752) و (817).

وله شاهد بإسنادٍ صحيح من حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/ 94: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن كلَّكم مناج ربَّه، فلا يؤذينَّ بعضكم بعضاً، ولا يرفعنَّ بعضكم على بعضٍ بالقراءةِ أو قال: في الصلاة". وآخر صحيح بنحوه من حديث ابن عمر عنده أيضاً 2/ 36 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولا يجهر بعضكم على بعضٍ بالقراءة في الصلاة".

وانظر "شرح السنة" 3/ 87.

(1)

تحرف في طبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: "عن أبي بردة بن أبي موسى، أن علياً" والصواب: "عن أبي بردة، عن أبي موسى، أن علياً قال" كما جاء في الأصول التي بأيدينا والطبعتين الأخريين للمسند، ويؤيد ذلك قول أبي الحسن الدارقطني في "العلل" 4/ 170: قال خالد الواسطي ومحمد بن فضيل: عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة عن أبي موسى، عن علي، ووهما في قولهما:"أبي موسى" لأن أبا بردة سمع هذا الحديث من علي، وأبو موسى حاضر.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو بردة هو ابن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري، وهو مشهور بكنيته. وانظر (1124) و (1168).

(3)

عبد الله: هو ابن أحمد بن حنبل.

ص: 91

وَزِيرًا نَقِيبًا نَجِيبًا، سَبْعَةً مِنْ قُرَيْشٍ، وَسَبْعَةً مِنَ الْمُهَاجِرِينَ " (1).

666 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ هُمْ أَسَنُّ مِنِّي لِأَقْضِيَ بَيْنَهُمْ. قَالَ: " اذْهَبْ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى سَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ، وَيَهْدِي قَلْبَكَ "(2).

667 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ - حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ غُزَيٍّ، حَدَّثَنِي عَمِّي عِلْبَاءُ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَرَّتْ إِبِلُ الصَّدَقَةِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى وَبَرَةٍ مِنْ جَنْبِ بَعِيرٍ، فَقَالَ:" مَا أَنَا بِأَحَقَّ بِهَذِهِ الْوَبَرَةِ مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ "(3).

(1) إسناده ضعيف، كثير النواء الجمهور على تضعيفه، وعبد الله بن مليل لم يوثقه غير ابن حبان. وسيأتي برقم (1263)، وانظر (1206) و (1274).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حارثة بن مضرب، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن وهو ثقة.

وأخرجه النسائي في "خصائص عليّ"(36) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 2/ 337، والبزار (721)، ووكيع فى "أخبار القضاة" 1/ 85 من طريقين عن إسرائيل، به.

وأخرجه ابن سعد 2/ 337 من طريق شيبان، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (1342)، وانظر (636).

(3)

حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، عمرو بن غزي مجهول، وعمه علباء - وهو ابن أبي علباء الكوفي- لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه غير ابن أخيه. =

ص: 92

668 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نُصَلِّي، إِذِ انْصَرَفَ وَنَحْنُ قِيَامٌ، ثُمَّ أَقْبَلَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، فَصَلَّى لَنَا الصَّلاةَ، ثُمَّ قَالَ:" إِنِّي ذَكَرْتُ أَنِّي كُنْتُ جُنُبًا حِينَ قُمْتُ إِلَى الصَّلاةِ لَمْ أَغْتَسِلْ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ فِي بَطْنِهِ رِزًّا، أَوْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، فَلْيَنْصَرِفْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ حَاجَتِهِ، أَوْ غُسْلِهِ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى صَلاتِهِ "(1).

669 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).

670 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي صَالِحٍ

= وأخرجه أبو يعلى (463) من طريق عبد الله بنِ نُمير، عن أبان بنِ عبد الله البجلي، بهذا الإسناد.

وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت عند ابنِ ماجه (2850)، والنسائي 7/ 131، ومن حديث عمرو بن عبسة عند أبي داود (2755)، ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي 7/ 131.

(1)

إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

وأخرجه البزار (890) من طريق النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (669) و (777). وانظر حديث أبي هريرة الصحيح في "المسند" 2/ 338 - 339 ففيه أن انصرافه صلى الله عليه وسلم كان قبل الدخول في الصلاة.

والرِّزُّ، بكسر الراء وتشديد الزاي: الصوت الخفي، ويريد به القرقرة في البطن، وقيل: هو غمز الحدث وحركته للخروج.

(2)

إسناده ضعيف. وهو مكرر ما قبله.

ص: 93

الْأَسْلَمِيَّ -، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَنْشُدُ النَّاسَ، فَقَالَ: أَنْشُدُ اللهَ رَجُلًا مُسْلِمًا سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ مَا قَالَ. فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ بَدْرِيًّا فَشَهِدُوا (1).

671 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنِ عَلِيٍّ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَاحِبَ الرِّبَا، وَآكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَالْمُحَلَّ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ (2).

672 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَيْثُ قَتَلَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ، فَكَأَنَّ النَّاسَ وَجَدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْ قَتْلِهِمْ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ،

(1) صحيح لغيره، زياد بن أبي زياد ترجمه أبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف" فقال: سمع علي بن أبي طالب وجماعة من البدريين وعنه الربيع بن أبي صالح الأسلمي، قال الخطيب في "المتفق والمفترق": أحسبه من أهل الكوفة، ولم يورده ابن حجر في "التعجيل" مع أنه من شرطه، وباقي رجاله ثقات.

وقد أورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 106 - 107 وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات!.

ومتن الحديث صحيح مشهور كما تقدم. وانظر ابن حبان (6930) و (6931).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث الأعور.

وأخرجه البزار (859) من طريق روح بن عبادة، عن إسرائيل، به. وقد تقدم برقم (635).

ص: 94

إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ حَدَّثَنَا بِأَقْوَامٍ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَرْجِعُونَ فِيهِ أَبَدًا، حَتَّى يَرْجِعَ السَّهْمُ عَلَى فُوقِهِ، وَإِنَّ آيَةَ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا أَسْوَدَ مُخْدَجَ الْيَدِ، إِحْدَى يَدَيْهِ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ، لَهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، حَوْلَهُ سَبْعُ هَلَبَاتٍ، فَالْتَمِسُوهُ فَإِنِّي أُرَاهُ فِيهِمْ. فَالْتَمَسُوهُ، فَوَجَدُوهُ إِلَى شَفِيرِ النَّهَرِ تَحْتَ الْقَتْلَى، فَأَخْرَجُوهُ، فَكَبَّرَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ. وَإِنَّهُ لَمُتَقَلِّدٌ قَوْسًا لَهُ عَرَبِيَّةً، فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ، فَجَعَلَ يَطْعنُ بِهَا فِي مُخْدَجَتِهِ وَيَقُولُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ. وَكَبَّرَ النَّاسُ حِينَ رَأَوْهُ وَاسْتَبْشَرُوا، وَذَهَبَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَجِدُونَ (1).

673 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ مِنَ الْمَعْرُوفِ سِتٌّ: يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودُهُ إِذَا

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو كثير مولى الأنصار لا يعرف بجرح ولا تعديل ولم يرو عنه غير إسماعيل بن مسلم العبدي، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الحميدي (59)، وأبو يعلى (478) من طريقين عن إسماعيل بن مسلم، بهذا الإسناد.

وانظر (616) و (626) و (706) و (848) و (1179).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1064)، وعن جابر عنده أيضاً (1063).

الرَّمِيَّة: هي التي يرميها الرامي من الصيد.

الفُوق: هو موضع الوتر من السَّهم.

المُخْدَج: ناقص الخلق.

وهَلَبات، بفتح الهاء واللام: أي شعرات أو خصلات من الشعر.

ص: 95

مَرِضَ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيَشْهَدُهُ إِذَا تُوُفِّيَ، وَيُحِبُّ لَهُ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ، وَيَنْصَحُ لَهُ بِالْغَيْبِ " (1).

674 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (2).

675 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ، عَنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُلْتَمَسَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي كَمَا تُلْتَمَسُ أَوْ تُبْتَغَى الضَّالَّةُ، فَلا يُوجَدُ "(3).

676 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث الأعور.

وأخرجه الدارمي (2633)، والبزار (850) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 235 و 8/ 623، وابن ماجه (1433)، والترمذي (2736)، وأبو يعلى (435) من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به. وقال الترمذي: حديث حسن. وسيأتي برقم (674).

وله شاهد من حديث أبي هريرة سيأتي في "المسند" 2/ 321.

(2)

حسن لغيره، وهو مكرر ما قبله. وفي (ب) و (ظ 11): فذكره بإسناده ومعناه.

(3)

إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور.

وأخرجه عبدُ بن حميد (69)، والبزار (849) من طريق عُبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (864) من طريق سَعَّاد بن سليمان، عن أبي إسحاق، به. مطولاً. وسيأتي (720).

ص: 96

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: " مَنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْسِرُوا مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَإِنَّهُمْ خَرَجُوا كُرْهًا "(1).

677 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:{وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82]، قَالَ: شِرْكَكمْ (2)"مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، بِنَجْمِ كَذَا وَكَذَا "(3).

678 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِتِسْعِ سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ. قَالَ أَسْوَدُ: يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى: {أَلْهَاكُمِ التَّكَاثُرُ} ، وَ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} ، وَ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ:{وَالْعَصْرِ} ،

(1) إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة.

وأخرجه البزار (720) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 85، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد ثقات.

(2)

على حاشية (س) و (ص): شكركم، وجاءت كذلك في الرواية الآتية (849).

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى وهو ابن عامر الثعلبي.

وأخرجه البزار (593)، والطبري 27/ 207 و 208، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(784) من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (849) و (850) و (1087).

وفي الباب عن ابن عباس مرفوعاً عند مسلم (73)، وعند الطبري موقوفاً 27/ 208.

ص: 97

وَ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} ، وَ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} ، وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} (1).

679 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ عَبْدَ الْأَعْلَى يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ أَمَةً لَهُمْ زَنَتْ، فَحَمَلَتْ، فَأَتَى عَلِيٌّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ:" دَعْهَا حَتَّى تَلِدَ - أَوْ تَضَعَ -، ثُمَّ اجْلِدْهَا "(2).

680 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ وَحَسَنٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوزٍ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ابْنُ جُرْمُوزٍ يَسْتَأْذِنُ. قَالَ: ائْذَنُوا لَهُ، لِيَدْخُلْ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ النَّارَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ "(3).

(1) إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور.

وأخرجه عبد بن حميد (68)، والبزار (851)، ومحمد بن نصر المروزي في "مختصر قيام الليل" ص 130، وأبو يعلى (460)، والطحاوي 1/ 290 من طِرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (685).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى وهو ابن عامر الثعلبي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7267) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (736) و (1137) و (1138) و (1142) و (1231).

وسيأتي بنحوه من طريق أصح من هذا عن علي برقم (1341).

(3)

إسناده حسن، عاصم- وهو ابن أبي النجود الكوفي- يتقاصر عن رتبة الصحيح، =

ص: 98

681 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوزٍ عَلَى عَلِيٍّ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: بَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ، ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ "(1).

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: الْحَوَارِيُّ: النَّاصِرُ.

682 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعَ عَاصِمَ بْنَ ضَمْرَةَ

= شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي نسبة إلى "نحوة" بطن من الأزد لا إلى علم النحو.

وأخرجه الطيالسي (163) عن شيبان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 3/ 105، والبزار (556) و (559)، والطبراني (228) و (243) من طرق عن عاصم، به. وسيأتي برقم (681) و (799) و (813).

قوله: "إن لكل نبي حوارياً" قال السندي: هو بكسر الراء وتشديد الياء: لفظ مفرد بمعنى: الخالص والناصر، من الحَوَر بمعنى البياض، والياء للنسبة، فهو منصوب مُنَوَّنٌ مكتوبٌ بالألف في كثير من الكتب، إلا أن المحدثين كثيراً ما يكتبون المنصوب بالألف بلا ألفٍ، وإذا أُضيف إلى ياء المتكلم فقد تُحذَفُ الياء اكتفاءً بالكسرة، وقد تُخفف ثم تُدغم في ياء المتكلم مفتوحةً، وهاهنا يُروى بالفتح والكسر في قوله:"وإنَّ حواريّ".

(1)

إسناده حسن. زائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه الترمذي (3744) من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 3/ 105، وابن أبي شيبة 12/ 93، وابن أبي عاصم (1389) من طريقين عن عاصم بن بهدلة، به. وانظر ما قبله.

ابن صفية: هو الزبيرُبن العوام، أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 99

عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي مِنَ الضُّحَى (1).

683 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ (2)، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: أَبْعَثُكَ فِيمَا بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَرَنِي أَنْ أُسَوِّيَ كُلَّ قَبْرٍ، وَأَطْمِسَ كُلَّ صَنَمٍ (3).

684 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ

(1) إسناده قوي، سليمان بن داود هو أبو داود الطيالسي الحافظ من رجال مسلم ومن فوقه من رجال الصحيحين غير عاصم بن ضمرة فقد روى له الأربعة وهو صدوق.

وهو في "مسند الطيالسي"(127) بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (598)، والنسائي 2/ 119 - 120، وفي "الكبرى"(470)، وأبو يعلى (318) و (334)، وابن خزيمة (1232) من طرق عن شعبة، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 235 مختصراً، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد ثقات. وانظر (650).

(2)

تحرف في (م) إلى: "حدثنا يونس بن محمد، حدثنا محمد، حدثنا حماد".

وجاء على الصواب في الأصول التي بأيدينا بحذف "حدثنا محمد" وانظر "أطراف المسند" 2 / الورقة 24.

(3)

إسناده ضعيف جداً، يونس بن خباب كذبه يحيى بنُ سعيد، وقال ابن معين: رجل سوء ضعيف، وقال ابنُ حبان: لا تحِلُّ الروايةُ عنه، وقال النسائي: ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث. وأصل الحديث صحيح من حديث حيان بن حصين أبي الهياج الأسدي. وسيأتي برقم (741).

وأخرجه البزار (911) من طريق قيس بن الربيع، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن أبي الهياج، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (889).

ص: 100

عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الرَّأْسِ، عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، هَدِبَ الْأَشْفَارِ، مُشْرَبَ الْعَيْنِ بِحُمْرَةٍ، كَثَّ اللِّحْيَةِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَعَدٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ (1).

685 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ (2).

686 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ مَا أَحْدَثَ، قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ مَاءً (3).

(1) إسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، فإن حديثه من قبيل الحسن.

محمد بن علي: هو ابن الحنفية وهو خالُ عبد الله بن محمد بن عقيل.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1315)، والبزار (660)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 210 و 217 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (645)، وأبو يعلى (370) من طريق سالم المكي، عن محمد بن الحنفية، به. وسيأتي برقم (796)، وانظر (744).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث الأعور. أبو بكر: هو ابن عياش الأسدي الكوفي، وأبو إسحاق: هو السَّبيعي.

وأخرجه الترمذي (460) عن هناد، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وانظر رقم (678).

وفي الباب عن أبي أيوب الأنصاري عند أحمد 5/ 418، وصححه ابن حبان (2407)، وعن عائشة عند أحمد 6/ 155 - 156، وصححه الحاكم 1/ 304، ووافقه الذهبي. وعن ابن عباس عند أحمد أيضاً (2740).

(3)

إسناده ضعيف لِضعف الحارث الأعور. وانظر (627).

ص: 101

وَرُبَّمَا قَالَ إِسْرَائِيلُ: عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

687 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُوسَى الصَّغِيرِ الطَّحَّانِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: خَرَجْتُ فَأَتَيْتُ حَائِطًا، قَالَ: فَقَالَ: دَلْوٌ وَتَمْرَةٍ. قَالَ: فَدَلَيْتُ (1) حَتَّى مَلَأتُ كَفِّي، ثُمَّ أَتَيْتُ الْمَاءَ فَاسْتَعْذَبْتُ - يَعْنِي: شَرِبْتُ - ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَطْعَمْتُهُ بَعْضَهُ، وَأَكَلْتُ أَنَا بَعْضَهُ (2).

688 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ نَاقَتِي وَكَيْتَ وَكَيْتَ. قَالَ: " أَمَّا نَاقَتُكَ فَانْحَرْهَا، وَأَمَّا كَيْتَ وَكَيْتَ فَمِنَ الشَّيْطَانِ "(3).

(1) في (ظ 11) وعلى حاشية (س) و (ق) و (ص): فدلوت.

(2)

إسناده ضعيف، شريك وهو ابنُ عبد الله القاضي سيئ الحفظ، ومجاهد وهو ابن جبر لم يسمع من علي، كما جزم به يحيى بن معين وأبو زرعة، وموسى الصغير: هو موسى بن مسلم الحِزامي- ويقال: الشيباني- أبو عيسى الكوفي الطحان وثقه ابن معين وقال أحمد: ما أرى به بأساً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، يقال: إنه مات وهو ساجد. وسيأتي بتمامه برقم (1135).

(3)

إسناده ضعيف لِضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي-. محمد بن علي: هو ابن الحسين بن علي المعروف بالباقر، وأبوه علي بن الحسين زين العابدين لم يدرك جده علي بن أبي طالب.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 188، وقال: رواه أحمد وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف، وقد وثقه شعبة والثوري.

ص: 102

689 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ - يَعْنِي قُرَادًا -، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ، يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَسَأَلُوهُ عَنِ الْوَتْرِ، قَالَ: فَقَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُوتِرَ هَذِهِ السَّاعَةَ، ثَوِّبْ يَا ابْنَ النَّبَّاحِ (1)، أَوْ أَذِّنْ، أَوْ أَقِمْ (2).

690 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَقَدَّمَ إِلَيْكَ خَصْمَانِ، فَلا تَسْمَعْ كَلامَ الْأَوَّلِ، حَتَّى تَسْمَعَ كَلامَ الْآخَرِ، فَسَوْفَ تَرَى كَيْفَ تَقْضِي ". قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: فَمَا زِلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ قَاضِيًا (3).

قوله: "فمن الشيطان"، قال السندي: ظاهره أنه لا يلزم النذر غير المعيَّن، ولكن حَمَل صاحب "المجمع": كيت وكيت، على غير القُربة، فذكر الحديث في باب خلط الناذر في نذره القربة بغيرها، وكأنه حمله على ذلك بقرينة قوله:"فمن الشيطان".

(1)

تصحف في (س) و (ق) و (ص) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: "ابن التياح" بتاء وياء، والصواب ما أثبتناه- بنون وباء- كما في (ظ 11) و (ب) وكتب المشتبه.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة الرجل من بني أسد الراوي عن علي، واسم أبي نوح: عبد الرحمن بن غزوان روى له البخاري وقال الحافظ في "التقريب": ثقة له أفراد، وقال الذهبي في "الميزان": وله مناكير. وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي. وسيأتي برقم (860) و (861) و (862).

(3)

حسن لغيره، حنش وهو ابن المعتمر- وإن كان فيه ضعف- قد تابعه ابنُ عباس عند ابن حبان (5065) وانظر تمام تخريجه فيه.

وأخَرجه الترمذي (1331) من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (125)، ووكيع في "أخبار القضاة" 1/ 85 و 86، والبيهقي 10/ 86 من طرق عن سماك، به. وسيأتي برقم (745) و (1211) و (1280) و (1281) =

ص: 103

691 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَّامٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ حُكَيْمِ بْنِ سَعْدٍ أَبِي تِحْيَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ سَفَرًا قَالَ: " اللهُمَّ بِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أَحُولُ (1)، وَبِكَ أَسِيرُ "(2).

692 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَنِي أَنْ أُعْطِيَ الْحَجَّامَ أَجْرَهُ (3).

= و (1282) و (1283) و (1285).

(1)

أحول- بالحاء المهملة- أي: أتحرك، أو أدفع وأمنع، وجاء في (م) وطبعة الشيخ شاكر:"أجول " بالمعجمة لكن الشيخ أحمد شاكر استدرك الخطأ فيما بعدُ أثناء تخريج الحديث رقم (1296) وقال: وثبت فيما مضى بالجيم، وهو خطأ.

(2)

إسناده ضعيف، عمران بن ظبيان الحنفي الكوفي قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه- يعني للمتابعات-، وتناقض ابن حبان فذكره في "الثقات" وقال في "الضعفاء": فحش خطؤه حتى بطل الاحتجاجُ به، وذكره العقيلي وابن عدي في "الضعفاء" وقال يعقوب بن سفيان: ثقة من كبراء أهل الكوفة يميل إلى التشيع. وسيأتي برقم (1296).

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، وورقاء: هو ابن عمرو بن كليب اليشكري، ويقال: الشيباني الكوفي، وأبو جميلة- واسمه ميسرة بن يعقوب الطهوي الكوفي صاحب راية علي- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وهو في "مسند الطيالسي"(153) بهذا الإسناد، ومن طريق الطيالسي أخرجه البزار (763)، والبيهقي 9/ 338. =

ص: 104

693 -

حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَمَرَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ آتِيَهُ بِطَبَقٍ يَكْتُبُ فِيهِ مَا لَا تَضِلُّ أُمَّتُهُ مِنْ بَعْدِهِ، قَالَ: فَخَشِيتُ أَنْ تَفُوتَنِي نَفْسُهُ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَحْفَظُ وَأَعِي. قَالَ: " أُوصِي بِالصَّلاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ "(1).

694 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ كَذَبَ فِي حُلْمِهِ، كُلِّفَ عَقْدَ شَعِيرَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

• 695 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا

= وأخرجه ابن ماجه (2163)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 130 من طريقين عن ورقاء، به. وقد تحرف في المطبوع من ابن ماجه "أبو جميلة" إلى:"أبو حميد"!. وسيأتي برقم (1129) و (1130) و (1136).

وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (2278) و (2279)، ومسلم (1202) ولفظه: احتجم النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجرَه.

(1)

إسناده ضعيف، نعيم بن يزيد لم يرو عنه غيرُ عمر بن الفضل وقال أبو حاتم: مجهول.

وأخرجه ابنُ سعد 2/ 243، والبخاري في "الأدب المفرد"(156) من طريق حفص بن عمر، عن عمر بن الفضل، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (585).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي، وقد تقدم برقم (568).

ص: 105

فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ - يَعْنِي النُّمَيْرِيَّ -، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي اخْتِلافٌ، أَوْ أَمْرٌ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ السِّلْمَ، فَافْعَلْ "(1).

• 696 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، وَحَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمَوَيْهِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي حُدَّانَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: إِنَّ اللهَ عز وجل سَمَّى الْحَرْبَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ: خَدْعَةً. قَالَ زحْمَوَيْهِ فِي حَدِيثِهِ: عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ (2).

(1) إسناده ضعيف، فضيل بن سليمان كثير الخطأ، وإياس بن عمرو لم يرو عنه غير محمد بن أبي يحيى ولم يوثقه غير ابن حبان.

والسّلْم: هو المسالم.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن ذي حُدّان قال ابن المديني: هو رجل مجهول لا أعلم أحداً روى عنه إلا أبو إسحاق، ثم هو لم يدْرِكْ علياً فيما قاله الدارقطني في "العلل" 3/ 227، وقد أدخل رجلاً بينه وبين علي ولم يُسمه كما سيأتي بعد هذا برقم (697)، وشريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 118 عن إسماعيل بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (494) عن زكريا بن يحيى، به. وقرن به إسحاق بن أبي إسرائيل.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 529 من طريق زكريا بن أبي زائدة، والطيالسي (172)، عن قيس، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وقد تحرف "عن سعيد بن ذي حدّان" عند =

ص: 106

* 697 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي حُدَّانَ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيًّا يَقُولُ: الْحَرْبُ خَدْعَةٌ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم (1).

= الطيالسي إلى: عن أبي ذي حدات.

وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(3) عن محمد بن عثمان بن أبي سويد، عن عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حَبّة بن جُوين، عن علي. وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي سويد ضعفه الدارقطنيُّ والذهبي في "الميزان" 3/ 641، وحبة بن جوين الأكثر على تضعيفه.

وقد تقدم قوله: "الحرب خدعة" موقوفاً عن عليٍّ برقم (616).

ومتن الحديث صحيح، فقد روي مرفوعاً إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن جابرٍ عند أحمد 3/ 308، والبخاري (3030)، ومسلم (1739).

وعن كعب عند أحمد 6/ 387، وأبي داود (2620).

وعن أبي هريرة عند أحمد 2/ 312، والبخاري (3027)، ومسلم (1740).

وعن أنس عند أحمد 3/ 224.

وعن ابن عباس عند ابن ماجه (2834).

وعن عائشة عند ابن ماجه أيضاً (2833).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 120 - 121 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 529 عن وكيع، وأبو الشيخ (2) من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان الثوري، به. غير أن أبا الشيخ لم يقل في حديثه "عمن سمع علياً". وسيتكرر هذا الحديث برقم (1034).

ص: 107

• 698 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، سَمِعَ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَتْ لَهُ حُلَّةٌ سِيَرَاءُ، فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيَّ، فَرُحْتُ بِهَا، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْغَضَبَ، قَالَ: فَقَسَمْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي (1).

699 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - قَالَ: سُفْيَانُ لَا أَعْلَمُهُ إِلا قَدْ رَفَعَهُ - قَالَ:

(1) إسناده صحيح، إسحاق بن إسماعيل- وهو الطالقاني- ثقة من رجال أبي داود، ومن فوقه مِن رجال الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (181)، والبخاري (2614) و (5366) و (5840)، والبزار (577) و (578)، والبيهقيُّ 2/ 424 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (755) و (1315)، وانظر (1077) و (958) و (1154).

وحلة السِّيَراء: هي حلةٌ من حرير. قال الحافظ في "الفتح" 10/ 297: واختُلِف في قوله "حلّة سِيَراء" هل هو بالإضافة أو لا؟ فوقع عند الأكثر بتنوين "حُلّةٍ" على "سيراء" عطف بيان أو نعت، وجَزَم القُرطبيُّ بأنه الرواية، وقال الخطّابي: قالوا: حُلَّةٌ سيراءُ، كما قالوا: ناقةٌ عشَراءُ، ونقل عياض عن أبي مروان بن السراج أنه بالإضافة، قال عياض: وكذا ضَبَطْنَاهُ عن مُتْقِني شيوخنا، وقال النووي: إنه قولُ المحققين ومتقني العربية، وإنه من إضافة الشيء لصفته، كما قالوا: ثوبُ خزٍّ، ونقل عياض عن سيبويه قال: لم يأت "فِعَلاء" صفة لكن اسماً.

والمراد بقوله: "نسائي"، ما فسره في رواية أبي صالح الحنفي عن علي عنده مسلم (2071) (18) حيث قال:"بين الفَواطم"، والمراد بالفواطم: فاطمة بنت الني صلى الله عليه وسلم، وفاطمة بنت أسد بن هاشم والدة علي، وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب.

ص: 108

"مَنْ كَذَبَ فِي حُلْمِهِ، كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَقْدَ شَعِيرَةٍ ".

قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: قَالَ: أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).

700 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ (2).

701 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ بِي كَرْبٌ أَنْ أَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ، وَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (3).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى- وهو ابن عامر الثعلبي-. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه الترمذي (2281) من طريق أبى أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وانظر (568).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 82 - 83 عن وكيع، وعبد بن حميد (85) عن أبي نعيم، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (1195).

وله شواهد تقويه. انظر "فتح الباري" 4/ 204 - 205.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أسامة بن زيد- وهو الليثي- حسن الحديث، استشهد به مسلم ولم يحتجَّ به، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عُبادة. وصحح الحافظ ابن حجر هذا الحديث كما في =

ص: 109

702 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي ثُوَيْرُ بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: عَادَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: أَعَائِدًا جِئْتَ يَا أَبَا مُوسَى أَمْ زَائِرًا؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَا بَلْ عَائِدًا. فَقَالَ عَلِيٌّ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا عَادَ مُسْلِمٌ مُسْلِمًا إِلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، مِنْ حِينَ يُصْبِحُ إِلَى أَنْ يُمْسِيَ، وَجَعَلَ اللهُ تَعَالَى لَهُ خَرِيفًا فِي الْجَنَّةِ ". قَالَ: فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا الْخَرِيفُ؟ قَالَ:" السَّاقِيَةُ الَّتِي تَسْقِي النَّخْلَ "(1).

• 703 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ:

= " الفتوحات الربانية" لابن علاّن 4/ 7.

وأخرجه البزار (472)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(351)، والحاكم 1/ 508 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي!

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1013) من طريق عبد الله بن وهب، والبيهقي في "شعب الإيمان"(623) من طريق حماد بن أسامة، كلاهما عن أسامة بن زيد، به.

وأخرجه البزار (471)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(629) من طريق أبان بن صالح، عن محمد بن كعب القرظي، به.

وأخرجه النسائي (627) و (628) من طريق بنت عبد الله بن جعفر، عن أبيها، به. وسيأتي برقم (726).

(1)

حديث حسن، لكن الصحيح وقفه كما تقدم برقم (612)، وهذا إسناد ضعيف لضعف ثوير بن أبي فاختة.

وأخرجه الترمذي (969) من طريق إسرائيل، والبزار (777) من طريق زائدة بن قدامة، كلاهما عن ثوير بن أبي فاختة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب.

ص: 110

قَدِمَ عَلَى عَلِيٍّ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنَ الْخَوَارِجِ، فِيهِمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: الْجَعْدُ بْنُ بَعْجَةَ، فَقَالَ لَهُ: اتَّقِ اللهَ يَا عَلِيُّ، فَإِنَّكَ مَيِّتٌ. فَقَالَ عَلِيٌّ: بَلْ مَقْتُولٌ، ضَرْبَةٌ عَلَى هَذَا تَخْضِبُ هَذِهِ - يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ - عَهْدٌ مَعْهُودٌ، وَقَضَاءٌ مَقْضِيٌّ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى. وَعَاتَبَهُ فِي لِبَاسِهِ، فَقَالَ: مَا لَكُمْ وَلِلِّبَاسِي، هُوَ أَبْعَدُ مِنَ الْكِبْرِ، وَأَجْدَرُ أَنْ يَقْتَدِيَ بِيَ الْمُسْلِمُ (1).

704 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ (2) قَالَ: وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَعْوَرِ، قَالَ: قُلْتُ: لَآتِيَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَأَسْأَلَنَّهُ عَمَّا سَمِعْتُ الْعَشِيَّةَ. قَالَ: فَجِئْتُهُ بَعْدَ الْعِشَاءِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ أُمَّتَكَ مُخْتَلِفَةٌ بَعْدَكَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَأَيْنَ الْمَخْرَجُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: فَقَالَ: كِتَابُ اللهِ تَعَالَى، بِهِ يَقْصِمُ اللهُ كُلَّ جَبَّارٍ، مَنِ اعْتَصَمَ بِهِ نَجَا، وَمَنْ تَرَكَهُ هَلَكَ - مَرَّتَيْنِ - قَوْلٌ فَصْلٌ، وَلَيْسَ

(1) إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 82 - 83 عن محمد بن أحمد بن الحسن، عن عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه ما يتعلق بمقتله.

وأخرجه الطيالسي (157)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة"(918)، وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2238)، ومن طريقه أبو نعيم 1/ 82 - 83 عن علي بن الجعد، كلاهما (الطيالسي وعلي) عن شريك، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (802) و (1078).

(2)

تحرف في (م) إلى: أبي إسحاق.

ص: 111

بِالْهَزْلِ، لَا تَخْتَلِقُهُ الْأَلْسُنُ، وَلَا تَفْنَى أَعَاجِيبُهُ، فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ، وَفَصْلُ مَا بَيْنَكُمْ، وَخَبَرُ مَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ " (1).

(1) إسناده ضعيف لضعف الحارث بن عبد الله الأعور، ثم هو منقطع، لقول محمد بن إسحاق:"وذكرمحمد بن كعب القرظي "، فإنه لا تعرف له رواية عن محمد بن كعب القرظي، بل هو يروي في "السيرة" عنه بواسطة، قال الشيخ أحمد شاكر، وقد وقع في "مسند البزار": ابن إسحاق قال: حدثنا محمد بن كعب، ويغلب على ظننا أنه خطأ من الناسخ، والله أعلم. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد.

وأخرجه البزار (834)، وأبو يعلى (367) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 482، والدارمي (3331)، والترمذي (2906)، والبزار (836) من طريق أبي المختار الطائي، عن ابن أخي الحارث، عن الحارث، به. أبو المختار وابن أخي الحارث مجهولان، وقال الترمذي: هذا حديث غريب

وإسناده مجهول، وفي حديث الحارث مقال.

وأخرجه الدارمي (3332)، والبزار (835) من طريق أبي البَختري، عن الحارث، به.

قوله: "لا تختلقه الألسن"، كذا هو في أصولنا، وهو كذلك في "مسند أبي يعلى"، أي: لا تبتدعه ولا تفتريه، وقال السندي: أي: لا يصير عتيقاً بكثرة دوران اللسان به!

ولكن "تختلقه" فعل لا يوجد في مراجع اللغة بهذا المعنى، وفي رواية غير أحمد وأبي يعلى:"لا َيخْلُقُ عن كثرة الرَّد"، من: خَلُقَ الثوبُ، إذا بَلِيَ، قال القاري في "المرقاة" 2/ 593: أي: لا تزول لذةُ قراءته، وطراوة تلاوته، واستماع أذكاره وأخباره من كثرة تكراره، و"عن" على بابها، أي: لا يصدر الخَلَقُ من كثرة تكراره، كما هو شأن كلام غيره تعالى المقول فيه: جُبِلت النفوس على معاداة المعادات، بل هذا من قَبيل:

أَعِدْ ذِكرَ نعمان لنا إنَّ ذِكرَهُ

هو المِسكُ ما كرَّرته يَتضوّغُ

ولذا كلما زاد العبدُ من تكرار قراءته، أو سماع تلاوته ازداد في حلاوته، وإن لم =

ص: 112

705 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى فَاطِمَةَ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَيْقَظَنَا لِلصَّلاةِ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ فَصَلَّى هَوِيًّا مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: فَلَمْ يَسْمَعْ لَنَا حِسًّا، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْنَا، فَأَيْقَظَنَا وَقَالَ:" قُومَا فَصَلِّيَا "، قَالَ: فَجَلَسْتُ وَأَنَا أَعْرُكُ عَيْنَيَّ وَأَقُولُ: إِنَّا وَاللهِ مَا نُصَلِّي إِلا مَا كُتِبَ لَنَا، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا. قَالَ: فَوَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ، وَيَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ:" مَا نُصَلِّي إِلا مَا كُتِبَ لَنَا، مَا نُصَلِّي إِلا مَا كُتِبَ لَنَا! {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} "(1).

• 706 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ أَبُو يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَتِ الْخَوَارِجُ بِالنَّهْرَوَانِ قَامَ عَلِيٌّ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ قَدْ سَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ، وَأَغَارُوا فِي سَرْحِ النَّاسِ، وَهُمْ أَقْرَبُ

= يفهم معناه لحصول متمناه، ولذا قال الشاطبي:

وترداده يزداد فيه تجمُّلاً

(1)

إسناده حسن. وأخرجه البزار (504)، والنسائي 3/ 206، وأبو يعلى (366)، وابن خزيمة (1139)، وأبو عوانة 2/ 292 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وانظر (571).

والهويّ: الحين الطويل من الزمان، وقيل: هو مختص بالليل.

ص: 113

الْعَدُوِّ إِلَيْكُمْ، وَأَنْ تَسِيرُوا إِلَى عَدُوِّكُمْ أَنَا أَخَافُ (1) أَنْ يَخْلُفَكُمْ هَؤُلَاءِ فِي أَعْقَابِكُمْ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" تَخْرُجُ خَارِجَةٌ مِنْ أُمَّتِي، لَيْسَ صَلَاتُكُمْ إِلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا صِيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ " وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا لَهُ عَضُدٌ وَلَيْسَ لَهَا ذِرَاعٌ، عَلَيْهَا مِثْلُ حَلَمَةِ الثَّدْيِ، عَلَيْهَا شَعَرَاتٌ بِيضٌ، لَوْ يَعْلَمُ الْجَيْشُ الَّذِينَ يُصِيبُونَهُمْ مَا لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ لاتَّكَلُوا عَلَى الْعَمَلِ، فَسِيرُوا عَلَى اسْمِ اللهِ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (2).

707 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: وَاللهِ إِنَّا لَمَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ

(1) في (ب) وحاشية (س): أخاف، بحذف "أنا".

(2)

إسناده قوي، أحمد بن جميل أبو يوسف روى عنه جمع، وقال إبن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق، ووثقه عبد الله بن أحمد، وابن حبان، وقال يعقوب بنُ شيبة: صدوق ولم يكن بالضابط، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم (916) عن يعقوب بن حميد، عن يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (18650)، ومن طريقه مسلم (1066)(156)، وأبو داود (4768)، والبزار (581)، وابنُ أبي عاصم (917)، والنسائي في "خصائص علي"(186)، والبيهقي 8/ 170، والبغوي (2556) عن عبد الملك بن أبي سليمان، به.

وأخرجه بنحوه البزار (579) من طريق الأعمش، عن زيد بن وهيب، به. وانظر (672).

ص: 114

بِالْجُحْفَةِ، وَمَعَهُ رَهْطٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فِيهِمْ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيُّ، إِذْ قَالَ عُثْمَانُ - وَذُكِرَ لَهُ التَّمَتُّعُ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ -: إِنَّ أَتَمَّ لِلْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَنْ لَا يَكُونَا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ، فَلَوْ أَخَّرْتُمْ هَذِهِ الْعُمْرَةَ حَتَّى تَزُورُوا هَذَا الْبَيْتَ زَوْرَتَيْنِ كَانَ أَفْضَلَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ وَسَّعَ فِي الْخَيْرِ. وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِبَطْنِ (1) الْوَادِي يَعْلِفُ بَعِيرًا لَهُ، قَالَ: فَبَلَغَهُ الَّذِي قَالَ عُثْمَانُ، فَأَقْبَلَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: أَعَمَدْتَ إِلَى سُنَّةٍ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرُخْصَةٍ رَخَّصَ اللهُ تَعَالَى بِهَا لِلْعِبَادِ فِي كِتَابِهِ، تُضَيِّقُ عَلَيْهِمْ فِيهَا، وَتَنْهَى عَنْهَا، وَقَدْ كَانَتْ لِذِي الْحَاجَةِ وَلِنَائِي الدَّارِ. ثُمَّ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ مَعًا، فَأَقْبَلَ عُثْمَانُ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: وَهَلْ نَهَيْتُ عَنْهَا؟ إِنِّي لَمْ أَنْهَ عَنْهَا، إِنَّمَا كَانَ رَأْيًا أَشَرْتُ بِهِ، فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ بِهِ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ (2).

(1) في (م) و (ق) و (ص) وحاشية (س): في بطن.

(2)

إسناده حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عباد فقد روى له إصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه بنحوه البزار (473) قال: وجدتُ في كتابي عن محمد بن منصور الطوسي (وقع فيه: محمد بن أبي منصور الطوسي، والصواب ما أثبتنا) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. ولفظه: شهدت عثمان وعلياً، فكان عثمان ينهى عن العمرة وأن يجمع بينها وبين الحج، قال: وعلي يهل بهما جميعاً، قال: فالتقيا، فقال له عثمان: ما تُريدُ إلا خلافي، قال: ما أريدُ خِلافك، ولكن لا أدَعُ شيئاً رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يفعله لقولَ أحدٍ من الناس.

ثم قال: وهذا الحديثُ يُروى عن علي من وجوه، وهذا أحسنُ إسناد يُروى عن علي في ذلك وأرفعه، ولا نعلم أسند ابنُ الزبير عن علي غير هذا الحديث.

ص: 115

708 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ الْأَنْصَارِيِّ، ثُمَّ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ قَالَتْ: لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْضَاءِ، حِينَ وَقَفَ عَلَى شِعْبِ الْأَنْصَارِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّهَا لَيْسَتْ بِأَيَّامِ صِيَامٍ، إِنَّمَا هِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ "(1).

709 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ وَسَعْدٌ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ - قَالَ سَعْدٌ: ابْنِ الْهَادِ - سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ لِأَحَدٍ، غَيْرَ

(1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق حسن الحديث إذا أُمِنَ تدليسُه، وقد صرح هنا بالسَّماع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غيرَ أُمِّ مسعود بن الحكم- واسمها حبيبة بنتُ شريق بفتح الشين الهذلية، ويقال الأنصارية- فقد روى لها النسائيُّ، عدها أبو نعيم في الصحابة وذكرها ابن حبان في ثقات التابعين، وجزم في "التقريب" بصحبتها.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2887) عن عُبيد الله بنِ سعد بن إبراهيم، عن عمه يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي أيضاً (2888) من طريق عبدة بنِ سليمان، عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرجه النسائي (2886) من طريق أحمد بن خالد، وأبو يعلى (461)، وابن خزيمة (2147)، والحاكم 1/ 434 - 435 من طريق عبدِ الأعلى بن عبد الأعلى السامي، كلاهما عن محمد بن إسحاق، عن حَكيم بن حَكيم، عن مسعود بن الحكم، به. وحكيم بن حكيم حسن الحديث، روى له أصحاب السنن، وقد أخطأ الحاكم- وتابعه الذهبي رحمهما الله- فصححاه على شرط مسلم. وانظر (567) و (992).

ص: 116

سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ:" ارْمِ يَا سَعْدُ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي "(1).

710 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا أَقُولُ: نَهَاكُمْ - عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ وَالْمُعَصْفَرِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَأَنَا رَاكِعٌ، وَكَسَانِي حُلَّةً مِنْ سِيَرَاءَ فَخَرَجْتُ فِيهَا، فَقَالَ:" يَا عَلِيُّ، إِنِّي لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبَسَهَا " قَالَ: فَرَجَعْتُ بِهَا إِلَى فَاطِمَةَ، فَأَعْطَيْتُهَا نَاحِيَتَهَا، فَأَخَذَتْ (2) بِهَا لِتَطْوِيَهَا مَعِي، فَشَقَّقْتُهَا بِثِنْتَيْنِ، قَالَ: فَقَالَتْ: تَرِبَتْ يَدَاكَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ، مَاذَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لُبْسِهَا، فَالْبَسِي وَاكْسِي نِسَاءَكِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسعد- وهو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أخو يعقوب- من رجال البخاري وحده.

وأخرجه البخاري (4059)، ومسلم (2411)، وأبو يعلى (422) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1017) و (1147) و (1357).

وأخرجه الترمذي (2828) و (2829) و (3753)، والنسائي في "اليوم والليلة"(194)، وابن حبان (6988) من طريق سعيد بن المسيب، عن علي.

(2)

على حاشية (س) و (ص): فأخذتها.

(3)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة، وروى له أصحاب السنن، وهو حسن الحديث.

وأخرجه أبو يعلى (329) من طريق يزيد بن زريع، وأبو عوانة 2/ 174 من طريق محمد بن سلمة، كلاهما من محمد بن اسحاق، بهذا الإسناد. =

ص: 117

711 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَدْ عَفَوْتُ لَكُمْ عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، فَهَاتُوا صَدَقَةَ الرِّقَّةِ: مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمًا، وَلَيْسَ فِي تِسْعِينَ وَمِائَةٍ شَيْءٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ مِائَتَيْنِ فَفِيهَا خَمْسَةُ دَرَاهِمَ "(1).

= وأخرجه مختصراً ابنُ أبي شيبة 2/ 437، والبخاري في "خلق أفعال العباد"(553) و (554)، ومسلم (480)(210) و (211) و (213)، وأبو د اود (4046)، والبزار (920)، والنسائي 2/ 189 و 8/ 168 و 191، وأبو يعلى (276) و (315) و (414) و (420)، وأبو عوانة 2/ 168 و 171 - 172 و 172 - 173 و 173، والطحاوي 4/ 253 من طرق عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، به. وبَعْضُهُمْ يزيدُ فيه على بعض. وسيأتي برقم (924) و (1043) و (1044) و (1098).

قوله: "تَرِبت يداك "، قال السندي: كلمة اشتهرت على ألسنة العرب في محلِّ اللوم على شيء، ولا يُراد بها الدعاء على المخاطَب، ولا تُعَدُّ المواجهة بها من قلة الأدب عندهم.

(1)

صحيح، أبو عَوانة- وهو الوضاحُ بنُ عبد الله اليشكري- وإن روى عن أبي إسحاق بعدَ تغيره، لكن قد تابعه غيرُ واحد، منهم سفيان الثوري وهو ممن روى عن أبي إسحاق قبل تغيره.

وأخرجه الدارمي (1629)، وأبو داود (1574)، والترمذي (620)، والبزار (679)، والبيهقي 4/ 117 - 118 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (6879) و (7077) عن الحسن بن عمارة، وأبو عبيد في "الأموال"(1356) من طريق موسى بن عقبة، وابن أبي شيبة 3/ 118 من طريق عمار بن رزيق، وأبو داود (1572) من طريق زهير بن معاوية، وابن ماجه (1790)، والنسائي 5/ 37 من طريق سفيان الثوري، خمستهم عن أبي إسحاق، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، وقرن أبو داود بعاصم بن ضمرة الحارثَ الأعور، وسقط من المطبوع من "مصنف =

ص: 118

712 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتَهُنَّ غُفِرَ لَكَ، مَعَ أَنَّهُ مَغْفُورٌ لَكَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (1)، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "(2).

= عبد الرزاق" في الموضع الأول أبو إسحاق.

وأخرجه عبد الرزاق (6880) عن ابن جريج قال: أُخبرت عن أبي إسحاق، به.

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (6881) عن معمر، وأبو عبيد في "الأموال"(1107) و (1160) عن أبي بكر بن عياش، كلاهما عن أبي إسحاق، به موقوفاً على علي بن أبي طالب. وسيأتي الحديث برقم (913) و (1233) و (1267) و (1269).

والرِّقَة: الفضة والدراهم المضروبة منها.

(1)

في (ب) و (ظ 11): الكريم، وهي كذلك عند بعض من خرجه.

(2)

حديث حسن، عبد الله بن سَلِمة تقدم القول فيه عند الحديث رقم (627)، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الصحيح. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر الأسدي الزبيري الكوفي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 269، وعبد بن حميد (74)، وابن أبي عاصم (1316)، والنسائي في " الكبرى"(7678)، و"عمل اليوم والليلة"(638)، و"خصائص علي"(25) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1315)، والبزار (705)، والنسائي في "الخصائص"(26)، وابن حبان (6928)، والطبراني في "الصغير"(350)، والدارقطني في "العلل" 4/ 10 من طرق عن علي بن صالح، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1317) من طريق نصير بن أبي الأشعث، والنسائي في "اليوم والليلة"(639) من طريق يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، والخطيب في "تاريخ =

ص: 119

713 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِي تِحْيَى، قَالَ: لَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مُلْجمٍ عَلِيًّا الضَّرْبَةَ، قَالَ: عَلِيٌّ: افْعَلُوا بِهِ كَمَا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَفْعَلَ بِرَجُلٍ أَرَادَ قَتْلَهُ، فَقَالَ:" اقْتُلُوهُ، ثُمَّ حَرِّقُوهُ "(1).

714 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ دِجَاجَةَ، أَنَّهُ قَالَ: دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ: لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ سَنَةٍ وَعَلَى

= بغداد" 9/ 356 من طريق عبد الله بن علي الإفريقي، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به.

وأخرجه الترمذي (3504)، والنسائي في "اليوم والليلة"(640)، و"الخصائص"(30)، والقطيعي في زوائده على "الفضائل"(1053)، والطبراني في "الصغير"(763) من طريق الحسين بن واقد، عن أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، عن علي. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي.

وقال النسائي في "الخصائص": أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث هذا ليس منها، والحارثُ الأعورُ ليس بذاك في الحديث.

وقال الدارقطني في "العلل" 4/ 9: حديث الحسين بن واقد وهم.

قلنا: وسيأتي الحديث أيضاً برقم (1363) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن ابن أبي ليلى، عن علي.

(1)

إسناده ضعيف لضعف شريك- وهو ابنُ عبد الله النخعي- وعمران بن ظبيان.

أبو تِحيى: هو حُكَيم بن سعد.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 70 من طريق يحيى بن إسحاق البجلي، عن شريك، بهذا الإسناد.

ص: 120

الْأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ؟ إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ سَنَةٍ وَعَلَى الْأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ مِمَّنْ هُوَ حَيٌّ الْيَوْمَ "، وَاللهِ إِنَّ رَخَاءَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ مِائَةِ عَامٍ (1).

715 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا (2) عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: جَهَّزَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ فِي خَمِيلٍ، وَقِرْبَةٍ، وَوِسَادَةِ أَدَمٍ حَشْوُهَا إِذْخِرٌ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لِيفٌ (3).

716 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ وَالْمُجَالِدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُمَا سَمِعَاهُ يُحَدِّثُ:

(1) إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح غير نعيم بن دِجاجة، فقد روى عنه جمع، ووثقه ابنُ حبان والذهبي في "الكاشف"، واحتج به النسائي، وقول ابن حجر عنه في "التقريب": مقبول، غير مقبول.

وأخرجه أبو يعلى (467)، والطبراني في "الكبير" 17 / (693)، والحاكم 4/ 498 من طريق مطرف بن طريف، عن المنهال بن عمرو، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (718) و (1187).

وفي الباب عن ابن عمر وجابر وأبي سعيد، انظر "صحيح مسلم "(2537) و (2538).

(2)

في (م) و (س): عن.

(3)

إسناده قوي، سماع زائدة- وهو ابن قدامة- من عطاء بن السائب كان قبل اختلاطه فيما نقله ابن حجر عن الطبراني في "تهذيب التهذيب". معاوية بن عمرو: هو ابن المهلَّب الأزدي، وأبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، والسائب والد عطاء: هو ابن مالك الكوفي.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 3/ 161 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وسيتكرر هذا الحديث برقم (853)، وانظر (643).

ص: 121

أَنَّ عَلِيًّا حِينَ رَجَمَ الْمَرْأَةَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، ضَرَبَهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَرَجَمَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَالَ: أَجْلِدُهَا بِكِتَابِ اللهِ، وَأَرْجُمُهَا بِسُنَّةِ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين من طريق سلمة- وهو ابن كهيل-، وأما مجالد- وهو ابن سعيد- فضعيف، روى له مسلم مقروناً وأصحاب السنن.

وقد طعن بعضهم- كالحازمي في "الاعتبار" ص 201 - في هذا الإسناد بأن الشعبي لم يسمعه من علي، وقال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 111: لم يسمع الشعبي من علي، إنما رآه رؤيةً. وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 4/ 96 و 97 لهذا الحديث طريقين إحداهما فيها بين الشعبي وبين علي والدُ الشعبي، والثانية فيما بينهما عبد الرحمن بن أبي ليلى، ووَهَّم الروايتين جميعاً، وصوَّب روايةَ الشعبي عن علي، وقال: سمع الشعبيُّ من علي حرفاً ما سمع غيرَ هذا.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7141) من طريق وهب بن جرير، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات "(505)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 329 من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6812) عن آدم بن أبي إياس، والنسائي (7140) من طريق بهز بن أسد، والطحاوي 3/ 140 من طريق أبي عامر العقدي، ثلاثتهم عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، به. ورواية آدم مختصرة بقصة الرجم دون الجلد.

وأخرجه أبو نعيم 4/ 329 من طريق حماد بن زيد، عن مجالد، به.

وأخرجه أبو نعيم 4/ 329، والحاكم 4/ 365 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، والدارقطني 3/ 124 من طريق أبي حَصين وحُصين بن عبد الرحمن، ثلاثتهم عن الشعبي، به. وصحَّح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطحاوي 3/ 140 من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى والرضراض بن سعد وحبَّة العُرني، ثلايتهم عن علي بن أبي طالب. وسيأتي برقم (839) و (941) و (942) و (978) و (1185) و (1190) و (1210) و (1317). =

ص: 122

717 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الزِّنَادِ -، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فُلانِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ كَبَّرَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَيَصْنَعُ مِثْلَ ذَلِكَ إِذَا قَضَى قِرَاءَتَهُ وَأَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، وَيَصْنَعُهُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَلا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ صَلاتِهِ وَهُوَ قَاعِدٌ، وَإِذَا قَامَ مِنَ سَجْدَتَيْنِ (1) رَفَعَ يَدَيْهِ كَذَلِكَ، وَكَبَّرَ (2).

= قال الحازمي في "الاعتبار" ص 201: اختلف أهلُ العلم في هذا الباب، فذهبت طائفةٌ إلى أن المُحصَنَ الزاني يُجلَد مئة ثم يُرجَم، عملاً بحديث عُبادة (الذي أخرجه مسلم برقم 1690) ورأوه محكماً، وممن قال به أحمدُ بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وداود بن علي الظاهري، وأبو بكر بن المنذر من أصحاب الشافعي، وخالفهم في ذلك أكثرُ أهلِ العلم، وقالوا: بل يُرجم ولا يُجلَدُ، رُوِيَ ذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإليه ذهب إبراهيمُ النخعي والزهري ومالكٌ وأهلُ المدينة والأوزاعي وأهلُ الشام وسفيان وأبو حنيفة وأهل الكوفة والشافعي وأصحابه ما عدا ابن المنذر، ورأوا حديث عبادة منسوخاً، وتَمسَّكوا في ذلك بأحاديث تَدُلُّ على النسخ. ثم أورد حديث رجم ماعز بن مالك، وحديث العَسِيف الذي زنى بامرأة مُستَخْدِمه. وانظر "شرح معاني الآثار" 3/ 138 - 141، و"فتح الباري" 12/ 119 - 120.

(1)

في (م) و (ص): السجدتين. والمراد بالسجدتين: الركعتان، وهو مجاز من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل. وانظر "نصب الراية" 1/ 412.

(2)

إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود- وهو الهاشمي- فقد روى له أصحابُ السنن. عبد الله بن الفضل بن عبد الرحمن بن فلان: هو عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة القرشي =

ص: 123

718 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الْمِنْهَالِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ دِجَاجَةَ، قَالَ: دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: أَنْتَ الْقَائِلُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ عَامٍ وَعَلَى الْأَرْضِ نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ؟ إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ عَامٍ وَعَلَى الْأَرْضِ نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ مِمَّنْ هُوَ حَيٌّ الْيَوْمَ "، وَإِنَّ رَخاءَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ الْمِائَةِ (1).

719 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا (2) الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ،

= الهاشمي، وعبد الرحمن في الاسم زيادة لا حاجة إليها فيما قاله الحافظ المزي في حواشيه على "تهذيب الكمال" 15/ 432 - 433.

وأخرجه أبو داود (744) و (761)، وابن ماجه (864)، والترمذي (3423)، وابن خزيمة (584)، والدارقطني 1/ 287 من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح، وزاد في روايته دعاء الاستفتاح الذي سيأتي في الحديث رقم (729).

وأخرجه البخاري في "رفع اليدين"(1) و (9) عن إسماعيل بن أبي أويس، وابن خزيمة (584)، والطحاوي 1/ 222 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن ابن أبي الزناد، به.

وذكر الخلال في "علله" عن إسماعيل بن إسحاق الثقفي قال: سئل أحمد عن حديث علي هذا، فقال: صحيح. انظر "نصب الراية" 1/ 412.

(1)

إسناده قوي، رجاله رجالُ الصحيح غيرَ نعيم بن دجاجة، فقد روى له النسائي، وقد تقدم برقم (714).

(2)

تحرف في (م) إلى: "أخبرنا عبد الله بن الحجاج بن أرطأة"، وفي (ص) إلى:"علي بن عبد الله أخبرنا الحجّاج"، والصواب ما أثبتناه من (ظ 9) و (س) و (ب) و (ق) و"أطراف المسند" 2 / ورقة 41.

ص: 124

عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ مَوْلَى امْرَأَتِهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ:" إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، خَرَجَ الشَّيَاطِينُ يُرَبِّثُونَ النَّاسَ إِلَى أَسْوَاقِهِمْ، وَمَعَهُمُ الرَّايَاتُ، وَتَقْعُدُ الْمَلائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ: السَّابِقَ، وَالْمُصَلِّيَ، وَالَّذِي يَلِيهِ، حَتَّى يَخْرُجَ الْإِمَامُ، فَمَنْ دَنَا مِنَ الْإِمَامِ فَأَنْصَتَ، وَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ كِفْلانِ مِنَ الْأَجْرِ، وَمَنْ نَأَى عَنْهُ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ كِفْلٌ مِنَ الْأَجْرِ، وَمَنْ دَنَا مِنَ الْإِمَامِ فَلَغَا وَلَمْ يُنْصِتْ وَلَمْ يَسْتَمِعْ، كَانَ عَلَيْهِ كِفْلانِ مِنَ الْوِزْرِ، وَمَنْ نَأَى عَنْهُ فَلَغَا وَلَمْ يُنْصِتْ وَلَمْ يَسْتَمِعْ، كَانَ عَلَيْهِ كِفْلٌ مِنَ الْوِزْرِ، وَمَنْ قَالَ: صَهْ، فَقَدْ تَكَلَّمَ، وَمَنْ تَكَلَّمَ فَلا جُمُعَةَ لَهُ ". ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ (1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة مولى امرأة عطاء. علي بن إسحاق: هو السلمي المروزي الداركاني، وعبد الله: هو ابن المبارك، وعطاء الخراساني: هو عطاء بن أبي مسلم.

وأخرجه أبو داود (1051)، والبيهقي 3/ 220 من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عطاء الخراساني، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (929) و (934)، ومسلم (850) و (851)، وسيأتي في "المسند" 2/ 239 و 518، وعن عبد الله بن عباس عند أحمد (2033) وبحشل في "تاريخ واسط" ص 125، وعن عبد الله بن عمرو عند أبي داود (347).

وقوله: "يربِّثون الناس"، أي: يحبسونهم ويثبطونهم.

والسابق: هو الذي يأتي أول الخيل، والمصلي: هو التالي.

وقوله: "فلا جمعة له"، قال السندي: أي: ليس له الفضل الزائد للجمعة، لا أنه لا تصحُّ صلاته، ولا يسقط عنه التكليف، والله تعالى أعلم.

ص: 125

720 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُلْتَمَسَ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِي كَمَا تُلْتَمَسُ الضَّالَّةُ، فَلا يُوجَدُ "(1).

721 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَاحِبَ الرِّبَا، وَآكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَالْمُحَلَّ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ (2).

722 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ هُبَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَالْقَسِّيِّ، وَالْمِيثَرَةِ (3).

(1) إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. وانظر (675).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث الأعور. وانظر (635).

(3)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هُبيرة بن يَريم، فقد روى له أصحاب السنن، وهو حسنُ الحديث فيما لا يُخالف فيه. عفان: هو ابن مسلم، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

وأخرجه أبو داود (4051)، والبزار (728)، وابن حبان (5438) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (605) من طريق زكريا بن أبي زائدة، والطحاوىِ 4/ 260 من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (816) و (1049) =

ص: 126

723 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُودَى الْمُكَاتَبُ بِقَدْرِ مَا أَدَّى "(1).

= و (1102) و (1113) و (1159)، وانظر (710) و (981).

(1)

صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فقد احتج به البخاري، وروى له مسلم مقروناً، وزعم أبو زرعة والبيهقي أن رواية عكرمة عن علي مرسلة، وردَّ ذلك الشيخ أحمد شاكر بأن عمره حين قتل علي رضي الله عنه كان (15) سنة، وأنه عاصر علياً أربعَ سنين أو أكثر مملوكاً لابنِ عباس، والله أعلم. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان.

وأخرجه البيهقي 10/ 325 - 326 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وقال: رواية عكرمة عن علي مرسلة، ورواه حماد بن زيد وإسماعيل بن إبراهيم عن أبوب عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وجعله إسماعيل من قول عكرمة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5022) من طريق أبي هشام المخزومي، عن وهيب، به. وسيأتي برقم (818).

وأخرجه النسائي أيضاً (5023) من طريق إسماعيل بن عُلية، عن أيوب، عن عكرمة، عن علي .. مثله ولم يرفعه.

وأخرجه النسائي أيضاً (5024) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة: أن مكاتباً قتل على عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقد أدى طائفة، فأمر أن يُودى ما أدى منه ديةَ الحر، وما لا ديةَ المملوك. وسيأتي بنحوه في مسند ابن عباس برقم (3489) من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً.

ومعنى الحديث: أن المكاتَب إذا قُتِلَ وقد أدى بعض كتابته يجب على قاتله أن يدفع إلى ورثته بقدر ما أدى من كتابته دية حر ويدفع إلى سيده بقدر ما بقي من كتابته دية عبد.

قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 37: أَجمع عامة الفقهاء على أن المكاتب عبدٌ ما بقي عليه درهم في جنايته والجناية عليه، ولم يذهب إلى هذا الحديث من العلماء - فيما بلغنا- إلا إبراهيم النخعي، وإذا صَحَّ الحديث وجب القول به إذا لم يكن منسوخاً =

ص: 127

724 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ الْإِيَامِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ جَيْشًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا، فَأَوْقَدَ نَارًا، فَقَالَ: ادْخُلُوهَا. فَأَرَادَ نَاسٌ أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا فَرَرْنَا مِنْهَا. فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا:" لَوْ دَخَلْتُمُوهَا لَمْ تَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " وَقَالَ لِلْآخَرِينَ قَوْلًا حَسَنًا، وَقَالَ:" لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ "(1).

725 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلنَّاسِ: مَا تَرَوْنَ فِي فَضْلٍ فَضَلَ عِنْدَنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ؟ فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ شَغَلْنَاكَ عَنْ أَهْلِكَ وَضَيْعَتِكَ وَتِجَارَتِكَ، فَهُوَ لَكَ. فَقَالَ لِي: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ أَشَارُوا عَلَيْكَ. فَقَالَ: قُلْ. فَقُلْتُ: لِمَ تَجْعَلُ يَقِينَكَ ظَنًّا؟ فَقَالَ: لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ. فَقُلْتُ: أَجَلْ، وَاللهِ لاخْرُجَنَّ مِنْهُ، أَتَذْكُرُ حِينَ

= أو معارَضاً بما هو أولى منه، والله أعلم. وانظر "الجوهر النقي" 10/ 325 - 326.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن: هوعبد الله بن حبيب بن رُبيِّعة السُّلَمي.

وأخرجه البخاري (7257)، ومسلم (1840)(39)، والنسائي 7/ 159 من طريق محمد بن جعفر غندر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2625)، والبزار (589)، وأبو عوانة 4/ 451 و 452، وابن حبان (4567) من طرق عن شعبة، به. وانظر (622).

ص: 128

بَعَثَكَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَاعِيًا، فَأَتَيْتَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَمَنَعَكَ صَدَقَتَهُ، فَكَانَ بَيْنَكُمَا شَيْءٌ فَقُلْتَ لِي: انْطَلِقْ مَعِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدْنَاهُ خَاثِرًا، فَرَجَعْنَا، ثُمَّ غَدَوْنَا عَلَيْهِ فَوَجَدْنَاهُ طَيِّبَ النَّفْسِ، فَأَخْبَرْتَهُ بِالَّذِي صَنَعَ، فَقَالَ لَكَ:" أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ؟ " وَذَكَرْنَا لَهُ الَّذِي رَأَيْنَاهُ مِنْ خُثُورِهِ فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ، وَالَّذِي رَأَيْنَاهُ مِنْ طِيبِ نَفْسِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي، فَقَالَ:" إِنَّكُمَا أَتَيْتُمَانِي فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ وَقَدْ بَقِيَ عِنْدِي مِنَ الصَّدَقَةِ دِينَارَانِ، فَكَانَ الَّذِي رَأَيْتُمَا مِنْ خُثُورِي لَهُ، وَأَتَيْتُمَانِي الْيَوْمَ وَقَدْ وَجَّهْتُهُمَا، فَذَاكَ الَّذِي رَأَيْتُمَا مِنْ طِيبِ نَفْسِي ". فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ، وَاللهِ لاشْكُرَنَّ لَكَ الْأُولَى وَالْآخِرَةَ (1).

(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو البختري- واسمه سعيد بن فيروز- لم يدرك علياً.

جرير: هو ابن حازم، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" 1/ 500 - 501، ومن طريقه البيهقي 4/ 111 عن عيسى بن محمد، والترمذي (3760) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأبو يعلى (545) عن أبي موسى محمد بن المثنى الزَّمِن، ثلاثتهم عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد. قال عيسى بن محمد في حديثه:"إنا كنا احتجنا، فاستسلفنا العباس صدقة عامين"، وحديث أحمد بن إبراهيم الدورقي مختصر بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر في العباس: "إن عم الرجل صِنْوُ أبيه" وكان عمر تكلم في صدقته. وقال الترمذي: حسن صحيح.

قلنا: وإنما قال الترمذي ذلك لأن لهذا الحرف شاهداً من حديث أبي هريرة أخرجه هو برقم (3761)، ومسلم (983) وغيرهما، وسيأتي تخريجه في "مسند أحمد"(2/ 322 الطبعة الميمنية).

قوله: "فوجدناه خاثراً"، الخثور: ثقل النفس وقلة نشاطها.

وقوله: "عم الرجل صنو أبيه"، أي: مثله وقرينه، وأصله النخلتان تخرجان عن أصل واحد.

ص: 129

726 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: لَقَّنَنِي (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ، وَأَمَرَنِي إِنْ نَزَلَ بِي كَرْبٌ أَوْ شِدَّةٌ أَنْ أَقُولَهُنَّ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْكَرِيمُ الْحَلِيمُ، سُبْحَانَهُ، وَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2).

727 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ تَرَكَ مَوْضِعَ شَعَرَةٍ مِنْ جَنَابَةٍ لَمْ يُصِبْهَا مَاءٌ، فَعَلَ اللهُ تَعَالَى بِهِ كَذَا وَكَذَا مِنَ النَّارِ " قَالَ عَلِيٌّ: فَمِنْ ثَمَّ عَادَيْتُ شَعْرِي (3).

(1) في (س): لقاني، وعلى حاشيتها: لقنني في نسخة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عجلان، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1011)، وابن حبان (865) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (469)، والنسائي في "الكبرى"(7673)، وفي "اليوم والليلة"(630) و (631)، وابن السني في "اليوم والليلة" أيضاً (341)، والطبراني (1012)، والحاكم 1/ 508، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10223) من طرق عن محمد بن عجلان، به. وانظر (701).

(3)

إسناده مرفوعاً ضعيف، عطاء بن السائب اختلط بأخرة، وعامة من رفع عنه هذا الحديث، فإنما رواه عنه بعد اختلاطه، ومما يؤيد ذلك أن علي بن المديني ذكر عن =

ص: 130

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يحيى بن سعيد القطان أنه قال: ما حدت سفيان وشعبة عن عطاء بن السائب صحيح، إلا حديثين كان شعبة يقول: سمعتهما منه بأخرة عن زاذان. قلنا: أحد هذين الحديثين حديثنا هذا، فقد أخرجه الحافظ ابن المظفر البزاز في "غرائب شعبة" ورقة 26 - فيما أفاده محقق "الكواكب النيرات" ص 330 - من طريق شعبة، عن عطاء، عن زاذان، عن علي، به مرفوعاً.

وقد روى هذا الحديث عن عطاء بن السائب، فوقفه على علي رضي الله عنه من قوله حمادُ بن زيد، وهو ممن اتفقوا على أنه روى عن عطاء قبل اختلاطه، ذكر ذلك الدارقطني في "العلل" 3/ 208.

وأما حماد بن سلمة الراوي عن عطاء هنا، فقد نقل العقيلي في "الضعفاء" 3/ 399 عن ابن المديني عن يحيى القطان أن حماد بن سلمة حمل عن عطاء بعد الاختلاط، وخالف آخرون فقالوا: قبل الاختلاط، واستظهر الحافظ ابن حجر في "التهذيب" في آخر ترجمة عطاء بن السائب أن حماد بن سلمة سمع منه قبل الاختلاط وبعده، ويغلب على ظننا أن هذا الحديث رواه عنه بعد الاختلاط.

وأخرجه الطيالسي (175)، وابن أبي شيبة 1/ 100، والدارمي (751)، وأبو داود (249)، وابن ماجه (599)، والبزار (813)، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 276 و 276 - 277، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 200، والبيهقي 1/ 175 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وزاد بعضهم: أنه كان يَجُزُّه. وسيأتي برقم (794) و (1121).

قال ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 142 بعد أن أورد هذا الحديثَ: وإسناده صحيح، فإنه من رواية عطاء بنِ السائب، وقد سَمِعَ منه حماد بن سلمة قبل الاختلاط!

لكن قيل: إن الصواب وقفه على علي.

وقال الأمير الصنعاني في "سبل السلام" 1/ 93 بعد أن ذكر عن الحافظ ابن حجر تصحيحه للحديث: لكن قال ابنُ كثير في "الإرشاد": إن حديث علي هذا من رواية عطاء بن السايب وهو سيئ الحفظ، وقال النووي: إنه حديث ضعيف.

قلت (القائل هو الصنعاني): وسبب اختلاف الأئمة في تصحيحه وتضعيفه أن =

ص: 131

728 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُفِّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَبْعَةِ أَثْوَابٍ (1).

729 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَاجِشُونُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ وَالْمَاجِشُونُ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا كَبَّرَ اسْتَفْتَحَ ثُمَّ

= عطاء بنَ السائب اختلط في آخر عمره، فمن روى عنه قَبْلَ اختلاطه، فروايته عنه صحيحة، ومن روى عنه بَعْدَ اختلاطه، فروايته عنه ضعيفة، وحديث علي هذا اختلفوا هل رواه قبل الاختلاط أو بعده، فلذا اختلفوا في تصحيحه وتضعيفه حتى يتبين الحالُ فيه، وقيل: الصوابُ وقفه على عليّ رضي الله عنه.

(1)

إسناده ضعيف لتفرد عبد الله بن محمد بن عَقيل به، ولمخالفته الحديثَ الصحيح الذي رواه البخاري (1264)، ومسلم (941) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كُفِّن في ثلاثة أثوابٍ يمانيَةٍ بيضٍ سَحولية من كُرسُف.

والقول الفصل في عبد الله بن محمد بن عقيل ما قاله الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 2/ 108 من أنه سيئ الحفظ يصلح حديثه للمتابعات، فأما إذا انفرد فيحسن، وأما إذا خالف فلا يُقبل. وهو هنا قد خالف فلا يُقبل حديثه.

قلنا: وقد تساهل الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 23 والشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" - رحمهما الله تعالى- فحسَّن الأول إسناده، وصححه الثاني! وقد أورد هذا الحديثَ ابنُ الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 897 - 898 وقال: هذا حديث لا يصح، تفرد به ابن عقيل وقد ضعفه يحيى، وقال ابن حبان: رديء الحفظ يحدِّث على التوهم، فيجيء بالخبر على غير سَننه، فوجب مجانبة أخباره.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 262 عن سويد بن عمرو، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 3، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1448 من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (801).

ص: 132

قَالَ: " وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ - وقَالَ أَبُو النَّضْرِ: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ - اللهُمَّ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلاقِ، لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلا أَنْتَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ".

وَكَانَ إِذَا رَكَعَ قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعِظَامِي وَعَصَبِي ".

وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ".

وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ فَصَوَّرَهُ فَأَحْسَنَ صُوَرَهُ، فَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ".

فَإِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلاةِ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن =

ص: 133

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، والماجشون: هو يعقوب بن أبي سلمة، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.

وأخرجه ابن خزيمة (463)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 199 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، عن عبد العزيز الماجشون، بهذا الإسناد. وقرن الطحاوي بأحمد بن خالد عبدَ الله بن صالح.

وأخرجه عبد الرزاق (2567) و (2903)، وابن ماجه (1054)، وابن خزيمة (464) و (673)، وأبو عوانة 2/ 102، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 488، و"شرح معاني الآثار" 1/ 239، وابن حبان (1771) و (1772) و (1774)، والدارقطني 1/ 287، والبيهقي 2/ 33 و 74 من طريق موسى بن عقبة، عن عبد الله بن الفضل، به.

وأخرجه الطيالسي (152)، وابن أبي شيبة 1/ 231 - 232 و 248، والدارمي (1238) و (1314)، ومسلم (771)(202)، وأبو داود (1509)، والترمذي (266) و (3422)، والنسائي 2/ 129 - 130 و 192 و 220، وابن خزيمة (462) و (612) و (743)، وأبو يعلى (285) و (574)، وابن الجارود (179)، وأبو عوانة 2/ 100 و 101، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 199، والدارقطني 1/ 296 من طرق عن عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، عن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون، به. وقرن الترمذي في الموضع الثاني بعبد العزيز يوسفَ بن يعقوب الماجشون، وقال: حسن صحيح.

وأخرجه مسلم (771)(201)، والترمذي (3421)، والبزار (536)، وابن خزيمة (723)، وأبو يعلى (575)، والبيهقي 2/ 32، والبغوي (572) من طريق يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون، عن أبيه، به. وسيأتي برقم (803) و (804) و (805) و (960).

قوله: "ظلمت نفسي"، قال السندي: قاله تشريعاً للأمة، وتعظيماً لحق الرب، وبياناً لعجز العبد عن أداء حقه.

واهدني: أُريدَ به التثبيت والزيادة، وفيه بيان دوام حاجة العبد إلى فضل الرب تبارك وتعالى، وأنه لولا التثبيت وصرف السوء تعالى لوقع العبد في السوء.

ص: 134

730 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنِ مُنْذِرٍ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وُلِدَ لِي بَعْدَكَ وَلَدٌ أُسَمِّيهِ بِاسْمِكَ، وَأُكَنِّيهِ بِكُنْيَتِكَ؟ قَالَ:" نَعَمْ " فَكَانَتْ رُخْصَةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ (1).

(1) إسناده صحيح، فطر- وهو ابن خليفة أبو بكر الحناط- روى له البخاري حديثاً واحداً مقروناً، واحتج به أصحاب السنن، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. المنذر: هو ابن يعلى الثوري، وابن الحنفية: هو محمد بن علي بن أبي طالب. والإسناد - وإن كان ظاهره الإرسال- متصل، فقد أوضحت رواية غير "المسند" أنه من حديث ابن الحنفية عن أبيه علي.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(843)، وأبو داود (4967)، والترمذي (2843)، والحاكم 4/ 278 من طرق عن فطر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: صحيح، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، فوهما.

ذكر العلامة ابن القيم في "زاد المعاد" 2/ 245 - 248 أن الناس اختلفوا في التكنِّي بكنيته والتسمِّي باسمه صلى الله عليه وسلم على أربعة أقوال:

أحدها: أنه لا يجوز التكني بكنيته مطلقاً، سواء أفردها عن اسمه، أو قرنها به، وسواء محياه وبعد مماته، وحكي ذلك عن الشافعي.

القول الثاني: أن النهي إنما هو عن الجمع بين اسمه وكنيته، فإذا أُفرد أحدُهما عن الآخر، فلا بأس.

القول الثالث: جواز الجمع بينهما، وهو المنقول عن مالك.

القول الرابع: أن التكني بأبي القاسم كان ممنوعاً منه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو جائز بعد وفاته. وذكر أدلة القائلين بكل قول من هذه الأربعة.

وقال الإمام البغوي في "شرح السنة" 12/ 331 - 332 بعد أن أشار إلى آراء أهل العلم في المسالة: والأحاديث في النهي المطلق أصحُّ. وانظر "شرح صحيح مسلم" للإمام النووي 14/ 112 - 113.

ص: 135

731 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ لَا يُحِبُّكَ إِلا مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُكَ إِلا مُنَافِقٌ (1).

732 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ حُجَيَّةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ (2).

733 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: كُنَّا نَسِيرُ مَعَ عُثْمَانَ، فَإِذَا رَجُلٌ يُلَبِّي بِهِمَا جَمِيعًا، فَقَالَ: عُثْمَانُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عَلِيٌّ. فَقَالَ: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّي

(1) إسناده على شرط الشيخين، وقد تقدم القول فيه عند الحديث رقم (642).

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 56، ومسلم (78)، وابن ماجه (114)، وابن أبي عاصم (1325)، والنسائي 8/ 117، وفي "خصائص علي"(101)، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "الفضائل"(1107)، وابن منده في "الإيمان"(261)، والبغوي (3908) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده حسن، حُجيّة- وهو أبن عدي الكندي- روى له أصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وسلمة: هو ابن كهيل.

وأخرجه ابن ماجه (3143)، وأبو يعلى (615) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (13437)، والطحاوي 4/ 169، وابن حبان (5920)، والبيهقي 9/ 275 من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الترمذي (1503)، والبزار (754)، وابن خزيمة (2915)، والطحاوي 4/ 170، والحاكم 1/ 468، والبيهقي 9/ 275 من طرق عن سلمة بن كهيل، به. وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم أيضاً. وسيأتي برقم (734) و (826) و (1021) و (1022) و (1309) و (1312)، وانظر (851).

وقوله: "نستشرف العين والأذن"، أي: نتأمَّل سلامتهما من آفة تكون بهما، وذلك =

ص: 136

قَدْ نَهَيْتُ عَنْ هَذَا؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لَمْ أَكُنْ لِأَدَعَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِقَوْلِكَ (1).

734 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجَيَّةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيًّا عَنِ الْبَقَرَةِ، فَقَالَ: عَنْ سَبْعَةٍ. فَقَالَ: مَكْسُورَةُ الْقَرْنِ؟ فَقَالَ: لَا يَضُرُّكَ. قَالَ: الْعَرْجَاءُ؟ قَالَ: إِذَا بَلَغَتِ الْمَنْسَكَ فَاذْبَحْ، أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ (2).

735 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَأَبُو عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، سَمِعَاهُ عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَخْرُجُ قَوْمٌ فِيهِمْ رَجُلٌ مُودَنُ الْيَدِ - أَوْ مَثْدُونُ الْيَدِ، أَوْ مُخْدَجُ الْيَدِ - وَلَوْلا أَنْ تَبْطَرُوا لانْبَأْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ عَبِيدَةُ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ

= في الهدي والأضحية.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مروان بن الحكم، فمن رجال البخاري. الأعمش: هو سليمان بن مِهران، ومسلم البَطين: هو مسلم بن عمران البَطين، وعلي بن الحسين: هو ابن علي بن أبي طالب الهاشمي زين العابدين.

وأخرجه أبو يعلى (349) و (609) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (515) و (516)، والنسائي 5/ 148 من طرق عن الأعمش، به. وقد تحرف في المطبوع من النسائي "الأعمش" إلى: الأشعث، ويصحح من "تحفة الأشراف" 7/ 446.

وأخرجه البزار (517) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن علي بن الحسين، به.

وسيأتي برقم (1139).

(2)

إسناده حسن. وقد تقدم برقم (732).

ص: 137

مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ (1).

736 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ الطُّهَوِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ خَادِمًا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحْدَثَتْ، فَأَمَرَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ، فَأَتَيْتُهَا فَوَجَدْتُهَا لَمْ تَجِفَّ مِنْ دَمِهَا، فَأَتَيْتُهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:" إِذَا جَفَّتْ مِنْ دَمِهَا فَأَقِمْ عَلَيْهَا الْحَدَّ، أَقِيمُوا الْحُدُودَ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأبو عمرو بن العلاء قرين جرير في هذا الإسناد ثقة روى له البخاري تعليقاً، وأبو داود في "القدر"، وابن ماجه في "التفسير".

عَبيدة: هو ابن عمرو السَّلْماني. وقوله في السند: "عن ابن سيرين سمعاه عن عَبيدة" يعني أن جريراً وأبا عمرو سمعا محمد بن سيرين يحدث بهذا الحديث عن عبيدة.

وأخرجه البزار (545) من طريق شبابة بن سوار، عن أبي عمرو بن العلاء، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار أيضاً (546) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر، عن جرير بن حازم، به. وانظر (626).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي- وهو عبد الأعلى بن عامر الثعلبي-. أبو جميلة الطهوي: هو ميسرة بن يعقوب.

وأخرجه عبد الرزاق (13601)، والبزار (762)، والنسائي في "الكبرى"(7239) و (7268)، وأبو يعلى (320) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه أبو داود (4473) من طريق إسرائيل، والبيهقي 8/ 245 من طريق شريك، كلاهما عن عبد الأعلى، به. وقرن البيهقي بعبد الأعلى عبدَ الله بن أبي جميلة، وهو مجهول. وانظر (679).

ص: 138

737 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كُنْتُ أَرَى أَنَّ بَاطِنَ الْقَدَمَيْنِ أَحَقُّ بِالْمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِهِمَا، حَتَّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ ظَاهِرَهُمَا (1).

(1) حديث صحيح بمجموع طرقه، والأعمش في حديث أبي إسحاق- وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- كان مضطرباً، أشار إلى ذلك يحيى القطان كما في مقدمة "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ص 237، وقد أشار الدارقطني في "العلل" 4/ 44 - 47 إلى الاختلاف في سند الحديث ومتنه.

وأخرجه أبو داود (163)، والبيهقي 1/ 292 من طريق يزيد بن عبد العزيز، والبزار (788)، والدارقطني في "السنن" 1/ 199 من طريق حفص بن غياث، والبزار (789) من طريق محاضر بن المورع، والنسائي في "الكبرى"(119) من طريق عيسى بن يونس، أربعتهم عن الأعمش، بهذا الإسناد. قال أبو داود في روايته:"ما كنت أرى باطن القدمين إلا أحق بالغسل حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظهر خُفَّيه".

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/ 47 من طريق سفيان الثوري، والبيهقي 1/ 292 من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن أبي إسحاق، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 19 عن وكيع، بهذا الإسناد. ولفظه عن علي قال: لو كان الدين بالرأي كان باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما، ولكن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح ظاهرهما.

وأخرجه بهذا اللفظ ابن أبي شيبة 1/ 181، وأبو داود (162) و (164)، والدارقطني 1/ 199، والبيهقي 1/ 292، والبغوي (239) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، به. وأورد الحافظ ابن حجر في هذا الحديث من رواية أبي داود في "التلخيص الحبير" 1/ 160 وفي "بلوغ المرام"(65)، فصحح إسناده في الأول، وحسنه في الثاني.

وسيأتي الحديث برقم (917) و (918) و (1013) و (1014) و (1015) و (1264).

وقوله: "باطن القدمين وظاهرهما"، إنما عنى به الخفين، فقد جاء مفسراً كذلك في بعض المصادر التي خرجت الحديث. وانظر "سنن البيهقي" 1/ 292.

ص: 139

738 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُنْزِيَ حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ (1).

739 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوِ اسْتَخْلَفْتُ أَحَدًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ، لاسْتَخْلَفْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ "(2).

740 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: أَنَّ فَاطِمَةَ شَكَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَثَرَ الْعَجِينِ فِي يَدِهَا (3)، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَبْيٌ فَأَتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَلَمْ تَجِدْهُ، فَرَجَعَتْ، قَالَ: فَأَتَانَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، قَالَ: فَذَهَبْتُ لِأَقُومَ، فَقَالَ:" مَكَانَكُمَا " فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَهِ، فَقَالَ: " أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، رجاله رجال الصحيح إلا أن رواية سالم بن أبي الجعد عن علي مرسلة، بينهما في هذا الحديث علي بن علقمة الأنماري كما في (766). سفيان: هو الثوري، وعثمان الثقفي: هو ابن المغيرة. وسيتكرر برقم (1108).

(2)

إسناده ضعيف لضعف الحارث بن عبد الله الأعور.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 113، وابن ماجه (137)، والترمذي (3809) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (838) من طريق موسى بن مسعود، عن سفيان الثوري، به. وانظر (566).

(3)

في (م) و (ص) وحاشية (س): يديها.

ص: 140

خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضْجَعَكُمَا سَبَّحْتُمَا اللهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَحَمِدْتُمَاهُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبَّرْتُمَاهُ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ " (1).

741 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلا طَمَسْتَهُ، وَلا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلا سَوَّيْتَهُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 263، وعنه مسلم (2727) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (93)، والبخاري (3113) و (5361) و (6318)، ومسلم (2727)، وأبو داود (5062)، وابن حبان (5524)، والبيهقي 7/ 293 من طرق عن شعبة، به. وانظر (604).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الهيّاج الأسدي- واسمه حيان بن الحصين- فمن رجال مسلم. حبيب: هو ابن أبي ثابت، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.

وأخرجه مسلم (969)، وأبو يعلى (614)، والحاكم 1/ 369 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (6487)، وأبو داود (3218)، والنسائي 4/ 88 من طريق سفيان الثوري، به.

وأخرجه الطيالسي (155) عن قيس بن الربيع، عن حبيب بن أبي ثابت، به.

وأخرجه أبو يعلى (343) من طريق يزيد بن هارون، عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الهياج، به. بإسقاط أبي وائل من السند، وهذا من أغلاط المسعودي، فإنه كان اختلط بأخرة، ويزيد بن هارون ممن حمل عنه بعد اختلاطه. وسيأتي برقم (1064)، وانظر (683).

ص: 141

742 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ هَذِهِ السُّورَةَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (1).

743 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: جَاءَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَتْ لِي مِائَةُ دِينَارٍ، فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ. وَقَالَ الْآخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ لِي عَشَرَةُ دَنَانِيرَ، فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِدِينَارٍ. وَقَالَ الْآخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ (2)، كَانَ لِي دِينَارٌ، فَتَصَدَّقْتُ بِعُشْرِهِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّكُمْ فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ، كُلُّكُمْ تَصَدَّقَ بِعُشْرِ مَالِهِ "(3).

(1) إسناده ضعيف لضعف ثوير بن أبي فاختة. وأبوه اسمه: سعيد بن عِلاقة، مشهور بكنيته.

وأخرجه البزار (775) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (776) من طريق الفضل بن دكين، وابن عدي في "الكامل" 2/ 533 من طريق مؤمل، كلاهما عن إسرائيل، به.

(2)

قوله: "يا رسول الله" لم يرد في (م) و (س) و (ص).

(3)

إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور، وعنعنة أبي إسحاق.

وأخرجه البزار (841) من طريق أبي داود الحَفَري، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (177) عن سالم، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (925).

قلنا: أخرج أحمد 2/ 379، والنسائي 5/ 59 بإسناد حسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَبَقَ درهمٌ مئة ألف درهمٍ " قالوا: وكيف؟ قال: كان لرجلٍ درهمانِ، تصدَّقَ بأحدهما، وانطلق رجلٌ إلى عُرْضِ ماله، فأخذ منه مئة ألف درهمٍ فتصدَّق بها" =

ص: 142

744 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ وَمِسْعَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ (1).

745 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا جَلَسَ إِلَيْكَ الْخَصْمَانِ، فَلا تَكَلَّمْ حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الْآخَرِ، كَمَا سَمِعْتَ مِنَ الْأَوَّلِ "(2).

746 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلا بِالْقَصِيرِ، ضَخْمُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، مُشْرَبٌ وَجْهُهُ حُمْرَةً،

= وصححه ابن حبان (3377).

قال السندي في حاشيته على النسائي: ظاهر الأحاديث أن الأجر على قدر حال المعطي، لا على قدر المال المُعطى، فصاحب الدرهمين حيث أعطى نصف ماله في حالٍ لا يُعطِي فيها إلا الأقوياء، يكون أجره على قدر همته، بخلاف الغني، فإنه ما أعطى نصف ماله، ولا في حال لا يُعطَى فيها عادة.

(1)

حسن لغيره، عثمان بن عبد الله- ويقال: ابن مسلم- ابن هرمز المكي لم يرو عنه غير المسعودي- وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- ومسعر بن كدام، وقال النسائي: ليس بذاك، وذكره ابن حبان في "الثقات". والحديث يتقوى بمجموع طرقه فيحسن. وسيأتي تخريجه برقم (746).

(2)

حسن لغيره، وقد تقدم برقم (690).

ص: 143

طَوِيلُ الْمَسْرُبَةِ، ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلى الله عليه وسلم (1).

747 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَهْدَى كِسْرَى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَبِلَ مِنْهُ، وَأَهْدَى لَهُ قَيْصَرُ فَقَبِلَ مِنْهُ، وَأَهْدَتْ لَهُ الْمُلُوكُ فَقَبِلَ مِنْهَا (2).

748 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ

(1) حسن لغيره كسابقه، وسماع وكيع من المسعودي قبل الاختلاط.

وأخرجه الترمذي في "السنن"(3637)، وفي "الشمائل"(5) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (171)، وابن سعد 1/ 411، والترمذي أيضاً، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/ 160، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 244، والبغوي (3641) من طرق عن المسعودي، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (944) و (946) و (947) و (1053)، وانظر (1122)، وما تقدم برقم (684).

والكراديس: رؤوس العظام، وقيل: هي ملتقى كل عظمين ضخمين كالركبتين والمرفقين والمنكبين، أراد أنه ضخم الأعضاء.

(2)

في (م) و (ص) وحاشية (س): منهم.

والحديث إسناده ضعيف لضعف ثوير بن أبي فاختة. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه البزار (778) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (1576) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن إسرائيل، به. وقال: حسن غريب، وسيأتي برقم (1235).

وأخذ الهدية من المشركين بقصد تأنيسهم وتأليفهم على الإسلام، ثابت عنه صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث هي في "صحيح البخاري" 5/ 230 - 232 في الهبة: باب قبول الهدية من المشركين، وفي "صحيح مسلم"(1392) و (2469).

ص: 144

شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْمَسْحِ (1)، فَقَالَتْ: سَلْ عَلِيًّا، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِهَذَا مِنِّي، كَانَ يُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَسَأَلْتُ عَلِيًّا فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِلْمُسَافِرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ "(2).

749 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بمثله (3).

(1) في (م) و (ق) و (ص) وحاشية (س): المسح على الخفين.

(2)

صحيح، الحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، لكنه توبع، وقد اختُلف في رفع الحديث ووقفه، انظر "علل الدارقطني" 3/ 230 - 237.

وأخرجه بنحوه مسلم (276) من طريق زيد بن أبي أنيسة، وابن خزيمة (195)، وابن حبان (1322)، والدارقطني في "العلل" 3/ 236 من طريق أبي غَنِية عبد الملك بن حميد، كلاهما عن الحكم بن عتيبة، به. لفظ مسلم:"جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثةَ أيام ولياليهن للمسافر، ويوماً وليلة للمقيم" يعني في المسح على الخفين، ولفظه عند الباقين: "رخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

".

وأخرجه بنحوه الحميدي (46)، وأبو يعلى (560) من طريق يزيد بن أبي زياد، والطحاوي 1/ 81، والدارقطني 3/ 237 من طريق أبي إسحاق، كلاهما عن القاسم بن مخيمرة، به. وسيأتي برقم (906) و (907) و (949) و (1119) و (1126) و (1245) و (1277)، وانظر (780).

(3)

صحيح، وهذا فيه تدليس الحجاج بن أرطاة، وانظر ما قبله.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 83 قال: حدثنا فهد، حدثنا أحمدُ بنُ يونس، قال: حدثنا أبو شهاب، عن الحجاج بن أرطاة، عن أبي إسحاق، عن علي بن ربيعة، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين:"للمقيم يومٌ وليلةٌ، وللمسافر ثلاثةُ أيامٍ ولياليهن". أبو شهاب: هو الحناط. =

ص: 145

750 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الصَّعْبَةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَهَبًا بِيَمِينِهِ، وَحَرِيرًا بِشِمَالِهِ، ثُمَّ رَفَعَ بِهِمَا يَدَيْهِ فَقَالَ:" هَذَانِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي "(1).

= قلنا: وهذا التخريج يردُّ قول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: فإني لم أجد أبداً رواية لعلي بن ربيعة في المسح على الخفين.

(1)

صحيح لشواهده، وقد سقط من الإسناد في جميع الأصول التي بين أيدينا ومن "أطراف المسند" 2 / ورقة 29 "أبو أفلح الهمداني" بين عبد العزيز بن أبي الصعبة وبين عبد الله بن زرير، وهو ثابت عند غير المصنف، وسيأتي الحديث في "المسند" برقم (935) وفيه أبو أفلح هذا، وقد روى عنه اثنان، ووثقه العجلي، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

وأخرجه عبد بن حميد (80)، وأخرجه النسائي 8/ 160 - 161 عن عمرو بن علي، وأبو يعلى (272) عن زهير بن حرب، وهو أيضاً (325) عن عبيد الله بن عمر القواريري، والطحاوي 4/ 250 عن حسين بن نصر، والبيهقي 2/ 425 من طريق الحسن بن محمد الزعفراني وشعيب بن أيوب، سبعتهم (عبد بن حميد وعمرو وزهير وعبيد الله وحسين والحسن وشعيب) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وكلهم عندهم أبو أفلح الهمداني، وانظر "العلل" للدارقطني 3/ 260 - 262.

وكذلك أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 351، وعنه ابن ماجه (3595) عن عبد الرحيم بن سليمان، والبزار (886) من طريق جرير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرجه أيضاً البزار (887) من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن ابن أبي حبيب، به.

وأخرجه ابن حبان (5434) من طريق يزيد بن أبي أنيسة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن حميد بن أبي الصعبة، عن عبد الله بن زرير، به. وحميد بن أبي الصعبة ذكره ابن حبان في "ثقاته" 6/ 193 - 194! والصواب "عبد العزيز بن أبي الصعبة" فالحديث حديثه، وما عند ابن حبان لعله خطأ من أحد الرواة، والله أعلم.

وأخرجه الطحاوي 4/ 250 من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد =

ص: 146

751 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ "(1).

= العزيز بن أبي الصعبة، عن أبي علي الهمداني، عن عبد الله بن زرير به.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند ابن وهب في "الجامع"(102)، والطيالسي (2253)، وابن ماجه (3597)، والطحاوي 4/ 251، وفي سنده ضعيفان.

وعن عبد الله بن عباس عند البزار (3006)، والطبراني (10889). وفيه إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف.

وعن عقبة بن عامر عند الطحاوي 4/ 251، والبيهقي 2/ 275 - 276، وسنده حسن في الشواهد.

وعن أبي موسى الأشعري عند أحمد 4/ 394 و 407، والترمذي (1720)، والنسائي 8/ 161، وقال الترمذي: حسن صحيح.

(1)

إسناده قوي، هشام بن عمرو- وهو الفزاري- لم يرو عنه غير حماد بن سلمة وهو أقدم شيخ له، ووثقه ابن معين وأحمد وأبو حاتم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، واحتج به أصحاب السنن الأربعة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 306 و 10/ 386، وعبد بن حميد (81)، والترمذي (3566) وحسنه، وأبو يعلى (275) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (123)، وأبو داود (1427)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 248 - 249، وفي "الكبرى"(7753)، والطبراني في "الدعاء"(751)، والبيهقي 3/ 42 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وسيأتي برقم (957) و (1295).

قوله: "كما أثنيت"، قال السندي: أي: أنت الذي أثنيت على ذاتك ثناءً يليق بك، فمن يقدر على أداء حق ثنائك، فالكافُ زائدةٌ، والخطاب في عائد الموصول بملاحظة =

ص: 147

752 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَجْهَرَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْقُرْآنِ (1).

753 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ قَالَ: بِسْمِ اللهِ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَيْهَا قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، ثُمَّ حَمِدَ اللهَ ثَلاثًا، وَكَبَّرَ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي. ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ: مِمَّ ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ: مِمَّ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " يَعْجَبُ الرَّبُّ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَيَقُولُ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي "(2).

= المعنى، ويحتمل أن الكاف بمعنى "على"، والعائد محذوف، أي: أنت ثابتٌ على أوصافٍ أثنيت بها على نفسك، والجملةُ على الوجهين في محل التعليل، وفيه إطلاق النفس عليه تعالى بلا مشاكلة، وقيل:"أنت" تأكيد للمجرور في "عليك"، فهو من استعارة المرفوع المنفصل موضع المجرور المتصل؛ إذ لا منفصلَ في المجرور، و"ما" مصدرية، والكاف بمعنى: مثل، صفة ثناء.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث بن عبد الله الأعور. مطرِّف: هو ابن طريف، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وقد تقدم برقم (663).

(2)

حسن لغيره، شريك بن عبد الله- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وأبو =

ص: 148

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= إسحاق- وهو السبيعي- قد دلّسه فحذف منه رجلين بينه وبين علي بنِ ربيعة، قال الدارقطني في "العلل" 4/ 61: أبو إسحاق لم يسمع هذا الحديثَ من علي بنِ ربيعة، يبين ذلك ما رواه عبدُ الرحمن بن مهدي عن شعبة قال: قلتُ لأبي إسحاق: سمعتَه من علي بن ربيعة؟ فقال: حدثني يونسُ بن خباب عن رجلٍ عنه. قلنا: ونحو هذا في مقدمة "الجرح والتعديل" ص 168، والرجل الذي روى عنه يونس هو شقيق الأزدي، سماه الطبراني في "الأوسط"(177) شقيق بن أبي عبد الله، والدارقطني في "العلل" شقيق بن عقبة، وكلاهما ليسا بأزديين، ولم نتبينه، وقال الحافظ ابن حجر- كما في "الفتوحات الربانية" 5/ 126 - : شقيق هذا ما عرفت اسم أبيه ولا حاله هو، والعلم عند الله تعالى، وأما يونس بن خباب، فهو ضعيف فيه شيعية مفرطة كان يسبُّ عثمان.

وبإسناد المصنف أخرجه الطيالسي (132)، وأبو داود (2602)، والترمذي في "السنن"(3446)، و"الشمائل"(233)، والبزار (773)، والنسائي في " الكبرى"(8800)، و"عمل اليوم والليلة"(502)، وأبو يعلى (586)، وابن حبان (2697) و (2698)، وابن السني في "اليوم والليلة"(496)، والطبراني في "الدعاء"(781) و (784) و (785) و (786) و (787)، والدارقطني في "العلل" 4/ 62 - 63، والحاكم 2/ 99، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 471 من طرق عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد، وبعضهم يزيد فيه على بعض، وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(779)، و"الأوسط"(177) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن عبد ربه بن سعيد، عن يونس بن خباب، عن شقيق الأزدي، عن علي بن ربيعة، به. وقد تقدم آنفاً الكلام على هذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 284، والبزار (771)، والطبراني في "الدعاء"(777) من طريق إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصغير، والطبراني (780) من طريق الحكم، والطبراني أيضاً (778)، والحاكم 2/ 98 - 99 من طريق المنهال بن عمرو، ثلاثتهم عن علي بن ربيعة، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي! مع أن المنهال لم يخرج له مسلم شيئاً وخرَّج له البخاري. قلنا: وهذه الأسانيد من باب الحسان، يُقوي =

ص: 149

754 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ عَادَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَتَعُودُ الْحَسَنَ وَفِي نَفْسِكَ مَا فِيهَا؟ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: إِنَّكَ لَسْتَ بِرَبِّي فَتَصْرِفَ قَلْبِي حَيْثُ شِئْتَ. قَالَ عَلِيٌّ: أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لَا يَمْنَعُنَا أَنْ نُؤَدِّيَ إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَا مِنْ مُسْلِمٍ عَادَ أَخَاهُ إِلا ابْتَعَثَ اللهُ لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ مِنْ أَيِّ سَاعَاتِ النَّهَارِ كَانَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَمِنْ أَيِّ سَاعَاتِ اللَّيْلِ كَانَ حَتَّى يُصْبِحَ ".

قَالَ لَهُ عَمْرٌو: كَيْفَ تَقُولُ فِي الْمَشْيِ مَعَ الْجِنَازَةِ: بَيْنَ يَدَيْهَا أَوْ خَلْفَهَا؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّ فَضْلَ الْمَشْيِ خَلْفَهَا عَلَى بَيْنِ يَدَيْهَا، كَفَضْلِ صَلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ فِي جَمَاعَةٍ عَلَى الْوَحْدَةِ. قَالَ عَمْرٌو: فَإِنِّي رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشِيَانِ أَمَامَ الْجِنَازَةِ. قَالَ عَلِيٌّ: إِنَّهُمَا كَرِهَا أَنْ يُحْرِجَا النَّاسَ (1).

= بعضُها بعضاً، وأحسنها إسناداً حديث المنهال بن عمرو عن علي بن ربيعة، فيما قاله الدارقطني في "العلل" 4/ 62، وقال الحافظ ابن حجر فى حديث المنهال بن عمرو- كما في "الفتوحات الربانية" 5/ 125 - : رجاله كلهم موثَّقون من رجال الصحيح إلا ميسرة وهو ثقة. وسيأتي الحديث برقم (930) و (1056).

قوله: "وما كنا له مقرنين"، أي: ما كنا لتسخير هذه الدواب مطيقين ولا قادرين عليه لولا تسخيره سبحانه. منقلبون: أي: راجعون إليه في المعاد.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن يسار- وهو أبو همام الكوفي-، وانظر رقم (955).

ص: 150

755 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: كَسَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُلَّةً سِيَرَاءَ، فَخَرَجْتُ فِيهَا، فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، قَالَ: فَشَقَقْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي (1).

756 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ: كَانَ عُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَعَلِيٌّ يَأْمُرُ بِهَا، فَقَالَ عُثْمَانُ لِعَلِيٍّ: إِنَّكَ كَذَا وَكَذَا. ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّا قَدْ تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: أَجَلْ وَلَكِنَّا كُنَّا خَائِفِينَ (2).

757 -

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الرَّضِيعِ:" يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلامِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ ". قَالَ قَتَادَةُ: وَهَذَا مَا لَمْ يَطْعَمَا الطَّعَامَ، فَإِذَا طَعِمَا غُسِلا جَمِيعًا (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن ميسرة: هو الهلالي الكوفي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 353، والبخاري (5840)، ومسلم (2071)(19)، والنسائي في "الكبرى"(9567) من طريق محمد بن جعفر غندر، بهذا الإسناد. وانظر (698).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (432).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو حرب بن أبي الأسود من رجال مسلم، =

ص: 151

758 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ: حَتَّى يَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، وَحَتَّى يُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَحَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ "(1).

= وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو داود (378)، وابن ماجه (525)، والبزار (717)، وأبو يعلى (307)، والطحاوي 1/ 92، والدارقطني 1/ 129، والحاكم 1/ 165 - 166، والبيهقي 2/ 415 من طريق معاذ بن هشام، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي! مع أن أبا حرب لم يخرج له البخاري شيئاً. وانظر (563).

(1)

رجاله ثقات رجال الشيخين، وربعي بن حِراش سمع من علي بن أبي طالب وهو تابعي قديم مخضرم، لكن قال الدارقطني في "العلل" 3/ 196 لما سئل عن حديث ربعي هذا: حدث به شريك وورقاء وجرير وعمرو بن أبي قيس عن منصور عن ربعي عن علي، وخالفهم سفيان الثوري وزائدة وأبو الأحوص وسليمان التيمي فرووه عن منصور عن ربعي عن رجل من بني أسد عن علي، وهو الصواب.

قلنا: الحديث أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(887)، والبزار (904) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (106)، ومن طريقه الترمذي (2145) عن شعبة، به.

وأخرجه الترمذي (2145) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن رجل، عن علي. قال الترمذي: حديث أبي داود (يعني الطيالسي) عن شعبة عندي أصح من حديث النضر، وهكذا روى غير واحدٍ عن منصور عن ربعي عن علي.

قلنا: أما رواية شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- التي أشار إليها الدارقطني، فقد أخرجها ابن أبي عاصم (130) و (887)، وابن ماجه (81)، والخطيب في "تاريخ =

ص: 152

759 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ نَاجِيَةَ بْنَ كَعْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ أَبَا طَالِبٍ مَاتَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " اذْهَبْ فَوَارِهِ "، فَقَالَ: إِنَّهُ مَاتَ مُشْرِكًا. فَقَالَ: " اذْهَبْ فَوَارِهِ " قَالَ: فَلَمَّا وَارَيْتُهُ رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي:" اغْتَسِلْ "(1).

= بغداد" 3/ 366 من طريقه عن منصور بن المعتمر، عن ربعي، عن علي.

وأما رواية ورقاء بن عمر اليشكري بإسقاط الرجل المجهول، فلم تقع لنا، لكن أخرجه الطيالسي في "مسنده"(106) عنه، عن منصور، عن ربعي، عن رجل، عن علي.

ورواية جرير بن عبد الحميد أخرجها أبو يعلى (583)، والحاكم 1/ 33 من طريقه عن منصور، عن ربعي، عن علي.

وأما رواية عمرو بن أبي قيس فلم نقف عليها في المصادر التي بين أيدينا.

وأما رواية سفيان الثوري عن منصور بزيادة الرجل من بني أسد، فستأتي في "المسند" برقم (1112).

ورواية زاثدة بن قدامة أخرجها أبو يعلى (352) من طريقه عن منصور، به لكن بإسقاط الرجل من بني أسد.

ورواية أبي الأحوص- وهو سلام بن سليم الحنفي- أخرجها الطيالسي (170) عنه عن منصور بإسقاطِ الرجلِ أيضاً، ولفظه عنده:"لا يجد عبدٌ طعمَ الإيمان حتى يؤمن بالقدر كله".

وأما رواية سليمان التيمي، فلم نظفر بها فيما بين أيدينا من مصادر.

(1)

إسناده ضعيف، ناجية بن كعب: هو الأسدي كما حققه الحافظ في "التهذيب"، قال ابنُ المديني: لا أعلم أحداً روى عنه غيرَ أبي إسحاق وهو مجهول، ولم يوثقه غير العجلي، وقد وَهِمَ الحافظُ في "التقريب" فقال عنه: ثقة! وأما قوله في "التهذيب": إن ابن حبان ذكره في "الثقات" فهو وَهَمٌ منه أيضاً فإنه ليس فيه، وإنما ذكره =

ص: 153

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في "المجروحين" 3/ 57 وقال: ناجية بن كعب من أهل الكوفة، وهو الأسدي، يروي عن علي، روى عنه أبو إسحاق وأبو حسان الأعرج، كان شيخاً صالحاً، إلا أن في حديثه تخليطاً لا يُشبه حديثَ أقرانه الثقات عن علي، فلا يعجبني الاحتجاجُ به إذا انفرد، وفيما وافق الثقات، فإن احتج به محتجٌّ أرجو أنه لم يجرح في فعله ذلك.

قلنا: وقد ضعَّف الحديث البيهقي في "السنن"، وتبعه النووي في "المجموع" 5/ 144 فضعفه، ونقل البيهقي عن علي بن المديني أنه قال: في إسناده بعض الشيء.

وأخرجه النسائي 1/ 110 عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (120)، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 348 عن شعبة، به.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 207 عن عمرو بن الهيثم، وابن الجارود (550) من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 347 عن أبي الأحوص، وأبو يعلى (423) من طريق إبراهيم بن طهمان، والبيهقي في "السنن" 1/ 304 من طريق إسرائيل، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. زاد أبو يعلى: وعلَّمني دعواتٍ هن أحب إلي من حُمر النَّعَم، ولفظ الزيادة عند البيهقي: ثم دعا لي بدعوات ولا يسرُّني بها ما على الأرض من شيء، ولم يذكر ابن أبي شيبة أنه صلى الله عليه وسلم أمر علياً بالغسل، وزاد: ثُم رجعت إليه وعليَّ أثر التراب والغبار، فدعا لي بدعوات

مثل رواية البيهقي.

وأخرجه عبد الرزاق (9936) عن معمر والثوري، عن ناجية بن كعب الأسدي: أن أبا طالب لما مات

فذكر الحديث مرسلاً، وأسقط منه أبا إسحاق بين معمر والثوري وبين ناجية، وهو خطأ والصواب إثباته، فلعله من النساخ. وسيأتي الحديث برقم (1093).

وللحديث طريق أخرى سيأتي الكلام عليها برقم (807) عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي.

وأورد له البيهقي في "السنن" 1/ 305 طريقين آخرين، وهما معلولان، وأعلهما البيهقي نفسه.

ص: 154

760 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ -، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَبِيعَ غُلامَيْنِ أَخَوَيْنِ، فَبِعْتُهُمَا، فَفَرَّقْتُ بَيْنَهُمَا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" أَدْرِكْهُمَا فَأَرْجِعْهُمَا، وَلا تَبِعْهُمَا إِلا جَمِيعًا "(2).

761 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَيْسَ الْوَتْرُ بِحَتْمٍ كَهَيْئَةِ الصَّلاةِ، وَلَكِنْ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

(1) تحرف في (م) إلى شعبة.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سعيد بن أبي عروبة قال أحمد والبزار والنسائي وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم: لم يسمع من الحكم بن عتيبة شيئاً، وسيأتي الحديث عند المصنف برقم (1045) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن رجل عن الحكم.

وأخرجه البزار (623) من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي، وابن الجارود (575) من طريق زيد بن أبي أنيسة، كلاهما عن الحكم بن عتيبة، بهذا الإسناد. ومحمد بن عبيد الله العرزمي متروك، وفي إسناد ابن الجارود سليمان بن عبيد الله الأنصاري الرقي، وهو صدوق يصلح للمتابعات. وانظر رقم (800). وانظر "العلل" للدارقطني 3/ 272 - 275.

وفي الباب عن أبي أيوب عند أحمد 5/ 413 والدارمي (2479)، وحسنه الترمذي (1283)، وصححه الحاكم 2/ 55 ولفظه "من فرق بين الوالدة وولدها، فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة".

وعن أبي موسى عند ابن ماجه (2250)، ولا بأس به في الشواهد.

(3)

إسناده قوي. وأخرجه الترمذي (454) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (652).

ص: 155

762 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ (1).

763 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُعْطِيتُ مَا لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ " فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هُوَ؟ قَالَ:" نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ، وَسُمِّيتُ أَحْمَدَ، وَجُعِلَ التُّرَابُ لِي طَهُورًا، وَجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ "(2).

(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هبيرة- وهو ابن يَريم- فقد روى له أصحاب السنن، وهو حسن الحديث.

وأخرجه أبو يعلى (372) و (373) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. غير أنه لم يذكر شعبة في الموضع الثاني.

وأخرجه الطيالسي (118) عن شعبة، به.

وأخرجه عبد الرزاق (7703) عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه عبد بن حميد (93) عن أبي نعيم وعبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به. وسيأتي برقم (1058) و (1103) و (1104) و (1105) و (1114) و (1115) و (1153).

(2)

إسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. زهير: هو ابن محمد التميمي أبو المنذر الخراساني، ومحمد بن علي: هو ابن الحنفية.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 434 عن يحيى بن أبي بكير، عن زهير، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه البزار (656) من طريق أبي عامر العقدي، عن زهير بن محمد، به. =

ص: 156

764 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ عِنْدَ الْأَذَانِ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ عِنْدَ الْإِقَامَةِ (1).

765 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2)، قَالَ: ذَكَرْنَا الدَّجَّالَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظَ مُحْمَرًّا لَوْنُهُ، فَقَالَ:" غَيْرُ ذَلِكَ أَخْوَفُ لِي عَلَيْكُمْ " ذَكَرَ كَلِمَةً (3).

766 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَغْلٌ، أَوْ بَغْلَةٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: " بَغْلٌ، أَوْ بَغْلَةٌ " قُلْتُ: وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ هُوَ؟ قَالَ: " يُحْمَلُ

= ولفظه: "أعطيت خمساً لم يعطهن نبيٌّ قبلي، نصرت بالرعب، وأُعطيت جوامع الكَلِم، وأُحلَّت لي الغنائم

" وذكر خصلتين ذهبتا عني، ثم ذكر الحديث. وسيأتي برقم (1362).

(1)

إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. وانظر (569).

(2)

قوله "عن النبي صلى الله عليه وسلم" هكذا جاءت هذه الزيادة في الأصول كلها، وهي زيادة مقحمة.

(3)

إسناده ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي-، وعبد الله بن نجي تقدم القول- فيه عند رقم (608). أبو النضر: هو هاشَم بن القاسم، والأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه أبن أبي شيبة 15/ 142، وعنه أبو يعلى (466) عن وكيع، عر سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقال وكيع في حديثه "أئمة مضلون" مكان قوله "ذكر كلمة".

ص: 157

الْحِمَارُ عَلَى الْفَرَسِ، فَيَخْرُجُ بَيْنَهُمَا هَذَا " قُلْتُ: أَفَلا نَحْمِلُ فُلانًا عَلَى فُلانَةَ؟ قَالَ: " لَا، إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ "(1).

767 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا اسْتَأْذَنْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنْ كَانَ فِي صَلاةٍ سَبَّحَ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ أَذِنَ (2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، علي بن علقمة- وهو الأنماري- لم يرو عنه سوى سالم بن أبي الجعد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأساً، ؤقال البخاري: في حديثه نظر، وذكره العقيلي وابنُ الجارود في "الضعفاء"، وشريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ.

وأخرجه الطيالسي (156)، والبزار (669)، والطحاوي 3/ 271، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1847 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. وانظر (738)، وللحديث طريق أخرى صحيحة عند المصنف برقم (785)، وانظر أيضاً (582).

قوله: "الذين لا يعلمون"، قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 273: أي لأنهم يتركون بذلك إنتاج ما في ارتباطه الأجرُ، وينتجون ما لا أجر في ارتباطه.

وقال الخطابي في "معالم السنن" 2/ 251: يشبه أن يكون المعنى في ذلكْ- والله أعلم- أن الحمر إذا حُمِلت على الخيل تعطلت منافع الخيل، وقلَّ عددُها، وانقطع نَماؤُها، والخيل يحتاج إليها للركوب والركض والطلب، وعليها يُجاهَد العدو، وبها تُحرَز الغنائم، ولحمها مأكول، ويُسهَم للفرس كما يُسهم للفارس، وليس للبغل شيء من هذه الفضائل، فأحبَّ صلى الله عليه وسلم أن يَنْمُوَ عدد الخيل، ويكثر نسلها، لما فيها من النفع والصلاح.

وقال السندي: استُدِلَّ على جواز اتخاذ البغال بركوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويامتنان الله تعالى على الناس بها بقوله:{والخيلَ والبغالَ} [النحل: 8]، أُجيب بجواز أن تكون البغال كالصور، فإن عملها حرام، واستعمالها في الفرش مباح، والله تعالى أعلم.

(2)

إسناده ضعيف. وقد تقدم برقم (598).

ص: 158

768 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى الْمَنْحَرَ بِمِنًى، فَقَالَ:" هَذَا الْمَنْحَرُ، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ "(1).

769 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: حَرْبًا. قَالَ: " بَلْ هُوَ حَسَنٌ " فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: حَرْبًا. قَالَ: " بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ " فَلَمَّا وُلِدَ الثَّالِثُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ " قُلْتُ: حَرْبًا. قَالَ: " بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ " ثُمَّ قَالَ: " سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ: شَبَّرُ وَشَبِيرُ وَمُشَبِّرٌ "(2).

(1) إسناده حسن. وقد تقدم برقم (562).

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ، فقد روى له أصحاب السنن، ولم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، قال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، قال: وكان يتشيع، وقال ابن المديني: مجهول، وقال حرملة عن الشافعي: هانئ بن هانئ لا يعرف، وأهلُ العلم بالحديث لا ينسبون حديثه؛ لجهالةِ حاله، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(823)، والبزار (742)، وابن حبان (6958)، والطبراني في "الكبير"(2773)، والحاكم 3/ 165 و 180، والبيهقي =

ص: 159

770 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، وَهُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا خَرَجْنَا مِنْ مَكَّةَ اتَّبَعَتْنَا ابْنَةُ حَمْزَةَ تُنَادِي: يَا عَمِّ، يَا عَمِّ. قَالَ: فَتَنَاوَلْتُهَا بِيَدِهَا، فَدَفَعْتُهَا إِلَى فَاطِمَةَ، فَقُلْتُ: دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّكِ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ اخْتَصَمْنَا فِيهَا أَنَا وَجَعْفَرٌ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ،

= 6/ 166 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي! وفي رواية البزار "جبر وجبير ومجبر".

وأخرجه الطبراني (2774) من طريق زكريا بن أبي زائدة، و (2776) من طريق يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي، والحاكم 3/ 168 من طريق يونس بن أبي إسحاق، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. ولم يذكر يوسف بن إسحاق في حديثه أولاد هارون.

وأخرجه الطيالسي (129)، ومن طريقه البزار (743) عن قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، به. إلا أنه لم يذكر في حديثه الولد الثالث ولا أولاد هارون، وزاد فيه أن علياً قال: كنت أحب أن أكتني بأبي حرب.

وأخرجه الطبراني (2775) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن قيس بن الربيع، به. مختصراً، بقصة الحسن وحده.

وأخرجه الطبراني (2777) من طريق يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال علي

فذكره بطوله، إلا أنه لم يذكر فيه محسناً ومشبراً. وسالم يدلس ويرسل، ولم يصرح هنا بالسماع. وسيأتي الحديث برقم (953).

وأخرج المرفوع منه، وهو قوله:"إني سميت ابنيَّ هذين حسناً وحسيناً، بأسماء ابنَي هارون شبر وشبير" أحمد في "فضائل الصحابة"(1367) عن وكيع، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره.

قلنا: وقد جاء في التسمية سبب آخر، وهو من حديث علي أيضاً، وسيأتي في "المسند" برقم (1370)، وسنده حسن.

ص: 160

فَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي وَخَالَتُهَا عِنْدِي - يَعْنِي أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ -. وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي. وَقُلْتُ: أَنَا أَخَذْتُهَا وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَّا أَنْتَ يَا جَعْفَرُ، فَأَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي، وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَلِيُّ، فَمِنِّي وَأَنَا مِنْكَ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا زَيْدُ، فَأَخُونَا وَمَوْلَانَا، وَالْجَارِيَةُ عِنْدَ خَالَتِهَا، فَإِنَّ الْخَالَةَ وَالِدَةٌ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَزَوَّجُهَا؟ قَالَ:" إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ "(1).

(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ وهبيرة بن يَريم فقد روى لهما أصحاب السنن، وحديثهما حسن لمتابعة أحدهما للآخر.

وأخرجه أبو يعلى (526) و (554) عن عبد الرحمن بن صالح، عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وهو عنده مختصر، بذكر فضيلة زيد بن حارثة فقط.

وأخرجه الحاكم 3/ 120 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بطوله. وصحح إسناده ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن سعد 4/ 36، وابن أبي شيبة 12/ 105، والبزار (744)، وابن حبان (7046) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به. مختصراً، ذكر ابن سعد وابن أبي شيبة وابن حبان فضيلة جعفر وَحْدَهُ، وذكر البزار فضائلَ الثلاثة، وروايته عن هانئ بن هانئ وحده.

وأخرجه أبو داود (2280) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل، به. دون ذكر فضائل الثلاثة.

وأخرجه أبو يعلى (405)، والبيهقي 8/ 6 من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، به. أورده البيهقي بطوله، أما أبو يعلى فأورده مختصراً بلفظ:"الخالة بمنزلة الأم" ولم يذكر في سنده هبيرة بن يريم. وسيأتي الحديث برقم (857) و (931).

وأخرجه بنحوه الحاكم 3/ 211 وصححه على شرط مسلم (!)، وعنه البيهقي 8/ 6 من طريق الفضل بن محمد الشعراني، عن إبراهيم بن حمزة، عن عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن نافع بن عجير، عن أبيه نافع، عن علي بن أبي =

ص: 161

771 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ، فَقُلْتُ: أَيَسْتَغْفِرُ الرَّجُلُ لِأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ؟ فَقَالَ: أَوَلَمْ يَسْتَغْفِرْ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ؟ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَتْ:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} إِلَى قَوْلِهِ: {تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة: 113 - 114]، قَالَ:" لَمَّا مَاتَ "(1).

= طالب

فذكره. قال البيهقي: وكذلك رواه محمد بن يحيى الذهلي عن إبراهيم بن حمزة، وكذلك رواه عبد العزيز بن عبد الله عن عبد العزيز بن محمد (قلنا: وهو في "التاريخ الكبير" للبخاري 1/ 249 - 250). قلنا: وهذا الإسناد رجاله ثقات، ومحمد بن نافع بن عجير وثقه ابن إسحاق- فيما ذكره البخاري- وأورده ابن حبان في "الثقات" 7/ 431.

ثم قال البيهقي: وهو في كتاب "سنن أبي داود" برقم (2278) عن العباس بن عبد العظيم، عن عبد الملك بن عمرو، عن عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن نافع بن عجير، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه. والله أعلم، والذي عندنا أن الأول أصح. وتابعه على رأيه هذا الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 7/ 432 - 433.

وقي الباب عن البراء بن عازب عند ابن أبي شيبة 12/ 105، والبخاري (2699)، والترمذي (3765)، وعن ابن عباس وسيأتي في "المسند" برقم (2040).

(1)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الخليل- واسمه عبد الله بن أبي الخليل، وقيل: ابن الخليل- فله رواية في السنن، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". سفيان: هو الثوري، وسماعه من أبي إسحاق قديم.

وأخرجه الطيالسي (131) عن قيس بن الربيع، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9377) من طريق زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1085).

ص: 162

فَلا أَدْرِي قَالَهُ سُفْيَانُ، أَوْ قَالَهُ إِسْرَائِيلُ، أَوْ هُوَ فِي الْحَدِيثِ:" لَمَّا مَاتَ "؟ (1).

772 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عَمِّي إِيَاسُ بْنُ عَامِرٍ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَبِّحُ مِنَ اللَّيْلِ، وَعَائِشَةُ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ (2).

773 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا يَوْمٌ، لَبَعَثَ اللهُ عز وجل رَجُلًا مِنَّا، يَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا ". قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: " رَجُلًا مِنِّي ".

(1) قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله: يعني أن يحيى بن آدم شك في لفظ: "لما مات" أهو من أصل الحديث من كلام علي، أم هو بيان من سفيان الثوري، أم من إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي؟! ويظهر من هذا أن يحيى بن آدم سمعه أيضاً من إسرائيل عن جده أبي إسحاق.

(2)

إسناده حسن في الشواهد. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ.

وأخرجه ابن خزيمة (821)، والطحاوي 1/ 462 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد.

وله شاهد من حديث عائشة وسيأتي في مسندها (6/ 37 الطبعة الميمنية)، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاته من الليل وأنا معترضة بينه وبين القِبْلة كاعتراض الجنازة.

ص: 163

قَالَ: وَسَمِعْتُهُ مَرَّةً يَذْكُرُهُ عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).

774 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: الْحَسَنُ أَشْبَهُ النَّاسِ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا بَيْنَ الصَّدْرِ إِلَى الرَّأْسِ، وَالْحُسَيْنُ أَشْبَهُ النَّاسِ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ (2).

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر بن خليفة فله حديث واحد عند البخاري مقروناً بغيره، وروى له أصحابُ السنن، وقد وثقه غير واحد، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة عن الكوفيين وهو متماسك، وأرجو أنه لا بأس به، وقال الدارقطني في "سؤالات الحاكم" ص 264 فطر زائغ، لم يحتج به البخاري، وقال أبو بكر بن عياش: ما تركت الرواية عنه إلا لسوء مذهبه. الحجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وأبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 198، وأبو داود (4283)، والبزار (493) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 856.

(2)

رجاله ثقاث رجال الشيخين غير هانيء بن هانيء، وقد تقدم القول فيه عند الحديث رقم (769).

وأخرجه الترمذي (3779) من طريق عُبيد الله بن موسى، وابن حبان (6974) من طريق شبابة بن سَوّار، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب.

وأخرجه الطيالسي (130) عن قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (854).

وفي الباب عن أنس بن مالك قال: لم يكن أحدٌ أشبهَ برسول الله وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الحسن بن علي. سيأتي في "المسند"(3/ 164 الطبعة الميمنية).

وعن أنس أيضاً أنه قال عن الحسين بن علي: أما إنه كان من أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه الترمذي (3778)، وابن حبان في "صحيحه "(6972)، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.

ص: 164

775 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَذْنَبَ فِي الدُّنْيَا ذَنْبًا، فَعُوقِبَ بِهِ، فَاللهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عُقُوبَتَهُ عَلَى عَبْدِهِ، وَمَنْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فِي الدُّنْيَا، فَسَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ، وَعَفَا عَنْهُ، فَاللهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ "(1).

776 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ - يَعْنِي ابْنَ

(1) إسناده حسن، يونس بن أبي إسحاق خرج حديثه مسلم في صحيحه، ووثقه غير واحد إلا أنه يضطرب في حديث أبيه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله السوائي الصحابي.

وأخرجه ابن ماجه (2604)، والترمذي (2626)، والبزار (482)، والطبراني في "الصغير"(46)، والدارقطني 3/ 215، والحاكم 2/ 445 و 4/ 388، والقضاعي في "مسند الشهاب"(503)، والبيهقي 8/ 328، والبغوي (4182) من طريق الحجاج بن محمد، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي!

وأخرجه عبد بن حميد (87)، والبزار (483) من طريق أبي حمزة ثابت بن أبي صفية الثُّمالي، عن أبي إسحاق، به. وثابت الثمالي ضعيف. وسيتكرر الحديث برقم (1365)، وانظر (649).

وفي الباب عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرِقُوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتانٍ تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وَفَى منكم فأجرُه على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً، فَعُوقِبَ في الدنيا فهو كفَّارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً، ثم ستره اللهُ، فهو إلى الله: إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه" أخرجه البخاري (18)، ومسلم (1709)، وسيأتي في "المسند"(5/ 314 الطبعة الميمنية).

وعن خزيمة بن ثابت، وسيأتي في "المسند" 5/ 214.

ص: 165

كُهَيْلٍ - قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا ضَحِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ لَمْ أَرَهُ ضَحِكَ ضَحِكًا أَكْثَرَ مِنْهُ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ: ذَكَرْتُ قَوْلَ أَبِي طَالِبٍ؛ ظَهَرَ عَلَيْنَا أَبُو طَالِبٍ، وَأَنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ نُصَلِّي بِبَطْنِ نَخْلَةَ، فَقَالَ: مَاذَا تَصْنَعَانِ يَا ابْنَ أَخِي؟ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلامِ، فَقَالَ: مَا بِالَّذِي تَصْنَعَانِ بَأْسٌ، أَوْ بِالَّذِي تَقُولانِ (1) بَأْسٌ، وَلَكِنْ وَاللهِ لَا تَعْلُوَنِي اسْتِي أَبَدًا. وَضَحِكَ تَعَجُّبًا لِقَوْلِ أَبِيهِ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ لَا أَعْتَرِفُ أَنَّ عَبْدًا لَكَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَبَدَكَ قَبْلِي غَيْرَ نَبِيِّكَ - ثَلاثَ مِرَارٍ - لَقَدْ صَلَّيْتُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ النَّاسُ سَبْعًا (2).

(1) في (ق): تفعلان، وعلى حاشيتها: تقولان.

(2)

إسناده ضعيف جداً، يحيى بن سلمة بن كهيل متروك الحديث، وفي حديثه عن أبيه مناكير، وحبة العُرني ضعيف أيضاً. ابو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.

وأخرجه الطيالسي (188)، والبزار (751) من طريق يحيى بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً أبو يعلى (447) من طريق الأجلح، عن سلمة بن كهيل، به. ولفظه عن علي قال: ما أعلم أحداً من هذه الأمة بعد نبيها عَبَد الله قبلي، لقد عبدته قبل أن يعبده أحد منهم خمسَ سنين، أو سبع سنين. وإسناده ضعيف أيضاً، فيه غير حبَّةَ العرنيُّ شيخُ أبي يعلى أبو هشام الرفاعي- واسمه محمد بن يزيد بن محمد العجلي- قال البخاري فيه: رأيتهم مجمعين على ضعفه، والأجلح متكلم فيه. وانظر ما سيأتي برقم (1191) و (1192).

وأورد الحاكم في "المستدرك" 3/ 112 نحو حديث أبي يعلى، من طريق الأجلح =

ص: 166

° 777 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي، وَأَكْثَرُ عِلْمِي - إِنْ شَاءَ اللهُ - أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْهُ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَانْصَرَفَ، ثُمَّ جَاءَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً، فَصَلَّى بِنَا، ثُمَّ قَالَ:" إِنِّي صَلَّيْتُ بِكُمْ آنِفًا وَأَنَا جُنُبٌ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِثْلُ الَّذِي أَصَابَنِي، أَوْ وَجَدَ رِزًّا فِي بَطْنِهِ، فَلْيَصْنَعْ مِثْلَ مَا صَنَعْتُ "(1).

= به، فعلَّق عليه الذهبي في "تلخيصه" بقوله: هذا باطل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم من أول ما أُوحي إليه آمن به خديجةُ وأبو بكر وبلال وزيدٌ مع علي قبله بساعات، أو بعده بساعات، وعبدوا الله مع نبيه، فأين السبعُ سنين؟! ولعلَّ السمعَ أخطأ، فيكون أمير المؤمنين قال: عبدتُ الله ولي سبع سنين، ولم يضبط الراوي ما سمع، ثم حبَّةُ شيعي جلد قد قال ما يُعْلَمُ بطلانُه من أن علياً شهد معه صفِّين ثمانون بدرياً.

قلنا: وأخرج نحوه ابن أبي شيبة 12/ 65، وابن ماجه (120)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1324)، وفي "الآحاد والمثاني"(178)، والنسائي في "الخصائص"(7)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(337)، والحاكم 3/ 111 - 112 من طريق العلاء بن صالح، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي قال: إني عبدُ الله وأخو رسوله، وأنا الصِّدِّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذبٌ، صلَّيتُ قبلَ الناسِ بسبع سنين قبل أن يَعْبُدَه أحد من هذه الأمة. قال الذهبي: ما هو بصحيح، بل حديثٌ باطل، وعباد قال ابن المديني: ضعيف. ونقل ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/ 341 عن أبي بكر الأثرم أنه قال: سألت أبا عبد الله (يعني أحمد بن حنبل) عن حديث علي "أنا عبد الله وأخو رسوله

" فقال: اضرب عليه، فإنه حديث منكر.

(1)

إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة. وانظر (668).

ص: 167

778 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كَانَ أَبِي يَسْمُرُ مَعَ عَلِيٍّ، وَكَانَ عَلِيٌّ يَلْبَسُ ثِيَابَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ، وَثِيَابَ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ سَأَلْتَهُ؟ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلَيَّ وَأَنَا أَرْمَدُ الْعَيْنِ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَرْمَدُ الْعَيْنِ. قَالَ: فَتَفَلَ فِي عَيْنِي وَقَالَ: " اللهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ " فَمَا وَجَدْتُ حَرًّا وَلا بَرْدًا مُنْذُ يَوْمِئِذٍ، وَقَالَ:" لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ " فَتَشَرَّفَ لَهَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْطَانِيهَا (1).

(1) إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال عنه شعبة: ما رأيت أحداً أسوأ حفظاً من ابن أبي ليلى، ووصفه غيرُ واحد بسوء الحفظ.

وأخرجه ابن ماجه (117) عن عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 10/ 2: هذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى شيخ وكيع هو محمد، وهو ضعيف الحفظ لا يحتج بما ينفرد به.

وأخرجه البزار (496)، والنسائي في "الخصائص"(14) من طريق عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم والمنهال، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 62 - 63 و 14/ 464، والحاكم 3/ 37 عن علي بن هاشم، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم وعيسى والمنهال، به. ورواية الحاكم مختصرة، ولم يذكر فيه المنهال، وصحح إسناده ووافقه الذهبي! فأخطآ. وسيتكرر الحديث برقم (1117).

وأخرجه النسائي في "الخصائص"(151) من طريق هاشم بن مخلد الثقفي، عن عمه أيوب بن إبراهيم، عن إبراهيم الصائغ، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وأيوب بن إبراهيم. قال الذهبي: مجهول، ولم يرو عنه غير هاشم بن مخلد، ولم =

ص: 168

779 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ عَمَّارٌ، فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ:" ائْذَنُوا لَهُ، مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ "(1).

= يوثقه غير ابن حبان.

ولقوله: "لأعطين الرايةَ رجلاً يحب الله ورسوله" شاهد من حديث سهل بن سعد عند البخاري (3009) و (3701)، ومسلم (2406)، وسيأتي في "المسند"(5/ 333 الطبعة الميمنية). ومن حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم (2404)، وسيأتي في "المسند" برقم (1608). ومن حديث سلمة بن الأكوع عند البخاري (3702)، ومسلم (4407)، وفي حديث سهل بن سعد:

فبصق في عينه ودعا له فَبرأ حتى كأن لم يكن به وجع.

(1)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ وقد تقدم القولُ فيه برقم (769).

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 118، وابن ماجه (146)، وابن حبان (7075) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1031)، والترمذي (3798)، والبزار (741)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 140 و 7/ 135، والحاكم 3/ 388، والدارقطني في "العلل" 4/ 152، والخطيب في "تاريخه" 1/ 151، والبغوي (3951) من طرق عن سفيان الثوري، به. وقرن الدارقطني بسفيان إسرائيلَ بن يونس بن أبي إسحاق، قال الترمذي: حسن صحيح، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن ماجه (147)، والبزار (740)، وأبو يعلى (404)، وأبو نعيم 1/ 139 من طريق الأعمش، وأبو يعلى (492) من طريق شريك، والطبراني في "الصغير"(238)، والخطيب 6/ 155 من طريق الصبي بن الأشعث، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. زاد الأعمش في حديثه:"ملئ إيماناً إلى مُشاشِه"، وجعل قوله:"مرحباً بالطيب المطيب" موقوفاً على عليّ. وسيأتي الحديث برقم (999) و (1033) و (1079) و (1160). =

ص: 169

780 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ وَغَيْرِهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَتْ: سَلْ عَلِيًّا. فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، يَعْنِي لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمٌ وَلَيْلَةٌ لِلْمُقِيمِ (1).

781 -

حَدَّثَنَا ابْنُ الْأَشْجَعِيِّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: أَمَرَنِي عَلِيٌّ أَنْ أَمْسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ (2).

782 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا وَهُوَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: وَاللهِ مَا عِنْدَنَا كِتَابٌ نَقْرَؤُهُ عَلَيْكُمْ إِلا كِتَابَ اللهِ تَعَالَى، وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ - مُعَلَّقَةً بِسَيْفِهِ - أَخَذْتُهَا مِنْ رَسُولِ

= ولقوله- في حديث الأعمش-: "ملئ إيماناً إلى مشاشه" شاهد من حديث رجل من الصحابة- وسماه الحاكم في رواية: عبد الله- عند النسائي 8/ 111، والحاكم 3/ 392 - 393 و 393، ومن حديث عائشة عند البزار (2685 - كشف الأستار).

وقد صحح الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/ 92 إسناد كلٍّ منهما.

والمُشاش: رؤوس العظام وأطرافها.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (748).

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن الأشجعي- وهو أبو عبيدة بن عبيد الله بن عبيد الرحمن- فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له أبو داود في "السنن". وانظر ما قبله.

ص: 170

اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِيهَا فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ. مُعَلَّقَةً بِسَيْفٍ لَهُ حِلْيَتُهُ حَدِيدٌ، أَوْ قَالَ: بَكَرَاتُهُ حَدِيدٌ (1).

783 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ، حَدَّثَنَا (2) سُلَيْمَانَ - يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ -، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: كَانَ أَبِي الْحَارِثُ عَلَى أَمْرٍ مِنْ أُمُرِ مَكَّةَ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ، فَأَقْبَلَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ: فَاسْتَقْبَلْتُ عُثْمَانَ بِالنُّزُلِ بِقُدَيْدٍ، فَاصْطَادَ أَهْلُ الْمَاءِ حَجَلًا، فَطَبَخْنَاهُ بِمَاءٍ وَمِلْحٍ، فَجَعَلْنَاهُ عُرَاقًا لِلثَّرِيدِ، فَقَدَّمْنَاهُ إِلَى عُثْمَانَ وَأَصْحَابِهِ، فَأَمْسَكُوا، فَقَالَ عُثْمَانُ: صَيْدٌ لَمْ أَصْطَدْهُ، وَلَمْ نَأْمُرْ بِصَيْدِهِ، اصْطَادَهُ قَوْمٌ حِلٌّ فَأَطْعَمُونَاهُ، فَمَا بَأْسٌ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ: مَنْ يَقُولُ فِي هَذَا؟ فَقَالُوا: عَلِيٌّ.

فَبَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ، فَجَاءَ، قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى

(1) زاد في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: "أي حِلَقُه"، ولم ترد هذه الزيادة في أصولنا.

والحديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فيه شريك- وهو ابن عبد الله- سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، ومع ذلك فقد حسن الحافظ إسناده في "الفتح" 1/ 204 - 205. مخارق: هو ابن خليفة الأحمسي الكوفي.

وأخرجه البزار (513) من طريق أبي نعيم الفضل بنِ دكين، والطحاوي 4/ 318 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، كلاهما عن شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (798) و (874) و (962).

ويشهد له ما سيأتي برقم (1196) بإسناد صحيح، وانظر (599).

(2)

تحرفت في (م) إلى: بن.

ص: 171

عَلِيٍّ حِينَ جَاءَ وَهُوَ يَحُتُّ الْخَبَطَ عَنْ كَفَّيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: صَيْدٌ لَمْ نَصْطَدْهُ وَلَمْ نَأْمُرْ بِصَيْدِهِ، اصْطَادَهُ قَوْمٌ حِلٌّ، فَأَطْعَمُونَاهُ، فَمَا بَأْسٌ؟ قَالَ: فَغَضِبَ عَلِيٌّ وَقَالَ: أَنْشُدُ اللهَ رَجُلًا شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أُتِيَ بِقَائِمَةِ حِمَارِ وَحْشٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّا قَوْمٌ حُرُمٌ، فَأَطْعِمُوهُ أَهْلَ الْحِلِّ " قَالَ: فَشَهِدَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: أُنْشِدُ اللهَ رَجُلًا شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أُتِيَ بِبَيْضِ النَّعَامِ، فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّا قَوْمٌ حُرُمٌ، أَطْعِمُوهُ أَهْلَ الْحِلِّ " قَالَ: فَشَهِدَ دُونَهُمْ مِنَ الْعِدَّةِ مِنَ الِاثْنَيْ عَشَرَ، قَالَ: فَثَنَى عُثْمَانُ وَرِكَهُ عَنِ الطَّعَامِ، فَدَخَلَ رَحْلَهُ، وَأَكَلَ ذَلِكَ الطَّعَامَ أَهْلُ الْمَاءِ (1).

• 784 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) حَدَّثَنِي هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان-.

وأخرجه البزار (914) من طريق أبي عامر العقدي، عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (356) من طريق حماد بن زيد، عن علي بن زيد، به.

وأخرجه بنحوه أبو داود (1849)، ومن طريقه البيهقي 5/ 194 من طريق حميد الطويل، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن أبيه، به. مختصراً بقصة قائمة الحمار فقط من غير ذكر عدة من شهد، وإسناده صحيح. وسيأتي الحديث أيضاً برقم (784) و (814)، وانظر (830).

قديد: اسم موضع قرب مكة. وعُراق جمع عَرْق، وهو العظم الذي أُخذ عنه اللحم.

والخَبَط ورق الشجر ينفض بالمخابط ويجفف ويطحن ويخلط بدقيق أوغيره ويعلف به الإبل.

(2)

جاء هذا الحديث في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1 / ورقة 203.

ص: 172

عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ: أَنَّ أَبَاهُ وَلِيَ طَعَامَ عُثْمَانَ، قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْحَجَلِ حَوَالَيِ الْجِفَانِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ عَلِيًّا يَكْرَهُ هَذَا. فَبَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ وَهُوَ مُلَطِّخٌ يَدَيْهِ بِالْخَبَطِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَكَثِيرُ الْخِلافِ عَلَيْنَا. فَقَالَ عَلِيٌّ: أُذَكِّرُ اللهَ مَنْ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِعَجُزِ حِمَارِ وَحْشٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ: " إِنَّا مُحْرِمُونَ، فَأَطْعِمُوهُ أَهْلَ الْحِلِّ " فَقَامَ رِجَالٌ فَشَهِدُوا، ثُمَّ قَالَ: أُذَكِّرُ اللهَ رَجُلًا شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِخَمْسِ بِيضَاتٍ: بَيْضِ نَعَامٍ، فَقَالَ:" إِنَّا مُحْرِمُونَ، فَأَطْعِمُوهُ أَهْلَ الْحِلِّ " فَقَامَ رِجَالٌ فَشَهِدُوا، فَقَامَ عُثْمَانُ فَدَخَلَ فُسْطَاطَهُ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ عَلَى أَهْلِ الْمَاءِ (1).

785 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ قَالَ: أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَغْلَةٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَنَّا أَنْزَيْنَا الْحُمُرَ عَلَى خَيْلِنَا فَجَاءَتْنَا بِمِثْلِ هَذِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ "(2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (432) عن هدبة بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن زرير الغافقي، فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي، وهو ثقة. أبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليَزَني.

وأخرجه أبو داود (2565)، والبزار (889)، والنسائي 6/ 224، والطحاوي 3/ 271، وابن حبان (4682)، والبيهقي 10/ 22 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. =

ص: 173

786 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: إِنَّ الْوَتْرَ لَيْسَ بِحَتْمٍ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ اللهَ عز وجل، وِتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ (1).

787 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ مِقْسَمٍ أَبِي الْقَاسِمِ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ مَوْلاهُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: اعْتَمَرْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي زَمَانِ عُمَرَ، أَوْ زَمَانِ عُثْمَانَ، فَنَزَلَ عَلَى أُخْتِهِ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ عُمْرَتِهِ رَجَعَ، فَسُكِبَ لَهُ غُسْلٌ فَاغْتَسَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا حَسَنٍ، جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرٍ نُحِبُّ أَنْ تُخْبِرَنَا عَنْهُ. قَالَ: أَظُنُّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يُحَدِّثُكُمْ أَنَّهُ كَانَ أَحْدَثَ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالُوا: أَجَلْ، عَنْ ذَلِكَ جِئْنَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: أَحْدَثُ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ صلى الله عليه وسلم قُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ (2).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 540 من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وسيأتي برقم (1359)، وانظر (766).

(1)

صحيح، أبو خيثمة- وهو زهير بن معاوية، وإن كان سماعه من أبي إسحاق بعد الاختلاط- قد توبع، وقد تقدم الحديث برقم (652).

وأخرجه البيهقي 2/ 467 - 468 من طريق عمرو بن مرزوق، عن زهير، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده حسن. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

ص: 174

788 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عُتَيْبَةُ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَصْرَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: مَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، وَتَرَكَ دِينَارَيْنِ، أَوْ دِرْهَمَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَيَّتَانِ، صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ "(1).

789 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ كَذَبَ فِي الرُّؤْيَا مُتَعَمِّدًا، كُلِّفَ عَقْدَ شَعِيرَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

• 790 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي، مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ، صَالِحُهُمْ تَبَعٌ لِصَالِحِهِمْ،

(1) حديث حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة عُتيبة وبُريد بن أصرم.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 140، وعنه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 157 عن عفان، بهذا الإسناد. ولفظة "كيتان" ليست عند البخاري، وقال: إسناد مجهول. وستيأتي برقم (1155) و (1156) و (1165).

(2)

وله شاهد حسن من حديث ابن مسعود وسيأتي برقم (3914) وشاهد آخر من حديث أبي هريرة سيأتي في المسند حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب.

وأخرجه الترمذي (2282) عن قتيبة بن سعيد، والحاكم 4/ 392 - 393 من طريق مسدد، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده، فتعقبه الذهبي بتضعيف عبد الأعلى الثعلبي. وانظر (568).

ص: 175

وَشِرَارُهُمْ تَبَعٌ لِشِرَارِهِمْ " (1).

791 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ يُقَالُ لَهُ جُرَيُّ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ عَضْبَاءِ الْأُذُنِ وَالْقَرْنِ. قَالَ: فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ: " النِّصْفُ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ (2).

792 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْرَقِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا نَائِمٌ عَلَى الْمَنَامَةِ،

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن جابر- وهو اليمامي-.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2162 - 2163 عن عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/ 56 عن ابن منيع، عن محمد بن سليمان لُوين، به.

وأخرجه البزار (512) من طريق عبد الله بن الوزير، عن محمد بن جابر، به.

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3495)، ومسلم (1818)، وسيأتي في "المسند"(2/ 242 - 243 و 261 و 319 و 395 و 433 الطبعة الميمنية).

وعن جابر عند مسلم (1819)، وسيأتي في "المسند" أيضاً (3/ 331). وعن معاوية بن أبي سفيان، وسيأتي في "المسند"(4/ 101).

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جُري بن كليب، وقد تقدم الحديث والكلام عليه برقم (633).

ص: 176

فَاسْتَسْقَى الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ، قَالَ: فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى شَاةٍ لَنَا بِكْيءٍ فَحَلَبَهَا فَدَرَّتْ، فَجَاءَهُ الْحَسَنُ، فَنَحَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَيْكَ؟ قَالَ:" لَا، وَلَكِنَّهُ اسْتَسْقَى قَبْلَهُ " ثُمَّ قَالَ: " إِنِّي وَإِيَّاكِ وَهَذَيْنِ وَهَذَا الرَّاقِدَ، فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

• 793 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا حُدَيْجٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " خَرَجْتُ حِينَ بَزَغَ الْقَمَرُ كَأَنَّهُ فِلْقُ جَفْنَةٍ، فَقَالَ: اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ "(2).

(1) إسناده ضعيف جداً، قيس بن الربيع مضطرب الحديث وضعفه غير واحد، وآفته من ابن له كان يأخذ حديثَ الناس، فيدخله في كتاب قيس ولا يعرف الشيخ ذلك، وليّنه الإمام أحمد وقال: روى أحاديث منكرة. أبو المقدام: هو ثابت بن هرمز الحداد، وعبد الرحمن الأزرق: هو عبد الرحمن بن بشر بن مسعود الأنصاري، روى له مسلم حديثاً واحداً في العزل، ولم يوثقه غير ابن حبان.

قلنا: والحديث حديث عمرو بن ثابت أبي المقدام، عن أبيه، عن أبي فاختة سعيد بن علاقة، عن علي مرفوعاً، أخرجه كذلك البزار (2616 - كشف الأستار) من طريق أحمد بن المفضَّل، وأبو يعلى (510) من طريق حسين بن محمد بن بهرام، والطبراني في "الكبير"(2622) من طريق أبي داود الطيالسي، ثلاثتهم عن عمرو بن أبي المقدام، بهذا الإسناد. وعمرو بن أبي المقدام متروك الحديث، رافضي شتام للسلف.

وقد تحرف الإسناد في المطبوع من "كشف الأستار" إلى: عمر بن ثابت عن أبي المقدام عن أبيه

ورواية أبي يعلى مختصرة.

والشاة البَكِئ والبكيئة: التي قلَّ لبنُها، وقيل: انقطع.

(2)

إسناده ضعيف لضعف حُديج- وهو ابن معاوية- كان سيئ الحفظ كثير الوهم، وسماعه من أبي إسحاق السبيعي يغلب على ظننا أنه بعدَ الاختلاط لمخالفة شعبة له في =

ص: 177

794 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ تَرَكَ مَوْضِعَ شَعَرَةٍ مِنْ جَسَدِهِ مِنْ جَنَابَةٍ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فُعِلَ بِهِ كَذَا وَكَذَا مِنَ النَّارِ " قَالَ عَلِيٌّ: فَمِنْ ثَمَّ عَادَيْتُ رَأْسِي، فَمِنْ ثَمَّ عَادَيْتُ رَأْسِي (1).

= إسناد الحديث كما سيأتي في التخريج. أبو حذيفة: هو سلمة بن صهيب. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 191 من طريق إبراهيم بن ميمون الأسدي، عن محمد بن سليمان لوين، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (525)، وعنه ابن عدي في "الكامل" 2/ 837 عن محمد بن بكار، عن حُديج بن معاوية، به.

قلنا: وأخرجه أحمد في "المسند"(5/ 369 الطبعة الميمنية)، والنسائي في "الكبرى"(3411) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي إسحاق أنه سمع أبا حذيفة يحدث عن رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"نظرتُ إلى القمر صبيحةَ ليلة القَدْرِ، فرأيتُه كأنه فِلْق جفنة" قال أبو إسحاق: إنما يكون ذلك صبيحة ثلاث وعشرين. وهذا إسناد قوي، وجهالة الصحابي لا تضر كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث.

وأورد الدارقطني في "العلل" 4/ 186 طريق شعبة هذا وقال: هو المحفوظ.

وقولُ أبي إسحاق في تفسير قوله "فلق جفنة" أن ذلك إنما يكون صبيحة ثلاثٍ وعشرين نقل الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/ 264 خلافَه عن أبي الحسن الفارسي حيث قال في تفسيره: إنها ليلةُ سبع وعشرين، فإن القمر يطلع فيها بتلك الصِّفةِ. وقد ذكر الحافظ في "الفتح" 4/ 262 - 266 للناس في ليلة القدر أكثر من أربعين قولاً.

وفِلْق الجفنة: نصفها، أي: أحد شقَّيها إذا انفلقت. والجفنة: القصعة العظيمة.

(1)

إسناده ضعيف، وقد تقدم الكلام فيه برقم (727).

وأخرجه البيهقي 1/ 175 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

ص: 178

795 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ شَرِبَ قَائِمًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّاسُ كَأَنَّهُمْ أَنْكَرُوهُ، فَقَالَ: مَا تَنْظُرُونَ (1)؟ إِنْ أَشْرَبْ قَائِمًا، فَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ قَائِمًا، وَإِنْ أَشْرَبْ قَاعِدًا، فَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ قَاعِدًا (2).

796 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الرَّأْسِ، عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، هَدِبَ الْأَشْفَارِ - قَالَ حَسَنٌ: الشِّفَارِ - مُشْرَبَ الْعَيْنِ بِحُمْرَةٍ، كَثَّ اللِّحْيَةِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَعَدٍ

(1) في حاشية (س) و (ص): تنكرون.

(2)

إسناده حسن، حماد- وهو ابن سلمة- روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط، وقد توبع. زاذان: هو أبو عبد الله الكندي، ثقة من رجال مسلم.

وأخرجه الطحاوي 4/ 273 من طريق أسد بن موسى وحجاج بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (916) و (1125) و (1128) و (1140).

وسيأتي في الشرب قائماً عن علي برقم (797) من طريق ربعي بن حراش، وبرقم (1222) من طريق النزال بن سبرة.

وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (5617)، ومسلم (2027) قال: شرب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائماً من زمزم.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد 2/ 174، والترمذي (1883) وقال: حسن صحيح.

وعن عائشة عند النسائي 3/ 81 - 82 قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشربُ قائماً وقاعداً. ورجاله ثقات.

ص: 179

- قَالَ حَسَنٌ: تَكَفَّأَ - وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا (1).

• 797 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ - وَقَالَ لِي: هُوَ اسْمِي وَكُنْيَتِي -، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ - يَعْنِي ابْنَ الْخِمْسِ -، حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ أَحْنَفَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَامَ خَطِيبًا فِي الرَّحَبَةِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ دَعَا بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ فَتَمَضْمَضَ مِنْهُ، وَتَمَسَّحَ، وَشَرِبَ فَضْلَ كُوزِهِ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ يَكْرَهُ أَنْ يَشْرَبَ وَهُوَ قَائِمٌ، وَهَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ، وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ هَكَذَا (2).

(1) إسناده حسن. حماد: هو ابن سلمة، ومحمد بن علي: هو ابن الحنفية.

وأخرجه ابن سعد 1/ 410 عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وقرن بالحسن يزيدَ بن هارون ويحيى بن عباد. وانظر (684).

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبو عبيدة بن فضيل بن عياض وثقه الدارقطني وابن حبان، وأخرج له في "صحيحه" وكذلك الحاكم، ومالك بن سُعير فقد قال أبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له البخاري حديثين في التفسير متابعة، وانفرد أبو داود بتضعيفه، وفرات بن أحنف وثّقه ابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم: صالح الحديث.

وقوله: "وتمسَّحَ"، أي: مَسَح وجهه وذراعيه ورأسه ورجليه، كما جاء موضَّحاً في الرواية الصحيحة التي تقدمت برقم (583) من حديث النزال بن سبرة، عن علي، والاكتفاء بالمسح في موضع الغَسْل إنما هو سائغٌ في وضوء غير المُحْدِث، كما صرح بذلك أمير المؤمنين في هذه الرواية وغيرها، وأما المحدِثُ فقد اتفق أهل العلم على أنه لا يصح منه إلا غَسْل وجهه ويديه ورجليه.

ص: 180

• 798 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ مِنَ الْوَحْيِ - أَوْ قَالَ: كِتَابٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلا مَا فِي كِتَابِ اللهِ، وَهَذِهِ الصَّحِيفَةِ الْمَقْرُونَةِ بِسَيْفِي - وَعَلَيْهِ سَيْفٌ حِلْيَتُهُ حَدِيدٌ - وَفِيهَا فَرَائِضُ الصَّدَقَاتِ (1).

799 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، أَنَّ عَلِيًّا قِيلَ لَهُ: إِنَّ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَابِ. فَقَالَ: لِيَدْخُلْ قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَإِنَّ الزُّبَيْرَ حَوَارِيَّ "(2).

800 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: وَهَبَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غُلامَيْنِ أَخَوَيْنِ، فَبِعْتُ أَحَدَهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا فَعَلَ الْغُلامَانِ؟ " فَقُلْتُ: بِعْتُ أَحَدَهُمَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رُدَّهُ "(3).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وقد تقدم برقم (782).

(2)

إسناد. حسن. وأخرجه ابن سعد 3/ 105 عن عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1388) عن إبراهيم بن الحجاج السامي، عن حماد بن سلمة، به. وانظر (680).

(3)

حسن لغيره، وهذا سند ضعيف لانقطاعه، ميمون بن أبي شبيب لم يدرك علياً، وليس هو بذاك، وحديثه يصلح للمتابعات، والحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، على لين في حديثه. =

ص: 181

801 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ - قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي سَبْعَةِ أَثْوَابٍ (1).

802 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ - وَكَانَ أَبُو فَضَالَةَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ - قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي عَائِدًا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنْ مَرَضٍ أَصَابَهُ، ثَقُلَ مِنْهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبِي: مَا يُقِيمُكَ بِمَنْزِلِكَ هَذَا، لَوْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ لَمْ يَلِكَ إِلَّا أَعْرَابُ جُهَيْنَةَ؟ تُحْمَلُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَإِنْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ وَلِيَكَ

= وأخرجه ابن ماجه (2249)، والبيهقي 9/ 127 من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (185)، ومن طريقه البيهقي 9/ 127، وأخرجه الترمذي (1284) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والدارقطني 3/ 66 من طريق عباس بن الوليد النرسي، ثلاثتهم (الطيالسي وعبد الرحمن وعباس) عن حماد بن سلمة، به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وله طريق آخر نقدم برقم (760).

وأخرج أبو داود (2696)، والدارقطني 3/ 66، والحاكم 2/ 55، والبيهقي 9/ 126 من طريق يزيد بن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني، عن الحكم بن عُتيبة، عن ميمون بنِ أبي شبيب، عن علي: أنه فرَّقَ بين جاريةٍ وولدِها، فنهاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وردَّ البيعَ، ويزيد بن عبد الرحمن مختلف فيه، وخلاصة القول فيه: أنه حسنُ الحديث في المتابعات، وهيمون بن أبي شبيب لم يدرك علياً كما تقدم.

(1)

إسناده ضعيف، وقد تقدم الكلام عليه برقم (728).

وأخرجه ابن سعد 2/ 287، والبزار (646) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

ص: 182

أَصْحَابُكَ وَصَلَّوْا عَلَيْكَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ (1) لَا أَمُوتَ حَتَّى أُؤَمَّرَ، ثُمَّ تُخْضَبَ هَذِهِ - يَعْنِي لِحْيَتَهُ -، مِنْ دَمِ هَذِهِ - يَعْنِي هَامَتَهُ -. فَقُتِلَ، وَقُتِلَ أَبُو فَضَالَةَ مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّينَ (2).

803 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ -، عَنْ عَمِّهِ الْمَاجِشُونِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلاةَ يُكَبِّرُ، ثُمَّ يَقُولُ: " وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، اهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلاقِ لَا

(1) في (ق) وحاشية (س): أني.

(2)

إسناده ضعيف، فضالة بن أبي فضالة لم يرو عنه غيرُ عبد الله بن محمد بن عقيل، ولم يوثقه غير ابن حبان، وجهله ابن خراش، وقال الذهبي في "الميزان" 3/ 349: لا يُدرى من ذا، وعبد الله بن محمد بن عقيل انظر القول الفصل فيه عند الحديث رقم (728)، وأورد الحافظ ابن حجر حديث الباب في "تعجيل المنفعة" ص 513 ولينه. محمد بن رامد: هو المكحولي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(173)، والبزار (927)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(328) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، عن محمد بن راشد المكحولي، بهذا الإسناد. وعند ابن أبي عاصم وأبي نعيم: خرجت مع أبي إلى يَنْبُع عائداً لعلي بن أبي طالب

.

ص: 183

يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلا أَنْتَ، اصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ".

وَإِذَا رَكَعَ قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعِظَامِي وَعَصَبِي ".

وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ".

وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ فَأَحْسَنَ صُوَرَهُ، فَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ".

وَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ "(1).

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ: قَالَ: بَلَغَنَا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الماجشون ابن أبي سلمة المدني- واسمه يعقوب- فمن رجال مسلم. الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.

وأخرجه مسلم (771)(202)، وابن حبان (1773) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وانظر (729).

ص: 184

شُمَيْلٍ، أَنَّهُ قَالَ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ: " وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ " قَالَ: لَا يُتَقَرَّبُ بِالشَّرِّ إِلَيْك (1).

804 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَمِّهِ الْمَاجِشُونِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ كَبَّرَ ثُمَّ قَالَ: " وَجَّهْتُ وَجْهِي "

فَذَكَرَ مِثْلَهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ:" وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا "(2).

805 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (3).

806 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يُصْبِحَ فِي بَيْتِهِ بَعْدَ ثَلاثٍ مِنْ لَحْمِ نُسُكِهِ شَيْءٌ "(4).

(1) انظر لزاماً تفصيل القول في هذه المسألة "شفاء العليل" الباب الحادي والعشرون في تنزيه القضاء الإلهي عن الشر ص 178 - 185 لابن القيم.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الماجشون بن أبي سلمة، فمن رجال مسلم. حُجين: هو ابن المثنَّى اليمامي. وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (729).

(4)

إسناده قوي، ابن إخي ابن شهاب- وهو محمد بن عبد الله بن مسلم- توبع، تابعه معمر عن الزهري فيما تقدم برقم (587).

ص: 185

807 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ الْأَصَمُّ، قَالَ: سَمِعْتُ السُّدِّيَّ إِسْمَاعِيلَ يَذْكُرُهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ قَدْ مَاتَ. قَالَ: " اذْهَبْ فَوَارِهِ، ثُمَّ لَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي ". قَالَ: فَوَارَيْتُهُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ، قَالَ:" اذْهَبْ فَاغْتَسِلْ، ثُمَّ لَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي ". قَالَ: فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ، قَالَ: فَدَعَا لِي بِدَعَوَاتٍ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا حُمْرَ النَّعَمِ وَسُودَهَا. قَالَ: وَكَانَ عَلِيٌّ إِذَا غَسَّلَ الْمَيِّتَ اغْتَسَلَ (1).

• 808 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَتَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ. وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِئَتَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ،

(1) إسناده ضعيف، الحسن بن يزيد الأصم- وإن كان وُثِّق- قال ابن عدي في "الكامل" 2/ 738: عن السدِّي ليس بالقوي، وحديثه عنه ليس بالمحفوظ، ثم ذكر له ثلاثة أحاديث هذا منها وقال: وللحسن بن يزيد أحاديث غير ما ذكرته، وهذا أنكر ما رأيت له عن السُّدي، ونقل البيهقي 1/ 304 عن الإمام أحمد أنه ضعَّفه من هذا الوجه.

والسدي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب.

وأخرجه البزار (592) عن حاتم بن الليث، عن إبراهيم بن أبي العباس، بهذا الإسناد. إلا أنه زاد فيه سعد بن عبيدة بين إسماعيل السدي وبين أبي عبد الرحمن السلمي، قال الدارقطني فى "العلل" 4/ 159: وهو وهم، والقول الأول أصح. يعني بإسقاط سعد بن عبيدة من السند.

وأخرجه البيهقي 1/ 304 و 305 من طريق سعيد بن منصور، به بإسقاط سعد بن عبيدة. وسيأتي برقم (1074)، وانظر (759).

ص: 186

عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ، يَرْفُضُونَ الْإِسْلامَ "(1).

• 809 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " كُنْتُ آتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْتَأْذِنُ، فَإِنَّ كَانَ فِي صَلاةٍ سَبَّحَ،

(1) إسناده ضعيف جداً لضعف يحيى بن المتوكل وكثير النواء، وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 163 من طريق "المسند"، وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2087 من طريق محمد بن سليمان لوين، و 7/ 2664 من طريق محمد بن جعفر الوركاني، بهذا الإسناد. وفي المطبوع منه:"إبراهيم بن الحسن عن أبيه عن جده علي " ويغلب على ظننا أنه تحريف، وليس يعرف للحسن بن الحسن بن علي عن جده رواية.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 279 - 280 تعليقاً، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 547 من طريق محمد بن الصباح، وابن أبي عاصم (978) من طريق يزيد بن هارون، والبزار (499) من طريق مهران بن أبي عمر، والخطيب في "الموضح" 2/ 332 - 333 من طريق إسحاق بن المنذر، أربعتهم عن يحيى بن المتوكل، به. ووقع في المطبوع من "الدلائل": إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي عن أبيه عن جدِّه علي!

وأخرجه البيهقي 6/ 547 من طريق الأسود بن عامر، عن أبي سهل، عن كثير النواء، به. وأبو سهل هذا لم نتبينه، ويغلب على ظننا أنه محرف عن "أبي عقيل" فالحديث لا يُعرف إلا به، والله أعلم.

ص: 187

وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِ صَلاةٍ أَذِنَ لِي (1).

• 810 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مَسْلَمَةُ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو (2) الْبَجَلِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُفَتَّنَ التَّوَّابَ "(3).

• 811 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: لَمَّا أَعْيَانِي أَمْرُ الْمَذْيِ أَمَرْتُ الْمِقْدَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" منهِ (4) الْوُضُوءُ ". اسْتِحْيَاءً مِنْ أَجْلِ فَاطِمَةَ (5).

(1) إسناده ضعيف جداً. وهو مكرر (598).

(2)

تحرف في (م) و (ق) إلى: ابن عمرو.

(3)

إسناده ضعيف جداً. وهو مكرر (605).

(4)

في (م) و (س) و (ق) و (ص): فيه.

(5)

صحيح لغيره، رجاله رجال الصحيح غير الحجاج بن أرطاة، فقد روى له مسلم مقروناً، واحتج به أصحابُ السنن، وهو صدوق إلا أنه مدلس وقد عنعن. أبو يعلى: هو المنذر بن يعلى الثوري.

وأخرجه البزار (652) من طريق أبي معاوية، عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد.

وانظر الحديث المتقدم برقم (618).

ص: 188

• 812 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنِ الْمُتْعَةِ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ (1).

813 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، أَنَّ عَلِيًّا قِيلَ لَهُ: إِنَّ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَابِ. فَقَالَ عَلِيٌّ: لَيَدْخُلَنَّ قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ "(2).

814 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ نَزَلَ قُدَيْدًا، فَأُتِيَ بِالْحَجَلِ فِي الْجِفَانِ شَائِلَةً بِأَرْجُلِهَا، فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ وَهُوَ يَضْفِزُ بَعِيرًا لَهُ، فَجَاءَ وَالْخَبَطُ يَتَحَاتُّ مِنْ يَدَيْهِ، فَأَمْسَكَ عَلِيٌّ، وَأَمْسَكَ النَّاسُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: مَنْ هَا هُنَا مِنْ أَشْجَعَ؟ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ بِبَيْضَاتِ نَعَامٍ، وَتَتْمِيرِ وَحْشٍ، فَقَالَ:" أَطْعِمْهُنَّ أَهْلَكَ، فَإِنَّا حُرُمٌ "؟ قَالُوا: بَلَى. فَتَوَرَّكَ عُثْمَانُ عَنْ سَرِيرِهِ، وَنَزَلَ، فَقَالَ: خَبَّثْتَ عَلَيْنَا (3).

(1) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه انقطاعاً، عبد الله بن محمد بن علي لم يُدرك جده علي بن أبي طالب، وقد سلف موصولاً برقم (592).

(2)

إسناده حسن. يونس: هو ابن محمد المؤدب. وانظر (680).

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.

وأخرجه الطحاوي 2/ 168 من طريق حجاج بنِ منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا =

ص: 189

815 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ "(1).

816 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ هُبَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَالْقَسِّيِّ، وَالْمِيثَرَةِ (2).

817 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ - يَعْنِي الطَّحَّانَ -، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ قَبْلَ الْعَتَمَةِ وَبَعْدَهَا، يُغَلِّطُ أَصْحَابَهُ فِي الصَّلاةِ (3).

= الإسناد. وانظر (783).

الحَجَل: طير معروف. وشائلة بأرجُلها: رافعتها بسبب الطبخ.

وقوله: "وهو يضفِزُ بعيراً له"، أي: يعلفه الضَّفيز، وهو شعير يُجرش وتُعلَفه الإبل.

وقوله: "تتمير وَحْشٍ"، أي: لحم من لحم الوحش مقطع صغاراً كالتمر، وتتمير اللحم: تقطيعه وتجفيفه وتنشيفه.

(1)

حديث حسن لغيره، وهذا سند ضعيف، نجي والد عبد الله لم يرو عنه غير ابنه ولم يوثقه غير ابن حبان.

وقد تقدم هذا الحديث برقم (632).

وله شاهد من حديث أبي طلحة أخرجاه، وسيأتي في "المسند" 4/ 28.

(2)

إسناده حسن. وهو مكرر (722).

(3)

حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث بن عبد الله الأعور. وانظر (663).

ص: 190

818 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُودَى الْمُكَاتَبُ بِقَدْرِ مَا أَدَّى "(1).

819 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا زَوَّجَهُ فَاطِمَةَ بَعَثَ مَعَهُ (2) بِخَمِيلَةٍ وَوِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، وَرَحَيَيْنِ وَسِقَاءٍ وَجَرَّتَيْنِ (3).

820 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ يُحَنَّسَ وَصَفِيَّةَ كَانَا مِنْ سَبْيِ (4) الْخُمُسِ، فَزَنَتْ صَفِيَّةُ بِرَجُلٍ مِنَ الْخُمُسِ، فَوَلَدَتْ غُلامًا فَادَّعَاهُ الزَّانِي وَيُحَنَّسُ، فَاخْتَصَمَا إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَرَفَعَهُمَا إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَقْضِي فِيهِا (5) بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ ". وَجَلَدَهُمَا خَمْسِينَ خَمْسِينَ (6).

(1) صحيح، رجاله ثقات. وهو مكرر (723).

(2)

في (م) و (ص) وحاشية (س): معها، وفي (ق): معهما.

(3)

إسناده قوي. وسيتكرر برقم (838)، ويأتى تخريجه هناك.

(4)

لفظة "سبي" لم ترد في (ظ 11) و (ب).

(5)

على حاشية (س) و (ص): فيهما.

(6)

إسناده ضعيف، سعد بن معبد والد الحسن لم يرو عنه غير ابنه، ولم يوثقه غير ابن حبان، والحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وخالفه محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، فرواه عن الحسن بن سعد عن رباح، وقد تقدم في "المسند" برقم (416)، =

ص: 191

821 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: كُنَّا بِمِنًى، فَإِذَا صَائِحٌ يَصِيحُ: أَلا إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَصُومُنَّ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ". قَالَتْ: فَرَفَعْتُ أَطْنَابَ الْفُسْطَاطِ، فَإِذَا الصَّائِحُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (1).

822 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي تَعْجِيلِ صَدَقَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ، فَرَخَّصَ لَهُ فِي ذَلِك (2).

= وهو أصحُّ، لأن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب أوثق وأحفظُ من الحجاج بن أرطاة، وقد احتجَّ به أصحابُ الكتب الستة.

وأخرجه مختصراً البزار (816) عن طالوت بن عباد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أن الولد للفراش.

قال البزار: وهذا الحديثُ لا نعلمه يُروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وأحسب أن الحجاج بنَ أرطاة أخطأ في إسناده، إنما رواه محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب في إسناد له عن الحسن بن سعد عن رباح عن عثمان.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أم عمرو، وهي صحابية. المفضل بن فضالة: هو ابن عبيد المصري، ويزيد بن عبد الله: هو ابن أسامة بن الهاد.

وسيأتي برقم (824).

(2)

إسناده حسن. الحكم: هو ابن عتيبة.

وأخرجه ابن سعد 4/ 26، والدارمي (1636)، وأبو داود (1624)، وابن ماجه (1795)، والترمذي (678)، وابن خزيمة (2331)، والدارقطني 2/ 123، والحاكم =

ص: 192

• 823 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَرْسَلْنَا (1) الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ عَنِ الْمَذْيِ يَخْرُجُ مِنَ الْإِنْسَانِ، كَيْفَ يَفعَلُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" تَوَضَّأْ، وَانْضَحْ فَرْجَكَ "(2).

= 3/ 332، والبيهقي 4/ 111، والبغوي (1577) من طريق سعيد بن منصور، بهذا الإسناد، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي، وحسنه البغوي.

وقال أبو داود: روى هذا الحديثَ هشيمٌ عن منصور بن زاذان، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم (مرسلاً)، وحديث هشيَم أصحُّ. يعني من حديث الباب، وقال مثل ما قال أبو داود الدارقطني في "السنن" 2/ 124، وفي "العلل" 3/ 189، والبيهقي 4/ 111.

قال الإمام البغوي: واختلف أهلُ العلم في تعجيل الزكاة قَبْلَ تمام الحَوْلِ، فذهب أكثرهم إلى جوازه، وهو قولُ الزهري والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسَحاق، وأصحاب الرأي، وقال الثوريُّ: أحبُّ أن لا تُعَجَّل، وذهب قوم إلى أنه لا يجوز التعجيلُ، ويعيدُ لو عجَّل، وهو قولُ الحسن، ومذهب مالك، واتفقوا على أنه لا يجوزُ إخراجُها قَبْلَ كمال النصاب، ولا يجوز تعجيلُ صدقة عامين عند الأكثرين.

(1)

في (م) وعلى حاشية (س) و (ص): أرسلت.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مخرمة بن بكير، فمن رجال مسلم.

وأخرجه البيهقي 1/ 115 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (303)(19)، والنسائي 1/ 214 عن أحمد بن عيسى، به. وقرن مسلم بأحمد بن عيسى هارونَ بنَ سعيد الأيلي.

وأخرجه البزار (452) من طريق أصبغ بن الفرج، وابن خزيمة (22) من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، كلاهما عن ابنِ وهب، به. وسيأتي برقم (870).

ص: 193

824 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّهَا قَالَتْ: بَيْنَمَا نَحْنُ بِمِنًى إِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى جَمَلٍ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ هَذِهِ أَيَّامُ طُعْمٍ وَشُرْبٍ، فَلَا يَصُومَنَّ أَحَدٌ " فَأَسْمَعَ (1) النَّاسَ (2).

825 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ أَنْبَأَنِي غَيْرَ مَرَّةٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مِنْ أَوَّلِهِ وَأَوْسَطِهِ، وَآخِرِهِ، وَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى آخِرِ اللَّيْلِ (3).

(1) في (م) و (س) و (ق) و (ص): فأتبع.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أم عمرو بن سليم. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2890) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 256 من طريق عبد الله بن عبد الحكم وشعيب بن الليث، عن الليث بن سعد، به.

وأخرجه الشافعي في "الرسالة"(1127) عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، والطبري ص 256 - 257 من طريق حيوة بن شريح، كلاهما عن ابن الهاد، به. وانظر (567).

وأخرجه النسائي (2886) و (2887) و (2888) من طريق مسعود بن الحكم الزرقي، عن أمه، عن علي بنحوه.

(3)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن ضمرة، فقد روى له أصحابُ السنن، وهو صدوق.

وأخرجه الطحاوي 1/ 340 من طريق سعيد بن عامر وعفان، بهذا الإسناد. وانظر =

ص: 194

826 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَلَمَةُ (1) بْنُ كُهَيْلٍ أَنْبَأَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ حُجَيَّةَ بْنَ عَدِيٍّ - رَجُلًا مِنْ كِنْدَةَ - قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ عَلِيًّا، قَالَ: إِنِّي اشْتَرَيْتُ هَذِهِ الْبَقَرَةَ لِلْأَضْحَى؟ قَالَ: عَنْ سَبْعَةٍ. قَالَ: الْقَرْنُ؟ قَالَ: لَا يَضُرُّكَ. قَالَ: الْعَرَجُ؟ قَالَ: إِذَا بَلَغَتِ الْمَنْسَكَ. ثُمَّ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ (2).

827 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: تَنَازَعَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَحِبَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ لِحِبَّانَ: قَدْ عَلِمْتُ مَا الَّذِي جَرَّأَ صَاحِبَكَ - يَعْنِي عَلِيًّا -. قَالَ: فَمَا هُوَ لَا أَبَا لَكَ؟ قَالَ: قَوْلٌ سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالزُّبَيْرَ وَأَبَا مَرْثَدٍ، وَكُلُّنَا فَارِسٌ، قَالَ:" انْطَلِقُوا حَتَّى تَبْلُغُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ فِيهَا امْرَأَةً مَعَهَا صَحِيفَةٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ، فَائْتُونِي بِهَا " فَانْطَلَقْنَا عَلَى أَفْرَاسِنَا حَتَّى أَدْرَكْنَاهَا حَيْثُ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، تَسِيرُ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا، قَالَ: وَكَانَ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ

= (580).

(1)

تحرف في (م) إلى: أبو سلمة.

(2)

إسناده حسن، حجية بن عدي حسنُ الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (160)، وأخرجه الدارمي (1951) عن أبي الوليد، والنسائي 7/ 217 من طريق خالد بن الحارث، ثلاثتهم (الطيالسي وأبو الوليد وخالد) عن شعبة، بهذا الإسناد. واقتصر الطيالسي والنسائي على المرفوع منه فقط. وانظر (732).

ص: 195

بِمَسِيرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا لَهَا: أَيْنَ الْكِتَابُ الَّذِي مَعَكِ؟ قَالَتْ: مَا مَعِي كِتَابٌ. فَأَنَخْنَا بِهَا بَعِيرَهَا، فَابْتَغَيْنَا فِي رَحْلِهَا، فَلَمْ نَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، فَقَالَ صَاحِبَايَ: مَا نَرَى مَعَهَا كِتَابًا. فَقُلْتُ: لَقَدْ عَلِمْتُمَا مَا كَذَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ حَلَفْتُ: وَالَّذِي أَحْلِفُ بِهِ لَئِنْ لَمْ تُخْرِجِي الْكِتَابَ لاجَرِّدَنَّكِ. فَأَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتِهَا وَهِيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ فَأَخْرَجَتِ الصَّحِيفَةَ، فَأَتَوْا بِهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ خَانَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ. قَالَ:" يَا حَاطِبُ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا بِي أَنْ لَا أَكُونَ مُؤْمِنًا بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ تَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللهُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَّا لَهُ هُنَاكَ مِنْ قَوْمِهِ مَنْ يَدْفَعُ اللهُ تَعَالَى بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ. قَالَ:" صَدَقْتَ، فَلا تَقُولُوا لَهُ إِلا خَيْرًا " فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ. قَالَ:" أَوَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ عز وجل اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمِ الْجَنَّةُ " فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَا عُمَرَ وَقَالَ: اللهُ تَعَالَى وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن، وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب.

وأخرجه عبد بن حميد (83)، والبخاري (3081) و (3983) و (6259)، وفي "الأدب المفرد"(438)، ومسلم (2494)، وأبو داود (2651)، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 152 - 153 من طرق عن حصين ين عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1083) و (1090)، وتقدم من طريق أخرى برقم (600).

ص: 196

* 828 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ - أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجُهَنِيُّ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ثَلاثَةٌ يَا عَلِيُّ لَا تُؤَخِّرْهُنَّ: الصَّلاةُ إِذَا أَتَتْ (1)، وَالْجَنَازَةُ إِذَا حَضَرَتْ، وَالْأَيِّمُ إِذَا وَجَدَتْ كُفُؤًا "(2).

(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر و (س): آنت، والمثبت من سائر أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1 / ورقة 206.

قال القاضي أبو بكر بن العربي في "عارضة الأحوذي" 1/ 284: كذا رويتُه بتائين كل واحدة منهما معجمة باثنتين من فوقها، وروي: إذا آنت بنون وتاء معجمة باثنتين من فوقها- بمعنى: حانت، تقول: آنَ الشيء يَئِينُ أَيْناً، أي: حان يَحين حَيْناً-.

وقال العلامة علي القاري في "مرقاة المفاتيح" 1/ 404: أتت- بالتائَين مع القَصْر- أي: جاءت، يعني وقتها المختار، وفي نسخة بالمد والنون، قال التُّورْبَشْتي: في أكثر النسخ المقروءة "أتت" بالتائيْن، وكذا عند أكثر المحدثين، وهو تصحيفٌ، والمحفوظُ من ذوي الإتقان "آنَتْ" على وزن: حانت، ذكره الطِّيبيُّ. وقال مِيرك نقلاً عن "الأزهار": المشهورُ من الإتيان، قيل: وهو تصحيف، والمحفوطُ "آنت" على وزن: حانَت.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة سعيد بن عبد الله الجهني، وضعف إسناده الحافظ ابن حجر في "الدراية" 2/ 63.

وأخرجه الحاكم 2/ 162 - 163 عن أبي بكر بن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد. لكنه ذكر مكان سعيد بن عبد الله الجهني:"سعيدَ بن عبد الرحمن الجمحي"، قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 1/ 186: وهو من أغلاطه الفاحشة.

قلنا: وأورده كذلك في ترجمة سعيد بن عبد الرحمن الجمحيِّ ابنُ حبان في "المجروحين" 1/ 323 عن ابن خزيمة، عن محمد بن يحيي الذهلي، عن هارون بن =

ص: 197

• 829 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْمُبَارَكِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، جَارُ خَلَفٍ الْبَزَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ لُبْسِ الْحَمْرَاءِ (1)، وَعَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ، وَالسُّجُودِ (2).

= معروف، به.

وبسند المصنف أخرجه ابن ماجه (1486) عن حرملة بن يحيى، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 177، والترمذي (171) و (1075)، والبيهقي 7/ 132 - 133 من طريق قتيبة بن سعيد، كلاهما عن ابن وهب، به. ورواية ابن ماجه مختصرة بذكر الجنازة فقط. قال الترمذي عند الموضع الثاني: حديث غريب وما أرى إسناده بمتصل، وقد وقع في مطبوعة الشيخ أحمد شاكر من "سنن الترمذي" أن الترمذي قال عند الموضع الأول:"هذا حديث غريب حسن"، ولفظة "حسن" من زيادة النساخ المتأخرين، فإن النسخ الخطية المتقنة منه- والموجود عندنا مصورات عنها- ليس فيها هذا الحرف، ولم ينقله عنه الحافظ المزيُّ في "التحفة" 7/ 437، ثم إن تحسينه هنا يُعارض قوله في الموضع الثاني: حديث غريب وما أرى إسناده بمتصل.

والأَيِّم: التي لا زوج لها، بكراً كانت أو ثيِّباً، مطلقة كانت أو متوفى عنها.

(1)

في (م) و (ص) وحاشية (س): الحمرة.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الكريم- وهو ابن أبي المخارق-، لكن الحديث يَصِحُّ مِن طريق أخرى، وقد تقدَّم برقم (611). أبو شهاب: هو عبد ربه بن نافع الحناط.

وأخرجه البزار (455) من طريق عيسى بن المختار، عن محمد بن أبي ليلى، بهذا الإسناد. بقصة النهي عن القراءة في الركوع والسجود حسب. وسيتكرر برقم (939)، وانظر (831).

ويشبه أن يكون نهيه عن لبس الحمراء معناه النهي عن المعصفر.

ص: 198

• 830 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلَحْمِ صَيْدٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمْ يَأْكُلْهُ (1).

• 831 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْأَجْلَحِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لِبَاسِ الْقَسِّيِّ وَالْمَيَاثِرِ وَالْمُعَصْفَرِ، وَعَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالرَّجُلُ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ (2).

• 832 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ (ح) وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: تَمَارَيْنَا فِي سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقُلْنَا: خَمْسٌ وَثَلاثُونَ آيَةً، سِتٌّ وَثَلاثُونَ آيَةً، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدْنَا

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وأخرجه ابن ماجه (3091)، وأبو يعلى (433) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي 2/ 168 من طريق محمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى، عن أبيه، به. وانظر (783).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (829).

ص: 199

عَلِيًّا يُنَاجِيهِ، فَقُلْنَا: إِنَّا اخْتَلَفْنَا فِي الْقِرَاءَةِ. فَاحْمَرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَقْرَؤُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ (1).

• 833 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ (ح) وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ؛ قَالَ الْقَوَارِيرِيُّ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ - يَعْنِي ابْنَ حُبَيْشٍ -، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ. ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ؟ عُمَرُ (2).

• 834 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،

(1) إسناده حسن، عاصم- وهو ابن أبي النجود- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطبري 1/ 12، وابن حبان (746) من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (449) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، والطبري 1/ 12 عن أحمد بن منيع، كلاهما عن يحيى بن سعيد، به.

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (536) من طريق أبي بكر بن عياش، والحاكم 2/ 223 - 224 من طريق إسرائيل، كلاهما عن عاصم، به. وصححه الذهبي في "تلخيص المستدرك". وانظر ما سيأتي في مسند عبد الله بن مسعود برقم (3981).

(2)

إسناده حسن. حماد: هو ابن زيد، وأبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله السوائي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1202) من طريق شريك، و (1203) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن عاصم، بهذا الإسناد. وقد سقط من السند منه في الموضعين زِرُّ بن حُبيش. وسيأتي برقم (871).

ص: 200

عَنْ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: مَنْ خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ فَقُلْتُ: أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: لَا، خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، وَمَا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ (1).

835 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي الْغُدَانِيَّ الْأَشَلَّ -، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو جُحَيْفَةَ، الَّذِي كَانَ عَلِيٌّ يُسَمِّيهِ: وَهْبَ الْخَيْرِ، قَالَ: قَالَ لي عَلِيٌّ: يَا أَبَا جُحَيْفَةَ، أَلا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: وَلَمْ أَكُنْ أَرَى أَنَّ أَحَدًا أَفْضَلُ مِنْهُ، قَالَ: أَفْضَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، عُمَرُ، وَبَعْدَهُمَا آخَرُ ثَالِثٌ. وَلَمْ يُسَمِّهِ (2).

• 836 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ عُمَرُ، وَلَوْ شِئْتُ أَخْبَرْتُكُمْ بِالثَّالِثِ لَفَعَلْتُ (3).

(1) إسناده قوي. الشعبي: هو عامر بن شراحيل. وانظر ما قبله وما بعده.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ منصور بن عبد الرحمن الغداني، فمن رجال مسلم. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلية.

(3)

حديث صحيح، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، لكن للحديث طرق أخرى تقويه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. =

ص: 201

• 837 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ شُرَطِ عَلِيٍّ، وَكَانَ تَحْتَ الْمِنْبَرِ، فَحَدَّثَنِي أَبِي: أَنَّهُ صَعِدَ الْمِنْبَرَ - يَعْنِي عَلِيًّا - فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَالثَّانِي عُمَرُ، وَقَالَ: يَجْعَلُ اللهُ تَعَالَى الْخَيْرَ حَيْثُ أَحَبَّ (1).

838 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا زَوَّجَهُ فَاطِمَةَ بَعَثَ مَعَهُ بِخَمِيلَةٍ وَوِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، وَرَحَيَيْنِ وَسِقَاءٍ وَجَرَّتَيْنِ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِفَاطِمَةَ ذَاتَ يَوْمٍ: وَاللهِ لَقَدْ سَنَوْتُ حَتَّى قَدِ اشْتَكَيْتُ صَدْرِي، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ اللهُ أَبَاكِ بِسَبْيٍ، فَاذْهَبِي فَاسْتَخْدِمِيهِ. فَقَالَتْ: وَأَنَا وَاللهِ قَدْ طَحَنْتُ حَتَّى مَجَِلَتْ يَدَايَ. فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَا جَاءَ بِكِ أَيْ بُنَيَّةُ؟ " قَالَتْ: جِئْتُ لِأُسَلِّمَ عَلَيْكَ، وَاسْتَحْيَتْ أَنْ تَسْأَلَهُ وَرَجَعَتْ، فَقَالَ: مَا فَعَلْتِ؟ قَالَتْ: اسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ. فَأَتَيْنَاهُ جَمِيعًا، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ،

= وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/ 14، وعنه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1201).

(1)

إسناده قوي، خالد الزيات: هو خالد بن يزيد أبو عبد الله الزيات، روى عنه جمع، وقال أحمد وأبو حاتم: ليس به بأس، انظر "الجرح والتعديل" 3/ 357، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وهذا الخبر علقه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 180 عن خالد الزيات، بهذا الإسناد، مختصراً بلفظ: خير الناس أبو بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 202

وَاللهِ لَقَدْ سَنَوْتُ حَتَّى اشْتَكَيْتُ صَدْرِي، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ: قَدْ طَحَنْتُ حَتَّى مَجَِلَتْ يَدَايَ، وَقَدْ جَاءَكَ اللهُ بِسَبْيٍ وَسَعَةٍ فَأَخْدِمْنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَاللهِ لَا أُعْطِيكُمَا وَأَدَعُ أَهْلَ الصُّفَّةِ تَطْوَى بُطُونُهُمْ، لَا أَجِدُ مَا أُنْفِقُ عَلَيْهِمْ، وَلَكِنِّي أَبِيعُهُمْ وَأُنْفِقُ عَلَيْهِمْ أَثْمَانَهُمْ " فَرَجَعَا، فَأَتَاهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ دَخَلَا فِي قَطِيفَتِهِمَا، إِذَا غَطَّتْ رُءُوسَهُمَا تَكَشَّفَتْ أَقْدَامُهُمَا، وَإِذَا غَطَّيَا أَقْدَامَهُمَا تَكَشَّفَتْ رُءُوسُهُمَا، فَثَارَا، فَقَالَ:" مَكَانَكُمَا " ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمَا بِخَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَانِي؟ " قَالَا: بَلَى. فَقَالَ: " كَلِمَاتٌ عَلَّمَنِيهِنَّ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: تُسَبِّحَانِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَتَحْمَدَانِ عَشْرًا، وَتُكَبِّرَانِ عَشْرًا، وَإِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا فَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ " قَالَ: فَوَ اللهِ مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ فَقَالَ: قَاتَلَكُمِ اللهُ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، نَعَمْ، وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ (1).

839 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ:

(1) إسناده حسن، حماد- وهو ابن أبي سلمة- روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط وبعده، وقد توبع.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 25 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 232 - 233، وابن ماجه (4152)، والبزار (757) من طريق محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، به. ورواية ابن ماجه مختصرة. وانظر ما تقدم برقم (596) و (643).

قوله: "سَنَوتُ"، يعني: استقيت، ومنه السانية: وهي الناقة التي يُستقى عليها.

ومَجَِلت- بفتح الجيم وكسرها-، أي: ارتفع جلدها، وحصل فيها ما يشبه القبة، وفيه ماء قليل يحدث عند تناول العمل الصعب.

ص: 203

أَنَّ عَلِيًّا جَلَدَ شُرَاحَةَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَرَجَمَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَالَ: أَجْلِدُهَا بِكِتَابِ اللهِ، وَأَرْجُمُهَا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

840 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَا وَرَجُلانِ: رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ - أَحْسَبُ - فَبَعَثَهُمَا وَجْهًا، وَقَالَ: أَمَا إِنَّكُمَا عِلْجَانِ، فَعَالِجَا عَنْ دِينِكُمَا. ثُمَّ دَخَلَ الْمَخْرَجَ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ فَأَخَذَ حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ فَتَمَسَّحَ بِهَا، ثُمَّ جَعَلَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، قَالَ: فَكَأَنَّهُ رَآنَا أَنْكَرْنَا ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي حَاجَتَهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَيَأْكُلُ مَعَنَا اللَّحْمَ، وَلَمْ يَكُنْ يَحْجُبُهُ عَنِ الْقُرْآنِ شَيْءٌ، لَيْسَ الْجَنَابَةَ (2).

841 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ

(1) إسناده صحيح. وقد تقدم برقم (716).

(2)

إسناده حسن. وأخرجه الحاكم 4/ 107 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد، وصحح إسناده ووافقه الذهبي. وقد تحرف في المطبوع منه "عبد الله بن سلمة" إلى: عبد الله بن أبي سلمة.

وأخرجه ابن ماجه (594)، والبزار (708)، وأبو يعلى (406) و (408)، وابن خزيمة (208) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه الطيالسي (101)، وأبو داود (229)، والحاكم 1/ 152، والبيهقي 1/ 88 - 89 من طرق عن شعبة، به. وقد سقط من مطبوعة "المستدرك" من السند شعبة. وانظر (639).

ص: 204

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ شَاكِيًا فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَقُولُ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فَارْفَعْنِي، وَإِنْ كَانَ بَلاءً فَصَبِّرْنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَيْفَ قُلْتَ؟ " فَأَعَادَ عَلَيْهِ مَا قَالَ، قَالَ: فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ وَقَالَ: " اللهُمَّ عَافِهِ، أَوِ اللهُمَّ اشْفِهِ " - شَكَّ شُعْبَةُ - قَالَ: فَمَا اشْتَكَيْتُ وَجَعِي ذَاكَ بَعْدُ (1).

842 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ ضَمْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَيْسَ الْوَتْرُ بِحَتْمٍ (2) كَالصَّلَاةِ، وَلَكِنَّهُ (3) سُنَّةٌ فَلَا تَدَعُوهُ. قَالَ شُعْبَةُ: وَوَجَدْتُهُ مَكْتُوبًا عِنْدِي: وَقَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).

843 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْحَسْنَاءِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حَنَشٍ

(1) إسناده حسن. وأخرجه الترمذي (3564)، والبزار (709)، وأبو يعلى (409) و (410)، وابن حبان (6940) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سقط محمد بن جعفر من المطبوع من "مسند البزار"، وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (637).

(2)

في (ق) وحاشية (س) و (ص): الوتر ليس بحتم.

(3)

في (م) و (ص) وحاشية (س): ولكن.

(4)

إسناده قوي. وأخرجه البزار (683)، وأبو يعلى (317) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (70)، والدارمي (1579) من طريقين عن شعبة، به. وانظر (652).

ص: 205

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُضَحِّيَ عَنْهُ، فَأَنَا أُضَحِّي عَنْهُ أَبَدًا (1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي الحسناء، وشريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. الحكم: هو ابن عتيبة، وحنش: هو ابن المعتمر الكوفي.

وأخرجه الحاكم 4/ 229 - 230 من طريق محمد بن سعيد ابن الأصبهاني، والبيهقي 9/ 288 من طريق مالك بن إسماعيل النهدي، كلاهما عن شريك، بهذا الإسناد.

وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي، وقال: أبو الحسناء هذا هو الحسن بن الحكم النخعي، وتابعه على ذلك الذهبي! مع أنه أورد أبا الحسناء في "الميزان" 4/ 515 في الكنى ولم يسمه وقال: لا يُعرف. والحسن بن الحكم هذا فمعروف، روى عنه جمع، ووثقهُ غيرُ واحد، واحتج به أصحاب السنن غير النسائي، فقد أخرج له في "مسند علي".

ووقع عند البيهقي "حنش بن الحارث " مكان: حنش بن المعتمر، وهو خطأ. وسيأتي الحديث برقم (1279) و (1286).

قال السندي: والحديث قد رواه أبو داود، وسكت عليه، وقد رواه الترمذي، ولفظه: كان- أي: علي- يُضحي بكبشين، أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر عن نفسه، فقيل له: فقال: أمرني به- يعني النبي صلى الله عليه وسلم فلا أَدَعُه أبداً. قال: وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك، وقد رَخَّصَ بعضُ أهل العلم أن يُضحى عن الميت، ولم ير بعضهم أن يضحى عنه، وقال عبد الله بن المبارك: أَحَبُّ إلي أن يتصدق عنه ولا يضحي، وإن ضَحَّى فلا يأكل شيئاً، ويتصدق بها كلها، وقال ابن العربي: اتفقوا على أنه يتصدق عنه، والأضحية ضربٌ من الصدقة والأضحية سواءٌ في الأجر عن الميت، وإنما لا يأكل منها شيء لأن الذابح لم يتقرَّبْ بها عن نفسه، وإنما تقرب بها عن غيره، فلم يَجُزْ له أن يأكل من حق الغير شيئاً. انتهى.

قلت: القياس على الصدقة لا يخلو عن خفاءٍ، لأن الأضحية تَحْصُل بإهراق الدم ولا يتوقف على التصدق باللحم، هذا وقد نَصَّ علماؤنا على الجواز، ففي "الوَلْوالجية": رجل ضَحَّى عن الميت، جاز إجماعاً، وهل يلزهه التصدق بالكل؟ تكلموا فيه، والمختار أنه لا يَلزَمُه، لأن الأجر للميت جار إجماعاً، والملك للمضحي. انتهى. =

ص: 206

844 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمُسْتَوْشِمَةَ لِلْحُسْنِ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ، وَالْمُحِلَّ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَكَانَ يَنْهَى عَنِ النَّوْحِ (1).

845 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ آتِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّ غَدَاةٍ، فَإِذَا تَنَحْنَحَ دَخَلْتُ، وَإِذَا سَكَتَ لَمْ أَدْخُلْ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيَّ فَقَالَ: " حَدَثَ الْبَارِحَةَ أَمْرٌ، سَمِعْتُ خَشْخَشَةً فِي الدَّارِ، فَإِذَا أَنَا بِجِبْرِيلَ، فَقُلْتُ: مَا مَنَعَكَ مِنْ دُخُولِ الْبَيْتِ؟ فَقَالَ: فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ. قَالَ: فَدَخَلْتُ، فَإِذَا جَرْوٌ لِلْحَسَنِ تَحْتَ كُرْسِيٍّ لَنَا " قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّ الْمَلائِكَةَ لَا يَدْخُلُونَ الْبَيْتَ إِذَا كَانَ فِيهِ ثَلاثٌ: كَلْبٌ، أَوْ صُورَةٌ، أَوْ جُنُبٌ "(2).

= ثم هذا الحديث إن صَحَّ، يلزمُ أن يصح كونه وصياً ولو في الجملة، والله تعالى أعلم.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي- والحارث الأعور. سفيان: هو الثوري، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.

والحديث في "مصنف عبد الرزاق"(10791). وسقط من المطبوع منه سفيان.

وأخرجه عبد الرزاق أيضاً (15352) عن سفيان الثوري، عن جابر، عن الشعبي والحارث، عن علي. وانظر ما تقدم برقم (635).

(2)

إسناده ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي-، وعبد الله بن نجي مختلف فيه، ولم يثبت سماعه من علي، انظر ما تقدم برقم (570) و (608).

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 3/ 259 و 260 من طريق أبي هانئ وإبراهيم بن =

ص: 207

846 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ، لَأَمَّرْتُ عَلَيْهِمُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ "(1).

847 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا رِزَامُ بْنُ سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ جَوَّابٍ التَّيْمِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ - يَعْنِي: التَّيْمِيَّ - عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ:" إِذَا خَذَفْتَ فَاغْتَسِلْ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَإِذَا لَمْ تَكُنْ خَاذِفًا فَلَا تَغْتَسِلْ "(2).

= خالد، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. زهير: هو ابن معاوية.

وأخرجه البزار (837) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (3808)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/ 534، والخطيب في "تاريخه" 1/ 148 من طرق عن زهير بن معاوية، به. قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحارث عن علي. وانظر (566).

وأخرجه الحاكم 3/ 318 من طريق القاسم بن معن، عن منصور، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رفعه بلفظ:"لو كنت مستخلفاً أحداً من غير مشورة لاستخلفت عليهم ابن أم عبد"، وقال: صحيح الإسناد، فتعقبه الذهبي بقوله: عاصم ضعيف! قلنا: ذكر عاصم في الإسناد وهم، فالحديث حديث الحارث الأعور، كما في حديث زهير عن منصور، ورواه أيضاً غير منصور عن أبي إسحاق فجعله من حديث الحارث كما تقدم برقم (566).

(2)

حسن لغيره، جواب بن عبيد الله التَّيمي وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان وابن حبان، وترك سفيان الثوري الأخذ عنه، وضعفه محمد بن عبد الله بن نمير، وذكره ابن الجوزي والذهبي في "الضعفاء"، وقال الذهبي أيضاً في "تاريخ الإسلام" الطبقة (12) =

ص: 208

848 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى - عَنْ طَارِقِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ إِلَى الْخَوَارِجِ فَقَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: انْظُرُوا، فَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّهُ سَيَخْرُجُ قَوْمٌ يَتَكَلَّمُونَ بِالْحَقِّ لَا يَجُوِزُ حَلْقَهُمْ، يَخْرُجُونَ مِنَ الْحَقِّ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، سِيمَاهُمْ أَنَّ مِنْهُمْ رَجُلًا أَسْوَدَ مُخْدَجَ الْيَدِ، فِي يَدِهِ شَعَرَاتٌ سُودٌ " إِنْ كَانَ هُوَ فَقَدْ قَتَلْتُمْ شَرَّ النَّاسِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ فَقَدْ قَتَلْتُمْ خَيْرَ النَّاسِ. فَبَكَيْنَا، ثُمَّ قَالَ: اطْلُبُوا. فَطَلَبْنَا فَوَجَدْنَا الْمُخْدَجَ، فَخَرَرْنَا سُجُودًا، وَخَرَّ عَلِيٌّ مَعَنَا سَاجِدًا، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ:" يَتَكَلَّمُونَ بِكَلِمَةِ الْحَقِّ "(1).

= ص 339: ليس بالقوي في الحديث مع أن ابن معين وثَّقه. وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 599 - 600، وعنه حمزة بن يوسف السهمي في "تاريخ جرجان" ص 174 من طريق أبي نعيم، عن رزام بن سعيد، بهذا الإسناد، عن علي: أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وقد شَحَبَ، فقال:"يا علي لقد شَحَبْتَ ". فقال: شَحَبتُ من الاغتسال بالماء، وأنا رجل مذَّاء. قال:"لا تغتسلْ منه إلا من الخَذْفِ، فإن رأيتَ منه شيئاً، فلا تَعْدُ أن تغسلَ ذكرَك، ولا تغتسل إلا من الخذف".

وأشار المزي في "تهذيب الكمال" 9/ 177 إلى أن النسائي أخرج هذا الحديث في "مسند علي" من طريق رزام بن سعيد، به. وانظر ما تقدم برقم (662) وما سيأتي برقم (868).

والخَذْف هنا: هو إلقاء المنيِّ.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة طارق بن زياد الكوفي.

وأخرجه البزار (897) هن طريق عثمان بن عمر، والنسائي في "الخصائص"(181) من طريق مخلد بن يزيد القرشي، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. ورواية البزار =

ص: 209

849 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} يَقُولُ: شُكْرَكُمْ، {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} تَقُولُونَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، بِنَجْمِ كَذَا وَكَذَا (1).

850 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ رَفَعَهُ:{وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} . قَالَ مُؤَمَّلٌ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ إِسْرَائِيلَ رَفَعَهُ. قَالَ: صِبْيَانٌ، صِبْيَانٌ (2).

851 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ النُّعْمَانِ - قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ: وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ - عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ، وَأَنْ لَا نُضَحِّيَ بِعَوْرَاءَ، وَلا مُقَابَلَةٍ، وَلا مُدَابَرَةٍ، وَلا شَرْقَاءَ، وَلا خَرْقَاءَ.

قَالَ زُهَيْرٌ: قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: أَذَكَرَ عَضْبَاء؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: مَا

= مختصرة، وقال: لا نعلم روى طارق بن زياد عن علي إلا هذا الحديث. وسيأتي برقم (1255)، وانظر ما تقدم برقم (672).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى- وهو ابن عامر الثعلبي-.

وأخرجه الترمذي (3295) عن أحمد بن منيع، عن حسين بن محمد، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب، وقد رواه سفيان عن عبد الأعلى ولم يرفعه.

قلنا: رواية سفيان الموقوفة أخرجها ابن جرير 27/ 207. وانظر (677).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

ص: 210

الْمُقَابَلَةُ؟ قَالَ: يُقْطَعُ طَرَفُ الْأُذُنِ. قُلْتُ: مَا الْمُدَابَرَةُ؟ قَالَ: يُقْطَعُ مُؤَخَّرُ الْأُذُنِ. قُلْتُ: مَا الشَّرْقَاءُ؟ قَالَ: تُشَقُّ الْأُذُنُ. قُلْتُ: مَا الْخَرْقَاءُ؟ قَالَ: تَخْرِقُ أُذُنَهَا السِّمَةُ (1).

852 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنْهُمْ، لَأَمَّرْتُ عَلَيْهِمُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ "(2).

853 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: جَهَّزَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ فِي خَمِيلٍ، وَقِرْبَةٍ، وَوِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ - قَالَ مُعَاوِيَةُ: إِذْخِرٌ - (3).

(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، زهير- وهو ابن معاوية- سمع من أبي إسحاق بعد تغيره، وانظر ما تقدم من الكلام على هذا الحديث برقم (609).

وأخرجه أبو داود (2804)، والنسائي 7/ 216 - 217، والطحاوي 4/ 169، والبيهقي 9/ 275 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (1498) من طريق شريك بن عبد الله، والنسائي 7/ 216 من طريق زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن أبي إسحاق، به. شريك سيئ الحفظ، وزكريا بن أبي زائدة سمع من أبي إسحاق بأخرة بعد ما تغير.

ولقوله: "أمرنا أن نستشرف العين والأذن" طريق آخر عن عليّ، تقدم برقم (732).

(2)

إسناده ضعيف، وقد تقدم برقم (846).

(3)

إسناده قوي، وهو مكرر (715).

ص: 211

قَالَ أَبِي: وَالْخَمِيلَةُ: الْقَطِيفَةُ الْمُخْمَلَةُ.

854 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: الْحَسَنُ أَشْبَهُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا بَيْنَ الصَّدْرِ إِلَى الرَّأْسِ، وَالْحُسَيْنُ أَشْبَهُ مَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ (1).

• 855 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قُلْنَا لِعَلِيٍّ: أَخْبِرْنَا بِشَيْءٍ أَسَرَّهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: مَا أَسَرَّ إِلَيَّ شَيْئًا كَتَمَهُ النَّاسَ، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:" لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ - يَعْنِي الْمَنَارَ - "(2).

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ، فمن رجال أصحاب السنن، وقد تقدم برقم (774).

(2)

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين غير منصور بن حيان، فمن رجال مسلم. وإنما قلنا: إسناده قوي، من أجل أن أبا خالد الأحمر- واسمه سليمان بن حيان- لا يرتقي حديثه إلى رتبة الصحة لكلام في حفظه، ومع ذلك فقد احتج به الشيخان. أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة.

وأخرجه مسلم (1978)(44) عن أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 566 - 567، ومسلم (1978)(43)، والبزار (491)، وأبو يعلى (602)، والبيهقي 6/ 99 من طريق مروان بن معاوية الفزاري، والنسائي 7/ 232 من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن منصور بن حيان، به. ورواية البزار =

ص: 212

856 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَإِذَا أَمْذَيْتُ اغْتَسَلْتُ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ فَسَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَضَحِكَ وَقَالَ:" فِيهِ الْوُضُوءُ "(1).

857 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ - يعني ابْنَ عَامِرٍ -، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَجَعْفَرٌ وَزَيْدٌ، قَالَ: فَقَالَ لِزَيْدٍ: " أَنْتَ مَوْلَايَ " فَحَجَلَ، قَالَ: وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: " أَنْتَ أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي "، قَالَ: فَحَجَلَ وَرَاءَ زَيْدٍ، قَالَ: وَقَالَ لِي: " أَنْتَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْكَ "، قَالَ: فَحَجَلْتُ وَرَاءَ جَعْفَرٍ (2).

= مختصرة. وسيأتي برقم (858) و (954) و (1307).

وأخرجه بنحوه الحاكم 4/ 153 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء، عن أبيه، عن هانئ مولى علي بن أبي طالب، عن علي

ولفظ المرفوع: "لعن الله من ذبح لغير الله، ومن تولَّى غير مواليه، ولعن الله العاقَّ لوالديه، ولعن الله منتقص منار الأرض".

المحدِث: هو من يأتي بفساد في الأرض.

وتخوم الأرض، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 183 - 184: معالمها وحدودها، واحدُها تَخْم، وقيل: أراد بها حدود الحرم خاصة، وقيل: هو عامٌّ في جميع الأرض، وأراد المعالم التي يُهتدى بها في الطرق، وقيل: هو أن يَدخُل الرجل في ملك غيره فيقتطعه ظُلْماً. ويُروى تَخُوم الأرض، بفتح التاء على الإفراد، وجمعه تُخُم بضم التاء والخاء.

(1)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ وقد تقدم الكلام فيه برقم (769)، وقد توبع، انظر الحديث رقم (618).

(2)

إسناده ضعيف، هانئ بن هانئ تقدم القولُ فيه عندَ الحديث رقم (769)، =

ص: 213

• 858 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الشَّعْثَاءِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَخْبِرْنَا بِشَيْءٍ أَسَرَّ إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: مَا أَسَرَّ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا وَكَتَمَهُ النَّاسَ، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:" لَعَنَ اللهُ مَنْ سَبَّ وَالِدَيْهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا "(1).

859 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ - يَعْنِي الْفَرَّاءَ -، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ نُؤَمِّرُ بَعْدَكَ؟ قَالَ:" إِنْ تُؤَمِّرُوا أَبَا بَكْرٍ، تَجِدُوهُ أَمِينًا، زَاهِدًا فِي الدُّنْيَا، رَاغِبًا فِي الْآخِرَةِ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عُمَرَ تَجِدُوهُ قَوِيًّا أَمِينًا، لَا يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عَلِيًّا - وَلَا أُرَاكُمْ فَاعِلِينَ - تَجِدُوهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، يَأْخُذُ بِكُمُ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ "(2).

= ومثله لا يحتمل التفرد، ولفظ الحجل في الحديث منكر غريب، وقد تقدم نحو هذا الحديث برقم (770) من روايته ورواية هبيرة بن يريم معاً وليس فيه هذا اللفظ.

وأخرجه البزار (744) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

والحَجْلُ: أن يرفع رجلاً ويقفز على الأخرى من الفرح، وقد يكون بالرجلين إلا أنه قفزٌ.

(1)

إسناده قوي على شرط مسلم. وانظر (855).

(2)

إسناده ضعيف، زيد بن يثيع لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وتساهل الحافظ ابن حجر في "التقريب" جداً، فقال: ثقة! وأبو إسحاق- وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- تغيَّر بأخرة، وقد اضطرب في هذا الخبر، فتارة يرويه =

ص: 214

860 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ عَنَزَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِالْوَتْرِ، ثَبَتَ وِتْرُهُ هَذِهِ السَّاعَةَ، يَا ابْنَ النَّبَّاحِ أَذِّنْ، أَوْ ثَوِّبْ (1).

861 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ عَنَزَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ حِينَ ثَوَّبَ الْمُثَوِّبُ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ

= عن زيد بن يثيع عن علي، وتارة عن زيد عن حذيفة (وهو عند الحاكم 3/ 142 من طريق الثوري عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن حذيفة، وصححه على شرط الشيخين، فأخطأ، وقد أعله هو نفسه في "معرفة علوم الحديث" ص 36 - 37 بالانقطاع)، وتارة عن زيد عن سلمان الفارسي، وتارة أخرى يرويه عن زيد بن يثيع مرسلاً، قال الدارقطني في "العلل" 3/ 216 بعد ذكر هذا الاختلاف: والمرسل أشبه بالصواب.

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 253 - 254 من طريق المسند.

وانظر لزاماً "تاريخ بغداد" 3/ 302 - 303.

وأخرجه البزار (783)، والحاكم 3/ 70 من طريق فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح الإسناد! فتعقبه الذهبي بقوله: ضعيف، فضيل بن مرزوق ضعفه ابن معين وقد خرج له مسلم، لكن هذا الخبر منكر. وسقط من المطبوع من تلخيص الذهبي "فضيل بن مرزوق ضعفه "، وترك مكانه بياض، وسياق العبارة يقتضي وجودها، والذهبي نفسه ذكر في "الميزان" 3/ 362 أن ابن معين ضعفه.

وأورده ابن حبان في "المجروحين" 2/ 209 - 210 في ترجمة فضيل بن مرزوق، وكذا أورده الذهبي في "الميزان" 3/ 362 - 363 في ترجمته.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة الرجل من بني أسد، وأما الرجل الذي من بني عَنَزة، فهو عبد الله بن أبي الهذيل العنزي كما تقدمت تسميته برقم (689)، وكما سيأتي في الحديثين اللذين بعده.

ص: 215

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا نُوِتْرُ (1)، فَثَبَتَ لَهُ هَذِهِ السَّاعَةَ، ثُمَّ قَالَ: أَقِمْ يَا ابْنَ النَّوَّاحَةِ (2).

862 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ الْعَنَزَيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ

فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ، وَهُوَ مُسَجًّى فِي ثَوْبِهِ (3).

863 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُتَخَتَّمَ فِي ذِهِ أَوْ ذِهْ: الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ. وقَالَ: جَابِرٌ - يَعْنِي الْجُعَفِيَّ -: هِيَ الْوُسْطَى لَا شَكَّ فِيهَا (4).

864 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ

(1) في (م) و (س) و (ص): بوتر، وفي (ق) وحاشية (س) و (ص): بالوتر، والمثبت من (ظ 11) و (ب) وحاشية (س) و (ق) و (ص).

(2)

إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه الطيالسي (174) عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد تصحف في المطبوع منه "ابن النباح" إلى: ابن التياح.

(3)

إسناده ضعيف كسابقه. ومن قوله: "فذكر نحو" إلى هنا هكذا ورد في جميع الأصول التي بأيدينا، وقد علّق العلامة أحمد شاكر على هذا الموضع فقال: هذه إحالة غريبة، وحديث سويد لا علاقة له بمسألة الوتر ولا بهذا الإسناد، وسيأتي برقم (867)، ثم هو من زيادات عبد الله، وهذا من أصل "المسند"، وأنا أظن أن الصواب "فذكر نحوه"، ثم جاء باقي الكلام زيادة من ناسخ أو خطأ من سامع.

(4)

إسناده قوي وهو على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غبر عاصم بن كليب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. وحديث شعبة عن عاصم سيأتي تخريجه برقم (1168)، وحديث شعبة عن جابر سيأتي برقم (1291).

ص: 216

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُضَحَّى بِعَضْبَاءِ الْقَرْنِ، وَالْأُذُنِ (1).

865 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُخَافِتُ بِصَوْتِهِ إِذَا قَرَأَ، وَكَانَ عُمَرُ يَجْهَرُ بِقِرَاءَتِهِ، وَكَانَ عَمَّارٌ إِذَا قَرَأَ يَأْخُذُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ وَهَذِهِ، فَذُكِرَ ذَاكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ:" لِمَ تُخَافِتُ؟ " قَالَ: إِنِّي لَأُسْمِعُ مَنْ أُنَاجِي. وَقَالَ لِعُمَرَ: " لِمَ تَجْهَرُ بِقِرَاءَتِكَ؟ " قَالَ: أُفْزِعُ الشَّيْطَانَ، وَأُوقِظُ الْوَسْنَانَ. وَقَالَ لِعَمَّارٍ:" وَلِمَ تَأْخُذُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ وَهَذِهِ؟ " قَالَ: أَتَسْمَعُنِي أَخْلِطُ بِهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: فَكُلُّهُ طَيِّبٌ (2).

• 866 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: وُضِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَيْنَ الْمِنْبَرِ وَالْقَبْرِ، فَجَاءَ

(1) إسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي، وعبد الله بن نجي الى الضعف أقرب، ثم هو لم يسمع من علي.

وأخرجه الطيالسي (97) عن أبي عوانة، عن جابر، بهذا الإسناد. وانظر (633).

(2)

إسناده ضعيف، هانئ بن هانئ تقدم القول فيه برقم (769)، أبو إسحاق تغير بأخرة ورواية زكريا- وهو ابن أبي زائدة- عنه بعد تغيره.

وأخرج نحوه مختصراً الطبري 15/ 186، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2612) من طريقين عن محمد بن سيرين قال: نُبئت أن أبا بكر

فذكره دون قصة عمار، ولم يذكر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 217

عَلِيٌّ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيِ الصُّفُوفِ فَقَالَ: هُوَ هَذَا - ثَلاثَ مَرَّاتٍ - ثُمَّ قَالَ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ، مَا مِنْ خَلْقِ اللهِ تَعَالَى أَحَدٌ (1) أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَاهُ بِصَحِيفَتِهِ بَعْدَ صَحِيفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى عَلَيْهِ ثَوْبُهُ (2).

• 867 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ (3)، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ، وَهُوَ مُسَجًّى ثَوْبِهِ، قَدْ قَضَى نَحْبَهُ، فَجَاءَ عَلِيٌّ فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ يا أَبَا حَفْصٍ، فَوَاللهِ مَا بَقِيَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللهَ تَعَالَى بِصَحِيفَتِهِ مِنْكَ (4).

(1) لفظة "أحد" سقطت من النسخ المطبوعة.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر نجيح.

وأخرجه عمر بن شبّة في "تاريخ المدينة" 3/ 938 - 939 عن محمد بن بكار، عن أبي معشر، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.

(3)

تحرف في (م) إلى: يعقوب.

(4)

حسن لغيره، سويد بن سعيد ويونس بن أبي يعفور، مِن رجال مسلم، وحديثهما حسن في المتابعات والشواهد.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 370 - 371، وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 3/ 937 عن سعيد بن منصور، عن بونس بن أبي يعفور، بهذا الإسناد. وقد تحرف في المصدرين "يعفور" إلى: يعقوب، وانظر ما قبله.

وفي الباب عن جابر عند ابن سعد 3/ 369، وابن شبة 3/ 937 - 938، وإسناده قوي. وفي "طبقات ابن سعد" 3/ 370 و 371 عدة مراسيل في هذا المعنى.

ص: 218

868 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ (1) التَّيْمِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي رُكَيْنٌ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَجَعَلْتُ أَغْتَسِلُ فِي الشِّتَاءِ حَتَّى تَشَقَّقَ ظَهْرِي، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ ذُكِرَ لَهُ، قَالَ: فَقَالَ: " لَا تَفْعَلْ، إِذَا رَأَيْتَ الْمَذْيَ فَاغْسِلْ ذَكَرَكَ، وَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، فَإِذَا فَضَخْتَ الْمَاءَ فَاغْتَسِلْ "(2).

869 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:" فِي الْمَذْيِ الْوُضُوءُ، وَفِي الْمَنِيِّ الْغُسْلُ "(3).

870 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:

(1) تحرف في (م) إلى: عبيدة بن عبيد.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حصين بن قبيصة، فمن رجال السنن غير الترمذي. ركين: هو ابن الربيع الفزاري.

وأخرجه أبو داود (206)، والبزار (802)، والنسائي 1/ 111، وابن خزيمة (20) من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1028) و (1029) و (1238).

وفَضْخ الماء: دَفْقُه، يريد المنيَّ.

(3)

حديث صحيح، وقد تقدم برقم (662).

ص: 219

قَالَ عَلِيٌّ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَأَمَرْتُ رَجُلًا فَسَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ، فَقَالَ:"فِيهِ الْوُضُوءُ"(1).

• 871 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ. ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ؟ فَقَالَ: عُمَرُ (2).

872 -

حَدَّثَنَا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ السِّمْطِ (3)، عَنْ أَبِي الْغَرِيفِ، قَالَ: أُتِيَ عَلِيٌّ بِوَضُوءٍ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَغَسَلَ يَدَيْهِ وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، ثُمَّ قَرَأَ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبيدة بن حميد، فمن رجال البخاري.

وأخرجه البزار (451)، والنسائي 1/ 214، وابن خزيمة (23)، والطحاوي 1/ 46 من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد.

وانظر ما تقدم برقم (823)، وفيه أن الرجل الذي أمره أن يسال النبي صَلَّى الَهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو المقداد بن الأسود.

(2)

إسناده حسن. عاصم: هو ابن أبي النجود.

وانظر ما تقدم برقم (833).

(3)

في (ظ 11): السِّبْط، بالباء، وبالميم أصح.

ص: 220

"هَذَا لِمَنْ لَيْسَ بِجُنُبٍ، فَأَمَّا الْجُنُبُ فَلا، وَلا آيَةَ"(1).

873 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُتْبَةَ الْكِنَانِيُّ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: مَسَحَ عَلِيٌّ رَأْسَهُ فِي الْوُضُوءِ حَتَّى أَرَادَ أَنْ يَقْطُرَ، وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ (2).

• 874 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ بْنِ عِمْرَانَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ - يَعْنِي ابْنَ شِهَابٍ -، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: مَا عِنْدَنَا كِتَابٌ نَقْرَؤُهُ عَلَيْكُمْ إِلا مَا فِي الْقُرْآنِ، وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ - صَحِيفَةٌ كَانَتْ فِي قُرَابِ سَيْفٍ كَانَ عَلَيْهِ، حِلْيَتُهُ

(1) إسناده حسن. أبو الغريف: هو عبيد الله بن خليفة الهمداني.

وأخرجه أبو يعلى (365) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن عائذ بن حبيب، بهذا الإسناد.

وقال الهيثمي في "المجمع" 1/ 276 بعد أن عزاه إلى أبي يعلى: رجاله موثقون. وعلقه بنحوه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 60 - 61 عن أحمد بن إشكاب، عن عائذ بن حبيب، به. ولم يذكر المرفوع منه.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ ربيعة بن عتبة- ويقال: ابن عُبيد- فقد روى له أبو داود والنسائي في "مسند علي"، وهو ثقة.

وأخرجه أبو داود (114)، والنسائي في "مسند علي"(كما في "تهذيب الكمال" 9/ 132)، والبيهقي 1/ 58 و 74 - 75 من طريق أبي نعيم الفضلِ بنِ دُكين، والبزار (561) من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن ربيعة الكناني، بهذا الإسناد، وبعضهم يزيد فيه على بعض. وإحدى روايات البيهقي ليس فيها "حتى أراد أن يقطر".

ص: 221

حَدِيدٌ - أَخَذْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِيهَا فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ (1).

• 875 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَسَدِيُّ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ زَيْدٍ السُّوَائِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: إِنَّ مِنَ السُّنَّةِ فِي الصَّلاةِ وَضْعُ الْأَكُفِّ عَلَى الْأَكُفِّ تَحْتَ السُّرَّةِ (2).

876 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَلْعٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ:

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (782).

(2)

إسناده ضعيف لِضعف عبد الرحمن بن إسحاق- وهو أبو شيبة الواسطي- وزياد بن زيد السوائي مجهول. يحيى بن أبي زائدة: هو يحيي بن زكريا بن أبي زائدة، وأبو جُحيفة: هو وهب بن عبد الله السوائي.

وأخرجه الدارقطني 1/ 186، ومن طريقه البيهقي 2/ 31 من طريق أبي كريب، عن يحيى بن أبي زائدة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (756) من طريق حفص بن غياث، والدارقطني 1/ 186 من طريق أبي معاوية، كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق، به.

وأخرجه الدارقطني 1/ 186، ومن طريقه البيهقي 2/ 31 من طريق حفص بن غياث، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي. والنعمان بن سعد مجهول لم يرو عنه غير عبد الرحمن بن إسحاق.

قال ابن القيم في "بدائع الفوائد" 3/ 91: واختلف في موضع الوضع فعنه (أي: عن الإمام أحمد): فوق السرة، وعنه تحتها، وعنه أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل: أين يضع يده إذا كان يصلي؟ قال: على السرة أو أسفل، كل ذلك واسع عنده إن وضع فوق السرة أو عليها أو تحتها.

ص: 222

عَلَّمَنَا عَلِيٌّ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَبَّ الْغُلَامُ عَلَى يَدَيْهِ حَتَّى أَنْقَاهُمَا، ثُمَّ أَدَخَلَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ فَغَمَزَ أَسْفَلَهَا بِيَدِهِ، ثُمَّ أَخْرَجَهَا فَمَسَحَ بِهَا الْأُخْرَى، ثُمَّ مَسَحَ بِكَفَّيْهِ رَأْسَهُ مَرَّةً، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ اغْتَرَفَ هُنَيَّةً مِنْ مَاءٍ بِكَفِّهِ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ (1).

877 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ، أَوْتِرُوا، فَإِنَّ اللهَ عز وجل وِتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ "(2).

• 878 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ:

(1) صحيح لغيره، وإسناده حسن، عبد الملك بن سَلع روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وباقي رجاله ثقات. مروان: هو ابن معاوية الفزاري. وسيأتي برقم (910) و (1008). وانظر (919) و (928) و (989) و (1047).

والركوة: إناء للماء من جلد خاصة.

والهُنية- بالتصغير-: القدر القليل.

(2)

إسناده قوي، زكريا- وهو ابن أبي زائدة- ذُكر فيمن سَمِعَ من أبي إسحاق بعدَ تغيره، وقد أخرج له الشيخانِ من روايته عن أبي إسحاق، وقد تُوبع.

وأخرجه أبو داود (1416) عن إبراهيم بنِ موسى، عن عيسى بنِ يونس، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1214) و (1225) و (1228) و (1262). وانظر (1232).

ص: 223

قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ رَجُلٌ آخَرُ (1).

879 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ. وعَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ. وعَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَخَيْرُهَا بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ عُمَرُ، وَلَوْ شِئْتُ سَمَّيْتُ الثَّالِثَ (2).

880 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ (ح) وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَلَوْ شِئْتُ لَحَدَّثْتُكُمْ بِالثَّالِثِ (3).

881 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: الْحَكَمُ أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ وهب بن بقية، فمن رجالِ مسلم. خالد بن عبد الله: هو الطحان، وبيان: هو ابن بشر الأحمسي، عامر: هو ابنُ شراحيل الشعبي، وأبو جُحيفة: هو وهبُ بن عبد الله السوائي. وانظر (833) وما بعده.

(2)

أسانيده صحاح، رجالها ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد خير، فمنْ رجال أصحابِ السنن، وهو ثقة وراويه عن الثلاثة هو حبيب بن أبي ثابت. وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبلَه.

ص: 224

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُسَوِّيَ الْقُبُورَ (1).

882 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ أَسَنَّ مِنِّي، وَأَنَا حَدَثٌ لَا أُبْصِرُ الْقَضَاءَ؟ قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي وَقَالَ: " اللهُمَّ ثَبِّتْ لِسَانَهُ، وَاهْدِ قَلْبَهُ، يَا عَلِيُّ، إِذَا جَلَسَ إِلَيْكَ الْخَصْمَانِ فَلا تَقْضِ بَيْنَهُمَا حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الْآخَرِ كَمَا سَمِعْتَ مِنَ الْأَوَّلِ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ تَبَيَّنَ لَكَ الْقَضَاءُ " قَالَ: فَمَا اخْتَلَفَ عَلَيَّ قَضَاءٌ بَعْدُ، أَوْ مَا أَشْكَلَ عَلَيَّ قَضَاءٌ بَعْدُ (2).

883 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَسَدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، قَالَ: جَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَاجْتَمَعَ ثَلاثُونَ، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: " مَنْ يَضْمَنُ عَنِّي دَيْنِي وَمَوَاعِيدِي، وَيَكُونُ مَعِي فِي الْجَنَّةِ، وَيَكُونُ خَلِيفَتِي فِي أَهْلِي؟ " فَقَالَ: رَجُلٌ - لَمْ يُسَمِّهِ شَرِيكٌ - يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْتَ كُنْتَ بَحْرًا، مَنْ يَقُومُ بِهَذَا؟! قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِآَخَرٍ، قَالَ: فَعَرَضَ ذَلِكَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا (3).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي محمد الهذلي الراوي عن علي، وله طريق آخر صحيح عن علي قد تقدم برقم (741). وانظر (657).

(2)

حسن لغيره، شريك وحنش قد تُوبِعَا، انظر ما تقدم برقم (690).

(3)

إسناده ضعيف لضعف شريك بن عبد الله النخعي وعباد بن عبد الله الأسدي.

ص: 225

884 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ عِنْدَ الْأَذَانِ، وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْإِقَامَةِ (1).

885 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّهَارِ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً (2).

886 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْكَبُ حِمَارًا اسْمُهُ عُفَيْرٌ (3).

= المنهال: هو ابن عمرو.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 60 - 61 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً 60 بنحوه مختصراً من طريق يحيى بنِ آدم، عن شريك، به. ولفظه عن علي دونَ ذكر الآية: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يضمن عني دَيْني، ويقضي عِداتي، ويكون معي في الجنة؟ " قال علي: أنا.

وقوله: "كنت بحراً" كناية عن واسع كرمه وجوده صلى الله عليه وسلم.

(1)

إسناده ضعيف لضعف شريك والحارث الأعور، وانظر (569).

(2)

صحيح، شريك- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبِعَ كما في الحديث (650).

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلمة بن الفضل مختلف فيه، ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن وله شاهد من حديث معاذ عند البخاري (2856)، ومسلم =

ص: 226

887 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنِي الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ السَّهَ وِكَاءُ الْعَيْنِ، فَمَنْ نَامَ فَلْيَتَوَضَّأْ "(1).

888 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ (2) الْأَشْقَرُ، حَدَّثَنِي ابْنُ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ الْجَنْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ

= (30)، وآخر من حديث ابن مسعود عند ابن سعد 1/ 492.

(1)

إسناده ضعيف، بقية يُدلِّسُ تدليسَ التسوية وهو شرُّ أنواعه، فيشترط من مثله التصريح بالسماع في جميع طبقات السند، والوضين بن عطاء مختلف فيه، وقد قال الحافظ في "التقريب": سيئ الحفظ، وعبدُ الرحمن بن عائذ حديثُه عن علي مرسل، قال ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/ 47: سألتُ أبي عن حديث رواه بقية عن الوضين بن عطاء، عن محفوط بن علقمة، عن ابن عائذ، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن حديث أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس، عن معاوية، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"العينُ وِكَاءُ السّهِ"، فقال: ليسا بقويين، وسئل أبو زرعة عن حديث ابنِ عائذ عن علي بهذا الحديث فقال: ابن عائذ عن علي مرسل. قلنا: قوله: "السَّهُ وِكَاءُ العَيْنِ" كذا وقع في الأصول الخطية للمسند مقلوباً، وهو خطأ والصواب:"العينُ وِكَاء السَّه".

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(656) من طريق علي بن بحر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (203)، وابن ماجه (477)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/ 354، والطبراني (656)، والدارقطني 1/ 161، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 133، والبيهقي 1/ 118 من طرق. بقية بنِ الوليد، به.

السَّهُ: حلقةُ الدبر أو العَجُز.

والوكاء: الخيط الذي تُشد به القِربة والكيس وغيرهما.

(2)

تحرف في (م) إلى: حسين بن الحسين.

ص: 227

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا قَتَلْتُ مَرْحَبًا جِئْتُ بِرَأْسِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).

• 889 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لِأَبِيهِ: لابْعَثَنَّكَ فِيمَا بَعَثَنِي فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْ أُسَوِّيَ كُلَّ قَبْرٍ، وَأَنْ أَطْمِسَ كُلَّ صَنَمٍ (2).

• 890 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" فِيهِ الْوُضُوءُ "(3).

(1) إسناده ضعيف جداً مسلسل بالضعفاء، حسين بن الحسن الأشقر منكرُ الحديث، وابن قابوس بن أبي ظبيان مجهول لا يُعرف، وأبوه قابوس ضعيف. أبو ظَبيان: هو حُصين بن جندب الجَنْبي، وهو ثقة من رجال الشيخين.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2072 عن علي بن أحمد بن مزوان، عن صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً من طريق عبد الله بن حسين الأشقر ومحمد بن يونس، كلاهما عن حسين الأشقر، به. ووقع في المطبوع منه "قابوس عن أبيه عن جده " فسقطت لفظة "ابن" من "ابن قابوس".

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 250 عن إبراهيم بن محمد، عن عبد الله بن حسين الأشقر، عن أبيه، عن قيس بن الربيع، عن قابوس بن أبي ظبيان، به. وقال: لا يُتابع عليه ولا يُعرف إلا به.

(2)

إسناد. ضعيف، وقد تقدم برقم (683)، وانظر (741).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (662). =

ص: 228

• 891 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" فِيهِ الْوُضُوءُ، وَفِي الْمَنِيِّ الْغُسْلُ "(1).

892 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ جَدَّةٍ لَهُ وَكَانَتْ سُرِّيَّةً لِعَلِيٍّ، قَالَتْ: قَالَ عَلِيٌّ: كُنْتُ رَجُلًا نَؤومًا، وَكُنْتُ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَغْرِبَ وَعَلَيَّ ثِيَابِي نِمْتُ ثُمَّ - قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: فَأَنَامُ قَبْلَ الْعِشَاءِ - فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَرَخَّصَ لِي (2).

• 893 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي شَيْبَانُ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ - يَعْنِي أَبَا زَيْدٍ الْقَسْمَلِيَّ -، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ،

= وأخرجه البزار (629) عن محمد بن المثنى، عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

(1)

صحيح، وانظر ما قبله. خالد: هو ابن عبد الله الطحان.

(2)

إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى- وهو محمدُ بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ، وجدة ابن الأصبهاني لا تُعرف. ابن الأصبهاني: هو عبدُ الرحمن بن عبد الله بن الأصبهاني.

وأورد الحديث الهيئمي في "مجمع الزوائد" 1/ 314، وقال: رواه أحمد، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف لسوء حفظه، وفيه راو لم يسم.

ص: 229

فَقَالَ: " فِي الْمَذْيِ الْوُضُوءُ، وَفِي الْمَنِيِّ الْغُسْلُ "(1).

• 894 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ (2)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ - يَعْنِي الثَّقَفِيَّ -، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، وَابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مَعَهُ بِهَدْيِهِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِلُحُومِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا (3).

895 -

حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: ذَكَرَ خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَبَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، وَثَلَّثَ عُمَرُ، ثُمَّ

(1) صحيح، وقد تقدم برقم (662).

(2)

خطَّأ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله النسخ الخطية للمسند في هذا الموضع لتسميتها أبا بكر الباهلي بمحمد بن عمرو بن العباس، وجزم أن أبا بكر الباهلي هذا هو محمد بن خلاد بن كَثير، الذي هو من رجال مسلم، وهذا خطأ منه رحمه الله، وصوابُه كما هو في الأصول الخطية، وأبو بكر الباهلي: محمد بن عمرو بن العباس هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 107 وقال: حدثنا عنه الحسن بن عبد الله القطان وغيره. قلنا: وذهل عن ذكره الحسيني في "الإكمال" ومن ثَمّ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" مع أنه من شرطهما.

(3)

صحيح وهذا إسناد حسن، أبو بكر الباهلي تقدم آنفاً أن ابن حبان ذكره في "الثقات"، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تيمية السختياني، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري، وابن أبي نجيح: هو عبد الله، ومجاهد: هو ابن جبر.

وأخرجه البزار (608)، والنسائي في "الكبرى"(4149) من طريق محمد بن المثنى، وابن حبان (4021) من طريق محمد بن يحيى الزِّمّاني، كلاهما عن عبد =

ص: 230

خَبَطَتْنَا - أَوْ أَصَابَتْنَا - فِتْنَةٌ، يَعْفُو اللهُ عَمَّنْ يَشَاءُ (1).

896 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنِي شُرَيْحٌ - يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ -، قَالَ: ذُكِرَ أَهْلُ الشَّامِ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ بِالْعِرَاقِ، فَقَالُوا: الْعَنْهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: لَا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" الْأَبْدَالُ يَكُونُونَ بِالشَّامِ، وَهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللهُ مَكَانَهُ رَجُلًا، يُسْقَى بِهِمُ الْغَيْثُ، وَيُنْتَصَرُ بِهِمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ، وَيُصْرَفُ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ بِهِمِ الْعَذَابُ "(2).

= الوهَّاب الثقفي، بهذا الإسناد. وتحرف "عبد الكريم وابن أبي نجيح" في المطبوع من "الكبرى" إلى: عبد الكريم بن أبي نجيح. وانظر ما تقدم برقم (593).

(1)

صحيح لغيره، رجاله ثقات غيرَ أن أبا إسحاق تغير بأخرة، وسماع خلف منه لا يُعرف قبل التغير أم بعده.

وأخرجه النسائي في "مسند علي" كما في "التحفة" 8/ 282، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 74 من طرق عن أبي بدر شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1661) من طريق أبي الأحوص، عن خالد بن علقمة، عن عبدِ خير، به. وانظر (1020).

والسابقُ في خيل الحلبة: هو الذيَ ياتي أولاً، والمصلِّي: هو الثاني.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، شريح بن عبيد لم يُدرك علياً، وصفوان بن عمرو السكسكي- وإن كان ثقةً من رجال مسلم- ذكر له النسائيُّ حديثاً منكراً في عمار بن ياسر، وحديثُ البابِ باطل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، انظر "المنار المنيف" ص 136 للشيخ ابن قيم الجوزية. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني.

قلنا: وأحاديثُ الأبدال التي رويت عن غير واحدٍ من الصحابة، أسانيدُها كُلُّها ضعيفةٌ لا يَنْتَهِضُ بها الاستدلالُ في مثل هذا المطلب.

ص: 231

• 897 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْبُدْنِ، قَالَ:" لَا تُعْطِ الْجَازِرَ مِنْهَا شَيْئًا "(1).

898 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ -، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: وُضِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى سَرِيرِهِ، فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلا رَجُلٌ قَدْ أَخَذَ بِمَنْكِبِي مِنْ وَرَائِي، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللهَ تَعَالَى بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ اللهِ إِنْ كُنْتُ لاظُنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ اللهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ أُكْثِرُ أَنْ أَسْمَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" فَذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ " وَإِنْ كُنْتُ لاظُنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ اللهُ مَعَهُمَا (2).

(1) حديث صحيح، سويد بن سعيد- وإن كان فيه كلام- قد توبع، ومَنْ فوقه ثقات من رجال الشيخين، وقد صرح ابنُ جريج بالتحديث عند مع مسلم وغيره، فانتفت شبهة تدليسه.

وأخرجه مسلم (1317)(349)، وابن ماجه (3157)، وابن خزيمة (2920)، وابن حبان (4022) من طريق محمد بن بكر البرساني، والبزار (612) من طريق الضحاك بن مخلد أبي عاصم، والنسائي في "الكبرى"(4143) من طريق شعيب بن إسحاق، ثلاثتهم عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر (593).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق- وهو =

ص: 232

899 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَكُنْتُ إِذَا وَجَدْتُهُ يُصَلِّي سَبَّحَ فَدَخَلْتُ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ يُصَلِّي أَذِنَ (1).

900 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ ابْنَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَقَالَ: أَلا تُصَلِّيَانِ؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ

= المروزي- فمن رجال الترمذي، وهو ثقة.

والحديثُ في "مسند ابن المبارك"(254).

ومن طريق ابنِ المبارك أخرجه البخاري (3685)، ومسلم (2389)، وابن ماجه (98)، وابن أبي عاصم (1210)، والنسائي في "الكبرى"(8115).

وأخرجه البخاري (3677)، ومسلم (2389)، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 3/ 941 من طريق عيسى بن يونس، وابن أبي عاصم (1210)، والبزار (453) من طريق بشر بن السري، كلاهما عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، بهذا الإسناد.

قوله: "فذهبت أنا"، قال السندي: بتأكيد المرفوع المتصل بالمنفصل ليصحَّ العطفُ، وهكذا في رواية ابن ماجه، وفي "صحيح البخاري" بلا تأكيد ما عدا رواية الأصيلي ففيها بالتأكيد، فزعم ابنُ مالك أنه حجة على النحاة في وجوب التأكيد، مع أن الظاهر أنه من تصرفات الرواة كما يَدُلُّ عليه رواية الكتاب، ورواية ابن ماجه، ورواية الأصيلي في "الصحيح"، والله تعالى أعلم، ثم رأيت السيوطيَّ نَبَّه على ذلك أيضاً.

(1)

إسناده ضعيف، وقد تقدم برقم (598).

ص: 233

شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ يَقُولُ:{وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} (1).

901 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ أَبَاهُ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ هُوَ وَفَاطِمَةَ

فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).

902 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ أَبِي - سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ -: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (3)، عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ

(1) إسناده صحيح على شرط الشبخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.

وأخرجه البخاري (1127) و (7347) و (7465)، والبزار (503)، والبيهقي 2/ 500 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. وانظر (571).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد، وصالح: هو ابن كيسان.

وأخرجه البخاري (4724)، وابن حبان (2566) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(3)

قوله "عن أبيه" لم يرد في الأصول التي بأيدينا، وإنما أثبتناه من "أطراف المسند" 1 / ورقة 209، وأُشيرَ إليه في حاشية (ظ 11) بخظ مغاير، وكذلك هو موجودٌ في "التاريخ الكبير" 1/ 308 و"مسند أبي يعلى"(490)، ورواه البيهقيُّ في "الشعب" من طريق علي بن بحر شجخ المصنف لم يقل فيه "عن أبيه" كما في أصولنا، وكذلك رواه البزار بإسقاط هذا الحرف، والله أعلم.

ص: 234

يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ " (1).

• 903 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحدُ (2) الْكَاذِبِينَ "(3).

(1) حديث حسن في الشواهد، عبد الله بن وهب- وهو ابن منبه الصنعاني- وأبو خليفة قال الحافظ عن كل منهما في "التقريب": مقبول.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(8415) من طريق الحسن بن محمد الزعفراني، عن علي بن بحر، بهذا الإسناد. وليس فيه "عن أبيه".

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 308، وأبو يعلى (490) من طريق هشام بن يوسف، عن إبراهيم بن عمر بن كيسان، به.

وأخرجه البزار (756) عن سلمة بن شبيب، عن عبد الله بن إبراهيم بن عمر، به.

وليس فيه "عن أبيه".

وله شاهد من حديث عائشة عند مسلم برقم (2593).

ومن حديث عبد الله بن مغفل عند أحمد في "المسند"(4/ 87 الطبعة الميمنية).

ومن حديث أنس عند البزار (1961) و (1962)"كشف الأستار"، والطبراني في "الأوسط"(2955)، وفي "الصغير"(221).

ومن حديث أبي هريرة عند البزارِ (1964).

(2)

على حاشية (س) و (ص): أكذب، ولفظة "الكاذبين" ضبطت في (س) بضبطين على التثنية والجمع، وفي (ظ 11) على الجمع، و"أحد الكاذبَيْن"، المراد: أن الراوي له يشارك الواضعَ في الإِثم.

(3)

جاء هذا الحديث في (م) على أنه من رواية الإمام أحمد، والصوابُ أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في أصولنا الخطية. =

ص: 235

• 904 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، أَنَّ عَلِيًّا ذَكَرَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، فَقَالَ: فِيهِمْ رَجُلٌ مُودَنُ الْيَدِ - أَوْ مَثْدُونُ الْيَدِ، أَوْ مُخْدَجُ الْيَدِ - لَوْلا أَنْ تَبْطَرُوا لَنَبَّأْتُكُمْ مَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ (1).

905 -

حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ وَرْدَانَ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ

= والحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن فضيل: هو محمد.

وأخرجه ابن ماجه (40) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 595 من طريق شعبة، وابن ماجه (38)، والبزار (621) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، كلاهما عن الحكم، به.

وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(165) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى [عن أبيه] عن علي بن أبي طالب، به. وما بين الحاصرتين سقط من المطبوع.

قوله: "أحد الكاذِبَِيْن"، قال السندي: رُوي بالتثنية، أي: فهو يشارك واضع الحديث، وبالجمع، أي: فهو واحد من جملة المعلومين بصفة الكذب؛ إذ لا يقال: الظالم، والفاسق، والكاذب، والصادق، إلا لمن اعتاد ذلك، واشْتَهَر به، لا مَنْ صَدَرَ منه ذلك ولو مرةً أو مرتين، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وهشام: هو ابن حسان، ومحمد: هو ابن سيرين، وعبيدة: هو السلماني.

وأخرجه أبو داود (4763) عن محمد بن عبيد ومحمد بن عيسى، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه هشاماً.

وأخرجه عبد الرزاق (18653) عن هشام بن حسان، به. وانظر (626).

ص: 236

أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ فَسَكَتَ، فَقَالُوا: أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ فَسَكَتَ، قَالَ: ثُمَّ قَالُوا: أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ فَقَالَ: " لَا، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ " فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (1).

(1) إسناده ضعيف، عبد الأعلى بن عامر الثعلبي ضعيف، ثم هو منقطع أيضاً، أبو البختري- واسمه سعيد بن فيروز- لم يسمع علياً.

وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" ص 141 - 142 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (2884)، والترمذي (814) و (3055)، والبزار (913)، وأبو يعلى (517) و (542)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1014)، والحاكم 2/ 293 - 294 من طريق منصور بن وردان (تحرف في المطبوع من " المستدرك " إلى: ابن زاذان)، به.

وقال الترمذي: حسن غريب، فتعقبه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 2/ 67 بقوله: فيما قال نظر، لأن البخاري قال: لم يسمع أبو البختري من علي.

قلنا: لفظ "حسن" هو في المطبوع من سنن الترمذي في الموضعين، ولم ترد عند المزي في "الأطراف" 7/ 378، ونصه: وقال: غريب من هذا الوجه سمعت محمداً يقول: أبو البختري لم يدرك علياً، وهذا النص بعينه ذكره ابن كثير في تفسير سورة المائدة 3/ 200.

وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (1337)، وسيأتي في "المسند"(2/ 508 الطبعة الميمنية). وعن ابنِ عباس وسيأتي في "المسند" برقم (2304).

ص: 237

906 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (1)، حَدَّثَنَا (2) الْأَعْمَشُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْمَسْحِ، فَقَالَتْ: ائْتِ عَلِيًّا، فَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنِّي. قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، قَالَ: فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا أَنْ نَمْسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَلِلْمُسَافِرِ ثَلاثًا " (3).

907 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، رَفَعَهُ (4).

• 908 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ (5).

(1) جاء في النسخ المطبوعة "حدثنا أيوب، حدثنا أبو معاوية"، وهو خطأ والصواب حذف "حدثنا أيوب" كما في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1 / ورقة 201.

(2)

في (ظ 11): عن.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 177، ومسلم (276)، والنسائي 1/ 84، وأبو يعلى (264)، وابن خزيمة (194)، وأبو عوانة 1/ 261 - 262 و 262، والبيهقي 1/ 272 و 275، والبغوي (238) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.

(4)

صحيح، وهو مكرر (748).

(5)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد خير، فمن رجال أصحاب السنن. وانظر (833).

ص: 238

• 909 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخُو سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ (2)، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: عَلَى الْمِنْبَرِ أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ قَالَ: فَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِالثَّانِي؟ قَالَ: فَذَكَرَ عُمَرَ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ شِئْتُ لَأَنْبَأْتُكُمْ بِالثَّالِثِ. قَالَ: وَسَكَتَ، فَرَأَيْنَا أَنَّهُ يَعْنِي نَفْسَهُ، فَقُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ يَقُولُ هَذَا (3)؟ قَالَ: نَعَمْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَإِلا صُمَّتَا (4).

• 910 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُسْهِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَلْعٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ غَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاثًا، وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَقَالَ: هَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (5).

(1) ورد هذا الحديث في النسخ المطبوعة على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في أصولنا الخطية، وهو كذلك فى "أطراف المسند" 1 / ورقة 205.

(2)

كذا وقع في أصولنا الخطية وفي النسخ المطبوعة "عن أبيه"، وفي "أطراف المسند":"عن أخيه" يعني سفيان الثوري، ويغلب على ظننا أنه الصواب، فسعيد بن مسروق الثوري والد مبارك لا تُعرف له رواية عن حبيب ابن أبي ثابت، والمعروف بالرواية عنه إنما هو سفيان ابنه، والله تعالى أعلم.

(3)

لفظة "هذا" سقطت من (ص).

(4)

إسناده قوي. وانظر ما قبله. عبد الله بن عون: هو ابن أبي عون الهلالي.

(5)

حديث حسن، مسهر- وإن كان في حديثه لين- متابع كما سيأتي برقم (876)، وسيتكرر برقم (1008). إسحاق بن إسماعيل: هو الطالقاني.

ص: 239

911 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ: " شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى صَلاةِ الْعَصْرِ، مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا " قَالَ: ثُمَّ صَلاهَا بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ، بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. وقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ مَرَّةً: يَعْنِي بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (1).

912 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا، فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ غَيْرِهِ فَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مُحَارِبٌ، وَالْحَرْبُ خَدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

913 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شتيربن شكل، فمن رجال مسلم. وانظر (617).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. خيثمة: هو ابن عبد الرحمن. وانظر (616).

ص: 240

عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَدْ عَفَوْتُ لَكُمْ عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ مِئَتَيْنِ زَكَاةٌ "(1).

914 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ (2)، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي أَرَاكَ تَنَوَّقُ فِي قُرَيْشٍ وَتَدَعُنَا؟ قَالَ:" وَعِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " قُلْتُ: بِنْتُ حَمْزَةَ. قَالَ: " هِيَ بِنْتُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ "(3).

915 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ (4)، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: أَفَضْتُ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: أَفَضْتُ مَعَ أَبِي مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ:

(1) صحيح، الأعمش- وإن كان مضطرباً في حديثه عن أبي إسحاق كما في "مقدمة الجرح والتعديل" ص 237 - قد توبع، وانظر ما تقدم برقم (711).

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/ 117 - 118، والبزار (678)، والنسائي 5/ 37، والدارقطني 2/ 126 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

(2)

تحرف في (م) إلى: سعيد بن عبيدة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.

وأخرجه مسلم (1446) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (620).

(4)

تحرف في (م) و (س) و (ق) و (ص) إلى: أبي إسحاق، وجاء على الصواب في (ظ 11) و (ب) و"أطراف المسند" 1 / ورقة 199.

ص: 241

أَفَضْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (1).

916 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا يَشْرَبُ قَائِمًا قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: تَشْرَبُ قَائِمًا؟ فَقَالَ: إِنْ أَشْرَبْ قَائِمًا، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ قَائِمًا، وَإِنْ أَشْرَبْ قَاعِدًا، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ قَاعِدًا (2).

• 917 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ أَرَى أَنَّ بَاطِنَ الْقَدَمَيْنِ أَحَقُّ بِالْمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِهِمَا، حَتَّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ ظَاهِرَهُمَا (3).

• 918 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي السَّوْدَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

(1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث عند أبي يعلى والبيهقي، وباقي رجاله ثقات. عكرمة: هو مولى ابن عباس.

وأخرجه أبو يعلى (321) و (462)، والطحاوي 2/ 224، والبيهقي 5/ 138 من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1334).

(2)

حسن لغيره، ابن فضيل- وإن كان روى عن عطاء بعد الاختلاط- قد توبع، وميسرة: هو ابن يعقوب الطهوي صاحب راية علي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو متابع أيضاً، وانظر الحديث الآتي برقم (1125).

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 204 عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

(3)

صحيح لغيره، وقد تقدم برقم (737)، وانظرما بعده.

ص: 242

رَأَيْتُ عَلِيًّا تَوَضَّأَ فَغَسَلَ ظُهُورَ قَدَمَيْهِ، وَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْسِلُ ظُهُورَ قَدَمَيْهِ، لَظَنَنْتُ أَنَّ بُطُونَهُمَا أَحَقُّ بِالْغَسْلِ (1).

• 919 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُقْبَةَ أَبُو كِبْرَانَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: هَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا (2).

920 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ابْنَ مَسْعُودٍ فَصَعِدَ عَلَى شَجَرَةٍ

(1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابنُ عيينة، وأبو السوداء: هو عمرو بن عمران النهدي، وابن عبد خير: هو المسيب.

وأخرجه عبد الرزاق (57)، والحميدي (47)، والنسائي في "الكبرى"(120) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارقطني في "العلل' 4/ 46 - 47 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن مطر الوراق، عن الحسن، عن المسيب بن عبد خير، به إلا أنه قال: يمسح على ظاهر قدميه. وانظر ما قبلَه.

(2)

إسناده صحيح، والحسن بن عقبة أبو كِبران- بالباء الموحدة كما في الأصول وفي "المقتنى" للذهبي، وقد تصحف في "تاريخ البخاري" و"الجرح والتعديل" و"ثقات ابن حبان " إلى "كيران" بالياء، وجاء على الصواب في "تاريخ ابن معين" 2/ 115 - روى عنه جمع، ووثقه ابن معين، وابن حبان، وابن شاهين، وقال أبو حاتم: شيخ يُكتب حديثه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 9 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (702) من طريق أبي نعيم، عن الحسن بن عقبة، به. وسيأتي برقم (1007) و (1016)، وانظر (876).

ص: 243

أَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ مِنْهَا بِشَيْءٍ، فَنَظَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى سَاقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ حِينَ صَعِدَ الشَّجَرَةَ، فَضَحِكُوا مِنْ حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا تَضْحَكُونَ؟! لَرِجْلُ عَبْدِ اللهِ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ "(1).

921 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الْجَمَلِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْنَا عَهْدًا نَأْخُذُ بِهِ فِي إِمَارَةٍ، وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ رَأَيْنَاهُ مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِنَا، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، رَحْمَةُ اللهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَقَامَ وَاسْتَقَامَ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ، رَحْمَةُ اللهِ عَلَى عُمَرَ، فَأَقَامَ وَاسْتَقَامَ، حَتَّى ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِهِ (2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أم موسى كانت سُرِّيَّة لعلي، لم يروعنها غيرُ مغيرةَ بن مقسم الضبي، وقال الدارقطني: حديثُها مستقيم يُخرج اعتباراً، ووثقها العجلي، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 114، وابن سعد 3/ 155، والبخاري في "الأدب المفرد"(237)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 546، وأبو يعلى (539) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه يعقوبُ بنُ سفيان 2/ 546 - 547، وأبو يعلى (595)، والطبراني (8516) من طريقين عن مغيرة، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 288 - 289 وقال بعد أن عزاه إلى أحمد وأبي يعلى والطبراني: رجالُهم رجالُ الصحيح غَيْرَ أمِّ موسى وهي ثقة.

وفي الباب عن ابن مسعود نفسِه سيأتي في "المسند" برقم (3991).

وعن قرة بن إياس المزني عند يعقوب 2/ 546 وصححه الحاكم 3/ 317، ووافقه الذهبي.

الحُموشة: الدِّقّة.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة الرجل الذي روى عن علي. =

ص: 244

• 922 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَطَاءٍ - يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ -، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ، وَخَيْرُهَا بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ: عُمَرُ، ثُمَّ يَجْعَلُ اللهُ الْخَيْرَ حَيْثُ أَحَبَّ (1).

923 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَمَّنْ سَمِعَ عَلِيًّا وَابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولانِ: قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجِوَارِ (2).

= وأخرجه ابنُ أبي عاصم (1218)، والعُقيلي في "الضعفاء" 1/ 178 من طريق الضحاك بن مخلد، عن سفيان الثوري، عن الأسود بن قيس، عن سعيد بن عمرو، عن أبيه قال: خطب عليٌّ

فذكره، وسعيد بن عمرو، إن كان هو ابن سعيد بن العاص الأموي- الذي يروي أبوه عن علي- فالإسنادُ صحيح، وإن كان هو ابن سفيان الثقفي- كما سمي عندَ العقيلي- فالإسناد ضعيف، لكن لا تعرف لعمرو بن سفيان الثقفي عن علي رواية، والله أعلم.

والجِران: باطن العنق، وقوله:"حتى ضرب الدينُ بجرانه": قَرَّ قرارُه واستقام، كما أن البعير إذا بَرك واستراحَ مدَّ عنقه على الأرض.

(1)

حديث صحيح، خالد- وهو ابن عبد الله الواسطي- سماعه من عطاء بعد الاختلاط، لكن تابع عطاءً حصينُ بن عبد الرحمن وهوثقة كما سيأتي برقم (926)، وسيتكرر برقم (1030)، وانظر ما تقدم (833).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن علي وابن مسعود. وهو في "مصنف عبد الرزاق "(14383) باب الشفعة بالجوار، وقد تحرف "الحكم" في المطبوع منه إلى: الحسن.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 164 عن وكيع، وابن حزم في "المحلى" 9/ 101 من =

ص: 245

924 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ، وَعَنْ لِبَاسِ الْقَسِّيِّ، وَعَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَعَنْ لِبَاسِ الْمُعَصْفَرِ (1).

925 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَحَدُهُمْ:

= طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. ولفظه عند ابن أبي شيبة: قضى بالشفعة للجوار.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 163 - 164 عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، به.

وفي الباب عن أبي رافع "الجار أحق بسَقَبهِ" عند البخاري (6977) وصححه ابن حبان (5180)، وعن أنس بن مالك "جارَ الدَار أحق بالدار" عند الطحاوي 4/ 122 وصححه ابن حبان (5181)، وعن جابر بن عبد الله عند أبي داود (3518)، والترمذي (1369)، وابن ماجه (2494) وسنده قوي، وحسنه الترمذي، ولفظه "الجار أحق بشفعة جاره ينتظر بها وإن كان غائباً إذا كان طريقهما واحداً".

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2832) و (19476) و (19964).

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2078)(31)، وأبو داود (4045)، والترمذي (1737)، وأبو يعلى (415)، وأبو عوانة 2/ 171.

وأخرجه الطيالسي (103)، ومسلم (2078)(30)، والبزار (919)، والنسائي 2/ 217 و 8/ 167 - 168، والبيهقي 2/ 87 من طرق عن الزهري، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، وقد تقدم برقم (710).

ص: 246

كَانَتْ لِي مِائَةُ أُوقِيَّةٍ فَأَنْفَقْتُ مِنْهَا عَشْرَ أَوَاقٍ. وَقَالَ الْآخَرُ: كَانَتْ لِي مِئَةُ دِينَارٍ فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ. وَقَالَ الْآخَرُ: كَانَتْ لِي عَشَرَةُ دَنَانِيرَ فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِدِينَارٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَنْتُمْ فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ، كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ تَصَدَّقَ بِعُشْرِ مَالِهِ "(1).

• 926 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَامَ عَلِيٌّ فَقَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَإِنَّا قَدْ أَحْدَثْنَا بَعْدَهُمْ أَحْدَاثًا يَقْضِي اللهُ تَعَالَى فِيهَا مَا شَاءَ (2).

927 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَيْسَ الْوَتْرُ بِحَتْمٍ كَهَيْئَةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

• 928 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ الْجَرْمِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ

(1) إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20051). وانظر ما تقدم برقم (743).

(2)

إسناده صحيح. حصين: هو ابن عبد الرحمن. وانظر (922).

(3)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن ضمرة، فمن رجال السنن، وهو صدوق، وهو في "مصنف عبد الرزاق"(4569).

وقد تقدم برقم (652) عن وكيع، عن سفيان الثوري، به.

ص: 247

عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا (1).

929 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ عِنْدَ الْأَذَانِ (2).

930 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ مَرَّةً: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَأَكْثَرُ ذَاكَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مَنْ شَهِدَ عَلِيًّا حِينَ رَكِبَ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ، قَالَ: بِسْمِ اللهِ، فَلَمَّا اسْتَوَى قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، ثُمَّ حَمِدَ ثَلاثًا وَكَبَّرَ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ. ثُمَّ ضَحِكَ، قَالَ: فَقِيلَ: مَا يُضْحِكُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ، وَقَالَ مِثْلَ مَا قُلْتُ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْنَا: مَا يُضْحِكُكَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " الْعَبْدُ - أَوْ قَالَ: عَجِبْتُ لِلْعَبْدِ - إِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا هُوَ "(3).

(1) إسناده صحيح. القاسم الجرمي: هو ابن يزيد، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه الدارقطني 1/ 89 من طريق أبي حنيفة، عن خالد بن علقمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (945) و (998) و (1027) و (1133) و (1198) و (1199) و (1324)، وانظر (876).

(2)

إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (4625) عن معمر، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (569).

(3)

حسن نيره، وانظر الكلام عليه فيما تقدم برقم (753). وهو في "مصنف عبد =

ص: 248

931 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ وَهُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ ابْنَةَ حَمْزَةَ تَبِعَتْهُمْ تُنَادِي: يَا عَمُّ، يَا عَمُّ، فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَالَ لِفَاطِمَةَ: دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّكِ فَحَوِّلِيهَا. فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ، وَزَيْدٌ، وَجَعْفَرٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَخَذْتُهَا وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّي. وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي وَخَالَتُهَا تَحْتِي. وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي. فَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِخَالَتِهَا، وَقَالَ:"الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ"، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ:"أَنْتَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْكَ"، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ:"أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي"، وَقَالَ لِزَيْدٍ:"أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلانَا"، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلا تَزَوَّجُ ابْنَةَ حَمْزَةَ؟ فَقَالَ:"إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ"(1).

932 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ: خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ (2).

933 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ

= الرزاق" (19480).

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (88)، والطبراني في "الدعاء"(782)، والبيهقي 5/ 252.

(1)

إسناده حسن. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وانظر ما تقدم برقم (770).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد خير، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. وانظر (908).

ص: 249

عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ (1).

• 934 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الصُّبَيُّ بْنُ الْأَشْعَثِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ، وَالثَّانِي عُمَرُ، وَلَوْ شِئْتُ سَمَّيْتُ الثَّالِثَ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: فَتَهَجَّاهَا عَبْدُ خَيْرٍ لِكَيْ لَا يَمْتَرُوا فِيمَا قَالَ عَلِيٌّ (2).

935 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الصَّعْبَةِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ يُقَالُ لَهُ: أَبُو أَفْلَحَ، عَنْ ابْنِ زُرَيْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ، وَأَخَذَ ذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِي شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي "(3).

(1) إسناده صحيح كسابقه.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سويد بن سعيد- وهو الهروي- فيه مقال، والصبي بن الأشعث قال الذهبي في "الميزان" 2/ 308: له مناكير وفيه ضعف يحتمل، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، قلنا: وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 477، ولم يورده الحسيني في "الإكمال" ولم يستدركه ابن حجر عليه مع أنه من شرطهما، وسويد والصبي قد توبعا، انظر ما تقدم برقم (932).

وقوله: "لكي لا يمتروا"، وقع في الأصول:"لكي لا يمترون" بإثبات النون، والجادة حذفها كما أثبتنا.

(3)

صحيح لشواهده، تقدم الكلام في أبي أفلح برقم (750)، وباقي رجاله ثقات. =

ص: 250

936 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ -، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْحَرَّةِ بِالسُّقْيَا الَّتِي كَانَتْ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ائْتُونِي بِوَضُوءٍ ". فَلَمَّا تَوَضَّأَ قَامَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ كَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ عَبْدَكَ وَخَلِيلَكَ دَعَا لِأَهْلِ مَكَّةَ بِالْبَرَكَةِ، وَأَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ أَدْعُوكَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْ تُبَارِكَ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ، مِثْلَيْ مَا بَارَكْتَ لِأَهْلِ مَكَّةَ، مَعَ الْبَرَكَةِ بَرَكَتَيْنِ "(1).

= حجاج: هو ابن محمد الأعور، وليث: هو ابن سعد.

وأخرجه النسائي 8/ 160 عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4057)، والنسائي 8/ 160 عن قتيبة، عن الليث، به. بإسقاط أبي الصعبة.

وأخرجه النسائي 8/ 160 من طريق عبد الله بن المبارك، والطحاوي 4/ 250 من طريق شعيب بن الليث، كلاهما عن الليث بن سعد، به. إلا أنهما قالا فيه:"عن رجل من همدان يقال له: أفلح"، والأشبه- كما قال النسائي- أبو أفلح.

(1)

إسناده صحيح، عاصم بن عمرو- ويقال: ابن عمر- حجازي من أهل المدينة، لم يرو عنه غير عمرو بن سليم الزرقي، ووثقه النسائي وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح حديثه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان، وقال ابن المديني: ليس بمعروف لا أعرفه إلا في أهل المدينة، ممن روى عنه أهلُ المدينة، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.

وأخرجه الترمذي (3914)، والنسائي في "الكبرى"(4270)، وابن خزيمة (209)، وابن حبان (3746) من طريقين عن الليث، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح، وقد سقط "الليث" من المطبوع من "ابن خزيمة". =

ص: 251

937 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْمُزَنِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ - أَوْ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ -: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ، يَعَضُّ الْمُوسِرُ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ، قَالَ: وَلَمْ يُؤْمَرْ بِذَلِكَ، قَالَ اللهُ عز وجل:{وَلا تَنْسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237]، وَيَنْهَدُ الْأَشْرَارُ، وَيُسْتَذَلُّ الْأَخْيَارُ، وَيُبَايِعُ الْمُضْطَرُّونَ، قَالَ: وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الْمُضْطَرِّينَ، وَعَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ، وَعَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ قَبْلَ أَنْ تُدْرِكَ (1).

= وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 480 - 481 عن عبد الله بن يوسف، عن الليث، به. وفي الباب عن غير واحد من الصحابة.

(1)

إسناده ضعيف، لضعف أبي عامر المزني- وهو صالح بن رستم الخزاز- وجهالة الشيخ من بني تميم.

وأخرجه أبو داود (3382) عن محمد بن عيسى، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(356) من طريق الوليد بن صالح، والبيهقي 6/ 17 من طريق سعيد بن منصور وسريج بن يونس، أربعتهم عن هشيم، بهذا الإسناد. ورواية الوليد بن صالح وسريج بن يونس مختصرة.

وقال محمد بن عيسى في حديثه: "صالح بن عامر" مكان: صالح بن رستم، قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 4/ 395: الصواب: هشيم حدثنا صالح أبو عامر- وهو الخزاز- حدثنا شيخ من بني تميم، ويؤيد هذا أن أحمد بن حنبل قال في "مسنده": حدثنا هشيم حدثنا أبو عامر حدثنا شيخ من بني تميم، وقال سعيد بن منصور في "السنن": حدثنا هثيم حدثنا صالح بن رستم عن شيخ من بني تميم، فليس في الإسناد والحالة هذه إلا إِبدال "أبو" بابن حسب.

الزمان العَضُوض: هو الزمان الشديد الذي يكون فيه الناس في فاقةٍ وحاجةٍ.

وقوله: "ينهد الأشرار" أي: يرتفع ويعلو قدْرُهم. وتُدرِك: أي: تنضج. =

ص: 252

• 938 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ نِسَائِهَا

= وقوله: "نهى عن بيع المضطرِّين"، قال الخطّابي في "معالم السنن" 3/ 87: بيعُ المضطرِّ يكون من وجهين:

أحدهما: أن يضطرَّ إلى العَقْد من طريق الإكراه عليه، فهذا فاسد لا ينعقد.

والوجه الآخر: أن يضطرَّ إلى البيع لدَيْنٍ يركَبُه، أو مؤنةٍ تُرهِقُه، فيبيع ما في يده بالوَكْس (أي: بالنقص) من أجل الضرورة، فهذا سبيلُه في حق الدِّين والمروءة أن لا يبايَعَ على هذا الوجه وأن لا يُفتاتَ عليه بماله، ولكن يُعان ويُقرض ويُستَمهل له إلى الميسرة حتى يكون له في ذلك بلاغٌ، فإن عُقِد البيعُ مع الضرورة على هذا الوجه جاز في الحكم ولم يُفسَخ.

وفي إسناد الحديث (يعني حديث علي هذا) رجل مجهول لا ندري مَن هُو، إلا أن عامَّةَ أهل العلم قد كَرِهوا البيع على هذا الوجه.

وقوله: "وعن بيعِ الغَرَر"، قال الخطابي أيضاً 3/ 88: أصلُ الغَرَر: هو ما طُوي عنك عِلْمُه، وخَفِي عليك باطنُه وسرُّه، وهو مأخوذ من قولك: طَوَيْتُ الثوبَ على غَرِّه، أي: على كَسْرِه الأول، وكل بيع كان المقصود منه مجهولاً غيرَ معلوم، ومعجوزاً عنه غيرَ مقدورٍ عليه، فهو غَرَرٌ، وذلك مثل أن يبيعه سمكاً في الماءِ، أو طيراً في الهواء، أو لؤلؤةً في البحر، أو عبداً آبقاً، أو جملاً شارداً، أو ثوباً في جِرابٍ لم يَرَهُ ولم ينشره، أو طعاماً في بيت لم يفتحه، أو ولدَ بهيمةٍ لم تولد، أو ثمر شجرة لمً تثمر، وفي نحوها من الأمور التي لا تُعلمُ ولا يُدرى هل تكون أم لا؟ فإن البيع فيها مفسوخ.

وأبوابُ الغرر كثيرة، وجِماعُها: ما دخل في المقصود منه الجهلُ، وإنما نهى صلى الله عليه وسلم عن هذه البيوع تحصيناً للأموال أن تَضِيعَ، وقطعاً للخصومة والنزاع أن يَقَعا بينَ الناس فيها.

ص: 253

خَدِيجَةُ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ" (1).

• 939 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْمُبَارَكِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ لُبْسِ الْحَمْرَاءِ، وَعَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ (2).

940 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيٍّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمُصَابِ حَتَّى يُكْشَفَ عَنْهُ"(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وإسحاق بن إسماعيل- وهو الطالقاني- متابِع زهيرِ بنِ حرب ثقةٌ من رجال أبي داود.

وأخرجه مسلم (2430)، والنسائي في "الكبرى"(8354)، وأبو يعلى (612) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2430) من طريق أبي معاوية، به. وانظر (640).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (829).

(3)

صحيح لغيره، الحسن- وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من علي.

وأخرجه البيهقي 8/ 265 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7347) من طريق يزيد بن زريع، عن يونس، به موقوفاً على عليّ. ورجح النسائي وقفه وكذا الدارقطني في "العلل" 3/ 192. وسيأتي الحديث برقم (956) و (1183). وسيأتي من طريق أبي ظبيان عن علي في "المسند" برقم (1328).

وأخرجه أبو داود (4403)، والبيهقي 3/ 83 و 7/ 359 و 8/ 265 من طريق خالد =

ص: 254

941 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أُتِيَ عَلِيٌّ بِزَانٍ مُحْصَنٍ، فَجَلَدَهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ مِائَةً، ثُمَّ رَجَمَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقِيلَ لَهُ: جَمَعْتَ عَلَيْهِ حَدَّيْنِ؟ فَقَالَ: جَلَدْتُهُ بِكِتَابِ اللهِ، وَرَجَمْتُهُ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

* 942 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2): حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ. وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٍ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أُتِيَ عَلِيٌّ بِمَوْلاةٍ لِسَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ مُحْصَنَةٍ قَدْ فَجَرَتْ، قَالَ: فَضَرَبَهَا

= الحذاء، عن أبي الضحى، عن علي. وأبو الضحى- وهو مسلم بن صبيح- لم يدرك علياً.

وأخرجه ابن ماجه (2042) من طريق ابن جريج، عن القاسم بن يزيد، عن علي.

والقاسم بن يزيد لم يرو عنه غير ابن جريج، وهو لم يدرك علياً.

وله شاهد من حديث عائشة، وسيأتي في "المسند" 6/ 100 - 101 وصححه ابن حبان (142) وفي الباب عن أبي هريرة وأبي قتادة وغيرهما. انظر "نصب الراية" 4/ 161 - 165.

قوله: "رُفع القلمُ عن ثلاثة"، كناية عن عدم كتابة الآثام عليهم في هذه الأحوال.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن سالم- وهو الأسدي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو يعلى (290)، وأبو نعيم 4/ 329، والدارقطني 3/ 122 - 123 و 123 - 124 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وقرن أبو نعيم والدارقطني في الموضع الثاني في روايته بإسماعيل بن سالم حصينَ بن عبد الرحمن. وقد تقدم برقم (716)، وانظر ما بعده.

(2)

هذا الحديث رواه عبد الله بن أحمد عن أبيه، عن هشيم، ورواه عن أبي إبراهيم المعقب، عن هشيم.

ص: 255

مِئَةً، ثُمَّ رَجَمَهَا، ثُمَّ قَالَ: جَلَدْتُهَا بِكِتَابِ اللهِ، وَرَجَمْتُهَا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

943 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا دَعَا بِمَاءٍ لِيَتَوَضَّأَ، فَتَمَسَّحَ بِهِ تَمَسُّحًا، وَمَسَحَ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ رَأَيْتُ أَنَّ بُطُونَهُمَا أَحَقُّ. ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَشْرَبَ قَائِمًا؟! (2).

• 944 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن أبا إبراهيم المعقب شيخ عبد الله بن أحمد- واسمه إسماعيل بن محمد بن جبلة السراج- لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة، وهو ثقة روى عنه جمع، ووثقه الإمام أحمد كما في "تاريخ بغداد" 6/ 266 وكان يُثني عليه ويعظمه جداً.

وأخرجه الدارقطني 3/ 123 من طريق محمود بن خداش، عن هشيم، بهذا الإسناد. وقد تحرف في المطبوع منه إلى: محمود بن خراش عن هشام.

وأخرجه الدارقطني 3/ 124 من طريق سليمان بن كثير، عن حصين، به. وأنظر ما قبله.

(2)

حديث حسن، شريك- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. السدي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة.

وأخرجه بنحوه مختصراً الطحاوي 1/ 35 من طريق محمد بن الأصبهاني، عن شريك، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (970)، وانظر (737).

ص: 256

وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ بِنْتِ السُّدِّيِّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ وَصَفَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَانَ عَظِيمَ الْهَامَةِ، أَبْيَضَ، مُشْرَبًا حُمْرَةً، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ، كَثِيرَ شَعَرِ الرَّأْسِ رَجِلَهُ، يَتَكَفَّأُ فِي مِشْيَتِهِ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ فِي صَبَبٍ، لَا طَوِيلٌ، وَلا قَصِيرٌ، لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ صلى الله عليه وسلم.

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ فِي حَدِيثِهِ: وَصَفَ لَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَانَ ضَخْمَ الْهَامَةِ، حَسَنَ الشَّعَرِ رَجِلَهُ (1).

• 945 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ الْجَرْمِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا (2).

• 946 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سُعَيْدٍ - أَوْ سَعِيدٍ -، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ

(1) حسن لغيره، شريك النخعي فد توبع. وهو في "مصنف ابن أيي شيبة" 11/ 514.

ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى (369)، وابن حبان (6311).

وأخرجه البزار (474)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 245 من طريقين عن شريك، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (744).

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (928).

ص: 257

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا قَصِيرٌ وَلا طَوِيلٌ، عَظِيمَ الرَّأْسِ رَجِلَهُ، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ، مُشْرَبًا حُمْرَةً، طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ، عَظِيمَ الْكَرَادِيسِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَهْبِطُ فِي صَبَبٍ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلى الله عليه وسلم (1).

• 947 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الشَّعْثَاءِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ (2) بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْمَكِّيِّ (3)، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ، عَنْ صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: لَا قَصِيرٌ وَلَا طَوِيلٌ، مُشْرَبٌ (4)

(1) حسن لغيره، ابن جريج مدلس وقد عنعنه، وصالح بن سعيد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبعا، انظر (944).

وأخرجه النسائي في "مسند علي" كما في "تهذيب الكمال " 13/ 53 عن أبي بكر بن علي، عن سريج بن يونس، بهذا الإسناد. وعلقه مختصراً البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 282 عن سعيد بن يحيى بن سعيد، عن أبيه، به.

(2)

تحرف في (م) إلى: علي بن الحسين بن سليمان.

(3)

هكذا في جميع الأصول التي بأيدينا وكذا في "أطراف المسند" 1 / ورقة 207، لكن قال ابن حجر رحمه الله في "تعجيل المنفعة" الترجمة (1323): أبو عبد الله المكي، عن نافع بن جبير، عن علي رضي الله عنه، وعنه عثمان، قلت: كذا اختصره الحسيني، والحديث عند عبد الله بن أحمد في زياداته من طريق أبي خالد، عن حجاج- وهو ابن أرطاة- عن عثمان، عن أبي عبد الله المكي، وأظن فيه تصحيفاً، والصواب: عن عثمان بن عبد الله المكي، فقد أخرجه أحمد من طرق عن المسعودي ومسعر، كلاهما عن عثمان بن عبد الله بن هرمز، عن نافع بن جبير، عن علي، في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، والحديثُ عند الترمذي من طريق المسعودي.

(4)

في (م) و (ص): مشرباً.

ص: 258

لَوْنُهُ حُمْرَةً، حَسَنَ الشَّعَرِ رَجِلَهُ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ، ضَخْمَ الْهَامَةِ، طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ، لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ صلى الله عليه وسلم (1).

948 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ أَصَبْنَا مِنْ ثِمَارِهَا، فَاجْتَوَيْنَاهَا وَأَصَابَنَا بِهَا وَعْكٌ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَخَبَّرُ عَنْ بَدْرٍ، فَلَمَّا بَلَغَنَا أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَقْبَلُوا، سَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ، وَبَدْرٌ بِئْرٌ، فَسَبَقْنَا الْمُشْرِكِينَ (2) إِلَيْهَا، فَوَجَدْنَا فِيهَا رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ، رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ، وَمَوْلًى لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، فَأَمَّا الْقُرَشِيُّ فَانْفَلَتَ، وَأَمَّا مَوْلَى عُقْبَةَ فَأَخَذْنَاهُ، فَجَعَلْنَا نَقُولُ لَهُ: كَمِ الْقَوْمُ؟ فَيَقُولُ: هُمْ وَاللهِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ، شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ. فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ إِذْا قَالَ ذَلِكَ ضَرَبُوهُ، حَتَّى انْتَهَوْا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ:" كَمِ الْقَوْمُ؟ " قَالَ: هُمْ وَاللهِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ، شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ. فَجَهَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُخْبِرَهُ كَمْ هُمْ، فَأَبَى، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَأَلَهُ:" كَمْ يَنْحَرُونَ مِنَ الْجُزُرِ؟ " فَقَالَ: عَشْرًا كُلَّ يَوْمٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْقَوْمُ أَلْفٌ، كُلُّ جَزُورٍ لِمِائَةٍ وَتَبَعِها ".

ثُمَّ إِنَّهُ أَصَابَنَا مِنَ اللَّيْلِ طَشٌّ مِنْ مَطَرٍ، فَانْطَلَقْنَا تَحْتَ الشَّجَرِ

(1) حسن لغيره، وانظر ما قبله. حجاج: هو ابن أرطاة.

(2)

في (م) و (ب) و (ق) و (ص): فسبَقَنا المشركون، والمثبت من (ظ 11) و (س) و"غاية المقصد" ورقة 216، ومن مصادر التخريج، وهو الصواب.

ص: 259

وَالْحَجَفِ نَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا، مِنَ الْمَطَرِ، وَبَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو رَبَّهُ عز وجل، وَيَقُولُ:" اللهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْفِئَةَ لَا تُعْبَدْ " قَالَ: فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ نَادَى: " الصَّلاةَ عِبَادَ اللهِ "، فَجَاءَ النَّاسُ مِنْ تَحْتِ الشَّجَرِ وَالْحَجَفِ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَحَرَّضَ عَلَى الْقِتَالِ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ جَمْعَ قُرَيْشٍ تَحْتَ هَذِهِ الضِّلَعِ الْحَمْرَاءِ مِنَ الْجَبَلِ ". فَلَمَّا دَنَا الْقَوْمُ مِنَّا وَصَافَفْنَاهُمْ، إِذَا رَجُلٌ مِنْهُمْ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ يَسِيرُ فِي الْقَوْمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا عَلِيُّ نَادِ لِي حَمْزَةَ- وَكَانَ أَقْرَبَهُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ-: مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ، وَمَاذَا يَقُولُ لَهُمْ؟ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ يَأْمُرُ بِخَيْرٍ، فَعَسَى أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ " فَجَاءَ حَمْزَةُ فَقَالَ: هُوَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَهُوَ يَنْهَى عَنِ الْقِتَالِ، وَيَقُولُ لَهُمْ: يَا قَوْمُ، إِنِّي أَرَى قَوْمًا مُسْتَمِيتِينَ لَا تَصِلُونَ إِلَيْهِمْ وَفِيكُمْ خَيْرٌ، يَا قَوْمُ اعْصِبُوهَا الْيَوْمَ بِرَأْسِي، وَقُولُوا: جَبُنَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي لَسْتُ بِأَجْبَنِكُمْ. قَالَ: فَسَمِعَ ذَلِكَ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: أَنْتَ تَقُولُ هَذَا؟ وَاللهِ لَوْ غَيْرُكَ يَقُولُ هَذَا لَأَعْضَضْتُهُ، قَدْ مَلَأَتْ رِئَتُكَ جَوْفَكَ رُعْبًا. فَقَالَ عُتْبَةُ: إِيَّايَ تُعَيِّرُ يَا مُصَفِّرَ اسْتِهِ؟ سَتَعْلَمُ الْيَوْمَ أَيُّنَا الْجَبَانُ. قَالَ: فَبَرَزَ عُتْبَةُ وَأَخُوهُ شَيْبَةُ وَابْنُهُ الْوَلِيدُ حَمِيَّةً، فَقَالُوا: مَنْ يُبَارِزُ؟ فَخَرَجَ فِتْيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ سِتَّةٌ، فَقَالَ عُتْبَةُ: لَا نُرِيدُ هَؤُلاءِ، وَلَكِنْ يُبَارِزُنَا مِنْ بَنِي عَمِّنَا، مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قُمْ يَا عَلِيُّ، وَقُمْ يَا حَمْزَةُ، وَقُمْ يَا عُبَيْدَةُ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ ". فَقَتَلَ اللهُ تَعَالَى عُتْبَةَ وَشَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ، وَجُرِحَ عُبَيْدَةُ، فَقَتَلْنَا مِنْهُمْ سَبْعِينَ، وَأَسَرْنَا سَبْعِينَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَصِيرٌ بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ

ص: 260

الْمُطَّلِبِ أَسِيرًا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا وَاللهِ مَا أَسَرَنِي، لَقَدْ أَسَرَنِي رَجُلٌ أَجْلَحُ، مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا، عَلَى فَرَسٍ أَبْلَقَ، مَا أُرَاهُ فِي الْقَوْمِ. فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَا أَسَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " اسْكُتْ، فَقَدْ أَيَّدَكَ اللهُ تَعَالَى بِمَلَكٍ كَرِيمٍ " فَقَالَ عَلِيٌّ: فَأَسَرْنَا (1) مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: الْعَبَّاسَ، وعَقِيلًا، وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ (2).

949 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَقُلْتُ: أَخْبِرِينِي

(1) في (م) و (ص): فأسرنا وأسرنا.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ حارثة بن مضرب، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة، وسماع إسرائيل من جده أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه وكان خصيصاً به، فيما قاله الحافظ في "الفتح" 1/ 351. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 14/ 362 - 364، وأبو داود (2665)، والبزار (719)، والطبري في "تاريخه" 2/ 424 - 426، والبيهقي 3/ 276 و 9/ 331 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود والبيهقي مختصرة.

وقوله: "فاجتويناها"، قال ابن الأثير في " النهاية" 1/ 318: أي: أصابهم الجَوى، وهو المرض وداءُ الجوف إذا تطاول، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤُها واستوخموها، ويقال: اجتَوَيْتُ البلدَ، إذا كرهتَ المقام فيه وإن كنتَ في نعمة.

والطش: المطر الخفيف. والحَجَف، جمع حجفة: وهي الترس.

وقوله: "صاففناهم" أي: صففنا مقابل صفوف العدو، وفي (ب) و (ظ 11): صافنَّاهم، قال ابن الأثير: أي: واقفناهم وقمنا حذاءهم.

وقوله: "لأعضضته": من العض بالنواجذ، أي قلتُ له: اعضض هَنَ أبيك.

وقوله: "يا مُصَفِّر اسْتِه"، إذا صبغه بالصُّفْرة، والاست: هو الدُّبُر.

ص: 261

بِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَسْأَلُهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ. فَقَالَتْ: ائْتِ عَلِيًّا فَسَلْهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يَلْزَمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَسْحِ عَلَى خِفَافِنَا إِذَا سَافَرْنَا (1).

• 950 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ وَعَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، قَالا: نَشَدَ عَلِيٌّ النَّاسَ فِي الرَّحَبَةِ: مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ إِلا قَامَ. قَالَ: فَقَامَ مِنْ قِبَلِ سَعِيدٍ سِتَّةٌ، وَمِنْ قِبَلِ زَيْدٍ سِتَّةٌ، فَشَهِدُوا أَنَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِعَلِيٍّ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ:" أَلَيْسَ اللهُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " اللهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ "(2).

(1) صحيح لغيره، شريك- وإن كان سيئَ الحِفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد تقدم برقم (748).

قوله: "أَمرنا رسولُ الله"، قال السندي: أي: رَخَّص لنا، وأَذن لنا وأباح.

(2)

صحيح لِغيره، شريك- وهو ابن عبد الله، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير زيد بن يثيع متابِع سعيد بن وهب، فمن رجال الترمذي، ووثقه ابن حبان والعجلي.

وأخرجه البزار (2541 - كشف الأستار) عن إبراهيم بن هانئ، عن علي بن حكيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم (1374) عن محمد بن خالد، والنسائي في "خصائص علي"(88) من طريق عمران بن أبان، كلاهما عن شريك، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع وحده، به. ولم يذكر محمد بن خالد في حديثه "اللهم وال من والاه

"، وهو في حديث عمران بن أبان وهو ضعيف.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1370) من طريق فطر بن خليفة، والنسائي (86) من طريق شعبة، و (87) من طريق إسرائيل، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. حديث فطر عن =

ص: 262

• 951 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو ذِي مُرٍّ بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ، يَعْنِي عَنْ سَعِيدٍ وَزَيْدٍ

وَزَادَ فِيهِ: " وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ "(1).

• 952 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ (2)، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (3).

= زيدٍ وحدَه، وحديث شعبة عن سعيدٍ وحده، وليس في الحديث عندهم: "اللهم والِ من والاه

". وانظر (951) و (952)، وما تقدم برقم (641) و (670).

وقال الإمام الذهبي فيما نقله عنه ابن كثير في "البداية" 5/ 188: صدر الحديث متواتر، أتيقَّنُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله، وأما:"اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه" فزيادة قوية الإسناد. وانظر لزاماً كلام شيخ الإسلام على هذه الزيادة في "منهاج السنة" 7/ 319 وما بعدها.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة عمرو ذي مرّ، وقال ابن حبان: في حديثه مناكير، وأبو إسحاق قد تغير.

وأخرجه البزار (786) من طريق فطر بن خليفة، والنسائي فى "الخصائص"(99) من طريق إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وهذه الزيادة التي في الحديث لم يرد ما يقويها، فهي ضعيفة.

(2)

زاد في (ب) و (ظ 11): عن علي، وعامة الأصول وكذلك جميع من خرجه لم ترد عندهم هذه الزيادة، وهو الصواب.

(3)

صحيح لغيره، شريك النخعي سيئ الحفظ، وحبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعن، لكن قد تُوبعا.

وأخرجه البزار (2538 - كشف الأستار) عن إبراهيم بن هانئ، عن علي بن حكيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (4970) من طريق محمد بن الطفيل ويحيى الحِمَّاني، عن شريك، به. وقد تحرف فيه "زيد بن أرقم" إلى: زيد بن ثابت.

وأخرجه البزار (2539)، والنسائي في "الكبرى"(8148)، وفي "الخصائص"(79)، والطبراني (4969)، والحاكم 3/ 109 من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، به. =

ص: 263

953 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ " قُلْتُ: سَمَّيْتُهُ حَرْبًا. قَالَ: " بَلْ هُوَ حَسَنٌ " فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ، قَالَ:" أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ ". قُلْتُ: سَمَّيْتُهُ حَرْبًا. قَالَ: " بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ ". فَلَمَّا وَلَدْتُ الثَّالِثَ جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ " قُلْتُ: حَرْبًا. قَالَ: " بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ "، ثُمَّ قَالَ:" سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ: شَبَّرُ وَشَبِيرُ وَمُشَبِّرُ "(1).

954 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ أَبِي بَزَّةَ (2) يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ: هَلْ خَصَّكُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ: مَا خَصَّنَا

= وقرن الطبراني بأبي عَوانة سعيد بن عبد الكريم بن سليط الحنفي، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وسكت عنه الذهبيُّ.

وأخرجه مختصراً الترمذي (3713) من طريق محمد بن جعفر، عن شُعبة، عن سلمةَ بنِ كُهيل، عن أبي الطُّفيل، عن أبي سريحة، أو زيد بن أرقم- شك شعبة- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من كنت مولاه، فعلي مولاه". قال: هذا حديث حسنٌ صحيح، وهو كما قال. وسيأتي في مسند زيد بن أرقم (4/ 368 و 370 و 372 - 373 الطبعة الميمنية) من غير هذه الطرق.

وقوله: "مثله"، يعني مثل لفظ حديث (950).

(1)

رجاله ثقات رجالُ الشيخين غيرَ هانئ بن هانئ، فمن رجال أصحاب السنن، وقد تقدم الحديث برقم (769).

(2)

تحرف في (م) إلى: "القاسم بن أبي برزة"، وفي (ق) إلى:"القاسم بن أبي بردة".

ص: 264

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ لَمْ يَعُمَّ بِهِ النَّاسَ كَافَّةً، إِلا مَا كَانَ فِي قِرَابِ سَيْفِي هَذَا. قَالَ: فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً مَكْتُوبٌ فِيهَا: " لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ سَرَقَ مَنَارَ الْأَرْضِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ (1)، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا "(2).

955 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ - قَالَ عَفَّانُ: قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، أَنَّهُ عَادَ حَسَنًا، وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يا عَمْرو، أَتَعُودُ حَسَنًا، وَفِي النَّفْسِ مَا فِيهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّكَ لَسْتَ بِرَبِّ قَلْبِي فَتَصْرِفَهُ حَيْثُ شِئْتَ. فَقَالَ: أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُؤَدِّيَ إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا إِلَّا ابْتَعَثَ اللهُ لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ أَيَّ سَاعَةٍ مِنَ النَّهَارِ كَانَتْ حَتَّى يُمْسِيَ، وَأَيَّ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ كَانَتْ حَتَّى يُصْبِحَ "(3).

(1) على حاشية (س) و (ص): والديه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1978)(45)، والبغوي (2788) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(17) عن عمرو بنِ مرزوق، عن شعبة، به.

وأخرجه الببزِار (494) و (495)، وابن حبان (5896) من طريقين عن القاسم بن أبي بزّة، به. وسيتكرر برقم (1307)، وانظر (855).

(3)

حسن، والصحيح وقفه كما تقدم برقم (612)، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن يسار.

وأخرجه أبو يعلى (289)، وابن حبان (2958) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقد تحرف في صحيح ابن حبان: عبدُ الله بن يسار، إلى: عبد الله بن =

ص: 265

956 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمَعْتُوهِ - أَوْ قَالَ: الْمَجْنُونِ - حَتَّى يَعْقِلَ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَشِبَّ "(1).

957 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَأَبُو كَامِلٍ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - قَالَ بَهْزٌ: قَالَ - أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ (2): " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ "(3).

• 958 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ (4) بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ

= شداد. وقد تقدم برقم (754) وانظر طريقاً آخر له (612).

(1)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين والحسن البصري لم يسمع من علي، وانظر ما تقدم برقم (940).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7346) من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (1423)، والحاكم 4/ 389 من طريقين عن همام، به. وقال الترمذي: حسن غريب، ولا نعرِفُ للحسن سماعاً من علي بن أبي طالب.

(2)

تحرف في (م) إلى: وقته.

(3)

إسناده قوي. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني.

وأخرجه ابن ماجه (1179) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (751).

(4)

في طبعة الشيخ أحمد شاكر: "أبو بكر بن محمد" وأشار إلى نسختين عنده، =

ص: 266

الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بِشْرٍ، سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِحُلَّةِ حَرِيرٍ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيَّ فَلَبِسْتُهَا، فَرَأَيْتُ الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهِ، فَأَمَرَنِي فَأَطَرْتُهَا خُمُرًا بَيْنَ النِّسَاءِ (1).

959 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ: أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يَأْمُرُ بِالْأَمْرِ فَيُؤْتَى، فَيُقَالُ: قَدْ فَعَلْنَا كَذَا وَكَذَا. فَيَقُولُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْأَشْتَرُ: إِنَّ هَذَا الَّذِي تَقُولُ قَدْ تَفَشَّغَ فِي النَّاسِ، أَفَشَيْءٌ عَهِدَهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ عَلِيٌّ: مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا خَاصَّةً دُونَ النَّاسِ، إِلا شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهُوَ فِي صَحِيفَةٍ فِي قِرَابِ سَيْفِي. قَالَ: فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَخْرَجَ الصَّحِيفَةَ، قَالَ: فَإِذَا فِيهَا: " مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ ".

قَالَ: وَإِذَا فِيهَا: " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي أُحَرِّمُ الْمَدِينَةَ، حَرَامٌ

= وهو خطأ، والصواب:"أبو بكر محمد بن عمرو بن العباس" كما في جميعِ الأصولِ التي بأيدينا، و"أطراف المسند" 1 / ورقة 204.

(1)

صحيح لغيره، وإسناده حسن، أبو بكر محمد بن عمرو بن العباس روى عنه غير واحد، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 9/ 107، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي داود- وهو سليمانُ بن داود- فمن رِجال مسلم. أبو بشر: هو جعفرُ بنُ إياس ابن أبي وحشية.

وأخرجه بنحوه البزار (618) عن محمد بن مرزوق، عن أبي داود، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (698).

وقوله: "فأطرتها"، أي: شققتها وقسمتُها.

ص: 267

مَا بَيْنَ حَرَّتَيْهَا وَحِمَاهَا كُلُّهُ، لَا يُخْتَلَى خَلاهَا، وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا، إِلا لِمَنْ أَشَارَ بِهَا، وَلا تُقْطَعُ مِنْهَا شَجَرَةٌ إِلا أَنْ يَعْلِفَ رَجُلٌ بَعِيرَهُ، وَلا يُحْمَلُ فِيهَا السِّلاحُ لِقِتَالٍ ".

قَالَ: وَإِذَا فِيهَا: " الْمُؤْمِنُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، أَلا لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ "(1).

960 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَكَعَ قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، أَنْتَ رَبِّي، خَشَعَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي، وَمَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ قَدَمِي، لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "(2).

• 961 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا

(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان الأعرج، فمن رجال مسلم، وهو صدوق، ورِوايته عن علي مرسلة، ومع ذلك فقد حَسَّن سنده الحافظ في "الفتح" 12/ 261.

وأخرجه مختصراً أبو داود (2035)، والنسائي 8/ 24 من طريقين عن همام، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (991)، وانظر (615) و (993) و (1297).

وقوله: "تَفَشَّغ"، أي: فشا وانتشر.

وحَرَّتا المدينة، هما: حرة واقم (وهي الشرقية) وحرة وَبَرة (وهي الغربية).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة.

وأخرجه ابن خزيمة (607) من طريق روح، بهذا الإسنادِ، وقد تقدم برقم (729).

ص: 268

يُونُسُ بْنُ أَرْقَمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا فِي الرَّحَبَةِ يَنْشُدُ النَّاسَ: أَنْشُدُ اللهَ مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ " لَمَا قَامَ فَشَهِدَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ بَدْرِيًّا، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَحَدِهِمْ، فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: " أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُسْلِمِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَأَزْوَاجِي أُمَّهَاتُهُمْ؟ " فَقُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ "(1).

962 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ، وَعَلَيْهِ سَيْفٌ حِلْيَتُهُ حَدِيدٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَاللهِ مَا عِنْدَنَا كِتَابٌ نَقْرَؤُهُ عَلَيْكُمْ إِلا كِتَابَ اللهِ تَعَالَى وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ، أَعْطَانِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِيهَا فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ. قَالَ: لِصَحِيفَةٍ مُعَلَّقَةٍ بِسَيْفِهِ (2).

963 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ:

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لِضعف يزيد بن أبي زياد، ويونس بن أرقم ليَّنَهُ ابنُ خِراش والهيثمي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 287 وقال البخاريُّ في "التاريخ الكبير" 8/ 410: معروفُ الحديث وكان يتشيَّعُ.

وأخرجه أبو يعلى (567) عن عُبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (632) من طريق جعفر الأحمر، عن يزيد بن أبي زياد، به، وقرن بيزيدَ بنِ أبي زياد مسلمَ بنَ سالم. وسيأتي برقم (964)، وانظر (950).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (782).

ص: 269

كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ عَلِيٍّ، قَالَ: فَجَاءَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، انْهَنَا عَمَّا نَهَاكَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: نَهَانَا عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ، وَنَهَانَا عَنِ الْقَسِّيِّ، وَالْمِيثَرَةِ الْحَمْرَاءِ، وَعَنِ الْحَرِيرِ، وَالْحِلَقِ الذَّهَبِ، ثُمَّ قَالَ: كَسَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُلَّةً مِنْ حَرِيرٍ، فَخَرَجْتُ فِيهَا لِيَرَى النَّاسُ عَلَيَّ كِسْوَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَرَآنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَنِي بِنَزْعِهِمَا، فَأَرْسَلَ بِإِحْدَاهُمَا إِلَى فَاطِمَةَ، وَشَقَّ الْأُخْرَى بَيْنَ نِسَائِهِ (1).

• 964 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ (2)، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ نِزَارٍ الْقَيْسِيُّ (3)، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْعَبْسِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فَحَدَّثَنِي أَنَّهُ شَهِدَ عَلِيًّا فِي الرَّحَبَةِ قَالَ: أَنْشُدُ اللهَ رَجُلًا سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَشَهِدَهُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ إِلا قَامَ، وَلا يَقُومُ إِلا مَنْ قَدْ رَآهُ. فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَقَالُوا: قَدْ رَأَيْنَاهُ

(1) صحيح لغيره، علي بن عاصم ضعيف، وقد توبع.

وأخرجه النسائي 8/ 166 من طريق إسرائيل، عن إسماعيل بنِ سميع، بهذا الإسناد. وقال فيه:"مالك بن عمير، عن صعصعة بن صوحان قال: قلتُ لعلي". وسيأتي برقم (1162) و (1163).

(2)

تحرف في (م) إلى: الركيعي.

(3)

وقع في (ص) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: "العَنْسي"، وما أثبتناه من سائر أصولنا الخطية ومن "أطراف المسند" 1 / ورقة 204، والوليد هذا يقال له- كما فى ترجمته من "تهذيب الكمال"-: القيسي أو العنسي.

ص: 270

وَسَمِعْنَاهُ حَيْثُ أَخَذَ بِيَدِهِ يَقُولُ: " اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ " فَقَامَ إِلا ثَلاثَةً لَمْ يَقُومُوا، فَدَعَا عَلَيْهِمْ، فَأَصَابَتْهُمْ دَعْوَتُهُ (1).

• 965 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ أَخُو حَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يُؤَذِّنُ قَالَ كَمَا يَقُولُ، فَإِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، قَالَ عَلِيٌّ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَأَنَّ الَّذِينَ جَحَدُوا مُحَمَّدًا هُمِ الْكَاذِبُونَ (2).

966 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، قَالَتْ: سَلْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: لِلْمُسَافِرِ ثَلاثَةُ

(1) حسن لغيره دون قوله: "وانصر من نصره، واخذل من خذله"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الوليد بن عُقبة وسِماك بن عُبيد. وانظر (950) و (961).

(2)

إسناده ضعيفٌ لِضعف عبد الرحمن بنِ إسحاق- وهو أبو شيبة الواسطي-، وأبو سعيد لم نتبينه.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 332 وعزاه إلى عبد الله في زياداته على "المسند" وقال: وفيه أبو سعيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ولم أجد من ذكره.

ص: 271

أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ (1).

قَالَ يَحْيَى: وَكَانَ يَرْفَعُهُ - يَعْنِي شُعْبَةَ - ثُمَّ تَرَكَهُ (2).

967 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3)، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ، وَلَأَخَّرْتُ عِشَاءَ الْآخِرَةِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ، فَإِنَّهُ إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ هَبَطَ اللهُ تَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، فَيَقُولَ قَائِلٌ: أَلا سَائِلٌ يُعْطَى، أَلا دَاعٍ يُجَابُ، أَلا سَقِيمٌ يَسْتَشْفِي فَيُشْفَى، أَلا مُذْنِبٌ يَسْتَغْفِرُ فَيُغْفَرَ لَهُ؟ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبوعَوانة 1/ 262، وابنُ حِبان (1331) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد مرفوعاً. وأخرجه الطيالسي (92) عن شُعبة، به موقوفاً.

وأخرجه عبد الرزاق (887)، وابن أبي شيبة 1/ 180 من طريقين عن القاسم بن مخيمرة، به موقوفاً. وانظر رقم (748) و (1119).

(2)

وسيأتي عن محمد بن جعفر عقب الحديث رقم (1119) ما يؤيد هذا.

(3)

وقع في (م): "عن أبي هريرة، عن علي" والصوابُ حذف "عن علي" كما في أصولنا الخطية.

(4)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عطاء المدني مولى أمِّ صبية، وانظر "الفتح" 13/ 468.

وأخرجه الدارمي (1484) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وسيأتي تتمة تخريجه في مسند أبي هريرة 2/ 509، وانظر أيضاً 2/ 487. =

ص: 272

968 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَمِّي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَ (1) حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ (2).

969 -

حَدَّثَنَا أَبُو (3) مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ

= قوله: "هَبَط الله تعالى" قال السندي: أي: نزل نزولاً يليق به، وبالجملة فحقيقة النزول تُفوض إلى علمه تعالى، والقدر المقصود بالإفهام يعرفه كل أحد، وهو أن ذلك الوقت وقت قرب الرحمة إلى العباد، فلا ينبغي لهم إضاعته بالغفلة، ثم وقت النزول في هذا الحديث هو أول الثلث الثاني، وقد جاء كذلك في حديث أبي سعيد كما في مسلم، وبعض روايات أبي هريرة في مسلم، وفي بعضها الثلث الثالث، وفي بعضها النصف، ولكن سَوْق هذه الرواية لا يقبل التأويل والتخطئة، فهو يُؤيد رواية النزول بعد الثلث الأول، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ب): بنحو.

(2)

إسناده حسن، عبد الرحمن بن يسار عم محمد بن إسحاق، وثقه ابن معين وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 67.

وأخرجه الدارمي (1485) عن محمد بن يحيى، عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد كما هو هنا دون سياق لفظ الحديث.

وأخرجه كحديث أبي هريرة البزار (477) من طريق سعيد بن بزيع، عن ابن إسحاق، به.

وأخرجه البزار (478)، والطبراني في "الأوسط "(1260) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به.

لفظ الطبراني "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء" فقط، ولم يَسُق البزار لفظه.

(3)

لفظة "أبو" سقطت من (م).

ص: 273

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْوَتْرِ، أَوَاجِبٌ هُوَ؟ قَالَ: أَمَّا كَالْفَرِيضَةِ فَلَا، وَلَكِنَّهَا سُنَّةٌ صَنَعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ حَتَّى مَضَوْا عَلَى ذَلِكَ (1).

970 -

حَدَّثَنَا ابْنُ الْأَشْجَعِيِّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ دَعَا بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَكْرَهُونَ الشُّرْبَ قَائِمًا؟ قَالَ: فَأَخَذَهُ فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا، وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلطَّاهِرِ مَا لَمْ يُحْدِثْ (2).

971 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ (3)، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي

(1) حديث قوي. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والحجاج- وهو ابن أرطاة- قد توبع.

وأخرجه البزار (682) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 296 و 14/ 236 - 237 عن أبي خالد الأحمر، عن حجاج بن أرطاة، به. وقد تقدم برقم (652).

(2)

إسناده حسن. ابن الأشجعي: هو أبو عبيدة بن عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، وسفيان: هو الثوري، والسدي: هو إسماعيلُ بن عبد الرحمن بن أبي كريمة.

وأخرجه البيهقي 1/ 75 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (200) والبيهقي 1/ 75 من طريق إبراهيم بن أبي الليث، عن الأشجعي، به. وانظر (943).

(3)

في (م): "حدثنا ابنُ الأشجعي، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن الوليد" وهو =

ص: 274

حَيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَشَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ (1).

• 972 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلْيَقُلْ مَنْ حَوْلَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، وَلْيَقُلْ هُوَ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ "(2).

= خطأ، والصواب حذف:"حدثنا ابن الأشجعي، حدثنا أبي" كما في أصولنا الخطية، وكما في "أطراف المسند" 1 / ورقة 209.

(1)

إسناده حسن. عبدا لله بن الوليد: هو العَدَني، سفيان: هو الثوري.

وأخرجه البزار (734) و (735) من طريقين عن سفيان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي 1/ 79 و 87 من طريقين عن أبي إسحاق، به، وسيأتي برقم (1025) و (1046) و (1050) و (1205) و (1273) و (1350) و (1351) و (1352) و (1354) و (1360) و (1380).

(2)

حسن لِغيره، ابن أبي ليلى- وهو محمدُ بنُ عبد الرحمن بن أبي ليلى- سيئ الحفظ، لكن للحديث طريق أخرى عن علي يحسن بها. عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 689.

ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه (3715)، والطبراني في "الدعاء"(1977).

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(212)، وأبو يعلى (306) من طريقين عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. وسيأتي برقم (973) و (995). =

ص: 275

• 973 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ أَوْ عِيسَى - شَكَّ مَنْصُورٌ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلْيَقُلْ لَهُ مَنْ عِنْدَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ "(1).

974 -

حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْوَتْرِ؟ فَمَنْ كَانَ مِنَّا فِي رَكْعَةٍ شَفَعَ إِلَيْهَا أُخْرَى حَتَّى اجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، ثُمَّ أَوْتَرَ فِي وَسَطِهِ، ثُمَّ أَثْبَتَ الْوَتْرَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ. قَالَ: وَذَلِكَ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ (2).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 690، والطبراني في "الدعاء"(1976) من طريق الحجاج بن أرطاة، عن أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، عن علي.

وفي الباب عن أبي هريرة بسند صحيح، وسيأتي في "المسند"(2/ 353 الطبعة الميمنية).

(1)

حسن لغيره، وانظر ما قبله. الحكم: هو ابن عتيبة.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي إسرائيل: وهو إسماعيل بن خليفة الملائي.

وأخرجه البزار (790) من طريق عُبيد الله بن موسى، عن أبي إسرائيل الملائي، بهذا الإسناد. مختصراً بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر عند طلوع الفجر. =

ص: 276

975 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: عَادَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَعَائِدًا جِئْتَ أَمْ زَائِرًا؟ فَقَالَ: أَبُو مُوسَى: بَلْ جِئْتُ عَائِدًا. فَقَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ عَادَ مَرِيضًا بَكَرًا شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، كُلُّهُمْ يَسْتَغْفِرُ لَهُ حَتَّى يُمْسِيَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ عَادَهُ مَسَاءً شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ كُلُّهُمْ يَسْتَغْفِرُ لَهُ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ "(1).

976 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: عَادَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَعَائِدًا جِئْتَ أَمْ زَائِرًا؟ قَالَ: لَا، بَلْ جِئْتُ عَائِدًا. قَالَ عَلِيٌّ: أَمَا إِنَّهُ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مَرِيضًا إِلا خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، كُلُّهُمْ يَسْتَغْفِرُ لَهُ، إِنْ كَانَ مُصْبِحًا حَتَّى يُمْسِيَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مُمْسِيًا خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، كُلُّهُمْ يَسْتَغْفِرُ لَهُ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ (2).

= وانظر رقم (580).

(1)

حسن، إلا أن الصحيح وقفه كما تقدم برقم (612)، عبد الله بن نافع- وهو أبو جعفر الهاشمي مولاهم- كان غلاماً للحسن بن عليّ، لم يرو عنه غير الحكم بن عُتيبة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: صدوق، وهو من رجال أبي داود والنسائي في "مسند علي"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

(2)

حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن نافع، وانظر ما قبله.

ص: 277

• 977 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَي شَيْبَانُ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ - يَعْنِي أَبَا زَيْدٍ (2) الْقَسْمَلِيَّ -، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:" فِي الْمَذْيِ الْوُضُوءُ، وَفِي الْمَنِيِّ الْغُسْلُ "(3).

978 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، قَالَ: كَانَ لِشَرَاحَةَ زَوْجٌ غَائِبٌ بِالشَّامِ، وَإِنَّهَا حَمَلَتْ، فَجَاءَ بِهَا مَوْلاهَا إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ زَنَتْ. فَاعْتَرَفَتْ، فَجَلَدَهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ مِائَةً، وَرَجَمَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَحَفَرَ لَهَا إِلَى السُّرَّةِ وَأَنَا شَاهِدٌ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الرَّجْمَ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوْ كَانَ شَهِدَ عَلَى هَذِهِ أَحَدٌ لَكَانَ أَوَّلَ مَنْ يَرْمِي، الشَّاهِدُ يَشْهَدُ، ثُمَّ يُتْبِعُ شَهَادَتَهُ حَجَرَهُ، وَلَكِنَّهَا أَقَرَّتْ، فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ رَمَاهَا. فَرَمَاهَا بِحَجَرٍ، ثُمَّ رَمَى النَّاسُ، وَأَنَا فِيهِمْ، قَالَ: فَكُنْتُ وَاللهِ فِيمَنْ قَتَلَهَا (4).

(1) جاء هذا الحديثُ في النسخ المطبوعة من "المسند" على أنه من رواية الإمام أحمد، والصوابُ أنه من زيادات ابنه عبد الله كما مر برقم (893) وهو كذلك في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1 / ورقة 204.

(2)

تحرف في النسخ المطبوعة عدا (م) إلى: يزيد.

(3)

صحيح، وهو مكرر (893).

(4)

صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ مجالد- وهو ابن سعيد- فمن رجال مسلم، قال الحافظ: ليس بالقوي.

وانظر ما تقدم برقم (716).

ص: 278

979 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ وَسُئِلَ: يَرْكَبُ الرَّجُلُ هَدْيَهُ؟ فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، قَدْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمُرُّ بِالرِّجَالِ يَمْشُونَ فَيَأْمُرُهُمْ يَرْكَبُونَ هَدْيَهُ، هَدْيَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَلَا تَتَّبِعُونَ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ سُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم (1).

980 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ الْحَارِثِ

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عُبيد الله: هو محمد بن عبيد الله ابن علي بن أبي رافع، وأبوه عبيد الله بن علي بن أبي رافع، وعمه: عُبيد الله بن أبي رافع كاتب علي، أفاده الخطيبُ البغدادي رحمه الله في "إيضاح الملتبس" فيما نقله عنه ابن حجر في "أطراف المسند" 1 / ورقة 206، وأخطأ الهيثمي في "المجمع" 3/ 227، وتابعه الشيخ أحمد شاكر، فظنَّا أن محمد بن عُبيد الله هذا هو محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، ولذلك قال الشيخُ أحمد شاكر: عمه لم أدر من هو! قلنا: ومحمدُ بن عُبيد الله هذا لم نقع له على ترجمة فيما بين أيدينا من المصادر، لكن ورد ذكره في ترجمة والده فيمن روى عنه، وهو على هذا لا يعرف، وقد فات ابن حجر أن يترجم له في "تعجيل المنفعة" مع أنه من شرطه، وأبوه عبيد الله بن علي بن أبي رافع من رجال أصحاب السنن غير النسائي، وسئل ابن معين عنه، فقال: لا بأسَ به، وقال ابن أبي حاتم 5/ 328: سألت أبي عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع قال: هو ابن أخي عُبيد الله بن أبي رافع كاتب علي، لا بأس بحديثه، ليس منكرَ الحديث، قلتُ: يحتج بحديثه؟ قال: لا، هو يحدث بشيء يسير، وهو شيخ، ولينه ابنُ حجر في "التقريب".

وفي الباب عن أبي هريرة عند مالك 1/ 377، والبخاري (1689)، ومسلم (1322) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يسوق بدنة، فقال له: اركبها، فقال: يا رسول الله إنها بدنة، فقال:"اركبها ويلك" في الثانية أو الثالثة. وعن أنس عند البخاري (1690)، ومسلم (1323).

ص: 279

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبَا، وَمُطْعِمَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمَوْشُومَةَ، وَالْحَالَّ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، قَالَ: وَكَانَ يَنْهَى عَنِ النَّوْحِ (1).

981 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ (2) عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نُهِيَ عَنْ مَيَاثِرِ الْأُرْجُوَانِ، وَلُبْسِ الْقَسِّيِّ، وَخَاتَمِ الذَّهَبِ (3).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لِضعف الحارثِ الأعور. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وعامر: هو الشعبي. وانظر ما تقدم برقم (635).

وأخرجه أبو داود (2076)، ومن طريقه البيهقي 7/ 208 من طريق زهير بن معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.

وللنهي عن النوح شاهد من حديث أم عطية عند البخاري (1306)، ومسلم (936)، وأحمد 6/ 408.

(2)

تحرفت في (م) إلى: بن.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان، ومحمد: هو ابن سيرين، وعَبيدة: هو ابن عمرو السلماني.

وأخرجه النسائي 8/ 169 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4050) مختصراً من طريق روح بن عبادة، عن هشام، به عن علي أنه قال: نهى عن مياثر الأرجوان.

وأخرجه النسائي 8/ 170 من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، عن عَبيدة قال: نهى عن مياثر الأرجوان، وخواتيم الذهب.

وأخرجه النسائي أيضاً 8/ 169 من طريق أشعث بن عبد الملك، عن محمد بن سيرين، عن عَبيدة، عن علي قال: نهاني النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن القسي والحرير وخاتم الذهب، وأن أقرأ راكعاً. وانظر ما تقدم برقم (722).

وكفاف الديباج، الكِفاف: جمع كُفة، وهي حاشية الثوب، أي: ما استدار حولَ الذيل والأكمام والجيب، والديباج: الحرير.

ص: 280

قَالَ مُحَمَّدٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَخِي يَحْيَى بْنِ سِيرِينَ، فَقَالَ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ هَذَا؟ نَعَمْ، وَكِفَافِ الدِّيبَاجِ.

• 982 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، قَالَ: ذَكَرَ عَلِيٌّ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، فَقَالَ: فِيهِمْ رَجُلٌ مُودَنُ الْيَدِ - أَوْ مَثْدُونُ الْيَدِ، أَوْ مُخْدَجُ الْيَدِ -، لَوْلا أَنْ تَبْطَرُوا لَنَبَّأْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: قُلْتُ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْهُ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ (1).

• 983 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الْأَبَحُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ (2) عَبِيدَةَ، قَالَ: لَمَّا قَتَلَ عَلِيٌّ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، قَالَ: الْتَمِسُوهُ. فَوَجَدُوهُ فِي حُفْرَةٍ تَحْتَ الْقَتْلَى، فَاسْتَخْرَجُوهُ، وَأَقْبَلَ عَلِيٌّ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: لَوْلَا أَنْ تَبْطَرُوا لَأَخْبَرْتُكُمْ مَا وَعَدَ اللهُ مَنْ يَقْتُلُ هَؤُلَاءِ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (337) عن عبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1066)(155) عن محمد بن أبي بكر المقدمي وقتيبة بن سعيد، كلاهما عن حماد بن زيد، به. وقد تقدم برقم (626).

(2)

تحرفت في (م) إلى: بن.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، حماد بن يحيي الأبح روى له الترمذي وأبو داود في "القدر"، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن عون: =

ص: 281

984 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَفَوْتُ لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، وَفِي الرِّقَةِ رُبُعُ عُشْرِهَا "(1).

985 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا، فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْدَى، وَالَّذِي هُوَ أَهْيَا (2)، وَالَّذِي هُوَ أَتْقَى (3).

= هو عبد الله بن عون بن أرطبان. وانظر ما قبله.

(1)

في (ق): العشر.

والحديث صحيح لغيره، وإسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور، لكن روي بنحوه بأسانيد قوية، انظر ما تقدم برقم (711). حجاج: هو ابن أرطاة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 152، والبزار (844) من طريقين عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (54)، وابن أبي شيبة 3/ 152، وابن ماجه (1813)، وأبو يعلى (299) و (561) و (580)، والطحاوي 2/ 29، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 141 و 302، والبيهقي 4/ 118 من طرق عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (1097) و (1243).

(2)

في (م): أهنأ.

(3)

صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو منقطع، أبو البختري- وهو سعيد بن فيروز- لم يدرك علياً، بينهما أبو عبد الرحمن السلمي كما سيأتي في الحديث الذي بعد هذا.

قوله: "الذي هو أهدى" قال السندي: أي: فطنوا بذلك الحديث الطنَّ الذي هو أهدى، أي: أهدى الظنون، وهو أن ذلك الحديث صدق حق. "أهيا": معناه: أحسن =

ص: 282

986 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا، فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْيَاهُ وَأَهْدَاهُ وَأَتْقَاهُ (1).

987 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا، فَظُنُّوا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهْيَاهُ وَأَتْقَاهُ وَأَهْدَاهُ. وَخَرَجَ عَلِيٌّ إِلَيْنَا حِينَ ثَوَّبَ الْمُثَوِّبُ، فَقَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْوِتْرِ؟ هَذَا حِينُ وِتْرٍ حَسَنٌ (2).

• 988 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ: أَنَّ عَلِيًّا ذَكَرَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، فَقَالَ: فِيهِمْ رَجُلٌ مُودَنُ الْيَدِ - أَوْ مَثْدُونُ الْيَدِ، أَوْ مُخْدَجُ الْيَدِ -، لَوْلا أَنْ تَبْطَرُوا لَنَبَّأْتُكُمْ مَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ

= هيئة، وفي رواية ابن ماجه:"أهنأ" بنون وهمزة، ومعناه: أوفق وأليق. "أتقى": اسم تفضيل من الاتقاء، على الشذوذ، لأن القياس بناء اسم التفضيل من الثلاثي المجرور، وهو مبنيٌّ على أن التاء حرف أصلي.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارمي (592) عن أبي نعيم، عن مسعر، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (987) و (1039) و (1080) و (1081) و (1082) و (1092).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (99)، وابن ماجه (20) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. ولم يذكرا فيه قصة السؤال عن الوتر. وانظر ما قبله.

ص: 283

عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ (1).

989 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ عُرْفُطَةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ خَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ وَتَوْرٍ، قَالَ: فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاثًا، وَوَجْهَهُ ثَلاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ - وَصَفَ يَحْيَى: فَبَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ إِلَى مُؤَخَّرِهِ، قَالَ: وَلا أَدْرِي أَرَدَّ يَدَهُ أَمْ لَا - وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَهَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هَذَا أَخْطَأَ فِيهِ شُعْبَةُ، إِنَّمَا هُوَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ.

• 990 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا نُرَاهَا الْفَجْرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هِيَ صَلاةُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (904).

(2)

إسناده صحيح، مالك بن عرفطة: هو خالد بن علقمة نفسه الذي تقدم حديثه برقم (928)، إنما أخطأ شعبة- فيما قاله جهابذة المحدثين والنقاد- باسمه واسم أبيه فقال: مالك بن عرفطة. وأبو عبد الرحمن المذكور في آخر الحديث: هو عبد الله بن أحمد.

وأخرجه الطيالسي (149)، والبزار (793)، والنسائي 1/ 68 - 69 و 69، والطحاوي 1/ 35، والبيهقي 1/ 50 - 51 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1178)، وانظر (876).

والتَّوْر: إناء من نحاس أو حجارة.

ص: 284

الْعَصْرِ " يَعْنِي: صَلاةَ الْوُسْطَى (1).

• 991 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي حَزْمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، أَلا لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ "(2).

992 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ جَدَّتِهِ:

(1) حديث صحيح، أبو إسحاق الترمذي- وهو إبراهيم بن أبي الليث نصر- تقدم الكلام فيه عند الحديث رقم (419)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم- وهو ابن أبي النجود- فمن رجال السنن وروى له الشيخان مقروناً. الأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه عبد الرزاق (2192)، وأخرجه أيضاً أبو يعلى (390) من طريق يحيى بن سعيد، والطبري 2/ 558 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم (عبد الرزاق ويحيى وعبد الرحمن) عن سفيان، عن عاصم، عن زربن حبيش قال: قلت لعَبيدة: سل علياً عن الصلاة الوسطى، فسأله فقال: كنا نرى أنها صلاةُ الفجر، حتى سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الخندق:"شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وأجوافهم ناراً". وانظر (994) و (1314).

(2)

صحيح لغيره، أبو حسان الأعرج روايتُه عن علي مرسلةٌ، ورجاله رجالُ الصحيح غيرَ محمد بن عبد الواحد بن أبي حزم، فمن رجال النسائي، وهو صدوق.

وأخرجه النسائي 8/ 20، وأبو يعلى (562) عن عُبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد. وقد تحرف في المطبوع من سنن النسائي "عمر بن عامر" إلى:"عمرو بن عامر" وقد تقدم برقم (959).

ص: 285

أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بِهِمْ عَلَى بَعِيرٍ يُوضِعُهُ بِمِنًى فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ: إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ. فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقَالُوا: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (1).

993 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَالْأَشْتَرُ إِلَى عَلِيٍّ، فَقُلْنَا: هَلْ عَهِدَ إِلَيْكَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ: لَا، إِلا مَا فِي كِتَابِي هَذَا. قَالَ: وَكِتَابٌ فِي قِرَابِ سَيْفِهِ، فَإِذَا فِيهِ:" الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، أَلا لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ، مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ "(2).

(1) حسن لغيره، يوسف بن مسعود روى عنه اثنان، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقد تُوبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير جدة يوسف بن مسعود، وهي صحابية روى لها النسائي. يحيى شيخ أحمد: هو ابن سعيد القطان، وشيخه هو الأنصاري.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" بتحقيق الأستاذ عبد الصمد رقم (2807) من طريق الليث بن سعد، والبيهقي 4/ 298 من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد. وانظر (807).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسماعه من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط.

وأخرجه أبو داود (4530)، والبيهقي 7/ 133 - 134 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقرن أبو داود في سننه بأحمد بن حنبل مسددَ بنَ مسرهد.

وأخرجه البزار (714)، والنسائي 8/ 19، وأبو يعلى (628)، والطحاوي 3/ 192، والبغوي (2531) من طريق يحيى بن سعيد، به.

وأخرجه البزار (137)، وأبو يعلى (833)، والبيهقي 8/ 29 من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، به. وانظر (959).

ص: 286

994 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ:" شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ - أَوْ كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ -، مَلَأَ اللهُ أَجْوَافَهُمْ - أَوْ قُبُورَهُمْ - نَارًا "(1).

995 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ أَبِي، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلْيُقَلْ لَهُ: يَرْحَمُكُمِ اللهُ، وَلْيَقُلْ هُوَ: يَهْدِيكُمُ اللهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان، ومحمد: هو ابن سيرين، وعَبيدة: هو ابن عمرو السلماني.

وأخرجه البخاري (4533)، ومسلم (627) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2931) و (4111) و (6396)، ومسلم (627)، وأبو داود (409)، وابن خزيمة (1335)، والبيهقي 1/ 459 من طرق عن هشام، به.

وأخرجه الطبري 5/ 558 من طريق خالد، عن ابن سيرين، به. وقد تقدم برقم (591).

(2)

حسن لغيره، وقد تقدم الكلام عليه برقم (972). ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأخوه: اسمه عيسى.

وأخرجه الترمذي (2741)، والطبراني في "الدعاء"(1977)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 390، والحاكم 4/ 266 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وسقط من المطبوع من "المستدرك" عبد الرحمن بن أبي ليلى والد عيسى، ويستدرك من تلخيصه للذهبي.

ص: 287

فَقُلْتُ لَهُ: عَنْ أَبِي أَيُّوبَ؟ قَالَ: عَلِيٌّ (1).

• 996 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: اشْتَكَتْ إِلَيَّ فَاطِمَةُ مَجْلَ يَدَيْهَا مِنَ الطَّحْنِ، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَاطِمَةُ تَشْتَكِي إِلَيْكَ مَجْلَ يَدَيْهَا مِنَ الطَّحْنِ، وَتَسْأَلُكَ خَادِمًا. فَقَالَ:" أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ؟ " فَأَمَرَنَا عِنْدَ مَنَامِنَا بِثَلاثٍ وَثَلاثِينَ، وَثَلاثٍ، وَثَلاثِينَ، وَأَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ، مِنْ تَسْبِيحٍ، وَتَحْمِيدٍ، وَتَكْبِيرٍ (2)(3).

° 997 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ سِنَانِ بْنِ هَارُونَ، حَدَّثَنَا بَيَانٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى

(1) هذا السؤال كان إما من أحمد لشيخه، وإما من شيخه لابن أبي ليلى، فالأخير- وهو ابن أبي ليلى- قد رواه مرة عن علي وأخرى عن أبي أيوب الأنصاري، وسيأتي في مسنده (5/ 419 الطبعة الميمنية).

(2)

نهاية خرم النسخة (ح).

(3)

إسناده قوي، رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين غيرَ أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، فمن رجال ابنِ ماجه، وهو صدوق. ابنُ عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان.

وأخرجه الترمذي (3408)، والبزار (548)، والنسائي في "الكبرى"(9172)، وابن حبان (6922) من طريق زياد بن يحيى البصري، والترمذي (3409) عن محمد بن يحيى الذهلي، كلاهما عن أزهر بن سعد، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيدُ فيه على بعض، قال الترمذي: هذا حديث حسن، غريب من حديث ابنِ عون.

ومَجِلَت اليد: إذا ثَخُنَ جلدُها وتعجَّر، وظهر فيها ما يشه البَثْرَ من العمل بالأشياء الصُّلْبة الخشنة.

ص: 288

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَكَعَ لَوْ وُضِعَ قَدَحٌ مِنْ مَاءٍ عَلَى ظَهْرِهِ لَمْ يُهَرَاقْ (1).

• 998 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: تَوَضَّأَ (2) فمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ، فَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم (3).

999 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ عَمَّارًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" الطَّيِّبُ الْمُطَيَّبُ "(4).

1000 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ -، عَنْ شُعْبَةَ (ح) وَحَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ - قَالَ يَحْيَى: قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ -، عَنْ رِبْعِيٍّ، قَالَ:

(1) إسناده ضعيف لجهالة الشيخ الذي روى عنه أحمد، ولِضعف سنان بن هارون. بيان: هو ابنُ بشر الأحمسي.

(2)

في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: توضأ عليٌّ.

(3)

صحيح لغيره، شريك النخعي- وإن كان سيئ الحفظِ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 8 و 38، وعنه ابن ماجه (404). وانظر ما تقدم برقم (876).

(4)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ، فمن رجال السنن، وقد تقدم القول فيه عند الحديث رقم (769).

وأخرجه الطيالسي (117) عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (779).

ص: 289

سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ يَلِجِ النَّارَ "(1).

قَالَ حَجَّاجٌ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: هَلْ أَدْرَكَ عَلِيًّا؟ قَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي عَنْ عَلِيٍّ، وَلَمْ يَقُلْ: سَمِعَ.

1001 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ: أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا يَخْطُبُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).

1002 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَبْدُ الْكَرِيمِ، أَنَّ مُجَاهِدًا أَخْبَرَهُمَا، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيًّا أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ أَنْ يَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْسِمَ بُدْنَهُ كُلَّهَا: لُحُومَهَا، وَجُلُودَهَا، وَجِلالَهَا، وَلا يُعْطِيَ فِي جُزَارَتِهَا مِنْهَا شَيْئًا (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (629). حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 761 - 762، ومسلم (1)، والبزار (902) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري، ومجاهد: هو ابنُ جَبْرٍ.

وأخرجه الدارمي (1940)، والبخاري (1717)، والنسائي في "الكبرى"(4145)، وابن الجارود (482)، والبيهقي 5/ 241 من طريق يحيى بن سعيد القطان، =

ص: 290

1003 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ:" نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا الْأَجْرَ "(1).

1004 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَأَنْ أَقْرَأَ وَأَنَا رَاكِعٌ، وَعَنِ الْقَسِّيِّ، وَالْمُعَصْفَرِ (2).

1005 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ: أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا صَلَّى الظُّهْرَ دَعَا بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ فِي الرَّحَبَةِ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رِجَالًا يَكْرَهُونَ هَذَا، وَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ كَالَّذِي رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ، ثُمَّ تَمَسَّحَ بِفَضْلِهِ وَقَالَ:" هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ "(3).

= بهذا الإسناد. وانظر (593).

الجُزَارة- بضم الجيم-: أجرة الجازر على عمله.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (64) عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده حسن، وهو مكرر (611).

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النزال بن سبرة، فمن رجال البخاري. وانظر (583).

ص: 291

1006 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مِفْتَاحُ الصَّلاةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ "(1).

1007 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُقْبَةَ أَبُو كِبْرَانَ الْمُرَادِيُّ، سَمِعْتُ عَبْدَ خَيْرٍ، يَقُولُ: قَالَ عَلِيٌّ: أَلا أُرِيكُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا (2).

• 1008 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُسْهِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَلْعٍ، قَالَ:

(1) صحيح لغيره، وإسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وصحح إسناده النووي في "المجموع" 3/ 289، وابن حجر في "الفتح" 2/ 322.

وأخرجه أبو داود (61) و (618)، وابن ماجه (275)، والترمذي (3)، والبزار (633)، وأبو يعلى (616)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1448، والدارقطني 1/ 360 و 379 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا الحديثُ أصحُّ شيء في هذا الباب وأحسن.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 70، وعبد الرزاق (2539)، والدارمي (687)، والطحاوي 1/ 273، والدارقطني 1/ 360 و 379، والبيهقي 2/ 15 و 173 و 253 - 254 و 379، والبغوي (558) من طرق عن سفيان، به. وسيأتي برقم (1072).

وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند الترمذي (238)، وابن ماجه (276)، والبيهقي 2/ 85 و 380، وصححه الحاكمُ 1/ 132 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

(2)

إسناده صحيح، وقد تقدم برقم (919).

ص: 292

كَانَ عَبْدُ خَيْرٍ يَؤُمُّنَا فِي الْفَجْرِ، فَقَالَ: صَلَّيْنَا يَوْمًا الْفَجْرَ خَلْفَ عَلِيٍّ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَجَاءَ يَمْشِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى الرَّحَبَةِ، فَجَلَسَ وَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى الْحَائِطِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: يَا قَنْبَرُ، ائْتِنِي بِالرَّكْوَةِ وَالطَّسْتِ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: صُبَّ. فَصَبَّ عَلَيْهِ، فَغَسَلَ كَفَّهُ (1) ثَلاثًا، وَأَدْخَلَ كَفَّهُ الْيُمْنَى فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ كَفَّيْهِ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ كَفَّهُ الْيُمْنَى فَغَسَلَ ذِرَاعَهُ الْأَيْمَنَ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ ذِرَاعَهُ الْأَيْسَرَ ثَلاثًا، فَقَالَ: هَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

1009 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، وَكُنْتُ أَسْتَحِيي أَنْ أَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:" يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَأُنْثَيَيْهِ وَيَتَوَضَّأُ "(3).

(1) على حاشية (س) و (ص): كفيه.

(2)

حديث حسن. مسهر متابع، انظر (876).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(161) عن إسحاق بن إبراهيم، عن مسهر بن عبد الملك، بهذا الإسناد.

(3)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، ورواية عروة بن الزبير عن علي مرسلة فيما قاله أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، نقله عن الأول ابنه في "المراسيل" ص 149 وفي "العلل" 1/ 54، وعن الثاني العلائيُّ في "جامع التحصيل" ص 236. وانظر ما بعده.

وأخرجه عبد الرزاق (602) و (603)، وأبو داود (209)، والنسائي 1/ 96 من طرق عن هشام بن عُروة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1035).

قوله: "وأُنثييه"، قال السندي: قيل: غَسْلهما احتياطٌ، لأن المَذْي ربما انتشر =

ص: 293

1010 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُنْذِرٍ أَبِي يَعْلَى، عَنْ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: أَنَّ عَلِيًّا أَمَرَ الْمِقْدَادَ فَسَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَذْيِ، فَقَالَ:" يَتَوَضَّأُ "(1).

1011 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي الْحَاجَةَ فَيَأْكُلُ مَعَنَا اللَّحْمَ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَلَمْ يَكُنْ يَحْجِزُهُ - أَوْ يَحْجُبُهُ - إِلا الْجَنَابَةُ (2).

1012 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي عَلَى إِثْرِ كُلِّ (3) صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ رَكْعَتَيْنِ، إِلَّا الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ (4).

= فأصاب الأنثيين، أو لتقليل المذي، لأن برودة الماء تضعفه، وذهب أحمد وغيره إلى وجوب غسل الذكر والأنثيين للحديث.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (303)، والبزار (651)، والبيهقي 1/ 115 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (618) وهذا الحديث لم يرد في (ح).

(2)

إسناده حسن، رجالُه ثقات رجالُ الشيخين غيرَ عبدِ الله بنِ سلمة، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. وانظر (639).

(3)

في (م) وحاشية (س) و (ص): على كل أثر.

(4)

إسناده قوي، رجالُه ثقات رجالُ الشيخين غيرَ عاصم بنِ ضمرة، فمن رجال =

ص: 294

• 1013 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ أَرَى أَنَّ بَاطِنَ الْقَدَمَيْنِ أَحَقُّ بِالْمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِهِمَا، حَتَّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ ظَاهِرَهُمَا (1).

• 1014 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي السَّوْدَاءِ، عَنْ ابْنِ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا تَوَضَّأَ فَغَسَلَ ظُهُورَ قَدَمَيْهِ، وَقَالَ: لَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْسِلُ ظُهُورَ قَدَمَيْهِ، لَظَنَنْتُ أَنَّ بُطُونَهُمَا أَحَقُّ بِالْغَسْلِ (2).

• 1015 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، مَرَّةً أُخْرَى، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا تَوَضَّأَ فَمَسَحَ ظُهُورَهُمَا (3).

= أصحاب السنن، وهو صدوق. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي.

وأخرجه ابنُ خزيمة (1196) من طريق وكيع وعبد الرحمن، كلاهما بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 350، وأبو يعلى (617) من طريق وكيع، به.

وأخرجه البزار (674)، والنسائي في "الكبرى"(341)، وأبو يعلى (573) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.

وأخرجه عبد الرزاق (4823)، وعبد بن حميد (71)، وأبو داود (1275)، وابن خزيمة (1196)، والبيهقي 2/ 459 من طرق عن سفيان، به. وسيأتي برقم (1217) و (1226) و (1227).

(1)

حديث صحيح، وانظر الكلام عليه فيما تقدم برقم (737).

وأخرجه أبو يعلى (346) و (613) عن أبي خيثمة، عن وكيع، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (918).

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

ص: 295

• 1016 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُقْبَةَ أَبُو كِبْرَانَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ - يَعْنِي -: هَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلاثًا (1).

1017 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفَدِّي أَحَدًا بِأَبَوَيْهِ إِلا سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ:" ارْمِ سَعْدُ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي "(2).

1018 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنَ

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (919).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه ابن سعد 3/ 141، وابن أبي شيبة 12/ 86 - 87 و 14/ 390، والترمذي (3755)، وابن أبي عاصم (1405) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث صحيح.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(2905) و (6184)، وفي "الأدب المفرد"(804)، والبزار (797) و (799)، والنسائي في "اليوم والليلة"(192) من طرق عن سفيان، به. وانظر (709).

وسعد بن مالك المذكور في الحديث: هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

ص: 296

الْأَنْصَارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَيُطِيعُوا، قَالَ: فَأَغْضَبُوهُ فِي شَيْءٍ، فَقَالَ: اجْمَعُوا لِي حَطَبًا. فَجَمَعُوا حَطَبًا، ثُمَّ قَالَ: أَوْقِدُوا نَارًا. فَأَوْقَدُوا لَهُ نَارًا، فَقَالَ: أَلَمْ يَأْمُرْكُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَسْمَعُوا لِي وَتُطِيعُوا؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَادْخُلُوهَا. قَالَ: فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا: إِنَّمَا فَرَرْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَجْلِ النَّارِ. فَكَانُوا كَذَلِكَ إِذْ سَكَنَ غَضَبُهُ، وَطَفِئَتِ النَّارُ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ "(1).

1019 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ - يَعْنِي ابْنَ كُلَيْبٍ -، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَجْعَلَ الْخَاتَمَ فِي هَذِهِ أَوْ فِي هَذِهِ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: لِإِصْبُعَيْهِ: السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن السلمي: اسمه عبد الله بن حبيب.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 542، ومسلم (1840)(40)، وأبو يعلى (378) و (611)، وأبو عوانة 4/ 452 - 453 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8722)، وأبو عوانة 4/ 451 - 452 و 452 من طريق شعبة، عن الأعمش، به. وانظر (622).

(2)

إسناده قوي وهو على شرط مسلم، رجاله ثقات رجالُ الشيخين غيرَ عاصم بنِ كليب، فمن رجال مسلمٍ، وهو صدوق.

وأخرجه النسائي 8/ 177، وأبو يعلى (281) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (1124).

ص: 297

1020 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْقَاسِمِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ قَيْسٍ الْخَارِفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: سَبَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، وَثَلَّثَ عُمَرُ، ثُمَّ خَبَطَتْنَا - أَوْ أَصَابَتْنَا - فِتْنَةٌ، فَمَا شَاءَ اللهُ جل جلاله (1).

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: قَوْلُهُ: " ثُمَّ خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ " أَرَادَ أَنْ يَتَوَاضَعَ بِذَلِكَ.

1021 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَلِيًّا عَنِ الْبَقَرَةِ، فَقَالَ: عَنْ سَبْعَةٍ. قَالَ: الْقَرَنُ؟ قَالَ: لَا يَضُرُّكَ. قَالَ: الْعَرْجَاءُ؟ قَالَ: إِذَا بَلَغَتِ الْمَنْسَكَ. قَالَ: وَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ (2).

(1) إسناده حسن. وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/ 458 عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 6/ 130 عن يزيد بن هارون، وابن أبي عاصم (1209) من طريق عبد السلام بن حرب، كلاهما عن سفيان، به. وسيأتي برقم (1107) و (1259)، وانظر (1256).

قوله: "صَلَّى أبو بكر"، المصلي في الخيل: هو الذي يتلو السابق.

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حُجية بن عدي، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق.

وأخرجه البزار (753)، وأبو يعلى (333)، وابن خزيمة (2914) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. لم يذكر البزار وابن خزيمة في إسنادهما حماد بن سلمة، وأما أبو يعلى، فلم يذكر شعبة وحماد بن سلمة. وانظر (732).

ص: 298

1022 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُجَيَّةَ بْنَ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

1023 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا كَانَ فِينَا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرُ الْمِقْدَادِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا فِينَا إِلا نَائِمٌ، إِلَّا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ شَجَرَةٍ يُصَلِّي، وَيَبْكِي، حَتَّى أَصْبَحَ (2).

1024 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ أَقَمْتُ عَلَيْهِ حَدًّا فَمَاتَ فَأَجِدُ فِي نَفْسِي إِلا الْخَمْرَ، فَإِنَّهُ لَوْ مَاتَ لَوَدَيْتُهُ، لِأَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لَمْ يَسُنَّهُ (3).

(1) إسناده حسن كسابقه.

وأخرجه الحاكم وصححه 1/ 468 من طريق احمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً من طريق وهب بن جرير وأبي النضر، عن شعبة، به. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ حارثة بن مضرب، فمن رجالِ أصحابِ السُّنن، وهو ثقة.

وأخرجه أبو يعلى (280)، وابنُ خزيمة (899)، وابن حبان (2257) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (116)، وأبو يعلى (305) من طريق شعبة، به. وسيأتي برقم (1161).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيحين. أبو حَصين: هو عثمان بن عاصم بن =

ص: 299

1025 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا (1).

1026 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ الْأَسَدِيِّ. وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَصِينٍ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، وَكَانَتْ تَحْتِي ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرْتُ رَجُلًا فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:" تَوَضَّأْ وَاغْسِلْهُ "(2).

= حُصين الأسدي.

وأخرجه مسلم (1707)، والنسائي في "الكبرى"(5271)، والبيهقي 8/ 321 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (13543) و (18007)، والبخاري (6778)، ومسلم (1707)، وأبو يعلى (336) من طريق سفيان الثوري، به.

وأخرجه أبو داود (4486)، وابن ماجه (2569)، وأبو يعلى (514)، والطحاوي 3/ 153 من طريق شريك، عن أبي حصين، به.

وأخرجه بنحوه الطيالسي (183) من طريق أبي إسحاق، وابن ماجه (2569)، والطحاوي 3/ 153 من طريق مطرف بن طريف، والنسائي (5272) من طريق الشعبي، ثلاثتهم عن عمير بن سعيد، به. وسيأتي برقم (1084).

قال البيهقي: إنما أراد- والله أعلم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسنَّه زيادةً على الأربعين، أو لم يسنَّه بالسياط، وقد سَنَّه بالنعال وأطراف الثياب مقدارَ أربعين، والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حية بن قيس الوادعي، وهو ثقة.

وأخرجه الترمذي (44) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقال: حديث علي أحسن شيء في هذا الباب وأصحُّ. وانظر (971).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي بُكير: هو يحيى، وأبو حَصين: =

ص: 300

• 1027 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: صَلَّيْنَا الْغَدَاةَ فَأَتَيْنَاهُ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَأُتِيَ بِرَكْوَةٍ فِيهَا مَاءٌ وَطَسْتٍ، قَالَ: فَأَفْرَغَ الرَّكْوَةَ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاثًا، وَتَمَضْمَضَ ثَلاثًا، وَاسْتَنْثَرَ ثَلاثًا، بِكَفٍّ كَفٍّ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ فَمَسَحَ بِهَا رَأْسَهُ بِكَفَّيْهِ جَمِيعًا مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم فَاعْلَمُوهُ (1).

1028 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِذَا رَأَيْتَ الْمَذْيَ فَتَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ، وَإِذَا رَأَيْتَ فَضْخَ الْمَاءِ فَاغْتَسِلْ "(2).

= هو عثمانُ بنُ عاصم الأسدي، وأبو عبد الرحمن: هوعبد الله بن حبيب السلمي.

وأخرجه الطيالسي (144)، والبخاري (269)، والطحاوي 1/ 46، والبغوي (158) من طريق زائدةَ بنِ قدامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ خزيمة (18) من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، به.

وسيأتي برقم (1071).

(1)

صحيح لغيره، شريك النخعي قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وانظر (928).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ حُصين بن قبيصة، فقد روى له أصحاب السنن غيرَ الترمذي، وهو ثقة.

وأخرجه النسائي 1/ 111 - 112 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. =

ص: 301

فَذَكَرْتُهُ لِسُفْيَانَ، فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رُكَيْنٍ.

1029 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَميْلَةَ الْفَزَارِيُّ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَقَالا: فَضْخَ الْمَاءِ. وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، وَقَالَ: فَضْخَ أَيْضًا (1).

• 1030 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَطَاءٍ - يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ -، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صلى الله عليه وسلم؟ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ خَيْرُهَا بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ عُمَرُ، ثُمَّ يَجْعَلُ اللهُ الْخَيْرَ حَيْثُ أَحَبَّ (2).

• 1031 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَحْرٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لَمَّا فَرَغَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: إِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ، وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ عُمَرُ، وَأَحْدَثْنَا أَحْدَاثًا يَصْنَعُ اللهُ فِيهَا مَا شَاءَ (3).

= وأخرجه الطيالسي (145)، وابنُ أبي شيبة 1/ 92، والبزار (803)، والنسائي 1/ 112، والطحاوي 1/ 46، والبيهقي 1/ 167 من طرق عن زائدةَ بنِ قدامة، به.

وانظر ما تقدم برقم (868).

وفَضْخ الماء: دَفْقُه، يريدُ المَنِيَّ.

(1)

إسنادُه صحيح، رجالُه ثقات رجالُ الشيخين غيرَ حُصين بن قَبيصة، وهو ثقة.

معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب الأزدي، وابن أبي بُكير: هو يحيى. وانظر ما قبله.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (922).

(3)

إسناده صحيح. أبو بحر عبد الواحد: هو ابنُ غياث، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري. وانظر (926).

ص: 302

• 1032 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَامَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَإِنَّا قَدْ أَحْدَثْنَا بَعْدُ أَحْدَاثًا يَقْضِي اللهُ فِيهَا مَا شَاءَ (1).

1033 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: جَاءَ عَمَّارٌ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" ائْذَنُوا لَهُ، مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ "(2).

1034 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي حُدَّانَ (3)، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيًّا، يَقُولُ: سَمَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحَرْبَ خَدْعَةً (4).

1035 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لِلْمِقْدَادِ: سَلْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يَدْنُو مِنَ الْمَرْأَةِ فَيُمْذِي، فَإِنِّي أَسْتَحْيِي مِنْهُ، لِأَنَّ ابْنَتَهُ عِنْدِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (926).

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ، فمن رجالِ أصحاب السنن، وانظر ما تقدم برقم (779).

وأخرجه أبو يعلى (403)، والحاكم 3/ 388 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسنادَه، ووافقه الذهبي.

(3)

تحرف في (م) إلى: سعيد بنِ أبي حدان.

(4)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (697).

ص: 303

" يَغْسِلُ ذَكَرَهُ، وَأُنْثَيَيْهِ وَيَتَوَضَّأُ "(1).

1036 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: شَغَلُونَا يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَنْ صَلاةِ الْعَصْرِ، حَتَّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى، صَلاةِ الْعَصْرِ، مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ وَأَجْوَافَهُمْ (2) نَارًا "(3).

1037 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ إِلا كِتَابَ اللهِ تَعَالَى، وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " الْمَدِينَةُ حَرَامٌ مَا بَيْنَ عَائِرٍ إِلَى ثَوْرٍ، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلا صَرْفٌ، وَقَالَ: ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ، وَمَنْ

(1) حديث صحيح، وانظر ما تقدم برقم (1009).

(2)

على حاشية (س) و (ص): أو أجوافهم.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شتير بن شكل، فمن رجال مسلم. أبو الضحى: هو مسلم بن صبيح.

وأخرجه أبو يعلى (389)، والطبري 2/ 558 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، وقرن أبو يعلى بالأعمشِ منصور بن المعتمر.

وأخرجه البيهقي 1/ 460 من طريق محمد بن شرحبيل بن جعشم، عن سفيان، به.

وانظر (617).

ص: 304

تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ " (1).

1038 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي أَرَاكَ تَنَوَّقُ فِي قُرَيْشٍ، وَتَدَعُنَا أَنْ تَزَوَّجَ إِلَيْنَا؟ قَالَ:" وَعِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: ابْنَةُ حَمْزَةَ. قَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ "(2).

1039 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا، فَظُنُّوا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهْيَاهُ وَأَهْدَاهُ وَأَتْقَاهُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إبراهيم التيمي: هو إبراهيم بن يزيد بن شريك.

وأخرجه البخاري (1870)، ومسلم (1370)(468)، والنسائي في "الكبرى"(4278)، وأبو يعلى (296) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3179)، وأبو داود (2034)، وابن حبان (3717)، والبيهقي 5/ 196 والبغوي (2009) من طريق محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، به. وانظر (615).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1446)، والبيهقي 7/ 453 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (620).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما تقدم برقم (986).

ص: 305

1040 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صلى الله عليه وسلم؟ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ (1).

• 1041 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ فِي قَوْلِهِ:{إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]، قَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُنْذِرُ، وَالْهَادِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ (2).

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (933).

(2)

إسناده ضعيف، وفي متنه نكارة، مطلب بن زياد وثقه أحمد، وابنُ معين، وعثمان بن أبي شيبة، وابن حبان، والعجلي، وقال أبو داود: هو عندي صالح، وقال ابنُ عدي: له أحاديثُ حسان وغرائب، ولم أر له منكرأ، وأرجو أنه لا بأسَ به، وقال أبو حاتِم: يُكتب حديثه ولا يحتجُّ به، وقال الآجري عن أبي داود: رأيتُ عيسى بنَ شاذان يُضعفه، وقال: عنده مناكير، وقال ابنُ سعد: كان ضعيفاً في الحديث جداً، والسدي- واسمه إسماعيلُ بنُ عبد الرحمن- وثقه جماعةٌ، وضعفه آخرون وفيه تشيع، وروى له مسلم، ومثلُ هذين الاثنين لا يحتملان مثلَ هذا المتن.

وأخرجه الطبرانيُّ في "الأوسط"(1383)، و"الصغير"(739) من طريق عثمان بنِ أبي شيبة، بهذا الإسناد.

وأخرج الحاكم 3/ 129 - 130 من طريق حسين بن حسن الأشقر، عن منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي:{إنما أنت منذرٌ ولكلِّ قوم هاد} قال علي: رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر، وأنا الهادي.

وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، فتعقبه الذهبي بقوله: بل كذب، قبح اللهُ واضعه.

قلنا: والعلة فيه حسين بن حسن الأشقر، فهو منكر الحديث، واتهمه أبو معمر الهذلي =

ص: 306

1042 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ الْبَأْسُ يَوْمَ بَدْرٍ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ، مَا كَانَ - أَوْ: لَمْ يَكُنْ - أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ مِنْهُ (1).

1043 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ. وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - يَعْنِي ابْنَ عِيسَى -، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ - قَالَ إِسْحَاقُ: عَنْ أَبِيهِ - عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ وَالْمُعَصْفَرِ، وَعَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الرُّكُوعِ (2).

= بالكذب.

وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبري (20161) لا يفرح به، وقال ابن كثير: فيه نكارة شديدة.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حارثة بنِ مضرب، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه أبو يعلى (412) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (654).

(2)

إسنادُ حديث إسحاق بن عيسى- وهو الطباع- صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى فمن رجال مسلم. وأما إسناد حديث عبد الرحمن بن مهدي ففيه انقطاع، إبراهيم بن عبد الله بن حنين لم يسمع مِن علي.

والحديث في "موطأ مالك" برواية يحيى الليثي 1/ 80 عن نافع، عن إبراهيم بنِ عبد الله بن حُنين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب.

ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(170)، ومسلم (2078) =

ص: 307

* 1044 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فُلانِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ جَدِّهِ حُنَيْنٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لُبْسِ الْمُعَصْفَرِ، وَعَنِ الْقَسِّيِّ، وَعَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ. قَالَ أَيُّوبُ: أَوْ قَالَ: أَنْ أَقْرَأَ وَأَنَا رَاكِعٌ (1).

قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ فِي حَدِيثِهِ: حُدِّثْتُ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ رَجَعَ " عَنْ جَدِّهِ حُنَيْنٍ ".

1045 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ (2)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَبِيعَ غُلامَيْنِ أَخَوَيْنِ،

= (29)، وأبو داود (4044)، والترمذي (264)، والبزار (918)، وأبو عَوانة 2/ 175، والبيهقي 2/ 87. قال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه من طريق مالك مختصراً بقصة النهي عن القراءة في الركوع: البخاري في "خلق أفعال العباد"(552)، ومسلم (480)(213)، والنسائي 8/ 191.

وأخرجه من طريقه أيضاً مختصراً بقصة النهي عن لبس القسي والمعصفر: الترمذي (1725). وانظر ما تقدم برقم (710).

(1)

صحيح، وذِكر حنينٍ فيه غيرُ محفوظ، وانظر ما قبله. أبو خيثمة: هو زهيرُ بن حرب، وإسماعيل: هو ابنُ علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9485) من طريق عُبيد الله بن عمر، عن تافع، عن حنين- قال الحافظ المزي في "التحفة" 7/ 405: وفي نسخة: عن ابن حنين- مولى ابن عباس، عن علي، به. وانظر ما قبله.

(2)

في (م): عقبة، وهو تحريف.

ص: 308

فَبِعْتُهُمَا فَفَرَّقْتُ بَيْنَهُمَا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَدْرِكْهُمَا فَارْتَجِعْهُمَا، وَلا تَبِعْهُمَا إِلا جَمِيعًا، وَلا تُفَرِّقْ بَيْنَهُمَا "(1).

• 1046 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا يَتَوَضَّأُ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ حَتَّى أَنْقَاهُمَا، ثُمَّ مَضْمَضَ ثَلاثًا، ثُمَّ اسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَأَخَذَ فَضْلَ طَهُورِهِ فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: أَحْبَبْتُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ كَانَ طُهُورُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) حسن لغيره، وإسناده ضعيف لجهالة الرجل الراوي عن الحكم، وانظر (760).

وأخرجه البيهقي 9/ 127 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه كما في "نصب الراية" 4/ 26، والبيهقي 9/ 127 من طريق محمد بن سواء، عن ابن أبي عروبة، به.

وأخرجه البزار (624)، والبيهقي 9/ 127 من طريق الحسن بن محمد الزعفراني، عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن سعيد، عن الحكم، به.

وأخرجه الدارقطني في "سننه" 3/ 65 - 66 من طريق إسماعيل بنِ أبي الحارث، وفي "علله" 3/ 275 من طريقه أيضاً ومن طريق محمد بن الوليد الفحام، والحاكم 2/ 54 من طريق يحيى بن أبي طالب، والبيهقي 9/ 127 من طريق محمد بن الجهم، أربعتُهم عن عبد الوهاب الخَفَّافِ، عن شُعبة، عن الحكم بن عُتيبة، به.

قال الحاكم: هذا حديث غريبٌ صحيحٌ على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وقال الدارقطنيُّ في "العلل" 3/ 275: غيرُهم يرويه عن عبدِ الوهَّاب عن سعيد، وهو المحفوظُ والله أعلم، وقال البيهقيُّ: سائرُ أصحابِ شُعبة لم يذكروه عن شعبة، وسائرُ أصحابِ سعيد قد ذكروه عن سعيد هكذا (يعني: عن رجل عن الحكم)، وهذا أشبه.

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيج غيرَ أبي حَيَّةَ- وهو ابنُ قيس =

ص: 309

• 1047 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: وَذَكَرَ عَبْدُ خَيْرٍ عَنْ عَلِيٍّ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي حَيَّةَ؛ إِلا أَنَّ عَبْدَ خَيْرٍ قَالَ: كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طُهُورِهِ أَخَذَ بِكَفَّيْهِ مِنْ فَضْلِ طَهُورِهِ فَشَرِبَ (1).

1048 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدٌ عَنِ الْأَعْضَبِ: هَلْ يُضَحَّى بِهِ؟ فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جُرَيِّ بْنِ كُلَيْبٍ، رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُضَحَّى بِأَعْضَبِ الْقَرْنِ وَالْأُذُنِ (2).

= الوادعي- فمن رجال أصحاب السنن، وهو حسنُ الحديث. أبو الأحوص: هو سلامُ بنُ سليم الحنفي.

وأخرجه أبو يعلى (499) عن خلف بنِ هشام البزار، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (116)، وابن ماجه (436)، والترمذي (48)، والبزار (736) و (795)، والنسائي 1/ 70، والطحاوي 1/ 35، والبيهقي 1/ 75 من طرق عن أبي الأحوص، به. وانظر (971).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد خير، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه أبو يعلى (500) عن خلف بن هشام، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (49) عن قتيبة وهناد، عن أبي الأحوص، به. وقال: حسن صحيح.

وأخرجه البزار (794) من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه به. وانظر ما تقدم برقم (876).

(2)

إسناده حسن، وانظر ما تقدم برقم (633). عبد الوهَّاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة. =

ص: 310

قَالَ قَتَادَةُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ: الْعَضَبُ: النِّصْفُ فَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ.

1049 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ، وَعَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ وَالْمَيَاثِرِ (1).

1050 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا (2) إِسْرَائِيلَ. وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ الْوَادِعِيِّ - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: عَنْ أَبِي حَيَّةَ - قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا بَالَ فِي الرَّحَبَةِ، وَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاثًا، وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ قَامَ فَشَرِبَ مِنْ فَضْلِ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ كَالَّذِي رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُرِيَكُمُوهُ (3).

• 1051 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، قَالَ: ضَرَبَ عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ هَذَا الْمِنْبَرَ وَقَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ رضي الله عنه عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ،

= وأخرجه الترمذي (1504) من طريق عبدة بن سليمان، والبزار (875) من طريق محمد بن أبي عدي، كلاهما عن سعيد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح.

(1)

إسناده حسن، وقد تقدَّم برقم (722).

(2)

في (م): عن.

(3)

إسناده حسن، وانظر ما تقدم برقم (971).

ص: 311

وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَذْكُرَ، وَقَالَ: إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ كَانَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ أَحْدَثْنَا بَعْدَهُمَا أَحْدَاثًا يَقْضِي اللهُ فِيهَا (1).

• 1052 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: إِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، رضي الله عنهما (2).

1053 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِمْرَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ. وَالْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلا بِالطَّوِيلِ، ضَخْمَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ، مُشْرَبًا وَجْهُهُ حُمْرَةً، طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا، كَأَنَّمَا يَتَقَلَّعُ مِنْ صَخْرٍ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلى الله عليه وسلم (3).

(1) إسناده قوي، أبو معشر: هو زيادُ بنُ كُليبٍ التميمي. وانظر (1031).

(2)

إسناده ضعيف، لضعف يونس بن خباب، لكن صحَّ هذا الأثرُ من طريق آخر عن المسيب تقدَّم برقم (926).

(3)

حسن لغيره، إسناد حديث وكيع عن المسعودي محتمل للتحسين، وهو مكرر (746). وأما عبدُ الله بن عمران الأنصاري، فإنه في عِداد المجهولين، ولم يذكره الحافظ في "تعجيل المنفعة" مع أنَّه من شرطه، وترجمه ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 130 فقال: عبد الله بن عِمران، ويقال: عبدُ الله بن عمر، روى عن رجل عن علي، روى عنه مجمعُ بنُ يحيى. =

ص: 312

وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ: الْمَسْرُبَةُ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: الْمَسْرُبَةُ (1)، وَقَالَ: كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ، وَقَالَ أَبُو قَطَنٍ: الْمَسْرُبَةُ، وَقَالَ يَزِيدُ: الْمَسْرُبَةُ.

• 1054 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَرَى أَنَّ عَلِيًّا أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قُلْتُ: لَا وَاللهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي لَمْ أَكُنِ أَرَى أَنَّ أَحَدًا مِنَ المُسْلِمِينَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَفْضَلُ مِنْكَ. قَالَ: أَفَلا أُحَدِّثُكَ بِأَفْضَلِ النَّاسِ كَانَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: أَفَلا أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ النَّاسِ كَانَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: عُمَرُ (2).

• 1055 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ،

= وأخرجه ابنُ عساكر في "تاريخه" قسم السيرة النبوية ص 223 من طريق الإمام أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وقال: ورواه عبدُ الله بن داود الخريبي عن مجمع، فأدخل بينَ ابنِ عِمران ويَينَ علي رجلاً غيرَ مسمى.

ثم ساقه بإسنادِه إلى عمرو بن علي الفلاس، عن عبدِ الله بنِ داود، عن مجمع بنِ يحيى الأنصاري، عن عبدِ الله بنِ عمران، عن رجل من الأنصار، قال: سألتُ عليَّ بن أبي طالب وهو محتبٍ بحمالة سيفه في مسجدِ الكوفة، عن نعتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال

وذكره. ثم قال: رواه مُسَدَّد بن مُسَرهَدٍ عن الخُريبي فقال: عن عبد الله بن عمر أوعِمران بالشك.

(1)

قوله: "وقال أبو نعيم: المسربة" سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.

(2)

إسناده قوي. وانظر رقم (834) وما بعده.

ص: 313

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَلْعٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَامَ عَلِيٌّ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَعَمِلَ بِعَمَلِهِ، وَسَارَ بِسِيرَتِهِ، حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ عز وجل عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ فَعَمِلَ بِعَمَلِهِمَا، وَسَارَ بِسِيرَتِهِمَا، حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ عَلَى ذَلِكَ (1).

1056 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ عَلِيٍّ رضي الله عنه، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ قَالَ: بِسْمِ اللهِ، فَلَمَّا اسْتَوَى قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ - وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ: ثُمَّ حَمِدَ اللهَ ثَلاثًا، وَاللهُ أَكْبَرُ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ وَكِيعٍ - سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ. ثُمَّ ضَحِكَ، قُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ؟ قَالَ: كُنْتُ رِدْفًا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَفَعَلَ كَالَّذِي رَأَيْتَنِي فَعَلْتُ، ثُمَّ ضَحِكَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يُضْحِكُكَ؟ قَالَ:" قَالَ اللهُ تبارك وتعالى: عَجَبٌ لِعَبْدِي، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي "(2).

1057 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ،

(1) إسناده حسن. وسيأتي برقم (1059).

(2)

حسن لغيره، وقد تقدم الكلام عليه برقم (753).

وأخرجه عبد بن حميد (89) عن عبيد الله بن موسى، والطبراني في "الدعاء"(783) من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

ص: 314

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: اشْتَكَيْتُ، فَأَتَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَقُولُ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فَاشْفِنِي - أَوْ عَافِنِي -، وَإِنْ كَانَ بَلاءً فَصَبِّرْنِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" كَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَسَحَ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ اشْفِهِ، أَوْ عَافِهِ " قَالَ: فَمَا اشْتَكَيْتُ وَجَعِي ذَاكَ بَعْدُ (1).

1058 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ (2).

• 1059 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قَبَضَ اللهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى خَيْرِ مَا قُبِضَ عَلَيْهِ نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ عليهم السلام، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، فَعَمِلَ بِعَمَلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ، وَعُمَرُ كَذَلِكَ (3).

• 1060 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زحْمَوَيْهِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُجَاشِعٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ:

(1) إسناده حسن.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 46 و 10/ 316 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (637).

(2)

إسناده حسن.

وأخرجه الترمذيُّ (795) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح.

وانظر ما تقدم برقم (762).

(3)

إسناده حسن. وانظر (1055).

ص: 315

سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الثَّالِثَ لَسَمَّيْتُهُ (1).

فَقَالَ رَجُلٌ لِأَبِي إِسْحَاقَ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّكَ تَقُولُ: أَفْضَلُ فِي الشَّرِّ. فَقَالَ: أَحَرُورِيٌّ؟!

1061 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ وَعَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ، وَلا نُضَحِّيَ بِشَرْقَاءَ، وَلا خَرْقَاءَ، وَلا مُقَابَلَةٍ، وَلا مُدَابَرَةٍ (2).

1062 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّهُ لَا يُحِبُّكَ إِلا مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُكَ إِلا مُنَافِقٌ "(3).

1063 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ حَنَشٍ الْكِنَانِيِّ: أَنَّ قَوْمًا بِالْيَمَنِ حَفَرُوا زُبْيَةً لِأَسَدٍ، فَوَقَعَ فِيهَا، فَتَكَابَّ النَّاسُ عَلَيْهِ،

(1) صحيح لغيره، وانظر (934).

(2)

حسن، وانظر ما تقدم برقم (609) و (851).

وأخرجه الدارمي (1952)، والترمذي (1498)، والحاكم 4/ 224، والبيهقي 9/ 275، والبغوي (1121) من طريق عبيد الله بن موسى، عن اسرائيل، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: حسن صحيح، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي!

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (731).

ص: 316

فَوَقَعَ فِيهَا رَجُلٌ فَتَعَلَّقَ بِآخَرَ، ثُمَّ تَعَلَّقَ الْآخَرُ بِآخَرَ، حَتَّى كَانُوا فِيهَا أَرْبَعَةً فَتَنَازَعَ فِي ذَلِكَ حَتَّى أَخَذَ السِّلاحَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ: أَتَقْتُلُونَ مِئَتَيْنِ فِي أَرْبَعَةٍ؟ وَلَكِنْ سَأَقْضِي بَيْنَكُمْ بِقَضَاءٍ إِنْ رَضِيتُمُوهُ: لِلْأَوَّلِ رُبُعُ الدِّيَةِ، وَلِلثَّانِي ثُلُثُ الدِّيَةِ، وَلِلثَّالِثِ نِصْفُ الدِّيَةِ، وَلِلرَّابِعِ الدِّيَةُ. فَلَمْ يَرْضَوْا بِقَضَائِهِ، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" سَأَقْضِي بَيْنَكُمْ بِقَضَاءٍ " قَالَ: فَأُخْبِرَ بِقَضَاءِ عَلِيٍّ رضي الله عنه، فَأَجَازَهُ (1).

1064 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: إِنَّ عَلِيًّا قَالَ لِأَبِي الْهَيَّاجِ -: أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْ لَا تَدَعَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلا سَوَّيْتَهُ، وَلا تِمْثَالًا إِلا طَمَسْتَهُ (2).

(1) إسناده ضعيف، وقد تقدم برقم (573).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وحديثُ وكيع تقدم برقم (741).

وأخرجه الترمذي (1049) عن محمد بن بشار، وأبو يعلى (350) عن عُبيد الله القواريري، والحاكم 1/ 369 من طريق أحمد بن حنبل، ثلاثتُهم عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. في حديث محمد وأحمد: عن أبي وائل أن علياً قال لأبي الهيَّاج الأسدي، وقي حديث عُبيد الله: عن حبيب بن أبي ثابت أن علياً قال لأبي الهياج، بإسقاطِ أبي وائل!

قال الحاكم: هذا الحديثُ صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأظنه لِخلاف فيه عن الثوري، فإنه قال مرة: عن أبي وائل عن أبي الهياج، وقد صحَّ سماعُ أبي وائل من عليٍّ رضي الله عنه.

وقال الترمذي: حديث علي حديثٌ حسن، والعملُ على هذا عند بعض أهل العلم، =

ص: 317

1065 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا طَاعَةَ لِبَشَرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ "(1).

1066 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جُرَيَّ بْنَ كُلَيْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَضَبِ الْأُذُنِ وَالْقَرْنِ (2).

= يكرهون أن يُرفَعَ القبر فوقَ الأرض، قال الشافعي: أكره أن يُرفَعَ القبرُ إلا بقدر ما يُعرف أنه قبر، لكيلا يوطأَ، ولا يُجلسَ عليه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخبن. زبيد: هو ابن الحارث اليامي، وأبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب السلمي.

وأخرجه أبو يعلى (279) و (377) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (586) من طريق روح بن عبادة، عن سفيان الثوري، به. وانظر (622).

(2)

إسناده حسن، جري بنُ كليب سدوسي بصري روى عنه قتادة، وكان يُثني عليه خيراً، ووثقه ابنُ حبان والعِجلي، وصحح له الترمذي حديثه هذا، والحاكم 4/ 224، ووافقه الذهبي، وقال ابنُ المديني: مجهول لا أعلم روى عنه غيرُ قتادة، ويشده إيراد مسلم له في "الوحدان" ص 153، وقال أبو حاتم: شيخٌ لا يحتج بحديثه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن خزيمة (2913) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (876)، والنسائي 7/ 217 - 218، وأبو يعلى (270)، والطحاوي 4/ 169، والبيهقي 9/ 275 من طرق عن شعبة، به. ولم يذكر النسائي في روايته الأذنَ.

وقد تقدم برقم (633).

ص: 318

قَالَ: فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: مَا الْعَضَبُ؟ فَقَالَ: النِّصْفُ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ.

1067 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ (1)، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ يَنْكُتُ بِهَا، ثُمَّ رَفَعَ بَصَرَهُ، فَقَالَ:" مَا مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهَا مِنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، إِلَّا وقَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً " فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلا نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقْوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى الشَّقْوَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" بَلِ اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ؛ أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقْوَةِ فَإِنَّهُ يُيَسَّرُ لِعَمَلِ الشَّقْوَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَإِنَّهُ يُيَسَّرُ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ "، ثُمَّ قَرَأَ:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ باِلْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسْرَى} (2)[الليل: 5 - 10].

(1) تحرف في (م) إلى: عبد الرحمن بن زائدة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشميخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزائدة: هو ابنُ قدامة الثقفي، وأبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب السلمي الكوفي.

وأخرجه الترمذي (3344) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرج الطيالسي (151)، وعبد الرزاق (20074)، وعبد بن حميد (84)، والبخاري (1362) و (4948) و (7552)، ومسلم (2647)(6)، وأبو داود (4694)، وأبو يعلى (375) و (582)، والآجري في "الشريعة" ص 171 و 172، والبغوي في "شرح =

ص: 319

1068 -

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ

فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

• 1069 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ عَاشُورَاءَ، وَيَأْمُرُ بِهِ (3).

= السنة" (72) من طرق عن منصور، به. وقد تقدم برقم (621).

وبقيع الغرقد: مقبرةُ أهل المدينة، كان بها شجر الغرقد- وهو ضرب من شجر العضاه وشجر الشوك- فذهب وبقي اسمُه.

والشِّقوة، بكسر الشين وفتحها: الشقاء والشقاوة.

(1)

إسناده صحيح، زيادُ بن عبد الله البكائي احتج به مسلم، وروى له البخاري حديثاً واحداً متابعة، وباقي السند على شرطهما. وهو مكرر ما قبله.

(2)

ورد هذا الحديث في (م) على أنه من رواية أحمد بن حنبل، والصواب أنه من زياداتِ ابنه عبدِ الله كما جاء في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1 / الورقة 210.

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، جابر- هو ابن يزيد الجعفي- ضعيف.

وأخرجه البزار (602) عن شعيب بن أيوب الصريفيني، عن معاوية بن هشام، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً (600) و (601) من طريق شريكٍ، عن جابر بنِ يزيد، به. ولم يرد في المواضع الثلاثة عند البزار قوله:"ويأمر به".

وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (2004)، ومسلم (1130)، وعائشة عند البخاري (2002)، ومسلم (1125). وفي روايتها:"فلما فرض شهر رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه".

ص: 320

• 1070 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ كَذَبَ عَلَى عَيْنَيْهِ، كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَقْدًا بَيْنَ طَرَفَيْ شَعِيرَةٍ "(1).

• 1071 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَحْرٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ الْبَصْرِيُّ. وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ. وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لِأَنَّ ابْنَتَهُ كَانَتْ عِنْدِي، فَأَمَرْتُ رَجُلًا فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:" مِنْهُ الْوُضُوءُ "(2).

(1) حسن لغيره، إسناده ضعيف، عبد الأعلى- وهو ابنُ عامر الثعلبي- ضعفه أحمد وأبو زرعة، وقال ابنُ معين وأبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: يُحدِّثُ بأشياء لا يُتابع عليها، وقال الدارقطني: ليس بالقوي عندهم وهو يُعتبر به، وباقي رجاله ثقات رجال الشبخين غير خلف بن هشام البزار فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن: هو السلمي عبد الله بن حبيب. وقد تقدم برقم (568).

(2)

إسناده صحيح، عبد الواحد بن غياث البصري وثقه الخطيب وابن حبان، وقال أبو زرعة: صدوق، وأبو عبد الرحمن بن عمر: هو الأموي الكوفي لقبه مشكدانة ثقة من رجال مسلم، وسفيان بن وكيع وإن كان فيه ضعف قد توبع، وأحمد بن محمد بن أيوب البغدادي أبو جعفر الوراق المعروف بصاحب المغازي صدوق حدَّث عنه أبو داود والناس لينه يحيى بن معين، وأثنى عليه أحمد وعلي، وله ما ينكر، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم، وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب =

ص: 321

1072 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مِفْتَاحُ الصَّلاةِ الْوُضُوءُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ "(1).

1073 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" لَا تُصَلُّوا بَعْدَ الْعَصْرِ، إِلَّا أَنْ تُصَلُّوا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ "(2).

= وأخرجه النسائي 1/ 96، وابن خزيمة (18) من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1026) مع زيادة الأمر بغسله.

(1)

إسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل صدوقٌ حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوريُّ، ومحمد بن الحنفية: هو محمد بن علي بن أبي طالب، والحنفية أمه.

وأخرجه الترمذي (3) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1006).

(2)

إسناده حسن رجاله ثقات رجال الصحيح غير وهب بن الأجدع، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، وقال: كان قليل الحديث، وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات". هلال: هو ابن يساف.

وأخرجه أبو يعلى (411)، وابن خزيمة (1285)، وابن حبان (1547) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 2/ 459 من طويق عبد الرحمن، عن سفيان وحده، به.

وأخرجه الطيالسي (108)، وأبو داود (1274)، وابن الجارود (281)، والبيهقي 2/ 459 من طرق عن شعبة وحده، به. وقد تقدم برقم (610).

ص: 322

• 1074 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زحْمَوَيْهِ. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ. وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ (1) الْأَصَمُّ - قَالَ: أَبُو مَعْمَرٍ: مَوْلَى قُرَيْشٍ -، قَالَ: أَخْبَرَنِي السُّدِّيُّ - وَقَالَ زَحْمَوَيْهِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ السُّدِّيَّ - عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ قَدْ مَاتَ. قَالَ: " اذْهَبْ فَوَارِهِ، وَلا تُحْدِثْ مِنْ أَمْرِهِ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي "، فَوَارَيْتُهُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ:" اذْهَبْ فَاغْتَسِلْ وَلا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي ". فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَدَعَا لِي بِدَعَوَاتٍ مَا يَسُرُّنِي بِهِنَّ حُمْرُ النَّعَمِ وَسُودُهَا (2). وقَالَ ابْنُ بَكَّارٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ السُّدِّيُّ: " وَكَانَ عَلِيٌّ رضي الله عنه إِذَا غَسَلَ مَيِّتًا اغْتَسَلَ.

• 1075 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(3).

(1) تحرف في (م) إلى: زيد.

(2)

إسناده ضعيف، الحسن بن يزيد بن الأصم تقدم الكلام فيه برقم (807).

وأخرجه أبو يعلى (424) عن زكريا بن يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ عدي 2/ 738 عن صدقة بن منصور، عن أبي معمر، به. وقال: وهذا لا أعلم يرويه عن السدي غير الحسن هذا، ومدار هذا الحديث المشهور على أبي إسحاق السبيعي، عن ناجية بن كعب، عن علي رضي الله عنه.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى- وهو ابن عامر الثعلبي- =

ص: 323

1076 -

حَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" لَا تُصَلُّوا بَعْدَ الْعَصْرِ، إِلا أَنْ تُصَلُّوا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ ". قَالَ سُفْيَانُ: فَمَا أَدْرِي بِمَكَّةَ يَعْنِي أَوْ بِغَيْرِهَا؟ (1).

1077 -

حَدَّثَنَاهُ وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ (2)، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ (3) أَهْدَى لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حُلَّةً أَوْ ثَوْبَ حَرِيرٍ، قَالَ: فَأَعْطَانِيهِ وَقَالَ: " شَقِّقْهُ خُمُرًا بَيْنَ النِّسْوَةِ "(4).

= لكن متن الحديث صحيح متواتر. وانظر (584).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم- وهو ابن ضمرة السلولي الكوفي- فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه ابن المديني وابن سعد والعجلي وقال النسائي: ليس به بأس، وقال البزار: هو صالح الحديث، وقال في "التقريب": صدوق.

وأخرجه ابن خزيمة (1286) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد.

وانظر (610). القائل "حدثناه" هو الإمام أحمد، وحق هذا الحديث أن يكون بإثر (1073).

(2)

قوله: "الحنفي" ليس في (م).

(3)

دُومة: هي دومة الجندل، وهي قرى بين الشام والمدينة، قرب جبل طيئ. وأكيدر هو ملكها، واسمه أكيدر بن عبد الملك بن عبد الحي الكندي، وكان نصرانياً، صالحه النبي صلى الله عليه وسلم وأمنه، ووضع عليه الجزية وعلى أهله، لم نقض الصلح بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فغزاه خالد بن الوليد، فقتله في عهد أبي بكر.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي صالح الحنفي- واسمه عبد الرحمن بن قيس- فمن رجال مسلم. أبو عون: هو محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي. =

ص: 324

1078 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَبُعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذَا، فَمَا يَنْتَظِرُ بِي الْأَشْقَى؟! قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخْبِرْنَا بِهِ نُبِيرُ عِتْرَتَهُ. قَالَ: إِذًا تَالَلَّهِ تَقْتُلُونَ بِي غَيْرَ قَاتِلِي. قَالُوا: فَاسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا. قَالَ: لَا، وَلَكِنِ أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرَكَكُمِ إلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالُوا: فَمَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا أَتَيْتَهُ؟ - وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: إِذَا لَقِيتَهُ؟ - قَالَ: أَقُولُ: اللهُمَّ تَرَكْتَنِي فِيهِمْ مَا بَدَا لَكَ، ثُمَّ قَبَضْتَنِي إِلَيْكَ وَأَنْتَ فِيهِمْ، فَإِنْ شِئْتَ أَصْلَحْتَهُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَفْسَدْتَهُمْ (1).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 382، ومسلم (2071)(18)، وأبو يعلى (437) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1171)، وانظر (698).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد اللُه بن سَبُع- ويقال: سُبيع- لم يرو عنه غير سالم بن أبي الجعد، ولم يوثقه غير ابن حبان، وعَجَبٌ من الهيثمي كيف قال عنه في "مجمع الزوائد" 9/ 137: هو ثقة. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 596 و 15/ 118، وأبو يعلى (341) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1340).

وأخرجه البزار (871) من طريق عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد الحِمَّاني، عن علي. ولعبد الله بن سبيع ذِكر في هذا الحديث.

قال الهيثمي في "المجمع" 9/ 137: إسناده حسن! وثعلبة بن يزيد الحماني قال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 207: من أهل الكوفة، كان غالياً في التشيُّع لا يحتجُّ بأخباره التي ينفرد بها عن علي، وقال البخاري: في حديثه نظر، لا يتابع في حديثه.

وقوله: "نبير عترته"، أي: نهلك ذريته.

وفي الباب عن علي مرفوعاً عند عبد بن حميد في "المنتخب"(92)، والطبراني =

ص: 325

1079 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَهُ عَمَّارٌ فَاسْتَأْذَنَ، فَقَالَ:" ائْذَنُوا لَهُ، مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ "(1).

• 1080 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْيَا، وَالَّذِي هُوَ أَهْدَى، وَالَّذِي هُوَ أَتْقَى (2).

• 1081 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، مِثْلَهُ (3).

= (173)، والحاكم 3/ 113، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(174)، وأبي يعلى (569)، وعنه موقوفاً عند عبد الرزاق (18670)، وعن عمار بن ياسر عند الطحاوي في "مشكل الآثار"(811) وغيره، وسيأتي في "المسند" 4/ 263، وعن صهيب عند الطبراني (7311).

(1)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ وهو الهَمْدَاني، فقد روى عنه أصحابُ السنن، وقال النسائي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابنُ المديني: مجهول، وقال الشافعي: لا يعرف وأهل العلم بالحديث لا ينسبون حديثه لجهالة حاله. وقد تقدم برقم (779).

(2)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه مرسل، ابو البخترى- واسمه سعيد بن فيروز- روايته عن علي مرسلة، ولكن السند الذي بعده موصول.

(3)

إسناده صحيح على شرطهما. عثمان: هو ابن محمد بن إبراهيم بن أبي شيبة، وجرير: هو ابن عبد الحميد، وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب.

وأخرجه أبو يعلى (591) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن جرير بنِ عبد الحميد، =

ص: 326

• 1082 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحَدِيثٍ فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْدَى، وَالَّذِي هُوَ أَتْقَى، وَالَّذِي هُوَ أَهْيَا (1).

• 1083 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا مَرْثَدٍ وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ - وَكُلُّنَا فَارِسٌ - فَقَالَ: " انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ ". كَذَا قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: خَاخٍ، وقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: رَوْضَةَ كَذَا وَكَذَا (2).

وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: حَدَّثَنَاهُ عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُصَيْنٍ: مِثْلَهُ، قَالَ: رَوْضَةَ خَاخٍ (3).

= بهذا الإِسناد. وقد تقدم برقم (986).

(1)

إسناده حسن، أحمد بن محمد بن أيوب روى له أبو داود وهو صدوق، ومن فوقه ثقات من رجالِ الشيخين غيرَ أبي بكر بنِ عياش، فمن رجال البخاري. وهو مكرر ما قبله.

(2)

من قوله: "وقال ابن نمير" إلى هنا، ليس في (م) وأثبتناه من أصولنا الخطية.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وعفان: هو ابن مسلم الباهلي، وخالد: هو ابن عبد الله الطحان الواسطي.

روضة خاخ، قال السندي: موضع بين مكة والمدينة بقرب المدينة، قال صاحب "المطالع": قال الصائدي: هي بقرب مكة، والصواب الأول.

ص: 327

1084 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: مَا كُنْتُ لِأُقِيمَ عَلَى رَجُلٍ حَدًّا فَيَمُوتَ فَأَجِدُ فِي نَفْسِي مِنْهُ إِلا صَاحِبَ الْخَمْرِ، فَلَوْ مَاتَ وَدَيْتُهُ. وَزَادَ سُفْيَانُ: وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَسُنَّهُ (1).

1085 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْهِ، وَهُمَا مُشْرِكَانِ، فَقُلْتُ: تَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْكَ وَهُمَا مُشْرِكَانِ؟ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدِ اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَهُوَ مُشْرِكٌ؟ قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَتْ:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلمُشْرِكِينَ} إِلَى آخِرِ الْآيَتَيْنِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَأَنْزَلَ اللهُ: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} (2). [التوبة: 114].

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم الأسدي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 342 عن وكيع، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1024).

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 14/ 384، ومسلم (2494)، وأبو يعلى (396)، وابن حبان (7119) من طرق عن محمد بن فضيل، بهذا الأسناد. وقد تقدم برقم (827).

وجاء في (م) و (ق) و (ص) في آخر الحديث: قبل لم يسنَّه، بزيادة لفظة "قبل".

(2)

إسناده حسن، أبو الخليل- واسمه عبد الله بن الخليل أو ابن أبي الخليل- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي عمرو بن عبد الله بن عُبيد.

وأخرجه الترمذي (3101)، وأبو يعلى (619)، والحاكم 2/ 335 من طريق وكيع، =

ص: 328

1086 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا، فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" يَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ - وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَسْفَاهُ - الْأَحْلامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ - يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللهِ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " فَإِذَا لَقِيتَهُمْ فَاقْتُلْهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

= بهذا الإِسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي. وقال الترمذي: حديث حسن.

وأخرجه النسائي 4/ 91، وأبو يعلى (335)، والطبري 11/ 43 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.

وأخرجه البزار (893) و (894)، وأبو يعلى (335)، والطبري 11/ 43، والحاكم 2/ 335، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9378) من طرق عن سفيان، به. وقد تقدم برقم (771).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، وسويد بن غفلة مخضرم من كبار التابعين، قدم المدينة حين نفضت الأيدي من دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مسلماً في حياته، ثم نزل الكوفة، وشهد اليرموك، وكان يؤم الناسَ في رمضان في القيام وقد أتى عليه عشرون ومئة سنة، ومات سنة ثمانين وله مئة وثلاثون سنة. =

ص: 329

• 1087 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ}، قَالَ: شُكْرَكُمْ، {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82]، قَالَ: تَقُولُونَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا "(1).

• 1088 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ - قَالَ: أُرَاهُ رَفَعَهُ - قَالَ: " مَنْ كَذَبَ فِي حُلْمِهِ، كُلِّفَ عَقْدَ شَعِيرَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 530، ومسلم (1066)(154)، وأبو يعلى (324) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1066)، والنسائي 7/ 119 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.

وأخرجه عبد الرزاق (18677)، وأخرجه البخاري (3611) و (5057)، وأبو داود (4767)، وأبن حبان (6739)، والبيهقي 8/ 187 - 188 من طريق محمد بن كثير، كلاهما (عبد الرزاق ومحمد بن كثير) عن سفيان الثوري، به. وقد تقدم برقم (616).

وقوله: "أسفاه الأحلام" قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: كذا هو في الأصول بالهمزة في أوله، ولم أجد له وجهاً، فإن جمع "سفيه" سفهاء وسِفاه بكسر السين مثل عظيم وعظماء وعِظام.

(1)

حسق لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى- وهو ابن عامر الثعلبي- وقد تقدم برقم (677).

(2)

حسن لِغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى- وهو الثعلبي-.

وأخرجه الحاكم 4/ 392 من طريق جعفر بن محمد بن شاكر، عن فبيصة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (568).

ص: 330

• 1089 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ كَذَبَ فِي الرُّؤْيَا مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ (1) ".

1090 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالزُّبَيْرَ، وَأَبَا مَرْثَدٍ - وَكُلُّنَا فَارِسٌ - فَقَالَ:" انْطَلِقُوا حَتَّى تَبْلُغُوا رَوْضَةَ حَاجٍّ - كَذَا قَالَ أَبُو عَوَانَةَ (2) - فَإِنَّ فِيهَا امْرَأَةً مَعَهَا صَحِيفَةٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (3).

1091 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالدَّيْنِ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ، وَأَنْتُمْ تَقْرَؤونَ:{مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النساء: 12]، وَأَنَّ أَعْيَانَ بَنِي الْأُمِّ يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي الْعَلاتِ (4).

(1) حسن لغيره، وإسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي. وانظر ما قبله.

(2)

وهو وهم منه رحمه الله، والصحيح "خاخ" بمعجمتين من فوق كما في سائر طرق هذا الحديث.

(3)

اٍسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم (827).

(4)

إسناده ضعيف لضعف الحارث- وهو ابن عبد الله الأعور-. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 160 و 11/ 402 - 403، وابن ماجه (2715)، وأبو يعلى =

ص: 331

• 1092 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا، فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْيَا، وَالَّذِي هُوَ أَهْدَى، وَالَّذِي هُوَ أَتْقَى (1).

1093 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ قَدْ مَاتَ. فَقَالَ: " انْطَلِقْ فَوَارِهِ، وَلا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي " قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَوَارَيْتُهُ، فَأَمَرَنِي فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ دَعَا لِي بِدَعَوَاتٍ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِنَّ مَا عَرُضَ مِنْ شَيْءٍ (2).

= (625) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (19003)، والترمذي (2094)، وابن الجارود (950)، والطبري 4/ 280 - 281، والدارقطني 4/ 86 - 87، والحاكم 4/ 336 من طرق عن سفيان الثوري، به. وقد تقدم برقم (595).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم (986).

(2)

إسناده ضعيف، ناجية بن كعب: هو الأسدي، وهو مجهول، وقد تقدم الكلام عليه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 269 و 12/ 67 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 1/ 124، وأبو داود (3214)، والنسائي 4/ 79، وفي "الكبرى"(195)، وفي "الخصائص"(149)، والدارقطني في "العلل" 4/ 146، والبيهقي في "السنن" 3/ 398، وفي "دلاثل النبوة" 2/ 348 - 349 من طرق عن سفيان الثوري، به.

وقد تقدم برقم (759). =

ص: 332

1094 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلجَنَازَةِ فَقُمْنَا، ثُمَّ جَلَسَ فَجَلَسْنَا (1).

• 1095 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عز وجل "(2).

1096 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَجْمَلِ فَتَاةٍ فِي قُرَيْشٍ؟ قَالَ: " وَمَنْ هِيَ؟ " قُلْتُ: ابْنَةُ حَمْزَةَ. قَالَ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا ابْنَةُ

= وقوله "ما عرُض من شيء": هو بضم الراء، أي: ما كان عريضاً واسعاً يريد به كثيراً جليلاً.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ مسعود بن الحكم، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 359، وابن ماجه (1544)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1744) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (623).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن مهدي: هو عبد الرحمن، وسفيان: هو الثوري، وزبيد: هو ابن الحارث بن عبد الكريم اليامي، وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب. وقد تقدم نحوه برقم (724).

ص: 333

أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، إِنَّ اللهَ حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعِ مَا حَرَّمَ مِنَ النَّسَبِ " (1).

1097 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَدْ عَفَوْتُ لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، وَلَكِنْ هَاتُوا رُبُعَ الْعُشُورِ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمًا "(2).

1098 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ (3)، قَالَا: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ؛ قَالَ وَكِيعٌ: قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ حُنَيْنٍ، وَقَالَ عُثْمَانُ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلا أَقُولُ: نَهَاكُمْ - عَنِ الْمُعَصْفَرِ وَالتَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ (4).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البزار (525)، والنسائي في "الكبرى"(5438)، وأبو يعلى (381) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (13946)، وأخرجه البزار (524) من طريق أبى أحمد الزبيرى كلاهما (عبد الرزاق وأبو أحمد) عن سفيان، به.

وأخرجه الترمذي (1146) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن علي بن زيد، به مختصراً، وقال: حسن صحيح. وانظر ما تقدم برقم (1038) و (1099) الآتي.

(2)

صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف، وانظر ما تقدم برقم (984).

وأخرجه ابن ماجه (1790) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (65)، والبزار (840)، والبيهقي 4/ 118 من طرق عن سفيان الثوري، به.

(3)

تحرف في (م) إلى: عمرو.

(4)

إسناد حسن، أسامة بن زيد- وهو الليثي المدني- روى له مسلم في الشواهد، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. =

ص: 334

• 1099 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي أَرَاكَ تَنَوَّقُ فِي قُرَيْشٍ وَتَدَعُنَا؟ قَالَ:" عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " قُلْتُ: ابْنَةُ حَمْزَةَ. قَالَ: " هِيَ ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ "(2).

1100 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَكِّيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا نَحَرَ الْبُدْنَ أَمَرَنِي أَنْ أَتَصَدَّقَ بِلُحُومِهَا وَجُلُودِهَا وَجِلالِهَا (3).

1101 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: زَادَ سُفْيَانُ (4)، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى

= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 369، وعنه ابن ماجه (3602) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(555)، ومسلم (480)(213)، والنسائي 8/ 191 - 192 و 192 من طرق عن عبد الله بن حنين، به. وقد تقدم برقم (710).

(1)

تحرف في (م) إلى: عن.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم (620).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.

وأخرجه أبو يعلى (269) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1718)، والبزار (613) و (614)، والنسائي في "الكبرى"(4142)، والبغوي في "شرح السنة"(1951) من طرق عن سيف بن سليمان، به وقد تقدم برقم (593).

(4)

فيه إشارة إلى أن حديثَ سفيان من رواية وكيع عنه مطول بشطري الحديثِ، وأما حديثه من رواية عبد الرحمن بن مهدي فهو مختصر بقوله: أمرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن لا أعطي

ص: 335

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا أُعْطِيَ الْجَازِرَ مِنْهَا عَلَى جِزَارَتِهَا شَيْئًا (1).

• 1102 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ الْمِيثَرَةِ، وَعَنِ الْقَسِّيِّ، وَعَنِ الْجِعَةِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن خزيمة (2923) من طريق عبد الرحمن ووكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (609) من طريق وكيع، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4152) من طريق عبد الرحمن، به. وانظر (1326).

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجالُ الشيخين غيرَ هبيرة- وهو ابنُ يريم الشيباني- فقد روى له أصحابُ السنن، وروى عنه اثنان وقال أحمد: لا بأس بحديثه هو أحسنُ استقامة من غيره- يعني الذين تفرد أبو إسحاق بالرواية عنهم- وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال النسائي في "الجرح والتعديل": أرجو أن لا يكون به بأس، ويحيى وعبد الرحمن لم يتركا حديثه، وقد روى غيرَ حديث منكر، وقال أبوحاتم: هو شبيه بالمجهول.

وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 110 و 493 وفي الموضع الأول منه في النهي عن الجعة فقط، ولم يذكر النهي عنها في الموضع الثاني، وعن ابن أبي شيبة بالموضع الثاني أخرجه ابن ماجه (3654).

وأخرجه الترمذي (2808)، والنسائي 8/ 165 عن قتيبة عن أبي الأحوص، به، وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه الطيالسي (142)، ومن طريقه البزار (727)، والبيهقي 8/ 293 عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن هبيرة وأصحاب علي، عن علي، به في النهي =

ص: 336

• 1103 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَرَفَعَ الْمِئْزَرَ. قِيلَ لِأَبِي بَكْرٍ: مَا رَفَعَ الْمِئْزَرَ؟ قَالَ: اعْتَزَلَ النِّسَاءَ (1).

• 1104 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ وَإِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ (2).

• 1105 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ الصَّفَّارُ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ (3)، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ شَدَّ الْمِئْزَرَ، وَأَيْقَظَ نِسَاءَهُ. قَالَ ابْنُ وَكِيعٍ: رَفَعَ الْمِئْزَرَ (4).

= عن الجعة فقط. وانظر ما تقدم (722).

والجعة: هي نبيذ الشعير.

(1)

إسناده حسن كسابقه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 513 و 3/ 77 عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (762).

(2)

إسناده حسن.

وأخرجه أبو يعلى (282) عن أبي خيثمة، بهذا الإِسناد. وانظر ما قبله.

(3)

تحرف في (م) إلى: مريم.

(4)

إسناده حسن، سفيان بن وكيع وإن كان ضعيفاً متابع بيوسف بن يعقوب الصفار وهو ثقة احتج به الشيخان. وهو مكرر ما قبله.

ص: 337

• 1106 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ فَصَاعِدًا (1).

1107 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَاشِمِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ قَيْسٍ الْخَارِفِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَبَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، وَثَلَّثَ عُمَرُ، ثُمَّ خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ، فَهُوَ مَا شَاءَ اللهُ (2).

1108 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُنْزِيَ حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ (3).

1109 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ، وَخَيْرُ

(1) إسناده حسن. وانظر ما تقدم برقم (732).

(2)

إسناده حسن، أبو هاشم بن كثير: هو القاسم بن كثير الخارفي (بالفاء نسبة إلى خارف بن عبد الله بطن من همدان) الهمداني الكوفي بياع السابري، قال أبو حاتم: صالح، وقال النسائي: ثقة، وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقول الحافظ في "التقريب": مقبول، فيه ما فيه، وقيس الخارفي كنيته أبو المغيرة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقد تقدم برقم (1020).

(3)

صحح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، رجاله رجال الصحيح إلا أن رواية سالم بن أبي الجعد عن علي مرسلة. وهو مكرر (738)، وانظر (766).

ص: 338

نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ " (1).

1110 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ - أُرَاهُ قَالَ: بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ - قَالَ: فَنَكَتَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ:" مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا قَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ ". قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ؟ قَالَ:" لَا، اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ "، ثُمَّ قَرَأَ:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسْرَى} (2)[الليل: 5 - 10].

• 1111 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلالِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ (3)، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " اطْلُبُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحاكم 3/ 184 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (640).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب.

وأخرجه البخاري (4947)، ومسلم (2647)(7)، وابن ماجه (78)، والترمذى (2136)، وأبو يعلى (610) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وقد تقدم برقم (621).

(3)

تحرف في (م) إلى: مريم.

ص: 339

الْأَوَاخِرِ (1)، فَإِنْ غُلِبْتُمْ فَلا تُغْلَبُوا عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي " (2).

1112 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَنْ يُؤْمِنَ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ: يُؤْمِنُ بِاللهِ، وَأَنَّ اللهَ بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، وَيُؤْمِنُ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَيُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ "(3).

(1) في (م): في العشر الأواخر من رمضان.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سويد بن سعيد ضعيف، وعبد الحميد بن الحسن الهلالي مختلف فيه، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: شيخ، وضعفه أبو زرعة وابن المديني والساجي والدارقطني.

وله شاهد صحيح من حديث ابن عمر عند أحمد 2/ 44 و 75 و 78 و 91 وسيخرج في موضعه.

(3)

إسناده فيه رجل مبهم وقد مضى برقم (758) من طريق شعبة عن منصور عن ربعي عن علي دون واسطة الرجل المبهم، وأوردنا ما فيه من الخلاف هناك.

وأخرجه عبد بن حميد (75)، والبغوي (66) من طريق أبي نعيم، والحاكم 1/ 33 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأعله الحاكم بأبي حذيفة بأنه كثير الوهم وقد خالفه أبو عاصم النبيل ومحمد بن كثير فلم يذكرا فيه الواسطة المبهمة. قلنا: ولم يصب في ذلك رحمه الله، فقد تابع أبا حذيفة على روايته أبو نعيم ووكيع، وهما حافظان ثقتان.

وأخرجه ابن حبان (178) من طريق محمد بن كثير، والحاكم 1/ 32 - 33 من طريق محمد بن كثير وأبي عاصم، كلاهما عن سفيان، به بإسقاط الرجل المبهم. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

ص: 340

• 1113 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ، وَعَنِ الْمِيثَرَةِ (1).

• 1114 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ (2)، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، وَيَرْفَعُ الْمِئْزَرَ (3).

• 1115 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنْ شُعْبَةَ وَإِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ (2)، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ (4).

• 1116 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ،

(1) إسناده حسن. إسحاق بن إسماعيل: هو أبو يعقوب الطالقاني نزيل بغداد، روى له أبو داود وهو ثقة، ويحيى بن عباد: هو الضّبعي البصري روى له البخاري ومسلم. وقد تقدم برقم (722).

(2)

تحرف في (م) إلى: مريم.

(3)

إسناده حسن.

وأخرجه البزار (725)، وأبو يعلى (374) عن محمد بن المثنى، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (762).

(4)

إسناده حسن. وهو مكرر ما قبله.

ص: 341

عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ (1)، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ فَدَعَا ابْنًا لَهُ يُقَالُ لَهُ: عُثْمَانُ، لَهُ ذُؤَابَةٌ (2).

1117 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كَانَ أَبِي يَسْمُرُ مَعَ عَلِيٍّ، فَكَانَ عَلِيٌّ يَلْبَسُ ثِيَابَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ، وَثِيَابَ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ، فَقِيلَ لي: لَوْ سَأَلْتَهُ عن هذا؟ فَسَأَلتهُ (3)، فَقَالَ:" إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلَيَّ، وَأَنَا أَرْمَدُ، يَوْمَ خَيْبَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَمِدٌ، فَتَفَلَ فِي عَيْنِي وَقَالَ: " اللهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ " فَمَا وَجَدْتُ حَرًّا وَلا بَرْدًا بَعْدُ، قَالَ: وَقَالَ: " لابْعَثَنَّ رَجُلًا يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَيُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ " قَالَ: فَتَشَرَّفَ لَهَا النَّاسُ، قَالَ: فَبَعَثَ عَلِيًّا (4).

(1) تحرف في (م) إلى: مريم.

(2)

إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ.

(3)

في (م): فقيل له: لو سألته عن هذا؟ فسأله.

(4)

إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى- واسمه محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ، وهو لم يدرك أباه عبد الرحمن بن أبي ليلى فلذلك يروي عنه بالواسطة، وأبو ليلى والد عبد الرحمن صحابي شهد أُحُداً وما بعدها.

وأخرجه ابن ماجه (117) من طريق وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 10: هذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى شيخ وكيع هو محمد، وهو ضعيف الحفظ لا يحتج بما ينفرد. وقد تقدم برقم (778).

وانظر "مجمع الزوائد" 9/ 122 فقد نقل حديثاً مطولاً بمعناه وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وإسناده حسن!

ص: 342

• 1118 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو السَّرِيِّ هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ. وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ؛ قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ فِي حَدِيثِهِ: أَمَا تَغَارُونَ أَنْ تَخْرُجَ نِسَاؤُكُمْ؟ وَقَالَ هَنَّادٌ فِي حَدِيثِهِ: أَلَا تَسْتَحْيُونَ أَوْ تَغَارُونَ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ نِسَاءَكُمْ يَخْرُجْنَ فِي الْأَسْوَاقِ يُزَاحِمْنَ الْعُلُوجَ (1).

1119 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُخَيْمِرَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ: أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَتْ: سَلْ عَنْ ذَلِكَ عَلِيًّا، فَإِنَّهُ كَانَ يَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: لِلمُسَافِرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ (2).

قِيلَ لِمُحَمَّدٍ (3): كَانَ يَرْفَعُهُ؟ فَقَالَ: كَانَ يَرَى أَنَّهُ مَرْفُوعٌ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَهَابُهُ.

1120 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَعَنَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ،

(1) إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ.

والعُلوج: جمعُ عِلْج، وهو الرجل القوي الضخم.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. الحكم: هو ابن عتيبة الكندي الكوفي.

وأخرجه ابن ماجه (552) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (748).

(3)

هو ابن جعفر، شيخ أحمد فيه.

ص: 343

وَشَاهِدَهُ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ - قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: قُلْتُ: إِلا مِنْ دَاءٍ؟ قَالَ: نَعَمْ - وَالْحَالَّ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ. وَقَالَ: وَكَانَ يَنْهَى عَنِ النَّوْحِ، وَلَمْ يَقُلْ: لَعَنَ. فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ الْهَمْدَانِيُّ (1).

• 1121 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النَّاجِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ بْنِ عِمْرَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ - وَهَذَا لَفْظُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ - عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ تَرَكَ مَوْضِعَ شَعَرَةٍ مِنْ جَنَابَةٍ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فُعِلَ بِهِ كَذَا وَكَذَا مِنَ النَّارِ ". قَالَ عَلِيٌّ: فَمِنْ ثَمَّ عَادَيْتُ شَعْرِي كَمَا تَرَوْنَ (2).

1122 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ عُمَيْرٍ. قَالَ شَرِيكٌ: قُلْتُ لَهُ: عَمَّنْ يَا أَبَا عُمَيْرٍ؟ عَمَّنْ حَدَّثَهُ؟ قَالَ: عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْهَامَةِ، مُشْرَبًا حُمْرَةً، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، ضَخْمَ اللِّحْيَةِ، طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ، يَمْشِي فِي صَبَبٍ، يَتَكَفَّأُ فِي الْمِشْيَةِ، لَا قَصِيرٌ وَلَا طَوِيلٌ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ صلى الله عليه وسلم (3).

(1) إسناده ضعيف، لضعف الحارث الأعور، وظاهر هذا الحديثِ الإرسالُ، لكن تقدم برقم (980) أنه من حديث الشعبي، عن الحارث، عن علي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابنُ عون: هو عبدُ الله بن عون بن أرطبان، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.

(2)

إسناده مرفوعاً ضعيف، انظر الكلام عليه فيما تقدم برقم (727).

(3)

حسن لغيره، وقد تقدم برقم (944). =

ص: 344

1123 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ مَا لَمْ يَكُنْ جُنُبًا (1).

1124 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ الْجَرْمِيّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي، فَجَاءَ عَلِيٌّ فَقَامَ عَلَيْنَا فَسَلَّمَ، ثُمَّ أَمَرَ أَبَا مُوسَى بِأُمُورٍ مِنْ أُمُورِ النَّاسِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَلِ اللهَ الْهُدَى وَأَنْتَ تَعْنِي بِذَلِكَ هِدَايَةَ الطَّرِيقِ، وَاسْأَلِ اللهَ السَّدَادَ وَأَنْتَ تَعْنِي بِذَلِكَ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ ".

وَنَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَجْعَلَ خَاتَمِي فِي هَذِهِ أَوْ هَذِهِ: السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى. قَالَ: فَكَانَ قَائِمًا، فَمَا أَدْرِي فِي أَيَّتِهِمَا.

قَالَ: وَنَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمِيثَرَةِ وَعَنِ الْقَسِّيَّةِ. قُلْنَا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَيُّ شَيْءٍ الْمِيثَرَةُ؟ قَالَ: شَيْءٌ يَصْنَعُهُ النِّسَاءُ لِبُعُولَتِهِنَّ

= وأما قوله "عمن يا أبا عمير" يريدُ عبد الملك بن عمير، فإنا لم نقف له على هذه الكُنية فيما بين أيدينا من مصادر، والذي في "التهذيب" وفروعه وغيره من كتب الرجال أن كنيته أبو عمرو، وقيل: أبو عمر، والله أعلم.

(1)

حسن لغيره، ابن أبي ليلى- وهو محمد بن عبد الرحمن- قد توبع.

وأخرجه البزار (707) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الحميدي (57)، وابن أبي شيبة 1/ 102، والترمذي (146)، وأبو يعلى (348) و (524) و (579) و (623)، والطحاوي 1/ 87 من طرق عن ابن أبي ليلى، به. وانظر (627).

ص: 345

عَلَى رِحَالِهِنَّ. قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الْقَسِّيَّةُ؟ قَالَ: ثِيَابٌ تَأْتِينَا مِنْ قِبَلِ الشَّامِ مُضَلَّعَةٌ، فِيهَا أَمْثَالُ الْأُتْرُجِّ. قَالَ: قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ السَّبَنِيَّ عَرَفْتُ أَنَّهَا هِيَ (1).

• 1125 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ وَزَاذَانَ، قَالَا: شَرِبَ عَلِيٌّ رضي الله عنه قَائِمًا، ثُمَّ قَالَ: إِنِ أشْرَبْ قَائِمًا، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ قَائِمًا، وَإِنِ أَشْرَبْ جَالِسًا، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ جَالِسًا (2).

(1) إسناده قوي.

وأخرجه مطولاً ومقطعاً الحميدي (52)، ومسلم (2078)(64)، والترمذي (1786)، والنسائي 8/ 177، وأبو يعلى (419) من طريق سفيان بن عيينة، وابن أبي شيبة 8/ 504، ومسلم (2078)(64) و (2725)، وابن ماجه (3648)، والنسائي 8/ 219 - 220، والبيهقي 3/ 276 من طريق عبد الله بن إدريس، وأبو داود (4225)، والنسائي 8/ 177، وأبو يعلى (418)، والبيهقي 3/ 276 من طريق بشر بن المفضل، والنسائي 8/ 194، والبغوي (3149) من طريق أبي الأحوص، وأبو يعلى (606) و (607) من طريق صالج بن عمر، خمستهم عن عاصم بن كليب، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (586) و (664) و (863) و (1019)، وما سيأتي برقم (1168) و (1291) و (1321).

قوله: "وأنت تعني بذلك"، قال السندي: أي: تلاحظ عند ذلك، أو تريد مثل تسديدك السهمَ.

والسبنية: ضرب من الثياب تتخذ من الكتان أغلظ ما يكون، نسبة إلى موضع يقال له: سَبَنُ، بلد بالمغرب.

(2)

حسن لغيره، خالد بن عبد الله الواسطي روى عنه عطاء بعد الاختلاط، لكنه =

ص: 346

1126 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلمُسَافِرِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ، وَلِلمُقِيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً (1).

1127 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا، فَلَأَنِ أَقَعَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ يَقُلْ، وَلَكِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ (2).

= توبع.

وأخرجه الطحاوي 4/ 273 من طريق ورقاء بن عمر، عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وانظر (795).

(1)

إسناده صحح على شرط مسلم. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، والحكمُ: هو ابن عتيبة. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(789).

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (276)، والنسائي 1/ 84، وأبو عوانة 1/ 261.

وأخرجه الدارمي (714)، والطحاوي 1/ 81 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (748).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الَاثار" ص 120 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (105) عن شعبة، به. وانظر حديث رقم (616).

ص: 347

• 1128 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ شَرِبَ قَائِمًا، فَنَظَرَ النَّاسُ فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا تَنْظُرُونَ؟! إِنْ أَشْرَبْ قَائِمًا، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ قَائِمًا، وَإِنْ أشْرَبْ قَاعِدًا، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ قَاعِدًا (1).

• 1129 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، أَخْبَرَنِي وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ (2).

• 1130 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَرَنِي فَأَعْطَيْتُ الْحَجَّامَ أَجْرَهُ (3).

• 1131 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَاذَانَ

(1) إسناده حسن. وقد تقدم برقم (795)، وانظر (1125).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي.

وأخرجه ابن ماجه (2163)، والترمذي في "الشمائل"(354) عن عمرو بن علي، بهذا الإسناد. وانظر (692).

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وانظر ما قبله.

ص: 348

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَأَلَتْ خَدِيجَةُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ وَلَدَيْنِ مَاتَا لَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هُمَا فِي النَّارِ ". قَالَ: فَلَمَّا رَأَى الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهَا قَالَ: " لَوْ رَأَيْتِ مَكَانَهُمَا لَأَبْغَضْتِهِمَا " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَوَلَدِي مِنْكَ؟ قَالَ:" فِي الْجَنَّةِ " قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ وَأَوْلادَهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ وَأَوْلادَهُمْ فِي النَّارِ " ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ، أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ (1)} [الطور: 21](2).

1132 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ قَاعِدًا يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَلَى فُرْضَةٍ مِنْ فُرَضِ الْخَنْدَقِ، فَقَالَ: " شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى، حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ،

(1) كذا في (م) وأصولنا الخطية: "ذرياتِهم"، وهي قراءة نافع، قرأ الأولى بالإفراد، والثانية بالجمع، وقرأ أهل الكوفة وأهل مكة:"ذريتهم" على التوحيد في الموضعين، الأولى بضم التاء والثانية بفتحها. انظر "حجة القراءات" ص 682.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة محمد ين عثمان، قال الذهبي في "الميزان" 3/ 642: لا يُدرى من هو، فتشت عنه في أماكن، وله خبر منكر، ثم ساق هذا الحديث عن عبد الله بن أحمد بهذا الإسناد، وقال ابن الجوزي في "جامع المسانيد"- كما في "كنز العمال" 2/ 512 - : في إسناده محمد بن عثمان لا يُقبل حديثه، ولا يَصِحُّ في تعذيب الأطفال حديث. وانظر "فتح الباري" 3/ 246 - 247.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(213) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 217 وقال: رواه عبد الله بن أحمد، وفيه محمد بن عثمان ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.

ص: 349

مَلَأَ اللهُ بُطُونَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا " (1).

1133 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ خَيْرٍ، قَالَ: جَلَسَ عَلِيٌّ بَعْدَ مَا صَلَّى الْفَجْرَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ قَالَ لِغُلامِهِ: ائْتِنِي بِطَهُورٍ. فَأَتَاهُ الْغُلامُ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٍ - قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: وَنَحْنُ جُلُوسٌ نَنْظُرُ إِلَيْهِ - فَأَخَذَ بِيَمِينِهِ الْإِنَاءَ فَأَكْفَأَهُ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى الْإِنَاءَ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى ثُمَّ غَسَلَ كَفَّيْهِ، فَعَلَهُ ثَلاثَ مِرَارٍ - قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: كُلُّ ذَلِكَ لَا يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ - ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الْإِنَاءِ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَنَثَرَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى، فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الْإِنَاءِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى ثَلاثَ مَرَّاتٍ إِلَى الْمِرْفَقِ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى ثَلاثَ مَرَّاتٍ إِلَى الْمِرْفَقِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الْإِنَاءِ حَتَّى غَمَرَهَا الْمَاءُ، ثُمَّ رَفَعَهَا بِمَا حَمَلَتْ مِنَ المَاءِ ثُمَّ مَسَحَهَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا مَرَّةً، ثُمَّ صَبَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ثَلاثَ مَرَّاتٍ عَلَى قَدَمِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ غَسَلَهَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ صَبَّ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن الجزار، فمن رجال مسلم، وهو ثقة.

وأخرجه أبو يعلى (388) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (94)، وابن أبي شيبة 2/ 503، ومسلم (627)(204)، وأبو يعلى (620)، والطحاوي 1/ 173 من طرق عن شعبة، به. وسيأتي برقم (1306).

وقوله: "فُرضة من فرض الخندق"، هي المدخل من مداخله، والمنفذ إليه.

ص: 350

بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى قَدَمِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَهَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فَغَرَفَ بِكَفِّهِ فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا طُهُورُ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى طُهُورِ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَهَذَا طُهُورُهُ (1).

1134 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ:" اللهُمَّ امْلَأْ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى آبَتِ الشَّمْسُ "(2).

1135 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: جُعْتُ مَرَّةً بِالْمَدِينَةِ جُوعًا شَدِيدًا، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُ الْعَمَلَ فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ، فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ قَدْ جَمَعَتْ مَدَرًا، فَظَنَنْتُهَا تُرِيدُ بَلَّهُ، فَأَتَيْتُهَا فَقَاطَعْتُهَا كُلَّ ذَنُوبٍ عَلَى تَمْرَةٍ، فَمَدَدْتُ سِتَّةَ عَشَرَ ذَنُوبًا، حَتَّى مَجَلَتْ يَدَايَ، ثُمَّ أَتَيْتُ الْمَاءَ فَأَصَبْتُ مِنْهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهَا فَقُلْتُ: بِكَفَّيَّ هَكَذَا

(1) إسناده صحيح.

وأخرجه البزار (791)، وأبو يعلى (286)، وابن خزيمة (147)، والدارقطني 1/ 90 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (701)، وأبو داود (112)، والنسائي 1/ 67، والطحاوي 1/ 35، وابن حبان (1056)، والدارقطني 1/ 90، والبيهقي 1/ 47 و 48 و 58 و 59 و 74 من طرق عن زائدة بن قدامة، به. وانظر (928).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الوهَّاب: هو ابن عطاء الخفاف.

وأخرجه الطبري 2/ 559 هن طريق يزيد، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

وانظر (591).

ص: 351

بَيْنَ يَدَيْهَا - وَبَسَطَ إِسْمَاعِيلُ يَدَيْهِ وَجَمَعَهُمَا - فَعَدَّتْ لِي سِتَّ عَشْرَةَ تَمْرَةً، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَأَكَلَ مَعِي مِنْهَا (1).

• 1136 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. وحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ الطُّهَوِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ لِلحَجَّامِ حِينَ فَرَغَ:" كَمْ خَرَاجُكَ؟ " قَالَ: صَاعَانِ. فَوَضَعَ عَنْهُ صَاعًا، وَأَمَرَنِي فَأَعْطَيْتُهُ صَاعًا (2).

• 1137 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ (ح) وَحَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ خَادِمًا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَرَتْ، فَأَمَرَنِي أَنْ أُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ، فَوَجَدْتُهَا لَمْ تَجِفَّ مِنْ دَمِهَا، فَأَتَيْتُهُ فَذَكَرْتُ لَهُ، فَقَالَ:" إِذَا جَفَّتْ مِنْ دَمِهَا فَأَقِمْ عَلَيْهَا الْحَدَّ، أَقِيمُوا الْحُدُودَ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ "(3).

(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، مجاهد بن جبر لم يسمع علياً. وتقدم مختصراً برقم (687).

والمَدَر: الطين المتماسك.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لِضعف أبي جناب- واسمه يحيى بن أبي حية-.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 267 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (692).

وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري برقم (2102).

(3)

صحيح لِغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (679).

ص: 352

وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ.

• 1138 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ (1)، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أُخْبِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَمَةٍ لَهُ فَجَرَتْ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

1139 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا وَعُثْمَانَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَعُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ، أَهَلَّ بِهِمَا، فَقَالَ: لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ مَعًا. فَقَالَ عُثْمَانُ: تَرَانِي أَنْهَى النَّاسَ عَنْهُ، وَأَنْتَ تَفْعَلُهُ؟ قَالَ: لَمْ أَكُنِ أَدَعُ سُنَّةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِقَوْلِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ (3).

(1) قوله: "النرسي قالا: حدثنا أبو الأحوص" سقط من (م).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى بن عامر الثعلبي.

وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 9/ 514 و 14/ 158 - 159.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7269) عن قتيبة بن سعيد، والبيهقى 8/ 245 من طريق عفان، كلاهما عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ مروان بن الحكم، فمن رجال البخاري.

وأخرجه البخاري (1563)، والبزار (514)، وأبو يعلى (434) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (95)، والدارمي (1923)، والنسائي 5/ 148، والبيهقي 5/ 22 من طرق عن شعبة، به. وانظر (733).

ص: 353

* 1140 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي وَإِسَحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ. وَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، جَمِيعًا، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا شَرِبَ قَائِمًا، فَقُلْتُ: تَشْرَبُ وَأَنْتَ قَائِمٌ؟! قَالَ: إِنْ أَشْرَبْ قَائِمًا، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ قَائِمًا، وَإِنْ أَشْرَبْ قَاعِدًا، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ قَاعِدًا (1).

1141 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: أَنَّ فَاطِمَةَ اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَى فِي يَدِهَا، وَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَبْيٌ، فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ، وَلَقِيَتْ عَائِشَةَ، فَأَخْبَرَتْهَا، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ إِلَيْهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلينا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" عَلَى مَكَانِكُمَا " فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ:" أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَا؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا أَنْ تُكَبِّرَا اللهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ "(2).

• 1142 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ وَأَبُو الرَّبِيعِ

(1) إسناده حسن. وانظر (1125).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3705)، ومسلم (2727)(80)، والبزار (619)، وابن حبان (6921) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض، وانظر (740).

ص: 354

الزَّهْرَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - وَقَالَ أَبُو الرَّبِيعِ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ مَيْسَرَةَ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - أَنَّهُ قَالَ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَمَةٍ لَهُ سَوْدَاءَ زَنَتْ لِأَجْلِدَهَا الْحَدَّ، قَالَ: فَوَجَدْتُهَا فِي دِمَائِهَا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ لِي:" إِذَا تَعَالَتْ مِنْ نُفَاسِهَا فَاجْلِدْهَا خَمْسِينَ ".

وقَالَ أَبُو الرَّبِيعِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِذَا جَفَّتْ مِنْ دِمَائِهَا فَحُدَّهَا " ثُمَّ قَالَ: " أَقِيمُوا الْحُدُودَ "(1).

• 1143 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يَسِيرُ حَتَّى إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَأَظْلَمَ، نَزَلَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ عَلَى أَثَرِهَا، ثُمَّ يَقُولُ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ (2).

(1) صحيح لغيره وانظر ما تقدم برقم (679).

وأخرجه الطيالسي (146) عن أبي وكيع وسلام بن سليم، عن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.

وقّوله: "تعالَتْ"، كذا في الأصول بتخفيف اللام قبلها ألف، وفي حديث سُبيعة بنت الحارث الأسلمية عند البخاري (3991)، ومسلم (1484):"تعلَّتْ من نفاسها" بتشديد اللام وحذف الألف، وقال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 293 بعد أن أورد حديث سبيعة هذا: ويُروى "تعالَتْ"، أي: ارتفَعَت وطَهُرت، ويجوز أن يكون من قولهم: تعلَّى الرجلُ من عِلَّتِه، إذا بَرَأ، أي: خَرَجَت من نفاسها وسَلِمَت.

(2)

إسناده جيد. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" =

ص: 355

1144 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى: أَنَّ عَلِيًّا حَدَّثَهُمْ: أَنَّ فَاطِمَةَ شَكَتِ الَى أَبِيهَا مَا تَلْقَى مِنْ يَدَيْهَا مِنَ الرَّحَى

فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ (1).

1145 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيًّا يَقُولُ: لَمَّا بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ، فَقُلْتُ: تَبْعَثُنِي وَأَنَا رَجُلٌ حَدِيثُ السِّنِّ، وَلَيْسَ لِي عِلْمٌ بِكَثِيرٍ مِنَ القَضَاءِ؟ قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:" اذْهَبْ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل سَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ، وَيَهْدِي قَلْبَكَ ". قَالَ: فَمَا أَعْيَانِي قَضَاءٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ (2).

1146 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ:

= 2/ 458، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (464).

وأخرجه أبو داود (1234)، والبزار (664)، والنسائي في "الكبرى"(1571)، وأبو يعلى (548) من طرق عن أبي أسامة، بهذا الإسناد. وفيه عندهم أن علياً كان يدعو بعَشائه بعدما يُصلي المغرب، فيأكل ثم يصلي العِشاء.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وحديث محمد بن جعفر، عن شعبة تقدم برقم (1141).

(2)

صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير جهالة الواسطة بين أبي البختري وبين علي، وانظر ما تقدم برقم (636) و (666).

وأخرجه أبو يعلى (316) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (98)، ووكيع في "أخبار القضاة" 1/ 85 من طريق شعبة، به.

ص: 356

اجْتَمَعَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ بِعُسْفَانَ، فَكَانَ عُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ أَوَ الْعُمْرَةِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا تُرِيدُ إِلَى أَمْرٍ فَعَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَنْهَى عَنْهَا (1)؟ فَقَالَ عُثْمَانُ: دَعْنَا مِنْكَ (2).

1147 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ يَقُولُ: قَالَ عَلِيٌّ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ غَيْرِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، فَإِنَّهُ يَوْمَ أُحُدٍ جَعَلَ يَقُولُ:" ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي "(3).

(1) كذا الأصل، وله وجه، وفي مسلم وأبي يعلى والبزار:"عنه" وهو الجادة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1223)(159)، والبزار (527)، وأبو يعلى (342) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وزاد مسلم وأبو يعلى: فقال علي: إني لا أستطيع أن أدعك، فلما أن رأى عليٌّ ذلك أهل بهما جميعاً.

وأخرجه الطيالسي (100)، والبخاري (1569) من طريق شعبة، به. وانظر ما تقدم برقم (402).

قال الحافظ في "الفتح" 3/ 425: وفي قصة عثمان وعلي من الفوائد إشاعة العالم ما عنده من العلم وإظهاره، ومناظرة ولاة الأمور وغيرهم في تحقيقه لمن قوي على ذلك لقصد مناصحة المسلمين والبيان بالفعل، وجواز الاستنباط من النص، لأن عثمان لم يخف عليه أن التمتع والقِران جائزان، وإنما نهى عنهما ليعمل بالأفضل كما وقع لعمر، لكن خشي عليُّ أن يحمل غيره النهي على التحريم في شرح جواز ذلك، وكل منهما مجتهد مأجور.

ويؤخذ من هذا الحديث أن المجتهد لا يلزم مجتهدا آخر بتقليده، لعدم إنكار عثمان على علي ذلك مع كون عثمان الإمام إذ ذاك.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، =

ص: 357

* 1148 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي. وحَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَمُعَاذٌ بْنُ هِشَامٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ - وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ فِي حَدِيثِهِ: ابْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ - عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بَوْلُ الْغُلامِ الرَّضِيعِ يُنْضَحُ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ ".

قَالَ قَتَادَةُ: وَهَذَا مَا لَمْ يَطْعَمَا الطَّعَامَ، فَإِذَا طَعِمَا الطَّعَامَ غُسِلا جَمِيعًا (1).

قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو خَيْثَمَةَ فِي حَدِيثِهِ قَوْلَ قَتَادَةَ (2).

= وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه مسلم (2411)، وابن ماجه (129) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (102)، والبزار (797) و (800)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(191)، والبغوي (3920) من طرق عن شعبة، به. وانظر (709).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الترمذي (610)، وابن خزيمة (284)، وابن حبان (1375)، والبغوي (296) من طريق محمد بن بشار، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن.

وانظر (563).

(2)

وقع في الأصول التي بين أيدينا، وفي النسخ المطبوعة:"ولم يذكر أبو خيثمة في حديثه: عن قتادة"، وهو خطأ من النساخ فيما نظن، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 1 / ورقة 209:"ولم يذكر أبو خيثمة في حديثه قول قتادة"، ثم إن الدارقطني رحمه الله لما أورد هذا الحديث في "العلل" 4/ 184 لم يذكر فيه خلافاً حول رواية قتاده، أو كون أحد الرواة أسقط قتادة من الإسناد.

ص: 358

1149 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، [عَنْ أَبِيهِ](1)، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الرَّضِيعِ:" يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلامِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ ".

قَالَ قَتَادَةُ: " وَهَذَا مَا لَمْ يَطْعَمَا الطَّعَامَ، فَإِذَا طَعِمَا غُسِلا جَمِيعًا.

1150 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ: " شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى آبَتِ الشَّمْسُ، مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ نَارًا، وَبُيُوتَهُمْ - أَوْ بُطُونَهُمْ - " شَكَّ شُعْبَةُ فِي الْبُيُوتِ وَالْبُطُونِ (2).

1151 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ يُحَدِّثُ عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ: " شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى آبَتِ الشَّمْسُ، مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ، وَبُيُوتَهُمْ - أَوْ

(1) ما بين الحاصرتين ليس في أصولنا الخطية، وهذا الحديث مكرر ما قبله والحديث رقم (563)، وفيهما "عن أبيه"، وكذا هو في "أطراف المسند" 1 / ورقة 209.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطبري 2/ 557 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (555)، والنسائي 1/ 236 من طريقين عن شعبة، به. وانظر (591).

ص: 359

بُطُونَهُمْ - نَارًا ". شَكَّ فِي الْبُيُوتِ وَالْبُطُونِ، فَأَمَّا الْقُبُورُ فَلَيْسَ فِيهِ شَكٌّ (1).

1152 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ مِنْ أَوَّلِهِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ، وَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى آخِرِهِ (2).

1153 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ (3).

1154 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَتْ لَهُ حُلَّةٌ مِنْ حَرِيرٍ فَكَسَانِيهَا، قَالَ عَلِيٌّ: فَخَرَجْتُ فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَسْتُ أَرْضَى لَكَ مَا أَكْرَهُ لِنَفْسِي "

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وانظر ما قبله. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

(2)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عاصم بن ضمرة، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق.

وأخرجه ابن ماجه (1186)، والبزار (680)، وابن خزيمة (1080) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (580).

(3)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ هبيرة بن يريم، فمن رجال أصحاب السنن، وهو حسن الحديث.

وأخرجه البزار (724) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (762).

ص: 360

قَالَ: فَأَمَرَنِي فَشَقَقْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي خُمُرًا: بَيْنَ فَاطِمَةَ وَعَمَّتِهِ (1).

• 1155 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ (2)، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عُتَيْبَةُ (3) - وَهُوَ الضَّرِيرُ -، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَصْرَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: مَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَرَكَ دِينَارًا وَدِرْهَمًا. فَقَالَ:" كَيَّتَانِ، صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ "(4).

• 1156 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلالٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ

فَذَكَرَ مِثْلَهُ، نَحْوَهُ.

1157 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جُرَيَّ بْنَ كُلَيْبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَضَبِ الْقَرْنِ وَالْأُذُنِ.

قَالَ قَتَادَةُ: فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قُلْتُ: مَا عَضَبُ الْأُذُنِ؟ فَقَالَ: إِذَا كَانَ النِّصْفَ أَوِ اكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ (5).

(1) إسناده حسن كسابقه.

وأخرجه البزار (726)، وأبو يعلى (319) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (119)، وأبو يعلى (443) من طريق شعبة، به.

وأخرجه عبد الرزاق (19939) عن معمر، عن أبي إسحاق، به.

وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 8/ 346 - 347 و 12/ 66، وابن ماجه (3596) من طريق أبي فاختة سعيد بن علاقة، عن هبيرة بن يريم، به. وانظرما تقلم برقم (698).

(2)

تحرف في (م) إلى: حبان.

(3)

في (م) و (س) و (ق): عتبة. وانظر "المؤتلف والمختلف" 3/ 1607.

(4)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (788).

(5)

إسناده حسن، وقد تقدم برقم (633).

ص: 361

1158 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جُرَيِّ بْنِ كُلَيْبٍ: أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُضَحَّى بِأَعْضَبِ الْقَرْنِ وَالْأُذُنِ.

قَالَ قَتَادَةُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ: نَعَمْ، الْعَضَبُ: النِّصْفُ، أَوْ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ (1).

1159 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى - أَوْ نَهَانِي - عَنِ الْمِيثَرَةِ وَالْقَسِّيِّ وَخَاتَمِ الذَّهَبِ (2).

1160 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ عَمَّارًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" الطَّيِّبُ الْمُطَيَّبُ، ائْذَنْ لَهُ "(3).

1161 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ مُضَرِّبٍ يُحَدِّثُ

(1) هذا الحديث لم يرد في (ظ 9) و (ب). وسنده حسن كسابقه. سعيد: هو ابن أبي عروبة.

(2)

إسناده حسن، وقد تقدم برقم (722).

(3)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ، فمن رجال أصحاب السنن، وانظر ما تقدم برقم (779).

وأخرجه البزار (739) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

ص: 362

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا لَيْلَةَ بَدْرٍ، وَمَا مِنَّا إِنْسَانٌ إِلا نَائِمٌ، إِلا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي إِلَى شَجَرَةٍ، وَيَدْعُو حَتَّى أَصْبَحَ، وَمَا كَانَ مِنَّا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ (1).

1162 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: جَاءَ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: حَدِّثْنِي مَا نَهَاكَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: نَهَانِي عَنِ الْحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ وَالْجِعَةِ، وَعَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ - أَوْ قَالَ: حَلْقَةِ الذَّهَبِ - وَعَنِ الْحَرِيرِ وَالْقَسِّيِّ وَالْمِيثَرَةِ الْحَمْرَاءِ، قَالَ: وَأُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُلَّةُ حَرِيرٍ فَكَسَانِيهَا، فَخَرَجْتُ فِيهَا، فَأَخَذَهَا فَأَعْطَاهَا فَاطِمَةَ، أَوْ عَمَّتَهُ. إِسْمَاعِيلُ يَقُولُ ذَلِكَ (2).

1163 -

حَدَّثَنَاه يُونُسُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ

فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ إِلا أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه (3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حارثة بن مضرب، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(823) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وانظر (1023).

(2)

إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح غيرَ مالك بن عمير، فقد روى له أبو داود والنسائي، وزعم أبو زرعة الرازي- فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 221 - أن روايته عن علي مرسلة، لكن تقدم في "المسند" (963) أنه قال: كنت قاعداً عند علي، مما يدل أنه سمع منه، وهو تابعي مخضرم أدرك الجاهلية، حتى إن يعقوب بن سفيان عده في الصحابة!

(3)

إسناده قوي كسابقه. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعبد الواحد: هو ابن =

ص: 363

• 1164 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ حُصَيْنٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى الْمِنْبَرِ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يَقْطَعُ الصَّلاةَ إِلا الْحَدَثُ "، لَا أَسْتَحْيِيكُمْ مِمَّا لَا يَسْتَحْيِي مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" وَالْحَدَثُ: أَنْ يَفْسُوَ أَوْ يَضْرِطَ "(1).

• 1165 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ أَبُو عَبَّادٍ الذَّارِعُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عُتَيْبَةُ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ (2) بْنُ أَصْرَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: مَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، وَتَرَكَ دِينَارًا وَدِرْهَمًا،

= زياد، وعبد الواحد رواه عن إسماعيل بن سميع.

وأخرجه أبو داود (3697) عن مسدد، والنسائي 8/ 166 - 167 و 302 عن قتيبة، كلاهما عن عبد الواحد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 114 عن عباد بن عوام، والنسائي 8/ 166 من طريق مروان بن معاوية، كلاهما عن إسماعيل بن سميع، به. وبعضُ هؤلاء يزيد فيه على بعض. وانظر (963).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حبان بن علي، وحصين المزني لم يرو عنه غير ضرار بن مرة، وقال ابنُ معين: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 159.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1986)، والبيهقي 1/ 220 - 221 من طريقين عن حبان بن علي، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (135)، ومسلم (225)، وأبي داود (60)، والترمذي (76) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا تقبل صلاةُ من أحدث حتى يتوضأ" فسأل رجل من حضرموت أبا هريرة: ما الحدث، فقال: فُساء أو ضراط.

(2)

تصحف في (م) إلى: يزيد.

ص: 364

فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَرَكَ دِينَارًا وَدِرْهَمًا. فَقَالَ:" كَيَّتَانِ، صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ "(1).

• 1166 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْحُسَامِ -، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ عَادَ مَرِيضًا مَشَى فِي خِرَافِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَهُ اسْتَنْقَعَ فِي الرَّحْمَةِ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وُكِّلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ "(2).

1167 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَسْعُودَ (3) بْنَ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا - قَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِي جَنَازَةٍ فَقُمْنَا، وَرَأَيْتُهُ قَعَدَ فَقَعَدْنَا (4).

1168 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ قَالَ:

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (788).

(2)

حسن والصحيح وقفه، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل من الأنصار.

وأخرجه البيهقي في "شُعب الإيمان"(9175) من طريق يوسف بن يعقوب، عن محمد بن أبي بكر المقدمي، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (612).

(3)

تحرف في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: مسعر.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد تقدم برقم (631).

ص: 365

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ، وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَاذْكُرْ بِالسَّدَادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ ". قَالَ: وَنَهَى - أَوْ نَهَانِي - عَنِ الْقَسِّيِّ وَالْمِيثَرَةِ، وَعَنِ الْخَاتَمِ فِي السَّبَّابَةِ، أَوِ الْوُسْطَى (1).

1169 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: ذَكَرْتُ ابْنَةَ حَمْزَةَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ "(2).

• 1170 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ الْمُبَارَكِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْمُوَرِّعِ (3)، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ فَقَالَ: " مَنْ يَأْتِي الْمَدِينَةَ فَلا يَدَعُ قَبْرًا إِلا سَوَّاهُ، وَلا صُورَاً إِلا طَلَخَهَا، وَلا وَثَنًا إِلا كَسَرَهُ؟ "

(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عاصم بن كليب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق.

وأخرجه مسلم (2078)(64)، والنسائي 8/ 194، وابن حبان (998) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وبعضُهم يزيدُ فيه على بعض.

وأخرجه مختصراً الطيالسي (161) و (167) عن شعبة، به. وانظر (1124).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي صالح - واسمه عبد الرحمن بن قيس الحنفي- فمن رجال مسلم. أبو عون: هو محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي.

وأخرجه الطيالسي (147)، والبزار (730)، وأبو يعلى (382) و (383) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. ورواية البزار مطولة.

(3)

في ظ 11، ح، ب:"ابن المورع" وفي حاشية ب مقابلة ما نصه: "في =

ص: 366

قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنَا. ثُمَّ هَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَجَلَسَ، قَالَ عَلِيٌّ: فَانْطَلَقْتُ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَدَعْ بِالْمَدِينَةِ قَبْرًا إِلا سَوَّيْتُهُ، وَلا صُورَةً إِلا طَلَخْتُهَا، وَلا وَثَنًا إِلا كَسَّرْتُهُ، قَالَ: فَقَالَ: " مَنْ عَادَ فَصَنَعَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ، يَا عَلِيُّ، لَا تَكُونَنَّ فَتَّانًا - أَوْ قَالَ: مُخْتَالًا - وَلا تَاجِرًا إِلا تَاجِرَ الْخَيْرِ، فَإِنَّ أُولَئِكَ هُمُ الْمُسَوِّفُونَ (1) فِي الْعَمَلِ "(2).

1171 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ: أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُلَّةٌ سِيَرَاءُ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجْتُ فِيهَا، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى رَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ:" إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهَا لِتَلْبَسَهَا " قَالَ: فَأَمَرَنِي فَأَطَرْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي (3).

1172 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ

= الحاشية: قال ابن الرزاز: صوابه "أبو" كذا يقول البصريون، وأهل الكوفة يكنونه أبا محمد، وهو رجل من هذيل، لا يعرف له اسم".

(1)

في (س) و (ق) و (ص): المسبوقون.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة أبي المورع. وقد تقدم برقم (657). وقوله: "صوراً" في (ب) و (ظ 11) و (ح): صورة.

والمسوفون: هم الذين تشغلهم تجارتهم عن العمل والطاعة. وطَلَخها، وتقدم بلفظ "لطخ"، وهما بمعنى، أي: لطخها بالطين حتى يطمسها.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي صالح- واسمه عبد الرحمن بن قيس الحنفي- فمن رجال مسلم. أبو عون: هو محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي. وأخرجه مسلم (2071)(17) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2071)، وأبو داود (4043)، والبزار (731)، والنسائي 8/ 197 من طرق عن شعبة، به. وانظر (1077).

ص: 367

عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْمَلائِكَةُ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلا جُنُبٌ وَلا كَلْبٌ "(1).

1173 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ: أَنَّهُ شَهِدَ عَلِيًّا صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ جَلَسَ فِي الرَّحَبَةِ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصْرُ أُتِيَ بِتَوْرٍ، فَأَخَذَ حَفْنَةَ مَاءٍ، فَمَسَحَ يَدَيْهِ وَذِرَاعَيْهِ وَوَجْهَهُ وَرَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَهُ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَشْرَبُوا وَهُمْ قِيَامٌ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ، وَهَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ (2).

(1) إسناده ضعيف، وتقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (632).

وأخرجه ابن ماجه (3650)، والنسائي 7/ 185 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وليس في حديث ابنِ ماجه "ولا جنب"، وتحرف في المطبوع منه "عبد الله بن نجي" إلى: عبد الله بن يحيى، وسقط منه نجي والد عبد الله، يستدرك من "تحفة الأشراف" 7/ 451.

وأخرجه البزار (880) من طريق محمد بن جعفر، به. وليس فيه أيضاً نجي والد عبد الله.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النزال بن سبرة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه ابن خزيمة (16) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (148)، والبخاري (5616)، والبزار (772)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(4073)، والطحاوي 1/ 34، والطبري 6/ 113، والبيهقي 1/ 75 وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3047) من طرق عن شعبة، به. وانظر (583).

التَّور: هو إناء من نحاس يتوضأ منه.

ص: 368

1174 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا

فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: أُتِيَ بِكُوزٍ (1).

1175 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: الْحَكَمُ أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُسَوِّيَ الْقُبُورَ (2).

• 1176 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي شَيْبَانُ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ الْحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَنْ يُسَوِّيَ كُلَّ قَبْرٍ، وَأَنْ يَلْطَخَ كُلَّ صَنَمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَدْخُلَ بُيُوتَ قَوْمِي. قَالَ: فَأَرْسَلَنِي فَلَمَّا جِئْتُ قَالَ: " يَا عَلِيُّ، لَا تَكُونَنَّ فَتَّانًا، وَلا مُخْتَالًا، وَلا تَاجِرًا إِلا تَاجِرَ خَيْرٍ، فَإِنَّ أُولَئِكَ مُسَوِّفُونَ - أَوْ مَسْبُوقُونَ (3) - فِي الْعَمَلِ "(4).

1177 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ - قَالَ: وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ يُكَنُّونَهُ أَبَا مُوَرِّعٍ، قَالَ: وَكَانَ أَهْلُ الْكُوفَةِ يُكَنُّونَهُ بِأَبِي مُحَمَّدٍ - قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي محمد الهذلي، وقد تقدم برقم (657) مطولاً.

(3)

قوله: "أو مسبوقون" سقط من (م).

(4)

إسناده ضعيف، وانظر ما قبله.

ص: 369

كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ

فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ أَبِي شِهَابٍ (1).

1178 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ. وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ عُرْفُطَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ خَيْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا أُتِيَ بِكُرْسِيٍّ، فَقَعَدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِكُوزٍ - قَالَ حَجَّاجٌ: بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ - قَالَ: فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاثًا، وَمَضْمَضَ ثَلاثًا مَعَ الاسْتِنْشَاقِ بِمَاءٍ وَاحِدٍ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا - قَالَ حَجَّاجٌ: ثَلاثًا ثَلاثًا - بِيَدٍ وَاحِدَةٍ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ فِي التَّوْرِ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ - قَالَ حَجَّاجٌ: فَأَشَارَ بِيَدَيْهِ مِنْ مُقَدَّمِ رَأْسِهِ إِلَى مُؤَخَّرِ رَأْسِهِ، قَالَ: وَلا أَدْرِي أَرَدَّهَا إِلَى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ أَمْ لَا -، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثًا - قَالَ حَجَّاجٌ: ثَلاثًا ثَلاثًا - ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى طُهُورِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَهَذَا طُهُورُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

• 1179 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْوَضِيءِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا حَيْثُ قَتَلَ (3) أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، قَالَ: الْتَمِسُوا لِيَ الْمُخْدَجَ. فَطَلَبُوهُ فِي الْقَتْلَى، فَقَالُوا: لَيْسَ نَجِدُهُ.

(1) إسناده ضعيف، وانظر ما قبله. وحديث أبي داود- وهو المباركي- عن أبي شهاب، تقدم برقم (1170) وهو من زيادات عبد الله بن أحمد.

(2)

إسناده صحيح، وانظر ما تقدم برقم (989).

وأخرجه مختصراً أبو داود (113)، وأبو يعلى (535) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

(3)

تحرف في (م) إلى: مثل.

ص: 370

فَقَالَ: ارْجِعُوا فَالْتَمِسُوا، فَوَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ. فَرَجَعُوا فَطَلَبُوهُ، فَرَدَّدَ ذَلِكَ مِرَارًا، كُلُّ ذَلِكَ يَحْلِفُ بِاللهِ: مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ، فَانْطَلَقُوا، فَوَجَدُوهُ تَحْتَ الْقَتْلَى فِي طِينٍ فَاسْتَخْرَجُوهُ، فَجِيءَ بِهِ، فَقَالَ أَبُو الْوَضِيءِ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ: حَبَشِيٌّ عَلَيْهِ ثَدْيٌ قَدْ طَبَقَ إِحْدَى يَدَيْهِ، مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، عَلَيْهَا شَعَرَاتٌ مِثْلُ شَعَرَاتٍ تَكُونُ عَلَى ذَنَبِ الْيَرْبُوعِ (1).

1180 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ (2).

1181 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ فِي جَنَازَةٍ، فَأَخَذَ عُودًا يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ فَقَالَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا قَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ، أَوْ مِنَ

(1) إسناده صحيح. أبو الوضيء: هو عبّاد بن نُسيب.

وأخرجه أبو يعلى (480) عن عبيد الله بن القواريري، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (169)، وأبو داود (4769)، وأبو يعلى (555) من طريق حماد بن زيد، به. وسيأتي برقم (1188) و (1189) و (1197).

واليربوع: حيوان صغير على هيئة الجُرذ الصغير، وله ذنب طويل ينتهي بخصلة من الشعر، وهو قصير اليدين طويل الرجلين، لونه كلون الغزال.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مِهران الأعمش، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك.

وأخرجه مسلم (1994) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (634).

ص: 371

الجَنَّةِ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ؟ قَالَ: " اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسْرَى. وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسْرَى} ".

قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي بِهِ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ فَلَمِ أُنْكِرْ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ شَيْئًا (1).

1182 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الْمُنْذِرِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: اسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَذْيِ مِنْ أَجْلِ فَاطِمَةَ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ، فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" فِيهِ الْوُضُوءُ "(2).

1183 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش.

وأخرجه البخاري (7552)، ومسلم (2647)(7)، والبزار (583) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وفيه عندهم "عن منصور والأعمش"، وحديث منصور تقدم برقم (1067)، وانظر (621).

ولفظة "شيئاً" في قول شعبة لم ترد في (ظ 11) و (ب) و (ح).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن علي: هو ابن الحنفية.

وأخرجه ابن خزيمة (19) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (104)، ومن طريقه البيهقي 1/ 115، وأخرجه مسلم (303)(18)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 97 و 214، وفي "الكبرى"(5888) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما (الطيالسي وخالد) عن شعبة، به. وانظر (618).

ص: 372

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَرَادَ أَنْ يَرْجُمَ مَجْنُونَةً، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: مَا لَكَ ذَلِكَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الطِّفْلِ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَبْرَأَ، أَوْ يَعْقِلَ ". فَأَدْرَأَ عَنْهَا عُمَرُ (1).

1184 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ، عَنْ حُضَيْنٍ (2)، قَالَ: شُهِدَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ عِنْدَ عُثْمَانَ أَنَّهُ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَكَلَّمَ عَلِيٌّ عُثْمَانَ فِيهِ، فَقَالَ: دُونَكَ ابْنُ عَمِّكَ فَاجْلِدْهُ. فَقَالَ: قُمْ يَا حَسَنُ. فَقَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا؟ وَلِّ هَذَا غَيْرَكَ. فَقَالَ: بَلْ عَجَزْتَ وَوَهَنْتَ وَضَعُفْتَ، قُمْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ. فَجَلَدَهُ، وَعَدَّ عَلِيٌّ، فَلَمَّا كَمَّلَ أَرْبَعِينَ، قَالَ: حَسْبُكَ - أَوِ امْسِكْ - جَلَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعِينَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ، وَكَمَّلَهَا عُمَرُ ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ (3).

1185 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ شَرَاحَةَ الْهَمْدَانِيَّةَ أَتَتْ عَلِيًّا، فَقَالَتْ: إِنِّي زَنَيْتُ. فَقَالَ: لَعَلَّكِ غَيْرَى، لَعَلَّكِ رَأَيْتِ فِي مَنَامِكِ، لَعَلَّكِ اسْتُكْرِهْتِ؟ وَكُلٌّ ذَلِكَ تَقُولُ: لَا.

(1) صحيح لغيره، والحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمر ولا من علي، وانظر ما تقدم برقم (940)، وما سيأتي برقم (1328).

وأخرجه البيهقي 8/ 325 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عَروبة، بهذا الإسناد.

(2)

تصحف في (م) إلى: حصين، بالصاد المهملة.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد تقدم برقم (624).

ص: 373

فَجَلَدَهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَرَجَمَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَالَ: جَلَدْتُهَا بِكِتَابِ اللهِ، وَرَجَمْتُهَا بِسُنَّةِ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

1186 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى أَنْ يُمْسِكَ أَحَدٌ مِنْ نُسُكِهِ شَيْئًا فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ (2).

• 1187 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ دِجَاجَةَ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ فَقَالَ لَهُ: يَا فَرُّوخُ، أَنْتَ الْقَائِلُ: لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ سَنَةٍ وَعَلَى الْأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ؟ أَخْطَتِ اسْتُكَ الْحُفْرَةَ! إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ سَنَةٍ، وَعَلَى الْأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ حَيٌّ " وَإِنَّمَا رَخَاءُ هَذِهِ وَفَرَجُهَا بَعْدَ الْمِائَةِ (3).

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد تقدم برقم (716).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبيد: هو سعد بن عبيد. وانظر (435).

(3)

إسناده قوي. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه أبو يعلى (584) عن زهير بن حريب، عن جرير، عن منصور، عن عبد الملك (!) عن نعيم بن دجاجة، به. وانظر (714).

وقول علي لأبي مسعود- وهو عقبة بن عمرو البدري-: "يا فَرُّوخ"، فروخ: فارسي، ومعناه: السعيدُ طالعُه، وقال السندي: يقال: إنه اسم لأبي العَجَم، فكأنه نسبه إلى أنه =

ص: 374

• 1188 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْوَضِيءِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا حِينَ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ قَالَ: الْتَمِسُوا فِي الْقَتْلَى. قَالُوا: لَمْ نَجِدْهُ. قَالَ: اطْلُبُوهُ، فَوَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ. حَتَّى اسْتَخْرَجُوهُ مِنْ تَحْتِ الْقَتْلَى، قَالَ أَبُو الْوَضِيءِ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ: حَبَشِيٌّ إِحْدَى يَدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، عَلَيْهَا شَعَرَاتٌ مِثْلُ ذَنَبِ الْيَرْبُوعِ (1).

• 1189 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الشَّاعِرُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّ أَبَا الْوَضِيءِ عَبَّادًا حَدَّثَهُ أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا عَامِدِينَ إِلَى الْكُوفَةِ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَلَمَّا بَلَغْنَا مَسِيرَةَ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاثٍ مِنْ حَرُورَاءَ شَذَّ مِنَّا نَاسٌ كَثِيرٌ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِعَلِيٍّ، فَقَالَ: لَا يَهُولَنَّكُمْ أَمْرُهُمْ فَإِنَّهُمْ سَيَرْجِعُونَ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.

قَالَ: فَحَمِدَ اللهَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَقَالَ: إِنَّ خَلِيلِي أَخْبَرَنِي أَنَّ قَائِدَ هَؤُلاءِ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِهِ شَعَرَاتٌ كَأَنَّهُنَّ ذَنَبُ الْيَرْبُوعِ. فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا: إِنَّا لَمْ نَجِدْهُ. فَقَالَ: الْتَمِسُوهُ، فَوَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ - ثَلَاثًا -. فَقُلْنَا: لَمْ نَجِدْهُ، فَجَاءَ عَلِيٌّ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: اقْلِبُوا ذَا، اقْلِبُوا ذَا. حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْكُوفَةِ

= عَجَمي قليلُ الفَهْم.

(1)

إسناده صحيح، وقد تقدم برقم (1179).

ص: 375

فَقَالَ: هُوَ ذَا. قَالَ عَلِيٌّ: اللهُ أَكْبَرُ، لَا يَأْتِيكُمِ أَحَدٌ يُخْبِرُكُمْ مَنْ أَبُوهُ؟ فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: هَذَا مَالِكٌ، هَذَا مَالِكٌ. يَقُولُ عَلِيٌّ: ابْنُ مَنْ هُوَ (1).

1190 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا (2) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لِشَرَاحَةَ: لَعَلَّكِ اسْتُكْرِهْتِ، لَعَلَّ زَوْجَكِ أَتَاكِ، لَعَلَّكِ، لَعَلَّكِ؟ قَالَتْ: لَا. قَالَ: فَلَمَّا وَضَعَتْ مَا فِي بَطْنِهَا جَلَدَهَا، ثُمَّ رَجَمَهَا فَقِيلَ لَهُ: جَلَدْتَهَا، ثُمَّ رَجَمْتَهَا؟! قَالَ: جَلَدْتُهَا بِكِتَابِ اللهِ، وَرَجَمْتُهَا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

1191 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ رَجُلٍ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).

(1) إسناده حسن، يزيد بن أبي صالح وثقه يحيى بن معين وغيره، وقال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس، وقال أحمد بن حنبل: كان حسن الحديث، له ترجمة في "تعجيل المنفعة" ص 450.

وأخرجه بأطولَ مما هنا الحاكم 4/ 531 - 533 وصحح إسناده من طريق أبي قِلابة الرقاشي، عن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد، عن أبيه، عن يزيد بن صالح (كذا في المستدرك)، بهذا الإسناد. وانظر (1179).

(2)

تحرف في (م) إلى: بن.

(3)

حديث صحيح، وقد تقدم برقم (716).

(4)

إسناده ضعيف لضعف حبة العرني. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 21 عن أبي داود الطيالسي ويزيد بن هارون، =

ص: 376

1192 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَليًّا يَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

1193 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ:

ثُمَّ شَهِدْتُهُ مَعَ عَلِيٍّ، فَصَلَّى قَبْلَ أَنْ يَخْطُبَ بِلا أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ، ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَى أَنْ تَأْكُلُوا نُسُكَكُمْ بَعْدَ ثَلاثِ لَيَالٍ، فَلا تَأْكُلُوهَا بَعْدُ (2).

= بهذا الإسناد. وفي آخره: قال يزيد: أو أسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 65 و 13/ 50، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(179)، وفي "الأوائل"(69) من طريق شبابة بن سوار، والنسائي في "الخصائص"(1) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن شعبة، به. وتحرف في المطبوع من "الآحاد" "عن حبة" الى: عن جده!

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 4/ 233 من طريق عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، عن سفيان الثوري وشعبة، به. ولفظه: أنا أول من أسلم

وانظر (776).

وانظر حديث ابن عباس الذي سيأتي برقم (3062) و (3542).

(1)

إسناده ضعيف كسابقه. وهذا الحديثُ سقط من النسخ المطبوعة، وهو ثابت في أصولنا الخطية، وفي "أطراف المسند" 1 / ورقة 199، و"غاية المقصد" ورقة 307.

وقد زيد في نسخة (س) في آخر الحديث لفظة "وأسْلَمَ"، وهي زيادة تفردت بها (س) عن سائر النسخ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد تقدم برقم (435).

ص: 377

1194 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا تُصَلُّوا بَعْدَ الْعَصْرِ، إِلا أَنْ تُصَلُّوا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ "(1).

1195 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوَاصِلُ مِنَ السَّحَرِ إِلَى السَّحَرِ (2).

1196 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَ إِلَى عَلِيٍّ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ فَشَكَوْا سُعَاةَ عُثْمَانَ، قَالَ: فَقَالَ لِي أَبِي: اذْهَبْ بِهَذَا الْكِتَابِ إِلَى عُثْمَانَ فَقُلْ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ شَكَوْا سُعَاتَكَ، وَهَذَا أَمْرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّدَقَةِ، فَمُرْهُمْ فَلْيَأْخُذُوا بِهِ. قَالَ: فَأَتَيْتُ عُثْمَانَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: فَلَوْ كَانَ ذَاكِرًا عُثْمَانَ بِشَيْءٍ لَذَكَرَهُ يَوْمَئِذٍ، يَعْنِي بِسُوءٍ (3).

(1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير وهب بن الأجدع، وانظر (610).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى- وهو ابن عامر الثعلبي-. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7752)، إلا أنه لم يذكر فيه علياً. وانظر ما تقْدم برقم (700).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (3111) عن قتيبة بن سعيد، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وفيه:

فقال لي عليٌّ: اذهب إلى عثمانَ فأخبره أنها صدقةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فمُرْ =

ص: 378

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= سُعاتَك يعملوا بها. فأتيتُه بها، فقال: أغْنِها عنا (أي: اصرفها عنا). فأتيتُ بها عليّاً فأخبرتُه، فقال: ضَعْها حيثُ أخذتها.

وعلقه مختصراً البخاري أيضاً (3112) فقال: وقال الحميديُّ: حدثنا سفيان، حدثنا محمد بن سُوقة، قال: سمعتُ منذراً الثوريَّ، عن ابن الحنفية قال أرسلني أبي؛ خُذ هذا الكتابَ، فاذهب به إلى عثمان، فإن فيه أمرَ النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة.

قال الحافظ في "الفتح" 6/ 215: هو في كتاب "النوادر" للحميدي بهذا الإسناد، والحميدي من شيوخ البخاري في الفقه والحديث، وأراد بروايته هذه بيانَ تصريح سفيان بالتحديث، وكذا التصريح بسماع محمد بن سوقة من منذر.

السُّعاة: جمع ساعٍ، وهو العامل الذي يسعى في استخراج الصدقة ممن تجب عليه، ويحملها إلى الإِمام.

قوله: "فذكرت ذلك له"، قال السندي: فيه اختصار، أي: فردَّه عثمان رضي الله تعالى عنه، كما في البخاري.

قلنا: وفي سبب ردِّ عثمان للكتاب قال الحافظ في "الفتح" 6/ 215: قيل: كان علم ذلك عند عثمان، فاستغنى عن النظر في الصحيفة، وقال الحميدي في "الجمع ": قال بعضُ الرواة عن ابن عيينة: لم يجد عليٌّ بُدْاً حين كان عنده علم منه أن يُنْهِيَه إليه، ونرى أن عثمان إنما ردَّه، لأن عنده علماً من ذلك، فاستغنى عنه، ويستفاد من الحديث بَذْلُ النصيحة للأمراء، وكشف أحوال مَن يقعُ منه الفساد من أتباعهم، وللإمام التنقيبُ عن ذلك.

ويحتمل أن يكون عثمان لم يثبت عنده ما طُعِن به على سُعاتِه، أو ثبت عنده وكان التدبير يقتضي تأخير الإنكار، أو كان الذي أنكره من المستَحَبَّات، لا من الواجبات، ولذلك عَذَرَهُ عليٌّ ولم يذكره بسوء.

وقال السندي في "حاشيته " ورقة 36: لعلَّ وجه ذلك أن عثمان رضي الله تعالى عنه رأى أن عماله عالِمون بما في الكتاب وعاملون به، فلا حاجة إليه، فأمر بصرفه، وعلم أن شكاية الناس ليست لظُلم العمال، وإنما هي في طبعهم من حُبِّ المال، وكراهية الإنفاق، أو علم أن عماله ظَلَمة يستحقون العزلَ، ولا ينفعهم الكتابُ، فأراد أن يَعزِلهم =

ص: 379

• 1197 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّ أَبَا الْوَضِيءِ عَبَّادًا حَدَّثَهُ أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا عَامِدِينَ إِلَى الْكُوفَةِ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

فَذَكَرَ حَدِيثَ الْمُخْدَجِ، قَالَ عَلِيٌّ: فَوَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ - ثَلاثًا -. فَقَالَ عَلِيٌّ: أَمَا إِنَّ خَلِيلِي أَخْبَرَنِي ثَلاثَةَ إِخْوَةٍ مِنَ الجِنِّ، هَذَا أَكْبَرُهُمْ، وَالثَّانِي لَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ، وَالثَّالِثُ فِيهِ ضَعْفٌ (1).

• 1198 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زحْمَوَيْهِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: صَلَّيْنَا الْغَدَاةَ، فَجَلَسْنَا إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاثًا، وَمَضْمَضَ مَرَّتَيْنِ مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ غَسَلَ قَدَمَيْهِ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم، فَاعْلَمُوا (2).

• 1199 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: أَتَيْنَا عَلِيًّا وَقَدْ صَلَّى، فَدَعَا بِكُوزٍ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، تَمَضْمَضَ مِنَ الكَفِّ الَّذِي يَأْخُذُ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَهُ الْيُمْنَى

= وينصب موضعهم مَنْ هو عالم بالكتاب، فأمره يصرف الكتاب لذلك، ولم يُرِدْ إعراضَه عن العمل بما في الكتاب، حاشاه عن ذلك رضي الله تعالى عنه، والله تعالى أعلم.

(1)

هو مكرر (1189). وقوله: "أما إن خليلي

" لم يرد إلا في هذا الحديث!

(2)

حسن، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي وإن كان في حفظه شيء- قد توبع، وقد تقدم برقم (928).

ص: 380

ثَلَاثًا، وَيَدَهُ الشِّمَالَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَهُوَ هَذَا (1).

1200 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ، فَمَرَّ بِهِ جَنَازَةٌ، فَقَامَ لَهَا نَاسٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: مَنْ أَفْتَاكُمْ هَذَا؟! فَقَالُوا: أَبُو مُوسَى. قَالَ: إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً، فَكَانَ يَتَشَبَّهُ بِأَهْلِ الْكِتَابِ، فَلَمَّا نُهِيَ انْتَهَى (2).

(1) صحيح، أبو بحر- واسمه عبد الرحمن بن عثمان البكراوي، وإن كان فيه ضعف- قد توبع. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه أبو داود (111)، ومن طريقه البيهقي 1/ 50، والبغوي (222) عن مسدد، والبزار (792) عن محمد بن عبد الملك القرشي، والنسائي 1/ 68 عن قتيبة بن سعيد، والبيهقي 1/ 68 من طريق مسدد، والبغوي (222) من طريق الحسن بن سفيان، وعبد الواحد بن غياث، وقتيبة بن سعيد، خمستهم عن أبي عَوانة، بهذا الإسناد. وقال البغوي: هذا حديث حسن.

وسيأتي هذا الحديثُ في "المسند" برقم (1324) عن عفان بن مسلم، عن أبي عوانة، به. وانظر ما تقدم برقم (928).

(2)

صحيح، ليث- وهو ابن أبي سليم وإن كان ضعيفاٌ- قد تُوبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، سفيان: هو الثوري، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6311).

وأخرجه الطيالسي (162) عن زاثدة بن قدامة، والحميدي (50) عن سفيان بن عُيينة، وأبو يعلى (266) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، ثلاثتهم عن ليث بن أبي سليم، به. وسيأتي من طريق ليث أيضاً في مسند أبي موسى الأشعري (4/ 413 الطبعة الميمنية). =

ص: 381

1201 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ (1): قَالَ عَلِيٌّ: أَصَبْتُ شَارِفًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَارِفًا أُخْرَى، فَأَنَخْتُهُمَا يَوْمًا عِنْدَ بَابِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِمَا إِذْخِرًا لِأَبِيعَهُ، وَمَعِي صَائِغٌ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ لِأَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَشْرَبُ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ، فَثَارَ إِلَيْهِمَا حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ فَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا. قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ: وَمِنَ السَّنَامِ؟ قَالَ: جَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، فَذَهَبَ بِهَا.

قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِي، فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَخَرَجَ وَمَعَهُ زَيْدٌ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ (2) حَمْزَةُ بَصَرَهُ فَقَالَ: هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِأَبِي! فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَهْقِرُ حَتَّى خَرَجَ عَنْهُمْ، وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ (3).

= وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 3/ 358، والنسائي 4/ 46 من طريق سفيان بن عُيينة، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، به.

وأخرج مالك في "الموطأ" 1/ 232، ومسلم (962)، وأبو داود (3175)، والترمذي (1044) من طريق مسعود بن الحكم الأنصاري، عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم في الجنائز، ثم جلس بعدُ.

(1)

القائل هو حسين بن علي.

(2)

تحرفت في (م) إلى: فرجع.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1979)(1) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. =

ص: 382

• 1202 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه: أَلَا تُحَدِّثُنَا بِصَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّهَارِ وَالتَّطَوُّعِ. فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّكُمْ لَا تُطِيقُونَهَا. فَقَالُوا لَهُ: أَخْبِرْنَا بِهَا نَأْخُذْ مِنْهَا مَا أَطَقْنَا

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (1).

• 1203 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ فُضَيْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ، إِمْلاءً عَلَيَّ مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّهَارِ فَقَالَ: كَانَ يُصَلِّي سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً، قَالَ: يُصَلِّي إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَاهُنَا كَصَلاةِ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ يُصَلِّي إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَاهُنَا كَصَلاةِ الظُّهْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَكَانَ يُصَلِّي قَبْلَ

= وأخرجه البخاري (2375)، ومسلم (1979)(1)، والبزار (502)، وأبو يعلى (547)، وابن حبان (4536) من طرق عن ابن جريج، به.

وأخرجه البخاري (2089) و (3091) و (4003) و (5793)، ومسلم (1979)(2)، وأبو داود (2986)، والبيهقي 6/ 153 و 341 - 342 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، به.

والشارف: الناقة المسنة.

وجبَّ أسنمتهما: قطعهما، والجَبُّ الاستئصال في القطع.

(1)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن ضمرة، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. أبو الأحوص: سلام بن سليم الحنفي الكوفي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 201 - 202. وانظر ما تقدم برقم (650).

ص: 383

الظُّهْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَبَعْدَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ، وَقَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ (1).

1204 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ وَعَبْدِ اللهِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِمَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ، وَبَلَغَهُ أَنَّهُ رَخَّصَ فِي مُتْعَةِ النِّسَاءِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَى عَنْهَا يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ (2).

1205 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسَهُ، ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا (3).

1206 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ شَيْخٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ: سَالِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُلَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أُعْطِيَ كُلُّ نَبِيٍّ سَبْعَةَ نُجَبَاءَ مِنْ أَمَّتِهِ، وَأُعْطِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَةَ عَشَرَ نَجِيبًا مِنْ أُمَّتِهِ، مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ (4).

(1) إسناده قوي، وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو فىٍ "مصنف عبد الرزاق"(8720) و (14032). وانظر ما تقدم برقم (592).

(3)

إسناده حسن. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(120)، وانظر ما تقدم برقم (971).

(4)

إسناده ضعيف لانقطاعه، سالم- وهو ابن أبي حفصة- لم يسمعه من عبد =

ص: 384

1207 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ، فَكَانَ إِذَا شَهِدَ مَشْهَدًا، أَوْ أَشْرَفَ عَلَى أَكَمَةٍ، أَوْ هَبَطَ وَادِيًا قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَقُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي يَشْكُرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، حَتَّى نَسْأَلَهُ عَنْ قَوْلِهِ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ، فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، رَأَيْنَاكَ إِذَا شَهِدْتَ مَشْهَدًا، أَوْ هَبَطْتَ وَادِيًا، أَوْ أَشْرَفْتَ عَلَى أَكَمَةٍ قُلْتَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَهَلْ عَهِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْكَ شَيْئًا فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنَّا وَأَلْحَحْنَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: وَاللهِ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَهْدًا إِلا شَيْئًا عَهِدَهُ إِلَى النَّاسِ، وَلَكِنَّ النَّاسَ وَقَعُوا عَلَى عُثْمَانَ، فَقَتَلُوهُ، فَكَانَ غَيْرِي فِيهِ أَسْوَأَ حَالًا وَفِعْلًا مِنِّي، ثُمَّ إِنِّي رَأَيْتُ أَنِّي أَحَقُّهُمْ بِهَذَا الْأَمْرِ، فَوَثَبْتُ عَلَيْهِ، فَاللهُ أَعْلَمُ أَصَبْنَا أَمْ أَخْطَأْنَا (1).

* 1208 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ. وحَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: سَأَلْنَا عَلِيًّا عَنْ تَطَوُّعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالنَّهَارِ؟ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: تِلْكَ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّهَارِ، وَقَلَّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَيْهَا (2).

= الله بن مليل، بينهما رجل لم يسمَّ كما سيأتي برقم (1274)، وسالم بن أبي حفصة هو إلى الضعف أقرب، وعبد الله بن مليل لم بوثقه غيرُ ابن حبان. وانظر (665).

(1)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جُدْعان-. الحسن: هو البصري. وانظر ما سيأتي برقم (1271).

(2)

إسناده قوي. إسحاق بن إسماعيل: هو الطالقاني، وأبو خيثمة: هو زهير بن =

ص: 385

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَي أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: وَقَالَ أَبِي: قَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِحَدِيثِكَ هَذَا مِلْءَ مَسْجِدِكَ هَذَا ذَهَبًا.

1209 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِجُلُودِهَا وَجِلالِهَا (1).

1210 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: حَمَلَتْ شُرَاحَةُ، وَكَانَ زَوْجُهَا غَائِبًا، فَانْطَلَقَ بِهَا مَوْلاهَا إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ: لَعَلَّ زَوْجَكِ جَاءَكِ، أَوْ لَعَلَّ أَحَدًا اسْتَكْرَهَكِ عَلَى نَفْسِكِ؟ قَالَتْ: لَا. وَأَقَرَّتْ بِالزِّنَا، فَجَلَدَهَا عَلِيٌّ يَوْمَ الْخَمِيسِ أَنَا شَاهِدُهُ، وَرَجَمَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَأَنَا شَاهِدُهُ، فَأَمَرَ بِهَا، فَحُفِرَ لَهَا إِلَى السُّرَّةِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الرَّجْمَ سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ كَانَتْ نَزَلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ، فَهَلَكَ مَنْ كَانَ يَقْرَؤُهَا وَآيًا مِنَ القُرْآنِ بِالْيَمَامَةِ (2).

= حرب، وسفيان: هو الثوري. وانظر (650).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وابن أبي نجيح: هو عبد الله، وابن أبي ليلى: هو عبدُ الرحمن.

وأخرجه الحميدي (42)، والنسائي في "الكبرى"(4147)، وابن خزيمة (2919) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1707) و (1716) و (2299)، ومسلم (1317)، والبزار (616)، والنسائي (4148) و (4150)، والبيهقي 5/ 233 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. وانظر (593).

(2)

إسناده ضعيف لضعف مجالد- وهو ابن سعيد-، وفي الخبر ألفاظ منكرة، وانظر =

ص: 386

1211 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَقَاضَى إِلَيْكَ رَجُلانِ، فَلا تَقْضِ لِلْأَوَّلِ حَتَّى تَسْمَعَ مَا يَقُولُ الْآخَرُ، فَسَوْفَ تَرَى كَيْفَ تَقْضِي ". قَالَ: فَمَا زِلْتُ بَعْدُ قَاضِيًا (1).

1212 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ "(2).

• 1213 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ - يَعْنِي الصَّنْعَانِيَّ -، عَنْ مَعْمَرٍ (3)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ، وَيُوَسَّعَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُدْفَعَ عَنْهُ مِيتَةُ السُّوءِ، فَلْيَتَّقِ اللهَ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ "(4).

= ما تقدم برقم (716).

(1)

حسن لغيره، وهو مكرر (690).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (640).

(3)

تحرف في (م) إلى: يعمر.

(4)

إسناده قوي، وجوده الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب " 3/ 335.

محمد بن عباد: هو المكي.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1553 من طريق محمد بن عباد، بهذا الإسناد. =

ص: 387

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 44، وابن عدي 7/ 2570، والحاكم 4/ 160 من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به.

وأخرجه البزار (693)، والصيداوي في "معجمه"(223) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بنِ ضمرة، به.

قال ابن حجر في "فتح الباري" 10/ 416: قال ابن التين: ظاهر الحديث يعارض قوله تعالى: {فإذا جاء أَجَلُهم لا يستأخرون ساعة ولا يَستَقْدِمون} ، والجمع بينهما من وجهين:

أحدُهما: أن هذه الزيادة كنايةٌ عن البركة في العمر بسببِ التوفيق إلى الطاعة وعمارة وقته بما ينفعه في الآخرة، وصيانته عن تضييعه في غيرِ ذلك، ومثلُ هذا ما جاء: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم تقاصر أعمار أمَّته بالنسبة لأعمار مَنْ مضى من الأمم، فأعطاه اللهُ ليلةَ القدر. وحاصله أن صلةَ الرحم تكون سبباً للتوفيق للطاعة، والصيانة عن المعصية، فيبقى بعده الذِّكْرُ الجميلُ، فكأنه لم يمت، ومن جملة ما يحْصُلُ له من التوفيق العلمُ الذي ينتفع به من بعده، والصدقة الجارية عليه، والخلف الصالح.

ثانيهما: أن الزيادة على حقيقتها، وذلك بالنسبة إلى علم الملَك الموكَّل بالعمر، وأما الأول الذي دلَّت عليه الآية، فبالنسبة إلى علم الله تعالى، كأن يقال للمَلَك مثلاً: إن عمر فلانٍٍ مئةٌ مثلاً إن وصل رَحِمَه، وستون إن قطعها، وقد سبق في علم الله أنه يصل أو يقطع، فالذي في علم الله لا يتقدم ولا يتأخر، والذي في علم الملَك هو الذي يمكن فيه الزيادة والنقص، وإليه الإشارة بقوله تعالى:{يَمْحُو الله ما يشاءُ ويُثْبِتُ وعندَه أمُّ الكتاب} ، فالمحو والإثبات بالنسبة لما في علم الملَك، وما في أم الكتاب هو الذي في علم الله تعالى، فلا مَحْو فيه البَتَّة، ويقال له: القضاء المبرم، ويقال للأول: القضاء المعلَّق.

ورجَّح الحافظ ابن حجر الوجه الأول، ونقله عن الطيبي.

ثم قال الحافظ: وجزم ابن فورك بأن المراد بزيادة العمر نَفْيُ الآفاتِ عن صاحب البِرِّ في فهمه وعقله، وقال غيره في أعمَّ من ذلك وفي وجود البركة في رزقه وعلمه ونحو ذلك.

ص: 388

• 1214 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل وِتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ "(1).

• 1215 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ مِنْ أَوَّلِهِ، وَأَوْسَطِهِ، وَآخِرِهِ، وَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى آخِرِ اللَّيْلِ (2).

1216 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ رَجُلٍ يُدْعَى حَنَشًا، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى عَلِيٌّ لِلنَّاسِ، فَقَرَأَ {يس}

(1) إسناده قوي. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وجرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه أبو يعلى (585) عن زهير بن حرب، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (670) عن يوسف بن موسى، عن جرير، به. دون قوله:"فأوتروا يا أهل القرآن".

وأخرجه كذلك البزار أيضاً (671) من طريق أبي حفص الأبار، عن منصور، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة أو الحارث- وهو ابن عبد الله الأعور- عن علي. وانظر (877).

(2)

إسناده قوي.

وأخرجه أبو يعلى (322) عن عُبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد. وانظر (580).

ص: 389

أَوْ نَحْوَهَا، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِنْ قَدْرِ سُّورَةٍ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ قَامَ قَدْرَ السُّورَةِ يَدْعُو وَيُكَبِّرُ، ثُمَّ رَكَعَ قَدْرَ قِرَاءَتِهِ أَيْضًا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ قَامَ أَيْضًا قَدْرَ السُّورَةِ، ثُمَّ رَكَعَ قَدْرَ ذَلِكَ أَيْضًا، حَتَّى صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ فَفَعَلَ كَفِعْلِهِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، ثُمَّ جَلَسَ يَدْعُو وَيَرْغَبُ، حَتَّى انْكَشَفَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ حَدَّثَهُمِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَذَلِكَ فَعَلَ (1).

• 1217 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ

(1) إسناده ضعيف، حنش- وهو ابن المعتمر، ويقال: ابن ربيعة الكوفي- الأكثرون على تضعيفه، وقال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 269: كان كثيرَ الوهم في الأخبار، ينفرد عن علي بأشياء لا تشبه حديثَ الثقات، حتى صار ممن لا يُحْتَجُّ بحديثه. قلنا: وقد انفرد هنا بهذا الخبر عن علي. زهير: هو ابنُ معاوية الجُعفي.

وأخرجه البيهقي 3/ 330 - 331 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (1388) و (1394)، والبيهقي 3/ 330 من طرق عن زهير بن معاوية، به.

وأخرجه البيهقي 3/ 330 من طريق سليمان الشيباني، عن الحكم بن عتيبة، عن حنش، به. ولم يرفعه، وذكر فيه أنه قرأ سورة الحج ويس.

وقال مسلم (908) لما أخرج من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن طاووس، عن ابن عباس قال: صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين كسَفَت الشمسُ ثمانَ ركعات في أربعِ سجدات؛ قال: وعن علي مثلُ ذلك. ولم يسق لفظه.

ص: 390

عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا يُصَلِّي صَلاةً إِلا صَلَّى بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ (1).

• 1218 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَفِي أَوْسَطِهِ، وَفِي آخِرِهِ، ثُمَّ ثَبَتَ لَهُ الْوَتْرُ فِي آخِرِهِ (2).

1219 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا جَلَسَ فِي مُصَلاهُ بَعْدَ الصَّلاةِ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ، وَصَلاتُهُمْ عَلَيْهِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، وَإِنْ جَلَسَ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ، وَصَلاتُهُمْ عَلَيْهِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ "(3).

(1) إسناده قوي. أبو خيثمة: هو زهيرُ بن حرب، وجرير: هو ابن عبد الحميد، ومطرف: هو ابن طريف.

وأحرجه البزار (689) عن يوسف بن سابق، عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

وزاد: إلا الصبح والعصر. والحديث بوجود الزيادة أصح.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(346) من طريق جرير، وأبو يعلى (347) من طريق أسباط بن محمد، كلاهما عن مطرف بن طريف، به. وسيأتي برقم (1227)، وانظر (1012).

(2)

إسناده قوي. وهو مكرر (580).

وأخرجه أبو يعلى (597) عن أبي خيثمة، بهذا الإسناد.

(3)

حسن لغيره، أبو عبد الرحمن: هو السُّلمي وسيأتي برقم (1251).

ص: 391

• 1220 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: الْوَتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

1221 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَنْدَقِ: " مَا لَهُمْ، مَلَأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا حَبَسُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ "(2).

1222 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ} ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِالدَّيْنِ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ، وَأَنَّ أَعْيَانَ بَنِي الْأُمِّ يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي الْعَلاتِ، يَرِثُ الرَّجُلُ أَخَاهُ لِأَبِيهِ، وَأُمِّهِ دُونَ أَخِيهِ لِأَبِيهِ (3).

(1) صحيح لغيره، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- قد توبع، وقد تقدم برقم (652).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان، ومحمد: هو ابن سيرين، وعبيدة: هو ابن عمرو السلماني.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 421، وعبد بن حميد (77)، والدارمي (1232)، والبخاري (4533)، وأبو داود (409)، والبزار (549)، وأبو يعلى (393)، والبغوي (388) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (591).

(3)

إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. زكريا: هو ابن أبي زائدة.

وأخرجه الطبري 4/ 281، والبيهقي 6/ 267 من طريق يزيد بن هارون، بهذا =

ص: 392

1223 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا (1) مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ أُتِيَ عَلِيٌّ بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ أَقْوَامًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَشْرَبَ أَحَدُهُمْ وَهُوَ قَائِمٌ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ. ثُمَّ أَخَذَ مِنْهُ فَتَمَسَّحَ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ (2).

1224 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لِأَهْلِ النَّهْرِ (3): فِيْهُمْ رَجُلٌ مَثْدُونُ الْيَدِ - أَوْ مُودَنُ الْيَدِ، أَوْ مُخْدَجُ الْيَدِ - لَوْلا أَنْ تَبْطَرُوا لانْبَأْتُكُمْ مَا قَضَى الله عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ قَتَلَهُمْ. قَالَ عَبِيدَةُ: فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ: أنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. يَحْلِفُ عَلَيْهَا ثَلاثًا (4).

= الإسناد. وانظر (595).

(1)

تحرفت في (م) إلى: بن.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النزال بن سبرة، فمن رجال البخاري. مسعر: هو ابن كِدام.

وأخرجه البخاري (5615)، وأبو داود (3718)، والبزار (780)، وأبو يعلى (309)، وابن خزيمة (16) من طرق عن مسعر، بهذا الإسناد. وانظر (583).

(3)

أي: النهروان: مدينة بَيْنَ بغداد وواسط من الجانب الشرقي سُميت باسم النهر، وهو نهر يبدأ أسفلُه من تكريت وينتهي في دجلة. وقد وقع في (م): النهروان، والمثبت من أصولنا الخطية.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (626).

ص: 393

• 1225 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ "(1).

• 1226 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى أَثَرِ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ رَكْعَتَيْنِ، إِلا الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ (2).

• 1227 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُصَلِّي صَلاةً يُصَلَّى بَعْدَهَا، إِلا صَلَّى بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ (3).

• 1228 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ "(4).

(1) إسناده قوي. وانظر (877).

(3)

إسناده قوي. وانظر (1012).

(3)

إسناده قوي. وانظر (1217).

(3)

إسناده قوي. وانظر (877).

ص: 394

1229 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَتَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، حَتَّى وَضَعَ قَدَمَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ فَاطِمَةَ، فَعَلَّمَنَا مَا نَقُولُ إِذَا أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا: ثَلاثًا وَثَلاثِينَ تَسْبِيحَةً، وَثَلاثًا وَثَلاثِينَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعًا وَثَلاثِينَ تَكْبِيرَةً، قَالَ عَلِيٌّ: فَمَا تَرَكْتُهَا بَعْدُ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَلا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قَالَ: وَلا لَيْلَةَ صِفِّينَ (1).

1230 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ، عَنْ حُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ وَعْلَةَ: أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ صَلَّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ أَرْبَعًا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: أَزِيدُكُمْ؟! فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُجْلَدَ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: قُمْ يَا حَسَنُ فَاجْلِدْهُ. قَالَ: وَفِيمَ أَنْتَ وَذَاكَ؟! فَقَالَ عَلِيٌّ: بَلْ عَجَزْتَ وَوَهَنْتَ، قُمْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ فَاجْلِدْهُ. فَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ فَجَلَدَهُ، وَعَلِيٌّ يَعُدُّ، فَلَمَّا بَلَغَ أَرْبَعِينَ قَالَ لَهُ: أَمْسِكْ، ثُمَّ قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَمْرِ أَرْبَعِينَ، وَضَرَبَ أَبُو بَكْرٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، والعوام: هو ابن حوشب.

وأخرجه عبد بن حميد (63)، والدارمي (2685)، والبزار (625)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(815)، وأبو يعلى (274) و (345) و (552)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(350)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(608) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وقد تقدم بنحوه برقم (740).

ص: 395

أَرْبَعِينَ، وَعُمَرُ صَدْرًا مِنْ خِلافَتِهِ، ثُمَّ أَتَمَّهَا عُمَرُ ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ (1).

1231 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ جَارِيَةً لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نُفِسَتْ مِنَ الزِّنَى، فَأَرْسَلَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ، فَوَجَدْتُهَا فِي الدَّمِ لَمْ يَجِفَّ عَنْهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ لِي:" إِذَا جَفَّ الدَّمُ عَنْهَا فَاجْلِدْهَا الْحَدَّ " ثُمَّ قَالَ: " أَقِيمُوا الْحُدُودَ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ "(2).

• 1232 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: إِنَّ الْوَتْرَ لَيْسَ بِحَتْمٍ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ (3).

• 1233 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَفَوْتُ لَكُمْ عَنِ الْخَيْلِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (624).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (679).

نَُفِسَت- بضم النون وفتحها-: وَلَدَت.

(3)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ عاصم بن ضمرة، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. علي بن صالح: هو ابن صالح بن حي. وانظر (652).

ص: 396

وَالرَّقِيقِ، فَأَدُّوا صَدَقَةَ الرِّقَةِ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمًا، وَلَيْسَ فِي تِسْعِينَ وَمِائَةٍ شَيْءٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ مِائَتَيْنِ فَفِيهَا خَمْسَةُ دَرَاهِمَ " (1).

• 1234 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً (2).

1235 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَهْدَى كِسْرَى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَبِلَ مِنْهُ، وَأَهْدَى قَيْصَرُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَبِلَ مِنْهُ، وَأَهْدَتِ الْمُلُوكُ فَقَبِلَ مِنْهُمْ (3).

1236 -

حَدَّثَنَا (4) يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ النَّابِغَةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، وَعَنِ الْأَوْعِيَةِ،

(1) إسناده قوي. وانظر (711).

(2)

إسناده قوي، وقوله في هذا الحديث. "من الليل" خطأ من أحد الرواة، ولعله من أبي إسحاق نفسه فقد رواه عنه العلاء بن المسيب أيضاً فيما يأتي برقم (1241) فقال فيه:"من الليل"، وانظر الحديث المتقدم برقم (650).

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (747).

(4)

جاء هذا الحديث في (م) على أنه من رواية عبد الله بن أحمد، والصواب أنه من رواية أبيه كما في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1 / ورقة 207.

ص: 397

وَأَنْ تُحْبَسَ لُحُومُ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلاثٍ، ثُمَّ قَالَ:" إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمِ الْآخِرَةَ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ الْأَوْعِيَةِ فَاشْرَبُوا فِيهَا، وَاجْتَنِبُوا كُلَّ مَا أَسْكَرَ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ أَنْ تَحْبِسُوهَا بَعْدَ ثَلاثٍ، فَاحْبِسُوا مَا بَدَا لَكُمْ "(1).

1237 -

حَدَّثَنَاهُ عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ النَّابِغَةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ

فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ:" وَإِيَّاكُمْ وَكُلَّ مُسْكِرٍ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان- ولجهالة ربيعة بن النابغة وأبيه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 111 و 160، وأبو يعلى (278)، وعنه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1019 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وحديث ابن أبي شيبة مختصر بلفظ:"كنتُ نهيتكم عن هذه الأوعية، فاشربوا فيها واجتنبوا ما أسكر".

وأخرجه مختصراً بقصة لحوم الأضاحي الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 185 من طريق أسد وحجاج، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.

وأخرج مثله الطحاوي أيضاً 4/ 185 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن علي بن زيد، عن النابغة بن مخارق بن سليم، عن أبيه، عن علي. والنابغة بن مخارق مجهول، وقال ابن حجر في "التعجيل" ص 418: مخارق بن سليم شيبانيٌّ أخرج له النسائي، وذكر صاحب "التهذيب" أنه روى عنه ولداه قابوس وعبد الله، ولم يذكر نابغةَ، والله أعلم.

وفي الباب عن بريدة الأسلمي عند أحمد في "المسند" 5/ 350، ومسلم في "صحيحه"(977).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. عفان: هو ابن مسلم الباهلي.

وأخرجه بنحوه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 54 من طريق عفان، بهذا الإسناد. ولفظه =

ص: 398

1238 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَجْلِ ابْنَتِهِ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الْمَذْيَ، فَقَالَ:" ذَلِكَ مَاءُ الْفَحْلِ، وَلِكُلِّ فَحْلٍ مَاءٌ، فَلْيَغْسِلْ ذَكَرَهُ وَأُنْثَيَيْهِ، وَلْيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ "(1).

1239 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ ابْنِ أَشْوَعَ، عَنْ حَنَشِ بْنِ أَبِي الْمُعْتَمِرِ: أَنَّ عَلِيًّا بَعَثَ صَاحِبَ شُرَطِهِ فَقَالَ: أَبْعَثُكَ لِمَا بَعَثَنِي لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَا تَدَعْ قَبْرًا إِلا سَوَّيْتَهُ، وَلا تِمْثَالًا إِلا وَضَعْتَهُ (2).

• 1240 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ

= عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيارة القبور، وعن لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، ثم رخَّص فيها بعدُ.

(1)

حسن لغيره، شريك النخعي- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وانظر ما تقدم برقم (868).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أشعث بن سوار، وحنش أبو المعتمر - وهو ابن المعتمر، ويقال: ابن ربيعة- إلى الضعف أقرب، لكن تقدم الحديث بسند صحيح في "المسند" برقم (741). وصاحب شرطة علي: هو أبو الهياج الأسدي، وابن أشوع: هو سعيد بن عمرو بن أشوع الهَمْداني.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 341 عن محمد بن فضيل، وأبو يعلى (507) من طريق على بن مسهر، كلاهما عن أشعث بن سوار، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1284).

ص: 399

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ فَفِيهِ الْعُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بِالْغَرْبِ وَالدَّالِيَةِ فَفِيهِ نِصْفُ الْعُشْرِ (1) ".

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَحَدَّثْتُ أَبِي بِحَدِيثِ عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ فَأَنْكَرَهُ جِدًّا، وَكَانَ أَبِي لَا يُحَدِّثُنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ لِضَعْفِهِ عِنْدَهُ، وَإِنْكَارِهِ لِحَدِيثِهِ.

• 1241 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ - يَعْنِي الرَّازِيَّ -، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ

(1) حديث صحيح، وإسناد هذا مرفوعاً ضعيف لضعف محمد بن سالم الهمداني.

وأخرجه البزار (690) عن يوسف بن موسى، عن جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار أيضاً (691) من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، به. وفيه: وأظنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ورواية زهير بن معاوية عن أبي إسحاق بأخرة بعد ما تغيَّر.

قلنا: وقد صح موقوفاً عن عليٍّ، فقد أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج"(373) و (374) و (375) و (376) و (377) و (378) و (379)، وعبد الرزاق في "مصنفه"(7233)، وأبو عبيد في "الأموال"(1416)، وابن أبي شيبة 3/ 145، والبيهقي 4/ 131 من طرق- فيها سفيان الثوري وإسرائيل بن يونس- عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي. قال الدارقطني في "العلل" 4/ 72: والصحيح موقوف.

وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (1483) وغيره، وعن جابر وسيأتي في "المسند"(3/ 341 الميمنية)، وعن معاذ وسيأتي في "المسند" أيضاً (5/ 233).

الغَرْب: دلو عظيمة تتخذ من جلد ثور.

والدالية: شيء يتخذ من خوص يُستقى به يُشد بحبال في رأس جذع طويل، يُدار بالبقر ونحوه.

ص: 400

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً سِوَى الْمَكْتُوبَةِ (1).

• 1242 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ الرَّازِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ وَالْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلا تُحَدِّثُنَا عَنْ صَلاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، تَطَوُّعَهُ؟ فَقَالَ: وَأَيُّكُمْ يُطِيقُهُ؟ قَالُوا: نَأْخُذُ مِنْهُ مَا أَطَقْنَا. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ النَّهَارِ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً سِوَى الْمَكْتُوبَةِ (2).

1243 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ وَشَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" عَفَوْتُ لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، فَأَدُّوا رُبُعَ الْعُشُورِ "(3).

(1) إسناده قوي، غير أن قوله فيه "من الليل" خطأ، انظر ما بعده، وقد تقدم برقم (1234). أبو عبد الرحمن بن عمر: هو عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي، وعبد الرحيم الرازي: هو ابن سليمان.

(2)

إسناده قوي كسابقه. وقد تقدم برقم (650).

(3)

صحيح لغيره وإسناده ضعيف لضعف الحارث.

وأخرجه الطحاوي 2/ 28 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (124) عن شريك، به. ومن طريق الطيالسي أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 61. وقد تقدم برقم (984).

ص: 401

1244 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَلِيُّ، إِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، وَأَكْرَهُ لَكَ مَا أَكْرَهُ لِنَفْسِي، لَا تَقْرَأْ وَأَنْتَ رَاكِعٌ، وَلَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ، وَلَا تُصَلِّ وَأَنْتَ عَاقِصٌ شَعْرَكَ، فَإِنَّهُ كِفْلُ الشَّيْطَانِ، وَلَا تُقْعِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَلَا تَعْبَثْ بِالْحَصَى، وَلَا تَفْتَرِشْ ذِرَاعَيْكَ، وَلا تَفْتَحْ عَلَى الْإِمَامِ، وَلَا تَخَتَّمْ بِالذَّهَبِ، وَلَا تَلْبَسِ الْقَسِّيَّ، وَلَا تَرْكَبْ عَلَى الْمَيَاثِرِ "(1).

(1) هذا إسناد ضعيف لضعف الحارث الأعور، ثم هو منقطع أبو إسحاق لم يسمع هذا الحديث من الحارث فيما قاله أبو داود في "سننه".

وأخرجه الطيالسيُّ (182)، وعبد الرزاق (2822)، وعبدُ بن حميد (67)، وابن ماجه (894)، والترمذي (282) من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. وبعضُهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (2836) و (2993)، وأبو داود (908)، والبزار (854) من طريقين عن أبي إسحاق، به. وانظر ما تقدم برقم (619).

قلنا: وللنهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود والتختم بالذهب ولبس القَسِّي وركوب المياثر طرق عن عليٍّ نفسه تقويها، انظر ما تقدم يرقم (601) و (710).

وللنهي عن الصلاة وهو عاقص شعره شاهد من حديث أبي رافع صححه ابن حبان (2279)، ومن حديث ابن عباس عند أحمد 1/ 316، ومسلم (492)، وصححه ابن حبان (2280).

وللنهي عن العبث بالحصى في الصلاة شاهد من حديث أبي ذر عند أحمد 5/ 150، وصححه ابن حبان (2273). =

ص: 402

1245 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنِ الْخُفَّيْنِ، فَقَالَتْ: عَلَيْكَ بِابْنِ أَبِي طَالِبٍ

= وللنهي عن افتراش الذراعين شاهد من حديث عائشة عند مسلم (498).

وللنهي عن الإقعاء شاهد من حديث عائشة عند مسلم أيضاً (498) ولفظه: كان ينهى عن عُقْبة الشيطان. وفسره أبو عبيدة معمر بن المثنى وصاحبه أبو عبيد القاسم بن سلام وآخرون من أهل اللغة بالإقعاء، وهو أن يلصق أليتيه بالأرض، وينصب ساقيه، ويضع يديه على الأرض، وهذا هو النوع المكروه الذي ورد فيه النهي في هذا الحديث، ونوع آخر من الإقعاء: وهو أن يجعل أليتيه على عقبيه بين السجدتين، فهذا من السنة، فقد أخرج مسلم في "صحيحه" (536) من طريق طاووس قال: قلنا لابن عباس في الإقعاء على القدمين، فقال: هي السُّنَّة، فقلنا له: إنا لَنَراه جفاءً بالرجل، فقال ابن عباس: بل هي سنة نبيك صلى الله عليه وسلم. انظر "شرح مسلمِ " للإمام النووي 5/ 9.

وأما قوله: "ولا تفتح على الإمام"، فهو معارَضٌ بحديث ابن عمر بسند قوي عند أبي داود (907) وصححه ابن حبان (2242): أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاةً، فقرأ فيها، فلُبِّس عليه، فلما انصرف قال لأُبي:"أصليت معنا؟ " قال: نعم. قال: "فما مَنَعَك؟ " يعني: أن تفتح عليَّ. وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" 2/ 72 عن علي نفسه أنه قال: إذا استطعمك الإمامُ فاطعِمه. قال البغوي في "شرح السنة" 3/ 160: يريد إن تعايا في القراءة فلقنوه. وكان عثمان وابن عمر لا يريان به بأساً، وهو قول عطاء والحسن وابن سيرين، وبه قال مالك والشافعي وإسحاق، وروي عن ابن مسعود كراهية الفتح على الإمام، وهو قول الشعبي وسفيان الثوري وأبي حنيفة.

وعَقْص الشعر: فَتْله وجعله كالمضفور، وقال السندي: جَمْع الشعر وسط رأسه، أو لفُّ ذوائبه حول رأسه كفعل النساء.

وكِفْل الشيطان- بكسر الكاف وسكون الفاء-: أي: محل قعوده، وأصله كساءٌ يُدار حول البعير ثم يركب.

ص: 403

فَاسْأَلْهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلمُقِيمِ (1).

1246 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ الْعَبْسِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ صَلَّيْنَا الْعَصْرَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى صَلاةِ الْعَصْرِ، مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَأَجْوَافَهُمْ نَارًا "(2).

• 1247 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ (3)، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام، فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ " فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَا مَنَعَكَ أَنْ تَدْخُلَ؟ " قَالَ: إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلا بَوْلٌ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد تقدم برقم (748).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2194). وقد تقدم برقم (617).

(3)

كذا وقع في سائر أصولنا الخطية "الحسن بن ذكوان"، ووقعت تسميته في الموضعين في "غاية المقصد" للهيثمي ورقة 38، و"أطراف المسند" لابن حجر 1 / ورقة 202: الحُسين بن ذكوان.

(4)

إسناده ضعيف جداً، الحسن بن ذكوان ليس بالقوي، وعمرو بن خالد- وهو أبو خالد القرشي مولاهم- متروك، ورماه وكيع وأحمد وابنُ معين وغيرهم بالكذب.

وسيأتي برقم (1248)، وانظر (1270).

ص: 404

• 1248 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَاهُ شَيْبَانُ مَرَّةً أُخْرَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ أَبِي حَبَّةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ يُسَلِّمُ عَلَيَّ

" فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ نَحْوَهُ (1).

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ أَبِي لَا يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ؛ يَعْنِي كَانَ حَدِيثُهُ لَا يَسْوَى عِنْدَهُ شَيْئًا.

• 1249 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ أَبُو خَالِدٍ الْبَيْسَرِيُّ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ (2)، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُبْرِزْ فَخِذَكَ، وَلا تَنْظُرِ الَى فَخِذِ حَيٍّ وَلا مَيِّتٍ "(3).

(1) إسناده ضعيف جداً من أجل عمرو بن خالد، وحبة بن أبي حبة لم نقف له على ترجمة فيما بين أيدينا من مصادر. حسين بن ذكوان: هو المعلم، ثقة من رجال الشيخين.

(2)

في (م): عاصم بن أبي ضمرة، وهو خطأ.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وحبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعن، وهو لم يسمع من عاصم بن ضمرة شيئاً، قاله سفيان الثوري ويحيى بن معين وأبو داود وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم، وابن جريج قد صرح بالسماع هنا فقال: أخبرني، لكن رواه عنه حجاج بن محمد فقال: أُخبرت عن حبيب بن أبي ثابت، قال أبو حاتم عن هذا الحديث فيما أورده ابنه في "العلل" 2/ 271: ابن جريج لم يسمع هذا الحديث بهذا الإسناد من حبيب، إنما هو من حديث عمرو بن خالد الواسطي، ولا يثبت لحبيب (تحرف في المطبوع إلى: لحسن) رواية عن عاصم، فأرى أن ابن جريج أخذه من =

ص: 405

1250 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ وَحُسَيْنٌ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ (1)، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ لِفَاطِمَةَ: لَوِ أَتَيْتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتِهِ خَادِمًا، فَقَدِ أجْهَدَكِ الطَّحْنُ وَالْعَمَلُ؟ - قَالَ حُسَيْنٌ: إِنَّهُ قَدْ جَهَدَكِ الطَّحْنُ وَالْعَمَلُ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو أَحْمَدَ -، قَالَتْ: فَانْطَلِقْ مَعِي. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ مَعَهَا فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ

= الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد عن حبيب، والحسن بن ذكوان وعمرو بن خالد ضعيفا الحديث، وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 1/ 279: ووقع في زيادات المسند وفي الدارقطني ومسند الهيثم بن كليب تصريحُ ابن جريج بإخبار حبيب له، وهو وهم في نقدي، وقد تكلمت عليه في الإملاء على أحاديث مختصر ابن الحاجب.

وأخرجه أبو يعلى (331) وعنه ابن عدي في "الكامل" 7/ 2734 عن عبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3140) و (4015)، وابن ماجه (1460)، والبزار (694)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/ 284، و"شرح معاني الآثار" 1/ 474، والدارقطني 1/ 225، والحاكم 4/ 180 - 181، والبيهقي 2/ 228 من طرق عن ابن جريج، به.

ورواية روح بن عبادة عن ابن جريج عند الدارقطني والبيهقي بلفظ: "لا تكشف عن فخذك فإن الفخذ من العورة". قال أبو داود: هذا الحديث فيه نكارة.

وفي الباب عن ابن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص وجرهد الأسلمي ومحمد بن عبد الله بن جحش، وهي عند أحمد في "المسند" على التوالي 1/ 275 و 2/ 187 و 3/ 478 و 5/ 290، وهذه الأحاديث- وإن كان في أسانيدها مقال- يشد بعضها بعضاً، وتقوى. وهو (يعني كون الفخذ عورة) مذهبُ أحمد والشافعي وأبي حنيفة وأكثر أهل العلم، وقال مالك وابن أبي ذئب: الفخذ ليست بعورة. انظر "شرح السنة" للبغوي 9/ 20، و"المغني" لابن قدامة 1/ 577 - 578.

(1)

تحرف في (م) إلى: مريم.

ص: 406

ذَلِكَ؟ إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا، فَسَبِّحَا اللهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَاحْمَدَاهُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبِّرَاهُ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، فَتِلْكَ مِائَةٌ عَلَى اللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ ". فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: مَا تَرَكْتُهَا بَعْدَ مَا سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ رَجُلٌ: وَلا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قَالَ: وَلا لَيْلَةَ صِفِّينَ (1).

1251 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وَقَدْ صَلَّى الْفَجْرَ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ (2)، فَقُلْتُ: لَوْ قُمْتَ إِلَى فِرَاشِكَ كَانَ أَوْطَأَ لَكَ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ جَلَسَ فِي مُصَلاهُ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ، وَصَلاتُهُمْ عَلَيْهِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، وَمَنْ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ، وَصَلاتُهُمْ عَلَيْهِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هبيرة بن يريم، فمن رجال أصحاب السنن، وهو حسن الحديث.

حسين: هو ابن محمد المَرُّوذي، وأبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي.

وأخرجه أبو يعلى (551) من طريق عثمان بن عمر، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وانظر ما تقدم برقم (1229).

(2)

في (م): المجلس.

(3)

حسن لغيره، عطاء بن السائب قد اختلط، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البزار (596) من طريق حسين بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضا (597) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن إسرائيل، به. وقد تقدم =

ص: 407

• 1252 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الضُّحَى حِينَ كَانَتِ الشَّمْسُ مِنَ المَشْرِقِ فِي مَكَانِهَا مِنَ المَغْرِبِ صَلاةَ الْعَصْرِ (1).

• 1253 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً عَنْ ظَهْرِ غِنًى، اسْتَكْثَرَ بِهَا مِنْ رَضْفِ جَهَنَّمَ ". قَالُوا: مَا ظَهْرُ غِنًى؟ قَالَ: " عَشَاءُ لَيْلَةٍ "(2).

= برقم (1219).

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (659)، ومسلم 1/ 459 مرفوعا بلفظ:"الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يُحدِث، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه".

(1)

إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح غير عاصم بن ضمرة، فمن رجال أصحاب السنن. عبد الله بن عمر: هو ابن محمد بن أبان المعروف بمشكدانة، والمحاربي: هو عبد الرحمن بن محمد بن زياد. وانظر رقم (650).

(2)

إسناده ضعيف جداً، حسن بن ذكوان ضعيف، وهو لم يسمع من حبيب بن أبي ثابت، بينهما عمرو بن خالد القرشي مولاهم المتهم بالكذب.

عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد.

وأخرجه العقيليُّ في "الضعفاء" 1/ 224، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1776 من طريقين عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. =

ص: 408

• 1254 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا (1) عَبْد الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ (2)، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ، وَكُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ، وَعَنْ ثَمَنِ الْمَيْتَةِ، وَعَنْ لَحْمِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، وَعَنْ مَهْرِ الْبَغِيِّ، وَعَنْ عَسْبِ الْفَحْلِ، وَعَنِ الْمَيَاثِرِ الْأُرْجُوَانِ (3).

= وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/ 121 من طريق أبي معمر المقعد، عن عبد الوارث بن سعيد، عن حسن (في المطبوع: حسين)، عن عمرو بن خالد، عن حبيب.

وفي الباب ما يغني عنه عن أبي هريرة عند مسلم (1041) ولفظه: "من سأل الناسَ أموالَهم تكثراً، فإنما يسأل جمراً، فليستقلَّ أو ليستكثر".

وظهر الغنى: هو ما فضل عن الغنى، وقيل: ما فضل عن العيال.

والرَّضْف: الحجارة المحماة على النار، واحدتها: رَضْفة.

(1)

تحرفت في (م) إلى: بن.

(2)

في "غاية المقصد" ورقة 147، و"أطراف المسند" 1 / ورقة 202: الحسين بن ذكوان، وفي سائر أصولنا الخطية: الحسن بن ذكوان، قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 4/ 151: وهو الصوابُ، بخلاف ما وقع في "المسند"(يعني في نسخته) حسين بن ذكوان.

(3)

إسناده ضعيف جدا كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (357)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 224 عن زهير بن حرب، عن عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1776 من طريق زهير بن حرب وأبي بكر بن أبي النضر، عن عبد الصمد، به. وقال: وهذا الحديث يرويه الحسن بن ذكوان، عن عمرو بن خالد، وعمرو متروك الحديث، ويُسقِط الحسن بن ذكوان من الإسناد عمرو بن خالد لشدة ضعفه. =

ص: 409

1255 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ طَارِقِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَارَ عَلِيٌّ إِلَى النَّهْرَوَانِ فَقَتَلَ الْخَوَارِجَ، فَقَالَ: اطْلُبُوا، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " سَيَجِيءُ قَوْمٌ يَتَكَلَّمُونَ بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لَا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ

= وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 109 من طريق محمد بن نصر، عن جماعة، عن عبد الصمد، به. ثم قال: قال أبو عبد الله محمد بن نصر: وهذا حديث لم يسمعه الحسن بن ذكوان من حبيب بن أبي ثابت، وذلك أن محمد بن يحيى حدثنا قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثني عبد الوارث، عن الحسن بن ذكوان، عن عمرو بن خالد، عن حبيب بن أبي ثابت، وعمرو هذا منكرُ الحديثِ، فدلَّسَه الحسنُ عنه.

وأخرجه مختصراً بالنهي عن مياثرِ الأرجوان أبو داود (4050) من طريق هشام بنِ حسان، عن محمد بن سيرين، عن عَبيدة، عن علي. وإسناده صحيح.

وفي الباب في النهي عن كُلِّ ذي نابٍ من السباعِ، وعن كُلِّ ذي مِخْلَبٍ من الطير من حديث ابنِ عباس عندَ مسلم (1934).

وفي النهي عن ثمنِ الميتة من حديث أبي هريرة عند أبي داود (3485)، وإسناده حسن.

وفي النهي عن لحوم الحمر الأهلية من حديث علي، وقد تقدم في "المسند" برقم (592). وهو متفق عليه من حديث جابر وابن عمر وابن عباس وأنس وغيرهم، انظر "تلخيص الحبير" 4/ 150

وفي النهي عن مهر البغي من حديث ابن عباس، وسيأتي في "المسند" برقم (2094)، وإسناده صحيح.

وفي النهي عن عَسْب الفحل من حديث ابن عمر عند البخاري (2284).

مهر البغي: ما تأخذه الزانية على الزنى، وسماه "مهراً" لكونه على صورته.

وعسب الفحل: ثمن ماء الفحل، وقيل: أجرة الجماع، والفحل: الذكر من كل حيوان، فرساً كان أو جملاً أو تيساً أو غير ذلك.

ص: 410

الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، سِيمَاهُمْ - أَوْ فِيهِمْ - رَجُلٌ أَسْوَدُ مُخْدَجُ الْيَدِ، فِي يَدِهِ شَعَرَاتٌ سُودٌ " إِنْ كَانَ فِيهِمْ فَقَدْ قَتَلْتُمْ شَرَّ النَّاسِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ فَقَدْ قَتَلْتُمْ خَيْرَ النَّاسِ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّا وَجَدْنَا الْمُخْدَجَ، قَالَ: فَخَرَرْنَا سُجُودًا، وَخَرَّ عَلِيٌّ سَاجِدًا مَعَنَا (1).

1256 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ، قَالَ: خَطَبَ رَجُلٌ يَوْمَ الْبَصْرَةِ حِينَ ظَهَرَ عَلِيٌّ، فَقَالَ عَلِيٌّ: هَذَا الْخَطِيبُ الشَّحْشَحُ، سَبَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، وَثَلَّثَ عُمَرُ، ثُمَّ خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ بَعْدَهُمْ، يَصْنَعُ اللهُ فِيهَا مَا شَاءَ (2).

1257 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ وَلِأَبِي بَكْرٍ يَوْمَ بَدْرٍ: مَعَ أَحَدِكُمَا جِبْرِيلُ، وَمَعَ الْآخَرِ مِيكَائِيلُ، وَإِسْرَافِيلُ مَلَكٌ عَظِيمٌ يَشْهَدُ الْقِتَالَ، أَوْ قَالَ: يَشْهَدُ الصَّفَّ (3).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة طارق بن زياد الكوفي. وقد تقدم برقم (848). أبو نعيم: هو الفضل بن دكين.

(2)

حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف، شريك النخعي سيئ الحفظ، وعمرو بن سفيان- وهو الثقفي- روى عنه الأسود بن قيس وحده، ولم يذكر له أحد رواية عن علي، ولم يوثقه غير ابن حبان. وانظر ما تقدم برقم (1020).

والشَحْشَح: الماهر الماضي في كلامه.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي صالح الحنفي- واسمه عبد الرحمن بن قيس- فمن رجال مسلم. مسعر: هو ابن كدام، وأبو =

ص: 411

1258 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ (1).

1259 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ كَثِيرٍ أَبِي هَاشِمٍ بَيَّاعِ السَّابِرِيِّ، عَنْ قَيْسٍ الْخَارِفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ: سَبَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، وَثَلَّثَ عُمَرُ، ثُمَّ خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ - أَوْ أَصَابَتْنَا فِتْنَةٌ - فَكَانَ مَا شَاءَ اللهُ (2).

• 1260 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدُوَيْهِ (3) أَبُو مُحَمَّدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ مِنْ أَوَّلِهِ، وَأَوْسَطِهِ، وَآخِرِهِ، وَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى آخِرِ اللَّيْلِ (4).

= عون: هو محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 16، وابن أبي عاصم (1217)، والبزار (729)، وأبو يعلى (340)، والحاكم 3/ 134 من طرق عن مسعر، بهذا الإسناد. وصحح إسناده الحاكم، ووافقه الذهبي إلا أنه جعله على شرط مسلم.

(1)

إسناده قوي.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(289) من طريق عمر بن علي المقدمي، عن مسعر، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (650).

(2)

إسناده حسن. وقد تقدم برقم (1020).

(3)

تحرف في (م) إلى: عبد ربه.

(4)

إسناده حسن، وقد تقدم برقم (580). يحيى بن عبدويه له ترجمة في "تاريخ بغداد" 14/ 165 - 166، و"الميزان" 4/ 394، و"لسان الميزان" 6/ 268 - 269، ولم يترجمه الحافظ في "التعجيل" مع أنه على شرطه.

ص: 412

• 1261 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ أَبُو مَعْمَرٍ الْهِلالِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ التَّطَوُّعِ (1) ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، وَبِالنَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً (2).

• 1262 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَنْدَلٍ وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، جَمِيعًا فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: أَلا إِنَّ الْوَتْرَ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَصَلاتِكُمِ الْمَكْتُوبَةِ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْتَرَ، ثُمَّ قَالَ:" أَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ، أَوْتِرُوا فَإِنَّ اللهَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ ". وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَنْدَلٍ، وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ (3).

(1) في "مسند أبي يعلى": "من الليلِ التطوُّعَ".

(2)

سعيد بن خثيم وفضيل بن مرزوق صدوقان يَهِمَان، وقد روي عن أبي إسحاق بأسانيد أصح من هذا فذكروا تطوع النبي صلى الله عليه وسلم بالنهار ست عثرة ركعة. انظر الحديث رقم (1208).

وأخرجه أبو يعلى (495) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

(3)

حديث قوي، عبد الله بن صندل، وسويد بن سعيد قد توبعا.

وأخرجه ابن ماجه (1169)، والترمذي (453)، والبزار (685)، والنسائي 3/ 228، وابن خزيمة (1067)، والحاكم 1/ 300 من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 2/ 468 من طريق أبي عوانة، عن أبي إسحاق، به. وانظر (652) و (877).

ص: 413

1263 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ نَافِعٍ النَّوَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُلَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلِي نَبِيٌّ إِلا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَالْمِقْدَادُ (1)، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلالٌ "(2).

1264 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى النَّعْلَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ كَمَا رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ، لَرَأَيْتُ أَنَّ بَاطِنَ الْقَدَمَيْنِ هُوَ أَحَقُّ بِالْمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِهِمَا (3).

• 1265 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ

(1) زاد بين المقداد وبين حذيفة في (م) و (ص) ونسخة على حاشية (س): وعبد الله بن مسعود وأبو ذر.

(2)

إسناده ضعيف. فطر: هو ابن خليفة.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1421)، والبزار (896) من طريق الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (665).

(3)

صحيح لغيره، وانظر ما تقدم برقم (737).

وأخرجه الدارمي (715)، والبزار (794)، والبيهقي 1/ 292 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وقرن البزار بأبي نعيم أبا بكر الحنفي.

ص: 414

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَيْسَ فِي مَالٍ زَكَاةٌ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ (1).

• 1266 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: إِنَّ الشِّيعَةَ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا يَرْجِعُ! قَالَ: كَذَبَ أُولَئِكَ الْكَذَّابُونَ، لَوْ عَلِمْنَا ذَاكَ مَا تَزَوَّجَ نِسَاؤُهُ، وَلا قَسَمْنَا مِيرَاثَهُ (2)

.

(1) حديث صحيح، شريك- وإن كان سيئ الحفظ- متابع، ونقل الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 328 عن النووي أنه قال في "الخلاصة": هو حديث صحيح أو حسن.

وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" 2/ 156 بعد أن نسبه إلى البيهقي: حديث علي لا بأس بإسناده، والآثار تعضده فيصلح للحجة، والله أعلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 158 و 159 عن شريك، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(1122) من طريق سفيان الثوري، والدارقطني في "السنن" 2/ 91 من طريق زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن أبي إسحاق، به.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 704 من طريق إسماعيل بن عياش، عن الحسن بن عمارة، عن أبي إسحاق، به مرفوعاً. قال ابن عدي: وهذا الحديث لعل البلاء فيه من إسماعيل بن عياش، لأنه إذا روى عن غير أهل بلده من الشاميين خلط، فإذا روى عن أهل الحجاز والبصرة والكوفة خلط عليهم، والحسن بن عمارة كوفي، والبلاء من ابن عياش لا من الحسن.

وأخرجه كذلك مرفوعاً أبو داود (1573)، والبيهقي 4/ 95 من طريق جرير بن حازم، عن أبي إسحاق، به. وقرن جرير بعاصم الحارثَ الأعور، ولم يُسَم الحارث عند البيهقي. وفي الباب عن ابن عمر وعن أنس وعن عاثشة، انظر تخريجها في "نصب الراية" 2/ 330.

(2)

حسن لغيره، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 22 وقال: رواه عبد الله وإسناده جيد. =

ص: 415

• 1267 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنِّي قَدْ عَفَوْتُ لَكُمْ عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، وَلا صَدَقَةَ فِيهِمَا "(1).

• 1268 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ أَبُو عُمَرَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَاسْتَظْهَرَهُ، شُفِّعَ فِي عَشْرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ قَدْ وَجَبَتْ لَهُمِ النَّارُ "(2).

= وأخرجه ابن سعد 3/ 39 من طريق حجاج بن أرطاة، وابن سعد أيضاً في 3/ 39، والطبراني في "الكبير"(2560) من طريق مطرف بن طريف، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2617)، والقطيعي في زياداته على "الفضائل"(1128)، والحاكم 3/ 145 من طريق زهير بن معاوية، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، عن عمرو بن عبد الله الأصم، عن الحسن بن علي، وعمرو بن عبد الله بن الأصم ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 346، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 242، فلم يوردا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 180.

(1)

إسناده جيد. وقد تقدم برقم (711).

(2)

إسناده ضعيف جداً لضعف عمرو بن عثمان الرقي وحفص أبي عمر- وهو ابن سليمان البزاز القارئ-، ولجهالة كثير بن زاذان.

وأخرجه ابن ماجه (216)، والترمذي (2905)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 788، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 255 من طرق عن حفص بن سليمان، بهذا الإسناد.

وقد تحرف في المطبوع من ابن ماجه وابن عدي "عاصم بن ضمرة" إلى: "عاصم بن حمزة". قال الترمذي: غريب، وليس له إسناد صحيح. وسيأتي برقم (1278).

ص: 416

• 1269 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَفَوْتُ عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ فِي الصَّدَقَةِ "(1).

• 1270 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلْمٍ خَلِيلُ بْنُ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ أَوْ كَلْبٌ " وَكَانَ كَلْبٌ لِلحَسَنِ فِي الْبَيْتِ (2).

• 1271 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ: أَرَأَيْتَ مَسِيرَكَ هَذَا، عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَمْ رَأْيٌ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا؟ قُلْتُ: دِينَنَا دِينَنَا. قَالَ: مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ شَيْئًا، وَلَكِنْ رَأْيٌ رَأَيْتُهُ (3).

(1) إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح غير عاصم بن ضمرة، فمن رجال أصحاب السنن. محمد بن إشكاب: هو محمد بن الحسين بن إبراهيم البغدادي، و"إشكاب" لقب أبيه الحسين، وأبو عبيدة والد محمد: هو عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي. وقد تقدم برقم (711).

(2)

إسناده ضعيف جداً، عمرو بن خالد متهم بالكذب، وحسن بن ذكوان ضعيف.

وانظر ما تقدم برقم (632) و (1247).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل أبو معمر: هو ابن =

ص: 417

1272 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ لِلمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رُمْحٌ، فَكُنَّا إِذَا خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ خَرَجَ بِهِ مَعَهُ، فَيَرْكُزُهُ فَيَمُرُّ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيَحْمِلُونَهُ، فَقُلْتُ: لَئِنْ أتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَأخْبِرَنَّهُ. فَقَالَ: " إِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ لَمْ تَرْفَعْ ضَالَّةً "(1).

1273 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: تَوَضَّأَ عَلِيٌّ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ (2).

1274 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ:

= إبراهيم بن معمر الهذلي، وابن عُلية: هو إسماعيل، ويونس: هو ابن عبيد، والحسن: هو البصري.

وأخرجه أبو داود (4666)، والخطيب في "الموضح" 1/ 393 من طريق إسماعيل أبي معمر، بهذا الإِسناد. وانظر ما تقدم برقم (1207).

(1)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الخليل، وقد تقدمت ترجمته عند الحديث رقم (771). أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه أبو يعلى (311) و (543)، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 246 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 350، وابن ماجه (2809)، والنسائي في "الكبرى"(5807) من طريق وكيع، عن سفيان، به.

(2)

إسناده حسن. وقد تقدم برقم (971).

ص: 418

بَلَغَنِي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُلَيْلٍ، فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ، فَوَجَدْتُهُمْ فِي جَنَازَةٍ، فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُلَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أُعْطِيَ كُلُّ نَبِيٍّ سَبْعَةَ نُجَبَاءَ، وَأُعْطِيَ نَبِيُّكُمِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ نَجِيبًا، مِنْهُمْ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ (1).

1275 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي (2) بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ النُّعْمَانِ - قَالَ: وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ - عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ، وَأَنْ لَا نُضَحِّيَ بِعَوْرَاءَ، وَلا مُقَابَلَةٍ، وَلا مُدَابَرَةٍ، وَلا شَرْقَاءَ، وَلا خَرْقَاءَ. قَالَ زُهَيْرٌ: فَقُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: أَذَكَرَ عَضْبَاءَ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: مَا الْمُقَابَلَةُ؟ قَالَ: هِيَ الَّتِي يُقْطَعُ طَرَفُ أُذُنِهَا. قُلْتُ: فَالْمُدَابَرَةُ؟ قَالَ: الَّتِي يُقْطَعُ مُؤَخَّرُ الْأُذُنِ. قُلْتُ: مَا الشَّرْقَاءُ؟ قَالَ: الَّتِي يُشَقُّ أُذُنُهَا. قُلْتُ: فَمَا الْخَرْقَاءُ؟ قَالَ: الَّتِي تَخْرِقُ أُذُنَهَا السِّمَةُ (3).

1276 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَحْبِسُوا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلاثٍ (4).

(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، وسالم بن أبي حفصة إلى الضعف أقرب. وقد تقدم برقم (665).

(2)

لفظة "أبي" سقطت من النسخ المطبوعة.

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم الكلام عليه برقم (609).

(4)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سفيان بن حسين، فمن رجال =

ص: 419

1277 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَتْ: سَلْ عَلِيًّا فَهُوَ أَعْلَمُ بِهَذَا مِنِّي، هُوَ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَسَأَلْتُ عَلِيًّا فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِلمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَلِلمُسَافِرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ "(1).

• 1278 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ - يَعْنِي أَبَا عُمَرَ الْقَارِئَ -، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فَاسْتَظْهَرَهُ وَحَفِظَهُ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ، وَشَفَّعَهُ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، كُلُّهُمْ قَدْ وَجَبَتْ لَهُمِ النَّارُ "(2).

• 1279 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْحَسْنَاءِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُضَحِّيَ عَنْهُ بِكَبْشَيْنِ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَفْعَلَهُ.

= أصحاب السنن، وروى له مسلم في المقدمة والبخاري تعليقاً، وهو ثقة في غير الزهري باتفاقهم، وانظر ما تقدم برقم (435).

(1)

صحيح، وهو مكرر (748).

(2)

إسناده ضعيف جداً لضعف حفص بن سليمان القارئ وجهالة كثير بن زاذان.

محمد بن بكار: هو ابن الريان البغدادي الرصافي. وقد تقدم برقم (1268).

ص: 420

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ فِي حَدِيثِهِ: ضَحَّى عَنْهُ بِكَبْشَيْنِ: وَاحِدٌ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالْآخَرُ عَنْهُ. فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ أَمَرَنِي فَلا أَدَعُهُ أَبَدًا (1).

• 1280 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحْرِزُ بْنُ عَوْنِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاضِيًا، فَقَالَ:" إِذَا جَاءَكَ الْخَصْمَانِ، فَلا تَقْضِ عَلَى أَحَدِهِمَا حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الآخَرِ، فَإِنَّهُ يَبِينُ لَكَ الْقَضَاءُ "(2).

• 1281 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ. وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ. وَحَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زحْمَوَيْهِ. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ الْحَضْرَمِيُّ. وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ قَاضِيًا، فَقُلْتُ: تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ وَأَنَا حَدَثُ السِّنِّ، وَلا عِلْمَ لِي بِالْقَضَاءِ؟ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى

(1) إسناده ضعيف.

وأخرجه الترمذي (1495) عن محمد بن عبيد المحاربي، وأبو يعلى (459) عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك. وانظر (843).

(2)

حسن لغيره، وانظر ما تقدم برقم (690).

وأخرجه الطيالسي (125)، وابن سعد 2/ 337، وأبو داود (3582)، والبزار (733)، والنسائي في "الخصائص"(35)، ووكيع في "أخبار القضاة" 1/ 86 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.

ص: 421

صَدْرِي، فَقَالَ:" ثَبَّتَكَ اللهُ وَسَدَّدَكَ، إِذَا جَاءَكَ الْخَصْمَانِ فَلا تَقْضِ للأوَّلِ حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الآخَرِ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يَبِينَ لَكَ الْقَضَاءُ " قَالَ: فَمَا زِلْتُ قَاضِيًا (1).

وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو الضَّبِّيِّ، وَبَعْضُهُمِ أتَمُّ كَلامًا مِنْ بَعْضٍ.

• 1282 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَاضِيًا إِلَى الْيَمَنِ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ:" إِنَّ اللهَ مُثَبِّتٌ قَلْبَكَ، وَهَادٍ فُؤَادَكَ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

• 1283 - قَالَ لُوَيْنٌ: وَحَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِ مَعْنَاهُ.

• 1284 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ، عَنْ حَنَشٍ الْكِنَانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ بَعَثَ عَامِلَ شُرَطَتِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَتَدْرِي عَلَى مَا أَبْعَثُكَ؟

(1) حسن لغيره، وانظر ما قبله.

وأخرجه أبو يعلى (371) عن زكريا بن يحيى، والقطيعي في زياداته على "القضائل"(1096) من طريق داود بن عمرو الضبي وأبي الربيع الزهراني، والبيهقي 10/ 86 من طريق أبي الربيع الزهراني، بهذا الإسناد.

(2)

حسن لغيره، وانظر ما قبله.

ص: 422

عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْ أَنْحِتَ كُلَّ - يَعْنِي - صُورَةً، وَأَنْ أُسَوِّيَ كُلَّ قَبْرٍ (1).

* 1285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي. وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَقَاضَى إِلَيْكَ رَجُلانِ، فَلا تَقْضِ لِلأوَّلِ حَتَّى تَسْمَعَ مَا يَقُولُ الْآخَرُ، فَإِنَّكَ سَوْفَ تَرَى كَيْفَ تَقْضِي "(2).

• 1286 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْحَسْنَاءِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حَنَشٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: أَوْصَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُضَحِّيَ عَنْهُ (3).

• 1287 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَعَثَهُ بِبَرَاءَةٌ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم الكلامُ عليه برقم (1239).

والسكن بن إبراهيم روى عنه جمع ووثقه ابن حبان، وله ترجمة في "التعجيل" ص 157.

وأخرجه أبو يعلى (563) عن عبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد.

(2)

حسن لغيره. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 7/ 291 و 10/ 176. وقد تقدم برقم (690).

(3)

إسناده ضعيف.

وأخرجه أبو داود (2790) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وانظر (843).

ص: 423

لَسْتُ بِاللَّسِنِ وَلا بِالْخَطِيبِ. قَالَ: " مَا بُدٌّ أَنْ أَذْهَبَ بِهَا أَنَا، أَوْ تَذْهَبَ بِهَا أَنْتَ " قَالَ: فَإِنْ كَانَ وَلا بُدَّ فَسَأَذْهَبُ أَنَا. قَالَ: " فَانْطَلِقْ، فَإِنَّ اللهَ يُثَبِّتُ لِسَانَكَ، وَيَهْدِي قَلْبَكَ " قَالَ: ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَمِهِ (1).

1288 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ عَاصِمَ ابْنَ بَهْدَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ زِرًّا يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ:" شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى آبَتِ الشَّمْسُ، مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ وَبُطُونَهُمْ نَارًا "(2).

1289 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ عَنِ الْحَارِثِ

(1) حسن لغيره، حنش- وهو ابن المعتمر الكناني- قد توبع، فقد رواه بنحوه ابن حبان في "صحيحه"(5065) من طريق عمرو بن حماد، عن أسباط بن نصر، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن علي، وانظر تمام تخريجه هناك، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح.

أبو بكر: هو ابن أبي شيبة، وعمرو بن حماد: هو القناد.

(2)

صحيح لغيره، جابر- وهو ابن يزيد الجعفي وإن كان ضعيفاً- قد توبع عند غير المؤلف، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عاصم بن بهدلة، فمن رجال أصحاب السنن وروى له الشيخان مقروناً، وهو حسن الحديث، وقد تقدم الحديثُ عن علي بأسانيد أصحَّ مِن هذا، فانظر (591) و (617).

وأخرجه عبد الرزاق (2192)، وابن أبي شيبة 2/ 504، وابن ماجه (684)، والبزار (557) و (558)، وأبو يعلى (386) و (387) و (390)، وا بن خزيمة (1336)، والطبري 2/ 558، والطحاوي 1/ 173 و 174، وابن حبان (1745)، والبيهقي 1/ 460، والبغوي في "شرح السنة"(387) من طرق عن عاصم، بهذا الإسناد. وفي بعض هذه المصادر "يوم الخندق"، وهو الصواب.

ص: 424

عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُتَوَشِّمَةَ، وَالْمُحِلَّ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ، وَنَهَى عَنِ النَّوْحِ (1).

1290 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ نُجَيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَتْ لِي سَاعَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ يَنْفَعُنِي اللهُ عز وجل بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلا كَلْبٌ وَلا جُنُبٌ " قَالَ: " فَنَظَرْتُ فَإِذَا جِرْوٌ لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ تَحْتَ السَّرِيرِ، فَأَخْرَجْتُهُ "(2).

1291 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَضَعَ الْخَاتَمَ فِي الْوُسْطَى (3).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لِضعف جابر بن يزيد الجعفي والحارث بن عبد الله الأعور.

وأخرجه البزار (825) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (635).

(2)

إسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي وانقطاعه بين عبد الله بن نجي وبين علي بن أبي طالب. ولقوله: "لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة ولا كلب" شواهد في الصحيح، انظر (608).

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر الجعفي، وقد تقدم بإسناد أصح برقم (1168).

ص: 425

1292 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا يَخْطُبُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ يَلِجِ النَّارَ "(1).

• 1293 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّهُ سَمِعَ جُرَيَّ بْنَ كُلَيْبٍ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَضْبَاءِ الْقَرْنِ وَالْأُذُنِ (2).

• 1294 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جُرَيِّ بْنِ كُلَيْبٍ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُضَحَّى بِأَعْضَبِ الْقَرْنِ وَالْأُذُنِ (3).

• 1295 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النَّاجِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمْرٍو الْفَزَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (1001).

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جري بن كليب، وقد تقدم الكلام عليه برقم (633).

وأخرجه ابن ماجه (3145) عن حميد بن مسعدة، عن خالد بن الحارث، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده حسن كسابقه. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب.

ص: 426

مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ " (1).

• 1296 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي سَلامٍ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ حُكَيْمِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا قَالَ: " اللهُمَّ بِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أَحُولُ، وَبِكَ أَسِيرُ "(2).

• 1297 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَشْرُ آيَاتٍ مِنْ بَرَاءَةٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ، فَبَعَثَهُ بِهَا لِيَقْرَأَهَا عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ، ثُمَّ دَعَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي:" أَدْرِكْ أَبَا بَكْرٍ، فَحَيْثُمَا لَحِقْتَهُ فَخُذِ الْكِتَابَ مِنْهُ، فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَاقْرَأْهُ عَلَيْهِمْ " فَلَحِقْتُهُ بِالْجُحْفَةِ، فَأَخَذْتُ الْكِتَابَ مِنْهُ، وَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ؟ قَالَ:" لَا، وَلَكِنَّ جِبْرِيلَ جَاءَنِي، فَقَالَ: لَنْ يُؤَدِّيَ عَنْكَ إِلا أَنْتَ، أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ "(3).

(1) إسناده قوي. إبراهيم بن الحجاج الناجي: هو السامي أبو إسحاق البصري. وقد تقدم برقم (751).

(2)

إسناده ضعيف.

وأخرجه البزار (804) عن نصر بن علي، بهذا الإسناد. وانظر (691).

(3)

إسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر الحنفي، وحنش- وهو ابن المعتمر الكناني- ليس بالقوي. وقال ابن كثير في "تفسيره" 4/ 48: هذا إسناد فيه ضعف، وقال في "البداية والنهاية" 5/ 34: ضعيف الإسناد ومتنه فيه نكارة. =

ص: 427

1298 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ: إِنَّ رَسُولَكُمْ كَانَ يَخُصُّكُمْ بِشَيْءٍ دُونَ النَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ: مَا خَصَّنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ لَمْ يَخُصَّ النَّاسَ، إِلا بِشَيْءٍ فِي قِرَابِ سَيْفِي هَذَا. فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ أَسْنَانِ الْإِبِلِ، وَفِيهَا:" إِنَّ الْمَدِينَةَ حَرَمٌ مِمَّا بَيْنِ (1) ثَوْرٍ إِلَى عَائِرٍ، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَإِنَّ عَلَيْهِ لَعْنَةَ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ، وَلا عَدْلٌ، وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ، وَلا عَدْلٌ، وَمَنْ تَوَلَّى مَوْلًى بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ، وَلا عَدْلٌ "(2).

= وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/ 122 وزاد نسبته لأبي الشيخ وابن مردويه.

قلنا: والصواب ما أخرجه البخاري في "صحيحه"(4656) من حديث حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحَجَّة في المؤذنين بعثهم يوم النحر يُؤذنون بمنى: أن لا يحجَّ بعد العام مشرك، وٍ لا يطوف بالبيت عُريان.

قال حميد: ثم أردف النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعليّ بن أبي طالب، فأمره أن يؤذِّنَ ببراءة. قال أبو هريرة: فأذَّن معنا عليّ في أهل مِنى يومَ النحر ببراءة، وأن لا يحجَّ بعدَ العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. وانظر ما تقدم برقم (4) و (594).

(1)

في (م) و (ح) و (س): من بين.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4277) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. =

ص: 428

1299 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ:" حَبَسُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى، صَلاةِ الْعَصْرِ، حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ - أَوْ قُبُورَهُمْ وَبُطُونَهُمْ - نَارًا "(1).

قَالَ شُعْبَةُ: " مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ، أَوْ قُبُورَهُمْ وَبُطُونَهُمْ نَارًا " لَا أَدْرِي أَفِي الْحَدِيثِ هُوَ أَمْ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ؟ أَشُكُّ فِيهِ.

• 1300 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خالد، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَازِنٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَلِيًّا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، انْعَتْ لَنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، صِفْهُ لَنَا. فَقَالَ: كَانَ لَيْسَ بِالذَّاهِبِ طُولًا، وَفَوْقَ الرَّبْعَةِ، إِذَا جَاءَ مَعَ الْقَوْمِ غَمَرَهُمْ، أَبْيَضَ شَدِيدَ الْوَضَحِ، ضَخْمَ الْهَامَةِ، أَغَرَّ أَبْلَجَ، هَدِبَ الْأَشْفَارِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، إِذَا مَشَى يَتَقَلَّعُ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ فِي صَبَبٍ، كَأَنَّ الْعَرَقَ فِي وَجْهِهِ اللُّؤْلُؤُ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ، بِأَبِي وَأُمِّي صلى الله عليه وسلم (2).

= وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 197 من طريق ابن أبي عدي، عن شعبة، به.

وأخرجه الطبري أيضاً من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، به. وانظر ما تقدم برقم (615).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد تقدم برقم (617).

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، يوسف بن مازن لم يُدرك علياً بينهما رجل لم يسمَّ =

ص: 429

• 1301 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خَالِدُ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَازِنٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: انْعَتْ لَنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَانَ لَيْسَ بِالذَّاهِبِ طُولًا

فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً (1).

• 1302 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ عَلَى الْكَعْبَةِ أَصْنَامٌ، فَذَهَبْتُ لِأَحْمِلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهَا، فَلَمِ أَسْتَطِعْ، فَحَمَلَنِي، فَجَعَلْتُ أَقْطَعُهَا، وَلَوْ شِئْتُ لَنِلْتُ السَّمَاءَ (2).

• 1303 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْيَمَ

= كما في الحديث الآتي، وخالد بن خالد مجهول لا يُعرف، انظر "ذيل الكاشف لأبي زُرعة العراقي ص 90، و"تعجيل المنفعة" ص 111 - 112.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 411، والبيهقي في "دلاثل النبوة" 1/ 216 - 217 و 252 من طريق سعيد بن منصور، عن نوح بن قيس، بهذا الإسناد. ورواية البيهقي مختصرة. وانظر ما تقدم برقم (944).

الرَّبْعه: المربوع، وهو المتوسط.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة أبي مريم الثقفي، وضعف نعيم بن حكيم.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 236 عن عُبيد الله بن يوسف الجبَيْرِي، عن عبد الله بن داود، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (644).

ص: 430

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ قَوْمًا يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ، عَلامَتُهُمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ "(1).

• 1304 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ امْرَأَةَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْوَلِيدَ يَضْرِبُهَا - وَقَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ فِي حَدِيثِهِ: تَشْكُوهُ - قَالَ: " قُولِي لَهُ: قَدْ أَجَارَنِي ". قَالَ عَلِيٌّ: فَلَمْ تَلْبَثْ إِلا يَسِيرًا حَتَّى رَجَعَتْ، فَقَالَتْ: مَا زَادَنِي إِلا ضَرْبًا. فَأَخَذَ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهِ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهَا، وَقَالَ:" قُولِي لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَجَارَنِي ". فَلَمْ تَلْبَثْ إِلا يَسِيرًا حَتَّى رَجَعَتْ، فَقَالَتْ: مَا زَادَنِي إِلا ضَرْبًا. فَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ:" اللهُمَّ عَلَيْكَ الْوَلِيدَ، أَثِمَ بِي مَرَّتَيْنِ "(2).

وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الْقَوَارِيرِيِّ، وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ.

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (358) من طريق شبابة، عن نعيم بن حكيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (165) عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن حكيم، ونعيم بن حكيم، كلاهما عن أبي مريم، به مطولاً. وانظر ما تقدم برقم (848).

(2)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (351) عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "رفع اليدين في الصلاة"(95)، والبزار (767)، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 244 من طرق عن عبد الله بن داود، به. وانظر ما بعده.

ص: 431

• 1305 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ امْرَأَةَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ جَاءَتِ الَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَشْتَكِي الْوَلِيدَ أَنَّهُ يَضْرِبُهَا

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

1306 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَلَى فُرْضَةٍ مِنْ فِرَاضِ الْخَنْدَقِ، فَقَالَ:" شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، مَلأ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ - أَوْ بُطُونَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ - نَارًا "(2).

1307 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ أَبِي بَزَّةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ: هَلْ خَصَّكُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ: مَا خَصَّنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ لَمْ يَعُمَّ بِهِ النَّاسَ كَافَّةً، إِلا مَا كَانَ فِي قِرَابِ سَيْفِي هَذَا. قَالَ: فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً فِيهَا مَكْتُوبٌ: " لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ،

(1) إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (294) عن أبي خيثمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (768)، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 244 - 245 من طريقين عن عبيد الله بن موسى، وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه البزار (787)، والطبري 2/ 558 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وقد تقدم برقم (1132).

ص: 432

لَعَنَ اللهُ مَنْ سَرَقَ مَنَارَ الْأَرْضِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ (1)، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا " (2).

1308 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ:" اللهُمَّ امْلَأَ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى آبَتِ الشَّمْسُ "(3).

1309 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُجَيَّةَ بْنَ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْبَقَرَةِ، فَقَالَ: عَنْ سَبْعَةٍ. وَسَأَلَهُ عَنِ الْأَعْرَجِ، فَقَالَ: إِذَا بَلَغَتِ الْمَنْسَكَ. وَسُئِلَ عَنِ الْقَرَنِ؟ فَقَالَ: لَا يَضُرُّهُ. وَقَالَ عَلِيٌّ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ (4).

1310 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سِمَاكٌ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ: أَنَّ عَلِيًّا كَانَ بِالْيَمَنِ فَاحْتَفَرُوا زُبْيَةً لِلأسَدِ، فَجَاءَ حَتَّى وَقَعَ فِيهَا

(1) على حاشية (س) و (ص): والديه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (954).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد تقدم برقم (591).

(4)

إسناده حسن. وهو مكرر (1022).

ص: 433

رَجُلٌ، وَتَعَلَّقَ بِآخَرَ، وَتَعَلَّقَ الْآخَرُ بِآخَرَ، وَتَعَلَّقَ الْآخَرُ بِآخَرَ، حَتَّى صَارُوا أَرْبَعَةً، فَجَرَحَهُمِ الْأَسَدُ فِيهَا، فَمِنْهُمْ مَنْ مَاتَ فِيهَا، وَمِنْهُمْ مَنِ أخْرِجَ فَمَاتَ، قَالَ: فَتَنَازَعُوا فِي ذَلِكَ حَتَّى أَخَذُوا السِّلاحَ، قَالَ: فَأَتَاهُمْ عَلِيٌّ فَقَالَ: وَيْلَكُمْ تَقْتُلُونَ مِئَتَيِ إنْسَانٍ فِي شَأْنِ أَرْبَعَةِ أَنَاسِيَّ؟ تَعَالَوْا أَقْضِ بَيْنَكُمْ بِقَضَاءٍ، فَإِنْ رَضِيتُمْ بِهِ، وَإِلا فَارْتَفِعُوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَقَضَى لِلأوَّلِ رُبُعَ دِيَتِهٍ، وَلِلثَّانِي ثُلُثَ دِِيَتِهِ، وَلِلثَّالِثِ نِصْفَ دِيَتِهِ، وَلِلرَّابِعِ الدِّيَةُ كَامِلَةً، قَالَ: فَرَضِيَ بَعْضُهُمْ، وَكَرِهَ بَعْضُهُمْ، وَجَعَلَ الدِّيَةَ عَلَى قَبَائِلِ الَّذِينَ ازْدَحَمُوا.

قَالَ: فَارْتَفَعُوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ بَهْزٌ: قَالَ حَمَّادٌ: أَحْسَبُهُ قَالَ: كَانَ مُتَّكِئًا فَاحْتَبَى - قَالَ: " سَأَقْضِي بَيْنَكُمْ بِقَضَاءٍ " قَالَ: فَأُخْبِرَ أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه قَضَى بِكَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَأَمْضَى قَضَاءَهُ. قَالَ عَفَّانُ: " سَأَقْضِي بَيْنَكُمْ "(1).

• 1311 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ ابْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْيَمَ، وَرَجُلٌ مِنْ جُلَسَاءِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ ". قَالَ: فَزَادَ النَّاسُ بَعْدُ: وَالِ مَنْ وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ (2).

1312 -

حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ،

(1) إسناده ضعيف. وهو مكرر (574).

(2)

صحيح لِغيره، نعيم بن حكيم وأبو مريم تقدمت ترجمتهما عند الحديث رقم (644). وانظر الحديث المتقدم برقم (950).

ص: 434

عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ: أَنَّ عَلِيًّا، سُئِلَ عَنِ الْبَقَرَةِ، فَقَالَ: عَنْ سَبْعَةٍ. وَسُئِلَ عَنِ الْمَكْسُورَةِ الْقَرْنِ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ. وَسُئِلَ عَنِ الْعَرَجِ؟ فَقَالَ: مَا بَلَغَتِ الْمَنْسَكَ. ثُمَّ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَيْنِ وَالْأُذُنَيْنِ (1).

• 1313 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، عَنِ ابْنِ أَعْبُدَ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: يَا ابْنَ أَعْبُدَ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الطَّعَامِ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَمَا حَقُّهُ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: تَقُولُ: بِسْمِ اللهِ، اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتَنَا. قَالَ: وَتَدْرِي مَا شُكْرُهُ إِذَا فَرَغْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَمَا شُكْرُهُ؟ قَالَ: تَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا.

ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخْبِرُكَ عَنِّي وَعَنْ فَاطِمَةَ؟ كَانَتِ ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ مِنْ أَكْرَمِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ، وَكَانَتْ زَوْجَتِي، فَجَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَ الرَّحَى بِيَدِهَا، وَأَسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتِ الْقِرْبَةُ بِنَحْرِهَا، وَقَمَّتِ الْبَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا، وَأَوْقَدَتْ تَحْتَ الْقِدْرِ حَتَّى دَنِسَتْ ثِيَابُهَا، فَأَصَابَهَا مِنْ ذَلِكَ ضُرٌّ، فَقُدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْيٍ - أَوْ خَدَمٍ - قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: انْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْأَلِيهِ خَادِمًا يَقِيكِ حَرَّ مَا أَنْتِ فِيهِ. فَانْطَلَقَتِ الَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَتْ عِنْدَهُ خَدَمًا - أَوْ خُدَّامًا - فَرَجَعَتْ وَلَمْ تَسْأَلْهُ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: " أَلا أَدُلُّكِ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ

(1) إسناده حسن. وقد تقدم برقم (732).

ص: 435

خَادِمٍ؟ إِذَا أَوَيْتِ إِلَى فِرَاشِكِ سَبِّحِي ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَاحْمَدِي ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبِّرِي أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ " قَالَ: فَأَخْرَجَتْ رَأْسَهَا، فَقَالَتْ: رَضِيتُ عَنِ اللهِ وَرَسُولِهِ، مَرَّتَيْنِ. فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، أَوْ نَحْوَهُ (1).

1314 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبِيدَةَ، قَالَ: كُنَّا نَرَى أَنَّ صَلاةَ الْوُسْطَى صَلاةُ الصُّبْحِ، قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَلِيٌّ: أَنَّهُمْ يَوْمَ الْأَحْزَابِ اقْتَتَلُوا، وَحَبَسُونَا عَنْ صَلاةِ الْعَصْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اللهُمَّ امْلأ قُبُورَهُمْ نَارًا - أَوِ امْلأ بُطُونَهُمْ نَارًا - كَمَا حَبَسُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى " قَالَ: فَعَرَفْنَا يَوْمَئِذٍ أَنَّ صَلاةَ الْوُسْطَى صَلاةُ الْعَصْرِ (2).

1315 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ،

(1) إسناده ضعيف لجهالة ابن أعبد- واسمه علي-، وأبو الورد- وهو ابن ثمامة بن حزن القشيري- روى عنه اثنان، وقال ابن سعد: كان معروفاً قليلَ الحديث، وقال ابنُ المديني: ليس بالمعروف، ولا أعرف له غيرَ هذا الحديث. وحديث فاطمة رضي الله عنها تقدم بأسانيدَ صحيحة، انظر رقم (838) و (1229) و (1250).

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(235) من طريق محمد بن عبد الله الرقاشي، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 310 و 10/ 343، وأبو داود (2988) و (5063) من طرق عن الجريري، به. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة بقصة حق الطعام، ورواية أبي داود مختصرة بقصة فاطمة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد تقدم برقم (591).

ص: 436

عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلَيْهِ حُلَّةً سِيَرَاءَ، فَلَبِسَهَا، وَخَرَجَ عَلَى الْقَوْمِ، فَعَرَفَ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُشَقِّقَهَا بَيْنَ نِسَائِهِ (1).

1316 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ قَعَدَ لِحَوَائِجِ النَّاسِ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصْرُ أُتِيَ بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَأَخَذَ مِنْهُ كَفًّا فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَرَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ فَضْلَهُ فَشَرِبَ قَائِمًا، وَقَالَ: إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ هَذَا، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ، وَهَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ (2).

1317 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لِشَرَاحَةَ: لَعَلَّكِ اسْتُكْرِهْتِ، لَعَلَّ زَوْجَكِ أَتَاكِ، لَعَلَّكِ؟ قَالَتْ: لا. فَلَمَّا وَضَعَتْ جَلَدَهَا، ثُمَّ رَجَمَهَا، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ جَلَدْتَهَا، ثُمَّ رَجَمْتَهَا؟ قَالَ: جَلَدْتُهَا بِكِتَابِ اللهِ، وَرَجَمْتُهَا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

• 1318 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ فُضَيْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم (698).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي.

وأخرجه النسائي 1/ 84 - 85 من طريق بهز، بهذا الإسناد، وقد تقدم برقم (583).

(3)

صحيح، وقد تقدم برقم (716).

ص: 437

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خِيَارُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ "(1).

• 1319 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيِّ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: أَتَى عَلِيًّا رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي. فَقَالَ عَلِيٌّ: أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَنَانِيرَ لادَّاهُ اللهُ عَنْكَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: قُلْ: اللهُمَّ اكْفِنِي (2) بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ (3).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لِضعف عبد الرحمن بن إسحاق- وهو أبو شيبة الواسطي- وجهالةِ النعمان بن سعد.

وأخرجه البزار (698) عن أبي كامل فضيل بن حسين، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1614 من طريق محمد بن عبيد بن حساب، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/ 503، والدارمي (3337)، والترمذي (2909)، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(137)، وابن عدي 4/ 1614، والخطيب في "تاريخه" 10/ 459 من طرق عن عبد الواحد بن زياد، به.

ومتنُ الحديث صحيح، فقد روي من حديث عثمان بن عفان، وقد تقدم في "المسند" برقم (405).

(2)

في (ظ 11): اكفُفْني.

(3)

إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق: وهو أبو شيبة الواسطي الأنصاري، وقولُ أحد الرواة في هذا الحديث في نسبه "القرشي" وهمٌ، فإن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي لا يروي عن سيار أبي الحكم ولا يروي عنه كذلك أبو معاوية محمد بن خازم الضرير. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة =

ص: 438

• 1320 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ وَرَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْمُقْرِئُ. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا "(1).

= وأخرجه الترمذي (3563)، والبزار (563)، والحاكم 1/ 538 من طرق عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب، وصحح إسناده الحاكم ووافقه الذهبي!

جبل صِير: هو جبل بأجأ في ديار طيئ، فيه كهوف شبه البيوت.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وجهالة النعمان بن سعد.

وأخرجه البزار (696) عن أبي كامل الجحدري، وأبو يعلى (425) عن عُبيد الله بن عمر القواريري، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 314 - 315 من طريق محمد بن عبيد بن حساب، جميعاً بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير"(184)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 323، والرامهرمزي في "المحدت الفاصل"(256)، والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" 1/ 149 من طرق عن عبد الواحد بن زياد، به. وسيأتي برقم (1323) و (1329) و (1331) و (1339).

قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/ 268: لا أعلم في "اللهم بارك لأمتي في بكورها" حديثاً صحيحاً.

وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 324 بعد أن أورده عن عدد من الصحابة: هذه الأحاديث كلها لا تثبت، ثم عللها كلها.

وقال المنذري في "الترغيب والترهيب " 2/ 529: قد رواه جماعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، =

ص: 439

1321 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي مُوسَى، فَأَتَانَا عَلِيٌّ، فَقَامَ عَلَى أَبِي مُوسَى، فَأَمَرَهُ بِأَمْرٍ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قُلْ: اللهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَاذْكُرْ بِالسَّدَادِ تَسْدِيدَ السَّهْمِ "، وَنَهَانِي أَنْ أَجْعَلَ خَاتَمِي فِي هَذِهِ، وَأَهْوَى أَبُو بُرْدَةَ إِلَى السَّبَّابَةِ أَوِ الْوُسْطَى - قَالَ عَاصِمٌ: أَنَا الَّذِي اشْتَبَهَ عَلَيَّ أَيَّتَهُمَا عَنَى - وَنَهَانِي عَنِ الْمِيثَرَةِ، وَالْقَسِّيَّةِ.

قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، مَا الْمِيثَرَةُ وَمَا الْقَسِّيَّةُ؟ قَالَ: أَمَّا الْمِيثَرَةُ: شَيْءٌ كَانَتْ تَصْنَعُهُ النِّسَاءُ لِبُعُولَتِهِنَّ ليَجْعَلُونَهُ عَلَى رِحَالِهِمْ، وَأَمَّا الْقَسِّيُّ: فَثِيَابٌ كَانَتْ تَأْتِينَا مِنَ الشَّامِ أَوِ الْيَمَنِ - شَكَّ عَاصِمٌ - فِيهَا حَرِيرٌ، فِيهَا أَمْثَالُ الْأُتْرُجِّ. قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ السَّبَنِيَّ عَرَفْتُ أَنَّهَا هِيَ (1).

= منهم: علي، وابن عباس، وابن مسعود، وابن عمر، وأبو هريرة، وأنس بن مالك، وعبد الله بن سلام، والنواس بن سمعان، وعمران بن حصين، وجابر بن عبد الله وبعض أسانيده جيدة، ونبيط بن شريط، وزاد في حديثه: يوم خميسها، وبريدة، وأوس بن عبد الله، وعائشة، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وفي كثير من أسانيدها مقال، وبعضها حسن.

وقال ابن حجر فيما نقله عنه تلميذه السخاوي في "المقاصد الحسنة" ص 90: ومنها (يعني من أحاديث: اللهم بارك لأمتي في بكورها) ما يصح ومنها ما لا يصح، وفيها الحسن والضعيف.

وانظر "مسند الشهاب" للقضاعي (1489 - 1494)، و"صحيح ابن حبان"(4754) و (4755).

(1)

إسناده قوي. وانظر (1124).

ص: 440

• 1322 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ أَخُو حَجَّاجٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيٍّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَيُّ شَهْرٍ تَأْمُرُنِي أَنْ أَصُومَ بَعْدَ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ: مَا سَمِعْتُ أَحَدًا سَأَلَ عَنْ هَذَا بَعْدَ رَجُلٍ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ شَهْرٍ تَأْمُرُنِي أَنْ أَصُومَ بَعْدَ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ:" إِنْ كُنْتَ صَائِمًا شَهْرًا بَعْدَ رَمَضَانَ فَصُمِ الْمُحَرَّمَ، فَإِنَّهُ شَهْرُ اللهِ، وَفِيهِ يَوْمٌ تَابَ عَلَى قَوْمٍ، وَيَتُوبُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ "(1).

• 1323 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ. وحَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا "(2).

(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق أبي شيبة الواسطي وجهالة النعمان بن سعد.

وأخرجه البزار (699) عن أبي كامل، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1756)، والترمذي (741)، وابن عدي 4/ 1614 من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق، به. وقال الترمذي: حسن غريب، وسيأتي برقم (1335).

وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً عند مسلم (1163) بلفظ: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ".

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 103 من طريق عمرو بن محمد الناقد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" بانتقاء السِّلَفي (428) عن أحمد بن بديل وعلي بن حرب، عن محمد بن فضيل، به. وتقدم برقم (1320).

ص: 441

1324 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أُرَاهُ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلِيًّا وَقَدْ صَلَّى، فَدَعَا بِطَهُورٍ، فَقُلْنَا: مَا يَصْنَعُ بِالطَّهُورِ وَقَدْ صَلَّى؟ مَا يُرِيدُ إِلا أَنْ يُعَلِّمَنَا. فَأُتِيَ بِطَسْتٍ وَإِنَاءٍ، فَرَفَعَ الْإِنَاءَ فَصَبَّ عَلَى يَدِهِ، فَغَسَلَهَا ثَلاثًا، ثُمَّ غَمَسَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاثًا، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَتَنَثَّرَ مِنَ الكَفِّ الَّذِي أَخَذَ مِنْهُ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَغَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى ثَلاثًا، وَيَدَهُ الشِّمَالَ ثَلاثًا، ثُمَّ جَعَلَ يَدَهُ فِي الْمَاءِ، فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى ثَلاثًا، وَرِجْلَهُ الشِّمَالَ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ طُهُورَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَهُوَ هَذَا (1).

1325 -

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، أَخبرنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِلُحُومِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لَا أُعْطِيَ الْجَازِرَ مِنْهَا. قَالَ:" نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا "(2).

(1) إسناده صحيح، وانظر (1199).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ بن نصر العنبري.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4153) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، بهذا الإسناد. وقد تحرف في المطبوع منه "عبد الرحمن بن أبي ليلى" إلى:"عبد الكريم بن أبي ليلى".

وأخرجه مسلم (1317)(348)، والبيهقي 5/ 241 و 9/ 294 عن يحيى بن يحيى، عن أبي خيثمة زهير بن معاوية، به. وقد تقدم برقم (593).

ص: 442

1326 -

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

مِثْلَ هَذَا، إِلا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ:" نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا "(1).

1327 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخبرنا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ:" مَلأَ اللهُ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، كَمَا حَبَسُونَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ ". أَوْ قَالَ: " حَتَّى آبَتِ الشَّمْسُ " إِحْدَى الْكَلِمَتَيْنِ (2).

1328 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ الْجَنْبِيِّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ زَنَتْ، فَأَمَرَ بِرَجْمِهَا، فَذَهَبُوا بِهَا لِيَرْجُمُوهَا، فَلَقِيَهُمْ عَلِيٌّ رضي الله عنه، فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ قَالُوا: زَنَتْ فَأَمَرَ عُمَرُ بِرَجْمِهَا. فَانْتَزَعَهَا عَلِيٌّ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَرَدَّهُمْ، فَرَجَعُوا إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: مَا رَدَّكُمْ؟ قَالُوا: رَدَّنَا عَلِيٌّ. قَالَ: مَا فَعَلَ هَذَا عَلِيٌّ إِلا لِشَيْءٍ قَدْ عَلِمَهُ.

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1716) م، والنسائي في "الكبرى"(4151)، وابن الجارود (483) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (615) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح وعبد الكريم، به. وقد تقدم برقم (1101)، وانظر ما قبله وما تقدم برقم (593).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد تقدم برقم (591).

ص: 443

فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ، فَجَاءَ وَهُوَ شِبْهُ الْمُغْضَبِ، فَقَالَ: مَا لَكَ رَدَدْتَ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبَرَ، وَعَنِ الْمُبْتَلَى حَتَّى يَعْقِلَ "؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ عَلِيٌّ: فَإِنَّ هَذِهِ مُبْتَلاةُ بَنِي فُلانٍ، فَلَعَلَّهُ أَتَاهَا وَهُوَ بِهَا. فَقَالَ عُمَرُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: وَأَنَا لَا أَدْرِي. فَلَمْ يَرْجُمْهَا (1).

(1) صحيح لغيره، وأبو ظبيان الجنبي- واسمه حصين بن جندب- لم يدرك عمر، وقد بُيِّنت الواسطة في هذا الحديث عند غير المصنف كما سيأتي في التخريج؛ وهو عبد الله بن عباس. حماد: هو ابن سلمة.

وأخرجه الطيالسي (90) عن حماد، بهذا الإسناد. بالمرفوع منه فقط.

وأخرجه أبو داود (4402)، والنسائي في "الكبرى"(7344)، وأبو يعلى (587)، والبيهقي 8/ 264 - 265 من طرق عن عطاء، به. وسيأتي برقم (1362).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7345) من طريق أبي حصين، عن أبي ظبيان، به موقوفاً. ورجح النسائي هذه الرواية.

وأخرجه بنحوه من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، عن علي مرفوعأ أبو داود (4399) و (4400) و (4401)، والنسائي في "الكبرى"(3743)، وابن حبان (143)، والدارقطني 3/ 138، والحاكم 1/ 258 و 2/ 59 و 4/ 389، والبيهقي 8/ 264. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وانظر ما تقدم برقم (940).

قال الخطابي في "معالم السنن" 3/ 310: لم يأمر عمرُ رضي الله عنه برَجْم مجنونة مُطبِق عليها في الجنون، ولا يجوز أن يخفى هذا ولا على أحدٍ ممن بحضرته، ولكن هذه امرأَة كانت تُجَنُّ مرةً، وتُفيق أخرى، فرأى عمرُ رضي الله عنه أن لا يسقط عنها الحد لما يصيبُها من الجنون، إذ كان الزنى منها في حال الإفاقة، ورأى عليٌّ كرَّم الله وجهه أن الجنون شبهة يُدرأ بها الحدُّ عمن يُبتلى به، والحدود تُدرأ بالشبهات، لعلها قد أصابت ما أصابت وهي في بقية من بلائها، فوافق اجتهاد عمر رضي الله عنه اجتهاده في ذلك، فدرأ عنها الحدَّ، والله أعلم بالصواب.

ص: 444

• 1329 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ. وحَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا "(1).

• 1330 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَفَعَهُ: أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ وَهُوَ رَاكِعٌ، وَقَالَ:" إِذَا رَكَعْتُمْ فَعَظِّمُوا اللهَ، وَإِذَا سَجَدْتُمْ فَادْعُوا، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ "(2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق- وهو أبو شيبة-، ولجهالة النعمان بن سعد. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/ 517 بهذا الإِسناد. وقد تقدم برقم (1320).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (297) و (421) عن عبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (697)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 233 من طريقين عن عبد الواحد بن زياد، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 249، وأبو يعلى (416) من طريقين عن عبد الرحمن بن إسحاق، به. وسيأتي برقم (1337).

وفي الباب عن ابن عباس بإسناد صحيح، وسيأتي في "المسند" برقم (1900).

فقَمِن: أي: جدير وخليق.

وقوله: "إذا ركعتم فعظِّموا الله"، قال السندي: أي: اللائق به تعظيم الله، فهو أولى =

ص: 445

• 1331 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا "(1).

1332 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ عَبِيدَةُ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلا مَا سَمِعْتُ مِنْهُ. قَالَ مُحَمَّدٌ: فَحَلَفَ لَنَا عَبِيدَةُ ثَلاثَ مِرَارٍ، وَحَلَفَ لَهُ عَلِيٌّ، قَالَ: قَالَ: لَوْلا أَنْ تَبْطَرُوا لَنَبَّأْتُكُمْ مَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَنْ لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: قُلْتُ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْهُ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، أَوْ مَثْدُونُ الْيَدِ. أَحْسَبُهُ قَالَ: أَوْ مُودَنُ الْيَدِ (2).

= من الدعاء، وإن كان الدعاءُ جائزاً أيضاً، فلا ينافي أنه كان يقول في ركوعه: اللهم اغفر لي.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وقد تقدم برقم (1320).

وقد جاء هذا الحديث في النسخ المطبوعة من "المسند" مؤخراً عن الذي يليه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، ومحمد: هو ابن سيرين، وعَبيدة: هو ابن عمرو السلماني.

وأخرجه مسلم (1066)(155)، والبزار (547) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (479) من طريق خالد بن الحارث، عن ابن عون، به. وقد تقدم برقم (626).

ص: 446

• 1333 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَلِيٍّ، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم: 85] قَالَ: لَا وَاللهِ مَا عَلَى أَرْجُلِهِمْ يُحْشَرُونَ، وَلا يُحْشَرُ الْوَفْدُ عَلَى أَرْجُلِهِمْ، وَلَكِنْ بِنُوقٍ لَمْ تَرَ الْخَلائِقُ مِثْلَهَا، عَلَيْهَا رَحَائِلُ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَرْكَبُونَ عَلَيْهَا حَتَّى يَضْرِبُوا أَبْوَابَ الْجَنَّةِ (1).

1334 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: وَقَفْتُ مَعَ الْحُسَيْنِ، فَلَمِ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يَقُولُ: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا هَذَا الْإِهْلالُ؟ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يُهِلُّ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْجَمْرَةِ، وَحَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهَلَّ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا (2).

• 1335 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ

(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق- وهو أبو شيبة الواسطي-، وجهالة النعمان بن سعد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 119، والطبري في "تفسيره" 16/ 126 من طريقين عن عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده حسن.

وأخرجه البزار (500) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (915).

ص: 447

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِشَهْرٍ أَصُومُهُ بَعْدَ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ كُنْتَ صَائِمًا شَهْرًا بَعْدَ رَمَضَانَ فَصُمِ الْمُحَرَّمَ، فَإِنَّهُ شَهْرُ اللهِ، وَفِيهِ يَوْمٌ تَابَ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ، وَيُتَابُ فِيهِ عَلَى آخَرِينَ "(1).

1336 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُنَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّا جِيرَانُكَ وَحُلَفَاؤُكَ، وَإِنَّ نَاسًا مِنْ عَبِيدِنَا قَدِ أَتَوْكَ لَيْسَ بِهِمْ رَغْبَةٌ فِي الدِّينِ، وَلا رَغْبَةٌ فِي الْفِقْهِ، إِنَّمَا فَرُّوا مِنْ ضِيَاعِنَا وَأَمْوَالِنَا، فَارْدُدْهُمْ إِلَيْنَا. فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ:" مَا تَقُولُ؟ " قَالَ: صَدَقُوا، إِنَّهُمْ جِيرَانُكَ. قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ لِعُمَرَ:" مَا تَقُولُ؟ " قَالَ: صَدَقُوا، إِنَّهُمْ لَجِيرَانُكَ وَحُلَفَاؤُكَ. فَتَغَيَّرَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).

• 1337 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِئَتَيْنِ،

(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، ولجهالة النعمان بن سعد.

وأخرجه أبو يعلى (267) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 41، وأبو يعلى (426) و (427) من طريق أبي معاوية، به. وقد تقدم برقم (1322).

(2)

إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه بنحوه مطولاً الترمذي (3715) من طريق وكيع، عن شريك، بهذا الإِسناد.

وقال: حديث حسن صحيح غريب!

وأخرجه بنحوه أبو داود (2700) من طريق أبان بن صالح، عن منصور، به.

ص: 448

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ: أَقْرَأُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فَإِذَا رَكَعْتُمْ فَعَظِّمُوا اللهَ، وَإِذَا سَجَدْتُمْ فَاجْتَهِدُوا فِي الْمَسْأَلَةِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ "(1).

• 1338 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَسَدِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَغُرَفًا يُرَى بُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، وَظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا " فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَنْ هِيَ؟ قَالَ:" لِمَنْ أَطَابَ الْكَلامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ "(2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، ولجهالة النعمان بن سعد. وقد تقدم برقم (1330).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه البزار (702)، وأبو يعلى (438)، وابن خزيمة- وقال: إن صح الخبر- (2136) من طرق عن محمد بن فضيل، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 625 و 13/ 101، وهنّاد في "الزهد"(123)، والترمذي (1984) و (2527)، وأبو يعلى (428)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1613 - 1614 من طريقين عن عبد الرحمن بن إسحاق، به، وقال الترمذي: غريب.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سيأتي في "المسند"(6615)، وعن أبي مالك الأشعري سيأتي في "المسند" أيضاً (5/ 343)، وفي إسناديهما ضعف، لكن الحديث يحسن بمجموع هذه الشواهد.

ص: 449

• 1339 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وحَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا "(1).

1340 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَبُعٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ فَقَالَ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ. قَالَ: قَالَ النَّاسُ: فَأَعْلِمْنَا مَنْ هُوَ؟ وَاللهِ لَنُبِيرَنَّهُ - أَوْ لَنُبِيرَنَّ عِتْرَتَهُ -. قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ أَنْ يُقْتَلَ غَيْرُ قَاتِلِي. قَالُوا: إِنْ كُنْتَ قَدْ عَلِمْتَ ذَلِكَ اسْتَخْلِفِ إِذًا. قَالَ: لَا، وَلَكِنِ أَكِلُكُم الَى مَا وَكَلَكُم إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

1341 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَنْبَأَنَا زَائِدَةُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ:

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وقد تقدم برقم (1320).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن سبع، ثم هو منقطع بين سلمة بن كهيل وبينَ عبد الله بن سبع، بينهما فيه سالم بن أبي الجعد. أبو بكر: هو ابن عياش.

وأخرجه أبو يعلى (590) من طريق جرير بن عبد الحميد، والنسائي في "مسند علي" كما في "تهذيب الكمال" 15/ 6 من طريق عبد الله بن داوِد، كلاهما عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن سبع، بهذا الإسناد.

وانظر (1078).

ص: 450

خَطَبَ عَلِيٌّ، قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَقِيمُوا عَلَى أَرِقَّائِكُمُ الْحُدُودَ، مَنِ أَحْصَنَ مِنْهُمْ، وَمَنْ لَمْ يُحْصِنْ، فَإِنَّ أَمَةً لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَنَتْ، فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ، فَأَتَيْتُهَا فَإِذَا هِيَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِنِفَاسٍ، فَخَشِيتُ إِنِ انَا جَلَدْتُهَا أَنْ تَمُوتَ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" أَحْسَنْتَ "(1).

1342 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ، فَقُلْتُ: إِنَّكَ تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ وَهُمْ أَسَنُّ مِنِّي لِأَقْضِيَ بَيْنَهُمْ. فَقَالَ: " اذْهَبْ، فَإِنَّ اللهَ سَيَهْدِي قَلْبَكَ، وَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ "(2).

• 1343 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ سُوقًا مَا فِيهَا بَيْعٌ وَلا شِرَاءٌ، إِلا الصُّوَرَ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ، فَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. زائدة: هو ابن قدامة، والسدي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، سليمان بن داود: هو الطيالسي، وهو في "مسنده"(112).

ومن طريق الطيالسي أخرجه مسلم (1705)، والترمذي (1441)، والبزار (590)، وأبو يعلى (326)، وابن الجارود (816)، وقال الترمذي: حديث صحيح.

وأخرجه البزار (591) من طريق إسرائيل، عن السدي، به. وانظر (679).

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (666).

ص: 451

فِيهَا، وَإِنَّ فِيهَا لَمَجْمَعًا لِلحُورِ الْعِينِ يَرْفَعْنَ أَصْوَاتًا لَمْ يَرَ الْخَلائِقُ مِثْلَهَا، يَقُلْنَ: نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلا نَبِيدُ، وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلا نَسْخَطُ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلا نَبْؤُسُ، فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ " (1).

• 1344 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ سُوقًا

" فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: " فَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَهَا " قَالَ: " وَفِيهَا مُجْتَمَعُ الْحُورِ الْعِينِ يَرْفَعْنَ أَصْوَاتًا

" فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).

• 1345 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ

(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، ولجهالة النعمان بن سعد، وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 932 وفي "الموضوعات" 3/ 256 - 257 عن "المسند" وقال: هذا حديث لا يصح والمتهم به عبد الرحمن بن إسحاق وهو أبو شيبة الواسطي، قال أحمد: ليس بشيء منكر الحديث، وقال يحيى: متروك. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 13/ 100.

وأخرجه هناد في "الزهد"(9)، والمروزي في زياداته على "زهد ابن المبارك"(1487)، والترمذي (2550) و (2564)، والبزار (703)، وأبو يعلى (429)، والبيهقي في "البعث والنشور"(376)، والبغوي في "شرح السنة"(4388) من طرق عن أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: غريب. وسيأتي برقم (1344).

(2)

إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، ثم هو منقطع، بين عبد الرحمن وبين علي النعمانُ بن سعد، وهو مجهول.

وأخرجه أبو يعلى (268) عن زهير بن حرب، بهذا الإسناد، وذكر في إسناده النعمان بن سعد. وانظر ما قبله.

ص: 452

الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلْيَنْظُرِ الَى هَذَا (1).

1346 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، قِتَالُهُمْ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ "(2).

1347 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ الْمُضَرِّبِ، عَنْ عَلِيٍّ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَأَبُو النَّضْرِ، قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ، وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ، اتَّقَيْنَا

(1) إسناده حسن. سفيان: هو الثوري. وقد تقدم (971).

(2)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أنه رواه يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه فأدخل بينه وبين سويد بن غفلة أبا قيس الأودي.

وأخرجه البزار (567)، والنسائي في "خصائص علي"(179) من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "الخصائص"(180) من طريق إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي قيس الأودي عبد الرحمن بن ثروان، عن سويد بن غفلة، به.

وانظر ما تقدم برقم (1086).

ص: 453

بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى مِنَ القَوْمِ مِنْهُ (1).

1348 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ فَقَالَ: " هَذَا الْمَوْقِفُ، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ". ثُمَّ أَرْدَفَ أُسَامَةَ، فَجَعَلَ يُعْنِقُ عَلَى نَاقَتِهِ، وَالنَّاسُ يَضْرِبُونَ الْإِبِلَ يَمِينًا وَشِمَالًا، لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ وَيَقُولُ:" السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ "، وَدَفَعَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، فَأَتَى جَمْعًا، فَصَلَّى بِهَا الصَّلاتَيْنِ - يَعْنِي الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ - ثُمَّ بَاتَ بِهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَقَفَ عَلَى قُزَحَ فَقَالَ:" هَذَا قُزَحُ، وَهُوَ الْمَوْقِفُ، وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ". قَالَ: ثُمَّ سَارَ، فَلَمَّا أَتَى مُحَسِّرًا قَرَعَهَا فَخَبَّتْ، حَتَّى جَازَ الْوَادِيَ، ثُمَّ حَبَسَهَا وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ فَرَمَاهَا، ثُمَّ أَتَى الْمَنْحَرَ فَقَالَ:" هَذَا الْمَنْحَرُ، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ ".

ثُمَّ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ شَابَّةٌ مِنْ خَثْعَمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ قَدْ أَفْنَدَ، وَقَدِ ادْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ فِي الْحَجِّ، فَهَلْ يُجْزِئُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ:" نَعَمْ، فَأَدِّي عَنِ ابِيكِ "، قَالَ: وَلَوَى عُنُقَ الْفَضْلِ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حارثة بن مضرب، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة، وأبو كامل- واسمه مظفر بن مدرك- ثقة روى له الترمذي والنسائي. زهير: هو ابن معاوية، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

وأخرجه النسائي (8639)، وأبو يعلى (302)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 57 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (654).

ص: 454

اللهِ، مَا لَكَ لَوَيْتَ عُنُقَ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ:" رَأَيْتُ شَابًّا وَشَابَّةً، فَخِفْتُ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا ".

قَالَ: وَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَفَضْتُ قَبْلَ أَنْ أَحْلِقَ. قَالَ: " فَاحْلِقِ، أَوْ قَصِّرْ، وَلا حَرَجَ ".

قَالَ: وَأَتَى زَمْزَمَ، فَقَالَ:" يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؛ سِقَايَتَكُمْ، لَوْلا أَنْ يَغْلِبَكُمِ النَّاسُ عَلَيْهَا لَنَزَعْتُ "(1).

1349 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ - يَعْنِي ابْنَ الْبَرِيدِ -، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْحَنَفِيِّ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: أَخَذَ بِيَدِي عَلِيٌّ رضي الله عنه، فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي، حَتَّى جَلَسْنَا عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا قَدْ سَبَقَ لَهَا مِنَ اللهِ شَقَاءٌ أَوْ سَعَادَةٌ ". فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِيمَ

(1) إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن عياش- وهو عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة- وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه أبو داود (1922) و (1935) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. مختصراً بأول الحديث.

وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 14/ 177 بقصة الحلق، وابن ماجه (3010) بأول الحديث، من طريق يحيى بن آدم، به. وانظر (562).

قوله: "لا يلتفت"، قال السندي: هكذا بزيادة "لا" في هذه الرواية في نسخة المسند والترتيب، وقد سبق "يلتفت" بدون زيادة "لا"، وهو الأقرب معنى، وقد جاءت الرواية بزيادة "لا" في أبي داود أيضاً، فيحمل على أن المعنى: أنه لا يلتفت إلى مشيهم، ولا يشاركهم في فعلهم.

ص: 455

إِذًا نَعْمَلُ؟ قَالَ: " اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ "، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لليُسْرى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاستَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (1).

• 1350 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ الْوَادِعِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا بَالَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاثًا، وَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ كَالَّذِي رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ (2).

• 1351 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا (3).

(1) إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح غير هاشم بن البريد، فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي، وهو ثقة. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وإسماعيل الحنفي: هو ابن سميع، ومسلم البطين: هو ابن عمران، وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب. وانظر ما تقدم برقم (621).

(2)

إسناده حسن.

وأخرجه عبد الرزاق (121)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 35 من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. وذكره البزار (737) معلقاً عن إسرائيل، به. وقد تقدم برقم (971).

(3)

إسناده حسن. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه أبو يعلى (283) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، بهذا الإسناد. =

ص: 456

• 1352 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا تَوَضَّأَ، فَأَنْقَى كَفَّيْهِ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَشَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُرِيَكُمْ طُهُورَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

• 1353 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ نَافِعٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مَطَرٍ الْبَصْرِيُّ - وَكَانَ قَدِ ادْرَكَ عَلِيًّا -: أَنَّ عَلِيًّا اشْتَرَى ثَوْبًا بِثَلاثَةِ دَرَاهِمَ، فَلَمَّا لَبِسَهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنَ الرِّيَاشِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ، وَأُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (2).

= وأخرجه أيضاً (571) عن عُبيد الله بن عمر القواريري، عن عبد الرحمن بن مهدي، به. وانظر ما قبله.

(1)

إسناده حسن. أبو الأحوص: هو سلاَّمُ بن سُليم الحنفي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 8، وعنه أخرجه ابن ماجه (456). وانظر (1046).

(2)

إسناده ضعيف لضعف المختار بن نافع، ولجهالة أبي مطر البصري، جهله أبو حاتم والذهبي، وتركه حفص بن غياث.

وأخرجه أبو يعلى (295) من طريق المعافى بن عمران، عن مختار، بهذا الإسناد.

وأحرجه أيضاً (327) من طريق أبي المحياة التيمي، عن أبي مطر، به. وسيأتي برقم (1355).

وفي الباب عن عمر تقدم في مسنده برقم (305).

والرياش: هي الثياب.

ص: 457

• 1354 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ (1) سَعِيدٍ القُرَشي، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلْيَنْظُرِ الَيَّ. قَالَ: فَتَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ (2).

1355 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ التَّمَّارُ، عَنْ أَبِي مَطَرٍ: أَنَّهُ رَأَى عَلِيًّا أَتَى غُلامًا حَدَثًا، فَاشْتَرَى مِنْهُ قَمِيصًا بِثَلاثَةِ دَرَاهِمَ، وَلَبِسَهُ إِلَى مَا بَيْنَ الرُّصْغَيْنِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، يَقُولُ وَلَبِسَهُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنَ الرِّيَاشِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ، وَأُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي. فَقِيلَ: هَذَا شَيْءٌ تَرْوِيهِ عَنْ نَفْسِكَ، أَوْ عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: هَذَا شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُهُ عِنْدَ الْكُسْوَةِ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنَ الرِّيَاشِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ، وَأُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي "(3).

1356 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُخْتَارٌ، عَنْ أَبِي مَطَرٍ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى بَابِ الرَّحَبَةِ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَرِنِي وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عِنْدَ الزَّوَالِ -

(1) تحرفت في (م) إلى: عن.

(2)

إسناده حسن. وقد تقدم برقم (971).

(3)

إسناده ضعيف. محمد بن عُبَيد: هو الطنافسي.

وأخرجه هناد في "الزهد"(712)، وعبد بن حميد (96) عن محمد بن عبيدٍ، بهذا الإسناد. وحديثُ عبد بن حميد مطوَّلٌ. وقد تقدم برقم (1353).

والرصغان: هي الرسغان، يقال بالصاد والسين.

ص: 458

فَدَعَا قَنْبَرًا، فَقَالَ: ائْتِنِي بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ وَوَجْهَهُ ثَلاثًا، وَتَمَضْمَضَ ثَلاثًا، فَأَدْخَلَ بَعْضَ أَصَابِعِهِ فِي فِيهِ، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ رَأْسَهُ وَاحِدَةً، فَقَالَ: دَاخِلُهُمَا مِنَ الوَجْهِ، وَخَارِجُهُمَا مِنَ الرَّأْسِ، وَرِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلاثًا، وَلِحْيَتُهُ تَهْطِلُ عَلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ حَسَا حَسْوَةً بَعْدَ الْوُضُوءِ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ كَذَا كَانَ وُضُوءُ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

1357 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ ابْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ لِأَحَدٍ إِلا لِسَعْدٍ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ (2).

1358 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ تَنَوَّقُ فِي قُرَيْشٍ وَلا

(1) إسنادُه ضعيف كسابقه.

وأخرجه عبدُ بن حُميد (95) عن محمد بن عُبيد، به. وانظر ما تقدم برقم (625) و (876).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعد بن إبراهيم: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف، وابن شداد: هو عبدُ الله بن شداد.

وأخرجه البخاري (4058)، والبزار (798) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2411)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(190)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 695، وابن حبان (6988) من طرق عن مسعر، به.

وقد تقدم برقم (709).

ص: 459

تَزَوَّجُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: " وَعِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، ابْنَةُ حَمْزَةَ. قَالَ:" تِلْكَ ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ "(1).

1359 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَغْلَةٌ فَرَكِبَهَا، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: لَوِ اتَّخَذْنَا مِثْلَ هَذَا؟ قَالَ: " أَتُرِيدُونَ أَنْ تُنْزُوا الْحَمِيرَ عَلَى الْخَيْلِ؟ إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ "(2).

• 1360 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ هِلالٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: أَلا أُرِيكُمْ كَيْفَ كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ؟ قُلْنَا: بَلَى قَالَ: فَأْتُونِي بِطَسْتٍ وَتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ. فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَاسْتَنْثَرَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ثَلاثًا، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثًا (3).

1361 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَكْبَرِ

(1) إِسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم (620).

(2)

صحيح لغيره، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، لكنه توبع، وباقي رجاله ثقات. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم. وقد تقدم برقم (785).

(3)

إِسناده حسن، وقد تقدم برقم (971).

ص: 460

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُعْطِيتُ أَرْبَعًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنْ أَنْبِيَاءِ اللهِ: أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ، وَسُمِّيتُ أَحْمَدَ، وَجُعِلَ التُّرَابُ لِي طَهُورًا، وَجُعِلَتِ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ "(1).

1362 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبَرَ، وَعَنِ الْمُبْتَلَى حَتَّى يَعْقِلَ "؟ (2).

1363 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتَهُنَّ غُفِرَ لَكَ، عَلَى أَنَّهُ مَغْفُورٌ لَكَ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "(3).

(1) إسناده حسن، وقد نقدم برقم (763)، إلا أنه ذكر هناك في الحديث خامسة وهي قوله:"نصرت بالرعب".

(2)

صحيح لغيره، وانظر ما تقدم برقم (1328). وقد تكرر هذا الحديث مرتين بإسناده ومتنه في النسخ المطبوعة و (س) و (ق) و (ص)، وهو تكرار من النساخ لا وجه له، فذكر هنا وذكر قبل الحديث (1361).

(3)

حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي سعيد مولى بني هاشم فمن رجال البخاري، وانظر "العلل" للدارقطني 4/ 7 - 10.

ص: 461

1364 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ، وَالْمُحِلَّ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ، وَنَهَى عَنِ النَّوْحِ (1).

1365 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ أَخْبَرَنِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنِ اذْنَبَ فِي الدُّنْيَا ذَنْبًا فَعُوقِبَ بِهِ، فَاللهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عُقُوبَتَهُ عَلَى عَبْدِهِ، وَمَنِ اذْنَبَ ذَنْبًا فِي الدُّنْيَا فَسَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ، وَعَفَا عَنْهُ، فَاللهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ "(2).

• 1366 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ. وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ

= وأخرجه ابن أبي عاصم (1314)، والبزار (627)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(637)، وفي "خصائص علي"(28) و (29) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/ 9 - 10 من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، به. ولم يقل الثوري في روايته "على أنه مغفور لك". وانظر ما تقدم برقم (712).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث الأعور.

وأخرجه البزار (727) عن زياد بن أيوب، عن هشيم، بهذا الإسناد. وانظر (635).

(2)

إسناده حسن. وهو مكرر (775).

ص: 462

قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ عَلِيٍّ الظُّهْرَ، فَانْطَلَقَ إِلَى مَجْلِسٍ لَهُ يَجْلِسُهُ فِي الرَّحَبَةِ، فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، ثُمَّ حَضَرَتِ الْعَصْرُ، فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ، فَأَخَذَ مِنْهُ كَفًّا، فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَذِرَاعَيْهِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَمَسَحَ بِرِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ فَشَرِبَ فَضْلَ إِنَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي حُدِّثْتُ أَنَّ رِجَالًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَشْرَبَ أَحَدُهُمْ وَهُوَ قَائِمٌ، إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ كَمَا فَعَلْتُ (1).

1367 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ: أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنِّي لارْبُطُ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الجُوعِ، وَإِنَّ صَدَقَتِي الْيَوْمَ لأَرْبَعُونَ أَلْفًا (2).

1368 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن إسماعيل- وهو الطالقاني- فمن رجال أبي داود، وهو ثقة، وغير النزال بن سبرة، فمن رجال البخاري، وهو ثقة أيضاً.

وأخرجه أبو يعلى (368)، وعنه ابن حبان (1057) عن أبي خيثمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (16) و (202) عن يوسف بن موسى، عن جرير، به. وقد تقدم برقم (583).

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، محمد بن كعب القرظي لم يسمع من علي، وشريك - وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.

وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 163 من طريق عبد الرحمن بن مصعب، عن شريك، بهذا الإسناد. وليس فيه "وإن صدقتي اليوم لأربعون ألفاً".

ص: 463

عَنْ عَلِيٍّ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِيهِ: وَإِنَّ صَدَقَةَ مَالِي لَتَبْلُغُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ (1).

1369 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُتْبِعِ النَّظَرَ النَّظَرَ، فَإِنَّ الْأُولَى لَكَ، وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ "(2).

1370 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو (3)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ

(1) إسناده ضعيف كسابقه. أسود: هو ابن عامر، المعروف بشاذان.

(2)

حسن لغيره، سلمة بن أبي الطفيل- وأبوه هو الصحابي عامر بن واثلة- روى عنه محمد بن إبراهيم التيمى وفطر بن خليفة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 318، وقولُ ابنِ خراش فيه: مجهول، رده الحافظ ابن حجر في التعجيل" ص 160، وباقي رجال السند على شرط الصحيح غير محمد بن إسحاق، فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعةً، وهو حسن الحديث، لكنه مدلس وقد رواه بالعنعنة.

وأخرجه الدارمي (2709)، والبزار (907)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/ 350، وابن حبان (5570)، والحاكم 3/ 123 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (1373).

وفي الباب عن بريدة عند أحمد وسيأتي في "المسند"(5/ 351 الطبعة الميمنية) ولفظه: "يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة" وفي إسناده شريك بن عبد الله النخعي، وهو سيئ الحفظ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك، قلنا: والحديث هنا يتقوى به.

(3)

تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عمرو. وعبيد الله: هو الرَّقّي.

ص: 464

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ سَمَّاهُ حَمْزَةَ، فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ سَمَّاهُ بِعَمِّهِ جَعْفَرٍ، قَالَ: فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُغَيِّرَ اسْمَ هَذَيْنِ " فَقُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَمَّاهُمَا حَسَنًا وَحُسَيْنًا (1).

1371 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِذٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فِيهِمْ رَهْطٌ كُلُّهُمْ يَأْكُلُ الْجَذَعَةَ، وَيَشْرَبُ الْفَرَقَ، قَالَ: فَصَنَعَ لَهُمْ مُدًّا مِنْ طَعَامٍ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، قَالَ: وَبَقِيَ الطَّعَامُ كَمَا هُوَ كَأَنَّهُ لَمْ يُمَسَّ، ثُمَّ دَعَا بِغُمَرٍ، فَشَرِبُوا حَتَّى رَوَوْا، وَبَقِيَ الشَّرَابُ كَأَنَّهُ لَمْ يُمَسَّ أَوْ لَمْ يُشْرَبْ، فَقَالَ:" يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنِّي بُعِثْتُ إِلَيكُمْ خَاصَّةً، وَإِلَى النَّاسِ بِعَامَّةٍ، وَقَدْ رَأَيْتُمْ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ مَا رَأَيْتُمْ، فَأَيُّكُمْ يُبَايِعُنِي عَلَى أَنْ يَكُونَ أَخِي وَصَاحِبِي؟ " قَالَ: فَلَمْ يَقُمِ الَيْهِ أَحَدٌ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، وَكُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ، قَالَ: فَقَالَ: " اجْلِسْ " قَالَ: ثَلاثَ

(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن عقيل، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحابُ السنن غير النسائي، وخلاصة القول فيه ما قاله الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 2/ 108 من أنه سيئ الحفظ يصلح حديثه للمتابعات، فأما إذا انفرد، فيحسن، وأما إذا خالف فلا يُقبل.

وأخرجه أوِ يعلى (498)، والطبراني بنحوه (2780) من طريقين عن عبيد الله بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (657) من طريق زهير بن معاوية، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به.

وانظر ما تقدم برقم (769).

ص: 465

مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ أَقُومُ إِلَيْهِ، فَيَقُولُ لِي:" اجْلِسْ " حَتَّى كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى يَدِي (1).

• 1372 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ شَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

1373 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الطُّفَيْلِ

(1) إسناده ضعيف لجهالة ربيعة بن ناجذ، فإنه لم يرو عنه غير أبي صادق الأزدي، قال الذهبي في "الميزان" 2/ 45: لا يكاد يعرف، وعنه أبو صادق بخبر منكر فيه "عليٌّ أخي ووارثي"، وتساهل الحافظ في "التقريب" فقال فيه: ثقة! وأبو صادق الأزدي روى عنه جمع، ووثقه يعقوب بن شيبة وابن حبان، وقال أبو حاتم: مستقيم الحديث، وقال ابن سعد: كان ورعاً مسلماً قليل الحديث يتكلمون فيه.

وأخرجه النسائي في "خصائص علي"(66) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وزاد "أنت أخي وصاحبي ووارثي ووزيري".

الجَذَعة: هي من الإبل ما تَمَّ له أربع سنين، ومن البقر والمعز ما تَمَّ له سنة، قال السندي: والظاهر هاهنا أنها من الإبل.

والفرق: مكيال يسع ستة عشر رِطلاً، وهي اثنا عشر مُداً، أو ثلاثة آصع عند أهل الحجاز.

والغُمَر، بضم الغين وفتح الميم: القدح الصغير.

(2)

إسناده صحيح على شرط الصحيح. أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر: هو ابن محمد بن أبان الجعفي، يعرف بمُشكُدانة، وابن فضيل: هو محمد. وقد تقدم برقم (583).

ص: 466

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:" يَا عَلِيُّ، إِنَّ لَكَ كَنْزًا مِنَ الجَنَّةِ، وَإِنَّكَ ذُو قَرْنَيْهَا، فَلا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّمَا لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ "(1).

1374 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا نَحَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بُدْنَهُ نَحَرَ بِيَدِهِ ثَلاثِينَ، وَأَمَرَنِي فَنَحَرْتُ سَائِرَهَا، وَقَالَ:" اقْسِمْ لُحُومَهَا بَيْنَ النَّاسِ وَجُلُودَهَا وَجِلالَهَا، وَلا تُعْطِيَنَّ جَازِرًا مِنْهَا شَيْئًا "(2).

1375 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ ضَمْرَةَ يَقُولُ:

(1) حسن لغيره.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 326 و 12/ 64 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(340) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن حماد بن سلمة، به. وقد تقدم برقم (1369).

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعنه، بينه وبين ابن أبي نجيح فيه رجل مبهم، فقد رواه أحمد فيما سيأتي في مسند ابن عباس برقم (2359) عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن ابن إسحاق قال: حدثني رجل، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر، عن ابن عباس

فذكر الحديث بعينه. ثم هو مخالف لما في "صحيح مسلم"(1218)(147) وغيره من حديث جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم نحر من هديه ثلاثاً وستين بيده، ئم أعطى علياً فنحر ما غبر، وهي سبع وثلاثون بدنة تكملة المئة.

وأخرجه أبو داود (1764) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد. وقرن بمحمد بن عبيد أخاه يعلى. وانظر ما تقدم برقم (593).

ص: 467

سَأَلْنَا عَلِيًّا عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّهَارِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَا تُطِيقُونَ ذَلِكَ. قَالَ: قُلْنَا: مَنِ اطَاقَ مِنَّا ذَلِكَ. قَالَ: كَانَ إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَاهُنَا عِنْدَ الْعَصْرِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَإِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَاهُنَا عِنْدَ الظُّهْرِ، صَلَّى أَرْبَعًا، وَيُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَقَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا، وَيَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَالنَّبِيِّينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ (1).

• 1376 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ أَبُو الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِذٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " فِيكَ مَثَلٌ مِنْ عِيسَى، أَبْغَضَتْهُ يَهُودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ، وَأَحَبَّتْهُ النَّصَارَى حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتِي لَيْسَ بِهِ ".

ثُمَّ قَالَ: يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلانِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ يُقَرِّظُنِي بِمَا لَيْسَ فِيَّ، وَمُبْغِضٌ يَحْمِلُهُ شَنَآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَنِي (2).

(1) إسناده قوي.

وأخرجه الترمذي (599)، والبزار (673)، وأبو يعلى (318) وابن خزيمة (121) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (650).

(2)

إسناده ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك القرشي.

وأخرجه النسائي في "خصائص علي"(103)، وأبو يعلى (534) من طريقين عن أبي حفص الأبّار، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1004)، والحاكم 3/ 123 من طريقين عن الحكم بن عبد =

ص: 468

• 1377 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو غَيْلانَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنَّ فِيكَ مِنْ عِيسَى مَثَلًا، أَبْغَضَتْهُ يَهُودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ، وَأَحَبَّتْهُ النَّصَارَى حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلِ الَّذِي لَيْسَ بِهِ ".

أَلا وَإِنَّهُ يَهْلِكُ فِيَّ اثْنَانِ: مُحِبٌّ مُطْرٍ يُقَرِّظُنِي بِمَا لَيْسَ فِيَّ، وَمُبْغِضٌ يَحْمِلُهُ شَنَآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَنِي، أَلا إِنِّي لَسْتُ بِنَبِيٍّ، وَلا يُوحَى إِلَيَّ، وَلَكِنِّي أَعْمَلُ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم مَا اسْتَطَعْتُ، فَمَا أَمَرْتُكُمْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ، فَحَقٌّ عَلَيْكُمْ طَاعَتِي فِيمَا أَحْبَبْتُمْ وَكَرِهْتُمْ (1).

= الملك، به. وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: الحكم وهاه ابن معين.

وأخرجه البزار (758) من طريق محمد بن كثير الملائي، عن الحارث، به. واقتصر ابن أبي عاصم والبزار والنسائي على المرفوع فقط. وانظر ما بعده.

قوله: "يُقَرِّظني"، قال السندي: التقريظ- بقاف وراء مهملة وظاء معجمة-: مَدْح الإِنسان وهو حيٌّ بحق أو باطل، والمراد هاهنا: المبالغة في المدح أعم من أن يكون لحي أو ميت.

وبهتوا أمَّه، أي: كذبوا عليها ورموها بما ليس فيها، لعنهم الله.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه. أبو غيلان الشيباني قال العلامة أحمد شاكر في تعليقه على "المسند": كذا في الأصول الثلاثة، ولم أعرف من هو؟ وأخشى أن يكون محرفاً عن "أبو غسان النهدي"؟! وهذا خطأ منه رحمه الله فإن أبا غيلان الشيباني هذا: اسمه سعد بن طالب، روى عنه غيرُ واحد، وأورده البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 63، وابن حبان في "ثقاته " 8/ 283، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 4/ 87 - 88 وقال: سألت أبي عنه فقال: شيخ صالح في حديثه صنعة، وسئل أبو زرعة عنه فقال: لا بأس به، وترجمه الذهبي في "الميزان" 2/ 122 ونقل عن أبي حاتم أنه قال: في حديثه =

ص: 469

• 1378 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ، فَقَالَ: إِنِّي دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ إِلا عَائِشَةُ، فَقَالَ:" يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ، كَيْفَ أَنْتَ وَقَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " قَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنَ المَشْرِقِ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَمِنْهُمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، كَأَنَّ يَدَيْهِ ثَدْيُ حَبَشِيَّةٍ "(1).

• 1379 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابُ السَّفَرِ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَى عَلِيٍّ وَهُوَ يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَشُغِلَ عَنْهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنِّي دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ عَائِشَةُ، فَقَالَ لِي:" كَيْفَ أَنْتَ وَقَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟ " فَقُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. ثُمَّ عَادَ، فَقُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ: " قَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ،

= ضعف! وفات الحافظ ابن حجر أن يترجم له في "تعجيل المنفعة" مع أنه من شرطه.

الشَّنآن: العداوة، وقيل: شدة البغض. ولفظة: "مطرٍ" ليست في النسخ المطبوعة.

(1)

إسناده جيد، رجاله رجال الصحيح غير كليب بن شهاب والد عاصم، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" 7/ 304: إسناده جيد.

وأخرجه بأطول مما هنا ابن أبي عاصم (913)، والبزار (872) و (873)، والنسائي في "خصائص علي"(183)، وأبو يعلى (472) و (482) من طرق عن عاصم بن كليب، بهذا الإِسناد. وانظر ما بعده.

ص: 470

يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْيُ حَبَشِيَّةٍ " أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ هَلِ أَخْبَرْتُكُمِ أَنَّه فِيهِمْ؟

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (1).

• 1380 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ الْوَادِعِيِّ عَنْ عَمْرٍو ذِي مُرٍّ، قَالَ: أَبْصَرْنَا عَلِيًّا رضي الله عنه تَوَضَّأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ - قَالَ: وَأَنَا أَشُكُّ فِي الْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ ثَلاثًا، ذَكَرَهَا أَمْ لَا؟ - وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَيَدَيْهِ ثَلاثًا، كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ؛ قَالَ أَحَدُهُمَا: ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً فَمَسَحَ بِهَا رَأْسَهُ، ثُمَّ قَامَ قَائِمًا، فَشَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ (2).

(1) إسناده جيد. إسماعيل أبو معمر: هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي. وانظر ما قبله.

(2)

حسن لغيره، وإسناده ضعيف لضعف سفيان بن وكيع وقد توبع، وعمرو ذو مُرّ مجهول وتابعه هنا أبو حية الوادعي. وانظر رقم (971).

ص: 471